هذا النص سيستخدم أساسا لجميع النصوص عن هذا الحدث لأكثر من مئة سنة: ففي عددنا الأخير (ز هو يعود إلى مقال في مجلة العالم الماسوني، العام 1865، ص228) و بخصوص فكاهة أطلقتها صحيفة فرنسة La gazette de France ذكرنا أن الأخ عبد القادر قد انتسب في الاسكندرية (مصر) إلى " محفل هنري الرابع" شرق باريس. إنما "محفل الأهرام" تمّ انتسابه بتاريخ 18 حيزران ـ جوان 1864. لكن ما جهلته أو تظاهرت بجهله صحيفة فرنسة، التي تتهمنا بأننا أعداء المذهب الكاثوليكي، رغم احترامنا الأديان و المذاهب، هو أن الأمير الشهير، المتشيّع المتحمس للقرآن، كما وصفته الصحيفة، قد قُبل في الماسونية عقب تصرفه الرائع خلال مذابح سورية حيث أنقذ اثني عشر ألف و خمسمئة مسيحي من أيدي المتعصبين؛ و أن مؤسستنا لم تحرص على اعتباره من أتباعها إلا لأنه ظهر وسط هذه المشاهد من المجازر و الدماء، و هو من سلالة الرسول صلى الله عليه و سلم، ليس كممثل متزمت لشيعة و إنما كنصير لمبادئ الأخلاق المستقلة عن كل فكرة فوق الطبيعة، و هذا ما هو، بالاستباق عمل ماسوني رئيس.
نتذكر أيضا القدرة التي أبداها عبد القادر أمام هذه الجمهور الهائج في [أحداث دمشق]، و كيف نقلت المجلات الماسونية تلك المواقف و كررتها عبر سردٍ تعظيمي في مجلاتها كلمة كلمة في نحو عشر مقالات ظهرت، و عبر الصورة التي يرسمها الماسونيون للأمير، و عبر المهمة التي سيقترحها الفرنسيون و الماسونيون عليه حيث سينتهزون بادرة عبد القادر لنشر مبادئهم.
و هذه كلمة قالها خطيب " محفل هنري الرابع ": ((و قد تأثرت الماسونية بدورها أمام هذا التصرف الذي يتماشى مع مبادئها و هدف إنشائها فقرَّر "محفل هنري الرابع"، إلى جانب آخرين، أن يوجِّه رسالة تهنئة إلى الأمير مع حلية كرمز تقدير))
[و لم يتأخر جواب الأمير أبداً و كان يحوي طلبًا صريحاً بالمسارَّة [الانضمام].و أدرك " محفل هنري الرابع" أهمية هذه المسارّة لمستقبل الماسونية في الشرق، فاستقبل الطلب بمبادرة عاجلة، و اهتم مباشرة بالسعي إلى تأمين وسائل تحقيقه. و كتبت رسالة أخرى إلى الأمير لاطلاعه على شروط المسارّة، و على الأسئلة التي يجب عليها. و قد أجاب بالطريقة الأكثر صراحة و وضوحا، بشكل أرضى " المحفل " الذي كلَّف الأخ فنيز Vennez و هو آنذاك المحترم صاحب " الرتبة الأولى " فيه أن يتفاهم مع " المشرق الأكبر " في فرنسة حول الطريقة التي يمكن إجراء هذه المسارّة فيها نظرا للعقبة الكبرى الناتجة عن غياب العضو المُستقبَل.
و رغب صاحب السمو الأمير "لوسيان مورا" أن يحقق للماسونية هذا الكسب المجيد فأعلن استعداده بكل طيبة خاطر لإجراء كل التسهيلات الممكنة لتحقيقه .. ]
و عند رفع المرشال " مانيان" Magnan إلى رتبة " الأستاذية الكبرى"، أراد المحفل متابعة مشروعه لضم الأمير عبد القادر إلى الماسونية، مع أن " محفل أهرمات مصر " بالاسكندرية لم يقطع اتصاله بعبد القادر بتشجيع من " محفل هنري الرابع" و تابع المساعي مع الأمير الموجود آنذاك في مكة أو المدينة.
(مميز و في جوان 1864 تم رسميا إجراء المسارّة مع الأمير و تنسيبه في الدرجة الأولى من محفل "أهرامات مصر".)
قال (مميز " نيكولو " Nicoullau خطيب محفل "الأهرامات")، شرق الاسكندرية (مصر) معبرا عن بهجته بانضمام الأمير عبد القادر: [إن أعجوبة الأخوة التي تمت اليوم يجب أن تعطي ثمارها! (مميز فالسيف الماسوني الذي عهدنا به إلى يدي أخينا الحبيب عبد القادر لن يكون أقل بريقا من سيف المحارب)؛ و يبدو لي أنني على ضوء نجمنا، و خلف شمسنا، نهارا جديدا يبزغ من أجل الشرق].
و أقيمت أيضا احتفالات متنوعة بمسارّة عبد القادر في الاسكندرية و باريس، و هذا مقطع من كلام خطيب " محفل هنري الرابع " بباريس حيث قال: [باعطائنا لمسارّة الأخ عبد القادر مثل هذا الدويّ، يجب أن نعلن هنا، قبل كل شيء، أننا لا نمجد أبدا الأمير وحده، أيا كانت فضائله و استحقاقاته التي يسرنا جميعا الاعتراف بها؛ فنحن كثيروا التشرب لمبدأ الماسونية الكبير الكافي الشافي ... و الماسونية، و هي تجمُّعُ رجال أحرار مستقيمين، أصدقاء للفضيلة و الإنسانية، تؤكد استحقاق الرجال بحيث تريد جيدا دعوتهم للمساهمة في عملها بمنحهم المسارّة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رأيناه في المسارّة التي كرّسناها اليوم بعد أن تابعنا طويلا اكتمالها، هو انغراز الماسونية في مهد الجهل و التعصب، إنه علَم التسامح يسلّم لأيد محترمة، و يُعهد به إلى ذراع أثبتت جدارتها، و رفعته، و الأمنية الأثيرة لدينا أن يرفع فوق أعلى مآذن المساجد مقابل راية الرسول.
يعتبر الأمير الماسوني، بالنسبة لنا الإسفين المنغرز في صخرة البربرية، إنه الفأس الموضوعة على جذر شجرة سم الجهل ذات الثمار المميتة، و الموجّهة لاقتلاعها في زمن قريب. و يمكن تقدير نتائج هذه المسارّة عندما نسمع إجابات الأمير على الأسئلة التي وجّهت إليه من قبلنا عن هذا الموضوع من جهة ..
و إذا كنا قد تحدثنا عن الطاقة التي تميز الأمير، و التي نعتمد عليها لنجاح مهمتنا التي غدت من الآن فصاعدا مهمته، فلأننا نعلم كم ستكون هذه الطاقة ضرورية أمام المقاومات التي لن تتأخر في إبدائها المعتقدات الباطلة المستندة إلى تقاليد بربرية ... و سنعمل من أجل مساعدته على تامين مراسلات منتظمة و مستمرة معه، نطلعه خلالها على أعمالنا، و بقدر الإمكان على سير الماسونية في العالم و إذا تلطف " مهندس الكون الأعظم بدعم جهوده و جهودنا، فسنرى أخيرا الشرق ينفض أكفانه، و يخرج كما " أليعازر " من قبره، و يولد من جديد مليئا بالحيوية من أجل الحياة الأخلاقية و الحضارة. هو ذا السبب، أيها الأخوة الزائرون الأعزاء، هو ذا لماذا وجد محفل " هنري الرابع "، أن من واجبه الاحتفال بهذه المسارّة كحدث واعد بمستقبل زاهر للماسونية ... ]] انتهى النقل
قلت: مع العلم أن " المعلم الأكبر الأقليمي " للماسونية كان يُعارض قبول المسلمين!!!
هذا ما وصلت إليه يدي من وثائق في هذه العجالة، و سأتناول هذا الموضوع في المرة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ بتفصيل أخرى دونَّها من بحثوا في الموضوع و اهتموا به؛ تجلي حقيقة تاريخ الأمير عبد القادر و ماسونيته المستورة!
و لا يغيب عنا دوره في جمع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية و طلبته بالأثمان الغالية، و تجميعها ثم حرقها في دمشق بمؤازة كل من يهمه إتلاف تراث أهل السنة و الجماعة! و هذا الفعل قد اشتهر عنه عند علماء الشام السلفيين، و عنهم ذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في أحد مجالسه!
و الله أعلم، و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم
(كتبه
أبوعبدالله همَّام بن محمد الجزائري
ـعفا الله تعالى عنه بمنه و كرمه ـ
الجزائر: الأحد 28صفر 1425هـ) شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد القادر الجزائري]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليم كنت عابر فشدني ماكتبة لذب عن هذا الرجل في زمن قل فيه الرجال واعرف اني لن اوافيه كل ما يستحق ,اما تحاملك عليا الان فاذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ,واما قولك من انت؟ فانا انسان مسلم عاقل شملتني وكرمنا بني ادم.واما انت فمتحامل على الرجل وعلى الجزائر عنوانك تهمة للجزائر ليس للامير فقط ,فهل عمية مذاهب سجعك الا من هذا العنوان ,واما ما ذكر من الاخ لم اكن متعصب انما الحق ونصرة الرجال. وما ذكرفي المقال ففيه خلط وقلة فقه ودين وتناقض بين , واسمع مني اجابة عن ما ذكرةبخصوص الاستشهاد بمراجع غير اسلامية والكتاب العلمنيين والمسيحيين معدودين مما ذكرة.ثم باقي ما ذكرة سرد وحكاية,
- استشهادك عن الغرب والمستشرقين والمسحيين الذين اعتقد انك تحسبهم منا ,هاهو 1 - ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول .. رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد.
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة .. هذا ما ذكرة , وتذكر قولك و هناك نص ماسوني موثق .. فيا فقها الاسلام هل ياخذ بهذا في تكفير الرجل واحلال دمه؟ وهل تاخذ شهادته؟ وهل هي معتبرة؟
-2 وهذا ما ذكرة ... يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية:
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه، فأحبها وأحب أهلها، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
- واعود واقول يا فقهاء الاسلام هل ياخذ بقول هذا وشهادته؟
3 - وهذا هل ناخذ بقوله في تكفير الامير؟ يافقهاء الاسلام وكفره؟ يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200:
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم)).
- وذكراخر من من نصر حكاية كان يامكان هذا .. - كتب (برونو إتيين) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري "، أثبت فيه: ...... الخ
- اتقي الله وتادب باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ,وخاصة مع الرجال ,وهذه التهمة تهم بها كثير من علماء الاسلام ,ولا اذكر من ذكرة ,الالباني والحركة الوهابية والملك السعودي الاول وغيرهم من الزعماء والعلماء ,لكن هناك ميزان وهو الفقه
توزن به مثل هذه الاشياء لا بحكايات كان وقصص القصاص وشهادة من لا تصح شهادته.والله من وراء القصد ... والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 01:30]ـ
-- ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول .. رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد.
الدكتور انطوان عاصي
............................
-2 وهذا ما ذكرة ... يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية ............
الاخ عبدالقادر
هذا نص عبارتي:
(هات لي مصدرا واحدا ذكرته عن الغرب أ و المستشرقين.)
سبحان الله و هل هذان مستشرقان؟
أو غربيان؟؟؟
---------
أما كلامك عن الأدب فلعلك ترجع الى مشاركتك الاولى ـ للأسف ـ التي استفتحت فيها دخولك في هذا الملتقى الراقي لتقرأ نص ما كتبتَه بقلمك، ممَّا لم يتَّسِم بمسكة من أدب أو عفَّة لسان ..
------------------
و أما قولك عن العنوان أن به استهداف للجزائريين فالحمدلله الذي ردَّ كيدك إلى هذا.
و قد نقلتُ لك مقالاً لبعض الفضلاء الجزائريين المنصفين في شأن ذلك الماسوني.
فإن كنت صادقاً في ردِّك هذا و طالباً للحقِّ فأمِّن على هذا الدعاء في هذه الأيام الفاضلة، ولن أؤّمِّن حتى تفعل:اللهم احشر عبدك المسمَّى
أو المتلقِّب في هذا المنتدى بعبدالقادر الجزائري
عن يمين الامير عبدالقادر الجزائري،
و عن يسار ابن عربي الحاتمي الصوفي
ـ[عبد القادر الجزائري]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 01:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليم كنت عابر فشدني ماكتبة لذب عن هذا الرجل في زمن قل فيه الرجال واعرف اني لن اوافيه كل ما يستحق ,اما تحاملك عليا الان فاذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ,واما قولك من انت؟ فانا انسان مسلم عاقل شملتني وكرمنا بني ادم.واما انت فمتحامل على الرجل وعلى الجزائر عنوانك تهمة للجزائر ليس للامير فقط ,فهل عمية مذاهب سجعك الا من هذا العنوان ,واما ما ذكر من الاخ لم اكن متعصب انما الحق ونصرة الرجال. وما ذكرفي المقال ففيه خلط وقلة فقه ودين وتناقض بين , واسمع مني اجابة عن ما ذكرةبخصوص الاستشهاد بمراجع غير اسلامية والكتاب العلمنيين والمسيحيين معدودين مما ذكرة.ثم باقي ما ذكرة سرد وحكاية,
- استشهادك عن الغرب والمستشرقين والمسحيين الذين اعتقد انك تحسبهم منا ,هاهو 1 - ماذكرته من الاستشهاد بهذا الماسوني كما تقول .. رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد.
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة .. هذا ما ذكرة , وتذكر قولك و هناك نص ماسوني موثق .. فيا فقها الاسلام هل ياخذ بهذا في تكفير الرجل واحلال دمه؟ وهل تاخذ شهادته؟ وهل هي معتبرة؟
-2 وهذا ما ذكرة ... يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية:
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه، فأحبها وأحب أهلها، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
- واعود واقول يا فقهاء الاسلام هل ياخذ بقول هذا وشهادته؟
3 - وهذا هل ناخذ بقوله في تكفير الامير؟ يافقهاء الاسلام وكفره؟ يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200:
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم)).
- وذكراخر من من نصر حكاية كان يامكان هذا .. - كتب (برونو إتيين) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري "، أثبت فيه: ...... الخ
- اتقي الله وتادب باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ,وخاصة مع الرجال ,وهذه التهمة تهم بها كثير من علماء الاسلام ,ولا اذكر من ذكرة ,الالباني والحركة الوهابية والملك السعودي الاول وغيرهم من الزعماء والعلماء ,لكن هناك ميزان وهو الفقه
توزن به مثل هذه الاشياء لا بحكايات كان وقصص القصاص وشهادة من لا تصح شهادته.والله من وراء القصد ... والسلام عليكم
ـ[عبد القادر الجزائري]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 01:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بعثة بردي الان وجزته ايدي مخابراة المنتدا حتى طالعه صاحبنا صاحب الدعاء اجاب الله دعائك حشرني الله معهم وفي زمرة الصوفية واهل الاسلام ,ولن ارد ثاني ومهما ردية فمع مثلك لا يجدي , والسلام
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:11]ـ
اللهم آمين يارب العالمين.
في هذا الشهر الكريم.
ـ[عبد القادر الجزائري]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 04:09]ـ
-محي الدين ابن عربي ا لشيخ الاكبر والكبرية الاحمر -
- عقيدة الشيخ - ماخوذا من الفتحات المكية وكتاب الوصايا-هذا دين الرجل -علما ان الفتحات اخر ما كتب
- من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد - محي الدين ابن عربي
فيا إخوتي و إحبائي رضي الله عنكم، أشهدكم عيد ضعيف مسكين فقير إلي الله تعالي في كل لحظة و طرفة, أشهدكم علي نفسه بعد أن أشهد الله تعالي و ملائكته, و من حضره من المؤمنين و سمعه أنه يشهد قولا و عقدا, أن الله تعالي إله واحد، لا ثاني له و ألوهيته منزه عن الصاحبة و الولد، مالك لا شريك له ملك لا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده, بل كل موجود سواء مفتقر إليه تعالي في وجوده فالعالم كله موجود به، و هو وحده متصف بالوجود لنفسه، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان و لا بعرض فيستحيل اليه البقاء و لا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدس عن الجهات و الأقطار, مرئي بالقلوب و الأبصار, اذا شاء استوي على عرشه كما قاله و على المعني الذي اراده كما ان العرش و ما سواه به استوي, وله الآخرة الأولي، ليس له مثل معقول و لا دلت عليه العقول, لا يحده زمان و لا يقله مكان بل كان و لا مكان و هو على ما عليه كان, خلق المتمكن و المكان و أنشأ الزمان و قال: أنا الواحد الحيي لا يؤوده حفظ المخلوقات و لا ترجع اليه صفة كم يكن عليها من صنعة المصنوعات, تعالى ان تحله الحوادث أو يحلها أو تكون بعده أو يكون قبلها بل يقال كان و لا شيء معه فإن الله قبل و البعد من صيغ الزمان الذي أبدعه فهو القيوم الذي لا ينام و القهار الذي لا يرام ليس كمثله شيء.
صفة الخلق
خلق العرش و جعله حد الاستوي و أنشأ الكرسي و أوسعه الأرض و السماوات العلى، اخترع اللوح و القلم الأعلى و أجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلي يوم الفصل و القضاء، أبدع العالم كله علي غير مثال سبق و خلق الخلق و أخلق الذي خلق أنزل الأرواح في الأشباح أمناء و جعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء و سخر لنا ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه فلا تتحرك ذرة الا اليه و عنه خلق الكل من غير حاجة اليه و لا موجب أوجب ذلك عليه لكن علمه سبق بأن يخلق ما خلق
صفة العلم
فهو الأول و الآخر والظاهر و الباطن و هو على كل شيء قدير أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا يعلم السر و أخفى يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور كيف لا يعلم شيئا و هو خلقه (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير) علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها فلم يزل عالما بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء، بعلمه أتقن الأشياء و أحكمها و به حكم عليها من شاء و حكمها علم الكليات على الأطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح و اتفاق، فهو عالم الغيب و الشهادة فتعالي الله عما يشركون.
صفة الإرادة
فعال لما يريد فهو المريد الكائنات في عالم الأرض و السماوات لم تتعلق قدرته بشيء حتى أراده كما أنه لم يرده حتى علمه، إذ في العقل أن يريد ما لا يعلم, أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها فما في الوجود طاعة و لا عصيان و لا ربح و لا خسران و لا عبد و لا حر و لا برد و لا حر و لا حياة و لا موت و لا حصول و لا فوت و لا نهار و لا ليل و لا اعتدال و لا ميل و لا بر و لا بحر و لا شفع و لا وتر و لا جوهر و لا عرض و لا صحة و لا مرض و لا فرح و لا ترح و لا روح و لا شبح و لا ظلام و لا ضياء و لا أرض و لا سماء و لا تركيب و لا تحليل و لا كثير و لا قليل و لا عداة و لا أصيل و لا بياض و لا سواد و لا رقاد و لا سهاد و لا ظاهر و لا باطن و لا متحرك و لا ساكن و لا يابس و لا رطب و لا قشر و لا
(يُتْبَعُ)
(/)
لب و لا شيء من هذه النسب المتضادات منها و المختلفات و المتماثلات الا و هو مراد للحق تعالى. و كيف لا يكون مرادا له و هو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد لا راد لأمره و لا معقب لحكمه يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء و يغر من يشاء و يذل من يشاء و يضل من يشاء و يهدي من يشاء، ما شاء كان و ما لم يشاء أن يكون لم يكن لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده و أرادوه عندما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه و لا استطاعوا على ذلك و لا أقدرهم عليه فالكفر و الإيمان و الطاعة و العصيان من مشيئته و حكمه وإرادته و لم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا و العالم معدوم غير موجود و إن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر و لا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر و التدبر على ما جهل جل و علا عن ذلك عل أوجده عن العلم السابق و تعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان و مكان أكوان و ألوان فلا مريد في الوجود علي الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه (و ما تشاءون الا أن يشاء الله) سورة الإنسان
صفه السمع
و أنه سبحانه كما علم فأحكم و اراد فخصص و قدر فأوجد كذلك سمع و رأى ما تحرك و سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل و الأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب و لا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس و صوت المماسة الخفية عند اللمس و يري السواد في الظلماء و الماء في الماء لا يحجبه الامتزاج و لا الظلمات و لا النور و هو السميع البصير.
صفة الكلام
تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم و لا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه و إرادته و قدرته كلم به موسى عليه السلام سماه التنزيل و الزبور و التوراة و الإنجيل من غير حروف و لا أصوات و لا نغم و لا لغات بل هو خالق الأصوات و الحروف و اللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة و لا لسان كما أن سمعه من غير أصمخة و لا أذان كما أن بصره من غير حدقة و لا أجفان كما أن إرادته في غير قلب و لا جنان كما أن علمه من غير اضطرار و لا نظر في برهان كما أن حياته من غير بخار بجويف القلب حدث عن امتزاج الأركان كما أن ذاته لا تقبل الزيادة و النقصان
التنزيه
فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الأحسان جسيم الإمتنان كل ما سواه فهو في وجوده فائض، و فضله و عدله الباسط له و القابض، أكمل صنع العالم و أبدعه حين أوجده و إخترعه لا شريك له في ملكه و لا مدبر معه في ملك غيره فينسب إلي الجور و الحيف و لا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك و الخوف كل ما سواه تحت سلطان قهره و متصرف عن إرادته
أمره
و أمره فهو الملهم نفوس المكلفين التقوي و الفجور و هو المتجاوز عن سيئات من شاء، و ألآخذ بها من شاء هنا و في يوم النشور لا يحكم عدله في فضله و لا فضله في عدله أخرج العالم قبضتين و أوجد لهم منزلتين فقال هؤلاء للجنه و لا أبالي و هؤلاء للنار و لا أبالي و لم يعترض عليه معترض هناك، اذ لا موجود كان ثم سواه فالكل تحت تصريف أسمائه فقبضة تحت أسماء بلائه و قبضة تحت أسماء الآئه و لو أراد ستحانه أن يكون العام كله سعيدا لكان أو شقيا لما كان من ذلك في شأن لكنه سبحانه لم يرد فكان كما أراد فمنهم الشقي و السعيد هنا و في يوم المعاد فلا سبيل إلى تبديل ما حكم عليه القديم و قد قال تعالى في الصلاة هي خمس و هي خمسون (ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد) سورة ق: 29 لتصرفي في ملكي و إنفاذ مشيئتي في ملكي و ذلك لحقيقة عميت عنها الأبصار و البصائر و لم تعثر عليها الأفكار و لا الضمائر إلا بوهب، الا هي وجود رحماني لمن اعتني الله به من عباده و سبق له ذلك بحضرة أشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهة أعطت هذا التقسيم و أنه من رقائق القديم فسبحان من لا فاعل سواه و لا موجود لنفسه الا إياه (و الله خلقكم و ما تعملون) سورة الصافات: 96 و (لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون) سورة الأنبياء: 23 (فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) سورة الأنعام: 149
الشهادة الثانية
(يُتْبَعُ)
(/)
و كما أشهدت الله و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهده سبحانه و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه و اختاره و اجتباه من وجوده ذلك سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا فبلغ صلي الله عليه و سلم ما أنزل من ربه إليه و أدي أمانته و نصح أمته و وقف في حجة و داعه على كل من حضر من أتباعه فخطب و ذكر و خوف و حذر و بشر و أنذر و وعد و أوعد و أمطر و أرعد و ما خص بذلك التذكير أحدا من أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال (الا هل بلغت) فقالوا بلغت يارسول الله فقال صلي الله عليه و سلم اللهم اشهد و اني مؤمن بكل ما جاء به صلي الله عليه وسلم مما علمت و ما لا أعلم فمما جاء به فقرر أن الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيمانا لا ريب فيه و لا شك كما آمنت و أقررت أن سؤال فتاني القبر حق و عذاب القبر حق و بعث الأجساد من القبور حق و العرض على الله تعالي حق و الحوض حق و الميزان حق و تطاير الصحف حق و الصراط حق و الجنة حق و النار حق و فريقا في الجنة و فريقا في النارحق و كرب ذلك اليوم حق على طائفة و طائفة أخري لا يحزنهم الفزع الأكبر وشفاعة الملائكة و النبين و المؤمنين و إخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من النار من شاء حق و جماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة و الامتنان حق و التأيد للمؤمنين و الموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق و التأبيد لأهل النار في النار حق و كل ما جاءت به الكتب و الرسل من عند الله علم أو جهل حق. فهذه شهادتى علي نفسى أمانة عند كل وصلت إليه أن يؤديها إذا سئلها حيثما كان نفعنا الله و إياكم بهذا الإيمان و ثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان و أحلنا منها دار الكرامة و الرضوان و حال بيننا و بين دار سرابيلها من القطران و جعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان و ممن انقلب من الحوض و هو ريان و ثقل له ميزان و ثبتت له علي الصراط قدمان إنه المنعم المحسان, فالحمد الله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هداناالله لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
- من حكمه واقواله ...
-من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد-
الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا حكم له، و من لا معرفة له لا علم له1
"فإذا سمعت احدا من أهل الله يقول أو ينقل إليك عنه أنه قال الولاية أعلى من النبوة، فليس يريد ذلك القائل الا ما ذكرناه. أو يقول ان الولي فوق النبي و الرسول فأنه يعني بذلك في شخص واحد وهو أن الرسول من حيث أنه ولي أتم منه من حيث أنه نبي و رسول لا أن الولي التابع له أعلي منه فإن التابع لا يدرك المتبوع أبدا فيما هو تابع له فيه إذ لو أدركه لم يكن تابعا فافهم"2
لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم و لا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب و إن كانوا غير عارفين و علي غير بصيرة بذلك يحكمون بالظنون3
-قول ابن تيمية فيه وادبه رحمه الله ... مجموع الفتاوى ج2ص143 (ابن عربى صاحب فصوص الحكم وهى مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الاسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذى يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه.)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Oct-2007, مساء 12:58]ـ
الأستاذ (عبد القادر الجزائري) أوردت كلامَ ابنِ عربي وعقيدته وفيها الكثير مما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، من ذلك نفي الجهة، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} (الأعراف/54) (7/ 219 - دار عالم الكتب):
((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) أ. هـ
وغير ذلك، ثم عقبت على عقيدة ابن عربي بما نقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وفيه التصريح بأن مقالة ابن عربي المتعلقة بوحدة الوجود كفر، كل ما في الأمر أن شيخ الإسلام بين أنها أقرب إلى الإسلام من مقالة غيره، لكنه حكم عليها بأنها كفر.
فهل توافق على ما قاله شيخ الإسلام من أن مقالة ابن عربي في هذه المسألة كفر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية؟!
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 10:25]ـ
الموضوع أكبر ممن يخوض فيه، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه ... ناس تصنع التاريخ، وآخرون لا يجيدون إلا فن الذبح وهم جالسون على الأرائك ... أين وضعت {فاعتبروا}؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 01:10]ـ
الأخ الكريم خلدون الجزائري: بارك الله فيك، اقرأ جيداً ما جاء في المقال من حقائق علمية و تاريخية ...
و اترك جانباً التعصب للوطن و لأبناء الوطن ...
أسأل الله لي و لك التوفيق و السداد ...
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 01:45]ـ
الموضوع أكبر ممن يخوض فيه، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه ... ناس تصنع التاريخ، وآخرون لا يجيدون إلا فن الذبح وهم جالسون على الأرائك ... أين وضعت {فاعتبروا}؟
أخي الكريم لا يجوز هذا الكلام، والموضوع يرج فيه بعلم أو يترك، ولا يجوز تنقص إخوانك، فممن شارك في الموضوع من نحسبهم أهل علم وأخلاق ومعرفة، نسأل الله لنا ولك الوقوف على الحق وتقبله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 08:16]ـ
الاخ خلدون الجزائري.
هداه الله.
أقدِّر مشاركتك.
و ليتك تعمد الى النقاش العلمي.
دون العصبية للآباء و الأجداد.
و دعك من صاحب المقال
و القرَّاء هم الحكم.
و لا يستخفنَّك كائنٌ من كان.
أمَّا مجرد التهويش فيحسنه كل أحد.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 06:20]ـ
للرفع ... لتجدد الحديث عن الأمير عبدالقادر الجزائري ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=14559)..... و لفضح المدافعين عنه ممن لا يحسنون كتابة سطرين باللغة العربية ..
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام ...
مرحبا بالنقد العلمي البناء المرتكز على أصول التحقيق العلمي
أما رمي الناس بالتهم
ثم البحث عن أدلة لها
فهذا يحسنه كل الناس ...
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 10:01]ـ
أما رمي الناس بالتهم
ثم البحث عن أدلة لها
فهذا يحسنه كل الناس ...
أخي " أبو شهاب " ... هل قرأت الموضوع أصلا؟!
ـ[المغراوي الادريسي]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 08:06]ـ
فك الشفرة الجزائرية
و فتح الأيقونة الباريسية
الأمير عبدالقادر الجزائري:
نسبه ومولده:
هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، حيث يصلُ نسبه بالإمام الحسين بن علي، يقول الأمير عبدالقادر عن سلسلة نسبه:
(إنني عبد القادر ابن محي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس ابن أدريس ابن عبدالله (المحض) أبن الحسن (المثنى) أبن الحسن (السبط) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب عم الرسول.
كان أجدادنا يقطنون المدينة المنورة وأول من هاجر إليها هو أدريس الأكبر الذي أصبح فيما بعد سلطانا على المغرب وهو الذي بنى (فاس) وبعد أن كثر نسله توزعت ذريته ومنذ عهد جدي فقط قدمت عائلتنا لتستقر في "أغريس" قريبا من "معسكر")
(انظر:"الأمير عبد القادر" – سلسلة الفن والثقافة – وزارة الإعلام والثقافة الجزائرية – الجزائر / ص 1974).
إلاَّ أن فريبه الأمير محمد أورد سلسلة أخرى تختلف كلياً في كتابه:" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر "، ممَّا يُضعف الثقة في هذه النسبة الشريفة، لا سيما إذا عرفنا أ ن النسبة الشريفة من شروط الوصول الى مرتبة القطبية عند المتصوفة، كما أننا إذا علمنا أيضاً أن الصوفية يجوِّزون الاكتساب الروحاني للنسبة الشريفة تقلُّ الثقة عندنا بتلك السلاسل النسبية المسبوكة.
ولد الأمير عبدالقادر في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" أو الجزائر.
ثم انتقل والده الذي كان شيخ الطريقة القادرية في وقته إلى لمدينة "وهران"، و اثر اصطدام مع الوالي العثماني أمر الوالي بتحديد إقامة محيي الدين في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
رحلة محيي الدين الجزائري و ابنه عبدالقادر:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الإذن للشيخ محيي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، على طريقة رحلات الصوفية و ما فيها من الوقوف على الآثار والأولياء، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة".
الاحتلال الفرنسي:
ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني"
شيخ الطريقة القادرية في وقته، و والد الأمير عبدالقادر،وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة إلاَّ أنَّه قبل قيادة الجهاد.
فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد.
ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
ثقافته العالية:
لقد كان الأمير عبدالقادر ذا ثقافة علمية واسعة، فقد كان أبوه الشيخ محيي الدين يُعِدُّه لمشيخة الطريقة القادرية من بعده، وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن.
صفاته الشخصية:
كان الأمير بتمتع بمؤهلات نادرة من حدة الذكاء و سرعة التعلم و بهما مع الرحلة و دقة المشاهدة اكتسب الأميركثيرا من الصفات كالخبرة العسكرية في ميدان القتال، وحسن التصرف، و الإفادة من الظروف المواتية، مع ما استفاده من العلوم و الثقافة الشرعية التي شابتها شائبة التصوف، وكان قوي الجسم صلب العود، ذا هيئة حسنة، و ممَّا يُؤخذ على الأمير حبه للمال و السلطة الذين يخلطهما بحب العفو و المسامحة في أحيان كثيرة.
دولة الأمير عبد القادر و عاصمته المتنقلة:
وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة آنذاك سميت الزمالة، كما قام بضرب عملته الخاصة.
تنظيم الدولة:
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين كانوا يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي اضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى.
نهاية الحركة القادرية:
بدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ سارع لتجميع مؤيديه من القبائل، و كان ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فقد يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار".
واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الإستطلاع الفرنسي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة.
الأمير في الأسر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق خمس سنوات، متنقلاً بين سجون مختلفة بما فيها قصر أمبواز، و قد توفي خمسة و عشرين من أقاربه الذين كانوا معه خلال ذلك الوقت جراء البرد و الجوع.وبعد أسابيع من تولي نابليون الثالث بعث إليه الأمير برسالة في 23 ديسمبر 1848 مذكرا له بوعد فرنسا، وسجن الإنجليز لنابليون الأول، وسجنه هو نفسه (نابليون الثالث) بأمر لوي فيليب، و طالبا الاستجابة لرغبته في الذهاب إلى مصر أو سورية.
وفي عام 1852م استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ثم اقترح نابليون الثالث على الأمير أن يترأس الإمبراطورية العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني.
ورحل الأمير عبدالقادر إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية، وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية.
و توقف في استانبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم في المدرسة الحقيقية، وأخيراً في المسجد الأموي.
التحول الكبير في حياة الأمير:
لم تُحيِّرني شخصية مثل شخصية الأمير عبدالقادر الجزائري، فهذا الأسد الهزبر و الفارس الضرغام نجده يتحول بعد مجيئه من فرنسا إلى خادم مطيع و مريد متحمس للدولة الفرنسية و إلى كل ما يمت إلى الفرنسين بِصِلة، فما الذي حصل للأمير فأدَّى به إلى كل ذلك التغيير.
في اعتقادي أن الأمير عبدالقادر قد تعرض خلال نشأته و مراحل حياته لعدَّة تأثيرات متغايرة بعضها استصحبها من ذاكرته خلال مراحل نشأته المبكرة، و بعضها خلال وجوده في فرنسا، و أثناء سلسلة النقاشات التي كانت تدور بينه وبين وجهاء فرنسا، والشبهات التي كان يوردها عليه كبار المستشرقين، لا سيما أن الفرنسيين كانوا قد حضَّروا لذلك الدرس بكل عناية، إذ كانوا قد تعرفوا على الشخصية الشرقية جيداًُ من خلال الحملة الفرنسية على مصر، لا سيما طريقة التخاطب والتعامل مع مشائخ الطرق الصوفية، مِمَّا قلب كيان الرجل، و غيَّره كل ذلك التغيير و أثر به أيَّ تأثير.
الأمر الأول: أن الأمير كان ذا ثقافة و اطلاع واسعين
و لديه قابلية عجيبة لقبول الآخر مهما بلغ ذلك الآخر من عدائه له بشرط أن يتحد معه في حوار يتخذ الطابع العلمي، و لا يخفى مقدرة الغربيين على قلب الأمور، و ادعاء النزاهة ممَّا قد يؤثر حتى على ذوي العقول الراجحة، ومما حفِظ عن الأمير خلال تلك الحوارات قوله:" لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم"، ولعلَّ هذه الجملة كانت هي البروتوكول الذي انتهجه فيما بعد الأمير و التزم به كل الالتزام.
الأمر الثاني: ذلكم البغض الكبير للدولة العثمانية
الذي اكتنفه خلال نشأته، وبعد اخراج الوالي العثماني لأبيه من قريته الى الحجاز، و ما صاحب ذلك من التغرُّب.
وكذلك كون الدولة العثمانية قد تخَّلت عن الجزائر أثناء الحملة الاستعمارية الفرنسية الجائرة عليه، و لم تحرك ساكناً، بل سرعان ما فرَّ الوالي العثماني، تاركاً البلاد و من عليها في حيص بيص، و لا ريب أن العثمانيين كانوا خلال ذلك يتلقون الضربات الخارجية و الداخلية الضربة تلو الأخرى، مما شغلهم عن الدفاع عن بلدان الثغور و الأطراف الاسلامية.
و لذلك فقد كان موقف الأمير عبد القادر من الخلافة العثمانية حين كان في بلده الجزائر موقفاً انفصالياً، فمن الملفت للنظر أن الأمير عبد القادر الذي تولى زعامة المقاومة الشعبية المسلحة في غرب ووسط الجزائر قد تبنى و منذ توليه الإمارة سنة 1832م عَلَما مغايرا للعَلَم الجزائري التابع للدولة العثمانية قبل دخول الفرنسيين الجزائر، إذ اختفى اللون الأحمر كلية و عُوض بالأخضر و رُسمت على رايته يدٌ مبسوطة أحيطت في شكل نصف دائري بالعبارات التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
"نصر من الله وفتح قريب". ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين
.أما توزيع الألوان على هذا العلم فقد كان على النحو التالي:
أعلاه و أسفله كانا أخضرين، و أما وسطه فكان ابيضا.
و لم يكن ظهور هذا العلم بمحض الصدفة في هذه الفترة بل كان يرمز إلى استقلال سياسي عن الدولة العثمانية، فكانت بذلك من أوائل الحركات الانفصالية التجزيئية التي أعلنت الخروج على الخلافة الاسلامية العثمانية.
و قد عاد الأمير ليكمل ذلك الدور في بلاد الشام، فقد كانت الجمعية الماسونية قد أخذت على عاتقها محاربة الخلافة العثمانية لكونها كانت تقف سدا منيعا أمام الأطماع العالمية في العالم العربي و الاسلامي، ولذلك فقد حاولت الجمعية آنذاك بتدبيرٍ من الأمير عبد القادر الجزائري رئيس المحفل السوري الماسوني آنذاك اغتيال متصرف جبل لبنان العثماني للإستقلال عن الدولة العثمانية.
الأمر الثالث = نشأته الصوفية:
إذ أن الأمير تربَّى في بيئة صوفية، بل قد نشأ على تقديس يصل إلى حد الجنون لشخصية ابن عربي الحلولي الاتحادي، و أمثاله من الاتحادية الحلولية كالحلاج والتلمساني و ابن الفارض وغيرهم.
بل قد أتمَّ الأمير تدريس كناب الفتوحات لابن عربي على طلبته مرارا، و ألف كتابه "المواقف" على مذهب ابن عربي، بل و قد اختار السكنى في دمشق لكونها بلد ابن عربي الذي أقام فيه، ويقال أنه سكن في نفس البيت الذي عاش فيه ابن عربي بعد أن قام بإصلاحه، و دُفِن ـ أيضاً ـ بجوار ابن عربي.
و قد تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها، و ذلك أنهم كانوا يفتون بكفر ابن عربي، كما يؤججون روح الجهاد في الشارع المسلم.
بل كان يشتري جميع ما صُنِّف في الرد على ابن عربي ثم يتلفه، قال الشيخ الجليل محمد نصيف:" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
فمن هوابن عربي هذا؟
هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الصوفي، الملقب بالشيخ الأكبر، وهو أول من صرَّح بنظرية وحدة الوجود، بينما كان من قبله من ملاحدة الصوفية يحومون حول الحلول والاتحاد.
ونظرية وحدة الوجود تقول بأن الله عزو جل موجود ـ و العياذ بالله ـ في كل كان، و بذلك تصحِّح نظرية وحدة الأديان الذي أسماه ابن عربي (دين الحب) أيما تصحيح، بحيث تنضوي تحته كل عقيدة،فإذا جاز التعميم أمكن التخصيص ـ من باب أولى ـ،
يقول ابن عربي في بيان هذه العقيدة الحلولية:
((لقد صار قلبي قابلا كل صورة ................... فمرعى لغزلان ودير لرهبا ن
وبيت لأوثان وكعبة طائف ................... وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ................... ركائبه فالحب ديني وإيماني))
و يقول أيضاً:
الرب حق والعبد حق ............... ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ............. أو قلت رب أنى يكلف
و لذلك صرَّح ابن عربي بإيمان فرعون، وصحَّح عبادة بني اسرائيل للعجل.
و زالت كل الفروق لدى بعضهم؛ حتى صار لإبليس حظوة لديهم، وانتفى عن النظر ما لابسه من كفر وعصيان. من ثم لا نستعجب حين نقرأ قول الحلاج: ((ما كان في السماء موحِّد مثل إبليس))
وأدبيات الصوفية الحلولية مليئة بهذا الشرك المتلاطم، بل لهم دواوين خاصة في هذا الكفر الصراح و الشرك الوقاح، مثل ابن الفارض، وجلال الدبن الرومي، و مثل حكم ابن عطاء الاسكندري و غيرهم.
و هذا المنهج الديني اللاديني الذي تختطه العقيدة الوحدوية تفتح باب الولاء على مصراعيه، و حين ذاك لا فرق بين مسلم أو نصراني، أو ما بين مؤمن أومشرك، في حين تلقي بباب البراء خارج القائمة.
و في هذا المعنى يقول ابن عربي أيضاً ـ قبحه الله ـ:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ..................... وما الله إلا راهب في كنيسة.
و بالتالي فإن الوجودية و الماسونية يدوران في فلكٍ واحد، و لذلك لم يكُن بِدعاً من الرأي أن ينتهج الأمير الخط الماسوني بعد المذهب الوحدوي لكونه بذلك لم يخرج عن نفس المسار، و إنَّما انتقل من مدار إلى مدار.
وقد يقال أن ناحية التصوف كانت ناحية فلسفية بحتة عتد الأمير و لكن ذلك ليس بصحيح، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية، واستمع لما يسوقه النبهاني الصوفي ضمن كرامات الامير عبدالقادر الجزائري أنه قال:"…لما بلغت المدينة طيبة، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته حياة وبرزخا؛ وقلت: يارسول الله عبدك ببابك، يارسول الله كلبك بأعتابك، يارسول الله نظرة منك تغنيني، يارسول الله عطفة منك تكفيني، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لي: " أنت ولدي، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة ". وما عرفت هل المراد ولادة الصلب أو ولادة القلب، والأمل من فضل الله انهما مرادان معا، فحمدت الله تعالى! " انتهى
.
التشكيك في النسب ليس من اختصاص من هب ودب أخي الكريم بل من اختصاص علماء الأنساب وهم مو جودون لهذا العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 11:03]ـ
د/خلدون مكي الحسني كتب ردًّا منشور هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16969
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Jan-2010, صباحاً 10:41]ـ
ما دام أن مجال النقاش مفتوح حول الأمير عبدالقادر في موضوع "الاشادات الوضيئة" المثبت أعلاه فأرى أن يُكتفى به خلال الموضوع المذكور و أن يقفل النقاش هاهنا
بارك الله في الجميع
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 07:19]ـ
بارك الله فيكم جميعا. لقد أعجبني النقاش في الموضوع كثيرا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 08:01]ـ
بارك الله في الأستاذ الفاضل ابن المبارك وزاده الله علما وحلما ولا مزيد على قول أبي شهاب حفظه الله وفي انتظار مناقشة ما أورده الأستاذ الفاضل خلدون بن مكّي الحسني أرجوا من الإخوة الكرام إعطاء القرّاء فسحة للمتابعة وفك الرمّوز والأسرار فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 11:01]ـ
قولك:
(فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا)
نحن ننتظر المزيد , أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم , كون الإخوة المشاركون في الموضوع أرى أن لهم الزاد الكافي في الموضوع.
ليس من السهل الوصول إلى نتيجة تنتظرها وتتمناها ,خاصة إذا كان الغموض يكتنفها.
وفترة إستعمار فرنسا للجزائر من أصعب فترات التاريخ.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 12:07]ـ
قولك:
(فالعبرة بالحقائق التي تسندها الوثائق لا في الرغبات والإنطباعات فهي في الأخير نتيجة لتصوّرات مسبقة لا يسندها غير ما ورّثته البيئة للأذهان وشكرا لكم جميعا)
نحن ننتظر المزيد , أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم , كون الإخوة المشاركون في الموضوع أرى أن لهم الزاد الكافي في الموضوع.
ليس من السهل الوصول إلى نتيجة تنتظرها وتتمناها ,خاصة إذا كان الغموض يكتنفها.
وفترة إستعمار فرنسا للجزائر من أصعب فترات التاريخ.
أخي الكريم: أعتقد بأنّ أكبر خطأ يقع فيه المحاور هو إسقاطه لصورة ذهنية راسخة في لاوعيه على واقع يرى تجلّياته أمام عينيه ولا يحسن قراءتها فتصبح تلك الصورة النمطية سيفا مسلّطا على فهمه كلّما أراد الحوار وعليه فإنّي أطالبك -وهذا من حقّي- أن تعفيني من مثل هذه المداخلات التي يكتنفها سوء الفهم نتيجة لسوء قراءة ما يكتبه (الآخر) أو يقرره ... وعليه فقولك (أما الرغبات و الإنطباعات التى تتحدث عنها في ذهنك فإنك بعيد كل البعد عن التفكير السليم) لا يستقيم فمفهومه الجليّ هو أنّ -أخي وحاشاه من ذلك- يعتقد بأنّ الرغبات الخاصة والإنطباعات الشخصية هي أولى من الأدلة القوية التي تسندها الوثائق ويرمي مخالفه في هذا الخطأ الظاهر بعدم (التفكير السليم) وهذه وحدها كافية في إقناع أخي بحطورة (الإسقاط) اللاواعي للترسبات والصور الذهنية على الواقع دون عرضها على قوة الإدراك الواعي والإستنتاج المنطقي الذي يسنده الدليل المادي
المحسوس فالخوض في حياة (شخصية) تاريخية بحجم الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله مع ما اكتنفها من غموض وصاحبها من أحداث عضاب ذات نتائج وآثار عميقة في الذاكرة الشعبية للجزائريين أولا ولغيرهم ثانيا (البعد العالمي لحركة الأمير) وعليه فأنا شخصيا متوقف في العديد من المسائل والمشاكل المتعلّقة به وبجهاده وبعلاقته بالفرنسيين وغيرها وقد سرّني أن يفتح الأستاذ الفاضل هذا الموضوع فهو خير من يتطرّق لمثل هذه المواضيع خصوصا وقد حلّى كتاباته بصبغة أدبية راقية تدل على مدى تظلّع صاحبها في العربية ومما زاد في سعادتي هو مناقشة الدكتور الفاضل خلدون بن مكّي الحسني والتي كانت سيلا من الفوائد والمعلومات التاريخية الموثّقة وهو خير مدافع عن موروث عائلته وبلده كيف لا وهو سليل أسرة عريقة لها أمجادها وإمتدادها في التاريخ أرجوا أن يكون رأيي واضحا هذه المرة وأن لا يزيده وضوحي غموضا وشكرا
ـ[شيشناق الأمازيغي]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 12:41]ـ
السؤال: هل الأمير عبدالقادر خان ثورة أحمد باي ام لا؟ وهل المعاهدة (التافنة) خطأ؟ وهل الاستسلام خيانة أم؟
وهل هذا القول صحيح: لولا التافنة ما سقط أحمد باي (الشمال القسنطيني)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 10:47]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26968(/)
تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:14]ـ
تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بالزنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
إن من الكتب التي ينبغي أن تعرض مروياتها لقواعد الجرح والتعديل كتب التواريخ وخصوصا فيما يتعلق منها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ففي هذه الكتب الكثير من الروايات الساقطة التي تحتاج إلى تمحيص وغربلة , وقد استغلها بعض المغرضين والمتربصين والحاقدين لتحقيق مآربهم للطعن في هذا الدين وحملته ونقلته.
وأهل السنة والجماعة حين يقررون عدالة الصحابة , لا يعنون بذلك أنهم معصومون من الخطأ والزلل , فكما قال اللكنوي في الرفع والتكميل (1|378): فإن العصمة عن الخطأ مطلقا من خواص الأنبياء ولا توجد في الصحابة فضلا عن الأولياء.
وقال الصنعاني في توضيح الأفكار (2|93): والعدالة غير العصمة فلا ينافيها صدور شيء من المعاصي.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن صدر منهم خطأ أو ذنب فهم أولى بالمغفرة والعفو ممن جاء بعدهم , لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولما بذلوه في نصرة هذا الدين ونشره والذب عنه
ولا يجوز للباحث المنصف أن يتعلق برواية ساقطة للطعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها مخرج وتوجيه.
قال النووي: قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله
ومن الروايات التي تحتاج إلى توثيق وتحقيق , تحقيق ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في شهادة أبي بكرة عليه بالزنا , وغربلة وتمحيص ما دخل في أصل الرواية من زيادات مردودة وضعيفة.
وقد قمت بجمع الروايات وتحقيقها , وذكر بعض المسائل والفوائد المتعلقة بهذه الحادثة , والله سبحانه نسأله أن يهدينا للصراط المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
ملخص الحادثة
قال ابن كثير نقلا عن الطبري: وفي هذه السنة – أي سنة سبعة عشر - ولى عمر أبا موسى الأشعري البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن عبيد وزياد ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة وملخصها: إن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم من نساء بني عامر بن صعصعة ويقال من نساء بني هلال , وكان زوجها من ثقيف قد توفي عنها وكانت تغشى نساء الأمراء والأشراف وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة ,وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة وكان بينهما طريق , وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة , وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها؛ فإذا كوة المغيرة مفتوحة وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها وهو يجامعها.فقال أبو بكرة لأصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزنى بأم جميل فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة فقالوا لأبي بكرة: ومن أين قلت أنها أم جميل وكان رأساهما من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون , فلما خرج المغيرة وقد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم , وكتبوا إلى عمر في ذلك فولى أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة وعزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر ... وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أمية وشبل بن معبد البجلي؛ فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة وعرفوها؛ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا أو مستدبري فكيف استحلوا النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها.
فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه آه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتهما قال مستدبرهما قال: فكيف استبنت رأسها قال: تحاملت ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين يخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة قال: لا قال: فهل تعرف المرأة قال: لا ولكن أشبهها قال: فتنح.
وروى أن عمر رضي الله عنه كبر عند ذلك ثم أمر بثلاث فجلدوا الحد وهو يقرأ قوله تعالى: {فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} فقال المغيرة: اشفني من الأعبد قال: اسكت اسكت الله فاك , والله لم تمت الشهادة لرجمناك بأحجارك.
البداية والنهاية (7|82)
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127): يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها , وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى.
التعريف بشخصيات الرواية
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وله فيها ذكر وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أبو بكرة هو نفيع بن مسروح وقيل اسمه مسروح وبه جزم ابن إسحاق مشهور بكنيته وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادا لهم شهرة وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة.
ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي أبو عبد الله الثقفي أخو أبي بكرة لأمه أمهما سمية وهو معدود في الصحابة.
وشبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي نسبه الطبري والعسكري , وقال لا يصح له سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن يقال له صحبة وأمه سمية والدة أبي بكرة وزياد.
وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان , ولد على فراش عبيد مولى ثقيف فكان يقال له زياد بن عبيد ثم استلحقه معاوية ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وكنيته أبو المغيرة , وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح عن بن سيرين أنه كان يقال له زياد بن أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة , ولم يذكر ما يدل على صحبته , وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى وكان كاتبه ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك وجزم بن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأنه أسلم في عهد أبي بكر وسمع من عمر وقال العجلي تابعي ولم يكن يتهم بالكذب.
المرأة يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف الجشمي.
انظر الفتح (5|256) وكذا الإصابة في تمييز الصحابة
روايات الحديث
أورد البخاري جزءا من القصة في صحيحه معلقا في باب
وقول الله تعالى {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون. إلا الذين تابوا}
وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته
قال ابن حجر في الفتح (5|256): قوله وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال: من تاب قبلت شهادته وصله الشافعي في الأم قال سمعت الزهري يقول زعم أهل العراق أن شهادة المحدود لا تجوز فأشهد لأخبرني فلان أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكرة: تب وأقبل شهادتك. قال سفيان: سمي الزهري الذي أخبره فحفظته ثم نسيته فقال لي عمر بن قيس: هو بن المسيب قلت: ورواه بن جرير من وجه آخر عن سفيان فسماه ابن المسيب وكذلك رويناه بعلو من طريق الزعفراني عن سفيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه بن جرير في التفسير من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتم من هذا ولفظه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة الحد وقال لهم من أكذب نفسه قبلت شهادته فيما يستقبل, ومن لم يفعل لم أجز شهادته فأكذب شبل نفسه ونافع , وأبى أبو بكرة أن يفعل.
قال الزهري: هو والله سنة فاحفظوه.
ورواه سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال: من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه , وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة ...
وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر. وإسناده صحيح
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها فقال زياد رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك.
قلت: سعيد عن عمر مرسل
ورواه عبد الرزاق في " تفسيره " من طريق آخر عن ابن المسيب أخبرنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن المسيب قال: شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة نفر بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة ثم سألهم أن يتوبوا فتاب اثنان فقبلت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب فكانت شهادته لا تقبل حتى مات وعاد مثل النصل من العبادة.
ورواه ابن سعد في " الطبقات في ترجمة المغيرة " أخبرنا الواقدي حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره بلفظ عبد الرزاق وزاد: قال: وكان ذلك سنة سبعة عشر ثم ولاه عمر بعد ذلك الكوفة يعني المغيرة كما في نصب الراية للزيلعي (3|349)
والواقدي متروك.
لكن يشهد لمرسل ابن المسيب ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير من طريق الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة و نافع و شبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال: رأيت منظرا قبيحا وابتهارا قال: فجلدهم عمر الحد.
قال الهيثمي في المجمع (6|434): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
] وقال ابن حجر في الفتح (5|256): إسناده صحيح [/ font]
2- أخرج الحاكم في مستدركه (3|507) حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبه بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة و أخوه نافع و شبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد و المسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي بكرة فسلم عليه فقال له أبو بكرة: أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة؟ قال: أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة: ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره و يبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال: يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال: و بين دار أبي عبد الله و بين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة: ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له: ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال: وجدتهما في لحاف فقال للقوم: قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه: انظر فنظر قال: ما رأيت قال: رأيت الزنا ثم قال: ما رابك انظر فنظر قال: ما رأيت قال: رأيت الزنا محصنا قال: أشهد الله عليكم قالوا: نعم قال: فانصرف إلى أهله و كتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى؛فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة؛ فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت و أبو بكرة و شهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن كان مصدوقا عليك؛ فارتحل القوم أبو بكرة و شهوده و المغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال: هات ما عندك يا أبا بكرة قال: أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
: اشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معد البجلي فسأله كذلك ثم قدموا زياد فقال: ما رأيت فقال: رأيتهما في لحاف و سمعت نفسا عاليا و لا أدري ما وراء ذلك؛ فكبر عمر و فرح إذ نجا المغيرة , و ضرب القوم إلا زيادا
قال: كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة و كانت وفاته في سنة تسع عشرة و كان عتبة يكره ذلك و يدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان.
قلت: شيخ الحاكم أبو بكر له ترجمة في تاريخ بغداد (5|265) وهو ثقة عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي تصحفت في المطبوع إلى الطلحي من شيوخ ابن حبان المشهورين.
وأبو عتاب سهل بن حماد هو الدلال صدوق
وصاحب الحرير هو عبد ربه بن عبيد الأزدي الجرموزي مولاهم أبو كعب البصري وهو ثقة وعبد العزيز بن أبي بكرة صدوق
أما محمد بن نافع البصري إن كان هو أبو بكر له ترجمة في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ومتن الحديث فيه نكارة فأنا استبعد أن يتجسس أبو بكرة رضي الله عنه على غيره كما في هذه الرواية ويطلب من غلامه النظر من الكوة , والله أعلم.
3 - أخرج ابن أبي شيبة (5|545) والبيهقي في السنن الكبرى (8|234) من طريق أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال: لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة بن شعبة الذي كان قال أبو بكرة: اجتنب أو تنح عن صلاتنا؛ فإنا لا نصلي خلفك قال فكتب إلى عمر في شأنه قال فكتب عمر إلى المغيرة أما بعد فإنه قد رقى إلي من حديثك حديثا؛ فإن يكن مصدوقا عليك فلأن يكون مت قبل اليوم خير لك قال فكتب إليه وإلى الشهود أن يقبلوا إليه؛ فلما انتهوا إليها دعا الشهود فشهدوا فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة أود المغيرة أربعة وشق على عمر شأنه جدا؛ فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق ثم شهد قال: أما الزنى فلا أشهد به , ولكني رأيت أمرا قبيحا فقال عمر: الله أكبر حدوهم فجلدوهم فلما فرغ من جلد أبي بكرة قام أبو بكرة فقال أشهد انه زان فهم عمر أن يعيد عليه الحد فقال علي إن جلدته فارجم صاحبك فتركه فلم يجلد فما قذف مرتين بعد.
أبو أسامة هو حماد بن أسامة ثقة ثبت ربما دلس
وعوف هو ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي ثقة ولكنه رمي بالتشيع.
وقسامة ثقة4 - وأخرج البيهقي في الكبرى (8|235) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60|32) من طريق يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة: أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم , وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة: والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد: إني لأرى غلاما كيسا لا يقول إلا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء , ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال ك فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد.
قلت: وهذا إسناد مرسل
عبد الوهاب هو ابن عطاء قال عنه ابن حجر: صدوق ربما أخطأ
قال البيهقي (8|235):وقد رويناه من وجه آخر موصولا.
وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: أن أبا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر؛ فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكرة ونافع وشبل وقال زياد: لا أدري نكحها أم لا؟ فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه: أليس قد جلدتموني؟ قال:بلى قال: فأنا أشهد بالله لقد فعل؛ فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي: إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف.
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج البيهقي أيضا (8|235) قال أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا بن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة: فذكر قصة المغيرة قال: فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال: رأيت أمرا منكرا قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعد ما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك.
قلت:عبد الله بن مطيع ثقة
وكذلك عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وولده عيينة
وابن بنت أحمد بن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي
ضعيف له ترجمة في الكامل (4|264)
5 - وقال الطبري: وفي هذه السنة ولى عمر أبا موسى البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن ابن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن كلدة وزياد.
قال: وحدثني محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه قال: كان يختلف إلى أم جميل امرأة من بني هلال وكان لها زوج هلك قبل ذلك من ثقيف يقال له الحجاج بن عبيد فكان يدخل عليها فبلغ ذلك أهل البصرة فأعظموه فخرج المغيرة يوما من الأيام حتى دخل عليها وقد وضعوا عليها الرصد فانطلق القوم الذين شهدوا جميعا فكشفوا الستر وقد واقعها فوفد أبو بكرة إلى عمر فسمع صوته وبينه وبينه حجاب فقال أبو بكرة قال نعم قال لقد جئت لشر قال إنما جاء بي المغيرة ثم قص عليه القصة فبعث عمر أبا موس الأشعري عاملا وأمره أن يبعث إليه المغيرة فأهدى المغيرة لأبي موسى عقيلة وقال إن رضيتها لك فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر.
قلت: ومحمد بن يعقوب له ترجمة في الجرح والتعديل والتاريخ الكبير ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا ويعقوب ثقة لكن الأثر عنه مرسل.
قال الواقدي: وحدثني عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال حضرت عمر حين قدم بالمغيرة وقد تزوج امرأة من بني مرة فقال له إنك لفارغ القلب طويل الشبق فسمعت عمر يسأل عن المرأة فقال يقال لها الرقطاء وزوجها من ثقيف وهو من بني هلال.
والواقدي متروك
قال أبو جعفر: وكان سبب ما كان بين أبي بكرة والشهادة عليه فيما كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد والمهلب وطلحة وعمرو بإسنادهم قالوا: كان الذي حدث بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة أن المغيرة كان يناغيه وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه وكانا بالبصرة وكانا متجاورين بينهما طريق وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى؛ فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة , وقد فتحت الريح باب كوة مشربته وهو بين رجلي امرأة فقال للنفر: قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال: اشهدوا قالوا: من هذه؟ قال: أم جميل ابنة الأفقم وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة وتغشى الأمراء والأشراف وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها فقالوا إنما رأينا أعجازا ولا ندري ما الوجه ثم إنهم صمموا حين قامت فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال لا تصل بنا فكتبوا إلى عمر بذلك وتكاتبوا فبعث عمر إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى إني مستعملك إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ؛ فالزم ما تعرف ولا تستبدل فيستبدل الله بك فقال: يا أمير المؤمنين أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار؛ فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به فاستعن بمن أحببت؛ فاستعان بتسعة وعشرين رجلا منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالمربد وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا , ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر وإنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس أربع كلم عزل فيها وعاتب واستحث وأمر أما بعد: فإنه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم إليه ما في يدك والعجل وكتب إلى أهل البصرة
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن ذمتكم وليحصي لكم فيئكم ثم ليقسمه بينكم ولينقي لك طرقكم وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة , وقال: إني قد رضيتها لك وكانت فارهة وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة أو عرفوها فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت شبهها؛ فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما قال: فكيف استثبت رأسها قال: تحاملت ثم دعا بشبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استدبرتهما أو استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال:رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت خفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها قال: فتنح وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} فقال المغيرة: اشفني من الأعبد فقال: اسكت اسكت الله نأمتك أما والله لم تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك.
تاريخ الطبري (4|72)
قلت: وسيف هو بن عمر التميمي قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي
التعليق على الروايات
1 - الثابت من الروايات في هذه الحادثة أصل القصة وهو شهادة أبي بكرة وشبل بن معبد ونافع وزياد على المغيرة بن شعبة
فشهد الثلاثة على المغيرة ,وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال: من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع.
أما تفاصيل الحادثة فجلها من طرق ضعيفة وساقطة
من مرويات الواقدي وسيف بن عمر التميمي وغيرهم من الضعفاء والمتروكين.
2 - جاء في هذه الروايات بعض اختلاف وتناقض في سرد الأحداث وهي كالآتي
أ-في سرد الطبري للحادثة من طريق الواقدي بيان أن الحادثة كانت في بيت المغيرة , وفي رواية عبد العزيز بن أبي بكرة أن ذلك كان في بيت أم جميل
ب-في رواية الواقدي ورواية عبد الرحمن بن أبي بكرة أن الريح فتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها فرأى من غير قصد المغيرة في بيته يجامع امرأة شبهها بأم جميل.
أما في رواية عبد العزيز ففيها أن أبا بكرة ومن معه تتبعوا المغيرة وتجسسوا عليه واحدا تلو الآخر
3 - في رواية الواقدي لم يجزموا بأن المرأة هي أم جميل وأقر زياد أنه لا يعرف المرأة وأنه يشبهها.
4 - دافع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في رواية الواقدي عن نفسه بأن البيت بيته والمرأة زوجته , وهذا هو الأصل.
5 - في رواية عبد العزيز نكارة في المتن أن يدخل بيت أم جميل أمام نظر أبي بكرة ومن معه وكذلك استبعد أن أبا بكرة رضي الله عنه يأمر بالتجسس على المغيرة.
من أجوبة العلماء على هذه القصة
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127): يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى.
وقال ابن حجر في التلخيص (4|63): وقيل إن المغيرة كان تزوج بها سرا وكان عمر لا يجيز نكاح السر ويوجب الحد على فاعله فلهذا سكت المغيرة وهذا لم أره منقولا بإسناد وإن صح كان عذرا حسنا لهذا الصحابي
قلت: وهذا على فرض ثبوت أنها أم جميل ولم يثبت ولله الحمد.
المسائل والفوائد المتعلقة بهذه القصة
1 - نقل ابن قدامة عن الخرقي سبعة شروط في الشهادة على الزنا
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أن يكونوا أربعة وهذا إجماع لا خلاف فيه بين أهل العلم لقول الله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} وقال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة} وقال تعالى: {لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} [وقال سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي باربعة شهداء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم] رواه مالك في الموطأ و أبو داود في سننه
الشرط الثاني: أن يكونوا رجالا كلهم ولا تقبل فيه شهادة النساء بحال ولا نعلم فيه خلافا إلا شيئا يروى عن عطاء و حماد أنه يقبل فيه ثلاثة رجال وامرأتان وهو شذوذ لا يعول عليه.
الشرط الثالث: الحرية فلا تقبل فيه شهادة العبيد , ولا نعلم في هذا خلافا إلا رواية حكيت عن أحمد أن شهادتهم تقبل وهو قول أبي ثور لعموم النصوص فيه ولأنه عدل ذكر مسلم فتقبل شهادته كالحر.
ولنا أنه مختلف في شهادته في سائر الحقوق فيكون ذلك شبهة تمنع من قبول شهادته في الحد لأنه يندريء بالشبهات
الشرط الرابع: العدالة ولا خلاف في اشتراطها؛ فإن العدالة تشترط في سائر الشهادات فههنا مع مزيد الاحتياط أولى فلا تقبل شهادة الفاسق ولا مستور الحال الذي لا تعلم عدالته لجواز أن يكون فاسقا.
الخامس: أن يكونوا مسلمين فلا تقبل شهادة أهل الذمة فيه سواء كانت الشهادة على مسلم أو ذمي لأن أهل الذمة كفار لا تتحقق العدالة فيهم ولا تقبل روايتهم ولا أخبارهم الدينية فلا تقبل شهادتهم كعبدة الأوثان.
الشرط السادس: أن يصفوا الزنا فيقولوا رأينا ذكره في فرجها كالمرود في المكحلة والرشاد في البئر وهذا قول معاوية بن أبي سفيان و الزهري و الشافعي و أبي ثور و ابن المنذر وأصحاب الرأي لما – جاء - في قصة ماعز أنه لما أقر عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فقال: أنكتها؟ فقال: نعم فقال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاد في البئر؟ قال نعم] وإذا اعتبر التصريح في الإقرار كان اعتباره في الشهادة أولى
المغني (10|169)
2 - أخذ العلماء بقاعدة أن الحدود تدرأ بالشبهات قال صديق حسن خان: ويسقط الحد بالشبهات المحتملة لحديث أبي هريرة قال [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادرؤوا الحدود على المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطيء في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة]
أخرجه الترمذي وإسناده ضعيف.
لكن كما ذكر صديق حسن خان وروي نحوه عن عمر وابن مسعود بإسناد صحيح وفي الباب من الروايات ما يعضد بعضه.
الروضة الندية (2|265)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما إذا اشتبه الأمر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب فالواجب ترك العقوبة ...
مجموع الفتاوى (6|505)
باب شهادة القاذف والسارق والزاني 3 - بوب البخاري في صحيحه
قال ابن حجر: أي هل تقبل بعد توبتهم أم لا؟
قوله: وقول الله عز وجل: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا} وهذا الاستثناء عمدة من أجاز شهادته إذا تاب.
وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} ثم قال: {إلا الذين تابوا} فمن تاب فشهادته في كتاب الله تقبل وبهذا قال الجمهور أن شهادة القاذف بعد التوبة تقبل ويزول عنه اسم الفسق سواء كان بعد إقامة الحد أو قبله وتأولوا قوله تعالى {أبدا} على أن المراد ما دام مصرا على قذفه لأن أبد كل شيء على ما يليق به كما لو قيل لا تقبل شهادة الكافر أبدا؛ فإن المراد ما دام كافرا وبالغ الشعبي فقال: إن تاب القاذف قبل إقامة الحد سقط عنه وذهب الحنفية إلى أن الاستثناء يتعلق بالفسق خاصة فإذا تاب سقط عنه اسم الفسق , وأما شهادته فلا تقبل أبدا وقال بذلك بعض التابعين وفيه مذهب آخر يقبل بعد الحد لا قبله وعن الحنفية لا ترد شهادته حتى يحد وتعقبه الشافعي بأن الحدود كفارة لأهلها فهو بعد الحد خير منه قبله فكيف يرد في خير حالتيه ويقبل في شرهما.
الفتح (5|256)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حجر: وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب هذا منقول عن الحنفية واحتجوا في رد شهادة المحدود بأحاديث قال الحفاظ لا يصح منها شيء وأشهرها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام أخرجه أبو داود وبن ماجة.
ورواه الترمذي من حديث عائشة نحوه وقال: لا يصح وقال أبو زرعة: منكر.
وروى عبد الرزاق عن الثوري عن واصل عن إبراهيم قال: لا تقبل شهادة القاذف توبته فيما بينه وبين الله قال الثوري ونحن على ذلك.
وأخرج عبد الرزاق من رواية عطاء الخرساني عن بن عباس نحوه وهو منقطع ولم يصب من قال أنه سند قوي.
الفتح (5|257)
4 - بيان أن الصحابة أقروا فعل عمر في حكمه في هذه القضية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما قول الرافضي وعطل حدود الله فلم يحد المغيرة بن شعبة
فالجواب:أن جماهير العلماء على ما فعله عمر في قصة المغيرة وأن البينة إذا لم تكمل حد الشهود ومن قال بالقول الآخر لم ينازع في أن هذه مسألة ...
والذي فعله بالمغيرة كان بحضرة الصحابة رضي الله عنهم وأقروه على ذلك وعلي منهم والدليل على إقرار علي له أنه لما جلد الثلاثة الحد أعاد أبو بكرة القذف وقال والله لقد زنى فهم عمر بجلده ثانيا فقال له علي إن كنت جالده فارجم المغيرة يعني أن هذا القول إن كان هو الأول فقد حد عليه وإن جعلته بمنزلة قول ثان فقد تم النصاب أربعة فيجب رجمة فلم يحده عمر , وهذا دليل على رضا علي بحدهم أولا دون الحد الثاني وإلا كان أنكر حدهم أولا كما أنكر الثاني.
وكان من هو دون علي يراجع عمر ويحتج عليه بالكتاب والسنة فيرجع عمر إلى قوله فإن عمر كان وقافا عند كتاب الله تعالى.
منهاج السنة (6|35)
5 - أجمع العلماء على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه
قال العيني في عمدة القاري (7|802): -روى له - يعني أبا بكرة - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وثلاثون حديثاً اتفقا على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (8|75): أبوبكرة صحابي جليل كبير القدر وقد أجمعت الأمة على قبول رواية الصحابي الجليل أبي بكرة ونقل الإجماع ابن قدامة وقال: -ولا نعلم خلافاً في قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-.
- وقال ابن القيم: -وقد أجمع المسلمون على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-. -إعلام الموقعين (1|721) - تفريق العلماء بين الشهادة والرواية
فرق العلماء بين الشهادة والرواية، فلم يلزم من عدم قبول شهادة رجل عدم قبول روايته، فالشهادة يطلب فيها مزيد تثبيت لا يطلب في الرواية، كالعدد والحرية وغير ذلك. لذلك احتج البخاري ومسلم وغيرهما بحديث أبي بكرة - رضي الله عنه - مع علمهم بقصة جلده.
ذكر العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري (7|702) عن الإسماعيلي في كتابه -المدخل-، إذا لم يثبت هذا كيف رواه البخاري في صحيحه؟
وأجيب بأن الخبر مخالف للشهادة، ولهذا لم يتوقف أحد من أهل المصر عن الرواية عنه، ولا طعن أحد على روايته من هذه الجهة، مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير ثابت، فصار قبول خبره جارياً مجرى الإجماع وفيه ما فيه.
وقال أبو عبدالله الزركشي: إذا جاء القاذف مجيء الشاهد كما في قصة الذين شهدوا على المغيرة، فإن شهادته ترد دون روايته، بدليل ما تقدم عن عمر في حق أبي بكرة - رضي الله عنهما -، مع أنه مقبول الرواية بلا تردد، بخلاف من قصد الشتم والقذف، فإن شهادته وخبره وفتياه لا يقبلن حتى يتوب-شرح الزركشي على الخرقي - (3|704)
7 - سبب امتناع أبي بكرة عن التوبة عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - إلى تكذيب نفسه:
امتنع أبوبكرة - رضي الله عنه - من أن يتوب عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - للتوبة بعد أن جلده للآتي:
1 - لم ير أبوبكرة ما يراه عمر - رضي الله عنه الله عنه - من اشتراط تكذيب القاذف نفسه لقبول توبته وشهادته.
2 - أبوبكرة يفرق بين الشاهد والقاذف.
3 - يرى أبوبكرة أنه كان صادقاً فيما أدلى به من الشهادة فمم يتوبب إذاً؟
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3|7) قال البيهقي: إن صح هذا، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك.
قلت: أي الذهبي- كأنه يقول لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهاد لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين.
وقال القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6|98): وقد سأل ابن المنير فقال: إن كان صادقاً في قذفه فمم يتوب إذاً؟
وأجاب: بأنه يتوب من الهتك ومن التحدث بما رآه، ويحتمل أن يقال إن المعاين للفاحشة مأمور بأن لا يكشف صاحبها إلا إذا تحقق كمال النصاب معه، فإذا كشف قبل ذلك عصى فيتوب من المعصية في الإعلان لا من الصدق في علمه.
4 - إقامة الحد على الشهود إذا لم يكتمل النصاب فيه خلاف بين العلماء، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي (8|202): وذكر أبوالخطاب فيهم روايتين وحكي عن الشافعي فيه قولان أحدهما لا حد عليهم لأنهم شهود فلم يجب عليهم الحد كما لو كانوا أربعة أحدهم فاسق ... الخ.
ولعل أبا بكرة - رضي الله عنه - يرى هذا لذلك لم يستجب إلى ما دعاه عمر - رضي الله عنه - من التوبة بتكذيب نفسه. والله أعلم.
انظر لمزيد الفائدة في الدفاع عن أبي بكرة مجلة الفرقان الكويتية عدد (297للشيخ ناظم سلطان.
هذا ما يسر الله وأعان في تحقيق هذه الحادثة والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:02]ـ
وجزاك مثله أخي الكريم
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:52]ـ
شكر الله لكم أستاذ عبدالباسط
تمسك بهذه القصة بعض من طعن في مرويات الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 11:29]ـ
جزاك الله خيرا(/)
استشكال العلماء قول ابن شهاب الزهري:"الإسلام الكلمة والإيمان العمل"
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 06:15]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال ابن حجر: قال الزهري فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل وقد استشكل هذا بالنظر إلى حديث سؤال جبريل فإن ظاهره يخالفه ويمكن أن يكون مراد الزهري أن المرء يحكم بإسلامه ويسمى مسلما إذا تلفظ بالكلمة أي كلمه الشهادة وأنه لا يسمى مؤمنا إلا بالعمل.
والعمل يشمل عمل القلب والجوارح , وعمل الجوارح يدل على صدقه.
وأما الإسلام المذكور في حديث جبريل فهو الشرعي الكامل المراد بقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}
فتح الباري (1|82)
قال الشيخ حافظ حكمي: ما رواه الخطابي عن الزهري أنه قال: الإسلام الكلمة والإيمان العمل هذا عندي فيه نظر.
فإنه غير قيم المبنى ولا واضح المعنى , والزهري إمام عظيم من كبار حملة الشريعة لا يجهل مثل هذا , وليس هذه العبارة محفوظة عنه من وجه يصح بهذه الحروف.
فإن صح النقل عنه ففي الكلام تصحيف وإسقاط لعل الصواب فيه هكذا الإسلام الكلمة والإيمان والعمل فسقطت الواو العاطفة للعمل على الإيمان , وهذا متعين لموافقته قول أهل السنة قاطبة أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل.
والزهري من أكبر أئمتهم وقد تقدم قوله معهم فيما روى الشافعي عنهم رحمهم الله تعالى ويكون عنى بالإسلام الدين كله كما عنى غيره بالإيمان الدين كله.
ومما يدل على ذلك استدلاله بالآية المذكورة فإنه لا يستقيم إلا على هذا ولا يستقيم على معنى الأول لإهمال الاعتقاد فيه الموجود في قوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} الحجرات 14 الآية.
معارج القبول (2|605)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما ما ذكره أحمد في الإسلام فاتبع فيه الزهري حيث قال فكانوا يرون الإسلام الكلمة والإيمان العمل في حديث سعد بن أبى وقاص وهذا على وجهين فإنه قد يراد به الكلمة بتوابعها من الأعمال الظاهرة وهذا هو الإسلام الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.
وقد يراد به الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة وليس هذا هو الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام لكن قد يقال إسلام الأعراب كان من هذا فيقال الأعراب وغيرهم كانوا إذا أسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ألزموا بالأعمال الظاهرة الصلاة والزكاة والصيام والحج ولم يكن أحد يترك بمجرد الكلمة بل كان من أظهر المعصية يعاقب عليها وأحمد إن كان أراد في هذه الرواية أن الإسلام هو الشهادتان فقط فكل من قالها فهو مسلم فهذه إحدى الروايات عنه والرواية الأخرى لا يكون مسلما حتى يأتي بها ويصلى فإذا لم يصل كان كافرا و الثالثة أنه كافر بترك الزكاة أيضا و الرابعة أنه يكفر بترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ما إذا لم يقاتله وعنه أنه لو قال أنا أؤديها ولا أدفعها إلى الإمام لم يكن للإمام أن يقتله وكذلك عنه رواية أنه يكفر بترك الصيام والحج إذا عزم أنه لا يحج أبدا.
ومعلوم أنه على القول بكفر تارك المباني يمتنع أن يكون الإسلام مجرد الكلمة بل المراد أنه إذا أتى بالكلمة دخل في الإسلام وهذا صحيح فإنه يشهد له بالإسلام ولا يشهد له بالإيمان الذي في القلب ولا يستثنى في هذا الإسلام لأنه أمر مشهور لكن الإسلام الذي هو أداء الخمس كما أمر به يقبل الاستثناء فالإسلام الذي لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فإنها لا تزيد ولا تنقص فلا استثناء فيها.
مجموع الفتاوى (7|258)
وقال أيضا: وتعليل أحمد وغيره من السلف ما ذكروه في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه أحمد وغيره وإذا أريد به من فعل الواجبات الظاهرة كلها فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التي تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه.
فلهذا قال الزهري الإسلام الكلمة وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها؛ فإن الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك ولهذا أحمد لم يجب بهذا في جوابه الثاني خوفا من أن يظن أن الإسلام ليس هو إلا الكلمة.
مجموع الفتاوى (7|415)(/)
شخص رمى حصن المسلم بقوة في الأرض وكان عاضبا هل يكفر؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص رمى كتاب حصن المسلم بقوة في الأرض وكان عاضبا هل يكفر؟
وهل كتب الأذكار لها نفس حكم القرآن؟
فقد نصحه أحد الإخوة أن يتوب ويتلفظ بالشهادة وقال سمعت بعض أهل العلم يحكمون على هذا الفعل بالكفر.
هل قول هذا طالب العلم صحيح؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[الغُندر]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 09:39]ـ
قال الله تعالى (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 10:17]ـ
قال الله تعالى (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
/// بارك الله فيك، ولو سُقتَ الآيات كلِّها: ((وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)).
/// قال القرطبيُّ رحمه الله: "أي: اغفر لي ما كان من الغضب الذي ألقيت من أجله الألواح ... ".
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 10:08]ـ
السلام عليكم
من المعلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الاستهانة بالمصحف كفر مجرد مخرج من ملة الإسلام.
وقد خالف في هذا الأصل شرذمة الإرجاء في هذا العصر، ولبسوا على بعض عوام أهل السنة مستندين إلى ما وقع من موسى عليه السلام من إلقائه الألواح التي فيها كلام الله تعالى. قالوا: فمن غضب ورمى المصحف حال غضبه فإنه لا يكفر.
وقد وقع لبعض أهل السنة بسبب هذه الشبهة نوع لبس وغموض.
فالمرجو من فضيلتكم أن تكشفوا هذه الشبهة بالبيان الشافي، والله يثيبكم خير الجزاء.
*********************
جواب الشيخ (الشيخ حامد بن عبدالله العلي):
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ــ
العجب كل العجب من الاستدلال بقوله تعالى (والقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه) على أن من ألقى المصحف عالماأنه المصحف، متعمدا، أنه لايكفر.
ذلك أن القائلين بأن من يلقي المصحف عالما متعمدا ليس بكافر، لن يقولوا أنه أيضا لن يكون آثما ظالما فاسقا، فإن قالوا نأبى أن لانقول إنه ظالم آثم فاسق، بل هو ظالم فاسق آثم، فكيف إذن يستدلون بالاية الكريمة، فهل يحكمون على نبي الله موسى عليه السلام، بأنه آثم .. إلخ، حاشا أنبياء الله تعالى عليهم السلام، وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
إذن لم يبق إلا أن يقال إن فعل موسى عليه السلام، كان من قبيل الافعال اللاإرادية التي لايحاسب عليها الانسان، كفعل الناسي، والنائم، والمخطيء، وكذلك الانسان إن اشتد غضبه، فغفل عقله عمايحمله بيده في تلك اللحظة، فألقاه من غير قصد ولا تعمد، فلا يؤاخذ على فعله، لانه اشبه بفعل الناسي والمخطيء، ومن أتى بحركة لا إراديه.
هذا هو الجواب والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحر الزخار]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يفرق بين الفعل وبين إقامة الحجة ...... فلايكفر مباشرة حتى تقام عليه الحجة وتنتفي عنه الموانع ....... فمثلا قوله عليه السلام: (لاترجعوا بعدي كفارا ,يضرب بعضكم رقاب بعض ..... الحديث) (أخرجه مسلم) هل معنى هدا أن يكون الصحابة عليهم رضوان الله قد كفروا؟!! حاشا لله .... لكن الفعل فعل كفر (وهو الحرب التي جرت بينهم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام) جمعا بينه وبين حديث (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) (متفق عليه) ...... وكدا الحال في حديث موسى عليه السلام (ليس الخبر كالمعاينة .... عندما ألقى موسى الألواح وهو غاضب!!) (أخرجه أحمد وصححه ابن حجر وغيره) مع العلم بأن هده الألواح مما كتبه الله بيده (كما ثبت في حديث إحتجاج آدم وموسى عند الآجري في الشريعة وأصله في الصحيحين!!!) فهل يقول قائل بأن موسى عليه السلام-وهو من اولي العزم-قد كفر!!!
كدا لاحظ حديث الرجل الدي ضاعت منه دابته وهوفي السفر وعليها متاعه ......... وعندما إستيقظ وإد بها عند رأسه فقال (اللهم أنت عبدي وأنا ربك .... أخطأ من شدة الفرح) (أخرجه مسلم) فهل يقال كفر؟؟
لا ..... لوجود المانع وهو الفرح الشديد .......
وكدا الحال فيمن يطوف على قبر, فعله كفر ..... لكنه لايكفر بمجرده لإحتمال وجود المانع .... كالجهل ونحوه
فالخلاصة: علينا أن نفرق بين الفعل وبين إقامة الحجة وإنتفاء الموانع
فلو أقمنا الحجة على هدا الشخص فأقر بأنه قصد إهانة كلام الله مثلا ...... أو نحو دلك وانتفى المانع من كونه غضبان أو نحوه ...... فالأفضل أن تسأل العلماء عن دلك وليس طلبة العلم (لأن مسألة التكفير ليست بالهينة والنهى عنها جاء في أكثر من خبر صحيح)
والله الموفق ونسأل الله أن يغفر لنا وله
والله أعلم
ـ[البحر الزخار]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 11:16]ـ
وهدا كلام للعلامة العيثيمين رحمه الله .... عندما تحدث عن بعض الطوائف الضالة:هل تُكفر أم لا؟
فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟
قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إىا الله تعالى ورسوله، صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال:عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه".
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً لقوله تعالى:] ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جنهم وساءت مصيراً [(1). وقوله:] وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم: إن الله له ملك السموات والأرض يحيي ويميت ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير [(2).
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور: منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئناناً به، فلا يكفر حينئذ، لقوله تعالى:] من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [(3).ومنها أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك. ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حتى يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ ص180جـ12 مجموع الفتاوي لابن قاسم: وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، وقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقاً. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته. ا. هـ.
وقال في ص229جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال:
وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:
والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها، ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.
وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك فغفر له".
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول، صلى الله عليه وسلم، أولى بالمغفرة من مثل هذا. ا. هـ. وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقاً أو كفراً يحكم على قائله أو فاعله بذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص165جـ35 من مجموع الفتاوي: وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال:هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى:] لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [(1). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان". ا. هـ كلامه. ولهذا علم
(يُتْبَعُ)
(/)
أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافراً أو فاسقاً إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعاً لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان يؤثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق. فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماماً له يستضيء بنورهما، ويسير على منهاجهما فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى به في قوله:] وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون [(2).
وليحذر ما يسلكه بعض الناس من كونه يبني معتقده أو عمله على مذهب معين فإذا رأى نصوص الكتاب والسنة على خلافه حاول صرف هذه النصوص إلى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة فيجعل الكتاب والسنة تابعين لا متبوعين وما سواهما إماماً لا تابعاً! وهذه طريق من طرق أصحاب الهوى. لا أتباع الهدى وقد ذم الله هذه الطريق في قوله:] ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون [(3).والناظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب. ويعرف شدة افتقاره إلى اللجوء إلى ربه في سؤال الهداية والثبات على الحق والاستعاذة من الضلال والانحراف. ومن سأل الله تعالى بصدق وافتقار إليه عالماً بغنى ربه عنه وافتقاره هو إلى ربه هو حري أن يتستجيب الله تعالى له سؤله يقول الله تعالى:] وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون [(1).
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن رأى الحق حقّاً واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه. وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصلحاء مصلحين، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الأمة إلى صراط العزيز الحميد بإذاً ربهم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تم في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة 1404هـ
بقلم مؤلفه الفقير إلى الله
محمد الصالح العثيمين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 01:33]ـ
/// ابتداءًا .. لا أحبُّ الخوض في هذه المواضيع؛ إذ البحث فيها أخذ نصيبًا كافيًا في جميع وسائل العلم، لكن ثَمَّة ملاحظاتٍ.
/// أولًا .. ينبغي عدم الخلط بين قصد الفعل، وبين قصد الكفر.
/// فمن رمى مصحفًا قاصدًا ((متعمِّدًا الرَّمي)) وهو بكامل وعيه، ففعله كفرٌ، ولا يشترط أن يكون مستهينًا بكلام الله أومازحًا أو غيركذلك.
/// بخلاف ما لو رماه غير قاصدٍ لذلك ((غير متعمِّدٍ الرَّمي))، بأن أراد وضعه فسَقَط من يده، أوغير عارفٍ أنَّ ذلك كتاب الله فرماه فإذا هو كذلك، أو نحو ذلك ممَّا لم يقصد به ذاك الفِعل ((وهو الرمي لذلك المصحف)).
/// ومن سجد لصَنَمٍ وهو (قاصدٌ السُّجود) ففعله كفرٌ، سواءٌ أكان قاصدًا السُّجود أو كان مازحًا.
/// بخلاف ما لو دفعه شخصٌ فسقط على هيئة السجود، أو أراد أخذ شيءٍ تحت الصِّنم فانحنى ليأخذه ... ونحو ذلك ممَّا ليس قصده فعل ذلك الفعل وهو (السُّجود).
/// وليس أحدٌ يفعل الكفر وهو قاصدٌ الكفر إلَّا معاندٌ مستكبرٌ، فلا يتصوَّر أن يوجد إنسان ينوي في قلبه فعل الكفر، بأن يقول في نفسه: (نويت لله أن أكفر؟!)، ثمَّ يخرُّ ساجدًا لصنمٍ مثلًا!
/// ثانيًا .. ينبغي عدم الخلط بين وصف الشيء بأنَّ فعله كفر، وبين كون فاعله كافرًا، باستيفاء الشٌُّروط وانتفاء الموانع.
/// فالفعل الكفري كفرٌ إن وقع على الوجه المكفِّر، سواء كفر به فاعله أولم يكفر.
/// فالكفر الأكبر كفرٌ أكبر، لكن كما تقدَّم يخرج منه: فعل الكفر كُرهًا أوجهلًا أوغلطًا أونسيانًا ... الخ.
/// وهاتان النُّقطتان يحصل بهما الفارق بين أهل السُّنَّة والجماعة أتباع السَّلف الصَّالح؛ الذين يقولون بأنَّ الكفر يقع بالاعتقاد (أو الشَّكِّ) أوالقول أوالعمل.
وبين (المبتدعة) الذين يردُّون كلَّ كفرٍ إلى الاعتقاد فحسب، فلزم التنبيه.
ـ[عبدالله]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 01:46]ـ
قال البحر الزخار: يفرق بين الفعل وبين إقامة الحجة ...... فلايكفر مباشرة حتى تقام عليه الحجة وتنتفي عنه الموانع
الإنسان قد يكفر بالفعل وما في إقامة الحجة دائما!!!!
الشيء الواضح الجلي كالرمي المصحف في الزبالة ما في إقامة الحجة!
لا بد أن يكون الحوار في هذه المسألة على:
هل يكفر الإنسان إذا رمى عاضبا كتيب حصن المسلم؟
جزاكم الله خيرا الإخوة وعلى رأسهم عدنان البخاري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:02]ـ
تكرار انظر ما تقدَّم ...
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
لعلكم يا إخوة تستفتون صاحب الكتاب (ابتسامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحر الزخار]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ عبدالله .... ((الإنسان قد يكفر بالفعل وما في إقامة الحجة دائما!!!!
الشيء الواضح الجلي كالرمي المصحف في الزبالة ما في إقامة الحجة!)) ................ شخص به مس من جنون .... وألقى المصحف في الزبالة!!! هل يحكم بكفره مباشرة؟؟؟ أما أن هناك مانع قوي معه وهو الجنون ,وهو هنا غير مؤاخد شرعا حتى يفيق ,كما في الحديث الصحيح بمجموع طرقه (رفع القلم عن ثلاث ..... الحديث)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 03:44]ـ
/// ومن سجد لصَنَمٍ وهو (قاصدٌ السُّجود) ففعله كفرٌ، سواءٌ أكان قاصدًا السُّجود أو كان مازحًا ..
/// تصحيح .. انتهى وقت التَّحرير فيصحَّح ما تقدَّم: "قاصدًا السجود" إلى "قاصدًا (العبادة) أو كان مازحًا".
ـ[الغُندر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 05:44]ـ
عدنان هل تذهب الى ان موسى عليه السلام استغفر لانه القى الالواح؟ وهل تذهب الى انه كان متعمدا؟ سبحا ن الله!! هذا بهتان عظيم وان كنت اتيت بكلام القرطبي فاليك كلام ابن جرير الطبري:
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال موسى، لما تبين له عذر أخيه، وعلم أنه لم يفرط في الواجب الذي كان عليه من أمر الله، في ارتكاب ما فعله الجهلة من عبدة العجل: "رب اغفر لي"، مستغفرًا من فعله بأخيه، ولأخيه من سالفٍ سلف له بينه وبين الله: (1) تغمد ذنوبنا بستر منك تسترها به (2) = "وأدخلنا في رحمتك"، يقول: وارحمنا برحمتك الواسعة عبادك المؤمنين، فإنك أنت أرحم بعبادك من كل من رحم شيئًا.
وقال ابن كثير:ظاهر السياق أنه إنما ألقى الألواح غضبًا على قومه، وهذا قول جمهور العلماء سلفا وخلفا. وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبًا، لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رَدّه ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تَلَقَّاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووَضّاعون وأفاكون وزنادقة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 06:06]ـ
/// سبحان الله .. سبحان الله! /// قال القرطبيُّ رحمه الله: "أي: اغفر لي ما كان من الغضب الذي ألقيت من أجله الألواح ... ".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص رمى كتاب حصن المسلم بقوة في الأرض وكان عاضبا هل يكفر؟
وهل كتب الأذكار لها نفس حكم القرآن؟
فقد نصحه أحد الإخوة أن يتوب ويتلفظ بالشهادة وقال سمعت بعض أهل العلم يحكمون على هذا الفعل بالكفر. هل قول هذا طالب العلم صحيح؟ شكرا لك ... بارك الله فيك ...
/// مسألة كيفيَّة التوبة من الرِّدَّة -على فرض كونها كذلك- فيها خلافٌ بين أهل العلم، على قولين؛ هل يكتفى فيها بالتوبة والاستغفار، أم يجب فيها تجديد الإسلام، كمن دخله حديثًا.
ذكرهما ابن تيميَّة، ورجَّح الأول.
أقول ها من الذَّاكرة الكليلة، ولعلَّك تراجع ذلك بعدُ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:07]ـ
الشيخ الكريم / عَدْنَانَ:
أحسَ اللَّهُ إليكم:
كتيب حصن المسلم هل له نفس حكم المصحف في هذه المسألة؟
من باب الفائدة:
سُئل شيخنا العلاّمة صالح الفوزان ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، وهذا سائل يقول: هناك من يقول: إن من أتى بعمل كفري في الظاهر، مثل رمي المصحف أو الركوع لشخص فإننا لا نكفره حتى نعرف ما في قلبه، ويستدل بقصة موسى عليه الصلاة والسلام عندما ألقى الألواح وهو غضبان، فهل هذا القول والاستدلال صحيح؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00078-16.ra
وسُئل أيضًا:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، وهذا سائل يقول: ما رأيكم في هذه العبارة: لا يكفر من قتل نبيا أو أهان المصحف إلا إذا توافرت الشروط فيه وانتفت الموانع؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00612-24.ra
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:34]ـ
/// أخي الكريم الفاضل .. سلمان أبوزيد .. بارك الله فيكم وجزاكم خيرًَا.
/// بالنسبة للفارق بين المصحف وبين كتاب (حصن المسلم) فظاهرٌ أنَّ المصحف محض كلام الله، بخلاف (حصن المسلم) إذ فيه كلام الله والنَّبي (ص) وكلام غيره؛ لكن العِلَّة فيهما واحدةٌ لمن نظَرَ إلى عِلَّة التَّكفير، وهي إهانة أمرٍ معظَّمٍ من أمور الدِّين، والله أعلم.
/// وأمَّا ما أحلتم عليه من كلام الشيخ الفوزان في الرابط الأول لا يتعارض مع ما تقدَّم ذكره من كلامي، ولذا فصَّل الشَّيخ فبيَّن أنَّ ذاك الفعل كفرٌ، وما علينا من مخالفة باطنه لفعله الظَّاهر، ثمَّ بيَّن ما ذكرته بالشروط والموانع في المنع من تكفيره عند الحاكم أوالقاضي =بقوله: "نحن نحكم على الظَّاهر، فمن أظهر الكفر حكمنا عليه بالكفر ... وهذا غير إنَّه يناقش ويبين له الحق، ...
العلماء يقولون: ربما يكون عنده شبهة ربما يكون مقلد أحد يحسبه على حق .. يبيِّن له".
/// وما ذكره الشَّيخ رحمه الله فيه ردٌّ على المرجئة الذين يعيدون الكفر كلَّه إلى الاعتقاد.
/// والأمثلة في هذا الأمر كثيرةٌ .. فالذي يقول: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) فقوله كفرٌ، ثم يمنع من تكفيره كونه أخطأ من شدَّة الفرح.
/// والذي يشكُّ في قدرة الله فشكُّه كفرٌ، لكن قد يمنع من كفره الجهل، وكذا الذي يسجد لغيره تعظيمًا فسجوده كفرٌ؛ لكن قد يمنع من كفره جهلُه بحكم السُّجود لغير الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
///
/// أولًا .. ينبغي عدم الخلط بين قصد الفعل، وبين قصد الكفر.
.
اشترط بعض أهل العلم أن يكون مريداً للكفر؛ حتى يُحكم بردته.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 03:02]ـ
أجزلَ اللَّهُ لكم المثوبة والأجر يا شيخ عدنانَ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 05:11]ـ
اشترط بعض أهل العلم أن يكون مريداً للكفر؛ حتى يُحكم بردته.
لماذا (بعض)؟ ثم هل من الممكن ذكر هؤلاء البعض وكلامهم.
ـ[عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 09:59]ـ
بارك الله فيك عدنان
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:10]ـ
لماذا (بعض)؟ ثم هل من الممكن ذكر هؤلاء البعض وكلامهم.
لم أفهم مِن سؤالك، هل تستفهم أم تستنكر؟
وهل كلام الـ (بعض) -المنقول أعلاه- توافقه أن تستنكره؟ [سؤال استفهامي]
والقضية سهلة -إن شاء الله-.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:27]ـ
أخى أبا عثمان ...
فضلا انقل لنا أقوال القائلين باشتراط إرادة الكفر ..
و جزاك الله خيرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:28]ـ
/// أجب تكرُّمًا على سؤالي بارك الله فيك، ولا تدفع السؤال بالسؤال ولا يهمُّك دافعي له، وأعلمُ أنَّ المسألة سهلة، ولذا أنتظر جوابك وفقك الله.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:23]ـ
أخي عدنان:
قلتَ -وفقك الله-: ((ينبغي عدم الخلط بين قصد الفعل، وبين قصد الكفر)).
فقلتُ: ((اشترط بعض أهل العلم أن يكون مريداً للكفر؛ حتى يُحكم بردته))، وكان قصدي معرفة رأيك في هذا الشرط.
لا أكثر ولا أقل.
فمن الأولى بالجواب!؟ -وفقكم الله-.
قولك: (لماذا البعض؟).
الجواب: لأنني لم أقف على جميع الأقوال.
ومنكم نستفيد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
/// أخي السَّلفي .. وأنا -أيضًا- طلبتُ منك أن تأتيني بكلام هؤلاء ((البعض)) الذين وقفتَ على كلامهم، لا مَن لم تقف عليه، لا أقل ولا أكثر، سؤالي أسبق من سؤالك فأنت أولى بالجواب، تثبتُ العرش ثمَّ سأنقش لك عليه.
فهلَّا ذكرتهم لي .. بارك الله فيك.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
كلام هؤلاء ((البعض)) نقلته أعلاه: وهو «لا بد أن يكون مريداً للكفر».
هل عسر عليك فهم هذه الجملة؟!
أو:
هل أفهم منك أنك تخالف ذلك؟
ارجو التفصيل حتى لا (أخلط بين قصد الفعل وقصد الكفر) -كما ذكرتم- نفع الله بكم-.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
سبحان الله!
يا أبا عثمان، الأخ عدنان سألك سؤالاً يستفهم من هذه النسبة التي ذكرتها، فإن كان لديك جوابٌ فتفضل به وإلا قل: لا أعلم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 05:38]ـ
لماذا (بعض)؟ ثم هل من الممكن ذكر هؤلاء البعض وكلامهم.
أبا عثمان ..
هل يتصور أن يعرض الشيخ عدنان طلبه بصورة أوضح لتجيب؟
نريد معرفة هؤلاء البعض, و النصوص التى صرحوا فيها بهذا الرأى الذى تنسبه إليهم بارك الله فيك.
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 06:42]ـ
ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد أنّ من شروط التكفير أن يكون الشخص عالما بأنّ ما يفعله كفر أكبر:
2) انطباق شروط التكفير عليه، وأهمها العلم بأن هذا مُكفِّر، فإن كان جاهلاً، فإنه لا يكفر، ولهذا ذكر العلماء أن من شروط إقامة الحد أن يكون عالماً بالتحريم، هذا وهو إقامة حد وليس بتكفير، والتحرز من التكفير أولى وأحرى.
من كتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد
و هذا رابط تحميل الكتاب من موقع المشكاة:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=188
لعل هذا النقل عن الشيخ العثيمين يدخل في بعض من يقصدهم الأخ أبو عثمان السلفي
فعلى هذا القول للشيخ العثيمين رحمه الله فلو فعل شخص مسلم ما هو كفر أكبر و لا يعلم بأنّه كفر أكبر حتى و إن تعمّد الفعل فلا يصح تكفيره
وفقكم الله
و نرجو التوضيح مع الدليل؟ فهل لو شخصا أصله الإيمان استهزأ مازحا أو ألقى القرآن الكريم مازحا و لا يعلم بأنّ هذا الفعل كفر أكبر كونه حديث عهد بالإسلام أو لأسباب أخرى؛ فهل يكفر؟ مع الدليل
الشيخ عدنان البخاري: قولك:
فلا يتصوَّر أن يوجد إنسان ينوي في قلبه فعل الكفر، بأن يقول في نفسه: (نويت لله أن أكفر؟!)، ثمَّ يخرُّ ساجدًا لصنمٍ مثلًا!
بل يتصور ذلك في السحرة و كثير من البشر بل فيهم من يعلن هذا كعبدة الشياطين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 07:41]ـ
/// الأخ السَّلفي .. سبحان الله على تطويلك الكلام، والعُسُورة في جوابك واضحةٌ هداك الله
/// الأخت الكريمة هالة ... وفقها الله
كلام الشَّيخ ابن عثيمين عن العِلْم بالكفر والجهل به، لا عن فعل الكفر بإرادة الكفر أوإرادة غيره، ففرقٌ بينهما.
/// وأمَّا لسؤالك عن مسألة دفع تكفيره فقد تقدَّم الكلام عن الفرق بين الحكم بكفر الشَّيء، وبين تكفير فاعله بإقامة الحُجَّة عليه.
/// وبالنِّسبة لما استدركتيه عليَّ في عدم تصوُّر إرادة الكفر -كالسَّحرة- فلا يرِدُ عليَّ لأنِّي لم أطلقه؛ بل قيَّدُّته قبلُ بالعناد والاستكبار، ومنه فعل من حكيت حالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 07:48]ـ
و نرجو التوضيح مع الدليل؟ فهل لو شخصا أصله الإيمان استهزأ مازحا أو ألقى القرآن الكريم مازحا و لا يعلم بأنّ هذا الفعل كفر أكبر كونه حديث عهد بالإسلام أو لأسباب أخرى؛ فهل يكفر؟ مع الدليل
نعم يكفر ولو كان لا يعرف انه كفر هذا في المسائل المعلومة من الدين بالضرورة اما في المسائل الخفية فانه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة وتزال الشبهة.
وهذا الدليل يقول الباري جل جلاله ((64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66))
فهم يقولون كنا نخوض ونلعب لم نعلم ان هذا كفر ولا قصدنا الكفر. وقد اثبت الله لهم الإيمان بقوله تعالى (قد كفرتم بعد إيمانكم)
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 07:54]ـ
الأخ غندر الآية التي ذكرت ليس فيها بأنّ من كفروا كانوا لا يعلمون بأنّ ما وقعوا فيه كفر أكبر
فمن أين لك بأنّهم قالوا: "لم نعلم ان هذا كفر ولا قصدنا الكفر "؟
ثم النّبي صلى الله عليه و سلّم قال: "من ترك الصلاة فقد كفر أو أشرك"
فهل كل من ترك الصلاة يكفر حتى و إن لم يعلم بأنّ ترك الصلاة كفر؟
بعض العلماء لا يكفر بترك الصلاة من لا يعلم بأنّها كفر
فما الفرق بين ترك الصلاة و المكفرات الأخرى إن كان مذهبك مثل مذهب هؤولاء العلماء في التكفير بترك الصلاة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
نعم يكفر ولو كان لا يعرف انه كفر هذا في المسائل المعلومة من الدين بالضرورة اما في المسائل الخفية فانه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة وتزال الشبهة.
وهذا الدليل يقول الباري جل جلاله ((64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66))
فهم يقولون كنا نخوض ونلعب لم نعلم ان هذا كفر ولا قصدنا الكفر. وقد اثبت الله لهم الإيمان بقوله تعالى (قد كفرتم بعد إيمانكم)
/// سؤال الأخت هالة عن رجلٍ حديث عهدٍ بإسلام، فهو داخلٌ في المعذورين؛ لأنَّه قد خفي عليه.
/// وأمَّا قضيَّة القصد في الاستهزاء وعدمه فهي مسألةٌ أخرى.
/// سؤالها عن العِلم لا عن قصد الاستهزاء وعدمه.
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 08:08]ـ
وبالنِّسبة لما استدركتيه عليَّ في عدم تصوُّر إرادة الكفر -كالسَّحرة- فلا يرِدُ عليَّ لأنِّي لم أطلقه؛ بل قيَّدُّته قبلُ بالعناد والاستكبار، ومنه فعل من حكيت حالهم.
عذرا يا شيخ لم أنتبه لتقيّدك
كلام الشَّيخ ابن عثيمين عن العِلْم بالكفر والجهل به، لا عن فعل الكفر بإرادة الكفر أوإرادة غيره، ففرقٌ بينهما.
يا شيخ يظهر لي بأنّ العلم بالكفر و إرادته متلازمين في من يقع في كفر من غير عذر
فمن يعلم أنّ كفرا ما هو كفر ثم يقع فيه من غير عذر فهذا و لا بد أن يكون مريدا للكفر و الله أعلم
فأرجو التوضيح؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 08:29]ـ
عذرا يا شيخ لم أنتبه لتقيّدك
يا شيخ يظهر لي بأنّ العلم بالكفر و إرادته متلازمين في من يقع في كفر من غير عذر
فمن يعلم أنّ كفرا ما هو كفر ثم يقع فيه من غير عذر فهذا و لا بد أن يكون مريدا للكفر و الله أعلم
فأرجو التوضيح؟
/// بارك الله فيكِ ... الفرق بينهما شرحًا لمثالك: أنَّه يعلم أنَّ الاستهزاء بالدِّين كفرٌ، لكنَّه أراد المزاح والتنكيت فهذا يكفر، ولا يلزم أن يفعله قاصدًا ومريدًا الجحد أوالبغض أوالشَّكُّ في صدق الدِّين، وهو كفرٌ اعتقاديٌ بحاله، سواءٌ استهزيء أو لا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 10:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// بارك الله فيكِ ... الفرق بينهما شرحًا لمثالك: أنَّه يعلم أنَّ الاستهزاء بالدِّين كفرٌ، لكنَّه أراد المزاح والتنكيت فهذا يكفر، ولا يلزم أن يفعله قاصدًا ومريدًا الجحد أوالبغض أوالشَّكُّ في صدق الدِّين، وهو كفرٌ اعتقاديٌ بحاله، سواءٌ استهزيء أو لا.
ولذا كان جواب من كفَّرهم الله في كتابه: ((إنَّما كنَّا نخوض ونلعب)) يعني: في استهزائهم الذي كفروا به، فردَّ عليهم: ((لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 07:21]ـ
ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد أنّ من شروط التكفير أن يكون الشخص عالما بأنّ ما يفعله كفر أكبر
يا شيخ يظهر لي بأنّ العلم بالكفر و إرادته متلازمين في من يقع في كفر من غير عذر فمن يعلم أنّ كفرا ما هو كفر ثم يقع فيه من غير عذر فهذا و لا بد أن يكون مريدا للكفر و الله أعلم؟
/// الأخت الكريمة هالة ... وفقها الله.
/// وهذه فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المسألة في بيان ما ذكرته من الفرق بين العِلم بكفر الشيء وبين قصد فعله، لكن هذه المرَّة من قوله هو رحمه الله:
/// فقد سئل رحمه الله: عن شروط الحكم بتكفير المسلم؟ وحكم من عمل شيئا مكفِّرًا مازِحًا؟
/// فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: "للحكم بتكفير المسلم شرطان: أحدهما: أن يقوم الدليل على أن هذا الشيء مما يكفر.
الثاني: انطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون عالمًا بذلك، قاصدًا له.
/// فإن كان جاهِلًا لم يكفر؛ لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا). وقوله: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
لكن إنْ فرَّط بترك التعلُّم والتبيُّن، لم يعذر؛ مثل أن يبلغه أن عمله هذا كفر فلا يتثبَّت، ولا يبحث فإنَّه لا يكون معذورًا حينئذٍ.
/// وإن كان غير قاصدٍ لعمل ما يكفر لم يكفر بذلك، مثل أن يكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان، ومثل أن ينغلق فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح ونحوه، كقول صاحب البعير الذي أضلها، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت فإذا بخطامها متعلقا بالشجرة فأخذه، وقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح.
لكن من عمل شيئا مكفِّرًا مازِحًا فإنَّه يكفر؛ لأنَّه قصد ذلك، كما نصَّ عليه أهل العلم". انتهى جوابه رحمه الله.
/// وسُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أيضًا: أريد أن توضح لي قضية التكفير، التكفير المطلق والتكفير المعين.
/// فأجاب رحمه الله بقوله: التكفير والتفسيق والتبديع كلها أوصاف مرتبة على معان إذا وجدت وجدت هذه الأوصاف، فإذا وجد السبب أو المعنى الذي من أجله يستحق من وجد فيه أن يوصف بهذا الوصف فإنه ينطبق عليه.
فلا يجوز لنا أن نقول: فلان كافر حتى نتحقق من أمرين: الأمر الأول: ثبوت أن هذا العمل من الكفر، فإن لم نعلم وشككنا فالأصل أن المسلم باق على إسلامه ولا يحل أن نكفره، مثال ذلك: لو قال قائل: إن الذي يشرب الخمر كافر فهذا حرام، ما نقول كافر حتى نعلم أن الشرع نص على كفره.
والأمر الثاني: أن نتحقَّق من انطباق هذا الوصف على هذا الشَّخص، أي: انطباق هذا المعنى الذي علق عليه الشارع الحكم عليه بالتكفير، لابد أن نعلم أنه منطبق على هذا الشخص بحيث تتم فيه شروط التكفير.
/// ومن الشُّروط: أن يكون عالمًا، وأن يكون قاصدًا.
/// فإن كان غير عالمٍ فإنَّنا لا نكفِّرُه؛ لأنَّه لم تقم عليه الحجة بعد، كما قال الله تبارك وتعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون [القصص:59]، وقال تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [النساء:163] إلى قوله: رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [النساء:165]، وقال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء:15]، والآيات في هذا المعنى متعددة.
فإذا كان الإنسان لا يعلم أن هذا الشيء من الكفر فإننا لا نحكم بكفره.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرط الثاني: أن يكون الشخص مريدًا لما قال من كلمة الكفر، أو لما فعل، فإن كان مكرهًا أو سَبَق لسانه على قول كلمة الكفر فإنَّه لا يكفر، ودليل ذلك قوله تعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [النحل:106]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم -وذكر أنه- كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها فضاعت عنه وجعل يطلبها ولم يجدها ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك استيقظ وخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذ به فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) كلمة: أنت عبدي وأنا ربك، كفر لكن هل قصدها؟ لا. وإنما سبقت على لسانه.
/// إذًا لابُدَّ من هذين الشَّرطين، العلم.
والثاني: الإرادة والقصد.
فإن لم يرد ولم يقصد فلا.
ومن ذلك أيضا قصة الرجل الذي كان ظالما لنفسه فجمع أهله وأمرهم أن يحرقوه إذا مات، وأن يذروه في اليم لئلا يعذبه الله فجمعه الله عز وجل وسأله: (لماذا فعلت هذا؟ قال: ربي خوفا من عذابك، فغفر الله له)، فإن هذا الرجل كان جاهلا في كون الله تعالى يقدر على أن يجمعه ويحاسبه.
/// إذا لابد من أمرين:
الأمر الأول: أن نعلم بأن هذا الشيء مكفر.
الأمر الثاني: أن نعلم انطباق الشروط أو إتمام الشروط على من قام به، فلابد من أن نعلم أن شروط التكفير قد انطبقت عليه، ومنها: العلم، والقصد، ولهذا يفرق بين كون المقالة أو الفعالة كفرا، وبين كون القائل لها أو الفاعل لها كافرا، قد تكون المقالة أو الفعالة كفرا، ولكن القائل لها أو الفاعل لها ليس بكافر لعدم انطباق الشروط عليه.
ومن ثم نحن نحذر غاية التحذير من التسرع في إطلاق الكفر على قوم لم يتبين فيهم الشروط، أي: شروط التكفير؛ لأنك إذا كفرته فلازم تكفيرك إياه أن تشهد بأنه في النار، فأنت الآن شهدت بالحكم وبما يقتضيه الحكم، المسألة خطيرة جدا، ثم إن الحكم بالتكفير يستلزم بغضه والبراءة منه والبعد عنه وعدم السمع له والطاعة إن كان أميرا، وما أشبه ذلك مما يترتب على هذه المسألة التي يجب على الإنسان أن يكف لسانه عنها". انتهى كلامه رحمه الله.
-------------------------------------------------------------
/// قلتُ: ما أشار إليه الشَّيخ رحمه الله من آية الإكراه فيه أبلغ بيانٍ لما ذكرتُه سلفًا؛ وقد سبق بيانه في موضوعٍ سابقٍ في الرَّدِّ على شُبهة بعض المرجئة وغلط استدلالهم بقوله تعالى: (إلَّا منْ أُكرِهَ وقلبُه مطمئِنٌّ بالإيمانِ).
/// وأعيده باختصارٍ فأقول: إنَّ المكره على كلمة الكفر لم يَزُل إيمانه ولم ينتقض بتكلُّمه تلك الكلمة بسبب الإكراه، ولذا فلو لم يكن مكرهًا لانتقض إيمانه بتلك الكلمة حتَّى لو زعم أنَّ إيمانه مطمئنٌّ في قلبه.
/// وإلَّا لم يكن ثَمَّ فرقًأ بين المكره وغيره!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 12:22]ـ
إذا كانت المشكلة في معرفة مَن هو القائل؟ فهذه مصيبة (!)
ما لنا وللقائل؟!
اعرف الحقَّ تعرف الرِّجال، وليس العكس.
وفق الله الجميع، وسددكم إلى الحقّ -بالحقّ- خُطاكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 12:45]ـ
إذا كانت المشكلة في معرفة مَن هو القائل؟ فهذه مصيبة (!)
ما لنا وللقائل؟!
اعرف الحقَّ تعرف الرِّجال، وليس العكس.
وفق الله الجميع، وسددكم إلى الحقّ -بالحقّ- خُطاكم.
ماهذه الحيدة العجيبة!!!؟
أخي الكريم يهمنا من نسبة لهم القول، المشكلة الحقيقة هي نسبة القول لأناس فلما تطالب أن تعرفنا من هم، تحيد وتبتعد وتلف وتدور، قل لا أعلم، أو لا يوجد من قال بهذا القول، أما أن تقول:
فقلتُ: ((اشترط بعض أهل العلم أن يكون مريداً للكفر؛ حتى يُحكم بردته))
أنت ملزم أن تذكر لنا من هم بعض أهل العلم، كما تقول، واعلم أنك في مجلس علمي، فإما أن تتكلم بعلم أو تصمت بحلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:10]ـ
/// سبحان الله يا أيها السلفي، ما أشبه اللَّيلة بالبارحة!
/// وبالمناسبة فعندي لك سؤالان فات الجواب عنهما في موضوع شبهة (لم يعملُوا خيرًا قط) قبل إغلاقه.
ما كتاب (برهان البيان) ما موضوعه؟ ومَن مؤلِّفه؟
وكنت تقول في ذاك الموضوع: (قلنا) و (نقول)، فهل يمكننا التعرُّف على شخصكم، بورك فيكم؟
ـ[خالد العامري]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:24]ـ
إذا كانت المشكلة في معرفة مَن هو القائل؟ فهذه مصيبة (!)
ما لنا وللقائل؟!
اعرف الحقَّ تعرف الرِّجال، وليس العكس.
وفق الله الجميع، وسددكم إلى الحقّ -بالحقّ- خُطاكم.
بل المصيبة هي رمي الأقوال (هكذا) جزافاً.
يا أخي اتق الله وناقش إخوانك بالحجة والبرهان، وإلا فالصمتُ زينٌ.
ـ[هالة]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:34]ـ
الشيخ عدنان البخاري جزاك الله خيرا
*********************
الأخ أبو عثمان السلفي
أنت قلت:
اشترط بعض أهل العلم أن يكون مريداً للكفر؛ حتى يُحكم بردته.
فإن كتت تتبنى هذا القول ففضلا قدّم لنا أدّلتك على المسألة و شرح هذا للكلام؟
و كما تعلم العلماء يستدل لهم لا يستدل بهم، فما دليلهم؟
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
إذا كانت المشكلة في معرفة مَن هو القائل؟ فهذه مصيبة (!)
ما لنا وللقائل؟!
اعرف الحقَّ تعرف الرِّجال، وليس العكس.
وفق الله الجميع، وسددكم إلى الحقّ -بالحقّ- خُطاكم.
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول
: من قال أو فعل ما هو كفر، كَفَر وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله
ـ[هالة]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:23]ـ
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول
: من قال أو فعل ما هو كفر، كَفَر وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله
جزاك الله خيرا على هذا النقل الأخ غندر
فما قاله شيخ الإسلام هنا لا يمكن أن يجتمع مع شرط الشيخ بن عثمين السابق
إذ من يعلم بأنّ رمي حصن المسلم و إهانته مزاحا أو سخرية أو غضبا أو فرحا أو في الحالة العادية كفر أكبر في جميع هذه الحالات لا بد و أن يكون قاصدا للكفر إن كان غير معذور في فعله هذا
أما من لا يعلم بأنّ رمي حصن المسلم و إهانته مزاحا أو سخرية أو غضبا أو فرحا أو في الحالة العادية كفر أكبر في بعض تلك الحالات و فعل الحالة التي يجهل بأنّها كفر أكبر فلازم قول الشيخ العثمين الذي نقلته أنّه لا يصّح تكفيره
فهذا الذي أقصده يا شيخ عدنان البخاري
بارك الله فيكِ ... الفرق بينهما شرحًا لمثالك: أنَّه يعلم أنَّ الاستهزاء بالدِّين كفرٌ، لكنَّه أراد المزاح والتنكيت فهذا يكفر، ولا يلزم أن يفعله قاصدًا ومريدًا الجحد أوالبغض أوالشَّكُّ في صدق الدِّين، وهو كفرٌ اعتقاديٌ بحاله، سواءٌ استهزيء أو لا.
و لكن يا شيخ إن كان لا يعلم بأنّ الاستهزاء بالدّين مزاحا كفر أكبر يعني يقرّ بأنّ الإستهزاء بالدّين في غير حالة المزاح كفر أكبر و لكن في حالة المزاح لا يعلم بأنّها كفر أكبر فهل لو استهزأ في المزاح في هذا الحالة يكفر الكفر الأكبر و لا يعذر بجهله في هذه المسألة؟ لازم قول الشيخ العثيمين حسب ما يظهر لي أنّه لا يصح تكفيره مادام لا يعلم أنّ فعل هذه الحالة كفر أكبر
و بالتالي فما نقلته عن الشيخ العثيمين و ما يلزم عنه يلتقي مع الكلام الذي ادّعاه الأخ أبو عثمان السلفي عن بعض أهل العلم
أرجو التوضيح يا شيخ عدنان؟ و فقك الله و بارك فيك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 03:50]ـ
و لكن يا شيخ إن كان لا يعلم بأنّ الاستهزاء بالدّين مزاحا كفر أكبر يعني يقرّ بأنّ الإستهزاء بالدّين في غير حالة المزاح كفر أكبر و لكن في حالة المزاح لا يعلم بأنّها كفر أكبر فهل لو استهزأ في المزاح في هذا الحالة يكفر الكفر الأكبر و لا يعذر بجهله في هذه المسألة؟ لازم قول الشيخ العثيمين حسب ما يظهر لي أنّه لا يصح تكفيره مادام لا يعلم أنّ فعل هذه الحالة كفر أكبر
/// الأخت هالة ... وفقك الله
لا فرق عند الشيخ ولا عند غيره إلَّا في مسألة الإكراه، انظري إلى آخر سطرٍ من كلام الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي نقلته قبلُ:
///
/// فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: "للحكم بتكفير المسلم شرطان: أحدهما: أن يقوم الدليل على أن هذا الشيء مما يكفر.
الثاني: انطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون عالمًا بذلك، قاصدًا له.
/// فإن كان جاهِلًا لم يكفر؛ لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا). وقوله: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
لكن إنْ فرَّط بترك التعلُّم والتبيُّن، لم يعذر؛ مثل أن يبلغه أن عمله هذا كفر فلا يتثبَّت، ولا يبحث فإنَّه لا يكون معذورًا حينئذٍ.
/// وإن كان غير قاصدٍ لعمل ما يكفر لم يكفر بذلك، مثل أن يكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان، ومثل أن ينغلق فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح ونحوه، كقول صاحب البعير الذي أضلها، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت فإذا بخطامها متعلقا بالشجرة فأخذه، وقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح.
لكن من عمل شيئا مكفِّرًا مازِحًا فإنَّه يكفر؛ لأنَّه قصد ذلك، كما نصَّ عليه أهل العلم". انتهى جوابه رحمه الله.
[/ COLOR][/SIZE]
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 06:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كانت المشكلة في معرفة مَن هو القائل؟ فهذه مصيبة (!)
ما لنا وللقائل؟!
اعرف الحقَّ تعرف الرِّجال، وليس العكس.
وفق الله الجميع، وسددكم إلى الحقّ -بالحقّ- خُطاكم.
أخى أبا عثمان,
إن لم تكن هذه حيدة, فليس فى الدنيا حيدة ... هداك الله.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 11:14]ـ
لم يخفَ عليّ قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «لاَ يَكَادُ يَقْصِدُ الكُفْرَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ».
ومِن باب الفائد في موضوع (قَصْد الفِعْل) و (قَصْد الكُفْرِ) مَا جاء في كلام فضيلة الشيخ علي الحلبي -وفقه الله-:
« ... وَفَرْقٌ بَيْنَهُمَا -جِدًّا-؛ إِذْ «لاَ يَكَادُ يَقْصِدُ الكُفْرَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ» -كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي «الصَّارِم المَسْلُول» (2/ 339) -.
وَهذَا بَيِّنٌ جِدًّا جِدًّا ...
وَمِمَّا هُوَ مِنْ هذَا قَرِيبٌ: مَا رَوَاهُ الخَلاَّلُ فِي «أَحْكَامِ أَهْلِ المِلَلِ» (2/ 2548) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: الزِّنَى، وَشُرْبُ الخَمْرِ حَلاَلٌ؛ جَاهِلاً بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ حَرَامٌ فِي كِتَابِ اللهِ -تَعَالَى-؛ فَقَالَ: بَلْ هُوَ حَلاَلٌ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ -أَيْضاً-، فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مُسْتَثْبِتاً لاَ يَعْتَقِدُ الكُفْرَ وَالجُحُودَ: لاَ يَكْفُرُ، وَلاَ تَبِينُ مِنْهُ امْرَأَتُهُ».
فَهَلْ نَقُولُ: الإِمَامُ أَحْمَدُ يَشْتَرِطُ (اعْتِقَادَ الكُفْرِ) -المُتَضَمِّنَ لِقَصْدِهِ- لُزُوماً- لِتَكْفِيرِ مَنْ هذَا حَالُهُ؟!
أَمْ نَقُولُ: إِنَّ ذلِكَ -وَلاَ بُدَّ- عَلَى اعْتِبَارِ المَآل فِي الحَال؟!
وَلاَ إِشْكَال، بِحَمْدِ ذِي الجَلاَل ...
وَمِنْهُ قَوْلُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ فِي «الصَّارِمِ» (3/ 1045) عِنْدَ مُنَاقَشَتِهِ قَوْلَ مَنْ قَالَ: «عَصَيْتُ اللهَ فِي كُلِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ»، فَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ-:
«فَإِنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِنَا قَالُوا: لَيْسَ ذلِكَ بِيَمِينٍ؛ لأَنَّهُ إِنَّمَا الْتَزَمَ المَعْصِيَةِ؛ كَمَا لَوْ قَالَ: «مَحَوْتُ المُصْحَفَ»، أَوْ: «شَرِبْتُ الخَمْرَ إِنْ فَعَلْتُ كَذَا»، وَلَمْ يُظْهِرْ قَصْدَ إِرَادَةِ الكُفْرِ مِنْ هذَا العُمُومِ ... ».
وَرَحِمَ اللهُ الإِمَامَ ابْنَ القَيَّمِ -القَائِلَ-: «فَإِيَّاكَ أَنْ تُهْمِلَ قَصْدَ المُتَكَلِّمِ، وَنِيَّتَهُ، وَعُرْفَهُ، فَتَجْنِيَ عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّرِيعَةِ، وَتَنْسِبَ إِلَيْهَا مَا هِيَ بَرِيئَةٌ مِنْهُ؛ فَفَقِيهُ النَّفْسِ يَقُولُ: مَا أَرَدْتَ؟ وَنِصْفُ الفَقِيهِ يَقُولُ: مَا قُلْتَ؟».
أَقولُ: وَ (غَيْرُ الفَقِيهِ) يَقُولُ: أَشْرَكْتَ وَكَفَرْتَ!!».اهـ[«التعريف والتنبئة ... » (ص95)]
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 12:47]ـ
وزيادة تأكيد مِن كلام الشيخ الإمام العثيمين -رحمه الله- تحت حديث (أخطأ مِن شدة الفرح) -:
«وفيه دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفراً سبق لسانه إليه فإنه لا يؤاخذ به، فهذا الرجل قال كلمة كفر لأن قول الإنسان لربه: أنت عبدي وأنا ربك. هذا كفر لا شك فيه.
لكن لما كان هذا صدر عنه خطأ مِن شدة الفرح صار غير مؤاخذ به، وكذلك غيرها مِن الكلمات لو سبَّ أحداً على وجه الخطأ بدون قصد، أو طلّق زوجته على وجه الخطأ دون القصد، أو أعتق على وجه الخطأ بدون قصد، فكل هذا لا يترتب عليه شيء؛ لأن الإنسان لم يقصده فهو كاللغو في اليمين، وقد قال الله -تعالى-: {لا يؤاخذكم اللهُ باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم} بخلاف المستهزئ فإنه يكفر إذا قال كلمة الكفر؛ لقول الله -سبحانه-: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السُّخرية والهزؤ؛ فلذلك كان كافراً بخلاف الإنسان الذي لم يقصد، فإنّه لا يعتبر قوله شيئاً.
وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق». [«شرح رياض الصالحين» (1/ 68)]
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 04:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يخفَ عليّ قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «لاَ يَكَادُ يَقْصِدُ الكُفْرَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ».
ومِن باب الفائد في موضوع (قَصْد الفِعْل) و (قَصْد الكُفْرِ) مَا جاء في كلام فضيلة الشيخ علي الحلبي -وفقه الله-:
« ... وَفَرْقٌ بَيْنَهُمَا -جِدًّا-؛ إِذْ «لاَ يَكَادُ يَقْصِدُ الكُفْرَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ» -كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي «الصَّارِم المَسْلُول» (2/ 339) -.
وَهذَا بَيِّنٌ جِدًّا جِدًّا ...
وَمِمَّا هُوَ مِنْ هذَا قَرِيبٌ: مَا رَوَاهُ الخَلاَّلُ فِي «أَحْكَامِ أَهْلِ المِلَلِ» (2/ 2548) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: الزِّنَى، وَشُرْبُ الخَمْرِ حَلاَلٌ؛ جَاهِلاً بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ حَرَامٌ فِي كِتَابِ اللهِ -تَعَالَى-؛ فَقَالَ: بَلْ هُوَ حَلاَلٌ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ -أَيْضاً-، فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مُسْتَثْبِتاً لاَ يَعْتَقِدُ الكُفْرَ وَالجُحُودَ: لاَ يَكْفُرُ، وَلاَ تَبِينُ مِنْهُ امْرَأَتُهُ».
فَهَلْ نَقُولُ: الإِمَامُ أَحْمَدُ يَشْتَرِطُ (اعْتِقَادَ الكُفْرِ) -المُتَضَمِّنَ لِقَصْدِهِ- لُزُوماً- لِتَكْفِيرِ مَنْ هذَا حَالُهُ؟!
أَمْ نَقُولُ: إِنَّ ذلِكَ -وَلاَ بُدَّ- عَلَى اعْتِبَارِ المَآل فِي الحَال؟!
وَلاَ إِشْكَال، بِحَمْدِ ذِي الجَلاَل ... وَمِنْهُ قَوْلُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ فِي «الصَّارِمِ» (3/ 1045) عِنْدَ مُنَاقَشَتِهِ قَوْلَ مَنْ قَالَ: «عَصَيْتُ اللهَ فِي كُلِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ»، فَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ-:
«فَإِنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِنَا قَالُوا: لَيْسَ ذلِكَ بِيَمِينٍ؛ لأَنَّهُ إِنَّمَا الْتَزَمَ المَعْصِيَةِ؛ كَمَا لَوْ قَالَ: «مَحَوْتُ المُصْحَفَ»، أَوْ: «شَرِبْتُ الخَمْرَ إِنْ فَعَلْتُ كَذَا»، وَلَمْ يُظْهِرْ قَصْدَ إِرَادَةِ الكُفْرِ مِنْ هذَا العُمُومِ ... ».
وَرَحِمَ اللهُ الإِمَامَ ابْنَ القَيَّمِ -القَائِلَ-: «فَإِيَّاكَ أَنْ تُهْمِلَ قَصْدَ المُتَكَلِّمِ، وَنِيَّتَهُ، وَعُرْفَهُ، فَتَجْنِيَ عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّرِيعَةِ، وَتَنْسِبَ إِلَيْهَا مَا هِيَ بَرِيئَةٌ مِنْهُ؛ فَفَقِيهُ النَّفْسِ يَقُولُ: مَا أَرَدْتَ؟ وَنِصْفُ الفَقِيهِ يَقُولُ: مَا قُلْتَ؟».
أَقولُ: وَ (غَيْرُ الفَقِيهِ) يَقُولُ: أَشْرَكْتَ وَكَفَرْتَ!!».اهـ[«التعريف والتنبئة ... » (ص95)]
/// أولًا شيخك الحلبي وأمثاله ليس على مذهب أهل السُّنَّة في الباب -ولو سوَّد الأوراق بالمداد- فلا تنقل لنا فهمه المغلوط لكلام الأئمَّة وتشغلنا بنقل كلامه ههنا؛ بل اشتغل بنقل لنا كلام أهل السُّنَّة في الباب وحسبُ.
/// ثانيًا .. لا أدري ما وجه الدِّلالة من نقل شيخك تلك الرِّواية عن أحمد وغيره؟! عجبًا!
الكلام ليس عن استحلال ما ليس فعله بكفرٍ!
إذ قد تقدَّم أنَّ الاستحلال والجحود والبغض كفرٌ بحاله، فعل أولم يفعل، كان المستحلُّ والمجحود به كفرًا أو لم يكن كذلك، كالزِّنى وشرب الخمر!
/// فلم يحمَّل كلام أحمد ما لم يرده؟!
وإشغال القاريء بالبحث في المتَّفق عليه لهو من العجز بمكان عن البحث فيما فيه الخلاف!
شكونا إليهم فساد السَّواد /// /// /// فعابوا علينا شحوم البقر!
فكانوا كما قيل فيما مضى /// /// /// أريها السُّها وتريني القمر/// فنحن ما تكلَّمنا عن قصد الاستحلال في فعل المعصية التي ليست بكفرٍ أصلًا، نحن نتكلَّم عن فعل العمل الكفري، استحلَّه أم لم يستحلَّه، ولعمر الله لإن كنتَ عاجزًا أنت أوشيخك عن التَّفريق بينهما فالصَّمت لك زينٌ.
وزيادة تأكيد مِن كلام الشيخ الإمام العثيمين -رحمه الله- تحت حديث (أخطأ مِن شدة الفرح) -: «وفيه دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفراً سبق لسانه إليه فإنه لا يؤاخذ به، فهذا الرجل قال كلمة كفر لأن قول الإنسان لربه: أنت عبدي وأنا ربك. هذا كفر لا شك فيه، لكن لما كان هذا صدر عنه خطأ مِن شدة الفرح صار غير مؤاخذ به، وكذلك غيرها مِن الكلمات لو سبَّ أحداً على وجه الخطأ بدون قصد، أو طلّق زوجته على وجه الخطأ دون القصد، أو أعتق على وجه الخطأ بدون قصد، فكل هذا لا يترتب عليه شيء؛ لأن الإنسان لم يقصده فهو كاللغو في اليمين، وقد قال الله -تعالى-: {لا يؤاخذكم اللهُ باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم} بخلاف المستهزئ فإنه يكفر إذا قال كلمة الكفر؛ لقول الله -سبحانه-: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السُّخرية والهزؤ؛ فلذلك كان كافراً بخلاف الإنسان الذي لم يقصد، فإنّه لا يعتبر قوله شيئاً.
وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق». [«شرح رياض الصالحين» (1/ 68)]
/// كلام الشَّيخ كلُّه عن قصد الفعل، لا قصد الكفر فيه، فما الجديد؟ لا شيء!
وأنت بلميحاتك وتهرُّبك تذهب إلى اشتراط قصد الكفر في كفر فاعل الكفر، وليس كلام الشيخ من هذا الباب، وقد تقدَّم بيانُ هذا بما يغني عن الإعادة.
/// ومن المعلوم بداهةً أنَّكم ستحشرون أحمد وابن تيميَّة وابن القيَّم ثم ابن عثيمين فيما ذهبتم إليه من الباطل، وتنسبون إليهم زورًا ما لم يريدوه! فلا يعقل أن تأتوا بكلام جهمٍ وغيره مثلًا.
/// أيا عثمان ((السَّلفي)) عندي سؤالان لك تقدَّما في مشاركة (43)، فأرجو أن لا يكون ثَمَّ حرجٌ في الإجابة عنهما، فإنَّه يهمُّني جوابهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 04:19]ـ
/// أيا عثمان ((السَّلفي)) عندي سؤالان لك تقدَّما في مشاركة (43)، فأرجو أن لا يكون ثَمَّ حرجٌ في الإجابة عنهما، فإنَّه يهمُّني جوابهما.
الحمد لله؛ لا يوجد حرج في الإجابة عنهما:
الكتاب هو:
برهان البيان
بتحقيق أن العمل مِن الإيمان
والرد على مَن خالف مذهب السلف الأعيان
متهمين بالباطل علماء الأمة وأئمة الزمان
والتعقب على الدكتور عصام السناني
في كتابه «أقوال ذوي العرفان ... »
لافي بن يوسف الشطرات
و
محمد بن أحمد المنشاوي
والكتاب (قيد الأَسْر) في هذا المنتدى!
فلست أنا الذي يقول: (قلنا) و (نقول)!
ولماذا لا تجد حرجاً عندما تقول عن نفسك: (إننا) -كما في الموضوع المغلق- وتنسبها لي؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 05:02]ـ
[ RIGHT] إِذْوَهذَا بَيِّنٌ جِدًّا جِدًّا ...
لا أدري ما البيِّن جدًّ جدًّا بعد كلُّ هذه الركتب والرُّدود التي سطَّرها شيخك وفيها خلطٌ كثيرٌ؟!
[ RIGHT] وَمِنْهُ قَوْلُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ فِي «الصَّارِمِ» (3/ 1045) عِنْدَ مُنَاقَشَتِهِ قَوْلَ مَنْ قَالَ: «عَصَيْتُ اللهَ فِي كُلِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ»، فَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ-:
«فَإِنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِنَا قَالُوا: لَيْسَ ذلِكَ بِيَمِينٍ؛ لأَنَّهُ إِنَّمَا الْتَزَمَ المَعْصِيَةِ؛ كَمَا لَوْ قَالَ: «مَحَوْتُ المُصْحَفَ»، أَوْ: «شَرِبْتُ الخَمْرَ إِنْ فَعَلْتُ كَذَا»، وَلَمْ يُظْهِرْ قَصْدَ إِرَادَةِ الكُفْرِ مِنْ هذَا العُمُومِ ... ».
/// كلام ابن تيميَّة رحمه الله ليس فيه دلالة أيضًا على مراد شيخك؛ إذ يتكلَّم عن كلامٍ عامٍّ يحتمل الكفر -وهو الاستحلال- وغيره، فههنا يستفصل عن مراده من كلامه، فإنْ أراد به ما يكفّر كان كفرًا، وإلَّا فلا!
وليس كلُّ كلامٍ كفريٍ مع ظهوره يُقال لصاحبه ما تريد بكلامك؟
رجلٌّ يسبُّ الله ويلعنه بكلام صريح، فنقول له: ما تريد بهذا السَّبِّ واللَّعن؟! عجبًا!
/// فأين وجه الدِّلالة الذي هو بيِّنٌ جدًّا جدًّا!
ـ[هالة]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 06:19]ـ
لكي يتّضح كلامك لي أكثر يا شيخ عدنان
أتمنى أن تجيبني على هذا السؤال وفقك الله يا شيخ
هل من يتعمّد الإثم عند وقوعه في كفر أكبر يكفر إن كان جاهلا بأنّ ما وقع فيه كفر أكبر غير جاهل بأنّ ما يفعله حرام؟
يعني هو يعلم بأنّه حرام و لكن لا يعلم بأنّه كفر أكبر هل يكفر بالوقوع فيه أم لا
أنا أفهم من كلام شيخ الإسلام بن تيمية التالي:
من قال أو فعل ما هو كفر، كَفَر وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله
بأنّه يكفر فهل فهمي خطأ
و أنّ قوله: "وإن لم يقصد أن يكون كافرا " مستلزم لجهله بكون ما يفعله كفر
و أنّ علم الإنسان بكون شيء كفر أكبر ثم يقع فيه عن قصد من غير عذر و لا إكراه أو نسيان لا بد و أن يكون قاصدا الكفر بعمله هذا فلا يتصور شخص يقع في ناقض من نواقض الإسلام من غير عذر عالما بأنّه من نواقض الإسلام ثم لا يقصد الكفر بعمله هذا
مثلا: فالنفترض أنّ ترك الصلاة كفر أكبر فهل فساق المسلمين الذين يتركون الصلاة في عصرنا مع جهل كثير منهم بأنّ ترك الصلاة كفر أكبر يكفرون بتعمدهم الإثم بترك الصلاة؟
مثال آخر:من يرمي المصحف في القاذورات من حديثي العهد بالإسلام ممن يعلم منهم أنّ رمي المصحف شيء حرام إلا أنّ بعضهم يجهل بأنّ هذا الفعل كفر أكبر فهل يكفر من يقع في هذا الفعل بتعمّده للإثم حتى و إن جهل بأنّ فعله هذا كفر أكبر؟ فإن كان المهين للقرآن الكريم متعمّدا الإثم في فعله هذا كافرا حتى و إن كان يجهل بأنّ فعله هذا كفر أكبر فلماذا اشتراط أن يعلم بأنّ فعله كفر أكبر في مكفرات أخرى و لا يشترط هذا هنا؟ فما الدليل على هذا التفريق؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 07:58]ـ
لكي يتّضح كلامك لي أكثر يا شيخ عدنان
أتمنى أن تجيبني على هذا السؤال وفقك الله يا شيخ
هل من يتعمّد الإثم عند وقوعه في كفر أكبر يكفر إن كان جاهلا بأنّ ما وقع فيه كفر أكبر غير جاهل بأنّ ما يفعله حرام؟
يعني هو يعلم بأنّه حرام و لكن لا يعلم بأنّه كفر أكبر هل يكفر بالوقوع فيه أم لا
و أنّ قوله: "وإن لم يقصد أن يكون كافرا " مستلزم لجهله بكون ما يفعله كفر
(يُتْبَعُ)
(/)
و أنّ علم الإنسان بكون شيء كفر أكبر ثم يقع فيه عن قصد من غير عذر و لا إكراه أو نسيان لا بد و أن يكون قاصدا الكفر بعمله هذا فلا يتصور شخص يقع في ناقض من نواقض الإسلام من غير عذر عالما بأنّه من نواقض الإسلام ثم لا يقصد الكفر بعمله هذا
مثلا: فالنفترض أنّ ترك الصلاة كفر أكبر فهل فساق المسلمين الذين يتركون الصلاة في عصرنا مع جهل كثير منهم بأنّ ترك الصلاة كفر أكبر يكفرون بتعمدهم الإثم بترك الصلاة؟
مثال آخر:من يرمي المصحف في القاذورات من حديثي العهد بالإسلام ممن يعلم منهم أنّ رمي المصحف شيء حرام إلا أنّ بعضهم يجهل بأنّ هذا الفعل كفر أكبر فهل يكفر من يقع في هذا الفعل بتعمّده للإثم حتى و إن جهل بأنّ فعله هذا كفر أكبر؟ فإن كان المهين للقرآن الكريم متعمّدا الإثم في فعله هذا كافرا حتى و إن كان يجهل بأنّ فعله هذا كفر أكبر فلماذا اشتراط أن يعلم بأنّ فعله كفر أكبر في مكفرات أخرى و لا يشترط هذا هنا؟ فما الدليل على هذا التفريق؟
/// يا أختي الكريمة ... ما زلتُ أقولُ إنَّك لا تفرِّقين بين عِلْم الشَّخص بأنَّ الشيء الفلاني كفر، وبين قصد ذاك الشَّخص فعل ذاك الكفر -بعد علمه- أنَّه كفر.
/// ولو ضربتُ لك مثالًا ممَّا ذكرتيه، فعلى القول بكفر تارك الصَّلاة -وهو الصَّحيح-، فمن علِمَ أنَّ ترك الصَّلاة كفر، لا إثمٌ فقط كما في بعض البلاد، ثمَّ ترك الصَّلاة قاصدًا تركها لا مكرهًا ولا عاجزًا فإنَّه يكفر، سواءٌ كان قصده في تركه لها التهاون والتَّكاسل أم الجحود لوجوبها ولكفر فاعلها، أوالكُرْهِ لها، أوالعناد، أوالاستكبار ... الخ.
/// فمن علم أنَّ الشيء الفلاني كفرٌ ثمَّ فعله مختارًا أيًّا كان قصده فقد وقع في الكفر، فإنْ لم يعلم أنَّه كفرٌ لكنَّه فسقٌ فقط فالظَّاهر عدم كفره؛ إذْ لا يعذِّب الله أحدًا بجهله كما هو المقرَّر من نصوص الشَّرع وأقوال أهل العلم.
/// ويدخل في هذا الباب الأمور التي اختلف أهل العِلم في كونها بدعةً ضلالةً ووسيلةً تؤدِّي للشرك الأكبر أو هي شركٌ أكبر في ذاتها، كطلب الدعاء من الأموات =فمثل هذه القول بكفر من فعلها غير عالمٍ بكفرها مستبعدٌ.
/// ومن هذا الباب امتنع أهل العلم من تكفير من وقع منه كفرٌ تأوُّلًا منه أنَّه ليس بكفرٍ، كالقول ببعض أقوال الجهميَّة؛ لأنَّه لا يعلم أنَّ إنكاره أوقوله كفرٌ.
/// طبعًا .. بغضِّ النَّظر عن قيام الحُجَّة عليه، أو عدم قيامها عليه في نفس الأمر، ومن المعلوم أنَّ ثَمَّ فرقًا بين قيام الحُجَّة وفهمها ... الخ
/// بل حتَّى في الأمر المحرَّم لو لم يكن يعلم أنَّه محرَّمٌ بل ظنَّه مباحًا، أومكروهًا حسبُ، لشيوع ذلك في بلده مثلًا فإنَّه لا يفسَّق بذلك الجهل.
/// وقد سُئِلَ الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن حكم من يجهل أنَّ صرف شيء من الدعاء لغير الله شرك؟
/// فأجاب رحمه الله بقوله: "الجهل بالحكم فيما يكفِّر كالجهل بالحكم فيما يفسِّق، فكما أنَّ الجاهل بما يفسِّق يُعْذَر بجهله كذلك الجاهل بما يكفِّر يعذر بجهله، ولا فرق؛ لأنَّ الله عز وجل يقول: ((وما كُنَّا مهلكي القرى إلَّا وأهلها ظالمون))، ويقول الله سبحانه وتعالى: ((وما كُنَّا معذِّبين حتى نبعث رسولًا)).
وهذا يشمل كُلَّ ما يعذَّب عليه الإنسان، ويقول الله عز وجل: ((وما كان الله ليضلَّ قومًا بعد إذْ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إنَّ الله بكل شيء عليم)).
/// وسُئِلَ رحمه الله أيضًا: هل يعذر الجاهل بما يترتب على المخالفة؟ كمن يجهل أن ترك الصلاة كفر؟
/// فأجاب رحمه الله بقوله: الجاهل بما يترتب على المخالفة غير معذور إذا كان عالمًا بأنَّ فعله مخالِفٌ للشَّرع كما تقدَّم دليله، وبناء على ذلك: فإنَّ تارك الصلاة لا يخفى عليه أنَّه واقعٌ في المخالفة إذا كان ناشئًا بين المسلمين فيكون كافرًا، وإن جهل أنَّ الترك كفر.
/// نعم .. إذا كان ناشئًا في بلادٍ لا يرون كفر تارك الصلاة وكان هذا الرأي هو الرأي المشهور السائد بينهم، فإنَّه لا يكفر لتقليده لأهل العلم في بلده، كما لا يأثم بفعل محرَّمٍ يرى علماء بلده أنَّه غير محرم؛ لأنَّ فرض العامي التقليد لقوله-تعالى-: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) والله الموفق". انتهى جوابه رحمه الله.
/// قلتُ: قد يظهر من هذه الفتوى مناقضة للفَتْوى السَّابقة، وذلك في قوله: "الجاهل بما يترتَّب على المخالفة غير معذورٍ، إذا كان عالمًا بأنَّ فعله مخالِفٌ للشَّرع كما تقدَّم دليله" ولكن يبدو أنَّ مقصود الشَّيخ ههنا -والله أعلم- ما يقع من التَّفريط في السُّؤال أوالإعراض عن العلم.
فهذا الشَّخص لا يبالي ما حكم ما تركه هل هو فسقٌ أوكفرٌ أو غير ذلك.
/// ولذا قال الشَّيخ بعدها: "تارك الصلاة لا يخفى عليه أنَّه واقعٌ في المخالفة إذا كان ناشئًا بين المسلمين فيكون كافرًا، وإن جهل أنَّ الترك كفر".
/// وممَّا يبيِّن هذا استثناؤه ما تقدَّم بقوله: "إذا كان ناشئًا في بلادٍ لا يرون كفر تارك الصلاة وكان هذا الرأي هو الرأي المشهور السائد بينهم، فإنَّه لا يكفر لتقليده لأهل العلم في بلده، كما لا يأثم بفعل محرَّمٍ يرى علماء بلده أنَّه غير محرم".
/// وهذا يؤكِّده ما تقدَّم نقله عنه في مشاركةٍ سابقةٍ:
...
/// فإن كان جاهِلًا لم يكفر؛ لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا). وقوله: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
لكن إنْ فرَّط بترك التعلُّم والتبيُّن، لم يعذر؛ مثل أن يبلغه أن عمله هذا كفر فلا يتثبَّت، ولا يبحث فإنَّه لا يكون معذورًا حينئذٍ.
/// ولو انضمَّ هذا كلُّه مع قضيَّة التفريق بين وضف الشَّيء بأنَّه كفرٌ وبين وصف فاعله بأنَّه كافرٌ تبيَّنت أمورٌ كثيرةٌ مانعة من تكفيره، منها كونه يجهل ذلك الحكم، فترك الصَّلاة كفرٌ، ولكن تاركها قد لا يكون كافرًا.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:24]ـ
/// ثمَّ وجدُّتُ الشَّيخ يقول في فتوى أخرى له عند كلامه عن شروط التكفير: "ومن أهم الشروط أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله سبحانه وتعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)).
فاشترط للعقوبة بالنارأن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له.
ولكن هل يشترط أن يكون عالمًا بما يترتَّب على مخالفته، من كفرٍ أو غيرهٍ، أو يكفي أن يكون عالمًا بالمخالفة، وإن كان جاهلًا بما يترتب عليها؟ الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلًا بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالمًا ما زنى ... " انتهى المقصود منه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 09:42]ـ
/// قلتُ: ما أشار إليه الشَّيخ رحمه الله من آية الإكراه فيه أبلغ بيانٍ لما ذكرتُه سلفًا؛ وقد سبق بيانه في موضوعٍ سابقٍ في الرَّدِّ على شُبهة بعض المرجئة وغلط استدلالهم بقوله تعالى: (إلَّا منْ أُكرِهَ وقلبُه مطمئِنٌّ بالإيمانِ).
/// وأعيده باختصارٍ فأقول: إنَّ المكره على كلمة الكفر لم يَزُل إيمانه ولم ينتقض بتكلُّمه تلك الكلمة بسبب الإكراه، ولذا فلو لم يكن مكرهًا لانتقض إيمانه بتلك الكلمة حتَّى لو زعم أنَّ إيمانه مطمئنٌّ في قلبه.
/// وإلَّا لم يكن ثَمَّ فرقًأ بين المكره وغيره!
هذا هو الموضوع المشار إليه:/// أمَّا الجواب والرَّدُّ عمَّا استُدِلَّ به من ظاهر الآية الماضية في حصر الكفر في جحود القلب =فهو أنَّ الآية دليلٌ عليهم لا لهم! وهذا من أعجب أنواع الاحتجاج على المخالف.
/// وتبيين ذلك ممَّا قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع فتاواه 7/ 220]: "هذه الآية ممَّا يدلُّ على فساد قول جهمٍ ومن اتبعه؛ فإنه جعل كلَّ من تكلَّم بالكفر من أهل وعيد الكفَّار إلَّا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان.
فإنْ قيل: فقد قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرا)؟
قيل: وهذا موافقٌ لأوَّلها؛ فإنَّه مَن كَفَر من غير إكراه فقد شَرَح بالكفر صدرًا، وإلَّا ناقض أوَّل الآية آخرها؟!
ولو كان المراد بمن كفر هو الشَّارح صدره -وذلك يكون بلا إكراه- لم يستثن المكره فقط، بل كان يجب أن يستثنى المكره، وغير المكره، إذا لم يشرح صدره.
وإذا تكلَّم بكلمة الكفر طوعًا فقد شرح بها صدرًا، وهي كفرٌ.
وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى: (يحذر المنافقون ان تنزَّل عليهم سورة تنبِّئهم بما فى قلوبهم قل استهزؤا إنَّ الله مخرج ما تحذرون /// ولئن سألتهم ليقولنَّ إنَّما كُنَّا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)، فقد أخبر أنَّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنَّا تكلَّمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنَّا نخوض ونلعب، وبيَّن أنَّ الإستهزاء بآيات الله كفرٌ، ولا يكون هذا إلَّا ممَّن شرح صدره بهذا الكلام، ولو كان الإيمان فى قلبه منعه أن يتكلَّم بهذا الكلام ... ".
/// وقال رحمه الله أيضًا [كما في مجموع فتاويه 7/ 560]: "إنَّه سبحانه استثني المكره من الكفَّار، ولو كان الكفر لا يكون إلَّا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره؛ لأنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ، فعُلِمَ أنَّ التكلُّم بالكفر كفرٌ إلَّا فى حال الإكراه ...
والآية نزلت فى عمار بن ياسر وبلال بن رباح وأمثالهما من المؤمنين المستضعفين، لمَّا أكرههم المشركون على سبِّ النَّبيِّ (ص)، ونحو ذلك من كلمات الكفر.
فمنهم من أجاب بلسانه كعمار ومنهم من صبر على المحنة كبلال، ولم يُكْرَه أحدٌ منهم على خلاف ما في قلبه، بل أُكْرِهُوا على التكلُّم، فمَن تكلَّم بدون الإكراه لم يتكلَّم إلَّا وصدرُه منشرحٌ به ... ".
وقد وجدُّته بعد بحثٍ مضنٍ؟! على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=6009#post6009
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 10:19]ـ
/// ثمَّ وجدُّتُ الشَّيخ يقول في فتوى أخرى له عند كلامه عن شروط التكفير: "ومن أهم الشروط أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله سبحانه وتعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)).
فاشترط للعقوبة بالنارأن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له.
ولكن هل يشترط أن يكون عالمًا بما يترتَّب على مخالفته، من كفرٍ أو غيرهٍ، أو يكفي أن يكون عالمًا بالمخالفة، وإن كان جاهلًا بما يترتب عليها؟ الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلًا بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالمًا ما زنى ... " انتهى المقصود منه.
/// وقال الشيخ الإمام أحمد بن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع فتاويه 7/ 273]: "فصدر منهم قول وفعل قال تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} فاعترفوا واعتذروا؛ ولهذا قيل: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}.
فدلَّ على أنَّهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كُفْرًا، بل ظنُّوا أنَّ ذلك ليس بكفْرٍ.
فبيَّن أنَّ الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كُفْرٌ يكفر به صاحبه بعد إيمانه.
فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيفٌ؛ ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنَّه محرَّمٌ، ولكن لم يظنُّوْه كفرًا، وكان كفرًا كفرُوا به، فإنَّهم لم يعتقدوا جوازه ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 11:59]ـ
أردت أن أنبه إلى أنّ للشيخ محمد بن صالح العثيمين قولين متضادين في إشتراط العلم بكون فعلا ما كفر أكبر لفاعله لكي يحكم عليه بالكفر و لا يمكن الجمع بينهما
فهذا القول للشيخ:
انطباق شروط التكفير عليه، وأهمها العلم بأن هذا مُكفِّر، فإن كان جاهلاً، فإنه لا يكفر، ولهذا ذكر العلماء أن من شروط إقامة الحد أن يكون عالماً بالتحريم، هذا وهو إقامة حد وليس بتكفير، والتحرز من التكفير أولى وأحرى.
يتضاد مع هذا القول لنفس الشيخ:
ولكن هل يشترط أن يكون عالمًا بما يترتَّب على مخالفته، من كفرٍ أو غيرهٍ، أو يكفي أن يكون عالمًا بالمخالفة، وإن كان جاهلًا بما يترتب عليها؟ الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلًا بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالمًا ما زنى ... " انتهى المقصود منه.
ففي الأول يشترط العلم بأنّه كفر أكبر و في الثاني يشترط العلم بأنّه محرّم فقط
و لا أدري ما الذي استقرّ عليه رأي الشيخ من قوليه؟ فأرجو من الإخوة الإفادة و بارك الله فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:52]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ذكر بعض موانع التَّكفير: "ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن، أو غضب، أو خوف، ونحو ذلك؛ لقوله تعالى: ((وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً)) ... ".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:59]ـ
في فتاوى اللجنة الدائمة: سب الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة والاستهزاء بالمتمسك بهما نظرًا لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة هذا كفر إذا صدر من مكلَّف، وينبغي أن يبيَّن له أنَّ هذا كفر، فإنْ أصرَّ بعد العِلم فهو كافر ...
