ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 06:58]ـ
فكلام غير صحيح على ما فيه من عدم التأدب مع الله تعالى في نسبة شيء إليه بغير علم ...
حيث ان لم يمنعك عن قول هذه الجملة التدين والاصول العقلية العلمية كان اجدر بك ان تمتنع عن كتابته مراعاة لمشاعرى اذ من الواضح انى مصرى وانقل عنهم وهو ممن استمع لشرائطهم كثيرا
كل مدى اوقن ان اتباع السنة اى الوسطية فى كل او اغلب الامور امر شاق فان الانسان قد يدعو لمنهج ويستميمت عليه ثم يخالفه غفلة او تقصيرا او او الى اخر الاسباب حقا ما أيسر التطرف يمنة ويسرى لكن ما أصعب التوسط والشئ بالشئ يذكر
فى حلقة اذاعية للشيخ سلمان عن نصح الناس الذين يأخذون بكم العبادات لا بكيفيتها فيقول وانا فى السيارة اتى الى هنا فكرت ان ابحث فى القرءان وانظر كم مرة وردت كم وكيف ثم استدرك على نفسة اليس هذا انشغالا بالكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 07:21]ـ
اقول لمن سيقرأ هذه الصفحة بعد ان قدر لها بقاء مستهديا مسترشدا لمعنى السلفية
فى الصفحة خير ولايخلو شئ مخلوق الا وفيه جانب ايجابى لكن والذى نفسى بيده ما فهمته ايها القارئ بعد قرائتك لهذه الصفحة النبى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح منه براء وما أصابتنا من مصيبة الا بايدينا ويعفو ربنا عن كثير
أو
ستجد هنا عن السلفية ماهو صحيح من حيث الشكل أما المعنى فابحث عنه فى مكان أخر اعانك الله تعالى
وأطلب منك الدعاء لى واخوانك وجميع المؤمنين بالاعتصام بحبل الله وعدم التفرق فى الدين وان لايكونوا كالذين فرقوا دينهم شيعا كل حزب بما لديهم فرحون
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 07:32]ـ
يا أخي المسألة هنا أكبر من فلان وعلان إن الأمر يتعلق بالحق المتعال فلا نسميه أو نصفه إلا بما سمى أو وصف نفسه، أما أن نسميه مؤسسا أو مهندسا فلا،ثم يجب أن تكون المناقشة علمية وأن نتحلى بأخلاق العلماء وإلا فسيتحول الأمر الى مراء و مجادلة ونحن نحترم أهل العلم من كبار المشايخ لكننا نحترم الحق أكثر
أرجو أن نعتمد الإقناع في الحوار وإلا فلا داعي لطلب معرفة الآخرين ومالم تمس العقيدة والدين فالمجتهد مأجور سواء أصاب أم أخطأ
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 08:06]ـ
هذا حقك لكن كان الواجب عليك أن تعتقد صحة كلام شيخنا فضلا عن ان تتوقف حتى تعلم الدليل وان اعيانا فرقم هاتفه موجود تعلم منه الدليل
طيّب، هل يمكن أن تتصل به و تسأله عن أدلته بعد أن تقدم له رابط هذا الموضوع و المشاركات التي فيه و تسجل ما يجيبك ثم تنقل هذا التسجيل لنا؟ و بارك الله فيك و إلى غاية ذلك الأمر فأنا على ما أنا مقتنع به
و في الحقيقة ما تذكره غلو فكيف يجب عليّ إعتقاد ما يقوله و لا حتى يجوز لي التوقف؟!!!!!!!!!!!
أى اثبت لى انك اهل للكلام والاجتهاد ولو فى هذه المسألة اما عن طريق تزكية العالم الذى بحثتها معه أو عن اى طريق كهذا لكن أردت مزيد من التلطف
ما ذكرته من أدلة فوق يثبت أني أهل للإجتهاد في هذه المسألة
وفقك الله
تقول هذا وانت تعلم انه كلام الشيخ محمد اسماعيل سامحك الله
هو الشيخ محمد اسماعيل سمعت له حوالي 3 أشرطة و ربما أقل و قرأت له كتاب حول وجوب النقاب و فقط
و هناك من أعرفهم أكثر من هذا الشيخ و قالوا بهذا القول و لا أعتبر كلامهم صحيح
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 08:41]ـ
كان الله في عونك يا أخي مهنا نعيم نجم فقد كان كلامك منذ البداية واضحا لكن يبدو أن هناك سوء فهم للموضوع يجعل المناقشة تسير في اتجاه لا يمكن ضبطه فالمرجو من الإخوة الالتزام بالموضوعية / والله الهادي الى سواء السبيل
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
انحرف الموضوع عن مساره .....
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:01]ـ
طيّب، هل يمكن أن تتصل به و تسأله عن أدلته
وسوف أنقل كلامك وأرسله سؤال لموقع صوت السلف وننتظر الرد
ما ذكرته من أدلة فوق يثبت أني أهل للإجتهاد في هذه المسألة
لو أعلم من مصدر موثوق أن ادلتك هذه تصلح ادلة وتعتمد لما جاز لى هذا الكلام فان الدليل على العين
جزاك الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:23]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الشيخ محمد اسماعيل سمعت له حوالي 3 أشرطة و ربما أقل و قرأت له كتاب حول وجوب النقاب و فقط
اذا فاعرفه لك أكثر لا للاحتجاج بقدر على صحة كلامه فان الرجال تعرف بالحق لا العكس ولكن من باب زيادة المعلومات وعلى حد قول الامام مالك (استعملنا الانصاف لقلة استعمال الناس له) هو من أكبر مشايخ الاسكندرية الذين هم أول من أدخلوا السلفية فى مصر وأنت تعرف قدر مصر فى العالم الاسلامى لذا فكان الاولى بك ات تعرف اول من أدخلوا السلفية فى هذا البلد أكثر من ذلك لكن على كل فان فوق كل ذى علم عليم
قال لى احد اخوانى ان الشيخ بن باز قال اذا اجتمع قول الشيخ محمد عبد المقصود ومحمد اسماعيل فى مسألة يبقى (نسيت) لكن احتاج لنقل هذا الكلام من مصدره الموثوق
دعاء سماحة الوالد العلامة ابن باز _رحمه الله _للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم
--------------------------------------------------------------------------------
وفاء طالب العلم لشيخه:
في ليلة من الليالي بداخل المملكة العربية السعودية كان هناك أخا من مدينتنا الإسكندرية من منطقة العامرية
بصحبّة سماحة العلامة الوالد فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز في الليلة التي سبقت وفاة سماحته،،
و أثناء الحديث سأل الشيخ ابن باز هذا الأخ عن بلده ومن أي الاماكن هو؟؟ فقال له الأخ أنه من مصر من مدينة الإسكندرية
فقال له الشيخ: من المدينة التي فيها صاحب كتاب " عودة الحجاب "؟؟
فأجاب الأخ بالإيجاب وطلب من الشيخ ابن باز أن يدعو للشيخ محمد بن إسماعيل، فظلّ الشيخ ابن باز يدعو للشيخ محمد
ويستغفر له وقتًا طويلاً ..
وأثناء عودة هذا الأخ الكريم من المملكة السعودية وهو في الطائرة مع أخوة آخرين , وصلهم نبأ وفاة سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز،
يقول الشيخ محمد: لا أدري كيف أرد هذا الجميل لهذا الأخ أن جعل الشيخ ابن باز يدعو لي في ليلة وفاته.
ورقّ قلبُ الشيخ جدًا وهو يروي هذه القصة ...
ولعلمي بأن الشيخ محمد بن إسماعيل يكره المديح والثناء فقد يكره ذكر هذه القصة إلا أني أعلم أنه سيسامحني
إن أسئتُ إن شاء الله،فمقدار حبي له لا يعلمه إلا الله، وليتعلم الأخوة كيف يكون الوفاء، فهذا الأخ الفاضل لم يطلب
الدعاء لنفسه في فرصة نادرة لا يدري هل ستتكرر أم لا، بل طلب الدعاء لشيخه إمام أهل السنة في مصر ..
فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم،،،
أسأل الله أن يسامحني الشيخ محمد، إن كره ذكر القصة ..
منقول من طريق السلف
ولى ردود اخر على المشاركات لكن أفضل السكوت عند هذا الحد وننشغل بمواصلة السير الى الله
وأعتذر لاخوانى الكرام ان كنت ضايقتهم بدون قصد فانا اخوة اولا وأخرا والدين رحمة ولا ينبغى ان يكون سببا لتنافر وتباغض القلوب
اللهم بلغنا رمضان
وبارك لنا فيه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:26]ـ
قصيدة مدح للشيخ محمد إسماعيل
--------------------------------------------------------------------------------
ليس من باب المديح او التعصب. إنما من باب ان نفتخربعلمائنا ... علماء السنة
و من ابرزهم الشيخ محمد بن احمد بن إسماعيل المقدم
اقدم لكم هذه الارجوزة:
إنه الشيخ محمد إسماعيل ___ الفقيه البحاثة معلم الجيل
بين الناس شيخ جليل _____ و مع ربه عبد ذليل
في العلم خير دليل _____ و في الحلم و كل خلق نبيل
عرفنا بدين بني إسرائيل ____ الذين حرفوا التوراة و الإنجيل
و وعانابدين الشيعة العليل _____المنتسبين زوراً إلى الخليل
من صلى وراءه يجده يطيل ____ و إن لم يقرأ إلا سورة الفيل
إلى ربنا عرفنا كل سبيل ____بكلماته و أسلوبه الجميل
لا يذكر عنه انه بخيل _____ لا بعلمه و لا ماله كثير او قليل
لن ننساه إلا يوم الرحيل _____ و يوم تدنو الشمس بمقدار ميل
منقول
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:33]ـ
أقدم لاخوانى كل الحب والاحترام والتقدير والاعتراف بفضلهم بانى استفدت منهم كثير وسأظل أستفيد فان الصلة التى بيننا أكبر من ان يؤثر عليها خلاف فى فرعيات (من كل قلبى) والذى نفسى بيده)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 06:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
طيّب، هل يمكن أن تتصل به و تسأله عن أدلته بعد أن تقدم له رابط هذا الموضوع و المشاركات التي فيه و تسجل ما يجيبك ثم تنقل هذا التسجيل لنا؟ و بارك الله فيك و إلى غاية ذلك الأمر فأنا على ما أنا مقتنع به
هذا جواب شيخنا ياسر برهامى من موقعه (صوت السلف)
نص سؤالى
عنوان الرسالة: المذهب السلفى
السؤال:
ومؤسس المذهب السلفى هو الله تعالى
هذا نص كلام الشيخ محمد اسماعيل ومعناه فى كتاب اسئلة حول الدعوة السلفية للدكتور علاء بكر لكن أورد أخ شبهات وأريد التكرم بالرد عليها فكلنا فى المجلس العلمى ننتظر الرد وهذه هى الشبهات
(السلفية ليست الإسلام فالإتّباع بإحسان للصحابة هو جزء مما أمر به الإسلام، وقولك هذا من الأخطاء الشائعة بين السلفيين في عصرنا الحالي وأول شخص لفتني إلى خطأ هذه العبارة شخص يسمى شمس الدين كتب مقالاً حول هذا في مجلة العربي عندنا في الجزائر.) ثم قال أيضا (
بخصوص مقولة: "السلفية هي الإسلام" فمن ذكرت بأنّه قالها يستدل له لا يستدل به (يقصد شيخنا محمد اسماعيل (
ما معنى السلفية:
السلفية لها إطلاقان:
إطلاق يعنى به: مجموعة من الناس يتّبعون منهج السلف الصالح
وإطلاق آخر يعنى به: الإتباع بإحسان للسلف الصالح
فعلى الإطلاق الأول لا إشكال في أنّ الإسلام ليس هو السلفية
وعلى الإطلاق الثاني فلا إشكال في أنّ الإسلام ليس السلفية لأنّ الله عزّوجل ليس من السلف الصالح ولا يدخل إتّباع ما جاء في القرآن في هذا المعنى الثاني للسلفية حتى يسوى الإسلام الذي يستمد تشريعه من الكتاب والسّنة على الإتّباع بإحسان للصحابة وتابع التابعين وتابيعهم بإحسان إلى يوم الدين. وأما الإسلام فيستمد تشريعه من الله عزّوجل، وعليه فالسلفية على الإطلاق الثاني هي مما أمر به الله عزّوجل في شريعته الإسلام
فإن كانت تخالف أخي فما أدلتك على صحّة مقولتك؟
وجزاكم الله خيرا ننتظر الرد بفارغ الصبر
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
السلفية اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الامة واظنه لا يختلف معنا أن اتباع الكتاب والسنه هو الدين ونحن نؤكد أن فهم السلف فيما اجمعوا عليه ملزم وأنه هو الفهم الصحيح للاسلام دون ما سواه فهو مثل لو قال القائل الاسلام هو اتباع محمد صلى الله عليه و سلم فهو ايضا تعريف صحيح – وكذا لو قال هو اتباع الوحى المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وانت تجد هذا اختلاف فى العبارة واتفاقا فى المعنى وقد تركز بعض العبارات على بعض المعانى المهمة التى يحاول البعض عدم الالتزام بها فيأتى التصريف لتأكيدها وأما قوله أن الله ليس من السلف الصالح فهل سمع احد فى الدنيا يقول مثل ذلك أم أن غرضه اتهام السلفيين بما ليس فيهم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 02:45]ـ
رابط هذا الذي نقلتَه لنا أخي خالد هو:
http://www.salafvoice.com/article.php?a=1943&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9hcnRpY2xlcy5waHA/bW9kPWNhdGVnb3J5JmM9NTY=
و في الحقيقة أنت لم تعرض كلامي في سؤالك عرضا جيّدا
ثم حتى من أجابك على هذا السؤال لم يحرر جوابه جيّدا
مثلا: هو يقول:
السلفية اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الامة
أنا أسأله أهذا التعريف للسلفية هو تعريف خاص بك أم ماذا؟
إن رجعنا إلى المدلول اللغوي إلى السلفية فهي نسبة إلى السلف و السلف لغة هم أناس
فمنذ متى (أصبح اتباع الكتاب و السنة) هو انتساب لأناس
فما المعايير التي اعتمد عليها في إصطلاحه هذا للسلفية؟
و بالنسبة لتساؤل من أجابك:
وأما قوله: "إن الله ليس من السلف الصالح" فهل سمع أحداً في الدنيا يقول مثل ذلك أم أن غرضه اتهام السلفيين بما ليس فيهم؟
فلا أدري أهو تساؤل يريد أن يفهم من خلاله كلامي ام شيء آخر؟
على كل أٌنقٌل لَهٌ: رابط هذا الموضوع و جزاك الله خيرا
علّه يَفهم مَقصودٌنَا
و بارك الله فيك و فيه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 02:59]ـ
أخى سراج أنا قرأت بعض مشاركتك وما ستطعت قراءة الباقى
واعلم ان من شروط الاختلاف بين اثنين ان يكن هناك اصول متفق عليها بينهم والا لم يتفقوا أبدا
(يُتْبَعُ)
(/)
وسيادتك تجادلنى فى صحة أصولى شيخنا ياسر برهامى وأمثاله هم من تعلمت منهم الاسلام ومازلت الى أن القى الله فلأن تجادلنى فيهم فهذا غير محتمل وأنا أجلهم عن أن أمثالنا من أقزام أخر الزمن ينالون من هؤلاء العمالقة
سمعت شيخنا الشنقيطى يقول ولهى للحياة فى باطن الارض خير من البقاء على ظهرها مع أناس لا يحترمون العلماء
اقرأ فصل (ترجيح السلف أهمية الادب عن العلم) من كتاب حرمة اهل العلم لشيخنا محمد اسماعيل
اعلم أنه لاخير فى دين يفرقق أهله بهذا الاسلوب
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 03:03]ـ
مُشكلتُك هنا أنّك مقلّد و حتى لما تسأل أهل العلم لا تنقل لهم الكلام جيّدا
ثم أنت أيضا لا تفرّق بين النقاش و بين عدم احترام أهل العلم
فيا أخي فرق بين مناقشة رأي شخص من أهل العلم في مسألة ما و بين عدم إحترامه
فأنا لما لا أقتنع بكلام شخص فهذا لا يعني بأني لا أحترمه
أنت تقول:
واعلم ان من شروط الاختلاف بين اثنين ان يكن هناك اصول متفق عليها بينهم والا لم يتفقوا أبدا
لهذا فأنا أوجّه لك و لشيخيَ و شيخيك ما المعايير التي اعتمدوا عليهما في إصطلاحهما للسلفية؟
و ما ماذا ارتباط هذا الإصطلاح بالمدلول اللغوي للسلفية التي هي انتساب لأشخاص
و المعنى اللغوي هو من الأصولٌ المتفق عليها بيننا
و في الحقيقة أنا أنصحك أن تغير منهجيتك و نفسيتك في النقاش و التي تؤدي بك إلى أن لا تطيقٌ قراءة مشاركة لي لا يٌوجد فيها إلا رغبة في المذاكرة و المدارسة و لا تحمل أي إساءة
و إن رضيت لنفسك بالتقليد فلا تٌلزم غَيرك بما ألزمتَ به نفسك
هذا و من مشايخي من لا يُقرّ بأن يٌقال السلفية هي الإسلام فالمسألة ليست بمجمع عليها
غفر الله لي و لك.
و إذا كُنت أنتَ تعلمتَ الإسلام عن الشيخ ياسر البرهامي فأنا ما قرأت حرفا له عن الإسلام إلى هذا الذي تنسبٌه إليه هنا.
فإن خطّأت ياسر البرهامي هنا فهذا لا يعني بأني قد طعنت فيه فضلا عن أطعنَ في الإسلام.
فمشكلتٌك أنّك لا تفهم الكلام كما ينبغي! و لا ترضى حتى بالمناقشة الهادفة!
و ياسر البرهامي و محمد إسماعيل المقدم ليسا بحجّة في دين الله على غيرهما و أقوالهما يٌستدَل لها لا يُستدلٌ بها
فإن قدّما أدلّة على كلامهما فمرحبا و أما أن يٌقررا كلاما من غير ذكر الأدلة فهذا إن كان حجّة على المقلدة كما رضيته أنت لنفسك فليس بحجّة على من لم يقتنع بكلامهما لأدلة يراها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 03:18]ـ
الظاهر ان فضيلة الشيخ العلامة الحبر البحر الفهامة سراج الدين الجزائرى ناصر السنة والملة علمه عالى جدا جدا كناطحات السحاب وأنا وشيخنا ياسر برهامى لانطيق أن نفهم كلامه مجرد فهما فضلا عن ان نناظر فضيلته ونجله عن ان أمثالنا من الاقزام يجادلوا أمثاله من شيوخ الاسلام لذا نعتذر
ر
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 03:22]ـ
من أجابك طرَح لك سؤال و لعله في إنتظار الإجابة
فمن تمام شٌكره أٌنقل له رابط هذا الموضوع
و فرق كبير بين الشيخ الفاضل ياسر البرهامي و بينك فهو عالم مجتهد يرغب في التباحث و أما أنت فمقلّد!
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 02:47]ـ
1 - يقول الشيخ صالح الفوزان: " وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" الحديث .. "
فالقول بأنّ الإسلام هو مجموعة من المؤمنين على هذا التعريف خطأ
2 - أيضا اتباع الإجماع هو جزء من ما دعى إليه الإسلام و ليس كلّ ما دعى إليه الإسلام:
و تعريف السلفية: بإتّباع إجماع السلف لا يُمكن و أن يكونَ هو الإسلام
فالإسلام اتباع الكتاب و السّنة و من اتباع الكتاب و السّنة اتباع الإجماع
و ليس الأصل هو اتباع الإجماع حتى نُعرّف الإسلام بشيء ليس هو الأصل فيه
3 - أما القول: "السلفية اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الامة "
فمنذ متى كان الإنتساب لأناس و أشخاص هو الإسلام
فمعلوم بأنّ السلف هم بشر و معلوم بأنّ الياء في السلفية هي ياء النسبة
و بالتالي فواضح بأنّ السلفية هي انتساب لأشخاص و معلوم بأنّ الإسلام ليس انتساب لأشخاص و لا يمثل الإنتساب للأشخاص فيه الأصل؛ فمن الخطأ القول بأنّ السلفية هي الإسلام.(/)
الخطاب الدعوي ......... الشيخ محمد الحسن ولد الددو
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:31]ـ
الخطاب الدعوي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى بنى هذه الحياة الدنيا على سنن ثابتة لا تتغير، وهذه السنن هي من أمر الله سبحانه وتعالى وقدره، ولا يمكن أن تتخلف كما لا يتخلف دوران الفلك وتعاقب الليل والنهار، ومن هذه السنن ارتباط الأسباب بمسبباتها، فالدعوة سبب للهداية، لكنها لا تؤدي إلى هذه النتيجة إلا إذا سارت على وفق سنتها، وعلى وفق ما أراد الله لها، والهداية التي تؤدي إليها الدعوة هي هداية الإرشاد أي إنارة الطريق للناس وأن يعرفوا ما خلقوا من أجله وما أمرهم به ربهم سبحانه وتعالى وما جاءهم به رسول الله r، لا يمكن أن تنير هذه الطريق للناس ما لم تكن هذه الدعوة مضبوطة بالضوابط الشرعية مرتبطة بالمنهج النبوي الذي سلكه رسول الله r وهو المنهج الناجح والمثال لسلوك طريق الحق، وقد بين ذلك رسول الله r حين قال: «تركتكم على المحجة البيضاء، أو على مثل البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك» فما تركنا عليه رسول الله r هو الذي ارتضاه الله للثقلين الإنس والجن، وهو منهج الله المستقيم، وهو صراطه المؤدي إلى جنته، وهو حبله المتين من تمسك به عصم، وهذا الحبل المتين الذي تركنا عليه رسول الله r هو مثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وهذا مقتض لبيان كل ما يقع فيه من اللبس والخطإ وضمان لمعرفة الخطإ من الصواب إذا التبس فإن الأمر لو وكل إلى اجتهادات الرجال لتغير وتبدل كحال الديانات السابقة التي عهد بحفظها إلى أصحابها فترون ما حصل فيها من التحريف والتبديل، أما هذا الدين المنزل على محمد r، فإنه معصوم من التغيير والتبديل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وقد تعهد الله بحفظه وتولى ذلك بنفسه، لم يكله إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل، فهو محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يرفع إليه أمر الليل قبل النهار وأمر النهار قبل الليل، فلذلك لا يمكن أن يقع فيه اختلال و لا اختلاف إلا اتضح للناس خطأه، وبان لهم زيفه، وذلك من عصمة الله سبحانه وتعالى لصراطه المستقيم، ومن حكم ذلك أن النبي r لن يأتي بعده رسول إلى البشرية، لا يمكن أن يأتي بعده نبي فهو خاتم النبيين، فإذا كان الأمر موكولا إلى اجتهادات الرجال أبدا وإلى تقويمهم، فإن ذلك مقتض لزواله وحاجة الناس إلى من يجدده، لكن الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظه وقد علم أنه لن يرسل رسولا بعد محمد r، فلذلك لا بد لمن يسلك طريق محمد r أن يسلكها على بصيرة بها، وأن يتعرف على ضوابط سيره ومنعرجات طريقه وما يعرض له كذلك من المشكلات في هذا الطريق، لذلك كان لزاما علينا في الخطاب الدعوي المقدم للناس الذي ينوب فيه صاحبه عن رسول الله r ويؤدي فيه أمانة الله التي عرضها على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان والذي عهد إلينا رسول الله r بتبليغه للناس في آخر موقف شهده مع الناس، فقال: «ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع» وعهد إلينا بحفظه كذلك وذكر الفضل العظيم لمن حفظه، فقال فيما أخرج عنه أصحاب السنن من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأدَّاها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» وبين كذلك وظيفة الذين يحمونه ويبينونه للناس، فيما أخرجه أبو عمر بن عبد البر في مقدمة التمهيد، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث من حديث ابن مسعود رضي الله أن النبي r قال: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» فهذه البصيرة بالأمر الذي يدعو الإنسان إليه ضابط من أهم ضوابط الخطاب الدعوي، فالذي يريد أن يدعو على غير علم، ولا يريد أن يتصل بسنة رسول الله r ولا منهجه، ولا يريد أن يسلك طريق الذين سبقوه ولا أن يستفيد مما كانوا عليه ومما أخذوا به، لا بد أن يتردى في الوحل،
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا بد إذن من هذه البصيرة المقتضية لأن يعرف الإنسان برهانه في كل ما يأخذ به، وأن تكون له حجة من الله سبحانه وتعالى في كل ما يعمل، ومن كان على ذلك فهو على نور من ربه إذا وقف فعن علم يقف، وإذا تقدم فعن علم يتقدم، ومن كان هكذا لم يشك في أمر من الأمور ولم يلتبس عليه شيء من المشتبهات، ثم بعد هذا كذالك لا بد من ضابط آخر آكد من سابقه، ألا وهو الإخلاص لله سبحانه وتعالى وقصد وجهه الكريم بالأمر كله، فكل خطاب يقدم الإنسان على طريق الدعوة لا بد أن يكون مخلصا فيه لله تعالى، وإلا كان ضره أكثر من نفعه، لا بد أن يكون الإنسان مخلصا في كل كلمة تصدر منه وكل تصرف يصدر منه، وإلا فإن عدم الإخلاص مضر ضررا بالغا بمقدم الخطاب وبسامعه، لذلك لا بد من مراجعة الإخلاص في كل قول يقوله الإنسان وأن يعلم أن الكلمة التي يقولها أمانة عنده، وأنها ستعرض عليه بين يدي الله في طائره يحمله في عنقه، وستشهد عليه جوارحه بما قال ويشهد عليه الملائكة الكرام المزكَّون عند الله تعالى بما لفظ، ثم بعد هذا لا بد من ضابط آخر وهو ضابط التوسط والاعتدال في الأمر، فإن النبي r حذر من الشطط وحذر كذلك من الإفراط ومن التفريط، فلا بد أن يكون هذا الخطاب وسطا بين الإفراط والتفريط، فالإفراط مقتض من الإنسان أن يبالغ في الأمر مبالغة تخرج به عن نطاق الشرع، وحينئذ لا بد أن يدخله الهوى، والهوى ضد الشرع، والمتمسك به عابد لشريك لله هو الهوى، فالهوى شريك من الشركاء التي تعبد من دون الله عز وجل والذي يتشبث بهواه ويقدمه على خطاب الله مذموم في القرآن بغاية الذم فإنه قد اتخذ إلهه هواه، وتعرفون أن ذلك مبين في سورة النازعات أنه سبب لدخول النار، وأن مخالفة الهوى ونهي النفس عن الهوى سبب لدخول الجنة، ثم بعد هذا لا بد أن يدرك الإنسان معنى هذا التوسط، وأن الإفراط المنهي عنه ليس التجاوز لما كان عليه الناس وليس التجاوز للطور الذي كان فيه الإنسان نفسه بل المقصود بالنهي عن الإفراط تجاوز المنهج النبوي، فإذا كنا نحن في طور من أطوار ضعفنا أو في طور الطلب والازدياد من العلم أو في طور الاستضعاف في الوسائل فأخذنا بما لدينا وبما نستطيع ثم تجددت نعمة من عند الله سبحانه وتعالى اقتضت زيادة في الأداء والعطاء فليس إعمال تلك النعمة بإفراط ولا غلو ولا مجاوزة، ومثل ذلك في المقابل نهى عن التفريط الذي هو تقصير وهو ركون إلى الراحة وإخلاد إلى الأرض، وهذا التفريط مقتض من الإنسان لترك بعض ما جاء به رسول الله r ورده على الله سبحانه وتعالى، فيكون متخيرا، فما وافق هواه ووافق وقته أخذ به، وما خالفه تركه، وأنتم تعرفون أن فاعل ذلك غير مخلص لله سبحانه وتعالى، بل يأخذ ما يريد ويرد ما يريد، وقد بين الله أن هذا من شأن المنافقين، ?وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله، بل أولئك هم الظالمون? فلا بد من الاستسلام لأمر الله كله، وإلا فما الفرق بين المسلمين واليهود، إذا كان المسلم يأخذ ما يوافقه ويترك ما يخالفه، أليس اليهود يقولون ذلك؟ يقولون نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، أليسوا يقولون للنبي r وللمؤمنين معه نطيعكم وجه النهار ونخالفكم بقيته، فإذن لا بد أن يستسلم المسلم لأمر الله كله، وأن يأخذ بالمنهج كله، وقد شرط الله ذلك في الإيمان إذ قال: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما، كذلك فإن هذا المنهج الوسطي مفيد في هذا الخطاب الدعوي في أمور أخرى، منها توصيله لما لا يستطيع الإنسان الوصول إليه بذاته وطاقاته ووسائله المحدودة، فالإنسان إذا أخذ بهذا المنهج المعتدل الوسطي الذي لا إفراط فيه ولا تفريط فإن الحوادث لا تستفزه، فإذا جاء الترغيب والترهيب لم يكن لهما أي تأثير عليه، وإذا جاءت السراء والنعمة لم تطغه، وإذا جاءت الضراء والمحنة كذلك لم تذله، ولم ترده عما أخذ به، ثم بعد هذا لا بد من الأخذ بهذا الضابط فيما يتعلق بالتعامل مع الناس، فالناس قلما تجتمع قلوبهم على الأمر وقد قال فيهم رسول الله r « الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة» فلو أن الإنسان مال مع بعضهم على حساب بعض فإن ذلك سيؤدي من
(يُتْبَعُ)
(/)
الآخرين إلى النفرة، وقد صح في الصحيح أن النبي r مر على قوم من الأنصار يترامون أي يرمون غرضا نصبوه، فقال: «ارموا وأنا مع بني فلان، فأمسك الآخرون، فقال: ما بالكم؟ قالوا: كيف نراميهم وأنت معهم، فقال: ارموا وأنا معكم كلكم» فلذلك لا بد من هذا التوازن وهو مقتض لجمع القلوب، ثم إن مقابله أيضا مقتض للفرقة والخلاف والنزاع فالإنسان إذا عدل عن هذه الوسطية ومال إلى جانب الإفراط والمبالغة فكثيرا ما يكون خطابه الدعوي تحميسا يصل إلى حد الانفجار دون أن يستغل ذلك في مداره الصحيح وفي وجهه المستقيم، وأيضا إذا جاء بالبرودة والتماوت ولم يؤد الغرض المقصود من هذا الخطاب كان ذلك سببا أيضا لتفلت الناس من حوله وعدم أخذهم بقوله، ثم بعد هذا كثيرا ما يؤدي ذلك أيضا إلى ردات أفعال غير محمودة، مثل ما يحصل في كثير من الأحيان من تكفير بعض الناس لبعض على غير أساس شرعي، فليس التكفير مطلقا مذموما شرعا، بل التكفير المذموم شرعا هو تكفير المسلمين، تكفير من كان آخذا بالإسلام محقا فيه فهذا المذموم شرعا، أما تكفير الكافرين فهو غير مذموم شرعا، ولا يمكن أن يذمه عاقل، ثم بعد هذا من نتائج هذه الوسطية أيضا أنها مقتضية لإمكان الرجعة وللأخذ بالخط الأعدل، فإذا تبين للإنسان الخطأ في بعض تلك الجزئيات والخطوات استطاع الرجوع عن كثب ولم يكن حينئذ حيث لا يمكنه الرجوع، فأنتم تعرفون أن الطرق السريعة إذا أخذ الإنسان بآخر خط منها، لا يمكنه أن يرجع إذا أراد ذلك ولا أن يتوقف أصلا، لأنه قد وصل إلى النهاية في الخط، فإذا أراد الإنسان التوقف أو الرجوع فليأخذ بالوسط أو بالخط الذي يمكنه من الرجعة، كذلك من ضوابط هذا الخطاب أن يكون مع الناس، فالخطاب الدعوي إذا كان يشغل الناس بما لا يعيشونه في حياتهم اليومية ولا يجدونه في واقعهم، أو يتشاغل عما يهتمون به وينفقون فيه ساعات دوامهم فهو خطاب فاشل لأنه في واد والناس في واد آخر، فلذلك لابد أن يكون مهتما باهتمامات الناس ولا بد أن يكون مصاحبا للناس، في تطوراتهم وأحوالهم، ومن هنا فإن الخطاب الدعوي مرتبط بزمانه ومكانه، فتحدثنا مثلا الآن عما كان الناس يتحدثون عنه في بداية انتشار هذه الصحوة من صلاحية الإسلام للتطبيق أو نحو ذلك من الطرح الذي تجدونه في الكتب القديمة المؤلفة في بداية الصحوة هو أخذ بما لم يعد محلا للنقاش، ورجوع في الوسط وفي أثناء الطريق، فلذلك لا يمكن أن يؤخذ به، وإنما مثاله مثال من وصل في سرعة السير إلى السرعة الخامسة ثم أراد أن يتراجع منها مباشرة إلى السرعة الثانية مثلا أو الثالثة دون أن يمر بالرابعة فهذا مضر بسيارته ولا يمكنه من الوصول إلى هدفه، والذي يعيشه الناس ويهتمون به مراعى في الشرع، وقد كان رسول الله r في خطبه وفي توجيهه للناس يتحدث في الوقائع التي يشهدها الناس، ويتكلم فيما يتعلق بحياتهم اليومية، وتعرفون خطابه للمؤمنين في غزوة المريسيع لما حصلت الشحناء والبغضاء بين واردة المهاجرين وواردة الأنصار فقال هذا: يا للمهاجرين وقال الآخر يا للأنصار فقال: «أدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة» فقد كان أهل الجاهلية إذا حصل خلاف بينهم تعزى كل إنسان منهم بعزاء الجاهلية فدعا ذويه وناصريه، وكل يتقوى على الآخر بقبيلته، فجاءت الدعوة الإسلامية فردت هذا المنهج بالكلية، والمهاجرون والأنصار التعزي بهم ليس تعزيا بقبائل ولا بفرق بل هو دعوى بلقب شرعي شريف، فالله سبحانه وتعالى شرف المهاجرين من المؤمنين بهجرتهم إلى الله ورسوله، وشرف الأنصار بهجرة رسول الله r إليهم، ومع ذلك فالنبي r ينكر التعزي بهذا العزاء لما فيه من الشبه بتعزي أهل الجاهلية بعزائهم، ويجعله مثل تعزي أهل الجاهلية تماما فيقول: «أدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة» كذلك فإنه r كان اهتمامه في خطابه الدعوي بأمور الناس وبما يعيشونه جامعا بين أمر الدنيا وأمر الآخرة، فما يتعلق بأمر الآخرة قد سمعتم مثاله، وما يتعلق بأمور الدنيا منه قوله r فيما روت عائشة في الصحيحين في خطبة الاستسقاء أنه r قال: «إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم» ثم قال: «الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت
(يُتْبَعُ)
(/)
الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء إليك أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين» فهنا تحدث رسول الله r عن أمر يهم الناس من أمور دنياهم، وهو ما هم فيه من الجدب واللأواء والضنك وضيق المعاش، فتحدث عن ذلك في خطبته فقال: «إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه» وذكر الحلول الشرعية وهي أن الله سبحانه وتعالى أمرهم أن يدعوه ووعدهم أن يستجيب لهم إذا دعوه، ثم إن رسول الله r كذلك في عنايته بما يعيشه الناس من أمور حياتهم كان يحدثهم بما يشبهها من حياة الآخرين، لتكون تجارب لهم، وحتى في شؤون البيت والخاصة، فهذه عائشة أم المؤمنين تروي عنه حديث أم زرع في الصحيحين، وقد بين فيه رسول الله r أنه كان لعائشة كأبي زرع لأم زرع غير أنه لا يطلقها، وهذا الحديث فيه ذكر لكثير من الحالات الاجتماعية في خصائص البيت وبعض هموم النساء وما يجدنه في بيوتهن من المضايقة، وفي بداية الحديث «جلس إحدى عشرة امرأة تعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا»، وهذه الأمثلة لحياة الناس وسلوكهم وتصرفاتهم الاجتماعية عناية النبي r بها وبيانها لأمته كل ذلك يدخل في هذا الإطار وفي نطاق عيش الخطاب الدعوي مع هموم الناس وما هم فيه، فمن المشكلات ما يتكرر في كل حال، وهو الاجتماعيات التي يعيشها الناس، هموم البيت ومشكلات العلاقة بين الزوجين، وكذلك تربية الأولاد، وكذلك أمور المعاش وما يعرض فيه من الضيق والسعة، وكذلك أمور الجيران وحقوقهم، وهكذا فهذه أمور متكررة لا بد من علاجها في الخطاب الدعوي، ولا بد أن تأخذ حيزها المناسب فيه لأنها مما يعيشه الناس ومما يتكرر في حياتهم اليومية، ومثل ذلك شؤون العالم من حولنا، فلا بد في ضوابط الخطاب الدعوي أن يتناول هذه الهموم و الشؤون، فهذا البشر يرتبط جميعا في دوائر ارتباط، قاصيه ودانيه فيها سواء، والعالم اليوم أصبح كالقرية الواحدة ووسائل الإعلام ووسائل الاتصال معينة على ذلك، فمن لم يعتن بالحضارة وأوجهها وتناقلها وبأنواع أنماط معاش الناس وما يتعلق بذلك لا بد أن يدهمه بعض المحذور في بلاده، فنحن اليوم إذا لم نتحدث عن أوجه حياة الغربيين وما يعيشونه في بلادهم ما كان منه إيجابيا وما كان منه سلبيا فسيدهمنا ذلك في بلادنا وسيأتي عبر وسائل الإعلام التي لا نستطيع التأثير فيها، وسيتخلق به كثير من المنهزمين أمام ضغط هذه الحياة، والمبهورين كذلك بالحياة المادية الغربية، ومن هنا فلا بد أن يكون الخطاب الدعوي ناقلا لتجارب الآخرين، ولا بد أن يكون مطلعا على تداول هذه الحضارة ورقيها وهبوطها وبيان ما يتعلق بذلك من التأثير على نفسيات الناس وثقافتهم واهتمامهم، كذلك من هذه الضوابط أن الخطاب الدعوي السليم لا بد أن يكون مشاركا في تكوين الرأي العام لهذا البشر، فهذا البشر يتصرف على أساس القناعة، وهذه القناعة ليست فطرة فطر الله عليها الناس بل قد قال الله تعالى: ?والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا? لكن الله أعطانا وسائل للتطلع على ما حولنا ندرك من خلالها قناعاتنا، هي التي تتكون من خلالها القناعات ولذلك قال: ?والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة? فهذه هي وسائل الإحاطة بما حولنا ومن خلالها يتكون الرأي العام، وكذلك قال في امتنانه على الإنسان، ?ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين? فهذه الوسائل التي امتن الله بها سيستغلها الناس، واستغلالهم لها مقتض للتعرف على ما حولهم ومن خلال ذلك ترسخ فيهم القناعات التي على أساسها يبنون مواقفهم وتصرفاتهم، ومن هنا فالرأي العام مؤثراته الأساسية هي: أولا البيت الذي يتربى فيه الإنسان، ثانيا المدرسة التي يدرس فيها، ثالثا الشارع الذي يعيش فيه، رابعا وسائل الإعلام التي يسمعها، خامسا التأثر بالمصاحبة وتدخل فيه الدعوة، التأثر بالمصاحبة أي بأخلاقيات الناس ومعاملتهم فهذه المؤثرات الخمسة التي يبنى من خلالها التصور العام للإنسان الذي نسميه الرأي العام وعلى أساسها تكون المواقف، ونحن في زماننا هذا بلينا بفساد أكثر هذه الوسائل وانحرافها وعدم استغلالها الاستغلال الصحيح، فمثلا لا بد أن يكون الخطاب الدعوي مؤثرا في صلاح البيوت لأن البيت هو أول وسيلة تؤثر في الرأي العام لدى الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
يتربون فيه، ثانيا لا بد كذلك للخطاب الدعوي أن يكون مؤثرا في المدارس التي يدرس فيها الناس، لأن هذه المدارس مؤثرة في قناعاتهم واهتماماتهم، ولذلك لاحظوا أن الطلاب الذين يدرسون في المدارس ويأخذون مواد شتى عن أساتذة متنوعين في نهاية تخرجهم من تلك المدرسة سترسخ لديهم قناعات، فمجموعة منهم ستتأثر بأستاذ مادة من تلك المواد فستهتم بتلك المادة، مجموعة أخرى لا تتأثر بأستاذ من الأساتذة لكن أعجبتها مادة تذوقتها فاهتمت بتلك المادة، ومجموعة أخرى رأت الجميع كَلاَّ وتعبا فتأثرت بذلك انطواء وانزواء وقطعا لمشوار التعلم وطريقه، فهذا ما تشهدونه في كل مدرسة يتخرج منها الناس وهذا من المؤثرات في الرأي العام، فلا بد من دخول الخطاب الدعوي للمدارس حتى يكون مؤثرا في اختيار التخصصات، وفي اختيار مناهج الأساتذة وفي تقويم الأشخاص، وحتى في اختيار المواصلة في طريق طلب العلم، وحفز الناس على ذلك، كذلك المؤسسة الثالثة المؤثرة في الرأي العام هي الشارع، وهذه أيضا لا بد أن يدخلها الخطاب الدعوي بقوة لما لها من الخطر العظيم الذي نبه إليه الرسول الكريم r في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين عندما قال: «إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا يا رسول الله: ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» فهذه هي أوجه تدخل الخطاب الدعوي في الشارع، «غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وهذه إذا ظهرت في الشارع فيستأثر تأثرا إيجابيا وستكون المعلومات المتلقاة عن طريقه أو الأخلاق المكتسبة عن طريقه مؤدية إلى النتيجة المطلوبة في الصلاح، ثم بعد هذا المؤسسة الرابعة هي وسائل الإعلام، وهذه الوسائل يسمعها الناس رضوا أم أبوا، كثير من الناس لديه هواية تتبع وسائل الإعلام فيسمع نشرة الأنباء في إذاعة معينة ثم إذا انتهت نقل الموقع إلى إذاعة أخرى ستعيد عليه الكلام نفسه ثم ينتقل إلى إذاعة أخرى وهكذا، وهكذا آخرون أيضا لديهم هذه الهواية في تتبع الشاشات التلفزية فهم يتنقلون من قناة إلى قناة كلما انتهى برنامج أو بث قناة من القنوات انتقلوا عنها إلى قناة أخرى، وآخرون أيضا شغلوا بوسائل الإعلام المقروءة فلا يكتب عمود في جريدة ولا مجلة إلا تابعوه، وجل أوقاتهم مشغولة بذلك، وآخرون أيضا شغلوا بوسيلة الإعلام التي هي أكثر شيوعا أو إثارة في زماننا هذا ألا وهي الإنترنت، فهم يتتبعون المواقع التي تعد بمئات الآلاف، ويُشغلون بها، فتأخذ حيزا كبيرا من أوقاتهم واهتماماتهم، لا شك أن هذه الهواية لا بد أن تؤثر في صاحبها، فالإنسان الذي سمع الخبر خمس مرات وسمع تحليله كذلك من عدة أوجه لا بد أن يأخذ منه موقفا والإنسان الذي قرأ التحاليل حول هذا الموضوع وسمع وجهات النظر المتباينة لا بد أن يكون له موقف منه، وهكذا في كل وسائل الإعلام لا بد أن تترك أثرها في سامعها، وهذا الأثر منه ما هو إيجابي ومنه ما هو سلبي فالأثر الإيجابي إذا كانت وسائل الإعلام تؤدي دورها الحقيقي في صدق النقل في الخبر وكذلك أن تكون أيضا موضوعية في التحليل، وكذلك أن لا يقع الإسراف في تتبع ما منه بد، فعلى الإنسان أن يقتصر على ما لا بد منه، إذا تجاوز ذلك إلى ما منه بد فستستغرقه الفواصل الموسيقية والدعايات لأنواع من التجارات ونحو ذلك فتأخذ أيضا حيزا من وقته وتضيع عليه فرصا من عمره، وبذلك لا بد أن يدخل الخطاب الدعوي إلى وسائل الإعلام، ولا يكفي مجرد الدخول من هذا القبيل بل لا بد أن يكون ذالك الدخول مؤثرا، فأنتم تعلمون أن وسائل الإعلام اليوم لم تعد وسيلة تثقيف فقط، بل في المقابل أيضا أصبحت وسيلة إرهاب وأصبحت وسيلة حرب، وأصبحت أيضا وسيلة تضليل كل ذلك تُستغل له وسائل الإعلام، فقد اكتشف الناس منذ الحرب على الإسلام في أفغانستان خطر وسائل الإعلام، فإن وسائل الإعلام مملوكة للغربيين، وهي خاضعة لهم، وقد استغلوها للحرب على المسلمين وتضليلهم فلا تنقل الأخبار الصحيحة أبدا، وقد ذكرت لكم مثالها فيما قبل على نحو ما قال الشاعر: «إن يعلموا الخير أخفوه وإن علموا** شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا» أو كما قال الآخر: «إن يسمعوا سبة
(يُتْبَعُ)
(/)
طاروا بها فرحا** عني وما سمعوا من صالح دفنوا** صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا»، وهكذا فيما يتعلق بالتضليل فإن وسائل الإعلام تستغل الآن للتحسين والتقبيح، فكثير من الموضات في الملابس وفي حلق الشعر وفي تصفيفه وحتى في أسلوب الكلام وفي هيئة النطق كلها تبث عن طريق وسائل الإعلام فيتأثر بها فئام من الناس، وكذلك فيما يتعلق بالإرهاب فإن وسائل الإعلام في كثير من الأحيان تكون وسيلة للإرهاب سواء كان ذلك الإرهاب فكريا كما شهدتم في الفترة الماضية في وسائل إعلامنا هنا فإن استغلالها قد كان استغلالا إرهابيا بشعا أريد به صرف الناس وتشكيكهم في آرائهم وتشكيكهم حتى في اعتقاداتهم وتشكيكهم في قناعاتهم وفي كثير من مسلمات دينهم وتراثهم، واختلاق حرب وهمية ليس لها أي أساس ولا يسعفها أي دليل، وكذلك شغل الناس في أوقاتهم كلها بما لا فائدة فيه، وحصر النقاش الذي كان من المهم أن يكون علميا دقيقا في مسائل هي من المسلمات وليست محل البحث، حتى تتطرق الأذهان إلى أنها محل للبحث والأخذ والرد، ويسأل عن الرأي المقابل ما هو في هذه المسألة إذا وجد الاهتمام بها فمن المعهود لدى الناس أن وسائل الإعلام لم تكن راعية في يوم من الأيام لفقه ولا لأصول ولا لحديث ولا لغير ذلك من المواد العلمية المهمة، فإذا رأوا تركيزها على مادة من المواد واستدعاءها لمن يناقش تلك المادة ظنوا أن الأمر فيه جديد، وكأن تشريعا جديد أنزل من السماء أو كأن الأمر قد تجدد فيه ما ليس معهودا لدى الناس، ومثل ذلك التشكيك في أمور من أمور الدين، فقد سمعنا في وسائل إعلامنا في الحملة الماضية من يقول في التلفزيون وفي الإذاعة إن الجهاد باطل بعد فتح مكة ولا يحل، وقد سمعتم ذلك لا محالة، وتكرر هذا الكلام وأعيد كثيرا من المرات، وهذا من الإرهاب الفكري الواضح، فهو رد على النبي r وهو دعوى أن غزوة حنين وغزوة الطائف وغزوة تبوك وغيرها من الغزوات التي كان فيها رسول الله r بعد فتح مكة كلها باطلة محرمة، وأن عمل الخلفاء الراشدين كذلك في فتح مشارق الأرض ومغاربها كله باطل، وهذا يقتضي أيضا بطلان وجودنا نحن هنا، فما الذي أتى بنا نحن هنا إلى هذه البلاد أليس الجهاد في سبيل الله والغزو لإعلاء كلمة الله، فالمتكلم بذلك يكذب نفسه لأنه ما جلس هنا وما تكلم من هذا الموقع إلا بسبب الجهاد في سبيل الله فهو الذي أوصله إلى هذا المكان، ومثل ذلك أيضا بعض الأقوال المشابهة، فقد سمعنا من المتحدثين من يقول إن طاعة ولي الأمر واجبة ما لم يأمر بكفر بواح، وقد أعيد هذا الكلام على الأسماع في التلفزيون وفي الإذاعة مرارا وتكرارا، وهذا مقتض لأن ولي الأمر إذا أمر بشرب الخمر أو بالزنا أو بغير ذلك وجب أن يفعله الإنسان لأنه قال: تجب طاعته ما لم يأمر بكفر بواح، وهذا قد يكون خطأ في القول، قد يكون صاحبه أراد حقا فانحرف إلى باطل هو من الباطل البين الذي لا لبس فيه ولا شك أن صاحبه لا يعتقده ولا يريد أن يقوله أبدا، لكن وسيلة الإعلام التي كررته وتعمدت نشره والتنويه به أرادت له أن يكون إرهابا فكريا مصادرا لقناعات الناس ولثوابت دينهم ولأمورهم التي لا تقبل النقاش لديهم بوجه من الوجوه، لذلك لا بد أن يدخل الخطاب الدعوي وسائل الإعلام بقوة، وبتميز كذلك حتى تكون نافعة مؤثرة، لأنها إذا ترك لها الحبل على الغارب حصل ما رأيتم، إما أن يقاطعها الناس ويعرضوا عنها، وحينئذ تقع الخسارة ويبقى مكان من تصور الناس ومن وسائلهم غير مشغول، وإما أن يستمعوا إليها ويأخذوها بِغَثِّها وسمينها إن كان فيها سمين، ويتشربوها كما هي فهذا خطأ وخطر عظيم على اعتقادهم ومسلمات دينهم، فلذلك لا بد من الانتقاء الذي يمكن أن يحصل إذا دخلها الخطاب الدعوي المتميز المعتدل والخطاب الدعوي وسائله للإعلام منوعة متعددة، فأنتم تعلمون أن الإنترنت مثلا وسيلة مفتوحة للخطاب الدعوي ويمكن من خلالها تقديم كل إنسان لواجبه، وسيطلع عليها الملايين من الناس دون حدود، لا تحتاج إلى تأشيرات ولا إلى تذاكر سفر، بل يصل الخطاب إلى ملايين البشر في نفس اللحظة، بدل أن يجتمع الناس لمحاضرة يسمعونها في مكان ضيق كل إنسان يسمعها في بيته وفي المكان الذي هو فيه دون أن يحتاج إلى تعب ولا إلى سفر، ومثل ذلك الأشرطة التي يسجل عليها الخطاب الدعوي فقد
(يُتْبَعُ)
(/)
آتت أكلها وأثبتت جدارتها وانتشرت في مشارق الأرض ومغاربها، ووصلت إلى أماكن لم يكن الإنسان يتصور أن تصل إليها بوجه من الوجوه، بل قد أصبحت ولله الحمد هواية لدى كثير من كبار السن المنزوين المنطوين يأخذ أحدهم عددا من الأشرطة فيكتفي بها عما كان يحصل قديما من استماعه إلى الأخبار السالفة والقصص الماضية، فيستمع إلى أشرطة مفيدة، ولعله يجد فيها ما يسد له فراغا ويسليه عن كبر سنه وضعف جسمه، أو يجد فيها كذلك ما يعينه على حسن خاتمته والتزامه بالشرع، كذلك الوسيلة الخامسة المؤثرة في الرأي العام وهي الصحبة، لا شك أنه لا بد أن يدخلها الخطاب الدعوي بقوة، فهذه الصحبة فريضة واقعية على البشر، فالإنسان بطبعه ميال إلى جنسه البشري، وقد جاء في تفسير ابن عباس في قول الله تعالى في سورة النمل: ?لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين? هذا العذاب الشديد ما هو؟ فالهدهد طائر ضعيف، ما يمكن أن يكون العذاب الذي يهدد به صعق كهربائي أو ضرب بالعصي فهذا قتل له، وقد ذكر القتل في الذبح، فما هو هذا التعذيب؟ قال: الحبس مع غير الجنس، فحبس الإنسان مع غير جنسه عذاب شديد في حقه، ولذلك يقول محمدُّ بن محمدي رحمه الله تعالى: «آه لمغترب بالغرب ليس له** جنس وإن كان محفوفا بأجناس» فلهذا يحتاج الإنسان إلى مخالطة من هو على مستواه، وحينئذ لا بد أن يتأثر ويؤثر، ومهمة الخطاب الدعوي أن يكون هذا التأثر والتأثير إيجابيا، فإذا كان الإنسان يؤثر في الآخرين بصفاته المحمودة فيعاملهم معاملة حسنة ويخاطبهم خطابا مقبولا شرعا، ويشاطرهم المحبة والصدق، ويقدم لهم الخدمة التي يستطيع تقديمها وينفع من يستطيع نفعه فهذا لا شك سيؤثر وسيكون تأثيره إيجابيا، وكذلك تأثره هو بمن يخالطه إذا كان على هذا الوجه، فلا يتسرب إليه من كلام المخالط إلا ما كان محمودا مرضيا، فإذا مر باللغو أعرض عنه، وإذا خاطبه الجاهل قال سلاما، وقد بين الله ذلك في قوله: ?والذين لا يشهدون الزور وإذامروا باللغو مروا كراما? وقال قبلها في هذه الآيات: ?وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما? فهذا لا بد أن يكون تأثره تأثرا إيجابيا، لكن لا يستطيع الإنسان ذلك ما لم يُرفد بتقوية تعينه عليه، وهذا الرافد ينبغي أن يكون خطابا دعويا مستقيما، فأنتم تعلمون أن المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان وبالأخص إذا كان في مثل مجتمعاتنا المختلطة اليوم لا بد أن يشهد فيه الإنسان كثيرا من الفيروسات الإيمانية والشُّبَه التي يسمعها من الآخرين فيتلقفها، والأقوال التي يسمعها وهي مغلوطة مكذوبة لكنها تنقش في تصوره لأنه سمعها من عدة أوجه، فهو محتاج إلى صمام أمان يرد الأشواك وما لا نفع فيه فيفصلها عن تصوره نهائيا، وأيضا يكون هذا الصمام شفافا بحيث لا يمنعه وصول الحق إليه، وقد بين الله هذا المنهج بقوله: ?فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب? ?فبشر عباد الذين يستمعون القول? فهذا مقتض لقابلية التأثير عندما يستمع الإنسان إلى القول أصلا، ثم بعد هذا فيتبعون أحسنه، لا يستكبرون عن الاتباع والتأثر لأن القول إنما يكون صوابا أو خطأ فإن كان صوابا فالاستنكاف عنه إعراض عن الحق، وإن كان خطأ فقبوله كذلك ركون إلى الباطل، لهذا لا بد من الاستماع إلى الحق ثم اتباع أحسنه، ?الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب? وقد بين الله سببين لذلك السبب الأول غيبي من أمر الله وهو الهداية، ?أولئك الذين هداهم الله? والسبب الثاني راجع إلى اجتهاد الإنسان وعمله ?وأولئك هم أولو الألباب? معناه هؤلاء الذين أعملوا عقولهم فاستفادوا من تجاربهم واستطاعوا أن يكون تأثرهم إيجابيا حيث أعملوا عقولهم فأخذوا ما ينفعهم وتركوا ما يضرهم، وإذا أعمل الإنسان عقله في هذا الجانب في الانتقاء فإنه لن يكون منزويا عن الناس بالكلية لا يريد أن يؤثر ولا أن يتأثر، وفي المقابل أيضا لا يتأثر إلا بما كان صوابا صحيحا، وهذا الوجه الصحيح في التعامل مع الناس يحتاج فيه الإنسان إلى خطاب دعوي مؤثر يبين له ما ينبغي من المخالطة وما ينبغي من التأثر وما يستمع إليه من الأقوال وما يترك، فليس الإنسان كالدابة التي تقاد بزمامها، ولا هو
(يُتْبَعُ)
(/)
كالحيوان المفترس كالوحوش التي لا يمكن أن تنقاد، إنما الإنسان كائن اجتماعي قابل لأن يؤثر ويتأثر، فلذلك لا بد فيما يتعلق بالصحبة والمخالطة أن يوجد الخطاب الدعوي الذي يسدد ويكون للإنسان محيطا يمنعه من الانحراف وتقويما لسيره في ذلك، والذين يسافرون إلى البلاد النائية فيخرجون من بيئاتهم ومحيطاتهم كالطلاب الذين يدرسون في الخارج مثلا، في أول خروجهم يشهدون الحاجة إلى مثل هذا النوع، لأنهم قد كانوا في بيئة تعودوا فيها على التبعية المطلقة، وخرجوا من عنق الزجاجة إلى الحرية المطلقة فجأة فوجدوا أنفسهم في بيئة قد تغيرت، وفي نمط حياة مخالف لما كانوا عليه، فهم أحوج ما يكونون إلى محيط جديد، يحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم فيقيهم الشرور ويدلهم على الخير، ويقدم لهم التجارب الناجحة، ويساعدهم على تعدي العراقيل والعقبات، ولذلك لا ينسون فضل من يقوم بذلك في أول الأمر في وقت الحاجة إليه كذلك من ضوابط هذا الخطاب الدعوي أنه لا بد أن يبدأ فيه بالأوجه المتفق عليها قبل الأوجه المختلف فيها، فالمدعو أيا كان لا بد أن يشترك معك في كثير من القناعات والآراء، حتى لو كان يهوديا أو نصرانيا يشترك معك في بعض القناعات، فابدأ أولا بالمتفق عليه فإذا رسخ فقد حصلت أرضية للنقاش، وهذا النقاش يطلب فيه الإقناع وأن يكون من غير إرهاب، وأن يكون الآخذ به آخذا بحجة تبقى معه، وقد بين الله ذلك في كتابه بقوله: ?ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون? فالبداية هنا كانت بالمتفق عليه ?قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون? فهذه أمور متفق عليها بيننا وبينهم فنبدأ بها ثم بعد ذلك نصل إلى المختلف فيه ?ونحن له مسلمون? فهذا مختص بنا نحن دونهم، وهكذا لا بد في المخالف من المسلمين أيضا أن يبدأ بعد نقاط الاتفاق بالمسلمات الكبرى بالأمور الجوهرية، فالأمور الصغرى التي يختلف فيها الناس وأكثرها راجع إلى الاجتهادات هي محل للاجتهاد في كثير من الأحيان ينبغي أن يؤخر البحث فيها فالخطاب الدعوي لا ينبغي أن يجعلها من الأولويات ولا من السوابق بل تقديمها حينئذ مقتض للتفرقة والميز ولا ينفع الدعوة شيئا ولا يقدم لها أية فائدة، فلذلك ينبغي أن يكون التركيز بعد نقاط الاتفاق على كبريات الأمور، وأنتم تعلمون أن المؤامرات الكفرية على الإسلام اليوم دائما تحاول شغل المسلمين بالجزئيات وبما لا نفع فيه، فيؤخرون الأهم ويبدؤون بالأدنى، فمثلا المفاوضات بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين النقاط الكبرى والتي هي أهم وهي مسألة الحياة أو الموت منها قضية المسجد الأقصى لمن يكون؟ هل هو لليهود أو للمسلمين؟ هذه القضية إلى الآن ما نوقشت، إلى الآن لم تعرض على مجلس للنقاش ولا للمفاوضات، المسألة الثانية المهجرون من فلسطين وهم ستة ملايين مفرقون في العالم هل سيعودون إلى بلادهم أو يبقون مشردين مدى الحياة؟ هذه المسألة إلى الآن ما نوقشت، وهكذا المسائل الكبرى التي يمكن أن تفسد القضية وتنسفها من أساسها إلى الآن لم يصل إليها النقاش، وكل الاتفاقيات التي وقع عليها إلى الآن لم تتطرق لها، فهذا النوع من الأخطاء في البداية بالجزئيات وفي خارطة الطريق وفي صلاحيات السلطة، وفيما يتعلق بالتمويل وفيما يتعلق بالجهاز الأمني والتعاون .. الخ هذه أمور لو حصل الاتفاق على كل جزئياتها ثم جاء الخلاف في قضية من القضيتين السابقتين لنسف الجميع، فلماذا البداءة بها ولماذا التركيز عليها مع دناءتها وعدم فائدتها فيما يتعلق بالاتفاق، كذلك نظير هذا أيضا كثير من الجزئيات التي يناقشها الناس وبالأخص المدارس الدعوية ذات الطرح المختلف المتباين، كمسألة الديموقراطية مثلا، فالمسائل الكبرى فيها يتعداها الناس ويبدءون في المسائل الجزئية وفي التفصيلات كما يتعلق بتجريح الأشخاص وموازين النقد ويتركون المسلمات الكبرى مثلا ما يتعلق بأصول التغيير، وما يتعلق بأصول الحكم، و ما يتعلق بواقع الناس وما يتعلق بالمنشود الذي ينبغي أن يكون بديلا هذه أمور كبرى يغفلها الناس في هذا المجال، فيبدءون بجزئيات هي تندرج في إطار هذه الكليات الكبرى ولو لم يبق من الخلافيات إلا هذه الجزئيات لما حصل
(يُتْبَعُ)
(/)
الضرر، ولو اتفق أيضا على هذه الجزئيات فقط لما حسم النزاع، فلذلك لا بد من التحرر من الأوهام والتحرر كذلك من العيش مع الجزئيات في الأمر كله، والأخذ بكبريات الأمور ومسلماتها وأصولها، وإذا حصل الاتفاق على هذه الأصول وكبريات الأمور والمحسومات بالأدلة والقطعيات، فلا ضير في الخلاف في الاجتهاديات وهي أمور يقبل فيها الاجتهاد حينئذ، ويمكن أن يصطلح على إرجائها إلى فترة، وحينئذ إما أن يتبين الصواب لأحد الطرفين فيرجع إليه أو يجدوا وسائل لحسم النزاع بينهم، ولذلك فكل نقاش علمي لا بد قبله من تحضير وسيلة لفض النزاع، كل مجموعة من الناس يجمعها جامع لا بد أن تبدأ في أولى أولوياتها لما يحسم النزاع بينها، ما هو المرجع الذي يرجع إليه عند حصول النزاع، ولهذا جاء ترسيخ هذا المرجع في القرآن في عدد من الآيات ?يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا? وفي قوله تعالى: ?وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم? وفي قوله: ?إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله، وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم، لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم? فلا بد إذن من التركيز على وسيلة فض النزاع، إذا حصل، وحتى في أمور الدنيا، فأمور الدين وسيلة فض النزاع فيها الرجوع إلى الدليل كما بينا من الكتاب والسنة، أما أمور الدنيا الاجتهادية وكذلك جزئيات أمور الدين التي لم يحسمها النص فالمرجع فيها حينئذ لا بد أن يكون محسوما من قبل، فإذا كان المرجع مثلا هو قول الأكثر كان الترجيح هو بكثرة الرواة كما يقول أهل الحديث، أو كان الترجيح بالكثرة الكاثرة من الحاضرين، وأيضا حتى في جزئيات هذه لا بد أيضا من بيان هل المطلوب الأغلبية البسيطة أو الأغلبية النسبية أو الأغلبية المطلقة، وكلها أغلبيات معروفة في القانون الدستوري مما تعارف الناس عليه، فكل ذلك مما يمنع حصول النزاع وتسربه بالكلية، كذلك في الحسم في الرأي في أي وجه من الوجوه، فالوسائل البدائية التي كانت موجودة لدى البشر في أي رأي من الآراء يصدرون عن أمر قائدهم أو كبيرهم وإذا خالفوه جميعا عدل إلى قولهم، أو خالفه أكثرهم عدل إلى قولهم، هذه قد تكون غير محمودة العاقبة كما قال دريد بن الصمة: «أمرتهمُ أمري بمنعرج اللوى** فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد** وما أنا إلا من غزية إن غوت** غويت وإن ترشد غزية أرشد» فلذلك لا بد أن تكون وسائل فض النزاع حاضرة في الأذهان متفقا عليها مسلمة من قبل، وفي كثير من النقاشات التي تحصل وبالأخص مع غير المسلمين دائما قبل بدء النقاش أشترط أن تكون مراجعنا واضحة، فقد أخذت العبرة من كلام نقله المبرد عن ابن عباس رضي الله عنهما في مناقشته للخوارج، عندما جلس إليهم وقد أرسله إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أراد قبل الدخول في أقوال الخوارج ومناقشتها أن يحقق الأرضية البينة، فقال: ما تنقمون من ابن عم رسول الله r يقصد علي بن أبي طالب؟ فقالوا: ثلاثا، فقال: لا تنقمون غيرها، قالوا: لا، قال: أرأيتم لو بينت لكم بالدليل صحة ما هو عليه أترجعون إليه؟ قالوا: نعم، قال: فمن خالف منكم ذلك فماذا عليه؟ قالوا: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فقال: فما هي؟ قالوا: الأولى أنه محا اسمه من الخلافة، قال: ألم تعلموا أن رسول الله r محا اسمه من النبوة في عقد الصلح مع سهيل بن عمرو يوم الحديبية فسكتوا، فقال: هذه واحدة فما الثانية؟ قالوا: هزم عدوه فلم يقسم الغنائم، قال: أرأيتم لو قسمت الغنائم ففي سهم أيكم ستكون أم المؤمنين عائشة مثلا؟ فجعلوا أيديهم على وجوههم استحياء من ذلك، فقال: هذه الثانية فما الثالثة؟ قالوا: حكم الرجال في كتاب الله، فقال: أحرب أمة محمد r وقتالها أعظم أم أرنب تقتل في الحرم؟ قالوا: بل أرنب تقتل في الحرم، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقل الله تعالى في سورة المائدة: ?يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما? قالوا بلى، فأقام عليهم الحجة وألزمهم بهذه الأمور الثلاثة دون أن يطول النزاع ودون أن يتشقق، مع العلم أنه لو دخل معهم في الجزئيات فقد أوتوا جدلا، وسيطول الأمر ولن يقتصر على حد، ولذلك فما لم تبين النتائج من البداية وما لم تؤخذ الضوابط العامة قبل الدخول في النقاش فسيكون جدلا بيزنطيا لا نهاية له، لأنه كثيرا ما يؤدي أيضا إلى الخروج عن محل النزاع ويبقى النقاش في أمر آخر لا علاقة له بالموضوع، ويكون التنقل بين موضوع وموضوع آخر، وهذا النوع من المحذورات لدى الأصوليين، فالأصوليون عندما وضعوا قواعد الجدل جعلوا من أعظمها ما يتعلق بالتحكم والمصادرة والخروج من المسألة، أن تكون المسألة التي هي محل النزاع مثلا هل المسكر من غير العنب مثلا محرم أم لا، فإذا نوقشت هذه المسألة فتشعب النزاع حتى وصل إلى علة تحريم الخمر مثلا، هل هي الإسكار أو غير الإسكار فهذا خلاف في غير محل النزاع، ولا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة نفسها، وهكذا، فلذلك لا بد في ضوابط الخطاب الدعوي أن يكون متقيدا بأرضية صلبة للنقاش متفق عليها بين الطرفين، كذلك من ضوابط هذا الخطاب أن يكون أيضا على كل ما سبق متجردا فيه صاحبه من كل عواطفه وأهوائه، فالإنسان إذا كان يتصرف أو يقدم خطابه على أساس حميَّته أو غيرته فسيكون دائما متعصبا لمجموعته أو مدرسته وهذا مخالف لأدبيات الخطاب الدعوي العام، فلا بد أن يجتهد الإنسان في أن يكون خطابه الذي يقدمه مجردا من العاطفة، فلك ما تحب، وضع حبك حيث أردت، لكن مع ذلك لا تصادر آراء الآخرين ولا تصادر عواطفهم، واعلم أن الأمر أوسع مما ذكر، ولذلك أذكر أن اثنين قد تخالفا في مسألة من مسائل الدعوة قديما، فحضر شيخ من المشايخ فسمع كلامهما، فلما رأى حدة كل واحد منهما في رأيه واتباعه لعاطفته، قال: يا أخوي إن الجنة واسعة عرضها السماوات والأرض، فتتسع لأهل هذا الرأي ولأهل الرأي الآخر، فإذا أدرك الإنسان ذلك وتبين له أن مجرد المصادرة وأن يقال هذا هو القول الصحيح وهذا هو الذي نأخذ به وهذا الذي يراه فلان وفلان من الناس خرج المجال عن أن يكون خطابا دعويا مؤثرا بل أصبح تقليدا أعمى وأصبح تعصبا لطائفة أو لفريق من الناس، وأصبح كذلك مصادرة كما يحصل لكثير من المتعصبين فتسمع أحدهم مثلا يقول: الحافظ ابن حجر ليس من أهل السنة، وقد سمعت بعض من سئل عن الحافظ بن حجر فقال ليس من أهل السنة فسألته فقلت: ما هي السنة يا أخي، قال: قول النبي r وفعله وتقريره، قلت: إذا كان الحافظ ليس من أهل قول النبي r ولا فعله ولا تقريره فلست أنت منهم قطعا، فلذلك لا بد أن يدرك الإنسان هنا خطر المصادرة، وخطر عدم التجرد من العاطفة، كذلك في هذا المجال أيضا لا بد أن يعلم الإنسان التفريق بين ثوابت الشرع ومتغيراته، لا بد أن يعلم أن الشرع منه وحي منزل معصوم، ومنه آراء رجال تقبل الصواب والخطأ، وهذه الآراء ليست مسلمة بالضرورة في كل شأنها، بل هي خاضعة للنقاش كما قال مالك: رحمه الله: ما منا أحد إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، وسامحونا فقد عاملناكم بذكاة الحية بقطع رأسها وذنبها، مضطرين إلى ذلك ولعل العوض إن شاء الله في الدروس القادمة.
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً فالعلامة محمد الحسن من كبار علماء الأمة على صغر سنه يحفظه الله تعالى
ومحاضرته قيمة جداً
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 05:32]ـ
جميل جدا ... بارك الله فيكم أخي الكريم .... و جعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
وزارة الثقافة والإعلام السعودية ورعاية كتب من يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[علي التمني]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حيدر حيدر كاتب تهجم على الإسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى زوجاته رضي الله عنهن في رواية له، وقد سمحت وزارة الثقافة والإعلام بدخول رواياته إلى البلاد السعودية حيث وجدتها في إحدى المكتبات، والسؤال: هل ذلك الفسح يدل على تعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهن أم أنه ممالأة ومجاملة للكاتب ولغيره من أعداء الإسلام الحاقدين عليه من التافهين ذوي الأفكار الهابطة المنحطةعلى حساب ولائنا لنبينا وقدوتنا ومن تزعم وززارة الثقافة وافعلام في بعض المناسبات تعظيمه، فهل هذا من التعظيم أن تسمح لكتب من يسبه بدخول بلاد الحرمين وتباع علنا؟ وهل ذلك من الولاء لدين الله ولنبي الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل سماح الوزارة وفسحها لكتبه من النصيحة لولاة الأمر وللشعب ومن القيام بأمانة حفظ عقول وإيمان الشعب السعودي المسلم من من كتب وأفكار هذا الكاتب الحاقد على دين الإسلام ونبيه؟ وما أسباب السماح بدخول كتب هذا الكاتب وغيره من الكتاب الروائيين وغيرهم ممن عرفوا بانحراف الفكر واختلال المنهج والعداء للإسلام وللإيمان؟ إن البلاد السعودية هي بلاد الدعوة الإسلامية، وهي القدوة في حفاظها على دين الله والذود عنه فكيف صارت الأحوال فيها إلى هذه الدرجة من تنكر وزارة الثقافة والإعلام فيها لرسالة بلادها وولاة أمرها وشعبها؟.
علي التمني
أبها / الجمعة 13/ 7/1428
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:12]ـ
-
وزارة الثقافة والإعلام
ثقافة مدني وخاشقجي والأمير و نجيب يماني و خزندار .... الخ!
،،
وحسبنا الله ونعم الوكيل
بورك فيكم
،،
ـ[علي التمني]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:09]ـ
بسم الله
بارك الله فيك أخي أبو عمر القرشي
هذه فترة عجيبة تمر بها البلاد تدع الحليم حيران، إذ كيف يسمح لهذه الوزارة أن تعبث بالإسلام؟؟ ونحن نعلم أننا لم ننصر ولم نُعز إلا بالدين وشريعته الخالدة؟؟.
6/ 3/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:45]ـ
هذا يسمى عندهم الحراك الثقافي
يقول عبدالعزيز السبيل في مقابلة معه ((لاندري نرضي من منهم من يقول لابد للكتاب من أن يباع والآخر-المحافظين- يقول لايباع وفي الأخير الميزان هو لجنة المراقبة)).
.
.
ما رأيكم بالاشكال عند السبيل ما الميزان الصحيح للكتب السيئة وغيرها؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:16]ـ
شكرا للشيخ علي، واعلامنا من سيء إلى أسوأ، ولكن الأمل في الله ثم في العلماء كبير
هذا يسمى عندهم الحراك الثقافي
يقول عبدالعزيز السبيل في مقابلة معه ((لاندري نرضي من منهم من يقول لابد للكتاب من أن يباع والآخر-المحافظين- يقول لايباع وفي الأخير الميزان هو لجنة المراقبة)).
.
.
ما رأيكم بالاشكال عند السبيل ما الميزان الصحيح للكتب السيئة وغيرها؟
والله شخص بهذا التفكير المفروض ما يكون مسؤول في إعلام دولة دستورها الكتاب والسنة!!
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 01:37]ـ
وبارك الله فيك اختنا الفاضلة شذى الجنوب وقد صدقت هل هذه عقلية وكيل وزارة مهمة في بلاد الحرمين وهي البلاد القائدة القدوة التي انطلقت منها دعوة الإسلام وبها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومحجهم إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، والتي قام قادتها على مر التاريخ - ومنهم أسرة آل سعود وفقها الله للخير وردع الفساد - بالدعوة والجهاد في سبيل الله للتمكين لدين الله في الأرض.
في 16/ 12/1429
ـ[علي التمني]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 01:37]ـ
وبارك الله فيك اختنا الفاضلة شذى الجنوب وقد صدقت هل هذه عقلية وكيل وزارة مهمة في بلاد الحرمين وهي البلاد القائدة القدوة التي انطلقت منها دعوة الإسلام وبها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومحجهم إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، والتي قام قادتها على مر التاريخ - ومنهم أسرة آل سعود وفقها الله للخير وردع الفساد - بالدعوة والجهاد في سبيل الله للتمكين لدين الله في الأرض.
في 16/ 12/1429
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 02:03]ـ
للرفع ...
وللإستفادة هذه أرقام العلماء.
http://fadelh.com/vb/showthread.php?t=236
.(/)
باكستان حمراء بعد المسجد الأحمر للشيخ حامد العلي
ـ[أم المثنى]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 01:06]ـ
باكستان حمراء بعد المسجد الأحمر
،
حامد بن عبدالله العلي
،
ببول البقر غسل المتطرّفون الهندوس بعصبية مهرولين، غسلوا (لوثة) الرئيس الباكستاني مشرف، بعد زيارته ضريح غاندي في مراسيم زيارته للهند.
وسيزور البيت الأبيض قريبا، غير أن خطيئته التي ارتكبها في المسجد الأحمر لن يغسلها هذه المرة، بول زعيم البيت الأبيض، الذي باع مشرف نفسه لسدنته!
ثمة نكتة متداولة في إسلام آباد، أنّ زيارة مشرف القادمة لأمريكا ستكون رحلة ذهاب فقط، فربما لن يمكنه العودة، إذا انفجرت المظاهرات الشعبية
لم يكن مثل هذا الجنرال الذي يحلو له أن يشبه نفسه بأتاتورك، والذي درس في مدرسة سانت باتريك الخاصة في كراتشي، وتخرج فيها عام 1958، ومنها انتقل إلى مدرسة تنصيرية خاصة أخرى، هي كلية فورمان النصرانية في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، ثم انتهى أمره في كلية الدفاع الملكية ببريطانية، فجيش باكستان حتى وصل إلى ذراه، إلى أن انقلب على نواز شريف، حيث احتاجت أمريكا إليه، وهي تخطط لمشروعها الإمبراطوري العالمي قبل يوم 11/ 9، ونفذته بعده، وتهاوي على عتبة بوابة الرافدين
لم يكن مثله لتخطئه عيون الغرب، ليحوّلوه إلى صمام، يجعل ثاني أكبر دولة إسلامية سكانيا، والوحيدة نوويا، وأكثرها في نسبة التدين والإعتزاز بالإسلام، والمحاضن الدينية، يجعلها في مأمن من السير في إتجاه مشروع إسلامي يستجمع قوى أمّة ناهضة،
بل ستكون مهمّته، نفس مهمّة ساسة تركيا طوال عقود مضت، حتى بدأت البوصلة تبحث عن تغيير في تركيا، ويبدو أنها ستتغير بنمط أسرع في باكستان.
لقد أخلص مشرف إيّما إخلاص للغرب، فتعاونه الاستخباراتي المفتوح والمكشوف، مع المخابرات الأميركية بتتبع ناشطي ورموز تنظيم القاعدة، وزيادة تسليم أكثر من 500 ناشط باكستاني، مما إلى عرضه لأربع محاولات إغتيال، شارك في اثنين منها بعض الضباط في جيشه، وأشهرها محاولة 14 ديسمبر 2003، حيث انفجرت قنابل موقوتة بعد بضع دقائق من مرور موكبه على جسر في روالبندي، فيما كانت المحاولة الثانية بعد 11 يوما فقط ونجا منها لتخلف المحاولة 16 قتيلا، إلى جانب محاولات أخرى لم يعلن عنها رسميا.
لقد إعترف مشرف في كتابه الذي نشرت صحيفة التايمز البريطانية بعضه، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية دفعت ملايين الدولارات لباكستان لتعتقل مقاتلين من طالبان على مدار السنوات الخمس التي أعقبت هجمات 11/ 9
وأضاف مشرف قائلا (ألقينا القبض على 689، وسلمنا 369 للولايات المتحدة، وجنينا مكافآت مجموعها ملايين الدولارات)،
لقد أخلص لهم، حتى بدا متذمرا أيضا غير مرة أنهم لايقدرون تفانيه،
لكن إخلاصه هذا، لم ينجّه من الوقوع في أغبى خطأ، بل هو الذي قاده إليه، عندما أصر على اقتحام المسجد الأحمر بالدماء، ولم يقبل بتسليمه خاليا ممن فيه، بعد السماح لهم بممر آمن.
لقد عمي الجنرال عن هذه الحقائق التي تميّز باكستان:
1ـ سيطرة قبائل الباشتون الجهادية على المناطق الحدودية بين البلدين، وإيوائها لعدد كبير من المجاهدين، وقدرتها على إزعاج الجيش الباكستاني.
2ـ انتشار المدارس الشرعية في باكستان، وكونها تمثل الخط الأحمر لدى الشعب الباكستاني.
3ـ ارتفاع رصد مشرف من الإتهامات، بأنه يقود حربا داخلية على المدارس الشرعية بالوكالة عن أمريكا.
4ـ وجود مساحة كبيرة للتوجه الإسلامي في الجيش الباكستاني نفسه، مما اضطره إلى فصل عدد كبير من الضباط.
5ـ قمع مشرف للحركة الجهادية الكشميرية إرضاء لأمريكا كما فعل لحركة لشكر طيبة، فاتسعت دائرة أعداءه.
6ـ بروز أزمة عزل كبير القضاة بما صاحبها من استخدام مشرف المفرط للقوّة لإسكات وسائل الإعلام الباكستانية، والمظاهرات، حتى ألقى مئات المحامين الباكستانيين الحجارة على الشرطة في كراتشي.
7ـ وأخيرا تعامل مع أزمة المسجد الأحمر بما جعل المواجهة مع القوى الإسلامية والجهادية في باكستان مفتوحة، لاسيما والضحايا بالمئات، والمعركة وُجِّهت إلى بيت من بيوت الله تعالى، لم تراعى فيها حرمته.
عَمِي فسقط في الشَرَك الأكبر، عندما وضع نفسه في مواجهة المدارس الشرعية، في بلد متديّن لايستطيع شعبه وهو يرى حوله الإسلام تهب رياحه في العالم، إلاّ أن يوجّه أشرعته تجاه هبوبها.
ومهما يكن مستقبل الأحداث، فقد دخلت باكستان مرحلة جديدة.
إنها مرحلة ما بعد المسجد الأحمر،
ومهما كانت سمات هذه المرحلة،
غير أنّه بالتأكيد سيكون اللون المأخوذ من إسمها هو اللون الأظهر، وسيكون الجنرال مشرف هو الأخسر
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 04:07]ـ
نسأل الله أن يذل المنافقين ويكبتهم، وينصر الإسلام عاليا،
بوركت أخية،
وجزى الله الشيخ خيرا على صدحه بالحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر عباده المؤمنين ومذل الكفرة والمرتدين وغالب المجرمين ولو بعد حين والصلاة والسلام على النبيّ الأمين خاتم المرسلين وإمام المجاهدين وذبّاح الكفرة والمرتدين وكل من تبعه بهذا النهج إلى يوم الدين ثم أما بعد:
لا يخفى على كل ذي عين بصيرة أن ما حدث في بيت الله عز وجل في ذلك المسجد الأحمر الذي كان منارة للعلم والنور والذي كان بقعة خضراء جليلة في أرض باكستان العزيزة ذلك المسجد الذي خرج العلماء والأبطال ذلك المسجد الذي كان بمثابة المحضن للموحدين في الباكستان ذلك المسجد الذي كان يعلّم فيه الكبير والصغير الرجل والمرأة البنت والولد كان بمثابة معقل للعلم والهدى وذاع هذا الصيت فحينها قامت الدنيا ولم تقعد وكشر أعداء الإسلام عن أنيابهم ورفع اللثام وبان اللئام فأبوا إلا أن يحرّقوه ويحولوه رمادا لأنه بدأ يعيد للناس مجد دينهم يذكرهم بأخراهم بدأ هذا المسجد ليعيد الصحوة في تلك البلاد فأبى أهل الردة إلا أن يحولوه رمادا طاعة لأرباب الكفر أمريكا وإسرائيل وما نقموا منهم إلا أنهم قالو ربنا الله فيا الله كم للدين من أعداء فقاموا بحصارهم وألسقوا لهم التهم وصوروهم أنهم هم من ضربوا أمريكا بعقر دارها وأنهم هم من أحالو ليلها نهارا ونهاراها ليلا فكانت الفاجعة، هجموا على المسجد والمدرسة فقتلو من قتلو وهتكوا عرض من هتكوا وظل القتال أياما وأياما وكل هذا مع 14 سلاحا رشاشا يحمله 14 رجلا كأنهم 14 ألف رجل فقاتلو وقتلو رحمهم الله ومات الأسد غازي معلم الناس الإيمان والإقدام فهنا السؤال أصحاب العقول لم فعلو ما فعلو وما حكم من يفعل ما فعلو وأليس هذا عداء وحربا على دين الله فماذا بقى لهم من حظ قتلوهم وحاصروهم لأنهم أرادو تحكيم الدين فبطلت هنا قولة المرجفين أنهم ليسوا منكرين فهم قاتلو من أراد تحكيم الدين وهذا والذي رفع السماء بلا عمد ما بعده إنكار فهل شرط الإنكار القول باللسان فيا الله كم من جاهل يخدم أعداء الله دون علم بذلك وأخيرا أقول ما قالت تلك اللبوة الشامخة تلك الأخت المرابطة الأخت (سدرة المنتهى) <ووالله أننا سنحول برلمانهم مسجدا أحمرا وقصرهم مدرسة حفصة والله على ما نقول وكيل>
وأخيرا بارك الله فيك أخيتي على هذا الموضوع الرائع فلابد لنا أن ندرك الواقع لننزل الفتوى منزلتها وبارك الله في الشيخ الجليل الصادع بالحق في زمن الإنحدار الشيخ (حامد العلى) حفظه الله
وأسئل الله أن يمن علينا بتمكين الموحدين ورفعة هذا الدين وإعلاء كلمة الدين المتين في كل ربوع العالمين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأمين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين 000)(/)
الرد على العلمانيين الذين يطالبون بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 05:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلمانيون
وجدي غنيم
/// نبذة عن المحاضرة: الرد على العلمانيين .. الذين يطالبون بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
: الجزء الأول:
http://download.media.islamway.com/lessons/wagdy//almania1.rm
: الجزء الثاني:
http://download.media.islamway.com/lessons/wagdy//almania2.rm
: أو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=666(/)
الموضوع الذي أرقني واحترت في عنوانه
ـ[سليمان بن أحمد الدويش]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 03:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فمنذ مدة ليست يسيرة وأنا أتابع وبقوة تحركات تلك الأمة الممسوخة (الرافضة) , وأرصد أنشطتها في العالم , من خلال المشاهدة المباشرة , أو من خلال مايكتبه المختصون عنها ومنها.
والحقيقة أنني أكاد أصاب بالذهول وأنا ألحظ هذا التنامي السريع كالسرطان المستشري , والتكتيك العجيب الذي ذابت معه كل التباينات , والاستراتيجية القوية التي يتعامل بها أبناء المتعة مع قضيتهم , لتطويع كل العقبات.
أعلم أن بين الرافضة من الاختلاف والحسدوالتنافس كما بين أهل السنة وأكثر , لكنهم يملكون قدرة عجيبة في توحيد وجهة أتباعهم نحو خصمهم الألد (أهل السنة)!!!.
ففي العراق مثلا تجد أتباع الصدر , وأتباع السيستاني , وأتباع فلان وأتباع علان , وهم كذلك في إيران , لكنهم مع هذا كله لم يختلفوا على عداوة أهل السنة , والسعي في أذيتهم بما يقدرون عليه , ولذلك تجد الرافضي في إيران لايختلف عن الرافضي في أمريكا ولافي أفريقيا ولافي أستراليا ولا في بلاد روسيا , فكلهم يجمعهم قاسم مشترك واحد وهو بغض أهل السنة , حتى وإن اختلفوا في مرجعياتهم التي يتلقون عنها.
لن أحاول تقليب مواجعنا (أهل السنة) بذكر تخاذل كثير منا عن نصرة عقيدتنا , ولن أنشغل في الحديث عن اشتغال جملة من أهل السنة في بعضهم من حيث تصنيفهم وتخوينهم ورميهم بالتهم.
ولن أفيض في الحديث عن المنتسبين للسلفية وما آلت إليه حالهم من تناحر وتطاحن وتقاطع وتدابر.
ولن أنكأ جراحا بتذكُّر من انشغلوا في بلاد المغرب والجزائر وليبيا ومصر وغيرها , بتقييم الرجال , وامتحان فلان في منهجه وسلفيته , حتى إنك لتعجب من حرص بعضهم على امتحان الناس في مناهجهم وأحكامهم على الأشخاص , عبر الشبكة العنكبوتية من خلال المحادثات المباشرة , في الماسينجر , أو التشات , أو البالتوك , وإصرارهم على معرفة ذلك , رغم ماتعانيه بلادهم من خرافة وشطط عن العقيدة السليمة الصافية!!!.
ولن أحاول الاقتراب من هذا الجرح الملتهب الذي تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى في هذه البلاد الطاهرة التي ماكنا نظن في لحظة أن تنقلب فيها الأحوال إلى ماهي عليه اليوم.
كل هذا وإن كان يستحقُّ منا إلى وقفة ووقفات , وحديث مطنب , وحوار صريح , ووقوف على الخلل لمعالجته , إلا أني سأتجاوزه في هذه اللحظة لألج إلى ما أبتغي الوصول إليه:
أسأل الله أن يُخيِّب ظني , وأن يجعل ماتوقعته وسواسا من الشيطان الرجيم , لكني مع هذا أحتاج أن أقوله , حتى إن وقع وإذْ بي أكون قد أعذرت أمام الله تعالى , وأقمت الحجة (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة).
لا تعجبوا إن رجع بعض إخواننا من المبتعثين وقد اعتنقوا المذهب الرافضي , أو تغيرت نظرتهم التي خرجوا بها إلى نظرة تسامحية بحتة, إن لم تكن دفاعية عن (إخوانهم الرافضة!!!).
بل لاتعجبوا إن سمعتم يوما من أحد هؤلاء المبتعثين من يطالب بتدويل الحرمين الشريفين , أو يدعو للمهدي بأن يعجل الله فرجه , أو يروج لولاية الفقيه (ليس فقيه لندن) , أو يناقش في مسألة البداء.
للأسف الشديد أننا لازلنا مخدوعين بوهم الأغلبية والأكثرية , وإذا تحدث أحدنا فكأنما ينطلق بتفويض الملايين من البشر!!
يجب أن نعلم (نحن أهل السنة) وخاصة في هذه البلاد أننا بحاجة ماسة أكثر من ذي قبل إلى مراجعة حساباتنا , وتقييم فلسفتنا في التعامل مع قضايانا.
يجب أن نكون أكثر صراحة في معرفة حجمنا الطبيعي , ومعرفة حجم عدونا , فلاننفخ أنفسنا زورا , في زمن تصاغر فيه العدو وتظاهر فيه بالضعف حتى عشعش وفرَّخ , ونحن نعيش على طفرة الأوهام , ووهم الطفرة.
إن بلادنا مهددة من كل جانب , بل وبلاد الخليج كله , والمواطن الخليجي الذي كان محل حفاوة الشعوب قبل مدة (لأي سبب) هو اليوم محل تهمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد نجح الرافضة في استغلال الظروف العالمية وتطويعها لخدمة قضيتهم الأم (نشر المذهب) , ولهذا فلاتكاد تدخل دولة إلا وتجد فيها من يعتقد هذه العقيدة الفاسدة ويدعو لها وينفق لأجلها الجهد والمال.
لقد نجحوا في السيطرة على رؤوس الأموال في كثير من البلدان الخليجية , وصاروا يتحكمون بالاقتصاد , في وقت انشغل فيه كثير من الشعوب الخليجية بمالايفيدهم.
لقد أفلحوا في مناصرة قضاياهم من خلال إعلامهم , في حين انشغل إعلامنا بتغريب شبابنا , ونشر الرذيلة في مجتمعاتنا.
لقد أحسنوا في نصرة عقيدتهم في اختيار الواجهات الرسمية لهم كالسفراء والمبتعثين والمبعوثين وغيرهم , فهم يختارون هؤلاء بعناية فائقة , وتتم متابعتهم بدقة متناهية , أما نحن فلانختار إلا أسوأ الموجود غالبا , ومن شكك في هذا فليقارن بين سفراء الدول التي تنتسب للسنة وسفراء دولة إيران المجوسية.
كما نجحوا أيضا في استقطاب السفراء المحليين , وأعني بهم من يمكن جعله سفيرا لك وهو من أهل تلك البلاد , وذلك من خلال المنح التعليمية , أو تبني رعاية بعض الجامعات ودعمها بمايسهل عملية نشر عقيدتهم.
وكم هو محزن أن تلتقي بشخص يدعي الإسلام , ولا يعرف منه إلا بغض أهل السنة , والنقمة على بلاد الحرمين , وشعوب الخليج , لتكتشف فيما بعد أنه ربيب لدولة المجوس.
في وقت تعتذر جامعاتنا عن قبول آلاف الطلبات بحجة عدم وجود الإمكانيات , بينما نحن نبتعث للخارج أضعاف مانرفض استقباله في العدد والنفقة.
ثم أمابعد:
فلن أكثر عليكم في تعداد مانجح فيه هؤلاء لخدمة عقيدتهم , حتى لا أقع فيما يمكن تصنيفه دعاية مجانية لهم , من حيث أردت التحذير منهم.
وحيث المقام مقام مصارحة ونصح , والأمر يتطلب الحذر والحيظة , وبما أن الخطر محدق , والخطب جلل , لذا فقد رأيت من واجبي أن أضع بعض الوسائل التي أراها مجدية في التصدي لهذا الوباء السرطاني الكريه , وأقول مستعينا بالله:
أولا: محاولة غزو هؤلاء غزوا ثقافيا من خلال تشكيك عامتهم , ومناظرة ساستهم , وكشف عقيدتهم , وبيان ماتنطوي عليه تلك العقيدة من المغالطات , ويعمل كلٌّ منا في مجاله , فالكاتب بقلمه , والعالم بفتاويه , والخطيب بمنبره وهكذا.
ثانيا: دعم المشروعات الدعوية التي تقوم على أساس دعوة الرافضة , والتي يتبناها ثلة من أهل الفضل والنبل , وتسهيل مهمتها , وتوسيع نطاقها , وتفريغ الكوادر الفنية والعلمية لمساندتها.
ثالثا: توسيع حجم القبول للمنح الدراسية الخارجية في جامعاتنا , وخاصة الجامعات الإسلامية , والاهتمام بهؤلاء ليكونوا سفراء لبلادنا.
رابعا: الحد من الابتعاث , وتضييق نطاقه , ووضع الشروط الثقيلة , ومتابعة المبتعثين عبر لجان صارمة تتمتع برصيد معرفي وأخلاقي.
خامسا: تبني مراكز إسلامية في كل بلد يوجد فيه مبتعثون من بلادنا , ومتابعة تلك المراكز من خلال الملحقات التعليمية في السفارات.
سادسا: اختيار الواجهات الصالحة الناصحة , واستبعاد كل مرتزق متمصلح على حساب أمته وعقيدته , والنظر في حال كثير من السفراء.
سابعا: تبني دعم الجامعات ذات التأثير في البلدان التي يكون الإسلام فيها ضعيفا كالجمهوريات الإسلامية فيماكان يعرف بالاتحاد السوفياتي , أو في البلقان , أو في دول شرق آسيا , أو في الجمهوريات الأفريقية , أو في غيرها مما لايشك عاقل أن في تبنيها نفع يفوق نفع تبني قضية لبنان الخاسرة.
ثامنا: النظر في سياسات الإعلام الحالية , والتي تختلف عن حقيقة السياسة الإعلامية للإعلام , وإعادة النظر في المجلس الأعلى للإعلام , والذي تسبب حلُّه إلى مايشبه الكارثة.
تاسعا: التنقيب في أسباب التدهور الاقتصادي الذي حلَّ بالشعوب الخليجية , والسبب في كون مايزيد على نسبة سبعين بالمائة منهم مديونا؟
وإدراك أن للأموال تأثيرا عجيبا , وأن إيذاء الناس في أموالهم , أو تحويلهم إلى مجتمعات طبقية يسهم في زيادة الفجوة , وضعف الانتماء , بل ربما أدى إلى فك الارتباط عياذا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فمن الواجب المبادرة في مداواة جروح الناس عبر رد مظالمهم , وإنصافهم من ظالمهم , وعدم تعطيل معاملاتهم ومساهماتهم , والنظر في المتسببين في تلك الكوارث التي لحقت بالناس جراء هزات الأسهم , وتقديمهم للعدالة , والأخذ على أيديهم , وفضحهم ليحذرهم الناس , وفضح أساليبهم الملتوية ليحذر الناس من الوقوع فيها مرة أخرى.
كما أن المساهمة في إيجاد الفرص للعمل , وتبني المراكز الاجتماعية والخدمية , ودعمها بما يسهم في كفالة الأسر ولو بما يحفظ لها أقل قدر من كرامتها , يعد من أكبر الدواعم لزيادة اللحمة , وأعظم ألأسباب للتضييق على الذين يستغلون تلك الظروف لأغراضهم السيئة.
عاشرا: التفكير بجد في جعل الجهات الخدمية والاجتماعية ودوائر العمل تحت رعاية المستشعرين لعظم الأمانة , وثقل المسؤولية , وأن تتجه الهمم لخدمة المجتمع لا لتغريبه وتخريبه وتفريقه وإعوازه.
الحادي عشر: أن نتجنب الخلافات التي يمكن تأجيلها, أو أن نتعامل معها برقي , وأن نسعى لرأب الصدع الداخلي , وأن نستشعر الخطر المحدق , وأن نستفيد من سياسة العدو الذي يتعامل بها ضدنا , وكيف استطاع تجييش من يمكن تصنيفه منا , ليصبح معول هدم وفساد بيننا.
الثاني عشر: أن نغلب جانب المصلحة الشرعية في تعاملنا , على الأهواء الشخصية.
الثالث عشر: أن نبتعد عن كل مايثير الشبهة علينا , أو يصب في مصلحة عدونا , أو يُمكِّنه من استغلاله والاستفادة منه ضدنا.
الرابع عشر: أن نعلم أن المستهدف من الحملة ليست دولتنا ولادول الخليج , بل المستهدف هو كل من يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة من الحكام والمحكومين , ولهذا فمن الواجب التناصح , والصدق في التعامل , وأن نتقي الله في معالجاتنا فيما بيننا أو في معاملتنا للحكام , أو في معاملة الحكام للشعوب.
الخامس عشر: أن نقوم بنشر الأسس التي تقوم عليها عقيدة الرافضة , وبيان بطلان تلك الأسس بالأدلة والبراهين , وأن نكثف الدورات العلمية , والمحاضرات الدعوية وذلك لتحصين الشعوب من هذا الوباء.
السادس عشر: بعث التاريخ الذي يثبت خيانة هؤلاء لأمتهم , ويظهر خدمتهم لكل عدو حاقد على أمة الإسلام , وكشف ممارساتهم السوداء عبر التأريخ.
السابع عشر: التركيز على نقل تناقضاتهم من كتبهم , ومن خلال ضرب أقوال بعضهم ببعض , وفضح عقيدة التقية التي تقوم عليها عقيدتهم , والتي ينخدع بها كثير من البسطاء والعامة.
الثامن عشر: الرجوع إلى العلماء الذين هم منارات الهدى , وورثة الأنبياء , والصدور عن رأيهم , والتواصل معهم , لتلقيح الأفكار وتنقيحها.
التاسع عشر: الإبلاغ عن كل عمل تقوم به هذه الطائفة , مما يخل بالأمن بأنواعه , سواء أكان ذلك في الداخل أو في الخارج , والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في كل مايمكن من خلاله التصدي لمخططاتهم.
العشرون: العودة الصادقة إلى الله تعالى , والانطراح بين يديه , وسؤاله العصمة من الفتن التي لاعاصم منها غيره , والابتهال إليه أن يحفظ علينا ديننا , وأمننا , وأخلاقنا , وأن يهدي ضالنا , ويرشد تائهنا.
هذا ما خلصت إليه في هذه الخاطرة , والتي هي غيض من فيض يختلج في الصدر.
بارك الله في الجهود , ونفع بالأسباب , وكفانا شر الأشرار , وكيد الفجار
وهدى الله المسؤولين للحق والصواب , وألهمهم رشدهم , وبصرهم بمكر عدوهم.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد , وأن يصلح الراعي والرعية , وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
mamal_m_s@hotmail.com
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 04:13]ـ
اقترح على الأخ أبي مالك - إن قبل ذلك - هذا العنوان:" حيرة مسلم من شقاق المسلمين اليوم " أو نحو ذلك
ـ[بائع الزهور]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 05:21]ـ
لن أحاول تقليب مواجعنا (أهل السنة) بذكر تخاذل كثير منا عن نصرة عقيدتنا , ولن أنشغل في الحديث عن اشتغال جملة من أهل السنة في بعضهم من حيث تصنيفهم وتخوينهم ورميهم بالتهم.
ولن أفيض في الحديث عن المنتسبين للسلفية وما آلت إليه حالهم من تناحر وتطاحن وتقاطع وتدابر.
ولن أنكأ جراحا بتذكُّر من انشغلوا في بلاد المغرب والجزائر وليبيا ومصر وغيرها , بتقييم الرجال , وامتحان فلان في منهجه وسلفيته , حتى إنك لتعجب من حرص بعضهم على امتحان الناس في مناهجهم وأحكامهم على الأشخاص , عبر الشبكة العنكبوتية من خلال المحادثات المباشرة , في الماسينجر , أو التشات , أو البالتوك , وإصرارهم على معرفة ذلك , رغم ماتعانيه بلادهم من خرافة وشطط عن العقيدة السليمة الصافية!!!.
ولن أحاول الاقتراب من هذا الجرح الملتهب الذي تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى في هذه البلاد الطاهرة التي ماكنا نظن في لحظة أن تنقلب فيها الأحوال إلى ماهي عليه اليوم.
كلام جميل جدا , ليتك تفصل فيه في مواضيع قادمة , فنحن بحاجة حقيقية الى إصلاح أوضاعنا الداخلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:44]ـ
فلننظر حول لنرى مدى قوة الدعوة باللغة الفارسية , وسوف تعرفون الفرق بيننا وبينهم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 06:06]ـ
من المؤسف أن أغلب شبابنا أشغل في الراقصات والمباريات فنسي الواجبات ونام عن الصلوات
ومن المؤسف أن بناتنا أشغلن بالعارضات والماركات وتركن تربية النشء على الطاعات والعبادات
فلذا انتهز الأعداء فرصة الغفلة وأعدوا العدة وشمروا السواعد
فيا أيها المسلمون إن عظامهم هشة وبالية فلا تدعوها تبطش بكم ... فالبدار البدار(/)
ويبقى الحوار الديني "الأمين" هو السبيل للتعايش ... د. زينب عبد العزيز
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 10:34]ـ
ويبقى الحوار الديني "الأمين" هو السبيل للتعايش
د. زينب عبد العزيز
د. زينب عبد العزيز: بتاريخ 7 - 7 - 2007
من المهم أن نتوجه إلى كل الذين يشتركون في عملية الحوار الديني، من الجانب الكنسي، وخاصة إلى الأمناء منهم، الذين ضجوا من الحروب والصدام ويسعون إلى السلام العالمي بموضوعية وأمانة؛ فالجانب الكنسي - كما رأينا - أصبح لا يضم رجال اللاهوت وحدهم وإنما كافة المسيحيين الذين فرض عليهم المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965م الاشتراك في عملية تنصير العالم .. إلى كل هؤلاء نقول: إن الإسلام لا يفرض نفسه على أحد، فالنص القرآني يقول بوضوح: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، ويقول: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} [البقرة: 256].
وفي ضوء هذا لا يحق لرجال الكنيسة أن يفرضوا عقائدهم على أحد، وبدلاً من هذا التعنت القهري لاقتلاع الإسلام ندعوهم إلى أن يعودوا - بموضوعية وأمانة - إلى النصوص والوثائق والأصول المخفية المحرّم الإطلاع عليها في خزائنهم السرية، والى كل ما كشفت عنه وثائق البحر الميت التي لم يسمح الفاتيكان بنشرها إلا بعد ترحيل تواريخها ..
إننا لا ندين ولا نحاسب غيرنا، لكننا نطالب بأمانة وموضوعية، بناء على كل ما نشره رجال اللاهوت الأمناء الذين تخلوا عن مناصبهم بسبب كل ما رأوه من عبث فأمْلتْ عليهم ضمائرهم أن يكشفوا ما قامت به الأصابع التي ظنت نفسها خفية، وأتعبت الناس على مر العصور وجعلتهم يخرجون عن الدين ويكفرون به؛ ويكفي أن نطالع ما تم نشره في السنوات الأخيرة من أبحاث؛ وأغلبها بأقلام كنسيين خلعوا رداء الكهنوت، وراحوا يكشفون ويؤكدون كيف أن "السيد المسيح كما تقدمه الكنيسة لا سند تاريخي له"! (أي أنه أسطورة!!).
وعلى كل هؤلاء الأمناء، الذين كفروا بالحروب سبيلاً، أن يدركوا أن الإسلام لم يقدّم إليهم في الغرب، منذ القرن الثامن، إلا مشوّهاً، بدءاً من كتاب " يوحنا الدمشقي، المعنون "نبع المعرفة" والفصل الذي يضمه حول "الهرطقة" الذي خصه للإسلام والمسلمين، ولسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وراح يكيل فيه أحط العبارات والصور المشوّهة، وتبعه (نيستاس) في بلاط قيصر بيزنطة، ميشيل الثالث، وتبعهما سيل من المفسرين البيزنطيين، ثم سيل آخر من المستشرقين، لينالوا جميعاً من القرآن والمسلمين. الأمر الذي كون لدى القارئ الغربي، الذي يطالع هذا التشويه المتعّمد نفسه في كتبه المدرسية والجامعية، نوعاً من النفور التلقائي تجاه الإسلام والمسلمين.
فعلى كل هؤلاء الأمناء تقع مهمة المواجهة لمختلف عمليات التحريف والتصدي لها بموضوعية وأمانة علمية .. وصولاً إلى حوار موضوعي بين أكثر الديانات السماوية عدداً في العالم.
كما نتوجه هنا إلى كل الذين يشاركون في عمليات الحوار من جانب المسلمين، وأول ما نناشدهم به هو أن يتزودوا بكل تلك الحقائق والوثائق المعلنة والتي تعينهم على معرفة حقيقة من يحاورونهم، لكي يناقشوهم مناقشة موضوعية. كما يتعين عليهم الأخذ في الاعتبار ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
? إن التنصير والحروب الصليبية بأنواعها جزء لا يتجزأ من التاريخ الكنسي وأحد الموضوعات الرئيسية في السياسة البابوية.
? أن يصّروا على أنه لا توجد موضوعات خارج المناقشة، وأنه لابد من مناقشة العقيدة المسيحية كما تقدمها الكنيسة، فالخلاف القائم بين المسيحية والإسلام خلاف عقائدي متعلق برسالة التوحيد كما نرى؛ وما أكثر الدراسات الحديثة التي أصبحت تكشف وتدين التلاعب الذي قامت به الأيادي العابثة على مر العصور
? وأن يواجهوا رجال اللاهوت الذين يحاورنهم بدور الكنيسة ومسئوليتها في غرس الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، والمطالبة بأن يقوموا بدورهم نحو تحرير هذه الأرض المغتصبة.
? وأن البحث فقط عن نقاط مشتركة كما يصر المسيحيون في حوارهم، ليس إلا استبعاداً لمناقشة العقيدة، وشعوراً بالخوف من الحوار في هذه المنطقة الحساسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وأن الحوار لدى الكنيسة هو مجرد أداة لشغل الوقت إلى أن تتم عملية الارتداد وقبول "سر المسيح" .. ويكفي أن نطالع ما نشر على صفحتين كاملتين من جريدة لومند الفرنسية الصادرة ليومي الأحد والاثنين 6، 7/ 3/2005 م حول تنصير ثمانمائة مسلم في المغرب هذا العام، وشكواهم من ضآلة هذا الرقم بالنسبة للتعداد البالغ 32 مليوناً!!
? كما يتعين على الجانب المسلم أن يوضح في تلك الحوارات أننا لسنا "مأمورين بالدخول في المسيحية" وقبول ما يطلقون عليه "سر المسيح"، فالسيد المسيح هو نبيّ من الأنبياء عليه وعليهم جميعاً السلام، وهو حلقة في سلسلة أنبياء التوحيد.
? وآخر ما يمكن إضافته لفريق المسلمين من المتحاورين هو أن يتمسكوا بالحق، فقد جاءكم الحق من ربكم والله عَزَّ وجل، لا يستحي من الحق، وألا يقعوا في الشرك الذي نصبه لهم القس زويمر حين قال: لن يقتلع الإسلام إلا على أيدي مسلمين من الداخل: فالصمت على كل هذه الحقائق يعد نوعا من التواطؤ.
وأخيراً: فإن الطريق إلى حوار إنساني موضوعي أمين يجب ألا يقوم إلا على الحوار، وعلى تناول كافة القضايا الأساسية والنقاط الخلافية، الجذرية منها والهامشية بموضوعية شديدة بغية التوصل إلى حلول حقيقية عادلة تحد من هذه الخلافات!!
ولابد من الأخذ في الاعتبار أن ما يقوم به النصارى بمختلف فرقهم من أفعال، سواء أكان ذلك في لجانٍ الحوار، أم في المؤتمرات ومختلف المحافل الدولية والمحلية ليس إلا نوعاً من الإصرار والتمسك الغاشم بالرأي لتنصير العالم بأي وسيلة وبأي ثمن ..
وثاني قضية اختلافية لا بد من إدراجها في لجان الحوار بين عقلاء الجانبين هي ضرورة وقف الأعمال العسكرية أو إضفاء الصفة العسكرية على أفعال الكنيسة وتدخلاتها السياسية الحربية، تلك التدخلات التي باركها مجمع لاتران عام 1139م وأباح استخدام السلاح في حروبهم الصليبية لفرض التنصير موضحاً: "أن الجندي الذي يَقْتُل يؤدي مسئوليته وبالتالي فهو لا يخطئ ولا يكفر. إنه يخدم الله بقتل الأشرار والكفرة"! وذلك تحت مسمى "الحرب العادلة" ..
ولا يتسع المجال هنا لتناول كل تلك الحروب التي قادتها الكنيسة، أو تلك التي تسببت في اندلاعها، ومنها على سبيل المثال الحربان العالميتان وحرب الجزائر طيلة 130 سنة والتي أودت بحياة ثمانيةملايين مسلم بطرق بشعة!!، وتدخلها في محارق اليهود وكل ما كشفت عنه الوثائق الحديثة من أدلة دامغة، وتدخلها في يوغسلافيا السابقة، وما قامت به الكنيسة في كل من كرواتيا وكوسوفو من مجازر في حق المسلمين في البوسنة بمباركة الخوذات الزرقاء وتحت أعينهم، وإسهامها في حرب رواندا وما ثبت من أدلة باشتراك القساوسة في إشعالها، إلى غير ذلك مما تسببوا فيه من قتل جماعي.
وهنا في هذا المقام نقول شيئاً عن موقف الكنيسة من مرض الإيدز فثلثا المصابين يوجدون في إفريقيا، وثلاثة أرباع الأطفال المصابين من الأفارقة، و95% من مجمل المصابين يعيشون في فقر مدقع، ومع ذلك فقد تكبّد نيافة البابا يوحنّا بولس الثاني مشقة الانتقال إلى بورندى وأوغندا لتجريم استخدام العازل الطبي والأمر بالاستيلاء على كل ما أرسلته الجمعيات الأهلية من كميات وحرقها في الميادين العامة .. !! (وهذا سلوك غريب حقاً!!)
إن كل ما نرجوه من عقلاء البشر، ومن يقوم منهم أو يشارك في عمليات الحوار، أن يتمسكوا بالحق، وأن يعملوا جاهدين لاستبعاد المفاهيم العقيمة أو اللولبية التي تلجأ إليها الكنيسة، والعمل على أن تكون العلاقة بين مختلف البلدان والشعوب ليست علاقة تصارعية كاسحة لاقتلاع الإسلام والمسلمين، أو اقتلاع البوذيين أو أي دين آخر، وإنما علاقة إنسانية تكاملية بمعنى الكلمة لتأمين السلام العالمي لكل البشر
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35709(/)
...... حكم مشاهدة الفضائيات ......... الشيخ سلمان العودة
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 11:50]ـ
المفتون في الفضائيات
أولاً: ً حكم مشاهدة الفضائيات.
اختلف المعاصرون في حكم مشاهدة المرئيات من تلفاز وفضائيات على قولين:
الأول: الجواز فقالوا:
1 - إن هذه الوسائل أدوات لا تستقل بحكم إلا بحسب ما وضعت له, فإن كانت لخير فهي مشروعة, وإن كانت لشر فهي ممنوعة.
2 - أن المشاهد حسيب نفسه ومراقب عليها بحسب الخير والشر المعروض.
وأجيب عن ذلك: بأن نسبة الفساد في هذه الفضائيات طاغية على الخير, والناس مضطرون لمشاهدة كل شيء بغية الفائدة, وهذا مدخل للشيطان.
وإن استطاع أن يتحكم الفرد في نفسه فلا يتحكم فيمن وراءه أثناء غيابه.
3 - عموم البلوى بهذه الأجهزة المنتشرة، وعموم البلوى أصل معتبر شرعاً، وهو حاصل في هذه الأجهزة فيتعذر تركه.
وأجيبَ عنه بأن عموم البلوى لا يعتبر إلا إذا كان من طبيعة الشيء القائم فيه بذاته لا أن يجلبه لنفسه.
القول الثاني: المنع: قالوا:
1 - من مقاصد الشريعة: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ومشاهدة هذه القنوات على النقيض من هذا, فيغلب عليها الفسق والفجور والمثيرات والترويج للباطل والفحش, فيحرم اقتناؤها.
2 - اقتناء هذه الأجهزة يدخل تحت قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" حيث يجلب مقتنيه الضرر على نفسه وأهله، بإدخال الانحلال والفساد إلى بيته.
3 - قاعدة سد الذرائع تحتم تحريم هذه الأجهزة, حيث إن المتابع لبرامجها ينجر إلى الفساد والتحلل.
4 - أغلب برامج هذه القنوات مصحوبة بالمعازف والغناء وأخلاق الميوعة والرذيلة.
الترجيح: الملاحظ أن من نظر إلى المفاسد فقط قال بالتحريم, ومن نظر إلى المصالح التي لا يمكن إهدارها مع فشو الأجهزة في البيوت إلا القليل قال بالجواز.
فالأول آخذ بأصل الإباحة مع ترشيح الجواز وتخفيف الشر قدر الطاقة، وإن لم يزل كله.
والثاني آخذ بسد الذرائع مع استصحاب الأبحاث التي أثبتت ضرر هذه الأجهزة.
والذي أراه أن الحكم بالإباحة أو التحريم من الصعوبة بمكان, حيث التأثير الكبير لهذه الأجهزة على عموم شرائح المجتمعات وارتباط حياة عامة الناس بها.
ولذلك فإن من اقتنى هذه الأجهزة بقصد المحرم دون رقابة من نفسه ولا خوف على من وراءه وانشغل بها عن أداء ما وجب عليه فهو آثم.
ومن اقتناه لمشاهدة مباح, واحترز جهده في المحافظة على أهله من فساده؛ فلا يخرج هذا عن حد الإباحة, والناس في ذلك درجات فمن مقل ومستكثر, مع مراعاة عموم البلوى بهذه الأجهزة وانتشارها في كافة البيوت والأسر.
ثانياً: التوسط في الفتيا في وسائل الإعلام.
التوسط: مأخوذ من الوسط ومادة: الواو, والسين, والطاء, تدل على معاني العدل والنّصف والخيرية والبينية. مقاييس اللغة 6/ 108.
والوسط في الفتيا هو التوسط بين فتاوى أهل التشدد والغلو وبين أهل التساهل والتفريط.
قَالَ عَلِيٌّ: خَيْرُ النَّاسِ هَذَا النَّمَطُ الْأَوْسَطُ يَلْحَقُ بِهِمْ التَّالِي, وَيَرْجِعُ إلَيْهِمْ الْغَالِي ..
ودين الله وسط بين الغالي فيه, والجافي عنه.
وليس معنى التوسط أنه معنى من معاني التلفيق بين بعض الحق وبعض الباطل أو المراوحة بين العزائم والرخص بالهوى وما تشتهيه النفس, بل هو السير مع الأدلة حيث سارت والاهتداء بنورها، فالتوسط في الفتيا المعاصرة مشروع.
قال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"،قال الطبري: كما هديناكم أيّها المؤمنون بمحمد عليه الصلاة والسلام، وبما جاءكم به من عند الله، فخصصناكم بالتوفيق لقِبلة إبراهيم وملته، وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل، كذلك خصصناكم ففضَّلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلناكم أمة وسطًا .. تفسير الطبري- (3/ 141)، وقال سبحانه وتعالى: "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّصِيرُ"، والآية فيها إخبار وأمر بالتوسط في الدين حتى تكون الأمة شهيدة على الناس.
وقال تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"، فالأمة صراط مستقيم، وسط بين المغضوب عليهم والضالين, والنصوص كثيرة على مشروعية التوسط في كل شيء.
وإن كان لكل شيء معالم فمعالم التوسط في الفتيا المعاصرة مايلي:
1 - التوازن بين النصوص والمقاصد.
من الملاحظ أن من المفتين تجاه النوازل الحادثة من يمعن النظر في النصوص والفروع، ويستهلك جهده في تحليلها، والوقوف على مفرداتها، وتحليل ألفاظها؛ ليتوصل لحكم من خلال ذلك فقط، دون النظر لفقه المقاصد.
ومنهم من يمعن النظر إلى مقاصد الشريعة وكلياتها، وجوامع أحكامها، فيعملها دون النظر إلى النصوص الشرعية الجزئية، ثم يخرج بفتوى يعلن أنها مراد الشرع وروحه, ومن هنا نشأ التشدد والتساهل بين المدرستين، وأغريت العداوة والبغضاء بين الفريقين, إذ كلٌّ متمسك بطرف من الحق, والموازنة هي المخرج الحقيقي من هذا المأزق الذي يقع فيه الطرفان عبر الفضائيات.
ومن المحال استغناء النصوص الجزئية عن الكليات, ومن أخذ بالكليات معرضاً عن الجزئيات أخطأ لا محالة, والعدل هو الأخذ بالكلي والجزئي باستصحاب الآخر.
2 - الموازنة بين المصلحة والمفسدة.
والمفتي النابه هو من يعتبر المصالح والمفاسد في فتواه, ويراعي مراتب ذلك والمعتبر في المصالح هو ما يتحقق به مقصود الشريعة, فيراعي عند المزاحمة والمشاحة تقديم الفرض على النفل في الفعل, والمحرم على المكروه في الترك .. وغير ذلك.
ويتحرى تحصيل المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها قدر الإمكان, ويأمر بخير الخيرين وينهى عن شر الشرين.
3 - الموازنة بين العزائم والرخص.
هناك فرق بين رخصة الشرع التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ)، وبين رخص المذاهب الفقهية, وتوجد في أحكام الشرع العزائم, وإعمال الرخص في مجالها مقصود شرعي, والغلو في حمل الناس على العزيمة بإطلاق لا يفرق عن مذهب التحلل بتتبع الرخص دائماً. فكلاهما مناقض لمقصود الشريعة.
قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات: إن مراسم الشريعة إن كانت مخالفة للهوى فإنها أيضا إنما أتت لمصالح العباد في دنياهم ودينهم، والهوى ليس بمذموم إلا إذا كان مخالفاً لمراسم الشريعة، وليس كلامنا فيه، فإن كان موافقا فليس بمذموم، ومسألتنا من هذا فإنه إذا نصب لنا الشرع سبباً لرخصة، وغلب على الظن ذلك فأعملنا مقتضاه، وعملنا بالرخصة فأين اتباع الهوى في هذا؟ وكما أن اتباع الرخص يحدث بسببه الخروج عن مقتضى الأمر والنهي كذلك اتباع التشديدات، وترك الأخذ بالرخص يحدث بسببه الخروج عن مقتضى الأمر والنهي، وليس أحدهما بأولى من الآخر، والمتبع للأسباب المشروعة في الرخص والعزائم سواء، فإن كانت غلبة الظن في العزائم معتبرة كذلك في الرخص، وليس أحدهما أحرى من الآخر، ومن فرق بينهما فقد خالف الإجماع ".
4 - رد المتشابه إلى المحكم.
مناط اختلاف الفقهاء غالباً راجع إلى المتشابه من النصوص، وعدم وضوح الدليل بالنسبة للواحد منهم, والناس فيها صنفان:
الأول: رد الثابت من السنن بالمتشابه من القرآن والسنة.
الثاني: جعل المحكم متشابهاً لتعطيل دلالته.
والراسخون عاملون بما استبان لهم، فيؤمنون بالمتشابه، ويردونه إلى المحكم, ويأخذون من المحكم ما يفسرون به المتشابه, فتتفق الدلالات، وتتوافق النصوص، ويصدق بعضها بعضاً.
5 - الموازنة بين الغيرة على الحق ورحمة الخلق. وهنا يلاحظ عدة أمور:-بعض الغيورين من المشتغلين بالدين يلزم الناس بما يراه حقاً فيما اجتهد فيه, وليس من مسائل الإجماع والقطعيات، وقصارى ما عنده هو ما عند المخالف سواء بسواء.
-الحامل على ذلك هو باعث الغيرة, وحماية جناب الشريعة، والحرص على تمسك الناس بدينهم, والغضب لانتهاك ما يرونه من ملزمات الشريعة، وهذا نبل في المقصد, إلا أنه يجب أن يضبط بأصول الشريعة وقواعدها, بحيث لا يرتد سلباً في قطع أواصر الأخوة وتمزيق وحدة الصف وبنيان الأمة, ونصوص الشريعة متضافرة على الأمر بالاتفاق، ونبذ الاختلاف والافتراق.
-ومما يؤسف له استباحة أعراض العلماء في مسائل قصاراها الاجتهاد, راعى طرف فيها الأصل, وراعى الآخر الحال العارضة, وكلاهما معظِّم للنصوص ومسلم بها, لكن اختلف المأخذ عند الطرفين, فيطلق كل منهما لسانه عتباً وسباً وذماً وإقصاءً باسم الغيرة على الملة وحماية جنابها.
salman@islamtoday.net
د. سلمان بن فهد العودة
7/ 7/1428(/)
مذكرات (همفر) في الميزان .. وفتوى ظالمة للبوطي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- أما البوطي - هداه الله -، فقد عُرف بتصوفه وأشعريته، مع معاداة مستفيضة للسلفية وأهلها، ويجد القارئ تحت هذه الروابط شيئًا من أفكاره، مع الردود عليها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63500&highlight=%C7%E1%C8%E6%D8%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41816&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%E D%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41873&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%E D%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67351&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%E D%22
وهنا رابط مهم:
http://www.sahab.net/sahab/printthread.php?threadid=33319 2
===================
- وأما الفتوى الظالمة؛ فقد سُئل البوطي في موقعه:
(مشكلتي أنني لا أستطيع تكوين رأي سليم في الحركة الوهابية يطمئن له قلبي، فكيف يجتمع حرصهم على نشر تعاليم الإسلام النقية، وهدم الشرك والوثنية، مع سعيهم إلى الاستقلال عن دولة الخلافة العثمانية؟ وإذا قيل إنه قد ظهرت علامات الفساد والضعف في تلك الخلافة بالابتعاد عن حكم الإسلام، فهل هذا يعني السعي للانفصال عنها أو حربها؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف قال العلماء: إن انتهاء الخلافة العثمانية كان جريمة كبرى، مع ما ثبت عنها من جنوح عن الطريق الصحيح؟).
فأجاب - هداه الله -:
(الحركة الوهابية ساعدت بريطانيا في إيجادها، وهي تمثل جزءاً من خطة كاملة وضعتها بريطانيا أثناء دعمها آل السعود، ضد آل الرشيد .. والقضاء على الخلافة إنما تم بجهود من الصهيونية العالمية بالاشتراك مع العقلية البريطانية المعروفة، اِقرأ مذكرات (حاييم وايزمن) تقف على التفاصيل)!!
- قلت: لا غرابة في هذه الفتوى الظالمة من هذا العدو الكاشح؛ ولا غرابة من الإحالة على مرجعه اليهودي!، فقد استقى هذا من إخوانه الرافضة؛ الذين يتناقلونه في منتدياتهم عندما يريدون الطعن في دعوة الإمام المجدد التي وقفت سدًا أمام ضلالهم وخرافاتهم.وقد قال البوطي عن إخوانه الرافضة في فتوى له: (الشيعة بمختلف فئاتهم مسلمون، ولا يجوز تكفيرهم، وأنت محقّ في ارتياحك إليهم وإعجابك بكثير منهم، كالشيخ حسن نصر الله. أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة)!!
ولهذا أخذ الرافضة راحتهم في الدعوة إلى التشيع في سوريا - كما هو معلوم -.
- والفرية السابقة أطال فيها المسمى (همفر) في مذكراته التي كذبها الرافضة ونسبوها له - وهو اسم وهمي! -، كعادة الرافضة في عدم تورعهم عن الكذب والافتراء، فشاركهم الصوفية في الاحتفال بها.
وقد قام الأستاذ مالك بن حسين - حفظه الله - بنقدها، وتبيين أكذوبتها، في 3 مقالات نشرها بمجلة (الأصالة)، (الأعداد 31 - 32 - 33)، وقد أحببتُ نقلها للشبكة؛ لأنها - المذكرات - منتشرة في منتديات أهل البدع، وكثيرًا ما تُثار عند الحديث عن دعوة الشيخ المجدد - رحمه الله -.
مذكرات (همفر) في الميزان
بقلم: مالك بن حُسين
وقفت على كتاب موسوم بـ- (مذكرات مستر همفر) (1)، وهذا الاسم ليس بالغريب؛ فقد كنت أول ما قرأت عنه في "مجلة منار الهدى" التي يصدرها المكتب الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، (العدد 28)، رمضان 1415هـ - شباط 1995، وهي مجلة يصدرها جماعة الأحباش (الهَرَرِيّين)؛ ولَمَّا قرأت ذلك المقال، تطلَّعَتْ نفسي للاطلاع على كتاب أو مذكرات هذا الجاسوس الإنجليزي - نفسِها -؛ حتى أنظر فيه، وأعرف مدى صدق ما نُسِبَ للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في هذه المذكرات.
وبعد قراءة هذه المذكرات تبيَّن لي أنَّها كذب من أصلها، وأنَّ (همفر) - هذا - شخصية وهميَّة، فأحببت أن أُطلع إخواني على ما وقفت عليه؛ حتى يكون هذا عوناً لهم في الدَّفاع عن الإمام - رحمه الله -، وليدفعوا بها في نحر كل مبتدع؛ {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} (الإسراء: 81).
قال الله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (الحجرات: 6).
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذه الآية درس عملي للفئة المؤمنة؛ التي تحرص على دينها وعلاقاتها بإخوانها المؤمنين، بأن تتوثَّق من كل إشاعة ترمي إلى خلخلة الصف، وبذر الشحناء، وإتاحة الفرصة للفرقة (2).
وما زال أعداء (الشيخ محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- يحاولون بشتى الطرق والوسائل تشويه (دعوته الإصلاحية)؛ وبضاعتهم مزجاة، ليس فيها إلا (الكذب) و (الافتراء)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فيا طالب الحق! رسائل الإمام المجدد (محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- ومؤلفاته مطبوعة على النحو التالي:
القسم الأول: العقيدة؛ مجلد. القسم الثاني: الفقه؛ مجلدان. القسم الثالث: "مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم"، والفتاوى؛ مجلد. القسم الرابع: التفسير، ومختصر "زاد المعاد"؛ مجلد. القسم الخامس: الرسائل الشخصية؛ مجلد. قسم الحديث: خمس مجلدات. ملحق المصنفات؛ جلد.
فهذه (اثنا عشر مجلداً)، جمعَتها لجنة علمية متخصصة، منبثقة من جامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، وصنَّفها وأعدَّها للتصحيح تمهيداً لطبعها: الدكتور (عبدالعزيز بن زيد الرومي)، والدكتور (محمد بلتاجي)، والدكتور (سيد حجاب)، وطبعت (بمطابع الرياض).
فمن كان طالباً للحقِّ؛ فعليه أن يُقارِن بين كلام الإمام - رحمه الله - وبين كلام خصومه، فهذه كتبه ورسائله مطبوعة، فما كان فيها من حقٍّ قبلناه، وما كان فيها من خطأ، ومُخالفة للصواب رددناه، ولا نتعصَّب لأحدٍ، كائناً من كان؛ إلا الذي لا ينطق عن الهوى، الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (3).
أمَّا أن نعتمد على كلام (كافر نصراني .. نكرة مجهول)؛ كان يشرب الكأس إلى الثُّمالة (4)، بل هو يذكر عن نفسه الكذب (5).
ومن جعل الغراب له دليلاً يَمُرُّ به على جِيَفِ الكلاب
كيف يكون هذا؟ والذي يتَّضح من رسائل وردود الإمام - رحمه الله - أنَّ فيها نفياً وتفنيداً لِمَا أُلصق بدعوته من تُهم وأكاذيب؛ لم يقلها؛ بل نفاها، وكرَّر مراراً القولَ: "هذا بهتان عظيم" (6).
ورحم الله الإمام الذهبي القائل: "ولم نر ذلك في كتبه" (7)؛ وذلك لما حكى أموراً نقلها بعضهم قد اتُهم بها الإمام ابن جرير الطبري –رحمه الله-.
وإنني أقول: إنَّ ما ورد في هذه (المذكرات) هو محضُ هُراءٍ، وكلامٌ عارٍ عن الدليل، لا ينطلي إلا على أحد رجلين: الأول: جاهل جهلاً مركباً، غبيٌّ لا يُفرِّق ما بين كوعه وكرسوعه.
والثاني: صاحب هوىً مبتدع، عدوُّ لدعوة التوحيد.
فاتقوا الله؛ فإن لحوم العلماء مسمومة، وسنَّة الله في منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثَّلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ... نسأل الله السَّلامة والعافية.
مذكرات (همفر) باطلة من أصلها و (همفر) شخصية وهميَّة:
وبعد دراستي لهذه (المذكرات) تبيَّن لي أنَّ هذه المذكرات من نسج خيال (فَرْد) أو (مجموعة)؛ المقصود منها تشويه دعوة (الإمام محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - بالكذب والافتراء، والأدلة على ما أقول كثيرة؛ إليك بعضاً منها:
أولاً: بِتَتَبُّع التواريخ المذكورة في (المذكرات) يظهر لنا أنَّ (همفر!!) لَمَّا التقى بالشيخ - رحمه الله -؛ كان عمر الشيخ - الافتراضي - وقتئذ (عشر سنين!!)، وهذا أمر لا يتناسب - بل يتناقض - مع ما ذُكر في المذكرات (ص30) من أنَّ (همفر) تعرَّف: "على شاب كان يتردد على هذا الدكان، يعرف اللغات الثلاث؛ التركية والفارسية والعربية، كان في زي طلبة العلوم الدينية، وكان يسمى بـ- (محمد بن عبد الوهاب) وكان شاباً طموحاً للغاية" أهـ.
وإليك تفصيلَ ذلك بالدليل:
- ذكر أنَّ وزارة المستعمرات (البريطانية) أوفدته إلى الآستانة (مركز الخلافة الإسلامية) سنة (1710م -1122هـ).
- ذكر في (ص18) أنه مكث في الآستانة سنتين؛ ثم رجع إلى لندن حسب الأوامر؛ لتقديم تقرير مُفصل عن الأوضاع في عاصمة الخلافة.
- ذكر في (ص22) أنَّه مكث في لندن ستة أشهر.
- ذكر في (ص22) أنه توجه إلى البصرة، وأخذت منه الرحلة ستة أشهر.
- وفي أثناء وجوده في البصرة التقى بالشيخ - رحمه الله -.
- يكون مجموع التواريخ الماضية هو (1713) أي: سنة (1125 هـ) (8)، والشيخ - رحمه الله - ولد سنة (1703 م) (1115هـ)؛ فيكون عمر الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - وقت لقاء (همفر) به؛ عشر سنين!! وهذا واضح جداً في بطلان هذه المذكرات جملةً وتفصيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: ذُكر في (المذكرات) (ص100) أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - أظهر دعوته في سنة (1143) هجرية، وهذا كذب واضح؛ حيث إن تاريخ إعلان الشيخ - رحمه الله - دعوته هو نفسه التاريخ الذي توفي فيه والده، وهو سنة (1153هـ) (9)، فانظر إلى هذا التفاوت الواضح في التاريخ.
ثالثاً: إنَّ موقف (الحكومة البريطانية) من دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)؛ ليس التأييد والدعم؛ وإنما هو العداء والمحاربة - كما سيأتي معنا بدليله -.
رابعاً: لا نَجِدُ ذكراً لهذه (المذكرات) في سالف الزمان؛ رغم حرص أعداء هذه (الدَّعوة المُباركة) على تشويهها، ونشر كل ما يُسيء إليها، وخروجها في هذا الوقت المُتأخر دليل على افترائها وتلفيقها.
خامساً: (همفر) هذا (نكرةٌ) لا يُعرَف؛ فأين هي المعلومات التفصيليَّة عنه؛ من حيث اسمُه، ورتبتُه، وما يتعلق بوظيفته ومهمَّتِه من كتب ووثائق (الحكومة البريطانية)؟!
سادساً: إنَّ الذي يقرأ هذه (المذكرات) يجزم بأنَّ مؤلفها ليس نصرانياً؛ لوجود كثير من العبارات التي فيها الطعن والانتقاص (بالدّين النصراني) و (الإنجليز) أنفسهم، وبعض العبارات التي فيها مدح (الإسلام)؛ من ذلك –على سبيل المثال- انظر: (ص14، 15، 16، 24، 26، 48، 50، 66).
سابعاً: النسختان المطبوعتان ترجمةٌ لهذه (المذكرات)، لم يُذكر فيهما أية معلومات عن هذه (المذكرات)؛ من حيث النسخة الأصلية التي تُرجمَت عنها، وهل هي مطبوعة أم مخطوطة؟! وبأيّ لغةٍ؟!
ثامناً: المُترجِمُ نكرة؛ ففي النسخة (أ) لم يُذكر عنه أيُّ شيء، وفي النسخة (ب) رمز له بـ- (د. م.ع. خ)!!
تاسعاً: كثرة الفروق بين (النسختين) (المترجمتين)، وبعضها فروق جوهرية.
عاشراً: في النسخة (ب) تاريخ ترجمة هو: (25 حزيران 1990)؛ فهل مثل هذه (الوثائق المهمَّة) تبقي حبيسة، ولا ترى النُّور إلا بعد (199) عاماً من وفاة الشيخ - رحمه الله -؟!!
الحادي عشر: اتَّفقت (النسختان) على كتابة تاريخ (2/ 1/ 1973) في نهاية (المذكرات)؛ وهذا التاريخ لا أدري ما هو: هل هو تاريخ كتابة هذه (المذكرات) من (همفر) - كما هو ظاهر -!! وهذا يؤكد كذب هذه المذكرات؛ إذ إنَّ وفاة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - قبل هذا التاريخ بأعوام كثيرة!
أم هو تاريخ افتراء واختلاق هذه (المذكرات)؟!!
الثاني عشر: إنَّ ما في كُتب الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) كلَّه يُكذِّب ما ورد في هذه المذكرات؛ كما سيأتي تفصيله - إن شاء الله - في الصفحات القادمة.
الثالث عشر: إن واقع الشيخ - رحمه الله - وواقع دعوته؛ ينفي ذلك كلَّه.
الرابع عشر: شهادة أعداء الشيخ - رحمه الله -؛ من مسلمين وكفار تنفي عنه ما في هذه المذكرات، وهذا أمر مستفيض، ولو تتبعناه لطال بنا البحث.
موقف (الإنجليز) من دعوة الإمام (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله -:
لمس الإنجليز آثار دعوة الشيخ - رحمه الله - السَّلفية، في أعظم مكان يعتزُّون باستعماره والاستيلاء على خيراته، عندما تلقَّفها الهنود على يد الدَّاعية الإسلامي (أحمد بن عرفان)، الشهير (بأحمد باريلي)، وأتباعه، وفي حركات أُخرى مثل: (الفراتقيين وتيتومان) (نزار علي) (10)، تلك الدَّعوات التي ناوأت (القاديانيَّة) الكافرة؛ التي أرادها (الإنجليز) واجهة إسلامية تُحقّق مآربهم، وينضوي تحتها من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه.
ويظهر انزعاج (الإنجليز) وحرصهم على القضاء على دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله -؛ - التي تُمثّل يقظة جديدة في الدين الإسلامي، ودعوة إلى فهمه من مصادره الصَّافية؛ كتاب الله وسنَّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم -، أنَّهم بذلوا جهوداً وأموالاً في هذا السَّبيل.
وقد أبانت رحلة (سادلير) الضابط البريطاني، وقائد الفوج (47)، ومبعوث (الحكومة البريطانية) في (الهند)؛ الذي قام برحلة شاقَّة من (الهند) إلى أن وصل (الرياض)، ووقف على أطلال (الدرعيَّة)؛ التي هدمها (إبراهيم باشا)، بناءً على تخطيط اشترك في الإعداد له (الإنجليز)؛ ليطمئن على تفتيت (الحكومة الإسلاميَّة) التي تحرَّكت في (الجزيرة) لإيقاظ المسلمين، وليقضي على قاعدة (الدعوة السَّلفيَّة) بنفسه؛ لِما أحدثته من خوف وقلق في داخل (الحكومة الإنجليزية) خوفاً على مصالحها، وقد كان في (رحلته) هذه ضمن قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك،
(يُتْبَعُ)
(/)
أبانت هذه (الرحلة) جانباً مهمَّاً في التعاطف والحرص على القضاء على هذه (الدَّعوة)؛ التي تُمثّل يقظة إسلامية توحِّد المسلمين، كما أبانت عن حقد (الإنجليز) على (الإسلام)، ذلك الحقد المُخطّط له من (التَّبشير الكنسي) المُوجَّه بأفكار (المستشرقين) ودسائسهم.
فقد مرَّ (سادلير) (بالدِّرعية) متخفّياً في (13) أغسطس من عام (1819م) (11)، وبعد أن ارتاحت نفسه، شدَّ الرِّحال لاحقاً (بإبراهيم باشا)، حتى أدركه في (آبار علي)، على مقربة من (المدينة المنورة)؛ ليُقدِّم له التَّهاني بهذا النَّصر (12)، مقرونة بهدايا (حكومة الهند الشرقية = الحكومة البريطانية).
الرد التَّفصيلي على ما ورد في هذه المذكرات:
الملاحظة الأولى: ذكر في (ص 30) أنَّ الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) كانت له صداقة لرجل شيعي اسمه (عبد الرضا).
أقول: صداقة الشيخ - رحمه الله - للشِّيعة من أوضح الباطل، وهو كذب مفضوح، وللشيخ - رحمه الله - رسالة مطبوعة مُتداولة بعُنوان: "رسالة في الرَّدِّ على الرَّافضة" (13)؛ وهي قوية في بابها في الرَّدِّ على الشيعة، وعقائدهم الشنيعة ..
الملاحظة الثانية: ذكر في (ص 30)؛ أنه في البصرة يلتقي السُّنّي والشِّيعي وكأنهما إخوة.
أقول: هذا أمر يدل على جهل كاتب هذه (الافتراءات)، فهذا أمرٌ لم يكن في يوم من الأيام –البتة-، ولن يكون أبداً، فالشيعة يكفّرون أهل السنة، وأهل السنة أثبتوا –من كتب الشيعة- أنفسهم تحريفهم للقرآن، وتكفيرهم للصحابة إلا نفراً يسيراً، والغلو في أئمتهم، وأنهم أوصلوهم إلى مرتبة الألوهية ... وغير ذلك مما ليس هذا مجال بسطه موثقاً (14)!!!
الملاحظة الثالثة: ذكر في (ص30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) كان يعرف اللغات الثلاث: التركية، والفارسية، والعربية.
أقول: هذا أمر ليس بثابت؛ بل هو باطلٌ جداً، ويُستبعد أن يتعلم الشيخ –رحمه الله- لغة أعجمية ليس مضطراً لها، وقد استغنى بالعربية؛ وهي لغة (السلف الصالح) من المسلمين، والتي نزل بها القرآن، ودُوّنت بها السنة؛ وليس في مؤلفات الشيخ –رحمه الله- وآثاره ما يدل على شيء من هذا –البتة-، بل إنها على (المنهج السلفي)، بعيدة كل البعد عن مخالفة طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه (15).
الملاحظة الرابعة: ذكر في (ص 31)؛ أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) لم يكن يرى أي وزن لأتباع المذاهب الأربعة المتداولة بين أهل السنة ويقول: إنها ما أنزل الله بها من سلطان!
أقول: موقف الشيخ - رحمه الله - من المذاهب الأربعة واضح في كتبه؛ ومما قاله في بيان مذهبه: "نحن مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة؛ أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل - رحمهم الله -" أهـ (16).
وقال - رحمه الله -: "أما مذهبنا؛ فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة، إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها" أهـ (17).
وقال - رحمه الله -: "وأما المتأخرون - رحمهم الله - فكتبهم عندنا؛ نعمل بما وافق النص منها، وما لم يوافق النص لا نعمل به"أهـ (18).
وأنقل لك شهادة الشيخ (محمد رشيد رضا) حيث قال: " ... وأنهم (19) في الأصول على مذهب جمهور السلف الصالح، وفي الفروع على مذهب الإمام (أحمد)، وأنهم يحترمون مذاهب (الأئمة الأربعة)، ولا يفرقون بين أحد من مقلديهم، وإنما قال (ابن عابدين) - ومن تبعه - ما قاله؛ تصديقاً لأكاذيب الشيخ (أحمد دحلان) ومفترياته، مع عدم وجود شيء من كتب (الشيخ) وكتب (أولاده وأحفاده) في الأيدي، ونحن كنا نصدق هذه الإشاعات التي أشاعتها السياسة (التركية) عنهم تصديقاً (لابن عابدين) وأمثاله؛ وقد طبعت كتبهم وكتب أنصارهم في عصرنا، فلا عذر لأحدٍ في تصديق (الحشوية) (والمبتدعة) (وأهل الأهواء) فيهم، وقد ذُكرت هذه الإشاعات مرةً بمجلس الأستاذ الكبير الشيخ (أبي الفضل الجيزاوي) (شيخ الأزهر) في إدارة المعاهد الدينية، فاستحضرت لهم نسخاً من كتاب "الهدية السنية" فراجعها (الشيخ الكبير)، وعنده طائفة من أشهر (علماء الأزهر)، فاعترفوا بأن ما فيها هو عين مذهب جمهور أهل السنة والجماعة" أهـ (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
الملاحظة الخامسة: ذكر في (ص 30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) و (عبد الرضا) الشيعي كانا ناقِمَيْنِ على الخليفة.
أقول: والجواب على هذا من وجوه، هي:
1 - الشيخ - رحمه الله - يرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين؛ ومن ذلك قوله: "وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برِّهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة؛ وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه" أهـ (21)،وقال أيضاً: "الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا، ولو كان عبداً حبشياً، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير ممن يدعي العلم، فكيف العمل به؟! " أهـ (22).
2 - الشيخ - رحمه الله - كان لا يجد أدنى شكٍ في أن محل دعوته ليست خاضعة لدولة الخلافة؛ من ذلك قوله: "أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني وعادوني من أجله، إذا سألوا عنه كل عالم في الشام أو اليمن أو غيرهم، يقول: هذا هو الحق، وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون، وابن عبد الوهاب أظهره؛ لأن الحاكم في بلده ما أنكره؛ بل لما عرف الحق اتبعه" اهـ (23).
3 - هذه كتب الشيخ - رحمه الله - بين أيدينا، وليس فيه ما يدل على أي موقف عدائي ضد (دولة الخلافة)، ولا أي فتوى له - رحمه الله - تكفر (الدولة العثمانية)، وكانت سياسة الشيخ - رحمه الله - وموقفه تجاه (الدولة العثمانية)؛ أنه لم يُؤثر عنه - طوال حياته - تحريضٌ، أو استعداء، أو دعوة لحربها، أو الاستيلاء عليها؛ لشعوره أن ذلك الفعل يُفسر على أنه خروج على (دولة الخلافة)، ولم تُحرك (دولة الخلافة) ساكناً، ولم تبدُر منها أية مبادرة امتعاض، أو خلاف يُذكر؛ رغم توالي أربعة من (سلاطين آل عثمان) الخلافة، أثناء حياة الشيخ - رحمه الله -.
4 - دولة (الخلافة العثمانية) لم يكن لها سيطرة على (نجد)؛ فلم تشهد (نجد) - على العموم - نفوذاً (للدولة العثمانية)، وما امتد إليها سلطانها؛ فلم يكن في (نجد) رئاسة ولا إمارة (للأتراك)، ولا أتى إليها (ولاة عثمانيون)، ولا جابت خلال ديارها حامية (تركية)؛ في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)؛ بل كانت (نجد) (إمارات صغيرة) (وقرى متناثرة)، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل، وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات.
ومما يدل على هذه (الحقيقة التاريخية) استقراء تقسيمات (الدولة العثمانية) الإدارية، فمن خلال (رسالة تركية) عنوانها: "قوانين آل عثمان در مضامين دفتر ديوان" - يعني: (قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان) - ألفها (يمين علي أفندي)؛ الذي كان أميناً للدفتر الخاقاني، سنة (1018هـ) الموافقة لسنة (1690م)، ونشرها (ساطع الحصري) ملحقاً من ملاحق كتابه "البلاد العربية والدولة العثمانية" (ص 230 - 240)؛ من خلال هذه الرسالة تبيّن أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت (دولة آل عثمان) تنقسم إلى (32) إيالة، منها (14) إيالة عربيّة، وبلاد (نجد) ليست منها، ما عدا (الأحساء)، إن اعتبرناها من (نجد).
ثم إن نفوذ (العثمانيين) ما لبث أن ضعف في (جزيرة العرب)؛ نتيجة لمشاكلهم الداخلية والخارجية، فاضطروا في نهاية الأمر إلى ترك (اليمن)؛ بسبب ثورة أئمة صنعاء ضدهم، واضطروا إلى مغادرة (الأحساء) أيضاً أمام ثورة زعيم بني خالد (براك بن غرير) وأتباعه سنة (1080هـ) (24).
5 - منطقة (نجد) لم تُعرَف بوجود شيء من (الخيرات) (والثروات)، التي تجعل تلك المنطقة محل طمع (الخلافة العثمانية)، وغيرها.