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس: عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Nov-2007, صباحاً 04:20]ـ
يعنى السؤال يا شيخ عدنان هو:
على مذهب الشيخ العثيمين وكذلك اللجنة
هل يجب أن يكون المكلف القاصد للفعل عالما بأن فعله كفر وليس محرما فقط حتى يكفر؟
أريد مزيد من التوضيح والاستشهاد بكلام العلماء فضلا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 01:02]ـ
يعنى السؤال يا شيخ عدنان هو:
على مذهب الشيخ العثيمين وكذلك اللجنة
هل يجب أن يكون المكلف القاصد للفعل عالما بأن فعله كفر وليس محرما فقط حتى يكفر؟
أريد مزيد من التوضيح والاستشهاد بكلام العلماء فضلا
/// لا أدري.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 04:15]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان
فقد أثريت الموضوع توضيحا وتقريبا(/)
مفهوم الاستشراق
ـ[فاطمة عمر]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المقدمة:
إن الاهتمام بالشرق لم يكن وليد ليلة وضحها ,بل تكون ونما هذا الاهتمام علي مر عصور طويلة منذ أن وجدت الحضارتان الشرقية والغربية؛و إن كان تعبير الشرق والغرب تعبيرا مجازيا فالغرب المقصود به أوربا أما الشرق فهو الشرق العربي والإسلامي والدول الشرقية لا تقع أساس في شرق أوربا جغرافيا بل تقع في جنوبها ,ومن الممكن انه تم إطلاق الشرق وعلي الحضارة الفارسية التي كانت في الشرق نسبيا 0 ومن هنا كان تعبير الشرق والغرب تعبيرا مجازيا لا جغرافيا0
وهذا الاهتمام بالشرق نجد له صورا عديدة تختلف تعبيراتها باختلاف الزمن وان كانت في مضمونها واحدة فمثلا في مسرحية الفرس لاسيخيلوس نجد أن الشرقي يصاب بمشاعر الخواء والكارثية كلما حاول تحدي الغرب أو مواجهته, فهل كانت هذه الصورة صحيحة؟ ليست صحيحة بل هي صورة متخيلة فالغرب يصور الشرق والشرقيين كما يريد أن يراهم فهم (الشرقيين) علي النقيض تماما متا نحن (الغرب) فان كان الغربي يعمل ويجد فالشرقي كسولا لا يحب العمل وان كان الغربي عقلانيا فالشرقي خياليي غير عقلاني وان كان الغرب مسيحيا فالشرق يعتنق صورة مغلوطة عن المسيحية، وبالطبع لم تكن هذه الصورة مسيطرة علي كل الجهود الاستشراقية بل كانت هناك جهود يمكن وصفها بالعلمية والموضوعية وكانت هذه الجهود في الدول التي ليس لها نشاط استعماري في الشرق0
المفهوم المصطلحي للاستشراق:
الاستشراق من الشرق (الجهة) ومن شروق الشمس والسين تفيد الطلب،فيقال خدم واستخدام أي طلب الخدمة ويقال عمل واستعمل أي طلب العمل أما استشرق أي طلب علوم الشرق0 (1)
مفهوم الاستشراق عند النقاد والمستشرقين:
الاستشراق مفهوم واسع وله العديد من التعريفات فالدكتور عبد المتعال الجبري يعرفه قائلا "المراد بالاستشراق دراسة علوم الشرق وأحواله ومعتقداته وبنباته الطبيعية والعمرانية والبشرية ودراسة لغاته ولهجاته وطبائع الآمة الشخصية (فلكل أمة مشخصاتها) في كل مجتمع ودراسة الهيئات والتيارات الفكرية والمذهبية في شتي صورها وأنواعها 0 (2)
1. الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) د\فاروق عمر الآلية للنشر عمان الأردن ص30 0
2. الاستشراق وجه الاستعمار الفكري د\ عبد المتعال محمد الجبري مكتبة وهبة القاهرة ط1 1995 ص 013
فكل شئ في الشرق هو موضوع للدراسة علي طاولة الاستشراق فالمعتقات والتراث والناس أنفسهم مواد للبحث علي طاولة الاستراق وقد اغفل الكاتب الاستشراق الفني أو ما يعرف بصورة الشرق في الأعمال الفنية الغربية لانه ركز اهتمامه علي كل ما هو علمي فق0
أما د\ فاروق عمر فوزي فيري آن الاستشراق ما هو إلا علم يدرس لغات شعوب الشرق وتراثهم وحضارتهم ومجتمعهم وماضيهم وحاضرهم 0 (1)
وهذا التعريف قريب من التعريف الأول بالرغم من اختلاف الجمل وطريقة الصياغة فالاستشراق علم يدرس كل ما هو شرقي،وفي هذا الإطار أيضا نجد تعريف د\حمدي زقزوق للاستشراق فهو يعني معرفة الشرق ودراسته0 (2)
آما إدوارد سعيد فقد كان أكثرهم تحيدا لمصطلح الاستشراق وقد قسمه إلى ثلاث مستويات: (3)
• المستوي الأول: التعريف الأكاديمي للاستشراق وهو الذي يدرس في الجامعات والمستشرق هو كل من يقوم بتدريس الشرق أو الكتابة عنه أو بحثه،وهذا التعريف هو التعريف الشائع بين أوساط المثقفين0
1. الاستشراق والتاريخ الإسلامي ص30
2. الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ص18
3. إدوارد سعيد الاستراق ترجمة كمال أبو ديب ص 37
• المستوي الثاني:أسلوب من الفكر قائم علي تمييز وجودي ومعرفي بين الشرق والغرب 0وهذا النوع قائم لاطلاق بعض الأحكام والنظريات عن الشرق ويدخل في إطاره الأعمال الفنية التي بها صور الشرق مثل مسرحية الفرس لاسخيلوس0
• المستوي الثالث: الاستشراق أسلوب غربي يهدف إلى السيطرة علي الشرق وبسط السيادة عليه،هذا النوع من الاستشراق ناتج عن قوي سياسية إمبريالية 0
فالاستشراق عند إدوارد سعيد علمي أو الذي يتسم بالأسس العلمية وهو تعريف اكثر شيوعا وهو ما يعرف بالاستشراق الأكاديمي أما المستويين الثاني والثالث فهما مستويين يعبران عن التوجه الامبريالي0
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان هذا رأى النقاد العرب فما هو تعريف المستشرقين للاستشراق؟ لقد رأي العديد من المستشرقين المحدثين انه لا وجود أساسا لمصطلح الاستشراق ورأوا انه موضة ثقافية قديمة كما رفضوا وصف أنفسهم بالمستشرقين ورأوا أنفسهم علماء اجتماع أو مؤرخين أو سياسيين وليسوا مستشرقين للهروب مما لحق مصطلح الاستشراق من سوء سمعة 0
ومن هؤلاء المستشرقين برنا رد لويس الذي يضع تعريفا للاستشراق ولكنه يري أن الاستشراق ليس موجودا الآن بل انه موضته الثقافية قد انتهت فيقول أن الاستشراق كان يستخدم بمعنيين الأول يدل علي مدرسة في الفن وعلي مجموعة من الفانين ترجع أصول معظمهم إلى أوربا الغربية كانوا عبارة عن رحالة إلى الشرق يقيمون فيه فترة ويرسمون ما يرونه أو ما يتخيلونه أحيانا وغرائبية مدهشة، أما المعني الثاني فهو يعني اختصاصا علميا ففي عصر النهضة الأوربي كان هناك توسعا في مجال دراسة اللغات الأخرى فكان يطلق علي من يدرس التراث العبراني والعبرية مستشرق0 (1)
أما رودي بارت فيعرف الاستشراق بقوله: كلمة استشراق مشتقة من الشرق وكلمة شرق تعني مشرق الشمس وعلي هذا يكون الاستشراق هو علم الشرق أو علم العالم الشرقي0 (2)
أما جاك توبي فيري أن الاستشراق تعبير قديم واصبح لا يستخدم الآن فهو يرفض تسمية نفسه بالمستشرق 0 (3)
ومن هنا نجد أن تعريفات مصطلح الاستشراق عديدة وتصب جميعها في إطار واحد فالشرق هو المادة المدروسة من قبل الغرب ويمكن علي هذا الأساس تعريف الاستشراق ب: الاستشراق هو ذلك الاهتمام بالشرق ودراسته وتخيله ويكون هذا الاهتمام ليس من قبل الشرقيين أنفسهم بل من قبل الآخر (الغربي) وقد يكون هذا الاهتمام علي مستوي العلوم آو علي مستوي الفنون والآداب وساء كان وراء هذا الاهتمام دوافع علمية أو سياسية0
1. الاستشراق الإسرائيلي في المصادر العبرية د\محمود جلاء ص 11
2. المصدر السابق ص12
3. حوار الاستشراق احمد الشيخ ص159
دوافع الاستشراق واتجاهاته:
تتداخل دوافع الاستشراق وقد اختلف العديد من الباحثين في تقسيمها علي النحو التالي:
1 0د\محمود ماضي قسمها علي النحو التالي (1)
أولا: الهدف الديني:-
وهو كما يري من الأهداف الواضحة فقد صاحب الاستشراق منذ ظهوره حتى الآن وقد ظهر الاستشراق الديني منذ الحروب الصليبية فقد تركت تلك الحروب في نفوس الأوربيين آثار عميقة وصاحبها شعور بالنقص في نفوس المسلمين والشرقيين عامة وتتلخص أهداف هذا الاتجاه كما يري د\محمود ماضي في:
• زعزعة إيمان المسلمين بقرآنهم ونبيهم صلي الله عليه وسلم0
• لتشكيك المسلمين في الشريعة الإسلامية 0
• حجب محاسن الدين الإسلامي عن العقل المسيحي حتى لا يقتنعوا ه ومن ثم يعتنقوه0
• زرع تخاذلا روحي وشعور بالنقص في النفوس المسلمة خاصة والشرقيين عامة0
1. الوحي القرآني من منظور استشراقي د\ محمود ماضي ص 19 وما يليها0
وهذا الهدف موجود حتى الآن بالرغم من محاولة إخفائه 0
ثانيا: الهدف الاستعماري أو التسلطي:
يري أن الاستشراق في الأصل أحد الفروع العلمية المرتبطة بالعلوم الاستعمارية في فرنسا وفي بريطانيا العظمي فقد كان المطلوب إجمالا فهم العقلية الإسلامية فهما جيدا لتسهيل الإدارة الاستعمارية للشعوب الإسلامية 0
ويري أن الهدف الديني والاستعماري واحد فاكثر المستشرقين كانوا عملاء للاستعمار في البلاد العربية0
ثالثا: الهدف العلمي:
فقد تأتى بعض الدراسات لغرض علمي وهو الإفادة من الجوانب المشرقة في تاريخ الشرق كالوقوف علي تاريخ العلوم التي ازدهرت في رحاب الحضارة الإسلامية أو الوقوف علي حلقات غامضة من تاريخ الحضارة الأوربية ولكنها تتضح من خلال معرفتهم بتاريخ الحضارة الإسلامية ومن ذلك محاولتهم الوقوف علي تاريخ اليونان والرومان في المصادر الاسلامية0
ونجد انه قد قسم أهداف الاستشراق إلى ثلاث أهداف أحدها ديني والآخر استعماري والثالث علمي ومن الممكن دمج الهدفين الأول والثاني ليكونا هدفا واحدا0
2 0 الباحث محمد عبد الله الأمين في رسالته (عن الاستشراق في السيرة النبوية): (1)
قسم أهداف الاستشراق إلى:
أولا:هدف ديني:
فالاستشراق منذ نشأته كان يهدف إلى خدمة الكنيسة0
ثانيا: هدف سياسي واستعماري:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاستعمار استفاد من التراث الاستشراقي كما انه عمل علي تعزيز موقف الاستشراق، وتواكبه مرحلة التقدم الضخم في مؤسسات الاستشراق وفي مضمونه مع مرحلة التوسع الاستعماري الاوربي0
ثالثا:أهداف ثانوية:
ويري الباحث أن هناك أهداف أخري إلى جانب الأهداف الدينية والاستعمارية ولكنها ثانوية بالقياس إلى الأهداف الأولى وهي مثل الهدف العلمي ومن أمثلة المستشرقين الذين لا ينكر توجههم العلمي (كارل لايل –غوستاف لوبون- جاك بييرك) 0
لقد اعتبر الباحث اتجاها قويا وكبيرا في الاستشراق ثانوي فالاتجاه العلمي لا ينكر أحد أياديه البيضاء علي التراث والثقافة العربية والاسلامية0
1 – رسالة ماجستير ص 18 وما بعدها
3 0د\محمد جلاء إدريس: (1)
قسم أهداف الاستشراق واتجاهاته كآلاتي:
أولا: هدف ديني:
يري أن هناك اتفاق تام بين الباحثين في مجال ظاهرة الاستشراق علي أن الدافع الديني هو ابرزا هم أهداف نشأة الاستشراق وذلك لأن البيئة التي نشأ فيها الاستشراق بيئة مسيحية، وقد قسمه إلى عدة اتجاهات فرعية هي:
• وقف وصد المد الإسلامي تجاه أوربا 0
• تنصير المسلمين وهو ما يعرف ب (التبشير) 0
• تشكيك المسلمين وهز معتقداتهم0
ثانيا: الأهداف العلمية:
وهي أهداف واضحة منذ قيام الاستشراق فهي تهتم بالحضارة العربية،والجهود الاستشراقية الحديثة تتصف بالعلمية والموضوعية ولكن أهدافها استعمارية كما في السابق0
1 - الاستشراق الإسرائيلي ص 24 وما يليها0
ثالثا: الأهداف الاقتصادية:
تأتى الأهداف الاقتصادية –الاستعمارية في الأهمية تالية للأهداف الدينية وهي لها دور عميق وبارز في الجهود الاستشراقية 0ولها الفضل في تطور الاستشراق واتساع آفاقه وعمق توجهاته0
رابعا:أهداف متفرقة:
مثل الدوافع النفسية وهي رغبة الإنسان في المعرفة والاطلاع ومعرفة الآخرين وأفكارهم أو تحقيق الربح والمكاسب الخاصة أو حب السيطرة0
لقد اعتبر د\ محمد جلاء إن الهدف الديني هو الهدف الأساسي وجعل الدوافع الاستعمارية ضمن الدوافع الاقتصادية؛ ألم يكن للاستثمار أهداف أخري إلى جانب الأهداف الاقتصادية فكيف يجعل الهدف الاقتصادي هدف رئيسي يندرج تحته الهدف الاستعماري0
ثم جعل الأهداف المتفرقة عبارة عن أهداف نفسية ومكاسب شخصية أليس كل هدف من الأهداف الرئيسية يسير معه عدة أهداف فلا يمكن أن نعتبر الأهداف المتفرقة ضمن أهداف الاستشراق لأنها أساسا موجودة مع كل هدف آخر0
4 0احمد سمايلوفتش: (1)
قسم دوافع الاستشراق إلى:
1 - دوافع رئيسية:
• دوافع نفسية: وهي تكمن في طبيعة الإنسان فهو كائن حي ومخلوق مفكر له أماله وأحلامه وأطماعه ونزواته،فالإنسان يحب أن يعرف طبيعة الناس ويريد أن تقتنع أن ما يعتنقه من أفكار وعقائد هو الأفضل وكذلك تكمن في حيرة الرجل الغربي تجاه العلم العربي وإحساسه الداخلي بالرغبة في مقاومة التوسع الاسلامي0
• دوافع تاريخية: وهي تكمن في العلاقات المتوترة بين الشرق والغرب فبعد الاحتكاك الذي حدث بين الشرق والغرب في أثناء الفتوحات العربية في الأندلس والقسطنطينية حاول الغرب معرفة العالم الشرقي0
• دوافع اقتصادية: وتكمن في
1. طبيعة الإنسان لالتماس سبل العيش تدفعه عبر الأراضي والبحار ليسد هذه الحاجة0
2. حاول الغرب السيطرة علي العالم الإسلامي ولم يكن ذلك إلا عن طريق تعلم لغته0
1 - فلسفة الاستشراق احمد سمايلوفتش ص40
3 0 مجيء التجار الأوربيين وتبع ذلك عناية الغربيين بدراسة علوم العالم الاسلامي0
• دوافع أيديولوجية: فهناك دوافع أيديولوجية وراء الدول والحكومات التي تسعي دائما لفرض نفسها ونفوذها علي الدول الاخري0
• دوافع دينية: فبعد ظهور الإسلام وانتشار المراكز والمعاهد الإسلامية في أقطار البلاد العربية ازدهرت الحضارة الإسلامية فأحس الغرب بالتهديد فادي ذلك إلى لجوئه إلى التبشير بالدين المسيحي0
• دوافع استعمارية: وهي دوافع لها جذور عميقة فحينما انتشر الإسلام وتفوق علي الغرب وحينما أراد الغر التفوق عليه تعلم لغته وحضارته ليتفوق عليه ثم قام بمغامرات صليبية لاحتلال الشرق والسيطرة عليه0
• دوافع علمية:وهي ذات شان عظيم في الاستشراق لان العالم العربي يعد كنزا حضاريا لا نظير له في بقاع العلم 0ومن أمثلة الجهود العلمية بعثة الأميرة اليزابيث التي قامت بدراسة الاندلس0
2 0دوافع ثانوية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. أسباب شخصية ومزاجية0
2. طلب الرزق 0
3. طلب الوصول إلى طبقة العلماء0
لقد خلط احمد سما يلو فتش في تقسيمه لدوافع الاستشراق فاخذ يذكر يعدد الدوافع فيجعل الدوافع التاريخية هي نفسها الاستعمارية والدوافع الدينية كذلك وجعل دوافع ثانوية قائمة علي الأسباب والأهواء الشخصية فكيف يتم بناء علم علي الأهواء الشخصية0
أما عن اتجاهات الاستشراق فقد جعل احمد سما يلو فتش اتجاهات الاستشراق غير دوافعه فقد قسمها إلى قسمين:
• اتجاه عقدي: وهو قد نشأ منذ المواجهة بين الإسلام والمسيحية ومنذ أن اصبح الإسلام يشكل خطر علي المسيحية ولهذا توجه الاستشراق هذا التوجه للقضاء علي الدين الاسلامي0
• اتجاه علمي: يقول احمد سمايلوفتش أن هذا الاتجاه لا نكاد نصادفه إلا في الحقب الأخيرة،ويري أن هذا الاتجاه اخذ يسير في خطوات ثابتة منذ القرن الثامن عشر الميلادي0
من المعروف أن دافعا معين يثمر اتجاها معين ولكن احمد سمايلوفتش جعل اتجاهات الاستشراق غير دوافع الاستشراق وكأن هذه الدوافع لم يكن لها أثر في حركة الاستشراق، ومن هنا يمكننا تقسيم دوافع الاستشراق واتجاهاته إلى قسمين:
أولا: دوافع سياسية:
وهي من الدوافع التي أثرت في مسيرة الاستشراق منذ بدايته فالسيطرة أو محاولة السيطرة علي الآخر هي التي دفعت بمسيرة الاستشراق،ويندرج تحت الدوافع السياسية الدوافع الدينية فمحاولة التعرف علي مسيرة الكتاب المقدس أو محاولات التبشير لا تخلو من جوانب سياسية0
ويدخل في إطار الدوافع السياسية الدوافع الاستعمارية ومحاولة السيطرة علي الشرق وجعله مستعمرة تابعة لاوربا0
ثانيا: دوافع علمية:
وهذه الدوافع نجدها عن مستشرقي الدول التي ليس لها نشاطات استعمارية مثل المستشرقين الروس والهولنديين والألمانيين،ومن المعرف أيضا جهودهم وإنجازاتهم عظيمة في مجالات تحقيق المخطوطات وحفظ التراث العربي والإسلامي، ومن هؤلاء المستشرقين كارل بروكلمان وغيره ممن حقق التراث العربي والشرقي0
بدايات الاستشراق:
بعد الحديث عن دوافع الاستشراق يمكننا الحديث عن بدايته،فالاستشراق هو الاهتمام بالأخر إذن فهو موجود منذ أن وجد الأخر ففي مسرحية الفرس لاسخيلوس نجد فيها تلك النظرة إلى الأخر وهي بالطبع نظرة استشراقية (أي يوجد صورة متخيلة عن الشرقي في ذهن الغربي) 0ولكن معظم الباحثين لم يعد مثل هذه أعمال الفنية ضمن الحركة الاستشراقية 0
ويري البعض إن البداية الحقيقة للاستشراق كانت عندما صدر قرار مجمع فينا الكنسي بإنشاء عدد من كراسي الأستاذية في بعض اللغات مثل العربية واليونانية والعبيرية في جامعات باريس وسلامنكا وبولونيا وكان ذلك عام 1312م 0
ومن هنا يمكن التفريق بين البداية الحقيقة للاستشراق المنظم وبين الجهود التي كانت قبل هذا التاريخ بالرغم من وضع هذه الجهود ضمن ركب الاستشراق0
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 12:13]ـ
جزيتي خيرا أختاه(/)
آثار مبيّنة لفضل علم السلف على علم الخلف
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 07:01]ـ
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحب الرسول وآله ومن والاه
_______________
1. قيل للحسن البصري: سبقنا القوم على خيلٍ دُهمٍ ونحن على حمر معقرة! فقال: إن كنتَ على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم. (الفوائد لابن القيم ص43)
_______________
2. قال إياس بن معاوية: ما بعُدَ عهد قوم من نبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم. (البدع والنهي عنها لابن وضاح ص72)
_______________
3. سئل ابن سيرين مرة عن فتيا فأحسن الإجابة فيها فقال له رجل: والله يا أبا بكر لأحسنتَ الفتيا فيها، أو القول فيها، وعرَّضَ كأنه يقول: ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا! فقال محمد: لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا. (الحلية 2/ 263)
_______________
4. عن كميل بن زياد عن عبد الله [رضي الله عنه] قال: إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وإن بعدكم زماناً كثير خطباؤه والعلماء فيه قليل. (العلم لأبي خيثمة ص27)
_______________
5. قال حماد بن زيد: قلت لأيوب العلم اليوم أكثر أو فيما تقدم؟ فقال: الكلام اليوم أكثر، والعلم فيما تقدم أكثر. (الفوائد لابن القيم ص104)
_______________
6. قال الضحاك: أدركت الناس وهم يتعلمون الورع، وهم اليوم يتعلمون الكلام. (الورع لابن أبي الدنيا 50، وانظر الزهد الكبير للبيهقي ص312)
_______________
7. عن الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي خلدة قال: أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون، وهم اليوم يقولون ولا يعملون. (الصمت ص294)
_______________
8. قال الشعبي: يا طلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهة وطَيْشٍ، اطلبوه بسكينة ووقارٍ وتُؤدَة. (روضة العقلاء ص34)
_______________
9. قال الشعبيُّ: إنما كان يطلبُ هذا العلمَ من اجتمعتْ فيه خصلتانِ: العقلُ والنسكُ، فإنْ كانَ عاقلاً ولمْ يكنْ ناسكاً قيلَ: هذا أمرٌ لا ينالُهُ إلا النُسّاك فلِمَ تطلبُه؟! وإنْ كانَ ناسكاً ولم يكن عاقلاً قيلَ: هذا أمرٌ لا يطلبُهُ إلا العقلاءُ فلِمَ تطلبُه؟! قالَ الشعبيُّ: فقد رهبتُ أنْ يكونَ يطلبُهُ اليومَ منْ ليسَ فيهِ واحدةٌ منهما، لا عقلٌ ولا نسكٌ. (الحلية 4/ 323)
_______________
10. قال الزهريُّ: كنا نأتي العالمَ فما نتعلمُ مِن أدبِهِ أحبُّ إلينا مِن عِلْمِهِ. (الحلية 3/ 362)
_______________
11. قال مالك بن أنس: قال ابن سيرين: كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم؛ قال: وبعث ابن سيرين رجلاً ينظر كيف هدي القاسم وحاله. (جامع الخطيب 1/ 79)
_______________
12. قال عونٌ بن عبد الله: إنَّ مِن تمامِ التقوى أن تبتغيَ إلى ما قَد علمتَ منها علمَ ما لمْ تعلمْ، وإنَّ النقصَ فيما قدْ علمتَ تركُ ابتغاءِ الزيادةِ فيهِ، وإنما يحمِلُ الرجلَ على ترك ابتغاء الزيادة فيه قلة الانتفاع بما قد علم. (الحلية 4/ 246)
_______________
13. قال مكحول: تفقه الرعاع فساد الدين، وتفقه السفلة فساد الدنيا. (الجامع ص160)
_______________
14. قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/ 9)
_______________
15. قال الحسن: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده. (زهد ابن المبارك ص26 وزهد أحمد ص285 وزهد هناد 2/ 533 والسير 4/ 583)
_______________
16. قال عبد العزيز بن أبي حازم: سمعت أبي يقول: إن العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالمُ منهم مَن هو فوقَه في العلم كان يومَ غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزْهُ عليه، حتى إذا كان هذا الزمانُ فهلك الناس. (الحلية 3/ 246)
_______________
17. قال الحسن: أدركت أقواماً يبذلون أوراقهم ويخزنون ألسنتهم ثم أدركت من بعدهم أقواماً خزنوا أوراقهم وأرسلوا ألسنتهم. (مصنف ابن أبي شيبة 7/ 189 والزهد لأحمد ص286 و الشعب 4/ 265)
_______________
18. قال الحسن: لقد أدركت أقواماً إنْ كان الرجل ليجلس مع القوم يرون أنه عيي وما به عي، إنه لفقيه مسلم. (الزهد لأحمد ص261 والعلم لأبي خيثمة ص10)
_______________
(يُتْبَعُ)
(/)
19. قال أعرابي لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بم سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم. (جامع العلوم والحكم ص301)
_______________
20. كتبَ عمرُ بن عبد العزيز إلى عَدِيِّ بنِ أرطاة: أما بعدُ، فإنك لن تزالَ تُعنّي إليَّ رجلاً من المسلمينَ في الحر والبردِ تسألُني عنِ السنةِ، كأنكَ إنما تعظِّمُني بذلكَ، وأيمُ اللهِ لحسْبُكَ بالحسنِ، فإذا أتاك كتابي هذا فسلِ الحسنَ لي ولكَ وللمسلمينَ، فرحمَ اللهُ الحسنَ فإنه من الإسلام بمنزلٍ ومكانٍ، ولا تقرينَّهُ كتابي هذا. (الحلية 5/ 307)
_______________
21. قيل ليونس: أتعرف أحداً يعمل بعمل الحسن؟ فقال: والله لا أعرف أحداً يقول بقوله فكيف يعمل بعمله؟! ثم وصفه فقال: إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أُمِرَ بضرب عنقه! وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له! (المعارف لابن قتيبة ص195 والعقد الفريد 10/ 63)
_______________
22. قال أيوب: كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء. (السير 4/ 577)
_______________
23. قال خالد بن صفوان: لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة، قلت: أصلحك الله، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه وجليسه في مجلسه وأعلم مَن قِبلي به، أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبهه قولاً بفعلٍ، إن قعد على أمر قام به، وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك، كيف يضل قوم هذا فيهم؟! (السير 4/ 576)
_______________
24. قال ابن جريج: قلت لعطاء: أقبض بكفي اليمنى على عضدي اليسرى وكفي اليسرى على عضدي اليمنى؟ فكرهه وقال: إنما الصلاة خشوع، قال الله: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)؛ فقد عرفتم الركوع والسجود والتكبير، ولا يعرف كثير من الناس الخشوع. (تعظيم قدر الصلاة 1/ 190)
_______________
25. عن ليث عن مجاهد قال: ذهب العلماء فلم يبق إلا المتكلمون وما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم. (العلم لأبي خيثمة ص19 والحلية 3/ 280)
_______________
26. قال عبيد بن عمير الليثي: ما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن مضى. (الحلية 3/ 269)
_______________
27. قال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: ينبغي للعالم أن يضع الرماد على رأسه تواضعاً لله جلت عظمته. (أخلاق حملة القرآن ص88 وأخلاق العلماء 48)
_______________
28. قالَ رجلٌ للشعبيِّ: إنَّ فلاناً عالمٌ، قالَ: ما رأيتُ عليهِ بهاءَ العلمِ، قيلَ: وما بهاؤُه؟ قالَ: السكينةُ، إذا علَّمَ لا يعنِّفُ، وإذا عُلِّمَ لا يأنَفُ. (الحلية 4/ 323)
_______________
29. قال الحسن: إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به جاره؛ وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس؛ وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزور وما يشعرون به؛ ولقد أدركنا أقواماً ما كان على ظهر الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في سر فيكون علانية أبداً. (الزهد لابن المبارك ص45)
_______________
30. قال الحسن: أدركت أقواماً ما كان أحدهم يستطيع أن يسر عملاً فيعلنه، قد علموا أن أحرز العملين من الشيطان عمل السر، وإن أحدهم ليكون عنده الزور وإنه ليصلي خلف الوجه ما يعلم به زوره. (الزهد لأحمد ص262 وانظر مصنف ابن أبي شيبة 7/ 187)
_______________
31. قال الحسن: كان الرجل يتعبد عشرين سنة لا يشعر به جاره وأحدهم يصلي ليلة أو بعض ليلة فيصبح وقد استطال على جاره؛ وإن كان القوم ليجتمعون فيتذاكرون فتجيء الرجل عبرته فيردها ما استطاع، فإن غُلب قام عنهم. (البداية والنهاية 9/ 268 وانظر الزهد لأحمد ص262)
_______________
32. قال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته، ولقد أدركتُ رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جانبه. (الحلية 2/ 347)
_______________
33. قال يونس بن عبيد: عمَدْنا إلى ما يصْلِحُ الناسَ فكتبناه، وعمَدْنا إلى ما يُصلحُنا فتركناه، قالَ خالد بن خداش: يعني التسبيحَ والتهليلَ وذكرَ الخير. (الحلية 3/ 23)
_______________
34. قال مالك بن دينار: يا عالِم! أنتَ عالم؟! تأكلُ بعلمِكَ! وتفخرُ بعلمكَ! لو كان هذا العلمُ طلبتَهُ للهِ تعالى لرُؤِيَ فيكَ وفي عملِك. (الحلية 2/ 378)
!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 11:50]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل: محمد خلف سلامة ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 05:03]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 04:02]ـ
الشيخ الكريم / محمد .. وفقه الله
جزاك الله خيرا، ونفع بك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 09:44]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.(/)
كيف انتقل أبو ذر الهروي وتأثر بمذهب الأشاعرة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 10:29]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نقل الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه تذكرة الحفاظ (3|1105):عن أبي الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبي بكر الباقلاني لقد أخبرني أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه فسألته من أين لك هذا؟
قال: كنت ماشيا مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر فالتزمه الدارقطني وقبل وجهه وعينيه فلما افترقا قلت: من هذا؟
قال: هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر بن الطيب فمن ذلك الوقت تكررت إليه.
قال الحسن بن بقي المالقني: حدثني شيخ قال قيل لأبي ذر أنت هروي فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعري؟ قال:
قدمت بغداد فذكر نحو مما تقدم وقال واقتديت بمذهبه.
وذكر هذه الحادثة ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (255)
أبو ذر الهروي كما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية هو الذي نقل مذهب الأشاعرة إلى الحجاز
قال شيخ الإسلام:وكان أبو ذر الهروي قد أخذ طريقة ابن الباقلاني وأدخلها إلى الحرم ويقال إنه أول من أدخلها إلى الحرم وعنه أخذ ذلك من أخذه من أهل المغرب فإنهم كانوا يسمعون عليه البخاري ويأخذون ذلك عنه.
درء التعارض (1|149)
قلت: وهذه الحادثة تبين خطورة الثناء على من تلبس ببدعة -وخصوصا فيما يتعلق بالاعتقاد- أو تبجيلهم أو تزكيتهم لما يترتب من ذلك اغترار الناس بهم والتأثر بمذهبهم كما في هذه الحادثة.
وإن كنا نحفظ للباقلاني ما قدمه من رد على المخالفين من رافضة ومعتزلة وجهمية وخوارج كما جاء في ترجمته , ولكنه كان قد تلبس ببدعة الكلام والفلسفة , وجانب معتقد السلف فهو من أئمة الأشاعرة وممن أصل لمذهبهم؛ فكان لا بد من التنبيه على ما عنده من مجانبة للصواب.
وهذه مسألة مهمة ولذلك كان السلف يحذرون من مجالسة من تلبس ببدعة وينهون عن ذلك لما يترتب على ذلك من التأثر بهم , والله الموفق للصواب.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 10:45]ـ
أما اليوم يا أخ عبدالباسط
فظهرت نابتة تجعل نشر كتب أهل البدع مع ما فيها من ضلال دون تنبيه لا شيء
وأما تبديع الباقلاني فقد تكلم به من هو أعظم من أن يجعل ممن هب ودب وهو الإسفرايني
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 12:16]ـ
جزاك الله خيرا والله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 10:20]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالباسط عن هذه المقالات المفيدة.
هذا رابط له صلة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=116
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 11:44]ـ
من المهم التنبيه على الخطأ لكن دون بخس صاحبه من قدرته العلميه وكثير من النفع الذي هو موجود في مصنفاته
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 03:27]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الابيات الاثني عشرية في بيان ضلال الشيعة الجعفرية
ـ[ابوانس]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 01:10]ـ
الابيات الاثني عشرية في بيان ضلال الشيعة الجعفرية
(1) قال بعضهم أثابه الله:
أعيذك من شر الروافض كلهم
ففيهم رزايا جلت اليوم عن حصري
يقولون بالتجسيم والجهل والبداء
على الله لم يرعوا لحق ولا قدرِ
ويرمون بالبهتان زوجة أحمدٍ
عليه صلاة الله ما غرد القمري
ألا ويحهم ضاهوا يهوداًًً بقولهم
على مريم العذراء من الكذب والمكرِ
وعن قولهم في الصحب بالله لا تسل
من الثلب للأصحاب والوصم بالكفرِ
قبوريةٌ في دينهم و اعتقادهم
وصوفية في الوجد والذكر والزمر
ينادون في الشدات بالغوث يا علي
وأنساكهم للجن والميت والقبر
فسل يوم عاشوراء عن الحزن عندهم
وعن ضربهم للكلب إن كنت لا تدري
وعن غلقهم للسوق في يوم حزنهم
فإياك أن تبتاع ذا اليوم أو تشري
وعن تركهم للغسل والطيب والسنا
وعن مخشهم للوجه والنتف للشعر
وعن حجهم للطف واطوافهم بها
وإتيانهم للشرك جهراً بلا نكر
ومن جهلهم بالرب جل جلاله
ففي كتبهم ما يطفح الكيل بالوزر
وعن غدرهم تنبيك بغداد أنهم
يكيدون للإسلام في السهل و الوعر
(2) قال بعضهم أثابه الله:
ألا قل للدعي كفى تمهل ولا تعجل مسبتنا فنعجل
أليس أبوكم السبأيُ نذلً وعيد النار عندكم مبجل
لكم عند التتار الوغد أيدٍ وفي دين المجوس لكم تبتل
تزورون المشاهد خاشعينا وأعينكم مع العبرات تهمل
عمرتوها وشيدتم و لكن بيوت الله عندكم تعطل
وللسبطين تدعون انحيازاً وكنتم أول الاتباع تخذل
براءٌ من فعالكم عليٌ وذا السبطين والجد المبجل
رسول الحق لم يدعُ لفعلٍ عليه يحارب العادي ويقتل
فذاك الشرك كم عادى عليهِ عشيرته فلا تسهو تأمل
ألا قل للدعي ألا كففتم عن الدعوى ولكن هاتِ دلل
ستتحفنا من الكافي بهذرٍ من الكذب المنمق والمعلل
أسانيد الظلام موشحاتٍ بوضاعٍ وكذابٍ ومهمل
كلام يعجب المجنون منه فكيف بعاقلٍ يدري و يعقل
أطفل داخل السرداب يبقى وحيداً دونما شربٍ ومأكل
وباسم الطفل يجبى المال خمس وذا الكهان للأموال تأكل
ألا قل للدعي لم أدعيتم بأن كلام بارينا مبدل
ومنقوصٌ وما فيه قليلٌ وكل الحق للزهراء تحصل
ألا قل للدعي أما قرأتم بأن الله بالحفظِ تكفل
(3) قال (أبو الحسن بن علي السبكي):
إن الروافض قوم لا خلاق لهم من أجهل الخلق في علم و أكذبه
والناس في غنية عن رد إفكهم لهجنة الرفض و استقباح مذهبه
ابن المطهر لم تطهره خلائقه داع إلى الرفض غال في تعصبه
لقد تقول في الصحب الكرام ولم يستحي مما افتراه غير منجيه
و لابن تيمية رد عليه وفى بمقصد الرد و استيفاء أضربه
رسالة في الرد على الرافضة، أبو حامد المقدسي 287
(4) قال الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي المالكي:
لا تعتقد دين الروافض، إنهم أهل المحال و شيعة الشيطان
إن الروافض شر من وطيء الحصا من كل أنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه و رموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
أربح البضاعة في معتقد أهل السنة والجماعة، جمعه: ابراهيم بن عبدالله الحازمي 19.
(5) قال الشوكاني رحمه الله:
تشيع الأقوام في عصرنا منحصر في أربع من بدع
عداوة السنة والثلب للأسـ ـلاف والجمع وترك الجمع
إرشاد ذوي الفطن لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعي 221
(6) قال بعضهم:
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلفتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء و الغيلانا
(7) قال هارون بن سعد بعد توبته:
برئت إلى الرحمن من كل رافضي يصير بباب الكفر في الدين أعورا
إذا كف أهل الحق عن بدعة مضى عليها وإن يمضوا على الحق قصرا
ولو قال أن الفيل ضب لصدقوا ولو قال زنجي تحول أحمرا
إرشاد ذوي الفطن لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعي 95. وقال عن هارون بن سعد: كان من الرافضة ثم تاب
(8) قال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله:
كلا ولست بشيعي أخا دغل في قلبه لصاحب المصطفى حقد
تباً لرافضة سحقاً لناصبة قبحاً لمارقة ضلوا وما رشدوا
أربح البضاعة في معتقد أهل السنة والجماعة، جمعه: إبراهيم بن عبد الله الحازمي 156
(9) قال العلامة ابن سحمان رحمه الله:
فنبرأ من ذوي الإشراك طراً ومن جهمية مغلٍ غوالِ
ومن كل الروافض حيث زاغوا فهم أهل المناكر والضلالِ
(10) وقال أيضاً:
ومن رافضي هائم في ضلاله وهم فرق شتى تنوف على الملل
وهم من أشر الناس في هذيانهم وأول من شاد القباب ومن فعل
أنظر مجموع ديوان العلامة ابن سحمان رحمه الله
(11) وقال بعضهم:
لم أرى نوكاً كنوك الرافضة يرتجون النفع عند المنتظر
علقوا آمالهم في غائبٍ ما عدت أفهامهم فهمَ البقر
إن يريدوا غير حزبِ الصحبِ حزبْ فإلى حزبِ الأعادي في سقر
(12) وقال الشوكاني رحمه الله:
وذي رفضً ينازعني بجهلٍ ولا علمٌ لديه ولا حياءُ
يقول ألا تسبُ أبا فلانً وصاحبه فقد برح الخفاءُ
فقلت بفيك يا مخذول ترب وشركما لخيركما فداءُ
إرشاد ذوي الفطن لأبي عبد الرحمن مقبل الوادعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
جزاكم الله خيراً، وكنت أحسب الأبيات عدها كعد اسم المذهب (ابتسامة).(/)
منهج السلف في النقد والتحذير
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
منهج السلف في النقد والتحذير
الفرق بين النصيحة والتعيير
تصنيف: الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة (795هـ)
قال رحمه الله وغفر له:
الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على إمام المتقين، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس والله الموفق للصواب.
اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه. وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.
كما قال عمر رضي الله عنه في مهور النساء وردَّت المرأة بقوله تعالى: ? وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِينا? [النساء:20]، فرجع عن قوله وقال: (أصابتِ امرأةٌ ورجلٌ أخطأ) وروي عنه أنه قال: (كل أحد أفقه من عمر).
وكان بعض المشهورين إذا قال في رأيه بشيء يقول: (هذا رأينا فمن جاءنا برأي أحسنَ منه قبلناه).وكان الشافعي يبالغ في هذا المعنى ويوصي أصحابه باتباع الحق وقبول السنة إذا ظهرت لهم على خلاف قولهم وأن يضرب بقوله حينئذٍ الحائط، وكان يقول في كتبه: (لا بد أن يوجد فيها ما يخالف الكتاب والسنة لأن الله تعالى يقول: ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ? [النساء:82]
وأبلغ من هذا أنه قال: (ما ناظرني أحد فباليت أظهرت الحجة على لسانه أو على لساني). وهذا يدل على أنه لم يكن له قصد إلا في ظهور الحق ولو كان على لسان غيره ممن يناظره أو يخالفه.
ومن كانت هذه حاله فإنه لا يكره أن يُردَّ عليه قولُه ويتبين له مخالفته للسنة لا في حياته ولا في مماته. وهذا هو الظن بغيره من أئمة الإسلام، الذّابين عنه القائمين بنَصْرِه من السلف والخلف ولم يكونوا يكرهون مخالفة من خالفهم أيضاً بدليل عَرَضَ له ولو لم يكن ذلك الدليل قوياً عندهم بحيث يتمسكون به ويتركون دليلهم له.
ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يذكر إسحاق بن راهويه ويمدحه ويثني عليه ويقول: (وإن كان يخالف في أشياء فإن الناس لم يزل بعضهم يخالف بعضا) أو كما قال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان كثيراً يُعرضُ عليه كلام إسحاق وغيره من الأئمة، ومأخذهم في أقوالهم فلا يوافقهم في قولهم ولا يُنكِر عليهم أقوالهم ولا استدلالهم وإن لم يكن هو موافقاً على ذلك كله، وقد استحسن الإمام أحمد ما حكي عن حاتم الأصم أنه قيل له: أنت رجل أعجمي لا تفصح وما ناظرك أحد إلا قطعته فبأي شيء تغلب خصمك؟ فقال بثلاث: أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن إذا أخطأ وأحفظ لساني عنه أن أقول له ما يسوؤه أو معنى هذا فقال أحمد: (ما أعقله من رجل).
فحينئذٍ فرد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه.
فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية فلو فرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته.
وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول: (كذب فلان) ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كذب أبو السنابل " لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر.
وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر.
وأما في باطن الأمر: فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العماء مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك.
ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك مما يخالف السنة الصريحة، وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء، وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم.
ولم يعد أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم، وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها مثل كتب الشافعي وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث وغيرهما ممن ادعوا هذه المقالات ما كان بمثابتها شيء كثير ولو ذكرنا ذلك بحروفه لطال الأمر جداً.
وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ". وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم. وليس كلامنا الآن في هذا القبيل والله أعلم.
& eth; فصل في أنواع النصيحة ï
ومن عُرف منه أنه أراد بردِّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامَل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة.
ويُعرف هذا القصد تارة بإقرار الرادِّ واعترافه، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله، فمن عُرف منه العلم والدين وتوقير أئمة المسلمين واحترامهم لم يَذكر الردَّ وتبيين الخطأ إلا على الوجه الذي يراه غيره من أئمة العلماء.
وأما في التصانيف وفي البحث وجب حمل كلامه على الأول ومن حمل كلامه [على غير ذلك] – والحال على ما ذُكر – فهو ممن يَظن بالبريء الظن السوء وذلك من الظن الذي حرمه الله ورسوله وهو داخل في قوله سبحانه: ? وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً? [النساء:112]، فإن الظن السوء ممن لا تظهر منه أمارات السوء مما حرمه الله ورسوله فقد جمع هذا الظانّ بين اكتساب الخطيئة والإثم ورمي البريء بها.
ويقوي دخوله في هذا الوعيد إذا ظهرت منه – أعني هذا الظان – أمارات السوء مثل: كثرة البغي والعدوان وقلة الورع وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة والبهتان والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله والامتنان وشدة الحرص على المزاحمة على الرئاسات قبل الأوان.
فمن عُرفت منه هذه الصفات التي لا يرضى بها أهل العلم والإيمان فإنه إنما يحمل تَزْمنة العلماء [وإذا كان] ردُّه عليهم على الوجه الثاني فيستحق حينئذٍ مقابلته بالهوان ومن لم تظهر منه أمارات بالكلية تدل على شيء فإنه يجب أن يحمل كلامه على أحسن مُحْمَلاتِهِ ولا يجوز حمله على أسوأ حالاته. وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه: (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً).
& eth; فصل في كيفيتها ï
ومن هذا الباب أن يقال للرجل في وجهه ما يكرهه فإن كان هذا على وجه النصح فهو حسن وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه: (لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره).
فإذا أخبر أحد أخاه بعيب ليجتنبه كان ذلك حسناً لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها إن كان له منها عذر وإن كان ذلك على وجه التوبيخ بالذنب فهو قبح مذموم.
وقيل لبعض السلف: أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك؟ فقال: (إن كان يريد أن يوبخني فلا).فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ الأمة الزانية مع أمره بجلدها فتجلد حداً ولا تعير بالذنب ولا توبخ به.
وفي الترمذي وغيره مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ". وحُمل ذلك على الذنب الذي تاب منه صاحبه. قال الفضيل: (المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيِّر).
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير، وهو أن النصح يقترن به الستر والتعيير يقترن به الإعلان.
وكان يقال: (من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره) أو بهذا المعنى. وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصح فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها. وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ? [النور:19]
والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً.
وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف: (واجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام أحقُّ شيء بالستر: العورة).
فلهذا كان إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير وهما من خصال الفجار لأن الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس ليُدخل عليه الضرر في الدنيا. وأما الناصح فغرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن واجتنابه له وبذلك وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ? لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? [التوبة:128]
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصف بذلك أصحابه فقال: ? مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ? [الفتح:29].
ووصف المؤمنين بالصبر والتواصي بالمرحمة.
وأما الحامل للفاجر على إشاعة السوء وهتكه فهو القوة والغلظة ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه وهذه صفة الشيطان الذي يزيِّن لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران كما قال الله: ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ? [فاطر:6].
وقال بعد أن قص علينا قصته مع نبي الله آدم عليه السلام ومكرَه به حتى توصل إلى إخراجه من الجنة: ? يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا? [لأعراف: من الآية27].
فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة.
& eth; فصل في العقوبة ï
وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكَشَفَ عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه وقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة.
وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ". وقال: حسن غريب.
وخرَّج أيضاً من حديث معاذ مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " وإسناده منقطع.
وقال الحسن: (كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به "
ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف: " البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عيَّر رجلاً برضاع كلبة لرضعها ".
وقد رُوي هذا المعنى عن جماعة من السلف.
ولما ركب ابن سيرين الدَّيْن وحبس به قال: (إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له: يا مفلس).
& eth; فصل في التعيير ï
ومِن أظهرِ التعيير: إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاماً أو خاصاً وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلاً أو قولاً حسناً وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعدَّ ذلك من خصال النفاق كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة: ? وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ? [التوبة:107].
وقال تعالى: ? لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [آل عمران:188]، وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى اله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما وحديثه بذلك مخرّج في الصحيحين وغيرهما.
وعن أبي سعيد الخدري: أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلَّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدِم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السيء فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع.
ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم، ومثال ذلك: أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه [أو] لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل: أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين:
أحدهما: أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم.
والثاني: أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع وبمثل هذه المكيدة كان ظلم بني مروان وأتباعهم يستميلون الناس إليهم وينفِّرون قلوبهم عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وذريتهم رضي الله عنهم أجمعين.
وأنه لما قُتِل عثمان رضي الله عنه لم ترَ الأمة أحق من علي رضي الله عنه فبايعوه فتوصل من توصل إلى التنفير عنه بأن أظهر تعظيم قتل عثمان وقُبحه وهو في نفس الأمر كذلك ضُمَّ إلى ذلك أن المؤلَّب على قتله والساعي فيه علي رضي الله عنه وهذا كان كذباً وبهتاً. وكان علي رضي الله عنه يحلف ويغلِّظ الحلف على نفي ذلك وهو الصادق البارُّ في يمينه رضي الله عنه وبادروا إلى قتاله ديانةً وتقرُّباً ثم إلى قتال أولاده رضوان الله عليهم واجتهد أولئك في إظهار ذلك وإشاعته على المنابر في أيام الجُمَع وغيرها من المجامع العظيمة حتى استقر في قلوب أتباعهم أن الأمر على ما قالوه وأن بني مروان أحق بالأمر من علي وولده لقربهم من عثمان وأخذهم بثأره فتوصلوا بذلك إلى تأليف قلوب الناس عليهم وقتالهم لعلي وولده من بعده ويثبُت بذلك لهم الملك واستوثق لهم الأمر.
وكان بعضهم يقول في الخلوة لمن يثق إليه كلاماً ما معناه: (لم يكن أحد من الصحابة أكفأ عن عثمان من علي) فيقال له: لِمَ يسبُّونه إذاً؟ فيقول: (إن المُلك لا يقوم إلا بذلك).
ومراده أنه لولا تنفير قلوب الناس على علي وولده ونسبتُهم إلى ظلم عثمان لما مالت قلوب الناس إليهم لما علموه من صفاتهم الجميلة وخصائصهم الجليلة فكانوا يسرعون إلى متابعتهم ومبايعتهم فيزول بذلك ملك أمية وينصرف الناس عن طاعتهم.
& eth; فصل في العلاج ï
ومن بُلي بشيء من هذا المكر فليتق الله ويستعن به ويصبر فإن العاقبة للتقوى.
كما قال الله تعالى: بعد أن قصَّ قِصَّة يوسف وما حصل له من أنواع الأذى بالمكر والمخادعة: ? وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ? [يوسف:21]، وقال الله تعالى حكاية عنه أنه قال لإخوته: ? أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ? [يوسف: 90]، وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام وما حصل له ولقومه من أذى فرعون وكيده قال لقومه: ? اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ? [لأعراف:128]، وقد أخبر الله تعالى أن المكر يعود وباله على صاحبه قال تعالى: ? وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ? [فاطر:43]، وقال تعالى: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ? [الأنعام:123]، والواقع يشهد بذلك فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره عليه وكان ذلك سبباً في نجاته وسلامته على العجب العجاب.
لو ذكرنا بعض ما وقع من ذلك لطال الكتاب واتسع الخطاب والله الموفق للصواب وعليه قصد السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
منقول من موقع لا للإرهاب أنصح بزيارته فهو موقع يضم كثير من علماء الأمة المعتبرين ...
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/naqd/rjb_nasseeh.html(/)
هل هذه الطريقة في ختم القرآن مبتدعة؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك في احد المنتديات او في البعض منها كنت قد مررت على مواضيع فيها اساسها بالمختصر المفيد ان يشترك اعضائها في ختم القرآن احدى الطرق ان يقوم كل عضو بكتابة آية والذي يليه ينسخ الاية التي تليها من المصحف وهكذا .. الى ان يتم ختم القرآن فهل هذا له مكان في ديننا ام انه امر مبتدع؟ ..(/)
نصيحة لمحبي سعيد فودة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 03:42]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه كلمات كتبها بعض طلبة العلم في الأردن في سعيد فودة وتم توزيعها ,وقد استأذنته في نشرها
نصيحة لمحبي سعيد فودة
تمهيد:
هذه كلمات قليلة أوجهها لك يا صديقي، حول موضوع تناقشنا فيه من قبل، لكن شدتك عاطفتك ومحبتك لفودة، فلم تر الحقيقة كاملة، ولذلك آثرت أن أكتب لك هذه الكلمات لتقرأها بذهن صاف وهدوء، دون انفعال النقاش والحوار كالعادة.
لم أرغب بالتوسع والدخول في التفاصيل، لما أعلمه منك من عقل وعلم، تستطيع أن تدرك به الحق من الباطل إذ أنت متفق معي وكل العقلاء، أن ما بني على باطل فهو باطل مثله، وهذا ما أردتك أن تدركه عبر رسالتي هذه، وأنا على يقين من وصولك لهذا رغم مخالفته لعاطفتك ومحبتك، وأترك الآن مع ما كنت أحاول أن أقوله لك مشافهة فلم أتمكن فكتبته لك،فتفضل ...
المرء على دين خليله!!
حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرر حكمة مقررة بين العقلاء، من أدركها أراح نفسه من كثير عناء حين تصادفه شخصيات يكثر حولها الجدل والخصام، وذلك أنها تكشف المستور وتظهر المخبوء، وهي بذلك تختصر الزمن وتوفر التجربة المرة القاسية التي يمر بها الإنسان حتى تتضح له حقيقة الأشخاص الذين يتعامل معهم.
وسعيد فودة شخص قد كثر الجدال حوله، لأسباب منها النزاعات الداخلية بين الأشاعرة بعد مروق حسن السقاف عنهم، ومنها توجهه للتأليف والإكثار منه مؤخراً، فأصبح بعض الناس بين معجب ومعظم أو ناقم ومذمم، وذلك بسبب الخلط بين المنهج والسلوك، فبعض المادحين يعجبهم جمال التعامل الشخصي عند فودة، وبعضهم ينبهر بعلمية فودة وجداله، وبعض القادحين يقدح في فودة لمعرفته بانحراف منهج فودة العلمي والخلقي من ناحية الأمانة العلمية، وبعضهم بسبب التنازع على زعامات وأتباع.
وحتى نعرف حقيقة فودة لنطبق هذه القاعدة ونرى من خليل فودة؟
وسيأتيك الجواب إنه حسن السقاف!! ذلك الرجل الذي لم تجتمع كلمة كثير من العلماء والتيارات منذ زمن بعيد على موقف واحد كما اجتمعت كلمتهم على ضلاله وتبديعه وسوء خلقه وانعدام أمانته.
وقد أحسن الأستاذ غالب الساقي صاحب كتابي " الإسعاف في الكشف عن حقيقة حسن السقاف " وكتاب " كشف الغمة في التحذير من تعدي السقاف على علماء الأمة " في رفع ورقة التوت عن عورات السقاف، فتكشف أمره وظهر باطله لكثير من الناس الذين كانوا ينفرون من السقاف بفطرتهم السليمة دون أن يعرفوا لذلك سبباً فبين لهم الأستاذ غالب الساقي حقيقة فساد السقاف، فازدادوا ثقةً بفطرتهم السليمة.
لقد برهن لهم الأستاذ الساقي حقيقة ما احتوته شخصية السقاف من فكر وخلق فإذا هي ما يلي:
1 - حقد على الصحابة وأهل السنة وتعاون مع الشيعة الروافض علي أهل السنة!
2 - تكفير لعموم المسلمين الواقعين في الكبائر، فأصبح من الخوارج الضالين.
3 - كذب وتلفيق على العلماء الذين يعاديهم بطريقة لا تعرف الخجل أو الحياء.
4 - قلة أدب ودين في التعامل مع علماء الإسلام.
هذه عناوين المسائل التي حوتها شخصية السقاف، فهل نجا منها سعيد فودة؟؟
هذا هو المهم عندنا؛البحث عنه والوصول لحكم فيه فكما قلنا: المرء على دين خليله، فهل فودة على دين ومنهج السقاف الذي بيناه؟؟
من المعلوم أن السقاف وفودة كانا صديقين حميمين، ورفيقي درب واحد في حمل راية الأشعرية، وبغض النظر عمن هو الأعلم والأقدم ومن هو الشيخ ومن هو المريد، حيث يتراشق الطرفان اليوم الاتهامات حول ذلك، وهذا بعد مروق السقاف وارتداده عن الأشعرية ومهاجمته للمذهب ومؤسسه أبي الحسن الأشعري، وبقاء فودة على أشعريته مدافعاً عنها ومهاجماً السقاف الخائن لها.
لكن فودة تأثر بطريقة السقاف المنحرفة في نصرة باطله والتي تتأسس على قلة الأدب وقلة الأمانة مع العلماء والكذب عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى لا يستغرب البعض ممن يحب أو يعاشر فودة فيراه يحسن التعامل ويتلطف في الحديث بعكس خليله السقاف، فنقول نعم فودة ليس بغليظ الطباع مع الناس كخليله السقاف، ولكن تعال اقرأ معي ما كتبه فودة عن حاله مع السقاف وذلك بعد خلافهم وافتراقهم، لتعلم كم هما متطابقان في الشخصية العلمية والتي تأسست على قلة الأدب والأمانة مع العلماء واستسهال الكذب والتكفير، تعال اقرأ ما كتبه فودة عن مناظرات السقاف في قناة المستقلة حول شيخ الإسلام ابن تيمية، وهي مناظرات مسجلة منتشرة لا يمكن لأحد أن يشكك فيها أو يحرف مواقف السقاف وخليله فودة تجاهها.
يقول فودة في كتاب " موقف أهل السنة من الخلاف بين الغماري والسقاف " ص 10، المطبوع في الأردن سنة 2006 - وسنعلق على بعض الفقرات -:
" فوجئت قبل سنتين أو ثلاث يناقش (يقصد السقاف) الوهابية على قناة فضائية في موضوع ابن تيمية وحرصا على إبداء سلامة النية طلبت من بعض الإخوة قبيل المناقشة أن يعرض على السقاف المساعدة إن احتاجها خاصة أنني قد قمت بكتابة كتاب موسع عن مذهب ابن تيمية وأعرف مذهبه تماما فلم أكن أحب أن يتم الرد على ابن تيمية بصورة ضعيفة بل بشكل علمي رصين معتمد على فهم تام لمذهبه لا كما فعل السقاف ولم يكن الجواب بالقبول وتعلل بضيق الوقت ولما سافر وبدأ في الحلقة الأولى وأظهر من التهافت ما لا مزيد عليه ظهر عليه الوهابية فلم يكن قادرا على مدافعتهم وجدالهم فتضايق العديد من الناس ... "
لاحظ مبادرته بعرض المساعدة على السقاف مع أن فودة قبل أسطر من هذه الفقرة وبعدها مباشرة كان يذم السقاف، وأنه خرج عن الأشعرية، ولذلك بين لنا هدفه ومقصوده (الشريف) من هذه المساعدة للسقاف المارق عن الأشعرية فقال:
" فإن العديد منهم كانوا ما يزالون يعتقدون أن السقاف على مذهب الأشاعرة وإن خالفهم في بعض المسائل، فكانت هزيمته - حينئذ – ستعد هزيمة للأشاعرة، لهذا الاعتبار وإبطالاً لما ينسب إلى ابن تيمية من المخالفات، وخوفاً من هذا المحظور "
نلاحظ هنا السياسة الميكافلية: الغاية تبرر الوسيلة، ليس مهم أن السقاف كاذب وجاهل وعدو الأشاعرة، بل المهم أن لا يهزم الأشاعرة و أن نسقط شيخ الإسلام ابن تيمية!! أليس من الغريب أن هذين السقاف وفودة حريصان على إسقاط شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الزمن الذي نحن أحوج ما نحتاج فيه منهجه الذي أنقذ الأمة زمن اجتياح التتار لبلاد المسلمين، ألسنا نعيش اليوم ظروفاً تستدعي وبقوة استلهام تجربة شيخ الإسلام في فتح باب الاجتهاد بالدليل وجمع كلمة المسلمين على التوحيد ونبذ البدع الخرافات التي تعلق المسلمين بغير الله من الأموات والجمادات والعمل على توحيد جهود العلماء والحكام والمحكومين لنصرة دين الإسلام.
أليس من الغريب أن تتوافق جهود السقاف و فودة مع دعوات سياسية غربية حاقدة تنادي باجتثاث مدرسة ابن تيمية! فأي دور يلعب هؤلاء؟؟؟
يكمل فودة فيقول: " وحرصا على عدم وقوع التهافت أكثر مما بدا اتصل بي العديد من المشايخ وطلبوا مني بإلحاح أن اتصل به وأقوم بإعطائه من المعلومات والأساليب الجدلية ما به يستد حاله ويتقوم ركابه ..... وفعلا صرت أتصل به يوميا ودام ذلك عدة أيام وأعطيته من الملاحظات والمعلومات ما ظهر به على خصومه وأحرجهم في مواضع "
وقد سبق لفودة في صفحة 8 أن وصف أسلوب السقاف " بأنه ينزل إلى درك هابط فيه ... أسلوب المغالطات " وفي صفحة 10 " وصرت أرد على بعض مخالفاته بأسلوب علمي وبلا تهجم ولا تحريف لكلامه، خلافاً لما يفعل هو مع مخالفيه " وهذا الأسلوب الهابط والمغالط والمحرف هو ما كان عليه السقاف في أشعريته!!
وهذا ما شاهده العالم أجمع على قناة المستقلة، وهنا نتساءل ما هذه الأساليب الجدلية والمعلومات التي زود بها فودة السقاف، هل هي الكذبات المتعددة التي قدمها يومياً في مناظرات المستقلة ولم يستطع السقاف الهروب و التخلص منها إلا بالكذب من جديد!!
فقد كان السقاف في المناظرة يومياً يتهرب من سؤال الشيخ عدنان عرعور عن مصدر كذباته فيكون الجواب دع عنك هذه وخذ هذه فإذا هي كذبة جديدة!!!
هل هذا الكذب وقلة الدين والخلق والأمانة هي ما قدمه فودة للسقاف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريب أن فودة يفتخر بمساهمته بمناظرة السقاف فيقول: " وكان – السقاف – يشكرني بعد كل مكالمة ... ".
والغريب أن السقاف صرح في هذه المناظرات بكفر شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أثار هذا التكفير كل صاحب ضمير وإنصاف وعقل، حتى أن مدير المناظرة الدكتور محمد الهاشمي لم يصدق أن هناك من يجرؤ على هذه الجريمة الكبرى وهي تكفير علم من كبار أعلام المسلمين، ولذلك طلب الهاشمي من السقاف أن يذكر من يسانده في هذه الجريمة جريمة تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية، فطلب السقاف رأي الدكتور محمد سعيد البوطي، وفعلاً اتصل الهاشمي بالدكتور البوطي وسأله عن صحة تكفير ابن تيمية، فأنكر هذا القول وأباه، وهو موقف يسجل للدكتور البوطي، حيث لم يحمله خلافه مع شيخ الإسلام على تكفيره كما فعل السقاف.
لكن الغريب والعجيب أن فودة لم ينكر على السقاف هذا التكفير كما فعل الدكتور البوطي، بل هو في سياق حديثه يرى أن السقاف منتصراً في مناظرته، وفعلاً هو منتصرٌ ولكن لشيطانه وهواه، وليس السقاف فقط بل و فودة أيضاً، وذلك أن فودة يعرف كما سبق وصرح أن السقاف " ينزل لدرك هابط " ويقوم أسلوبه " على المخالطات " و لا يتورع عن " تحريف كلام مخالفيه"، وهذا ما سار عليه السقاف في مناظراته، ولكن لما كان السقاف يدافع عن قضية مشتركة وهي إسقاط شيخ الإسلام ابن تيمية، فلنضع الخصومة جانباً ونعود للتحالف ولو مع المبطلين!!
هذه حقيقة فودة وحقيقة السقاف وهكذا يتضح لك أيها القارئ الكريم صدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم على مثل هؤلاء: " المرء على دين خليله "!!
" إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم "
وهذه مقولة ذهبية صاغها لنا علماء أجلاء، وذلك بعد أن عركتهم الحياة وصقلتهم التجارب، فمن أخذ دينه عن مخادع كاذب، كيف يكون دينه سليماً؟
ولذلك بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يكون كذاباً، وذلك أن الكذب رأس كل الشرور، فكيف أذا كان في العلم والدين!!
ولذلك كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم التي عرف بها قبل البعثة " الصادق الأمين " حيث أن هاتين الصفتين إذا نزعتا من شخص محال أن يكون صاحب دعوة موفقة، فالصدق والأمانة هما شعار الإسلام، وهما سبب هداية خلق كثير لما رأوا تجسد خلقي الصدق والأمانة في تجار المسلمين ودعاتهم.
ولذلك نهمس في آذان محبي فودة، تبصروا قبل أن تفتنوا، وذلك بأن تختبروا أمانة وصدق فودة.
وكما سبق القول: المرء على دين خليله، فإن فودة يعاني من نفس الآفات الخلقية عند السقاف وهي:
1 - الكذب.
2 - الخيانة العلمية.
3 - تحريف كلام المخالفين.
4 - التهجم على العلماء.
ولكن مع فارق وحيد أنه يفعل ذلك بأدب وابتسامة، بعكس السقاف!!
بيان آفات فودة العلمية
أولاً: الكذب والخيانة العلمية وتحريف كلام مخالفيه:
1 - زعم فودة في كاشفه صفحة 39: " أن شيخ الإسلام أبطل كل الأدلة العقلية التي اعتمد عليها العلماء من سائر الفرق في إثبات وجود الله؛ فلا يوجد دليل عقلي عند ابن تيمية على وجود الله".
ونقول له: قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" أما إثبات الصانع فطرقه لا تحصى بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فطري ضروري مغروز في الجبلة "، ثم بعد أن قرر ذلك قال:" وأما بالعقل فيعلم أن العالم لو كان قديماً لكان إما واجباً بنفسه , وهذا باطل كما تقدم التنبيه عليه من أن كل جزء من أجزاء العالم مفتقر إلى غيره , والمفتقر إلى غيره لا يكون واجباً بنفسه , وإنما واجباً بغيره فيكون المقتضى له موجباً بذاته .. ""منهاج السنة" (2|270).
2 - قال فودة في كاشفه عن شيخ الإسلام أنه يقول: "إن الله محدود من جميع الجهات" صفحة207, وقال أيضاً صفحة227:" الله محدود حدا مطلقاً من سائر الجهات لا من جهة التحت فقط".
قلت: ما نسبه إلى شيخ الإسلام هو من إلزاماته الباطلة وهي افتراء وتدليس فشيخ الإسلام قد قرر عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله محيط بكل شيء وفوقه قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والمقصود أنه إذا كان الله أعظم وأكبر وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو يحيطون به علماً, وأمكن أن تكون السماوات والأرض في قبضته لم يجب - والحال هذه - أن يكون تحت العالم أو تحت شيء منه؛ فإن الواحد من الآدميين إذا قبض قبضة أو بندقة أو حمصة أو حبة خردل , وأحاط بها بغير ذلك لم يجز أن يقال: إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لما أحاطت بها كان منها الجانب الأسفل يلي يده من جهة سفلها, ولو قدر من جعلها فوق بعضه بهذا الاعتبار لم يكن هذا صفة نقص بل صفة كمال.
وكذلك أمثال ذلك من إحاطة المخلوق ببعض المخلوقات كإحاطة الإنسان بما في جوفه , وإحاطة البيت بما فيه , وإحاطة السماء بما فيها من الشمس والقمر والكواكب؛ فإذا كانت هذه المحيطات لا يجوز أن يقال: إنها تحت المحاط , وأن ذلك نقص مع كون المحيط يحيط به غيره؛ فالعلي الأعلى المحيط بكل شيء الذي تكون الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كيف يجب أن يكون تحت شيء مما هو عال عليه أو محيط به ويكون ذلك نقصاً ممتنعاً.
وقد ذكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل فقال للسائل: إذا كان باشق كبير- نوع من الطيور - , وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكاً لها في حال طيرانه , وهو فوقها ومحيط بها؛ فإذا كان مثل هذا ممكنا في المخلوق فكيف يتعذر في الخالق". "درء التعارض " (3|281).
3 - في صفحة من كاشفه 24 نسب إلى شيخ الإسلام أنه يثبت لله الجنب فقال:" هذا هو حاصل قول ابن تيمية بالضبط , وإن لم يصرح به بهذا الوضوح ".
قلت: هكذا هي الأمانة العلمية عند فودة! و قد أنكر شيخ الإسلام على من أثبت الجنب لله من قوله تعالى: {ما فرطت في جنب الله} مجموع الفتاوى (6|14).
4 - دلس على القراء أن شيخ الإسلام يقول:" أن الله له طول وعرض وارتفاع – هكذا زعم – ص31 من كاشفه".
قلت: ونحن نطالبه بهذا النص من غير وضع لإلزاماته الباطلة.
5 - قال في شرح السنوسية ص 63: "والذين ينتسبون إلى السلف بالاستواء فهم يقولون إن الله مستو على العرش بمعنى استقر عليه بمماسة وهو نفس معنى الجلوس .. "! ثم قال: "ولعلك تستغرب جدا عندما تعلم أن ابن تيمية يثبت لله الأمرين أعني أنه يثبت لربه أنه جالس مستو على العرش ومستقر عليه بمماسة .. "!
قلت: ونحن نطالبه بالنص في إثبات ذلك على ما ذكر.
هذه بعض الأدلة على آفات فودة العلمية والخلقية من الكذب والخيانات العلمية وتحريف كلام المخالف له، والتي تسقط مصداقية فودة عند العقلاء والمنصفين، رغم تشدق فودة بالتزام المنهجية العلمية والأمانة في النقل، كما قال في كتابه الموقف صفحة15:"ومنهجنا العام .. أولا: الالتزام عند مناقشة أحد المخالفين بذكر كلامه كما أراد هو ولن نكتفي باقتطاع جزء من عباراته حتى لا يخيل إلى القاريء أننا شوهنا كلامه .. ويعرف أننا لم نظلمه ولم ننسب إليه ما لم يقله .. "
فهل صدق فودة في ذلك؟؟ ونذكر محبي فودة،"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"!!
ثانيا: آفة التطاول على العلماء فهذه بعض أمثلتها:
1 - اتهامه لإمامه أبى الحسن الأشعري بالمداهنة وتمييع الدين، قال فودة في كتابه بحوث في علم الكلام 41: وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه , والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307 , ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم , وعلى إثر هذا ألف كتابه الإبانة عن أصول الديانة هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه , ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب الإبانة , وألف كثيراً من الكتب نحو اللمع ورسالة إلى أهل الثغر وغيرها!
ولن نناقش فودة هنا بكذبه في نسبة التجسيم للحنابلة، فمن يجرؤ على اتهام إمامه بقلة الدين والمداهنة والتقية، يسهل عليه اتهام المخالفين بما شاء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول لفودة هل الإمام أبى الحسن الأشعري سبباً لضلال كثير من المسلمين بتأليفه لكتب الإبانة ورسالة إلى أهل الثغر واللمع ومقالات الإسلاميين؟! نريد جواباً واضحاً.
2 - فودة لا يجرؤ على التصريح بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنه يحوم حوله، فقد سبق سكوته عن تكفير السقاف لابن تيمية، وفي كتبه يلمح لذلك كما في كتابه "نقض التدمرية" صفحة 10:" قال نعيم بن حماد شيخ البخاري رحمهم الله: من شبه الله بخلقه كفر ... فنقل الشارح عن نعيم بن حماد تكفير المشبهة ولم يعلم أن ابن تيمية يجيز التشبيه من بعض الوجوه .. "!
3 - نسب فودة كثيرا من العلماء والمحققين للتجسيم:
كابن قدامة وابن القيم والقاضي أبي يعلى، تهذيب شرح
السنوسية ص 12.
الشوكاني، الفرق العظيم ص 57 - 58.
ابن أبى العز الحنفي في تهذيب شرح السنوسية ص 37.
والدارمي موقف أهل السنة ص 106.
حقيقة الخلاف
بين أهل السنة و الأشاعرة في الصفات الإلهية
إن فهم الخلاف في هذه المسألة سهل على من أراد ذلك للوصول للحق فيها، ولكن كثيراً من الناس كفودة والسقاف يلجؤون للتفريع وتكثير المقولات وتضخيم القضايا وإطلاق الاتهامات في كل الاتجاهات، وكل ذلك لضعف موقفهم وتغطية باطلهم.
ولذلك سنعرض الخلاف بشكل واضح ومختصر، ثقة ً منا بفطرة المسلمين وعقولهم.
قال ابن القيم رحمه الله في" الصواعق":
" فالناس كانوا طائفتين سلفية وجهمية فحدثت الطائفة السبعية - الأشاعرة - واشتقت قولا بين القولين فلا للسلف أتبعوا ولا مع الجهمية بقوا.
وقالت طائفة أخرى: ما لم يكن ظاهره جوارح وأبعاض كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام لا يتأول , وما كان ظاهره جوارح وأبعاض كالوجه واليدين والقدم والساق والإصبع؛ فإنه يتعين تأويله لاستلزام إثباته التركيب والتجسيم.
قال المثبتون (السلف – أهل السنة): جوابنا لكم بعين الجواب الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات؛ فإنهم قالوا لكم لو قام به سبحانه صفة وجودية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلا للأعراض , ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم لو كان له وجه ويد وأصبع لزم التركيب والانقسام.
فما جوابكم لهؤلاء نجيبكم به!
فإن قلتم: نحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون أعراضاً ولا نسميها أعراضاً فلا يستلزم تركيباً ولا تجسيماً.
قيل لكم: ونحن نثبت الصفات التي أثبتها الله لنفسه إذ نفيتموها أنتم على وجه لا يستلزم الأبعاض والجوارح , ولا يسمى المتصف بها مركباً ولا جسماً ولا منقسماً فإن قلتم هذه لا يعقل منها إلا الأجزاء والأبعاض.
قلنا لكم وتلك لا يعقل منها إلا الأعراض.
فإن قلتم العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية قديمة أبدية فليست أعراضا.
قلنا وكذلك الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه.
فإن قلتم إن كان الوجه عين اليد وعين الساق والإصبع فهو محال وإن كان غيره لزم التمييز ويلزم التركيب.
قلنا لكم وإن كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال وإن تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم فالجواب مشترك فإن قلتم نحن نعقل صفات ليست أعراضا تقوم بغير جسم متحيز وإن لم يكن لها نظير في الشاهد.
قلنا لكم فاعقلوا صفات ليست بأبعاض تقوم بغير جسم وإن لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكنه فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وأن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه ولما أخذ هذا الإلزام بحلوق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ننفي الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتبين أنه لا بد لكم من واحد من أمور ثلاثة إما هذا النفي العام والتعطيل المحض وإما أن تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ولا تتجاوزوا القرآن والحديث وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وأشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يترك تدبرها ومعرفتها فيكون ذلك مشابهة للذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا عليها صما وعميانا ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم والإيمان إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم وسكنت إليه نفوسهم فآنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله بما استوحش منه الجاهلون المعطلون وسكنت قلوبهم إلى ما نفر منه الجاحدون وعلموا أن الصفات حكمها حكم الذات فكما أن ذاته سبحانه لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات فما جاءهم من الصفات عن المعصوم تلقوه بالقبول وقابلوه بالمعرفة والإيمان والإقرار لعلمهم بأنه صفة من لا شبيه لذاته ولا لصفاته.
قال الإمام أحمد إنما التشبيه أن يقول يد كيد أو وجه كوجه فأما إثبات يد ليست كالأيدي ووجه ليس كالوجوه فهو كإثبات ذات ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة وسمع وبصر ليس كالأسماع والأبصار وليس إلا هذا المسلك أو مسلك التعطيل المحض أو التناقض الذي لا يثبت لصاحبه قدم في النفي ولا في الإثبات وبالله التوفيق.
وحقيقة الأمر أن كل طائفة تتأول ما يخالف نحلتها ومذهبها فالعيار على ما يتأول وما لا يتأول هو المذهب الذي ذهبت إليه والقواعد التي أصلتها فما وافقها أقروه ولم يتأولوه وما خالفها فإن أمكنهم دفعه وإلا تأولوه ولهذا لما أصلت الرافضة عداوة الصحابة ردوا كل ما جاء في فضائلهم والثناء عليهم أو تأولوه ولما أصلت الجهمية أن الله لا يتكلم ولا يكلم أحدا ولا يرى بالأبصار ولا هو فوق عرشه مبائن لخلقه ولا له صفة تقوم به أولوا كل ما خالف ما أصلوه .. " "الصواعق" (1/ 226 - 231)
نعم نريد إجابة على التفريق بين إثبات السمع والبصر والعلم دون لزوم التركيب والتجسيم والأبعاض، وبين إثبات الوجه واليد وبقية الصفات؟؟
ولذلك من يبحث هذه المسألة بشكل علمي نزيه يجد نفسه بين إثبات كل ما صح نقله عن صفات الله أو نفي كل الصفات، ولا يصح نفي البعض وإثبات البعض دون فارق معتبر شرعاً وعقلاً!!
ولذلك نصر شيخ الإسلام مذهب السلف وأهل السنة القائم على إثبات ما صح نقله من صفات الله عز وجل دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف لذلك بشيء من مخلوقات الله، وقرر ذلك بطريقة عقلية شرعية تقوم على قاعدتين:
1 - القول في الصفات كالقول في الذات: فكما يثبت الجميع ذاتاً لله عز وجل لا تشابه أو تماثل ذوات المخلوقين ولا يجوز تكييفها، فكذلك نثبت لله عز وجل صفات لا تشابه أو تماثل صفات المخلوقين ولا يجوز تكييفها. وهذا رد على الجهمية والمعتزلة والشيعة.
2 - القول في الصفات كالقول في البعض الآخر: أي كما يثبت الأشاعرة لله عز وجل عدداً من الصفات دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف، فكذلك يجب إثبات الباقي من الصفات، لعدم وجود حجة معتبرة في التفريق بين الصفات. وهذا رد على الأشاعرة.
هذا هو حقيقة الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة في قضية الصفات، ونترك لك أيها القارئ الكريم لتقرر موقفك منها، وإذا رغبت بمزيد من التفصيل فيها من منظور أهل السنة فننصحك بالكتب التالية:
1 - الأسماء والصفات في معتقد أهل السنة والجماعة، د. عمر الأشقر.
2 - القواعد المثلى في صفات وأسماء الله الحسني، تقريب التدمرية، تقريب الحموية، العلامة ابن عثيمين
3 - الصفات الإلهية، د. محمد أمان الجامي.
4 - منهج الأشاعرة في العقيدة، د. سفر الحوالي.
خاتمة
وهكذا يا صديقي لقد كتبت لك كل ما كنت أرغب بقوله لك، وأترك لك الحكم والقرار.
وأدلك على بحث موسع في مناقشة فودة في كتبه وأبحاثه إذا كنت ترغب بالمزيد من معرفة حقيقة فودة العلمية والخلقية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 06:50]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 06:56]ـ
وجزاك مثله شيخنا الكريم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 09:21]ـ
بارك الله فيكم.
عساه أن يكون في ميزان حسناتكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 10:19]ـ
بارك الله فيكم ..
ولعلكم تضعون رابط كتابكم عن فودة للفائدة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 10:24]ـ
المشايخ الكرام علي الفضلي وسليمان الخراشي جزاكم الله خيرا
والكتاب نقض الكاشف لسعيد فودة في موقع صيد الفوائد
وسوف أقوم بتنزيله في خزانة الكتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
بارك الله فيك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 01:24]ـ
بارك الله فيك أخانا عبد الباسط بن يوسف، وهذا هو رابط الكتاب من مكتبة صيد الفوائد:
http://www.saaid.net/book/9/2491.docx
وصفحته هي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3632
لكن لا يفتح معي بعد التحميل، فلعلك ترفعه هنا كملف مرفق، بارك الله فيك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:11]ـ
وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا
وقد وضعت الكتاب في مكتبة المجلس العلمي مع الرابط
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
جزاك الله خيرًا أيها الشيخ الفاضل ... وأكثر منك ومن أمثالك
نفع الله بكم
ـ[البريك]ــــــــ[16 - Oct-2007, مساء 03:57]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه كلمات كتبها بعض طلبة العلم في الأردن في سعيد فودة وتم توزيعها ,وقد استأذنته في نشرها
نصيحة لمحبي سعيد فودة
تمهيد:
هذه كلمات قليلة أوجهها لك يا صديقي، حول موضوع تناقشنا فيه من قبل، لكن شدتك عاطفتك ومحبتك لفودة، فلم تر الحقيقة كاملة، ولذلك آثرت أن أكتب لك هذه الكلمات لتقرأها بذهن صاف وهدوء، دون انفعال النقاش والحوار كالعادة.
لم أرغب بالتوسع والدخول في التفاصيل، لما أعلمه منك من عقل وعلم، تستطيع أن تدرك به الحق من الباطل إذ أنت متفق معي وكل العقلاء، أن ما بني على باطل فهو باطل مثله، وهذا ما أردتك أن تدركه عبر رسالتي هذه، وأنا على يقين من وصولك لهذا رغم مخالفته لعاطفتك ومحبتك، وأترك الآن مع ما كنت أحاول أن أقوله لك مشافهة فلم أتمكن فكتبته لك،فتفضل ...
المرء على دين خليله!!
حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرر حكمة مقررة بين العقلاء، من أدركها أراح نفسه من كثير عناء حين تصادفه شخصيات يكثر حولها الجدل والخصام، وذلك أنها تكشف المستور وتظهر المخبوء، وهي بذلك تختصر الزمن وتوفر التجربة المرة القاسية التي يمر بها الإنسان حتى تتضح له حقيقة الأشخاص الذين يتعامل معهم.
وسعيد فودة شخص قد كثر الجدال حوله، لأسباب منها النزاعات الداخلية بين الأشاعرة بعد مروق حسن السقاف عنهم، ومنها توجهه للتأليف والإكثار منه مؤخراً، فأصبح بعض الناس بين معجب ومعظم أو ناقم ومذمم، وذلك بسبب الخلط بين المنهج والسلوك، فبعض المادحين يعجبهم جمال التعامل الشخصي عند فودة، وبعضهم ينبهر بعلمية فودة وجداله، وبعض القادحين يقدح في فودة لمعرفته بانحراف منهج فودة العلمي والخلقي من ناحية الأمانة العلمية، وبعضهم بسبب التنازع على زعامات وأتباع.
وحتى نعرف حقيقة فودة لنطبق هذه القاعدة ونرى من خليل فودة؟
وسيأتيك الجواب إنه حسن السقاف!! ذلك الرجل الذي لم تجتمع كلمة كثير من العلماء والتيارات منذ زمن بعيد على موقف واحد كما اجتمعت كلمتهم على ضلاله وتبديعه وسوء خلقه وانعدام أمانته.
وقد أحسن الأستاذ غالب الساقي صاحب كتابي " الإسعاف في الكشف عن حقيقة حسن السقاف " وكتاب " كشف الغمة في التحذير من تعدي السقاف على علماء الأمة " في رفع ورقة التوت عن عورات السقاف، فتكشف أمره وظهر باطله لكثير من الناس الذين كانوا ينفرون من السقاف بفطرتهم السليمة دون أن يعرفوا لذلك سبباً فبين لهم الأستاذ غالب الساقي حقيقة فساد السقاف، فازدادوا ثقةً بفطرتهم السليمة.
لقد برهن لهم الأستاذ الساقي حقيقة ما احتوته شخصية السقاف من فكر وخلق فإذا هي ما يلي:
1 - حقد على الصحابة وأهل السنة وتعاون مع الشيعة الروافض علي أهل السنة!
2 - تكفير لعموم المسلمين الواقعين في الكبائر، فأصبح من الخوارج الضالين.
3 - كذب وتلفيق على العلماء الذين يعاديهم بطريقة لا تعرف الخجل أو الحياء.
4 - قلة أدب ودين في التعامل مع علماء الإسلام.
هذه عناوين المسائل التي حوتها شخصية السقاف، فهل نجا منها سعيد فودة؟؟
هذا هو المهم عندنا؛البحث عنه والوصول لحكم فيه فكما قلنا: المرء على دين خليله، فهل فودة على دين ومنهج السقاف الذي بيناه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
من المعلوم أن السقاف وفودة كانا صديقين حميمين، ورفيقي درب واحد في حمل راية الأشعرية، وبغض النظر عمن هو الأعلم والأقدم ومن هو الشيخ ومن هو المريد، حيث يتراشق الطرفان اليوم الاتهامات حول ذلك، وهذا بعد مروق السقاف وارتداده عن الأشعرية ومهاجمته للمذهب ومؤسسه أبي الحسن الأشعري، وبقاء فودة على أشعريته مدافعاً عنها ومهاجماً السقاف الخائن لها.
لكن فودة تأثر بطريقة السقاف المنحرفة في نصرة باطله والتي تتأسس على قلة الأدب وقلة الأمانة مع العلماء والكذب عليهم.
وحتى لا يستغرب البعض ممن يحب أو يعاشر فودة فيراه يحسن التعامل ويتلطف في الحديث بعكس خليله السقاف، فنقول نعم فودة ليس بغليظ الطباع مع الناس كخليله السقاف، ولكن تعال اقرأ معي ما كتبه فودة عن حاله مع السقاف وذلك بعد خلافهم وافتراقهم، لتعلم كم هما متطابقان في الشخصية العلمية والتي تأسست على قلة الأدب والأمانة مع العلماء واستسهال الكذب والتكفير، تعال اقرأ ما كتبه فودة عن مناظرات السقاف في قناة المستقلة حول شيخ الإسلام ابن تيمية، وهي مناظرات مسجلة منتشرة لا يمكن لأحد أن يشكك فيها أو يحرف مواقف السقاف وخليله فودة تجاهها.
يقول فودة في كتاب " موقف أهل السنة من الخلاف بين الغماري والسقاف " ص 10، المطبوع في الأردن سنة 2006 - وسنعلق على بعض الفقرات -:
" فوجئت قبل سنتين أو ثلاث يناقش (يقصد السقاف) الوهابية على قناة فضائية في موضوع ابن تيمية وحرصا على إبداء سلامة النية طلبت من بعض الإخوة قبيل المناقشة أن يعرض على السقاف المساعدة إن احتاجها خاصة أنني قد قمت بكتابة كتاب موسع عن مذهب ابن تيمية وأعرف مذهبه تماما فلم أكن أحب أن يتم الرد على ابن تيمية بصورة ضعيفة بل بشكل علمي رصين معتمد على فهم تام لمذهبه لا كما فعل السقاف ولم يكن الجواب بالقبول وتعلل بضيق الوقت ولما سافر وبدأ في الحلقة الأولى وأظهر من التهافت ما لا مزيد عليه ظهر عليه الوهابية فلم يكن قادرا على مدافعتهم وجدالهم فتضايق العديد من الناس ... "
لاحظ مبادرته بعرض المساعدة على السقاف مع أن فودة قبل أسطر من هذه الفقرة وبعدها مباشرة كان يذم السقاف، وأنه خرج عن الأشعرية، ولذلك بين لنا هدفه ومقصوده (الشريف) من هذه المساعدة للسقاف المارق عن الأشعرية فقال:
" فإن العديد منهم كانوا ما يزالون يعتقدون أن السقاف على مذهب الأشاعرة وإن خالفهم في بعض المسائل، فكانت هزيمته - حينئذ – ستعد هزيمة للأشاعرة، لهذا الاعتبار وإبطالاً لما ينسب إلى ابن تيمية من المخالفات، وخوفاً من هذا المحظور "
نلاحظ هنا السياسة الميكافلية: الغاية تبرر الوسيلة، ليس مهم أن السقاف كاذب وجاهل وعدو الأشاعرة، بل المهم أن لا يهزم الأشاعرة و أن نسقط شيخ الإسلام ابن تيمية!! أليس من الغريب أن هذين السقاف وفودة حريصان على إسقاط شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الزمن الذي نحن أحوج ما نحتاج فيه منهجه الذي أنقذ الأمة زمن اجتياح التتار لبلاد المسلمين، ألسنا نعيش اليوم ظروفاً تستدعي وبقوة استلهام تجربة شيخ الإسلام في فتح باب الاجتهاد بالدليل وجمع كلمة المسلمين على التوحيد ونبذ البدع الخرافات التي تعلق المسلمين بغير الله من الأموات والجمادات والعمل على توحيد جهود العلماء والحكام والمحكومين لنصرة دين الإسلام.
أليس من الغريب أن تتوافق جهود السقاف و فودة مع دعوات سياسية غربية حاقدة تنادي باجتثاث مدرسة ابن تيمية! فأي دور يلعب هؤلاء؟؟؟
يكمل فودة فيقول: " وحرصا على عدم وقوع التهافت أكثر مما بدا اتصل بي العديد من المشايخ وطلبوا مني بإلحاح أن اتصل به وأقوم بإعطائه من المعلومات والأساليب الجدلية ما به يستد حاله ويتقوم ركابه ..... وفعلا صرت أتصل به يوميا ودام ذلك عدة أيام وأعطيته من الملاحظات والمعلومات ما ظهر به على خصومه وأحرجهم في مواضع "
وقد سبق لفودة في صفحة 8 أن وصف أسلوب السقاف " بأنه ينزل إلى درك هابط فيه ... أسلوب المغالطات " وفي صفحة 10 " وصرت أرد على بعض مخالفاته بأسلوب علمي وبلا تهجم ولا تحريف لكلامه، خلافاً لما يفعل هو مع مخالفيه " وهذا الأسلوب الهابط والمغالط والمحرف هو ما كان عليه السقاف في أشعريته!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما شاهده العالم أجمع على قناة المستقلة، وهنا نتساءل ما هذه الأساليب الجدلية والمعلومات التي زود بها فودة السقاف، هل هي الكذبات المتعددة التي قدمها يومياً في مناظرات المستقلة ولم يستطع السقاف الهروب و التخلص منها إلا بالكذب من جديد!!
فقد كان السقاف في المناظرة يومياً يتهرب من سؤال الشيخ عدنان عرعور عن مصدر كذباته فيكون الجواب دع عنك هذه وخذ هذه فإذا هي كذبة جديدة!!!
هل هذا الكذب وقلة الدين والخلق والأمانة هي ما قدمه فودة للسقاف؟؟
والغريب أن فودة يفتخر بمساهمته بمناظرة السقاف فيقول: " وكان – السقاف – يشكرني بعد كل مكالمة ... ".
والغريب أن السقاف صرح في هذه المناظرات بكفر شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أثار هذا التكفير كل صاحب ضمير وإنصاف وعقل، حتى أن مدير المناظرة الدكتور محمد الهاشمي لم يصدق أن هناك من يجرؤ على هذه الجريمة الكبرى وهي تكفير علم من كبار أعلام المسلمين، ولذلك طلب الهاشمي من السقاف أن يذكر من يسانده في هذه الجريمة جريمة تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية، فطلب السقاف رأي الدكتور محمد سعيد البوطي، وفعلاً اتصل الهاشمي بالدكتور البوطي وسأله عن صحة تكفير ابن تيمية، فأنكر هذا القول وأباه، وهو موقف يسجل للدكتور البوطي، حيث لم يحمله خلافه مع شيخ الإسلام على تكفيره كما فعل السقاف.
لكن الغريب والعجيب أن فودة لم ينكر على السقاف هذا التكفير كما فعل الدكتور البوطي، بل هو في سياق حديثه يرى أن السقاف منتصراً في مناظرته، وفعلاً هو منتصرٌ ولكن لشيطانه وهواه، وليس السقاف فقط بل و فودة أيضاً، وذلك أن فودة يعرف كما سبق وصرح أن السقاف " ينزل لدرك هابط " ويقوم أسلوبه " على المخالطات " و لا يتورع عن " تحريف كلام مخالفيه"، وهذا ما سار عليه السقاف في مناظراته، ولكن لما كان السقاف يدافع عن قضية مشتركة وهي إسقاط شيخ الإسلام ابن تيمية، فلنضع الخصومة جانباً ونعود للتحالف ولو مع المبطلين!!
هذه حقيقة فودة وحقيقة السقاف وهكذا يتضح لك أيها القارئ الكريم صدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم على مثل هؤلاء: " المرء على دين خليله "!!
" إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم "
وهذه مقولة ذهبية صاغها لنا علماء أجلاء، وذلك بعد أن عركتهم الحياة وصقلتهم التجارب، فمن أخذ دينه عن مخادع كاذب، كيف يكون دينه سليماً؟
ولذلك بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يكون كذاباً، وذلك أن الكذب رأس كل الشرور، فكيف أذا كان في العلم والدين!!
ولذلك كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم التي عرف بها قبل البعثة " الصادق الأمين " حيث أن هاتين الصفتين إذا نزعتا من شخص محال أن يكون صاحب دعوة موفقة، فالصدق والأمانة هما شعار الإسلام، وهما سبب هداية خلق كثير لما رأوا تجسد خلقي الصدق والأمانة في تجار المسلمين ودعاتهم.
ولذلك نهمس في آذان محبي فودة، تبصروا قبل أن تفتنوا، وذلك بأن تختبروا أمانة وصدق فودة.
وكما سبق القول: المرء على دين خليله، فإن فودة يعاني من نفس الآفات الخلقية عند السقاف وهي:
1 - الكذب.
2 - الخيانة العلمية.
3 - تحريف كلام المخالفين.
4 - التهجم على العلماء.
ولكن مع فارق وحيد أنه يفعل ذلك بأدب وابتسامة، بعكس السقاف!!
بيان آفات فودة العلمية
أولاً: الكذب والخيانة العلمية وتحريف كلام مخالفيه:
1 - زعم فودة في كاشفه صفحة 39: " أن شيخ الإسلام أبطل كل الأدلة العقلية التي اعتمد عليها العلماء من سائر الفرق في إثبات وجود الله؛ فلا يوجد دليل عقلي عند ابن تيمية على وجود الله".
ونقول له: قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" أما إثبات الصانع فطرقه لا تحصى بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فطري ضروري مغروز في الجبلة "، ثم بعد أن قرر ذلك قال:" وأما بالعقل فيعلم أن العالم لو كان قديماً لكان إما واجباً بنفسه , وهذا باطل كما تقدم التنبيه عليه من أن كل جزء من أجزاء العالم مفتقر إلى غيره , والمفتقر إلى غيره لا يكون واجباً بنفسه , وإنما واجباً بغيره فيكون المقتضى له موجباً بذاته .. ""منهاج السنة" (2|270).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قال فودة في كاشفه عن شيخ الإسلام أنه يقول: "إن الله محدود من جميع الجهات" صفحة207, وقال أيضاً صفحة227:" الله محدود حدا مطلقاً من سائر الجهات لا من جهة التحت فقط".
قلت: ما نسبه إلى شيخ الإسلام هو من إلزاماته الباطلة وهي افتراء وتدليس فشيخ الإسلام قد قرر عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله محيط بكل شيء وفوقه قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
"والمقصود أنه إذا كان الله أعظم وأكبر وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو يحيطون به علماً, وأمكن أن تكون السماوات والأرض في قبضته لم يجب - والحال هذه - أن يكون تحت العالم أو تحت شيء منه؛ فإن الواحد من الآدميين إذا قبض قبضة أو بندقة أو حمصة أو حبة خردل , وأحاط بها بغير ذلك لم يجز أن يقال: إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لما أحاطت بها كان منها الجانب الأسفل يلي يده من جهة سفلها, ولو قدر من جعلها فوق بعضه بهذا الاعتبار لم يكن هذا صفة نقص بل صفة كمال.
وكذلك أمثال ذلك من إحاطة المخلوق ببعض المخلوقات كإحاطة الإنسان بما في جوفه , وإحاطة البيت بما فيه , وإحاطة السماء بما فيها من الشمس والقمر والكواكب؛ فإذا كانت هذه المحيطات لا يجوز أن يقال: إنها تحت المحاط , وأن ذلك نقص مع كون المحيط يحيط به غيره؛ فالعلي الأعلى المحيط بكل شيء الذي تكون الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كيف يجب أن يكون تحت شيء مما هو عال عليه أو محيط به ويكون ذلك نقصاً ممتنعاً.
وقد ذكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل فقال للسائل: إذا كان باشق كبير- نوع من الطيور - , وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكاً لها في حال طيرانه , وهو فوقها ومحيط بها؛ فإذا كان مثل هذا ممكنا في المخلوق فكيف يتعذر في الخالق". "درء التعارض " (3|281).
3 - في صفحة من كاشفه 24 نسب إلى شيخ الإسلام أنه يثبت لله الجنب فقال:" هذا هو حاصل قول ابن تيمية بالضبط , وإن لم يصرح به بهذا الوضوح ".
قلت: هكذا هي الأمانة العلمية عند فودة! و قد أنكر شيخ الإسلام على من أثبت الجنب لله من قوله تعالى: {ما فرطت في جنب الله} مجموع الفتاوى (6|14).
4 - دلس على القراء أن شيخ الإسلام يقول:" أن الله له طول وعرض وارتفاع – هكذا زعم – ص31 من كاشفه".
قلت: ونحن نطالبه بهذا النص من غير وضع لإلزاماته الباطلة.
5 - قال في شرح السنوسية ص 63: "والذين ينتسبون إلى السلف بالاستواء فهم يقولون إن الله مستو على العرش بمعنى استقر عليه بمماسة وهو نفس معنى الجلوس .. "! ثم قال: "ولعلك تستغرب جدا عندما تعلم أن ابن تيمية يثبت لله الأمرين أعني أنه يثبت لربه أنه جالس مستو على العرش ومستقر عليه بمماسة .. "!
قلت: ونحن نطالبه بالنص في إثبات ذلك على ما ذكر.
هذه بعض الأدلة على آفات فودة العلمية والخلقية من الكذب والخيانات العلمية وتحريف كلام المخالف له، والتي تسقط مصداقية فودة عند العقلاء والمنصفين، رغم تشدق فودة بالتزام المنهجية العلمية والأمانة في النقل، كما قال في كتابه الموقف صفحة15:"ومنهجنا العام .. أولا: الالتزام عند مناقشة أحد المخالفين بذكر كلامه كما أراد هو ولن نكتفي باقتطاع جزء من عباراته حتى لا يخيل إلى القاريء أننا شوهنا كلامه .. ويعرف أننا لم نظلمه ولم ننسب إليه ما لم يقله .. "
فهل صدق فودة في ذلك؟؟ ونذكر محبي فودة،"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"!!
ثانيا: آفة التطاول على العلماء فهذه بعض أمثلتها:
1 - اتهامه لإمامه أبى الحسن الأشعري بالمداهنة وتمييع الدين، قال فودة في كتابه بحوث في علم الكلام 41: وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه , والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307 , ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم , وعلى إثر هذا ألف كتابه الإبانة عن أصول الديانة هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه , ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الدرجة فألف كتاب الإبانة , وألف كثيراً من الكتب نحو اللمع ورسالة إلى أهل الثغر وغيرها!
ولن نناقش فودة هنا بكذبه في نسبة التجسيم للحنابلة، فمن يجرؤ على اتهام إمامه بقلة الدين والمداهنة والتقية، يسهل عليه اتهام المخالفين بما شاء!!
ونقول لفودة هل الإمام أبى الحسن الأشعري سبباً لضلال كثير من المسلمين بتأليفه لكتب الإبانة ورسالة إلى أهل الثغر واللمع ومقالات الإسلاميين؟! نريد جواباً واضحاً.
2 - فودة لا يجرؤ على التصريح بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنه يحوم حوله، فقد سبق سكوته عن تكفير السقاف لابن تيمية، وفي كتبه يلمح لذلك كما في كتابه "نقض التدمرية" صفحة 10:" قال نعيم بن حماد شيخ البخاري رحمهم الله: من شبه الله بخلقه كفر ... فنقل الشارح عن نعيم بن حماد تكفير المشبهة ولم يعلم أن ابن تيمية يجيز التشبيه من بعض الوجوه .. "!
3 - نسب فودة كثيرا من العلماء والمحققين للتجسيم:
كابن قدامة وابن القيم والقاضي أبي يعلى، تهذيب شرح
السنوسية ص 12.
الشوكاني، الفرق العظيم ص 57 - 58.
ابن أبى العز الحنفي في تهذيب شرح السنوسية ص 37.
والدارمي موقف أهل السنة ص 106.
حقيقة الخلاف
بين أهل السنة و الأشاعرة في الصفات الإلهية
إن فهم الخلاف في هذه المسألة سهل على من أراد ذلك للوصول للحق فيها، ولكن كثيراً من الناس كفودة والسقاف يلجؤون للتفريع وتكثير المقولات وتضخيم القضايا وإطلاق الاتهامات في كل الاتجاهات، وكل ذلك لضعف موقفهم وتغطية باطلهم.
ولذلك سنعرض الخلاف بشكل واضح ومختصر، ثقة ً منا بفطرة المسلمين وعقولهم.
قال ابن القيم رحمه الله في" الصواعق":
" فالناس كانوا طائفتين سلفية وجهمية فحدثت الطائفة السبعية - الأشاعرة - واشتقت قولا بين القولين فلا للسلف أتبعوا ولا مع الجهمية بقوا.
وقالت طائفة أخرى: ما لم يكن ظاهره جوارح وأبعاض كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام لا يتأول , وما كان ظاهره جوارح وأبعاض كالوجه واليدين والقدم والساق والإصبع؛ فإنه يتعين تأويله لاستلزام إثباته التركيب والتجسيم.
قال المثبتون (السلف – أهل السنة): جوابنا لكم بعين الجواب الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات؛ فإنهم قالوا لكم لو قام به سبحانه صفة وجودية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلا للأعراض , ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم لو كان له وجه ويد وأصبع لزم التركيب والانقسام.
فما جوابكم لهؤلاء نجيبكم به!
فإن قلتم: نحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون أعراضاً ولا نسميها أعراضاً فلا يستلزم تركيباً ولا تجسيماً.
قيل لكم: ونحن نثبت الصفات التي أثبتها الله لنفسه إذ نفيتموها أنتم على وجه لا يستلزم الأبعاض والجوارح , ولا يسمى المتصف بها مركباً ولا جسماً ولا منقسماً فإن قلتم هذه لا يعقل منها إلا الأجزاء والأبعاض.
قلنا لكم وتلك لا يعقل منها إلا الأعراض.
فإن قلتم العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية قديمة أبدية فليست أعراضا.
قلنا وكذلك الأبعاض هي ما جاز مفارقتها وانفصالها وانفكاكها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست أبعاضا ولا جوارح فمفارقة الصفات الإلهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين والمخلوق يجوز أن تفارقه أعراضه وأبعاضه.
فإن قلتم إن كان الوجه عين اليد وعين الساق والإصبع فهو محال وإن كان غيره لزم التمييز ويلزم التركيب.
قلنا لكم وإن كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال وإن تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم فالجواب مشترك فإن قلتم نحن نعقل صفات ليست أعراضا تقوم بغير جسم متحيز وإن لم يكن لها نظير في الشاهد.
قلنا لكم فاعقلوا صفات ليست بأبعاض تقوم بغير جسم وإن لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكنه فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وأن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه ولما أخذ هذا الإلزام بحلوق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ننفي الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتبين أنه لا بد لكم من واحد من أمور ثلاثة إما هذا النفي العام والتعطيل المحض وإما أن تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ولا تتجاوزوا القرآن والحديث وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الماضين الذين هم أعلم الأمة بهذا الشأن نفيا وإثباتا وأشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يترك تدبرها ومعرفتها فيكون ذلك مشابهة للذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا عليها صما وعميانا ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم والإيمان إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم وسكنت إليه نفوسهم فآنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله بما استوحش منه الجاهلون المعطلون وسكنت قلوبهم إلى ما نفر منه الجاحدون وعلموا أن الصفات حكمها حكم الذات فكما أن ذاته سبحانه لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه الصفات فما جاءهم من الصفات عن المعصوم تلقوه بالقبول وقابلوه بالمعرفة والإيمان والإقرار لعلمهم بأنه صفة من لا شبيه لذاته ولا لصفاته.
قال الإمام أحمد إنما التشبيه أن يقول يد كيد أو وجه كوجه فأما إثبات يد ليست كالأيدي ووجه ليس كالوجوه فهو كإثبات ذات ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة وسمع وبصر ليس كالأسماع والأبصار وليس إلا هذا المسلك أو مسلك التعطيل المحض أو التناقض الذي لا يثبت لصاحبه قدم في النفي ولا في الإثبات وبالله التوفيق.
وحقيقة الأمر أن كل طائفة تتأول ما يخالف نحلتها ومذهبها فالعيار على ما يتأول وما لا يتأول هو المذهب الذي ذهبت إليه والقواعد التي أصلتها فما وافقها أقروه ولم يتأولوه وما خالفها فإن أمكنهم دفعه وإلا تأولوه ولهذا لما أصلت الرافضة عداوة الصحابة ردوا كل ما جاء في فضائلهم والثناء عليهم أو تأولوه ولما أصلت الجهمية أن الله لا يتكلم ولا يكلم أحدا ولا يرى بالأبصار ولا هو فوق عرشه مبائن لخلقه ولا له صفة تقوم به أولوا كل ما خالف ما أصلوه .. " "الصواعق" (1/ 226 - 231)
نعم نريد إجابة على التفريق بين إثبات السمع والبصر والعلم دون لزوم التركيب والتجسيم والأبعاض، وبين إثبات الوجه واليد وبقية الصفات؟؟
ولذلك من يبحث هذه المسألة بشكل علمي نزيه يجد نفسه بين إثبات كل ما صح نقله عن صفات الله أو نفي كل الصفات، ولا يصح نفي البعض وإثبات البعض دون فارق معتبر شرعاً وعقلاً!!
ولذلك نصر شيخ الإسلام مذهب السلف وأهل السنة القائم على إثبات ما صح نقله من صفات الله عز وجل دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف لذلك بشيء من مخلوقات الله، وقرر ذلك بطريقة عقلية شرعية تقوم على قاعدتين:
1 - القول في الصفات كالقول في الذات: فكما يثبت الجميع ذاتاً لله عز وجل لا تشابه أو تماثل ذوات المخلوقين ولا يجوز تكييفها، فكذلك نثبت لله عز وجل صفات لا تشابه أو تماثل صفات المخلوقين ولا يجوز تكييفها. وهذا رد على الجهمية والمعتزلة والشيعة.
2 - القول في الصفات كالقول في البعض الآخر: أي كما يثبت الأشاعرة لله عز وجل عدداً من الصفات دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف، فكذلك يجب إثبات الباقي من الصفات، لعدم وجود حجة معتبرة في التفريق بين الصفات. وهذا رد على الأشاعرة.
هذا هو حقيقة الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة في قضية الصفات، ونترك لك أيها القارئ الكريم لتقرر موقفك منها، وإذا رغبت بمزيد من التفصيل فيها من منظور أهل السنة فننصحك بالكتب التالية:
1 - الأسماء والصفات في معتقد أهل السنة والجماعة، د. عمر الأشقر.
2 - القواعد المثلى في صفات وأسماء الله الحسني، تقريب التدمرية، تقريب الحموية، العلامة ابن عثيمين
3 - الصفات الإلهية، د. محمد أمان الجامي.
4 - منهج الأشاعرة في العقيدة، د. سفر الحوالي.
خاتمة
وهكذا يا صديقي لقد كتبت لك كل ما كنت أرغب بقوله لك، وأترك لك الحكم والقرار.
وأدلك على بحث موسع في مناقشة فودة في كتبه وأبحاثه إذا كنت ترغب بالمزيد من معرفة حقيقة فودة العلمية والخلقية.
ما كان ينبغي أن تضع في الميزان ابن تيمية مع كل من السقاف وفودة ...
هؤلاء في واد وابن تيمية في واد آخر ..
قياساتك غير سليمة لسببين اثنين:
ـ الأول: الفارق بين السقاف وفودة .. الابتسامة والتلطف ...
ـ الثاني: الفرق بينهما وبين ابن تيمية كالعلم والإخلاص ..
الرجل لم يتعلق بمنصب ولا زعامة ولا جاه .. والتاريخ حاكم .. والآثار دالة ..
وأنت لما تضع ابن تيمية في جوار هؤلاء تكون قد بخسته حقه ..
ـ[عبدالله بن مسعود]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:39]ـ
جزاك الله خيرا ... كشف حال سعيد فودة وأمثاله من الجهاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 11:12]ـ
نرجو من الإخوة ألا يعظّموا شأن هذا الدعيّ الصغير وأثره
ـ[طالب الرضا]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 06:34]ـ
قرأت قبل مدة ردا على الكتاب في منتدى الأصلين فهل رددتم عليه؟
وفقكم الله(/)
الجواب على شبهة أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 06:59]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن الشبه التي تثار حول حديث النزول شبهة أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل رب العالمين ومتى يصعد؟
وللجواب على هذه الشبهة:-
أ- أن نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين حتى يتصور فيه ما يتصور في حق المخلوقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء .. ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في النفي والإثبات , والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، فبين أنه لم يكن أحد كفوا له, وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}، فأنكر أن يكون له سمي, وقال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًَ}، وقال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ}، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ففيما أخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له بيان أن لا مثل له في صفاته ولا أفعاله؛ فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات؛ فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات, فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل بل هو مما يوصف به الفاعل؛ فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى أنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين ... فإذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه؛ فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ؛ فإذا كان هذا في صفات المخلوق فذلك في الخالق أولى.
فإذا قيل علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى, ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو, وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفؤ ولا ند فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره. ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفى مماثلتها لصفات المخلوقات؛ فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله". [مجموع الفتاوى (5|329)].
ب- قال شيخ الإسلام أيضاً: "ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي r: " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر".
فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين الضدين.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين التمثيل ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يومالقيامة كل منهم يراه مخليا به ويناجيه لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره, وقد قال النبي r: " إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي".
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن, وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم, وغاربة عن آخرين, وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛ فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم, وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
[بيان تلبيس الجهمية (2|229)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 02:46]ـ
بارك الله فيك
ومثل هذا يقال في حديث سجود الشمس قبل الطلوع، فيسأل السائل كيف تستأذن الشمس ربها بالطلوع وهي دائمة الشروق على الأرض؟؟
وكنت قد وجدت صورة فضائية لكوكب الأرض تبين ان غروبها في جهة لا يعني انها تشرق في ذات الوقت على الجهة الأخرى بل يوجد (نطاق) ضيق جدا لا يوجد فيه أثر للشمس (طبعا هو متحرك ويحدث عندما تغرب الشمس تماما في جهة ويكون فجرا في الأخرى، يعني قرص الشمس غير مرئي عند الطرفين)
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:08]ـ
وفيكم بارك الله(/)
الشيخ العلامة ابن عثيمين: الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 09:16]ـ
[الممثلة ضالون لم يقدروا الله حق قدره، وهل هم كافرون؟
نعم كافرون، لأن الله عز وجل يقول: {ليس كمثله شيء} (الشورى 11).فإذا قال: (بل مثله شيء)، فقد كذب الخبر وتكذيب خبر الله كفر، ولهذا قال نُعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها)، فإذن هؤلاء ضالون وكفارٌ أيضاً.
ومن هذا ما كتب به إلي بعض الناس، وسمعته من بعض الأشرطة أنه يوجد في الأفلام الكرتونية التي تُنشر في التلفزيون، يوجد أنهم يشبهون الله عز وجل بشيخٍ رهيب، مزعج المنظر، ذو لحية طويلة، عملاق فوق السحاب يسخِّر الرياح ويعمل،
الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح،
لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا وفي أول تمييزه، سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت، أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، اللهم إلا أن يقيض الله له من ينتشله من هذه الورطة فنعم.
ولهذا أقول: إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حساباً عسيراً يوم القيامة، لأنهم يريدون شاءوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالاً مبيناً، وعلينا جميعاً إذا كانت الأفلام على هذا الوجه، أن نحذر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير الذي هو أعظم من شر الأغاني وغيرها، لأن كون الإنسان يمثل الله عز وجل بهذه الصورة البشعة، لا شك أنه من أعظم المنكر والعياذ بالله.
أنا سمعت اليوم في أخبار لندن اليوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ذي القعدة عام تسع وأربع مائة وألف سمعت أنه حصلت مظاهرات عظيمة في بنغلادش، على نعال، نعال مكتوب عليها اسم الجلالة، لفظ الجلالة صريحاً، فحصلت مظاهرات عظيمة حتى أدى إلى أن تعتذر الشركة الموردة لهذا إلى الحكومة والشعب، وتلتزم بإحراقها وإبدالها،
فأقول: انظروا إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزة والجلال، بهذه الأشياء التي تَسْري على الناس سريان النار في الفحم، من غير أن يُشعَر بها وسريان السم في الجسد من غير أن يُشعَر به.
والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين، لأن بلادنا هذه مغزوة في العقيدة وفي الأخلاق وفي الأعمال من كل وجه،
لا تظنوا أن الغزو أن يُقبل العدو بجحافله ودباباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس، الغزو هو هذا، هذا هو الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون، والإنسان بشرٌ مدنيٌ متكيف ينفر من الشيء أول ما يسمعه ولكن بعد مدة يرتاح إليه ويتأقلم عليه ويكون كأنه أمرٌ عادي، حتى الأمراض التي في الجسم أول ما يدخل الفيروس المرض ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخن لكن ربما يأخذ عليه، على كل حال، هذه النقطة أنا أود منكم بارك الله فيكم وأنتم طلبة علم عليكم مسؤولية أن تحذروا الناس من هذه الأفلام، ما دامت تعرض مثل هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله عز وجل أن عرضها قيادةٌ للأطفال إلى الكفر بالله عز وجل وإهانة الله سبحانه وتعالى.
نحن أهل الجزيرة علينا مسؤولية عظيمة ليست على بقية الناس،
من هنا ظهر الإسلام وإليه يعود.
في هذه الجزيرة قال رسول البرية عليه الصلاة والسلام في مرض موته: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، وقال: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً)، وقال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب)،
وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بإخراج أجسادهم فإنه يأمرنا أمراً أولوياًّ بإخراج أفكارهم التي يبثونها بين الناس ليضلوا عباد الله عز وجل، ما ظنكم لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمامنا الآن يقول في مرض موته على فراش الموت:
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)،
لماذا؟ لأنهم أجسام بشر مثلنا؟
لا، لأنهم يبثون شركهم وشرورهم بيننا،
فهذه الجزيرة لها شأنٌ عظيم وميزانٌ كبير في نظر الشرع باعتبار حماية الدين الإسلامي، فأنا أجعلها أمانةً في أعناقكم أن تحرصوا غاية الحرص على التحذير من هذه الأفلام، وأنا ما كنت أظن أنها تبلغ إلى هذا المبلغ،
ولهذا أُسْأَلُ عنها فأتهاون فيها في الواقع، أُسْأَلُ عنها هل تجوز للصبيان مشاهدتها فأتهاون فيها، لكن سمعت شريط بالأمس شريط بعنوان: (منكرات البيوت) أحد الخطباء جزاه الله خيرا خطب حول هذا الموضوع أربع خطب وذكر منها ما قلت لكم؛
وجاءني أيضاً رسالة من شخص فيها هذا الشيء يقول:
أنه يُبث من التلفزيون هذه المناظر للأطفال،
هذه الجملة جملةٌ معترضةٌ لكنها جملة هامةٌ جداً،
لكنها معترضة بالنسبة للدرس سببها الاستطراد على مسألة المماثلة وأن من مَثَّلَ الله بخلقه فهو كافر].
انتهى من " شرح السفارينية " للشيخ العلامة ابن عثيمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 12:58]ـ
أحسنت نقل موفق , فكثير من العوام لا يعرفون اساليب الغزو الجديدة والتي هي أخطر من سابقاتها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 09:37]ـ
أحسنت نقل موفق , فكثير من العوام لا يعرفون اساليب الغزو الجديدة والتي هي أخطر من سابقاتها.
وإياك.
وصدقت.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 05:30]ـ
سوبرمان إسلامي
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
يخطأ من يظن أن سوبرمان هو مجرد شخصية كرتونية مسلية للأطفال.
إن سوبرمان هو خلاصة الفكر الفلسفي اليوناني والروماني الوثني الذي يؤمن بتعدد الآلهة، وأن هذه الآلهة لا تختلف في صفاتها الأساسية عن البشر، وأنهم لا يعدون أن يكونوا بشراً ذوي قدرات خارقة، ويزيد من تأكيد هذه الصورة الأساطير اليونانية التي تحكي عن بشر وصلوا إلى سر الآلهة فصاروا إلهة، أو إله فقد قدراته الخارقة فصار بشراً عادياً، وقد تسربت هذه الخرافة إلى التوراة المحرفة في قصة أكل آدم -عليه السلام- من الشجرة، وكيف قال الإله: الإنسان أكل من شجرة المعرفة، وصار كواحد منها يعرف الخير والشر، ويوشك أن يأكل من شجرة الحياة.
ومن هنا ندرك أن تلقيح الكتب السماوية بهذه العقائد الوثنية قد بدأ قبل بعثة عيسى -عليه السلام- والذي كانت أهم مقاصد بعثته بيان تلبيس أحبار اليهود بالإضافة إلى التبشير برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد رفع عيسى -عليه السلام- وظهور القول بأنه الله أو ابن الله -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- وجد الإمبراطور الروماني قسطنطين الفرصة سانحة ليوحد الإمبراطورية الرومانية تحت دين واحد، فكان هذا الدين المسخ الذي كان نصيب النصرانية فيه الاسم، مع قليل من المضمون، بينما كان المضمون الأعظم هو عقائد اليونان والرومان، مع قصر تعدد الآلهة على ثلاث، وهي فكرة لم تكن غريبة عن الديانة الأوربية الوثنية التي عَرفت مع تعدد الآلهة الإله الأعظم والثلاثة الآلهة الكبار.
وبعد سقوط سلطة الدين في أوربا عادت أوربا إلى الفلسفة اليونانية في كل ميادين الحياة، ومعظم النظريات السائدة الآن في الغرب كالديمقراطية وغيرها هي أفكار يونانية لفظاً ومعنى وإن كان أحبار الدين عندهم قد استطاعوا أن يطوعوه من جديد لهذه الموجة من الأفكار.
وفي ظل هذه البيئة الثقافية خرجت فكرة قصص "المخلوقات الخارقة" على شكل سوبرمان أو سلاحف النينجا أو غيرها من القصص، ومعظمها أضاف إلى البعد العقائدي اليوناني القديم بُعداً علمانياً حديثاً، وهو أن هذه المخلوقات الخارقة صارت خارقة عن طريق امتلاكها لاكتشافات علمية حديثة، بينما حافظ البعض الآخر على عزو القدرة الخارقة لهذه المخلوقات على أنها من السماء مما يجعلها أقرب لوجهة نظر الكنيسة.
وأيا ما يكن من أمر فسوف تظل فكرة المخلوقات الخارقة فكرة مصادمة للعقيدة الإسلامية التي تقرر انفراد الله -تعالى- بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة، وتقرر انفراده -تعالى- بعلم الغيب، ومعرفة ما تكن صدور الناس، وغيرها من الخصائص التي تنسبها هذه القصص لأبطالها.
ولذلك فإنه من الخطر البالغ التعامل مع هذه القصص على أنها مجرد قصص للتسلية، دون إن ننتبه إلى المغزى العقائدي تذرعاً بعدم إدراك الأطفال لما بين السطور -كما يقولون- لأن الأثر الفكري لهذه القصص يبقى مختزناً في العقل الباطن ينتظر درجة النضج المناسبة للعقل، لكي يجتر هذا من المعارف المتراكمة.
وإذا كان العلماء التربويون في الغرب مع عدم وجود مصادمة بين هذه الأفكار وبين أديانهم سواء النصرانية المحرفة أو العلمانية يشتكون من الأثر التراكمي السلبي لهذه الأفكار على الأطفال من ناحية تنمية روح التواكلية والاستسلام وتغذية اللامنطقية في التفكير، فما بالنا نحن المسلمين حيث تمثل هذه الأفكار عدواناً صارخاً على عقيدتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد انتبه الكثيرون إلى خطورة هذه القصص على عقول الناشئة فحذروا منها، وكالعادة طالب الكثيرون بالبديل الإسلامي، وهو أمر لا غبار عليه من حيث المبدأ شريطة أن يكون البديل إسلامياً فعلاً، بمعنى أنه لو كانت ثمة منفعة مباحة في أمر ما يشتمل على محرمات، وأمكن توفير بديل يحقق هذه المنفعة بلا حرمة ولا مفسدة لكان بديلاً مقبولاً، حتى ولو كانت هذه المنفعة ترفيهية.
ولكن الآفة تكمن في أن البديل غالباً ما يحتوى على نفس مخالفات الأصل مع تخفيف حدتها، وليس مع إزالتها، والكارثة الأكبر تكمن في تسمية هذا البديل الجديد بالإسلامي، مما يعنى وصول أصحابه إلى الرضا عن ما هم فيه والقناعة به، ولعل من أعجب ذلك مسألة ملابس البحر الإسلامية للنساء التي شغلت الأوساط الإعلامية مؤخراً.
وغني عن الذكر حرص الغرب على نشر أفكاره ومبادئه في بلاد المسلمين في صورتها الفجة الواضحة، ولكن لا بأس عنده إذا لم يدرك ذلك أن يلبس أفكاره الثوب الإسلامي، ويروجها في بلاد المسلمين على أنها هي الصيغة التوافقية الممكنة التي تحقق للمسلمين ذاتهم، وفي نفس الوقت لا تحرمهم من الاندماج في المجتمع الدولي.
ومن هنا جاء دعم الغرب للأفكار التي يراها أكثر موائمة له مثل الصوفية التي ضارعت النصرانية في كثير من انحرافاتها، والتي تعايشت مع العلمانية في بلاد المسلمين تعايشاً يضاهي تعايش النصرانية في طورها الأخير مع العلمانية، ومن هذا الباب أيضاً فيما نحن بصدده دعم الغرب لعدد من كُتَّاب الأطفال في بلاد المسلمين، ومنحهم الجوائز والألقاب لكي يحاكوا سوبرمان وغيره من الشخصيات الكرتونية ذات البعد العقائدي الذي أشرنا إليه، والأخطر أن كثيراً من هذه الأعمال مزجت بين الفكرة الوثنية الغربية وبين فكرة وحدة الوجود الصوفية التي لا تقل خطراً عن الوثنية الصريحة المباشرة، وبين فكرة القدرة اللانهائية للعلم حسب المعتقد العلماني، ثم تسمى هذا كله بالكرتون الإسلامي.
وإذا كنا نحذر كل التحذير من هذا البديل "اللا إسلامي" و إن رآه أصحابه إسلامياً، فإننا في ذات الوقت نناشد القائمين على برامج الأطفال في دور التعليم، والنشر، والقنوات الفضائية الإسلامية، ومواقع الانترنت أن يتجهوا إلي إنتاج نتاج فكري وإعلامي مستمد من تاريخنا الإسلامي، وقيم ومبادئ العقيدة الإسلامية الخالصة، وفي نفس الوقت يحقق عناصر الجذب والتشويق للأطفال.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف ثم (حدث وتعليق) ثم عنوان المقال
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
أخي عبد الباسط، أخي خالد جزاكما الله تعالى خيرا على مروركما، وعلى الإضافة.(/)
الضلال الليبرالي التغريبي يخترق مجلات وملاحق تزعم الإسلامية.
ـ[علي التمني]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 02:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المسلم:
إن رسالة المسلم في هذه الحياة تأخذ وجهتها ونهجها من الاسم الذي يحمله، ولا يمكن أن يصدق المسلم في إسلامه إذا كان يحمل اسم الإسلام ويدعي الانتماء إليه ثم نراه يتخذ له رسالة في هذه الحياة تنافي الإسلام وتصادمه، وهذه من المسلمات، فليس المسلم وحده من يكون متناقضا إذا اتخذ رسالة تناقض عقيدته، بل كل إنسان إذا ناقض النهج الذي يعتنقه في رسالته في الحياة فهو كاذب في زعمه الانتماء إلى نهجه المعلن حينما يناقضه في رسالته وتوجهه، قال تعالى (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة، والآيتان توضحان بجلاء لا ريب فيه أن الأماني التي لا يسندها الواقع لا قيمة لها ولا تجد لها مكانا عند الله وعند الناس، وهكذا فالمسلم الذي يدعي انتماءه إلى الإسلام ثم يحمل رسالة تخالفه وتزاحمه فهو كاذب في انتمائه، ويزداد الأمر وضوحا ويزداد خطرا حين يكون هذا المسلم المتناقض داعية أو هكذا يزعم ويدعي.
الملاحق والمجلات التي تدعي الوجهة الإسلامية ولكنها تخدم العقيدة الليبرالية والعلمانية والتغريب:
من الملاحظ في السنوات القليلة الماضية أن بعض المنتمين إلى الدعوة إلى الله جل جلاله قد تأثروا كثيرا أو قليلا بالحملة الشرسة التي قادها أعداء الإسلام من خلال عملائهم وألسنتهم وأقلامهم في كثير من البلاد الإسلامية، ومنها بعض الأقلام المحلية ذات الانتماء التغريبي الواضح المعادي للإسلام وشريعته، والمناوئ لكل قرار أو توجه لتطبيق شريعة الله في جميع مناحي الحياة، وقد رأينا بعض الملاحق والمجلات التي تدعي أنها ملاحق إسلامية ومجلات إسلامية ومواقع انترنت إسلامية تتسابق لخدمة التيارات المناوئة للإسلام كالليبرالية وربيبتها العلمانية والديموقراطية وكثير من مشاريع التغريب التي هي من صميم تلك التيارات، وكان الإجماع ولا يزال بين المسلمين على أن الليبرالية والعلمانية مذهب معاد للإسلام مناف لحقيقة أن الحكم في هذه الحياة يجب أن يسير ووفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والليبرالية والعلمانية وكل مشاريع التغريب لا تسلم بهذا، بل تسعى إلى القضاء على هذا الإيمان والإسلام لله تعالى والانقياد له في كل مناحي الحياة ومجالاتها، قال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء.
ماذا تعني استضافة رموز الليبرالية والعلمانية والتغريب في بعض الملاحق والمجلات والمواقع المعنونة بـ "الإسلامية "؟.
إن استضافة رموز الليبرالية والعلمانية والتغريب في بعض المجلات والملاحق والمواقع التي تسمي نفسها إسلامية تأخذ أشكالا متعددة كلها تصب في مصلحة التغريب وتوهين الدعوة إلى الله وتهيئة المجتمعات المسلمة لتلك العقائد والدعوات الهدامة، ومن بين أشكال الاحتفاء والاستضافة لتلك الرموز الهدامة:
1 - استكتاب تلك الرموز في تلك المجلات والملاحق لتطرح أفكارها الليبرالية العلمانية التغريبية المناوئة لشريعة الله تعالى بكل حرية، وهذا بلا جدال خدمة عظيمة وواضحة لتلك العقائد التي تحمل العداء لكل ما يمت لدين الله بصلة وهو أمر واضح لا يحتاج إلى برهان ومن المسلمات التي لا تحتاج إلى بيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - استضافة تلك الرموز في شكل مقابلات وحوارات وتتصدر صورهم تلك المقابلات، وهذا بلا شك - كما في سابقه – خدمة لتلك التوجهات والتيارات الدخيلة التي لم تأت ولم تقم إلا لهدم أركان الشريعة وزعزعة كيان الإسلام ووجوده، ومن المؤلم أن الذين يقومون بإجراء تلك الحوارات من صحفيي تلك الملاحق والمجلات دون مستوى ضيوفهم دهاء ومكرا وخبرة بأساليب الدس والخداع بمراحل كثيرة، بحيث يصبح دور المحاور تلميع تلك الرموز وتطهيرها أمام القراء الذين يفقد الكثيرون منهم كثيرا من يقينهم بدينهم بين ضيف لسن حاذق داهية يعرف من أين تؤكل الكتف وبين صحفي فقير الثقافة قليل الفهم جاهل بما يديره ضيفه من أفكار وحيل.
حين تصير أحكام الله وشرعه "موضوعات " للحوار والأخذ والرد وطريقا إلى الشهرة و " الاعتدال والوسطية ":
3 - ومن أخطر صور خدمة تيارات التغريب والعلمنة الليبرالية المناوئة لدين الله وشرعه وأمة الإسلام ووجودها وانتمائها لدينها ما تقوم به تلك المجلات والملاحق المنحرفة عن الخط الواضح والالتزام الصادق بدين الله، من أخطر تلك الصور لخدمة تلك التيارات الخبيثة الهدامة قيام تلك المجلات والملاحق والمواقع باستضافة رموز التغريب والفساد والعناد لدين الله في حوارات أو ما شابه ثم يقوم المشرفون على تلك المجلات والملاحق بمطالبة بعض الكتاب والدعاة إلى الله بالرد على أولئك المرجفين – والواقع أن تلك الملاحق والمجلات صارت مطايا للإرجاف وأهله – الذين يطرحون في مقالاتهم وحواراتهم سمومهم ضد أحكام الله تعالى وتشكيكهم في صلاحية شريعة الله للحكم والقيادة في هذه الحياة، ثم يطلب من الكتاب والدعاة الرد عليهم، وفي هذا بلا ريب خدمة عظيمة لأعداء الإسلام وأعداء شريعته، وخدمة عظيمة لتلك التيارات الهدامة الإلحادية حيث تصبح أحكام الله تعالى مجالا للجدل والأخذ والرد، ويصير دين الله تعالى وأحكامه موضوعا للتسفيه من هذا الجانب والرد عليه من هذا الجانب، وهكذا يفقد دين الله قدسيته وحرمته ويصير كلآ مباحا لكل والغ، وهذا بالضبط ما يريده أعداء الإسلام من الليبراليين العلمانيين التغريبيين: أن يصير دين الله في بلاد الحرمين خاصة – حيث مهبط الوحي ومنطلق الإسلام وقبلة المسلمين وقيادة العالم الإسلامي – بيئة صالحة للتشكيك في دين الله وصلاحيته، وهذا ما تورط فيه بعض الدعاة والكتاب الغيورين الذين قالوا وكيف نترك هؤلاء يشككون في ديننا ثم لا نرد عليهم؟ وأقول لهؤلاء الغيورين الصادقين: نعم يجب الرد عليهم، ولكن ليس في هذه الملاحق والمجلات المشبوهة – بل المتورطة بعلم في هذا الوضع المخزي – والرد واجب ولكن بطرق أخرى لا تخدم رموز الهدم والفساد والعناد لدين الله ولا تخدم ملاحق ومجلات رضيت بدور المطايا لأولئك المنحرفين المفسدين، يجب الرد ولكن باستقلالية تامة عن ذلك المشروع الكائد لدين الله الذي يتقاسم القيام به كل من رموز العلمانية الليبرالية التغريبية من جهة والمجلات والملاحق المشبوهة التي تدعي الإسلامية، لأن الاستجابة لتلك الملاحق والمجلات في هذا الصدد يخدم أوليك الهدامين المفسدين ومشاريعهم بنشرها وإذاعتها وصيرورتها على كل لسان، وهذا ما يريدونه، بل هذا أقصى ما يريدونه، لأن احتدام الآراء وتزاحمها عليهم أكبر خدمة لهم لترسيخ وجودهم، ولترويج ما يريدونه من التشكيك في دين الله تعالى، وجعله مجالا للنقاش والحوار وموضوعا للقول فيه بما يسخط الله تعالى ويرفع عنه القدسية والعصمة أمام الناس، وماذا يبقى لدين الله إذا صارت ملاحق ومجلات تدعي أنها إسلامية ثم تجعل دين الله مجالا للتشكيك والأخذ والرد وموضوعا للاختلاف الذي بزعمهم القبيح: لا يفسد للود قضية!! وإذا صار بعض الغيورين وبدافع الغيرة والحرص على دين الله يساهمون في هذا الواضع المخيف الهدام فمن الداعية إلى الله من عدوها، أعني حين يصير الجميع شركاء في هذه الجريمة؟.
تلك الملاحق والمجلات أشد خدمة لتيارات الهدم والفساد من مجلاته وملاحقه لماذا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنها مجلات تدعي أنها إسلامية وتنشر الفتاوى وتستضيف الدعاة ويكتب فيها دعاة وربما استضافت المفتي أو غيره من كبار العلماء، فهي بهذا إسلامية عند القراء والمتلقين وعند من يسمع بها حتى لو لم يقرأها، وهذا ما يجعلها موضع ثقة القراء المسلمين وموضوع ترحيبهم، ولأنها كذلك فإن اختراق رموز التغريب والعلمانية والفساد لها صار مطلبا ملحا لهم، ورغبة واضحة لديهم، لأنهم من خلالها يصلون إلى قراء وعقول مسلمة لم يستطيعوا الوصول إليها عبر مجلاتهم وصحفهم ملاحقهم وقنواتهم لأنها مكشوفة الهوية واضحة النهج في العداء لدين الله، فكان لزاما عليهم أن يخترقوا تلك الملاحق والمجلات التي تدعي الإسلامية للوصول إلى القراء والبيوت والعقول المؤمنة الواثقة من دينها لتلويثها بلوثات العلمانية والليبرالية والتغريب، وقد نجحوا في ذلك أكبر النجاح، ورضيت تلك الملاحق والمجلات المخترقة - ومشرفوها وأصحابها - أن تقوم بدور الخادم الأمين لأعداء الإسلام من الليبراليين العلمانيين التغريبيين، وهو بالضبط الدور الذي يقوم به طبيب شخصية مرموقة يريد أعداؤه القضاء عليه، فيبحثون عن أفضل من يقوم بهذا الدور، ويبحثون عمن يقوم به من المقربين منه، ومنهم خادمه الخاص أو طبيبه الخاص، فإن وافق طبيبه الذي يثق فيه ثقة عمياء بالقيام بهذا الدور الخياني فذلك أكبر نجاح لأنهم يضمنون الوصول إلى الهدف من أقصر طريق وبنجاح مضمون ودون خسائر وجهود كبيرة، بل بجهد يكاد لا يذكر، وهذا هو الدور الذي تقوم به تلك المجلات والملاحق المخترقة التي تدعي أنها إسلامية!.
شبهات تلك الملاحق والمجلات حول هذا الأمر:
من الشبهات المتهافتة والساذجة التي يستند عليها أصحاب تلك المجلات والملاحق أو المشرفون عليها إشرافا كاملا:
1 - الحوار مع هؤلاء يردهم إلى الصواب والاعتدال.
2 - أن الله تعالى حاور إبليس وأعطاه الحرية التامة ليقول ما يقول وجعلها قرآنا يتلى.
3 - تحقيق الوحدة في المجتمع ونبذ الفرقة.
تلك أبرز شبهاتهم والرد عليها:
(الشبهة الأولى: الحوار مع هؤلاء يردهم إلى الصواب والاعتدال.)
الرد: لقد ثبت بطلان هذه الشبهة من قبل أهل الليبرالية والتغريب أنفسهم، فالزعم بأن هذه الحوارات معهم محاولة لإصلاح حالهم ومصالحتهم مع الشريعة الإسلامية وأحكام الله وبيان الحق لهم زعم باطل كذبه ويكذبه الواقع، فالواقع يثبت أنه ما من واحد من هؤلاء قد تراجع عن أفكاره الليبرالية التغريبية العلمانية قيد شعره، بل لقد استفادت حركتهم التغريبية المناوئة للإسلام من هذه الحوارات مكاسب كبيرة جدا لا يجهلها متابع، وخسرت الدعوة إلى الله خسائر جمة كما خسر أولئك المشرفون بسبب صنيعهم هذا، فالله الهادي الموفق للفلاح.
والسؤال: هل الحركة الليبرالية العلمانية التغريبية في تراجع الآن أم في مد وتقدم؟ والجواب على هذا السؤال هو جواب على تلك الشبهة. ورد آخر على هذه الشبهة: أن الحوار مع هؤلاء في المجلات والملاحق والمواقع التي تدعي أنها إسلامية في عناوينها وإعلاناتها الدعائية يكون على الملأ، ولا يمكن لصاحب فكر أن يتنازل عنه أمام الملأ لأنه تأخذه العزة أمامهم، والحوار الذي يحقق التراجع عن الباطل والخطأ إنما يكون بعيدا عن الناس لأنه بعيد عن التأثر بهم خوفا على المنزلة أو المقام، وهذا معلوم، ورد ثالث على هذه الشبهة: أن تلك الحوارات ليس فيها مقارعة لحججهم وإبطال له على ضوء الكتاب والسنة، بل إن المحاور يكون مجاملا إلى أقصى الحدود مع ضيفه، فلا يقول الحق إن علمه، أو لا يقوله لعجزه بجهله، والله المستعان، وهكذا يتبين أن هذه الشبهة متهافتة ساقطة، وأن هؤلاء ينفثون سمومهم عبر تلك المجلات والملاحق، والخاسر هو الدعوة إلى الله، والكاسب هو التغريب و المرجفون المعاندون لدين الله كفانا الله شرهم.
(الشبهة الثانية: أن الله تعالى حاور إبليس وأعطاه الحرية التامة ليقول ما يقول وجعلها قرآنا يتلى.)
(يُتْبَعُ)
(/)
الرد: هذا القول من أعجب العجب، إذ كيف يقارن العبد بين منطقه وفكره وحججه وبين قول الله تعالى الذي وصف قوله بأنه (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء، هذا قول الله تعالى وحكمه، فهل يستطيع بشر أن يضمن أن قوله كقول الله تعالى في دحر الباطل وإزهاقه؟ الواقع أن هذه المقارنة من قبل هؤلاء بين ما جاء في كتاب الله الذي هو الحق الكامل والبيان الكامل والدامغ الكامل لكل باطل مقارنة في غير محلها، فما قاله إبليس وما قاله رب العالمين إزهاقا لباطله وإلحاده قرآن يتلى ولا يمكن أن يُغلب كلام الله تعالى، بل هو القاهر الغالب في كل حال، فهل يستطيع بشر أن يزعم لنفسه هذه الخاصية؟ ولقد أثبتت الوقائع والتجار في هذا الصدد أن المحاورين من صحفيي تلك المجلات والملاحق لا يتوافرون على ثقافة شرعية عميقة تمكنهم من رد باطل أولئك المبطلين التغريبيين، ومن جهة أخرى فإن كل ما يكتبه ويحاور عليه التغريبيون الليبراليون العلمانيون هو على أحكام الله وهل هي صالحة أم لا؟؟ بينما لا تجد في تلك الملاحق والمجلات حوارا مع أولئك عن منافاة عقيدتهم وأفكارهم وحركتهم الليبرالية العلمانية التغريبية لدين الله ذاته، أي أن المطروح للجدل هو دين الله لا أفكار أولئك المفسدين الهادمين دعاة الفتنة!!.
(الشبهة الثالثة: تحقيق الوحدة في المجتمع ونبذ الفرقة).
الرد: الوحدة والألفة في المجتمع قائمة منذ قيام هذه البلاد، وذلك حين التزم الجميع بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أساسا لكل شيء ومرجعا لكل شيء في هذه البلاد، والذين جاؤوا بالتيارات العلمانية الليبرالية التغريبية هم أهل الفرقة ودعاة الفتنة، وهم الذين يفرقون ولا يجمعون ويمزقون ولا يرتقون، وهل فهم أولئك القائمون على تلك المجلات والملاحق المخترقة أنه لا رادع للفتنة إلا بتقديم التنازلات لأعداء دين الله من الليبراليين والتغريبيين؟؟ إن هذا الفهم هو بالضبط عدو للوحدة والاستقرار، وأسأل القائمين عليها سؤالا آخر: هل عرفت بلادنا غير السكينة والتلاحم قبل أن يأتينا هؤلاء بأفكار وحركات تسعى إلى نبذ القرآن والسنة من هذه البلاد وإحداث الخلاف والاختلاف والتنازع، وذلك لأن حركتهم ودعوتهم الليبرالية العلمانية التغريبية لا تؤمن بالقرآن والسنة أساسا لكل شيء؟.
إن من يسعى إلى هدم الدين والشريعة ونبذهما هو من يسعى إلى الفرقة والتمزق، ولا سبيل إلى التصالح مع دعاة الفرقة والهدم، لأن معنى التصالح مع دعاة الفرقة التخلي عن سبب الوحدة والائتلاف، وإن المساس بأسس هذه البلاد وبأركانها دعوة للفوضى وتكريس للتنازع والتفرق، فهل يدرك هؤلاء، أعني أصحاب تلك المجلات والملاحق والمواقع التي تدعي الإسلامية أنها بالتمكين للتغريبيين الليبراليين العلمانيين تفرق وتمزق وتقضي على مكاسب البلاد التي تحققت بفضل الإجماع على الشريعة والدين، وأن كل من يسعى للمساس بهما فهو عامل ضد مصلحة البلاد والعباد.
ما واجب الدعاة إلى الله تعالى:
1 - مقاطعة تلك الملاحق والمجلات وعدم الكتابة فيها إلا على سبيل إيضاح حقيقتها هي وحقيقة العلمانية التغريبية الليبرالية ورموزها التي تستضيفها تلك المجلات والملاحق وتحذير القراء من هذا التوجه لتلك المجلات والملاحق، وإلا فلا كتابة فيها، بل في الملاحق والمجلات غير الملوثة بلوثة الغريب والليبرالية والعلمانية.
2 - الكتابة عن هذا المنهج الخطير على الإسلام الذي تنتهجه تلك المجلات والملاحق وبعض الكتاب والدعاة الذين يدعون الانتماء إلى الدعاة إلى الله والسير في ركاب الدعوة الذين انخرطوا في هذا التوجه الذي يخدم الغزو الفكري والعقدي الليبرالي الإفسادي العلماني التغريبي، دون ذكر أسماء الأشخاص لعلهم يفقهون فيؤوبون إلى رشدهم.
3 - مناصحة تلك المجلات والملاحق، وكذا مناصحة المشرفين عليها بصفة شخصية لعلهم يرجعون إلى الحق وينقذون أنفسهم من هذه الحال المحزنة وهذه الطريق المخوفة. وهل ثمة ما هو أخطر من خدمة أعداء الإسلام والحركات والتيارات المنافية له؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - تكثيف الكتابة عن حقيقة الليبرالية والعلمانية والتغريب بكل صوره بالغوص في حقائقه وخطوطه العريضة والأساسية، وعن حقيقة كتابها وألسنتها وعقولها، وعن تطبيقاتها في الواقع: كالحرب على الحجاب والدعوة إلى الاختلاط والدعوة إلى الديموقراطية المنافية لحكم الله في التشريع والحكم وغير ذلك من صور وتطبيقات التغريب والليبرالية والعلمانية، كل ذلك على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأن الكتابة المجردة من الدليل لا تقنع القارئ المسلم، وقد قال تعالى " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء.
وأقول لأصحاب تلك المجلات والملاحق والمشرفين عليها:
اتقوا الله واعلموا أنكم بصنيعكم هذا تلمعون الأفكار الهدامة المناوئة لدين الله وشرعه وهداه، وتطهرون تلك الأسماء التي ورثت أفكار سلامة موسى وطه حسين وشبلي شميل وأحمد لطفي السيد وأودونيس وغيرهم، من أعداء الإسلام من الكتاب وغيرهم شبرا بشبر وذراعا بذراع الذين ورثوها بدورهم عن الغرب ورموزه الإلحادية الضالة التائهة البعيدة عن الله ودينه تعالى، وأنكم تخربون بيوتكم وتنقضون غزلكم من بعد قوة أنكاثا قال تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا .... ) الآية 92 النحل، فهل فصل الدين عن الحياة وإقصاؤه صارت مسألة فيها نظر؟ وهي حقيقة العلمانية. وهل القول بحرية الردة والدعوة إلى الإلحاد والحرية الشخصية في الزنا والخمر والفجور وأنه لا مقدس إلا الحرية أمر يجوز الاختلاف حوله وهذه بعض حقيقة الليبرالية المعاندة للإستسلام لله تعالى ودينه؟ هل صارت هذه القضايا التي هي أمهات الضلال المبين والإلحاد المستبين قضايا لا تفسد للود قضية؟ وهل صار الحوار حول صلاحية أحكام الله تعالى للتطبيق وتسيير حياة المسلمين بها أمرا مقبولا في بلاد تضم مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومحجهم؟ بل تحت كل سماء وفوق كل أرض؟ هذه أمهات قضايا الليبرالية والعلمانية والتغريب وخطوطها العريضة التي لا تفريط فيها عند أهلها، فهل كل ذلك هين بسيط؟.
نسأل الله تعالى أن يرينا جميعا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا.
علي التمني
أبها / السبت 28/ 7/1428
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 01:57]ـ
الله المستعان , شيء محزن ابهذه السهولة نخترق , ومن المؤسف أنك تجد بعض المواقع الإسلامية تطرح على صفحاتها بعض الأحكام الشرعية وتجعلها للتصويت والله المستعان , وكان الدين صار مجرد رأي إن شئت فقبله وإلا فرده.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو رائد]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
قبل سنتين تقريبا، استضافت إحدى الملاحق الإسلامية اللامعة؛ فوكو ياما، الأمريكي المتعصب، وكالت له من المديح، والثناء، شيئا لا يطاق، بل لقد حولت سئياته حسنات، وذلك حين اعترف هو بجهله بالمسلمين، وأنه لا يعرف منهم الا النموذج الغربي، ومع ذلك، كان الملحق في الجريدة شديد الحدب عليه، وقد خصص الأسابيع التالية للتعليق على هذه المقابلة الفذة!
فليت شعري، إن مُدِحَ الكفار الأصليون؛ فكيف بالمتغريبن،
ـ[المرجان]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 04:02]ـ
هذا يشبه إلى حد بعيد ظهور بعض الدعاة في قنوات بدعية وقنوات تحررية، كقناة إقرأ والرسالة والجزيرة والإم بي سي .. الخ القائمة
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 09:30]ـ
بسم الله
الأخ الفاضل: زين العابدين الأثري،، جزاك الله خيرا على اهتمامك بهم أمتك.
12/ 8/1428
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 01:37]ـ
بارك الله فيك ونفع بما قلت فقد أبنت ونصحت ووضحت.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:50]ـ
الاخ الفاضل علي التمني بارك الله فيك
وأسأل الله عزوجل أن يوفقك لكل خير
موفق
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:43]ـ
بسم الله
وبارك فيك أخي عبدالرحمن السديس ونفعنا جميعا ونفع بنا.
21/ 1/1429
ـ[علي التمني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 03:06]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي ابا رائد،،
18/ 5/1429(/)
هل خفض الرسول صلى الله عليه وسلم بناته؟
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 10:45]ـ
اخواني الكرام منذ فترة وقد ظهرت علينا تلك الحملة الشرسه لبعض المسائل ومنها ختان الاناث (خفاض الاناث) وانا اري انها من المسائل التي يشيعها اعداء الاسلام لتشكيك المسلمين الذين لا يشغلون بالهم بامور دينهم، واري ان الله تعالي سوف يجهض مثل تلك الامور ويظهر بطلانها طال الوقت ام قصر ولكن في ضمن بعض حواراتي سالني البعض السؤال السابق وهو هل ختن الرسول بناته؟ وقبل الاجابه فانا اري بالختان واعرف بعض احاديث الرسول في الختان والخفاض ولكني لا اذكر نصها ولا اقول هذا الكلام للتشويش او البلبة ولكن لمجرد العلم وللتوضيح والرد علي المخالف.
وارجو من يجيبني ان يجيب علي بالدليل كشيمة اهل هذا المنتدي الكريم، فقد خرج علينا مفتي الديار المصرية اكثر من مرة بانه لا دليل علي كذا وكذا من الكتاب والسنه سامحه الله، وكأن الادلة في الكتاب والسنه تظهر في الامور التي يريد ان يبثها للمسلمين.
وجزاكم الله خيرا اخواني الفضلاء ورزقني الله واياكم الفردوس الاعلي من الجنة وجمعني واياكم مع رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 06:53]ـ
أخي الكريم .. في أغلب دروس الشيخ إبي إسحاق الحويني التي تكلم فيها عن ختان الإناث رد على هذه المقولة الساقطة، ولكني لا أذكر أي الدروس فابحث فيها وستستفيد بسماع محاضراته حول الختان كاملة اثناء بحثك بإذن الله.
وأقول ما أذكره مما قال:
قالوا: بنات النبي (ص) لم يختتن! ما الدليل؟ قالوا: الدليل أنه لا دليل أنهن اختتن. [وطبعا لا يخفى نه يمكننا القول أنه لا دليل أنهن لم يفعلن فيكون الأمر مجهولا].
وكان العرب كلهم يختتنون، ويعيرون من لم تختتن أمه ويسبونه بقول: يابن القلفاء أي المرأة التي لم تختتن [لزيادة اشتياقها إلى الرجال].
وطبعا هذا الكلام يحتاج إلى ذكر موضعه من الكتب.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 08:45]ـ
الحمد لله رب العالمين.
مذاهب أهل العلم في ختان المرأة: ((اختلف العلماء في ختان المرأة على مذاهب:
واجب على المرأة مثل الرجل ولا فرق، وهو المشهور في مذهب الشافعية – وهو مذهب أكثر أهل مصر – والحنابلة.
أنه سنة، وهو رواية عن الإمام أحمد وإليه ذهب بعض الحنفية وبعض المالكية وبعض الشافعية.
مكرمة في حق المرأة ولو تركته لم تجبر عليه، وهو مذهب الحنفية والمالكية.
والأظهر في مذاهب العلماء ما قاله ابن قدامة – رحمه الله – في المغني (1/ 115): ((فأما الختان فواجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن. هذا قول كثير من أهل العلم، قال أحمد: الرجل أشد وذلك أن الرجل إذا لم يختتن فتلك الجلدة مدلاة على الكمرة ولا ينقى ما ثمَّ، والمرأة أهون)).
وفي معنى ما قاله ابن قدامة روي أحمد في مسنده (5/ 75) من حديث أبي المليح بن أسامة عن أبيه مرفوعًا: ((الختان سنة للرجال، مكرمة للنساء)) وهو حديث ضعيف لا يحتج بمثله.
ومن أصح ما جاء في الختان وهو حديث صحيح متفق عليه (خ 5891، م257) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الفطرة خمس: الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار، ونتف الآباط)).
لكن السؤال يا أخانا الفاضل لماذا تخرج الحكومة الآن بموضوع ختان الإناث، في ظل صعوبة الزواج وسوء الحال الاقتصادي، يريدون الانحلال للناس حتى تصبح الإباحية حلا ومطلبًا.
هؤلاء يعملون عكس مصلحة الناس يا أخي الفاضل، لو كان ختان الإناث فضيلة ومع انتشار الفاحشة أمر الحاكم وألزم الناس به كان مصيبًا في ذلك لأنه يتمشى مع حرص الشريعة على حفظ الأعراض.
أما الحادث الآن فهو العكس، يصعبون الزواج، وييسرون أمر الفاحشة والزنا، يضعون الدعاة والمشايخ في المعتقلات ويتساهلون مع تجار الرقيق الأبيض، هذه هي القضية بوضوح يا أخي ليست المسألة مسألة خلاف فقهي في مسألة الختان، ينبغي أن ننظر إلى أين يريدون أن يذهبوا بنا، بارك الله فيك.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 09:14]ـ
قال ابن رجب رحمه الله: أجمع العلماء على مشروعية الختان للنساء.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 01:00]ـ
كون مسألة الختان خلافية بين أهل السنة هو أمر معروف.
لكن هل قال أحد من أهل السنة بأنه عادة جاهلية وبأنه ليس من الإسلام؟
ثم لنبحث في بعض الأمور التي يدقق فيها هؤلاء النظر.
تأخير سن الزواج، محاولة المنع من الختان، الحرب على النقاب والحجاب.
ما المراد من كل هذا؟
إنهم يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, إنهم يريدون أن يجعلوا مجتمعنا مجتمعا شهوانيا، وعجبي من منتسبين إلى العلم يساندونهم في مخططهم هذا علموا بذلك أم لم يعلموا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 01:23]ـ
إنهم يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, إنهم يريدون أن يجعلوا مجتمعنا مجتمعا شهوانيا، وعجبي من منتسبين إلى العلم يساندونهم في مخططهم هذا علموا بذلك أم لم يعلموا.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَة ُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَة ِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 01:49]ـ
هذه روابط مفيدة في قضية ختان الإناث/
http://www.muslmh.com/vb/showpost.php?p=467551&postcount=4
وهذا/
http://www.amaneena.com/m/65.htm
وهذا:
http://www.maknoon.com/e3jaz/new_page_96.htm
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 01:49]ـ
الأخ السائل قصد شيئا معينا من سؤاله، وهو نفي أو إثبات خفض النبي صلى الله عليه وسلم لبناته
أفيدوه بوركتم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 02:12]ـ
الحمد لله رب العالمين، لم يرد في حديث صحيح ما يصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم ختن بناته، ولم يرد في حديث صحيح ولا ضعيف نفي ذلك عن بناته صلى الله عليه وسلم.
لكن الأصل أن هذا الأمر (ختان البنات) وجد في الجاهلية قبل الإسلام وكان معروفًا ومنتشرًا وكان النساء يختتن، واستمر الأمر في الإسلام، فما الذي يجعلنا ننفي ذلك عنهن، فإذا كانت هذه هي عادة مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم التي أقرها الشرع، فلا نخرج بنات النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك إلا بدليل، فمن نفى في هذه الحالة هو من يطالب بالدليل. وسلمنا أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم لم يختتن فكان ماذا؟
المعترض على منع ختان البنات إنما يعترض على ما فيه من الإلزام بمنع الختان وهو ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من علماء المسلمين ولا حكامهم منذ النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الناس هذا، وما في ذلك من الافتئات على الله وزعم أنه عادة جاهلية ليست من الدين؟
وفرق بين أن يكون الأمر عادة جاهلية، وبين أن يكون موجودًا في الجاهلية ويقره الإسلام.
هذه هي المشكلة، وكما سبق أن قلت: بلد كمصر وغيرها من بلاد المسلمين يعسر فيها الزواج بسبب ما جلبه هؤلاء على البلاد من سوء الحالة الاقتصادية، وقلة الوازع الديني بسبب قمع الدعاة، وإغلاق الطرق في وجوههم إلا طريق المعتقلات، وإطلاق سراح دعاة الفتنة من الكتاب والممثلين والممثلات، ينبغي أن يدعى فيه إلى ما يقرب من الفضيلة والعفة، لا أن ندعو فيه إلى ما يزيد من الشبق والشهوة عند الشباب، وجولة واحدة في شوارع القاهرة، تجيب على ما أقول، بارك الله فيك. وذلك تذكرة لمن كان له قلب.
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخواني، واخص بالشكر الاخ علي احمد عبد الباقي فكم اسعد بمشاركته وجميع اخواننا المشرفين وانا أؤيد فكرة ان هذه الحملة وغيرها هي حملات ملفقه وهي منهج وضعه لهم اعداء الاسلام علي اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم لكي يسيروا عليه،والا فكيف تقنعني ان علماء الازهر بعد هذا العمر المديد من انشائه يكتشفون هذا الامر العظيم الذي لم يسبقهم اليه احد من الافاضل او الاراذل بان الختان محرم شرعا وانها عادة جاهلية (يا سبحان الله العظيم) -ويدعمون مذهبهم بالاعلام المسموم المستغل لصالح المرأة وقضايا الاباحية وغيرها و ذلك بتمثليات سخيفة ملفقه عن فتايات توفت نتيجة للختان او اصابهن نزيف او ماشبه نتيجة هذه العملية، وكأن الختان بعد القانون الجديد اصبح يسبب الوفاة!!!!!!!!!!!! - وكيف فات النبي صلي الله عليه وسلم ان ينبه علي حرمة هذا الامر الخطير -والعياذ بالله- فهذا قدح في تبليغه الرسالة وحاشاه صلي الله عليه وسلم ان يكون قصر ولكن لا حاجة لي ان اكرر علي اخطاء المفتي وغيره فما يهمني حقا هو النجاة بديني ومساعدة من سألني، فمعرفة الاسلام بالدليل دون التعصب لمذهب او لشيخ او لمفتي هي طوق النجاة في هذا العصر
واعتقد ان الباب مازال مفتوحا للنقاش في هذه المسالة وقد افادني كلام الاخ علي في معرفة انه لم يرد حديث في ختان النبي صلي الله عليه وسلم لبناته فهذا من باب الامانة في النقل ومدارسة العلم، وشكرا.
ـ[حسن أحمد الحازمي]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا يبنغي أن نقول صلى الله عليه و سلم بعد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام بالذات اسم الموضوع
جزاكم الله خير
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 01:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا يبنغي أن نقول صلى الله عليه و سلم بعد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام بالذات اسم الموضوع
جزاكم الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تم تعديل العنوان، وشكر الله لك تنبيهك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 09:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد حرم المفتى تماما الختان للا ناث خصوصا بعدما توفيت فتاه جراء ذلك
فهل يحرم الشئ لانه ادى الى ضرر والقاعده " لا ضرر ولا ضرار " ام يكون مكروه ام ماذا؟
وهناك شئ اخر اود ان اذكره اننا نحارب وتثار قضايا لتشغلنا ولتلهينا عن الواقع
وقد قرأت فى كتيب عن الختان وكان موجود به كلام لطبيبه نسائيه تحث على ذلك بل وانها ذكرت احصائيات لا اتذكرها بالضبط ولكنها تشير الى ان الغرب الان قد بدأ فى توجيه جهوده الى ختان الاناث لانتشار الفاحشه مما يؤدى الى الاضرار بالاعمال
حسبى الله ونعم الوكيل
وفى نفس الوقت يدعوننا الى عدم الختان حتى تعم الفاحشه ولا نستطيع الوقوف على ارجلنا ونعمل ونبنى اقتصاد
حسبى الله ونعم الوكيل
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 10:46]ـ
قد حرم المفتى تماما الختان للا ناث خصوصا بعدما توفيت فتاه جراء ذلك
فهل يحرم الشئ لانه ادى الى ضرر والقاعده " لا ضرر ولا ضرار " ام يكون مكروه ام ماذا؟
بارك الله فيك أختنا الكريمة، الضرر في قضية الختان ليس هو الأصل، فكل النساء في مصر وفي غيرها من بلاد المسلمين يختن بلا ضرر، والضرر في هذه الحالة ناتج عن خطأ في عملية الختان بمعنى أنه خطأ طبي، فهل نمنع من عمليات الزائدة (الأعور) لأن بعض الأطباء أخطأوا في إجراء عملية من هذا النوع أدت إلى وفاة مريض أو اثنين.
الضرر في عملية الختان يرجع لسوء تقدير الطبيبة، والمعروف شرعًا أن الطبيب الثقة إذا أخبر أن فتاة بعينها تتضرر من الختان بأي نوع من الضرر يجب أن لا تختن لدفع هذا الضرر، لكن تعميم هذا هو الشر المستطير.
وعلى هذا الرابط تجدون بعض المواد الصوتية لبعض المشايخ المصريين في قضية ختان الإناث.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10091
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 04:04]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
بخصوص تحريم الختان لوجود الضرر فإنه لا ضرر والاحتجاج بالطفلة التي قالوا بأنها ماتت احتجاج باطل
لأن الطفلة قالوا أنها مادة من جرعة مخدر زيادة فهو مادة بسبب التخدير قبل الختان لا بسبب الختان لأنها لم تكن أجرت العملية بعدُ.
وهذا مبني على كلامهم الذي نشروه مع التخدير في هذه العمليات يكون موضعيا وليس كليا والتخدير الموضعي لم نسمع أن أحدا مات منه قبل ذلك وبإمكان كل الناس أن تجرب التخدير الموضعي ولن تجد له أية مشكلة ولن يموت أحد منه وهذا يؤكد أن المنشور كله كلام سوالف أو كما يقول إخوانا في مصر كلام مصاطب أو كلام فارغ
وحتى لو فرضنا أنه كلام حقيقي فقد نقل شيخ الأزهر السابق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله في رسالة له عن الختان عن الإمام أبي حنيفة أنه امتنعت بلدة بأكملها عن الختان حاربهم السلطان لأنه من شعائر الإسلام.
يعني لا يجوز التواطأ على منع الختان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 04:06]ـ
طعنوا في دستورية فتوى المفتي وزير الأوقاف بتحريمه .. 30 نائبًا يتهمون جهات أجنبية يهودية "مشبوهة" بقيادة الحملة ضد ختان الإناث
كتب صلاح الدين أحمد (المصريون):: بتاريخ 22 - 8 - 2007
اتهم أكثر من 30 نائبًا بمجلس الشعب، الحكومة بالاستجابة لجهات أجنبية مشبوهة في حملتها الشرسة ضد ختان الإناث، التي اعتبروها مخالفة للدستور والقانون.
جاء ذلك في سؤال عاجل موجه إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزراء العدل المستشار ممدوح مرعي والصحة الدكتور حاتم الجبلي والتنمية المحلية اللواء عبد السلام المحجوب.
واعتبر النواب أن ما اتخذته وزارة الصحة من قرارات عقابية ضد من يقوم بختان الإناث يأتي مخالفًا المادة 66 من الدستور التي تنص على أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على قانون.
كما اعتبروا فتوى دار الإفتاء ووزارة الأوقاف بتحريم ختان الإناث بأنها مخالفة للقانون 103 لسنة 1961م الخاص بتنظيم الأزهر، الذي يمنح حق الفتوى لمجمع البحوث الإسلامية، صاحب المرجعية العليا في بيان الرأي بشأن المشكلات الشرعية المستجدة، وبحضور أغلبية أعضائه على أن يكون منهم 25% على الأقل من الأعضاء غير المصريين.
وأكد النواب أن الحملة على الختان لها منطلقات غير وطنية، مشيرين إلى أن جزءًا من تمويلها من جهات أجنبية مشبوهة بعضها تبشيري وبعضها يسيطر عليه اليهود، مشيرين إلى منظمة تارجيت وهي منظمة ألمانية يهودية مؤسسها يدعى روديجر نيبرج وهو يهودي ألماني، ومنظمة بلان إنترناشيونال إيجيبت التبشيرية ومركزها الرئيس بالولايات المتحدة ومؤسسها ثيموسي فاريل اليهودي الأمريكي ومديرها الحالي فريدريكو دياز بريتيني.
ولفتوا إلى المنحة التي رصدتها الوزيرة الاتحادية الألمانية هايد يمارس فيتسوريك للمساعدة في مؤتمر تحريم الختان والتي قالت إن القرار يجب أن يصدر عن مؤتمر دار الإفتاء والأزهر الأكثر شهرة في العالم الإسلامي، "ولا يمكن أن يقدر بالمال الذي رصد له وذلك لأهميته الدينية والسياسية".
كما اتهموا المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بتلقي دعمًا من الخارج في حملتها المناهضة لختان الإناث، ونددوا بالمجلس القومي للأمومة ونشاطه الذي قالوا إنه لا يخدم إلا الأجندة الصهيو- أمريكية.
وأكدوا أن هناك العديد من الآراء الطبية تطالب بتنظيم الختان وليس منعه، لافتين إلى رأي جمعية الأخلاقيات الطبية، وآراء للجمعية المصرية للنساء والتوليد التي تؤكد أن الختان ليس له أضرار أو مضاعفات على الإطلاق إذا ما تم على يد طبيب متخصص، ويرون أن تجريم عملية الختان ستدفع الكثيرين إلى إجرائها في الخفاء على يد الجهلاء مما يضر بالفتيات
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=37704&Page=6
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور ماجد الشيحاوي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 04:32]ـ
القاعدة هنا هي قول النبي صلى الله عليه وسلم ((اذا التقى الختانان فقد وجب الغسل انزل او لم ينزل)) صحيح البخاري ج1 ص110 , فهنا النبي صلى الله عليه وسلم وصفها ب ((الختانان)) يعني للذكر والانثى
وروى عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وغيرهم مرفوعا: " إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة فقد وجب الغسل " (انظر نصب الراية 1/ 84
وغيرها من الاحاديث ومن اراد المزيد فليبحث في الكتب الفقهية المستندة الى الادلة يجد بغيته ان شاء الله(/)
هذا الكاتب يكتب في ملحق الرسالة في أحدى صحف بلاد التوحيد أنظرو ما يقول؟!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 05:40]ـ
يقول الكاتب ياسر الزعاتره في موضوع بعنوان (الحركات الإسلامية والتغيير في ظل المعادلات القائمة):
إن واقع الرؤية الإسلامية لحركة السياسة، إدارة للدولة أو حتى تغييراً لمنطلقاتها إذا كانت قد تغربت أو ظلمت أو والت الأعداء، إنما ينطلق في جوهره من الرؤية العامة لمصلحة الأمة ودينها، وقلما نعثر في هذا السياق على قوالب جامدة أو نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة يمكن الاستناد إليها في تحديد المواقف، اللهم إلاّ من باب الاستئناس. فحيثما تثبت مصلحة الأمة فثم شرع الله وهديه كما يذهب إليه الإمام ابن القيم رحمه الله.
أما الاستناد إلى التجارب التاريخية القديمة فلا يبدو مقنعاً هو الآخر، إذ يفقد كثيراً من منطقيته وزخمه بسبب الفجوة الهائلة في الظروف الموضوعية المتعلقة بحياة الناس في هذا الزمان قياساً على ما كانت عليه في الأزمنة السابقة، مع أن الخلاف حول وسائل التغيير ومشروعيته من الأصل كان واقعاً حتى في القديم.
وذلك بدليل موقف الحسن بن علي رضي الله عنه مقابل موقف شقيقه الحسين، وبدليل موقف الإمام مالك والإمام أبي حنيفة اللذين ساندا خروج محمد النفس الزكية على أبي جعفر المنصور، مقابل موقف أحمد بن حنبل المشدد على عدم جواز الخروج على الحاكم.
تابع بقية المقال على هذا الرابط
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/3646C982-CCED-441F-BE03-9589AA36FFC4.htm
=============
التعليق:
قوله (إن واقع الرؤية الإسلامية لحركة السياسة، إدارة للدولة أو حتى تغييراً لمنطلقاتها إذا كانت قد تغربت أو ظلمت أو والت الأعداء، إنما ينطلق في جوهره من الرؤية العامة لمصلحة الأمة ودينها)
قلت: هذا تقرير خطير يُظهر فساد التفكير عند هولاء القوم المتحزبين على عقولهم هداهم الله وبصرهم بالحق , فالرؤية الإسلامية لحركة السياسة وإدارة الدولة وأسمها الصحيح (السياسة الشرعية) لا يعتمد على المصلحة المزعومة للأمة كما يقول هذا الكاتب
فربنا جل في علاه لم يتركنا ولا دولنا هملاً بل قد شرع لنا من النصوص القطعية والقواعد الكلية ما إن تمسكنا به لم نكن في هذا الذل والهوان اليوم والله المستعان
ولكن المصيبة عندما يحمل هذا الفكر من يدعو إلى إقامة الدولة الإسلامية وهو لا يؤمن بأن الدستور قائم لهذه الدولة منذ أكثر من 1400 عام إلا هو النصوص الشرعية ففيها كل المصالح المبتغاة وما عداها فهي مصالح ملغية.
يقول الكاتب هداه الله (وقلما نعثر في هذا السياق على قوالب جامدة أو نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة يمكن الاستناد إليها في تحديد المواقف، اللهم إلاّ من باب الاستئناس. فحيثما تثبت مصلحة الأمة فثم شرع الله وهديه كما يذهب إليه الإمام ابن القيم رحمه الله).
قلت: أنظر يا رعاك الله لخطورة ما يقول وليس هذا فحسب ولكن ويستشهد بقول ابن القيم رحمه الله ليتوهم البعض الموافقة له على ما يقول؟!!
يقول ليس إلا قليل من النصوص القطعية الثبوت والدلالة أو قوالب جامدة للإستناد إليها في ما يريد من رؤية كما سماها.
تعلمون يا من هداكم الله إلى السنة بأن ديننا لم يثبت عندنا بمجرد النصوص القطعية الثبوت والدلالة بل كل نصاً ثابتاً عن الله تعالى بلغه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح ثابت يجب العمل به.
وأما القوالب الجامدة التي يصفها هذا الكاتب بهذا الوصف ما هي إلا الفهم الحجة الذي أكرم الله به سلف هذه الامة وأكرمنا به من بعدهم إن تمسكنا بفهمهم.
وسيقول قائل قولك بأنه يقصد بالقوالب الجامدة (فهم السلف) ما هو إلا ظن ظننته.
سأقول نعم وليس كل الظن أثم ومن أطلع على حال هذا الرجل وأمثاله هدانا الله وإياهم لأحسن القول وبقية مقاله علم ذلك يقيناً والله تعالى أعلم.
وقد كثرت هذه الشنشنة والطنطنة بقولهم (لابد من النصوص القطعية الثبوت وقطعية الدلالة للتسليم لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم) وتجدهم يسوغوا الإجتهاد فيما عداها مطلقاً من النصوص الظنية بل ويجعلون المصلحة حجة شرعية لوسائلهم وطريقتهم في الوصول لمبتغاهم الشرعي زعموا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللتأكيد على ما أقول أنظر لقوله (فحيثما تثبت مصلحة الأمة فثم شرع الله وهديه) فمصلحة الأمة عندهم لا يرجع فيها إلى الكتاب والسنة بل إلى الإستحسان العقلي والأهداف الحزبية وإن كان في ظاهرها شرعي.
يقول الكاتب (أما الاستناد إلى التجارب التاريخية القديمة فلا يبدو مقنعاً هو الآخر).
قلت: من يقرأ هذا الكلام يظن أن المقصود بالتجارب التاريخية القديمة هي تجارب الأمم السابقة ما قبل الإسلام ولكن الكاتب يشير إلى زمن الصحابة الكرام ومن بعدهم من ائمة الإسلام أصحاب الفتوحات والملاحم العظيمة.
فالصحابة الكرام بشر غير معصومين ولكنهم هم أهل الدين وقر في قلوبهم وظهر تصديق ذلك على جوارحهم حتى في الفتنة يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الزبير وهو خصم له: " بشر قاتل ابن صفية بالنار " ومن الطرف الأخر يرسل معاوية إلى علي مستفتياً في شأن من شئوون المسلمين ويبكي عليه عند موته رضي الله عنهم وأرضاهم كما جاءت بذلك الأخبار.
والحق لا يخرج عنهم البتة ومن زعم غير ذلك فهو جاهل أو ضال مضل والعياذ بالله.
فإن أختلفوا على قولين فالحق في أحدهما والأخر مأجور قطعاً فقد اصطفاهم الخبير بما تخفي الصدور سبحانه لصحبة المصطفي سيد المرسلين.
ثم قال (مع أن الخلاف حول وسائل التغيير ومشروعيته من الأصل كان واقعاً حتى في القديم, وذلك بدليل موقف الحسن بن علي رضي الله عنه مقابل موقف شقيقه الحسين)
قلت: هذا تلبيس على المسلمين , وما يشير إليه هذا الكاتب هو ليس خلاف ولكنه اختلاف في الإجتهاد بين السبطين رضي الله عنهما كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكمَ الحاكمُ فاجتهدَ ثم أصابَ فله أجران، وإذا حكمَ فاجتهدَ ثم أخطأ فله أجر " فحاشاهما أن يتعمدا مخالفة جديهما صلوات ربي وسلامه عليهم.
غير أنه قد جاءت السنة الصحيحة بمدح فعل الحسن رضي الله عنه لموافقته للصواب من أخبار النبي عليه الصلاة والسلام.
عن إبي بكرة رضي الله عنه قال: «أخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ الحسنَ فصَعِدَ بهِ على المنبرِ فقال: ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يُصلحَ به بينَ فئتَين منَ المسلمين».
ثم قوله (وبدليل موقف الإمام مالك والإمام أبي حنيفة اللذين ساندا خروج محمد النفس الزكية على أبي جعفر المنصور، مقابل موقف أحمد بن حنبل المشدد على عدم جواز الخروج على الحاكم).
قلت: وهذا غش للمسلمين ولا يجوز إيهام العوام من الناس ولاسيما إن هذا المقال منشور في موقع قناة الفتنة (قناة الجزيرة) بأن ائمة الإسلام أختلفوا في هذه القضية التي نقل الإجماع فيها الإمام النووي وغيره.
قال رحمه الله في شرحه على مسلم:
وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين, وإن كانوا فسقه ظالمين. أهـ[6/ 314]
وأكد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى بقوله:
وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور، وغشهم، والخروج عليهم بوجه من الوجوه، كما قد عُرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً ومن سيرة غيرهم. أهـ[9/ 191]
وباقي المقال ما هو إلا هرطقة معاصرة بفكر الجماعات الحزبية التي كانت السبب الرئيس في تأخر عزة الإسلام ونشر الدعوة في العالم بالسيف والسنان والقلم والبيان.
والله المستعان كيف يسمح لمثل هذا الكاتب أن يحوز على ركن أسبوعي لمقالاته ينشر فيها فكره في بلاد العقيدة السلفية والتوحيد الصحيح.
والله تعالى أعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 05:56]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
قلتم: (والله المستعان كيف يسمح لمثل هذا الكاتب أن يحوز على ركن أسبوعي لمقالاته ينشر فيها فكره في بلاد العقيدة السلفية والتوحيد الصحيح). ومثله أهل العلمنة ممن يصولون ويجولون في وسائل إعلام دولة التوحيد. فهل من رادع؟
وهنا رابط يكشف بعض ما ذكره الزعاترة - هداه الله -:
http://www.alkashf.net/shobhat/5/
ـ[علي التمني]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 02:45]ـ
بسم الله
قوله (وبدليل موقف الإمام مالك والإمام أبي حنيفة اللذين ساندا خروج محمد النفس الزكية على أبي جعفر المنصور، مقابل موقف أحمد بن حنبل المشدد على عدم جواز الخروج على الحاكم).
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام مالك والإمام أبو حنيفة رحمهما الله لم يؤيدا حركة النفس الزكية، وهذا الكلام غير صحيح، ويجب أن يثبت الكاتب هذا الكلام بدليل قطعي، وإلا فليكشف أمره أمام الناس ليعرف أن هنالك من يسعى لغش المسلمين وغش العلماء ظنا منه أن الناس لا يسألون على ما قال برهانا!.
29/ 7/1428
ـ[خالد العامري]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 02:10]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
جزاك الله خيراً.
وجزاك وبارك فيك يا عامري
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 10:12]ـ
يقول الزعاترة في مقال له بعنوان (مراجعات الجهاديين بين الدليل الشرعي وفقه المقاصد) منشور في موقع الجزيرة نت:
والحال أن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، لاسيما بعد التوسع المتدرج في تصحيح نصوص الحديث من قرن إلى آخر، وصولاً إلى وجود ما يقرب من 35 ألف حديث صحيح موزعة على كتب المتون، هذه النصوص ما زالت توفر الأدلة لأي مسار كان، وبالطبع حين لا يتم وضع الموقف في إطار من الفقه الحقيقي الذي لا يقف عند ظواهر النصوص، وإنما يتعمق فيها ويوازن بينها وصولاً إلى الحكم الشرعي الحقيقي.
ثم يقول:
إنها نظرية المصالح والمفاسد أو المقاصد الشرعية التي يمكن تطبيقها في سياق دين يرى أن الشرع إنما يكون حيث تكون مصالح المسلمين كما هي نظرية العلامة ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين"، وهي نفس النظرية التي يمكن إعمالها في مسائل الخروج على الحكام وفي مسائل الجهاد، سواء كان جهاد دفع أو جهاد طلب، فضلاً عما هو أقل من ترتيبات وتحالفات تخص الدولة المسلمة أو المسلمين بشكل عام.
ففي السياق الأول (الخروج على الحاكم) يبدو من العبث الاستناد إلى بضعة أحاديث آحاد هنا أو هناك، أو الاستناد إلى كلام للإمام أحمد بن حنبل، في حين يتم تجاهل أن الحسين بن علي عليه السلام وهو المزكى من النبي عليه الصلاة والسلام والمدعوم من طائفة من الصحابة، قد خرج على يزيد بن معاوية (ابن عباس لم يعارضه في الخروج بل نصحه باللجوء إلى اليمن حيث شيعة أبيه).
وكيف يمكن تجاهل أن الإمام مالكا الذي عاصر كبار التابعين ومعه الإمام أبو حنيفة قد أيدا خروج محمد النفس الزكية على أبي جعفر المنصور؟!
واللافت هنا أن من يتبنون نظرية عدم جواز الخروج على الإمام الظالم هم أنفسهم الذين يعلون من شأن فهم الصحابة للنصوص، لكنهم هنا يستندون إلى حديث أو حديثين بينما يتجاهلون موقف الصحابة من خروج الحسين بن علي، والموقف من الخلاف الأخير في عهد عثمان رضي الله عنه، علما بأنه لم يتحدث أحد من الصحابة في قضية الحسين عن عدم الجواز بقدر ما كانوا يشيرون إلى فرص نجاح الرجل في مشروع الخروج، وهو ما تكرر في عهد التابعين أثناء خروج محمد النفس الزكية.
والخلاصة أن النصوص الشرعية وممارسات الصحابة والتابعين لا تخذل القائلين بالخروج على الإمام الظالم، فضلاً عن الرافض لتطبيق الشريعة الذي يصنف كافرا بحسب تنظيرات شائعة لدى الجماعات الإسلامية، من دون أن نقول إنها تخذل القائلين بخلاف ذلك.
ثم يقول:
وهنا سيطرح سؤال معاكس: ماذا لو وصل نظام ما من الظلم والجبروت والفساد والاستهتار بالناس ودينهم حداً يجعلهم في حالة رفض تاريخي أنزلتهم إلى الشوارع في ثورة سلمية عارمة، كما وقع في يوغسلافيا وأوكرانيا ودول أخرى وقبل ذلك في إيران؟
هل ينبغي على العلماء والحركات الإسلامية أن يقولوا للناس إن حاكمكم هذا واجب الطاعة حتى "لو جلد ظهوركم وسلب أموالكم" لأن ثمة حديثا في هذا الشأن؟!
======
قلت: أنظرو إلى هذا الفكر المستهين بالنصوص النبوية أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن
وأترك التعليق للأخوة الأفاضل
ـ[خالد العامري]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 10:32]ـ
أخي الكريم ابن عقيل، هل هذا الكلام الأخير منشور في صحيفة سعودية؟!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 11:19]ـ
يقول الزعاترة في مقال له بعنوان (مراجعات الجهاديين بين الدليل الشرعي وفقه المقاصد) منشور في موقع الجزيرة نت:
[/ COLOR]
المقال منشور في موقع قناة الفتنة (الجزيرة)
والكاتب للأسف له عمود اسبوعي في ملحق الرسالة الصادر عن جريدة المدينة السعودية كل يوم جمعة.
وهم في بلاد التوحيد بوجه وفي الخارج بالوجه الحقيقي والله المستعان
اللهم أحمي هذه البلاد السلفية من كيد المتربصين(/)
وقال أن سفيان الثوري كان لا يرى قتل المرتد ... شك في حديث من بدل دينه فاقتلوه
ـ[عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 12:55]ـ
شك في حديث من بدل دينه فاقتلوه
قال أنه من أحاديث الأحد فلا يقبل لضعفه وقال أن مسلما لم يذكره في صحيحه لأجل (عكرمة) وهو ضعيف
وقال أن سفيان الثوري كان لا يرى قتل المرتد
ثم قال ... قال الله: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا
هذا يدل أنه لا يقتل.
و في نفس شريط ذكر المناظرة بين الشافعي وأحمد ثم قال انظروا الإمام أحمد لم يجب للشافعي ما عنده حجة.
وقال أن أحكام الميراث للمرأة تختلف بحسب وضعها في المجتمع واستدل بقصة عمر بن الخطاب في عدم قطع يد السارق في المجاعة.
وطعن في السلفية وفي ابن تيمية
وقال حرام أن يلزم الأب بنته بالحجاب
إضافة المشرف.
نرجو منك أخي الكريم التطرق لأصل الكلام، ونقاشه نقاشاً علمياً بعيداً عن الرجل والقول فيه، وشكراً
وليد الدلبحي.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 09:12]ـ
لنأخذها واحدة واحدة
ما نسبه لسفيان لا أظنه صحيحاً
فإن الترمذي بعد اخراجه لحديث ((من بدل دينه فاقتلوه))
قال ((هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ والعملُ على هذا عِنْدَ أهلِ العِلْمِ في المُرتدِّ.
واختلفوا في المرأةِ إذا ارتدَّتْ عن الإسلامِ فقالت طائفةٌ من أهلِ العلمِ تُقتلُ وهو قَولُ الأوزاعِيِّ وأحمدَ وإسحاقَ وقالت طائفةٌ منهُم تُحبسُ ولا تُقتلُ وهو قَولُ سُفيَانَ الثَّوريِّ وغيرهِ من أهلِ الكوفةِ))
قلت انظر كيف أنه لم ينقل الخلاف إلا في المرأة فتأمل
وقد نقل النووي في شرحه على صحيح مسلم الإجماع على قتل المرتد وإنما وقع الخلاف في الإستتابة
حديث ((من بدل دينه فاقتلوه)) رواه البخاري
وعكرمة من الرواة الذين تكلم فيهم بما لا يسقط روايتهم
وانظر دفاع الحافظ عنه في هدي الساري
وعلى العموم الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 264)
وشاهد آخر عند الطرباني في الكبير من حديث معاوية من حيدة قال الهيثمي في المجمع (6/ 264) ((رجاله ثقات))
وله شاهد عند النسائي في السنن من مرسل الحسن البصري
وقد توبع عكرمة عند النسائي في السنن
قال النسائي أخبرنا الحسين بن عيسى عن عبد الصمد قال: حدثنا هشام عن قتادة، عن أنس، أن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-من بدل دينه فاقتلوه.
ثم ذكر متابعة محمد بن المثنى للحسين ولكنه لم يذكر ابن عباس ولعله أصح
فقد رواه الطبراني في الكبير حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس أن عليا رضي الله تعالى عنه أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فحرقهم بالنار فقال بن عباس إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه
قلت لم يذكر ابن عباس كما هو مشاهد وهو في مسند أحمد من طريق عبدالله عن أبيه
ثم إن معنى الحديث ثابتٌ في أحاديث أخرى
مثل حديث ((لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث))
وأما قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً))
فقد نزل في المنافقين بدليل السياق والآية التي بعدها ((بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً))
ومن المعلوم أنم المنافقين لا يقتلون لأنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر
بخلاف المرتد الذي يظهر الكفر والتبرؤ من دين الإسلام جهاراً نهاراً
الله المستعان نطق الرويبضة
عذراً على هذا الرد غير المرتب ولكني كتبته على عجل
ـ[عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيك عبدالله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 11:00]ـ
وفيك بارك
وأما المناظرة التي بين الشافعي وأحمد
إن كانت هي المناظرة التي حول تارك الصلاة فهي لا تثبت
وقد حقق ذلك الشيخ الألباني في كتابه ((حكم تارك الصلاة))
وأما قوله في الحجاب فهو منكر وتحريم لما أوجب الله واتفقت الأمة على وجوبه وهذا كفر_ ولا يعني تكفيره عيناً_
والعلماء متفقون على أن ولي المرأة إذا أمرها بتغطية وجهها والكفين وجب عليها ذلك(/)
«ما رأيكم في التَّعبير بخدمةِ اللَّهِ؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:19]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
سُئل شيخنا المُبَارَك العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
فضيلة الشيخ وفقكم الله: قرأت في رسالة كتبها شيخ الإسلام رحمه الله إلى والدته قال فيها: من أحمد ابن تيمية إلى الوالدة السعيدة أقر الله عينها بنعمه وجعلها من خيار إمائه وخدمه، فما رأيكم في التعبير بخدمة الله، وكذلك عبر ابن القيم رحمه الله بهذه العبارة في مدارج السالكين؟
فأجَابَ ـ أثَابه اللَّهُ تَعَالَى:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00280-18.ra(/)
في الذبح لغير الله
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:09]ـ
الحمد لله
سألني سائل عن انسان ذبح للجن لأنهم كانوا يهددونه بالأذى ... فقلت له
أولا ... لا يمكنك الجزم أنه ذبح لهم لأن الله اعلم بالقلوب.
ثانيا ... هذا حاله مثل حال المكره على التلفظ بكلمة الكفر (ذبحت لكذا وكذا) .. فلا فرق بين ان يكرهه الجن او الانس او ظالم من الظلمة على ان يتلفظ بهذه الكلمة .. واذا كان هذا حاله
فهو المكره الذي قال الله فيه في سورة النحل {الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان}
ثالثا ... يظهر للعبد الضعيف أن تسوية من هذه حاله بمن يذبح لغير الله تعظيما و تقربا ... هذه التسوية بينهما فيها نظر.
رابعا ... حال الاول حال المكره على الا يطلب منه الاقامة على الكفر أبدا.
فأرجو أن تعلمونا مما علمكم الله .. وتصويب الخطا ان كنت اخطأت
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:27]ـ
سألني سائل عن انسان ذبح للجن لأنهم كانوا يهددونه بالأذى ... فقلت له
بارك الله فيك
هل أذاهم لا يندفع إلا بهذه الوسيلة المحرمة؟؟
لا يخفاك أن هناك وسائل كثيرة .....
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:58]ـ
{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً}
نلاحظ هنا أنهم لما أشركوا الجن بالله سبحانه وبعدوا عنه تعالى، سُلِّط عليهم الجن زيادةً وبقوة.
وهذا حال كل من بعُد عن الله وضعف إيمانه.
الالتجاء إلى الله وحده لا شريك له هو المنجي.
أين المعوذات السور العظيمات الواقيات
ولا بد أخي المجلسي من تعريف الإكراه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 11:24]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
1 - لا بد أن يعلم السائل أن الذبح لغير الله من كبائر الذنوب لقوله عليه الصلاة والسلام: لعن الله من ذبح لغير الله.
وقد يصل بصاحبه إلى الشرك الأكبر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد (1|275): والذبح لغير الله ينقسم إلى قسمين
أ- أن يذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
ب- أن يذبح لغير الله فرحا وإكراما فهذا يخرج من الملة .. .
2 - إن المسلم عليه أن يستعين بالله تعالى حق الاستعانة في صرف السوء والبلاء؛ والمخلوق مهما بلغ من قوة فناصيته بيد الله تعالى ,ومن استعان بالله تعالى كفاه شر شياطين الإنس والجن , وفي الحديث قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: ولو اجتموا على أن يضروك؛ لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
3 - إن الإكراه على درجات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:تأملت المذهب فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكره عليه فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها فإن أحمد قد نص في غير موضع على أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بتعذيب من ضرب أو قيد ولا يكون الكلام إكراها.
الفتاوى الكبرى (5|489)
وقال أيضا:وأما اذا أكره الرجل على ذلك بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه أو حبسه أو أخذ ماله أو قطع رزقه الذى يستحقه من بيت المال ونحو ذلك من الضرر فإنه يجوز عند أكثرالعلماء فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم كشرب الخمر ونحوه وهو المشهور عن أحمد وغيره ولكن عليه مع ذلك أن يكرههه بقلبه ويحرص على الإمتناع منه بحسب الإمكان ومن علم الله منه الصدق أعانه الله تعالى وقد يعافى ببركة صدقه من الأمر بذلك.
مجموع الفتاوى (1|373)
فلا يكفي التهديد بل لا بد من غلبة الظن.
ومن العلماء من قال إن الإكراه يكون بالأقوال ولا يكون في الأفعال وهو رواية عن الإمام أحمد.
انظر جامع العلوم والحكم (2|371)
وعلى كل ينبغي لهذا المبتلى أن يلجأ إلى الله بالدعاء والتضرع , والاستعانة بالوسائل الشرعية من ذكر ودعاء واستعاذة وتلاوة للقرآن وهي كفيلة بإذن الله في دفع كيد الشياطين عنه.
والله أعلم
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:47]ـ
مجردة خاطرة،
كيف يستطيع الإنسان أن يعلم ويجزم أن الذي أصابه من عمل الجن؟!
عندنا مثل ساخر بالعامية في الجزائر يقول: وجعته بطنه، قال بي سحر!
يقال للذي لا يجد للأمور تفسيرا، فيرميها على السحر.
على كل حال، أعان الله الأخ المصاب بالبلية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 01:29]ـ
الحمد لله
بارك الله فيكم ...
أحسنت اخي امجد و حمد و الغريب ..
المسألة كانت نظرية فقط ... وهذا لم يحدث ... وكنا نتكلم في العذر بالجهل الخ ...
بارك الله فيكم
نعم ... من قال ان هذا لا يندفع الا بالفعل الكفري فهناك المعوذتان وآية الكرسي وامثالهما وهذا حصن لمن تحصن به ?!
أوافقكم تماما على هذا ... و انا أعتقد ان من ذبح لغير الله كالذبح للقبور و الجن .. أعتقد ان مثل هذا لا يعذر بالجهل الا اذا كان حديث عهد باسلام او نشا في بادية بعيدة .... أما غيره فلا .... وحتى هذا الاكراه المزعوم فيه مقال كما تفضلتم.
وكل ما في الامر أنه صور المسألة على هذه الطريقة ليقحم فيها الاكراه ... الا أنه يظهر بعد اشارات الاخوان ان الاكراه فيه
تفصيل معروف ... ولابد ان تكون حاله كحال عمار بن ياسر رضي الله عنه ... اوان يغلب على ظنه أن الظالم قادر على فعل ايقاع وعيده ... والا يكون الاكراه على الاقامة على الكفر ابدا ...
وفي هذه المسألة بهذه الصورة ... الشخص المكره له حلول كثيرة للتخلص من أذاهم ... اذ الشياطين ليسوا كالانس ...
فالاذكار وقاية منهم و جنة ... و القرآن حصن جنة كذلك ... و الرقية الشرعيه ... فله حلول كثيرة قبل الاستسلام للتهديد
ارجو ممن له علم الا يبخل علينا .. بوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 06:08]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد (1|275): والذبح لغير الله ينقسم إلى قسمين
أ- أن يذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
ب- أن يذبح لغير الله فرحا وإكراما فهذا يخرج من الملة .. .
تصحيح
ب- أن يذبح لغير الله فرحًا وإكرامًا، فهذا لا يخرج من الملة، بل هو من الأمور العادية التي قد تكون مطلوبة أحيانًا وغير مطلوبة أحيانًا، فالأصل أنها مباحة.
http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=365&CID=9
والله الموفق(/)
"كافي" الشيعة، "و"مسند زيد بن علي"للزيدية و"مسند الربيع"للإباضية]] في الميزان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:17]ـ
[["كافي" الشيعة، "و"مسند زيد بن علي"للزيدية و"مسند الربيع"للإباضية]]
في الميزان.
هذا سؤال مهم وُجه للشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته المشهورة " بسلسلة الهدى والنور" الشريط رقم (310).
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، هناك أقوال يرددها بعض الناس المنتسبين إلى بعض الجماعات أو الفرق الإسلامية، فنريد معرفة صحتها أو بطلانها في ضوء الدليل والبرهان يقولون: إن للشيعة الحق بأن يثقوا بمصادرهم و مروياتهم , و ألا نخالفهم في هذا الحق , ويبقوا فرقة من المسلمين , وكذا الحال للإباضية , و باقي الفرق الإسلامية؟
الجواب:
[بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، جوابي على هذا السؤال: يشبه تماما كما لو قال قائل: إن لكل أصحاب الديانات الموجودة اليوم الحق أن يعتمدوا على كتبهم و الروايات التي فيها، لكننا نحن نقول جوابا عن هذا وذاك:
من أين جاء هذا الحق؟! و نحن نعلم مِنْ مثل قوله تبارك و تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، فالتبين من خصوصيات الشريعة الإسلامية , التي تستلزم أو تُلزِم كلّ مسلم ألا يروي شيئا عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد التحقق و التثبت من صحة هذه النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ولاشك أن أول ما نبدأ به من الكلام هو حول ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في بطون كتب المسلمين جميعا , بغض النظر الآن عن اختلاف مذاهبهم ومشاربهم , ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المرجع الثاني بعد الرب تبارك وتعالى و نعني: كما أن الرجوع ينبغي أن يرجع المسلم إلى ربه أي إلى كتابه , فكذلك يجب على المسلم أن يرجع إلى نبيه أي إلى سنته،ذلك لأن الله عز و جل أمر المسلمين بأن يتمسكوا بكتاب الله عز وجل من جهة،وبسنة النبي صلى الله عليه و سلم من جهة أخرى‘ وكما أوضح في غير ما آية في القرآن الكريم،أن القرآن الذي هو الأصل لهذا الإسلام باتفاق المذاهب و الفرق، فقد بين فيه أن هذا القرآن لا سبيل إلى فهمه فهما صحيحا إلا من طريق بيانه عليه الصلاة و السلام، كما في قوله عز و جل: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم)، هذا البيان هو ما يعرف عند علماء المسلمين بالسنة أو بالحديث النبوي، وحينئذ فإذا كان من الواجب أن يتثبت المسلم فيما يأتيه عن النبي صلى الله عليه و سلم من أحاديث عليه أن يتبنى طريقا علميا تطمئن له النفس، وينشرح له الصدر، ليتوصل بهذا الطريق إلى معرفة ما قاله عليه السلام،وما فعله عليه السلام بيانا للقرآن.
فهنا نقف مع الفرق كلها،ما هو الطريق لمعرفة السنة أو البيان بالتعبير القرآني؟ ما هو الطريق عندكم؟
أما طريقنا نحن فهو معروف بما يُسمى بالسند: أي أن يرويَ الثقة عن الثقة عن الثقة و هكذا متسلسلا آخذ بعضه عن بعض إلى أن ينتهي الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مع ملاحظة أن هناك أسبابا تمنع أحيانا من الاعتماد على مثل هذه السلسلة التي تسمى بالسند , هذا العلم الذي يدور حول دراسة السند الذي يُقصد به الوصول إلى معرفة ما قاله الرسول عليه السلام , أو ما فعله لنتمكن به من تفسير القرآن , هذا العلم تفردت به الفرقة الواحدة من الفرق الإسلامية كلها قديما و حديثا , و هي أهل السنة والجماعة بالتعبير العام لأنه يدخل فيه كل المذاهب من الناحية الفقهية، أتباع المذاهب الأربعة، كما يدخل فيه أهل المذاهب الكلامية الأخرى ممن أيضا تدخل في دائرة أهل السنة، وإن كان هناك شيء من التحفظ في إدخالهم في هذه الدائرة كالأشاعرة وكالماتوريدية , وسواء قلنا عن هذين المذهبين الكلاميين , أو قلنا عن المذاهب الفقهية الأربعة , فكل هؤلاء وهؤلاء متفقون مع أهل الحديث على أن طريقة معرفة الوصول ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام من الهدى ومن بيان القرآن , ليس هناك إلا الإسناد تفردت به أهل السنة دون الطوائف الأخرى , فإذا كان هذا مُسلَّما لدى الفرق بصورة عامة , ولدى مُوجِّه هذا السؤال بصورة خاصة , ولا أعتقد أن أحدا يناقش في صحة هذا المنهج لمعرفة ما كان عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام من الهدى و السيرة , و أكبر دليل على ذلك، أن بعض الأفراد من الأمم الكافرة التي لا تشترك مع الفرق الإسلامية كلها في الشهادة لله عز وجل بالوحدانية , ولنبيه صلى الله عليه و سلم بالرسالة قد اعترفوا - وهذا رغم أنوفهم - بأن ما عند المسلمين مما يُسَمى بالسند لمعرفة التاريخ الإسلامي الأول، هذا شيء تفردت به الأمة الإسلامية , دون الأمم الأخرى , وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بأن الأمة الإسلامية تميزت على أمَّتَيْ اليهود و النصارى بكونها على الهدى و التوحيد، كذلك تميزت أمة الحديث من الإسلاميين على بقية الفرق الأخرى في نهجها هذا المنهج العلمي القائم على السند، وما يلوذ به و يتعلق به من معرفة علم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل، فأهل الحديث تفردوا من بين الفرق الإسلامية كلها،كما تفردت الأمة الإسلامية بالهدى و التوحيد من بين الأمم المعتقدة بالأديان كاليهود والنصارى و غيرهم،فهذا كهذا،لذلك أعود لأقول إذا كان مثل هذا السائل أو الناقل يعتقد بصحة هذا المنهج، فنحن نقول لهم حينذاك بأن هذا التسليم الذي يدندنون حوله، و يقولون: بأنه لا ينبغي لأهل السنة أن ينكروا على الشيعة اعتمادهم على كتبهم و على روايات كتبهم، نقول: إنْ كانت كتبهم قائمة على هذا المنهج الصحيح، من أسانيد متصلة و روايات ينبغي معرفة صحتها من ضعفها، حينئذ نقول: الفصل بين أهل السنة و بين الشيعة إنما هو الرجوع إلى الأسانيد،فهل الشيعة عندهم أسانيد كما عند المسلمين؟!
الجواب:لا، وفي اعتقادي أن المقصود من مثل هذا السؤال، أومن مثل هذه الدعوى: بأن للشيعة أن يعتمدوا، هو التمهيد للفرق الأخرى أن يعتمدوا على كتبهم هم كالإباضية مثلا،وكالزيدية مثلا و نحو ذلك من الفرق الإسلامية، كل هذه الفرق، من عرف كتبها فهي فقيرة فقرا مدقعا من حيث أنه لا يوجد لديها أحاديث تروى عن الرسول عليه السلام بكثرة يمكنهم أن يعتمدوا عليها في فهم القرآن الكريم كما يوجد ذلك عند أهل السنة، و عند أهل الحديث بخاصة منهم، لذلك فهذا الذي يقول هذه الكلمة إنما يمهد للفرق الأخرى أن تعتمد على الكتب والروايات التي عندهم.
أعود لأقول:إن كان ما عليه علماء الحديث من الاعتماد على الأسانيد و معرفة الرواة و نحو ذلك مما يتعلق بعلم الجرح و التعديل،و علم مصطلح الحديث هم يؤمنون بصحة هذا المنهج،فنطالبهم بأن يلتزموا نفس المنهج في إثبات ما عندهم من روايات تتعلق بمذهبهم أو بفرقتهم، لكني أقول: إن الواقع أن هذا الطريق إن لم يُسلَّم به، هذا المنهج الحديثي إن لم يسلم به من الفرق الأخرى أو من أهل الأديان الأخرى، معنى ذلك أنهم جميعا لا يستطيعون أن يثبتوا ديانتهم و مذهبهم و ما عليه هم من هدى أو من ضلال , لأنه لا يوجد هناك طريقة و وسيلة أخرى لمعرفة ما كان في الزمن القديم إلا بطريق الإسناد , و إن قالوا نحن نسلم بصحة هذا المنهج، وأنه لا طريق إلا الاعتماد على الإسناد حينئذ نقول لهم: أين كتب الحديث التي تعتمدون عليها؟! و أين كتب الرجال التي تعتمدون على معرفة الثقة من الضعيف من الكذاب من الوضاع ... إلى آخره؟
لا يوجد عندهم شيء يُذكر من هذا القبيل إطلاقا، ثم أين الكتب التي يعتمدون عليها في تحصيل الأحاديث؟ نحن عندنا مثلا ما شاء الله مئات الكتب بعضها طُبِع ,و أكثرها لم يُطبع حتى الآن , كلها تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام , بالأسانيد المتصلة منهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ولا نعني نحن حينما نقول هذا الكلام: بأن كل ذلك هو صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم، لكننا نريد أن نقول بأنهم في هذه المئات المئات من الكتب قد قدموا لنا الوسيلة التي بها يتمكن العالِم من معرفة ما صح مما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي: قدموا لنا الأحاديث بالأسانيد , ثم مقابل هذه الكتب التي تذكر الأحاديث بالأسانيد، عندنا كتب تعرف بكتب أسماء الرجال و الرواة، في هذه الكتب الألوف المؤلفة من الرواة , كل واحد يُذكر من هم شيوخه؟ , من هم تلامذته الآخذون عنه و متى وُلد؟ ومتى مات؟ و هل استقام حفظه و اضطرد حتى آ خر رمق من حياته؟ أم اختلط قبل موته؟ ونحو ذلك من العلوم التي نفخر نحن الإسلاميين على سائر الأمم من جهة، ونفخر نحن
(يُتْبَعُ)
(/)
السنيين على سائر الفرق من جهة أخرى بأننا وحدنا فقط الذين مَنّ الله عز وجل علينا بمثل هذه الوسيلة التي حفظ الله لنا ديننا، وفاءً بوعد ربنا الذي قال في القرآن الكريم: (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)؛
لنضرب بعض الأمثلة:
الشيعة هؤلاء أعظم كتاب عندهم هو الكتاب المسمى بالكافي للكليني، وهو هنا عدة مجلدات ضخمة،
أولا/ هذا الكتاب أكثره بالتعبير الحديثي السني معاضيل،وأحسنها مراسيل، وأكثرها مقاطيع يعني موقوفة ليس لها علاقة بالرسول عليه السلام،وإنما إما على زين العابدين، أو على الصادق أو ..... أو نحو ذلك من أئمة أهل البيت، فهذه الكتب: أولا: ليست مختصة بأحاديث الرسول فقط،
ثانيا: هذه الكتب،وهذا أهمها عندهم، لأنهم يصرحون بعضهم بأن كتاب الكافي هذا للكليني عند الشيعة بمنزلة صحيح البخاري عند السنة، مع ذلك إذا قابلت هذا الصحيح عند أهل السنة، بذاك الصحيح المزعوم عند الشيعة وجدت فرقا شاسعا بينهما، كما قيل قديما فأين الثريا من الثرى، وأين معاوية من علي؟!! ستجد أحاديث البخاري كلها صحيحة بالأسانيد المتصلة منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أفرادا قليلة انتقدها بعض أهل الحديث، وسَُلّم بصحتها كلها للإمام البخاري إلا أفرادا قليلة منها، أما كتاب الكافي للكليني، فالذين نقحوا وقدموا في بعض الطبعات،صرحوا – ولم أعد أذكر الآن – صرحوا بأن كمية كبيرة جدا جدا من الروايات التي فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن أهل البيت لا تصح!، ومع ذلك فهو عندهم في منزلة صحيح البخاري!!؛
نقابل مثل هذا الكتاب المتعلق بالرواية عن الرسول عليه السلام وعن أهل البيت، فما هي الكتب التي عندهم لمعرفة رجال الشيعة الذين يروون الأحاديث عن الرسول عليه السلام، لهم كتب صغيرة الحجم جدا!!، عبارة عن مجلد واحد أو مجلدين! ثم حين دراستها لا تجد فيها توثيقا صريحا!، ولا تجد هناك أئمة كأئمة أهل السنة الذين نتشبع بالاطلاع على توثيقهم، وعلى تجريحهم كالإمام أحمد، والبخاري، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والرازي،ونحو ذلك ابن حبان، مثل هؤلاء الأئمة لا يوجد عند الشيعة أبدا!، فهم فقراء من الناحيتين: الناحية الأولى: في الوسيلة لمعرفة صحة الحديث وهو السند، والناحية الأخرى: الوسيلة لنقد السند بمعرفة الرجال، فهم فقراء لكل من هاتين الوسيلتين، ولذلك فهم لا يستطيعون أن يؤلفوا، مثلا مثلا أنا الرجل الألباني الذي أصله أعجمي! الآن له سلسلتان: سلسلة الأحاديث الصحيحة، وسلسلة الأحاديث الضعيفة، فإلى الآن عنده هو وحده فضلا عن البخاري ومسلم الذي يتقدمونه نحو من الأحاديث الصحيحة، فأين كتب الشيعة في تمييز الصحيح من الضعيف؟!! لا وجود لمثل هذا إطلاقا!، وإذا تركنا الشيعة جانبا وهم بلا شك والحق يقال هم يأتون بعد أهل السنة من حيث انشغالهم بالعلوم الشرعية والعقلية، ونحو ذلك من بين الفرق الأخرى، فتأخذ مثلا بعدهم يأتي الزيدية، فأين كتب الزيدية؟! أيضا يأتي نفس السؤال السابق أين كتبهم التي تروي الأحاديث عن الرسول عليه السلام؟! كتبهم التي تتحدث عن الرواة وعن مراتبهم في الجرح والتعديل؟! أنا شخصيا إلى الآن لا أعرف كتابا للزيدية في الجرح والتعديل!!، أعرف للشيعة بعض الكتب لكنها لا تروي، ولا تشفي، أما الزيدية إلى الآن لا أعرف لهم كتابا في معرفة رواة كتب الحديث عندهم!، لكن من أعجب الأشياء عندهم كتاب في رواية الأحاديث معتمد عندهم: مسند زيد بن علي، مسند زيد هذا يرويه رجل كذاب عندنا!!، وهم لا يستطيعون دفاعا عنه!، لأنهم فقراء في التراجم إطلاقا، فإذا كان هذا المسند هو عمدة مذهبهم، ولذلك نجد سواء الشيعة أو الزيدية، أنهم يعتمدون على كتبنا نحن أهل السنة! في تأييد ما عندهم من الحق، أما إذا أرادوا أن يؤيدوا ما عندهم من الباطل في وجهة نظرنا فلا يجدون في كتبهم إلا روايات منقطعة! أو مقطوعة! أو نحو ذلك من العلل المعروفة عند أهل الحديث؛
ذاك مثال يتعلق بالشيعة الكافي الذي هو بمنزلة صحيح البخاري!، وهو لا يُوثَق به حتى بالنسبة لبعض المحققين من علماء الشيعة وكُتّابهم في العصر الحاضر!!، وفيه طامات من حيث نسبة علم الغيب إلى أهل البيت!! ونحو ذلك، ولسنا في هذا الصدد الآن، وهذا شأن الذين يأتون بعد الشيعة، من بعد السنة يأتي الشيعة ثم قلنا الزيدية عندهم مسند زيد بن علي ويرويه كذاب عندنا!!؛
نأتي أخيرا إلى مثال ثالث وأخير وهم الخوارج أو الإباضية: أهم كتاب عند الإباضية هو الكتاب المسمى بمسند الربيع بن حبيب الأزدي، وقد ابتدعه بعض متأخريهم مضاهاة منهم لما عند أهل السنة من صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان، هم ما عندهم أي كتاب اسمه صحيح!!، فابتدعوا لهذا الكتاب المعروف قديما وحديثا باسم مسند الربيع بن حبيب فقط!، فسمّوه صحيحا من عندهم، سموه بالصحيح مضاهاة لصحيح البخاري ومسلم ونحو ذلك، هذا الكتاب الذي هو مسند الربيع أو بزعمهم يسمونه بالصحيح!، فنقول هذا الصحيح! معتمد أولا على بعض الشيوخ للربيع بن حبيب غير معروفة تراجمهم،حتى عندهم! تراجمهم غير معروفة!، بل أعجب من هذا بكثير – وبهذا أنا أنهي الكلام عن هذا السؤال – أعجب من هذا العجب!: أن الربيع بن حبيب لا ترجمة له لا عندنا ولا عندهم!!،هذا الذي يروي كتاب صحيح الربيع بن حبيب!!،
لذلك الذي يقول إنه لا يُنكر على الشيعة الاعتماد على كتبهم! الجواب عرفناه بهذا التفصيل، وموجزه: أنه لا يمكن الاعتماد على رواية وقعت فيما مضى تتعلق بالرسول عليه الصلاة والسلام، أو بمن بعده من الصحابة الكرام إلا بطريق الإسناد أولا، ومعرفة الرواة جرحا وتعديلا ثانيا؛
فكل الفرق الإسلامية فقراء من هاتين الوسيلتين، وها هي الأمثلة عرضناها أمامكم، لذلك نقول: الحمد لله أن جعلنا أولا مسلمين ميزنا بذلك على أهل الكتاب أجمعين، ثم جعلنا من أهل السنة من المسلمين حيث إنه لا يوجد عند الفرق الأخرى ما يهتدون به سبيلا!].
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 09:02]ـ
جزيت خيراً على هذا النقل الطيب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 09:45]ـ
جزيت خيراً على هذا النقل الطيب
وإياك أخي الكريم أحمد.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 10:56]ـ
فائدة: مسند زيد بن علي في سنده نصر بن مزاحم الرافضي المتهم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 10:26]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 07:58]ـ
نقل طيب و مفيد جدا
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 08:40]ـ
نقل طيب و مفيد جدا
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
وإياكم أخي الفاضل جمالا.
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[26 - Aug-2009, صباحاً 11:34]ـ
يصرحون بعضهم بأن كتاب الكافي هذا للكليني عند الشيعة بمنزلة صحيح البخاري عند السنة، مع ذلك إذا قابلت هذا الصحيح عند أهل السنة، بذاك الصحيح المزعوم عند الشيعة وجدت فرقا شاسعا بينهما، كما قيل قديما فأين الثريا من الثرى، وأين معاوية من علي؟!!
لم أفهم ما لوَّنته بالأحمر!!(/)
الأصول الثلاثة و أدلتها
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:15]ـ
الأصول الثلاثة وأدلتها - للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1 - 3].
قال الشافعي رحمه الله تعالى: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم).
وقال البخاري رحمه الله تعالى: (باب العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ [محمد:19]. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل).
اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه الثلاث مسائل، والعمل بهن:
الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
والدليل قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً [المزمل:16،15].
الثانية: أن الله لا يرضي أن يُشرك معه أحد في عبادته لا ملَك مقرب ولا نبي مرسل.
والدليل قوله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن:18].
الثالثه: أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب.
والدليل قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22].اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُوِن [الذاريات:56]، ومعنى ِيَعْبُدُوِن يوحدون، وأعظم ما أمر الله به: التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وأعظم ما نهى عنه: الشرك، وهو دعوة غيره معه.
والدليل قوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً [النساء:36].
فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
الأصل الأول: معرفة الرب:
فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
والدليل قوله تعالى: الحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن [الفاتحة:2] وكل من سوى الله عالم، وأن واحد من ذلك العالم.
فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهما.
والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
والرب هو: المعبود.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل قوله تعالى: يَأيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا ربَّكُمُ الذَِّي خَلَقَكُم وَالذِّينَ مِن قَبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ (21) الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرضَ فِرَاشًا وَالسَّمآءَ بِنآءً وَأنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَاَءً فَأخرَجَ بِهِ مِن الثَّمراتِ رِزقًا لّكُم فَلاَ تَجعَلُواْ لَلَّهِ أندَادًا وَأنتُم تَعَلُمونَ [البقرة:22،21].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة).
وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها.
والدليل قوله تعالى: وَأنَّ المَسَاجِد لِلَّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أحَداً [الجن:18].
فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.
والدليل قوله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].
وفي الحديث: {الدعاء مخ العبادة}.
والدليل قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
ودليل الخوف قوله تعالى: فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
ودليل الرجاء قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
ودليل التوكل قوله تعالى: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة:23]، وقوله: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
ودليل الخشية قوله تعالى: فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي [البقرة:150].
ودليل الاستعانة قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1].
ودليل الاستغاثة قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9].
ودليل الذبح قوله تعالى: لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163].
ومن السنة {لعن الله من ذبح لغير الله}.
ودليل النذر قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان:7].
الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام بالإدلة
وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وهو ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وكل مرتبة لها أركان.
المرتبة الأولى:
فأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
فدليل الشهادة قوله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18].
ومعناها: لا معبود بحق إلا الله وحده (لا إله) نافياً ما يعبد من دون الله.
(إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ملكه.
وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:26 - 28].
وقوله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].
(يُتْبَعُ)
(/)
ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128].
ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5].
ودليل الصيام قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ َ [البقرة:183].
ودليل الحج قوله تعالى: ولِلَّهِ عَلَى الناسِ حِجُّ البَيِت مِنَ استَطَاعَ إلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإنَّ الَّلهَ غَني عِن العَالَمِينَ [آل عمران:97].
المرتبة الثانية:
الإيمان: وهو بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.
وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره شره.
والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177].
ودليل القدر قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].
المرتبة الثالثة:
الإحسان: ركن واحد، وهو: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
والدليل قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128]. وقوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الشعراء:217 ـ220]. وقوله تعالى: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ [يونس:61]. والدليل من السنة: حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (بينا نحن جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقا ل: يا محمد أخبرني عن الإسلام. قال: {أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا}. قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: أخبرني عن الإيمان. قال: {أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره} قال: أخبرني عن الإحسان. قال: {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} قال أخبرني عن الساعة. قال: {ما المسؤول عنها بأعلم من السائل}. قال: أخبرني عن أماراتها. قال: {أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان} قال: فمضى. فلبثنا ملياً. فقال: {يا عمر أتدرون من السائل} قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: {هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم}.
الأصل الثالث: معرفة نبيكم عليه الصلاة والسلام
وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم. وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً. نبىء بـ اقْرَأْ وأرسل بـ الْمُدَّثِّرُ. وبلده مكة، بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد. والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
[المدثر:1ـ7].
ومعنى قُمْ فَأَنذِرْ ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ عظمه بالتوحيد وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ أي طهر أعمالك من الشرك وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ الرجز: الأصنام، وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها، أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عرج به إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة.
والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، وهي باقية إلى أن تقوم الساعة: والدليل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً النساء:97 ـ99]. وقوله تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ [العنكبوت:56].
قال البغوي رحمه الله: (سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا، ناداهم الله باسم الإيمان).
والدليل على الهجرة من السنة قوله -صلى الله عليه وسلم-: {لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها}.
فلما استقر في المدينة، أمر ببقية شرائع الإسلام، مثل الزكاة، والصوم، والحج، والأذان، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من شرائع الإسلام. أخذ على هذا عشر سنين، وبعدها توفي، صلاة الله وسلام عليه، ودينه باقٍ.
وهذا دينه لا خير إلا دله الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه، والخير الذي دلها عليه: التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها منه: الشرك وجميع ما يكره الله ويأباه، بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض طاعته على جميع الثقلين: الجن والإنس.
والدليل قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [الأعراف:158]. وكمل الله به الدين.
والدليل قول تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3].
والدليل على موته -صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:31،30].
والناس إذا ماتوا يبعثون، والدليل قوله تعالى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55]. وقوله تعالى: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً [نوح:18،17]. وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم.
والدليل قول تعالى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31]. ومن كذب بالبعث كفر.
والدليل قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]. وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين.
والدليل قوله تعالى: رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165] وأولهم نوح عليه السلام، وآخرهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو خاتم النبيين.
والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ [النساء:163].
وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده، وينهاهم عن عبادة الطاغوت.
والدليل قوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله.
قال ابن القيم رحمه الله: (معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع).
والطواغيت كثيرون، رؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
والدليل قوله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِن الْغَي فَمَن يَكْفُرْ بالطَّاغُوت وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انَفِصَام لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256]. وهذا هو معنى (لا إله إلا الله).
وفي الحديث: {رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله}.
والله أعلم ... تمت الأصول الثلاثة.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركاً اينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:26]ـ
جزاك الله خيراً
وسلمت يداك على هذا النقل البديع
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 11:58]ـ
وجزاك خيراً
غفر الله لك, وأعاذك الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه(/)
الى مستخدمى الانترنت ادخلوا بسرعة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 01:57]ـ
ماذا عن اكتساب المعرفة في هذا المجال؟ هل الحركة الثقافية العربية قد شذت هذه المرة عن عادتها، و استطاعت أن تواكب التطور في هذا الجانب و تنتج لنا عشرات الكتب؟ أم أن أبو طبيع ما يغير طبعه!
ماذا عن مجال صناعة الإبداع في المواقع الألكترونية و المنتديات؟ هل هي محصورة في الألوان و صور البانارات و التواقيع؟ أم أن هناك ما يستلزم توسيع الأفق في هذا الجانب. و بعدين وش قصة اليوتيوب هذا الذي ظهر فجأة، و أصبح حديث الناس، لماذا لم يظهر من زمان؟ أليست فكرته بسيطة!
إلى غير هذا من التساؤلات الكثيرة
إذا كان المشهد ضبابيا لهذه الدرجة أمام العربي، كيف يمكن أن يتحرك حينها في المستقبل؟ هل سيكون مجرد مستهلك لهذه المنتجات بلا خيار؟ أم أنه سيكون قادرا على إبداع ذلك النموذج الذي يحقق رضاه و غايته؟ هل انتهت مصادر المعرفة، و آن وقت الانسحاب؟
و عند ضيف الفضاء الحل
إدارة فضاء الفضائيات إدراكا منها بحجم الأزمة، حاولت البحث عن تلك الشخصيات العربية ذات الكفاءة العالية التي أثبتت نجاحها في فهم منطق الإعلام الجديد و في القدرة على استقراء مستقبله، و إدارة المشاريع الكبيرة فيه من أجل تعويض شيء من النقص الذي حيرنا كثيرا. و كان يتحتم علينا التنقيب عن أشهر المواقع العربية و أكثرها تطورا و فاعلية، بغض النظر عن طبيعة المادة التي تقدهما.
و لم نجد شخصية إعلامية أثبتت كفاءتها المعرفية و العملية مثل الدكتور عمار بكار، رئيس تحرير موقع العربية نت. و قد كان من القلة القليلة في العالم العربي الذين تعرضوا في مقالاتهم الأسبوعية إلى الحديث عن الإعلام الإلكتروني و المجتمع الافتراضي، و قد كان له فيها تحليلات رائعة لأنماط التفاعل العربية مقارنة بكثير من المؤسسات الغربية الضخمة، و هو بذلك يحاول صناعة الوعي حتى يحتل العالم العربي "افتراضيا" مرتبة أكثر تقدما من المرتبة التي حققها على ارض الواقع.
و الذين يبحثون عن الأسئلة الأيدلوجية، فإنهم قد وقعوا على الشخص غير المناسب، لأنها خارج مجال اهتمامه و تخصصه. أما من يبحث عن المعرفة المحايدة المتعلقة بالإعلام الألكتروني، و ثقافة المجتمع الافتراضي، و إلية التفاعل الإيجابي، و التغيرات المحورية، و استشراف المستقبل، فأزعم أنهم أمام فرصة نادرة، يمكن أن تكون منطلقا لصياغة مشاريعهم الخاصة، وفق أيدلوجيتهم التي يؤمنون بها، و التي ستزيد من مستوى الإيجابية في تفاعلهم.
بطاقة تعرفية عن الحياة المعرفية و العملية للدكتور عمار بكار:
· دكتوراه من جامعة أوكلاهوما الأمريكية وكانت رسالة الماجستير مركزة حول استخدام الإنترنت في الحملات الانتخابية بينما رسالة الدكتوراه تدور حول إدارة الإبداع في المؤسسات الإعلامية، وأعدها تحت إشراف بروفسور شهير يسمي في أمريكا بالأب الروحي للإبداع
· بدأ في الكتابة حول الإنترنت منذ عام 1996م في عمود أسبوعي بجريدة المسلمون، ولما أغلقت المسلمون استمر في الكتابة في هذا المجال في مجلة اليمامة، وقدم برنامجا لمدة سنة باسم "سيليكون" ناقش فيه قضايا الإنترنت عبر إذاعة راديو إم بي سي.
· رئيس تحرير موقع العربية. نت حاليا، كما يرأس تحرير موقع الأسواق. نت وخدمة جوال العربية، كما يشرف على خدمات الجوال الخاصة بمجموعة إم بي سي
· مؤسس موقع باب، و هو من أوائل المواقع الإخبارية العربية عام 2000.
· من مؤلفاته كتاب: "الحادي عشر من سبتمبر: وجهة نظر عربية"
· أنتج فيلما وثائقيا بعنوان "الإسلام الحق" فاز بالمركز الأول في مهرجان متخصص بيروت
· له عمود أسبوعي على جريدة الإقتصادية من عام 2003 و حتى الآن، وصفحة أسبوعية بمجلة المرأة اليوم، وكاتب دائم في مجلة المعرفة
· عمل أستاذا متعاونا في الجامعة الأمريكية في الشارقة حتى آخر عام 2006
· عمل مستشارا إعلاميا في الكثير من المنظمات الحكومية و الخاصة و التطوعية في السعودية
· شارك في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية حول الإعلام الإلكتروني وحول الإبداع
· عضو في الجمعية السعودية للإعلام و الإتصالات.
من مقالاته:
ولاية فلوريدا تحول نفسها إلى موقع إنترنت!
http://www.alarabiya.net/views/2007/07/23/36947.html
أفلام البلوتوث و"اليوتيوب" .. مقدمة لتغير عالمي
http://www.alarabiya.net/views/2007/05/28/34911.html
المدونات (البلوجز) ومواقع التعارف: من أين يأتي المال؟
http://www.alarabiya.net/views/2007/05/21/34657.html
ثورة الجوّال ستأتي والتأخر من شركات الاتصالات
http://www.alarabiya.net/views/2007/02/19/31835.html
و في الختام أشكر لأبي رضوان تنسيقه هذا الحوار مع ضيفنا الكريم،
و أتمنى منكم تفاعلا بعكس وعيكم بهذه القضية
(1) بقلم
علي الحمدان
ادخل بعد ذلك منتدى فضاء الفضائيات ثم ضيف ولقاء ثم الدكتور عمار بكار وثقافة الاعلام الالكترونى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 08:24]ـ
ماذا عن مجال صناعة الإبداع في المواقع الألكترونية و المنتديات؟ هل هي محصورة في الألوان و صور البانارات و التواقيع؟ أم أن هناك ما يستلزم توسيع الأفق في هذا الجانب. و بعدين وش قصة اليوتيوب هذا الذي ظهر فجأة، و أصبح حديث الناس، لماذا لم يظهر من زمان؟ أليست فكرته بسيطة!
ال W3b Designing يدعي البعض معرفتها ... ولكن للأسف تجد بأن معرفتهم تنحصر فيما ذكرت من أمور تافهة
شبكة الانترنت نعمة لم يحسن العديد استغلالها ... وهي مهمشة في العالم العربي
الأخ خالد المرسي شكرا لك على الموضوع , فعرفت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها من خلال مجموعة الروابط
ـ[الرأي الآخر]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:38]ـ
الموضوع رائع فعلا ويجب الاهتمام بهذه المشاركة أكثر من قبل جميع أعضاء المنتدى ...
مشكلة العرب كما تفضلت الأخت "جمانة" أنهم لا يعرفون من التكنولوجيا إلا القشور مما يزيدهم جهلا ...
شكرا يا "خالد المرسي".
ـ[الشاطبي الصغير]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 10:05]ـ
هل يستحق شخص يشرف على موقع العربية بكل مساوئه التي يندى لها الجبين، ويشرف على جوال Mbc أن يمدح لك هذا المدح، وأن يفخم كل هذا التفخيم ... أين ذهب الدكتور عبدالقادر الفتنوخ , والدكتور النابغة الذي أذهل اللأمريكان خالد الغنيم، وغيرهم من أساطين الانترنت في بلادنا ... نعم عمار بكار متخصص .. ولكن الاطراء هنا تجاوز الحد .. كما أن في بعض العبارات فيها ما فيها كالطرح الأيدلوجي .. هل حرص الناس على العفة والطرح الصحيح الناضج المستمد من الإسلام صار أيدلوجياً!!
موقع الألوكة موقوع علمي ولا أظن المشرفين يقرون بروابط على موقع العربية بكل ما فيه من مصائب ...
هذه وجهة نظري لكم أن ترفضوه ..(/)
مسألة في دار الإسلام ودار الكفر؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 02:37]ـ
قال ابن القيم في أحكام اهل الذمة:
دار الإسلام هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها احكام الإسلام.
السؤال لو حصل في هذه الدار تغيير في بعض احكام الإسلام؟ فهل تبقى دار اسلام؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 06:47]ـ
الضابط بين دار الحرب ودار الإسلام
هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها العلماء , وسبب ذلك أن هذه المسألة لايوجد بها نص قاطع, وإنما هي أفهام للعلماء لنصوص مجملة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهي من المسائل النازلة بعد عهد الصحابة والتابعين.
قال الدكتور عباس أحمد الباز في كتابه أحكام المال الحرام: والذي يبدو أن الأساس الذي قام عليه تقسيم الأقاليم إلى دار إسلام ودار كفر أو حرب هو أساس اجتهادي لا نصي حيث لم يرد بهذا التقسيم قرآن كريم , ولا حديث شريف إلا إشارات غير مباشرة وردت في بعض الأحاديث.
أحكام المال الحرام (195)
والذي يظهر من كلام بعض المحققين أن الاعتبار بظهور الكلمة وظهور شعائر الإسلام.
جاء في حاشية الدسوقي على مختصر خليل: لأن بلاد الإسلام لاتصير دار حرب بأخذ الكفار لها بالقهر ما دامت شعائر الإسلام قائمة فيها.
وقال: لأن بلاد الإسلام لا تصير دار حرب بمجرد استيلائهم عليها بل حتى تنقطع إقامة شعائر الإسلام عنها , وأما مادامت شعائر الإسلام أو غالبها قائمة فلا تصير دار حرب.
حاشية الدسوقي (2|188)
وقال الشوكاني رحمه الله: ودار الإسلام ما ظهرت فيه الشهادتان والصلاة , ولم تظهر فيها خصلة كفرية , ولو تأويلا إلا بجوار , وإلا فدار كفر ....
أقول: الاعتبار بظهور الكلمة؛ فإن كانت الأوامر والنواهي في الدار لأهل الإسلام بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره إلا لكونه مأذونا له بذلك من أهل الإسلام؛ فهذه دار إسلام , ولا يضر ظهور الخصال الكفرية فيها لأنها لم تظهر بقوة الكفار, ولا بصولتهم كما هو مشاهد في أهل الذمة من اليهود والنصارى والمعاهدين الساكنين في المدائن الإسلامية, وإذا كان الأمر العكس فالدار بالعكس.
السيل الجرار (4|575)
وقال أيضا: وإلحاق دار الإسلام بدار الكفر بمجرد وقوع المعاصي فيها على وجه الظهور ليس بمناسب لعلم الرواية ولا لعلم الدراية.
نيل الأوطار (8|179)
على أنه يمكن أن يجتمع في الدار , وفي الشخص كفر وإيمان وفسق وإسلام كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فقد سئل رحمه الله
عن بلد ماردين هل هى بلد حرب أم بلد سلم , وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة الى بلاد الإسلام أم لا, وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد اعداء المسلمين بنفسه أو ماله هل يأثم فى ذلك وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟
فأجاب: الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا فى ماردين أو غيرها , وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه والا استحبت ولم تجب ...
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه , ويقاتل الخارج عن شريعة الاسلام بما يستحقه.
مجموع الفتاوى (28|240)
وقال شيخ الإسلام: فإذا تبين ذلك فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل؛ فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جهال, وإنما يفعله جاهل , وكذلك كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهي جاهلية , وتلك كانت الجاهلية العامة.
فأما بعد ما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فالجاهلية المطلقة قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار, وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه يكون في جاهلية , وإن كان في دار الإسلام؛ فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجاهلية المقيدة قد تقوم في بعض ديار المسلمين , وفي كثير من المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتي من أمر الجاهلية, وقال لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ونحو ذلك.
اقتضاء الصراط المستقيم (79)
وهذا القول بأنه يجتمع في الدار كفر وإسلام قال به أيضا الشيخ الفوزان كما في فتاويه.
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 07:48]ـ
من المعلوم أنَّ كون الأرض دار كفرٍ، ودار إيمانٍ، أو دار فاسقين ليست صفةً لازمةً لها، بل هي صفةٌ عارضةٌ، بحسب سُكَّانها، فكُلُّ أرضٍ سُكَّانُها المؤمنون المتَّقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت، وكُلُّ أرضٍ سُكَّانُها الكُفَّار فهي دار كفرٍ في ذلك الوقت، وكُلُّ أرضٍ سُكَّانها الفُسَّاق فهي دار فُسُوقٍ في ذلك الوقت فإن سكَّانها غير ما ذكرنا، فإنْ تبدَّلَت بغيرهم فهي دارُهم.
وقد قال الله ? عن مكَّة لمَّا كانت دار كفرٍ: ?وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ? [النَّحل:112].
فوصفها الله بأنَّها كَفَرَت بأنعم الله ()، مع كون مكَّة ما زالت في نفسها خيرَ أرض الله، وأحبَّ أرض الله إليه، وإنَّما أراد سكَّانَها.
- وفي حديث عبد الله بن عديِّ بن الحمراءِ الزُّهري ? قال: رأيتُ رسول الله ? وهو على ناقته واقفٌ بِالْحَزْوَرَةِ ()، يَقولُ: ((وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَاللهِ لَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ())).
? فبيَّن ? أنَّها أحبُّ أرضِ الله إلى اللهِ ورسولهِ، مع كون مقامه بالمدينة، ومقام من مَعَه من المؤمنين أفضل من مقامهم بمكَّة؛ لأجل أنَّها دار هجرتهم.
? ولهذا كان أفضل الأرض في حقِّ كُلِّ إنسانٍ أرضًا يكون فيها أطوعَ لله ورسوله ?، وهذا يختلف باختلاف الأحوال، ولا تتعيَّن أرض يكون مقام الإنسان فيها أفضل، وإنَّما يكون الأفضل في حقِّ كُلِّ إنسانٍ بحسب التَّقوى والطَّاعة والخشوع والخضوع والحضور.
? وقد كتب أبوالدَّرداء ? إلى سلمان الفارسيِّ ?: "هَلُمَّ إلى الأرض المقدَّسة"، فكَتَب إليه سلمان ?: "إنَّ الأرض لا تقدِّس أحدًا وإنَّما يقدِّس العبْدَ عملُهُ () ".
? وقال الله تعالى لموسى ? عن بلاد الشَّام ومصْر (): ?سَأُرِيْكِمْ دَارَ الفَاسِقِيْنَ? [الأعراف:145]، وهي الدَّار التى كان بها أولئك العَمَالقة، ثمَّ صارت بعد هذا دار المؤمنين، وهي الدَّار التي دلَّ عليها القرآن من الأرض المقدَّسة، وأرض مصْر التي أورثها الله ? بني إسرائيل.
? والمقصود أنَّ أحوال البِلاد كأحوال العِباد، فكما يكون الرجل تارةً مسلمًا وتارةً كافرًا، وتارةً مؤمنًا وتارةً منافقًا، وتارةً بَرًّا تقيًّا، وتارةً فاسِقًا، وتارةً فاجِرًا شَقِيًّا =وهكذا المساكن، فإنَّها تكون بحسب سُكَّانها.
/// يُنظر: مجموع فتاوى ابن تيميَّة (18/ 281 - 284).
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 06:07]ـ
السؤال لو حصل في هذه الدار تغيير في بعض احكام الإسلام؟ فهل تبقى دار اسلام؟
على هذا فالديار اليوم دار كفر لأنه مامن بلد إلا ويحكم فيه بغير الشريعة ولو في بعض القضايا .. وعلى هذا فلا نلوم الخوارج اليوم .. ومن الطرائف أن أحدهم كان يفتي بأن كل الديار - التي نسميها دار إسلام - دار كفر .. فلما اعترض عليه بقول النبي (ص) (لاهجرة بعد الفتح) استدرك المسكين فقال إلا مكة والمدينة .. فقاتل الله الهوى.(/)
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -: بين: ابن سند .. و عدنان زهار
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 05:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مهمات الباحث من باعثي كتب التراث أن يتقي الله في عمله في أمور كثيرة؛ من أهمها في نظري - بعد إخلاص النية – تنبيهه على المخالفات الشرعية التي قد توجد في تلك الكتب، سواء كانت علمية، أو وقوع في جور، أو غير ذلك. فبهذا يبرئ الباحث ذمته، وينجو من تحمل وزر السكوت أو تأييد المنكر.
وفي هذا الوقت الذي تقارب فيه الزمان والمكان، وتجلت فيه الحقائق، وانكشفت الأمور، لا عذر للباحث إذا غالط أو شوّه الحق، أو بهت الآخرين بما ليس فيهم، لأنه يأتي ذلك عن علم لا غبش فيه، بعد أن تيسرت وسائله – كما سبق -.
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية قد طالها منذ أن جهر بها ظلمٌ عظيم، تواطأ عليه الكفار وأهل البدع – للأسف -، مشوهين صورتها، (تجد نماذج من ذلك في كتاب دعاوى المناوئين للدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف – حفظه الله -). يقول المحامي عباس العزاوي في كتابه " ذكرى أبي الثناء الألوسي " (ص 37) – متحدثًا عن الشيخ محمد -: " أما الدولة العثمانية فإنها حاذرت من تأثيره على بلاد العرب خارج نجد، فأغرت العلماء في الرد عليه، والطعن في أهله، فاختلقوا عليهم ما شاؤا، ونبزوا مذهبهم بما أرادوا، وهذا لم يمنع الكثير من العلماء أن يناصروه ويؤيدوه في الخفاء ".
*والحق أن دعوته – رحمه الله - هي دعوة التوحيد التي تريد للمسلمين: العزة؛ بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وبتصفية مجتمعاتهم من المخالفات الشرعية.، وقد أراد الله – وله الحمد وحده – إظهارها ونصرها في هذا الزمان، وإماتة جهود أعدائها، وتيسير انتشارها بين المسلمين، ومعرفتهم لحقيقتها، من خلال تراثها وبلادها، وهذا مما يُفرح العقلاء منهم خاصة، ممن أدركوا أنها دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ لأنهم يعلمون أنها وسيلتهم " دينيًا " إلى إعادة مجد الأمة، والخروج من نفق الاستضعاف والذل.
فلاعذر بعد اليوم – في ظل تيسر الحصول على المعلومات -* أن يردد باحث ما قاله المناويؤن لها دون بينة، وإلا كان من الظالمين الباهتين، الذين قال الله فيهم: (وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِين).
مادعاني لكتابة ما سبق: وقوفي على تعليقين للأستاذ عدنان زُهار – هداه الله -، أيد فيهما كلام أعدائها عنها، وذلك في تعليقاته على كتب أحمد الغماري، التي كان الدين والإنصاف يدعوانه إلى نشر ما فيها من فوائد، مع التعليق على مخالفاته – المتنوعة -، وعدم غش الأمة بالسكوت عنها، فضلا عن تأييدها.
1 - قال الغماري في كتابه " الأجوبة الصارفة " (ص 56) – متحدثًا عن عرب الجزيرة -: (وأيضًا فقد وجد فيهم مع هذا المبتدعة (يقصد القرامطة!) الذين خرجوا عن الحق وفارقوا الدين، وسرقوا منه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم قتلاً ونهباً وظلماً، وامتدت أيديهم إلى حرم الله تعالى، حتى هتكوا حرمة الكعبة وأخذوا الحجر الأسود، إلى غير ذلك من التاريخ الأسود، الذي شوه وجه الإسلام، ولا يزال ذلك فيهم إلى يومنا، فقد ظهر في أواخر القرن الثاني عشر في جزيرة العرب قرن الشيطان النجدي، ونشر مذهبه الخارجي، وكفر المسلمين وعاث في الأرض فساداً ونهب وسفك الدم الحرام وهتك حرمات الحرمين الشريفين، إلى أن كان تطهيرها منه على يد العجم حكام مصر الأتراك، ثم أعادوا الكرة في هذه المائة وعاثوا فساداً وسفكوا الدماء وأهانوا الحرمين الشريفين، وملؤوها فسقاً وفجوراً كما هو معروف من سيرتهم، ولا يزالون بالحجاز - طهره الله منهم-)!!
فماذا قال الزهار عن هذا الكذب والبهتان؟ هل تُراه رجع إلى كتب الشيخ وتلاميذه، أو الكتب التي بينت تاريخ الدعوة، وحقيقتها – وهي في متناول يده إن أراد – ليتثبت؟
للأسف لم يفعل هذا .. إنما ذهب يؤيد أكاذيب الغماري بتعليق يقول فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قد كان حصل هذا على أيدي الوهابية، وهذا الذي ذكر المؤلف - رحمه الله - بعض من كثر (هكذا) أنواع الفساد الذي جاهد له بعض دعاة السلفية في بلاد الحجاز، ولسنا نتهم بالخيانة والإفساد .. محمد بن عبدالوهاب؛ لأننا نعتقد أنه ممن كذب عليه ونسب إليه ما لم يقل وما لم يفعل، وإن كنا نرى أنه ممن أفرط في حركته الإصلاحية بهدم قبور أضرحة الصحابة والتابعين وأولياء هذه الأمة)!!
تأمل: (قد كان حصل هذا)!! و (أنواع الفساد)!! *
تأكيد وتكثير!
ولم يبين (أنواع الفساد). هل هو مايسميه " هدم قبور الصحابة " – بهذا التهويل العاطفي -؟
ولو كان منصفًا لقال: " هدم ما بني على قبور الصحابة ". وهذا مما يُشكرون عليه ويؤجرون؛ لأنه تنفيذٌ لوصية وأوامر محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن الأدلة الصحيحة تخفاه. من أهمها قوله صلى الله عليه وسلم لعلي – رضي الله عنه -: " " لا تدع صورة إلاَّ طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلاَّ سويته " رواه مسلم في صحيحه.وللمزيد ينظر هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=110
أما مذهبهم في التكفير، فليت الزهار تعرف عليه، وتأمله تأمل منصف وطالب حق، قبل أن يخط ما خط، ويجد على هذا الرابط:
http://saaid.net/monawein/sh/11.htm
وهذا:
http://saaid.net/monawein/sh/2.htm
- أما سيرتهم أثناء دخولهم الحرمين، فقد أفصح عنها الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله -، في رسالته التي كتبها *سنة 1218هـ بعد دخوله والإمام سعود بن عبدالعزيز مكة، كتبها إجابة منه لمن سألة عما يعتقدونه ويدينون الله به، وبياناً لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومنهجهم في الدعوة والأمر بالمعروف. قال – من ضمنها -: " .. ثم رُفعت المكوس والرسوم، وكُسرت آلات التنباك، ونودي بتحريمه، وأحرقت أماكن الحشاشين، والمشهورين بالفجور، ونودي بالمواضبة على الصلوات في الجماعات، وعدم التفرق في ذلك، بأن يجتمعوا في كل صلاة على إمام واحد، واجتمعت الكلمة حينئذ، وعُبد الله وحده، وحصلت الألفة، وسقطت الكلفة، واستتب الأمر من دون سفك دم، ولا هتك عرض، ولا مشقة على أحد، والحمد لله رب العالمين ". (تجدها كاملة في كتاب: الدرر السنية 1/ 222 - 242، وهي مهمة جدًا لما فيها من حقائق وتفصيلات وإقرارات من علماء مكة حين ذاك).
فهل ما سبق من الإفساد، أو الإصلاح؟
هداه الله، ووفقه لما يُحب ويرضى، وألزمه العدل والإنصاف.
*
2 - قال الغماري في مقدمة رسالته " الزواجر المقلقة ": " أما بعد، فإن بعض الجهلة البلداء ممن ينتمي إلى مذهب القرنيين الخوارج أنكر التداوي بالصدقة والاستشفاء بها "!
فعلق عدنان: " عادة ما كان المؤلف ينعت بعض خصومه بالقرنيين والخوارج، إشارة بالأولى إلى حديث ابن عمر قال: "استند النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فقال: "إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان" وزاد بعضهم: وهو مستقبل المشرق. وفي رواية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجد، قال منها يطلع قرن الشيطان". وغيرها من الأحاديث. وكان يرى أن محمد بن عبدالوهاب النجدي ومن تبعه هو المقصود بقرن الشيطان فسماهم قرنيين. وأشار بالخوارج إلى كون هؤلاء من أكثر الناس استباحة لتكفير المسلمين بأدنى ذنب أو حتى شبهة، وهو ما عرف عن الخوارج الذين كفروا حتى علياً عليه السلام. ومذهب القرنيين لا زال إلى اليوم يحكم على أغلب الأمة بالكفر والفسق والشرك، وأخفهم حكماً من يبدع السواد الأعظم من المسلمين، والله حسبنا ونعم الوكيل "!!
قلتُ: صدقتَ! فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يفتري على غيره، ويذمهم بما ليس فيهم، وتجد جواب كلامك حول حديث قرن الشيطان على الرابط قبل السابق. وأما التكفير فقد سبق.
أسأل الله الهداية للأستاذ عدنان، وأن يجعله من أنصار دينه، فيما يُحقق أو يكتب، فإن تكن الأخرى، فيكون منصفًا، ممتثلا لقوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوى). وإذا ما استشكل أمرًا، فليسأل وليسترشد، قبل أن يتبنى الخطأ أو يؤيده.
أحد المناوئين للدعوة يُنصفها، ويعترف بالواقع
هو الشيخ عثمان بن سند (ت 1250)، الذي عاصر الدعوة، وناوأها، لكنه ما ارتضى أن يُغالط ما يراه على أرض الواقع من حسناتها، لذا قال في كتابه " مطالع السعود " - بعدما انتقد الدعوة -:
" ومن محاسن الوهابيين أنهم أماتوا البدع. ومن محاسنهم أنهم أمّنوا البلاد التي ملكوها، وصار كل ما صار تحت حكمهم من هذه البراري والقفار يسلكها الرجل وحده على حمار، بلا خفر، خصوصًا بين الحرمين الشريفين. ومنعوا غزو الأعراب بعضهم على بعض، وصار جميع العرب – على اختلاف قبائلهم – من حضرموت إلى الشام – كأنهم إخوان، أولاد رجل واحد وهذا بسبب قسوتهم في تأديب السارق والقاتل والناهب، إلى أن عُدم هذا الشر في زمان ابن سعود، وانتقلت أخلاق الأعراب من التوحش إلى الإنسانية، وتجد في بعض الأراضي المخصبة، هذا بيت عنزي، وبجنبه بيت عتيبي، وبقربه بيت حربي، وكلهم يرتعون كأنهم إخوان ". (ص 80 - 81 من مختصره للحلواني).
أما في زمننا الحاضر، فبإمكان الأستاذ الزهار زيارة الحرمين، لمعرفة ما بُذل لأجلهما، وما ينعم به أهلهما من أمن، ورغد عيش، وظهور للسنة، وإماتة للبدعة، وهذا مما يغتبط له كل محب للإسلام الذي ارتضاه الله دينا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمته، ولله الفضل وحده.
(كتاب: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ)
http://saaid.net/monawein/index.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 06:42]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ سليمان الخراشي
فإن من سنة الله في الأرض أن يبتلي المصلحين والمجددين بالخصوم والأعداء والحسدة, وهذا حال الأنبياء والرسل مع أقوامهم؛ فنبينا محمداً صلى الله عليه وسلم قالوا عنه ساحر ومجنون وغير ذلك, وهكذا كانت دعوة الرسل والأنبياء من قبل؛ كما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: ((يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم! قال: نعم. لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي)) ((.
وبالتالي ليس من المستغرب أن تلاقى هذه الدعوة الإصلاحية بمثل هذا العداء.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:42]ـ
سبحان الله ... كنت أظن أن العداء للدعوة الوهابية المباركة قد خبت وانتهى خجلاً!
لكن يبدو أن الشيطان لا يزال يوسوس للجهلة.
اللهم إهدهم.
وبهذه المناسبة أسأل عن كتاب كتبه بعض الجهلة المصريين ممن يحارب دعوة التوحيد المباركة واسم الكتاب (الرد على الظاهرية والوهابية) .. أو اسم الكتاب قريب من هذا ...
أسأل هل يوجد هذا الكتاب للتحميل على الشبكة؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 07:16]ـ
الأخوين الكريمين: عبدالباسط وأبا الفضل: شكرًا لمروركما ..
ـ[حفيد عثمان بن سند]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 02:02]ـ
للعلم فقط ....
العلامة الشيخ عثمان بن سند الوائلي
ولد في جزيرة فيلكا وبالتحديد في إحدى قراها القديمه وتدعى (الدشت) عام 1180هـ - 1766م ونشأ فيها، ولكن لم تطل إقامته في الجزيره حيث هاجر مع والده إلى مدينة الأحساء حيث تلقى تعليمه على بعض علمائها، بعد ذلك انتقل إلى نجد والبحرين للقاء كبار العلماء والأخذ عنهم.
وبعد عدّة سنوات عاد إلى مدينة الكويت والتي كانت تسمّى في ذلك الوقت (القرين)، ودرس على يد قاضيها الأول الشيخ / محمد بن فيروز، كما تتلمذ على يد أحد الشيوخ من آل الشارخ، وكان يتردّد خلال رحلاته هذه على جزيرة فيلكا ويحل ضيفاً على أقاربه فيها، وقد حدّثني أحد أبناء عمومته في الجزيره ويدعى عثمان سند وذلك في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وكان قد جاوز الثمانين من عمره، قال: حدّثني جدي أن أحد أقاربنا وهو شيخ علم اسمه الشيخ / عثمان بن سند، ولد في قرية الدشت القديمه كان يحضر إلى الجزيره، وأحياناً يؤم المصلّين في مسجد قرية الدشت، وله مكتبه كنّا نحتفظ بها عندنا.
وفي عام 1220هـ استقر ابن سند في مدينة البصره، وأسّس مدرسه فيها كما كان يؤم المصلّين في أحد مساجدها الكبيره، كما كان له اتصال بالحكام والوجهاء، فذاع صيته فيها ووصل إلى مدن أخرى في العراق وبخاصّه العاصمه بغداد، وكان واليها في ذلك الوقت داود باشا الذي عُرف عنه حبّه للعلم وإكرامه للعلماء، فأرسل في طلبه وأكرمه وأنزله في دار خاصّه، وأتاح له كل السبل للإتصال بعلماء بغداد ومحاورتهم والأخذ منهم.
واقترح عليه بعد ذلك أن يدوّن كتاباً عن الأحداث المهمّه التي حصلت في بداية حكمه على أن يتضمّن أيضاً سيرته أي داود باشا والعلماء الذين عاشوا في عصره.
فأكب الشيخ / عثمان بن سند .. على تدوين هذا الكتاب، وبعد أن انتهى منه سمّاه: (مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود)، وهو أشهر كتبه وأكبرها وقد ضمنه معظم شعره، وتوجد منه نسخ خطيّه في كل من بغداد وألمانيا، وقد طبع في بغداد، ولهذا الكتاب مختصر كتبه أمين الحلواني وطبع في القاهره عام 1951م.
ومن مؤلفاته المعروفه والمطبوعه: كتاب سبائك العسجد في حياة الشيخ / أحمد بن رزق الأسعد، وهو من رجالات الكويت الأوائل، وإليه تنسب منطقة أم قصر حيث بنى فيها قصراً لإقامته.
ولابن سند الكثير من المؤلفات جاوزت الأربعين في التاريخ واللغه والفقه والأعلام وله كثير من الشعر، توفي في بغداد في شهر شوال عام 1242هـ.
المصدر: كتاب / جزيرة فيلكا .. أشهر الجزر الكويتيّه - الطبعه الأولى 2006م، المؤلف / خالد سالم محمد.
ـ[المديني]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:49]ـ
بوركت يا شيخ على جهودك جزاك الله خيرا
ـ[حفيد عثمان بن سند]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 09:54]ـ
عندي موضوع اكبر عن الشيخ راح اكتبه في وقت ثاني .......(/)
نصيحة ودعوة للبابوات إلى الإسلام للشيخ ربيع بن هادي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 08:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة ودعوة للبابوات إلى الإسلام
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فقد أذيع وأشيع في وسائل الإعلام من إذاعات وصحف ومواقع فضائية بأن بابا الفاتيكان – بنديكت السادس عشر- قد طعن في الإسلام ورسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ووصفه ورسالته بالشر ومجافاة العقل! وهذا أمر عجيب ومذهل ومصادم للمنطق والعقل ولحقيقة الإسلام الناصعة ذلكم الإسلام الذي أخرج الله به البشرية من الظلمات إلى النور ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام الذي شهد به عقلاء الأعداء ولا أطيل في مدح الإسلام ورسول الإسلام فإنه قد امتلأت به الدنيا وزخرت به المكتبات واختصر فأقول:
إن محمدًا رسول الله حقًا وصدقا أرسله الله رحمة للعالمين.
أرسله بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وسراجاً منيراً.
جاء باحترام الأنبياء وكتبهم, بل جاء بحبهم والإيمان بهم وبكتبهم.
قال تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}. (البقرة 285)
وقال تعالى آمراً محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. (البقرة 136)
وقال تعالى {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. (آل عمران 84).
جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل والإحسان ناهياً عن الفحشاء والمنكر والبغي {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. (النحل 90)
جاء بالجهاد لإعلاء كلمة الله وللقضاء على الكفر والشرك والفساد.
وقد سبقه إلى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام وأنبياء بني إسرائيل من بعده.
وجاء بشرعية القصاص والحدود لحفظ الدين والأنفس والأعراض والأموال.
وقد سبقه إلى ذلك موسى وأنبياء بني إسرائيل من بعده, وذلك خير وإحسان وحفظ للأعراض والأموال .. الخ. ولإشاعة الأمن والأمان وجلب المصالح ودرء المفاسد.
ولا يصف محمداً ورسالته بالشر إلا كاذب كَفََّّار طاعن في موسى ورسالته وطاعن في الأنبياء بعده الذين كانوا يحكمون بالتوراة.
قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ. وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. (المائدة 44 - 45).
وقال تعالى {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. (المائدة 47)
وقد كفر اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل فلم يعملوا بما فيهما من عقائد وأحكام.
وكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي جاء مصدقاً للأنبياء وكتبهم ومنها التوراة والإنجيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
كفروا بمحمد وما تضمنته رسالته من تصديق للأنبياء جميعاً وتصديق لما في التوراة والإنجيل وما فيهما من عقائد وأحكام إلا ما نسخه الإسلام.
وحاربوه أشد الحرب ولا سيما أحبارهم ورهبانهم وبابواتهم كبراً وبطراً وحسداً وبغياً بعد أن حرفوا كتبهم وتلاعبوا بنصوصها وحولوا ما فيها من عقائد وتوحيد وإيمان إلى شرك وكفران وعطلوا ما فيها من أحكام!!
فإذا كان هذا موقفهم من كتبهم التي يدَّعون الإيمان بها فكيف يصعب عليهم الكفر بمحمد وبما جاء به من قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!
يا أهل الكتاب توبوا إلى الله توبة نصوحا واتبعوا محمداً الذي بشرت به كتبكم وبشر به عيسى عليه الصلاة والسلام حيث قال {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}. (الصف 6).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. (آل عمران 64)
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران 71).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. (آل عمران 99)
يا من يُسمَّى ببابا الفاتيكان أَسْلِم تَسْلِم يؤتك الله الأجر مرتين فإن أبيت فإنما عليك إثم أتباعك من النصارى الأوربيين وغير الأوربيين.
أسلم وليسلم أهل ملتك, يدخلكم الله جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين, أتباع الرسل الصادقين. آمِنْ بهذا القرآن العظيم الذي هيمن على كل الرسالات وجاء بالعقائد الصحيحة والأحكام العادلة التي تؤيدها العقول الراجحة والفطر السليمة.
آمن أنت وأتباعك بهذا القرآن الذي تضمن ما ذكرت لكم وبلغ مرتبة من الإعجاز لا يلحقه إعجاز مادي ولا معنوي.
تحدّى الله الجن والإنس أن يأتوا بمثله فعجزوا أن يأتوا بمثله, بل عجزوا أن يأتوا بعشر سور من مثله بل عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله.
عجزوا وعجزوا وعجزوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
وفي هذا وحده ما يدعوا البابوات وأتباعهم إلى الإيمان لو كان عندهم حظ من العقل والتعقل والإدراك والإنصاف.
أسلموا أيها البابوات تسلموا وتغنموا جنة عرضها السماوات والأرض, وإلا فأيقنوا بالعذاب الشديد الخالد من نار أعدها الله للكافرين, حرها شديد, وقعرها بعيد, قال تعالى في القرآن العظيم وكتابه الحكيم {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالاً وَسَعِيراً}. (الإنسان 4).
وقال تعالى في كتابه العظيم {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً. إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا}. (المزمل 11 - 14).
أيها البابوات لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور, واعلموا أن أسلافكم قد حرفوا كتبكم وأفسدوا ملتكم وجعلوا من البشر آلهةً من دون الله وادعوا أن عيسى ابن الله أو ثالث ثلاثة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قال الله في كتابه الخالد المعجز المحفوظ من التحريف والتبديل {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}.
وقال تعالى في هذا الكتاب العظيم المعجز {لقد جئتم شيئاً إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}. (مريم 89 - 95)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أهل الكتاب ويا أيها البابوات لقد جاء كل الرسل بالتوحيد وحاربوا الشرك ومنهم عيسى عليه الصلاة السلام , قال تعالى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}. (المائدة 72).
فأمر عليه السلام بعبادة الله وحده وصرح بأن الله ربه ورب من خاطبهم وأُرْسِل إليهم, وأن من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
وقال تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. (المائدة 73).
فانتهوا أيها النصارى والبابوات عما حذركم الله من تأليه عيسى وغيره من المخلوقات وإلا فأنتم على الكفر والشرك, وجزاء ذلك أن يحرم الله عليكم الجنة وأن يجعل مأواكم النار.
ولا تغتروا بما وجدتم عليه أسلافكم وبابواتكم ورهبانكم فإنهم والله على الباطل والكفر ولقد حرفوا التوراة والإنجيل كما أسلفت لكم.
ولا تظنوا أن عيسى سيشفع لكم أو يدخلكم الجنة وينجيكم من النار؛ لأن هذا ليس بيده, ولأنكم قد خالفتموه وخالفتم عقيدته عقيدة التوحيد واتخذتموه إلها وهو يُكفّر من بفعل ذلك وسيتبرأ منكم ومن ضلالكم ومن اتخاذكم إياه وأمه إلهين من دون الله.
قال تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. ِإن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة 116 - 118).
فهذا عيسى يتبرأ من عقيدة النصارى واعتقادهم الباطل فيه وفي أمه أنهما إلهان من دون الله , ويصرح أمام الله أنه ما أمر الناس إلا بما أمره به ربه {أن اعبدوا الله ربي وربكم} , فالله ربه ورب الناس وأنه من المستحيل أن يدّعي لنفسه ولأمه الإلهية وأن يأمر الناس بالشرك بالله.
فإن كذبتم بما تضمنه هذا الخطاب من حقائق وحاججتم وجادلتم في ذلك فإنني أدعوكم إلى المباهلة كما أمر الله رسوله الصادق الأمين فقال له {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ (1) مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران 61)
ولي ولكل مسلم في ذلك أسوة حسنة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
والسلام على من اتبع الهدى.
كتبها
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
24/شعبان/1427هـ
=========
1 - أي في عيسى عليه السلام.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 12:07]ـ
بارك الله فيك
هذه الغيرة على الدين لا تستغرب من الشيخ ربيع حفظه الله
والشيخ له رد جيد على النصارى بعنوان ((موقف الإسلام من عيسى ـ عليه الصلاة السلام – تقتضي من النصارى أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم و بماجاء به))
يوجد على هذا الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=22&query= ربيع%20بن%20هادي%20المدخ لي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:34]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وجزاك وفيك بارك أخي شتا
ولكما أنت والأخ الفضلي كِفْل من الأجر لقوله عليه الصلاة والسلام: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من عمله لا ينقص من أجورهم شيئا "
فقد حرضتموني على نقل هذا المقال المفيد في الدعوة إلى الله على بصيرة
ولا أنسي شكر الأخ الخليفي على المرور وبث الفائدة وليس بغريب على أمثاله
وفقكم الله وثبتنا وإياكم وإخواننا على التوحيد والسنة والتحزب عليهما حتى الممات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 02:12]ـ
أحسنت أخي الحبيب ابن عقيل، فأنت بسبقٍ حائزٌ تفضيلا مستوجب ثنائيا الجميلا حينما نقلت دفاع العلماء عن الإسلام والأنبياء، وأجْمِل به من دفاع إذا خرج من العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 11:55]ـ
أحسن الله إليك يا أخي علي
لفت إنتباهي شيء ولعله فائدة
من يرجع لدعوة الشيخ للبابوات إلى الإسلام يرى كيف أن الشيخ حاجهم بالقرآن فقط ولم يورد عليهم أي حديث قط؟!
ولعل هذه فائدة في محاجة المخالف بما يمكن أن يؤمن به أو بما يؤمن به حقيقة من الحجج
وصدق ابن القيم رحمه الله حين قال:
فالحجة تأسر القلب وتقوده وتذل المخالف وان اظهر العناد والمكابرة فقلبه خاضع لها ذليل مقهور تحت سلطانها بل سلطان الجاه ان لم يكن معه علم يساس به فهو بمنزلة سلطان السباع والاسود ونحوها قدرة بلا علم ولا رحمة بخلاف سلطان الحجة فإنه قدرة بعلم ورحمة وحكمة ومن لم يكن له اقتدار في علمه فهو اما لضعف حجته وسلطانه واما لقهر سلطان اليد والسيف له والا فالحجة ناصرة نفسها ظاهرة على الباطل قاهرة له. أهـ
, والله أعلم
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:53]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبن عقيل على نقل هذا المقال,
واسأل الله أن يوفق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله لما
يحبه ويرضاه,
وأرجو من إخوتي أن يتحفونا بمقالات الشيخ ربيع على هذا الموقع.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك
هذه الغيرة على الدين لا تستغرب من الشيخ ربيع حفظه الله
والشيخ له رد جيد على النصارى بعنوان ((موقف الإسلام من عيسى ـ عليه الصلاة السلام – تقتضي من النصارى أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم و بماجاء به))
يوجد على هذا الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=22&query= ربيع%20بن%20هادي%20المدخ لي
نعم أخي الخليفي لايستغرب من الشيخ هذه الغيرة
وجزاك الله خيراً أخي على هذا الرابط.
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 03:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
جزاك الله خيراً أخي أبن عقيل على نقل هذا المقال,
واسأل الله أن يوفق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله لما
يحبه ويرضاه,
وأرجو من إخوتي أن يتحفونا بمقالات الشيخ ربيع على هذا الموقع.
أضحك الله سنك يا أخي، وشيخنا ربيع حفظه الله يؤخذ من كلامه ويرد، وهذا حال أهل العلم، فلا يمنعنا حب بعض أهل العلم من أن نترك الإستفادة ممن رد عليهم.
أم أنك ترى الولاء والبراء في الأشخاص؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 05:10]ـ
جزى الله الشيخ ربيع بن هادي خيراً على هذا الردِّ
وأرجو من إخوتي أن يتحفونا بمقالات الشيخ ربيع على هذا الموقع.
إذا كانت مما لا يخالف ضوابط الكتابة في المجلس فعلى الرحب والسعة
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
أضحك الله سنك يا أخي، وشيخنا ربيع حفظه الله يؤخذ من كلامه ويرد، وهذا حال أهل العلم، فلا يمنعنا حب بعض أهل العلم من أن نترك الإستفادة ممن رد عليهم.
أم أنك ترى الولاء والبراء في الأشخاص؟
نعم ياأخي يؤخذ من كلامه ويرد, وإني لاأغلو بالشيخ ربيع المدخلي فإنه صاحب عقيدة سلفية وهذا لايعني أن لانستفيد ممن رد عليهم إذا كانوا أصحاب عقيدة سلفية.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
جزى الله الشيخ ربيع بن هادي خيراً على هذا الردِّ
إذا كانت مما لا يخالف ضوابط الكتابة في المجلس فعلى الرحب والسعة
بارك الله فيك أخي الحمادي وغفر لك.(/)
الرد على تحريم الختان .. واستقلال الأمة!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 10:05]ـ
أعلنت إحدى المحاميات عن تطوعها للدفاع عن الطفلة " بدور " التى قضت، وهى تجرى عملية ختان فى إحدى العيادات بسبب جرعة التخدير الزائدة أو الإهمال. بالطبع هذه المحامية لم تعلن عن تطوعها للدفاع عن عشرات الأطفال من الصبيان والبنات الذين أغرقتهم العبّارة السلام 98 مع آبائهم وأمهاتهم الذين تجاوزوا أكثر من ألف مصرى بائس كانوا قادمين إلى الوطن الذى شرّدهم فى فجاج الأرض بحثاً عن الرزق أو اللقمة المغموسة بالعذاب والعناء! وذلك لأن صاحب العبارة ينتمى إلى الصفوة الحاكمة بالحديد والنار والقوانين المفصلة على حجمها ورغبتها!
كما أعلنت بعض الجهات عن تدشين حملة " قومية " (!) لمناهضة ختان الإناث، بعد أن أصدر مفتى السلطة فتواه الحرام بتحريم الختان، وأعلن بيان صادر عن مجمع البحوث الإسلامية عن تأييد هذه الفتوى الحرام، وظهر شيخ معمم ممن يحبون المال حبا جما، ولو كان حراماً، على شاشة التلفزة ليقول إن موضوع الختان لاوجود له فى كتب الفقه أو الشريعة، بل زعم أنه لا أصل له فى الإسلام!
وكان وزير الصحة الذى اعترف قبل أيام قليلة من أول هذا الشهر (يوليو 2007م) بوجود حالات تسمم بين أطفال إحدى القرى فى الصعيد بسبب تلوث المياه، يعلن عن معاقبة كل من يجرى عملية الختان فى العيادات أو المستشفيات، والطريف أن الصعيد قدم لنا فى الوقت ذاته جلاداً سحق المتظاهرين فى ميدان التحرير وقاد قوات القمع والضرب والسحل وهتك أعراض الصحفيات أمام نقابة الصحفيين، وداس جلادوه الصغار على وجه قاض أمام نادى القضاة بعد أن أوسعوه ضرباً وسحلوه فى الشارع وشحنوه فى سيارات الأمن المركزى مثل المجرمين إلى حيث التحقيق معه، هذا الجلاد الذى صار مسئولا قاد مظاهرة (شعبية) صعيدية تضامنا من أجل الطفلة " بدور "!
أما هوانم الصالونات ووصيفات الحرملك وكتّاب البلاط، فقد طالبن بسنّ قانون من خلال مجلس الشعب، لتحريم الختان، وتجريم من يقوم به سواء كان ولى الأمر أو الطبيب أو غيرهما.
وفى الأهرام الصادرة يوم الثلاثاء (10/ 7/2007م)، أعلنت منظمة " بلان ألمانيا " والسفارة الهولندية فى القاهرة عن تقديم " مليون دولار = ستة ملايين جنيه تقريبا " لتنفيذ مشروع ختان الإناث ودعم تمكين المرأة (؟) فى محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة والبحيرة. والمشروع يتضمن – كما قالت الجريدة الحكومية – إطلاق حملة وبرامج لتوعية المواطنين بجميع محطات مترو الأنفاق من خلال إذاعة لقطات تسجيلية تظهر مدى خطورة هذه الظاهرة وآثارها السلبية سواء الصحية والاجتماعية من خلال رأى علماء الدين والأطباء.
بالطبع فإن السفارة الهولندية بالقاهرة، أو بلان ألمانيا، لا يعنيها أن توجه المنحة " المليون دولار " إلى تحسين وضع مياه الشرب في قرى مصر ومدنها، وهو الوضع الذي يزرى بالمرأة المصرية والفتاة المصرية التى تبحث عن المياه بالجرادل والبلاليص في أبعد الأماكن، أو تضطر إلى شرب المياه الملوثة من الآبار والترع والمصارف، واستخدامها في الاستعمال اليومي.
هناك من يبحث عن قضايا تافهة لم تغير بنية المجتمع المصرى منذ سبعة آلاف سنة وقبل دخول مصر في الإسلام، مثل قضية الختان، ويترك عمدا قضايا أخرى مهمة وملحّة وحيويّة، مثل توفير المياه الصالحة للشرب التى اضطرت مؤخرا مجموعة من القرى والمدن في منطقة البرلس محرومة منها للعصيان المدنى، وقطع الطريق الدولى لمدة اثنتى عشرة ساعة، وتوقفت حركة السيارات والبشر، حتى وصلت المياه بيوت المواطنين، فأطلقوا سراح المحصورين من السيارات والبشر، وانتهى الأمر في البرلس، لتظهر المشكلة دون حل في مناطق أخرى عديدة بأنحاء الدولة!
(يُتْبَعُ)
(/)
سفارة هولنده أو منظمة بلان ألمانيا، أو منظمات المجتمع المدني الغربية لا يهمها أن تسهم في في حل المشكلات الحقيقية للمجتمع المصرى أو المجتمعات العربية أو الإفريقية أو الآسيوية، لأنها تحمل مشروعا تعرفه جيدا وتعمل من أجله بكل حرفية ودقة، يمكن تلخيصه في كلمة واحد’ " اسمها " التغريب " الذي يقود بالضرورة إلى التخلى عن هوية الأمة وخصائصها واستقلالها لصالح التبعية للدول الاستعمارية المتوحشة، التي تعمل على نهب شعوبنا واستغلالها وحرمانها من الحرية الحقيقية والسلوك القويم والبناء الحقيقي للإنسان والمجتمع!
ويخطئ من يتصور أن إثارة هذه القضايا التى لا تعني الناس في مصر أو العالم العربي؛ نوع من الصراع بين فريقين في المجتمع، من يسمونهم بالإسلاميين او الأصوليين، ومن ينعتونهم بالليبراليين أو المستنيرين، فالمسالة أبعد من ذلك، لأن الغرب الصليبي الاستعمارى المتوحش، يعلم جيدا أن " الإسلام " هو عنصر المقاومة الحقيقي لمشروعاته الشيطانية ضد امتنا وضد وجودها المستقل، لذا يسميه الإرهاب أو الأصولية، ويردد خدامه من المعادين للإسلام ما يشيعه من مصطلحات مجرمة وآثمة. وما بالك بمن يسمى الإسلا م بالإظلام؟ أو الظلام؟، ويسمى الإسلاميين بالظلاميين؟
إن المسالة ليست تعصبا للختان أو رفضا له، بقدر ما هى صراع بين فريق يدافع عن إسلامه أمام الاستباحة المدججة بقوة السلطة الغشوم التى تحشد علماء السلطة وفقهاء الشرطة، والإعلام الذي تهيمن عليه بالأبواق المأجورة، مع الدعم العلنى من مؤسسات غربية استعمارية، لا تخفى أهدافها، ولا تتستر عليها، وفربق لا يعنيه إلا تنفيذ الأجندة الغربية الاستعمارية بحذافيرها، ولا مانع لديه من استخدام الوسائل الخسيسة المنافية للعلم والجدل المنطقى والحوار الموضوعي.
إن المواثيق الدولية والمعاهدات الحكومية وحقوق الإنسان التى تواضع عليها الغرب الاستعمارى؛ ليست بالضرورة متطابقة مع واقعنا وقيمنا ومعتقداتنا. ويوم حكمت إحدى المحاكم المصرية بتطليق امرأة نصرانية من زوجها النصراني، فإن الأنبا شنودة – رئيس الكنيسة المصرية – رفض هذا الحكم لأنه يخالف ما جاء في الإنجيل حسب مفهومه .. يومها لم ينطق أحد من الليبراليين أو المستنيرين .. ولكنهم يفتحون أفواههم للإفتاء في الإسلام دون علم ودون فقه، مع أن بعضهم لا يعرف فرائض الوضوء، أو عدد ركعات الصبح أو الظهر.
أعجبنى ما قاله " ضياء رشوان" في تساؤله الدال:
" فهل يظن معارضو الختان أنه العقبة الوحيدة أمام حصول المرأة المصرية على حقها في الاستمتاع بعلاقتها الحميمة مع زوجها؟ ألا يعوق دون الوصول إلى هذا الاستمتاع عشرات من العقبات الأخرى؛ من بطالة متفشية بين الجنسين، وأزمة خانقة، وغلاء فاحش في أسعار المساكن، وفقر يتفشى بين عموم المصريين بما يحول دون قدرتهم على الزواج أصلا، بما يرفع نسبة العنوسة بين الفتيات والرجال إلى أعلى نسبة في التاريخ المعاصر لمصر؟ .. " (المصرى اليوم 9/ 7/2007م)
ثم إن القضية ليست زيادة في الإسلام بإجراء الختان، ونقصانا له بتركه، ولكنه من الأمور المباحة التى ينبغى أن تتم لمن يريد تحت إشراف طبى أو بمعرفة الأطباء .. ولكن المشكلة الحقيقية هى إثارة مشكلة لم تزعزع البنيان الاجتماعى الشعبي على مدى سبعة آلاف سنة، مع ترك قضايا أكثر أهمية وإلحاحا، لنزوّق صورتنا أمام الغرب الصليبي الاستعمارى الذي يقتل المئات يوميا وعلى مدار الساعة في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها بدم بارد .. فهل تعنيه حقا قضية بدور "؟ وهل تعنى قضية بدور حكومتنا فعلا؟ إن العشرات يموتون يوميا على قارعة الطريق في بلدنا وفي المستشفيات ومن خلال الحوادث ومن الجوع وأمراض الفشل الكبدى والكلوي والسرطان الذي جاء به وزراء الزراعة في الأسمدة السامة والمبيدات القاتلة والهرمونات المؤذية .. بيد أن السلطة البوليسية الفاشية يعنيها أمر واحد فقط؛ هو استئصال الإسلام حتى يرضى عنها الغرب الصليبي الاستعمارى والصهاينة الغزاة اليهود، وما هم براضين أبدا!!
ويكفي أن السلطة البوليسية الغشوم تفتح واحدة من أكبر جامعاتها أمام حاخام يهودى إرهابي لينتقص من الإسلام وينشر الأكاذيب المخالفة للقرآن الكريم، وفي الوقت نفسه تغلق أبواب كل الجامعات أمام علماء الإسلام ودعاته ومن تشم فيه رائحة الإسلام!!!!
إن الدفاع عن قضايا الإسلام أمام الاستباحة الاستعمارية، هو دفاع عن استقلال الأمة وشرفها وكرامتها!
أ. د. حلمي محمد القاعود
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 03:22]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا عبد الملك ونفع الله بك.
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Oct-2007, صباحاً 09:22]ـ
جزاك الله خيراً، الإسلام يواجه حرب مخطط لها من رؤساء الكفر والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:37]ـ
وهذه روابط هنا في المجلس العلمي لها صلة بموضوع ختان الإناث:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4420&highlight=%CE%CA%C7%E4+%C7%E1% C5%E4%C7%CB
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5998&highlight=%CE%CA%C7%E4
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4438&highlight=%CE%CA%C7%E4
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=56892#post568 92
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8025
بارك الله فيكم ونفع بكم.(/)
هل سمعت بهذه المعادلة من قبل؟؟
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 07:10]ـ
هل سمعت بهذه المعادلة من قبل؟؟
تعلمت في المراحل الدراسية السابقة، المعادلات الرياضية والتي كانت بالفعل معادلات
إذا استطاع الذكي ((مثلك)) فكها فإنه بإذن الله سيجد النتيجة أمامه وسيصل بإذن الله
إلى الحل السليم.
وللعلم فإن هناك معادلات في حياتنا اليومية، وهي شبيهة بالمعادلات الرياضية، وإذا استطاع المرء
أن يطبقها فإنه بإذن الله سيجد النتائج كما هو الحال في المعادلات الرياضية.
ويجب أن يعلم كذلك أن هناك معادلات رياضية تبين مع الأيام فشلها وأنه أقل مايقال عنها
أنها بدائية فيتم تطويرها وأحيانا تلغى نهائيا لأنها أثبتت فشلها، وعدم دقتها مثلا.
وكذلك في هذا الوقت نجد معادلات، قد اخرجها قوم [[يقال انهم صادقون]] ..
وهم بها والله كاذبون ومكذبون ((بوضع شدة بالفتحة على الذال في الكلمة الثانية)) ..
من ضمن هذه المعادلات .. معادلة تقول:
مسلم + لحية = صلة وثيقة بالقاعدة.
هذه المعادلة، هي التي أردت بكثير من شباب المسلمين سجون الكفر في كوبا وفي باغرام وفي
غيرها، فليس له تهمة صريحة، ولكن أحد الخونة العملاء قد باع ذمته من اجل المال فسلم هذا العربي
للقوات الأمريكية، وقال بأن له صلة بالقاعدة، والمهبل مايصدقون خبر، فياخذونه ويزجونه في السجن
أربع سنوات [وعاااااااادي] ثم يحققون معه بعدها ويثبت ان ماله دخل، مجرد انه راح لأفغانستان
مثلا من أجل الدعوة، أو التجارة في بعض الأحيان، ولكن لأنهم يسيرون خلف معادلة، وإن أثبتت أنها غير صحيحة
ولكن هذا لايهمهم، بقدر مايهمهم إبادة الإسلام، وهم يعلمون علما يقينيا أن هؤلاء هم حقيقة من يمثل الإسلام الصحيح
وهم الذين لم يتأثروا بالغزو الفكري فانتقلوا إلى المرحلة النهائية معه وذلك بالتعذيب والإهانة النفسية والحسية.
ولكننا نحن مطمئنين، لأننا نؤمن إيمانا جازما بفشلهم الذريع وذلك
لأن لدينا نصوص مقدسة وذلك في كتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين.
فيقول جلا جلاله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9).
أسأل الله أن ينصرنا على القوم الكافرين وأن يدحر عدونا، وأن يكون ذلك بأيدينا.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 10:48]ـ
عند بعض النّاس: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = إرهابي
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = مشبوه
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = غير مرغوب فيه بالزواج
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = غير مرغوب به في المؤسسات الحكومية
ثبت الله المتدينين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 12:29]ـ
طلب من الإشراف .. كرما ولطفا أن تكبروا الخط فلم أتمكن من القراءة
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 01:05]ـ
(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)
و (القابض على دينه كالقابض على الجمر)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 02:04]ـ
عند بعض النّاس: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = إرهابي
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = مشبوه
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = غير مرغوب فيه بالزواج
و عند الآخرين: مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = غير مرغوب به في المؤسسات الحكومية
ثبت الله المتدينين
وعند الآخرين: مسلم + لحية + قميص لنصف الساق = صادق، أمين، مخلص، خاشع ... الخ
وهذه ليست معادلة صحيحة على الدوام، بل في أحايين خاطئة وخادعة.
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 01:40]ـ
وعند الآخرين: مسلم + لحية + قميص لنصف الساق = صادق، أمين، مخلص، خاشع ... الخ
وهذه ليست معادلة صحيحة على الدوام، بل في أحايين خاطئة وخادعة.
وايضا لا تنسو نصيب المرأه من المعادلات الان
امرأة + ملحفه + نقاب = امرأه مشبوهه باغيه
الله المستعان
اللهم ثبتنا على دينك
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 02:25]ـ
أشكر للجميع تفضله بالدخول
وأسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
ـ[جمانة]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 07:47]ـ
السلام عليكم
الشوك الناعم .. حزاك الله كل خير ... موضوعك أعجبني جدا ...
ولكن
في مجال الدين .... لا توجد معادلات ...
وذلك لأنه ليس بالضرورة أن
مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = رجل صالح!!!
نعم ...
للأسف ففي هذه الأيام هذه المعادلة ليست صحيحة دائما ...
ولكن لا نملك غير أن نقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرأي الآخر]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:44]ـ
السلام عليكم
الشوك الناعم .. حزاك الله كل خير ... موضوعك أعجبني جدا ...
ولكن
في مجال الدين .... لا توجد معادلات ...
وذلك لأنه ليس بالضرورة أن
مسلم + لحية + قميص بالنصف الساق = رجل صالح!!!
نعم ...
للأسف ففي هذه الأيام هذه المعادلة ليست صحيحة دائما ...
ولكن لا نملك غير أن نقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
وشكرا
فعلا يا أخت "جمانة" ردك منطقي جدا ....
هل أنت متخصصة في الرياضيات؟؟؟:)
ـ[جمانة]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 12:57]ـ
طلب من الإشراف .. كرما ولطفا أن تكبروا الخط فلم أتمكن من القراءة
أخ عبد الملك بإمكانك تكبير عرض الصفحة
من قائمة عرض View
حجم الخط T3xt Size
واختر ... الأكبر Largest
ـ[جمانة]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:01]ـ
فعلا يا أخت "جمانة" ردك منطقي جدا ....
هل أنت متخصصة في الرياضيات؟؟؟:)
تخصصي ليس ببعيد عن الرياضيات (حاسب آلي) ...
ولكن المنطق لا يقتصر فقط على الرياضيات:)
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 08:47]ـ
شكرا .. اخت جمانه،،
ولكن الظاهر في الأصل دال على المخبر،،
ـ[النجدية]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 09:15]ـ
بسم الله ...
إخوتي بارك الرحمن بكم؛ على هذا الموضوع الطيب؛ فقد أثار الشجون!!
فقد تبدلت الموازين، و انقلبت الأفهام، و الله المستعان ..
فكما نجد مثل هذه المعادلات، بنتائجها الظالمة المجحفة؛ نرى المظهر التالي، و لكن ماذا تتوقعون الحكم عليه -يا رعاكم ربي -؟!
رجل+ شعر طوييييييييييييل+ سلسلة في الرقبة ... =؟؟؟؟؟
و فهمكم كفاية ...
أسأل الله أن يثبتنا، فقد عم الفساد .. (ظهر الفساد في البر و البحر ... )
و دمتم في حفظ و رعاية من ربي!!!(/)
لغويا وعقديا: هل - الرحمن - صفة لله أو بدل؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 04:37]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطف من التعليق الممتع على القواعد الأربع للأخ خالد الردادي
قوله: (الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) ().
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)).
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:23]ـ
الحمد لله رب العالمين:
بسم الله: قيل أنها تقدر أنها خبر من الجار والمجرور وقيل أقوال أخر، والرحمن والرحيم: صفتان لله عزوجل , وهو قول صاحب كتاب (اعراب القران الكريم) , وقيل: بدل مثل قولك في ترجمة البخاري: هم محمد بن اسماعيل بن ابراهيم .... الجعفي البخاري. فبعضهم يقول (البخاري) بدل عن محمد، بحيث عندما تقول محمد بن اسماعيل أو البخاري فلا بنصرف ذهن السامع لغير البخاري –رحمه الله-، وبعضهم يجعلها صفة /، والآرجح في ذلك أنها بدل، وفي (الرحمن) يجوز صفة وبدل، وقد نقول في الأولى كذلك. والله اعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:36]ـ
التباين النحوي بين كونها صفة وكونها بدلا في قوله تعالى (الرحمن الرحيم) لا أثر له في كونها في جميع الأحوال إسما من أسماء الله وصفة من صفاته جل وعلا كذلك، والله أعلم.
وهي مميزة عن غيرها من الأسماء في أن الله يختص بها كما يختص بلفظ الجلالة، وإن كان في إطلاق القول بأن ما يختص الله به من أسماء لا يأتي تابعا، كما في كلام ابن القيم رحمه الله، نظرا! إذ يشكل عليه - من جهة إطلاقه كقاعدة - قوله تعالى: ((بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)) الآيتان (1 - 2 من سورة إبراهيم) فها هنا جاء لفظ الجلالة تابعا لغيره من الأسماء الحسنى ..(/)
أرجو التعليق على هذا الكلام
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 06:19]ـ
الحمد لله
هذا كلام غريب جدا ومخالف لمنهج اهل السنة و الجماعة أرجو من الاخوان بيان بطلانه .. كل بما عنده من العلم.
--------------------------------------------------
الإله هو من يعتقد اتصافه بصفات معينة، تجعله، عند من اعتقد ذلك فيه، مستحقاً لـ (التذلل والخضوع وتقديم التعظيم والتوقير، أو المحبة وطلب القربى، أو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة وإظهار الفقر والحاجة، ونحو ذلك). فتعريف الألوهية ومفهومها سابق، بذلك، على تعريف العبادة. فالإله يتم تعريفه أولاً ثم يترتب على ذلك، ضرورة، أن «العبادة» هي أي فعل من الأفعال أو قول من الأقوال التي توجه إلى ذلك «الإله» للتعظيم، أو لإظهار الخضوع والتذلل، أو للتعبير عن الفقر والحاجة وطلب جلب منفعة أو دفع مضرة، أو للتعبير عن الود والمحبة وطلب القربى، أو لكل ذلك.
فإذا كان ذلك حقاً ترتب عليه، ضرورة، أنه لا يوجد قول، أو اعتقاد، أو فعل ظاهر أو باطن، من سجود وركوع، وقيام أو قعود، أو ذبح، أو تقديم قرابين، أو إيقاد شموع، أو حب وبغض، وتعظيم أو إرادة، يمكن إعتباره عبادة إلا إذا كان موجهاً إلى من يعتقد فيه إستحقاقها، لأمور ذاتية فيه يعتقد ثبوتها فيه، أي لصفات معينة فيه، هي صفات الألوهية، أو بلفظ آخر هي صفات ذاتية استحق بها تلك الأفعال بذاته، أي أن مفهوم «العبادة» مسبوق بمفهوم «الألوهيه» ومنبني عليه. وهذا هو القول الحق، الذي قامت عليه البراهين والأدلة القطعية، كما سيأتي.
---------------------------------------------------
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 08:35]ـ
الحمد لله
هذا كلام غريب جدا ومخالف لمنهج اهل السنة و الجماعة أرجو من الاخوان بيان بطلانه .. كل بما عنده من العلم.
أخي الكريم، ماهي المخالفة التي وجدتها في هذا الكلام وفقك الله، ولعلك وفقك الله تذكر ماتم ملاحظته على الكلام الساب؛ لتعم الفائدة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 09:07]ـ
لا يوجد قول، أو اعتقاد، أو فعل ظاهر أو باطن، من سجود وركوع، وقيام أو قعود، أو ذبح، أو تقديم قرابين، أو إيقاد شموع، أو حب وبغض، وتعظيم أو إرادة، يمكن إعتباره عبادة إلا إذا كان موجهاً إلى من يعتقد فيه إستحقاقها، لأمور ذاتية فيه يعتقد ثبوتها فيه، أي لصفات معينة فيه، هي صفات الألوهية،
يقصد القائل ان السجود في حد ذاته و الشعائر البدنية الظاهرة عموما لا يقال فيها عبادات حتى ينضم اليها اعتقاد الوهية من فعلت له ..... وهذا كلام آخر له
---------------------------------------------------------------
فإذ تحرر هذا، فالآن نشرع في إبطال المقولة الزاعمة مثلاً بـ (أن السجود عبادة من حيث هو سجود مجرد، أي فعل مجرد، وذلك بغض النظر عن معتقد الساجد في المسجود له)
---------------------------------------------------------------
بمعنى آخر
سجود الانسان لغير الله من غير اعتقاد الالوهية فيه ليس عبادة
وكذلك الركوع
وهكذا ذبحه لقبر او لشجرة
وهكذا الصيام .. وسائر الاعمال الظاهرة ...
وينبني على ذلك ان فاعل ذلك ليس بمشرك عنده اذ لم يقصد العبودية .... هذا مراده .. ولعلي انقل في وقت آخر نقولا له.
ـ[حمد]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 01:14]ـ
السلام عليكم أخي المجلسي الحبيب
من أين علمت أخي أنّ هذا مراده.
أنا فهمت من كلامه: التنبيه على أنّ هذه الأعمال لا تصدر من الشخص إلا باعتقاده ألوهية من يفعلها لأجله.
يا ليت تنقل لنا أخي المجلسي كل موضوعه لنتأكد
فلعل معك الصواب
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 03:55]ـ
الحمد لله
اعلم مراده .... لاني قرات كلامه كله ... هذا لشخص يسمى المسعري(/)
:: نداء إلى أهل التوحيد: قاطعوا أهل الشرك::
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 05:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم يا أحبة الإيمان , ما تعانيه أمة الإسلام من ضربات هذه الدولة الكافر , دولة الكفر العظمى " أمريكا " , فكم جعلت من نسائنا الثكالى وكم عفيفة أبت ألا يخدش حياءها ولو بنظرة وهي من غير حجاب , كم منهن اغتصبن وهتك عرضهن , وكم قتلت هذه الدولة رجال المسلمين وأطفالهم , كلكم تعرفون هذا فلا داعي لذكره! فلعل هذا الشيء أصبح شيء عادي من كثر تكراره لدينا والله المستعان!! ...
أدعوكم اليوم , وعلى أمل أن تجيبوني فانتم أهل التوحيد وأنتم أهل الشجاعة والغيرة , أدعوكم ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم , أدعوكم وأرجوكم أن تقاطعوا هذه الدولة اقتصاديا , فهي الآن تترنح من خسائرها في العراق وأفغانستان , وبورصتها على وشك الإنهيار , بل وحتى جسورها وطرقها قال علماء الجيلوجيا لديهم أنها أوشكت على السقوط والدمار.
فبالله عليكم يا إخوان قاطعوهم , فكيف يرضى المسلم أن يدخل في جوفه طعام من هؤلاء الذين تلونت أيديهم بدماء المسلمين.
يا مسلمين
أرجوكم
أرجوكم
أرجوكم
قاطعوهم
وأعلنوها
نحن أمة الإسلام يا عباد الصليب
لن نأكل من طعامكم ولن نشرب من شرابكم.
وهذه قائمة بالمنتجات الأمريكية واليهودية أختها في الكفر والإجرام
http://www.khayma.com/htmlao/goods.html
* أرجو نشر هذا الموضوع , أو أي موضوع يدعو إلى مقاطعة هؤلاء.
منقول
ـ[المغيرة]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله. لقد رأيت كثيرا" من الاعضاء فى هذا المنتدى خاضوا فى مسالة حكم من بدل شرع الله بغير علم وهذا رابط لبحث قيم من بعض كتب وبحوث عالم من علماء المسلمين المعاصرين ونسال الله ان يعم الفائدة. http://www.m-goudah.com/files/other/5/alhakem%20be%20kyr%20ma%20anzl %20allh11.doc
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 06:15]ـ
للرفع(/)
الدكتور مصطفى حلمى من مجددي هذا العصر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 06:25]ـ
أظن ان اخوانى يعرفون الدكتور وليسوا مثلى مع انى من طلبة العلم ولم أعرف الدكتور الا قريب جدا من خلال تناء الشيخ ياسر برهاى والشيخ محمد اسماعيل المقدم وهذا عقوق منى غير متعمد لكن لم اكن اتصور انه بهذه العظمة والرقى الا اثناء تصفحى لموقع اسلام اون لاين فوجدت مقال كتبه أحد زائريه عنه ووجدت أيضا حلقة مسجلة له مع الشيخ محمد حسين يعقوب لكن رابط التحميل لايعمل ليت احد الاخوة يبعث لنا رابط سليم وسأبحث فى جوجل لعلى اجد شئ يتعلق به فأضعه هنا وأرجو من الاخوة المساعدة فى جمع تراجم كتبت عنه أو ثناء للعلماء عليه ومن يريد التشرف برؤية صورته يذهب لعنوان المقال الذى سأنقله لكم الان من موقع اسلام اون لاين
وعلى فكرة فيه شبه من الشيخ بن عثيمين
اليكم نص المقال
مصطفى حلمى بعث وتجديد السلفية
ربما لم يُظلم في عالم الفكر والفلسفة مصطلح كما ظُلمت السلفية؛ فقد ظلت في الدرس الفلسفي والوعي الثقافي العربي لزمن طويل عنوانا على الرجعية والتخلف؛ في الوقت الذي ظلت فيه -وهذه هي المفارقة- عقيدة عموم مسلمي أهل السنة والقاعدة الأساسية لمعظم حركات التجديد والإصلاح الإسلامية في العصر الحديث!!
وربما وجدت السلفية من يتبناها ويجدد فيها ويدافع عنها دعويا وحركيا؛ لكنها لم تجد من يعكف على خدمتها ويجددها فلسفيا في العصر الحديث إلا قليلا، ومن هؤلاء القليل وعلى رأسهم يأتي الدكتور مصطفى حلمي (وُلد 10 - 11 - 1932م) أستاذ الفلسفة الإسلامية الذي يمكن أن يعد صاحب أهم الدراسات الفلسفية عن السلفية في العالم العربي.
السيرة العلمية
لا نستطيع الحديث عن جهود الدكتور مصطفى حلمي دون استعراض سيرته العلمية التي لن تنفصل عن مشروعه الفكري؛ فقد توجه الرجل لدراسة الفلسفة عن قناعة ورغبة في خدمة العقيدة الإسلامية فتخصص فيها متأخرا؛ إذ حصل على ليسانس الآداب في الفلسفة وعلم النفس والاجتماع من كلية الآداب جامعة الإسكندرية (عام 1960)، وكان قد قارب الثلاثين، ثم أكمل رحلته العلمية فحصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها عام 1967 عن: "الإمامة (الخلافة) عند أهل السنة والجماعة"، ثم حصل على درجة الدكتوراة من الكلية نفسها 1971م، وكانت عن "موقف المدرسة السلفية من التصوف منذ بدايته حتى العصر الحديث".
بعد ذلك أخذ طريق العمل الأكاديمي؛ فعُين مدرسا للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1972م، وظل فيها إلى أن أحيل للتقاعد أستاذا غير متفرغ بعد بلوغه السبعين في العام الماضي (2002)، وفي هذه الأثناء أعير لأكثر من جامعة إسلامية؛ فعمل بتدريس الفلسفة الإسلامية في جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) من 1972 إلى 1980. ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية العالمية في باكستان من 1986 – 1987، ثم جامعة أم القرى بمكة المكرمة من 1987 إلى 1992م.
مشروع للدفاع عن أهل السنة
أما إذا تحدثنا عن مشروعه الفكري فيمكن القول إن منطلقه هو الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الخالصة النقية من الانحراف والزيغ، ومجاله هو الفلسفة، ومحاوره خمسة هي: السلفية، والتصوف، والفكر السياسي الإسلامي، وأسلمة العلوم، والغزو الثقافي، وقدم فيه نحو 30 كتابا ما بين تأليف وتحقيق؛ لا يخلو أي منها من إضافة وتجديد بدرجات متفاوتة، كان أهم جهوده على الإطلاق وهي تعد إبداعا في الفلسفة الإسلامية المعاصرة دراساته عن السلفية والتي كانت نقلة في مجال مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في القرن الماضي (العشرين)، ونال عنها جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية (عام 1987).
السلفية .. المفترى عليها
كانت السلفية كلمة سيئة السمعة على المستوى الفلسفي؛ فكانت مستبعدة منه تماما، وكانت مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في جامعات العالم الإسلامي -مثلها مثل الجامعات الأوربية- تقتصر على الفرق الكلامية المختلفة عن مذهب أهل السنة والحديث وعلى رأسها المعتزلة، أو تهتم بالبحث عن الصلات بين معتقدات هذه الفرق وبين المصادر الخارجية من عقائد وأديان وفلسفات يونانية وفارسية .. ولم يكن الدرس الفلسفي ومناهجه يُعنى بالسلفية أو أهل السنة والحديث، وكذلك لم ير لديهم ما يستحق الدراسة باعتبار أن السلفية ضد العقل بالأساس؛ ومن ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس فيها جانب عقلي فلسفي يستحق الدراسة.
كما كان مفهوم السلفية نفسه مختلطا في الفكر الإسلامي الحديث، ويختلط فيه المنهج والنموذج بالمذهب الذي يتبنى آراء فقهية بعينها وبجماعات تنسب نفسها إلى السلفية، كما كانت السلفية في الوعي الثقافي قرينة للرجعية، وضد التقدم، وذلك بتأثير الرؤية الغربية التي أصّلت مبدأ النظر إلى السلفية كمرادف للتأخر والرجعية والعداء للتحضر والعقلانية، ثم جاءت كتابات مصطفى حلمي عن السلفية؛ لتحدث ما يمكن أن نعده انقلابا أعاد رسم الصورة السلفية في الفكر والفلسفة والثقافة الإسلامية العامة. وله في هذا المجال ثلاثة كتب رئيسية.
الكتاب الأول هو "منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين (علم الكلام) "، وفيه يكشف عن خطأ النظرة الفلسفية السائدة التي تقصر "علم الكلام" على الفرق الكلامية الخارجة عن أهل السنة والحديث، ويتحدث المؤلف عن علم كلام سني غير علم الكلام البدعي الذي هاجمه ورفضه أئمة أهل السنة والحديث، وهذا العلم هو المتعلق بالجانب العقلي في النصوص الدينية والذي سماه الإمام السفاريني "علم التوحيد"، وأصل لهذه الفكرة التي تقوم على أن النظر عند أهل السنة والحديث للنصوص الدينية كان باعتبارها نصوصا عقلية شرعية، وأن هذا النظر لا يتعارض فيه العقل مع النقل، وأبرز هذه الرؤية من خلال دراسة وافية لمنهج ابن تيمية أحد أعلام أهل السنة والحديث والذي يرفض تعارض النصوص الشرعية مع الأدلة العقلية، ويضع الشرع ضد البدعة وليس العقل.
فى هذا الكتاب الرائد قدم دراسة شاملة أبرز فيها جوانب ومعالم علم الكلام السني غير البدعي (والذي سماه علم أصول الدين) عند أئمة علوم الحديث وأهل السنة مثل الحسن البصري وسعيد بن المسيب وابن قتيبة والدارمي وابن حنبل وبقية الأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم ... وغيرهم ممن كانوا دائما محل اتهام بمعاداة العقل وموضع رفض من أهل الفلسفة.
وفي كتابه "قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي" قدَّم دراسة جديدة لقواعد المنهج السلفي وفق التصور الإسلامي النابع من العقيدة كما يفهمها أهل السنة، وأجملها في ثلاث قواعد هي: تقديم الشرع على العقل، ورفض التأويل (وهو ما تختلف به عن الأشعرية التي تلتقي بها تحت اسم أهل السنة والجماعة)، والاستدلال بالآيات القرانية، وفيه يكشف أن السلفية ليست مرحلة زمنية فقط ولا مذهبا يتبنى آراء فقهية بعينها؛ بل هي نموذج ومثال ومنهج، وتعني الشمول والأصالة والتقدم والتحضر، وكانت مرادفا وشرطا للنهضة في جميع عصور الحضارة الإسلامية، ويشرح أن اتباع المنهج السلفي يعني "الارتفاع" إلى مستوى السلف في فهم العقيدة الإسلامية استيعابا وتنفيذا، وليس "الرجوع" إلى زمنهم بوسائله وأدواته، أي أن الاتباع في "القيم" التي حققوها وعاشوا من أجلها لا "الوسائل" التي استخدموها.
أما في كتاب "السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية" فقد قدم د. مصطفى حلمي دراسة مفصلة يفرق فيها بين السلفية في الفكر الإسلامي وتعني الازدهار والشمول والأصالة والتقدم والتحضر، والسلفية في الفكر الغربي كرجعية تؤدي لتخلف المجتمعات الغربية، ويقضي على قدرتها على النهوض. وقدم السلفية في هذا الكتاب كأساس لمواجهة كل مشروعات التغريب الفكري، كما قدم فيه رؤيته السلفية للخروج من أسر المنهج الغربي في دراسة التاريخ والنظر إليه كماض وليس كفكرة.
وقد أعادت هذه الكتب الثلاث الاعتبار إلى السلفية؛ فجددتها على المستوى الفلسفي بما أفسح لها المجال في مناهج دراسة الفلسفة في الجامعات العربية؛ فكانت أول مقرر لها في مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم المصرية، كما حسنت صورتها على المستوى الثقافي، وبثت في نفوس أنصارها قوة معنوية في التصدي للانتقادات العلمانية الموجهة للسلفية والتيارات الإسلامية الحديثة التي قامت عليها.
ابن تيمية مجددا
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كل دراساته عن السلفية كان د. مصطفى حلمي يقدم شيخ الإسلام ابن تيمية وأفكاره وكتاباته كنموذج؛ باعتباره أكثر أئمة أهل السنة والحديث تجسيدا للمنهج السلفي في صورته التجديدية والأصلية في الوقت نفسه. وإذا كان الراحل د. محمد رشاد سالم أول من أدخل ابن تيمية وعرَّف به في مصر؛ فإن د. مصطفى حلمي صار الحجة في كل ما يتصل بابن تيمية، والمرجع فيه على المستوى الفلسفي؛ فهو الذي قام بتحقيق ودراسة العمل الضخم "نظريات ابن تيمية في السياسة والاجتماع" للمستشرق الفرنسي هنري لاوست الذي يعد أهم من تخصصوا في ابن تيمية وأكثر المستشرقين إنصافا له. كما كتب عنه كتابي: "ابن تيمية والتصوف"، و"معرفة الله وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية" .. وكان النموذج الأول الذي قدمه كممثل لأهل السنة والحديث في كل الدراسات الفلسفية التي قدمها (السلفية/علم الكلام/التصوف/الخلافة).
الطريق إلى تصوف سني
وقد انصب جهده في مجال التصوف على إعادته إلى الوجهة السنية، وعقد مصالحة بين السلفية والتصوف؛ فقام بنقد التصوف من وجهة نظر أهل السنة والحديث نقدا منهجيا، ثم أعاد تعريفه، وكشف عن الصلة بين التصوف والاتجاه السني السلفي، وسعى إلى إعادة النظر إلى التصوف في سياقه التاريخي؛ بحيث يفك الاشتباك بينه وبين المدرسة السلفية ليقدم تصوفا سنيا غير بدعي، وقدم في هذا عدة مؤلفات هي: التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث، وأعمال القلوب بين علماء السنة والصوفية، مع المسلمين الأوائل في نظرتهم للحياة والقيم، ابن تيمية والتصوف، ومعرفة الله وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية.
ويمكن القول: إن عمله في هذا المجال الذي بدأه مبكرا منذ أطروحته للدكتوراة كان محاولة لرصد أصول التصوف عن أهل السنة والحديث، ووضع قواعد سنية للتصوف تعيد وصل الاتجاهين بعد أن افترقا قرونا.
في الفكر السياسي الإسلامي
واهتم د. مصطفى حلمي بقضية الخلافة أو الإمامة كواحدة من أهم قضايا الفكر السياسي الإسلامي، وكانت البداية في رسالته للماجستير "فكرة الإمامة عند أهل السنة والجماعة" التي كانت أول دراسة شاملة لنظام الخلافة عن علماء وأئمة أهل السنة والجماعة، وجاءت مكملة لرسالة أخرى قدمها عن الخلافة عند الشيعة الدكتور أحمد صبحي، فأكملت دراسة نظام الخلافة عند اتجاهات الفكر السياسي الإسلامي، وكانت جديدة في وقتها وأشبه بالمغامرة؛ حيث نوقشت (1967) أثناء الحكم الناصري وقت أن كان الحديث عن الخلافة يجلب الأذى لأصحابه حتى ولو كان حديثا أكاديميا. وقد قدم فيها كتابيه: نظام الخلافة في الفكر الإسلامي، ونظام الخلافة بين أهل السنة والشيعة.
ثم أكمل دراسته للموضوع بتحقيق ودراسة كتاب "غياث الأمم في التياث الظلم" لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني؛ وهو أحد أهم كتب الفكر السياسي في التاريخ الإسلامي، وأهم ما فيه التأسيس لنظرية الخروج على الإمام الجائر، كما حقق كتاب شيخ الإسلام مصطفى صبري آخر شيوخ الدولة العثمانية: "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة"، وقدم له دراسة شاملة، وأصدره بعنوان "الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية"، وهو واحد من أهم الكتب السياسية الحديثة في مسألة الخلافة، وأول كتاب كشف حقيقة سقوط الخلافة العثمانية، وكشف شخصية كمال أتاتورك الحقيقية، وكان أحد كتابين يُتداولان سرًّا في تركيا (مع كتاب: الرجل الصنم) حيث منعته الحكومة العلمانية، وهاجمته وسائل إعلامها.
أسلمة العلوم .. رؤية أخرى
واهتم د. مصطفى حلمي بهذه الفكرة مبكرا، قبل أن تنتشر في الأدبيات الإسلامية؛ فأصدر في الثمانينيات كتابه "مناهج البحث في العلوم الإنسانية بين علماء الإسلام وفلاسفة الغرب".
وقدَّم في هذا الكتاب محاولة لتأصيل مناهج دراسة العلوم الإنسانية من منظور إسلامي، وقيمة الكتاب ليست في طرحه الذي اقتصر على أفكار وأسس عامة؛ وإنما في كون دراسة أسلمة العلوم ضمن مقررات الفلسفة الإسلامية في جامعة عربية جديدة وقتها، مثل جامعة القاهرة، وقد تأثر بها أساتذة آخرون في أقسام الفلسفة بالجامعات المصرية، مثل د/محمد أبو ريان، ود/حسن الشرقاوي (فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية).
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن أهم ما تميز به د. مصطفى حلمي عن غيره من دعاة أسلمة العلوم هو التزامه الصارم بأصول وقواعد منهج أهل السنة والحديث بعيدا عن أفكار الاتجاهات الاعتزالية التي أثَّرت في أفكار عدد من دعاة أسلمة المعرفة.
مقاومة التغريب والغزو الثقافي
واحتلت هذه القضية مساحة كبيرة من اهتمامه، وأصدر فيها عدة كتب تمثل في مجموعها رؤية متكاملة في مواجهة الغزو الثقافي وعمليات التغريب التي يتعرض لها مسلمو اليوم، وتظهر هذه الرؤية متكاملة في كتابه "الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي"؛ فقدم فيها تعريفا بالمذاهب والفلسفات والأديان المعاصرة ونقدها وبيان موقف الإسلام منها، وكشف حقيقتها للأجيال المسلمة، وصدر له في هذا كتب: الإسلام والمذاهب الفلسفية المعاصرة، الإسلام والأديان- دراسة مقارنة، والأخلاق بين فلاسفة الغرب وعلماء الإسلام، الرؤية الإسلامية للفلسفات والمذاهب الغربية، وتؤكد استعلاء الإسلام على غيره من مذاهب وفلسفات وأديان.
وفى هذا قدم دراسات متناثرة عن أفكار علي عزت بيجوفيتش، ورينيه جينو، وروجيه دوباسكويه، ومراد هوفمان، ولكن كان أهم ما كتبه في ذلك كتابه عن روجيه جارودي "إسلام جارودي بين الحقيقة والافتراء"؛ حيث كان من أوائل من اشتغلوا بفكر "جارودي" لتدعيم آرائه الناقدة للغرب ومشروعاته السياسية ومذاهبه الفكرية، ولنقد وتصويب بعض الأخطاء التي وقع فيها فيما يخص الفكر والعقيدة الإسلامية، وربما كان هذا الكتاب الأول في بابه.
وكعادة علماء السلف في كتابة رسائل وملخصات لتحصين المسلم وبنائه ثقافيا وعقائديا كتب د. مصطفى حلمي عدة رسائل عن: "كيف نصون الهوية الإسلامية في عصر العولمة؟ "، و"أضواء على ثقافة المسلم المعاصر"، وهو مجموعة بحوث تتناول ثقافة المسلم المعاصر في نواحيها العقدية والتعبدية والثقافية والحضارية والسلوكية، و"الموجز في العقيدة الإسلامية" وهو مختصر مفيد لواحد من أهم كتب العقيدة (للإمام السفاريني).
النشأة والحياة
ولا يمكن الحديث عن إنتاج الدكتور مصطفى حلمي في الفلسفة دون أن نتحدث عن نشأته وتربيته وشيوخه الذين أثروا في تكوينه الفكري؛ فقد نشأ في أسرة متدينة بالفطرة، وكان أول من تأثر به والده الذي كان شيخا ديِّنًا بذَرَ فيه بذور التدين؛ فعرف التدين والالتزام مبكرا، رغم أجواء التضييق على الإسلام في الخمسينيات والستينيات أثناء الحكم الناصري والمد الاشتراكي، وقبل تصاعد الصحوة الإسلامية في عقد السبعينيات. وقد لا يعرف الكثيرون أن الدكتور مصطفى كان جزءا من الحركة الإسلامية التي تكونت في نهاية الستينيات وعملت بشكل مستقل عن الإخوان المسلمين في أثناء سجنهم، وكانت أقرب إلى التيار العام الذي استوعب كل الاتجاهات الإسلامية، مثل الجمعية الشرعية، وأنصار السنة، والإخوان ... منها إلى الحركة المحددة فكريا وتنظيميا.
ومن الطريف أن أول وأهم أساتذته كان واحدا من كبار التجار في مدينة الإسكندرية وهو الشيخ محمد رشاد غانم الذي كان ينتمي إلى جماعة أنصار السنة، وكانت لديه مكتبة ضخمة جدا جمعها من سفرياته للتجارة في كثير من أنحاء العالم، وعنه أخذ علوم التوحيد التي صاغته وشكلته فيما بعد. أما في دراسته وحياته الأكاديمية فقد أثر فيه عدد من أقطاب الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم الإسلامية، منهم: علي سامي النشار، وثابت الفندي، ومحمد علي أبو ريان، وأحمد صبري ..
ومنذ زمن تعودت على زيارة هذا العالم الجليل، فلفت نظري أنه لا يكتب عن علماء السلف وأئمتهم فحسب بل ويتمثلهم ويلتزم بأسلوب حياتهم؛ فهو يبدأ يومه مع صلاة الفجر وينهيه بعد صلاة العشاء، ولا يبدأ حديثه إلا بعد حمد الله والثناء عليه وخطبة الحاجة حتى ولو كان تعليقا بسيطا ولا ينهيه إلا بدعاء ختام المجلس، ويتحاشى أن يتصدر المجالس، ولا يحفل بالظهور في وسائل الإعلام بل ويتحاشاها، كما يتحاشى كل ما يقرب إلى السلطة والسلطان والنفوذ، وقد لا يرضيه أن أكتب عن شخصه، وربما اعْتَبَرَهُ إظهارا لعمل حرص على ستره، لكن العذر في أنه في غيبة أهل العلم تخلو الساحة للمدعين، وأن من اشتهروا ليس بالضرورة الأفضل، وقديما قالوا: الليث أفقه من مالك، ولكن خذله تلامذته!.
العنوان ثقافة وفن ثم مساحات ثقافية ثم عنوان الموضوع
ـ[المكتبة الوقفية]ــــــــ[05 - Jul-2009, صباحاً 08:30]ـ
كتب الشيخ هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36798
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 12:53]ـ
جزاك الله خيرا
وننتظر المزيد
وانا أعجب لماذا لم توضع كتب هذا الامام من زمان وهو كما قال عنه شيخ السلفيين واما المتنورين وهو أحد طلبته محمد اسماعيل المقدم قال عنه انه فى سلك محمود شكرى وبهجت البيطار واحمد شاكر والالبانى وبن باز وغيرهم من أئمة المسلمين؟؟؟؟!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 01:02]ـ
وقال عنه فى موضع أخر
يوصى طلبة العلم
بأنهم اذا رأوا أى كتاب يتكلم عن السلفية وعليه اسم مصطفى حلمى يأخذوه وهم مُغمضون العين
وكما قال فى مواضع اخرى أنه على طلبة العلم مثلا قبل أن يشتروا كتاب ما أن يتصفحوه أولا ليروا أهناك أولى به منه ام هو أولى ولسبب أخر وهو قيمة الكتاب علميا لكى يستثمروا المال جيدا
لكن ثم مؤلفين ليُفعل معهم هذا الشئ ومن ضمنهم مثلا بكر ابو زيد الالبانى مصطفى حلمى
---------
وقال عنه فى موضع أخر وهو يسأل الطلبة عن اسم احد العمالقة من الجيل السابق فى مقارنة الاديان وبين الفلسفة فأجاب احدهم بمصطفى حلمى
فقال لا أقصد الجيل السابق وهو طبعا مصطفى حلمى أستاذ الجميع فى هذا العصر
فأجاب الشيخ بأنه العملاق الكبير الأزهرى الدكتور محمد عبدالله دراز(/)
شبهة رافضية، يردها العلامة ابن الجوزي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 06:27]ـ
شبهة رافضية، وردها من العلامة ابن الجوزي في " كشف المشكل":
في الصحيحين: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ " فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا.
قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ].
قال الإمام العلامة ابن الجوزي في " كشف المشكل ":
[قد اعترض على هذا الحديث بعض الرافضة، فقال: لا يخلو أن يكون هؤلاء كفارا أو مسلمين: فإن كانوا كفارا فكيف قال: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فجعل علة قتالهم ترك الزكاة لا الكفر؟ ثم كيف يشكل قتال الكفار على عمر؟
وإن كانوا مسلمين فكيف استحل قتلهم، وسبي ذراريهم؟
كيف قال لو منعوني عناقا - أو عقالا - والعناق والعقال لا يؤخذان في الزكاة؟
ثم كيف يقول عمر: رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق، وظاهر هذا أنه وافقه بلا دليل؟
والجواب:
أن أهل الردة في زمن أبي بكر انقسموا فرقتين: ففرقة عادت إلى الكفر، وهم المذكورون في قوله: "وكفر من كفر من العرب"، وفرقة فرقت بين الصلاة والزكاة، فأقرت بالصلاة دون الزكاة، فهؤلاء بغاة، غير أنهم لم يُسموا بذلك لدخولهم في فريق المرتدين، فأضيف الاسم إلى الردة لكونها أعظم الأمرين
وأرخ مبدأ قتال البغاة بأيام علي – رضي الله عنه - إذ كانوا في زمانه منفردين لم يختلطوا بالمشركين، وإنما سميناهم بغاة لقرب العهد وجهلهم بأمر الشرع، بخلاف ما لو سعت اليوم طائفة تجحد الزكاة فإنما نسميها كافرة لا باغية، لأن وجوب الزكاة قد استفاض، وفي أحوال أولئك البغاة وقعت الشبهة لعمر، فراجع أبا بكر تعلقا بظاهر لفظ الرسول قبل أن يتأمل المعنى؛ فقال أبو بكر: "إن الزكاة حق المال " يفسر له قول النبي {صلى الله عليه وسلم}: "إلا بحقه "، فبان الدليل لعمر، فوافق لذلك لا بالتقليد، وهو المراد بقوله: "فما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال " أي: فهمه ما يوجب عليه أن يقاتل.
وأما ما جرى على أولئك من السبي، فأمر رأته الصحابة من باب الاجتهاد في ذلك الوقت، واستولد علي جارية من سبي بني حنيفة، فولدت له محمد بن علي، ثم لم ينقرض ذلك العهد حتى تغير اجتهاد الصحابة، فاتفقوا على أن المرتد لا يسبى.
وأما قوله: " لو منعوني عناقا " فالعناق اسم للأنثى من المعز أول سنة الوضع، ويقال للذكر جدي، وهذا يدل على أن الزكاة تجب في صغار الغنم، وعندنا أنها تجب في الصغار إذا انفردت وبلغت نصابا، ويخرج منها سواء ابتدأ ملكها من أول الحول، أو نتجت عنه وهلكت الأمهات قبل الحول، وهذا قول مالك، والشافعي، وأبي يوسف،وزفر، إلا أن مالكا وزفر يقولان: تجب في الكبيرة من جنسها، وفيه ثانية عن أحمد: لا تجب الزكاة في الصغار إذا انفردت، وهو قول أبي حنيفة، ومحمد، وداود.
فأما قوله: " لو منعوني عقالا " فالعقال: اسم مشترك يقع على الذي يشد به البعير، فإن أراد ذلك، فهو للمبالغة، ويقع العقال على صدقة عام، قال الأصمعي: العقال زكاة عام وأنشد:
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا
فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
والمعنى: أخذ عمرو صدقة عام، والسبد الشعر، واللبد الصوف؛
قال أبو عبيد: ومنه حديث ابن أبي ذباب: أن عمر أخر الصدقة عام الرمادة، فلما أحيا الناس، بعثني فقال: اعقل عليهم عقالين، فاقسم فيهم عقالا، وائتني بالآخر. فهذا يشهد أن العقال صدقة عام.
وقوله: " وحسابهم على الله " أي: فيما يستسرون ويخلون به، لا فيما يخلون به من الأحكام الظاهرة].
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 01:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 05:12]ـ
هداك الله ..
شيخ الإسلام نقل إجماع الصحابة على ردتهم وكذلك أئمة الدعوة وبدون جحود .. وأنت تقول لا يكفرون ولو جحدوا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الملك،
أخي السعدي: أولا: لا تلازم بين الامتناع والجحود.
ثانيا: إليك هذا النقل عن الإمام النووي - رحمه الله تعالى -:
قال النووي في " شرح مسلم ":
[فَأَمَّا مَانِعُوا الزَّكَاة مِنْهُمْ الْمُقِيمُونَ عَلَى أَصْل الدِّين فَإِنَّهُمْ أَهْل بَغْي وَلَمْ يُسَمُّوا عَلَى الِانْفِرَاد مِنْهُمْ كُفَّارًا وَإِنْ كَانَتْ الرِّدَّة قَدْ أُضِيفَتْ إِلَيْهِمْ لِمُشَارَكَتِهِمْ الْمُرْتَدِّينَ فِي مَنْعِ بَعْض مَا مَنَعُوهُ مِنْ حُقُوق الدِّين؛ وَذَلِكَ أَنَّ الرِّدَّة اِسْم لُغَوِيّ وَكُلّ مِنْ اِنْصَرَفَ عَنْ أَمْر كَانَ مُقْبِلًا عَلَيْهِ فَقَدْ اِرْتَدَّ عَنْهُ وَقَدْ وُجِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْم الِانْصِرَاف عَنْ الطَّاعَة، وَمَنْعُ الْحَقّ، وَانْقَطَعَ عَنْهُمْ اِسْم الثَّنَاء وَالْمَدْح بِالدِّينِ وَعَلَقَ بِهِمْ الِاسْم الْقَبِيح لِمُشَارَكَتِهِمْ الْقَوْم الَّذِينَ كَانَ اِرْتِدَادهمْ حَقًّا ..... " إلى أن قال ": فَإِنْ قِيلَ كَيْف تَأَوَّلْت أَمْر الطَّائِفَة الَّتِي مَنَعَتْ الزَّكَاة عَلَى الْوَجْه الَّذِي ذَهَبْت إِلَيْهِ وَجَعَلْتهمْ أَهْل بَغْي؟ وَهَلْ إِذَا أَنْكَرَت طَائِفَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي زَمَاننَا فَرْض الزَّكَاة وَامْتَنَعُوا مِنْ أَدَائِهَا يَكُون حُكْمهمْ حُكْم أَهْل الْبَغْي؟ قُلْنَا: لَا فَإِنَّ مَنْ أَنْكَرَ فَرْضَ الزَّكَاة فِي هَذِهِ الْأَزْمَان كَانَ كَافِرًا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ. وَالْفَرْق بَيْن هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا عُذِرُوا لِأَسْبَابٍ وَأُمُور لَا يَحْدُث مِثْلهَا فِي هَذَا الزَّمَان، مِنْهَا قُرْبُ الْعَهْد بِزَمَانِ الشَّرِيعَة الَّذِي كَانَ يَقَع فِيهِ تَبْدِيل الْأَحْكَام بِالنَّسْخِ، وَمِنْهَا أَنَّ الْقَوْم كَانُوا جُهَّالًا بِأُمُورِ الدِّين وَكَانَ عَهْدهمْ بِالْإِسْلَامِ قَرِيبًا فَدَخَلَتْهُمْ الشُّبْهَة فَعُذِرُوا. فَأَمَّا الْيَوْم وَقَدْ شَاعَ دِينُ الْإِسْلَام وَاسْتَفَاضَ فِي الْمُسْلِمِينَ عِلْمُ وُجُوب الزَّكَاة حَتَّى عَرَفَهَا الْخَاصّ وَالْعَامّ، وَاشْتَرَكَ فِيهِ الْعَالِم وَالْجَاهِل، فَلَا يُعْذَر أَحَد بِتَأْوِيلِ يَتَأَوَّلهُ فِي إِنْكَارهَا. وَكَذَلِكَ الْأَمْر فِي كُلّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا مِمَّا أَجْمَعَتْ الْأُمَّة عَلَيْهِ مِنْ أُمُور الدِّين إِذَا كَانَ عِلْمه مُنْتَشِرًا كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْس وَصَوْم شَهْر رَمَضَان وَالِاغْتِسَال مِنْ الْجَنَابَة وَتَحْرِيم الزِّنَا وَالْخَمْر وَنِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَنَحْوهَا مِنْ الْأَحْكَام إِلَّا أَنْ يَكُون رَجُلًا حَدِيث عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ وَلَا يَعْرِف حُدُوده فَإِنَّهُ إِذَا أَنْكَرَ شَيْئًا مِنْهَا جَهْلًا بِهِ لَمْ يَكْفُر، وَكَانَ سَبِيله سَبِيل أُولَئِكَ الْقَوْم فِي بَقَاء اِسْم الدِّين عَلَيْهِ. فَأَمَّا مَا كَانَ الْإِجْمَاع فِيهِ مَعْلُومًا مِنْ طَرِيق عِلْم الْخَاصَّة كَتَحْرِيمِ نِكَاح الْمَرْأَة عَلَى عَمَّتهَا وَخَالَتهَا، وَأَنَّ الْقَاتِل عَمْدًا لَا يَرِث وَأَنَّ لِلْجَدَّةِ السُّدُس، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَام فَإِنَّ مَنْ أَنْكَرَهَا لَا يَكْفُر، بَلْ يُعْذَر فِيهَا لِعَدَمِ اِسْتِفَاضَة عِلْمهَا فِي الْعَامَّة. قَالَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: وَإِنَّمَا عَرَضَتْ الشُّبْهَة لِمَنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى الْوَجْه الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُ لِكَثْرَةِ مَا دَخَلَهُ مِنْ الْحَذْف فِي رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَصْد بِهِ لَمْ يَكُنْ سِيَاق الْحَدِيث عَلَى وَجْهه وَذَكَرَ الْقِصَّة فِي كَيْفِيَّة الرِّدَّة مِنْهُمْ وَإِنَّمَا قَصَدَ بِهِ حِكَايَة مَا جَرَى بَيْن أَبِي بَكْرٍ وَعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمَا تَنَازَعَاهُ فِي اِسْتِبَاحَة قِتَالهمْ وَيُشْبِه أَنْ يَكُون أَبُو هُرَيْرَة إِنَّمَا لَمْ يَعْنِ بِذِكْرِ جَمِيع الْقِصَّة اِعْتِمَادًا عَلَى مَعْرِفَة الْمُخَاطَبِينَ بِهَا إِذْ كَانُوا قَدْ عَلِمُوا كَيْفِيَّة الْقِصَّة وَيُبَيِّن لَك أَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مُخْتَصَر أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عُمَر وَأَنَسًا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ رَوَيَاهُ بِزِيَادَةٍ لَمْ يَذْكُرْهَا أَبُو هُرَيْرَة. فَفِي حَدِيث اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل النَّاس حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه، وَيُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَام وَحِسَابهمْ عَلَى اللَّه " وَفِي رِوَايَة أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل النَّاس حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُوله، وَأَنْ يَسْتَقْبِلُوا قِبْلَتنَا، وَأَنْ يَأْكُلُوا ذَبِيحَتنَا، وَأَنْ يُصَلُّوا صَلَاتنَا. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا. لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ. وَاللَّهُ أَعْلَم. هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ رَحِمَهُ اللَّه.
قُلْت: وَقَدْ ثَبَتَ فِي الطَّرِيق الثَّالِث الْمَذْكُور فِي الْكِتَاب مِنْ رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُقَاتِل النَّاس حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه، وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا " وَفِي اِسْتِدْلَال أَبِي بَكْر وَاعْتِرَاض عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا دَلِيل عَلَى أَنَّهُمَا لَمْ يَحْفَظَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ اِبْن عُمَر وَأَنَس وَأَبُو هُرَيْرَة وَكَأَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة سَمِعُوا هَذِهِ الزِّيَادَات الَّتِي فِي رِوَايَاتهمْ فِي مَجْلِس آخَرَ، فَإِنَّ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَوْ سَمِعَ ذَلِكَ لَمَا خَالَفَ، وَلَمَا كَانَ اِحْتَجَّ بِالْحَدِيثِ؛ فَإِنَّهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَة حُجَّة عَلَيْهِ. وَلَوْ سَمِعَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ هَذِهِ الزِّيَادَة لَاحْتَجَّ بِهَا، وَلَمَا اِحْتَجَّ بِالْقِيَاسِ وَالْعُمُوم.
وَاللَّهُ أَعْلَم]. انتهى.(/)
معضلة رؤية الأحمري!! .... أسامة شحادة.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 09:40]ـ
معضلة رؤية الأحمرى!!
أسامة شحادة
عقب حلقة "إضاءات" في قناة العربية التي شارك بها الدكتور محمد الأحمري، أرسلت له أسأله عن كتابه الذي يعده عن إيران، فرد علي بأنني قد أرى بعض فصوله قريباً، والحقيقة أنني كنت متشوقاً لمعرفة رأيه في إيران لكن بعد نشره لمقالته الأخيرة "رؤية في المعضلة الشيعية" والتي قد تكون احد فصول الكتاب ما عدت راغباً بصدوره!!
وكان هذا المقال حلقة في "ثلاثية" الدكتور الأحمري: " خدعة التحليل العقدي " و" حصاد التحليل العقدي " وأخيرا "رؤية في المعضلة الشيعية".