الملاحظة السادسة: ذكر (ص34) أن الشيخ - رحمه الله - كان له رأيه المستقل الذي لا يهتم حتى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنة.
وذكر في (ص37) أن (همفر) كان يبين للشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، أنه أكثر موهبة من (علي وعمر)!
أقول: أما اعتقاد الشيخ - رحمه الله - في الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ فهو التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال - رحمه الله -: "وأتولّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكفُّ عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم" (25)، وقال –رحمه الله-: "وقد جاءت الآيات والأحاديث النّاصة على أفضلية الصحابة، واستقامتهم على الدين" اهـ (26).
وقال –رحمه الله-: "وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة - رضي الله عنهم -، خصوصاً الخلفاء الراشدين، فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر؛ لأنَّ نَقَلَةَ ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويُفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكامل الصحابة وفضل الخلفاء"اهـ (27).
وقال - رحمه الله -: "ومن اعتقد منهم - أي: الرافضة - ما يوجب إهانتهم - أي: الصحابة -؛ فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من وجوب إكرامهم وتعظيمهم، ومن كذَّبه فيما ثبت عنه قطعاً؛ فقد كفر"اهـ (28)، وقال - رحمه الله -: "فمن سبَّهم؛ فقد خالف أمر الله به من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم، أو جمهورهم؛ فقد كذب الله - تعالى - فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم، ومكذبه كافر" اهـ (29).
الملاحظة السابعة: ذكر في (37 - 38) أن (همفر) قال للشيخ (محمد بن عبد الوهاب) بأن الجهاد ليس فرضاً ... وبعد نقاش هز الشيخُ رأسه علامة للرضا!!
أقول: مذهب الشيخ - رحمه الله - في الجهاد بينه - جلياً - بقوله: "وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام؛ براً كان أو فاجراً، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل" اهـ (30).
فهذا يُكذِّب ذاك، ويُبطله ...
الملاحظة الثامنة: ذكر في (38) أن (همفر) أقنع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (متعة النساء جائزة)، وأنه تمتع بامرأة مسيحية من اللاتي كن مجندات من قِبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب المسلم!
أقول: سلسلة الكذب لا تنتهي؛ فسبحان الله! فهل مثل هذا الكلام يُصدق عن (إمام من أئمة أهل السنة)؛ ألف كتاباً في (الرد على الرافضة)، وجعل الرد عليهم في مطالب، منها: (مطلب المتعة)، قال - رحمة الله - في نهاية المطلب - ما نصُّه -: "والحاصل: أن المتعة كانت حلالاً ثم نُسخت وحُرمت تحريماً مؤبداً، فمن فعلها؛ فقد فتح على نفسه باب الزنا"أهـ (31).
الملاحظة التاسعة: ذكر في (38 و 42) أن (همفر) بعد نقاش أقنع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (شرب الخمر) ليس بحرام، وأن (الصلاة) ليست فرضاً؛ فشرب الخمر، وتهاون في الصلاة!!!
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في رسالته إلى عالم بغداد (الشيخ عبد الرحمن السويدي) - رحمه الله - بعد أن بيّن له عقيدته، وما يدعو الناس إليه من إخلاص العبادة الله - تعالى -، وإنكار ما فشا في الناس من أمر الشرك؛ من دعاء الأموات، والالتجاء إليهم من دون الله - تعالى -، قال - رحمه الله -: "فإني ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة، وإيتاء الزّكاة، وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الرِّبا، وشرب الخمر والمسكرات، وأنواع المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدحَ في هذا وعيبه؛ لكونه مستحسناً عند العوام، فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمرُ به من التوحيد، وأنهى عنه من الشرك، ولبَّسوا على العوام: أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة جداً، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِلِه؛ منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً أن يفتريه، ... - وبعد أن عدَّد أموراً كثيرة مما نسب إليه - قال: والحاصل أن ما ذُكر عنّا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنَّهي عن الشرك، فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم فلا يخفى عليكم" اهـ (32).
واقرأ هذه الشهادة من الضابط البريطاني (سادلير)، واصفاً ما سمّاهم (الوهابيين): "مع سقوط (الدرعية)، وخروج (عبد الله) عنها، ويبدو أن جذور (الوهابيين) قد انطفأت، فقد عرفت من كلّ (البدو) الذي قابلتهم في (نجد) أنهم سنيُّون، وأنهم يداومون على (الصلاة) المفروضة حتى في السفر الطويل، وتحت أقسى الظروف" (33). وهذا الكلام في أتباع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بعد وفاته فتأمل!!
الملاحظة العاشرة: ذكر في (ص 54) بأنَّ (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ذهب إلى (أصفهان وشيراز).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: الشيخ - رحمه الله - لم يذهب إلى (أصفهان وشيراز)؛ فإن الذين ترجموا للشيخ حرصوا على تدوين كلِّ ما يتَّصل برحلاته، وبذكر البلاد التي زارها، ولم يذكر أحدٌ منهم ذهاب الشيخ - رحمه الله - إلى (فارس وإيران وقم وأصفهان وشيراز)! ومن ذكر هذا إنما نقله عن بعض المستشرقين الذين ذكروا ذلك في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء، ومجانبة الحقيقة؛ أمثال: مرجليوث في "دائرة المعارف الإسلامية"، وبرايجس، وهيوجز، وزيمر، وبلقريف (34).
الملاحظة الحادية عشر: ذكر في (ص 54) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) يؤمن (بالتقية).
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في معرض ردِّه على (الرَّافضة) في مسألة (التقيّة): "والمفهوم من كلامهم أن معنى (التقية) عندهم: كتمان الحق، أو ترك اللازم، أو ارتكاب المنهي؛ خوفاً من الناس، والله أعلم.
فانظر إلى جهل هؤلاء الكذبة، وبنوا على هذه (التقية) المشؤمة كتم علي نص خلافته ومبايعة الخلفاء الثلاثة ...
وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالهم؛ لاحتمال أنهم قالوها أو فعلوها (تقية)! ...
ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم المبرئين عن ذلك" اهـ (35).
الملاحظة الثانية عشرة: ذكر في (98)؛ أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب) تكفير كل المسلمين، وإباحة قتلهم، وسلب أموالهم!!
أقول: هذا من الافتراءات الكثيرة التي روجها أعداء (الدعوة)، وأنا ناقل من كلام (الإمام محمد بن عبد الوهاب) ما يدحض هذه الفرية، ويبين أن منهجه في (التكفير) هو (منهج أهل السنة والجماعة).
قال - رحمه الله -: "أركان الإسلام الخمسة: أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة؛ إذا أقر بها وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفّره بتركها، والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود، ولا نكفِّر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم؛ وهو الشهادتان" اهـ (36)، وقال - رحمه الله -: "ولا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم، وعدم من ينبِّههم"اهـ (37)، وقال - رحمه الله -: "وأما الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنَّا نكفِّر من لم يكفِّر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان؛ الذي يصدُّون به الناس عن دين الله ورسوله ... " اهـ (38)، وقال - رحمه الله -: "ولا نشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار؛ إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أرجو للمسلم، وأخاف على المسيء" اهـ (39)، وقال - رحمه الله -: "ولا أكفر أحداً بذنب، ولا أُخرجه من دائرة الإسلام" اهـ (40)، وقال - رحمه الله -: "وأما ما ذكره الأعداء عني أنِّي أكفِّر بالظنِّ، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم؛ يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله" اهـ (41)، وقال - رحمه الله -: "والله يعلم أن الرجل - ابن سحيم - افترى علي أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي؛ فمنها: أني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله ... جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" اهـ (42)، وقال - رحمه الله -: "وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِله؛ منها: إشاعة البهتان بما يستحي أن يحكيه، فضلاً على أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم: أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟!! ... " اهـ (43)، وقال - رحمه الله -: "وكذلك تمويهه على الطغام بأنَّ ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد على ما يعمله من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبين له الحجة على بطلان الشرك" اهـ (44) وقال - رحمه الله -: "وأما القول: أنَّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء، الذي يصدّون به عن هذا الدِّين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" اهـ (45).
والآن أذكر لك أيها (القارئ الكريم) شهادة (حق) من بعض العلماء على هذا الكلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ العلامة الكبير المحدِّث الفقيه النحرير (محمد بشير السهسواني الهندي) نافياً عن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) تهمة (تكفير المسلمين واستباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم): "إن الشيخ وأتباعه لم يُكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأنَّ من خالفهم هم المشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السُّنَّة وسبي نسائهم ... ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من أتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء" اهـ (46)، وعلَّق (الشيخ محمد رشيد رضا) على الكلام السابق بقوله: "بل في هذه الكتب خلاف ما ذُكر وضدُّه؛ ففيها أنهم لا يُكفِّرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين" اهـ (47).
الملاحظة الثالثة عشرة: ذكر في (98) أن من الخطط التي وضِعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ هدم القباب والأضرحة.
أقول: أخرج (مسلم) في "صحيحة" عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي - رضي الله عنه -: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته".
وأخرج عن جابر - رضي الله عنه - قال: "نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصّص القبر، وأن يبني عليه، وأن يكتب عليه".
وأخرج عن ثمامة بن شّفيّ قال: كنّا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بن عبيد بقبره يُسوى، ثم قال: "سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يأمر بتسويتها".
قال الترمذي - رحمه الله -: "باب ما جاء في تسوية القبور".
وقال ابن ماجه - رحمه الله -: "باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها".
قال النووي - رحمه الله – في شرح صحيح مسلم: قال الشافعي –رحمه الله-: "رأيت الأئمة في مكة يأمرون بهدم ما بُني".
و "الذي يرجع لمبدأ (البناء على القبور) في (العالم الإسلامي)، يراه مرتبطاً بقيام (دولة القرامطة) في (الجزيرة العربية)، (والفاطميين) في (المغرب) ثم في (مصر) " (48).
الملاحظة الرابعة عشرة: ذكر في (99) أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ نشر قرآن فيه تعديل كما جعل في الأحاديث من زيادة ونقيصة!!
أقول: إليك عقيدة الشيخ - رحمه الله - في (القرآن الكريم)، وحكم الزيادة فيه، والنقص منه: قال - رحمه الله -: "واعتقاد ما يُخالف كتاب الله كفر" اهـ (49)، وقال - رحمه الله -: "فمن اعتقد ما يُخالف كتاب الله فقد كفر"اهـ (50)، وقال –رحمه الله-: "ومن اعتقد عدم صحة حفظ القرآن الكريم من الإسقاط، واعتقد ما ليس منه أنه منه؛ فقد كفر" اهـ (51)، وقال - رحمه الله -: "ومُكذِّب القرآن كافر ليس له إلا السيف وضرب العنق" اهـ (52)، وقال - رحمه الله -: "ومن هزل بشيء فيه ذكر الله، أو القرآن، أو الرسول؛ فهو كافر" اهـ (53).
الملاحظة الخامسة عشرة: ذكر في (ص101) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) استبعد أن يقدر على (هدم الكعبة) عند الاستيلاء عليها.
أقول: أكتفي بالجواب على هذا الهراء؛ بنقل شهادة (رجل) (ليس من أهل نجد)، بل وليس من مؤرخي (المشارقة)، وإنما هو من مؤرخي (المغاربة)؛ يحكي لنا واقعة بعد وفاة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) (بعشرين سنة) تقريباً، وهذا الرجل هو (أحمد الناصري) صاحب كتاب: "الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى" (54)، وقد غطى حيزاً كبيراً من أخبار (دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ بأكثر من (عشر صفحات).
يقول (أحمد الناصري) عن السلطان (سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي) (55): "أنه أراد أن يتحقق من (ابن سعود) وما يدعو إليه، فأرسل ابنه (المولى إبراهيم في جماعة من علماء المغرب وأعيانه، ومعه (جواب) من والده، فوصلوا إلى (الحجاز)، وقضوا (المناسك)، وزاروا (الروضة الشريفة)، كل هذا على (الأمن والأمان)، (والبر والإحسان) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أردف (أحمد الناصري) قائلاً: "حدثنا جماعة وافرة ممن حجَّ مع (المولى إبراهيم) في تلك السنة، أنهم، ما رأوا من ذلك (السلطان) - يعني الإمام سعود -؛ ما يُخالف ما عرفوه من (ظاهر الشريعة)، وإنما شاهدوا منه، ومن أتباعه غاية الاستقامة، (والقيام بشعائر الإسلام)؛ من (صلاة وطهارة)، (وصيام)، و (نهي عن المنكر الحرام)، (وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والآثام)؛ التي كانت بهما من غير نكير، وأنه لما اجتمع (بالشريف المولى إبراهيم)، أظهر له التعظيم الواجب (لآل البيت الكريم)، وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته، وكان الذي تولَّى الكلام معه (الفقيه القاضي)؛ (أبو إسحاق إبراهيم الزرعي) " اهـ (56).
الملاحظة السادسة عشرة: ذكر في (ص101 - 102) أنه بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب (محمد بن سعود) إلى جانبها، فأرسلوا إلى (محمد بن عبد الوهاب) رسولاً يبين له ذلك، ويظهر وجوب التعاون بين (المحمدين)؛ فمن (محمد بن عبد الوهاب) الدين، ومن (محمد بن سعود) السلطة ... !!
أقول: المذكور الثابت في (كتب التاريخ) أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - ذهب إلى (الدرعية) بلد (محمد بن سعود)، فعلِم به خصائص من أهل (الدرعية)، فزاروه خفية، ورأوه لا يزال على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم (ثابتاً)، فأرادوا أن يُخبروا (محمد بن سعود)، ويشيروا عليه بنصرته، فهابوا فأشارت (المرأة) على (زوجها)، وكذلك أخواه (ثنيان ومشاري)، بمساعدة الشيخ ونصرته، وألقى الله - سبحانه - في قلبه للشيخ محبة، فقام (محمد بن سعود) من فوره، وسار إليه، ومعه (أخواه)، فسلم عليه، ورحَّب به، وأبدى غاية الإكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده، وقال: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزِّ والمنعة.
فقال (الشيخ): وأنا أبشِّرك بالعزِّ والتمكين، وهذه كلمة "لا إله إلا الله"؛ من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرُّسل؛ من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى (نجداً) (وأقطارها) أطبقت على (الشّرك)، (والجهل والفرقة)، (وقتال بعضهم لبعض)؛ فأرجو أن تكون (إماماً) يجتمع عليه المسلمون، وذريتك من بعدك.
ثمَّ لَّما تحقَّق (محمد بن سعود) من معرفة التوحيد وفضله، ورأى بُعدَ الناس في الواقع عنه، قال للشيخ: يا شيخ! إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه، وأبشر بالنُّصرة لك ولِما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد " (57)
الخاتمة: قد وجد القدح في (هذه الدعوة) صدى في نفوس (راغبي الزعامة) (والتسلط)، باسم (المعرفة والعلم)، ولدى (أصحاب الأهواء) و (المصالح الظاهرة) أيضاً.
هذا من (جانب)، ومن (جانب) آخر انطلت (النسبة) إلى (الوهاب): (الوهابية) نبزاً بدعوة الشيخ!!، وهي نسبة غير صحيحة –من حيث مراد الطاعنين-، لأنهم لو نسبوها (للشيخ محمد) لصارت (محمدية)، ولا يتحقق لهم ما أرادوا؛ لأن (الدين الإسلامي) كلمة يسمى (الرسالة المحمدية)، نسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بلّغها عن ربه (58).
وما أرادوه بالطعن منلقبٌ عليهم؛ فـ (الوهابية) نسبة إلى الله –تعالى- الذي من أسمائه –سبحانه-: "الوهاب"؛ فالحمدلله.
ولا أستبعد أن يكون جميع من كتب متهجماً على (الشيخ محمد) (ودعوته)، ومن يقوم بنشر ذلك بين الناس لم يقرأ واحداً من كتبه؛ سواء في (التوحيد والعقيدة)، أو (الفقه والأحكام)، أو (التفسير)، أو (السيرة النبوية)، بل إنه لم يناقش رأياً مما قال، وإنما حرَّكتهم (المصالح الدنيوية)، (وأعماهم الهوى) ... (59)
وقد أثبتت الأيام صدق وإخلاص (الشيخ محمد) –رحمه الله-؛ حيث بقي صدى الدعوة، بل ازداد، وحرص الناس في كل مكان على تتبع كتبه –رحمه الله-، ودراستها، كما عاد كثير من المناوئين إلى رُشده، بعدما استبان لهم سلامتها، وصدق هدف الداعية؛ (لأن الحق أحق أن يتَّبع) (60).
هذا إلى (جانب) اهتمام المسلمين بها في كل مكان، وتحقق طلبة العلم من صدق الهدف، وبُعدها عن مسارب البدع والخرافات التي أنكرها علماء الإسلام في كل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد زاد الأمر وضوحاً أن الناس في كل مكان ما كانوا ليقنعوا إلا بما هو واضح، يدعمه الدليل، فوضح أمامهم أن (محمد بن عبدالوهاب) كغيرة من الدعاة المصلحين جاء ليجدد الدعوة، وينقي العقيدة من الفساد، الذي أُدخل عليها نتيجة الجهل؛ أداء للأمانة، ونصحاً للأمة، ليعيد الناس بأعمالهم واعتقاداتهم إلى (منهج السلف الصالح)، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى نهاية القرن الثالث الهجري؛ حيث بدأت البدع تدخل الصف الإسلامي، نتيجة غلبة الأمم، والتأثر بثقافات الأمم الأخرى في معتقداتها، ولضعف العلماء في أداء الأمانة (61). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الهوامش:
(1) وقفت على نسختين لهذه (المذكرات)؛
الأولى باسم: "اعترافات الجاسوس الإنجليزي" الطبعة الرابعة، قد طبعت طبعة جديدة بالأوفست وقف الإخلاص، تطلب من مكتبة الحقيقة بشارع الشفقة بفاتح 57 استانبول – تركيا .. هجري قمري (1413)، هجري شمسي (1370)، ميلادي (1992)؛ تقع في (103) صفحة من القطع الوسط، وبآخرها ملحق بعنوان: (عداوة الإنكليز للإسلام) (ص104 - 148)، وملحق آخر بعنوان (خلاصة الكلام) (149 - 186).
الثانية باسم: "سيطرة الإنكليز ودعمهم لمحمد بن عبدالوهاب"، أو "مذكرات مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية".
نقله إلى العربية الدكتور (م. ع.خ)، تقع في (85) صفحة من القطع الوسط! ولا يوجد عليها أي معلومات عن دار الطباعة أو سنة الطبع!!
(2) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية": (ص 39) د. محمد بن سعد الشويعر.
(3) قال الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله-: "لست –ولله الحمد- أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أُعظّمُهم؛ مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم؛ بل أدعو إلى الله –وحده لا شريك له-، وأدعو إلى سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أردُّ الحق إذا أتاني؛ بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه: إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنّها على الرأس والعين، ولأضربنَّ الجدار بلك ما خالفها من أقوال أئمتي؛ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يقول إلا الحق ... " اهـ (القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب –الرسائل الشخصية): (ص252).
(4) كما في (ص 14، 19) من "مذكراته".
(5) كما في (ص 15، 18، 27، 28، 44) من "مذكراته"!.
(6) قال شيخ الإسلام (ابن تيمية) –رحمه الله-: "لم يزل الله –سبحانه وتعالى- يقيم لتجديد الدين من الأسباب ما يكون مقتضياً لظهوره؛ كما وعد به في الكتاب؛ فيظهر به محاسن الإيمان ومحامده، ويعرف به مساوئ الكفر ومفاسده، ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين، ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين ... ؛ وذلك أن الحق –إذا جُحد وعُورض بالشبهات –أقام الله- تعالى- له مما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الآيات البينات، بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة ... قال –تعالى-: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) [آل عمران: 179] اهـ. "الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح": (1/ 84 - 87).
(7) "سير أعلام النبلاء" (14/ 277).
(8) وهذا ما وقع به التصريح في (مجلة منار الهدى)؛ (الحبشيَّة الهرريَّة) (العدد 28)، رمضان 1415هـ - شباط 1995، في (ص62): "وفي عام (1125هـ - 1713) وقع في شراك الجاسوس الإنجليزي (همفر) وأصبح آلة لمساعي الإنكليز لمحو الإسلام، ونشر عبد الوهاب ما أملى عليه الجاسوس من الأكاذيب باسم (الوهابية) ". أهـ.
فسبحان من أعمى أبصارهم وبصائرهم ... !!!
(9) أنظر: "عنوان المجد في تاريخ نجد" لعثمان بن بشر: (1/ 29).
(10) انظر كتاب: "انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية" - لمحمد كمال جمعة - (ص 63 - 87).
(11) انظر: "رحلة عبر الجزيرة العربية" لسادلير: (ص85 - 87 وص96 - 99 و ص105 - 110 و ص149 و ص156 - 159). ترجمة: أنس الرفاعي، والناشر: سعود بن غانم العجمي.
(12) أنظر: "محمد بن عبد الوهاب؛ مصلح مظلوم ومفترى عليه" لمسعود النَّدري: (ص 150 - 154).
(يُتْبَعُ)
(/)
(13) وهي مطبوعة بتحقيق ناصر بن سعد الرشيد مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي مكة المكرمة. ط: الثانية. طبعت بإشراف دار المأمون للتراث 1400هـ.
(14) ومن رام الاستزادة والوقوف على حقيقة هذا الكلام وأضعافه؛ فلينظر كتاب "أصول مذهب الشيعة الإثني عشرية عرض ونقد" للدكتور ناصر القفاري.
(15) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي" للدكتور صالح بن عبدالله العبود: (1/ 178 - 179).
(16) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 96".
(17) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 107".
(18) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 101".
(19) أي: أتباع الشيخ (محمد بن عبد الوهاب).
(20) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510 - 511) في الحاشية.
(21) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 11".
(22) مؤلفات الشيخ "القسم الأول - العقيدة - ص 394".
(23) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 32".
(24) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي": (1/ 40 - 41)، و "انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية" لمحمد كمال جمعة: (13)، و "تاريخ البلاد العربية السعودية" للدكتور العجلاني: (47).
(25) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 10".
(26) "رسالة في الرد على الرافضة": (14).
(27) "رسالة في الرد على الرافضة": (18).
(28) "رسالة في الرد على الرافضة": (27).
(29) "رسالة في الرد على الرافضة": (17).
(30) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية -" (ص 11).
(31) "رسالة في الرد على الرافضة" (ص 34 - 35).
(32) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 36) "، وانظر كتاب: "البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار" لفوزان السابق: (ص 81 - 82)، وانظر كتاب: "دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد" لعبد العزيز العبد اللطيف: (ص 170 - 171)، و"الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية": (1/ 65).
(33) "رحلة عبر الجزيرة العربية" لسادلير: (ص 139).
(34) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي" للدكتور صالح بن عبد الله العبود (1/ 175 - 176).
(35) "رسالة في الرد على الرافضة": (ص 20 - 21) بتصرف.
(36) "تاريخ نجد": (2/ 271)، ومؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 9"، و"الدَّرر السَّنيَّة في الأجوبة النجدية" (1/ 102).
(37) مؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 11".
(38) مؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 11".
(39) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11".
(40) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11".
(41) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 25".
(42) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11، 12، 62".
(43) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 36.
(44) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 60".
(45) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 100 - 101".
(46) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510).
(47) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510) في الحاشية.
(48) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" للدكتور محمد بن سعد الشويعر: (ص 103)
(49) "رسالة في الرد على الرافضة": (14، 7).
(50) "رسالة في الرد على الرافضة": (8).
(51) "رسالة في الرد على الرافضة": (15).
(52) "رسالة في الرد على الرافضة": (25).
(53) مؤلفات الشيخ "القسم الأول - العقيدة - ص 118".
(54) (8/ 120 - 122).
(55) الذي بويع في (فاس) في حدود عام (1226 هـ)، وقد كان معاصراً للإمام (عبد الله بن سعود)، ووالده الإمام (سعود بن عبد العزيز)؛ الذي دخل مكة المكرمة في المرة الأولى حاجاً عام (1214 هـ) الموافق لعام (1799 م).
(56) وانظر: "الإعلام بمن حلَّ مراكش وأغمات من الأعلام" للعباس بن إبراهيم: (10/ 68 - 73). نقلاً من كتاب "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" بتصرف.
(57) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية" (2/ 162 - 167) تصرف.
(58) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص79).
(59) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص84 - 85).
(60) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص 90).
(61) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص 112).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيكم شيخ سليمان.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:47]ـ
وقفة مع مذكرات (همفر)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92166&highlight=%E5%E3%DD%D1
بارك الله فيك شيخنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم المثنى]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
وهل لنا أن نقرأ جزء من بعض كتابات الصوفية والأشاعرة والشيعية والنصرانية لنستفيد ببعض الحوارات مع مثل هذه الطوائف
وخاصة إن كنا مازلنا بطلب العلم وبضاعتنا مزجاة
شاكرة لكم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 08:59]ـ
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله متقدمة على تاريخ سقوط الدولة العثمانية
وآل رشيد متأثرين بدعوة الشيخ رحمه الله، بل هم من أبنائها
وجدهم من جند الإمام فيصل بن تركي رحمه الله الشجعان
ولما رأى شدة قتاله - أظنه في الأحساء- وقطعت بعض أصابعه، وجهه إلى حايل أميرا لها ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 03:33]ـ
الإخوة الكرام جميعًا ..
أحسن الله إليكم، ووفقكم.
كاتب سوري يرد على اتهامات البوطي
هو الأستاذ خالد السوسي - وفقه الله - في كتابه الصادر حديثًا في دمشق، عن دار النمير، " نقض أوهام الاتهام "، رد فيه على أخطاء البوطي في كتابه " السلفية مرحلة مباركة .. "، ومن ضمن ذلك افتراؤه على دعوة الشيخ محمد - رحمه الله - أنها صنيعة بريطانية!! (ص 375 - 376)، وكرر هذا في خطبة ألقاها في دمشق بتاريخ 9/ 7/1424، نُشرت في موقعه تحت عنوان " الأسافين البريطانية لتفتيت الوحدة الإسلامية "!
فائدة: نبهني أحد الفضلاء إلى تناقض غريب للبوطي يبين حقده على الدعوة السلفية، وهو أنه ينتقدها لخروجها عن دولة الخلافة! العثمانية. ثم نجده في المقابل يثني على إخوانه الرافضة، متناسيًا أن دولتهم الصفوية كانت شوكة في خاصرة العثمانيين، صرفتهم عن الفتوحات في قارة أوربا، وأشغلتهم بحروب متتالية، راح ضحيتها الآلاف.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 10:50]ـ
جزكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 09:28]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان وكثر الله من أمثالك وأقول لك إني أحبك في الله
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 10:46]ـ
فضيلة الشيخ سليمان الخراشي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، البوطي لم يتحير فقط مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولكنه له وقفة مع شيخ الإسلام ابن تيمية،وهذا المبحث انقله من اعداد قديمة من مجلة البيان الإسلامية العدد 37،38 للشيخ عبد القادر حامد، وجزاكم الله خيراً.
وقفة البوطي مع ابن تيمية
عبد القادر حامد
لا تقل: كيف يكون هذا؟ وكيف يستوقف البوطي ابن تيمية؟ فهكذا كان! افترض أنه استوقفه! ولكن هل وقف، رحمه الله، وهل أصاخ لتحرشات البوطي بعد ستمائة وثمانين سنة من وفاته، لقد تُحرِّش به كثيراً في حياته وبعد مماته إلى الآن، ولم يهادن، ولم ينحن، بل هاهو ما يزال يزداد على التحرشات سطوعاً وانتشاراً. لقد تعاوره ناس من طبقات شتى، وناشته أسلحة عمالقة وأقزام، كلهم يحاول جهده، ويجرب حظه! ولكن أين هؤلاء، ومن يذكرهم؟! ومن يقرأ لهم؟ نحن نجيب: لا يقرأ لهم - في الأغلب - إلا من يريد أن يجرب حظه مع ابن تيمية من جديد، ليجرد عليه أسلحة ثبت أنها إما كليلة أو فليلة.
مجلدات، رسائل مجردة، فتاوى، قصائد، ترجمات .. كلها ساهمت في هذه الملحمة التي بدأت في حياة ابن تيمية ولمّا تنته بعد: أهواء يختلط فيها الحسد والغيرة، بالتصوف الأعجمي، بالعداء للسنة، بالحقد على الصحابة، بالحرص على المنصب، بحب الظهور عند جهة مدخولة العقيدة، بالشعوبية المبنية على كره كل ما هو عربي، بالتعصب للمذاهب والأشخاص، بكثير مما يصعب حصره من الدوافع التي تظهر خطوطها في كلام أصحابها بادية للعيان، أو تلك التي تتوارى وتتدارى وتتلفف وتتدثر، ولكن تدل عليها رائحتها وفحيحها من وراء الكلمات. كل ذلك وأكثر منه قد أُرصِد ويُرصَدُ كي يخفت صوت ابن تيمية، ويسدل الستار على المنهج الذي نصب له جهده وحياته. ولكن هل نجح ذلك الإرصاد في خفت صوته وتغييب منهجه؟ ما أحرى ابن تيمية بمعنى قول المتنبي:
كم قد قتلتُ وكم قد متُّ عندكم ثم انتفضتُ فزال القبر والكفن
قد كان شاهد دفني قبل قولهم جماعة، ثم ماتوا قبل من دفنواهذا أمر ومنهج قد استتب، وهو إلى قوة وانتشار بحمد الله ومنه وكرمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا لا ندافع عن ابن تيمية، فابن تيمية يدافع عن نفسه بأسلوبه، وعلى الرغم من ضياع كثير مما كتب، فيما بقي من تراثه كفاء خصومه، وإذا أشرنا إلى فقرات من آرائه في مؤلفاته، فهذا ليس تعبيراً عن تعصب للرجل، بل إنصافاً للحق المجرد الذي نؤمن به وندين الله عليه، فإذا أحبه محبوه فللحق الذي ينافح عنه، وإذا تحامل عليه من تحامل فللباطل الذي يمدون إليه بسبب أو أكثر.
كما لا نظن بابن تيميه العصمة، فهو بشر يصيب ويخطئ، ولكن المناقشة العلمية شيء، والتحامل الصارخ، والتشفي العاري شيء آخر.
لا زال مغروساً في ذاكرتي ذلك الموقف الذي كنت عاجزاً عن فهمه وتحليله يوم حدث، وذلك أني كنت طالباً في كلية الشريعة في دمشق، وكانت مقررة علينا مادة سموها: الفقه المقارن، وكان تدريسها مسنداً للدكتور الذي نناقش بعض ما جاء في كتابه هذا، وكان صنف ورقات تحتوي عدة مسائل فقهية خلافية. وكان من بين هذه المسائل مسألة: الطلاق بلفظ الثلاث، هل يقع ثلاثا أم واحدة، وهي مسألة مشهورة، وابن تيميه يخالف في هذه المسألة المفتى به عند الفقهاء، وطبيعي أن الشيخ البوطي ينصر رأي الفقهاء ولا لوم عليه في ذلك، لكن الذي استوقفني في ذلك الوقت أمران:
1 - وضع الأدلة وسياقها كما ناقشها البوطي حتى ننتهي إلى ما انتهينا إليه من تأييد رأي الجمهور، فعلى الرغم من الجهد الواضح والحشد وكثرة الأقوال، إلا أنه ظل في أعماق النفس شيء من هذه الاستدلالات وطريقة عرضها.
2 - الصورة التي عرض البوطي علينا المسألة فيها.
فلا أزال أذكر أنه عندما عرض الأدلة وبدأ يناقشها تغيرت صورته التي أعرفها أنا على الأقل، فارتفعت لهجته واحتدت، وهذه الحدة كانت ترافق عرض الحجج التي يعتمدها ابن تيمية، بل كنت أحس أن الشيخ - وهو الهادئ الرزين في نظري -كان يتهيأ للنهوض عن كرسيه بغضب ظاهر ليدفع خصماً أمامه لم يبق له معه كلام، ولا بد من اللجوء إلى لغة الدفع باليد، بعد عجز لغة الحجة والبرهان. طبعاً لم يخلف هذا الموقف في نفسي شيئاً نحو الشيخ حتى عندما سعر الحرب بينه وبين خصومه الذين يحرص على نعتهم بأقبح الصفات، لم تكن هذه الحروب من اهتماماتي، فلم أتابع ما قال كل طرف في الآخر. حتى قرأت له هذا الكتاب، فعجبت أن يكتبه دكتور سلخ مدة ليست بالقصيرة من عمره يدرس ويحاضر ويؤلف.
هل النضج يؤدي إلى هذه النتيجة؟ أم هي فتنة يفتن بها الشيخ بعد هذا العمر؟ أم هذا ديدنه في سائر إنتاجه؟
وبعد أن قرأت» وقفته مع ابن تيمية «أدركت تلك الصورة الغريبة، التي عجزت عن تفسيرها في ذلك الوقت المبكر، لأنني لم أكن قد اطلعت على شيء كاف مما كتب ابن تيمية، تؤهلني لإدراك ما وراء الآكام.
تتجمع خصائص البوطي في التأليف والجدل، وتحتشد على نحو بارز وطريف حينما يتصدى لابن تيمية (منبهاً إلى أخطاء وقع فيها ومعتذراً له!)، وحتى يكون لتصديه هذا مؤيدون فلا بد من اللجوء إلى رمز له جمهوره، وهكذا فما إن افتتح البوطي اللعبة التي سماها:» وقفة مع ابن تيمية «، حتى دلف وألقى الرمز بين يدي جمهوره! هذا الرمز هو الغزالي ..
والمجيء بالغزالي إلى هذا المعمعان حيلة يراها البوطي ناجحة، فلا بد من إثارة العواطف، وهذه لا تثور إلا بندب وتفجع وتوجع! ولا بد أن يكون موضوع هذا الندب والتفجع والتوجع رمزاً معروفاً، ولعله يستخدم هذه الوسيلة تأثرً بالذين يستغلون حب المسلمين قاطبة لآل البيت من أجل الوصول إلى أهداف أخرى. وهو الذي تحول بآخره إلى الاحتطاب بحبلهم!
وسبب آخر وهو تحويل المعركة من طرفين يشك الجمهور في تكافئهما؟ وهما: البوطي وابن تيمية، إلى طرفين قد يوجد من الناس من يقول بتكافئهما وهما: الغزالي وابن تيمية! والتبعة على البوطي ستكون أخف وأهون - أو هكذا يظن - إذا ما جعل هذين الإمامين يتصارعان وعندها قد يقف على مبعدة منهما يفرك يديه ضاحكاً قائلاً:
وكتيبةٍ لبستها بكتيبةٍ حتى إذا التبست نفضتُ لها يدي
يقول البوطي [ص 160]:
(يُتْبَعُ)
(/)
» ولكن ابن تيمية أنحى باللائمة- على الغزالي بسبب خوضه في تلك المصطلحات والمقاييس (مصطلحات ومقاييس الفلاسفة) واتهمه أكثر من مرة بما كان جديراً به أن يشكره عليه، انطلاقاً من قراره الجازم بأن الاشتغال بعلم الكلام لإحقاق الحق الذي جاء به القرآن والسنة، عمل مبرور لا حرج فيه ولا مانع منه «. ويضع البوطي على طريقته في الإيهام والتلبيس في الحاشية ما يشير إلى أن مضمون ما قاله موجود في صفحة 184 من الجزء التاسع من مجموع فتاوى ابن تيمية.
ولكن - قبل أن نرجع إلى الموضوع المشار إليه - ما مضمون كلامه؟
إن مضمونه أن ابن تيمية:
1 - أنحى باللائمة على الغزالي بسبب خوضه في مصطلحات ومقاييس الفلاسفة.
2 - اتهمه أكثر من مرة بما كان جديراً أن يشكره عليه!
ولكن ما هذا الذي كان يجب على ابن تيمية أن يشكر الغزالي عليه؟! لقد تركه البوطي مبهماً!
3 - إن لابن تيمية قراراً جازماً لا مثنوية فيه بأن الاشتغال بعلم الكلام لإحقاق الحق الذي جاء به القرآن والسنة عمل مبرور لا حرج فيه ولا مانع منه.
نقول:
أما إن لابن تيمية كلاماً في الغزالي فلا ينكر ذلك أحد، وأما أن يكون هذا الكلام حقاً أو باطلاً في نفسه فهذا متروك للعلماء ليقرروه، وهو مباح لكل ناظر وباحث - لكن بشروط البحث والنظر - لينظر فيه ويبحث عن وجه الحق فيما احتواه. ولكن غير المباح، بل المعيب؟ أن تدعى دعاوى لا دليل عليها لمجرد تشويه السمعة والصد ليس إلا! وإذا كان البوطي غيوراً على من يحب - وهذا حقه - فاللائق به أن يجمع أطراف كلام ابن تيمية في الغزالي، وأن يناقش ذلك مناقشة العلماء، وأن لا يقصقص أطراف النقول والاستشهادات حتى توافق هواه، وتتفق مع ما في نفسه من دخن على ابن تيمية.
ولنعد إلى ص 184 من الجزء التاسع من مجموع الفتاوى.
يتكلم ابن تيمية عن عيب نظار المسلمين طريق أهل المنطق، وبيانهم قصورها وعجزها، ورأيهم في المنطق جملة فيقول:
» ومازال نظار المسلمين يعيبون طريق أهل المنطق، ويبينون ما فيها من العي واللكنة، وقصور العقل وعجز النطق؛ ويبينون أنها إلى إفساد المنطق العقلي واللساني أقرب منها إلى تقويم ذلك. ولا يرضون أن يسلكوها في نظرهم ومناظراتهم، لا مع من يوالونه ولا مع من يعادونه.
وإنما كثر استعمالها في زمن» أبي حامد «؛ فإنه أدخل مقدمة من المنطق اليوناني في أول كتابه» المستصفى «، وزعم أنه لا يثق بعلمه (1) إلا من عرف هذا المنطق.
وصنف فيه» معيار العلم «و» محك النظر «؛ وصنف كتاباً سماه:» القسطاس المستقيم «، ذكر فيه خمس موازين: الثلاث الحمليات؛ والشرطي المتصل، والشرطي المنفصل. وغير عباراتها إلى أمثلة أخذها من كلام المسلمين، وذكر أنه خاطب بذلك بعض أهل التعليم، وصنف كتاباً في تهافتهم، وبين كفرهم بسبب مسألة قدم العالم، وإنكار العلم بالجزئيات، وإنكار المعاد وبين في آخر كتبه أن طريقهم فاسدة؛ لا توصل إلى يقين؟ وذمها أكثر مما ذم طريقة المتكلمين. وكان أولاً لا يذكر في كتبه كثيراً من كلامهم: إما بعبارتهم؟ وإما بعبارة أخرى، ثم في آخر أمره بالغ في ذمهم؛ وبين أن طريقهم متضمنة من الجهل والكفر ما يوجب ذمها وفسادها أعظم من طريق المتكلمين؟ ومات وهو مشتغل بالبخاري ومسلم.
والمنطق الذي كان يقول فيه ما يقول؟ ما حصل له مقصوده، ولا أزال عنه ما كان فيه من الشك والحيرة؛ ولم يغن عنه المنطق شيئاً.
ولكن بسبب ما وقع منه في أثناء عمره وغير ذلك، صار كثير من النظار يدخلون المنطق اليوناني في علومهم، حتى صار من يسلك طريق هؤلاء من المتأخرين يظن أنه لا طريق إلا هذا، وأن ما ادعوه من الحد والبرهان هو أمر صحيح مسلم عند العقلاء، ولا يعلم أنه مازال العقلاء والفضلاء من المسلمين وغيرهم يعيبون ذلك ويطعنون فيه. وقد صنف نظار المسلمين في ذلك مصنفات متعددة، وجمهور المسلمين يعيبونه عيباً مجملاً لما يرونه من آثاره ولوازمه الدالة على ما في أهله مما يناقض العلم والإيمان ويفضي بهم الحال إلى أنواع من الجهل والكفر والضلال «. [مجموع الفتاوى 9/ 184 - 185].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما جاء فيه ذكر الغزالي في هذا الموضع، فهل فيه اتهامات؟ فقد قال ابن تيمية أن نظار المسلمين يعيبون طريق أهل المنطق، وأن هذه الطريق كثر استعمالها منذ زمن الغزالي، وأنه أدخل مقدمة من المنطق اليوناني في أول كتابه» المستصفى «، وزعم - أي الغزالي - أنه لا يوثق بعلم من لا يعرف المنطق، وصنف في المنطق كتباً مثل:» معيار العلم «و» محك النظر «، وصنف أيضاً» القسطاس المستقيم «و» تهافت الفلاسفة «، فهل هذا كذب على الغزالي؟
وبين أن الغزالي بيَّن كفر الفلاسفة وأسبابه، وكذلك ادعى على الغزالي أنه حكم بفساد طريق المعرفة على طريق الفلاسفة وادعى ذمه لطريق المتكلمين؛ فهل هذه مجرد دعاوى لا دليل عليها، أم أن أدلتها مبثوثة في كتب الغزالي المعروفة؟
وكذلك ذكره التطور الذي حصل لأبي حامد وأنه مات وهو مشتغل بالبخاري ومسلم، هل هذه دعوى غير صحيحة؟ أم أنها لوم وشيء معيب أن يسند للغزالي؟
هل في قول من قال في عالم من العلماء: إنه قال كذا، وفعل كذا وبيان أسباب ذلك ظلم لهذا العالم أو تهمة أو لوم؟
ثم ما معنى قولك:
» بل إن ابن تيمية -رحمه الله- ازداد حماسة في الهجوم على المنطق ومقاييسه واصطلاحاته، حتى لكأن فرط الحماسة أنساه ما قد قرره بشأن علم الكلام، وجواز الاستفادة من اصطلاحات المناطقة وأساليبهم في بيان الحق، فأخذ يقرر بأن ما يعتمده النظار من أهل الكلام من الأدلة العقلية شيء لا حاجة إليه ولا موجب للاشتغال به؛ فإن القرآن جاء بما يغني عنه «، [ص 160].
لماذا تغار على المنطق غيرتك على الغزالي حتى لكأنهما توأمان؟، وهل علم المنطق وعلم الكلام شيء واحد في نظرك؟ إن ابن تيمية لم يخرج عن ما قرره، ولم يناقض نفسه -كما يحلو لك أن تثبت، وتقيم ما تسميه أنت أدلة على ذلك - فالموضع الذي تشير إليه على أن ابن تيمية تحدث فيه طويلاً في علم الكلام، وحكم دراسته وممارسته والاحتجاج في مسائل العقائد الإسلامية به؛ وانتهى بحمد الله إلى أن ممارسته ليست بدعة، والاعتماد عليه في الدفاع عن العقائد الإسلامية ليس محرماً، إذا لم يقصد به الاستدلال بالأدلة الفاسدة أو تبني ما قد يكون من المقولات الباطنة!
نقول: هذا الفعل منك تحميل لكلام ابن تيمية ما لا يحتمل، وعلى طريقتك في البتر والقصقصة والتشويه تستدل على ما تريده، وتلوي كلام ابن تيمية عن مقصده، متوهماً أنك بهذا البتر والتشويه تصير كلامه ملائماً لهواك.
ولكن هيهات! فأي عاقل يقرأ كلام ابن تيمية في سياقه التام يكتشف استهانة وتلاعباً بالنصوص لا يليقان بطلبة العلم فضلاً عن الذين نصبوا أنفسهم للتدريس والإرشاد.
ولو وضعنا - هنا - الكلام الذي يحيل على شذراته؛ بتمامه؛ لطال الموضوع، ولأمللنا القارئ، فليرجع من يشاء إلى ذلك الموضوع من مجموع الفتاوى 9/ 293 - 327، وليقرأ كلاماً كانت له روح هناك، فجاء البوطي وانتزع روحه، وجعله عضين، وقدمه على أنه هو الذي يقول به ابن تيمية!
والغريب أنه لا يفطن لهذا التشويه؛ فيبني عليه، أو يستنتج منه آراء شائهة من مثل قوله:» فإن أحداً منهم لم يتبن المضامين الباطلة للفلاسفة والمناطقة اليونانيين «[ص 159].
وقوله:» وقد انعكس هذا الاضطراب في كلام ابن تيمية على أذهان كثير ممن يقرءون له بسطحية ودون صبر أو استيعاب «[ص 61]، ففي كلامه هذا أمور:
1 - وصف لكلام ابن تيمية بالاضطراب.
2 - انعكاس هذا الاضطراب على أذهان كثير ممن يقرءون لابن تيمية بسطحية ودون صبر أو استيعاب، وهذه العبارة ملتوية أشد الالتواء، وبيان ذلك أن وصف كلام ابن تيمية بالاضطراب تركه البوطي معلقاً، حتى إذا قال له قائل: يا شيخ، كثير عليك أن تحكم على كل كلام ابن تيمية بالاضطراب، لربما قال: لا، أنا لا أقصد جميع كلامه؟ وإنما أصف بالاضطراب هذه الفقرة التي نقلتها من الجزء التاسع ص 225 من مجموع الفتاوى! فيقال له: حتى على هذه النية، أين الاضطراب في هذا الكلام؟ وهل هذه الفقرة وحدها كافية لبلبلة أفكار من يحكم عليهم البوطي هذا الحكم الجائر؟ فإن كان كلام ابن تيمية مضطرباً كله فهو يعني قراءه، وأنت منهم! إلا أن تحصن ذهنك من الاضطراب بالابتعاد عنه، والفرار منه فرارك من مجذوم! وياليتك فعلت هذا؟ إذن لكفيت واستكفيت، ولكن ها أنت من قراء ابن تيمية! لكن استغفر الله، فقد كدنا ننسى ما قلت
(يُتْبَعُ)
(/)
، فأنت من القلة القليلة التي أفادها مفهوم كلامك السابق، والتي تقرأ له بعمق وصبر واستيعاب!، فالحمد لله الذي عصمك - عند نفسك - من الاضطراب!
مثال من المبالغة والتحدي الفارغ:
قد يظن ظان أن هجوم البوطي على ابن تيمية، واستظهاره بالغزالي آت من دراسة مستفيضة لعلم الرجلين، ومن تعمق فيما كتبا، ثم من تبيُّن عادل لما كتبه ابن تيمية حول الغزالي؛ أو حول المسائل العلمية التي تعرض لها، ومن توصل إلى أن وجه الحق في هذه المسائل كان إلى جانب الغزالي ...
والحق أن كل ذلك لم يكن - وسوف نبرهن على ذلك - وإنما الذي كان أن البوطي سمع من المتعصبين مثله أن ابن تيمية عاب على الغزالي، وهو بنظر هؤلاء (قدس الأقداس) الذي لا يُمس ولا يُنتقد.
ومن جهة ثانية يريد البوطي أن يجعل هذه المشكلة - انتقاد ابن تيمية للغزالي - سلاحاً من الأسلحة التي يرمي ابن تيمية بها، لعله يصيب منه مقتلاً بعد أن تيقن أن علمه وآراءه لم تمت، وأنه لا زال حياً على الرغم من قول متعصب شعوبي حاقد من المتأخرين (2) فيه:» وحيث لم يكن له شيخ يرشده في العلوم النظرية أصبح علمه لا يرتكن على شيء وثيق خليطاً كثير التناقض، توزعت مواهبه في أهواء متعبة، ثم أفضى إلى ما عمل وزالت فتنته برد العلماء عليه «.
ولا شك أن البوطي قد مر بهذه العبارة المظلمة، ولا ندري هل أمَّن عليها؟ أم أشاح عنها وجهه لقبحها وعفونة رائحتها؟! إن كان أمَّن عليها فقد أمَّن على كذب، إن كان أشاح عنها، فمضمون كلامه عن ابن تيمية مخالفة عملية لهذه الإشاحة!
وحتى نقيم الدليل على مجازفات البوطي ننقل فقرة من فقر كتابه تدلك على ما حكمنا به عليه من قلة التعمق والتبين التي سببها العجلة أو الهوى أو كلاهما، يقول عن الغزالي:
» ... وأما أنه قد انطلى عليه شيء من أوهامهم أو انزلق إلى أي من الباطل الذي ضلوا في أوديته، فهذا ما شهدت الدنيا كلها بنقيضه، بل شهد بنقيض ذلك ابن تيمية نفسه (سبحان الله)، وما عرف تاريخ الفلسفة رجلاً مزق الأوهام الفلسفية بمباضع المقاييس الفلسفية ذاتها (هذه استعارة مكنية!)، وانتصر للحق الذي دل عليه كتاب الله عز وجل، بالاصطلاحات الفلسفية نفسها كالإمام الغزالي «[ص163].
ليس ابن تيمية وحده من ينقض أمثال هذه الفقرة التهويلية التي جادت بها قريحة الشيخ البوطي، بل هو عندما يشير إلى أن الغزالي تأثر بأساليب الفلاسفة ينقل كلام العلماء قبله من جهة، ويعتذر للغزالي من جهة أخرى؛ لأنه لم يتيسر له العلم بالسنة، التي تعصم الإنسان من العدوى بطرق الفلاسفة وأساليبهم، ومعروف أن الغزالي قال:» بضاعتي في الحديث مزجاة «، وكتبه - ومن أشهرها الإحياء - تشهد بذلك (ولا ندري أينكر البوطي ذلك؟!)، وابن تيمية في نقده ينهج المنهج الأعدل، فيبين أوهامه وأسبابها وعذره فيها، ويذكر ما له من محاسن، ويذكر أقوال العلماء فيه فلا يقبل ما جاء به دون نقاش، ولا يرد كل ما جاء به دون دليل، يقول عن الغزالي:
» ولكن كان هو وأمثاله -كما قدمت - مضطربين لا يثبتون على قول ثابت؛ لأن عندهم من الذكاء والطلب ما يتشوفون به إلى طريقة خاصة الخلق، ولم يقدر لهم سلوك طريق خاصة هذه الأمة، الذين ورثوا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - العلم والإيمان، وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن، - كما قدمناه -، وأهل الفهم لكتاب الله والعلم، والفهم لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأتباع هذا العلم بالأحوال والأعمال المناسبة لذلك، كما جاءت به الرسالة.
ولهذا كان الشيخ» أبو عمرو بن الصلاح «يقول - فيما رأيته بخطه -:» أبو حامد كثر القول فيه ومنه، فأما هذه الكتب (يعني المخالفة للحق) فلا يلتفت إليها، وأما الرجل فيسكت عنه، ويفوض أمره إلى الله «. ومقصوده: أنه لا يذكر بسوء، لأن عفو الله عن الناسي والمخطئ وتوبة المذنب تأتي على كل ذنب، وذلك من أقرب الأشياء إلى هذا وأمثاله، ولأن مغفرة الله بالحسنات منه ومن غيره، وتكفيره الذنوب بالمصائب تأتي على محقق الذنوب، فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة، لاسيما مع كثرة الإحسان والعلم الصحيح، والعمل الصالح والقصد الحسن. وهو يميل إلى الفلسفة، لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا: فقد رد عليه علماء المسلمين، حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي، فإنه قال:» شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر «. وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه. ورد عليه أبو بكر الطرطوشي، ورد عليه أبو الحسن المرغيناني ورفيقه، رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه، ورد عليه الشيخ أبو البيان، والشيخ أبو عمرو ابن الصلاح، وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما، ورد عليه ابن عقيل، وابن الجوزي، وأبو محمد المقدسي وغيرهم «. [مجموع الفتاوى 4/ 65 - 66].
ويقول عن كتابه الإحياء:
» و (الإحياء) فيه فوائد كثيرة؛ لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين. وقد أنكر أئمة الدين على» أبي حامد «هذا في كتبه، وقالوا: مرضه (الشفاء) يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة.
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة؛ بل موضوعة كثيرة. وفيه أشياء من أغاليظ الصوفية وترهاتهم. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه «. [مجموع الفتاوى10/ 551 - 552].
وهكذا يتبين لنا من هاتين الفقرتين السابقتين حقيقة الدعوة العريضة من قول البوطي:» فهذا ما شهدت الدنيا كلها بنقيضه «! ياليته ذكر لنا أسماء من أهل هذه الدنيا! وقوله كذلك:» بل شهد بنقيض ذلك ابن تيمية نفسه «! فهلا ذكر الشيخ أين شهد ابن تيمية بنقيض ذلك؟! وما تبق من فقرة الشيخ فهو صراخ وحدة وتحدي» قبضايات «لا علماء.
على أننا نضع هنا بين يدي البوطي درساً في النقد يعلمناه ابن تيمية لعله ينتفع به، فتهدأ نفسه وتعتدل، ويضعه نصب عينيه إذا كتب في المستقبل معلماً ومرشداً وناقداً، إذن، يكفر عن تحامله وأخطائه التي يقتحم فيها بدافع العجلة والهوى، ولا ريب عندنا وعند الشيخ أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
يقول ابن تيمية في معرض ذكره شيئاً مما ينتقد على أبي ذر الروي واعتذاره له، ولمن ينتقد عليه شيء من العلماء، وذكره ما هو معروف عنه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة، وغير ذلك من المحاسن والفضائل:
» ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداءً من المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم؛ لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم، لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
وهذا ليس مخصوصاً بهؤلاء، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات؟ ويتجاوز لهم عن السيئات، ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) [الحشر 10].
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه، تحقيقاً للدعاء الذي استجابه لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: ((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة 286].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده، وهو من البدع المخالفة للسنة، فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه، فقلّ من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين، لكثرة الاشتباه والاضطراب، وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب، ويزول به عن القلوب الشك والارتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها، فيقولون القول الموافق للسنة، وينفون ما هو من لوازمه، غير ظانين أنه من لوازمه، وبقولون ما ينافيه، غير ظانين أنه ينافيه، ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة، وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته، فيكون مضمون قولهم: أن يقولوا قولاً ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين، ويوجد في الحالين، لاختلاف نظره واجتهاده.
وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجملة، التي يظن الظان أنه لا يدخل فيها إلا الحق، وقد دخل فيها الحق والباطل، فمن لم ينقب عنها أو يستفصل المتكلم بها - كما كان السلف والأئمة يفعلون - صار متناقضاً أو مبتدعاً ضالاً من حيث لا يشعر.
وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة، كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك، كانوا يظنون أنهم ينصرون الإسلام بهذه الطريقة، وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله، فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك، وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم، فإن البدعة لا تكون حقاً محضاً موافقاً للسنة، إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس، ولكن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل: إما مخطئاً غالطاً، واما متعمداً لنفاق فيه وإلحاد. كما قال تعالى: ((لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)) [التوبة 47]. فأخبر أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين، يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم: إما لظن مخطئ، أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما؛ فإن المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من الظن واتباع هواه، ولهذا جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:» إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات «.
وقد أمر المؤمنين أن يقولوا في صلاتهم: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)) [الفاتحة 6 - 7]، فالمغضوب عليهم عرفوا الحق ولم يعملوا به، والضالون عبدوا الله بلا علم.
ولهذا نزه نبيه عن الأمرين بقوله: ((وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ومَا غَوَى)) [النجم 1 - 2]، وقال تعالى: ((واذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وإسْحَاقَ ويَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي والأَبْصَارِ)) [ص 45]. [درء تعارض العقل والعقل 2/ 102 - 105].
صورة ابن تيمية كما رسمها البوطي:
إنه لشيء مؤسف لي أن أجمع خطوط صورة ابن تيمية كما رسمتها ريشة البوطي الصناع، وأبرزها للقراء؛ حى يطلعوا على هذا الفن الذي يضطلع به الرجل ويأخذ به نفسه، وبادئ ذي بدء فإني أهمس في أذن الشيخ البوطي همسة لعلها تفيده في دنياه، وهي أن في هذا العصر - عصر ثقافة التلفاز - قد شاع هذا النوع من الكتاب الذين يكتبون لهذا الجهاز، ويغذون برامجه بإنتاجهم، فيكتبون قصصاً وحكايات يستخدمها ويعتمدها منتجو هذه البرامج والمسلسلات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كشفت في تصوير الشيخ لابن تيمية - رحمه الله -، هذه الموهبة النادرة في التصوير الذي يناسب أهداف أصحاب هذه المسلسلات ومن يقف وراءهم، وبخاصة إذا كانت مادتها تتعلق بشخصيات إسلامية تاريخية لها دور في البناء الاجتماعي والفكري والحضاري للمسلمين، فتراهم ينتقون من الكتابات أكثرها سطحية وتشويهاً، أو يتعاقدون مع» خياطي «الكتابة الذين يكتبون لا عن مبدأ أو عقيدة، خلا عقيدة الارتزاق (والشيخ البوطي ليس من هؤلاء)، فيسطون على الكتب والمراجع، ويقصون منها ما يناسب شروط العقد! ويفصلونه زياً على حسب الطلب، صيفياً أو شتائياً، رجالياً أو نسائياً، طويلاً ضافياً فضفاضاً، أو قصيراً ممسوخاً، كاسياً عارياً، أو منتعلاً حافياً، وهكذا .. وابن تيمية من هذه الشخصيات التي تعتبر موضوعاً غنياً لكتاب المسلسلات هؤلاء، والنفس المستفاد مما صوره به البوطي نفس هؤلاء الكتاب: دعاوى عريضة، وتشويه مقصود، وهوى غلاب والعياذ بالله.
هذه أمثلة مما جادت به قريحة الشيخ في تصوير ابن تيمية:
اللوحة الأولى:
هذه مائدة الفلسفة مفروشة، مصفوفة أطباقها - بتنسيق وترتيب جميل، وقد أعدت وجهزت حتى يرتادها الناس، كل الناس، وفجأة يدخل صبي صغير طائش، وإن شئت فرجل أخرق مجنون يذود الناس يميناً وشمالاً عن هذه المائدة، يريد أن يختص بها لنفسه فقط، لا يستفيد منها، بل» ليعثو (3) بأطباقها كما يحب «، تكسيراً وتحطيماً وتخليطاً، يضع من هذا الطعام على ذاك، دون مراعاة للأذواق أو المراسم! وهو بين هذا وذاك» يصيح في كل من حوله «(4)!!
هذه صورة ابن تيمية عند هذا الرجل الداعية الذي يحترم العلم والعلماء! أليس هذا ما ينطق به كلامه التالي:
» أما الثاني (أي ابن تيمية) فقد تربى على مائدة الفلسفة يتناول منها ويعثو بأطباقها كما يحب، ويصيح في كل من حوله! يطردهم عن المائدة، ويحذرهم من أن يذوقوا منها مذاقاً، لأن كل ما عليها طعام آسن ضار غير مفيد!! «[ص 163].
صورة طريفة مع أنها مزعجة، وبخاصة عندما يختلط صراخ ابن تيمية - رحمه الله - بصوت الأطباق التي ينهال عليها تكسيراً وتفتيتاً. وقديماً قيل: أعذب الشعر أكذبه!
ولوحة ثانية:
هذا ابن تيمية قد طوح بنفسه في بحر الفلسفة، وتعرض لما لا يحسن أن يتعرض له، وخدعته نفسه حين ظن أنه قادر على السباحة في هذا البحر، والسلامة من أخطاره، فها هو يتطوح هكذا وهكذا مضطرباً تائهاً لا يدري كيف الخلاص، كشخص فقد دليله في مفازة مترامية الأطراف لا يدري أين طريق النجاة ..
اقرأ قول البوطي بنصه التالي وتأمل:
» والعجب الثاني، أنه - وهو المحذر من سمادير الفلاسفة وأوهامهم - لم ينج من هذه الأوهام والسمادر، بل أصابه بعض رشاشها، بل أصابه بعض من أخطار رشاشها؟ ومع ذلك فهو لم يتبنها ويعتقد بها من منطلق التثبت العلمي الجازم، ولكن تطوح في شأنها تطوح المضطرب، وناقض نفسه في حديثه عنها مناقضة التائه وقع في مهمه لا يتبين سبيلاً للخلاص منه «[ص 163].
وبعد:
فإن هذا الأسلوب الذي يكتب به البوطي ابن تيمية يناقض ما جاء في حاشيته على (وقفته مع ابن تيمية) ص 158 والتي يقول فيها:
» ليس الهدف من عرض ما قد يؤخذ على ابن تيمية هنا، تفسيقه أو تبديعه، كما فعل بعض خصومه، وإنما القصد أن ننبه إلى خطأ ما وقع فيه، ثم إلى التماس العذر له من خلال العثور على نصوص أخرى يناقض فيها نفسه في هذه النقاط التي أخذت عليه .. «.
لو أن البوطي فسق أو بدع لكان الخطب أهون والتبعة أخف محملاً على نفسه، إذا لا يعدو بعمله ذاك أن يكون كرر شيئاً قد قيل من قبل، ولم يأت بجديد، ولكن الشيخ البوطي يأبى إلا أن يبذ الأوائل ببدواته وإبداعه، فيسخر ويتشفى، ويتعالى ثم يتواضع، ويقدر ثم يعفو، ويدين المجرم بجرائمه الواضحة، ثم - لفرط إنسانيته وفروسيته - يذهب ويفتش في حيثيات القضية، لعله يعثر على ما يجعله يتجاوز عن إنزال العقوبة الرادعة المستحقة. هذا ما تدل عليه حاشيته تلك التي تلح علينا بأن يكون لنا معها وقفة أخرى.
*يتبع*
الهوامش:
1 - هكذا في مجموع الفتاوى ولعلها: لا يوثق بعلم.
2 - زاهد الكوثري في مقدمته لكتاب» تبيين كذب المفتري «لابن عساكر.
3 - يراجع معنى يعثو في لسان العرب. و (يعثو) هذه أخت (ينغصون) التي وصف بها الصحابة!
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - اقرن هذه العبارة بالعبارة الواردة في كتابه [ص 245]: (فصاح فيه أن يخرج .. )! والتي أشرنا إليها في مجلة البيان العدد السابق (36) ص 14 وليُعلم أن هذه ليست عربية صحيحة ولا فصيحة ولا لائقة، بل هي - لسوء حظه وحظنا - لغة أزقَّة يزين بها الشيخ أسلوبه الراقي!
تتمة وقفة البوطي مع ابن تيمية (*)
عبد القادر حامد
مر معنا في المقال السابق تصوير البوطي لابن تيمية، وقد كانت تلك الصورة على ما قد بيناه من استهزاء وبعد عن الإنصاف، وحطة في الأسلوب تعكس نفساً قلقة بعيدة عن الاتزان.
وقد حاول البوطي جهده في رسمه تلك الصورة أن يضع في وهم قرائه أن ديدن ابن تيمية هو هكذا: اضطراب وتطويح وتناقض، وصال وجال مشيراً إلى هنة هنا، وهنة هناك، مما يعتبره هو مآخذ على ابن تيمية، ولكن حينما أحس أن هذه الهنات قد لا تقنع قراءه برأيه في ابن تيمية هز كتفيه ونفض كنانته؛ فأخرج منها هاتين الفقرتين:
1 - المسألة الأولى:
تعليق لابن تيمية على كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم.
2 - المسألة الثانية:
رأي ابن تيمية في مسألة الكسب عند الأشاعرة.
أما المسألة الأولى؛ فهي مسألة حاول أعداء ابن تيمية قديماً وحديثاً أن يستخدموها للنيل منه، فراشوا بها سهامهم، والبوطي يسير على هدي الكوثري عند تعرضه لهذه المسألة، ورأي الكوثري في ابن تيمية معروف ومشهور. أما تحليل هذا الموقف وأسبابه فلا زال يحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه، لأن نتائج هذا التحليل لها صلة بالمنهج العام الذي تقبل بمقتضاه الأقوال أو ترد، ويقوم على أساسه فهم المسلم لتاريخه الفكري، وتتضح على ضوئه المؤثرات التي كان لها فعل سيئ في حياة المسلمين خلال القرون الماضية. وشخص كالكوثري في تركيبته الفكرية وخلفيته التربوية لا يمكن إلا أن يكره ابن تيمية وكل ما جاء به.
فابن تيمية له رأي فذ في العلاقة بين العرب والإسلام، وارتباط الإسلام باللغة العربية، ويرى أن كره العرب نفاق، هذا مع أنه يقول: "فضل الشخص لا يستلزم فضل الجنس"، والكوثري أبسط ما يقال فيه من هذه الناحية أنه شعوبي، وشعوبيته قد أدخلته مداخل صعبة وعنته عناء يعرفه من قرأ له.
وابن تيمية حر التفكير، حرب على التقليد والجمود، لا يسير خطوة دون الاهتداء بالدليل والكوثري مقلد جامد ومتعصب ضيق العطن، حبس نفسه في حدود المذهب الحنفي، ويرى أن الإسلام هو هذا المذهب فقط، فهو لذلك حرب على الشافعية، والمالكية، وسم زعاف على الحنابلة، أما كبار علماء الحديث فأقل ما يقوله فيهم أنهم "حشوية"، أما ما يقوله في كل واحد منهم على انفراد: من تجن وتحامل وتعسف، ومن تهم باطلة، ومن بعد عن منهج العلماء في النقد؛ فأمره مشهور وشرحه يطول. وهكذا فقد حجّر واسعاً، ورسم لنفسه دائرة ضيقة من دخلها فهو منه، ومن لا فلا!
هذا هو الكوثري الذي يسير البوطي على خطاه، فهل مثل هذا الصنف من يقبل قوله في خصمه؟! أخصم وحكم؟!
ولنعد الآن إلى المسألة التي اعتبرها البوطي مقتلاً من مقاتل ابن تيمية، وهي ما جاء في تعليقه على مراتب الإجماع لابن حزم والتي قامت لها قيامة البوطي.
ونريد أن نناقش بعض ما ساقه من الدعاوى واحدة واحدة باختصار، فنقول:
هل صحيح أن ابن تيمية "يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد يخالفهم فيها"؟! لم يسق لنا البوطي دليلاً واحداً على ذلك، بل إن هذه المسألة التي اهتم لها وحشد لها بعض ما في جعبته من رخص التهم العشوائية دليل على أن ابن تيمية ليس ممن يهجم بالتكفير لأدنى المواقف الاجتهادية التي تخالف رأيه. ولينظر الشيخ البوطي في هذه المسألة هادئ النفس والنَفَس وسيتبين له ذلك. وكذلك فإن لابن تيميه كلاماً في غير موضع من كتبه يدلي بصريح العبارة على عكس ذلك، فمن ذلك قوله:
" ... هذا مع أني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة؛ وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية" [مجموع الفتاوى 3/ 299]. ومن ذلك أيضاً قوله:" مما يصلح أن يكون ضابطاً للتكفير "، ودرساً للذين يلقون الكلام على عواهنه-:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة، فإن الله تعالى قال: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ)) وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم.
والخوارج المارقون الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم بدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمه من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خطبهم في حجة الوداع:» إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا «وقال -صلى الله عليه وسلم-:» كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه «وقال -صلى الله عليه وسلم-:» من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله «وقال:» إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار «، قيل: يا رسول الله؛ هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال:» إنه أراد قتل صاحبه «وقال:» لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض «، وقال:» إذا قال المسلم لأخيه يا كافر! فقد باء بها أحدهما «، وهذه الأحاديث كلها في الصحاح.
وإذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر ابن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:» إنه شهد بدراً، وما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟ «وهذا في الصحيحين.
وفيهما أيضاً: من حديث الإفك: أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: إنك منافق تجادل عن المنافقين، واختصم الفريقان، فأصلح النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم. فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم: إنك منافق، ولم يكفر النبي -صلى الله عليه وسلم- لا هذا ولا هذا، بل شهد للجميع بالجنة.
وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة ببن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله، وعظم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك لما أخبره، وقال:» يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ «وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ. ومع هذا لم يوجب عليه قوداً، ولا دية ولا كفارة، لأنه كان متأولاً ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذاً.
فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضاً من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)) فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم، وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون، وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضاً موالاة الدين؛ لا يعادون كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض؟ مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ربه» أن لا يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطاه ذلك، وسأله ألا يجعل بأسهم بينهم فلم يعطه ذلك «وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً.
وثبت في الصحيحين لما نزل قوله تعالى: ((قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ)) قال:» أعوذ بوجهك «((أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ)) قال:» أعوذ بوجهك «((أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)) قال:» هاتان أهون «.
هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف، ونهى عن البدعة والاختلاف، وقال: ((فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:» عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة «وقال:» الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد «وقال:» الشيطان ذئب، الإنسان كذئب الغنم والذئب إنما يأخذ القاصية والنائية من الغنم «[مجموع الفتاوى 3/ 283 - 286].
وكذلك يشير إلى ضوابط تكفير أهل البدع في 3/ 353 من مجموع الفتاوى فليراجع.
فلا ندري بعد ذلك ماذا سيقول الشيخ في هذه النصوص من أقوال ابن تيمية، لعله يهز كتفيه ويقول: يعني ماذا؟ لقد أثبتنا في كتابنا هذا أن ابن تيمية متناقض! وعندها يكون السكوت أفضل.
وبعد أن سقنا من أقوال ابن تيمية ما يكذب الدعوى بأنه "يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي يخالفهم فيها"؛ نقول أيضاً: إن هذه المسألة التي يتواصى بها خصومه شاهد على عكس ذلك، أي على أن ابن تيمية يتريث، ويبحث، ويتوثق قبل أن يحكم. ويتحرج من إلقاء تهمة الكفر، أو إعلان الإجماع عليها دون تثبت. فكيف ذلك؟ فلننقل عبارة ابن تيمية التي نقلها البوطي، وتحكم فيها ما تحكم، وحذف منها ما حذف، وفهم منها ما فهم، وسخر منها ما سخر، ولنضعها بين حاصرتين ولننظر فيها نظر من يريد أن يفهم؛ لا من يريد أن يصطاد ويشوه.
يقول ابن تيمية:
"قلت: أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شيء فهذا حق. ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف ذلك، فإن القدرية الذين يقولون: إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله؟ أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ. والمعتزلة كلهم قدرية، وكثير من الشيعة، بل عامة الشيعة المتأخرين، وكثير من المرجئة والخوارج وطوائف من أهل الحديث والفقه نسبوا إلى ذلك منهم طائفة من رجال الصحيحين. ولم يجمعوا على تكفير هؤلاء". [نقد مراتب الإجماع 168].
ما معنى هذا؟
إن هذا النص سيق أصلاً للرد على من ادعى إجماع السلف من أهل السنة والجماعة على تكفير من خالف هذه المقدمة: "الله وحده خالق كل شيء ".
فالمسألة هنا ليست مسألة إثبات هذه الحقيقة ونفي عكسها؛ وإنما هي إثبات دعوى الإجماع على أمر آخر، وهو تكفير من قال قولاً يخالف ما انطوى عليه هذا العموم، فالسلف وأهل السنة والجماعة الذين اتفقوا على أن الله خالق كل شيء؛ لم يتفقوا على تكفير من خالف ذلك، أي إن منهم من كفر؛ ومنهم من لم يكفر. ثم استطرد ابن تيمية مفصلاً، فذكر من هؤلاء الذين لم يجمع السلف على تكفيرهم: القدرية، وكثير من الشيعة، بل عامة الشيعة المتأخرين، وكثير من المرجئة والخوارج، وطوائف من أهل الحديث والفقه، بل وبعض رجال الصحيحين نسب إليه القول بأن: "أفعال الحيوان لم يخلقها الله ".
إذن؛ هناك رجل (وهو ابن حزم) يقول: اتفق السلف على كفر من خالف القول بأن الله خالق كل شيء.
ورجل ثان (وهو ابن تيمية) يقول: لا، لم يتفق السلف على كفر من خالف ذلك: فمنهم من كفر، ومنهم من لم يهجم بالتكفير.
ورجل ثالث (وهو الكوثري)، يتتبع الثاني بما لا طائل تحته.
ورجل رابع (وهو البوطي) يؤيد الأول، ويستصغر بالثالث، ويتهم الثاني "بالخلط والتخبط" طبقاً لمبدأ "رمتني بدائها وانسلت"!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأول: فساق القضية مجردة عن الدليل، على سبيل التعداد.
وأما الثاني: فذكر أدلته فقال: دليلي على أن لا إجماع على القول بالتكفير لمن خالف منطوق أن الله خالق كل شيء أنني وجدت طوائف من المسلمين (وسماهم) لم يتفق السلف وأهل السنة والجماعة على تكفيرهم، بل تنازعوا في كفرهم، ومعلوم أن ابن تيمية ينقل ما يعرف، وهو الذي عاش في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن، ومن يدري فلربما لو كان البوطي معاصراً، له وبلغه قوله هذا لأثبته، كأن يقول: أما ما قاله البوطي في كتابه السلفية (ا): "غير أنني ما سمعت وما رأيت إلى هذا اليوم أن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله، وها هي ذي كتب الفرق والملل والنحل أمامنا، ولم أجد في شيء منها مثل هذا النقل عنهم" فيقال له: ما دامت كتب الفرق والملل والنحل أمامكم فافتح منها الجزء الثالث من: (الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم) ص 54 واقرأ:
"قال أبو محمد: اختلفوا في خلق الله تعالى لأفعال عباده، فذهب أهل السنة كلهم، وقل من قال بالاستطاعة مع الفعل؛ كالمريسي، وابن عون، والنجاربة، والأشعرية، والجهمية، وطوائف من الخوارج، والمرجئة، والشيعة؛ إلى أن جميع أفعال العباد مخلوقة، خلقها الله عز وجل في الفاعلين لها. ووافقهم على هذا موافقة صحيحة من المعتزلة: ضرار بن عمرو، وصاحبه أبو يحيى حفص الفرد. وذهب سائر المعتزلة، ومن وافقهم على ذلك من المرجئة، والخوارج والشيعة إلى أن أفعال العباد محدثة، فعلها فاعلوها، ولم يخلقها الله عز وجل".
فماذا عسى البوطي يقول بعد ذلك؟ أيصر على تكذيب ابن تيمية ويجمع إليه تكذيب ابن حزم الذي يدافع عنه؟ هذا لا يكون! لأن القضية تسقط برمتها حيث سقط موضوعها.
لقد كان البوطي في غنى عن هذه النهاية التي انتهى إليها لو أنه قرأ كلام ابن تيمية كاملاً (2)، ولم يحذف منه ما حذف ومع ذلك تراه يقول: "هذا هو كلام ابن تيمية بطوله"!، والقارئ يعجب ويحار في تفسير هذا الحذف في هذا الموضع: هل هو الحرص على تكذيب ابن تيمية وعدم الثقة فيما ينقل، مع أن الرجل لم يرمه أحد من خصومه بالكذب والتقول، وخاصة في نقل آراء الناس والفرق، بل المشهور عنه أن الناس تضبط ما عندها من آراء الفرق والمذاهب على نقله. أم لأنه ذكر الشيعة فيمن ذكر ممن يقول بخلق أفعال العباد؛ فخاف البوطي من تبعة النقل، أو جامل على الأقل، عادّاً ذلك من الحكمة مثلاً! أم هو دافع العجلة والتسرع وغليان الدم؟ الله أعلم أي ذلك كان!
إن الشيخ يثير الشفقة حقاً.
يثير الشفقة حينما يحرص على أن يصم ابن تيمية بالتناقض.
ويثير الشفقة حينما يخلط اجتهاداته بكلام الكوثري.
ويثير الشفقة حين يقول: "ودونك فاستعرض ما هو مدون في مجموع فتاوى ابن تيمية تجده يكرر الحكم بتكفير من ينساق وراء أحد هذين الوهمين في كل مناسبة".
ويثير الشفقة حينما يعد بنقل بعض من تلك النصوص، لكنه لم يفعل، ولكن؛ ألم يعلق الأمر على مشيئة الله؟! إذن، فلا لوم عليه!
تبقى مسألة أخيرة تتعلق بهذا الجدل غير المتكافئ، فالقارئ لتعليق البوطي يخرج بنتيجة وهي أن ابن تيمية يرى رأي هؤلاء الذين يقولون: "إن أفعال العباد محدثة، فعلها فاعلوها، ولم يخلقها الله عز وجل".
بل يفهم القارئ - من حدته وخوضه يميناً وشمالاً - أن لا أحد يقول بهذا القول إلا ابن تيمية، وهذا واضح من نفيه أن يكون أحد قد قال بذلك، وأنه "ما سمع ولا رأى"، لا هو ولا العلامة المحقق الكوثري (3) أن القدرية يعتقدون ذلك، ولا يدري أن رأي ابن تيمية فيمن يقول بهذا القول يوجد في غير هذا الوضع الذي يختص - فقط - في بيان حقيقة بعض الإجماعات التي يدعيها بعض الناس؟ وقد أشار رحمه الله إلى ذلك بعبارة تبين مقصوده، وتدفع كل توهم فقال: "والمقصود هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من الإجماعات ". أي لا مجال هنا لتفصيل القول فيمن قال بالتكفير ومن لم يقل، لكن "الهوى يعمي وبصم" كما كتب الكوثري في واحد من تعاليقه، وما أصدق هذا القول فيه وفي من يمشي على خطاه.
ويدعي أيضاً أن ابن تيمية "يمارس سعادة ولذة كبيرة في نقده معظم الأئمة والعلماء".
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب على ذلك: أما أن ابن تيمية ينقد كثيراً من العلماء فهذا حق، ولا حرج عليه في ذلك إن شاء الله، فلم يزل العلماء ينقد بعضهم بعضاً ويرد بعضهم على بعض، وهذا مما يفتخر به الفكر الإسلامي، ونعتبره مظهراً من مظاهر حرية الفكر التي طبعت هذا التاريخ، وأما أنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في النقد فهذا يحتاج إلى بينة: إما من إقرار ابن تيمية نفسه؛ كأن يقول مثلاً: ما أسعدني حين أنقد عالماً! أو: ما ألذ الهجوم على فلان من العلماء؛ أو ما في معنى ذلك! أو أن ينقل لنا البوطي شيئاً مما نقد به ابن تيمية غيره، ويضع أصابعنا على تلك السعادة وتلك اللذة! وحيث إنه لا إقرار من ابن تيمية، بل عكس ذلك كثير ومثبوت في تضاعيف مؤلفاته؛ ولا نقل من البوطي، ولم يدع هو لنا -كما لم نعهد عنده - القدرة على التدسس في مشاعر وأحاسيس ونوايا غيره؛ فستظل هذه دعوى لا تضر إلا مدعيها.
ويتطرف البوطي في أوهامه وتقديراته، فيرى أن ابن تيمية يستسيغ ويستجيز تبرئة الفلاسفة القائلين بقدم العالم من الكفر إذا كان في ذلك وسيلة لتخطئة ابن حزم وبيان جهله! وهذه عبارته:
" .. إذ لما كان في الانتصار لمذهب الفلاسفة في هذه المسألة، بإبعاد تهمة الكفر عنهم بسببها على أقل تقدير، ما يظهر ابن حزم في الإجماع الذي نقله، في مظهر المخطئ المتسرع الذي لا يتثبت في الأحكام، فلقد كان للجنوح إلى مذهب الفلاسفة وتهوين القول بالقدم النوعي للمادة، ما يبرره! ولعل - من أقوى المبررات في نظره وشعوره (4) أن يصل إلى تخطئة ابن حزم وبيان جهله! " [كتابه ص 173].
وحتى يكتمل عجبنا من هذه الجرأة، (ونستحي أن نسميها بغير هذا الاسم) لنستمع إلى رأي ابن تيمية بابن حزم الذي يدافع عنه البوطي هذا الدفاع المبطل، ويرى أن ابن تيمية يستحل الكفر إذا كان ذلك سبيلاً إلى ماذا؟! إلي أمر بسيط بالنسبة للكفر؟ تخطئة ابن حزم وبيان جهله! يقول ابن تيمية معقباً على ذم العلماء لابن حزم بسبب اتباعه الظاهر، ونفيه المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وما في كلامه من الواقعية في الأكابر، والإسراف في نفي المعاني، ودعوى متابعة الظواهر:
" ... وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال، والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء" [مجموع الفتاوى 4/ 19 - 20].
ولا ندري بعد هذا كيف نوفق بين هذه الشهادة التي يشهدها ابن تيمية في ابن حزم، وبين الشهادة التي يستخلصها البوطي ويقول: إنها ديدن ابن تيمية لا مع ابن حزم بل مع معظم الأئمة والعلماء! والأعجب من هذا أنه يعتبر هذه الافتراءات والترهات التي أوصله إليها تفكيره دفاعاً عن ابن تيمية حيث يقول:
"ولعل خير دفاع عنه (عن ابن تيمية) في تحليل أسباب هذا التناقض العجيب الذي تلبس به، أن نتذكر طبيعته النقدية لمعظم الأئمة والعلماء، حتى لكأنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في ذلك". أرأيت إلى هذا الدفاع؟! ألا يذكرك بتسمية هجوم إسرائيل وإغارتها على ما حواليها من الدول واحتلالها أرضها دفاعاً؟!
بل لا يستحي من تكرار هذا المعنى عندما يقول: "إن هذا التحليل لهذا الاضطراب المتناقض (5) في موقف ابن تيمية في هذه المسألة هو - بنظري - أقرب ما ينسجم مع الدفاع عن عقيدته الإسلامية التي لا نحب أن نرتاب فيها" والحمد لله على أن وضع هذا الاحتراس: (بنظري) في ثنايا هذه النتيجة التي وصل إليها، فهو احتراس جميل بقدر ما هو منصف، حيث لم يسد الباب أمام أنظار أخرى تقرأ لابن تيمية وتحكم عليه.
المسألة الثانية: نظرية الكسب:
ينسب البوطي لابن تيمية مخالفته عامة أهل السنة والجماعة. ومن يسميهم عامة أهل السنة والجماعة هنا هم الأشاعرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى عادة البوطي في الإيهام والعبارات الملتوية، يدعي على الخصم ادعاءات، ثم يبني على هذه الادعاءات نتائج، ثم يضع هذه النتائج في قوالب المسلمات التي لا تقبل الجدل كما فعل هنا. فبعد أن أشار إلى رأي الفلاسفة القدماء من أن الأشياء تكمن فيها أسباب ذاتية بالطبع؛ وإلى رأى بعض الفلاسفة "الإسلاميين" كالفارابي وابن رشد من أن الأشياء فيها أسباب أودعها الله فيها؛ ويضع قاسماً مشتركاً بين أولئك وهؤلاء، وهو أن في الأشياء فاعلية كامنة في ذاتها تسمى العلة أو السبب، ليصل إلى نتيجة موافقة ابن تيمية - القائل بالأسباب - للفلاسفة، وهذا ما لا يغتفر.
ومن حيث الأصل فإن الحكم بصحة الرأي لا ينبني على موافقته لهذا الفريق من الناس مهما كانوا، أو عدم موافقته، بل لا بد أن يكون هذا الرأي صحيحاً في نفسه حتى لو أعرض عنه من أعرض، أو أخذ به من أخذ، ولكن العجب لا ينقضي من البوطي الذي يتجاوز عن الغزالي في تبنيه منطق اليونان برمته، وحكمه "أنه من لا يحيط به فلا ثقة بعلومه أصلاً (6)، بل يقرر أن ذلك ما هو جدير أن يشكره عليه ابن تيمية وغيره؛ فإذا ما قال ابن تيمية برأي وتبين أن للفلاسفة قولاً يوافقه كانت جريمة، وأي جريمة!
نقول هذا ونتحفظ كثيراً على أن ابن تيمية وافق الفلاسفة، فهكذا أراد البوطي، وإلا فابن تيمية يرى رأيه مستنداً قبل كل شيء وبعده إلى الكتاب والسنة - وهذا شأنه دائماً - وحتى في هذه المسألة فإن رأيه في غاية الوضوح والسطوع، ولا يعكر عليه إلا الابتسار والتشويه والتدخل المغرض في ليِّ عباراته والتقول عليه، وبتر ما يدفع أي شبهة في فكر الرجل وعقيدته، وكمثال على هذا البتر المغرض فإن البوطي نقل عنه قوله:
"ومن قال: إنه يفعل عندها لا بها، فقد خالف ما جاء به القرآن، وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع، وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها، مثل قدرة العبد". فسكت البوطي هنا، ووقف، ووقوفه مريب جداً حيث إن تتمة الفقرة تقول: "كما أن من جعلها (أي الأسباب) هي المبدعة فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره". [مجموع الفتاوى 3/ 112] واستبعاد هذه العبارة من الاستشهاد يهدم تهويلة البوطي من أساسها من أن "ابن تيمية يثبت بكلامه هذا العلة الأرسطاطاليسية صراحة (! ) ويكرر نظرية الغريزة بمعناها الفلسفي الذي يعطي المادة فعالية ذاتية مستقلة. وبتعبير أدق: إن ابن تيمية يثبت من خلال كلامه هذا في السبب (ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب (!)، وبهذا يخرج ابن تيمية هنا عن روح المذهب الإسلامي، ويعتنق أكبر الأفكار التي يقوم عليها المنطق الأرسطاطاليسي كما يقرر الدكتور علي سامي النشار". [كتابه 175].
ومرة أخرى ننبه إلى أنه هنا خلط كلامه بكلام النشار، فبينما يبتدئ الفقرة فتظن أن هذا كلامه؛ إذا به يختتمها محيلاً على النشار، لكن أين ينتهي كلامه؛ وأين يبدأ كلام النشار؛ فهذا غير مهم عنده.
ونحن هنا ننقل عبارة النشار للمقارنة، فهو يقول:
" .. أو بمعنى موجز إنه أثبت العلية الأرسططاليسية (زاد البوطي هنا: صراحة!) فأثبت بقوله هو الغريزة أو النحيزة، أو الخلق (اجتهد البوطي هنا فأضاف كلمة: نظرية، وأضاف القوسين، وأضاف جملة: بمعناها الفلسفي الذي يعطي المادة فاعليه ذاتية مستقلة. وهذا حتى يثبت إضافته على ما جاء به النشار، فكم ترك الأول للآخر) أو بمعنى أدق: أثبت في السبب "ماهية" وجوهراً هو مسبب السبب (عبارة البوطي: (ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب)! وبهذا خرج عن روح المذهب الإسلامي، واعتنق أكبر الأفكار التي يقوم عليها المنطق الأرسططاليسي" (7).
البوطي والنشار:
لابد هنا من كلمة تضاف حول النشار، نضعها لما لها من مساس بمنهج البوطي، فقد قرأت ما كتبه النشار في كتابه (مناهج البحث عند مفكري الإسلام) وخاصة ما كتبه عن الغزالي وابن تيمية، ووجدته في الأغلب ينصف الرجلين، ولا يجانبه الصواب إلا في هذا الرأي الذي يقّوِّم فيه رأي ابن تيمية في نظرية (الأسباب)، والنشار بالدرجة الأولى دارس فلسفة، وقد يكون معذوراً في اعتباره أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة فقط، وأن من خالف الأشاعرة فقد خالف أهل السنة، وأن نصيبه من الاعتماد على الأدلة - الشرعية في بحثه قليل إن لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يكن معدوماً. وإنما قصاراه أقوال يجمعها لهذا وذاك، ومقارنات بين آراء فلاسفة اليونان والغرب؛ وفلاسفة المسلمين، وعلى هذا فإذا قال ما قال بحكم التقليد فهذا ما أداه إليه علمه، على أن له في تقييم تراث ابن تيمية ما يغضب البوطي ويضيق به صدره، فهو القائل في ابن تيمية:"وليس هناك في الحقيقة من تكلم - فيما قبل العصور الحديثة بما تكلم به ابن تيمية. لقد وصل حقاً إلى أوج الدرج في فلسفة المنهج التجريبي بنقده للمنطق اليوناني القياسي، وبدعوته إلى المنطق الإسلامي التجريبي، وعبر عن روح الحضارة الإسلامية الحقة في عصر الانهيار الحضاري الإسلامي الذي عاش فيه". (8)
ويقول في كتاب ابن تيمية: "الرد على المنطقيين":
"أعظم كتاب في التراث الإسلامي عن المنهج، تتبع فيه مؤلفه تاريخ المنطق الأرسططاليسي والهجوم عليه، ثم وضع هو آراءه في هذا المنطق في أصالة نادرة وعبقرية فذة" (9).
من المؤكد أن الشيخ البوطي قد مر على هذه الآراء في كتاب النشار، ولكن لم يختر إلا ما يوافق هواه بغض النظر عن صحته. وكمقارنة بين الرجلين: النشار والبوطي؛ فإن النشار يكتب عن ابن تيمية بعقلية العالم الحيادي، وحتى لو أخطأ في بعض آرائه فلا يمنعه التعصب والهوى أن يعلن ما يعتقد أنه صواب، وما يبدو من خطئه فمرجعه إلى ما ألفه واعتاده من آراء، أما البوطي فيكتب عن ابن تيمية بعقلية الذي يصيح: يالثارات الغزالي، وعلم الكلام، وابن حزم، والصوفية، وابن عربي، ونظرية الكسب، يالثارات كل الأشخاص وكل المسائل التي تعرض لها ابن تيمية وعصف بها. وفي الجملة؛ فمن الصعب عليه أن ينصف من يرى أن مصلحته في الهجوم عليه، إنه قد يوهمك أنه يحاول الإنصاف، ولكن طبيعته لا تطاوعه في ذلك، وهذه كتبه هل ترى فيها شيئاً من إنصاف من ينزل بساحتهم، بل هذا كتابه (السلفية) اقرأه وقلب النظر فيه، فإنك لن تعثر فيه على رائحة إنصاف.
ومما عرضناه حول هاتين المسألتين اللتين جاء بهما البوطي ليستدل على تخبط وتناقض ابن تيمية تبين لنا: من المتخبط ومن المتناقض؟ على أن عدم الأصالة في الفهم؛ وعدم إصابة المعنى الصحيح للكلام قد تغتفر، فالناس فهوم وطاقات. لكن الذي لا يغتفر هو البعد عن الأمانة في النقل، وتحريف الكلام ليوافق الهوى.
وكلمة أخيرة: فالبوطي ليس مبدعاً في التعرض لهاتين المسألتين: لا من حيث اختيارهما؛ ولا من حيث معالجتهما. ولم يفعل سوى أن دلل على قدرة لا يحسد عليها في ادعاء اجتهادات ليست له، ويا ليتها كانت اجتهادات صحيحة! إذن لهان الخطب! ولكنها اجتهادات خطأ فأصبحت بتبني البوطي لها وتعليقه عليها خطأ مركباً.
الهوامش:
*سقطت من عنوان المقال في العدد الماضي كلمة: (البوطي) خطأ، فنرجو المعذرة.
1 - ص 166.
2 - الدفاع لعدم إثبات بقية الكلام هنا ليس العجلة، بدليل أنه ساق بعد ذلك قطعة من كلام ابن تيمية، لكن بعد إسقاط الفقرة التي ساق فيها ابن تيمية أدلته وأسماء الفرق المخالفة.
3 - ما أرخص الألقاب التي تكال جزافاً في سوق العلم!
4 - حتى شعور ابن تيمية يدعي البوطي الإحاطة به!
5 - لم استطع هضم ولا فهم: (الاضطراب المتناقض)، وأرجو ممن يأنس من نفسه القدرة على فهم هذه العبارة تفهيمي إياها
6 - مناهج البحث للنشار 172 نقلاً عن المستصفى للغزالي 101/ 1
7 - اختار البوطي الفعل المضارع: يخرج ويعتنق، ولعل ذلك للدلالة على الاستمرار، وليطبع الكلام بأسلوبه المميز!!
8 - مناهج البحث للنشار 270 - 271
9 - مناهج البحث للنشار 369
وعذراً علي الأطالة ....
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 01:14]ـ
شيخنا الفاضل أعتقد أننا قد أطلت عليكم،ولذلك سأرفق لحضرتكم عددين من مجلة البيان،وفيهما رد الشيخ عبد القادر حامد علي البوطي ...
-لكيفية التحميل ... هذا الرابط
http://tootshamy.com/vb/showthread.php?t=770
- العدد 37 من المجلة ... http://www.tootshamy.com/displayimage.php?album=98&pos=44
العدد 38 http://www.tootshamy.com/displayimage.php?album=98&pos=43
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 04:20]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وشكر خاص للأخ محمد عبدالمجيد عن إضافاته.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 07:49]ـ
جزاكم الله خيراً، شيخنا الفاضل حفظكم الله.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 03:06]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ووفقكم للحق والهمكم الصواب
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 03:39]ـ
جزاك الله كل ياشيخ سليمان
واسأل الله ان يبارك في عمرك ويحفظك من كل مكروه
ـ[احمد موسى]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 05:53]ـ
انا لا ادرى لماذا البوطى خاصة والاحناف عامة وخاصة ابن عابدين لم يتكلمو عن القاديانيه او الانفصال الذي حدث في ايران عن الخلافه او الانفصال الذي حدث في مصر بعد ذلك!
اليس من الاحري ان يتكلمو عن انفصال مصر لانه كان السبب الرئيسى في تدمير الخلافه!
لم لم يتكلمو عن انفصال البحرين وعمان (الحركه الاسماعيليه)
الذين تكلمو عن حركة الشيخ لم يعدلو والغريب ان الله امرهم بالعدل وهم شيوخ وعلماء
ان الله اورد قصة داود بالقران لانه سمع لطرف ولم يسمع للطرف الاخر
سبحان الله كيف كان حكم ابن عابدين على الشيخ وكل ما سمعه هو لم يتحرى منه
والسؤال هنا من الذى حكم البوطي وجعله متكلم باسم اهل السنه
سبحان الله كل ما اراد هؤلاء الشيوخ رد شيئ ردوه باسم الوهابيه حتي وأن لم يكن وهابيا
انا مستغرب منهم لان الرد في الاحكام انما يكون بقال الله وقال رسوله
والغريب انهم ردو ما قال جماعة الاخوان المسلمين باسم الوهابيه
وهنالك سنه الهيه انه من نصرظالما سلطه الله عليه بهلكته
الوهابيه هم اعداء الشيخ الدود لكن الشيعة والنصيريه هم اولياءه وانصاره!
سبحان الله كيف يكون الميزان
لا حول ولا قوة إلا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:09]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحبيب سليمان
أما البوطي وأضرابه فلا يرون لهم عدوا إلا السلفيين فعلى سبيل المثال قوله: ((أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة)) انظر إلى تورعه وحسن ظنه بالرافضة أم السلفيين فهو يعتمد على نصاري نكرة لا يعرف له اسما ولا رسما، ولا حول ولا قوة إلا بالله
============
أبو عثمان
ـ[عبدالله بن مسعود]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحبيب سليمان
أما البوطي وأضرابه فلا يرون لهم عدوا إلا السلفيين فعلى سبيل المثال قوله: ((أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة)) انظر إلى تورعه وحسن ظنه بالرافضة أم السلفيين فهو يعتمد على نصاري نكرة لا يعرف له اسما ولا رسما، ولا حول ولا قوة إلا بالله
============
أبو عثمان
سبحان الله .. كيف رجح و سبهم واضح حتى للأعشى؟!
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:25]ـ
كلام في كلام، وأوهام على أوهام، وخصام على خصام، متى تستفيقوا من هذا المنام، ومتى تخرجوا من هذا الظلام ...
كفاكم ياسادة أليس لديكم ما هو أهم؟
صدقوني لا يعجز أي إنسان عن التجميع والاستنباط والاستدلال ....
لكن شيخنا الفاضل المكرم الشيخ سليمان: لم يجد يبدو مشكلة أهم من الدكتور البوطي ...
وكأن كل ما حوله أصبح معبداً سهلاً ...
أنا على يقين ياشيخنا بانك لو رافقت الدكتور البوطي وجالسته وعرفته عن قرب وأعرضت عن القيل والقال والكلام المبتور والنقل المستور ... ربما ربما تحبه لا أجزم بذلك ..
أما عن البداية التعريفية: فهو معروف بأشعريته وصوفيته ... فإذا كنتم ترون هذا الكلام ذماً فهو عندنا مدح جميل وثناء نبيل .. فلا أجمل ولا أروع منهما إذا اجتمعا بحق الصوفية والأشعرية إنها خلاصة الخلاصة ...
الغريب أن فينا من يبرع جداً في البحث عن العثرات ويشمشم هنا وهناك ليجد كلمة قيلت في مناسبة الله أعلم بظروفها وبحيثياتها ... أو ليجد نصاً ينتزعه من سياقه ويوظفه في سياقٍ جديد ....
ثم يبني ويستنتج ويحكم ... وهو بعيد كل البعد عن واقع الحال، وحال المآل ...
أوكد لكم أنكم تمارسون نفس الأخطاء التي تتهجمون على الدكتور البوطي بها وتشنعون عليه فيها ... تجميع، قص لصق، حكم مسبق ...
كما احب أن أوكد لكم أن الدكتور البوطي عالم كبير قدم لأمته عمره كله وحياته كلها كما أداه إليه اجتهاده وكما فهم كتاب الله وسنة رسوله ... فعليكم أن تخجلوا من هذا الهراء وهذا الافتراء وتكفوا عن التهشيم في سير العلماء والصالحين والمخلصين: مرة الدكتور البوطي ومرة الشيخ القرضاوي ومرة الشيخ علي جمعة ومرة ومرة ومرة ... هل تشعرون بالنشوة والنصر حين تتلوث ألسنتكم وأقلامكم بسير العلماء ... أم كتابتكم لجمهور تبحثون عن ثنائه ومديحه وتقريضه ... حتى ولو كان على حساب الحقيقة ...
وأحب أن أختم أن الدكتور البوطي والقرضاوي، وابن باز وابن عثيمين علماء يصيبون ويخطئون ولهم حسنات وعثرات أم أنهم معصومون ... ؟
وما كتبتموه عن الدكتور البوطي من نقد كان يمكن أن يكتب بطريقة محترمة ويصفى من سوء الأدب وقلة الاحترام ويقدم بطريقة علمية أكاديمية لا تجهيل ولا سب ولا انتقاص أو تحفيز او تكشيك ... وعندئذ يكون على العين والرأس ... ونحن نعتقد أن الدكتور البوطي له أخطاؤه وعثراته كغيره ونسأل الله عز وجل أن يغفر لنا وله وأن يجزيه خير الجزاء عن أمته فلا أعرف عالماً في هذا العصر يبذل من الجهود، ويستثمر كل دقيقة من وقته، وتراه منطلقاً على كبر سنه من درس إلى درس ومن محاضرة إلى محاضرة، إلى التأليف إلى المؤتمرات والندوات إلى تلبية الدعوة لبعض المناسبات ... كأستاذنا العلامة الدكتور البوطي .... وهذا الأخ الذي كان طالباً في كلية الشريعة وحضر بعض محاضرات الدكتور البوطي أستغرب منه كيف وقف عند بعض مواقف الدكتور البوطي من ابن تيمية رحمه الله وصور المسألة بطريقة استفزازية بوليسية ... كيف لم يتذكر التحقيق والتدقيق والإحكام الذي يبدو في محاضرات الدكتور البوطي باإضافة إلى الانفعال مع كل الإفكار التي يقتنع بها ... فانفعالات الدكتور البوطي مع قناعاته وحرصه على إقناع طلابه ليس خاصاً
(يُتْبَعُ)
(/)
بموقفه من ابن تيمية وإنما مع كل المسائل التي يعالجها ...
هو يتكلم أحياناً بلون من الحزن والأسى لمواقف من يسمون أنفسهم بالسلفيين لأنهم يزرعون الفرقة في صف الأمة، ويثيرون الفتن في كل مكان، فلا يسلم منهم عالم، وكأنهم قد تفرغوا لتهشيم الرموز، وتحطيم الدعاة ..
وفي النهاية أقول: والله الذي لا إله إلا هو ما عرفت عالماً مخلصاً يبلغ فكره بإخلاص وصدق // أخطأ أو أصاب // كالدكتور البوطي // وما عرفت عالماً في هذا العصر يمزج العلم بالعبودية ويوظف العلم لهذه الهوية الحقيقية كالدكتور البوطي فهو بقناعتي التي أقولها ليس لدنيا أو لغرض وأدين الله بهذه القناعة: هو مجدد المائة الخامسة عشرة إن شاء الله عز وجل.
وأحب أن أعيد التأكيد على أني ربما أتفق مع كثير مما قيل حول بعض الأخطاء التي يقع فيها أستاذنا الدكتور البوطي، ولكن ما يتحدث عنه هذا الرابط هو لون من العدوان والتسفيه الممزوج بالحقد والكراهية ولا أدري كيف يمكنكم أن تقبلوا إخوانكم المسلمين // ولا أدري هل تعتبروننا نحن الأشاعرة مسلمين أم لا /// ... كيف يمكننا أن نتعاون ... ؟.
لعلكم تقولون إن الدكتور البوطي كان حاقداً على السلفية بشكل غريب فأقول لا تنسوا أيضاً ما كتبه السلفيون عن الدكتور البوطي من سباب لا حد لها وشتائم يترفع عنها السوقة فموقف الدكتور البوطي كا ن ردة فعل لطول عهده مع أمثال هذه المقالات والكتابات فهل نعيد الكرة نحن الجيل اللاحق؟ هل نستمر في ذلك على نفس المنهج؟ هل نبقى في مهاترات ومجادلات حول ما قيل عن ابن تيمية، والغزالي أم حو الصفات وتأويلها؟ أم ماذا ياسادة؟ هل نظل نكرر في كل عصر نفس المسائل الخلافية والخصامية بلا فائدة؟ نختلف حول الصفات ثم حول الذين اختلفوا حول الصفات، ثم حول الناقلين، والتلاميذ وهكذا تتراكم الخلافات وتتفاقم ونجد أننا في كل عصر يزداد رصيدنا من الخصام والخصام حول الخصام وهكذا في دائرة لا تنتهي ...
أنا مع النقد، مع البيان والكشف عن الأخطاء دون تردد لأي عالم مهما علت رتبته وارتفع مجده ولكن بشرط الالتزام:
- بالإنصاف فليس من المعقول أن العالم إذا أخطأ أن يكون بالضرورة متقصد الخطأ لهدف دنيوي أو لغاية سياسية أو مصلحية.
- ليس من المعقول أن العالم إذا أخطأ ان نرفضه كله ونشطبه من ديوان العلماء وتتعالى صيحات التحذير والنفير منه ..
- بالرفق واللين // بالحكمة والموعظة الحسنة //
- بحسن الظن أي أن لا تذهب بنا الظنون أشككالاً وألواناً ونذهب مغربين ومشرقين نضرب أخماسأ بأسداس ونستنتج ونبني لنهدم ..
- الاعتصام: إذا لم يكن في اهتمام الناقد هذا المعنى وهو الاعتصام بحبل الله جميعاً فلن يفهم معنى احترام العلماء لأن العلماء رموز لجماهير عريضة فحين تنحط لتنال من عالم فأنت تضع مسماراً في عمود الاعتصام لأن لهذا العالم جمهوره ومحبيه وتلاميذه كما ان لعالمك الذي تحبه كذلك ...
تخيل حين أسيء الأدب بحق ابن باز أو ابن عثيمين أو أي عالم مشهور من علماء السلفية كم سأجلب لنفسي الكراهية أو على الأقل النفور .. منذ فترة قلت لنجل الدكتور البوطي بأن المنتديات السلفية ربما تسير نحو الاعتدال فاستغرب وقال لي إنن ما أراه على العكس هو مزيد من الشراسة ومزيد من الوقاحة ولعله إذا قرأ مثل هذا الكلام عن والده وهو أخبر به وبعبادته وإخلاصه واجتهاده وبكائه وخشيته لعله يُعذر لموقفه هذا .. .
أيها السادة: كفانا إبادة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
كفاكم ياسادة أليس لديكم ما هو أهم؟
صدقوني لا يعجز أي إنسان عن التجميع والاستنباط والاستدلال ....
لكن شيخنا الفاضل المكرم الشيخ سليمان: لم يجد يبدو مشكلة أهم من الدكتور البوطي ...
وكأن كل ما حوله أصبح معبداً سهلاً ...
.
الأخ أحمدادريس:
الدكتور البوطي ـ ختم الله بالحسنى وهداه الى صراطه المستقيم ـ كان ومازال محل انتقاد العلماء قديما و حديثاً.
فليس انتقاده وليد الوقت.
بل علامة الشام و محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أولاه من الانتقادات الشيءالكثير، لا سيما ضمن انتقاداته لكتاب البوطي "فقه السيرة".
فلماذا ـ إذن ـ علامات الاستغراب والتعجب.
وكأن انتقاد امثال البوطي من العجب العُجاب،
بينما الرد على أهل الأهواء من مهمات أصول الدين، ومن الفقه في السنة والكتاب.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 05:55]ـ
بارك الله في الجميع، وأشكر مرورهم على هذا المقال الذي نقلته قديمًا؛ بسبب انتشار هذه المذكرات المكذوبة في " الإيميلات "، بترويج من كاذبيها: " الرافضة ".
وأشكر أخي الدكتور الفاضل أحمد الطعان عن نصيحته الغالية، التي يلمح قارئها من حرقة كلماتها أن دافعها الحب والأسى من أمور يرى أنها تزيد الفرقة لا تُضيقها ..
ولكن لابد أن أصارحه بأمرين:
1 - أنه سكت عن خطأ الدكتور البوطي في هذه الفتوى الغريبة منه ضد من يسميهم " الوهابية "، وهي فتوى تجيش عواطف من يتأثرون به من العامة ضدهم، مما يفاقم الشقاق بين الأمة.
2 - أن البوطي - وفقه الله -، وأمثاله ممن ارتضى طريقة " الصوفية الأشعرية " - إلا من رحم الله - في بلاد الشام، كانوا سببًا في تخدير العامة عن الخطر " الرافضي " الذي يغزو الأرض المباركة الآن، بل راحوا يهونون منه، ويصرفون أنظار الناس لغيره.
- فالمنتظر من الدكتور أحمد وإخوانه الفضلاء - حتى وإن خالفوا السلفية في هذا الأمر أو ذاك - أن تكون لهم جهود في توعية العلماء والعامة بهذا الخطر الداهم، وعدم تهوينه. ولهم في موقف القرضاوي عبرة. نعم قد لا ترضى السلطات السورية (بحكم نصيريتها) الخوض في هذا الموضوع .. لكن لابد من فعل السبب والتكاتف واستغلال كافة الوسائل ..
وفقهم الله وبارك في جهودهم ... وهنا رابط مهم: (تحذير البرية من نشاط الشيعة في سورية):
http://www.fnoor.com/books/fn113.zip
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 06:07]ـ
أما عن البداية التعريفية: فهو معروف بأشعريته وصوفيته ... فإذا كنتم ترون هذا الكلام ذماً فهو عندنا مدح جميل وثناء نبيل .. فلا أجمل ولا أروع منهما إذا اجتمعا بحق الصوفية والأشعرية إنها خلاصة الخلاصة ...
كنت أريد أن أكتب ردا مطولا على الأخ " الطعان - هداه الله - ثم انتبهت الى تلك العبارة التي صدر بها مقالته , فعرفت أنه صاحب بدعة , و أن النقاش ينبغي أن يكون معه في الأصول لا في الفروع ....... و الله المستعان.
المدعو " الجبل الشامخ ": مت بغيظك.
ـ[جارة الوادي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:04]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل!
يبدو أن اسمك يصيب مرضى القلوب بالحَزن والغم،
وفقكم الله.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:47]ـ
أخي وأستاذي الكريم الشيخ سليمان جزاكم الله خيراً ...
أما الرافضة في دمشق وسوريا فالمقاومة لهم بحمد الله تسر كل مسلم غيور بصير ...
ومحاولاتهم ليس لها صدى إلا على المستوى السياسي ونجاحها إن نجحت فهو مؤقت ومرهون بالتغيرات السياسية والإقليمية ..
والتحذير منهم ومن مكرهم وألاعيبهم وأخطارهم قائم بحمد الله عز وجل على قدم وساق وقد كانت بهذا الشأن أيضاً محاولات واتصالات على مستويات سياسية عالية من قبل العلماء وقد تحجم الآن نشاطهم جداً وعرف الناس الأبعاد الخطيرة لمراميهم ..
وموقف الدكتور البوطي من الرافضة محل نقد شديد ولكن له انتقادات لهم في دروسه وردود كثيرة عليهم مسجلة ومكتوبة، لكن صحيح أن ذلك ليس بالأسلوب الذي يجادل فيه الدكتور البوطي السلفيين والسبب أستاذي الكريم ان السلفيين هم الذين يبدؤون خصومهم بالقسوة والعنف في الجدال فيستدرون منهم ردود أفعال قاسية ....
أما موقفه اللين معهم فقد ظهر أكثر أثناء حرب لبنان وتعاطف قسم كبير من أهل السنة مع حسن نصر الله ومنهم الدكتور البوطي وكانت مواقف عاطفية متسرعة نتيجة الحرب وما تحقق فيها ...
أخي وسيدي الفاضل السؤال الأخطر: يجب أن نعرف الحدود لإمكانيات التعاون بيننا إذا كنتم تعتبرون الأشاعرة والصوفية أعداء لكم وخارج نطاق أهل السنة والجماعة إذن فليس الرافضة فقط هم الخطر الوحيد ... !!
إلا أنني أسارع إلى القول ربما أنتم تتحدثون عن صوفية وأشعرية أخرى غير ما نعرفه وبالتالي فيجب أن يتحرر محل النزاع ولا أعني ان ندخل في جدال وحوار فأنا أفر منها فراري من الأسد ولكن ليتعلم كل منا ويقرأ ويكون قناعاته بحياد وإنصاف ...
فأن أقرأ في هذا الموقع كثيراً من الانتقادات للصوفية وأستغرب من هذا التعميم ... فصوفية الجنيد والمحاسبي والمكي والهجويري هل هي كصوفية ابن عربي وابن سبعين والسهر وردي؟
أو كصوفية الحلاج أو غيرهم من أهل الادعاء ... والخرافات ...
الإخوة الكرام في كثير من الأحيان يكون نقدكم صحيحاً ولكن ياإخوتي والله طريقتكم منفرة جداً وعنيفة وهي مخالفة لقوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن / وقوله: ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك /
إخوتي الكرام: عندي قناعة تزداد باستمرار وهي أن الحدود الجغرافية قد أنشات حدوداً فكرية، وأننا لا نعرف بعضنا جيداً والمعرفة السطحية من وراء الكتب أو من وراء الأثير أو من وراء الشبكة لا تكفي لحصول تعارف حقيقي، لا بد من تواصل حقيقي بين العلماء كما كان: فالشافعي رحل وكون نفسه وعلمه في الحجاز والعراق ومصر ... ومثله كثير من العلماء ... هناك انفصال وانفصام بين العلماء والمفكرين وهناك تقوقع جعل كلاً يرمي كلاً بالاتهامات والظنون بلا بينات أو براهين. بالإضافة إلى التوظيفات السياسية المختلفة التي زادت من الفجوة.
أنصفونا هداكم الله.
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 01:50]ـ
هو يتكلم أحياناً بلون من الحزن والأسى لمواقف من يسمون أنفسهم بالسلفيين لأنهم يزرعون الفرقة في صف الأمة، ويثيرون الفتن في كل مكان، فلا يسلم منهم عالم، وكأنهم قد تفرغوا لتهشيم الرموز، وتحطيم الدعاة ..
سبحانك هذا بهتان عظيم!
أفَمَن يدعوا الأمة للتمسك بالكتاب والسنة ونبذ الشرك والبدعة يرمى بمثل هذه التهمة؟
ولماذا لا تدعو صاحبك البوطي -هداه الله للحق- أن ينصف مخالفيه وأن يرد عليهم بأدب وعلم (ولا حاجة للقوات .. !).
ترمي الأخوة بمثل هذه التهمة:
فعليكم أن تخجلوا من هذا الهراء وهذا الافتراء
ثم إذا ما نقلوا من كتب البوطي ما يُثبت افتراءات البوطي وجهالاته , غضِبتَ!!
وفي النهاية أقول: والله الذي لا إله إلا هو ما عرفت عالماً مخلصاً يبلغ فكره بإخلاص وصدق // أخطأ أو أصاب // كالدكتور البوطي // وما عرفت عالماً في هذا العصر يمزج العلم بالعبودية ويوظف العلم لهذه الهوية الحقيقية كالدكتور البوطي فهو بقناعتي التي أقولها ليس لدنيا أو لغرض وأدين الله بهذه القناعة: هو مجدد المائة الخامسة عشرة إن شاء الله عز وجل.
كيف يكون مجددا وهو من هو؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:02]ـ
للتذكير:
1 - أنه سكت عن خطأ الدكتور البوطي في هذه الفتوى الغريبة منه ضد من يسميهم " الوهابية "، وهي فتوى تجيش عواطف من يتأثرون به من العامة ضدهم، مما يفاقم الشقاق بين الأمة.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن الأخ الكريم أبو عمار السلفي لم يقرأ ما كتبته بشكل كامل وإنما وقعت عينه على بعض العبارات فأهاجته وأمسك بتلابيب لوحة المفاتيح وأخذ يكتب دون أن يتريث في قراءة ما كتبتُه ....
لقد بينت أخي أن الدكتور البوطي له أخطاؤه وعثراته لكن نيته وإخلاصه يشفعان له إن شاء الله عز وجل ...
الأمر الثاني أن موقف الدكتور البوطي من السلفيين هو ردة فعل أيضاً لمواقف خاطئة من قبل خصومه.
أسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع لما فيه خير الأمة في الحال والمآل.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 08:24]ـ
أخي أحمد الطعان مالذي يضيرك؟
الاخوة هنا لا يتكلمون في نية الرجل وإخلاصه، ولايتكلمون في شخصه.
الاخوة فقط يبينون بالأدلة والايضاحات حال الرجل (البوطي)، فإذا عندك رد بأدلة وإيضاحات فرد عليهم.
وإذا عندك تكذيب لما يقولون بإثباتات، فكذبهم بإثبات.
وأما إذا كنتَ مصدقهم، فلا تلمهم، وكن عوناً لهم عليه.
وابتعد عن الكلام العاطفي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 09:07]ـ
الحمد لله وحده ...
أستاذنا الفاضل، أرجو منكم التنبه الى خطأ هذا التعميم الذي وقعتم فيه اذ قلتم أن "السلفيين" - هكذا باطلاق - يتسمون بالغلظة والشدة على المخالف أيا كانت مخالفته وما معناه وحاصله أنهم يشعرون بالنصر والرضى لهدم العلماء وأهل الفضل على أي خطأ يصدر منهم .. وهذا يا دكتور مع احترامي لكم لا يقال على اطلاقه الا من رجل لا يدرك حقيقة ما يراد بالسلفية وبالمنهج السلفي، وما وقع عند الكثيرين من انحرافات وان انتسبوا الى السلفية! فنحن والله نوافقكم على أن هناك أقوام يتحزبون حول بعض الشيوخ السلفيين أو المنتسبين الى السلفية، ويجعلون كلام هؤلاء هو السلفية وما سواه بدعة وحزبية، وهم قوم مرضى تحملهم قلوبهم على هدم أعلام الدعوة من أهل السنة أمثالهم على أول خطأ كما تقولون، وهؤلاء نبرأ الى الله من منهجهم المنحرف، فما هكذا كان السلف ولا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن يا شيخنا الفاضل أنت أستاذ جامعي وباحث شرعي مكين وظني أنك تعي جيدا الفرق بين الخطأ المنهجي الأصلي والخطأ الفرعي الجزئي، وبالتالي الفرق بين من يقال فيه أنه متلبس ببدعة أو بقول بدعي وبين المبتدع المنسوب الى البدعة نسبة سابغة، كالفرق بين قولهم فلان فيه أو عنده تجهم مثلا أو ارجاء في بعض المسائل، (أي يوافقهم فيها) وقولهم فلان جهمي أو فلان مرجئ .. وكون بعض السلفيين عندهم اندفاع في رمي أهل السنة الذين تُعرف عنهم صحة المنهج وسلفيته لا بدعيته، بنسبتهم الى هذه البدعة أو تلك لمجرد شبهة موافقة لبعض كلامهم المجمل لبعض أقوال أهل البدع، فهذا نهج غير سائغ ولا مقبول منهم بحال من الأحوال، ولا نقر به أبدا، بل ننكره عليهم وننقض لهم أصوله عندهم نقضا، هداهم الله وأصلحهم!
فلماذا تعممون فيما لا يسوغ فيه التعميم؟؟
ان الذي اعتمد أصول السلف والصحابة بأدلتها واعتقد معتقدهم ونافح عن منهجهم رضي الله عنهم وكان مشهودا له بأنه متابع للدليل ناشر للسنة هادم للبدعة وأنه من أهل اقتفاء الأثر والاتباع الخالي من الابتداع، فهذا ان أخطأ في مسألة من المسائل وخالف - على تقدير تلك المسألة بقدرها، ومتابعته بالنصح الصادق فيها - وكان موافقا في مذهبه فيها لكلام طائفة من أهل البدع، فهذا لا يقال أنه أصبح مبتدعا بذلك ولا يرمى بالخروج من السلفية ومن أهل السنة ولا يحل بحال من الأحوال هتك عرضه وانتهاك حرمته على نحو ما يصنع بعض المرضى والأقزام .. وانما ينبه ويناصح لهذه الأخطاء والخالفات، فان أصر عليها تأولا منه، - ولم تكن في قضايا الأصول - حُذر الناس من هذا عنده - سيما ان كان ينشره بينهم - دونما انتقاص من قدره ومنزلته وفضله عندهم .. وهذا ممكن، أن ينبه الناس للخطأ والمخالفة دون انتقاص من المتكلم بها، وهو امتثال لقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
(يُتْبَعُ)
(/)
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة: 8]
أما صاحب الخطأ المنهجي والمخالفة الأصلية في المنهج نفسه وفي الأصول - وليس في بعض المسائل الفرعية التي يشذ بها عن أصل منهجه وطريقته ليوافق فيها قول أهل البدع - والتي تجعله معدودا في جملة أهل البدع الداعين اليها المنافحين عنها، فهذا يقال فيه أنه مبتدع، معدود ضمن فرقة من الفرق، حتى وان كانت بدعته التي ينشرها ويدعو الناس اليها هي أقل البدع مخالفة لمنهج أهل السنة كبدعة الأشاعرة - واعذرني فالحق أحق أن يتبع، ومنهج الأشاعرة منهج بدعي لا يقف على دليل من أقوال الصحابة والسلف، سيما في أعظم أبواب العقيدة: الأسماء والصفات، وفي موقفهم من علاقة العقل بالنقل وما الى ذلك مما تعلمون .. والصحابة ما كانوا فلاسفة يقولون ما وافق عقولنا أثبتناه وما اشتبهنا فيه أولناه، وما قالوا نثبت سبع صفات بالذات ونأول ما سواهن، وانما كانوا أتباعا خالصين، نسأل الله أن نكون مثلهم وأن نحشر في زمرتهم آمين ..
فهذا الشيخ البوطي لا ننكر أنه عالم وقد كتب فيما كتب وقال فيما قال خيرا كثيرا، ولكنا نحذرهم منه ومن البدعة أشد التحذير .. وحينما ننكر عليه أخطاءه ومعاداته للسلفيين والسلفية، فاننا نبين سبب ذلك عنده، وهو غلوه في منهجه المنحرف والدعوة اليه!
ولو تأملتم لوجدتم أنه ما من صاحب بدعة في تاريخ الأمة الا وكان منسوبا الى العلم والعلماء، وتأملوا كيف كان الزمخشري معتزليا غاليا في الاعتزال، وهذا أمر مقرون باسمه أنه معتزلي مبتدع غال مذموم بذلك، ومع ذلك فهذا لم يمنعنا من تعلم الخير الذي في بعض كتبه كتفسيره الشهير، مع الحذر من ضلالاته وانحرافاته! وعند تناولنا كلامه الاعتزالي فاننا نرد عليه ونفنده بقوة وبشدة - لا كما نرد على عالم من علماء السنة وأئمتها في خطأ من أخطائه - لأن المقام حينئذ مقام دفاع عن الحق وانقاذ للمسلمين من البدعة والضلالة التي كان ذلك الرجل متلبسا بها مغرقا في الدعوة اليها!! هذا ومع كونه قد مات الزمخشري، فقد توقفت دعوته الى بدعته، ولا حاجة الآن الى ذمه بها فقد أفضى الى ما قدم، فما ترك من خير انتفعنا به وما ترك من سوء تركناه وحذرنا منه! ففرق بين أن يكون الداعي الى البدعة حيا ينشط في الدعوة اليها والمنافحة عنها وجمع الأتباع حوله عليها، وبين أن يكون ميتا لا يعلم به الناس ولا ببدعته الا بعد استقراء لكتب قد لا تكون متاحة لبعض الخاصة فضلا عن العامة!! فهذا له خطاب، وذاك له خطاب، ولكل مقام مقال!
فقولكم يا شيخ باجمال أن كلام من تكلم بشدة في الشيخ البوطي، يدخل في هذا الصنف من العدوان على أهل العلم والفضل، هذا لا نوافقكم عليه! فالبوطي هداه الله حي ماض في كيل الافتراءات والتهم الباطلة على السلفيين وأصحاب الأثر والحديث، وماض في تنفير الناس منهم ودعوة الخلق الى الأشعرية والتصوف، فهذا لابد عند مخاطبة الناس للتحذير منه أن يكون الخطاب مناسبا لذلك، منفرا منه ومن طريقته، حتى لا يغتر عامي به فيهلك!! والرجل قد قدم عهد مناصحته جدا وهو مصر على ما هو عليه، ولكن ان هو تاب ورجع وتراجع عن البدعة والدعوة اليها وأظهر الحق ووافق الدليل، فوالله ما من شيء يكون أحب الينا من ذلك، ولنكونن أول من يفرح به، فما نريد الا الخير لسائر المسلمين، وحينئذ نرفعه - والله - فوق رؤوسنا رفعا، ونكون أول الداعين الى متابعة العامة له واقتدائهم به .. ولكن أن نتعامى عن انحرافه الأصلي ونتكلم عنه كما نتكلم عن أئمة السنة والأثر في زمانه بحجة أنه صاحب فضل في البحث والدعوة وكذا، فهذا ليس منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم!!
وتأمل يا شيخ اذ تقولون: "والله الذي لا إله إلا هو ما عرفت عالماً مخلصاً يبلغ فكره بإخلاص وصدق // أخطأ أو أصاب // كالدكتور البوطي // وما عرفت عالماً في هذا العصر يمزج العلم بالعبودية ويوظف العلم لهذه الهوية الحقيقية كالدكتور البوطي "
وأقول سماحكم الله يا دكتور، ما أظن بكم الا أنكم تعلمون - أكثر من غيركم - أنه لا يصح تزكية النوايا والاخلاص عند من لم يشهد له الوحي بذلك، تماما كما لا يصح الطعن بها واتهامها، وسائر أمر السرائر موكول الى الله!! فما بالكم تقسمون بالله على أنه عالم مخلص يبلغ باخلاص وصدق؟؟؟ هل شققتم عن صدره؟ هلا قلتم "نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله" كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟
وختاما فيا أستاذي الكريم، أنا أعلم أنكم ستعترضون على اعتباري المنهج الأشعري منهجا بدعيا، وهذا المقام في هذه الصفحة ليس مقام مناظرة بين الأشاعرة والسلفيين، ولكن هذا ما ندين نحن السلفيون الله به، أن منهج الأشاعرة منهج بدعي منحرف، (وان كان أقرب المناهج البدعية الى منهج أهل السنة) وهو منهج يجب تحذير المسلمين منه وصدهم عنه، ولهذا فالبوطي وعلى جمعة وأمثالهما في نظرنا، ليسوا كما هم في نظركم .. وخطابنا اليهم ليس كخطابكم أنتم لهذا السبب تحديدا .. فما نراه نحن خطأ منهجيا أصليا كبيرا، وبدعة خطيرة تفرع عنها مواقف كثيرة فاسدة من هؤلاء وولاءات وبراءات فاسدة وضلالات وانحرافات، لا ترونه أنتم كذلك .. ونحن نؤمن بأن الدليل ينصرنا ولا ينصركم، وأنكم أنتم من خالف وحاد عما كان عليه أهل القرون الفاضلة، ويكفي أنكم تشهدون بأنكم تتبعون الأشعري وما قاله الأشعري رحمه الله، فلو كان هناك من السلف من يوافقكم على مذهبكم قبل الأشعري لما انتسبتم الى الأشعري بالذات!! أما نحن فما نريد الا اتباع الصحابة وامامهم صلى الله عليه وسلم ..
أقول هذا الكلام اقتضابا، وأنا لا أظن أننا في هذه الصفحة نريد فتح مناظرة حول منهج الأشاعرة، وما نريد الخروج عن الموضوع ... ولكن فقط شعرت أنه من المهم جدا تنبيهكم الى هذه المسألة الأصيلة التي نخالفكم فيها والى أنها ليست بالأمر الهين عندنا، فتنبهوا .. بارك الله فيكم ونفع بكم
هذا والله أعلم وهو الهادي الى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا الفداء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على كلماتك الطيبة واللطيفة ...
ولقد انتقدتني في التعميم ثم لم تستطع إلا أنت تقع فيه بعد سطرين أو أكثر فقلت إن المنهج الأشعري منهج بدعي وكأن الأشاعرة شخص واحد ...
وتغافلت عما بينه الإمام الأشعري في كتابه الإبانة ورسالته إلى أهل الثغر ... وانتمائه إلى عقيدة الإمام أحمد رحمه الله
وأما أننا لم نجد إلا الأشعري لننتمي إليه فهذا خطأ فادح يأخي الكريم لأن الأشعري فقط نبغ وبرع في زمانه بنقض مذهب المعتزلة ونصرة مذهب أهل السنة والجماعة فأصبح رمزاً للسنة في مواجهة البدعة الاعتزالية آنذاك كما فعل الإمام أحمد رحمه الله في التصدي للمأمون ...
الامر الآخر أخي الكريم أن الحكم على النوايا لا شك ليس وظيفتي ولكني أعني من خلال ما يبدو // فيما يبدو // ...
ومن خلال العلامات الظاهرة والجهود المرئية ...
أمر آخر: وليس هو فتحاً لباب النقاش وإنما للإشارة السريعة أن الأشاعرة يرون أن السلف فيهم من أوّل وفيهم من لم يؤول أو فوّض أو أثبت // كما تحب // وهم يرون أن اللغة تحتمل المنهجين: التأويل والتفويض أو الإثبات كما أن السلف فيهم من تبنى هذا وهذا ...
ولا يحتاج الأمر إلى كل هذه الضجة، وأغلب الأشاعرة يلجؤون إلى التأويل أثناء الجدل وفي كثير من الأحيان يرون أن الأسلم هو التفويض والسكوت وأحياناً تمر بهم فترات يكونون من المؤولة ثم يتراجعون خوفاً من الخطأ وإشفاقاً من المخالفة ... علماً أنهم يرون أن اللغة والسلف فيهم الطريقان ... وهذا هو الذي جعل عدداً من الحدثين الكبار يتبنى المنهج الأشعري كابن حجر والنووي وقبلهم البيهقي وو ... وللعلم: هناك حوار لم يكتمل في ملتقى أهل التفسير حول هذا الموضوع وأقول لم يكتمل لأنه بنظري أن الحوار في هذا الموضوع لن يكتمل أبداً ولو بقينا سنوات لأن لدى كل منا تراثاً ضخماً من أسلافه يلجأ إليه ليحاج به الآخرين ... بمعنى أننا لم نعد نرجع إلى القرآن الكريم والسنة في هذه القضية لنبدأ في الفهم من جديد وإنما نقرأ القرآن بعيون القرون والعصور المختلفة وبعيون الرجال الذين نحبهم .... وحبك الشيء يعمي ويصم ... وكلنا يردد لا تعرف الحق بالرجال،اعرف الحق تعرف أهله ولكن الحقيقة على أرض الواقع هي المعنى معكوساً ...
هناك أمر آخر أخي الكريم نقع فيه جميعاً بسبب الرغبة في البقاء على ما نحن عليه وبسبب صعوبة الخروج من القوقعة وهو: التعميم نحن نعمم الحكم على السلفية، وأنتم تعممون الحكم على الأشاعرة والصوفية، والمشكلة في تحرير محل النزاع في كثير من الأحيان ولو تحرر محل النزاع لانتهى الإشكال: ولكن هل يمكن تحريره؟ ما التصوف؟ ما الأشعرية؟ ما السلفية؟ ما البدعة؟
ما السلف؟ أرجو من الله عز وجل أن يجنبنا البدع وأهلها وأن يجمعنا جميعاً في مستقر رحمته.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:12]ـ
الدكتور الكريم أحمد بن أدريس الطعان
هذا كتاب (تجده في المرفقات) للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي (الأشاعرة الكبيرة) فيه ذكر لأصول الأشاعرة بلغة العصر ... ومن هون الشأن في قضية الأشاعرة إما أنه لا يعرف أصولهم أو لا يعرف لوزام تلك الأصول ... وفقنا الله وإياك وسددك ..
نحن ندعي التمسك بالكتاب والسنة خلافاً من يكفر من أخذ بظواهرها ونفى علو الله على خلقه سبحانه وتعالى .. هدى الله ضال المسلمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
قرأت ردكم يا دكتور، وكما توقعت، فانه رد من شأنه أن يحول مجرى الموضوع الى التناظر بيننا في أمر المنهج الأشعري (وليس منهج فلان وفلان من الأشاعرة فأنا لا أتكلم عن آراء علماء بعينهم وانما عن منهج تكونت وتراكمت معالمه حتى صار يعتمد في كثير من المعاهد الشرعية على أنه هو منهج أهل السنة والجماعة!)
تقولون: "وأغلب الأشاعرة يلجؤون إلى التأويل أثناء الجدل وفي كثير من الأحيان يرون أن الأسلم هو التفويض والسكوت وأحياناً تمر بهم فترات يكونون من المؤولة ثم يتراجعون خوفاً من الخطأ وإشفاقاً من المخالفة"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أسألك يا أستاذي الكريم، أليس هذا من التهافت الذي لا يصاب به الا من فقدوا الحق كما هو شأن الفلاسفة وأهل الكلام؟؟ الله أخبرنا بصفات عن نفسه في كتابه وفي سنة رسوله، فهل يريد منا أن نأخذها على حقيقتها، أم أن نغير معانيها، أم أن ندعي أنها مجرد طلاسمات وحروف مجتمعة لا معنى لها في اللغة أم ماذا؟؟ هل يعقل أن يكون الأمر في قضية هي أكبر قضايا الملة على الاطلاق (أسماء الرب نفسه وصفاته) محلا لهذا التهافت والتخبط، ودون أن يكون المنهج فيها واحدا واضحا عند الصحابة لا مرية فيه؟؟؟ أموت وأنا أعتقد أن الله مستو على عرشه حقيقة كما قال، خلق الخلق ثم على العرش استوى، ويموت غيري وهو يعتقد أن هذا ليس الا ضربا من المجاز لا حقيقة لمعناه، فمن فينا أصاب الحق في أمر خطير كهذا؟؟؟ وأينا الذي وافق فيه ما علمه الرسول عليه السلام لأصحابه؟؟ ان قلتم أن المسألة قد وقع فيها الخلاف من زمان الصحابة كغيرها من المسائل الخلافية فالبينة عليكم، أن تأتوا بقول صحيح السند منسوب الى أي واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينص على أن الصفات كلها مؤولة ولا تؤخذ على ظاهرها عدا سبع صفات بالذات ... فلتثبت لي يا دكتور أن هذا التقسيم وما تبعه من تأويلات له سلف في الصحابة أو أن له حجته في الكتاب أو فيما صح من نصوص السنة!!
تقولون لقد برع الأشاعرة في الرد على المعتزلة، وأنا لا أنكر ذلك، ولكن هذا لا يجعل ما وصل الأشاعرة اليه من الاعتقاد = هو الحق وهو السنة!! فهم أهل كلام ناظروا قوما متفلسفة وغلاة في الكلام، فنصروا أقوالا هي ولا شك أقرب الى السنة من أقوال هؤلاء المتفلسفة الغلاة، ولكن بقي عليهم أن يثبتوا أن هذا هو اعتقاد الصحابة حقا!!! وهذا ما لم يفعله أحد منهم الى اليوم!! فاما أنهم لا يعنيهم ان يكونوا على معتقد الصحابة أو أنهم يكتفون بوجود الخلاف بين بعض أئمة القرن الثالث والرابع ليزعموا أن هذا دليل على أن الصحابة قد وقع بينهم نفس هذا الخلاف!! فهل هذه أدلة يرتاح الانسان اليها في قضية على هذا القدر من الخطورة؟؟؟ قضية اعتقاد في صفات رب العالمين؟
هذا رد مجمل على عجالة، ولم أكتب ردا مفصلا على تعقيبكم مخافة أن أحيد بالموضوع عن أصله الذي فتحه من أجله صاحب الموضوع، الشيخ سليمان وفقه الله، .. فأنا أسأله، هل يأذن لنا في تحويل مجرى موضوعه الى هذه الوجهة التي يبدو أنه متجه اليها على أي حال؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 03:39]ـ
حوار راق بين الأستاذين باك الله فيكما لو استمرا فنستمتع به
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:00]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وأرجو الاستمرار في هذا الحوار المتزن الراقي ..
شاكرًا الدكتور أحمد عن تواضعه وحُسن ظنه بي، وما أنا إلا مستفيد منه ومن غيره من أهل العلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:10]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
وأرجو الاستمرار في هذا الحوار المتزن الراقي ..
شاكرًا الدكتور أحمد عن تواضعه وحُسن ظنه بي، وما أنا إلا مستفيد منه ومن غيره من أهل العلم.
بارك الله فيكم شيخنا الجميل ... روح جميلة نحتاجها في كل نفس و لمحة بصر ... خاصة في هذا العصر العصيب!
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:19]ـ
[ QUOTE= أبو الفداء;151951] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
قرأت ردكم يا دكتور، وكما توقعت، فانه رد من شأنه أن يحول مجرى الموضوع الى التناظر بيننا في أمر المنهج الأشعري (وليس منهج فلان وفلان من الأشاعرة فأنا لا أتكلم عن آراء علماء بعينهم وانما عن منهج تكونت وتراكمت معالمه حتى صار يعتمد في كثير من المعاهد الشرعية على أنه هو منهج أهل السنة والجماعة!)
تقولون: "وأغلب الأشاعرة يلجؤون إلى التأويل أثناء الجدل وفي كثير من الأحيان يرون أن الأسلم هو التفويض والسكوت وأحياناً تمر بهم فترات يكونون من المؤولة ثم يتراجعون خوفاً من الخطأ وإشفاقاً من المخالفة"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أسألك يا أستاذي الكريم، أليس هذا من التهافت الذي لا يصاب به الا من فقدوا الحق كما هو شأن الفلاسفة وأهل الكلام؟؟ الله أخبرنا بصفات عن نفسه في كتابه وفي سنة رسوله، فهل يريد منا أن نأخذها على حقيقتها، أم أن نغير معانيها، أم أن ندعي أنها مجرد طلاسمات وحروف مجتمعة لا معنى لها في اللغة أم ماذا؟؟ هل يعقل أن يكون الأمر في قضية هي أكبر قضايا الملة على الاطلاق (أسماء الرب نفسه وصفاته) محلا لهذا التهافت والتخبط، ودون أن يكون المنهج فيها واحدا واضحا عند الصحابة لا مرية فيه؟؟؟ أموت وأنا أعتقد أن الله مستو على عرشه حقيقة كما قال، خلق الخلق ثم على العرش استوى، ويموت غيري وهو يعتقد أن هذا ليس الا ضربا من المجاز لا حقيقة لمعناه، فمن فينا أصاب الحق في أمر خطير كهذا؟؟؟ وأينا الذي وافق فيه ما علمه الرسول عليه السلام لأصحابه؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا الفداء وفقك الله
ليس التردد هو نوع من التخبط وإنما في الغالب هو اختيار للورع والأسلم وخصوصاً في الحال التي لا يكون المسلم مضطراً للجدل ولا يرى حاجة للجوء إلى التأويل ...
وأنا من جهتي أرى أن التسليم والتفويض في مسائل الصفات هو الأسلم وهو الأولى وهو الذي أرتضيه ... إلا أن الذي يسلك منهجاً صحيحاً في فهم الصفات طبقاً لأصول وقواعد فهم النص العربي // والقرآني والنبوي // لأن هناك بالطبع خصوصيات للوحي // ليست لغيره من الكلام العربي .. أقول من يسلك منهجاً صحيحاً فله ذلك ما دام لا يعبث ويلعب بالنصوص كما يفعل العلمانيون والباطنيون والغنوصيون ..
والأشاعرة يفهمون القرآن الكريم طبقاً للقواعد الأصولية التي قعدها الشافعي رحمه الله وغيره من الأئمة الكبار ... ولهم إلى جانب ذلك نصوص نبوية وآثار عن الصحابة والسلف الصالح تشهد لمنهجهم الذي سلكوه ... ولا أريد الدخول في التفاصيل فبين يدي رسائل علمية أكاديمية في ذلك وهناك نصوص كثيرة ولكني أتجنب الخوض في هذه المسائل والأخذ والرد وأرى أن في ذلك تضييعاً للوقت ولدينا ما هو أهم ...
فالمجاز، والحقيقة، والظاهر، والمجمل، والنص، والعبارة والإشارة والفحوى ... وغير ذلك كلها أصول أكد عليها علماء أصول الفقهة الشافعية والحنفية والبحث في هذا يطول ...
والأشاعرة في فهمهم للعقائد انطلقوا من هذه الأصول ...
وتقول:
ان قلتم أن المسألة قد وقع فيها الخلاف من زمان الصحابة كغيرها من المسائل الخلافية فالبينة عليكم، أن تأتوا بقول صحيح السند منسوب الى أي واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينص على أن الصفات كلها مؤولة ولا تؤخذ على ظاهرها عدا سبع صفات بالذات ... فلتثبت لي يا دكتور أن هذا التقسيم وما تبعه من تأويلات له سلف في الصحابة أو أن له حجته في الكتاب أو فيما صح من نصوص السنة!!
هنا يوجد نقاش مطول لا نريد أن نعيد ونكرر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13149
ستجد في الرابط أن إجابات الإخوة السلفيين عن الآثار الواردة عن السلف في التأويل مضطربة
وأن هناك لوناً من التجاوز في الإجابة ... هذا رأيي على كل حال .. وبالتأكيد لن توافقني عليه
أخي الكريم أبا الفداء:
وقتي في الحقيقة لا يسمح لي بالدخول في حوار مثل هذه الموضوعات وإن كانت كلمات شيخنا الفاضل الأستاذ سليمان تغرينا بذلك جزاه الله خيراً على كلماته العذبة، وروحه الطيبة ....
كذلك ما تفضل به الأخ ابن الرومية ... أشكره وأعتذر عن المتابعة ...
بارك الله فيكم ووفقكم ....
لكن قبل الختام أحب أضيف بأننا نحتاج إلى معرفة بعضنا عن قرب وفي كثير من الأحيان معرفتنا ببعضنا سطحية وكتبية فقط ...
منذ فترة حدثني صديق سلفي قال: حضر أحد الطلاب السلفيين إلى دمشق وأقام فترة فأخذته لحضور درس للدكتور البوطي في جامع الإيمان وهو لا يعرف عنه شيئاً ... وكان الدرس في شرح الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري ويبدو أن الأخ السلفي الضيف وصل في منتصف الدرس ولم يعلم أن الشرح كان للحكم العطائية ... وحين خرجا من الدرس سأل المضيف ضيفه كيف رأيت الدرس قال له: كلام نابع من الروح وله تأثير عجيب ... قال له هذا الدكتور البوطي وأخذ يعرفه به وقال له الضيف: ليكون أشعري! قال نعم: قال: شعرت كأن في كلامه شيئاً غريباً ... ثم بعد المناقشة معه: أقر بأن تأثر بالدرس واستفاد منه وربما لو استمر واقام وسمع أكثر لاقترب أكثر ...
المغزى من هذه القصة هو أن المعرفة النظرية أقل من المعرفة العملية ... وهذا لا يعني أن نغض الطرف عن الأخطاء ونستسلم لما يقوله العلماء دون مناقشة أو نقد .... // لسنا مع ما يقوله بعض الصوفية بأن يكون المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله /// ومع ذلك أقول: رغم انتقاد الإخوة السلفيين لهذه العبارة وأنا معهم في ذلك وأرفض ذلك جداً إلا أن الواقع أن بعضهم مع شيوخه هو فعلاً كذلك ... يسلم له بكل أقواله وكأنه معصوم من الخطأ ... ولا يجرؤ على مخالفته في أمر من الأمور أو تصور أنه مخطئ ..
وأقول كنت أثناء دراستي في كلية الشريعة أحضر دروس الدكتور البوطي في العقيدة وكنت كذلك أسمع دروس شرح العقيدة السفارينية لأحد المشايخ السلفييين عن طريق الأشرطة وكانت دروساً رائعة وأسلوباً هادئاً ولطيفاً وجميلاً لا تزال نغمة صوته وسلاسة أسلوبه في ذاكرتي ...
ولا أدري - وحتى الآن لا أدري - لماذا لا أجد تناقضاً بين الشيخين ... ولعل السبب هو أن الأشاعرة يقبلون التأويل والإثبات /// الإثبات المقصود به " كما قال " أما التزيد الذي يؤدي إلى التجسيم كما ورد عن بعض الغلاة فهذا بتصوري مرفوض لديناو لديكم // فالمنهج الأشعري في هذه القضية كما يبدو لي هو المنهج الوسط ,,,
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:35]ـ
بحث مهم كتب عن " البوطي " هداه الله:
هذا هو البوطي فاحذروه
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى هؤلاء المضللين الذين لا يزالون ينظرون إلى هذا الرجل ـ بلعام عصره ـ على أنه من علماء الأمة، الحريصين على نصرة الدين .. وعلى أنه مع الأمة وليس ضدها!
إلى هؤلاء الذين فتنهم منطق الرجل، وبعض ما كتب .. !
إلى هؤلاء الذين لا يزالون يشدون الرحال ليستمعوا للرجل ظناً منهم أن يجدوا عنده ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .. !
إلى كل من يجهل الرجل .. ولا يعرفه!
إلى هؤلاء جميعاً، وغيرهم .. نخط إليهم كلمات بلعام عصره الكفرية التي ألقاها بمناسبة مرور أربعين يوماً على هلاك طاغية الشام النصيري حافظ الأسد .. التي تدخله في قائمة بلاعمة العصر ـ إن لم يكن بلعامهم الأول ـ الذين انسلخوا من دين الله تعالى، ودخلوا في دين ونصرة الطاغوت .. !
ولو أردنا أن نقف عند كل كلمة من كلمات الرجل ونعلق عليها .. لطال بنا المقام، واتسع الرد ليبلغ مصنفاً كاملاً .. ولكن الأوقات لا تتسع لهذا .. كما أن هذا المتملق الساقط في أحضان الطواغيت لا يستحق منا كل ذلك .. فأوقاتنا أغلى منه ومن أسياده وطواغيته .. ولولا ضرورة تحذير الأمة من ضلال وكفر هذا الهالك الذي عمت فتنته وراجت على كثير من العباد لما عنيناه أصلاً بالذكر والرد .. !
لذلك سنكتفي بذكر كلماته التي ألقاها في حضرة الطواغيت الظالمين، بمناسبة هلاك كبيرهم الذي علمهم الكفر والطغيان، مع بعض التعقيبات والإشارات اليسيرة الضرورية التي لا بد منها نثبتها في نهاية المقال .. ليرى القارئ بنفسه هول مقاله وكلماته، ومدى الكفر والانحطاط والتملق الذي بلغ بالرجل .. والله تعالى وحده حسبنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإليك أولاً مقاله .. وبئس ما قال:
كلمة أربعين الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس: الدكتور بشار الأسد. السيد الرئيس لحود رئيس الجمهورية اللبنانية، الضيوف الكرام!!
دأب بعض المتكلمين في مثل هذه المناسبات عندما يتحدثون عن زعمائهم وقادتهم، على استعراض أعمالهم البطولية، وخوارق توفيقات الله ? لهم، ومواقفهم الفذة الفريدة، دون وقوف عند العوامل الخفية الكامنة وراءها، والتي تتصل بتلك البطولات اتصال الجذع بالفروع والأغصان، وإنما أنا أريد في هذه الدقائق أن أتحدث عن العوامل، أو عن بعض وأهم العوامل الخفية الكامنة وراء ما قد عرفه العالم كله في شخص قائدنا الراحل من بطولات ومن عبقريات، ومن صمود وصبر ومصابرة، بكلمة جامعة أقول: إن باطن قائدنا الراحل كان خيراً من ظاهره، على أن ظاهره كان مبعث حب وإكبار من المقربين والأصدقاء، وكان مبعث تقدير وإعجاب من الخصوم والأعداء!!!
عندما يكون باطن الإنسان خيراً من ظاهره؛ فمعنى ذلك أن جل تعامله إنما هو مع الله! الذي يعلم السر وأخفى، وأن الإنسان في أكثر أحيانه كثير المراقبة لله ?، ومن ثم فلا بد أن تسري في كيانه قوة إضافية إلى جانب قوته البشرية التي يمتلكها! ولا بد من أن يسانده من التوفيق ما يبدو أنه خارق أو معجزة!!!