والحقيقة أن عنوان مقاله الأخير لا ينطبق على محتواه، فقد ركز د. الأحمري على موضوعين هما: الصراع الغربي الإيراني، ووضع التجمعات الشيعية في الدول السنية.
جلد الذات:
والمقالة كانت مليئة بجلد الذات والمسلمين وبالأخص أهل السنة وللأسف بغير حق، وهذا مما يزيد الألم في قلوب المحبين للدكتور الأحمري، فقد اتهم أهل السنة بجملة من الاتهامات الباطلة مثل:
- اتهام المشايخ والعلماء بـ " إشعال نار الخلاف الطائفي لاينطلق كله من حاجتهم، وقد لا تكون هذه الرؤية رؤيتهم، وربما دون إدراك واع منهم، بلهذه إستراتيجية للمحتلين معلنة ومطلوبة لتدمير الوحدات المضادة للاحتلال مثل: العراق، وإيران ولبنان، ومناطق الخليج". وهذا القول خبط من د. الأحمري، فموقف أهل السنة من الخميني ودعوته وثورته، تشكل قبل أن يتحول الموقف الأمريكي من الحياد أو الدعم غير المعلن إلى العداء بعد مشكلة احتلال السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن بطهران.
أما في العراق فقد وقف أهل السنة ضد تحريض القوى الشيعة للمحتل على غزوه، وفي الوقت الذي كانت فيه القوى الشيعية في أحضان الأمريكان كانت القوي السنية في الميدان، وكان المبصرون من علماء السنة الذين يحذرون من غدر الشيعة يلاقون الصد والإعراض من الحركات السنية كالإخوان وغيرهم أو من الحكومات العربية. أما لبنان فقد كان جزاء أهل السنة الذين ساعدوا الشيعة في صعودهم، الذل والهوان، حتى وصل الأمر بمنعهم من المقاومة!! فعن أي "الوحدات المضادة للاحتلال" تتحدث يا دكتور: هل من ساعد الأمريكان على غزو العراق وأفغانستان، أو سكت ودعم ميليشيات الموت في بغداد يصنف عندك" الوحدات المضادة للاحتلال "؟!
- يقول د. الأحمري " بدأت في مناطق إيرانية أعمال تستهدف إيران، وتستخدم الأقليات السنيةوالعرقية -وبتمويل قيل إنه عربي- لتفجير الخلافات بين الأقليات وبين الحكومةالإيرانية."
طبعا ً د. الأحمري يعلم قبل غيره – وللأسف -عجز الحكومات العربية عن التحرش بحزب الله أو حتى حزب الدعوة أو فيلق بدر، فكيف بإيران؟؟ لقد أطلق الملك عبد الله
الثاني والرئيس المصري حسني مبارك تصريحات حول الشيعة وتعرضا بسبب ذلك لهجوم عنيف ولم يستطيعا الدفاع عنها.
ثم أليس من العجيب أن يدين د. الأحمري تحركات لم يثبت على العرب بعد القيام بها
ويتغاضي عن كل جرائم إيران في العراق ولبنان!! أم لم يثبت بعد عند د. الأحمري تدخل إيران في العراق؟؟؟
- يتهم د. الأحمري علماءنا " بالبقاء على كراسي التحريض والراحة والمعرفة التاريخية الورقيةبالآخرين .... بل العمل تبين الموقف أولا ثم الذهاب للناس، ولقاء الفرس .... ويفتح بابالمعرفة، ولو لم يتغير مذهب أحد، فإنه يوقف الناس على الكثير من الحقائق، ويزيل عنرؤوس الطرفين الأوهام والخرافات المتبادلة التي يصنعها النكران والبعد والوحشة منالمخالف الغريب". وهذا اتهام عجيب، فما هي الخرافات والأوهام التي نروجها عن الشيعة؟!
- حاول د. الأحمري نفي قضية تبني الشيعة تحريف القرآن، فكان كلامه مما يسيء له ولمكانته، فلماذا لا يدفع الشيعة عن أنفسهم هذه الفرية، بتبنى حله وهو إصدار فتوى بتكفير كل من قال بتحريف القرآن من أي جهة كانت قديماً وحديثاً وفي قادم الأيام؟؟ ألم يشاهد الدكتور دفاع الشيعة في مناظرات قناة المستقلة عمّن تبنى تحريف القرآن؟؟ ألم يقرأ الدكتور وهو واسع الإطلاع على كتابات الشيعة المقرة بالتحريف؟ ألم يشاهد الدكتور المقاطع المبثوثة للعديد من رجالات الشيعة في عصرنا وهم يقرؤون آيات محرفة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الدكتور في نفيه لوجود أو دور ابن سبأ اليهودي، كمن يحاول تغطية الشمس بكفه!! ولو بقي د. الأحمري على موقفه القديم " قد سبق لهذه الأمور العقدية والمنهجية جهابذة، أغنونا عن تكرار القول " (مجلة المنار الجديد عدد9 شتاء 2000م)، أقول لو بقي د. الأحمري على هذا القول لأصاب و سلم من نقد لاذع بحق من كثير من أصدقائه وأحبابه.
- اتهم الدكتور التعصب العربي بأنه سبب عودة اللغة الفارسية، وقد يكون لهذا دور لكنه ليس الدور الوحيد كما يحب الدكتور أن يرى القضايا، لكنه يزول حين يجلد المرء ذاته!! وهل هذا التعصب العربي كان حكراً على اللغة الفارسية فقط أم شمل ما عداها؟؟
- يرى الدكتور أننا والشيعة لا نزال نعيش في حفر التاريخ!! وهذا اتهام باطل جداً، فكيف يساوى الدكتور بين الجاني والضحية!! الشيعة لا تزال تمارس ما سماه د. الأحمري " ثقافة الحزن " عبر طقوس عاشوراء، ولذلك تروج وتنشر الخرافات والأكاذيب، ونحن نضطر لتوضيح الحقيقة للناس كلما احتك السنة بالشيعة، ولذلك تجد أن غالبية أهل السنة حتى المتدينين منهم لا يعلمون ما جرى في التاريخ في أي لقاء عفوي مع الشيعة، بعكس الشيعة الذين يحفظون الأكاذيب بالصفحة والسطر!!
- يرى د. الأحمري أن أهل السنة في إيران، عارضوا الثورة الإيرانية حباً في التبعية والاحتلال، بعكس مواطنيهم الشيعة التواقين للحرية والاستقلال!! كما في قوله: " فلما استقل الشعب الإيراني وأصبحت له حكومتهرفع في مناطق سنية عديدة التحذير من الشيعة، وكأنهم يدخلون التاريخ لأول مرة، وكانالسبب الحقيقي استخدام التنافر العقدي لترسيخ التبعية للغرب، فأصبح الأمر وكأنالتشيع محرر، والتسنن يصنع التبعية والخضوع ".
وقول د. الأحمري هذا تسطيح استغرب صدوره منه، فلمصلحة من يتعامى الدكتور عن استبداد الخميني وزمرته، وخيانتهم وخداعهم للسنة الذين ناصروهم، وتحويل الثورة الشاملة لكل القوي ضد استبداد الشاه، لثورة شيعية متعصبة ترفض كل الأطياف سوى زمرة الخميني!!
هذه نماذج من التهم التي لا يسندها دليل ولا تحليل سياسي مركب قام د. الأحمري بقذف إخوانه بها دون وجه حق، فلماذا؟؟
وهم الاستقلال الإيراني:
د. الأحمري في هذه المقالة وغيرها لا يريد أن يري سوى فجر التحرر والإنعتاق من رقبة المستعمر، ولكون هذا الحلم في هذا الزمان صعب المنال، فإنه حاول العيش في فجر متخيل على يد إيران، فقام بنفي كل مساوئها ومخازيها، وأوجد لها محاسن لم تخطر ببالها ليكتمل مشهد الفجر ويستمر للشروق!!
فسبب الصراع بين إيران والغرب هو استقلال إيران! ولذلك كرر هذه الفكرة أكثر من مرة فقال مثلاً: " يواجه الغرب إيران ويعاديها –ليس لأنهاشيعية أو سنية، ولا لكونها تقية أو فاجرة- بل بسبب استقلال إيران، وتقوية نفسهاخارج حظيرة الاحتلال، وبسبب سلاحها النووي أخيراً ".
ويطالب د. الأحمري الدول السنية بتقليد إيران في استقلالها فيقول: " وكان التعامل الصحيح ليس شتم الشيعة، ولا البحثعن شتائم في قواميس القرون، والتنقيب عن المثالب، بل وضع برنامج استقلال منالعبودية، والإفادة من استقلالهم لا من عقيدتهم ".
ودون خوض في تفاصيل استقلال إيران وما يتميز به عن غيره، فهل من الاستقلال المشرف قمع غالب القوى الإيرانية في الداخل، سواء كانوا من السنة أو الشيعة العرب في الأحواز وغيرهم لكونهم مخالفين للزمرة الحاكمة!!
هل من الاستقلال المشرف التسهيل للمحتلين احتلال دول الجوار السنية، لزيادة النفوذ الشيعي الإيراني بها!!
هل من الاستقلال المشرف التوسع على حساب دول الجوار السنة كالإمارات والعراق!!
هل من الاستقلال المشرف التعاون مع النصارى الأرمن ضد الأذريين الشيعة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يبدو أن د. الأحمري - الذي لا يجهل هذه الحقائق بالتأكيد – يجعل القنبلة النووية سبباً للتجاوز عن كل هذه الخطايا والخطيئات، فنجده يقول: " الغرب يخاف أشد الخوف من سلاح نووي إيراني، يعيد شيئا منالتوازن في العالم، ويهدد الشر الصهيوني في العالم، والخوف من أنه قد يعطي المسلمينسلاحا نوويا بعد أن أخرج مشرف سلاح الباكستان من أيدي الباكستانيين. فالخوف من سلاحإيران حقيقي"، ولا نعرف من أعطي د. الأحمري عهداً أن يكون هذا السلاح للمسلمين؟؟ وهذا السلاح النووي لن يكون ضد الصهيونية والغرب بالتأكيد لكنه سيكون ضد المسلمين من جيرانه؟
بل يواصل د. الأحمري إيراد حلم جميل بقوله: " فإن وجود قوة منافسةللصهاينة سوف يخفف من شرهم، ويقلل من نفوذهم، وربما يخفف من جرائم المذابحالصهيونية للعرب في فلسطين، ويقلل من تطلعاتهم في الأرض والتجارة والنفط والمياه، ويعطي للعرب الباقين مساحة من الخلاص من العبودية التامة لأحد الطرفين، وبخاصة أنهليس هناك برنامج عربي منظور للاستقلال، ولا للسيادة، هذا في حال اعتبار إيران مجردمنافس للصهاينة وللغرب، ولا تربطه علاقات أخرى أحسن ولا أسوأ بالعرب".
والغريب أن د. الأحمري يورد مطالبة إيران على لسان لاريجاني أنهمن الممكن أن تتنازل إيران عن السلاح النووي مقابل ثمن لائق، فطلب منه سولانا توضيحذلك، فوضح له بأنهم يريدون هيمنة إيرانية على بقية شواطئ الخليج، لأن هذه مناطقشيعية وثروتها تذهب لحكام سنة!! "وبعد ذلك يطالبنا د. الأحمري بعدم العداء لإيران أو التحذير من الفكر الشيعي التوسعي والمسيطر في إيران!!
ومن اللافت للنظر قيام د. الأحمري بتبرير مطامع إيران التوسعية في المنطقة، بل يكاد يحرضها على ذلك بدل تحذير إيران من مغبة مطامعها الشيعية في البلاد العربية والمسلمة إذ يقول: " فكيف يفترض عاقل أن التوسع واحتلالالبلدان حق فقط للنصارى، وللصهاينة، ولا يجوز لغيرهم تحرير أرضه، ولا الدفاع عنعرضه، ولا التوسع في سواها، فنتهم الشيعة بالطموح في إمبراطورية، ونطالبهم أنيخنعوا مثلنا للمستعمرين؟ "،" دولة قوية طامحة متماسكة وترى نفسها دينية وديمقراطية ترنو للمزيد، وبجوارها مستعمرات أو شبه مستعمرات خائفة وممزقة، فهل تلام على ضعفهم؟ " ولا أجد ما أعلق به على كلام د. الأحمري.
تبرئة المجرم:
رغم أن د. الأحمري ينطلق في مقالته هذه من أن هناك دراسات إستراتيجية غربية تروج لإسلامين (سني وشيعي) وأن التعاون مع الشيعة سيكون في صالح الغرب لأن الإسلام الشيعي متمدن (بروتستاني) بينما الإسلام السني متحجر (كاثوليكي)، ويورد بعض الأمثلة من هذه الدراسات ويبين لنا أن الذين أعدوها هم من الشيعة (والي نصر وراي تقية)، إلا أن الملوم هم السنة!! والذين يجرون الأمة للصراع الطائفي هم السنة!!
ويورد د. الأحمري أن من مصلحة الصهاينة الدخول في جدال سني شيعي حالياً، ولا ندري هل نشر التشيع حالياً في فلسطين ومصر وبلاد المغرب، سيعجل بعودة القدس عند د. الأحمري مثلاً؟؟
يحذرنا د. الأحمري أيضا من تضخيم الغرب للخطر الإيراني على البلاد العربية فيقول: " بالغ المحتلون في ترويع الحكومات العربية من الشيعة، ومن الإسلام، ليتمكن النفوذ الصهيوني في مفاصل الأمة، وليقام تحالف: "الشرق الأوسط الجديد" المسمى: 6+ 2 ولكن الرقم الأهم مضمر، يفعل ويؤثر ولا ينطق به أحد، وهو تحالف يرادمنه: مواجهة إيران، وإدخال الصهاينة في البنية السياسية العربية لمواجهة إيران، ولنسيان النازية والبربرية الصهيونية، التي ترهب كل يوم وتبيد ولا يرتفع ضد إرهابهاصوت، ولتنضم الكيانات العربية في صلح يسمح بقتل الفلسطينيين وحصارهم وتجويعهم بحجةأنهم إرهابيون ما لم يقبلوا بالاستسلام للصهاينة، ويؤيدوا إنهاء الممانعة الإيرانيةواللبنانية والسورية، لأن رفض الإرهاب الصهيوني النازي يصبح هو الإرهاب، والاستسلامله هو عين السلم والتمدن والتحضر".
ولكن ما هو موقف د. الأحمري من ممارسات إيران الحقيقية على أرض الواقع في العراق من التعاون مع المحتل الأمريكي وقتل الفلسطينيين ببغداد؟؟
لماذا بغداد التي تعج بالاستخبارات الإسرائيلية لا يتعرض لهم أحد من رجالات إيران وهم بالألوف أو القوى "المضادة للمحتل " على حد تعبير د. الأحمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
نود سؤال د. الأحمري لمن كان يجب توجيه خطابك: إلى السنة الذين يتحركون بردة الفعل المتأخرة غالباً ولا تتميز بطول النفس، أم لإيران وأتباعها بالكف عن تنفيذ المخططات الاستعمارية والطائفية؟
من الذي يتبنى سياسات العنف كمؤسسات دينية وسياسية السنة أم الشيعة؟
من الذي سخر الفتوى لتنفيذ مطالب الاحتلال بتمرير الدستور والانتخابات السنة أم الشيعة؟
من الذي يحرك الطائفية والمطالب التعجيزية في وجه الدولة والنظام تجمعات الشيعة أم الأقلية السنية في إيران؟
من الذي رفض المشاركة في لقاء مكة لتحريم الدم العراقي السنة أم الشيعة؟
من الذي سخر الدولة العراقية لنفي الآخر السنة أم الشيعة؟
من الذي شحن اتباعه بالطائفية المقيتة واستحضر التاريخ ليسقطه على الواقع قنوات الشيعة العديدة أم قنوات الرقص السنية للأسف؟
أسئلة طويلة وكثيرة يجب على د. الأحمري أن يجيب عليها حتى يعرف لمن يجب أن يوجه خطابه.
الأقليات في المجتمعات:
نوافق د. الأحمري بشكل عام على دعوته لعدم حصار الأقليات الشيعية في المجتمعات السنية، وهو في الواقع غير حاصل ففي بعض الدول لا تستطيع الأكثرية السنية إغضاب الأقلية الشيعية لما لها من نفوذ وقوة، بعكس حال الأقلية السنية في إيران التي تعاني من كافة أشكال الحرمان والاضطهاد.
ونحن نرى أن مد الجسور مع هذه الأقليات ودعوتهم وبيان حقيقة موقفنا من التشيع كفيل بإنقاذهم من الطائفية المقيتة التي يعيشون فيها.
ملاحظة منهجية:
في مقالة د. الأحمري الأولى " خدعة التحليل العقدي " خلل منهجي كبير، وهو تقزيمه لدور العقيدة والفكر في التحليل السياسي وتضخيمه لدور المصلحة، وهذا خلط منهجي فاضح فمن أين يمكن تحديد المصلحة؟
أليست المبادئ / العقائد / الأفكار هي التي تحدد المصالح!!
فإذا أمكن تحديد المبادئ و العقائد الحاكمة لأي تيار أو حزب أو دولة أمكن تحديد مصالحها وسياساتها، ولا نقع في فخ مزاعمها وأكاذيبها.
خاتمة:
د. الأحمري في "ثلاثيته" هذه مأجور لاجتهاده أصاب أم أخطأ، كما أنه مأجور لحثه الكثيرين على التفكير والبيان حول معضلة كبرى نعيشها.
الراصد ( http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=400)
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وفي نقولاتكم المفيدة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيكم وفي أخي أسامة ..
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 12:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع المليء بالنظريات الواقعية(/)
المعرفة وطريق التمكين
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
المعرفة و طريق التمكين
جمع وإعداد/محمد عبد المجيد.
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:-
موضوع فقه التمكين في القرآن يحتاج لبحث تحليلي عميق لخطورته ولأهميته في حياتنا المعاصرة حيث إن الأمة تمر بفترة عصيبة من تاريخها, فهي في أشد الحاجة لفهم فقه التمكين حتى ترسم أهدافها وتسعى لتحقيق آمالها وفق سنن الله الجارية في الشعوب والأمم والمجتمعات والدول، ولقد لاحظت في دراستي للقرآن الكريم أن أصول فقه التمكين واضحة المعالم في كتاب الله الكريم, فما على الباحث إلا أن يجمعها ويرتبها ويحللها ويبين أثرها على حياة الأمة عندما حرصت على تطبيقه في كل شئون حياتها، وماذا أصابها عندما ابتعدت عن كتاب ربها وسنة نبيها صلي الله عليه وسلم، إن وصول الأمة الإسلامية في هذا الزمان إلى التمكين ليس بالأمر السهل، ولكنه كذلك ليس بالأمر المستحيل، إذ على الرغم من التضييق الشديد والحرب الضروس التي تشن على الإسلام والمسلمين، فإن كثيرًا من المسلمين يرون أن التمكين لدين الله قاب قوسين أو أدنى من ذلك، ومهما رأى الأعداء أن التمكين للإسلام بعيد يشبه المستحيل فإن المسلم واثق بوعد الله أن الأرض يرثها عباده الصالحون، وهذا ليس من باب الأحلام والتمنيات، ولكن من باب الثقة في الله تعالى، واليقين بوعده، إن كثيرًا من علماء الأمة وطلاب العلم فيها أجادوا في التصنيف في فنون متعددة ومتنوعة من علوم الدين، كما أنهم أفادوا الأمة في شرح الداء الذي أصيبت به الأمة, وفي بيان المؤامرات التي تحاك ضدها من قبل اليهود والنصارى وأعداء الإسلام، وبينوا شراسة الحملة التي شنها أعداء الإسلام بضراوة، وبكل الصور والأساليب على الأمة الإسلامية لتثبيط المسلمين، وخنق الأمل في صدورهم، وبث روح الهزيمة النفسية بين جوانحهم حتى لا ترتفع رؤوسهم، ولا تقوى عزائمهم، فيظلون في ذلك الضعف والهوان الذي صاروا إليه، فيصل بهم الأمر إلى الذوبان، والضياع، والتمزق بين سطوة الأمم التي تداعت عليها كما تتداعي الأكلة إلى قصعتها، لقد تحدث بعض الخطباء والوعاظ عن مشاكل الأمة، وفساد أحوالها، بصورة تنشر اليأس وتوصد أبواب الأمل في وجه أبناء الأمة الغيورين، وشاعت روح الهزيمة بين صفوفهم، وأصبحنا كثيرًا ما نسمع من يقول: ماذا نفعل؟ ضاع الإسلام والمسلمون! .. ويقفون على ذكريات الماضين ويتغنون بأمجادهم، فأدركت أن الأمر كبير, والقضية خطيرة ورأيت أن الأمة في أمسَّ الحاجة إلى ما يرد إليها ثقتها بربها، ومنهجها، في حاجة إلى من يوقظ الإيمان في قلبها، ويرشدها للأخذ بأسباب التمكين وشروطه، ويبين لها طبيعة الطريق، وكيفية السير فيه، ويوضح لها المعالم لتعرف كيف تعمل؟ وإلى أين تسير؟ (1)
ولهذا جاء هذا المبحث المتواضع الذي أقوم فيه بعرض أحد العوامل اللازمة للتمكين لدين الله في الأرض وهي العلم والمعرفة،ولا أزعم أن قدمت جديد في هذا المبحث وإنما قمت فقط بتسليط الضوء علي أحد المعالم التي أحسبها هامة في فقه التمكين لدين الله،وعملي في هذا المبحث لا يعدو عن قيامي بتجميعات نقولات وابحاث مختلفة مترامية هنا أو هناك،أقوم بتجميعها وتهذيبها وإلقاء الضوء عليها لتخرج في صورة تبين المعني وتجلو المقصود، وإن تكررت في هذا المبحث بعض المعاني والكلمات فبغرض تثبيت المعني وتقرريه،فالعبارات إذا تكررت تقررت كما يقولون،وطبيعة المبحث نفسها تفرض الإسهاب أحيانا ً والتكرير،وما هي إلا محاولة أقوم بها فإن كانت موّفقة فهذا فضل من الله وحده، وإن كان فيها من خلل فمن نفسي والشيطان والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
العلم قبل القول والعمل (2) اصطفى الله ـ تبارك وتعالى ـ رسله ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، وتولاهم بحسن النشأة، وتعهدهم بتمام الرعاية، ونبأهم بما يحتاج إليه العباد من العلم؛ فكان للعلم في دين الله شأن ينبئك عنه أول القرآن نزولاً على نبينا-صلى الله عليه وسلم- حين خاطبه ـ تبارك وتعالى ـ بقوله: ((اقْراً بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)) (3) وبهذه الآيات وضع الله ـ تعالى ـ معالم الرسالة الإسلامية الخالدة في عمومها المطلق وشمولها الأعم مبيناً أنها رسالة العلم والمعرفة والعقل، وهي أعظم نعم الله ـ تعالى ـ على الإنسان) (4) وبهذه الآيات البينات، وما تضمنته من الإشادة بالقراءة والكتابة والعلم، أبان الله ـ عز وجل ـ لنبيه-صلى الله عليه وسلم- ولأمة الإسلام أن المعرفة بوسائلها: من قراءة وكتابة وتعلّم هي الأسلوب الأمثل لتبليغ الرسالة.
وبهذه الآيات أعطيت الأمة مفاتيح الإصلاح والتقدم والرقي؛ لتعلم أنه لا إصلاح ولا مدنية ولا حضارة بغير علم ومعرفة؛ فالجهل ـ وهو نقيض العلم ـ لا يأتي إلا بالشر والفساد والتخلف، كما أن الهداية إلى معرفة الحق واعتناقه والحرص على إقامة معالمه والدعوة إليه لا يكون إلا مع العلم، ولا يكتب للعلم النمو والانتشار إلا إذا سجله القلم ونشره وأعلن عنه (5) ومن اللافت للنظر أن استفتاح الوحي بهذه الآيات البينات فيه دلالة واضحة على أن العلم في دائرة سنن الله في الحياة يعد من أهداف الأمة الإسلامية في تبليغها رسالة الإسلام؛ (لأن العلم هو العنوان الأعظم على خلود هذه الرسالة، وهو العنصر الحيوي في تكوين حقيقتها الهادية الراشدة، وهو الآية الكبرى على صدقها وصدق رسولها) (6)، وبقي شعاره التمثل لهذا الأمر مع طلب الزيادة منه: ((وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)) 7 وذكر بعض المفسرين أنه -صلى الله عليه وسلم- ما أمر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم، وكان يقول: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً) وكان يستعيذ من العلم الذي لا ينفع.8، فأعلن منهجه أبلجَ يضاهي وضوحه ضياء الشمس: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ... )) 9.
من هنا كانت سنة الدعاة ـ المقتدين بالرسل في الوظيفة ـ تري طريقتهم في التكوين والنشأة .. فصارت الركيزة الأولى في تكوين الداعية: العلم، فهو الذي يهتدي به العمل، ويُحفظ به الدين.
قوام الدين: علم يهدي، وسيف ينصر ((وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)) 10،وكما حرس الله بيضة الإسلام بالمجاهدين في سبيله، فقد حفظ شريعة الإيمان بالعلماء والمتعلمين. والجهاد لا يتم على وجهه الحق إلا بالعلم المؤهل المؤصل المفصل بالقرآن الكريم والسنة النبوية. فالعلم ضرورة فوق ضرورة المأكل والمشرب والملبس والدواء؛ إذ به قوام الدين والدنيا، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولا غرو فإن الدعوة إلى الله إذا كانت (أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، ولا بد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حد يصل إليه السعي) 11،ولقد كان من أعظم أسباب ضعف المسلمين في هذا العصر: الجهل، وقلة العلماء العاملين، وسوء الخطط في مراحل الدراسة المختلفة في البلاد الإسلامية، وضعف الهمم والعزائم في الجد والبحث والتحصيل، والتخصصات الجزئية التي أضعفت العلوم الشرعية، والانهزام النفسي أمام بعض العلوم المادية، والنظر إلى التخصصات الشرعية نظرة دونية.
هذه الأسباب وغيرها جزء من واقع الأمة ـ في الجانب العلمي ولا شك أن بُعْد الهوّة بين الأمة وماضيها أذهل دعاتها الغيورين عن كثير من مصالحهم، وأفقد بعضهم شيئاً من التوازن سواء في تربيتهم لأنفسهم، أو في برامجهم التربوية المطروحة التي يسعون لتحقيقها؛ فلربما كانت الحركة الدؤوب على حساب بعض العلم، فإذا وضع هذا في الحسبان عرفنا ما يجب الفئة التي تضلع لإحياء الأمة والعمل للتمكين للدين تجاه العلم، وأنه لا بد من منح الهدف العلمي أولوية تليق به، بل يجب أن تصاغ الأهداف الأخرى على ضوئه؛ لأن التعليم والتربية صنوان لا ينفكان: ((هُوَ الَذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن
(يُتْبَعُ)
(/)
قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)) 12
إن العاملين للتمكين لدين الله في الأرض اليوم يجب أن تصاغ خططهم ومناهجهم في كل الجوانب الدعوية والتربوية والفكرية صياغة كاملة شاملة على أساس علمي متين؛ لأن التغيير الذين يرمون إليه عبء ثقيل وأمانة عظمى لا تتأتى إلا ببناء العقول وإصلاح الفكر؛ وهو أمر غاية في الخطورة والصعوبة، لا يحصل بالأحلام والأمنيات، ولا بالعواطف والانفعالات، ولا بالارتجال والاحتمالات.
إن قاعدة هذا التغيير والبناء والإصلاح متينة، ترسم أهدافاً عنوانها: الشرعية والوضوح والمرونة والملاءمة، وتنهج طريقاً واضحة علائمه، بيّنة منائره .. إنه منهج تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة، وفهمها بفهم سلف الأمة ـ الذين اختارهم الله لإقامة دينه وحمل رسالته ـ، ثم التسليم والانقياد لها خِلْواً من المعارضات المرفوضة التي تتكئ إلى القياسات العقلية الفاسدة، والأذواق الرديئة، والمنامات الفارغة .. التي ما ناب الأمة منها إلا التفرق والشقاق والتيه والتأخر.
بهذا المنهج السلفي يجب أن تدرس وتفهم أصول الدين ومهماته من مسائل الاعتقاد والسلوك، ثم فروعه وأحكام الحلال والحرام، وبه تُدرك سبيل المجرمين، ويُفهم الواقع، وتُصنع الحياة.
ويوم أن نهجت الأمة ذلك النهج سطع نجمها، وعلا ذكرها، وامتد سلطانها، وبقي ذكرها، ونالت المجد والسؤدد ... يومها وأدت نوابت السوء في مهدها، وكان السيف ينصر يوم أن كان العلم يهدي.
يتبع إن شاء الله ....
ثبت المراجع
*القرآن الكريم.
1 - مقدمة كتاب فقه التمكين في القرآن للدكتور علي بن محمد الصلابي.
2 - مجلة البيان العدد 132شوال 1418هـ-فبراير 1998م افتتاحية العدد.
3 - سورة [العلق:1].
4 - (محمد الصادق عرجون: محمد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ج1، ص 542.)
5 - (المصدر السابق ج1 543).
6 - المرجع السابق، ج1، ص 545.
7 - سورة [طه: 114].
8 - أصول التربية والتعليم كما رسمها القرآن)) د .. أحمد بن شرشال
دار الحرمين لنشر التراث.
9 - سورة [يوسف: 108].
10 - سورة [الفرقان: 31].
11 - مفتاح دار السعادة 1/ 154.
12 - سورة [الجمعة: 2].
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 01:14]ـ
*المعرفة والقراءة:-
إن المتأمل لحياة وواقع الشعوب الغربية يجد أنها شعوب قارئة متعلمة، بل ومولعة بالقراءة، تحب الثقافة بمفهومها العام، وليس هذا إعجاباً بهم .. لا .. فالطريق مختلف .. لكنها حقيقة يعيشونها وسلوك يحيونه، فلا تجد شخصاً (بشكل عام) إلا ويقرأ جريدة أو صحيفة مجلة أو قصة أو كتاباً .. تلمح ذلك في الشوارع والمحلات التجارية .. في المكاتب، في الحدائق العامة والأماكن الترفيهية، في الحافلات العامة والقطارات، ولن أخوض في ماهية ما يقرؤون من روايات تافهة أو قصص سخيفة أو مقتطفات سطحية أو أو .. فهذا ينعكس عموماً على طبيعة شعوبهم ونمط حياتهم الاجتماعية والفكرية .. ولن أتعمق أيضاً في خلفيات هذه القراءة وهذا النشاط .. ولا الأسباب التي دعتهم، بل ونمت فيهم حب المطالعة والقراءة .. من أساليب تربوية ومناهج تعليمية أثناء مراحل الدراسة .. لكن شيئاً واحداً ملاحظاً ونؤكد عليه كظاهرة عامة واضحة، إنها شعوب قارئة13،وانعكست هذه المعرفة علي التقدم التقني عندهم، فتعلم الصناعات الكبرى عندهم تبدأ نظرية وتطبق أولاً في الجامعات الغربية، حيث يطلب الجيش الأميركي أو الفرنسي تطويراً لجهاز ما ويتحدثون عن المشكلة الصناعية أو الجهاز الذي يريدون مع أستاذ في الجامعة وسرعان ما يقوم المدرس وعدد من تلاميذه وأكثرهم وللأسف من دول العالم الإسلامي بدراسة المشكلة وحلها، وما هو إلا زمن يسير حتى تنتهي وتتحسن الصناعة وهكذا بقية الشركات وأغلب المؤسسات العلمية العلم عندهم يعني العمل والتطبيق المباشر.
أما السياسة عندهم فهي علم يدرس في الجامعات، يدرّسه مهرة يعيشون في موقع القرار في الدولة، أو عايشوا ذلك في الماضي، وهم على صلة قريبة جداً بكل ما يحدث، وما تسمعه اليوم من خبر في وسيلة إعلام قد يكون موضع نقاش ودرس وبحث عن السبب والحل في الجامعة والصحافة، لأنهم كما قالوا: سياستهم علم وسياستنا كهانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد قالت زوجة بوش تصف زوجها يوماً: إنه رجل دراسة لما كان ينفق من الوقت في قراءة ما يصله، وعندهم للأسف أمثلة من رجال السياسة والمعرفة ما لا يوجد له قرين عندنا في زمن الانحدار، إذ لا يمكن أن يهدي أمته جاهل أو ينتصر لها 14.
والعجيب أن أمة الإسلام التي بدأت رسالتها بأول آية نزلت من السماء ((اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)). قلما تجد قارئاً ونادراً ما تجد مولعاً بالعلم أو شرهاً للمطالعة وحب المعرفة. بل حتى طلبة العلم انتقلت إليهم العدوى، وكأنهم مرغمون أو مجبرون على القراءة والتعلم.
وإنها لمفارقة أن تجد أعداء الإسلام والعلمانيين وأصحاب الفكر والمذاهب الهدامة والتيارات المنحرفة لا يكلون ولا يملون من المطالعة والبحث والكتابة، فتجد مؤلفاتهم وكتبهم تملأ الأسواق ومقالاتهم تغطي الصحف والمجلات والجرائد، ويتناولون مواضيع مهمة، ويتطرقون لأبحاث جديدة .. فيبدو وكأنهم رواد الحضارة والثقافة العربية المعاصرة.
*الدواعي التي تدعو إلي أهمية القراءة وجعلها هدفاً مدى الحياة:-
إن هناك دواعي كثيرة، تفرض علي الفئة التي تريد التمكين لدين الله في الأرض و على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدى الحياة، منها:
1 - إن الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم نفسه، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت منطقة المجهول، والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى المعرفة، حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة، ويولَّد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقاً. والمثقف الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مطالب بأن يعيد تكوين ثقافته على نحو مستمر ومتجدد، وعندما يشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات، سيضع نفسه على شفا الانحطاط. وإذا كان متخصصاً فإن أمواج القفزات العلمية في تخصصه، ستقذف به نحو الشاطئ، ليجد نفسه في النهاية خارج التخصص. الوضع الذهني للرجل متوسط الثقافة - فضلاً عن الضعيف - يسف وينحط بسبب ما يحتشد من النظريات والأفكار والمذاهب التي لم يعد بإمكانه المساهمة فيها، حتى لو أبدى اهتماماً بها. إن جهلنا ينبسط مع تقدم المعرفة، كما ينبسط سطح التماس لكرة ما مع العالم الخارجي عندما يكبر قطرها، وهذا يشكل تحدياً متزايداً لكل قارئ.
2 - لم يكن لدى الناس قديماً إحساس قوي بارتباط كسب الرزق بمدى ما يحصلَّونه من علم، لكن الوضع قد تغير اليوم؛ حيث تتضاءل على نحو متصاعد المهن والوظائف التي يمكن للأميين ومحدودي الثقافة الاضطلاع بها. وسوف تجد الأمة التي لا يحسَّن أبناؤها مستوى معارفهم - على نحو مستمر- نفسها مؤهلة لأن تكون تابعة للأمم الأخرى، ومستغلة لها على كل المستويات!
3 - إن ما نمتلكه اليوم من معارف وخبرات، لا يتمتع بقيمة مطلقة؛ فسكان الأرض يشكلون عالماً واحداً، وأهمية كل جزء من أجزاء هذا العالم، تنبع دائماً من قدرته على الصمود والمنافسة وحل المشكلات، وما يمتلكه من وزن في الساحات العالمية. وشيوع الأمية الأبجدية والحضارية، قد جلب على أمة الإسلام مشكلات هي أكبر مما نظن؛ وليس ذلك على صعيد المعيشة والإنتاج فحسب؛ وإنما على صعيد فهم الإسلام أيضاً؛ فالإسلام بما أنه بنية حضارية راقية، لا يتجلى على نحو كامل إلا عبر تجربة معرفية وحضارية رائدة؛ مما يعني أن التخلف الذي نعاني منه قد حال بيننا وبين رؤية المنهج الرباني على النحو المطلوب.
4 - إن العقل البشري، يميل دائما إلى تكوين عادات ورسم أطر لعمله، وهي مع مرور الوقت، تشكل نوعاً من البرمجة له؛ والبيئة - بكل أنواعها - هي التي توفر مادة تلك البرمجة. وكلما كانت ثقافة الإنسان ضحلة، وكانت مصادر معرفته محدودة، ضاقت مساحة تصوراته، وأصبح شديد المحلية في نماذجه ورؤاه، عاجزاً عن تجاوز المعطيات الخاطئة التي تشربها من مجتمعه. والقراءة الواسعة، والاطلاع المتنوع هو الذي يعظم الوعي لديه من خلال المقارنة وامتداد مساحات الرؤية، وقد كان علماء السلف، لا يثقون بعلم العالم الذي لم يرحل، ولم يغبِّر قدميه في طلب العلم، إدراكاً منهم لمخاطر البرمجة الثقافية القائمة على معطيات محلية محدودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - التدفق الهائل للمعلومات، وتراكم منتجات البحث العلمي في اتساع مستمر؛ والنتيجة المباشرة لذلك هي تقادم ما بحوزتنا من معارف ومعلومات. وتفيد بعض التقديرات أن نحواً من 90 % من جميع (المعارف العلمية) قد تم استحداثه في العقود الثلاثة الأخيرة. وسوف تتضاعف هذه المعارف خلال نحو من 12 سنة. ويقول أحد الباحثين: إن على المتخصص المعاصر أن يضع في حسبانه أن نحواً من 10 - 20 % من معلوماته قد شاخ، وعليه أن يجدده. ويرى أحد الباحثين أن أعراض الشيخوخة تعتري المعلومات بنسبة 10 % في اليوم بالنسبة إلى الجرائد، و10 % في السنة بالنسبة إلى المجلات، و10 % في السنة بالنسبة إلى الكتب.
6 - إن تقادم المعلومات يتجلى في صور شتى، فتارة في ظهور زيفها أو عدم دقتها، وتارة يتجلى في عدم ملاءمتها للخطط الجديدة، وأحياناً بتحوّل الاهتمام عنها، لأنها لم تعد ذات قيمة في البناء المعرفي، وأحياناً بقراءتها قراءة جديدة، أي: إنتاجها مرة أخرى على نحو يبعدها عن مضامينها الأولى ...
والعلاج لذلك كله دوام الاطلاع والمتابعة، حتى لا يتدهور ما لدينا من معرفة، وحتى لا نغرق في الضلالات والأوهام التي تنتشر باعتبارها مفرزات جانبية للتقدم العلمي.
القراءة ومصادر المعلومات الأخرى:عصرنا عصر انفجار المعرفة، فالأعداد الهائلة من العلماء الذين يشتغلون بالبحث العلمي، والوسائل المتطورة في حفظ المعلومات ونقلها وبثها، والتواصل الكوني الفريد والمتزايد، كل ذلك جعل الناس مغمورين بالأخبار والمعلومات والمفاهيم التي ترد إليهم كل لحظة من شتى أصقاع الأرض. هذه الوضعية حملت الناس على طرح سؤال حول ما تبقى من وظيفة للقراءة والكتاب، كما حملت كثيراً من المثقفين على الجهر بمر الشكوى من هجر الكتاب، والافتتان بما تعرضه وسائل الإعلام المختلفة من برامج ومواد ثقافية متنوعة. والحقيقة أن لتلك الشكوى ما يسوغها، إذ إن هناك مؤشرات واضحة إلى إعراض الناس عن القراءة واقتناء الكتاب، والى إقبالهم على قضاء أوقات طويلة أمام الوسائل الإعلامية المختلفة. ويكفي أن نعلم أن متوسط ما يطبع من معظم الكتب في البلاد العربية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة للكتاب الواحد.
وهذا العدد المحدود لا ينفد في الغالب في أقل من ثلاث سنوات عادة، على حين تتجاوز أرقام التوزيع في الدول المتقدمة ذلك بكثير، بما لا يدع أي مجال للمقارنة!
إن وسائل الإعلام تقدم برامج على درجة عالية من الزخرفة والإتقان؛ مما يعطيها جاذبية عالية. فاذا أضفنا إلى ذلك انعدام البواعث على القراءة وانعدام التقاليد الثقافية المحبذة لاقتناء الكتاب واصطحابه - أدركنا وضعية القراءة في عالمنا الإسلامي!
إن وسائل الإعلام تقدم معلومات متشظية، قلما تتصل بالحاجة المعرفية الحقيقية للمتابع لها، كما أن المعروف أن المعلومات الكثيفة حول أي شيء قد تقف حائلاً دون فهمه على الوجه الصحيح، تماماً مثل الحقائق والمعلومات القليلة عنه؟ فللعقل طاقة محدودة على التحليل والتصنيف والغربلة لما يرد عليه، وحين يزيد على طاقته، فإنه يربكه ويشتته.
من وجه آخر فإن وسائل الإعلام الحديثة، قد سببت أضراراً بالغة للشعور بالحاجة إلى التفكير، فكتَّابها ومعدُّو برامجها قاموا بذلك نيابة عن المتلقين. إن مشاهد (التلفاز) ومستمع الإذاعة وقارئ المجلة أو الجريدة .. يتلقى مركَّباً كاملاً من البيانات والإحصاءات المنتقاة بعناية، والمصوغة بأسلوب بلاغي بارع، مما يدهش القارئ، ويدفعه إلى نوع من الاستسلام لها، والانقياد إلى توجهاتها دون القيام ببذل أي جهد شخصي؛ وهذا كله مغاير لمتطلبات التطور العلمي والاجتماعي الحديث، والذي يتطلب منا القدرة على الإبداع، وترشيد المحاكمة العقلية أكثر من الانشغال باستيعاب بعض مفردات المعرفة واستظهارها. هذا كله لا يجعلنا ننكر أن الدفق الإعلامي والمعلوماتي الهائل، قد أوجد نوعاً من الاستنارة العامة، ورفع درجة الوعي لدى الناس، كما أنه ملكهم الكثير من المعلومات العامة.
إن الهامش الذي يفصل بين التسلية وبين التثقيف الحق هامش ضيِّق، ومن السهل أن يكون ما نستمع إليه ونشاهده ضرباً من ضروب التسلية، وتزجية الوقت، ونحن نظن أننا نتعلم. واعتقد أن الكتاب ما زال هو الوسيلة الأساسية للتثقيف الجيد، حيث نستطيع أن نمارس حريتنا كاملة في اختيار ما نحتاج إليه، وهو لا يحتاج إلى آلات مساعدة للاطلاع عليه، كما أنه رخيص الثمن إذا ما قورن بغيره. ولست مع هذا أميل إلى التقليل من شأن مصادر المعلومات الأخرى؛ فالمهم دائماً أن تكون أهدافنا في التثقيف والارتقاء المعرفي واضحة، ثم نبحث عن الأدوات والوسائل التي تبلغنا إياها15.
يتبع إن شاء الله .....
13 - القراءة خالد الموسي مجلة البيان عدد 37 رمضان1411هـ-1991م.
14 - عودة إلي المعرفة د. محمد بن حامد الأحمري البيان عدد65 المحرم 1414هـ-يوليو 1993بتصرف.
15 - القراءة مدي الحياة د. عبد الكريم بكار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 06:17]ـ
توجيهات للمربين للتحفيز علي القراءة16:-
1 - تحميس الطلاب وتشجيعهم على القراءة، وذكر الإحصائيات عن معدلاتها، وذكر النماذج التي استطاعت أن تتعود عليها. ولابد من طرق هذا الموضوع عدة مرات وفي عدة مناسبات لتشحذ الهمم للقراءة …
2 - يبدأ مع القارئ بأن يطلب منه تحديد صفحات معينة ينتظم في قراءتها يومياً، فإن ذكر عدداً كبيراً كعشر صفحات مثلاً، فإن المربي يرده إلى خمس، وإن ذكر خمساً رده إلى صفحتين. وليس غريباً أن يبدأ القارئ بالانتظام على صفحتين يومياً لا يتجاوزها مطلقاً إلا بالاتفاق مع المربي على الزيادة. ولو كانت المعلومة في نهاية الصفحة الثانية لم تكتمل فلا يستمر في القراءة بل يجب عليه أن يتوقف. والغرض من هذا هو: أن يعود إلى القراءة في اليوم الثاني ونفسه في شوق استكمال ما قرأه بالأمس.
3 - إذا شعر المربي بتكاسل القارئ فيخفف عنه في مقدار القراءة حتى لا يمل.
4 - إذا شعر المربي أن القارئ متلهف للقراءة فلابد من إشباعها- ولكن لا يكون ذلك إلا بعد مضي ثلاثة أشهر على الأقل- ويكتفى بزيادة مقدار القراءة اليومي بالتدريج وعلى فترات متباعدة. أما بعد مضي الثلاثة أشهر فيمكن إعطاؤه كتباً من كتب المرحلة تكون قراءته اختيارية لا تخضع لعدد معين من الصفحات ولا لانتظام يومي.
5 - يمكن المربي أن يتجاوز عن بعض كتب المرحلة إلى المرحلة التي تليها إذا شعر بأن الأهداف المطلوبة في المرحلة قد تحققت، ولكن عليه الحذر من التعجل فإن بقاء القارئ في مرحلته بعد ظهور تحقق الأهداف فترة طويلة يكون هذا أفضل وأحسن.
6 - يمكن المربي أن يضيف ما يشاء من كتب لمعالجة بعض المخالفات عند القارئ شريطة أن تتوفر فيها السمات العامة لكتب المرحلة.
7 - قد يلاحظ المربي أن القارئ قد تبين له توجه واضح كالشعر مثلاً أو الميل إلى القراءات الأدبية أو الفقهية الشرعية، فيضيف له في برنامجه ما يدعم ذلك التوجه، ويمكن تمكينه من حضور دورات في الشعر أو علم العروض أو فن الخطابة، وكذلك الندوات الشرعية ونحو ذلك.
8 - مع كل ذلك يجب على المربي أن يراعي الرصد الدقيق لما يظهر على القارئ من سمات، أو توجهات، ويهذّب ذلك دائماً بالنصيحة الفردية، والكلمة العامة التي تحثه على الإخلاص وعدم العجب، والحذر من الرياء.
9 - لابد للمربي أن يعزز برنامج القراءة في نفس القارئ، وذلك بالثناء عليه أمام زملائه، وشكره منفرداً أوأمام زملائه، وتذكيره ببعض المعلومات التي سبق أن قرأها وهكذا.
10 - يجب على المربي أن يتذكر دائماً أن الهدف من هذه القراءة فتح آفاق جديدة للدعوة والتربية والعمل علي التمكين لدين الله في الأرض، واكتشاف المواهب وتوجيهها. فكم من عالم لم تظهر علامات نبوغه إلا بيد المعلم، وكم من شاعر لم يكتشف موهبته إلاّ معلم مربي.
وإليك هذين الحدثين:
طالبان كانا في فصلين متجاورين كتب كلّ منهما قصيدة. فعرض الأول قصيدته على معلمه، فرأى المعلم ما كتبه الطالب وإذا به لم يلتزم بوزن ولا قافية بل نظمها على بحور الشعر الستة عشر، فسخر منه، فوأد تلك الموهبة وأطفأ شمعتها المتوهجة.
والآخر فعل كما فعل صاحبه مع معلمه، ولكنه قوبل بالتشجيع والثناء والإطراء وأُخذ بيده فصار في مستقبل أيامه شاعراً بارعاً.
1 - لا يستعجل المربي في نقل القارئ من مرحلة إلى مرحلة أخرى ما لم تتحقق أهداف تلك المرحلة وتثبت في نفس القاريء. وأيضاً لابد أن يكون سنّه مناسباً للانتقال.
2 - كلما كان بقاء الطالب في المرحلة أكثر كان هذا أنفع إلا في حالات خاصة، وفي حدود ضيقة.
3 - يمكن تطبيق هذا البرنامج على طلاب المرحلة الثانوية وأواخر المتوسطة. كما يمكن أن يطبق على من هم أكبر من ذلك ولكن بشيء من التحوير والاهتمام بما يناسبه، مع المحافظة على السمات العامة لكتب المرحلة.
4 - لا يعني اجتياز المراحل الثلاث أن القارئ قد أصبح طالب علم، بل يعني ذلك أن القارئ قد اكتسب موهبة حب القراءة، وهو لا زال في حاجة المتابعة والتهذيب والتزكية. وكلما كان القارئ صغيراً كان الاستمرار أوجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- حتى يحقق البرنامج الهدف المراد منه وهو: دعوة القارئ فلابد أن يعرّض المربي القارئ لأنشطة وبرامج دعوية أخرى كالتوعية الإسلامية بالمدرسة، وحضور محاضرة خارجية، والرحلات ونحوها .. حتى تعزز الجانب الديني عنده.
ب- هب أن هذه القراءة الموجهة لم يكن لها أثر في استقامة القارئ فلا يعني هذا أن الجهود قد باءت بالفشل، بل لا يخلو الحال من توجيه فكر القارئ ليفكر ويقارن بطريقة شرعية قد تثمر في مستقبل الأيام لتنتج لنا رجلاً صالحاً، أو مفكراً إسلامياً بارعاً، أو على أقل الأحوال شخصاً متعاطفاً محباً مدافعاً.
الذاكرة والقراءة
رُبَّمَا كان دماغ الإنسان أعجب وأعقد جهاز عُرف حتى الآن بما فيه من أقسام مختلفة سواء في مراكز الإبصار والسمع والحس والشك والذوق، أو مراكز اللغة والحركة والاختزان للمعلومات والتوجيه للمشاعر والحفاظ على التوازن في كل ذلك.
والذاكرة تختزن المعلومات في الدماغ بعد تمريرها من خلال إحدى الحواس الخمس إلى مراكز الذاكرة، وكلما كانت الحواس التي من خلالها تم استيعاب المعلومات أكثر كلما كان إمكانية الاحتفاظ بالمعلومة أكبر، وأكثر الحواس ترسيخاً للمعلومات في الذاكرة هي حاسة الإبصار، ولذلك إذا كانت وسيلة حفظ المعلومة حاسة أخرى غير الإبصار، فحاول أن تقرن المعلومة المسموعة أو المتذوقة أو المشمومة بصورة مرئية.
وأعطِ نفسك وقتاً كافياً لاستيعاب الصورة بكل تفاصيلها من خلال التدقيق والتركيز والحرص.
وصقل الذاكرة وتقويتها أو إضعافها له أسباب خلقية تكوينية إمَّا وراثية وإمَّا بسبب صحة الأم أثناء الحمل وتغذيتها وما قد تتناوله من أدوية أو تستنشقه من غازات، وله أسباب كسبية مثل تغذية المرء نفسه وتهوية المكان الذي يقيم ويمارس عملية التفكير والحفظ والاستذكار فيه ومثل بعض التمارين التي تساعد علي التركيز.
وثمة نوعان للذاكرة هما:
1 - الذاكرة الدورية: وهي التي تعتمد على الترداد والتكرار وهي مفيدة في حفظ النصوص المختلفة.
2 - الذاكرة المنطقية: وهي التي تعتمد على الترتيب والربط المنطقيين، ويجب أن تفعّل دور هذه الذاكرة بقدر استطاعتك.
والقراءة لها الشأن الأكبر في اكتساب العلوم والمعارف والثقافات بل هي الوسيلة التقليدية لذلك والتي لا يعرف كثير من الناس غيرها، وكلما طور الإنسان من طريقته وأساليبه في القراءة والتعامل مع الحرف كانت استفادته من ذلك أكبر.
والإنسان القارئ الذي يجعل القراءة جزءاً من حياته وتصبح هواية ملازمة له هو الذي يستطيع بعد فترة وجيزة من حياته أن يتميز على أقرانه في تفكيره وأسلوب تعامله مع الحياة بل وفي نظر الآخرين أيضاً، وبإدمان القراءة سيصبح تناول الكتاب بالنسبة لك ليس وسيلة للعلم والمعرفة والثقافة والتجول في الكون فحسب بل سيصبح أيضاً متعة وترويحاً ونزهة لايدانيها شيء آخر على الإطلاق.
ولنرى كم من المعلومات يُمكنك استيعابها والحصول عليها بالقراءة، إليك بعض هذه الأرقام:
يستطيع الإنسان أن يقرأ في الدقيقة (500) كلمة علماً أن البعض يستطيع أن يقرأ إلى حدود (900) كلمة لكن هذا نادر.
وأل (500) كلمة تساوي صفحتين من كتاب متوسط الحجم، أي أن الإنسان يستطيع في ساعة من الزمن أن يقرأ مقدار 120 صفحة، فإذا كان الكتاب المتوسط يبلغ 400 صفحة، فهذا يعني أنك تحتاج إلى ثلاث ساعات وعشرين دقيقة لقراءته.
ولنفترض أنك تحتاج إلى أربع ساعات لقراءته فلو أعطيت كل يوم ساعة للقراءة لقرأت في كل أربعة أيام كتاباً أي في السنة يُمكنك أن تقرأ حوالي تسعين كتاباً.
وتأمل أي أثر سيكون في حياتك إذا قرأت في كل عام تسعة كتب مختارة فضلاً عن تسعين كتاباً، كم يا ترى من الأوقات الثمينة تضيع مناً في اللهو والعبث والضياع ولا ندرك مقدار الخسارة فيها إلاً إذا غربت شمس الحياة وأذنت بالمغيب.
وأفضل أحوال القراءة هو أن تقرأ قراءة صامتة متمعنة في جو هادئ وارتياح نفسي، وألا يكون بعد الأكل حتى الشبع مباشرة أو أثناء الشعور بالجوع الشديد، وأن تكون الإضاءة والتهوية والحرارة والبرودة جيدة ومناسبة، وأن تكون الجلسة مريحة ومعتدلة، وحبذا أن يكون في يد القارئ قلم يخط به بعض الخطوط تحت العبارات المهمة ويكتب به بعض العناوين ويرقم به بعض الأرقام ويلخص بعض الأفكار وكذلك اختيار الوقت المناسب بعد النوم الكافي17.
يتبع إن شاء الله ....... الحلقة القادمة ((المعادلة الثلاثية))
16 - الدعوة إلي الله بالقراءة عابد الثبيتي شبكة التبيان،وانظر مفكرة الإسلام.
17 - حتي لا تكون كلاً د. عوض بن عبد الله القرني
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 06:34]ـ
واصل بارك الله فيك طرح مواضيع كهذه، فإن عيب كثير من أبناء الأمة الجهل بفقه الأخذ بالأسباب أو الحط من قدره والتقليل من شأنه.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 09:58]ـ
جزاكم الله خيراً، شرفت بمروركم الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 10:13]ـ
*المعادلة الثلاثية (المعرفة- العقل- الفكر):-
الفكر:- هو ناتج معادلة التفاعل بين العلم والعقل، ولذلك سنقوم بتعريف الناتج من التفاعل أولاً،وقد تكلمنا علي أحد شرطي التفاعل وهو العلم ويبقي أن نتكلم عن شرط التفاعل الثاني وهو العقل.
تعريفات للفكر:-
الفكر بإنه (إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول)، ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها18.
-ويعّرف التفكير بأنه (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء) 19.
ويقولون: فكّر في مشكلة: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها،
والتفكير:- هو عملية معالجة للمعلومات، فهناك كم كبير من الصور والأصوات والإحساس من الخارج عن طريق الحواس ومن الداخل من الذاكرة. والتفكير هو عملية تصنيف ومقارنة وتقييم لهذه المعلومات على ضوء منظومة الإيمان والاعتقاد والقيم … وبالتالي صياغة استراتيجية ينتج عنها تعبير لغوي أو سلوكي كما ينتج عنها تأثيرات فسيولوجية في العضلات والتنفس ولو البشرة وتعبيرات الوجه .. ) 20.
ولعلنا نعرف تعريف آخر لعملية التفكير بأنها (إعمال الإنسان لإمكاناته العقلية في المحصول الثقافي المتوفر لديه بغية إيجاد بدائل أو حل مشكلات أو كشف العلاقات والنسب بين الأشياء) (ومن خلال هذا التعريف ندرك أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً للأحكام والمبادئ، ولا مطابقاً للثقافة أو العقل أو العلم، وإنما هو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع مجال الرؤية لآفاق المستقبل.
وبناء على هذا فإن العالم غير المفكر، فقد يكون المرء عالماً ولايكون مفكراً. وقد يكون مفكراً ولايكون عالماً، وذلك لأن الميدان الأساس للعلم هو الإلمام بالجزئيات؛ أما ميدان الفكر فهو إبصار (الكليات) والاشتغال عليها؛ وقليل أولئك الذين يسمح لهم الاشتغال بالجزئيات بالتوجه إلى النظر الكلي، كما أن طبيعة الاشتغال بالقضايا الكبرى (تزهد) المفكرين في الاهتمام بالمسائل الجزئية، حيث يرون أنها مندرجة في أنظمة أشمل تتحكم فيها.
مهمة الفكر رسم مخطط الحركة وجعلها اقتصادية، بحيث تتكافأ نتائجها مع الجهد والوقت المبذول فيها، كما أنه يحيّد كل الوسائل والأساليب التي ثبت قصورها ويكثف الخبرات والتجارب المكتسبة في بعض المقولات والمحكات النهائية، ويساعد على طرح البدائل والخيارات في كل حقل من حقول العمل، وهذا كله لايتأتى عن غير طريق الفكر.
إذن فلابد من وجود معرفة تمر علي جهاز العقل فيتفاعل معها تفاعل إيجابي وينتج فكر إيجابي، وإذا كنا قد تكلمنا شذراً عن المعرفة،فلابد أن نلقي ضوءاً علي الجهاز المتلقي للمعرفة وهو العقل وهو شرط التفاعل الثاني.
- إن العقل البشري نعمة عظمى من الله ـ جل وعلا ـ وله قدرات هائلة، هي أكثر مما يظن. ويمكن القول: إنه أشبه بعملاق نائم! وقد دلّت الدراسات النفسية والتربوية، وأبحاث الكيمياء والفيزياء والرياضيات أن ما تم استخدامه من إمكانات العقل لا يزيد على 1% من إمكاناته الحقيقية. الحاسب الآلي (كراي) حاسوب عملاق يزن سبعة أطنان، فإذا عمل بطاقة 400 مليون معادلة في الثانية مدة مئة عام، فإنه لن ينجز سوى ما يمكن للدماغ البشري أن ينجزه في دقيقة واحدة21 ((فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ)) 22.
العقل:- لغة مصدر عقل، يعقل، عقلاً، فهو معقول، وعاقل. وأصل معنى العقل المنع، يقال: عقل الدواء بطنه، أي أمسكه، وعقل البعير: إذا ثنى وظيفه إلى ذراعه، وشدهما بحبل؛ لمنعه من الهروب. وأطلق العقل على معان كثيرة، منها: الحجر والنهي، والدية؛ لأن القاتل يسوق الإبل إلى فناء المقتول ثم يعقلها هناك، ويطلق - أيضاً - على الملجأ والحصن، وكذلك القلب23؛ ولذا قال عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - في ابن عباس - رضي الله عنهما ((ذاكم فتى الكهول، إن له لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً)) 24 وما تقدم من إطلاقات فهي تدور حول المنع.
وفي الاصطلاح فالمختار هو أن يقال: العقل يقع بالاستعمال على أربعة معان 25: الغريزة المدركة، والعلوم الضرورية، والعلوم النظرية، والعمل بمقتضى العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
التفاوت في العقول: الحق أن يقال: إن العقول تتفاوت من شخص إلى شخص، بل قد يحصل هذا التفاوت في الشخص الواحد، كما قال الشاطبي - رحمه الله -: ((فالإنسان - وإن زعم في الأمر أنه أدركه، وقتله علماً - لا يأتي عليه الزمان، إلا وقد عقل فيه ما لم يكن عقل، وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك، كل أحد يشاهد ذلك من نفسه عيانا، ولا يختص ذلك عنده بمعلوم دون معلوم .. 26
وحديث:» .. ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .. «27 مما يمكن الاستدلال به على هذا التفاوت، إذ الحديث دل بمنطوقه على النقصان، وبمفهومه على الزيادة وهو معنى التفاوت، بل هو دليل على تفاوت العقل الغريزي أيضاً لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قرر أن جنس النساء فيه نقصان العقل، وهذا لا يكون إلا في الغريزة التي خلقن بها، ولأن التفاوت في الجانب الكسبي فرع عن التفاوت في الجانب الغريزي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة، وهو ظاهر مذهب أحمد، وأصح الروايتين عنه، وقول أكثر أصحابه، أن العلم والعقل ونحوهما يقبل الزيادة والنقصان28.
مكان العقل:اختلف أهل العلم في مكان العقل من جسم الإنسان، والتحقيق أن العقل له تعلق بالدماغ والقلب معاً، حيث يكون مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة والقصد في القلب، فالمريد لا يكون مريداً إلا بعد تصور المراد، والتصور محله الدماغ 29، ولهذا يمكن أن يقال: إن القلب موطن الهداية، والدماغ موطن الفكر؛ ولذا قد يوجد في الناس من فقد عقل الهداية - الذي محله القلب - واكتسب عقل الفكر والنظير - الذي محله الدماغ - كما قد توجد ضد هذه الحال.
يتبع إن شاء الله ...... العلاقة بين الفكر واللغة.
ثبت المراجع:-
18 - المعجم الوسيط، مادة فكر.
19 - د. عبد الكريم بكار مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي، انظر تعريفا آخر في: الأزمة الفكرية المعاصرة: 27.
20 - حتي لا تكون كلاً.
21 - تجديد البعد العقلي د. عبد الكريم بكار مجلة البيان عدد 136 ذو الحجة 1419هـ-أبريل 1999م.
22 - [المؤمنون: 14].
23 - - انظر: لسان العرب 11/ 458 وما بعدها مادة: عقل، والقاموس المحيط وما بعدها مادة: عقل.
24 - رواه الحاكم في مستدركه 3/ 539 وقال عنه الذهبي: منقطع.
25 - - انظر: إحياء علوم الدين لأبي حامد بن محمد الغزالي 1/ 85 - 86، ومجموع فتاوى ابن تيمية 9/ 287، 305، 16/ 336، ودرء تعارض العقل والنقل 1/ 89 والمسودة ص: 558 - 559، والذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني ص:93 والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 2/ 20،وانظر مجلة البيان عدد56.
26 - انظر الاعتصام 2/ 322.
27 - صحيح البخاري 1/ 405.
28 - انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 10/ 721 - 722
29 - انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 9/ 304.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 11:42]ـ
ويرشدها للأخذ بأسباب التمكين وشروطه، ويبين لها طبيعة الطريق، وكيفية السير فيه، ويوضح لها المعالم لتعرف كيف تعمل؟ وإلى أين تسير؟
هذا أمر مهم ولا أراه إلا كذلك، يوافقك في ذلك أستاذنا الرائع عبدالكريم بكار، قال (( .. حين نشرح للناس كيفية تنفيذ ما نطلبه منهم فإننا آنذاك نخفف من الوطأة الشعورية للموعظة)).
تجديد الخطاب الإسلامي: الشكل والسمات، ص 165.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 01:33]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
اللغة والفكر:-
لا شك أن اللغة وعاء الفكر؛ ولذا كانت عناية السلف عظيمة بالحفاظ على لغة القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين، وازداد حرصهم ذلك بعد دخول الأعاجم في دين الله وإقبالهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان منهم من لا يعرف الألفاظ في أصل اللغة ولا قانونها، كما كان منهم ـ وهذا هو الغالب والأخطرـ من لا يعرف مراد الشارع بالألفاظ؛ لأنه لا يعرف سنته في الخطاب ولا يحيط بجميع النصوص الوارجة في الموضوع محل الفهم أو البحث30.
ثمة علاقة عضوية متينة بين اللغة والتفكير، فاللغة هي القالب الذي ينصبّ فيه الفكر، والفكر هو المضمون الذي يحتويه ذلك القالب اللغوي. ويعبر البعض عن هذه الوشيجة بالقول بأن اللغة والفكر يعتبران وجهين لعملة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتعذر التفكير التجريدي (الذي هو في المعنويات لا في المحسوسات) في حالة انعدام اللغة ويتسطح بضعفها؛ ذلك أنها السبيل الأوحد لتحويل التفكير الحسي (في المحسوسات) إلى تفكير تجريدي نافع. ويستلزم التفكير العميق ثراءً لغوياً وعمقاً في فهم دلالات وإيحاءات الكلمات المكونة للبناء اللغوي، وفي هذا المعنى يقول د. محمد الشنيطي:» وليس من شك في أننا حين نفكر لا سبيل لنا إلى التفكير إلا في لغة، ولا حيلة لنا إلى ضبط هذا التفكير إلا إذا كان القالب اللغوي واضح المعالم لا يفضي إلى غموض ولا يدعو إلى لبس، ولا ينم عن قلق واضطراب ينعكس بالتالي على تفكيرنا)) 31
ولتأكيد هذه الأهمية المتناهية للثراء اللغوي، أشير إلى أن التفكير في أي مشكلة إنما يعتمد على مجموعة محددة من الكلمات والمصطلحات، وبدهي أن من كان فهمه أعمق لهذه الكلمات والمصطلحات فإن تفكيره سيكون أعمق وأنضج، فهب أن مشكلة ما تعتمد على الكلمات التالية:
أناس ـ حق ـ واجب ـ استطاعة ـ كذب ـ صدق ـ حرية ـ دقة ـ ضوابط ـ حوافز ـ نجاح ـ تحقق ذات ـ استشعار المسؤولية ـ اجتهاد ـ صواب ـ خطأ ـ استئناف العمل ـ ثقافة ـ أزمة ـ إدارة.
ومن هنا فإن كل من يتفهم هذه الكلمات والمصطلحات، بجانب سيرورة تفكيره وفق المنهج العلمي سيكون أحظى بالصواب وأظفر بالنجاح ـ بعد توفيق الله تعالى له ـ من كل من تتمنع عليه هذه الكلمات، وتتشوه في عينيه هذه المصطلحات! [يمكنك لاحقاً مراجعة معنى ما يلي: الصدق، تحقق الذات، الاستئناف].
ولقد أثبتت بعض الدراسات قوة العلاقة بين اللغة والتفكير؛ حيث اكتشفت دراسة متخصصة أن لغة قبيلة هوبي الهندية لا تحتوي على صيغة الماضي والمستقبل، وإنما تحتوي فقط على صيغة الحاضر، ولذا فإن أفراد هذه القبيلة يتكلمون كل شيء وكأنه يحدث الآن، مما أثّر على تفكيرهم!! 32،33.
*أنواع التفكير:-
للفكر صفات محمودة وصفات مذمومة ولكي يحاول الإنسان أن يخلص تفكيره من الصفات المذمومة ويتحلى بالصفات الايجابية النافعة أذكر لك أهم أنواع الفكر سواء كان سلبياً أم إيجابياً.
1 - التفكير التوليدي: وهو الفكر الذي يبدع ويضيف للحياة جديداً أي الذي يولد المشاريع الناجحة والحلول الجيدة والقرارات الصائبة القادر على استخراج الذهب من التراب واللؤلؤ من أعماق البحار، ويُمكن أن نسميه الفكر الاجتهادي.
2 - التفكير النقدي: وهو القادر على رؤية النقص والأخطاء والعيوب في أي عمل قائم وإن لم يكن قادراً على إيجاد البدائل المناسبة لما ينقده.
3 - التفكير الاستيعابي: وهو الفكر القادر على استيعاب ما يبدعه الآخرون وإن لم يكن قادراً على الإبداع والتجديد والإضافة والعطاء، ويُمكن أن نسميه الفكر المقلد.
4 - التفكير الغامض: وهو التفكير المشوش العاجز عن إدراك العلاقات بين الأشياء وحجم كل شيء في الموضوع الذي يفكر فيه ويعجز أيضاً عن التعبير عما يدور في نفسه من أفكار بصورة واضحة.
5 - التفكير المتشكك: وهو تفكير المؤامرة الذي يتشكك في كل عمل وفي كل شخص ويعتقد أن وراء كل شيء مؤامرة، وأنه المقصود من وراء كل مؤامرة، وأنه لا جدوى من أي عمل ولا فائدة من أي محاولة.
6 - التفكير المبالغ: وهو التفكير الذي يعطي كل شيء أضعاف حجمه الحقيقي سواء كان ساراً أو ضاراً أي يصوّر لك أن الحبة قبه كما يقال، فعند سماعك له تذهل من ضخامة الأمر وهوله الذي سيكون له من الآثار الشيء الكثير وعند مباشرتك للأمر ورؤيتك له تجد الأمر عادياً وأقل من العادي.
7 - التفكير السطحي: وهو التفكير الذي يكتفي بظواهر الأشياء، ولا ينفذ إلى معرفة حقائقها وجوهرها كمن يحكم على الإنسان بملابسه أو بسيارته دون أن يعرف حقيقة تفكيره وأخلاقه وسلوكه وثقافته وتعامله وغير ذلك مما به يتفاوت قدر الناس.
8 - التفكير الادعائي: وهو التفكير الذي يدعي صاحبه أنه فعل وفعل مما لم يفعله لكنه مع كثرة التمادي في الدعاوي الفارغة والبطولات الخيالية يصدق نفسه في النهاية فما يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وما يزال يكذب ويكذب حتى يصدّق نفسه.
وأكثر من يقع في حبائل هذا التفكير الوبائي هم الفارغون الذين لا يعملون فيخدعون أنفسهم ويرضونها بالدعاوى العريضة الفارغة ويكتفون بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - التفكير التحليلي السببي: وهو التفكير المتمعن الذي يميل صاحبه إلى البحث عن أسباب كل حادث ومقدماته ونتائجه ومقاصد القائمين عليه وما هو الموقف المناسب حيال هذا الحادث وما هو دوره هو فيه.
10 - التفكير التبريري القدري: وهو التفكير الذي يبادر صاحبه إلى إخلاء نفسه من أي مسئولية حيال أي أمر يقع ويقلى بتبعة ذلك على الأقدار ويبرر كل تصرف منه مهما كانت نتائجه.
11 - التفكير الجزئي: وهو التفكير الذي ينظر صاحبه إلى الحدث مبتوراً من سياقه ومنفصلاً عن قاعدته الكلية العامة الذي هو في الحقيقة جزء منها.
12 - التفكير الكلي التجميعي: وهو التفكير الذي يهتم بالنظر في الأمور الكلية العامة غير ملتفت إلى التفاصيل والجزئيات في الأشياء والأحداث.
ماهو التفكير المثالي؟
بعد هذا الاستعراض السريع لبعض أنواع التفكير مع عدم التوسع في ذكرها، وفي ضرب الأمثلة لها أشير إلى ما يمكن أن نسميه التفكير المثالي مستنبطاً ذلك من الأنواع السابقة.
فالتفكير المثالي: هو التفكير التوليدي النقدي الاستيعابي السببي الكلي التمعن مع ملاحظة أن كل شيء بقدر، وأن هذا لا ينفي البحث عن الأسباب، فالله هو خالق الأسباب والمسببات.
خصائص الفكر المثالي:
والمرء القادر على التفكير المثالي له خصائص يتميز بها عن غيره، وهذه الخصائص هي:
1 - الرؤية النافذة لحقائق الأشياء وجوهرها وعدم الاكتفاء بالنظرة السطحية للأمور.
2 - الصدق والجد والمثابرة في التفكير والاستغراق في ذلك بعمق حتى يصل الإنسان إلى الصورة المثالية التي ذكرها قبل قليل.
3 - الاستقلال عن التقليد للآخرين لمجرد ذلك حيث أن البعض يكوِّن تفكيره آخر كلام سمعه أو آخر كتاب طالعه؛ ولذلك تجده ينتقل من الفكر إلى نقيضه فهو كالإسفنجة التي تتشرب أي سائل توضع فيه.
4 - المزاوجة بين العالم الخارجي من حولك والذي سيكون موضوع تفكيرك من خلال ما تتلمسه بأحاسيسك وبين مشاعرك الداخلية وخبراتك وتجاربك ومعلوماتك السابقة وليكن هذا المزج والتزواج بتوازن.
5 - التميز والوضوح في اللفظ الذي يعبر عن هذه الرؤية إذا أن الفكر الناضج ما لم يعبر عنه بلغة بليغة فصيحة بينه ويبقى كالدرة المدفونة في التراب بل إن دقة ووضوح التعبير دليل على دقة ووضوح التفكير.
6 - التقويم للمشاعر والانفعالات وعدم الانسياق وراءها دائماً؛ إذ قد تكون مضللة وخاطئة وغير صائبة، فمثلاً رجل رأى سائقاً يتوقف في الطريق وينزل من سيارته ويحمل طفلاً والدماء تنزف منه وحين تأمل الرجل في الطفل عرف أنه ابنه فانهال على السائق ضرباً ظاناً أنه آذى ابنه بالسيارة، بينما الحقيقة أن الذي آذاه سائق آخر فرَّ وتركه ينزف في الطريق فهرع هذا السائق لإنقاذه.34،35
يتبع إن شاء الله .....
30 - اللغة والفكر افتتاحية مجلة البيان عدد 147 ذو القعدة 1420 - مارس2000.
31 - د. محمد الشنيطي، أسس المنطق والمنهج العلمي، ص137.
32 - د. محمد نجاتي، علم النفس في حياتنااليومية، ص258.
33 - التفكير العلمي والإبداعي د. عبد الله البريدي.
34 - حتي لا تكون كلاً د. عوض القرني.
35 - سيأتي إن شاء الله في مبحث ((حصافة الفكر وحسن التدبير وعلاقته بالتمكين)) توسع في موضوع التفكير والذكاء وكيف نتعلم التفكير.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 07:01]ـ
*تقسيم المعرفة بالنسبة إلي الحقوق:-يمكن تقسيم المعرفة المطلوبة للفئة المسلمة المتحركة للتمكين لدين الله في الأرض إلي ثلاث حقوق واجبة* ... وهي كالآتي:-
1 - حق الله. 2 - حق الناس 3 - حق النفس.
1 - حق الله:-وهو التوحيد حق الله علي العبيد، أو ما يعرف اصطلاحا ((بعلم العقيدة))، والتوحيد: هو قاعدة كل ديانة جاء بها من عند الله تعالى رسولٌ. ويقرر الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة ويؤكدها، ويكررها في قصة كل رسول على حدة، كما يقررها في دعوة كل الرسل إجمالاً، على وجه القطع واليقين:
((ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ)) 36، ((وإلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ)) 37.
((وإلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ)) 38.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي الكلمة نفسها التي تكررت على لسان شعيب وموسى وعيسى -عليهم الصلاة والسلام-، حتى أصبحت قاعدة عامة، قررها الله سبحانه وتعالى فقال: ((ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)) 39.
((ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) 40.
فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام، وأخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب. ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل-رضي الله عنه-عندما بعثه إلى اليمن: ((إنك تأتى قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادة الله وحده، وفي رواية: فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله، عز وجل، افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى، افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وتُردُّ إلى فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) 41. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل)) 42،43،ولا أريد الاسترسال في الكلام عن التوحيد وأقسامه،فهذا له موضعه، ولكن ما يسعنا قوله هنا عن ضرورة تشبع الفئة المسلمة التي تتحرك للتمكين لدين الله في الأرض بقضية التوحيد وأن تكون هذه القضية منطلق تحركها في المواجهة مع الشيطان وحزبه،ثم يتوجهوا بتلك الدعوي إلي الجماهير لملء الفراغ العقيدي لديهم وذلك أن أساس الإصلاح الإسلامي هو التوحيد الخالص لله (تعالى)، فهو الذي يرتقي بالإنسان المكان اللائق به، وهو الذي ينقذه من رق العبودية لغير الله، ويحرره من استعباد الإنسان، ومن استعباد الخرافة والأهواء، وهو الذي ينقذه من المحتالين الدجالين أحبار السوء الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وإذا لم يتعبد الإنسان لله (تعالى) فسوف يقع في الوثنية - لا محالة - بشتى صورها وأشكالها؛ فإن الإنسان كما جاء في الحديث (حارثٌ وهمّام)، فلا بد أن يمتلئ بشيء، فإذا لم تكن العبودية لله فهي لغيره مهما تظاهر بأنه حر، فالعبودية هي عبودية القلب كما يقول ابن تيمية (رحمه الله)، فمن ركض وراء الشهوات فهو الأسير المملوك، ولو كان حاكماً يستعبد الناس.
التوحيد الخالص لله (تعالى) هو الذي يجعل المسلم شخصية تستعصي على الطغيان، ولا تخضع للملأ أو المال، كما استعصى الصحابي الجليل بلال بن رباح حين قالها لملأ قريش: أحد أحد، والتوحيد هو الذي يحفظ الإنسان من الانفلات بلا قيد أو ضابط، كما حُفظت الأفلاك بالجاذبية.
التوحيد الخالص لله (تعالى) هو الذي أنقذ العرب من وهدة النسيان والخمول، وجعلهم أمة تحمل رسالة وتشعر بالمسؤولية، وتحول العربي إلى إنسان لا تأسره الأوهام والتقاليد، ولا القبيلة والعشيرة، ولا الإقليمية والقومية.
إن من أصعب الأشياء على الإنسان الذي يحب الفساد في الأرض أن يسمع كلمة التوحيد ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)) 44 وكأنهم يقولون: كيف يكون إله واحد ينظر في أمر الجميع؟ ((وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ... )) 45، وقد خشي فرعون من هذا التوحيد الذي جاء به موسى (عليه السلام) فقال: ((إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ... )) 46، والدين هنا يعني الحكم، وكأنه يقول: إن هذا النبي الذي جاء بالتوحيد خطير جدّاً؛ لأنه سيذهب بملككم وسيادتكم وطريقتكم في العيش. فلا مانع عند الطغاة أن يكون الدين حركة ثقافية أو حضارية تتكلم عن الزخرفة الإسلامية أو العمارة الإسلامية، وتذكر ما أنتجه العلماء القدامى في الطب، والهندسة، وعلم الفلك، ولا مانع من تشجيع الطرق الصوفية التي تربط الفرد بالشيخ والولي والأقطاب والأوتاد وما هنالك من خيالات وخرافات، لأن ذلك لا يضر بسلطان الطغاة في شئ.
إذا أردنا النهوض فلا بد أن نرتفع بمستوى الأمة كي تفهم وتمارس التوحيد الخالص، وحتى لا تكون قطيعاً يُنادى من مكان بعيد، وتكون أمة تقوم بواجباتها وتحمل الرسالة.47
وعلى العموم، فإن العلم بالعقيدة فريضة على كل مسلم، فضلاً عن كل داعية؛ لما لها من أهمية واعتبار في معرفة المنطلقات والثوابت وتحديد الأهداف والغايات، والتمييز بين الواقع المنحرف عن التوحيد والواقع الإيماني، وتأصيل المنهج الشرعي لئلا تنحرف الدعوة عن أهدافها المرسومة.
تلك هي الخطوط الكبرى لهذه العقيدة التي ركز عليها القرآن المكي خلال ثلاثة عشر عاماً، ووقف عندها لا يتجاوزها، وكانت غايته تقريرها في النفوس، بحيث تكون عقيدة إيجابية ثابتة مستقرة، قائمة على العلم والعمل، مبنية على الوعي والنظر والمعايشة.
يتبع إن شاء الله ...
*ثبت المراجع:-
* ملحوظة جميع الحقوق راجعة إلي حق الله عزوجل ولكن التقسيم لتسهيل الفهم وتبسيط المعني ...
36 - [المؤمنون:23].
37 - [الأعراف:65].
38 - [الأعراف:73].
39 - [الأنبياء:25].
40 - [النحل:36].
41 - [اخرجه الشيخان].
42 - [رواه الشيخان].
43 - التوحيد مفتاح دعوة الرسل للشيخ عثمان جمعة ضميرية.
44 - [ص: 5].
45 - [الزمر: 45].
46 - [غافر: 26].
47 - د. محمد العبدة (التوحيد أولاً وأخيراً) مجلة البيان عدد 102 صفر 1417هـ-يوليو 1996م بتصرف بسيط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 09:37]ـ
2 - -حق الناس:-وهو ما يمكن أن نطلق عليه ((فقه الواقع)) وفقه الواقع علم أصيل، تبنى عليه كثير من العلوم والأحكام، وفي ضوئه تتخذ المواقف المصيرية.
تعريف فقه الواقع
هو علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول، والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمة ورقيها في الحاضر والمستقبل. 48،49.
*العوامل الداعية إلي الاهتمام بفقه الواقع:-أ-استجابة لأمر الله عزوجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام:-
فأما أمر الله:- يقول الله عزوجل (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) 50 ومن فقه الواقع استبانة سبيل المجرمين، ومعرفة أهدافهم ومخططاتهم
لهذا جاءت كثير من الآيات مفصلة ومبينة سبيل أعداء الله، وفاضحة لمآربهم وغاياتهم، أما السنة فقد حفلت بكثير من الوقائع والشواهد، التي تدل على عناية المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الجانب.
فها نحن نراه صلى الله عليه وسلم يوجه المستضعفين من صحابته بالهجرة إلى الحبشة، وهذا برهان ساطع على معرفته صلى الله عليه وسلم بما يدور حوله، وأحوال الأمم المعاصرة له.
فلماذا لم يرسل الصحابة إلى فارس أو الروم أو غيرهم؟ ولماذا اختار الحبشة؟ يبين ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: " إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد " وفي السيرة النبوية أمثلة كثيرة تبين اهتمام النبي صلي الله عليه وسلم بالواقع المحيط به صلي الله عليه وسلم،أما عن أهتمام الصحابة الكرام به فيقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لست بالخب ولا الخب يخدعني" لست بالماكر المخادع -وحاشاه عن ذلك- ولكنه لا يمكن أن يخدعه الماكر المراوغ.
ويقول عبد الله بن مسعود "رحم الله امرئ عرف زمانه فاستقامت طريقته"
ويذكر الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره أن فقه المسلم لواقعه من لوازم معرفة (لا إله إلا الله) على معناها الصحيح، ولم لا؟ وبفقه الواقع يكتمل مبدأ تحقيق الولاء والبراء، وهذا المبدأ أصل من أصول عقيدة التوحيد التي جاءت بها (لا إله إلا الله) 51.
ب-انه سبيل إلي تكوين فقهاء التمكين:-وذلك أنه في هذه الأيام التي لا نزال نتلمس فيها طريق النهضة وطريق التغيير، نحن بحاجة إلى مفكرين (فقهاء) وبالمعنى العام لكلمة (فقه) وهي: الفهم العميق للإسلام، كما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس» اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل «.
نحن بحاجة إلى فقهاء علماء يعرفون سنن التغيير وأمراضنا الاجتماعية وواقعنا وواقع غيرنا تمام المعرفة، وما هي الخطوات المرحلية التي يجب أن نبدأ بها، إن مشكلة (المسلم) لا تحل إلا بتحديدها تحديداً دقيقاً، والتفكير فيها، وهذا لا يؤتاه إلا (أولو الألباب) وعندما ذكر القرآن الكريم أن عشرين من المؤمنين. يغلبون مائتين من الذين كفروا قال: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)).
ولذلك قال عبد الله بن مسعود يصف بعض المظاهر في آخر الزمان: (يكثر الخطباء ويقل الفقهاء) 52.
ولتكوين "أولي الالباب"نحتاج إلي علم "الواقع"ذلك إن علوم فقه الواقع اليوم أشبه بالحواس والنوافذ العقلية للفئة التي تسعي للتمكين لدين الله عز وجل، والفئة التي تفتقد المعرفة بفقه الواقع في عالم اليوم فئة تعيش فيما يشبه مدارس الصم والبكم.
ومن هنا نقول: إن النفرة للتخصص في شعب المعرفة، وإحياء الفروض الكفائية، والنزول إلى الميدان والانخراط بالمجتمع هو من فقه الدين قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} 53.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك نقول: إن الانخراط في المجتمع، والاندماج فيه، والتعرف على مكوناته ومؤثراته، ودراسة الظواهر الاجتماعية، ومعرفة أسبابها، والمساهمة في دوائر الخير، ومحاولة التوسع فيها، على هدى وبصيرة، وعدم تشكيل أجسام بعيدة عن المجتمع، منفصلة عنه، وإقامة هياكل وكيانات وخيام خارج المجتمع والحياة، أو السير خلف المجتمع ورصد تصرفاته والحكم عليها، بدل الدخول في المجتمع وإغرائه بفعل الخير، هو سبيل الخروج ومعاودة إخراج الأمة من جديد.
وكل ذلك لا يتأتي إلا بعلم وفقه الواقع،لقد أصبح فقه الواقع، أو فقه المجتمع، علم له أدواته ووسائل قياسه، بل نستطيع أن نقول: إنه أصبح خلاصة لمجموعة علوم إنسانية واجتماعية وتاريخية، ولم تعد تنفع معه النظرة العابرة، أو الملاحظة الآنية، أو الأُمنية المخلصة.
وقد لا نكون بحاجة إلى التأكيد بأن علوم فقه الواقع تتقدم بسرعة، وتتأصل بشكل مذهل، وتتشعب إلى شعب تخصصية دقيقة، في محاولة لتغطية جميع مساحات الحياة .. ففي علم الاجتماع والمجتمع بات هناك علوم اجتماع متنوعة بحسب موضوعاتها في الميادين السياسية والاقتصادية .. وعلوم الإنسان بلغت شأوًا، وبدأت تضع يدها على حقائق لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها .. وعلم النفس يتقدم ليدخل المواقع كلها، ويحتل مكانه، ويدلي بشهادته على كل حالة، ولعلنا نقول: إنه تجاوز إمكانية قراءة الحاضر إلى محاولة صناعة المستقبل، وتحضير الناس له بزرع اهتماماتهم وتشكيل أهدافهم.
حتى أنه يمكن القول: بأن وسائل وأدوات سبر حقيقة المجتمع، وكشف خفاياه، ومعرفة واقعه، وتحديد وجهاته، أصبحت علوماً. فعلم الإحصاء وحصر الإمكانات والاستطاعات والمسح والبحث الاجتماعي بوسائل منهجية للتقويم والقياس لم يعد أرقاماً جامدة، وإنما يعبر عن مؤشرات ويحمل دلالات لا يمكن تجاهلها عند أي دراسة أو تخطيط أو تجديد أو تنمية للموارد البشرية والمادية .. فلم يعد علم الإحصاء أداة ووسيلة، وإنما أصبح مقوماً لا يمكن تجاوزه.
حتى أن استطلاع الرأي والتعرف على التحولات الاجتماعية وأسبابها، أصبح علماً وفناً، لا يقتصر على قراءة الحاضر وإنما يتجاوز إلى التأثير فيه والتوجيه له.
وليست الاستبيانات وفنية وضعها وما يطرح فيها من أسئلة، وما يتوصل إليه من نتائج، بأقل شأنًا في فقه الواقع وامتلاك مفاتحه، والدخول إليه من أبوابه، بعيداً عن المجازفات والخبط الأعشى.54
وفي دول الغرب الآن نجد أن السر في قوتها (هو تكامل الفكر والسياسة، واعتماد رجال التخطيط والتنفيذ في دوائر السياسة والإدارة على ما يقدمه رجال الفكر العاملون في مراكز البحوث والدراسات خلال اللقاءات الدورية التي تجمع بين الفريقين لمناقشة وتقويم القضايا الداخلية والخارجية، ففي بلد كالولايات المتحدة هناك حوالي تسعة الآف مركز بحوث ودراسات متخصصة في بحث شؤون السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والتربية ... )) 55.
ج-فقه الواقع وفتح المفات:-تتبني حركة الإحياء الإسلامي التي تسعي للتمكين لدين الله في الأرض سياسة فتح الملفات، و سياسة فتح الملفات في الواقع هو أننا نقوم بفتح ملفات للموضوعات الهامة والشائكة التي تواجه الأمة وتواجه الفئة المسلمة، ونترك هذه الملفات مفتوحة لاستيعاب المستجدات الطارئة والمتغيرات الحادثة في مثل هذه العقبات والتحديات،والهدف من فتح الملفات هو "حل المغاليق المختلفة التي تواجه العمل الإسلامي"و"اكتساب للخبرة اللازمة للعمل الإسلامي للتعاطي وفق المتغيرات المختلفة"حتي يستطيع العمل الإسلامي مواكبة المتغيرات وبإذن الله يكون هو البادئ بصناعة الحدث وليس المستقبل له، فضلاً عن ضرورة تواجد "العمل الإسلامي"في ساحة العمل، وحتى لا يفاجئ العمل الإسلامي بمشاكل لم تكن في الحسبان عند الوصول إلى التمكين بإذن الله، والملفات التي ينبغي أن تفتح كثيرة ومتجددة حسب حاجة العمل الإسلامي فهي ليست ملفات ورقية، ولذلك فسياسة فتح الملفات ينبغي أن تكون سياسة عملية وليست نظرية وإن كان الدور النظري له بعد ليس بالهين، ولكن البُعد الواقعي في فتح الملفات يضفي علي فتحها مصداقية ويساعد في إيجاد الحلول الصحيحة بعيداً عن التنظير الأجوف، وعي سبيل المثال فعند فتح ملف (للنصارى) في البلدان التي تعلو فيها وتيرة الصراع مع النصارى والصراع الطائفي مثل مصر والسودان ولبنان وغيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
من الدول علي سبيل المثال ينبغي أن نكون متابعين لآراء وشبهات النصارى من خلال مواقعهم،ومن خلال غرف البالتوك المختلفة والتعرف علي شبهتاهم التي يثيرونها بين الفينة والأخرى، والتعرف علي مؤسساتهم و تواجدهم في الأحزاب وتسليحهم ودرجة استفزازهم لمسلمين،ومثل ذلك الخطاب العلماني والتطور الحادث فيه ونوعه إن كان خطاب واضح غير ملتبس أو خطاب ملتبس مموّه غير واضح،وذلك حتي لا تخدع الفئة المسلمة وهي لا تدري أو يسرق كفاحها،نتيجة غفلة أهل الحق عن تدبير وسوء أهل الباطل، وقس علي ذلك باقي الملفات التي ينبغي أن تفتح، ولا شك أن هذا يتطلب من العاملين للإسلام (امتلاك القدرة على فقه التعامل مع المجتمعات، والانفتاح المتزن أكثر، وفتح منافذ جديدة للدعوة، وامتلاك قدر أكبر من المرونة، مع الإبصار الكامل والدقيق والأمين للأهداف، والتقدير للإمكانيات .. ولايعني هذا بحال من الأحوال أن يكون دعاة الإسلام دماً جديداً في قوة الباطل، أو أن يوظف الإسلاميون لغير الأهداف الإسلامية، وإنما يعني: النزول إلى الساحة، وفهم واقع الناس؛ حتى يجيء الأخذ بيدهم ثمرة لهذا الفهم، ذلك أن الناس هم محل الدعوة، وهم جديرون بالشفقة والإنقاذ56.
يحتاج علم فقه الواقع إلى شيئين مهمين: أ- سعة الاطلاع:- نظرا لتشعب هذا العلم وشموله، فيحتاج المتخصص فيه إلى كثير من الفنون، سواء العلوم الشرعية كالعقيدة والفقه، أو العلوم الاجتماعية كالتاريخ، أو العلوم المعاصرة كالسياسية والإعلام، وهلم جرا. وإذا قصر في أي علم من هذه العلوم أو غيرها مما يحتاج إليه، فسينعكس ذلك سلبا على قدرته على فقه الواقع، وتقويم الأحداث، والحكم عليها.
ب- التجدد والاستمرار: فهذا العلم يحتاج إلى قدرة فائقة على المتابعة، والبحث في كل جديد، فهو يختلف عن كثير من العلوم - كما بينت آنفا -، لذا يلزم المتخصص أن يكون لديه دأب لا يكل في متابعة الأحداث، ودراسة أحوال الأمم والشعوب، فلو انقطع عنه فترة من الزمن أثر على تحصيله، وقدرته في فهم مجريات الأحداث وتقويمها. فهو أشبه بالطبيب الذي يلزمه أن يتابع كل جديد في مهنته، فلو أن طبيبا تخرج في الجامعة منذ عشر سنوات، بقي يعالج الناس من خلال دراسته الماضية، دون النظر لما استجد من مخترعات في وسائل العلاج، وما اكتشف من أدوية، لأصبح طبيبا متخلفا عن الركب، فجديد اليوم يصبح قديما في الغد وهكذا.
ولا أبالغ إذا قلت: إن الذي ينقطع عن متابعة الأحداث بضعة أشهر يحتاج إلى فترة مكثفة ليتمكن من ملاحقة الأحداث من جديد، وبخاصة في عصرنا الحاضر، الذي أصبح فيه العالم كقرية، ما يقع فيه شرقه يؤثر يوميا في غربه، وإذا وقع حادث ذو بال في أمريكا أثر على أسواق اليابان في اليوم نفسه، وارتفاع الأسهم في (وول ستريت) بلندن، يؤثر على قيمة الفول في البرازيل57.
*الآثار المترتبة علي تجاهل فقه الواقع:-
إذا تجاهلت الواقع تمامًا فربما فاتك:-1 - سد الذرائع:- وهى قاعدة أصيلة وركن ركين من أركان الشريعة58، كذلك وقعت في كثير من الزلل بسبب عدم النظر في المآلات والنظر في المآلات معتبر شرعًا وبه تصح الفتوى59.
2 - اعتبار المناط الخاص:-
فكل رسول يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وايجاب الفرائض والنهى عن المحرمات. وهناك محرمات أبدية خالدة لا تختلف من رسالة إلى أخرى، وهناك فرائض لا تخلو منها رسالة، ومع ذلك نجد أن القرآن يركز على قضايا معينة في رسالات معينة. والرسول من غير شك في سبيل بيان القواعد الشرعية يتناول كل المحرمات وكل الفرائض ويضعها في مكانها الصحيح في نطاقها الديني، وفي معالجة الانحرافات الواقعية ينشغل بقضايا معينة هى الانحرافات القائمة بالفعل وليس غيرها بحيث تكون هى ودعوة التوحيد صلب حواره معهم، وذلك في مثل قوله تعالى: ((وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) 60،ومثل هذا مع قوم لوط، مع اختلاف الانحرافات.
ويقول الشاطبى في ”الموافقات“: «فمن ذلك أن النبى صلي الله عليه وسلم سئل في أوقات مختلفة عن أفضل الأعمال وخير الأعمال وعرف بذلك في بعض الأوقات من غير سؤال فأجاب بأجوبة مختلفة، كل واحد منها لو حمل على إطلاقه أو عمومه لاقتضى مع غيره التضاد في التفضيل.
ففي الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام: سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال: «إيمان بالله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»، وسئل:صلي الله عليه وسلم «أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها». قال: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين». قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله «.
وفي النسائي عن أبي أمامة: أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت: مرنى بأمر آخذه عنك، قال: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له»، وفي الترمذي: أي الأعمال أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»، وفي البزار: أي العبادة أفضل؟ قال: «دعاء المرء لنفسه»، وفي الترمذي: «ما من شيء أفضل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من خلق حسن»، وفي الصحيح: «وما أعطى أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر»، وفي الترمذي: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وفيه: «أفضل العبادة انتظار الفرج»، إلى أشياء من هذا النمط جميعها يدل على أن التفضيل ليس بمطلق، ويشعر إشعارًا ظاهرًا بأن القصد إنما هو بالنسبة للوقت أو إلى حال السائل؛ وقد دعا عليه الصلاة والسلام لأنس بكثرة المال فبورك له فيه وقال لثعلبة: «قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه»، وقال لأبى ذر: «يا أبا ذر إنى أراك ضعيفًا، وإني أحب لك ما أحب لنفسى؛ لا تأمّرنّ على اثنين ولا تولّينّ مال يتيم»، ومعلوم أن كلا العملين من أفضل الأعمال لمن قام فيه بحق الله، وقد قال في الإمارة والحكم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن»، وقال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وفي الصحيح: «أن أناسًا جاءوا إلى النبى صلي الله عليه وسلم فقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان»، وفي حديث أخر: «من وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله»، وعن ابن عباس في مثله قال: «إذا وجدت شيئًا من ذلك فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شى عليم»، فأجاب بأجوبة مختلفة والعارض كله واحد.
وقبل عليه الصلاة والسلام من أبي بكر ماله كله، وندب غيره إلى استبقاء بعضه وقال: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك»، وجاء آخر بمثل بيضة من الذهب فردها في وجهه. وعن أبى رجاء العطاردى قال: قلت للزبير بن العوام: مالى أراكم يا أصحاب محمد من أخف الناس صلاة؟ قال: نبادر الوسواس. هذا مع أن التطويل مستحب ولكن جاء ما يعارضه»، إلخ61
ويعرف الشاطبى هذا المناط الخاص فيقول: «هو نظر في كل مكلَف بالنسبة إلى ما وقع عليه من الدلائل التكليفية؛ بحيث يتعرف منه مداخل الشيطان ومداخل الهوى والحظوظ العاجلة حتى يلقيها ـ يقصد التكاليف ـ هذا المجتهد على ذلك المكلَف مقيدة بقيود التحرز من تلك المداخل، هذا بالنسبة إلى التكليف المنحتم وغيره، ويختص غير المنحتم بوجه آخر: وهو النظر فيما يصلح بكل مكلَف في نفسه بحسب وقت دون وقت، وحال دون حال، وشخص دون شخص؛ إذ النفوس ليست في قبول الأعمال الخاصة على وزان واحد كما أنها في العلوم والصنائع كذلك» 62.
جـ- تجاهل الواقع ربما أدى إلى تقديم الإسلام للناس في صورة نظرية مجردة لا ترتبط ارتباطا وثيقًا بالحياة والسلوك اليومي، وهذا على العكس من طريقة القرآن (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) 63 الذى أخرج للناس عقيدة من خلال حركة الجماعة وأحداثها وصراعها مع غيرها ونموها وتفاعلها مع نفسها وغيرها .. وأخرج للناس جماعة من خلال تأصيلات العقيدة وتوجيهاتها.
فربط بين الحدث والتوجيه ربطًا دقيقًا مع الحفاظ على تجرد توجيهات العقيدة وقوة تأصيلها إذا ما أردت أن تستخلصها من التنزيل. وهذا أمر في منتهى الأهمية (64).
يتبع إن شاء الله ....
ثبت المراجع
48 - -فقه الواقع د. ناصر العمر
49 - (فقه الواقع أصول وضوابط) للأستاذ أحمد بوعود كتاب الأمة عدد 75.
50 - [سورة الأنعام آية: 55].
51 - فقه الواقع د. ناصر العمر.
52 - صناعة الفكر مجلة البيان عدد 28.
53 - [التوبة:122].
54 - الأستاذ عمر عبيد حسنة مقدمة كتاب الأمة (فقه الواقع أصول وضوابط) عدد75.
55 - ماجد عرسان الكيلاني (هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس).
56 - د. محمد محمد بدري (تحت رأية أهل السنة والجماعة).
57 - فقه الواقع للشيخ ناصر العمر،ورغم كونه مبحث صغير في الحجم إلا أنه يحوي فوائد كثيرة جداً.
58 - راجع أعلام الموقعين لابن القيم.
59 - راجع الموافقات، الجزء الرابع.
60 - [هود86:84].
61 - الموافقات، جـ4، ص 99 - 103. بتصرف يسير.
62 - الموافقات، جـ4، ص 98.
63 - [الاسراء:106].
64 - انظر (آداب يتحلى بها الداعية والباحث ومبادئ يلتزم بها) للشيخ عبد المجيد الشاذلي بتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 09:57]ـ
3 - حق النفس:-
وهو ما نطلق عليه "تزكية النفس"،والتزكية في اللغة الطهارة والنماء والبركة 65،وسمّي المال الذي أوجب الله إخراجه من مال العبد زكاة لأنه ينمي المال ويباركه،كما يزكي نفس مخرجه ويطهرها.
وتزكية النفس-في الشرع-بتطهيرها من الفساد الذي يخالط النفوس،وتنميتها بالخيرات والبركات، ويتحقق ذك كله بفعل الخيرات وترك المنكرات والإيمان بالله.
والنفس الزكية التي تطهرت وفق شرع الله هي النفس الطيبة التي تستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة،وفي الآخرة الأجر والمثوبة.
وقد أعلن القرآن أكثر من مرة أن الفلاح الإنساني مرهون بتزكية المرء نفسه، وأن الخيبة والخسران مرهونة بتدسية المرء نفسه، وقد أقسم الحق سبحانه وتعالي علي هذه الحقيقة أقساماً سبعة مما يدل علي خطورتها،فقال تعالي ((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) 66،67.
يقول ابن كثير رحمه الله وقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى نفسه، أي: بطاعة الله -كما قال قتادة-وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل. ويُروَى نحوه عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير. وكقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} 68.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهُدَى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل.
وقد يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى الله نفسه، وقد خاب من دَسَّى الله نفسه، كما قال العوفي وعلي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.69
-وإذا كان الإسلام قد أمر بتزكية النفس وإصلاحها –فإنه أيضاً جاء بالمنهج الذي يتم به الإصلاح والتزكية، يقول الحق سبحنه وتعالي (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) 70،فقد وصف الله تبارك وتعالي هذا الموحي به بوصفين:الأول:-أنه روح،والثاني أنه نور.
وبالروح تكون الحياة،وبالنور تكشف الظلمات،ولذلك قال الحق فيمن هداه بكتابه ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) 71.
-و من الأمور الهامة لحياة وتزكية النفس تلقي العلم بنية العمل لا بنية التثقف أو التشدق أو التفيهق،ولكن بنية العمل،ولذلك كان السلف رحمهم الله يكرهون السؤال الذي لا يقع تحته عمل قول الإمام الشاطبي _رحمه الله تعالى_: "كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً، و الدليل على ذلك: استقراء الشريعة فإنّا رأينا الشارع يعرض عمّا لا يفيد عملاً مكلفا به، ففي القرآن الكريم "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" فوقع الجواب بما يتعلق به العمل، ومن هنا نهى _صلى الله عليه وسلم_ (عن قيل وقال وكثرة السؤال) 72،لأنة مظنة السؤال عما لا يفيد، وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل) 73.
ويترتب علي ذلك - أن العلم الشرعي وسيلة إلى عبادة الله و (ذلك أن روح العلم هو العمل وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به، قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"74، قال سفيان الثوري: "إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره؛ لأنة يتقي اللّه به".
وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من ا لوسائل ليس مقصوداً لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل75.
(يُتْبَعُ)
(/)
*أهمية تزكية النفس للعاملين للدعوة إلي الله عزوجل:-عندما تجد خللاً في الدعوة، وبطؤاً في السير، ففتش عن القلب، فأمراضه أشد من أمراض الأبدان، كما أن اكتشافه أخفى، ويحتاج إلى خبير في ذلك، وليس هناك وصف أدق لمكانة القلب من وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين يقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» 76
عجيب أمر القلب!! فهو لا يثبت على حال أبداً وما سمي القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه ... فكل شيء يؤثر فيه!! وكل أمر يغير منه بقدر ... إذاً فلابد من تعاهده والمحافظة على استقامته وإصلاح هفواته ولهواته،فإذا كان العاملين للدعوة إلي الله مرضي القلوب أو أهملوا نفوسهم فسيقعوا صرعي في الطريق لا محالة ولا يكون في إستطاعتهم مواصلة السير والعمل لله،لأن ذلك يتطلب زاد، وخير الزاد التقوي، والتقوي لا تقع إلا علي محلٍ نظيف، لذلك لابد من محاسبة النفس بين الفينة والأخري حتي لا نقع في غوائل الشيطان ويبطء سيرنا إلي الله عز وجل، قال لقمان الحكيم لابنه: (يا بنيّ: إن الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفسَ حرون؛ فإن فتر سائقها ضلّت عن الطريق، وإن فتر قائدها حرنت، فإذا اجتمعا استقامت. إنّ النفس إذا أُطمعت طمعت، وإذا فوّضْت إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت؛ فاحذر نفسك، واتهمها على دينك، وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها، ولا بُدّ له منها. وإنّ الحكيم يذلّ نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق، وإنّ الأحمق يخيّر نفسه في الأخلاق: فما أحبّت منها أحبّ وما كرهت منها كره) 77.
ومن هنا كان لزاماً على كل عبدٍ يرجو لقاء ربّه أن يطيل محاسبته لنفسه، وأن يجلس معها جلسات طِوالاً؛ فينظر في كل صفحة من عمره مضت: ماذا أودع فيها، ويعزم على استدراك ما فات ويشحذ همّته لسفره الطويل إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ.
وقبل أن أنهي هذه الجزئية من المبحث أحب أن أوضح أن مجال العلم النافع لتزكية النفس لا بد وأن ينبع من دراسة أمرين وهما القرآن الكريم،والتعبد وفق اسماء الله وصفاته عزوجل.
أولاً القرآن الكريم: ويتم ذلك بأن نعيش في ظلال القرآن،فالعيش في ظلال القرآن الكريم،كما يقول سيد قطب رحمه الله تعالي واصفاً العيش في ظلال القرآن وما ذاقه من حلاوته "ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه. لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن. . أنا العبد القليل الصغير. . أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم "78.
فالمسلم يحتاج إلي من يذكره ويعظه في نفسه، ويرقق له قلبه، ويضعه دائماً على الطريق السوي بلا إفراط ولا تفريط، وهذا التذكير إذا قابل نفساً معتدلة فإنها تقبل وتتأدب،إن النفس البشرية لا يكفيها مجرد تأليف الكتب ووضع الأنظمة، التي تقول لهم: هذا حق وهذا باطل، أو هذا حلال وهذا حرام، بل لا بد أيضاً من الإذعان الوجداني، والقناعة الداخلية والتأثير النفسي. وإن قصص القرآن وأمثاله المضروبة وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - كافية في إصلاح النفس وردعها ووضعها على الصراط المستقيم. 79
إن القرآن الكريم ليس آيات تهتز لها الرؤوس، وتتمايل بها العمائم، ويطرب لها الدراويش في الموالد والمآتم والاحتفالات، وليس آيات تُهَذُ هَذّ الشعر، أو تنثر نثر الدقل، بل هو آيات بينات تتنزل على قلوب المؤمنين فتغمرها بالسكينة والطمأنينة، وتملؤها بالثقة والثبات. وتدبرُ آيات الله (عز وجل) ومعرفة مقاصدها ومراميها، والوقوف عند عظاتها وعبرها، والتفكر في معانيها وفقهها وأسرارها: نعمة عظيمة من أجل النعم التي يوفق إليها العبد المسلم. قال الله (تعالى):- ((إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) 80، ولهذا وصف أبو عبد الرحمن السلمي الصحابة (رضي الله عنهم) بقوله: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان و عبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
آيات، لم يجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً) 81 وقال عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما): (لأن أقرأ البقرة في ليلة فأَدّبّرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمعَ هذرمة) 82.
وإذا طغى الران على القلب، وانتكس الإنسان بعبثه ولهوه حجبه الله (تعالى) عن نور القرآن، وحال بينه وبين الهدى والحق، قال الله (تعالى): ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) 83، وقال الله (تعالى): ((وإذَا قَرَاًتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً)) 84 وتوعد الله (تعالى) المعرضين عن كتابه العزيز بقوله (عز وجل): ((أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)) 85.
وأما أهل الإيمان فقد وصفهم الله بقوله (تعالى): ((وبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إنَّ الَذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)) 86،87.
وذلك يستلزم منا معايشة القرآن عن طريق حفظه وتفسيره والعمل به والعمل علي تحكيم شريعته،فينبغي علينا أن ندوام ـالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثار دفائنه، وصرف العناية إليه، والعكوف بالهمة عليه؛ فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد)،فالقرآن هو البيئة الصالحة لإنبات أنضر النبات .. نبات الإيمان، وإخراج أطيب الثمار .. ثمار العمل والوعي والجهاد88.
ومدرسة القرآن هي السبيل الأوحد إلى تربية الجيل المسلم، وإحياء الأمة الفاضلة.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين يعظمونه حق التعظيم، فيؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه ويحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويحكمونه في جميع أمورهم .. وصلى الله على محمد وآله وسلم".
ثانياً:-مدراسة آثار التعبد بأسماء الله وصفاته:-عايشت فترة من عمري وأنا استمع وأتعلم من دروس الأسماء والصفات التي كان يلقيها الشيخ فوزي السعيد حفظه الله فكان لهذا الأمر أثر نفسي قوياً معي وكانت بعون الله هذه الدروس سبباً في ثبات الكثير بفضل الله وحوله، ولذلك كان تعلم "آثار الأسماء والصفات وأثرها علي حركة الفئة التي تعمل لنصرة الدين أمر في غاية الأهمية،وأنا في هذا المقام سأقوم بنقل مختصر لمبحث أحسبه رائع عن "آثار التعبد بأسماء الله وصفاته"للشيخ محمد بن عبد الله الزغيبي.
يقول الباحث حفظه الله " إن البحث في أسماء الله وصفاته ـ وفق ما جاء في الكتاب والسنة ـ هو من أجلِّ المعارف وأشرفها.
ولن نتعرض في هذا البحث المتواضع لكل ما يتعلق بالأسماء الحسنى، ولكننا سنعرض لجزئية صغيرة، ولكنها مهمة وعظيمة، ألا وهي التعبد بأسماء الله وصفاته الحسنى، فإنه باب عظيم يضم بين جوانبه مسائل من التعبد، فمنها: إحصاء ألفاظها وعددها، وكذلك: الدعاء بها، وثالثها: ما نحن بصدده، وهو فهم معانيها ومدلولها.
وفهم معانيها ومدلوها له مترادفات أخرى ذكرها ابن القيم في ثنايا كتبه، وهي: إدراك موجبها، وآثارها، ومقتضياتها، ومتعلقها، ولوازمها، وأحكامها .. فكل هذه المترادفات المتقاربة تعني التعبد لله بأسمائه وصفاته، إذ كل اسم له تعبد مختص به علماً ومعرفة وحالاً، وله صفة خاصة، وكل صفة لها مقتضى وفعل، إما لازم، وإما متعدٍّ، ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه، وهذا في خلقه، وأمره، وثوابه، وعقابه، وكل ذلك آثار الأسماء الحسنى وموجباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المحال تعطيل أسمائه عن أوصافها ومعانيها، وتعطيل الأوصاف عما تقتضيه وتستدعيه من الأفعال.
فمثلاً اسم (السميع) من أسماء الله الحسنى، ولا بد من إثبات حكمه ومقتضاه، وهو أنه يسمع السر والنجوى، ويسمع ضجيج الأصوات، على اختلاف اللغات .. وإدراك هذا الأثر من اسمه (تعالى) يورث العبد حالاً من التعبد والمراقبة والإنابة إلى ربه (سبحانه وتعالى).
واعلم أن التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب وأنواع كما سبق، وكلما زاد علم العبد بالله (جل وعلا) ارتفع في درجة التعبد، وأكمل الناس عبودية هو المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) (الرحيم)، أو يحجبه عبودية اسم (المعطي) عن عبودية اسم (المانع)، أو عبودية اسم (الرحيم) و (العفو) و (الغفور) عن اسمه (المنتقم)، أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء .. ونحو ذلك.
وهو (سبحانه) يحب موجب أسمائه وصفاته، فهو عليم ويحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، عفو يحب العفو وأهله، حيي يحب الحياء وأهله، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم، وإذا كان (سبحانه) يحب المتصفين بأثر صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف، وهو ما يسمى بالمعية الخاصة.
ومن آثار التعبد بأسماء الله وصفاته:-
1 - الأنس بالله ولمّ شعث القلب.
2 - تعظيم الله (سبحانه وتعالى).
3 - إدراك مقتضيات الصفات طريق لإثباتها.
4 - إدراك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام الشرعية.
5 - الطمأنينة. 89
- هذا ومن أراد التوسع فعليه بالرجوع إلي المبحث والدراسات الأخرى المكملة في هذا الباب،ومنها سلسة صوتية للشيخ فوزي السعيد" سلسلة أسماء الله الحسنى"90.
وآخيراً ما يسعنا أن أقوله هنا أنه إذا أردنا التغيير والعمل للتمكين لابد أن نكون ذو نفوس زكية،فزكاة النفس وصدق الإلتجاء إلي الله هو الذي يعطي قوة في العمل وقوة في الإنطلاق،وأصحاب العزمات الصادقة أصحاب قلوب امتلأت بذكر الله وبمحبة الله فهي تسعي لله وبالله، قلوب تحررت من حب الدنيا آنست ذكر الله عزوجل فلا يخيفها تجبر الطغاة ولا جبروتهم لأنها تعلم أن هناك يوماً لا ريب فيها،والله أسال بكرمه وفضله أن نكون أصحاب ألسنة ذاكرة وقلوب خاشعة وعقول متفكرة وأبدان عاملة للتمكين للدين الله.
أسال الله بكرمه وعفوه أن أكون وفقت في عرض هذا الجزء من المبحث، وأن أكون من العاملين به الداعين إليه بعملي قبل قولي.
يتبع إن شاء الله ....
ثبت المراجع:-
65 - النهاية لابن الأثير:2/ 307.
66 - [سورة الشمس:ا-10].
67 - منهاج تزكية النفس في الإسلام د. عمر سليمان الأشقر دار النفائس.
68 - [الأعلى: 14، 15].
69 - تفسير ابن كثير نسخة إليكترونية المكتبة الشاملة.
70 - [الشورى:52].
71 - (الأنعام:122).
72 - البخاري.
73 - تهذيب الموافقات للجيزاني طبعة مكتبة ابن الجوزي37.
74 - (فاطر: من الآية28).
75 - تهذيب الموافقات للجيزاني طبعة مكتبة ابن الجوزي37.
76 - صحيح البخاري فصل من استبرأ لدينه.
77 - ذم الهوى لابن الجوزي (40).
78 - مقدمة كتاب "في ظلال القرآن"
79 - د. محمد العبدة "خواطر في الدعوة"إصدارات المنتدي الإسلامي.
80 - [الأنفال: 2].
81 - سير أعلام النبلاء: 4/ 269.
82 - فضائل القرآن، ابن كثير: ص 75.
83 - [محمد: 24].
84 - [الإسراء: 45، 46].
85 - [الزمر:22].
86 - [الإسراء: 105 - 109].
87 - مجلة البيان عدد 97 رمضان 1416هـ-فبراير 1996م.
88 - كتاب الله يا أختاه للأستاذة نجوي الدمياطي موقع نور الحق www.nouralhaq.net
89- مجلة البيان العدد 113.
90 - موقع طريق الإسلام،رابط الصفحة http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=3036
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 08:45]ـ
الخاتمة
وبعد ففي نهاية هذا المبحث الذي أسال الله أن يكون موفقاً، أحب أن أوضح عدة نقاط ألا وهي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً-إذا كنا قررنا في المبحث أن المعرفة أو العلم في جميع المجالات ضرورة شرعية ومنهجية ومعلم هام للذين يسعون لإحياء الأمة والتمكين لدين الله في الأرض فإننا نؤكد علي أن المعرفة المطلوبة ليست المعرفة التي تدعو صاحبها إلي الإخلاد في الأرض وعدم التحرك لنصرة الدين فهذه معرفة باردة لا نريدها ولا نقصدها وهي شغلة الفارغين يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالي حول هذا المعني " إن فقه الحركة يختلف اختلافاً أساسيا عن فقه الأوراق،مع استمداده أصلاً وقيامه على النصوص التي يقوم عليها ويستمد منها فقه الأوراق، والتجارب تجزم بأن الذين لا يند مجون فى الحركة بهذا الدين لا يفقهونه مهما تفرغوا لدراسته فى الكتب لأنها دراسة باردة، وأن اللمحات الكاشفة فى هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به حركة جهادية لتقريره في حياة الناس ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق) 91.
ويقول الشاطبي رحمه الله (والعلم لا يراد به أصلاً إلا العمل، وكل علم لا يفيد عملاً، ولا يتوقف عليه حفظ مقاصد الشريعة، فليس في الشرع ما يدل على استحسانه، والعلم المعتبر شرعاً، الذي مدح الله تعالى ورسوله أهله، على الإطلاق، هو العلم الباعث على العمل، الذي لا يخلِّي صاحبه جارياً مع هداه كيفما كان. بل هو المقيد صاحبه بمقتضاه، الحامل له على قوانينه طوعاً أو كرهاً. وعندئذ يصير العلم وصفاً من الأوصاف الثابتة لصاحبه، يأبى للعالم أن يخالفه؛ لأن ما صار كالوصف الثابت لا ينصرف صاحبه إلا على وفقه اعتياداً وإن تخلّف فإنما يكون تخلّفه لعنادٍ أو غفلة.92
وليس عالماً ذاك الذي لم يعمل بعلمه، ولا يستحق وصف التكريم هذا، فعن علي رضي الله عنه قال: 'يا حملة العلم: اعملوا به، فإن العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم، لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف علمهم عملهم، يقعدون حِلقاً، يباهي بعضهم بعضاً؛ حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم إلى الله عز وجل'.
وقال الحسن البصري رحمه الله: 'العالم الذي وافق علمه عمله، ومن خالف علمه عمله فذلك راوية سمع شيئاً فقاله'.
وقال الثوري:'العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شُغِلوا ... '. وقال:'العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل'93
فالذين لا يعملون بعلمهم، ولا يتسق سلوكهم مع عملهم، فضلاً عن أن يكونوا من الراسخين في العلم، وإنما هم رواة أخبار، وحفظة أسفار، والفقه فيما رووه أمر آخر وراء هذا، أو هم ممن غلب عليهم الهوى فغطّى على قلوبهم.) 94
ثانياً-أن المعرفة المطلوبة هي لجميع الأفراد في العمل الإسلامي كل بحسبه ووفق قدراته وذلك من أجل أن تتكون "البصيرة"لدي العاملين لدين،وهي الصفة المطلوبة للعاملين سواء كانوا رؤوس أو اتباعا، يقول تعالى فى سورة يوسف (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) 95)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: هذه الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته {سبيلي} وطريقتي ودعوتي أدعو إلى الله وحده لا شريك له {على بصيرة} بذلك ويقين علم مني به أنا ويدعو إليه على بصيرة أيضا من اتبعني وصدقني وآمن بي.
يقول الهروى رحمه الله في المنازل في الكلام على نفس الآية:- يريد أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم وهى البصيرة التي تكون نسبة المعلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر، وهذه هي الخصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة، وهى أعلى درجات العلماء، قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) أي أنا واتباعى على بصيرة، ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة، وعلى القولين:-
فالآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعون إلى الله تعالى، ومن ليس منهم فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة وإن كان أتباعه على الانتساب والدعوى) 96.
ثالثاً:-انه من الضرورة لحل مشكلات الأمة الإسلامية وحل المغاليق التي تعترض طريق العمل الإسلامي أن يكون عندنا علم ووعي،فأول طرق الحل هي "تحديد المشكلة"وهذا لا يتأتي إلا بمعرفتنا بالمشكلة وظروفها وهذا يتطلب وعي وإحاطة بالواقع المعاش.
رابعاً:-هذا المبحث جزء من عدة مباحث تكتب إن شاء الله في موضوع فقه التمكين،وذلك أن طريق التمكين وإحياء الأمة لابد فيه من:-
[تصحيح المفاهيم- إرادة التغيير- قوة الشعور الديني- المعرفة- ترسيخ القيم- القدرة- وعي بالواقع- الحصافة وحسن التدبير].
أسال الله بفضله ومنته أن أكون قد وفقت في عرض الفكرة وأن أكون قد وفقت في توضيحها، وأسال الله أن يجعل هذا المبحث يشير إلي إحدي المعالم الهامة في طريق إحياء الأمة والتمكين لدين الله عز وجل،وأسأله تعالي أن يوفقني في إنهاء باقي العناصر الأخرى المتعلقة بفقه التمكين وإحياء الأمة، وما ذلك علي الله بعزيز.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ثبت المراجع:-
91 - طريق الدعوة في ظلال القرآن أحمد فائز.
92 - الموافقات1/ 61 وما بعدها.
93 - الموافقات 1/ 75 - 76.
94 - مجلة البيان العدد1 مقالة للأستاذ جمعة ضميرية" لما تقولون ما لا تفعلون".
95 - [سورة يوسف: 108].
96 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد طبعة دار الفتح ص77.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:20]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يهبك قوة عملية - مع القوة العلمية - تحقق بها ما سطرته و ما أمّلتَه، آن الآوان يا أحبة للنفرة يداً واحدة ... العمل و العمل و العمل، والله يتولاني وإياكم.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:38]ـ
أخي محمد عبدالمجيد
كلامك عظيم مفيد
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 01:26]ـ
قال صلي الله عليه وسلم "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
أخي الفاضل /عبد الله الشهري.
جزاكم الله خيراً،والله لقد أثرّت كلماتك في نفسي أشد التأثير أثناء تعليقك علي المبحث أثناء كتاباتي له فكانت نعم الدافع علي إنجازه بحول الله وقوته،والآن أنت معي بعد إنتهائي منه،فالكلمات تعجز علي شكركم،ليس لثناء أو غيره ولكن لدعمكم المعنوي لي،فالله أساله أن يبارك فيكم وأعجز علي شكركم،ولا أجد الا ما أنشده الشادي:-
يا أخي في الهند أو في المغرب أنا منك أنت مني أنتمي.
لا تسل عن عنصري عن نسبي انه الإسلام أمي وأبي. أسال الله أن يوفقنا جميعاً لطاعته،أخي إن كان هناك تقصير في المبحث فأرجو إفادتي به ولا تبخل علي بالنصيحة، فالمسلمون نصحة.
وإلي أخي عبد العزيز بن عبد الله /جزاكم الله خيراً.
أسعدني مرورك جداً،بارك الله فيك،وأساله تعالي أن أكون عند حسن ظنك بي.(/)
(ورشة عمل) لإعداد برنامج كشف الشبهات
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 05:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع انتشار وسائل الاتصال وكثرة المغرضين والمندسين الذي يستغلون تلك الوسائل لنشر شبهاتهم وترويج أفكارهم التغريبية من لبرالية وعلمانية وغيرها، ومع كثرة الشبهات المنشورة في الصحف والمجلات وفي الانترنت والتي كثرت واستشرت بحجة احترام الآخر ..
بعد هذا أقول أنه حان الوقت لعمل برنامج إلكتروني لكشف الشبهات في مثل تلك المسائل
واقترح أن يكون هذا الموضوع بمثابة ورشة عمل لجمع تلك الشبهات والرد عليها بحيث يكون لدينا قاعدة بيانات جيدة يمكن أن نستفيد منها في إنشاء البرنامج.
وأنا من هنا أدعوا الجميع للمشاركة في هذا العمل من طلبة علم وتقنيين وغيرهم
وأرجوا من الإدارة أن تفتح قسم جديد لكي يتم فيه تنظيم العمل وتقسيمه وتصنيفه
وفي النهاية هناك تساؤل خطر في بالي أرجو من أهل العلم الإجابة عليه حول هذا الموضوع
هل يسهل هذا الأمر نشر الشبهات لأنه سيكون قاعدة بيانات لها؟
وأعني بكلامي هذا: هل هذا يسهل على المغرضين إستخدامه لاستخدامه عكسياً والاستفادة بما فيه من شبهات؟؟
بانتظار آرائكم وتفاعلكم
تحيتي للجميع
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 12:06]ـ
أرى أن بعض الناس يفرح بسماع الشبهة ويتغافل عن الرد عليها
ثم إن طارحي الشبهات لن يقنعوا بردك أو لن يفهموه
فيظلون على مرور الأيام يلوكون نفس الكلام
(ترديد أبناء جلدتنا لشبهات المستشرقين التي اشبعناها بحثا -مثالا)
وقد سمعت أن الشيخ محمد قطب يقول: لو استقبلت من عمري ما استدبرت لما صنفت كتاب شبهات حول الإسلام
ثانيا الشبهات إذا جمعت في مكان واحد وقرئت في وقت واحد قد تجعل للشيطان مدخلا على قلب القارئ فيدخله الشك
والله أعلم(/)
وقفة مع قوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 05:53]ـ
فاعلم أنَّه لا إله إلا الله)
خباب بن مروان الحمد
نزلت هذه الآية الكريمة على نبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بعد ثلاث عشرة سنة من دعوته إلى التوحيد، واستفراغ وسعه في التبليغ والإنذار لكفَّار قريش ومن لفَّ لفَّهم.
ويحقٌّ للمتأمل في كتاب الله، أن يرجع الفكر كرَّتين بل كرَّات في تدبُّر هذه الآية، إذ إنها تأمره ـ عليه الصلاة والسلام ـ بتعلُّم التوحيد، ومعرفة الله ـ عزَّ وجلَّ ـ حق المعرفة، مع أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـأفضل الأنبياء والمرسلين، وأعرفهم بربِّ العالمين، بل دعا بهذه الكلمة الكفَّار والمشركين، كما روى ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه وكان جاهلياً فأسلم، قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً، وهو لا يسكت، يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا)) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (15448) وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (834))
ولعل الفوائد المستنبطة من إنزال هذه الآية على نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ بعد ثلاثة عشر عاماً في دعوته إلى التوحيد، ونزولها على عموم البشر من بعده، لعلَّها تضبط في عدَّة نقاط محورية، يجدر التنبه لها، ويحسن تسليط الضوء عليها، فمنها:
1ـ أنَّ فيها دلالة واضحة في التأكيد على وجوب توحيد الله ومعرفته، ولو كان الداعية إلى ذلك من كبار الموحدين؛ لأنَّ النفس لايقوى إيمانها بالله، ولا تنبعث فيها روح الدعوة إلى الله، ولا ينقدح بين جوانبها التبيلغ والنذارة لهذا الدين، ولا يقوى ولاؤها لله، ولا براؤها من أعدائه، ولا تهفو للجهاد في سبيل الله، إلَّا إذا كانت دعائم التوحيد فيها راسخة، وصلابة الإيمان في جذورها متعمقة، فينتج من ذلك، قوَّة العمل لهذا الدين، وعلو الهمة في بثِّه بين أنحاء المعمورة، وصلابة الإرادة في ذلك، وقوَّة الصبر على ما تواجهه من مصاعب وعراقيل، إثر قيامها بالتعليم، وتبليغ دين رب العالمين (أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره).
ولهذا فإنَّ الجهاد في سبيل الله، لم يشرع عبثاً، بل شرع لأجل حماية ونشر راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لتكون كلمة الله هي العليا، ولتحطيم جميع المكابرين الذين يحولون بين دعوة التوحيد وبين الناس، حتى تصل إليهم بنقائها وصفائها، وتخلصهم من أدران الوثنية، وشوائب الشرك والعبودية لغير الله، ويدل عليه قوله ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبَد الله وحده لا يشرك به شيئاً) والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده (7/ 123ـ125) وجوَّد إسناده ابن تيمية في الاقتضاء، وحسَّنه ابن حجر وصحَّحه الشيخ أحمد شاكر،والألباني ـ رحمهم الله ـ فالغاية من الجهاد تعبيد الناس لربِّ العالمين، والإبقاء على ملَّة إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين.
2ـ أنَّ العبد المؤمن يحتاج للمزيد من تدبر هذه القضية الكبرى، والحقيقة العظمى في الكون والحياة مطلقاً؛ إذ إنَّ الشيطان أقسم بإضلال الناس وغوايتهم، بحيله الماكرة، فقال: (ولأضلنَّهم ولأمنِّينَّهم ولآمرنهم فليبتكنَّ آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرنَّ خلق الله) فلا رادَّ لذلك، ولا عاصم إلَّا الاستمساك والاعتصام بتوحيد الله، وتصفية النفس من درن الباطل، والرَّان المنطبع على القلب، وذلك لا يتمُّ إلَّا، بقوَّة التوحيد في القلب؛ فالتوحيد كما أنَّه صلب، ولا يحتمل التموُّج والمساومة في مبادئه، فهو كذلك شفَّاف يقدح فيه أدنى شيء يخلُّ بلوازمه ومقتضياته، وقد عبَّر عن ذلك الإمام ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ بقوله: (التوحيد أشفُّ شيء وأنزهه، وأنصعه وأصفاه وأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثِّر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثِّر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدَّاً، أدنى شيء يؤثِّر فيها، ولهذا تشوهه اللحظة واللفظة والشهوة الخفيِّة) (الفوائد لابن القيم/42)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقصد ـ رحمه الله ـ باللحظة: النظر إلى ماحرَّم الله. واللفظة: الكلام الذي يتكلم به الإنسان سواء من شرك بالله، أوالكلام الذي لا يلقي له بالاً يقذف به في النار سبعين خريفاً. والشهوة الخفية: إمَّا أنَّها حب الرئاسة والإمارة، أو أنَّها الرياء وعدم الإخلاص لله.
ولهذا فإنَّه ـ تعالى ـ يوصي الصحابة، ومن بعدهم من أهل الإيمان، بالإيمان بالله ورسوله، وإن كانوا مؤمنين، ليؤكد عليهم هذا المبدأ الثمين، حتى يقوى إيمانهم بالله، وتشتد قلوبهم على تحمُّل ما يرضيه ـ سبحانه ـ فيقول ـ تعالى ـ: (يا أيَّها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذين نزَّل على رسوله) فهنا يدعو ـ جلَّ جلاله ـ أهل الإيمان إلى زيادة الإيمان بالله، وقوَّة الإصرار على ذلك، لأنَّه ليس كلَّ من قال لاإله إلَّا الله، وأظهر إيمانه باليوم الآخر يكون مسلماً؛ويدلُّ لذلك ـ قوله تعالى ـ: (ومن الناس من يقول آمنَّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين*يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
3ـ لاشكَّ أن الأمر بهذه الآية ليس خاصاً بمحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ فحسب؛ وعليه فإنَّ علاج الخلل في التوحيد، وكما أنَّه يتمُّ بدرء الخلل عنه، وتخلية القلب منه، إلَّا أنه يحتاج إلى تمكين عرى الإيمان، وعُقَدِ التوحيد في القلب، وتحليته به، ليخالط بشاشة الإيمان القلوب، فيتم بذلك تخلية وتحلية، وكما يقول الأصوليون: التخلية قبل التحلية، فيخلِّي الإنسان عن قلبه شوائب الانحراف العقدي، ويحليه ببلسم الإيمان، وصفاء الاعتقاد، ونقاوة التوحيد.
والحقيقة أنَّ أيَّ خلل طارئ على من وحَّد الله، لا يكون ذلك إلَّا بعدة أشياء، ومن ألزمها ذكراً:
أ ـ ضعف مراقبة الله، وقلَّة الوازع الديني الذي ينبغي أن يتنامى في القلب، حتى لا يكون القلب كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً.
ب ـ ضعف ارتباط العبد بربه من نواحي العبادة كالرجاء والخوف والمحبة والاستعانة والاستغاثة، وقلة الانطراح بين يديه، والانكباب على عتبة بابه، مع أنَّ هذا الأمر من أشدِّ الأمور، التي لزمها الأنبياء والأولياء الصالحون، ومنهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث كان داعية للتوحيد، ومحطماً لأوثان المشركين، ومع هذا فقد خاف على نفسه من أن تشاب بلوثات شركية، فقال لربه داعياً: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) (سورة إبراهيم /35) ومكمن المسألة في ذلك؛ دعاء إبرهيم ربَّه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام. ثمَّ يبين إبراهيم ـ عليه السلام ـ سبب دعائه، فيقول: (ربِّ إنَّهنَّ أضللن كثيراً من الناس) ولهذا علَّق الإمام إبراهيم التيمي على قول إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قائلاً: ومن يأمن البلاء بعد أبو الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ؟ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ: عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ/ صـ 74)
ومما يستنتج من دعائه ـ عليه السلام ـ أن الأشياء التي تعبد من دون الله، قد يكون لها حجم واسع من التأثير على الناس، بإضلالهم عن الصراط المستقيم، ويمثِّل أهل العلم عليه بأمثلة، أقتصر على أحدها: وهو أن يأتي شخص يدعو أحد الطواغيت التي يقصدها بالدعاء من دون الله، ويرجوها بأن يمنَّ الله على زوجته العقيم، بأن تنجب طفلاً، بعد عشر سنوات، ثمَّ يفاجأ بمن يبشِّره بعد أشهر قليلة بطفل يتكوَّر في بطن زوجته، فيطير فرحاً، ويذهب لذلك الطاغوت، ويشكره، ويزداد تعلقه به، وهكذا مع العلم بأنَّ هذا الرجل الذي دعا غير الله، أراد الله أن يرزقه الولد وقت دعائه، فيرزق الولد بمشيئة الله وإرادته الكونية القدرية، وليس بإرادة الذي لا يسمع ولا يبصر، فيفتن الرجل بذلك الطاغوت، ويلتجئ إليه في سرِّه وعلانيته، وفي شدَّته ورخائه ـ عياذاً بالله ـ (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً).
4 ـ في هذه الآية تنبيه لبعض الدعاة القائلين بأنَّ قضية التوحيد سهلة، ولاتحتاج إلى ذلك التكثيف العلمي والتعليمي، أو أنَّ لدينا من هموم الأمة ما يحوجنا بالكلام عنها أكثر من قضية باتت معروفة في أذهان المسلمين، والجواب عن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ أنَّه ـ تعالى ـ ما خلقنا إلا لعبوديته وتوحيده، وإرساء تلك المعالم العقدية في قلوبنا، فقال: (وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون)، ولو كانت دعوة التوحيد يسيرة لما جلس ـ عليه الصلاة و السلام ـ ثلاثة عشر سنة يدعو لذلك الناس مسلمهم وكافرهم.
مسلمهم: لكي يتأكد ذلك في قلوبهم وليكوِّن ـ عليه الصلاة والسلام ـ من قلوبهم قاعدة صلبة للبناء الإيماني، لتتحمل الواجبات والفرائض المفروضة من قِبَلِهِ تعالى.
وأمَّا كافرهم: فلتقوم الحجَّة عليهم، بالبلاغ المبين، والبيان الواضح، ولهذا بقي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يدعو لذلك جميع الناس حتى قبضت روحه الشريفه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ليبقى التوحيد في قلوب المسلمين صلباً، لا تزعزعه أعاصير الشرك العاتية، ولا رياح التغيير المنحرفة عن المنهج الإسلامي.
ب ـ أنَّ التوحيد ليس قضية سهلة، بل إنَّ هذه القضية على شفافيتها، فإنَّ تطبيقها والعمل بها من أصعب ما يكون، ولهذا قال ـ سبحانه ـ: (إنَّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) قال الإمام مالك: ليس في دين الإسلام شيء سهل، واستدلَّ بهذه الآية.
والمقصود أنَّ التوحيد والإيمان يحتاج سنوات عديدة في العمل لأجله، ومجاهدة النفس على تنقيتها مما يخل بذلك، لتتأصل النفس على الإبقاء عليه، والاستمساك بحبله، وقد قال جندب بن عبدالله: تعلمنا الإيمان ثمَّ تعلمنا القرآن، فازددنا به إيماناً.
ج ـ إنَّ مآسي الأمة ونكباتها لاريب أنَّها تبعث الأسى في القلب، ولكنها راجعة لعدة أسباب أولها ذكراً: ضعف إيماننا بالله وتعلقنا به وعبوديته الخالصة، فكم يوجد في عصرنا من المنتسبين إلى الإسلام، يشركون بالله، ويقصدون القبور للطواف حولها، والتعلق بأصحابها، والاستغاثة بهم.
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين التحاكم إلى القوانين الوضعية المغايرة للمنهج الإسلامي.
وكم من منافق يدسُّ سمَّه في الظلام، ويطعن المسلمين خلف ظهورهم، وكم من خائن يدلُّ أهل الكفر على المسلمين المستضعفين، ويبيع دينه بثمن بخس.
وكم يُعْرَض في وسائل الإعلام من الأمورالمنحرفة عن التوحيد الخالص بتعظيم الكفار، والتشبه بهم، والتمنطق بأقوالهم، والتهنئة بأعيادهم، وربط صلات التآخي معهم.
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين السحر والسحرة والشعوذة والتعلق بالرقى والتمائم والتعاويذ الشركية. وكم انتشرت البدع والانحرافات الفكرية ما بين مقلٍّ ومكثرٍ في عقول الكثير من المسلمين.
وبعد ... ألا تحتاج هذه كلها إلى وقفة محاسبة، ترجعنا إلى أهمية الإعادة والتكرار لمبادئ التوحيد، وقضاياه الكلية، من قِبَلِ دعاة الإسلام، ومن ثمَّ تنبيه الناس لذلك، وعقد الندوات المتتابعة لأجله، في جميع أنحاء الأرض، ليكون المسلمون في حصن حصين، وحرز مكين، من كلِّ داعية سوء، أو صاحب ضلالة مردية، تجنح بهم إلى الكفر والفسوق والعصيان، وقد أحسن محمد إقبال حين قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ... ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دينٍ ... فقد جعل الفناء لها قريناً
وفي التوحيد للهمم اتحاد ... ولن تبنوا العلا متفرقينا
فهل نعاود قراءة القرآن، وكتب أهل العلم ونستفيد منها دروساً في التوحيد والإيمان، ونطبقها في أرض الواقع، ودنيا الناس، مقتفين أثر سلفنا الصالح، حين اهتموا بهذه القضية وأولوها عناية تامَّة، وقدَّموها على جميع العلوم والمعارف، ورحم الله الإمام أبا حنيفة حين قال مؤكداً على أهمية التفقه في التوحيد: الفقه في الدين أفضل من التفقه في العلم، وصدق من قال:
أيُّها المغتذي ليطلب علماً ... كل علم عبد لعلم الرسول
تطلب الفرع كي تصحح أصلاً ... كيف أغفلت علمَ أصلِ الأصولِ
(انظر البيتين/شرح ابن أبي العز للطحاوية / صـ76)
أسأله ـ تعالى ـ أن يميتنا على الإسلام، والتوحيد الخالص غير مبدلين ولا مغيرين، ومن الله العون والسداد، وهو الموفق للرشاد.
(نشرت هذه المقالة في مجلة منارات، في العدد الثامن)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 03:18]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل خباب ...
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 09:35]ـ
وفيك بارك الله أخي مهند المعتبي، وشكرا لمروركم
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:12]ـ
بارك الله في جهود دعاة التوحيد
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 08:19]ـ
مجهود واضح بارك الله فيك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 03:36]ـ
حياكم الله اخي قلبي مملكة وربي يملكه
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 06:51]ـ
بارك الله فيكم مقال رائع نفع الله بكم
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 02:22]ـ
وفيكم بارك الله اختي ناجية
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العسقلاني]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 06:15]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب خباب أسأل الله أن ينفع بعلمك وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لتنتفع به في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
دعواتك لنا أخي الحبيب فإني والله أحبك في الله(/)
المشكلة صارت من المفتي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 07:45]ـ
المشكلة صارت من المفتي
17/ 8/2007
شاع في الآونة الأخيرة كثير من الفتاوي الخطيرة وغير المناسبة، وأكثرها خطراً وشراً وإثارة تلك الفتوي التي أثارها فضيلة المفتي، والتي يقول فيها: السؤال الجوهري أمامنا هو: هل يمكن للشخص المسلم أن يختار ديناً آخر غير الإسلام؟! ثم يجيب فضيلته وبشيء من الجرأة: نعم يمكنه ذلك، لأن القرآن يقول:
1 - «لا إكراه في الدين» 256 - البقرة.
2 - «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» 29 - الكهف.
3 - «لكم دينكم ولي دين» 6 - الكافرون.
وفي الحقيقة فإن فضيلته قد حاد عن الصواب:
* ففي تأويل الآية الأولي أوجه، منها: أن الإكراه أن يقول المسلم للكافر: «إن آمنت وإلا قتلتك» فقال تعالي: «لا إكراه في الدين» -راجع تفسير الفخر الرازي- المجلد الثالث - ص 550.
* وتوجيه الآية الثانية كالآتي:
أ- الآية تدل علي أن صدور الفعل عن الفاعل بدون القصد محال.
ب- أن صيغة الأمر -لا لمعني الطلب- في كتاب الله كثيرة.
ج- نقل عن الإمام علي -كرم الله وجهه- أنه قال: «هذه الصيغة تهديد ووعيد، وليست بتخيير».
- نفس المرجع السابق - المجلد العاشر - ص 302.
* أما الآية الثالثة ففيها مسائل:
الأولي: قال ابن عباس: «لكم كفركم بالله، ولي التوحيد والإخلاص له»، فإن قيل: فهل يقال إنه أذن لهم في الكفر؟ قلنا: كلا، فإنه عليه الصلاة والسلام ما بعث إلا للمنع من الكفر فكيف يأذن فيه؟!
ولكن المقصود منه أحد أمور:
1 - أن المقصود منه التهديد كقوله تعالي: «اعملوا ما شئتم».
2 - كأنه يقول: إني نبي مبعوث إليكم لأدعوكم إلي الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فاتركوني ولا تدعوني إلي الشرك.
3 - «لكم دينكم» فكونوا عليه إن كان الهلاك خيراً لكم، «ولي دين» لأني لا أرفضه -نفس المرجع- المجلد السادس عشر - ص721.
ولهذا فإن فضيلة المفتي يفسر الآيات علي ظاهرها مما يتسبب في بلبلة أفكار العوام، وكذلك تشجيع التبشير الذي نشط كثيراً هذه الأيام، وفي النهاية أين الأزهر الشريف؟، وأين مجمع البحوث؟، وأين المسلمون؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حمدي المزين
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=72684
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 07:51]ـ
يوجد رسالة ماجيستير ذهب فيها صاحبها إلى مثل ما ذكره مفتي مصر، وهذه الرسالة قد تولَّى نقضها، وبيان عوارها أحد الدكاترة الفضلاء ... وبحثه مطبوع، ثم نَشرته مجلة الشريعة الكويتية العدد قبل الماضي ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 12:17]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
وكيف نحصل على هذه الأبحاث بارك الله فيكم؟ وهل مجلة الشريعة موقع على الشبكة؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 04:42]ـ
بالملح نصلح ما نخشى تغيره،،،،،،،،،،، فكيف بالملح إن حلَّت به الغِيَرُ
يا معشر القراء يا ملح البلد**************** ما يصلح الملح إذا الملح فسد؟(/)
::: سبيل المُصلحين::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 08:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبِيلُ المُصْلِحِينَ
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1267 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1267)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فإنَّه ما من دعوة يُبتَغَى بها الإصلاح يُمكن أن تُرزق القبولَ والسدادَ والأثر وهي تقوم على غير الدعوة إلى إصلاح العقيدة.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1267[/ ... ](/)
العلم الشرعي و النهوض بالأمة _ حلقات_
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فقد كثرت الهجمات على طلبة العلم الشرعي من السلفيين
فتارةً يوصمون بأنهم لا يفقهون الواقع
وأخرى بأنهم لا يدركون فقه الأولويات
وأخرى بأنهم يشغلون الأمة بمشاكل جزئية
إلى آخر هذا الهذيان، فأردت أن أكتب مقالات أبين فيها الدور العظيم الذي ينبغي أن يلعبه السلفيون في نهوض الأمة
لنبدأ من قوله تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) (النور:55)
هنا وعدٌ إلهي ينبغي أن يصدق به كل مسلم بأن التمكين في الأرض للمسلمين شرطه الإيمان الصحيح والعمل الصالح وترك الشرك وإن شئت فقل التوحيد
تعليم الناس التوحيد الإيمان الصحيح،ودلالتهم على طرق الأعمال الصالحة وشروط العمل الصالح والفرق بين السنة والبدعة
وظيفة من؟
إنها وظيفة طلبة العلم الشرعي من السلفيين
إذن عندنا حقيقة
وسؤال
وجواب
ونتيجة
الحقيقة أن الإيمان والعمل الصالح شرط التأييد الإلهي الذي ينتج عنه التمكين
والسؤال سبق طرحه وذكر جوابه
والنتيجة هي أن وجود طلبة علم شرعي يحملون العقيدة الصحيحة ويعلمون الناس الخير ركن أساسي في عملية نهوض الأمة
انتهت الحلقة الأولى
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 02:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فقد كثرت الهجمات على طلبة العلم الشرعي من السلفيين
فتارةً يوصمون بأنهم لا يفقهون الواقع
وأخرى بأنهم لا يدركون فقه الأولويات
وأخرى بأنهم يشغلون الأمة بمشاكل جزئية
إلى آخر هذا الهذيان، فأردت أن أكتب مقالات أبين فيها الدور العظيم الذي ينبغي أن يلعبه السلفيون في نهوض الأمة
أخي، بعض جوانب الخطاب الإسلامي المعاصر معاول هدم، لا هذيان عند من يصرح بهذا من وجهة نظري، كل ما نحتاجه هو إصلاح جوانب من شخصية "أهل الإصلاح"، وإلا فحلقتك الأولى لا يجهلها أحد من طلبة العلم، ومع ذلك لم تغن عنهم شيئا، ولم نر نهضة حقيقية تقلب ظهر المجن، وتقلص هوامش التنظير. أخي، كنت محاضر لغة انجليزية، ودرّست - عبر سنِي تعليمي - طلاباً يعدّون أنفسهم طلبة علم ودعاة، وعندما تفتش عن تدني مستواهم، يقولون: لا حاجة بنا إلى رطانة العلوج! ويتحول الدرس إلى مساجلات حول كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"، وكلنا يعلم أن كثير من الأعمال التقنية والفنية التي تحتاجها الأمة اليوم تعتمد بشكل كبير على فهم اللغة الانجليزية. آخر أخبرني به ابن عم لي، يقول كان من طلبة العلم المجتهدين، وذات يوم حدثه عن خاصية مفيدة في الجوال، فقال له: زادني الله بها جهلاً لاحاجة لي بها. هذه مواقف لا تعبر عن الجميع - إلا أنهاموجودة غير قليلة - ولكنها تعبر عن وجود خلل واضح في التصور أحوال الدين والدنيا ... ولعل من أحسن ما كُتب في هذا الشأن توصيفاً وتحليلاً كتاب "تجديد الخطاب الإسلامي: الشكل والسمات" للدكتور عبدالكريم بكار وفقه الله.
أخي لعلي أجد بصمتك في موضوع قريب من هذا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=35688&highlight=%E3%DD%C7%E5%ED%E3#p ost35688
ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 10:00]ـ
فقد كثرت الهجمات على طلبة العلم الشرعي من السلفيين
لندخل في صلب الموضوع أفضل، السلفيون الذين تعرفهم ونعرفهم، هم من قاد الهجمات على العلماء قبل طلاب العلم، أليسوا هم من طعن في الشيخ أبن جبرين، وبدعوه، وكذلك الشيخ سفر الحوالي، والشيخ سلمان العودة، والشيخ ناصر العمر، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، والشيخ الحويني، والشيخ عبدالله الغنيمان، والشيخ سليمان العلوان، والشيخ سعد الحميد، والشيخ عبد الله السعد، والشيخ ... والشيخ ... والشيخ ,,,,
بل حتى الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى ما سلم منهم!!!!
فهل بقي أحد من أهل العلم سلم منهم؟
تعرف من أقصد، ومن أتكلم عنه.
وإلا نحن من أهل السنة الذين هم على منهج السلف رحمهم الله تعالى.
نعم ندافع عن طلاب العلم الأفاضل، ليسوا من إتخذوا علم الجرح والتعديل لهم مطية لأهداف سياسية وضيعة، عرفناهم، وعرفنا تصرفاتهم، فقد فضحهم الله، وسلط بعضهم على بعض، فترى صاحب شبكة .... يبدع صاحب موقع ..... ، وكلهم في السابق على هذا المنوال، ما سلم منهم أحد، يدعون أنهم من أهل السنة وأعمدة علم الجرح والتعديل، وتراهم أجهل الناس في علم الحديث فضلاً عن علم الجرح والتعديل.
فجرة في الخصومة، والقاعدة الأصلية لديهم (إما معنا أو ضدنا)، زلت العالم أو طالب العلم لهم فرحة، وكأنهم دخلوا الجنة بل وتربعوا فيها، يقتاتون على زلات العلماء، ويعيشون على لحوم طلاب العلم، بإسم (نبين الأخطاء حتى لا يقع فيها أحد) والله أنهم كذبة، ووالله إن هذا الأمر لهو من الحسد وحظوظ النفس المقيته، أي حق يبينوه وقد سلم منهم اليهود والنصارى، حتى المنافقين، والعلمانيين، بل وحتى العصاة الفجرة، وما سلم منهم طلاب العلم والعلماء، والفضلاء، ومن لهم قدم السبق في الإسلام والفضل، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 11:56]ـ
أخي، بعض جوانب الخطاب الإسلامي المعاصر معاول هدم، لا هذيان عند من يصرح بهذا من وجهة نظري، كل ما نحتاجه هو إصلاح جوانب من شخصية "أهل الإصلاح"، وإلا فحلقتك الأولى لا يجهلها أحد من طلبة العلم، ومع ذلك لم تغن عنهم شيئا، ولم نر نهضة حقيقية تقلب ظهر المجن، وتقلص هوامش التنظير. أخي، كنت محاضر لغة انجليزية، ودرّست - عبر سنِي تعليمي - طلاباً يعدّون أنفسهم طلبة علم ودعاة، وعندما تفتش عن تدني مستواهم، يقولون: لا حاجة بنا إلى رطانة العلوج! ويتحول الدرس إلى مساجلات حول كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"، وكلنا يعلم أن كثير من الأعمال التقنية والفنية التي تحتاجها الأمة اليوم تعتمد بشكل كبير على فهم اللغة الانجليزية. آخر أخبرني به ابن عم لي، يقول كان من طلبة العلم المجتهدين، وذات يوم حدثه عن خاصية مفيدة في الجوال، فقال له: زادني الله بها جهلاً لاحاجة لي بها. هذه مواقف لا تعبر عن الجميع - إلا أنهاموجودة غير قليلة - ولكنها تعبر عن وجود خلل واضح في التصور أحوال الدين والدنيا ... ولعل من أحسن ما كُتب في هذا الشأن توصيفاً وتحليلاً كتاب "تجديد الخطاب الإسلامي: الشكل والسمات" للدكتور عبدالكريم بكار وفقه الله.
أخي لعلي أجد بصمتك في موضوع قريب من هذا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=35688&highlight=%E3%DD%C7%E5%ED%E3#p ost35688
أخي الكريم وصفي لتلك الإفتراءات بأنها هذيان من جهة أنها افتراءات محضة وتعميمات جائرة
وهذا ما وقعت فيه أنت
فتجربتك مع بعض الناس تجعلها إيراداً على كلامي _ وهو كلام عن العلم بصورة عامة _ (وبالمناسبة خبر كان ينصب فيقال: كنت محاضراً)
أنا شخصياً منذ عامين وأنا أعطي دروساً خصوصية لطلبة الثانوي بالإنجليزية ومجاناً
والتنظير مهم إذ أنه الخطوة الأولى للتطبيق
ولا يقال لمن يذكر بآية من كتاب عز وجل ومعناها
تجاوز حدود التنظير
فإن الذكرى تنفع المؤمنين وتشحذ هممهم ولو كانت المعلومة معلومةً بالأساس عندهم
نبي الله ينزل عليه في المدينة ((فاعلم أنه لا إله إلا الله))
والذي هو داعية التوحيد الأول فاعتبر، وعن مثل هذا الخلق انزجر
ونحن عندما نتكلم على العلم فنحن نتكلم العلم الصحيح المأخوذ عن العلماء الموثوقين
لا علم ابن عمك وابن خالك
والمقالة الأولى مهمة وهي مقدمة لمقالات فكان ينبغيب أن تصبر حتى يكتمل الموضوع ثم تعلق
فإني كنت سأعالج القضايا الذي تتكلم عنه
ولكني في المقالة كنت أرد على لا يرون أسباباً للنهوض إلا الأسباب المادية
أما الأخ محب العلم
فالموضوع الذي طرحته لو بحثناه لطال المقام ولخرجنا عن الموضوع الأساس
ولربما أدى ذلك إلى إغلاق الموضوع أو حذفه
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:21]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / عبد الله.
وأعتذر أنِّي سأخرج عن الموضوع قليلًا لبيان كلام أخي الكريم / محب العلم؛ ولستُ أردُّ عليه ردًّا تفصيليًّا؛ فإنَّ هذا سيخرجنا حتمًا عن مقصود موضوعك، وهذا ما لا نريده.
فأقول:
أخي الكريم / محب العلم! حبَّبنا الله في العلم، وحشرنا في زُمرة العلماء.
أما مَن ذكرتَهم؛ فهؤلاء - بالتأكيد - خارجون عن كلام أخينا / الخليفي؛ فإنَّهم ليسوا بطلبة علمٍ حتى نتكلَّم عنهم، أو نُلقي لهم بالًا؛ فأراك - أخي الكريم - خرجتَ عن الموضوع الرئيس الذي نحن بصدده؛ فلو كان عندك ما تُفيدنا به، فأسأل الله أن يجازيك عنَّا خير الجزاء، وإلا، فأرى أن نقرأ ما يُكتب للاستفادة. والله أعلم.
واعذرني إن رأيتَ في كلامي قسوة، أسأل الله لي ولك المغفرة.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:41]ـ
عندما قلت للأخ الشهري ((فاعتبر وعن مثل هذا الخلق انزجر))
كنت منفعلاً قليلاً وأرجو منه أن يعتبرها مزحة
والآن إلى المقالة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
لو سألنا سؤالاً
ما الذي يجعل البلغاري والسنغالي والعررقي والإندونيسي من أمة واحدة رغم اختلاف أعراقهم؟
فالجواب الإسلام ولتعبر عنه هنا بالهوية الإسلامية
هذه الهوية كما لا يخفى مهددة
فقد وترت الأمة عدداً من أفرادها بسبب الموجات التغريبية
وعندما يكون وجود الأمة (الفعال) مهدداً
فالكلام على النهوض يكون مبكراً قليلاً فالمسألة مسألة بقاء لا امتياز
قد يرى البعض في الكلام مبالغة ظاهرة لأن الأمة بعافية والحمد لله
غير أن الموجات التغريبية لو تصتطدم بالأصالة الإسلامية لانتشرت في الأمة انتشار النار في الهشيم ولألغت فترةٍ من الزمن
الوجود الإسلامي الفعال
وأقيده بالفعال لأن مطلق الوجود مضمون
ولكن الوجود الهامشي لا يليق بأمة التوحيد
والذي ينبغي أن يغذوا الأصالة الإسلامية ويغرسوا بذور الإعنزاز بالدين في نفوس الناشئة بحيث تتبدد الهجمات التغريبية
هم العلماء وطلبة العلم الشرعي
الذين يعرفون من الدين ما يؤهلهم ليعرضوه على الآخرين بصورته الجميلة الناصعة
والتي تظهر بجانبها الأفكار التغريبية كزنجي قبيح بجانب امرأة حسناء
والخلاصة
أن وجود طلبة العلم الشرعي في الأمة ضروري على للحفاظ على الهوية الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 03:39]ـ
(وبالمناسبة خبر كان ينصب فيقال: كنت محاضراً)
ينصب بالعلامة الظاهرة إذا لم يكن مضافاً (كنت محاضر لغة انجليزية)، ولكنه الانفعال يودي بمقصد صاحبه!
أنا شخصياً منذ عامين وأنا أعطي دروساً خصوصية لطلبة الثانوي بالإنجليزية ومجاناً
ما الضرورة لذكر هذه التفاصيل؟
.... وعن مثل هذا الخلق انزجر
ذكرت أنك كنت منفعلاً هنا، ولكن الحمد لله أن انفعالك كان "قليلاً"، ولذلك سنعتبرها مزحة نزولاً عند طلبك.
ونحن عندما نتكلم على العلم فنحن نتكلم العلم الصحيح المأخوذ عن العلماء الموثوقين
لا علم ابن عمك وابن خالك
حتى أقاربي - لا ناقة لهم ولا جمل - لم يسلموا من هذا الانفعال "القليل".
ولكني في المقالة كنت أرد على لا يرون أسباباً للنهوض إلا الأسباب المادية
نعم أوافقك أن هذا خطأ ولكنا لم نعط الأسباب المادية حقها من الاهتمام.
====================
إلماحة: "نهضة الأمة" قضية كبيرة وتحتاج إلى مسلم صبور، واسع الأفق، منشرح الصدر، مع قدر من الغيرة المؤدبة. والحمد لله الذي جعل لنا في أنحاء المنتدى مراغماً كثيراً وسعة.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 07:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أحببت أن أساهم في هذا الموضوع مساهمة بسيطة،وهذه المساهمة جزء من مبحث أقوم بإعداده بعنوان "ثوابت في إحياء الأمة"أسال الله أن ييسر لنا سبل الصلاح ... الترتيب هنا حسب ترتيب البحث الأصلي.
إحياء الأمة
-يتم إحياء الأمة بدعوة التوحيد الواضحة على ما كان عليه القرون الثلاثة الأولى قبل تشعب الأهواء واختلاط العقائد.
وذلك عبر مراحل نوجزها إجمالاً وهي:
- (الانتصار للتوحيد) بتصحيح مفهوم العقيدة، وتخليصها مما شابها.
- (ملء الفراغ الديني) بدعوة الناس إلى أن يقيموا حياتهم على قاعدة الإسلام.
- (إحياء التوجه الإسلامي) بالانطلاق بهذا المفهوم انطلاقاً جاداً يتربى خلاله الأفراد على الأخلاق الإسلامية، وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية، والعقبات التي كانت في طريقه ولا تزال تتزايد بشدة من معسكرات الأعداء.
فلابد من (صفوة) تحمل الحق .. و"أمة" تحمي هذا الحق. "أمة" قامت على مرتكزات عقائدية ثابتة؛ فصار لها ولاء ثابت، وهوية ثابتة، وشخصية ثابتة، وتوجه ثابت.
ولكي تصل الدعوة الإسلامية إلى (إحياء الأمة) فإنه من الضروري أن تقوم بترتيب أولويات أعمالها، وتراعي هذا الترتيب في دعوة الناس، وفي تنظيم مراحل علاج المواقع الفاسدة، والبناء للواقع الإسلامي الصالح، وذلك من خلال ما تتبناه من أفكار، ومنهاج للتربية، وأسلوب في العمل .. على النحو التالي:
1 - الأفكار: لا بد أن تكون ملكاً للأمة، وليست حكراً على النخبة أو الصفوة، ومن ثم: فلا بد أن تكون باللغة التي تفهمها جماهير الأمة، وتقوم على حل مشكلات الواقع، ورسم خطة المستقبل الأفضل .. فإنها إن كانت كذلك تحوّلت ـ بإذن الله ـ إلى تيار عام كاسح، يغيّر بجهاده المستمر أسس الجاهلية الفكرية والخلقية والثقافية السائدة في كثير من أحوال الأمة.
2 - منهاج التربية: تربية كل فرد على الشعور بأنه (هو) المسؤول عن تغيير واقع الأمة الإسلامية وليس (غيره) .. وأنه يمتلك القدرة على هذا التغيير إذا سعى إليه بروح الائتلاف مع الأمة، والارتباط بجذورها، وعدم العزلة عنها أو مفارقتها .. ولذلك: فإنه لا بد أن يخالط الناس ويصبر على أذاهم؛ لأن ذلك أرضى لله، وأنفع لعباده.
ولا شك أن هذا المنهاج التربوي سيُخْرِج ـ بإذن الله ـ دعاة إلى الحق يأخذون بيد كل فرد في الأمة إلى الله، ولا يحصرون أنفسهم بين الجدران، بل يتغلغلون في أوساط الأمة لتبسيط دعوتهم ودرء ما ألحقه بها الطواغيت والمبطلون.
3 - أسلوب العمل: توسيع دائرة العمل للإسلام إلى أبعد حد ممكن، عبر إقامة شبكة متكاملة من الروابط والعلاقات، ومد جسور التواصل مع مختلف طبقات الأمة، بحيث تصبح العلاقة بين (الصفوة) و (عامة) الأمة هي علاقة إيجابية تقوم على الحب المتبادل وتكامل الطاقات لخدمة الإسلام .. في صورة تتفق أو تقترب من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (18)، وقوله: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا
) (19).
ولا شك أن هذا يتطلب من العاملين للإسلام (امتلاك القدرة على فقه التعامل مع المجتمعات، والانفتاح المتزن أكثر، وفتح منافذ جديدة للدعوة، وامتلاك قدر أكبر من المرونة، مع الإبصار الكامل والدقيق والأمين للأهداف، والتقدير للإمكانيات .. ولايعني هذا بحال من الأحوال أن يكون دعاة الإسلام دماً جديداً في قوة الباطل، أو أن يوظف الإسلاميون لغير الأهداف الإسلامية، وإنما يعني: النزول إلى الساحة، وفهم واقع الناس؛ حتى يجيء الأخذ بيدهم ثمرة لهذا الفهم، ذلك أن الناس هم محل الدعوة، وهم جديرون بالشفقة والإنقاذ) (20).
(18) صحيح مسلم ج4
(19) صحيح مسلم باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم.
(20) (تحت راية أهل السنة والجماعة) د. محمد محمد بدري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 09:05]ـ
ينصب بالعلامة الظاهرة إذا لم يكن مضافاً (كنت محاضر لغة انجليزية)، ولكنه الانفعال يودي بمقصد صاحبه!
ما الضرورة لذكر هذه التفاصيل؟
ذكرت أنك كنت منفعلاً هنا، ولكن الحمد لله أن انفعالك كان "قليلاً"، ولذلك سنعتبرها مزحة نزولاً عند طلبك.
حتى أقاربي - لا ناقة لهم ولا جمل - لم يسلموا من هذا الانفعال "القليل".
نعم أوافقك أن هذا خطأ ولكنا لم نعط الأسباب المادية حقها من الاهتمام.
====================
إلماحة: "نهضة الأمة" قضية كبيرة وتحتاج إلى مسلم صبور، واسع الأفق، منشرح الصدر، مع قدر من الغيرة المؤدبة. والحمد لله الذي جعل لنا في أنحاء المنتدى مراغماً كثيراً وسعة.
يبدو أنك لا تريد رفع مستوى الحوار
تترك المسألة الأساسية التي نتحاور حولها ثم تجعل همك التعليق على فقرات من كلامي دون الربط بين ذلك وأصل الموضوع
بالنسبة للخطأ النحوي فقد أخطأت في التصحيح
ومن التحدث بنعمة الله على عبده الفقير كاتب هذه السطور أن جعله لا يجد غضاضةً في الحكم على نفسه بالخطأ
ولم يجعله من أولئك الذين إذا أنكر عليهم بعض قيلهم اهتموا بنقد كلام المنكر عليهم ليقولوا له بلسان الحال ((أنت كمثلنا تخطيء)) ولم يعترفوا بأخطائهم
أما بالنسبة لذكري لبعض التفاصيل المذكورة أعلاه فذلك لأبين لك أمراً وهو أننا إذا أردنا الحكم على مجموعة من الناس فلا ينبغي أن ننظر للمسيء منهم
ثم نعمم ذلك _ فهذه طريقة الجهلة من العوام _
فعلى سبيل المثال الأمور التي ذكرتها
يوجد الكثير من طلبة العلم يجيدون لغات غير العربية ومنهم من يدرس الأعاجم العلوم الشرعية بلغتهم
فلماذا نغض الطرف عن مثل هذا؟
ثم نسلط المجهر على بعض الظواهر المرضية موهمين الناس بأن جميع طلبة العلم كذلك
هذه النظرة إلى الأمور بحد ذاتها ظاهرة مرضية ينبغي أن نعالجتها
ومثل ذلك التقنية الحديثة
نرى الكثير من المواقع والمنتديات الإسلامية التي تحمل أقساماً خاصة بالتقنية ونرى الكثير من الشباب المتنسك الماهر في التقنيات الحديثة
فنترك كل هذا
ثم نأتي لابن عم الشهري الذي يقول ((اللهم زدني جهلاً بتنقية الهاتف)) ونسلط المجهر عليه
ونجعل منه ظاهرةً يتعقب فيها من يثني على العلم الشرعي وأهله ويشيد بدورهم في نهوض الأمة
أهذا إنصاف؟!
والآن أقف عند الكلمة الأكثر أدباً واتصالاً بالموضوع في كلام الشهري
وهي قوله ((نعم أوافقك أن هذا خطأ ولكنا لم نعط الأسباب المادية حقها من الاهتمام))
الناس مواهب وتخصصات وطلبة العلم عليهم أن يقوموا بدورهم في توعية المجتمع وارشادهم إلى أسباب القوة المعنوية والمادية
والبقية على غيرهم ممن تخصص في العلوم المادية
هذه مني لرفع مستوى الحوار ويبدو أن الشهري لم يكن هادئاً وهو يعلق على كلامي حتى إنه علق على كلام اعتذرت عنه ولو كنت مكانه لما التفت إلى الكلام الذي تم الإعتذار عنه لأن صاحبه اعتذر
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 09:28]ـ
وأما قول الأخ ((إلماحة: "نهضة الأمة" قضية كبيرة وتحتاج إلى مسلم صبور، واسع الأفق، منشرح الصدر، مع قدر من الغيرة المؤدبة. والحمد لله الذي جعل لنا في أنحاء المنتدى مراغماً كثيراً وسعة))
فهو كما يظهر تعريض بكاتب هذه السطور
وأقول ليس كاتب هذه السطور معصوماً
وقد تراجعت ومن أبحديات النبل أن تطوي كشحاً عن زلة المعتذر
وإن كنت غاضباً من أجل ذكر ابن خالك وإن كان تمثيلاً استرسالياً فاخذفوه يا مشرفين
وقد أثنيت على مضمون الحلقة بل قلت أنها معلومة عند طلبة العلم
والحلقة الثانية لا أظن ملاحظات عليها
فإن وجدت خطأً فصحح
أما أن تثنيني عن مشروعي من أجل أمر بدر مني واعتذرت عنه فهذا غير مقبول
ولا أريد أن أستدل على هذا لكي لا يقال ((تشبه نفسك بفلان)) و ((تشبه الشهري بفلان))
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 11:43]ـ
... واصل مشروعك، كان الله في عونك ... سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك ...
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 12:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع جميل جداً وبما أنها أول مشاركة لي فأحببت أن أدلو بدلوي
بدايتاً: شكرا خاص لصاحب الموضوع على طرحه الجميل
وعندي مداخلة وتوضيح
أما المداخلة فهي:
أولا: إن النهضة لن تكون بغير التوحيد ومحاربة الشرك وهذا واضح جدا في دعوة السلف , وأن الأمة ملك مغارب الأرض ومشارقها بعدما حققت التوحيد بشموله وكماله
ولكن المشكلة التي نواجهها اليوم هي أنه أصبح يتكلم بأسم الإسلام والنهضه من هو ليس أهلا للنهضة وتجد عنده مخالفات في السنة والمنهج
وأظن ان الذي ينقص الأمة اليوم هو الخظوات العملية لا التنظير فالأمة كلها تنظير إلا من رحم الله
وأما التوضيح: فهو لأخي الكريم محب العلم
أقول لك لا تقيد الحق بالرجال فكل رجل يأخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تذكر رجال وتقول السلفيين هم الذين يحذرون من هؤلاء فالسلفيين الحق عندهم أحب من أنفسهم وأن حذروا من أحد أو أصدروا به فتوى كبعض من ذكرت فلا يخلوا من خلل واضح في منهجة , ولا بد أن تعلم أن الحق أحب من كل شئ.
وجزاكم الله خير
أبو محمد الحنبلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 07:12]ـ
لقد راسلني الأخ المقدادي وقال أني شديد مع الشهري
وكذلك راسلني الأخ حمد وطلب مني ألا أتعرض للمسائل الشخصية
وبناءً عليه أكرر اعتذاري للأخ الشهري حفظه الله
وسأحاول قدر المستطاع تحسين لغتي الحوارية
لكني أود أن أوضح عدة أمور قبل أن أكتب المقالة الثالثة
الأمر الأول هو أن هناك أنس لا تعجبهم طريقة السلفيين في التعليم
فالسلفيون يجلسون في المساجد ويعلمون الناس التوحيد والأحكام والفضائل
ولا يكثرون الخوض في السياسة _ بل قد لا يخوضون بها البتة _
لهذا يتهمهم البعض بأنهم لا يفقهون الواقع
والواقع أن هذه التهمة ساقطة
فإن في عصرنا انتشرت وسائل الإعلام وأصبح الكل يعرف ما يحصل هنا وهناك
بل حتى الذي لا يتابع الأخبار فإن في جلسة واحدة مع بعض المتابعين يعرف كل شيء
علماً بأن العلماء السلفيين من أعلم الناس بأحوال المسلمين
وذلك أنه يستفتيهم الناس من مشارق الأرض ومغاربها ومن المعلوم أن المفتى يستفصل في الكثير من المسائل لكي يصدر الفتوى الصحيحة فيخبره المستفتي بالأوضاع حوله
وبذلك يكون هذا المفتي يعلم عن الدول الأخرى حتى ما لا تنقله محطات الأخبار
مثل ما يحصل في دوائر العمل الحكومية ومسائل الأحوال الشخصية
وأما دعوى أنهم يشغلون الناس بأمور جزئية أو أنهم لا يفقهون فقه الأولويات
فالسلفيون يعلمون أول ما يعلمون التوحيد فهل هو من الجزئيات؟
وهل الأمة اليوم كلها تطبق التوحيد؟
وهل يسبق التوحيد أولويات أخرى؟
فأردت أن أنبه في هذه المقالات على أن ما يفعله السلفيون من عوامل النهضة الأساسية
وأحب أن أنبه على النهضة مشروع متكامل لا يحمله طلبة العلم فقط بل جميع المسلمين
فطالب العلم إذا كان يؤدي دوره في توعية الأمة والحفاظ على مصادر التشريع الأصلية وصد هجمات أعداء الدين من علمانيين وروافض ونصارى ويهود وماسونيين وصهيونيين وأهل الكفر من أهل البدع المنتسبين للإسلام
فلا ينبغي أن نلزمه بأن يكون محللاً سياسياً أو كيمائياً أو تغذوياً أو غير ذلك
بل لكل تخصصه ولكل دوره في النهضة
ولا شك أن هناك نوابغ جمعوا أكثر من تخصص ولكن هذا نادر إذا ما قارناه بمن اكتفى بتخصص واحد
وقد قيل قديماً ((من تفرغ لعلمٍ فتح عليه))
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 12:05]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه هي المقالة الثالثة في بيان الدور الذي ينبغي لطلبة العلم أن يلعبوه في نهوض الأمة
لا يخفى على الناظر الهجمة الشرسة على مصادر الإسلام الأصلية
وقد ذكرنا سابقاً الدور التقريري لطلبة العلم
والآن سنذكر دورهم في رد شبهات أهل الكفر والبدع عن الإسلام الصحيح
وهذا أمرٌ مهمٌ جداً إذ أن هذه الهجمات قللت من أهمية في قلوب الكثيرين
بل نتج عن بعضها حالات ارتداد
والبدع تجلب سخط الرب سبحانه ولا نجاح لنا ولا فلاح إلا برضا الله عز وجل
ومواجهة الهجمات الداخلية أهم من مواجهة الهجمات الخارجية لأنها أشد فتكاً بالأمة
بل إن الحفاظ على مصادر الإسلام الأصلية أهم من حفظ أرواح آحاد المسلمين
لأن الشخص إذا مات قد يكون ذلك خيراً له
ولكن السطو على مصادر الإسلام الأصلية بالتحريف والرد والتزييف والتشكيك شرٌ عظيم يفتك بأديان الناس
ولننتقل لدور عظيم آخر يؤديه طلبة العلم الشرعي في المجتمع وهو مكافحة الظواهر المرضية
مثل المخدرات والخمور والتدخين والطلاق غير المنضبط والفساد الإداري وغيرها
فعندنا في الكويت يستعينون ببعض طلبة العلم في السجون لنصح المجرمين وقد تاب على أيديهم العشرات وصلحت أمورهم
وأيضاً في المستشفيات النفسية
وقد أخبرني أحد مشايخي أن الأطباء النفسيين أصبحوا يغارون من الأخوة لما لهم من الأثر الإيجابي العظيم على المرضى وهذا ما عجز عنه الأطباء النفسانيون أنفسهم
وخذ مثالاً ظاهرة الفساد الإداري
والتي تنتشر في المجتمعات الفقيرة
والمجتمعات القبلية
لأسباب متعلقة بطبيعة هذه المجتمعات، والتدين الذي يعمل طلبة العلم على نشره بين الناس هو الوازع القوي الذي من شأنه القضاء على هذه الظاهرة أو على الأقل تحجيمها
فإن قال قائل التدين الذي تتكلم عنه خرج لنا ارهابيين وتفجيريين
قلت الغلو في الدين من الظواهر المرضية التي يعالجها طلبة العلم الشرعي من السلفيين والعلماء الكبار ومصنفاتهم في هذا الباب تتعب من يريد حصرها ولكن الإنصاف عزيز
فإن قال قائل طلبة العلم كسالى ولا يحققون شيئاً مما تقول
قلت لا ننكر أن هناك تقصير
والتقصير عندهم مثل التقصير عند الأطباء والتقصير عند المهندسين
ولكن هناك جهود عظيمة مباركة لا يمكننا جحدها أو انكارها
ادخل الشابكة العنكبوتية وانظر إلى عدد المواقع والمنتديات السلفية الدعوية وبلغات متعددة
كما هناك جهود لكثير من الإخوة عن طريق الأشرطة المسموعة و خطب الجمعة و الكتب و الكتيبات والمطويات
وكاتب هذه السطور من المنتفعين بهذه النشاطات ويعرف كثيرين انتفعوا بها(/)
المتطرفون في الغرب فرحون ومستبشرون جدا جدا بما نشرته صحيفة سعودية عنا؟؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*
كل إعلام عاقل مسؤول هو بالضرورة ملتزم بقضايا أمته ووطنه، ملتزم بالدفاع عن دينه ووحدة أمته وعن سلامة واستقرار وطنه وقوته، ملتزم بالتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة واستقلال الأمة والوطن، لكن الذي نقرأه ونراه من صحيفة الوطن السعودية على الضد من ذلك كله، ولن نجد تفسيرا أبدا للمقالات التي تنشرها إلا أنها تسعى إلى إيقاع الشر بهذه البلاد من خلال ما تروجه في مقالاتها الكثيرة جدا عن احتضان هذه البلاد للفكر الذي تسميه متطرفا، الفكر الذي تقول إنه يقف وراء كل حركات التطرف والإرهاب حول العالم، إن تلك المقالات التي ومن أواخرها تلك المقالات التي تهاجم الدعوة في بلاد الحرمين وتلك التي تقول " فتش عن الشماغ " التي تعزو ما أسمته بالعنف حول العالم وربط ذلك بالشماغ السعودي!! إن هذه المقالات إن لم تكن تهييجا للعالم ضد بلادنا السعودية فماذا تكون؟ وإن لم تكن تحريضا للعالم المتطرف الحاقد على هذه البلاد على خلفيات علمانية أو صليبية أو يهودية – ضد بلاد الحرمين فماذا تكون؟.
إن هذه البلاد بلاد الدعوة وأهلها لن يتخلوا عن رسالتهم التي هي سبب وجودهم وسر بروزهم في القديم والحديث لن تتخلى هذه البلاد ولن يتخلى شعبها يتخلوا عن رسالته في الدعوة إلى الله وتطبيق شريعة الله تعالى، كما أن الغرب والشرق لن يتخليا كل عن رسالته من وجهة نظره، فلماذا نحن الوحيدون الذين يجب علينا أن نتخلى عن رسالتنا كما نفهم من كثير من الكتابات التي تنشرها صحيفة الوطن إن الذين يلعبون بالنار وبمصير هذه البلاد واستقلالها من خلال مقالات التهييج ضد هذه البلاد والتحريض عليها بوصف رسالة الدعوة التي تقوم بها ويقوم بها شعبها بالتطرف والتسبب في العنف حول العالم، هؤلاء في الواقع تقول مضامين مقالاتهم: نحن من هذه البلاد ونعرف أحوال بلادنا، التي فعلا هي سبب العنف حول العالم والتطرف الذي تغذيه المناشط الدعوية ووسائلها والقائمون عليها، وبدورهم يقوم المتطرفون العلمانيون وغيرهم في العالم – وما أكثرهم قديما وحدثا: قديما لم ننس ريتشارد قلب الأسد وبطرس الناسك وفردريك بربروسا ولويس التاسع وفيليب أغسطس وأرناط *وهم من أبرز قادة الحملات الصليبية على الإسلام والمسلمين الذين قتلوا عشرات الألوف عبر ما يزيد عن مائتي سنة هي عمر الحملات الصليبية التسع التي أغرقت فيها بلاد المسلمين وشعوبها في بحور من الدماء ولم يقابل المسلمون تلك الشنائع والمجازر الصليبية إلا بعدل الإسلام وحلمه وقيمه *، وفي العصر الحديث نابليون وكرومر وتشرشل وجيمس آرثر بلفور واللنبي وجورو وغيرهم مع موجة الاستعمار الأخير قبل مائة سنة، وأما الآن فقادة التطرف حول العالم معروفون وأعتقد أن أصحاب تلك المقالات وصحيفة الوطن لم ينسوا بعد التهديدات بضرب الحرمين الشريفين بالقنبلة النووية من قبل شخصيتين مرموقتين في الولايات المتحدة، فهل يمكن أن نفصل بين مقالات صحيفة الوطن وتلك التهديدات؟ وهل يمكن أن نتصور لحظة واحدة أن تلك المقالات التي تنشرها صحيفة الوطن لكتاب سعوديين وهي مليئة باتهام السعوديين بالتطرف وتغذية العنف حول العالم، هل يمكن أن نتصور لحظة واحدة أن تلك المقالات لا تجد طريقها إلى المتطرفين من صناع القرارات السياسية والعسكرية والاستراتيجية في العالم الغربي المليء حقدا على هذه البلاد، والذين يتلقفون هذه المقالات بكل الحب والرضا لأنها تعزز عداءهم ضد هذه البلاد، ويقولون لشعوبهم: انظروا هذه صحيفة سعودية وهؤلاء كتاب سعوديون يدمغون بلادهم بالتطرف و يشهدون على وطنهم وبني وطنهم بنشر العنف حول العالم فهل نحن مخطئون إن نحن هددنا بضرب مكة والمدنية بالقنبلة النووية لنحميكم منهم؟ *وهذا الشعب السعودي باعتراف مثقفيه وصحيفة من أبرز صحفه هو الذي يغذي العنف ضدكم والكراهية ضد الغرب كله وحضارته وديموقراطيته؟.
إن صحيفة الوطن بصنيعها هذا وبمقالاتها تلك تعرض بلادنا وأمنها للخطر، وتغذي السياسات العنصرية المتطرفة في الغرب ضد هذه البلاد؟ فهل هذه هي الوطنية المنتظرة من صحيفة الوطن بالدرجة الأولى، وهل هذا هو الدور المنتظر من هذه الصحيفة التي كشفت كل أوراقها حقدا على هذه البلاد وتهييجا وتحريضا ضدها وضد سلامتها وسلامة شعبها واستقراره وهي تعطي الغرب والأمريكان الحجة تلو الحجة على أن هذه البلاد منطلق الشر حول العالم كما يزعم الغرب ويشهد على ذلك شهود من داخل السعودية وصحيفة من أبرز صحفه؟.
إن صحيفة بتلك المقالات تضع الوطن السعودي موضع المدان وفي موقع راعي الشر أمام المعتدلين ومحبي السلام وأمام الشعوب وليس أمام القادة المتطرفين الذين لا يحتاجون إلى أسباب جديدة للحقد على هذه البلاد. إن صحيفة الوطن تنقل المعتدلين ومحبي السلام من سياسي تلك الشعوب ومن القطاعات العريضة من تلك الشعوب من ساحة الاعتدال والعدل إلى ساحة التطرف والحقد على هذه البلاد، لأن أولئك المعتدلين يستطيعون أن يردوا على اتهامات المتطرفين من القادة والسياسيين والكتاب المتطرفين الحاقدين في الغرب بنقض حججهم الواهية، ولكن حين يأتي الاتهام من قبل قطاع لايستهان به من الكتاب السعوديين ومن صحيفة تحمل اسم الوطن فلا يمكن أن يردوا هذا، بل إن مسؤوليتهم تفرض عليهم التسليم بأقوال وسياسات المتطرفين هناك، فهل نعلم مدى خسارة البلاد و ثكلها بسبب من ينتمي إليها وهو يحرض عليها ويستعدي عليها؟.
وعليه فهل يمكن أن نتصور مآلات الأمور إذا استمر هذا النهج، خاصة على ضوء ما حل ببلدان مجاورة من قبل سياسات الغرب المتطرفة التي تستفيد ممن يفرق الصفوف ويمزق اللحمة ويسعى إلى التنازع والشقاق التي تسهل للقادة السياسيين والعسكريين المتطرفين في الغرب سياساتهم وتصرفاتهم ضد البلدان المستهدفة؟؟.
*
علي التمني
*
أبها / االجمعة 4/ 8/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 12:40]ـ
يرفع
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 01:37]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي التمني]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:06]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي معتدل
6/ 3/1429
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 06:54]ـ
هذه الصهيونيه العالميه اصبحنا طرف منها ضد ديننا كل حسب مكانه وسلوكياته والدفاع عن الدين وخاصة هنا في المملكه محدود وغير منتشر مثل الاعلام الصهيوني المدجج بالامكانيات وكافة لوازم الدعم
الله يصبحكم بالخير
ـ[ولد برق]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيك(/)
قصَّاص العصر: (مراتبهم - وظيفتهم - حاجة الناس إليهم - الإنكار على بعضهم).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 01:49]ـ
/// الحمدلله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه ... أما بعد
• فقد استفاض تحذير السلف رضي الله تعالى عنهم عن جنسٍ من القُصَّاص برزوا في زمانهم (وأي شيءٍ كان زمانهم!) اشتغلوا بوعظ عامة الناس وتتوِيْبِهم، فنفع الله بهم نفعاً عظيماً في أماثل وطوائف من دهماء الناس والنساء والفسقة وأصحاب الجاه والمال وغيرهم.
• نعم .. لكن ذلك لم يمنع السلف من التحذير من أخطائهم وزجرهم، ثم التنفير عنهم.
/// ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله (ص)، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.
• وقد كان لهذه الشهوة العارمة (شهوة الظهور) توابع خطيرة أفسدت فضيلة القاصَّ وأثره، من تجرُّؤٍ على الفُتْيَا فيما لا يحسن، بل الخوض في كلِّ ما لا يحسنه أمثاله ممَّن هم عامَّةٌ عند أهل التَّحقيق والمعرفة بالعلم الصَّحيح، والتَّهوين من أمر العِلْم وأهله، والعقيدة، والفقه والحديث ... إلى غير ذلك من توابع فاسدة.
/// لكن ... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
ومع هذا كلِّه ... فلم يحسن السكوت عن بعض هؤلاء الذين يتعدُّون ما يحسنون إلى مالا يحسنون.
• ابتداءاً .. فالقصُّ والوعظ والدَّعوة أسماء ووظائف قد جاءت به الشَّريعة، وطريقة الوعظ بالقصص والتخويف من النار، والترهيب من المعاصي ووعيدها =ليست خارجة عن هدي السلف؛ بل ليست خارجة عن منهج الأصلين، الكتاب والسنة؛ إذ كتاب الله وسنة النبي (ص) مليئان بالتربية، والوعظ، والدعوة بالقصص، والنُّصح، والتخويف، والترغيب، ونحو ذلك.
/// ولم يذمَّ القُصَّاص السلفُ ((بإطلاقٍ))؛ فلم يذمُّونهم والقصص والوعظ والدعوة والنصح (ممن بضاعته في العلم قليلة) =ليس منهياً عنها لذاتها، بل كان ذمُّهم لهم لما قد يحصل بسببه من محاذير تقدَّم الكلام عليها.
/// وإنما كان تحذيرهم والتحذير منهم على أخطاء وقعوا فيها، وهي التي وقع في مثلها أو اختها قُصَّاص العصر.
/// والسَّلف رحمهم الله لم يكونوا يمنعون من القصص مطلقاً (وهي الوعظ أوالدَّعوة إلى الله أو المحاضرة في مصطلحنا المعاصر)، ولا كانوا يحذِّرون من القُصاَّص لذات القصِّ، والمنقول عنهم في هذا كثيرٌ سيأتي نقله عنهم إن شاء الله في مشاركةٍ تاليةٍ بحوله وقوَّته.
• وثانيًا .. ينبغي تنزيل النَّاس منازلهم، وأن لا يُعطوا من الدرجات ما لا يستحقُّونها، ولا يجوز شرعاً تنصيبهم عليها، بلْه ارتقائهم هم فوقها، جهلًا بأقدار أنفسهم.
/// وقد كان النَّاس يسمُّونه قديمًا بـ (القاصِّ)، أو (المذكِّر)، ثمَّ حديثًا بـ ((الواعِظ)) أو ((الدَّاعيَّة إلى الله)).
• وثالثًا .. فإنَّ النَّاس المشتغلون بهذا الباب في ذا العصرأحد ثلاثةٍ؛ جاهلٍ، أوطالب علمٍ لم يبلغ المنزلة، أوعالمٍ.
/// فقاصٌّ له من العلم نسَب، ومنه سبب، ودفعه رِقَّة قلبه وحسن تربيته لنفسه على الاشتغال بهذا الأمر العظيم، وصانه علمه من الوقوع في الخلط.
/// وقاصٌّ طالب علمٍ، أوباحثٍ عنه، أومحبٍّ له، وسائلٍ لأهله، هو في الحال قريبٌ من الأوَّل.
/// وثالثٌ عامِّيٌّ في علم الشَّرع، ثمُّ هو على مراتب.
/// فشخصٌ جاهِلٌ، جهولٌ، جهَّالةٌ، جهِلٌ، قرأ بعد سنين من حياته أحاديث في الصُّحف والتقميشات وآتاه الله حسن البيان فصار يعظ النَّاس ونبغ وصار فلتةً على غفلةٍ من النَّاس، ولكن .. بما عنده من التَّقميش والقيل والقال، من غير نظر ولا تحقُّقٍ من صحيحه أوسقيمه، وأنَّى له ذلك، وفاقد الشَّيء لا يعطيه!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وشخصٌ (مثقَّف)؛ أوتي من أنواع الفنون والعلوم بطرفٍ، من غيرتأصيل صحيحٍ في علم الشَّرع، وله من البلاغة والبيان سهم، لكنَّه كالأوَّل لا يحقِّق ولا عنده الأهليَّة لذاك، فيخبط خبط عشواء، فيصيب مرَّة ويخطيء أخرى.
/// والمشاهد في أحوال هؤلاء في هذا العصْر أنَّ كثيرًا منهم قد اشتغل بوعظه ولمَّا يتأهَّل للعلم الشَّرعيِّ، فلمَّا ذاع صيتهم، وراجت بين الدَّهماء بضاعتهم =ظنَّ أنَّ كلَّ من أجاد الكلام والخطب وحسن البيان صار إمامًا للفتوى وحلِّ النِّزاع والخلاف في المعضلات، فتعدَّى ذلك منه إلى الخوض في كلِّ شيءٍ، وزان في نظره الخوض فيما له بريقٌ ورونقٌ عند النَّاس، مع غفلة عن المزالق التي تعترضه لقلِّة بضاعته وضعف نظره.
تصدَّر للتَّدريس كلُّ مهوِّس /// /// /// بليدٍ تسمَّى بالفقيه المدرِّسِ
فحُقَّ لأهل العِلم أن يتمثَّلُوا /// /// /// ببيتٍ قديمٍ شاع في كلِّ مجلسِ:
لقد هزلت -حتَّى بدا من هزالها- /// /// /// كلاها وحتَّى سامها (كلُّ مفلسِ)!
/// وهذه الفتنة (فتنة جهَّال القصَّاص المفتين) ظهرت جليَّة في هذا العصر في فئامٍ من قُصَّاص الأشرطة المسموعة المرئية والمحاظرات والفضائيَّات.
/// ولا شكَّ ولا ريب ولا مرية أنَّه قد ينفع الله بهؤلاء كثيرًا في وعظهم وقصِّهم، فيتوب على أيديهم جماعة، ويستقيم فئات لا يوصل إليهم وإلى آذانهم إلاَّ من طريقهم (كالممثِّلات والرَّاقصات! والدَّهماء في الشَّارع) =كلُّ ذلك صحيحٌ موافقٌ للإنصاف.
/// وأيضًا .. قد نحسب –ولا نزكِّي على الله أحدًا- أنَّ كثيرًا من هؤلاء القصَّاص على خيرٍ وصِدْقٍ فيما هم مقبلون فيه.
• لكن .. الإشكال والمعْضلة والبلوى حين يُسأل أمثال هؤلاء عن فتوىً لا يحسن جوابها فيفتي، أو يدخل في ضائقةٍ لا يتَّسع لها علمه القليل -إن كان له علمٌ شرعيٌّ مؤصَّلٌ أصلًا-، أويُشغل الناس عن باطلٍ بباطل مثله.
/// وممَّا سمعته من أحوال بعض هؤلاء من العجب، وما أكثر أعاجيب هذا الزمان؛ أنَّه جُمِعت له الجموع تحت خيمة فملأ (محاضرته) كلها بضحكٍ ومزحٍ وفكاهة وتهريج، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد!
ولم يعرِّج على ذكر آيةٍ من كتاب الله أو حديثٍ عن رسول الله أو كلامٍ لأحدٍ من أهل العلم؛ إلَّا شيئًا لا يكاد يُذكر في ذاك الخضم.
/// فأيُّ شيءٍ هذا من القصِّ الذي كان في زمن السَّلف؟!
/// لقد كان قصَّاص السلف يُبكون ويتوِّبون ويدعون إلى الله بذلك، فصرنا إلى زمنٍ نُضحِكُ ونهرِّج، ونتوِّب الناس بذلك!
• نعم .. لا بأس بتقريب الحق لهم بشيءٍ من الطرفة والفكاهة وإلانة الحديث وتبسيطه، أما أنْ تغدو (الدعوة إلى الله) فكاهة وضحكاً وسخرية وتهريجًا فهنا النكرة.
/// إذن .. لقد كان حقًّا على القاصِّ إذْ منَّ الله عليه ببسط آذان الناس له ورمي أبصارهم إليه =أن يطوِّر من قدراته، ويرفع من كفاءته بالطَّريقة الشَّرعية التي من سلكها فقد نجا وسُدِّد وأصاب.
ألا وهي تعلُّم العلم الشَّرعي الصَّحيح على أربابه، ولو كان ذلك الآن!
/// وإنِّي لأعلمُ أنَّ هذه طريقة مقلوبة في صعود (سُلَّمِ الأضواء)!؛ لكنَّها ضروريَّةٌ، إذ ما حيلة المضطرِّ إلاَّ ركوبها؛ إذْ كان الأجدر والأصل للقاصِّ قبل أن يتصدَّر ويشتهر أنْ ينهل من العلم ما يسدُّ به جوعة الناس وسؤالاتهم.
وكان الأولى بالقاصِّ أنْ يُصلِح من سلوكه إن كان فيه ما يشين (كحلق لحية وسماع غناءٍ ونحوهما)) .. بدل تسويغ ذلك باسم الدَّعوة أوتبريره باسم الخلاف!
يا أيُها الرَّجلُ المعلِّم غيرَه /// /// /// هلَّا لنفسك كان ذا التَّعليم!
/// نعم .. لا شكَّ أنَّ الوعظ ليس خاصًّا بالمعصومين من الخطايا.
فمن ذا الذي ما ساء قطُّ /// /// /// ومن له الحسنى فقط؟!
/// وأيضًا:
ولو لم يعظ في النَّاس من هو مذنب /// /// /// فمن يعظ النَّاس بعد محمَّد؟!
ولكن ... دليل الفعل أوعظ في النُّفوس من القول.
/// ثمَّ .. إلى متى وأنت تتباكى وتبكي، وتعظ، وتقصُّ، وترغِّب وترهِّب، وتمرُّ عليك السُنون، وذيع صيتك في العالمين، ثمَّ .. أنت على المعاصي الظَّاهرة ما زلتَ مقيم؟!
/// أَمَا وقد تصدَّر عن جهلٍ أو قلِّة علمٍ أو تقصيرٍ في جوانب من السُّلُوك والهدي =فقد قامت عليه الحجَّة، وآن وقت الإصلاح للنَّفس قبل الغير!
(يُتْبَعُ)
(/)
• ومن أعجب العجب أنَّك تجد من بعض هؤلاء (جهلة القصَّاص المفتين) من يرمي المنْكِر عليهم تلك الأخطاء بالحسَد، أويطعن عليهم بالغيرة؟!
/// فهَبْ أنَّهم حَسَدَةٌ .. فعلى أيِّ شيءٍ حسدوه؟ آلأضواء الوهَّاجة؟! وغيورون على أيِّ شيءٍ؟! أعلى الشُّهرة والصِّيت السَّيءِ عند المحقِّقين المتبصِّرين!
ثمَّ .. بعد كلِّ هذا فهل ما أنكروه عليهم صحيحٌ أو لا؟!
• وأخيرًا ... واجبٌ الإنكار على هؤلاء ونصحهم بالطُّرق الشَّرعيَّة، أو الأخذ بيدهم لمن بيده سلطانٌ عليهم، أو له إشرافٌ أومعرفةٌ لمن له إشرافٌ على موقعٍ أو ((قناة فضائيَّة)).
/// وكثيرٌ من العامَّة في علم شرع الله المتخصصون في غيره، كالطِّبِّ والهندسة والاقتصاد وغيرها من علوم الحياة =لو تكلَّم في علمهم من ليس بأهلٍ فخبط كخبطهم في علم الشَّرع لأنكروا عليه وسفَّهوه، وأخذوا على يده وحذَّروا منه ومن تخليطاته، والمخلِّط في دين الله وشرعه أولى بالتَّسفيه فيه والإنكار والأخذ على يده من غيره.
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله: "من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثمٌ عاصٍ، ومن أقرَّه من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضًا، قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الامر منعهم كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدلُّ الركب وليس له علمٌ بالطَّريق، وبمنزلة الأعمى الذي يرشد النَّاس إلى القبلة، وبمنزلة من لا معرفة له بالطِّبِّ وهو يطبُّ الناس.
بل هو أسوأ حالًا من هؤلاء كلِّهم.
وإذا تعيَّن على وليِّ الأمر منْع من لم يحسن التَّطبُّب من مداواة المَرْضى فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقَّه في الدِّين؟!
وكان شيخنا [يعني ابن تيميَّة] رضى الله عنه شديد الإنكار على هؤلاء؛ فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أَجُعِلْتَ محتسبًا على الفتوى؟!
فقلتُ له: يكون على الخَبَّازين والطَّبَّاخين محتسبٌ، ولا يكون على الفتوى محتسبٌ؟!! ". انتهى كلامه رحمه الله.
• فيا أيُّها (القاصُّ أوالداعية أو المحاضر أوالواعظ) بجهلٍ وتخليطٍ: مسؤوليَّتك كبيرةٌ؛ فإمَّا اعتدلت وإلَّا اعتزلت.
/// أقف عند هذا مصلِّيًا ومسلِّما على النَّبيِّ الأمِّيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه وتابعهم أجمعين إلى يوم الدِّين.
______________________________ __________________
/// تنبيه: آثرت تعميم الخطاب دون ذكر الأشخاص خذرًا من الوقوع والانجرار فيما لا تحمد عقباه، فأرجو من الإخوة موافقتي على ذلك، وعدم سياق الحديث إلى بينيَّات الطَّريق.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 02:33]ـ
جزاكم الله خيراً
في حين نشكر لهؤلاء غيرتهم واندفاعهم في نصرة الدين، نرجو أن يتمثلوا مثل هذه النصائح ....
الوعاظ لهم حكايات طريفة، وكان بعض العلماء يشير إليها ليرتدعوا هم، أو من أراد سلوك سبيلهم ...
ـ حدثني أحد الشباب قال: ركبنا حافلة متجهة إلى مكة لأداء العمرة في رمضان.
فقام أحد هؤلاء يشرح للركاب أحكام العمرة.
فكان مما قاله: إذا انتهى المعتمر من الطواف يجب عليه أن يشرب من ماء زمزم!
فاعترض عليه أحد الركاب قائلاً: يا شيخ سوف ندخل المسجد الحرام صائمين!
قال ففكر قليلاً ثم قال: ولو أن تمسَّه بيدك!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 04:26]ـ
بارك الله فيكم ياابا عمر السمرقندي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 06:36]ـ
الأخ ابن رجب ... وفقه الله
هذا الاسم قديم ..
للرفع ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 06:38]ـ
...
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 06:49]ـ
بارك الله فيك شيحنا عدنان ..
أحسنت أيما إحسان ..
رزقك الله الجنان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 07:30]ـ
آمين ... وبارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 01:23]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فقد استفاض تحذير السلف رضي الله تعالى عنهم عن جنسٍ من القُصَّاص برزوا في زمانهم (وأي شيءٍ كان زمانهم!) اشتغلوا بوعظ عامة الناس وتتوِيْبِهم، فنفع الله بهم نفعاً عظيماً في أماثل وطوائف من دهماء الناس والنساء والفسقة وأصحاب الجاه والمال وغيرهم ......... لكن ... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
.
قلت في نفسي لعلي انتظر المشاركة القادمة التي وعد بها كاتب المقال .. لكن حيث لم تأت بما وعدت ولم أجد أحدا علق على كلامك وقد يكون عذر بعضهم أنه لم يقرأ الموضوع كاملا ... وهم معذورون في ذلك .. فقد وجب البيان.
القصّاص - بارك الله فيك ياشيخ - الذين حذر منهم السلف وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم!.
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
"والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال: (نحن نقص عليك أحسن القصص) وقال: (فاقصص القصص).
وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال."
فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر.
فهاهم أهل الحديث يقولون أحاديث فلان تشبه أحاديث القصاص وليس لها أصل و فلان اشتغل بترهات القصاص.وفلان كان ضعيفا يشبه القصاص , ولا تجالسوا القصاص وكان الأمراء يمنعون القصاص.
وكان أهل الحديث أيضا يقولون في بعض المرويات هذا من وضع القصاص والله المستعان.
وفي كتاب المجروحين النوع العشرون: قال أبو حاتم " ومنهم القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم ويروونها عن الثقات، فكان يحمل المستمع منهم الشئ بعد الشئ على حسب التعجب "
قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة.
قال: فسكتوا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه، ثم قعد ينظر بقيتها، فقال له يحيى ابن معين بيده: أن تعال، فجاء متوهما لنوال غيره فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل. ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا، فقال له أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة. فقال له يحيى: وكيف علمت أنى أحمق؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى وأحمد غيركما. كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا.
قال: فوضع أحمد بن حنبل كمه على وجهه وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بها.
وكان حماد بن سلمة يقول: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الاحاديث على ثابت أجعل أنسا لابن أبي ليلى وبالعكس، أشوشها عليه، فيجئ بها على الاستواء.
فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 01:37]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عدنان، فقد أجدت وأفدت
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 01:47]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت في نفسي لعلي انتظر المشاركة القادمة التي وعد بها كاتب المقال .. لكن حيث لم تأت بما وعدت ولم أجد أحدا علق على كلامك وقد يكون عذر بعضهم أنه لم يقرأ الموضوع كاملا ... وهم معذورون في ذلك .. فقد وجب البيان.
القصّاص - بارك الله فيك ياشيخ - الذين حذر منهم السلف وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم!.
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
"والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال: (نحن نقص عليك أحسن القصص) وقال: (فاقصص القصص).
وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال."
فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر.
فهاهم أهل الحديث يقولون أحاديث فلان تشبه أحاديث القصاص وليس لها أصل و فلان اشتغل بترهات القصاص.وفلان كان ضعيفا يشبه القصاص , ولا تجالسوا القصاص وكان الأمراء يمنعون القصاص.
وكان أهل الحديث أيضا يقولون في بعض المرويات هذا من وضع القصاص والله المستعان.
وفي كتاب المجروحين النوع العشرون: قال أبو حاتم " ومنهم القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم ويروونها عن الثقات، فكان يحمل المستمع منهم الشئ بعد الشئ على حسب التعجب "
قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة.
قال: فسكتوا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه، ثم قعد ينظر بقيتها، فقال له يحيى ابن معين بيده: أن تعال، فجاء متوهما لنوال غيره فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل. ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا، فقال له أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة. فقال له يحيى: وكيف علمت أنى أحمق؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى وأحمد غيركما. كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا.
قال: فوضع أحمد بن حنبل كمه على وجهه وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بها.
وكان حماد بن سلمة يقول: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الاحاديث على ثابت أجعل أنسا لابن أبي ليلى وبالعكس، أشوشها عليه، فيجئ بها على الاستواء.
فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
لا أدري علي أيِّ شيء تعلِّق!
يبدو أنك أنتَ الذي لم تقرأ، أو أنك قرأتَ كلامَ الشيخ عدنان بخلفيَّة معيَّنة
راجع المقال، وأفدني وفقك الله بالفرق بين تقريرك وما نقلتَه عن ابن الجوزي؛ وتقرير الشيخ الفاضل عدنان
ثم أفدني أين ذكر الشيخ عدنان أنه سيكمل البحثَ في مشاركة لاحقة؟
ألم يختم مقالَه بالصلاة والتسليم على نبيِّنا عليه أفضل الصلاة والسلام!
لا تعقِّب لأجل التعقيب، ولكن تأمل وأحسن النية وفقك الله لمرضاته، فغالب طلاب العلم يتابعون
ويميزون الغثَّ من السمين.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:29]ـ
أظنُّ أن من الأمور التي ساعدت ظهور القُصَّاصِ أشياءَ:
1) الخوض فيما يريدُه العامةُ، كالحديثِ في الأمور الملفتةِ لانتباه عامةِ الناسِ.
يُنتجُ:
2) تزكية الأشياخِ لإنتاجِ القُصاصِ، و ليسَ تزكيةَ القصاصِ أنفسهم، فلا يدرك العامةُ الفرقَ، و قد يكونُ الأشياخ في غَيبةٍ عن الفرقِ.
3) ميلُ بعض المعروفين بالعلم إلى الطرْحِ القصصي، و هنا تنقلبُ الموازين.
و أغلبُ الأطروحات قصصية، لا تنتهضُ بفكرٍ، و لا ترتقي لبناءٍ، و إنما استجلابُ عاطفةٍ، و استدعاء عاصفة.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:31]ـ
والمنقول عنهم في هذا كثيرٌ سيأتي نقله عنهم إن شاء الله في مشاركةٍ تاليةٍ بحوله وقوَّته.
بالفعل يظهر أن أحدنا لم يقرأ .......
لكن ... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ببعض هؤلاء في قصصهم ووعظم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
أنا لا أقول بهذا فاختلف التقريران ... فأقول بقولك أرجو أن تقرأ أولا ولا تعلق لمجرد التعليق وأحسن النية وفقك الله لمرضاته، فغالب طلاب العلم يتابعون! كما أنه يتوقع من المشرفين ما لا يتوقع من الآخرين ولو أنك تركت المجال للشخص المعني بكلامي لكان أنفع لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
"والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال: (نحن نقص عليك أحسن القصص) وقال: (فاقصص القصص).
وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال."
فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر.
عذراً، لم أتنبه لما وعد به الشيخ
والأمر يسير في التقرير الذي رأيتَه، لكن هل لك أن تفيدني بالفرق بين كلام الشيخ عدنان وكلام ابن الجوزي وما تبعه من تعقيب لك في الاقتباس السابق؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:53]ـ
الشيخ الفاضل عبدالله الحمادي .. بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا
وللمشغِّب: عذري أنَّه ما سنح لي وقت للكتابة، وبس، والعجلة من الشَّيطان، ولستَ من تحدِّد وقت المشاركة التالية، ولم يمنعك أحد من بيان ما لديك ممَّا تسمِّيه بيانًا وتحريرًا ...
هل شفى الله غليلك؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 04:51]ـ
الأخ الفاضل .. ذو المعالي .. وفقه الله
جزيت خيرًا
وما ذكرته من سبب كثرتهم صحيحٌ ولعلِّي أزيدك من كلام ابن الجوزي ما يؤكِّده
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 05:19]ـ
/// مع وضوح مقالي وبيانه لكن فهم بعض الناس خطأً -وهذه سُنَّةٌ قديمةٌ- أنِّي نقلتُ عن السَّلف تحذيرهم من القُصَّاص لأجل أنَّهم يعظون ويذكِّرون و ... الخ، ولا أدري من أين له ذلك؟!
/// ثم جعل يبيِّن أنَّ تحذير السَّلف لم يقع على هؤلاء إلَّا لأجل ذكر ترَّهات القصص والأحاديث الموضوعة و ... الخ.
من الكلام المكرور الذي قلتُه قبله بأسلوب آخر، فكان كما قيل لرجل: موسى الحاج، فقال: كلا .. بل الحاج موسى!
/// ولو تأنَّى -هذا المتتبِّع بلا جدوى- وتمهَّل وحاول أن يفهم كلامي واجتهد في إعمال ذهنه في ذلك لرأى أنِّي قد قلتُ في ثالث سطر من مقالتي:
"نعم .. لكن ذلك لم يمنع السلف من التحذير من أخطائهم وزجرهم، ثم التنفير عنهم.
/// ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
/// ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.
• وقد كان لهذه الشهوة العارمة (شهوة الظهور) توابع خطيرة أفسدت فضيلة القاصَّ وأثره، من تجرُّؤٍ على الفُتْيَا فيما لا يحسن، بل الخوض في كلِّ ما لا يحسنه أمثاله ممَّن هم عامَّةٌ عند أهل التَّحقيق والمعرفة بالعلم الصَّحيح، والتَّهوين من أمر العِلْم وأهله، والعقيدة، والفقه والحديث ... إلى غير ذلك من توابع فاسدة.
لكن ... في مقابل ذلك كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون ((ببعض هؤلاء)) في قصصهم ووعظهم؛ من جهة شدَّة أثرهم على النَّاس، وتذكيرهم إيَّاهم بالآخرة والصِّراط والحشْر، وحاجة النَّاس لمثل هذا، ممَّا لا ينكره منصفٌ.
ومع هذا كلِّه ... فلم يحسن السكوت عن بعض هؤلاء الذين يتعدُّون ما يحسنون إلى مالا يحسنون" انتهى بياني السَّابق غفر الله لي ورحمني وكف عن أذى من لا يفهم!
/// فماذا صنَع هذا المتتبِّع -صرفه الله إلى ما فيه صلاح أمره- بعد كل هذا البيان الذي ذكرته =لا شيء! إلَّا كما قال الأول:
أقام يُجهِدُ أياماً قريحَتَهُ /// /// /// وفسَّر الماءَ بعد الجَهْدِ بالماءِ
/// وأنا عند وعدي بنقل النُّقول في التَّحذير من هؤلاء القُصَّاص، لكن عسى فرجٌ من الله يأتي بفسح الوقت.
/// وكن انظروا إلى هذا التَّخليط عند من لا يتأنَّى:
وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال."
فالقصاص الذين حذر منهم السلف لم يسموا قصاصا لأنهم يعظون ولا لأنهم يذكرون ما جاء في الكتاب أو السنة من القَصص الصحيح .. وإنما لأمر آخر ....
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم؛ بسبب أثر وعظهم على النَّاس، وتذكيرهم بالآخرة والصِّراط والحشْر ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
/// ولو عجَّلتُ بشيءٍ منه الآن، فإليكم كلام ابن الجوزي الذي نقل شيئًا منه ذاك الرجل وبتر منه ما يريد على حسب فهمه وهواه الذي حذَّر منه =حتَّى تقارنوا بين ما حرَّرته وبين ما خلط فيه هذا المشغِّب.
/// يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس في نفس الموضع (150) عن تلبيس الشَّيطان على بعض من يزهِّدون في الحضور عند القُصَّاص والمذِّكرين، وما أشبه اللَّيلة بالبارحة: "ومن تلبيسه عليهم أنْ يحسن لهم ازدراء الوعَّاظ، ويمنعهم من الحضور عندهم، فيقولون: من هؤلاء؟! قصاص؟! ومراد الشَّيطان أنْ لا يحضروا في موضع يلينُ فيه القلب، ويخشع.
والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم؛ لأن الله عزَّ وجل قال: (نحن نقص عليك أحسن القصص) وقال: (فاقصص القصص).
وإنما ذُمَّ القُصَّاص لأنَّ الغالب منهم الاتساع بذكر القصص، دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبهم يخلط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال، فأمَّا إذا كان القصص صِدْقا ويوجب وعظا فهو ممدوحٌ.
وقد كان أحمد بن حنبل يقول: ما أحوج النَّاس إلى قاص صدوق ... ". انتهى المقصود منه.
/// وسأكتفي بهذا الآن عسى الله أن يكون في الوقت فسحة لنقل المزيد المفيد فيه.
قلت ومن ذلك ماوقع للإمام أحمد وصاحبه ابن معين فقد صليا في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قائم فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان * وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى إلى أحمد، فقال: أنت حدثت بهذا؟ فقال: والله ما سمعت به قط إلا الساعة ... الخ
/// عجبًا! هذه القِصَّة نفسها مكذوبةٌ!! فليحرِّر -المتتبِّع المشغِّب- الزَّاعم للتَّحرير قبل الاستدلال بالقصص المكذوبة حتَّى لا يكون كالقُصَّاص الذين لا يتوقَّون صحيح القصص من مكذوبها وغلطها، فيقع فيما يحذِّر النَّاس منه، وكما قال أحمد: ما أحوجنا إلى قاصٍّ صدوق! ومن نقل الكذب دون تحرٍّ فله منه نصيب.
ولعلِّي أبيِّن كذبها في تعقيبٍ تالٍ إن شاء الله.
/// الأخ المبارك ... أسامة بن الزَّهراء ... وفقه الله
جزاك الله خيرًا وبارك فيك ولم أرَ تعقيبك فاعذرني
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 06:02]ـ
هذه القِصَّة نفسها مكذوبةٌ!! بارك الله فيك، وهذه فائدة استفدتها الآن
وننتظر المزيد
محبك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 06:35]ـ
جزاك الله خيرا
قال حماد بن زيد سمعت أيوب: يقول ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص برهة من دهره فلا يتعلق منه بشيء وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئا.
وقال شعبة: إنا لا نحدث القصاص قيل له لم يا أبا بسطام قال: يأخذون الحديث منا شبرا فيجعلونه ذراعا.
الجامع لأخلاق الراوي (2|165)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 08:46]ـ
أولا: أرجو أن تترفع ياشيخ عدنان عن الألفاظ التي لا تليق بطالب علم فضلا عن الشيخ ..
ثانيا: لماذا لا تقر بالخطأ وتتركك وغيرك من اتهام النيات ...
ثالثا: أنت تحاول أن تبين أن قولي في المسألة هو قولك وأنّا لك ذلك وأنت تقول في دفاعك عن عمرو خالد هنا: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6374
ويُنظر في هذا الموضوع لإنصاف هؤلاء:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6229
فتحيل القراء على مقالك هذا ..
رابعا وأخيرا: أرجو أن تختصر في نقاشك وتدع المطولات فالحق أبلج والباطل لجلج!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 09:16]ـ
/// هوَّن عليك يا أخي وبرِّد على قلبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت تشغِّب عليَّ وعلى غيري -في غير موضوعٍ- بما ذكرتُ مثله أوأحسن من البيان، وتحمِّل كلامي ما لا يحتمل، ووصفتك بهذا، وهذا بيِّن من كلامي وكلامك، والإخوة يعقلون موارد الكلام والحمدلله، فاستغث بالله إن رأيت الباطل قد انتشر على الإخوة كلِّهم، والحق قد انحصر في كلامك، ثمَّ إنِّي ما قلتُ شيئًا يجب على طالب العلم -فضلاً عن الشَّيخ- أن يترفَّع عنه، إلَّا أن يكون من هذا الضَّرب من التُّهم التي ابتلي بها مثلك: وليس لنا أن نخالف طريقة السلف لجهل أو هوى في نفوسنا فنلتمس العذر لهم ونسلِّك طريقتهم أو نقبل حسناتهم ونتجاوز عن أخطائهم كما يقول بعضهم ليسوا هؤلاء الذين أشاد بهم السلف كما تزعم!
فأرجو أن تحرر المعنى - وإن كنت لم تحرر من قبل ما هو أعظم من هذا - قبل أن تحمل كلام السلف على غير محمله
وحتى لا يأتي جاهل ويقول السلف لهم مسلك خاص مع القصاص يخالف ما يدعيه بعض أهل العصر فقد كان بعض أئمة السَّلَف يشيدون بهم في قصصهم ووعظم
وأمَّا ما زعمتَه من وجوب تراجعي عن الباطل والرجوع إلى الحق، فلا أعلمُ إلَّا أنَّ الحقَّ الذي ذكرتُه هو الأبلج والباطل الذي خلطتَّه أنت هو اللَّجلج.
ولستُ -كما تقول- أحاول أن أبيِّن أنَّ الحقَّ الذي ذكرتَه أنتَ هو ما أريدُه؟! بل العكس، فالذي سبقتك به في هذا الموضوع وغيره هو الحقُّ، والذي فهمتُه على مسلك السَّلف ونقولهم التالية إن شاء الله، لا على الدعوى الباطلة والتطرُّف الذي فهمتَه أنت وظننت أنِّي أوافقك عليه!
/// وأمَّا عمرو خالد فلا أدري لم حشرته ههنا وأنا قد ذكرتُ أنِّي لا أسمِّي أحدًا ولا أحبُّ ذلك.
/// وأمَّا في ذاك الموضوع فأنا أرى -كما قلتُ ههنا- أنَّ القاصَّ لا يجب حين يقصُّ على النَّاس أن يكون عالمًا، بل يتكلَّم بما يحسن فقط، ويجب أن يؤخذ على يده إذا تجاوز ما لا ينبغي له تجاوزه، وأن يرجع لأهل العلم، وأن يكمم فاه بما لا يحسن، وأن يبيِّن تراجعه عن خطئه وتخليطه، وينبغي إن أبى أن يحذَّر منه، عمرو خالد أوغيره، وإن كنتُ أرى أنَّ سلوك طريق الكلمة الطَّيبة والنَّصيحة اللِّيِّنة مع هؤلاء أجدى وأنفع وأسبق من الفضيحة والحجر عليه.
فماذا تريد منِّي يا أخي بعد كلِّ هذا؟
/// ووالله لو أعلم فيما ذكرته من التَّخليط حقًّا لرجعتُ إليه، عجبًا لك!
/// حمَّلت كلام السَّلف على مرادك المتطرِّف في التَّعامل مع النَّاس، وبترت كلام ابن الجوزي وأخذت منه ما تهوى، وذكرت خبرًا موضوعًا، واتَّهمتني بتهمٍ باطلةٍ، ولجلجت بكلامٍ طويل =فلمَّا رددت عليك بفوائد عتبتَ عليَّ التَّطويل، ما أبعدك والله عن الإنصاف والعدل، وكلَّما تكلَّم أحدنا عن منهج السَّلف في كذا أخذتك الحميَّة جهلاً ورددتم بأنَّ هذا مخالفٌ لمنهجهم.
/// وأخيرًا .. لستُ موافقًا على نقاش مثلك ما دمت تعقِّب بهذه الطَّريقة وبهذه الألفاظ، فلك أن تخرج عن موضوعي -رجاءً- وتترك التَّشغيب؛ حتى أكمل فوائده ولا أتحمَّل تبعة إغلاقه بالانشغال بأمثالك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 10:56]ـ
/// وسأكتفي بهذا الآن عسى الله أن يكون في الوقت فسحة لنقل المزيد المفيد فيه.
/// عجبًا! هذه القِصَّة نفسها مكذوبةٌ!! ...
/// مدار القِصَّة على إبراهيم بن عبدالواحد البلدي البكري، المعروف بـ (المعصوب)!
/// قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 86): "هذه حكاية عجيبة، وراويها البكري لا أعرفه، فأخاف أنْ يكون وضعها".
/// وقال فيه أيضًا (11/ 301): "هذه الحكاية اشتهرت على ألسنة الجماعة، وهي باطلةٌ؛ أظنُّ البلدي وضعها، ويعرف بالمعصوب، رواها عنه ايضا أبو حاتم ابن حبان، فارتفعت عنه الجهالة".
/// وقال في الميزان (1/ 169): "إبراهيم بن عبد الواحد البكري، لا أدري من هو ذا؟ أتَى بحكاية منكرة! أخاف الا تكون من وضعه". [/ COLOR][/SIZE]
/// وهذا إنجازٌ لبعض الوعد:
/// أخرج ابن الجوزي رحمه الله في القُصَّاص والمذكِّرين (ص/173) عن حنبل بن إسحاق قال: قلتُ لعمِّي [يعني أحمد بن حنبل] في القُصَّاص؟ فقال: "القصاص الذين يذكرون الجنَّة والنَّار، والتَّخويف، ولهم نِيَّةٌ وصِدْق الحديث، فأمَّا هؤلاء، الذين أحدثوا وضع الأخبار والأحاديث الموضوعة فلا أراه".
(يُتْبَعُ)
(/)
/// قال أبو عبد الله: "ولو قلتُ إنَّ هؤلاء أيضًا يسمعهم الجاهل الذي لا يعلم، ولعلَّه ينتفع بكلمةٍ، أو يرجع عن أمرٍ، كأنَّ أبا عبد الله كَرِهَ أنْ يمنعها، وقال: "ربَّما جاؤوا بالأحاديث الصِّحاح".
/// وروى الخلاَّل بسنده عن جعفر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يُسْألُ عن القاصِّ، فقال: "إذن ما أحوج الناس إلى قاص صدق".
/// وروى بسنده عن المروزي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "يعجبني أمر القُصَّاص؛ لأنَّهم يذكِّرُون الميزان وعذاب القبر.
قلتُ لأبي عبد الله: فترى الذَّهاب إليهم؟
قال: إيْ لعمري؛ إذا كان صدوقًا؛ لأنَّهم يذكِّرُون الميزان وعذاب القبر.
/// قال: وشكا رجلٌ إلى أبي عبد الله الوسْوَسَة، فقال: عليك بالقُصَّاص، ما أنفع مجالستهم".
/// قال الخلال: وأخبرني علي بن الحسن بن سليمان قال حدثنا علي بن زكريا التمار: سمع أبا عبدالله يقول: "أنا يعجبني القاصُّ في هذا الزَّمان؛ لأنَّه يذكر الشَّفاعة والصِّراط".
/// وبسنده عن إسحاق بن إبراهيم حدَّثَهُم: أنَّ أبا عبد الله ذكر القُصَّاص فقال: "ما أنفعهم للعامَّة، وإنْ كان عامَّة ما يحدِّثون به كذبًا".
/// وعن أبي الحارث حدَّثهم أنَّه سمع أبا عبد الله سُئِل عن مجالسة القُصَّاص، فقال: "إذا كان القاصُّ صدوقًا فلا أرى بمجالسته بأسًا".
/// قلتُ: هنا انتهى النَّقلُ بببعض ما وعدُّتُ به سلفًا.
/// وسألتزم -إن شاء الله- قدر الطاقة ذكر كلامٍ لأهل العلم -كابن الجوزي أوغيره- في كلِّ نقطةٍ ذكرتها في مطلع مقالي.
/// وهذه أولاها ومن أهمِّها، قلتُ:
/// ولا شكَّ ولا ريب ولا مرية أنَّه قد ينفع الله بهؤلاء كثيرًا في وعظهم وقصِّهم، فيتوب على أيديهم جماعة، ويستقيم فئات لا يوصل إليهم وإلى آذانهم إلاَّ من طريقهم (كالممثِّلات والرَّاقصات! والدَّهماء في الشَّارع) =كلُّ ذلك صحيحٌ موافقٌ للإنصاف.
/// قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه نفسه (ص/176): "القُصَّاص والوعَّاظ ترسَّمُوا بهذا الأمر لخطاب العوام، فالعوام ينتفعون بهم ما لا ينتفعون بالعالم الكبير؛ إلَّا أنَّه دخلت على بعضهم آفاتٌ، سنحذِّر منها إنْ شاء الله تعالى".
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 11:01]ـ
أحسن اخي بارك الله فيك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 11:29]ـ
///
/// ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله (ص)، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.
قال ابن الجوزي رحمه الله في القصاص والمذكرين (ص/364): " ... فإذا أنهى الكلام في التفسير أجاب عن مسائل إنْ سُئِلَ، ثم أمر القَارِيء، فقرأ، وتكلَّم على الآيات بما يليق بها، ويصلح من المواعظ المرقِّقة، والزَّواجر المخوِّفة، وليُدْرج في كلامه أخبار الوعد والوعيد، والتَّشويق إلى الجنَّة، والتَّحذير من النَّار، وليأمر بالمحافظة على الصَّلاة، وينهى عن التَّواني عنها، وليحثَّ على الزَّكاة، ويذكر الوعيد لمن فرَّطَ فيها، وكذلك الحجَّ، والصوم، وليبالغ في ذكر بِرِّ الوالدين، وصِلة الرَّحم، وفعل المعروف، وينهى عن المنكر، وأكل الربا، ويعلمهم عقود المعاملات، وليأمر بإمساك اللِّسان عن فضول الكلام، وغص البصر عن الحرام، وليخوف من الزنا، ويذكر الأحاديث الواردة في جميع ما ذكرنا، ويذكر من حكايات الصالحين ما يصلح ذكره؛ فإنه قد ورد عن أقوام من أهل الخير من الحمل على النفوس في العبادة ما لا يحسن، مثل ما يروى أنَّ فلانًا عاش ثمانين سنة ما اضطجع.
/// قال ابن عقيل: مثل القصاص الذين يأخذون العوام بالتخشُّن في الطَّريقة، ويعدِلُون عن ذكر الرِّبَا والزِّنا والفواحش كمثل طبيب ينهي المريض عمَّا يؤلم الضرس، ولا يصف له دواءً لعِلَّةٍ عظيمةٍ، هاجمةٍ على الجسم؛ فإنَّ الواعظ إذا تشاغل بحثِّ العوام على الوَرَع والتَقَلُّل من المباح وكسْرِ النَّفس مع علمه بإشاعة الفواحش منهم كان كذلك ... ".
/// وقال رحمه الله أيضًا (ص/309): "وفي القصَّاص من يسمع الأحاديث الموضوعة، فيرويها ولا يعلم أنَّها كذب، فيؤذي بها الناس، وربَّما سمعها من أفواه العوام، فرواها، وربما سمع كلام الحسن أو سري السقطي فقال: قال رسول الله!
وقد صنف من لا علم له بالنقل كتبا فيها الموضوع والمحال؛ فترى القصاص يوردون منها ويزيدون فيها ما يوجب تحسينا لها، وممن صنف لهم في هذا الحارث المحاسبي، وأبو طالب المكي، وأبو حامد الطوسي؛ فإنَّهم أدرجوا في كتبهم أحاديث باطلة ولا يعلمون أنها كذب".انتهى المقصود منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 11:39]ـ
أظنُّ أن من الأمور التي ساعدت ظهور القُصَّاصِ أشياءَ:
1) الخوض فيما يريدُه العامةُ، كالحديثِ في الأمور الملفتةِ لانتباه عامةِ الناسِ.
يُنتجُ:
2) تزكية الأشياخِ لإنتاجِ القُصاصِ، و ليسَ تزكيةَ القصاصِ أنفسهم، فلا يدرك العامةُ الفرقَ، و قد يكونُ الأشياخ في غَيبةٍ عن الفرقِ.
3) ميلُ بعض المعروفين بالعلم إلى الطرْحِ القصصي، و هنا تنقلبُ الموازين.
و أغلبُ الأطروحات قصصية، لا تنتهضُ بفكرٍ، و لا ترتقي لبناءٍ، و إنما استجلابُ عاطفةٍ، و استدعاء عاصفة.
قال ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس (ص/149): "الأمراء كانوا قديما يميلون إلى سماع الحجج في الأصول، فأظهر الناس علم الكلام، ثم مال بعض الأمراء إلى المناظرة في الفقه، فمال الناس إلى الجدل، ثم مال بعض الأمراء إلى المواعظ، فمال خلق كثير من المتعلمين إليها.
ولما كان جمهور العوام يميلون إلى القصص كثر القصاص وقل الفقهاء".
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:11]ـ
/// وبسنده عن إسحاق بن إبراهيم حدَّثَهُم: أنَّ أبا عبد الله ذكر القُصَّاص فقال: "ما أنفعهم للعامَّة، وإنْ كان عامَّة ما يحدِّثون به كذبًا".
ماشاء الله على العلم النافع قصة الإمام أحمد وابن معين السابقة ماتركتها تفوت عليك حتى حكمت عليها بالضعف بالظن وأعرضت عن قول الذهبي أخاف .. وأظن .. وحبرت على الكلمة التي توافق هواك حتى جاء بعض المطبلين فقال هذه فائدة!
ومهما يكن فالقصة لا ينبني عليها حكم وحشرتنا مع القصاصين!! من أجل إيرادها انتصاراً لنفسك.
والآن تنقل عن الإمام أحمد أنه قال في القصاص "ما أنفعهم للعامَّة، وإنْ كان عامَّة ما يحدِّثون به كذبًا".
إذاً صدق ظني فيك. وكما قدمت لك .. الأولى أن تسمي مقالك " الانتصار للقصاص ".
الرواية بارك الله فيك ظاهرة النكارة حتى على منهج المتأخرين!!
والصحيح أن الإمام أحمد مر بقاصٍّ يقول: علَى ابن أبي دُوَاد لعنةُ الله، وَحَشَا الله قبرَه ناراً، فقال أحمد بن حنبل: ما أنفعهم للعامة.
وهي من طريق محمد بن أبي هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاصٍّ يقول: .. فذكره
رواها الخلال في كتاب السنة.
وما أظن أنني بحاجة لنقل كلام السلف ومنهم الإمام أحمد في التحذير من القصاص والجلوس إليهم إلا إذا أبيت ... فسأفعل بإذن الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:20]ـ
/// العهدة على ابن الجوزي إذ نقلتُ عنه، وشكرًا على إتمام الفائدة، ولا جديد في النتيجة والحاصل وإن خطبتَ ما خطبتَ، وحشرت ما لا علاقة له كـ (منهج المتأخرين؟!)، وهذا يدل على فرط غلوك في الحوار، وعدم طلبك للحق فيه، فمناقشة مثلك مضيعةٌ للوقت.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:46]ـ
وأنا أيضا أشكرك على تواضعك واعترافك بالخطأ .. لكن أرجو أن تراعي هذا الأمر في الحلقات القادمة لأن مثل هذه الروايات يفرح بها بعض الناس كما لا يفوتني أن أذكرك بأن عامة السلف يحذرون من القصاص بل مما هو أهون من هذا عند أهل العصر فهذا الإمام مالك كما في تحذير الخواص (ج1/ص212)
قال يحيى وسمعت مالكا يكره القصص فقيل له يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلى م كان يجتمع من مضي فقال على الفقه وكان يأمرهم وينهاهم انتهى
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:47]ـ
الشيخ عدنان جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك
أخوك الصغير
أبو ريان
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:47]ـ
/// وينبغي إن أبى أن يحذَّر منه، عمرو خالد أوغيره، وإن كنتُ أرى أنَّ سلوك طريق الكلمة الطَّيبة والنَّصيحة اللِّيِّنة مع هؤلاء أجدى وأنفع وأسبق من الفضيحة والحجر عليه.
.
الأخ عدنان هدانا الله وإياه إلى الإجتماع على الحق
قد جاء في الأثر " إن الله أحتجز التوبة عن صاحب البدعة "
وقد جود هذا المعنى الشيخ ابن باز رحمه الله وقال أن صاحب البدعة في الغالب لا يوفق للتوبة.
وقد بينت وفقك الله ماينبغي تجاه عمرو خالد وغيره ولكنك أستدركت على نفسك بقولك: وإن كنتُ أرى أنَّ سلوك طريق الكلمة الطَّيبة والنَّصيحة اللِّيِّنة مع هؤلاء أجدى وأنفع؟!
فهل يكون يا صاح أخوك أبو عبد الرحمن السعدي أو مخاطبك ابن عقيل من قبله لا ينفع معهما وأمثالهما الكلمة الطيبة والحمل على أحسن المحامل وغير ذلك ونحن نبرأ إلى الله من البدع والأهواء ونحث على التمسك بالعقيدة؟!
وأحب أن أستدرك على أخونا السعدي ببيان ما فهمته من أستدراكه عليك وهو:
إن الواجب على من يريد أن يتحدث عن القصاص اليوم والغالب فيهم مبتدعة جهال بل وهم الذين يظهرون على الناس أن يركز كلامه على عواقبهم السيئة على الناس وتنفير الناس عن أمثالهم وهو مقام ذب عن الدين
فلا يصلح له أن نذكر مدح السلف لصنف من القصاص يكاد يكون عزيزاً في عصرهم فضلاً عمن بعدهم ودليل ذلك قول الإمام أحمد: ما أحوج الناس لقاص صدوق. والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:52]ـ
والله شيء مضحك يظهر أن لديك الصلاحية في تغيير ردودك كما تشاء!!
كلما فتحت الموضوع وجدت كلاما مختلفا ... كان المكتوب أولا غير ما هو مكتوب الآن وكأن الشيطان قد أثر عليك من شدة الغضب .. فأرجو مرة أخرى أن تترفع عن مثل هذه الأساليب في الحوار!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 12:54]ـ
ماشاء الله على العلم النافع قصة الإمام أحمد وابن معين السابقة ماتركتها تفوت عليك حتى حكمت عليها بالضعف بالظن وأعرضت عن قول الذهبي أخاف .. وأظن .. وحبرت على الكلمة التي توافق هواك حتى جاء بعض المطبلين فقال هذه فائدة!
ومهما يكن فالقصة لا ينبني عليها حكم وحشرتنا مع القصاصين!! من أجل إيرادها انتصاراً لنفسك.
والآن تنقل عن الإمام أحمد أنه قال في القصاص "ما أنفعهم للعامَّة، وإنْ كان عامَّة ما يحدِّثون به كذبًا".
إذاً صدق ظني فيك. وكما قدمت لك .. الأولى أن تسمي مقالك " الانتصار للقصاص ".
الرواية بارك الله فيك ظاهرة النكارة حتى على منهج المتأخرين!!
والصحيح أن الإمام أحمد مر بقاصٍّ يقول: علَى ابن أبي دُوَاد لعنةُ الله، وَحَشَا الله قبرَه ناراً، فقال أحمد بن حنبل: ما أنفعهم للعامة.
وهي من طريق محمد بن أبي هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاصٍّ يقول: .. فذكره
رواها الخلال في كتاب السنة.
وما أظن أنني بحاجة لنقل كلام السلف ومنهم الإمام أحمد في التحذير من القصاص والجلوس إليهم إلا إذا أبيت ... فسأفعل بإذن الله.
إخواني الكرام! بارك الله فيكم.
أرجو منكم - بارك الله فيكم - الالتزام بأدب الحوار؛ حتى لو كان الذي نقوله حقًّا، لا نُشوِّهُه بكثرة الاتهامات التي لا تنفع ولا تضُرّ.
أخي الكريم / أبا عبد الرحمن السعدي! أسعدنا الله وإياك في الدَّارَين.
لو ترفَّقتَ في الحوار فقط مع الأخ / عدنان - وفقه الله - خاصَّةً، وباقي الإخوة عامَّةً؛ فذلك أنفع وأنجع، أما الشدَّة - ولو كانت في الحقِّ -؛ فلا تنفع.
وأنا لا أُؤيِّد قولَ أحدٍ على قولِ الآخر إلا بالأدلَّة؛ أصلح الله الأحوال.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:22]ـ
والله شيء مضحك يظهر أن لديك الصلاحية في تغيير ردودك كما تشاء!!
كلما فتحت الموضوع وجدت كلاما مختلفا ... كان المكتوب أولا غير ما هو مكتوب الآن وكأن الشيطان قد أثر عليك من شدة الغضب .. فأرجو مرة أخرى أن تترفع عن مثل هذه الأساليب في الحوار!!
مدة التحرير لكلِّ الأعضاء واحدة، وقولك هذا من إساءة الظن في غير موضعه
وقد نبهك الشيخ عبدالرحمن السديس ونبهتُك أيضاً إلى ترك مثل هذه الأساليب السيئة في مخاطبة إخوانك، وإلا فاذهب -أنتَ ومن يكتب بمثل أسلوبك- راشداً ولا تكن سبباً في إيجاد التوتُّرات والحزازات بين الأعضاء، وإفساد الجوِّ الحواري النظيف.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:28]ـ
/// والله إنَّ الغضب يتملَّك كتاباتك يا أخي السعدي والشَّرر يتطاير منه، فنصيحتي لك أن تهدأ قدر الإمكان حتى تكتب ولا تندم مستقبلًا.
/// لي حق تحرير ما أريد خلال الوقت المتاح (45 دقيقة فقط)، ولك أنت كذلك الحق نفسه، فلم العجلة والغضب والعتب؟!
/// أنت تشكرني على تراجعي للحق ولا أدري أي حقٍّ تتكلَّم عنه، أنا لم أخطيء حين نقلت العبارة عن ابن الجوزي ثمَّ بيَّنته أنتَ بنقله عن الخلاَّل وفيه زيادةٌ لا تؤثِّر في نظري على المعنى مع ما في العبارات السَّابقة وغيرها مما لم أنقله ههنا من بيان وإيضاحٍ.
ولعلِّي أوضِّح ذلك في مشاركةٍ تاليةٍ إن شاء الله.
الأخ ابن عقيل .. من أساء إلى الأدب معي أومع غيري فحقُّه أن يؤدَِّب، وخاصَّةً لمن لا يرعوي، مرةً بعد مرَّةٍ، ولو جاء عمرو خالد وكتب بنفس الأسلوب الذي يكتب به بعض الإخوة ههنا مع غيرهم لخاطبتُه بنفس خطابي له، فالتأديب ليس خاصًا بأهل البدع.
ولو أبدى الأخ ما عنده بأسلوبٍ لائقٍ لما رأى منِّي ولا من غيري إن شاء الله إلَّا حسن النَّصيحة والحوار.
ثمَّ يا أخي .. هذا المقال أتي على جميع الجوانب في هذا الباب، من نصح ومنع وزجر لهم، مما ذكرته أنت والسعدي ومما لم تذكراه، لكن الأخ هداه الله فهم -لاستيلاء الحماس والغضب عليه- أنِّي أدافع عن القصَّاص فهجم عليَّ كجلمود صخر حطَّه السيل من عل، الله المستعان.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:29]ـ
قال المدعو أبو عبد الرحمن السعدي:
وحبرت على الكلمة التي توافق هواك حتى جاء بعض المطبلين فقال هذه فائدة!
قلت:
اتق الله، كثرة الصياح وقلة الأدب في ميدان البحث العلمي لا تفيدك
والشيخ عدنان وفقه لله ورعاه لما رد القصة ردها بعلم، أما أنت فنقلتها في معرض استدلالك مثبتا لها كالقصاص تماما (عفانا الله وإياكم)
فتكلم بعلم أو اسكت بحلم، ودع عنك التشغيب والإستهزاء بإخوانك، فمكانه في غير المجلس العلمي
و والله لولا أن هذا الموضوع قد شارك فيه من هم خير منك علما وخلقا لكان لي معك تصرف آخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 01:41]ـ
الاخوة جميعاً
لا أدري لماذا هذا التحامل على الاخ السعدي!
وان أخطأ فلا بد من النصح له في الخاص!
ولكن بعض الناس يقع فيما يهرب منه هدانا الله وإياكم
هذا السؤال دائماً أطرحة على أهل العقل والفضل إلى متى!!!
إلى متى يا طلاب العلم!
اذا أخطأ السعدي تعاملونه بنفس الخطأ!
يا أخوة أن حال المسلمين في حاله لا أستطيع التعليق عليها!!
فارجو أن يساعد بعضنا بعضاً
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} بالتناصر على الحق، والتعاون عليه والتآلف بين المسلمين وعدم التقاطع.
فهذا الأمر شامل لأصول الدين وفروعه، فكلها داخلة في العقود التي أمر الله بالقيام بها
(تفسير السعدي)
عَنْ أَبِي هريْرَةَ، عن لنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"
أين نحن من هذا!
الله المستعان
والله أن حالنا مبكي
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:02]ـ
توضيحٌ لأخي الحبيب أبي ريان وفقه الله:
شكر الله لك طيب كلامك، وزادك من واسع فضله، وأكثر من أمثالك، وأحبُّ أن أخبرك بأنه تمَّ تنبيه أبي عبدالرحمن السعدي أكثر من مرة، وحذفتُ له مشاركات مع تنبيهه على الخطأ سراً، وكذا فعل الشيخ السديس ومع هذا لم يترك طريقته في الكلام مع مخالفه
وواجب المشرف المحافظة على مسيرة الحوار لكي لا يخرج عن أصل الموضوع إلا لما له تعلُّقٌ وثيق، ولا يقع فيه إساءةٌ أو جدال بالباطل أو غير ذلك من المخالفات لضوابط المجلس التي ارتضاها مشرفوه
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:05]ـ
الله المستعان
جزاك الله خيراً
الله يصلح الاحوال
في بعض الاحيان ليس لك الا ان تتنظر وعد الله عزوجل
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 08:59]ـ
الأخ الفاضل أبا عبد الرحمن السعدي:
المرجو منك الالتزام بأدب الحوار ـ خاصة وأنت تخاطب شيخاً فاضلاً له قدره ومكانه عند طلاب العلم ـ ...
شيخنا عدنان: الصبر الصبر على كل من أساء .....
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 10:07]ـ
///
الأخ ابن عقيل .. من أساء إلى الأدب معي أومع غيري فحقُّه أن يؤدَِّب،.
لا أدري ما هو مفهوم اساءة الأدب عند البعض
فلم نسمع أن مجرد المخالفة ولو صاحبها شدة في الكلام تكون من اساءة الأدب يا أخانا عدنان هداك الله
والأخ أبو عبد الرحمن السعدي أستدرك عليك أمور , فإن كان الحق معك فيجب أن تبين غلطه وإن كان الحق معه فالواجب أن تقر له بما نبهك عليه. وتنتهي المشكلة
وأما الغضب لمجرد المخالفة فهذا المذموم من أخلاق طلبة العلم
واعلم بأن ليس لك سلطة على أحد حتى تؤدب غيرك وأما إن كنت تقصد بالنقاش فلا يكون النقاش للتأديب ولكن يكون لبيان الحق وإفهام الخلق
وفق الله الجميع لما يحب ربنا ويرضى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 10:34]ـ
/// بيان البيان ..
الحمدلله .. وبعد
فقد فهم بعض الإخوة منِّي حين قرأ بعض مقالي دفاعًا عن ((بعض المخلِّطين)) من القُصَّاص؛ لما رآه في مقالي هذا من لين الخطاب أحيانًا وإحسان الظَّنِّ أخرى، والتَّوجيه في المعاملة معهم بالمثلى، وحاشا لله أن أدافع عن باطلٍ، أوأزيِّن له، وما كتبتُ مقالي هذا إلَّا للتَّحذير منه ومن أربابه وسمَّيتُه (الإنكار)، وختمته بـ (اعتدل وإلَّا اعتزل).
لكن ... لعلَّ تركي ذكر الأسماء قد أوقع في بعض النُّفوس ما أوقع فأنا لم أُرِد التَّسمية -علم الله- إلَّا لأمورٍ، منها الحرج البالغ من بعض الأسماء، ولأنَّ ذكر القاعدة يغني عن الأمثلة عند من فهمها.
فمقالي فيه عتبٌ وإنكارٌ على بعض هؤلاء، وإنصافٌ لآخرين، وكلُّ هؤلاء لا يخرجون عن حدِّ القُصَّاص، أوالوعَّاظ، أوالدُّعاة إلى الله.
ولعلِّي أحوم حول الحِمى وقد أشير بإشاراتٍ، إزالةً للوهم عن النُّفوس.
/// كثيرٌ من الممدوحين من الدُّعاة أو ((القُصَّاص)) الذين عنيتهم في مقالي هم ممَّن اشتهروا في هذه البلاد، وعلى وجه الخصوص زمن ما يُسمَّى بالصَّحوة وفي العقدين الأخيرين، قبل انتشارهم في الفضائيَّات وفي قنواتها خيرها وشرِّها.
وهم كانوا أرباب أكثر المحاضرات التي كانت منتشرة في طول البلاد وعرضها، وما زال بعضهم مستمرًّا على أمره -وفَّقه الله- إلى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعرف لهم شغلٌ شاغلٌ إلَّا خِطاب العامَّة والوعظ ومعالجة مشاكلهم وأمورهم.
ولا أعرف (أنا) عنهم تلك العظائم التي عند هؤلاء المحْدَثين.
/// وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله لأحد هؤلاء ( ... ): أنت أنفع للعامَّة منَّا، وهو غير معدودٌ في التَّحقيق من أهل العلم الذين يرجع إليهم طلبته!؛ إذ لم يتقن أصول العلم وتخصِّص في شيءٍ من فنونه.
لكنَّ الله بسط آذان عامَّة الناس له؛ فصارت أشرطة محاضراته تشيع عند العامَّة أكثر من غيره، ويستدلُّون بكلامه أكثر من الأكابر كابن باز وابن عثيمين وغيرهم، وقد تجتمع الجموع الكبيرة في محاضراتهم أكثر من اجنماع أمثالهم في درس أوحتى محاضرة للشيخ ابن باز رحم الله جميعهم وحشرنا معهم في جنَّته.
ليس معنى ذلك أنَّ الأفاضل من هؤلاء محصورون في هذه البلاد إنَّما اتكلَّم عمَّا أعلم، وفي كلِّ بلدٍ من بلاد الله من هو مثلهم إن شاء الله.
وحين أصف هؤلاء الأخيار الذين تقدَّمت الإشارة إليهم بالقُصَّاص أوالوعَّاظ أوالدُّعاة فليس في ذلك منقصة لهم؛ بل توصيفٌ لما يقومون به.
ثمَّ قد يكون في بعض هؤلاء من هو طالب علمٍ لكن غلب عليه الوعظ وانشغل به، بل أولى منه حال بعض الشُّيوخ من الفقهاء الذين ذاع صيتهم في بلاد الحجاز.
وهذا الانشغال بالوعظ قد كان عليه طائفةٌ من السَّلَف والأئمَّة فليس فعلهم بدعًا.
/// وعلى كلٍّ .. فالقصُّ والوعظ ليس مذمومًا ولا منقصةً في الأصل كما تقدَّم، لكن ما طرأ عليه أخيرًا من تجاوز كثيرٍ من هؤلاء حدَّهم وتقهُّمهم المضائق التي ليسوا أهلًا لها = أعطى للوعظ صورةً قبيحةً وهيئةً منفِّرةً، مع كثرة دعوة أرباب الصَّليب إلى طلب دعاة الوسطيَّة -زعموا- الذين يرومون انسلاخ المسلمين من دينهم رويدًا رويدًا على أيدي بعض هؤلاء المفاليس الممسوخين الذي اتَّخذوا القص سبيلًا لترويج البدع أحيانًا، والفسق أخرى، والزندقة تارة =كلُّه باسم (الدِّين يسر).
/// لم أستمع ألبتَّة لشريطٍ واحدٍ لأمثال هؤلاء الجهلة المخدوعين، وفي الصَّحيح ما يغني عن المريض، ولم أتابع الضَّجَّة التي تدور عنهم وعليهم، لكنِّي أضع نقاطًا على حروف بارزة يراها كلُّ ذي عينين.
/// لكنِّي أحسب أنَّ ((كثيرًا منهم)) على الأقل ممَّن حسب أنَّه يُحسن صنعًا، فلعلَّ نصيحةً طيِّبةً تنفعه وتردعه وتزجره، وهو يظنُّ لنفسه شأنًا لما بهر بصره وبصيرته من وهج الأضواء وحشد الجماهير.
/// والله عزَّوجلَّ قد قال لموسى وهارون وهما خيرٌ منَّا حين أرسلهما إلى فرعون وهو شرُّ من ((عمرو خالد ... الخ مثلًا)): ((فقولا له قولًا ليِّنًا لعلَّه يتذكَّر أويخشى)).
والنَّبيُّ (ص) قد راسل الملوك والعظماء وخاطبهم بأحسن الخطاب وآدبه.
وكان الشخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله من أبرز النَّاس في عصره علمًا وهديًا واتِّباعًا وما كان رحمه الله يسلك مع أمثال هؤلاء إلَّا الكلمة الطَّيِّبة ابتداءً، ويراسلهم ويدعوهم لمجالسه إن قدموا إليه ويرحِّب بهم ويخاطب ببالغ الأدب والاحترام واسم المشيخة أحيانًا لأجل هذا الملحظ.
/// فورة الشَّباب ونزقه وحماسته تطغى على حلم الشُّيوخ وهدوئهم وصبرهم؛ فلذا يختلف التَّعامل إزاء الأحداث والأشخاص منهما.
/// كلُّ هذا ليس معناه أنَّنا نجلس نشتغل بالنَّصيحة الَّليل والنَّهار على أناس قد صمُّوا آذانهم عن سماع النَّصيحة، أوسفَّهوا وغلَّطوا من خالفهم في باطلهم، وعاندوا وكابروا، واستمرُّوا على ما هم عليه من الإفساد باسم الإصلاح، بل جعل الله لكلِّ شيءٍ قدرًا.
/// والتطرُّف في الواقع حاصلٌ في التعامل مع هؤوء من طرفين، نسأل الله العفو.
/// هذا شرحٌ سهلٌ لمقالي السَّابق ... وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يقمع شر أهل البدع والفتن والفسق والفساد وأن ينشر رحمته على العباد، فهو وليُّ هذا الدِّين وحافظه.
والسَّلام عليكم.
/// وبعد قراءة تعقيبي الجديد أرجو ملاحظة هذه المقتطفات من مقالي الأصلي:
نعم .. لكن ذلك لم يمنع السلف من التحذير من أخطائهم وزجرهم، ثم التنفير عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ذلك لما وقع في كثيرٍ منهم من خروجٍ عن جادة العلم والهدي الصحيح في الوعظ (القص على الناس)؛ كالاستهانة بأحاديث رسول الله (ص)، بذكر مالا يُعرف صحَّتها منها من ضعيفها، أوالتهوين في بعض المعاصي أوالتهرُّب من الإنكار عليها؛ لاستمالة الناس عما هو أعظم منها –زعموا-!
ثم ما قد يتبع ذلك من توابع مفسدة للقلوب والبواطن من تسلُّط (شهوة الرِّئاسة وحبِّ الظهور) على بعض هؤلاء المساكين، والترفُّع عن الحقِّ، وعدم التذلُّلِ لطلبه من أهله.
ومع هذا كلِّه ... فلم يحسن السكوت عن بعض هؤلاء الذين يتعدُّون ما يحسنون إلى مالا يحسنون.
وثانيًا .. ينبغي تنزيل النَّاس منازلهم، وأن لا يُعطوا من الدرجات ما لا يستحقُّونها، ولا يجوز شرعاً تنصيبهم عليها، بلْه ارتقائهم هم فوقها، جهلًا بأقدار أنفسهم.
/// وقد كان النَّاس يسمُّونه قديمًا بـ (القاصِّ)، أو (المذكِّر)، ثمَّ حديثًا بـ ((الواعِظ)) أو ((الدَّاعيَّة إلى الله)).
وثالثًا .. فإنَّ النَّاس المشتغلون بهذا الباب في ذا العصرأحد ثلاثةٍ؛ جاهلٍ، أوطالب علمٍ لم يبلغ المنزلة، أوعالمٍ ......
/// وثالثٌ عامِّيٌّ في علم الشَّرع، ثمُّ هو على مراتب.
/// فشخصٌ جاهِلٌ، جهولٌ، جهَّالةٌ، جهِلٌ، قرأ بعد سنين من حياته أحاديث في الصُّحف والتقميشات وآتاه الله حسن البيان فصار يعظ النَّاس ونبغ وصار فلتةً على غفلةٍ من النَّاس، ولكن .. بما عنده من التَّقميش والقيل والقال، من غير نظر ولا تحقُّقٍ من صحيحه أوسقيمه، وأنَّى له ذلك، وفاقد الشَّيء لا يعطيه!
/// وشخصٌ (مثقَّف)؛ أوتي من أنواع الفنون والعلوم بطرفٍ، من غيرتأصيل صحيحٍ في علم الشَّرع، وله من البلاغة والبيان سهم، لكنَّه كالأوَّل لا يحقِّق ولا عنده الأهليَّة لذاك، فيخبط خبط عشواء، فيصيب مرَّة ويخطيء أخرى.
/// والمشاهد في أحوال هؤلاء في هذا العصْر أنَّ كثيرًا منهم قد اشتغل بوعظه ولمَّا يتأهَّل للعلم الشَّرعيِّ، فلمَّا ذاع صيتهم، وراجت بين الدَّهماء بضاعتهم =ظنَّ أنَّ كلَّ من أجاد الكلام والخطب وحسن البيان صار إمامًا للفتوى وحلِّ النِّزاع والخلاف في المعضلات، فتعدَّى ذلك منه إلى الخوض في كلِّ شيءٍ، وزان في نظره الخوض فيما له بريقٌ ورونقٌ عند النَّاس، مع غفلة عن المزالق التي تعترضه لقلِّة بضاعته وضعف نظره.
تصدَّر للتَّدريس كلُّ مهوِّس /// /// /// بليدٍ تسمَّى بالفقيه المدرِّسِ
فحُقَّ لأهل العِلم أن يتمثَّلُوا /// /// /// ببيتٍ قديمٍ شاع في كلِّ مجلسِ:
لقد هزلت -حتَّى بدا من هزالها- /// /// /// كلاها وحتَّى سامها (كلُّ مفلسِ)!
/// وهذه الفتنة (فتنة جهَّال القصَّاص المفتين) ظهرت جليَّة في هذا العصر في فئامٍ من قُصَّاص الأشرطة المسموعة المرئية والمحاظرات والفضائيَّات.
وأخيرًا ... واجبٌ الإنكار على هؤلاء ونصحهم بالطُّرق الشَّرعيَّة، أو الأخذ بيدهم لمن بيده سلطانٌ عليهم، أو له إشرافٌ أومعرفةٌ لمن له إشرافٌ على موقعٍ أو ((قناة فضائيَّة)).
فيا أيُّها (القاصُّ أوالداعية أو المحاضر أوالواعظ) بجهلٍ وتخليطٍ: مسؤوليَّتك كبيرةٌ؛ فإمَّا اعتدلت وإلَّا اعتزلت ...
الأخ ابن عقيل .. وفَّقه الله
إساءة الأدب في الحوار بالتهكُّم أوالتحدِّي أوللَّمز أوالاتِّهام بالباطل أوالسُّخرية أوالتَّجهيل .. لها صورٌ وأوان، وانظر مقالي عن: (طرق القسوة في الخطاب والعتاب).
ثمَّ قد أقرَّ بها جماعةٌ من الإخوة ههنا في هذا الموضوع ورأوه بأعينهم، وليس من سوء فهمي لوحدي في خطاب الأخ وغيره حتى أكون واهمًا، فإن لم يكن ذلك لك واضحًا فمن المشكلات إيضاح الواضحات.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:31]ـ
أحسنت يا شيخ عدنان، وجزاكم الله خيراً
كلامك واضحٌ لا إشكال فيه إلا عند من يجتهد في تصيُّد الأخطاء
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 11:28]ـ
في «المدخل» لابن الحاج كلام حسن حول هذه المسألة، وكذا في «قوت القلوب»، لأبي طالب المكي ...
وفي الأول: (وقد منع علماؤنا رحمة الله عليهم الجلوس إلى القُصَّاص من الرجال، أعني: الوعَّاظ الذين يعملون في المساجد وغيرها ... وسبب المنع من ذلك أنهم ينقلون القصة على ما نقل فيها من الأقوال والحكايات الضعيفة التي لا تصح أن تنسب لمنصب من نُسبت إليه).اهـ
وفي الأخير: (كانوا يَرون القصص بدعة، ويقولون: لم يقص في زمن رسول اللّه (ص) ولا أبي بكر ولا عمر حتى ظهرت الفتنة، فلما وقعت الفتنة ظهر القصَّاص).اهـ
وعقد عبدالرزاق في مصنَّفه بابا، فقال: (باب ذكر القصَّاص).
وكذا ابن أبي شيبة، فقال: (إتيان القصاص ومجالستهم ومن فعله). وباب (من كره القصص وضرب فيه).
و للنقاش (ت 351 هـ): «أخبار القصاص».
ولابن الجوزي: «القصَّاص والمذكِّرون».
ولشيخ الإسلام: «أحاديث القصَّاص».
وللعراقي: «الباعث على الخلاص من حوادث القصَّاص».
وللسيوطي: «تحذير الخواص من أكاذيب القصَّاص».
الأربعة الأخيرة: تحقيق: الشيخ محمد بن لطفي الصبَّاغ.
ولفضيلة الشيخ محمد بن لطفي الصبَّاغ: «تاريخ القصَّاص، وأثرهم في الحديث النبوي، ورأي العلماء فيهم».
والله أعلم وأحكم، وجزاكم خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 11:31]ـ
وقوله: (كانوا يَرون القصص بدعة).
يعني: بهيئة وأحوال خاصة ... راجع قوت القلوب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 12:02]ـ
قال فضيلة الشيخ لطفي الصباغ في «تاريخ القصَّاص» ص33 - 35:
((وقد يظن ظانٌّ أنَّ موضوع إفساد القصَّاص لم يعد موجودًا الآن، وإنما هو أمر تاريخي بحت لا يتصل اليوم بواقع الحياة والناس. وهذا ظن خاطيء بعيد عن الصواب؛ ذلك أنَّ هؤلاء القصَّاص ما زالوا مع الأسف موجودين بأسماء أخرى - ذكرناها آنفا - يعيثون في الأرض فسادا.
ولئن كان المخادعون الدَّجالون يظهرون تحت عنوان (القصَّاص) فيما مضى، إنهم يظهرون في أيامنا هذه تحت عنوان: (الدَّاعية، والموجِّه، والمربِّي، والأستاذ، والكاتب، والمفكِّر) وما إلى ذلك من الألقاب.
ويبدو أنَّ المجاملة التي ليست في محلها أسهمت في تأخير كشف حقيقة هذا النَّفر .. فما يزال كثير من الناس لا يعرفون هؤلاء القوم على حقيقتهم، ويخلطون بين هؤلاء المرتزقين، وبين الدعاة إلى الله الواعين الصادقين.
وقد يكون مما ساعد على مجاملتهم والسكوت عنهم أمران:
• أنهم محسوبون على الدِّين، والدِّين يلقَى هجمة شرسة، ويتعرَّض لعدوان أثيم مخطط مدروس في كثير من بلدان المسلمين، فأي هجوم عليهم ينعكس على الدِّين الحق في هذه البلدان مما يجعل الغُيّر مُضطرين إلى السكوت عنهم على مضض وحرقة.
• أنَّ المجال فارغ والساحة خالية، فنحن الآن لا نجد من الدعاة الواعين العلماء أصحاب الفكر السليم النظيف البعيد عن الخرافة إلا عددا يسيرا لا يكاد يستطيع أن يصنع شيئًا. وهؤلاء المنحرفون الانتهازيون المبطلون يتركون أثرا حسنا في الشباب والشابات، فيضع هذا الواقع المرء الواعي في موقف حرج: كيف يقطع هذا الخير الذي يلمسه من الناس المتصلين بهم؟.
ولكن هذا الوضع لا يجوز أن يدوم.
لا بدَّ من أن تقوم حركة تعنَى بالدعوة، وتكون هذه الحركة قائمة على أساس متين من الوعي والصدق والصفاء والبُعد عن الانحراف والتدجيل والخرافة.
إنَّ نجاح هؤلاء المخرِّفين ينبغي أن يُغري الصادقين بالعمل .. لا أن يجعلهم يتركون المجال لأولئك المنحرفين.
وكشف الدجالين ينبغي أن يكون بالحكمة ومراعاة المصلحة العليا للدعوة إلى الله حتى يُحال دون استغلال هذا الكشف مِن قِبل أعداء الإسلام ... )). إلخ. وهذا كلام نفيس.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 08:20]ـ
على كلٍ من المحدث أو الفقيه أو طالب العلم أو الداعية أوالعابد أو الخطيب أو المفكر أو السياسي أو الواعظ أو القاص وغيرهم
الالتزام بما أعطاه الله عز وجل من فضله
وفضل الله درجات يمن به على من يشاء من عباده بما هو أنفع له.
ولا يحق لأحد كان من كان انتزاع حق ليس له!
كلٌ يكمل الآخر
والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا
كالجسد الواحد
أما أن يتكلم المؤمن فيما لا يحسن
فهو من إسناد الأمر إلى غير أهله.
فانتظر الساعة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:30]ـ
الإخوة الأفاضل الكرام ... جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 11:04]ـ
يرفع ..
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 04:48]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ أشرف على هذه الإضافات القيمة ونريد تعليق صاحب المقال عليها وخاصة الإضافة الأخيرة
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 05:52]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ أشرف على هذه الإضافات القيمة ونريد تعليق صاحب المقال عليها وخاصة الإضافة الأخيرة
وهل هناك تعارض بين ما نقله أخي الشيخ أشرف وأخي الشيخ عدنان؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 11:35]ـ
/// الأخ الكريم الشيخ عبدالله الحمادي ... بارك الله فيكم ..
نعم .. لا تعارض بين كلامي ونقولي ونقول الأخ محمد أشرف، ومن تأمَّل تبيَّن.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 12:34]ـ
الأخ عدنان
أراك قلبت اسمي:)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 01:22]ـ
/// أعتذر إليك بشدَّة .. والله ما قصدت ذلك فأرجو المعذرة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 02:02]ـ
لا عليك أخي الحبيب، ووالله ما ظننت بك السوء، فأنت لكل كريم أهل، وفقك الله ونفع بك.
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 02:59]ـ
يا أيها الإخوة الأحبة لماذا تسيؤون الظن بأخيكم أنا أردت فقط تعليق صاحب الموضوع فلماذا يتهرب
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 03:03]ـ
يا أيها الإخوة الأحبة لماذا تسيؤون الظن بأخيكم أنا أردت فقط تعليق صاحب الموضوع فلماذا يتهرب
هل في سؤالي لك إساءةُ ظن؟
قد أجابك صاحب الموضوع بمثل ما أجبتك به؛ ولم يتهرب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Oct-2007, مساء 03:05]ـ
يتهرب من ماذا أخي الكريم؟!
عفا الله عنك
نقولاتي أتيت بها لتعزيز مقالة الأخ الكريم، ولو أردت المدافعة والمناظرة والمخالفة لصرحت بذلك .. ما يمنعني؟!
هذا مع تقديري لشخصك الكريم، وحياك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 06:21]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عدنان البخاري ورفع قدركم في الدارين الدنيا والاخرة
ولكن يا شيخ عندي ملاحظة عن المهتدين على ايدي الدعاة والوعاظ (القصاصين على حسب تسمية السلف لهم)
نرى معظمهم ان صح التعبير ضعاف العقيدة من ناحية الولاء والبراء وساءر كلامهم مع العصاة هو ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة (فالبعض منهم ينكر تطبيق الاحكام الشرعية)
ويحتجون عليك اننا كنا مثل هؤلاء العصاة ومن الله علينا بالهداية فلعل الله تعالى يهديهم كما هدانا
وكدالك تعاملهم مع الكفار والمشركين يختلقون لهم الاعدار كثيرا وتراهم في الطابور الاول ضد الجهاد في سبيل الله
وهدا مما لا شك فيه يضر بالاسلام والمسلمين
نرجو توجيهكم في هده المسالة
ابنكم ابو عبد البر السوسي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Oct-2007, مساء 08:22]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عدنان البخاري ورفع قدركم في الدارين الدنيا والاخرة
ولكن يا شيخ عندي ملاحظة عن المهتدين على ايدي الدعاة والوعاظ (القصاصين على حسب تسمية السلف لهم)
نرى معظمهم ان صح التعبير ضعاف العقيدة من ناحية الولاء والبراء وساءر كلامهم مع العصاة هو ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة (فالبعض منهم ينكر تطبيق الاحكام الشرعية)
ويحتجون عليك اننا كنا مثل هؤلاء العصاة ومن الله علينا بالهداية فلعل الله تعالى يهديهم كما هدانا
وكدالك تعاملهم مع الكفار والمشركين يختلقون لهم الاعدار كثيرا وتراهم في الطابور الاول ضد الجهاد في سبيل الله
وهدا مما لا شك فيه يضر بالاسلام والمسلمين
نرجو توجيهكم في هده المسالة
ابنكم ابو عبد البر السوسي
/// بارك الله فيكم أخي الكريم ... نعم لا شكَّ أنَّ الواقع هو ما ذكرتَه في كثيرٍ من البلاد.
من تمييع الدِّين، والانسلاخ من أحكامه، واختزال التديُّن والالتزام عند كثيرٍ من أتباع مشيخة القُصَّاص في قطعة قماش تضعه المرأة على طرف رأسها فقط! أوصلاة يؤدِّيها شاب في وقتها وبس!
/// أمَّا أن تكون هناك عقيدة فاسدة من الأساس، أوعلاقات عاطفيَّة محرَّمةٍ، أواستماع للغناء، أوغيرها من المحرَّمات فلا يهمُّ كثيرًا ...
/// أخبرني رجلٌ من الثِّقات أنَّه قابل امرأةً يُقال إنَّها (ملتزمة) في بلدٍ من بلاد العرب، فإذا هي تضع حجابًا، ثم قدِّر لقاء مع شاب أجنبيٌّ عنها وهو حاضر فقامت بتقبيله وقبَّلها على أساس الترحاب وبنيَّة صالحة (وما فيها شيء)؟! فلله الشَّكوى!
/// لذا صار التديُّن في بلاد الله على صور وأشكال ومصطلحات، فما كان تديُّنًا في بعض قنوات الإعلام الفاسد الفاجر هو انسلاخ في حقيقة الأمر وتمييع للدِّين في ميزان الشَّرع؛ لذا يصمون من التزم أحكام الشَّرع في العلاقات الاجتماعيَّة والعقيدة والمعاملات بالتطرُّف والتشدُّد والإرهاب.
/// إنَّ هؤلاء الذين يروجون لمثل هذا الالزام المزعوم يفسدون الدِّين من طرفٍ خفيٍّ، حتى يغدو المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والصَّالح خارجيًّا والفاسق متديِّنًا صالحًا.
/// هذا ما تلقُّوه من فضيلة شيخهم (القصَّاص)؟! ثم قد يجدون من يؤازرهم على انحرافاتهم السمجة تلك، من بعض (المشيخة) الذين لمَّعتهم الفضائيَّات، لا يفتأون يثنون على منهجهم المنحرف بأنَّه وسطيّةٌ واعتدال، ويلهجون ويهذرون كلامًا مفاده أنَّهم هم الحق وغيرهم متطرِّفون متشدِّدون.
/// وبعضهم ممَّن قال الله فيهم: ((الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا)).
/// وأصدق ما في وصف هذه الحال ما رُوِي في الحديث: ((سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يصدَّق فيها الكاذب، و يكذَّب فيها الصَّادق، و يؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟
قال: الرَّجل التَّافه يتكلم في أمر العامة)).
/// ولو قطعت الاستطراد وعدُّت إلى أصل الموضوع فقد ذكرتُ سلفًا أنَّ مهمَّة القاص هو تتويب الناس بوعظهم، وإرشادهم إلى ما ينبغي لهم فعله بعد توبتهم، بطرقٍ في موعظة حسنة، لا تمييع الدِّين أومجاملة ((الجمهور)) لدفع الحرج، أوتحقيق ما يطلبه المشاهدون فقط!
/// كما يجب عليه أن يبيِّن للنَّاس بصراحةٍ ((وترك مسرحيَّة التواضع)) أنَّه إنسان بسيط في العلم، وأنَّه ليس أهلًا للإفتاء، وأنَّه يجب عليهم الرجوع لأهل العلم الموثوق بورعهم وورعهم وورعهم ثم علمهم، في الافتاء وغيره.
/// أمَّا أن يصير هو الكل في الكل، وإذا أُحرج ببعض الأسئلة أخذه الكبر فأجاب بإجابات دبلوماسيَّة تنمُّ على ضعفه وفساد قلبه هو أصلًا فكيف يعلِّم غيره، وفاقد الشيء لا يعطيه.
/// والكلام في مثل هذا كثيرٌ، والشَّكوى من أمثال هؤلاء زادت.
/// ثم قد صارت الدَّعوة ملحَّة إلى عقد دورات تأهيليَّة للقصَّاص، كما لأئمَّة المساجد أوالخطباء أوغيرهم، وليت ذلك ممكنًا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[07 - Oct-2007, مساء 08:17]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ على هدا التوضيح .. فقد احسنت الطرح ... نسال الله تعالى ان يزيدكم من فضله
وان يبارك لكم في اوقاتكم واهليكم ... ءاميين ءامييين
لا تنسونا من دعاءكم يا شيخ خاصة في هده الليالي المباركة
ابنكم ابو عبد البر السوسي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 06:20]ـ
الأخ المبارك أبو عبدالبَر ... وفقه الله في الدارين
آمين ... وأسأل الله تعالى أن يبارك في أعمارنا وأعمالنا
/// مدار القِصَّة على إبراهيم بن عبدالواحد البلدي البكري، المعروف بـ (المعصوب)!
/// قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 86): "هذه حكاية عجيبة، وراويها البكري لا أعرفه، فأخاف أنْ يكون وضعها".
/// وقال فيه أيضًا (11/ 301): "هذه الحكاية اشتهرت على ألسنة الجماعة، وهي باطلةٌ؛ أظنُّ البلدي وضعها، ويعرف بالمعصوب، رواها عنه ايضا أبو حاتم ابن حبان، فارتفعت عنه الجهالة".
/// وقال في الميزان (1/ 169): "إبراهيم بن عبد الواحد البكري، لا أدري من هو ذا؟ أتَى بحكاية منكرة! أخاف الا تكون من وضعه". [/ COLOR][/SIZE]
[SIZE="5"][COLOR="DarkRed"] ماشاء الله على العلم النافع قصة الإمام أحمد وابن معين السابقة ماتركتها تفوت عليك حتى حكمت عليها بالضعف بالظن وأعرضت عن قول الذهبي أخاف .. وأظن .. وحبرت على الكلمة التي توافق هواك حتى جاء بعض المطبلين فقال هذه فائدة!
/// للإفادة حسبُ .. الإمام الذهبي لم يشكِّك في الحكم على القصَّة بالوضع (لا الضعف)، بل استنكرها وأبطلها، إنَّما محلُّ توقُّفه أو بالأصحِّ (تردُّده) إنَّما كان في واضعها ومخترعها.
وبين الأمرين فرقٌ.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[28 - Oct-2007, صباحاً 08:42]ـ
المشاركة الأصلية كتبها الأخ عدنان البخاري: ((أنَّه جُمِعت له الجموع تحت خيمة فملأ (محاضرته) كلها بضحكٍ ومزحٍ وفكاهة وتهريج، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد!)).
إن إلحاق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بما سبقها من كلمات، فهمت منه أن الأخ عدنان أراده للتدليل على أن القاص لا يفقه من العلم شيئا إلا أن يردد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، في ضحكه، ومزحه، وفكاهته، وتهريجه، أو أن يختم بها. وكلامه كان كافيا وافيا في بيان حال كثير من القصاص، وأرى أنه لم يكن بحاجة إلى إلحاق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بما سبقها، وجزاه الله خيرا على ما ذكر، وإن كنت أراه قد تعسف قليلا مع أخويه، وإن لم أقبل منهما الفظاظة. والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 03:44]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان
الإشكال في الأفهام، أو في عدم إتمام الكلام
وأحياناً يعود إلى نفسيَّة متعنِّتة في النقد، وللسبب الأخير شواهد
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحسن الله إليك شيخنا الموفق عدنان السمرقندي البخاري .. فقد وفقتم أيما توفيق .. وتوسطتم في هذا الباب ووضعتم الحروف على النقاط .. فنفع الله بكم وغفر الله لكم ..
وكنت أتمنى أن تعرضوا عن بعض الجاهلين المشاغبين ..
فوالله إن الواحد ليتملكه العجب من بعض-وليس الكل- الردود وإن الإنصاف والعدل والتوسط في القول لعزيز .. محب عبد الرحمن
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 05:43]ـ
الشيخ عدنان البخاري وفقكم الله
نقلت ما سطرتموه في هذا الموضوع إلى أحد المنتديات للفائدة .. سواء الموضوع الأصلي أو الزيادات في المشاركات
وانتبهت الآن وانا أقرأ آخر ما كُتب أني ما استأذنتكم
فأرجو منكم السماح - أكرمكم الله -
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 06:27]ـ
الشيخ عدنان البخاري وفقكم الله
نقلت ما سطرتموه في هذا الموضوع إلى أحد المنتديات للفائدة .. سواء الموضوع الأصلي أو الزيادات في المشاركات
وانتبهت الآن وانا أقرأ آخر ما كُتب أني ما استأذنتكم
فأرجو منكم السماح - أكرمكم الله -
/// بارك الله فيكم أخي الكريم وجزاكم خيرًا ... خذ من الموضوع ما شئت ودعْ ما شئت وما أخذتَ أحبّ إليَّ ممَّا تركت
/// ولكن لو تنبَّهت لأمرين كان ذلك أحب إليَّ:
1 - نسبة الأمر لأهله.
2 - وترك ما لا علاقة له بالموضوع ممَّا حصل من بنيَّات الطَّريق.
/// وأسأل الله أن يجزل لك الأجر على نشر الخير والسعي فيه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - Nov-2007, مساء 07:58]ـ
قد انتبهت إلى ما هو أحب إليكم وفعلته بالفعل .. أسعدكم الله في الدارين.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 09:33]ـ
من باب التذييل والتكميل، ينظر: "الرتبة في طلب الحسبة": الماودري، باب: الحسبة على الوعَّاظ، ص300 - 302، ط1: دار الرسالة، القاهرة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 05:58]ـ
/// يرفع لطول العهد وبعده.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 10:43]ـ
ما شاء الله موضوع جميل ومفيد جدا يستحق الرفع
فبارك الله في صاحبه ونفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 12:41]ـ
/// الأخت الكريمة .. آمين، وبارك الله فيك ونفع بك ووفقك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 01:59]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبوعمر فقد استفدت من الموضوع كثيرا وإن نغصته بعض المداخلات لكنت الحمد لله كان مقالا جيدا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 08:10]ـ
/// بارك الله فيك يا أخي الكريم ونفع بنا وبك ..
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:11]ـ
جزاك الله خيراً موضوع جميل وموفق ...
ـ[أبو عبدالله اليماني]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء شدني هذا الموضوع لأهميته، وملامسته لواقعنا المعاصر وخاصةً أن أضواء بعض الفضائيات والإذاعات والأندية وإدارات المهرجانات سُلطت على طائفة من القصاصين ممن غدوا حديث الساعة.
ولذا أطرح هذا التساؤلات لعله يجد الجواب الشافي من الأخوة الكرام
- ماذا لو سألك طالب في مدرسة ثانوية أو إعدادية عن القاص فلان وفلان وظهر أنه مولع بسماع قصصهم فبماذا ترد عليه؟
- السؤال الثاني: هناك طبقة من المثقفين ممن ليس لهم باع طويل في علوم الشريعة مفتونيين بالقصاصين كثيراً وخاصة من لهم سقطات عظام وتدليس وأوهام، وحينما تبين خطأهم لتلك الطبقة المثقفة يجيبون بأن هؤلاء قد أثروا في أناس كثيرون ويقولون لك بلسان لاذع: ماذا قدمت للإسلام؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خير .. موضوع قيم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 09:22]ـ
جزاك الله تعالى كل خير يا شيخ عدنان.
بخصوص " تأليف القصص الخيالية " والتي الغرض منها تقريب الناس من السنة.
مثال: قصة تتحدث عن تصرفات شاب مع أمه في البيت _ أو مديره في العمل.
والتي الغرض منها جعل الشاب يلتزم تعاليم الإسلام في تصرفاته وأعماله.
وتُنسب فيها أفعال وأقوال لأسماء مستعارة، كا: أغلق الباب محمد ـ وخرج من البيت حاتم، وهكذا .....
ويستدل مؤلفها بـ:
(1) ضرب الأمثال في القرآن والسنة.
(2) حديث: " ما بال أقوام يفعلون ".
(3) حدثوا عن بني إسرائيل ـ وقد يكون فيها من الكذب.
(4) جواز العمل بالأحاديث الضعيفة عند بعض العلماء.
(5) أن طرق الدعوة لله عز وجل مفتوحة ما لم تكن محرمة.
فهل يصح الإستدلال بما سبق لتقرير هذه الطريقة في الدعوة لله عز وجل؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 05:30]ـ
/// بارك الله في الإخوة جميعًا ونفع بي وبهم.
جزاك الله تعالى كل خير يا شيخ عدنان.
بخصوص " تأليف القصص الخيالية " والتي الغرض منها تقريب الناس من السنة.
مثال: قصة تتحدث عن تصرفات شاب مع أمه في البيت _ أو مديره في العمل.
والتي الغرض منها جعل الشاب يلتزم تعاليم الإسلام في تصرفاته وأعماله.
وتُنسب فيها أفعال وأقوال لأسماء مستعارة، كا: أغلق الباب محمد ـ وخرج من البيت حاتم، وهكذا .....
ويستدل مؤلفها بـ:
(1) ضرب الأمثال في القرآن والسنة.
(2) حديث: " ما بال أقوام يفعلون ".
(3) حدثوا عن بني إسرائيل ـ وقد يكون فيها من الكذب.
(4) جواز العمل بالأحاديث الضعيفة عند بعض العلماء.
(5) أن طرق الدعوة لله عز وجل مفتوحة ما لم تكن محرمة.
فهل يصح الإستدلال بما سبق لتقرير هذه الطريقة في الدعوة لله عز وجل؟
/// وإيَّاك، وبارك فيك ونفع بك ..
/// لم يظهر لي من الأدلَّة السَّابق ذكرها ما يمكن أن يقوى ليستدلَّ به على جواز هذه القصص غير الدليل الأول، وهو كونها ملحقة بالأمثال في القرآن والسُّنَّة، وخاصَّةً فيما لو فهم القاريء كونها قِصَّة خياليَّة ضربت مثلًا للعظة والاعتبار، أوصرَّح مؤلِّف القصَّة بذلك.
/// وقد رأيت بعض المعاصرين من أهل العلم حرَّم هذه القصص الخيالية وجعلها من الكذب.
/// وفي نظري أنَّ إلحاقها بالأمثلة المضروبة أشبه من إلحاقها بالكذب، وقد أشار ابن حجر الهيثمي الشافعي ثم ابن عابدين الحنفي في حاشيته بجوازها؛ إلحاقًا لها بالأمثال.
/// ولم يتبيَّن لي ما الفرق بين الأمثال المضروبة وبين القصص عند من يقول بتباينهما.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:41]ـ
شيخنا الفاضل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمثال المضروبة لا تشتمل على كذب بل تشتمل على قياس عقلي صحيح له أغراض كثيرة .. بينما القصص - المشار إليها - فهي قصص مخترعة تشتمل على عنصر الكذب وذلك بقطع النظر عن أغراضها .. والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:53]ـ
/// بارك الله فيكم يا شيخ أشرف ونفع بكم ..
/// مذاكرة طيِّبةٌ .. ولكن ما عناصر الكذب المذكورة في القصص وخلت منها الأمثال المبنيَّة على الأقيسة العقلية؟ أهي التفاصيل؟ كذكر اسم المضروب به المثل ونحو ذلك؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03:07]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
القصص الخيالية: اختلاق محض، والاختلاق يكون في عدة أمور:
الزمن. والأحداث. والوقائع. والأسماء. والأوصاف .. إلى غير ذلك ..
ومن مجموع هذه الأمور المختلقة: يتم نسج قصة تامة مخترعة ..
وأمّا الأمثال المضروبة في الكتاب والسُّنّة: فهي عبارة عن "أمثال"، وهذه الأمثال: عبارة عن: (أقيسة عقلية، يُنبَّه بها العباد على أنّ حُكم الشيء حكم مثله ... وقد اشتمل القرآن على بضعة وأربعين مثلا تتضمّن تشبيه الشيء بنظيره، والتسوية بينهما في الحكم). - ما بين قوسين لابن القيم في "الإعلام"، بتصرف يسير -
ومسلك: تشبيه الشيء بنظيره، وضرب المثَل بشبيهه - كقياس عقلي صحيح -، لا أراه يُدرَج في سلك الاختلاق، وإنما هو مسلك عقلي يحثّ على تنبيه الفكر وإعمال العقل، عن طريق الربط بين الأشياء والنظائر ..
شيخنا الفاضل: إنْ لم تقنع بهذه الديباجة التي أعددتها - ابتداء - لك خاصّة، فإنّ الأمر يحتاج إلى دراسة معمّقة (نظرية تطبيقية) .. وقد أردت البدء فيها من زمن، وذلك منذ حصولي على نسخة من "المقامات" للهمذاني، ثم على إثرها اشتريت نسخة من "رأي في المقامات" د. عبد الرحمن ياغي .. وهكذا أمور .. ثم لم تسنح الفرصة المناسبة لدراسة هذه المسألة .. ولكن ما ذكرته لك هو ما يظهر لي الآن .. والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 01:34]ـ
/// بارك الله فيكم يا شيخ أشرف.
/// وحقيقةً لم تقنعني ديباجتك .. (ابتسامة)
/// وسأعود لاحقًا للتعقيب على ما تفضَّلت به.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:24]ـ
- أنا أعلم أنها قد لا تقنعك؛ لذلك كان حديثي السابق "استباقيا"! ابتسامة -
شيخنا الحبيب، تحياتي، وبعد:
لكي يكون حديثنا له ثمرة عِلمية عَملية يُرجَى نفعها في الناس، ينبغي مدارسة المسائل التالية:
1 - تحرير معنى الكذب. واستثناءاته. وهل يجوز القياس عليها، وعلى التنزّل: إنْ صحّ القياس، فهل يصح التوسّع فيه. وهل يُشترط في الكذب: عدم علم المكذوب عليه أنّ ما يُروَى له هو من الكذب أم لا يشترط؟
2 - تحرير معنى الأمثال المضروبة في لسان الشارع، وذلك من خلال استقراء عبارات الأئمة ..
3 - حصر الأمثال المضروبة في القرآن الكريم .. ثم إعداد بعض النماذج المتنوّعة من السنة النبويّة، وملاحظة (أو استقراء):
المنهج الجامع لهذه الأمثال، وصياغتها، والأدوات المستخدمة في هذه الصياغة ..
4 - تتبع بعض القصص القرآنية والنبوية، وملاحظة (أو استقراء):
المنهج الجامع لهذه القصص، وصياغتها، والأدوات المستخدمة في هذه الصياغة ..
5 - تسجيل الملاحظات والفروق بين: الأمثال المضروبة، والقصص - في القرآن والسنة ..
6 - بعد تسجيل هذه الملاحظات والفروق، ننظر:
هل يصح: قياس القصص الخيالية، على الأمثال المضروبة، ومن ثمّ القول بإباحة الأولى، بل القول باستحبابها والترغيب فيها!
وينبغي الالتفات إلى التالي:
لا ينبغي في مجال البحث:
1 - الاحتجاج بالمقامات وانتشارها في الناس .. لأن المقامات وأشباهها هي محل البحث؛ فلا يُحتَج به ..
2 - الاحتجاج ببعض القصص الخيالية المروية على لسان بعض الأئمّة؛ لأنّها محل البحث؛ فلا يُحتَج به ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:29]ـ
/// ضوابط (أو ضربات) استباقيَّة جيِّدة. (ابتسامة)
ولكن عندي اقتراح .. أنتظر رأيكم فيه، وهو: ما رأيكم في نقل الحوار والنقاش في موضوع مفرد؟
ـ[الهاجرية]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:37]ـ
جزاكم الله خيرا موضوع قيم وفقكم الله شيخنا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 10:29]ـ
لا مانع شيخنا الكريم ..
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 10:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إإن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له, وأن محمدا" عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما" كثيرا
أما بعد ..
فهذه بعض أقوال السلف في ذم القصاصين أحببت طرحها لكثرتهم في هذا الزمان, ولقلة من يهتم في تبيين ذلك للناس حتى انخدع فيهم من انخدع, وأصبح كثير من الشباب لاهم لهم إلا تتبع محاضرات القصاصين وأشرطنهم حتى زهدوا في العلم وأهله, واتبعوا الجهلة القصاصين فكانت العواقب الوخيمة أن أصبحوا كالدمى في أيديهم, وأخذوا في اتباع أوامرهم وتوجيهاتهم حتى خرجوا عن منهج السلف, وخرجوا على ولاة أمورهم (علماء و أمراء). نسأل الله العافية.
<مصادر النقل: 1 - القصاص والمذكرين/ابن الجوزي. 2 - الباعث على الخلاص من حوادث القصاص/الحافظ العراقي. 3 - تحذير الخواص من أكاذيب القصاص/الحافظ السيوطي>
*روى ابن ماجة بسند حسن عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر.
*عن عاصم بن بهدلة قال: كنا نأتي أباعبدالرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع, فيقول: لا تجالسوا القصاص.
*عن إبراهيم النخعي قال: من جلس ليجلس إليه فلا تجلسوا إليه.
*أخرج الخطيب في (تاريخه) عن جعفر الخلدي قال: سمعت الجنيد يحكي عن الخوَاص أنه قال: سمعت بضعة عشر من مشايخ الصنعة أهل الورع والدين والتمييز وترك الطمع, كلهم مجمعون على أن القصص في الأصل بدعة.
*مر علي بن أبي طالب برجل يقص فقال: أعرفت الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا, قال هلكت وأهلكت.
*مر ابن عباس بقاص يقص, فركله برجله وقال: أتدري الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا, قال: هلكت وأهلكت.
*يحكي المقريزي عن الليث بن سعد أن القصص قصصان: قصص العامة وقصص الخاصة, فأما قصص العامة فهو الذي يجتمع إليه النفر من الناس للقاص, يعظهم ويذكرهم. قال: (وذلك مكروه لمن فعله ولمن استمعه).
*جاء في (تاريخ الخلفاء) للسيوطي: (وفي أول سنة استخلف فيها المعتضد بالله منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها, ومنع القصاص والمنجمين من القعود في الطريق).
*عن عبدالله بن عمر أنه كان يخرج من المسجد يقول: ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ماخرجت.
*أخرج ابن أبي شيبة أن ابن عمر رأى قاصًا يقص في المسجد, فوجه لصاحب الشرطة: أن أخرجه من المسجد. فأخرجه.
*روى الطبراني أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقف على عمرو بن زرارة وهو يقصُ. فقال: ياعمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه.
*سأل رجل محمد بن سيرين عن القصص. قال: بدعة. إن أول ما أحدث الحرورية القصص.
*مالك بن أنس: روي عنه كراهية القصص. ذكر ذلك ابن الحاج في (المدخل).
*كان مذهب سفيان ألاَ يستقبلوا القصاص بوجوههم, بل عليهم أن يولوا أهل البدع ظهورهم وأصحابها أيضا".
*قال أحمد: أكذب الناس القصاص والسؤَال.
*وأخرج علي رضي الله عنه القصَاص من جامع البصرة.
*الحافظ الذهبي: يدل على رأيه ما جاء في (الميزان) في ترجمة عبدالمنعم بن إدريس إذ قال: (قصاص. ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد).
*قال أبو إدريس: لأن أرى في ناحية المسجد نارا" تأجَج أحب إليَ من أن أرى في ناحيته قاصًا يقص.
وختاما" أذكر ما أورده ابن الجوزي من أسباب ذم السلف للقصَاصين, وهي:
1 - أنَ القوم كانوا على الإقتداء والإتباع, فكانوا إذا رأوا مالم يكن على عهد النبي صلَى الله عليه وسلَم أنكروه.
2 - أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته, خصوصا" ماينقل عن بني إسرائيل, وما يذكر في قصة داود, ويوسف من المحال الذي ينزَه عنه الأنبياء, بحيث إذا سمعه الجاهل هانت عنده المعاصي.
3 - أنَ التشاغل بذلك يشغل عن المهم من فراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4 - أنَ في القرآن من القصص, وفي السنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لايتيقَن صحته.
5 - أنَ أقواما" قصُوا فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام.
6 - أنَ عموم القصَاص لا يتحرَون الصواب, ولا يحترزون من الخطأ لقلة علمهم وتقواهم.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.al-yemen.org/vb/images/statusicon/user_offline.gif
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:33]ـ
جزاكم الله خيرا:
لاثراء هذا الموضوع
مواطن الاتفاق: 1 - يجوز ذكر القصص الصحيحة للتذكير دون الاكثار منها وانما كالملح في الطعام2 - لايجوز ذكر القصص المكذوبة3 - يجوز ذكر الوعظ بذكر الجنة والنار .... دون الاكثار منه
وكل هذا مشروط ان يكون المتحدث من اهل المنهج السوي السلفي السني لا اهل البدع والخرافات
وهناك نقاط تحتاج الى بيان:
1 - ليس المقصود بذم القصاصين هم الذين يذكرون الاحاديث المكذوبة فقط!! بل من اقسامه المذمومة هو ان يتصدى اناس للوعظ فقط ويعرفون به ويغلب عليهم!! ويزيد الامر خطرا ان لا يكون عنده علم بالشرع!! ودليل ذلك
صحيح ابن حبان:
عن سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: " لم يقص في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، إنما كان القصص زمن الفتنة " *
فاذا نظرت في هذا الاثر عرفت ان المقصود ما ذكرناه, لانه لايتصور ان يقص احد في عهد النبي بقصص كذب وهو جالس بين النبي واصحابه!! فلم يخطر هذا في بال ابن عمر, ويزيده وضوحا ان القصص خرج في الفتنة وقد اختلف فيمن ابتداه فقيل عمر وقيل عثمان وقيل معاوية على ما ياتي تحقيقه ان شاء الله. وعلى كلٍ فلم يكن هولا ليرضوا بالكذب مطلقا
لكن يشكل على هذا قول بن رجب انَ اغلب مجالس الرسول كانت في الوعظ وذكر الجنة والنار ويبين هذا قول حنظلة كنا اذا كنا عند النبي يذكرنا الجنة والنار .........
فهل نفرق بين الوعظ بذكر الجنة والنار والموت .... وبين ذكر القصص قال فلان وحدث كذا وكذا .........
يتبع ...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 01:41]ـ
/// لا دليل على حدِّ حدٍّ معيَّن من القصص؛ إذ القرآن مليء بالقصص .. وتقدَّم ما يغني عن ترداد المردَّد.
/// لكن الكلام عن طريقة سياق تلك القصص، هل هي مفيدة في إيصال الدعوة إلى الكتاب والسُّنَّة أم مجرَّد كلام يسلي ولا يربي، ويشغل عن الطاعة ولا يعلم فائدة.
/// أما القول بأن: "من اقسامه المذمومة هو ان يتصدى اناس للوعظ فقط ويعرفون به ويغلب عليهم!! " فهذا لا دليل عليه أيضًا، وقد تقدَّم في كلامي وردِّي المكرَّر من كلام أحمد وغيره ما يبطل مثل هذا التحكُّم.
/// فلو عرف إنسان صاحب علمٍ بوعظ ورقاق ونصح مع التزامه بالكتاب والسنة في ذلك كله فلْيهنأ بذلك، وهل كان أئمَّة السَّلف إلا وعاظًا أصحاب رقَّة ونصح.
/// وابن الجوزي الذي ألَّف في هذا الباب قد كانت له مجالس للعامَّة يشتغل فيها معهم بالقصَّ والوعظ.
/// وما تقدَّم فيه الكفاية ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 09:30]ـ
يرفع .. للإفادة.
ـ[أمة القادر]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 11:55]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا و كل من أفاد .. و نسأل الله السداد في الأمر كله
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 12:00]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 11:36]ـ
/// آمين، وبارك الله فيكما
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 02:01]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عدنان , الكلام واضح وبيّن فزادك الله فصاحةً وبلاغة.
ربما الآن في هذه الأوقات لا يكون من الحكمة النهي عن حضور مجالس الوعظ مثل ما كان السلف يفعلون وهم ما فعلوا ذلك إلا بسبب تخليط القصاص و كذلك بسبب خشية إنصراف الناس عن العلم و طلبه , ولكن لأننا الآن إنصرفنا عن النافع من علوم الشرع إلى العلوم الدنيوية الصرفة فكان حضور هذا المجالس باعثاً لنا على الإقلاع عن الذنوب و حاثاً لنا على التوبة فأسأل الله أن ييسر لنا الوعاظ الربانييّن - إن صحّ الوصف -.
ـ[اجالي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 03:06]ـ
السلام عليكم
أشكر الشيخ عدنان على هذا الطرح الجميل
واقول لمخالفِه اذا ماقتلت الشيء علما فقل به ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله
ـ[السليماني]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 04:19]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[المسروحي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:58]ـ
جزاك الله خيراً
ووالله اني أحبك في الله وأنا لا أعرفك الا من خلال كتاباتك
فسر على بركة الله واصبر على الابتلاءات التي قد تعترضك فإنك على ثغر عظيم
فعندما يأتي أحد الغيورين ويريد أن يؤصل مسألة يحاولون اسكات صوت الحق بتخبط وجهل وينصر بعضهم بعضاً بالدفاع والتأييد.
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 07:46]ـ
/// الإخوة الفضلاء: محبة الفضيلة، أجالي، السليماني، المسروحي .. وإياكم، وجزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.
/// الأخ الكريم: المسروحي .. أحبَّك الله، ووفقنا، وجمعنا في طاعته.
/// تنبيهٌ: قد بدا لي أن أغيِّر عنوان الموضوع، من: "الإنكار على بعض قصَّاص العصر! "، إلى:"قصَّاص العصر: مراتبهم - حاجة الناس إليهم - وظيفتهم - الإنكار على بعضهم"؛ ليكون أشمل للمحتوى، وألطف في العبارة، وأدعى للقبول، إذ ليس هو في الإنكار فقط، بل فيه وفي غيره.(/)
(السَّلَفِيَّة) بَيْنَ الرَأيِ وَالرَأيِ الآخَر .. وَلَكِنْ!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 03:02]ـ
(السَّلَفِيَّة) بَيْنَ الرَأيِ وَالرَأيِ الآخَر .. وَلَكِنْ!
بقلم: علي بن حسن الحلبي الأثري
مَا زِلْتُ أَقْرَأُ -بِتَدْقِيقٍ-، وَأُتَابِعُ - بِاهْتِمَامٍ - كَثِيرًا مِمَّا يَصِلُ إِلَيَّ مِنْ مَقَالاتٍ تَتَكَلَّمُ عَنِ (الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّة) -شَرْحًا لَهَا-، أَوْ يَبْلُغُ عِلْمِي مِنْ كِتَابَاتٍ تَنْتَقِدُهَا، وَتُنَاقِشُ شَيئًا مِنْ أُصُولِهَا-وَقَدْ تَكَاثَرَتْ هَذِهِ الأَيَّامَ-جِدًّا-؛ لِمَا أَعْلَمُهُ مِنْ نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةٍ
(مُتَعَدِّدَة!) تَنْتُجُ جَرَّاءَ ذَلِكَ؛ سَوَاءٌ عَلَى المُنْتَقِد، أَوْ المُنْتَقَد - فَضْلاً عَنِ القَارِئِ المُنْصِف، لاَ المُتَرَبِّصِ المُتَعَسِّف-!
وَلَسْتُ أُبَالِي بِكَثيرٍ مِنْ ذَلِكَ النَّقْدِ الأَهْوَجِ الصَّادِرِ مِنْ غَيْرِ المُطَّلِع - أَولاً-؛ فَضْلاً عَن المُقَلِّدِ فِيهِ مَا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ - بِدُونِ حُجَّة وَلاَ سَنَدٍ - ثَانِيًا - ...
وَلَكِنَّ الَّذِي دَفَعَنِي - دَفْعًا! - لِلكِتَابَةِ - اليَوْمَ -: مَا قَرَأْتُهُ مِنْ كِتَابَةٍ مُطَوَّلَةٍ لِبَعْضِ المُتَطَفِّلِين عَلَى العِلْمِ الشَّرْعِيِّ، وَالمَعْرِفَةِ الدِّينِيَّةِ؛ لَمَّا خَاضَ - غَائِصًا - فِي كَثِيرٍ مِنَ القَوْلِ بِالبَاطِلِ حَوْلَ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ، وَشَيْخِهَا الأَكْبَرِ فِي هَذَا الزَّمَانِ: الإِمَامِ العَلاَّمَةِ مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِيِّ - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ -.
وَلَقَدْ شَرَّقَ الكَاتِبُ وَغَرَّب - فِي كَثِيرٍ مِمَّا كَتَبَ - وَبَغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلاَ دَلِيلٍ -؛ وَلَكِنَّ سَائِرَ مَا قَالَ – كَيْفَمَا كَانَ! - دَاخِلٌ دَائِرَةَ مَا تَحْتَمِلُهُ الأَسْمَاعُ وَالقُلُوب - عَلَى مَا فِيهِ مِنْ ادِّعَاءٍ مَقْلُوب، وَمُصَادَرَةٍ لِلحَقِّ المَطْلُوب!!
لَكِنَّ الَّذِي لاَ يُحْتَمَلُ - وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُتَحَمَّلَ - هُوَ رَمْيُ ذَاكَ الكَاتِبِ - هَدَاهُ الله - الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ بـ (تَكْفِيرِهَا لِكَثِيرٍ مِنَ الحَرَكَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ)!!!
كَذَا زَعَمَ هَذَا المَتَقَوِّلُ - أَصْلَحَهُ الله -؛ وَالكُلُّ يَعْرِفُ - دُونَ اسْتِثْنَاء - وَيُقِرُّ - سَوَاءٌ مِنْ جِهَةِ أَوْلِِيَاءِ الأُمُورِ - فَضْلاً عَنْ أَصْغَرِ مُتَابِعٍ، وَأَقَلِّ مُرَاجِعٍ - أَنَّ هَذَا الزَّعْمَ مِنَ الكَذِبِ الصَّرِيح، وَمِنَ التَّقَوُّلِ القَبِيح ...
وَالعَجَبُ يَتَضَاعَفُ - جِدًّا - إِذَا تَذَكَّرْنَا أَنَّ السَّلَفِيِّين - إِِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ! - لاَ يَزَالُونَ يَذُبُّونَ عَنْ أَنْفُسِهِم - بِالعِلْمِ وَالحَقِّ - تِلْكَ الفِرْيَةَ النَّكْرَاءَ السَّابِقَةَ - وَالَّتِي اتَّهَمَهُمْ فِيهَا مُنَاوِئُوهُم بِعَقِيدَةٍ ضَالَّةٍ هِيَ عَقِيدَةُ (الإِرْجَاء وَالمُرْجِئَة!!)؛لاَ لِشَيءٍ إِلاَّ لِكَوْنِهِم لاَ يَنْحَوْنَ مَنْحَى الخَوْضِ فِي التَّكْفِيرِ، وَلاَ يَلِجُونَ أَبْوابَهُ العَمِيقَة؛ إِلاَّ بِضَوَابِطِهِ الدَّقِيقَة، وَأُصُولِهِ المُعْتَمَدَةِ الوَثِيقَة ...
نَاهِيكَ عَن أَنَّ مُنَاظَرَاتِ السَّلَفِيِّين، وَكِتَابَاتِهِم، وَرُدُودَهُم، وَمَوَاقِفَهُم - ضِدَّ التَّكْفِيرِ وَالتَّكْفِيرِيِّين - تَشْهَدُ -بِجَلاَءِ - بِبُطْلاَنِ ذَلِكَ الافْتِرَاء - بِلاَ امْتِرَاء -!
وَمِنْ بَابِ تَحْسِينِ الظَّنِّ - إِنْ كَانَ لَهُ مَوْضِعٌ! - أَقُولُ: لَعَلَّ ذَيَّاكَ الكَاتِبَ - هَدَاهُ رَبُّه- خَلَطَ بَيْنَ الحُكْمِ بـ (كُفْرِ) قَوْلٍ،أَوْ مَسْأَلَةٍ؛ لَيْسَتَلْزِمَ مِنْ ذَلِكَ - وَلاَ بُدَّ! - تَكْفِيرَ صَاحِبِهَا، أَوْ القَائِلِ بِهَا!!
وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَكُونَ هَذَا اللاَّزِمُ المُتَعَنِّتُ مِنَ العِلْمِ الصَّحِيحِ فِي شَيءٍ!! فَإِنَّ الأُصُولَ السُّنِّيَّةَ المُقَرَّرَةَ-فِي هَذَا البَابِ الدَّقِيقِ- تَقْتَضِي لُزُومَ التَّفْرِيقِ وَالتَّحْقِيقِ فِي ثَلاَثَةِ أُمُورٍ:
الأَوَّل: لَيْسَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ فِي الكُفْرِ يَكُونُ كَافِرًا.
الثَّانِي: أَنَّ الكُفْرَ كُفْرَان؛ أَصْغَرُ وَأَكْبَرُ.
الثَّالِث: أَنَّ الكُفْرَ الأَكْبَرَ لاَ يَقَعُ صَاحِبُهُ فِيهِ - لُزُومًا - إِلاَّ بِوُجُودِ الشُّرُوطِ وَانْتِفَاءِ المَوَانِع.
... وَعَلَيِهِ؛ فَبِاللهِ عَلَيْكُم: كَيْفَ تُفْتَرَى تِلْكُمُ الفِرْيَةُ – أَصْلاً -؛ بَلْهَ أَن يُتَّهَمَ بِهَا المُنَاقِضُون إِيَّاهَا، وَالمُخَالِفُونَ لَهَا - مِنْ أَسَاسِهَا -؟!
وَخِتَامًا؛ فَإِنِّي أَقُولُ - غَيْرَ مُبَالِغٍ - وَلاَمُتَعَصِّبٍ! -؛ بَلْ مُبِيِّنًا لِوَاقِع - مَا لَهُ مِنْ دَافِع -:
لاَ أَعْلَمُ فِي هَذَا الزَّمَانِ - وَالمُوفِّقُ الله - أَحَدًا - جَمَاعَةً أَوْ أَفْرَادًا - رَدَّ عَلَى أَهْلِ التَّكْفِيرِ غُلَوَاءَهُم، وَنَقَضَ عَلَى التَّكْفِيرِيِّين شُبُهَاتِهِم: أَكْثَرَ مِنْ عُلَمَاءِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ وَدُعَاتِهَا؛ حَتَّى جَعَلُوا أَنْفُسَهُم - بِسَبَبِ ذَلِكَ - وَاللهُ الحَافِظُ - عُرْضَةً لِنَقْمَةِ أُولَئِكَ الحَمْقَى، وَغَرَضًا لِسَهْمِهِم المُلْقَى!!
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإله وَإِنْ يَشَأْ ....... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَلْيَتَّقِ اللهَ رَجُلٌ كَتَبَ فَكَذَبَ، وَهَرَفَ وَمَا عَرَفَ ...
وَالظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ، وَإِنَّ بَنِي عَمِّكَ فِيهِمْ رِمَاح!!
وَ {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 05:24]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وقول الشيخ علي - هداه الله -:
(وَالَّتِي اتَّهَمَهُمْ فِيهَا مُنَاوِئُوهُم بِعَقِيدَةٍ ضَالَّةٍ هِيَ عَقِيدَةُ (الإِرْجَاء وَالمُرْجِئَة!!)؛لاَ لِشَيءٍ إِلاَّ لِكَوْنِهِم لاَ يَنْحَوْنَ مَنْحَى الخَوْضِ فِي التَّكْفِيرِ، وَلاَ يَلِجُونَ أَبْوابَهُ العَمِيقَة؛ إِلاَّ بِضَوَابِطِهِ الدَّقِيقَة، وَأُصُولِهِ المُعْتَمَدَةِ الوَثِيقَة ... ). من التلبيس الذي اعتدناه منه في هذه المسألة، التي لا زال يُكابر فيها. وإلا فطلبة العلم يعلمون أن علماء السلفية بل أكابرهم حذر من كتبه الداعية للإرجاء.
وإن كان شجاعًا فليتهمهم بعقيدة الخوارج أو الغلو في التكفير! بدلا من الغمغمة.
أسأل الله أن يوفقه لما ينفعه، بدلا من الدوران حول هذه المسألة التي أضاع فيها وقته وجهده، دون فائدة، سوى التشويش على عقيدة أهل السنة.
وأنت أخي أباعثمان لا تكن ناقلا لكل ما يكتبه دون تمحيص. عفى الله عنك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 07:34]ـ
شكر الله لكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
/// المقال فيه إشاراتٌ وتلبيساتٌ باطلةٌ، لا ينبغي السُّكوت عنها، وإن كان الأولى لناقله عدم نشرها بهذا المنتدى لأنَّ سوق شيخه كاسدة ههنا.
/// المشكلة أنَّ بعض النَّاس يظنُّ أنَّ ذاته وفكره الباطل في العقيدة هو المقياس للسَّلفيَّة، فمن وافقه ومدحه فهو سلفيٌّ، ومن حذَّر منه ومن بدع وتماديه فهو مشكوكٌ في سلفيَّته، وكأنَّ السلفيَّة في جُبَّته من دخلها نجا ومن خرج عنها هلك!
/// ولا يفتأ كثيرٌ من هؤلاء بحشر الشَّيخ الألباني رحمه الله والتَّلمذة عليه في كلِّ نزاع بينهم وبين غيرهم، أو يبرز تزكيته له! وكأنَّ التعلُّق بالشَّيخ رحمه الله وأخذ التزكية منه يعصم الإنسان من الإنحراف!
/// ومن قرأ المقال وإشاراته قد يظنُّ أنَّ الحلبيَّ هداه الله وأتباعه هم وحدهم الذين وقفُوا في وجه البدِع بوقوفهم في وجه التَّكفيرييِّن! -لا هم من ناشريها- بوقوفهم في الطَرف الآخر، وكأنَّ من خالفه في خطئه -كعلماء السَّلفيَّة في نجدٍ وغيرها- قد أيَّدُوا التَّكفيرييِّن!
/// للأسف .. إثبات الحقِّ لا يكون ببهرجة الخطب وتزويقها والعناية بعلامات التَّرقيم .. ! بل بالحُجَّة والبرهان، وهذا ما عجز عنه فانكشف باطله ..
هداه الله وهدى المقلِّدين من أتباعه.
ـ[عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:24]ـ
مَا زِلْتُ أَقْرَأُ -بِتَدْقِيقٍ-، وَأُتَابِعُ - بِاهْتِمَامٍ - كَثِيرًا مِمَّا يَصِلُ إِلَيَّ مِنْ مَقَالاتٍ [/ size]
أبو عثمان متى يجب الشيخ علي على أسئلتي؟
وهذا أكثر من شهرين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 06:32]ـ
وَشَيْخِهَا الأَكْبَرِ فِي هَذَا الزَّمَانِ: الإِمَامِ العَلاَّمَةِ مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِيِّ - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ -.
لماذ شيخها الاكبر الامام الالبانى مطلقا هكذا ولم يقل مثلا بن باز او بن عثيمين أو أو
ولماذا لم يقل ويقيد (من وجهة نظرى)
ولماذا لم يقل شيخها الاكبر فى علم الحديث (رواية) مثلا ويوجد غيره فى الفقه وغيره فى التفسير والفكر ووو
هل الاسلام أو السلفية سهلة ويسيرة وتدفقه العلمى الروحانى الربانى لدرجة ان يجدده شخص واحد أويحتوع علم الاسلام شخص واحد يقول الله تعالى لموسى عليه السلام (باياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) هل ترى ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يستطيع نشر الاسلام هكذا بمفرده دون أنصار
هل يا ترى لمن يهاجمون السلفيين بأنهم متعصبين للعلماء كأن يرميهم بفهم الاسلام كما يفهمه بن تيمية او السلفية كما يفهمها الالبانى كما يقولون هل يا ترى لهم عذرهم فى هذه التهم اذا كان اسلوبنا نحن الدعاة يؤكد ذلك أو حتى يوهمه(/)
حتَّى لا نسقط في الفتنة: الأخوة الإنسانية تحت المنظار الشرعي
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:17]ـ
حتى لا نسقط في الفتنة
(رؤية شرعية في الأخوة الإنسانية)
خباب بن مروان الحمد
يرى المفكرون أن من أصيب بالانهيار الداخلي، والهزيمة النفسية تجاه من يعاديه فإنه سيحاول جاهداً بقدرالمستطاع أن يثبت بأنه محب له ومسالم، فلا بأس أن يهدي له كلمات المحبة والود والإخاء، ولو كان ذلك على حساب عقيدته التي ينتمي إليها ويستظل بظلها.
واليوم ونحن نشاهد أعداء الإسلام وقد كشروا عن أنيابهم، وأبدوا ما كان مخبئاً في صدورهم ومكنون قلوبهم، من عداوتهم للمسلمين، وإرادة الشر والمكر بهم، فلا عجب أن نجد كثيراً من الكبراء أو المنتسبين للعلم والفكر حين يتنازلوا عن أصول الدين، وثوابته العظام، خشية أن يصمهم عدوهم بأنهم (متشددين) أو (أصوليين).
و لا يزال هؤلاء وأمثالهم إلا انبطاحاً للكفار، ويتزايد سقوطهم الفكري شيئاً فشيئاً، لإرضاء شرذمة الكفر، وعصابة الإجرام – وقد لا يشعرون – ويكون حالهم كما قال الشاعر:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها
ومع تتابع الحملات الصليبية على الإسلام والمسلمين بعد أعقاب الحدث التاريخي السبتمبري، وتأكيدهم على أهمية حرب ما يسمى (بالإرهاب)، فإنهم أكدوا أن هذه الحملة لن تقتصر على القوة العسكرية فحسب، بل هي حملة واسعة النطاق، عريضة الجبهة، ومن أهدافها محاربة عقيدة الإسلام، وقيمه العظام، ومبادئه السامية.
وإن من المبادئ التي يسعى (التحالف الصليبي) لبثها في الأوساط الإسلامية، وخاصة بين النخب العلمية والمثقفة، والذين لهم تأثيرهم على أتباعهم ومريديهم، مبدأ (الإخاء الإنساني) أو (الإنسانية) ومن ثم إلى (الإخاء الديني) و (التلاحم الفكري) محاولين أن يصنعوا لها ألواناً براقة [1]، تخلب الألباب، وتثير المشاعر، فيتلقفها المسلمون، وتسري في عروقهم تلك المبادئ حتى النخاع، وعندئذٍ يتحقق للصليبين ما أرادوا نشره، وتنجح لعبتهم الماكرة لكسب المسلمين بجانب صفهم، وصدق الله حين وصفهم بقوله: (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) [2]
و الغريب أن هذه المبادئ قد نالت حظاً واسعاً بالانتشار في عقول كثير من المسلمين، وبعض المنتسبين للفكر والعلم! وعقدت الكثير من اللقاءات والندوات الفكرية والحوارية باسمها، لأجل التنظير لها، والمنافحة عنها، حتى ظنت طائفة من المسلمين بأنها مصطلحات (خير وبر) وما دروا أن السم دس في العسل، وصدق من قال:
كم حديث يظنه المرء نفعاً ... وبه لو درى يكون البلاء
* فلنكشف الأوراق ولنظهر الحقائق:
المُرَاجِعُ لتلك المبادئ وحين يردها إلى أصلها وجذورها التاريخية، سيجد أن من أوائل من بدأ بالتركيز على إبرازها هي: (الحركة الماسونية) وأذنابها من المستعمرين [3] الحاقدين، أو ممن تلبس بلباس الإسلام من المنهزمين وكان متأثراً ببعض نظم تلك الحركة .. و لست مبالغاً فإن هذه المنظمة العالمية قد بنت ركائز فكرها، ودعائم منهجها على ثلاث مبادئ: (الحرية – الإخاء الإنساني – المساواة) وهم يسعون لنشرها بكل ما أوتوا من قوة مادية أو معنوية، حتى يتلقفها الجهلة، ويكونوا بوقاَ لنشرها والتعريف بها.
وقد ذكر الأستاذ: عبد الله التل في كتابه (جذور البلاء) [4] مترجماً لكلام اليهود في بروتوكولاتهم ما نصه: (كنا أول من اخترع كلمات الحرية والإخاء والمساواة التي أخذ العلماء يرددونها في كل مكان دون تفكير أو وعي، وهي كلمات جوفاء لم تلحظ الشعوب الجاهلة مدى الاختلاف بل التناقص الذي يشيع في مدلولها، إن شعار الحرية والمساواة والإخاء الذي أطلقناه، قد جلب لنا أعواناً من جميع أنحاء الدنيا) ا. هـ
وبغض النظر عن صحة البروتوكولات ونسبتها للماسونية اليهودية أو عدمها، فإنهم قطعوا على أنفسهم عهداً بنشرها ليغزوا بها عقول المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فقد أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى قيمة، بعد أن اطلعوا على أفكار تلك الحركة الخبيثة، وما يهدفون إليه من نشر الثقافات الكافرة، والكتابات الماكرة، وكان في تلك الفتوى ما نصه: (أنها – أي الحركة الماسونية – تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب) [5] ا. هـ
* الشريعة الإسلامية ومصطلح (الإخاء):
قد بينت الشريعة الإسلامية حقيقة وكيفية (الإخاء) كما في الوحيين: (الكتاب والسنة) وهي:
1ـ أُخوة الدين.
فمن كان كافراً فهو أخ للكافر، ومن كان مسلماً فهو أخ للمسلم، ومنه قوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) [6]، وإنما أداة حصر فقد حصر الله الأخوة بين المؤمنين فقط، ومنه قوله تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) [7]، أي في دين الإسلام [8]، ومنه قوله – صلى الله عليه وسلم – (المسلم أخو المسلم) [9]، ولذا فإنه لما خاف الخليل إبراهيم – عليه السلام- من بطش الطواغيت بزوجته سارة قال عنها (إنه أختي) أي أخته في الدين الحنيف الذي يجمع بينهما وهو الإسلام.
ولذا فقد بين – عز وجل – أن المنافقين ليسوا بمسلمين وأنهم إخوان للكافرين فنزع أخوتهم من المسلمين وقرنهم بالأخوة التي تربط بينهم وبين أسيادهم الكافرين فقال: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون) [10] قال ابن الجوزي عند قوله تعالى: (يقولون لإخوانهم: أي في الدين لأنهم كفار مثلهم وهم اليهود) [11].
2. أخوة القرابة والنسب:
ومنه قوله تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) [12] وقد نص جمع من المفسرين بأن المقصود بهذه الأخوة في هذا الموضع بأنها أخوة النسب، ومنهم الشوكاني حيث يقول: (أي أخوهم من أبيهم لا أخوهم في الدين) [13]، ومن هذا قوله تعالى لموسى: (اذهب أنت وأخوك بآياتي) [14]، والمقصود به هارون -عليهما السلام- والذي كان أخاً لموسى من أب وأم.
* زوبعة عصرية، وإثارة قضية:
أثار بعض المفكرين العصريين والمناصرين لمبدأ (الإخاء الإنساني) بأن هذا المصطلح قد ذكره بعض المفسرين في كتبهم، وأن له دليل من القرآن، مثل قوله تعالى: (وإلى عادٍ أخاهم هوداً) [15]، قائلين إن القرآن أثبت هذا الإخاء فهو – عليه الصلاة والسلام – لم يكن أخاً لقومه في الدين لكنَّه أخاهم في البشرية والإنسانية، ولهذا لا مانع بأن نطلق على النصارى واليهود بأنهم إخواننا في الإنسانية.
وجواب ذلك: بأنه لاشك أننا جميعاً مسلمين وكفار خلقنا الله – عز و جل – من أبينا آدم وأمِّنا حواء- عليهما الصلاة والسلام – فنحن جميعاً نشترك في البنوة لهما وهو – سبحانه – ينادينا جميعاً قائلاً: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً) [16]، وعليه – راجياً أن يُفْهَمَ ما أعنيه – فلو أطلق البعض هذا المصطلح لأجل تلك البنوة من آدم وحواء – وليس له إلا هذا المراد فقط – لهان الخطب، وأصبح الأمر قابلاً لوجهات النظر، من حيث أصل هذا المصطلح، ولكن .....
* هل يريد هؤلاء العصرانيون أن يثبتوا هذا المبدأ بهذا التفصيل، أم أن وراء الأكمة ما ورائها، وأن المراد غير ما يظهر، وأن الجوهر بخلاف المظهر؟
- قيل في المثل العربي (الحقيقة بنت البحث) ولا شكَّ أنَّ الغوص في معاني الأمور، ومحاولة إدراك حقائقها، من الأهمية بمكان، والحق الذي لا أشك فيه، أن هذا المبدأ لا يقصد جل من يقوله – نسأل الله لنا ولهم الهداية – إلا خلاف الحق، وتفريغ الإسلام من محتواه الاعتقادي، وإبعاد المسلمين عن منهج الله القويم، وصراطه المستقيم [17]، إلى أن ينتقلوا بمن يتأثر بأطروحاتهم تلك إلى إثبات مبدأ (الإخاء الديني) وقد كان ... فتختلط الأمور، ويصبح الأمر في حيص بيص، ويطمع الطامعون في إسقاط المسلمين بمزالق عقدية خطيرة تحت مظلة (التقارب الديني) أو (التعايش مع الآخر) أو (نبذ الشك والارتياب بالآخرين) ويصبح من تأثر من المسلمين بتلك الأُطر، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل:
فتراخى الأمر حتى أصبحت ... هملاً يطمع فيها من يراها
و لهذا فهل يليق بنا السكوت والتعامي عن مراد هؤلاء المنحرفين بحجة أن هذا المبدأ في جملته صحيح؟!
* أهداف المدرسة العصرانية ومقاصدها في التلويح بهذا المبدأ:
1) تمييع عقيدة البراء من الكفار وبغضهم وعدواتهم، واستبدال ذلك بالدعوة إلى محبَّتهم ومودتهم ومصاحبتهم! إلى غير ذلك من العبارات التي يحاولوا أن يسترضوا بها الكفار، لتربط بينهم وبين المسلمين بوشيحة الإخاء، وحين يقتنع المسلم بهذه الدعوات المنهزمة فإنه سيقل إحساسه بخطر الكفار، وأهمية البراءة منهم، بل سيحصل بينه وبينهم نوع من الانسجام الفكري، والتنازل العقدي، بغية الاجتماع على قواسم مشتركة.
وممَّا يجدرالتنبُّه له، ووجدته واضحاً من خلال البحث والاستقراء لكتابات أصحاب المدرسة العصرانية، حيث رأيتهم متوافقون في مقاصدهم تجاه (الإخاء الإنساني) وأنَّهم يريدون من وراءه القول بمودة الكفار ومحبتهم والتعايش معهم، ولهم كتابات منتشرة في ذلك لو قلَّبها المتابع لوجدها صريحة بنشرهذا المقصد، فتجد أنَّ بعضهم يقول: (إنَّ الأخوة الإنسانية العامة التي أوجب الإسلام بها التعارف عندما يختلف الناس أجناساً وقبائل يجب وصلها بالمودة، والعمل على الإصلاح ومنع الفساد ولو اختلف الناس ديناً وأرضاً وجنساً) بل إنَّ بعضهم يقول: ( ... ومع ذلك التاريخ السابق فإننا نحب أن أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان وتقرب بينها، وتنزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق).
والحقيقة أنَّ من تعلَّم العقيدة الربَّانيَّة حتَّى تجذَّرت في أعماق نفسه البشرية، يعلم أنَّ هذا الكلام مغاير لنصوص الكتاب والسنَّة، فأين يوجد في كتاب الله أو في سنَّة رسول الله القول بجواز مودَّة الكافر، وأين يوجد ذلك فيما سطَّره علماؤنا في كتبهم، أو ما طرَّزوه في مسائلهم.
فاللَّه ـ عزَّ وجلَّ ـ يقول في محكم التنزيل: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) [18] وهنا نهي صريح عن إلقاء المودة للكافرين، ويقول تعالى كذلك: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) [19] قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على هذه الآية: (أخبر الله أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين لله ورسوله، فإن نفس الإيمان ينافي مودته كما ينفي أحد الضدين الآخر، فإذا وجد الإيمان انتفى ضده، وهو موالاة أعداء الله) [20] ا. هـ.