ولقد كان هذا واحداً من أهم العوامل، إن لم يكن هو أهم العوامل الخفية التي انبعثت من ورائها المزايا الفذة التي عرفها العالم في شخص قائدنا الراحل رحمه الله تعالى!!!
لقد شاهدنا صموده العجيب، وشاهدنا مواقفه التي أنبأت عن توفيق إلهي!! بل عن إلهام رباني، ولقد تساءلت العقول وما تزال، عن القدرات التي جعلته يقف كل هذه المواقف!!!
إنكم لتعلمون أن الضغوط التي كانت تحيط به، بل تهيمن عليه، وكان من مقتضاها أن يستسلم لما يُراد منه، لو أنه كان موكولاً إلى قدراته البشرية وحدها!!!
القدرات البشرية محدودة، ولكن قدرة إضافية تتنزل من عند الله كانت تدعم قدرته البشرية!! ولقد قال لي بالحرف الواحد قبل وفاته بستة أعوام:" إن الضغوط التي تمارس على لو كان على حجر لتفتت، ومع ذلك فأنا متفائل ".
أيها السادة! هل تتصورون أن هذه الكلمة إنما تنبع من قدرة إنسانية كالتي نعرفها؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومتى كانت القدرات الإنسانية تغالب قدرة الحجر الصلب والصخر الأصم؟ ومن أين يأتي هذا التفاؤل أمام هذا الضغط الخانق؟ إنه تفاؤل هابط من الأعلى!، وليس تفاؤلاً بشرياً مما نعرفه جميعاً أيها الأخوة!!!
ولعل هذا الذي أقوله لكم يتمثل بشكل بارز في خطاب ألقاه في عام (1994 م) في مؤتمر اتحاد المحامين العرب في دمشق، سأتلو عليكم فقرات من خطابه هذا، ولسوف تجدون العامل الخفي الذي نتحدث عنه، كيف امتزج مع النتائج والثمرات التي تجلت، ولسوف تلاحظون وكأن السيد الرئيس رحمه الله يطل علينا من عالمه الذي رحل إليه، ولكأنه يخاطبنا من حياته البرزخية يقول:" لم أصم نفسي بالتوقيع على معاهدة استسلام مع إسرائيل، لن أسمح لذاتي بأن تجرني على شيء لن يجلب لي سوى اللعنات على مر التاريخ، لقد شبعت حكماً، وأمضيت عمري وأنا أناضل، وهدفي وحدة العرب، وسبيلي هو قضية العرب الأولى، وظلت فلسطين بالنسبة إلي رمزاً خالداً لا يُمس، ولم تمر علي لحظة واحدة لم أؤمن من خلالها أنني على حق، وأن ميزان العدالة سينتصر في النهاية لصالحنا ولصالح السلام. لقد رأيت في حياتي جنازات عدة لأموات، وشاهدت على شاشة التلفزيون كثيراً منها. والإنسان في نهاية المطاف سيأتيه قدره المحتوم, وكل نفس ذائقة الموت. سنذوق الموت طائعين صاغرين مؤمنين بقضاء الله وقدره. ولذا فإنني أريد أن أموت وأنا راضٍ عن نفسي، والناس راضون عني، وقبل ذلك والأهم من ذلك، أن أنال رضى الله ورحمته. هكذا أنا وهكذا سأكون بإذن الله "!!
السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد: لو قلت هذا الكلام أو نحوه أمام السيد الرئيس أيام كان حياً بين ظهرانينا؛ لربما جاء من يفسر كلامي هذا بأنه مدح ابتغي منه مغنماً أو مصلحة، ولكن الرجل رحل إلى الله، لكنه اليوم في حياته البرزخية، لا المدح يطريه ولا القدح يجرحه، لكنها الحقيقة ما ينبغي أن أضن بها، ما ينبغي أن أغُصّ ببيانها!!
أيها السادة لكل شيء جذع وأساس، وجذع ما عُرف به السيد الرئيس من المزايا الفذة والقدرات النادرة هذا الذي قلته لكم!!
السيد الدكتور بشار الأسد: لقد آل الأمر في هذا اليوم إليك بمشيئة الله ? أولاً. ثم ببيعة صادقة صافية من الشوائب من هذا الشعب ثانياً. بيعة ـ لا والله ـ لا يمكن أن تترجم إلا بالولاء الصادق، وبالحب العفوي الصافي عن الشوائب، بيعة لا تستطيع الديمقراطيات المطبوخة المصطنعة أن تتسامى إليها، ولم تستطع المزايدات أن تُغْشِي على شيء منها بشكل من الأشكال!!
هذه حقيقة نعرفها جميعاً؛ هذه البيعة تمت من هذا الشعب لسيادتك. جاءت على موعد منك. استبشرت به الأمة. موعد منك بأن الفساد ستمتلق جذوره بالكفاية التي ستترسخ لكل مواطن في هذه الأمة!!
بيعة جاءت على موعد منك مع المبدأ الذي يقضي بأن المراكز والوظائف والأعمال إنما يتبوؤها أصحاب الخبرات والإمكانيات، لا يتبوؤها أصحاب الهويات والانتماءات فقط.
بيعة جاءت على موعد منك وعلى استبشار من هذه الأمة؛ موعد بالصفح عن زلات الماضي مع المراقبة الدقيقة لما تأتي به الأيام في المستقبل. بيعة جاءت على موعد من سيادتك بأن يتحلى ويتمتع كل أفراد الشعب بالشفافية التي كم وكم ركزت عليها في خطابك الحلو العميق الذي دخل كل قلب! تلك الشفافية في الأخلاق، وإنك لتعلم يا سيادة الرئيس إن شفافية الأخلاق لا تصقلها إلا التربية الدينية، ولقد صدق ذلك المثل الإنكليزي القائل: (لا أخلاق بدون دين ولا دين بدون أخلاق) أجل!!
نسأل الله سبحانه وتعالى ضارعاً أن يقدرك على ما أقامك فيه، وأن يجعل من حب هذه الأمة معنى من التطبيق والسلوك والوقوف معك في خندق واحد، وأن لا يكون الحب عبارة عن شعارات ترتفع وهتافات تتردد فقط!!
أسأل الله ? ضارعاً أن يكرمك ببطانة حسنة، تقرب لك البعيد، وتيسر لك الصعب!! والأمة كلها ونحن جميعاً موكولون قبل ذلك وبعد ذلك إلى توفيق الله سبحانه وتعالى وحده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
الخميس 18 ربيع الأول 1421 هـ/20/ 7/2000م (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بمناسبة تأبين الهالك الطاغوت حافظ الأسد: لكني لست مبالغاً إن قلت إن هذا الحدث ملأ كياني كله أسىً من الفرق إلى القدم، فمهما نطقت أشعر أن لساني لن يفرز شيئاً مما في فؤادي إلا هذا الأسى، غير أني تعلمت وأنا مؤمن مثلك، وكلانا ورثنا وتعلمنا قدراً كبيراً من الإيمان من السيد الرئيس الوالد الراحل .. !!
سيادة الفريق الركن: تمتع هذا الشعب من قائده الفذ بمعينٍ لا ينضب، تضلع من هذا المعين الكثير الكثير من الحكمة التي تعلمها، تضلع هذا المعين الكثير والكثير من الشموخ في السهر على الحقوق .. هذا الشعب وقد انتشى من هذا المعين، وقد تضلع كؤوساً إثر كؤوس من المعارف التي ورثها من هذا المعين لا يمكن أن يغير مذاق فمه بعد ذلك، لا يمكن أن يتجه يميناً وشمالاً ليبتعد عن هذا المعين أبداً، سيبقى مع المعين .. !!!
سيادة الفريق الركن: أذكِّر بشيءٍ تعرفه أكثر مما أعلم من أسرار قائدنا الراحل رحمه الله تعالى، كان عبقرياً، أجل، أقول هذا. وكان حاكماً فذاً في العالم، أقول هذا. لكنه والله كان يأخذ مدده وكان يأخذ شحونات توفيقه من الالتجاء إلى الله عز وجل .. !!
أنت الوريث، أجل، أنا أعلم أن الحمل ثقيل .. ولكني يا سيادة الفريق على يقين أن الله سينصرك، وأن الله لن يتخلى عنك .. !!
ــــــــــــــــــ
(1) هذه كلمة الرجل بكاملها لم ننقص منها حرفاً واحداً .. قد نقلناها من موقعه على الإنترنت، يمكن لمن يشاء الوقوف عليه.
وإني لأهنئ هذا الشعب السوري بأنه لم ينتقل من هذه المظلة إلى شمس محرقة؛ لا بل لا يزال يتفيأ ظلاً وارفاً، ولا يزالا يسير مع النهر الدافق المتفرع من ذلك المعين (1) .. !!
ـ التعقيب والتعليق:
كما ذكرنا من قبل لو أردنا أن نقف عند كل كلمة من كلمات هذا الرجل الآنفة الذكر .. ونناقشها من الناحية الشرعية أو العقلية، أو من جهة مدى صدقها ومطابقتها للواقع .. لطال بنا المقام، ولاستغرق ذلك منا مصنفاً كاملاً .. لذا سنكتفي في تعقيبنا عليها وعلى صاحبها، بالنقاط التالية:
1 - ما تقدم من كلام الرجل يدخل في الموالاة الصريحة والكبرى للكفر وملة الطاغوت الحاكم ولحزبه ونظامه في سورية، والذي لا يختلف على كفره وطغيانه اثنان عرفا دين الله تعالى.
وعليه يُحمل قوله تعالى في عالم بني إسرائيل بلعام الذي انسلخ من آيات الله ومن دينه بعد أن كان أعلم قومه بسبب دعاء دعا به للكفار من بني قومه على المؤمنين الموحدين:? واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ?الأعراف:170 - 176.
وعليه يُحمل كذلك قوله تعالى:? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ? المائدة:51.
فإن قال أنا لم أتخذ اليهود والنصارى أولياء .. ؟!
نقول له: قد اتخذت النصيريين، وحزبهم، وطاغوتهم، ونظامهم .. أولياء، وهؤلاء بإجماع أهل العلم ـ كما ينقل ابن تيمية وغيره ـ أكفر من اليهود والنصارى .. !
قال تعالى:? لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ?آل عمران:28.
وقال تعالى:? ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ?هود:113.
ومما يُذكر عن هذا الرجل ـ البوطي ـ أنه كان يتوسط للصلح بين الطاغوت الهالك ونظامه العلماني الإباحي وبين الإخوان المسلمين، وكان مما قاله للإخوان وقد نُشر عنه في الجرائد والمجلات: لا يمكن أن تعودا إلى سورية إلا بشرطين: أولهما أن تجرِّموا أنفسكم .. أن تخطِّئوا ــــــــــــــــ
(1) أنظر كامل كلام الرجل في تلك المناسبة التي ملأت كيانه وقلبه حزناً وأساً .. في موقعه على الإنترنت!
أنفسكم .. أن تحملوا أنفسكم المسؤولية عن جميع الجرائم التي حصلت بحق الشعب السوري .. وتعتذروا عن كل ما بدر منكم من إساءات للسيد القائد ولنظامه البعثي التقدمي .. !!
الشرط الثاني: أن تدخلوا في موالاة القيادة السياسية الحاكمة .. وبتعبير آخر أن تدخلوا في دين الطاغوت البعثي وموالاته .. !!
إن أتيتم بهذين الشرطين: يمكن حينئذٍ للقائد الفذ النصيري حافظ الأسد أن ينظر بشأنكم وربما قد يعفوا عنكم .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
والإخوان ـ وللأسف ـ من خلال تتبع ما يصدر عنهم من مواقف وتصريحات وبيانات ـ وبخاصة المتأخرة منها ـ كلها تدل على أنهم قد استجابوا لهذين الشرطين .. ومع ذلك حتى الآن لم يتكرم الطاغوت عليهم بالمن والرحمة والعفو .. !!
2 - لم يكتفي البوطي بعدم تكفيره للكافر كفراً بواحاً والمتمثل في كفر طاغوت الشام؛ وهذا كفر بذاته مخرج عن الملة .. ولم يكتفي البوطي بأنه سمى الكفر البواح إيماناً .. والكافر الكفر الصراح مؤمناً؛ وهذا كفر بذاته مخرج عن الملة .. بل تعدى ذلك إلى أن رفع الطاغوت الكافر إلى درجة الأولياء الصالحين .. بل إلى درجة الأنبياء التي تتحقق على أيديهم المعجزات الربانية .. بل جعل في الطاغوت السفاح نوع قوة إلهية غير قوة البشر المعروفة .. فهو يملك " قوة إضافية إلى جانب قوته البشرية التي يمتلكها " .. وهذا كله من الكفر المركب والمغلظ بعضه فوق بعض .. !!
وهو كذلك فيه إضلال لشريحة من الناس ـ ليسوا بقلة ـ ظنوا في مرحلة من المراحل أن حافظ الأسد إله بحق .. ولن يموت .. وفيه قوة أخرى غير القوة المعروفة لدى البشر ـ كما يقول البوطي تماما ـ مما دعاهم أن يرفعوا له الشعارات التي منها قولهم: إلى الأبد .. إلى الأبد يا حافظ الأسد .. طلبنا من الله المدد، فأرسل لنا حافظ الأسد .. يا الله حلك .. حلك يجلس حافظ محلك!!!
لذلك فهو ـ أي البوطي ـ لا يُنكر أنه تعلم وورث من أستاذه الطاغوت النصيري الجزار الملوث بدماء المسلمين من أبناء سورية ولبنان حافظ الأسد .. القدر الكبير من الإيمان!!
فهو يقر بكل وضوح وصراحة أن شيخه في الإيمان هو حافظ الأسد .. فبئس الشيخ وما علَّم، وبئس التلميذ شيخه حافظ الأسد .. !!
3 - جزمه بأن الله تعالى سيوفق الكافر الطاغوت .. وأن الله ناصره ولا بد .. ولن يتخلى عنه .. وهذا عين الكفر والطعن بالله تعالى؛ حيث نسب له سبحانه مالا يليق به وبأسمائه وصفاته .. فجعل من الله تعالى نصيراً للمجرمين المكذبين الظالمين .. وهذا عين الكفر البواح!!
إضافة إلى ذلك فإن كلامه فيه نوع من الحكم على الغيب وعلى ما في نفس الله تعالى .. فما أدراك يا بوطي أن قائدك ـ إلى جهنم إن شاء الله ـ حافظ الأسد كان باطنه خيراً من ظاهره .. والبواطن لا يعلمها إلا الله تعالى .. وما أدراك أن الله سينصر بشار الأسد .. ولن يتخلى عنه .. أطلعت الغيب .. أعلمت ما في نفس الله .. أم أنك تفتري على الله الكذب .. وتستخف بعقول الطرش الذين هم أمامك .. ؟!!
ومن قبل حكم على الهالك ابن الهالك باسل الأسد في كلمة تأبينية له: بأنه يراه الآن في الجنة .. وكأنه يطير بجناحين .. !!
قال تعالى:? وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ? الأنعام:59.
وقال تعالى:? قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ?الأنعام:50. فإذا كان الرسول ? لا يدعي علم الغيب من تلقاء نفسه إلا ما علمه إياه ربه عن طريق الوحي .. أفيليق بك ـ يا بوطي ـ أن تدعي العلم بالغيب، وبما في نفس الله .. ؟!!
هلاَّ ضمنت لنفسك أولاً أن تكون من أهل الجنة .. ؟!!
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي مُليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ? كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
فإذا كان أصحاب محمد ? لا يُزكون أنفسهم على الله تعالى .. ويخشون النفاق على أنفسهم ورعاً وتأدباً مع خالقهم .. فكيف بك وأنت تزكي نفسك والطاغوت الكافر على الله تعالى .. وتدخله فسيح جناته ورضوانه؟!!
4 - كذبه الصريح في كل ما تقدم من كلامه .. حيث كل كلمة تقول له: أنت كذاب يا بوطي .. وكل من يسمعه من أبناء الشعب السوري المقهور ـ الذي لا يستطيع الرد عليه خشية أن تتخطفه الكلاب المسعورة من جند الطاغوت ـ يقول له: أنت كذاب يا بوطي .. قد كذبت أمتك وما صدقتها الحديث .. ونقسم على ذلك!!
متى كان الشعب السوري يتفيأ ظلاً وافراً حتى تقول عنه: لا يزال يتفيأ ظلاً وافراً .. وأنه لا يزال يتمتع هذا الشعب من قائده الفذ بمعين لا ينضب .. ؟!!
ما من بيت من بيوت الشام إلا وفيه شهيد أو طريد أو سجين تخطفته في ليلة ظلماء زبانية
قائدك الفذ الملهم .. لتجعله يعيش في غياهب أقبية القهر والقتل والتعذيب .. أهذا هو الظل الوافر الذي تعنيه، والذي لا يزال الشعب السوري يتفيأ ظلاله؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما من مدينة إلا وارتكب فيها قائدك الفذ وجنده مجازر بحق أهاليها الآمنين؛ لا ذنب لهم سوى أنهم يقولون ربي الله .. وما مجزرة حماه وتدمير مساجدها عنك وعن مسامع العالم ببعيد .. فهل هذا هو المعين الذي لا ينضب .. والظل الوافر الذي يتفيأه الشعب السوري .. أهذا الذي تعنيه وتريده؟!!
لم يدع النظام النصيري ـ بقيادة قائدك الفذ الملهم ـ سبيلاً لحرب الله ورسوله والمؤمنين إلا وقد سلكه .. إلى أن كادت تخفى معالم الشريعة من أرض الشام .. فهل هذا الذي تعنيه يا بوطي من الظل الوافر الذي يتفيأه الشعب السوري؟!!
هذا الفقر والخوف والجوع .. هذا الكبت والقهر والإرهاب .. الذي يعيشه الشعب السوري على مدار الساعة .. والذي يشهد به كل منصف .. بل كل عابر سبيل مر بالشام .. هل هذا من الظل الوافر الذي تعنيه؟!!
أم أن تعبيد الشعب للطاغوت، ولشريعته، وإرادته، وحزبه، وحكمه .. هو عندك من الظل الوافر .. ومن المعين الذي لا ينضب؟؟!!
أذكر لنا ـ يا بوطي ـ ظلاً واحداً يتفيأه الشعب السوري بحرية وأمان .. فإن لم تفعل ولن تفعل .. فأنت كذاب ثم كذاب ثم كذاب .. !!
خنت أمتك .. خنت المسلمين .. خنت دينك .. خنت أهل بلدك .. وكذبت عليهم، وما صدقتهم .. والله تعالى سائلك غداً عن كل هذا!!
الآن قد يخاف الناس أن يذكروك بسوء، أو حتى ينصحوك؛ لأن جنود قائدك الفذ يحرسونك؛ وهم رهن أمرك وإشارتك، وأنت عينهم الساهرة ضد شعبك وأهل بلدك .. ولكن الأجيال القادمة لن ترحمك، ولن يذكروك إلا باللعنات والشتائم؛ لأنهم لن يخافوك؛ ولأنه وقتئذٍ لن يكون لطاغوتك الفذ وجنده أثر أو وجود .. وما ذلك ببعيد إن شاء الله.
5 - ما تقدم من كفر بواح على لسان البوطي .. لا يمكن لأرباب التأويل ـ بل والتحريف ـ مهما أوتوا من قوة أو قدرة على التحريف أو التأويل أن يأولوه إلى ما دون الكفر، أو إلى وصف يخرجه عن وصف الكفر البواح .. إلا إذا خرجوا في تأويلاتهم وتحريفاتهم عن حدود المفاهيم الشرعية، والدلالات اللغوية المعتبرة .. !!
6 - لا يمكن أن يُعذر البوطي ـ فيما أظهر ويظهر منه من كفر بواح ـ بأي مانع من موانع التكفير؛ كالعذر بالجهل، أو التأويل، أو الإكراه، أو غيرها من موانع التكفير المعتبرة .. !!
ومهما تكلف له المتكلفون وحاولوا أن يجدوا له عذراً إلا ووجدوا مقابل ذلك المواقف والعبارات الصريحة بالكفر التي ترد عليهم تكلفهم وتأويلاتهم التي أرادوا منها إعذار الرجل، وإقالة عثراته .. !!
وبالتالي لا موضع هنا مطلقاً لمقولة " ضرورة قيام الحجة قبل تكفير المعين! " إذ أن هذه
المقولة موضعها الصحيح عندما يُحمل الكفر على معين وقع في الكفر لمانع شرعي معتبر شرعاً ..
وليس هكذا البوطي!
7 - من خلال جميع ما تقدم ذكره فإنه لا بد لنا شرعاً من أن نحكم على الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بأنه كافر مرتد بعينه .. تُجرى عليه جميع أحكام الردة وتبعاتها في الدنيا والآخرة .. إلى أن يُظهر للأمة براءته من الطاغوت وجنده، ومن كل ما تلبس به من كفر بواح ثبت عليه بالبينة القاطعة!
ولا يمنع من ذلك كون الرجل دكتوراً في الشريعة .. أو اتساع صيته واسمه في العالم الإسلامي .. أو كان له جهوداً نافعة في أول مراحل الطلب والالتزام .. فكل هذا لا يتشفع له عند مورد الكفر البواح المغلظ .. ولأن العبرة بالخواتيم، وبما يُختم به على المرء، كما قال ?:" فوالذي نفسي بيده إن أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " متفق عليه.
وقال ?:" لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له، فإن العامل يعمل زماناً من دهره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل زماناً من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته فوفقه لعمل صالح، ثم يقبضه عليه ". نسأل الله تعالى الثبات وحسن الختام.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - هذا الحكم الشرعي الصادر بحق البوطي قد لا يروق لبعض المتعصبة للرجل أو الجهلة بأحكام الشريعة .. فنقول لهم أخرجوا أدلتكم وبرهانكم فيما تنكرونه علينا إن كنتم صادقين .. فنحن ـ ولله الحمد والمنة والفضل ـ طلاب حق ودليل، والحق أحب إلينا من أنفسنا وكل ما نملك .. أو كفوا ألسنتكم وشركم وجهالاتكم عنا، فالمورد ليس موردكم، والحكم ليس لي ولا لكم .. وإنما هو لله العلي القدير وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
16/ 11/1421هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
9/ 2/2001م. أبو بصير
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 09:42]ـ
شيخي وأستاذي الدكتور الطعان، أكرمه الله ورفع قدره ..
أحترم رغبتكم عن الخوض في هذا الموضوع هنا حفظا لوقتكم، واحالتكم اياي على الجدال الذي دار في ملتقى أهل التفسير في مسألة متعلقة بالتأويل ..
وأنا سأحرص بحول الله على ألا أضيع وقتكم، فليس مثلي بأهل لأن يضيع وقتكم الثمين معه ولا ريب، بارك الله في أوقاتكم ونفع بكم ..
ولكن يا أستاذي الفاضل ألا ترى أن الأشاعرة كلما سئلوا عن سلف لهم في التأويل، أحالوا محاورهم على نصوص قد اختلف السلف في تفسيرها بين من يعدها من نصوص الصفات ومن لا يعدها كذلك؟ نحن نقر بأن ثمة نصوص أدخلها الصحابة والسلف في نصوص الصفات، وأخرى أخرجوها وأخرى اختلفوا فيها، هل هي من نصوص الصفات أم لا (مع كون ذلك لا تلازم بينه وبين اثبات الصفة ونفيها، لعدم اقتصار المنصوص فيها بالضرورة على هذا النص المعين الذي اختلفوا فيه) .. ولكن سؤالي لكم وحتى لا أطيل عليكم هو كالتالي:
بأي حجة يقال أن طريقة الصحابة كانت التفويض وترك التفسير والحال أنهم وتابعوهم ما تركوا نصا ولا آية الا وتكلموا في تفسيرها كما تعلمون؟؟ وبأي حجة يقال أن الأصل عندهم تأويل "الصفات" بما يفتح الباب لمنهج التأويل كما هو مقرر عند الأشاعرة مع أن المتأمل يرى بوضوح أن الخلاف انما وقع بينهم في قلة من النصوص وفقط، ما بين من يرى المراد بها صفة من صفات الله تثبت على حقيقتها ومن يرى أن معنى النص لا يفيد ذلك؟؟
وأنا أقصد بسؤالي عن الحجة: حجة صحيحة من كلام الصحابة أنفسهم، وليس من غيرهم ..
من منهم الذي وضع قاعدة تأويل سائر الصفات عدا سبع منها فقط انتقوها انتقاءا؟؟ (وهذه قاعدة منهجية عامة)
من منهم الذي أول اليد بالقدرة؟؟ (مثلا)
الذي زعم أن مثل هذا المسلك أسلم وأحوط وأوسط، ان لم يكن له سلف من كلام الصحابة، فما يدريه وما يأمنه أنه بذلك لا يرفع عن الله صفة أثبتها الصحابة له كما علمهم نبيهم؟
هل كان التأويل منهجا عاما للصحابة مطردا في كافة نصوص الصفات عدا أعيان منها معدودة؟؟؟
هذا ما أردت منكم افادتي بسلف من الصحابة فيه ..
وأرجو أن يتسع وقتكم وصدركم للرد على هذه المشاركة وفقط ..
والا فأنتم في حل من ذلك، وأنا أقدر ظروفكم، بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 07:40]ـ
معاشر الأشاعرة ... دعوا عنكم هذا اللازم الباطل!!
الحمد لله وحده
أما بعد فقد راجعت الصفحة التي أحالني اليها شيخنا الطعان ووجدت فيها بعض شبهات لم أر أحدا من الاخوة أجاد في الرد عليها هناك (على الأقل في الصفحة الأولى التي صدمني بعد أن أمضيت ساعتين في قراءتها أن اكتشفت أن الموضوع امتد لخمس صفحات أخرى مثلها!!) .. وهي واقعة في احدى مشاركات الأخ العضو هناك "نزار حمادي" .. حيث قال ردا على احدى الأخوات لما بينت له أن أحاديث الساق تفسر آية الساق على أنها صفة ذاتية يعرف المؤمنون ربهم بها:
" وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح، وهذا في الحقيقة ينبغي التورع من القول به منطوقا ومفهوما، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟ وأن الله الحجاب يرفع عن جزء من الله تعالى كما تقولين؟؟ أين تلك النصوص الصريحة التي تغافلها شراح الحديث وحفاظه وكتموها وحملوا الساق في الحديث على غير ما حملتيه؟؟ الله تعالى يعرف بأفعاله أيضا التي لا يقدر عليها غيره، فمن أين لك حصر معرفة الله تعالى فقط بذاته؟؟؟ ثم كيف تجمعين بين عدم معرفة المؤمنين لذات الله تعالى واعترافهم بأنها لا تشبه شيئا، وبين طلبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
رؤية الساق التي يعرفونه بها من قبل وهي على قولكم محمولة على معناه الظاهر الذي كما تصرحين أنت بأنها جزء حسي من الله تعالى؟؟؟؟ وما المانع من الجمع بين كشف الساق التي هي الشدة للكافرين وبين رفع الحجاب عن أعين المؤمنين ليرون الله تعالى في ذلك الموقف الهائل، فكشف الساق للكافرين وكشف الحجاب للمؤمنين، لا أن المكشوف ساق الله تعالى التي تقولين بأنها جزء الإله الحسي.
أرجو منكم إسقاط شعارات السلف الصالح المرفوعة وتحميلهم ما لم يقولوه والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك الباب وتفسير السلف الصالح للآية بعين الإنصاف، وعدم اتهام حفاظ الحديث بالزيغ في العقائد والانحراف عن المنهج الصحيح لأن ذلك أصلا يفتح القدح فيهم في باقي الأبواب والمسائل، فكيف يؤتمنون على الحديث وقد أنكروا ما يتعلق بالعقائد؟؟ فشراح الحديث المذكورين كانوا على الهدى والتقى ولم يكونوا لحقائق أصول الدين كاتمين، ولا ينبغي لأحد ممن جاء بعدهم سيما في عصرنا أن يصنفهم ويحكم عليهم بالضلال الجزئي في باب العقائد، وكأنه فاقهم علما وحفظا وهم من هم في العلم والزهد والورع، ونحن نغترف من فضلهم ومصنفاتهم إلى يومنا هذا هي المعتمدة، بل كتبهم اليوم هي شعار أهل السنة والجماعة كالخطابي والنووي وابن حجر والقرطبي وغيرهم من الحفاظ الأثبات المتقنين. والله تعالى أعلم." اهـ.
وقبل أن أرد على هذا الكلام، أنقل اليكم المشاركة التي حملت الأخ نزار على كتابة هذا التعليق هناك، وهي من أخت تعرف نفسها "بالعقيدة" .. حيث قالت:
" بل هذا الحديث دليل آخر على صحة تفسير "الساق" في الحديث بصفة الساق، فكما هو ظاهر باللون الأحمر، (تعني في قوله عليه السلام فيما رواه عنه أبو موسى في البخاري: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى) أن الله تعالى يتجلى لهم، ولا يمكن أن يكون معناها أن الله عز وجل يتجلى لهم كليا، لأنهم لا يرون وجهه إلا بعد دخول الجنة.
والدليل على أن تجلي الله عز وجل لم يكن كليا (يعني ظهور صفة من صفاته وليس كلها) هو الآية التي فيها ذكر تجلي الله عز وجل للجبل، حيث أن الآثار تدل على أن الله لم يتجلى كليا للجبل، جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف.
فبجمع الروايات المختلفة يظهر لنا أن معناها كشف الله عن ساقه العظيمة اللائقة بجلاله.
ولا ننكر ارتباط الآية بالحديث، فهما مرتبطان، فالحديث يفسر الآية كما فسرها ابن مسعود رضي الله عنه، والأثر عن ابن عباس رضي الله عنه يفسر الآية بمعنى الأمر الشديد والعظيم.
ونجمع بينهما فلا تعارض بين التفسيرين.
والله أعلم." اهـ.
(ملحوظة/ الصواب "لم يتجلَ": لأنه مجزوم بحذف حرف العلة)
وبداية أقول بأن الأخت بارك الله فيها ربما لم تكن دقيقة في اختيار بعض الألفاظ، وهو ما فتح الباب للأخ نزار هداه الله ليقول ما قال، وليرميها بلازم فاسد مستقر عنده وهو التجزيء والتبعيض والتشبيه وما الى ذلك مما رابهم في أمر عقيدتهم فوقع فيهم ما وقع، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ولكن قولها أن الله لم يتجل كليا للجبل ولن يتجلى للناظرين اليه يوم القيامة تجليا كليا، (بمعنى أن يكشف لهم سبحانه عن جميع صفات ذاته فيحيط المؤمنون بها نظرا) هذا موافق لما هو مفهوم ومستقر من النصوص – الى جانب مسألة الساق - من أنهم ينظرون لوجهه فقط عز وجل ولا يحيطون به! فهل لازم ذلك عند القوم أن من قرر هذا المعنى وشهد به، فهو مجسم مجزئ مبعض يقيس الرب على مخلوقاته لا محالة؟؟؟ هذا لازم فاسد ولا شك!! وسنبين ذلك بحول الله تعالى في الرد المفصل على شبهات أخينا نزار، والله الموفق المعين ..
يقول هداه الله: " وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح،"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أقول غفر الله له، فما من شيء أسهل من الترهيب والتخويف بمخالفة امام من الأئمة بقول القائل: أأنت أعلم من فلان حتى تخالفه؟؟؟ من أنت لتخالف فلانا أو تناظره؟؟؟ أنسيت من هو في العلم والفقه والورع وكذا؟؟؟ وكأن فلانا هذا نبي مرسل معصوم قد عصمه الله من الخطأ والزلل!!! مع أنهم لو جئناهم بأقوال أئمة آخرين قد خالفوا هذه العقائد عند هؤلاء الأئمة الحفاظ الذين ذكروهم وردوها وأبطلوها ممن عاصروهم أو كانوا قبلهم، قالوا هؤلاء بشر غير معصومين ووقوعهم في الخطأ غير ممتنع!! فانا لله وانا اليه راجعون.
ويقول: "، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟ "
ونقول لماذا هذه الحساسية المفرطة من كلمة "حسية"؟؟ لقد فسرت الأخت قصدها منها فيما تبع ذلك من مشاركاتها بأنه ما تدركه الحواس من الموجودات، وهذا شأن الساق والوجه من صفات الله: يدركها الناس بأبصارهم وبأعينهم يوم القيامة، والبصر حاسة ولا مراء! وهذه حقيقة لا يلزم منها التجسيم ولا التشبيه! ولكن على أي حال فلعله من الأولى أن تقول "ذاتية" كما هو اللفظ المتفق عليه بين أهل العلم، فهي الصفات التي تتصف بها ذاته العلية جل وعلا على النحو الذي يليق بها، وهذا ما جرى عليه اصطلاح أهل العلم! فالله له وجه وله ساق، كما أخبر عن نفسه، وهذا على النحو اللائق به جل وعلا، والناس يرون تلك الصفات الذاتية منه يوم القيامة حسا وابصارا وحقيقة كما نص الوحي ولا اشكال .. فلا يزال متصفا بها جميعا على النحو الذي هو أعلم به، سبحانه وتعالى عن مشابهة خلقه.
أما السؤال كيف؟ وما طبيعة العلاقة بين تلك الصفات بعضها وبعض، وما هيئتها وكيفها، فكل هذا مما لا يحق لمسلم أن يخوض فيه أو أن يتطلب له جوابا!! وهذا هو ما يفوض فيه العلم لله وحده!
أما كون الله له تلك الصفات التي وصف بها نفسه وأنها أشياء تدركها حواس البشر يوم القيامة حقيقة على نحو ما أخبر الله تعالى وتميزها، ولا ترى من ذات الله سواها فلا يُكشف لهم الا عما أخبر الله بأن الناس يرونه ثم، فكل هذا ثابت بالنص ولا اشكال في اثباته، فلا نجاوزه ولا نتخلف دونه .. وانما نقف حيث وقف الصحابة رضي الله عنهم ..
والا فالقوم – الأشاعرة - هداهم الله متربصون ينتظرون أي لفظة محتملة يمكن أن يلتصق بها لازم التجسيم في أذهانهم ليرموا مخالفهم بالتجسيم والتشبيه وما الى ذلك، ويثبتوا بها زعمهم – ولو تلميحا وتعريضا - بأن تلك العقيدة مؤداها التجسيم عند أصحابها، ولا مفر للسلامة من ذلك الا التأويل، كما هو الحال في كلام صاحبنا هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
فلا يزال الأخ نزار يدندن حول لفظها هذا وما لزم منه في عقله طوال مشاركته كما هو واضح والله المستعان.
وأنا أجيبه هنا بعون الله وأقول: كلا، ليس في الحديث صفة "حسية" – على توجيهك ولازمك الباطل - وانما فيه صفة "ذاتية" الله أعلم بكيفها، فهو متصف بها، فنقول أن له ساقا يراها المؤمنون بأعينهم كما أن له وجها يرونه بأعينهم كما في حديث البخاري، وله عين ويد وأصابع، فهل هذا كله يجعلنا عند الأخ نزار مجسمين نقول بأنها أجزاء وأبعاض مقيسة على خلقة المخلوقين؟؟ حاشا وكلا، ونعوذ بالله من سوء التصور!! لا ترمونا هداكم الله بما انقدح باطلا في أذهانكم أنتم ونحن منه براء!!
أما قوله: " وأن الله الحجاب يرفع عن جزء من الله تعالى كما تقولين؟؟ "
فتحريف لكلامها لا يخفى! (وأنا أعجب من تركيب هذه الجملة حقيقة في قوله: الله الحجاب يرفع) فهي ما قالت أن الحجاب يكشف عن جزء من الله، وانما قالت أن جزءا من الحجاب انكشف حين تجلي الله للجبل! وقد بينت الأخت ذلك ردا عليه في مشاركة لاحقة .. وهذا نص كلامها في مشاركتها السابقة التي رد عليها الأخ، قالت باللفظ: " حيث أن الآثار تدل على أن الله لم يتجلى كليا للجبل، جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف"!! فأين قالت الأخت أن الحجاب يرفع عن جزء من الله؟؟؟ الله المستعان.
ويواصل الترهيب في الكلام قائلا: " أين تلك النصوص الصريحة التي تغافلها شراح الحديث وحفاظه وكتموها وحملوا الساق في الحديث على غير ما حملتيه؟؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول من الذي زعم أنهم تغافلوا النصوص أو كتموها؟؟ بل الواقع أنهم حملوا الحديث على ما لم يأت به نص واضح عندهم ولا عند غيرهم، فصرفوه من معناه الظاهر الذي لا يصرف عنه صارف صحيح، الى المجازات والاستعارات خوفا من اثبات تلك الصفات! وما أظهر ذلك التخوف والتخبط عندهم كما في قول الأخ نزار: "وهل يلزم من كل ما يضيفه الله الى نفسه أن يكون صفة لذاته؟ " معلقا على قول ابن مسعود: "ساق الله" .. فنقول كلا بالطبع، ولا يقول بهذا التلازم من له أدنى دراية بلسان القوم وكلامهم، وبأحوال الاضافة الى لفظ الجلالة في القرءان! وفي حالتنا هذه لا يتضح المراد من الاضافة الا بمجموع القرائن والنصوص، والتي هي واضحة هنا على أنهم يرون يوم القيامة صفة من صفات الله الذاتية، لأنه ورد أنهم يرون الله تعالى، كما في نص حديث أبي سعيد الخدري، فهل غفل هؤلاء الحفاظ عن تلك النصوص، وهل هذا ما ندعيه؟ كلا! وانما أولوها على وفق قناعتهم المسبقة بأن اثباتها على حقيقتها فيه شبهة تجسيم وتشبيه!! فما وقع ذلك منهم الا من باب التأويل اللغوي الذي زلت به أقدامهم وأقدام من هو أعظم قدرا منهم رحمهم الله جميعا، وكل هذا غير قادح في عدالتهم وعظم قدرهم وعلو كعبهم ولا في حفظهم ولا في ورعهم بحال من الأحوال كما لا يماري فيه من شم رائحة العلم، فلماذا هذا التلويح الباهت بطعن السلفيين في أئمة الحفاظ رحمهم الله؟؟؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!
ويقول: " الله تعالى يعرف بأفعاله أيضا التي لا يقدر عليها غيره، فمن أين لك حصر معرفة الله تعالى فقط بذاته؟؟؟ "
ونرد على هذه ونقابلها بنص الحديث: " فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى"
فبأي وجه من أوجه اللغة يمكن أن يفهم قوله عليه السلام "ينظرون الى الله تعالى" بعد كشف الحجاب، أن المراد هنا ليس صفة ذاتية وانما صفة فعلية؟؟؟ وبأي بينة أو قرينة تصرف اضافة الساق اليه سبحانه في كلام ابن مسعود وغيره عن كونها هي صفته سبحانه والتي تظهر لهم في ذلك المشهد المهيب؟؟ أليس هذا ليا لأعناق النصوص بلا بينة ولا برهان؟؟ سبحان الله! وان كانوا يرون أن هذه الصفة المقصودة هنا هي صفة فعلية وليست ذاتية، فما برهانهم على هذا التحويل الواضح لمفهوم النص؟؟ وما قولهم اذا في حديث البخاري الذي قال النبي عليه السلام فيه: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا (يعني البدر في ليلة اكتماله)، لا تضامون في رؤيته"!! فهل يفهم عاقل أن المراد هنا صفة فعلية يرونها وليس ذات الله جل وعلا التي ترى بالعين المجردة كما يرى البدر في السماء؟؟؟ وهل هكذا فهم الصحابة تلك النصوص؟؟ اذا هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين! هاتوا القرينة الصارفة الى هذا الوجه غير المتبادر الى الأذهان، دونما تفلسف ودونما زعم أن القرينة هي استحالة حمل الكلام على ظاهره للزوم التشبيه والتجسيم لأن هذا اللازم باطل وليس بقرينة عقلية صحيحة كما بينا!! ولو لم يفهموا من آية الشورى هذا المعنى فبالله ماذا فهموا؟؟؟
أما قوله هنا: " ثم كيف تجمعين بين عدم معرفة المؤمنين لذات الله تعالى واعترافهم بأنها لا تشبه شيئا، وبين طلبهم رؤية الساق التي يعرفونه بها من قبل وهي على قولكم محمولة على معناه الظاهر الذي كما تصرحين أنت بأنها جزء حسي من الله تعالى؟؟؟؟ "
فأقول هذه شبهة جوابها ولله الحمد يسير، وبيانه أن نرفع بعض التصورات الفاسدة عندهم والتي ما جاءتهم أصلا الا من قياس فاسد زعموا أنهم يكرهون اثبات الصفات على حقيقتها خوفا من الوقوع فيه!! ذلك أن معرفتنا ربنا بالعلامة التي أخبر الرب بها، وهي الساق، لا تلازم بينها وبين أن يكون سبيلنا الى ذلك هو قياس المتماثلات، بمعنى أنه لا يلزم أن نكون قد رأينا لها مثالا سابقا في الدنيا من قبل حتى نعرفها اذا ما رأيناها يوم القيامة!! وطني أنه أيا كان تأويل الساق عند صاحبنا هذا فانه لا يقول بأننا قد رأينا مثلها في الدنيا، حتى ولو قال بالقول المنسوب الى ابن عباس رضي الله عنهما أن تأويلها الشدة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن نسألهم: أليس الذي خلق البشر بقادر على أن يزع في أنفسهم ما يجعلهم يعرفونه اذا ما كشف عن ذاته لهم يوم القيامة أو عن صفة من صفاتها؟؟؟؟ المشكلة أن القوم ربطوا المعرفة عند الناس بالقياس على مثال سابق رأوه في دنياهم، وجعلوا ذلك مطردا في كل الأحوال، وهذا ليس بمتعين .. والا فما قولهم في أن أعظم ملذات المؤمنين في الجنة تكون في النظر الى وجه الله تعالى؟ أليست معرفة اللذة من غيرها أمرا مبناه القياس على ما نعرفه نحن هنا في الحياة الدنيا ونميزه بحواسنا؟؟ فهل جرب أحد منا من قبل لذة النظر الى وجه الله تعالى؟؟ أبدا! فكيف نعرف يوم القيامة أنها لذة، فضلا عن أن تكون عندنا أعظم الملذات على الاطلاق، فضلا عن أن نعرف أن هذا هو وجه الله أصلا؟؟؟ الأمر خارج عما نقيس عليه معارفنا، فالله قادر على تنعيم وامتاع عباده بما يشاء كيف يشاء، سواءا علموا لذلك النعيم مثالا سابقا به وبالقياس عليه أدركوا أنه مما يلتذ به أو لم يعلموا!! والجنة أصلا ليس فيها مما في متاع دنيانا هذه الا الأسماء كما هو معلوم، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! فكيف يلتذ البشر بشيء لم يخطر على قلوبهم ولا علموا له نظيرا من قبل؟؟ بنفس الكيفية التي بها يعرفون ساق الله يوم يرونها ويخرون لها ساجدين!! كيفية لا قياس لها وهي أمر يوزع في نفوسهم ولا نتكلف بحث ما لا نعلم، والله أعلى وأعلم!!
فكون ساقه سبحانه لا تشبه شيئا، ووجهه سبحانه لا يشبه شيئأ، كل هذا لا يمنع المؤمنين يوم القيامة من تمييز ذلك منه ومعرفته بمجرد أن ينكشف لهم كما أخبر سبحانه، والأمر أعظم وأجل وأكبر من أن تتصوره عقولنا، وما دام قد أخبر الله به فهو كائن كما قال والله أعلم بكيفه، فكفاكم منازعة فيما ليس لكم بحق، هداكم الله!!
ولسوف نرى تأويل ذلك كله بأعيننا يقينا يوم نقف ذلك الموقف جميعا، نعوذ بالله من أن نكون يومئذ ممن يدعون الى السجود للساق فلا يستطيعون!
أما قوله أن الأخت تصرح بأن الساق جزء حسي من الله تعالى، فبهتان عليها، هداه الله وغفر الله!!
ويقول: " وما المانع من الجمع بين كشف الساق التي هي الشدة للكافرين وبين رفع الحجاب عن أعين المؤمنين ليرون الله تعالى في ذلك الموقف الهائل، فكشف الساق للكافرين وكشف الحجاب للمؤمنين، لا أن المكشوف ساق الله تعالى التي تقولين بأنها جزء الإله الحسي."
(ملحوظة: الصواب: ليروا الله، لأن لام التعليل تنصب الفعل من الأفعال الخمسة بحذف النون)
وأقول هذا باطل لأن النص واضح على أن المؤمنين يسجدون للساق عند الكشف عنها، بينما يعجز المنافقون والكفار عن ذلك، وهو مفهوم بالمخالفة من منطوق الآية كذلك. فكلا الفريقين يطلب منهما السجود للساق، فيسجد أحدهما ويعجز الآخر .. فأما الشدة فهي واقعة بالكافرين ولا شك، وكفى بها من شدة وكرب أن يحاولوا السجود لمشهد الرب المهيب اذ كشف لهم ما كشف، فيجدوا أنفسهم عاجزين عن ذلك!!! ونحن لا ننفي التفسير بالشدة والكرب كما بينت الأخت هناك، ولا تعارض! والواضح من الجمع بين النصوص أن كشف الحجاب هو وكشف الساق شيء واحد، وعلى من يفرق بينهما أن يخرج الدليل الواضح على ذلك التفريق!!!
وتأمل أيها القارئ رعاك الله كيف يصر الأخ نزار على تكرار قوله "جزء الاله الحسي" ملبسا الأخت التي تحاوره ذلك التصور الباطل عنده، هداه الله وغفر له!!
أما قوله هداه الله: " أرجو منكم إسقاط شعارات السلف الصالح المرفوعة وتحميلهم ما لم يقولوه والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك الباب وتفسير السلف الصالح للآية بعين الإنصاف، وعدم اتهام حفاظ الحديث بالزيغ في العقائد والانحراف عن المنهج الصحيح لأن ذلك أصلا يفتح القدح فيهم في باقي الأبواب والمسائل، فكيف يؤتمنون على الحديث وقد أنكروا ما يتعلق بالعقائد؟؟ "
فهذا انما يدل على جهل منه بضوابط الجرح والتعديل واحتمال الحديث ونقله عن الحفاظ! فالمعلوم أن تلبس الحافظ أو المحدث ببدعة هذا لا يقدح في عدالته الا ان ثبت عليه الكذب والتدليس نصرا لبدعته!! وهذا في حق المبتدعة فكيف ونحن ما رمينا هؤلاء الأعلام الحفاظ رحمهم الله بأنهم "مبتدعة" وانما بأنهم أخطأوا اذ وافقوا أهل التأويل الباطل في بعض ما ذهبوا اليه؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أين هذا الكلام الذي يقوله من ميزان القسط والانصاف الذي يتشدق به صاحبنا ويرمينا بأننا قد خرمناه؟؟؟
أما ما واصل به الكلام بعد ذلك الى آخر مشاركته من تقرير فضل هؤلاء الأئمة الحفاظ فلا يخالفه فيه أحد، ولكنه ها هنا كلام من جنس الارهاب الفكري الذي نعلم جيدا أنهم لو قوبلوا بمثله من مخالفهم فيمن ينقل القول عنه لردوه ولرفضوه ولاتهموا صاحبه بالغلو في الرجال وغير ذلك!! فالى الله المشتكى ..
ان الشبهة الكبرى التي يرمينا بها الأشاعرة والتي تراها طافحة في محاججتهم لنا هي زعمهم بأن كلامنا مقتضاه ولازمه التجزيء والتبعيض الحسي والتشبيه بالخلق في ذلك .. وهذا لازم فاسد باطل ولا شك ويا ليتهم يتأملونه حق التأمل قبل أن يرمونا به!!
فمن الذي قال أن كون المخلوق يتصف باليد والخالق كذلك يتصف باليد صفة حقيقية على معناها الواضح الصريح، هذا يجعلها في حق الخالق الصمد القيوم، "بعضا" و"قسما" و"جزءا حسيا" منه كما تكون في حق المخلوق؟؟؟ أليس هذا القياس الذي قفز الى تصوركم هو عين ما حرمه الله ومنعه بقوله ((ليس كمثله شيء))؟؟ أم أن كونه ليس كمثله شيء، هذا لا يتحقق عندكم تأويله الا بنفي أو تعطيل أو تحريف صفات الله عما فهمه الصحابة منها؟؟ الله يسمع ويرى والمخلوق أيضا يسمع ويرى، فهل هذا يعارض كونه ليس كمثله شيء؟؟ أبدا! وكذا أنه له عين وللمخلوق عين، وله يد وللمخلوق يد .. وهو سبحانه ليس كمثله شيء! فما الفرق؟؟ وبأي حجة فرقتم؟؟
ولو أنكم تأملتم في أول الآية وآخرها لما وقع في نفوسكم هذا الظن، والله يقول: ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) فلماذا أردف هنا بقوله وهو السميع البصير؟؟ لماذا انتقى من بين الصفات هاتين الصفتين بالذات ليضعهما في هذا الموضع؟؟ لأنه سبحانه يعلم بأن هناك من سيخرج ليقول سميع بلا سمع وبصير بلا بصر، ويلحد في سائر أسمائه وصفاته أو في بعضها على نحو ما وقع!! فيذهبون الى تعطيل سائر الصفات، ثم يأتي من بعدهم من يغرقون معهم في علم الكلام وينكرون عليهم فعلتهم هذه فلا يردون عليهم الا بأنه ليس كل الصفات تأول ولكن منها ما لا "يحتاج" الى التأويل والصرف عن الظاهر لأنه في عقولهم هم لا يستدعي التجسيم!!! فتراهم يفصلون بعقولهم في الصفات فما رأوا أنه لا يلزم منه – بلازمهم الباطل هذا – التشبيه فانه يمر عندهم على ظاهره أما ما دون ذلك فيؤولونه الى ما يفترضونه هم من رؤوسهم من وجوه اللغة ويتهمون من يثبت ما فيه من صفة لله بالتجسيم والتجزيء والتبعيض ونحوه!!
لهذا كان من لوازم احكام هذا النص المبارك في كتاب الله أن يجعل فيه هاتين الصفتين بالذات، حتى تكون القاعدة محكمة في سائر ما أثبته الله لنفسه من صفات ذاتية أو فعلية، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون ثم حجة لقائل أن يدعي أن لازم حمل هذه الصفات على ظاهرها الذي حمله عليه الصحابة أن يكون للرب أبعاض أو أجزاء أو أعضاء كالمخلوقين أو نحو ذلك مما يرموننا به ليل نهار!!
ان الذي تصور هذا اللازم لهو – والله – الذي وقع في التشبيه والتمثيل وتورط فيه على الحقيقة، فلما انقدح ذلك التصور في ذهنه، كان رد فعله التلقائي أن قفز فزعا الى الجهة المقابلة وهو يحسب أنه يقول في المسألة قولا وسطا عدلا وأن ذلك هو الأحوط والأسلم وكذا!!
فاذا ما أثبتنا أمامه ما أثبته الصحابة كما أثبتوه من الصفات بمعناه وحقيقته، قال لنا: أنتم تجزئون وتبعضون وتجسمون وتجعلونها صفات حسية كصفات المخلوقين!! فحسبنا الله ونعم الوكيل!!
هذا هو لب القضية!
من أين جاء ذلك اللازم الفاسد؟؟ من أي رأس خرج أصلا؟؟ ومن قال به من الصحابة رضي الله عنهم وما دليله؟؟؟؟
انهم يقولون أن هذا لازم من التأمل العقلي، ونقول لهم كلا، بل هو لازم تأمل بعض العقول التي تأثرت بغثاء الفلاسفة، فقاست في غير محل للقياس، غفر الله لمخلصها وصادقها وانتقم من زائغها ومفسدها!! والا فعقول العقلاء صحاح العقول لا ترى أن التماثل في الكيف والهيئة لازم متقرر من مجرد الاشتراك في المسمى اللفظي والمعنى اللغوي للصفة! وشواهد بطلان ذلك التلازم في الواقع تفوق الحصر!
فخلصوا يا عباد الله أذهانكم وقلوبكم من هذا الباطل، تسلم قلوبكم لما كان عليه سلفكم قبل أن يضرب الجهمية والمعتزلة بيننا بما ضربوا به من الأباطيل والأراجيف المهلكة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع، ليس كمثله شيء وهو البصير، ليس كمثله شيء وهو كما وصف نفسه ووصفه به رسوله، وكما فهم الصحابة والسلف دونما تكلف لما لم يتكلفوه هم وهم خير القرون!! والله لو تخلصتم من هذا اللازم الفاسد عندكم لما وجدتم في قبول هذا المعنى أي حرج!!
أما رؤية المؤمنين لوجه الله يوم القيامة، وكذا الساق، فلا يلزم منها أبدا كون الوجه أو الساق "جزءا" أو "بعضا" لله على نحو ما يكون ذلك في المخلوقين، فهذا اللازم الفاسد ما انقدح في أهذان القوم أصلا الا تأثرا بكلام المعتزلة والجهمية والفلاسفة الذين أطلقوا ذلك التصور في كل صفة ثبتت لله في القرءان من سمع وبصر وغيره!! حتى قالوا سميع بلا سمع وبصير بلا بصر ونحو ذلك، وأتوا من الكلام خرفا وخطلا وبهتانا لا أول له ولا آخر!! لماذا؟ لأنهم أبوا أن يسلموا بما سلم به الأولون رضي الله عنهم من أن الله تعالى – في الذات والأفعال سواء – هو كما وصف نفسه ووصفه به رسوله على كيف لا يعلمه الا هو ولا تتصوره عقولنا!! فنعم لله عين وله وجه، فان انقدح من ذلك في ذهن السامع صورة وجه المخلوق وعينه والأجزاء والأبعاض والأعضاء وما الى ذلك مما يأتي قياسا على المخلوق، فهذا هو المتهم في عقله وفي ظنه وفي ذهنه، وهذا هو الذي تتوجه اليه أقوال أئمة السلف الذين قالوا أمروها كما جاءت، وقولهم "كل ما خطر في بالك فالله على خلاف ذلك" ونحوه!! وهذا دليل على عجز هؤلاء عن اطراد قاعدة "ليس كمثله شيء" على نحو ما أطردها الصحابة رضي الله عنهم والذين برأت قلوبهم وأذهانهم من ذلك اللازم الفاسد!!
نحن أيها السادة ولله الحمد على الوسط، لا نؤول الصفات بما لم يثبت به نص عن الصحابة، ولا نعطلها ولا نتهيب من تفسيرها كما فسروها هم ولا نجاوز ذلك، ولا ننسب اليهم ما لا نعلم عليه دليلا، كأن نقول "لعله قد قال بهذا بعضهم ولم ينقل الينا!! " أو بحجة التفريق بين الظنيات والقطعيات وحديث الآحاد والمتواتر وما الى ذلك مما خاض فيه أقوام انتصارا لأقوال لم يسبقهم اليها الا الفلاسفة وأهل الكلام!!
هذا منهجنا في هذا الباب العظيم كما في غيره من أصول الدين وفروعه،
فلله الحمد على نعمة السنة واتباع السلف ..
والله نسأل أن يحشرنا جميعا في زمرة أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يتوفانا الا ونحن على ما كانوا عليه غير مبدلين ولا مغيرين ولا محرفين ولا مرتابين ولا متخبطين ...
آمين.
ملحوظة: أعتذر عن هذه الاطالة وذاك الاسهاب الطويل جدا، ولكني رأيت أن المقام يدعو الى ذلك، ولو رأى الاخوة المشرفون أو الشيخ الخراشي أنه من الأولى أن تفصل هذه المشاركة في موضوع مستقل، فلا بأس ان شاء الله .. والله أسأل أن ينفع بهذا الذي كتبت قلبا صادقا في طلب الحق وأن يحمله – على الأقل – على معاودة التأمل في مذهبه في واحدة من أخطر مسائل التوحيد، والله نسأل أن يجعلنا هداة مهديين وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 03:37]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم أبا الفداء زاد الله في علمكم و تقواكم
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبا الفداء وفقك الله وبارك فيك وفي جهودك وجعلني وإياكم جميعاً إخوة متحابين في ظله يوم لا ظل إلا ظله ....
أنا لا أقف عند تهم التجسيم وغيرها والمنهج الذي تتبعه في فهم الصفات منهج سليم ولعله هو الراجح إلا أن المنهج الآخر الذي يدين به القوم الأشاعرة وغيرهم وهو التأويل في بعض المواطن فمن يلجأ إليه يُعذر لأن له طريقاً سليماً إليه وهو طريق اللغة بالإضافة إلى الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في ذلك وهي بمجموعها تفيد جواز ذلك أو إمكانه فلا معنى لتضليلهم أو تبديعهم ما داموا سلكوا طريقاً سليماً ومنهجاً سائغاً من حيث اللغة والأصول وله شواهده في القرآن الكريم والسنة الشريفة ولسان العرب .. أنا أعيد التأكيد بانني ممن يختار طريق: أمروها كما جاءت وكما قال سبحانه وتعالى ... ولكن خلافي معكم في الحكم على المذاهب العقدية المختلفة في قضية فهم الصفات كالأشاعرة والماتريدية والمعتزلة بأنهم ضلال وأهل بدعة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو أن تلاحظ أنني هنا ضممت المعتزلة إلى الاشاعرة والماتريدية في مسألة الصفات فقط لأن منهج الفريقين متقارب إن لم يكن هو هو ... ولكن الخلاف مع المعتزلة في مسائل أخرى أكبر من تلك ...
إذن أخي الحبيب: فمسألة التجسيم مسألة كلنا نهرب منها وننزه الله عنها وكلنا نصف الله عز وجل بصفات الكمال التي وصف نفسه بها وكما وصف نفسه بها وهناك روايات ينقلها البعض تصف الله عز وجل بصفات الأجسام والمخلوقين ويعقبون عليها بكلام موغل في الجسمانية وكل هذه لا نقف عندها ونعود جميعاً لنعتصم بالمحكم وهو قوله عز وجل: // ليس كمثله شيء وهو السميع البصير // وهناك إضافة أحب أن أضيفها وهي أن رؤية المسلمين لربهم يوم القيامة لا شك بأعينهم لكن هل أعينهم هي كهذه؟! وهل الحواس في الآخرة كهي في الدنيا تفيد المواجهة والمقابلة والتحيز ووو غير ذلك ... هذا ما لم ينص عليه لا كتاب و لاسنة بل إن النصوص تفيد أن الله عز وجل يخلقنا في الجنة خلقاً آخر ....
أما ابن عبد الكريم وعبد المنعم مصطفى حليمة
فما تحدثا به عن الدكتور العلامة الشيخ الرباني محمد سعيد رمضان البوطي مجدد المائة الخامسة عشرة الهجرية
فلا أملك إلا أن أقول: الله حسيبهم في ذلك وقد قرأت هذا المقال المنقول في أحد المواقع ورردت عليه ...
ولا أدري كيف يملك إنسان هذه الجرأة على تكفير إنسان مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ويقضي كل وقته في التعليم والعبادة والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل وزهد في الدنيا ولو أرد أن يكون له مال كمال قارون لكان له وزهد في إغراءات آل الأسد وكانت كل جهوده معهم طمعاً في نفع المسلمين والتخفيف من معاناتهم وتيسير أمور العلم والمدارس الشرعية والمعاهد التعليمية ... وقد نال جائزة مقدارها مليون درهم إماراتي يعني قريباً من مليون ريال ... وتبرع بها لوجه الله عز وجل وحاله وحال أولاده في بييوتهم من الزهد في الدنيا والطمع في الآخرة والرغبة بما عند الله عز وجل لا يعلمها إلا من يخالطهم ....
فاتق الله أخي واحذر من مكر الله: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ...
الأمر الآخر أخي الكريم: اٍستاذنا الدكتور البوطي أخطأ في علاقته مع آل الأسد وكان يرجو صلاحهم وبالتالي صلاح الأمة وكلامه الذي نقلته عنه هو صادق فيه حتى العظم ولكنه هل أصاب؟ أنا معك في أنه أخطأ ولكنه لم يقل إلا قناعته كما يعتقدها وهذه ميزة الدكتور البوطي عن غيره ممن يتكلمون أمام الرؤساء فهو يقول كلامه الذي يقتنع به ويمزجه بالنصيحة الثمينة والدعاء الخالص ولا يقصر في النصح كما هو موجود في المقال المنقول ولكن الناقل يغض الطرف لأنه حاقد وحقده أعماه عن إيجابيات الخطاب .... وهو لا يبتغي بكلامه وجه الله وإنما الحظوة عند فئة من الناس والحصول على ثنائهم وكسب ودهم .. وإلا لكان المقال يذكر الحسنات والأخطاء، يذكر الإيجايات والعثرات ...
وفقنا الله لرؤية الحق وأزال عنا غشاوة الباطل والعصبية
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 10:08]ـ
شيخنا الدكتور الطعان شكر الله لكم تحلمكم معي في الرد ..
وسأحاول ألا أطيل عليكم كما طلبتم ولكن أرجو أن تسمحوا لي بهذا التعقيب على ما كتبتم، بارك الله فيكم.
تقولون: " ولعله هو الراجح إلا أن المنهج الآخر الذي يدين به القوم الأشاعرة وغيرهم وهو التأويل في بعض المواطن فمن يلجأ إليه يُعذر لأن له طريقاً سليماً إليه وهو طريق اللغة بالإضافة إلى الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في ذلك وهي بمجموعها تفيد جواز ذلك أو إمكانه فلا معنى لتضليلهم أو تبديعهم ما داموا سلكوا طريقاً سليماً ومنهجاً سائغاً من حيث اللغة والأصول وله شواهده في القرآن الكريم والسنة الشريفة ولسان العرب"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أقول وهنا مكمن الخلاف يا دكتور بارك الله فيك. فنحن نعد هذا المنهج الذي قال به الأشاعرة منهجا بدعيا .. لماذا؟ هل لأنهم قالوا باخراج بعض النصوص بعينها من كونها نصوص صفات، وأولوها على غير ذلك الوجه؟؟ كلا! فهذا قال به بعض الصحابة في بعض النصوص كما هو معلوم .. ولكن لأنهم قالوا بما لم يثبت عن أحد من الصحابة أو التابعين بقاعدة مفادها ان كل صفة أوهمت – في عقولهم هم - التشبيه والتجسيم، فان لهم مساغ في أن يؤولوها ويصرفوها عن كونها نصا من نصوص الصفات حتى وان لم يجدوا لهم سلفا في ذلك الفهم من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك النص!
فالآن هناك فرق دقيق بين المعنيين لا أخاله يخفى على مثلكم، فلدينا هنا فريقان: أحد الفريقين يتبع الصحابة والتابعين في كل ما هو منقول عنهم، فان نقل عنهم خلاف بين تأويل واثبات، أثبتوا ذلك الخلاف ووسعهم بلا نكير، وان لم ينقل لم يقولوا الا بما نقل عنهم، والآخر في المقابل يدعي أن الذين أولوا ما أولوه من النصوص – يعني من الصحابة – ما فعلوا ذلك الا لأنها لو حملت على ظاهرها فانها تقتضي التشبيه والتجسيم، فسوغوا لأنفسهم هذا الأمر كقاعدة منهجية أولوا بها ما أوهمتهم عقولهم بأن لازمه التشبيه والتجسيم، غير عابئين في ذلك بما نقل عن الصحابة رضي الله عنهم، وهم يزعمون أن هذا الذي انتهجوه وقعدوه لأنفسهم، انما هو منهج سائغ له سلف في الصحابة! وهذا الزعم الأخير بالتحديد هو الذي نعده بدعة لا دليل عليها، فهي قاعدة مطردة وضعوها وصاروا يتحكمون بها في النصوص بغير مساغ! وقد خالفوا بسببها أكثر ما نقل عن الصحابة والتابعين من تفسير لتلك النصوص التي زعموا أنها توهم بالتشبيه!!
فالفرق واضح يا شيخنا الفاضل بين ما هو بدعة منهجية قال بها قوم في أصل من أصول الدين، تقوم على قاعدة لم يقل بها أحد من الصحابة ولم تثبت عن أي منهم، وبين ما هو اتباع دقيق للمنقول عن الحصابة رضي الله عنهم ينتهجه قوم آخرون دونما زيادة ولا نقصان ولا ادعاء وجود منهج أو أصل لم ينقل الينا عن أي واحد منهم أبدا!! هذه هي زبدة الأمر وأصل النزاع.
وعليه فقولنا أن الأشاعرة أصحاب بدعة، ليس اتهاما لهم بما هم منه براء! فهم اهل دعوى لا تزال البينة الصادقة مطلوبة منهم على وجود مثلها بين الصحابة والتابعين، والى اليوم لم يخرج أي منهم بتلك البينة، الا زعمهم أنه لعله قد وجد الخلاف ولكن لم ينقل!! وما أسهل أن نقول لعله قد وجد من قال بأقوال الباطنية كذلك في تأويل القرءان ولكنه لم ينقل! ولعله قد وجد من قال من الصحابة بكذا وكذا – وضع ما شئت – ولم ينقل!! فهل هذا ما كلفنا به ربنا في أمر ديننا؟؟ أن نضع القاعدة من رؤوسنا وظنوننا ثم نقول لعله قد وجد قائل بها بين الصحابة ولكن قوله لم ينقل الينا؟؟؟
فقولكم حفظكم الله: " المنهج الآخر الذي يدين به القوم الأشاعرة وغيرهم وهو التأويل في بعض المواطن"
هذا قول غير محرر، بل ان منهجهم التأويل في كل ما كان لازمه التشبيه والتجسيم في عقولهم! وهذا هو سائر نصوص الصفات عدا سبعة أو أكثر أو أقل - على خلاف وقع بينهم في ذلك العدد واتسع بطبيعة الحال!! فهذا المنهج بالتحديد، أن أسمح لنفسي بتأويل كل ما توهم عقلي أن لازمه التشبيه والتجسيم، هذا ما دليلهم عليه ومن سلفهم فيه من الصحابة والتابعين؟
هذا يا أستاذنا الفاضل هو ما نصفه نحن بالبدعة!
فقولكم بارك الله فيكم: " وهي بمجموعها تفيد جواز ذلك أو إمكانه"
أعقب عليه بقولي، كلا بل تفيد وقوع الخلاف في التأويل بينهم في نصوص بعينها، ما بين اخراج لها من نصوص الصفات وادخال فيها، ولكنها لا تفيد اطلاق قاعدة عامة مفادها أن كل الصفات التي "توهم" بالتشبيه والتجسيم فانها تؤول وان لم ينقل الينا عن الصحابة تأويلها أو صرفها عن معناها الظاهر كما أصل ذلك الأصل الأشاعرة وغيرهم!! فقولكم "جواز ذلك" انما هو استدلال بغير دليل .. وتعميم لما لم يدل النص على تعميمه فيما تناوله القوم بالتأويل حتى خالفوا المنقول دونما تحرج، فهو تأصيل لمنهج لا دليل في تلك الآثار – ولا في مجموعها - على أن أحدا من الصحابة انتهجه، أو على أنه كان سبب وقوع ذلك التأويل عند الصحابة في أي من النصوص التي اختلفوا فيها! فتأملوا بارك الله فيكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحجة للأشاعرة في مذهبهم هذا تقوم ويعذرون بها كما يعذر المخالف في مسائل الخلاف، لو أنهم أثبتوا لنا أن واحدا من الصحابة أو التابعين بعينه – أو أكثر – كان منهجه الميل الى التأويل في أكثر النصوص، مخالفا بذلك غيره من الصحابة، ليس هذا فحسب، بل وأنه كان دافعه الى ذلك وباعثه عليه = تجنب شبهة التجسيم أو التشبيه، وهذا بنص واضح منقول عنه أو عنهم ..
لو أخرجوا لنا ذلك لكان دليلا نقول به أن منهجهم هذا قد يسوغ، ولامتنعنا حينئذ عن تبديعهم به بل ولما أنكرنا عليهم فيه أصلا .. ولكن أين؟؟؟ هل لهم الى ذلك من سبيل؟؟
أما قولكم حفظكم الله: " أنا أعيد التأكيد بأنني ممن يختار طريق: أمروها كما جاءت وكما قال سبحانه وتعالى"
فأنا أوافقكم على ذلك الطريق ما دمتم لا تطلقون هذا الامرار على ترك التفسير وفهم المعنى على حقيقته، والا كان هذا الامرار هو منهج المفوضة الذين فوضوا في الكيف والمعنى على السواء، وهذا أيضا منهج مخالف لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم. ومنهج السلف وسط بين التفويض والتأويل.
ومن هذا الذي تقدم بيانه، يظهر الفرق بين المنهج البدعي وما دونه .. فقولكم بارك الله فيكم:
"خلافي معكم في الحكم على المذاهب العقدية المختلفة في قضية فهم الصفات كالأشاعرة والماتريدية والمعتزلة بأنهم ضلال وأهل بدعة ... "
هذا قول لا نوافقكم عليه .. ولا نرى أن المخالفين في تلك المناهج عندهم لهم أي سلف يسوغ لهم هذا التأصيل الباطل .. ولا شك أن قولكم أن المعتزلة ليسوا أهل بدعة وضلالة هذا حيف كبير ومخالفة لا يماري فيها أحد حتى الأشاعرة أنفسهم .. وما أظن ذلك منكم الا سبق قلم، بارك الله فيكم. والا فلا يخفى عليكم أن فهم المعتزلة للصفات لم يفض اليه الا مجموع تلك الأصول الفلسفية الباطلة عندهم والتي جادلهم فيها الأشاعرة جدلا طويلا .. فلما خرج الأشاعرة بقول ينصرونه عليهم، ما خرجوا بذلك القول الا تأسيسا على قواعد عقلية كلامية أيضا، وان كانت في جملة ما تفضي اليه أخف ضلالا مما انتهجه المعتزلة!! ولكن سؤالي يا شيخ: أين الصحابة والتابعون من هذا الضجيج، ومن تلك التأصيلات والتقعيدات والمناهج التي لا أخالكم تمارون في كونها مناهج فكرية مكتملة؟؟؟ وكيف لا يقال بعد كل هذا أن هؤلاء القوم كانوا مبتدعة، جاءوا بما لم يقل به السلف من قبلهم في واحدة من أخطر قضايا التوحيد؟؟ وقولكم بأن الأشاعرة كانوا على نفس منهج المعتزلة في الأسماء والصفات، هذا لا يقرب المعتزلة الى أهل السنة، وانما يزيد الأشاعرة بعدا، فتأملوا!!!
أرجو منكم أن تراجعوا هذا الاطلاق بمزيد من الروية، بارك الله فيكم.
أما قولكم بارك الله فيكم: " وهناك روايات ينقلها البعض تصف الله عز وجل بصفات الأجسام والمخلوقين ويعقبون عليها بكلام موغل في الجسمانية وكل هذه لا نقف عندها"
فلابد لي أن أعقب وأقول، ان صح شيء من هذه الروايات التي تشيرون اليها من جهة السند الى الصحابة والتابعين، وصحت نسبة التفسير اليهم كذلك، فهم أعلم بتلك النصوص وفهمها ممن جاء بعدهم ولا شك، ووقوع شبهة التجسيم في عقل المتأخر ليس يستتبع وقوع التهمة على ذلك الصحابي أو التابعي الذي نقل عنه ذلك النص وتفسيره نقلا صحيحا!! وانما التهمة في عقول أصبح يلزم عندها التجسيم والتشبيه من نصوص كثيرة بغير لازم معتبر لا نقلا ولا عقلا!! أما ان كنتم تقصدون نصوصا فاسدة لا تثبت ولا تصح، فما أكثر ما هو مبثوث في الكتب من أباطيل وخرافات لا ساق لها ولا قدم!! نسأل الله الهداية والرشاد ..
أما قولكم بأن أعيننا يوم القيامة لا تكون كهذه الأعين، فهذا حق لا يخالفكم فيه أحد ولله الحمد .. فهو ثابت بنص القرءان ومتفق عليه بلا مخالف .. ونقول أنه لو تأملتم فيه فان هذه الحقيقة هي دليل آخر على بطلان زعم الأشاعرة، فلولا أن صفات الله الذاتية ليست كصفات المخلوقين، مع كونها ثابتة على الحقيقة بمعناها الواضح الذي نصت عليه النصوص، لولا هذا ولولا أننا نرى – بالبصر الذي هو حاسة من الحواس - على الحقيقة ما أخبر الله بأننا نراه منه يوم القيامة، لما احتجنا الى أن تتغير أبصارنا وأجسامنا من جهة القدرة والخلقة لنتمكن من ذلك على نحو ما أراد الله .. وهذا معنً ظاهر واضح ولله الحمد ولا يملكون المراء فيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأشكركم يا شيخنا المفضال على أن أثرتم هذه النقطة تحديدا لمزيد من ابطال منهج الأشاعرة، هداهم الله ..
وأعتذر عن الاطالة مجددا،
بارك الله فيكم وزادنا واياكم علما، وهدانا واياكم الى أحسن القول، آمين.
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 12:29]ـ
أخي أبا الفداء أشكرك وأرى أن الموضوع بهذا الشكل سيطول ولا أرغب بالدخول في حوار أنا أتجنبه وأبتعد عنه منذ البداية وأرى أنه لا جدوى منه وقد بدا لي أنك ترد في غير محل النزاع الذي عرضته بين يديك ... وأنك تبتغي تحويل الموضوع إلى ساحة مطولة للحوار وأن أعتذر عن المتابعة بسبب ضيق الوقت وعدم أهمية الموضوع برأيي الضعيف، ولكني أحب أن قبل أن أغادر أن أعيد التأكيد على أمر بينته: وهو أن المتكلمين لم يقفوا عند جزئيات النصوص، ما أُول منها وما لم يُؤول؟ وإنما استخلصوا المنهج الذي يتم به فهم كتاب الله عز وجل من الكليات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والواردة عن صحابته الكرام والتابعين وما أوضحه الإمام الشافعي رحمه الله والأصوليين من بعده فكان المنهج يقوم على طريقين كلاهما سائغ: أحدها: التأويل والثاني: الإثبات أو التفويض بمعنى التسليم بالمعنى الحقيقي اللائق بذاته تعالى ,,,
أما قولك:
/// فالحجة للأشاعرة في مذهبهم هذا تقوم ويعذرون بها كما يعذر المخالف في مسائل الخلاف، لو أنهم أثبتوا لنا أن واحدا من الصحابة أو التابعين بعينه – أو أكثر – كان منهجه الميل الى التأويل في أكثر النصوص، مخالفا بذلك غيره من الصحابة، ليس هذا فحسب، بل وأنه كان دافعه الى ذلك وباعثه عليه = تجنب شبهة التجسيم أو التشبيه، وهذا بنص واضح منقول عنه أو عنهم ..
لو أخرجوا لنا ذلك لكان دليلا نقول به أن منهجهم هذا قد يسوغ، ولامتنعنا حينئذ عن تبديعهم به بل ولما أنكرنا عليهم فيه أصلا .. ولكن أين؟؟؟ هل لهم الى ذلك من سبيل؟؟ ///
فهنا أنت تبحث عن الأكثرية أي أكثرية اللجوء إلى التأويل والأكثرية لم تتوفر الدواعي لوجودها أو لنقلها لأن الصحابة لم يحتاجوا إلى التأويل كثيراً بسبب أن الاختلاط كان قليلاً مع أهل الجدل والملل المخالفة ..
الأمر الآخر ليس الداعي إلى التأويل هو الفرار من شبهة التجسيم فقط وإنما دواعي أخرى يحتملها السياق أو القرائن أو غير ذلك ..
فالقضية هنا قضية: هل المنهج صحيح أم خاطئ؟ وليس تأويلهم لهذه الآية أو تلك؟ هل التأويل باطل ومرفوض قطعاً في آيات الصفات أو غيرها؟ لماذا إذا كانت لغة العرب فيها هذا الطريق في فهم الكلام؟ وهنا لا نكتفي في الاستشهاد بآيات الثفات فقط وإنما لنا الحق أن نستشهد بأي موضع آخر لأن الهدف هو إثبات: وجود التأويل من عدمه؟ ثم إذا كان التأويل ثابتاً بشكل عام يجب البيان هل يشمل ذلك آيات الصفات أم لا؟ وإذا كان لا يشملها يجب بيان السبب والفرق بينها وبين غيرها؟
إنها أسئلة تفتح الباب على مصراعيه أخي الحبيب أبا الفداء،
وأتخيل بماذا ستجيب وأين ستذهب؟ وكيف سأرد عليك وأين سأذهب؟ وما هي مصادري وما هي مصادرك؟
ولكني أرجوك أن تعفيني فنغلق الباب منذ البداية. أرجوك!
وفقك الله وحماك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 06:15]ـ
الأستاذ أحمد ان سمحت لي و سمح لي الشيخ أبو الفداء بهذا التدخل راجيا ان يتواصل الحوار بمثل هذا الرقي فالاستفادة مضمونة
انما أردت التركيز على بعض النقاط كقولكم أستاذي أن المتكلمين اعتمدوا منهج الشافعي و منظومته و الحق شيخنا لوعدنا لا ستقراء التاريخ و المناهج لوجدنا ان هذا النسبة هي ابطل من نسبة غلاة المتصوفة أو الشيعة الى علي مثلا ... كيف يكونوا اعتمدوا منهجه و أشهر من حذر من منهج المتكلمين هو الامام الشافعي؟؟؟ بل ان الامام الشافعي انما اعتبر مجدد المائة الثانية بهذا الاعتبار لاستنباطه النظام المعرفي الاسلامي الذي تواجه به أمم الالحاد و الضلال و الذي يبين بوضوح مباينة منهج الصحابة لهم و يجعل المعرفة الاسلامية حصينة ضد الفيروسات الكلامية التي بدأت انتشارها في تلك الفترة على يد المتكلمين الذين بدؤوا ينشرونها ببعث الآثار الغنوصية للحضارت التي قضى عليها الاسلام كالمنطق اليوناني الهليني المنتشر في مصر القبطية و صابئة العراق و العرفانية الهندية و المانية المنتشرة في فارس و خراسان و لهذا كان السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
تبعا لنبيهم يجعلون جهة المشرق هاته جهة الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه و سلم و لم يزل السلف يمنطقون تفكيرهم بالنظام الشافعي و يدعون به الأمم و يناظرون به الملحد و النصراني و اليهودي و المجوسي و الزنديق و يفحمونهم و يهدون به أمما لا افرادا قبل حتى أن يعرف المنطق اليوناني أو العرفانية الهندية و ما زالت النفرة بين المتكلمين و بين الفقهاء و الأصوليين الى أن ارتكب حجة الاسلام الغزالي زلته -التي زل بسببها عالم -من ادماج المنطق في المنظومة المعرفية المسلمة فزالت تلك النفرة و مع مرور الزمن أصبح علم الكلام و كأنه السبيل الوحيد لمجادلة غير المسلمين و دعوتهم و اجتاج المنظومة الشافعية حتى اصبح كبار الأصوليين يصرحون بأن المنطق بقياسه الشمولي هو السبيل الوحيد لليقين العقلي كما أن الغنوصية العرفانية هي السبيل الوحيد لليقين القلبي و أمثلهم طريقة هو من يجعل المنطق الشافعي بقياسه التمثيلي في الدرجة الثانية مع أن من يزعم منهم التحقيق لا يجعل المنظومة الشافعية الا سبيلا لتهدئة العوام و الجامهم عن علم اليقين الحق الموجود في علم الكلام .... فانظر كيف تحول الأمر أن تستولي من دخلت البيت بوجه طريدة بريئة شريدة و قدمت نفسها كخادمة .. أن تستولي على بيت سيدته و تهمشها و تعزلها عن اولادها و تجعل منها غريبة في بيتها لا تعاني الا الكنس و المسح و الغسل ثم تسعى بعدها لطردها منه و خراب بيتها و فساد تربية اولادها بل و ادخال بقية أهلها من المتشردين و تقديمهم على انهم من يرعى البيت و يحفظ حرمته ... و قد بين أئمة الاسلام بأدلة عقلانية مستنبطة من الكتاب و السنة أوجه الاستدلال و مراتب الأدلة و نطاق نظرية المعرفة الانسانية ووجوه التأويل و متى يحل و متى لا يحل ما مثله يا سيدي أحمد لو وجد عند الغرب الذي نرجو هدايته لجعل منهم أمثلة لا تبارى في التحرر العقلي و هو الذي ما تقدم حتى أنكر ما يكتنفه علم الكلام من أساس منطقي غنوصي و أعلن القطيعة به الى غير رجعة و يكفي أن تعود سيدي الى تجربة مدرسة فرانكفورت و غيرها من المدارس الوضعية التي وصلت الى الحدود القصوى من الانكار و التفكيك و حاولت تفكيك أصول التفكير و ايجاد المنطق الجامع بينها و اللغة القادرة على التعبير عنها بدون ما سمته مطبات اللغات المغروفة و قارنه بعلم السلف في كتبهم و ما نقل عنهم ... قارنه بالرسالة فقط ثم بعد ذلك قارنه بالأربعين للامام الرازي مثلا .. و سترى كيف تفترق الطرق و تتفق ... و عذرا على الاطالة:)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 06:58]ـ
"انظر كيف تحول الأمر أن تستولي من دخلت البيت بوجه طريدة بريئة شريدة و قدمت نفسها كخادمة .. أن تستولي على بيت سيدته و تهمشها و تعزلها عن اولادها و تجعل منها غريبة في بيتها لا تعاني الا الكنس و المسح و الغسل ثم تسعى بعدها لطردها منه و خراب بيتها و فساد تربية اولادها بل و ادخال بقية أهلها من المتشردين و تقديمهم على انهم من يرعى البيت و يحفظ حرمته"
أحسنتم بارك الله فيكم ..
انه حصان طروادة، أدخلناه بحسن نية وعلى حذر أول الأمر، راجين أن يكون فيه نفع للدين ولمحاجة الفلاسفة الضالين، فما لبثت أن هلكت بسببه الديار وخربت، ولا حول ولا قوة الا بالله.
الذي فعله الأشاعرة وأهل تأويل الصفات، لم يكن منبثقا من منهج الشافعي أو غيره، وانما كان منهجا مغايرا في التأويل، والا فأين قال الشافعي بأنه من ضوابط اعتماد التأويل في نص من النصوص: الظن والتوهم العقلي بلزوم التجسيم اذا ما أثبت ما في النص من صفة لله تعالى على معناها وحقيقتها اللغوية؟؟ وبأي حجة يقال ان هذا كان منهج الشافعي في التأويل أو حتى أنه لازم منهجه؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 08:22]ـ
شكر الله لكم يا شيخنا الكريم،
أحترم رغبتكم في ترك هذا النقاش، فلن أواصل الخوض فيه بعد هذه المشاركة نزولا على تلك الرغبة، وأنتم في حل من الرد على هذا التعقيب الذي أكتبه الآن ان شئتم ..
ولكني أجد نفسي مضطرا لكتابة هذا التعقيب فاعذروني ..
فأنا أعجب أولا من تقديمكم التعقيب السابق بقولكم أني قد خرجت عن محل النزاع (!!)
فما زلت أتصور أن محل النزاع في هذا النقاش بيننا انما كان: السبب في قولنا أن منهج الأشاعرة منهج مبتدع!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأيتكم في مرحلة من المراحل توافقونني على ما بينت أنه منهجي، مقررين أنه الراجح عندكم .. وأنكم لا تتفقون مع الأشاعرة فيما ذهبوا اليه .. ولكنكم بحسب كلامكم لا زلتم ترون أن الخلاف سائغ وأنهم لا يبدعون بهذا الأصل الكلامي الذي قعدوه في ذلك الباب العظيم، والذي لا دليل عليه من نقل أو أثر. وقد رأيتكم تقولون أن بعض ما ذهب الأشاعرة الى تأويله من النصوص له قرائن تفيد ذلك التأويل، وليس كله بسبب الخوف من شبهة التجسيم عندهم، وأقول نعم صحيح، فان كان لهم سلف في هذا الفهم من الصحابة والتابعين في تلك النصوص التي لها قرائن تسمح بالتأويل – اذ كانت تسمح به عند الصحابة -، فهذا اذا مذهب سائغ لا نتهم الواقع فيه! أما أن يقال أنه يدل وقوع التأويل في بعض النصوص عند السلف على أنه "يجوز التأويل" هكذا باطلاق، ثم يُتخذ ذلك منهجا فيما ثبتت له قرائن تفيد التأويل وما لم يثبت، وتتخذ تلك الشبهة الباطلة عندهم – شبهة لزوم التجسيم من اثبات الصفات على معناها وحقيقتها – قرينة تحملهم على التأويل فيما لم يثبت تأويل الصحابة له من النصوص بل نقل الينا عدهم اياه من نصوص الصفات، فهذا هو ما نقول أنه ابتداع وتأثر بالمعتزلة وأهل الكلام، وتأصيل لأصل كلامي عقلي باطل وتحكم في النصوص بغير سلطان = وهو بدعتهم المردودة عليهم في هذا الباب العظيم!
وفي الحقيقة فأنا أسأل نفسي ما الفرق في هذا المنهج البدعي بين الأشاعرة وغيرهم من الطوائف الكلامية الأخرى؟ وبأي شيء انتصر الأشعري رحمه الله عليهم في الحقيقة؟؟ بأن قال لهم أنه ليس كل الصفات "تحتاج الى التأويل" حتى تسلم عقولهم معها من شبهة التجسيم، وانما بعضها فقط؟؟ فهل هذا انتصار للسنة أم لعقل آخر تحكم في النصوص أيضا بحسب نظره ولكن ببدعة أخف من بدعة من جادلهم؟ وهل كان منطلقه في مناظرتهم أن الصحابة ما وقع في أنفسهم أن تلك الصفات يلزم من اثباتها على معناها وحقيقتها التجسيم والتشبيه؟؟ أم كان المنطلق عنده استعمال نظريات أهل الكلام لاثبات أن هناك صفات بعينها مستثناة من قاعدتهم، يراها هو ومن وافقه لا يلزم منها تلك اللوازم العقلية التي كانوا يتكلمون بها؟؟ الرجل وافقهم على لوازمهم الباطلة، فالتمس التأويل هروبا منها!! فهل نهج هذا النهج أحد من الصحابة أو التابعين؟؟ وهل باب فهم النصوص مفتوح هكذا بلا زمام ولا خطام ولا ضابط الا الظنون العقلية والنظريات والتصورات الكلامية؟؟؟ يرى البعض من أثر فلسفاتهم وما تعلموه أن هذا نص "يحتاج الى التأويل"، فيحرفونه عن معناه وويلحدون به عن حقيقته لترتاح له قلوبهم وعقولهم، ولا يعنيهم هل نقل عن الصحابة والتابعين مثل هذا التوجيه لذلك النص أم لم ينقل، ثم يقال هذا أمر يسوغ اعتماده واعتبار كلام المخالف فيه واعذاره به؟؟
كيف هذا؟ ..
ولو خرج من بين أهل الكلام من يقول لهم كلا، فعلى فهمي أنا وتنظيري وتصوراتي الفلسفية، فاني لا أرى أن الصفات السالمة من شبهة التجسيم تقتصر على تلك السبع، وانما هناك ما هو أكثر، وخرج آخر وقال كلا، بل ان هذه السبع يلزم منها التجسيم فيجب تأويلها كلها – وهذه مراتب وقعت بين الأشاعرة وغيرهم من الخلاف، فما زال بعضهم يتأرجح ما بين قول الأشاعرة وقول المعتزلة وربما قول الجهمية ثم يخاف على نفسه فيفوض، ثم يجادل متكلما من المتكلمين فيقع في نفسه شبهات جديدة فيرجع الى التأويل، حتى اذا ما أراد الله له المعافاة من ذلك كله، كتب له الهداية الى السنة ولزوم طريق الصحابة والتابعين والموت على ذلك ..
كل هذا ما حجته وما دليله عند المتنازعين عليه؟؟
اتباع الظن والنظريات والأهواء .. وفقط! فما قبله عقلي أنا ولم ير فيه شبهة كذا أو كذا، ولا توهم فيه احتمال كذا وكذا مما تكلم به أقراني من أهل الكلام، قبلته وأثبته لله كما هو ظاهر لفظه في النص ولا حرج .. وما لم يقبله عقلي عطلته أو أولته وحرفته، حتى وان لم ينقل الي أنه قد سبقني من الصحابة والتابعين الى هذا الفهم للنص أحد!! وان جودلت في ذلك قلت، لعله قد ذهب اليه بعض الصحابة ولم ينقل الينا، أو لعله لم يدعهم داع الى سلوك هذا المسلك!! فهل ترك الله صفاته – والتي هي أول ما يجب على المكلف في الدنيا أن يتعلمه من أمر معبوده – لعقول الناس، يعتقد كل امرئ منهم ما يشاء في ذلك، ويقول لا تثريب علي فهناك نصوص أخرى قد
(يُتْبَعُ)
(/)
تأولها الصحابة، فالتأويل عموما جائز لا حرج فيه؟؟؟؟ ألا ترون أي افساد للنصوص يستجلبه علينا مثل هذا؟
وهل هل دخل الابتداع والتحريف في سائر الملل والأديان الا من مثل هذا المنهج المنخرم؟؟
يا شخينا أنتم ولا ريب تدركون الفرق بين الذهاب الى التأويل لوجود القرينة الظاهرة التي تفيد ذلك التأويل، وبالتالي وجود سلف من الصحابة والتابعين يذهبون اليه ووقوع الخلاف بينهم فيه، ووصول ذلك الخلاف الينا بين اعتبار النص من نصوص الصفات وعدم ذلك، وبين الذهاب الى التأويل في غياب ذلك كله، انطلاقا من توهم بعض العقول لزوم التجسيم – بغير سلف لهم في ذلك – في بعض الصفات دون البعض الآخر، واعتبارهم هذه الشبهة في حد ذاتها قرينة صارفة معتبرة، فيفرقون بين النصوص على ذلك من عند أنفسهم ومن رؤوسهم بلا دليل!!
هذان منهجان لا يستويان ولا ريب!
فقولكم حفظكم الله ورعاكم تعقيبا على مطالبتي بالدليل السلفي على منهج الأشاعرة:
" فهنا أنت تبحث عن الأكثرية أي أكثرية اللجوء إلى التأويل والأكثرية لم تتوفر الدواعي لوجودها أو لنقلها لأن الصحابة لم يحتاجوا إلى التأويل كثيراً بسبب أن الاختلاط كان قليلاً مع أهل الجدل والملل المخالفة"
فأقول:
أولا: لا أبحث عن الأكثرية وانما أبحث عن الدليل على اتباع هذا المنهج عند الصحابة، وفقط! ..
وثانيا: فان قولكم أنه لم تتوفر الدواعي لذهاب الصحابة الى هذا المذهب هذا قول خطير جدا يا شيخنا بارك الله فيكم .. فهو تقرير منكم لكون الدافع الى التأويل في نصوص الصفات – من حيث الأصل - انما هو محاجة أهل الجدل والملل المخالفة، ولولا أنه لم يكن الصحابة مختلطين بهؤلاء – على حد قولكم – لما كان أكثر ما نقل الينا عنهم الا تأويلا!!
فعلى كلامكم هذا يا شيخنا، ولو أطلقنا هذا الاطلاق، فاننا كلما جادلنا واحدا من عتاة الفلسفة في ملة كافرة، لزمنا أن نؤول نصوصنا تأويلا يناسبه ويوافق عقله حتى يقتنع!! وعليه فكلما كثر اختلاطنا بأهل البدع والملل الباطلة، كلما تغير نظرنا وفهمنا لنصوصنا بسبب ذلك!! فما نحن اذا الا كالريشة في مهب الريح، كلما جادلنا مخالفا من الفلاسفة وأهل الدجل، ما خرجنا في كل مرة نجادل فيها من نجادل الا وقد تغير تأويلنا وفهمنا نحن لنصوصنا، ونحن نرى أن الباب مفتوح لذلك العبث أمامنا على ذريعة أن الصحابة قد ثبت عنهم تأويل بعض النصوص!!! فأي منهج يكون هذا؟
هذا الكلام مؤداه – وأنا لا ألزمكم بهذا اللازم وفقكم الله وانما أنبهكم اليه فتنبهوا - أن الصحابة ما كانوا على شيء في فهم أخطر النصوص في كتاب ربهم، وما تأملوا في معاني تلك النصوص أصلا ولا ضبطوا لها فهما محددا، لأنهم لم تدع الحاجة عندهم الى ذلك، ولو أنهم خالطوا ما خالطه الذين خلفوهم من أهل الدجل والفلسفة لما قالوا الا مثل ما قال الأشاعرة والماتردية ونحوهم ما بين تأويل وتفويض وتعطيل وغيره!! ولعلهم لو جادلوا من هو أضل من هؤلاء الفلاسفة الذين جادلهم الأشاعرة في زمانهم لما نقل الينا عنهم هذا الذي نقل في تفسير تلك النصوص، وانما لكان لهم مع النصوص شأن آخر بالكلية!! فهذا لازم الكلام، ولا يخفى فساده المبين .. وكما قلت أنني لا ألزمكم به ولكني أستدل على بطلان الكلام من بطلان لازمه فتنبهوا بارك الله فيكم ..
والا فأين الحق اذا وأين مراد رب العالمين من هذه النصوص التي حفظها الرب بين أيدينا؟؟؟ وبأي حجة تجادلون الذين بدلوا الدين من أهل الكتاب وحرفوه وهذه نصوص ثابتة بين أيديكم ومنقول اليكم فهم الصحابة والسلف لها، ومع ذلك ترون أنه لا اشكال في أن يتغير تأويلها ومعناها على أثر المجادلة والمناظرة مع "أهل الجدل والملل المخالفة"، وترون أنه لولا أن الصحابة لم يجادلوا أهل الجدل والفلسفة لنقل الينا عنهم مثل ما قاله الخلف؟؟
ثم ان هذا الزعم بشأن عدم خوض الصحابة في المجادلات مع أهل الملل الباطلة والجدل غير صحيح ابتداءا، فالفلسفة مبثوبة في بلاد الكفار من قبل بعثة النبي عليه السلام بقرون طويلة، وهي طريق اضلالهم وغوايتهم بكل ملة باطلة نافحوا عنها ودعوا اليها الناس!! وما كانت الدعوة أصلا الا بالجدال بالتي هي أحسن وبالمحاجة العقلية الواضحة، فتأملوا!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولكم " فالقضية هنا قضية: هل المنهج صحيح أم خاطئ؟ وليس تأويلهم لهذه الآية أو تلك؟ هل التأويل باطل ومرفوض قطعاً في آيات الصفات أو غيرها؟ لماذا إذا كانت لغة العرب فيها هذا الطريق في فهم الكلام؟ "
وأقول نعم بارك الله فيكم، السؤال هو هل المنهج نفسه صحيح أم خاطئ .. فماذا أقصد أنا بالمنهج وماذا تقصدون أنتم؟؟ لابد من تحرير ذلك اللفظ فهو محل النزاع أصلا! فان كنتم تتكلمون عن وقوع التأويل عند الصحابة لبعض النصوص، لوجود قرائن لفظية ونصية وكذا، فهذا لا ننكره، ولكن نسبة التأويل اليهم كمنهج جامع في سائر نصوص الصفات عدا ثلة منها، وتعليل ذلك بما تعلل به الأشاعرة ونحوهم، فهذا هو ما نبطل نسبته كمنهج الى الصحابة وتابعيهم!! فالسؤال الذي لم يجب عليه الأشاعرة بدليل واضح صريح هو: لماذا أول الصحابة ما أولوا من نصوص اختلف في عدها من نصوص الصفات من عدمه، وهل كانت هذه نصوص صفات مستقرة عند الصحابة أنها صفات فأتوا عليها بالتأويل بسبب مجادلة "أهل الجدل"؟؟ وهل كان تأويلهم بعلة أن الاثبات يلزم منه التجسيم؟ بل ان من النصوص ما أخرجه بعضهم من نصوص الصفات مع أنهم أثبتوا الصفة نفسها التي في تلك النصوص ولكن من نصوص أخرى، كما هو الحال في صفة الساق ونحوها ..
فالسؤال في منهج الصحابة اذا: هل هو اباحة التأويل لكل صاحب ظن في عقله يراه قرينة صارفة؟؟؟ التأويل للنصوص – عموما - ما ضابطه وما حده وما الداعي اليه، وهل وافق الأشاعرة وغيرهم في أصول ذلك= ما كان عليه الصحابة والتابعون؟؟ كلا! فمجرد وجود نصوص قد أولها الصحابة هذا لا يفتح الباب على مصراعيه على هذا النحو لكل من أراد التأويل وهو يدعي أن قرينته في ذلك مدفونة في عقله، اذ يرى هو شبهة التجسيم أو غير ذلك!!!
وقولكم لغة العرب، فنعم لغة العرب فيها عدة طرق لفهم العبارة الواحدة، فأي طريق منها هو الذي انتهجه الصحابة والتابعون في كل نص من تلك النصوص، ولماذا انتهجوه؟؟ هذا ما نريد من المسلمين أن يلزموه ونطالبهم به، ونبدع من خالف فيه!
والله نسأل الصيانة لقلوبنا وقلوب المسلمين من كل شائبة ومن كل شبهة ترمي بعقولهم في مستنقعات الفلسفة وأصحابها .. آمين.
أطلت عليكم من جديد يا شيخنا الكريم وما كنت أريد ذلك، ولكن ما وسعني الا أن أعقب .. شكر الله صبركم على هذا المبلغ من الحوار .. ولكن رأيت اطلاقات وقعت في تعقيبكم الأخير لا أظنكم تنبهتم الى لوازمها، فوجب التنبيه بشيء من الاستفاضة .. بارك الله فيكم.
وحتى أختم كلامي في هذه المسألة ولا أعاود ازعاجكم وأنتم لذلك كارهون، أكرر التأكيد على أننا نقول ببدعية منهج الأشاعرة في الأسماء والصفات – وليس كلامهم في الصفات بدعتهم الوحيدة - لأنه – كما هو واضح – ما خرج من كيس الصحابة والتابعين، وانما خرج من بقايا معركة فلسفية طويلة دارت بين طوائف من أهل الكلام تقاذفت فيما بينها شبهات فاسدة وقواعد فلسفية باطلة، فتفاوتوا فيما قبلوا وما تركوا منها تفواتا كبيرا ما بين مستقل ومستكثر، وتأثر بها أكابر وأعلام وزلت فيها أقدام، وما سلم منها في باب الأسماء والصفات بالذات الا من ثبته الله على فهم السلف رضي الله عنهم.
فالله نسأل ألا نموت الا على الحق ثابتين راسخين غير مبدلين ولا مغيرين ..
((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)) [آل عمران: 8]
آمين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 09:52]ـ
أستأذنكما في وضع نقلين لشيخ الاسلام أحدهما في تأييد كلام الشيخ أبي الفداء من ان استلزام التجسيم موجب للتأويل أصل باطل يلزم كل من عطل صفات الله -من السني المخطئ الى المبتدع الفاضل الى المبتدع المعاند الى الزنديق المتخفي الى الملحد المجاهر - بنفس التجسيم الذي فر منه و ابشع و ان اقرار المتكلمين للفلاسفة بهذا الأصل هو ما جر علينا بعدها من عواصف الالحاد و القرمطة ز الباطنية الغنوصية من داخل أسوارنا لأنهم احتجوا عليهم بنفس الحجة و اخضعوا جميع النصوص للتأويل بدون موجب من الشرع الا بهذه الحجة
(يُتْبَعُ)
(/)
و النقل الثاني في تأييد كلام الشيخ ادريس في أن تسمية الأسماء بمسمياتها لا يعني التنافر و التدابر و البحث عن الفتن وان الاعتصام بحبل الله واجب و التآلف مطلوب على قدر الحق الموجود بين الفريقين لقربهما و تآلفهما و التعاون على البر و التقوى و ان لم يترك الانكار و النصح ما لم يؤدي الى فتن فلكل مفام مقال
قال رحمه الله في الدرء
"الوجه الثالث: أن يقال لمن ادعي من هؤلاء توقف العلم بالسمع على مثل هذا النفي كقول من يقول منهم: إنا لا نعلم صدق الرسول حتى نعلم وجود الصانع وأنه قادر غني لا يفعل القبيح ولا نعلم ذلك حتى نعلم أنه ليس بجسم أو لا نعلم إثبات الصانع حتى نعلم حدوث العالم ولا نعلم ذلك إلا بحدوث الأجسام فلا يمكن أن يقبل من السمع ما يستلزم كونه جسما
فيقال لهم: قد علم بالاضطرار من دين الرسول والنقل المتواتر أنه دعا الخلق إلي الإيمان بالله ورسوله ولم يدع الناس بهذه الطريق التي قلتم إنكم أثبتم بها حدوث العالم ونفي كونه جسما وآمن بالرسول من آمن به من المهاجرين والأنصار ودخل الناس في دين الله أفواجا ولم يدع أحدا منهم بهذه الطريق ولا ذكرها أحد منهم ولا ذكرت في القرآن ولا حديث الرسول ولا دعا بها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الذين هم خير هذه الأمة وأفضلها علما وإيمانا وإنما ابتدعت هذه الطريق في الإسلام بعد المائة الأولي وانقراض عصر أكابر التابعين بل وأوساطهم فكيف يجوز أن يقال: إن تصديق الرسول موقوف عليها وأعلم الذي صدقوه وأفضلهم لم يدعوا بها ولا ذكروها ولا ذكرت لهم ولا نقلها أحد عنهم ولا تكلم بها أحد في عصرهم؟ ............
الوجه الخامس: أن يقال: غاية ما يدل عليه السمع ـ إن دل ـ على أن الله ليس بجسم وهذا النفي يسلمه كثير ممن يثبت الصفات أو أكثرهم وينفيه بعضهم ويتوقف فيه بعضهم ويفصل القول فيه بعضهم
ونحن نتكلم على تقدير تسليم النفي فنقول: ليس في هذا النفي ما يدل على صحة مذهب أحد من نفاة الصفات أو الأسماء بل ولا يدل ذلك على تنزيهه سبحانه عن شيء من النقائص فإن من نفي شيئا من الصفات لكون إثباته تجسيما وتشبيها يقول له المثبت: قولي فيما أثبته من الصفات والأسماء كقولك فيما أثبته من ذلك فإن تنازعا في الصفات الخبرية أو العلو أو الرؤية أو نحو ذلك وقال له النافي: هذا يستلزم التجسيم والتشبيه لأنه لا يعقل ما هو كذلك إلا الجسم قال له المثبت: لا يعقل ما له حياة وعلم وقدرة وسمع وبصر وكلام وإرادة إلا ما هو جسم فإذا جاز لك أن تثبت هذه الصفات وتقول: الموصوف بها ليس بجسم جاز لي مثل ما جاز لك من إثبات تلك الصفات مع أن الموصوف بها ليس بجسم فإذن جاز أن يثبت مسمي بهذه الأسماء ليس بجسم فإن قال له: هذه معان وتلك أبعاض قال له: الرضا والغضب والحب والبغض معان واليد والوجه ـ وإن كان بعضا ـ فالسمع والبصر والكلام أعراض لا تقوم إلا بجسم فإن جاز لك إثباتها مع أنها ليست أعراضا ومحلها ليس بجسم جاز لي إثبات هذه مع أنها ليست أبعاضا
فإن قال نافي الصفات: أنا لا أثبت شيئا منها
قال له: أنت أبهمت الأسماء فأنت تقول: هو حي عليم قدير ولا تعقل حيا عليما قديرا إلا جسما وتقول: إنه هو ليس بجسم فإذا جاز لك أن تثبت مسمي بهذه الأسماء ليس بجسم مع أن هذا ليس معقولا لك جاز لي أن أثبت موصوفا بهذه الصفات وإن كان هذا غير معقول لي فإن قال الملحد: أنا أنفي الأسماء والصفات
قيل له: إما أن تقر بأن هذا العالم المشهود مفعول مصنوع له صانع فاعله أو تقول: إنه قديم أزلي واجب الوجود بنفسه غني عن الصانع
فإن قلت بالأول فصانعه إن قلت: هو جسم فقد وقعت فيما نفيته وإن قلت: ليس بجسم فقد أثبت فاعلا صانعا للعالم ليس بجسم وهذا لا يعقل في الشاهد
فإذا أثبت خالقا فاعلا ليس بجسم وأنت لا تعرف فاعلا إلا جسما كان لمنازعك أن يقول: هو حي عليم ليس بجسم وإن كان يعرف حيا عليما إلا جسما بل لزمك أن تثبت له من الصفات والأسماء ما يناسبه
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن قال الملحد: بل هذا العالم المشهود قديم واجب بنفسه غني عن الصانع فقد أثبت واجبا بنفسه قديما أزليا هو جسم حامل للأعراض متحيز في الجهات تقوم به الأكوان وتحله الحوادث والحركات وله أبعاض وأجزاء فكان ما فر منه من إثبات جسم قديم قد لزمه مثله وما هو أبعد منه ولم يستفد بذلك الإنكار إلا جحد الخالق وتكذيب رسله ومخالفة صريح المعقول والضلال المبين الذي الذي هو منتهى ضلال الضالين وكفر الكافرين فقد تبين أن قول من نفي الصفات أو شيئا منها لأن إثباتها تجسيم قول لا يمكن أحدا أن يستدل به بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم لأنه لا بد أن يثبت شيئا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه وإذا كان اللازم في الموضعين واحدا وما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله لم يمكنه أن يثبت شيئا وينفي شيئا على هذا التقدير وإذا انتهي إلي التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجب بنفسه القديم أعظم من كل تجسيم نفاه فعلم أن مثل هذا الاستدلال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع
"
وقال رحمه الله في الفتاوى
" وأيضا لما كنت في البرج ذكر لي أن بعض الناس علق مؤاخذة على الفتيا " الحموية " وأرسلت إلي وقد كتبت فيما بلغ مجلدات ولا حول ولا قوة إلا بالله. والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة. وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة وبينت لهم أن الأشعري كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه. وكما قال أبو إسحاق الشيرازي: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبي الحسن التميمي ونحوهما يذكرون كلامه في كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين، لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقه وأصوله وأما الأشعري فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل وأتبع لها فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول. وكنت أقرر هذا للحنبلية - وأبين أن الأشعري، وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب، فإنه كان تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم. وكذلك ابن عقيل كان تلميذ ابن الوليد وابن التبان المعتزليين ثم تاب من ذلك، وتوبته مشهورة بحضرة الشريف أبي جعفر. وكما أن في أصحاب أحمد من يبغض ابن عقيل ويذمه: فالذين يذمون الأشعري ليسوا مختصين بأصحاب أحمد بل في جمع الطوائف من هو كذلك. ولما أظهرت كلام الأشعري - ورآه الحنبلية - قالوا: هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة. وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة ومعلوم أن في جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم. مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحدا قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته فأنا أقر بذلك. وأما ما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ من نقل إجماعهم من عامة الطوائف. هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية كما أنكر شريح قراءة من قرأ {بل عجبت ويسخرون} وقال: إن الله لا يعجب، فبلغ ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم النخعي فقال إنما شريح شاعر يعجبه علمه. كان عبد الله أعلم منه وكان يقرأ {بل عجبت}. وكما نازعت عائشة وغيرها من الصحابة في رؤية محمد ربه وقالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ومع هذا لا نقول لابن عباس ونحوه من المنازعين لها: إنه مفتر على الله. وكما نازعت في سماع الميت كلام الحي وفي تعذيب الميت ببكاء أهله وغير ذلك. وقد آل الشر بين السلف إلى الاقتتال. مع اتفاق أهل السنة على أن الطائفتين جميعا مؤمنتان، وأن الاقتتال لا يمنع العدالة الثابتة لهم، لأن المقاتل وإن كان باغيا فهو متأول والتأويل يمنع الفسوق. وكنت أبين لهم أنما نقل لهم عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضا حق، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين. وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول الكبار وهي مسألة " الوعيد " فإن نصوص القرآن في الوعيد مطلقة كقوله {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} الآية وكذلك سائر ما ورد: من فعل كذا فله كذا. فإن هذه مطلقة عامة. وهي بمنزلة قول من قال من السلف من قال كذا: فهو كذا. ثم الشخص المعين يلتغي حكم الوعيد فيه: بتوبة أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو شفاعة مقبولة. والتكفير هو من الوعيد. فإنه وإن كان القول تكذيبا لما قاله الرسول، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة. ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة. وقد يكون الرجل لا يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها، وإن كان مخطئا، وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: " {إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين، ففعلوا به ذلك فقال الله له: ما حملك على ما فعلت. قال خشيتك: فغفر له} ". فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك. والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا."
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 10:50]ـ
ألا فليبارك الله فيكم يا أستاذي الفاضل ابن الرومية .... لا فض فوك!
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
و هذه دعوة للجميع إلى المناقشة من جديد على خلفية كتاب الشيخ الجليل الحميدي هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18602
فقد أبدع حفظه الله في التحقيق و العرض و توجيه المسائل بما يناسب حال الأمة و تربيتها و نفسية المشتغلين بها .. ؟!
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 10:55]ـ
الإخوة الكرام أبا الفداء، ابن الرومية:
أشكركم من كل قلبي على اهتمامكم بالحوار والرد وأنا أحيي فيكم هذه الروح الطيبة، وأتمنى أن تكون حواراتنا دائماً بهذا المستوى مع كل المخالفين لنا ...
لا شك أن هناك مساحة واسعة بحمد الله عز وجل نحن نتفق عليها فيما تفضل به الأخ الكريم أبا الفداء، وهناك مواضع نختلف فيها من أهمها اعتبار الإمام الشافعي من الرافضين لعلم الكلام وقد بين المحققون أن علم الكلام إذا كان بدون مبررات فهو مذموم أي إذا استخدمه اهله في غير حاجة وكنوع من الفذلكة الكلامية ... وهذا هو الذي يرفضه الإمام الشافعي رحمه الله بل هو ما اتجه إليه حكمه بسبب مناظراته مع حفص الفرد ...
أما إذا كان لنصرة الدين وبيان خطأ المخالفين والمحاجة عن دين الله // الحجاج عن العقائد الدينية وإثباتها بالأدلة النقلية والعقلية // فما وجه رفضه ومبرره وقد قال تعالى: // قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين // وقال عز وجل: // ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن //
الآم رالآخر الذي وجدتكما تقفان - أقصد الأخ ابن الرومية أيضاً - عنده: هو ربط علم الكلام بالمنطق اليوناني واعتباره هو هو .. وهذا حكم على الكل بجزء منه فالمنطق هو أداة فيها الصواب والخطأ وأنا بحمد الله عز وجل في تدريسي للمنطق أقف مطولاً عند انتقادات ابن تيمية رحمه الله للمنطق اليوناني وإضافاته القيمة في ذلك ولكن علم الكلام يعتمد على القرآن الكريم، والسنة النبوية، والأدلة العقلية المجردة وكما هو واضح من تعريفه ... ام أن يوجد من المتكلمين من لا يحفظ القرآن ولا يحسن الاستشهاد به فهذا لا يحمل وزر المتكلمين ولا يمثلهم، كما ان من يصف ربه بأنه بضعة أشبار بشبر يده لا يمثل السلف، ولا من يصف الله عز وجل بأنه ينزل كنزوله عن درجات المنبر .... حاشا الله جل وعلا ....
إخوتي الكرام: النص الذي نقله الحبيب ابن الرومية نص يكتب بماء الذهب وليت الإخوة المشرفين على المنبر يضعونه مثبتاً في الصفحة الرئيسية كمنهج وعنوان للملتقى ...
وكم وددت لو أن أحد الإخوة المشرفين أو الأعضاء النشطين قام بالرد على المقال المنقول: هذا هو البوطي فاحذروه والذي يتضمن تكفير للدكتور البوطي حفظه الله تكفير بخط عريض لا يستحي منه صاحبه ولا يخشى الله عز وجل ...
او على الأقل يبين موقف الملتقى وأهله من مثل هذه الكتابات التي تشق الصف وتوسع الشرخ ...
وفقكم الله وأيدكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:28]ـ
إخوتي الكرام: النص الذي نقله الحبيب ابن الرومية نص يكتب بماء الذهب وليت الإخوة المشرفين على المنبر يضعونه مثبتاً في الصفحة الرئيسية كمنهج وعنوان للملتقى ...
و كلفة ماء الذهب المستعمل على خلوصي .... بسمة!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:28]ـ
شيخنا الفاضل، قد استوقفني قولكم: "من يصف ربه بأنه بضعة أشبار بشبر يده لا يمثل السلف، ولا من يصف الله عز وجل بأنه ينزل كنزوله عن درجات المنبر"
وهذه الأقوال نبرأ الى الله منها ولا شك، وهي مما افتراه المفترون على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، فهل تعلمون قائلا بهذا الذي ذكرتم الا ما نسبه المناوئون زورا الى شيخ الاسلام؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
شيخنا الفاضل، قد استوقفني قولكم: "من يصف ربه بأنه بضعة أشبار بشبر يده لا يمثل السلف، ولا من يصف الله عز وجل بأنه ينزل كنزوله عن درجات المنبر"
وهذه الأقوال نبرأ الى الله منها ولا شك، وهي مما افتراه المفترون على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، فهل تعلمون قائلا بهذا الذي ذكرتم الا ما نسبه المناوئون زورا الى شيخ الاسلام؟
يا حبيبي يا ابا الفداء:
أظن أن كلام د. الطعان يلمح إلى هذا؟
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام خلوصي، أبا الفداء جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
ليست المسألة مسألة تلميح وإنما تصريح بتكذيب نسبة هذا القول إلى الإمام ابن تيمية رحمه الله أو إلى أي من السلف وهو كلام باطل ومردود ولا يقوله عاقل .... ونحن هنا لسنا في مقامات التلميح فالمسألة تتعلق بجانب العقيدة التي تحتاج إلى البيان الشافي ..
وقصدت من إيراد هذا القول أنه هناك من يلجأ إلى تعميم بعض الأقوال المنسوبة لبعض خصومه إليهم حميعاً ويعمم الحكم وهذا منهج غير سديد ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 01:34]ـ
صدقتم يا شيخنا المبارك، أكرمكم الله.
وأنا انما كنت أسأل مستفهما لا مستشكلا، فأنا حقيقة لا أعلم أحدا نُسب اليه هذا القول الفاسد بحق أو بباطل الا ما زعمه بعضهم زورا وبهتانا من نسبته الى شيخ الاسلام رحمه الله .. فما أكثر ما يفتريه الخصوم كذبا وحقدا على الأئمة الأعلام ..
والله المستعان.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:10]ـ
والآن ..
فعود على بدء، ورجوعا الى سبب فتح هذا النقاش بيني وبين الدكتور الطعان، ألا هو الكلام على الشيخ البوطي، أقول: لو لم يكن في الرجل سوى تعصبه لأشعريته وعداءه الشديد للسلفيين والدعوة السلفية، والباطل والبهتان العريض الذي يرميهم به ليل نهار، ونشره للبدعة والضلالة بين المسلمين، لكفى به سببا لننفر الناس منه ونذمه بما هو أهله صيانة لدينهم وخدمة لمقاصد الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكيف وهو متورط فيما هو أخطر من هذا؟؟؟
وأنا حقيقة ما كنت قد اطلعت من قبل على هذا الكلام الذي تقشعر منه أبدان الموحدين، والذي قاله في الثناء على قائد النصيرين الباطنية الهالك الأسد وولده، وما كنت أعلم أنه قد وصل الأمر بهذا الرجل الى هذا الحد، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
فالمرحو من الدكتور الطعان أن يراجع موقفه من ذلك الرجل بروية وتجرد، وقد نقل الاخوة الأفاضل في طيات هذا الموضوع مواد غنية بالنقل من كلامه وفيها البينة لمن كان صادقا في طلب الحق، والله المستعان ...
ـ[أحمد إدريس الطعان]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 02:38]ـ
بتصوري أن الأخ أبا الفداء وهو يكتب كلماته يشعر بنشوة النصر ... وتحقيق الظفر في نقاشه السابق ولذلك جاء الآن ليقفطف ثمرة نقاشه ليقدمه لإخوانه على أنه قد حقق ما يُطلب منه!!
أما عن مراجعتي لموقفي من الدكتور البوطي أطال الله في عمره فأنا تلميذه تتلمذت على كتبه ودروسه وليت في الأمة اليوم عالماً آخر مثله لكان حال الأمة أفضل ... وانظر بدلاً من أن تراجعوا أنتم موقفكم منه تدعوني الآن إلى ذلك مما يعني أنكم تأخذون الرجل بخطأٍ وقع فيه - إن سلمنا جدلاً بذلك - وتتجاوزون عن كل ما قدمه ويقدمه لأمته من جهود طيبة في مجال العلم والدعوة ...
وهذا التعقيب الآخير يكشف عن الوجه الآخر الذي يحاول دعاة السلفية أن يتقمصوه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تعقيب كتبته على المقال المنقول سابقاً في وقت سابق في موقع آخر أنقله هنا:
قال العلامة البوطي:
دأب بعض المتكلمين في مثل هذه المناسبات عندما يتحدثون عن زعمائهم وقادتهم، على استعراض أعمالهم البطولية، وخوارق توفيقات الله U لهم، ومواقفهم الفذة الفريدة، دون وقوف عند العوامل الخفية الكامنة وراءها، والتي تتصل بتلك البطولات اتصال الجذع بالفروع والأغصان، وإنما أنا أريد في هذه الدقائق أن أتحدث عن العوامل، أو عن بعض وأهم العوامل الخفية الكامنة وراء ما قد عرفه العالم كله في شخص قائدنا الراحل من بطولات ومن عبقريات، ومن صمود وصبر ومصابرة، بكلمة جامعة أقول: إن باطن قائدنا الراحل كان خيراً من ظاهره، على أن ظاهره كان مبعث حب وإكبار من المقربين والأصدقاء، وكان مبعث تقدير وإعجاب من الخصوم والأعداء!!!
عندما يكون باطن الإنسان خيراً من ظاهره؛ فمعنى ذلك أن جل تعامله إنما هو مع الله! الذي يعلم السر وأخفى، وأن الإنسان في أكثر أحيانه كثير المراقبة لله I، ومن ثم فلا بد أن تسري في كيانه قوة إضافية إلى جانب قوته البشرية التي يمتلكها! ولا بد من أن يسانده من التوفيق ما يبدو أنه خارق أو معجزة!!!
ولقد كان هذا واحداً من أهم العوامل، إن لم يكن هو أهم العوامل الخفية التي انبعثت من ورائها المزايا الفذة التي عرفها العالم في شخص قائدنا الراحل رحمه الله تعالى!!!
قلت:
ماذا يوجد في هذا الكلام؟
إنه يسلك الطريق الذي رسمه القرآن الكريم " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " فهو يريد أن يقول للحاضرين ومنهم الرئيس بشار وغيره من مسؤلي الدولة البعيدين عن الإسلام: إن العلاقة الطيبة مع الله عز وجل تنفع الإنسان في الدنيا والآخرة ... وإن القوة التي يمتلكها الإنسان أو العبقرية هي نتاج لطاعة الله عز وجل وهي من إكرام الله عز وجل لعباده المتقين .... إنه يتحدث عن عامل أساسي في تحصيل العناية الإلهية وهذا العامل هو الصدق والإخلاص لله عز وجل ... وأستاذنا العلامة الدكتور البوطي حسن النية ويتعامل مع الآخرين بحسب ظواهرهم ولا يعمل عقله في الاستنباط والبحث من أجل أن يكفر الناس كما يفعل صاحب المقال .... وقد تحسن الرئيس الأسد في أخريات حياته وهذا ما بدا للناس ومنهم الدكتور البوطي وإن كان قد فعل وفعل وفعل وقتل وظلم .... فكل هذا لا يمنع العلماء من توجيه نصحهم والتذكير بما يُظن انه خير فيهم تألفاً لهم ورداً لهم إلى الحق. لا أجد في النص السابق أي نفاق أو تزلف وإنما فيه لفت أنظار المستمعين إلى عامل التقوى والإخلاص لله عز وجل في حياة قائد قد أصبح مسجى تحت التراب أمامهم ... وهذا يثير فيهم داعية الذكرى والخوف والرجاء ...
ونحن يجب أن نتكلم عن الناس بإنصاف فالموقف هو مصيبة ونازلة كبيرة بالنسبة لأهلها ولا بد من مراعاة ذلك
والواحد منا حين يذهب لتعزية قريب له أو صديق له في عزيز لا يملك إلا أن يتكلم أمام أهل الميت بأحاديث الرحمة والرجاء ولا يمكن أن تدفعهم إلى الجزع والبكاء على فقيدهم بأنه سيدخل جهنم وبئس المصير ... وعليهم أن يتوبوا وإلا سيلقوا مصيره ووو ..
قال العلامة البوطي:
لقد شاهدنا صموده العجيب، وشاهدنا مواقفه التي أنبأت عن توفيق إلهي!! بل عن إلهام رباني، ولقد تساءلت العقول وما تزال، عن القدرات التي جعلته يقف كل هذه المواقف!!!
إنكم لتعلمون أن الضغوط التي كانت تحيط به، بل تهيمن عليه، وكان من مقتضاها أن يستسلم لما يُراد منه، لو أنه كان موكولاً إلى قدراته البشرية وحدها!!!
القدرات البشرية محدودة، ولكن قدرة إضافية تتنزل من عند الله كانت تدعم قدرته البشرية!! ولقد قال لي بالحرف الواحد قبل وفاته بستة أعوام:" إن الضغوط التي تمارس على لو كان على حجر لتفتت، ومع ذلك فأنا متفائل ".
أيها السادة! هل تتصورون أن هذه الكلمة إنما تنبع من قدرة إنسانية كالتي نعرفها؟!!
ومتى كانت القدرات الإنسانية تغالب قدرة الحجر الصلب والصخر الأصم؟ ومن أين يأتي هذا التفاؤل أمام هذا الضغط الخانق؟ إنه تفاؤل هابط من الأعلى!، وليس تفاؤلاً بشرياً مما نعرفه جميعاً أيها الأخوة!!!
قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا في هذا؟ إنه يتكلم عن السياسة الخارجية لسوريا ولا ينكر أحد أن السياسة الخارجية لسوريا طوال حكم الرئيس الأسد كانت قريبة من النجاح وأنها لم تكن كمبارك وآل طلال اليهود ...
ربما كان الرئيس الأسد يخدع الدكتور البوطي وربما كان الدكتور البوطي يتألفه ويطمع بتقريبه من الإسلام أكثر فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن وهل هناك ما يمنع من أن يسعى الدكتور البوطي لتحبيب هؤؤلاء الناس للإسلام ... ومحاولة التأثير عليهم؟!! وإذا كان الدكتور هنا ينقل كلاماً سمعه من السيد الرئيس ويلفت النظر إلى ما فيه من معاني وحتى لو كان الرئيس الأسد كاذباً فيما قال:" إن الضغوط التي تمارس على لو كان على حجر لتفتت، ومع ذلك فأنا متفائل ". فهو يقصد أن يؤثر على الحضور بمدى إيمان السيد الرئيس أي أن عليهم أن يكونوا مثله إذا رغبوا في توفيق الله عز وجل ..
قال العلامة البوطي:
ولعل هذا الذي أقوله لكم يتمثل بشكل بارز في خطاب ألقاه في عام (1994 م) في مؤتمر اتحاد المحامين العرب في دمشق، سأتلو عليكم فقرات من خطابه هذا، ولسوف تجدون العامل الخفي الذي نتحدث عنه، كيف امتزج مع النتائج والثمرات التي تجلت، ولسوف تلاحظون وكأن السيد الرئيس رحمه الله يطل علينا من عالمه الذي رحل إليه، ولكأنه يخاطبنا من حياته البرزخية يقول:" لم أصم نفسي بالتوقيع على معاهدة استسلام مع إسرائيل، لن أسمح لذاتي بأن تجرني على شيء لن يجلب لي سوى اللعنات على مر التاريخ، لقد شبعت حكماً، وأمضيت عمري وأنا أناضل، وهدفي وحدة العرب، وسبيلي هو قضية العرب الأولى، وظلت فلسطين بالنسبة إلي رمزاً خالداً لا يُمس، ولم تمر علي لحظة واحدة لم أؤمن من خلالها أنني على حق، وأن ميزان العدالة سينتصر في النهاية لصالحنا ولصالح السلام. لقد رأيت في حياتي جنازات عدة لأموات، وشاهدت على شاشة التلفزيون كثيراً منها. والإنسان في نهاية المطاف سيأتيه قدره المحتوم, وكل نفس ذائقة الموت. سنذوق الموت طائعين صاغرين مؤمنين بقضاء الله وقدره. ولذا فإنني أريد أن أموت وأنا راضٍ عن نفسي، والناس راضون عني، وقبل ذلك والأهم من ذلك، أن أنال رضى الله ورحمته. هكذا أنا وهكذا سأكون بإذن الله "!!
قلت:
هنا كلام للرئيس الأسد يبدو فيه تغير الرئيس وتأثير الدكتور البوطي فيه ... وعلى كل حال حتى لو فرضنا أن الرئيس غير صادق فيما قال فنحن لنا الظاهر وخصوصاً في موقف كهذا الموقف الذي يقف فيه الدكتور في عزاء ومصيبة كبيرة ... لا بد أن يبحث عن المواقف المعزية والكلمات المؤثرة لا المنفرة وعلى كل حال كلام الرئيس هنا يبدو فيه التأثر بما يشاهد من مشاهد الموت ولا ننسى أن الرئيس كان مريضاً وكان يدرك أن نهايته قريبة ولا شك أن الإنسان في مثل هذه اللحظات مهما كان متكبراً يتأثر بما حوله وخصوصاً إذا رأى الإخلاص في كلام ناصحه وقد كان هو يرى ذلك في كلام الدكتور البوطي. إن لفتة الدكتور البوطي هنا رائعة جداً حين استحضر هذه الكلمة للرئيس أمام الرئيس الجديد وأعوانه كأنه يقول لهم: الإسلام هو المحور والموت لا ينجو منه أحد فاعملوا لأنفسكم كما عمل الرئيس الراحل.
قال العلامة البوطي ناقلاً عن الرئيس الأسد:
والإنسان في نهاية المطاف سيأتيه قدره المحتوم, وكل نفس ذائقة الموت. سنذوق الموت طائعين صاغرين مؤمنين بقضاء الله وقدره. ولذا فإنني أريد أن أموت وأنا راضٍ عن نفسي، والناس راضون عني، وقبل ذلك والأهم من ذلك، أن أنال رضى الله ورحمته. هكذا أنا وهكذا سأكون بإذن الله "!!
قلت:
هذا كلام نبرة الصدق فيه واضحة ونحن نعتقد أن الرئيس قد تغير في أخريات حياته وكان للدكتور البوطي دوراً كبيراً في ذلك ... والمقربون من بطانة الرئيس يعلمون كم كانت هذه البطانة تضيق ذرعاً بالدكتور البوطي وكم كانوا لا يحبونه لأنه أسهم في تحجيم مطالبهم وشهواتهم واهوائهم ... وحد من ظلمهم وعنجهيتهم ... وكانوا يتحينون الفرصة للانتقام من الدكتور البوطي.
قال العلامة البوطي:
إنك مع المبدأ الذي يقضي بأن المراكز والوظائف والأعمال إنما يتبوؤها أصحاب الخبرات والإمكانيات، لا يتبوؤها أصحاب الهويات والانتماءات فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
بيعة جاءت على موعد منك وعلى استبشار من هذه الأمة؛ موعد بالصفح عن زلات الماضي مع المراقبة الدقيقة لما تأتي به الأيام في المستقبل. بيعة جاءت على موعد من سيادتك بأن يتحلى ويتمتع كل أفراد الشعب بالشفافية التي كم وكم ركزت عليها في خطابك الحلو العميق الذي دخل كل قلب! تلك الشفافية في الأخلاق، وإنك لتعلم يا سيادة الرئيس إن شفافية الأخلاق لا تصقلها إلا التربية الدينية، ولقد صدق ذلك المثل الإنكليزي القائل: (لا أخلاق بدون دين ولا دين بدون أخلاق) أجل!!
نسأل الله سبحانه وتعالى ضارعاً أن يقدرك على ما أقامك فيه، وأن يجعل من حب هذه الأمة معنى من التطبيق والسلوك والوقوف معك في خندق واحد، وأن لا يكون الحب عبارة عن شعارات ترتفع وهتافات تتردد فقط!!
أسأل الله U ضارعاً أن يكرمك ببطانة حسنة، تقرب لك البعيد، وتيسر لك الصعب!! والأمة كلها ونحن جميعاً موكولون قبل ذلك وبعد ذلك إلى توفيق الله سبحانه وتعالى وحده.
قلت:
وفي خطابه لبشار هنا مطالب ولكنه قدمها في صيغة مهذبة حسنة "" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ""
فهو يطالبه بأن يولي المراكز لأصحاب الكفاءات ... لا أصحاب الانتماءات الحزبية ووو
ويطالبه بالصفح عن الماضي ونسيان الزلات ... والرحمة بالشعب والأمة ويذكره أن التربية الدينية هي أساس التربية وأساس الأخلاق. ويأتيه بمثل إنكليزي لأنه قد يؤثر فيه أكثر كونه درس في إنكلترة.
ويذكره بأن يحول شعارات الحب بين الأمة والقائد إلى واقع عملي حقيقي وليس مجرد هتافات كما هو الحال ..
ثم يدعو أمام كل الحاضرين بأن يهييء الله عز وجل للرئيس بطانة صالحة تعينه على فعل الخير ....
والأمر بعد ذلك موكول إلى الله عز وجل ....
هل هذه النصيحة البليغة تقتضي تكفيراً وهل المطلوب هو أن يعلن الدكتور البوطي الحرب والجهاد ... فتكون أنت وشيوخك الجهلة الحمقى أول من يكفره لأنه خرج على الحاكم .... وأشعل الفتنة وأراق الدماء ... ؟
ولو أنك أتعبت نفسك في قراءة خطاب الدكتور البوطي قراءة منصفة متأنية لوجدت أنه يحمل قضايا كبيرة سامية ونصائح لا يتفوه بها أحد أمام أمثال هؤلاء الطغاة .... من أمثال الذين حرموا حتى العمليات الاستشهادية في فلسطين؟ أم الذين يتزلفون الآن لحكام السعودية حتى بأذيال أمريكا؟
وحتى على فرض أن الدكتور البوطي أخطأ في بعض كلامه أو في علاقته مع نظام الأسد فهناك أحد احتمالين أن يكون البوطي كاذباً فيما يقول عن قصد وهذا احتمال والثاني أن يكون صادقاً وقد أخطأ في تحريه للحق غاية ما هنالك أنه اجتهد فأخطأ .... لماذا اخترت الاحتمال الأول؟ وكفرت الدكتور البوطي بالظنة .... والاحتمال
وانت مطالب أن تلتمس لأخيك سبعين عذراً وخصوصاً إذا كان هناك ما يدعو لذلك من سيرة الرجل وعلمه ومؤلفاته وجهوده ودروسه ...
والله إن الجهود التي يبذلها الدكتور البوطي في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ليست إلا مظهراً من مظاهر الولاية التي أكرمه الله عز وجل بها فلولا البركة التي طرحها الله عز وجل في عمر وعلم وعمل هذا الرجل لما أمكن تخيل هذا المجهود والنتاج الذي يصدر عنه ويمارسه ...
درسان في الأسبوع الآثنين والخميس ... ودرس بعد خطبة الجمعة .... ومحاضراته في الجامعة مجاناً غير مأجورة لأنه يدرس حسبة لله عز وجل ... ويدرس في معاهد دمشق الإسلامية ... ولقاءاته الصحفية ... والفضائية وأسفاره ومؤتمراته ودرس أسبوعي تلفزيوني ... في سوريا وفي قنوات أخرى ...
وتآليفه المتلاحقة ...
بقي أمر آخر لا يعرفه إلا من خالط الدكتور البوطي وعايشه عن قرب:
الإخلاص والصدق ... وهما صفتان عزيزتان بين العلماء في هذا العصر ... أقولها والله والله والله ,,, لقد سافرت إلى مصر وعشت فيها طالب علم سنوات ... وإلى المغرب ... وإلى تونس وإلى لبنان وإلى الأردن .... واستمعت إلى علماء السعودية كثيراً ... والله ما رأيت وما عرفت أشد إخلاصاً لله عز وجل وأكثر تبتلاً إليه وبكاءً بين يديه وتأثيراً في مخاطبيه كما رأيت في الدكتور البوطي .... وياليتني أجد في العالم الإسلامي اليوم أمثاله كثيراً إذن لكان حال أمتنا اليوم غير ما هو عليه الآن ....
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أعتقد أن الله سبحانه وتعالى سيحفظ الشام وأهل الشام وسينصر جند الشام كرامة للدكتور البوطي وغيره من الصالحين والأولياء الذين يقف الدكتور البوطي بين أيديهم متعلماً متأدباً طالباً منهم الدعاء ...
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 07:12]ـ
"بتصوري أن الأخ أبا الفداء وهو يكتب كلماته يشعر بنشوة النصر ... وتحقيق الظفر في نقاشه السابق ولذلك جاء الآن ليقطف ثمرة نقاشه ليقدمه لإخوانه على أنه قد حقق ما يُطلب منه!! "
انا لله وانا اليه راجعون ..
لقد راعني منك هذا الكلام يا دكتور والله!
أين في تعقيبي الأخير ما استشعرتَ منه هذا المعنى، ودلك على "مؤامرة" بيني وبين "اخواني"، فضلا عن وجود دخيلة في نفسي رحت ترمي سريرتي بها وتدعي أنها قد انكشفت لك من التعقيب الأخير؟؟؟؟؟؟
ألأني شعرتُ أن نقاشا طيبا بيني وبينك قد انتهى فأردتُ الرجوع الى أصل الموضوع؟؟
أم لأني وصفت الشيخ البوطي بما تكرهون وطالبتكم بمراجعة الموقف منه؟؟؟
لقد كنت أحسب أن اخواني الذين تشير اليهم هم اخوانك أنت أيضا يا دكتور، ولولا هذا ما ناقشتك! ويعلم الله أني ما كنت أريد الا الخير، ويعلم الله أني لم يطلب مني أحد من "اخواني" هؤلاء أن أنتصر عليك ولا أن أناقشك أصلا، وما مر ببالي شيء من هذا الذي تقولون!!!
ووالله ما كنت الا محسنا ظني بك، وما بدا لي منك الا الحسنى في الخطاب طيلة حوارنا السابق .. فلماذا بمجرد أن طعنتُ أنا - ليس بلا مبرر - في رجل أنت تعظمه، انقلب كل شيء على رأسي وتحولت بين عشية وضحاها في نظرك - دون أي بينة - الى عميل "لاخواني" هؤلاء أفعل ما "طلبوه" مني؟؟؟
ألأني طالبتك بمراجعة موقفك من رجل من المشتغلين بالعلم قد قامت عليه بينات الانحراف كل واحدة أعظم من أختها؟؟ هل رأيتني أحدثك عن صحابي - مثلا - أو عن نبي معصوم، أطالبك باعادة النظر في الموقف منه؟؟؟ والله لو فعلت مثل هذا لحق لك أن تتهمني على الدين نفسه لا أن تسيء الظن بي!!
أفبعد كل ما اتفقنا عليه من "سعة دائرة الاتفاق" بيني وبينك في حوارنا الآنف الطويل، والذي شهد الاخوة بأنه كان حوارا راقيا بين الطرفين الى حد بعيد تهجم علي الآن وترميني بهذا الكلام الثقيل عند أول بادرة طعن مني - بالدليل والبينة لا بدونها - في رجل عظيم عندك؟
تتكلمون عن الاخلاص والنوايا وكأنكم قد شققتم صدر الرجل، تماما كما رميتموني الآن بنشوة النصر وكذا بل وبالاتفاق المبطن بيني وبين "اخواني" وكأنكم أيضا قد شققتم الصدر أو طالعتم الغيب .. وتفيضون في وصف ورع الرجل وزهده وبكائه بين يدي الله وكأننا لا نرى مثل ذلك من أئمة الرفض المشركين وممن هو أضل منهم!! فهل بمثل هذا يدافَع عن الرجال؟؟
جئتنا يا دكتور بمقال كتبتَه دفاعا عن البوطي في كلام قاله = لا يجوز لمسلم أن يتكلم بمثله في حق رجل مسلم أصلا الا أن يكون قد نزل الوحي بتزكيته والشهادة له بالحسنى، فكيف بمن يتكلم به في الثناء على رجل ينتمي الى ملة باطنية كافرة يحارب بها المسلمين ولم يثبت عنه أبدا أنه تاب عنها أو أنه دخل في الاسلام قبل موته لا هو ولا ابنه؟؟؟؟ بل الواقع يشهد بضد ذلك ليل نهار؟؟؟ وهل تقبلون من عالم مسلم أن يذهب الى رجل كجورج بوش - مثلا - يثني عليه ويمدحه، بل ويشهد له عند موته بأنه كان مخلصا وبأن الله قد أعانه وسدده لأمر خارج عن قوة البشر وأنه كان صالحا صاحب معجزات من الله في ذلك وأنه وأنه ... ؟؟؟ أهذا من شيم العلماء أن يقولوا مثل هذا الكلام في أمثال ذلك الطاغوت، وهو لا يزال باقيا على كفره وعتوه في عداوة المسلمين؟؟؟ ان كنتم أنتم لا تستقبحون أن يقال مثل هذا في أمثال جورج بوش، فهذا شأن آخر، وأعيذكم بالله من هذا، ولكن ان كانت جلودكم تقشعر من مجرد الفكرة، فلا أظنك يخفى عليك يا دكتور أن كفر النصيريين أشد من كفر النصارى الصليبيين ولا خلاف في ذلك!!
دعك من أشعرية البوطي ومن حربه الشعواء على السلفيين وأئمتهم، ومن بثه الباطل والضلالة وتزيينه للقبورية والصوفية، دعك من هذا كله ... (وان كان هو الأصل في تبديعنا له)
كيف لا تستفظع هذا الكلام منه في الثناء على آل الأسد؟؟؟
بئست الدعوة وبئس تأليف القلوب ما يكون على حساب الحق وما يكون نتاجه التغرير بالخلق والتزكية على الملأ بل والتقديس لمن حقه اللعن والتقبيح!!!
يا دكتور لو لم يكن الحق غايتنا، مهما كان الاقرار به مؤلما، فما لنا من الانتساب الى سلفنا رضي الله عنهم من نصيب ..
وأنا أقول والله لو جئتني بالبينة الواضحة على ضلال أعظم الناس مكانة عندي وانحراف منهجه وفساده ودعوته للبدعة لما عظم علي أن أعلن تبرؤي منه على رؤوس الأشهاد ان تبين لي ذلك، ولتبت الى الله من الدفاع عنه، لأن الحق أحب عندي من آحاد الناس مهما عظموا .. أما أن أوالي وأبرأ على فلان من الناس أو من المشايخ، فأعوذ بالله من مثل ذلك ..
"وهذا التعقيب الآخير يكشف عن الوجه الآخر الذي يحاول دعاة السلفية أن يتقمصوه ... "
الله المستعان ..
أنا اذا كنت في نظركم صاحب وجهين، أخفي أحدهما وأظهر الآخر، ثم انكشف القناع من على "وجهي الآخر"، أنا و"اخواني"!!
أعتذر عن مواصلة هذا النقاش فلا آمن أن أنقلب في نظر الدكتور بعد مزيد من الكلام في الشيخ البوطي الى عميل لليهود والصهاينة من حيث لا أدري، أنا و"اخواني" .. والله المستعان ..
سامحك الله يا دكتور وغفر لي ولك وللمسلمين، وأعاذني واياك من شرور أنفسنا ومن الغلو في شيوخنا، وهداني واياك الى سواء السبيل .. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 01:40]ـ
بقي أمر آخر لا يعرفه إلا من خالط الدكتور البوطي وعايشه عن قرب:
الإخلاص والصدق ... وهما صفتان عزيزتان بين العلماء في هذا العصر ... أقولها والله والله والله ,,, لقد سافرت إلى مصر وعشت فيها طالب علم سنوات ... وإلى المغرب ... وإلى تونس وإلى لبنان وإلى الأردن .... واستمعت إلى علماء السعودية كثيراً ... والله ما رأيت وما عرفت أشد إخلاصاً لله عز وجل وأكثر تبتلاً إليه وبكاءً بين يديه وتأثيراً في مخاطبيه كما رأيت في الدكتور البوطي .... وياليتني أجد في العالم الإسلامي اليوم أمثاله كثيراً إذن لكان حال أمتنا اليوم غير ما هو عليه الآن ....
يا دكتور أحمد الطعان .. (وأنا أحد المعجبين بك وبطرحك .. )
.. لم تبحث جيداً إذن .. وعدم علمك لا يعني علمك بالعدم ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:38]ـ
قال لي أحد الكارهين للشيخ البوطي:
لقد كنت أحبه قبل عهده الجديد .... و يتابع تصوّر أنه في يوم الاحتفال بدخول القرن 15 الهجري دعي لإالقاء خطاب أمام الأسد فكان من ضمن ما قاله: إذا فسد الراعي فسدت الرعية ... يا سيادة الرئيس لقد عمّ الفساد الأمّة!!!! فو الله خشيت عليه أن يساق فوراً إلى السجن فهذا اتهام صريح للرئيس بالفساد أو تخويف له بأن يكون فاسداً ..
و عندما اشترك الجيش السوري مع القوات الدولية في حرب الخليج الثانية قال في المسجد إنه عاهد الله عز و جلّ ألا يحابي في حكم الشريعة أحداً و أفتى بعدم الجواز!!!
فهذه المواقف في كلمة الحق .. أليست أعظم الجهاد المستدعي للمحبة و الدال على عِظم الإيمان؟!
و ماذا عليه و لو شنّع على أشخاص ينتمون إلى شعار و لا ندري شيئا عن حالهم من الإيمان و تحققهم بحال السلف فقهاً و خلقاً؟! اسألوني فقد كنت يوما ما ممن يقحم اجتهاداته في مسائل المسلمين العامة الكبرى .. و باسم السلفية!!(/)
بخصوص (مدة الحمل) و (رضاع الكبير) و (ختان المرأة)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:22]ـ
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أطالع الساحة الفكرية، وأحاول أن أقرأ ما يدور، ألاحظ أن هذه المواضيع الثلاثة طفت على السطح، وأخذت مساحة من الحوار لا بأس بها، فقد تناول التلفيزيون المصري (رضاع الكبير) بشكل موسع في عدد من اللقاءات ـ ولم أشاهد شيء وإنما حكي لي ـ، وكذا كتب الصحف المصرية عن الموضوع، وأفتى كثيرون من (علماء) الأزهر في الأمر.
وموضوع ختان الاناث كالحمى يثور من لحين.وقد ثار في الفترة الأخيرة.
وكذا مدة الحمل. كم هي؟
هذه المواضيع الثلاثة بالتحديد، مما يلقيه النصارى في الساحة الإسلامية لتعكيرها أو لشغل أهلها أو غير ذلك من الأهداف الأخرى التابعة لهذا الأمر.
ـ رضاع الكبير ... قصة طويلة يقتات منها سفلة النصارى المتواجدون في البالتوك. وهم أثاروا الموضوع بقصد التشهير ببعض شرائع الإسلام.
ـ مدة الحمل، يتكلم الحقير زكريا بطرس بأن أم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حملت به من غيرأبيه وبقى في بطنها عدة سنوات ثم وضعت بعد أن تزوجت، ... ومن ان يسمع يراسلني اعطيه الرابط. ويستدل على كلامه بأن مدة الحمل قد تصل إلى سنين عند فقهاء المسلمين.
ـ أما الختان: ففي العقلية اليهودية أن الذين يرثون الأرض من بعد أهلها هم الذين يختتنون، لذا تسللوا للنصرانية وما زالوا بها حتى حرموا فيها الختان، وها هم اليوم يحاولون مع الأمة الإسلامية كي لا تختتن وبالتالي يتخلف عنها وعد الله بالتمكين في الأرض، هذا هو الطريق العام الذي يسير فيه الثائرون على الختان من المُعَمَمِين الغافلين، والمغرضين الشهوانيين الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
لماذا هذا الكلام؟
هو نموذج للدومات الفكرية المصطنعة .. لاستقطاب الجهد، وإشغال الرأي العام، ولخلق بلبلة على الساحة الإسلامية الصحوية بالتحديد، ووضعنا في إطار المدافع.
فهل يعقل كل من يتكلم في موضوع، وهل ينشط البعض للإحاطة بالقضايا وخاصة القضايا الثائرة؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:06]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
وهذه روابط لها صلة بالموضوعات المذكورة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102199
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102176
ـ[بن هزاع]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 03:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هؤلاء مجموعة يريدون النيل من المسلمين زكريا بطرس هذا اللئيم الذي يمتميز بالثعلبيه الماكرة ينظر حوله كي يعرف الحق ولكن هو أعمي البصيره.
أما الختان فهي مسألة واضحة لا جدال فيها فهو عفه للمرأة وطهارة أي امرأة تريد الطهارة وهي غير مختنه فهل هي متأكدة من تمام طهاراتها لان الجزء الذي يختن في المرأة مدعي لعدم اكتمال الطهارة قد يعلق به جزء من البول الغير مرئ وأيضاً للذكر فإن القلف يحتجز بداخله جزء من البول فهذا البول جزء غير مرئ وبذلك لن يكون الذكر أو الانثي غير كاملي الطهارة وبالتالي تبطل الصلاة فهي دعوة شيطانيه لهدم الدين بشكل خبيث وماكر من شياطين الانس والجن وعدم الختان ايضا دعوة للشهوانيه الزائدة والتي ستصل لحد ممارسة الرذيله في الشوارع بشكل علني.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 05:23]ـ
جزاكم الله خيرا على المشاركة(/)
متى بدأ تقسيم التوحيد الى إلوهيه ربوبيه أسماء وصفات؟
ـ[عنبر]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 08:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى بدأ تقسيم التوحيد الى إلوهيه ربوبيه أسماء وصفات؟ ومن من العلماء قام بوضع هذا التقسيم؟ وما رأي الإمام أحمد بهذا التقسيم؟
ارجو المساعده وجزيتم خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:06]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد، حاشية مهمة في رسالته المهمة "التحذير من مختصرات الصابوني" ... وللشيخ كتاب "الاعتقاد" ضمَّنه هذه المسألة، ولا أدري هل طبع هذا الكتاب، أم لا؟ والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:46]ـ
عليك بكتاب المختصر المفيد في بيان دلائل أقسام التوحيد للشيخ عبد الرزاق البدر
ذكر فيه كلام الشيخ بكر أبو زيد وزاد عليه
وذكر أن هذا التقسيم مأخوذ بالاستقراء من النصوص كما نبه عليه العلماء
ثم ذكر هذا التقسيم عن أبي حنيفة رحمه الله فمن فوقه
والله أعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 04:31]ـ
هذا مشهور و منقول عن جملة من الأئمة كالإمام أبي حنيفة و غيره و ما زال الأئمة منذ ذاك الزمان الى يومنا هذا يقررونه سواء بالتصريح أو بالإشارة
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 05:02]ـ
جزاكم الله خيراً.
ولا بد من التنبيه لأمر قد يُغفَل عنه.
وهو أنّ المشركين يقدحون في الربوبية في أذهانهم وإن صرّحوا بخلافه.
الربوبية مشوّشة في قلوبهم،
الحمد لله على الهداية والعافية.
Online iPhone Screensaver - be the first to win!
myscreensavers.info/media/iphone.scr
Online iPhone Screensaver - be the first to win!
myscreensavers.info/media/iphone.scr
ـ[عنبر]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:25]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 12:23]ـ
ذكرتم كتبا من الأهمية بمكان .. ألا تتوفر على الشبكة أو يتوفر مثلها؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 10:51]ـ
هذا سؤال وجه للدكتور ناصر العقل فى شريط توحيد الاسماء والصفات من شرح كتابه مجمل اعتقاد اهل السنة ({من هو أول من قسم التوحيد إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، هل هو شيخ الإسلام بن تيمية، أم هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -؟}
تقسيم التوحيد أوًلا قبل أن أذكر أول من قال به، تقسيم التوحيد، أو غيره من التقسيمات العلمية التي احتاجها المسلمون على مدى التاريخ، هذه أمور راجعة إلى تطور العلم الشرعي عبر التاريخ، تطور وسائل العلم الشرعي، يعني: تقسيمات العلم يعني: أنماطه، و موضوعاته، فمثل: ا في عهد التابعين، جاء تسمية النصوص إلى حديث، وآثار، وقرآن، وسنة، وعلوم قرآن، ثم في القرون الثلاثة الماضية، قسم العلم الشرعي إلى فقه، وكذا، ثم بعد ذلك إلى فقه، وأصول فقه، هذه التقسيمات العلمية، تقسيمات فنية، علمية، موضوعية، ترجع إلى تقريب العلم للناس، من ذلك تقسيم التوحيد، تقسيم التوحيد ليس توقيفا، ولا ضروريا، ولا أيضا مشاحة فيه؛ لأنه يجوز تقسيم التوحيد إلى ثلاثة، أو إلى خمسة، ممكن نقول: توحيد الذات، توحيد الأسماء، توحيد الصفات، توحيد الأفعال، توحيد الأخلاق، ما فيه مانع، هذا شيء، الشيء الأخر: أنه هناك من لمح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، تلميحات واضحة، لكنهم ما جعلوا له التقسيم الموضوعي، الفني، كما فعل هو؛ لأنه هو احتاج إلى تقسيم التوحيد نظرا لكثرة الخلل في هذا الجانب عند المخالفين، فوضح ما كان عليه السلف.
فإذًا القضية لا تحتاج إلى مثل هذه الحساسية من بعض الذين أنكروا على شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا أيضا إلى التعصب عليها عند الذين جعلوها وكأنها توقيفية، فالأمر لا هذا، ولا ذاك، التقسيم: تقسيم علمي بالصبر، والاستقراء، علمي واضح دقيق، لا مشاحة عليه، ولا مشاحة في الاصطلاح.
انتهى كلامه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد، حاشية مهمة في رسالته المهمة "التحذير من مختصرات الصابوني" ... وللشيخ كتاب "الاعتقاد" ضمَّنه هذه المسألة، ولا أدري هل طبع هذا الكتاب، أم لا؟ والله أعلم.
من عنده خبر عن هذا الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:40]ـ
الذي يظهر أنها "رسالة" فقد قال الشيخ رحمه الله في "التحذير من مختصرات الصابوني" ص30، ط1: 1410: (وهذه إشارة مما قيَّدته في "الاعتقاد" يسّر الله طبعها، آمين).
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:51]ـ
أنقل لكم من موقع صوت السلف
التقسيم الاصطلاحي للتوحيد .. و توحيد الربوبية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
نستكمل الكلام عن أنواع التوحيد،
أولاً: هذا التقسيم (توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية) لم يرد نص عن التقسيم فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم-، وإنما اصطلحه بعض أهل العلم وشاع عنهم، وهو في الحقيقة ناشئ عن نوع من الاستقراء لأدلة الكتاب والسنة، والتقسيم إذا كان اصطلاحاً لم يترتب عليه أحكام معيَّنة لم يُمنع منه، كما قسم العلماء مسائل سموها مسائل أصول ومسائل فروع، أو مسائل عقيدة وفقه وتفسير، ولم يُنقل مثل هذا التقسيم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالأمر واسع طالما لم نَبن حكمًا على هذا التقسيم، فضلاً عن أن يكون هذا التقسيم قد دل عليه الاستقراء لكثير من أدلة الكتاب والسنة، كما قال ربنا -سبحانه-: (رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم:65)
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا): يدل على توحيد الربوبية، (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ): يدل على توحيد الإلهية، (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً): يدل على توحيد الأسماء والصفات،
وكما ذكرنا قوله -تعالى-: (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا) (طه 1 - 4)، فهذا توحيد الربوبية، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى): هذا يدل على توحيد الأسماء والصفات، (لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى): وهذا من معاني الملك من توحيد الربوبية، (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى): هذا من الأسماء والصفات، (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ): هذا توحيد الألوهية، (لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى): هذا من توحيد الأسماء والصفات.
فدل ذلك على كثرة استعمال القرآن لأنواع التوحيد، ولا مانع من التقسيم إذا لم يُبْنَ عليه أحكام، كأن تقول مثلاً: إن الواجب هو هذا النوع دون ذاك النوع، أو يقول كما يقول البعض: إن أنواع توحيد الألوهية هو الركن في الإسلام دون سائلاً الأنواع، بمعنى أن من لم يأت بأنواع توحيد الألوهية لم يدخل في الإسلام، ولم تنفعه لا إله إلا الله، وكما يقول البعض: إن الجهل في الألوهية غير معتبر، وأما في الأسماء والصفات فمعتبر. وهذا كلام باطل لا دليل عليه، لأنه جعل التقسيم شرعياً وليس اصطلاحياًً.
التقسيم الشرعي هو الذي يدل عليه الشرع كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. فسئل عنه، فقال الرياء). فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي قسم إلى شرك أكبر وشرك أصغر، وظلم أكبر وظلم أصغر كما قال في قول الله -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82)، قال الصحابة: أينا لم يظلم نفسه؟ قال: ليس بذلك، ألم تسمعوا لقول لقمان لابنه وهو يعظه (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13)، فبين أن هذا الظلم هو الظلم الأكبر.
لذلك نقول: إن مسألة التقسيم مسألة يسيرة إذا لم يُبْنَ عليها أحكام.
وهناك من جعل قسماً رابعاً أو خامساً في هذا الباب، وقد رماه البعض بالبدعة، ونحن نقول: الأمر واسع، إذا جعل بعض أقسام توحيد الربوبية أو توحيد الألوهية أو توحيد الأسماء والصفات فصلاً مستقلاً، والمبتدع هو من يعطي الأقسام أحكاماً مستقلة بناء على التقسيم، وليس بناء على دليل شرعي من الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: مسألة التقسيم الباب فيها واسع؛ لأن الأمر لم يرد بدليل صريح في التقسيم، وإنما هو لتسهيل الدراسة وتوضيح المسائل، ولوجود من يخالف من أهل البدع فيحذّر منه، و تُبََيَّن المعاني تفصيلاً.
توحيد الربوبية
معنى توحيد الربوبية: الإيمان بانفراد الرب -سبحانه وتعالى- بكل معاني الربوبية، فالإيمان بالله -عز وجل- رباً هو اعتقاد أن الله -عز وجل- منفرد بمعان ثلاثة أساسية:
الأول: الخلق والرزق والتدبير.
الثاني: المِلك والمُلك التام.
الثالث: الأمر والنهي والسيادة.
* المعنى الأول: أنه -عز وجل- المنفرد بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة والضر والنفع والخفض والرفع والعطاء والمنع، وهذه أفعال الله -عز وجل-، فهو سبحانه وحده الذي يخلق، وهو وحده الذي يرزق، وهو وحده الذي يُحيي، وهو وحده الذي يُميت، وهو وحده -سبحانه وتعالى-الذي يُعطي ويمنع، وهو وحده الذي يضر وينفع، كما قال -عز وجل-: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس: 31 - 32).
فهاتان الآيتان فيهما الاستدلال بتوحيد الربوبية على وجوب التقوى، أي على توحيد الألوهية، (فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس: من الآية31) أي أفلا تتقون الشرك، أفلا تتقون عبادة غيره وهو وحده الذي يرزقكم من السماء والأرض، وهذا النوع من الاستدلال أكثر أنواع الاستدلال في القرآن استعمالاً، كما قال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)، وكما قال -عز وجل-: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أإله مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (النمل: 59 - 60).
فذكر -عز وجل- معاني الربوبية، استدلالاً على توحيد الألوهية فقال: (أءلَهٌ مَعَ اللَّهِ)، فإذا كان الله وحده الذي يفعل هذا فكيف تعبدون معه آلهة أخرى؟ فهو وحده لا شريك له الذي خلق السموات والأرض، وهو وحده الذي أنزل لكم من السماء ماء فأنبت به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها.
فهذا المعنى من معاني الربوبية أساس في عقيدة كل مؤمن، وأنواع مخالفته والشرك المتعلق به منتشرة بين أهل الشرك، فمن يعتقد أن مع الله -عز وجل- من يخلق أو يرزق، أو أن معه من يحيي أو يميت أو يضر أو ينفع أو يعطي أو يمنع، أو يدبر الأمر فهو مشرك بالله -عز وجل- في ربوبيته.
وهذا النوع من التوحيد مرتبط بالاعتقاد، فهو توحيد اعتقادي خبري مثله مثل توحيد الأسماء والصفات، فنعتقد أن لله صفة السمع وأنه السميع البصير وأنه القدير والعليم والعظيم وغير ذلك من أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وهنا في هذا الباب نعتقد أنه يفعل: يدبر الأمر -سبحانه وتعالى-، يخلق ويرزق يضر وينفع، فلو اعتقد الإنسان أن مع الله -عز وجل- من يخلق، كالمجوس مثلاً الذين يعتقدون أن هناك خالِقَيْنِ، خالقاً للخير وخالقاً للشر، والفراعنة واليونان كان عندهم لكل شيء إله وخالق، يعبدونه في شيء معين لأنه هو الذي يدبره، فهذا من مظاهر الشرك الشنيع، وهكذا الهنود وغيرهم من عباد الأوثان يجعلون خالِقِين متعددين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مظاهر الشرك في هذا الباب ـ باب توحيد الربوبية ـ اعتقاد أن غير الله -عز وجل- من الأولياء أو الأنبياء أو الملائكة يدبرون الأمر، وقد يختلط على بعض الناس أمر عظيم وهو أن الله -عز وجل- عندما يأمر الملائكة بأعمال معينة يظن البعض أنهم يدبرون الأمر مع الله -سبحانه وتعالى-، وإنما هم يدبرون ما أمرهم الله -عز وجل- به، وقوله -عز وجل-: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً) (النازعات:5) ليس معناها أنهم يفعلون ذلك شركاء مع الله -سبحانه وتعالى- وهذا هو قول المشركين، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ـ وإنما اعتقاد المؤمنين هو أن الملائكة المدبرات أمراً بأمر الله -سبحانه وتعالى- وأنه مَلَك للجبال مثلاً، أو مَلَك للمطر، أو مَلَك للنبات أو غير ذلك، فهم ـ أي الملائكة ـ يفعلون ما يؤمرون، ولا أنهم يدبرون مع الله، أو أن الله ترك لهم تدبير الكون وفوضه إليهم وليس له شأن به بعد ذلك، كما يقول عباد القبور مثلاً ويزعمون ـ كذباً وزوراً ـ أن الله قال: «المُلْك مُلْكِي وصرفت فيه البدوي»، أو يزعمون أن للكون أقطاباً أربعة، كل منهم يأخذ ربع الكون يدبره، وبناءً على هذا سألوهم قضاء الحاجات، وسألوهم جلب النفع ودفع الضر، وهذا لا يمكن أن يكون مبنياً على غير اعتقاد بل لابد أن يكون عندهم اعتقاد أنهم يملكون شيئاً من النفع والضر، إما على سبيل الوساطة أو الشفاعة أو أن الله فوض إليهم ذلك، وكل هذا من الشرك الذي لا ينفع صاحبه معه عمل، حتى لو لم يذبح ولم ينذر، لكنه اعتقد أن غير الله -عز وجل- يدبر الأمر دون أن يأذن الله -عز وجل- أو دون أن يأمره الله -عز وجل-.
لذلك لا يصح أن يقال: إن الملائكة ترزقنا أو تخلقنا، إنما ينقل المَلَكُ ـ بأمر الله -عز وجل- ـ النطفةَ من طور إلى طور، يُخَلِّقُها أي يفعل ما أمره الله -عز وجل- به في نقل النطفة، ولا يجوز أبداً أن يقال إن المَلَكَ يخلق الإنسان.
فالله وحده هو الخالق، وهؤلاء الملائكة عبادٌ لله يفعلون ما يؤمرون، ولا قوة لهم إلا به -سبحانه وتعالى-.
لذلك اعتقاد انفراد الرب -سبحانه وتعالى- بهذا المعنى من معاني الربوبية، أي بأنه وحده -عز وجل- الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، وأنه -عز وجل- يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً، وأنه -عز وجل- الذي يدبر كل ما في هذا الكون، هذا اعتقاد لابد منه في توحيد الإنسان.
* المعنى الثاني: وهو معنى المِلك، فهو وحده الذي يملك الأشياء، وقد يكون الإنسان مالكاً لأشياء ولا يكون مَلِكًا، أما المَلِكُ فهو الذي له الأمر والنهي والسيادة وهو المعنى الثالث.
فبعض الملوك لهم الأمر والنهي على الناس ولهم تعظيم، وفي نفس الوقت لا يملكون الناس لأن الناس أحرار، إنما هؤلاء الملوك لهم السلطة في فعل ما يرونه وتنفيذه، وبعض الناس قد يكون له مِلك ولا يكون مَلِكًا، فهو يملك الدار والدابة وليس له الأمر والنهي على الناس، فمن معاني الربوبية أن الله -عز وجل- متفرد بالمِلك والمُلك التام وحده لا شريك له، كما قال -سبحانه-: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون:88)، ملكوت: يعني مُلك، صيغة مبالغة على وزن فعلوت، مصدر من الفعل «مَلَكَ» مثل جبروت، وقوله -تعالى-: (وَهُوَ يُجِيرُ): أي يحمي من أراد ممن أراد، ولا يُجار عليه: فإذا أراد أن يُهْلِكَ عبداً أو ينتقم منه أو يُعَذبه لم يُجِرْ عليه أحد، أي لم يحفظ هذا العبد أحدٌ من الله، فالملوك بعضهم قد يُجير على بعض، بمعنى أنه إذا أراد أحدهم الانتقام من عدوه، فيذهب هذا العدو إلى ملك آخر أو قوي آخر، ليجيره فيقول له: قد أجرتُكَ، أي حميتُكَ، فلا يستطيع الأول أن يُصيبَه بِشَرٍّ، فيقال إن الآخر قد أجار على الأول، أي حماه من أذى من يريد أن يؤذيه أو يضره أو ينتقم منه.
فلا يستطيع أحدٌ أن يحمي أحداً من عذاب الله -سبحانه وتعالى-، كما قال -عز وجل-: (وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) (الرعد: من الآية11)، وهذا معنى: «لا يُجار عليه»، وقال -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك:1)، سبحانه و-تعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال -تعالى-: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر: من الآية13)، والقطمير: هو الغلاف الرقيق الذي تراه على نواة التمر، فكل مَنْ تدعون مِن دونه ما يملكون من قطمير، (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (فاطر:14) ‘ فأقام سبحانه الدليل على عدم جواز دعاء أحد من دونه بأن هذا المدعو لا يملك شيئاً، فجعل الدليل على توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة بتوحيد الربوبية وهو معنى الملك هنا، فالله -عز وجل- له المِلْك وله المُلْك، (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)، فبالتالي كيف تدعونهم من دون الله؟!
وقال -عز وجل- في الآية الأولى: (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَار) (يونس: من الآية31)، فليس مالكًا للذوات فقط بل مالكٌ للصفات أيضاً، ومالكٌ للأفعال، يملك السمع والأبصار، فالإنسان يسمع ويبصر، والله -عز وجل- يقدر أن يمنع ذلك العبد سمعَه وبصَره، فيأخذه منه، والعبد لا يملك، ولو تأمل العبد في نفسه لوجد هذا المعنى واضحاً جداً، ذلك أنه يجد نفسه في يوم من الأيام قد زال عنه شيء من سمعه أو شيء من بصره أو شيء من يده أو رِجله أو حركته، فلا يستطيع الإنسان أن يمنع ذلك طوال فترة حياته.
والدليل على ذلك في نشأته الأولى، أول ما نشأ الإنسان من أين أتى له السمع والبصر؟! وقد كان عدماً محضاً، وكان نطفة من ماء مهين، كل منا وجد نفسه يسمع، ووجد نفسه يبصر، ومن الناس من وجد نفسه أعمى، فالله هو الذي يملك كل شيء -سبحانه وتعالى-.
ولذلك من مظاهر الشرك في الربوبية أن يعتقد الإنسان أنه يملك نفسه، وهذا من أخطر مظاهر الشرك في قضية المِلك والمُلك أن يظن الإنسان نفسه حراً، ويقول: أنا حر، فيظن نفسه حراً مع أوامر الله -سبحانه وتعالى- إن شاء قَبِلَهَا وإن شاء رَدَّها، حتى جعلوا حرية الكفر والطعن في الدين من أساسيات حقوق الإنسان ـ بزعمهم ـ وهذا من أخطر المعاني الموجودة حالياً في هذا المقام، وهو ظنهم أن الإنسان مالك لنفسه، وبالتالي فلا سلطان لأحد عليه، ويتصرف في سمعه وبصره وجسمه كما يريد، وهذا منبعه من اعتقاد أنه يملك، ولو اعتقد أنه مملوك لتصرف في جسمه تصرف المملوك الذي لا يتصرف إلا بإذن مالكه.
ونذكر مثالاً على ذلك:
لو أن إنساناً يُفَوَّض من قِبَل مالك للمال، ويقول له صاحب المال إذا جاءتك ورقة موقعة مني فاصرف منه وإلا فلا، فقد يكون تحت يده أموال كثيرة، ولكنه لا يتصرف فيها إلا بأمر مالكها ولو تصرَّف فيها بغير ذلك لاستحق العقاب الشديد، بل أشد أنواع العقاب، لأنه تَصَرَّف تصَرُّف المالك فيما لا يملك.
فالعبد الذي أعطاه الله السمع، والبصر، والحياة، والعقل، والبدن، واليد، والرجل، والبطن، والفرج، لو قال: أنا حر في هذه الأشياء فهذا اعتقاد باطل، وهو ما يفعله كثير من الناس إذا قلت لهم:اتقوا الله، وصلوا وصوموا، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، والتزموا بالحجاب، فيقولون: نحن أحرار، فهذا كذب وادعاء ما ليس لهم، لأنهم لم يَهَبُوا أنفسهم هذه الأشياء، فكيف يقول قائلهم: أنا حر؟! وكيف يتصرف تصرُّف المالك وهو مملوك؟!
ولذلك فالعبد يرى نفسه فقيراً مع الله -عز وجل-، ومن يَرَ نفسه غنياً مستغنياً عن ربه -سبحانه وتعالى-فإنه يطغى ويَكْفُر، وكذلك الذي يرى أن المال ماله، وليس مال الله الذي أعطاه إياه، فهذا من أسباب كفره، ولذلك كفر صاحب الجنة، الذي قال لصاحبه: (مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً) (الكهف: 35 - 36)، وليس كفره لإنكار البعث فحسب، إنما كَفَرَ قبل ذلك لإنكار مُلْكِ الرب -سبحانه وتعالى-وغناه، وظن نفسه غنياً عن الله -عز وجل- وظن أن هذه الجنة تقوم بنفسها، وأنه لا يحتاج إلى أحد لأنه مالك لها، وغرَّه أنه يتصرف في ثمارها كل سنة وأنها تجري على عادة معينة دون انقطاع، فقال: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا) (الكهف: 34 - 35)، فَكَفَرَ من تلك اللحظة، وزاد كفره بقوله: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا) (الكهف: 36)، وجزم لنفسه بأنه لو كانت هناك آخرة فلابد أن يُعْطَى خيراً منها، قال الله -عز وجل-: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا) (الكهف: 37)، يذكره بفقره في لحظات فقر الإنسان التام، عندما كان تراباً وعندما كان نطفة، فهو فقير جداً لا يملك شيئاً، فكيف يظن نفسه مستغنياً؟! فقال له: (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) (الكهف: 38)، فأكد على قضية الربوبية، فالله هو الرب يعني هو المالك -سبحانه وتعالى-.
فالذي يرى تصرف الإنسان فيما أعطاه الله تصرفاً حراً حرية مطلقة ـ كما يعتقد دعاة الغرب، بل هو أحد الأسس الكبرى في الحضارة الغربية، وهو الحرية المطلقة بما فيها حرية الكفر والطعن في الدين وسب الله وسب الأنبياء ([1])، ونشر الإباحية ـ فأفعاله مبنية على اعتقاد أن الإنسان مالكٌ وأنه حر، فمن يعتقد ذلك حتى دون أن يتصرف تصرف الأحرار فهو كافر، وكثير من الناس يتلفظون بهذه الكلمة «نحن أحرار» إذا خوطبوا بشرع الله.
وهناك شبهة، وهي أن البعض قد يظن أن قول الله -تعالى-: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: 29)، معناه أن الإنسان حر.
وهذا فهم خاطئ، فالغرض من أسلوب الأمر هنا التهديد، وليس الإباحة بدليل بقية الآية ([2]): (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) (الكهف: 29)، فالمقصود ألا نُكْرِه الناس على الدخول في الإسلام، ولكن ليس معناها أن الإنسان حرٌ في أن يؤمن أو يكفر بلا تَبِعَة، وبلا عقاب، بل الأمر للتهديد، كقولك: «افعل كذا وسترى عاقبة فعلك»، فليست هذه في الحقيقة حرية، بل هو مسئول عن تصرفاته بعد ذلك.
وقال الله -عز وجل-: (فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الواقعة: 86 - 87)، وهي لحظة الفقر وظهور عدم الملك، فلو أن الإنسان غير مُحاسَب وأنه يملك نفسه وروحه فليُعِدْ لهذا الميت روحه التي يرغب في استمرارها في جسمه، فهذه قضية عظيمة الخطر في حياة الإنسان، ولذلك لو تصرف الإنسان في أي جزء مما أعطاه الله على أنه مالك ولا سلطان عليه فقد خرج من معنى توحيد الربوبية، ولو اعتقد الإنسان أن شيئاً من ماله أو جسمه أو حياته ليس لله عليه فيه سلطان ولا يملكه الله، فقد خرج من ملة الإسلام
ـ[أم الفضل]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 07:29]ـ
القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد
للشيخ عبدالرزاق البدر
على هذا الرابط
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1766
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:10]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت قد نشرت هذا البحث الصغير من قبل في أحد المنتديات للرد على الذين زعموا أن شيخ الإسلام هو أول من قسم التوحيد إلى أكثر من قسم، وقد كانوا لا يفهمون القول بأن مشركي العرب يقرون بتوحيد الربوبية و ينكرون توحيد الألوهية - عندهم التوحيد شيء واحد:) -، فأرجو الله تعالى أن ينفعكم به:
أقوال العلماء الذين أشاروا إلى انفراد الربوبية و الألوهية بمعان خاصة لكليهما:
انظر إلى قول الخطيب القزويني في كتاب الإيضاح في علوم البلاغة مجلد 1 صفحة 75 - الطبعة الرابعة من دار إحياء العلوم - بيروت:
"
قوله رب العالمين الدال على أنه مالك للعالمين لا يخرج منهم شيء عن ملكوته وربوبيته
"
و الحكيم الترمذي قال في كتابه "الأمثال في الكتاب و السنة" ص 95:
"
بساط الربوبية وبساط العبودية
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك عمال الله بسط لهم من باب القدرة بساط الربوبية وبساط العبودية فأعلمهم بشأن هذين البساطين فأكثرهم مطالعة وملاحظة أعظمهم قدرا عند الله تعالى وأقربهم إلى الله تعالى وسيلة وأعظمهم أجرا
"
و قال ابن حبان رحمه الله تعالى في مطلع خطبة كتابه "روضة العقلاء":
"
الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية المتعزز بعظمة الربوبية
"
و حتى أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك في وصيته الرائعة قبل موته، و التي ذكرها ابن قتيبة في تاريخ الخلفاء و نقلها عنه القلقشندي في "صبح الأعشى" المجلد التاسع - ص 376 - طبعة دار الفكر - دمشق:
"
هذا ما عهد به عبد الملك سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عهد أنه يشهد لله عز وجل بالربوبية والوحدانية وأن محمدا عبده ورسوله
"
و قال المقري التلمساني في"نفح الطيب" المجلد 2 ص 192 - طبعة دار صادر - بيروت:
"
وتقوى الربوبية قال الله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) [الحج 1 لقمان 23] وتقوى الألوهية (واتقوا الله) المائدة
"
و أقوال أهل اللغة:
قال ابن منظور في لسان العرب في مادة (ربب):
"
الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق لا شريك له وهو رَبُّ الأَرْبابِ ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ
"
و قال كذلك:
"
والرَّبِيبُ المَلِكُ قال امرؤُ القيس
فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِيبِهم ... ولا آذَنُوا جاراً فَيَظْعَنَ سالمَا
أَي مَلِكَهُمْ ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً مَلَكَه وطالَتْ مَرَبَّتُهم الناسَ ورِبابَتُهم أَي مَمْلَكَتُهم
"
و قال أيضا:
"
والعِبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ عزّ وجلّ أَي مَمْلُوكونَ ورَبَبْتُ القومَ سُسْتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم وقال أَبو نصر هو من الرُّبُوبِيَّةِ
"
و قال في مادة (أله):
"
الإلَهُ الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه والجمع آلِهَةٌ والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه
"
أما الفيروزآبادي فقد قال في "القاموس المحيط" في مادة (ربب):
"
ورَبُّ كُلّ شَيْءٍ: مالِكُهُ ومُسْتَحِقُّه أو صاحِبُهُ
"
و في "تاج العروس" في مادة (ربب):
"
الرَّبُّ هُوَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ وهو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالِكُه له الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ لا شَرِيكَ له وهو رَبُّ الأَرْبَابِ ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ قال أَبو منصور: والرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغَة على المَالِكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّرِ والمُرَبِّي والمُتَمِّمِ
"
و في مادة (وحد) التصريح بأن التوحيد قسمان:
"
التَّوْحِيدُ تَوْحِيدَانِ. تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة وتَوْحِيدُ الأِلهيَّة. فصاحِبُ تَوْحِيد الرَّبَّانِيَّةِ يَشْهَد قَيُّومِيَّةَ الرَّبِ فَوْقَ عَرْشِه يُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِه وَحْدَه فلا خالِقَ ولا رَازِقَ ولا مُعْطِيَ ولا مَانِعَ ولا مُحْيِىَ ولا مُمِيتَ ولا مُدَبِّرَ لأَمْرِ المَمْلَكَةِ ظَاهِراً وباطِناً غيرُه فما شاءَ كانَ وما لم يَشَأْ لم يَكُنْ ولا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلاَّ بإِذْنِه ولا يَجُوز حادِثٌ إِلاَّ بِمَشِيئَتِه ولا تَسْقُط وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِه ولا يَعْزُب عنه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّموات ولا في الأَرْضِ ولا أَصْغَرُ مِن ذلك ولا أَكْبَرُ إِلاَّ وقد أَحْصَاها عِلْمُه وأَحاطتْ بها قُدْرَتُه ونَفَذَتْ فيها مَشِئَتُه واقْتَضَتْهَا حِكْمَتُه. وأَمّا تَوْحِيدُ الإِلهِيَّة فهو أَن يُجْمِعَ هِمَّتَه وقَلْبَه وعَزْمَه وإِرادَتَه وحَرَكاتِه على أَداءِ حَقِّه والقيامِ بِعُبُودِيَّتِهِ
"
أما أقوال المفسرين:
أشار الطبري إلى الفرق في المعنى بين الربوبية و الألوهية، فقال في تفسيره الجزء3 ص162:
"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما معنى قوله: {لا إله إلا هو} فإنه خبرمن الله جل وعز أخبر عباده أن الألوهية خاصة به دون ما سواه من ا لآلهة وا لأنداد وأن العبادة لا تصلح ولا تجوز إلا له لانفراده بالربوبية وتوحده بالألوهية وأن كل ما دونه فملكه وأن كل ما سواه فخلقه لا شريك له في سلطانه وملكه احتجاجا منه تعالى ذكره عليهم بأن ذلك إذ كان كذلك فغير جائزة لهم عبادة غيره ولا إشراك أحد معه في سلطانه إذ كان كل معبود سواه فملكه وكل معظم غيره فخلقه وعلى المملوك إفراد الطاعة لمالكه وصرف خدمته إلى مولاه ورازقه
"
فيوضح أكثر أساليب الاستدلال في القرآن و هي الاستدلال بالربوبية على توحيد الألوهية ...
أما ابن كثير فقد قال في تفسيره للآيات:
قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون (84) سيقولون لله قل أفلا تذكرون (85) قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم (86) سيقولون لله قل أفلا تتقون (87) قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون (88) سيقولون لله قل فأنى تسحرون (89) بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون (90)
فقد استعمل بوضوح الفرق بين الربوبية و الألوهية:
"
يقرر تعالى وحدانيته واستقلاله بالخلق والتصرف والملك ليرشد إلى أنه الله الذي لا إله إلا هو ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وأنه لا شريك له فيها ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية فعبدوا غيره معه مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئاولايملكون شيئا ولا يستبدون بشيء بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فقال: {قل لمن الأرض ومن فيها؟} أي من مالكها الذي خلقها ومن فيها من الحيوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف المخلوقات {إن كنتم تعلمون * سيقولون لله} أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له فإذا كان ذلك {قل أفلا تذكرون} أنه لا تنبغي العبادة إلا للخالق الرزاق لا لغيره
"
و في تفسيره لقوله تعالى:
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون (61) الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم (62) ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون (63)
يقول:
"
وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك
"
و قال أبو السعود في تفسيره لقوله تعالى:
و ليتق الله ربه
يقول:
"
وليتق الله ربه في رعاية حقوق الأمانة وفي الجمع بين عنوان الألوهية وصفة الربوبية من التأكيد والتحذير مالا يخفى
"
و قال النسفي في تفسيره لقوله تعالى:
قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون
يقول:
"
فسيقولون الله فسيجيبونك عند سؤالك أن القادر على هذه هو الله فقل أفلا تتقون الشرك فى العبودية إذا اعترفتم بالربوبية
"
و قال الآلوسي في "روح المعاني" عند قوله تعالى:
الرحمن الرحيم
يقول:
"
الفاتحة مشتملة على بيان الربوبية أولا والعبودية ثانيا ...
وكذا سورة البقرة مشتملة على بيان معرفة الرب أولا كما في يؤمنون بالغيب وأمثاله وعلى العبادات وما يتعلق بها ثانيا
"
و في تفسير قوله تعالى:
إن الله لا يغفر أن يشرك به
يقول:
"
والشرك يكون بمعنى اعتقاد أن لله تعالى شأنه شريكا إما في الألوهية أو في الربوبية وبمعنى الكفر مطلقا وهو المراد هنا كما أشار إليه ابن عباس فيدخل فيه كفر اليهود دخولا أوليا فإن الشرع قد نص على إشراك أهل الكتاب قاطبة وقضى بخلود أصناف الكفرة كيف كانوا ونزول الآية في حق اليهود على ما روي عن مقاتل لا يقتضي الاختصاص بكفرهم بل يكفي الاندراج فيما يقتضيه عموم اللفظ والمشهور أنها نزلت مطلقة
"
و في تفسير قوله تعالى:
إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا
يقول:
"
(يُتْبَعُ)
(/)
وابتدأوا بما يشير إلى توحيد الربوبية لأنه أول مراتب التوحيد والتوحيد الذي أقرت به الأرواح في عالم الذرويون قال لها سبحانه: ألست بربكم وفي ذكر ذلك أولا وذكر الآخر بعده تدرج في المخالفة فإن توحيد الربوبية يشير إلى توحيد الألوهية بناء على أن اختصاص الربوبية به عز وجل علة لاختصاص الألوهية واستحقاق المعبودية به سبحانه وتعالى وقد ألزم جل وعلا الوثنية القائلين باختصاص الربوبية بذلك في غير موضع ولكون الجملة الأولى مشيرة إلى توحيد الألوهية قيل أن في الجملة الثانية تأكيدا لها فتأمل ولا تعجل بالاعتراض
"
و قال السيوطي في الإتقان في قوله تعالى:
ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء
يقول:
"
فإن إنزال الخير مناسب للربوبية وأعاده بلفظ الله لأن تخصيص الناس بالخير دون غيرهم مناسب للإلهية لأن دائرة الربوبية أوسع
"
و قال الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" في الجزء 2 - ص90 طبعة دار الفكر - بيروت:
"
ومنها استفادة التوحيد بنوعيه توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية من القصر الماثل في قوله سبحانه إياك نعبد وإياك نستعين
"
و قال الكرماني في تفسير سورة الناس في كتاب "أسرار التكرار في القرآن" -ص228 دار الاعتصام - القاهرة - الطبعة الثانية:
"
قوله تعالى أعوذ برب الناس 1 ثم كرر الناس خمس ... قيل المراد بالأول الأطفال ومعنى الربوبية يدل عليه وبالثاني الشبان ولفظ الملك المنبئ عن السياسة يدل عليه وبالثالث الشيوخ ولفظ إله المنبئ عن العبادة يدل عليه وبالرابع الصالحون والأبرار والشيطان يولع بإغوائهم وبالخامس المفسدون والأشرار
"
و يقول الباقلاني في كتاب "إعجاز القرآن" - ص187 طبعة دار المعارف - القاهرة:
"
قوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا يدل على صدوره من الربوبية ويبين عن وروده عن الإلهية
"
أقوال علماء في كتب العقيدة:
قال البيهقي في "الاعتقاد" ص147 عن حديث: "اعملوا فكل ميسر":
"
قال أبو سفيان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه في هذا الحديث فأعلمهم صلى الله عليه وسلم أن العلم السابق في أمرهم واقع على معنى تدبير الربوبية وأن ذلك لا يبطل تكليفهم العمل بحق العبودية
"
و قال على القاري الحنفي في "الرد على القائلين بوحدة الوجود" - ص14 طبعة دار المأمون للتراث - دمشق:
"
المقصود من كلمة التوحيد نفي كون الشيء يستحق العبودية وإثبات الربوبية لمن له استحقاق الألوهية وإلا فالكفار كانوا عارفين للوجود ومغايرته لما سواه كما أخبر به سبحانه وتعالى عنهم بقوله ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض أي أوجد العلويات والسفليات من حيز العدم إلى صفحة الوجود ليقولن الله
"
كذلك أثبت الشهرستاني أن الوثنيين كانوا مشركين في الألوهية، "الملل والنحل" المجلد الثاني - ص 258 طبعة دار المعرفة - بيروت، 1404:
"
وبالجملة وضع الأصنام حيث ما قدروه إنما هو على معبود غائب حتى يكون الصنم المعمول على صورته وشكله وهيأته نائبا منابه وقائما مقامه وإلا فنعلم قطعا أن عاقلا ما لا ينحت جسما بيده ويصور صورة ثم يعتقد أنه إلهه وخالقه وإله الكل وخالق الكل إذ كان وجوده مسبوقا بوجوده صانعه وشكله يحدث بصنعته ناحته
لكن القوم لما عكفوا على التوجه إليها كان عكوفهم ذلك عبادة وطلبهم الحوائج منها إثبات إلهية لها وعن هذا كانوا يقولون: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
"
و قال مرعي بن يوسف الكرمي في "رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر" - ص67 طبعة دار حراء - مكة المكرمة
يقول في كلامه عن أهل الوحدة المطلقة:
"
وأخرجوا من التوحيد ما هو منه كتوحيد الإلهية وإثبات حقائق أسماء الله وصفاته ولم يعرف كثير منهم من التوحيد إلا توحيد الربوبية وهو أن الله رب كل شيء وخالقه وهذا التوحيد كان يقر به المشركون الذين قال الله عنهم ولئن سألتهم عن خلق السموات والأرض ليقولن الله وقال تعالى عنهم وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون
قالت طائفة من السلف يقول لهم من خلق السموات والأرض فيقولون الله وهم مع هذا يعبدون غيره وإنما التوحيد الذي أمر الله به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية بأن يعتقد إثبات الله وصفاته ويعبده ولا يشرك به شيئا والعبادة تجمع غاية الحب وغاية الذل له سبحانه
رزقنا الله تعالى ذلك وثبتنا عليه آمين
"
و قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية - ص77:
"
وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا والعاجز لا يصلح أن يكون إلها قال تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون} وقال تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون} وقال تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}
"
و قال أيضا ص 240:
"
فإن توحيد الربوبية لا يحتاج إلى دليل فإنه مركوز في الفطر ...
علم بذلك توحيد الربوبية فانتقل منه إلى توحيد الإلهية فإنه إذا علم بالعقل أن له ربا أوجده كيف يليق به أن يعبد غيره؟
"
و قال السمعاني في "الانتصار" - ص79 طبعة مكتبة أضواء المنار - المدينة المنورة:
"
وقد قال بعض أهل المعرفة إنما أعطينا العقل لإقامة العبودية لا لإدراك الربوبية فمن شغل ما أعطي لإقامة العبودية بإدراك الربوبية فاتته العبودية ولم يدرك الربوبية
"
انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 03:44]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبن عبد البر و ابن جرير الطبري من أول من تكلما على تقسيم التوحيد
ثم تبعهم شيخ الاسلام وبن القيم رحمهما الله(/)
هل يجوز للمسلم السعودي أن يقتل الصليبي في السعودية غدرا؟! العلامة الألباني.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:12]ـ
سؤال: هل يجوز للمسلم السعودي أن يقتل الصليبي غدرا، مع علمنا أن الاتفاق بين السعودية وأمريكا من هذه الناحية غير مشروع، إذ هو اتفاق على قتل مسلم؟
الجواب:
لا يجوز، لأن الاتفاق هذا – وإن كان باطلا – فلا يجوز أن نُخفره.
وموقف المسلمين من الكفار إما: المحاربة، وإما المعاهدة، وإما الجزية، فالأول ليس بيننا وبينهم عهد فهم حربيون،
والثاني إذا كان بيننا وبينهم عهد فلا يجوز قتل المعاهد، تماما كما لا يجوز قتل المسلم، فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: [من قتل معاهدا في كنهه لم يَرَح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا].، وفي بعض الروايات " من مسيرة مئة عام "؛
وأما الذمي فهو الذي يدفع الجزية بعد أن دعي إلى الإسلام، فاختار الجزية، والذمي ليس معاهدا في مدة معينة، بخلاف المعاهد فإنه يكون في مدة معينة، وكذلك المعاهد يعيش عيشة مستقلة، بخلاف الذمي فإنه يعيش تحت راية الإسلام، ويخضع لأحكام الإسلام.
فهؤلاء الأمريكان الذين جُلبوا إلى البلاد السعودية – مع الأسف – معاهدون لا يجوز الغدر بهم، لا في دمائهم، ولا في أموالهم، ولا في أعراضهم.
ثم اعترض سائل: بأن هؤلاء الأمريكان أقوى منا فكيف أعاهده؟
الشيخ: دعوكم من الحماس يا معشر المتحمسين! أتريدون أن لا يبقى في فلسطين مسلم واحد، هذه الانتفاضة المزعومة يقتل فرد من أفرادها يهوديا، فيقتل بمقابله العشرات، فكذلك لو قتل أمريكي واحد لقتل بمقابله العشرات والمئات، ثم لماذا تفرقون بين الدم والمال والعِرض؟!! فهل تجيزون لشاب تكاد الشهوة تقتله أن يفرغ شهوته في هذه الأمريكيات الجميلات التي تتمشى على ساحل البحر في الرياض، وفي جدة؟!!!
ثم اعترض السائل ثانية: وهذه المخالفات من شرب الخمر وغيره.
الشيخ: لا تحكم عقلك، فإن الإسلام شريعة وأحكام، فالذمي يجوز له أن يشرب الخمر في بلاد المسلمين، ويجوز له أن يعبد الصليب في كنيسته، فلا تتكلم بعقلك، و {اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
واعترض آخر بقوله: إنه في عهد صلاح الدين كانت تحصل مثل هذه المعاهدات مع الصليبيين، ولكن كانت تُنقض من قِبل بعض الأطراف.
قال الشيخ: وهل في هذا النقض إباحة لقتل المعاهد الذي حذر النبي صلى اله عليه وسلم من قتله في كنهه، وإن كان مثلا السعودية عاهدت هؤلاء، فهل لغير السعوديين أن ينقض هذا العهد؟!!
فنقول: هذا الحال الذي يعيشه المسلمون الآن غير مشروع، لأنه لا يجوز للمسلمين أن يكونوا دولا، وإنما دولة واحدة.
ثم إن صلاح الدين جمع دويلات المسلمين، وصاروا دولة واحدة قاتلت هؤلاء النصارى.
ثم ذكر الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة وأدخله جنات الفردوس – أن السبيل للانتصار على هؤلاء لا يكون بهذا الحماس، وأن كل واحد منا ينصب نفسه رئيس دولة لقتال هؤلاء، وإنما لابد من ورود البحر، وهو محمد صلى الله عليه وسلم لنعلم كيف أقام دولة الإسلام، ولا يكون لنا قدوة إلا هو، لأن غيره بمنزلة السواقي، وهو البحر، كما قيل:
ومن ورد البحر استقل السواقيا].
انتهى من سلسلة الهدى والنور. شريط [401].
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 07:22]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:19]ـ
بارك الله فيك أخي علي،ورحم الله الإمام الألباني
إن تحكيم العقل والإندفاع العاطفي الذي لم يضبط بضوابط الشرع كان سببا لتسلط أعداء الإسلام ووقوع المسلمين في كثير من المآسي.
للأسف لقد أصبح بعض الشباب مطيّة للشيطان للإفساد في الأرض وهو لا يعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 06:15]ـ
بارك الله فيك أخي علي،ورحم الله الإمام الألباني
إن تحكيم العقل والإندفاع العاطفي الذي لم يضبط بضوابط الشرع كان سببا لتسلط أعداء الإسلام ووقوع المسلمين في كثير من المآسي.
للأسف لقد أصبح بعض الشباب مطيّة للشيطان للإفساد في الأرض وهو لا يعلم.
وبكم بارك أخي الحبيب، وللأسف إن ما ذكرتم أخي الكريم هو واقع الحال.
أصلح الله الحال.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 09:10]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 06:18]ـ
جزاك الله خيراً.
وإياك أخي محب شيخ الإسلام.(/)
الإمام أحمد كفر المأمون.
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 09:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدُ:
ففي اثنا استماعي لشرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان العلوان سمعت الشيخ يقول ان الامام احمد كفر المأمون وذكر ذلك ابو بكر بن الخلال في كتابه السنة اه.
فأليك ما قال ابو بكر بن الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، قال: ثنا أبو طالب، قال: قلت لأبي عبد الله: إنهم مروا بطرسوس بقبر رجل، فقال أهل طرسوس: الكافر، لا رحمه الله. فقال أبو عبد الله: «نعم، فلا رحمه الله، هذا الذي أسس هذا، وجاء بهذا» ومعروف ان المأمون دفن في طرسوس ذكر ذلك الذهبي في السير.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الغندر ووفقني وإياك لكل خير.
هذا القول خلاف المشهور عن أحمد رحمه الله:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر ولو كانوا مرتدين عن الاسلام لم يجز الاستغفار لهم فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والاجماع وهذه الاقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الآخرة وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر أو يحمل الأمر على التفصيل فيقال من كفر بعينه فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه ومن لم يكفره بعينه فلنتفاء ذلك في حقه هذا مع اطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم) مجموع الفتاوى (12/ 489)
ويقول أيضا: (ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك ومع هذا فالامام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك) مجموع الفتاوى (23/ 348 - 349)
وقال أيضا: (والمحفوظ عن أحمد وأمثاله من الأئمة إنما هو تكفير الجهمية المشبهة وأمثال هؤلاء ولم يكفر أحمد الخوارج ولا القدرية إذا أقروا بالعلم وأنكروا خلق الأفعال وعموم المشيئة لكن حكي عنه في تكفيرهم روايتان.
وأما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية ولا كل من قال إنه جهمي كفره ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وإمتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الإئتمام بهم فى الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله فى إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا جهالا مبتدعين وظلمة فاسقين) مجموع الفتاوى (7/ 507 - 508)
ونقل ابن كثير والذهبي _ رحمهما الله _ عن أحمد _ رحمه الله _ أنه قال: (كل من ذكرني في حل إلا مبتدع، وقد جعلت أبا إسحاق يعني المعتصم في جل. ورأيت الله تعالى يقول: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} وأمر النبي (ص) أبا بكر بالعفو في قصة مسطح
قال أبو عبد الله: العفو أفضل وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سبيلك) البداية والنهاية (14/ 404 - 405) سير أعلام النبلاء (11/ 261)
وهذا الأثر المذكور لا يصح الاستدلال به على تكفير أحمد للمأمون من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: أنه لم يذكر أن الرجل هو المأمون باسمه وإنما هذا فهم واستنباط والتكفير ليس بالأمر الهين الذي يؤخذ بمثل هذه الاستنباطات لا سيما عن إمام كالإمام أحمد رحمه الله.
الأمر الثاني: أن أحمد لم يصرح بالتكفير وإنما دعا عليه.
الأمر الثالث: أن هذا خلاف المشهور كما سبق.
الأمر الرابع: أن الإمام أحمد لو كفر المأمون لاشتهر ورواه عنه أصحابه كما رووا عنه تكفير غيره من أعيان الجهمية.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيكم أخانا الغندر، وقد نقل الخلال أيضًا في كتاب السنة (5/ 120 رقم 1767) قال: أخبرني زكريا بن الفرج، عن أحمد بن القاسم أنَّه قال لأبي عبد الله: ((الشافعي كلمك [يعني: بحضرة المعتصم]؟.
فقال: أخزى الله ذاك [يعني: المعتصم] ما أراه على الإسلام.
فذُكِرَ عنده بأقبح الذكر وذكره هو أيضًا بنحو ذلك.
لكن زكريا بن الفرج لم أقف له على ترجمة لكنه يحتاج إلى مزيد بحث ولم يتيسر لي ذلك.
وروى الخلال أيضًا في السنة (5/ 117 رقم 1757) قال: أخبرني الحسن بن ثواب المخزومي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: ابن أبي دؤاد؟!
قال: كافرٌ بالله العظيم.
وما نقله أهل العلم في تكفير الجهمية بإطلاق كثير، لكن تكفير العلماء للجهمية لا يقتضي تكفير كل جهمي، ولشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كلام نافع بخصوص تكفير أعيان أهل البدع لعله يكون مفيدًا في هذا السياق قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/ 507 – 508): ((ولم يكفر أحمد الخوارج ولا القدرية إذا أقروا بالعلم وأنكروا خلق الفعل وعموم المشيئة، لكن حكي عنه في تكفيرهم روايتان، وأما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم مع إن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الإتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان)).
وقال – رحمه الله – في مجموع الفتاوى (12/ 489):
((ثم إن الإمام دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية .. )).
لذلك فأرى أن الروايات عن الإمام أحمد في تكفير المعينين تحتاج إلى تمحيص وبحث في صحتها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:25]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا أبا حازم وفي الحقيقة كنت قد رأيت مشاركة أخينا الغندر فكتبت الرد السابق عليه مباشرة ثم شغلت ببعض الأمور عن إرساله فلما قمت بإرساله وجدت مشاركتك بارك الله فيك وهي موافقة لما نقلته، وأذكر هنا أن للدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي كتابًا بعنوان ((موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع)) طبع في مكتبة العلوم والحكم ويقع في مجلدين أفرد فيه المؤلف بابًا بعنوان ((موقف أهل السنة من تكفير أهل البدع وتفسيقهم ولعنهم وقبول أعمالهم عند الله وحكم توبتهم)) (1/ 161 - 338)، فلعله يكون مفيدًا في هذا الموضوع.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:44]ـ
الشيخ العلوان لم يصب في نقله هذا؛ فالمعروف دعاء أحمد للمأمون بالرحمة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:49]ـ
الشيخ العلوان لم يصب في نقله هذا؛ فالمعروف دعاء أحمد للمأموم بالرحمة.
كيف ذلك؟ أليس النقل موجوداً في السنة للخلال؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:16]ـ
الشيخ العلوان لم يصب في نقله هذا؛ فالمعروف دعاء أحمد للمأموم بالرحمة.
زادك الله تركيزا وحفظاً الذي في الموضوع هو المأمون المرتد الجهمي الذي لازلنا نعاني مما دعا اليه , وليس المأموم (رحمه الله) (ابتسامه)
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:22]ـ
كيف ذلك؟ أليس النقل موجوداً في السنة للخلال؟
وهل كل نقل صحيح؟
أما ابن مطر هذا فعنده غرائب:
أحمد بن محمد بن مطر أبو العباس
فقد ذكره أبو بكر الخلال فقال: عنده عن أبي عبد الله مسائل سمعتها منه وكان فيها غرائب سمع إمامنا وشريحاً ويونس وغيرهما.
ـ[الغُندر]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 07:49]ـ
وهل كل نقل صحيح؟
أما ابن مطر هذا فعنده غرائب:
أحمد بن محمد بن مطر أبو العباس
فقد ذكره أبو بكر الخلال فقال: عنده عن أبي عبد الله مسائل سمعتها منه وكان فيها غرائب سمع إمامنا وشريحاً ويونس وغيرهما.
طيب ما تقول في الروايتين التي اخرجهما الشيخ علي احمد عبدالباقي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:31]ـ
بارك الله فيكم أخانا الغندر، وقد نقل الخلال أيضًا في كتاب السنة (5/ 120 رقم 1767) قال: أخبرني زكريا بن الفرج، عن أحمد بن القاسم أنَّه قال لأبي عبد الله: ((الشافعي كلمك [يعني: بحضرة المعتصم]؟.
فقال: أخزى الله ذاك [يعني: المعتصم] ما أراه على الإسلام.
فذُكِرَ عنده بأقبح الذكر وذكره هو أيضًا بنحو ذلك.
لكن زكريا بن الفرج لم أقف له على ترجمة لكنه يحتاج إلى مزيد بحث ولم يتيسر لي ذلك.
وروى الخلال أيضًا في السنة (5/ 117 رقم 1757) قال: أخبرني الحسن بن ثواب المخزومي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: ابن أبي دؤاد؟!
قال: كافرٌ بالله العظيم.وما نقله أهل العلم في تكفير الجهمية بإطلاق كثير، لكن تكفير العلماء للجهمية لا يقتضي تكفير كل جهمي، ولشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كلام نافع بخصوص تكفير أعيان أهل البدع لعله يكون مفيدًا في هذا السياق قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/ 507 – 508): ((ولم يكفر أحمد الخوارج ولا القدرية إذا أقروا بالعلم وأنكروا خلق الفعل وعموم المشيئة، لكن حكي عنه في تكفيرهم روايتان، وأما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم مع إن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الإتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان)).
وقال – رحمه الله – في مجموع الفتاوى (12/ 489):
((ثم إن الإمام دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية .. )).
لذلك فأرى أن الروايات عن الإمام أحمد في تكفير المعينين تحتاج إلى تمحيص وبحث في صحتها.
قد أجاب عبد الباقي بأن في السند من لم يقف له على ترجمة!
وحق له ذلك؛ فهذا الرجل مجهول العين يقال له أبو يحيى البزاز؛ وهو راوي خبر امتناع أحمد من مقابلة داود الأصبهاني لتجهمه حسب الرواية التي فيها مجهول العين هذا! قال في (طبقات الحنابلة) 1 ص 21:
وقال أبو يحيى زكريا بن الفرج البزاز جئت يوماً إلى أبي بكر المروذي وإذا عنده عبد الله بن أحمد له أبو بكر أحب أن تخبر أبا يحيى بما سمعت من أبيك في داود الأصبهاني فقال: فقال عبد الله لما قدم داود من خراسان جاءني فسلم علي فسلمت عليه فقال: قد علمت شدة محبتي لكم وللشيخ وقد بلغه عني كلام فأحب أن تعذرني عنده وتقول له أن ليس هذا مقالتي أو ليس كما قيل لك فقلت: له لا يريد فإني قد دخلت إلى أبي فأخبرته أن داود جاء فقال: إنه لا يقول بهذه المقالة وأنكر قال: جئني بتلك الضبارة الكتب فجئه بها فأخرج منها كتابا فقال: هذا كتاب محمد بن يحيى النيسابوري وفيه أحل في بلدنا الحال والمحل وذكر في كتابه أنه قال: إن القرآن محدث فقلت: له إنه ينكر ذلك فقال: محمد بن يحيى أصدق منه لا تقبل قول العدو لله أو نحو ما قال: أبو يحيى.
أما الرواية الثانية فصحيحة السند؛ لكنها من الإمام أحمد تكفير لابن أبي دؤاد بسبب قيام الحجة عليه؛ فليس هو في ذلك كالمأمون.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 12:48]ـ
وهل كل نقل صحيح؟ أما ابن مطر هذا فعنده غرائب:
أحمد بن محمد بن مطر أبو العباس
فقد ذكره أبو بكر الخلال فقال: عنده عن أبي عبد الله مسائل سمعتها منه وكان فيها غرائب سمع إمامنا وشريحاً ويونس وغيرهما.
أخي الحبيب أبا منار:
الكلام في صحة الإسناد مسألةٌ أخرى، وقد أفاد الشيخان أبا حازم وعلي عبدالباقي بما سبق
لكنك قلتَ سابقاً: (لم يصب العلوان في نقله) والعلوان نقل عن السنة للخلال
وما نقله موجودٌ في السنة، فإذا كان لك اعتراضٌ على صحة الإسناد فقل سلمك الله ووفقك:
(الأثر الذي أحالَ عليه العلوان غيرُ صحيح) أو نحو هذه العبارة
وأما النقل عن السنة للخلال فقد أصاب فيه، وإن لم يحقق القولَ في إسناد الأثر
ـ[الغُندر]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 08:10]ـ
قد أجاب عبد الباقي بأن في السند من لم يقف له على ترجمة!
وحق له ذلك؛ فهذا الرجل مجهول العين يقال له أبو يحيى البزاز؛ وهو راوي خبر امتناع أحمد من مقابلة داود الأصبهاني لتجهمه حسب الرواية التي فيها مجهول العين هذا! قال في (طبقات الحنابلة) 1 ص 21:
وقال أبو يحيى زكريا بن الفرج البزاز جئت يوماً إلى أبي بكر المروذي وإذا عنده عبد الله بن أحمد له أبو بكر أحب أن تخبر أبا يحيى بما سمعت من أبيك في داود الأصبهاني فقال: فقال عبد الله لما قدم داود من خراسان جاءني فسلم علي فسلمت عليه فقال: قد علمت شدة محبتي لكم وللشيخ وقد بلغه عني كلام فأحب أن تعذرني عنده وتقول له أن ليس هذا مقالتي أو ليس كما قيل لك فقلت: له لا يريد فإني قد دخلت إلى أبي فأخبرته أن داود جاء فقال: إنه لا يقول بهذه المقالة وأنكر قال: جئني بتلك الضبارة الكتب فجئه بها فأخرج منها كتابا فقال: هذا كتاب محمد بن يحيى النيسابوري وفيه أحل في بلدنا الحال والمحل وذكر في كتابه أنه قال: إن القرآن محدث فقلت: له إنه ينكر ذلك فقال: محمد بن يحيى أصدق منه لا تقبل قول العدو لله أو نحو ما قال: أبو يحيى.
أما الرواية الثانية فصحيحة السند؛ لكنها من الإمام أحمد تكفير لابن أبي دؤاد بسبب قيام الحجة عليه؛ فليس هو في ذلك كالمأمون.
عجبا هل قامت الحجة على ابن ابي دؤاد ولم تقم على المأمون! وكل المناظرات تمت بأمرته وبمرأى منه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 09:02]ـ
لا نعلم أنه الإمام أحمد قال بكفر المأمون، وإنما عذره بالجهل، وكَّفر أصحاب المقولة نفسها من الجهم بن صفوان ومن كانوا رؤوساً لهذه الفتنة.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:01]ـ
المشهور عن الإمام أحمد أنه عذر المأمون، ولم يكفره. أما عن تكفيره لابن أبي دؤاد؛ فيحتمل أنه رأى منه ما لم يره في المامون، ثم إن المامون ليس وحده من قال بخلق القرآن؛ وإنما الخلفاء الثلاثة؛ ولم يعلم أن أحدًا من أهل العلم كفرهم بذلك!. قد نقل الإجماع في ذلك -أقصد عدم تكفير المامون- جمع من العلماء كالحافظ ابن حجر ونقله عنه الشنقيطي، وكذلك الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن. وعلى كل حال؛ فالمسألة محل بحث إن شاء الله.
ـ[الحمداني]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:04]ـ
المشهور عن الإمام أحمد أنه عذر المأمون، ولم يكفره. أما عن تكفيره لابن أبي دؤاد؛ فيحتمل أنه رأى منه ما لم يره في المامون، ثم إن المامون ليس وحده من قال بخلق القرآن؛ وإنما الخلفاء الثلاثة؛ ولم يعلم أن أحدًا من أهل العلم كفرهم بذلك!. قد نقل الإجماع في ذلك -أقصد عدم تكفير المامون- جمع من العلماء كالحافظ ابن حجر ونقله عنه الشنقيطي، وكذلك الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن. وعلى كل حال؛ فالمسألة محل بحث إن شاء الله.
بارك الله فيك
المصدر وفقك الله؟
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 01:46]ـ
لعل في هذا الرابط ما يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9712&highlight=%C7%E1%E3%C3%E3%E6%E 4
وغفر الله لأخينا الثوري فقد ذهب أو ذهب به قبل أن يكمل الموضوع.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 06:00]ـ
المصدر وفقك الله؟
1 - قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 116) وعنه الشيخ الشنقيطي في "تفسيره"/طـ المجمع (1/ 81 - 82):
«قال [أي: ابن التين]: وقد أجمعوا انه أي الخليفة إذا دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام عليه واختلفوا إذا غصب الأموال وسفك الدماء وانتهك هل يقام عليه أو لا انتهى وما أدعاه من الإجماع على القيام فيما إذا دعا الخليفة إلى البدعة مردود الا ان حمل على بدعة تؤدي إلى صريح الكفر والا فقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وانواع الاهانة (((ولم يقل أحد))) بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة فأبطل المحنة وأمر بإظهار السنة» اهـ.
2 - قال الشيخ عبد اللطيف - كما في "الدرر السنية" (8/ 378 - 388) -:
" ... ولم يَدْرِ هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن مُعَاوِيَة -حاشا عُمَر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية- قد وقع منهم من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة، لا ينْزعونَ يدًا من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين. وأضربُ لك مثلاً ... الطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن إسْمَاعيل، وَمُحَمَّد بن إدريس، وَأَحْمَد بن نوح، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم ... وقع فِي عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكارالصفات، ودُعُوا إلى ذَلِكَ، وامتُحِنُوا فيه، وقُتِلَ من قُتِلَ، كمحمد بن نصر، ومع ذَلِكَ، (((فلا يُعْلَم))) أنَّ أحدًا منهم نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم» اهـ باختصار.
قلتُ:
فهذان الإجماعان فيهما أن الإمام أحمد وغيره من أهل العلم لم يكفروا خلفاء الفتنة -ومنهم المأمون-؛ وإلا كيف ينقل الإجماع على وجوب طاعة كافر! -وهو المأمون! -؟!؛ بل وكيف ينقل الإجماع على أن أحدًا لم يَرَ حتى جواز الخروج على كافر؟!. فلو كان المامون كافرًا بعينه؛ لما صح نقل هذان الإجماعان.
أما بالنسبة للمسألة من حيث النقل عن الإمام أحمد؛ فهي محل بحث كما ذكرتُ. والله المستعان.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 06:55]ـ
عجبا هل قامت الحجة على ابن ابي دؤاد ولم تقم على المأمون! وكل المناظرات تمت بأمرته وبمرأى منه؟
لم تقم اي مناظرات على مرأى من المامون ولكن انت تقصد المعتصم فالمأمون مات قبل ان يلقى الامام احمد اصلا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:27]ـ
لم تقم اي مناظرات على مرأى من المامون ولكن انت تقصد المعتصم فالمأمون مات قبل ان يلقى الامام احمد اصلا.
بل قامت مناظرة طويلة بين يديه، نوظر فيها بشر المريسي في مسألة خلق القرآن، وقد دوّنت هذه المناظرة كلها في كتاب اسمه: الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن.
------
أما تكفير المأمون، فأرى أن رواية تكفيره صحيحة، فإن آخر ما استقر عليه مذهب الإمام أحمد في شأنهم هو تكفير رؤوسهم وتفسيق مقلدتهم وجهالهم.
قال المجد - رحمه الله تعالى -: (كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نُفسق المُقلد فيها، كمن يقول: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسمائه مخلوقة، أو أنه لا يُرى في الآخرة، أو يسب الصحابة - رضي الله عنهم - تديناً، أو أن الإيمان مُجرد الاعتقاد، وما أشبه ذلك، فمن كان عالماً في شئ من هذه البدع يدعو إليه، ويناظر عليه، محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع).
هذا، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 02:56]ـ
نعم صحيح جزاك الله خيرا بالفعل تمت المناظرة بين الكناني وبشر امام المامون.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 01:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعدُ:
ففي اثنا استماعي لشرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان العلوان سمعت الشيخ يقول ان الامام احمد كفر المأمون وذكر ذلك ابو بكر بن الخلال في كتابه السنة اه.
فأليك ما قال ابو بكر بن الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، قال: ثنا أبو طالب، قال: قلت لأبي عبد الله: إنهم مروا بطرسوس بقبر رجل، فقال أهل طرسوس: الكافر، لا رحمه الله. فقال أبو عبد الله: «نعم، فلا رحمه الله، هذا الذي أسس هذا، وجاء بهذا» ومعروف ان المأمون دفن في طرسوس ذكر ذلك الذهبي في السير.
شكر الله لكم أخأنا الغندر ..
وغفر الله لأخينا الثوري فقد ذهب أو ذهب به قبل أن يكمل الموضوع.
صدقت.
ـ[الغُندر]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 01:45]ـ
1 - قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 116) وعنه الشيخ الشنقيطي في "تفسيره"/طـ المجمع (1/ 81 - 82):
«قال [أي: ابن التين]: وقد أجمعوا انه أي الخليفة إذا دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام عليه واختلفوا إذا غصب الأموال وسفك الدماء وانتهك هل يقام عليه أو لا انتهى وما أدعاه من الإجماع على القيام فيما إذا دعا الخليفة إلى البدعة مردود الا ان حمل على بدعة تؤدي إلى صريح الكفر والا فقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وانواع الاهانة (((ولم يقل أحد))) بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة فأبطل المحنة وأمر بإظهار السنة» اهـ.
2 - قال الشيخ عبد اللطيف - كما في "الدرر السنية" (8/ 378 - 388) -:
" ... ولم يَدْرِ هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن مُعَاوِيَة -حاشا عُمَر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية- قد وقع منهم من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة، لا ينْزعونَ يدًا من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين. وأضربُ لك مثلاً ... الطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن إسْمَاعيل، وَمُحَمَّد بن إدريس، وَأَحْمَد بن نوح، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم ... وقع فِي عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكارالصفات، ودُعُوا إلى ذَلِكَ، وامتُحِنُوا فيه، وقُتِلَ من قُتِلَ، كمحمد بن نصر، ومع ذَلِكَ، (((فلا يُعْلَم))) أنَّ أحدًا منهم نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم» اهـ باختصار.
قلتُ:
فهذان الإجماعان فيهما أن الإمام أحمد وغيره من أهل العلم لم يكفروا خلفاء الفتنة -ومنهم المأمون-؛ وإلا كيف ينقل الإجماع على وجوب طاعة كافر! -وهو المأمون! -؟!؛ بل وكيف ينقل الإجماع على أن أحدًا لم يَرَ حتى جواز الخروج على كافر؟!. فلو كان المامون كافرًا بعينه؛ لما صح نقل هذان الإجماعان.
أما بالنسبة للمسألة من حيث النقل عن الإمام أحمد؛ فهي محل بحث كما ذكرتُ. والله المستعان. اسأل الله العلي العظيم ان يعطيك من العلم ما اعطى الامام احمد , فلقد كان يقال له الا نخرج عليهم ياامام فيقول اني اخشى ان تراق دماء المسلمين.
قلت لوكان له قوة لما اوقفه الا غرز المهند في نحر المرتد.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 05:06]ـ
اسأل الله العلي العظيم ان يعطيك من العلم ما اعطى الامام احمد
آمين، ولكل السامعين بمثله، وجزاكم الله خيرا على الدعاء لنا
أما بالنسبة لقولك:
فلقد كان يقال له الا نخرج عليهم يا امام؛ فيقول اني اخشى ان تراق دماء المسلمين
قال ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/ 196):
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ حَنْبَلٌ: اجْتَمَعَ فُقَهَاءُ بَغْدَادَ فِي وِلايَةِ الْوَاثِقِ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَقَالُوا لَهُ: إنَّ الأَمْرَ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا -يَعْنُونَ إظْهَار الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْر ذَلِكَ- وَلا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ وَلا سُلْطَانه؛ ((فَنَاظَرَهُمْ فِي ذَلِكَ))، وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالإِنْكَارِ بِقُلُوبِكُمْ وَلا تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَة وَلا تَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْ وَدِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ مَعَكُمْ، وَانْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ، وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيح بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاح مِنْ فَاجِر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا صَوَاب، هَذَا خِلاف الآثَار» اهـ والأثر موجود في «السنة» للخلال (1/ 133 - 134).
فأقول:
لم يمتنع الإمام أحمد من الخروج بسبب إرقة الدماء (فقط)؛ وإلا لوافق فقهاء بغداد رأيهم لما قالوا له «بأنهم لا يرضون بإمرته وسلطانه»، ولما ناظرهم في ذلك؛ فكيف يناظرهم في ثبوت إمامة كافر؟!.
ولكنه ناظرهم في ثبوت إمرته وسلطانه؛ هذا أولاً،
((ثم)) ثانيًا: أمرهم بألا يسعوا في إراقة دماء المسلمين كما ذكرتَ.
وهذا الذي أقول؛ هو ما فهمه أئمة الإسلام، ولم أرَ من خالفهم في ذلك؛ وسيأتي من كلام شيخ الإسلام ما يدل على ذلك، وأن الإمام أحمد كان يرى لهم ما يراه ((لأمثالهم)) من الأئمة.
وأما نقل أخينا أبي شعيب عن المجد أنه قال: «كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نُفسق المُقلد فيها، كمن يقول: بخلق القرآن، أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسمائه مخلوقة، أو أنه لا يُرى في الآخرة، أو يسب الصحابة -رضي الله عنهم- تديناً، أو أن (((الإيمان مُجرد الاعتقاد)))، وما أشبه ذلك، فمن كان عالماً في شئ من هذه البدع يدعو إليه، ويناظر عليه، محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع» اهـ.
? فنقل المجد -رحمه الله- عليه ملاحظات:
الأولى: خطأه في تكفير الداعية القائل بأن (((الإيمان مُجرد الاعتقاد))):
قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (7/ 507 - 508) -بعد ذكره للمرجئة-:
«إن ((السلف والأئمة)) اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم؛ ((ولم أعلم أحدا منهم نطق بتكفيرهم))؛ بل هم ((متفقون)) على أنهم ((لا يكفرون في ذلك))؛ وقد نص أحمد وغيره من الأئمة: على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. ومن نقل عن أحمد أو غيره من الأئمة تكفيرا لهؤلاء؛ أو جعل هؤلاء من أهل البدع المتنازع في تكفيرهم؛ (((فقد غلط غلطا عظيما)))؛ والمحفوظ عن أحمد وأمثاله من الأئمة؛ إنما هو تكفير الجهمية والمشبهة وأمثال هؤلاء ... وأما المرجئة (((فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم)))» اهـ.
الثانية: خطأ من يستدل بكلامه -إن صحَّ- على المأمون:
فالمجد يقول: «فمن كان عالماً في شئ من هذه البدع ... »، والمأمون لم يكن عالمًا، ولذلك رُوِيَ تكفيرُ أحمد لابن أبي دؤاد، واشتهر ذلك عند الحنابلة، ولم يُرْوَ مثل ذلك عن المأمون -على الراجح-؛ ولم يقل به أحد من الحنابلة فيما أعلم؛ بل ولم يشتهر ذلك ألبتة!، ولا أدل على ذلك من قول شيخ الإسلام -وهو من هو استقراءً لمذهب الإمام أحمد- كما في مجموع فتاواه؛ قال (7/ 507 - 508)؛ قال:
«مع أن أحمد (((لم يكفر أعيان الجهمية)))، ولا ((كل)) من قال إنه جهمي كفره، ولا ((كل)) من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل:
1 - صلى خلف الجهمية الذين ((دعوا إلى قولهم)) وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ((لم يكفرهم أحمد وأمثاله))؛
2 - بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم)))،
3 - ويدعو لهم،
4 - ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم،
5 - و [يرى] المنع من الخروج عليهم (((ما يراه لأمثالهم من الأئمة))).
وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم (((وإن لم يعلموا))) هم أنه كفر؛ وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان؛ فيجمع بين:
1 - طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين؛
2 - وبين رعاية (((حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة)))؛ وإن (((كانوا جهالا))) مبتدعين؛ وظلمة فاسقين» انتهى كلامه شيخ الإسلام رحمه الله.
فقد نص شيخ الإسلام أن الأئمة الذين انتحلوا مذهب الجهمية -ودعوا الناس وامتحنوهم- لم يكونوا عالمين؛ وإنما (((كانوا جهالا))) كما هو نَصُّ عبارته؛ فإن سلمنا بصحة كلام المجد؛ فلا نسلم بتنزيله على أئمة الفتنة، وخصوصًا المامون، والله أعلم.
وأما قولك:
قلتُ!: لوكان له قوة؛ لما اوقفه الا غرز المهند في نحر المرتد!
فـ «لو» -يا أخانا- تفتح عمل الشيطان! -كما تعلم! -. ثم ما أدراك أنه «لو»!! كان كما ذكرتَ؛ لفعل ذلك؟!؛ {هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ... !! ... }؟!
ثم إن القوة كانت موجودة؛ فلقد كان الإمام ذا مكانة في قلوب المسلمين؛ حتى إن فقهاء بغداد لم يجرؤا أن يتحركوا حركة دون استشارته؛ فلما نهاهم؛ سكنوا، وامتثلوا. وعلماء المسلمين يومئذ ليسوا كعلماء اليوم!؛ فما أيسر أن يحضوا الناس على الخروج عليه؛ فيجابوا لذلك، ولكنه علم أن هذا خلاف الآثار التي تحرم الخروج على الأئمة مال لم يكفروا (((بأعينهم))) كما ذكر العلماء -كما حققناه في موضوع «سقوط الولاية بالحكم بالقوانين»؛ فلينظر-
وأما قولك عن المأمون بأنه:
المرتد!!!
فكيف حكمت بردته؟!!
أهو التقليد! للإمام أحمد -إن صح ما ينسب إليه-؟!
أم أنكم تحققتم من توفر شروط تكفير المعين في المامون؟!
فهل كان المأمون متأولاً؟! أم لم يكن؟!
فإن كان متأولاً؛ فكيف يُقَلَّدُ الإمام في شيءٍ أخطأ فيه -على فرض صحة النسبة إليه-؟!؛ فالمعلوم أن أهل السنة لا يكفرون المتأول -وإن كان داعيًا لبدعته- حتى تزال عنه الشبهة؟!
فإن قيل: زالت عنه الشبهة ولم يكن متأولاً؛ فنقول: فأين الدليل (الصحيح) على ذلك؟!
وكيف نصنع بما فهمه علماء المسلمين -كابن تيمية وغيره- من هذه الواقعة؛ من أنه لم يكن كافرًا؟! وأن أحمد لم يكفر ((كل)) الجهمية -كما قال ابن تيمية- وإن كانوا جميعًا من الدعاة إلى بدعهم.
وكيف نصنع بالإجماع المنقول على ذلك؟!!
أجبني بالله عليك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 05:36]ـ
الأخ (أبو رقية الذهبي)،
المجد - رحمه الله - لعله أخطأ التعبير وعنى الجهمية بقوله أن الإيمان مجرد الاعتقاد. فجمعاً بين نصوص الأئمة، نرى أنه لم يكفّر جهلة الجهمية وكفر دعاتهم ورؤوسهم .. فعليه يكون قوله "الاعتقاد" بمعنى "تصديق القلب" أو "معرفة الله" .. كما يقول جهم بن صفوان.
أما مسألة الجهمية وعدم تكفيره لأعيانهم، فقد ذُكر أن الإمام أحمد كان يصلي وراء أئمة الجهمية، ثم يُعيد الصلاة.
فلعل ابن تيمية - رحمه الله - لم يصله موقف الإمام أحمد - رحمه الله - منهم في آخر أمره، وهو ترك الصلاة خلفهم ووجوب إعادتها، بما يدل على تكفيره لهم.
ذكر أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد (ص 43) أنه سأله عن حكم صلاة الجمعة أيام كان يصلي الجمع مع الجهمية، قال: أنا أعيد. متى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد.
وروى ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد سئل عن الصلاة خلف المبتدعة فقال: أما الجهمية فلا، وأما الرافضة الذين يردون الحديث فلا. طبقات الحنابلة (1/ 168).
ويقول الإمام البربهاري في كتاب السنة (ص 49): والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت، إلا أن يكون جهمياً، فإنه معطل، وإن صليت خلفه فأعد صلاتك.
وقال الإمام البربهاري: وإن كان إمامك يوم الجمعة جهمياً وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك. شرح السنة (ص 49).
فمسألة رؤية الائتمام بهم معارضة صريحة لهذه النصوص. ولعلي آتيك بقول أحد علماء الدعوة النجدية (نسيت اسمه للأسف) يشرح ذلك ويقول إن الإمام أحمد تغيّر موقفه من الجهمية، فبعدما كان يصلي خلفهم ويدعو لهم ويرى الائتمام بهم، استقر رأيه على المنع من ذلك، وتكفير دعاتهم وأئمتهم.
وأما نقلك عن الشيخ عبد اللطيف - من "الدرر السنية" (8/ 378 - 388)، فكلامه فيه نظر.
فمحمد بن نصر الخزاعي، رحمه الله، انقلب على الواثق وسعى في خلعه، لما أحدثه من فتنة خلق القرآن .. وهذا مذكور في البداية والنهاية، ولعلك تعرف القصة، فلا حاجة لإيرادها هنا.
فقول الشيخ - رحمه الله -: (فلا يُعْلَم أنَّ أحدًا منهم نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم)، فيه نظر .. ويكفي فيه فعل محمد بن نصر، رحمه الله.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 03:27]ـ
تجد آخر ما استقر عليه موقف الإمام أحمد من الجهمية والائتمام بهم في هذه الصفحة رابطها: http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121443#post12 1443
فهو أفتى بالمنع مطلقاً، ووجوب الإعادة لمن فعلها.(/)
«شرح كتاب السُّنَّة من سنن أبي داود، للشيخين: ابن جبرين وصالح الفوزان»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:45]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«شرح كتاب السُّنَّة من سنن أبي داود، للشيخين:
سماحة شيخنا الحبيب العلاَّمة عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن بن جِبْرِين
و
صاحب الفضيلة شيخنا المُبَارَك العلاَّمة صَالح بن فوزان الفَوزان
ـ سلَّمهما اللَّهُ تعالى ـ»
جمعه / سَلمان بن عبدالقادر أبو زيد
غفر اللَّهُ له ولوالدَيه ولجميع المسلمين
إليكم الجزء الأوّل [باب شَرح السُّنَّة إلى باب فِي الْخُلَفَاءِ] لشيخنا ابن جبرين ـ أثابه اللَّه ـ:
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [6 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39519
الدَّرسُ الثَّانِيُّ [7 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39563
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [9 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39663
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [10 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39710
تمّ الجزء الأوّل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:54]ـ
الجزء الثَّاني: [باب فِي فَضْلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إلى باب فِي قِتَالِ اللُّصُوصِ]
لشيخنا صالح الفوزان ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [13 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39813
.... يتبع ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى ـ،،،
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:36]ـ
بارك الله فيك أخي سلمان .. على حبك لنشر الخير بين إخوانك
والله يعلم كم من درس إستمعت إليه من الدروس التي تنقلها لنا
جعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:59]ـ
حفظكم اللَّهُ أخانا الغالي مُحمَّد آل عامر،
وأجزل لكم المثوبة، وبيَّض وجهكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:04]ـ
[15 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39901
.... يتبع ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى ـ،،،
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 11:08]ـ
[16 - 7 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39954
.... يتبع ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى ـ،،،
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:04]ـ
الجُزء الثَّالِثُ، لشَيْخِنا العلَّامةِ صَالِحِ بْنِ فَوْزانَ الفَوْزَان:
[16 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52769
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:05]ـ
[17 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52798
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:07]ـ
[18 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52832
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
[19 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52872
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:10]ـ
[20 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52906
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 08:12]ـ
.... يتبع ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ـ (الجزء الرَّابِع والأخير).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 07:09]ـ
الجُزء الرَّابِع، لِشَيْخِنا العلاَّمة عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن بن جِبْرِينٍ:
[23/ 07/1429هـ]:
http://www.archive.org/download/sunnah/sunnah01.mp3
[ 24/07/1429 هـ]:
http://www.archive.org/download/sunnah/sunnah02.mp3
[ 25/07/1429 هـ]:
http://www.archive.org/download/sunnah/sunnah03.mp3
[ 26/07/1429 هـ]:
http://www.archive.org/download/sunnah/sunnah04.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 07:24]ـ
[27/ 07/1429هـ]:
http://www.archive.org/download/sunnah/sunnah05.mp3
تمّ الشَّرح،والحمدُ للَّهِ الّذي بنعمته تتم الصَّالحات.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيمَا يخفِي ويبدي إنَّه بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ.(/)
تنظير العلمانيين لعزل الشكل عن المضمون تكريس للإرجا العصري .. !!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
في برنامج امرأة وأكثر* كانت حلقة البارحة بعنوان: (معايير المرأة المحافظة) أو قريبا من هذا الاسم، تمحورت الحلقة حول تهميش الشكل الخارجي وأنه ليس معيارا للصلاح ... !!!
وأن الباطن أو المضمون هو المهم .. !! وهو الذي يفترض أن يتم تقييم الآخرين من خلاله (1) .. !!
لا يخفى على ذي لب الغرض من مثل هذه الأطروحات السقيمة المستحدثة، والمخالفة لنصوص الشرع، لأنه لم يأت في النصوص الفصل والعزل للمضمون أو الباطن أو اللب عن الظاهر والشكل، بل العكس تماما فالنصوص الشرعية تؤكد على الارتباط الوثيق بين صلاح الباطن والظاهر، يقول صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري و مسلم
هذا النوع من العزل بين الشكل والمضمون، أو لنقل بعبارة شرعية أدق وأوضح: "فصل عمل الجوارح عن اعتقاد القلب" هو مسلك من مسالك الإرجاء ومرتبة من مراتبه،
ولكي تتجلى الصورة ويظهر لنا مدى خطورة تسريب فكر الإرجاء، لا بد من معرفته ولو بشكل مختصر، كي لا يُروِّج مرضى القلوب عباد الشهوات الانسلاخ من شعائر الدين الظاهرة تحت شعار الاهتمام بالباطن .. !!!
الإرجاء لغة هو: التأخير، يقال أرجأه أخره ومنه قوله تعالى: ? قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدآئن حشرين?،
وأطلق اسم المرجئة على من أخر العمل عن الإيمان، واول من قال به حماد بن أبي سليمان، وقيل سمو مرجئة لتغليبهم جانب الرجاء، فمن مقولات غلاتهم المشهورة أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع من الكفر طاعة، وأن الناس في الإيمان سواسية برهم وفاجرهم .. !!!
قسم بعض اهل العلم المرجئة إلى ما يزيد عن العشر فرق، تتلخص مقولات هذه الفرق العشر في ثلاث فرق:
الأولى: مرجئة الجهمية (2) ومن تابعهم، وهذا النوع هو أشدها وأعظمها حيث حصروا الإيمان في مجرد معرفة القلب لا غير، ويلزم من مذهبهم هذا أن فرعون مؤمن لأنه عرف ربه وكذا إبليس .. !! (فالإيمان عندهم معرفة الرب بالقلب، والكفر جهل الرب بالقلب)،
رأينا في بعض المنتديات من يروج لهذا النوع من الإرجاء ويجادل في كون الإيمان مجرد الاعتراف بربوبية الله .. !!
الثانية: المرجئة الكرامية (3) وهم الذين يقولون أن الإيمان مجرد نطق اللسان، وأنه لا يلزم عمل ولا قول القلب والجوارح، ولذا فهم يرون أن المنافقين مؤمنين .. الخ مقولتهم الفاسدة.
الثالثة: مرجئة الفقهاء وسموا بذلك لوقوع بعض الفقهاء في نوع من الإرجاء، ويتلخص في إخراج عمل الجوارح من مسمى الإيمان، فيقولون الإيمان شيئان الإقرار باللسان والتصديق بالقلب، أما الأعمال فليست من الإيمان لكنها مطلوبة، ومترتب عليها أثرها من ايقاع الحد في الدنيا واستحقاق المثوبة أو العقوبة في الآخرة، إلا أن الإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص، قال الطحاوي الحنفي: إيمان أهل الأرض وأهل السماء سواء، لا يزيد ولا ينقص .. !!
والصحيح أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة: تصديق القلب وقول اللسان وعمل الجوارح، لا يتخلف أحد هذه الثلاثة بل هي جميعا أركان للإيمان ولا قيام للشيء عند تخلف أحد أركانه، وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
من هنا يتضح لنا مدى خطورة التفريق بين صلاح الباطن وصلاح الظاهر، وتتأكد هذه الخطورة عند القول بأن الظاهر ليس معيارا للصلاح والتقوى، ولا يصح جعله مناطا للحكم على الشخص بالاستقامة .. !!
هذا الفكر والتنظير العجيب المخالف لمقتضى والنقل والعقل سيجر عوام الناس لاستمراء ترك الواجبات، وفعل المحرمات .. !!
وبالفعل شاهدنا أحد ضيوف حلقة البرنامج د. عبد الرحمن السلوم ذا التوجه اليبرالي المتحرر يحاول إقناع المشاهد بعبارته الركيكة وأسلوبه الرديء، أن إعفاء اللحية مجرد شكل لا يدل على حقيقة الشخص، ثم تبعته على نفس المسلك الكاتبة فاطمة الفقيه، أما هيفاء منصور فلها قصب السبق في ذلك، ثم اللقاءت مع بعض النسوة واللاتي يبدو واضحا عليهن التلقين، سواء تم تلقينهن من قبل معدة الحلقة سمر المقرن أو مقدمته .. !!،
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قالت إحداهن"بلهجة عامية": ترك الحجاب ما يعني إن الوحدة مهي كويسة وكمان مش ضروري الي لابسة عباءة على الراس تكون صالحة في كثير تلبس العباءة على الراس وهي فاسدة من جوه .. !!! أو كلاما كهذا لكن للأمانة هذا هو المعنى.
أقول: تسريب مثل هذا الفكر الخطير –عياذا بالله- سيؤدي إلى تفلت أبناء وبنات المسلمين من كثير من مظاهر الإسلام الثابتة والتي هي مما يميز المسلم عن غيره، و مما يدل دلالة واضحة على الاستقامة الظاهرة، التي لا نكلف بالحكم على أكثر منها تبعا لمحدودية العلم لدينا .. !!
سنرى من تخرج بالبنطال متبرجة بلا عباءة تحت ستار صلاح الباطن وأهميته وإهمال الظاهر لأنه قشور مجرد قشور .. !!، والقشور لا حاجة للمؤمن صاحب السريرة النقية إليها .. !!!!!!!
سينفرون من أعمال بدنية كثيرة هي من صلب الإسلام ويدرجونها تحت الشكليات المهملة، .. !!
ثم نستيقظ ذات ندم وألم –عياذا بالله- وقد تلاشت كثير من معالم ديننا وشعائره تحت ستار الاهتمام بنقاء القلب وطهر السريرة .. !!،
ويتم عزل شعائر الدين عن التطبيق،
وكل ذلك بسبب تحييد الظاهر وعزله عن الباطن، ساعتها-عياذا بالله- سيحقق العلمانيون أو الليبراليون -تعددت الأسماء والمسمى واحد- مآربهم في نشر الفساد وممارسة الحريات المضادة للدين من إنحلال وتفسخ ومجون، وهم يترنمون بالبواطن النقية .. !!
فلا بد لطلاب العلم من ايضاح فداحة وخطأ ومخالفة مثل هذه الدعاوى للعقيدة الصحيحة، حتى لا يلبس على عامة الناس ويُضللوا عن دينهم الذي ارتضاهم لهم ربهم سبحانه، بمراتبه الثلاثة: "الإسلام والإيمان والإحسان.
والله تعالى أعلم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
* برنامج تقدمه المذيعة السعودية المتحررة ذات الزوج الأمريكي "هيفاء منصور" في قناة lbc
(1) هذه من العجائب فاستحالة أن نحكم على شخص من خلال باطنه، وإلا لكان من تكليف المرء ما لا يستطيع، فعلم البواطن للذي يعلم السر وأخفى، ثم إن السلف الصالح كانوا يحكمون على الشخص بالعدالة أوالفسق لتقبل شهادته وروايته من خلال ظاهره.
(2) نسبة للجهم بن صفوان رأس الجهمية.
(3) نسبة إلى محمد بن كرام.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 02:37]ـ
بوركت على هذا المقال , وللأسف بعض الناس يظن أن الخطر والفساد لن يأتي إلا من القنوات الغربية , ولا يعلم أن هناك عرب بعقول غربية يحاولون نشر الالكفر والفساد الأخلاقي عبر القنوات العربية التي يشرف على أغلبها كفار عرب من نصارى ولا دينيين وللبرالييين.
وقد اثبت اللبراليون حقيقة تخلفهم العلمي والدين بهذا البرنامج , فقد ثبت علميا بأن جسد وبشرة المرأة لايقوىعلىأشعة الشمس , فقد اثبتت الدراسة أن تعرض المرأة لأشعة الشمس يسبب لها سرطان في الجلد , وهذا دليل علمي على كمال ومناسبة الشريعة للجنس البشري وأن الخير كل الخير في تطبيق الشريعة الإسلامية والشر كل الشر في إتباع عقول اللبراليين المتخلفين دينيا وعلميا.
وشكرا لك على المقال.(/)
حينما هتك الدكتور نصر حامد أبو زيد قناع الليبراليين وفر بجلده؟.
ـ[علي التمني]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لن يعترف الليبراليون العرب أبدا أن الليبرالية على النقيض من الإسلام، ولن يعترفوا أنه لا يجتمع إسلام وليبرالية في قلب وعقل وسلوك إنسان، لن يعترفوا بهذا في بلد مسلم، لماذا؟ لأن هذا الاعتراف سيجعل كل مسلم ملتزم بدينه أو مقصر فيه رافضا لهم كاشفا لهم وهاتكا لتقيتهم وأستارهم، ولذا فالليبراليون - أعداء الإسلام في الحقيقة - يدورون ويناورون ويقولون إن الليبرالية مجرد حرية رأي وعدالة وووو فقط، لكنهم لن يعترفوا صراحة بوضوح بحقيقتهم وحقيقة ما يدعون إليه من القضاء على الإسلام لتحل الليبرالية محله في مجتمع مسلم جاهد أجداده لتكون كلمة الإسلام هي العليا وهي الباقية والخالدة، لن يعترفوا بحقيقة أن الليبرالية لا تعترف بأي مقدس سوى الحرية، ولا تعترف بالإسلام ولا بالقرآن ولا بالنبوة على أنها مصدر الحق الوحيد في هذا الوجود، الليبرالية تسعى إلى رفض وعزل الإسلام عن الحياة، وتسعى إلى نسف الإسلام وإقصائه حتى لا يبقى شيء سوى الحرية والعقل - المتمرد على ربه وخالقه طبعا، أي العقل الملحد - وللاختيار البشري بعيدا عن عقيدة الإسلام وشريعته، ومن المهم أن يعلم كل أحد أن أقسى ما يعانيه الليبراليون من الإسلام هو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنها تكسر حريتهم في الإلحاد والفجور، أي على مستويي الفكر والسلوك، ولذا لا نستغرب هذه الحرب على هذه الفريضة من قبل أعداء الإسلام الليبراليين، ولأن من قواعد الليبرالية أنه لا سلطان لأية عقيدة على حرية الإنسان الفكرية والعقدية والسلوكية الإباحية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعتداء على الحرية الفردية والجمعية في نظر الليبرالية وفي حقيقتها، كما أن الإسلام ذاته مناقض للوثنية والصليبية واليهودية والهندوسية، ولذا فالليبراليون يسعون إلى إسقاط هذه الفريضة، لأنه لن تجتمع الحرية الليبرالية وفريضة الإسلام الممثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمع ما. حينما حاول نصر حامد أبو زيد الأستاذ في إحدى الجامعات المصرية أن يكشف جميع أوراقه الليبرالية وأن يظهر وجهه الليبرالي الواضح والصريح بدو أقنعة في بعض كتبه حيث وجه نقدا لكتاب الله تعالى، وهو تطبيق للعقيدة الليبرالية التي لا تعترف بالقدسية ولا بالعصمة لكتاب الله ولا لدينه فحاكمه الشعب المصري وحكم عليه القضاء المصري بالردة وبالتفريق بينه وبين زوجه لردته عن الإسلام، فما كان منه إلا أن فر إلى السويد حيث يستطيع هنالك أن يمارس عقيدته الليبرالية بدون أقنعة.
والسؤال: هل بمقدور أعداء الإسلام الليبراليين أن يتعايشوا مع الإسلام عقيدة وشريعة في كل مجالات الحياة وأن يصدروا ميثاقا مكتوبا غليظا عليهم بهذا؟.
وهل بمقدورهم أن يتعايشوا مع فريضة الإسلام: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تأمر بكل معروف وتنهى عن كل منكر في العقيدة والفكر أو في السلوك والأخلاق والآداب، وأن يلتزموا بما يصدر عن أهل الاختصاص أهل الذكر العلماء فيما يصدر عنهم من توضيح لأمور الإسلام التزاما بقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر) وقول النبي صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء "؟ وهل بمقدور الليبراليين أن يقفوا عند حدودهم بعدم الخوض في فتاوى العلماء وتخصصهم في بيان أحكام الإسلام لأنهم - أعني الليبراليين - ليسوا علماء بدين الله ولا علاقة لهم بفقهه وعلومه؟.
لن يفعل الليبراليون هذا أبدا، لأنهم إن فعلوا هذا فقد مرقوا من ليبراليتهم كما يمرق السهم ومن الرمية.
اللهم ردهم إلى الإسلام.
علي التمني
أبها / الاثنين16/ 7/1428
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 02:18]ـ
شيخنا الكريم , بارك الله فيك على هذا المقال ولكن ...
أعتقد أنه الأجدر بنا تبيين مناقضة اللبرالية للإسلام وأنها سبب لخراب الدنيا والآخرة , ودعم هذا - التبيين - بكلام من كتب القوم , كقول قائلهم *: الله وابليس وجهان لعملة واحدة.
-------------------------
القائل هو: تركي الحمد عليه من الله ما يستحق.
-------------------------
* هدية: محاكمة نصر حامد أبو زيد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=29400
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 06:33]ـ
إن هرب من هذه المحاكمة فلن يفلت من حساب الله وعقابه مالم يتب
والله المستعان
جوزيت خيرا ياأستاذ/علي التمني
وجزى الله خير الجزاء الأستاذ//زين العابدين الأثري على هذه الهدية القيمة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 12:08]ـ
فما كان منه إلا أن فر إلى السويد حيث يستطيع هنالك أن يمارس عقيدته الليبرالية بدون أقنعة.
بارك الله فيكم يا شيخ علي، لكن نصر حامد أبو زيد مقيم في هولاندا وليس السويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:21]ـ
نصر حامد أبوزيد ... و (الهرمنيوطيقا) .. ! ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1546)(/)
أكبر سلسلة مرئية على الشبكة:36محاضرة::توحيد الربوبية::لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 04:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن
:: شرح مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية::
- قدَّس الله روحه -
المجلد الثاني - توحيد الربوبية
جديد.:: (36 محاضرة بالصوت والصورة)::. جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=94 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=94)
نبذة عن السلسلة: فهذا شرح وتعليق على كتاب (توحيد الربوبية) , وفيه الرد على أهل الحلول والاتحاد, وهو المجلد الثاني من «مجموع الفتاوى» للعالم الرباني, بحر العلوم, مفتي الأمة, الجامع بين العلوم النقلية والعقلية بأنواعها, ومذاهب أهل الملل والنحل, وآراء المذاهب, ومقالات الفِرَق؛ ما لا يُعلم مثله عن أحد من أهل الأرض لا قبله ولا بعده, الإمام النبيل, أَوحَد الدهر, وفريد العصر «أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحَرَّاني» قَدَّسَ الله روحه, ونور ضريحه, وجمعنا به مع نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 بداية من «قاعدة أولية» إلى «أصول دين المتكلمين»
2 بداية من «قوله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ» إلى «فصل: في تمهيد الأوائل وتقرير الدلائل»
3 فصل: قد تكلم طائفة من المتكلمة والمتفلسفة والمتصوفة في قيام الممكنات بالواجب القديم
4 بداية من «فصل: ثم يقال: هذا أيضًا يقتضي ... » إلى «فصل: قاعدة أصل الإثبات والنفي والحب والبغض»
5 بداية من «تلك الطرق أكمل لوجُوه» إلى «يُؤمر المُحدَّث بأن يعرض ذلك على النبوة»
6 بداية من «فصل: ثم إن المنحرفين المشابهين للصابئة» إلى «ذكر أن كثيرًا ما تُفضي المعرفة المُطلقة والتألُّه المطلق والتَّوَهم إلى الاتحاد والحلول والإباحة»
7 بداية من «معلوم أن العقل لا ينفي بالقياس إلا القَدر المُشترك» إلى «الطرق الإيمانية مُوَصِّلة إلى المطلوب ولا فساد فيها»
8 بداية من «الوجه الثاني في الجواب» إلى «ما عند أرسطو وأتباعه من معرفة الله والنبوات والرسل»
9 بداية من «ذكر مذهب الصابئة والفلاسفة المشائين» إلى «من له مادة فلسفية من متكلمة المسلمين يبني كلامه في أصول الفقه على تلك الأصول الفلسفية»
10 بداية من «منشأ الضلال القياسي وبيانه من وجوه» إلى «فصل: وقد تفرق الناس في هذا المقام الذي هو غاية مطالب العباد»
11 بداية من «فصل: حقيقة مذهب الاتحادية» إلى «سُئل عن رجلين تشاجرا في معنى (الرب حق والعبد حق ... )»
12 بداية من «سُئل عن رجلين تشاجرا في معنى (الرب حق والعبد حق ... )» إلى «ما تقول السادة العلماء أئمة الدين، وهداة المسلمين في كتاب فصوص الحكم»
13 بداية من «حقيقة مذهب الاتحاديين ووحدة الوجود» إلى «مقالة ابن عربي صاحب الفصوص»
14 بداية من «نشأ الاشتباه على هؤلاء من حيث ... » إلى «الأصل الثاني لمذهب ابن عربي»
15 جزء في حياة ابن عربي ومقالاته وكلام الأئمة فيه
16 تتمة بعض ما جاء من كلام الأئمة والعلماء في ابن عربي
17 بداية من «فصل: فيما خالفه فيه الصدر الرومي» إلى «فصل: في أن التلمساني ونحوه لا يُفرق بين ماهية ووجود، ولا بين مطلق ومعين»
18 بداية من «فصل: هذه المقالات لا أعرفها لأحد قبل هؤلاء» إلى «مذهب فرعون وحزبه, والوجه الحادي عشر»
19 بداية من «قول من قال بأن العالم عين حدقة الله, والرد عليه من وجوه» إلى «فصل: في ذكر بعض ألفاظ ابن عربي التي تبين مذهبه»
20 بداية من «قول ابن عربي: وإذا ذقت هذا ... » إلى «الحديث الذي يُروى: مثل أُمتي كمثل الغيث»
21 بداية من «تكليم الله لعباده على ثلاثة أوجه» إلى «جماع أمر صاحب الفصوص وذويه»
22 بداية من «جماع أمر صاحب الفصوص وذويه: هدم أصول الإيمان الثلاثة» إلى «فصل: في بعض ما يظهر به كفرهم»
23 بداية من «فصل: ومن أعظم الأصول التي يعتمدها هؤلاء الاتحادية» إلى «فصل: زعم هؤلاء الاتحادية أن فرعون كان مؤمنًا»
24 بداية من «فصل: زعم هؤلاء الاتحادية أن فرعون كان مؤمنًا» إلى «الصنف الثالث من الضالين في القدر»
25 بداية من «الجواب على السؤال ينبني على الأصلين» إلى «فصل: وأما ما ذكره من قول ابن إسرائيل»
26 بداية من «فصل: وأما ما ذكره من قول ابن إسرائيل» إلى «وهؤلاء القائلون بالوحدة قولهم متناقض»
27 بداية من «قول القائل: وما أنا في طراز الكون شيء ... » إلى «سُئل عن الكلام الذي تضمنه كتاب (فصوص الحكم)»
28 الرد الأقوم على ما في فصوص الحكم
29 بداية من «فصل: فيما عليه أهل العلم والإيمان من الأولين والآخرين» إلى «فصل: فهذان المعنيان صحيحان ثابتان»
30 بداية من «فصل: وقد يقع بعض من غلب عليه الحال في نوع من الحلول أو الاتحاد» إلى «فصل: في بيان ما يشبه الحلول أو الاتحاد في معين»
31 بداية من «فصل: وأما كفرهم بالمعبود ... » إلى «الاعتبار الثاني: أن القائل إذا قال ... »
32 بداية من «تفسير قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» إلى «فصل: في امتناع الاتحاد والحلول الذاتي المتجدد»
33 بداية من «فصل: في نفي كونه سبحانه والدًا لشيء» إلى «وأما الحلول المطلق ... »
34 بداية من «تفرق أهل الاتحاد العام على ثلاثة طرق» إلى «نهاية رسالة شيخ الإسلام إلى نصر المَنْبِجِي»
35 ما جاء في كتب وأوراد بعض الطرق الصوفية
36 تتمة ما جاء في أوراد بعض الطرق, و «سُئل: ما تقول أئمة الإسلام في الحلاج» إلى نهاية كتاب توحيد الربوبية
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=94[/ ... ](/)
التفويض ليس عقيدة للسلف.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:28]ـ
قال الإمام أبوعثمان الصابوني المتوفي سنة449هـ في كتابه (عقيدة السلف وأصحاب الحديث):
(وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة، والقول، والكلام، والرضى،والسخط، والحب والبغض، والفرح، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: ((َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب))
ثم قال رحمه الله في آخر الكتاب بعد أن ذكر جملة من السلف: كمالك، والشافعي، وأحمد، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، والسفيانين .... قال:
(وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم؛ بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وأقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عزوجل بمجانبتهم ومهاجرتهم .. ) أهـ
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:36]ـ
نقل موفق أبا عائشة. نأمل المزيد من نقولكم المتميزة
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيكم(/)
التكفير.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 06:48]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.أما بعد؛
فإن فتنة قد عمت وطمت وضربت بأطنابها في عقر دار المسلمين، وما تركت أحداً لا من الخاصة ولا من العامة إلا وقد أصابته من سمومها وفيحها – إلا من رحم ربك -.
هذه الفتنة هي فتنة التكفير، التي قال فيها النبي (ص) كما في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - (أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما؛ إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)
فأردت أن أدلي بدلوي ضعيف النزع، لعلي أكون سبباً في رد شارد، أو هداية حيران، فإن النبي (ص) قد قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم).
و سأركز كلامي على مسألة من هذه المسائل قد اشتبهت على كثير من الناس، وهي مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تبارك وتعالى، الحكم بالدساتير والقوانين الوضعية،
قال تعالى:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)
وقال عز وجل:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
وقال:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)،
فالحكم بغير ما أنزل الله له أربعة أحوال:
الحال الأول:
أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الأحكام الوضعية أفضل من حكم الله عز وجل، فهذا كافر خارج من ملة الإسلام.
الحال الثاني:
أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الأحكام الوضعية وحكم الله متساويان في الفضيلة، فهذا كافر خارج من ملة الإسلام.
الحال الثالث:
أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الحكم السماوي أفضل من الأحكام الوضعية لكنه يعتقد أن الحكم السماوي لا يصلح لهذا الزمان، فهذا أيضا كافر خارج من ملة الإسلام.
الحال الرابع:
أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الحكم السماوي هو الأفضل والأصلح، لكنه لهواه وعصيانه أو لظلمه وفسقه أو لإكراهه؛ حكم بغير ما أنزل الله، فهذا لا يخرج من ملة الإسلام، بل هو عاص كبقية العصاة من المسلمين، وهذه هي التي خالف فيها الخوارج،
وينبغي لنا أن نبين أمرا مهما هنا لكي نجلي الشبهات ونبين عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة الهامة دون محاباة لا لحاكم ولا لمحكوم:
هذه الآيات آنفة الذكر، بدأت جميعا بـ (من .. )
ومن هنا اسم موصول للعاقل يفيد العموم؛ أي يشمل كل الناس حاكما كان أو محكوما؛ ذكرا أو أنثى، غنيا أو فقيرا؛
وبيانه:
أنك لو قيل لك أخرج إلى الشارع، وأحضر (من) وجدت لهذه الوليمة مثلا، فلو وجدت عشرة رجال وأحضرت خمسة وتركت خمسة فأنت حينئذ لم تعمل بمقتضى هذا الأمر فقوله تعالى (من) يشمل العموم.
وقوله تعالى:
(بما)، (ما) هنا تفيد العموم لغير العاقل،
فهي تشمل كل الأحكام التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، فالأمر بالصلاة حكم أنزله الله سبحانه، وهكذا الصيام والزكاة والحج، كلها أحكام شرعية أنزلها سبحانه وتعالى، وكذلك تحريم الزنا واللواط والسرقة والربا والغيبة والنميمة وغيرها من المحرمات، فهذه كلها أحكام شرعية أنزلها المولى عز وجل، والمقصود أنه لا فرق بين حاكم أو محكوم في هذه الأحكام فالكل مأمور بها و بتطبيقها.
وهنا أيضا مسألة أخرى مهمة؛ ألا وهي أنه في النصوص الشرعية جاء الكفر على نوعين:
كفر أكبر مخرج من الملة،
و كفر أصغر غير مخرج من الملة؛
وإن شئت فقل:
كفر اعتقادي وكفر عملي لا يضاد الإيمان،
فالكفر الأكبر أو الكفر الاعتقادي:
يكفر صاحبه ويخرجه من ملة الإسلام،
والكفر العملي الذي لا يضاد الإيمان أو الكفر الأصغر:
لا يكفر صاحبه إلا إذا اعتقد حل فعل ذلك العمل المحرم فينتقل من الكفر العملي إلى الكفر الاعتقادي الذي يكفر به كفرا أكبر مخرجا من الملة.
ومثال الكفر العملي، قول النبي (ص):
(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
فهل هذا كفر يخرج من دين الإسلام؟
الجواب: لا،
يعني لو أنك تقاتلت مع أخيك فهل تكفر كفرا أكبر؟
الجواب: لا، هذا يسمى كفرا أصغر؛ لا يخرج من ملة الإسلام.
لكن لو أن شخصا استحل قتال المسلم واعتقد حل ذلك فهذا كفره كفرٌ اعتقاديٌ، وحينئذ يخرج من الملة .. وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً؛ فالمعاصي قد يطلق عليها كفر أصغر أو كفر عملي، والكفر الأصغر لا يخرج من ملة الإسلام، وعقيدة أهل السنة والجماعة في الكبائر أنهم لا يكفرون بالمعاصي والكبائر،
بل هو مؤمن ناقص الإيمان، ولا تفارقه صفة الإيمان، والذين يكفرون بالمعاصي هم الخوارج، وكذا المعتزلة في الآخرة لمن مات على كبيرة ولم يتب منها.
حينئذ يقال: ما الفرق بين حاكم يزني وبين محكوم يزني؟
لا فرق؛ فكلاهما وقع في مخالفة لا يخرج بها من الملة، إلا إذا استحلها، واعتقد في قلبه حلّ هذا الأمر فهذا يكفر سواء كان حاكما أو محكوما حتى ولو لم يعمل.
كذلك لو وسعنا الصورة:
محكوم قتل مائة نفس محرمة القتل، وحاكم قتل مائة نفس محرمة القتل … مالفرق؟
الجواب: لا فرق؛ كلاهما عاص فاعل لكبيرة عظيمة من الكبائر، اللهم إلا أن يستحلا ذلك فهما حينئذ كافران خارجان من دين الإسلام،
فلو أن المحكوم قتل مائة نفس لأنهم مسلمون، وأراد بذلك حرب الإسلام لأنه إسلام فهذا يكفر، وكذلك لو أن الحاكم قتل مائة نفس وأراد بذلك أن يقضي على الإسلام فهذا كافر خارج من دين الإسلام.
لكن … حاكم أو محكوم؛ قتل مثل هذا العدد لكي يحافظ على كرسيه لا أنه يريد حرب الإسلام؛ فهذا لا يكفر وإنما فعل فعلا شنيعا عظيما عند الله.
وهذا التأصيل السني الذي نص عليه علماء أهل السنة في كتبهم ينطبق تماما على الظلم وكذا الشرك وكذا الفسق، فالفسق فسقان والشرك شركان والظلم ظلمان، فكل من هذه الثلاثة أصغر وأكبر وبهذا جاءت النصوص.
أما الفسق:
فقد جاء للمعصية أو الكفر الأصغر، وجاء للكفر الأكبر،
مثال المعصية:
ما جاء في قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .. )
وقوله تعالى:
(بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان .. )
وقوله:
(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
ولا شك أنه ليس من سب مسلما كفر، ولا من جاء بقول خطأ كفر، ومثال النصوص التي تدل على أن الفسق يأتي للكفر الأكبر المخرج عن الملة قوله تعالى:
(إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون)
وقوله تعالى:
(ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)،
وأما الظلم فمثال وروده للمعصية قوله تعالى:
(بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)
ومثال دلالته على الكفر الاعتقادي أو الأكبر قوله تعالى:
(والكافرون هم الظالمون)
وأما الشرك فمثال الأصغر منه قوله:
(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
وكذلك قد سمى النبي الرياء اليسير شركا والمراد به الشرك الأصغر، وأمثال الشرك الأكبر قوله تعالى:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
وبعد؛ ما هو منشأ ضلال من ضل وغلا في هذه الآيات حتى كفّر الموظفين والعمال الذين يعملون عند الحكام؟
الجواب:
منشأه أنه فهم آيات الله عز وجل بعقله المجرد دون أن يرجع إلى فهم الرعيل الأول سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ومن سار على دربهم من العلماء الربانيين في كل قرن،ولو عاد لوجد أن هذا الفهم هو فهم ابن عباس -رضي الله عنهما- وطاووس ومجاهد ومذهب أصحاب المذاهب الأربعة وعلماء أهل السنة والجماعة من المفسرين والمحدثين كأمثال الطبري وابن كثير و الشنقيطي، ومن علمائنا المعاصرين كأمثال العلامة المحدث ناصر الدين الألباني والعلامة ابن باز رحمة الله عليهم جميعا وأسكنهم فسيح جناته، وجعلنا ممن يستمسكون بغرزهم، ويسيرون على دربهم ويحشرون في زمرتهم، آمين آمين،
وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكليمات في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا؛ وما أصبت فيه فمن الله وحده لا شريك له، وما أخطأت فيه فمني ومن الشيطان،
وعسى الله أن يتجاوز عن ذنوبي وخللي، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: علي الأثري.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 04:27]ـ
جزاكم الله خيرًا ....
هذه المسألة أشبعت بحثًا في مواقع عديدة. وأكثر علماء أهل السنة على تكفير من حكم بالقوانين الوضعية.
والجميع (من كفر - ومن لم يكفر) متفقون على عدم الخروج على الحكام؛ لأن المكفرين يشترطون وجود القدرة.
فالمفسدة التي تُحذر منها قد درأها الجميع.
وفقك الله.
تنبيه: الصواب أن تقول: (فتنة الغلو في التكفير) لا (فتنة التكفير)؛ لأن التكفير أمر شرعي.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
وأكثر علماء أهل السنة على تكفير من حكم بالقوانين الوضعية.
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / علي الفضلي.
الشيخ الكريم / سليمان! بارك الله فيكم.
لو ذكرتَ لنا أكثر علماء السنة - بنقولاتهم كاملة - الذين ذهبوا هذا المذهب؛ لأنِّي قرأتُ كثيرًا من أقوال أهل السنة قديمًا وحديثًا لم أر واحدًا منهم - على كثرة من قرأتُ لهم منهم - يُكفِّرُ الذي يحكم بالقوانين الوضعية بلا تقييد.
وجزاك الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 06:12]ـ
قال الأمين الشنقيطي:
(إن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه، مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نورالوحى مثلهم). (أضواء البيان 4/ 82 - 83)
قال الشيخ محمد بن ابراهيم:
قال الشيخ محمد بن ابراهيم:
(وأما الذي قيل فيه أنه كفر دون كفر، إذا تحاكم إلى غير الله مع اعتقاد أنه عاصٍ، وأنَّ حكم الله هو الحق، فهذا الذي يصدر منه المرة ونحوها،
وأما الذي جعل قوانين بترتيب وتخضيع،فهو كُفرٌ، وإن قالوا: أخطأنا وحكمُ الشرع أعدل؛ فهذا كفر ناقل عن الملة.)
ليت الأخ علي يقرأ الملون بالاحمر ويفسر لي كلام الشيخ؟ وهل هذا ينطبق على حكام اليوم أم لا؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 06:30]ـ
جزاكم الله خيرًا ....
فالمفسدة التي تُحذر منها قد درأها الجميع.
وفقك الله.
تنبيه: الصواب أن تقول: (فتنة الغلو في التكفير) لا (فتنة التكفير)؛ لأن التكفير أمر شرعي.
وجزاك الله خيرا مثله.
أما المفسدة، وإن درأها كثير من الناس، لكن أولا: ما زال ناس يفجرون بهذه الحجة، ويطعنون في كبار العلماء بهذه الحجة فيقولون: هؤلاء علماء طواغيت!!!
ثانيا: ما زال أهل العلم يكتبون في الموضوع الواحد عشرات البحوث والمقالات بل مئات، كل هذا نصحا للأمة، وتأكيدا للحق.
ثالثا: وجدت مقالتي هذه في بعض المنتديات، وعلق عليها بعضهم بما معناه أنه كان يكفر الحكام بلا تفصيل، والآن فقد عرف هذا التفصيل.
وأما التنبيه، فإنه يعرف كل طالب علم أن السياق والسباق واللحاق من المقيدات، وهذا أمر ظاهر لا يحتاج إلى مزيد بيان.
وأما قولك: "أكثر علماء أهل السنة" اذكر لنا جزاك الله خيرا جمهور أهل العلم الذين قالوا بذلك.
وجزاك الله خيرا.
أخي أبا مالك: جزاك الله خيرا على تعقيبك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 08:04]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أكثر علماء أهل السنة في هذا الزمان الحادث فيه هذه النازلة على تكفير (محكمي القوانين الغربية) الطاغوتية.
منهم: ابن إبراهيم - أحمد شاكر - الشنقيطي - الفوزان - صالح آل الشيخ - ابن عثيمين - .. إلى غيرهم ممن قد لا ترتضيهم.
وقول هؤلاء العلماء الأجلاء لا يُعرف - حسب علمي - له مخالفًا قبل الألباني ثم الشيخ ابن باز في قوله الأخير.
رحمهم الله جميعًا.
قولك: (أما المفسدة، وإن درأها كثير من الناس، لكن أولا: ما زال ناس يفجرون بهذه الحجة، ويطعنون في كبار العلماء بهذه الحجة فيقولون: هؤلاء علماء طواغيت). أقول: من أساء وتهجم على العلماء فرد عليه كيفما شئت، ولكن لا يُغالط - منكم أو غيركم - في حكم المسألة، فتُصور وكأنها إجماعية، ويُلمح إلى أن من قال بالقول الآخر يؤيد التفجير و .. و!
فكما قلت لك: من كفر لا يرى الخروج لأسباب أخرى.
- وأظنهم جميعًا - حتى الألباني - يكفرون من فاه بالكفر، وقد اطلعت على تكفير الألباني لرئيسين من الرؤساء!
فلماذا لا يُقال هنا ما قيل لمكفري محكمي القوانين .. والمفسدة هي هي؟!
إن قلت: لا نُحرف الحكم الشرعي لأجل الطواغيت، وتكفير من سبق لا يعني الدعوة للخروج عليهم، فقل مثله لغيرك ممن رأى تكفير المحكمين للقانون، ثم قيّد الخروج بما سبق!
وفقك الله ..
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:16]ـ
أخي الفاضل!
جعلت الكفر عملي واعتقادي، وجعلت الاعتقادي أكبر والعملي أصغر.
وجعلت الاستحلال شرطا للكفر العملي.
وقلت أن هذا هو قول السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما نصت عليه كتبهم.
عفوا أين الدليل على الكفر اعتقادي وعملي والاعتقادي كفر أكبر والعلمي كفر اصغر من الكتاب والسنة؟
أرجو أن لا تحتج بقول فلان أو فلان من العلماء، ولكن انقل لي كلامه وأدلته؟
ثانيا: من أول من جعل الاستحلال شرطا لكفر العملي؟
وما هو الاستحلال الذي تعنيه. أهو اعتقاد الحل فقط؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على روسل الله وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك اله فيك أخي الكريم علي الفضلي وحقيقة لي تعقيب على ما ذكرته من تقسيم الكفر بهذا الشكل فالصواب أن الكفر نوعان أكبر وأصغر وهو نوعان أيضا كفر اعتقادي وكفر عملي ولكن ليس الكفر العملي كفراً أصغر مطلقاً بل منه كفر أكبر ومنه كفر أصغر فمن الأكبر سب الله أو سب رسوله (ص) او السجود أو النذر أو الذبح أو الدعاء لغير الله أو مظاهرة المشركين على المسلمين أو ترك الصلاة أو غير ذلك.
ومثال الكفر الأصغر نما ذكر في الحديث " سباب المسلم وقتاله كفر " وليس المر كما ذكرت في قولك (وكفر عملي لا يضاد الإيمان) بل الكفر العملي منه ما يضاد الإيمان ومنه ما لايضاده كما سبق.
وأما ما ذكره الشيخ الكريم سليمان الخراشي فعجيب وهو قوله: (وأكثر علماء أهل السنة على تكفير من حكم بالقوانين الوضعية.
والجميع (من كفر - ومن لم يكفر) متفقون على عدم الخروج على الحكام؛ لأن المكفرين يشترطون وجود القدرة) وعجبه يظهر من وجهين:
الأول: نسبة القول بالتكفير لكثر أهل السنة.
الثاني: أن أكثر أهل السنة المكفرين يرون الخروج عند القدرة؛ لأنه علق ذلك بالقدرة.
وحقيقة المسألة الأولى قتلت بحثا وكثر جداً النقاش فيها لا سيما السنوات الخيرة، وأنا في مناقشة ومباحثة مع إخواني من طلاب العلم في هذه المسألة من أكثر من 18 سنة وبعضهم أقر وسلم وبعضهم لم يقر وبقي على رأيه.
وقبل ان أذكر ما يتعلق بنسبة الشيخ هذا القول لأكثر أهل السنة أحب أن أوضح أموراً:
1 - أن المتقرر عند أهل السنة والجماعة ان من ثبت إسلامه بيقين أنه لا يخرج منه إلا بيقين وعليه فإذا اشتبه على المرء تكفير شخص فالأصل أنه مسلم ولا يخرج عن ذلك إلا بدليل واضح صريح.
2 - أن أهل السنة يرون الكفر نوعان كفر أكبر يخرج عن الملة وكفر أصغر لا يخرج عن الملة وسبق بيان ذلك، كما أنهم يرون أن الكفر قد يكون اعتقادياً وقد يكون عمليا وقد يكون قولياً.
3 - أهل السنة يخالفون سائر أهل البدع في كونهم غير متشوفين ولا متعطشين للتكفير ولذلك نرى كثيرا من أهل البدع يكفر بعضهم بعضا ويكفرون أهل السنة وليس المر كذلك عند أهل السنة فلم يكفر أهل السنة الخوارج ولا المفضلة من الشيعة ولا الأشاعرة ولا الماتريدية، مع أنهم كفروا أهل السنة ولننظر كيف كفر الخوارج الصحابة وكفروا علياً 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال الأشعرى وغيره: (أجمعت الخوارج على تكفير علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -)
ومع هذا سئل علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن أهل الجمل وفي رواية " عن أهل النهر " أمشركون هم؟ وفي رواية عبد الرزاق " أكفار هم " قال من الشرك فروا قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا " رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ومحمد بن نصر والبيهقي في السنن الكبرى من طرق وإسناده صحيح رواه عن علي (حكيم بن جابر، وطارق بن شهاب، والحسن وأبو وائل).
وذلك أن أهل السنة أهل علم وعدل وليست أحكامهم مبنية على الرأي والتشهي وحظوظ النفس أو ردود الفعل ولذلك نجد هؤلاء يكفر بعضهم بعضاً وكلما انشقت فرقة من الخوارج كفروها وكفرتهم، ولذلك لما اتفق اهل الأهواء على مبدأ التكفير اتفقوا على القول بالسيف قال أبو قلابة: (ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا السيف) رواه اللالكائي (1/ 134) وثقال أيوب السختياني: (الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف) وكان يسمي أهل الأهواء كلهم خوارج.
والغريب أنهم جميعا يرفعون راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل المعتزلة عتندهم هذا أصل من أصولهم ويعنون به الخروج بالسيف.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستلزما من الفساد أكثر مما فيه من الصلاح لم يكن مشروعا وقد كره أئمة السنة القتال في الفتنة التي يسميها كثير من اهل الأهواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن ذلك إذا كان يوجب فتنة هي اعظم فسادا مما في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدفع أدنى الفسادين باعلاهما بل يدفع أعلاهما باحتمال أدناهما كما قال النبي (ص): " ألا انبئكم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين فإن فساد
(يُتْبَعُ)
(/)
ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ") الاستقامة (1/ 330)
والغريب أن سيوفهم مسلولة على المسلمين وإلا فأكثر أهل الأهواء يقعدون عن الجهاد في سبيل الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المشروعين وتعليم الناس ونصح المسلمين فالأمر بالمعبروف والنهي عن المنكر والجهاد عندهم مخصوص بأولياء الأمور من العلماء والمراء فتجدهم هذا هو شغلهم وهذا همهم وهو منهج من سبق من أهل الأهواء الذين يطعنون في علماء الصحابة وأمرائهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
وهم مع هذا تجدهم مع بغضهم الباطن لولاة الأمر من اكثر الناس تقرباً إليهم وطلب حظوظ الدنيا منهم وكلما وجدت فرصة يستطيعون الدخول فيهم عليهم لم يألوا جهدا في استغلالاها فخالفوا منهج السلف في المرين إذ السلف يرون الطاعة ظاهرا وباطنا ولا يضمرون للمسلمين غلا ولا حقدا ولا غشا حاكمهم ومحكومهم وهم مع هذا لا يرون القرب منهم ولا مجالستهم خشية الخضوع لهم والركون إلى دنياهم غلا من علم قدرته على النصح، وللنظر مثلا لأحمد بن أبي دؤاد واحمد بن حنبل هذا وزير حاقد مبتدع ضال يحظى بالقرب من الخليفة وهو يضمر له وللمسلمين حقدا، وهذا أحمد بن حنبل يضمر الخير والدعء والنصح ويبتعد عنهم حتى إنه لا يأكل من بيت من علم منه أخذ جوائز السلطان وقس مثل ذلك ما حصل من ابن العلقمي وغيره مما سجله التاريخ عنهم.
أخيرا: لا شك أن الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم ما ابتليت به بلاد المسلمين وهو من أعظم أسباب خذلانهم وتفرقهم وانتشار الشر فيهم وانتشار الفتن والأحقاد وضرب القلوب بعضها ببعض ونزع الخير والهداية والنصر والتمكين وقد اتفق أهل العلم على أن من أعرض عن حكم الله جاحدا له أو معتقدا جواز الحكم بغيره أو اعتقد أن غيره أفضل منه لأو لم يلتزم به فهو كافر كفراً أكبر مخرج عن الملة.
وأما من حكم بغير ما أنزل الله مع اقراره بحكم الله وتصديقه به وأنه الأفضل وأن ما يفعله محرم فهذا كافر كفراً أصغر عند عامة أهل السنة من الصحابة والتابعين والأئمة المشهورين.
وهذا بيان ما قرره أهل السنة في هذا الباب وفيه التنبيه لخطأ شيخنا الفاضل سليمان وفقه الله:
أولاً: النجاشي يحكم بغير ما أنزل الله ولم يكفره النبي صلى الله عليه وسلم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام بل إنما دخل معه نفر منهم ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه فصلى عليه النبي (ص) بالمدينة خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه وأخبرهم بموته يوم مات وقال إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روى أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدي الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن
والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه وهذا مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم وفي الديات بالعدل والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك.
والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن فإن قومه لا يقرونه على ذلك وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها) منهاج السنة النبوية (5/ 112 113)
ثانياً: آثار الصحابة والتابعين والأئمة المتقدمين في تفسير الآيات:
أولا: هو تفسير عامة الصحابة:
قال ابن القيم: (وهذا تأويل ابن عباس وعامة الصحابة في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال ابن عباس: ليس بكفر ينقل عن الملة بل إذا فعله فهو به كفر وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وكذلك قال طاووس وقال عطاء: هو كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق .. ) مدارج السالكين (1/ 336)
ابن عباس رضي الله عنهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق " رواه ابن جرير في تفسيره (10/ 357) برقم (12063)
وروى ابن جرير والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 521 – 522) برقم (571، 572) من طريق سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله
وروى من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: قال رجل لابن عباس في هذه الآيات: (ومن لم يحكم بما أنزل الله) فمن فعل هذا فقد كفر؟ قال ابن عباس: إذا فعل ذلك فهو به كفر وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا "
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس في قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ورواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 521) برقم (569)
وقد ثبت هذا عن ابن عباس من عدة طرق واحتج به الأئمة كالإمام أحمد وغيره كما سيأتي.
عطاء وطاووس رحمهما الله:
2 - عن عطاء قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) قال: كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم " رواه ابن جرير في تفسيره من طرق (10/ 356) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 522) برقم (575)
3 - عن طاوس: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ليس بكفر ينقل عن الملة " رواه ابن جرير في تفسيره (10/ 356) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 522) برقم (574)
4 – الإمام أحمد بن حنبل:
قال ابن تيمية: (وإذا كان من قول السلف أن الانسان يكون فيه إيمان ونفاق فكذلك فى قولهم أنه يكون فيه إيمان وكفر ليس هو الكفر الذى ينقل عن الملة كما قال إبن عباس وأصحابه فى قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قالوا كفروا كفرا لا ينقل عن الملة وقد اتبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة) مجموع الفتاوى (7/ 312) (كتاب الإيمان)
وذكر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 527 – 528) برقم (580) عن الشالنجي إسماعيل بن سعيد أنه سأل احمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم هل يكون مصراً من كانت هذه حاله؟! قال: هو مصر مثل قوله: " لا يزني حين يزني وهو مؤمن " يخرج من افيمان، ويقع في الإسلام ومن نحو قوله: " ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن "، " ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن " ومن نحو قول ابن عباس في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فقلت له: ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه "
5 - عبد العزيز الكناني:
سئل عبد العزيز بن يحيى الكناني عن هذه الآيات فقال: إنها تقع على جميع ما أنزل الله لا على بعضه فكل من لم يحكم بجميع ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق فأما من حكم بما أنزل الله من التوحيد وترك الشرك ثم لم يحكم [بجميع] ما أنزل الله من الشرائع لم يستوجب حكم هذه الآيات " تفسير البغوي (1/ 60) مدارج السالكين (1/ 336)
6 – محمد بن نصر المروزي:
قال في تعظيم قدر الصلاة بعد أن ذكر الآثار في تفسير الآية وختمها بأثر عطاء فقال (2/ 523):
(وقد صدق عطاء قد يسمى الكافر ظالماً ويسمى العاصي من المسلمين ظالماً، فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل)
ثالثاً: أقوال المفسرين من أهل السنة:
1 - قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره (10/ 357): (وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت وهم المعنيون بها وهذه الآيات سياق الخبر عنهم فكونها خبرا عنهم أولى
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله فكيف جعلته خاصا؟
قيل: إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون وكذلك القول في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به هو بالله كافر كما قال ابن عباس لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي)
2 – قال ابن كثير رحمه الله: ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعنادا وعمدا وقال هاهنا (فأولئك هم الظالمون) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه فخالفوا وظلموا وتعدوا على بعضهم بعض) تفسير ابن كثير (2/ 86)
3 – قال الشيخ السعدي رحمه الله: (فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر وقد يكون كفراً ينقل عن الملة وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ومن أعمال أهل الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد) تيسير الكريم الرحمن (1/ 488)
أقوال بقية المفسرين:
1 – قال ابن الجوزي رحمه الله: (وفصل الخطاب أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا له وهو يعلم أن الله أنزله كما فعلت اليهود فهو كافر ومن لم يحكم به ميلا إلى الهوى من غير جحود فهو ظالم وفاسق) زاد المسير (2/ 366)
2 – قال القرطبي رحمه الله: (أي معتقدا ذلك ومستحلا له فأما من فعل ذلك وهو معتقد أنه راكب محرم فهو من فساق المسلمين وأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) الجامع لأحكام القرآن (6/ 179)
رابعاً: أقوال المحققين من أهل السنة:
1 – ابن تيمية رحمه الله: أ – سبق نقل كلامه في النجاشي وهو واضح وصريح في التفريق.
ب – وقال أيضاً: (ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله سبحانه وتعالى كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة.
وهذا هو الكفر فإن كثيرا من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالا كمن تقدم أمرهم.
وقد أمر الله المسلمين كلهم إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله والرسول فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وذلك خير وأحسن تأويلا)
وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن وأما من كان ملتزما لحكم الله ورسوله باطنا وظاهرا لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة.
وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا وما ذكرته يدل عليه سياق الآية.
والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها والحكم به واجب على النبي صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر) منهاج السنة النبوية (5/ 130 – 131)
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – ابن القيم رحمه الله: قال رحمه الله بعد أن ذكر التأويلات للآية وأقوال السلف: (والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة وعدل عنه عصيانا؛ لأنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا كفر أصغر وإن اعتقد أنه غير واجب وأنه مخير فيه مع تيقنه أنه حكم الله تعالى فهذا كفر أكبر وإن جهله وأخطأه: فهذا مخطيء له حكم المخطئين) مدارج السالكين (1/ 337)
3 – ابن أبي العز الحنفي رحمه الله قال في شرح الطحاوية (ص 323 – 324): (وهنا أمر يجب أن يتفطن له وهو أن الحكم بغير ما أتنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة وقد يكون معصية كبيرة او صغيرة ويكون كفراً إما مجازياً وإما كفراً اصغر على القولين المذكورين وذلك بحسب حال الحاكم فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه أو استهلان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافراً كفراً مجازياً أو كفر اصغر، وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه فهذا مخطيء له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور)
4 – الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
5 – الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
6 – الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وأقوال هؤلاء العلماء الثلاثة مشهورة.
فمن أهل السنة إن لم يكن هؤلاء أهل سنة وهم الصحابة والتابعون وأحمد بن حنبل والكناني والمروزي وابن جرير وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والسعدي وابن باز والألباني وابن عثيمين؟
واما المسألة الثانية التي ذكرها شيخنا حفظه الله وهي أن المكفرين من أهل السنة يرون الخروج مع القدرة فياليت شيخنا يذكر من من اهل السنة يذكر مصطلح الخروج في كتابه.
ثم إن أهل السنة إذا ثبت عندهم كفر الحاكم فهم يرون عزله أو يطلبون منه أن يعزل نفسه، فإن لم يفعل فإنهم يستخدمون جميع الوسائل المشروعة لعزله قبل القتال والسيف فإن لم يمكن ذلك نظروا هل القتال فيه مفسدة أكثر من مفسدة بقائه حاكما اولا فإن غلبت مفسدة القتال لم يقاتل هذا ما قرره أهل العلم في كتبهم وأما القول بإنه متى وجدت القدرة وجب القتال فهذا لا يعرف عند أهل السنة.
آمل من الإخوة الكرام المشرفين أن يبقى الموضوع دون حذف كما لم يحذف من البداية وكما لم يحذف غيره في الموضوع نفسه في مواضع أخرى والمسألة مباحثة علمية وكل يدلي بدلوه فإن ظهر الحق فالحمد لله يأخذ به الجميع وإن لم يأخذ به المناظر فالقاريء يفصل بما يراه مطروحاً من أدلة أو نصوص في المسألة.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:04]ـ
أحسنت يا أبا حازم
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:05]ـ
أخي الفاضل!
جعلت الكفر عملي واعتقادي، وجعلت الاعتقادي أكبر والعملي أصغر.
وجعلت الاستحلال شرطا للكفر العملي.
وقلت أن هذا هو قول السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما نصت عليه كتبهم.
عفوا أين الدليل على الكفر اعتقادي وعملي والاعتقادي كفر أكبر والعلمي كفر اصغر من الكتاب والسنة؟
أرجو أن لا تحتج بقول فلان أو فلان من العلماء، ولكن انقل لي كلامه وأدلته؟
ثانيا: من أول من جعل الاستحلال شرطا لكفر العملي؟
وما هو الاستحلال الذي تعنيه. أهو اعتقاد الحل فقط؟
أرجو الاجابة على سؤالي
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:09]ـ
ورد في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم 5741
س: من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفرا أكبر وتقبل منه أعماله.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ: قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} لكن إن استحل ذلك واعتقده جائزا فهو كفر أكبر وظلم أكبر وفسق أكبر يخرج من الملة، أما إن فعل ذلك من أجل الرشوة أو مقصد آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافرا كفرا أصغر وظالما ظلما أصغر وفاسقا فسقا أصغر لا يخرجه من الملة كما أوضح ذلك أهل العلم في تفسير الآيات المذكورة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ................. نائب رئيس اللجنة .................. الرئيس
عبدالله بن غديان ... عبدالرزاق عفيفي ... عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
يضاف ابن غديان والعفيفي مع ابن باز والألباني.
وهذه فتوى الأطرم:
قول الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم – حفظه الله -:
(س 35 ما المراد بالحكم بغير ما أنزل الله وما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
الجواب: الحكم بغير ما أنزل الله قد يراد به التعبد بغير ما أنزل الله فهذا شرك وكفر وبدعة، وقد يكون في الفروع فمن اعتقد جوازه بغير الشريعة فقد كفر وإن تساهل مع اعتقاد تحريمه فهذا كفر دون كفر، قال – تعالى -: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}.) من كتاب الأسئلة والأجوبة في العقيدة ص35.
وهذا ابن قعود:
السؤال الثالث من الفتوى رقم (6310)
س: وفيه: فما حكم من يتحاكم إلى القوانين الوضعية، وهو يعلم بطلانها فلا يحاربها ولا يعمل على إزالتها ... ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
جـ: الواجب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف. قال تعالى: ? فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ? وقال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ? والتحاكم يكون إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن لم يتحاكم إليها مستحلاً التحاكم إلى غيرهما من القوانين الوضعيه بدافع طمع في مال أوجاه أو منصب فهو مرتكب معصية وفاسق فسقاً دون فسق ولا يخرج من دائرة الإيمان ...
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ........................ عضو ...................... الرئيس
عبدالله بن قعود ... عبدالله بن غديان ... عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فأصبحوا:
1 - عبدالله بن قعود.
2 - عبدالله بن غديان.
3 - عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.
4 - الألباني.
5 - الأطرم.
6 - عبدالرزاق عفيفي.
أما ابن عثيمين فعنده تفصيل لم ينقله الخراشي!
وهذا هو:
" الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ففي هذا اليوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول عام عشرين وأربعمائة وألف استمعت إلى
شريط مسجل باسم أخينا أبى الحسن في مآرب ابتدئه بالسلام علي فأقول عليك السلام ورحمة الله وبركاته
وما ذكره من جهة التكفير فهي مسألة كبيرة عظيمة ولا ينبغي إطلاق القول فيها إلا مع طالب علم يفهم
ويعرف الكلمات بمعانيها ويعرف العواقب التي تترتب على القول بالتكفير أو عدمه، اما عامة الناس فإن إطلاق
القول بالتكفير أو عدمه في مثل هذه الأمور يحصل فيه مفاسد والذي أرى أولا أن لا يشتغل الشباب في هذه
المسألة وهل الحاكم كافر أو غير كافر وهل يجوز أن نخرج عليه أو لا يجوز، على الشباب أن يهتموا
عباداتهم التي أوجبها الله عليهم أو ندبهم أليها وأن يتركوا ما نهاهم الله عنه كراهتا أو تحريما وان يحرصوا
على التالف بينهم والاتفاق وان يعلموا أن الخلاف في مسائل الدين والعلم قد جرا في عهد الصحابة رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عنهم ولكنه لم يودي إلى والفرقة و إنما القلوب واحدة والمنهج واحد.
أما فيما يتعلق بالحكم بغير ما انزل الله فهو كما في الكتاب العزيز ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
كفر وظلم وفسق على حسب الأسباب التي بني عليها هذا الحكم: -
1ـ (فإذا كان الرجل يحكم بغير ما انزل الله تبعا لهواه مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم.)
2 - (و أما إذا كان يشرع حكما عاما تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضا لأن كثيرا من الحكام عندهم جهل في علم الشريعة ويتصل بهم من لا يعرف الحكم الشرعي وهم يرونه عالما كبيرا فيحصل بذلك المخالف.)
3 - (وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستورا يمشي الناس عليه يعتقد انه ظالما في ذلك وان الحق فيما جاء به الكتاب والسنة فأننا لا نستطيع أن نكفر هذا.)
4 - وإنما نكفر:
* من يرى أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه
* أو مثل حكم الله عز وجل
فإن هذا كافر لأنه مكذب لقول الله تبارك وتعالى: (أليس الله بأحكام الحاكمين).
وقوله: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون).
ثم هذه المسائل لا يعني أننا إذا كفرنا أحدا فإنه يجب الخروج عليه لأن الخروج يترتب عليه مفاسد
عظيمة اكبر من السكوت ولا نستطيع الآن أن نضرب أمثالا فيما وقع في الأمة العربية وغير العربية
و إنما إذا تحققنا جواز الخروج عليه شرعا فإنه لابد من استعداد وقوة تكون مثل قوة الحاكم أو اعظم
و أما أن يخرج الناس عليه بالسكاكين والرماح ومعه القنابل والدبابات وما أشبه هذا فأن هذا من السفه بلا شك وهو مخالف للشريعة. "
أما الشيخ ابن إبراهيم فهذا قوله في (الفتاوى 1/ 80:)
"من حكم بها (يعني القوانين الوضعية) أو حاكم إليها معتقداً صحة ذلك وجوازه، فهو كافرٌ الكفرَ الناقل عن الملَّة، (مميز وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه، فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة").
إذاً:
7 - ابن عثيمين.
8 - ابن إبراهيم.
9 - مقبل الوادعي؛ وهذا جوابه:
( ... أما مسألة التوصل إلى التكفير والحاكم لا يزال يصلي ويعترف بشعائر الإسلام فينبغي للمسلم أن يبتعد عن هذا، وقوله سبحانه وتعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} يقول ابن عباس: هو كفر دون كفر، أو يحمل على ما إذا كان مستحلا ... ). من كتاب إجابة السائل على أهم المسائل ص285.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
سمعت الشيخ بندر العتيبي يقول أن الشيخ ابن عثيمين تراجع في آخر أيامه عن تكفير من يحكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام
وأضف إلى هؤلاء أخي أبو منار
الشيخ عبدالمحسن البدر
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:33]ـ
أرجو الاجابة على سؤالي
لا زلت أنتظر.
هذه النقولات هناك ما يناقضها، وقديما كذبت دار الإفتاء نفرا ممن ينقلون.
انتظر إجابة. الستم طلبة علم؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:37]ـ
لا زلت أنتظر.
هذه النقولات هناك ما يناقضها، وقديما كذبت دار الإفتاء نفرا ممن ينقلون.
انتظر إجابة. الستم طلبة علم؟
هات ما عندك وهذه النقولات المذكورة لن يفيدك التشكيك فيها
ولو تأملت مشاركة الكاتب لوجدت فيها أجوبةً على بعض أسئلتك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله الخليفي
أخي أبا منار وفقك الله وسددك.
وحقيقة انا أستغرب ان يقول بهذا من ينتسب لأهل الحديث ويعرض عن آثار الصحابة والتابعين وأقوال أهل العلم المعتبرين والنصوص الواضحة الصريحة ويبحث بالمنقاش عن نصوص مجملة او محمولة على حال معين، وإذا كان الأمر كذلك فلا يلام ان يعرض الأشعري عن فهم السلف ويؤول الصفات فلم يجوز لهذا ان يأخذ بقول محتمل ويعرض عن آثار السلف ولا يجوز للأشعري ذلك.
وأهل السنة قواعدهم مطردة يأخذون بالكتاب والسنة وفهم السلف الظاهر البين المطرد لا شواذ المسائل وشواذ النصوص التي تحمل على محامل، كما قد يحتج بعضهم بما ذكره ابن كثير في حق الياسق عند التتار وهو كلام مجمل له عدة توجيهات وأجوبة وكلامه المنصوص الصريح في التفسير واضح جلي، او ينقل بعضهم نصوصا لا يفهم المراد منها كلفظ الالتزام ويظن معناها الترك، أو يقول إنهم نصوا على لفظة (واقعة) فكل هذه استدلالات ضعيفة لا تقوى على معارضة الأصل المتقرر مما سبق ذكره.
أضف إلى المفاسد التي حصلت بسبب هذا القول مثل:
1 - التكفير الذي أقل الأحوال فيه أنه مشتبه.
2 - الانشغال بهذا الأمر وترك تعليم الناس وتربيتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
3 - التفرق والتشتت وانقسام المنتسبين للسنة إلى أحزاب يطعن بعضهم في بعض ويتهم بعضهم بعضا فهذا يتهم ذاك بأنه خارجي وذاك يتهم هذا بأنه مرجيء.
4 - الآثار العملية الخطيرة التي ظهرت من القتل والتفجير واستحلال الدماء والأموال.
5 - كم منع من طلاب العلم والدعاة والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر عن توصيل علمهم ودعوتهم بسبب هذا الاعتقاد.
6 - ما حصل من تلازمات عند بعضهم فلم يقف الأمر عند تكفير الحاكم بل تكفير أعوانه وجنوده ومن تحت يده وربما يصل إلى عامة المسلمين عن طريق التلازم.
7 - الإعراض عن علماء الأمة واتهامهم بالعمالة والطعن فيهم مما جعل كثيرا من العوام والشباب يعرضون عن طلب العلم منهم والتتلمذ عليهم وأصبح البديل عنهم جهال بضاعتهم أرى وأظن وحشو الكلام والتشدق بالعبارات والكلام الأدبي والعبارات الرنانة لا يفرقون بين منهج أهل السنة ولا منهج المخالفين.
وإلا فأمة فيها علماء كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان يقودها الرويبضات ويكون هؤلاء أعلام بركة يؤخذ منهم حكم الظهارة والصلاة والصوم فقط!
إن من أكثر أسباب الإنحراف والبعد عن الحق البعد عن العلماء وإعجاب كل ذي رأي برأيه وهذا كان سبب ضلال من سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:39]ـ
لو تذكر ياشيخ عبدالله أين ذكر العثيمين رحمه الله هذا الكلام، وأنا استشكلت أمراً:
إذا لم يكفر الشخص بالتشريع العام، فماهي الصور التي يكون فيها الحكم كفرا أكبرا عمليا لااعتقادا مع أن الآية علّقت الحكم من الكفر وغيره بالفعل لا بالإعتقاد، أتمنى توضيح هذه الأمر ـ والله المستعان ـ.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:44]ـ
معلهش خدوني على قد عقلي.
عايز حد يجاوبني على السؤالين بتوعي؟
كل منتدى اطرح فيه السؤالين ما أجد إجابة.
بس قال الشيخ وقال الشيخ.
عايز اجابة من فضلكم.
أخي الفاضل!
جعلت الكفر عملي واعتقادي، وجعلت الاعتقادي أكبر والعملي أصغر.
وجعلت الاستحلال شرطا للكفر العملي.
وقلت أن هذا هو قول السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما نصت عليه كتبهم.
عفوا أين الدليل على الكفر اعتقادي وعملي والاعتقادي كفر أكبر والعلمي كفر اصغر من الكتاب والسنة؟
أرجو أن لا تحتج بقول فلان أو فلان من العلماء، ولكن انقل لي كلامه وأدلته؟
ثانيا: من أول من جعل الاستحلال شرطا لكفر العملي؟
وما هو الاستحلال الذي تعنيه. أهو اعتقاد الحل فقط؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:50]ـ
الإخوة الكرام: جزاكم الله خيرًا ..
المسألة أشبعت بحثًا .. ولكل اختياره، لاسيما وقد سبقه أئمة إلى الحكم. فمن لا يكفرهم - أعني الطواغيت قبحهم الله - فلا يُجبرنا على اتباع قوله، أو يتمحل في تكثير القائلين به، وهو يعلم أنه لم يُخالف سوى الألباني والشيخ ابن باز في قوله الأخير - رحمهما الله -.