ولذلك فإن هذه الآية لم تخص الذين حاربونا فقط من دونهم بل خصت الكفار أجمعين‘ وفي هذا يقول الإمام ابن حجر العسقلاني عن هذه الآية: (البرُّ والصلة والإحسان لا يستلزم التوادد والتحابب المنهي عنه في قوله تعالى (لا تجد قوماً ... ) فإنها عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل) [21]
وقد يقول قائل إنَّ المرحلة تقتضي كهذه العبارات، لتخفيف وطأة الكفَّار على المسلمين؟
ولكنَّنا نقول متسائلين كذلك: هل ورد مثل هذا الكلام من رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام حين كانوا مستضعفين في مكة، وحين كان الكفار يسومونهم سوء العذاب، رغم توفرالأسباب الداعية لذلك، ومحبة كفار قريش لتلاقي دينهم مع دين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأن يداهنهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليداهنوه؟
إنَّ ذلك لم يكن ألبتة، مع أنَّ الكفار كانوا يودون أن يداهنهم رسول الله ـصلى الله عليه وسلَّم ـ ليداهنوه، فقد قال تعالى عنهم: (ودوا لو تدهنوا فيدهنون) [22] قال أبو المظفر السمعاني – رحمه الله- (وقوله (ودوا لو تدهن فيدهنون) أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أو تلين لهم فيلينون) [23]، وذكر القرطبي – رحمه الله – على هذه الآية عدداً من الأقوال ثم قال: (قلت: كلها إن شاء الله صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى، فإن الدهان: اللين والمصانعة، وقيل: مجاملة العدو وممايلته، وقيل: المقاربة في الكلام والتليين في القول) [24]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا كله فقد أبى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يستمع لكلامهم بل قال بصريح العبارة: (لكم دينكم ولي دين) [25]، وكان- بأبي هو وأمي – مقتفياً لقوله تعالى: (ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك .. ) [26]
وأمَّا ما زعمه بعضهم بجوازأن يقول المسلم للنصراني (أخي) واستدلَّ على ذلك بقوله تعالى: (إنَّما المؤمنون إخوة) ثمَّ ذكر أنَّ النصراني مؤمن من وجه، والمسلم مؤمن بوجه آخر، فلا شكَّ أنَّ هذا خطأ، لأنَّه سبحانه وتعالى جلَّى هذه القضية بكل وضوح فقال عن الكفار: (وماهم بمؤمنين) وقال كذلك عنهم: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة فإخوانكم في الدين) [27] والذي يفهم من هذه الآية أنَّه لا أخوة سابقة بين دين الكفَّار ودين المسلمين إلا إذا دخلوا في الإسلام فهم إخواننا لهم مالنا وعليهم ما علينا، ومن جميل ما قاله الشيخ/ محمد رشيد رضا – رحمه الله – حول هذه الآية: (وبهذه الأخوة يهدم كل ما كان بينكم وبينهم من عداوة، وهو نص في أن أخوَّة الدين تثبت بهذين الركنين، ولا تثبت بغيرهما من دونهما) [28]
بل إنَّه مخالف لقوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برؤاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) [29]، قال الإمام ابن تيمية: (فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أي صنف كان) [30].
ولله درُّ الشيخ الداعية/عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ حين حذر من هذه الدعاوى المنحرفة، قائلا: ً (فانظر إلى إبراهيم إمام المسلمين ومن معه من الأنبياء كيف صرَّحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأنَّ الله لا يبيح لهم موالاتهم أو مؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولاً وعملاً واعتقاداً.
وأوجب الله علينا التأسي بهم، ذلك أنَّ مؤاخاة الكفار بأي شكل من الأشكال، ولأي غرض من الأغراض لا يكون أبداً إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لا يكون إلا بخفض كلمة الله واطِّراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه، ومهما ادَّعوا من الأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلات المفرضة، فإنَّ المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامة حكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله وتحكيم شريعته.
وما قيمة الإسلام إذا لم يكن هو الحاكم ظاهراً والمهيمن باطناً) [31]
والعجب أنَّه مع هذا التنازل من بعض المنتسبين للعلم ـ هداني الله وإياهم ـ وإطلاقهم لهذه الألفاظ على الكفَّار؛ لم تلق أذناً صاغية منهم، ولا يزال هؤلاء العصريون يميعون قضايا الدين، لإرضاء شرذمة الكفر، ويبقى الكفار يزدادون قتلاً وسفكاً واتهاماً للمسلمين بالتشدد تارة، والتنطع تارة أخرى، والإرهاب تارة أخرى، وصدق الله: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) [32] ومن المهم حينها أن نعلم بأنَّ الكفارلا يريدون من المسلمين إلا الانسلاخ عن الدين، والكفر برب العالمين، ولن يكسب المسلمون من هذا كله دنيا هنية، ولا ديناً قوياً وأخشى أن نكون كما قيل:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.
2) ومما يهدف إليه العصريون من هذا المبدأ: مسخ تميز المسلم عن الكافر بعباداته وعاداته، وظاهره وباطنه، و (إزالة استعلاءه بإيمانه، الناشئ من إحساسه بالتميز عن الجاهلية المحيطة به في كل الأرض .. لكي تنبهم شخصيته وتتميع) [33].
ولا شك أن هذا مفرح للكفار، لأنهم يسعون إلى تذويب المسلم ظاهراً وباطناً في مجتمعاتهم الآسنة، بل حتى لو كان في بلاده فلا يشعر بفوارق بينه وبين غيره من الكفار.
يقول المستشرق النمساوي المعاصر (فون جرونيباوم- Von Grunebaum) في كتاب له يسمى: (الإسلام الحديث – Modern Islam) : ( إن الحاجز الذي يحجز المسلم عن (التغريب – Westernization) هو استعلاؤه بإيمانه، وإنه لا بد من تحطيم ذلك الحاجز لكي تتم عملية التغريب) [34].
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في المادة السادسة من الميثاق الإذاعي للدول العربية ما نصه: (الانفتاح على الحضارة الإنسانية أخذاً وعطاءً وتعميق روح الأخوة الإنسانية والتأكيد على أن الأمة العربية تمد يدها لكل شعوب الأرض دون ما نظر إلى اختلاف الدين أو العقيدة أو أسلوب الحياة للتعاون على توفير أسباب الحرية والتقدم والسلام القائم على العدل وذلك انطلاقاً من جوهر القيم العربية واستهداءً بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان) [35].
ويبين من هذا أن هذه الكلمة خطة ماسونية غربية تلقفها العصريون ونشروها بين المسلمين بدلاً عنهم، ولا ريب أن هذا متابعة لهم في ما يهوونه، وهو ما نهى الله عنه وحذر منه فقال لمحمد – صلى الله عليه وسلم – (ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) [36]، وقال سبحانه: (ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير) [37].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – (ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، ويُسرون به، ويودون أن لو بذلوا عظيماً ليحصل ذلكـ ثمَّ قال ـ ومن المعلوم أن متابعتهم في بعض ما هم عليه من الدين، نوع متابعة لهم في بعض ما يهوونه، أو مظنة لمتابعتهم فيما يهوونه) [38].
3) ومما يهدفون إليه عدم التفكير بجهاد الكفار، وإماتة الروح الجهادية في قلوب المسلمين، بحجة أنهم إخوان لنا في الإنسانية فلا بد أن تحترم كرامتهم وإنسانيتهم وأن نكون متسامحين معهم وهذا في جهاد الطلب، بل أنكر آخرون جهاد الدفع ولو قتل المسلم على أيدي الكفار، وذك لـ (يكون المسلم شهيد السلام والتآخي والتسامح أو أنه (شهيد الفكرة المتراحمة) وهذا الكلام لم ألقه جزافاً وممن نص عليه الطبيب الدكتور: خالص جلبي، في كتابه: (سيكلوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي) [39] مقرراً لهذا القول العجيب، بهذه القزمة الفكرية، التي لم تكن حتى عند الجاهليين العرب، وحقاً هو التضليل الفكري، والصوت النشاز في العالم الإسلامي ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ وعش رجباً ترى عجباً:
الله أخر موتتي فتأخرت ... حتى رأيت من الزمان عجائباً.
إنها ثقافة الانهزام التي تسري في عروق هؤلاء العصريين باسم ثقافة الإخاء والسلام.
4) ومما يهدف إليه العصريون بهذا المصطلح (إلغاء المناداة بالرابطة الإسلامية أو تحييدها واستبدالها بالرابطة الأخوية الإنسانية، إلى الوحدة الأخوية الدينية) [40]، ولذا فهم يدندنون كثيراً على هذه المصطلحات، ولا ريب أن هذا باطل وزور من القول، فنحن وإن كنا أبناء لآدم وحواء، فإن هذا لا ينفعنا عند الله، والذي ينفعنا هو الدخول في دين الإسلام وعقد الأخوة المسلمين، وقد امتن الله علينا بهذه الأخوة فقال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) [41]، وبعدئذ يتوحد الحب لدى المسلم فلا يحب إلا أخيه المسلم ولا يرتبط إلا به، ولا يصاحب إلاَّ إياه، وما أروع ما قاله الأستاذ: سيد قطب – رحمه الله - (إن البشرية لا تنقسم في تقدير المسلم إلى أجناس وألوان وأوطان، إنما تنقسم إلى أهل الحق وأهل الباطل، وهو مع أهل الحق ضد أهل الباطل .. في كل زمان وفي كل مكان .. وهكذا يتوحد الميزان في يد المسلم على مدار التاريخ كله، وترتفع القيم في شعوره عن عصبية الجنس واللون واللغة والوطن، و القرابات الحاضرة أو الموغلة في بطن التاريخ، ترتفع فتصبح قيمة واحدة .. هي قيمة الإيمان يحاسب بها الجميع، ويقوم بها الجميع) [42]، ولو دقق في نداء نوح لربه ـ عز وجل- قائلاً: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) [43]، فقد رد الله – عز وجل – عليه قاطعاً ما بينه وبين ابنه من أواصر القرابة، قائلاً: (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) [44]، وذلك أن نوحاً كان ابنه كافراً، ففصم الله العلاقة بينه وبين أبيه، حتى يتميز حزب الرحمن من حزب الشيطان، ويعلم أن آصرة التجمع هي على عقيدة الإسلام،وأن رابطة الولاء لا تكون ولا تنبغي أن تكون إلا لمن اتبع هذا الدين، وقام به خير قيام.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم إن الإنسان مخلوق كريم، كما قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [45]، وقال (ولقد كرمنا بني آدم) [46]، لكنه لما حاد عن منهج الله، قال تعالى عنه: (ثم رددناه أسفل سافلين) [47]، ولم يستثن إلا من ثبت على شريعة الإسلام، فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [48] ‘ فمن اتبع غير شريعة الله فليس ذا كرامة،كما قال تعالى: (ومن يهن الله فما له من مكرم) [49]، بل سمى الله المشرك نجساً، فقال: (إنما المشركون نجس) [50].
فمن جعل من المسلمين شعار (الإخاء الإنساني) هو الشعار المرفرف، موالياً من والاه، ومعادياً من عاداه، فإنه قد ارتكب جرماً كبيراً في حق ربه ـ عزوجل ـ، وتنكر لأمته وهويته، و جزى الله الشيخ: جاد الحق علي جاد الحق خيراً– شيخ الأزهر سابقاً – رحمه الله – حين قال: (إن البحث عن هوية أخرى للأمة الإسلامية خيانة كبرى، وجناية عظمى، وقد لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (من غير منار الأرض) [51]، فكيف بمن يغير هوية أمة، ويضلها عن طريق النجاة؟) [52] ا. هـ. فمن فعل ذلك فإنه قد شابه الجاهلية، والتي تحب أن تنتسب للروابط القومية أو الإقليمية، لذا فقد أزال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – تلك الرؤى الجاهلية والتي كانت عند الصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين – فقال يخاطبهم (إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَة الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن) [53]، قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله- معلقاً على هذا الحديث: (فأضاف العُبية والفخر إلى الجاهلية، يذمها بذلك، وذلك يقتضي ذمها بكونها مضافة إلى الجاهلية، وذلك يقتضي ذم الأمور المضافة إلى الجاهلية) [54]، وقال في موضع آخر: (وذلك أن الانتساب إلى الاسم الشرعي، أحسن من الانتساب إلى غيره، ألا ترى إلى ما رواه أبو داود من حديث .. أبي عقبة – وكان مولى من أهل فارس – قال: (شهدت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحداً، فضربت رجلاً من المشركين ‘ فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي فقال: (هلا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟) [55].
قال العلامة القاري – رحمه الله -: (وكانت فارس في ذلك الزمان كفاراً، فكره – صلى الله عليه وسلم – الانتساب إليهم وأمره بالانتساب إلى الأنصار ليكون منتسباً إلى أهل الإسلام) [56].
وقال العلامة الشنقيطي – رحمه الله -: (ولا يخفى أن أسلافنا معاشر المسلمين إنما فتحوا البلاد ومصروا الأمصار بالرابطة الإسلامية، لا بروابط عصبية، ولا بأواصر نسبية) [57].
* تساؤل .... وجوابه .....
إذا اتفق على مراد هؤلاء العصريون في مبدأهم (الإخاء الإنساني) فقد يتساءل البعض: لِم يستخدم هؤلاء هذه الفكرة محاولين أن يقنعوا الناس بها؟
والجواب: يحسن التنبيه بأنَّه قد تكون منهم فئة وقعت شبهة في عقولهم، أو لم يدركوا أبعاد هذه الفكرة فأطلقوها بحسن ظن ونية منهم – فربنا يغفر لهم – إلا أن الغالب على أكثرهم أنهم يلبسون الحق بالباطل، ويتاجروا بهذه الكلمة ليروجوا باطلهم على أذهان الناس باعتبار أنها في أصلها صحيح، ولبس الحق بالباطل (قاسم مشترك) بين أهل الأهواء والبدع ليروجوا باطلهم باسم الحق.
قال ابن القيم – رحمه الله – وقد كان يتحدث عن أصحاب الحيل الباطلة (وأخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة، بحسب تلك البدع .. فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق) [58].
وكذلك فإن مصطلح (الإخاء الإنساني) مصطلح مجمل يحتمل حقاً ويحتمل باطلاً، والعصرانيون يشتركون مع أهل البدع بأخذهم بالألفاظ المجملة والعمومية التي تسبب كثيراً من الإشكالات، ليخلقوا الغبش والضبابية حول مفاهيمهم، فهم لا يحبون التفصيل بل من طبعهم الإجمال في العبارات والنصوص لتبدوا رجراجة غامضة، ولذا يوصي ابن القيم في نونيته بالابتعاد عن مثل هذا النسق، والذي مشى عليه كثير من أهل البدع، قائلاً:
فعليك بالتفصيل والتبيين فا ... لإطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبَّطا ... الأذهان والآراء كل زمان
(يُتْبَعُ)
(/)
و لينظر إلى الخوارج كيف أنهم تمسكوا بظاهر آية مجملة وهي في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [59]، فكفروا طائفة من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منهم من شهد له بالجنة كعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – بسبب أنهم أخذوا هذه الآية بمجملها و بنوا عليها باطلهم.
ولهذا فإن أفضل حل مع هذه الطوائف أن يستفصل عن مرادهم بهذه الألفاظ المجملة كلفظ (الحرية) و (التجديد) وغيرها من الألفاظ والتي منها (الأخوة الإنسانية) فإن أطلقت هذه المصطلحات فليسأل صاحبها ماذا تريد بهذا المصطلح؟
قال ابن تيمية (وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفي والإثبات دون الاستفصال يوقع في الجهل والضلال والفتن والخبال، والقيل والقال، وقد قيل (أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء) [60].
هذا مع أن الأفضل في اعتقادي – والله أعلم – في مصطلح (الأخوة الإنسانية) تجنبه مطلقاً، وعدم النطق به، ولو لم يكن من ذلك إلا عدم الوقوع في مشابهة الكفارمن الأنظمة الماسونية وغيرها لكفى، وهذا من أعظم مقاصد القرآن فإنه يحث على تجنب مشابهة الكفار حتى في ألفاظهم والنهي عن النطق بها، ولو كان ظاهرها صواباً، لأن أهل الكفر والفساد يقصدون منها معان باطلة، وتأويلات مغايرة لحقائق الوحيين، فلفظة (راعنا) عند اليهود كانوا يقولونها استهزاء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويريدون منها معنىً قبيحاً، فنهى الله المؤمنين عن قولها والتلفظ بها لئلا يتشبه المسلمون بالكفار، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) [61]، قال قتادة وغيره (كانت اليهود تقوله استهزاءً، فكره الله للمؤمنين أن يقولوا مثل قولهم) [62]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله معلقاً – (فهذا كله يبين أن هذه الكلمة نهي المسلمون عن قولها، لأن اليهود كانوا يقولونها – وإن كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة – لما كان في مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار، وتطريقهم إلى بلوغ غرضهم) [63].
* وفي ختام المقال:
فإني أوصي من كان على هذا المنهج العصراني أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يستشعروا (أمانة الكلمة) وأن العبد (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [64] وليت هؤلاء العصريون وكما أنهم يحاولون استرضاء الكفار بالربط بينهم وبين المسلمين بحلقة التآخي؛ ليتهم يوجهوا أنظارهم إلى إخوانهم المسلمين، ويحلوا مشكلات التفرق والخصومة بينهم بمنهج السلف الصالح، ويوثقوا بينهم وشيجة الإخاء، وآصرة الولاء، ورابطة التجمع على: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
إلاَّ أن العكس هو الواقع فالمتابع لحركة أصحاب المدرسة العصرية في التأليف والندوات التي يقيمونها يلحظ أن أكثر سهامهم موجهة تجاه المنهج السلفي، ولمزه تارة بـ (التنطع) و (التشدد) أو أن أصحابه (جامدون – نصوصيون – حرفيون – كهفيون .. ) [65] إلى غير ذلك من الألفاظ، وبالمقابل يسعون لإرضاء الكفار ومداهنتهم والتقارب معهم، مع أن الكفار لم يأبهوا بكلامهم ولا رضوا عن فعالهم، ويصدق فيهم قول الشاعر:
باء بالسخطتين فلا عشيرته رضيت ... عنه ولا أرضى عنه العدا
فمن يقارن حال هؤلاء العصريين مع الكفار ومع من تمسك بالسنة الغراء، فسيجد ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين.
وقد أحسن الدكتور: عدنان النحوي، حين صوَّر حال هؤلاء قائلاً: (وأصبح من المسلمين من يأنس للتحالف مع أعداء الله، ويأنف من التعاون مع المسلم، ودوى شعار (تقارب الأديان) وغاب شعار (المسلم أخو المسلم) [66].
ولا يعني ذلك أن لا يدعو المسلم الكفار لدين الله – عز وجل – وتحبيبهم إليه، وتبليغهم رسالة الله، ومحبة الخير لهم، والعدل معهم، وعدم ظلمهم، وهذا مع الكفار المحاربين، فما البال بغير المحارب منهم فإن الله أمرنا بالبر معهم والإقساط إليهم، وإعطائهم حقوقهم، وعدم الغدر بهم، بقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [67].
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك هو منهج الإسلام في معاملة الكفار، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا إرخاء، فهو دين وسط، كما أننا أمة الوسط، ونعامل جميع الخلق – مسلمهم وكافرهم – بهذه الوسطية الحقة التي أمرنا الله – عز وجل – بها قائلاً: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [68].
وإنَّ أعظم ما يمزق الصف الإسلامي من داخله، ويشرخ في وحدته، حين يتكلم من رأى أمة الإسلام في ركب المتخلفين، وذيل الأمم، فأصبح يلفق بين الإسلام وبين ما يسمى بـ (الحضارة الغربية) ويقدم للعالم أجمع إسلاماً (مقصَّصَاً) قد تخلى بنزعة غربية، ولهجة استرضائية للغرب الكافر، بسبب ضغط الواقع، معبرين عنه بالإسلام المستنير!!
تلك ثقافة الضرار، ومنهجية التلبيس التي صيرت عالمنا الإسلامي المتزلف الأول للكفار، والتي أرى أن يجند دعاة الإسلام وعلمائه للرد عليها، وكشف شبهها، علَّ الله أن يهدي أصحابها ومن تأثر بفكرهم ويردهم إلى سواء السبيل.
ورحم الله علماءنا حين قالوا: (رحم الله امرءاً عرف زمانه فاستقامت طريقته).
فهل من مستمسك بالإسلام والسنة في القرن الخامس عشر، مفارقاً كل شر وبدعة؟!!
أسأله تعالى أن نكون منهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ملاحظة: هذه الدراسة نشرت في موقع المسلم.
--------------------------------------------------------
1) وقد وصف العلامة الراحل – محمود شاكر – رحمه الله هذه المصطلحات بأنها (ألفاظ لها رنين وفتنة، ولكنها مليئة بكل وهم وإيهام، وزهو فارغ مميت فاتك، توغل بنا في طريق المهالك، وتستنزل العقل حتى يرتطم في ردغة الخبال) انظر كتابه (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)، صفحة (82)
2) سورة إبراهيم آية (52).
3) بل هم المستخربين، فلم يدخلوا بلدة أو قطراً مسلماً إلا وخربوه دينياً وحضارياً فحاشاهم الاستعمار.
4) جذور البلاء، للأستاذ عبد الله التل، صفحة (265 - 274)، المكتب الإسلامي.
5) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة – إصدار الندوة العالمية للشباب الإسلامي (1/ 518).
6) سورة الحجرات آية (10)
7) سورة التوبة (11)
8) فتح القدير للشوكاني (2/ 222)
9) رواه البخاري، في كتاب المظالم (4) باب (3)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب (45) باب تحريم الظلم حديث رقم (2580) كلاهما من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما.
10) سورة الحشر، آية (11).
11) زاد المسير، لابن الجوزي (8/ 217).
12) سورة الشعراء، آية (105 – 106).
13) فتح القدير (3/ 270).
14) سورة طه، آية (42).
15) سورة الأعراف، آية (65).
16) سورة الأعراف، آية (26).
17) قال ابن رجب (ومن أعظم خصال النفاق العملي أن يعمل الإنسان عملاً ويظهر أنه قصد به الخير، وإنما عمله ليتوصل به إلى غرض سيء، فيتم له ذلك، ويتوصل بهذه الخديعة إلى غرضه، ويفرح بمكره وخداعه) وصدق رحمه الله – جامع العلوم والحكم/صـ378.
18) سورة الممتحنة (1)
19) سورة المجادلة (22)
20) مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/ 17)
21) فتح الباري لابن حجر العسقلاني (5/ 233)
22) سورة القلم، آية (9).
23) تفسير السمعاني (6/ 20).
24) تفسير القرطبي (18/ 230).
25) سورة الكافرون، آية (6).
26) سورة المائدة، آية (49).
27) سورة التوبة، آية (12).
28) تفسير المنار، لرشيد رضا (10/ 187).
29) سورة الممتحنة، آية (1).
30) مجموع الفتاوى (28/ 228).
31) مقطع من خاتمة للشيخ الدوسري على كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد للإمام: محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ضمن كتاب عقيدة الموحدين والرد على الضلال والمبتدعين للشيخ / عبدالله العبدلي الغامدي ـ رحمه الله ـ صـ101)
32) سورة البقرة، آية (120).
33) مقطع من كلام الأستاذ و المفكر الإسلامي: محمد قطب – حفظه الله – من كتابه (مذاهب فكرية معاصرة) صفحة (593).
34) مذاهب فكرية معاصرة، صفحة (593).
35) المنظمات العربية المتخصصة في نطاق جامعة الدول العربية لغسان يوسف، صفحة 0 430 – 431)، بواسطة كتاب الشيخ: علي العلياني – حفظه الله- (أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية)، صفحة (430 – 431)
36) سورة المائدة، آية (49).
37) سورة البقرة، آية (120).
38) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 98 - 99).
(يُتْبَعُ)
(/)
39) سيكلوجية العنف، صفحة (52).
40) أنشد بعض المنتسبين إلى الإسلام في إحدى المؤتمرات:
الشيخ والقسيس قسيسان ... وإن تشأ فقل هما شيخان!!
41) سورة آل عمران، آية (103).
42) في ظلال القرآن (5/ 2607).
43) سورة هود، آية (47).
44) سورة هود، آية (48).
45) سورة التين، آية (4).
46) سورة الإسراء، آية (70).
47) سورة التين، آية (5).
48) سورة التين، آية (6).
49) سورة الحج، آية (18).
50) سورة التوبة، آية (28).
51) رواه مسلم في كتاب الأضاحي، حديث رقم (1978).
52) من كتاب: هويتنا أو الهاوية، للشيخ: محمد المقدم – حفظه الله – صفحة (51).
53) رواه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب التفاخر بالأنساب (5/ 339 - 340) برقم (5116)، ورواه الترمذي برقم (3955) وقال حسن غريب، وصححه ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 247).
54) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 247)، والجعل والجعلان: هي الخنافس التي تأكل الغائط وتخزنه.
55) رواه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في العصبية (5/ 343) برقم (5123).
56) عون المعبود: لشمس الحق آبادي ن مجلد (7) جزء (14) صفحة (21).
57) أضواء البيان، للشنقيطي: (2/ 29).
58) إغاثة اللهفان، لابن القيم (1/ 110).
59) سورة المائدة، آية (44).
60) منهاج السنة النبوية، لابن تيمية (2/ 217).
61) سورة البقرة، آية (104).
62) تفسير الطبري (1/ 374).
63) اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية (1/ 175).
64) سورة ق، آية (18).
65) من سمات أصحاب التوجُّهات العصرانية: احتقار المتَّبعين للمنهج السلفي (منهج أهل السنَّة والجماعة)، والنظر إليهم نظرة دونية، ولمزهم بالسطحية والجمود والتطرف، وأمَّا هم ـ العصريين ـ فهم أهل حضارة وفكر راقي، ومنفتحون ومستنيرون إلى غيرها من الألفاظ البرَّاقة التي يخدعون بها النَّاس، ومن خير ما قرأته ووجدته منطبقاً عليهم مقاساً بمقاس، ما ذكره الشيخ المحدِّث / أحمد شاكر ـ تغمده الله برحمته ـ عن هؤلاء الذين يدَّعون الموضوعيَّة في الكلام والنظرة المنصفة لآثار الكفَّار وتقاليدهم، حيث قال: (أو من رجلٍ ممَّن ابتليت بهم الأمَّة المصرية في هذا العصر ممن يسميهم أخونا النابغة الأديب الكبير (كامل كيلاني) المجدِّدينات هكذا ـ واللَّه ـ سمَّاهم هذا الاسم العجيب، وحين سأله سائل عن معنى هذه التسمية أجاب بجواب أعجب وأبدع: (هذا جمع مخنث سالم) فأقسم له سائله أنَّ اللغة العربية في أشدِّ الحاجة إلى هذا الجمع في هذا الزمن!!) انظر/ جامع الترمذي (1/ 71ـ72) بتحقيق: الشيخ أحمد شاكر.
66) الانحراف، للدكتور: عدنان النحوي، صـ (51).
67) سورة الممتحنة، آية (8).
68) سورة البقرة، آية (143).
ـ[المرجان]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 08:32]ـ
ومثلها قول بعضهم المحبة الفطرية!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 01:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... يا أخي المرجان
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:46]ـ
شكر الله للجميع مرورهم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 02:35]ـ
أحسنت أخانا خباب ....
"وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين"
ـ[علي التمني]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 02:24]ـ
بسم الله
قرأت البحث كاملا، ولقوة الطرح ومنهجية التناول وجمال الأسلوب لم أستطع أن أتركه حتى أتيت عليه، فشكر الله لأخينا خباب ورفع الله قدره، ولا ريب أن موضوع الأخوة الإنسانية لم يقل بها في بلاد الإسلام إلا المنهزمون الذين فقدوا البوصلة، ووقعوا في فخ الماسونية التي لم ترفع شعار الإخاء الإنساني إلا من أجل تركيع الجوييم لأهدافهم، وإلا فالكل يعلم أن اليهود - وهم مؤسسو الماسونية ومصممو النظام العالمي الجديد - ينظرون إلى غيرهم على انهم أدنى منهم طبقة ومنزلة ولذا يسمونهم الأغيار أو الجوييم، بل لقد ذكر القرآن الكريم هذا، فقالوا إنهم أبناء الله وأحباؤه، كبرت كلمة إن يقولون إلا كفرا وكذبا، فهل يفيق الماضون في خدمة أهداف اليهود اعداء الله وأعداء المسلمين وأعداء الإنسانية جمعاء.
5/ 11/1428
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 02:41]ـ
بارك الله فيك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Nov-2007, مساء 10:51]ـ
أخي الكريم
إمام الأندلس
جازاك الله الخير، ونفع بك المسلمين
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:46]ـ
أخي المرجان بخصوص المحبة الفطرية فإنَّ لدي بحث سينشر قريبا بحول الله وعنوانه: (حقيقة البعد الاعتقادي في موقف المسلم من الكافر)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:17]ـ
بحث رائع بارك الله في شيخنا خباب ونفع به.
ووالله إن مما يؤسف له أن نرى من ينتمي للإسلام كداعية أو مفكر والبعض يطلق عليهم لقب "عالم"!! يرددون عبارة إخواننا النصارى!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
جزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك اخي شذى الجنوب(/)
الحِراب المُسَّدة على مُنكِر حد الردة .. محاضرة للشيخ أحمد النقيب
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 01:42]ـ
الحِراب المُسَّدة على مُنكِر حد الردة
محاضرة قيمة
لفضيلة الشيخ د/ أحمد بن عبد الرحمن النقيب
(حفظه الله تعالى)
فقط .. اضغط هنا ( http://www.albasira.com/ViewMedia.aspx?TypeID=2&CategoryID=-1&AutherID=4&GroupID=-1&FileID=508)(/)
حسن التعامل مع الخلاف والردود
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 11:54]ـ
فربما يحصل في وقت النوازل والفتن اختلاف في النظرة إليها من قبل بعض أهل العلم وربما يحصل خلاف حول أمر ما؛ فيحسن - والحالة هذه - أن تنشرح صدورنا لما يقع من الخلاف؛ فما من الناس أحد إلا وهو راد ومردود عليه، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ويجمل بنا نحسن الظن بأهل العلم والفضل إذا رد بعضهم على بعض، وألا ندخل في نياتهم، وأن نلتمس لهم العذر.
وإذا تبين لنا أن أحداً من أهل العلم أخطأ سواء كان راداً أو مردوداً عليه - فلا يسوغ لنا ترك ما عنده من الحق؛ بحجة أنه أخطأ.
وإذا كنا نميل إلى أحد من الطرفين أكثر من الآخر فلا يجوز لنا أن نتعصب له، أو نظن أن الحق معه على كل حال.
وإذا كان في نفس أحدٍ منا شيء على أحد الطرفين - فلا يكن ذلك حائلاً دون قبول الحق منه.
قال - ربنا جل وعلا -: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى).
وقال: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ).
قال ابن حزم - رحمه الله -: (وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره). (1)
وقال: (وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه - فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوِّم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود). (2) وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله -: (والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماءُ الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.
وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية والغاضبة). (3) وإذا كان لدينا قدرة على رأب الصدع، وجمع الكلمة، وتقريب وجهات النظر فتلك قربة وأي قربة.
قال الله - عز وجل -: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيم).وإذا لم نستطع فلنجتهد بالدعاء والضراعة إلى الله أن يقرب القلوب، ويجمع الكلمة على الحق.
ولنحذر كل الحذر من الوقيعة بأهل العلم، أو السعاية بينهم، ولنعلم بأنهم لا يرضون منا بذلك مهما كان الأمر.
وإذا سلمنا الله من هذه الردود، فاشتغل الواحد منا بما يعينه - فهو خير وسلامة - إن شاء الله تعالى -.
والذي يُظَنْ بأهل الفضل سواء كان الواحد منهم رادَّاً أو مردوداً عليه - أنهم لا يرضون منا أن نتعصَّب لهم أو عليهم تفنيداً، أو تأييداً.
بل يرضيهم كثيراً أن نشتغل بما يرضي الله، وينفع الناس.
ويؤسفهم كثيراً أن تأخذ تلك الردود أكثر من حجمها، وأن تفسر على غير وجهها.
هذا وإن العاقل المحب لدينه وإخوانه المسلمين ليتمنى من صميم قلبه أن تجتمع الكلمة، وألا يحتاج الناس أو يضطروا إلى أن يردوا على بعض، وما ذلك على الله بعزيز، ولكن:
فيا دارها بالحزن إن مزارها * قريب ولكن دون ذلك أهوال
فمن العسير أن تتفق آراء الناس، واجتهاداتهم، ومن المتعذر أن يكونوا جميعاً على سنة واحدة في كل شيء، ومن المحال أن يُعْصَم الناس فلا يخطئوا.
ثم ليكن لنا في سلفنا الكرام قدوة؛ فهم خير الناس في حال الوفاق وحال الخلاف؛ حيث كانوا مثالاً يحتذى في الرحمة، والعدل، والإنصاف حتى في حال الفتنة والقتال.
روي أنه أنشد في مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه - قول الشاعر:
فتىً كان يدنيه الغنى من صديقه * إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
كأن الثريا علقت بجبينه * وفي خده الشِّعرى وفي الآخر البدر
فلما سمعها علي - رضي الله عنه - قال: هذا طلحة بن عبيد الله، وكان السيف يومئذٍ ليلتئد مجرداً بينهما.
فانظر إلى عظمة الإنصاف، وروح المودة، وشرف الخصومة.
ولا ريب أن هذه المعاني تحتاج إلى مراوضة النفس كثيراً، وإلى تذكيرها بأدب الإنصاف، وإنذارها ما يترتب على العناد والتعصب من الإثم والفساد.
وإذا استقبلنا الخلاف والردود بتلك الروح السامية، والنفس المطمئنة صارت رحمةً، وإصلاحاً، وتقويماً، وارتقاءاً بالعقول، وتزكية للنفوس.
وبهذا نحفظ لرجالنا، وأهل العلم منا مكانتهم في القلوب، ونضمن -بإذن الله- لأمتنا تماسكها وصلابة عودها، ونوصد الباب أمام من يسعى لتفريقها والإيضاع خلالها.
والعجيب أن ترى أن اثنين من أهل العلم قد يكون بينهما خلاف حول مسألة أو مسائل، وتجد أتباعهما يتعادون، ويتمارون، وكل فريق يتعصب لصاحبه مع أن صاحبي الشأن بينهما من الود، والصلة، والرحمة الشيء الكثير!.
وأخيراً لنستحضر أن ذلك امتحان لعقولنا وأدياننا؛ فلنحسن القول، ولنحسن العمل، ولنجانب الهوى.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) -الأخلاق والسير ص37.
(2) -الأخلاق والسير ص37.
(3) -أصول النظام الاجتماعي في الإسلام للطاهر بن عاشور ص186.
منقول من موقع الشيخ/محمد بن إبراهيم الحمد.
وأعتبر هذه المقالة من أحسن ما قيلت في هذا الموضوع.
فأرجوا أن تنشر في المنتديات التي تكثر فيه القيل والقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 06:10]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ماأحوجنا لمثل هذا التذكير والكلام النافع
هلّا وضعتم رابط موقع الشيخ محمد الحمد
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 09:40]ـ
هذا الموقع:
http://www.toislam.net/index.asp
وهذه صفحة الموضوع:
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1580&per=1558&kkk=
وهو دكتور في جامعة القصيم تخصص عقيدة وهو يعتني بالأدب ,وله كتب كثيرة وقيمة جداً.
ومنها كتاب قيم جدا وهو (عقيدة أهل السنة والجماعة مفهومها_خصائصها_خصائص أهلها) تقديم الشيخ/عبدالعزيز بن باز.
وهذا الكتاب ليس في موقعه للأسف ,لكن يوجد مختصر.
ـ[احمد عبدالله]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 04:01]ـ
جميل جداً
سدد الله خطاكم ونفع بكم
ابوعبدالله
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
أرحب بك في منتدانا أخي احمد عبدالله
وأتمنى أن تفيد وتستفيد من المنتدى
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 01:47]ـ
الردود والخلاف من أعظم مشوشات القلب، ومن أشد ما يذكي أوار الفتنة، ويقضي على روح المحبة والألفة إذا لم تراع الضوابط الشرعية، والآداب المرعية في ذلك الشأن.
والأخذ بأدب الرد، وحسن التلقي والتعامل مع الردود من أعظم ما يحفظ المشاعر، ويبقي على الود.
ولهذا كان حرياً بمن كان أهلاً للرد، واقتضى الأمر أن يرد - أن يلزم الإنصاف، وحرياً بمن يقف على شيء من ذلك أن يحسن التعامل مع الخلاف والردود.
فيا من يروم المعالي، ويتطلب الإصلاح عليك بلزوم الإنصاف، وتحري العدل.
وإذا لم ينصفك الرجل، فرد عليك الحق بالشمال وباليمين، أو جحد جانباً وهو يراه رأي العين - فلا تكن قلة إنصافه حاملة لك على أن تقابله بالعناد، فترد عليه حقاً، أو تجحد له فضلاً، واحترس من أن تسري لك من خصومك عدوى هذا الخلق الممقوت، فيلج في نفسك، وينشط له لسانك، أو قلمك، وأنت تحسبه من محاربة الخصوم بمثل سلاحهم.
كلا، لا يحارب الرجل خصومه بمثل الاعتصام بالفضيلة، ولا سيما فضيلة كالإنصاف؛ فهي تدل على نفس مطمئنة، ونظر في العواقب بعيد.
بل يحسن بمن أراد الرد أن ينظر في جدواه، وأن يتمثل الرحمة ويتجنب الظلم والبغي، ومما يعينه على ذلك ما يلي:
أ- أن يحب المرء لإخوانه ما يحبه لنفسه: فذلك أقرب للتقوى، وأنفى للوحشة والبغضاء، وأدعى للعدل والرحمة، والمودة والقربى؛ "فأعدل السير أن تقيس الناس بنفسك، فلا تأتي إليهم إلاَّ ما ترضى أن يؤتى إليك".
قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (1).
قال الشافعي - رحمه الله -: "ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ".
وقال: "ما ناظرت أحداً قط إلاَّ أحببت أن يوفق، ويسدد، ويعان، ويكون عليه رعاية من اللَّه، وحفظ".
وقال الخطابي - رحمه الله -:
ارض للناس جميعاً مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك ولهم حس كحسك
ب-أن يضع المرء نفسه موضع خصمه: فذلك مما يدعو لالتماس المعاذير، والبعد عن إساءة الظن، والحذر من مواطن الظلم والاعتساف.
قال ابن حزم - رحمه الله -: "من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه؛ فإنه يلوح له وجه تعسفه".
ج-التجرد للحق: فإذا تجرد المرء للحق، وآثره، وحرص على طلبه - وفق له، ولم يجد صعوبة في لزوم العدل.
قال الرافعي - رحمه الله -: "متى ما وقع الخلاف بين اثنين، وكانت النية صادقة مخلصة - لم يكن اختلافهما إلا من تنوع الرأي، وانتهيا إلى الاتفاق بغلبة أقوى الرأيين، ما من ذلك بد".
وقال الشافعي - رحمه الله -: "وما ناظرت أحداً إلاَّ ولم أبال: أبين اللَّه الحق على لساني أو لسانه".
وكما يحسن بمن رَدَّ أو رُدَّ عليه أن يلزم أدب الرد فكذلك يحسن حال حصول الخلاف والرد خصوصاً بين بعض أهل العلم - أن تنشرح صدورنا لما يقع من الخلاف؛ فما من الناس أحد إلا وهو راد ومردود عليه، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ويجمل بنا نحسن الظن بأهل العلم والفضل إذا رد بعضهم على بعض، وألا ندخل في نياتهم، وأن نلتمس لهم العذر.
وإذا تبين لنا أن أحداً من أهل العلم والفضل أخطأ سواء كان راداً أو مردوداً عليه - فلا يسوغ لنا ترك ما عنده من الحق؛ بحجة أنه أخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كنا نميل إلى أحد من الطرفين أكثر من الآخر فلا يجوز لنا أن نتعصب له، أو نظن أن الحق معه على كل حال.
وإذا كان في نفس أحدٍ منا شيء على أحد الطرفين - فلا يكن ذلك حائلاً دون قبول الحق منه.
قال - ربنا جل وعلا -: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى).
وقال: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ).
قال ابن حزم - رحمه الله -: "وجدت أفضل نعم الله -تعالى- على المرء أن يطبعه على العدلِ وحُبِّه، وعلى الحق وإيثاره".
وقال: "وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه - فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوِّم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود".
وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله -: "والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماءُ الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.
وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية والغاضبة".
وإذا كان لدينا قدرة على رأب الصدع، وجمع الكلمة، وتقريب وجهات النظر فتلك قربة وأي قربة.
قال الله - عز وجل -: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
وإذا لم نستطع فلنجتهد بالدعاء والضراعة إلى الله أن يقرب القلوب، ويجمع الكلمة على الحق.
ولنحذر كل الحذر من الوقيعة بأهل العلم، أو السعاية بينهم، ولنعلم بأنهم لا يرضون منا بذلك مهما كان الأمر.
وإذا سلَّمَنا الله من هذه الردود، فاشتَغل الواحد منا بما يعنيه - فهو خير وسلامة - إن شاء الله تعالى -.
والذي يُظَنْ بأهل الفضل سواء كان الواحد منهم رادَّاً أو مردوداً عليه - أنهم لا يرضون منا أن نتعصَّب لهم أو عليهم تفنيداً، أو تأييداً.
بل يرضيهم كثيراً أن نشتغل بما يرضي الله، وينفع الناس.
ويؤسفهم كثيراً أن تأخذ تلك الردود أكثر من حجمها، وأن تفسر على غير وجهها.
هذا وإن العاقل المحب لدينه وإخوانه المسلمين ليتمنى من صميم قلبه أن تجتمع الكلمة، وألا يحتاج الناس أو يضطروا إلى أن يردوا على بعض، وما ذلك على الله بعزيز، ولكن:
فيا دارها بالحزن إن مزارها قريب ولكن دون ذلك ii أهوال
فمن العسير أن تتفق آراء الناس، واجتهاداتهم، ومن المتعذر أن يكونوا جميعاً على سنة واحدة في كل شيء، ومن المحال أن يُعْصَم الناس فلا يخطئوا.
ثم ليكن لنا في سلفنا الكرام قدوة؛ فهم خير الناس في حال الوفاق وحال الخلاف؛ حيث كانوا مثالاً يحتذى في الرحمة، والعدل، والإنصاف حتى في حال الفتنة والقتال.
روي أنه أُنشد في مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - قول الشاعر:
فتىً كان يدنيه الغنى من صديقه إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
كأن الثريا علقت بجبينه وفي خده الشِّعرى وفي الآخر البدر
فلما سمعها علي – رضي الله عنه - قال: هذا طلحة بن عبيد الله، وكان السيف يومئذٍ ليلتَئذٍ مجرداً بينهما.
فانظر إلى عظمة الإنصاف، وروح المودة، وشرف الخصومة.
ولا ريب أن هذه المعاني تحتاج إلى مراوضة النفس كثيراً، وإلى تذكيرها بأدب الإنصاف، وإنذارها ما يترتب على العناد والتعصب من الإثم والفساد.
وإذا استقبلنا الخلاف والردود بتلك الروح السامية، والنفس المطمئنة صارت رحمةً، وإصلاحاً، وتقويماً، وارتقاءاً بالعقول، وتزكية للنفوس.
وبهذا نحفظ لرجالنا، وأهل العلم منا مكانتهم في القلوب، ونضمن -بإذن الله- لأمتنا تماسكها وصلابة عودها، ونوصد الباب أمام من يسعى لتفريقها والإيضاع خلالها.
والعجيب أن ترى أن اثنين من أهل العلم قد يكون بينهما خلاف حول مسألة أو مسائل، وتجد أتباعهما يتعادون، ويتمارون، وكل فريق يتعصب لصاحبه مع أن صاحبي الشأن بينهما من الود، والصلة، والرحمة الشيء الكثير!.
وأخيراً لنستحضر أن ذلك امتحان لعقولنا، وأدياننا؛ فلنحسن القول، ولنحسن العمل، ولنجانب الهوى.
30/ 7/1426هـ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخاري (13) ومسلم (45).
وهذه مقالة أخرى للشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد
بعنوان: الإنصاف في الردود، والتعامل مع الخلاف(/)
د. صلاح الصاوي: لا بديل عن سلفية المنهج وعصرية المواجهة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 02:41]ـ
- العداوة بيننا وبين اليهود أقامها القرآن الكريم ولا سبيل إلى إنهائها.
- انكسارنا على مستوى المفاهيم خيانة عظمى للإسلام.
- الكثيرون يخلطون في فهم النص الشرعي بين مناط الاستخلاف ومناط الاستضعاف.
- عقيدة الولاء والبراء تحمينا من الانكسار وذوبان الهوية.
- علاقتنا بالغرب وبغير المسلمين يجب أن تكون علاقة دعوة وعلاقة بلاغ.
- كثير من الجنود الأمريكيين الغزاة أسلموا في بلادنا رغم انكسارنا وضعفنا.
- الفرق بيننا وبين الغرب هو الفرق بين النفاق وبين الوضوح.
- حروب الغرب الصليبية لن تنتهي إلا عندما يلتقي مسيح الهدى ومسيح الضلالة.
حاوره / جلال عوض
الدكتور الصاوي عالم وداعية إسلامي متميز، اهتم بقضايا الصحوة الإسلامية المعاصرة، وخاصة منهاجها الثقافي والفكري المرتكز على الثوابت الشرعية، والداعي إلى وحدة الصف الإسلامي وتجاوز قضايا الخلاف، والداعي أيضاً إلى التغافر والتسامح بين العاملين في الحقل الإسلامي. وهو خريج كلية الشريعة جامعة الأزهر وحاصل منها على درجة الدكتوراه.
وعمل نائبا للأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي، ثم مديرا للمركز العالمي لأبحاث الإعجاز العلمي في باكستان، ثم أستاذا زائرا في معهد العلوم الإسلامية في واشنطن، ثم مديرا لمركز بحوث تطبيق الشريعة الإسلامية برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ويعمل الآن مديرا للجامعة الإسلامية المفتوحة بواشنطن، وهو أيضا الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بالولايات المتحدة.
وله صلات عديدة بالمنظمات الإسلامية في أوروبا وأمريكا ومختلف أنحاء العالم، مما مكنه بالإحاطة بهموم العمل الإسلامي في الوطن العربي، وفي العالم الغربي.
لذلك كان الحديث مع الدكتور صلاح الصاوي هاما وذا مغزى بحكم هذه الخبرة الواسعة في العمل الإسلامي.
* الأمة الإسلامية في حالة انكسار وضعف في هذه المرحلة، وباعتبارك عشت في أوروبا وأمريكا، وعايشت مشاكل المسلمين هناك، واقتربت من مقولات الغرب، ما هو الأسلوب الأمثل في رأيك للتعامل مع الغرب؟ هل هو الحوار، أم ماذا؟
** إذا كان المقصود بالحوار بسط قضية الإسلام فهذا مما تعبد الله به عباده في جميع الأطوار والأحوال، سواء كانت الأمة في حالة انتصار أم في حالة انكسار. فنحن أمة دعوة ورسالة نبلغها لغيرنا من الناس في جميع أطوارنا، وفي جميع أحوالنا، فلا خلاف على بسط قضايانا، والدفاع عنها، وحشد الأدلة لإثباتها في أي طور، وعلى أية حالة كنا، فهذا القدر من المحكم يكمله أيضا ألا ينكسر حاجز الولاء والبراء الذي أقامته الشريعة وجعلته أساسا في التعامل بين المسلم وغير المسلم.
وقضية الولاء والبراء من القواعد المحكمة في دين المسلمين، وقد وردت فيها عشرات الآيات والأحاديث، وفي أزمنة الانكسار يرق هذا الحاجز ويضعف ويحدث فقه التبرير الذي تنشئه عوامل الوهن التي تمر بها الأمة من ناحية، ومفاهيم الاختراق الوافدة من ناحية أخرى.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن يقال: إن الولاء والبراء يعقده الكتاب والسنة لا غير، فمن كان مؤمنا بالله ورسوله بذلت له حقوق الموالاة كاملة، ومن كان كافرا بالله ورسوله حجبت عنه حقوق الموالاة كاملة، ومن كان فيه إيمان وفيه فتور، أو فيه طاعة وفيه معصية، فإنه يأخذ من الموالاة بحسب إيمانه وطاعته، ويأخذ من المجافاة بحسب ما فيه من معصية. وهذا المعنى ينبغي ألا ينهزم ولا ينكسر في أنفسنا مهما توالت مطارق المحن والشدائد علينا.
وخصومنا حريصون جداً على كسر هذا الحاجز، ولهذا فإن الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش الأب" كان يقول: إن القضية في الشرق الأوسط ليست قضية إنهاء الحرب، وإنما هي قضية إنهاء العداوة. وفرق كبير بين الأمرين، فالعداوة بيننا وبين اليهود أقامها القرآن الكريم ولا سبيل إلى إزالتها وإنهائها بحال من الأحوال [لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا] "سورة المائدة:82"، [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .. ] "سورة الممتحنة:1"، [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم .. ] " سورة المائدة 51 ". لا سيما حينما نكون في حالة حرب واغتصاب لمقدرات الأمة وإحاطة بها كإحاطة السوار بالمعصم، فحينما تصل الأمة إلى هذا الحد فعليها أن تحافظ على هذه المفاهيم، وأن تورثها للأجيال القادمة.
فإذا كنا لا نستطيع أن نقدم شيئا لديننا في عالم القوة المادية فلا أقل من أن نحافظ على نقائه وصفائه، ونورثه نقياً متكاملاً للجيل القادم فعسى أن يفتح الله على أبنائنا فيما فشلنا نحن فيه. أما أن ننكسر على مستوى المفاهيم فهذه خيانة عظمى للإسلام وللحقيقة المجردة.
لكن من ناحية السلوك العملي فنحن نفرق بين الولاء والمداراة، فالتسامح موجود للمسلمين ولغيرهم، والمداراة يلجأ إليها الناس حينما يكونون في حالة ضعف وانكسار، وطبيعي حينما أكون ضعيفا ومنكسرا ألا تطلب مني أن أتصرف باعتباري قويا ومتمكناً. وعندما تكون الأمور على هذا النحو فمنطق التسامح والتآلف وارد، ومنطق الدعوة والاستماتة في الدفاع عن قضية السلام وفي بسط حججه وفي دحض شبهات وأباطيل خصومه وارد وهام.
وعموما فإن علاقتنا بالغرب وبغير المسلمين علاقة دعوة وعلاقة بلاغ، ونحن أمة دعوة ورسالة، ونحن أصحاب الدين الذي ارتضاه الله لعباده، وقد نسخت الأديان كلها، ونحن نمسك بأيدنا المصحف الذي حماه الله من التحريف والتبديل، على حين حرفت الكتب السماوية كلها، فلم يبق على الأرض وحي معصوم إلا القرآن والسنة. ولم يبق دين يقبله الله ويرتضيه لعباده إلا الإسلام، فبقدر جسامة هذا الموقع وهذه المسئولية ينبغي أن تكون أمانة الدعوة، وأمانة البلاغ مع المحافظة على عقيدة الولاء والبراء حتى لا تنكسر هذه الأمة على ما فيها من انكسار، وحتى لا تذوب هويتها في معترك الأفكار والسياسات.
* ما هي الضوابط الشرعية التي تحكم علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين الذين لا يشنون علينا الحروب؟
** البر والقسط هما أساس العلاقة في التعامل مع المسالمين من غير المسلمين، والله تعالى جعل ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، فقال سبحانه: [لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين].
والبر هو أعلى درجات حسن الخلق، ومنه برّ الإنسان لأمّه وأبيه، وقد ندبت إليه الآية الكريمة في التعامل مع المسالمين من غير المسلمين. وقال تعالى: [فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا]، ومن ذلك كفالة حقوقهم، وحفظ عهودهم، ومواساتهم في مصابهم، وتهنئتهم فيما لم يكن من خصوصيات دينهم من مناسبات اجتماعية، وإقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتبادل الخبرات في مختلف مناحي الحياة، وغيره.
ومن صور البر القسط وقوع التعاون المثمر والعادل مع غير المسلمين في كل ما يمثل مصلحة مشتركة للفريقين، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول وكان ذلك في الجاهلية، حيث اجتمع رؤساء قريش وزعماؤها وتعاهدوا فيما بينهم على: مساعدة الضعيف، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، ولقد حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وقال في الإسلام بعد ذلك: (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حِلفاً ما أحبّ أنّ لي به حُمر النِّعم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت).
ومن معالم العلاقة مع الغرب خاصة، أو مع غير المسلمين بصفة عامة، تعظيم ما يعقد معهم من عقود الأمان والتي تمثلها المعاهدات والاتفاقات الدولية المعاصرة على مستوى الدول، أو تأشيرات الدخول والاستقدام على مستوى الأفراد.
فالأمان هو عهد بالسلامة من الأذى، ويعرفه الفقهاء بأنه عقد بين المسلم وغير المسلم على الحصانة من لحوق الضرر من كل منهما إلى الآخر، سواء منه أو ممن وراءه، إلا بحقه، ومثله الجوار، وقد عنون البخاري في صحيحه فقال: (باب أمان النساء وجوارهن) فإذا أعطي الأمان أهل الحرب حرم قتلهم ومالهم والتعرض لهم.
والعقود التي تفيد الأمان ثلاثة: الأمان، والهدنة، والذمة. فإن تعلق الأمان بعدد محصور فذلك الأمان، وإن كان إلى غاية فتلك هدنة، وإن كان مؤبدا فهذه هي الذمة، والهدنة والذمة من أعمال السيادة التي تفوض إلى السلطة العامة، بخلاف الأمان فإنه حق لهذه السلطة ولكل مسلم بالغ عاقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وما هي الضوابط الشرعية لقتال المحاربين من غير المسلمين؟
** القتال في الإسلام إنما يكون لدرء الحرابة وكف العدوان، وليس للإكراه على الدين سواء أكانت الحرابة واقعة بالفعل، وهو ما يسمى بجهاد الدفع، أو متوقعة ولاحت نذرها بدلائل قوية وبينات يقينية وهذا هو جهاد الطلب.
فحروبه صلى الله عليه وسلم كلها لم تخرج عن ذلك لمن تدبر السيرة وأمعن النظر في حروبه وغزواته صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي عليه جمهور الفقهاء في هذه المسألة، والأصل في ذلك ببساطة أنه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، وأن هذه الأمة أمة هداية، وليست أمة بغي وحرابة، ولهذا كان نهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل من لا يتأتى منه القتال كالنساء والذرية الضعفاء ونحوهم.
ولا تستباح الدماء خارج دار الإسلام إلا في الحرب المشروعة التي تكون لدفع العدوان، العدوان على بلاد الإسلام، أو العدوان على الإسلام نفسه، بفتنة الناس عنه، أو صدهم عن سبيله، ووضع المعوقات في طريقه، ومصادرة حق البشر في اختياره، قال تعالى: [وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين]، وقال تعالى: [ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا].
وفرق بين الحرب المشروعة كما عرفتها مواريثنا الفقهية والتاريخية، والحرب المقدسة كما شاعت في الأوساط الغربية، والتي يراد بها إكراه أهل ملة على الدخول في ملة أخرى عنوة وتحت بارقة السيوف، فإن هذا ما لا يعرف له نظير في ملة الإسلام، انطلاقا من هذا المبدأ القرآني الخالد [لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي].
ولهذه الحرب المشروعة شرائط وآداب لا تتحقق المشروعية إلا باستيفائها، منها على سبيل المثال: تجنب الغدر، فمن كان بينه وبين قوم ميثاق وجب عليه أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم، ولا يحل له أن ينكث فيه بحال، وإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم على سواء، وأعلمهم بالمنابذة والمصارمة، والنصوص في ذلك صريحة وقاطعة. قال تعالى: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين]. ومعنى قوله تعالى: [فانبذ إليهم على سواء]: أي أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم، حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي تستوي أنت وهم في ذلك.
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن سليم بن عامر قال: كان معاوية يسير في أرض الروم وكان بينه وبينهم أمد، فأراد أن يدنوا منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، وفاء لا غدرا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عقدة، ولا يشدها، حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء)، قال: فبلغ ذلك معاوية، فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة.
ومنها أيضاً تحريم القصد بالعدوان إلى غير المقاتلين، فإن من شريعته صلى الله عليه وسلم أن لا يقصد بالعدوان إلى غير المقاتلين، سواء أكانوا من النساء أو الأطفال أو الشيوخ أو الأجراء أو المنقطعين للعبادة في الصوامع والأديرة ونحوه. والنصوص في ذلك صحيحة وصريحة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان).
* تختلف فصائل الصحوة الإسلامية في فهم النصوص وفي تنزيل هذه النصوص على الواقع .. ومن هنا تنشأ المشاكل .. كيف يمكن في رأيك الخروج من هذا المأزق الذي يمزق الصحوة وفصائلها؟
** يحدث خلط في التعامل مع النصوص الشرعية بين مناط الاستخلاف ومناط الاستضعاف، فهناك طائفة من النصوص يرتبط تطبيقها بواقع الاستخلاف والقوة، وطائفة أخرى يرتبط تطبيقها بواقع الاستضعاف والغربة. ومثال ذلك الآيات الواردة في باب الصفح والمغفرة والمداراة وتألف المخالف، فما ورد في هذا المقام من آيات أو أحاديث فإنما ترتبط بواقع الاستضعاف والغربة، وما ورد من نصوص في باب الهجر والزجر والغلظة فإنما يرتبط بواقع التمكين والقوة، فإذا حدث خلط فنزلت النصوص التي ترتبط بواقع الاستضعاف على واقع القوة أو العكس فيحدث الخلط ويحدث التشويش.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنصوص الواردة في باب الصفح والمغفرة وتألف المخالف مثل قوله تعالى: [قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله .. ] وقوله تعالى: [وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون، وانتظرا إنا منتظرون]. وقوله تعالى [فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاً]. هذه النصوص ترتبط بواقع يعيش فيه المسلمون في غربة، لا قوة لهم ولا شوكة ولا منعة، فإذا تحول المسلمون إلى واقع القوة والاستخلاف والتمكين يخاطبون بطائفة أخرى من النصوص كقول الله تعالى: [يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .. ] وقوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة .. ]. وقوله تعالى [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون].
ومن ثم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول": "من كان بأرض هو فيها مستضعف فيعمل بآيات الصفح والصبر والمغفرة للذين لا يرجون أيام الله، ومن كان بأرض هو فيها متمكن فيعمل بآيات السيف والقوة وآيات القتال للذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ومن أسباب الخلط والشطط في وقتنا المعاصر قضية الغفلة، الغفلة عن هذا المعنى، وإذا حدث هذا الفصل الذي نرجوه ينتظم الأمر ويستقيم المسار.
* في ظل انهيار الحضارة المادية الغربية، هل ترى أن مستقبل الإسلام سيكون نابعا من بلاد المسلمين أنفسهم، أم من نمو الإسلام في بلاد الغرب؟
** هذه المنطقة هي منطقة الريادة، منطقة الإسلام هي منطقة الريادة، المنطقة التي بعث فيها الأنبياء، وتنزلت فيها كتب السماء، ما فيها مدد، يمد الله بهم دينه وعباده، فهم مدد للجسم الأصلي المتمركز في هذه المنطقة، نحن نتمنى أن يشرح الله للإسلام صدور هؤلاء وقلوبهم، وأن يكونوا مدداً للإسلام والمسلمين.
إن كثيراً من الجنود الأمريكيين الذين ساهموا في حرب تحرير الكويت، ثم في غزو العراق، أسلموا، وهم بين جندي وضابط، والتقيت ببعضهم، وإسلامهم ليس مشوشا، بل هو إسلام من قرأ وقارن وفكر واتخذا قراره بعد تفكير عميق، وكانوا يسألوني أسئلة في منتهى العمق قد لا يسأل مثلها كثير من المسلمين.
وقلت لنفسي إذا كان هذا قد حدث للأمة في مرحلة الانكسار والتراجع، فكيف لو كانت الأمة في حالة استكبار واستعلاء وريادة؟
* الإعلام الغربي يتحدث دائما عن الإنسان الغربي على أنه متحضر مؤدب، لا يفرق بين الناس على أساس ديني، على عكس الإنسان العربي والمسلم. فعلى اعتبار أنكم عشتم وسط الغربيين، هل هذه المقولة صحيحة؟ خصوصا ما نراه في البوسنة وكوسوفا والشيشان وأفغانستان والعراق وما نراه من تفرقة عنصرية في الولايات المتحدة؟
** الفرق بيننا وبينهم هو الفرق بين النفاق وبين الوضوح، فقوانينهم ونظمهم تنص على ما تقول، وواقعهم في كثير من الأحوال يخالف ذلك مخالفة جذرية، وحسبنا هذا التطفيف الظالم الذي يقوده ما سمى بالنظام العالمي الجديد والمكاييل المزدوجة التي يتعامل بها مع العالم الإسلامي. لكن نحن في ديننا لا نعرف هذا التلون وهذا الخداع، فظاهرنا كباطننا، ما نعتقده ديانة نعلنه على الملأ، ونقيم عليه الحجج والبراهين، وكل من يعيش على أرض الإسلام يتمتع بحقوق كاملة لا يتمتع بعشرها المسلمون المقيمون في الغرب الآن.
فلا يملك المسلم المقيم في أمريكا مثلا أن يتزوج امرأة ثانية إلا إذا قدم وثيقة طلاق أمام القضاء الأمريكي، وإلا يعتبر قد ارتكب جريمة قانونية ضخمة جداً ويحاكم ويطرد من البلاد. وبعض الناس قد تحتم عليه ظروفه الزواج وهو في ذلك المجتمع الجديد، ولكن لا يملك ذلك، فهل صادر المسلمون حق غير المسلمين في أن يحتكموا في مسائل الأسرة إلى قوانينهم عبر 14 قرناً؟ بينما في القرن العشرين يحجب هذا الحق عن المسلمين؟
ماذا يعني أن يقوم المجتمع الفرنسي ويقعد من أجل فتاة محجبة فأي خطورة على الحضارة الغربية والمجتمع الفرنسي في ذلك؟.
* لكن ماذا عن مدى ارتباط الصليبية العالمية بالنظام العالمي الجديد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** هذا موضوع متشابك، لكني أقول إن هناك صراعا طويلا عمره في الحقيقة خمسة آلاف سنة بين وعدين: وعد حق من الله تعالى، ووعد مفترى كذب أصحابه على الله.
اليهود والنصارى اتفقوا على الأسطورة التي تقول: إن قادماً سيأتي وسينزل في أرض الميعاد، وأنه يجب أن يهيئ المسرح لاستقباله، وأن يتعاون اليهود والنصارى معاً في ذلك. هذا القادم عند النصارى هو "المسيح"، وعند اليهود هو "الدجال"، وهناك تناقض جدي بين هذين القادمين، فاليهود يرون في المسيح عيسى ابن مريم أنه ابن زنا كذاب، والنصارى يعتقدون أنه إلههم ومعبودهم، وأن اليهود هم الذين قتلوه، ورغم هذا التناقض الجذري الضخم جدا الذي يفصل بينهما إلا أنهم استطاعوا أن يتفقوا حول هذه الأسطورة، وقالوا نحن نتفق على أن قادما سيأتي، وأنه سينزل في أرض الميعاد، وأن شعبه يجب أن يكون قوياً كي يتمكن من استقبال هذا القادم.
فالصليبية العالمية تقول نحن نصلي للرب، ونرسل السلاح لإسرائيل لتهيئ المسرح لاستقبال هذا القادم الجديد الذي سيقود العالم قيادة جديدة، فتقف الآن اليهودية العالمية والصليبية العالمية في معسكر واحد لتهيئة أرض الميعاد لاستقبال قيادة جديدة للبشرية بزعمهم، وأن هذه هي التي ستغير وجه الوجود كله. والمستهدف في الناحية المقابلة هو الإسلام خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ومحاربة الإسلام أصبحت هي مشروعهم القومي الذي يجمعون عليه شعوبهم.
إن ما نراه اليوم من حملة صليبية، ثقافية وعسكرية، ضد الإسلام، بدأ منذ خمسة آلاف سنة منذ وعد الله لإبراهيم، وسينتهي عندما يلتقي المسيحان، مسيح الهدى "عيسى ابن مريم" ومسيح الضلالة "الدجال"، فيدرك مسيح الهدى مسيح الضلالة في فلسطين فيقتله، ويومها يسدل الستار عن آخر فصل في هذا الصراع، والذي أخبرنا بذلك هو رسول الله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأخبرنا أن المسيح سيصلي خلف المهدي فقال: (وإمامهم منهم تكرمة الله لهذه الأمة) إشارة إلى أن المسيح لن يأتي بشريعة جديدة وإنما سيحكم بشريعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم يبدأ مسلسل آخر الزمان وهو كالعقد إذا انفرطت منه حبة تتداعى سائر حباته وتتساقط.
فالقضية هكذا لها أبعاد دينية، وجذور دينية قابعة في أعماق مخططي السياسة وصناع القرار في الغرب، وهو بعد ديني عند اليهود والنصارى نرجو ألا يغفله المسلمون.
* كيف يمكن القضاء على الخلاف بين فصائل العمل الإسلامي؟
** لقد تأملت في واقع العمل الإسلامي المعاصر فوجدت أنه يعاني من مشكلتين كبيرتين: من تشرذم علمي يوشك أن يمثل تفرقا في الدين، ومن تشرذم تنظيمي يوشك أن يمثل تفرقا في الراية، فأخذت أبحث عن الأسباب: ما الذي أدى إلى التشرذم العلمي؟ فوجدت أن هناك اجتهادات علمية متفاوتة مختلفة أدت إلى أن تموج الساحة بالمفاهيم المتصارعة، وأسباب ذلك كثيرة منها: الخلط بين الثابت والمتغير أو الخلط بين المحكم والمتشابه، لأن مرد الخلل في هذه الناحية يرجع إلى أحد أمرين: إما أن نغلو في مسألة من مسائل المتشابه فنرفعها إلى مصاف المحكمات والقطعيات فنوالي وتعادي عليها، وإما أن نوهن ونفرط في مسألة من المحكم فنهمش قيمتها ونهمش دورها ونهبط بها إلى مستوى المسائل المتشابهة والبسيطة. هذا يقتضي منا أن نعيد ترتيب الأوراق داخل العقل المسلم بحيث نفصل بدقة بين المحكمات التي يجب أن تجتمع عليها كلمة المسلمين كافة، وبين المتشابهات التي يجب أن يتغافر فيها الناس ولا يفجروا بسببها عداوات وخصومات.
* الشباب الإسلامي حائر الآن بين كتب التراث، وبين الكتب الفكرية المعاصرة، فطائفة تغرق في التراث ولا ترضى غيره، وطائفة تقطع الصلة بالتراث إلى حد كبير، كيف السبيل للخروج من هذا المأزق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** لا بديل من سلفية المنهج وعصرية المواجهة، بمعنى أننا يجب أن نرجع بأصول الفهم إلى الكتاب والسنة وما أجمع عليه الفقهاء، وأن نستخدم هذه الأصول في دراسة ومعالجة مشكلاتنا المعاصرة، فلا نهاجر إلى الماضي بالكلية فننفصل عن الحاضر بالكلية، فهذا نوع من الخلل معناه أني سأعيش في اهتمامات تراثية تاريخية بحتة. فالسلف واجهوا مشكلات بعينها تصدوا لها بالقرآن والسنة وبكل ما آتاهم الله، أما مجتمعاتنا المعاصرة فإنها تفرز أقضيات جديدة فلا ينبغي أن أهاجر إلى الماضي وأنفصل عن مشكلاتي المعاصرة، ولا ينبغي بنفس القدر أن تحجبني هذه المشكلات المعاصرة عن التواصل مع السلف، وعن استخدام أصول الفهم وقواعد المنهج السلفي التي توارثتها الأمة جيلا بعد جيل في دراسة وتحليل وعلاج هذه المشكلات.
وهناك معيار يمكن أن يمثل صمام أمن في هذه القضية، فإذا فصلنا أبناء هذا الجيل عن تراثهم وعن كتب سلفهم، فإننا نغامر بالفكر الإسلامي ونغرر به تغريرا كبيرا بمستقبل شديد الظلام. فسلفنا الصالح كما نقلوا لنا نصوص الكتاب والسنة، نقلوا لنا الفهم الصحيح والمعتبر لمحكمات الكتاب والسنة، وكما مثلوا مرجعية في نقل النصوص مثلوا مرجعية في فهم المحكمات في هذه النصوص، ولهذا يقول الله تعالى: [ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم] .. كان يكفي أن يقول سبحانه: [ويتبع غير سبل المؤمنين] .. وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة لخلفاء الراشدين من بعدي" وكان يكفي أن يقول: عليكم سنتي فقط .. ففهم سلفنا الصالح والقرون الثلاثة الأولى يمثل صمام أمن في فهم محكمات الكتاب والسنة.
ولقد كتب أحد المتساهلين من أهل الفكر المعاصر يقول: "إن مقصود الشريعة من قطع يد السارق هو تحقيق الزجر الخاص للسارق، ثم الزجر العام أمام الناس حتى لا يأتوا بالسرقة، فلو أتينا بعقوبة أخرى غير القطع ولتكن الأشغال الشاقة فنحن بذلك قد حققنا مقصود الشريعة ولم نخالف الشرع ولم نحكم بغير ما أنزل الله".
فهذا نوع من الضلال والبهتان الذي أدى إليه التفلت من مرجعية السلف، فالأمة أجمعت جيلا بعد جيل على هذه العقوبة، وعلى أن الخروج عنها ضلال، والحكم بغيرها بهتان وكفر وشرك وظلم، لأنه حكم بغير ما أنزل الله؟!
* بم توصي الشباب المسلم في هذه الظروف؟
** على الجملة أوصيه بالتركيز على المحكمات في هذه المرحلة، أي على الأشياء التي لا تتغير ولا تتبدل فكتب الفكر مثلا أطروحات بشر، فما فيها من مفاهيم قابل للخطأ وقابل للصواب، لكن نصوص الوحي تمثل الحقيقة المطلقة. وأوصي الشباب في هذه المرحلة أن يتزود بأكبر قدر من القرآن الكريم وأكبر قدر من السنة، لأنه مهما تحولت المفاهيم وتبدلت الأفكار سيظل القرآن هو القرآن والسنة هي السنة، والوقت الذي ينفقه الشاب في حفظ القرآن والسنة لن يندم عليه أبداً، وهذه هي الوصية الأولى.
أما الوصية الثانية، فهي أن يبدأ بدراسة الكتب التي تؤصل منهج أهل السنة والجماعة حتى توفر عليه التخبطات. فعلى سبيل المثال، في مجال العقائد هناك كتاب عقيدة المؤمن لأبي بكر الجزائري، فهو كتاب بسيط ولطيف ومكتوب بلغة سهلة وكتب بمنهج سلفي طيب، وكتاب معارج القبول، وكتاب شرح الطحاوية. أما في مجال الفقه فإن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق كتاب طيب وبسيط، وكذلك كتاب منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري.
وفي مجال السيرة فهناك سيرة ابن هشام، وهناك مختصرات عليها، وهناك مختصر السيرة لمحمد بن عبد الوهاب. أما في مجال الفكر فأرشح من الكتاب المعاصرين د. يوسف القرضاوي والأستاذ محمد قطب، ولا ننسى في السيرة أيضا المنهج الحركي للسيرة النبوية وكتب الأستاذ سيد قطب.
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=45307
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 05:32]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ووفق الله الدكتور الفاضل صلاح لكل خير. فله إسهامات قيمة في الرد على شبهات العلمانيين.
وكتابه " الثوابت والمتغيرات .. "، كتابٌ نافع، ولا يخلو من هفوات، لعل توضيحها يأتي في مقال قادم - إن شاء الله - لأنه يحتاج إلى وقت.
===
قال الدكتور: (أما في مجال الفكر فأرشح من الكتاب المعاصرين د. يوسف القرضاوي)!
أولا: ما المقصود بالفكر؟
ثانيًا: معظم كتب القرضاوي مليئة بالأخطاء، فليته لم يُحل عليها؛ لأن مفاسدها أكثر من منافعها.
وفقكم الله ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 11:19]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفاضل وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أوان الشد]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 09:22]ـ
فضيلة الشيخ سليمان الخراشي، للدكتور صلاح الصاوي كتاب آخر موضوعه: تعليقات واستدراكات على كتاب الثوابت والمتغيرات، لعل ما تشير إلى أنه هفوات قد استدركه في هذا الكتاب0
وجل كتبه غاية في الجودة والتحرير والضبط العلمي، ومجالاته التي تخصص في الكتابة فيها مهمة لعامة الدعاة وطلبة العلم 0
http://assawy.zouitni.com/
وأشكر الكاتب الفاضل شتا العربي على هذه المشاركة 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 02:26]ـ
بارك الله في أخينا شتا وأثابه الله على هذا النقل، ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع بالدكتور صلاح الصاوي وأن يثيبه.
وبالنسبة لما أسماه شيخنا الفاضل الشيخ سليمان الخراشي هفوات فهذا لا يسلم منه أحد، والشيخ صلاح الصاوي - حفظه الله - من العلماء المهمومين بأمر الدعوة وبالدفاع عن العقيدة الإسلامية الصحيحة في مواجهة العلمانيين فنسأل الله أن يبارك في جهوده وأن يثيبه ويثبته على الحق.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:53]ـ
وبالدفاع عن العقيدة الإسلامية الصحيحة في مواجهة العلمانيين فنسأل الله أن يبارك في جهوده وأن يثيبه ويثبته على الحق.
الدفاع عن العقيدة الصحيحة يكون بمواجهة كل عقيدة فاسدة ولا تحصر في فرقة واحدة ضلت هنا أو هناك
فالعلمانيين لا يزيدون خطورة عن غلاة التكفير (القاعدة واتباعها) ولا عن الجماعات الحزبية كالإخوان وتوابعها أو التبليغ أو عن المذاهب المنحرفة مثل الإرجاء أو انكار صفات الرب جل في علاه أو عن المتصوفة أو الرافضة وغير ذلك.
فلا يكون الرجل ذاباً عن العقيدة الصحيحة ما لم يتبراء من هذه العقائد الباطلة أو يتلبس بشيء منها والعياذ بالله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
فالعلمانيين لا يزيدون خطورة عن غلاة التكفير (القاعدة واتباعها) ولا عن الجماعات الحزبية كالإخوان وتوابعها أو التبليغ أو عن المذاهب المنحرفة مثل الإرجاء أو انكار صفات الرب جل في علاه أو عن المتصوفة أو الرافضة وغير ذلك.
فلا يكون الرجل ذاباً عن العقيدة الصحيحة ما لم يتبراء من هذه العقائد الباطلة أو يتلبس بشيء منها والعياذ بالله.
من أين لك أنَّ خطر العلمانيين لا يزيد على خطر الإخوة المسلمين؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
من أين لك أنَّ خطر العلمانيين لا يزيد على خطر الإخوة المسلمين؟
من قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ ?لرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ?لْهُدَى? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ?لْمُؤْمِنِينَ نُوَلهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:18]ـ
لا إشكال في الآية، إنما الإشكال في تطبيقك لها، وليس هذا غريباً عليك وعلى من سار على طريقتك
ومثل هذه الاتهامات والأحكام الجائرة مرفوضةٌ هنا، فاكتبها في غير المجلس العلمي
وقد نبهتك وغيرك لهذا مراراً
فتصنيفك بالظنون الكاذبة والأحكام الجائرة الذي تربيتَ عليه أنت وأشياعك وبعض أشياخك
ليس مسموحاً به هنا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:31]ـ
معلوم أن الناس ليسوا على درجة واحدة، فاليهود والنصارى يشتركان في العداوة للمسلمين لكن بنص القرآن الكريم نجد أن اليهود أشد عداوة.
ويستحيل أن يكون الإخوة المسلمين في مثل درجة العلمانيين الذين ينكرون الإسلام أصلا ولا يعترفون بأحكامه ولا بصلاحيته للحياة فلا يستوي العامل بالإسلام المطالب به مع المنكر للإسلام الجاحد لأحكامه
أقول هذا مهما اختلفنا مع بعض المسلمين وأنكرنا عليهم التحزب أو غيره من الأخطاء لكن لا نغالي في الإنكار فنجعل المسلمين كالمجرمين فهذا من المغالاة
وقد قرأت كتاب الدكتور صلاح الصاوي عن الجماعات ووجدته ينكر عليهم التحزب ويرى أن الحل الوحيد أمام هذه الجماعات هو التوحد وعدم الافتراق والتحزب أو تفقد شرعيتها وحكم عليهم بقوله: إما التوحد أو عدم الشرعية.
وأما التخصص في تفنيد شبهات طائفة معينة كالعلمانية أو غيره فهذا لا ينكره أحد فالتخصص مطلوب خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات والفرق الضالة والحزبيات وغيرها فمن لم يستطع أن يرد على أكثر من فرقة فليتخصص في فرقة معينة يتقن أصولها ويرد عليها ولا عيب في ذلك أبدا.
وأما قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ ?لرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ?لْهُدَى? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ?لْمُؤْمِنِينَ نُوَلهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}
فالآية الكريمة اشترطت شروطا وهي:
1ـ المشاقة للرسول (ص)
2 - من بعد أن يتبيَّن الهُدى
3 - ويصر على هذه المشاقة ويُعلن عنها وعلامة ذلك في اتباعه غير سبيل المؤمنين
وهناك الكثير من الناس يقع في الحزبية أو في بعض البدع وهو يظن أنه على الحق فلا تنطبق عليه الآية المذكورة لأنه لم يتبيَّن له الهدى ولكن تنطبق عليه آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها فننكر عليه ونبطل له بدعته أو حزبيته ونرد عليه ونبيّن له حكم ذلك كله
ورغم إنكارنا عليه إلا أننا لا نغالي في الحكم عليه ولا نكفّره ولا نحكم عليه بالنار كما يفعل الخوارج الذين يغالون في معاملة العصاة فيخلدونهم في النار والعياذ بالله.
ومع ذلك يبقى الإنسان المسلم الذي لم يخرج عن دائرة الإسلام (حتى لو كان فاسقا أو عاصيا أو مبتدعا) أفضل من العلمانيين وأمثالهم من الذين يجحدون الإسلام ولا يقبلون به بل لا وجه للمقارنة بين الفريقين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:32]ـ
لا إشكال في الآية، إنما الإشكال في تطبيقك لها، وليس هذا غريباً عليك وعلى من سار على طريقتك
ومثل هذه الاتهامات والأحكام الجائرة مرفوضةٌ هنا، فاكتبها في غير المجلس العلمي
وقد نبهتك وغيرك لهذا مراراً
فتصنيفك بالظنون الكاذبة والأحكام الجائرة الذي تربيتَ عليه أنت وأشياعك وبعض أشياخك
ليس مسموحاً به هنا
ليس هذا من تطبيقي هداك الله
وعليك البيان إن تقول بالمخالفة في ذلك
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وكذلك قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ ?لرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ?لْهُدَى? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ?لْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115] فإنهما متلازمان؛ فكل من شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين، وكل من اتبع غير سبيل المؤمنين فقد شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. أهـ
فهل الإخوان المسلمون متبعون لسبيل المؤمنين في دعوتهم؟
قال العماد ابن كثير رحمه الله:
وقوله: {وَمَن يُشَاقِقِ ?لرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ?لْهُدَى?} [النساء:115] أي ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح له. وقوله: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ?لْمُؤْمِنِينَ} [النساء:115] هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما اجتمعت عليه الأمة المحمدية فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقاً، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ تشريفاً لهم وتعظيماً لنبيهم ..... ولهذا توعد تعالى على ذلك بقوله: {نُوَلّهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} [النساء:115] أي إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره ونزينها له استدراجاً له، كما قال تعالى: {فَذَرْنِى وَمَن يُكَذّبُ بِهَـ?ذَا ?لْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} [القلم:44]، وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ ?للَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:5]، وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام:110] وجعل النار مصيره في الآخرة، لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلا إلى النار يوم القيامة. أهـ مختصراً
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:35]ـ
ليس في كلام شيخ ابن تيمية ما يفيدك، فلا تحاول أن تقوِّي به حكمَك الجائر على إخوانك
وارجع إلى المشاركة التي سبقت مشاركتك، للأخ الكريم (شتا العربي) ففيها ما يفيدك
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 04:54]ـ
ويستحيل أن يكون الإخوة المسلمين في مثل درجة العلمانيين الذين ينكرون الإسلام أصلا ولا يعترفون بأحكامه ولا بصلاحيته للحياة فلا يستوي العامل بالإسلام المطالب به مع المنكر للإسلام الجاحد لأحكامه
ومع ذلك يبقى الإنسان المسلم الذي لم يخرج عن دائرة الإسلام (حتى لو كان فاسقا أو عاصيا أو مبتدعا) أفضل من العلمانيين وأمثالهم من الذين يجحدون الإسلام ولا يقبلون به بل لا وجه للمقارنة بين الفريقين
أقول هذا مهما اختلفنا مع بعض المسلمين وأنكرنا عليهم التحزب أو غيره من الأخطاء لكن لا نغالي في الإنكار فنجعل المسلمين كالمجرمين فهذا من المغالاة
الأخ شتا وفقني الله وإياه لأحسن القول
لا تظن يا أخي بأننا نساوي بين الكفر والإيمان
أو نكفر المسلمين فهذا بهتان عظيم
ولكن وفقك المولى المساواة بين الفرق الضالة والعلمانيين الكفرة أو حتى الكفرة من اليهود والنصارى من حيث الخطورة هذا موجود في كلام علماء الإسلام سابقاً ولاحقاً وذلك لأن خطر الكافر علماني كان أو غيره واضح للجاهل قبل العالم
فالعامي أذا قلت له هذا الرجل علماني يفصل الدين عن الحياة أو هذا الرجل يهودي أو نصراني يقول لك لا بارك الله فيه ويبغضه في الله حتى الممات.
وأما المتلبس بالدين وهو مخالف لشرع الصادق الأمين بل وهو سبب النكسات لهذا الدين , فالتحذير منه ومن خطره أكبر من ذاك العلماني أو اليهودي أو النصراني الكافر المكشوف للقاصي والداني.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل، فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء. أهـ
تأمل يا أخي هذا الكلام من شيخ الإسلام رحمه الله:
وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء. أهـ
وقد قرأت كتاب الدكتور صلاح الصاوي عن الجماعات ووجدته ينكر عليهم التحزب ويرى أن الحل الوحيد أمام هذه الجماعات هو التوحد وعدم الافتراق والتحزب أو تفقد شرعيتها وحكم عليهم بقوله: إما التوحد أو عدم الشرعية.
الفرق بين أهل السنة - أسال الله أن يميتني عليها - وبين الدكتور الصاوي - وهو من منظري الجماعات - إننا لا نقبل التوحد على إي عقيدة سوى العقيدة الناصعة عقيدة السلف الصالح بجميع أفرادها.
ولكن التوحد عند الدكتور الصاوي وغيره من دعاة التجمييع هو أن يجتمع المسلمون كلٌ على عقيدته: فالسني يجتمع مع الرافضي ومع الصوفي ومع التبليغي والإخواني ولا إنكار بين الإخوان؟!!
وهذا منقوض بقوله تعالى {وَ?لْعَصْرِ * إِنَّ ?لإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِ?لْحَق وَتَوَاصَوْاْ بِ?لصَّبْرِ}
فأين التواصي بالحق مع هذه الدعوة؟
وقد قال علماء التفسير بأن هذه السورة هي تفسير للقرآن كله.
وأما قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ ?لرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ?لْهُدَى? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ?لْمُؤْمِنِينَ نُوَلهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}
فالآية الكريمة اشترطت شروطا وهي:
1ـ المشاقة للرسول (ص)
2 - من بعد أن يتبيَّن الهُدى
3 - ويصر على هذه المشاقة ويُعلن عنها وعلامة ذلك في اتباعه غير سبيل المؤمنين
وهناك الكثير من الناس يقع في الحزبية أو في بعض البدع وهو يظن أنه على الحق فلا تنطبق عليه الآية المذكورة لأنه لم يتبيَّن له الهدى
هذا المعنى الذي تقوله يا أخي شتا غير صحيح بارك الله فيك
فالهدى هو الإسلام وما يتبعه من الحق , وإن كانت الأية نزلت في أناس أسلموا ثم تركوا الإسلام فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولكن خصوص السبب يفيدنا في تعريف لفظة الهدى المقصود في الأية.
والحزبية ومفارقة السنة والصد عن طريق السلف الصالحين مشاقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أمور ظاهره في كل جماعة مخالفة من أمثال الإخوان وغيرهم.
يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله: وكلّ من أَصّل أصلاً لم يؤصّله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قادَه قسْرً إلى ردّ السنة وتحريفها عن مواضعها، فلذلك لم يؤصّل حزب الله ورسوله أصلاً غير ما جاء به الرسول، فهو أصلهم الذي عليه يُعَوّلون، وجنتهم التي إليها يرجعون. أهـ
[شفاء العليل ص10 ط دار الفكر]
فهل أصول الإخوان أو غيرهم من الفرق مصدرها ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومنها: البيعة , والولاء على الحزب , البراءة ممن يخرج عن دعوة الحزب وهذه تكفي لرد كثير من سنن الهدى الموروثة عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم.
يقول القرضاوي: (ليست معركتنا مع الذين يقولون عن الله تعالى: ليس له مكان ... ليست معركتنا مع الذين يُؤوِّلون صفات الله بل الذين يجحدون الله بالكلية, وأي تحويل للمعركة عن هذا الخط يُعتبر توهيناً للصف, وفراراً من الزحف, وإعانة للعدو) وجود الله ص7 - 8.
فالفهم الصحيح للأية هو: إنها وعيد شديد لكل مسلم عرف الحق وأعرض عنه ونئى بجانبه عنه ورضي بمخالفة السنة الموروثة عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ودعا إلى ذلك
وهذا ظاهر في كل فرقة خالفت السنة في منهجها
يقول ابن القيم رحمه الله فيمن يعرض عن الحق ولا يسعى إليه:
وكل من اعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلا بد ان يقول هذا يوم القيامة!
فإن قيل فهل لهذا عذر في ضلالة إذا كان يحسب انه على هدى كما قال تعالى {ويحسبون انهم مهتدون}؟
قيل: لا عذر لهذا وامثاله من الضلال الذين منشأ ضلالهم الاعراض عن الوحي الذي جاء به الرسول ولو ظن انه مهتد فإنه مفرط باعراضه عن اتباع داعي الهدى فإذا ضل فإنما اتى من تفريطه واعراضه وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول اليها فذاك له حكم آخر. أهـ
والله المستعان
=======
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 05:36]ـ
الأخ ابن عقيل: ألم يأنِ لك أن تترك مبالغاتك وتهويلاتك؟
كتاب الدكتور قرأته مرتين، ولم أجد فيه كما تدعي:
(ولكن التوحد عند الدكتور الصاوي وغيره من دعاة التجمييع هو أن يجتمع المسلمون كلٌ على عقيدته: فالسني يجتمع مع الرافضي ومع الصوفي ومع التبليغي والإخواني ولا إنكار بين الإخوان؟!!).
وهذا - والله - من الكذب على الدكتور.
ويظهر لي أنك لم تقرأ كتابه.
وإن شئت أتيتك بنقولات منه تناقض كلامك.
فاتق الله، وتكلم بعلم.
وبالمناسبة: قرأت نقد الأخ عبدالعزيز الريس له، ووجدته أصاب في بعض وتحامل في البعض الآخر.
فإن كان عندك نقد علمي على الكتاب فاطرحه.
(ولا يجرمنكم شنآن قوم ... ).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 03:39]ـ
الدفاع عن العقيدة الصحيحة يكون بمواجهة كل عقيدة فاسدة ولا تحصر في فرقة واحدة ضلت هنا أو هناك
فالعلمانيين لا يزيدون خطورة عن غلاة التكفير (القاعدة واتباعها) ولا عن الجماعات الحزبية كالإخوان وتوابعها أو التبليغ أو عن المذاهب المنحرفة مثل الإرجاء أو انكار صفات الرب جل في علاه أو عن المتصوفة أو الرافضة وغير ذلك.
فلا يكون الرجل ذاباً عن العقيدة الصحيحة ما لم يتبراء من هذه العقائد الباطلة أو يتلبس بشيء منها والعياذ بالله.
أعوذ بالله من الظلم العظيم، وللأسف الشديد أن هؤلاء القوم -ابن عقيل وأشياعه- يظلمون ويطلقون الأحكام على الناس بمجرد السماع، سمع الشيخ فلان يقول كذا أو نقل له أحد أن الشيخ فلان يقول كذا، فيلقي الأحكام والتهم ولم يقرأ من كتب هذا الرجل شيء ولم يسمع له شيء، ولا أدل من ذلك الا رد الشيخ سليمان عليك.
أنا عندي قناعة كما ذكرها أحد الإخوة أنك لم تقرأ الكتاب وإنما أخذت الحكم من غيرك، أو أنك قرأته بعقل مؤجر لأناس صدروا أنفسهم على على الخلق قضاة وحكاماً بأسم السلف وكله كذب.
(إن السلف منه براء)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 09:51]ـ
يا أخي سليمان الخراشي {سَتُكْتَبُ شَهَـ?دَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ} ولعل الله يعذرك بجهلك حال الرجل وهذا إحسان ظن مني وحسبي الله ونعم الوكيل.
واعلم أني تكلمت عن حال الدكتور الصاوي وفكره وأمثاله بشكل عام ولم أزعم إن هذا موجود في كتابه نصاً ولا شك من وجوده ضمناً.
وأنظر إلى هذه الأمثلة من هذا اللقاء:
إما أن نغلو في مسألة من مسائل المتشابه فنرفعها إلى مصاف المحكمات والقطعيات فنوالي وتعادي عليها،
هذا يقتضي منا أن نعيد ترتيب الأوراق داخل العقل المسلم بحيث نفصل بدقة بين المحكمات التي يجب أن تجتمع عليها كلمة المسلمين كافة، وبين المتشابهات التي يجب أن يتغافر فيها الناس ولا يفجروا بسببها عداوات وخصومات.
ماذا تفهم من الدعوة إلى الإجتماع على المحكمات والدعوة إلى كافة المسلمين؟!!
وهل تعرف ماذا يعني الدكتور الصاوي بالمتشابهات التي يزهدنا فيها ويطلب مننا التغافر عنها؟!
وأنظر هنا:
فسلفنا الصالح كما نقلوا لنا نصوص الكتاب والسنة، نقلوا لنا الفهم الصحيح والمعتبر لمحكمات الكتاب والسنة، ............ وكما مثلوا مرجعية في نقل النصوص مثلوا مرجعية في فهم المحكمات في هذه النصوص، ..................... ففهم سلفنا الصالح والقرون الثلاثة الأولى يمثل صمام أمن في فهم محكمات الكتاب والسنة.
لماذا يخص الدكتور الصاوي فهم السلف بالمحكمات؟!
هل سلفنا الصالح فهموا المحكم - في عرف الدكتور الصاوي - ولم يفهموا المتشابه - في عرفه أيضاً -؟!
المحكم في عرف الدكتور الصاوي هو قطعيات الشريعة وهي ما ثبتت بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة.
والمتشابه هو ما لم يأتي فيه نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة مثال ذلك باب الصفات - حسب ظنهم -
فأنظروا ماذا بقي لنا من المحكم وكيف أصبح أغلب الدين من المتشابه.
وهذه الدعوة ليست جديدة وقد بدأ الترويج لها في بلاد التوحيد والله المستعان.
وأنظر هذه الباقعة:
أما الوصية الثانية، فهي أن يبدأ بدراسة الكتب التي تؤصل منهج أهل السنة والجماعة ...........
أما في مجال الفكر فأرشح من الكتاب المعاصرين د. يوسف القرضاوي والأستاذ محمد قطب، ولا ننسى في السيرة أيضا المنهج الحركي للسيرة النبوية وكتب الأستاذ سيد قطب.
هل هولاء المفكرين وكتبهم ما يؤصل به منهج أهل السنة في التفكير
سبحانك هذا بهتان عظيم
وأخيراً أنصح المشرفين على هذا المجلس بتقوى الله وأخذ الحق ولو كان ممن دونهم في العلم , فربما كان العبد الفقير - ابن عقيل - جائراً في حكمه حسب ظنكم ولكن هذا لم يمنعكم إن كنتم طلبة علم من أخذ الحق وترك الجور في كلام ابن عقيل أو غيره
فقد أخرج النسائي في المجتبى: «أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ وَإنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ». والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 11:41]ـ
أخي ابن عقيل: هداك الله.
هل ترضى أن نمارس نفس أسلوبك مع الشيخ ربيع مثلا؟
لماذا تأخذ بالواسطة؟ كتاب الدكتور موجود بالأسواق، اقرأه وانقد ما تخالفه فيه، بعلم وعدل.
حتى لا تضطر إلى أن تقول: (واعلم أني تكلمت عن حال الدكتور الصاوي وفكره وأمثاله بشكل عام ولم أزعم إن هذا موجود في كتابه نصاً ولا شك من وجوده ضمناً)!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:12]ـ
المحكم في عرف الدكتور الصاوي هو قطعيات الشريعة وهي ما ثبتت بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة.
والمتشابه هو ما لم يأتي فيه نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة مثال ذلك باب الصفات - حسب ظنهم -
فأنظروا ماذا بقي لنا من المحكم وكيف أصبح أغلب الدين من المتشابه.
أخي أرجو أن تأتي بمصداق ذلك من كتب الدكتور الصاوي، أحسن الله إليك.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:48]ـ
أخي ابن عقيل: هداك الله.
هل ترضى أن نمارس نفس أسلوبك مع الشيخ ربيع مثلا؟
لماذا تأخذ بالواسطة؟ كتاب الدكتور موجود بالأسواق، اقرأه وانقد ما تخالفه فيه، بعلم وعدل.
حتى لا تضطر إلى أن تقول: (واعلم أني تكلمت عن حال الدكتور الصاوي وفكره وأمثاله بشكل عام ولم أزعم إن هذا موجود في كتابه نصاً ولا شك من وجوده ضمناً)!
الشيخ الموقر الفاضل الشيخ سليمان الخراشي
يعلم الله اني أحبكم في الله وليس لشخصك ولكن لجهادك في سبيله
وهذه أول مشاركة لي في المنتدى
ولكن الذي استوقفني {هل ترضى أن نمارس نفس أسلوبك مع الشيخ ربيع مثلا؟}
ما دخل الشيخ ربيع في نقاشكم!
كلن يخطأ ويصيب
ولا أدري هل الاخ من الذين يتعصبون للشيخ ربيع!
فالشيخ ربيع له جهود لا ينكرها أحد من أهل العلم
أما الشيخ الصاوي هداه الله ووفقنا وإياه إلى الصواب
لو لم يذكر الا القرضاوي في هذا المقال لكفى
والله المستعان
وأتمنى المعذرة ...
أبو ريان المدني
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 01:20]ـ
أخي ابن عقيل: هداك الله.
هل ترضى أن نمارس نفس أسلوبك مع الشيخ ربيع مثلا؟
لماذا تأخذ بالواسطة؟ كتاب الدكتور موجود بالأسواق، اقرأه وانقد ما تخالفه فيه، بعلم وعدل.
حتى لا تضطر إلى أن تقول: (واعلم أني تكلمت عن حال الدكتور الصاوي وفكره وأمثاله بشكل عام ولم أزعم إن هذا موجود في كتابه نصاً ولا شك من وجوده ضمناً)!
المقارنة ظالمة وحسبي قول من قال:
الم ترى أن السيف يزري به الفتى ....... إذا قال هذا السيف أمضى من العصا.
ومع ذلك إن كان عند الشيخ ربيع باطل في العقيدة أو المنهج فأنا أول المبطلين وعليكم البيان.
ولست بمضطر كما تقول
وأنا على يقين بحال الدكتور الصاوي , فإن أتبعت في حكمي من أثق في علمه وورعه فلا يلزمنا أن أنقب عن كتب الدكتور لأبحث ما فيها.
ولا أظنك ستطلب هذا ممن يأخذ بقولك من كتبك في الدكتور عمارة أو القرضاوي وتقول له لا بد أن ترجع لكتب المذكورين قبل أن تنتقدهم؟!
ومع ذلك فقد أقمت بينة على كلامي من كلام الدكتور الصاوي هدانا الله وإياه وإياكم لأحسن القول.
والله الموفق
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 01:28]ـ
ولا أدري هل الاخ من الذين يتعصبون للشيخ ربيع!
من باب قوله عليه الصلاة والسلام: " إنها صفية "
أقول:
ابرأ إلى الله من التعصب لغير الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
وأما الشيخ ربيع فهو من علماء السنة ومن الذابين عنها
يؤخذ قوله إن ظهرت لي حجته من الكتاب أو السنة على فهم سلف الامة
ولا يتابع على ما يجانبه الصواب ويخطئ فيه
وأنا خصيم من يرميني بغير ذلك أمام الحكم العدل يوم القنطرة
والله الموفق
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
من باب قوله عليه الصلاة والسلام: " إنها صفية "
أقول:
ابرأ إلى الله من التعصب لغير الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
وأما الشيخ ربيع فهو من علماء السنة ومن الذابين عنها
يؤخذ قوله إن ظهرت لي حجته من الكتاب أو السنة على فهم سلف الامة
ولا يتابع على ما يجانبه الصواب ويخطئ فيه
وأنا خصيم من يرميني بغير ذلك أمام الحكم العدل يوم القنطرة
والله الموفق
جزاك الله خيرا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:21]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القتال في الإسلام إنما يكون لدرء الحرابة وكف العدوان [/ COLOR] ، وليس للإكراه على الدين سواء أكانت الحرابة واقعة بالفعل، وهو ما يسمى بجهاد الدفع، أو متوقعة ولاحت نذرها بدلائل قوية وبينات يقينية وهذا هو جهاد الطلب.
فحروبه صلى الله عليه وسلم كلها لم تخرج عن ذلك لمن تدبر السيرة وأمعن النظر في حروبه وغزواته صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي عليه جمهور الفقهاء في هذه المسألة، والأصل في ذلك ببساطة أنه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، وأن هذه الأمة أمة هداية، وليست أمة بغي وحرابة، ولهذا كان نهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل من لا يتأتى منه القتال كالنساء والذرية الضعفاء ونحوهم.
ولا تستباح الدماء خارج دار الإسلام إلا في الحرب المشروعة التي تكون لدفع العدوان، العدوان على بلاد الإسلام، أو العدوان على الإسلام نفسه، بفتنة الناس عنه، أو صدهم عن سبيله، ووضع المعوقات في طريقه، ومصادرة حق البشر في اختياره، قال تعالى: [وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين]، وقال تعالى: [ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا].
وفرق بين الحرب المشروعة كما عرفتها مواريثنا الفقهية والتاريخية، والحرب المقدسة كما شاعت في الأوساط الغربية، والتي يراد بها إكراه أهل ملة على الدخول في ملة أخرى عنوة وتحت بارقة السيوف، فإن هذا ما لا يعرف له نظير في ملة الإسلام، انطلاقا من هذا المبدأ القرآني الخالد [لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي].
ولهذه الحرب المشروعة شرائط وآداب لا تتحقق المشروعية إلا باستيفائها، منها على سبيل المثال: تجنب الغدر، فمن كان بينه وبين قوم ميثاق وجب عليه أن يتم إليهم عهدهم إلى مدتهم، ولا يحل له أن ينكث فيه بحال، وإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم على سواء، وأعلمهم بالمنابذة والمصارمة، والنصوص في ذلك صريحة وقاطعة. قال تعالى: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين]. ومعنى قوله تعالى: [فانبذ إليهم على سواء]: أي أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم، حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي تستوي أنت وهم في ذلك.
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن سليم بن عامر قال: كان معاوية يسير في أرض الروم وكان بينه وبينهم أمد، فأراد أن يدنوا منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، وفاء لا غدرا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عقدة، ولا يشدها، حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء)، قال: فبلغ ذلك معاوية، فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة.
ومنها أيضاً تحريم القصد بالعدوان إلى غير المقاتلين، فإن من شريعته صلى الله عليه وسلم أن لا يقصد بالعدوان إلى غير المقاتلين، سواء أكانوا من النساء أو الأطفال أو الشيوخ أو الأجراء أو المنقطعين للعبادة في الصوامع والأديرة ونحوه. والنصوص في ذلك صحيحة وصريحة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان).
ما رأي المشائخ الكرام في هذا التأصيل من قبل الدكتور صلاح الصاوي _ عفا الله عنه _؟
ـ[المتعلم]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:39]ـ
المقارنة ظالمة وحسبي قول من قال:
الم ترى أن السيف يزري به الفتى ....... إذا قال هذا السيف أمضى من العصا.
ومع ذلك إن كان عند الشيخ ربيع باطل في العقيدة أو المنهج فأنا أول المبطلين وعليكم البيان.
ولست بمضطر كما تقول
البيت غلط يا أخي هداك.
وردك مجرد دعوى لا يعجر مخالفك من قلبها عليك.
لا تفهم أن أعتقد هذا، لا لكن الدعاوى لا زمام لها ولا خطام.
لكن من أراد أن يرد على مقالات الناس ويوازن بينهم لا تكفيه الدعوى والخطب والاستحسانات.
وللشيخ ربيع وفقه الله أغلاط كثيرة في المنهج أو في مفردات المسائل بينها كثير من العلماء ممن اختلف معهم حتى ممن كان معه على نفس المنهج كفالح وأبي الحسن وغيرهم.
وطالب العلم ينبغي عليه أن يسير على منهج واضح في رد الباطل وإعطاء المخالف حقه لا بخسه والتعدي عليه واستهلاك عرضه، ورمي بالعظائم.
وهذا مقام تزل فيه أقدام تحسن الكلام لكن يخطئها العمل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:49]ـ
الأخ الكريم: ابن عقيل:
قلتم: (وأما الشيخ ربيع فهو من علماء السنة ومن الذابين عنها يؤخذ قوله إن ظهرت لي حجته من الكتاب أو السنة على فهم سلف الامة ولا يتابع على ما يجانبه الصواب ويخطئ فيه).
كلام سديد بارك الله فيك ..
والخطأ يُرد من الدكتور الصاوي أو غيره. لكن بعد ((نقل)) و ((فهم)) كلامهم.
وهذا مافعلته في نقدي لعمارة أو القرضاوي.
فلا تخلط بين الأمرين - رعاك الله -.
بودي لو يكون نقدك هكذا:
قال الدكتور الصاوي: ( .... ).
وهذا خطأ؛ لأنه ( .. ).
والصواب ( .. ).
بهذه الطريقة تكون التزمت النقاش العلمي.
وفقك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
الأخ أباريان: تستطيع مراسلة الأخ على الخاص، يبين لك ما يراه خطأ.
وفقك الله ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:08]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ سليمان
إن شاء الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:15]ـ
بارك الله فيك ..
وهذا الظن بك.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:19]ـ
البيت غلط يا أخي هداك.
وردك مجرد دعوى لا يعجر مخالفك من قلبها عليك.
وأما الخطأ في القصيد ليتنا لا نخطئ إلا فيه يا أخي المتعلم
وما هذا ما أنا إلا ناقل من كتاب يتيمة الدهر كما ترى:
ابو درهم البندنيجي: أنشدني الشيخ أبو بكر ايده الله تعالى له من نتفةٍ
متى ما اقل مولاي افضل منهم ... أكن للذي فضلته منتقصا
الم ترى أن السيف يزري به الفتى ... إذا قال هذا السيف أمضى من العصا
لكن من أراد أن يرد على مقالات الناس ويوازن بينهم لا تكفيه الدعوى والخطب والاستحسانات.
ولست من أصحاب الخطب الرنانة ولا الدعوى الخالية عن الحجج ولا الإستحسانات العقلية #
#############
علمني الله وإياك ما ينفعنا يا أخي المتعلم
وأنصحك بأن تنظر وتقيم الحجة لك أمام الله قبل البشر إن أردت إنتقاد عبداً ضعيف من أمثالي فكيف بأهل العلم الذين يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ?لْقُلُوبُ وَ?لأَبْصَارُ.
والله الموفق
[/ quote]
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:33]ـ
وجزاك وفيك بارك يا أبو ريان
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:56]ـ
وجزاك وفيك بارك يا أبو ريان
وجزاك وبارك فيك أيها الاخ الموقر
ـ[المرجان]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:58]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ووفق الله الدكتور الفاضل صلاح لكل خير. فله إسهامات قيمة في الرد على شبهات العلمانيين.
وكتابه " الثوابت والمتغيرات .. "، كتابٌ نافع، ولا يخلو من هفوات، لعل توضيحها يأتي في مقال قادم - إن شاء الله - لأنه يحتاج إلى وقت.
===
قال الدكتور: (أما في مجال الفكر فأرشح من الكتاب المعاصرين د. يوسف القرضاوي)!
أولا: ما المقصود بالفكر؟
ثانيًا: معظم كتب القرضاوي مليئة بالأخطاء، فليته لم يُحل عليها؛ لأن مفاسدها أكثر من منافعها.
وفقكم الله ..
لله درك يا شيخ سليمان لا تأخذك في الله لومة لائم، دمت غيورا كما عرفناك.
بقي أمر مهم جدا بخصوص نفس العبارة التي صدر بها المقال: (لابديل عن سلفية المنهج وعصرية المواجهة)
فما مقصود الدكتور الصاوي بقوله: عصرية المواجهة؟
هذه عبارة دارجة عند من وجد في منهج السلف الصالح الطريق الصحيح فاتبعه، لكنه لم يطمئن إليه تمام الاطمئنا، بل بقي في نفسه نزعة باتجاه بعض المناهج العصرية التي فيها ما فيها من من المخالفة
يقول الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -:
"فمن الناس من وفق إلى اتباع سبيل أهل السنة والجماعة أعني السلف الصالح؛ ولكنه لم يوفقوا إلى الطمأنينة لذلك، فتجد في نفسه تردد، في نفسه نزوع، تارة إلى هذا وتارة إلى هذا، ذلك لأنه لو خبر نفسه وتأمّل وكان طبيبا بنفسه وفي قلبه لوجد أنه تنزع عنده نوازع يحكّم فيها نفسه على الشرع، إذا سألته على البينة لم يجد بينة إلا أن يجتهد في أن يجعل الدليل نبعا لما يهواه، وأهل السنة والجماعة المتابعين للسلف الصالح هؤلاء يجعلون أنفسهم تبعا للأئمة.
الذين يكون هذه المقالة -التي هي مقالة باطلة-، يقولون: نأخذ بسلفية المعتقد وبعصرية المواجهة، فهذه المقالة تغمض على كثيرين، وهي أن المواجهة من الدين فليس ثم مواجهة عصرية ومواجهة سلفية، المواجهة كلها يجب أن تكون على منهج السلف، ولهذا تجد أن من خالف منهج السلف في نوع المواجهة يحصل له نوع عقوبة، قال جل وعلا في سورة المائدة في وصف النصارى ?فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء? [المائدة:14]، الجماعات المنفصلة عن جماعة الإخوان المسلمين مثلا بتفرعاتها وأشكالها، ألا تجد أن بينهم شيئا من العداوة والبغضاء؟ نعم، إن بينهم ذلك، بعضهم يقدح في بعض حتى إن بعض الجماعات المنفصلة عن جماعات الإخوان يكفّر أصحابُها رؤوس الإخوان لأجل دخولهم في البرلمانات ونحو ذلك، وهذا نوع من الإلقاء والإغراء للعداوة والبغضاء" ا. هـ من شريط مفرغ بعنوان أفمن كان على بينة من ربه.
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 06:05]ـ
في الحقيقة من يقرأ للدكتور كتاب الثوابت والمراجعات عليه وكتاب التعليق على كتاب دعاة لا قضاة وبعض المواد الاخرى للدكتور الصاوي يجد أن الدكتور فيها ليس على جادة أهل العلم في تقرير مسائل المعتقد ... وان كان للرجل بعض كتب فيها فائدة طيبة مثل تحكيم الشريعة وصلته بأصل الدين وغير ذلك إلا ان الرجل لا يعتمد عليه في تقرير مسائل المعتقد في راي القاصر والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرجان]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 06:31]ـ
عذرا للعودة مرة أخرى .. أثناء قرآتي للمقال مرة أخرى لفتني غير ما أشار إليه الشيخ سليمان وأخينا ابن عقيل -حفظ الله الجميع- قول الصاوي:
ولا تستباح الدماء خارج دار الإسلام إلا في الحرب المشروعة التي تكون لدفع العدوان، العدوان على بلاد الإسلام، أو العدوان على الإسلام نفسه، بفتنة الناس عنه، أو صدهم عن سبيله، ووضع المعوقات في طريقه، ومصادرة حق البشر في اختياره
وقد نبه لها أخينا الفاضل خالد العامري، فالصاوي يسلك في مسألة الجهاد مسلك بعض المفكرين الذين ينفون أو يعمون على أحد نوعي الجهاد، فكما نعلم جميعا أنه -الجهاد- قسمان جهاد طلب، وجهاد دفع، عبارة الصاوي هذه يفهم منها أن لا جهاد طلب إلا مع من صد الناس عن الدخول للإسلام!، وهي مقالة مشهورة عند جمع من المفكرين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 07:10]ـ
في الحقيقة من يقرأ للدكتور كتاب الثوابت والمراجعات عليه وكتاب التعليق على كتاب دعاة لا قضاة وبعض المواد الاخرى للدكتور الصاوي يجد أن الدكتور فيها ليس على جادة أهل العلم في تقرير مسائل المعتقد ... وان كان للرجل بعض كتب فيها فائدة طيبة مثل تحكيم الشريعة وصلته بأصل الدين وغير ذلك إلا ان الرجل لا يعتمد عليه في تقرير مسائل المعتقد في راي القاصر والله أعلم
أخي الفاضل بارك الله فيك هذا الكلام لا يقبل في طالب علم صغير إلا بدليل ناهيك عن رجل كالدكتور صلاح الصاوي، بين لماذا ((الدكتور ليس على جادة أهل العلم في تقرير مسائل المعتقد)).
أرجو أن يكون الجواب مباشرًا كالسؤال تمامًا قل ليس على جادة أهل العلم في تقرير مسائل المعتقد بسبب كذا وكذا ....
ولا تحسبن أنني أدافع عن الدكتور ولكن الطعن في معتقد الناس لا يقبل إلا بدليل فهات الدليل بارك الله فيك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
أخي المرجان: لعلك خلطت بين أمرين:
1 - جهاد الطلب هو لنشر الإسلام إذا ما عاق انتشاره عائق. وهو ما يقول به الدكتور. فمتى ما سمُح للدعوة بالانتشار، ودخل الكفرة من أصحاب الدولة المراد جهادها في حكم أهل الإسلام، دافعين للجزية، فلا جهاد حينها.
2 - من تعنيهم من المفكرين، يرون ((إلغاء)) جهاد الطلب، سواء أسلم كفار تلك الديار أو لم يسلموا، ولو لم يسمحوا للدعوة، ولو لم يدفعوا الجزية! أي لا تجاهد إلا من تعدى عليك!
وفقكم الله ..
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 09:13]ـ
أخي الكريم
احسن الله اليك
أنا قلت رأيي وشهادتي التي أدين الله بها وبناءا على قراءة لجل كتب ومقالات الدكتور ولما رأيت البعض يعد كتب الدكتور مرجعا او مهمة لطلاب العلم والدعاة!! ولا أدري هل هذا مقبول؟!
فالرجل ليس علما ولا مرجعا ولا راسا في العلم وكتبه مليئة بالهفوات ولا أدل على ذلك من كتابه المراجعات الذي لم يتراجع فيه عن شيء بل اخذ يرقع ويدافع واقصد كذا وكذا ...
ولقد ذكرت أن له كتب يستفاد منها بعيدا عن مجال التأصيل والكلام موجه ضرورة لمن يقرأ ...
أما أن تلزمني بالنقل لهذه الهفوات فلا يلزمني ذلك لا سيما والكثير من المشاركين يقررون نفس ما أقرر على تفاوت بينهم ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 09:28]ـ
قال الدكتور الشيخ حمد العثمان في كتابه الفذ:
" زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون
نتعاون فيما اتفقنا عليه؛ ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا ":
[وكتاب (الثوابت والمتغيرات) فيه أمور كثيرة تستدعي تحذير القارئ منها؛ إذ أسرف مؤلفه - غفر الله له - كثيراً في الاعتذار لعباد القبور والأولياء والصالحين، وجره ذلك إلى تأويلات سمجة وتقسيمات باطلة: فتراه قد جعل الاستغاثة بالأولياء من التوسل المختلف فيه! وجعل غاية ما في الطواف بالقبور أنه بدعة، وليست شركاً، والتمس العذر لهم بذلك بأنه طواف تحية وليس طواف عبادة، كذا قال!! وما علم هذا أن الطواف بكل حال عبادة، وأنه لم يرد في شيء من الشرع الطواف إلا ببيت الله العتيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم وصف الطواف بالتحية لا يخرجه عن كونه عبادة، بل إنه يزيد ذلك تأكيداً؛ لأنه نزل الضريح منزلة الكعبة، فشرع بتحيته بالطواف! يقول الصاوي: في (الثوابت والمتغيرات) ص 219): [بعد الاتفاق على أصل اعتبار التأويل عند إجراء الأحكام، قد يقع النزاع في اعتبارالتأويل في مسألة بعينها، كاعتبار ما يتأوله الصوفية في النذور التي تقدم إلى أصحاب القبور، على أن النذر لله، والثواب لأوليائه، وفي الدعاء الذي يتوجهون به إلى أصحاب القبور، على أن المقصود به طلب الشفاعة من الولي إلى الله، وأن الميت في قبره يسمع، كما ذهب إلى ذلك كثير من أهل العلم، وفي الطواف بالأضرحة على أنه طواف تحية وليس طواف عبادة، فقصاراه أن يكون بدعاً لا شركاً، وفي طلب المدد على أنه طلب للدعاء والشفاعة إلى الله، فيؤول إلى التوسل المختلف فيه] 0 اهـ
وعذر المؤلف أيضاً من سجد للأولياء لقيام شبهة التوقير، قائلاً: في (الثوابت والمتغيرات) ص187): [ولهذا يختلف من سجد للأولياء يظن ذلك من باب التوقير الواجب لهم، وأنه يثاب عليه صاحبه باعتباره قربة إلى الله وبين من سجد للبقر من الهندوس أو للنار، من المجوس ونحوه. فإن الشبهة في الأولى قائمة، واحتمال الجهل قريب ومتوجه، وأما في الثانية؛ فإن الأمر جد مختلف، والعذر فيها ليس بمتوجه، إذ لم ترد شريعة قط بتعظيم الأبقار أو النار، ولكن وردت الشرائع بمحبة الصالحين وتوقيرهم،وفي التبرك بآثارهم خلاف معتبر، بل جاءت الشرائع السابقة بسجود إخوة يوسف ليوسف، وسجود أبويه له، ومن قبل ذلك سجود الملائكة لآدم سجود تحية وليس سجود عبادة. والتدرج من التوقير المشروع إلى التبرك الممنوع محتمل الوقوع، واحتمال اللبس في ذلك قريب، فتأمل] 0 اهـ
واستخف المؤلف بالسلفيين وعظم من شأن من يسميهم (الحركات الجهادية) فقال: في (الثوابت والمتغيرات) ص15/ 16): [أما المذاهب العلمية؛ فهي حركات إحيائية، تسعى غالباً داخل إطار إسلامي قائم للدعوة إلى عدد من الأصول العلمية والعملية، ترى أن اعتقادها من مقتضيات الإيمان، ولا تواجه خصومة حاضرة مع أحد من غير المسلمين، ولا تملك برنامجاً محدداً لتغيير الواقع. فالإطار الذي تتحرك فيه الحركات الجهادية يختلف عن الإطار الذي تتحرك فيه المذاهب العلمية. فالحركات الجهادية تعبئ الأمة بمختلف طوائفها للوقوف في وجه خطر يستهدف أصل وجودها، ويسعى لاجتثاث شأفتها، ومعقد ولائها وبرائها وهو الالتزام المجمل بالإسلام، والاستعداد للمشاركة في هذا الجهاد. أما المذاهب العلمية؛ فإن حركتها تتجه في الأصل إلى من ثبت له عقد الإسلام لدعوته إلى التزام اختياراتها العلمية والعملية، وخصوماتها تنعقد مع ما تراه من البدع والمحدثات، ودائرة ولائها وبرائها هي الالتزام باختياراتها الخاصة، والتجافي عن اختيار المذاهب الأخرى] 0 اهـ
قلت: وهذا الإفك المفترى لا ينطلي على بصير متجرد عن الهوى، فالسلفيون وحدهم في العصر الحديث هم الذين أقاموا الدين الصحيح والدولة؛ دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالكتاب الهادي، وسيف الإمام محمد بن سعود رحمه الله الناصر. أما الحركات الجهادية التي يمجدها الصاوي وتملك برنامجاً واضحاً (زعموا)؛ فلا أقامت ديناً ولا أبقت دنيا، بل ذاق المسلمون الأمرين منها، وآل أمرهم إلى شر أعظم مما كانوا فيه قبل تهورات (الحركات الجهادية). فأي الفريقين أحق بالفخر إن كنتم تعلمون؟ وفي الكتاب أمور كثيرة تحتاج إلى تحذير وتنبيه لا تتسع هذه الرسالة المختصرة لذلك، فلعل الله ييسر من يقوم بهذا الواجب].
انتهى من كتاب الشيخ الدكتور حمد العثمان جزاه الله خيرا.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 10:48]ـ
أخطر لا تساوي أسوأ في المعنى
فإن أخطر قد تعني أن هذا الخطير أكثر قدرةً على التأثير على الشباب المسلم وإخراجه عن الجادة من غيره _ وإن كان ذاك الغير أسوأ بمعنى أبعد عن الصواب _
وعلى هذا حمل بعض أهل العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج ((شر قتلى تحت أديم السماء))
مع وجود القتلى من أهل الكفر تحت أديم السماء أيضاً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 11:07]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ننتظر من ينقل كلام الدكتور، ثم يعقب عليه التعقيب العلمي، مبينًا خطأه، لكي يستفيد الإخوة جميعًا؛ لما لكتاب الدكتور من انتشار. (كما فعل الدكتور العثمان).
ولا يكفي أسلوب الإنشاء.
وفقكم الله ..
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 11:09]ـ
قال الدكتور الشيخ حمد العثمان في كتابه الفذ:
" زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون
نتعاون فيما اتفقنا عليه؛ ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا ":
[وكتاب (الثوابت والمتغيرات) فيه أمور كثيرة تستدعي تحذير القارئ منها؛ إذ أسرف مؤلفه - غفر الله له - كثيراً في الاعتذار لعباد القبور والأولياء والصالحين، وجره ذلك إلى تأويلات سمجة وتقسيمات باطلة: فتراه قد جعل الاستغاثة بالأولياء من التوسل المختلف فيه! وجعل غاية ما في الطواف بالقبور أنه بدعة، وليست شركاً، والتمس العذر لهم بذلك بأنه طواف تحية وليس طواف عبادة، كذا قال!! وما علم هذا أن الطواف بكل حال عبادة، وأنه لم يرد في شيء من الشرع الطواف إلا ببيت الله العتيق.
ثم وصف الطواف بالتحية لا يخرجه عن كونه عبادة، بل إنه يزيد ذلك تأكيداً؛ لأنه نزل الضريح منزلة الكعبة، فشرع بتحيته بالطواف! يقول الصاوي: في (الثوابت والمتغيرات) ص 219): [بعد الاتفاق على أصل اعتبار التأويل عند إجراء الأحكام، قد يقع النزاع في اعتبارالتأويل في مسألة بعينها، كاعتبار ما يتأوله الصوفية في النذور التي تقدم إلى أصحاب القبور، على أن النذر لله، والثواب لأوليائه، وفي الدعاء الذي يتوجهون به إلى أصحاب القبور، على أن المقصود به طلب الشفاعة من الولي إلى الله، وأن الميت في قبره يسمع، كما ذهب إلى ذلك كثير من أهل العلم، وفي الطواف بالأضرحة على أنه طواف تحية وليس طواف عبادة، فقصاراه أن يكون بدعاً لا شركاً، وفي طلب المدد على أنه طلب للدعاء والشفاعة إلى الله، فيؤول إلى التوسل المختلف فيه] 0 اهـ
وعذر المؤلف أيضاً من سجد للأولياء لقيام شبهة التوقير، قائلاً: في (الثوابت والمتغيرات) ص187): [ولهذا يختلف من سجد للأولياء يظن ذلك من باب التوقير الواجب لهم، وأنه يثاب عليه صاحبه باعتباره قربة إلى الله وبين من سجد للبقر من الهندوس أو للنار، من المجوس ونحوه. فإن الشبهة في الأولى قائمة، واحتمال الجهل قريب ومتوجه، وأما في الثانية؛ فإن الأمر جد مختلف، والعذر فيها ليس بمتوجه، إذ لم ترد شريعة قط بتعظيم الأبقار أو النار، ولكن وردت الشرائع بمحبة الصالحين وتوقيرهم،وفي التبرك بآثارهم خلاف معتبر، بل جاءت الشرائع السابقة بسجود إخوة يوسف ليوسف، وسجود أبويه له، ومن قبل ذلك سجود الملائكة لآدم سجود تحية وليس سجود عبادة. والتدرج من التوقير المشروع إلى التبرك الممنوع محتمل الوقوع، واحتمال اللبس في ذلك قريب، فتأمل] 0 اهـ
واستخف المؤلف بالسلفيين وعظم من شأن من يسميهم (الحركات الجهادية) فقال: في (الثوابت والمتغيرات) ص15/ 16): [أما المذاهب العلمية؛ فهي حركات إحيائية، تسعى غالباً داخل إطار إسلامي قائم للدعوة إلى عدد من الأصول العلمية والعملية، ترى أن اعتقادها من مقتضيات الإيمان، ولا تواجه خصومة حاضرة مع أحد من غير المسلمين، ولا تملك برنامجاً محدداً لتغيير الواقع. فالإطار الذي تتحرك فيه الحركات الجهادية يختلف عن الإطار الذي تتحرك فيه المذاهب العلمية. فالحركات الجهادية تعبئ الأمة بمختلف طوائفها للوقوف في وجه خطر يستهدف أصل وجودها، ويسعى لاجتثاث شأفتها، ومعقد ولائها وبرائها وهو الالتزام المجمل بالإسلام، والاستعداد للمشاركة في هذا الجهاد. أما المذاهب العلمية؛ فإن حركتها تتجه في الأصل إلى من ثبت له عقد الإسلام لدعوته إلى التزام اختياراتها العلمية والعملية، وخصوماتها تنعقد مع ما تراه من البدع والمحدثات، ودائرة ولائها وبرائها هي الالتزام باختياراتها الخاصة، والتجافي عن اختيار المذاهب الأخرى] 0 اهـ
قلت: وهذا الإفك المفترى لا ينطلي على بصير متجرد عن الهوى، فالسلفيون وحدهم في العصر الحديث هم الذين أقاموا الدين الصحيح والدولة؛ دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالكتاب الهادي، وسيف الإمام محمد بن سعود رحمه الله الناصر. أما الحركات الجهادية التي يمجدها الصاوي وتملك برنامجاً واضحاً (زعموا)؛ فلا أقامت ديناً ولا أبقت دنيا، بل ذاق المسلمون الأمرين منها، وآل أمرهم إلى شر أعظم مما كانوا فيه قبل تهورات (الحركات الجهادية). فأي الفريقين أحق بالفخر إن كنتم تعلمون؟ وفي الكتاب أمور كثيرة تحتاج إلى تحذير وتنبيه لا تتسع هذه الرسالة المختصرة لذلك، فلعل الله ييسر من يقوم بهذا الواجب].
انتهى من كتاب الشيخ الدكتور حمد العثمان جزاه الله خيرا.
أما هذه فمهلكة للرجل نسأل الله العافية.
ومع ذلك سيأتي من يدافع ويتأول هذا الكلام
والانصاف عزيز وتطبيق منهج السلف مع اهل البدع جريمة!!! ((عند البعض))
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:25]ـ
بارك الله فيكم، لقد قرأت كتب الدكتور الصاوي وفقه الله، وفيها ما يحمد وفيها ما فيه مجال للاجتهاد، وفيه ما هو من ضغوط الواقع والدول ولا مجال للاجتهاد فيه، وأما الحوار المذكور فهو منشور بتاريخ السبت 1 من جمادى الثانية1428هـ 16 - 6 - 2007م يعني بعد ما أتي القرضاوي بكل ما أتى وبعد ما ظهر منه معاداته للمنهج السلفي واستعداء الدول عليه، وبعد كل هذا ينصح الدكتور بكتبه هكذا جملة وتفصيلا!! فأين سلفية المنهج لمن سيتربى فكره على فكر القرضاوي؟!
وهل يفهم بعد الجمع بين النصيحة بكتب القرضاوي والقول بعصرية المواجهة مع علمنا بعدم سلفية القرضاوي أن العصرية المقصودة هي منهج القرضاوي الحركي؟!
لاشك أن النصيحة بكتب وفكر القرضاوي زلة عظيمة لا تغتفر إلا بعذر أقبح منها وهو أن الدكتور لايعلم شيئا عن فكر القرضاوي.
وأرجو من إخواني الذين سيردون ألا يدخلوني في متاهات أخرى، ومن أراد مناقشاتي فليكن فيما ذكرته، ونسأل الله الهداية لجميع المسلمين.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:26]ـ
وجدت هذه الكتب من كتب الدكتور الصاوي المنشورة على موقع المكتبة الوقفية:
جماعة المسلمين ومفهومها
التطرف الديني الرأي الآخر
مدخل إلي ترشيد العمل الإسلامي
تقريب الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية
وقفات هادئة مع إباحة القروض الربوية لتمويل شراء المساكن في الغرب
تحكيم الشريعة ودعاوي الخصوم
التعددية السياسية في الدولة الإسلامية
الوجيز في فقه الخلافة
وتجدها كلها على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/search.php
ويمكن الوصول إليها في المكتبة الوقفية بكتابة (الصاوي) في خانة البحث.
وله من الكتب أيضا: رسالته في الاقتصاد، ومجموعة كتب عن العلمانية، وكتاب في العقيدة بعنوان (فاعلم أن لا إله إلا الله) وكتاب (نظرية السيادة) وكتب أخرى
وهذا عنوان موقع الدكتور الصاوي على الشبكة
http://assawy.zouitni.com/
وهذا موقع (مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا)
http://www.amjaonline.com/arabic/
وهذا فيه ترجمته ومؤلفاته
http://www.amjaonline.com/arabic/headline.asp?headid=93
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:52]ـ
وبالبحث السريع في (جوجل) وجدت هذا الحوار مع الدكتور صلاح الصاوي أيضا وتعرض فيه لمسألة الثوابت والمتغيرات
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_articles_*******.cfm?id=7 2&catid=77&artid=6260
وأرجو أن تساهم هذه المشاركة والتي قبلها في إثراء الحوار الدائر بينكم بالاطلاع على بعض كتب الدكتور وحواراته لنستفيد منكم جميعا
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 05:55]ـ
فائدة طيبة جزاك الله خيراً يا عبد الله
ويا ليت قومي يعلمون
أخطر لا تساوي أسوأ في المعنى
فإن أخطر قد تعني أن هذا الخطير أكثر قدرةً على التأثير على الشباب المسلم وإخراجه عن الجادة من غيره _ وإن كان ذاك الغير أسوأ بمعنى أبعد عن الصواب _
وعلى هذا حمل بعض أهل العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج ((شر قتلى تحت أديم السماء))
مع وجود القتلى من أهل الكفر تحت أديم السماء أيضاً
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:01]ـ
الدكتور صلاح الصاوي مشكلته الكبرى هو تأصيله لاخطاءه فمن هنا لا يكون خطاه كخطأ غيره ...
فهو يوقن أن من يتوجه بالعبادة للقبر أو المقبور قد اشرك وغيره يقول نعم هذا شرك لكنه معذور بالجهل مثلا لكنه يريد ان يخرج عن وصف مثل هذا بالشرك بان هذا التوجه ليس دعاءا بل نداءا أو واسطة أو غير ذلك فيتلاعب في المناط المكفر بصورة يخرجه عن كونه مناطا مكفرا إلى صورة البدعة، وهذا تاويل فاسد للمشركين وجعل الشريعة محكومة لا حاكمة وجعل الاعمال لا دلالة لها ولا تاثير في الأحكام وهو اقرب ما يكون للإرجاء ولعل هذا ثمرة لموقفه من مسالة جنس العمل ....
وعهدي بكتبه بعيد ولكن كلمات أحببت ان أذكرها تصديقا لما تقدم به الإخوان
والله الموفق
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 11:26]ـ
1 - جهاد الطلب هو لنشر الإسلام إذا ما عاق انتشاره عائق. وهو ما يقول به الدكتور. فمتى ما سمُح للدعوة بالانتشار، ودخل الكفرة من أصحاب الدولة المراد جهادها في حكم أهل الإسلام، دافعين للجزية، فلا جهاد حينها
الأخ الفاضل: سليمان الخراشي!
ما هذا الكلام؟
هل أفهم من كلامك أنه إذا سمح بالدعوة في بلد كفر سقط جهاد الطلب؟
ثم كيف يدفعون الجزية ثم لا جهاد؟ كيف دفعوا الجزية بلا جهاد؟
ثم أين في كلام الدكتور ((دفع الجزية))؟
الصاوي يقول:
** القتال في الإسلام إنما يكون لدرء الحرابة وكف العدوان، وليس للإكراه على الدين سواء أكانت الحرابة واقعة بالفعل، وهو ما يسمى بجهاد الدفع، أو متوقعة ولاحت نذرها بدلائل قوية وبينات يقينية وهذا هو جهاد الطلب.
أين دفع الجزية التي تتحدث عنه أخي الفاضل؟
ومَن مِن الفقهاء عرف جهاد الطلب بهذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 11:05]ـ
الأخ الكريم: الروض الأنف:
تكرمًا: قبل الإجابة .. بين لي المقصود من جهاد الطلب.
لأني أظن أن لاخلاف بيننا - إن شاء الله -.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:03]ـ
وقلت لنفسي إذا كان هذا قد حدث للأمة في مرحلة الانكسار والتراجع، فكيف لو كانت الأمة في حالة استكبار واستعلاء وريادة؟
في نفسي شيء من هذا التعبير.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:18]ـ
* الإعلام الغربي يتحدث دائما عن الإنسان الغربي على أنه متحضر مؤدب، لا يفرق بين الناس على أساس ديني، على عكس الإنسان العربي والمسلم. فعلى اعتبار أنكم عشتم وسط الغربيين، هل هذه المقولة صحيحة؟ خصوصا ما نراه في البوسنة وكوسوفا والشيشان وأفغانستان والعراق وما نراه من تفرقة عنصرية في الولايات المتحدة؟
** الفرق بيننا وبينهم هو الفرق بين النفاق وبين الوضوح، فقوانينهم ونظمهم تنص على ما تقول، وواقعهم في كثير من الأحوال يخالف ذلك مخالفة جذرية، وحسبنا هذا التطفيف الظالم الذي يقوده ما سمى بالنظام العالمي الجديد والمكاييل المزدوجة التي يتعامل بها مع العالم الإسلامي. لكن نحن في ديننا لا نعرف هذا التلون وهذا الخداع، فظاهرنا كباطننا، ما نعتقده ديانة نعلنه على الملأ، ونقيم عليه الحجج والبراهين، وكل من يعيش على أرض الإسلام يتمتع بحقوق كاملة لا يتمتع بعشرها المسلمون المقيمون في الغرب الآن.
تأمل أيها القاريء رعاك الله.
فرق بين التنظير والواقع، بين القول والعمل، أهذا بالفعل تشخيص دقيق "حقيقي" لما هو حاصل بالفعل؟ سأترك التعليق المفصل، ولكنه ادعاء عريض، تخرمه استثناءات يصعب حصرها. ليتنا كما قال الصاوي، ولو جعلها أمنية لكان أقرب.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
الأستاذ الفاضل!
سليمان الخراشي، الذي أفهمه من كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرته وسيرة أصحابه، أنه لوكانت هناك دولة كافرة مسالمة آمنة مطمئنة ليس لديها أي نية لا يقينية ولا في المنام أن تعتدي علينا، فإنه فرض كفاية علينا وهو ذروة سنام الإسلام أن نغزوها ونخيرها بين ثلاثة أمور: إما الإسلام أو الجزية أو الحرب.
وحتى لو سمحت بالدعوة في أرضها كما هو حاصل - حسب ما يبلغنا - في بعض الدول، فإن علينا أن نقاتلهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، ثم لا نكره الناس على الكفر.
وهذا ما لا يقوله الصاوي حسب كلامه أعلاه!
فإن كنت تتفق معي في ذلك فأرجو التنبيه على كلام الصاوي حتى لا يغتر به أحد، وإن كنت لا تتفق معي فأرجو الرد بالأدلة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:21]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
الدولة الكافرة المسالمة .... الخ، التي ذكرتها. لو قالت سأسمح بالدعوة، وسأعطيكم الجزية. هل تُقاتل؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:54]ـ
الأستاذ الفاضل! سليمان الخراشي بارك الله فيك، كلامي واضح لا يحتاج - عذراً - لسؤالك، ولكن أنت لم تجب على كلامي، أرجو أن تجيب على كلامي كله، أرجوك!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:59]ـ
الأستاذ الفاضل!
سليمان الخراشي، الذي أفهمه من كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرته وسيرة أصحابه، أنه لوكانت هناك دولة كافرة مسالمة آمنة مطمئنة ليس لديها أي نية لا يقينية ولا في المنام أن تعتدي علينا، فإنه فرض كفاية علينا وهو ذروة سنام الإسلام أن نغزوها ونخيرها بين ثلاثة أمور: إما الإسلام أو الجزية أو الحرب.
وحتى لو سمحت بالدعوة في أرضها كما هو حاصل - حسب ما يبلغنا - في بعض الدول، فإن علينا أن نقاتلهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، ثم لا نكره الناس على الكفر.
وهذا ما لا يقوله الصاوي حسب كلامه أعلاه!
فإن كنت تتفق معي في ذلك فأرجو التنبيه على كلام الصاوي حتى لا يغتر به أحد، وإن كنت لا تتفق معي فأرجو الرد بالأدلة.
الصاوي لم ينف ما ذكرت، ولكنك لم تتنبه والله أعلم للخلط الذي حذر منه الصاوي في موضع آخر من مقاله، يقول:
((يحدث خلط في التعامل مع النصوص الشرعية بين مناط الاستخلاف ومناط الاستضعاف، فهناك طائفة من النصوص يرتبط تطبيقها بواقع الاستخلاف والقوة، وطائفة أخرى يرتبط تطبيقها بواقع الاستضعاف والغربة. ومثال ذلك الآيات الواردة في باب الصفح والمغفرة والمداراة وتألف المخالف، فما ورد في هذا المقام من آيات أو أحاديث فإنما ترتبط بواقع الاستضعاف والغربة، وما ورد من نصوص في باب الهجر والزجر والغلظة فإنما يرتبط بواقع التمكين والقوة، فإذا حدث خلط فنزلت النصوص التي ترتبط بواقع الاستضعاف على واقع القوة أو العكس فيحدث الخلط ويحدث التشويش.
فالنصوص الواردة في باب الصفح والمغفرة وتألف المخالف مثل قوله تعالى: [قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله .. ] وقوله تعالى: [وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون، وانتظرا إنا منتظرون]. وقوله تعالى [فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاً]. هذه النصوص ترتبط بواقع يعيش فيه المسلمون في غربة، لا قوة لهم ولا شوكة ولا منعة، فإذا تحول المسلمون إلى واقع القوة والاستخلاف والتمكين يخاطبون بطائفة أخرى من النصوص كقول الله تعالى: [يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .. ] وقوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة .. ]. وقوله تعالى [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون])).
فهو لا يعارض جهاد الطلب ويرده، ولكنه يعلقه بظروف و أحوال بحسب قوة الأمة وضعفها. وهذا قول وجيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:14]ـ
أخي الكريم: الروض الأنف: جوابك عن سؤالي مهم. وستكتشف من خلاله أن لا خلاف بيننا. وفقك الله.
وضعك علامة التعجب (!) بعد كلمة الفاضل، لا معنى له.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيكم، لقد قرأت كتب الدكتور الصاوي وفقه الله، وفيها ما يحمد وفيها ما فيه مجال للاجتهاد، وفيه ما هو من ضغوط الواقع والدول ولا مجال للاجتهاد فيه، وأما الحوار المذكور فهو منشور بتاريخ السبت 1 من جمادى الثانية1428هـ 16 - 6 - 2007م يعني بعد ما أتي القرضاوي بكل ما أتى وبعد ما ظهر منه معاداته للمنهج السلفي واستعداء الدول عليه، وبعد كل هذا ينصح الدكتور بكتبه هكذا جملة وتفصيلا!! فأين سلفية المنهج لمن سيتربى فكره على فكر القرضاوي؟!
وهل يفهم بعد الجمع بين النصيحة بكتب القرضاوي والقول بعصرية المواجهة مع علمنا بعدم سلفية القرضاوي أن العصرية المقصودة هي منهج القرضاوي الحركي؟!
لاشك أن النصيحة بكتب وفكر القرضاوي زلة عظيمة لا تغتفر إلا بعذر أقبح منها وهو أن الدكتور لايعلم شيئا عن فكر القرضاوي.
وأرجو من إخواني الذين سيردون ألا يدخلوني في متاهات أخرى، ومن أراد مناقشاتي فليكن فيما ذكرته، ونسأل الله الهداية لجميع المسلمين.
لماذا لم أجد جوابا؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 07:32]ـ
أخي أباعمرو: صدقتم:
(لاشك أن النصيحة بكتب وفكر القرضاوي زلة) .. ولعل الدكتور صلاح يُعدلها.
وأتمنى من الإخوة جميعًا - وأنا من ضمنهم - أن نحرص على النقاش العلمي.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:36]ـ
بارك الله فيكم شيخنا، ولكن ما هو في رأيكم سبب هذه الزلة من الدكتور صلاح مع حرصه واهتمامه بالأمور الفكرية ومع تخصصه الشرعي وكثرة مؤلفاته، ومع كثرة الملتفين حوله؟ وهل لا يوجد من أرشده لفكر القرضاوي؟ مع الأخذ في الاعتبار أنه بنفسه رد على القرضاوي في زلات خطيرة له، وجزاكم الله خيرا شيخ سليمان، ووالله ما أرد أو أثير موضوعا إلا للفائدة إن شاء الله، ولا أتعصب أو أتحزب، حتى لا أصنف بكلامي في جهة لا أرضاها.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 09:08]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي
أولاً: أستغفر الله إن كنت وضعت علامة (!) للغرض الذي قد تكون فهمته، ولكني رأيت بعض الكتاب يضعها بعد النداء فقلدته، فإن كان لديك فيها شيء فأفدنا.
ثانياً: نعم إذا دفعوا الجزية فلا قتال، لكني قرأت مقال الصاوي فلم أجد فيه دفع الجزية، بل وجدت فيه إسقاط جهاد الطلب بطريقة ملتوية، حيث قصره على الذي تيقنا أنهم سيحاربوننا.
هذا ما قصدته، فأرجع وأسأل بطريقة مختلفة ألم يسقط الصاوي جهاد الطلب بقوله ((أو متوقعة ولاحت نذرها بدلائل قوية وبينات يقينية وهذا هو جهاد الطلب))؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:01]ـ
أخي الكريم: الروض الأنف:
قولكم: (وجدت فيه إسقاط جهاد الطلب بطريقة ملتوية). لم يتبين لي من كلام الدكتور.
ولو رجعتم إلى ص 269 من كتابه " الثوابت .. " لعلمتم أنه لا ينفي جهاد الطلب. ولكنه يركز على أن المقصود به إزاحة العوائق التي تعترض الدعوة. ولا يُشترط أن يستخدم مصطلح الطلب مادام يعتقد شرعيته.
وتفصيله الذي أشار إليه الشيخ عبدالله الشهري: فترة القوة وفترة الضعف .. مسبوق إليه من قبل العلماء المحققين؛ كشيخ الإسلام وابن باز رحمهما الله. فلكل حال أحكام.
وفقكم الله ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:41]ـ
وللفائدة: هذه ملحوظاتي - باختصار - على كتابه " الثوابت والمتغيرات ":
1 - عذره للقبوريين بالجهل (ص 187). ومعلوم أنهم لا يُعذرون في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كالتوحيد، خاصة في هذا العصر الذي بلغت الحجة فيه معظم العالم الإسلامي. ولهذا لو قُدر لك نُصح القبوريين، لردوا عليك وأخبروك بقولك وأدلته! ولكنهم عنه معرضون. ثم استشهد الدكتور على رأيه بكلام عام للشيخ ابن سحمان رحمه الله. وفاته أن الشيخ له كلام صريح في عدم عذر أمثال هؤلاء.
2 - يعذر من سجد لغير الله جاهلا، لحديث معاذ (ص 190). والصحيح أن لا عذر؛ كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله، لأن الشريعة استقرت واتضح حكم هذا.
3 - يُفهم من كلامه (ص 318) عدم وجود دولة إسلامية في عصرنا! وهذا تكفير بالعموم. فليته قال - إلا من رحم الله -.
4 - تهوينه بكلام تهويلي (ص 318) في مقابل ذلك من بعض أمور العقيدة، كالاهتمام بأحاديث الصفات أو خلق القرآن! ولا أدري ما المانع من الاهتمام بالأمرين؟ نهتم بالعقيدة، ونهتم بالدعوة إلى تحكيم الشريعة في البلاد المفرطة فيها. فلا تعارض.
5 - قصره أحاديث البيعة على بيعة " الخليفة " العام لجميع المسلمين. (ص 234و246).
6 - رضاه (ص 264) عن أفعال من يقوم بالتفجير في بلاد المسلمين! ومطالبته الدعاة بعدم الإنكار عليهم!!.
هذا ما تبين لي، مع إعجابي بفكرة الكتاب، وبكثير مما جاء فيه.
ولابد من التنبيه على أن النفَس العام للكتاب، الذي يشعر به المتأمل، هو تضخيم أمر منابذة الحكام " الطواغيت ". وكان الأولى بالدكتور - خاصة بعد أن شاهد نهاية هذه المنابذة في أماكن كثيرة - أن ينصح الدعاة بتجنب هذا الطريق المنحرف، وأن يهتموا بما اهتم به الأنبياء؛ من نشر التوحيد والعلم الصحيح، وتربية الناس والمجتمعات المسلمة على أحكام الشريعة في جميع المجالات (عبادة وأخلاقًا .. )، وأمر الحكم - في تلك الدول - سيأتي تبعًا إن شاء الله. (سنة الله .. )، ومن استعجل شيئًا قبل أوانه ..
والله الهادي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 11:27]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ... ياشيخ/سليمان الخراشي وأكثر الله من أمثالكم
هكذا فليكن الانصاف
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:17]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي بدون (!)
لماذا حصرت مهمة الأنبياء في التوحيد ونشر العلم الصحيح والتربية؟
ثم هل ممكن أن تبين لي كيف سيأتي (التمكين تبعاً) من خلال حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحياة أصحابه.
وما هي سنة الله في هذا؟ بما أنها سنة الله فلا بد أن تكون قد أخذتها من كتاب الله.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:31]ـ
1 - (ولقد بعثنا في كلِّ أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
2 - (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا. إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:42]ـ
وللفائدة: هذه ملحوظاتي - باختصار - على كتابه " الثوابت والمتغيرات ":
3 - يُفهم من كلامه (ص 318) عدم وجود دولة إسلامية في عصرنا! وهذا تكفير بالعموم. فليته قال - إلا من رحم الله -.
4 - تهوينه بكلام تهويلي (ص 318) في مقابل ذلك من بعض أمور العقيدة، كالاهتمام بأحاديث الصفات أو خلق القرآن! ولا أدري ما المانع من الاهتمام بالأمرين؟ نهتم بالعقيدة، ونهتم بالدعوة إلى تحكيم الشريعة في البلاد المفرطة فيها. فلا تعارض.
5 - قصره أحاديث البيعة على بيعة " الخليفة " العام لجميع المسلمين. (ص 234و246).
6 - رضاه (ص 264) عن أفعال من يقوم بالتفجير في بلاد المسلمين! ومطالبته الدعاة بعدم الإنكار عليهم!!.
والله يا شيخ سليمان لو لم يكن عنده إلا هذه الأخيرة لكفى أن يطرح وأن يحذر المسلمين منه #
#
كان أبي رحمه الله و كعادة أهل نجد يقول فيمن شابه فعل هؤلاء من التنظير #والاعتذار لهم مثلا يصف حالهم فيهم: (طقةٍ في راس غيرك مثل طقة في الجدار) فلم يفقد هؤلاء أحد في مثل هذه الجرائم بل وصل بأحدهم # أن قال أنها تجوز في بلاد المسلمين ولاتجوز في بلاد الكفار (التفجيرات).
والله أنها من العبادات أن يحذر من أمثال هذا ذبً عن دين الله عز وجل
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:48]ـ
الأصل أن الجهاد "لإصلاح الخلق"، هذه عبارة ابن تيمية، وهي بليغة، ذلك أن الغاية الإصلاح، فمتى حصل الإصلاح بغير السيف والسنان .. بالدعوة، والموعظة، وسائر الطرق العلمية، كان آكد، هذا هو مقصد الشارع: الإصلاح، ولذلك لما تقرأ القرآن تجد أن العقوبة الإلهية متأخرة عن النذارة والبلاغ و محاولات الإصلاح، عندما أخذت الرجفة قوم صالح عليه السلام قال {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي و نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}. أما الجهاد والمواجهة الحسية مع المخالف فتكون بعد ظهور علامات ما يقتضي ذلك: الصد عن دين، يبغونها عوجا، الفساد في الأرض، ولكن مع القدرة والاستطاعة والإمكانية، ولذلك قال (ص) فيما رواه البخاري: ((لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية))، قال الحافظ في الفتح: (لعل الكراهية مختصة بمن يثق بقوته ويعجب بنفسه ونحو ذلك).
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 05:28]ـ
((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم))
((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة))
((يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال))
((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم))
((لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما))
((ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين))
((إذا أخذتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))
((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله))
((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))
((من لم يغز، أو يجهز غازياً، أويخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة))
((إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف))
وأما صنيع البعض فهو تأصيل للخنوع و الضعف والخور والقعود حتى يأتي الأعداء إلينا ثم لات ساعة مندم، ليس لديهم في برنامجهم إعداد ولا تجهيز غازياً في سبيل الله، إن الصبر على الجهاد أهون من الصبر على ما يورثه ترك الجهاد، إن الأمة منذ عهد نبيها ما قاتلت بالقوة والكثرة، وإنما قاتلت بإيمانها وانتصرت بنصر الله لها، إن كان البعض يعتقد أنه يمكن أن يحيا بلا جهاد وأن الأمة ستحترم بلا جهاد، وأنه يمكن أن نورث هذا الدين بلا تضحيات وجهاد وصبر فأحلف بالله العظيم أنه لم يفهم التوحيد ولم يفهم منهج الأنبياء وأئمة الهدى، إن ما ترفلون فيه من نعمة الأمن والتوحيد ورغد العيش - في هذه الجزيرة - إنما هو بفضل الله ثم بفضل جهاد الإمام محمد بن عبد الوهاب مع الإمام محمد بن سعود، ((فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون))
((إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 08:34]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[المرجان]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 02:33]ـ
وللفائدة: هذه ملحوظاتي - باختصار - على كتابه " الثوابت والمتغيرات ":
1 - عذره للقبوريين بالجهل (ص 187). ومعلوم أنهم لا يُعذرون في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كالتوحيد، خاصة في هذا العصر الذي بلغت الحجة فيه معظم العالم الإسلامي. ولهذا لو قُدر لك نُصح القبوريين، لردوا عليك وأخبروك بقولك وأدلته! ولكنهم عنه معرضون. ثم استشهد الدكتور على رأيه بكلام عام للشيخ ابن سحمان رحمه الله. وفاته أن الشيخ له كلام صريح في عدم عذر أمثال هؤلاء.
2 - يعذر من سجد لغير الله جاهلا، لحديث معاذ (ص 190). والصحيح أن لا عذر؛ كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله، لأن الشريعة استقرت واتضح حكم هذا.
3 - يُفهم من كلامه (ص 318) عدم وجود دولة إسلامية في عصرنا! وهذا تكفير بالعموم. فليته قال - إلا من رحم الله -.
4 - تهوينه بكلام تهويلي (ص 318) في مقابل ذلك من بعض أمور العقيدة، كالاهتمام بأحاديث الصفات أو خلق القرآن! ولا أدري ما المانع من الاهتمام بالأمرين؟ نهتم بالعقيدة، ونهتم بالدعوة إلى تحكيم الشريعة في البلاد المفرطة فيها. فلا تعارض.
5 - قصره أحاديث البيعة على بيعة " الخليفة " العام لجميع المسلمين. (ص 234و246).
6 - رضاه (ص 264) عن أفعال من يقوم بالتفجير في بلاد المسلمين! ومطالبته الدعاة بعدم الإنكار عليهم!!.
هذا ما تبين لي، مع إعجابي بفكرة الكتاب، وبكثير مما جاء فيه.
ولابد من التنبيه على أن النفَس العام للكتاب، الذي يشعر به المتأمل، هو تضخيم أمر منابذة الحكام " الطواغيت ". وكان الأولى بالدكتور - خاصة بعد أن شاهد نهاية هذه المنابذة في أماكن كثيرة - أن ينصح الدعاة بتجنب هذا الطريق المنحرف، وأن يهتموا بما اهتم به الأنبياء؛ من نشر التوحيد والعلم الصحيح، وتربية الناس والمجتمعات المسلمة على أحكام الشريعة في جميع المجالات (عبادة وأخلاقًا .. )، وأمر الحكم - في تلك الدول - سيأتي تبعًا إن شاء الله. (سنة الله .. )، ومن استعجل شيئًا قبل أوانه ..
والله الهادي ..
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على البيان، والحق أحق أن يتبع، فما ذكرته من أخطاء كافي لتفسير عبارة الصاوي: " عصرية المواجهة " فالصاوي لا يرى الاكتفاء بالسلفية كمنهج شامل للمعتقد والعبادة والدعوة .. !!
بخصوص جهاد الطلب اغفاله لدفع الجزية ليس بالأمر الهين، لأنها علامة الصغار والذلة للكفار، وهذا ما لا يتطرق اليه الكثير من المفكرين في كتاباتهم عن الجهاد.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 04:31]ـ
أضيف أمرا آخر وهو في نظري هام جدا: ألا وهو وجوب بيان الأحكام الأصلية وعدم الاكتفاء ببيان أحكام مرحلة الاستضعاف، لأن الاكتفاء ببيان الرخص وترك بيان العزائم ينشيء الأجيال على عدم فهم الإسلام، وعلى أن الرخص أصبحت هي الأصل، وهذا واقع الآن، ومن جهر بأحكام الإسلام لا سيما في أبواب الجهاد وأحكام أهل الذمة وموقفنا من الكفار؛ يعد متطرفا ومغاليا وخارجيا و ... و .... إلخ ما نسمعه.
وهذا يذكرني بموقف القرضاوي من الجهاد وهذا في حديث له بعدما نفى جهاد الطلب ثم قال: إن الجهاد شرع لإزاحة العقبات عن الدعوة ولا عقبات الآن في طريق الدعوة وأبوابها مفتوحة لمن شاء- أو كما قال- ولا يدري أن كثيرا من البلاد يطارد فيها الدعاة حتى لا يخطبوا الجمعة وحتى لا يقيموا درسا، وتؤخذ أسماء المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان ثم يطاردون فيما بعد.
المهم، أن فقه مرحلة الاستضعاف يجب ألا يحول دون بيان الأحكام الأصلية مع بيان أن الرخص رخص ومحدودة بوقت ولها شروط وضوابط حتى لا تنشأ أجيال لا تعرف إلا التيمم، أما الغسل والوضوء فيكون عندهم تشددا، والدين جاء باليسر فلم التكلف؟!
ـ[خالد العامري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:23]ـ
الأخ أبو عمرو المصري _ نفع الله بك _ كلامك جيد في الجملة، ولكن قولك:
وهذا يذكرني بموقف القرضاوي من الجهاد وهذا في حديث له بعدما نفى جهاد الطلب ثم قال: إن الجهاد شرع لإزاحة العقبات عن الدعوة ولا عقبات الآن في طريق الدعوة وأبوابها مفتوحة لمن شاء- أو كما قال- ولا يدري أن كثيرا من البلاد يطارد فيها الدعاة حتى لا يخطبوا الجمعة وحتى لا يقيموا درسا، وتؤخذ أسماء المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان ثم يطاردون فيما بعد.
أشكل عليّ، فما دخل التضييق على الدعوة والدعاة (في بلاد الإسلام) بجهاد الطلب؟
وشكر الله لكم _ مقدماً _ توضيحكم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 07:50]ـ
بارك الله فيك أخي خالد العامري، وبيان وجه ذلك يطول ولكن باختصار شديد:
هناك كثير من الأنظمة لا تحكم شرع الله بل تحكم بالطاغوت وتحارب من يسعى لتحكيم شرع الله ونشر دعوة التوحيد، والواجب هو إقالة هذه الحكومات وتحكيم شرع الله وهذا منوط بالاستطاعة وألا يترتب على هذا مفاسد أكثر، وكون الدعاة أو المسلمين لا يستطيعون هذا الجهاد لا يعني أن تقول لهم أنه لا مبرر للجهاد بل الجهاد مبرره موجود ولكن شرط وجوبه مفقود وشتان بين الأمرين، ومن نشأ على أن الأوضاع سليمة ومستقرة لاشك في إنحرافه عن جادة الإسلام ومن هنا نكون قد حرّفنا الحكم الأصلي وهو وجوب جهاد من بدل الشريعة وحكم الطاغوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 03:15]ـ
الأمة اليوم – بل منذ عقود- ليست في موقع ريادة، ولم ترق بعد إلى ربوة من القوة، تجعل أعناق الأمم تشرئب إليها. ذلك أن الأمة التي المنيعة العزيزة، تجر الخلائق إلى سلطانها، وتجذبهم إلى قيمها وأخلاقها وآدابها، وهذا هو الحال مع الغرب عامة وأمريكا خاصة، فجل الأمم تبجل قيمها، حتى صار أقوامها ينادون بديمقراطية الغرب، وقيم الغرب، وأخلاق الغرب، بلسان الحال والمقال. أنت تجد الزي الغربي في آسيا وإفريقيا وجنوب أمريكا، وتجد المنتج الغربي كذلك، تجد التفوق التقني والصناعي، بغض النظر عن كونه استدراجاً كما يحلو للبعض أو استحقاقاً نظراً للأخذ بالأسباب التي أودعها الله، المهم أن المبدأ الأساس صحيح، وهو أن الأمة التي تتبوأ موقع الصدارة، تجعل الناس يشعرون بحاجتهم إلى قيمها، تجعلهم يشعورن بالفاقة إلى منهاجها، وهكذا كانت أمتنا في بداية الأمر، فتية عزيزة منيعة نبيلة القيم والأخلاق، ولذلك كان جهاد الطلب على أشده، ولكن لننظر ما حال الصحابة والتابعين عندما فتحوا الأرض ونشروا الدين؟ قمم في الأخلاق، قامات في الأدب، هامات في العدل والإنصاف مع كل الناس عجمهم وعربهم، كافرهم ومؤمنهم، حتى إن أبا الدرداء عندما فتحت قبرص قعد يبكي فقيل ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام؟ فقال: ما أهون الخلق على الله إن هم اضاعوا أمره، أو كلمة نحوها. يا الله! حتى في الجهاد – معترك المنايا ووقت فوران الغضب والتشفي – يحمل المجاهد المسلم مثل هذه المشاعر النبيلة!
ماذا يوجد عندنا اليوم إذا كان إسلامنا اكثر وضوحاً في الكتب والورق منه في أعمالنا وأقوالنا وأخلاقنا التي يراها القاصي والداني؟ اليوم: ما سلوك المسلم اليومي في عمله، تعامله، عبادته؟ ما حال الأمة حاكماً ومحكوماً، فكل يتحمل جزء من المسؤولية؟ عندما نصبح شامات في غرة الزمان، عندها نقول: لقد حان جهاد الطلب، لنخرج الناس من العبودية الدنيئة إلى العبودية السامية، لكي نجعل الناس يسعدون بسعادة الدارين، ويخرجون من غم الجور والتيه والرّين، ذلك أن جهاد الطلب ليس مطلوباً لذاته من حيث هو عمل بدني او تحصيل غرم مالي، وإنما هو أخلاق سامية نريد أن ننثرها و عقيدة صافية نريد أن ننشرها، فكيف يعطي ذلك ويهبه من لم يملكه أو يمتثله على الوجه المرضي؟!
الخلاصة: التمكن شرط مهم لجهاد الطلب [1]، وكذا الجهاد شرط لتحقيق التميكن [2]، والتمكين يبقى ببقاء العبودية الحقة لله، والعدل والإنصاف لله وفي الله، يبقى ببقاء مقوماته، فهلا سعينا إلى تحقيق مقوماته، بالإصلاح والاستصلاح، والتعليم، كل ذلك بدافع الإخلاص وحب الإحسان، ومتى حصل ذلك فلن يتِركم الرحمن أعمالكم.
==============================
[1] جهاد الطلب، اصطلاح ابتكره الفقهاء، ولكن ماذا نطلب عندما نقول "طلب"؟ هل نطلب أعراض الناس؟ هل نطلب سفك دمائهم؟ هل نطلب أموالهم؟ هل نطلب مجرد التشفي و الانتقام؟ هل نطلب أرضهم؟ كل ذلك ليس مطلوبنا عندما يكون الحديث عن الغاية – ومع ذلك قد كان من الصحابة من فضَّل الوسيلة على الغاية (منكم من يريد الدنيا) – نحن نريد نشر عدل الإسلام ورحمته بين أمم الأرض.
[2] نعم، ذلك أن هناك فرق بين التمكن والتمكين، فالثاني حالة استقرار عامة للأمة وموقع هيمنة شامل، والأول متعلق بمقدرة الأمة على تحقيق الثاني، ولذلك جاء التمكين نتيجة للجهاد تالياً له في قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعض المفسرين في سبب نزولها: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة رمتهم العرب عن قوسٍ واحدة، فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح، ولا يصبحون إلاّ في لأَمتهم - أي سلاحهم - فقالوا أترون أنّا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلاّ الله عز وجل. فنزلت هذه الآية.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[05 - Dec-2009, صباحاً 05:45]ـ
وللفائدة: هذه ملحوظاتي - باختصار - على كتابه " الثوابت والمتغيرات ":
1 - عذره للقبوريين بالجهل (ص 187). ومعلوم أنهم لا يُعذرون في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كالتوحيد، خاصة في هذا العصر الذي بلغت الحجة فيه معظم العالم الإسلامي. ولهذا لو قُدر لك نُصح القبوريين، لردوا عليك وأخبروك بقولك وأدلته! ولكنهم عنه معرضون. ثم استشهد الدكتور على رأيه بكلام عام للشيخ ابن سحمان رحمه الله. وفاته أن الشيخ له كلام صريح في عدم عذر أمثال هؤلاء.
2 - يعذر من سجد لغير الله جاهلا، لحديث معاذ (ص 190). والصحيح أن لا عذر؛ كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله، لأن الشريعة استقرت واتضح حكم هذا.
3 - يُفهم من كلامه (ص 318) عدم وجود دولة إسلامية في عصرنا! وهذا تكفير بالعموم. فليته قال - إلا من رحم الله -.
4 - تهوينه بكلام تهويلي (ص 318) في مقابل ذلك من بعض أمور العقيدة، كالاهتمام بأحاديث الصفات أو خلق القرآن! ولا أدري ما المانع من الاهتمام بالأمرين؟ نهتم بالعقيدة، ونهتم بالدعوة إلى تحكيم الشريعة في البلاد المفرطة فيها. فلا تعارض.
5 - قصره أحاديث البيعة على بيعة " الخليفة " العام لجميع المسلمين. (ص 234و246).
6 - رضاه (ص 264) عن أفعال من يقوم بالتفجير في بلاد المسلمين! ومطالبته الدعاة بعدم الإنكار عليهم!!.
هذا ما تبين لي، مع إعجابي بفكرة الكتاب، وبكثير مما جاء فيه.
ولابد من التنبيه على أن النفَس العام للكتاب، الذي يشعر به المتأمل، هو تضخيم أمر منابذة الحكام " الطواغيت ". وكان الأولى بالدكتور - خاصة بعد أن شاهد نهاية هذه المنابذة في أماكن كثيرة - أن ينصح الدعاة بتجنب هذا الطريق المنحرف، وأن يهتموا بما اهتم به الأنبياء؛ من نشر التوحيد والعلم الصحيح، وتربية الناس والمجتمعات المسلمة على أحكام الشريعة في جميع المجالات (عبادة وأخلاقًا .. )، وأمر الحكم - في تلك الدول - سيأتي تبعًا إن شاء الله. (سنة الله .. )، ومن استعجل شيئًا قبل أوانه ..
والله الهادي ..
كنت ابحث عن أمر ما عبر قوقل فأوصلني هنا .. قرأت اصل الموضوع ثم تابعت الردود ووجدت في بداية الأمر تهوين من شأن أخطاء الصاوي، ثم وجدت هذا الرد الوافي المختصر للشيخ سليمان الخراشي.
وأقول والله إن هذه لظلمات بعضها أشد من بعض، ولا أرى الرجل إلا على منهج الإخوان شاء من شاء وأبى من أبى.
ويكفي بهذه الطوام سببا مقنعا لتحذير المبتدئين من كتب الصاوي.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 05:58]ـ
-
* الإعلام الغربي يتحدث دائما عن الإنسان الغربي على أنه متحضر مؤدب، لا يفرق بين الناس على أساس ديني، على عكس الإنسان العربي والمسلم. فعلى اعتبار أنكم عشتم وسط الغربيين، هل هذه المقولة صحيحة؟ خصوصا ما نراه في البوسنة وكوسوفا والشيشان وأفغانستان والعراق وما نراه من تفرقة عنصرية في الولايات المتحدة؟
** الفرق بيننا وبينهم هو الفرق بين النفاق وبين الوضوح، فقوانينهم ونظمهم تنص على ما تقول، وواقعهم في كثير من الأحوال يخالف ذلك مخالفة جذرية، وحسبنا هذا التطفيف الظالم الذي يقوده ما سمى بالنظام العالمي الجديد والمكاييل المزدوجة التي يتعامل بها مع العالم الإسلامي. لكن نحن في ديننا لا نعرف هذا التلون وهذا الخداع، فظاهرنا كباطننا، ما نعتقده ديانة نعلنه على الملأ، ونقيم عليه الحجج والبراهين، وكل من يعيش على أرض الإسلام يتمتع بحقوق كاملة لا يتمتع بعشرها المسلمون المقيمون في الغرب الآن.
الأخ الكريم عبد الله الشهري
الدكتور صلاح الصاوي يتحدث عن التقنين وليس الممارسة فالنفاق في القوانيين الغربية وواقعهم يخالف تلك القوانين اما في الاسلام فلا نفاق و لا تلون في الشريعة الاسلامية بغض النظر عن واقع المسلمين فلا يوجد عاقل في بلاد العرب يمكنه ان يقول ان المسلم في بلادنا يتمتع بحقوقه كاملة لا يتمتع بعشرها المسلمون في الغرب
واذا كان هذا لايصدر عن عاقل فلا يمكن ان يصدر عن الدكتور صلاح الصاوي لا أقول من أجل علمه وخبرته بل على الأقل من أجل اخوه الذي قضى عدة سنوات في سجون مصر بدون توجيه اتهام
ـ[الرحالة]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 05:24]ـ
الشيخ سليمان الخراشي وفقه الله:
أوقفتني كثيرا عبارتك، ولمحبتي لك ... أردت أن تبين لي وللإخوة موقفك في الرجل لا الكتاب بعد ما تبين لك كل هذه الطوام ...
"هذا ما تبين لي، مع إعجابي بفكرة الكتاب، وبكثير مما جاء فيه .. ".
ثم عصرية المواجهة ..... من نواجه وبماذا نواجه ..
وهل هي عصرية .... أم خارجية ...
اللهم الطف بنا(/)
حكم من قال (اود ان الله تعالى لا يدخل الكفار يوم القيامة النار)
ـ[الغُندر]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 05:05]ـ
وجزاكم الله خيرا.(/)
سؤال عن قول شعبة في جرير بن حازم: جاءكم هذا الحشوي!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 01:12]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أشكل علي ما جاء في ترجمة جرير بن حازم في الضعفاء الكبير للعقيلي (1|199)
حدثنا على بن محمد بن سلم قال حدثنا عقيل بن يحيى قال سمعت أبا داود قال كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة:قد جاءكم هذا الحشوي.
مع أن الإمام أحمد أثنى على جرير كما في ترجمته وبين أنه صاحب سنة وفضل وديانة.
والمعلوم أن شعبة بن الحجاج من أئمة السلف , وهذا اللفظ - الحشوية - من المصطلحات التي نبز بها المعتزلة أهل الحديث ومن أثبت الصفات.
قال أبو عبد الله الحاكم: ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها ورائهم وجعلوا غذائهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد ونومهم السهاد وأصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم و أهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: كنت أنا و أحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لإبن أبي فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت.
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: ليس في الدنيا متبدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه.
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شي أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليه من سماع الحديث وروايته بإسناد
قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية.
معرفة علوم الحديث (35)
وجاء في طبقات الحنابلة (2|208) في وصف أهل الحديث
"وهي الفرقة الناجية والجماعة العادلة والطائفة المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب الحديث والأثر والوالد السعيد تابعهم هم خلفاء الرسول وورثة علمه وسفرته بينه وبين أمته بهم يلحق التالي وإليهم يرجع العالي وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال وقائلو الزور والمحال أنهم مشبهة جهال ونسبوهم إلى الحشو والطغام.
ومن ذلك قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني لما سئل عن البخاري قال: ومن البخاري؟! حشوي لا يعول عليه.
سير أعلام النبلاء (16|512)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وتكلمت على لفظ الحشوية ما أدري جوابا عن سؤال الأمير أو غيره أو عن غير جواب
فقلت هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو كما تسميهم الرافضة الجمهور.
وحشو الناس هم عموم الناس وجمهورهم وهم غير الأعيان المتميزين يقولون هذا من حشو الناس كما يقال هذا من جمهورهم
وأول من تكلم بهذا عمرو بن عبيد وقال: كان عبدالله بن عمر حشويا.
فالمعتزلة سموا الجماعة حشوا كما تسميهم الرافضة الجمهور.
العقود الدرية (254)
وقال ابن القيم رحمه الله في بيان أصل هذا اللفظ - الحشوية _
يا قوم إن كان الكتاب وسنة ... المختار حشوا فاشهدوا ببيان
إنا بحمد إلهنا حشوية ... صرف بلا جحد ولا كتمان
تدرون من سمت شيوخكم بهذا ... الاسم في الماضي من الأزمان
سمي به ابن عبيد عبد الله ذا ... ك ابن الخليفة طارد الشيطان
فورثتم عمرا كما ورثوا ... لعبد الله أنى يستوى الارثان
تدرون من أولى بهذا الاسم .... وهو مناسب أحواله بوزان
من قد حشى الأوراق والأذهان .... من بدع تخالف موجب القرآن
هذا هو الحشوي لا أهل .... الحديث أئمة الاسلام والإيمان
وردوا عذاب مناهل السنن التي ... ليست زبالة هذه الأذهان
ووردتم القلوط مجرى كل ذي ... الأوساخ والاقذار والأنتان
وكسلتم أن تصعدوا للورد من ... رأس الشريعة خيبة الكسلان
شرح القصيدة (1|366)
ويقصد ابن القيم رحمه الله بابن عبيد عمروبن عبيد الذي أطلق على عبد الله بن عمر لفظة الحشوي
والسؤال ما مراد شعبة بن الحجاج بقوله جاءكم هذا الحشوي في حق جرير بن حازم؟
بدا لي والله أعلم أن لفظة الحشو في لغة العرب تطلق على الشيء الرديء , فحشو الكلام الفضل الذي لا يعتمد عليه.
ولعل شعبة أراد أن جرير لايتحرى الأحاديث الجيدة وأن في حديثه شيئا لا يعتد به لا أنه أراد ماتطلقه المعتزلة على أهل الحديث.
ويدل على ذلك أن جرير اختلط قبل موته بسنة
ومعلوم أن روايته عن قتادة تكلم عليها العلماء.
قال عبد الله بن أحمد سألت ابن معين عنه فقال: ليس به بأس فقلت: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير.فقال: ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف.
تهذيب التهذيب (2|61)
أو قالها على سبيل الدعابة؟
فمن كان عنده فائدة في توجيه قول شعبة في جرير فليتفضل مشكورا.(/)
متى يحق لطالب العلم الفتوى ........
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد،،
مما اختلط فيه الحابل بالنابل في هذه الأيام ويزداد شررها عندما تقع النوازل هو التصدر لأمور الأمة جمعاء بالفتوى،، ويحصل بعد هذه الفتاوى ما الله به عليم من إراقة دماء أو استحلال محرم أو غيره من الأمور ..
أريد أن أعرف من خلال هذا الموضوع هل الأخوة من طلبة العلم الشريف لديهم فرق دقيق فيمن يستفتى في النوازل، هل يكون حاصلا على شهادة عليا مثلا أم أنه لديه محفوظات كثيرة أم أنه كبير سن أو أنه عالم بإجماع طلبة العلم،، أو ما هي المواصفات الدقيقة أو من هو العالم الذي يرجع إليه حين النوازل ليس أمور الجهاد والقتال وغيرها من الفتن التي لازالت تتابع على أمتنا رفع الله عنا هذا البلاء
وإن لم يكن عند الأخ المطلع على هذا الموضوع تفريق فليضع لنا اسم العالم الذي يقلده في هذه النوازل وسبب ذلك؟
هذه محاولة للتنظير في مسألة كبيرة أرجو أن يوفقني الله وإخواني للصواب وإن لا يجعلنا مفتتحي باب ضلال والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 01:49]ـ
الذي يحق أن يطلق عليه عالم، وأن يستفتى في مسائل الشرع هو الذي يشهد له شيوخه وأقرانه بأنه أهل لذلك.
وهذه المنهجية كانت هي المتبعة عند سلفنا الصالح، وعندما تركناها اختلط الحابل بالنابل، فصار كلٌ يتكلم بما يحب بلا رقيب!
قال الإمام مالك رحمه الله: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل للفتوى.
وهذا لا يعني أن من يصل إلى هذه المرتبة معصوم لا يخطئ، وإنما المقصود أن هذا هو الذي يجوز له ذلك، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر.
أما الذي يتكلم بغير علم فهو آثم أصاب أو أخطأ؛ لأنه دخل فيما لا يحسن، وادعى ما لا يعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 03:06]ـ
قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله تعالى
قال فى رسالة السمع والطاعة طبعة مكتبة السنة الصفحة رقم 12 (نقل عن الاماما الشافعى قاعدة جليلة من كتاب الرسالة رقم 178 بشرحه وتحقيقه (ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب - ان وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله اعلم وكان بخطئه غير معذور اذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه) يقول الشيخ احمد شاكر ان الامام الشافعى وضع هذه القاعدة فى المجتهدين العلماء من المسلمين الذين يستنبطون الاحكام قبل ان يتثبتوا مما ورد فى الكتاب والسنة الصحيحة ويقيسون ويجتهدون برأيهم على غير اساس صحيح انتهى كلامه
أما الذي يتكلم بغير علم فهو آثم أصاب أو أخطأ؛ لأنه دخل فيما لا يحسن، وادعى ما لا يعلم.
هل كلام الشافعى يفيد تأثيم من فعل ذلك (كما قال شيخنا ابو مالك) اذ اننى اشعر أنه لا يؤثمه ويقول غير محمود فقط؟ وانا استغرب ان كان لا يؤثمه؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 01:58]ـ
ضابط المؤهل للفتوى .. أعتقد أنه يختلف باختلاف عدة أمور ..
1 - اختلاف الزمن .. فالتأهيل للفتوى في عصر التابعين وتابعيهم هو غير التأهيل للفتوى في زمانناهذا _في الجملة_
2 - اختلاف المكان .. فالتاهيل للفتوى في مكان يقل فيه العلماء وطلاب العلم هو غير التأهيل في مكان يكثرفيه العلماء وطلاب العلم_في الجملة_
3 - اختلاف العرف .. فعرف أهل بلد في تنصيب المفتي يختلف عن البلد الآخر في تنصيب المفتي
والله أعلم(/)
||::|| كيف نكرم العلماء ونشجعهم؟ ||::||
ـ[هتلان]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشائخنا وعلماءنا الفضلاء
أطرح بين يديكم موضوعي هذا وأنا في أمس الحاجة إلى رأيكم البناء
نعم
فإنه من الوفاء لعلمائنا. . إكرامهم على ما يقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين
. . وخير إكرام لهم. . هو تلقي علومهم ونشرها بكل الوسائل والطرق
فهي الداعم الحقيقي للعالم.
حقيقة بحثنا كثيراً فوجدنا أن الهدية لها وقع خفي لدفع عجلة التعلم والتعليم
. . وإيماناً منا بأن المادة عنصر أساسي من عناصر دعم العلم. وهي ما لا يسعى إليه العالم في حقيقة تعلمه وتعليمه للعلم الشرعي.
حرصنا على تخصيص مبالغ مالية لتكريم ثلاثة من علماء المحافظة كل عام.
وما أريده منكم هو:
كيف نمايز بين العلماء في التكريم، وما هي البنود التقيِّمية المقترحة؟
وفي النهاية ما هي مرئياتكم حول هذه الفكرة؟
راجياً من الله العلي القدير أن يتقبل الأعمال وأن يبارك في علمائنا ويديم عليهم نعمة العلم والإيمان و العمل.
" كلي أمل أن لا يحذف الموضوع وأن يعطى تلك الأهمية المعهودة منكم "(/)
مقال قصير في نقض دين الروافض
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
قال تعالى ((َالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة:100)
هذه الآية لوحدها تكفي لنقض دين الروافض المعاصرين
هنا يثني الله عز وجل على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان
هل تعرفون أنصارياً يثني عليه الروافض أو يذكرونه بخير؟
أو ينقلون أقواله ليقتدوا بها؟
لا
فأهل البيت غير الأنصار وبلال و أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ليسوا من الأنصار
فلماذا لا يترضى الروافض على من رضي الله عنهم؟
وحتى لو جاءوا بأنصاري أو اثنين فلن يكفي لأن الثناء جاءء على العموم وهذا يقتضي أن غالبهم على الأقل يتناوله الثناء
فلو قلت لك ((اذهب إلى هذه القرية فإن أهلها أهل كرم))
فوجدت الكرام فيهم اثنين فقط أو ثلاثة أو عشرة!!!!!!
والباقي كلهم أهل بخل لعاتبتني وطعنت في بياني
ومثل هذا يقال في المهاجرين
والله عز وجل لا يثني على من سيموت على الكفر أو الفسق فتأمل
هذا التقرير استفدت منه كثيراً في مناظرة الروافض وأرجو أن يستفيد منه الأخوة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 09:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
قال تعالى ((َالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة:100)
هذه الآية لوحدها تكفي لنقض دين الروافض المعاصرين
هنا يثني الله عز وجل على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان
أحسنت أخي المكرم الخليفي.
لا شك أن هذه الآية أصل في عدالة الصحابة الكرام، وأصل في الرد على هؤلاء الطغام أشباه الأنعام، ومن تمام الفائدة، فإننا حينما نناظرهم بمثل هذه الآية، بماذا يجيبون؟!!
اسمع، واسمع عجبا!! فهم يقولون في رد هذه الآية التي هي قطعية الدلالة على عدالة الصحابة، و قطعية الدلالة على بطلان مذهب الرفض، يقولون - وبئس ما يقولون - إن هذا الترضي إنما كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -!!!! وأما بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنهم استحقوا الذم بردتهم - عياذا بالله -!!!، ولا شك أن مثل هذا الكلام السمج الذي يصدر من هذه الرؤوس أصله عقيدة البداء الكافرة، والتي حقيقتها رمي الله العليم الحكيم بالجهل - عياذا بالله تعالى -، وكأن الله تعالى حينما أثنى عليهم، إنما أثنى عليهم فقط في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -!!!، وأما بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الله تبارك وتعالى - لا يعلم حالهم!!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كفرا، ولا أدري - والله - ما يفعلون بآخر الآية المذكورة، فإن فيها: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، فهل إعداد الجنة لهم كان فقط في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
قاتلهم الله، ما أغباهم!!، وما أشد حمقهم!!، فلو كانوا طيرا لكانوا رخما، ولو كانوا حيوانا لكانوا حمرا!!
والله الهادي.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 03:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يالخليفي
إنها أية عظيمة على الرد عليهم
ولكن إنهم أنُاس أقماع لايتقون الله ..
والشكر موصول إليك أخي عبدالله الخليفي وياليتك تتحفُنا بهذه الحجج.(/)
قطع يد السارق والسطحية النصرانية
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:56]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
كثيراً مما نسمع من النصارى استنكارهم لقطع السارق في الإسلام واعتبارهم لهذا وحشيةً وبربرية
وهذا من سطحيتهم
إذ أنهم لم ينظروا إلى مقدمات الأمر وعظم جريمة السارق
والنتائج المترتبة على هذا الحد من زجر بقية السراق وفشو الأمن وتكفير ذنب السارق
ويد الإنسان هي أصلاً ملك الله
والله عز وجل هو الذي يشرع كيف نتعامل مع هذه اليد
إذ أنه سبحلنه أعطاها للإنسان ليفعل بها الخيرات فلما ارتكب هذا الإثم استحق أن تسلب منه هذه النعمة التي لم يصنها
ولكن لنقف وقفة
السارق ارتكب خطيئةً واحتمل العقاب بنفسه وكفر ذنبه بنفسه
هل في هذا اشكال؟
قطعاً
ولكن عند القوم نحن نحتمل خطيئةً لم نرتكبها وهي خطيئة آدم
وليس نحن من يكفر عن الذنب
بل الرب يأتي ويضحي بنفسه من أجلنا
فيبصق في وجهه _ وليس هو المذنب _ وتدق المسامير في يده ويصلب
والنصارى يتقبلون هذا ولا يتقبلون قطع يد السارق لخطيئة ارتكبها بنفسه
فاعجب لهذه العقول
قال ابن حزم في الفصل ((وفي الفصل الرابع عشر من إنجيل متى أن المسيح قال لهم أنا أقول لكم كل من سخط على أخيه بلا سبب فقد اتسوجب القتل وإ أضرت إليك عينك اليمنى فافقأها وأذهبها عن نفسك فذهابها عنك أحسن من إدخال جسدك الجحيم وإن أضرت إليك يدك اليمنى فابرأ منها فذهابها منك أحسن من إدخال جسدك النار))
تأمل ما تحته خط
ذهاب اليد خيرٌ من دخول الجسد كله للنار
هذه هي الحكمة من قطع يد السارق
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 01:30]ـ
تفضل شيخ عبد الله ..
http://www.alhakekah.com/files/topics/war.htm
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 09:11]ـ
جزاك الله خيراً أخي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 09:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 07:18]ـ
قال الامام ابن كثير رحمه الله عن احد الشعراء
انه المشهور بالزندقة، اللغوي، ودخل بغدادفأقام بها سنة وسبعة أشهر،
ثم خرج منها طريدا منهزما ولانه سأل سؤالا بشعر يدل على قلة دينه وعلمه وعقله:
ثم ذكر رحمه الله انه اعترض على حد السرقة في شعره الاتي
فقال
تناقض فما لنا إلا السكوت له * وأن نعوذ بمولانا من النار
يد بخمس مئين عسجد وديت * ما بالها قطعت في ربع دينار
وهذا من إفكه يقول: اليد ديتها خمسمائة دينار، فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار، وهذا من قلة عقله وعلمه، وعمى بصيرته. وذلك أنه إذا جنى عليه يناسب أن يكون ديتها كثيرة لينزجر الناس عن العدوان، وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينزجر الناس عن أموال الناس وتصان أموالهم، ولهذا قال بعضهم: كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت.))))
قلت ورد عليه احد العلماء في اعتراضه على حد السرقة فقال
عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 10:50]ـ
وأكبر من هذا أخي
يعترضون على قطع يد السارق عندنا، وعندهم السارق يقتل!!
في الكتاب (المقدس) حدُّ السارق هو القتل. ورد ذلك في أكثر من مكان. منها:
[الخروج: 22: 2] يقول كاتب السفر: " إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ ".
و [التثنية:24: 7] يقول كاتب السفر: «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْسًا مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ ذلِكَ السَّارِقُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."
و [زكريا: 5: 3] [فَتَدْخُلُ بَيْتَ السَّارِقِ وَبَيْتَ الْحَالِفِ بِاسْمِي زُورًا، وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ مَعَ خَشَبِهِ وَحِجَارَتِهِ]
هذا حد السارق عندهم .. القتل .. ويعترضون على قطع اليد عندنا.
نعم هذا من العهد القديم.
ولا يوجد دليل على النسخ، ولا يوجد عقوبة أخرى للسارق عندهم في كتابهم إلا هذه. ولا يوجد ذكر للسارق في العهد الجديد .. الأناجيل ورسائل (القديسين).
تركوه. هكذا من عند أنفسهم.
تركوه وشرعوا لأنفسهم غيره.
ومثل هذا كثير. على سبيل المثال:
حد الزاني .. الحرق
حد القاتل .. القتل.
اللعان .. موجود عندهم.
وإن شئتم زيدتكم(/)
التأويل وشروطه (تعليق على مقال د. محمد عمارة)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:07]ـ
كتب الدكتور محمد عمارة مقالا حول هذا الأمر وسأنقله في المشاركة الآتية
والرجاء من المشايخ الكرام إثراء الموضوع بالتعليق عليه وبيان الرأي الصحيح في المسألة لأهميتها
وجزاكم الله خير الجزاء مقدما
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:08]ـ
التأويل وشروطه
د. محمد عمارة: بتاريخ 20 - 8 - 2007
ما هو الموقف إذا بدا أن هناك تعارضا بين "ظاهر النص الديني"وبين "البرهان العقلي"؟
لحل هذا الإشكال كان مبحث "التأويل" في الفكر الإسلامي ... والتأويل .. بتعريف ابن رشد {520 - 545هـ 1126 - 1198} هو إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز ... أي أن للتأويل قواعد لغوية ... كما أن له قواعد عقدية تجعله متسقا مع النصوص المحكمة والقواعد الكلية للدين ....
وإذا كان المفسرون للقرآن الكريم قد اختلفوا في موضع الوقف عند تلاوة الآية القرآنية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} آل عمران: 7 ... فقال فريق: إن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله .. وقال آخرون: إن الراسخين في العلم يدركون تأويل هذه المتشابهات .. فإن للمنطق الإسلامي في هذا الاختلاف موقفا جامعا يقول إن المتشابهات التي تتعلق بالمغيبات وما لا يستقل العقل بإدراكه والوصول إلى مآلات كنهه من الإلهيات، لا يعلم حقائق تأويلها ومآلا تكهنها إلا الله ... أما المتشابهات التي تتعلق بعالم الشهادة فإن الراسخين في العلم يدركون تأويلها وحقائق مآلاتها ... ومن ثم فيجوز الوقف في تلاوة هذه الآية عند لفظ الجلالة وعند الراسخون في العلم.
وإذا كان حجة الإسلام أبو حامد الغزالي {450 - 505هـ 1058 - 1111م} قد فصل في التأويل ووضع له نظرية تشبه أن تكون جامعة مانعة وخاصة في كتابه {فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة} فلقد وضع الفيلسوف ابن رشد لنظرية التأويل هذه القواعد والمعالم التي يمكن إنجازها على هذا النحو:
1 ـ التأويل جائز 2ـ في المواطن التي يقوم فيها البرهان العقلي على استحالة دلالة ظاهر النص 3 ـ وبشرط تحقق اللغة العربية في المجاز 4 ـ وفيما لم يثبت فيه إجماع يقيني على أن المراد هو ظاهر الألفاظ 5 ـ وبترشيح دلالات ظواهر بعض النصوص على مواطن التأويل في بعضها 6 ـ ومن أجل الجمع بين المعقول والمنقول لا المقابلة بينهما والانحياز لأحدهما تجاوزا للأخر أو نفيا له 7 ـ على أن يظل التأويل حقا للخاصة الراسخين في العلم لا يصرح به للعامة ولا يثبت في كتب الجمهور حتى ولو كان تأويلا صحيحا 8 ـ أما أخبار الغيب وكذلك المعجزات ومبادئ الشريعة وكل ما لا يستطيع العقل الإنساني الاستقلال بإدراك كنهه فالواجب أخذ نصوصه على ظواهرها دون تأويل 9 ـ مع ضرورة الاقتصاد في التأويل لأن كثرته تقفل التقوى في حقل المشتغلين بالفكر الإسلامي.
لقد وضع ابن رشد هذه الشروط لجواز التأويل ... ونبه على أنه لا يجوز تأويل كل النصوص فالمحكمات لا يجوز تأويلها ... ومبادئ الشريعة وأنباء الغيب والمعجزات لا يجوز التأويل فيها حتى لقد حكم بالزندقة على كل من يؤول النصوص الواردة فيها كما حكم بالكفر على كل من يصرح بالتأويلات وينشرها بين الجمهور! ..
أما الغزالي فإنه يحذر من التأويل في أصول العقائد ومهماتها وهي ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر وما عدا هذه الأصول فروع ولا يجوز تكفير المتأولين في الفروع ... أو المنكرين لأحاديث الآحاد ولما ثبت بالإجماع "لأن معرفة كون الإجماع حجة قاطعة فيه غموض يعرفه المحصلون لعلم أصول الفقه" ..
وعن هذه الموازنة الدقيقة بين ظاهر النص وبين برهان العقل يقول جمال الدين الأفغاني:يجب "أن لا يهمل النظر وأن يكون التأويل على حظر وهذه رتبة الراسخين في العلم الذين وقفوا على الحقائق بصفاء عقولهم ثم يقبلون ما جائهم من ربهم مع عدم الاستطلاع لما هو دفين تحت حجب أستاره"!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت رسالة التأويل هي الجمع بين المنقول والمعقول وليس إحلال أحدهما محل الأخر فإن رشيد رضا {1282 - 1354 هـ 1865 - 1935م} يقطع بأنه " لا يوجد
في القرآن نص قطعي الدلالة يمكن أن ينقضه دليل عقلي أو علمي قاطع " فالحق لا يمكن أن يضاد الحق أبدا".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=37610&Page=1&Part=2
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:13]ـ
وهذا ما وجدته هناك أسفل الموضوع من تعليقات القراء على الموضوع:
لا مجاز و لا تأويل في الغيبيات ألبته
دكتور محمود أحمد محجوب | 8/ 20/2007 6:15:34 Pm
ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه: أنه لا يتعارض النص الصحيح و العقل الصريح، فالدين لا يأتي بما تحيله العقول و لكن بما تحار فيه الأفهام. و العلم الحديث أثبت حقائق جمه تحار فيها الأفهام، و يهمني التأكيد أن بعض العلماء قد أنكروا وجود المجاز في القرأن بالكلية و منهم العلامه الشنقيطي في رسالته: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد و الاعجاز (وهو القرأن) باعتبار أن اثبات المعني المجازي ينفي المعني الحقيقي، أما من جوز المجاز فقد اشترط أن يكون معلوما عند العرب مثال: فك رقبه ففيها المجاز المرسل بعلاقته الجزئيه فقد أطلق الجزء وهو الرقبه و المراد العبد كله أي تحرير العبد من الرق و هذا كان معلوما عند العرب و لكن لا مجاز بتاتا في الغيبيات مثل أسماء الله و صفاته و الجنة و النار و عذاب القبر و الصراط و لا في المعجزات كما بينت سيادتكم و بالتالي فلا تأويل للغيبيات فيد الله لا تؤول بالقدره و لا عين الله تؤول بالرعايه و هكذا فأهل السنة يؤمنون بصفات الله من غير تأويل أو تشبيه أو تحريف أو تعطيل
ضوابط استعمال العقل عند اهل السنة و الجماعة و ليس المعتزلة
ابوهاجر | 8/ 20/2007 11:22:52 Pm
حدد علماء السنة و الجماعة مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط و هى: 1 - الا يتعارض مع النصوص الصحيحة 2 - الا يكوناستعمال العقل فى القضايا الغيبية التى يعد الوحى هو المصدير الوحيد و الصحيح لمعرفتها 3 - ان يقدم النقل على العقل فى الامور التى لم تضح حكمتها وهى ما يعرف بالامور التوقيفية ولا شك ان احترام الاسلام للعقل الذى هو مناط التكليف و تشجيعه للنظر و الفكر لا يقدمه على النصوص الشرعية الصحيحة،و خاصة و أن العقول متغيرة، وتتأثر بمؤثرات كثيرة و خاصة فى هذه الايام التى اصبح الدخن فيها كثيرا حتى انك تجد اناسا من جلدتنا و يتكلمون بالسنتناو يدعون الى جهنم كما اخبر الصادق الذى لا ينطق عن الهوى فيحرفون الكلم عن مواضعه يريدون تبديل شرع الله و احكامه بدعوى انها لم تعد صالحة عقلا فى هذه الايام و لابد من البحث عن تأويل لها لتناسب المتغيرات و الظروف و الاهواء تحت دعوى التجديد و التنوير و العقلانية و التحرر الفكرى و التيار الدينى المستنير او اليسار الاسلامى او ما يستجد من مسميات اخرى. و لا حول و لا قوة الا بالله
الى الدكتور محجوب
نانسي | 8/ 21/2007 2:24:20 Am
احسنت و اجدت (كالعادة) ,و يبقى كلمة و هي تفسير كلمة (تأويل) 1 - بمعنى تفسير: نبأنا بتأويله اي تفسيره و منها قول شيخ المفسرين ابن جرير (تأويل قوله تعالى .... 2 - ومنها ما يؤول اليه الكلام: مثل قول السيدة عائشة ان النبي كان يقول في ركوعه و سجوده" سبحانك اللهم و بحمدك اللهم اغفر لي" تقول كان يؤول القرآن 3 - صرف المعنى من راجح الى مرجوح و يشترط وجود قرينة تدل على ذلك .... اما اسماء الله و صفاته فلا مجازفيها كما اثبت ذلك ابن تيمية في رسالة صغيرة اسماها (الاكليل في المتشابه و التأويل) ساكتفى بذلك خوفا من تجاوز المائة كلمة
سلمت يمينك يا ابن محجوب.
قاريء | 8/ 21/2007 3:31:06 Am
لا تأويل بغير دليل. نوحد الله بما اثبته لنفسه. النظر بشك الى ما قاله بن رشد وجمال الدين الافغاني لغلبة الطابع الفلسفي على الاول اما الثاني فقد احتار الناس فى امره وقالوا انه ليس بافغاني وانما ايراني (متشيع) اما الغزالي رحمه الله فقد قال شيخ الاسلام عنه: مات و صحيح البخاري على صدره وكان يقول ان بضاعتي فى الحديث مزجاة .. ليتنا نتبع منهج اهل السنة والجماعة فيما يخص النقل والعقل. ورفع الله قدر الجميع.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:15]ـ
فنرجو من المشايخ الكرام إبداء رأيهم في هذه المسألة وبيان مذاهب أهل العلم فيها
وجزاكم الله خير الجزاء مقدما
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:22]ـ
قال ابن حزم في الإحكام (منسوخ من الموسوعة الشاملة):
والنص هو اللفظ الوارد في القرآن أو السنة المستدل به على حكم الأشياء وهو الظاهر نفسه
وقد يسمى كل كلام يورد كما قاله المتكلم به نصا
والتأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر فإن كان نقله قد صح ببرهان وكان ناقله واجب الطاعة فهو حق وإن كان نقله بخلاف ذلك اطرح ولم يلتفت إليه وحكم لذلك النقل بأنه باطل
والعموم حمل اللفظ على كل ما اقتضاه في اللغة وكل عموم ظاهر وليس كل ظاهر عموما إذ قد يكون الظاهر خبرا عن شخص واحد ولا يكون العموم إلا على أكثر من واحد
والخصوص محل اللفظ على بعض ما يقتضيه في اللغة دون بعض والقول فيه كما قلنا في التأويل آنفا ولا فرق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
أطلب في البداية - قبل مناقشة هذا الموضوع العلمي الدقيق - من الأخ الكريم شتا العربي:
1 - تصحيح وفاة ابن رشد الحفيد وهي {595ه} لا {545ه}
2 - التفضل بإعطاء فكرة عن صاحب النص د. محمد عمارة و وضعيته في ميزان الجرح والتعديل وإصدار حكم واضح في حقه بعد أن الأحكام التي أصدرتها في حق كل من أبي حامد الغزالي وأبي الوليد بن رشد الحفيد وجمال الدين الأفغاني ... لتتم بذلك الصورة ويستقيم المنهج الذي اخترته للمناقشة وهو منهج قويم حبذا لو أخذ به المسلمون في حق كل رجال العلم والسياسة، لكن دون شطط أو تعنت
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 06:49]ـ
أطلب في البداية - قبل مناقشة هذا الموضوع العلمي الدقيق - من الأخ الكريم شتا العربي:
1 - تصحيح وفاة ابن رشد الحفيد وهي {595ه} لا {545ه}
2 - التفضل بإعطاء فكرة عن صاحب النص د. محمد عمارة و وضعيته في ميزان الجرح والتعديل وإصدار حكم واضح في حقه بعد أن الأحكام التي أصدرتها في حق كل من أبي حامد الغزالي وأبي الوليد بن رشد الحفيد وجمال الدين الأفغاني ... لتتم بذلك الصورة ويستقيم المنهج الذي اخترته للمناقشة وهو منهج قويم حبذا لو أخذ به المسلمون في حق كل رجال العلم والسياسة، لكن دون شطط أو تعنت
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل وبارك الله فيكم وأثابكم خيرا
معذرة أخي فأنا فيما سبق مجرد ناقل للموضوع نقلته من كلام د. محمد عمارة الكاتب المشهور والكلام عن ابن رشد وغيره كله له ثم نقلت تعليق القراء عليه لنستفيد منه هنا في مناقشة الموضوع ثم نقلت بعد ذلك كلام ابن حزم على معنى (التأويل)
وأرجو التكرم بمناقشة الموضوع من كافة جهاته لنستفيد من علم المشايخ الكرام في هذه المسألة المهمة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 06:50]ـ
ثم رأيت الآن الأخ الفاضل أبا عمرو المصري قد علق على الموضوع وذكر روابط رائعة في الكلام على الموضوع في ملتقى أهل الحديث
فالرجاء مراجعتها أيضا
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=657712#post65 7712
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 07:07]ـ
بارك الله فيكم وهذه هي المشاركة المذكورة:
أخي الكريم شتا العربي محمد عمارة آراؤه وإنحرافاته كثيرة وظاهرة ومعرفة أصوله الفاسدة التي ينطلق منها تغنيك عن تتبع فروع الانحرافات ولقد بين الشيخ الفاضل سليمان الخراشي حفظه الله ووفقه ورعاه بين إنحرافات المذكور في كتابه الجميل:" محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة" وكذلك تناوله بالبحث في كتابه الرائع:" نظرات شرعية في فكر منحرف" وأنصح بالرجوع إلى كتاب:" التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين" إلى جانب الكتب المذكورة وسوف تعرف ما يمكن أن يقوله محمد عمارة وأمثاله وخلاصة بحثه بمجرد أن تقرأ مقدمته الاستهلالية لأنه لا يكتب ولا يحاضر ولا يؤلف إلا من خلال جملة الأصول المنحرفة التي بينها مشايخنا الأفاضل.
وهذه:
نظرات شرعية في فكر منحرف (المجموعة السادسة)
محمود شلتوت- محمد عمارة – فهمي هويدي – أحمد كمال أبو المجد – محمد سليم العوا - طارق البشري
الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/31.zip
وهذا رابط كتب عن التأويل ومعناه وضوابطه وستجد شيئا آخر غير ما كتبه عمارة وأمثاله:
http://saaid.net/book/search.php?do=title&u=%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1
وهذه رسالة ماجستير - التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33503
وإنما كتبت هذه الكلمات حتى يؤخذ أصوله المنحرفة بعين الاعتبار عند نقد كتبه ومؤلفاته ولا يعامل كمن أخطأ أو زلّ زلة والله الموفق للصواب.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 11:27]ـ
أطلب في البداية - قبل مناقشة هذا الموضوع العلمي الدقيق - من الأخ الكريم شتا العربي:
1 - تصحيح وفاة ابن رشد الحفيد وهي {595ه} لا {545ه}
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - التفضل بإعطاء فكرة عن صاحب النص د. محمد عمارة و وضعيته في ميزان الجرح والتعديل وإصدار حكم واضح في حقه بعد أن الأحكام التي أصدرتها في حق كل من أبي حامد الغزالي وأبي الوليد بن رشد الحفيد وجمال الدين الأفغاني ... لتتم بذلك الصورة ويستقيم المنهج الذي اخترته للمناقشة وهو منهج قويم حبذا لو أخذ به المسلمون في حق كل رجال العلم والسياسة، لكن دون شطط أو تعنت
أخي الكريم وفقك الله.
ناقش المقالات وما سطره الكاتب فيها، ودع حاله وإصدار الحكم عليه، ما يضرك إن ناقشت بكل مصداقية وحيادية، بعيداً عن التجريح، والخوض في حال الرجل وغير ذلك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 03:08]ـ
صحيفة المصريون أعادت محمد عمارة للواجهة من جديد، وأرجو من الله أن يكون في رجال (لواء الشريعة) من يكبته ويدخله جحره ثانية.
أخي شتا العربي، يضيق وقتي عن قراءة المشاركات، ولكن هذا مقال كتبته من سنوات ونشر في عدة أماكن (المسلم ـ الفوائد ـ عودة ودعوة ـ المختار الإسلامي) وأحسب أنه يسرك، ويفي بالغرض هنا.
تأملات شرعية (2)
ليس التأويل نوعاً واحدا بل أنواع.
مما لا شك فيه أن قناعة المرء بالشيء ليست أمارة على صحته.قال تعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " [الكهف:103] وقال تعالى " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " [البقرة:12،11] وقال تعالى " إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون " [الأعراف: 30]
ومما لا شك فيه أيضا أن عُلُوُّ الصوتِ وغلبته لا يعني أبدا انه صوت حق. بل وكثرة المعتنقين لا تعني أبدا صحة ما يعتنقون، وفي التنزيل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم " [ص: 24]
والحاصل أن كل ذي منهج ـ فكر ـ يدَّعي أنه على الجادة، وأنه على الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ولا أمتا، ويٌمْناه يقف المتطرفون المتشددون، وأيسر منه تراجع المفرطون المنهزمون. وهو بينهم، يدعوا كلا إلى طريقته.
وكأدعياء الوسطية أهل اليمين وأهل الشمال، يدَّعون كما يدَّعون، وينادون القوم إلى طريقتهم كما ينادون.
فلا أحد يقول بعدم القبول لشرع الله .. ولا أحد يجاهر برَد الشرع .. بل الكل يتأول. ولهذا أردت في هذا المقال بيان أن التأويل ينقسم من حيث ما يتعلق به من الصواب والخطأ إلى أربعة أقسام:
1ـ نطاق الصواب وفيه يتكلم المجتهد بعلم وعدل وبكلام راجح؛ وفي هذه الحالة له أجران .. أجر لاجتهاده وآخر لصوابه.
2 - يتكلم المجتهد بعلم وعدل وبكلام مرجوح؛ وفي هذه الحالة يكون له أجر واحد .. لاجتهاده.
3 - نطاق العفو وفيه: يتكلم المجتهد بعلم وعدل وبكلام باطل وهو ذلة العالم.
4ـ نطاق الوزر وفيه:يكون الكلام بلا علم ولا عدل وصاحبه موزور غير مأجور، وهم أهل البدعة إذ أن كل بدعة لها دليل فاسد، وغالب هذا من فاسد التأويل.
ولكن هل كل من دخل في نطاق الذم والعقاب دخل في نطاق الكفر؟
لا. ليس كل من دخل في نطاق الذم والعقاب دخل في نطاق الكفر.وذلك لأن البدعة درجات فمنها ما يخرج من الملة باتفاق، ومنها مالا يخرج من الملة باتفاق , ومنها ما هو متردد بين ذلك لذا يجب التفريق.
ما أريد قوله هو أن: ليس كل تأويل يُقبل، أو أن ليس كل متأول صاحب أجر أو أجران. أو معفو عنه في أسوء الحالات. فهناك من يحمل وزرا على تأويله.
أقول: وقضية عدم قبول تأويل كل متأول قضية يقينية لا يجهلها من له أدنى دراية بالدين. وتدبر هذه الأدلة:
ــ أراد قوم ـ يزعمون الإيمان ـ أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به متأولين: إن أردنا إلا إ حسانا وتوفيقاً، فرُدّ عليهم زعمهم، ولم يلتفت إلى صدق تأويلهم أو كذبه؛ بل جاء الحكم بنفي الإيمان عنهم حتى يحكِّموا بصدور منشرحة ونفوس مستسلمة، ولم يلتفت إلى تأويلهم.قال الله:" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا. وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً. فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما
(يُتْبَعُ)
(/)
قدمت أيديهم ثم جاؤك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً .... إلى قوله تعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " [النساء 60 - 65]
يقول بن كثير - بعد أن أورد ما ذكر من سبب في نزول هذه الآيات -: والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا. ولشمس الدين بن القيم في كتابه القيم ذاد المهاجر إلى ربه (الرسالة التبوكية) على هذ الآية كلام قيم مذكور في أول الرسالة فليرجع إليه من شاء.
ــ ويوم بدر ... يوم الفرقان يوم التقى الجمعان خرج العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ مع جند الشيطان يقاتل أولياء الرحمن فعامله الرسول معاملة الكفار في المال والأسر، ولم يقبل منه دعوى الإكراه وقال له- صلى الله عليه وسلم -::" أما ظاهرك فكان علينا، وأما سريرتك فإلى الله "، فحكم عليه بظاهرة.
ـــ وكالعباس أولئك النفر- من المسلمين - الذين قاتلوا تحت لواء الشيطان بدعوى الاستضعاف فقتلوا ونزل فيهم قول الرحيم المنان (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض. قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) [النساء 97].
ــ وشهد الصحابة رضوان الله عليهم على قتلى المرتدين – جملة أو على العموم – بأنهم في النار، مع علمهم بأن بعضهم شارك حمية وليس بغضاً في الإسلام ولا من أجل مسيلمة بل حمية ونخوة.
وظاهر المنافقون اليهودَ متأويلين: " نخشى أن تصيبنا دائرة ". وما تقبل منهم، وما التفت إلى تأويلهم.
ونذر قوم وذبحوا متأولين " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ". فردّ عليهم تأويلهم ودعوا إلى الإسلام، وقوتلوا حين أبوا.
فليس كل متأول يقبل تأويله بل لا بد من مناقشة التأويل لنرى أيقبل أم يرد.
محمد جلال القصاص
(طالب علم)
mgelkassas@hotmail.com
روابط للمقال:
http://saaid.net/Doat/alkassas/34.htm
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 01:22]ـ
أخي الكريم وفقك الله.
ناقش المقالات وما سطره الكاتب فيها، ودع حاله وإصدار الحكم عليه، ما يضرك إن ناقشت بكل مصداقية وحيادية، بعيداً عن التجريح، والخوض في حال الرجل وغير ذلك.
ما هذا المنهج العجيب؟
ولماذا لا نحكم عليه؟
ما زال السلف يقولون ((فلان مبتدع)) و ((فلان ضال))
وقبلهم حكم النبي صلى الله عليه وسلم على الخوارج بالزيغ
أفتراهم قد جانبوا الموضوعية؟
عجيبة هذه الألفاظ التي تستخدم في تحريم المباحات بل المندوبات بل الواجبات
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 04:58]ـ
ما هذا المنهج العجيب؟
ولماذا لا نحكم عليه؟
ما زال السلف يقولون ((فلان مبتدع)) و ((فلان ضال))
وقبلهم حكم النبي صلى الله عليه وسلم على الخوارج بالزيغ
أفتراهم قد جانبوا الموضوعية؟
عجيبة هذه الألفاظ التي تستخدم في تحريم المباحات بل المندوبات بل الواجبات
وفيما العجب، لماذا لا تناقش فيما يكتبه الرجل، محمد عماره نعرفه ونعرف ما هو عليه، وما يظرك إن وجدت حقاً أن تقبل منه، يا أخي الحق أحق أن يتبع، ولا نريد أن تضيع الأوقات فيما لا فائدة منه، هذا فيه كذا وهذا فيه كذا، لماذا لا نناقش بكل حيادية ونقبل الحق ونرد الباطل مع المناصحة؟؟
أخي الكريم السلف -رحمهم الله- جرحوا وعدلوا لما كان الأمر متعلق بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنصفوا وعدلوا، ولم يتجاوزا إلى الظلم، ولم يستغلوا هذا الأمر للأغراض الشخصية، وما تهوى الأنفس.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 04:56]ـ
أخي الكريم وفقك الله.
ناقش المقالات وما سطره الكاتب فيها، ودع حاله وإصدار الحكم عليه، ما يضرك إن ناقشت بكل مصداقية وحيادية، بعيداً عن التجريح، والخوض في حال الرجل وغير ذلك.
أراك تحجر واسعا أيها المشرف الفاضل
كتب التراجم لم توفر ذنديقا أو فاسقا إلا وبيّنت حاله وعواره خشية اغترار الناس بما لديه من دسم السم بالعسل .......
ما أحد قال شتمه نعته بما ليس هو فيه بل لبيان حاله أمام الجميع لا أمام النخبة أمثالك فإن كنت تعرف فغيرك لا يعرف
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 10:57]ـ
وفيما العجب، لماذا لا تناقش فيما يكتبه الرجل، محمد عماره نعرفه ونعرف ما هو عليه، وما يظرك إن وجدت حقاً أن تقبل منه، يا أخي الحق أحق أن يتبع، ولا نريد أن تضيع الأوقات فيما لا فائدة منه، هذا فيه كذا وهذا فيه كذا، لماذا لا نناقش بكل حيادية ونقبل الحق ونرد الباطل مع المناصحة؟؟
أخي الكريم السلف -رحمهم الله- جرحوا وعدلوا لما كان الأمر متعلق بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنصفوا وعدلوا، ولم يتجاوزا إلى الظلم، ولم يستغلوا هذا الأمر للأغراض الشخصية، وما تهوى الأنفس.
السلف جرحوا وعدلوا في أهل البدع أيضاً حفاظاً على الدين
فكانوا يذكرون بدعته مع كونهم يقبلون روايته
والحكم على الرجل لا يعني رد ما عنده من الحق
وإن كان كل حق موجود عند أهل البدع فهو موجود عند أهل السنة
ثم إن الحكم على الأشخاص ضروري لنتخذ منهم المواقف التي سنها لنا السلف مع أهل البدع
وقد سمعت الشيخ ابن عثيمبن وقد سئل عن قول القائل ((نحن نصحح ولا نجرح)) فقال ((هذا غلط)) انتهى النقل عن الشيخ
وتحريم الحكم على الأشخاص أو حتى القول بالكراهة بدعة في الدين
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 01:40]ـ
أخي شتا العربي، يضيق وقتي عن قراءة المشاركات، ولكن هذا مقال كتبته من سنوات ونشر في عدة أماكن (المسلم ـ الفوائد ـ عودة ودعوة ـ المختار الإسلامي) وأحسب أنه يسرك، ويفي بالغرض هنا.
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
بشارتان للموحدين: إحداهما في البرزخ، والأخرى على العرصات.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 01:31]ـ
السؤال:
فضيلة الشيخ! علمت من الحديث الطويل للبراء بن عازب رضي الله عنه عن حال المؤمن والكافر عند الاحتضار والقبر, من بشارة بالنار وخذلان عند السؤال للكافر, وبشارة بالجنة وتثبيت للمؤمن, فهل هذه البشارة أيضاً للمؤمنين الذين يُخدَشون على الصراط، أو يعذبون على بعض معاصيهم في الدنيا قبل دخولهم الجنة، هل هؤلاء يبشرون في القبر بالجنة أم يبشرون بالنار؟
الجواب:
[الظاهر أن البشرى تحصل للمؤمن وإن كان عليه معاصٍ, وبعد ذلك قد يعفو الله عنها في الآخرة, وقد يُعذَّب بها بمشيئة الله سبحانه تعالى, كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
السائل: هو يبشر بالجنة وإن كان عليه معاصٍ.
الشيخ: يبشر بالجنة وإن كان عليه معاصٍ].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. لقاء الباب المفتوح (106).
السؤال:
يقول السائل إنه وجد ابن حزم يقول: إن المؤمنين يأخذون كتابهم بأيمانهم والكفار يأخذون كتابهم بشمالهم، والمؤمنين من أهل الكبائر يأخذون كتابهم من وراء ظهورهم فبينوا لنا؟
الجواب:
[مذهب أهل السنة والجماعة أنه من مات على الإيمان يتناول كتابه بيمينه ولو كان مرتكباً للكبائر، وأن من مات على الكفر والعياذ بالله يتناول كتابه بشماله من وراء ظهره، وهو بذلك يمثل هيئة الفاتر المتألم الكاره لما يتناوله، ولكن لا بد من تناوله، وهذا هو الذي دلت عليه النصوص فإنها لم يذكر فيها بالنسبة لتناول الكتاب إلا مؤمن ولو مطلق الإيمان، وكافر وإن اختلف نوع كفره أو تفاوتت درجته، وقوله تعالى: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبوراً} الآيات. هي في الكافر كفراً يخرج عن ملة الإسلام لخبر الله عنه بأنه لا يؤمن بالآخرة في قوله سبحانه آخر هذه الآيات: {إنه ظن أن لن يحور} أي: يرجع إلى ربه للحساب والجزاء.
ولا منافاة بين خبر الله تعالى عن الكافر مرة بأنه يؤتى كتابه من وراء ظهره وأخرى بأنه يؤتى كتابه بشماله لإمكان الجمع بينهما بأخذه كتاب عمله بشماله من وراء ظهره كما تقدم، فإحدى الآيتين في بيان العضو الذي يتناول صحيفة العمل والأخرى في صفة التناول وهيئته.
وما ذكرته عن ابن حزم من تناول مرتكبي الكبائر من المؤمنين كتاب أعمالهم من وراء ظهورهم فنقلك عنه صحيح، لكن قوله رحمه الله في ذلك غير صحيح; لما تقدم، فالصحيح ما تقدم، وهو مذهب أهل السنة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الرابع عشر (العقيدة).فتوى رقم (1759).
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 02:53]ـ
أسال الله أن يميتنا وإياكم ووالدينا على التوحيد والسنة وأن يجعلنا من أهل هذه البشارة
وفقك الله أخي الكريم علي الفضلي وجزاك عنا خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:24]ـ
أسال الله أن يميتنا وإياكم ووالدينا على التوحيد والسنة وأن يجعلنا من أهل هذه البشارة
وفقك الله أخي الكريم علي الفضلي وجزاك عنا خيراً
آمين آمين.
وإياك أخي المبارك ابن عقيل، جمعني الله وإياكم وكل موحد في الفردوس الأعلى.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 06:12]ـ
بشَّرك الله بالجنات، والعمل بالباقيات الصالحات، وأسأل جل وعلا أن يجعلنا جميعاً من الذين قال عنهم: " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:55]ـ
آمين وإياكم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:19]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفضلي وجعلنا الله وإياكم من أصحاب اليمين.
وأسأل الله أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه ويجعلنا من الدعاة إليه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 07:21]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفضلي وجعلنا الله وإياكم من أصحاب اليمين.
وأسأل الله أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه ويجعلنا من الدعاة إليه.
آمين آمين، وإياكم وكل موحد.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 07:28]ـ
بشرك الله بخير وفرح
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:12]ـ
بشرك الله بخير وفرح
آمين وإياكم أخي الفاضل أبا أنس.(/)
تنبيه / لم يثبت رمي الإمام الجوزجاني بالنصب
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:23]ـ
قال الشيخ ربيع وفقه الله: ((فأبو إسحاق الجوزجاني لم يثبت عنه ما رمي به من النصب.
ـ وأنا أعلم هذا والحمد لله ـ ولكتابه ((الشجرة في أحوال الرواة)) عندي نسختان [1] وقد نفى محققاهما هذه التهمة بالأدلة الواضحة، منها:
أنه عاصر الأئمة مثل الإمام أحمد وابن معين وابن المديني وكان الإمام أحمد يكاتبه.
وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والترمذي وبعضهم من شيوخه وبعضهم من تلاميذه فلم يجرحه منهم أحد لا بالنصب ولا بغيره وهذا من أوضح الأدلة على براءته وبعده عن البدعة.
ومنها: أن هناك روايتين تدينه بالانحراف عن علي رضي الله عنه إحداهما: فيها راو متهم بالوضع والانحراف في التصوف وهو أبو عبدالرحمن السلمي؛ بل له تفسير يشبه تفسير الباطنية، وفي الرواية الثانية: راو مجهول، وهناك قرائن أخرى تدل على نفي هذه التهمة عنه.
ثالثاً: كان الجوزجاني إماماً من أئمة الحديث في السنة شديداً على أهل البدع محباً لأهل الحديث ناصحاً لهم محذراً لهم من أهل البدع كاشفاً عن أساليبهم الماكرة، فيستبعد جداً أن يكون مثل هذا الغيور على السنة المحارب للبدع مبتدعاً، وكيف يقبل ما قيل فيه من جهة راو متهم بالكذب مبتدع ضال في الوقت نفسه ومن قبل راو مجهول.
وقد نقل ذلك صاحب المعيار، فساق ما قاله ابن حبان بدون إسناد وساق رواية السلمي عن الدارقطني، ... فيعتمد رواية مجهول ورواية راو غارق في بدع التصوف الغالي متهم بالكذب في إمام من أئمة السنة شديد الغيرة عليها شديد الوطأة على أهل البدع ...
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم.))
[من كتاب بيان فساد المعيار]
ـــــــــــــــ
([1]) انظر مقدمة كتاب الشجرة للأخ الفاضل الشيخ / عبدالعليم عبدالعظيم البستوي (ص 41 ـ 61). نشر دار الطحاوي بالرياض. ط. 1411 هـ ومقدمة صبحي السامرائي (ص 14 ـ 16).ط. دار المعرفة. بيروت
ـ[ماجد المبارك]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:38]ـ
في مقدمة الدكتور عبد العليم البستوي لكتاب الشجرة، هذا البحث يبدأ من (ص: 47) وعنوانه: (هل كان الجوزجاني ناصبيا؟) إلى صفحة (61) مع الشبه والرد عليها.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وينظر هنا كذلك في براءة الإمام من تهمة النصب: http://www.ibnamin.com/Manhaj/nasiba.htm(/)
إقرأ تلخيص لأحد أفضل البحوث حول العصرانية في السعودية (مآلات الخطاب المدني / السكران)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 09:45]ـ
هذا تلخيص لبحث: مآلات الخطاب المدني للكاتب:إبراهيم السكران , وهو من أفضل ما قرأت في نقد الاتجاه العصراني في هذه البلاد , ويتميز بنفاذه داخل بنية هذا الفكر وتفكيكه وتتبع جذوره ومآلاته , بلغة قوية ولهجة صريحة، و (دراية مجرب!).
ولأن هذا البحث في مصدرة الأصلي كان طويلاً ومفصلاً إلى الحد الذي يقلل من سعة انتشاره وكثرة قراءته وتداوله – رغم ما بذله البحث من جهد- فقد آثرت أن ألخصه معتصراً الخلاصة التي تفيد وتلائم المنتديات 0
ولعل في هذا التلخيص الجانب الأهم مما كتبه الباحث، والذي أتمنى من كل متابع للفكر العصراني أن يقرأه وسيجد فيه ما يشفي غليله0
مآلات الخطاب المدني
مدخل:
بعد أحداث سبتمبر 2001م بدأت نغمة الخطاب التجديدي تتغير حميميتها وإن بقيت تدور ضمن شروط الداخل الإسلامي, ولم يعلن سقوط بغداد مطلع العام 2003م إلا وقد سقطت كثير من رايات الانتماء وانسحبت كثير من تلك الأصوات التجديدية من الداخل الإسلامي إلى معسكر مختلف تماماً.
إننا يجب أن نعترف وبكل وضوح أنه قد تطور الأمر بكثير من أقلام الخطاب المدني إلى مآلات مؤلمة.
كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بلغة دعوية دافئة أصبحت اليوم –ويالشديد الأسف- تتبنى مواقف علمانية صريحة, وتمارس التحييد العملي لدور النص في الحياة العامة, وانهمكت في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها, وانجرت إلى لعب دور كتاب البلاط فأراقت كرامتها ودبجت المديح, وأصبحت تتبرم باللغة الإيمانية وتستسذجها وتتحاشى البعد الغيبي في تفسير الأحداث, بل وصل بعضهم الى التصريح باعتراضات تعكس قلقاً عميقاً حول أسئلة وجودية كبرى, واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده, والتعليق خلف كل حدث أمني بلغة تحريضية ضد كل ماهو "إسلامي", وغدت مولعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية, وبالغت في الاستخفاف بكل منجز تراثي, وتحتفي بالأدبيات الفرانكفونية في إعادة التفسير السياسي للتراث وأنه حصيلة صراعات المصالح وتوازنات القوى وليس مدفوعاً بأية دوافع أخلاقية أو دينية, بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مرويات السنة النبوية وخصوصاً مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوش الاجتماعي المعاصر.
وفي مقابل كل هذا الإجحاف في طرف النص والتراث والمؤسسات الإسلامية تجد اللغةَ الناعمةَ البشوشة في التعامل مع خصوم الحل الإسلامي، وحقهم في الحرية والتعبير, والتفهمَ الودودَ للدراسات التجديفية والروايات العبثية, والتصفيقَ المستمرَّ لكل ماهو "غربي" بطريقة لايفعلها الغربي ذاته, وعَرْضَ الأعلام الغربية بلغة تفخيمية وقورة, وإسقاطَ التجارب العلمانية في التاريخ الأوروبي على مجتمعنا بشكل لايليق بشاب مسلم -كصراع الكنيسة مع العلم والثورة الفرنسية وعصر الأنوار ونحوها- والتركيز على أخطاء المقاومة أكثر من أخطاء المحتل, والمطالبة المستمرة بمواجهة المشروع العسكري الغربي بورود السلام الغاندية .. إلى آخر سلسلة التطورات الموجعة.
إن أكثر هذه التورمات تضخمت داخل هذا الخطاب في سياق التفاعلات الحادة والاستفزاز المتبادل مع المنتديات الإنترنتية المتخصصة في الإسفاف والتجني والمتقنعة بلبوس الاحتساب الفكري, بحيث صار الخطاب المدني الجديد تدفعه مشاعر النكاية والعناد ضد البغي الإلكتروني إلى الامعان في مناقضة الرؤية الإسلامية, ولا أظن عاقلاً ينتقم من رب خصمه لكن هذا ماجرى للأسف!
هذا الخطاب الجديد خطاب نشط ومتنامٍ في أوساط الشباب المولعين بالثقافة وذوي المنزع الفكري, ويحظى بحفاوة المؤسسات الاعلامية من صحف وفضائيات وغيرها, حيث ستظل فرص الشاشة والعمود الصحفي مشهداً خلاباً لاتقاومه غريزة تحقيق الذات المتوقدة بداية العمر فيرضخ المثقف/الشاب لشروطها ليحتفظ بها.
قسمات الانقلاب المعياري:
(يُتْبَعُ)
(/)
بتنا اليوم وكأننا نشهد "إعادة تقييم" جذرية وشاملة تمس العناصر الجوهرية لرؤيتنا الفكرية, فأمامنا اليوم حالة انقلاب حاد في "جدول القيم", حتى أصبح "هرم الأولويات" يقف مقلوباً على رأسه!
لقد طالت هذه الانقلابات المفاهيمية: الموقف من التراث, والموقف من الغرب, والموقف من المؤسسات الدعوية, والموقف من خصوم الحل الإسلامي, والموقف من واقع مجتمعنا المعاصر, والموقف من الدولة العربية الحديثة ...
يدعو كثير من منتجي هذا الخطاب إلى قراءة "نصوص الوحي" ونصوص "التراث الإسلامي" قراءة مدنية, بمعنى قراءة "موجهة" تبحث داخل هذه النصوص عن أية مضامين تدعم "المدنية" ثم تؤَوِّل مايتعارض معها, وتصبح فرادة الفقيه داخل هذا الاتجاه تابعة لقدرته في توفير الغطاء الشرعي لمنتجات الحضارة وبحسب إمكانياته في تأويل ما يتعارض معها وتخريجه بشتى المخارج, بدل أن تكون الدعوة إلى قراءة الوحي قراءة "صادقة" تتجرد للبحث الدقيق عن المراد الإلهي!
بمعنى آخر: تحويل الوحي من "حاكم على الحضارة" إلى مجرد "محام عن منتجاتها" يبررها ويرافع عنها ولايقبل منه دور غير ذلك! وليس يخفى أن الحكم نوع من السيادة، أما المحاماة عن الغير فحالة تبع يقاس نجاحها بإمكانيات التبرير والتسويغ.
والسؤال المؤلم الذي يفرض نفسه هاهنا: ماهي المساهمة الحقيقية التي يمكن أن نقدمها للعالم اذا كان قصارى مانقوله للغرب هو أن ممارساتكم وسلوكياتكم يمكن تخريجها على بعض الاقوال الفقهية لدينا, أويحتمل أن تدل عليها بعض الادلة؟ هم يمارسون هذه الممارسات قبل أن يعرفونا أصلاً.
النماذج التفسيرية للظاهرة:
الواقع أن المراقبين والنقاد طرحوا تفسيرات كثيرة لظاهرة الانقلاب المعياري هذه التي أشرنا إليها, ومحاولات متعددة لاستكشاف النواة الجوهرية التي انبثقت عنها تطبيقات ومواقف وإحداثيات هذا الخطاب المدني المتطرف, فبعض النقاد يرى أن السبب هو "الانبهار بالغرب", والواقع ان الانبهار بالغرب أحد النتائج وليس العامل الحاسم كما سيأتي توضيح ذلك.
وبعض النقاد اعتقد أن الجذر الدفين في هذه الظاهرة هو "العقلانية"، والواقع أن هذه الظاهرة ليس لديها نظرية فعلية في "مصادر المعرفة" بحيث تقدم ما دل عليه العقل وترد ما عارضه, بل هي تارة مع العقل وتارة مع النص وتارة مع الذوق الشخصي وتارة مع المألوف وتارة ضد هذه كلها, فهي تدور مع المنتج الحضاري الجديد بغض النظر عن علاقته بمصادر المعرفة.
وبعض النقاد اعتقد أن هذه الظاهرة هي امتداد تاريخي لمدرسة "المعتزلة"، والواقع أن هذا التفسير قد أبعد النجعة كثيراً, فمدرسة المعتزلة هي مدرسة دينية متزمتة أخرجت الفساق من الإسلام, وشرعت للمنابذة المسلحة لأئمة الجور , فالمعتزلة مدرسة غلو لامدرسة تساهل, بل إن المعتزلة أشرف بكثير من الخطاب الفرانكفوني المعاصر الذي يحاول الوصول إلى تناقضات داخلية في التراث الإسلامي بهدف تحييد الوحي جملةً عن الحياة العامة.
في تقديري أن النواة الخفية التي انطلقت منها كل هذه التحولات الجذرية والحادة في المواقف والرؤى هي "المغالاة في قيمة المدنية والحضارة", فالغلو في الحضارة والمدنية الدنيوية وتحويلها إلى القضية الأولوية وغاية الغايات هو الجذر الرئيسي التي ابتدأت منه كل هذه الانقلابات المفاهيمية, بمعنى أن النموذج التفسيري الذي يقدم إجابة دقيقة حول تطبيقات هذه الظاهرة هو ما يمكن تسميته "غائية الحضارة" و "مركزية المدنية".
فنحن إذا تتبعنا تطبيقات هذا الخطاب الجديد ومواقفه وآراءه وصيغ علاقاته وإحداثيات مواقعه التي اختارها على الخريطة الفكرية فسنتوصل حتماً –كما سبقت الإشارة لذلك- إلى أن القيمة المركزية التي تسيطر عليه وتجعله يدعم موقفاً ما أو يعارضه, أو يثمن قضية ما أو يحط منها, فسنجدها بكل تأكيد "مركزية المدنية", وبناءً على مركزية المدنية فقد تحددت صيغ العلاقات مع المجتمع والتراث والغرب والدولة العربية الحديثة على أساس القرب والبعد من "التمدن المادي".
ينابيع الغلو المدني:
هذا الخطاب الذي تطور بطريقة مؤلمة ووصل إلى حالة "غلو مدني" تتعارض مع أصول الوحي, اكتنفته أربعة ظروف رئيسية شكلت أضلاع الوعاء الجوهري لتناميه, ألا وهي: مناخ سبتمبر, والضخ الفرانكفوني, وحفاوة وسائل الاعلام, ورد الفعل تجاه البغي الإلكتروني.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعرض الاتجاه الإسلامي إلى حالة محاكمة عالمية شرسة حدت من انسيابه ودويه وتراجعت معها شعبيته الاجتماعية بشكل ملموس. وفي ظل هذا الفراغ الجزئي الذي خلفه انكماش الحالة الإسلامية، برزت أبحاث المدرسة الفرانكفونية/المغاربية كإجابة جديدة نجحت في استغلال الظرف الأمني الحالي وحققت اكتساحاً استثنائياً في فترة قصيرة.
ويبدوا أن هذا الرواج السريع سيكون مؤقتاً ريثما يستعيد الاتجاه الإسلامي عافيته الأمنية, إذ لو كانت "المدرسة الفرانكفونية" تتكئ على عبقرية طروحاتها الخاصة لكان متحفها عامراً منذ الثمانينات وليس بعد العام 2001م! وإنما رواجها بعد كسادها كان تبعاً لزلزال الظرف السياسي السبتمبري الذي قلب توازنات القوى رأساً على عقب, وسمح لكثير من الأفكار السياسية المتشنجة أن تبتسم فوق الطاولات المستديرة.
هذه الشريحة من الشباب الإسلامي اصطدمت في مقاعد المدرسة الفرانكفونية/المغاربية بـ "سؤال الحضارة" , فحاولت بادئ الأمر أن تقدم إجابة ترضي الطرفين فتتلافى الاصطدام بانتمائها العميق الذي يشدها, وتتودد للذوق الفكري الذي تقرأ له.
هذه الشريحة الشبابية لم تستوعب أبداً -حتى هذه اللحظة- أن المدرسة الفرانكفونية/المغاربية أعادت تشكيل منطقها تماماً, وأعادت صياغة نمط تفكيرها وطريقة تعاطيها للأمور, وأسلوب نظرها للوقائع, وتقييمها للأحداث, من خلال امتصاص أدواتها الخاصة للقراءة والتفسير والملاحظة, وإعادة ترتيب الهرم الداخلي للقيم, وإعادة رسم الجدول الذهني للأولويات.
السؤال الذي يملي نفسه في هذا الموضع: مالفرق بين العلمانية العربية ما قبل (1984م) والعلمانية العربية ما بعد (1984م)؟ [هو العام الذي احتضن واقعة صدور أول حلقة من سلسلة "نقد العقل العربي" للمفكر المغربي ذائع الصيت محمد عابد الجابري والذي دشن العهد الجديد لتلمود العلمانية العربية التوفيقية]
بمعنى ماسر الجاذبية في دراسات العلمانية العربية الحديثة التي خلبت أذهان الشباب الإسلامي وجعلته يقبل بنهم على هذا اللون من الدراسات والأبحاث؟
الحقيقة أن الفرق الأساسي هو التحول من "الاستهداف المباشر للشريعة" إلى "إعادة تفسير التراث" من خلال الأدوات التي تطرحها العلوم الإنسانية الحديثة, أو بشكل آخر القفز من الإشكالية الأنطولوجية إلى الإشكالية الإبستمولوجية.
هذا الفارق هو بالضبط مصدر الجاذبية والإثارة لدى القارئ الإسلامي, وهي اللغة التي يفهمها جيداً,
لقد امتص وتشرب هؤلاء الشباب بصورة ضمنية كثيراً من المفاهيم المشبعة ببنية علمانية مضمرة, أو التي تدفع باتجاه تعزيز التصورات العلمانية, مثل مفهوم: عصر التدوين, والتنصيص السياسي, والعقل المستقيل, والأرثوذكسية الإسلامية, والنص كمنتج ثقافي, وميثية القرآن, وغيرها من أدوات التفكير العلماني.
على أية حال تظل المدرسة الفرانكفونية/المغاربية المعاصرة هي الأكثر تعبيراً عن هذا الشكل من الخطاب, واهتمامها بموضوعيها الرئيسين -إعادة تأويل التراث والتحليل الانثروبولوجي للحركة الإسلامية- كان مصدر الجاذبية والإغراء الذي حقق لها النفاذ إلى أسوار الداخل الإسلامي, لتنتهي بحالة استعمار ثقافي.
والحقيقة أن لحظة انتقال هذه الشريحة الشبابية بين المدرستين لم تكن مجرد لحظة تفاعل طبيعي مع رافد ثقافي معين, بل شهدت ارتجاجات فكرية مذهلة كانت نتيجة لصدمة انقلاب السؤال المركزي بين المدرستين.
فالسؤال المركزي في مدرسة الفكر الإسلامي كان سؤال "انتصار الإسلام" ويدخل في ذلك سائر ما تم تطويره من "مفاهيم دعوية" تشكل نسيج هذا الفكر: كمفهوم الحل الإسلامي, وتحكيم الشريعة, والتزكية الإيمانية, والعمل الجماعي, وفقه الواقع, والتعدد التنظيمي, والعمل التربوي, وإنكار المنكرات, وتوعية الجاليات, وتفعيل المساجد, والأمن الفكري, وحراسة الفضيلة, والإعلام الإسلامي, وتضميد جراحات المسلمين, وإعداد القوة, ونحوها من المفاهيم الإسلامية وصيغ العلاقات العريقة في هذا الخطاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما السؤال المركزي للمدرسة الفرانكفونية فقد كان "سؤال الحضارة" ومن ثم محاسبة التراث, والإتجاه الإسلامي, والمجتمع العربي, والدولة العربية الحديثة: على أساس الاقتراب والابتعاد عن "النموذج الغربي الحديث", حيث كان النموذج الغربي الحديث هو المعيار الضمني غير المعلن, وإن كان النص المغاربي في كثير من الأحيان يتظاهر بخلاف ذلك.
هذه الصدمة بخطاب المدرسة الفرانكفونية, وسطوة جهازها المفاهيمي, واكتظاظ لغتها الباذخة, وترسانة شواهدها التراثية, ومايتناثر على جنبات نصوصها من أعلام أوروبية رنانة, وما تحيل إليه من تجربة غربية منتصرة, وما تنطوي عليه بعض فقراتها من هالة الغموض المبهر, وشحنها المستمر والمضمر ضد كل ما هو "لا غربي": نجحت في اختطاف التفكير المتوازن, وتصديع الانتماء الدعوي, وإخضاع القارئ لمنطلقاتها الضمنية, والاستسلام لزواياها الخاصة في النظر والقراءة وتقييم الأمور, والتفكير في العالم من خلال شبكتها المفاهيمية ذاتها.
مما جعل انتقال هذه الشريحة الشبابية –موضع الدراسة- بين المدرستين ليس انتقالاً خطياً تراكمياً من مدرسة إلى التي تليها, بقدر ماكان استقالة فكرية غير ودية من معسكر سابق وتسجيل لعضوية جديدة في المعسكر المقابل.
ويجب أن نعترف أن نزول الخطاب الإسلامي من "أعواد المنبر" فترة التسعينات إلى "قفص الاتهام" بعد سبتمبر بدد شيئاً من جاذبيته الاجتماعية, وفتح المجال لتسويق خطابات أخرى لاتتكئ على نجاحها الخاص, بقدر ما تتكئ على غياب منافسها العنيد.
وهذا يعني –كما سبق- أن الخطاب الإسلامي المعاصر سيسترد عافيته وموقعه الاجتماعي الريادي بمجرد تجاوز هذه الأزمة والتخلص من الآثار الأمنية الحادة لحادثة سبتمبر.
قانون المتوالية الفكرية:
الواقع أن "قانون المتوالية الفكرية" كنموذج تفسيري سيساعدنا كثيرا في فهم تطورات ظاهرة الخطاب المدني وكيف بدأت بإشكاليات تجديدية اجتهادية مشكورة ثم انتهى كثير من كتابها إلى مآلات مؤلمة مذمومة, فجمهور هؤلاء الشباب حين بدأ في قراءة إنتاجات المدرسة الفرانكفونية كان مدفوعاً في البداية بمقصد حسن نبيل وهو تنمية إمكانياته التحليلية وامتلاك الأدوات الفكرية بهدف تعزيز الخطاب الإسلامي ودعم حجيته, ولم يفرغ كثير منهم من ازدراد هذه الأبحاث إلا وقد انقسموا فريقين:
فأما الأول فتيقظ لبطلان الأساس الضمني الذي انبنت عليه هذه الأبحاث وهو غائية الحضارة أو مركزية المدنية, فانبنى على ذلك بطلان أكثر النتائج التي تضمنتها هذه الأبحاث من تبخيس التراث وتوقير الغرب, ومن ثم التنبه للأداتين الأثيرتين في هذه المدرسة لتهشيم التراث وهما أداتي (التسييس والمديونية).
أما أداة "التسييس" فتعني إعادة التفسير السياسي للنظريات الشرعية وتحركات أعلام التراث ومحاولة ربطها بصراعات سياسية تحت شعار الأنسنة, أما أداة "المديونية" فتعني محاولة ربط سائر المفاهيم والأصول الشرعية التي صاغها فقهاء التراث بالثقافات السابقة للإسلام وتصويرها كمجرد اقتراض ثقافي من الثقافة الهرمسية أو الغنوصية أو الفارسية أو اليونانية.
أما الفريق الآخر –وهم الأكثر- فقد استسلم لاشعورياً للأساس الضمني في هذه الأبحاث وهو مركزية المدنية لكنه حاول –بحسن نية أيضاً- أن يذب عن دينه وتراثه وأمته بإثبات أن الوحي والتراث يتضمنان أولوية المدنية والحضارة أصلاً, ومن ثم تحول إلى هاجس التفسير المدني للتراث فأخذ يبحث داخل مضامين الوحي والتراث عن أية مشاهد تتوافق مع المدنية الحديثة, وانساق في نقد كل ما لا يتوافق معها داخل التراث.
فبداية كثير من هؤلاء الكتاب –شهادةً لله- كانت بداية حسنة وهي أنهم رأوا أنه لا يمكن نشر رسالتنا الإسلامية وعزة مجتمعنا إلا بالإمكانيات والقدرات الحديثة, ثم تجارى بهم البحث في الحضارة والنهضة والإمكانيات الحديثة حتى جعلوها غاية في حد ذاتها بشكل عملي ضمني, ثم لما رأوا نقد الغرب يحوْل كثيراً بين الشاب وبين الحضارة الغربية ويهز مرجعيتها بالغوا في التماس المعاذير لانحرافات الحضارة الغربية, وتلمسو الأدلة التي توافق ما هم عليه, ثم لما انهمكوا في تكييف الأحكام وفق نتائج الغرب اصطدموا بكثير من المفاهيم الشرعية ذات المنزع الديني/الغيبي كالإيمانيات والشعائر والأحكام الشرعية التفصيلية والتصورات الغيبية
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحوها, فحاول الكثير منهم جعل كل هذه الشرائع مقصودها النهائي أصلاً عمارة الأرض وإقامة الحضارة, وهكذا بدأت هذه المفاهيم الشرعية تتناقص قيمتها في ظل "وسيليتها" المحضة, وتتضخم قيمة المدنية الغربية بحكم تحقيقها للمقصد النهائي وهو الحضارة, ثم تطور الأمر من الانبهار بالحضارة الغربية المعاصرة إلى محاسبة الحركة الإسلامية والقسوة عليها طبقاً للاقتراب والابتعاد عن الحضارة الغربية المعاصرة, ونشأ عن ذلك ظواهر انفصال وانشقاق ترتب عليها الابتعاد عن مقابس الإيمان والتخول بالذكرى، فأخذت جذوة الإيمان تخبو يوماً بعد يوم, وارتخى الانقياد وفقدت العبودية معناها.
ثم تطور الأمر بشكل أكثر سوءاً، وأصبح البعض يلتمس العوائق في مضامين الشريعة ذاتها, حتى وصل بعضهم إلى أن المشكلة في "السنة النبوية" وأنها صرفت الناس عن قضية الحضارة إلى الإغراق في التفاصيل الصغيرة, وهكذا يتسلسل الأمر من سيئ إلى أسوأ.
وكنتيجة مباشرة للمظالم الإنترنتية التي واجهها هؤلاء الكتاب في بدايات كتاباتهم -كنسبة لوازم لم يلتزموها وتضليلهم بها أو ربطهم بجهات خارجية فريةً وبهتاناً- فإن كثيراً منهم قادته مناكفة الخصوم تدريجياً إلى الانقلاب على الرؤية الإسلامية والرغبة الدفينة الملحة في تأكيد المباينة بمناسبة وبلا مناسبة, حتى آل الأمر بكلا الفريقين المتباغيين إلى الاستقواء بأحد جناحي السلطة ضد الفريق الآخر.
والحقيقة أن وقوع بعض المنتسبين للاحتساب في بعض البغي هو مما جرت به سنة التاريخ, وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن تيمية في كثير من كتبه, ومنه قوله:
(وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم, وإما على نوع من المبتدعة, بزيادة على ما أمر الله به, وهو الإسراف المذكور في قولهم: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا) الفتاوى (14/ 483)
ثم إن مما زاد في تأجيج هذا الجموح الشبابي حفاوة كثير من المؤسسات الإعلامية بذلك مدفوعة بتصفية حسابات قديمة مع ما تسميه الإسلام السياسي, ومن يتصور أن المؤسسات الاعلامية مجرد مناخ معرفي بحت فهو يعيش وهماً كبيراً, فالمؤسسات الإعلامية كائنات سياسية لها أجندتها الخاصة وانحيازاتها العميقة, ولكن لها أدواتها الخاصة في الاستقطاب والتوظيف بما يتناغم مع بنيتها مثل: منصب كاتب عمود صحفي, أو مشرف صفحة الرأي, أو مقدم تلفزيوني, أو معد برامج, أو ضيفاً دائماً يوضع تحت اسمه خبير في الجماعات الإسلامية, ونحوها من المناصب الإعلامية التي تخطف لب الشاب في عصر الشاشة.
ويمكن إجمال بعض الغايات والنتائج التي سعت إليها هذه الورقة في الخطوط التالية:
-أن العبودية هي الغاية الكبرى, أما العلوم المدنية فهي وسيلة تابعة لها.
-أن التنوير الحقيقي هو الاستنارة بالعلوم الإلهية التي تضمنها الوحي, وأن الظلامية والانحطاط الرئيسي هو الحرمان من أنوار الوحي مهما بلغت درجة العلوم المدنية.
-أن اشرف مراتب العمارة هي العمارة الإيمانية, وأن جوهر وظيفة الاستخلاف هو تمكين الدين.
-أن الغلو المدني هو ينبوع الانحراف الثقافي وجذر التخبطات الفكرية المعاصرة.
-أن الإسلاميين ليسوا ضد المثاقفة, ولكن لديهم موقف تفصيلي يفرق بين الانتفاع والانبهار, ويفرق بين مستويات الإنتاج في الحضارات الأخرى.
-أن خطاب أنسنة التراث آل إلى تغييب دور النص في تشكيل التراث, ورد العلوم الإسلامية إلى عنصرين: الثقافات السابقة وصراعات المصالح, بما ترتب عليه انفصال الشاب المسلم عن نماذجه الملهمة.
-أن المغالاة في مفهوم الإنسان آلت إلى طمس المعايير القرآنية في التمييز على أساس الهوية الدينية.
- أن التبرم بمرجعية الوحي, والإزراء بالقرون المفضلة, واللهج بتعظيم الكفار, من أكثر شعب النفاق المعاصرة التي تستدعي التحصين الإيماني.
-أن المغالاة في النسبية يقود إلى العدمية, بما يترتب عليه خسارة فضيلة اليقين ومنزلة الإحسان, والإغراق في الارتياب والحيرة واللاحسم.
-أن الغضب لله ورسوله إذا انتهكت محارمهما قيمة محمودة وليس توتراً ولا نزقا ولا دوغمائية ولا وصاية ولا إقصاء.
-أن الاستغراق في ربط الشعائر بعلل سلوكية محضة, أو ربط التشريعات بحكم اجتماعية محضة, من أعظم أسباب توهين الانقياد وذبول الدافعية.
-أن تعظيم الكلي مع تجميد تطبيقاته يؤول إلى تعظيم شكلي نظري لا حقيقة له, لأن الجزئي معتبر في إقامة الكلي.
-أن الاستقامة الدينية ليست لمجرد السلامة من النار, بل لها آثار دنيوية كبرى في جلب الخيرات ودفع الكوارث.
-أن الضعف البشري في تأويل النص باتجاه رضا الناس حقيقة لايستهان بسطوتها على العامل للإسلام الشغوف باستمالة المدعوين.
-أن استفراغ الوسع والاستطاعة في إعداد القوة واتخاذ الإمكانيات من الواجبات الشرعية المحكمة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الاثنين 10/ 06/1428هـ
إبراهيم السكران
iosakran@yahoo.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف و لجين]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 04:42]ـ
في الحقيقة تميز في الطرح ورصانة في العبارات ووضوح في المضمون
وهذا مانريده من المفكرين
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وجزاك الله خيرا وجزى كاتب البحث خير الجزاء
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 07:20]ـ
بارك الله فيك، في الحقيقة لم أتفرغ لقراءة المقال لكن أرى أنه لو وضع المقال كاملا كملف مرفق، أو وضع رابطه لمن أراد الاطلاع عليه لكان ذلك مناسبًا، وعلى كل حال جزاك الله خيرًا، ولعلي أعود لقراءة المقال بتأن، إن شاء الله.
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 02:56]ـ
الأخ الفاضل علي عبد الباقي:
تجد المقال مرفقاً على هذا الرابط في موقعنا المبارك.
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=5201
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 03:19]ـ
بارك الله فيك أوان الشدِّ، وفي أخينا الفاضل أبي البراء الأنصاري
وشكر الله لصاحب المقال الأستاذ إبراهيم السكران ما كتب، وجعله في ميزان حسناته
ـ[الشاطبي الصغير]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 09:53]ـ
نتمنى أن يستمر الأخ إبراهيم السكران على موقفه .. الذين يعرفونه يتحدثون عن تقلباته السريعة .. ويشهد لكلامهم بعض كتاباته التي أطلعت عليه .. لذلك أقول: لا تؤمن الفتنة على حي .. و أرجو أن نتئد في الثناء على الرجل وطرحه ..
ولا تنسوا أنه مع صاحبه القاسم كتبا ذلك البحث السيء عن المناهج الدينية في مدارس المملكة ... ولم يتراجع عنه فيما أعلم حتى الآن ...
فيما مضى احتفل الناس بروجيه جارودي حتى جعلوه عضوا في إحدى المجالس التأسيسية لرابطة العالم الإسلامي، وصار يجلس على طاولة واحدة مع الشيخ ابن باز وغيره من أعلام الأمة، وتعرفون إلى ماذا انتهى إليه الرجل من احتقار علماء الإسلام، ومن الحط على السنة النبوية وغير ذلك ... (وحاشا السكران أن يكون مثله ولكن من باب التذكير)
الخلاصة: التؤدة التؤدة ... في تقويم الأبحاث والأشخاص .. والرجوع للحق فضيلة وهو الأصل في مثل السكران .. ولكن الثناء الزائد الذي قرأته وسمعته عن بحثه السابق .. في ظني ليس منهجاً صحيحاً في التأييد .. ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 11:01]ـ
أخانا أبا البراء جزاك الله خيرًا، ولأخينا الشاطبي بارك الله فيك على التنبيه وأنت محق في ذلك، لكن لم أر مبالغة في الثناء هنا من المشاركين وعلى كل حال جزاك الله خيرًا على التذكير فهي نصيحة مفيدة في هذا الموضوع وفي غيره.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 12:34]ـ
تنبيه أخي الشاطبي جيد؛ فشكر الله له
وحقيقة لم يغب هذا الأمر عن بالي، ولكني رأيت الثناء المعتدل هو المطلوب في مثل هذه الحال
ـ[أوان الشد]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 06:51]ـ
أشكر الإخوة المداخلين وأعتذر عن تأخري في وضع رابط البحث، وأشكر الأخ: أبو البراء الأنصاري على قيامه بذلك.
وانبه على أن الإعجاب هنا على البحث وليس على الباحث وإن كان يسحق الإشادة بتراجعه الشجاع ودراسة ظاهرته باهتمام.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 06:55]ـ
قراءة في ردود الأفعال وتعقيبات عليها:
من قرأ بحث السكران سيتوقع أن سيعقبه ردود فعل متفاوتة لها دلالات هامه جديرة بالمدارسة والتأمل، ومنها:
1) من كان متابعاً لطرح السكران سابقا يعلم أن هذا البحث يمثل تراجعاً وتصحيحاً لمساره السابق، إذ كان يعد في فترة من فتراته محسوباً على التيار العصراني بقدر ما، وكما قال عبد العزيز محمد قاسم (أحد المقربين منه) أنه عاصر الظاهرة ورجالها عن قرب، وتلمس كل الانقلابات الفكرية، والقلق الذي عاشوه 0
بل بشهادة أحد أصحاب الدرب القديم أن محتوى بحثه هذا يعد خط رجعه , وكما قال (لعل الكاتب فضل أن يعود بلدوزرا يهدم كل ما بناه سلفاً وأن يكون جزءاً من المشكلة بعد أن كان جزءاً من الحل)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يتأمل مراحل تغير السكران يلحظ أنه كان في بدء مرحلة تغيرات المنحدرين نحو الفكر العصراني كان لا يزال يحتفظ بشيء من ثباته فقد نشر في موقع الوسطية عام 2001 نقد عنيف لظاهرة التنوير سماه (نقد ظاهرة الانفتاح) مقررا أن كتابات دعاة التنوير استعدائية تحاول القطيعة مع الصحوة،وأن التنوير يعاني من (خبو الإيمان والهم الأخروي):
http://www.wasatyah.com/vb/showthread.php?t=1262
وفي نفس العام ونفس المنبر نشر بحثاًن (الأدوات السياسية في قراءة البحث الفعل الدعوي) منتقداً ظاهرة التسييس الدعوي " أي اتهام التراث والدعاة بالخلفيات السياسية:
http://www.wasatyah.com/vb/showthread.php?t=914
ثم برز بصورته العصرانية في أجلى صورها عام 2004 في ورقته الشهيرة عن المناهج التعليمية في مؤتمر الحوار الوطني بمكة وتبنى فيهاـ مع زميله عبد العزيز القاسم ـ الرؤية المغالية لنقد المناهج التعليمية 0
وهو وإن كان وقع في هذه الهوة إلا أنه تراجع عنها تدريجياً بدءا من بعض التصحيحات في منتدى الإسلام اليوم آنذاك، ومروراً بتجيير ذلك البحث لزميله القاسم لينال غنمه و غرمه لوحده، وانتهاء بتشنيعه من خلال موقع الإسلام اليوم على صحيفة الوطن عام 1427هـ حين استغلت دراسته عن المقررات الدراسية تعاني من مشكلتين: (مأزق الجفاف الإيماني) و (مشكلة السلبية الدعوية) 0
واستمر في مرحلة الفكر العصراني بكتاب (الخطاب التعبوي "تحليل مقارن لميكانيزمات التعيد الديني، دراسة الحالة السعودية)؛"ولعل انتشاره كان محدوداً" وحذر فيه من ما سماه " مآلات التصعيد الديني ,ودافع عمن طالب بتغيير المناهج في تلك الفترة بأنه لم يطرح أحد منهم البديل العلماني في النظام التعليمي السعودي .. , ووافق من يقرر أن التحاما بين الخطاب القطبي ورسائل أئمة الدعوة النجدية هو المغذي الرئيس للتصعيد الديني في السعودية!!
وفي بدايات مرحلة التراجع ألقى عام 1427هـ دورة شرعية صيفية بالمدينة المنورة في (فقه المعاملات الشرعية).
وفي ذات العام دافع عن المراكز الصيفية والحلقات التربوية؛ في رده على الصحفي فارس بن حزام وخلص فيه الى أن "المدرسة التربوية الاسلامية مدرسة متقدمة يجب دعمها" كما ختم مقالته بذلك.
ثم تتجلي صورة المراجعات في بحثه هذا حول (مآلات الخطاب المدني) الصريح والواضح في نقده لهذا الفكر.
2) اختلفت ردود الأفعال من بحثه: فمن مؤيد لجملة ما كتب ومشجع له وهو ما تمثل في عبد العزيز محمد قاسم في صحيفة المدينة رغم ما كان يظهر منه من تواطؤ مع فكره السابق , بل إنه ضمه هنا مع من يستشرف أن يكونوا طليعة مشرقة لشباب إسلامي ملتزم من مثل: بندر الشويقي، وسعد مطر العتيبي.
وفي صورة أخرى انتقد نواف القديمي بعض ما قرره السكران في بحثه، ولكنه فاجأ القراء والباحث أيضاً بموافقته له في كثير من المواطن مما لم يكن يعهد عنه سابقا.
من مثل تأكيده على المبدأ الجوهري، وهو أن "الحضارة وسيلة لا غاية" ,وأن تحولات "نقاد الظاهرة الإسلامية ماهي إلا خضوع واعٍ لحسابات "المصلحة" و"الانتهازية الشخصية" و"حظوظ النفس" التي جعلت كثيرين يقفزون سلّم المراحل المذكورة لهاثاً وراء "منصب يلوح" أو "شهرة تتراءى" ,وأشار إلى "الانتهازية الليبرالية" في توظيف أحداث العنف لتوريط الإسلاميين الأبرياء ..
وتبقى الفئة الثالثة الناقمة والناقدة بقسوة من مثل شتيوي الغيثي في صحيفة الوطن وبعض كتاب المنتديات الليبرالية، وبعض المعلقين على بحثه في موقع العصر …
وهؤلاء تعكس ردود فعلهم أن البحث قد أصابهم في المحز وجرهم بقوة من أيديهم التي تؤلمهم ..
** كلتا النقطتين السابقتين تجعلنا نتوقع أننا على مشارف تراجعات عن هذا الفكر العصراني في الداخل المحلي، وذلك بعد أن نضم إلى مراحل التغير الزمني لفكر السكران نضم إليها ردود الفعل من مثل " عبد العزيز قاسم , ونواف القديمي.
ثم نحيل العوامل في ذلك إلى ما قرره السكران في بحثه عن ظروف نشأة هذا الفكر:
(فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعرض الاتجاه الإسلامي إلى حالة محاكمة عالمية شرسة حدت من انسيابه ودويه وتراجعت معها شعبيته الاجتماعية بشكل ملموس. وفي ظل هذا الفراغ الجزئي الذي خلفه انكماش الحالة الإسلامية، برزت أبحاث المدرسة الفرانكفونية/المغاربية كإجابة جديدة نجحت في استغلال الظرف الأمني الحالي وحققت اكتساحاً استثنائياً في فترة قصيرة.
ويبدوا أن هذا الرواج السريع سيكون مؤقتاً ريثما يستعيد الاتجاه الإسلامي عافيته الأمنية, إذ لو كانت "المدرسة الفرانكفونية" تتكئ على عبقرية طروحاتها الخاصة لكان متحفها عامراً منذ الثمانينات وليس بعد العام 2001م! وإنما رواجها بعد كسادها كان تبعاً لزلزال الظرف السياسي السبتمبري الذي قلب توازنات القوى رأساً على عقب, وسمح لكثير من الأفكار السياسية المتشنجة أن تبتسم فوق الطاولات المستديرة
ويجب أن نعترف أن نزول الخطاب الإسلامي من "أعواد المنبر" فترة التسعينات إلى "قفص الاتهام" بعد سبتمبر بدد شيئاً من جاذبيته الاجتماعية, وفتح المجال لتسويق خطابات أخرى لاتتكئ على نجاحها الخاص, بقدر ما تتكئ على غياب منافسها العنيد.
وهذا يعني –كما سبق- أن الخطاب الإسلامي المعاصر سيسترد عافيته وموقعه الاجتماعي الريادي بمجرد تجاوز هذه الأزمة والتخلص من الآثار الأمنية الحادة لحادثة سبتمبر).
وهو ما يحملنا مسؤولية المتابعة الدقيقة لهذه التحولات وعواملها، وندعم الاتجاهات نحو التصحيح والمراجعات بشتى المواقف التي تضمن استقرارها على بر الأمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رجل الظل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 06:02]ـ
نتمنى أن يستمر الأخ إبراهيم السكران على موقفه .. الذين يعرفونه يتحدثون عن تقلباته السريعة .. ويشهد لكلامهم بعض كتاباته التي أطلعت عليه .. لذلك أقول: لا تؤمن الفتنة على حي .. و أرجو أن نتئد في الثناء على الرجل وطرحه ..
ولا تنسوا أنه مع صاحبه القاسم كتبا ذلك البحث السيء عن المناهج الدينية في مدارس المملكة ... ولم يتراجع عنه فيما أعلم حتى الآن ...
فيما مضى احتفل الناس بروجيه جارودي حتى جعلوه عضوا في إحدى المجالس التأسيسية لرابطة العالم الإسلامي، وصار يجلس على طاولة واحدة مع الشيخ ابن باز وغيره من أعلام الأمة، وتعرفون إلى ماذا انتهى إليه الرجل من احتقار علماء الإسلام، ومن الحط على السنة النبوية وغير ذلك ... (وحاشا السكران أن يكون مثله ولكن من باب التذكير)
الخلاصة: التؤدة التؤدة ... في تقويم الأبحاث والأشخاص .. والرجوع للحق فضيلة وهو الأصل في مثل السكران .. ولكن الثناء الزائد الذي قرأته وسمعته عن بحثه السابق .. في ظني ليس منهجاً صحيحاً في التأييد .. ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
شرف الله الإمام الشاطبي عنك .. أعوذ بالله منك والله ما قلت لا يصدر إلا من قلبٍ ملئ حسدا وغلا ..
الشيخ إبراهيم السكران حفظه الله هو هو لم يتغير .. وما كتبه عن المناهج صوابٌ لو كنت تعقل!! ولا أظنك ..
من أزهد الناس وأورعهم وأتقاهم ووالله إني أعرفه جيدا ولا أزكي على الله أحد .. اتق الله .. اتق الله .. وإياك والولوج في الأعراض وخاصة طلبت العلم ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:36]ـ
وللدكتور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي بحث في (العصرانية في حياتنا الاجتماعية) وتناول فيه حال المجتمع السعودي تجاه العصرانية، والبحث حقيقة رائع نُشر في مجلة جامعة الإمام - العدد العاشر - جمادى الآخر - 1414هـ.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:43]ـ
أشكر الأخت الأمل الراحل على مشاركتها
وللعلم؛ فبحث الزنيدي الذي أشرتِ إليه قد طبع في كتاب من دار المسلم ولكن توزيعه قد يكون ضعيفاً
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 07:56]ـ
جزاك الله خير أوان الشد وكتب أجرك
البحث لاشك أزعج التنويرين في السعودية بشكل كبير وهو وصف دقيق لحالهم وتقلباتهم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 08:23]ـ
بحث متين ومحرر، قل أن تجد بحثا فيه مثل هذه القوة والدراية بأدوات القوم ومفاهيمهم.
أنصح بقراءته بتؤدة
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:05]ـ
هنا اسجل إعجابي الشديد بالاخ الفاضل الحبيب وابن العم العزيز ابراهيم السكران التميمي -وفقه الله لكل خير-.
ولكن ماذا عن مقالة (نقد ظاهرة الانفتاح) فلم استطع الحصول عليها، فهل من سبيل لقرائتها؟
وكذالك مقالة اخرى بعنوان (الأدوات السياسية في قراءة الفعل الدعوي)
حاولت جاهداً الإطلاع عليها ولكني لم اوفق لذالك ...
ولا يفوتني ان اشكر الناقل لهذا الطرح القيم اخونا (أون الشد) احسنت النقل وجزاك الله خير.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:57]ـ
ابن عمك لازم يعطيك المقالات
ولاتنس إخوتك منها
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 04:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
صحيفة الوطن وأخبار الهيئة: بين الرأس والذيل؟؟.
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المسلم به أن نهج صحيفة الوطن على الضد من نهج مجتمع توجد فيه أمة تأمر فيه بالمعروف وتنهى عن المنكر ولذا لا نستغرب هجومها البشع والشرس والإجرامي على أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أركان الدين ومن أسس هذه البلاد الراسخة، وقد أحست هذه الصحيفة أنها بهجومها البشع والإجرامي على الهيئة بدأت تفقد كل شيء، فالقارئ الذي لا يجد شيئا ووجد صحيفة الوطن في طريقه فاقتناها لا حبا فيها ولا ثقة فيها بدأ يتململ من نهج هذه الصحيفة الذي انكشف عواره وبان تطرفه ضد مصالحه انطلاقا من ان مصالحه مرتبطة بمصالح البلاد التي أخذت هذه الصحيفة تستعدي عليها العالم من خلال مقالاتها المكشوفة عداء لهذه البلاد ونهجها، هذه الصحيفة نشرت اليوم 8/ 8/1428 خبرا في ذيل صفحتها الأوى في صالح الهيئة والخبر كبير الأهمية درأ الله به عن فتاة وعن أهلها أذى عظيما فلله الحمد والمنة، ومع خطورته ومردوده الكبير جدا وآثاره الحميدة على أسرة الفتاة وأقاربها جميعا فقد آثرت الصحيفة أن تنشره في ذيل الصفحة تماما، ولو كان الخبر ضد الهيئة مهما كان حقيرا وتافها فلن يكون له غير صدر الصفحة الأولى مكانا ومتربعا، كما عهدنا هذه الصحيفة في تعاملها مع أخبار الهيئة والأكاذيب التي تلفق ضدها، أي ضد أمر الله تعالى وفريضة من فرائضه، فهل يعتبر القارئ بهذا، فهل تعتبر الأمة بهذا؟؟.
علي التمني
8/ 8/1428(/)
الفرسان الثلاثة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد خصصت سلسلة أسميتهاـ فيما بعد ـ:
"الفرسان الثلاثة "
في سِيَر ثلاثة من كبار الشخصيات الماسونية في العالم الاسلامي.
و من أعظمها تأثيراً في تاريخنا الحديث.
و هم:
1ـ محمد علي باشا.في مقال باسم:
"الحملة الفرنسية على مصر".
وهوعلى هذا الرابط:
www.alukah.net/majles/showthread.php?p=40546 - 146k -
============================== ============
2 ـ عبدالقادر الجزائري.
أسميت المقال بـ ... " فك الشفرة الجزائرية و فتح الأيقونة الباريسية "وهوعلى هذا الرابط:
www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5865 - 87k -
============================== ============
3 ـ جمال الدين الافغاني.و أسميته بـ " آية الله مازندراني".وهو هذا البحث الذي بين أيديكم.
و مرادي بالفارس هاهنا:
رتبة مشهورة من الرُّتبِ العليا في سلم "الماسونية ".
فنبتدئ مستعينين بالرحمن، إذ هو خير مستعان، منه التوفيق، و عليه التكلان.
و صلى الله وسلم على خير البشر و سيد ولد عدنان،
و على آله و صحبه و سلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 06:32]ـ
الشيخ المبارك / محمد المبارك! جزاك الله خيرًا.
ولكن؛ هل البحث الذي ستكتبه الآن هو هو الذي على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6222
أم غيره؟
نرجوا الإفادة، ورزقكم الله الحسنى وزيادة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 06:37]ـ
آية الله مازندراني!!
(الحلقة الأولى)
كتب محمدبن حسن المبارك.
لا يمكن أن نمر على تاريخ الماسونية في مصر دون أن نعرِّج على سيرة من وُصِف بأنه مؤسس المدرسة الإصلاحية و أستاذها الأول جمال الدين الأفغاني، أو "المازندراني"
ـ فمن هوالأفغاني؟؟
ـ ولماذا جاء إلى مصر؟؟؟؟
نسبه:
هو جمال الدين هو جمال الدين بن صفدر المازندراني المعروف بالأفغاني ولد عام 1254هـ 1838م، و قد اختلف في نسبه و بلدته كما سيأتي
عقيدته:
يعد جمال الدين الأسد آبادي من الشخصيات التي لايزال الغموض يكتنفها والسرية تحوط معظم تصرفاتها، إذ كان الافغاني ذا علاقة مريبة باليهود والنصارى والمرتدين، و صلة وثيقة بالمحافل الماسونية، بل رئيساً لأحدها وهو محفل كوكب الشرق في القاهرة، و لذلك لم يعدم الافغاني من علماء الاسلام من يفتي بكفره و انحلاله، فقد اتهم الأفغاني بالإلحاد و الخروج من ربقة الدين عدة مرات والذي يقرأ مؤلفات الأفغاني ورسائله التي كان يرسلها لتلامذته وأتباعه يرى من خلالها أنه كان صاحب عقيدة غير سوية.
و كذلك رسائل تلامذته إليه مما ينضح بالغلو القبيح و الشرك الصريح، فمن ذلك رسالة الشيخ محمد عبده إلى إستاذه جمال الدين الأفغاني بتاريخ 5 جمادي الأولى سنة 1300، يقول فيها:
(ليتني كنت أعلم ماذا أكتب لك، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيدك وافضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم، فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين، فعلمك بنا كما لا يخفاك علم من طريق الموجب، وهو علمك بذاتك، وثقتك بقدرتك وارادتك، فعنك صدرنا وإليك إليك المآب.
أوتيت من لدنك حكمة أقلب بها القلوب واعقل العقول، واتصرف بها في خواطر النفوس، ومنحت منك عزمة أتعتع بها الثواب، وأذل بها شوامخ الصعاب، وأصدع بها حم المشاكل، واثبت بها في الحق للحق حتى يرضى الحق، وكنت أظن قدرتي بقدرتك غير محدودة، ومكنتي لا مبتوتة، ولا مقدورة، فإذا أنا من الأيام كل يوم في شأن جديد).
إلى أن يقول:
(فصورتك الظاهرة تجلت في قوتي الخيالية وامتد سلطانها على حسي المشترك، وهي رسم الشهامة، وشبح الحكمة وهيكل الكمال، فإليها ردت جميع محسوساتي، وفيها فنيت مجامع مشهوداتي، وروح حكمتك التي احييت بها مواتنا، وأنرت بها عقولنا،ولطفت بها نفوسنا، بل التي بطنت بها فينا، فظهرت في اشخاصنا، فكنا اعدادك، وأنت الواحد وغيبك، وأنت الشاهد ورسمك الفوتوغرافي الذي أقمته في قبلة صلاتي، رقيبا على ما أقدم من أعمالي، ومسيطر علي في أحوالي، وما تحركت حركة ولا تكلمت ولا مضيت إلى غاية ولا انثنيت عن نهاية حتى تطابق في عملي
(يُتْبَعُ)
(/)
أحكام أرواحك؛ وهي ثلاثة فمضيت على حكمها سعيا في الخير، واعلاء لكلمة الحق، تأييدا لشوكة الحكمة، وسلطان الفضيلة، ولست في ذلك إلا آلة لتنفيذ الرأي المثلث، ومالي من ذاتي إرادة حتى ينقلب مربعا غير أن قواي العلية تخلت عني في مكاتبتي إليك، وخلت بيني وبين نفسي التزاما لحكم ان المعلول لا يعود على علته بالتأثير على أن ما يكون إلى المولى من رقائم عبده ليس ألا نوعا من التضرع والابتهال لا أحسب فيه ما يكشف خفاء أو يزيد جلاء، ومع ذلك فإني لا أتوسل إليك في العفو عما تجده من قلق العبارة وما تراه مما يخالف سنن البلاغة بشفيع أقوى من عجز العقل عن إحداق نظره إليك واطرق الفكر خشية منك بين يديك، وأي شفيع أقوى من رحمتك بالضعفاء وحنوك لمغلوبي حياء).
ثم يقول أيضا:
(أما ما يتعلق بنا فإني على بينة من أمر مولاي، وان كان في قوة بيانه ما يشكك الملائكة في معبودهم والأنبياء في وحيهم، ولكن ليس في استطاعته أن يشك نفسه في نفسه، ولا أن يقنع عقله إلا على بالمحالات وإن كان في طوعه أن يقنع بها من أراد من الشرقيين والغربيين) انظر منهج المدرسة العقلية في التفسير للشيخ فهد الرومي، ص155.
قال الشيخ فهد الرومي معلِّقاً على خطاب محمد عبده:
(وهي عبارات ولا شك خطيرة توجب إعادة النظر في عقيدة الرجل عند من لا تخدعه الأسماء، وقد استغرب السيد رشيد رضا نفسه هذه الرسالة من إستاذه حيث قال عند سياقه لها:
"ومن كتاب له إلى السيد جمال الدين عقب النفي من مصر إلى بيروت، وهو أغرب كتبه، بل هو شاذ فيما يصف به استاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق والقائلين بوحدة الوجود التي كان ينكرها عليهم بالمعنى المشهور عنهم، وفيه من الإغراق والغلو في السيد ما يستغرب صدوره عنه، وإن كان من قبيل الشعريات وكذا ما يصف به نفسه بالتبع لاستاذه من الدعوى لم تُعهد منه البته").
انظر منهج المدرسة العقلية في التفسير للشيخ فهد الرومي، ص155
فمن تلك التهم:
أـ الإلحاد:
ـ إذ قال عنه تلميذه النصراني سليم العنجوري في "شرح ديوان سحر هاروت"
عند ترجمته له: إنه سافر إلى الهند وهناك أخذ عن علماء البراهمة والإسلام أجل العلوم الشرقية والتاريخ، وتبحر في لغة "السانسكريت" أم لغات الشرق.
وبرَّز في علم الأديان حتى أفضى به ذلك إلى الإلحاد والقول بقدمية العالم، زاعماً أن الجراثيم الحيوية المنتشرة في الفضاء هي المكونة ـ بطرق وتحول طبيعيين ـ ما نراه من الأجرام التي تشغل الفضاء ويتجاذبها الجو، وأن القول بوجود محرك أول حكيم وهمٌ نشأ من ترقي الإنسان في تنظيم المعبود على حسب ترقيه في المعقولات. انظر: تاريخ الأستاذ الإمام (1/ 43).
و هذه ـ بالضبط ـ هي عقيدة حكماء مصر القديمة، التي تتبناها الماسونية من وراء حجاب، و تُظهِرها في فترات متباعدة ـ و في مقاسات متعدِّدة.
إذ أن فلسفة الكابالا اليهودية القائمة على أرثٍ فرعوني قديم تقوم على أساس أن الكون تشكَّل بنفسه وتطور تلقائياً بعوامل المصادفات العشوائية.
يقول مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام":
(كان المصريون القدماء يؤمنون بأن المادة كانت موجودة منذ الأزل، حيث أن الدنيا وجدت بولادة النظام من رحم الفوضى والعماء و الظلام ـ وهو نفس ما كان يعتقده السومريون أيضاً ـ، وكان لهذه الهاوية قوة داخلية ثم أمرت هذه القوة الخالقة نفسها ببدء النظام. ولم تكن هذه القدرة السرية الموجودة داخل المادة في هذه الفوضى على وعي بذاتها ... كانت هذه القوة احتمالاً من الاحتمالات وقوة ظهرت من رحم الفوضى نتيجة مصادفات عمياء.
ويعلِّق مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام" على تلك الفلسفة المصرية الوثنية بالتطرق إلى امتداداتها الحديثة قائلَين:
" .. والغريب أن هذا التعريف للخلق يتطابق تماماً مع النظرة الحالية للعلم الحديث ولا سيما مع "نظرية الفوضى" من ناحية تطور الأنظمة المختلطة والمشوشة رياضياً مكررة نفسها رياضياً ونتيجة للنظام".
.. والمذهل في الأمر أن هذه الفلسفة المصرية الوثنية هي الفلسفة المطروحة في أيامنا الحالية من قبل أنصار "نظرية التطور" و"نظرية الفوضى" لا سيما في مجموع طروحات ماركس و دارون مع الفلسفة الهيغلية، إلاَّ أن الافغاني رجع الى المصادر القديمة .. فتأمل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ كما اتهمه بعض علماء الأزهر بالإلحاد أيضاً، ومنهم الشيخ عليش مفتي المالكية.
بل حتى المستشرق البريطاني (ايلي كدوري) كان يعتبر الأفغاني ملحداً،، ودليله على ذلك عبارةُ للأفغاني ـ خلال محاورةٍ له مع المستشرق الفرنسي (رينان) ـ يقول فيها «لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين».
وكذلك كان "كدوري" يعتبر تلميذ الأفغاني "محمد عبده" ملحداً، مستدلاً يقول الشيخ محمد عبده في رسالة لأستاذه بتاريخ 8 شعبان سنة 1300 هـ:
(نحن الآن على سنتك القويمة لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادا عبادا ركعا سجدا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ... )، انظر منهج المدرسة العقلية في التفسير للشيخ فهد الرومي، ص161
، و الحاصل أن تلامذة الافغاني ساروا على نفس طريقة شيخهم، وهي محاربة الدين باسم الدين، كما قرَّر ذلك الشيخ محمد عبده شخصيا، و بقلمه أيضاً.
وقد اشتهرت عنه هذه التهمة، و لعلَّ ذلك هوما جعله يكتب رسالته في الرد
على ا لدهريين ـ مع أنه من أكابرهم ـ ليدفع عنه هذه التهمة.
يقول شبخ الاسلام مصطفى صبري ـ عن محمد عبده ـ فلعله وصديقه أو شيخه جمال الدين أراداأن يلعبا!!! في الإسلام دور لوثر وكالفين زعيمي البروستانت
في المسيحية فلم يتسنَّ لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمسلمين، وإنما اقتصر تأثير سعيهما على مساعدة الإلحاد المقنع بالنهوض والتجديد)) (موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين 1/ 144)
ب. القول بأن النبوة مكتسبة:
ـ و في بلاد الأناضول رماه علماء الأستانة بالإلحاد و المروق من الدين إثر محاضرة ألقاها في دار الفنون ذكر فيها أن النبوة صناعة مكتسبة.
ـ وحكى عنه شيخ الإسلام في الدولة العثمانية "حسن أفندي فهمي" أنه جعل النبوة صنعة وسوَّى بينها وبين الفسلفة فأمر شيخ الإسلام الوعاظ وأئمة المساجد أن يهاجموه حتى اضطر لمغادرة الأستانة.
و قال عنه تلميذه النصراني سليم عنجوري:
(ارتجل خطبة في الصناعات غالى فيها إلى حد أن أدمج النبوة في عداد الصناعات المعنوية فشغب عليه طلبة العلم وشددت عليه صحيفة النكير) " تاريخ الأستاذ الإمام 1/ 44"
ج ـ وحدة الوجود:
ـ كما وصف الشيخ رشيد رضا ـ تلميذ تلميذه محمد عبده ـ الأفغاني بأنه كان يميل إلى وحدة الوجود التي تشتبه فيها كلام الصوفية بكلام الباطنية،يقول رشيد رضا: (كان يميل لوحدة الوجود التي يشتبه فيها كلامه مع كلام الصوفية الباطنية). انظر: "تاريخ الأستاذ الإمام"ـ (1/ 79).
ويؤيد ما قاله رشيد رضا ما قاله تلميذ آخر للأفغاني وهو أديب إسحاق عندما قال فيه: (كان يميل للتصوف في بدء حياته فانقطع حينًا بمنزله يطلب الخلوة لكشف الطريقة وإدراك الحقيقة ثم خرج من خلوته مستقر الرأي على حكم العقل، وأصول الفلسفة القياسية).
د ـ القول بوحدة الأديان:
و اشتهر عنه القول بوحدة الأديان، و لا نحتاج كثيرا من الأدلة لاثبات هذه التهمة لكونها من ثمرات الاعتقاد بوحدة الوجود، كما أن صِلاته باليهود و النصارى و دولهم، و كذلك صِلاته بغيرهم من أهل الملل تؤكد هذا الأمر، وكذلك انتسابه وترؤسه للمحافل الماسونية التي تدعو الى ذلك بكل صراحة ووضوح.
يقول "شيخ الاسلام" ـ في الدولة العثمانية ـ مصطفي صبري عن دعوة الأفغاني ومحمد عبده:
((وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين!! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر)) (1/ 133 - 134.
و يقول تلميذه محمد عبده:
((وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبنا الملتين ويوقرها أرباب الدينين فيم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله))، (الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع محمد عمارة (2/ 363 - 364)
هـ القول بنظرية النشوء و الارتقاء:
و اشتهر عنه القول بنظرية النشوء و الارتقاء، و هي تهمة متفرعة عن التهمة الأولى ـ الإلحاد ـ، يقول الشيخ رشيد رضا ـ عن الافغاني ـ:
(وكلامه في النشوء والترقي يشبه كلام داروين). انظر: "تاريخ الأستاذ الإمام"ـ (1/ 79).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 06:46]ـ
(الحلقة الثانية)
سلوكيات جمال الدين:
قال سليم عنجوري كما في كتاب «لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث» للوردي (3/ 113) «كان (الأفغاني) يكره الحلو ويحب المر، ويكثر من الشاي والتبغ، وإذا تعاطى مسكراً، فقليلاً من الكونياك ".
و أكد ذلك محمد رشيد رضا الذي يقول: (كان الافغاني يشرب قليلا من الكونياك - وهو نوع من الخمر) " تاريخ الأستاذ الامام " (1/ 49).
و كان جمال الدين ممن يشجع على السفور، بل هو باذر نبتته، فقد نقل أحمد أمين عن جمال الدين أنه كان يقول: (وعندي أنه لا مانع من السفور إذا لم يتَّخذ مطيَّة للفجور) «زعماء الإصلاح في العصر الحديث» (ص 114)
وقد تبنى هذه الفكرة تلامذته من بعده، و نشروها بكل جد واجنهاد ـ لا يُحمدون عليه ـ و بالأخص تلميذه محمد عبده.
ـ وذكر الشيخ يوسف النبهاني مفتي بيروت أنه: (اجتمع به ـ أي بالافغاني ـ سنة 1287 هـ في مصر حين كان مجاورا بالأزهر ولازمه من قبل المغرب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب)
ـ كما ذكر مثل ذلك عن تلميذه محمد عبده فقال:
(الذي أعلمه من حال الشيخ محمد عبده، وكل من عرفه يعلمه كذلك، أنه حينما كان في بيروت منفيا كان كثير المخالطة للنصارى والزيارة في بيوتهم والاختلاط مع نسائهم بدون تستر. هذا مما يعلمه كل من عرف حاله في هذه البلاد، فضلا عن أسفاره المشهورة الى بلاد أوروبا واختلاطه بنساء الأفرنج وارتكابه المنكرات من شرب الخمر وترك الصلوات. ولم يدَّعِ هو نفسه الصلاح، ولا أحد توهمه فيه. فكيف يكون قدوة وإماما في دين الأسلام، نعم هو إمام الفسَّاق والمرّاق مثله، ولذلك تراهم على شاكلته، لا حج ولا صلاة ولا صيام ولا غيرها من شرائع الأسلام "
وقال بعد ذلك:
" دعاني رجل من أهل جبل لبنان سنة 1305 هـ وهي توافق 1888 مـ الى بيته فتوجهت معه فوجدت هناك الشيخ محمد عبده. فتصاحبنا من الصباح الى المساء لم أفارقه نهارا كاملا. فصليت الظهر والعصر ولم يصل ظهرا ولا عصرا. ولم يكن به علة ولا عذر له،إلاَّ خوفه من أنه إذا صلى بحضوري يقول أولئك الحاضرون الذين كان لا يصلي أمامهم أنه يرائي في هذه الصلاة لأجلي، فغلب عليه شيطانه، وأصر على عدم الصلاة، وإلا فقد بلغني عنه أنه كان يصلي تارة ويترك أكثر "
نقلا عن كتاب"الأسلام والحضارة الغربية" للأستاذ الدكتور محمد محمد حسين.
ـ و قد ذكر النبهاني ذلك أيضاً في رائيته الصغرى، إذ يقول:
(و لكنكم مع تركه الحج مرةً ................ و حجٍّ لباريس و لندنة عشرا
ومع تركه فرض الصلاة و لم يكن ............ يسرُّ بذا بل كان يتركها جهرا
و مع كونه شيخ المسون مجاهراً ............ بذلك لا يُخفي أخُوَّتهم سراًّ
ومع غير هذا من ضلالاته التي ........... بها سار مثل السهم للجهة الأخرى
تقولون أستاذٌ إمام لديننا ............ فما أكذب الدعوى وماأقبح الأمرا
و نحن نراه عندنا شر فاسقٍ ........... فيُقتلُ فسقاً بالشريعة أو كفراً).
الرائية الصغرى ضمن كتاب العقود اللؤلؤية من المدائح النبوية للشيخ يوسف النبهاني. ص 383
.أسفاره و مغامراته.
في الهند (المرة الأولى):
بعد أن تم اعداد جمال الدين اعدادا متقنا من فبل الاستعمار البريطاني، تم ارساله الى الهند التي كانت تقبع في ذلك الوقت تحت الاحتلال الانجليزي، فارتحل جمال الدين وهو في الثامنة عشر من عمره الى الهند، حيث احتضنه الاستعمار هنالك، وأقام بها سنة وبضعة أشهر يدرس العلوم الحديثة على الطريقة الأوربية و يتعلم فيها بعض العلوم الحديثة، و هناك رأى أن يؤدي فريضة الحج، فاغتنم هذا الفرصة وقضى سنة ينتقل في البلاد، ويتعرف احوالها، وعادا ت أهلها، حتى وافى مكة المكرمة سنة 1273 هـ (1857 م).
في أفغانستان:
ثم أرسل ـ في مهمة استعمارية ـ الى افغانستان، و ليكتسب ـ أيضاً ـ النسبة الافغانية، و هنالك كلِّف بكتابة "تاريخ افغانستان " إمعانا في التمويه.
وقضى جمال الدين ثمان سنوات قضاها في بلاد الافغان كانت حافلة بأنواع الدسائس و المكائد بين امراء تلك البلاد، مِما أجج الحرب بين كل من محمد أعظم، و شير علي ابني الأمير حاكم افغانستان دوست محمد خان خلال تلك الفترة.
في الهند (المرة الثانية):
ثم عاد الى الهند عام 1869م، فلما وصل إلي التخوم الهندية تلقته الحكومة الانجليزية بالحفاوة والإكرام لترسله في مهمة جديدة إلى أرض الكنانة، حيث قدم على ظهر باخرة بريطانية إلى ميناء السويس.
في مصر (المرة الأولى):
في أوائل سنة 1870 م (أواخر سنة 1286 هـ) قدم الافغاني الى مصر لأول مرة، و استقبل بكل حفارة وأقام بمصر أربعين يوماً، ومُكَّن من التردد على الأزهر، فاتصل به كثير من الطلبة، وقرؤوا عليه شروحاً في المنطق و الفلسفة، في بيته الذي نزل به بخان الخليلي، ثم عزم على السفر الى الأستانة.
في تركيا (المرة الأولى):
وصل السيد جمال الدين إلي الأستانة، فلقي من جمعية الاتحاد و الترقي حفاوه وإكراماً، فلم تمض ستة أشهر حتى كان عضواً في مجلس المعارف، و بدا واضحا لأهل العلم غرابة توجهاته وخبثها، مما جعله محل نقمة و سخط علماء الدولة، لا سيما شيخ الإسلام حسن فهمي أفندي.
وإثر محاضرة ألقاها في جمع حاشد في رمضان سنة 1287 هـ (ديسمبر سنة 1870 م) في دار الفنون للحث على الصناعات، قال فيها جمال الدين: أن النبوة صناعة مكتسبة، رماه علماء الأستانة بالإلحاد والمروق من الدين.
و ألَّف الشيخ (خليل فوزي الفيليباوي) إثر ذلك كتابا باللغة العربية عَنونَه بـ .. (السيوف القواطع) للرد على عقيدة الأفغاني، وترجم الكتاب في تلك الفترة الى اللغة التركية، مما حدا بالدولة العثمانية أن تصدر أمرا بإخراجه من البلاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:11]ـ
(الحلقة الثالثة).
في مصر ـ مرةً أخرى ـ:
الأفغاني و اسماعيل:
من الأمور التي لم يختلف فيها المؤرخون المحققون أن الأفغاني كان رأساً كبيراً في الماسونية العالمية، ولكونه من كبار الماسون العالميين فقد استقدمه رياض باشا ـ اليهودي الأصل ـ و رئيس الوزراء في عهد اسماعيل باشا ـ بأمرٍ من اسماعيل باشا "الماسوني" الى مصر.
ومع كثرة البلاد التي طاف بها الأفغاني يمكن القول أنه لم يُحدث أثرا في أي من هذه البلاد كما أحدث في مصر التي أقام بها قرابة ثماني سنوات بدأت في مارس 1871 وامتدت حتى أغسطس 1879.
حيث دخل السيد جمال الدين الافغاني مصر ـ للمرة الثانية ـ في مارس في أول المحرم سنة 1288 هـ (مارس سنة 1871 م)، فأجرت عليه حكومة إسماعيل باشا راتباً مقداره ألف قرش كل شهر، دون عمل، و كان الطلبة يقرؤون عليه في بيته في علم الكلام، والحكمة النظرية، من طبيعية وعقلية، وعلوم الفلك، والتصوف كنوع من التضليل.
و، وتولى رياض باشا رعايته فيها، وأعد له سكنًا في حارة اليهود حيث يمكن الافغاني انشاء جمعياته السرية. و بمساعدة من رياض باشا ضم الافغاني إليه عددًا كبيرًا من أصحاب النفوذ في مصر.
وكان اسماعيل باشا قد استقدمه لأمرين:
1ـ أن اسماعيل باشا كان أيضاً ماسونيا: بل و متحمساً للماسونية مع ميل جارف
الى الاوربيين، فلذلك رحب بأحد أكابر الماسونيين العالميين الذين يسيرون في فلك الماسونية العالمية، لا سيما البريطانية منها.
2ـ طموحات اسماعيل باشا الانفصالية:
فليس خافياً ما كان يبذله اسماعيل باشا من المساعي للانفصال عن تركيا في ذلك الحين،
وظهوره بمظهر العاهل المستقل، كمافي المعرض العالمي في باريس سنة 1867،
وفي إغفاله دعوة السلطان إلي حضور حفلات افتتاح القناة سنة 1869،
وعزمه على اعلان استقلال مصر التام في تلك الحفلات ـ لولا العقبات السياسية التي اعترضته مما أوجد انواعاً من مظاهر الفتور والجفاء بين الخديوي والسلطان والتي كادت أن تقطع الروابط بينهما.
وأخصها فرمان نوفمبر سنة 1869 الذي اصدره السلطان منتقصا من سلطة الخديوي.
فقد كان إسماعيل يرى في حكمه منافساً لحكومة الأستانة في المكانة والنفوذ السياسي، وينظر إليها بعين الزراية، ولا يرضى لمصر أن تكون تابعة لتركيا، ولا أن يكون هو تابعاً للسلطان العثماني، مستطيلاً بذلك بعلاقاته مع الانجليز، إذ كان يطمح للانضمام الى اوربا، وكان كثيرا ما يصرح بأن حلمه الأكبر أن يجعل من مصر قطعة من أوربا.
ولذلك فقد وجد اسماعيل باشا ضالته في الافغاني الذي كان يناهض الحكم العثماني أينما حل.
الأفغاني و العمل السري:
مما يريب اللباحث في شخصية الافغاني وأهدافه -أيضاً- أن جلٌُّ نشاطاته كانت تتم بالخفاء حيث ما حل، وأنَّى ارتحل، و قد اتجه جمال الدين للانخراط في العمل السري ـ منذ دخل مصر ـ بعدة وسائل، فمن ذلك:
أـ الانخراط في الماسونية:
سرعان ما اتصل الافغاني بالماسونية العالمية بالديار المصرية منذ حل في أرضها، فانضم مباشرةً إلى المحفل الماسوني البريطاني.
وفي كلمة ألقاها في المحفل البريطاني عاب فيها عليهم عدم التدخل في السياسة، يقول فيها: «دعوني أكون عاملاً ماسونياً نزيهاً متجنباً للرذائل، إذا لم يكن حرصاً على شرف شخصي؛ فتخوفاً من أن تعاب الماسونية بي، فيتخذني الأغيار سهماً للطعن بها وهي براء منه، وما ذنب الماسونية إلا أنها قبلتني بين أفرادها دون اختيار صحيح، وأبقت عليّ من غير تبصُّر؟!).
إلاَّ أنه استقال من المحفل الاسكتلندي البريطاني ـ كخطوة سياسية ـ،إذ كيف يكون من سيتصدر الثورة ضد الاحتلال الانجليزي أمام الجماهير عضوا في محفل ماسوني بريطاني.
ـ و التحق بمحفل كوكب الشرق التابع لفرنسا، و هو أول محفل إشتغل باللغة العربية، وكان لايؤمه إلا المصريون فحسب أو من هم في حكمهم، وقد ترأسه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وبعض الشوام.
ـ ثم انتقل بعد ذلك إلى ووجه الافغاني خطابا الى المحفل الماسوني الفرنسي، يطلب فيه الانضمام إليهم؛ قال فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
«يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة -جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة-: بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون! - أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل» (13).
ـ وبعد ثلاث سنوات أصبح من أهم رجال المحفل الماسوني، بل تم اختياره رئيساً له؛ كما جاء في رسالة المحفل إلى جمال الدين، وهي:
لوج كوكب الشرق
نمرة 1255
في القاهرة بمصر و7 جنايو 1878/ 5878
إلى الأخ جمال الدين المحترم.
إنه لمعلوم لديكم بأن في جلسة 28 الماضي، وبأغلبية الآراء صار انتخابكم رئيس محترم لهذا اللوج لهذا العام؛ ولذا قد نهنيكم ونهني ذواتنا على هذا الحظ العظيم، وعن أمر الرئيس محترم الحالي أدعو إخوتكم للحضور يوم الجمعة القادم 11 الجاري الساعة 2 عربي بعد الغروب إلى محفل هذا اللوج لأجل استلامكم القادوم بعد إتمام ما يجب من التكريز الاعتيادي، ثم سيصير يوم الخميس 10 الجاري الساعة 6 أفرنجي مساء -تكريز رئيس محترم لوج كونكورديه، فالرجاء حضوركم في اليوم المذكور للاشتراك في الأشغال، وفي الحالتين ملابسكم تكون سوداء، ورباطة الرقبة والكفوف بيضاء، واقبلوا منا العناق الأخوي.
كاتب سر
نقولا سكروج.
.و سواءٌ ترأس الافغاني المحفل الاسكتلندي البريطاني أو المحفل الفرنسي، فكلا المحفلين كانا يخدمان المخطط الانجليزي الفرنسي لتسليم مصر الى بريطانيا مقابل اعطاء المغرب لفرنسا.
ـ و استقال الافغاني من المحفل وأنشأ محفلا آخر تابع للشرق الفرنسي الذي سرعان مابلغ أعضاؤه أكثر من 300 عضواً من نخبة المفكرين والناهضين المصريين ولما كان هذا المحفل مطلق الحرية، فقد دعاه محفل "كوكب الشرق".
ب ـ الافغاني والجمعيات السرية:وكذلك أنشأ الافغاني الجمعيات السرية، ومن هذه الجمعيات السرية:
أَ ـ الحزب الوطني الحر، والذي لم يمضِ على تأسيسه عام واحد حتى:
ـ أصبح أعضاؤه 20180 عضوًا؟؟
ـ و أصبح له رصيد ضخم من المصارف؟؟؟
بَ- جمعية مصر الفتاة وأنشأ جمعية "مصر الفتاة"، وكان معظم أعضائها من شبان اليهود.
ـ و قد تبع تلاميذ الشيخ جمال الدين الافغاني شيخهم في الانضمام إلى الماسونية و الجمعيات السرية، و منهم كثير من الأدباء و المفكرين، و الزعماء السياسيين، ومن أهمهم:
ـ* تلميذه محمد عبده، و الذي ورث الماسونية الفكرية المتلبسة بلباس الدين.
ـ * سعد زغلول، و الذي ورث الماسونية السياسية، و الذي اختاره اللورد كرومر وزيراً للمعارف عام 1907م ثم انتخب وكيلاً للجمعية التشريعية المصرية.
و بعد الحرب العالمية الأولى كون سعد وفداً لمفاوضة الإنجليز حول استقلال مصر عن الأمبراطورية البريطانية فأطلق شرارة ثورة 1919م.
ثم كون حزب الوفد المصري وفاز في الانتخابات البرلمانية عام 1924م وكون الوزارة واصبح أيضاً رئيس البرلمان المصري ثم استقال من منصب رئيس الوزراء ثم انتخب رئيساً للنواب عام 1925م و توفي عام 1927.
و يعتبر سعد زغلول من أهم دعاة العلمانية، وله الدور العملي الاساسي بحركة السفور بمصر مع صديقه قاسم أمين تلميذ الشيخ محمد عبده و صاحب كتاب "المرأة الجديدة " في الدعوة الى تحرير المرأة والسفور.
و قد ألف الشيخ محمد عبده أكثر فصول الكتاب، و دافع عنه، و سار بذلك على خطى شيخه الأفغاني الذي صرح بأنه لا يرى تحريم السفور إذا لم يكن مطيةً للفجور يقول محمد عمارة: " والرأي الذي أؤمن به والذي نبع من الدراسة لهذه القضية هو أن هذا الكتاب إنما جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ... وإن في هذا الكتاب - يعني كتاب تحرير المرأة - عدة فصول قد كتبها الأستاذ الإمام وحده، وعدة فصول كتبها قاسم أمين، ثم صاغ الأستاذ الإمام الكتاب صياغته النهائية، بحيث جاء أسلوبه على نمط واحد هو أقرب إلى أسلوب محمد عبده منه إلى قاسم أمين ": " الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده " (1/ 247 - 248).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و قد اتخذ الافغاني الأعوان والمساعدين من اليهود والنصارى، فقد جعل من معاونيه يعقوب صروف النصراني صاحب الأموال، و يعقوب صنوع أبو نظارة اليهودي، والذي رثاه الافغاني في «العروة الوثقى»، وسليم عنجوري النصراني الذي تسلم صحيفة «مرآة الشرق».
ـ و كانت سياسة حكومة اسماعيل باشا التي أفضت إلى تدخل الدول في شؤون مصر وامتهانها كرامة البلاد واستقلالها قد ولَّدت الكراهية المطلقة لدى الشعب المصري لنظام حكم اسماعيل باشا.
عند ذلك أنشأ الافغاني الكثير من الأدوات الماسونية كالأحزاب السياسية و الحركات الوطنية المشبوهة، و المجلات و الجرائد الساخنة التي سخرها لمحاربة البلاط الملكي.
وما أنشأه غير الماسون تمت فيما بعد سرقته ماسونيا من قبل جمال الدين الافغاني وتلامذته.
في هذه الأثناء زاد خطر الأفغاني لكونه كان على قائمة الهرم الماسوني، والذي ترتبط
به كثير من الحركات الوطنية، فأسس الصحف المختلفة و شارك في الكتابة فيها، كما بدأ في بث اطروحات سياسية كالحياة النيابية، و البرلمان، والمشاركة الشعبية، و المجالس الوطنية ممَّا أسهم في تسخين الشارع المصري.
ـ ولم يتجه جمال الدين الى المشاركة السياسية العلنية ضد الانجليز و القصر الملكي إلا حوالي سنة 1876 بعد تطبيق سياسات التدخل الانجليزية.
ثم بدأت خطورة جمال الدين تكبر شيئاً فشيئاً، و غي سنة 1878 كانت له
الكلمة الفصل في الحياة السياسية عبر أدواته الاعلامية و السياسية من خلال
تلاميذه الماسون الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة.
و هناك من انخدع به كأحمد عرابي باشا، مِمَّا جرَّ ـ على ارض الكنانة ـ الكثير من الويلات، و أنواع المضائق والأزمات.
بل وصل بالأفغاني الأمر أن فكر في اغتيال الخديوي إسماعيل أثناء مروره على كوبري قصر النيل، فقد كان جمال الدين متفقًا على برنامج الحكم مع ابنه توفيق الذي كان الأفغاني قد نجح في ضمه إلى محفله الماسوني.
الوضع السياسي خلال عهد اسماعيل باشا:
الخديوي إسماعيل هو ابن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المولود عام 1830 م، خامس حكام مصر من أسرة محمد علي باشا، و اسماعيل هو الذي أغرق مصر بالديون و ان كانت تلك الديون قد ابتدأت في عهد سلفه محمد سعيد بن محمد علي ـ من1854 إلى 1864ـ. الذي منح امتياز شق قناة السويس لصديقه المهندس الفرنسي " دي ليسابس " بشروط مجحفة جرَّت على بلاد مصر الويلات فيما بعد.
ولد اسماعيل في القاهرة عام 1830،. و أتم دراسته في باريس، و عاد الي مصر حيث أصبح وريثا شرعيا للعرش.
وفي 18 يناير 1863 أصبح إسماعيل والي مصر بعد وفاة عمه سعيد باشا، و كان الأمير " حليم " شقيق اسماعيل باشا هو الوريث الشرعي " لإسماعيل باشا " بناءا على بروتوكول الوراثة القديمة , إلاَّ أنَّ إسماعيل نجح في أن يجعل الوراثة لابنه توفيق أكبر أبنائه , بعد أن أنفق هدايا ورشاوي للباب العالي للحصول على فرمان 1866 لتحويل الولاية الى أكبر أبنائه.
ثم فرمان 1867 للحصول على لقب الخديوي.
و خلعته إنجلترا عن العرش في 1879نتيجة لتبذيره الذي جر على البلاد التدخل الاجنبي، بعد أن ضغطت على السلطان العثماني لاستصدار أمر بعزله و تولية ابنه توفيق.
و بعد عزله سافر على الفور إلى ناپولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الآستانة.
حيث توفي في 2 مارس 1895.
النشاط الماسوني في عهد إسماعيل:
كان إسماعيل باشا ماسونيا صرفاً كجدَّه محمد علي، وكان متأثرا جدا بالحياة في أوروبا , و ذلك جرَّاء اقامته للدراسة في فرنسا، فكان يحلم بأن يجعل فرتسا قطعة من الغرب، و لذلك فقد لجأ اسماعيل باشا إلى استمالة حكام اوروبا له , فكان يهدي كل واحد منهم يزور مصر مسلة فرعونية وهي التي تظهر في ميادين العواصم الأوروبية الآن.
وحين تولى حكم مصر ألقى مقاليد البلاد لليهود والماسونيين الذين كانوا يسيطرون على نظام الحكم في مصر ويتحكمون في شئون البلاد اقتصاديا وسياسيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وزاد النشاط الماسوني في مصر في عهد اسماعيل باشا جدَّا , واحتل الماسونيون في عهده أعلى المناصب في البلاد , فكان رئيس الوزراء والوزراء والمديرون وكبار الشخصيات في مصر من الماسونيين الذين كانوا قد عادوا من فرنسا , و منح اسماعيل الماسونيين ألقاب " باشا " و " بك " و " أفندي " دون غيرهم من المواطنين.
والتف اليهود حول " إسماعيل باشا " وأحسوا بأنه فريسة سهلة يمكن توريطها والزج بها في المستنقع الذي ترسمه له الصهيونية العالمية .. واستغل اليهود حماس " إسماعيل باشا " في أنه يريد أن تكون القاهرة مثل باريس التي عاش فيها.
ـ ثم فتح " إسماعيل باشا " الوظائف الحكومية العامة على مصراعيها لليهود , ولاسيما في أقسام وأقلام الحسابات والترجمة , وبدأ اليهود في تحقيق آمالهم في السيطرة على مصادر المال والذهب في مصر.
وكان من أوائل اليهود الذين عملوا في هذه الوظائف " فيكتور هراري " و " إفرايم عاداة " اللذان تدرجا حتى صار الأول مديرا عاما للخزانة المصرية , وصار الآخر مراقبا بوزارة المالية , و عين " يعقوب منشه " " صراف باشي " للخديوي إسماعيل وهو الذي أسس مع " يعقوب قطاوي " بيتا للصرافة والتجارة ولاقى نجاحا وشهرة حتى أنهما فتحا أفرعا في انجلترا فيما بعد.
ـ وتمكن اليهود و الماسون من إصدار أول صحيفة يهودية سنة 1877 , وامتلكها اليهودي المعروف " يعقوب صنوع " أحد كبار مريدي الافغاني والذي أطلق إسم " أبو نظارة " على صحيفته " وتبعه زميله اليهودي " موسي كاستلي " عام 1879 فأصدر صحيفة " الكوكب المصري ".
واستغل اليهود الموقف فأصدروا الصحف والمجلات التي تخدم أهدافهم الرئيسية التي تساعدهم على إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين , ولما كان " محمد علي " قد عين من قبل يهوديا ضمن أفراد حاشيته , فإن ابنه " عباس الأول " قرب إليه " يعقوب قطاوي " وعينه في وظيفة صراف عام.
وكذلك فعل " إسماعيل " الذي فتح الباب على مصراعيه لأعداد كبيرة من اليهود واستعان بهم في مفاوضات الحصول على القروض الأجنبية من البيوت المالية اليهودية الكبرى في أوروبا مثل بيت " أوبنهايم " وبيت " روتشيلد ".
حليم باشا و الماسونية:ـ
عَهِدَ اسماعيل باشا برعاية الماسونية الى أخيه الأمير حليم (عبدالحليم) شقيق إسماعيل باشا الوريث الشرعي لعرش مصر حسب نظام الوراثة المعمول به منذ عهد محمد على باشا، وذلك لإلهائه عن المطالبة بالعرش.
و هنالك ركز الماسونيون اهتمامهم بالأمير حليم نظرا لحماسه الشديد للنشاط الماسوني في مصر .. و كان قد أتم تعليمه أيضا في فرنسا , في كلية " سان سيتر " العسكرية مع إسماعيل باشا وعاد إلى مصر عام 1845 وهو يعتصر ماسونية , واختاره الماسونيون " استاذا كبيرا " لهم في محفل " الشرق الأكبر الماسوني المصري " عام 1867 , وتحول قصره في شبرا إلي محفل ماسوني، بل حضر ولي عهد بريطانيا حفل تنصيبه في ذلك القصر.
وكان معظم أعوان الأمير " حليم " من الماسونيين الإيطاليين والفرنسييين واليهود , ومن بين اليهود الخطيرين والذين لعبوا دورا هاما في نشر الماسونية في مصر تلميذ الأمير " حليم " المدعو " يعقوب صنوع " و " حسن موسى العقاد " أحد كبار تجار القاهرة ..
__________________
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:16]ـ
الشيخ المبارك / محمد المبارك! جزاك الله خيرًا.
ولكن؛ هل البحث الذي ستكتبه الآن هو هو الذي على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6222
أم غيره؟
نرجوا الإفادة، ورزقكم الله الحسنى وزيادة.
الشيخ الكريم / محمد.
لئلا يتكرر الموضوع، وتتعب نفسك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:21]ـ
(الحلقة الرابعة)
أوربا تصطاد اسماعيل:
كانت انجلترا وفرنسا قد وضعتا خطة عام 1852 لخنق مصر اقتصادياً، ليكون هناك سبب لإرسال الحملة البريطانية لتحتل مصر فيما بعد في مقابل احتلال فرنسا للجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبدأت أوروبا تتخذ من اليهود وسيلة لإيقاع " إسماعيل " في فخ الديون , و لكون اسماعيل باشا كان قد بلغ درجة عالية من الماسونية حتى قيل انه " راعي الماسونية " في مصر , فقد أصدر أمرا بتشكيل وزارة يرأسها الماسوني " نوبار باشا " وهو الذي شارك في إغراق اسماعيل باشا في ديون ضخمة جدا, و نوبار هذا أسهم ـ بشكل كبير ـ في إنشاء المحافل الماسونية في مصر , و كذلك كان هو من أشرف على حفر قناة السويس.
وفرض البيت المصرفي الإنجليزي أول قرض على مصر بمبلغ 3 مليون جنيها استرلينيا بفوائد كبيرة , وسلم " إسماعيل باشا " الأمر لليهود المختصين في وزارة ماليته طوال 12 سنة , ونجحوا مع المصارف البريطانية من فرض 7 قروض أخرى على مصر.
وفي عام 1875 بلغت ديون مصر حوالي 100 مليون جنيه استرليني , مما أدى إلى خلق حالة من إفلاس للحكومة المصرية , وكان ذلك بسبب إنشاء دار للأوبرا تشبه ما هو موجود في باريس وروما , وإنشاء 20 قصرا من أعظم قصور العالم منها قصر عابدين وقصر القبة , ورأس التين والمنتزه وغيرها .. ليتوارثها أولاده وأحفاده من بعده
بالإضافة إلى المصاريف الضخمة التي صرفت على الحفلة الشبه خرافية التي أقامها لافتتاح قناة السويس عام 1869 ...
الخطة المشتركة "البريطانية الفرنسية" لاحتلال مصر:
اتفق اليهودي العالمي ديزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت مع فرنسا أن تعمل على تسليم مصر للاحتلال البريطاني مقابل أن تترك انجلترا دول المغرب للاستعمار الفرنسي.
واستغل " دزرائيلي " سيطرة اليهود على شئون الخديوي إسماعيل وتغلغلهم في داخل الشئون المالية والاقتصادية في البلاد , وعن طريقهم أقنع الخديوي إسماعيل بضرورة بيع حصته في أسهم قناة السويس مقابل 4 ملايين جنيها استرلينيا ..
" دزرائيلي " هذا هو يهودي متعصب تظاهر باعتناق الدين المسيحي من أجل أن يتولى رئاسة الوزراء حسب الدستور البريطاني.
واتصل " دزرائيلي " سرا ً بـ " آل روتشيلد " في فرنسا وحصل منهم على قرض ليستغله في إغراق الخديوي إسماعيل في ديونه التي زادت عن حدها , وكانت الخطة قد وضعتها انجلترا بالاتفاق مع فرنسا على أساس إغراق مصر في ديون تعجز عن سدادها ويكون ذلك سببا لتقدم القوات البريطانية لاحتلال مصر , وقد ساهم يهودي فرنسي يدعي " ناتانيل " من أقارب " روتشيلد " في إرباك الاقتصاد والشئون المالية في مصر " مما جعله يستحق أن ينال لقب " بارون " على ذلك العمل المجيد ".
و اسرفت حكومة إسماعيل بسياساتها الحمقاء في القروض غير المبررة، مما فتح الباب على مصراعيه لانجلترا للتدخل في شؤون البلاد، وبدأت عواقب هذا الإسراف تظهر للعيان رغم ما بذلته الحكومة لإخفائها بمختلف الوسائل.
بداية التدخل الانجليزي
يمكننا أن نحدد أواخر سنة 1875، وأوائل سنة 1876 كبدايةٍ للتدخل الأوربي، إذ حدث من مظاهره وقتئذ:
ـ شراء إنجلترا أسهم مصر في القناة بأربعة ملايين جنيه، فقد استغل اليهودي العالمي " دزرائيلي " ـ رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت ـ سيطرة اليهود على شئون الخديوي إسماعيل وتغلغلهم في داخل الشئون المالية والاقتصادية في البلاد , وعن طريقهم أقنع الخديوي إسماعيل بضرورة بيع حصته في أسهم قناة السويس مقابل 4 ملايين جنيها استرلينيا ..
ـ ثم كان قدوم بعثة المستر " كيف " الإنجليزية لفحص مالية مصر.
ـ ثم توقف حكومة اسماعيل عن اداء أقساط ديونها، وما اعقب ذلك من إنشاء صندوق الدين في مايو سنة 1876 0
هذا التدخل كان من الأسباب الجوهرية التي حفزت النفوس إلي التبرم بنظام الحكم، والتخلص من مساوئه، لأن سياسة الحكومة هي التي أفضت إلي تدخل الدول في شؤون مصر وامتهانها كرامة البلاد واستقلالها.
الفرصة الافغانية:
و هنا كانت الفرصة الذهبية للافغاني لمهاجمة القصر الملكي، والدعوة الى الثورة على القصر وحلفائه الانجليز، و من ثم التمهيد للثورة العرابية التي أدت بالبلاد للوقوع في يد المحتل الاجنبي
و ابتدأ الافغاني هذا الاسلوب منذ عام 1876م، بينما استخدم الافغاني من أجل ذلك تلاميذه من نواب مجلس الشورى، وعلى رأسهم عبد السلام بك المويلحي (باشا)، الذي يعد من كبار تلامذته.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما استخدم الافغاني لذلك الصحف السياسية التي كان يشرف عليها تلامذته مثل سليم نقاش واديب اسحاق النصرانيين و عبدالله النديم صاحب جريدة "التبكيت و التنكيت"، بل حتى الصحف الهزلية مثل يعقوب صنوع اليهودي،و الذي اشتهر باسمه الهزلي "ابو نظارة ".
يقول سليم بك العنجوري أحد أدباء سورية و تلميذا الافغاني حين زار مصر ووصف مكانة السيد بقوله: " في خلال سنة 1878 زاد مركزه خطراً وسما مقامه، لأنه تدخل في السياسات وتولى رئاسة جمعية (الماسون) العربية وصار له أصدقاء وأولياء من أصحاب المناصب العالية، مثل محمود سامي البارودي الذي نفي اخيراً مع عرابي إلي جزيرة سيلان، وعبد السلام بك المويلحي النائب المصري في دار الندوة، وأخيه إبراهيم (المويلحي) كاتب الضابطة، وكثر سواد الذين يخدمون افكاره، ويعلون بين الناس مناره، من أرباب الأقلام، مثل الشيخ محمد عبده، وإبراهيم اللقاني، وعلى بك مظهر، والشاعر الزرقاني، وأبي الوفاء القوني في مصر، وسليم النقاش، وأديب اسحق، وعبد الله النديم في الإسكندرية".
الافغاني و توفيق باشا (1879 - 1892م):
ـ عمل جمال الدين الأفغاني من خلال علاقاته الماسونية باستمالة ولي العهد توفيق، إذ كان توفيق ماسونياً من النخبة، إذ ترأس ـ فيما بعد ـ المحفل الماسوني، و قام الإنجليزـ بدورهم ـ بالاتصال بالسلطان العثماني الذي أصدر فرمانا بعزل اسماعيل باشا في يونيو 1879 وتولية ابنه " توفيق " حكم مصر.
ـ فلما وُلِّي توفيق باشا ـ بعد ذلك ـ ظهرت المحافل الماسونية الفرنسية والانجليزية والمصرية في جميع أنحاء مصر وانتقل النشاط الماسوني إلى القاهرة، بعد أن كانت المحافل الماسونية منحصرةً في الاسكندرية، و التي كانت مركز الماسونية في مصر حتى عام 1879.
ـ و حين تولى الخديوي توفيق ـ تلميذ الافغاني ـ الحكم أحس بخطورة الأفغاني وما يبثه من أفكارـ أو هكذا قيل ـ، فأصدر أمره بنفيه من البلاد، " أو هكذا كانت الحبكة الحوارية " لطريقة إخراج الافغاني من مصر، ليستمر في نشاطاته الماسونية، من نسج للمؤامرات واسقاطٍ للأنظمة، خارج الديار المصرية.
لقد تولى "توفيق باشا" بناءً على وساطة بريطانية، في عهد التدخل البريطاني، فهو بذلك تحت طائلة الانجليز.
و لنا أن نتساءل لماذا يقوم الانجليز باخراج رجلهم الاول و لاعبهم المفضل في المنطقة؟؟؟
إلا إذا كان ذلك خوفاً عليه من غوائل و نتائج الحركة العرابية، في حين قد لاحت لهم في الأفق مهمات أُخَر.
و من زاوية أخرى: كانت المهمة الأصعب من الناحية التخطيطية و التجهيزية للمؤامرة قد انتهت، و لم تبقَ إلاَّ النواحي التنفيذية و العسكرية و كان الجيش الانجليزي في الميدان، وسفنه تمخر قناةالسويس جيئةً و ذهاباً.
لِيُقبََِض ـ حينذاك ـ على الأفغاني في ليلة الأحد سادس رمضان سنة 1296 - 24 أغسطس سنة 1879، وهو ذاهب إلي بيته هو وخادمه الأمين (أبو تراب)، ليُحمَلَ في الصباح في عربة مقفلة إلي محطة السكة الحديدية، ومنها نقل تحت المراقبة الشديدة إلي السويس، وانزل منها إلي باخرة اقلته إلى الهند، وسارت به إلي بومباي، و إثر ذلك قامت الحكومة بنشر بلاغ رسمي من إدارة المطبوعات بتاريخ 8 رمضان سنة 1296 (26 أغسطس سنة 1879 م) ذكرت فيه نفي السيد بعد أن نسبت إليه السعي في الأرض بالفساد، و أنه " رئيس جمعية سرية من الشبان ذوي الطيش مجتمعة على فساد الدين والدنيا "، وحذرت الناس من الاتصال بهذه الجمعية.
و بذلك تم نفيه خارج مصر؛ و لكن بعد أن تمكن تلامذته من البلاد من جميع الأصعدة، وعلى كافة المستويات، بل كان بعض تلامذته أعضاء في مجلس الوزراء، مثل تلميذه محمود سامي البارودي ناظرالأوقاف حينذاك و رئيس الحكومة فيما بعد.
آلية الخطة المشتركة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت الخطة الانجليزية الفرنسية الافغانية تقضي بافتعال ثورة وطنية فاشلة ضد حكم اسماعيل الفاسد، ليتم بعد ذلك احتلال بريطانيا لمصر بحجة حماية مصالحها و مواطنيها،وهو ماكان بالضبط من خلال ثورة عرابي الذي أوقعته السياسة الاوربية في حبائلها عن طريق وكيلها المعتمد الدائم السيد جمال الدين الافغاني، و الذي غادر الى الهند، و ترك مخطط "بيع مصر" في أيدٍ "غير أمينة " ليشرف على تنفيذه كل من الانجليز، و تلميذه الخديوي توفيق، و باقي تلامذته من الماسون "الوطنين" و على رأسهم الماسوني العريق الشيخ محمد عبده الذي كان يشرف على تلميذه "المخدوع" أحمد عرابي.
الثورة العرابية:
- كانت القشة التي قصمت ظهر البعير و الشرارة و التي استوجبت الثورة العرابية هي مظالم عثمان رفقي ناظر الجهادية (وزير الحربية) في عهد توفيق ضد الجنود والضباط المصريين مما دفع بالضباط المصريين بقيادة عرابي للمطالبة برفع الظلم عنهم و إقالة رفقي، فأرسلوا رسالة إلى رياض باشا ناظر النظار (رئيس الوزراء) يطالبونه فيها بعزل عثمان رفقي (وزير الحربية) التركى المتغطرس ويطالبونه فيها بمساواة المصريين بأقرانهم من الأتراك ووقع على الرسالة الزعيم احمد عرابى وعبد العال حلمى وعلى فهمى فتمَّ لهم ذلك بعد مصاولات.
ـ وفي يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881 م حاصر احمد عرابى مع ضباطه وجنوده قصر عابدين ليطالب الخديوى توفيق بحقوق الأمة المصرية ومساواة المصريين بالأجانب وهو ما جعل الخديوى يرد عليه بقوله:
"كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي واجدادى وما انتم إلا عبيد احساننا " في مسرحية ماسونية مكشوفة.
ـ يقول الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله في رسالته القيِّمة: "كيف احتل الانجليز مصر "
(كان الإنجليز و الفرنسيون يرقبون الأحداث بغبطة وسرور! وكانوا يوعزون من خلف الستار إلى عرابي أن: امض في طريق "الإصلاح"، ولا تخش أحدًا! ومن ذلك ما ذكر محمد عبده في مذكراته عن الثورة العرابية –وهو أحد أقطابها- من أن قنصل فرنسا (أرسل إلى أحمد عرابي وإخوانه يقول لهم: إنه يسره ما يراه من صلابتهم وعزيمتهم، واشتدادهم في المطالبة بالعدل، فعليهم أن يثبتوا في مطالبهم ولا يُضعفهم ما يُهَددون به)! (الأعمال الكاملة لمحمد عبده، 1/ 528، 531).
و (أرسل إلى عرابي كتابًا يمدحه فيه على ثباته، ويشجعه على عدم المبالاة بالحكومة). (مصر المجاهدة في العصر الحديث، عبد الرحمن الرافعي، ص 34).
أما إنجلترا فكانت تفعل الأمر نفسه بل أشد، من خلال جاسوسها المدعو: " بلنت" الذي كان يجوس بلاد مصر يؤلب الناس على الحكم، ويراسل عرابي ويستحثه على مواصلة الضغط على الحكومة لعلها تستجيب لمطالب "الإصلاح"!، وهدفه الحقيقي فصل مصر عن الدولة العثمانية تمهيدًا لاحتلالها.
يقول الدكتور محمد محمد حسين –رحمه الله- عن "بلنت" هذا: (كان لا يفتر عن التنقل بين مضارب الأعراب في مصر .. يدعو المصريين إلى الثورة، ويتكلم بعد وقوعها باسم عرابي، ويقدم له صورًا مضللة عن صفته الرسمية، وقدرته السياسية، وقوة الجيوش الإنجليزية .. ). (الإسلام والحضارة الغربية، ص 66).
ويقول الأستاذ مصطفى غزال عنه: (كان من أشد الناس تفانياً في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل كان أحيانًا يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب عرابي، ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعًا من الدهاء والحنكة الإنجليزية). (دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام، ص 123).
أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية طالباً من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه! مع ضغطه هو والإنجليز على السلطان العثماني لإصدار منشور في عصيان عرابي؛ لكي ينفض الناس عنه.
- افتعل الإنجليز مذبحة للنصارى في الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها عام (1882م) بدعوى حماية رعاياهم!
قبل أن تتم المصالحة بين عرابي والدولة العثمانية.
- تعاون المنافقون الخونة من أبناء مصر مع الإنجليز، ومكنوا لهم من احتلال البلاد بعرض من الدنيا قليل!
- لم يستجب عرابي للناصحين الذين حثوه على سد قناة السويس لكي لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية؛ منخدعاً –كما سيأتي- بتطمينات المهندس الفرنسي صاحب امتياز القناة.
- قضي على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال الإنجليزي، الذي استمر أكثر من 70 عاماً!! (1882 – 1956م). رغم ادعاءاتهم وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد!! انتهى عن رسالة "كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي.
ـ و كان من المفاجآت خلال حصار القاهرة وقوف البكباشي محمد عبيد صامدا برجاله الثلاثة آلاف مقاتل من المصريين ببنادقهم العتيقة فى وجه جيش الإمبراطورية الإنجليزية التى لا تغرب عنها الشمس بكل أسلحته ومدافعه ليستشهدوا جميعاً في ساحة المعركة.