فلا داعي لإطالة الكلام والأخذ والرد، ومن أراد تفصيل الخلاف فسيجده في مواقع كثيرة.
وقول الأخ الكريم أبي حازم: (وأما ما ذكره الشيخ الكريم سليمان الخراشي فعجيب وهو قوله: (وأكثر علماء أهل السنة على تكفير من حكم بالقوانين الوضعية)!! هو العجب؛ لأني أتحدث عمن تكلم على هذه النازلة من أهل السنة المعاصرين.
أما سردك الباقي فهو معلوم، ولا يتعلق بمسألتنا. وأنت لم تجد من المكفرين سوى الألباني وابن باز رحمهما الله! أما ابن عثيمين فأقواله (الصريحة) في تكفيرهم معلومة. (راجع فتاواه).
- وقول أبي المنار السلفي: (أما ابن عثيمين فعنده تفصيل لم ينقله الخراشي!)!! وهل نقلتُ عن الشيخ كلامه حتى تلمز بهذا التعجب؟ وهل فتاواه التي أقصدها فيها هذا التفصيل؟
إليك واحدة:
(الحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
أن يُبطل حكم الله ليحل محله حكم أخر طاغوتي
بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين يُنحون الأحكام الشرعية
في المعاملة بين الناس، ويحلون محلها القوانين الوضعية، فهذا لاشك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها
وهو كفر مخرج من الملة؛ لأن هذا جعل نفسه بمنزلة الخالق حيث شرع لعباد الله ما لم يأذن به الله، بل ما خالف حكم الله عز وجل وجعله الحكم الفاصل بين الخلق، وقد سمى الله تعالى ذلك شركاً في قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}.
القسم الثاني:
أن تبقى أحكام الله عز و جل على ما هي عليه و تكون السلطة لها، ويكون الحكم منوطاً بها، ولكن يأتي حاكم من الحكام فيحكم بغير ما تقتضيه هذه الأحكام، أي يحكم بغير ما أنزل الله، فهذا له ثلاث حالات:
الحال الأولى: أن يحكم بما يخالف شريعة الله معتقداً أن ذلك أفضل من حكم الله وأنفع لعباد الله، أو معتقداً
أنه مماثل لحكم الله عز وجل، أو يعتقد أنه يجوز له الحكم بغير ما أنزل الله، فهذا كفر. يخرج به الحاكم من الملة، لأنه لم يرض بحكم الله عز وجل،ولم يجعل الله حكماً بين عباده.
الحال الثانية: أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباده، لكنه خرج عنه، وهو يشعر بأنه عاص لله عز وجل إنما يريد الجور والظلم للمحكوم عليه، لما بينه وبينه من عداوة، فهو يحكم بغير ما أنزل الله لا كراهة لحكم الله ولا استبدال به، ولا اعتقاد بأنه أي الحكم الذي حكم به أفضل من حكم الله أو مساو له أو أنه يجوز الحكم به، لكن من أجل الإضرار بالمحكوم عليه حكم بغير ما أنزل الله،ففي هذه الحال لا نقول إن هذا الحاكم كافر، بل تقول إنه ظالم معتد جائر.
الحال الثالثة: أن يحكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباد الله، وأنه بحكمه هذا عاص لله عز وجل، لكنه حكم لهوى في نفسه، لمصلحة تعود له أو للمحكوم له، فهذا فسق وخروج عن طاعة الله عز وجل، وعلى هذه الأحوال الثلاث يتنزل قول الله تعالى في ثلاث آيات: {و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وهذا يتنزل على الحالة الأولى {و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} يتنزل على الحالة الثانية {و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} يتنزل على الحالة الثالثة.)) فقه العبادات ص (60،61).
الخلاصة: أكثر العلماء على التكفير .. واثنان فقط على التفصيل.
- وفي ظني أن القراء (ملوا) من ترداد هذه المسألة، وتكرار الكلام فيها، والترامي إما بالإرجاء أو التكفير من بعض المتهورين، الذين يخرجون بالمسألة عن مكانها.
والله الهادي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:53]ـ
أنا آتيكم بنقول للشيخ بن باز وابن عثيمين ضد قولكم.
ولكن اريد نقاش علمي.
اريد من يجيبني على سؤالي.
الواضح ان كل من يتكلم في هذه القضية يحتفظ نسخة من هذه النقولات ويقدمها في كل نقاش وهو بعيد تماما عن الدراسة والفهم.
معلهش خامس وسادس مستني اجابة على السؤالين:
أخي الفاضل!
جعلت الكفر عملي واعتقادي، وجعلت الاعتقادي أكبر والعملي أصغر.
وجعلت الاستحلال شرطا للكفر العملي.
وقلت أن هذا هو قول السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما نصت عليه كتبهم.
عفوا أين الدليل على الكفر اعتقادي وعملي والاعتقادي كفر أكبر والعلمي كفر اصغر من الكتاب والسنة؟
أرجو أن لا تحتج بقول فلان أو فلان من العلماء، ولكن انقل لي كلامه وأدلته؟
ثانيا: من أول من جعل الاستحلال شرطا لكفر العملي؟
وما هو الاستحلال الذي تعنيه. أهو اعتقاد الحل فقط؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:17]ـ
سُئل في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/ 4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: " ... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ? وقوله تعالى: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
هذا ما قاله الشيخ ابن عثيمين
وسُئل الشيخ عبدالمحسن البدر في المسجد النبوي في درس شرح سنن أبي داود بتاريخ: 16/ 11/1420:
هل استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية كفر في ذاته؟ أم يحتاج إلى الاستحلال القلبي والاعتقاد بجواز ذلك؟ وهل هناك فرق في الحكم مرة بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جواز ذلك؟
فأجاب: "يبدو أنه لا فرق بين الحكم في مسألة، أو عشرة، أو مئة، أو ألف – أو أقل أو أكثر – لا فرق؛ ما دام الإنسان يعتبر نفسه أنه مخطئ، وأنه فعل أمراً منكراً، وأنه فعل معصية، وانه خائف من الذنب، فهذا كفر دون كفر.
وأما مع الاستحلال – ولو كان في مسألة واحدة، يستحل فيها الحكم بغير ما أنزل الله، يعتبر نفسه حلالاً-؛ فإنه يكون كافراً ".
قلت فهل يقال بعد هذا أن علماء أهل السنة الذين قالوا بعدم التكفير اثنان فقط كما يزعم الشيخ الخراشي
وكلام العلماء في عدم تكفير من لا يحكم بما أنزل إذا لم يستحل أو يزعم أن حكمه أفضل من حكم أو مساوي أو أن حكم الله لا يصلح لهذا العصر عام ولا يستثنى منه إلا ما استثنوه هم أو انعقد الإجماع على التكفير به
فلم يفرقوا بين من حكم في مسألة أو أكثر
وإلى هذا يشير كلام الشيخ العباد
وأما استشكال الحضرمي
فأقول نحن ألزمنا أنفسنا بفهم السلف للكتاب
وإذا علقنا التكفير بالفعل كفرنا الحاكم بغير ما أنزل الله ولو بمسألة وهذا يخالف قول علماء أهل السنة قاطبةً
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:26]ـ
معلهش خدوني على قد عقلي.
عايز حد يجاوبني على السؤالين بتوعي؟
كل منتدى اطرح فيه السؤالين ما أجد إجابة.
بس قال الشيخ وقال الشيخ.
عايز اجابة من فضلكم.
أخي الفاضل!
جعلت الكفر عملي واعتقادي، وجعلت الاعتقادي أكبر والعملي أصغر.
وجعلت الاستحلال شرطا للكفر العملي.
وقلت أن هذا هو قول السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما نصت عليه كتبهم.
عفوا أين الدليل على الكفر اعتقادي وعملي والاعتقادي كفر أكبر والعلمي كفر اصغر من الكتاب والسنة؟
أرجو أن لا تحتج بقول فلان أو فلان من العلماء، ولكن انقل لي كلامه وأدلته؟
ثانيا: من أول من جعل الاستحلال شرطا لكفر العملي؟
وما هو الاستحلال الذي تعنيه. أهو اعتقاد الحل فقط؟
أخي الكريم / ابن عقيل المصري! بارك الله فيك.
أولًا: هل هذا الكلام - معلهش .. ! - كلام علمي في منتدى علمي كهذا؟!
ثانيًا: هل أنت تسأل سؤال مُتعلِّمٍ يريد الفائدة، أم سؤال مُتعنِّتٍ؟!
ثالثًا: الشيخ الكريم / أبو حازم - بارك الله فيه، ونفع به، وكذلك الأخ الفاضل / أبو منار - جزاه الله خيرًا، وبارك فيه قد نقلا كلامًا كثيرًا لعلماء المسلمين من المتقدِّمين والمتأخِّرين يؤيِّد عدم إطلاق الكفر بغير تفصيل؛ فماذا عندك - أخي الكريم - من أقوالٍ للعلماء السلفيين - شريطة أن تكون مُفصَّلة، وليست واقعة عين، أو من شواذِّ الفتاوى، أو غير ذلك - مما يؤيِّد ما تريدُ قولَه؟!
وأخيرًا: أخي الكريم! لو نقلنا لك ما تريدُه؛ هل تقول به، وتلتزم به؟
أرجو الإجابة عن سؤالي، ثم إن أردتَ - حقًّا - الفائدة والنفع والالتزام بفهم سلف الأمة لكلام الله، وكلام رسوله؛ فأنقُلُ لك كلام العلماء - إن شاء الل- زيادةً على ما نقله الشيخ الكريم / أبو حازم - وفقه الله -.
زادني الله وإياك علمًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:54]ـ
والوصف ب (التكفيري) إنما وقع لمن لم يراعي ضوابط التكفير
ومنهم من بنى على ذلك استحلال دماء المسلمين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 01:38]ـ
الشيخ الكريم سليمان الخراشي وفقني الله ةوإياك.
أما قولك لم يخالف سوى الشيخ الألباني والشيخ ابن باز فهذا مكابرة لا تخلو من حالين:
1 - إما أنك ترى أن من ذكر ممن ذكرتهم أو ذكرهم الشيخ أبو منار ليسوا من أهل السنة.
2 - أو انك ترى أنهم ليسوا علماء. وهذان هما الوصفان اللذان ذكرتهما في قولك (أكثر علماء أهل السنة) فهو من منطوق كلامك لا لازمه.
واما قولك (لأني أتحدث عمن تكلم على هذه النازلة من أهل السنة المعاصرين) هذه ليست نازلة بل الحكم بغير ما أنزل الله موجود من قبل كالسوالف والعادات عند بعض القبائل وكما حدث في الياسق عند التتار وقد تكلم فيها ابن تيمية رحمه الله فقال: (وسئل رحمه الله تعالى
عن رجل تولى حكومة على جماعة من رماة البندق ويقول هذا شرع البندق وهو ناظر على مدرسة وفقهاء فهل إذا تحدث فى هذا الحكم والشرع الذى يذكره تسقط عدالته من النظر أم لا وهل يجب على حاكم المسلمين الذى يثبت عدالته عنده إذا سمع أنه يتحدث فى شرع البندق الذى لم يشرعه الله ولا رسوله أن يعزله من النظر أم لا؟
فأجاب الحمد لله ليس لأحد أن يحكم بين أحد من خلق الله لابين المسلمين ولا الكفار ولا الفتيان ولا رماة البندق ولا الجيش ولا الفقراء ولا غير ذلك إلا بحكم الله ورسوله ومن إبتغى غير ذلك تناوله قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} فيجب على المسلمين أن يحكموا الله ورسوله فى كل ما شجر بينهم ومن حكم بحكم البندق وشرع البندق أو غيره مما يخالف شرع الله ورسوله وحكم الله ورسوله وهو يعلم ذلك فهو من جنس التتار الذين يقدمون حكم الياساق على حكم الله ورسوله ومن تعمد ذلك فقد قدح فى عدالته ودينه ووجب أن يمنع من النظر فى الوقف والله أعلم) مجموع الفتاوى (35/ 408)
وتدبر كلامه لتعرف أنه لم يحكم بكفره وإنما تكلم عن عدالته ووجوب إزالته من النظر وشبه ذلك بمن يحكم بالياسق أو الياساق عند التتار.
وقال ايضاً وهو يتكلم عن الحكم في مسائل من الطلاق ونحوه: ( ... هذا إذا كان قد حكم فى مسألة إجتهاد فكيف إذا كان ما قاله لم يقله أحد من أئمة المسلمين لا الأربعة ولامن قبلهم من الصحابة والتابعين وإنما يقوله مثله وأمثاله ممن لا علم لهم بالكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة وإنما يحكمون بالعادات التى تربوا عليها كالذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون وكما تحكم الأعراب بالسوالف التى كانت لهم وهى عادات كما يحكم التتر بالياساق الذى جرت به عاداتهم وأما أهل الإيمان والإسلام والعلم والدين فإنما يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله كما قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}) مجموع الفتاوى (35/ 386)
وهذا كله يبين لك أن المسألة ليست نازلة بل هي معروفة عند أهل العلم ثم هذا الكناني رحمه الله (سئل عن هذه الآيات فقال: إنها تقع على جميع ما أنزل الله لا على بعضه فكل من لم يحكم بجميع ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق فأما من حكم بما أنزل الله من التوحيد وترك الشرك ثم لم يحكم [بجميع] ما أنزل الله من الشرائع لم يستوجب حكم هذه الآيات)
وأما نقلك لفتوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ووضع ما أردته باللون الأحمر فلا أدري يبدو أنك لم تفرق بين المشرع الذي يضع القوانين والأحكام ويجعل نفسه نداً لله في مقام التشريع وبين من يحكم بها كرئيس ونحوه ولم يقنن هو هذا الدستور، وهذا واضح من كلام الشيخ رحمه الله في تتمة كلامه.
وها هنا ألفاظ ينبغي معرفتها في بحث هذه المسألة (الامتناع، والإباء، والالتزام، والتشريع) فلا تنزل النصوص التي تشتمل على هذه الألفاظ على هذه المسألة العملية.
أما قولك: (الخلاصة: أكثر العلماء على التكفير .. واثنان فقط على التفصيل) فلا تعليق فما سبق يصرخ بأعلى صوته في رده.
وأنا لا أتعجب من أن تأخذ بهذا القول فأنت وما تعتقد وهو بينك وبين الله، لكني أتعجب من نسبة الأقوال بهذا الشكل الغريب.
لكن كما قيل:
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 01:57]ـ
قال قائل:
(بالنسبة لتكفير الأعيان فهو ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
هل هذا صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 05:48]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا ..
المسألة - كما قلت - أشبعت بحثًا، وأدلى كل فريق سني برأيه، وكما نقل الأخ أبوحازم، سيأتي من ينقل خلافه، كما في هذا الرابط:
http://www.4flying.com/vb/showthread.php?t=16032
المهم أن يتفق الجميع على:
1 - التحذير من الحكم بغير ما أنزل الله، ومناصحة الحكام بالرجوع إلى شرعه تعالى، ونبذ قوانين أهل الكفر، ووضع الحلول العصرية المناسبة التي توصل لذلك؛ لكي لا يتحجج أحد.
2 - عدم الخروج؛ لتحريمه، أولما يترتب عليه من مفاسد - كما مضى -، والاكتفاء بتوضيح الحق وبيانه، ونشر الدعوة الصحيحة.
والله الهادي والموفق ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 05:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على روسل الله وبعد:
بارك اله فيك أخي الكريم علي الفضلي وحقيقة لي تعقيب على ما ذكرته من تقسيم الكفر بهذا الشكل فالصواب أن الكفر نوعان أكبر وأصغر وهو نوعان أيضا كفر اعتقادي وكفر عملي ولكن ليس الكفر العملي كفراً أصغر مطلقاً بل منه كفر أكبر ومنه كفر أصغر فمن الأكبر سب الله أو سب رسوله (ص) او السجود أو النذر أو الذبح أو الدعاء لغير الله أو مظاهرة المشركين على المسلمين أو ترك الصلاة أو غير ذلك.
ومثال الكفر الأصغر نما ذكر في الحديث " سباب المسلم وقتاله كفر " وليس المر كما ذكرت في قولك (وكفر عملي لا يضاد الإيمان) بل الكفر العملي منه ما يضاد الإيمان ومنه ما لايضاده كما سبق.
بارك الله في الإخوة الكرام، وبارك الله في الأخ الفاضل أبي حازم، فقد كفيتني مؤنة الرد، لأني البارحة جهزت ردا مطولا على ما تفضل به الأخ الخراشي، ولم أكمله، وأنا ممن ينام مبكرا، فأرجأته إلى ما بعد صلاة الفجر، ولكن والحمد لله، وجزاكم الله خيرا كفيتم ووفيتم، ولذا لن أنزل ما أعددت من رد، وأما تعقيبك هنا، فأظن أنك لم تتأمل كلامي طويلا، فأنا لا أخالفك البتة في هذا التقسيم، وهو التقسيم الذي ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - كما هو معلوم عند طلبة العلم في كتابه " تارك الصلاة "، فأنا حينما قلت كفر عملي لا يضاد الإيمان، لأخرج به الكفر العملي الذي يضاد الإيمان، ولذلك جعلته في مقابل الكفر الأكبر، وقرينا للكفر الأصغر، ولذا لو رجعت تجدني أقول: الكفر الأصغر أو الكفر العملي الذي لا يضاد الإيمان، وهذا القيد - أعني " لا يضاد الإيمان - ليخرج العملي الذي يضاد الإيمان، ولذا كانت هذه المسألة - دون هذا القيد - مما استدركت قديما على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله تعالى -، ولكن هو أمر لفظي لا يغير من المعنى شيئا، حيث أراد الشيخ الألباني الكفر العملي الذي هو في مقابل الكفر الاعتقادي، أو قل الذي لا يضاد الإيمان، ومثل هذا التعبير موجود، ويعبر به طائفة من أهل العلم.
والله الموفق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 06:01]ـ
يسأل أبو الحسن مصطفى ابن إسماعيل السليماني من مأرب باليمن في يوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ألف وأربعمائة وعشرين من الهجرة, فيقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, سؤالي حول مسألة كثر فيها النزاع بين طلبة العلم وكثر بها أيضا الاستدلال ببعض الكلمات لفضيلة الوالد العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى.
فضيلة الشيخ سلمكم الله، هنا كثير من طلبة العلم يدندنون حول الحاكم الذي يأتي بشريعة مخالفة لشريعة الله عز وجل يأمر الناس بها ويلزمهم بها وقد يعاقب المخالف عليها ويكافئ أو يجازي بالخير وبالعطاء الملتزم بها. وهذه الشريعة في كتاب الله وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام تعتبر مخالفة و مصادمة لنصوص الكتاب والسنة. هذه الشريعة إذا الزم هذا الحاكم بها الناس مع أنه يعترف أن حكم الله هو الحق وما دونه هو الباطل وأن الحق ما جاء في الكتاب والسنة ولكنه لشبهة أو لشهوة جرى إلزام الناس بهذه الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما وقع مثل ذلك كثيرا في بني أمية وفي بني العباس وفي أمراء الجور الذين ألزموا الناس بأمور لا تخفى على مثلكم بل لا تخفى على كثير من الناس عندما ألزموا الناس بما لا يرضي الله عز وجل كالأمور الوراثية وجعلوا الملك عاضا بينهم كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم وقربوا شرار الناس وأبعدوا خيارهم وكان من يوافقهم على ما هم فيه من الباطل قربوه ومن يأمرهم وينهاهم ربما حاربوه إلى آخره ... فلوا أن الحاكم في هذا الزمان فعل مثل هذه الشريعة هل يكون كافرا بهذه الشريعة إذا ألزم الناس بها مع اعترافه أن هذا مخالف للكتاب والسنة وأن الحق في الكتاب والسنة، هل يكون بمجرد فعله هذا كافرا أم لا بد أن ينظر إلى اعتقاده بهذه المسالة؟ كمن مثلاً يلزم الناس بالربا وكمن يفتح البنوك الربوية في بلاده، و يأخذ من البنك الدولي كما يقولون قروضاً ربوية، ويحاول أن يؤقلم اقتصادها على مثل هذا الشيء، ولو سألته قال: الربا حرام ولا يجوز, لكن يعتذر باعتذارات .. قد تكون الاعتذارات مقبولة وقد لا تكون. فهل يكفر بمثل ذلك أم لا؟ ومع العلم أن كثيراً من الشباب ينقلون عن فضيلتكم أنكم تقولون أن من فعل ذلك يكون كافراً. ونحن نلاحظ في بلاد الدنيا كلها أن هذا شيء موجود بين مقل و مستكثر نسأل الله العفو والعافية.
نريد من فضيلتكم الجواب على ذلك عسى أن ينفع الله سبحانه وتعالى به طلاب العلم وينفع الله عز وجل به الدعاة إلى الله عز وجل لأنه لا يخفى عليكم أن الخلاف كم يؤثر في صفوف الدعوة إلى الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى المسؤول أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.
جواب الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ((الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد: ففي هذا اليوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول عام عشرين وأربعمائة وألف استمعت إلى شريط مسجل باسم أخينا أبى الحسن في مأرب ابتدأه بالسلام علي فأقول عليك السلام ورحمة الله وبركاته.
وما ذكره من جهة التكفير فهي مسألة كبيرة عظيمة، و لا ينبغي إطلاق القول فيها إلا مع طالب علم يفهم و يعرف الكلمات بمعانيها ويعرف العواقب التي تترتب على القول بالتكفير أو عدمه. أما عامة الناس فإن إطلاق القول بالتكفير أو عدمه في مثل هذه الأمور تحصل منه مفاسد. والذي أرى أولاً أن لا يشتغل الشباب في هذه المسألة وهل الحاكم كافر أو غير كافر وهل يجوز أن نخرج عليه أو لا يجوز.
على الشباب أن يهتموا بعباداتهم التي أوجبها الله عليهم أو ندبهم إليها، و أن يتركوا ما نهاهم الله عنه كراهة أو تحريماً، وأن يحرصوا على التآلف بينهم و الاتفاق، و أن يعلموا أن الخلاف في مسائل الدين والعلم قد جرى في عهد الصحابة رضي الله عنهم و لكنه لم يؤد إلى الفرقة و إنما القلوب واحدة والمنهج واحد.
أما فيما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله فهو كما في الكتاب العزيز ينقسم إلى ثلاثة أقسام كفر وظلم وفسق على حسب الأسباب التي بني عليها هذا الحكم:
1 - فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم.
2 - و أما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة ويرى أن ذلك من المصلحة وقد لُبّس عليه فيه فلا يكفر أيضاً لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل في علم الشريعة ويتصل بهم من لا يعرف الحكم الشرعي وهم يرونه عالماً كبيراً فتحصل بذلك المخالفة.
3 - وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه يعتقد أنه ظالم في ذلك وان الحق فيما جاء به الكتاب والسنة فإننا لا نستطيع أن نكفر هذا.
وإنما نكفر: من يرى أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه أو هو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه مكذب لقول الله تبارك وتعالى: ((أليس الله بأحكم الحاكمين))، و قوله: ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هذه المسائل لا يعني أننا إذا كفّرنا أحدا فإنه يجب الخروج عليه لأن الخروج تترتب عليه مفاسد عظيمة أكبر من السكوت، و لا نستطيع الآن أن نضرب أمثالاً فيما وقع في الأمة العربية وغير العربية. وإنما إذا تحقق لدينا جواز الخروج عليه شرعا فإنه لابد من استعداد وقوة تكون مثل قوة الحاكم أو أعظم. وأما أن يخرج الناس عليه بالسكاكين والرماح ومعه القنابل والدبابات وما أشبه هذا فإن هذا من السفه بلا شك وهو مخالف للشريعة)). انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى من شريط مسجل بصوته.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 06:06]ـ
وإليك هذا الحوار المهم والنادر:
مكالمة مباشرة من ثوار الجزائر- من مواقعهم على رؤوس الجبال- مع ابن عثيمين بتاريخ: 1 رمضان 1420هـ:
السائل: شيخنا! سؤال عقائدي في قضية الفرق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي في مسألة الحكم بغير أنزل الله؟
الشيخ: يعني مثلاً من ترك الصلاة فهو كافر، من سجد لصنم فهو كافر، من قال إنَّ مع الله خالقاً فهو كافر، وهذا كفر عملي وأمَّا الكفر الاعتقادي ففي القلب.
السائل: شيخنا! الكفر العملي هل يُخرج من الملة؟
الشيخ: بعضه مخرجٌ وبعضه غير مخرج، كقتال المؤمن، فقد قال النَّبِيُّ ?: (قتاله كُفْرٌ) ومع ذلك لا يخرج من المِلَّة مَن قاتل أخاه المؤمن بدليل آية الحجرات: ?وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا? قال: ?إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ?
السائل: متى يُصبح الكفر العملي كفراً اعتقاديًّا شيخنا؟
الشيخ: إذا سجد لصنم، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، إلاَّ أن يكون مكرهاً.
السائل: وفي قضية الحكم بغير ما أنزل الله؟
الشيخ: هذا باب واسع، هذا باب واسع، قد يحكم بغير ما أنزل الله عدواناً وظلماً، مع اعترافه بأنَّ حكم الله هو الحق، فهذا لا يكفر كفراً مخرجاً عن الملة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله تشهيًّا ومحاباة لنفسه، أو لقريبه، لا لقصد ظلم المحكوم عليه ... ولا لكراهة حكم الله، فهذا لا يخرج عن الملة، إنَّما هو فاسق. وقد يحكم بغير ما أنزل الله كارهاً لِحُكم الله، فهذا كافرٌ كفراً مُخرجاً عن الملَّة، وقد يحكم بغير ما أنزل الله طالباً موافقة حكم الله، لكنَّه أخطأ في فهمه، فهذا لا يكفر، بل ولا يأثم لقول النَّبِيِّ ?: ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهدَ فأخطأ فله أجرٌ واحد، وإن أصاب فله أجران) انتهى نص الحوار, والحمد لله.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:10]ـ
أخي الكريم / ابن عقيل المصري! بارك الله فيك.
أولًا: هل هذا الكلام - معلهش .. ! - كلام علمي في منتدى علمي كهذا؟!
ثانيًا: هل أنت تسأل سؤال مُتعلِّمٍ يريد الفائدة، أم سؤال مُتعنِّتٍ؟!
ثالثًا: الشيخ الكريم / أبو حازم - بارك الله فيه، ونفع به، وكذلك الأخ الفاضل / أبو منار - جزاه الله خيرًا، وبارك فيه قد نقلا كلامًا كثيرًا لعلماء المسلمين من المتقدِّمين والمتأخِّرين يؤيِّد عدم إطلاق الكفر بغير تفصيل؛ فماذا عندك - أخي الكريم - من أقوالٍ للعلماء السلفيين - شريطة أن تكون مُفصَّلة، وليست واقعة عين، أو من شواذِّ الفتاوى، أو غير ذلك - مما يؤيِّد ما تريدُ قولَه؟!
وأخيرًا: أخي الكريم! لو نقلنا لك ما تريدُه؛ هل تقول به، وتلتزم به؟
أرجو الإجابة عن سؤالي، ثم إن أردتَ - حقًّا - الفائدة والنفع والالتزام بفهم سلف الأمة لكلام الله، وكلام رسوله؛ فأنقُلُ لك كلام العلماء - إن شاء الل- زيادةً على ما نقله الشيخ الكريم / أبو حازم - وفقه الله -.
زادني الله وإياك علمًا.
أولا: نعم أخي الفاضل هو كلام علمي. لم أخرج فيه عن حدود الأدب.
ثانيا: لا متعلم أريد الفائدة، ولا متعنت ـ أعوذ بالله من ذلك ـ وإنما أراكم ضيعتم الحقائق بسيل من الفتاوى،ومعلوم أن الفتوى يراعى فيها الحال، فرحت أسأل عن الأصول التي بنيت عليها المسائل. كي نناقشها. فعل طلاب العلم. وهذه الجلبة والصياح أمارة ضعف ـ لا أفهم غير هذا، وتستغل انشغال الشيخ وقلة وقته في مجاراة ما تتكلمون به.
ثالثا: كل أهل السنة يقول بالتفصيل في المسألة، فتكفير كل من لم يحكم قول الخوارج. لا أخالف في هذا، وسؤالي بعيد عنه. ولا أدري لم تسأل أنت عنه. مع أنني لم آتي عليه في كلامي.
(وأخيرا): لم أطلب منك نقلا أخي الفاضل بل طالبتك بعدم النقل، والرد بالأدلة دون جلب أقوال العلماء، فأنا ارتاب ـ من خبرتي ـ بهذه النقول ـ معلهش اعذرني ـ.
ما زلت أنتظر إجابة على السؤالين. كي نبدأ حوارا هادئا يتناول المسألة من أصلها. فهل هنا طالب علم على مستوى المناقشة. لا النقل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:15]ـ
أخي الكريم هذا التقسيم استقرائي دلت عليه النصوص، قال به السلف، وأول من قال به - فيما أعلم - هو الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عباس - رضي الله عنه - ثم تتابع السلف بعده، وسائر العلماء.
والله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:28]ـ
الخلاصة: أكثر العلماء على التكفير .. واثنان فقط على التفصيل.
يقول العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله -: ( ... أما مسألة التوصل إلى التكفير والحاكم لا يزال يصلي ويعترف بشعائر الإسلام فينبغي للمسلم أن يبتعد عن هذا، وقوله سبحانه وتعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} يقول ابن عباس: هو كفر دون كفر، أو يحمل على ما إذا كان مستحلا ... ). من كتاب إجابة السائل على أهم المسائل ص285
23 - قول الشيخ عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله -:
سُئل في المسجد النبوي في درس شرح سنن أبي داود بتاريخ: 16/ 11/1420:
هل استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية كفر في ذاته؟ أم يحتاج إلى الاستحلال القلبي والاعتقاد بجواز ذلك؟ وهل هناك فرق في الحكم مرة بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جواز ذلك؟
فأجاب:
"يبدو أنه لا فرق بين الحكم في مسألة، أو عشرة، أو مئة، أو ألف – أو أقل أو أكثر – لا فرق؛ ما دام الإنسان يعتبر نفسه أنه مخطئ، وأنه فعل أمراً منكراً، وأنه فعل معصية، وانه خائف من الذنب، فهذا كفر دون كفر. وأما مع الاستحلال – ولو كان في مسألة واحدة، يستحل فيها الحكم بغير ما أنزل الله، يعتبر نفسه حلالاً-؛ فإنه يكون كافراً ".
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:04]ـ
جوابًا عن قول أخي أبي حازم - وفقه الله -: (فياليت شيخنا يذكر من من اهل السنة يذكر مصطلح الخروج في كتابه).
- مع التحفظ على كلمة شيخنا، فأنا طالب علم أفيد وأستفيد -
أقول: قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
(ثم على فرض أننا رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، وكلمة (رأينا) شرط، و [كفراً] شرط، و [بواحاً] شرط، و (عندنا فيه من الله برهان) شرط .. أربعة شروط:
فنقول: [أن تروا] أي: تعلموا يقيناً احترازاً من الشائعات التي لا حقيقة لها.
وكلمة [كفراً] احترازاً من الفسق، يعني: لو كان الحاكم فاسقاً فاجراً لكن لم يصل إلى حد الكفر فإنه لا يجوز الخروج عليه.
الثالث: [بواحاً] أي: صريحاً لا يتحمل التأويل، وقيل البواح: المعلن.
والرابع: (عندكم فيه من الله برهان) يعني: ليس صريحاً في أنفسنا فقط، بل نحن مستندون على دليل واضح قاطع.
هذه الشروط الأربعة شرط لجواز الخروج، لكن يبقى عندنا شرط خامس لوجوب الخروج وهو: هل يجب علينا إذا جاز لنا أن نخرج على الحاكم؟ هل يجب علينا أن نخرج؟ ينظر للمصلحة، إن كنا قادرين على إزالته فحينئذٍ نخرج، وإذا كنا غير قادرين فلا نخرج، لأن جميع الواجبات الشرعية مشروطة بالقدرة والاستطاعة. ثم إذا خرجنا فقد يترتب على خروجنا مفسدة أكبر وأعظم مما لو بقي هذا الرجل على ما هو عليه، لأننا خرجنا ثم ظهرت العزة له، صرنا أذلة أكثر، وتمادى في طغيانه وكفره أكثر، فهذه المسائل تحتاج إلى تعقل، وأن يقترن الشرع بالعقل، وأن تبعد العاطفة في هذه الأمور، فنحن محتاجون للعاطفة لأجل تحمسنا، ومحتاجون للعقل والشرع حتى لا ننساق وراء العاطفة التي تؤدي إلى الهلاك". أ. هـ
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:20]ـ
أخي الكريم هذا التقسيم استقرائي دلت عليه النصوص، قال به السلف، وأول من قال به - فيما أعلم - هو الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عباس - رضي الله عنه - ثم تتابع السلف بعده، وسائر العلماء.
والله الهادي.
عفوا أخي الحبيب
أين قال به بن عباس، طالعت أقواله ولم أجده فيها. ومن تابعه عليه من السلف الصالح؟
ثم لم تجب على الثانية: من أول من قال بالاستحلال من السلف الصالح رضوان الله عليهم؟
أعني بأن الاستحلال شرط في كفر مرتكب ما اتت النصوص بأن فاعله كافر (كتارك الصلاة، والمستهزء، والمبدل لشرع الله) هو اعتقاد الحل وهو المقصود عندك في ظني.
أنتظر إجابة. خليلكم معايا معلهش.
ملحوظة في كتاب (الحكم بغير ما أنزل الله أحكامه واحواله ما يدحض أقوالكم، وعن ابن تيمية وابن عثيمين وابن باز والشنقيطي وابن القيم) ولكن النقول لا تحل النقاش.
أنتظر إجابة.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:53]ـ
إن لم تكن عندكم إجابة قولوا وأنا أجيب. فليس الأمر تحدي وإنما بيان للحق.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 12:40]ـ
قال قائل:
(بالنسبة لتكفير الأعيان فهو ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
هل هذا صحيح؟
أستفتيكم عن هذا فافتوني بارك الله فيكم
حيث أنه تم حذف هذا الموضوع بحجة وجود موضوع ((التكفير))
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:11]ـ
أخت خيرزانة عفوا وتكرما منك ... ذات اليمن قليلا حتى يجيبون على أسألتي.
أنتظر رد.
وحتى يأتي الرد، أقول لمن يقرأ هذه النقولات وهذه الإجماعات، أن الشيخ عبد الرحمن المحمود ـ حفظه الله ـ في كتابه (الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله) نقل الإجماع على أن من بدّل شرع الله وهو يعلم أنه مبدل وهو يتكلم أنه غير مستحل (بمعنى اعتقاد الحل) فهو كافر كفر أكبر مخرج من الملة، وأرد نقولات كثيرة عن شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه بن القيم، وعن بن باز وابن عثيمين والشنقيطي. ومعروف قديما أن هيئة كبار العلماء ردت على هؤلاء، وكذبت نفرا مما ينقلون.
أنتظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:52]ـ
ابن عقيل المصري
بارك الله فيك ان لم ترد الرد فلا تنح غيرك فلم أسد الطريق
اخوك
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:55]ـ
الإخوة الأفاضل يظهر أن أكثر الخلاف بينكم صوري:
فمدار المسألة في (الحكم بالقوانين الوضعية) بين (أهل السنة والجماعة) على الجحود والاستحلال:
فالشيخ ابن إبراهيم و أحمد شاكر و الشنقيطي و الفوزان و معه أعضاء اللجنة الدائمة و ابن عثيمين و غيرهم ...
يرون أن الفعل بمجرده يدل على الاستحلال ... لأنهم في مواضع أخرى يشترطونه صراحةً!
فالفرق بين قولهم وقول ابن باز والألباني ومن وافقهما أن هؤلاء يشترطون التصريح في معرفة الاستحلال.
هذا هو تحقيق المسألة فيما يظهر لي والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
فالشيخ ابن إبراهيم و أحمد شاكر و الشنقيطي و الفوزان و معه أعضاء اللجنة الدائمة و ابن عثيمين و غيرهم ...
يرون أن الفعل بمجرده يدل على الاستحلال ... لأنهم في مواضع أخرى يشترطونه صراحةً!
فالفرق بين قولهم وقول ابن باز والألباني ومن وافقهما أن هؤلاء يشترطون التصريح في معرفة الاستحلال.
هذا هو تحقيق المسألة فيما يظهر لي والله أعلم.
أخي المكرم: مذهب أهل السنة في مسألة الحكم تقرير ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه " تارك اصلاة " ظاهر جدا، وهو أن هذه المسألة مسألة عملية كسائر الكبائر، يشترط لكفر صاحبها الاستحلال أو الجحود.
وأما الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - فتواه في " مجموع فتاويه " واضحة، فهو يرى أنه من المسائل العملية، والتي هي كسائر الكبائر لا يخرج من الملة إلا إذا استحل حرمتها أو جحد وجوبها.
قال -رحمه الله تعالى - في الموضع المذكور:
[أنه مما يسرنا ويسر كل مسلم غيور على دينه أن يتكون من الجمعيات العامة التي تهدف إلى إصلاح الأوضاع التمسك بأصل الدين وتعاليمه الشريفة ومحاربة كل ما خالف الشريعة الإسلامية من البدع والخرافات والدخل، وكذلك ما هو أهم من ذلك ما يدخله الملحدون والزنادقة والمستشرقون وغيرهم في أفكار بعض المسلمين من تشكيكهم في أصل دينهم وتضليلهم عن سنة نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم وشريعته، وتحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة الإسلامية، وأهم ذلك معرفة أصل التوحد الذي بعث الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيقه علماً وعملاً ومحاربة ما يخالفه من الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة، أو من أنواع الشرك الأصغر. وهذا هو تحقيق معنى (لا إله إلا الله) وكذلك تحقيق معنى (محمد رسول الله) من تحكيم شريعته، والتقيد بها. ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي من حكم بها أو حاكم إليها معتقداً صحة ذلك وجوازه فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه فهو كافر الكفر العلمي الذي لا ينقل عن الملة].
أما الشنقيطي - رحمه الله تعالى - فكذلك، حيث قال في تفسيره:
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)
(يُتْبَعُ)
(/)
[ويروى أن حذيفة سئل عن هذه الآيات، أهي في بني إسرائيل، فقال: نعم هي فيهم، ولتسلكن سبيلهم حذو النعل بالنعل، وقيل: {الكافرون} للمسلمين، و {الظالمون} لليهود و {الفاسقون} للنصارى، وهذا اختيار أبي بكر بن العربي، قال: لأنه ظاهر الآيات، وهو اختيار ابن عباس، وجابر بن زيد، وابن أبي زائدة، وابن شبرمة والشعبي أيضاً. قال طاوس وغيره: ليس بكفر ينقل عن الملة، ولكنه كفر دون كفر.
وهذا يختلف إن حكم بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر. وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين. قال القشيري: ومذهب الخوارج أن من ارتشى، وحكم بحكم غير الله فهو كافر، وعزا هذا إلى الحسن والسدي، وقال الحسن أيضاً: أخذ الله على الحكام ثلاثة أشياء: ألا يتبعوا الهوى، وألا يخشوا الناس ويخشوه، وألا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً، انتهى كلام القرطبي.
قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية {هُمُ الكافرون} نازلة في المسلمين، لأنه تعالى قال قبلها مخاطباً لمسلمي. هذه الأُمة {فَلاَ تَخْشَوُاْ الناس واخشون وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} [المائدة: 44]، ثم قال: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الكافرون} فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية، وعليه فالكفر إما كفر دون كفر، وإما أن يكون فعل ذلك مستحلاً له، أو قاصداً به جحد أحكام الله وردها مع العلم بها.
أما من حكم بغير حكم الله، وهو عالم أنه مرتكب ذنباً فاعل قبيحاً، وإنما حمله على ذلك الهوى فهو من سائر عصاة المسلمين، وسياق القرآن ظاهر أيضاً في أن آية {فأولئك هُمُ الظالمون} [المائدة: 45] في اليهود لأنه قال قبلها: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ الله فأولئك هُمُ الظالمون} [المائدة: 45].
فالخطاب لهم لوضوح دلالة السياق عليه كما أنه ظاهر أيضاً في أن آية {فأولئك هُمُ الفاسقون} [المائدة: 47].
واعلم أن تحرير المقام في هذا البحث أن الكفر والظلم والفسق كل واحد منها ربما أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ الله} معارضةً للرُّسل وإبطالاً لأحكام الله فظلمه وفسقه وكفره كلها كفر مخرج عن الملة، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ الله} معتقداً أنه مرتكب حراماً فاعل قبيحاً فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة، وقد عرفت أن ظاهر القرآن يدل على أن الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى، والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، وتحقيق أحكام الكل هو ما رأيت، والعلم عند الله تعالى].
وكلام العلامة هنا واضح جدا في بيان مذهبه في هذه المسألة الخطيرة.
وأما الشيخ ابن عثيمين فآخر كلامه واضح جدا فيما نقلته آنفا، وهو أنه يرى التفصيل الذي انتهجه كبار علمائنا في الوقت المعاصر.
والله ولي التوفيق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
أستفتيكم عن هذا فافتوني بارك الله فيكم
حيث أنه تم حذف هذا الموضوع بحجة وجود موضوع ((التكفير))
أخي الكريم: نعم من شروط التكفير للأعيان توفر الشروط وانتفاء الموانع، وإقامة الحجة في المسائل الخفية غير الظاهرة، أما المسائل الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة فلا يعذر فيها بالجهل على الصحيح من كلام أهل العلم كالتوحيد والشرك وغيرها إلا في أحوال ضيقة كمن نشأ في بادية بعيدة عن ديار المسلمين، أو عاش في بلاد الكفر، أو كان حديث عهد بشرك.
والله أعلم.
ونصيحة: لو أنك تغير الاسم لأنه يوهم بأن صاحبه أنثى.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:06]ـ
أخي الفضلي:
ليتك تكمل تأويلاتك!
والشيخ الفوزان يقصد كذا .. وآل الشيخ يعني كذا .. وأئمة الدعوة (ابن عتيق وابن سحمان) لم تفهموا قولهم .... الخ!
على الأقل: قل المسألة اجتهادية ودع التعسف في حمل أقوال العلماء.
أو اتهمهم (صراحة) بأنهم خوارج! لأنهم يُكفرون بالمعصية.
هداك الله ..
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:22]ـ
معقولة السؤال صعب قوي كده، طيب قولوا مش عارفين.
مع أنك قلت أن ابن عباس قال ذلك وتبعه السلف.
لا زلت أنتظر الإجابة، وأنتم بين أنفسكم. اعلموا انكم كذبة في دعوى اتباع السلف الصالح، وأنه لا سلف لكم في مذهبكم، وأن الأمر كله هوى. هذه هي الحقيقة.
من الذي قال بأن الكفر عملي واعتقادي وان الاعتقادي اكبر والعملي أصغر؟
ومن الذي جعل الاستحلال شرطا في الكفر العملي؟
يا اخوانا دي صلب اللي انتم بتتكلموا فيه. عيب عليكم.
عايز اجابة.
اخي الخيرزانة. معلهش مخدتش بالي. روحك حلوه. أنا آسف. اتوسط لي عندهم يجاوبوا على اسئلتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:27]ـ
أخي الفضلي:
ليتك تكمل تأويلاتك!
والشيخ الفوزان يقصد كذا .. وآل الشيخ يعني كذا .. وأئمة الدعوة (ابن عتيق وابن سحمان) لم تفهموا قولهم .... الخ!
أخي الكريم الخراشي: أرجو ألا تحمل كلامي ما لا يحتمل، وأنا ما تفوهت بهذا في أيٍّ من مشاركاتي، فأرجو عدم تحميل الكلام ما لا يحتمل.
واستمع أخي القارئ إلى شريط: "الدمعة البازية" الذي تضمن تسجيلاً لمجلس علمي ناقش فيه مجموعة من الدعاة والمشايخ ذائعي الصيت الإمام ابن باز في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله؛ ليقول بالتكفير المطلق بدون تفصيل، وأُتي الشيخ من بين ويديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فكان –رحمه الله- ثابتاً راسخاً كالطود الأشم لا يتزعزع ولا يجزع ولا يلين، فكان يؤكد بأن الحكم بغير ما أنزل الله: لو بدل، أو وضع القوانين العامة لا يكفر، ما لم يكن ثمّت استحلال ظاهر معين، وكان يقول: "وخلاف هذا مذهب المبتدعة الخوارج". فرحمه الله رحمة واسعة. إليك نص ما دار-فهذا نادر جدا- في الشريط, مما يتعلق بموضوعنا ... , تنبيه: أولا: إذا كتبت ست نقاط هكذا (……) فمعناه أن هناك كلاما لم أسمعه أو لم أفهمه، ومن باب عدم التقول على العلماء فإني بعد هذه النقاط أضع قوسين هكذا [] وأكتب داخل القوسين الكلمة أو الكلمات التي أظنها، وإن لم تتضح الكلمة أو الكلمات فإني أبين ذلك.
ثانيا: إذا كتبت ثلاث نقاط هكذا (…) فهذا يعني أنه حدثت مقاطعة لكلام الشيخ الذي أنقل عنه، وأبدأ النقل عن الشيخ الآخر الذي قطع كلام الأول ... , إليك الحوار:
الحوار: كان النقاش حول حكم تارك الصلاة، فقال الشيخ ابن جبرين: في التفسير عن ابن عباس في قوله تعالى: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". كفر دون كفر.
فقال الشيخ ابن باز: إذا لم يستحله، يعني حكم بالرشوة أو على عدوه أو لصديقه يكون كفرا دون كفر، أما إذا استحل الحكم، إذا استحل ترك الشرع يكون كافرا، إذا استحله كفر، لكن لو حكم بالرشوة ما يكون كافرا كفرا أكبر، يكون كفرا دون كفر، مثل ما قال ابن عباس ومجاهد وغيره.
قال أحد الحاضرين: هو الإشكال الكبير في هذا المقام ـ عفا الله عنك ـ مسألة تبديل الأحكام الشرعية بقوانين …
فقاطعه الشيخ ابن باز بقوله: هذا محل البحث إذا فعلها مستحلا …
فقاطعه السائل نفسه بقوله: وقد يدعي أنه غير مستحل؟
فقال ابن باز -رحمه الله-: إذا فعلها مستحلا لها يكفر وإذا فعلها لتأويل لإرضاء قومه أو لكذا وكذا يكون كفرا دون كفر، ولكن يجب على المسلمين قتاله إذا كان عندهم قوة حتى يلتزم، من غير دين الله بالزكاة أو غيرها يقاتل حتى يلتزم.
فقال السائل نفسه: بدل الحدود، بدل حد الزنا وكذا وكذا.
فقال ابن باز: يعني ما أقام الحدود، عزره بدل القتل عزره.
فقال ابن جبرين: أو الحبس.
فقال ابن باز: أو الحبس.
وقال السائل: وضع مواد ـ عفا الله عنك ـ.
الأصل عدم الكفر حتى يستحل، يكون عاصيا وأتى كبيرة ويستحق العقاب، كفر دون كفر حتى يستحل.
فقال السائل: حتى يستحل؟!! الاستحلال في قلبه ماندري عنه؟
فقال ابن باز: هذا هو، إذا ادعى ذلك، إذا ادعى أنه يستحله.
فقال ابن جبرين: إذا أباح الزنا برضى الطرفين …
فقاطعه الشيخ ابن باز قائلا: كذلك هذا كفر.
فأكمل الشيخ ابن جبرين كلامه بقوله: المرأة حرة في نفسها فلها أن تبذل نفسها؟
فقال ابن باز: إذا أحلوا ذلك بالرضا فهو كفر.
فقال سلمان العودة: لو حكم ـ حفظكم الله ـ بشريعة منسوخة كاليهودية مثلا، وفرضها على الناس وجعلها قانونا عاما وعاقب من رفضه بالسجن والقتل والتطريد وما أشبه ذلك؟
فقال الشيخ ابن باز: ينسبه إلى الشرع ولا لا ـ يعني أو لا ـ؟
فقال الشيخ سلمان العودة: حكم بها من غير أن يتكلم بذلك، جعلها يعني بديل؟
فقال الشيخ ابن باز: أما إذا نسبها إلى الشرع فيكون كفرا.
فقال الشيخ سلمان: كفرا أكبر أو أصغر؟
فقال الشيخ ابن باز: أكبر، إذا نسبها إلى الشريعة، أما إذا مانسبها إلى الشريعة، بس مجرد قانون وضعه، لا، مثل الذي يجلد الناس بغير الحكم الشرعي، يجلد الناس لهواه أو يقتلهم لهواه، قد يقتل بعض الناس لهواه وغلبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال سلمان: ما يفرق ـ حفظكم الله ـ بين الحالة الخاصة في نازلة أو قضية معينة وبين كونه يضعه قانونا عاما للناس كلهم؟
فقال ابن باز: أما إذا كان نسبه إلى الشرع يكفر وأما إذا ما نسبه إلى الشرع، يرى أنه قانونا يصلح بين الناس ما هو بشرعي ما هو عن الله ولا عن رسوله يكون جريمة ولكن لا يكون كفرا أكبر فيما أعتقد.
فقال سلمان العودة: ابن كثير ـ فضيلة الشيخ ـ نقل في البداية والنهاية الإجماع على كفره كفرا أكبر.
فقال ابن باز: لعله إذا نسبه إلى الشرع
فقال الشيخ سلمان: لا، قال من حكم بغير شريعة الله من الشرائع المنزلة المنسوخة فهو كافر فكيف من حكم بغير ذلك من أراء البشر لاشك أنه مرتد …
فقال ابن باز: ولو، ولو، ابن كثير ماهو معصوم، يحتاج تأمل، قد يغلط هو وغيره، وما أكثر من يحكي الإجماع.
فقال الشيخ ابن جبرين: هم يجعلونه بدل الشرع، ويقولون هو أحسن وأولى بالناس، وأنسب لهم من الأحكام الشرعية.
فقال الشيخ ابن باز: هذا كفر مستقل، إذا قال إن هذا الشيء أحسن من الشرع أو مثل الشرع أو جائز الحكم بغير ماأنزل الله يكون كفرا أكبر.
فقال أحد الحاضرين: الذين يكفرون النظام ويقولون: لا يكفر الأشخاص، يعني يفرقون في أطروحاتهم، يقولون: النظام كافر لكن مانكفر الأشخاص؟
فقال الشيخ ابن باز: إذا استحل الحكم بغير ما أنزل الله كفر ولو هو شخص، يعين، يكفر بنفسه، يقال فلان كافر إذا استحل الحكم بغير ماأنزل الله أو استحل الزنا يكفر بعينه، مثل ماهو كفر، مثل ماكفر الصحابة بأعيانهم الناس الذين تركوا. مسيلمة يكفر بعينه، طليحة قبل أن يتوب يكفر بعينه، وهكذا من استهزأ بالدين يكفر بعينه، كل من وجد منه نافض يكفر بعينه، أما القتل شيء آخر، يعني القتل يحتاج استتابة.
فقال أحد الحضور: لكن إذا نسبه إلى الشرع ألا يحكم بأنه من الكذابين؟
فقال الشيخ ابن باز: من الكذابين.
فقال السائل: لكن دون الكفر.
فقال الشيخ ابن باز: إي نعم
[ثم سؤال من نفس السائل غير واضح، وهو عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم].
وكذلك جواب الشيخ ابن باز غير واضح، وأنقل لكم ماسمعته وما لم أعرفه تركته، والذي سمعته كالتالي: …… أما إذا قال: لا، أنا أقول إنه مثل الشرع أو أحسن من الشرع فهو كفر، أما إذا كان رأى بدعة فأهل البدعة معروف حكمهم.
فقال الشيخ عائض القرني: طيب يا شيخ بعضهم يقول: إن عمر ترك الحدود في المجاعة عام الرمادة؟
فقال ابن باز: هذا اجتهاد له وجه، لأنه قد يضطر الإنسان إلى أخذ الشيء سرقة للضرورة.
فقال سلمان العودة: ـ حفظكم الله ـ الدليل على كون الكفر المذكور في القرآن أصغر (فأولئك هم الكافرون) أقول ماهو الصارف مع أنها جاءت بصيغة الحصر؟
فقال ابن باز: هو محمول على الاستحلال على الأصح، وإن حمل على غير الاستحلال فمثل ما قال ابن عباس يحمل على كفر دون كفر، وإلا فالأصل هم الكافرون.
فقال أحد المناقشين: ما فيه دليل ابن عباس، ما فيه أنه ما ستحل …… [ثم كلام غير واضح من السائل].
فتدخل سلمان قائلا: نعم يعني ما الذي جعلنا نصرف النص عن ظاهره؟
فقال ابن باز: لأنه مستحل له، وذلك في الكفار الذين حكموا بغير ما أنزل الله، حكموا بحل الميتة، حكموا بأشباهه، أما لو حكم زيد أو عمر برشوة نقول كفر؟!! ما يكفر بهذا، أو حكم بقتل زيد بغير حق لهواه ما يكفر بذلك.
ثم قال ابن باز بعد سكوت يسير: على القاعدة، التحليل والتحريم له شأن، مثل الزاني هل يكفر؟
فقال الشيخ سلمان: ما يكفر.
فقال الشيخ ابن باز: وإذا قال حلال؟
فقال الشيخ سلمان: يكفر.
فقال ابن باز: هذا هو.
فقال سلمان وآخر معه في نفس الوقت قالا: يكفر ولو لم يزني.
فقال الشيخ ابن باز: ولو مازنا.
فقال الشيخ سلمان: نرجع سماحة الوالد للنص (ومن لم يحكم بما أنزل الله) فعلق الحكم بترك الحكم؟
فقال ابن باز: الحكم بما أنزل الله يعني مستحلا له، يحمل على هذا.
فقال سلمان العودة: القيد هذا من أين جاء؟
فقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: من الأدلة الأخرى الدالة عليه، التي دلت أن المعاصي لا يكفر صاحبها، إذا لم يستحل ما صار كافرا.
ثم سؤال من شخص آخر ـ لم أعرفه ـ والسؤال غير واضح، فقال ابن باز:
(يُتْبَعُ)
(/)
فاسق وظالم وكافر هذا إذا كان مستحلا له أو يرى أنه ماهو مناسب أو يرى الحكم بغيره أولى، المقصود أنه محمول على المستحل أو الذي يرى بعد ذا أنه فوق الاستحلال يراه أحسن من حكم الله، أما إذا كان حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون عاصيا مثل من زنا لهواه لا لاستحلال، عق والديه للهوى، قتل للهوى يكون عاصيا، أما إذا قتل مستحلا، عصى والديه مستحلا لعوقهما، زنا مستحلا: كفر، وبهذا نخرج عن الخوارج، نباين الخوارج يكون بيننا وبين الخوارج حينئذ متسع ولا- بتشديد اللام بمعنى أو- وقعنا فيما وقعت فيه الخوارج، وهو الذي شبه على الخوارج هذا، الإطلاقات هذه.
فقال سلمان: يعني المسألة قد تكون مشكلة عند كثير من الأخوان فلا بأس لو أخذنا بعض الوقت.
فقال ابن باز: لا، مهمة مهمة، عظيمة.
فقال سلمان: ذكرتم مسألة تكفير العاصي وفاعل الكبيرة، هذا ليس موضع خلاف. فقال الشيخ ابن باز: لا, ما هي المسألة مسألة الخوارج، هو علة الخوارج، الاطلاقات هذه, تركوا المقيدات وأخذوا المطلقات وكفروا الناس، وقال فيهم النبي يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه.
فقال سلمان: الزاني والسارق سماحة الشيخ …
فقاطعه الشيخ ابن باز قائلا: هم كفار عند الخوارج.
فقال سلمان: عند الخوارج، لكن أهل السنة متفقون على أن هؤلاء عصاة.
فقال الشيخ ابن باز: ما لم يستحلوا.
فأكمل الشيخ سلمان كلامه بقوله: لا يخرجون من الإسلام …
فكرر الشيخ قوله: ما لم يستحلوا.
فقال سلمان: ما لم يستحلوا نعم. إنما هو يرون أن هناك فرقا بين من يفعل المعصية فنحكم بأنه مسلم فاسق أو ناقص الإيمان، وبين من يجعل المعصية قانونا ملزما للناس، لأنه ـ يقولون ـ لا يتصور من كونه أبعد الشريعة مثلا وأقصاها وجعل بدلها قانونا ملزما ـ ولو قال إنه لا يستحله ـ لا يتصور إلا أنه إما أنه يستحله أو يرى أنه أفضل للناس أو ما أشبه ذلك، وأنه يفارق الذي حكم في قضية خاصة لقرابة أو لرشوة؟
فقال الشيخ ابن باز: بس قاعدة، قاعدة: لا زم الحكم ليس بحكم، لا زم الحكم ليس بحكم، قد يقال في الذي حكم لهواه أو لقريبه: أنه مستحل يلزمه ذلك وليش يسأل، ما هو بلازم الحكم حكم، هذا فيما بينه وبين الله، أما بينه وبين الناس يجب على المسلمين إذا كان دولة مسلمة قوية تستطيع أن تقاتل هذا، ليش ما يحكم بما أنزل الله، يقاتل قتال المرتدين إذا دافع، مثل ما يقاتل مانعي الزكاة إذا دافع عنها وقاتل يقاتل قتال المرتدين، لأن دفاعه عن الحكم بغير ما أنزل الله مثل دفاعه عن الزكاة وعدم إخراج الزكاة، بل أكبر وأعظم، يكون كافرا، صرح به الشيخ تقي الدين ـ رحمه الله ـ في هذا، قال قتاله يكون قتال المرتدين لا قتال العصاة إذا دافعوا عن باطلهم، ذكره رحمه الله في، أظن كتاب السياسة، لا، ما هو في السياسة، غير هذا، قال عنه فتح المجيد أظنه في باب …
فتدخل سلمان قائلا: في الفتاوى في كلامه في التتر.
فقال الشيخ ابن باز: يمكن في التتر، ذكر هذا رحمه الله أن قتالهم ليس مثل قتال العصاة بل قتال المرتدين، لأن دفاعهم عن المعصية مثل دفاع مانعي الزكاة في عهد الصديق سواء سواء.
فقال الشيخ سلمان: حفظكم الله ـ الآن بالنسبة لمانع الزكاة إذا قاتل عليها قلنا إنه يقاتل قتال كفر …
فقاطعة الشيخ ابن باز بقوله: لا شك، لا شك. فأكمل الشيخ سلمان كلامه: لأن امتناعه، امتناعه وقتاله على ذلك …
فقاطعه الشيخ ابن باز قائلا: هو …… [كلمة لم أعرفها] دفاع من يحكم بغير ما أنزل …
فأكمل الشيخ سلمان كلامه بقوله: دليل على جحده للوجوب …
فقال الشيخ ابن باز مقاطعا سلمان: إذا دافع عن الحكم بغير ما أنزل الله وقال ما أرجع فهو دفاع المستحل، يكون كافرا.
فقال أحد الحضور: هؤلاء مقطوع بأنهم سيستميتون …
فقال الشيخ ابن باز: إذا وقع، إذا وقع كفروا، إذا وقع قيل لهم أحكموا بما أنزل الله وإلا قاتلناكم وأبوا يكفرون، هذا الظن فيهم.
فقال السائل نفسه: هذا الظن فيهم.
فقال الشيخ ابن باز: لا شك، الظن فيهم هو هذا، لكن بس الحكم بغير الظن، والظن في حكام مصر وغيرها ـ الله لا يبلانا ـ هو الظن فيهم الشر والكفر، لكن بس يتورع الإنسان عن قوله كافر، إلا إذا عرف أنه استحله، نسأل الله العافية.
ثم قال الشيخ ابن باز: ما أدري عندك أسئلة ولا خلاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الشيخ الطريري: نحن ننتظر الأذن لنا.
فقال ابن باز: لا بأس. ثم قال: البحث هذا ما يمنع البحث الآخر، البحث هذا، كل واحد يجتهد في البحث، قد يجد ما يطمئن له قلبه، لأنها مسائل خطيرة، ماهي بسهلة مسائل مهمة.
فقال الشيخ سلمان: ترون أن هذه المسألة ـ سماحتكم ـ يعني اجتهادية؟
فقال الشيخ ابن باز: والله أنا هذا الذي اعتقده من النصوص يعني من كلام أهل العلم فيما يتعلق في الفرق بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة، خصوصا الخوارج، أن فعل المعصية ليس بكفر إلا إذا استحله أو دافع عن دونها بالقتال.
فقال أحد الحضور: ـ سماحة الشيخ ـ أقول أحسن الله إليكم ـ إذا كوتبوا وطولبوا بالشريعة فلم يرجعوا يحكم بكفرهم؟
فقال الشيخ ابن باز: إذا قاتلوا بس، أما إذا ماقاتلوا دونها لا.
فقال السائل: إذا طولبوا بهذا.
فقال ابن باز: إذا طلبت زيدا فقلت له زك فعيا يزكي [يعني رفض يزكي] عليك …… [كلمة لم أعرفها والظاهر أنها بمعنى الإلزام] بالزكاة ولو بالضرب، أما إذا قاتل دونها يكفر.
فقال السائل: لكن الذي سيطالب ضعيف وقد يقاتل.
فقال ابن باز: ولو، مايكفر إلا بهذا، مادام أنه مجرد منع يعزر، وتؤخذ منه مع القدرة، ومع عدم القدرة يقاتل إن كان للدولة القدرة على القتال تقاتله.
فقال السائل: لا، من طلب بالحكم بشرع الله فأبى؟
فقال ابن باز: يقاتل، فإن قاتل كفر، وإن لم يقاتل لم يكفر يكون حكمه حكم العصاة.
فقال الشيخ ابن جبرين: من الذي يقاتله؟
فقال ابن باز: الدولة المسلمة.
فقال أحد الحضور: وإذا مافيه دولة مسلمة؟
فقال ابن باز: يبقى على حاله بينه وبين الله.
فقال الشيخ ابن جبرين: بعض الدول متساهلين.
فقال الشيخ ابن باز: الله المستعان.
فقال الشيخ سلمان: سماحة الشيخ ـ الشيخ محمد ـ الله يرحمه ـ ابن إبراهيم في رسالته ذكر أن الدول التي تحكم بالقانون دول كفرية يجب الهجرة منها.
فقال الشيخ ابن باز: لظهور الشر لظهور الكفر والمعاصي.
فقال الشيخ سلمان: الذين يحكمون بالقانون.
فقال الشيخ ابن باز: شفت رسالته ـ الله يغفر له ـ بل يرى ظاهرهم الكفر، لأن وضعهم للقوانين دليل على رضى واستحلال، هذا ظاهر رسالته ـ رحمه الله ـ، لكن أنا عندي فيها توقف، أنه ما يكفي هذا حتى يعرف أنه استحله، أما مجرد أنه حكم بغير ما أنزل الله أو أمر بذلك ما يكفر بذلك مثل الذي أمر بالحكم على فلان أو قتل فلان ما يكفر بذلك حتى يستحله، الحجاج بن يوسف ما يكفر بذلك ولو قتل ما قتل حتى يستحل، لأن لهم شبهة، وعبد الملك بن مروان، ومعاوية وغيرهم، مايكفرون بهذا لعدم الاستحلال، وقتل النفوس أعظم من الزنا وأعظم من الحكم بالرشوة.
فقال أحدهم: مجرد وجود الإنسان في بلاد كفر لا يلزمه الهجرة …
فقاطعه الشيخ ابن باز قائلا: الهجرة فيها تفصيل، من أظهر دينه ما يلزمه، أو عجز مايلزمه إلا المستضعفين.
فقال الشيخ ابن جبرين: فيه آثار عن الإمام أحمد يكفر من يقول بخلق القرآن.
فقال الشيخ ابن باز: هذا معروف، أهل السنة يكفرون من قال بخلق القرآن … الخ هذه المناقشة حول خلق القرآن وتكفير القائل به، والتي بها ختم الشريط. ولله الحمد والمنة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:51]ـ
الأخ علي: جزاك الله خيرًا ..
كلام الشيخ رحمه الله معلوم مشهور، وله الحق - رحمه الله - أن ينافح عنه. بل هذا الواجب عليه شرعًا.
لكن تأمل الفرق بينه وبين بعض من يتحمس لقوله ممن يوهمك أن المسألة إجماعية أو أن المخالف من الخوارج!! لكنه يجبن عن الحكم على كبار العلماء ممن يُكفر الحاكم بالقانون؛ كالشيخ الفوزان مثلا.
أقول: قارن هذابقول الشيخ عن شيخه ابن إبراهيم - رحمهما الله -: (شفت رسالته ـ الله يغفر له ـ بل يرى ظاهرهم الكفر، لأن وضعهم للقوانين دليل على رضى واستحلال، هذا ظاهر رسالته ـ رحمه الله ـ، لكن أنا عندي فيها توقف، أنه ما يكفي هذا حتى يعرف أنه استحله، أما مجرد أنه حكم بغير ما أنزل الله أو أمر بذلك ما يكفر بذلك) .. فتأمل كيف اعترف بقول شيخه، ولم يُنكره، بل خالفه علميًا.
=========
يقول الشيخ: (إذا وقع، إذا وقع كفروا، إذا وقع قيل لهم أحكموا بما أنزل الله وإلا قاتلناكم وأبوا يكفرون، هذا الظن فيهم.
فقال السائل نفسه: هذا الظن فيهم.
فقال الشيخ ابن باز: لا شك، الظن فيهم هو هذا، لكن بس الحكم بغير الظن، والظن في حكام مصر وغيرها ـ الله لا يبلانا ـ هو الظن فيهم الشر والكفر، لكن بس يتورع الإنسان عن قوله كافر، إلا إذا عرف أنه استحله، نسأل الله العافية).
فالقتال عند الشيخ دليل الاستحلال. فهل تقولون بقوله؟ أم تشترطون أن يقف الحاكم على المنبر ويقول: (أشهدكم أنني استحللت الحكم بغير ما أنزل الله)؟!
وفقك الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:07]ـ
الشيخ الكريم سليمان الخراشي وفقني الله وإياك
ما ذكرته من فتوى الشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله _ هو موجود في فتاوى غيره من العلماء ولا يخفى ذلك لكن ليس عن هذا أتكلم.
أنا أتكلم عن ذكر هذا في تأصيل عقيدة أهل السنة، اما أن يُسئل العالم هل يجوز الخروج إذا فعل الحاكم كذا؟ فيجيب: لا يجوز الخروج إن لم يكفر ويجوز الخروج إن كفر فهذا إنما هو من باب الجواب أو الرد كما يقول أهل السنة في عقائدهم (ولا يرون الخروج .... ) فهذا خارج عن محل النزاع.
الكلام هو في ذكر هذا الحكم تأصيلاً في كتب أهل العلم في العقيدة.
أخي الكريم أبا عبد الرحمن السعدي وفقك الله
الخلاف ليس صوريا وما حملت عليه كلام أهل العلم الذين لا يكفرون غير صحيح ومن أين لك أنهم يرون مجرد الفعل استحلال؟ وكيف عرفت أنهم هنا اشترطوه ضمنا وهناك صراحة؟
من اشترط شيء من أهل العلم ذكره في كلامه وهؤلاء علماء يعرفون ما يقولون وهم أعلم بالعقيدة واللغة والقيود والشروط من عامة الناس حتى يستدرك عليهم مرادهم وقصدهم، والعالم إذا أفتى بفتوى وهو عالم معتد به يقصد كل لفظة وقيد يذكره في فتواه لا سيما مع تكرار السؤال عشرات المرات وهو يكرر الجواب نفسه.
فالعلماء حينما قالوا لا يكفر عندما لا يستحل ذلك أو يعتقد جوازه او يعتقد أنه الفضل فهم يقصدون ما تلفظوا به فكيف يحمل على أنهم يرونه استحلال سبحان الله!
ولكن الأمر في هذا يرجع إلى التأصيل قبل الاستدلال عند كثير من الناس وبالتالي فهو ينظر إلى ادلة المخالف على وجه الرد والتفنيد والنظر في المداخل والنواقص التي يمكن أن يأخذ بها ويردها لكن بقية ما تذكره من نصوص وأقوال أهل العلم يعرض عنه تماما وكانه لم يره ولم يسمعه.
وإن تعجب فعجب أن نجد من يتكلم في مسائل العقيدة في كل مكان ويستدل بكلام أحمد وابن تيمية وابن القيم والشيخ السعدي وابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم من العلماء ويرد على الأشاعرة والصوفية والشيعة ويستند إلى أقوال هؤلاء العلماء.
لكنه في هذه المسألة بالذات يتلقف كلام الشيخ أحمد شاكر والشنقيطي والشيخ ابن إبراهيم وهم من علماء السنة لكن أين هؤلاء في مسائله الأخرى لماذا لم يعول عليهم إلا هنا؟!
على أن الشيخ ابن إبراهيم والشنقيطي رحمهما الله لهما أقوال تخالف ما ذكر هنا.
فما بقي من مصطلح الشيخ سليمان الخراشي (أكثر أهل السنة) إلا أحمد شاكر رحمه الله.
وأما عامة الصحابة ومنهم ابن عباس وتلاميذه كذلك وأحمد والكناني والمروزي وابن جرير وابن تيمية وابن القيم والسعدي وابن باز والألباني وابن عثيمين ومقبل بن هادي الوادعي والفوزان وعبد المحسن العباد و عبدالله بن قعود وعبدالله بن غديان والأطرم و عبدالرزاق عفيفي فهؤلاء هم الأقل.
أهل السنة أهل إنصاف وعدل وصدق فيما يقولون في شرع الله ونقل كلام الخلق وبعبارة أخرى طالب العلم مطلوب منه الموضوعية وإن كان خلاف قوله فليقل: أنا أرى كذا وهو قول فلان وفلان وأراه أرجح ويذكر أدلة قوله.
أما أن يؤيد ذلك ليتقوى به بأنه قول أكثر أهل السنة فهذه دونها خرط القتاد.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
وفقكم الله جميعًا ... وألف بين قلوب أهل السنة - وإن اختلفوا في مثل هذه المسائل الاجتهادية -.
وليعذرني الإخوة على إغلاق المقال؛ لكي لا يتطور إلى جدل عقيم، لا سيما وقد بين كل أخ رأيه.
وسبب هذا أن أصحاب المجلس لا يُحبذون إفساد القلوب بمثل هذه المواضيع التي قُتلت بحثًا. ومن أراد المزيد منها فسيجده بالبحث في الشبكة.(/)
كرامات غمارية .. (الغماري يتصرف في الكون كله)!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الكرامات الغمارية التي ذكرها أحمد الغماري في كتابه " التصور والتصديق "؛ يرى القارئ من خلالها كيف وصل الحال بهؤلاء الخرافيين إلى منازعة الله في ربوبيته؛ ليصرفوا بذلك عامة الناس عن إخلاص العبادة لله وحده، واستبدالها بتقديس أساطين الخرافة، المُتكسبين بها مالا أو جاهًا.
والحمد لله أن انتشار التعليم بين المسلمين، وترقيهم في الاطلاع والثقافة، مع ظهور دعوة التوحيد، قد ساهم بشكل كبير في اختفاء مثل هذه المظاهر الخرافية، أو على الأقل استخفاء أهلها بها خوفًا من التشنيع عليهم؛ فرأينا – مثلا – من يُعيد طبع الكتب الصوفية، ويحذف ما فيها من خرافات؛ لعلمه أن الحال قد تغير، وأن الناس لم تعد تنطلي عليهم مثل هذه الحكايات والمنامات .. الخ.
ولاشك أن طلبة العلم الفضلاء يعلمون ماسببته تلك العقائد الشركية من تخلف للأمة، واحتلال الأعداء لأراضيها؛ بسبب افتقاد الشرط المهم من شروط النصر والعزة: ( .. يعبدونني لايشركون بي شيئًا). فلابد من التواصي بكشف زيفها، وتحذير المسلمين منها ومن تبعاتها، على دينهم ودنياهم، ودعوتهم إلى التعلق بالله وحده.
الكرامات الغمارية:
وهي لوالده وأجداده، ورقم الصفحة يلي كل مقطع:
- أحدهم (كان يقيم بموضعين من القبيلة المذكورة، وله في كل منهما تلامذة، وأصحاب أحدهما يسمى بيدر، والآخر ورطاس، وبهذا الأخير كانت وفاته، وبه دفن أولاً، ثم جاء أهل بيدر ونقلوه إليها، فلما علم أهل ورطاس بذلك قصدوهم إلى مدفنه الأول، فامتنع من ذلك أهل بيدر، ووقع بينهم نزاع كاد يفضي إلى المحاربة والقتال، فبينما هم كذلك إذ وقف الشيخ على واحد منهم في رؤيا منامية، فقال له: لم هذا النزاع وأنا موجود بالقبرين معاً، فمرهم يحفرون على القبرين فإنهم يجدوني في كل منهما؟ فلما أخبرهم بما رأى فعلوا ذلك، فوجدوا الشيخ في كل من القبرين، فرضي الفريقان، وبنى كل واحد على القبر الذي عنده قبة، هما موجودتان إلى الآن، وكلتاهما مزارة مقصودة)!! (6 - 7). هذه الزبدة!
- أحدهم: (نزل على أحد سكان القرية فأكرمه باعتباره ضيفاً غريباً، ثم كلفه برعي غنمه، فكان يخرج بها صباحاً ثم يذهب إلى محل بعيد فيه حفرة واسعة فيجمعها هناك، ثم يقبل على العبادة إلى آخر النهار ثم يعود بها، وأحياناً يذهب لناحية أخرى فيتركها وحدها وينصرف، فمر ذات يوم بعض الناس على تلك الغنم، ورأى ذئباً يحوم حولها، فذهب إلى ربها وأخبره، فذهب للتحقق مما قال فوجد الغنم ترعى والذئب يحرسها، فتعجب مما رأى ورجع إلى موضعه، فلما جاء المترجَم آخر النهار سأله عن الحقيقة وألح عليه في ذلك، فأخبره أنه يذهب إلى مكة المكرمة للصلاة بها!! ويترك الذئب حارساً للغنم، فترك الرجل بعد ذلك تكليفه برعي الغنم، وقال له: اشتغل بعلمك وعبادتك، ولا تفكر في القوت والمؤنة، وبالغ في تعظيمه). (7).
- أحدهم: (قصد ضريح ولي الله سيدي أحمد الفلالي، فكان يختم فيه كل ليلة ختمة كاملة من القرآن العظيم في الصلاة، ويسأل الله تعالى أن ييسر له من يأخذ عنه العلم، لأنه تحير في ذلك، ولم ينشرح صدره لطلبه بفاس، فاستمر على ذلك أربعين ليلة ختم فيها أربعين ختمة، وصبيحة اليوم الحادي والأربعين نزل من ضريح الشيخ المذكور، فوجد بالطريق رجلاً منكمشاً في مرقعته من شدة البرد، وعن يمينه وشماله أكوام من الثلج، وحال الغربة بادية عليه فسلم، وسأله عن حاله، فأجابه بأنه غريب مسكين، فطلب منه الشيخ أن ينزل معه، فامتنع واعتذر بأن رجليه حافيتان ولا يقدر على المشي في الثلج بدون حذاء فخلع الشيخ حذاؤه وأعطاه إياه، فلبسه ونزل معه، فأطعمه وأكرمه، وبقي معه ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع قال له: أتعرف من أنا، قال: لا. قال: أنا من بلاد بعيدة جئت مخصوصاً من أجلك، أرسلني سيدي علي بن أحمد من جبل صرصر لأعلمك العلم، ففرح غاية بهذه الكرامة التي أجاب الله بها دعوته على يد الولي الشهير سيدي علي بن أحمد وذلك من طريق الغيب والتصرف بعد الموت)!! (8 - 9).
(يُتْبَعُ)
(/)
- والده: (كان الشيخ رضي الله عنه في بداية أمره يعمل بظاهر الحديث المذكور ويهتم بأمر المسلمين اهتماماً ما رآه الراؤون من أحد من أهل عصره لا سيما العلماء، ودام يسعى في ذلك أزيد من خمس عشرة سنة بما يطول شرحه ولا يساعد الوقت على ذكره، ثم صار في نهايته يعمل بباطن الحديث أيضاً، فسلم الأمر لله وصار يترقب ما يبرز من الحضرة الإلهية دون وساطة بشر أو سعي مخلوق. وكذلك صار في آخر عمره لا يتكدر مما عليه الناس من كثرة المعاصي والمخالفات، ولا يتأسف على ذلك ولا يكثر من ذكره إلا على سبيل القلة والندرة، بخلاف ما كان عليه في بداية أمره؛ فإنه كان كثير التعرض لذلك في دروسه وخطبه ومجالسه بقصد تغيير المنكر والتنبيه عليه، وذلك أيضاً من كمال المقام في المعرفة وهو مقام عدم الاعتراض على شيء من الأقدار الإلهية ولو خاطراً كما ذكر العارف الشعراني، قال: وهو مقام عزيز لا يثبت فيه إلا من أطلعه الله تعالى على اللوح المحفوظ وعرف ما سبق به العلم الإلهي). (164 - 165). هذا سبب تعاون الصوفية مع أعداء الأمة، ورضاهم بالاستعمار!
- قال أحمد: (حدثني من ذهب أخيراً إلى بعض الأولياء وكان متخوفاً عليّ من بعض الحوادث الوقتية فقال له ذلك الولي: والله ما يتوصلون منه ولا إلى قلامة ظفر لا ظاهراً ولا باطناً، فإن والده هو الذي يتصرف في الكون كله)!! (172). نعوذ بالله من الشرك البواح.
- (ومنها ما حدثني به بعض الصالحين من أصحابه قال: ذهبت إلى الشيخ يوماً وأذن لي بالدخول، فلما أقبلت على المحل الذي هو به رأيت ذاته عظيمة جداً قد حازت ركناً كبيراً من الغرفة، فدهشت لذلك، فلما وقع بصره علي تبسم وقال: مرحباً، فزال عني ما أصابني من الدهش، ثم رجع جسمه إلى حالته الاعتيادية)! (187).
فائدة: قال في ص 63 عن والده: (ويحب مذهب الزيدية ويعترف بفضلهم وبراعتهم في الفقه واستنباط المسائل، وذكر الدليل في كتبهم، وكان يحبها ويرغب في الحصول عليها ويسأل عنها بتلهف). أظن هذا هو السبب في تشيع الغماري، وطعنه في معاوية - رضي الله عنه - خاصة، مع عدم نسيان " صلة التصوف بالتشيع ".
مقالان مهمان لأخوين فاضلين:
http://saaid.net/Doat/ehsan/59.htm
http://saaid.net/feraq/sufyah/12.htm
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 12:42]ـ
جزاكم الله خيرا؛ والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به هؤلاء الخرافيين ....
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 01:33]ـ
/// جزاكم الله خيرًا .. ونسأل الله العافية من الفتنة.
/// بعض ما ذكره من جنس الولاية قد يكون واقعًا صادقًا فيه، لكن هو من تلاعب الشَّياطين والجن بهم، وقد تقدَّمت الإشارة إلى بعض هذا في مشاركاتٍ سابقةٍ.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:08]ـ
التليدي ذكر شيخه احمد الغماري في المبشرين بالجنة!!!!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:20]ـ
جزاكم الله شيخ سليمان ,, لكن لي سؤال ماسبب وصل بعض الناس الى مثل هذه الخرفات ومع ان البعض بلغ القمة في الذكاء؟؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:41]ـ
إنه التقليد أو الإلف أو الإتكال على النفس
فالذكاء قد يكون سبباً في هلاك صاجبه إذا قاده إلى العجب
خذ مثالاُ ابن سينا على ذكائه قال من المقالات المنكرة ما الله به عليم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:50]ـ
بارك الله فيكم شيخنا لكن ماصحة توبة ابن سينا
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:51]ـ
لا أدري
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:51]ـ
بارك الله فيكم شيخنا لكن ماصحة توبة ابن سينا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:00]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
قال أخونا صالح السويح - رعاه الله -:
(هذه الفائدة ذكرها الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي في كتاب: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة: (ذكر بعض العلماء في كتبهم توبة أبي المعالي الجويني والشهرستاني والفخر الرازي وابن عربي وأن بعضهم صرح بذلك قبل موته، ولم يتمكن من الكتابة، وبعضهم تمكن من الكتابة، أي: الرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة وسؤالي هو: ما موقفنا من ذلك، أنصدقها أم نقول: إنها لم تثبت عمن لم يكتب، علما بأن بعض العلماء ترحم عليهم، ودعا لهم بالمغفرة؟
على كل حال، الأصل هو بقاؤهم؛ لأن كتبهم موجودة، حتى يثبت بنقل صحيح، إذا ثبت بنقل صحيح عن الثقات، إذا وجدنا سندا صحيحا أنه تاب، أو كتب، فهذا لا بأس.
فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الرازي تاب في آخر حياته، وترحم عليه، وقد نقض كتابه "أساس التقديس" في مجلدات عظيمة، وبيان تلبيس الجهمية الذي وزع عل ثمان رسائل دكتوراه، وكنت مشرفا على هؤلاء الثمانية جميعا والحمد لله، وانتهى الكتاب، والآن تحت الطبع "بيان تلبيس الجهمية - نقض أساس التقديس للرازي " وهو من أعظم كتب شيخ الإسلام، رد فيه على الرازي ونقض الرازي أشعري ولكنه جهمي - ينفي النقيضين عن الله، يقول: لا داخل العالم ولا خارجه، لكن شيخ الإسلام رحمه الله قال: إنه تاب في آخر حياته، وترحم عليه، وشيخ الإسلام ثقة، وإمام عظيم، فإذا أخبرنا ثقة، أو وجد سند على أنه تاب لا بأس، وأعلن ذلك في كتبه بعض الناس، يقول ابن سينا تاب فلان تاب، ابن عربي تاب.
على كل حال من تاب تاب الله عليه، إذا أشكل عليك الأمر قيدها، قل: إن لم يتب، لكن هذا لا يمنع من الرد على آرائه المنتشرة في الكتب، وكفرياته، وإلحاده، وزندقته، الإلحاد والكفر والزندقة منتشر في الكتب والمؤلفات، هل معنى ذلك أن نسكت؟!
لأن بعض الناس قال: إنه تاب فلا يرد الكفر؟! بل يرد عليه، أما الشخص نفسه نقول: إن تاب غفر الله له، وإن لم يتب فعليه من الله ما يستحق).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:35]ـ
إنه التقليد أو الإلف أو الإتكال على النفس
فالذكاء قد يكون سبباً في هلاك صاجبه إذا قاده إلى العجب
خذ مثالاُ ابن سينا على ذكائه قال من المقالات المنكرة ما الله به عليم
/// ومن الأسباب تلاعب الشَّياطين بهم وفتنتهم باسم الكرامات، وهذا دليلٌ على جهلهم بما يقيهم من فتن الشياطين.
/// ابن سينا كفَّره ابن تيميَّة وابن القيِّم وغيرهما؛ لأسباب، منها: اعتقاده مذهب الباطنيَّة الحاكميَّة، والفلسفيَّة الملحدة ... وغير ذلك.
وتوبته كانت عن المعاصي الظَّاهرة كالخمر والزِّنا ونحوهما، ولا تُعلم له توبةٌ من المكفِّرات.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:24]ـ
الشيخان سليمان الخراشي وعدنان البخاري بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على الافادة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 08:30]ـ
/// ابن سينا كفَّره ابن تيميَّة وابن القيِّم وغيرهما؛ لأسباب، منها: اعتقاده مذهب الباطنيَّة الحاكميَّة، والفلسفيَّة الملحدة ... وغير ذلك.
وتوبته كانت عن المعاصي الظَّاهرة كالخمر والزِّنا ونحوهما، ولا تُعلم له توبةٌ من المكفِّرات.
/// زعم (بعض الناس) ممن قابلته أنَّ ابن تيمية وابن القيم لم يصرِّحا بكفر بعض الملاحدة من المتفلسفة؛ كابن سينا والفارابي وغيرهم.
فحملت إليه هذه النقول دون تنسيق أو ترتيب، وأحببت أن أشرككم في محتواها:
إغاثة اللهفان ج: 2 ص: 266
وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى وكان هؤلاء زنادقة يتسترون بالرفض ويبطنون الإلحاد المحض وينتسبون إلى أهل بيت الرسول وهو وأهل بيته برآء منهم نسبا ودينا وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران لا يحرمون حراما ولا يحلون حلالا وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا
إغاثة اللهفان ج: 2 ص: 267: " إمام الملحدين ابن سينا ".
شفاء العليل (ص/14): " شيخ الملحدين ابن سينا ".
درء التعارض ج: 1 ص: 289
كان ابن سينا وأمثاله من أهل دعوة القرامطة الباطنية من أتباع الحاكم الذي كان بمصر وهؤلاء وأمثالهم من رءوس الملاحدة الباطنية وقد ذكر ذلك عن نفسه وأنه كان هو وأهل بيته من أهل دعوة هؤلاء المصريين الذين يسميهم المسلمون الملاحدة لإلحادهم في أسماء الله وآياته إلحادا أعظم من إلحاد اليهود والنصارى
درء التعارض ج: 5 ص: 54
ابن سينا وأمثاله من هؤلاء الملحدة
الرد على البكري ج: 2 ص: 579
وقد ذكر عبد اللطيف بن يوسف أن الفارابي كان قد تعلق بالفلسفة في بلاده فلما دخل حران وجد بها من الصابئة من أحكمها عليه وابن سينا إنما حذق فيها بما وجده من كتب الفارابي فهؤلاء و أتباعهم حقيقة قولهم هو قول الصابئة المشركين الذين هم شر من مشركي العرب وهؤلاء عند من لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب لا تؤخذ منهم الجزية إلا أن يدخلوا في دين أهل الكتاب
اجتماع الجيوش الإسلامية ج: 1 ص: 45
قول ابن سينا والنصير الطوسي وأتباعهما من الملاحدة الجاحدين لما اتفقت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام والكتب وشهدت به العقول والفطر
الصفدية ج: 2 ص: 297
يوجد في كلام ابن سينا وأمثاله من تحقيق الأمور الإلهية والكليات العقلية ما لا يوجد لأوليهم وإن كان هو وأمثاله عند أهل الإيمان بالله ورسوله من جملة المرتدين والمنافقين
مفتاح دار السعادة ج: 2 ص: 119 رام فلاسفة الإسلام الجمع بين الشريعة والفلسفة كما فعل ابن سينا والفارابي و اضرابهما وآل بهم أن تكلموا في خوارق العادات و المعجزات على طريق الفلاسفة المشائين وجعلوا لها أسبابا ثلاثة أحدها القوى الفلكية والثاني القوى النفسية و الثالث القوى الطبيعية وجعلوا جنس الخوارق جنسا واحدا وأدخلوا ما للسحرة وأرباب الرياضة والكهنة وغيرهم مع ما للأنبياء والرسل في ذلك وجعلوا سبب ذلك كله واحدا وان اختلفت بالغايات والنبي قصده الخير والساحر قصده الشر وهذا المذهب من افسد مذاهب العالم و أخبثها وهو مبني على إنكار الفاعل المختار وانه تعالى لا يعلم ألجزئيات ولا يقدر على تغيير العالم ولا يخلق شيئا بمشيئته وقدرته وعلى إنكار الجن والملائكة ومعاد الأجسام
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالجملة فهو مبني على الكفر بالله وملائكته و كتبه و رسله واليوم الآخر وليس هذا موضوع الرد هنا على هؤلاء و كشف باطلهم و فضائحهم إذ المقصود ذكر طرق الناس في المقصود بالشرائع والعبادات وهذه الفرقة غاية ما عندها في العبادات و الأخلاق والحكمة العلمية أنهم رأوا النفس لها شهوة وغضب بقوتها العملية ولها تصور وعلم بقوتها العلمية فقالوا كمال الشهوة في العفة وكمال الغضب في الحكم والشجاعة وكمال القوة النظرية بالعلم و التوسط في جميع ذلك بين طرفي الإفراط و التفريط هو العدل هذا غاية ما عند القوم من المقصود بالعبادات و الشرائع وهو عندهم غاية كمال النفس وهو استكمال قويتها العلمية والعملية فاستكمال قوتها العلمية عندهم بانطباع صور المعلومات في النفس واستكمال قوتها العلمية بالعدل وهذا مع انه غاية ما عندهم من العلم والعمل وليس فيه بيان خاصية النفس التي لا كمال لها بدونه البتة وهو الذي خلقت له و أريد منها بل ما عرفه القوم لأنه لم يكن عندهم من معرفة متعلقة إلا نزر يسير غير مجد ولا محصل للمقصود وذلك معرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفة ما ينبغي لجلاله وما يتعالى ويتقدس عنه و معرفة أمره ودينه والتمييز بين مواقع رضاه وسخطه و استفراغ الوسع في التقريب إليه وامتلاء القلب بمحبته بحيث يكون سلطان حبه قاهرا لكل محبة ولا سعادة للعبد في دنياه ولا أخراه إلا بذلك ولا كمال للروح بدون ذلك البتة وهذا هو الذي خلق له بل وأريد منه بل ولأجله خلقت السماوات والأرض واتخذت الجنة والنار كما سيأتي تقريره من أكثر من مائة وجه أن شاء الله ومعلوم أنه ليس عند القوم من هذا خبر بل هم في واد وأهل الشأن في واد و هذا هو الدين الذي الذي أجمعت الأنبياء عليه من أولهم إلي خاتمتهم كلهم جاء به وأخبر عن الله أنه دينه الذي رضيه لعباده وشرعه لهم وأمرهم به كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك رسولا إلا نوحي إليه أنه لا اله إلا أنا فاعبدون
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 86
هذا الذي قاد ابن سينا * * * والالى قالوا مقالته الى الكفران
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 504
وكذاك أفراخ القرامطة الالى * * * قد جاهزوا بعداوة الرحمن
كالحاكمية والالى وألوهم * * * كأبي سعيد ثم آل سنان
وكذا ابن سينا والنصير نصير أهل الشـ * * *ـرك والتكذيب والكفران
وكذاك أفراخ المجوس وشبههم * * * والصائبين وكل ذي بهتان
إخوان ابليس اللعين وجنده * * * لا مرحباً بعساكر الشيطان
أفمن حوالته على التنزيل والوحـ* * *ـي المبين ومحكم القرآن
كمحير أضحت حوالته على * * * أمثاله أم كيف يستويان؟
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 7
وهو الذي جرَّ ابن سينا * * * والألى قالوا مقالته على الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 17
قال الناظم رحمه الله: فصل: في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل:
وأتى ابن سينا بعد ذا بطريقةٍ * * * أخرى ولم يأنف من الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 275
أو ذلك المخدوع حامل راية * * * الإلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من * * * أديان أهل الأرض ذا الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 378
شيخ لكم يدعى ابن سينا * * * لم يكن متقيدا بالدين والإيمان
/// وانظر كلامًا لابن تيميَّة أيضًا في نقض المنطق (ص/141 - 144).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 08:59]ـ
أحسن الله اليكم ابا عمر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 11:27]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم(/)
الروافد الثقافية للوثنية اليهودية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 04:55]ـ
الروافد الثقافية للوثنية اليهودية
الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتفين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، و لا عدوان إلاَّ على الظالمين الملحدين، أتباع الشياطين.
و بعد فهذا بحث مختصر عن الأصول و الروافد الثقافية التي يستمد منها الفكر اليهودي أبجدياته و أدواته المعرفية، و هذا الموضوع على وجازته هو خلاصة عدة قراءات، و كذلك عِدَّة أبحاث كنت قد تناولت فيها الفكر اليهودي من عدَّة نواحي.
فعند مراجعة التاريخ اليهودي، نجد أن بني إسرائيل الذين كانوا يتصفون بميلهم إلى الوثنية اعتمدوا على عدة روافد لتلك الثقافة الوثنية، لا سيما من خلال الثقافنين اللتين عاصرتاها و امتزجتا بها، و هما: الثقافة الفرعونية المصرية القديمة، و الثقافة البابلية.
أولاً: في مصر القديمة:
لا شك أن بني اسرائيل خلال وجودهم في مصر تأثَّروا كثيرا بالثقافة الوثنية التي كانت سائدةً هنالك، إلاَّ أنهم و بعد خروجهم من مصر استرفدوا الكثير من المعطيات الوثنية لدى المصريين القدماء، محاولين بذلك إدخاله على دينهم اليهودي الذي اختلطت به وثنيات و أساطير كثيرة، فقد عرفوا تقاليد كابالا المصرية القديمة ونقلوها من جيل إلى جيل كتعاليم شفوية.
فالحضارة الفرعونية المصرية تعد من أقدم الحضارات الإنسانية، وكان الفراعنة على رأس السلطة، حيث يحكمونها بمطلق القسوة و الدكتاتورية، ثم يأتي فريقان مهمان كانا يحيطان بفرعون، وهذان الفريقان هما "الملأ" المذكور في القرآن الكريم.
و هما:
ـ الجيش والذي يمثل القوة المادية لفرعون.
ـ السحرة أو الكهان، و الذين كانوا يمثلون الفكر والفلسفة التي يعتمد عليها فرعون، مع اشتغالهم بالسحر أيضاً و تأديتهم لطقوس سحرية معينة من السحر الأسود، بالإضافة إلى اشتغالهم ببعض العلوم الطبيعية كعلم الفلك والرياضيات والهندسة.
و قد تكونت خلال هذه الحضارة الطوطمائية قاعدة هائلة من الثقافة السحرية السوداء، وقد انتقلت تلك الثقافة تدريجياً الى بني اسرائيل من خلال إقامتهم عدة قرون في مصر، و تشكَّلت في تعاليم كهنوتية و فلسفية و سحرية عُرفت في التاريخ اليهودي فيما بعد بثقافة الكابالا، و التي قاموا من خلالها بنقل التراث الوثني لمصر القديمة إلى الأجيال الأخرى.
و قد تأثَّر بنو اسرائيل بالثقافة المصرية القديمة من خلال عدة محاور:
1ـ نقل الوثنية المصرية إلى التوراة مما أدَّى بهم بالطبع إلى التحريف الكامل للتوراة، و لا يمكننا فهم هذه الظاهرة وهي ظاهرة اشتياق بني إسرائيل للأوثان ولعبادة العجل، مع توالي دعوة التوحيد اليهم من خلال أنبياء كثر، بدءاً بإسحاق ويوسف عليهما السلام وانتهاء بموسى عليه السلام؟ و لكن يمكن تفسير هذه الظاهرة بتأثير الجو الوثني الذي عاشوا فيه مئات السنين، و الذي كان قد أثر فيهم تأثيراً بالغاً.
ونستطيع أن نشير إلى أمثلة عديدة لتسلل الفلسفة الوثنية والنظرة الوثنية اللاهوتية إلى التوراة.
أـ حيث أضيفت صفات إنسانية وأنواع من الضعف الإنساني إلى الله تعالى، مثل تعب الله بعد خلقه العالم واستراحته في اليوم السابع، وقيام يعقوب عليه السلام بالمصارعة مع الله وتغلبه عليه، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علواَّ كبيرا، و كذلك تصوير (يهوه) وكأنه إله بني إسرائيل فقط وليس رباً للعالمين كما كان اعتقاد الفراعنة المصريين بآلهتهم.
ب ـ نقل عبادة العجل المسمَّى الإله هاثور عند المصريين الى الديانة اليهودية
، وكان العجل (الإله هاثور) معبوداً لدى المصريين كما هو معلوم، و يُعَدُّ رمزاً لعبادة الشمس، يقول الباحث "ريتشارد ريفز" في كتابه "مدة طويلة تحت الشمس"
: "لقد كان الثور و البقرة أي "هاثور" و"أبيس" من آلهة مصر القديمة ورمزين لعبادة الشمس وكانت عبادة المصريين لهذين الإلهين لا تعد إلا جزءاً صغيراً من التاريخ الطويل لعبادة المصريين الشمس".
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا فإن بني إسرائيل الذين عاشوا قلة مستضعفة في هذا المجتمع الوثني تأثروا بشكل شعوري ولا شعوري بهذا الجو الوثني فما إن رأوا بعد خروجهم من مصر قوماً يعبدون العجل حتى طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلهاً مثل آلهة أولئك، فلما غضب موسى عليه السلام من هذا الطلب. وذكرهم بنعم الله تعالى عليهم طلبوا منه حسب ما أملته عليهم ثقافتهم الوثنية أن يروا الله جهرة.
قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى" لن نؤمن لك حتى" نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون 55 (البقرة).
أي كان من الصعب عليهم تصور إله لا يرونه ولا يستطيعون لمسه لأن المجتمع الوثني الذي نشأوا فيه وهم قلة مستضعفة حفر في أذهانهم وقلوبهم فكرة الإله المرئي الملموس، لذا فقد كان الانحراف عن دين التوحيد أسهل لدى معظم بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام.
ج ـ و قد انتشرت عبر الثقافة اليهودية ظاهرة عبادة الشيطان التي كان لها بعض الانتشار في الحضارة المصرية القديمة، و هي مبنية على الاسطورة الفرعونية القديمة و المشهورة في تلك الحضارة، و المعروفة باسطورة إيزيس و أوزوريس، و قد كُتبت حوالى عام 4000 ق. م و هى كأغلب الأساطير المصرية القديمة لها علاقة وثيقة بالمُعتقدات الدينية و بعبادة الشمس و تقديس نهر النيل.
- و تقول الأسطورة أن أوزوريس هو إبن إله الأرض الذى ينحدر من سلالة إله الشمس رع، و قد أصبح أوزوريس ملكاً على مصر و علم شعبها كيف يزرع و كيف يصنع الخبز و النبيذ، و تزوج أوزوريس من أخته إيزيس و تعاونا سوياً لنشر الحضارة فى البلاد.
و كان أوزوريس محبوباً لدى شعبه و أثار هذا الحب حقد أخيه "ست " الذى أخذ يُفكر فى التخلص من أخيه و الإستيلاء على عرشه، و إستطاع سِت التخلص من أوزوريس.
و بعد طول عناء إستطاعت إيزيس هذه الزوجة الوفية بمعونة بعض الآلهة و بسحرها إعادة أوزوريس إلى الحياة الأبدية و أصبح أوزوريس إلهاً بعد بعثه و عاد مرة أخرى إلى الأرض حيث قام بتعليم إبنه (حورس) و مساندته ضد عمه (ست) و إستطاع حورس فى النهاية التغلب على عمه و الإستيلاء على عرش أبيه.
و أصبح أوزوريس رمزاً لإله الخير بينما أصبح ست أو "سيتان" رمزا لإله الشر أو الشيطان، و انتشرت عبادة كلا الإلهين في الحضارة المصرية القديمة.
و الغريب أننا نجد أثرا كبيرا للتراث اللفرعوني الوثني خلال الفكر اليهودي، إذ أن التراث اليهودي يختزل هذه الأسماء الوثنية، بل و تنتشر عبادة الإله "ست" من خلال تعاليم الكابالا اليهودية.
فمن مظاهر ذلك التأثُّر بالتراث الفرعوني:
ـ تنبؤات المنجم الفرنسي اليهودي الأصل و المنشأ (ميشيل نوستراداموس) ـ المولود عام 1503م / 1566 م ـ و التي اشتهرت في القرن السادس عشر الميلادي و التي ضمّنها كتابه "القرون " و الذي عرِف فيما بعد بتنبؤات نوستراداموس، و نشر لأول مرة في عام 1555 ميلادية.
و لكن تلك التنبؤات كانت تتكئ على ارث فرعوني قديم انتقل عبر الكبسولة الزمنية اليهودية المسمَّاة بالكابالا، و كان ميشيل نوستراداموس قد أتقن على جده الحاخام اليهودي اللغات اللاتينية و الإغريقية و العبرية و أصول الرياضيات و الطب، و أهتم بصفة خاصة بالتنجيم، ثم درس الحضارة المصرية القديمة وكان على معرفة واسعة بتاريخها وبآلهة الفراعنة وعلوم السحر التي كانوا أشهر العارفين بها.
ولقد كتب نوستراداموس التنبؤات على شكل مقاطع شعرية من أربعة أبيات مبهمة المعاني ومليئة بمختلف المصطلحات من لغات متعددة مثل اللاتينية و البروفنسالية و الإيطالية وغيرها ... ولقد احتوى كتاب (القرون) على بعض التنبؤات من ستة أبيات شعرية و سماها (السداسيات) و أخرى سماها (الإنذارات).
و قد اعترف نوستراداموس بنفسه أنه لم يرفع عينيه عن كتاب قديم اسمه "أسرار مصر" وهذا الكتاب من تأليف يامبليخوس اليوناني، وقد ذكر أنه وجد في هذا الكتاب علماً لم يعرفه أحد، وأن كتاب "أسرار مصر" ليس إلا أسرار الكرة الأرضية وأنه يستطيع عن طريق هذا الكتاب أن يعرف ما الذي سوف يجري على الجبال وفي الأنهار وفي المدن وفي المعابد كلها!
(يُتْبَعُ)
(/)
، و نحن نعلم أن هذه النبوءات أقرب الى الخرافات منها الى الواقع، و أنها تحتفُّها أنواع التأويلات لا سيما أنها كُتِبت بلغةٍ رمزية، فقد استعمل طريقة الجناس التصحيفي أي تغيير أماكن الحروف في الكلمة أو حذف أو تغيير حرف أو حرفين منها أو استخدام الأسماء القديمة و المنسية للمدن و الدول التي كان يعنيها في تنبؤاته و ذلك لإخفاء المعنى عن العامة من الناس و لقد قام بكل هذا حتى لا يقع في قبضة محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يدّعي بمعرفته الكهانة و السحر، و لقد ساعدته واستعانت به الملكة كاترين دي مديتشي ملكة فرنسا مما ساعده في نشر كتابه دون خوف من محاكم التفتيش ولكنه أبقى على الترميز فيه و استمر في البلاط الفرنسي إلى أن مات سنة 1566 ميلادية.
، إلاَّ أن تلك النبوءات زيد عليها أمثالها خلال طبعاتها المتلاحقة.
و لكن لا نستبعد أن يكون بعضها من بقايا علوم المنجمين المصريين التي جمعوها خلال عدة آلاف من السنين،كما اعترف نوستراداموس نفسه بذلك، لا سيما أن ذلك الزمن قبل حراسة السماء بالشهب عن المسترقي السمع من الجن.
قال تعالى في كتابه الكريم ـ على لسان الجن ـ: {وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} سورة الجن – (آية 8، آية 9).
ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني كثير من الرموز الفرعونية و الممارسات الماسونية التي ترمز لتلك الحقة التاريخية، و التي تعج بها تلك المحافل السرية اليهودية.
ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني أن أول محفل ماسوني افتتح في مصر كان يحمل اسم "ايزيس" الإله الفرعوني.
2 ـ إدخالهم بعض تعاليم سحرة فرعون أو من عُرِفوا "بكهنة آمون" في التوراة، أي تأثر حاخامات اليهود بتعاليم كابالا ونقلوا بعضها إلى التوراة وبعضها كتعاليم شفوية نقلت من جيل إلى آخر.
يقول الكاتب البريطاني "ناستا ه. وبستر" "على الرغم من قيام تعاليم موسى (أي التوراة) بلعنة السحر إلا أن اليهود تجاهلوا هذا اللعن، وتورطوا في هذه التعاليم السحرية وخلطوا تقاليدهم المقدسة بالأفكار والتعاليم السحرية التي اقتبسوها من الأمم الأخرى" (6).
وكانت فلسفة كابالا قائمة على أساس أن الكون تشكل بنفسه وتطور تلقائياً بعوامل المصادفات العشوائية. يقول مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام":
"كان المصريون القدماء يؤمنون بأن المادة كانت موجودة منذ الأزل، حيث أن الدنيا وجدت بولادة النظام من رحم الفوضى والعماء و الظلام (وهو نفس ما كان يعتقده السومريون أيضاً) ... وكان لهذه الهاوية قوة داخلية ثم أمرت هذه القوة الخالقة نفسها ببدء النظام. ولم تكن هذه القدرة السرية الموجودة داخل المادة في هذه الفوضى على وعي بذاتها ... كانت هذه القوة احتمالاً من الاحتمالات وقوة ظهرت من رحم الفوضى نتيجة مصادفات عمياء".
والمذهل في الأمر أن هذه الفلسفة المصرية الوثنية هي الفلسفة المطروحة في أيامنا الحالية من قبل أنصار "نظرية التطور" و"نظرية الفوضى" لا سيما في مجموع طروحات ماركس و دارون مع الفلسفة الهيغلية ... فتأمل!
ويتابع مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام" شرح هذه الفلسفة المصرية الوثنية كما يأتي: " .. والغريب أن هذا التعريف للخلق يتطابق تماماً مع النظرة الحالية للعلم الحديث ولا سيما مع "نظرية الفوضى" من ناحية تطور الأنظمة المختلطة والمشوشة رياضياً مكررة نفسها رياضياً ونتيجة للنظام" (3).
وعلى الرغم من أن قصة الخلق الواردة في التوراة تختلف تماماً عن هذه الفلسفة الوثنية، إلا أنها مع ذلك سرت إلى الدين اليهودي. يقول السيد مراد وزكن "وهو ماسوني تركي": " ... إن أهم شيء في تعاليم "كابالا" الذي ظهر قبل التوراة بزمن طويل هو يتعلق بنشوء الكون، فهو على عكس الأديان المعترفة بالخلق مختلف عن قصة الخالق، فحسب نظرة الكابالا ولدت موجودات مادية ومعنوية في بداية الخلق ما يدعى ب"الدوائر" أو "الأفلاك" أطلق عليها اسم (سفيروت). ومجموعها 32 دائرة أو فلكٍ، يعود عشرة منها إلى النظام الشمسي والباقي إلى المجموعات النجمية الأخرى. ويتبين من هذا وجود علاقة قريبة بين هذا النظام العقائدي وبين علم الفلك القديم" (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فنظرية التطور الحالية وصلت الينا عن طريقة ثقافة الكابالا التي تعود إلى جذورها في الفلسفة المصرية الوثنية القديمة، و بذلك نعرف طبيعة الجهات التي تقف وراء الدفاع عن نظرية التطور على الرغم من تهافتها علمياً!
ثانياً = في بابل القديمة:
في الألفية الخامسة ق. م كانت بداية الحضارة السومريية في بلاد الرافدين، حيث كون السومريون العبِيديون بجنوب العراق االمدن السومرية الرئيسية كأور عاصمة "بابل" ونيبور ولارسا ولجاش وكولاب وكيش وإيزين وإريدو و أد.
و اشتهرت بابل في ذلك الوقت بممارسة كثير من الطقوس و التعاليم السحرية، ففي تلك الفترة تقريباً ـ على الأظهر ـ أنزل الله الملكين هاروت وماروت بمدينة بابل لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله عز وللتمييز بين السحر والمعجزة، حتى يتبين للناس صدق الرسل و الأنبيا و كذب الدجاجلة و السحرة، و في إنزال السحر على يد الملكين في بابل يقول الله تعالى عن اليهود الذين جاؤوا من بعد نزول الملكين "هاروت و ماروت" بِمُددٍ طويلةٍ:
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
و انتشر السحر في بابل القديمة منذ أيام السومريين، و بما أنه من المشهور تاريخيا أن السحر بدأ في بلاد فارس في الألف الخامسة قبل الميلاد على يد كاهن يسمى "زورستر" ويعتبر هذا الساحر واضع طرق السحر وأسسه التي سار عليها الكنعانيون والمصريون والهنود وغيرهم، فالأرجح أن يكون زورستر قد أخذ ذلك عن أهل بابل، إذ ان البابليين السومريين "العبيديين هاجروا الى مرتفعات ايران بسبب الفيضانات السنوية التي كانت تهدد حياتهم ومزروعاتهم ونقلوا معهم تقاليدهم في بناء المنازل. و استمرت 400 سنة حتى انحسرت مياه الفيضان عن جنوب وادي الرافدين.
و في القرن العشرين ق. م، و في عهد الكلدانيين عاش إبراهيم الخليل عليه السلام، و كان السحر قد استشرى في أهل بابل حتى ضرب المثل في إتقان السحر بحكماء و كهنة و سحرة بابل، الذين كانوا قوماً صابئين يعبدون الكواكب السبعة ويسمونها آلهة، ويعتقدون أن حوادث العالم كلها من أفعالها، وعملوا أوثاناً على أسمائها، وجعلوا لكل واحد منها هيكلاً فيه صنمه، ويتقربون إليها بضروب من الأفعال على حسب اعتقاداتهم من موافقه ذلك للكوكب الذي يطلبون منه بزعمهم إليه بما يوافق المشتري من الرُّقى والعُقَد والنفث فيها، ومن طلب شيئاً من الشر والحرب والموت والبوار لغيره تقرب بزعمهم إلى زحل بما يوافقه من ذلك، ومن أراد البرق والحرق والطاعون تقرب بزعمهم إلى المريخ بما يوافقه من ذبح بعض الحيوانات.
و قد اتخذت تلك الاساطيرو الخرافات السومرية والبابلية و ما خالطها من الشعبذات و الطلاسم و الممارسات السحرية عدة امتدادات دينية و عرقية خلال مساراتها التاريخية، و للتأمُّل يلاحظ ـ مثلاً ـ أن طقوس التعميد ـ و هي طقوس تنشأ في المجتمعات التي تعيش على ضفاف الأنهار الكبيرة كنهر الغانج في الهند، و كذلك الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ـ قد تسربت إلى كل من الصابئة و اليهود و النصارى مع كثير من الطقوس و التعاليم الطوطمائية عن طريق الثقافة البابلية.
و من تلك الامتدادات التاريخية الشهيرة:
1ـ الامتداد التاريخي من خلال تلك الحضارات المعاصرة أو التالية للحضارة البابلية كالحضارة الفرعونية مثلا و كذلك الفينيقيين و التدمرييين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ الامتداد المندائي من خلال فرقة الصابئين المندائيين، و التي تسربت عبرها كثير من تلك الطقوس و التعاليم، و إن كان أكثرها ينحصر في عالم الأفلاك و مخاطبة النجوم، و الذي اشتهرت به تلك الطائفة، و قد انتقلت بعض تلك المارسات إلى بعض الطوائف الاسماعيلية.
3ـ الامتداد التوراتي في الديانة اليهودية من خلال الشروحات التلمودية للتوراة.
4ـ الامتداد التوراتي في الديانة االنصرانية من خلال شروحات العهد الجديد "الانجيل"، و هذه أقل الامتدادات، و إن كانت نظهر جليا في الطائفة السريانية " الآرامية".
5ـ الامتداد التوراتي من خلال الطائفة القبالية "طائفة الكابالا" في الديانة اليهودية و كتابها الأسود المعرروف بـ "الزوهار"، و هي محلُّ بحثنا هذا.
و الكابالا فرقة أو مذهب يهودي يقوم على تفسيرات باطنية للأفكار التلمودية من التعاليم الغيبية و الروحانية والتي تشتمل على السحر والممارسات الصوفية، ولا يرفض اليهود هذه التعاليم، بل يعتبرونها الحلقة الداخلية التي لا يكشف عنها "للأغيار" والتي تعبر عن التقوى والولاء في ديانتهم.
وقد سميت أول أمرها: الحكمة المستورة، ومن ثم بات اسمها القبالة؛ والكلمة من أصل آرامي ومعناها القبول أو تلقي الرواية الشفهية، و قد تأثرت القبالة بفلسفات هندية وفارسية ويونانية إشراقية، كما أنها أخذت بفكرة الانتظار. ومن أهم الشخصيات التي كونت الخطوط العريضة للكابالا: سمعان بن يوشاي من القرن الثاني الميلادي، وقد اختفى عن الأنظار مدة في مغارة ومن ثم خرج عليهم ليقول: إن أسراراً قد كشفت له، وأنه قد حصَل له شكلٌ من الكشف أو الإلهام، ثم عادت مواثيق و أفكار طائفة القبالة لتشق طريقها بقوة بين اليهود بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي، مما أنتج مجموعة من التعاليم و النصوص التي جمعت ـ فيما بعد ـ في كتاب سموه: "زوهار" و الذي يضم ذروة فكر الكاباليين.
والزوهار كلمة آرامية معناها النور أو الضياء، و قد قام بتدوين "الزوهار" بالآرامية حينذاك موسى اللبوني (1250 م ـ 1305 م، ـ في اسبانيا ـ في صيغة تعاليق على الكتاب المقدس إلا أن قسماً كبيراً من هذه النصوص تعود إلى القرن الثاني الميلادي مع سمعان بن يوشاي، و يوجد مركز "الكابالا"الآن في لوس انجلوس، كما يقيم الزعيم الروحي لطائفة الكابالا الحاخام فيليب بيرغ في مدينة نيويورك.
اليهود ورثة سحر بابل:
لم يشتغل أناس بالسحر مثلما اشتغل بنو إسرائيل، اليهود، على مدار تاريخهم منذ موسى عليه السلام، رغم أن الله عز و جل حرم عليهم الاشتغال بالسحر، كما في توراتهم، إذ قبل موسى عليه السلام كان بنو اسرائيل وثنيين، يعبدون تماثيل من حجر أو خشب، حتى أنهم عبدوا العجل في وقت موسى عليه السلام، وكانت الشياطين تكلم الناس وهم لا يرونهم ويتلبسون بهم ويصرعونهم، فكان بنو اسرائيل يستغيثون بالتماثيل و كهنتها، ويطلبون من القائمين عليها عمل أي شيء يشفيهم من أمراضهم، ولما ازداد اعتقاد الناس فيهم ادعى الكهنة أنهم يعلمون الغيب ويحددون ويعرفون مواقع النجوم وقادرون على تغيير النحس الى السعد وطرد الأرواح الشريرة المتلبسة الأجساد، مما روج كثيرا للسحر بين بني اسرائيل.
وفي عهد سليمان عليه السلام كان السحر متفشياً في بني اسرائيل، فجمع سليمان كتب السحر والكهانة ودفنها تحت كرسيه، فلم يستطع أحد من الشياطين أن يدنو من الكرسي فلما مات سليمان، وذهب العلماء الذين يعرفون الأمر، جاء الشيطان في صورة إنسان فقال لليهود، هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي فحفروا – وهو متنح عنهم – فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحراً، و لذلك لما نزل القرآن بذكر سليمان في الأنبياء، أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحراً، فنزل قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) سورة البقرة – الآية 102.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في السبي البابلي ازداد اشتغال بني اسرائيل "المسبيين" بالسحر لِما رأوا من ضيق العيش بعد أن كانوا في سعة من المال، فتعلموا أعمال السحر والتنجيم من البابلين، بل زادوا عليهم في ذلك، فكانوا يعملون هناك في السحر، كما احتالوا على أهل بابل بأن زعموا: أن نبي الله سليمان عليه السلام كان يسخر الجن ـ بكتاب في السحر ـ في بناء التماثيل والمعابد والمدن، ولم يبينوا لهم أن الله عز و جل هو الذي سخر الجن لنبيه عليه السلام.
ثم وضع اليهود كتبا شحنوها بالسحر مثل التلمود و شروحاته المختلفة، و كذلك كتاب الزوهار الخاص بالقبالة، و هو في أنواع السحر التي استقوها من البابلييين و كذلك من تاريخهم الوثني، بل زوَّروا مزمورا خاصاً بعمل السحر أدرجوه في المزامير ففي سفر الزبور "مزامير داود" الموجود في "الكتاب المقدس" المنسوب الى داود عليه السلام وهو عبارة عن مائة وخمسين قطعة تزيد واحدة فيكون العدد مائة وإحدى وخمسين و هذا المزمور الزائد خاص بالسحر و لا توجد هذا المزمور الزائد رقم 151 إلاَّ في النسخة القبطية.و قد انتقلت كثير من الميثولوجيا و الأساطير و العقائد الوثنية مع السحر من البابليين إلى بني اسرائيل، و قد أشار القرآن الكريم إلى تأثر اليهود بمن كان قبلهم في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30.
البابليون القدماء و عبادة الشيطان:
عبادة الشياطين ـ في حقيقة الأمرـ قديمة قدم الشرك، و قدم الديانات الوثنية نفسها ـ، إذكانت موجودة منذ تحوَّل الناس عن الحنفية التي نزل بها آدم عليه السلام إلى الشرك و اتخاذ الأنداد من دون الله.
و عبادة الشياطين لها جذور في معظم الحضارات القديمة و التي كانت في الغالب حضارات وثنية، حيث تتطلب الممارسات الوثنية و من الكهنة طقوساً سحرية خاصةً تقدم لعالم "الأرواح الشريرة" للاستعانة بهم في تحقيق مرادات الكهنة و مرتاديهم، و بالتالي نستطيع أن نستنتج بداية تاريخ هذه العبادة من خلال تاريخ السحر نفسه.
أمَّا بالنسبة إلى عبادة إبليس نفسه لكونه رمزا لغلبة الشر المحض، فقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشيطان في عدة مواضع، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
ـ و من أقدم ما ذكر في تاريخ هذه النحلة الشيطانية:
1ـ ما كان في بابل و أشور، حيث تذكر الأساطير البابلية و الآشورية أن هناك آلهة للنور وآلهة للشر، و أنهما كانا في صراع دائم، وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ـ ناصحاً له ـ فإنه يقول له: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم، لا سيما لدى البابليين.
2ـ و يبدو أن البداية المعتمدة أو الجذور المعروفة لهذه الديانة ترجع إلى أرض فارس، حيث بدأت عبادة شياطين الليل المفزعة، ثم تطورت لتعبر عن مطلق الشر، ثم تطورت ـ مرةً أخرى ـ لتعبر عن الشر بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانت تؤمن بإلهين؛الأول إله النور الفاعل لكل ما هو خير؛ والثاني إله الظلمة الفاعل لكل ما هو شر و هو الشيطان؛ و يقتسم ـ في زعمهم ـ الإلهان السيطرة علي الكون.
وتفرض المثنوية لإله الشر في بعض الأزمنة سلطانا أكبر من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أن النور و الخير منفردان بالسماوات، و أن الظلمة و الشر غالبان على الأرضين.
و تقوم سلسلة الديانات الفارسية "الثنوية" على معتقد أن العالم مركب من أصلين "اثنين" قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، و من الديانات الثنوية الزرادشتية و المزدكية، وكذلك المجوسيبة التي تعبد النار بصفتها معدن الشيطان و أصله.
، و تبعهم في ذلك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية، و اللتان تؤمنان بقوة إله الشر و الظلمة "الشيطان" وتعبدانِه، ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ كما تسللت كثير من العقائد اليهودية إلى المسيحية، و ذلك حينما انتشرت فكرة عبادة الشيطان في التراث اليهودي من خلال ثقافة "الكابالا"، و من ثَمَّ عبرت عن طريقها إلى المسيحية من خلال بعض الأفكار الغنوصية التي صاحبت انتشار المسيحية في اوربا، و التي ترى في العالم أنه في الحقيقة هو الجحيم المطلق, وأنه عالم الشر ولا يمكن أن يخلقه إله خير , وهم يعتبرون أن كل القصص التي تتحدث عن الخلق في الديانات السماوية مغلوطة، و لَمَّا كانت المسيحية نفسها لا تنفي غلبة الشيطان على العالم الأرضي، أدَّى ذلك إلى تكريس فكرة عبادة الشياطين اتقاءً لشرها المزعوم، و التي ترتكز على وجود عالمين، عالم الملكوت و يسيطر فيه أله الخير، و عالم الكهنوت و يسيطر فيه إله الشر و هو الشيطان
4ـ كما يجدر بالملاحظة أن المسيحية دخلت آسيا و أوربا الشرقية و عشائرها مؤمنة بالسحر والشياطين؛ فاختلطت المسيحية هنالك بكثير من عقائد تلك الشعوب من اثبات تغلب الشياطين و مشاركتهم في حكم العالم السفلي و مدافعتهم لإرادة الرب. "تعالى الله عما يقول الظالمون علوا عظيما ".
5ـ كما ظلت نحلة " البيوجوميل" (النحلة الشيطانية) غالبة على عشائر البلغار و البلقان لعدة قرون.
كما يرجع البعض أسباب شيوع هذه النحل الشيطانية في الفترة التي كانت المسيحية في توهجها الأول إلى موقف المسيحية نفسها من تعظيم قدرات الشيطان، بالإضافة لانتشار المظالم الاجتماعية؛ وتفسيرها بأنها من ثوابت القدر، مما دعى البعض إلي الكفر ـ عياذاً بالله ـ بالإله السماوي؛ والإقبال علي عبادة الشيطان المتمرد.
6ـ أمَّا في القرون الوسطى، فظهرت في أوروبا عدة جماعات تتخذ من الشيطان إلها ومعبوداً، منها جماعة "فرسان الهيكل" اليهودية، و التي ظهرت في فرنسا، وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسب المسيح وأمه وحوارييه، وتدعو أتباعها إلى تدنيس كل ما هو مقدس، و تعتبر جماعة "فرسان الهيكل " طوراً من أطوار الماسونية العالمية.
وكان فرسان الهيكل يتميزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية". وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتها الكنيسة، وقامت بحرق مجموعة من أتباعها، وقتلت زعيمها ما بين عامي 1310ـ 1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: "إن الله ملك السماء، والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، ويتفرد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
7 ـ وفي القرن الرابع عشر أيضاً (و حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء (سبحانه وتعالى عما يصفون) ..
8 ـ ثم ظهرت عدة جماعات مشابهة بعد ذلك، أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432ـ 1440م، والبعض الآخر أخذ يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل "جمعية الصليب الوردي".
9ـ وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمى "ياكين" تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فرداً.
10ـ ثم ظهرت جمعيات أخرى مثل: الشعلة البافارية، و الشعلة الفرنسية، وأخوة آسيا.
11ـ وفي 1770، أسس الألماني المتصهيِن آدم وايزهاويت مذهباً مشابهاً باسم "النورانيين" أو "حملة النور الشيطاني"، وقد أغلقت حكومة بافاريا محافل هذا المذهب سنة 1785، وحظرت أي نشاط لها، ثم اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينات من القرن العشرين.
12ـ و ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966، و ذلك حين تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.
(يُتْبَعُ)
(/)
13ـ وفي السنوات التالية تشكلت أعداد أخرى من الكنائس «الإبليسية» و اتخذت شعارات مضادة لعبارات الانجيل؛ فعلى سبيل المثال بدلا من «طوبى للضعفاء سيرثون الأرض» هناك «طوبى للأقوياء سيدمرون العالم» وبدلا من «من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر» هناك «من ضربك على خدك الأيمن حطم فكه الأيسر» .. كما ألغت «التعاليم العشرة» وشجعت على ممارسة «الخطايا العشر» كالقتل والكذب والسرقة والاغتصاب .. !.
14ـ و تعتبر الولايات المتحدة مهد الطوائف الشيطانية الحديثة، فبالإضافة للكنائس المنحرفة هناك معابد وثنية صرفة يحميها القانون (ظهر أولها بشيكاغو في نهاية الستينيات ويقدر عددها اليوم بالآلاف.
15ـ وهناك طوائف وجمعيات لا تحصى لممارسة السحر الأسود والشعوذة الشيطانية - أكبرها بزعامة امرأة تدعى سيجل ليبك تدعي أنها بالاصل ساحرة ولدت عام 1134 م.
16ـ وحاليا يوجد في المدن الأمريكية مكتبات ومراكز متخصصة لتزويد الجمهور بما يحتاجونه لعبادة الشيطان و ممارسة السحر والاتصال بالجان ـ بمباركة يهودية ـ. فهناك مثلا محلات نيو ايجز التي تنتشر - كمحلات الهامبرجر - في كل مكان وتبيع كل ماله علاقة بالسحر والشعوذة وعبادة إبليس. ويعتبر المركز الميتافيزيقي في سان فرانسيسكو من أكبر المراكز المتخصصة في عبادة الشيطان ويحقق شهريا أكثر من 200,000 دولار نظير بيع وتأجير «المراجع الروحية» وبيع التعاويذ والأبخرة والأعشاب والكرات البلورية!.
17ـ و مؤخراً بدأت هذه الممارسات تزدهر علنا في دول أوروبية كثيرة. ففي إنجلترا مثلا هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبا في ألمانيا وإيطاليا. وفي فرنسا هناك مجلة وبرنامج خاص لعبدة الشيطان تقدمه عرافة تدعى «مدام سولي». وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يمارس آلاف الأشخاص بانتظام ما يسمى بالقداس الأسود عند اكتمال البدر ..
18ـ كما أعلن المتحدث الرسمي للجيش البريطاني مؤخرا تعيين الرقيب البحري كريس كرانمر رئيسا للطائفة الشيطانية، وهذا الاعتراف يعني أحقية الأعضاء في هذه الطائفة بممارسة شعائرهم الدينية وإقامة صلواتهم الخاصة - بل ودفن موتاهم من خلال طقوس شيطانية خاصة.
فنحمد لله على نعمة الدين، و على كوننا من عباد الله المسلمين، و لعنة الله على الظالمين، و جنود ابليس أجمعين.
__________________
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 02:09]ـ
..........................
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
جزاك الله خير فمواضيعك ينبهر من يقراها لغزارة معلوماتها وشمولية سرد احداثها وجمال مفرداتها
واحمل لك اعتذاري ياشيخي الفاضل لنقلي العديد من مواضيعك بدون التعليق وابداء الشكر
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:00]ـ
واحمل لك اعتذاري ...... لنقلي العديد من مواضيعك بدون التعليق وابداء الشكر
استاذي الفاضل:
نقل المواضيع بحدِّ ذاته هو ابلغ ما يكون من الشكر.
بارك الله فيك.(/)
موقع اهل القران وما ينشر فيه من الضلالات .....
ـ[ابوانس المصرى]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 05:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ....
كثير من المواقع تنشر الكثير من الضلالات وتبث الخرافات وتتهجم على الثوابت والاصول .. ومنها موقع اهل القران الذى كان لى فيه الكثير من الردود على ضلالاتهم الى ان علمت من احد المواقع ان مؤسس الموقع وزعيم منكرى السنة (احمد صبحى منصور) سب النبى بقوله (لا مانع ان نسب النبى الى جده كلا فنقول محمد بن كلاب ..... وهذنى الخبر وثرت على الموقع وعلى القائمين عليه بمشاركة حملت اسم (الكلب الحمد صبحى منصور الذى سب الرسول .... ووضعت لهم الروابط التى تثبت انه قال هذا القول الشنيع .. فقام المشرف بالغاء المشاركة والغاء العضوية .... لذا اتمنى من اخوتى ان نتكاتف لرد شبهات هؤلاء الذنادقة والرد على كل الشبه التى ينشرونها لانى رايت الموقع بدا يأخذ شكل وبدا فى الانتشار ..............
عنوان الموقع ...............
احبتى فى الله جزيتم خيرا ,,
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 05:49]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم افضح كل شاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجعل الذلة والصغار والخزي عليه قبل عذاب الآخرة
ـ[الفارس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هؤلاء كما أطلق عليهم (القرآنيون) ولو كانوا يتبعون القرآن حقا؛ لالتزموا بالسنة، العجيب أن زعيمهم المذكور لا يطيق أبدا (الوهابية)؛ لأنه يعلم من سيقف في وجهه، أما غيرهم من الفرق فما قرأت له أن ذمهم كما ذم الوهابية والسلفية.
قال صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) رواه أبو داود.
ـ[ابوانس المصرى]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:08]ـ
شكرا اخى الحبيب على المشاركة ولكن اود من الاخوه الاحباء ان يهجموا هذا الموقع بكل ما اوتوا من القوة واجهاض وتفنيد كل ما يقولون ......... وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:11]ـ
صاحب الموقع يقول في أكثر من مناسبة بأنه سيتكلم والحمير!! سينقلون كلامه وسينشرونه أو نحو هذه العبارة
يعني يسب القراء وناقلي كلامه
هذا بعد سبه لله ولرسوله (ص) وللدين كله
ولا يخفاكم تلمذته على مدعي النبوة رشاد خليفة وإنكاره للمعلوم من الدين بالضرورة
فهو في الحقيقة لا يتكلم عن الإسلام من جهة كونه مسلم وإنما هو مجرد حاقد على الإسلام كأمثاله من الكفار والمستشرقين ولا يزعجنا كلامه لأنه مجرد غبار لا يؤثر في الصخر شيئا
فلينعق
ولكن نرجو أن لا يكون إخواننا الطيبين من أولئك الذين يقول عنهم هذا ال ... بأنهم (حمير) سينقلون كلامه.
فنرجو الانتباه
ـ[الجندى]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:17]ـ
الرد على منكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[ابوانس المصرى]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 09:15]ـ
جازك الله خير وشكرا على التنويه .........
ـ[أم الفضل]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 12:29]ـ
المعضلة أن اسم موقعه (أهل القرآن) يوهم من لا يعرف مقصدهم وربما كان من العامة، وتجد هذا المتعالم نصب نفسه للفتوى ويجيب السائلين باسم القرآن وهذا من أعظم ما يلبس على المغترين به؛ فمن الناس من إذا سمع القرآن ظن الخير، والعجيب أنك ترى في الموقع (أحاديث للترفيه) ويسوقون بعض الأحاديث التي يكذبونها _كحديث الإسراء والمعراج _لتعارضها مع عقولهم الفاسدة، فأي ضلال بعد إنكار السنة والاستهزاء بها، " وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً .. " المائدة /41
ولكن ألا ترون أن الانشغال بمناقشة هؤلاء الضُّلاّل تضييع للوقت الذي ينبغي صرفه فيما هو أولى من نشر العقيدة الصحيحة والفقه في الدين، فضلالاتهم تزيد ولاتنقص _ إلا أن يكون من يناقشهم عالما راسخا_؟
ـ[ابوانس المصرى]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 07:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما اردت انا السؤال عنه .. هل الرد على هؤلاء ورد شبهاتهم يعتبر من تضيع الوقت فيما لا يجدى .... المشكلة ان الكثيرين ممن لا يعرف المنهج الحق قد يغتر بهؤلاء وخصوصا انهم يبسطون الكثير من المسائل بشكل عجيب كتقبيل الشاب زميلته ذا كان ذلك لا يفضى الى شهوة!! وهو من اشد العجب وتجد من يويد هذا الضال على هذه الفتوى ... لذا انا اسأل هل نرد هذه الشبهات ام نتركهم ينعقون ,, وهل كما يقولون (لا يضر السحاب نبح الكلاب) اى ان السنة لن تضر بهذا الكلام ,,
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 02:36]ـ
وتفضل يا أخي بالتعرف على رأسهم قاتلهم الله جميعا
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=36923&Page=1
وموقع الدكتور إبراهيم عوض
http://www.ibrahimawad.larghost.com/
وقد كتب فيه أكثر من رد على هذا الدعي منها مقال الدكتور الفاضل إبراهيم عوض الذي بعنوان: لكل مسيلمة سجاح
وانظر أيضا:
هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور!!
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729
كفاكم هذيان يا أهل البهتان بقلم: محمود القاعود
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9259
أحمد صبحي منصور ذلك الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا
بقلم: محمود القاعود
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9260
وهناك موضوعات أخرى كثيرة في الرابط الذي وضعه الإخوة قبل قليل في هذا الرابط فجزاهم الله خيرا وقد استفدت بعضها هنا
وفيها هناك كتاب
(السنة في كتابات أعداء الإسلام) للدكتور عماد السيد الشربيني ... أستاذ الحديث بجامعة الأزهر ... يرد فيه على طوائف القرآنيين .. والمستشرقين .. والملحدين ... واللادينين ... وغيرهم.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3619
وموضوعات أخرى كثيرة لمن أراد أن يراجعها
فهؤلاء الناس لم يُتركوا بدون رد على شبهاتهم ومع ذلك فهم في ازدياد لأنهم لا يريدون الحق ولكن لهم رسالة ينشرونها سواء رددتم عليهم أم تركتموهم وما يقولون
فالمهم عندهم هو نشر رسالتهم الدنيئة
والردود عليهم تزيدهم حماسا وتكسبهم شهرة وهذا ما يتمنونه!
وفي الردود السابقة ما يكفي إخواننا حتى لا تضيع الأوقات وتذهب الأعمار في جدال عقيم مع هؤلاء وهذا ما يريدونه حتى يصدوكم عن تعليم الناس الإسلام ويعم الجهل فيسهل عليهم العمل لأن نجاحهم مرتبط بعموم الجهل في الناس حتى تنجح دعوتهم الخبيثة
والإسلام من هؤلاء بريء وقد كفرهم الأزهر الشريف وحكم بردة زعميهم المتأمرك
حفظ الله بلاد المسلمين من شرورهم
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابوانس المصرى]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 01:41]ـ
جزاك الله الف خير على الروابط ووفقنا الله واياكم للدفاع عن سنة نبينا الكريم ... ,,(/)
لماذا أفلست المذاهب الوضعية؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الفضلاء
لماذا أفلست المذاهب الوضعية من رأسمالية وشيوعية؟
أرجو الإجابة على سؤالي
نفع الله بكم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:39]ـ
قال تعالى {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:40]ـ
قال تعالى {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 08:50]ـ
رفع الله قدرك أخي زين العابدين ...
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 02:36]ـ
ولإنها مخالفة لفطرة الله التي فطر الناس عليها!!
بارك الله فيكم
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 07:11]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم أبو عبد الرحمن اليمني.(/)
تعقيبان عقديّان .. على الشيخ علي الحلبي - وفقه الله -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذان تعقيبان عقديّان على الشيخ علي الحلبي – وفقه الله -، أنشرهما بسبب نشر كتابيه المُتعقب عليهما:
التعقب الأول: أشرف الشيخ على طبع كتاب " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير، دار ابن الجوزي – 1421، لكن فاته التعليق على موضعين تأول فيهما ابن الأثير صفتَين من صفات الله. وكان الأحرى به أن لا يتعجل بوضع اسمه على كتاب لم يقرأه بعناية (حدث له هذا أيضًا في تحقيقه لتاريخ ثَغْر عدن) وليته اطلع على بحث قديم نُشر في مجلة البحوث الإسلامية، (العدد31) بعنوان " تأويل الصفات في كتب غريب الحديث "، للشيخ بدر الزمان النيبالي. لكان استفاد وأفاد بتبيين خطأ ابن الأثير.
1 - قال ابن الأثير تحت لفظة " قدم ": (هـ -وفي صفة النار: " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي الذين قدمهم لها من شرار خلقه ... الخ تأويلاته).
قال الشيخ النيبالي: (كنت قد سجلتُ بعض ملاحظاتي حول هذه الظاهرة الزائغة – أي التأويل في كتب غريب الحديث - أثناء مطالعتي لكتاب النهاية لابن الأثير؛ فأحببت أن أصوغها في مقالة، وألفت بها أنظار المستفيدين من كتاب النهاية، ومصادره؛ ليكونوا على حذر من هذه التأويلات الفاسدة التي دخلت في كتب الغريب من جهة المعتزلة، والأشاعرة، وغيرهم: نقل ابن الأثير عن الهروي حديثاً في صفة النار: "حتى يضع الجبار فيها قدمه". وقال الهروي بعد ذكر الحديث: "روي عن الحسن: يجعل الله تعالى فيها الذين قدمهم من شرار خلقه، فهم قدم الله تعالى للنار كما أن المسلمين قدم للجنة" ... قد وردت أحاديث عديدة في إثبات هذه الصفة لله تعالى فنذكر بعضها: - ثم ذكرها وقال - فهذه الأحاديث الصحيحة صريحة في إثبات صفة القدم لله تعالى).
2 - قال الشيخ النيبالي: (وأورد ابن الأثير الحديث الذي عند الزمخشري – أي "قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء" - ثم شرح نحو شرحه، وأضاف إليه فقال: "وتخصيص ذكر الأصابع عن أجزاء القدرة والبطش لأن ذلك باليد، والأصابع أجزاؤها"!
قال ابن خزيمة في "باب إثبات الأصابع لله عز وجل" يعد ذكر أحاديث الأصابع: "والصواب والعدل في هذا الجنس مذهباً، مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، واتفقوا على جهل من يسميهم مشبهة، إذ الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه ... كيف يكون مشبهاً من يثبت لله أصابع على ما بيّنه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم للخالق البارئ". قلت: لأنه لا مشابهة بين أصابع الرحمن، وأصابع الإنسان سوى اتفاقهما في الاسم، ولا يكون تشبيهاً إلا إذا قسنا أصابعه بأصابعنا، فأما إذا أثبتناها له من غير تمثيل ولا تكييف يكون كإثباته لذاته "نفساً" ولبعض مخلوقاته "نفساً" حيث قال على لسان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب). فيقال: نفس لا كنفس، ومثله يقال: أصابع لا كأصابع ويدان لا كيدين، وهكذا في كل ما ثبت عن الله تعالى في وصف نفسه، وكذا فيما أثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما ما لم يثبت فالخوض فيه ضلال. هذا، وما قدّمناه كنماذج لتأويل الصفات الذي أدى إلى التعطيل، أخذاً من كتب غريب الحديث، يكفي لإظهار ما فيها أو في معظمها من أفكار التجهم والاعتزال –والعياذ بالله- فليحذر الذين يستفيدون منها، وينقلون عنها، وليدركوا ما في النقول قبل نقلها والموافقة عليها). اهـ كلام الشيخ النيبالي – وفقه الله – بتصرف يسير.
فائدة: قال العلامة تقي الدين الهلالي – رحمه الله -: (كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة، بريئ من التعطيل والتجهم؛ لأني رأيت المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، ولما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى، وجدته من شرار الجهمية المعطلة). (سبيل الرشاد 1/ 19 ط مشهور).
============================== =
التعقيب الثاني: قام الشيخ علي – وفقه الله – بالتعليق على كتاب " كشف الشبهات " للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -، واهتمامه وغيره بكتب هذا الإمام مما يُفرح؛ لأن كتبه – رحمه الله – نافعة للمسلمين، موضحة لتوحيد رب العالمين، دافعة للشبهات عنه. وقد أحسن الشيخ علي في تعليقاته، إلا أنه أساء في ختامها!
- فقد قال الإمام (ص 109): (لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل؛ فإن اختل شيئ من هذا لم يكن الرجل مسلمًا). وهذا كلام محقق، ماش على طريقة أهل السنة في تعريفهم للإيمان – كما هو معلوم -. فبماذا علق الشيخ علي – هداه الله -! لقد أحال في (ص 109) على رسالته " التعريف والتنبئة .. "، وفي (ص 111) على كتابه الآخر هو ومجموعة معه " مجمل مسائل الإيمان والكفر .. "!! وشتان بين مذهب الإمام، ومذهبهم المُحال عليه! فهم يقولون – كما هو معلوم – إن أعمال الجوارح شرط كمال – مهما عبّروا -؛ ولهذا رد العلماء على بعضهم، ومنهم الشيخ علي – هداه الله -. فكان الواجب عليه إن لم يرجع عن زلته، أن لا يتكثر بأئمة أهل السنة، ويوهم أنه يوافقهم أو هم يوافقونه! وقد نصحه العلماء بهذا عندما قالوا له في بيانهم: ( .. وأن يُقلع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم). أسأل الله الهداية والتوفيق لي وللشيخ علي ولجميع المسلمين، وأن يُسهل له أمر الرجوع عن زلته التي خالف فيها أهل السنة، وأشغل نفسه بها وغيره عن المفيد.
============================== =
رسالة مهمة فيه بيان الفرق في مسائل الإيمان بين أهل السنة والمرجئة
والرد على الشبهات التي حرفت الشيخ علي وإخوانه إلى مخالفة أهل السنة
والرد - أيضًا - على من غلط على الإمام محمد - رحمه الله -
أسأل الله أن ينفع بها
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3045
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:31]ـ
غفر الله لك أخي سليمان، اسمح لي بما يلي:
لاشك أن الشيخ علي الحلبي غفل عن هذا ..
ومن الاحتساب حقاً التنبيه عليه لئلا يغتر بوجود اسمه على الغلاف بعض القراء فيعتقد أن كلام ابن الأثير صواب، فهو قدوة واسمه على طرة أي كتاب تزكية له في الحقيقة (هذا رأيي) ..
لكن لا داعي عند التنبيه لمثل هذا الأسلوب:
تقول: (وكان الأحرى به أن لا يتعجل بوضع اسمه على كتاب لم يقرأه بعناية (حدث له هذا أيضًا في تحقيقه لتاريخ ثَغْر عدن) وليته اطلع على بحث قديم نُشر في مجلة البحوث الإسلامية، (العدد31) بعنوان " تأويل الصفات في كتب غريب الحديث "، للشيخ بدر الزمان النيبالي. لكان استفاد وأفاد بتبيين خطأ ابن الأثير)
أخي: من اين لك أنه تعجّل؟
ومن أين لك أنه لم يقرأه بعناية؟
هل يلزم من هذا ذاك؟
لماذا توهم القارئ بماليس لك به علم؟
أو لك به، فلم لا تطلعنا حتى نعرف حقيقة الرجل؟
ثم هاذان التأويلان هل يحتاج الشيخ إلى الاطلاع على بحث النيبالي ..
أنا على يقين من أنها من معلوماته القديمة والأمر كله لا يعدو أن يكون غفلة ..
ولا أحد يسلم منها ..
===
أما بخصوص التعقيب الثاني فأظنك جانبت الصواب ..
وبغض النظر عن مسألة العمل إياها فإن فهمك لعبارة الشيخ غير صحيح ..
بل هذه العبارة استخدمها بعض الشانئين للطعن على الشيخ بأنه يتبنى قول الخوارج ..
وقد بيّن الشّيخ عبداللّطيف رحمه الله مراد الشّيخ حيث قال: (بل كلامه في التّوحيد الّذي هو شهادة أن لا إله إلاّ الله، وهذا لا ينازع مسلمٌ في أنّه لا بدّ أن يكون بالقلب، فإنّه (1) لم يصدّق ويعلم ويؤثر ما دلّت عليه لا إله إلاّ الله ويعمل بقلبه العمل الخاصّ كالمحبّة والإنابة والرّضا والتّوكّل والخشية والرّغبة والرّهبة، فإن لم يحصل منه هذا بالكلّيّة فهو منافقٌ، ولابدّ من الإقرار، فإنّه إذا لم يقرّ بلسانه كافرٌ تجري عليه أحكام الكفّار بلا نزاع، وكذلك العمل بالجوارح لا بدّ منه، فلا يكون مسلماً إلاّ إذا ترك عبادة الطّاغوت وتباعد عنه وعمل بمقتضى شهادة الإخلاص من تسليم الوجه له واجتناب الشّرك قولاً وعملاً وترك الخضوع والسّجود والذّبح والنّذر لغير الله وإخلاص الدّين في ذلك كلّه لله، هذا ما دلّ عليه كلام شيخنا رحمه الله في كشف الشّبهة، وهذا مجمعٌ عليه بين أهل العلم، فإذا اختلّ أحد هذه الثّلاثة اختلّ الإسلام وبطل) مصباح الظلام (ص590).، فهذا يبيّن بجلاءٍ أنّ ما قاله الشّيخ الإمام هنا وفي أماكن أخرى أنّ العمل بالتّوحيد شرطٌ في صحّة الإتيان بالشّهادتين مراده به التوحيد وترك الشّرك، وهذا صحيحٌ للغاية، لا يخالف فيه عاقلٌ، فلا يكفي في صحّة التّوحيد أن يقرّ به العبد دون أن يعمل به، أي يترك عبادة غير الله، ويوحّده ويخلص له بقلبه ولسانه وجوارحه، فإذا اختلّ التّوحيد في أحد هذه الثّلاث: القلب واللّسان والجوارح: فقد اختلّ الإسلام وبطل.
ومعلوم أنّ الشّيخ لا يكفّر إلاّ تارك التّوحيد، قال ـ رحمه الله ـ: (أركان الإسلام الخمسة، أوّلها الشّهادتان، ثمّ الأركان الأربعة؛ فالأربعة: إذا أقرّ بها، وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفّره بتركها؛ والعلماء اختلفوا في كفر التّارك لها كسلاً من غير جحود؛ ولا نكفّر إلاّ ما أجمع عليه العلماء كلّهم، وهو الشّهادتان) الدرر السنية (1/ 70).، هذا هو قوله المشهور المعروف.
===
(1) كذا ولعلها «فإن لم»
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:32]ـ
أخي أباعمر:
1 - أخطاء عقدية في كتابين يُشرف على أحدهما، ويُحقق الآخر .. ثم تقول: لم يتعجل!! عفى الله عنك، لو كان الأمرُ أمرَ خطأ طباعي أو نحوي أو .. لعذرناك وعذرناه.
والمهم أنك اعترفت بخطئه.
2 - من رأيي - رعاك الله - أن لا تُقحموا إمام الدعوة أو علماءها في قولكم المخالف؛ لأنهم على الضد منه، بل لو حققتم قولهم وفهمتموه؛ لكانوا عندكم من غلاة الخوارج! فهم على سبيل المثال: يُكفرون الدولة العثمانية .. فهل تكفرونها؟
- أما قول الشيخ محمد - رحمه الله - الذي أوهمت أنه يؤيد مذهبكم، فقد فهمتَه بناء على ماعندك من اعتقاد سابق جعلك تخلط - وكذا الشيخ علي - بين حديث العلماء عن آحاد العمل؛ وحديثهم عن مسألة الإيمان عند أهل السنة. ولو قرأت أقواله الأخرى الصريحة لما انتزعت هذه العبارة واستدللت بها على مذهبه في الإيمان.