- يقول الشيخ الخراشي حفظه الله:
(بعد أن تمكن الإنجليز من البلاد المصرية عاثوا فيها فساداً في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستعينين في ذلك كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس)؛ وعلى رأسهم الشيخ محمد عبده الذي كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب الاحتلال.
- استمر الخديوي توفيق في الحكم، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق ابن فؤاد (1936 - 1952م). وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنما كانوا واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز) انتهى عن رسالة "كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:31]ـ
(الحلقة الخامسة)
في الهند ـ مرةً أخرى ـ:
ارتحل الافغاني الى الهند "مركز الاستعمار الانكليزي في الشرق" و سكن "حيدر آباد" الدكن، حيث استضافته الحكومة البريطانية في الهند الى حين انتهاء أمر الثورة العرابية.
، و بما أن الأفغاني كان حيثما يحل يؤسس الجمعيات السرية وينشرها، فقد أنشأ أثناء إقامته في الهند جمعية "العروة الوثقى" الماسونية السرية التي امتد نشاطها إلى الشام ومصر والسودان وتونس ومن خلال هذه الجمعيات السرية بث الأفغاني روح الثورة على المجتمعات الإسلامية بدعوى إصلاحها من الفساد.
وأخبار تلك الجمعية السرية موجودة عند أخلص تلاميذ الأفغاني وهو الشيخ محمد عبده الذي نشر له الباحث الجاد المرحوم علي شلش في سلسلة الأعمال المجهولة نصاً يقول فيه الشيخ محمد عبده ـ معترفاً ـ بجمعية (حيدر أباد) في رسالة له إلى استاذه جمال الدين الأفغاني، تحمل تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 1884 ميلادية، كتبها من تونس:
«استطعت أن ألتقي هنا العلماء ورجال الدين، وقد عرَّفتهم بنا، وقلت لهم: إن العروة ليست اسم الصحيفة، وإنما اسم جمعية أسسها السيد في حيدر أباد ولها فروع في كثير من الأقطار لا يدري أحدها عن الآخر شيئاً، ولا يعرف هذه الفروع إلا الرئيس وحده، كما قلت لهم إننا نرغب اليوم بتأسيس فرع جديد في هذا البلد». "سلسلة الأعمال المجهولة" علي شلش.
و في الهند كتب الافغاني رسالته في "الرد على الدهريين" مع أنه كما يذكر أساطين اهل العلم في عصره كان من كبار الذاهبين الى الدهرية و الالحاد.
في لندن (المرة الأولى):
ـ بعد أن ثبت اخفاق الثورة العرابية، واحتلال الإنجليز مصر،و نظراً لنجاح الافغاني في التمهيد للاحتلال الانكليزي لمصر فقد رأت الحكومة البريطانية استدعاء الافغاني لوضع خطة كبرى للقضاء على الخلافة العثمانية، فغادر الافغاني الهند الى لندن، حيث أقام بها أياماً معدودات، كما قامت بريطانيا أيضاً باستدعاء مهندس الثورة العرابية في مصر الجاسوس الشهير المستر بلنت، و الذي كان مقيماً في مصر و مشرفاً على تنظيم الثورة العرابية بالتنسيق مع محمد عبده تلميذ الافغاني.
و في لندن عقد الافغاني سلسلة اجتماعات مع الجاسوس الانكليزي الشهير بلنت في وزارة الخارجية الانكليزية و تمخضت تلك الاجتماعات عن خطة مرسومة بكل دقة للقضاء على الخلافة العثمانية عن طريق استثارة الشعوب رالعربية بإذكاء النعرة القومية لديهم ضد "الحكم التركي"، إلاَّ أن المخابرات العثمانية استطاعت الحصول على اخبار تلك الخطة، فقد ذكر السلطان عبدالحميد في مذكراته ما نصُّه:
(وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنكليزية مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الاتراك. واقترحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين).انظر: مذكرات السلطان عبدالحميد، ص 148.
في باريس:
ثم انتقل الافغاني إلي باريس، فأقام بها ثلاثة اعوام منذ عام 1883 - الى 1885م، وكان الافغاني ـ قبل مغادرته مصر ـ قد أوكل مهمة الاشراف على الثورة العرابية إلى تلميذه الأكبر الشيخ محمد عبده، و الذي أتمها على حسب المخطط، و من ثمَّ ـ و عقب إخماد الثورة ـ "نفاه" الاستعمار الانكليزي الى بيروت، ليستدعيَه الافغاني الى باريس، فوافاه الشيخ محمد عبده هنالك.
وهناك واصلا عملهما السري من خلال جمعيتهما (العروة الوثقى) التي أنشأها الافغاني في الهند قبل ذلك، و من ثَمَّ أصدر جريدة (العروة الوثقى) عام 1300هـ 1884م، و التي شاركهما في الاشراف عليها تلميذه الميرزا محمد الباقر، و الذي كان من من كبار الماسون، وقد سميت الجريدة باسم الجمعية التي أنشأتها، و التي تقوم بإصدارها.
في روسيا القيصرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ثم أقام أربع سنوات في روسيا القيصرية منذ 1886 الى 1889م و ما تزال أخبار إقامته فيها غامضة، و لا ريب أن روسيا القيصرية آنذاك كانت تستعد للوثوب على التركة العثمانية، و تحتاج لرجل في مثل قدرات و معرفة جمال الدين بالأوضاع السياسية في العالم الاسلامي، لا سيما إذا علمنا أن الافغاني كان يصرح ـ من خلال جريدته العروة الوثقى، و غيرها ـ بأن للروس مصالح حيوية وإستراتيجية في الهند، تدفعهم لاحتلالها. وأنه ليس لديه أي اعتراض على هذا الاحتلال إذا حدث، بل ينصح الروس باتباع أسلم السبل وأسهلها لتنفيذه، وذلك بأن يستعينوا بدولة فارس، وبلاد الأفغان، لفتح أبواب الهند، شريطة أن تسهمهما في الغنيمة وتشركهما في المنفعة.
ـ ثم كان جمال الدين بعد خروجه من روسيا عام 1889و إلى عام 1892 يتنقل بين المدن التالية: ميونخ وطهران والبصره ولندن.
في إيران:
ـ في ميونيخ جرى لقاء بين الشاه ناصر الدين شاه إيران و جمال الدين، حيث عرض الأول على الثاني منصب رئيس الوزراء، فوافق جمال الدين وغادر أوروبا قاصداً طهران سنة 1307هـ (1885 ـ1886 م)، و استلم مهامه، لكن سرعان ما احتدم الصراع بينه و بين الشاه، فاستأذن بالسفر وخرج.
الا أن الشاه طلبه مرة أخرى فعاد عام 1889م، و لكن في هذه المرة تأكدت مخاوف الشاه تجاه الافغاني، حيث اتضح للشاه أن الافغاني كان يعمل لمصلحة الانجليز الذين كانت لهم اطماع في ذلك الوقت في ايران، ولعلَّه ـ حينذاك ـ تبينت له نحلة الافغاني ـ كما سيأتي ـ، مما اضطر جمال الدين إلى الالتجاء إلى (مقام عبد العظيم) - و هو من أحفاد الأئمة، ـ و مقامه حرم لدى الرافضة: يرون أنَّ من دخله كان آمناً!!! – فمكث هنالك سبعة أشهر .. ثم بعدها اقتحمت السلطات هذا المقام و تم القبض على جمال الدين و أخرج من إيران إلى العراق سنة 1309هـ 1891م.
في لندن (المرة الثانية):
مكث جمال الدين بالبصرة ريثما عادت إليه صحته، ثم شخص إلى لندن، فتلقاه الإنجليز بالإكرام، فأنشأ مجلة للتأليب على ناصر شاه سماها (ضياء الخافقين)، وحمل على الشاه وسياسته، ودعا الأمة الفارسية إلى خلعه، بل و خطط لاغتياله، حتى استطاع أن يقنع رجلاً إيرانيًا مطرودًا مثله من إيران هو "ميرزا رضا الكوماني"، و الذي تقبل فكرة اغتيال ناصر الدين وبالفعل اغتال ميرزا "ناصر الدين" سنة 1314 هـ 1896 م، في الضريح المقدس عند الشيعة، في نفس المكان الذي طرد ناصر الدين منه الأفغاني،و كان يصيح وهو يطلق النار عليه (خذها من يد جمال الدين) .. ، ليتولى بعده ابنه مظفر الدين شاه (1313هجرية قمرية – 1896 ميلادية).
في تركيا مرةً أخرى:
في المرة الثانية التي دخل فيها جمال الدين تركيا دخل بمشروع سياسي أجاب به دعوة السلطان عبدالحميد الى الجامعة الاسلامية، وقدَّمَ ـ بصفته سنِّياًّ ـ مشروعات ترمي الى توحيد أهل السنة مع الشيعة. انظر: السلطان عبدالحميد الثاني، ص181.
لاعباً حينذاك بورقة طرده من مصر على يد الاحتلال الانجليزي التي تُظهِر ـ فيما قدَّر ـ صحة "ولائه للدولة العثمانية"، والتي يعلم أنها محل نظر لدى الدولة العليَّة.
إلاَّ أن السلطان عبدالحميد الثاني لم يكنْ ممن ينخدع بتلك السهولة، فلم يكن الأفغاني آنذاك محل ثقة السلطان عبدالحميد، لعدة أسباب:
1ـ فقد كان السلطان يعلم بتشيع الافغاني، يقول ميرزا لطف الله خان ابن اخت جمال الدين:
(وكان كشف حقيقة جمال الدين أمام السلطان عبد الحميد ضربة قاضية وجَّهها مظفر الدين شاه إلى جمال الدين بوثيقة سلمها علاء الملك سفير إيران في تركيا إلى الحكومة التركية تثبت بالأدلة القاطعة أن جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني، ويتّخذ المذهب السني ستاراً يحتمي به) «جمال الدين الأسد آبادي» (ص 34).
2. أن الأفغاني الذي يطرح قضية "وحدة المسلمين " كان من اكبر المؤيدين في نفس الوقت للثوار ضد السلطان عبدالحميد، من القوميين الأتراك والعثمانيين عامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أن الأفغاني لم يكن صادقاً في عرضه لوحدة الشعوب الإسلامية في مواجهة الدول الأوروبية الرامية الى تقسيم الدولة العثمانية العاملة على انهيارها، فالسلطان يعلم عنه أنه في نفس الوقت لم يكن يتعرض للاستعمار الفرنسي من قريب أو بعيد، ولو بكلمة تنديد. في وقت كان فيه السلطان عبدالحميد يحتاج الى مقاومة الفرنسيين في شمال أفريقيا. انظر: السلطان عبدالحميد الثاني، ص 182.
4ـ حصول المخابرات العثمانية، على خطة أعدت في وزارة الخارجية الانكليزية، واشترك فيها جمال الدين الأفغاني وبلنت الانكليزي وتقضي هذه الخطة بإقصاء الخلافة عن السلطان عبدالحميد وعن العثمانيين عموماً، في الوقت الذي كان فيه جمال الدين يندِّد بالاستعمار الإنكليزي. فقد ذكر السلطان عبدالحميد في مذكراته ما نصُّه:
(وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنكليزية مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الاتراك. واقترحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين.
كنت أعرف جمال الدين الأفغاني عن قرب. كان في مصر، وكان رجلاً خطيراً. اقترح عليّ ذات مرة -وهو يدّعي المهدية- أن يثير جميع مسلمي آسيا الوسطى. وكنت أعرف أنه غير قادر على هذا. وكان رجل الانكليز، ومن المحتمل جداً أن يكون الانكليز قد أعدوا هذا الرجل لاختباري فرفضت فوراً، فاتحد مع بلنت.
استدعيته الى استانبول عن طريق أبي الهدى الصيادي الحلبي، الذي كان يلقي الاحترام في كل البلاد العربية.
قام بالتوسط في هذا كل من منيف باشا، حامي الأفغان القديم، والأديب الشاعر عبدالحق حامد. جاء جمال الدين الأفغاني الى استانبول، ولم أسمح له مرة أخرى بالخروج منها ... ) انظر: مذكرات السلطان عبدالحميد، ص 148.
5 ـ موقف السيد جمال الدين الأفغاني من مبدأ التوسع الروسي كان غريباً على مفهوم الجامعة الاسلامية الذي يدعو اليه، فبالرغم من الأطماع الروسية والحروب الروسية، ضد الدولة العثمانية واقتطاع الروس لأجزاء من الأراضي العثمانية، فقد كان الافغاني يصرح من خلال جريدنه أن للروس مصالح حيوية وإستراتيجية في الهند، تدفعهم لاحتلالها. وأنه ليس لدى الافغاني اعتراض على هذا الاحتلال إذا حدث، بل ينصح الروس باتباع أسلم السبل وأسهلها لتنفيذه، وذلك بأن يستعينوا بدولة فارس، وبلاد الأفغان، لفتح أبواب الهند، شريطة أن تسهمهما في الغنيمة وتشركهما في المنفعة، وهنا ـ مع ما مرَّ بنا من صيغة مشروعه ـ تظهر النزعة الشيعية لجمال الدين الأسدآبادي.
ـ إلاَّ أن السلطان عبدالحميد ـ المعروف بشدة دهائه ـ استطاع الإفادة من الأفغاني في الدعاية الى الجامعة الاسلامية بما يخدم مصالح دولة الخلافة الاسلامية.
يقول جمال الدين الأفغاني واصفاً شدة دهاء السلطان عبدالحميد: (إن السلطان عبدالحميد لو وزن مع أربعة من نوابغ رجال العصر لرجحهم ذكاء ودهاء وسياسة، خصوصاً في تسخير جليسه، ولا عجب إذا رأيناه يذلل لك مايقام لملكه من الصعاب من دول الغرب، ويخرج المناوئ له من حضرته راضياً عنه وعن سيرته وسيره، مقتنعاً بحجته سواء من ذلك الملك والأمير والوزير والسفير ... ) جمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه، د. محسن عبدالحميد، ص137.
ـ ويقول: (ورأيته يعلم دقائق الأمور السياسية ومرامي الدول الغربية وهو معد لكل هوة تطرأ على الملك، مخرجاً وسلماً، وأعظم ماأدهشني، ماأعده من خفي الوسائل وأمضى العوامل، كي لاتتفق أوروبا على عمل خطير في الممالك العثمانية، ويريها عياناً محسوساً أن تجزئة السلطنة العثمانية لا يمكن إلا بخراب يعم الممالك الأوروبية بأسرها) جمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه، د. محسن عبدالحميد، ص137.
ويقول: (أما مارأيته من يقظة السلطان ورشده وحذره وإعداده العدة اللازمة لإبطال مكائد أوروبا وحسن نواياه واستعداده للنهوض بالدولة الذي فيه نهضة المسلمين عموماً، فقد دفعني الى مد يدي له فبايعته بالخلافة والملك، عالماً علم اليقين، أن الممالك الاسلامية في الشرق لاتسلم من شراك أوروبا، ولا من السعي وراء اضعافها وتجزئتها، وفي الأخير ازدرائها واحدة بعد أخرى، إلا بيقظة وانتباه عمومي وانضواء تحت راية الخليفة الأعظم ... ) نفس المرجع ص137.
نهاية الأفغاني "مرضه ووفاته":
(يُتْبَعُ)
(/)
خلال مكوث الافغاني في الآستانة ظهر مرض السرطان في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية لكنها لم تنجح، وقد قال طبيبه الخاص أن شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه:
الملحُ والشاي والدخانُ ... أودت بروحِ شيخنا الأفغاني
فتوفي عام 1897 م.
الأفغاني كان شيعياً:
نسبه الصحيح:
هو جمال الدين هو جمال الدين بن صفدر المازندراني الشيعي الرافضي المولود بأسد آباد من مازندران في همدان ببلاد ايران عام 1254هـ 1838م،الذي اشتهر بين الناس بالأفغاني.
وقد اختلف المترجمون في نسبه لأنه كان يظهر في كل أرض باسم جديد وشخصية مختلفة،
ومن هذه الأسماء:
جمال الدين الإستانبولي ..
جمال الدين الأسد آبادي ..
جمال الدين الحسيني ..
جمال الدين الافغاني الكابلي ..
جمال الدين الطوسي ..
جمال الدين الرومي ..
قال علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث» (3/ 313): «وقد اعتاد الأفغاني أن يغيّر لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر، فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقِّب نفسه بـ (الأفغاني) بينما هو في إيران يلقِّب نفسه بـ (الحسيني).
وكان الأفغاني يغير زيّه ولباس رأسه مثلما كان يغيّر لقبه، فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر لبس العمامة البيضاء فوق طربوش، أما في الحجاز فقد لبس العقال والكوفية».
نشأته الشيعية:
لا ريب في كون جمال الدين شيعيا رافضياً، لعدة اثباتات و اعترافات تصل بمجموعها الى حد العلم اليقيني الاضطراري بتشيعه.
فمن ذلك:
1 ـ ما ذكره مريده و أخص تلاميذه بل صاحبُ سِرِّه الشيخ محمد عبدة في فاتحة تعريبه لرسالة الرد على الدهريين: إن السيد جمال الدين و إن كان في الحقيقة فارسياً، فقد انتسب إلى الأفغان لأمرين:-
أ - أن يكون من السهل عليه الظهور بمظهر السني لا الشيعي.
ب - أن يستطيع الخلاص من رقابة الحكومة الإيرانية لرعاياها في الخارج.
2 - كما صدر في برلين عام 1926م كتاب بالفارسية في سيرة الأفغاني بقلم الميرزا لطف الله خان، ويدعي المؤلف أنه ابن أخت الأفغاني، وأنه اجتمع به في طهران عند ذهاب الأفغاني إليها عام 1886م، و يحتوي الكتاب على صور فوتوغرافية واضحة تجمع الأفغاني و الميرزا لطف الله خان مع زمرة من رجال الدين الإيرانيين، و قد ترجم الكتاب إلى العربية في مصر عام 1957م، و لم يظهر أحد من أقارب جمال الدين حتى الآن ليكذب المؤلف أو يتحداه على وجه من الوجوه ـ لا سيما مع اشتهار الكتاب؟؟
3ـ يقول عبد المهدي فلاح الأصفهاني معلقاً على رسالة وجهها إليه جمال الدين، وأمره بنشرها بعد موته، فيقول: إن مشاهير الأحرار الإيرانيين اضطروا في عهد الشاه ناصر الدين و عماله إلى هجر وطنهم و الالتجاء إلى البلاد الشرقية الإسلامية هرباً من الظلم، فلقب بعضهم – كالسيد جمال الدين – بالأفغاني، و هو في الحقيقة إيراني صميم.
4 – عندما اشتد العداء أخيراً بين الشاه و الأفغاني، أخذ أعوان الشاه يشوهون سمعة الأفغاني، فأشاعوا عنه أنه بابي، و أنه غير مختون، و لكنهم لم يشيعوا عنه أنه سني أو أفغاني، و كان من السهل عليهم أن يفعلوا ذلك لو كان الأفغاني أفغانياً "حقاًّ ".
5 ـ عندما نفِيَ الأفغاني من مصر لم يأت لتوديعه في السويس سوى القنصل الإيراني، و نفر من التجار الإيرانيين الساكنين في مصر .. فما هو السبب الذي جعل أولئك الإيرانيين يفعلون ذلك، إن لم تكن لهم مع الأفغاني رابطة خاصة.
6ـ اختيار الشاه ناصر الدين للأفغاني ليكزن رئيساً لوزراء دولته، و بالطبع فإنه لا يمكن أن يقع اختيار قادة ايران على عالم من علماء السنة من بلاد الأفغان ليكون الرجل الثاني أو الثالث في البلاط، و عندما وقعت الخلافات بينه و بين الشاه لم يقل أحد من رجال البلاط أو من علماء الشيعة أن الأفغاني سني أو عميل من عملاء الخليفة العثماني لاسيما و هم يعرفون إقامته في بلاد اهل السنة، و لكن كان كل ما قيل عنه أنه: بابي مفسد.
7ـ كما ترجم له الشيعة في كتبهم، مثل آغابزرك الطهراني في كتابه "أعلام طبقات الشيعة" ومحسن الأمين في كتابه: "جمال الدين الأفغاني"، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ و حين أصدر جريدة (العروة الوثقى) عام 1300هـ 1884م،
شاركه في الاشراف عليهاـ عدا محمد عبده ـ تلميذه الميرزا محمد الباقر الشيعي الماسوني، وكان في كل تنقلاته يستصحب معه خادمه الايراني الشيعي أبوتراب ..
هذه بعض الأدلة التي تؤكد أن جمال الدين إيراني و ليس أفغانياً، و أنه شيعي رافضي كما ذكر ذلك كبار تلامذته كمحمد عبده مثلاً، هذا عدا ما تدلُّ عليه
مراحل نشأته التي سنسوقها:
مولده:
ولد عام (1254هـ/1838م) في أسد آباد في همدان – من أعمال إيران –، من أسرة شيعية،ثم انتقل إلى قزوين و هي من مدن الشيعة في إيران فأكمل دراسة المذهب، حيث عُيِّن والده مدرسا في احدى تلك المدارس.
في طهران:وحين بلغ الثانية عشر من عمره، و نظرا لألمعية و حدة ذكاء جمال الدين ـ إذ كانت مخايل الذكاء، وقوة الفطرة، وتوقد القريحة تبدو عليه منذ صباه ـ فقد رأى والده أن ينتقل به إلى طهران ليجالس كبار علمائها و يأخذ عنهم المذهب، إلاَّ أن الملالي هنالك نصحوا الفتى ووالده أن يولُّوا وجوههم للنجف قبلة علماء المذهب الشيعي.
في النجف:رحل جمال الدين الى النجف مع والده فمكث فيه أربع سنوات، درس فيها علوم الرافضة والفلسفة والمنطق و الرياضة و علم النجوم والطب و الكيمياء، وأنهى دراسته و عمره لا يتجاوز (16) سنة.
و من أشهر أساتذته هنالك:
1ـ آقا خان صادق مرتضى، أحد مراجع الشيعة في النجف.
2ـ ميرزا محمد المجتهد.
3ـ الحافظ دراز.
4ـ و حبيب الله القندهاري.
5ـ القاضي بشر النجفي.
و هؤلاء جميعهم من مراجع الشيعة الكبار وآياتهم المعروفين في تلك الفترة.
وقد اعترف جمال الدين أيضاً بأنه انتقل إلى العراق ليتابع دراسته في العتبات المقدسة – أي في النجف – والتي يؤمها طلاب العلم الشيعة من جميع بلدان العالم.و يتحدث جمال الدين عن هذه المرحلة بأنه لبس العباءة والعمامة، و تتلمذ على يد أكبر علماء الشيعة فيها. و هنالك توسَّم فيه ملالي الشيعة في جمال الدين حدة الذكاء و شدة الفطنة و قوة الشخصية، فأُعِدَ هنالك من فبل الاستعمار و ملالي الشيعة ليلعب دوراً خطيراً بين أهل السنة في العالم الإسلامي.
لماذا أخفى نسبه؟!
كانت إيران وكراً من أوكار التآمر ضد الخلافة الإسلامية، و كان قادتها – ولا يزالون – يستعينون بأعداء الإسلام من أجل تفتيت وحدة المسلمين.
و كان المسلمون السنة يرتابون من نوايا و أهداف كل عالم شيعي إيراني، ولا يثقون به .. و كان لجمال الدين من الخبث و الدهاء بحيث لا تخفى عليه مثل هذه الأمور، و طالما أعد نفسه، أو أعده أعداء الإسلام ليلعب دوراً مشبوهاً في تاريخ أمتنا الحديث – كما لعب ابن سبأ نفس الدور في صدر الإسلام -، إذاً لا بد أن يقدم نفسه على أنه عالم من علماء الأفغان، و أنه حنفي المذهب، كما لا ننسى سعي الدولة الصفوية الرافضية في سبيل تقويض الخلافة الاسلامية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:37]ـ
المفاجأة:
بل كان جمال الدين بابياً؟؟؟:
في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، ظهرت في آخر أيام محمد شاه ـ في بلاد فارس ـ حركة دينية شيعية اسمها (البابية)، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى بهاالشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي).
و توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 عاماً حينذاك، و الذي اضطلع بمهمة القضاء على تلك النحلة الجديدة.
ماهي البابية:
البابية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه/1844م تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية"،
.وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو (الشيخية) بعد وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة، بأنه يشكل بابا الى (الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب أولا!.
ثم تطورت الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وتنكر هذه الفرقة الكثير من ضروريات الدين كالمعاد، ممَّاأدَّى بها أن تُحل كثيراً من المحرمات ـى إن لم يكن كلها ـ كالربا و الزنا و شرب الخمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد خرجت البابية؟ ـ كما تأكد ذلك فيما بعد في نسختها البهائية ـ بتقرير ما أسمته بوحدة المنبع لجميع الديانات العظمى الموجودة في العالم، كما يعترفون بالزردشتية والهندوسية واليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام مما يجرهم الى الإيمان بفكرة وحدة الأديان.
من هو الباب:
هو الميرزا علي محمد رضا الشيرازي 1235ـ1266هـ (1819 ـ 1850 م)، تلقى تعليمه الأولي و هو في السادسة من عمره على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة.
ـ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة.
ـ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين.
ـ في ليلة الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه ـ 23 مارس 1844م أعلن الميرزا أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه، وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد ـ عليهم السلام ـ بل وعياذاً بالله ـ أفضل منهم شأناً.
ـ فآمن به تلاميذ الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي، و كان للظلم والقهر اللذين كانا يهيمنان على المجتمع الايراني في عصر الحكم الكسروي بزعامة الشاه دور كبير على تقبل الناس هذا الدين الجديد الذي بشرهم بالانقاذ والخلاص.
ـ كما ساعد على نشوئها غلبة الجهل والسذاجة وغياب الوعي وكثرة الخرافات، ـ لا سيما في ذلك المجتمع المشبَع بالخرافة ـ حيث لاقت البابية ترحيبا بين البسطاء والسذج، وكذلك دعم الدول الاستعمارية لها خصوصا روسية القيصرية و بريطانيا.
البهاء:
ـ في سنة 1844 م دخل الميرزا حسين علي النوري في دعوة الباب فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي وصار من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الاولى من إيمانه بدعوة الباب.
قرة العين:
ـ كما اتبعته و ساندته قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت في قزوين سنة 1231 ه أو 1233 ه أو 1235 ه للملا محمد صالح القزويني أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم.
اتصالها بالباب:
ثم رافقت الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت خطيبة مؤثرة، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها كانت جميلة جذابة، إلا أنها كانت فاجرة، فطلقها زوجها وتبرأ من أولادها. و كانت تلقب بـ زرين تاج، أي "صاحبة الشعر الذهبي " بالفارسية.
ـ في سنة (1261 هـ)، (1848 م) اجتمع قادة البابية في مدينة (رشت) الايرانية،فقرروا فيه نسخ الشريعة المحمدية بشريعة الباب الميرزا
علي محمد الشيرازي، وقامت (زرين تاج) الملقبة بـ (قرة العين) أحد الرموز الفاعلة في هذه الفرقة متبرجة فخطبت خطبة في ذلك المؤتمر كانت سببا في تقاطر الناس على هذا المذهب الجديد، ومما جاء في خطبتها:
"مزقوا هذا الحجاب الحاضر بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالاعمال، وتقاسموهن في الافعال واصلوهن بعد السلوة واخرجوهن من الخلوة الى الجلوة، فماهن الا زهرة الحياة الدنيا، وان الزهرة لابد من قطفها وشمّها لانها خلقت للشم، ولاينبغي ان يعد ولا يحد شاموها بالكيف والكم فالزهرة تجنى وتقطف، وللاحباب تهدى وتتحف ".
ـ و اعتقل الباب فاجتمعت قرة العين مع زعماء البابية في رجب 1264 ه في مؤتمر بيدشت
(يُتْبَعُ)
(/)
، ولعب الميرزا حسين علي النوري دورا رئيسيا في مؤتمر بدشت الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الاعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الاسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب "بهاء الله".
وكانت قرة العين هي خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب، حينما أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية، و أفرج عن الباب فهدأت ثائرة البابيين.
ـ و شيد الميرزا حسين علي حصنا منيعا في جبال مازندران الايرانية وغاباتها واجتمع حوله خلق كثير من اجل نصرة هذا الدين الجديد، فهال هذا الحال حكومة الشاه فأرسلت بعثة عسكرية لقتالهم ففشلت في دحرهم وعادت تجر اذيال الخيبة والهزيمة.
ـ و في عام 1266 ه ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً.
نكبة البابية:
كررت الحكومة هجماتها المتلاحقة وعززت قواتها بالمدافع والمدمرات من كل نوع فقاومها البابيون مقاومة عنيفة مدة اربعة اشهر حتى فني رجالهم ونفدت ذخائرهم فدخل جنود الشاه الى حصنهم فاسروا (214) شخصا من البابيين بين رجال و نساء واطفال ثم فتك فيهم الجنود فتكا مروعا فبقروا بطونهم وسلوا السنتهم ومثلوا بهم اقبح تمثيل.
ـ و اقتيد من تبقى منهم الى طهران حيث رأى الناس اسرابا من الرجال والنساء والاطفال من البابية مقودين بالحبال، فكان هناك مشهد مرعب في سوق طهران حيث أجسادهم المجروحة وقد وضع الجلادون في كل جرح منها فتيلة ملتهبة، وهم كيوم ولدتهم امهاتهم، والجنود خلفهم يضربون من يتأخر او من يقع منهم بالسياط فاذا مات طفل في الطريق القوه تحت ارجل ابويه فكانا يمران عليه غير ملتفتين اليه، ثم رميت الجثث بالارض تسيل دماؤها والكلاب تنهشها وتأكل من اشلائها.
ـ و حوكم الباب فحاول التظاهر بالتوبة والرجوع، ولم يصدقوه فقد عرف بالجبن والتنصل عند المواجهة، فحكم عليه بالإعدام هو و صاحبه الزنوزي، وذلك في 27 شعبان سنة 1266 ه ـ 8 يوليو 1850.
العداء و الثأر:
أكنَّت البابية كل مشاعر الكراهية و البغض للشاه ناصر الدين، كما كان هناك مخزون هائل من الحقد يحملونه عليه، و ثأرٌ كامنٌ ينتظرون الفرصة لإيقاعه، فقد أباد البابية إبادة شبه تامة، بل حدثت مجازر تشيب منها الولدان للبابية في مازندران، مما جعل البابية تتستر مرة اخرى نحت مسمَّى الشيخية التي انبثقت منها، أو تمتد الى نحلة غنوصية سميت فيما بعد بالبهائية نسبة الى البهاء.
محاولات البابية اغتيال ناصر الدين شاه:
ـ في سنة 1852 م اشتركت قرة العين و بهاء الله في مؤامرة قتل الشاه ناصر الدين القاجاري (تولى 1848ــ توفي 1896م) فقبض عليهما وحكم على قرة العين بأن تحرق حية ولكن الجلاد خنقها قبل أن تحرق في أول ذي القعدة 1268 ه الموافق 1852 م. . كما زج ببهاء الله في سجن سياه جال (النقرة السوداء) لعدم توفر الأدلة ضده.
الأفغاني و البابية:
يترجح لدى المتأمل
في سيرة جمال الدين أنَّه كان بابياً لعدة قرائن:
1ـ فقد كان يدعو الى وحدة الأديان، و الذي دعت إليه البابية من قبل: يقول مصطفى غزال في كتابه "دعوة جمال الدين"
(كما يجب ألا يغرب عن ذهننا أن البهائية التي ورثت البابية كانت تجمع في صفوفها مختلف الأصناف والمعتقدات، فلا مانع عندهم من الجمع بين البهائية وبين أي معتقد آخر).
و قد جعل الافغاني لذلك مدخلاً، ألا و هو الدعوة الى "التقريب بين أهل السنة والرافضة"، و الذي دعا إليه مع تلميذه محمد عبده، في وقت لم يكن فيه ما يبرر تلك الجهود، إذ كانت الصلات مقطوعة تماماً مع العالم الشيعي.
.
2ـ أنه مولود في أسد آباد من أعمال مازندران بايران، وهي منشأ البابية و ربيبتها البهائية، كما أنَّ العجم يسمون "البابية" بالمازندرانية.
3ـ كما وصفه أبو الهدى الصيادي الصوفي أنه مازنداني (أي بابي) من أجلاف الروافض وأنه مارق من الدين. " تاريخ الأستاذ الإمام لمحمد رشيد رضا" / 1/ 90.
4ـ أن البابية و البهائية لها صلات قوية بالاستعمار الانجليزي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ كان الشيخ محمد عبده قد حرص خلال إحدى زياراته إلى بيروت, سنة 1883.على الاجتماع برأس البهائية عباس افندي ابن البهاء ـ "صاحب الباب " و مؤسس نحلة البهائية و التي هي امتداد للبابية ـ و أبدى اعجابه الشديد به.
فكتب الأمير شكيب ارسلان، الكاتب والأديب المعروف، عن الإمام محمد عبده، فصلاً تحت عنوان "نبذة ثانية من سيرته في بيروت". وتضمن هذا الفصل الوصف التالي لعلاقة ألإمام محمد عبده بعباس أفندي: "لم يكن يطرأ على بيروت أحد من معارفه أو من الأعيان المشهورين إلا وقام بسنّة السلام عليه، وقد يُجله ويحتفي به ولو كان مخالفًا له في العقيدة، ولم أجده احتفل بأحد أكثر من احتفاله بعباس أفندي البهاء، وكان يكرِم في عباس أفندي العلم والفضل والنبل والأخلاق العالية وكان عباس أفندي يقابله بالمثل ... ". تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، تأليف محمد رشيد رضا ص 407
وأدلى محمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار الشهيرة، بمثل ذلك في سياق حديثه مع الشيخ محمد عبده عن البهائية قائلا:
"ثم سألته عن عباس أفندي وقلت أسمَعُ انه بارع في العلم والسياسة وأنه عاقل يُرضِي كل مجالس. فقال: "نعم إن عباس أفندي فوق هذا، انه رجل كبير، هو الرجل الذي يصح إطلاق هذا اللقب (كبير) عليه."
تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، تأليف محمد رشيد رضا ص 931
6ـ انقلاب الشاه ناصر الدين شاه إيران ـ و بِحِدَّةٍ شديدة ـ على جمال الدين، بعد أن كان هو من عرض عليه منصب رئيس الوزراء، و لا يمكن تبرير ذلك إلاَّ بكون الشاه كان قد علم أن الافغاني مازندراني بابي، و لا ننسى أن البابية لهم ثأرٌ قديم لازم مع الشاه ناصر الدين الذي أوقع بهم أنواعاً من المجازر و أصنافاً من الإبادة الجماعية ممَّا جعل الشاه ناصر الدين يقبض على جمال الدين و يخرجه من إيران إلى العراق سنة 1309هـ 1891م.
7 ـ عِداء جمال الدين البالغ للشاه ناصر الدين "طُلبة البابية " ودعوته للأمة الفارسية إلى خلعه، و من ثم التخطيط لاغتياله، حتى استطاع ذلك عن طريق "ميرزا رضا الكوماني" الذي تقبل فكرة اغتيال ناصر الدين، ومن ثمَّ اغتاله سنة 1314 هـ 1896 م.
8ـ أن الاتهام الرسمي الذي اطلقته حكومة ناصر الدين شاه للافغاني بعد طرده أنه كان بابياً مفسداً!!!! ـ و عند جهينة الخبر اليقين ـ
والله المستعان، و عليه التكلان،
و على الله قصد السبيل، هوحسبُنا ونعم الوكيل.
__________________
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 11:37]ـ
الشيخ المبارك / محمد المبارك! جزاك الله خيرًا.
ولكن؛ هل البحث الذي ستكتبه الآن هو هو الذي على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6222
أم غيره؟
نرجوا الإفادة، ورزقكم الله الحسنى وزيادة.
اخي العزيز " ابومالك "
الروابط لا تعمل، و لكن هذا المقال عبارة عن نسخة معدَّلة و مطورة من مقال سابق،
و فيه مزيد من المادة العلمية، والتوثيق، و شيء من التنسيق.
وسأطلب من الادارة ـ وفقها الله ـ حذف النسخة القديمة
بارك الله فيك، و شكرا على اهتمامك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 02:11]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم / محمد المبارك.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 11:23]ـ
أخي المبارك / محمد بن المبارك
من معلوماتي البسيطة عن الماسونية أنها تنسب لنفسها كثيرا من المشاهير فكيف يثبت أن فلاتا ماسوني فإن كتبهم غير موثوقة كما لا يخفى!!
نفع الله بك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 02:03]ـ
أخي المبارك / محمد بن المبارك
من معلوماتي البسيطة عن الماسونية أنها تنسب لنفسها كثيرا من المشاهير فكيف يثبت أن فلاتا ماسوني فإن كتبهم غير موثوقة كما لا يخفى!!
نفع الله بك
أخي العزيز كلامك حق في من كان من الأغمار.
أو من في حكمهم.
أما المشاهير.
بل دعاة الماسونية.
ممن كان له رصيد هائل من التراث الماسوني المكتوب.
و حافل بالمؤامرات الماسونية.
و اقر بذلك، لا سيما ممن أنشأ المحافل و ترأسها.
واعترف بذلك تلامذته، بل رصدوه و أرخوا له.
.
فهذا مستبعد بلا شك.
بارك الله فيك و شكرا على اهتمامك.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 07:56]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن الطامة أن خبث هذا الرجل ومن على شاكلته لا يظهر للناس إلا بعد سنوات إن لم تكن قرونا؟!!
واليوم هناك إمثال هذا الرجل بل بعضهم يصرح بتبجيله وتلاميذ تلاميذه والله المستعان
فيأتي الجاهل والساذج فيقول لا تغتابوا الأموات؟!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 01:25]ـ
أخي العزيز العلماء و المفكرون المعاصرون للأفغاني و تلميذه كانوا ـ في الغالب ـ واعين لخطورتهما.
و لكن تلكم الحملات التضليلية المتعاقبة بل المستمرة تكفلت بغياب الحقيقة عن كثير من المثقفين من قبلُ ومن بعد.
بارك الله فيك، و نفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Nov-2007, صباحاً 10:47]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم / محمد المبارك.
واياكم استاذنا العزيز أبا مالك
بارك الله فيك.
ـ[نجوم الإسلام]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 07:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم محمد المبارك
جزاك الله خيرا
لقد وقعت أول أمس على كلام منقول عن جمال الدين الأفغانى على لسان أحد محبيه و المخدوعين فيه ... كلام خطير جدا
أود أن أناقشه معك على الهاتف أولا .....
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[31 - Mar-2009, صباحاً 10:48]ـ
عايزين مفال عن محمد عبده يااخى
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وقعت أول أمس على كلام منقول عن جمال الدين الأفغانى على لسان أحد محبيه و المخدوعين فيه ... كلام خطير جدا
أود أن أناقشه معك على الهاتف أولا .....
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز نجوم الاسلام
أنا في انتظاركم على الخاص
بارك الله فيكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 10:23]ـ
عايزين مفال عن محمد عبده يااخى
جزاكم الله خيرا
أخي العزيز:
هناك مقال جيد عن الرجل في منتدى الكاشف.
لعلي أعثر على الرابط.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 11:08]ـ
الشيخ محمد المبارك جزاك الله كل خير وبارك فيك واكثر من امثالك
الافغاني والله اعلم انه ماسوني ولكن ما هو القول في تلميذه محمد عبده علماً بانه هناك من اتهمه أيضاً بالماسونية
ولعلي ان شاء الله اذكر قريباً مقال حول شخصية معاصرة متأثرة جداً بالافغاني ومتناقضة(/)
‘‘ قواعد و وضوابط لنشر العقيدة السلفية ‘‘للشيخ الدكتور محمد السعيد بتعليق المفتي ...
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 10:16]ـ
‘‘ قواعد و وضوابط لنشر العقيدة السلفية ‘‘
للدكتور الشيخ يوسف محمد السعيد
رئيس قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تعليق الشيخ العلامة المفتي
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
رئيس هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من أهم المهمات، وأوجب الواجبات في عصر تلاطمت فيه أمواج البدع والشركيات الواضحة منها و الجليات؛ الدعوة إلى العقيدة السلفية الصافية النقية ..
وحيث أنني وقفتُ على فوائد وضوابط من شريط مسموع في الموضوع بعنوان: (قواعد و وضابط لنشر العقيدة السلفية) للشيخ الدكتور يوسف محمد السعيد –حفظه الله- عزمت على إفادةِ إخوتي في الله عبر هذا الملتقى العلمي المبارك إن شاء الله -جل وعلا- وليُعلم أن الضوابط أذكرها تارة باللفظ و تارة بالمعنى ..
فوائد من شريط (قواعد و وضابط لنشر العقيدة السلفية) للشيخ الدكتور يوسف محمد السعيد –حفظه الله-:
ـ مما قاله الشيخ/ يوسف-سدده الله-في الشريط أن الشيخ الوزير/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-سلمه الله- كلفه بإلقاء المحاضرة نيابة عليه.
ـ من ضوابط نشر العقيدة السلفية ما يلي:
الضابط الأول: أن تنشر هذه العقيدة على أنها هي عقيدة المسلمين التي لا ينبغي الحِياد عنها؛ ولهذا لا ينبغي الدعوة إليها على أنها توجها ما أو فكرا ما.
الضابط الثاني: الالتزام بالمنهج السلفي في نشر العقيدة؛ إذْ لا يسوغُ عقلا ولا شرعاً أن يسعى الإنسان في نشر عقيدة السلف مع مخالفتهم في طريقة نشرها، فالله تعالى يقول: ((أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)).الآية.
يتبع بمشيئة الله جل في علاه ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 10:49]ـ
أولا العنوان: محمد السعيد، وهو يوسف السعيد
ثانيا: هو رئيس قسم العقيدة سابقا.
ولذلك حبذا أن تذكر النقول باللفظ، وتتجنب المعنى حتى لايحصل شيء من اللبس.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
أولا العنوان: محمد السعيد، وهو يوسف السعيد
ثانيا: هو رئيس قسم العقيدة سابقا.
ولذلك حبذا أن تذكر النقول باللفظ، وتتجنب المعنى حتى لايحصل شيء من اللبس.
بارك الله فيك أخي "عبد الله العلي" ملاحظة وجيهة ..
أما بخصوص النقولات فجلها منقول عندي في مسودة باللفظ و مختصرة في بعض المواضع هذا ما قصدته بالمعنى ..
وستأتي تبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ الضابط الثالث: القصد الحسن في نشر هذه العقيدة؛ فلا ينبغي أن يكون قصد الإنسان المماراة أو الدعوة إلى العصبية الجاهلية، فالنبي صلى الله عليه و سلم لما قال الرجل يا للأنصار و قال الآخر يا للمهاجرين قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة)، فسماها النبي صلى الله عليه و سلم دعوى الجاهلية مع كون هذين الاسمين محبوبين عند الله تعالى، لكن لما أخذا مأخذ التعصب سماها النبي صلى الله عليه و سلم دعوى الجاهلية.
ـ الضابط الرابع: ربط الناس بالوحي و ترك ما عداهُ مما يُعَارِضُهُ، وتحت هذا الضابط الدعوى للتحاكم إلى الكتاب و السنة فإن النفوس تُقبل على من يدعُو إلى ربها و يعيدُها إلى الأمر الأول التي من أجلها خُلقت ((فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).
يتبع بمشيئة الله جل في علاه ..
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ الضابط الثالث: القصد الحسن في نشر هذه العقيدة؛ فلا ينبغي أن يكون قصد الإنسان المماراة أو الدعوة إلى العصبية الجاهلية، فالنبي صلى الله عليه و سلم لما قال الرجل يا للأنصار و قال الآخر يا للمهاجرين قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة)، فسماها النبي صلى الله عليه و سلم دعوى الجاهلية مع كون هذين الاسمين محبوبين عند الله تعالى، لكن لما أخذا مأخذ التعصب سماها النبي صلى الله عليه و سلم دعوى الجاهلية.
ـ الضابط الرابع: ربط الناس بالوحي و ترك ما عداهُ مما يُعَارِضُهُ، وتحت هذا الضابط الدعوى للتحاكم إلى الكتاب و السنة فإن النفوس تُقبل على من يدعُو إلى ربها و يعيدُها إلى الأمر الأول التي من أجلها خُلقت ((فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).
يتبع بمشيئة الله جل في علاه ..
تبع بمشيئة الله جل في علاه
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:03]ـ
الضابط الثالث ضابط مهم جدا ..
ليتنا معشر أهل السنة و الجماعة (السلفيين) نحققه عمليا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 03:22]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 09:10]ـ
زدنا
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:08]ـ
أيها الإخوة الفضلاء أعتذر عن التأخير .. وجزاكم الله خيرا على المرور ..
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
الضابط الخامس: المخاطبة بالحجج الشرعية والحجج العقلية المقنعة، فالمسلمون في الجملة إذا خوطبوا بالدليل الشرعي من الكتاب و السنة رجعوا إليهما، لأنهم يعلمون أن هذا هو ما يقتضيه إيمانهم بالله تعالى و إيمانهم برسوله صلى الله عليه و سلم.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
الضابط السادس: الاحتجاج على المنكرين المخالفين بما اقروا به كما هي طريقة القرآن، فالقرآن يحتج على المنكرين لتوحيد الإلهية بما أقروا به من توحيد الربوبية ((و لإن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأن يؤفكون)). فالقرآن هي هذه طريقته، لهذا ينبغي للداعي عن نشر هذه العقيدة السلفية أن يحتج على أولئك مما اقروا به النبي صلى الله عليه و سلم و أخذو به.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
الضابط السابع: الدعوة التفصيلية لا الإجمالية؛ فالإجمال كل يدعيه ولكن عند التفصيل تحار بعض القلوب، ومعلوم أن عقيدة السلف جزء واحد لا يتجزأ، فمن شذ عن شيء منها فقد فارقها بقدر شذوذه، ولهذا نجد من سيرة النبي صلى الله عليه و سلم الدعوة التفصيلية، فهو صلى الله عليه و سلم أمر بعبادة الله و حده ونهى عن الشرك على وجه الإجمال ودعا غليها على وجه التفصيل، فنهى عن الإستعانة بغير الله تعالى، ونهى عن الحلف بغيره فقال: (من كان حالفا فليحلف بالله). ونهى عن التطير و السحر و الكهانة فقال: (ليس منا من تَطير أو تُطير له أو سَحر أو سُحر له او تَكهن أو تُكهن له) ونهى صلى الله عليه و سلم عن الذبح لغير الله ونهى عن النذر لغير الله على غير ذلك من صور العبادة و الشرك.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
الضابط الثامن: تجَنُبُ الاستدلال بالحديث الضعيف سواء ما كان ذلك من الأدلة النقلية أو الأدلة العقلية، فيتجنب الاستدلال به من جهة إسناده و يتجنب الاستدلال به من جهة الدلالة، فلا يُورد أحاديث ضعيفة يستدل بها على ما يدعوا إليه لأن العقائد لا تثبت بالأحاديث الضعيفة و ذلك لأن الاستدلال به من باب الظنون و العقائد مجزوم بها، وكذلك لا يورد أحاديث صحيحة لكن دلالتها غير واضحة فهذا يكون وهنا في دعوته، وكذلك الأدلة القطعية فإذا أراد أن يستدل بدليل عقلي فعليه أن يتخير من الأدلة أوضحها و أقواها و يتجنب ما عدى ذلك.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:12]ـ
الضابط التاسع: عدم التنازل عن شيء من أمور الاعتقاد، لأنه ليس للداعية أن يتنازل عن شيء مما جاء في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه و سلم؛ لأن الله تعالى قد أكمل لنا الدين ((اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا)).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:13]ـ
الضابط العاشر: أخذ منهج السلف من مجموع أقوالهم لا من أفرادها، وعدم إحكام هذا الأمر جعل الكثير من طلبة العلم لحرصهم على منهج السلف جعلوا يقيمون ما قام عند السلف مقام ما قام عند النبي صلى الله عليه و سلم فيحتجون بأفراد ما ورد على أفراد سلف الأمة، وهذا أمر ينبغي أن يتفطن له طالبُ العلم، فالسلف يُؤخذ منهجهم من مجموع الأقوال و أما الأفراد فلا يُؤخذ قول كل أحد على أنه يمثل السلف. فعلى سبيل المثال: نجد بعض الأئمة أخطأ في بعض الأمور فلا ينبغي أن يؤخذ خطؤه على أنه منهج السلف، مثال ذلك حديث (الصورة) فقد خَطَأَ بعضهم في تفسير حديث الصورة فلا يُقال حينئذ أن السلف اختلفوا في حديث الصورة بل يقال عن فلانا أخطأ، وفرق بين أن يُقال إن فلانا أخطأ ولا يؤخذ على أن منهجه يمثل منهج السلف، وأن يعامل معاملة المبتدعة، فليس الرجل من السلف يعامل معاملة المبتدعين لكن لا يُتابع على خطئه، نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه المخطوط: (بيان تلبيس الجهمية) عن أبي موسى المديني قال سمعتُ قوام السنة يقول: "أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب ".اهـ، يعني لا يؤخذ عنه خطؤه ولك لا يجوز الطعن فيه.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:13]ـ
الضابط الحادي عشر: ربط المتأخرين بالمتقدمين، وفائدة هذا بيان وحدة المنهج و العقيدة فلا فرق بين المتقدمين منهم و المتأخرين، وعدم هذا التفريق ناتج من كونهم يأخذون من مَعين واحد وهو الكتاب و السنة.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:14]ـ
الضابط الثاني عشر: أنه ينبغي لمن نشر عقيدة السلف أن يسلك مسلك الحكمة، ولمسلك الحكمة مظاهر منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:15]ـ
- مراعاة أحوال المدعويين من حيث علمهم وجهلهم و من حيث مكانتهم الاجتماعية، و أحوالهم الاقتصادية و أحوالهم النفسية، فما يُقدم لطلبة العلم و ما يناقشون فيه ليس هو ما يناقش فيه العامة أو يدعون إليه، فأولائك يفهمون ما يريد المتكلم من أوده الدلالات وغيرها و الآخرون ليسوا كذلك.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:16]ـ
-الأخذ بالألفاظ و الأساليب المناسبة لكل قوم؛ وهذا نجده كثيرا في طريقة ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى فنجد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يخاطب الناس بما يفهمونه، فتجد ألفاظه الألفاظ العامية التي تجدها مع الناس و كأنه يخاطب قوما لا يعرفون من العربية شيئا و هكذا منهج تلاميذه، لأن القصد إيصال الخبر إلى الناس بأي طريقة شرعية كانت.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:16]ـ
-إظهار الشفقة و الرحمة بالمدعويين وكثرة الدعاء لهم؛ وهذا نجده أيضا في منهج إمام هذه الدعوة وهو كثير ما يبدأ رسائله بالدعاء لمن يكتب لهم وهذه صفة الرسل و أتباع الرسل عليهم الصلاة و السلام، فالله جل وعلا يقول مخبرا عن نوح عليه السلام: ((قال يا قوم لي بي ضلالة و لكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالة ربي و أنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون)).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:17]ـ
-ترك الغلضة إلا فيما تدعوا الحاجة إليها، قال تعالى: ((أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة)) وقال تعالى: ((ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك)). ولكن إذا احتيج إلأى الغلظة في موضعها فلا بأس كما قال تعالى مخبرا عن نبيه موسى عليه السلام أنه قال لفرعون: ((وإني لا أظنك يا فرعون مثبورا)). وذلك حين قال له ((إني لأظنك يا موسى مسحورا)). ولا يفهم من هذا: التعدي على الناس أو ظلمهم فإن هذا لا يجوز ولو كان مع كافر، بل يجب أخذه بالقسط كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط)). وقال تعالى: ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا هو أقرب للتقوى)). وأنا نبهتُ إلى هذا لأن بعض الناس قد شوهوا الدعوة السلفية بإظهار الانتماء إليها ثم القيام بأعمال تخريبية إجرامية. سواء كانت مع الكفار أو المسلمين، و الدعوة السلفية منها بريئة بل و لربما إيغالا في الإضلال احتجوا بكتب أئمة الدعوة و أئمة الدعوة منا براءٌ.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:18]ـ
-العناية بالأهم ثم المهم، وهذه هي طريقة الرسل عليهم السلام فتوحيد الربيوبية و توحيد السماء و الصفات يوجد من يُخالف فيهما ولكن ليست تبلغ تلك المخالفة ما تبلغه المخالفة في توحيد العبادة من الكثرة، فقد كانت الرسل تولي العناية بتوحيد الألوهية و إن لم تكن تترك توحيد الربوبية و الأسماء و الصفات.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:18]ـ
الضابط الثالث عشر: تجنب الألفاظ المجملة؛ لان الداعية ليس قصده التعمية ولا الإلغاز و إنما قصده البيان و الإيضاح، و الألفاظ المجملة التي لا يتبين المراد منها تؤدي إلى الزعزعة و الشك في الداعي و المدعُو إليه وهذه ليست طريق السلف و إنما هي طريقة الطوائف الباطنية التي تنتهج منهج التلبيس و التدليس. قال الله تعالى: ((وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)). وقال تعالى: ((إن أنزلناه قرآن عربيا لعلكم تعقلون)).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:19]ـ
الضابط الرابع عشر: فهم مصطلحات السلف؛ لأن فهم مصطلحاتهم يزيل الكثير من الإشكالات الموجودة إلا باختلافهم في فهم المصطلح، فعلى سبيل المثال مصطلح: (الولاء و البراء) فهمه بعضُ الناس فهما سطحيا نتج عنه مخالفة للنصوص وظن أن كل متعامل مع الكفار يعتبر موالاة لهم وكفرا.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
الضابط الخامس عشر: الأخذ بالمنهجية الصحيحة في التعامل مع الشبه المثارة ضد عقيدة السلف، فلا ينبغي أن تكون الشبهة و الرد عليها مجالا لنشر عقيدة السلف وإنما يُرد على الشبهات إذا احتيج لذلك، والدعوة منطلقها الكتاب و السنة.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
الضابط السادس عشر: الدعوة للاجتماع وترك الفرقة و الاختلاف، وذلك ببيان أن هذه العقيدة السلفية تدعوا إلى الاجتماع على الكتاب و السنة تحقيقا لقوله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:21]ـ
الضابط السابع عشر: وجوب العدل و الإنصاف؛ فأهل السنة و الجماعة هم أهل العدل و الإنصاف لا يبخسون الناس شيئا، ولا يحملون أقوالهم ما لا تحتمل، والعدل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أصل السنة مبناها على الاقتصاد و الاعتدال دون البغي و الاعتداء. ويقول: قد قال سبحانه: ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)).فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على أن لا يعدلوا منهم، فكيف إذا كان البغض لفاسق أو مبتدع متأول من أهل الإيمان، وهو أولى أن يجب عليه أن يحمله ذلك على أن يعدل غي المؤمنين، وإن كان ظالما له، فهذا موضعٌ عظيم المنفعة في الدين و الدنيا، فإن الشيطان موكل ببني آدم وهو يعرض للجميع. انتهى
فيجب العدل و الإنصاف معهم و يحرم الظلم و البغي عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:21]ـ
الضابط الثامن عشر: وجوب مراعاة المصالح و المفاسد؛ فدرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح، و الشرع جاء لتحصيل المصالح و تكميلها و تعطيل المفاسد و تقليلها، فكل ما أمر الله جل وعلا به أو أمر به رسوله صلى الله عليه و سلم، فمصلحته راجحة على مفسدته، ومنفعته راجحة على المضرة، وإن كرهته النفوس، والذي ينشر عقيدة السلف لا بد أن يراعي هذا الأمر جدا فإنه مهم، وذلك أنه ربما حمله الحماس لنشر عقيدة السلف على ترك النظر في هذا فيؤدي هذا إلى مفاسد كبيرة.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:22]ـ
الضابط التاسع عشر: ترك الإلزام في المسائل الاجتهادية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: كان أئمة السنة و الجماعة لا يلزمون الناس بما يقولون من موارد الاجتهاد، ولا يكرهون أحدا عليه، ولهذا لما استشار هارون الرشيد مالك بن أنس في حمل الناس على موطئه قال له: لا فعل هذا يا أمير المؤمنين فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فرقوا في الأمصار فاخذ كل قوم عمل كان عندهم و إنما جمعتُ على أهل بلدي. ونقل شيخ الإسلام رحمه الله أقوالا عن الأئمة في هذا ثم قال: فإذا كان هذا قولهم في الأمور العملية و فروع الدين لا يستجيزون إلزام الناس بمذاهبهم مع استدلالهم عليها بالأدلة الشرعية فكان بإلزام الناس و إكراههم على أقوال لا توجد في كتاب الله ولا في حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تؤثر عن الصحابة أو التابعين ولا احد من أئمة المسلمين ..
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:23]ـ
ومما قاله تعليقا على المحاضرة فضيلة الشيخ سماحة المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ – حفظه الله-:" .. وبعد: كان موضوع هذه المحاضرة القواعد و الضوابط لنشر العقيدة السلفية الصحيحة، ولقد تفضل الدكتور يوسف محمد السعيد بالحديث حول هذا الموضوع، وأفاظ فيه و أبدى و أعاد، وذكر الأدلة من الكتاب و السنة، ومما نقله عن علماء الأمة ذوُ العلم و التقى في هذا الباب .. وجزى الله الشيخ يوسف على ما قال و كتب خيرا .. ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 03:08]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ السلفي يوسف السعيد ونفعنا الله بما نقلت
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:51]ـ
ولعل من الضوابط:التفريق بين منهج في تقرير العقيدة ,وبين الرد على المخالفين
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ السلفي يوسف السعيد ونفعنا الله بما نقلت
وفيكم بارك الله ..
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 08:57]ـ
ولعل من الضوابط:التفريق بين منهج في تقرير العقيدة ,وبين الرد على المخالفين
أخي "بن رشد" لعل ما قلته داخل في الضابط الخامس عشر: الأخذ بالمنهجية الصحيحة في التعامل مع الشبه المثارة ضد عقيدة السلف، فلا ينبغي أن تكون الشبهة و الرد عليها مجالا لنشر عقيدة السلف وإنما يُرد على الشبهات إذا احتيج لذلك، والدعوة منطلقها الكتاب و السنة.(/)
ما معنى الردة، وأحكامها، وضابطها؟
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 10:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدث بعد وفاة الرسول (ص) ان بعض المسلمين ارتدوا وقد حاربم سيدنا ابو بكر رضى الله عنه وارضاه
ولكن سؤالى هل سيدنا ابو بكر قاتلهم لانهم افسدوا ام انه لانهم ارتدوا وما الحكم فيمن يرتد فى هذا العصر مع اخذ الاعتبار فيما تشير اليه ايه " لا اكراه فى الدين " فما معناها بالضبط وما ضابطها لان كثييييييييييييير يرتدوا والاستشهاد يكون بها
وكيف نتعامل معهم وكيف يكون موقفنا كمسلمين وهل يجب ان يقتلو ام يتركوا لشأنهم لعلهم يهتدون ويرجعون؟؟؟؟؟
يا رب عافنا واعفو عنا وثبتنا على صراطك المستقيم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 02:37]ـ
قاتلهم لأنه ارتدوا.
ومن يرتد اليوم يجب على ولي الأمر أن يستتيبه فإن تاب وإلا قتل.
فإن لم يكن في البلد ولي أمر يقيم الحدود؛ فإنه يوعظ ويذكر بالله وأما أمر الحد فهو في ذمة من عطل الشرع.
ومعنى "لا إكراه في الدين" أي: لا يكره أحد على دخول الإسلام، أما من دخل فيه وعرف محاسنه؛ فإنه لا يقبل منه الردة، وقد قال النبي (ص) "من بدل دينه فاقتلوه".
والمرتد أسوء من الكافر الأصلي فلا تجوز ذبيحته ولا مناكحته ولا يرث ولا يورث ...
أما أمر الحد فإلى ولي الأمر.
والله أعلم.(/)
تقرير راند ... وأشياء أخرى
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 03:34]ـ
آلمني بعض الفضلاء الغيورين على دين الله عز وجل يتحدث عن مكر الأعداء وخططهم وعدائهم للأمة وتقاريرهم ودسائسهم على الشاشات، فهذا الطرح من جهة نظري ليس بالجيد، لأن معرفة الأمة لأولوياتها من توحيد وعقيدة سليمة وكيفية تطبيق هذا وتفعيله أجدى في نظري من هذه التقارير.
فماذا يستفيد العامي من الوقت الذي يمضيه في السماع إلى تلك السلسلة المحبطة من تغلل أهل الكفر في بلادنا ومحاولة قضائهم على مقدراتنا وهو لا يستطيع تغيير الواقع الكلي!!
فلو وجهناه إلى ما فيه صلاحه ونماؤه وزكاؤه لكن أنفع.
الجهة الأخرى في نظري أن نقل مثل هذه الأمور جالب للأحباط لا سيما وأنت لا ترى من في الجوار يحرك ساكن .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
أرى والله أعلم أننا يجب أن نفعل قوله سبحانه
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
وقال عز من قال (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
وقال سبحانه (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
لنجلب التفاؤل لأمتنا,,,
وهناك مقولة جميلة لا أخالها تخفى عليك
أشعل شمعة بدلا من أن تلعن الظلام ....
لأنه في ضوء الواقع المرير ليس الحاذق من يذكرنا بالمشاكل ويضع يده على جروحٍ طالما ألمت بنا وآلمتنا إنما نحتاج من يرينا طريق النجاح ودروب الأمل.
قال خباب رضي الله عنه شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ. رواه البخاري
كان هذا في مكة والصحابة قلة رضي الله عنهم وأرضاهم إلا أنه بأبي هو وأمي لا زال مؤمنا بوعد الله وأن الله ناصره، فهلا سرت على خطاه يا أخي الحبيب فماذا تستفيد الأمة من البكاء المتواصل والنظر إلى المآسي بغير عمل مكتوفة الأيدي ولا تعمل فيما مكن الله لها فإن كنت مكنت من نفع الأمة في جهة من الجهات لماذا تلقي التبعة على غيرك.
ترى العامة تلقي بالتبعة على أهل التدين وتجد المتدين يلقيها على طلبة العلم وتجد طالب العلم يلقيها على العالم أو على ولاة الأمر ولو سئل ماذا فعلت فيما مكنت فيه؟؟ لكانت الإجابة عجباً.
أين حق أهل بيتك في الدعوة والتربية؟
أين حق جيرانك في النصح والتعاون على البر والتقوى؟
أين حق أهل المسجد إذا كنت إماماً في تعليمهم وإرشادهم؟
قائمة الممكن أخي الحبيب طويلة جدا، فإني لا أطلب منك أن تجعل ممكننا من المستحيل! بل أطلب منك أن تعمل في خانة الممكن وأن تستبشر خيراً وأن تبدأ بنفسك ثم بمن تعول فالأقرب ثم الأقرب وهل أمتنا إلى عبارة عن أسرتي وأسرتك وأسرة زيد وعمرو.
كفانا بكاء ونظراً في سكين العدو وهي يحدها لكي يقطع بها رقابنا!
في تصوري لو عملنا بقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
لارتفعت الأمة ولعلى شأنها، فلو اجتهد طالب العلم في طلبه والطبيب في طبه والصحفي في صحافته ووووووألخ، لصلح حال الأمة و لا أدل على عدم عملنا بهذا الحديث الشريف إلا عندما تقع الفتن، فالكل يفتي والكل يهرف بما لا يعرف كما قالت العرب.
أخي الحبيب النصر قادم والعزة قادمة لا محالة كما أن دون غدٍ الليلة فإما أن تكون خطوةً في طريق النصر أو تكونَ معولاً من معاول الهدم ...
هذه الكلمات ليست ثلماً لأحد و لا تحقيراً لعمله ولا تسفيهاً لرأيه، إنما هو رأي فإن يكن صوابا فلله الحمد من قبل ومن بعد وإن يكن غير ذلك فإنما هي نفسي والشيطان والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه بريئان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 12:38]ـ
أخي الكريم أبو حاتم الرازي
بارك الله فيك على هذا الكلام الجميل الكبير
وإن أمتنا اليوم أصبحت لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم إلا من رحم الله من دعاة السلف وعلمائها ولقد أرهق الأمة كثرة الأحزاب وأهل البدع والضلال وأقحمت في نفق مظلم رغما عنها
والله أسأل أن يحيي الأمه بالتوحيد إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:57]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك
وأسأل الله عزوجل أن يوفقك لكل خير(/)
مشاهدة أفلام الكرتون وتأثيره السلبي على أبناء المسلمين
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 02:55]ـ
العدد 418 - السبت 26 ربيع الأول 1428 هـ - 14 أبريل 2007
» سينما «
61% من الاطفال يشاهدونها على القنوات الفضائية
أفلام الكارتون تأثيرها السلبي وارد ولو بعد حين
تنادى المربون في السنوات الأخيرة لرصد خطر أفلام الكرتون القادمة إلينا من بعيد، وأصبحت من أهم عوامل التأثير في الأطفال، ولأن الأدب هو نتاج الفكر والمعتقد فإنه من المؤكد أن يتأثر نص الفيلم والسيناريو بثقافة وعقيدة الكاتب ونظرته للحياة، ومن هنا تأتي أهمية الإنتاج الكرتوني الخاص بنا نحن المسلمين.
لقد مهدت أفلام الكرتون والثقافة الواردة إلينا منذ عشرات السنين لاستقبال السوبرمان ورجل الكوبوي الأميركي.
قصص كثيرة سمعناها تستدعي إعلان حالة الطوارئ في أوساط النخب الثقافية للإسراع في تقديم البديل الإسلامي.
أهمية التلفاز في إعلام الطفل
في الاستبيان الذي شمل ثلاث مدارس للأطفال (ذكوراً وإناثاً) تبين أن.61% من الأطفال يعتمدون على القنوات الفضائية في مشاهدة أفلام الكرتون، الأمر الذي أكد لنا خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز الصغير في بيوتنا.
وتقول الباحثة الاجتماعية فدوى كركشان ‘’إن التلفزيون أصبح من أخطر المصادر الموجهة للطفل لما له من جاذبية خاصة بسبب سهولة نيله وإدراكه، فهو ينمي الجانب الاجتماعي في الطفل حيث يتبادل مع أقرانه الحديث عما شاهده في التلفاز، إضافة إلى كونه عاملاً مهماً في صقل وجدان الطفل وأحاسيسه بما يغمره من جو الترفيه والتسلية، كما أنه مصدر للمعرفة ومزود قوي للخبرات والمهارات، وعامل مهم في إثارة خيال الطفل بما يقدمه من صور وتمثيليات بألوان ومؤثرات جذابة.
كما يرى حسان المالح أن التأثير الذي يظهر على الفرد عموما يكون أكثر وضوحاً من خلال التلفاز أو الصورة المرئية كالسينما والفيديو، لما تمتلكه هذه الأجهزة من مؤثرات سمعية وبصرية وتقنيات ذات جودة عالية، وفي حالة الأطفال فإنهم عادة ما يكونون أكثر استجابة لتلك المؤثرات.
أهمية الأفلام الكرتونية
وحول سؤال عن عدد الساعات التي يقضيها أولادنا في مشاهدة أفلام الكرتون أتت الإجابات على النحو التالي:
؟ ساعتان (55%)
؟ ثلاث ساعات (21%)
؟ أكثر من ذلك (24%)
ويرى أسامة جستنية أن أفلام الكرتون من أهم وسائل التثقيف للطفل عندما يتم مقارنتها بالوسائل الأخرى مثل الكتاب والكاسيت والوسيلة التعليمية .. الخ لإمكان تحقيق التشويق من خلال هذه الوسيلة لتنفيذ أي فكرة، خصوصا الأفكار الخيالية، فإن فيلماً كرتونياً واحداً لمدة ثلاثين دقيقة يساوي في أثره آلاف الكتب وهذا لا يعني التقليل من شأن الكتاب الذي يأتي في مقدمة الوسائل التعليمية التثقيفية الترفيهية المهمة وهو ليس مجال نقاشنا الآن، ولا بد أن نواكب العالم ولو في جانب إنتاج أفلام الكرتون التي تواكب التطور المذهل في عالم تقنية المعلومات، لقد أتى رأيي هذا من خلال مباشرتي اللصيقة لعالم ثقافة الطفل والذي أؤكد من خلاله أن الأمر في غاية الأهمية ولابد أن نتكاتف لإنتاج عمل ذي هدف واضح ومحدد مع ضمان استمرارية العمل حتى نستطيع أن نجذب الطفل المسلم إلى المفاهيم الإسلامية الأصلية. كما تؤكد الأستاذة اعتماد الشريف أن كثيرا من الأهالي يقومون بتشفير قناتي سبيس تون ووالت ديزني لأبنائهم ويعتمدون عليهما كمصدر أساسي في مشاهدة أفلام الكرتون وغيرها. ويعتبر إدريس الكنبوري أن أفلام الكرتون رسالة تثقيفية وحضارية فيقول ‘’إن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه أو المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضموناً معيناً يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة. كما أكدت غادة عنقاوي على تأثير أفلام الكرتون في شخصية الطفل فقالت ‘’الأمر الثابت الذي ينبغي على المربي معرفته هو أن الصور والأصوات ترتب في ذهن الإنسان بمواقف وتجارب الحياة، وبالحالة النفسية التي يكون فيها لحظة المشاهد أو الاستماع، وهو ما يسمى في عالم البرمجة بالرابط أو الإرساء، وهو أمر طبيعي يحدث في كل لحظة من لحظات حياتنا’’.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أكدت فوز عبد اللطيف كردي هذه الأهمية لأفلام الكرتون في صياغة شخصية ونفسية الطفل فقالت ‘’إن الطفل كما هو معلوم مولع بالمحاكاة التي يعتمد عليها كثيراً في تعلمه والتي تثبت دراسات التعليم فاعليتها كطريقة في إكساب المهارات والاتجاهات. وقد أثبتت أفلام الكرتون القليلة التي انتهجت هذا المنهج نجاحاً باهراً لاعتمادها على الصوت والصورة والقصة وهي ثلاثة جوانب يحبها الطفل ولها أثرها في التربية والتعليم’’.
إيجابيات أفلام الكرتون
يقول إدريس الكنبوري ‘’إن أفلام الكرتون تعطي الطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه وتنسج علاقاته بالعالم حوله. وتؤثر في وجدان الطفل، إلى الحد الذي يحقق حالة التماثل القصوى، لأن الصورة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأمر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه’’. بينما ترى فوز كردي صعوبة في تحديد نقاط إيجابية في قولها ‘’ربما من الصعب تحديد نقاط إيجابية ونسبتها لأفلام الكرتون عموماً، إنما لفيلم خاص بعينه .. فهناك أفلام كرتونية تخدم جوانب معينة في حياة الطفل، وفي الوقت نفسه تهدم جوانب أخرى’’.
سلبيات أفلام الكرتون المستوردة
نلمس هذه السلبيات في كلمات ميسرة طاهر حين قال محذراً من الآثار الناتجة عن اعتماد أفلام الكرتون على الإثارة والعنف، ويؤكد أن تلك الآثار تخزن في العقل غير الواعي للطفل مما يجعل احتمال تأثيرها السلبي وارداً ولو بعد حين.
وقد أجرت المنار استبياناً على مجموعة من الآباء والأمهات معظمهم من المثقفين وطرحت عليهم السؤال الآتي: هل تشعر بخطر على طفلك من مشاهدة أفلام الكرتون - فكانت الإجابة كالآتي:
* 56 % يشعرون بخطر على الطفل.
* 37 % يشعرون بالخطر أحياناً.
* 7 % لا يشعرون بأي خطر على الإطلاق.
مما يؤكد أن أكثر من 50./. لديهم الاستعداد للتفاعل مع أي دراسات أو توصيات تصدر في هذا الشأن، مما يلقي المسؤولية على المؤسسات الأكاديمية المعنية.
الخطر العقدي
تمثل العقيدة جانباً مهماً ومحركاً في حياة الأفراد والمجتمعات، وبعد أن أوضح استبيان المنار أن 55 % من المستطلعين أبدوا تخوفهم على عقائد أبنائهم، توجهت المنار إلى فوز الكردي بالسؤال التالي: هل هناك خطر عقدي يستهدف الطفل المسلم من أفلام الكرتون؟ فقالت ‘’أحذر من خطورة تقبل أبناء أمة الإسلام لثقافات الشرق والغرب كالثقافة الأميركية والصهيونية واليابانية والصينية، ومن ثم انتشارها بين أبنائنا مما يعني وجود غزو فكري، لأن هذه الأفلام قائمة على الصراع الدائم بين أمير الخير وأمير الشر وإن كانت في أصولها الأجنبية تمثل (آلهة الخير وآلهة الشر) مما يشير إلى ثمة علاقة بينها وبين الديانات الشرقية كالطاوية والشنتوية والبوذية في الطقوس والحرب’’.
كما يلاحظ وجود بعض الأفكار والأسماء الوافدة مع الألعاب تحمل غموضاً يُخشى من ورائه وجود أفكار دينية من بوذية وكنفشيوسية وأديان التبت عموما كفكرة التأمل لاستمداد الطاقة من قوة عليا. وبعضها يحوي أفكاراً غامضة في التطور والنمو، ويُخشى أن يكون غرضها خدمة النظرية الداروينية التي تتصادم مع الدين الإسلامي في فكرة خلق الإنسان ..
وتضيف الدكتورة فوز ‘’إن أهم الرسوم المتحركة يكمن في الأخطاء العقدية حيث فكرة القوة الخارقة والقدرات المستحيلة لدى سوبرمان أو ميكي ماوس القادم من السماء لخدمة المظلومين، وفيه منازعة لصفات الربوبية لله تعالى.
كما أن فيها إيحاء للأطفال بمفاهيم غير صحيحة تقدح من ثم في اعتقادهم وتوكلهم على الله وغير ذلك .. ’’* نقلاً عن دراسة نشرت في دار المنار الكويتية
رابط المقال: http://www.alwaqt.com/art.php?aid=50350
© 2006 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
http://www.alwaqt.com
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 12:02]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21905(/)
الأمية الفكرية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 07:20]ـ
وحتى لا نفجع بأجيالنا ... يجب على العلماء والمربين والحكماء أن يعيدوا النظر في منهجية التعليم وطرائقه, فليس العلم والثقافة مجرد الحفظ والحقائق الجاهزة, بل العلم والثقافة امتلاك المنهج المنضبط, وتنمية قدرات التعليم الذاتي, والبحث عن الحقائق بواسطة تحليلها وتركيبها, وإلا فإن في نمط التعليم التلقيني الذي أدمناه من مرحلة الروضة إلى مرحلة الجامعة, وفي مجرد تكرار المحفوظ وإعادته كسلاً للأذهان وتلبداً للمدارك, تصبح فيه العقول سجناً مظلماً كئيباً لا تطلع عليه شمس ولا ينفذ إليه هواء.
انفلقت بيضة الحضارات البشرية عن كبرى حقائقها القائلة "إن الدواة والقلم وسيلتان لتطهير صداءة الأذهان, وإزالة جهالة العقول, وتحرير النفوس من أغلال وآسار الأمية العمياء".
ولذلك احتضنت الحضارة الإسلامية تلك الحقيقة وأيَّدتها , وجعلتها منحة ومنّة لا غنى للإنسان عن شكر وحمد من وهبها , قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق:3 - 5].
غير أنه لا يمكن أن تكتمل حرية الإنسان وكرامته بمجرد تلك الوسيلة الحضارية, فإذا لم يكن للقلم أثر في نضج عقل صاحبه , وعمق نظره , واتساع رقعة فكره الإدراكية , فليس هناك حاجة حضارية تدعو إلى التحلي به , إلا إذا قدر على تحرير الإنسان من أميته الفكرية , كما استطاع أن يحطم أغلال أميته التقليدية الأبجدية , إذ ما فائدة تحقيق الوسيلة الحضارية [تعلم القراءة والكتابة] دون تحقيق هدفها النبيل [النضج الفكري]؟!.
بكينا ضحايا أزمة أمية القراءة والكتابة في مجتمعاتنا حتى توجهنا بكلِّيَّتنا إلى محاولة التخفيف منها , ولكن ضحايا أزمة أمية الفكر لا بواكي لهم!! فهل لخفاء هذه الأزمة دور؟ أم لعظم عوائق علاجها تأثير؟ أم لتلبس هذه الأزمة لباس العلم والثقافة والنضج – وهي منها براء – أثر؟!!
وتلك الأخيرة – لعمر الحق – أخطر صورها , إذ تظهر بصورة العافية وهي السَّقام المدنف!! وتتجلى بحسن المنظر وبهجة الرُّوَاء , وما هي إلا الوحشة والدمامة, وتتقمص لباس العلم وما هي إلا التعالم! فكم من عمامة مكوَّرة وعباءة مزركشة تسترها! وكم من منصب حكومي أو علمي يغمرها!! لكنها لا تلبث حتى ينكشف أمرها عند ورود الأزمة وتأزم المشكلة, فيمسي صاحبها أحير من ضبٍّ في حَمارَّة القيظ لا يكاد يهتدي إلى جُحره!!
فالعلاقة بين القلم وإطلاق وثاق الإنسان من أميته الفكرية ليست علاقة حتمية , إذ إن نبذ الأمية الأبجدية لا تستوجب التنزه من الأمية الفكرية , وشواهد تلك الأزمة الفكرية محسوسة , فأرحام الجامعات والمحاضن التعليمية تدفع , وأمية الفكر وسذاجة التفكير تبلع, وهذا مصداق ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم , إذ نبيء أن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل ويفشو ويظهر فيها القلم.
وإذا كان العلم بالكتابة والقراءة يناقض الأمية الأبجدية , فإنه قد يلتقي مع أمية الفكر في الغفلة والجهالة بالواقع المتنامي في معارفه والمتطور والمعقد في تفصيلاته , وإذا كان أمي البنان يجد آلاماً وغصصاً في تعامله مع المجتمعات التقليدية المتعلمة , فإن أمي الفكر عاجز كل العجز عن فهم حياته الفكرية ومتطلباتها, والمشاركة في حل أزماتها ومشكلاتها , لأنه رضي بأغلال التقليد وقنع بأصفاد الجمود , وأصبح مشلول الفكر مسلوب الإرادة , لا يستطيع أن يأخذ من ماضيه لحاضره , ومن حاضره لمستقبله, بل يقع فريسة أحد زمنين لا وجود لهما في عالم الزمن الحي , إما ماضٍ تليد , وإما مستقبل مديد , يجاوز بأحدهما الواقع وظروفه وضروراته.
وقديماً ذم الله أقواماً من اليهود بسبب أميتهم الفكرية , إذ يقول سبحانه: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة:78]، فهم "جهلة أغبياء , لاحظ لهم في التوارة إلا القراءة الخالية من التدبر, المقرونة بالتمني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتبلغ المصيبة مداها عندما تصبح [أمية الفكر] هدفاً ومشروعاً لتجهيل أجيال الأمة, وإضعاف عقولهم, وإسفاف آرائهم , وتوهين عزائمهم , إذ بسبب هذا الهدف المشؤوم تتحالف قوى الإفساد , ويتآزر ثالوث الجشع والظلم والاغتصاب, والمتمثل في الاستبداد السياسي الداخلي, والاستعمار الأجنبي الخارجي, ومشاريع الأهواء والشهوات.
فكأني بها قد أقبلت بخيلها ورجلها وأسيادها وأوباشها لتضليل أجيال الأمة وإفساد عقولهم , إما بطريق الإغراء الرخيص مرة , وإما بطريق الإرهاب الفكري مرات, ونتيجة ذلك المشروع شبه شلل تام لعقول وأفكار المجتمع , إما تحت شعار فرض النظام والأمن حتى يتسق القطيع مع ما يطرحه الراعي المستبد , وأما تحت دعوى نشر الحرية ونبذ التقاليد البالية , وما هي إلا العبثية البهيمية!!
فكم يتمنى هذا الثالوث اللئيم أن يرى أجيال الأمة أغماراً وأغراراً وسفهاء وجهالاً, لا فطنة لهم ولا حنكة ولا دربة ولا تجربة, إلا فيما يخدم المستعمر والمستبد ويسوؤ الأخلاق والقيم , بل لربما تمنى أن تعيش أجيال الأمة حياة نباتية فيها الطعام والشراب والتنفس والتكاثر ... لكنها خالية من مجرد التفكير , بل من مجرد الشعور بالأزمة والإحساس بالمشكلة , ورحم الله المنفلوطي , إذ يقول: " ليست جناية المستبد على أسيره أنه سلبه حريته , بل جنايته الكبرى عليه أنه أفسد عليه وجدانه , فأصبح لا يحزن لفقد تلك الحرية , ولا يذرف دمعة واحدة عليها ".
واليوم تتأزم تلك المشكلة , وتتفاقم تلك الأزمة حينما يحاول بعض ضحاياها – عبثاً – تعطيل عمل العقل النقدي وشلَّ قدراته في مجالين من أخصب مجالاته المعرفية , ألا وهما السياسة والفكر , وذلك بعلة عليلة ودعوى ساقطة , وهما الحذر من الافتئات على مسؤولية " ولي الأمر " في السياسة , والتحذير المفرط الذي يبلغ مبلغ الوسوسة من شر الفلسفة والتفلسف في الفكر , وما ذاك – لعمر الله – إلا مظهر من مظاهر الإفلاس الفكري , والإملاق الثقافي , والأمية الفكرية العمياء.
وفي المقابل فإن بعض صرعى هذه الأزمة يحاول – عبثا – إقصاء ثقافة مجتمعهم ودينه من ميدان المعرفة ومجالات الحياة إقصاء تاماً , وحشره في الوجدان القلبي والتراث المنسي الذي لا علاقة له بالحاضر والمستقبل , وما ذلك إلا بسبب قصور عقولهم وضيق أفقهم عن استيعاب ثقافتهم المعرفية التي شكلت عقول أبناء أمتهم وكيفت نفوسهم.
ولو حصل لهؤلاء أو أولئك مرادهم لكانت الحالقة الصلعاء التي لا دواء لها , لأنها ردة نكراء عن أصول المنهج الرباني الذي نهض بأعباء عصره, واضطلع بمسئولياته أمام الخالق والخلق , حتى أخضع كل النظريات والنظم في عصره لميزانه, سواء أكانت سياسية أم فكرية أم اقتصادية أم اجتماعية , لم يكن شيء من ذلك محضوراً, بل كل تحت طائلة النقد والتقويم.
تتلون [الأمية الفكرية] وتتشكل بحسب مواضيعها , فهناك أميَّات فكرية متعددة سياسية كانت أم اجتماعية أم تربوية أم دينية , إلا أنها تتوحد في أماراتها , وتأتمر بدلائلها, إذ تجمعها مظاهر منهجية متنوعة, وتنطلق من منطلقات متشابهة , قاعدتها الفكرية منطق لا منطق له , يسمي – تجوزاً – بـ[منطق العوام]، ذاك المنطق الذي يُعد عدواً للمنهجية العلمية والائتلاف المعرفي.
فلئن قام المنطق العقلي المنضبط على حسن التصور ودقة التصديق- لاعتماده على الضرورات الأولية التي تنظم سير الذهن وتضبط أحكامه، فإن [منطق العوام] قد قام على فساد التصور وفوضى التصديق والأحكام , ولذلك دعت الآثار السلفية إلى أخذ الحيطة والحذر في مخاطبة أتباع هذا المنطق , ومن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت محدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
تتجلى الأمية الفكرية وذاك المنطق العامي بمظاهر عديدة , منها الإمعيَّة الفكرية, واحتكار الحقيقة , والهروب من الواقع إلى الماضي , وتسطيح النقد وتهويل الأخطاء وهشاشة البناء الفكري والمعرفي , وتبلد الشعور بالأزمات والمشكلات الفكرية والحضارية.
غير أن أهم تلك المظاهر – في تقديري – هو ضيق [الخريطة الإدراكية] , ذلك لأنها متعلقة بالتصور , وهو الذي يحدد معالم الفكر ويملي منهجيته , ويشكل القاعدة للأحكام والنقد والتقويم , ولذلك يقول فقهاؤنا: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم تورث لنا القراءة تجاوز كينونتنا الثقافية عبر الاستفادة من التراكم المعرفي الذي يبسط لنا مساحات هائلة من الرؤية والتصور, سنصبح أسارى لتجاربنا وتصوراتنا الضيقة المحدودة , وسيظل استيعاب الفكرة الجديدة الواقعة خارج معارفنا المحدودة معضلة , نهرب منها ونقع في التعصب ضدها , بل سنصبح ضحايا إفرازات فقرنا الثقافي والمعرفي , فنكون ذوي [عقلية البعد الواحد] , أو الاتجاه الواحد , الذي يختزل الصور في صورة واحدة , ويحشر النقد في زاوية ضيقة.
ومن طريف ما يحكى ـ في هذا الصدد ـ أن شعباً من الشعوب تظاهر ضد مليكه , بسبب الجوع , فلما شاهدت ابنة الملك تلك الجموع البائسة , قالت لأبيها: ما لهؤلاء الناس؟! فقال لها: يريدون الخبز! عندها انتدبت نفسها لحل تلك المعضلة قائلة: لماذا لا تعطيهم يا [بابا] قشر البقلاوة [نوع من الحلوى]؟!.
وإني أعذر تلك الفتاة المدلَّلَة, لأنه لا وجود لمعنى (الجوع) في خريطتها الإدراكية, وحسبها أن تشارك في حل هذه الأزمة بقدر ما يسعفها تصورها الساذج؟!
ومن تلك القصص الطريفة التي تكشف لنا فساد هذا المنطق ما يحكى أن واعظا طفق يعظ مجموعة من الفلاحين الجفاة , فاستعرض قوله تعالى ـ في وصف الدنيا ـ {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [سورة الحديد:20] , فلما فسر (الكفار) بالزراع ـ كما هو المشهور عند المفسرين ـ ثار هؤلاء الفلاحون وهاجوا , وتألبوا عليه تألُّب الأعراب على قصاع الثريد , وكادوا يفتكون به , لولا أن الله سلَّم!!.
وكل ذلك هين ما دام أنه يدور في فلك العوام, لأنه قدرهم, ولا يمكن اجتثاثه إلا باصطلامهم , لكن الرزيّة المؤلمة تسرب هذا المنطق العبثي إلى أفهام من يتدثر بدثار العلم , ويتحلى بحلية الناقد البصير , عندئذ يختلط المنطق العقلي المنضبط بمنطق العوام العبثي , وتشتبه – على البسطاء – أمية الفكر برقيَّه ونضوجه.
ولا يهولنّك ـ أيها القارئ الكريم ـ ما تجده اليوم من أنماط للتفكير ومناهج للاستدلال في ساحتنا الفكرية والثقافية، ليست ببعيدة عن فكر تلك الفتاة المدلَّلَة – صاحبة قشر البقلاوة – وليست بمنئً عن استنباط أولئك الفلاحين الجفاة.
لكن المشكلة تكمن في أن بعض تلك المناهج تحاول – جاهدة – أن تلبس لباس العلم, وترفع لواء الاجتهاد , وتصطنع الغيرة على قضايا الأمة , عقيدتها ووحدتها , ولو كانت تعي لأدركت أنها تلبس أخلاقاً بالية, وأسمالاً خَلقة, لا تكاد تستر عوراتها, أو تحفظ سوآتها.
وسأضرب على تلك المناهج، التي ارتضعت من ثدي [أمية الفكر] حتى شاخت فتخدد لحمها وتكلس عظمها من لبنها، بمثالين:
الأول: المنهج التُّومي , ذاك المنهج الذي اتخذ [الجهل المركب] قاعدة لانطلاقه الفكري والاستدلالي, وأشدُّ صوره فاجعة في النتيجة تلك التي خدم بها الغزاة المتوحشين وقائدهم (هولاكو العصر) , فقد أراد ذاك المنهج أن [يعبك] النظام العلماني بالحكم الإسلامي الرباني , ويقدمه حلاً شرعياً لأزمات الأمة المستعصية , كما أراد (توما الحكيم) أن يتخذ من سم الأفعى دواء لعباد الله, فطفق يحث تلك الأمة المستضعفة على السمع والطاعة لذلك النظام المتمرد على دين الأمة وهويتها ,وعلل ذلك بعلة متناقضة مع بنية ذلك النظام العلماني الذي يدعو إليه , وهي كما قال " حتى يطبق شرع الله " فليت شعري ,ما علاقة ذلك النظام بشرع الله؟! بل ما علاقة سم الأفاعي بشفاء عباد الله؟!
فلضيق الصورة الإدراكية لذلك المنهج، الذي عجز عن إدراك الواقع، الذي تعبث فيه العلمانية والاستعمار وأدواته , كما عجزت الفتاة المدلَّلة عن إدراك معنى الجوع , طمع من حماة العلمانية والغزاة أن يطبقوا شرع الله, بل تمادى في جهله بأن سمَّى رئيس الدولة الذي يباهى بعلمانيته , ولا ينكر دور الغازي الكافر في توليته ولياً للأمر! بنفس تلك المفردة الشرعية التي لا يعترف بها النظام المدني العلماني , بل يجعلها من المفردات الظلامية البائدة!! وقد صدق - في صاحب هذا المنهج - المثل العربي القائل: "رأسه في القبلة واسته في الخربة"!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا المنهج – والله – بقدر ضلاله بقدر ما يثير الشفقة والرحمة والعطف على أسرائه, لأن ما يطرحه خلو من العقل وصفر من العلم يستحيل أن يكون مادة للنقاش, إلا على طرائق السفسطائية, إذ يتناقض مع الضرورات الشرعية والعقلية والفطرية , ويتنافى مع المنهجية العلمية , ولكن حسبه أن يكون رائداً في مجالس التندر والضحك والسمر, يقطع بذكره عناء الطريق ولغبه.
الثاني: المنهج النزقي المتشنج, ذاك المنهج الذي أقام أصوله الفكرية والاستدلالية على الطيش والنزاقة , فكثر مريدوه من خفافيش الفكر وأسراب من طيور الرخم , علَّمهم ذاك المنهج أنواعاً من النقد الطائش , وألواناً من حماقة التفكير ورقاعته ,ورباهم على فساد الظن بالمسلمين وتصنيف المؤمنين.
ولقد عجز هذا المنهج عن التعايش مع هدوء الحوار وسكينة النقد , فحوّل رَشْقَ القلم إلى قعقعة , وهمس الأفواه إلى هدير الفحول وجرجرتها, وعندها أصبحت شدة الصلف وكثرة السرف والتطاول والغلظة والفظاظة من الديانة الواجبة والفرائض اللازمة.
وكل ذلك راجع إلى ضمور الخريطة الإدراكية , وضيق الأفق المعرفي, وذبول النقد الإيجابي الملتزم بآدابه المنهجية والسلوكية , وكلها راجعة إلى أزمة واحدة وهي [الأمية الفكرية].
ومن صور أمية هذا المنهج – وهي كثيرة لا تكاد تحصى – إنكاره على بعض المفكرين، والذي اتخذه هدفاً معرفياً لمشروعه النقدي وغرضاً لأسهمه، في وصفه القرآن بأنه "سحر"، وما يعني ذاك المفكر إلا سحر البيان , فطفق يشنع عليه ويشغب!! , إذ – في نظره – كيف يكون القرآن سحراً والله حرّم السحر وجعله كفراً؟! فهل رأيت أو سمعت في عالم النقد أكثر حنكة ودقة من هذا النقد؟!!
فلضيق فكره الإدراكي فسر وصف المؤمن للقرآن بالسحر , بكبيرة الكبائر وموبقة البوائق , وعجز فكره عن إدراك معانٍ للسحر غير ما توهم , كما عجز الفلاحون الأجلاف عن إدراك معانٍ أخرى من وصف "الكفار".
تلك أضواء خاطفة على هذه الأزمة الفكرية المتمثلة في عنوانها العريض , وهو [الفساد في التصور , والعبثية في الاستدلال والتناقض في النتائج].
وحتى لا نفجع بأجيالنا ... يجب على العلماء والمربين والحكماء أن يعيدوا النظر في منهجية التعليم وطرائقه , فليس العلم والثقافة مجرد الحفظ والحقائق الجاهزة , بل العلم والثقافة امتلاك المنهج المنضبط, وتنمية قدرات التعليم الذاتي , والبحث عن الحقائق بواسطة تحليلها وتركيبها , وإلا فإن في نمط التعليم التلقيني الذي أدمناه من مرحلة الروضة إلى مرحلة الجامعة , وفي مجرد تكرار المحفوظ وإعادته كسلاً للأذهان وتلبداً للمدارك, تصبح فيه العقول سجناً مظلماً كئيباً لا تطلع عليه شمس ولا ينفذ إليه هواء.
وبذلك نكون عاجزين فكرياً عن التعامل الراشد مع نواحي الحياة ومجالاتها العلمية والعملية , في العلوم الشرعية ومقاصدها , والسياسة ونقدها , والاقتصاد وفقه , والتربية وواقعها , بل وفي حياتنا الخاصة ومتطلباتها.
منقول من مجلة العصر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:43]ـ
هذا الموضوع فى هذا المجلس وهو اقل المواضيع من حيث عدد المشاهدات
فهل هذا يدل على شئ(/)
نظرات في كتاب "علموا أولادكم حب رسول الله "
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 10:06]ـ
نظرات في كتاب
"علموا أولادكم حب رسول الله (ص) "
كتبها / الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
اطلعت على كتاب ألفه معالي الدكتور محمد عبده يماني تحت عنوان "علموا أولادكم حب رسول الله"، وطبعه عدة طبعات، وجاء على غلاف الطبعة الثالثة منه ما نصه:
(طُبِعَ بموافقة وزراة الإعلام رقم 1112/ م ج، وتاريخ 30/ 3/1405 هـ).
ولم يذكر معاليه موافقة مراقبة المطبوعات في الإفتاء، مع أن هذا الأمر لازم، يجعل لهذه الجهة بتخطيه لها المطالبة بحقها نحو هذا الإجراء المخالف لنظام المطبوعات.
ونحن مع كل مسلم نتفق مع معالي الدكتور على أن محبة الرسول (ص) واجبة على كل مسلم، بل هي من أعظم أصول الإيمان ومسائل العقيدة، وتأتي في الدرجة الثانية بعد محبة الله تعالى، وبغض الرسول (ص) أو بغض شيء مما جاء به ردَّة عن دين الإسلام.
ونتفق كذلك مع معاليه على أن بيان هذا للناس أمر واجب.
ولكن بيانه يكون بالطريقة الشرعية، والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، وعلى ضوء العقائد المعتبرة عند أهل السنة والجماعة، وهذا ما لم يتوفر في كتاب معاليه كما يأتي بيانه، وذلك على النحو التالي:
1 - قوله في العنوان: (علموا أولادكم حب رسول الله).
هل المحبة تُعَلَّم تعليماً، أو هي عمل قلبي يُقوَّى ويُنَمَّى؟!
كان الأولى بالدكتور أن يقول: بينوا لأولادكم وجوب محبة الرسول (ص)، ونموها في قلوبهم؛
ببيان صفاته وخصائصه، وما جاء على يديه من هداية الأمة، وإخراجها من الظلمات إلى
النور، وإنقاذها من الخرافات والبدع والشركيات إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة.
2 - لماذا اقتصر معاليه على محبة الرسول (ص) ولم يذكر محبة الله تعالى التي هي الأصل الذي تتبعه محبة الرسول (ص)؟!
لماذا يذكر الفرع ويترك الأصل؟!
ألم تكن محبة الرسول (ص) تأتي بعد محبة الله تعالى في الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى:?قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ? ... إلى قوله تعالى:?أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ?] التوبة:24 [وقوله (ص) ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه
مما سواهما ... ? الحديث؟!
وقال تعالى:?وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ?] البقرة:165 [، ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ?] آل عمران:31 [.
3 - ما علاقة محبة الرسول (ص) بابتداع الاحتفال في اليوم الذي يُقال: إنه اليوم الذي وُلِدَ فيه، وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، حيث ذكر معالي الدكتور ذلك في كتابه، ودعا إليه من صفحة (95) إلى صفحة (103)، وحاول في هذه الصفحات أن يسوغ هذا الاحتفال؛ دون أن يبرز دليلاً صحيحاً واحداً أو استدلالاً صحيحاً على ما قال، سوى أنه عادة أحدثها بعض الناس:?إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ?] الزخرف:23 [.
ولسنا بصدد مناقشة الشبهات التي ذكرها هنا؛ لأن هذا له موضع آخر، وقد نوقشت
والحمد لله في أكثر من كتاب، وبُيِّن أن الاحتفال بالمولد بدعة محدثة.
ونحن نسأل معالي الدكتور:
هل شرع الرسول (ص) هذا الاحتفال لأمته أو هو شيء محدث بعده؟
وقد قال (ص) من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.
وهل فعله صحابته وخلفاؤه الراشدون الذين لا يساويهم أحد في محبته r؟!
هل كانوا مقصرين في محبته حين لم يفعلوه؟!
لا؛ بل إنهم لم يفعلوه؛ لأنه بدعة، وقد نهى (ص) عن البدع، وفعل البدعة معصية له (ص) يتناقض مع محبته؛ لأن محبته تقتضي متابعته وترك ما نهى عنه.
فيا معالي الدكتور! كيف نعلم أولادنا محبة رسول الله (ص) ثم ندعوهم لمخالفته بفعل البدع؟! أليس هذا تناقضاً؟!
ليتك قلت: علموهم متابعة رسول الله r، وانهوهم عن مخالفته، وألزموهم بطاعته؛
كما قال (ص) مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في
المضاجع.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ما علاقة تحديد المكان الذي وُلِدَ فيه الرسول (ص) بموضوع محبته ... حيث شغل الدكتور حيزاً من كتابه في البحث عن تحديده من صفحة (179) إلى (191)، وأتعب فكره وقلمه في ذلك بما لا جدوى من ورائه، ولم نكلف بمعرفته.
هل عيَّن رسول الله (ص) هذا المكان لأمته؟!
هل اعتنى الصحابة والتابعون ومن بعدهم من القرون المفضلة وأئمة الإسلام المعتبرون بتعيين هذا المكان؟!
وماذا يرجع على الأمة من تعيينه؟!
لو كان في ذلك ما يعود على الأمة بخير؛ ما تركه الرسول (ص) وصحابته، بل إن الرسول (ص)
لم يهتم بشأن بيته الذي كان يسكنه في مكة قبل الهجرة، ولما سُئِل (ص) لما قدم مكة، فقيل له: أتنزل في دارك؟ قال (ص) وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟
ما كان (ص) يهتم بالأمكنة التي سكنها وعاش فيها؛ فضلاً عن أن يهتم بالمكان الذي ولد فيه، ولم يكن صحابته يفعلون ذلك؛ لأن ذلك يُفْضي إلى أن نتخذ هذه الأمكنة مُتَعَبَّدات ومعتقدات فاسدة.
إن النبي (ص) بعد البعثة لم يتهم بشأن غار حراء الذي ابتدأ نزول الوحي عليه فيه، لأن الله لم يأمره بذلك.
ولما رأى عمر رضي الله عنه الناس يذهبون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان؛ قطعها مخافة أن يُفْتَن الناس بها.
فلا تفتحوا للناس باباً مغلقاً، وتذكروا قوله تعالى:?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ?] النور:63 [.
ولهذا لا نجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه r إشارة إلى البقعة التي وُلِدَ فيها رسول الله (ص) لأنه لا فائدة من ذلك، وليس في الاعتناء بذلك دلالة على محبته (ص) وإنما علامة محبته (ص) اتباعه، والعمل بسنته، وترك ما نهى عنه؛ كما قال الشاعر الحكيم في ملازمة المحبة
للطاعة:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المُحِبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ
5 ـ حشد معالي الدكتور في كتابه هذا أموراً وأشياء كثيرة فيها نظر، وذكر فيه أحاديث
لم يبين درجتها، ولم يوثقها من دواوين السنة المعتبرة.
والواجب عليه - كباحث يحمل أكبر درجة علمية - أن لا يهمل ذلك؛ لأن القراء ينتظرون منه ومن أمثاله أن يقدم لهم بحثاً مستوفياً للجوانب العلمية والمعنوية.
ومما جاء في كتابه:
أ- أبيات (طلع البدر علينا)؛ قال عنها:
(هذا نشيد سمعه رسول الله (ص) دون شك ولا ريب).
إلى أن قال: (وقد ارتفع هذا النشيد لأول مرة من حناجر المسلمين المهاجرين والأنصار منذ أكثر من أربعة عشر قرناً).
ونقول: ما الذي يجعلك يا معالي الدكتور تجزم بسماع الرسول (ص) لهذا النشيد دون شك أو ريب؟
وما الذي يجعلك تجزم بنسبته إلى المهاجرين والأنصار؟ أين سندك في هذا؟
أيظن معاليكم أن القراء يقتنعون بمثل هذا الكلام دون تحقيق وتوثيق؟
كلا.
ب - في (ص 111) قال معالي الدكتور:
(وقد سئل (ص) عن سنته؟ فقال: المعرفة رأس مالي، والحب أساسي، والشوق مركبي ... ) إلخ.
ولا ندري من أين جاء الدكتور بهذا الحديث، فهو لم يذكر له سنداً، ولم يعزه إلى كتاب،
ولا تجوز النسبة إلى الرسول (ص) دون تثبت؛ لأن ما يُنْسَب قد يكون مكذوباً على
رسول الله (ص) فيدخل تحت قول رسول الله (ص) من كذب عليَّ متعمداً؛ فليتبوا
مقعده من النار.
6 - في الكتاب مبالغات في حقه r قد نهى عنها، حيث قال عليه الصلاة والسلام:
(لا تُطْروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري وغيره.
ومن هذه المبالغات:
أ- ما جاء في (ص113):
(واجب على كل مؤمن متى ذَكَره أو ذُكِر عنده أن يخضع ويخشع ... إلخ).
ونقول تعقيباً على ذلك: أليس الخضوع والعبادة حق لله؟!
وكذلك الخضوع إذا كان القصد منه الخضوع بالجسم؛ فهو لا يكون إلا لله؛ لأنه سبحانه هو الذي يُرْكَع له ويُسْجَد، وإذا كان المراد به الانقياد لطاعته؛ فالتعبير خطأ؛ لأنه موهم.
والمشروع عند ذكره (ص) هو الصلاة عليه، لا ما ذكره معالي الدكتور، وإن كان قد نقله عن غيره؛ فهو قد أقره.
ب- جاء في (ص208) قوله:
(ومما تجدر الإشارة إليه أنه (ص) أول الأنبياء خلقاً، وإن كان آخرهم مبعثاً).
هكذا قال! ولم يذكر له مستنداً ولا دليلا ً!!
وهل هناك أحد من بني آدم يخلق قبل خلق أبيه وأمه بآلاف السنين؟!
أليس نسل آدم كلهم من ماء مهين و ?مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ?
] الطارق:6 - 7 [؟!
كيف يُخْلَق محمد (ص) قبل الأنبياء، ثم يُخْلَق مرة ثانية، ويولد بعدما تزوج أبوه بأمه، وحملت به عن طريق انتقاله ماءً دافقاً من صلب أبيه إلى رحم أمه؛ كما هي سنة الله في بني آدم؟! هل خُلِق مرتين؟!
ويصر الدكتور على هذه المقالة المنكرة، حيث يقول في (ص211):
(ولقد أنكر بعض المحْدَثين (يعني: المعاصرين) من الغيورين على الإسلام أن يكون سيدنا محمد (ص) خُلِق قبل آدم عليه السلام ... إلخ).
ويرد على هذا المنكر برد لا طائل تحته.
ومعنى كلامه أن أكثر المعاصرين موافقون له على هذه المقالة، أما السابقون؛ فلم يستثني منهم أحداً.
وهذا من التلبيس والمجازفة؛ فإن هذا القول لم يقل به أحدٌ يُعْتَدُّ به من الأمة لا قديماً
ولا حديثاً.
وإذا كان محمد (ص) خُلِق قبل آدم؛ فهو إذن ليس من بني آدم.
وأيضاً؛ لماذا تحتفلون بولادته وهو مخلوق قبل آدم؟!
هذا تناقض عجيب.
وليت الدكتور بدل أن يقدم للقراء مثل هذه المعلومات الخاطئة قدم لهم معلومات صحيحة
تفيدهم وتنفعهم من الحث على الاقتداء بالرسول (ص) واتِّباعه، وترك ما نهى عنه وحذر من
البدع، فذلك خيرٌ وأبقى.
هذا؛ وسكون لي- إن شاء الله- مع هذا الكتاب جولة أخرى لمناقشته، وليس لي قصد من وراء ذلك إلا بيان الحق والنصيحة.
والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 08:57]ـ
بورك فيك وفي الشيخ ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:55]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
وأسأل الله عزوجل أن يوفقك لكل خير
ـ[الحسيني]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 06:59]ـ
جزاك الله خيراً(/)
من وافق قوماً في مسألة هل ينسب إليهم بإطلاق، وإن لم يلتزم أصولهم؟
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:01]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد ...
من وافق قوم في مسألة هل ينسب إليهم بإطلاق، وإن لم يلتزم أصولهم؟
ولنأخذ الإرجاء كمثال:
هل يصح رمي العلماء بالإرجاء لموافقتهم المرجئة في مسالة من المسائل: كنحو قولهم مثلا ببدعة جنس العمل (كاصطلاح وليس كمعنى)، أو عدم التكفير بأحد المباني الأربعة مع عدم التزامهم بأصول المرجئة، بل والتبرؤ منها والرد عليها والتحذير منها؟
زد على هذا قول هؤلاء العلماء - المفترى عليهم - بالتلازم بين الظاهر والباطن والتكفير ببعض أعمال الجوارح كنحو سب النبي وإلقاء مصحف في حش والسجود لصنم طواعية و ... فهل يصح اتهامهم بالإرجاء؟
هذه المسألة أطرحها للنقاش العلمي، والسبب ما رأيته من إلصاق تهمة الإرجاء بغالب علماء الدعوة السلفية والتنفير منهم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
------------------------------
وقد دارت مناقشات عديدة على هذا الرابط:
http://forum.turath.com/showthread.php?t=1554&page=1&pp=10
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 02:55]ـ
المقصود بارك الله فيك من وافق قوما فيما خالفوا فيه ما أجمع عليه أهل السنة ... لأن الأمثلة التي ذكرتها لا تسعفك في تحقيق المقصود.
لكن للفائدة الإمام أحمد وغيره من الأئمة كانوا يقولون: من قال إن القرآن مخلوق فهو جهمي وكانوا يقولون ذلك في حق أئمة وافقت أصولهم أصول أهل السنة كما وقع للكرابيسي مع الإمام أحمد وكما وقع للذهلي مع الإمام البخاري في مسألة اللفظ وأن كانوا قد افتروا عليه لكن المقصود أنهم لم ينظروا لأصوله التي يبني عليها.
لكن بالنسبة لمسألة الصلاة خاصة ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار شهرة الخلاف فيها بين أهل السنة وإن كان المخالف يقول بانعقاد الإجماع .. فحينئذ ينظر إلى الأصول التي بنى عليها من قال بعدم كفر تاركها تهاونا وكسلا.
كما أنه عند تشابه الألفاظ ويكون المقصود شيئا آخر فينظر حينئذ إلى الأصول التي بنى عليها المخالف والله أعلم.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 03:02]ـ
الرجاء إصلاح كلمة "قوم" في العنوان ليصبح: من وافق قوما في مسألة ... وقد سبقني الأخ السعدي إلى ذلك بشكل غير مباشر ولما بقي الخطأ كما كان أحببت أن أنبه عليه بشكل مباشر والدين النصيحة ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 04:29]ـ
من وافق قوما في مسألة هل ينسب إليهم بإطلاق، وإن لم يلتزم أصولهم؟ اجاب عليه الدكتور ناصر العقل فى شرح كتابه مجمل اعتقاد السلف فسأنقله قريبا ان شاء الله
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:58]ـ
دون التطرق إلى تفصيل المسألة التي وافقهم فيها
فالعبارة هذه ((من وافق قوم في مسألة هل ينسب إليهم بإطلاق، وإن لم يلتزم أصولهم؟)) تحمل جوابها في نفسها
فعدم الموافقة لهم في أصولهم يجعلهم (اي القوم و افترض هنا انهم من اهل البدع) لا ينسبون هذا الشخص لطائفتهم أصلا
فقسر نسبته إليهم مع رفضهم هم له (لعدم موافقته لهم في أصولهم) فيه ظلم لهذا الشخص .. هذه واحده
الثانية، ان الحق قد يكون مع هؤلاء البدعيون في هذه المسألة بخصوصها، وهذا فقط في المسائل الإجتهادية لان اغلب اهل البدع ينتسبون فقهيا لأحد الأئمة الأربعة (ويخرج من هذا الإباضية و الزيدية)
والله أعلم
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 05:37]ـ
اجاب عليه الدكتور ناصر العقل فى شرح كتابه مجمل اعتقاد السلف فسأنقله قريبا ان شاء الله
عجل بنقله وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:44]ـ
حياك الله أخي خالد
ربما هذا السؤال الذي تقصده وهو موجود بالدرس الثالث من دروس الشيخ حفظه الله
{هل كل من وقع في بدعة يحكم عليه أنه مبتدع أم أن هناك ضوابط شرعية تطبق على من وقع في البدعة}؟
أحسنت وهذا أيضا مما يحتاجه طلاب العلم بخاصة وعموم المسلمين بعامة، وهو أنه إذا رأينا إنسانا مسلما وقع في بدعة قولية أو اعتقادية أو فعلية أو مارس بدعة من البدع في منهجه في الحياة، هل يحكم عليه أنه مبتدع لأول وهلة؟ نقول الأصل هذا يرجع إلى أن البدعة أو البدع إذا كانت منهجا للشخص بمعنى أنه ينهج نهج المبتدع في الاستدلال وفي الممارسات وفي العبادات أو يعتقد صحة مناهجهم فهو مبتدع وإن قلت عنده البدع العملية الظاهرة لأن كثيرا من الناس تطبيقاته لأمور الدين قليلة، لكنه يعتقد ينحى منحى أهل البدع ينتسب إلى فرقة ويأخذ بمنهجها فهذا يعتبر مبتدع بناء على المنهج الذي يسلكه ويلتزمه.
الصورة الثانية فيما إذا رأينا إنسانا يعمل ببدعة أو بدعا قليلة وهذه البدع ليست من البدع المكفرة المخرجة من الملة وهي أكثر ما عليه المسلمين، المبتدعة من المسلمين بدع غالبا غير مكفرة، إذا رأينا إنسانا يعتقد أو يقول أو يفعل بدعة ولا نعرف حاله لا نصفه بالابتداع ابتداء، لأنها قد تكون ذلة كما ذكرت في الحديث السابق قد تكون ذلة أو جاءت عن تأول أو جهل أو تقليد من غير تبصر، أو عن اشتباه، فلا نحكم على من يقع في بدعة أو بدع قليلة لا نحكم عليه حتى نرى منهجه، فإذا كان ينهج نهج البدع في الاعتقاد والمنهج العام يخالف السنة في المنهج فهذا مبتدع وإذا لم يخالف السنة فهو ليس مبتدع وإذا لم يخالف السنة فليس مبتدع.
هناك صورة ثالثة: وهو إذا كان الإنسان يدعي أنه ليس على منهج البدعة ولا نعرف عنه عقيدة أو قولا يدل على أنه ينهج نهج المبتدعة، لكنه يمارس بدع كثيرة هي الظاهرة على سلوكياته في تعبده في معاملاته في سمته في شكله الظاهر في تشبهه فهذا الإنسان الذي يظهر على مسلكه العام البدع المتكاثرة فهو مبتدع حتى لو ادعى أنه لا ينهج نهج المبتدعة، إذن إذا تكاثرت البدعة أو صار الإنسان على منهج أهل البدع فهو بدعي أما إذا كانت البدعة قليلة عنده لا يوصف بالابتداع بل يقال هذا وافق المبتدعة يقال هذه ذلة يقال خطأ وينصح ويبين له وجه الخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 05:47]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5055(/)
الأمة الإسلامية في مواجهة التنصير!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 06:13]ـ
بين التاريخ والواقع: الأمة الإسلامية في مواجهة التنصير!! بقلم د. راغب السرجانى تاريخ الإضافة: 20/ 08/07
أثارت قضية الشاب المرتد المتنصِّر محمد حجازي، ودعواه القضائية المتبجحة للحصول على حكم قضائي يثبت ارتداده، أثارت شجونًا كثيرة، وقضايا خطيرة في ذات الوقت، فالأمة الإسلامية التي جعلها الله عز وجل خير الأمم بشرط القيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هذه الأمة تخلَّت عن هذا الواجب، فهاجمها المنكر من كل حدبٍ وصوب.
إن الأمة الإسلامية كانت شعاع نورٍ أطلقه الله عز وجل ليبدد ظلمة الشرك والجاهلية؛ فانطلق المسلمون يخرجون العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ولكن عندما تخلَّت بعض الأجيال عن دورها العظيم في هداية البشرية، فإن أعداء الأمة قد تداعت عليها كما تداعي الأكلة إلى قصعتها، ينهشون فيها من كل جانب، ويخرجون أبناءها من عبادة الله عز وجل وحده إلى عبادة الصليب والبشر، أو إلى البهائية، أو غير ذلك من صور الشرك، وذلك تحت سمع وبصر الأمة كلها.
إن دور الأمة الإسلامية في حماية دينها، والحفاظ على أبنائها من الوقوع في براثن المنظمات التنصيرية دور كبير ومهم لابد أن تعيه الأمة جيدًا؛ لتقوم به كما ينبغي عليها، كما لابد أن تعي الدور القديم المتنامي لخطط التنصير التي اجتاحت العالم الإسلامي منذ مئات السنين.
لقد بدأ التنصير مبكرًا بعد فشل الحروب الصليبية، إذ اقتنعت أوروبا، وكذلك بعض مسيحيي الشرق، بأن القضاء على الإسلام – كما يحلمون - لن يكون باستخدام القوة التي أثبتت فشلها، فاستخدام القوة يحفِّز المسلم للجهاد والتضحية في سبيل دينه، ولكن رأوا أن تحقيق ذلك الهدف لن يتأتَّى إلا بإبعاد المسلمين عن دينهم وإدخالهم في المسيحية، أو على الأقل بتمييع العقيدة في نفوس المسلمين، وذلك ما أعلنه القس صمويل زويمر أحد أشهر من مارسوا التنصير، وذلك في مؤتمر القدس للتنصير عام 1935م.
وذلك أيضًا ما ذكره مسئول كبير بالكنيسة المصرية في كلمته في الكنيسة المرقصية الكبرى بالإسكندرية في مارس عام 1973م، إذ قال: "كذلك يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية؛ إذ إن الخطة التبشيرية التي وُضِعَت بُنِيَت على أساس هدفٍ اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم، والتمسك به، على ألاّ يكون من الضروري اعتناقهم للمسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أورد فضيلة الشيخ الغزالي نصَّ الكلمة كاملة في كتابه الرائع (قذائف الحق)، وفيها ما يبين العداوة الشديدة الكامنة في نفوس البعض نحو الإسلام، ويُظهِر حجم الكيد والتخطيط الذي يقومون به ضده.
إن الكنيسة – كما ثبت من التحقيقات في قضية محمد حجازي - تنفق عشرات الملايين دون حساب من أجل استغلال الحالة المادية الضعيفة للمسلمين في تنصيرهم، وهذه الأموال تأتي – كما ذكر المسئول الكنسي في كلمته – من عدة جهات على رأسها أمريكا، وهنا لابد أن نتساءل: أين دور الدولة في كل ما يحدث؟! كيف تترك أبناءها يُستَغَلُّون لصالح مخططات مشبوهة؟! إن لم يكن لدى المسئولين حمية دينية للإسلام، أليس لديهم خوف على الوطن؟! أو حتى على أنفسهم؟ وقد تحدث نفس المسئول عن مخطط استعادة مصر من الغزاة المسلمين، أليس في هذا ما يثير خوف المسئولين؟! لقد كانت صدمة شديدة عندما قرأنا أن المتنصِّر محمد حجازي لم يكن يريد إعلان ردته، وأنَّ هناك مسئولاً قياديًّا بارزًا بالدولة هو الذي حرَّضه على ذلك، بل وأخذ يضغط عليه معلِنًا استعداده لتحمُّل كافة نفقات الدعوى، إلى هذا الحد بلغ الكيد للإسلام بين بعض من يُفترَض أنهم مسئولون في هذا البلد!!
إنَّ على الدولة مسئوليةً في حفظ عقيدة ودين رعيتها وشعبها لا تقل عن مسئولية توفير الطعام والمسكن والملبس، بل تزيد؛ فلماذا لا تُسخِّر الدولة وسائل الإعلام في تعليم صحيح الإسلام لأفراد المجتمع؟! وكيف تكون وسائل الإعلام في بلد مسلم من أدوات نشر الرذيلة والأخلاق الرديئة؟! ولماذا يتم تفريغ مناهج التعليم من مضامينها الإسلامية، واستبدال مناهج متميعة عقائديًّا بها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ مسئولية الدولة ضخمة – كما ذكرت – في حفظ العقيدة الإسلامية فضلاً عن نشرها؛ فإن الدولة المسلمة الحقة هي التي تعمل على نشر الإسلام في ربوع الأرض.
إنه ليس من المقبول أو حتى من المفهوم أن تسلِّم الدولة من أسلم من النصارى للكنيسة؛ لتعذبهم وترغمهم على الارتداد إلى الكفر كما حدث مع السيدتين المسلمتين: وفاء قسطنطين وماري عبد الله، بينما تترك من ارتدَّ عن الإسلام حرًّا، أو – وهذا أدهى وأَمَرّ - لتجعل منه بعض وسائل الإعلام المشبوهة بطلاً!!
ولا يمكن أن يغيب عنّا دور المجتمع المسلم الذي يرى ما يحدث ويصمت، كيف للمسلم الغيور على الإسلام أن يلتزم الصمت تجاه محاولات إخراج المسلمين إلى الكفر؟! لماذا لا يقوم المسلم بواجبه نحو نصيحة أخيه المسلم؟! ولماذا لا يكفله إن رأى به حاجة وفقرًا حتى لا يسمح لدعاة الأديان الأخرى أن يستقطبوه تحت ضغط العوز وشدة الفقر.
ولا يصح أن ننسى دور الأزهر وعلماء الإسلام؛ فلقد ظلَّ صوت الأزهر عاليًا شامخًا في الحق، يجمع الأمة حوله في أوقات أزماتها؛ ليأخذ بيدها إلى سبيل النجاة.
إن دور الأزهر والعلماء دور عظيم، ونحن نثق بأن هناك من العلماء من هو جدير بقيادة الأمة، وإقالتها من عثرتها، ونحن ندعو هؤلاء أن ينهضوا، ليتصدروا الصفوف، ويقوموا بمهمتهم التي سيسألهم الله عز وجل عنها.
وكلمة أخيرة .. إلى ذلك الشاب الذي ترك الهدى إلى الضلال، وفضل الظلمة على النور، أقول له: مازال هناك أمل لك في أن تنجو؛ فإن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يُغرغِر؛ فأدرك نفسك، وارجع إلى واحة الإيمان، فإني أشفق عليك من يوم القيامة، إذ يتبرأ منك المسيح عيسى عليه السلام، فتصيبك حينها حسرة تظلُّ معك في جهنَّم أبدَ الآبدين ... أسأل الله لك الهداية، وأسأله نصر الإسلام والمسلمين.
<
تعليقات
باسم حجاج
لا يهلك الله إلا هالك وذلك بسبب البيئة التي ينشأ فيها مثل هؤلاء الشباب الذين يتربوا وينشئوا بعيداً عن الدين
عائشة
من مشاكلنا الكبرى غياب الحكمة والوعي؛ فمعظمنا يثور عندما يسمع خبرًا ويقلب الدنيا صراخًا واستنكارًا، بدون مراعاة لأدب الإسلام ومقتضيات الحكمة، ثم يهدأ الى أن يفاجأ بخبر جديد ونعيد الكرة، حتى بات التدين صراخًا وشجبًا وسبابًا وضجة وهجومًا لا عقلاني؛ فغاب لذلك العمل المنظم الحكيم الرزين .. أنصح نفسي والمسلمين أن ننظر إلى أنفسنا فالله تعالى وعد نبيه ألا يسلط علينا عدوًا الا من انفسنا، فليَلُمْ كل منّا نفسه وليصلحها اولاً، ويطهر قلبه ويتصالح مع ربه، ثم يدعو غيره بالحكمة، ولا يلتفت الى مكر الماكرين، ولا يُستفز بسهولة؛ لان هذا من صفات الجاهلية قال تعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [آل عمران: 186] هذا حَلٌّ ربَّاني وأمر رباني.
عبد الله
دعك من دور الدولة ومؤسستها ومسئوليها فهم فى واد وأنت فى واد وعليك بالمجتمع فلو علم هذا الفتى حقيقة الإسلام ما استطاعت مليارات الأرض تنصيره. ويا ليت قومى يعلمون
ابراهيم
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 06:43]ـ
جزاكم الله خيراً، انظر إلي رابط كتاب "لعنة الأمة القبطية".
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:41]ـ
جزاك الله خيرا(/)
قواعد الاعتدال لمن أراد تقويم الجماعات والرجال،، للشيخ عقيل المقطري
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 01:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد الاعتدال لمن أراد تقويم الجماعات والرجال
تمهيد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحابته الراشدين ومن سلك مسلكهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 8]
فهذه الآية الكريمة تُعدّ قاعدة في الجرح والتعديل، إذ فيها المنهج القويم الذي يجعل العدل لازماً من لوازم الإيمان، وهذا المنهج الدقيق الذي يمثل جميع صور القسط والعدل مع البعيد والقريب، وينهى عن كل صور الجور والظلم مع القريب والبعيد والصديق والعدو.
قال الحافظ بن كثير في تفسيره عند الآية السابقة: (قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ} أي كونوا قوّامين بالحق لله عز وجل لا لأجل الناس والسمعة وكونوا {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} أي بالعدل لا بالجور، وقد ثبت في الصحيحين عن النعمان بن بشير أنه قال: (نحلني أبي نحلاً فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه ليشهده علي صدقتي فقال (أكل ولدك نحلت مثله؟) قال لا، فقال (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم) وقال: إني لا أشهد على جور قال: فرجع أبي فردّ تلك الصدقة)
وقوله تعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم بل استعملوا العدل في كل أحد صديقاً كان أو عدواً ولهذا قال: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} أي عدلكم أقرب إلى التقوى من تركه ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه كما في نظائره من القرآن وغيره كما في قوله {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم)
وقوله {هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء كما قوله تعالى {أصحاب الجنة يومئِذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً} وكقول بعض الصحابيات لعمر: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) أي وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم التي عملتموها إن خيراً فخير وأن شراً فشر). اهـ. المراد
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة – ج2 ص 247 - :
(وأمور الناس إنما تستقيم في الدنيا مع العدل الذي قد يكون فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم يشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام.
وذلك أن العدل نظام كل شيء فإذا أُقيم أمر الدنيا بالعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الدين من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة). اهـ.
ونحن في زمن قَلَّ فيه العدل والإنصاف، لذلك فالحاجة ماسة إلى أن تكون عندنا قواعد عامة في الحكم على الآخرين من أجل أن يكون هذا الحكم بعلم وعدل وإنصاف؛ ولهذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في – منهاج السنة النبوية -:
( ......... لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا يبقى في جهل وكذب في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب فيه العدل والإنصاف فيحتاج إلى أن يُبَيَّن للناس – {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} – نظراً لكثرة من يتكلم في زماننا هذا جَرْحاً وتعديلاً ونقداً وتقويماً من دون مراجعة هذا المنهج، فأدى بذلك إلى جرح الآخرين – وخاصة العلماء وطلبة العلم – بدون جارح، وإلى التكلم في أعراضهم، وأعراض المؤمنين محرمة ولحوم العلماء مسمومة.
ولقد ترتب على ذلك الانحراف عن منهج السلف آثار سيئة من غمط الناس واغتيابهم وفشو الفرقة والبغضاء .... إلخ. وواقعنا أكبر دليل على هذا.
ولهذا قبل أن يتكلم الإنسان بكلمة لا بد من مراقبة الله تبارك وتعالى، وليعلم أن كل لفظ يلفظه بلسانه مسجل عليه ومجزي به إن خيراً فخير وإن شراً فشر، قال سبحانه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
وعلى كل فرد منا قبل أن يتكلم في أي قضية ما: أن يحيط بها من جميع جوانبها، وأن يتثبت كل التثبت امتثالاً لقول الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
ولهذا فأكثر الناس يكبون في جهنم على مناخرهم بسبب ألسنتهم التي لا تتورع.
ففي الحديث الصحيح الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى اله عليه وآله وسلم قال له: ( ... كُفَّ عليك هذا) – وأشار إلى لسانه – فقال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم: وهل نحن مؤآخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار – أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم).
وفي حديث آخر قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه (الجواب الكافي):
( .... ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه) (
,صدق رحمه الله فكم من الناس من هو بهذه المثابة.
والواجب على كل إنسان منا قبل أن يصدر أي حكم في فرد أو جماعة لا بد من تذكر بعض الأمور:
الفصل الأول:
ضوابط الحكم على الأفراد والجماعات
1 - التجرّد عن الهوى:
من الأمور المهمة قبل أن يصدر الإنسان حكمه في الآخرين أن يكون متجرداً عن الهوى، من أجل أن يكون التقويم والحكم صواباً لأن التجرد عن الهوى يجعل المتكلم لا ينسى ما للمتكلم فيه من محاسن.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا)
فالهوى أمر خفي يتسلل إلى قلب المرء بالتدريج حتى يسيطر عليه وهو لا يشعر، ولذلك قال عز وجل لنبيه داود: ( ... وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) فجعل اتباع الهوى ضلالاً عن سبيل الله القويم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في كتابه (منهاج السنة النبوية): ( ... وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصم، فلا يستحضر ما لله ولرسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضى الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله، بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وأنه الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هو الحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعاً أو لغرض من الدنيا، لم يكن لله ولم يكن مجاهداً في سبيل الله، فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة؟) اهـ.
فعُلِم بهذا أن التجرد عن الهوى أصل مهم لمن أراد تقويم الأفراد أو الجماعات.
2 - الخوف من الله سبحانه وتعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل في وصف المؤمنين: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) وقال: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) وقال: (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ).
فإذا اتصف المسلم بهذه الصفات العظيمة فإنه لن يقع في الظلم ولن يقع في الغيبة والنميمة – بحجة التقويم والإصلاح – بل إذا قوم شخصاً أو جماعة كان خائفاً أن يقع في الإثم الذي حذّر الله منه حيث قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
ففي هذه الآية حرم الله سبحانه وتعالى الغيبة، والغيبة هي: ذكرك أخاك بما يكره، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (ذكرك أخاك بما يكره) فقيل له: أرأيت إذا كان في أخي ما أقول؟ فقال: (إذا كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
ولهذا ذكَّر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في خطبة حجة الوداع بأن أعراض المسلمين محرمة فقال عليه الصلاة والسلام: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ... ألا هل بلغت؟) فقالوا: نعم. فقال: (اللهم اشهد ... ) الحديث.
ومن أجل ذلك كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يخافون على أنفسهم من الوقوع في الغيبة حتى قال أمير المؤمنين في الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى – كما في ترجمته من (سير أعلام النبلاء) -: أرجوا أن ألقى الله و لا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
وقال: ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
فقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى معلقاً على كلامه هذا: (صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه، حتى إنه قال: إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً. وهذا والله غاية الورع) اهـ.
3 - تقديم حسن الظن:
إذ الأصل هو إحسان الظن بالمسلمين حتى يتبين خلافه بدليل قاطع لا شك فيه، قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
ففي هذه الآية المباركة يأمرنا الله عز وجل أن نجتنب كثيراً من الظن – و لاحظ معي لفظة (كثيراً) _ لأن بعض هذا الظن الكثير إثم، ثم نهى سبحانه بعد ذلك عن التجسس إشارة إلى أن التجسس لا يقع في الغالب إلا بسبب سوء الظن. والمتدبر لكلام الله عز وجل يجد أنه سبحانه وتعالى بَيَّن هذا الأصل عندما تكلم عمن تكلم في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها فقال سبحانه: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) ثم أوضح عز وجل أن نقل هذا الكلام والخوض فيه من دون بيّنه من الذنوب العظيمة فقال: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم حذر سبحانه من العود لمثل ذلك فقال: (يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ).
4 - التثبت والروية قبل إصدار الحكم:
يجب علينا جميعاً أن نتثبت في كل ما ينقل إلينا عن إخواننا خاصة، و لا نعتمد على (قيل لي) و (زعموا) و (بلغني) ... الخ.
قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ونقل الكلام في الآخرين من دون تثبت فيه إثم عظيم على صاحبه، قال عز وجل – في حق الذين خاضوا في اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة – (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وقد أنكر الله عز وجل على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وقد لا يكون لها صحة فقال عز وجل: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)
قال الحافظ ابن كثير عند هذه الآية:.فيه إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وقد لا يكون لها صحة، وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه:
حدثنا أبو بكر بن ابي شيبة حدثنا على بن حفص حدثنا شعبة عن حبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)
وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعى عن قيل وقال) أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ولا تدبر ولا تبيّن.
وفي سنن أبي داود أن رسول الله عليه وسلم قال: (بئس مطية الرجل زعموا) وفي الصحيح (من حدَّث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبيين)
ولنذكر ههنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه: أطلقت نساءك؟ فقال: (لا) فقلت: الله أكبر وذكر الحديث بطوله.
وعند مسلم: أطلقتهن فقال: (لا) فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، ونزلت هذه الآية: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) فكنت انا استنبطت ذلك الأمر.
ومعنى (يستنبطونه): أي يستخرجونه من معادنه يقال: استنبط الرجل العين إذا حفرها واستخرجها من قعورها) اهـ.
5 - أن يُعِدَّ الجواب ليوم العرض على الله عز وجل:
يجب على من أراد أن يقوم فرداً أو جماعة أن يعد الجواب لمسائلة الله إياه يوم القيامة إذا قال له: لماذا قلت كذا؟
وذلك أن كل قول يصدر من أي إنسان مكتوب عليه قال عز وجل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وفي الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع – وذكر منها – وعن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أفناه) وهذا يدل على أنه يسال عن أوقاته هل قضاها في الغيبة والنميمة؟ هل قضاها في التنفير عن العلم والعلماء برميهم بما ينفر الناس عنهم وهم عنه براء؟
وعلى كل فرد أن يكون متذكراً لقول المولى عز وجل: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
6 - الإنصاف والعدل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
قال الإمام ابن جرير رحمه الله:
(يعني بذلك جل ثناؤه يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم و لا تجوروا في أحكامكم وأفعالكم فتجاوزوا ما حددت لكم في أعدائكم لعداوتهم لكم، ولا تقصروا فيما حددت لكم من أحكامي وحدودي في أوليائكم لولايتهم لكم، ولكن انتهوا في جميعهم إلى حدي واعلموا فيه بأمري).
وأما قوله: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا) فإنه يقول: و لا يحملنكم عداوة قوم أن لا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم من العداوة) اهـ.
قال الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة الفضيل بن عياض من (سير أعلام النبلاء): ( ... وإنما الكلام في العلماء مفتقرة إلى وزن بالعدل والورع).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة: ( ... والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل لا بجهل وظلم كحال أهل البدع).
والخلاصة في مبحث الإنصاف والعدل: أنه لا يجوز تقويم الغير– إن احتيج إلى ذلك شرعاً – إلا بشرطين:
الأول: العلم.
الثاني: العدل والإنصاف.
فإن تكلم بغير علم فقد خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وطريقة سلفنا الصالح لقول الله عز وجل: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
وإن تكلم بغير عدل وإنصاف – بحيث كان ظالماً جائراً – فقد خالف قول الله عز وجل: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)
ونتج عن ذلك الشحناء والبغضاء، واختلاف القلوب وتمزق الصفوف، فيؤدي هذا كله على الفشل المحقق؛ وكان المتكلم بغير علم ولا عدل ولا إنصاف خادماُ لأعداء الإسلام من حيث لا يشعر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
7 - اعرف الحق تعرف أهله:
اعلم أخي في الله أننا مأمورون باتباع الكتاب والسنة منهيون عن التقليد العمى، وأهل السنة والجماعة لا يقدمون كلام أي إنسان مهما كان على كلام الله وكلام رسوله ولا يقلدون أحداً في دين الله بدون حجة بل هم ينفرون أشد التنفير عن التقليد الأعمى.
إلا أننا نجد في هذه الأيام من يقلد من هو دون الأئمة الأربعة في الفضل والعلم والتقوى والورع، فإذا قلت له: قال الله وقال رسوله، قال لك: قد قال الشيخ فلان كذا وأفتى الشيخ فلان بكذا لا وذكر في كتابه كذا. .. فإن حاولت إقناعه بالحجة لا يقتنع ولا يزيدك بأكثر من: قد قال الشيخ فلان كذا وذكر الإمام فلان كذا. وإن وجدت معتدلاً منهم فيقول لك: أقنعوا الشيخ فلاناً فإن اقتنع اقتنعنا معه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والتقليد كما ذكره الشوكاني رحمه الله في إرشاد الفحول) هو قبول رأي من لا تقوم به الحجة بلا حجة).
والمتتبع لما يدور بين المسلمين من الخلافات والكلام في بعضهم البعض أكثره ناتج عن هذا الداء العُضال ألا وهو: التقليد؛ فهذا يتعصب لقول شيخه وذاك يتعصب لمنهج جماعته.
فلسان حالهم يقول: الحق ما عليه الشيخ الفلاني، أو الجماعة الفلانية. وإن خالف الدليل، والباطل ما خالف قول الشيخ الفلاني أو منهج الجماعة الفلانية ولو دل عليه الدليل.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله كما في (إعلام الموقعين): ( ... اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله، فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه محرم في دين الله ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة) انتهى المراد.
فالانحراف هنا هو انحراف في منهج التلقي وما لم نتحرر من تقليد أقوال الرجال فإننا و لا شك سنجني الكثير من الأسقام التي تضعف جسم هذه الأمة حتى تصير أمة هزيلة يستهين بها أعداؤها، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد حذر الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء من تقليدهم الأعمى، وبالرغم من اشتهار ذلك عنهم إلا أن كثيراً من الناس تعاموا عن تلك الأقوال فوقعوا في هذا الداء العضال وإليك أقوالهم:
• الإمام الشافعي:
قال رحمه الله (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة للنبي صلى الله عليه وسلم أو تعزب عنه، فمهما قلت من قول أو أصّلت من أصل فيه عن رسول الله خلاف ما قلت فالقول قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي وجعل يردد هذا الكلام) إعلام الموقعين 2/ 286.
• مالك بن أنس إمام دار الهجرة:
قال رحمه الله تعالى: (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فإن وافق الكتاب والسنة فخذوا به وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه) جامع بيان العلم وفضله 2/ 32.
• الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة:
قال رحمه الله: (من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال) الفتاوى 2./212.
• الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
قال: (لا يحل لمن يفتي من كتبي حتى يعلم من أين قلت) الانتقاء ص145.
• أبو حامد الغزالي:
قال رحمه الله (وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق، والعاقل يقتدي بسيد العقلاء: علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: لا تعرف الحق بالرجال بل اعرف الحق تعرف أهله).
8 - كل بني آدم خطاء:
اعلم – أخي في الله – أن الخطأ صفة ملازمة للبشر لا ينجوا منها أحد إلا الأنبياء المعصومون عليهم الصلاة والسلام ففي الحديث: (كل بني آدم خَطّاءُ وخير الخطائين التوابون) فهؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم قد أخطئوا في بعض المسائل، كما هو مدون في كتب أهل السنة.
و لا يلزم من تخطئة الصحابة أو التابعين أو الأئمة تأثيمهم، إذ لا تلازم بين الأمرين، فالمجتهد المصيب له أجران والمخطئ له أجر ولا إثم عليه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر).
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في كتابه (الاتباع): (والقول قد يكون مخالفاً للنص وقائله معذور، فإن المخالفة بتأويل لم يسلم منها أحد من أهل العلم، وذلك التأويل – وإن كان فاسداً – فصاحبه مغفور له لحصوله على اجتهاد، فإن المجتهد إذا اجتهد وأصاب فله أجران: أجر على اجتهاده وأجر على إصابته الحق؛ وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر على اجتهاده وخطأه مغفور له، فمخالفته النص إن كانت عن قصد فهي كفر وإن كانت عن اجتهاد فهي من الخطأ المغفور) اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله في (مدارج السالكين): (وكيف يُعصم من الخطأ من خُلق ظلوماً جهولاً، ولكن من عُدَّت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته).
9 - الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات:
تقدم أن تكلمنا أن كل بني آدم خطّاء، وأنه لا يسلم من الخطأ أحد سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإذا عُلم ذلك فلا يجوز أن نطرح أرضاً كل ما عند ذلك الفرد أو تلك الجماعة بل يجب علينا أن نقارن بين السلبيات والإيجابيات، فأما السلبيات فتجتنب، وأما الإيجابيات فيؤخذ بها، فإذا فعلنا ذلك فقد عَدَلْنا وأنصفنا، قال الله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
فذمّ سبحانه وتعالى اليهود عموماً ثم بيَّن أن بعضهم لا يخون الأمانة بل يؤديها إلى أصحابها.
ولذا قال سبحانه (ِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وفي الحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه: أن رجلاً كان كثيراً ما يشرب الخمر ثم يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقيم عليه الحد فجيء به مرة فجُلد فقال رجل: لعنة الله عليه ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تلعنوه إنه يحب اله ورسوله) او كما قال عليه الصلاة والسلام.
فهذا الصحابي رضي الله عنه وقع في هذا المنكر وتكرر منه، ولكن لا يعني هذا أنه صار فاسداً بالكلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث حذيفة الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ... وهل بعد ذلك الشر من خير. قال: (نعم وفيه دخن ... ) الحديث.
فأثبت النبي عليه الصلاة والسلام الخيرية لبعض القوم مع وجود الدخن بينهم.
فالعبرة إذاً بكثرة المحاسن وهذا هو عين العدل والإنصاف.
ومن كان همه تتبع الأخطاء والبحث عن الهفوات مع تغافله عن الحسنات، فهذا يدل على سوء قصده ونيته، والله المستعان.
الفصل الثاني:
منهج المحدثين في نقد الرجال
بنى المحدثون رحمهم الله منهجهم في النقد على أمور , أهمها:
1 - العدل والإنصاف.
2 - الدقة في التثبت.
3 - معرفة ضبط الراوي
4 - عدالة الراوي.
ومن قرأ في كتب التراجم عرف ذلك , ولم يمنعهم رحمهم الله أن ينصفوا أعداءهم ومخالفيهم: أفراد وجماعات.
قال ابن حيان رحمه الله في كتابه (الثقات): لسنا ممن يوهم الرعاع ولا يستحله , ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفاً بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح). اهـ.المراد
وانظر إليهم رحمهم الله كيف أنه لم يمنعهم من قبول رواية المبتدع إذا كان صدوقاً, قال الإمام الذهبي رحمه الله في (ميزان الاعتدال) في ترجمة أبان بن تغلب: (لنا صدقه وعليه بدعته).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في (منهاج السنة): ( ... والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق وألا نقول عليه إلا بعلم , وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني – فضلاً عن الرافضي – قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من
الحق).اهـ
فمن هنا يجب علينا ألا نغمط أعمال الناس- وإن كانوا من المبتدعة – فنشهد لهم بما عندهم من الفضل
ولا ننسف فضائلهم بسبب مخالفة واحدة مثلاً.
وقد كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله لا يمنع من الاعتراف للمبتدعة بفضائلهم إذا ثبت عنهم فاسمع إليه وهو يقول كما في (الفرقان بين الحق والباطل):
(وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين وهو خير من أن يكونوا كفاراً, وكذلك بعض الملوك قد يغزو غزواً يظلم فيه المسلمين والكفار ويكون آثماً بذلك ومع هذا فيحصل به نفع خلق كثير كانوا كفاراً فصاروا مسلمين , وذلك كان شراً بالنسبة إلى القائم بالواجب وأما بالنسبة إلى الكفار فهو خير، وأكثر المتكلمين يردون باطلاً بباطل وبدعة ببدعة لكن قد يردون باطل الكفار من المشركين وأهل الكتاب بباطل المسلمين فيصير الكافر مسلماً مبتدعاً , وأخص من هؤلاء من يرد البدع الظاهرة كبدع الرافضة ببدعة أخف منها وهي بدعة أهل السنة).
وأهل السنة ينصفون المبتدعة أكثر من إنصاف المبتدعة بعضهم لبعض , ذلك لأن منهج أهل السنة مربوط بالشرع ومنهج أهل البدعة مربوط بالأهواء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في منهاج السنة:
(والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء، فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة، والزيدية من الشيعة خير منهم وأقرب إلى الصدق والعدل والعلم، وليس في أهل الأهواء اصدق ولا اعبد من الخوارج، ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقاً كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض، وهذا مما يعترفون هم به ويقولون: أنتم تنصفونا ما لا ينصف بعضنا بعضاً؛ وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصل فاسد مبني على جهل وظلم وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين، فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض). اهـ.
ثم إن منهج أهل السنة كما تقدم الموازنة بين السلبيات والإيجابيات فعلى ذلك فالخطأ اليسير بجانب الصواب الكثير مغفور.
ومن ذا الذي رضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نظر في منهج المحدِّثين وجد أنهم يقبلون رواية المحدِّث وإن وجد في روايته بعض الخطأ إلا أن ذلك الخطأ ليس فاحشاً، فإذا فحش خطأ الراوي وكثرت مخالفته لرواية الثقات رُدّت روايته.
قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي كما في (الكفاية) للخطيب:
(الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يُترك حديثه، وآخر يَهِم والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه)
الفصل الثالث:
أدلة مشروعية الجرح والتعديل من
الكتاب والسنة وآثار السلف
وبعد أن قدمنا تلك القواعد التي ينبغي لكل من أراد أن يجرح أو يعدّل أن ينظر فيها ويتذكرها، أودّ أن أنبِّه إلى أن الجرح والتعديل مشروع، وقد دلّ عليه الكتاب والسنة وآثار السلف، ولا يمنع منه إلا مبتدع أو جاهل؛ حتى قال بعضهم منكراً على الإمام يحي بن معين إذ تصدى لهذا الأمر:
و لا بن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن يك صدقاً فهو في الحكم غيبة ... وإن يك كذباً فالحساب شديد
أولاً: ولنبدأ بذكر الأدلة من كتاب الله تعالى:
1 - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} وفي قراءة: (فتثبتوا)
قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: ( ... يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذباً أو مخطئاً فيكون الحاكم قد اقتفى وراءها وقد نهى الله عز وجل عن اتباع سبيل المفسدين).اهـ
قلت: فالآية دلت على وجوب تفحص الأخبار ومعرفة أحوال رواتها , فإن كان عدلاً مرضياً قُبِل خبره , وإن كان فاسقاً تثبت في روايته وفي الأمر بوجوب التثبت في روايته دليل على أنه يقبل خبره إن صدق بعد التثبت.
قال العلامة القاضي الشوكاني في فتح القدير: (والمراد من التّبين التعرف والتفحص ومن التثبت الأناة وعدم العجلة والتبصر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر).
وقال الإمام القرطبي: في هذه الآية دليل على قبول خبر الفاسق إذا كان عدلاً لأنه غنما أمر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق ومن ثبت فسقه بطل قوله في الأخبار إجماعاً، لأن الخبر أمانة والفسق قرينة يبطلها).
2 - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
ففي الآية أمر منه تعالى لعباده المؤمنين أن يكون من صفاتهم القيام لله والشهادة بالعدل في أحبابهم وأعدائهم، وأن لا يجوروا في حكمهم فيهم.
3 - قوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ}
قال الإمام الطبري رحمه الله: (يعني من العدول المرتضى دينهم وصلاحهم). اهـ
فالآية تدل على قبول شهادة من يرتضى دينهم وصلاحهم وبمفهوم المخالفة دلت على ردَّ شهادة من طعن في دينه وصلاحه.
4 - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}
دلت الآية على رد شهادة الفاسق وهو الذي يرتكب أمراً محرماً كقذف المحصنات.
الخلاصة:
والخلاصة أن هذه الآيات الكريمة أمرت بعدة أمور:
1 - التثبت فيما ينقل من الأخبار.
2 - لزوم العدل والإنصاف عند إصدار الأحكام.
3 - عدم قبول خبر الفاسق المطعون في دينه وصلاحه.
فقبول شهادة المرضي دينه تعديل له، ورد شهادة المطعون تجريح له. وهناك أدلة أخرى من القرآن اكتفينا بهذه النبذة المباركة.
ثانياً: الأدلة من السنة المطهرة:
1 - حديث فاطمة بنت قيس الذي رواه مسلم في صحيحه وفيه: ( .... أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، ولكن انكحي أسامة بن زيد ........ ) الحديث
ففي الحديث دلالة على مشروعية الجرح والتعديل فقد تكلم النبي عليه الصلاة والسلام في ابي جهم ومعاوية وعدل أسامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قول النبي عليه الصلاة والسلام في أبي بكر: (ألستم تاركين لي صاحبي).
3 - قول النبي عليه الصلاة والسلام في عثمان: (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم)
4 - قول النبي عليه الصلاة والسلام في عبدالله بن عمر: (نعم الرجل عبدالله لو أنه يقوم الليل)
5 - قول النبي عليه الصلاة والسلام في الرجل الذي استأذن للدخول: (بئس أخو العشيرة، ائذنوا له) فلما دخل ألان له الكلام فقالت عائشة رضي الله عنها: قلت فيه ما قلت ثم لما دخل ألنت له الكلام، فقال: (يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من يتقى لفحشه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والحديث متفق عليه.
قال الإمام القرطبي في الحديث كما في الفتح: (في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق او الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤدّ ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى.
ثم قال تبعاً لعياض – وهو القاضي – والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول فلم يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول حق وفعله معه حسن عشرته والرفق في مكالمته فيزول مع هذا التقرير الإشكال بحمد لله تعالى).
قلت: فانظر إلى هذا الكلام الذي هو درر وقارنه بواقعنا اليوم والله المستعان.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح في موضع آخر: (قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعاً حيث يتعين طريقاً إلى الوصول إليه بها: كالتظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والمحاكمة، والتحذير من الشر، ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود، وإعلام من له ولاية عامة بسيرة من هو تحت يده، وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود، وكذا من رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق ويخاف عليه الاقتداء به، وممن تجوز غيبتهم: من يتجاهر بالفسق أو بالفسق أو الظلم أو البدعة. ومما يدخل في ضابط الغيبة وليس بغيبة ما تقدم تفصيله (في باب ما يجوز من ذكر الناس) فيستثنى أيضاً والله أعلم). اهـ كلامه.
والمواضع التي تجوز فيها الغيبة ولا تكون محرمة يجمعها قول بعضهم:
القدح ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر
ومجاهر فسقاً ومستفت ومن ... سأل الإعانة في إزالة منكر
ثالثاً: آثار السلف:
وأما آثار السلف فأكثر من أن تحصر ونكتفي منها بما يلي:
1 - محمد بن سيرين:
قال رحمه الله كما في مقدمة (صحيح مسلم): (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم). اهـ
2 - الحسن البصري:
قال رحمه الله: (ليس لأهل البدع غيبة).
3 - شعبة بن الحجاج:
قيل له: يا أبا بسطام كيف تركت علم رجال وفضحتهم فلو كففت فقال: أجلوني حتى أنظر الليلة فيما بيني وبين خالقي هل يسعني ذلك، قال: فلما كان من الغد خرج علينا على حمير له فقال: قد نظرت فيما بيني وبين خالقي فلا يسعني دون أن أبين أمورهم للناس والسلام
****
خطر الطعن في المسلمين من دون تثبت:
من الناس من يطعن في بعض الأفراد أو الجماعات - سواءً كان عبر الكتب أو الأشرطة أو الجلسات الخاصة – من دون تثبت ولا روية اعتماداً منه على ناقل الخبر إليه متجاهلاً للقواعد الذي قدمناها آنفاً، ومن ثم يشيع هذا الطعن بين الناس لثقتهم بهذا الشخص فيقومون هم بدورهم كذلك بنشر الخبر من دون تثبت ولكن كالببغاوات يرددون ما يسمعون، فإذا كان الذي يقتدي به لم يثبت فالعوام والأتباع المقلدون من باب أولى.
ولكن قد يتبين بعد حين من نشر ذلك الكلام الذي قُدح فيه بذلك الرجل أو بتلك الجماعة أنه لا أساس له من الصحة، فينشأ عن ذلك إعادة الحساب ومراجعة الضمير فيحاولون التثبت في الأمر فيتبين لهم أنهم كانوا خاطئين فيؤدي الأمر إلى سحب ثقتهم بمن كان سبباً في إيعاز الصدور من ذلك الفرد أو الأفراد بل قد يؤدي الأمر إلى أن يُطعن فيه من قبل العوام ولكن (وعلى نفسها جنت براقش).
الفصل الرابع:
مشروعية العمل الجماعي
وذكر بعض السلبيات
مشروعية العمل الجماعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
من القواعد المعروفة عند الأصوليين قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) وعلى هذا فأي عمل من الأعمال لا يتم إلا جماعياً فإقامة الجماعة فيه واجبة، مثال ذلك: تغسيل الميت، ودفنه، وبناء المساجد، ونشر العلم إلخ ... وذلك من فروض الكفايات.
والذي ينظر إلى جميع العبادات والقربات يجد أنها مبنية على النظام الجماعي كالحج والصلاة والزكاة وغير ذلك، ولهذا وجب على المسلمين أن يتخذوا لهم أميراً يقودهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتتم جميع الأعمال على وفق النظام الجماعي، أما بدون أمير فإن الموازين ستختل.
من أجل ذلك أوجب الله تعالى الطاعة للأمير فقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية
والخلاصة:
أن ديننا الحنيف دين نظام جماعي يقوم على التعاون والتآزر في كل أموره ولا ينكر ذلك إلا جاهل بكتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكن أودّ أن أنبّه على أنه يجب أن يكون هذا العمل ينهج نهج السلف الصالح في جميع أموره حتى لا يترك لأحد مجالاً للتشكيك والطعن فيه، ولذلك يجب أن يكون المتصدرون في العمل من العلماء والدعاة إلى الله من أجل أن لا يقدموا على أي عمل إلا بعد عرضه على منهج السلف، أما إذا كان المتصدرون ممن يعلم بالسياسة ويجهل الشرع – كما هو مشاهد اليوم – في بعض الجماعات القائمة فإنه سيحصل الخلل، وستحدث المخالفات للكتابة والسنة، والواقع أكبر دليل على ذلك والله المستعان.
وجود السلبيات في بعض الجماعات لا يلزم منه وجودها في غيرها:
إن ارتباط هذا الموضوع في كلامنا على مسألة التقويم والجرح والتعديل بينة وهي أن أكثر الكلام الحاصل من البعض في الجماعات والأفراد نتيجة تلك السلبيات الموجودة في منهج الجماعة أو سلوك الأفراد.
وأنا لا أنكر أن بعض الجماعات عندها سلبيات وأخطاء في منهجها أو في سلوك بعض أفرادها، وقد تكون هذه الأخطاء عقديه، ولذلك لزم على الدعاة إلى الله أن ينصحوا قادة هذه الجماعات بترك تلك السلبيات والأخطاء، ويجب أن يكون النصح بالتي هي أحسن وبالطرق المشروعة حتى لا يصير تشنيعاً وتغييراً وإشفاءً لصدور أعداء الإسلام.
فإن أبْوا قبول النصح وجب أن يحذر المسلمون من تلك المخالفات وبحسب ما يقتضيه الشرع، مع عدم إغفال الإيجابيات والتشجيع في الاستمرار بذلك، ومع وجود هذه المخالفات عند بعض الجماعات والتنظيمات فإنه لا يقدح في مشروعية التنظيم والعمل الجماعي خاصة إذا كان خالياً من هذه المخالفات وكان سائراً على منهج السلف الصالح، والذي يجب على كل مسلم أن يتبع ذلك المنهج فإذا حصل ذلك فمن المستحيل أن تجد من يتكلم في منهج تلك الجماعة وما يتكلم في منهج السلف إلا من سفه نفسه.
ومن المؤسف جداً أن البعض إذا رأى أي تنظيم قائماً فإنه ينسفه من أساسه وذلك قياساً على ما رأى من المخالفات في الجماعات والتنظيمات الأخرى، وينسب إلى هذا التنظيم ما لم يحصل فيه كما قلنا قبل كالولاءات الضيقة مثلاً.
والواجب هو أن يُنمي ذلك التنظيم ويشجع أصحابه وتمد إليهم يد العون من المسلمين المخلصين، فإن حصل خلل وجب الأخذ بأيديهم وإعادتهم إلى جادة الصواب.
ذكر بعض السلبيات وتقويمها:
أ – البيعة:
من السلبيات الموجودة في بعض الجماعات: إلزامها لكل فرد من أفرادها الواعين – على حد زعمهم – بالبيعة التي تكون على أساس السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وعلى النصر والولاء .... إلخ.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لمن تكون البيعة؟
هل تكون للشيوخ المعلمين؟ أو تكون لأرباب الطرق الصوفية؟ أم تكون لرؤساء الجماعات؟ أم تكون لإمام المسلمين؟
وللجواب على هذا السؤال أقول:
إن البيعة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يكون من قبيل التعاهد وفعلها جائز وليس على تاركها إثم.
القسم الثاني: وهي البيعة التي يأثم المسلم بتركها مع القدرة عليها وهذا تكون لإمام المسلمين.
والناظر اليوم إلى واقع المسلمين يرى أنه لا يوجد السلطان المسلم الذي يحكم شرع الله في كل نواحي الحياة، والذي تجب له البيعة على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر ويأثم كل مستطيع إن ترك مبايعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إننا نرى تنظيمات وجماعات قائمة تدعو إلى الله تعالى وتنافس على فعل الخير ويوجد منها من يكثر من ذكر أحاديث البيعة ويرهب بها الناس أن يموتوا ميتة جاهلية فيحاولون بذلك إقناع الآخرين بضرورة الإلتحاق بصفوف تلك الجماعة وإعطاء البيعة.
والحق أن هذا فهم غير صحيح لمدلولات أحاديث البيعة.
ولهذا لما سئل إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه اله عن حديث: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية) قال: (تدري ما الإمام؟ الذي يجتمع المسلمون عليه، كلهم: هذا إمام فهذا معناه)
وقال صاحب (فيض الباري) (4/ 59):
عند كلامه على حديث حذيفة في الفتن أثناء شرحه لقوله (تلزم جماعة المسلمين)،
قال: ( ... ثم اعلم أن الحديث يدل على أن العبرة بمعظم جماعة المسلمين، فلو بايعه رجل واحد أو اثنان أو ثلاثة فإنه لا يكون إماماً ما لم يبايعه معظمهم أو أهل الحل والعقد).اهـ.
ومن هنا يعلم أن الوعيد الوارد في ترك البيعة في قوله عليه الصلاة والسلام: (من خرج من الطاعة وفرق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة فقتل فقتلته جاهلية ... )
وقوله: (ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) لا ينطبق إلا على إمام اجتمع عليه السلمون، أما في مثل أيامنا هذه حيث لا إمام فلا ينطبق هذا الوعيد ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر حذيفة بن اليمان في حالة عدم وجود الإمام والجماعة أن يعتزل تلك الفرق كلها، فهل من المعقول أن يرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يموت ميتة جاهلية؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومن هنا يعلم خطأ المتمسكين بهذه الأحاديث فيوجبون على الناس مبايعة أميرهم أو مرشدهم أو قائدهم قبل أن يقوم بالدعوة والبيان وقبل أن يستتب له الأمر وقبل أن يمسك بزمام الأمور، هذا إذا كان موجوداً فكيف إذا كان وهمياً؟
وبهذا يتبين لمن تكون البيعة العامة وشوطها.
وأما القسم الأول من أقسام البيعة العامة وهو (العهد).
فهذا الأمر يختلف بحسب ما تعوهد عليه، فإن كان لأمر منكر فهو منكر، وإن كان لأمر حث عليه الشرع فهو مشروع، بل قد يكون واجباً ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخرجه عنه ابن إسحاق في السيرة بإسناد جيد: (لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت)
وكان هذا التعاهد على أن لا يجدوا في مكة مظلوماً إلا نصروه ويدل على مشروعية ذلك ايضاً قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}
قال الإمام القرطبي في تفسيره عند الآية الثانية:
(قال الزجاج: المعنى أوفوا بعقد الله عليكم وبعقدكم بعضكم على بعض وهذا راجع إلى القول بالعموم وهو الصحيح في الباب , قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون عند شروطهم) وقال: (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط) , فتبين أن الشرط أو العقد الذي يجب الوفاء به ما وافق كتاب الله أي دين الله فإن ظهر فيها ما يخالف رد كما قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .... ).اهـ
ومن هذا القسم ما قام به الإمام أحمد بن نصر المروزي حيث بايع الناس على مباينة من يقول بخلق القرآن وهذه القصة أشهر من نار على علم فلتراجع في ترجمته من سير أعلام النبلاء (11/ 166) وغير ذلك.
وعلى كل فحيث اجتمع قوم على طاعة الله ورسوله ينصر بعضهم بعضاً على ذلك فعملهم مشروع كما مر معنا بأدلته.
وأما إذا كان التعاهد على النصرة في كل شيء، أو كان على السمع والطاعة في المنشط والمكره في كل الأمور , أو موالاة من كان معنا ومعاداة من كان خارجاً عنَّا – على حد قول البعض: من لم يكن معنا فهو ضدنا – فهذا مخالف للكتاب والسنة.
ب- اعتقاد كل فرقة أنها جماعة المسلمين أو أنها هي الفرقة الناجية:
(يُتْبَعُ)
(/)