- ولو قرأت الكتاب السابق - وسبق أن أخبرتَ بأنك اطلعت عليه! - لتبين لك خطأ فهمك؛ فقد أورد مؤلفه - جزاه الله خيرًا - نصوصًا واضحة للشيخ تخالف فهمك (تجدها في مبحث أقوال أئمة أهل السنة في أن الإيمان لا يقوم إلا بالعمل). ومن أهمها: إنكاره على الحافظ ابن حجر قوله إن الأعمال شرط في كمال الإيمان. وهذه تكفي لإبطال ما تُلصقونه به. فكيف بغيرها؟ وكيف بأعماله؟ وهكذا من بعده من أئمة الدعوة - رحمهم الله -.
- وتجد - وفقك الله - هنا: مقالا لأحد طلبة العلم ممن كانوا على مذهبكم؛ ثم تبين له الحق، فعاد بشجاعة، ولم يُكابر:
http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=210
والله الهادي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
أخي الكريم الخراشي: أرجو أن توضح لي مراد الشيخ العلامة ابن باز في هذه الفتوى، وجزاك الله خيرا.
فتوى مهمة للعلامة ابن باز- رحمه الله تعالى – من " حوار حول مسائل التكفير":
السؤال:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
الجواب:
[لا. هذا من أهل السنة والجماعة.
من قال بعدم كفر تارك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكن أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، ولكن الصواب لا يكفر كفرا أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح أنه كفر أكبر إذا تعمد تركها، وأما إذا ترك الزكاة والصيام والحج، فهذا كفر دون كفر، معصية كبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن منع الزكاة: يؤتى يوم القيامة ويعذب بماله. كما دل عليه القرآن {يوم يحمى عليها في نار جهنم، فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بماله، بإبله وبقره وغنمه وذهبه وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار؛ دل على توعده، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، وقد يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ].
السؤال:
شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فهم البعض من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين، ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح؟
الجواب:
[نعم.
فمن وحد الله وأخلص له العبادة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ما أدى الزكاة، أو صام رمضان، أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصيا أتى كبيرة عظيمة، ويتوعد بالنار، لكن لا يكفر على الصحيح، أما من ترك الصلاة عمدا فإنه يكفر على الصحيح].
من رسالة " حوار حول مسائل التكفير " مع العلامة الشيخ ابن باز.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:00]ـ
أخي الكريم: علي الفضلي: أرجو أن توضح لي هذا البيان الذي وقع عليه الشيخ ابن باز - رحمه الله -!
(فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الكتاب الموسوم بـ: (ضبط الضوابط في الإيمان ونواقضه) تأليف المدعو / أحمد بن صالح الزهراني، فوجدته كتابا يدعو إلى مذهب الإرجاء المذموم؛ لأنه لا يعتبر الأعمال الظاهرة داخلة في حقيقة الإيمان، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).
( .. فيتبعون ما تشابه منه). الشيخ هناك يتحدث عن آحاد العمل.
وفقك الله ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:07]ـ
أخي الكريم: علي الفضلي: أرجو أن توضح لي هذا البيان الذي وقع عليه الشيخ ابن باز - رحمه الله -!
الشيخ هناك يتحدث عن آحاد العمل.
وفقك الله ..
أخي المكرم الخراشي: أما البيان فهو ظاهر جدا فيمن لم يعد الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وحقيقته، وهذا لا إشكال فيه مع مخالفك هنا، فهو يقول: إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وحقيقته.
أخي: ما تريد بقولك: إن الشيخ يتحدث .... ؟ أتعني الفتوى التي سألتك توضيحها؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:13]ـ
ذكرتني أخي سليمان بفعل بعض صبية الساحات ..
كتبت مقالاً مرة عن العمليات الاستشهادية فأنزلوا البيان ..
وكتبت مرة عن البرمجة فأنزلوا البيان ..
والأخ الفضلي يسألك عن تفسير فتوى الشيخ فتنزل له البيان ..
ما هكذا أسلوب طلبة العلم.
===
وبالنسبة للتعقيب الأول:
أولاً قلت: تعقيبان ثم تقول أخطاء عقدية ....
هل الغفلة عن التعليق على خطأ عقدي هو خطأ عقدي ..
غفر الله لك.
ثم إني قلت لك بالنسبة لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أن الخلاف في فهم كلامه لا في فهم مذهبه ..
فلست مهتماً حقيقة بمعرفة مذهب الشيخ في المسألة من مشكلات كلامه ومتشابهه ..
ولو دققت في كلام الشيخ عبداللطيف بان لك الحق إن شاء الله هدايتك للصواب ..
على أن الغرض كما قلتُ هو أن هذا الكلام من الشيخ لا علاقة له بمسألتنا ..
..
أما بقية كلامك فمكرور ..
وكتاب الكثيري قرأته فإذا هو لم يتجاوز من قبله ..
وفي كتابي القادم رد مفصل على كل شبهات المخالفين ..
هدانا الله جميعاً للإنصاف
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:22]ـ
السلام عليكم ..
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي ... اشكل علي أمر وهو: صحة قول الأعمال شرط صحة في الإيمان، مع أني قد قراءتها للشيخ ابن باز -رحمه الله-، والذي نعرفه أن الأعمال ركن في الإيمان .. ! وثم فرق بين الركن والشرط عند الصوليين كما تعلمون حفظكم الله، فكيف يمكننا تخريج كلام الشيخ، أم أني قد فهمت المسالة خطا .. ؟؟
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:11]ـ
أخي الكريم الفضلي: كيف تكون داخلة فيه، ثم يصح الإيمان بدونها؟
هذا من التناقض! بل أراه من التلبيس على المسلمين بترويج الإرجاء بينهم بهذه العبارات المخادعة. فالعبرة بالحقائق. وأتمنى منك قراءة الكتاب السابق بتأمل؛ لعله يجلي لك الأمر.
- أخي الكريم أباعمر: عمدًا أوردت البيان؛ لكي يتضح للأخ قول الشيخ (بجلاء) .. فلا يُعارضه بالمتشابهات.
- قلتُ: (أخطاء عقدية في كتابين). لا كما فهمت. فلا تتعجل!
- كلام الشيخ محمد واضح في مخالفة مذهبك ومذهب الحلبي؛ فإن لم تنصراه، فلا تُحرفاه؛ كما فعل الشيخ علي - هداه الله -.
وتأليفك لكتاب رابع أو خامس أو عاشر .. لن يمنعك أحد منه؛ فنحن في زمن " الحوار الوطني "! فقد انهلت علينا المذاهب المنحرفة من كل جهة، وليس لنا - بعد التوكل على الله - إلا المدافعة، ونشر الحق، وكشف الشبهات.
- الأخ شذى الجنوب: تكرمًا انقل كلام الشيخ موثقًا - بالنص -.
وفقكم الله ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:54]ـ
أخي: ما تريد بقولك: إن الشيخ يتحدث .... ؟ أتعني الفتوى التي سألتك توضيحها؟
ما زلت أنتظر توضيحك أخي الخراشي لفتوى الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى - فلقد أجبتك عن سؤالك مع أن السؤال لا يواجه بسؤال!
وأنا أنتظر توجيهكم لهذه الفتوى الواضحة لسماحة الشيخ.
وفقني الله وإياك لاتباع الحق فإن الحق قديم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:57]ـ
أخي الكريم الفضلي: كيف تكون داخلة فيه، ثم يصح الإيمان بدونها؟
هذا من التناقض! بل أراه من التلبيس على المسلمين بترويج الإرجاء بينهم بهذه العبارات المخادعة. فالعبرة بالحقائق.
ما تقول في حكم من ترك الزكاة هوى في نفسه وعصيانا؟ هل يكفر عندك؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:03]ـ
أرجو أن توضح أيضا كلام هؤلاء العلماء الأجلاء - حفظك ربي - يا أخي الخراشي:
في مصباح الظلام في الرد على منتقصي شيخ الإسلام " للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، قال – رحمه الله تعالى -:
[والخلاف في أعمال الجوارح، هل يكفر أو لا يكفر، واقع بين أهل السنة].
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله تعالى – في رسالته " ذكر حال الموحدين في النار ":
[ ... والمراد بقوله " لم يعملوا خيرا قط " من أعمال الجوارح، و إن كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار، إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد، خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا، ومن حديث ابن مسعود موقوفا ... ].
فتوى مهمة للجنة الدائمة للإفتاء برقم (1727) – وعزا إلى فتوى (6899) ونصها:
السؤال:
يقول رجل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، (ولا يقوم بالأركان الأربعة): الصلاة والزكاة والصيام، والحج، ولا يقوم بالأعمال الأخرى المطلوبة في الشريعة الإسلامية، هل يستحق هذا الرجل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بحيث لا يدخل النار – ولو لوقت محدود-؟
الجواب:
[من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وترك الصلاة، والزكاة والحج (جاحدا) لوجوب هذه الأركان الأربعة، أو لواحد منها – بعد البلاغ – فهو مرتد عن الإسلام يستتاب، فإن تاب قبلت توبته، وكان أهلا للشفاعة يوم القيامة – إن مات على الإيمان-.
وإن أصر على إنكاره، قتله ولي الأمر، لكفره وردته، ولا حظ له في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يوم القيامة.
وإن ترك الصلاة وحدها كسلا وفتورا، فهو كافر كفرا يخرج به من ملة الإسلام (في أصح قولي العلماء)، فكيف إذا جمع إلى تركها ترك الزكاة، والصيام، وحج بيت الله الحرام؟!!
وعلى هذا لا يكون أهلا لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره – إن مات على ذلك-.
ومن قال من العلماء: إنه كافر كفرا عمليا لا يخرجه عن حظيرة الإسلام (بتركه لهذه الأركان) يرى أنه أهل للشفاعة فيه، وإن كان مرتكبا لما هو من الكبائر – إن مات مؤمنا].
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:22]ـ
(لن يمنعك أحد منه؛ فنحن في زمن " الحوار الوطني "! فقد انهلت علينا المذاهب المنحرفة من كل جهة) ..
التعسف في استعمال سوط الشريعة يعود على الإنسان بضد قصده!
وليس عندكم لا كشف شبهات ولا رد باطل .. إلا الاستقواء ببيان من قوله ليس بأسعد من غيره بالبرهان والدليل ..
لكن الله المستعان على تصفون ويصفون ..
أتركك مع الأخ الفضلي مع أني على إياس!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:26]ـ
الأخ الفضلي: واضحٌ أنك تجيد المغالطة والتشعيب. وهذا لايليق بك.
كان سؤالك الأول عن قول الشيخ ابن باز - رحمه الله -؛ فبينت لك أنه ممن وقع على بيان التحذير من كتاب يعد صاحبه العمل شرط كمال، لكي لا تفهم كلامه الذي نقلتَه أنت خطأ، فيلزمك أنه متناقض - وحاشاه -، وتحذيره السابق يجري عليك، وإن غيرت العبارة، وإلا فستقع في التناقض كما سبق. (الأعمال داخلة فيه لكن من تركها فهو مؤمن)!!
- وأرجو أن لا تعود ثانية لتدلل لمذهب المرجئة هنا؛ لأن أصحاب المجلس لن يسمحوا لك بذلك.
وتجد هنا ما يوضح لك المسألة - إن تركت التعصب أو التوهم بأن مخالفك هو من الحزبيين التكفيريين .. !! الخ التهويلات التي يُلجأ إليها لتمرير هذا المذهب الرديئ -. وفقك الله.
http://saaid.net/Doat/almuwahid/01.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:28]ـ
أخي أباعمر: هل أنت جاد في كلامك السابق: (وليس عندكم لا كشف شبهات ولا رد باطل)!!
هداك الله.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:51]ـ
الإخوة الكرام، الشيخ سليمان إنتقد الحلبي في سوء فهمه لكلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فمن عنده إعتراض على هذه المسألة فليكتبه، أما أن يقوم البعض بالإنتصار لمذهب المرجئة فهذا مخالف لشروط المجلس التي وقع عليها. والله الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:01]ـ
الشّيخ الحبيب / سُليمان بن صالح الخراشي:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أجزل اللَّه لكم المثوبة والأجر،ونفع بكم.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القادر أبُو زيدٍ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:28]ـ
الأخ الفضلي: واضحٌ أنك تجيد المغالطة والتشعيب. وهذا لايليق بك.
جزاك الله خيرا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:00]ـ
الأخ الفضلي: واضحٌ أنك تجيد المغالطة والتشعيب. وهذا لايليق بك ..
أخي الخراشي: أنا أنهي المناقشة في هذا المبحث - سامحني - والإخوة المنصفون يقرأون ويحكمون إن كنت أنا أجيد المغالطة.
وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نأمل ان تنتهي.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:30]ـ
إخواني الكرام!
ليتَ المشرف الكريم ينهي الموضوع على هذا؛ لأنَّنا إن رددنا سنُتَّهم بأنَّا (مُرجئة!)، ولن يكون هناك فائدة مرجُوَّة من هذا النقاش، لأنَّ الذي في النفوس في النفوس.
ولو ذكرتُ لكم إخواني الكرام كثيرًا من العلماء الذين استاؤوا من فتوى اللجنة الدائمة بشأن كتاب الشيخ علي الحلبي - حفظه الله -؛ لن يُصدِّقني أحد!!
والله المستعان.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:34]ـ
السؤال:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
الجواب:
[لا. هذا من أهل السنة والجماعة.
من قال بعدم كفر تارك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكن أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، ولكن الصواب لا يكفر كفرا أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح أنه كفر أكبر إذا تعمد تركها، وأما إذا ترك الزكاة والصيام والحج، فهذا كفر دون كفر، معصية كبيرة من الكبائر .......
السؤال:
شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فهم البعض من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين، ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح؟
الجواب:
[نعم.
فمن وحد الله وأخلص له العبادة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ما أدى الزكاة، أو صام رمضان، أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصيا أتى كبيرة عظيمة، ويتوعد بالنار، لكن لا يكفر على الصحيح، أما من ترك الصلاة عمدا فإنه يكفر على الصحيح].
من رسالة " حوار حول مسائل التكفير " مع العلامة الشيخ ابن باز.
أخي وهذا الكلام لك أو عليك؟!.
هو ضدك لو تدبرت. وعقلت.
فالشيخ يكفر تارك الصلاة، وهي عمل، وأنت ومن يشترك معك في الرد (الكناني)، لا تكفره.
.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:40]ـ
إخواني الكرام!
ولو ذكرتُ لكم إخواني الكرام كثيرًا من العلماء الذين استاؤوا من فتوى اللجنة الدائمة بشأن كتاب الشيخ علي الحلبي - حفظه الله -؛ لن يُصدِّقني أحد!!
والله المستعان.
هذا الكلام أشبه ما يكون بتحدييف الطوب (الحجر) .. وإثارة الغبار فقط. من يرد فتوى العلماء يرد قول من اجمعت الأمة على إمامتهم.
والعجيب انكم توقرون بن باز .. أو تدعون ذلك ... ثم تردون أقوالهم ز
من استاء من فتواهم يا أبا مالك؟! سم لنا؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:44]ـ
الأخ الكريم: رمضان: اعتقد أنت وهم - رعاكم الله - ما شئتم، مادمتم تدينون الله بذلك.
ولكن: لا تنصروا قولكم بتحريف كلام أهل العلم أو إساءة فهمه؛ تكثرًا أو تلبيسًا.
وفقكم الله ..
- أخي الكريم: الفضلي: افعل ما شئت. لكن لا تنسب للشيخ ابن باز - رحمه الله - أنه يؤيد مذهبك، وهو قد أفتى بالتحذير منه، وطالب أصحابه بالتوبة.
وقولهم في البيان: (كما نحذر من اتباع زلات العلماء) .. يعنون به الشيخ الألباني محدث العصر - رحمه الله -. الذي زل في هذه المسألة .. فزل بسببه فئام، تعصبوا له، واستكبروا عن قبول الحق، أو الاعتراف بخطأ الشيخ - رحمه الله -.
والعجب أنهم خالفوا أصلا من أصول دعوته؛ وهو ذم التقليد والتعصب. فشابهوا دعاة " التعصب المذهبي "، بالتعصب للشيخ.
والحق مُر .. لكن عاقبة الرجوع إليه أحلى من العسل.
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:00]ـ
للفائدة: فرّغ بعض الإخوة كلامًا للشيخ الألباني - رحمه الله - يوافق كلام أهل السنة - ولله الحمد -، وذلك في شرحه لكتاب " الأدب المفرد " شريط 6 الوجه الأول .. قال:
(إن الايمان بدون عمل لايفيد فالله عزوجل حينما يذكر الايمان يذكره مقرونا بالعمل الصالح لأننا لا نتصور إيمانا بدون عمل صالح إلا إن كانا نتخيله خيالا، آمن من هنا قال اشهد الا اله الا الله ومحمد رسول الله ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويعيش دهرا مماشاء الله ولا يعمل صالحا فعدم عمله الصالح هو دليل انه يقولها بلسانه ولما يدخل الايمان الى قلبه فذكر الاعمال الصالحه بعد الايمان هو ليدل ان الايمان النافع هو الذي يكون مقرونا بالعمل الصالح) اهـ.
فالحمد لله ..
والواجب على طلابه أن يقولوا كما قال عَبيدة السلماني - رحمه الله - عن علي - رضي الله عنه -: (رأيك مع الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك).
فهو خيرٌ من متابعته - رحمه الله - على المخالفة.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:30]ـ
شيخ سلمان!
شكر الله لك ما تقدمت به، فقط اقول لمن يدعي إجماع علماء الامة على عدم كفر من ترك العمل، أن هذا الكلام محض كذب، والدليل فتاوى الشيوخ فيمن تكلموا بالإرجاء .. الحلبي والزهراني وغيرهم.
وكذا الإجماع منقول على العكس وقد نقل ذلك الشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه عددا من أقوال علماء السلف وعلماء الأمة المعاصرين يبين تواطئهم على القول بأن مجرد تبديل شرع الله كفر (وهذا عمل) دون اشتراط استحلال بالقلب أو جحود أو غير ذلك.
بن حزم، الشاطبي، بن تيميه، بن القيم، بن كثير، حمد بن عتيق، الشوكاني الصنعاني، محمد بن إبراهيم، الشنقيطي، محمود شاكر، وأحمد شاكر، وابن عثيمين.
والأخ يقول لم يبق مع الشيخ سلمان إلا أحمد شاكر ... شوفوا حجم المغالطة؟
وابن عثيمين ـ رحمه الله ـ أبيَنهم عبارة في أن استبدال حكم الله بأحكام أخرى، وجعلها عامة على الناس لا بد أن فاعل ذلك مفضل لها عن حكم الله عز وجل، ولم يرض بالله ربا ولا بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ــ رسولا، وتنطبق عليه آيات المائدة الأربعة ولا تنفعه صلاة ولا زكاة ولا صوم ولا حج. لأن الكافر ببعضه كالكافر به كله.
ويقول ـ رحمه الله ـ (من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه) [المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين 1/ 36]
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:50]ـ
الشيخ الفاضل سليمان الخراشي عبارة الشيخ هي:
( ... العمل عند الجميع شرط صحة؛ إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه؛ فقالت الجماعة: إنه الصلاة، وعليه إجماع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؛ كما حكاه: عبد الله بن شقيق، وقال آخرون بغيرها؛ إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعًا؛ لهذا؛ الإيمان عندهم: قول وعمل واعتقاد, لا يصح إلا بها مجتمعة). أ. هـ.
اشكل علي قول الشيخ العمل عند الجميع شرط صحة، مع أن الذي درسته أنه ركن في الإيمان، وثم فرق بين الشرط والركن فالركن جزء من الشيء، أما الشرط فخارج عن الشيء، لابد أن لكلام الشيخ تخريج علمي، فأرجو منكم حفظكم الله افادتي.
بخصوص الشيخ الألباني -رحمه الله- سمعت الشيخ العثيمين في أسئلة لبعض طلبة العلم الجزائريين ردا على من سأله هل الشيخ الألباني مرجئ، سمعته يقول: من قال أن الشيخ الألباني إما جاهل بعقيدة الشيخ، أو جاهل بمعنى الإرجاء ..
سوءال لمن يملك الإجابة هل الشيخ الحلبي يقول أن العمل خارج عن الإيمان؟؟ وهل يقول بعدم كفر تارك جنس العمل؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 02:39]ـ
وقولهم في البيان: (كما نحذر من اتباع زلات العلماء) .. يعنون به الشيخ الألباني محدث العصر - رحمه الله -. الذي زل في هذه المسألة .. فزل بسببه فئام، تعصبوا له، واستكبروا عن قبول الحق، أو الاعتراف بخطأ الشيخ - رحمه الله -.
والعجب أنهم خالفوا أصلا من أصول دعوته؛ وهو ذم التقليد والتعصب. فشابهوا دعاة " التعصب المذهبي "، بالتعصب للشيخ.
..
يا شيخ سليمان حفظك الله
معذرة فلم أر فتوى من هيئة كبار العلماء في عقيدة الألباني
و إنزالك هذه العبارة على الشيخ رحمه الله لا دليل عليه فربما يقصدون ابن حجر مثلا؟
او غيره من العلماء؟ فمالذي جعلك يا شيخ تسقطها على الشيخ الألباني رحمه الله؟
و الى ساعتي هذه لم أجد من العلماء الراسخين في العلم طعناً في عقيدة الشيخ
بل حتى الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله - و هو من الراسخين في العلم بلا ريب - قد استنكر ذلك كما نقله الاخوة
اما كلام بعض تلامذته فعقيدتهم قد رد عليها هيئة كبار العلماء و هو رد - خاص - عليهم في عقيدتهم لا شأن للألباني رحمه الله به
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 03:19]ـ
أخي الكريم ابن عقيل المصري وفقني الله وإياك:
ينبغي أن لا تخلط أخي الكريم بين المسألتين لئلا يوهم كلامك أن من لم يكفر من حكم بالقوانين الوضعية مع اعتقاد تحريمه فهو يرى أن الكفر لا يكون في العمل فهذا خلط فعندنا هنا ثلاث اتجاهات واضحة:
1 - من يرى التكفير بالكفر العملي كالكفر الاعتقادي فيما دل عليه الدليل ويرى عدم تكفير من حكم يالقوانين الوضعية ما لم يستحل أو يعتقد جواز ذلك أو أنه أفضل من شرع الله أو هو مساو له عملاً بالنصوص وفهم السلف كسائر النصوص التي ورد فيها الكفر الأصغر وهذا هو مذهب عامة الصحابة وجمهور أهل السنة ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والشاطبي وغيرهم وهو قول عامة علماء أهل السنة في هذا العصر كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان و كثير سبق ذكرهم لا حاجة إلى إعادتهم.
2 - من يكفر بالكفر العملي ويرى التكفير في هذه الحالة وإن لم يستحل وهو قول أحمد شاكر وقولٌ للشنقيطي وقولٌ لابن إبراهيم ولهما أقوال توافق القول الأول، وهو ليس قول ابن تيمية ولا ابن القيم ولا ابن كثير ولا الشاطبي قطعاً ونسبته إليهم خطأ ونصوصهم واضحة جلية ولكن من لا يفهم عبارات أهل العلم ومصطلحاتهم ويجهل ذلك لا شك أنه سيخبط في فهمه لا سيما إذا كان يبحث عما يوافق قوله.
3 - من لا يرى التكفير بالعمل إلا ما ارتبط به اعتقاد ويرى العمل شرط كمال في الإيمان ومن باب أولى لا يكفرون من حكم بالقوانين الوضعية وهذا هو رأي الشيخ الألباني رحمه الله ومن وافقه من تلاميذه.
ولا شك أن القول الأول هو قول جمهور أهل السنة قديما وحديثاً وهو الذي يطرد مع قواعد أهل السنة في هذا الباب وهو الذي يرجع في تأصيله لآثار السلف.
والقول الثاني فيه خطورة القرب من معتقد الخوارج، والقول الثالث فيه خطورة القرب من معتقد المرجئة، وهما وإن لم يكونا كذلك لكن تجنبهما والتزام منهج السلف هو الأسلم.
وأنا أطالب من يرى التكفير بالحكم بغير ما أنزل الله بدون اعتقاد الجواز من إخواني الفضلاء أن يذكر لي أثرا واحداً عن الصحابة يوافق قوله، وهيهات بل حتى من الأئمة السابقين من أهل السنة لا يوجد قول يدعم هذا المذهب إلا نصوص حملت على غير محملها كقول ابن كثير في الياسق فهو عمدة من يدعو لهذا المذهب وينصره وهو بعيد عما يحتج به من عدة أوجه.
ولذا فهم تارة يقولون هو منهج أهل السنة فإذا ذكرت لهم أقوال أهل السنة قالوا هي نازلة فلا يؤخذ إلا بقول المعاصرين؛ لأنهم عايشوها، وإذا ذكرت لهم قول عامة أهل السنة في هذا العصر تشبث الواحد بقول أحمد شاكر ومحمود شاكر.
متى رأينا هؤلاء الإخوة يحتجون بقول أحمد شاكر ومحمود شاكر في مسائل العقيدة الأخرى؟
وإني أنصح نفسي وإخواني هنا بأمور:
1 - التضرع إلى الله بطلب الهداية والسداد في كل وقت وعلى كل حال فقد كان النبي (ص) وهو أعظم الخلق هداية يطلب الهداية في صلاته وفي جوف الليل في دعاء الاستفتاح ويأمرنا أن ندعو فنقول (اللهم اهدني وسددني) ونتذكر بالهداية هداية الطريق وبالسداد سداد السهم.
2 - الصدق مع الله في طلب الحق وحسن القصد في ذلك.
3 - جمع ما يتعلق بكل مسألة تشكل عليه جمعاً حاصراً لكل ما قيل فيها ثم سبرها سبرا دقيقا بعيدا عن المؤثرات من كتب معينة أو أشخاص او طوائف فالأمر دين، لا سيما جمع أقوال السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين أئمة أهل السنة والمحققين منهم.
4 - محاولة فهم كلام أهل العلم فهماً دقيقاً ومعرفة المصطلحات الخاصة بالمسألة حتى يحرر محل النزاع وينزل كل نص وقول مكانه.
5 - عدم الاعتداد والعجب بالنفس في جمع النصوص أو فهمها فهذا الأمر لا يعتمد على توهم المرء أنه جمع كل النصوص في المسألة لسعة علمه وهو خلاف الواقع، أو توهمه أنه متوقد الذهن بقدرته الاستقلال في فهم أقوال السابقين واللاحقين بل هو بحاجة إلى فلان وفلان وفلان من المحققين من أهل العلم ليطلع على ما أوردوه من نصوص ويطلع على فهومهم واستنباطاتهم، وليخضع المرء بعقله إذا تواترت أقوال المحققين منهم على قول وفهم معين، وليتهم نظره ويراجع المسألة مرة ومرتين وثلاث.
6 - عدم التأصيل والترجيح قبل البحث والاستدلال فإن من كان هذا شأنه سيبقى على قوله وإن كان مرجوحا حتى لو رأى عند مخالفه ألف دليل فكلها يجاب عنها لأنهخا تحت النظر والتمحيص والتفنيد والمناقشة، ولذلك قل أن تنتهي هذه المناقشات والمناظرات باقتناع من أحد الطرفين؛ لأن الكل يجمع ادلته ثم يكتبها ويعززها بالنصوص والأقوال ثم ينظر إلى ما ذكره خصمه نظرة المفتش المنقش وكأن معه مغناطيس لا يجتذب إلا الأخطاء والمداخل فهو لا يقف يتدبر نصاً أو قول إمام بل يقرأ قراءة سريعة حتى إذا ما وجد شيئا سبق في ذهنه جوابا عنه وقف وقيده وهكذا فبالله كيف ستنتهي مناظرة هذا حالها؟!
7 - لا يمنع المرء أن يرجع إلى الحق في مسألة تبين أنه مخطيء فيها فهذا علامة الصدق مع الله وقد ترك أبو الحسن الأشعري معتقدا كاملا وهو معتقد المعتزلة ثم ترك معتقد الكلابية كاملا، ثم اخذ بمذهب أحمد فلا يعيب المرء أن يرجع إلى الحق بعدما تبين له، وقد رجع الشافعي وأحمد في عشرات المسائل الفقهية ولم ينقص قدرهم ولا علمهم، وإذا علم المرء أنه يرى القول المخالف حقا ولا يأخذ به فليتهم نفسه فإن صاحب الهوى لا يوفق للتوبة وهذه علامة هوى.
7 - أخيرا ينبغي أن لا يصل الأمر بهذه المناظرات للطعن والسب والاتهام الصريح والضمني وما بين السطور وعن طريق علامات الترقيم؛ فإن هذا حيلة العاجز الضعيف الذي لا يملك شيئاً من العلم يستند إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 04:00]ـ
الحمد لله
وبعد
معذرة على التدخل ولكني احببت أن أبين مسألة أسأل الله أن يسددني في اختيار الفاظها و معانيها.
اما أن يكون الانسان لم يعمل خيرا قط بمعنى ان الانسان كانت له فسحة في عمره و تمر عليه الايام و الاعوام وقال لااله الا الله مرة واحدة ثم سكت بعدها عن كل خير .. والعلم موجود لم يندرس ولم تطمس آثاره ... وأعرض بجوارحه عن كل خير ... فهذا شيء لا واقع له في الدنيا ابدا ... وهو مجرد تصور خيالي أدى اليه الفهم الظاهري لألفاظ الحديث دون النظر الى الشريعة كاملة ... والى نصوصها بمجموعها .... فذلكم الانسان الذي قال لا اله الا الله مرة واحدة ثم بعدذلك طال به العمر و لايفعل خيرا قط .... فماذا يفعل اذن? يفعل نقيض الخير لزاما .... يفعل الكبائر .. يقع في النواقض ... فماذا بعد الحق الاالضلال ... وتصور هذه الشخصية الخيالية ثم اعتقاد وجودها اشبه عندي بعروس البحر .. ذلكم المخلوق الذي نصفه امرأة و نصفه سمكة .... كلنا نتصوره .. وكلنا أو كثير منا له صورة عنه ... لكن لاوجود له .... وما اشبه هذا بتلك ...
واذا كان العلماء اختلفوا في تكفير تارك الصلاة الناطق بالشهادتين ... أفيختلفون في تارك الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج معا ... أفيختلفون فيمن ترك الشريعة كلها من الاركان الاربعة و الفرائض و الواجبات و الاداب و السنن و الاخلاق ثم لايكون تاركا للشريعة كلها الا اذا فعل نقيض الشريعة من النواقض و الكبائر و المعاصي و الصغائر .. اذ ما الفرق بين من لم يعمل خيرا قط مع وقوعه في النواقض و بين من لم يعمل خيرا قط ولم يقع في النواقض! مع اني اعتقد انه لاوجود لهذا الاخير الا في الذهن و الخيال .. وهو في حقيقته معرض عن الدين هذا هو اللفظ الذي يشمله ... وهذه حقيقته التي ينبغي ان ينظر اليه منها.
ولو نظر الانسان الى نصوص الشريعة بمجموعها لعلم ان هذا الذي جاء في الحديث ولم يعمل خيرا قط لوجدوا له توجيها ينسجم مع الشريعة و تنسجم و تتوافق به نصوص الشريعة و لا يضرب الناس بعضها ببعض ... فلو قيل ان هذا الذي لم يعمل خيرا قط كما جاء في الحديث انسان تاب قبل الغرغرة مثلا أو كان في زمن الفترة كالذي قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم انه يبعث امة وحده واظنه زيد بن عمرو بن نفيل ... او ان يكون هذا الشخص في زمن يرفع فيه العلم و لا يبقى الا اناس يقولون لا اله الا الله و لا يعلمون ما صلاة وما زكاة و ما صيام ... واشباه ذلك .. لو نظر هؤلاء الى الشريعة بعينين لا بعين واحدة وجمعوا بين كل أحكامها لظهر لهم ان هذا الانسان الذي تمضي به السنون والاعوام-والعلم سوقه قائمة- وهو على حاله من الاعراض الى ان يغرغر ولا يفعل خيرا قط لظهر لهم ان هذا هو المعرض الذي قال فيه ربنا و الذين كفروا عما انذروا معرضون. و الله اعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 04:52]ـ
- الأخ الكريم: المقدادي: جميع المُحذّر منهم هم من طلبة الشيخ أو ممن عرفوا بتقليده. وإذا زل رحمه الله فهو غير معصوم. ولكن البعض يصعب عليهم تخطئته، بل ربطوا السلفية بأقواله. فأساؤا لها من حيث لا يشعرون، بل نفّروا منها.
- ثم تعقدت الأمور، وصعُب التراجع، عندما رأوا من يسمونهم الحزبيين .. الخ قد نصروا قول السنة؛ فظنوا أن العلاج أن يكونوا مخالفين لهم! وهنا لا تكفي النوايا، والحق لا يضره أن يتشبث به من يخطئ في أمور أخرى.
- تقول: (و الى ساعتي هذه لم أجد من العلماء الراسخين في العلم طعناً في عقيدة الشيخ)!!
يا أخي لماذا تسميه طعنًا؟
هلا قلتَ تخطئة؟
وفتاوى اللجنة أليست تُنزّل على قوله أيضًا؟ لأنه لا فرق بين قوله وقول من صدرت في حقهم البيانات، وهذه لا تحتاج إلى " فقيه ".
أعيد بعض ما سبق:
للفائدة: فرّغ بعض الإخوة كلامًا للشيخ الألباني - رحمه الله - يوافق كلام أهل السنة - ولله الحمد -، وذلك في شرحه لكتاب " الأدب المفرد " شريط 6 الوجه الأول .. قال:
(إن الايمان بدون عمل لايفيد فالله عزوجل حينما يذكر الايمان يذكره مقرونا بالعمل الصالح لأننا لا نتصور إيمانا بدون عمل صالح إلا إن كانا نتخيله خيالا، آمن من هنا قال اشهد الا اله الا الله ومحمد رسول الله ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويعيش دهرا مماشاء الله ولا يعمل صالحا فعدم عمله الصالح هو دليل انه يقولها بلسانه ولما يدخل الايمان الى قلبه فذكر الاعمال الصالحه بعد الايمان هو ليدل ان الايمان النافع هو الذي يكون مقرونا بالعمل الصالح) اهـ.
فالحمد لله ..
والواجب على طلابه أن يقولوا كما قال عَبيدة السلماني - رحمه الله - عن علي - رضي الله عنه -: (رأيك مع الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك).
فهو خيرٌ من متابعته - رحمه الله - على المخالفة.
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 05:31]ـ
الأخ شذى الجنوب:
1 - لافرق.فما سألت عنه قضية اصطلاحية. يُتسامح فيها، والمؤدى واحد.
تجد مثلا: شيخ الإسلام - رحمه الله - يُطلق في أحد المواضع على قول اللسان بأنه " شرط في صحة الإيمان ". قال: (الثاني: أن الذي عليه الجماعة أن من لم يتكلم بالإيمان بلسانه من غير عذر، لم ينفعه مافي قلبه من المعرفة، وأن القول من القادر عليه شرط في صحة الإيمان) انتهى من " الصارم المسلول " (3/ 974).
ولا يخفى أن علم القلب، وقول اللسان، جزءان من الإيمان، يدخلان في ماهيته عند شيخ الإسلام وغيره، وهذا يفيد المسامحة في التعبير بالشرطية، على ماهو من ماهية الشيئ، وقد عد بعض الفقهاء النية شرطًا من شروط صحة الصلاة، وعدها آخرون ركنا. انظر: الإنصاف (2/ 19).
وكذلك النية في الصوم، عدها الحنفية والحنابلة شرطًا لصحة الصوم، وعدها المالكية والشافعية ركنا. انظر: " الموسوعة الفقهية الكويتية " (23/ 113)، ولهذا فالمعوّل عليه هنا أن الركن أو الشرط: ما تتوقف صحة الشيء على وجوده، وأما كونه خارج الماهية أو داخلها، فاصطلاح، ويُتسامح فيه.
2 - الشيخ ناصر - رحمه الله - ليس مرجئًا، إنما يُقال وافقهم في كذا.
3 - الشيخ الحلبي؛ لا يُكفر تارك جنس العمل؛ لأنه شرط كمال عنده، يصح الإيمان دونه. (وهو يستعمل تعبيرات مختلفة، مؤداها واحد! فتنبه).
وفقكم الله ..
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 06:28]ـ
الأخ الكناني وفقه الله:
أنت إلى الآن لاتريد أن تفرق بين الترك المطلق ومطلق الترك!!
وحقيقة المذهب الذي تنادي به أنت والشيخ علي ... أنكما تقران بقاعدة التلازم طرداً لا عكساً أي أن وجود الإيمان يلزم منه وجود العمل ولا تقران بأن عدم وجود العمل (أي عمل الجوارح) يلزم منه عدم وجود الإيمان ..
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 07:52]ـ
أخي الكريم ابن عقيل المصري وفقني الله وإياك:
ينبغي أن لا تخلط أخي الكريم بين المسألتين لئلا يوهم كلامك أن من لم يكفر من حكم بالقوانين الوضعية مع اعتقاد تحريمه فهو يرى أن الكفر لا يكون في العمل فهذا خلط فعندنا هنا ثلاث اتجاهات واضحة:
1 - من يرى التكفير بالكفر العملي كالكفر الاعتقادي فيما دل عليه الدليل ويرى عدم تكفير من حكم يالقوانين الوضعية ما لم يستحل أو يعتقد جواز ذلك أو أنه أفضل من شرع الله أو هو مساو له عملاً بالنصوص وفهم السلف كسائر النصوص التي ورد فيها الكفر الأصغر وهذا هو مذهب عامة الصحابة وجمهور أهل السنة ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والشاطبي وغيرهم وهو قول عامة علماء أهل السنة في هذا العصر كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان و كثير سبق ذكرهم لا حاجة إلى إعادتهم.
.
أخي الكريم وفقك الله وأحسن إليك:
هل كان مذهب عامة الصحابة رضي الله عنهم ومن سميت من أهل العلم رحمهم الله في المستبدل شريعة بشريعة ومنهجا بمنهج أم كان فيمن أصل حكمه موافقا للشرع ثم خالف في قضية جزئية؟
وهل أنت متأكد من نسبة هذا الكلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو المصرح تصريحا لالبس فيه ولاغموض في مواضع من كتبه وفتاويه أن هذا التقسيم _اي في الكفر الأكبر والأصغر_لايرد على من استبدل الشريعة كلية إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن هذا الاستبدال لايكون مع اعتقاد صحة المستبدل به ونفعه؟
والسؤال الآن:
هل سوى العلماء الذين سميت بين من يقول إن الزاني يرجم أو يجلد بحسبه والسارق تقطع يده ونحو ذلك ثم خالف لهوى في قضية جزئية،وبين من قال:مافيه حدود أصلا بل من حكم بالحدود يعزل من منصبه ويعاقب؟
فهل هما سواء؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 09:00]ـ
أردت فقط التنبيه على ثلاث نقاط:
الأولى: ما أثاره الأخ الشنقيطي وفقه الله:
أحب أن أؤكد كما ذكرتُ ذلك مراراً أني لا أقول إن العبد يمكن أن يعيش دهره لا يعمل من الخير شيئاً وهو مؤمن فهذه صورة خيالية كما قال ..
ولا يمكن ذلك أبداً لا لخصوص مسألة العمل وإنما لشيء آخر وهو أن الإيمان الذي في القلب ليس علماً فقط يبقى على حالة واحدة، بل هو علم وعمل يتأثر بما حوله فيزيد وينقص ..
فالصورة التي يُحتج بها علينا وتستشنع صورة خيالية هي من لوازم من يقول إن الإيمان قول أو تصديق فقط أو قول وتصديق فقط، أما على قول السلف في الإيمان فهي لا تصح ولا تكون، وأنا بحمدالله على ذلك ..
لكن لا يلزم من ذلك عدم صحة القول بإسلامه ..
وحتى يتبين الأمر نضيف على الصورة التي ذكرها قيداً يخرجه عن الكفر باتفاق وهو:
رجل يعيش دهره لا يعمل من الخير بعد التوحيد شيئاً إلا الصلاة والصلاة فقط.
هل هذا متصور؟
هل قابل أحدكم رجلاً بهذه الصورة لا يعمل من الخير (ألبتة) إلا الصلاة؟
أنا شخصياً لا أتصور هذا ..
ومع ذلك لو سألنا أحداً من الإخوة عن حكم هذا الشخص فسيكون الجواب أنه مسلم .. مع أن الصورة خيالية ..
فكذلك ما نقول ..
ثانياً: كرر الأخ سليمان ما يكرره غيره أنا نقول إن تارك العمل مؤمن: ومع أني أعرف مقصوده لكن من باب التوضيح نحن لا نقول: مؤمن ونسكت، بل نقول مؤمن ناقص الإيمان أو مسلم كما هو تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سعد.
ثالثاً: كرر الأخ سليمان وغيره في مواضع عديدة أن الأمر سببه التعصب للألباني، مع أني ذكرت مراراً أني - والله الذي لا إله غيره - كتبت أصل كتابي ضبط الضوابط وقررت فيه المسألة قبل أن أعلم أن للألباني فيها قولاً فضلاً عن أن يكون موافقاً أو مخالفاً ..
نحن بحمدالله ربينا على الاتباع والسير على منهج السلف الأولين وهم قدوتنا وهم الحجة في الباب على من سواهم ..
وليس معنى أن يخالف الشخص السلف فيما يظن موافقتهم أنه متعصب لهذا أو ذاك فهذا مجرد تهمة لا تقدم ولا تؤخر في كون الحق حقاً والباطل باطلاً ..
وليس الشيخ الألباني بالتقليد والتعصب أولى عندي من الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين ..
فكلهم والله حبيب وعظيم عندي لكن الحق أحب وأعظم ..
والله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 10:02]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج 10 ص 355، 356:
[والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل، والأعمال
الظاهرة هي "الفروع" وهي كمال الإيمان. فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التى هي المقاييس العقلية، والقصص والوعد والوعيد، ثم أنزل بالمدينة - لما صار له قوة - فروعه الظاهرة من الجمعه والجماعة، والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة " وروى عنه أنه قال: "أول ما يرفع الحكم بالأمانة" و"الحكم" هو عمل الأمراء وولاة الأمور، كما قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.
وأما "الصلاة" فهي أول فرض، وهي من أصول الدين والايمان، مقرونة بالشهادتين، فلا تذهب إلا فى الآخر،كما قال صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غربيا كما بدأ، فطوبى للغرباء" فاخبر أن عوده كبدئه.].
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:23]ـ
أخي الفاضل ابن مفلح وفقني الله وإياك
أولاً: قولك بارك الله فيك (هل كان مذهب عامة الصحابة رضي الله عنهم ومن سميت من أهل العلم رحمهم الله في المستبدل شريعة بشريعة ومنهجا بمنهج أم كان فيمن أصل حكمه موافقا للشرع ثم خالف في قضية جزئية؟) ما الدليل على التفريق بين من حكم بقضية جزئية او قضيتين أو ثلاث أو مائة أو ألف؟ ثم ما هو الضابط في العدد: هل تكفر من حكم بقضيتين؟ إما أن تلحقه بمن حكم بقضية فلا تكفره أو تكفره فإن كفرته فمن أين لك ذلك ولا اظن أحداً يكفره بقضيتين حتى من يرى التكفير بدون اعتقاد؟ وإن لم تكفره فمن حكم بثلاث ثم بأربع ثم بمائة وهلم جرا فأخبرني ما هو الحد الذي يكفر من تعداه ولا يكفر من كان دونه، ثم اذكر لي دليل هذا الحد من كتاب الله أو من سنة رسول الله (ص) أو من قول السلف.
ثانياً: أخي الكريم قولك: (وهل أنت متأكد من نسبة هذا الكلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو المصرح تصريحا لالبس فيه ولا غموض في مواضع من كتبه وفتاويه أن هذا التقسيم _اي في الكفر الأكبر والأصغر_لايرد على من استبدل الشريعة كلية إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن هذا الاستبدال لايكون مع اعتقاد صحة المستبدل به ونفعه؟)
الجواب: نعم متأكد وكلامه رحمه الله أشهر من علم وهو النص الواضح والذي يكرره في أكثر من موضع وما سواه من فتاوى فالناس تجاهها على ثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول: من يتدبر ألفاظ الشيخ وينزلها على حسب الألفاظ فقول الشيخ رحمه الله فيما نقلته هنا يتبين بقراءة كلامه كاملاً لا مبتوراً وهذا نص الكلام:
(ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
الجواب: أقول وبالله –تعالى- التوفيق، أقول وأسأله الهداية والصواب: إن الحكم بما أنزل الله –تعالى- من توحيد الربوبية، لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه وتصرفه، ولهذا سمى الله –تعالى- المتبوعين في ما أنزل الله –تعالى- أرباباً لمتبعيهم فقال –سبحانه-: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). (التوبة:31) فسمى الله –تعالى- المتبوعين أرباباً حيث جعلوا مشرعين مع الله –تعالى- وسمى المتبعين عباداً حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله –سبحانه وتعالى-.
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم لم يعبدوهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم)) 86.
إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله، وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات بنفي الإيمان عنه، وآيات بكفره وظلمه، وفسقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما القسم الأول:
فمثل قوله –تعالى-: (تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (60) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (61) (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً) (62) (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) (63) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (64) (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:60،65).
فوصف الله –تعالى- هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات:
الأولى: أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت، وه وكل ما خالف حكم الله –تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم وإليه يرجع الأمر كله وهو الله قال الله –تعالى-: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف: من الآية54).
الثانية: أنهم إذا دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدوا وأعرضوا.
الثالثة: أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم، ومنها أن يعثر على صنيعهم جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق، كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعماً منه أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر.
ثم حذر –سبحانه- هؤلاء المدعين للإيمان المتصفين بتلك الصفات بأنه –سبحانه- يعلم ما في قلوبهم وما يكنونه من أمور تخالف ما يقولون، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً، ثم بين أن الحكمة من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم واتسعت مداركهم، ثم أقسم –تعالى- بربوبيته لرسوله التي هي أخص أنواع الربوبية والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته، صلى الله عليه وسلم، أقسم بها قسماً مؤكداً أنه لا يصلح الإيمان إلا بثلاثة أمور:
الأول: أن يكون التحاكم في كل نزاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تنشرح الصدور بحكمه، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه.
الثالث: أن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وتنفيذه بدون توان أو انحراف.
وأما القسم الثاني: فمثل قوله –تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (44) وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (45) وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: 45،47) وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد؟ بمعنى أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، ظالم، فاسق، لأن الله –تعالى- وصف الكافرين بالظلم والفسق فقال –تعالى-: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: من الآية254) وقال –تعالى-: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة: من الآية84) فكل كافر ظالم فاسق، أو هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله؟ هذا هو الأقرب عندي والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: من لم يحكم بما أنزل اله استخفافاً به، أو احتقاراً له، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وه ويعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم عليه، أو انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم ه ووسائل الحكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله أنهم على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ويعتقدون تحليل ما حرم، وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً.
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام، وتحريم الحلال –كذا العبارة المنقولة عنه- ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب) أ. هـ.
هذا نص كلام الشيخ _ رحمه الله _ وبه تعلم مراد الشيخ من قوله: (ومن هؤلاء من يضعون ... ) وهذا يتوافق مع كلام الشيخ في أكثر من موضع في حق المشرعين الذين يقننون ويضعون دستورا وقانوناً يضاهئون به شرع الله ويشاركونه في مقام التشريع لا من يحكم بها وفرق بين الأمرين وهذا يتبين بإتمام كلام الشيخ رحمه الله الملون بالأزرق وهذا هو الحكم الثاني وهو الذي يتوافق مع فتاوى الشيخ كلها.
وهذا الاتجاه أصوب الاتجاهات في فهم كلام الشيخ رحمه الله.
الاتجاه الثاني: من يرى أن هذا مجمل يرد إلى المحكم من كلامه وهذا منهج سليم تجاه النصوص وأقوال أهل العلم وهو مسلك أهل السنة، وهو يخالف مسلك أهل الأهواء فهم يتبعون المتشابه ويضربون به المحكم.
الاتجاه الثالث: أن يقال للشيخ في المسألة قولان فينظر في المتأخر منهما وهذا مع كونه يرجح عدم التكفير؛ لأن الشيخ أفتى بعدم التكفير بفتاوى في آخر عمره رحمه الله لكنه مع هذا أضعف الاتجاهات؛ لأني لا أرى هذا قولاً آخر بل هو متوافق مع القول الأول إذا قرأه المرء بفهم سليم بعيداً عن المؤثرات والرغبات.
ثالثاً: وأما قولك أخي الكريم (والسؤال الآن: هل سوى العلماء الذين سميت بين من يقول إن الزاني يرجم أو يجلد بحسبه والسارق تقطع يده ونحو ذلك ثم خالف لهوى في قضية جزئية،وبين من قال:مافيه حدود أصلا بل من حكم بالحدود يعزل من منصبه ويعاقب؟ فهل هما سواء؟)
نقول ما معنى قولك ما فيه حدود أصلاً هل هو إنكار وجحد لحكم الله؟ هذا كفر أكبر بلا خلاف.
وإن كان المراد أنه لا يطبق الحكم عملياً وهو يقر به ويرى تحريم ما حكم به فهذا كفره لا يخرج عن الملة بل هو كفر أصغر.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 03:49]ـ
فتوى مهمة للعلامة ابن باز- رحمه الله تعالى – من " حوار حول مسائل التكفير":
السؤال:
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
الجواب:
[لا. هذا من أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
من قال بعدم كفر تارك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكن أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، ولكن الصواب لا يكفر كفرا أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح أنه كفر أكبر إذا تعمد تركها، وأما إذا ترك الزكاة والصيام والحج، فهذا كفر دون كفر، معصية كبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن منع الزكاة: يؤتى يوم القيامة ويعذب بماله. كما دل عليه القرآن {يوم يحمى عليها في نار جهنم، فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعذب بماله، بإبله وبقره وغنمه وذهبه وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار؛ دل على توعده، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، وقد يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ].
السؤال:
شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فهم البعض من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين، ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح؟
الجواب:
[نعم.
فمن وحد الله وأخلص له العبادة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ما أدى الزكاة، أو صام رمضان، أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصيا أتى كبيرة عظيمة، ويتوعد بالنار، لكن لا يكفر على الصحيح، أما من ترك الصلاة عمدا فإنه يكفر على الصحيح].
من رسالة " حوار حول مسائل التكفير " مع العلامة الشيخ ابن باز.
رحم اللهُ الإمام العلامة ابن باز ما أشدَّ ورعَهُ وإنصافه!
أيها الأحبة .. إن كان لي أن أقول كلمة في هذا الباب، فأنا أرى أن مسألة التكفير بترك عمل الجوارح مسألة خلافية معتبرة، نعم، قول الخلاف ليساً قولاً به، لكن لا ينبغي نبز المخالف في هذا الباب بأوصاف أهل البدع، كما يحصل من طرفين في زماننا هذا.
ومن قال بأن ترك عمل الجوارح مع الإقرار لا يؤدي إلى الكفر الأكبر = له سلف من الأمة عظيم، فلا ينبغي وصفه بأوصاف أهل البدع، ولا حتى نسبة قوله إلى مذهبهم، كما يصنع بعض الأخوة مع الشيخ الألباني رحمه الله حينما يترفقون معه فيقولون: هو ليس مرجئاً لكنه وافقهم في قولٍ!! وما كان ليعجز العلامة العثيمين أو العلامة الفوزان عن هذا القول حينما سئلا عنه.
أما سلف من قال بأن تارك عمل الجوارح مع الإقرار لا يكفر الكفر الأكبر، فهم كثر، منهم:
1ـ الإمام ابن منده، فقد قال في كتاب ((الإيمان)) 1/ 331:
((ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو
فقالت طائفة من المرجئة: الإيمان فعل القلب دون اللسان.
وقالت طائفة منهم: الإيمان فعل اللسان دون القلب، وهم أهل الغلو في الإرجاء اهـ
وقال جمهور أهل الإرجاء: الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعاً اهـ
وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح اهـ
وقال آخرون: الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر اهـ
وقال أهل الجماعة: الإيمان هي الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاً وفرعاً، فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه وفرعُهُ المفترضُ عليه أو الفرائضُ واجتنابُ المحارم)).
قلت: فقد نسب الإمامُ ابنُ منده هذا القولَ لأهل السنة والجماعة، وهو عينُ قولِ العلامة الألباني رحمه الله تعالى. وبهذا القول نقول ونعتقد، ولله الحمد.
يتبع.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:40]ـ
أستاذنا الكريم أباحازم حفظه الله ووفقه وأحسن إليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: قولك بارك الله فيك (هل كان مذهب عامة الصحابة رضي الله عنهم ومن سميت من أهل العلم رحمهم الله في المستبدل شريعة بشريعة ومنهجا بمنهج أم كان فيمن أصل حكمه موافقا للشرع ثم خالف في قضية جزئية؟) ما الدليل على التفريق بين من حكم بقضية جزئية او قضيتين أو ثلاث أو مائة أو ألف؟ ثم ما هو الضابط في العدد: هل تكفر من حكم بقضيتين؟ إما أن تلحقه بمن حكم بقضية فلا تكفره أو تكفره فإن كفرته فمن أين لك ذلك ولا اظن أحداً يكفره بقضيتين حتى من يرى التكفير بدون اعتقاد؟ وإن لم تكفره فمن حكم بثلاث ثم بأربع ثم بمائة وهلم جرا فأخبرني ما هو الحد الذي يكفر من تعداه ولا يكفر من كان دونه، ثم اذكر لي دليل هذا الحد من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من قول السلف.
أنا لا أفرق بين قضية وقضيتين وعشرة بل أقول:
هناك فرق بين من يقول:الزاني يرجم أو يجلد بحسبه ثم خالف في التطبيق على شخص أو أكثر لهوى وبين من يلغي الحد أصلا ويقول إن الزنا ليس جرما إلا إذا كان بغير علم الزوج وعقوبته السجن لاالجلد أو الرجم وهذا هو الكفر سواء كان في الزنا فقط أو فيه وفي السرقىة أو في كل الحدود وليست قضية عدد.
ثانياً: أخي الكريم قولك: (وهل أنت متأكد من نسبة هذا الكلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو المصرح تصريحا لالبس فيه ولا غموض في مواضع من كتبه وفتاويه أن هذا التقسيم _اي في الكفر الأكبر والأصغر_لايرد على من استبدل الشريعة كلية إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن هذا الاستبدال لايكون مع اعتقاد صحة المستبدل به ونفعه؟)
الجواب: نعم متأكد وكلامه رحمه الله أشهر من علم وهو النص الواضح والذي يكرره في أكثر من موضع وما سواه من فتاوى فالناس تجاهها على ثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول: من يتدبر ألفاظ الشيخ وينزلها على حسب الألفاظ فقول الشيخ رحمه الله فيما نقلته هنا يتبين بقراءة كلامه كاملاً لا مبتوراً وهذا نص الكلام:
(ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
الجواب: أقول وبالله –تعالى- التوفيق، أقول وأسأله الهداية والصواب: إن الحكم بما أنزل الله –تعالى- من توحيد الربوبية، لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه وتصرفه، ولهذا سمى الله –تعالى- المتبوعين في ما أنزل الله –تعالى- أرباباً لمتبعيهم فقال –سبحانه-: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). (التوبة:31) فسمى الله –تعالى- المتبوعين أرباباً حيث جعلوا مشرعين مع الله –تعالى- وسمى المتبعين عباداً حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله –سبحانه وتعالى-.
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم لم يعبدوهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم)) 86.
إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله، وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات بنفي الإيمان عنه، وآيات بكفره وظلمه، وفسقه.
فأما القسم الأول:
فمثل قوله –تعالى-: (تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (60) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (61) (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً) (62) (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) (63) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (64) (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:60،65).
فوصف الله –تعالى- هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات:
الأولى: أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت، وه وكل ما خالف حكم الله –تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم وإليه يرجع الأمر كله وهو الله قال الله –تعالى-: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف: من الآية54).
الثانية: أنهم إذا دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدوا وأعرضوا.
الثالثة: أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم، ومنها أن يعثر على صنيعهم جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق، كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعماً منه أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر.
ثم حذر –سبحانه- هؤلاء المدعين للإيمان المتصفين بتلك الصفات بأنه –سبحانه- يعلم ما في قلوبهم وما يكنونه من أمور تخالف ما يقولون، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً، ثم بين أن الحكمة من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم واتسعت مداركهم، ثم أقسم –تعالى- بربوبيته لرسوله التي هي أخص أنواع الربوبية والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته، صلى الله عليه وسلم، أقسم بها قسماً مؤكداً أنه لا يصلح الإيمان إلا بثلاثة أمور:
الأول: أن يكون التحاكم في كل نزاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تنشرح الصدور بحكمه، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه.
الثالث: أن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وتنفيذه بدون توان أو انحراف.
وأما القسم الثاني: فمثل قوله –تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (44) وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (45) وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: 45،47) وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد؟ بمعنى أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، ظالم، فاسق، لأن الله –تعالى- وصف الكافرين بالظلم والفسق فقال –تعالى-: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: من الآية254) وقال –تعالى-: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة: من الآية84) فكل كافر ظالم فاسق، أو هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله؟ هذا هو الأقرب عندي والله أعلم.
فنقول: من لم يحكم بما أنزل اله استخفافاً به، أو احتقاراً له، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وه ويعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم عليه، أو انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم ه ووسائل الحكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله أنهم على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ويعتقدون تحليل ما حرم، وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً.
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام، وتحريم الحلال –كذا العبارة المنقولة عنه- ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب) أ. هـ.
هذا نص كلام الشيخ _ رحمه الله _ وبه تعلم مراد الشيخ من قوله: (ومن هؤلاء من يضعون ... ) وهذا يتوافق مع كلام الشيخ في أكثر من موضع في حق المشرعين الذين يقننون ويضعون دستورا وقانوناً يضاهئون به شرع الله ويشاركونه في مقام التشريع لا من يحكم بها وفرق بين الأمرين وهذا يتبين بإتمام كلام الشيخ رحمه الله الملون بالأزرق وهذا هو الحكم الثاني وهو الذي يتوافق مع فتاوى الشيخ كلها.
وهذا الاتجاه أصوب الاتجاهات في فهم كلام الشيخ رحمه الله.
هذا الكلام _رعاك الله_ عين ما أقول به وما إليه أشرت في ردي الأول ولا يفهم منه ما قلته _حفظك الله_ لأن الشيخ رحمه الله تعالى لم يتعرض للتفريق بين الواضع والحاكم أبدا ولايفهم من كلامه هذا _والله_ وكلامه في عدم تكفير من يحكم لهوى أو تسلط لأنه غير مستبدل لا في من تولى الحكم فوجد القانون الكفري فأقره!
فما عذره؟
وما وجه إقراره؟
وما الفرق بينه وبين من ذكروا في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
ثالثاً: وأما قولك أخي الكريم (والسؤال الآن: هل سوى العلماء الذين سميت بين من يقول إن الزاني يرجم أو يجلد بحسبه والسارق تقطع يده ونحو ذلك ثم خالف لهوى في قضية جزئية،وبين من قال:مافيه حدود أصلا بل من حكم بالحدود يعزل من منصبه ويعاقب؟ فهل هما سواء؟)
نقول ما معنى قولك ما فيه حدود أصلاً هل هو إنكار وجحد لحكم الله؟ هذا كفر أكبر بلا خلاف.
.
هذا بيت القصيد وقد أقررت بكفره وهو ما أقوله.
والكفر ليس قاصرا على الجحد باللسان بل التشريع بخلافه كفر وإعراض عن الشرع وتبديل له وجحد كما أشار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
فلا يرد بعد هذا أصلا قولك
وإن كان المراد أنه لا يطبق الحكم عملياً وهو يقر به ويرى تحريم ما حكم به فهذا كفره لا يخرج عن الملة بل هو كفر أصغر.
ر ض
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 07:44]ـ
وإن كان المراد أنه لا يطبق الحكم عملياً وهو يقر به ويرى تحريم ما حكم به فهذا كفره لا يخرج عن الملة بل هو كفر أصغر.
وحرف المسألة أن الذي يُتصور منه إقراره بصلاحية الشريعة ومعصيته بالحكم بخلافها إنما هو من كان أصل حكمه موافقاً للتشريع ثم خالفه في قضية جزئية لهوىً أو ظلم أو انتقام أو رشوة أو نحوها.
وأما من استبدل غير الشريعة بها ولم يحكم بالشريعة ولا في قضية واحدة في هذه المسألة - فليس عنده حد الزاني ولا حد السارق ولا نحوه أصلاً- فلا يُتصور منه اعتقاده صلاحية الشريعة ومناسبتها للواقع وعليه ينصب كلام الشيخ رحمه الله وهو الذي اتفقت أنا وإياك على تكفيره. والله أعلم.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 07:56]ـ
ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وه ويعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه. .
الأخ أبو حازم وفقه الله
هذا اللازم الذي كان يلتزمه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد رجع عنه أخر حياته ووافق الشيخين ابن باز والألباني في قوليهما
وهذا نص الفتوى:
========== فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله بتاريخ 22ربيع الأول1420هـ ========
يقول الشيخ رحمه الله: " أما فيما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله:
فهو كما في الكتاب العزيز ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر, وظلم, وفسق على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم,
فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به: فهذا لا يكفر لكنه بين فاسقٍ وظالم.
وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة, ويرى أن ذلك من المصلحة, وقد لُبّس عليه فيه: فلا يكفر أيضاً, لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل في علم الشريعة, ويتصل بهم من لا يعرف الحكم الشرعي, وهم يرونه عالماً كبيراً فيحصل بذلك المخالفة.
وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا, أو شَرَع هذا, وجعله دستوراً يمشي الناس عليه, يعتقد أنه ظالم في ذلك, وأن الحق فيما جاء به الكتاب والسنة: فإننا لا نستطيع أن نكفر هذا.
وإنما نكفر: من يرى أن حكم غير الله أولى أن يكون الناس عليه, أو مثل حكم الله عز و جل, فإن هذا كافر , لأنه مُكذب لقول الله تبارك وتعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} وقوله {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ". أنتهى المقصود من فتوى الشيخ رحمه الله
========= =================
مصدر الفتوى [كتاب الحكم بغير ما أنزل الله - تأليف الشيخ بندر العتيبي - تقديم الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ عضو الإفتاء واللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء] وتجد الفتوى مسموعة في شريط بعنوان (التحرير في مسألة التكفير) إصدار تسجيلات "ابن القيم" بالكويت.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 08:39]ـ
أخي الكريم ابن مفلح وفقني الله وإياك
قولك (أنا لا أفرق بين قضية وقضيتين وعشرة بل أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك فرق بين من يقول:الزاني يرجم أو يجلد بحسبه ثم خالف في التطبيق على شخص أو أكثر لهوى وبين من يلغي الحد أصلا ويقول إن الزنا ليس جرما إلا إذا كان بغير علم الزوج وعقوبته السجن لاالجلد أو الرجم وهذا هو الكفر سواء كان في الزنا فقط أو فيه وفي السرقىة أو في كل الحدود وليست قضية عدد.) يا أخي الذي يقول الزنا ليس جرماً ينكر حرمته هذا اعتقاد وهو كفر لكن الذي يحكم بالقانون يقول أنا ارى أن الزنا حرام مطلقا قد حرمه الله ولا يجوز فعله ولكنه يطبق القانون المخالف لهذا الحكم فلا تربط بين الاعتقاد والفعل، هذا مثل من قال لا تجب الزكاة ومن قال تجب الزكاة لكنها لا يدفعها فالأول يكفر والثاني لا يكفر، وكذا لو قال لا يجب الصوم يكفر ولو لم يصم وأقر بوجوبه لم يكفر، وكذا لو قال الخمر ليس حراما يكفر ولو قال حرام وشربه لا يكفر ففرق أخي الكريم بين المسألتين هذه قاعدة مطردة في الشريعة استثني منها الصلاة بدلالة النص وإجماع الصحابة فالصلاة من تركها أو أنكر وجوبها كافر كفراً أكبر.
قولك أخي: (هذا الكلام _رعاك الله_ عين ما أقول به وما إليه أشرت في ردي الأول ولا يفهم منه ما قلته _حفظك الله_ لأن الشيخ رحمه الله تعالى لم يتعرض للتفريق بين الواضع والحاكم أبدا ولايفهم من كلامه هذا _والله_ وكلامه في عدم تكفير من يحكم لهوى أو تسلط لأنه غير مستبدل لا في من تولى الحكم فوجد القانون الكفري فأقره)
كيف لم يتعرض للتفريق وهو يقول: (ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وه ويعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم عليه، أو انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم ه ووسائل الحكم) ما الفرق في نظرك إذا بين القسمين إذا كان قد حكم على الأول بالكفر الكبر والثاني بالكفر الصغر أو الظلم أو الفسق؟
الشيخ كفر الأول لأنه مشرع ينازع الله في التشريع وأما الثاني فهو يعمل عملاً يخالف حكم الله مع اعتقاده التحريم.
وأما عذره فهو غير معذور هو آثم لكنه لا يكفر وأما المشرع فهو يكفر إذا توفرت فيه الشروط أما عدي بن حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فهو معذور للتأويل.
قولك أخي: (هذا بيت القصيد وقد أقررت بكفره وهو ما أقوله.
والكفر ليس قاصرا على الجحد باللسان بل التشريع بخلافه كفر وإعراض عن الشرع وتبديل له وجحد كما أشار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)
هذا امر متفق عليه أن الجاحد يكفر وكذا المشرع يكفر لكن الجحود لا يكون بالفعل بارك الله فيك وإلا لقلنا من أكل الربا فهو جاحد ومن شرب الخمر فهو جاحد فنكفرهم جميعاً وهذا قول الخوارج.
ونقول من ترك الزكاة فهو جاحد ومن ترك الصوم فهو جاحد وهذا باطل فالفعل لا يعني الجحود.
وهنا اريد أن أنبه إلى أمر وهو الموقف تجاه ما ذكره الشيخ سليمان الخراشي وفقه الله من العلامة المحدث الألباني رحمه الله:
لا يخفي على عامي فضلا عن طالب العلم مكانة الشيخ رحمه الله ونصرته للسنة بل إن عامة المسلمين والمنتسبين للعلم في الدول العربية والأقليات الإسلامية يعتمدون فتاوى الشيخ فأتباعه بالملايين فالكلام في عقيدته واتهامه بالإرجاء أو القول أن فيه إرجاء خطأ من وجوه:
الأول: أن الشيخ رحمه الله يقول الإيمان قول وعمل ويقول يزيد وينقص وهذا لايقول به المرجئة وهذا لب مسألة الإيمان.
الثاني: أن الشيخ رحمه الله يرى أن العمل شرط كمال ويمكن القول إنه رحمه الله أخذ هذا من قول أبي عبيد القاسم بن سلام وابن منده وابن رجب وابن حجر وهذه أقوالهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قال أبو عبيد القاسم بن سلام -رحمه الله- في كتابه الإيمان (ص19 تحقيق الألباني): (فالأمر الذي عليه السُّنة عندنا ما نَصَّ عليه علماؤنا، مما اقتصصنا في كتابنا هذا، أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً، وأنه درجات بعضها فوق بعض، إلا أن أولها وأعلاها الشهادة باللسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جعله فيه بضعة وسبعين جزءاً، فإذا نطق بها القائل، وأقرّ بما جاء من عند الله لزمه اسم الإيمان بالدخول فيه بالاستكمال عند الله، ولا على تزكية النفوس، وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد به إيماناً)
2 - ما ذكره ابن منده في الإيمان (1/ 331): (ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو؟
فقالت طائفة من المرجئة: الإيمان فعل القلب دون اللسان
وقالت طائفة منهم: الإيمان فعل اللسان دون القلب وهم أهل الغلو في الإرجاء
وقال جمهور أهل الإرجاء: الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعا
وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح
وقال آخرون الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر.
وقال أهل الجماعة: الإيمان هي الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفرعه وفرعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم) أ. هـ
3 - قال ابن رجب -رحمه الله-: (ومعلوم أنّ الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب على شهادة اللسان، وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة) فتح الباري (1/ 121)
4 – قول الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ في الفتح (1/ 46) في تعريف الإيمان: (اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان فأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ القول بالزيادة والنقص)
فهذه بعض النصوص التي يمكن أن يكون اعتمد عليه العلامة المحدث الألباني رحمه الله فهو على أقل الأحوال يرى أنه مسبوق إلى هذا القول من أئمة اهل السنة كأبي عبيد وابن منده وابن رجب.
الثالث: أنه حينما نتكلم في مسألة لا نحكم فيها على الغير بناء على المصطلحات الثابتة عندنا والتي ربما لا يعنيها القائل فالعبرة هنا أن ننظر في معنى كلامه والجمع بينه وبين أقواله الإخرى وبيان ذلك:
أن مصطلح الشرط لم يرد الشيخ رحمه الله به هنا ما هو مشهور عند الأصوليين والمتكلمين وهو الخارج عن ماهية الشيء بل يريد به الشرط الذي هو جزء من ماهية الشيء بدليل أنه يصرح في أكثر من موضع أن الإيمان قول وعمل واقرب مثال على ذلك ما نقله الشيخ سليمان حفظه الله من شرح الأدب المفرد.
والواجب في مثل ذلك أن لا ننزل الناس على مصطلحاتنا الحادثة ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله أن كثيرا من العلماء اخطأوا في مسائل الشريعة حين حملوا ما ورد في النصوص من ألفاظ على مصطلحاتهم الحادثة.
كما أن المصطلحات الحادثة عند اهل العلم لا يمتحن الناس فيها بذاتها فمن قال بها أصاب ومن أخطأها فهو مخطيء فإن العبرة في ذلك بما قاله الله ورسوله والصحابة رضي الله عنهم سواء وافق هذه المصطلحات أولا كجنس العمل ونوعه وآحاده كما ساذكر إن شاء اله فتوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في ذلك.
الرابع: أن أهل العلم المعتد بهم في هذا العصر لم يتكلموا في الشيخ وعلى رأسهم الشيخ ابن باز والشيخ محمد العثيمين رحمهما الله وبقية كبار العلماء بل أثنوا على الشيخ ونفوا عنه تهمة الإرجاء وسكوتهم عن هذا المر لا يخلو من حالين:
1 - إما انهم لم يروا أنه اخطأ أو خالف أهل السنة.وهو ظاهر كلام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
2 - وإما أنهم رأوا أن المصلحة تقتضي السكوت والاكتفاء بما أشاروا إليه في البيان.
وفي الحالتين يسعنا ما وسعهم فهم أكثر علماً وأوسع عقلاً وأفقه بالمصالح والمفاسد.
الخامس: يظهر لي أن كثيراً ممن طعن في الشيخ في هذا الباب _ وليسوا كلهم _ لم يطعنوا فيه لهذا السبب وحده بل خلفه أسباب أخر منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أنه لا يكفر الحكام بغير ما أنزل الله إن لم يعتقدوا ولو أنه قال بذلك لدفن كثير من هذا الكلام وإلا فرأي الشيخ في حكم تارك الصلاة قديم وقوله بمسائل أخرى رد عليه فيها كالحجاب والذهب المحلق ونحوها ولم تؤثر كثيرا في هذا الأمر.
يبقى سؤال: إذاً ما حال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وهما لا يكفران من حكم بغير ما أنزل الله غن لم يعتقد؟
الجواب هذان جاءهما الطعن بأساليب أخرى ملتوية لا تخفى على أحد في هذه البلاد.
2 - أنه يدعو إلى منهج السلف عقيدةً وسلوكا وينبذ التحزب والتكتل وهذا لا يرضى كثيراً من الناس فوجدوها فرصة للطعن فيه.
وفي النهاية لا يعني هذا أن قول الشيخ المحدث الألباني _ رحمه الله _ هو الصواب بل الصواب ما عليه جمهور أهل السنة في هذا الباب وينبني عليه التكفير بالعمل الذي دلت عليه النصوص كتكفير من سجد لغير الله او ذبح لغير الله أو نذر لغير الله او سب الله أو سب الرسول (ص) أو ترك الصلاة على الصحيح.
لكن لا يلزم من هذا أن الشيخ مرجيء أو فيه إرجاء وإلا للزم أن نقول ابن عباس فيه خارجية وابن خزيمة فيه تجهم وهكذا فليس كل من وافق طائفة في مسألة نسب إليها أو قيل فيه هذا المذهب.
ثم إني أنصح نفسي وإخواني وأحذرهم من فتنة هذا الأمر ومغبته فوالله إن الانشغال بالوصاية على الأمة وتنصيب المرء نفسه وتقدمه بين يدي أهل العلم وتنزيل النصوص والأقوال على الخلق فتنة لا تخلو من هوى إلا من رحم الله، مع ما فيه من شحن القلوب والبغضاء وقسوة القلب حتى إنه لينشغل عن علمه وعباداته ويكون طوال وقته منشغل الذهن بهذا الأمر وما لهذا خلقنا.
نعم الرد على المخالف وبيان الخطأ في الأمور العلمية والعملية مشروع وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن ليس بهذا الشكل أن يكون لا هم للمرء إلا قول فلان وفلان.
والأصل هو التأصيل لا الردود وإنما تكون الردود عند الحاجة وإلا فلو قارنا بين كتب التأصيل والسنة عن السلف وكتب الردود لوجدنا بينهما بونا شاسعا في العدد والحجم.
ادخل يا أخي واكتب فائدة فسر آية، اشرح حديثاً، اذكر موعظة، أجب على سؤال في العقيدة أو الفقه أو الحديث، أما أن تكون منتدياتنا ضرب بالسياط فهذا لا يقره شرع ولا عقل ولا عرف، وما دخلنا منتديات إخواننا من أهل السنة إلا لنفيد ونستفيد لا لتنقلب حياتنا وأوقاتنا سب وشتم وآثام وذنوب فتطير بركة العلم والعبادة.
أسأل الله لي ولإخواني الهداية والتوفيق والسداد وأن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والهوى وأن يجمع قلوبنا على طاعته وعلى سنة نبيه (ص).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:04]ـ
الأخ الطائي: لو قرأت الرسالة المرفقة بالمقال الأصل؛ لوجدت جوابًا لكل ما ستأتي به من المشتبهات من أقوال العلماء الذين تتوهم أنهم يؤيدون قول الإرجاء.
فخذ المحكم ولا تتبع المتشابه.
والشيخ الألباني - رحمه الله - غير معصوم، ولا أدري سر هذا التعصب منك ومن غيرك له؟ الذي تُقلب لأجله الحقائق، ويُخلط بين مذهب أهل السنة والمرجئة؟
فحب الشيخ لا يستلزم هذا - عفى الله عنك -، بل يُرد خطؤه، ويُعترف بفضله وعلمه وجهوده.
ولعلك ترجع إلى إنكار الشيخ الفوزان الشديد على من جعل هذه المسألة خلافية.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:00]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا حازم على ما خطت يمينك
وإني أنصح من يخوض في هذه المسألة إن يكف لسانه عن الأموات فربما إنهم يتقلبون في نعيم الله - نحسبهم والله حسيبهم - وهذا المسكين الخائض في اعراضهم يلوكهم بلسانه وتؤكل حسناته ويحسب أنه يُحسن صنعاً؟!!
وهاهم الأحياء بين أيديكم فلكم النقاش والجدال معهم و {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}
فمن كان جداله إحقاقاً للحق فلن يعدم الأجر أو الأجرين {وَ?عْلَمُواْ أَنَّ ?للَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَ?حْذَرُوهُ}
وإني والله مشفق على من اثار هذه الفتنة بين أهل السنة فليعلم أن له كفل منها {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ?لْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ?لَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ}
فأتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعتقد أنا ما قيل في هذا الموضوع كاف وقد أدلى كل بدلوه، والجدل في مثل هذا يطول، لذلك أستأذن الشيخ سليمان الخراشي والإخوة الأعضاء الأفاضل الذين شاركوا في هذا الموضوع في غلقه. بارك الله في جهود الجميع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:43]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي ابن عقيل ..
والخطأ يُرد من الأموات - وإن كانوا قد حطوا رحلهم في الجنة - أو من الأحياء، بعلم وأدب، وعلى هذا سار أئمة أهل السنة، وسبب رد الخطأ وقاية التابعين من أن يتبعوا العظماء في أخطائهم.
وقولكم: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) .. تُقال في كل خلاف بين أهل السنة ((جميعًا))، وإصلاح القلوب لا يكون بالسكوت عن بيان الحق.
وإني أقترح أن يُغلق هذا المقال (وأصله في بيان خطأ الشيخ الحلبي) قبل أن يتشعب. وأظن الأخذ والرد سيطول لو تُرك مفتوحًا، لاسيما وقد ارتبط بشخص الألباني - رحمه الله -، الذي لا زلت عند قولي بأن تعصب البعض له كان بسبب (ترسبات وتراكمات) كثيرة، صوّرت - بعمد أو بدونه - أن منتقد خطئه لا بد وأن يكون من الحزبيين، أو دعاة التفجير والغلو في التكفير .... الخ الشنشنة، وهذا مما عقّد المسألة، وجعل قبول الحق فيها مستصعبًا على بعض النفوس.
والموفق - في نظري - من يدور مع الحق، ولا يهتم بمن يوافقه عليه، ويتجنب زلل من زل، من هذا الطرف أو ذاك، دون أن يتلطخ بشيئ من هذه التحزبات التي فرّقت قلوب أهل السنة.
والله الهادي والموفق ..(/)
السلفيون إلى أين!!؟
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:38]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
بإختصار شديد الشباب السلفي اليوم إلى أين يتجهون وإلى من يرجعون وهم يرون دعاة ومشائخ بل وممن شهد لهم بالعلم والفضل وهم كل يوم يسمعون أن الشيخ الفلاني أنزل شريط في الشيخ الفلاني وأن الداعية الفلاني قام برد على فلان وعلان ...
أحبتي في الله والله إن القلب ليتقطع ألما وهو يرى شباب كل همهم نقل كلام فلان في فلان فإليك أولئك الذين أشغلوا أنفسهم في القيل والقال وضيعوا أعمارهم فيما لا فائدة فيه
إخواني في الله ليس كل من قال أنا سلفي لزمه الكلام في أهل البدع والتحزب لا وألف لا إن الواجب على الشباب السلفي أن يشغل نفسه بطلب العلم أما الكلام في أهل البدع والأحزاب وغيرها من الفرق فهذا شأن أهل العلم وممن لديهم الكفاءة والمشكلة أصبحت بين السلفيين أنفسهم يرمون بعضهم بعضا تارة بالبدع والتحزب وتارة بالإرجاء وتارة بالحدادية وغيرها من الأسماء التي يطلقها أبناء الملة الواحدة
إليكم بعض النصائح من علماء أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم سماحة الوالد عبد العزيز بن باز
أسلوب النقد بين الدعاة والتعقيب عليه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعا من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده. وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد.
وقد شاع في هذا العصر أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين. يفعلون ذلك سرا في مجالسهم. وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة منها:
أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة.
ثانيا: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم. وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعية إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم. ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من أهل البدع والضلال.
ثالثا: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعا: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة، ونشرا وترويجا للأكاذيب والإشاعات الباطلة، وسببا في كثرة الغيبة والنميمة وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامسا: أن كثيرا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها وقد قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا?
والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف: (لا تظن بكلمة
خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا).
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسا: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن، حرصا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك، ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه. ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا".
فالذي أنصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سببا في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها، وتكلف ذلك.
كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو
التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله عز وجل في سورة النساء ?وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا?
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جمعيا ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى، وأن يوفق جميع علماء المسلمين، وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف، وينصر بهم الحق ويخذل، بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
السؤال الأول:
صدر عن سماحتكم بيان قبل أسابيع حول أسلوب النقد بين الدعاة فتأوله بعض الناس بتأويلات مختلفة، فما قول سماحتكم في ذلك؟ - السائل: ع. ف. ع.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن
اهتدى بهداه أما بعد: فهذا البيان الذي أشار إليه السائل أردنا فيه نصيحة إخواني العلماء والدعاة بأن يكون نقدهم لإخوانهم فيما يصدر من مقالات أو ندوات أو محاضرات أن يكون نقدا بناء بعيدا عن التجريح وتسمية الأشخاص؛ لأن هذا قد يسبب شحناء وعداوة بين الجميع.
وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته إذا بلغه عن بعض أصحابه شيء لا يوافق الشرع نبه على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا" ثم يبين الأمر الشرعي عليه الصلاة والسلام
ومن ذلك أنه بلغه أن بعض الناس قال أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال آخر أما أنا فلا أتزوج النساء فخطب الناس صلى الله عليه وسلم وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"
فمقصودي هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أي أن التنبيه يكون بمثل هذا الكلام، بعض الناس قال كذا، وبعض الناس يقول كذا، والمشروع كذا، والواجب كذا فيكون الانتقاد من غير تجريح لأحد معين، ولكن من باب بيان الأمر الشرعي، حتى تبقى المودة والمحبة بين الإخوان وبين الدعاة وبين العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولست أقصد بذلك أناسا معينين وإنما قصدت العموم جميع الدعاة والعلماء في الداخل والخارج.
فنصيحتي للجميع أن يكون التخاطب فيما يتعلق بالنصيحة والنقد
من طريق الإبهام لا من طريق التعيين إذ المقصود التنبيه على الخطأ والغلط وما ينبغي من بيان الصواب والحق من دون حاجة إلى تجريح فلان وفلان. وفق الله الجميع.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد
المصدر: موقع سماحة العلامة إبن باز رحمه الله تعالى
المجلد السابع من الفتاوى ص 316
ملاحظة: قد نقلت في هذا المنتدى نفس الموضوع أعنى أسلوب النقد بين الدعاة ولكنني كررت الموضوع لأن عندنا هنا في اليمن لا يزال السلفييون متشتتون ومتفرقون ولا حولا ولا قوة إلا بالله
وما خبر جريدة الأيام عنا ببعيد حيث نقلت لنا الخبر التالي
خلافات في دار الحديث بدماج تؤدي إلى طرد عشرات الطلاب
صعدة «الأيام» خاص:
اندلعت منذ عدة أيام في دار الحديث بدماج بمحافظة صعدة خلافات كبيرة بين الطلاب البالغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف طالب انقسموا إلى فريقين على خلفية سوء التفاهم الذي وقع بين اثنين من كبار مشايخ الدار الشيخ يحيى الحجوري إمام دار الحديث والشيخ عبدالرحمن العدني بسبب إعلان الشيخ العدني عزمه على فتح مركز للسنة في منطقة الوهط أو الفيوش بمحافظة لحج وسارع المئات من طلاب ومشايخ دار الحديث إلى حجز أراض لهم في المكان الذي سيقام فيه المركز ودفعوا مبالغ مالية تقدر بمائة ألف ريال عن كل واحد منهم حيث سيقيمون عليها منازلهم وهو الأمر الذي أثار غضب الشيخ الحجوري فوجه أصابع الاتهام إلى الشيخ العدني واتهمه بالخروج على منهج أهل السنة معتبرا أن ما يقوم به العدني من تصرف ينطبق عليه صورة الجمعيات والحزبية التي يحرمها منهج أهل السنة والجماعة ما أدى إلى انقسام الطلاب في دار الحديث بدماج ما بين مؤيد ومعارض لكلام الحجوري واتسعت رقعة الخلافات بينهم ما دفع بالشيخ الحجوري إلى اتخاذ قرار بطرد كل من يؤيد الشيخ العدني وقام بطرد العشرات من الطلاب والمشايخ بمن فيهم خمسة من كبار المدرسين الإندونيسيين الذين غادروا اليمن قبل عدة أيام.
كما كان قد اتخذ قرارا بطرد الطالب الفرنسي الذي أصيب في أحداث صعدة الأخيرة بجراح لكن معظم الطلاب والمشايخ أبدوا تعاطفهم معه وطلبوا من الشيخ الحجوري تقدير ظروفه وماتزال المفاوضات جارية حول ذلك الأمر، كما وصل إلى دار الحديث عدد من كبار مشايخ أهل السنة في اليمن ويحاولون منذ وصولهم الأسبوع الماضي حل الإشكال القائم لكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة بعد. وأبدى الكثير من طلاب الدار مخاوفهم من اتساع رقعة الخلافات المتزايدة التي قد تؤدي إلى حدوث شرخ عميق في صفوف المسلمين خصوصا وأن الخلافات بدأت تطغى عليها الصبغة المناطقية أكثر من اعتبارها مجرد سوء تفاهم أو فهم مغلوط لتناول المسألة فقهيا وينتظر بعض الطلاب والمشايخ المتفهمين والعقلاء من علماء ومشايخ أهل السنة في الشقيقة السعودية وإخوانهم في دول الخليج سرعة التدخل لحل الخلافات وإنقاذهم من الفتنة
ملاحظة: أساس الخلاف الذين بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ عبد الرحمن مرعي هو (إقامة مركز علمي في لحج والذي سيديره الشيخ عبد الرحمن مرعي مما أغضب الشيخ يحيى وطلب عبد الرحمن مرعي بإغلاق المركز.
أسالكم بالله وهل هذا يسوغ للشيخ يحيى أن يشن حملة شرسة ضد إخوانه ...
http://al-ayyam.info/Default.aspx?NewsID=ab89b128-0d76-4988-916e-9ddb8fd0d663
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ونفع بك، والله أنه كلام الصميم، ونصائح نحن وغيرنا في حاجة ماسة إليها، ومايحصل في الساحة حالياً الا من مرضى القلوب، ومن في قلوبهم مرض، أو تشفي، أو طمع، أو حب ظهور، وحب الظهور على أكتاف علماء الأمة، أو دعاتها المخلصين، ومع الأسف الشديد تجد أناس لا يكادون يعرفون، وإن عرفوا لا يعرفون الا في القيل والقال، تجدهم يطعنون أو يحاولون الطعن في علماء الأمة الذين قضوا أعمارهم لخدمة العلم وأهله، بين تعلم وتعليم وغير ذلك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 11:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نحن في حاجة لمثل هذه النصائح، ورحم الله الشيخ ابن بازا رحمة واسعة، فقد كان سمحاً حتى مع مخالفيه، وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 12:21]ـ
(بارك الله فيك ابا معاذ
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
هداك الله يا أبا عبد الرحمن اليمني!!
لماذا تفتح هذا الموضوع وأنت تعلم وكل سلفي في اليمن أنه قد عُقد مجلس صلح بحضور المشايخ وأعتذر عبدالرحمن بن مرعي وأخوه عبدالله من الشيخ يحي وتأسفا على مابدر منهما كتابيا وانتهت المشكلة ثم تأتي لتثيرها هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:06]ـ
هل إنشاء مركز آخر للدعوة السلفية في اليمن يعد تحزبا وسيرا في سبيل الشرذمة التي تنظر لها بعض الجماعات الإسلامية حتى يغضب الشيخ يحيى هذه الغضبة التي يطرد فيها الطلاب ويحرمون من هذا الخير؟
لست أريد الحديث عن جماعة الجرح والتجريح التي تستعمل أسلوب إما معي أو أنت ضدي، ولكن للأسف الدعوة السلفية عانت كثيرا من التشرذم بسبب هؤلاء المجرحين، والله وحده يعلم كم استغل المبتدعة والحزبيون هذه الفرقة الحاصلة بين السلفيين.
نصائحك في محلها أخي أبا عبد الرحمن اليمني، جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:38]ـ
اللهم آمين
ولكن أخي أبو عبد الرحمن الأحداث التي تدور في اليمن خلاف ما تقول!!!!
وكما قال الأخ فوزي هل إنشاء مركز آخر للدعوة السلفية في اليمن يعد تحزبا وسيرا في سبيل الشرذمة التي تنظر لها بعض الجماعات الإسلامية حتى يغضب الشيخ يحيى هذه الغضبة التي يطرد فيها الطلاب ويحرمون من هذا الخير؟
أخي الكريم والله أننا نفرح بإجتماع أهل السنة وإن كانوا فيهم أهل غلوا وتشدد وهم قلة لا تكاد تذكر في (خارج اليمن) ومع هذا بارك الله إن كنت تقصد بالصلح الذي تم في معبر فلا داعي لإنقلك ماذا قال الحجوري عن هذا الصلح!!!
أما إن كنت تقصد بالصلح الذي من المتوقع أن يتم في صعدة (دماج) فقد فشل وذلك بإنزل الحجوري شريط يبدع فيه الأخوين عبد الله وعبد الرحمن مرعي والمشكلة أنكم نحصرون السلفية في (دماج) وسمعت خبرا والله أعلم بصحته ولا أحب أن أنقله حتى أتأكد من ذلك
أصبحت الدعوة عندنا في اليمن ولا حولا ولا قوة إلا بالله كل طائفة تبدع الأخرى إلا من رحم الله وإن دل على الشيء فإنما يدل على الجهل لدى كثير من الشباب وياليتهم يرجعون إلى العلماء أمثال المفتى والفوزان واللحيدان والعجلان والراجحي والخضير يا ليتهم يقرؤون كتب أهل العلم بدلا من الإنشغال في الكلام في فلان وعلان ...
أخي لا تحاول أن تغطي وتلف وتدور وتقول أن عبد الرحمن مرعي قد اعتذر وووو ...
تريد الصدق أصلا لا توجد مشكلة نرجع إلى السؤال الأخ فوزي هل إنشاء مركز آخر للدعوة السلفية في اليمن يعد تحزبا وسيرا في سبيل الشرذمة التي تنظر لها بعض الجماعات الإسلامية حتى يغضب الشيخ يحيى هذه الغضبة التي يطرد فيها الطلاب ويحرمون من هذا الخير؟
هذه هي المشكلة وهذه هي التي جعلت من الحجوري يغضب ويتشدد
أسال الله أن يهدي الجميع إنه سميع قريب
فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والهوى وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه
أخوك أبو عبد الرحمن اليمني
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 12:04]ـ
أحسن الله إليك أخي (أبا عبد الرحمن) ....
وهذا ما نعني نحن في ليبيا من تبديع وتفسيق وهذا ماربي وهذا قطبي وهذا سروري وهذا وهذا وأن أخذت الحق من سيد قطب وغيره يبدعونك لأنك تأخذ من شخص مبتدع حتي ولو حق.
و الله المستعان.
وهذا المنهج الذي طلع علينا جديد الذي لم يكن عند علماؤنا الكبار مثل ابن باز وابن العثيمين والألباني عليهم رحمة الله وألن تروكو العلماء الكبار مثل الشيخ ابن جبرين وبكر أبو زيد بل وصل بهم الحد إلي أن يبدعو هؤلاء المشايخ الطيبين وهذا كله بسبب عدم تقريظ الشيخ لرسالة لربيع المدخلي الله يهدي.
ويكفي الأن أن شبكتهم الخربه الحزبية حجبوه التي فيه تقطيع لحوم العلماء وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ونسأل الله ان يحافظ علماؤنا الكابر وأن يرحم الأموات منهم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 01:28]ـ
الله المستعان!
هل فتح فرع آخر للجامعة الإسلامية التي في المدينة يعد تحزبا وتفرقة للمسلمين!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 01:48]ـ
أعتذر من الإخوة الكرام لغلق الموضوع؛ إبتعاداً عن الشحناء والبغضاء، والله يحفظكم ويرعاكم.(/)
النظام الإسلامي أصبح نظاماً ظالماً
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن أسس رسول هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة
عندها شع نور العدل والمساواة والحفاظ على كرامة الإنسان وعندما كان هذا مبدأها وأساسها
إتسعت رقعة هذه الدولة لأن البشر وجدت في الإسلام نظام رباني لا يوازيه نظام
فهذا مثال بسيط ولكن كان قمة في العدل والمساواة
فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل صفوف جيشه، مر بسواد بن غزية، وهو خارج عن الصف فطعن فى بطنه بعود كان فى يده قائلاً: (استوا يا سواد)، وهنا قال سواد: أوجعتنى يا رسول الله، ولقد بعثك الله بالحق والعدل.
ثم طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطى القصاص من نفسه قائلاً: أقدنى، فلم يتردد صلى الله عليه وسلم وكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم ليقتص منه سواد قائلاً له (استقد) ولكن سواد بدلاً من أن يطعن بطن الرسول قصاصاً، أخذ يقبلها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله حضر ما ترى - يعنى القتال - فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بخير.
((بعثه الله بالحق والعدل))
ولو نظرنا إلى سيرة الخلفاء الراشدين لرأينا العجب العجاب من الأمثلة عن العدل وحفظ حقوق الناس
ولكن كل نظام مهما كانت قوته إذا أصحابه تهاونوا فيه يهتز ويُخترق وبالفعل هذا ما حدث
في العهد الأموي والعهد العباسي وما تلاه فقد أنتشر الظلم واُستعبدت البشر منذ أن تحولت الخلافة
إلى ملك فكان في العصر الأموي يتم إختيار أفضل الموجودين طبعاً من البيت الأموي فقط لأنها أصبحت ملك لهم
لكن يعتبرالعصر الأموي رحمة بالنسبة للعصر العباسي وما تلاه فقد كان في العصر العباسي
تتم الخلافة بالدور حتى لو أتى الدور على طفل في الثامنة أو العاشرة ليس هناك ما يمنع من توليه
الخلافة نرى هنا قمة الإستهانة والإستعباد وعدم المبالاة بأنه يوجد شعب توجد بشر لها رأي
لكن كيف تقبل الناس الظلم والإستعباد إلا بإستخدام الدين لأنه لا يوقف الفرد إلا الدين
فتم الزواج والإرتباط المتين بين سادة الحكم والعلماء والمشائخ فكل يقوي الاًخر
وكل ما زاد الظلم والإستعباد من جهة نجد هؤلاء المشائخ يدافعون ويمدحون ويحذرون ويزيدون مناعة
حصن سادة الحكم حتى تعتبر من يطالب بحقه بأنه خروج وفتنه وسيصاب بالعذاب في الدنيا
والاًخرة وتخويف الناس حتى أصبحت مجمدة وفقدت القدرة على الرفض والمطالبة بالعدل والحقوق
التي هيا أساس الإسلام وجوهره وأستمر الوضع إلى عصرنا الحالي مع إزدياد الحالة سوء
ولكن إستمر أيضاً نفس السيناريو مع كل شخص يريد حقه أو يقول كلمة حق أو يريد أن يشم ريحة
للحرية بأنه خروج على ولي الأمر وفتنة وووو إلى ما لا نهاية وهيا نفس طريقة قساوسة روما عندما
كان الجهل والإذلال والإستعباد منتشر بسبب سيطرة رجال الدين وتخويفهم بالتعذيب وووغيره
لكن عندما يئست الناس هناك من هذا الإذلال وقامت الثورة على الكنيسة ومن بعدها نهض العلم وعمت الحرية
وحقوق الإنسان والحفاظ على كرامته وإختيار من يحكمه بنفسه فأصبح للموطن البسيط صوت ورأي
فلذالك عندما نطالب بأن نقتبس هذه العداله والحرية من الخارج مع أنهم في الخارج أقتبسوها من الإسلام
يتم الهجوم من قبل الزمرة القساوسية بأنه تحرير ونفاق وخروج على الدين كما كان يفعل قساوسة الكنيسة
لكن متى نفيق من هذا التخدير المزمن الذي جعلنا من العالم الثالث المتخلف فلا حقوق ولا علم ولا نهضة
ولا ثقافة ولا عيش ولا صناعة ولا كرامة ولا رأي حتى أصبحنا عديمي الإحساس
لا تحسبوا أني أبحث عن نظام غير إسلامي ولكن أنا أريد النظام الإسلامي على حقيقته
عندما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ((إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني , فيقول سلمان الفارسي
: ((والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف)) فيقول الخليفة ((الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوم عمر بحد سيفه)).
وهنا أيضاً يقول أبو بكر رضي الله عنه ((اذا أحسنت فأعينوني وإذا أسأت فقوموني))
إذا نحن نبحث عن هذا النظام الفذ
إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان(/)
المشايخ وطلبة العلم .. أستفتيكم عن التكفير .. ولي طلب عند المشرف
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم
قال قائل:
(بالنسبة لتكفير الأعيان فهو ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
انتهى كلامه
هل القول السابق صحيح من حيث الصيغة؟
هل تكفير الأعيان ليس من منهج أهل السنة والجماعة؟
أم من منهج أهل السنة والجماعة؟
" حيث أن من منهج أهل السنة والجماعة تكفير الأعيان بعد اكتمال الشروط وانتفاء الموانع "
بالنسبة للطلب:
تغيير اسمي الى " ابو فيصل "
بارك الله فيكم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:29]ـ
الأخ أو الأخت ((الخيزرانه)) أو ((أبو فيصل))، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الكلام المذكور صحيح وهو منهج أهل السنة والجماعة بالشرط المذكور، فالتكفير حكم شرعي كأي حكم شرعي من لم يطلقه في موضعه أخطأ خطأ كبيرًا إذ لم يكفر من كفره الله ورسوله.
وكذلك من كفر أخاه بغير بينة فقد أتى كبيرة من الكبائر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)).
والحكم على فعل ما بكونه كفرًا يحتاج إلى دليل من الكتاب والسنة أو أحدهما كأي حكم آخر.
فمثلا يقال: تارك الصلاة كافر لقول النبي صلى الله عليه وسلم في تاركها: ((فمن تركها فقد كفر)). فترك الصلاة كفر لهذا الحديث وغيره.
لكن لا يصح تكفير كل أحد بترك الصلاة إذ لا بد من تحقق الشروط في حقه، ومن تلك الشروط: العقل والعلم ... الخ.
ولابد من انتفاء الموانع ومن تلك الموانع: غياب العقل أو الجهل أو الإكراه ... الخ.
والذي يقوم بتنزيل هذاالحكم على ذاك المعين هو العالم الفقيه الذي يعرف الحكم من الكتاب والسنة بدليله، ويعرف الشروط وتحققها والموانع وقيامها.
وبالنسبة للطلب يستحسن وضع هذا الطلب في مجلس الشكاوى ليطلع عليه المشرف التقني ويقوم بتلبيته.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:56]ـ
أخي الكريم علي عبدالباقي سلمه الله
سأتجاوز قولكم الأخ أو الأخت خصوصا بعد البيان
ذكرت أخي الكريم أن مقولة:
تكفير الاعيان ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
بهذه الصيغة صحيح
ولو قال قائل
بل تكفير الاعيان من منهج اهل السنة والجماعة بعد اكتمال الشروط وانتفاء الموانع
فهل هناك فرق بينهما؟ ماهو؟
وإن لم يكن هناك فرق بينهما
فما الصحيح أو الأولى قوله؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:30]ـ
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -السؤال التالي:
هل يجوز تكفير المسلم المعين؟ وهل لذلك ضوابط وشروط أم لا؟
فأجاب بقوله: "نعم، يجوز لنا أن نطلق على شخص بعينه أنه كافر، إذا تحققت فيه أسباب الكفر، فلو رأينا رجلاً يُنكر الرسالة، أو رجلاً يبيح التحاكم إلى الطاغوت، أو رجلاً يبيح الحكم بغير ما أنزل الله، ويقول: إنه خير من حكم الله، بعد أن تقوم الحجة عليه فإننا نحكم عليه بأنه كافر.
فإذا وُجدت أسباب الكفر، وتحققت شروطه، وانتفت الموانع؛ فإننا نكفر الشخص بعينه، ونلزمه بالرجوع إلى الإسلام أو القتل". اهـ.
وقال أيضاً: "إذا تمت شروط التكفير في حقه جاز إطلاق الكفر عليه بعينه ولو لم نقل بذلك ما انطبق وصف الردة على أحد".فتاواه 1/ 124 ..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:20]ـ
أولا سبب توقفي (الأخ أو الأخت) أنني وقع في نفسي احتمال أن يكون تغيير المعرف من أخت لا تريد أن تظهر ذلك، وعلى كل حال معذرة يا أبا فيصل
المهم عبارة:
تكفير الاعيان ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
بهذه الصيغة صحيح
بهذه الصيغة خطأ لأن أول العبارة يعارض آخرها فعبارة: ((تكفير الاعيان ليس من منهج اهل السنة والجماعة)) يفهم منها أن تكفير المعين ليس من منهج أهل السنة مطلقًا.
وعبارة: ((ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)) تدل على أنه يجوز التكفير بالشرطين المذكورين.
ولو قال قائل
(يُتْبَعُ)
(/)
بل تكفير الاعيان من منهج اهل السنة والجماعة بعد اكتمال الشروط وانتفاء الموانع
فهل هناك فرق بينهما؟ ماهو؟
هذه العبارة صحيحة، والفرق بينهما أن في العبارة الأولى ما بينته لك من التناقض.
ولو كانت العبارة:
((منهج اهل السنة والجماعة تكفير المعين بشروط؛ فلا يجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)).
هكذا العبارة صحيحة، بارك الله فيك ونفع بك. والله تعالى أعلم.
وجزا الله شيخنا الشيخ سليمان الخراشي على مداخلته وتعليقه.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لو لم يكن تكفير المعين عند أهل السنة لما وضع أهل العلم باباً في الردة وفرعوا عليه أحكاما من قتل المرتد والتفريق بينه وبين زوجته ولا يصلى عليه ولا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يرث ولا يورث.
لكن لهذا الأمر ضوابط وشروط ذكرها أهل العلم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار لا يجوز الاقدام عليه الا بعد ان تقوم على أحدكم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل وان كانت هذه المقالة لا ريب انها كفر.
وهكذا الكلام في تكفير جميع المعينين مع ان بعض هذه البدعة أشد من بعض وبعض المبتدعة يكون فيه من الايمان ما ليس في بعض فليس لأحد أن يكفر احدا من المسلمين وان اخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحبة.
ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة) مجموع الفتاوى (12/ 500 - 501)
وباختصار هذه شروط تكفير المعين:
الشرط الأول: أن يكون المعين مكلفاً أي بالغا عاقلاً فيخرج الصبي والمجنون لحدجيث: " رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يبلغ أو يحتلم وعن المجنون حتى يفيق " رواه احمد وابن ماجه والحاكم عن عائشة رضي الله عنها وروي من حديث علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقد اتفق اهل العلم على ان المجنون لا تقع منه الردة نقل الإجماع ابن المنذر وابن قدامة وغيرهما.
الشرط الثاني: أن يكون مختاراً فيخرج المكره قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب أليم}
الشرط الثالث: أن تبلغه الحجة الشرعية لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} وقال تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} وقد اختلف في المراد بالحجة هنا هل هي مجرد بلوغ الشريعة إليه؟ أو لا بد من فهمها فهما يدرك به المقصود؟ الصواب الثاني وهو أنه لا بد من الفهم لكن ليس المراد فهم الهداية والتوفيق وإنما فهم المراد من نصوص الشرع بمعنى أن لا يكون هناك جهل بفهم المراد أو شبهة أو عجمة مع كونه حريصاً على الحق مريداً له.ويدل لهذا الشرط:
قوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وقد اتفق على اشتراط العقل في التكليف والمراد منه فهم الخطاب الشرعي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهكذا الأقوال التى يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا فى طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان فى المسائل النظرية أو العملية هذا الذى عليه أصحاب النبى (ص) وجماهير أئمة الاسلام) مجموع الفتاوى (23/ 346)
وقال أيضاً: (من كان مؤمنا بالله ورسوله مطلقا ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب فانه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التى من خالفها كفر إذ كثير من الناس يخطىء فيما يتأوله من القرآن ويجهل كثيرا مما يرد من معانى الكتاب والسنة والخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الأمة والكفر لا يكون إلا بعد البيان) مجموع الفتاوى (12/ 523 - 524)
الشرط الرابع: أن لا يكون متأولاً وتأويله مقيد بأمور:
أ - أن يكون من أهل القبلة.
ب - أن يكون مريداً للحق مجتهدا في ذلك.
ج - أن يكون تأويلا سائغاً في اللغة له وجه عند أهل العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على هذا قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والمتأول المخطىء مغفور له بالكتاب والسنة قال الله تعالى في دعاء المؤمنين {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وثبت في الصحيح أن الله عز وجل قال قد فعلت وفي سنن ابن ماجه وغيره أن النبي (ص) قال: " إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان ") منهاج السنة النبوية (4/ 458)
- وقد عذر النبي (ص) خالد بن الوليد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما قتل من قتل من بني جذيمة كما في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بعث النبي (ص) خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين "
- وعذر عدي بن حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره من الصحابة حينما تأولوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر كما في الصحيحين.
- وعذر أسامة بن زيد رضي الله عنهما حينما قتل الرجل وهو يقول: لا إله إلا الله.
- وكذا لم يكفر عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والصحابة من تأولوا حل الخمر.
ثم بعد هذا كله لا بد أن يكون من يصدر التكفير أهلا لذلك أي عالما بكل ما سبق وهو يشمل العلم بأمرين:
1 - العلم بالحكم الشرعي للمسألة وهي أن تكون من المكفرات التي ثبت بالنصوص الصحيحة الصريحة أنه كفر أكبر مخرج عن الملة بفهم سلف الأمة.
2 - العلم بحال المعين وانه قد انطبقت عليه الشروط وانتفت الموانع.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:35]ـ
جزيت خيرا أيها الفاضل علي أحمد عبدالباقي
وغفر الله لك
الشيخ سليمان الخراشي أثابك الله
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:37]ـ
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يلحن في كلامه فقال: أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل! وأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد ولاته بأن يقنع كاتبه سوطا لأنه لحن.
فأقبل أخي أبا فيصل هذه الهدية مني:
بالنسبة للطلب:
تغيير اسمي الى " ابو فيصل "
بارك الله فيكم
الصحيح إلى أبي فيصل
وللشيخين؛ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:42]ـ
أخي الكريم " ابو حازم الكاتب "
اشكر لك ماتفضلت به
والاشكال في ذلك هو عبارتي كما سيأتي والصحيح منهما:
# تكفير الاعيان ليس من منهج أهل السنة والجماعة الا بالشروط
# تكفير الأعيان من منهج أهل السنة والجماعة بالشروط
وأعتقد أن تعليق الأخ الكريم على أحمد عبدالباقي دل على فهمه الاشكال
فبارك الله في الجميع
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:42]ـ
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يلحن في كلامه فقال: أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل! وأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد ولاته بأن يقنع كاتبه سوطا لأنه لحن.
فأقبل أخي أبا فيصل هذه الهدية مني:
الصحيح إلى أبي فيصل
وللشيخين؛ جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرًا يا شيخ أحمد، وتعديلك خطأ، لأن أبا فيصل حكى الاسم الذي يريد منا تعديل اسمه إليه فقوله ((أبو فيصل)) حكاية وهو في محل جر بارك الله فيك.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:46]ـ
أخي أحمد الفارس وفقه الله وسدده
لاتستعجل
أعلم أخي ذلك ولذلك وضعته بين قوسين كما هو ظاهر
والهدف من ذلك أن يكون المعرف " أبو وليس أبي "
بارك الله فيك
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:50]ـ
وفيك بارك الله، طيِّب؛ ماذا تقول في هذه ودمت لحبيبك
الأخ أو الأخت ((الخيزرانه)) أو ((أبو فيصل))، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:11]ـ
وفيك بارك الله، طيِّب؛ ماذا تقول في هذه ودمت لحبيبك
نفس الكلام يا حبيبنا، وتقدير الكلام: الأخ الذي سمى نفسه ((أبو فيصل))، باب الحكاية واسع يا شيخ أحمد، وبالمصري ((دانت باين عليك حكاية)):) (ابتسامة).
وممكن تصح من غير حكاية على تقدير: ((الأخ الذي اسمه أبو فيصل)) ف ((أبو فيصل)) خبر لـ ((اسمه)) وما حذف للعلم به.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:30]ـ
بارك الله فيك
لا يخفاكم أن كلا الوجهين جائز
تغيير اسمي إلى أبي فيصل
تغيير اسمي إلى أبو فيصل
الأول على أنه اسم مجرور والثاني على الحكاية والله أعلم
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:47]ـ
جزى الله خيرا مشايخنا على ردودهم على الأخ أبو فيصل ـ فاعل مرفوع يعني لا يوجد لا حكاية ولا أي شيء ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:48]ـ
نعم يا شيخ أمجد هو كما تقول، لكن أنا خطأت تصويب الأخ أحمد في الموضع الأول لأن الأخ أبا فيصل قصد إلى إثبات ((أبو فيصل)) لذلك فهي أنسب في هذه الحالة، بارك الله فيكم جميعًا، ونفعنا الله بكم.
وانظر إلى إعراب أخينا فوزي الزمخشري نفع الله به.
جزى الله خيرا مشايخنا على ردودهم على الأخ أبو فيصل ـ فاعل مرفوع يعني لا يوجد لا حكاية ولا أي شيء ـ.
اضحك الله سنك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:03]ـ
تصويب خطأ: وقع سقط في الآية والصواب:
{رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:11]ـ
أحسن الله إليك يا أبا حازم بارك الله فيك ونفع بك، قمت بتعديل الآية في المشاركة السابقة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 01:37]ـ
أخي الكريم / أبا فيصل .... وفقه الله
للإستزادة والفائدة هناك رسالة ((دكتوراة)) للشيخ / عامر الرحيلي وهي بعنوان" موقف أهل السنة والجماعة
من أهل الأهواء والبدع " ذكر فيها أقوال العلماء في كفر المعين ومتى يحكم بكفره.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله فيكم أخانا آل عامر، ورسالة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي ((موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع)) طبعت أكثر من مرة آخرها في مكتبة العلوم والحكم - بالمدينة النبوية، سنة 1423هـ.
وهناك كتاب آخر في الموضوع بعنوان ((ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة)) للدكتور عبد الله بن محمد القرني، الطبعة الأولى سنة 1413هـ / مؤسسة الرسالة، بيروت.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:46]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم علي أحمد على التصحيح.
وللفائدة هناك كتاب التكفير وضوابطه للدكتور إبراهيم الرحيلي ط دار الإمام البخاري ط1 1426هـ.
كما أن ابن تيمية _ رحمه الله _ تكلم في هذه المسائل كثيراً في كتبه مما لا يستغني عنه طالب العلم في تقعيد هذه المسائل.مجموع الفتاوى (3/ 229) (7/ 507 - 508، 619) (10/ 372) (12/ 500 - 501، 523 - 524) منهاج السنة النبوية (4/ 458) (5/ 239 - 240) طريق الهجرتين (ص 412) والدرر السنية (8/ 244) القواعد المثلى لابن عثيمين رحمه الله (ص 92)
والله الموفق
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 03:14]ـ
وفيكم بارك الله أخانا أبا حازم، وبمناسبة ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وكلامة في قضية التكفير أذكر بكتاب ((منهج ابن تيمية في مسألة التكفير)) للدكتور عبد المجيد بن سالم المشعبي من مطبوعات مكتبة أضواء السلف، في مجلدين، الطبعة الأولى سنة 1418هـ.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
للفائدة هناك كتاب جيد و مفيد في الموضوع لأبي العلا الراشد بعنوان (ضوابط تكفير المعيَّن عند شيخي الإسلام ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب و علماء الدعوة الإصلاحية)، ط. مكتبة الرشد، و هو بتقديم معالي الشيخ صالح الفوزان ...
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:32]ـ
ثم بعد هذا كله لا بد أن يكون من يصدر التكفير أهلا لذلك:
.
هذا شرط مهم يضاف إلى قولهم لابد من توفر شروط وامتناع موانع
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 07:15]ـ
فعلا هذا شرط مهم جدًا وهو ما أردته بقولي في المشاركة الأولى:
والذي يقوم بتنزيل هذاالحكم على ذاك المعين هو العالم الفقيه الذي يعرف الحكم من الكتاب والسنة بدليله، ويعرف الشروط وتحققها والموانع وقيامها.
وهذا الشرط للأسف يغفل عنه كثير من طلبة العلم، وأيضًا العوام لا ينبغي لهم التورط في هذه الأحكام إذا العامي لا يعرف الدليل وإن اضطر أن ينقل الحكم على معين بالكفر فلا يقول فلان كافر وإنم يجب أن يقول: ((كفره فلان من العلماء))، والأحوط أن لا يدخل العوام أنفسهم في قضايا التبديع والتكفير، يجب عليهم الابتعاد عن هذا الأمر وعدم الولوج فيه. والله أعلم.
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:45]ـ
هذا بعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الفتاوى: ج12)
فصل
إذا ظهرت هذه المقدمات في اسم المؤمن والكافر، والفاسق المِلِّى وفي حكم الوعد والوعيد، والفرق بين المطلق والمعين، وما وقع في / ذلك من الاضطراب، فـ[مسألة تكفير أهل البدع والأهواء] متفرعة على هذا الأصل.
ونحن نبدأ بمذهب أئمة السنة فيها قبل التنبيه على الحجة. فنقول:
المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعامة أئمة السنة، تكفير الجهمية، وهم المعطلة لصفات الرحمن؛ فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاء به الرسل من الكتاب، وحقيقة قوله جحود الصانع، ففيه جحود الرب، وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسله، ولهذا قال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكى كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكى كلام الجهمية، وقال غير واحد من الأئمة: إنهم أكفر من اليهود والنصارى؛ يعنون من هذه الجهة؛ ولهذا كفروا من يقول: إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وإن الله ليس على العرش، وإن الله ليس له علم، ولا قدرة ولا رحمة، ولا غضب، ونحو ذلك من صفاته.
وأما المرجئة، فلا تختلف نصوصه أنه لا يكفرهم؛ فإن بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، وكثير من كلامهم يعود النزاع فيه إلى نزاع في الألفاظ والأسماء؛ ولهذا يسمى الكلام في مسائلهم [باب الأسماء] وهذا من نزاع الفقهاء، لكن يتعلق بأصل / الدين، فكان المنازع فيه مبتدعًا.
وكذلك الشيعة ـ المفضلون لعليٍّ علَى أبى بكر ـ لا يختلف قوله أنهم لا يكفرون؛ فإن ذلك قول طائفة من الفقهاء أيضًا، وإن كانوا يبدعون.
وأما القدرية ـ المقرون بالعلم ـ والروافض ـ الذين ليسوا من الغالية، والجهمية، والخوارج ـ فيذكر عنه في تكفيرهم روايتان، هذا حقيقة قوله المطلق مع أن الغالب عليه التوقف عن تكفير القدرية المقرين بالعلم، والخوارج، مع قوله: ما أعلم قومًا شرًا من الخوارج.
ثم طائفة من أصحابه يحكون عنه في تكفير أهل البدع مطلقًا روايتين، حتى يجعلوا المرجئة داخلين في ذلك، وليس الأمر كذلك، وعنه في تكفير من لا يكفر روايتان، أصحهما: لا يكفر، وربما جعل بعضهم الخلاف في تكفير من لا يكفر مطلقًا، وهو خطأ محض، والجهمية ـ عند كثير من السلف، مثل عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط، وطائفة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم ـ ليسوا من الثنتين والسبعين فرقة، التى افترقت عليها هذه الأمة، بل أصول هذه عند هؤلاء: هم الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية وهذ المأثور عن أحمد، وهو المأثور عن عامة أئمة السنة، والحديث أنهم كانوا يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر، ونحو ذلك.
ثم حكى أبو نصر السجزى عنهم في هذا قولين: أحدهما: أنه كفر ينقل عن الملة. قال: وهو قول الأكثرين، والثانى: أنه كفر لا ينقل؛ ولذلك قال الخطابى: إن هذا قالوه علي سبيل التغليظ، وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء، فأطلق أكثرهم عليه التخليد، كما نقل ذلك عن طائفة من متقدمى علماء الحديث، كأبى حاتم، وأبى زُرْعَة وغيرهم، وامتنع بعضهم من القول بالتخليد.
وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة؛ فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم، ثم أنهم يرون من الأعيان، الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافرًا، فيتعارض عندهم الدليلان.
وحقيقة الأمر: أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر، اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق لمعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة - الذين أطلقوا هذه العمومات - لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الإمام أحمد – مثلا - قد باشر [الجهمية] الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات، وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا الؤمنين والمؤمنات - الذين لم يوافقوهم علي التجهم - بالضرب والحبس، والقتل والعزل على الولايات، وقطع الأرزاق، ورد الشهادة، وترك تخليصهم من أيدى العدو، بحيث كان كثير من أولى الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم، يكفرون كل من لم يكن جهميًا موافقًا لهم على نفي الصفات، مثل القول بخلق القرآن، يحكمون فيه بحكمهم في الكافر، فلا يولونه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئًا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة، ولا فتيا ولا رواية. ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة، والافتكاك من الأسر وغير ذلك. فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان، ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان ومن كان داعيًا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه.
ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم؛ فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب.
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذى هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وإن الله لايرى في الآخرة. وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفّر به قومًا معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان، ففيه نظر أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفر بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم.
والدليل على هذا الأصل: الكتاب، والسنة، والإجماع، والاعتبار.
أما الكتاب، فقوله سبحانه وتعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ} [الأحزاب: 5] وقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن الله ـ تعالى ـ قال: (قد فعلتُ) لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بهذا الدعاء. وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كَنْز تحت العرش)، (إنه لم يقرأ بحرف منها إلا أعطيه).
وإذا ثبت بالكتاب المفسر بالسنة أن الله قد غفر لهذه الأمة الخطأ والنسيان، فهذا عام عمومًا محفوظًا، وليس في الدلالة الشرعية ما يوجب أن الله يعذب من هذه الأمة مخطئًا على خطئه، وإن عذب المخطئ من غير هذه الأمة.
وأيضًا، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن رجلا لم يعمل خيرًا قط فقال لأهله: إذا مات فأحرقوه، ثم أذروا نصفه في البر، ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا به كما أمرهم، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، فإذا هو قائم بين يديه، ثم قال: لم فعلتَ هذا؟ قال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم، فغفر الله له).
وهذا الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أصحاب الحديث والأسانيد من حديث أبي سعيد، وحذيفة وعقبة بن عمرو، وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة يعلم أهل الحديث أنها تفيدهم العلم اليقيني، وإن لم يحصل ذلك لغيرهم ممن لم يشركهم في أسباب العلم، فهذا الرجل كان قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله - تعالى - على إعادة ابن آدم، بعد ما أحرق وذرى، وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك، وهذان أصلان عظيمان:
أحدهما: متعلق بالله تعالى، وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانى: متعلق باليوم الآخر وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت، ويجزيه على أعماله، ومع هذا فلما كان مؤمنًا بالله في الجملة، ومؤمنًا باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، وقد عمل عملا صالحًا - وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه - غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله، واليوم الآخر والعمل الصالح.
وأيضًا، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: [أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان) وفي رواية: (مثقال دينار من خير، ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان)، وفي رواية: (مثقال دينار من خير، ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان) وفي رواية: (من خير) (ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ـ أو خير) وهذا وأمثاله من النصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يدل أنه لا يخلد في النار من معه شيء من الإيمان والخير وإن كان قليلا، وأن الإيمان مما يتبعض ويتجزأ. ومعلوم قطعًا أن كثيرًا من هؤلاء المخطئين معهم مقدار ما من الإيمان بالله ورسوله؛ إذ الكلام فيمن يكون كذلك.
وأيضًا، فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل، واتفقوا على عدم التكفير بذلك، مثلما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة، وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف، وكذلك لبعضهم في قتال بعض، ولعن بعض، وإطلاق تكفير بعض، أقوال معروفة.
وكان القاضي شُرَيْح ينكر قراءة من قرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]، ويقول: إن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النَّخَعِي. فقال: إنما شريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله أفقه منه، فكان يقول: [بل عجبتَ] فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنة، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة، وكذلك بعض السلف أنكر بعضهم حروف القرآن، مثل إنكار بعضهم قوله: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ} [الرعد: 31]، وقال: إنما هى: أولم يتبين الذين آمنوا، وإنكار الآخر قراءة قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 23]، وقال: إنما هى: ووصى ربك. وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورة القنوت، وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر، ومع هذا فلما لم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر.
وأيضًا، فإن الكتاب والسنة قد دلا على أن الله لا يعذب أحدًا، إلا بعد إبلاغ الرسالة، فمن لم تبلغه جملة لم يعذبه رأسًا، ومن بلغته جملة دون بعض التفصيل لم يعذبه إلا على إنكار ما قامت عليه الحجة الرسالية.
وذلك مثل قوله تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} الآية [الأنعام: 130]، وقوله: {نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37]، وقوله: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} الآية [الزمر: 71]، وقوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]، وقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [القصص: 59]، وقوله: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ} [الملك: 8، 9]، وقوله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 134]، وقوله: {وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص: 47]،ونحو هذا في القرآن في مواضع متعددة.
فمن كان قد آمن بالله ورسوله، ولم يعلم بعض ما جاء به الرسول، فلم يؤمن به تفصيلا؛ إما أنه لم يسمعه، أو سمعه من طريق لا يجب التصديق بها، أو اعتقد معنى آخر لنوع من التأويل الذى يعذر به فهذا قد جعل فيه من الإيمان بالله وبرسوله ما يوجب أن يثيبه الله عليه، وما لم يؤمن به فلم تقم عليه به الحجة التى يكفر مخالفها.
وأيضًا، فقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن من الخطأ في الدين ما لا يكفر مخالفة، بل ولا يفسق، بل ولا يأثم، مثل الخطأ في الفروع العملية، وإن كان بعض المتكلمة والمتفقهة يعتقد أن المخطئ فيها آثم، وبعض المتكلمة والمتفقهة يعتقد أن كل مجتهد فيها مصيب، فهذان القولان شاذان، ومع ذلك فلم يقل أحد بتكفير المجتهدين المتنازعين فيها، ومع ذلك فبعض هذه المسائل قد ثبت خطأ المنازع فيها بالنصوص والإجماع القديم، مثل استحلال بعض السلف والخلف لبعض أنواع الربا، واستحلال آخرين لبعض أنواع الخمر، واستحلال آخرين للقتال في الفتنة.
وأهل السنة والجماعة متفقون على أن المعروفين بالخير، كالصحابة المعروفين، وغيرهم من أهل الجمل وصِفِّين من الجانبين، لا يفسق أحد منهم، فضلا عن أن يكفر، حتى عدى ذلك من عداه من الفقهاء إلى سائر أهل البغى، فإنهم مع إيجابهم لقتالهم منعوا أن يحكم بفسقهم لأجل التأويل، كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولا لا يجلد ولا يفسق، وقد قال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 78، 79]،وقال تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5].
وثبت في الصحاح من حديث عمرو بن العاص وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر). وثبت في الصحيح عن بُرَيْدة بن الحصيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا حاصرت أهل حِصْن فسألوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك؛ فإنك لا تدرى ما حكم الله فيهم) / وأدلة هذا الأصل كثيرة لها موضع آخر.
وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافر لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد، لظهور أدلة الرسالة، وإعلام النبوة؛ ولأن العذر بالخطأ حكم شرعى، فكما أن الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر، والواجبات تنقسم إلى:أركان وواجبات ليست أركانًا، فكذلك الخطأ ينقسم إلى مغفور وغير مغفور، والنصوص إنما أوجبت رفع المؤاخذة بالخطأ لهذه الأمة، وإذا كان كذلك فالمخطئ في بعض هذه المسائل، إما أن يلحق بالكفار، من المشركين وأهل الكتاب مع مباينته لهم في عامة أصول الإيمان، وإما أن يلحق بالمخطئين في مسائل الإيجاب والتحريم، مع أنها أيضًا من أصول الإيمان.
فإن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة، هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين، والجاحد لها كافر بالاتفاق، مع أن المجتهد في بعضها ليس بكافر بالاتفاق مع خطئه.
وإذا كان لابد من إلحاقه بأحد الصنفين، فمعلوم أن المخطئين من المؤمنين بالله ورسوله، أشد شبهًا منه بالمشركين وأهل الكتاب، فوجب أن يلحق بهم، وعلى هذا مضى عمل الأمة قديمًا وحديثًا، في أن عامة المخطئين من هؤلاء تجرى عليهم أحكام الإسلام التى تجرى على غيرهم، هذا مع العلم بأن كثيرًا من المبتدعة منافقون النفاق الأكبر، وأولئك كفار في الدرك الأسفل من النار، فما أكثر ما يوجد في الرافضة والجهمية ونحوهم زنادقة منافقون، بل أصل هذه البدع هو من المنافقين الزنادقة، ممن يكون أصل زندقته عن الصابئين والمشركين، فهؤلاء كفار في الباطن، ومن علم حاله فهو كافر في الظاهر أيضًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل ضلال هؤلاء الإعراض عما جاء به الرسول من الكتاب والحكمة، وابتغاء الهدى في خلاف ذلك، فمن كان هذا أصله فهو بعد بلاغ الرسالة كافر لا ريب فيه، مثل من يرى أن الرسالة للعامة دون الخاصة، كما يقوله قوم من المتفلسفة، وغالية المتكلمة والمتصوفة، أو يرى أنه رسول إلى بعض الناس دون بعض، كما يقوله كثير من اليهود والنصارى.
فهذا الكلام يمهد أصلين عظيمين:
أحدهما: أن العلم والإيمان والهدى فيما جاء به الرسول، وأن خلاف ذلك كفر على الإطلاق، فنفي الصفات كفر، والتكذيب بأن الله يرى في الآخرة، أو أنه على العرش، أو أن القرآن كلامه، أو أنه كلم موسى، أو أنه اتخذ إبراهيم خليلا كفر، وكذلك ما كان في معنى ذلك، وهذا معنى كلام أئمة السنة وأهل الحديث.
والأصل الثانى: أن التكفير العام كالوعيد العام يجب القول بإطلاقه وعمومه.
وأما الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين؛ فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه.
ومما ينبغى أن يعلم في هذا الموضع أن الشريعة قد تأمرنا بإقامة الحد على شخص في الدنيا، إما بقتل أو جلد أو غير ذلك، ويكون في الآخرة غير معذب، مثل قتال البغاة والمتأولين، مع بقائهم على العدالة، ومثل إقامه الحد على من تاب بعد القدرة عليه توبة صحيحة، فإنا نقيم الحد عليه مع ذلك، كما أقامه النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز بن مالك وعلى الغامدية، مع قوله: (لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكْسٍ لغفر له)، ومثل إقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولا، مع العلم بأنه باق على العدالة.
بخلاف من لا تأويل له، فإنه لما شرب الخمر بعض الصحابة واعتقدوا أنها تحل للخاصة تأول قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ} [المائدة: 93]، اتفق الصحابة مثل عمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب وغيرهما، على أنهم إن أقروا بالتحريم جلدوا، وإن أصروا على الاستحلال قتلوا.
وكذلك نعلم أن خلقًا لا يعاقبون في الدنيا مع أنهم كفار في الآخرة، مثل أهل الذمة المقرين بالجزية على كفرهم، ومثل المنافقين المظهرين الإسلام، فإنهم تجرى عليهم أحكام الإسلام، وهم في الآخرة كافرون، كما دل عليه القرآن في آيات متعددة، كقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} الآية [النساء: 145]، وقوله: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية [الحديد: 13 ـ 15].
وهذا لأن الجزاء في الحقيقة إنما هو في الدار الآخرة، التى هى دار الثواب والعقاب، وأما الدنيا فإنما يشرع فيها من العقاب ما يدفع به الظلم والعدوان، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]، وقال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الشورى: 42]، وهذا لأن المقصود بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، هو إقامة القسط، كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25]
وإذا كان الأمر كذلك فعقوبة الدنيا غير مستلزمة لعقوبة الآخرة، ولا بالعكس، ولهذا أكثر السلف يأمرون بقتل الداعى إلى البدعة، الذى يضل الناس لأجل إفساده في الدين، سواء قالوا: هو كافر، أو ليس بكافر وإذا عرف هذا، فتكفير [المعين] من هؤلاء الجهال وأمثالهم - بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار - لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحده الحجة الرسالية، التى يتبين بها أنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر.
وهكذا الكلام في تكفير جميع [المعينين]، مع أن بعض هذه البدعة أشد من بعض، وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض، فليس لأحد أن يكفر أحدًا من المسلمين، وإن أخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحَجَّة.
ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة
وهذا الجواب لا يحتمل أكثر من هذا، والله المسؤول أن يوفقنا وسائر إخواننا لما يحبه ويرضاه، والله سبحانه أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 11:15]ـ
قال قائل:
(بالنسبة لتكفير الأعيان فهو ليس من منهج اهل السنة والجماعة
ولايجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال شروط وانتفاء موانع)
انتهى كلامه
هل القول السابق صحيح من حيث الصيغة؟
هل تكفير الأعيان ليس من منهج أهل السنة والجماعة؟
أم من منهج أهل السنة والجماعة؟
أخي الكريم - وفقك الله وسددك -:
العبارة محتملة؛
والحكم فيها يختلف باختلاف قائلها.
فإن قالها عالم من علماء السنة ممن تعرف أصوله في باب التكفير
وله أقواله المشتهرة التي يفسر بعضها بعضاً؛ فهي صحيحة منه.
وبالجملة:
فالتعبير بـ:
بالنسبة لتكفير الأعيان قبل استكمال الشروط وانتفاء الموانع؛ فليس من منهج أهل السنة والجماعة،
بحيث لا يجوز لأحد أن يكفر أحداً بعينه إلا بعد اكتمال الشروط وانتفاء الموانع.
أسلم، وأبعد عن الغموض.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
أخي الكريم هناد
أشكرك على تعقيبك
وللنفس مما قلت ترددا
فالذي أعتقد وترتاح اليه النفس ويزول مابها من تردد واضطراب هو:
أن تكفير الأعيان من منهج أهل السنة والجماعة، بعد استكمال الشروط وانتفاء الموانع؛
بارك الله فيك(/)
فساد القول بأن الكفر العملي أصغر، والكفر العقدي أكبر.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:55]ـ
ايتكلم كثيرون بأن الكفر عملي واعتقادي وأن العملي هو الأصغر والاعتقادي هو الأكبر.
يقدمون هذه علىأنها أصل ثابت من أصول أهل السنة والجماعة.
والحقيقة أن هذا الكلام محض كذب، وحق خلط بباطل فصار باطلا جديدا.
هذه المقولة جزئين:
الأول: الكفر عملي واعتقادي، وهذه صحيحة.
والثانية: العملي هو الأصغر والاعتقادي هو الأكبر. وهذه من أقوال مرجئة العصر. ولا كرامة.
الدليل على فساد القول بأن العملي أصغر والاعتقادي أكبر. هوأن من الأعمال ما أجمع العلماء على أنه كفر أكبر حتى ولو لم يكن صاحبه معتقدا حلّه. مثل الصلاة، ومثل الاستهزاء بالدين، ومثل سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلقاء المصحف في القاذورات، والسحر، والأمثلة مشهورة في نواقض الإسلام.
ـ والعقدي (مافي القلب) منه ما هو أصغر كالرياء، ومحبة المال والأهل والولد (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار .... ). كفر أصغر ما لم تحمله على كفر أكبر. (قل إن كان آبائكم وإخوانكم ............ ).
ولو أخذنا بقاعدتهم هذه (العقدي أكبر والعملي أصغر) يصير المرائي كافر كفر أكبر.
فتدبر فساد هذه القاعدة.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 07:41]ـ
الظاهر أن المسألة اصطلاحية بحته .. فلا داعي لمثل هذا التشنج بارك الله فيك
فكثير من المعاصرين ممن يقولون أن الكفر العملي كفر أصغر يوافقونك في أن " الاستهزاء بالدين، وسب النبي (ص) وإلقاء المصحف في القاذورات من الكفر الأكبر .. فلا تتعجل!
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:15]ـ
ما رأيته بعيني أنهم يردونها كقاعدة ثم يبنون عليها. وهذا الذي جعلني أبين خطأ هذه القولة التي جعلت قاعدة.
ولا أجهل أن هناك من لايسلم بهذا. وإنما خاطبت من يجعلها قاعدة. فليس هناك تشنج.
ـ[الموحد]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 05:02]ـ
[ quote= ابن عقيل المصري;39096]
ـ والعقدي (مافي القلب) منه ما هو أصغر كالرياء، ومحبة المال والأهل والولد (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار .... ). كفر أصغر ما لم تحمله على كفر أكبر. (قل إن كان آبائكم وإخوانكم ............ ).
[ Quote]
ما الدليل (انتبه) على أن الرياء من الكفر الأصغر؟
تنبيه: قولك "ولا كرامة " لو تركتها لكان أفضل (ابتسامة).(/)
«اللَّهُ غني عن عبادتنا ... فلماذا خلقنا؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:20]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«اللَّهُ غني عن عبادتنا .. فلماذا خلقنا؟،
لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الرّحمن بن نَاصر البَرَّاك»
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد بيّن سبحانه وتعالى حكمته من خَلقِ السماوات والأرض، وخلقِ ما على الأرض وخَلقِ الموتِ والحياة، وهي الابتلاء للجن والإنس، كما قال سبحانه وتعالى: ? وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ? [هود: 7]، وقال تعالى: ? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ? [الكهف: 7]، وقال تعالى: ? الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ? [الملك: 2].
فعُلم من هذه الآياتِ أن الله خلق ما خلق لابتلاء العباد ليتبين من يكونُ منهم أحسنَ عملاً، ويظهرُ ذلك في الواقع حقيقة موجودة، بل بيّن سبحانه في كتابه أن ما يجري في الوجود من النعم والمصائب لنفس الحكمة وهي الابتلاء الذي يُذكر أحياناً بلفظ الفتنة، قال الله تعالى: ? وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ? [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: ? وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ? [العنكبوت: 2].
فبهذا الابتلاءِ يتبينُ الصادقُ من الكاذبِ، والمؤمن من الكافر مما هو معلوم للرب قبل ظهوره في الواقع، وقد أخبر سبحانه وتعالى في موضع من القرآن أنه خلقَ الناسَ ليختلفوا ويكونُ منهم المؤمن والكافر، ويترتبُ على ذلك ما يترتبُ من ابتلاءِ الفريقين بعضهم ببعض، قال تعالى: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ? [هود: 117، 118]، وقال تعالى: ? وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ? [الأنعام: 53]. وقال تعالى: ? ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ? [محمد: 4].
وبيّن سبحانه وتعالى أن من حكمته في القتال بين المؤمنين والكافرين ومداولة الأيامِ ما ذكره في قوله: ? وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ? [آل عمران: 140 - 141].
وأما قوله تعالى: ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ? [الذاريات: 56]
فقد قيل: إن المعنى لآمرهم وأنهاهم فيعبدوني، وأمره ونهيه سبحانه وتعالى هو ما بعث به رسله، وفي هذا ابتلاء للعباد يكشف به حقائقهم حتى يميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ? [إبراهيم: 4]، وقال تعالى: ? مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ? [آل عمران: 179].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر سبحانه أن من حكمته من خلق السماوات والأرض أن يعلم العباد كمال علمه وقدرته قال تعالى: ? اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ? [الطلاق: 12] ولم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم –كما توهم السائل- بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم؛ لأنه الغني بذاته عن كل ما سواه، لكنه تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويطيعوه، وعبادته هي محبته والذل له والافتقار إليه سبحانه، ونفع ذلك عائد إليهم.
كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أدخل البحر" رواه مسلم (2577).
وقول القائل: (إذا كانت الملائكة قد عبدتِ -اللهَ عز وجل- قبل خلق البشر، فلماذا خُلق البشر؟)
جوابه في قوله تعالى: ? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ? [البقرة: 30]، فقوله تعالى: ? إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ? يتضمن أن له حكمة في خلق آدم واستخلافه في الأرض، وإن كان يحصل من بعض ذريته ما يحصل من الإفساد وسفك الدماء، قال تعالى: ? إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ? إلى قوله عن الملائكة: ? قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ? [البقرة32].
فقد تبين مما تقدم أن قول القائل: "نحن المسلمين نعلم أن الإنسان خُلق لسبب واحد وهو عبادة الله وحده" ليس بصحيح؛ لأن الله بيّن أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم ذكر ما يدل على ذلك كله، والله أعلم.
لم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم –كما توهم السائل- بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:22]ـ
المصدر: موقع العلاّمة عبد الرّحمن بن نَاصر البَرَّاك ـ سلَّمه اللَّهُ ـ.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي بعض الأسئلة التي لا أعرف إجاباتها، أو استشكل شيء من كلام الشيخ
فهل يُسمح لي بطرحها؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:39]ـ
جزى الله خيراً الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك، و نفع به و بالأخ الفاضل سلمان أبو زيد ...
«اللَّهُ غني عن عبادتنا .. فلماذا خلقنا؟»
بيّن [الله] أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته ... ، والله أعلم.
لم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم ... بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم ..
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:19]ـ
جزاكم اللهُ خيراً أخانا الفاضلَ / سلمان أبو زيد
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي بعض الأسئلة التي لا أعرف إجاباتها، أو استشكل شيء من كلام الشيخ
فهل يُسمح لي بطرحها؟
لا أظن أن ثم مانع إن كان القصد الانتفاع بما عند الإخوان ومدارستهم.
وإن شئت سؤال الشيخ نفسه، فيمكنك طرح سؤالك عبر موقع البث الإسلامي والضغط على عنوان درسه بعد الفجر (الرياض) ومن ثم إرسال السؤال والشيخ يجيب على السؤال في نفس الدرس وهذا رابط درسه:
http://www.liveislam.net/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 10:58]ـ
جزاك الله خيرا أخي حارث
وقد وجدت ما أطلب
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9905
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 11:07]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ سليمان ,
واحسن الله اليكم ابا ادهم ,,
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:33]ـ
للفائدة - بارك الله فيكم
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 07:38]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل القيم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 08:26]ـ
فقد تبين مما تقدم أن قول القائل: "نحن المسلمون نعلم أن الإنسان خُلق لسبب واحد وهو عبادة الله وحده" ليس بصحيح؛ لأن الله بيّن أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم ذكر ما يدل على ذلك كله، والله أعلم.
هذا الجزء من كلام الشيخ فيه نظر،
فإنه لا منافاة بين الابتلاء والتعريف بالأسماء والصفات وبين (إرادة العبادة منهم) أو (الأمر بالعبادة). . . إذ نفس الأمر بالعبادة هو الابتلاء، ونفس التعرف على الأسماء والصفات هو لب العبادات. فكيف يقال إن هذا صحيح وذاك خطأ مع اتحاد المدلول أو كون أحدهما ضمن الآخر ولازمه؟؟
قول القائل (إن الإنسان خُلق لسبب واحد وهو عبادة الله وحده) صحيح لا خلل فيه، وهو مثل قول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. فهذه الآية إن أريد بها الأمر الشرعي الديني لا الكوني القدري، فذاك القول أيضا أريد به ذلك ولا فرق. وإن أريد به غيره فالكلام فيه واحد. وما أجيب به هنا عما قد يستشكل في الآية، فالجواب في ذاك القول أيضا كذلك.
والقول الجامع أن الله فعل الأفعال وخلق الأكوان لحكمة يحبها هو ومقاصد يرضاها، فترجع جميع الغايات من خلق الكائنات إلى حبه تعالى لنفسه وذاته، فهو الودود الحميد المجيد يثني على نفسه لا يحصي العباد ثناء عليه جل جلاله سبحانه.(/)
تحكيم الشريعة ليس مجرد عمل كسائر أعمال الجوارح.
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الكلام حول الحكم بغير ما أنزل الله، يكفر صاحبه أو لا يكفر؟
وأساس الخلاف مبني على قضية الكفر يكون بعملٍ مجرد أم لابد من الجحود والاستحلال، وهل ردّ الحكم وعدم الإذعان له بعد معرفة أنه حكم الله.يعتبر كفرا أم لا؟
وقضية تحكيم الشريعة هي أم القضايا اليوم. بعضهم يتكلم بأن رفض التحاكم إلى الله ورسوله، أو عصيان الله في أمره ونهيه، وعدم طاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجرد عمل من الأعمال.
والحيقية أن تحكيم الشريعة ليس مجرد عمل من الأعمال وإنما مرتبط تماما بالعقيدة:
التزام أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واجتناب نهيه، أو قل: طاعته في امتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، أو ما يسمى تحكيم الشريعة ليس مجرد عمل خارجي بل هو:
1ـ وتحكيم الشريعة هو لازم الإيمان بأسماء الله وصفاته: قال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} [الأنعام: من الآية 114].
وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ. فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {الشورى: 10 ـ 12}
وقال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: من الآية 57]
2 ـ وهو لازم الإيمان بربوبية الله عز وجل: قال الله تعالى: [أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]
3 ـ وهو لازم الإيمان بتوحيد العبادة: قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: من الآية40].
وقال الله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31]
4ـ لازم الإيمان بالله: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].
وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء:60]
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51]
5ـ وتحكيم الشريعة الإسلامية والتحاكم إليها هو معنى الإسلام: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125]
وكلام الطبري واضح في بيان معنى الإسلام وأنه لا يكون إلا بالخضوع لله وحده في العبادة وفي الطاعة.
6ـ وهو معنى الإقرار بأن محمدا رسول الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء:65]
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور:54]
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} [النساء:64]
فمسألة تحكيم الشريعة ليست مجرد عمل خارجي كالصلاة والزكاة والصيام والحج وصلة الرحم وغير ذلك من أعمال الجوارح كما يتوهم البعض، وإنما هي مرتبطة بالعقيدة الإسلامية ولازم من لوازمها.
ومما يدل على ارتباط هذه المسألة بالعقيدة ذِكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب لها ضمن باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، بل وعَقَدَ لها بابا مستقلا فقال: (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله). وذَكر فيه بعض الآثار وحديث عدي بن حاتم.
ثم عَقَدَ بابا بعده فقال: باب قول الله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) وذكر أحاديث وآيات أخرى كثيرة.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في شرح الباب الأول (باب من أطاع الأمراء ... ): (لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة بامتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله عليهم السلام نبه المصنف رحمه الله تعالىـ بهذه الترجمة على وجوب اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها، وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعته مندرجة تحت طاعة الله وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالا. والمقصود هنا الاعة الخاصة في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فمن أطاع مخلوقا في ذلك غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه لا ينطق عن الهوى فهو مشرك كما بينه الله تعالى في قوله " أخذوا أحبارهم ورهبانهم " أي علماءهم " أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " وفسرها النبي بطاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام " [تيسير العزيز الحميد / 543]
وقال معلقا على الباب الثاني [باب قول الله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت)]: " لما كان التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله مشتملا على الإيمان بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستلزما له، وذلك هو الشهادتان ولهذا جعلهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ركنا واحدا في قوله (بني الإسلام على خمس) .. نبه في هذا الباب على ما تضمنه التوحيد واستلزمه من تحكيم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في موارد النزاع، إذ هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، ولازمها الذي لا بد منه لكل مؤمن،فإن من عرف أن لا إله إلا الله فلا بد من الانقياد لحكم الله والتسليم لأمره الذي جاء من عنده على يد رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. فمن شهد أن لا إله إلا الله ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في موارد النزاع فقد كذب في شهادته " [تيسير العزيز الحميد / 554 ـ 555]
.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 07:46]ـ
وأساس الخلاف مبني على قضية الكفر يكون بعملٍ مجرد أم لابد من الجحود والاستحلال
.
ما أصبت ...
فأساس الخلاف: هل الحكم بغير ما أنزل الله كفر أصغر كما قال ابن عباس فلا يكون كفرا أكبر إلا بالجحود أو الاستحلال
أم أنه كفر أكبر فلا يشترط فيه ذلك ... فتنبه!
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:19]ـ
قول بن عباس يأتي في سياق التدليل على أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر، وليس هو أساس الخلاف.
أساس الخلاف ما ذكرتهُ ـ أنا ـ وهو القول بأن المرء لا يكفر بعمل، إن تحكيم أو تحاكم، أو سب وسخرية واستهزاء أو ترك للصلاة أو غير ذلك. وقضية الحاكمية فرع على ذلك.
ومعلوم ومشهور أن من يدافعون عن الحاكمية هم هم بأم أعينهم من يجادلون في قضية العمل ودخولة في حقيقة الإيمان. فتنبة وثانية لا تتعجل
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 11:05]ـ
الأخ ابن عقيل المصري، بارك الله فيك
هل انتهيت أم أن هناك مزيد؟
و للفائدة .. أخي بارك الله فيك يفيدك في هذا الموضوع كتاب عظيم اطلع عليه جمع من العلماء و حث الامام ابن باز على طباعته
و نشره و الكتاب للشيخ علوي السقاف تجد الكتاب في موقعه " الدرر السنية " و ملخص عنوانه أن الكفر يكون بالقول و العمل و الاعتقاد و نقل فيه الشيخ عن 114 عالم و هيئة فهو جليل القدر في بابه فلا تفوته.(/)
::: حق الله على العباد::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1264 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1264)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1264[/ ... ](/)
الشيخ/ ناصر العمر - الموقف من التفجير في بلاد المسلمين -
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 12:57]ـ
الموقف من التفجير في بلاد المسلمين*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فقد طلب مني كتابة كلمات في بعض أحداث التفجيرات الأخيرة التي حدثت في دولة عربية أفريقية، فاعتذرت لعدم إلمامي بدوافعها ومن خلفها ومسوغاتها وحقيقتها، فلما أُلح عليّ آثرت أن أكتب شيئاً حول منهج التفجير دون أن أُعَلِّق ذلك بحادثة معينة، أو جماعة معينة، لأن الأمر أكبر وأشمل من ذلك. فأقول مستعيناً بالله: إن كثيراً من الأحداث التي لايمليها شرع ولا عقل ينبغي أن نتساءل عن دوافعها الحقيقية يوم تشير أصابع الاتهام فيها إلى الإسلام أو إلى شخصيات إسلامية.
وينبغي أن نراعي في هذا التساؤل أموراً منها:
- هل الخبر جاءت به وسائل إعلامية موثوقة؟ لأن الله أمرنا بالتثبت، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6].
- فإن كانت موثوقة فهل الحقيقة على ما ذكروا أم أنهم غُرر بهم وأوهموا أمراً ما تريده جهات متحكمة دون أن يدركوا أبعاد ما فعلوه؟
ولست أدعو بهذا إلى إنكار الواقع أوالظاهر، لكن يجب النظر في الحوادث بعقل وعلم مع اعتبار القرائن، فبعض الجناة ربما بدرت عنهم أعمال لاتمت للشرع بصلة، ومع ذلك يحاولون تسويغها باسم الشرع، مع أنه قد يصدر في أفعاله عن محض هوى، أو بغية انتقام من ظلم وقع عليه، أو على بعض ذويه، غير أنه يحاول فيما بعد أن يصبغه بصبغة شرعية شأن كل مجرم وجان جنى على من يراه مجرماً ثم دعاه داعي الهوى والنفس الأمارة إلى تسويغ عمله بخلع لباس شرعي على صنيعه.
وقد يحدث أن يكون تحركه ابتداء لنصرة ما يظنه ديناً، دون بصيرة أو علم.
ولا كبير فرق معتبر فالجامع بين الاثنين هو جهل كل منهما بالدين، تجد أحدهم لم يجلس في حلق العلم، ولم يترب على أيدي العلماء الربانيين؛ ولا عرف الفروق والتقاسيم، ولا درس مقاصد الشريعة، ولا ألم بقواعدها المقررة، ثم يريد إقامة دولة الإسلام دون أن يستند إلى فتوى عالم رباني معتبر، بل ربما رمى أولئك العلماء بالتهم والنقائص حتى تصدق دعواه، ويعذر في هواه! فسبحان الله كيف يقصد إلى ذلك المقصد العظيم من ليس أهلاً للنظر فيه فضلاً عن القيام به!
متى كان التفجير وتكفير الأمة وعلمائها سبيلاً للإصلاح؟
هب أن النظام في تلك الدولة لايطبق الشرع، فما ذنب المجتمع والأمة؟
كيف تُهدر دماءٌ محترمة، وتٌزهق أنفس معصومة بحجج واهية؟
هل سلك من هو أشجع منهم صلى الله عليه وسلم هذا المسلك مع من ظهر كفرهم وعظمت معاندتهم من صناديد قريش بمكة حال الاستضعاف قبل الهجرة؟
وهل يظن منصف أن تفجير مبنى أو قتل سائح –وإن لم تكن له شبهة أمان- سوف يسقط دولة ويقيم نظاما؟
ألا يعتبر هؤلاء بتجارب مريرة سبقت عاد أصحابها يعترفون بخطأ مسلكهم بعد خراب البصرة وضياع البصيرة؟
إننا لاندعو إلى إقرار الباطل، ولا إلى ترك الاحتساب عليه أوالاستسلام له، ولكن يجب أن يكون ذلك بسبيل مشروع، لا بترويع الآمنين وقتل ضعفة معصومة دماؤهم وأموالهم.
لقد صبرت رسل الله على دعوة أقوامهم ما صبروا فهذا نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً داعياً لم يزهق روحاً ولاقتل كافراً فكم صبرت أنت!
إنها دعوة للتعقل والنظر في عواقب الأمور والعمل بمنهج الإسلام الحق في الدعوة وسلوك منهجه في التغيير على بصيرة، وإلاّ فإن النية الصالحة –إن كانت حقاً صالحة- وحدها لاتكفي حتى تكون على منهج النبوة وسبيل المؤمنين.
لقد مكث نبينا صلى الله عليه وسلم بضع عشرة سنة في مكة ومعه رجال لم يكن أحدهم ليتأخر في تقديم روحه نكاية بالكفار لو كان ذلك مشروعاً، فليس أبناء اليوم والله أعظم شجاعة وأكثر غيرة على الدين منهم، بل آثر بعض الصحابة أن يفر بدينه إلى أرض البعداء صيانة لنفسه من الأذى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الناظر لدولة الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة يجد فيها إبان قوة الدولة فئتين من الذين يترصدون المؤمنين ويؤذونهم: طائفة تظهر الإسلام وتبطن الكفر، وزعيمهم عبدالله بن أبي بن سلول، وهؤلاء لم يُتعرض لهم، أخذهم النبي صلى الله عليه وسلم بما يظهرونه من الإسلام، بل خلع قميصه ليكفن به زعيمهم ومتولي كبرهم.
وأما الفئة الثانية فممثلة في بعض الكفار من اليهود الذين آذوا رسول الله وآذوا عموم المؤمنين سباً؛ نثراً وشعراً، وقائدهم كعب بن الأشرف، ولمّا كانت دولة الإسلام قائمة في المدينة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كعباً بذنبه وجريمته وحده، فكان اغتياله الذي لم ينل غيره من أعوانه ونظرائه وموافقيه ومن هم على ملته، بل تُرُصِد الرجل وحده ونيل منه دون إهدار لحرمة من سواه، ولم يتكرر هذا منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم حتى مات الأمر الذي يدلك على أنها قضية عين لها أسبابها وظروفها وملابساتها الخاصة.
فكيف يسوغ إذاً أن يُترصد من يظهر الإسلام، والأصل صدقه والواجب أخذه بالظاهر، حتى لو كان منافقاً فليس شراً من ابن سلول.
إن الواجب تجاه الولاة والحكام هو السمع والطاعة بالمعروف ما لم يخلعوا ربقة الإسلام، وإن جاروا وظلموا؛ فجلدوا الظهر وأخذوا المال، فإن رأى راءٍ –وكان من أهل النظر- أن الإسلام من بعضهم براء فلا يسوِّغ له ذلك منابذتهم حتى يجتمع معه في رأيه أهل الرأي المعتبرون كما قال صلى الله عليه وسلم: "إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" فلا يكفي أن يرى أحد الكفر وحده، ولا يكفي أن تراه جماعة أهل الرأي وليس لهم فيه دليل بيِّن لا امتراء فيه، بل مجرد شبه وتأولات لاترقى إلى اليقين القاطع، والبرهان الساطع.
فإن توفر شرط الخروج، فلابد من اعتبار المصلحة والمفسدة المرتبة عليه، والتي لا تتصور أبداً في تفجير مبان أو مرافق عامة، ولا في قتل أشخاص مستأمنين أو لهم شبهة أمان، وإذا كان الأمر كذلك فسبيل التفجير سبيل ينبغي أن يعلن رفضه في المجتمعات الإسلامية.
بل إن سلوك مسلك التفجير في بلاد الإسلام لايخلو من اقتراف كبائر موبقة، فقل أن يسلم من تلك الحوادث نفر ممن يظهر الإسلام، أو لا سبيل إلى تيقن كفرهم، واقرأ سورة الفتح وتأمل قول الله تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [الفتح: 25]، فكيف تعارض النصوص العاصمة للدماء بشبه وأمور لم تفهم على وجهها، كقياس من أفسد القياس على مسألة التترس التي لم يتصور المستدل بها صورتها المجمع عليها والتي تقضي باستئصال شأفة جيش المسلمين إن هم أحجموا عن رمي الترس، فيجعل بعض هؤلاء رمي الترس جائز مطلقاً ويزعم أن الأمة أجمعت على هذا الباطل! ثم يقيس عليه ما هو فيه، فيعارض النصوص الصريحة بلا أصل مؤسس ولا فرع محقق. في الصحيحين أن أسامة بن زيد رضي الله عنه لمَّا صَبّحوا الحُرَقات من جُهينة أدرك رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فقتله -لظنه أنه قالها تعوذاً- فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقال لا إله إلا الله وقتلته"، قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا"، فما زال يكررها عليّ حتى تمنيتُ أني أسلمت يومئذ، فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلماً حتى يقتله ذو البطين - يعني أسامة - قال رجل: ألم يقل الله: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة:193)، فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل في قصة قتل موسى عليه السلام للقبطي الكافر الظالم في دولة ملحدة رئيسها فرعون، ومع ذلك يسأل موسى ربه أن يغفر له، بل قال عليه السلام: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) [القصص: 15]، ولم يسمه جهاداً بل حكم على نفسه بالظلم، وسوف يعتذر بهذا الفعل عن الشفاعة الكبرى يوم القيامة، هذا مع أنه لم يرد قتله، فماذا يقول هؤلاء المترخصون الخائضون في دماء المسلمين والآمنين فالله المستعان.
وإذا دخل الناس في الفتن وتلوثت الأيدي بالدماء، شق بعدها الخروج منها، ففي صحيح البخاري، عن ابن عمر أنه قال: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله".
وفيه أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً".
قال بن حجر: "وقد ثبت عن ابن عمر أنه قال لمن قتل عامداً بغير حق: "تزود من الماء البارد، فإنك لا تدخل الجنة".
وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمر: "زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم"، قال الترمذي: حديث حسن، وقد أخرجه النسائي بلفظ: "لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"، قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي؟ فكيف بالمسلم؟ فكيف بالتقي الصالح؟ ".
ألا فليتق الله من ركب هذا الخطر، وليتب إلى الله منه قبل أن يلقى ربه بدماء معصومة، تجعله في مصاف المفسدين الذين اجترح ما اجترح نكاية بهم.
إن علينا لزوم منهج الأنبياء والمرسلين (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [النحل: 35]، وأما الجهاد فإنه قائم ماض إلى يوم القيامة، وله أماكنه وشروطه كما في فلسطين والعراق وغيرهما، وليس من الجهاد في شيء ترويع الآمنين، واستباحة دماء المسلمين.
هذا والله أسأل أن يلهمنا البصيرة في الدين، وترسم خطى أهل العلم الراسخين، من الصحابة المرضيين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:56]ـ
بارك الله في فضيلة الشيخ ناصر العمر ونفع المسلمين بعلمه، وجزاك الله خيرًا آخانا آل عامر على هذا النقل الطيب النافع.
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 07:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رفعتُ كتاباً قيّماً لأحد علماء أهل الثغور فيه تعقيبات على الشيخ ناصر العمر حفظه الله وهداه
جزاكم الله خيرا ...
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 12:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:17]ـ
الشيخ المفضال / علي بن أحمد .. نفع الله به
شكر الله مرورك،وأعظم أجرك
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:20]ـ
الأخ الكريم / النجدي
الأخ الكريم/ ابن رجب
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:24]ـ
وأياكم ياأخانا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:58]ـ
للشيخ محمد اسماعيل المقدم سلسلة صوتية اسمها (نصيحة موضوعية) يناقش المسألة نقاشا علميا بحتا لمن اراد الزيادة
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 11:34]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد، وزادك الله من فضله
ـ[طه محمد]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 03:34]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد، وزادك الله من فضله
جزاك الله مثله هذا من بعض ما عندكم(/)
«حكم وصف خلافة عثمانَ رضي اللَّهُ عنه بأنها فجوة.»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:24]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«حكم وصف خلافة عثمانَ رضي اللَّهُ عنه بأنها فجوة.»
سُئل شيخنا العلاّمة عبد العزيز بن عبد اللَّهِ الرَّاجِحِيّ ـ سلَّمهُ اللَّهُ ـ في (شَرح أصُول السُّنَّةِ للإمامِ أحمدَ بنِ حنبل):
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما حكم من قال إن خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- امتداد لخلافة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وخلافة عثمان -رضي الله عنه- فجوة بينهما؟
فأجاب:
هذا ضال كيف فجوة، مدة طويلة الآن فجوة الآن بعد وفاة أبي بكر وعمر تكون فجوة، كيف هذا؟ وكيف امتداد خلافة علي امتداد لخلافة أبي بكر وعمر، وبينهم فاصل؟ معنى هذا ما اعترف بخلافة عثمان، هذا وقد قال العلماء من فضل عليا على عثمان، من قدم عليا على عثمان في الخلافة فقد أزرى بالمهاجرين، أزرى بالمهاجرين والأنصار احتقرهم رأيهم، أجمعوا إجماعا كاملا، ما في إجماع مثل الإجماع على خلافة عثمان أبدا، خلافة الصديق -رضي الله عنه- تأخر علي وجماعة تأخروا، تأخر علي -رضي الله عنه- لما غاضبته، فاطمة تطلب إرثها من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين لها إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يورث، وتأخر علي أيضا أما عثمان إجماع فكيف يقال بعد هذا أنها فجوة، هذا ما أدري ولا أعرف سمعت أحدا يقول مثل هذا الكلام، لا هو قول الشيعة، ولا هو قول أحد كيف ما سمعت مثل هذا الكلام هذا، هذا كلام جاهل ما يفهم هذا يقول هذا الكلام هذا جاهل مركب، يقول كيف خلافة علي امتداد لخلافة أبي بكر، وخلافة عثمان اثنى عشرة سنة فجوة، إما جاهل مركب وإلا أنه عنده خلل في التصور والاعتقاد في الصحابة والخلافة. اهـ
وسُئل شيخنا العلاّمة صالح الفوزان ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
كتاب العدالة الاجتماعية: أن خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فجوة بين خلافة عمر رضي الله عنه وخلافة علي رضي الله عنه، ويقول آخرون: أنه لم يقم خير قيام، بل قرب جماعته من بني أمية إليه ودفع إليهم أموال المسلمين من بيت المال، فما تعليقكم على هذا؟
فأجاب:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00791-27.ra
وسُئل أيضًا:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، وهذا سائل يقول: ما الحكم فيمن يصف خلافة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بأنها فجوة وأن خلافة علي رضي الله عنه امتداد لخلافة الشيخين، ويقول إن الخلافة أدركت عثمان وهو شيخ كبير ومن ورائه مروان بن الحكم يصرف الأمور بكثير من الانحراف عن الإسلام؟
فأجاب:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00611-36.ra
وسُئل أيضًا:
يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: ما حكم من يقول هذه المقالة: إن خلافة عثمان رضي الله عنه فجوة في التاريخ الإسلامي، وإن خلافة علي هي الامتداد الصحيح للخلافة الإسلامية؟
فأجاب:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00207-03.ra
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول: ما معنى أن خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه فجوة بين الشيخين وبين علي بن أبي طالب وهل هذا الكلام صحيح؟:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds.aspx?url=/AlFawzan/sounds/00335-20.ra
قال (باسل علوظي برلين) في رسالته (الشورى في الإسلام):
(وبعد مقتل عثمان رضي الله عنه، ولم يكن عثمان قد قدم أي مرشح أو مجموعة مرشحين للخلافة من بعده، ومع توسع الدولة الإسلامية لم يعد سهلًا أن يجتمع أهل الحل والعقد في مكان واحد، وزاد على ذلك الخلاف الذي وقع بن علي رضي الله عنه وبين معاوية رضي الله عنه بداية حول القصاص بدم عثمان رضي الله عنه، فصارت فجوة، وظهر فراغ، أدى إلى فتنة واقتتال بين المسلمين حتى حسم بمقتل أحد الخليفتين وهو علي رضي الله عنه، ومما لا شك فيه بين أهل السنة أن المسلمين لو اتفقوا على علي أو على معاوية رضي الله عنهما لكان خيرًا من الاقتتال فكلاهما من أهل الفضل وإن زاد فضل علي على معاوية رضي الله عنه، فإنه يبقى صحابي جليل له فضله وقدره وجهاده في الإسلام، ولكنها الفتنة التي نريد أن نتعلم منها درسًا حتى لا نقع فيها، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وعلينا أن نجتهد في ذلك، ونتوكل على الله مع بذل الأسباب.)
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=2976
ما رأيكم ـ أيّها الأحباب ـ في كلام باسل علوظي برلين؟
وهل يوجد اِلْتباس؟
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
سَدَّدَهُ اللَّهُ فيما يخفي ويبدي إنه بكل خيرٍ كفيل وعلى كل شئٍ وكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 04:13]ـ
لا ريب بأن من قال بأن خلافة عثمان رضي الله عنه فجوة، فقد خالف الصواب، وتجاوز الحدود، وضل ضلالا مبينا في هذا الأمر، نسأل الله أن يعفو عنا وعنه.
وما أجمل ما قاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما سئل عما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم: تلك فتنة سلم الله منها أيدينا فلنسلم منها ألسنتنا. اهـ
إن السكوت عن الفتن التي وقعت بين الصحابة هو الحق المبين والصراط المستقيم، قال النبي (ص): " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " الحديث، وقد صححه الألباني رحمه الله.
الله اهدنا وأعطنا واجمعنا ولا تفرقنا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 04:48]ـ
جزاك الله خيرا. نعم يوجد التباس وهو أن كلام باسل علوظي عما حصل من الفجوة بعد مقتل عثمان لا أثناء فترة خلافته، إنه يتحدث عن مرحلة الفتنة التي تلت مقتله رضي الله عنه، وهو واضح من مطلع النص الذي نقلت.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 07:04]ـ
نعم كما قال الإخوة الكرام كلامه ملبس، والذي ألبس في كلامه هو ذكره أن الفجوة بعد مقتل عثمان، والذي يجب على المؤمن الصادق أن يترك ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ولو كان هذا من باب أخذ العبر والدروس كما يقول صاحب المقال، فما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم فتنة، وقاتلهم ومقتلوهم في الجنة بإذن الله تعالى، والله يرحمنا برحمته ويتجاوز عن الجميع بقدرته.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:09]ـ
المَشَايخ الفضلاء: عَبْد المُحْسِن بن عَبد الرَّحمن،عَبْد اللَّهِ الشّهريّ،وَليد الدّلبحيّ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا، ونفع بكم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:17]ـ
في " العدالة الاجتماعية " هفوات وزلات تراجع عنها صاحبها رحمه الله وأحسن إليه، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه، ويبقى أن هذا الكلام المثار حول الصحابة إنما تلقفه بعض دعاة العقلانية والليبرالية من أفواه المستشرقين، وهم أخذوه من تراث المعتزلة، وأصبح الخليفة الشهيد عثمان رضي الله عنه وكذلك الفترة الأموية من التاريخ الإسلامي من أكثر المداخل التي طعن بها دعاة الضلالة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:23]ـ
الشّيخ الحبيب / أبا حماد:
جزاكم اللَّهُ خيرًا.
في " العدالة الاجتماعية " هفوات وزلات تراجع عنها صاحبها رحمه الله وأحسن إليه.
حبذا لو تنقل لنا (تراجع) الأستاذ سَيّد قطب ـ رحمه اللَّهُ ـ عن طعنه في خلافة عثمانَ رضي اللَّهُ عنه.
أحسن اللَّهُ إليكم.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:35]ـ
شكر الله لكم.
ـ[المرجان]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 03:28]ـ
في " العدالة الاجتماعية " هفوات وزلات تراجع عنها صاحبها رحمه الله وأحسن إليه، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه، ويبقى أن هذا الكلام المثار حول الصحابة إنما تلقفه بعض دعاة العقلانية والليبرالية من أفواه المستشرقين، وهم أخذوه من تراث المعتزلة، وأصبح الخليفة الشهيد عثمان رضي الله عنه وكذلك الفترة الأموية من التاريخ الإسلامي من أكثر المداخل التي طعن بها دعاة الضلالة.
الشيخ الفاضل أين تراجع عنها؟
هل يمكنك تزويدي بالمرجع الذي أعلن فيه تراجعه؟
ولك مني الشكر الجزيل
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 05:50]ـ
ليت الإخوان يتجنبون الكلام في سيد قطب رحمه الله، فقد أفضى إلى ما قدم، وهو الآن بين يدي رب رحيم عليم بالقلوب، يغفر لمن شاء من عباده، فإن كان ربه قد غفر له، فلنمسك عن رجل مغفور له، وإن لم يكن كذلك فهو الآن عند مولاه يحاسبه، ولسنا نحن الذين نحاسبه، وبإيجاز أقول لنمسك عن الأشخاص، ولتكن أحاديثنا موضوعية، يقال إنه قد أخطأ في كذا وكذا، وإن كان قد تراجع، وهذا الأليق بفكره ورجاحة عقله رحمه الله فيبين ذلك، ولا يطعن فيه.
لا سيما وأنه قد قتل قتلة محمودة فيما يظهر، والله يتولى السرائر، وأيضا قد كتب في الشفاعة له إمام أهل السنة والجماعة عبد العزيز بن باز، لثني قاتله عن قتله، وكذلك عني بشأنه الملك فيصل رحمه الله، فالله الله يا إخوان في الإعراض عن الموتى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولله در شيخنا ابن باز رحمه الله، وقد ورد ذكر الحجاج بن يوسف الثقفي - قاتل العلماء - في الدرس، فسئل عنه فقال: نحن لا نحبه ولا نسبه، وقد نهي عن سب الأموات.
وسألت شيخنا ابن قعود رحمه الله وغفر له، عن رجل فتكلم عنه وأغلظ فيه القول، وكان حينها من الأحياء، فلما مات سألته عنه مرة أخرى، فقال: أفضى إلى ماقدم، ولم يزد عليها، رحمه الله وغفر له.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 10:33]ـ
ليت الإخوان يتجنبون الكلام في سيد قطب رحمه الله، فقد أفضى إلى ما قدم، وهو الآن بين يدي رب رحيم عليم بالقلوب، يغفر لمن شاء من عباده، فإن كان ربه قد غفر له، فلنمسك عن رجل مغفور له، وإن لم يكن كذلك فهو الآن عند مولاه يحاسبه، ولسنا نحن الذين نحاسبه، وبإيجاز أقول لنمسك عن الأشخاص، ولتكن أحاديثنا موضوعية، يقال إنه قد أخطأ في كذا وكذا، وإن كان قد تراجع، وهذا الأليق بفكره ورجاحة عقله رحمه الله فيبين ذلك، ولا يطعن فيه.
لا سيما وأنه قد قتل قتلة محمودة فيما يظهر، والله يتولى السرائر، وأيضا قد كتب في الشفاعة له إمام أهل السنة والجماعة عبد العزيز بن باز، لثني قاتله عن قتله، وكذلك عني بشأنه الملك فيصل رحمه الله، فالله الله يا إخوان في الإعراض عن الموتى.
ولله در شيخنا ابن باز رحمه الله، وقد ورد ذكر الحجاج بن يوسف الثقفي - قاتل العلماء - في الدرس، فسئل عنه فقال: نحن لا نحبه ولا نسبه، وقد نهي عن سب الأموات.
وسألت شيخنا ابن قعود رحمه الله وغفر له، عن رجل فتكلم عنه وأغلظ فيه القول، وكان حينها من الأحياء، فلما مات سألته عنه مرة أخرى، فقال: أفضى إلى ماقدم، ولم يزد عليها، رحمه الله وغفر له.
اسمع أخي الكلام في سيد قطب وغيره ليس تشهياً
الرجل كتبه تطبع ويتأثر بها كثيرون
فالتحذير من أخطائه ونقدها هو خدمةٌ له بالدرجة الأولى لئلا يتبعه الناس على أخطائه
فالتحذير من هذه الأخطاء لم يأتِ للتشفي بل هو معالجة لأخطاء منتشرة في العالم الإسلامي
وما زال أهل العلم يردون أخطاء أناس هم أعلم وأعظم شأناً من سيد قطب
فقد رد ابن قدامة المقدسي على ابن عقيل الحنبلي
ورد ابن تيمية على الرازي والغزالي وغيرهم
ولو ذهبنا نستقصي هذا لطال بنا المقام
والمقصود أن الإعراض عن الكلام في أهل البدع من الموتى ورعٌ بارد لم يعمل به أحدٌ من علماء الأمة الناصحين
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:59]ـ
البيان لابد منه، حتى لا يتبع العالمَ من لم يفطن لتلك الأخطاء
لكن الشأن في طريقة النقد، فإنَّ من الناس من لا يحسن النقد؛ فتجده أحياناً يحمِّل كلام المنتقَد ما لايحتمله، أو يشتدُّ في التضليل والتبديع أو التكفير أحياناً في غير موضعه
فأما إذا تحقق ضلال الشخص أو كفره فلا إشكال
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:13]ـ
الأخ الكريم عبد الله الخليفي وفقه الله
أولا تشكر على حماسك وحرصك، ولكن يبدو أنك قد قرأت كلامي علي عجالة من أمرك ولم تتأمل فيه، فجاء ردك علي قاسيا لا أستحقه، ولو تأملت كلامي لوجدت أني قلت في مداخلتي الأولى: [فقد خالف الصواب، وتجاوز الحدود، وضل ضلالا مبينا في هذا الأمر].
وقلت في مداخلتي الثانية: [ولتكن أحاديثنا موضوعية، يقال إنه قد أخطأ في كذا وكذا]
فأنا دعوت إلى أن تكون ردودنا موضوعية بعيدة عن الطعن في الأشخاص ولمزهم، ولم أقل إن أهل العلم الذين ردوا عليه خطأه إنما فعلوا ذلك تشهيا، فإن العلماء الذين بينوا خطأه كما في أصل الموضوع قد أصابوا وهذا هو الواجب عليهم، فيرد الضلال والخطأ ممن أتى به ولا زال العلماء على ذلك يبينوا خطأ من أخطأ لئلا يغتر الناس بكلامهم ويعملوا به، ثم إن سيد قطب رحمه الله ليس من العلماء، ولعل وقوعه في تلك الزلات الكبار بسبب عدم طلبه للعلم، نعم هو له جهاده واجتهاده، في مواجهة من في زمنه وعصره، إلى أن قتل، كذلك عليه أخطاؤه وزلاته التي يجب على أهل العلم أن يبينوها للناس، كما أن قولي إنه ليس من العلماء، ليس طعنا فيه، أو انتقاصا.
أود أن أؤكد لك أخي الفاضل ولغيرك أني دعوت إلى الموضوعية في الطرح، ولم أقل إننا لا نرد خطأ من أخطأ، لا سيد ولا غيره، وأعوذ بالله أن أقول ذلك.
أخي عبد الله الخليفي رفقا بأخيك فقد ظلمته عفا الله عنك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:45]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
من أراد نقد كلام أخينا الشَّيْخِ الحَبِيْبِ أبي حَمَّاد ـ سلَّمَهُ اللَّهُ ـ فلا حرج ولكن بالأسلوب العلمي!.
وأما التجني عليه = فلا!
ولا أظن أحدًا يرضَاه لنفسه.
أسأل اللَّه أن يوفِّق أهل السُّنَّةِ ويؤلف بينهم، ويُشغلهم فيما يُحب ويرضى.
[حول تراجع الأستاذ سَيِّد قُطب]
قالَ الأسْتَاذُ (مُحَمَّدُ بنُ إبرَاهِيمَ شَقرَة): «فهل يُعذَرُ سيِّد ـ عفا اللَّهُ عنهُ ـ فيما أنشب فيه سِنَّ قَلمه من أعراض الصحابة ـ رضوان اللَّهِ عليهم ـ سَواء أكان هذا منه بجهلٍ،أم بخطإ، أم بعمد؟!
ولا يُقال ـ ها هنا ـ ما قد سمعناه من بعضهم بأنّ سَيِّدًا تراجعَ عن كلامه هذا!! لأننا لم نرَ تراجعه هذا، ولم نتوثَّق منه.علمًا بأن دعوى التراجع ـ هذه ـ تحمل بين طيّاتها اعترفًا صارخًا بأخطاء سيِّد المذكورة،فإن تراجع عنها حقًا، فإن ذكرها وكشفها لا يناقض تراجعه،وإن لم يتراجع؛فإن بيانها وإظهارها وَاجِبٌ شَرْعِيٌّ.» اهـ كلامه.
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:11]ـ
جاء في كتاب (سيد قطب , صاحب الظِلال) ص14 , 15 , وطبعته مكتبة المنار الإسلامية
لمؤلفيه: أ. د توفيق الواعي , أ. إبراهيم منير
(ابتدأ الأستاذ سيد قطب في الأربعينيات الكتابة عن الإسلام العام , ولم يكن قد أدرك بعد أعماق هذا الدين , ولم يسبر أغواره بمسبار , فكتب كتاب " العدالة الاجتماعية " مستعرضا نظام الحكم والمال , وتركه مع إهداء جميل: (إلى الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين فرأيتهم بواقع الحياة قائمين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في مستقبل قريب جد قريب) ... ثم عهد إلى أخيه محمد في مصر لطباعته , وطبعه الأستاذ محمد مع هذا الإهداء , في الوقت الذي كانت الحكومة المصرية آنذاك تنكّل بالإخوان وتودعهم المعتقلات تمهيدًا لاغتيال الإمام الشهيد البنا .. وقد ظنت الحكومة أن الأستاذ سيد قطب هو أحد أعضاء الإخوان , وأن الكتاب مهدى إلى شباب الإخوان , فصادرت الكتاب ولم تسمح بنشره إلا برفع الإهداء , فرفع الإهداء في الطبعة التالية) (1)
ــــــــــــ
الهامش:
(1) لقد تخلى الشهيد عن هذا الكتاب بعد أن اتصل بالإخوان المسلمين وتغيّرت نظرته واهتماماته وتطوّر منهجه إلى المنهج الإسلامي الخالص , ولكن مع تخليه عن هذا الكتاب يصرّ بعض الإسلاميين إلى التشهير بأنه في هذا الكتاب يميل إلى الفكر الاشتراكي ويخطّئ الصحابة كمعاوية بن أبي سفيان في بعض اجتهاداته .. ولم يلتفت هؤلاء إلى أن الشهيد تخلّى عن هذا الكتاب كله. ا. هـ
....................
قلت: ولم يذكر المؤلفان مصدرا لتراجع سيد قطب - رحمه الله - عن الكتاب .. وتراجعه لا شك أنه مُفْرح للمسلم الذي يحب أن يجري الحق على لسان أخيه.
ولا أظن أن هذا إدّعاء سهل , فنأمل من الله أن يوفقنا للعثور على ما يُؤيد ذلك , فقط إحقاقا للحق إن كان قد تراجع عنه.
ومما يزيد من قوة هذا قول سيد - رحمه الله - في كتابه معالم في الطريق ص 73 , حيث قال:
(ترى لو كان أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - قد أمنوا عدوان الروم والفرس على الجزيرة أكانوا يقعدون إذن عن دفع المد الإسلامي إلى أطراف الأرض؟ وكيف كانوا يدفعون هذا المد , وأمام الدعوة تلك العقبات المادية من أنظمة الدولة السياسية , وأنظمة المجتمع العنصرية والطبقية , والاقتصادية الناشئة من الاعتبارات العنصرية والطبقية، والتي تحميها القوة المادية للدولة كذلك؟!
إنها سذاجة أن يتصور الإنسان دعوة تعلن تحرير " الإنسان " .. نوع الإنسان .. في " الأرض " .. كل الأرض .. ثم تقف أمام هذه العقبات تجاهدها باللسان والبيان! .. إنها تجاهد باللسان والبيان حينما يخلى بينها وبين الأفراد، تخاطبهم بحرية، وهم مطلقو السراح من جميع تلك المؤثرات ...... ) إلخ كلامه غير المهم في هذا المقام من النقاش.
هذا ما استطعت الوصول إليه الآن وعلى عجل. وجزاكم الله خيرا
.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:11]ـ
بارك الله في الجميع، ونفع بكم الإسلام والمسلمين، والنقاش العلمي يكون بأدب الحوار والنقاش، والنقاش يكون بغير التجريح، أو التطاول بأي كلام كان، نرجو من الجميع الحرص على هذا الأمر، وأنتم أهل لهذا الأدب الرفيع في النقاش العلمي الجاد، بارك الله فيكم جميعاً.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:33]ـ
وهنا يترضى عن الصحابة - رحمه الله - (في كتابه معالم في الطريق):
لقد خرَّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم - جيلاً مميزًا في تاريخ الإسلام كله وفى تاريخ البشرية جميعه. ثم لم تعد تخرج هذا الطراز مرة أخرى .. نعم وُجد أفراد من ذلك الطراز على مدار التاريخ. ولكن لم يحدث قط أن تجمَّع مثل ذلك العدد الضخم، في مكان واحد، كما وقع في الفترة الأولى من حياة هذه الدعوة.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:46]ـ
وهنا كلام العلامة بكر أبو زيد عندما ردّ على فضيلة الشيخ ربيع المدخلي - وفقهما الله -:
أولا: رأيت الاعتماد في النقد من كتب سيد - رحمه الله تعالى - من طبعات سابقة مثل " الظلال " , و " العدالة الاجتماعية " مع علمكم كما في حاشية (ص/29) وغيرها , أن لها طبعات معدّلة لاحقة.والواجب -حسب أصول النقد والأمانة العلمية - تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب؛ لأن مافيها من تعديل ينسخ مافي سابقتها , وهذا غير خافٍ - إن شاء الله تعالى - على معلوماتكم الأولية , لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا؟ وغير خاف ما لهذا من نظائر لدى أهل العلم فمثلاً كتاب " الروح " لابن القيم - رحمه الله تعالى- لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعلّه في أول حياته , وهكذا في مواطن لغيره ,
وكتاب العدالة الاجتماعية هو أوّل ما ألّف في الإسلاميات والله المستعان. (انتهى كلام الشيخ بكر أبو زيد)
...................... .
و أنني لم أرد نقل رسالة الشيخ بكر -حفظه الله- كاملة لأن المقام ليس مقامها - على الأقل حتى الآن -.
وفقنا الله وإياكم وجميع علمائنا ومشائخنا إلى العلم النافع والعمل الصالح و ثبتنا على الحق اعتقادا وقولا وعملاً.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:29]ـ
فقط أنبه إخواني لأمر هام في الحكم على من يخطأ في أمور الدين العِظام
هل يختلف الحكم على الرجل بحسب أصوله الإعتقادية؟
أعني
هل يُنظر في أصول هذا الرجل أهي أصول أهل السنة والجماعة فيُعذر , أو تكون أصوله بدعية فيُذكر حتى يُحذر؟!!
أم أن كل ميت مات على الإسلام في ظاهره يُمسك عن الكلام فيه وفي أخطائه؟
وهل من يطعن في أحد الخلفاء الراشدين أو الأصحاب المكرمين يكون ذا أصول سُنية؟؟
الجواب: بالتأكيد لا.
فإما أن يكون لم يطّلع على هذا الأصل وهو الإمساك عما شجر بينهم وألا يُذكروا إلا بالجميل .. وهذا بعيد فيمن له تؤاليف تتكلم عن الدين ويغفل عن العلم بحال ومآل حملة الدين رضي الله عنهم وأرضاهم؟!!
وإما إنه علم هذا الأصل ولم يقبله , ومن رد أصل كهذا من أصول أهل السنة لم يكن منهم بالتأكيد.
يقول شيخ الإسلام في أهل السنة:
أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي؛ ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله. أهـ
قال سيد قطب في كتابه: [كتب وشخصيات] ص/ [242 - 243]: [[
إن معاوية وزميله عمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح. أهـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
فلو كان عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وأمثالهما ممن يتخوف منهما النفاق لم يولوا على المسلمين؛ بل عمرو بن العاص قد أمره النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يول على المسلمين منافقاً، وقد استعمل على نجران أبا سفيان بن حرب أبا معاوية، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان نائبه على نجران، وقد اتفق المسلمون على أن إسلام معاوية خير من إسلام أبيه أبي سفيان، فكيف يكون هؤلاء منافقين والنبي صلى الله عليه وسلم يأتمنهم على أحوال المسلمين في العلم والعمل؟!!! أنتهى كلامه
يقول سيد قطب في العدالة الإجتماعية [ص:161]:
[[مضى عثمان إلى رحمة ربه، وقد خلف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكن لها في الأرض، وبخاصة في الشام، وبفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام، من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال والمنافع، مما أحدث خلخلة في الروح الإسلامي العام. وليس بالقليل ما يشيع في نفس الرعية ـ إن حقاً وإن باطلا ـ أن الخليفة يؤثر أهله، ويمنحهم مئات الألوف؛ ويعزل أصحاب رسول الله ليولي أعداء رسول الله]].أهـ المقصود
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
بل أبلغ من هذا أنه ـ ولله الحمد ـ لم يكن من الخلفاء الذين لهم ولاية عامة: من خلفاء بني أمية، وبني العباس أحد يتهم بالزندقة والنفاق وبنو أمية، لم ينسب أحد منهم إلى الزندقة والنفاق وإن كان قد ينسب الرجل منهم إلى نوع من البدعة، أو نوع من الظلم، لكن لم ينسب أحداً منهم من أهل العلم: إلى زندقة ونفاق. أهـ
فهذا كلام سيد قطب وهذه ردود شيخ الإسلام على من وافقهم سيد في أصولهم وهذا غيض من فيض فهناك أخطاءه في باقي أبواب العقيدة في الصفات وفي وحدة الوجود وفي التكفير بالجملة.
فهل أصول سيد قطب توافق أصول أهل السنة والجماعة؟؟
فلا أدري من أي باب يوقر ويمُدح ويثنى عليه
فإن قال قائل من باب دعوته لتحكيم الشريعة - الحاكمية - وجاهده في ذلك وبذل نفسه في سبيلها.
أقول:
هو ذا فالرجل استطاب أصل من أصول الإسلام وزهد في الباقي ودعى إليه وحارب عليه وربنا سبحانه يقول {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ ?دْخُلُواْ فِي ?لسلْمِ كَآفَّةً} فهل يُمدح أو يُذم من يفعل فعله.
يقول سيد قطب في دراسات إسلامية (ص 86 - 92):
والأعجب من أسئلة هؤلاء أجوبة رجال الدين ودخولهم مع هؤلاء السائلين في جدل حول رأي الإسلام وحكم الإسلام في مثل هذه الجزئيات، وفي مثل هذه القضايا، في دولة لا تحكم بالإسلام.
ما للإسلام اليوم وأن تدخل المرأة البرلمان أو لا تدخل؟! ماله وأن يختلط الجنسان أو لا يختلطان؟
ما له وأن تعمل المرأة أو لا تعمل؟
ما له وما لأي مشكلة من مشكلات النظم المطبقة في هذا المجتمع الذي لا يدين للإسلام ولا يرضى حكم الإسلام؟
وما بال هذه الجزئيات وأمثالها هي التي يطلب أن تكون وفق نظام الإسلام، ونظام الإسلام كله مطرود من قوانين الدولة، مطرود من حياة الشعب؟!
إن الإسلام كل لا يتجزأ، فإما أن يؤخذ جملة وإما أن يترك جملة. أهـ
فهل يقول ذلك عاقل فضلاً عن عالم؟!!
ثم هل تعرفوا ماذا بعد الحاكمية إن حققها سيد قطب؟
يقول سيد قطب معركة الإسلام والرأسمالية" (ص 84):
. . . وبعد، فليطمئن المخلصون من المفكرين ورجال الفنون ومن إليهم أن حكم الإسلام لن يسلمهم إلى المشانق والسجون، ولن يكبت أفكارهم ويحطم أقلامهم وينبذهم من حمايته ورعايته، ولا يأخذوا الصيحات التافهة التي يصيحها اليوم رجال الدين المحترفون في وجه بعض الكتب وبعض الأفكار حجة!! فإنما هذه الصيحات تجارة رابحة اليوم وحرفة كاسبة، لأنهم يعيشون في عهد الإقطاع الذي يقيمهم حراسا لمظالمه وجرائمه، ولكي يبرروا وجودهم في أعين الجماهير يطلقون هذه الصيحات الفارغة بين الحين والحين، فأما حين يكون الحكم للإسلام، فلن يبقى لهؤلاء عمل، فسيكونون مجندين لعمل منتج نافع، هم وبقية المتعطلين المتمسكعين من كبار الملاك ورجال الأموال، ومن الموظفين والمستخدمين في الدواوين، ومن أحلاس المقاهي والمواخير والحانات، ومن المشردين في الشوارع والطرقات أو المصطلين للشمس حول الأجران. . . وكلهم في التبطل والتسكع سواء، بعضهم كاره مضطر، وبعضهم كسول خامل، وبعضهم مستغل مستهتر. أهـ
فأسال الله أن لا يؤاخذ سيداً بجهله وأن يعفو عنه إن كتب له ذلك وإن يقينا والمسلمين من شر أفكاره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 02:59]ـ
لدي تنبيه على بعض كلام أخينا ابن عقيل بعيدًا عن موضوع سيد قطب أحببت تنبيهه لها وحتى لا تلتبس على أحد:
وهل من يطعن في أحد الخلفاء الراشدين أو الأصحاب المكرمين يكون ذا أصول سُنية؟؟
الجواب: بالتأكيد لا.
هذا الكلام ليس على إطلاقه بارك الله فيك، الأصول السنية ليست فقط الموقف من الصحابة، فهناك باب الصفات والإيمان والقدر، ... وغيرها مما لا يخفاك.
ومن خالف في جزئية متصلة بأصل من هذه الأصول لا يخرجه ذلك عن أهل السنة وإنما نقول خالف أهل السنة في كذا بارك الله فيك وأوضح مثال على هذا ما رواه الدارقطني في سؤالات السلمي (ص329/بإشراف الشيخ سعد الحميد) رقم (419) أن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب .. وذكر قصة في آخرها قال الجوزجاني: ((سبحان الله! لا يوجد من يذبحها [يعني دجاجة]، وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفًا وعشرين ألفًا)).
ولا شك أن في هذا غمزًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومه ذلك نقل أبو بكر الخلال أن الإمام أحمد كان يجله ويكرمه إكرامًا شديدًا ويكاتبه.
وقال فيه ابن حبان في الثقات (8/ 81): ((كان حريزي [نسبة لحريز بن عثمان الناصبي] المذهب ولم يكن داعية وكان صلبًا في السنة حافظًا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره)).
ومن رد أصل كهذا من أصول أهل السنة لم يكن منهم بالتأكيد.
لابد من التقييد هنا فنقول ليس منهم في هذه الجزئية أو هذا الأصل، وأيضًا لابد أن نفرق بين من اتخذ الصحابة غرضًا فالأصل عنده الطعن في الصحابة، وبين من طعن في صحابي لموقف معين أخطأ بجهله في فهمه، لكن الأصل عنده تعظيم الصحابة. بارك الله فيك.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 07:40]ـ
بورك في الجميع على التفهم الجيد للموضوع؛ وأن المقصود ليس ذات سيد رحمه الله تعالى؛ فالرجل أفضى إلى ما قدم؛ غير أن بيان الأخطاء لا يجوز السكوت عنه بحال من الأحوال؛ والرجل أخطأ - ليس في موضوع الصحابة فحسب - بل كذلك في موقفه من فهم التوحيد - توحيد الألوهية - وموقفه من الأسماء والصفات وموقفه من العرش وتأويله له وموقفه من وحدة الوجود وغير ذلك.(/)
مقابلة الصور الرومية بالإسلام
ـ[قسورة]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختار الروم لأنفسهم طريق الغواية حين اتبعوا ملة العلمانية. ولمن لا يعرفها فإنها ملة ضلالتها هي اتخاذ الحجة مهجورة، ويصطلحون عليها باسم "نسبية الحقيقة" أي لا حجة، فهم يجحدون وجود الحق أو حتى الباطل، استبدلاهما بالصواب والخطأ.
ثم أودى الحال بالروم بعد اتباعهم لهذه الملة إلى أن يختلقوا أسماءً ما أنزل الله بها من سلطان اتبعوا بها الظن وما تهوى الأنفس. وهي نتائج لضلالهم وزيغهم كشأن أي قومٍ ضُلال. وقد تكون صورتها مبهرجة فيفتن بها بعض الجاهلين.
ومن سنن من كان قبلنا قول بني إسرائيل: {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (لأعراف: من الآية138). فهم رأوا صورةً فأعجبتهم، فأرادوا مقابلتها بما لديهم.
عندما تختار بين طريقين فإنك لا تأخذ مزاياهما معاً. وهذه سنةٌ ثابتة. فطريق الجنة محفوفٌ بالمكاره، وطريق النار محفوفٌ بالشهوات.
وهذا ما وقع فيه الصحابة رضوان الله عليهم أيضاً:
9884 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أناط فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله، هذا كما قال موسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم
الراوي: أبو واقد الليثي - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2180
ذهب قوم موسى، وذهب الصحابة، ولا نُسأل عما كانوا يعملون، وبقيت سنن الله في الأرض، بقيت وإن تغيّرت الأسماء والصور.
كانت فتنة المعتزلة والجهمية بسبب ترجمة الكتب الأعجمية وتأثرهم بها على مذهب "ذات أنواط". ثم تابعهم الفلاسفة والمتكلمون بمحاولة التوفيق بين الفلسفة وعلم الكلام والإسلام. وما أكثر الفتن التي نشأت تبعاً لذلك.
وهذه الأسماء والصور التي جاءت من عند الروم كانت نتيجةً لضلالهم، وهي ليست موجودةً عندنا أصلاً. خذ قضية مساواة المرأة بالرجل في العمل، فإن المرأة لا ولي لها عندهم، وإن لم تتزوج أو تعمل فلن تجد من يعولها أو يكفلها. بعد الثامنة عشرة يطردها أبوها من البيت. فلهذا ناقشوا مساواة المرأة بالرجل في العمل. نتيجةٌ طبيعية وضلالةٌ مركبة مبنية.
واليوم جاءتنا أسماء جديدة من نسج بيوت عناكب الروم: إنسانية، الفكر، الاستشراق، السلام، التعايش، الوطنية، تسامح، حرِّيَّة، مساواة، تشدد، تزمت، ثيوقراطية، المرأة، الطفل، الأسرة، الديمقراطية، تخلف، رجعية، تقدم، تنوير، الليبرالية، الحداثة، الاشتراكية، الشيوعية، الرأسمالية، الراديكالية، الدوغمائية، الاقتصاد، العلوم الإنسانية ... وأسماء جد كثيرة.
ولم تأت هذه المصطلحات كلها دفعةً واحدة كما يعرف المتابعون، بل كانت على فترات. فالقوم كل يومٍ في ضلالةٍ جديدة يتخبطون، يرقعون، يلبسون، يسمكرون.
واتباعاً للسنن بالإضافة إلى بعد المسلمين عن دينهم قاموا بإنشاء مراكز دراسات وأنشأوا الجامعات وألفوا الكتب وسعوا كل مسعى لتركيب هذه الصور وملاحقتها وتسمية هذه الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان باسم الإسلام.
وكل صورةٍ يربطونها بالإسلام بتعسف التأويل لها، فصاحب الديمقراطية يتأولها بالشورى،والاشتراكية يتأولها بالزكاة، والرأسمالية يتأولها بالاستخلاف.
ومنهم من يضيف صفة الإسلام الحق إلى ما ابتدعه الروم من الباطل، فاقتصاد وحداثة وفن وفكر.
وبعضهم يتأول الصفات الممتدحة لدى الروم زعماً بأنه سيهديهم بها إذا تأولها في الإسلام كالحرية والانفتاح والتسامح والحوار والسلام والتعايش والمساواة والإخاء وقضايا المرأة والطفل والإنسانية وقيم الخير والفضيلة والحق والجمال، وغيرها وغيرها.
ثم ماذا؟ إلى متى؟
جاء أبي حفظه الله بمجموعة من الجداول المدرسية الكرتونية مطبوعةً عليها اسم قرطاسيته ليوزعها على الزبائن مع انتهاء الحساب. فأخذت الجداول ووقفت بجانب الباب لأعطيها للزبائن المغادرين تاركاً المكتبة تموج بمن فيها. فلما شاهدني والدي على ذلك جاء ولطمني لطمةً شديدة وأخذ مني الجداول وأمرني بالاهتمام بالزبائن وترك الجداول. وقد كنت في الابتدائية حينها ووعيت هذا الدرس.
وهذا هو الذي حصل مع المسلمين اليوم. سهل عليهم الكلام والفلسفة والتشدق والتغني بعظمة الإسلام واحتوائه الصور جميعها على وجه الأرض، وتركوا ما أمرهم الله به وانشغلوا بما لا يعنيهم. بل وأصبحوا يلومون من ينكر عليهم ذلك ويأمرهم بالرجوع إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويصفونه بما يصفهم به أعداء الإسلام: جمود، رجعية، تخلف، تزمت.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ". رواه مسلم (50).
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (قّ:37)(/)
التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام - للمحدث العلامة: الألباني رحمه الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 10:49]ـ
سؤال:
فضيلة الشيخ لا شك أنكم تعلمون بأن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل بالعقيدة، ومسائل الاعتقاد، ومن حيث الافتراق في المناهج وإهمال نشر الدعوة الإسلامية في أكثر بقاع الأرض طبقاً للعقيدة الأولى والمنهج الأول الذي صلحت به الأمة، وهذا الواقع الأليم لا شك بأنه قد ولد غيرة عند المخلصين ورغبة في تغييره وإصلاح الخلل، إلا أنهم اختلفوا في طريقتهم في إصلاح هذا الواقع؛ لاختلاف مشاربهم العقدية والمنهجية – كما تعلم ذلك فضيلتكم – من خلال تعدد الحركات والجماعات الإسلامية الحزبية والتي ادعت إصلاح الأمة الإسلامية عشرات السنين، ومع ذلك لم يكتب لها النجاح والفلاح، بل تسببت تلك الحركات للأمة في إحداث الفتن ونزول النكبات والمصائب العظيمة، بسبب مناهجها وعقائدها المخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به؛ مما ترك الأثر الكبير في الحيرة عند المسلمين – وخصوصاً الشباب منهم – في كيفية معالجة هذا الواقع، وقد يشعر الداعية المسلم المتمسك بمنهاج النبوة المتبع لسبيل المؤمنين، المتمثل في فهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان من علماء الإسلام؛ قد يشعر بأنه حمل أمانة عظيمة تجاه هذا الواقع وإصلاحه أو المشاركة في علاجه.
فما هي نصيحتكم لإتباع تلك الحركات أو الجماعات؟
وما هي الطرق النافعة الناجعة في معالجة هذا الواقع؟
وكيف تبرأ ذمة المسلم عند الله عز وجل يوم القيامة؟
الجواب:
///يجب العناية والاهتمام بالتوحيد أولاً كما هو منهج الأنبياء والرسل عليهم السلام:
بالإضافة لما ورد في السؤال – السابق ذكره آنفاً – من سوء واقع المسلمين، نقول:إن هذا الواقع الأليم ليس شراً مما كان عليه واقع العرب في الجاهلية حينما بعث إليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛لوجود الرسالة بيننا، وكمالها، ووجود الطائفة الظاهرة على الحق، والتي تهدي به، وتدعو الناس للإسلام الصحيح:عقيدة، وعبادة، وسلوكاً، ومنهجاً، ولا شك بأن واقع أولئك العرب في عصر الجاهلية مماثل لما عليه كثير من طوائف المسلمين اليوم!.
بناء على ذلك نقول: العلاج هو ذاك العلاج،والدواء هو ذاك الدواء، فبمثل ما عالج النبي صلى الله عليه وسلم تلك الجاهلية الأولى، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم – جميعهم – أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى " لا إله إلا الله "، ويعالجوا واقعهم الأليم بذاك العلاج والدواء نفسه. ومعنى هذا واضح جداً؛ إذا تدبرنا قول الله عز وجل {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21).
فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر وفي كل وقت وحين، ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولاً، ومن عبادتهم ثانياً، ومن سلوكهم ثالثاً.ولست أعني من هذا الترتيب فصل الأمر الأول بدءاً بالأهم ثم المهم، ثم ما دونه! وإنما أريد أن يهتم بذلك المسلمون اهتماما شديداً كبيراً، وأعني بالمسلمين بطبيعة الأمر الدعاة، ولعل الأصح أن نقول: العلماء منهم؛لأن الدعاة اليوم – مع الأسف الشديد – يدخل فيهم كل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم، فصاروا يعدون أنفسهم دعاة إلى الإسلام، وإذا تذكرنا تلك القاعدة المعروفة – لا أقول: عند العلماء فقط بل عند العقلاء جميعاً – تلك القاعدة التي تقول: "فاقد الشيء لا يعطيه " / فإننا نعلم اليوم بأن هناك طائفة كبيرة جداً يعدون بالملايين من المسلمين تنصرف الأنظار إليهم حين يطلق لفظة: الدعاة. وأعني بهم:جماعة الدعوة، أو: جماعة التبليغ " ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (لأعراف: من الآية187).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم من طريقة دعوتهم أنهم قد أعرضوا بالكلية عن الاهتمام بالأصل الأول – أو بالأمر الأهم – من الأمور التي ذكرت آنفاً، وأعني: العقيدة والعبادة والسلوك، وأعرضوا عن الإصلاح الذي بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم بل بدأ به كل الأنبياء، وقد بينه الله تعالى بقوله:ل {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: من الآية36). فهم لا يعنون بهذا الأصل الأصيل والركن الأول من أركان الإسلام – كما هو معلوم لدى المسلمين جميعاً – هذا الأصل الذي قام يدعو إليه أول رسول من الرسل الكرام ألا وهو نوح صلى الله عليه وسلم قرابة ألف سنة، والجميع يعلم أن الشرائع السابقة لم يكن فيها من التفصيل لأحكام العبادات والمعاملات ما هو معروف في ديننا هذا لأنه الدين الخاتم للشرائع والأديان، ومع ذلك فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يصرف وقته وجل اهتمامه للدعوة إلى التوحيد، ومع ذلك أعرض قومه عن دعوته كما بين الله – عز وجل – ذلك في محكم التنزيل {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} (نوح:23).
فهذا يدل دلالة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي على الدعاة إلى " الإسلام الحق" الاهتمام به دائماً هو الدعوة إلى التوحيد وهو معنى قوله – تبارك وتعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد: من الآية19).
هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم عملاً وتعليماً.
أما فعله: فلا يحتاج إلى بحث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي إنما كان فعله ودعوته محصورة في الغالب في دعوة قومه إلى عبادة الله لا شريك له.
أما تعليماً: ففي حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – الوارد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذاً إلى اليمن قال له: " ليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك ..... " (1).إلخ الحديث.وهو معلوم ومشهور إن شاء الله تعالى.
إذاً، قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدؤوا بما بدأ به وهو الدعوة إلى التوحيد، ولا شك أن هناك فرقاً كبيراً جداً بين أولئك العرب المشركين – من حيث إنهم كانوا يفهمون ما يقال لهم بلغتهم -، وبين أغلب العرب المسلمين اليوم الذين ليسوا بحاجة أن يدعوا إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله؛ لأنهم قائلون بها على اختلاف مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم، فكلهم يقولون: لا إله إلا الله، لكنهم في الواقع بحاجة أن يفهموا – أكثر – معنى هذه الكلمة الطيبة، وهذا الفرق فرق جوهري – جداً – بين العرب الأولين الذين كانوا إذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: لا إله إلا الله يستكبرون، كما هو مبين في صريح القرآن العظيم (2) لماذا يستكبرون؟؛ لأنهم يفهمون أن معنى هذه الكلمة أن لا يتخذوا مع الله أنداداً وألا يعبدوا إلا الله، وهم كانوا يعبدون غيره، فهم ينادون غير الله ويستغيثون بغير الله؛ فضلاً عن النذر لغير الله، والتوسل بغير الله، والذبح لغيره والتحاكم لسواه .... إلخ.
هذه الوسائل الشركية الوثنية المعروفة التي كانوا يفعلونها، ومع ذلك كانوا يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة – لا إله إلا الله – من حيث اللغة العربية أن يتبرؤوا من كل هذه الأمور؛ لمنافاتها لمعنى " لا إله إلا الله ".
///غالب المسلمين اليوم لا يفقهون معنى لا إله إلا الله فهماً جيداً:
أما غالب المسلمين اليوم الذين يشهدون بأن " لا إله إلا الله " فهم لا يفقهون معناها جيداً، بل لعلهم يفهمون معناها فهماً معكوساً ومقلوباً تماماً؛ أضرب لذلك مثلاً: بعضهم (1) ألف رسالة في معنى " لا إله إلا الله " ففسرها:" لا رب إلا الله!! " وهذا المعنى هو الذي كان المشركون يؤمنون به وكانوا عليه، ومع ذلك لم ينفعهم إيمانهم هذا، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه} (لقمان: من الآية25).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمشركون كانوا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقاً لا شريك له،ولكنهم كانوا يجعلون مع الله أنداداً وشركاء في عبادته، فهم يؤمنون بأن الرب واحد ولكن يعتقدون بأن المعبودات كثيرة، ولذلك رد الله تعالى – هذا الاعتقاد – الذي سماه عبادة لغيره من دونه بقوله تعالى: { .... وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى .... } (الزمر: من الآية3).
لقد كان المشركون يعلمون أن قول: " لا إله إلا الله " يلزم له التبرؤ من عبادة ما دون الله عز وجل، أما غالب المسلمين اليوم؛ فقد فسروا هذه الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله " بـ: " لا رب إلا الله!! " فإذا قال المسلم: لا إله إلا الله "، وعبد مع الله غيره؛ فهو المشركون سواء، عقيدة، وإن كان ظاهره الإسلام؛ لأنه يقول لفظة:لا إله إلا الله فهو بهذه العبارة مسلم لفظياً ظاهراً، وهذا مما يوجب علينا جميعاً – بصفتنا دعاة إلى الإسلام- الدعوة إلى التوحيد وإقامة الحجة على من جهل معنى" لا إله إلا الله " وهو واقع في خلافها؛ بخلاف المشرك؛ لأنه يأبى أن يقول:" لا إله إلا الله " فهو ليس مسلماً لا ظاهراً ولا باطناً فأما جماهير المسلمين اليوم هم مسلمون لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى " (2).
لذلك، فإني أقول كلمة – وهي نادرة الصدور مني -، وهي:إن واقع كثير من المسلمين اليوم شر مما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة؛ لأن المشركين العرب كانوا يفهمون، ولكنهم لا يؤمنون، أما غالب المسلمين اليوم، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون، يقولون: لا إله إلا الله، ولا يؤمنون –حقاً – بمعناها (1)، لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على الدعاة المسلمين – حقاً – هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها بتلخيص، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها، لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قوله: { ... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ... } (الزمر: من الآية3)، جعل كل عبادة توجه لغير الله كفراً بالكلمة الطيبة: لا إله إلا الله؛ لهذا؛ أنا أقول اليوم: لا فائدة مطلقاً من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة! نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه حرم الله بدنه على النار " وفي رواية أخري:" دخل الجنة " (2). فيمكن ضمان دخول الجنة لمن قالها مخلصاً حتى لو كان بعد لأي وعذاب يمس القائل، والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة، فإنه قد يعذب بناءً على ما ارتكب واجترح من المعاصي والآثام، ولكن سيكون مصيره في النهاية دخول الجنة، و على العكس من ذلك؛ من قال هذه الكلمة الطيبة بلسانه، ولما يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذلك لا يفيده شيئاً في الآخرة، قد يفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل إذا كان للمسلمين قوة وسلطان، وأما في الآخرة فلا يفيد شيئاً إلا إذا كان قائلاً لها وهو فاهم معناها أولاً، ومعتقداً لهذا المعنى ثانياً؛ لأن الفهم وحده لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم، وهذه النقطة؛ أظن أن أكثر الناس عنها غافلون! وهي: لا يلزم من الفهم الإيمان بل لا بد أن يقترن كل من الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمناً، ذلك لأن كثيراً من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة، ولكن مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربنا عز وجل حين قال: { ... يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ .... } (البقرة: من الآية146). ومع ذلك هذه المعرفة ما أغنت عنهم من الله شيئاً لماذا؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه من النبوة والرسالة، ولذلك فإن الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها، بل لا بد أن يقترن مع المعرفة الإيمان والإذعان، لأن المولى عز وجل يقول في محكم التنزيل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
..... } (محمد: من الآية19).
وعلى هذا، فإذا قال المسلم: لا إله إلا الله بلسانه؛ فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل، فإذا عرف وصدق وآمن؛ فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفاً، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفاً: " من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوماً من دهره " (1).
أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها منجية له من الخلود في النار – وهذا اكرره لكي يرسخ في الأذهان – وقد لا يكون قد قام بمقتضاها من كمال العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي ولكنه سلم من الشرك الأكبر وقام بما يقتضيه ويستلزمه شروط الإيمان من الأعمال القلبية – والظاهرية حسب اجتهاد بعض أهل العلم وفيه تفصيل ليس هذا محل بسطه - (2)؛ وهو تحت المشيئة، وقد يدخل النار جزاء ما ارتكب أو فعل من المعاصي أو أخل ببعض الواجبات، ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة أو يعف الله عنه بفضل منه وكرمه، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره: " من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوماً من دهره " (1)، أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها، أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى؛ فهذا لا ينفعه قوله: لا إله إلا الله، إلا في العاجلة إذا كان يعيش في ظل الحكم الإسلامي وليس في الآجلة.
لذلك لا بد من التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتل إسلامي يسعى- حقيقة وحثيثاً – إلى ما تدندن به كل الجماعات الإسلامية أو جلها، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أي أرض لا تحكم بما أنزل الله، هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقق هذه الغاية – التي أجمعوا على تحقيقها وعلى السعي- حثيثاً إلى جعلها حقيقة واقعية – إلا بالبدء بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم.
///وجوب الاهتمام بالعقيدة لا يعنى إهمال باقي الشرع من عبادات وسلوك ومعاملات وأخلاق:
وأعيد التنبيه بأنني لا أعنى الكلام في بيان الأهم فالمهم وما دونه على أن يقتصر الدعاة فقط على الدعوة إلى هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها، بعد أن أتم الله عز وجل علينا النعمة بإكماله لدينه! بل لا بد لهؤلاء الدعاة أن يحملوا الإسلام كُلاً لا يتجزأ، وأنا حين أقول هذا- بعد ذلك البيان الذي خلاصته: أن يهتم الدعاة الإسلاميون حقاً بأهم ما جاء به الإسلام، وهو تفهيم المسلمين العقيدة الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله "، أريد أن استرعي النظر إلى هذا البيان لا يعني أن يفهم المسلم فقط أن معنى:" لا إله إلا الله "، هو لا معبود بحق في الوجود إلا الله فقط! بل هذه يستلزم أيضاً أن يفهم العبادات التي ينبغي أن يعبد ربنا- عز وجل – بها، ولا يوجه شيء منها لعبد من عباد الله تبارك وتعالى، فهذا التفصيل لا بد أن يقترن بيانه أيضاً بذلك المعنى الموجز للكلمة الطيبة، ويحسن أن أضرب مثلاً – أو أكثر من مثل، حسبما يبدو لي – لأن البيان الإجمالي لا يكفي.
أقول: إن كثيراً من المسلمين الموحدين حقاً والذين لا يوجهون عبادة من العبادات إلى غير الله عز وجل، ذهنهم خال من كثير من الأفكار والعقائد الصحيحة التي جاء ذكرها في الكتاب والسنة، فكثير من هؤلاء الموحدين يمرون على كثير من الآيات وبعض الأحاديث التي تتضمن عقيدة وهم غير منتبهين إلى ما تضمنته، مع أنها من تمام الإيمان بالله عز وجل، خذوا مثلاً عقيدة الإيمان بعلو الله عز وجل، على ما خلقه، أنا أعرف بالتجربة أن كثيراً من إخواننا الموحدين السلفيين يعتقدون معنا بأن الله عز وجل على العرش استوى دون تأويل، ودون تكييف، ولكنهم حين يأتيهم معتزليون عصريون،أو جهميون عصريون، أو ماتريدي أو أشعري ويلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية لا يفهم معناها الموسوس ولا الموسوس إليه، فيحار في عقيدته، ويضل عنها بعيداً، لماذا؟ لأنه لم يتلق العقيدة الصحيحة من كل الجوانب التي تعرض لبيانها كتاب ربنا –عز وجل – وحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فحينما يقول المعتزلي المعاصر: الله – عز وجل – يقول: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ .... } (الملك: الآيتان 15 - 16). و أنتم تقولون: إن الله في السماء، وهذا معناه أنكم جعلتم معبودكم في ظرف
(يُتْبَعُ)
(/)
هو السماء المخلوقة!! فإنه يلقى شبهة على من أمامه.
بيان عدم وضوح العقيدة الصحيحة ولوازمها في أذهان الكثيرين:
أريد من هذا المثال أن أبين أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة – للأسف في أذهان كثير ممن آمنوا بالعقيدة السلفية نفسها، فضلاً عن الآخرين الذين اتبعوا العقائد الأشعرية أو الماتريدية أو الجهمية في مثل هذه المسألة، فأنا أرمي بهذا المثال إلى أن المسألة ليست بهذا اليسر الذي يصوره اليوم بعض الدعاة الذين يلتقون معنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة إن الأمر ليس بالسهولة التي يدعيها بعضهم، والسبب ما سبق بيانه من الفرق بين جاهلية المشركين الأولين حينما كانوا يدعون ليقولوا: لا إله إلا الله فيأبون؛ لأنهم يفهمون معنى هذه الكلمة الطيبة، وبين أكثر المسلمين المعاصرين اليوم حينما يقولون هذه الكلمة؛ ولكنهم لا يفهمون معناها الصحيح، هذا الفرق الجوهري هو الآن متحقق في مثل هذه العقيدة، وأعني بها علو الله عز وجل على مخلوقاته كلها، فهذا يحتاج إلى بيان، ولا يكفي أن يعتقد المسلم {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)}. "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " (1).دون أن يعرف أن كلمة "في " التي وردت في هذا الحديث ليست ظرفية، وهي مثل "في " التي وردت في قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ .... } (الملك: الآيتان 15 - 16).؛ لأن " في " هنا بمعنى " على " والدليل على ذلك كثير وكثير جداً؛ فمن ذلك: الحديث السابق المتداول بين ألسنة الناس، وهو مجموع طرقه –والحمد لله – صحيح، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم:" ارحموا من في الأرض " لا يعني الحشرات والديدان التي هي في داخل الأرض! وإنما من على الأرض؛ من إنسان وحيوان، وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم:" ... يرحمكم من في السماء "، أي: على السماء، فمثل هذا التفصيل لا بد للمستجيبين لدعوة الحق أن يكونوا على بينة منه، ويقرب هذا: حديث الجارية وهي راعية غنم، وهو مشهور معروف، وإنما أذكر الشاهد منه؛ حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أين الله؟ " قالت له: في السماء" (1). لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر – مثلاً – أين الله؟ لقالوا لك: في كل مكان! بينما الجارية أجابت بأنه في السماء، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟؛ لأنها أجابت على الفطرة، وكانت تعيش بما يمكن أن نسميه بتعبيرنا العصري (بيئة سلفية) لم تتلوث بأي بيئة سيئة – بالتعبير العام -؛ لأنها تخرجت كما يقولون اليوم – من مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم – هذه المدرسة لم تكن خاصة ببعض الرجال ولا ببعض النساء، وإنما كانت مشاعة بين الناس وتضم الرجال والنساء وتعم المجتمع بأكمله، ولذلك عرفت راعية الغنم العقيدة لأنها لم تتلوث بأي بيئة سيئة؛ عرفت العقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة وهو مالم يعرفه كثير ممن يدعي العلم بالكتاب والسنة، فلا يعرف أين ربه! مع أنه مذكور في الكتاب والسنة، واليوم أقول: لا يوجد شيء من هذا البيان وهذا الوضوح بين المسلمين بحيث لو سألت –لا أقول: راعية غنم – بل راعي أمة أو جماعة؛ فإنه قد يحار في الجواب كما يحار الكثيرون اليوم إلا من رحم الله وقليل ما هم!!!
///الدعوة إلى العقيدة الصحيحة تحتاج إلى بذل جهد عظيم ومستمر:
فإذاً، فالدعوة إلى التوحيد وتثبيتها في قلوب الناس تقتضي منا ألا نمر بالآيات دون تفصيل كما في العهد الأول؛ لأنهم – أولاً – كانوا يفهمون العبارات العربية بيسر، وثانياً لأنه لم يكن هناك انحراف وزيغ في العقيدة نبع من الفلسفة وعلم الكلام، فقام ما يعارض العقيدة السليمة، فأوضاعنا اليوم تختلف تماماً عما كان عليه المسلمون الأوائل، فلا يجوز أن نتوهم بأن الدعوة إلى العقيدة الصحيحة هي اليوم من اليسر كما كان الحال في العهد الأول، وأقرب هذا في مثل لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان – إن شاء الله تعالى-:
(يُتْبَعُ)
(/)
من اليسر المعروف حينئذ أن الصحابي يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ثم التابعي يسمع الحديث من الصحابي مباشرة ... وهكذا نقف عند القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، ونسأل: هل كان هناك شيء اسمه علم الحديث؟ الجواب: لا، وهل كان هناك شيء اسمه علم الجرح والتعديل؟ الجواب: لا، أما الآن فهذان العلمان لا بد منهما لطالب العلم، وهما من فروض الكفاية؛ وذلك لكي يتمكن العالم اليوم من معرفة الحديث إن كان صحيحاً أو ضعيفاً، فالأمر لم يعد ميسراً سهلاً كما كان ذلك ميسراً للصحابي، لأن الصحابي كان يتلقى الحديث من الصحابة الذين زكوا بشهادة الله – عز وجل – لهم .... إلخ. فما كان يومئذ ميسوراً ليس ميسوراً اليوم من حيث صفاء العلم وثقة مصادر التلقي، لهذا لا بد من ملاحظة هذا الأمر والاهتمام به كما ينبغي مما يتناسب مع المشاكل المحيطة بنا اليوم بصفتنا مسلمين، والتي لم تحط بالمسلمين الأولين من حيث التلوث العقدي الذي سبب إشكالات وأوجد شبهات من أهل البدع المنحرفين عن العقيدة الصحيحة منهج الحق تحت مسميات كثيرة، ومنها الدعوة إلى الكتاب والسنة فقط! كما يزعم ذلك ويدعيه المنتسبون إلى علم الكلام.
ويحسن بنا هنا أن نذكر بعض ما جاء في الأحاديث الصحيحة في ذلك ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الغرباء في بعض تلك الأحاديث، قال:" للواحد منهم خمسون من الأجر "، قالوا: منا يا رسول الله أو منهم؟ قال: " منكم" (1).
وهذا من نتائج الغربة الشديدة للإسلام اليوم التي لم تكن في الزمن الأول، ولا شك أن غربة الزمن الأول كانت بين شرك صريح وتوحيد خال من كل شائبة، بين كفر بواح وإيمان صادق، أما الآن فالمشكلة بين المسلمين أنفسهم فأكثرهم توحيده مليء بالشوائب، ويوجه العبادات إلى غير الله ويدعي الإيمان؛ هذه القضية ينبغي الانتباه لها أولاً،و ثانياً: لا ينبغي أن يقول بعض الناس: إننا لا بد لنا من الانتقال إلى مرحلة أخرى غير مرحلة التوحيد وهي العمل السياسي!! لأن الإسلام دعوته دعوة حق أولاً، فلا ينبغي أن نقول: نحن عرب والقرآن نزل بلغتنا، مع تذكيرنا أن العرب اليوم عكس الأعاجم الذين استعربوا، بسبب بعدهم عن لغتهم، وهذا ما أبعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم، فهب أننا – نحن العرب – قد فهمنا الإسلام فهماً صحيحاً، فليس من الواجب علينا بأن نعمل عملاً سياسياً، ونحرك الناس تحريكاً سياسياً، ونشغلهم بالسياسة عما يجب عليهم الاشتغال به، في فهم الإسلام: في العقيدة، والعبادة، والمعاملة والسلوك!! فأنا لا أعتقد أن هناك شعباً يعد بالملايين قد فهم الإسلام فهماً صحيحاً –أعني: العقيدة، والعبادة، والسلوك –وربي عليها.
///أساس التغيير هو منهج التصفية والتربية:
ولذلك نحن ندندن أبداً ونركز دائماً حول النقطتين الأساسيتين اللتين هما قاعدة التغيير الحق، وهما: التصفية والتربية، فلا بد من الأمرين معاً؛ التصفية والتربية، فإن كان هناك نوع من التصفية في بلد فهو في العقيدة، وهذا – بحد ذاته – يعتبر عملاً كبيراً وعظيماً أن يحدث في جزء من المجتمع الإسلامي الكبير- أعني: شعباً من الشعوب -، أما العبادة فتحتاج إلى أن تتخلص من المذهبية الضيقة، والعمل على الرجوع إلى السنة الصحيحة، فقد يكون هناك علماء أجلاء فهموا الإسلام فهماً صحيحاً من كل الجوانب، لكني لا أعتقد أن فرداً أو اثنين، أو ثلاثة، أو عشرة، أو عشرين يمكنهم أن يقوموا بواجب التصفية، تصفية الإسلام من كل ما دخل فيه؛ سواء في العقيدة، أو العبادة، أو السلوك، إنه لا يستطيع أن ينهض بهذا الواجب أفراد قليلون يقومون بتصفية ما علق به من كل دخيل ويربوا من حولهم تربية صحيحة سليمة، فالتصفية والتربية الآن مفقودتان.
ولذلك سيكون للتحرك السياسي في أي مجتمع إسلامي لا يحكم بالشرع آثار سيئة قبل تحقيق هاتين القضيتين الهامتين، أما النصيحة فهي تحل محل التحرك السياسي في أي بلد يحكم بالشرع من خلال المشورة أو من خلال إبدائها بالتي هي أحسن بالضوابط الشرعية بعيداً عن لغة الإلزام أو التشهير، فالبلاغ يقيم الحجة ويبرئ الذمة.
ومن النصح أيضاً، أن نشغل الناس فيما ينفعهم؛بتصحيح العقيدة، والعبادة،و السلوك، والمعاملات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يظن بعضهم أننا نريد تحقيق التربية والتصفية في المجتمع الإسلامي كل! هذا ما لا نفكر فيه ولا نحلم به في المنام؛ لأن هذا تحقيقه مستحيل؛ ولأن الله عز وجل يقول في القرأن الكريم {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (هود:118). وهؤلاء لا يتحقق فيهم قول ربنا تعالى هذا إلا إذا فهموا الإسلام فهماً صحيحاً وربوا أنقسهم وأهليهم ومن كان حولهم على هذا الإسلام الصحيح.
من يشتغل بالعمل السياسي؟ ومتى؟
فالاشتغال الآن بالعمل السياسي مشغلة! مع أننا لا ننكره، إلا أننا نؤمن بالتسلسل الشرعي المنطقي في آن واحد، نبدأ بالعقيدة، ونثني بالعبادة ثم بالسلوك؛ تصحيحاً وتربية ثم لا بد أن يأتي يوم ندخل فيه في مرحلة السياسة بمفهومها الشرعي؛ لأن السياسة معناه: إدارة شؤون الأمة، من الذي يدير شؤون الأمة؟ ليس زيداً، وبكراً، وعمراً؛ممن يؤسس حزباً أو يترأس حركة، أو يوجه جماعة!! هذا الأمر خاص بولي الأمر؛ الذي يبايع من قبل المسلمين، هذا هو الذي يجب عليه معرفة سياسة الواقع وإدارته، فإذا كان المسلمون غير متحدين – كحالنا اليوم – فيتولى ذلك كل ولي أمر حسب حدود سلطاته، أما أن نشغل أنفسنا في أمور لو افترضنا أننا عرفناها حق المعرفة فلا تنفعنا معرفتنا هذه؛ لأننا لا نتمكن من إدارتها، ولأننا لا نملك القرار لإدارة الأمة، وهذا وحده عبث لا طائل تحته، ولنضرب مثلاً الحروب القائمة ضد المسلمين في كثير من بلاد الإسلام هل يفيد أ ن نشعل حماسة المسلمين تجاهها ونحن لا نملك الجهاد الواجب إدارته من إمام مسؤول عقدت له البيعة؟! لا فائدة من هذا العمل، ولا نقول: إنه ليس بواجب! ولكننا نقول: إنه أمر سابق لأوانه، ولذلك فعلينا أن نشغل أنفسنا وأن نشغل غيرنا ممن ندعوهم إلى دعوتنا؛ بتفهيمهم الإسلام الصحيح، وتربيتهم تربية صحيحة، أما أن نشغلهم بأمور حماسية وعاطفية، فذلك مما سيصرفهم عن التمكن في فهم الدعوة التي يجب أن يقوم بها كل مكلف من المسلمين؛ كتصحيح العقيدة،وتصحيح العبادة، وتصحيح السلوك، وهي من الفروض العينية التي لا يعذر المقصر فيها،و أما الأمور الأخرى فبعضها يكون من الأمور الكفائية، كمثل ما يسمى اليوم بـ (فقه الواقع) والاشتغال بالعمل السياسي الذي هو من مسئولية من لهم الحل والعقد، الذين بإمكانهم أن يستفيدوا من ذلك عملياً، أما أن يعرفه بعض الأفراد الذين ليس بأيديهم حل ولا عقد ويشغلوا جمهور الناس بالمهم عن الأهم، فذلك مما صرفهم عن المعرفة الصحيحة! وهذا مما نلمسه لمس اليد في كثير من مناهج الأحزاب والجماعات الإسلامية اليوم، حيث نعرف أن بعضهم انصرف عن تعليم الشباب المسلم المتكتل والملتف حول هؤلاء الدعاة من أجل أن يتعلم ويفهم العقيدة الصحيحة، والعبادة الصحيحة، والسلوك الصحيح، وإذا ببعض هؤلاء الدعاة ينشغلون بالعمل السياسي ومحاولة الدخول في البرلمانات التي تحكم بغير ما أنزل الله! فصرفهم هذا عن الأهم واشتغلوا بما ليس مهما ً في هذه الظروف القائمة الآن.
أما ما جاء في السؤال عن كيفية براءة ذمة المسلم أو مساهمته في تغيير هذا الواقع الأليم؛ فنقول: كل من المسلمين بحسبه، العالم منهم يجب عليه ما لا يجب على غير العالم، وكما أذكر في مثل هذه المناسبة: أن الله عز وجل قد أكمل النعمة بكتابه، وجعله دستوراً للمؤمنين به، من ذلك أن الله تعالى قال: { ... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الانبياء: من الآية7) فالله سبحانه وتعالى قد جعل المجتمع الإسلامي قسمين: عالماً، وغير عالم، وأوجب على كل منهما مالم يوجبه على الآخر، فعلى الذين ليسوا بعلماء أن يسألوا أهل العلم، وعلى العلماء أن يجيبوهم عما سئلوا عنه، فالواجبات – من هذا المنطلق – تختلف باختلاف الأشخاص، فالعالم اليوم عليه أن يدعوا إلى دعوة الحق في حدود الاستطاعة، وغير العالم عليه أن يسأل عما يهمه بحق نفسه أو من كان راعياً؛ كزوجة أو ولد أو نحوه، فإذا قام المسلم –من كلا الفريقين – بما يستطيع؛ فقد نجا، لأن الله عز وجل يقول: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: من الآية286).
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن – مع الأسف نعيش في مأساة ألمت بالمسلمين، لا يعرف التاريخ لها مثيلاً، وهو تداعي الكفار على المسلمين، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في مثل حديثه المعروف والصحيح:" تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم لكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا: وما الوهن يارسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت". (1)
فواجب العلماء إذاً، أن يجاهدوا في التصفية والتربية، وذلك بتعليم المسلمين التوحيد الصحيح وتصحيح العقائد والعبادات، والسلوك، كل حسب طاقته وفي البلاد التي يعيش فيها، لأنهم لا يستطيعون القيام بجهاد اليهود في صف واحد ماداموا كحالنا اليوم، متفرقين، لا يجمعهم بلد واحد ولا صف واحد، فإنهم لا يستطيعون القيام بمثل هذا الجهاد لصد الأعداء الذين تداعوا عليهم، ولكن عليهم أن يتخذوا كل وسيلة شرعية بإمكانهم أن يتخذوها، لأننا لا نملك القدرة المادية، ولو استطعنا، فإننا لا نستطيع أن نتحرك فعلاً، لأن هناك حكومات وقيادات وحكاماً في كثير من بلاد المسلمين يتبنون سياسات لا تتفق مع السياسة الشرعية – مع الأسف الشديد – لكننا نستطيع أن نحقق – بإذن الله تعالى _ هذين الأمرين العظيمين اللذين ذكرتهما آنفاً وهما التصفية والتربية، وحينما يقوم الدعاة المسلمون بهذا الواجب المهم جداً في بلد لا يتبنى سياسة لا تتفق مع السياسة الشرعية، ويجتمعون على هذا الأساس، فأنا أعتقد – يومئذ- أنه سيصدق عليهم قول الله عز وجل: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّه) (الروم: من الآية4 - 5).
الواجب على كل مسلم أن يطبق حكم الله في شئون حياته كلها فيما يستطيعه:
إذاً، واجب كل مسلم أن يعمل ما باستطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وليس هناك تلازم بين إقامة التوحيد الصحيح والعبادة الصحيحة، وبين إقامة الدولة الإسلامية في البلاد التي لا تحكم بما أنزل الله، لأن أول ما يحكم بما أنزل الله –فيه- هو إقامة التوحيد، وهناك – بلا شك – أمور خاصة وقعت في بعض العصور وهي أن تكون العزلة خيراً من المخالطة، فيعتزل المسلم في شعب من الشعاب ويعبد ربه، ويكف من شر الناس إليه، وشره إليهم، هذا الأمر قد جاءت فيه أحاديث جداً وإن كان الأصل كما جاء في حديث ابن عمر –رضي الله عنه -:"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " (1). فالدولة المسلمة – بلا شك – وسيلة لإقامة حكم الله في الأرض، وليست غاية بحد ذاتها.
ومن عجائب بعض الدعاة أنهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به من الأمور، ويدعون ما هو واجب عليهم وميسور! وذلك بمجاهدة أنفسهم كما قال ذلك الداعية المسلم؛ الذي أوصى أتباعه بقوله:" أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم لكم في أرضكم"
ومع ذلك فنحن نجد كثيراً من أتباعه يخالفون ذلك، جاعلين جل دعوتهم إلى إفراد الله عزوجل بالحكم، ويعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة: " الحاكمية لله ". ولا شك بأن الحكم لله وحده ولا شريك له في ذلك ولا في غيره، ولكنهم؛ منهم من يقلد مذهباً من المذاهب الأربعة، ثم يقول – عندما تأتيه السنة الصريحة الصحيحة -: هذا خلاف مذهبي! فأين الحكم بما أنزل الله في اتباع السنة؟!.
ومنهم من تجده يعبد الله على الطرق الصوفية! فأين الحكم بما أنزل الله بالتوحيد؟! فهم يطالبون غيرهم بما لا يطالبون به أنفسهم، إن من السهل جداً أن تطبق الحكم بما أنزل الله في عقيدتك، في عبادتك، في سلوكك، في دارك، في تربية أبنائك، في بيعك، في شرائك، بينما من الصعب جداً، أن تجبر أو تزيل ذلك الحاكم الذي يحكم في كثير من أحكامه بغير ما أنزل الله، فلماذا تترك الميسر إلى المعسر؟!.
هذا يدل على أحد شيئين: إما أن يكون هناك سوء تربية، وسوء توجيه. وإما أن يكون هناك سوء عقيدة تدفعهم وتصرفهم إلى الاهتمام بما لا يستطيعون تحقيقه عن الاهتمام بما هو داخل في استطاعتهم، فأما اليوم فلا أرى إلا الاشتغال كل الاشتغال بالتصفية والتربية ودعوة الناس إلى صحيح العقيدة والعبادة، كل في حدود استطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه وآله وسلم.
///أصل هذه الرسالة شريط مسجل ثم كتب، وطبع في مجلة السلفية، العدد الرابع عام 1419 هـ(/)
قول: " عندي كل خير " إذا قيل: " ماذا عندك؟ ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 04:49]ـ
في صحيح مسلم في كتاب " الجهاد والسير " قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في تعليقاته على حديث " ثمامة بن أُثال " الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ .... ماذا عندك يا ثمامة؟، فقال: " عندي يا محمد خير " .... ]:
[في هذا حسن ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: " ماذا عندك يا ثمامة؟ "، وفيه أيضا الجواب بهذا الذي أجاب به ثمامة، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عندي خير "، وهو أحسن من قول بعض الناس في عُرْفنا " " عندي كل خير "، لأنه لا أحد يكون عنده كل خير، ولكن يقول: " عندي خير ".
فَلْتعُدّل هذه الكلمة من ألسن الناس، ويقال: بدل ما تقول: " عندي كل خير "، قل: " عندي خير ".، والفرق بينهما ظاهر].
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:10]ـ
سبحان الله!!
إستمعت لشرح الشيخ على صحيح مسلم،ولكن لا أتذكر هذه الفائدة مع أني كنت حريص على تسجيل مثل هذه الفوائد
لكن أراد الله لك مني دعوة
فجزاك الله خيرا، وبارك لك في علمك،وعملك،وعمرك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
لكن أراد الله لك مني دعوة
فجزاك الله خيرا، وبارك لك في علمك،وعملك،وعمرك
آمين وإياك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 03:20]ـ
الشيخ الحبيب / علي الفضلي
بارك الله فيك .....
وأسأل الله أن لا يحرمك أجر نشر العلم، وبث الخير بين الناس.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 06:43]ـ
رحمة الله شيخنا ابن عشيمين رحمه الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 05:34]ـ
بارك الله فيك .....
وأسأل الله أن لا يحرمك أجر نشر العلم، وبث الخير بين الناس.
بكم بارك شيخنا الفاضل سامي المسيطير، وأسأل الله تعالى ألا يحرمك وكل موحد أجر نشر العلم، والنصح والتوجيه.
وجزى الله خيرا " بين المحبرة والكاغد " على مروره الكريم.(/)
سؤال: كيف يتكلم القرآن وهو غير مخلوق؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 05:29]ـ
أحبتي الكرام!
أثار شخص شبهة فقال: كيف يكون القرآن غير مخلوق، وقد ورد في الحديث أنه يقول ((منعته النوم بالليل فشفعني فيه))؟
أرجو من الأفاضل الرد على هذه الشبهة أو الإحالة إلى مليء.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 06:33]ـ
/// هذه شبهةٌ من شبه الجهميَّة القديمة في قولهم بخلق القرآن.
/// والجواب بإجمالٍ ههنا: أنَّ المقصود بالقرآن ههنا هو عمل القاريء وثوابه بالقراءة.
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في حديث إتيان البقرة وآلأ عمران تحاجَّان عن صاحبهما: " ... أراد بذلك قراءة القارىء لهما وهو عمله وأخبر بمجىء عمله الذى هو التلاوة لهما فى الصورة التى ذكرها كما أخبر بمجىء غير ذلك من الأعمال ...
والمقصود هنا أن النبى لما أخبر بمجىء القرآن فى هذه الصورة أراد به الاخبار عن قراءة القارىء، التي هى عمله، وذلك هو ثواب قارىء القرآن.
ليس المراد به أن نفس كلامه الذى تكلَّم به وهو قائم بنفسه يتصوَّر صورة غمامتين، فلم يكن فى هذا حجة للجهمية على ما ادعوه ... ".
/// وقال رحمه الله أيضًأ: "الصحيح انه تأتى البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف؛ فيقال له: وهذا الثواب مخلوق، وقد نص احمد وغيره من الأئمة على أنه غير مخلوق، وبذلك أجابوا من احتج على خلق القرآن بمثل هذا الحديث فقالوا له: الذى يجىء يوم القيامة هو ثواب القرآن لانفس القرآن وثواب القرآن مخلوق".
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 10:59]ـ
أخي الحبيب عدنان:
ماهو وجه التعارض بين عدم كونه مخلوق وبين كونه يتكلم، وهل الكلام من خصائص المخلوق فقط.
وهل ممكن أن نقول الكلام من القرآن مخلوق،ولكن القرآن نفسه غير مخلوق (ما أدري هل قال به أحد من السلف ـ الله يستر ـ) أرجو التوضيح
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:12]ـ
تلخيص من كلام الشيخ العلوان على شرحه للواسطية.
ذكر الشيخ عند قوله تعالى (إن هذا االقرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)
قال: فيه جواز نسبة القصص للقرآن فلا حرج في تعابير العلماء , حيث يقولون: قال القرآن , تحدث القرآن , تكلم القرآن , فمن زعم أن هذا غلط وأن هذا فيه ارتباط بمذهب الجهمية الذين ينفون الكلام عن الله فهو الذي غلط , وبهذه الاية يستدلون. تم كلامه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
/// الأخ الفاضل رشيد الحضرمي .. الشُّبهة المردود عليها بكلام شيخ الإسلام مختصرةٌ، وحاصلها أنَّ من ردَّ على الجهميَّة بما تقدَّم أراد الإجابة والإلزام لهم بما يدَّعونه من تكلُّم القرآن أوإتيانه أوتصوُّره وأنَّ ذلك من أوصاف المخلوق.
/// فراجع كلامه المتقدِّم يظهر لك الفرق.
/// ولعلِّي أوغيري ننقل كلام الشَّيخ تامًّا حتى يزول اللَّبس بما قد تستشكله.
/// الأخ الفاضل .. ابن رجب وفقه الله
فرقٌ بين كلام الشيخ العلوان من حيث عموم جواز القول بـ (قال) القرآن، ونحو ذلك.
وبين قول الجهميَّة الذين يستدلُّون ((بذلك)) وغيره على أنَّه مخلوقٌ.
فتأمَّل ..
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعتذر عن التأخر في الرد لعارض السفر!
الأخ الفاضل: عدنان بخاري! ما الدليل - وفقك الله - على تخصيص الحديث بعمل القارئ وثوابه بالقراءة؟ والأحاديث واضحة في نسبة ذلك إلى القرآن أو بعض سوره.
ولي سؤال آخر - أحسن الله إليك - هل في الحديث أن القرآن يقول [(يارب) منعته النوم بالليل .. ]؟
وبالنسبة لكلام الشيخ العلوان، فأعتقد أنه يقصد: كما أنه ورد أن القرآن يقص فكذلك في الآخرة يتكلم بمعنى أن الآيات التي عمل بها قارئها ستشهد له لكونه عمل بها، فمجيئها كما هي شاهد له لأنه عمل بها، ولكن يشكل عليه الحديث الذي فيه كلام ليس من القرآن كقوله ((منعته النوم بالليل فشفعني فيه)).
جزى الله جميع الإخوة الذين شاركوا.
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 08:29]ـ
قال الشيخ سليمان العلوان معلقا على حديث ابي أمامة الباهلي (
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)
من العلماء من قال ان المراد ثوابهما قال الشيخ وهذا انكره احمد وغيره من العلماء لأنه صرف للنص عن ظاهره وقالوا انه على الحقيقة , وانت يا اخي كما آمنت ان القرآن كلام الله آمن بأن القرآن يتكلم كما ورد بذلك النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال الحالكم:
حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ، أخبرني موسى بن عبد المؤمن، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فيشفعان». «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» صححه الألباني في صحيح الجامع وقال الهيثمي في مجمع الزوائد اخرجه احمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح.
واليك كلام شيخ الإسلام الذي يؤيد هذا:
هذا الذي ذكره القاضي وغيره أن حنبلا نقله عن أحمد في كتاب " المحنة " أنه قال ذلك في المناظرة لهم يوم المحنة لما احتجوا عليه بقوله " تجيء البقرة وآل عمران " قالوا: والمجيء لا يكون إلا لمخلوق. فعارضهم أحمد بقوله {وجاء ربك} {أو يأتي ربك} وقال: المراد بقوله " تجيء البقرة وآل عمران ": ثوابهما كما في قوله {وجاء ربك} أمره وقدرته. وقد اختلف أصحاب أحمد فيما نقله حنبل. فإنه لا ريب أنه خلاف النصوص المتواترة عن أحمد في منعه من تأويل هذا وتأويل النزول والاستواء ونحو ذلك من الأفعال. ولهم ثلاثة أقوال. قيل: إن هذا غلط من حنبل انفرد به دون الذين ذكروا عنه المناظرة مثل صالح وعبد الله والمروذي وغيرهم. فإنهم لم يذكروا هذا وحنبل ينفرد بروايات يغلطه فيها طائفة كالخلال وصاحبه. قال أبو إسحاق ابن شاقلا: هذا غلط من حنبل لا شك فيه. وكذلك نقل عن مالك رواية أنه تأول " ينزل إلى السماء الدنيا " أنه ينزل أمره. لكن هذا من رواية حبيب كاتبه وهو كذاب باتفاقهم. وقد رويت من وجه آخر لكن الإسناد مجهول. والقول الثاني: قال طائفة من أصحاب أحمد: هذا قاله إلزاما للخصم على مذهبه لأنهم في يوم المحنة لما احتجوا عليه بقوله " تأتي البقرة وآل عمران " أجابهم بأن معناه: يأتي ثواب البقرة وآل عمران كقوله {أن يأتيهم الله} أي أمره وقدرته على تأويلهم لا أنه يقول بذلك. فإن مذهبه ترك التأويل. والقول الثالث: أنهم جعلوا هذا رواية عن أحمد وقد يختلف كلام الأئمة في مسائل مثل هذه لكن الصحيح المشهور عنه رد التأويل.
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 08:46]ـ
/// هذه شبهةٌ من شبه الجهميَّة القديمة في قولهم بخلق القرآن.
/// والجواب بإجمالٍ ههنا: أنَّ المقصود بالقرآن ههنا هو عمل القاريء وثوابه بالقراءة.
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في حديث إتيان البقرة وآلأ عمران تحاجَّان عن صاحبهما: " ... أراد بذلك قراءة القارىء لهما وهو عمله وأخبر بمجىء عمله الذى هو التلاوة لهما فى الصورة التى ذكرها كما أخبر بمجىء غير ذلك من الأعمال ...
والمقصود هنا أن النبى لما أخبر بمجىء القرآن فى هذه الصورة أراد به الاخبار عن قراءة القارىء، التي هى عمله، وذلك هو ثواب قارىء القرآن.
ليس المراد به أن نفس كلامه الذى تكلَّم به وهو قائم بنفسه يتصوَّر صورة غمامتين، فلم يكن فى هذا حجة للجهمية على ما ادعوه ... ".
/// وقال رحمه الله أيضًأ: "الصحيح انه تأتى البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف؛ فيقال له: وهذا الثواب مخلوق، وقد نص احمد وغيره من الأئمة على أنه غير مخلوق، وبذلك أجابوا من احتج على خلق القرآن بمثل هذا الحديث فقالوا له: الذى يجىء يوم القيامة هو ثواب القرآن لانفس القرآن وثواب القرآن مخلوق".
غفر الله لك يا شيخ عدنان هذا هو التأويل الذي فررت منه في موضوع معنى (يؤذيني أبن آدم)
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 01:16]ـ
الأخ الفاضل: الغندر أحسن الله إليك، وأثابك الله على هذه الفوائد، وقد انشرح صدري لهذه الإجابة التي تتفق مع ظاهر النص ولا تحتاج إلى تأويل، فسبب اللبس عند هؤلاء: أنهم فهموا أن كون القرآن يتكلم يلزم منه أنه مخلوق.
لكن هل زيادة (يارب) صحيحة؟ [(يارب) منعته النوم بالليل .. ] لأن هذه الزيادة مشكلة، فكيف يقول يارب وهو ليس بمخلوق؟ وأنا لا أعتقد هذا والعياذ بالله.
أفيدونا أثابكم الله، ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 04:05]ـ
الحمد لله
أحببت أن أزيد مسألة أحسب ان الاخوة الافاضل يعلمونها الا وهي ان القرآن لفظ مشترك بين القرآن الذي هو كلام الله ... و القرآن بمعنى المصدر .. اي قراءة القارئ ... فمن حمله على وجه دون ىخر فلا يكون هذا الا عن جهل او هوى .. لأن الصواب ان يحمله على الوجه الذي تدل عليه الادلة و القرائن .... و هو قراءة القاري ...
يقال قرأ قراءة وقرآنا ...
قال صلى الله عليهو سلم زينوا القرآن بأصواتكم .... اي زينوا قراءتكم بأصواتكم .. اما القرآن الذي هو كلام الله فلا يحتاج
فهو أحسن الكلام و احسن الحديث.
قال حسان في عثمان
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ** يقطع الليل تسبيحا و قرآنا
اي و قراءة ..
وعلى هذا فالقرآن الذي يأتي يوم القيامة يشفع في صحبه هو قراءته وهي عمله المخلوق و الله خلقكم و ما تعملون.
والله اعلم.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:24]ـ
الأخ الفاضل: المجلسي الشنقيطي!
كيف يستقيم هذا التخريج مع حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما)) رواه مسلم
حيث التصريح باسم سورتين من سور القرآن، فقد أضاف المحاجة لسورتين من سور القرآن.
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 09:24]ـ
الأخ الفاضل: الغندر أحسن الله إليك، وأثابك الله على هذه الفوائد، وقد انشرح صدري لهذه الإجابة التي تتفق مع ظاهر النص ولا تحتاج إلى تأويل، فسبب اللبس عند هؤلاء: أنهم فهموا أن كون القرآن يتكلم يلزم منه أنه مخلوق.
لكن هل زيادة (يارب) صحيحة؟ [(يارب) منعته النوم بالليل .. ] لأن هذه الزيادة مشكلة، فكيف يقول يارب وهو ليس بمخلوق؟ وأنا لا أعتقد هذا والعياذ بالله.
أفيدونا أثابكم الله، ونفع بكم.
حياك الله , قال الترمذي:
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ شُعْبَةَ.
والحديث قال عنه الألباني حسن وصححه ابن خزيمة والحاكم , ومعنى قول القرآن يا رب لا يقتضي انه مخلووووق فإن من معاني الرب المالك وقد قال اهل اللغة:رَبُّ الدار ورَبُّ الفرس أي مالكِ وقال عَلْقمة:
وكنتَ امْرَأ أفْضَتْ إليك رِبابَتي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْني فضِعْتُ رُبُوبُ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 09:59]ـ
/// بارك الله فيك أخي الفاضل المجلسي الشنقيطي.
ولعلَّ ممَّا يقارب ما تستدلُّ عليه، قوله تعالى: (وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهودًا).
/// وبعد ما رأيته في تعقيبات الإخوة -وفَّقهم الله- فعندي تنبيهاتٌ أردُّت بها الإيضاح:
1 - أوَّلًا: ليس التأويل الذي ذكرتُه ههنا تأويلٌ استحدثتُه أنا للرَّدِّ على الشبهة الجهميَّة؛ بل نقلت ذلك عن ابن تيميَّة رحمه الله في بعض مواضع من فتاويه، وهو نقل ذلك عن أحمد من رواية حنبل، ثمَّ غلَّطه.
/// وإن كان القول به سائغً لغةً في لفظ ((القرآن)) كما بيَّن الأخ الشِّنقيطي زاده الله من العلم، فقد قلتُ: إنَّه عمل القاريء، (يعني: بالقراءة)، وثوابه: أي: تلك القراءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ثانيًا: ما نقله الأخ (الغندر) عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في ردِّه رواية حنبلٍ عن أحمد في تأويله، وأنكره شيخ الإسلام ليس في تأويل مجيء القرآن بمجيء ثوابه، بل أنكر ما نقله حنبل من تأويل أحمد لمجيء الرَّبِّ بمجيء ثوابه وقدرته، قال كما نقل الأخ الكريم: "فعارضهم أحمد بقوله {وجاء ربك} {أو يأتي ربك} وقال: المراد بقوله "تجيء البقرة وآل عمران": ثوابهما كما في قوله {وجاء ربك} أمره وقدرته".
/// وأمَّا ما نقله عن ابن تيميَّة بقولك: "واليك كلام شيخ الإسلام الذي يؤيد هذا" فهذا يوهم أنَّ ابن تيميَّة يقول: إنَّ الصَّحيح عن أحمد ردُّ التأويل في حديث مجيء القرآن، وابن تيميَّة يتكلَّم عن ردِّ أحمد التأويل في مجيء الربِّ وإتيانه يوم القيامة، لا تأويله لمجيء القرآن، وبيَّن أنَّ الصَّحيح عند أحمد ردُّ تأويل مجيء الرَّبَِّ.
/// فتأمَّل الفارق -بارك الله فيك- بين ما قصدَه، وبين ما نقلتَه من كلام الشيخ العلوان ثمَّ قلتَ: "واليك كلام شيخ الإسلام الذي يؤيِّد هذا"، فذكرت كلام الشَّيخ ابن تيميَّة وكأنَّه يوافق قولُه قولَ العلوان، وليس الأمر كذلك.
3 - ثالثًا: إنَّ الأخ (الغندر) -بارك الله فيه- نقلَ شيئًا (المجموع 16/ 404 - 406) وفاتته أشياءُ، تبيِّن وتفصِّل ما أجمل ثمَّ.
/// وإليكم نقل شيءٍ ممَّا فاته منه:
/// قال شيخ الإسلام في موضعٍ آخر وقد نقلتُ منه (5/ 398 - 399) مقتطفاتٍ في تعقيبي الأوَّل: "والمقصود هنا أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا أخبر بمجىء القرآن فى هذه الصورة أراد به الاخبار عن قراءة القارىء، التي هى عمله، وذلك هو ثواب قارىء القرآن؛ ليس المراد به أنَّ نفس كلامه الذى تكلَّم به وهو قائم بنفسه يتصوَّر صورة غمامتين، فلم يكن فى هذا حُجَّةً للجهمية على ما ادَّعوه".
/// وقال رحمه الله أيضًا (8/ 409): "ولمَّا احتجَّ الجهميَّّةُ على الإمام أحمد وغيره من أهل السُّنَّة على أنَّ القرآن مخلوقٌ بقول النَّبيِّ (ص): (تأتي البقرة وآل عمران كأنَّهما غمامتان أوغيابتان أوفرقان من طيرٍ صواف))، و ((يأتي القرآن فى صورة الرجل الشاحب))، ونحو ذلك =قالوا: ومن يأتي ويذهب لا يكون إلَّا مخلوقًا =أجابهم الإمام أحمد بأنَّ الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان؛ بقوله: ((هل ينظرون إلَّا أن تأيتهم الملائكة أو يأتي ربُّك أو يأتي بعض آيات ربك))، وقال: ((وجاء ربُّك والملك صفًّا صفًّا))، ومع هذا فلم يكن هذا دليلاً على أنه مخلوقٌ.
/// وقد ذكر هذا المعنى غير واحدٍ، وبيَّنُوا أنَّ المراد بقوله: (تجيء البقرة وآل عمران) أي: ثوابهما؛ ليجيبوا الجهميَّة الذين احتجُّوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنَّه مخلوق، فلو كان الثواب -أيضًا- الذي يجيء فى صورة غمامةٍ أو صورة شابٍّ غير مخلوقٍ، لم يكن فرقٌ بين القرآن والثَّواب، ولا كان حاجة إلى أن يقولوا: يجيء ثوابه، ولا كان جوابهم للجهميَّة صحيح، بل كانت الجهمية تقول: أنتم تقولون إنَّه غير مخلوقٍ وأنَّ ثوابه غير مخلوق فلا ينفعكم هذا الجواب ... ".
4 - رابعًا: أنَّ مقام المناظرة والإلزام غير مقام التَّقرير، على القول بأنَّ تأويل الحديث ليس بتأويل صحيحٍ.
/// فيجوز في المناظرة والمحاججة ما لا يجوز في غيرها، من إلزام الخصم بنظير ما يقول.
ولمَّا كان سؤال صاحب الموضوع عن إثارة شُبهةٍ وطلب الجواب عنها، كان جوابي مطابقًا لما سأل، وهذا كان مقصودي أول مشاركتي فيه.
وبالله التوفيق.
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:25]ـ
يا شيخ يا عدنان ما ذا ترجح؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:33]ـ
/// يا أخي الكريم .. في فهم كلامي لبسٌ.
/// أنا لا أقول إنَّ شيخ الإسلام ردَّ تأويل مجيء الرَّبِّ وقبِل تأويل مجيء القرآن، بل أقول إنَّ إنكار ابن تيميَّة وغيره من أصحاب أحمد لرواية حنبل في تأوِّل أحمد ما تأوَّله كان لسبب تأويله مجيء الرَّبِّ كما في سياق كلامه عن تأويل النُّزول والمجيء ونحوه، راجع الكلام بتمامه يتبيَّن لك.
/// وأمَّا أنَّ شيخ الإسلام يردُّ تأويل مجيء القرآن أو يقبله وكذلك أنا فليس هذا المقصود.
/// ولأطمئنك زيادةً فلم يتبيَّن لي من كلام الشَّيخ إلَّا أنَّه يقبل تأويل مجيء القرآن كما تأوَّله بذلك جماعة نقل عنهم، ولكن في سبيل المناظرة والمحاججة حسبُ.
/// وأمَّا أن يقبله أو يردُّه مطلقًا فلم أقف على شيءٍ من ذلك الآن، فالله أعلم بقوله فيه، وكذلك أتوقَّف أنا.
/// وإن كان كلام الأخ المجلسي في مجيء القرآن -فقط- من جهة اللُّغة محتمل، ولكنِّي لا أقول به إلَّا في سبيل المناظرة، إذا لستُ بحاجةٍ إليه في التَّقرير.
/// إذ مقدِّمة الجهميَّة في كون المجيء والإتيان والصُّورة من صفات المخلوق لا يلزم أن تكزون صحيحةً، والقرآن قد اتَّصف به في ذاك الحديث وغيره =فهذا لا يلزم أن يكون صحيحًا حتَّى نلجأ فنقوم بتأويل الحديث، فقد يأتي ويذهب وهو مازال غير مخلوق، كما قال الشيخ العلوان في نقلك عنه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 12:14]ـ
يقول صاحب الشبهة: إذا كان الأمر كما تقولون إذن لماذا لجأ بعض العلماء إلى التأويل؟ ومادليله؟
بارك الله بكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 12:35]ـ
/// لعلك توضح السُّؤال أكثر.
/// إن كان المقصود بلجوء العلماء للتأويل في هذا الحديث المسئول عنه (تكلُّم القرآن) فقد تقدَّم أنَّه لأجل الإلزام بنظير ما يقول المخالف في المناظرة، لا مطلقًا، إذ ليسُوا بحاجةٍ إليه في مذهبهم.
/// وإن كان المقصود غير ذلك فلعلَّك توضِِّحه حتَّى يتمَّ الجواب عنه.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 08:48]ـ
نعم، أقصد لماذا يؤلون الأحاديث التي فيها مجيء القرآن، وتشكله، وكلامه، وقوله (يارب) بأنه ثواب القراءة.
ولم أفهم كيف يستعملون ذلك من أجل المناظرة.
أرجو أن يتسع صدرك لبليد مثلي!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:37]ـ
/// أخي الكريم .. بارك الله فيك.
/// المقصود من استعمال هذا التأويل من باب إلزام الخصم في المناظرة: أن يُقال له: أنت تقول في المسألة الفلانيَّة: كذا، فيلزمك أن تقول كذا في هذه المسألة أيضًا؛ لأنَّه بابٌ واحد والقياس فيه سواء.
/// فإمَّا أن يرجع عن قوله في تلك المسألة إلى قوله في هذه المسألة، أو يرجع عن هذه إلى تلك، أويتناقض، أويبيِّن وجه التناقض الظَّاهر.
/// وفي مسألتنا هذه: فإنَّ الجهميَّة يقولون: إنََّ القرآن مخلوقٌ، ولهم في ذلك شبهات أدلَّةٍ؛ منها: أنَّ القرآن يأتي ويجيء، وعندهم مقدِّمةٌ أنَّ هذه صفة المخلوق؛ فدلَّ ذلك إذن على أنَّ القرآن مخلوقٌ.
/// فيُقال لهم: والله عزَّوجلَّ يأتي ويجيء [وهم لا يقولون بهذا طبعًا]، وبناءً على مقدَّمتكم تلك فهذه من صفات المخلوق، فهل الله مخلوقٌ؟!
/// فإنْ قالوا: بل لا يلزم من الإتيان والمجيء ههنا أن يكون مخلوقًا فالله ليس بمخلوق، فنقول: وكذلك الأمر في مجيء القرآن وإتيانه لا يلزم منه أن يكون القرآن مخلوقًا.
/// وإنْ قالوا: بل يلزم من مجيء أي شيءٍ أنْ يكون مخلوقًا، ولكن إتيان الله هنالك هو إتيان ثوابه، فهو مخلوقٌ.
فيُقال لهم: فما دام أنَّكم تأوَّلتم مجيء الله بمجيء ثوابه، فكذا الأمر ههنا في القرآن تأوَّلُوه بمجيء ثوابه، فلا يستقيم لكم الدَّليل على كونه مخلوقًا.
/// فهم بين إثبات إتيان الله على الحقيقة، وبين إثبات كون القرآن ليس مخلوقًا بناء على حديث مجيئِهِ.
/// ولا داعي -بارك الله فيك- من ذكر ما ذكرته آخر سطر في تعقيبك، فنحن إخوة.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك، وكتب لك الأجر على هذه الفوائد.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:29]ـ
الحمد لله
أحببت أن أزيد مسألة أحسب ان الاخوة الافاضل يعلمونها الا وهي ان القرآن لفظ مشترك بين القرآن الذي هو كلام الله ... و القرآن بمعنى المصدر .. اي قراءة القارئ ... فمن حمله على وجه دون ىخر فلا يكون هذا الا عن جهل او هوى .. لأن الصواب ان يحمله على الوجه الذي تدل عليه الادلة و القرائن .... و هو قراءة القاري ...
يقال قرأ قراءة وقرآنا ...
قال صلى الله عليهو سلم زينوا القرآن بأصواتكم .... اي زينوا قراءتكم بأصواتكم .. اما القرآن الذي هو كلام الله فلا يحتاج
فهو أحسن الكلام و احسن الحديث.
قال حسان في عثمان
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ** يقطع الليل تسبيحا و قرآنا
اي و قراءة ..
وعلى هذا فالقرآن الذي يأتي يوم القيامة يشفع في صحبه هو قراءته وهي عمله المخلوق و الله خلقكم و ما تعملون.
الله اعلم.
بارك الله فيك أخي صاحب المعرف (المجلس الشنقيطي)
هذا الذي استقر عليه مذهب أهل السنة حول هذا الحديث
وليس في هذا الفهم تأويل البتة بل هو فهم من باقي النصوص
والإمام أحمد رحمه الله كان في موضع مناظرة والخطأ في هذه المواضع وارد على كبار العلماء
ولا يجوز لصاحب سنة التوقف بل يجب الإيمان بالظاهر مع إثبات المعنى وأن لم يفهم المعنى فليكل العلم إلى عالمه وليقل الله أعلم
ومن العجب نسبة التوقف لشيخ الإسلام إيضاً؟!
خرّج الترمذي في جامعه:
(يُتْبَعُ)
(/)
2883 - حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا هشام بن إسماعيل أبو عبد الملك العطار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنهم حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرف أو كأنهما غمامتان سودوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما
وفي الباب عن بريدة و أبي أمامة
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه
ومعنى هذا الحديث عن أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن
وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه و سلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه و سلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله موافقاً ومتعقباً:
قلت ولا مانع من كون الاتي هو العمل نفسه كما هو ظاهر الحديث فأما ان يقال ان الاتي هو كلام الله نفسه فحاشا وكلا ومعاذ الله لان كلامه تعالى صفته ليس بمخلوق والذي يوضع في الميزان هو فعل العبد وعمله والله خلقكم وما تعملون.أهـ[معارج القبول (2/ 846)]
قال شيخ الإسلام رحمه الله ناقلاً عن الإمام أحمد:
باب: ما ادعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التي رويت: «إن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب؛ فيأتي صاحبه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي أظمأت نهارك؛ وأسهرت ليلك؛ قال: فيأتي به الله؛ فيقول: يا رب!» فادعوا. أن القرآن مخلوق؛ فقلنا لهم: إن القرآن لا يجيء بمعنى أنه قد جاء: «من قرأ {قُلْ هُوَ ?للَّهُ أَحَدٌ} فله كذا وكذا» ألا ترون من قرأ: {قُلْ هُوَ ?للَّهُ أَحَدٌ} لا يجيئه؛ بل يجيء ثوابه؛ لأنا نقرأ القرآن فنقول لا يجيء؛ ولا يتغير من حال إلى حال.
فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء؛ وهو المخلوق من العمل؛ فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال فإذا كان هذا ثواب {قُلْ هُوَ ?للَّهُ أَحَدٌ} وهو ثواب القرآن فكيف ثواب غيره!!.أهـ[مجموع الفتاوى (8/ 410)]
يقول ابن القيم رحمه الله:
كما في الصحيح عنه تجيء البقرة و آل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان الحديث فهذه هي القراءة التي ينشئها الله سبحانه تعالى غمامتين و كذلك قوله في الحديث الآخر أن ما تذكرون من جلال الله من تسبيحه و تحميده و تهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ذكره احمد و كذلك قوله في حديث عذاب القبر و نعيمه للصورة التي يراها فيقول من أنت فيقول أنا عملك الصالح و أنا عملك السيء و هذا حقيقة لا خيال و لكن الله سبحانه أنشأ له من عمله صورة حسنة و صورة قبيحة و هل النور الذي يقسم بين المؤمنين يوم القيامة إلا نفس إيمانهم أنشأ الله سبحانه لهم منه نورا يسعى بين أيديهم فهذا أمر معقول لو لم يرد به النص فورود النص به من باب تطابق السمع و العقل. أهـ[حادي الأرواح (2/ 816 - 817) ط عالم الفوائد]
والله تعالى أعلم
ـ[أم الفضل]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 10:13]ـ
ذكر أحد مشايخنا حفظه الله:
أن الله تعالى قد يجعل المعاني والأعمال أعياناً يوم القيامة عدا القرآن؛ لأنه كلام الله تعالى وكلامه صفة من صفاته، وصفاته لاتتحول أعراضاً.
فالعمل الصالح كهيئة رجل حسن الصورة، و العمل السيء كهيئة رجل قبيح الصورة، والموت كهيئة كبش يذبح بين الجنة والنار.
فلما سئل عن حديث: (تأتي البقرة وآل عمران ... الحديث) قال المعنى ثوابهما كما سبق في كلام الإخوة.
ـ[المسندي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 04:31]ـ
المراد مجيئ الثواب وليس القران
قاله احمد كما نقل عنه ابن تيمية والبزار في مسنده وابن بطة في الابانة الكبرى وابن قتيبة في تاويل مختلف الحديث(/)
محظور شرعي يتردد كثيراً في المنتديات؟ فلْيُتَنَبه.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 06:45]ـ
http://www.sokkry.com/up/up/besmbook-01.gif
إخواني الكرام يكثر في الردود خاصة قول: جزاك الله خير إن شاء الله، بارك الله فيك إن شاء الله في كثير من المنتديات، والإستثناء هنا - في الدعاء - لايجوز؟
لما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لايقل أحدكم: اللهم اغفرلي إن شئت , اللهم ارحمني إن شئت , ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له " ولمسلم:" وليعظم الرغبة , فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه "
ففي هذا الحديث النهي عن قول اللهم اغفر لي إن شئت، الله يجزاك خير إن شاء الله , الله يوفقك إن شاء الله وهلم جرا ....
قال الشيخ صالح آل الشيخ " حقيقة التوحيد أن يوحد العبد ربه - جل وعلا - بتمام الذل والخضوع والمحبة , وأن يتضرع إلى الله عز وجل ويتذلل إليه بإظهار فقره التام إليه , وأن الله - جل وعلا - هو الغني عما سواه وقول القائل " اللهم اغفر لي إن شئت " يفهم منه أنه مستغن عن أن يغفر له كما يأتي العزيز أ والمتكبر من الناس فيقول لآخر لا يريد أن يتذلل له: افعل هذا إن شئت , يعني: إن فعلت ذلك فحسن وإن لم تفعل فلست بملح عليك , ولهذا كان فيه عدم تحقيق التوحيد ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله عز وجل.
و قد يستشكل قول الرسول صلى الله عليه وسلم للمريض " طهور إن شاء الله " نقول: قال أهل العلم هذا ليس فيه دعاء وإنما هو من جهة الخبر قال: يكون طهوراً إن شاء الله فهو ليس بدعاء وإنما هو خبر وقال طائفة من أهل العلم وقد يكون للبركة فيكون من جهة التبرك كقوله جل وعلا مخبراً عن يوسف {ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين} " انتهى.
فما كان من قبيل الخبر جائز، وما كان من قبيل الطلب فهو منهي عنه.
.
والله أعلم
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً أخى الكريم
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 01:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبو الفضل المصري بارك الله فيك أخي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 02:05]ـ
والإستثناء هنا - في الدعاء - لايجوز؟ ولا حتى للتبرك؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 02:20]ـ
والإستثناء هنا - في الدعاء - لايجوز؟ ولا حتى للتبرك؟
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 11:12]ـ
ولا حتى للتبرك؟
بارك الله فيك أخي الكريم
لاكن الاترى أن النهي صريح لا يحتاج تأويل
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لايقل أحدكم: اللهم اغفرلي إن شئت , اللهم ارحمني إن شئت ..
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 11:14]ـ
ولا حتى للتبرك؟
حياك الله أخي الكريم خالد المرسي مرة أخرى ...
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:39]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً(/)
الفتوى العصرية لمفتي الديار المصرية للشيخ ربيع بن هادي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:31]ـ
الفتوى العصرية لمفتي الديار المصرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه:
أما بعد: فقد قرأت مقالة نشرتها جريدة المدينة في ملحقها (الرسالة) في عددها الصادر في يوم الجمعة الموافق (13رجب عام 1428هـ) الموافق (27يوليو 2007م) حول فتوى مفتي مصر في إجازة ردة مسلمين جدد للمسيحية:
ومن فقرات هذه المقالة:
1 - " رفعت فتوى مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة والتي أفتى فيها بجواز الردة عن الإسلام الجدلَ داخل المؤسسة الدينية بمصر والتي تسيطر عليها ثلاث جهات هي الأزهر كأعلى هيئة إسلامية مستقلة في البلاد، ووزارة الأوقاف التي تشرف على القطاع الدعوي والسيطرة على المنابر، ثم دار الإفتاء التابعة لوزارة العدل.
2 - وقال مفتي الديار المصرية -كما نقلت الصحيفة -: " إنّ تخلي الشخص عن دينه إثم يعاقبه الله عليه يوم القيامة وإذا كان الأمر يتعلق بشخص يرفض الإيمان فحسب، فإنه ليس هناك عقاب دنيوي لكن إذا كان اعتناق ديانة أخرى من شأنه تقويض أمن واستقرار المجتمع، فإن الأمر ينبغي أن يحال إلى القضاء".
3 - وقال في فتواه كما - في الصحيفة -: " إنّ هؤلاء المسيحيين وإن كانوا مرتدين عن الإسلام من الناحية الفقهية إلا أن الحقوق المدنية المترتبة على ارتدادهم عن الإسلام تجاه الدولة والهيئة الاجتماعية أمر يرجع إلى جهة الإدارة وليس إلى الرأي الشرعي بحساب المنافع والمضار ومدى موافقة هذا التصرف للدستور والقوانين المعمول بها ومدى تأثيره على الأمن القومي والاجتماعي وكلّ ذلك يتعلق بالحياة المدنية التي تعدّ الإدارة مسؤولة عنها بغضّ النظر عن الحكم الديني في المسألة ".
4 - وقال الكاتب في الصحيفة المذكورة ناقلاً موقف مؤيدي الفتوى:
" واتفق عدد من الفقهاء والمفكرين الليبراليين والقانونيين بالقاهرة مع الفتوى الجديدة التي ترى أن ليس هناك حد الردة " وأن الحديث النبوي الشريف الذي يشير إلى قتل المرتدين المقصود منه عقاب سياسي على الخيانة الوطنية وليس عقاباً على المعتقد ".
أقول: إنّ من عجائب هذا الزمن أن تصدر هذه الفتوى وأمثالها من مفتي بلد إسلامي كبير كمصر، وأن تجد هذه الفتوى مؤيدين من فقهاء ومفكرين ولبراليين وقانونيين بحجة أنه ليس هناك حد للردة.
وتزداد الكارثة فظاعة أن تأتي هذه الفتوى في حالة ردة جماعية (أربعمائة مسلم) ارتدوا إلى النصرانية فتجد هذه المجموعة الباب مفتوحاً أمامها ولمن يريد أن يرتد عن الإسلام في بلد مسلم.
والذي فتح هذا الباب هو المفتي ومؤيدوه من الأصناف المذكورة، ومستندهم أنه ليس هناك حد للردة، وغالب هؤلاء يتحدث باسم الإسلام.
وعند المفتي أن الردة لا تعالج من ناحية إسلامية وإنما من ناحية أمنية، ولا أدري أهذا منهم جهل بشريعة الإسلام أم تجاهل وأحلاهما مرّ.
إنّ كلام المفتي - إن صح عنه - صريح في أنه ليس لله ولا لرسوله ولا لدينه حكم على المرتدين في الدنيا، وأنّ الحكم في ذلك للدستور والقوانيين التي وضعها البشر المتأثرون بالديموقراطية والقوانيين والدساتير الغربية الكافرة التي تمنح الإنسان الحرية في دينه وتصرفاته ما لم يصطدم بهذه القوانيين الضالة المحاربة للشريعة الإسلامية الخاتمة للرسالات، وبذلك يكون قد خالف هذا المفتي ومن أيده النصوص القرآنية والنبوية وإجماع علماء الأمة.
قال تعالى مبينا مكانة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: ?فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً? (النساء:65)، وقال تعالى: ?وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا? (الحشر:7)، وقال تعالى: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? (النور: 63)، وقد أمر الله في آيات كثيرة بطاعته وطاعة رسوله واتباع رسوله وما أنزل إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين أنت أيها المفتي ومن يؤيدك من هذه الآيات العظيمة الحاسمة في وجوب طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- واتباعه والأخذ بأحكامه؟! ومنها الحكم على المرتدين بالقتل في عدد من الأحاديث الصحيحة عنه.
أين أنت أيها المفتي ومن يؤيدك من قول خاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عدد من أصحابه الأمناء منهم:
1 - ابن عباس الذي روى حديثه عدد من الأئمة منهم الإمام البخاري حيث قال في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، حديث (6923)، والإمام الشافعي في الأم تحت عنوان المرتدين عن الإسلام (1/ 257) وتكلم عن حكم المرتد، وأنه القتل بعد الاستتابة، وساق آيات، وأحاديث تتعلق بالردة والمرتدين، والحميدي في مسنده حديث (533)، و أبو داود في كتاب الحدود باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي في باب حكم المرتد حديث (4059)، والترمذي في الحدود باب ما جاء في المرتد وهاك نص الحديث بتمامه:
قال الإمام البخاري – رحمه الله –: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب عن عكرمة، قال: أتيَ علي -رضي الله عنه- بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " من بدل دينه فاقتلوه"، ورواه الترمذي من طريق أخرى إلى أيوب عن عكرمة به، ثم قال عقبه: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم في المرتد واختلفوا في المرأة إذا ارتدت عن الإسلام، فقالت طائفة من أهل العلم: " تقتل " وهو قول الأوزاعي وأحمد وإسحاق، وقال طائفة تحبس ولا تقتل وهو قول سفيان الثوري وغيره من أهل الكوفة ".
وقول الترمذي: "والعمل على هذا عند أهل العلم" فيما يتعلق بالمرتد من الرجال،ولم يذكر في ذلك خلافاً وإنما ذكر الخلاف في المرأة يفيد أن العلماء قد أجمعوا على قتل المرتد من الرجال.
2 - أين أنت أيها المفتي ومن يؤيدك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه الصحابي الجليل ابن مسعود -رضي الله عنه-: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة " أي المرتد عن الإسلام.
حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى: (النفس بالنفس والعين بالعين) الآية، حديث (1878) قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم امرئ مسلم " به.
وأخرجه مسلم في باب ما يباح به دم المسلم، حديث (1676) من طرق إلى ابن مسعود به.
وأخرجه أبو داود في الحدود، باب حكم المرتد، حديث (4352).
وأخرجه النسائي في سننه في كتاب تحريم الدم، باب ما يحل به دم المسلم، حديث (4016) من حديث ابن مسعود.
وأخرجه الترمذي في أبواب الديات، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث حديث (1402).
وأخرجه النسائي في باب القود حديث (4721) بإسناده إلى شعبة عن سليمان (يعني الأعمش)، قال سمعت عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
وأخرجه النسائي في سننه، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله به.
قال النسائي: فحدثت به إبراهيم فحدثني عن الأسود عن عائشة بمثله.
3 - ثم قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو إسحاق عن عمر بن غالب، قال: قالت عائشة أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا رجل زنى بعد إحصانه، أو كفر بعد إسلامه، أو النفس بالنفس " وقفه زهير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: زهير هنا خالف سفيان الثوري في روايته عن أبي إسحاق فوقفها، ورواية سفيان هنا المرفوعة أرجح من رواية زهير؛ لأن سفيان أثبت وأقدم رواية عن أبي إسحاق من زهير؛ لأن زهيراً سمع من أبي إسحاق أخيرا بعد تغيره، ولو لم يكن ذلك، فلا يقدم على سفيان الثوري الذي يقدم على شعبة في أيّ خلاف، فكيف بزهير.
4 - ثم روى حديث عثمان في هذا الموضوع، فقال:
أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة قال: كنا مع عثمان وهو محصور، وكنا إذا دخلنا مدخلا نسمع كلام من بالبلاط، فدخل عثمان يوماً ثم خرج فقال: إنهم ليتواعدوني بالقتل، قلنا يكفيكهم الله، قال: فلم يقتلوني؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفساً بغير نفس، فو الله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله ولا قتلت نفساً، فلم يقتلوني " وهذا حديث صحيح وإسناده صحيح.
5 - حديث معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما-.
قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين حديث (6923): حدثنا مسدد حدثنا يحيى، عن قرة بن خالد قال: حدثني حميد بن هلال، قال: حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى قال: أقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق قصة من طلبوا العمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديا فأسلم، ثم تهود قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات، فأمر به فقتل " .. الحديث.
وأخرجه مسلم في الإمارة حديث (1733)، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد ومحمد بن حاتم قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان به.
فهذه جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة فيها حكم الله ورسوله بقتل المرتد، وقد عمل بها الأمة وسيأتي ذكر الإجماع على ذلك.
فهل نأخذ بحكم الله ورسوله وإجماع الأمة أو نأخذ بفتوى مفتي مصر المخالفة لذلك كله والمعتمدة على الدستور والقوانيين المعمول بها؟!.
قال تعالى: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً? (الأحزاب:36)
إجماع الصحابة على قتال المرتدين
قال البخاري -رحمه الله- في كتاب استتابة المرتدين: "باب قتل من أبى قبول الفرائض وما (1) نسبوا إلى الردة " حديث (6924): حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه (2)، وحسابه على الله قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ".
ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويؤمنوا بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأنّ من فعل ذلك عصم نفسه وماله إلا بحقها ووكلت سريرته إلى الله تعالى وقتال من منع الزكاة أو غيرها من حقوق الإسلام واهتمام الإمام بشعائر الإسلام حديث (20) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن عُقيل عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الترمذي في أبواب الإيمان، باب ما جاء أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله حديث (2607) بإسناد مسلم ومتنه.
وأخرجه النسائي في كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد، حديث (3091، 3092،3093) من طرق إلى الزهري به.
وأخرجه النسائي أيضاً في كتاب تحريم الدم، حديث (3970، 3971) بإسناد مسلم.
والترمذي بإسناده إلى سفيان عن الزهري به.
وأبو داود في كتاب الزكاة، حديث (1556) بإسناد مسلم والترمذي وأخرجه أئمة آخرون.
نقل النووي شرح الخطابي لهذا الحديث وخلاصته أن المرتدين الذين قاتلهم الصحابة على أقسام: قسمان ارتدوا عن الإسلام فمنهم من عاد إلى عبادة الأوثان، وقسم تابعوا مسيلمة والأسود العنسي وصدقوهم في ادعاء النبوة.
وقسم ثالث: وهم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، فأقروا بالصلاة وأنكروا فرض الزكاة، وكان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع فإنهم جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر صلى الله عليه وسلم فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك، وفرقها فيهم وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر صلى الله عليه وسلم فراجع أبا بكر صلى الله عليه وسلم، وناظره واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم نفسه وماله. . ." إلى أن قال: " وكان في ذلك دليل على أنّ قتال الممتنع من الصلاة إجماع من الصحابة ".
أقول:
فمعارضة عمر إنما كانت من أجل هذا الصنف أي مانعي الزكاة وما عداهم من المرتدين فلم يعارض فيهم عمر ولا غيره، وذلك إجماع منهم على قتال المرتدين، وإذا صح إجماعهم على قتال تاركي الصلاة، ومانعي الزكاة فإجماعهم على قتال المرتدين أولى.
إجماع علماء الإسلام على قتل المرتد
قال الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر المتوفى سنة (318) في كتاب الإجماع ص (186) كتاب المرتد:
أجمع أهل العلم على أن شهادة شاهدين يجب قبولها على الارتداد، ويقتل المرتد بشهادتهما إن لم يرجع إلى الإسلام.
وانفرد الحسن فقال لا يقبل في القتل إلا شهادة أربعة، فالحسن معهم في هذا الإجماع إلا في عدد الشهود.
وقال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفى سنة (620) في كتاب المغني (12/ 264) كتاب المرتد:
المرتد: هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر، قال الله تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (البقرة:217).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدل دينه فاقتلوه)، و أجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين وروي ذلك عن أبي بكر، وعثمان، وعليّ، ومعاذ، وأبي موسى، وابن عباس، وخالد وغيرهم، ولم ينكر ذلك، فكان إجماعاً ".
وقال أبو الوليد ابن رشد المتوفى سنة (595) في بداية المجتهد (2/ 459):
"والمرتد إذا ظفر به قبل أن يحارب، فاتفقوا على أنه يقتل الرجل لقوله -عليه الصلاة والسلام- (من بدل دينه فاقتلوه)، واختلفوا في قتل المرأة وهل تستتاب قبل أن تقتل؟ فقال الجمهور: تقتل المرأة وقال أبو حنيفة: لا تقتل وشبهها بالكافرة الأصلية، والجمهور اعتمدوا العموم الوارد في ذلك، وشذ قوم فقالوا: تقتل وإن راجعت الإسلام ".
وقال محمد حسين العقبي في تكملة المجموع للنووي في المذهب الشافعي (18/ 10):
وقد انعقد الإجماع على قتل المرتد:
"وإن ارتدت امرأة حرة أو أمة وجب قتلها" ثم ذكر الخلاف في قتل المرأة المرتدة ورجّح قتلها.
فهذا حكم الله ورسوله – أيها المسلمون - في المرتدين عن الإسلام.
وقام على ذلك إجماع الصحابة وإجماع علماء الأمة من كل المذاهب، كما تقدم بيان ذلك.
فيا علماء الإسلام وعقلاءهم وحكامهم أدركوا خطر الديموقراطية، وأدركوا آثارها الخطيرة وأدركوا ماذا يريد أعداء الإسلام من يهود ونصارى وشيوعيين وعلمانيين من هدم الإسلام والقضاء عليه وعلى عقائده وأحكامه، وماذا يريدون بنشر مناهجهم وأفكارهم في أوساط المسلمين.
إن يريدوا إلا ردّة المسلمين عن دينهم وجعلهم أذناباً لهم في كل الميادين العقائدية، والعملية، والأخلاقية، وأدركوا خطر الراكضين وراءهم باسم حرية الأديان، وأخوّة الأديان، وتقديس الأديان.
ولقد حذرنا الله من مكايد الكفار وبيَّن أهدافهم وسوء نواياهم فقال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) (البقرة:120).
وقال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) (البقرة: 109)
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) (آل عمران: 100).
على الأمة الإسلامية حكومات وشعوب أن يتمسكوا بالإسلام العظيم المهيمن على الرسالات والجامع لكل ما تحتاج البشرية من خيري الدنيا والآخرة والمشتمل على أكمل العقائد والمناهج والذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت: 42).
أيها المسلمون اعتزوا بهذا الدين الكامل في كل نواحيه، واعتصموا به جميعاً وارفعوا بذلك رؤوسكم ولا تستكينوا لحملات أعداء الإسلام وكيلهم للشبهات السخيفة ضد دينكم.
واسعوا في تحقيق أسباب العزة والكرامة وجماع ذلك التمسك بالإسلام وتحكيمه في كل الشؤون والميادين من عقائد وأحكام وأخلاق.اللهم أعز دينك واعل كلمتك ياسميع الدعاء.
كتبهربيع بن هادي عمير المدخلي
20/ 7/1428هـ
============
الحواشي:
(1) ما مصدرية.
(2) أي بحق الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 04:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:27]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:23]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 08:44]ـ
وجزاكم وفيكم بارك
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصة هؤلاء الأربعمائة الذين ارتدوا؟؟ نرجو ممن لديه خبر أن يدلي به.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصة هؤلاء الأربعمائة الذين ارتدوا؟؟ نرجو ممن لديه خبر أن يدلي به.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
المسألة باختصار هي لعبة من الكنيسة المصرية ..........
حيث أن الكنيسة قد سأمت رؤية تحول النصارى المصريين - و بخاصة النساء - الى الإسلام بأعداد ملحوظة مؤخرا , فأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم و أن يثيروا شك المسلمين في كل مهتد جديد , ففكروا في الحيلة الآتية ............
أمروا ربعمائة نصراني من خلصاء الكنيسة باستخراج أوراق تثبت تحولهم الى الدين الإسلامي (طبعا بدون نية حقيقية في دخول الإسلام) , ثم بعد فترة وجيزة قامت نفس المجموعة بالذهاب الى المحكمة - في ضجة اعلامية متعمدة - ليقولوا أنهم قد ندموا على اعتناقهم للإسلام , و أنهم قد اكتشفوا فضل النصرانية ..... الخ!!!
الا أن المحكمة ارتابت في الأمر لما رأت تاريخ تحول هذه المجموعة الى الإسلام - كما يدعون - واحدا , كما أن تاريخ ردتهم المزعومة - وهم لم يفارقوا الكفر أصلا - واحد أيضا!! هذا بالإضافة الى التنسيق الشديد بينهم مما ينفى أن تصرفاتهم كانت تلقائية - كما يدعون - و يؤكد وجود تخطيط من خلف الكواليس , و خطوة بخطوة انكشفت المؤامرة كاملة ...........
طبعا لو كانت الحكومة المصرية - هداها الله - تطبق حد الردة لما جرأ هؤلاء الكلاب على مثل هذا التلاعب بدين الله - عز و جل - و لكانت رؤوسهم قد طارت من فوق اكتافهم جزاءا وفاقا .......
الا أن الجميع تركوا الجريمة الأصلية و انشغلوا بجدل قانوني عقيم في السماح لهؤلاء المسلمين المزعومين بتغيير أوراقهم الى النصرانية من عدمه!!
أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يرد جميع الحكام العرب و المسلمين الى تطبيق شرعه - عز و جل - و أن يرد المسلمين الى دينه ردا جميلا .........
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصة هؤلاء الأربعمائة الذين ارتدوا؟؟ نرجو ممن لديه خبر أن يدلي به.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الذي أعرفه أنهم مجموعة من النصارى تركوا النصرانية لأسباب معينة
ثم لما قامت الكنيسة بإصلاح الأمر
كتبت مشاركتي هذه قبل أن أرى مشاركة الأخ ابن عبدالكريم
فعذراً
عادوا للنصرانية
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 07:53]ـ
فيا علماء الإسلام وعقلاءهم وحكامهم أدركوا خطر الديموقراطية، وأدركوا آثارها الخطيرة وأدركوا ماذا يريد أعداء الإسلام من يهود ونصارى وشيوعيين وعلمانيين من هدم الإسلام والقضاء عليه وعلى عقائده وأحكامه، وماذا يريدون بنشر مناهجهم وأفكارهم في أوساط المسلمين.
إن يريدوا إلا ردّة المسلمين عن دينهم وجعلهم أذناباً لهم في كل الميادين العقائدية، والعملية، والأخلاقية، وأدركوا خطر الراكضين وراءهم باسم حرية الأديان، وأخوّة الأديان، وتقديس الأديان.
ولقد حذرنا الله من مكايد الكفار وبيَّن أهدافهم وسوء نواياهم فقال: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) (البقرة:120).
وقال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) (البقرة: 109)
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) (آل عمران: 100).
على الأمة الإسلامية حكومات وشعوب أن يتمسكوا بالإسلام العظيم المهيمن على الرسالات والجامع لكل ما تحتاج البشرية من خيري الدنيا والآخرة والمشتمل على أكمل العقائد والمناهج والذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت: 42).
أيها المسلمون اعتزوا بهذا الدين الكامل في كل نواحيه، واعتصموا به جميعاً وارفعوا بذلك رؤوسكم ولا تستكينوا لحملات أعداء الإسلام وكيلهم للشبهات السخيفة ضد دينكم.
واسعوا في تحقيق أسباب العزة والكرامة وجماع ذلك التمسك بالإسلام وتحكيمه في كل الشؤون والميادين من عقائد وأحكام وأخلاق.
اللهم أعز دينك واعل كلمتك ياسميع الدعاء.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
20/ 7/1428هـ
اللهم أعز دينك وأرجع الحكام والمحكومين إلى تطبيق شرعك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم كما تحب وترضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 11:37]ـ
هنا خبر أحد هؤلاء .. وهو أسرته مسلمة بالفعل .. وحقيقته هنا
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=6131
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
الوطئة تشتد في مصر، كلما رقعت من جانب خرقت من جانب آخر.
النصارى اشتدوا ... ينقون أموالهم ويرمون بأبنائهم وأنفسهم في حالة من الثورية العجيبة التي لم نسمع بها من قبل ... يريدونها كالأندلس.
والصوفية انتفضت ثانية .. حتى صار الإفتاء بيدها ... مفتي مصر صوفي، ورئيس جامعة الازهر السابق (عمر هاشم) مفتي، وكان في يده يوما ما 33 وظيفة حكومية شرعية.
والجماعات تتخبط، وهي مخترقة.
#
من استطاع أن يعين ولو برمية حجر فلا يتأخر. فإن ما تستقر عليه مصر يتسرب طوعا او كرها للجميع.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 06:20]ـ
هنا خبر أحد هؤلاء .. وهو أسرته مسلمة بالفعل .. وحقيقته هنا
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=6131
هذه حادثة أخرى ليس لها علاقة بحادثة الربعمائة المذكورين ..........
و لاشك أن بلاد الإسلام تواجه حملة تنصيرية شرسة , و لكن هذا لا يمنع كذب قصة الربعمائة المزعومين .......
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:22]ـ
رفع الله قدر الشيخ العلامة الناقد أسد السنة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي الذي مازال شوكة في حلوق أهل الباطل والبدع.
وجزاك الله خيرا أخي ابن عقيل على نقلك المسدد، دمت مسددا بتوفيق الله تعالى.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
وجزاك وفيك بارك يا أخي علي وحفظ الله لنا مشايخ السنة على السنة ومتعنا الله بهم.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 03:41]ـ
شكرا للذين أوضحوا لنا الصورة،
ووالله إنهم من الغباء بمكان، حيث أن ارتداد اربعمائة شخص دفعة واحدة ـ لا يبلعها ـ المسلم بسهولة، حيث أن هذه العدد هو من الأعداد التي تضرب مثلا ـ للجمع الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب ـ، ولكن يبدو في زماننا هذا أن التواطؤ على الكذب والحقد والكيد للدين يتم بأعداد كبيرة، ولكنها غبية.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:06]ـ
أخواني ـ عفوا لم ألتفت إلى الاسماء ـ الأفاضل!
تُسَكِنُون أنفسكم. أو تُلقون بأعذارٍ لقعودكم عن مواجهة التنصير في مصر وغير مصر.
النصارى في مصر، ما هاجوا وخرجوا من جحورهم إلا وقد استئنسوا قوة من أنفسهم وممن ورائهم، ولهم نشاط في الخليج (ومن شاء يرجع لشريط الدكتور سلمان العودة عن التنصير، وأطروحات الشيخ الدكتور سفر الحوالي في هذا الموضوع علما بأنها قديمة من خمسة عاما او يزيد)، والأعداد التي تتنصر أكبر من أربعمائة بكثير، الفقر يضرب مصر، والشهوة تجتاح الشباب، والنصارى بأيديهم الكثير من متاع الدنيا.
والأزهر (الشريف) مضى وثيقة تعرف بوثيقة التنصير مع الفاتيكان ليرسلوا إرساليات إلى مصر تنصر الناس، وقد دقت أوتادها في بعض أحياء القاهرة، ويحدثني بعض أحبابي بأمور يشيب لها الولدان.
كانوا من قبل يسفرون من يتنصر إلى أمريكا، واليوم لم يعودوا يسفرون أحدا بل بدءوا في مرحلة جديدة من المواجهة على أرض مصر. ولم تسلم باقي البلاد منهم.
ونصارى مصر ـ تحديدا ـ يمثلون 90 % من النصارى المتواجدين في البالتوك، وهم الذين يسبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليل نهار. ليس لهم حديث إلا هذا، ومن شاء يدخل البالتوك يسمع.
ولهم غرف، ولهم فضائيات، ولهم مواقع. ولهم إصدارات وتنظيمات تعمل.
وقومنا في غفلة.
أليس نبيكم كما هو نبينا؟!
ليت الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ وهو يسمع كلام المفتي ويجد وقتا لليعلق يهب في وجه النصارى وهم يسبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدار الساعة.
وليته يقف لمفتي مصر في غير الردة. فقد أحل الربا، وحرم الحجاب، وقال ما لا يحكى.
وليت من يملك معرفا مشهورا في الساحات يكتب عن التنصير في مصر. ومن اراد مادة علميه زودته بما شاء، أو يدخل البالتوك ساعة في غرف النصارى.
كأني أنفخ في قربة مخرومة.
.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 03:04]ـ
ليت الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ وهو يسمع كلام المفتي ويجد وقتا للتعليق يهب في وجه النصارى وهم يسبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدار الساعة.
.
الانتصار للرسول المختار ..... للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
مقال فيه الانكار على الجريدة الدنمركية التي استهزأت برسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=128&gid=
========
نصيحة ودعوة للبابوات إلى الإسلام ..... للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
مقال فيه توجيه نصيحة ودعوة إلى الإسلام وهو رد على كلام بابا الفاتيكان في ذمّه للإسلام
http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=198&gid=
وليته يقف لمفتي مصر في غير الردة. فقد أحل الربا، وحرم الحجاب، وقال ما لا يحكى.
.
لا يا مفتي مصر ما هكذا تورد الإبل .... للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=3&id=129&gid=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 03:11]ـ
جزاك الله خيرا على بيانك أخي.
وكلموه بالمزيد.شيء نذكره به.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 04:42]ـ
هل من الممكن أن تنقلوا لنا مقالات الشيخ ربيع الأخرى وتضعونها في هذا الموقع فلم يمكن تصفحها في موقعه؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 05:27]ـ
بارك الله فيكم أخي ابن عقيل، وليتك - كما قال الأخ شتا - تتم الفائدة بنقل فوائد هذا العَلَم الربيع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 06:20]ـ
أخي ابن عقيل:
انقل منها ما يناسب منتدانا. بارك الله فيك.
ـ[غريب39]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 12:12]ـ
. . "إنى لأمزح ولا أقول إلا حقاً".
لاحول ولا قوة الا بالله. . . اللهم ألف بين قلوبنا، واجمعنا على اتباع سنة نبيك -عليه الصلاة والسلام-
إلى متى يا ترى؟. . . اللهم أحفظ لنا السنة و الذابين عنها. . . واجعلنا هداة مهتدين. . . آمين.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 10:53]ـ
الوطئة تشتد في مصر، كلما رقعت من جانب خرقت من جانب آخر.
النصارى اشتدوا ... ينقون أموالهم ويرمون بأبنائهم وأنفسهم في حالة من الثورية العجيبة التي لم نسمع بها من قبل ... يريدونها كالأندلس.
والصوفية انتفضت ثانية .. حتى صار الإفتاء بيدها ... مفتي مصر صوفي، ورئيس جامعة الازهر السابق (عمر هاشم) مفتي، وكان في يده يوما ما 33 وظيفة حكومية شرعية.
والجماعات تتخبط، وهي مخترقة.
#
من استطاع أن يعين ولو برمية حجر فلا يتأخر. فإن ما تستقر عليه مصر يتسرب طوعا او كرها للجميع.
فاتك ذكر التشيع يا شيخ محمد.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 04:04]ـ
أخي ابن عقيل:
انقل منها ما يناسب منتدانا. بارك الله فيك.
عفا الله عنك يا شيخ
إن كنت تلمح لمنهج الشيخ ربيع في نقد الرجال والطوائف , فالشيخ قد ألف في هذا مؤلف ماتع بعنوان: (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف).
قال الشيخ ربيع في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه هذا:
[ولا يفوتني أن أذكر للقراء الكرام: أنني بعد أن فرغت من تأليف كتابي ((منهج أهل السنة والجماعة في النقد))، أرسلت منه نسخة لسماحة شيخنا العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، فتفضل سماحته بإحالته إلى صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي في خطاب (رقم 488/ خ)، وتأريخ (13/ 3/ 1412 هـ)، فامتثل صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي أمر شيخه العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، فقام بدراسة الكتاب، ثم تلخيصه تلخيصا جيدا، أضاف إليه خلاصة المؤلف، وأرفقه بهذا الخطاب إلى سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي إلى سماحة شيخنا ووالدنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله ووفقه ومتعه متاعاً حسناً آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد وصلني خطابكم (رقم 488/ خ) في (13/ 3/1412هـ) مشفوعا بمؤلف للشيخ ربيع بن هادي مدخلي المدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف "؟ لغرض مراجعته والإفادة.
وعليه تجدون سماحتكم برفقه الإفادة عنه.
والله يحفظكم ويرعاكم، والله الموفق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
إبنكم: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.
وبعد قراءة الشيخ العلامة ابن باز إفادة الشيخ عبدالعزيز الراجحي، وجه إلي خطابه الآتي- ليبشرني بأنه قد سره جواب الشيخ الراجحي، وداعيا لي بما أرجو من الله أن يستجيبه -:
((الرقم: 1673/ خ. التاريخ: 8/ 9/ 1412. المرفقات: 7))
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الدكتور ربيع بن هادي بن عمير مدخلي، وفقه الله لما فيه رضاه، وزاده من العلم والايمان، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فأشفع لكم رسالة جوابية من صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حول كتابكم ((منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف))، لأني قد أحلته إليه، لعدم تمكني من مراجعته، فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله، وأحببت اطلاعكم عليه.
وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد].أهـ المقصود
أنظر الكتاب على هذا الرابط:
http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=15&gid=
فهذا منهج أهل السنة الذي أرتضاه إمام أهل السنة وإخوانه في هذا العصر , فإن خالف الشيخ ربيع في نقده لأحد كائنا من كان , ما خطه بيده في هذا المؤلف , فيرد خطأه ويناصح فيه , فلا أحد فوق النقد والعصمة للأنبياء عليهم السلام والهدف الرئيس هو حفظ الدين.
وفي هذا المجلس العلمي طلبة علم وأنت واحد منهم يا شيخ سليمان فهاتوا برهانكم ونحن معكم على كل من يخالف السنة أو أهلها.
والشيخ ربيع نحسبه والله حسيبه من علماء السنة الراسخين في هذا الزمان بشهادة أكابر علماء السنة والمعصموم من عصمه الله ولكنه اُبتلي بطائفتين من الناس:
1 - طائفة غلت في الشيخ وجعلت كلامه وحكمه على الرجال حق محض وهذا لا نقبله ولا يقبله الشيخ ربيع نفسه.
2 - والطائفة الثانية ناصبت العداء للشيخ ربيع وضربت على جميع كلامه وأتهمته بالعظائم والشيخ برئ براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام وذلك بسبب نقده لمن يعظمون؟!.
فالشيخ ابن باز رحمه الله كانت له مراسلات مع الشيخ ربيع يطلبه في بعضها بنقد الكتاب الفلاني أو في رأيه في فلان أو اعلامه بما كتب حول كتاب فلان.
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يحيل على كتب الشيخ ربيع.
وإني ابرأ هذا المجلس إن كان له منهج أخر في النقد غير المنهج الذي أرتضاه أهل العلم وهو منهج السلف وليس منهج خاص بالشيخ ربيع متع الله به أهل السنة على طاعته.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 05:33]ـ
الأخ ابن عقيل - عفى الله عنه -: الخوض في مثل هذا الموضوع الذي أثرته، قد لا يسمح به أهل المجلس؛ لأنه (قد) يوغر الصدور التي تشربت التعصب لهذا الشيخ أو ذاك. أما من ناحيتي فلا مانع من الخوض فيه إذا كان المقصد العدل والإنصاف مع الجميع، دون دعاوى أو مغالطات.
- خطاب الشيخين ابن باز - رحمه الله -، والراجحي - حفظه الله - ليس فيه أي (حكم) على كتاب الشيخ، فكيف تجعله تزكية وموافقة؟؟؟
(وعليه تجدون سماحتكم برفقه الإفادة عنه). ماهي الإفادة؟
(فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله). ماذا رأى حوله مما سر الشيخ؟ الخبر عند الراجحي.
هداك الله ..
ثم تقول: (فهذا منهج أهل السنة الذي أرتضاه إمام أهل السنة وإخوانه في هذا العصر)!!!!
لا والله .. ليس منهج الشيخ ربيع - على فضله - موافقًا لمنهج الشيخ ابن باز - رحمه الله -، فشتان بينهما، وهذا يدركه كل من طالع ردودهما على المخالف، وموقفهما من أخطاء أهل السنة.
فلم نقرأ أو نسمع - مثلا - أن الشيخ ابن باز قال عن عالم أو داعية مثل هذه العبارات:
(فلان أخبث من صدام وأتاتورك)! أو (فلان أخبث من اليهود والنصارى)! أو (فلان لو خرج من يدعي الربوبية لاتبعه)!
وغيرها من عبارات البغي التي تميز بها الشيخ وأتباعه - هداهم الله -.
فإن كنت محبًا له، فامتثل " انصر أخاك .. "، تجنب خطأه، وناصحه لمصلحته.
ولا أريد الاسترسال؛ لما سبق، ولكن لابد من قول الحق وإن كان مرًا على بعض النفوس، لأن الهدف تصحيح مسار أهل السنة، لا السكوت المتبادل، أو المجاملات.
وفقكم الله ..
ـ[إدارة المجلس]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 06:04]ـ
الإخوة الأكارم سددهم الله نفع بهم
لعله حصل المقصود من الموضوع، وبدأ الخروج عنه لأمور خارجة عن مقصده قد تجر إلى ما لا يحمد مما يثير الجدل والتعصب والضغائن بين الإخوة، فنستسمحكم بإغلاقه، والمواضيع الأخرى بحاجة إلى جهودكم ومشاركاتكم، ونفع الله بكم.(/)
هل يجوز القول بأن كثيراً من المسلمين اليوم لا يعرفون من القرآن إلا كما يعرفه اليهود؟
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 07:45]ـ
هل يجوز القول بأن كثيراً من المسلمين اليوم لا يعرفون من القرآن إلا كما يعرفه اليهود والنصارى من التوراة والإنجيل مع كون الجميع يقرؤون هذه الكتب السماوية فلا ينتفعون بما فيها - مع تحريف التوراة والإنجيل في مواضع عديدة -؟
أرجو التفاعل؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:30]ـ
فهمت من السؤال أنه يقوم على حكم تشبيه معرفة عوام المسلمين (وهم أكثر المسلمين) بالقرآن، بمعرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل.
وللجواب نقرر معلومة لغوية بلاغية تقول: ((إن المشبه لا يطابق المشبه به من كل وجه)).
لذلك لابد أن نبحث عن مراد القائل على وجه الدقة فإن أراد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى في أن كليهما يقوم على التقليد، فهذا صحيح.
لكن إن قصد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل في أن كلا الفريقين لا ينتفع بتلك المعرفة فكلامه خطأ وغير صحيح فالعامي المسلم الذي لا يعرف القرآن ويقلد أهل العلم ووافق في تقليده وما نشأ عليه بغير دليل ما كان عليه الصحابة من التوحيد والحق فإن ذلك ينفعه ويكون سببًا في نجاته في الآخرة، بعكس جهلة اليهود والنصارى فإن جهلهم لا ينفعهم وليس عذرًا لهم تقليدهم لأحبارهم ورهبانهم.
وكذلك إن أراد أنهما متفقان من كل وجه فقوله باطل لا شك في بطلانه. والله أعلم.
أرجو أن أكون قد أصبت في فهم الطرح.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:49]ـ
فهمت من السؤال أنه يقوم على حكم تشبيه معرفة عوام المسلمين (وهم أكثر المسلمين) بالقرآن، بمعرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل.
وللجواب نقرر معلومة لغوية بلاغية تقول: ((إن المشبه لا يطابق المشبه به من كل وجه)).
لذلك لابد أن نبحث عن مراد القائل على وجه الدقة فإن أراد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى في أن كليهما يقوم على التقليد، فهذا صحيح.
لكن إن قصد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل في أن كلا الفريقين لا ينتفع بتلك المعرفة فكلامه خطأ وغير صحيح فالعامي المسلم الذي لا يعرف القرآن ويقلد أهل العلم ووافق في تقليده وما نشأ عليه بغير دليل ما كان عليه الصحابة من التوحيد والحق فإن ذلك ينفعه ويكون سببًا في نجاته في الآخرة، بعكس جهلة اليهود والنصارى فإن جهلهم لا ينفعهم وليس عذرًا لهم تقليدهم لأحبارهم ورهبانهم.
وكذلك إن أراد أنهما متفقان من كل وجه فقوله باطل لا شك في بطلانه. والله أعلم.
أرجو أن أكون قد أصبت في فهم الطرح.
بوركتم؛ وكأني أرى أن السائل يريد إجابة تكون من نفس الحديث النبوي.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 01:53]ـ
هل من مجيب؟
ـ[السلطان رشاد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 09:51]ـ
الجواب - والله أعلم - هو في الحديث الصحيح:
عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ:
(ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا): رواه ابن ماجة؛ وهو عند أحمد وغيره.
ـ[أبو منار السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:13]ـ
جواب موفق.(/)
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة. (الشيخ سفر الحوالي).
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 10:29]ـ
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة
على أن الموضوع الذي يجب التنبيه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة، كالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم، وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد، أو متابعة خاطئة، أو جهل بعلم الكلام، أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص.
ومن هذا القسم أكثر الأفاضل الذين يحتج بذكرهم الصابوني وغيره وعلى رأسهم الحافظ ابن حجر -رحمه الله-.
ولست أشك أن الموضوع يحتاج لبسط وإيضاح، ومع هذا فإنني أقدم للقراء لمحة موجزة عن موقف ابن حجر من الأشاعرة:
من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي [606 هـ] ثم خلفه الآمدي [631 هـ] والأرموي [655هـ] فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب.
ونَقْدُ فكر هؤلاء الثلاثة هو الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض لشَيْخ الإِسْلامِ.
وأعقبهم الإيجي صاحب المواقف - الذي كان معاصراً لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية - فألف "المواقف " الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته، وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً.
وقد ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله، ثم جاء ابن السبكي - ذلك الأشعري المتعصب - فتعقبه وعنف عليه ظلماً.
ثم جاء ابن حجر رحمه الله فألف لسان الميزان فترجم لهما بطبيعة الحال - ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي [17].
ولم يكن يخفى عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الأرموي ضمن ترجمة الرازي.
فماذا كان موقف ابن حجر؛ لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه؟.
إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول: إن ابن حجر على مذهبهما أبداً، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضله.
على أنه قال في آخر ترجمة الرازي " أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده ".
وهذ العبارة التي قد يفهم منها أنها متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما نقول نحن هنا، فإن وصية الرازي التي نقلها ابن السبكي نفسه صريحة في رجوعه إلى مذهب السلف.
فبعد هذا نسأل:
أكان ابن حجر يعتقد أو يؤيد عقيدة الرازي التي في كتبه، أم عقيدته التي في وصيته؟.
الإجابة واضحة من عبارته نفسها. هذه واحدة.
الوجه الآخر: أن الحافظ في الفتح قد نقد الأشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلاً:
خالفهم في الإيمان، وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير.
ونقدهم في مسألة المعرفة، وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره. [18].
كما أنه نقد شيخهم في التأويل " ابن فورك " في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح، وذم التأويل والمنطق مرجحاً منهج الثلاثة القرون الأولى.
كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة [19] وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا.
والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله- أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شَيْخ الإِسْلامِ في درء تعارض العقل والنقل، ووصفهم بمحبة الآثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية.
وقد كان من الحنابلة من ذهب إلى أبعد من هذا كابن الجوزي وابن عقيل وابن الزاغوني، ومع ذلك فهؤلاء كانوا أعداء ألدّاء للأشاعرة، ولا يجوز بحال أن يعتبروا أشاعرة فما بالك بأولئك!!.
والظاهر أن سبب هذا الاشتباه في نسبة بعض العلماء للأشاعرة أو أهل السنة والجماعة هو أن الأشاعرة فرقة كلامية انشقت عن أصلها " المعتزلة " ووافقت السلف في بعض القضايا وتأثرت بمنهج الوحي، في حين أن بعض من هم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصل تأثروا بسبب من الأسباب بأهل الكلام في بعض القضايا وخالفوا فيها مذهب السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا نظر الناظر إلى المواضع التي يتفق فيها هؤلاء وهؤلاء ظن أن الطائفتين على مذهب واحد، فهذا التداخل بينهما هو مصدر اللبس.
وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل -ومنها لسان الميزان للحافظ ابن حجر - قولهم عن الرجل: إنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً.
وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي وأمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة؛ وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، مع ضرورة بيان هذه الأشياء واستدراكها عليهم حتى يمكن الاستفادة من كتبهم بلا توجس في موضوعات العقيدة. [20]
خامساً: قال فضيلة الشيخ الفوزان عن الأشاعرة: [نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة وليسوا منهم في باب الصفات].
وهذا سبق قلم من فضيلته، ومثل هذه الدعوى هي التي يهش لها الأشاعرة المعاصرون ويروجونها، لأنه إذا كان الفارق هو الصفات فقط قالوا: إن الخلاف فيها أصله الاجتهاد والكل متفقون على التنزيه فكأنه لا خلاف إذاً! وربما قالوا: نحن مستعدون أن نثبت لله يداً وعيناً وسائر الصفات في سبيل توحيد الصف ووحدة الكلمة!!!.
وليكن معلوماً أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين [21].
فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم، فتمكن الأشاعرة في الأمة ثم في النهاية استطالوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب، فحتى لا تتكرر هذه المشكلة وإحقاقاً للحق رأيتُ من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة؛ ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط.
----
الحواشي:
17. ترجمة الرازي: 4/ 426 والآمدي، 6/ 134 من اللسان.
18. انظر فتح الباري: 1/ 46، 3/ 357 ـ 361، 13/ 347 ـ 350.
19. المصدر السابق: 13/ 253، 259، 407 وغيرها كثير.
20. وقد رأينا في واقعنا المعاصر علماء فضلاء وافقوا الاشتراكيين أو الديمقراطيين أو القوميين في أشياء للأسباب نفسها ولم يعدهم أحد اشتراكيين أو قوميين.
21. انظر سير أعلام النبلاء: 15/ 90، مقابلة الأشعري لإمام السنة في عصره " البربهاري " انظر ترجمته في طبقات الحنابلة ورسالته القيمة في السنة، التي ساقها صاحب الطبقات.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=353
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 01:57]ـ
وفي (شرح الأربعين النووية) ص 289 ـ 290 للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟.
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟.
الجواب:لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟.
الجواب:لا، نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل.
والله الموفق.
-----
أفادنيها الأخ / خليل بن محمد وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 09:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 11:32]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سامي.
المتتبع لكلام ابن حجر في الفتح، وتأويله لصفات الله جل جلاله، يعلم أن ابن حجر رحمه الله على مذهب الأشاعرة في تاويل الصفات، وهذا واضح في كلامه على العلو، وغيرها من صفات الباري جل جلاله.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 11:37]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا
أنا أود أن أعرف شيئا وهل حسن القصد له مزية
رجل عنده بدع فهل لا نبدع هذا الرجل لأنه اجتهاد خاطئ وعنده حسن نية ومحبة
للآثار
طيب كذلك العلماء الذين عندهم شرك القبور لماذا لا نقول عندهم حسن نية ومحبة للآثار
ماذا بعد الحق إلا الضلال
الانسان اما ان يكون متبع او مبتدع
ابن حجر عالم كبير ولا شك في ذلك لكنه ليس بسلفي
وكونه ليس بسلفي لايمنع من الاستفاده من علمه
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 11:47]ـ
ابن حجر عالم كبير ولا شك في ذلك لكنه ليس بسلفي
وكونه ليس بسلفي لايمنع من الاستفاده من علمه
نقول ليس خالف أهل السنة في هذه الجزئية، على رأي بعض أهل العلم ومنهم الشيخ سفر، ونقول أنه ليس من أهل السنة على قول الشيخ عبد الرحمن البراك، "أن من خالف أصل من أصول أهل السنة ليس منهم".
وابن حجر عالم جليل، ونفع الله به كثيراً، ومن أهل العلم من يقول: أن ما أخطأ فيه ابن حجر يسير ويغوص في بحر حسناته، وبعضهم يقول يستفاد منه فيما وافق الدليل وما خالف الدليل والحق يرفض كغيره من أهل العلم، والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - Aug-2007, صباحاً 11:57]ـ
الكلام على كتب الإمام النووي وابن حجر
سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال:
سائل يقول: هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، ويقول: إنهما ليسا من أهل السنة والجماعة، فما الصحيح في ذلك؟
الجواب:
لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات، ابن حجر والنووي وجماعة آخرون، لهم أشياء غلطوا فيها، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=4087
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 05:31]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:07]ـ
ونقول أنه ليس من أهل السنة على قول الشيخ عبد الرحمن البراك، "أن من خالف أصل من أصول أهل السنة ليس منهم".
.
أين أجد قول الشيخ البراك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 10:13]ـ
للرفع ,
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 11:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 12:15]ـ
ونقول أنه ليس من أهل السنة على قول الشيخ عبد الرحمن البراك، "أن من خالف أصل من أصول أهل السنة ليس منهم".
.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1477&Itemid=38
وانظر في ذلك الاعتصام للشاطبي ج (2/ 200 - 201)، وانظر مقدمات في الأهواء والافتراق والبدع للدكتور ناصر العقل ص34 - 35
والمقالة التي ذكرها الأخ وليد عن الشيخ البراك هي مقالة الشاطبي رحمه الله وسمعت عين هذا الكلام من الشيخ صالح آل الشيخ
ـ[الرابية]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 07:55]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2573
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 12:11]ـ
لي سؤال أرجو أن يتسع صدر الإخوة في استقباله وأن يتلطفوا في الرد عليه وأن يعذروا كاتبه لقلة علمه.
ابن حجر في الفتح حينما تأتي أحاديث الصفات والأفعال المتعلقة بالله عز وجل يحكي قولي السلف والخلف ويرجح قول السلف وهكذا يفعل النووي رحمهما الله، إلا أن حكايتهما لقول السلف لا تلتقي مع مذهب السلف الذي يحكيه أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره.
إذن المشكلة ليست في اتباع مذهب السلف - فهم متفقون كلهم على ذلك وأنه هو الأسلم إلا أن أمثال ابن حجر والنووي لم يخطئوا مذهب الخلف أما شيخ الاسلام فيخطئ مذهب الخلف - ولكن المشكلة في تحديد مذهب السلف هل هو ما يحكيه شيخ الاسلام أم ما يحكيه ابن حجر بخصوص الصفات والأفعال؟
هل ما ينسبه شيخ الاسلام ابن تيميه ويرسمه بأنه مذهب السلف أولى من الآخر الذي ينسبه ابن حجر؟
التحقيق يتطلب التعرف على مذهب السلف - من غير كلام ابن تيمية أو ابن حجر وبدون تقليد لأي منهما فإن قول أحدهما ليس بأولى من قول الآخر - بل من أقوال السلف من الصحابة والتابعين المنسوبة اليهم باسانيد صحيحة فقط وبتجرد تام وحيادية مطلقة واعتقاد ذلك - وعلى ان يكون ذلك بنفس ألفاظهم بدون الزيادة عليها أو معادلتها بألفاظ اخرى أو التوسع فيما لم يتوسعوا فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 02:23]ـ
أخي شريف
هذا الأمر مشكل جدا. سيما أن شيخ الإسلام يرى القول بالتفويض في الصفات ضلالا، وأما النووي وابن حجر يريانه صوابا بل وقولا واحدا للسلف، وهذا تناقض عظيم كما يبدو.
وأعتقد أنه يستحيل الاستغناء عن أقوال العلماء في معرفة مذهب سلف الأمة في الصفات لأنهم أقرب منا إليها وأعرف بها.
بقي الترجيح والحكم على قول بأنه هو الصواب وأنه قول السلف وأن الآخر سوء فهم له. وفي هذه المسألة لا يسعنا إلا الحكم بصحة نقول شيخ الإسلام أو فسادها أو صحة نقول الحافظين أو فسادها، وهنا يتحير المرء ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 03:02]ـ
أخي شريف
هذا الأمر مشكل جدا. سيما أن شيخ الإسلام يرى القول بالتفويض في الصفات ضلالا، وأما النووي وابن حجر يريانه صوابا بل وقولا واحدا للسلف، وهذا تناقض عظيم كما يبدو.
وأعتقد أنه يستحيل الاستغناء عن أقوال العلماء في معرفة مذهب سلف الأمة في الصفات لأنهم أقرب منا إليها وأعرف بها.
بقي الترجيح والحكم على قول بأنه هو الصواب وأنه قول السلف وأن الآخر سوء فهم له. وفي هذه المسألة لا يسعنا إلا الحكم بصحة نقول شيخ الإسلام أو فسادها أو صحة نقول الحافظين أو فسادها، وهنا يتحير المرء ..
ما سبب الحيرة؟؟؟
عندك نقول السلف واضحة في إثبات المعنى و ابن تيمية أعرف ألف مرة بطريقة السلف من ابن حجر
فإن قلت: كيف رجحت ذلك؟ فجوابي من وجوه: أحدها:أن ابن حجر لا يرى بأسا في التأويل مع معرفته أن هذا ليس مذهب السلف
أما ابن تيمية فلا يرى التأويل و هذا دليل على إلتزامه لمذهب السلف و عدم رغبته في مذهب الخلف
فمن يتبع السلف حذو القذة بالقذة أولى ممن لا يتبعهم و يصحح طريقة غيرهم
أما مسألة التفويض فابن تيمية لم يذكر أي شيء من عنده بل دلل و استدل و ناظر و أفحم بنصوص السلف و هي واضحة لكل ذي عينين لا تحتاج الى كبير عناء
و أن أردت أن تعرف هذه المسألة جليا - أي مسألة التفويض - فراجع كتاب الإمام الحافظ قوّام السنة الأصبهاني الشافعي - ت 535 هـ - المسمى: الحجة في بيان المحجة و عقيدة أهل السنة " فانظر الى تقريراته في مسألة إثبات المعنى و تفويض الكيفية لتعرف أن ابن تيمية لا اختصاص له بهذا و أن هذا الإمام الشافعي - و غيره كثير - سار قبله على نفس النسق كيف لا و هو تلميذ الإمام الأثري السمعاني الشافعي!؟
وفقني الله و إياك لما يحبه و يرضاه
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
إذن لا يبقى شك بعد ذلك في أن الحافظ النووي والحافظ ابن حجر مبتدعين ضالين في باب الاعتقاد؟
كيف يجوز نشر كتبهم وتفاخر أهل السنة بها؟؟
لا يقال: فيها خير كثير/ لأنه بمقابلة الشر في العقيدة قد يضمحل.
أليس كذلك شيخ مقدادي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 06:28]ـ
إذن لا يبقى شك بعد ذلك في أن الحافظ النووي والحافظ ابن حجر مبتدعين ضالين في باب الاعتقاد؟
هل رأيتَ أحدا هنا يقول أنهما مبتدعة ضلال؟؟؟
إما أنك تعرف كلام أهل السنة فيهما أو لا تعرفه
فإن لم تعرفه عرّفناك إياه لتكون على بينة من أمرك قبل أن تبدّعهما
و كما استفاد الأشاعرة من كتب الحافظ عبدالغني المقدسي و خصوصا كتابه عمدة الأحكام الذي شرحه جماعة من الأشاعرة - و هو قائل بالتجسيم عندهم و محنته مع الأشاعرة في عصرة معروفة مشهورة - و غيره كالفقيه العمراني و ابن عبدالبر و الذهبي و المزي و البرزالي و جماعة لا تعد و لا تحصى ممن هم عندهم حشوية مبتدعة على أقل تقدير , فكما استفادوا هم من أئمتنا هؤلاء مع أنهم على عقيدة مغايرة لهم نستفيد نحن من كتب من ذكرت
و ما هو جواب للأشاعرة جواب لنا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:09]ـ
أخزنا المقدادي - جزاك الله خيراً - ولكنني لا أرى مبرراً فيما ذكرت يجعلنا نقدم قول شيخ الاسلام على قول غيره في حكاية مذهب السلف، لا سيما إذا كانوا بحجم اين حجر والنووي.
فإذا أردنا الحق مجرداً من غير تعصب لأشخاص مهما أحببناهم، فلماذا لا يتم تقصي أقوال علماء المسلمين المعتبرين - الذين نأخذ عنهم علو م الشريعة - في حكايتهم لمذهب السلف دون أن نقسمهم الى سلفيين وأشعريين وغير ذلك حتى نتعرف على الحق من غير تعصب أو تحيز أو غلو.
لماذا لا نتتبع أقوال المفسرين من أمثال ابن جرير في مثل ذلك وهو شيخ المفسرين وأقدمهم وأقربهم الى أقوال السلف؟
لماذا لا نجمع أقوال القرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وابن العربي وغيرهم في حكايتهم لمذهب السلف؟
لا يقال أن منهم من اشتهر بانه أشعري العقيدة - فنحن لا نأخذ عنه عقيدته هو ولكن ننظر فيما يحكيه عن السلف.
ولا يقال انهم سيحكون عن السلف ما يعتقدونه هم وإلا وجب ان نرميهم بالكذب والضلال وهو ما لا يقبله أي منا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:30]ـ
قول السلف معروف مدون قبل وجود الأحمدين ابن تيمية وابن حجر رحمهما الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:49]ـ
أخزنا المقدادي - جزاك الله خيراً - ولكنني لا أرى مبرراً فيما ذكرت يجعلنا نقدم قول شيخ الاسلام على قول غيره في حكاية مذهب السلف، لا سيما إذا كانوا بحجم اين حجر والنووي.
فإذا أردنا الحق مجرداً من غير تعصب لأشخاص مهما أحببناهم، فلماذا لا يتم تقصي أقوال علماء المسلمين المعتبرين - الذين نأخذ عنهم علو م الشريعة - في حكايتهم لمذهب السلف دون أن نقسمهم الى سلفيين وأشعريين وغير ذلك حتى نتعرف على الحق من غير تعصب أو تحيز أو غلو.
لماذا لا نتتبع أقوال المفسرين من أمثال ابن جرير في مثل ذلك وهو شيخ المفسرين وأقدمهم وأقربهم الى أقوال السلف؟
لماذا لا نجمع أقوال القرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وابن العربي وغيرهم في حكايتهم لمذهب السلف؟
لا يقال أن منهم من اشتهر بانه أشعري العقيدة - فنحن لا نأخذ عنه عقيدته هو ولكن ننظر فيما يحكيه عن السلف.
ولا يقال انهم سيحكون عن السلف ما يعتقدونه هم وإلا وجب ان نرميهم بالكذب والضلال وهو ما لا يقبله أي منا؟
سبحان الله! كأنني أنفخ في قربة مثقوبة!
أخي الكريم: سبق وقلتُ " أن أردت أن تعرف هذه المسألة جليا - أي مسألة التفويض - فراجع كتاب الإمام الحافظ قوّام السنة الأصبهاني الشافعي - ت 535 هـ - المسمى: الحجة في بيان المحجة و عقيدة أهل السنة " فانظر الى تقريراته في مسألة إثبات المعنى و تفويض الكيفية لتعرف أن ابن تيمية لا اختصاص له بهذا و أن هذا الإمام الشافعي - و غيره كثير - سار قبله على نفس النسق كيف لا و هو تلميذ الإمام الأثري السمعاني الشافعي!؟ " اهـ كلامي
فهل قرأته حفظك الله؟؟؟
ثم هل تظننا أخذنا بكلام ابن تيمية لانه كلام ابن تيمية؟ إن كنتَ تظن هذا فراجع نفسك , فلم يأخذ أهل السنة كلامه إلا لأنه وافق السلف الصالح و لو كان مخالفا لهم لما أخذوا كلامه
هذه واحدة
أما قولك لماذا لا نجمع قول المفسرين كابن جرير؟ فجوابه: هو مجموع معروف احتج به غير واحد من أهل السنة و كلامه في الصفات واضح جلي و تفسيره للإستواء - مثلا - معروف لا يُنكر و كتابه التبصير في معالم الدين من أوضح كتبه العقدية التي نسف بها أهل التأويل والتجهيل و قد قُرئ على الإمام ابن باز رحمه الله و ذكره الحافظ الذهبي في كتابه العلو بعد أن ساق كلامه في الصفات من تفسيره
فكيف تقول ما قلت؟
أما حكاية تقصي كلامهم: فهو معروف لكل سني سلفي , فهل قرأت يوما كتاب عقيدة أهل السنة للامام اللالكائي الشافعي لتعرف جملة مذهب السلف؟
أو هل قرأت كتاب السنة للإمام ابن أبي عاصم؟
أو هل قرأت كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد بن حنبل؟
أو هل قرأت كتاب خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية للإمام البخاري؟ - و هذا الكتاب عمدة في نقض مذهب الجهمية -
أو هل قرأت كتاب التوحيد لابن مندة؟ و غير ذلك من الكتب السلفية؟
إن كان الجواب: لا , و هو المتوقع و أرجو أن أكون مخطئاً: فلا تلمنا أخي الكريم بل راجع نفسك فأنت لم تحقق مذهب السلف رحمهم الله و لا شك و يكفي قراءة هذه الكتاب و أمثالها لمعرفة جملة عقيدة السلف رحمهم الله
و لتعلم علم اليقين: ان شيخ الإسلام رحمه الله قرأ أضعاف هذه الكتب مما ذكرتُ و مما لم أذكر بل قرأ بعض الكتب السلفية المفقودة و التي لا نجد الا نقولات منها ذكرها جزاه الله خيرا , و في المقابل إذا طالعنا كلام الأشاعرة لم نجد هذه الوفرة في المصادر السلفية التي ينقل منها شيخ الإسلام! فهل سألت نفسك ما السبب؟؟ و لماذا تنكبوا عن كتب السلف و عقيدتهم؟ الجواب: لأنها كتب شرك و تجسيم كما يصفها الجهمي الكوثري!
أما كلام ابن العربي و من سار على نهج الأشاعرة فهم على علو كعبهم في العلوم إلا أنهم لم يتلقوا العقيدة من كتب السلف و هي كثيرة جدا , بل أخذوها من كتب الأشاعرة بل هم يعترفون بأن مذهب الخلف أحكم فلماذا نلبسهم زي السلف و هم لا يريدونه بل و هم يعترفون بملئ أفواههم أن مذهب السلف شيء و مذهب الخلف شيء آخر؟؟
فالمعوّل إذاً على من تلقى عقيدة السلف لا الخلف
أما قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فلماذا لا يتم تقصي أقوال علماء المسلمين المعتبرين - الذين نأخذ عنهم علو م الشريعة - في حكايتهم لمذهب السلف دون أن نقسمهم الى سلفيين وأشعريين وغير ذلك حتى نتعرف على الحق من غير تعصب أو تحيز أو غلو "
مذهب السلف معلوم قبل وجود ابن تيمية و ابن حجر و ابن العربي و جميع من ذكرت
و لا يحتاج الى من يتقصاه لأنه مدوّن في الكتب السلفية و التي ذكرت لك طرفا منها
نعم , من لم يطالعها وجب عليه أن يطالع المصادر الأصيلة السلفية ليتعرف على مذهب السلف أما تحقيقه فهو محقق عند أهل السنة على مر العصور و الذي حدث في عصر ابن تيمية أن الأشاعرة تفاخروا بكتب أهل الكلام و نبذوا كلام السلف فدعوا الى العقليات و ترك النقليات فلهذا أخذ يرد عليهم بالنقل و العقل ثم كان أن حسدوه فرموه بالتجسيم و البدع و هو بريء منه إلى أن نصره الله عليهم
يقول العلامة البهوتي رحمه الله في كشاف القناع - و هو شرح لمتن الإقناع -:
(وَمُرَادِي بِالشَّيْخِ) حَيْثُ أَطْلَقْتُهُ (شَيْخُ الْإِسْلَامِ) بِلَا رَيْبَ (بَحْرُ الْعُلُومِ) النَّقْلِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ (أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ) تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ مَجْدُ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ عَلِيِّ (بْنِ تَيْمِيَّةَ) الْحَرَّانِيِّ وُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ عَاشِرَ - وَقِيلَ ثَانِيَ عَشَرَ - رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى وَسِتِّينَ وَسِتّمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ عَشْرَ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعمِائَةٍ كَانَ إمَامًا مُفْرَدًا أَثْنَى عَلَيْهِ الْأَعْلَامُ مِنْ مُعَاصِرِيهِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَامْتُحِنَ بِمِحَنٍ وَخَاضَ فِيهِ أَقْوَامٌ حَسَدًا، وَنَسَبُوهُ لِلْبِدَعِ وَالتَّجْسِيمِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ بَرِيءٌ، وَكَانَ يُرَجِّحُ مَذْهَبَ السَّلَفِ عَلَى مَذْهَبِ الْمُتَكَلِّمِينَ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، وَأَيَّدَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِنَصْرِهِ، وَقَدْ أَلَّفَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي مَنَاقِبِهِ وَفَضَائِلِهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَفَعَنَا بِهِ." اهـ
فهذا هو خلاصة ما جرى لشيخ الإسلام رحمه الله فلم يخترع مذهبا جديدا بل دعا الناس الى عقيدة السلف و العجب ان كتبه مليئة بالنقل من كتب السلف رحمهم الله! و مع ذلك يريد البعض تحقيق كلام السلف ممن لا يعرفه أصلا و لم يشم رائحته! سبحان الله!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 04:34]ـ
بل أبلغ من ذلك أن شيخ الإسلام ينفي اختصاص الإمام أحمد بهذا الاعتقاد، وقال في ذكرياته:
"وكان مقصودي تقرير ما ذكرته على قول جميع الطوائف، وأن أبين إتفاق السلف ومن تبعهم على ما ذكرت، وأن أعيان المذاهب الأربعة والأشعري وأكابر أصحابه على ما ذكرته، فإنه قبل المجلس الثاني اجتمع بي من أكابر علماء الشافعية والمنتسبين إلى الأشعرية والحنفية وغيرهم ممن عظم خوفهم من هذا المجلس وخافوا انتصار الخصوم فيه وخافوا على نفوسهم أيضًا من تفرق الكلمة فلو أظهرت الحجة التي ينتصر بها ما ذكرته أو لم يكن من أئمة أصحابهم من يوافقها لصارت فرقة، ولصعب عليهم أن يظهروا في المجالس العامة الخروج عن أقوال طوائفهم بما في ذلك من تمكن أعدائهم من أغراضهم.
فإذا كان من أئمة مذاهبهم من يقول ذلك وقامت عليه الحجة وبان أنه مذهب السلف: أمكنهم إظهار القول به مع ما يعتقدونه في الباطن من أنه الحق حتى قال لي بعض الأكابر من الحنفية وقد اجتمع بي لو قلت هذا مذهب أحمد وثبت على ذلك لا انقطع النزاع. ومقصوده أنه يحصل دفع الخصوم عنك بأنه مذهب متبوع ويستريح المنتصر والمنازع من إظهار الموافقة.
فقلت: لا والله، ليس لأحمد بن حنبل في هذا اختصاص، وإنما هذا اعتقاد سلف الأمة وأئمة أهل الحديث، وقلت أيضًا: هذا اعتقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل لفظ ذكرته فأنا أذكر به آية أو حديثا أو إجماعا سلفيا، وأذكر من ينقل الإجماع عن السلف من جميع طوائف المسلمين، والفقهاء الأربعة والمتكلمين وأهل الحديث والصوفية.
وقلت لمن خاطبني من أكابر الشافعية لأبين أن ما ذكرته هو قول السلف وقول أئمة أصحاب الشافعي، وأذكر قول الأشعري وأئمة أصحابه التي ترد على هؤلاء الخصوم، ولينتصرن كل شافعي وكل من قال بقول الأشعري الموافق لمذهب السلف، وأبين أن القول المحكي عنه في تأويل الصفات الخبرية قول لا أصل له في كلامه وإنما هو قول طائفة من أصحابه فللأشعرية قولان ليس للأشعري قولان. "
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 12:34]ـ
عندي كلام أريد الرد به - بيد أني سأرجئ ذلك إلى ما بعد عيد الأضحى - إن شاء الله - وحتى انتهي بأمر الله من قراءة كتاب التبصير في معالم الدين لابن جرير الطبري 00 بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:58]ـ
لماذا لا نجمع أقوال القرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وابن العربي وغيرهم في حكايتهم لمذهب السلف؟
لا يقال أن منهم من اشتهر بانه أشعري العقيدة - فنحن لا نأخذ عنه عقيدته هو ولكن ننظر فيما يحكيه عن السلف.
ولا يقال انهم سيحكون عن السلف ما يعتقدونه هم وإلا وجب ان نرميهم بالكذب والضلال وهو ما لا يقبله أي منا؟
بل اشتهر عن أحد هؤلاء الأئمة رحمه الله و غفر لنا و له قوله في بعض كتبه صراحة "وأظهر هذه الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا أختاره- ما تظاهرت به الآي والأخبار إن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم" و هذا يبين لك الضغط الكبير الذي كانت تفرضه العقيدة الأشعرية على كبار العلماء من أمثال ابن حجر و النووي رحمهما الله
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 06:30]ـ
لدي سؤال: لماذا نقول دائما أن الأشاعرة يقرُّون بالأسماء وسبع صفات، مع أنهم يحرفون هذه الصفات التي أقروا بها عن معانيها الظاهرة، ويؤولونها تأويلات باطلة؟!!
فكيف يُقال بإقرارهم مع تحريفهم؟!!!
ـ[اللالكائي]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 12:20]ـ
في كتاب العلم للشيخ: محمد العثيمين رحمه الله:
98ـ سئل الشيخ ـ غفر الله له ـ: ما قولكم فيما يحصل من البعض من قدح في الحافظين النووي وابن حجر وأنهما من أهل البدع؟
وهل الخطأ من العلماء في العقيدة ولو كان عن اجتهاد وتأويل يلحق صاحبه بالطوائف المبتدعة؟
وهل هناك فرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية؟
فأجاب فضيلته بقوله:
إن الشيخين الحافظين (النووي ابن حجر) لهما قدم صدق ونفع كبير في الأمة الإسلامية ولئن وقع منهما خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما لهما من الفضائل والمنافع الجمة ولا نظن أن ما وقع منهما إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ ـ ولو في رأيهما وأرجو الله تعالى أن يكون من الخطأ المغفور وأن يكون ما قدماه من الخير والنفع من السعي المشكور وأن يصدق عليهما قول الله تعالى) ِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: من الآية114).
والذي نرى أنهما من أهل السنة والجماعة، ويشهد لذلك خدمتهما لسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحرصهما على تنقيتها مما ينسب إليها من الشوائب، وعلى تحقيق ما دلت عليه من أحكام ولكنهما خالفا في آيات الصفات وأحاديثها أو بعض ذلك عن جادة أهل السنة عن اجتهاد أخطئا فيه، فنرجو الله تعالى أن يعاملهما بعفوه.
وأما الخطأ في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفاً لطريق السلف، فهو ضلال بلا شك ولكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعاً فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفيًّا فيما سواه، فلا يوصف بأنه مبتدع على وجه الإطلاق، ولا بأنه سلفي على وجه الإطلاق، بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق السلف، مبتدع فيما خالفهم، كا قال أهل السنة في الفاسق: إنه مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه م العصيان، فلا يعطي الوصف المطلق ولا ينفى عنه مطلق الوصف، وهذا هو العدل الذي أمر الله به، إلا أن يصل المبتدع إلى حد يخرجه من الملة فإنه لا كرامة له في هذه الحال.
وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية: فلا أعلم أصلاً للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية لكن لما كان السلف مجمعين فيما نعلم على الإيمان في الأمور العلمية الحيوية والخلاف فيها إنما هو في فروع من أصولها لا في أصولها كان المخالف فيها أقل عدداً وأعظم لوماً. وقد اختلف السلف في شيء من فروع أصولها كاختلافهم، هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في اليقظة واختلافهم في اسم الملكين اللذين يسألان الميت في قبره، واختلافهم في الذي يوضع في الميزان أهو الأعمال أم صحائف الأعمال أم العامل؟ واختلافهم هل يكون عذاب القبر على البدن وحده دون الروح؟ واختلافهم هل يسأل الأطفال وغير المكلفين في قبورهم؟ واختلافهم هل الأمم السابقة يسألون في قبورهم كما تسأل هذه الأمة؟ واختلافهم في صفة الصراط المنصوب على جهنم؟ واختلافهم هل النار تفنى أو مؤبدة، وأشياء أخرى وإن كان الحق مع الجمهور في هذه المسائل، والخلاف فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ضعيف.
وكذلك يكون في الأمور العملية خلاف يكون قويًّا تارة وضعيفاً تارة.
وبهذا تعرف أهمية الدعاء المأثور: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
انتهى كلام الشيخ غفر الله له ولابن حجر والنووي.
ـ[اللالكائي]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 01:12]ـ
ههنا مسألتان فيما يتعلق بهذا الموضوع أطرحهما بين الإخوة للنقاش:
أولاً: مما تقرر في مذهب أهل السنة فيما يتعلق بفاعل الكبيرة انه لا يعطى اسم الإيمان المطلق، ولا يسلب عنه مطلق الاسم. كما قرره ابن تيمية في العقيدة الواسطية،
(فلا يعطى الاسم المطلق) أي: اسم الإيمان الكامل (ولا يسلب مطلق الاسم) أي: الإيمان الناقص---كما في شرح الشيخ الفوزان للواسطية
على هذا التقرير، ألا يمكن أن يقال بمثل هذا القول في حق من خالف السنة في مسائل معينة، ولم يستقم نسبته إلى مذهب البدعة بالإطلاق، من أمثال ابن حجر والنووي ونحوهما.
آي يقال عنهم: لا يعطون الاسم المطلق لـ (أهل السنة والجماعة)، ولا يسلب عنهم مطلق الاسم، أي السنة الناقصة، أو أقل درجة من درجات هذا الاسم.
أو أن يقال عنهم: لا يعطون اسم البدعة المطلق، ولا يسلب عنهم مطلق الاسم.
المسألة مطروحة للنقاش، ولقراءة رأي الإخوة الكرام حولها.
ثانياً: مما يتصل بهذه المسألة أن التفريق واجب بين الكلام على المذاهب أو الكلام على الأعيان، فليس من اللازم أن يُنزِّل حكم الشخص المعين –أنى بلغ قدره- على حكم المذهب الذي نسب إليه، فقد كفر السلف بعض الطوائف، كالجهمية والرافضة، إلا أنهم لم يلتزموا تكفير كل من انتسب إليها من الأعيان.
وهذه المسألة قد تبدو بينة، إلا أنه لزم التكلم عنها عند الكلام على ابن حجر والنووي ونحوهما لما جرى في الآونة الأخيرة من تكلم البعض حول مذهب الأشاعرة، حيث زعموا أنهم من أهل السنة والجماعة (بالإطلاق الخاص)، وكان مما يدندنون حوله أننا كيف نخرج الأشاعرة من أهل السنة وفيهم ابن حجر وفيهم النووي وفيهم ... وفيهم ....
وهؤلاء يجابون بأجوبة عديدة، ليس هذا محلها، ولكن الذي يتعلق بموضوعنا أن يُقال إن نسبة ابن حجر للأشعرية –لو سُلِّم بها- فإنها ليست على الإطلاق، إي أنه لا يعطى اسم الأشعرية التام، وبالتالي فحتى لو قال قائل في حق ابن حجر أو غيره أنه من أهل السنة فليس من لازم ذلك أبداً أن يُجرى ذلك الحكم على الأشعرية.
والعكس كذلك، فالقول بأن الأشعرية من الفرق الضالة المبتدعة المتوعدة بالنار لا يستلزم إجراء هذا الحكم على كل من نُسِب إليها.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2007, صباحاً 01:17]ـ
الذي قرره الشيخ المدقق سفر الحوالي دقيق وواف .. لو تأملتموه
وهو كاف في تحرير النزاع المنشأ .. عقب النقل الذي تفضل به الأخ المسيطير مجزيا خيرا(/)
قال: هذا الرجل أضر على الإسلام من ألف كافر!!!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال: هذا الرجل أضر على الإسلام من ألف كافر!!!!
نعم، هكذا أرسلها صاحبها لا تتستر بجلباب، و لا تتوارى بحجاب.
لكن من قالها؟ و فيمن قالها؟
أما القائل فهو يوسف النبهاني؛ الخرافي المشهور الذي لقي منه علماء السنة و دعاة التوحيد الألاقي، و ضلاله أشهر من يُذكر هنا، بل يكفي أن اسمه صار عَلماً على الشرك و البدعة، أو هي صارت عَلماً عليه، فلا يُذكر اسمه إلاَّ و قُرن الشرك معه، و لا تُذكر البدعة إلاَّ و ذُكر في مقدمة رجالها، و الله المستعان.
و قد فاه بتلكم الكلمة الشنيعة في حق أحد أعلام الإصلاح في العصر الحديث و هو الشيخ الإمام محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ، لا لشيء إلاَّ لكون هذا الأخير له جهود مشهودة في نشر عقيدة السلف الصالح، و نشر كتب أئمة الدعوة النجدية؛ التي شرق بها النبهاني حين هدَّت أركان شركه و بنيان بدعته.
قال علامة الجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في معرض حديثه عن الشيخ العلامة محمد رشيد رضا ـ رحمة الله عليهما ـ:
((لقيته ـ رحمه الله ـ ببلدة دمشق على إثر انتهاء الحرب العظمى و قد جاءها ليتصل بالهيئات العاملة لخير العرب، و ليزور أهله في القلمون من لبنان الشمالية.
و نزل ضيفاً على صديقنا العالم السلفي الشيخ بهجت البيطار. و بيت آل البيطار في دمشق هو مبعث الإصلاح و مطلعه. و لعميدهم الشيخ عبد الرزاق البيطار و رفيقه الشيخ جمال الدين القاسمي صداقة باذخة الذرى، و صلة وثيقة العرى بالأستاذ الإمام، تجمع الثلاثة وحدة الفكرة و الرأي و السلفية الحقة و الاستقلال في العلم.
و البيطار و القاسمي عالمان جليلان لم أدركهما حين دخلت دمشق. و لكني قرأت من آثارهما في الكتب التي كتباها، و رأيت من آثارهما في النفوس التي ربياها، ما شهد لي أنهما ليسا من ذلك الطراز المتعمم الذي أدركناه بدمشق، و لثانيهما آثار مطبوعة هي دون قدره، و فوق قدر علماء مصره.
كنا نذهب ليلاً إلى دار صديقنا البيطار للسمر مع الشيخ رشيد. و رفيقي إذ ذاك الأستاذ الشيخ الخضر بن حسين، المدرس الآن في الأزهر. و أشهد أنها كانت ليالي ممتعة يغمرنا فيها الأستاذ رشيد بفيض من كلامه العذب في شؤون مختلفة. و إن أنس فلا أنس إحسانه في التنقل و لطف تحيله في الخروج بنا من معنى آية إلى شأن من شؤون المسلمين العامة.
و كان في الليالي التي اجتمعنا به فيها يستولي على المجلس و يملك عنان القول، فلا يدع لغيره فرصة للكلام إلا أن يكون سؤال سائل، مع اشتمال المجلس على طائفة عظيمة من أهل الأفكار المستقلة و الألسنة المستدلة، و أخبرني عارفوه أن تلك عادته، فإن كان ما قالوه حقاًّ فهي غميزة في فضله و أدبه.
و بمناسبة لقائي للشيخ رشيد، فأنا ذاكر قصة لها تعلق به، و هي تنطوي على ضروب من العبر و تكشف عما يضمره العلماء الجامدون للعلماء المصلحين من كيد و سوء نية، و ما يصمونهم به من عظائم، مما لا يصدر من مسلم عامي فضلاً عن عالم. و إنني أذكر القصة، بدون تعليق.
صادف قدوم الشيخ رشيد إلى الشام عزمي على الرجوع إلى الجزائر، و خرج الشيخ رشيد إلى القلمون فخرجت بعده إلى بيروت في وجهتي إلى المغرب. و كان من رفاقي في هذه الوجهة الأستاذ محمد المكي بن الحسين شقيق الشيخ الخضر المتقدم.
فاجتمعنا ذات صباح بالشيخ يوسف النبهاني الخرافي المشهور في دكان أحد التجار، و كان النبهاني سمع بي فجاء مسلما قاضياً لحق الجوار بالمدينة المنورة، إذ كنا قد تعارفنا فيها، فإنا لكذلك إذ مر بنا الشيخ رشيد و لم يرنا و لم نره. و ما راعني إلا النبهاني يلفت رفيقي و يسأله: أتعرف هذا؟ فأجابه: و كيف لا؟ هذا الشيخ رضا. فما كان من النبهاني إلا أن قال: هذا أضر على الإسلام من ألف كافر، فكان امتعاض قطعت نتائجه سرعة الانفضاض)) اهـ، ’’الآثار‘‘ (1/ 180).
صدق الشاعر حين قال:
و لم أر أمثال الرجال تفاوتاً إلى المجد حتى عدّ ألف بواحد
و صدق أديبنا الإبراهيمي حين قال عن الشيخ رشيد: ((كان طول حياته بلاء مسلطا على طائفتين: دعاة التدجيل من المسلمين و دعاة النصرانية من المسيحيين)) اهـ، ’’الآثار‘‘ (1/ 179).
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 07:06]ـ
ذاك جيل قلَّ أن يتكرر!.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 03:49]ـ
جزاك الله خيراً أخي على مرورك ...
و تذكر أن أمتنا لا يزال فيها من الخير الشيء الكثير، و لله الحمد ...
دمت موفَّقاً و مسدّداً ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 07:40]ـ
ترفع للفائدة ...
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 12:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
رحم الله علماء الأمة
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:16]ـ
و فيك بارك الله ـ أخي التلمساني ـ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 02:59]ـ
قد رد على النبهاني الصوفي غير واحد من العلماء الأعلام منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 - العلامة الشيخ حسين بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب نظم قصيدة في الرد على النبهاني
2 _ العلامة الشيخ محمود شكري الألوسي له كتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني)
3 - العلامة الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى نظم قصيدة في الرد على رائية النبهاني في نحو مئتى بيت.
4 - شاعر الدعوة سليمان بن سحمان له قصيدة في الرد على النبهاني
5 - الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم السويح له قصيدة في الرد على النبهاني
وغيرهم من أهل العلم والفضل
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 04:35]ـ
الأخ الفاضل أبا الحسن الأزهري: جزاكم الله على تعليقكم وإضافتكم القيمة ...
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 09:26]ـ
النبهاني هو:
يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الفلسطيني الصوفي: {1350:ت}
قال فيه صاحب معجم الشيوخ: أبو الفضل عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفهري الفاسي: {1383:ت}:
له كتب كثيرة
" خلط فيها الصالح بالطالح، وحمل على أعلام الإسلام، كابن تيمية وابن قيم الجوزية، حملات شعواء وتناول بمثلها الإمام الآلوسي المفسر، والشيخ محمد عبده والسيد جمال الدين الأفغاني وآخرين ".
و قال فيه الشيخ رشيد رضا:
إن الشيخ يوسف النبهاني لا يوثق بعلمه ولا بنقله، ولا
ينبغي أن تحفلوا بكتبه، وقد سُئِلْنا غير مرة عن بعض الخرافات التي يبثها في كتبه
الملفقة , فلم نجب السائلين بشيء؛ إذ كان يتوقف ذلك على مراجعة الكتب التي يسألون عما ورد فيها , وأي عاقل يسمح بإضاعة وقته في مراجعة تلك الكتب.اهـ
وله قصيدة تربو على خمس مائة بيت جلها في سب الشيخ ابن تيمية وابن القيم وشكري الآلوسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا ومنها:
في سب السيد محمد جمال الدين الأفغاني بن صفدر الحنفي:
وَأوّلُهم قَد كانَ شَيخاً مُشرّداً بهِ مَلكُ الأفغانِ أَجرى الّذي أجرى
أَراد فَساداً في ديانةِ قومهِ عَلى قربهِ منهُ فَأبعدهُ قهرا
تَسمّى جَمالَ الدينِ مع قبحِ فعلهِ كَما وَضعوا لفظَ المفازَةِ للصَحرا
أَتى مصرَ مَطروداً فعاثَ بقُطرها فَيا قبحهُ شَيخاً ويا حُسنهُ قطرا
ويقول في الشيخ:محمد عبده بن حسن خير الله التركماني المصري البحيري الشناري الحنفي الأزهري: {1323:ت}:
أَبو جهل هَذا العصرِ قَد صارَ مُفتياً بِمصرَ فأحيا الجاهليّة في مِصرا
كَنمرودَ لكن لا سلامَ لنارهِ وَفي بحرهِ فِرعونُ لا يحسنُ العَبرا
جَريءٌ عَلى الفَتوى بحقٍّ وباطلٍ بِحُكمِ الهَوى والجهلِ ما شاءُه أجرى
وَمَع كلِّ هذا فهوَ أُستاذُ عصرهِ فَأُفٍّ لهُ شَيخاً وأُفٍّ له عصرا
وَذاكَ أبو الآفاتِ كَم ذا هَجا بهِ وَليّاً وكَم في الدينِ قَد نطقَ الهجرا
كَأُستاذهِ في الدين حازَ مساوياً إِذا مُزِجت بالبحرِ أفسدتِ البحرا
وَزادَ عليهِ قوّةً وَضلالةً فَولّد في الإلحادِ في عُشرِه عَشرا
وَكَم مِن تَلاميذٍ له كلُّ واحدٍ هوَ الشيخُ إلّا أنّه نسخةٌ أخرى
قَدِ اِعتَقدوا كلَّ المَساوي محاسناً لهُ وَرأوا تلكَ الشرورَ به خيرا
بهِ نالَهم كالسامريّة فتنةٌ ولكِن محلّ العجلِ قَد عَبَدوا الثورا
حَكى الحسنُ ابن الأسطوانيّ وهو من بدورِ الهُدى في الشامِ أكرِم به بدرا
حَكى أنّه مِن بعدما ماتَ عبدهُ رَأى عينهُ في النَوم مطموسةً عورا
فَأوّلتُ أنّ الشيخَ دجّال عصرهِ وَما زالَ دجّالاً وإِن سكنَ القبرا
فَقَد ماتَ لكن أحيتِ الدجل كتبهُ وَورّثَ كلّاً مِن تَلاميذهِ قدرا
ويقول أيضاً في الشيخ رشيد رضا:
وَأمّا رشيد ذو المنارِ فإنّهُ أَقلّهمُ عَقلاً وأكثرهم شرّا
أَتى مصرَ مَطروداً وقد خانَ دينهُ وَدولتهُ يا لهفَ قلبي على مِصرا
أَتاها وَقَد مصّ الثَرى في بلادهِ منَ الجوعِ لا بِرّاً حواهُ ولا بُرّا
فَآواهُ في أكنافهِ الشيخ عبدهُ وَأشبعهُ خبراً وأشبعه خسرا
وعلّمهُ مِن علمهِ شرّ صنعةٍ بِها ربِحَ الدُنيا وقد خسر الأخرى
ويقول: في آل الآلوسي ولاسيما العلامة شكري الآلوسي:
وَلَم ينفرِد شذّاذُ مذهبِ أحمدٍ فَقَد ضَلّ قَومٌ من مذاهِبنا الأخرى
كَشُكري الألوسي تابعاً إثر جدّهِ وَأَعمامهِ لكنّهم آثَروا السترا
ويقول في شيخ الإسلام من قصيدة له:
كُتب اِبن تيميةٍ بالحشوِ شاهدةٌ عليهِ فيما حَشاها مِن تَمَذهبهِ
ويقول في الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي النجدي الحنبلي: {1206:ت}: وأتباعه:
أُولئكَ وهّابيّةٌ ضلّ سَعيهم فَظنّوا الرَدى خيراً وظنّوا الهدى شرّا
ضِعافُ النُهى أعرابُ نجدٍ جدودهم وَقَد أَورَثوهم عنهمُ الزورَ والوِزرا
ألا يدل هذا على جهله وتقليده الأعمى لمشائخه وأقطابه ونجابئه وأبداله.
يقول الشيخ مقبل بن هادي بن قايدة الهمداني الوادعي الخلالي آل راشد اليماني: عن يوسف النبهاني:
" مخرف"
وقد قلت في هجائه:
قالوا لنا مات نبهان فقلت لهم ... هذا الدواء الذي يشفي من الحمق
إن مات مات بلا فقد ولا أسف ... أو عاش عاش بلا خلق ولا خلق
هنبر قوم يسير حذو بيضتهم
قبقاب قوم من الضيطار والبوق
له الخلابيس والعفاس والخطل
وذكره ذكر شيطان من الريق
لضرطه مات بحر عند ف طين
بغير رأس ولا جسم ولا عنق
وتأفل الشمس من سواد طلعته
فشكله شق للجهراء والحدق
ما زلت أعرفه علجاً من الحمر
صفراً من الحلم هرجا من الأولق
كالعير تظمأ في البيداء والقفر
والماء في غفرها وسائر النوق
ما فيه من يوسف المعروف من صفة
سوى القميص الذي قد قد من شبق
تَستَغرِقُ الكَفُّ فَودَيهِ وَمَنكِبَهُ
وَتَكتَسي مِنهُ ريحَ الجَورَبِ العَرِقِ
فالبطن في نتنن والرأس في خبث
والإست في خرء والقلب في نزق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:13]ـ
ما صلة قرابته بتقي الدين النبهاني مؤسس ما يسمى بـ "حزب التحرير"؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 11:55]ـ
أخي العزيز أنت تنقل في مشاركتك تلك عن كتاب ينعت بالآثار فما هو هذا الكتاب
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 07:55]ـ
أخي العزيز أنت تنقل في مشاركتك تلك عن كتاب ينعت بالآثار فما هو هذا الكتاب
الآثار أي "آثار الإمام محمد البشير الابراهيمي" وتجده على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22521(/)
هل من ضابط لهذه المسائل في تصنيف الناس والحكم على الآخرين؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 06:59]ـ
أحسن الله إليكم وأسبغ نعمه عليكم وزادكم فضلا وشرفا وعلما نافعا
كثر الكلام عن تصنيف بعض أهل العلم ممن له جهد لا ينكر في نشر العلم وشرح السنة والدفاع عنها فمن مفرّط ومفرط
كما كثر الكلام عن تصنيف بعض الدعاة ممن له جهود لا تنكر في الدعوة إلى الله
فمن متشدد ومتساهل
ورأينا في ذلك من التناقض ما مجته العقول الرجيحة
كما رأينا من العدل والإنصاف ما فرحت به القلوب السليمة
ولا شك أن كثيرا من الخائضين في هذه المسائل وخاصة في هذا العصر وقع منه ظلم وبخس لإخوانه من أهل العلم والدعاة إلى الله الأموات منهم والأحياء
لأسباب يعرفها الجميع
إما لخلل في التأصيل العلمي لهذه القضية
أو لأمور شخصية
أما الأمور الشخصية فعلاجها التقوى والإخلاص ولسنا هنا للكلام عليها وعلى أسبابها وطرق علاجها
لكن مرادي من هذا الطرح هو تأصيل المسألة علميا على ميزان أهل الحق والعدل في الحكم على الآخرين والمخالفين
وهذا أمر من الأهمية بمكان وهو النظر إلى الأصول وتحقيقها
فالكلام في الأصول من أشرف العلوم وأهم الأمور لأن بتحقيقها يندفع شر كثير وخلل عظيم بخلاف الكلام على الفروع ففائدته أقل كما هو معلوم
ولا يخفاكم هنا قول أبي العباس ابن تيمية رحمه الله في "قاعدة في تصويب المجتهدين":
"لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم"
فنحن هنا لمذاكرة هذه المسألة علميا
نتذاكر في تأصيلها وضبطها وذكر قيودها
فالسؤال المطروح هو:
هل من ضابط لمثل هذه المسائل أو الفروع؟؟
هذا سؤال حيرني فترة من الزمن
/// هل يمكن أن يقال أن ضابط المسألة هو النظر إلى كون المرء مجتهدا فيما أخطأ فيه طالبا للحق لا للهوى والتشهي
فمن عُلم من سيرته شدة بحثه عن الحق وكثرة الاجتهاد في إصابته وطلبه
ثم وافق أحد الفرق الضالة عن الحق كالأشاعرة أو المعتزلة ونحوهم وقال ببعض أقوالهم لم يبدع ولم ينسب إلى تلك الفرقة
فإذا كان هذا هو ضابط المسألة فإنه يشكل عليه تبديع بعض العلماء ممن هذه حاله كالقاضي أبي بكر الباقلاني والمازري وعياض وابن عقيل والعز ابن عبد السلام وغيرهم كثير
فهل يقال أن كل هؤلاء العلماء كانوا متبعين للهوى والتشهي غير طالبين للحق والهدى
فهذا خلاف ما تواتر عنهم
وكم رأينا من أناس كانوا سيئي الرأي في بعض الناس فلما جالسوهم وناقشوهم عذروهم لماذا؟؟ لما رأوا عندهم من حسن قصد في طلب الحق واجتهادا في تحصيله
ولا يقال هنا العمل الفاسد لا تصلحه النية الصالحة لأن الكلام على العمل شيء وعلى صاحبه شيء آخر
تنبيه: ثمت ملازمة بين النسبة لأحد تلك الفرق وبين التبديع لأن تلك الفرق عندنا _ أهل السنة والجماعة _ مبتدعة
/// أم يقال بل ضابط المسألة هو النظر في أصول هذا الرجل المراد تصنيفه والحكم عليه
فإذا كانت أصوله أصول أهل السنة وأهل الحديث كالبيهقي والخطابي والنووي وابن حجر ثم وافق أحد تلك الفرق في بعض الأقوال لم يبدع ولم ينسب إلى تلك الفرقة التي وافق أصحابها في بعض الأقوال
/// وهل إذا وافقهم في أصل أو أصلين يكون الحكم كذلك؟؟
/// وهل إذا وافقهم في باب من الأبواب كباب الإيمان مثلا دون غيره يختلف الحكم أم لا؟؟
/// وهل يفرق بين من أصل لهذه البدع واستدل لها واستمات في نشرها كابن الخطيب والعضد وبين من لم يفعل ذلك كالسراج البلقيني وتلميذه ونحوهم
/// وهل للبيئة التي تربى فيها ونشأ في أحضانها تأثير في الحكم عليه؟؟
فقد سمعنا من يعتذر للنووي بأن الزمن الذي كان يعيشه ظهرت فيه البدعة وطمست فيه السنة وكان المذهب السائد غير مذهب أهل السنة
ولا يعترض على هذا بحديث لا تزال طائفة من أمتي لأن الكلام على الحالة السائدة والعقيدة الغالبة في ذاك الزمن وتلك البيئة
فلا يناقضه كون الطائفة المنصورة موجودة لكن بقلة وغربة
لكن هذا الأخير مبني على وصول الحجة للمخالف وقد كان هناك حنابلة في عهد النووي وابن حجر بل تتلمذا على بعضهم
وهذا أيضا عليه اعتراضات وإشكالات
/// ثم هل يختلف الحكم إذا كانت أصوله أصول أهل السنة لكن لم يكن له جهود في نشرها والدفاع عنها؟؟ لا أظن
وبعد فقد رأيت في هذا تناقضا عجيبا فترى بعضهم يحكم على بعض الأشخاص بحكم يختلف عن آخر كأن يحكم على الأول بالتبديع ويحجم عنه في حق الآخر مع عدم وجود الفارق المؤثر فكلاهما أصولهما أصول أهل السنة وكلاهما طالب للحق مجتهد
بل قد يكون نوع الخطأ من الثاني أعظم منه في الأول
وينبغي التنبيه هنا على نوع الخطأ المؤثر في الحكم على الشخص فكلامنا في الخطأ الذي اتفق أهل العدل من العلماء على أنه مخرج لصاحبه من دائرة السنة إلى دائرة البدعة
وهذه القضية _ أفصد نوعية الخطأ _ يكثر فيها الخبط والظلم والخطأ ولعلّ بعض الأفاضل يحرر القول فيها
تنبيه آخر: مسألة الحكم على الشخص لها علاقة في حكم قراءة كتبه فأحينا يكون ذلك مؤثرا وأحيانا لا يكون وقد يكون مؤثرا في فئة من القراء دون غيرهم وهذه أيضا قضية تحتاج إلى بسط وتحرير على مذهب أهل العدل والحق فلعلّ بعض الأفاضل يتصدى لها
تنبيه آخر: كما أنه لا ملازمة بين الإثم والخطأ كما قرره علماء أهل السنة خلافا لغيرهم من معتزلة ونحوهم
كذلك لا يلزم من الحكم على شخص بالابتداع أو تصنيفه مع أحد الفرق الضالة تأثيمه
/// أم يقال على الضابط الأول
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها ******* إن السفينة لا تجري على اليبس
أتطلب الهدى في أصول الفلاسفة أتطلبه في أحضان المعتزلة وأفراخهم
لا عذر لك في اجتهادك وحسن نيتك
هذه إشكالات واعتراضات كمحاولة لضبط المسألة وتأصيلها
والذي أراه أن في تأصيل نحو هذه المسائل وضبطها على مذهب أهل الحق والعدل وحشد الأدلة عليه خير وفير ودفع لشر كثير وهدى لحيارى كثر في مجتمعاتنا العلمية
أنتظر إفاداتكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:17]ـ
لا أدري كيف مرّ هذا الموضوع الجميل مرور الكرام بدون تعليق.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 04:05]ـ
السلام عليكم و رحمة الله أما بعد
أشكر الأخ الكريم أمجد الفلسطيني على طرحه هذا الموضوع المهم و الحساس، و هو يحتاج إلى تحقيق و تحرير لقواعده و ضوابطه من علماء الشرع الكبار و ليس من طلبة العلم مثلي، لكن يبقى أن نتمسك بالأصل الذي هو الإمساك عن الكلام في الناس و أنه غيبة محرة لأن الأصل في المسلم الستر، ومن ستر مسلما ستره الله.
و أما الكلام لمراعات المصالح و المفاسد فهذا لا يعرفه إلى أهله و الله أعلم.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
أمجد: لو توحدت الصفوف بين العلماء والدعاة وطلبة العلم في الإجابة على طرحك هذا لحلت إشكالات كثيرة،مما يساعد على لم الشمل والتقريب بين أخوة أهل الدين
بارك الله فيكم على هذا الطرح،والذي نود من المشايخ الكبار المشاركة
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 08:14]ـ
الموضوع مهم ,
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 08:21]ـ
حاولت المشاركة في هذا الموضوع فترددت ولم أستطع , لذلك: حقيقة أتوافق مع الإخوة وفقهم الله على أن تكون الإفادة من علمائنا حفظهم الله:
وهو يحتاج إلى تحقيق و تحرير لقواعده و ضوابطه من علماء الشرع الكبار.
والذي نود من المشايخ الكبار المشاركة
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 01:29]ـ
عندي ضابط سهل لمن اراد ان يأخد به:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. صحيح مسلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 01:54]ـ
هذا الموضع عجيب منك يا شيخ أمجد خاصة في الأسماء التي سميتها
ففي تلك الأسماء من هو من أئمة الأشاعرة كالباقلاني فكيف تضربه مثالاً على أنه فقط وافق الأشاعرة؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
عموماً لي عودة ... فقط لم أملك نفسي أمام هذه العجيبة الغريبة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيكم
الموضوع قديم ..
قولي:
/// هل يمكن أن يقال أن ضابط المسألة هو النظر إلى كون المرء مجتهدا فيما أخطأ فيه طالبا للحق لا للهوى والتشهي
فمن عُلم من سيرته شدة بحثه عن الحق وكثرة الاجتهاد في إصابته وطلبه
ثم وافق أحد الفرق الضالة عن الحق كالأشاعرة أو المعتزلة ونحوهم وقال ببعض أقوالهم لم يبدع ولم ينسب إلى تلك الفرقة
فإذا كان هذا هو ضابط المسألة فإنه يشكل عليه تبديع بعض العلماء ممن هذه حاله كالقاضي أبي بكر الباقلاني والمازري وعياض وابن عقيل والعز ابن عبد السلام وغيرهم كثير
فهل يقال أن كل هؤلاء العلماء كانوا متبعين للهوى والتشهي غير طالبين للحق والهدى
فهذا خلاف ما تواتر عنهم
الباقلاني أشعري ....
المراد التنبيه على الضابط المذكور
أما الأمثلة فالجامع بينها طلب الحق وعدم اتباع الهوى
وقولي:
ثم وافق أحد الفرق الضالة عن الحق كالأشاعرة أو المعتزلة ونحوهم
أي تجرد لطلب الحق فأداه إلى موافقة أحد هذه المذاهب أصلا وفرعا وإن خالف في بعض
وقولي بعد ذلك:
وقال ببعض أقوالهم
غير محرر
المقصود النظر في الضابط المذكور
وهو يشمل من وافق أحد هذه الفرق أصولا وفروعا أو في بعض الأصول أو الفروع
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 03:02]ـ
أطلب من الأخ أمجد وفقه الله أو أحد المشرفين الفضلاء:
أن يتم حذف أية مشاركة في هذا الموضوع ليس فيها فائدة أو على الأقل تأخيرها ,
لأن الموضوع مهم يمسّ واقعنا , ونريد أن نستفيد منه؛ فيحتاج من الكاتب فيه أن يكون على:
علم راسخ ثابت و خلق سام عال ,
وبارك الله فيكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 03:16]ـ
بارك الله فيك أخي أنس على هذه النصيحة
وما ذكرته من شروط المجلس العامة
والظن بأعضاء المجلس أنهم على خلق ومعرفة بآداب المذاكرة
ومثل هذه المواضيع تطرح على المجلس من أجل المذاكرة بضوابطها المعروفة وليستفيد الطالب ما يوجد عند غيره
وليست للفتوى وأشباهها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 08:10]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم]
هذه قواعد في معاملة المخالفين للسنة والحكم عليهم بالبدعة أو بالخروج من السنة (للشيخ عبد الله بن صالح العبيلان)
الأولى: لا ينظر إلى كون الإنسان من أهل السنة أو أصوله -بزعمه- أصول أهل السنة لا ينظر إلى نيته وقصده إذا ظهر ما يخالفها.
روى البخاري بسنده أن عبد الله بن عتبة قال: سمعت عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-يقول:"إن أناساً كانوا يأخذون بالوحي في عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء فالله يحاسب سريرته، ومن أظهر لنا سوءً لم نأمنه، وإن قال إن سريرته حسنة".
الثانية: لا ينظر في هذا الباب إلى صفات الإنسان الحسنة من دعوة وسخاء وغير ذلك من الصفات، فليس المقصود الذوات، وإنما المقصود هو الذب عن السنة والكتاب.
روى اللالكائي" في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"عن ابن مسعود: قال:"الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة" [01]،وروى أيضاً عن أبي الدرداء قال:"اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة" [02].
وذكر الحافظ الذهبي في ترجمة الحسن بن صالح، قال وكيع: جزأ الحسن قال: وأمه وأخوه الليل مثالثة - أي: ثلاثة أجزاء -للعادة، فماتت أمه فقسم الليل بينهما، فمات أخره فقام الحسن بالليل كله ".
وعن أبي سليمان الداراني قال: ما رأيت من الخوف أظهر علي من الحسن بن صالح، قام ليلة بعم يتساءلون، فغشي عليه، فلم يختمها إلى الفجر"وثقه أبو حاتم وأحمد، وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن إتقان رفقه وعبادة وزهد.
قال الذهبي: قلت: مع جلالة الحسن وإمامته، كان فيه خارجية ترك الجمعة وجاء فلان فناظره ليلة فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معه والخروج عليهم بالسين - أي: الظلمة - ولذلك هجره الأئمة في زمانه، ولم يصلوا عليه حين مات".
و أصوله هي أصول أهل السنة والجماعة لكنه خالف في هذه المسألة من الدين، و إلا فلم يوصف بكونه ثقة ويحمل عنه الحديث.
وذكر الحافظ بن حجر في ترجمة: عبد العزيز بن أبي رواد- واسمه ميمون -: قال يحي القطان: عبد العزيز ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين: ثقة، وقال ابن المبارك: كان يتكلم ودموعه تسيل على خده.
وقال شعيب بن حرب: كنت إذا نظرت إلى عبد العزيز رأيت كأنه يطلع إلى القيامة وقال ابن سعد في" الطبقات ": وله أحاديث وكان مرجئاً، وكان معروفاً بالورع. هجره أئمة السنة في زمانه وكرهوا مجالسته، فلما مات وقف سفيان الثوري على جنازته ثم ذهب وشق الصفوف وتركها، ليبين أنه مبتدع.
و أيضاً قد يقول المتقدمون من السلف الصالح عن الرجل: شيعياً ولو كانت أصوله أصول أهل السنة والجماعة إذا كان يفضل علياً على أبي بكر وعمر بل هو مدون في عقائدهم.
الثالثة: زعم الإنسان أنه يأخذ بالكتاب والسنة لا يكفي إذا لم يعمل بهما ويذب عنهما.
روى اللالكائي بسنده الصحيح عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: "عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده، وإنكم ستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق " [03].
وروي أيضاً عن محمد بن سيرين قال: "كان يرونه على الطريق ما دام على الأثر".
وروي أيضاً عن إدريس قال: " أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه، وأدركت عبادة بن الصامت ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، و فاتني معاذ بن جبل، فأخبرت أنه كان يقول في كل مجلس يجلسه: " الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون، إن من ورائكم فتن يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل و المرأة والحر والعبد والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن، فيقول: قد قرأت القرآن فمال الناس لا يتبعوني؟ وقد قرأت القرآن ثم ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره، وإياكم ما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، واتقوا زيغة الحكيم، فإن الشيطان يلقي على الحكيم الضلالة، ويلقي على المنافق كلمة الحق" [04].
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابعة: عدم التهاون بالصغير من مخالف السلف، أو التورع بالقول عن البدعة بدعة، فقد روى اللالكائي عن عبد الله بن مسعود: " قال يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا - يعني: مفصل الأصبع- فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى، وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة وإن أخر ما يتركون الصلاة ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة ".
و روى عن ابن عمر قال: " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ".
ـ عدم إنكار البدع خشية الخلاف مما ينشرها ويميت السنة:
فقد روى اللالكائي عن ابن عباس قال: " ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن ".
وسمعته يقول: "حتى تظهر البدع" [05].
و روى عن حسان بن عطية قال: " ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة " [06].
و روى عن ابن عمر- رضي الله عنه - قال: " ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضياً ولا تركت سنة إلا ازدادت هوياً " [07].
ـ وجوب الإقتداء في السلف، وأنهم المرجع في تمييز الأقوال صحيحها من سقيمها:
قال عليه - الصلاة والسلام -: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ... " الحديث.
و روى اللالكائي: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لابد مقتدين فبالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة " [08].
و روى عن عمر بن عبد العزيز قال: "سن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمور بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لطاعته على دين الله ليس لأحد تغيرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استبصر بما بصر ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله - عز وجل - ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيراً " [09].
ـ الحذر والتحذير من أهل الأهواء والبدع، وأنهم هم الذين يشقون صفوف الأمة:
روى اللالكائي عن سفيان الثوري قال: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ".
وروى عن قتادة قال: "يا أحول! إن الرجل إذا ابتدع بدعة ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر ".
وروى عن يحيى بن أبي كثير قال: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ غيره ".
وقال أبو قلابة: " ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا السيف ".
وروى عن ابن عمر قال: " ما فرحت بشيء من الإسلام أشد فرحاً بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء ".
وعن الحسن قال: " أهل الهوى بمنزلة اليهود النصارى ".
ـ غيبة أهل البدعة:
و روى الحسن- رحمه الله - قال: " ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن فسقه غيبة ".
وعن إبراهيم النخعي قال: " ليس لصاحب البدعة غيبة ".
ـ أهل البدع كلهم خوارج:
قال [10]: وكان أيوب يسمي أهل الأهواء كلهم خوارج ويقول:"إن الخوارج اختلفوا في الرسم، واجتمعوا في السيف".
ـ مآل أهل البدعة إلى الذل:
و روى عن سلام بن أبي مطيع، قال: رأى أيوب رجلآً من أهل الأهواء، فقال إني أعرف الذلة في وجهه ثم قرأ: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين} ثم قال: " هذه لكل مفتر ".
ـ طريق ومسالك أهل البدع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: " وليحذر العبد مسالك أهل الظلم والجهل الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء يسمع من أحدهم جعجعة ولا ترى لهم طحناً، فترى أحدهم أنه في أعلى الدرجات وفي أعلى درجات العلم وهو إنما يعلم ظاهراً من الحياة الدنيا ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وقد تعدى على الأعراض والأموال بالقيل والقال، فأحدهم ظالم لم يسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال والقصاص الجهال ليس من كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب، ولا عند خوض العلماء الاستدلال والاجتهاد، ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسط الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة ومآخذهم والكلام في الأحكام الشرعية لا يقبل من الباطل والتدليس ما يتفق على أهل الضلال والبدع الذين لم يأخذوا علومهم من أنوار النبوة وإنما يتكلمون بحسب آرائهم وأهوائهم، فيتكلمون بالكذب والتحريف،
(يُتْبَعُ)
(/)
فيدخلون في دين الإسلام ما ليس منه، وإن كانوا لضلالهم يظنون أنهم منه، وهيهات، هيهات فإن هذا الدين محفوظ بحفظ الله له.
ولما كانت ألفاظ القرآن محفوظة منقولة بالتواتر لم يطمع أحد من إبطال شيء منه ولا في زيادة شيء فيه بخلاف الكتب قبله قال-تعالى-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} بخلاف كثير من الحديث، طمع الشيطان من تحريف كثير منه وتغير ألفاظه بالزيادة و النقصان والكذب في متونه وإسناده، فأقام الله له من يحفظه ويحميه وينفي عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فبينوا ما أدخل أهل الكذب فيه وأهل التحريف في معانيه كما قال- صلى الله عليه وسلم -: " ولا يزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ".
وقال- عليه الصلاة والسلام -: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ".
وقد وقع في هذا الباب كثير من الفقهاء والعامة ونحوهم ممن فيه زهد ودين وصلاح، ولكن كل من لم يكن علمه وعمله يرجع إلى العلم الموروث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم -مقيداً بالشريعة النبوية لم يخلص من الأهواء، والبدع بل كله أهواء وبدع، وقد قال ابن مسعود وأبي بن كعب: " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة "، فانظروا أعمالكم إن كانت اقتصاداً أو اجتهاداً أن تكون على منهج الأنبياء وسنتهم، وقد قال- صلى الله عليه وسلم -: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "- وفي رواية -: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".- إلى أن قال - رحمه الله: وقال أبو بكر بن عياش لما قيل له إن في المسجد أقواماً يجلسون ويجلس إليهم فقال من جلس للناس جلسوا إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم لأنهم أحيوا بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيب من قوله -تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} - وأهل البدع يموتون ويموت ذكرهم، لأنهم شانوا بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فبترهم الله فكان لهم نصيب من قوله- تعالى -: {إن شانئك هو الأبتر} أ. هـ.
ولهذا كانت أصول الإسلام - كما قال الإمام أحمد وغيره -تدور على ثلاثة أحاديث " الحلال بين والحرام بين"، وقوله:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" و " إنما الأعمال بالنيات "، وذلك أن الدين فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه والنهي عنه ذكره في حديث"الحلال بين والحرام بين" وذكر حكم ما يشتبه به وما لا يشتبه به.
تم بحمد الله وعونه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-------
الحواشي:
[01]: رواه اللالكائي (1/ 55)
[02]: رواه اللالكائي (1/ 88)
[03]: اللالكائي (1/ 87)، وراواه الدارمي عن أيوب به، ومحمد بن نصر المروزي في ((السنة)) (24 - 25).
[04]: اللالكائي (1/ 89)، وأخلارجه أبو داود من طريق ابن شهاب، وعبد الرزاق في ((المصنف)) برقم (20750).
[05]:ورواه ابن وضاح كذلك.
[06]: ورواه ابن وضاح كذلك.
[07]: ورواه ابن وضاح في ((البدع و النهي عنها))، (ص44).
[08]: اللالكائي (1/ 93) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في ((الكبير)) و رجاله رجال الصحيح ((مجمع الزوائد)) (1/ 180).
[09]: رواه الآجري في ((الشرعية)).
[10]: أي: اللالكائي – رحمه الله -.
مصدر المقال: مجلة " الأصالة ".
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 09:39]ـ
بارك الله فيك
ما أردت هذا ...
ولا أن يكون الكلام في الأصول بهذه الطريقة ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:24]ـ
هو النظر إلى كون المرء مجتهدا فيما أخطأ فيه طالبا للحق لا للهوى والتشهي
بصورة إجمالية:
هناك صورتان من التعامل مع الواقع في البدعة ممن يظهر لنا اجتهاده وقصده لطلب الحق:
الأولى: الرجل يكون من أهل السنة في المنهج والتطبيق فتقع منه زلات جزئية معدودة ... لا يُنافح عنها ويوالي ويعادي ويقاتل ويُكفر ويُفسق عليها أهل السنة ..
حكمه: يُطلق القول فيه أنه من أهل السنة، يُحكم عليه بالابتداع في المسألة المعينة التي زل فيها، فيقال وقع في بدعة هي كذا، ولا يُقال عنه مبتدع وتُلحق زلته تلك بالمسائل الاجتهادية من جهة رفع الذم عنه،وعدم تشديد النكير عليه، ويُعذر، ويؤجر إن شاء الله ...
مثاله: مجاهد، ابن خزيمة، الصنعاني، رشيد رضا
الثانية: الرجل يوافق أهل السنة في أبواب وأصول ويُخالفهم إما في باب وأصل فأكثر أو في تفاريع وجزئيات وتطبيقات كثيرة،ويكون هذا الأصل أو هذه التفاريع من جنس بدع (أي إما من بدعهم وإما مما ينزع بأصله إلى بدعهم): الخوارج أو الروافض أو المعتزلة أو المرجئة. ولا يُنافح عنها ويوالي ويعادي ويقاتل ويُكفر ويُفسق عليها أهل السنة ..
حكمه: لا يُطلق القول إنه من أهل السنة (إلا عند من يُميز ويعلم قصدك ولمصلحة تستدعي هذا)، يجوز إطلاق اسم فرقته عليه (أشعري-معتزلي-مرجيء) تمييزاً له عن أهل السنة وتعريفاً ببدعته، ويجوز أن يُقال عنه مبتدع (عند من يُميز ويفصل ويعرف موافقاته ومخالفاته وإلا وجب التمييز)،يُعذر إن شاء الله، ثم قد يؤجر وقد لا ينفعه الإعذار إلا في رفع الكفر وإثم البدعة عنه ..
مثاله: البيهقي، ابن حزم، الباقلاني، الهروي، الشاطبي، ا لسبكي، القرضاوي.
تنبيه (1): الصنف الثاني يستحقون من تشديد النكير وذم المقالات بحسب ما وافقوا الحق فيه وكم هو، وبحسب مازلوا فيه وقدره، وبحسب نصيبهم من الموالاة والمعاداة عليه.ولا يُنافي التشديد عليهم ولا ذم مقالاتهم ولا ذم بعض تصرفاتهم ولا الحكم بابتداعهم = إعذارهم، بل هذا من الجمع بين إحقاق الحق ورحمة الخلق.
تنبيه (2): يمكننا التباحث فيما سبق ومذاكرة التدليل عليه نقلاً من كلام أهل العلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:57]ـ
الصنف الأول قد لا يسلم لك منه الاالصحابة و كثير من التابعين و اكابر تابعيهم اما الصنف الثاني فمنهم من لا يعرف لهم انتساب الا لأهل السنة و منهم من ينتسب لفرقته لاعتقاده موافقة اصولها لأصول اهل السنة فهو أيضا متحر لمنهج أهل السنة فلا فرق بين الصنفين الا في القلة و الكثرة من حيث الخطأ و الصواب اجتهادا .. و لعله لهذا ترك الناس تصنيف الناس بأعيانهم بعد القرون المفضلة و انصرام عصر الرواية لا ستحالة التمييز فيه كما قال الشيخ أمجد و اقتصروا على تعيين المقالات دون الأشخاص
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:01]ـ
بل يسلم من الأول كثير جداً ...
والثاني: لا عبرة بانتسابه هو، العبرة بتحقيق هذا الانتساب ... واعتقاده هو قد ينفعه في الإعذار والأحكام ولا ينفعه في التسمية والتلقيب ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:17]ـ
قد عدلت المشاركة لأنها لم تظهر كاملة ... و المقصود ان الناس بعد القرون المفضلة قد اختلفوا اختلافا كثيرا قد يستحيل معه وضع ظوابط قارة لحدود اهل السنة في الأعيان لا في المقالات ... فان سلم لك نسبة البيهقي و الباقلاني الى الأشاعرة فما القول في ابن حزم و الهروي و ابن قدامة مع أنه لا يعرف لهم انتساب لغير أهل السنة؟؟؟ أنضعهم في منطقة محايدة بين الفرق ... ؟ و لم لم نتوقف في نسبة الأولين الى الفرقة و توقفنا في هؤلاء مع انهم وافقوهم في كثير من كلامهم .... ؟ أهو للانتساب؟؟ قد سلمت أنه لا عبرة بالانتساب بل بتحقيقه ... لم لا نجد مثلا عند الذهبي او عند ابن تيمية اطلاق ان العز مبتدع مثلا أو ان السبكي مبتدع او ابن الجوزي مبتدع و نرى اشتغالهم بتصنيف المقالات دون الاشتغال بتصنيف الناس و الأعيان بعد قرون الرواية الا ان كان لصعوبته و قلة جدواه حتى لن يسلم لنا من أهل السنة الا ابن تيمية هذا ان سلم؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:29]ـ
الهروي جبري
ابن حزم معتزلي
هذا للتمييز لما اجتمع في الواحد منهم أصل كبير من أصولهم،وإلا فالتبيين واجب بعدُ فيما وافق فيه وما خالف كما صنع شيخ الإسلام مع ابن حزم والهروي
========================
كلامك حسن في عدم اشتغال شيخ الإسلام بالحكم على الأعيان ولكنك أخطأتَ في محله ...
فهاهنا أمور:
الأول: الحكم بالانتساب للفِرقة المعينة فهذا وقع من شيخ الإسلام ومن تلامذته، وابن عبد الهادي هو القائل عن ابن حزم جهمي جلد
الثاني: الحكم على المعين بلفظ المبتدع وهذا لم يقع من الشيخ رعاية لمصالح ولوقوع الإجمال والاشتباه؛لذا نصصتُ أنا على عدم جواز هذا الإطلاق إلا مع التبيين ...
الثالث: الأصل هو الاشتغال بإبطال المقالات وتمييز المعينين بفرقهم الذين هم منهم هذا حال السلف وسنتهم ...
الرابع: أما إطلاق البدعة فهو واقع في السلف كثيراً وقد رموا بالبدعة من هو قياساً إلى السبكي = إمام في السنة
الخامس: هذا الإطلاق هو للتمييز ودفعاً لاغترار الناس بفضل الرجل الذي يعميهم عن شره وبدعه ...
السادس: ليس كلامنا عن الأعيان إلا في التلقيب والتسمية ... والممنوع من الولوغ فيه هو الاشتغال بالحكم على الأعيان في المآل والآخرة ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:58]ـ
انما فعلها ابن عبد الهادي مع ابن حزم شيخنا و لم يفعلها شيخ الاسلام .. فشيخ الاسلام و الذهبي و غيرهما يعبرون يأنه وافق الجهمية في كذا ووافق الباطنية في كذا أو المعتزلة في كذا و لكن ما رأيت لهم وصفا له بأنه مبتدع أو جهمي أو باطني أو معتزلي كما فعل الشيخ ابن عبد الهادي .. و كذلك مع غيره كالهروي ما وصفوه بأنه جبري بل وافق في كذا وهو صنيع من يراعي تصنيف المقالات لا الأعيان ... فما من عالم من الأعيان منهم الا وقد قارب السنة في شيئ و باعدها في شيء بين مقل و مستكثر بسبب كثرة الاختلاف و عدم انضباطه في الفرق و الأعيان و القول أنهم لم يطلقوا على المذكورين لقب الابتداع للمصلحة فهو راجع الى ماذكر من ان مصلحة التصنيف الدقيق للأعيان و فائدته تكاد تنعدم بعد انصرام عصور الرواية بل كان ضررها أعظم من جهة بث الفتن و تصعيد المواجهات فالحال ان ابن تيمية و غيره لم يصرحوا فيما اعلم باطلاق لقب المبتدع على احدهم في اي حال من الأحوال
(يُتْبَعُ)
(/)
المعلنة ... أفلا يكون دليلا على ما ذكر من انعدام المصلحة بعد القرون المفضلة ... ؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيكما
قول الشيخ أبي فهر في الصورة الأولى:
حكمه: يُطلق القول فيه أنه من أهل السنة، يُحكم عليه بالابتداع في المسألة المعينة التي زل فيها، فيقال وقع في بدعة هي كذا، ولا يُقال عنه مبتدع وتُلحق زلته تلك بالمسائل الاجتهادية من جهة رفع الذم عنه،وعدم تشديد النكير عليه، ويُعذر، ويؤجر إن شاء الله ... أما إطلاق أنه من أهل السنة فيكاد يكون اتفاقا وكلام العلماء فيه كثير مثل كلام ابن تيمية والذهبي وغيرهما
فأظن أننا خرجنا من هذه القضية
أما القول بأنه وقع في بدعة فأظن أن هاهنا إجمالا:
/// لأن الزلات أعم من البدع ولا أظن أن هاهنا خلافا فخرج بذلك الزلات التي لا ينطبق عليها وصف البدعة
تنبيه: من كان خلافه سائغا خارج هنا من باب أولى لأن وصف السائغ لا يجتمع مع الزلة وإلا لما كانت زلة إذ أغلب خلاف العلماء خلاف سائغ ولا عاقل يطلق عليها جميعها اسم الزلات
يراجع هنا كلام الشاطبي عن الخلاف السائغ وغير السائغ
وهذا يضاف إلى موضوع هل قوة دليل القول واختيار بعض السلف له يمنع من إطلاق البدعة عليه؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15176)
ولم يكتمل النقاش فيه بعد
/// أيضا لو كانت هذه الزلة واقعة من صحابي إذا قلنا أن الصحابة لا تقع منهم البدع كتفردات بعضهم
/// أيضا هل وقوعها من عالم ذي رتبة علية أو إمام من أئمة المسلمين كمجاهد أو أحمد يجعلنا نتورع من إطلاق اسم البدعة عليها؟ الظاهر لي نعم
لكن يفرق بين الزلة العقدية وغيرها كالفقهية ومثلها
فالأولى يطلق عليها بدعة _فلم يصح الاعتراض علينا بزلة ابن خزيمة وابن حبان مثلا_ والثانية لا
فإن قيل البدع كما تدخل في العقائد تدخل في المسائل العملية
قيل نعم وهذا هو محل النزاع
فنحن نرى أن وقوع هذه الزلة من عالم ذي رتبة عليه يمنع من إطلاق اسم البدعة عليها
وكل هذا في الخلاف غير السائغ كما تقدم
وهل في العقائد خلاف سائغ؟ محل بحث كرؤية الله في الدنيا وسماع عذاب القبر وإن نفى بعضهم كونها من مسائل العتقاد فغيره لا يرى ذلك
هذا في السلف
أما الخلف فكثير كبعض الصفات
أقرب مثال في ذهني: ابن عثيمين مع غيره في صفة الظل مثلا
المقصود أن الزلات أعم من البدع ففي الموضع المتعقب عليه إجمال وتعميم
يتبع ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:56]ـ
ليس هاهنا إجمال .. فالزلات المذكورة يا شيخ أمجد هي الزلات البدعية فالسؤال عن البدعة ...
والكلام هاهنا عن الخلاف غير السائغ فالسؤال عنه ...
أما البحث في السائغ وإطلاق اسم البدعة عليه فهو في الموضوع الآخر وليس هاهنا ... ولك فيه هدية اليوم فانظرها هناك ..
فحديثنا هنا عن البدعة من بدع أهل الأهواء يقع فيها العالم السني على سبيل الزلل ... فهي بدعة في نفسها لا يؤثر في كونها بدعة أنه وقع فيها ...
ولا أعلمُ أحداً من أهل العلم خالف في إطلاق اسم البدعة على بدع أهل الأهواء وخلافهم غير السائغ ولو وقع فيه أحمدومن هو أجل منه ...
فكونها زلة من عالم سني هذا له تعلق بالحكم عليه هو ... أما عين المسألة فهي بدعة ضلالة ولا كرامة ..
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 05:04]ـ
/// أم يقال بل ضابط المسألة هو النظر في أصول هذا الرجل المراد تصنيفه والحكم عليه
فإذا كانت أصوله أصول أهل السنة وأهل الحديث كالبيهقي والخطابي والنووي وابن حجر ثم وافق أحد تلك الفرق في بعض الأقوال لم يبدع ولم ينسب إلى تلك الفرقة التي وافق أصحابها في بعض الأقوال
/// وهل إذا وافقهم في أصل أو أصلين يكون الحكم كذلك؟؟
/// وهل إذا وافقهم في باب من الأبواب كباب الإيمان مثلا دون غيره يختلف الحكم أم لا؟؟
/// وهل يفرق بين من أصل لهذه البدع واستدل لها واستمات في نشرها كابن الخطيب والعضد وبين من لم يفعل ذلك كالسراج البلقيني وتلميذه ونحوهم
/// وهل للبيئة التي تربى فيها ونشأ في أحضانها تأثير في الحكم عليه؟؟
فقد سمعنا من يعتذر للنووي بأن الزمن الذي كان يعيشه ظهرت فيه البدعة وطمست فيه السنة وكان المذهب السائد غير مذهب أهل السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعترض على هذا بحديث لا تزال طائفة من أمتي لأن الكلام على الحالة السائدة والعقيدة الغالبة في ذاك الزمن وتلك البيئة
فلا يناقضه كون الطائفة المنصورة موجودة لكن بقلة وغربة
لكن هذا الأخير مبني على وصول الحجة للمخالف وقد كان هناك حنابلة في عهد النووي وابن حجر بل تتلمذا على بعضهم
وهذا أيضا عليه اعتراضات وإشكالات
/// ثم هل يختلف الحكم إذا كانت أصوله أصول أهل السنة لكن لم يكن له جهود في نشرها والدفاع عنها؟؟ لا أظن
وبعد فقد رأيت في هذا تناقضا عجيبا فترى بعضهم يحكم على بعض الأشخاص بحكم يختلف عن آخر كأن يحكم على الأول بالتبديع ويحجم عنه في حق الآخر مع عدم وجود الفارق المؤثر فكلاهما أصولهما أصول أهل السنة وكلاهما طالب للحق مجتهد
بل قد يكون نوع الخطأ من الثاني أعظم منه في الأول
وينبغي التنبيه هنا على نوع الخطأ المؤثر في الحكم على الشخص فكلامنا في الخطأ الذي اتفق أهل العدل من العلماء على أنه مخرج لصاحبه من دائرة السنة إلى دائرة البدعة
وهذه القضية _ أفصد نوعية الخطأ _ يكثر فيها الخبط والظلم والخطأ ولعلّ بعض الأفاضل يحرر القول فيها
تنبيه آخر: مسألة الحكم على الشخص لها علاقة في حكم قراءة كتبه فأحينا يكون ذلك مؤثرا وأحيانا لا يكون وقد يكون مؤثرا في فئة من القراء دون غيرهم وهذه أيضا قضية تحتاج إلى بسط وتحرير على مذهب أهل العدل والحق فلعلّ بعض الأفاضل يتصدى لها
تنبيه آخر: كما أنه لا ملازمة بين الإثم والخطأ كما قرره علماء أهل السنة خلافا لغيرهم من معتزلة ونحوهم
كذلك لا يلزم من الحكم على شخص بالابتداع أو تصنيفه مع أحد الفرق الضالة تأثيمه
سمعت درساً على قناة الناس في برنامج " سهرة خاصة " , استضافوا الشيخ عدنان العرعور حفظه الله , وأشار في درسه وكان بعنوان " أدب الخلاف " , أصل الشيخ فيما أحسب مسألة الضابط في الأخذ من الشيوخ , والله أعلم
حمّل الدرس من هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/images/icons/icon3.gif {{?}} حمّل درس بعنوان: أدب الخلاف ? مع فضيلة الشيخ عدنان العرعور ? سهرة خاصة {{?}}
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44303
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 06:10]ـ
...
.... ابن حزم معتزلي ...
كان الأولى بمثلك أن تقول أنه أول بعض الصفات كالمعتزلة
هذا بفرض أن التأويل خاص بالمعتزلة وخلاف عقيدة السنة
وإلا فإن ابن حزم أصوله تخالف المعتزلة تماماً
فهو لا يقدم العقل على النقل ولا ينكر الرؤية في الآخرة ولم يقل بالقدر
ولم يقل بفناء النار كالجهمية!
بينما لم ينسب أحد من قالوا بفناء النار إلى الجهمية!
بل في مسائل الإيمان والأحكام موافق لأهل السنة كما قال ابن تيمية رحمه الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 06:59]ـ
1 - لا يُشترط الموافقة التامة ليستحق الرجل اسم الفرقة بل يكفي الاتفاق في أصل من الأصول أو في عدد كبير من الفروع وهذا هو ما وقع لأبي محمد رحمه الله.
2 - موافقة أبي محمد لأهل السنة في الإيمان هي موافقة جملية تجعله أمثل من غيره.وإلا فعنده بعض المخالفات لأهل السنة في الإيمان.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 11:48]ـ
1 - لا يُشترط الموافقة التامة ليستحق الرجل اسم الفرقة بل يكفي الاتفاق في أصل من الأصول أو في عدد كبير من الفروع وهذا هو ما وقع لأبي محمد رحمه الله.
2 - موافقة أبي محمد لأهل السنة في الإيمان هي موافقة جملية تجعله أمثل من غيره.وإلا فعنده بعض المخالفات لأهل السنة في الإيمان.
مجرد دعاوى ...........
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[05 - Dec-2009, صباحاً 08:10]ـ
مجرد دعاوى ...........
وما هذه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2009, صباحاً 11:04]ـ
مجرد دعاوى ...........
تفضل بنقدها ومتى فعلتَ = أبلغني ..
ـ[ثامر المثمر]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 01:38]ـ
الموضوع مهم جدا
شكرا لك أخي أمجد
ولي عودة بإذن الله
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 02:26]ـ
تفضل بنقدها ومتى فعلتَ = أبلغني ..
أُريد أن أقول كُليمة لا زالتْ تُلجلجُ في صدري، لا أستيطع منها، فكاكاً، فكلامُك عن ابن حزم، غير صحيح، فبالنظرِ في أصول المُعتزلة، و أصول منهجِ ابن حزم نجدُ تبايناً ظاهراً، و لا يعني أنني عندما أوافق المعتزلة في رأي أو (حتى أصل)، فأنا معتزلي ..
بل إنَ بن حزمٍ - عليه رحمةُ الله -، يكاد يختلف مع المعتزلة في أغلبِ أصولهم، حتى في مسألة دقيقة، و هيَ: حُجية خبر الآحاد في العقائد، فهوَ يراه و هم لا يرونهُ، و ابن حزمٍ حتى لا يتوافق مع الأشاعرة كذلك، فالمحنة في مثل هذه ِ هيَ التوافق في أصولِ السُنة، ..
ثُم، هناكَ نقطةٌ أخرى، أرها تؤطر المسألةَ كلها، و هيَ (تاريخ الفِرق و الافتراق)، فمسألة تاريخ الافتراق مسألة غير واضحة، بل نحنُ أحياناً، نعتمد على (الفصل)، و صاحبهُ معتزلي - كما تقول -، أو (الفرق بين الفرق) و صاحبهُ البغدادي!، و كذلكَ الشهرستاني ..
فمعالم الافتراق غير واضحة تماماً، بعض الناس يُصنف على مقولة للشافعي مثلاً، في (أهل الكلام) و هوَ لم يحرر بعدُ من هؤلاء؟، بل إنّ الغزالي في (المنقذ من الضلال)، عندما ميّز بين المناهج، لم يذكُر أهل الحديث أبداً، و لا شك أنهُ يعلم منهجم، .. ثُم اختارَ التصوف .. - و لا ندري ما حقيقة هذا التصوف، هل هوَ وجودية ابن عربي أم زهديات الجنيد، فبينهما فرق -، ..
- ثُم كُل (العقدة) هيَ مسألة: التأويل، فللنظر، هل التأويل أصل على أساسهِ يمكن أن نصنف؟ لا أظن هذا!، فهذا ابنُ خزيمة، شيخ من شيوخ السُنة، أوّل (حديثَ الصورة)، و لي بحثٌ قريب بعنوان (خلقَ اللهُ آدم على صورتهِ و نظرية الإنسان الكامل) .. سأُريكَ إياه - إن شاءَ الله -
أراكَ أخطأتَ يا شيخنا .. و الله وليُ التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 05:02]ـ
لم أخطيء يا مولانا بإذن الله ..
وابن حزم متفق مع المعتزلة في أغلب أصل (التوحيد) عندهم ومخالفته لأصل (التوحيد) هي في فرعيات قليلة .. وهو باتفاقه معهم في هذا الأصل يسمى باسمهم أو باسم الجهمية الذي يعم النفاة جميعاً ..
ومخالفته لهم في أبواب (ولو كثرت) = شيء لا ننكره .. والبحث فيه حيدة عن محل النزاع ..
ومحل النزاع يكون في فرع وأصل:
الفرع: هل وافقهم في أصل التوحيد؟
والأصل: هل الموافقة في أصل من الأصول تكفي لإطلاق اسم الفرقة؟
وجوابهما عندي: نعم.
وتفريع على تفريعك: التأويل لا يمنع التصنيف كما أن التصنيف لا يمنع الإعذار ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 06:22]ـ
وابن حزم متفق مع المعتزلة في أغلب أصل (التوحيد) عندهم
لا إشكال، ..
ما هيَ أصول المعتزلة في التوحيد؟
(1) نفيُ صفاتِ الله عزَ وجل: عليم بذاته، بصير بذاته، سميع بذاته ..
(2) قولهُم: القرآن مخلوق.
(3) مسألةُ العدلِ - وهيَ الأصل لثاني عندهُم -، و يعنونَ بهِ: أن الله لا يخلقُ الشر و لا يُريده، و لم يُقدر المعاصي على العباد فهم يخلقون أفعالهم ..
مع الأصول الباقية: الوعد و الوعيد، و المنزلة بينَ منزلتين، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، نحنُ الآن سننظُر هل تنطبق هذه الأصول على ابنِ حزم؟
و لهذا، سنأتي بنصيّن للغمام الإمام (إمام أهل المغرب) شيخ الإسلام ابن حزم الأندلسي - قدسَ اللهُ سره -، إذ يقول: (و إنما اخترع لفظَ الصفات المعتزلة و نظراؤهم من الرافضة، و سلكَ سبيلهم قوم من أصحاب الكلام، سلكوا غيرَ مسلكِ السلف الصالح، ليسَ فيهم أسوة و لا قدوة، و ربما أطلقَ هذه اللفظة من متأخرى الأئمة من الفقهاء من لم يحقق النظر، فهيَ وهلة من فاضل، و زلة من عالم، و إنما الحق في الدين ما جاءَ عن الله نصاً أو عن رسوله كذلكَ، أو صح إجماعَ الأئمة كلها عليه، و ما عدا هذا فضلال) [الفصل 2/ 121].
و يقول - في القَدر -: (نظرنا فوجدنا السالم الجوارح، المريد للفعل، قد يعترضهُ دون الفعل مانع لا يقدر معهُ على الفعل أصلاً، فعلمنا أن هاهنا شيئاً آخر، به تتم الاستطاعة، و به يوجد الفعل، فصح ضرورة أن الاستطاعة صحة الجوارح مع ارتفاع الموانع، وهذان الوجهان قبل الفعل، و قوة أخرى من عند الله عز وجل) [الفِصل / 3/ 20].
و خُذ، هذا، فانظر فَهم محمد أبو زهرة المقلوب، إذ يقول: (و إننا نوافق ابن حزم في فهمه ما عدا تفسير الاستواء، فإن تفسيرهُ بالاستيلاء الذي هوَ مذهب المعتزلة أقرب في نظرنا و اللغة تدل عليه) [الإمام ابن حزم 220].
قلتُ: و انظر نظائر هذا في كتابهِ (الإمام أحمد)، إذ يقول: الإمام أحمد هوَ المخطئ، و الحق المعتزلة (؟!)، هُم الفقهاء عندما يسيرون خَلفَ المستشرقين حذوَ القذةِ بالقذة ..
و يقول (في نفسِ الصفحة): (و لعل ابن حزم اتجهَ إلى التفسير الذي اختارهُ، لورود الآثار بأن هناك عرشاً مخلوقاً، و أنهُ مادي و موجود، و أنه يرى أن الآثار الصحاح، و لو كانت مروية بطريق الآحاد تثبت بها العقائد)، .. بعدَ إبعادنا بين التأطير الحَزمي، و التأطير المعتزلي، و أنهُما دائرتان مختلفتان تماماً، .. بعدها سنذهب للنظر هل ابن حزم سيتوافق مع المعتزلة؟ لعلَ يكون هذا قريباً ..
وفقكَ الله و أعلى شأنكَ ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 06:56]ـ
بعدها سنذهب للنظر هل ابن حزم سيتوافق مع المعتزلة؟
عفواً، مع أهلِ السنة؟ ..
قلتُ على قولي: أو حتى معَ الأشاعرة ِ أو لهُ منهجٌ خاص به - كعادتهِ بحب الغرائب -؟
و الله الموفق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 05:43]ـ
ما علاقة ما نقلته بما نحن فيه؟؟!!
أولاً التوحيد أصل قائم بذاته ما علاقته بالعدل وبالقضاء والقدر؟؟!!
هل تريد تحقيق أصل التوحيد عند ابن حزم؟؟
تفضل بنقل موقفه من الصفات جميعا وهل يثبتها وكيف يثبتها؟؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 09:12]ـ
العنوان:
هل من ضابط لهذه المسائل في تصنيف الناس والحكم على الآخرين؟؟
فأرى أننا في هذا النقاش خرجنا عن الموضوع .. !!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 09:39]ـ
أولاً التوحيد أصل قائم بذاته ما علاقته بالعدل وبالقضاء والقدر؟؟!!
التوحيد عندَ المُعتزلة هوَ نفي الصفات، و العدل هوَ الأصل الثاني، و لا شك أنَّ العدل صفةٌ من صفات الله عز وجل، و معلومٌ رأيُ المعتزلة فيهِ كما بينتهُ، و هم َ لا يفرقون بين: (الإرادة الكونية) و (الإرادة الشرعية)، أما القضاءُ و القدر فلم أتطرق إليهما ..
و ما كانَت النصوص التي نقلتُها إلا لأُريكَ موقفَ بن حزمٍ من النصوص، و التي منها نصوص الأسماء و الصفات، و لعلهما كافيان ..
و لقد جنيتُك أكمؤاً و عساقلاً - - - و لقد نهيتُك عن بناتِ الأوبر
و لولا زعل أخينا (أنس) لأفضنا، و لسنا في أصل الموضوع .. و (أنا مش بهرب يا شيخ)! / و الله وليُ التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 06:56]ـ
ان كان صنيع ابن حزم في الصفات يجعله معتزليا .. فأولى أن يجعل كثيرا من الأشاعرة و الباطنية و غيرهم معتزلة .. و الأصل أبعد من مجرد نفي الصفات أو اتباثها فهو أمر مؤسس لهذا .... و ابن حزم لا يوافق المعتزلة في أي من أصولهم و لكن بسبب التناقض في منهجه يوافقهم في كثير من تطبيقات هذه الأصول ... فأصوله موافقة لأهل السنة و فروعه موافقة في كثير منها للمعتزلة و لهذا كان يعيبه من عابه من اهل الأندلس و غيرها بالتناقض ... و لأجل هذا التناقض لا يمكن أن يوصم بالاعتزال و التجهم باطلاق و لا بالتسنن باطلاق ... و ان كان منتسبا في الجملة لأهل السنة ... و لهذا كان صنيع شيخ الاسلام و هو من كبار العارفين بأصول الفرق لا يطلق عليه وصف الجهمي و لا المعتزلي مع أنه أفضل و أصرح من بين توافق تطبيقات ابن حزم للفروع مع فروع تطبيقات المعتزلة بل و الباطنية ... و لكن دائما ما كان دقيقا في كلامه: فيه تجهم ... وافق الجهمية و المعتزلة في كذا .... الخ(/)
«شَرْحُ كِتَابِ مَسَائِلِ الْجَاهِلِيَّةِ،لسماحة شيخنا العلاَّمة ابنِ جِبرين»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:22]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
«شَرْحُ كِتَابِ مَسَائِلِ الْجَاهِلِيَّةِ،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْن
ـ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالحُسْنَى ـ.»
وصلة الشَّرحِ المُبَارَكِ:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3417
دمتم بخير و رضا.
أخُوكُم المحبّ
سَلمان بن عبد القَادر أبُو زَيْدٍ
ـ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّه ـ(/)
طحالب الفكر العربي
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 03:56]ـ
طحالب الفكر العربي
هناك مفكرون عمالقة خلقهم الله مفكرين بطبعهم، وهناك توابع وأذيال، وهم أولئك الذين دخلوا مدرسة الفكر عند إعلان نتائج الامتحان .. ! يقرأ احدهم لفيلسوف كأفلاطون وابن رشد أو هيغل مثلاً، ثم يهيج ويعتقد انه اصفر واستوى على سوقه، ويبدأ يعربد على الورق الصحفي، يُنَظّر وينتقد، ويقدح، ويمدح، وكأن الأخ صانع الفكر الأول والأخير .. !! أقرأ بعض ما يكتبه أولئك وأشاهد بعض مقابلاتهم التلفزيونية وقد تحولوا إلى مشعوذين، ودراويش، يهزون الرؤوس .. يجادلون، ويسخرون، ويهزؤون، ويطرحون قضايا أعقد وأصعب من أن يخوض فيها عباقرة الفكر، فكيف بالأوباش، والبُله، ومرتزقة الكتب، وقصاصات الجرائد والصحف .. !!
ليس من حق أحد أن يحجر على كتابة الناس، فالكتابة حق للجميع ولا مانع أن يتفلسف من شاء، وأن يفكر كما يشاء، وأن يكتب كما يشاء .. ولكن المانع هو أن يتجاوز حدوده المعرفية، والفلسفية .. فينفش ريشه، ويحلق في سماء من الوهم الأجوف، فيحط من الفكر، أو من عمالقة الفكر في التاريخ، بمجرد أنه عرف أن التيار ضدهم .. فراح يزدريهم بذات منفوخة بالأنا والتعالي الأجوف، فتسمعه يكرر: "نحن نرى، وقلنا، وكتبنا، ورأينا، ونصحنا، إلى آخر ما ينتهي بنون وألف".
وهذا الفيلسوف، أو هذا المفكّر العملاق، أو الذي صنعه هذا الدهر "المُفنءدُ الخَبَل" كما يقول عمنا الأعشى كل حظه من العلم والمعرفة أنه قد قرأ موضوعاً أو موضوعين أو فصلاً أو فصلين أو حتى كتاباً أو كتابين ولخص أفكارها، وجمع بعض نقاطها، ودسها دساً مشوهاً، في موضوع يخادعك بأنه شيء من الفلسفة، وهي -إن صح التعبير- فلسفة إنشائية وليست برهانية، أي انها لا تقوم على الدليل والحجة والبرهان لإثبات صحتها .. كما تجده ينثر بعض أسماء فلاسفة غربيين في ثنايا حديثه كي يبهر الناس بثقافته الوهمية هذه، وهذا ما يسمى بالانجليزية name dropping. إن هذا (المثقف) وأمثاله مهما انشأوا وأكثروا من الخرط حول الفلسفة فإنهم لن يكبروا ولن يكونوا فلاسفة مهما امتد بهم العمر .. لأنهم زبد وفقاقيع وطحالب ينطبق عليهم قول الشاعر زياد الأعجم:
وَهُمُ مِن العَمل الزّاكي بمنزلةٍ "=" كَطحلبِ الماءِ لا أصلٌ ولا وَرَقُ
لاَ يكبَرون وإن طَالت حياتهُمُ "=" ولو يَبولُ عليهم ثَعلبٌ غرقوا
وما أكثر الطحالب، وما أكثر الغارقين في أبوال الثعالب .. !
أما المفكرون العظماء فبعضهم كتب كتاباً واحداً وهز الدنيا وغير مسارها الكوني، أما الثرثارون والمتنطعون والجماعون والحائرون، الخابطون في كل شيء، وفي الشيء واللاشيء، فكتاباتهم لا تذهب إلى الرؤوس فتبني فكراً عظيماً، وانما تذهب إلى البطون فتزيدها مغصاً وقرقرة ووجعاً، ولا يمكن أن تذهب إلى العقل لتزيده ثقة وايماناً ..
أنا لا أتجنى على أحد، ولكني أعرف بعضهم، وجلست إليهم وسمعت فكرهم، وعرفت سلوكهم، وبعضهم أتابع تاريخه ونشأته الثقافية وعمله المهني، وأضحك منه وهو يتشدق حين تستمع إليه في بعض القنوات، وقد جحظت عيناه كعجل مخنوق!! ربما من شدة الوعي، وربما من شدة الوحي والإلهام الذي وقع عليه .. فهو بتعابير وجهه الجاحظية هذه يستنكر ويستنكف أن يناقش أو يجادل في رأيه .. !!
حينما يربط المفكر، أو من يدعي أنه مفكر، أو فيلسوف فلسفته بواقع سياسي، معين، فيجعل هذا الواقع السياسي الحالي نتيجة لتأثير فكر معين، ويحمل تبعة هذا الواقع على ذلك الفكر، وينسى أن السياسة اليوم تصنع وتدار في كواليس ووزارات الدفاع الغربية وتنفذها فلسفة القوة والمصلحة المؤقتة، وأنها تتغير وتتبدل وفقاً للمصلحة، والمنفعة فهو إنما يكشف عن عواره الفكري والفلسفي من ناحية، وورعه ولاهوتيته الغربية من ناحية أخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأولئك عندما يفشلون، أو يجبنون في مواجهة الحقيقة، أو الحديث عن الأسباب الفعلية، وعن أسباب النتن والعفن السياسي، والاجتماعي في مكان ما أو بلد ما، فإنهم بدلاً من اسقاط فلسفة الواقع على تاريخ الواقع والحاضر نفسه، فانهم يسقطون ذلك على التراث، ويعيدون نبش القبور، وهذه الحيل هي دائماً وسيلة الرغائين الذين بلغ بهم الاستخذاء، درجة جعلت استجداء الغرب واسترضاءه، والركوع له بجلد الذات، وجلد التاريخ، وبالانكسار أمامه، والتسول في مقاهيه الفكرية، حداً تجاوز المهانة والصغار والعبودية .. !
لقد سمعت أحدهم يهذي، ويجدف، ويذهب يميناً وشمالاً، ببلاهة لا متناهية، ثم يختم حديثه: بأن كل ما يقع للعرب اليوم هو نتيجة لحادثة: "سقيفة بني ساعدة"، فقلت حقاً إن هذا يستحق براءة اكتشاف، وأن عليه ان يبلغ الانتربول فوراً لاصدار مذكرة استحضار تاريخي لأصحاب السقيفة .. !! لأن هذا يعني ان احتلال فلسطين منذ ستين عاماً، واجتياح بوش لبغداد، وقتل مليون ونصف شهيد في الجزائر واحتلال المغرب والسودان ومصر والشام، وما حدث في سقيفة سايس بيكو، كل ذلك كان نتيجة من نتائج سقيفة بني ساعدة!! وأن تخلف المكسيك والارغواي وما حدث في هانوي وهيروشيما وفي فيتنام، وإبادة الهنود الحمر، وربما محرقة "الهلوكوست" المزعومة، كل ذلك نتيجة من نتائج سقيفة بني ساعدة .. ربما بحجة ان اليهود اخرجوا وطردوا من حيث عادوا وان كل ما يحدث في عالمنا العربي اليوم من تدمير وتشريد وتجويع وتخويف، بل وحتى أمراض البواسير التي يعاني منها موظفو جامعة الدول العربية هو نتيجة لذلك ايضاً ..
شيء مخجل، وضحل أن تسمع مثل هذا الهذيان المحموم .. أن تسمع مثل هذه الخزعبلات التي يحاول أصحابها اضفاء روح الواقعية، والعلمية عليها ليجعلوا منها مشاجب ومبررات لتخلف وقهر الشعوب .. وهي مبررات متخلفة، وجاهلية ومختلة العقل، والحقيقة .. فالعصر اليوم تسوده فلسفة القوة ومنطق القوة .. وصناعة القوة لا علاقة لها بكتب التاريخ فموارد العلم اليوم وأبوابه مفتوحة للجميع، ومن يريد أن يصنع مجداً وتقدماً فإنه سوف يدركه .. ومن يدخل معركة التنمية الحقيقية فإنه سوف ينتصر .. فعباد بوذا، بل وعباد ومقدسو الأبقار، أصبحوا ينافسون أمريكا في صناعة التقنية .. لسبب بسيط وهو أن لديهم إرادة، ولديهم إصراراً على صناعة الإرادة، وليسوا صُنّاع تبعيةٍ وعمالة .. !! كما أن موروثنا هو موروث انساني، وثقافتنا ثقافة إنسانية مثلها مثل جميع الثقافات الإنسانية، ليست كلها صواباً، وليست كلها خطأ، ولكن المؤكد انه ليس في موروثنا ما يمنعنا من الإبداع والارتقاء، أو من الصناعة، أو من دراسة الطب، والهندسة والفيزياء والكيمياء وبناء المعامل ومراكز البحث العلمي .. ولكن مع الأسف اصبح الموروث هو كما يقول المثل الشعبي: "الجدار القصير" الذي يقفز عليه كل متشدق، أو مستغرب، أو شعوبي النزعة، لأن هناك أسباباً للتخلف هو أجبن وأعجز من أن يخوض فيها ..
فيا أيها المتفلسفون اتقوا الله فينا إن كنتم ممن يؤمنون بالله .. أو فاتقوا نظرة الخجل والاحتقار من الآخرين لهذا الهدير الكاذب، والجعجعة المفضوحة، والهذيان المسرف، بل وهذه القوقأة التي تشبه قوقأة الدجاج .. فالدجاج هو أكثر الطيور صياحاً وبربرة وقرقرة .. وأما الصقور الجوارح فهي أقلها نطقاً وهي أصلبها مخلباً.
وياأيها المهرجون أمام مسرح الذبح في العراق، وفلسطين، ومناطق أخرى في عالمنا المنكوب .. أعلموا انه عندما تدوي بنادق الصيادين في التلال والأودية، فإن الأغربة يكثر نعيقها، وأما الذئاب فإنها تعرف كيف تحمي أوجارها، وما أكثر صيادي هذه الأمة اليوم، الذين يصطادون ثرواتها وخيراتها، وأرضها وأمنها وإنسانها، وما أكثر كلاب الصيد من بني جلدتها التي تلغ في دمائها .. ولقد قيل: عندما تترقب قدوم الصّياد فإنك ترى كلابه أولاً .. !!
عبدالله الناصر(/)
ما معنى فقه الواقع؟
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 08:40]ـ
السؤال:
هذا سؤال ربما ورد كثيرا يبدو أن الحاجة إلى الجواب عنه ملحة يقول: ما معنى فقه الواقع؟ ونرجوا أن تعرّج على تعريف بعض العلوم التي يستدل بها أصحابها على أهل الدليل من الكتاب والسنة.
الجواب:
نكتفي بالفقرة الأولى وهي قوله (ما معنى فقه الواقع؟)
أولا: التركيبة (فقه الواقع) مركبة من كلمتين (فقه) و (الواقع)، وكل كلمة من هاتين الكلمتين كانت مستعملة عند السلف الصالح رضي الله عنهم، فكانوا يستعملون كلمة (فقه)، وكانوا يستعملون كلمة (الواقع)، ومع ذلك فهم لم يجعلوا الواقع عندهم هو الواقع المراد عند هذه الإضافة.
والواقع: هو ما يقع من الأحداث والأمور في الناس.
السلف لم يركبوا هذا التركيب مع وجود الكلمتين عندهم، فلم يضيفوا (الفقه) إلى (الواقع)، فلم يقولوا (فقه واقع).
قالوا: فقه الكتاب، فقه السنة، ونحو ذلك، الفقه الأكبر؛ يعني العقيدة، أما فقه الواقع فلم يرد عندهم.
فكان بهذا مع عدم تسمية معرفة الواقع بفقه الواقع، مع أن العلماء أعرضوا عنه أربعة عشر قرنا، كان هذا دليلا على أن هذه التسمية محدثة «وكل محدثة بدعة»؛ لأنها متصلة بالشريعة، ولا يخفى على كل واحد منكم أن فقه الواقع عند من يسميه بذلك له مساس بالأحكام الشرعية.
فتبين من هذا أن تركيبة الكلمتين لم ترد عند السلف مع وجود كل واحدة من الكلمتين عندهم.
ما الذي كان عند السلف؟ وما الذي كان عند أهل العلم؟
كان عندهم أن المفتي والحاكم لا يفتي ولا يحكم في المسائل الشرعية إلا بعد أن يعرف واقعَ المسألة المسؤول عنها، فإذا سُئل عن شيء لا يجوز له أن يفتي أو يحكم بدون أن يتصورها، ولهذا جاء في بعض مسائل كتاب التوحيد أن إمام الدعوة رحمه الله تعالى قال: وفيها فهم الصحابة للواقع. يعني بذلك فهمه لواقع الناس وما يسألون عنه، لا يُسأل عن مسألة وهو لا يعرف ما يريد الناس بها، يُستغفل! لا، لكن إذا سئل يعرف هذه المسألة تصورا، فإذا كانت المسألة مثلا في الفقه يعرف صورتها الفقهية، هذا معلوم عند أهل العلم، بل قالوا: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
والواقع قسمان:
• واقع له أثر في الأحكام الشرعية.
• وواقع لا أثر له في الأحكام الشرعية.
فليس كل ما يقع بين الناس، وما يجعله الله جل وعلا في أرضه، ليس كل ذلك مؤثرا في الأحكام الشرعية، أو تبنى عليه الأحكام الشرعية.
القسم الأول: الواقع الذي تبنى عليه الأحكام الشرعية وفهم المسألة وصورتها وما تتنزل عليه.
الثاني: ما يتصل بالمسألة مما ليس له أثر في الحكم الشرعي، هذا واقع لا أثر له.
مثلا القاضي يأتيه خصمان يتخاصمان في مسألة، يقول الأول كلاما في ربع ساعة طويل، ويأتي الثاني يقول كلاما في ربع ساعة أيضا طويل، القاضي كل هذا الذي ذكره الخصمان واقع وقع، لكن القاضي لا يقيد منه في سجلِّه -يعني سيبني عليه الحكم- إلا ثلاث كلمات أو أربع؛ لأنها هي المؤثرة في الحكم الشرعي.
كذلك المستفتي تأتي تستفتي أحد العلماء، وتقصّ عليه قصة طويلة، ويجيبك بمسألتين، ثلاث، تقول: لا، شيخ كان كذا وكذا. يقول: ولو كان هذا ما له أثر. وهو واقع صحيح عندك أنه واقع، ربما يكون مؤثرا لكنه عند العالم ليس مؤثرا في الحكم الشرعي.
فإذن ليس كل ما وقع في الناس، أو ما يقع في الدنيا مؤثرا في الأحكام الشرعية، وعليه فإنما يجب على العلماء أن يعرفوا الواقع الذي تنبني عليه الأحكام الشرعية.
الآن هذه الكلمة (فقه الواقع) يُعنى بها معرفة أحوال الناس والمسلمين والأعداء، وما يعدّون له، وما يخططون ونحو ذلك من علوم كثيرة، وهذا لاشك أنه كعلم –مع اعتراض على التسمية- كعلم مطلوب، أن يعرف في الأمة طائفة هذه الأمور، وهذا من أجناس فروض الكفايات كالعلوم المختلفة: علم السياسة، وعلم الفيزياء، والكيمياء، والجبر، والهندسة، ونحو ذلك، هذا من جنس العلوم تلك، فمعرفتها لا بد أن تكون في الأمة، لكن تلك معرفة وليس بفقه، معرفة لأن الفقه هو فهم الأمور، الفقه هو الفهم ?مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ? [هود:91]، يعني ما نفهم كثيرا مما تقول، ولا يدعي من يتابع أحوال العالم من طلبة العلم المعتنين بذلك ونحو ذلك، لا يدعون أنهم يفهمون ما سيجري من الأحداث، ولهذا التسمية بفقه واقعا أيضا ليست بصحيحة؛ لأن حقيقة ما
(يُتْبَعُ)
(/)
يرومون هو معرفة ما يقال وما يكتب، وهذا أقل من الفقه بكثير.
هنا هذه الأشياء قلنا لابد أن يكون في الأمة من يعرف، فهي من جنس العلوم الكفائية، وقد نبّه على ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني حين عرض لهذه المسألة.
إذا تقرر هذا فإنه باتفاق أهل العلم: العلوم الكفائية لا يخاطب بها عامة الناس؛ لأنها ليست مُصلحة لدينهم، بل إنها تشغلهم عما هو أولى لهم، أرأيت لو أن محاضرا أتى عندنا اليوم ففسحنا له الدرس، وقلنا حدث الإخوة في نظرية أينشتاين النسبية، كونه يوجد في الأمة من يعلم ذلك في تخصص الفيزياء لا بأس، لكن هل تحدَّثون بذلك، هذا لا شك أنه من الكفائيات التي لا تناسبكم، وإذا عرفتموها عرفتم علما.
هل يصدق هذا على واقع الناس وعلى مخططات الأعداء أم لا؟
ذكر مخططات الأعداء يفيد الشباب، وذكر أحوال المسلمين يفيد الشباب من جهة، ويضرهم من جهات أخر:
يفيدهم من جهة أنه يحيي في نفوسهم الارتباط بالإسلام، ويحيي في نفوسهم بغض الكفرة والمشركين، ويحيي في نفوسهم أخذ الحذر من الأعداء ونحو ذلك، وهذه مصلحة مطلوبة.
ومن جهات أخر يقود الشباب إلى أن يُربوا على غير التربية السلفية التي نبْعها ومصدرها القرآن والسنة، وبالتجربة وجدنا أنّ من انشغل بتلك الأمور انشغل أشهرا بل ربما سنوات، وإذا سألته اليوم ماذا حصّلت؟ يقول لم أحصل شيء.
وأحد ممن أثق بهم ممن يعتنون بهذا الأمر يقول: تتبعت جميع المجلات، وتتبعت جميع الجرائد لأخرج بفهم لما سيجري في المستقبل من أنواع السياسات والمخططات المستقبلية، قال: فوجدت كل ما قرأت لا يعطي صورة عن المستقبل.
وقد سئل بعض الوزراء البريطانيين عن السياسة: ما تعريفها؟ قال: أصح تعاريفِها أن السياسة هي الكذب.
وهذا ينبني عليه فهمنا إلى أن الانشغال بهذه الأمور لن تحصّل من ورائها طائلا، بل إنه يصدك عمّا يجب أن تربي نفسك عليه وما تربي أحبابك عليه.
إذا نظرت وتأملت في هذا الكلام، وجدت أنه يمثل الواقع، الناس يعطون -الشباب والمسلمون بعامة- يعطون ما ينفعهم في هذا الأمر، لكنه مع أصوله الشرعية؛ يعني عِداء اليهود والنصارى لنا تقرأ فيه الآيات؛ آيات الولاء والبراء، وما فعله أولئك في أعظم أمر وهو أنهم أشركوا بالله جل وعلا وسبوا الله جل وعلا أعظم مسبّة، وهذا كاف في أن يجعل المؤمن الموحد مبغضا لهم كارها لهم.
معرفة الأحوال وما يجري بين الناس لا يُنقص من جهله، لا ينقص من جهله؛ بمعنى الأحوال الدنيوية، ألم ترَ إلى قصة سليمان عليه السلام حيث كان بجواره دولة ومملكة سبأ، وملكتها بلقيس، وكان عندها من الدنيا ما عندها، وبجواره، ولها من القوة ما لها، ومع ذلك لم يعلم شيئا عنها، ولم يُطلَع من الله جل وعلا على شيء من أخبارها، إذْ أن ذلك ليس له أثر في تبليغ رسالات الله، وإنما بلغه الهدهد بأمر يتعلق بالعقيدة، فقال الهدهد ?أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ? [النمل:22]، هذا النبأ الذي اعتنى به الهدهد قال ?وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ? [النمل:22 - 23] هذا كالمقدمة، ?وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ? [النمل:23] ...
وصلى الله وبارك على نبينا محمد.
لفضيلة الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى
(مختارة من: شرح مسائل الجاهلية, إعداد/ الأخ سالم الجزائري)
ـ[أبوحبيبة المصرى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 10:13]ـ
جزاك الله خيرًا، وكان يحسن أن تنقل لنا كلام الشيخ صالح كاملا لتتم الفائدة
بارك الله فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:09]ـ
جزاك الله خيرا
جيد ان الشيخ أقر بفقه الواقع فى الجملة الا ان كلامه مجمل يحتاج لتفصيل كثير
وغالب ظنى انك ستجد فى احدى التقريرين الاسترايجيين فى موقع مجلة البيان وانظر فى الفهرس ستجد كتابات عن فقه الواقع فاقراها
وللشيخ خباب الحمد مقال عن فقه الواقع فيما اظن السياسى
وللأسف كبار من مشايخ السفية فى هذا العصر لايقرون من يفقه واقعه ويكتفون بالعلم الشرعى ولاشك ان هذا ضلال مبين بل وبدعة عظيمة وأمر يخالف بدائه العقول السوية كما سأنقل لكم تقرير ذلك من كتب اهل العلم فيما تيسر لى الان
وسأفصل فيما اجمله معالى الشيخ صالح
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:19]ـ
إذا تقرر هذا فإنه باتفاق أهل العلم: العلوم الكفائية لا يخاطب بها عامة الناس؛ لأنها ليست مُصلحة لدينهم، بل إنها تشغلهم عما هو أولى لهم، أرأيت لو أن محاضرا أتى عندنا اليوم ففسحنا له الدرس، وقلنا حدث الإخوة في نظرية أينشتاين النسبية، كونه يوجد في الأمة من يعلم ذلك في تخصص الفيزياء لا بأس، لكن هل تحدَّثون بذلك، هذا لا شك أنه من الكفائيات التي لا تناسبكم، وإذا عرفتموها عرفتم علما.
تفصيل وبيان هذا الكلام كالأتى
علم اللغة والنحو مثلا فرض كفائى فى هذا العلم جزئيات لايلزم أن يُخاطب بها الناس لكن اذا أثار اهل الضلال شبهات فى تلك الجزئيا فيجب على اهل العلم بيان الصواب فيها للناس كشبهة تمصير اللغة وكذلك كل فروض الكفاية بل والمباحات اذا أثار حولها اهل الضلال شُبهات لاتتفق فضلا عن ان تناقض الاسلام فيجب على اهل العلم الصدع بالحق فيها ولا يستطيعون الصدع بالحق الا بالعلم الصحيح بالحق وبعلم واقع وضلال فكر اهل الانجراف الذى ساقهم الى القاء تلك الشبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:26]ـ
انشغل بتلك الأمور انشغل أشهرا بل ربما سنوات، وإذا سألته اليوم ماذا حصّلت؟ يقول لم أحصل شيء.
وأحد ممن أثق بهم ممن يعتنون بهذا الأمر يقول: تتبعت جميع المجلات، وتتبعت جميع الجرائد لأخرج بفهم لما سيجري في المستقبل من أنواع السياسات والمخططات المستقبلية، قال: فوجدت كل ما قرأت لا يعطي صورة عن المستقبل.
هو ابتداء اقول ان الله قد جعل لكل شئ قدرا
والشيخ ياسر برهامى لما تلكلم عن الجملة المنسوبة للشيخ الالبانى وهى من السياسة ترك الانشغال بالسياسة فالشيخ ياسر وجهها باعطاء الفقه السياسى اكثر من وقته كما فى الاثر عن ابو بكر الصديق فى قوله تعالى _ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} الحشر19 قول ان اناسا جعلوا اجالهم لغيرهم فنهاكم الله ان تكونوا مثلهم أما أن تضع وقت مناسب لهذا الفقه فما فيه شئ
أما كونه لايعطى صورة عن المستقبل فأقول ان لكل فن او علم طبيعته يعنى مثلا الاحكام الشرعية لاتُبنى على الظن لكن علم السياسة كما قال الشيخ ابراهيم العسعس أحسن أحواله هى غلبة الظن هذه طبيعته وكما قلت نستطيع أن نأخذ منه مالايضر بوقتنا على حسب طبيعة هذا العلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:33]ـ
وقد سئل بعض الوزراء البريطانيين عن السياسة: ما تعريفها؟ قال: أصح تعاريفِها أن السياسة هي الكذب.
وهذا مقطوع به هذه سياسة القوم لكنك رأيت ان علمائنا السابقين انشغلوا بعلوم تافهة ليردوا على اهلها كبن تيمية تبحر فى الفلسفة ليرد عليهم وتبحر فى دين الشيعة ليرد عليهم ولما عابه الامام السبكى بن تيمية فى أبيات شعرية معناها انك يابن تيمية تنشغل بالرد على الشيعة وتكتب كتاب ضخم فى مجلدات مع ان عقائدهم تافهة ولاتخيل ولايصدقها عاقل فكان الاولى بك الانشغال بالعلم النافع واستباط الدرر من الكتاب والسنة -- فرد العلماء على السبكى وخطأوة لأنه ان كانت عقائدهم تافهة لكنها تدخل على من لايعلم
ومن جهة اخرى فنحن نريد ان نبين للناس حقيقة القوم ليعلم الناس انهم مُستغفلون و وانه يُراد بهم الارادات ومن اوضح ما حدث احداث غزة الاخيرة وكيف ان تصريحات قيادات النظام كذبت بعضها بعضا وقد كتب فى ذلك الاستاذ جمال سلطان بعزو مصادر التصريحات وبيان كذبهم وكما قال عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر لست بالخب ولاالخب يخدعنى ومن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:46]ـ
وهذا ينبني عليه فهمنا إلى أن الانشغال بهذه الأمور لن تحصّل من ورائها طائلا، بل إنه يصدك عمّا يجب أن تربي نفسك عليه وما تربي أحبابك عليه.
إذا نظرت وتأملت في هذا الكلام، وجدت أنه يمثل الواقع، الناس يعطون -الشباب والمسلمون بعامة- يعطون ما ينفعهم في هذا الأمر، لكنه مع أصوله الشرعية؛ يعني عِداء اليهود والنصارى لنا تقرأ فيه الآيات؛ آيات الولاء والبراء، وما فعله أولئك في أعظم أمر وهو أنهم أشركوا بالله جل وعلا وسبوا الله جل وعلا أعظم مسبّة، وهذا كاف في أن يجعل المؤمن الموحد مبغضا لهم كارها لهم.
طبعا لن يحصل من ورائها طائل لكن اذا أخذت وقت اكثر مما تستحق أما اذا اخذت وقتها لااكثر فتكون مطلوبة
أما كون اعطائهم ماينفعهم من القرءان والسنة فهما الاصل طبعا وحولهما ندور الا أن فى بعض الاوقات لابد فيه من التفصيل ولاينفع الاجمال وكتب السلف شاهدة بأنه لما ظهرت البدع اضُطروا الى التفصيل والتفصيل الممل كما هو معروف - وانت اذا اجملت فى موضع يحتاج لتفصيل فان هذا الاجمال لايُسمن ولايغنى من جوع
ثم ان العلم بالواقع يصقل فهم النصوص انظر مثلا موقف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين عقد للنجاشي موازنة بين موقفهم في الجاهلية وما دعاهم إليه الإسلام فماذا قال؟ قال:
" أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ....... " انظر كيف ذكر الاشياء وضدها فذكر الاول الواقع الجاهلى ثم ذكر ضده من الشرع ولذلك يقول العثيمين فى قوله تعالى {مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} آل عمران4 ان الفرقان هنا هو الفروق التى تشتملها الكتب الثلاثة فكلما كان الانسان أعلم بالفروق كان أعلم وأقرب الى الهدى انتهى وقال بن القيم ان الفرق أصل الهدى وانا اسألك كيف كان النبى (ص) يسفه احلام القوم؟ الا اذا كان عالما اصلا بأحلامهم وتفاصيلها كما سياتى ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 11:57]ـ
وانظر مثلا لأحد مشايخ السلفية فى هذا العصر المشهود لهم حتى من الاعداء بانتشار دعوتهم وتمددها
وهو الشيخ ياسر برهامى سأذكر لكم فقط كلامه من ثلاثه او اربعة دروس بالمعنى واجمالا اذ ليس عندى وقت للتفصيل
لما تكلم الشيخ فى تفسير ايات من سورة النساء من تفسير بن كثير تطرق الشيخ الى الدستور فى تونس وانه لايبيح للرجل الطلاق الا باذن من القاضى فقال اذا طلقها فيجب على المراة ان تمتنع منه فقيل للشيخ وكيف تتزوج مرة اخرى وهى رسميا فى ذمته فستكون زانية فر د الشيخ وقال وايه يعنى أن تكون زانية فهم فى تونس لايجرمون زنى المراة
وكذلك وهو يشرح كتاب القضاء من شرح السنة ذكر ان وضع الانتخابات التى سنته امريكا يناقض الاسلام لنه يقوم على طلب المرشح الترشيح ولايجوز لأحد طلب الامارة
وكذلك فىشرحه لكتاب اللواط ذكر ان حفلات زواج الشذوذ الان اذا سميت زواج فهذا كفر مخرج من الملة لنه استحلال للحرام وهى ليس كفعل الحرام
وانظر تعليق الشيخ على حطاب اوباما وكذلك انظر تعليق الشيخ المقدم على خطاب اوباما بل ان الشيخ المقدم ذكر قول شباب امريكا نقلا من منتدياتهم وان منهم من يقول ان اوباما هو الله ومن من يقول عنه رسول الله
فلابد يا اخى ان تكون الدعوة ايجابية كما قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فى قوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} الحجر94 ان الدعوة لابد وأن تحدث صدع دوشة لكى يلتفت لها الناس
كل هذا الكلام فى السابق فى الاحوال كلها فكيف يا أخى بعصر الانترنت ويستطيع كل فقير اليوم ادخال وصلة نت وأن لاممنوع الان فالرقابة أصبحت معدومة على الانترنت وكل شئ يُعرف فان لم يقوم الاسلاميون والعلماء بتبيين موقف الاسلام ورؤيته من الاحداث فسيتركون فراغل وسيملؤه المحللون المنحرفون من اعداء الاسلام او ممن لايتخذون من الاسلام منهج حياة ويزنون الامور والاحداث بميزان وضعى وضعه الناس
وكل التحليلات الان لكل الاحداث موجودة على الانترنت والفضائيات خاصة الانترنت
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:02]ـ
معرفة الأحوال وما يجري بين الناس لا يُنقص من جهله، لا ينقص من جهله؛ بمعنى الأحوال الدنيوية، ألم ترَ إلى قصة سليمان عليه السلام حيث كان بجواره دولة ومملكة سبأ، وملكتها بلقيس، وكان عندها من الدنيا ما عندها، وبجواره، ولها من القوة ما لها، ومع ذلك لم يعلم شيئا عنها، ولم يُطلَع من الله جل وعلا على شيء من أخبارها، إذْ أن ذلك ليس له أثر في تبليغ رسالات الله، وإنما بلغه الهدهد بأمر يتعلق بالعقيدة، فقال الهدهد ?أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ? [النمل:22]، هذا النبأ الذي اعتنى به الهدهد قال ?وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ? [النمل:22 - 23] هذا كالمقدمة، ?وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ? [النمل:23] ...
تم تفصيل هذا الكلام سابقا الان انه لى تفصيل أخر
وهو ان النبى (ص) كان يعلم اغلب احوال العالم وكيف أنه أمر الصحابة بأن يذهبوا الى الحبشة لأن فيها ملك لايُظلم عنده أحد فقد ذكر العلماء من هذا الحدث دُرر وارجعوا للكلام فيه من كتاب السيرة لعلى الصلابى
فقد تكلموا عن سبب اعراض النبى (ص) عن البلاد ثم تكلموا عن سبب اختياره (ص) الحبشة وانه ما اختار الحبشة الا لعلمه بحاله ولعلمه بحال غيرها من البلاد مما جعله (ص) يقرر بأنها الافضل من غيرها من ا لبلاد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:04]ـ
ووالله يا اخوة ان هذا التفصيل الذى ذكرته لكم معلوم ببدائه العقول
قال لى احد الاخوة حديثى العهد بتقوى شاكيا من حال عالم فى بلدته أن الحدث يكون فى مصر سخن وعلى ساق وقدم والشيخ هنا لايتكلم عنه ويتكلم فى العلم الشرعى وكأن ما بيحدث شئ وانا لا أحب ذلك
انظروا وهو مازال جاهلا لايعلم شئ عن الخلاف الداائر بين السلفيين فى موضوع معرفى الواقع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
واليكم كلام لبعض علمائنا عن نتيجة الجهل بفقه الواقع
الشيخ المقدم قال فى مطبوعات المدرسة السلفية عام 1397هجرية 1977م بضرورة تخصص طائفة لدراسة ما يكسبهم الخبرة الكافية فى سبعة اشياء عدها ومنها واقع التيارات الفكرية المناوئة الخ
وقد بين العلامة الربانى ابو الحسن الندوى مساوئ تلك الجماعة التى تدعو الى العزلة عن المجتمع مقضاياه ففى كتابه ترشيد الصحوة الاسلامية قال فى مواضع وأنقل لكم قوله فى موضع واحد فقط لصعوبة رجوعى للكتاب الان
لا بد من التوسع في الدراسة الدينية، وتغذية الشباب المثقف بالغذاء الفكري الصالح القوي الدسم
:
والمعيارالثاني أن تتصف هذه الصحوة بشيء من التوسع والتعمق في الدراسة الدينية، وفي فهم الكتاب والسنة
.
ويُعنى بالشباب المثقف
(الذين يزداد عددهم في هذه الصحوات) عناية خاصة، فيغذوا بالغذاء الفكري الصالح القوي الدسم الذي ينور عقولهم، ويعيد فيهم الثقة بصلاحية الإسلام للقيادة وحل مشاكل الحياة، ويجب أن يُحَثوا على الارتباط القوي العميق الإيماني والعملي بالقرآن الكريم ودراسة السيرة النبوية وتاريخ الإسلام الأول وتاريخ الإصلاح والتجديد وقادتهما، الذي يشعل مواهبهم، وينير لهم السبل لتوجيه طاقاتهم توجيهاً قيادياً سليماً، والاعتماد على نجاحه وإثماره إذا كان عن صدق وإخلاص وإنابة إلى الله.
ويُعنى كذلك بسلوكهم الفردي والاجتماعي والعائلي وأخلاقهم الفردية والجماعية، فإن ذلك من صفات الدعاة إلى الله والعاملين في مجال الدعوة والإصلاح الاجتماعي، وقد وقع في ذلك انحطاط ملحوظ في المجتمع الإسلامي بصفة عامة، وكان للعاملين في مجال الدعوة نصيب قليل أو كثير منه، كان له رد فعل وانعكاسات سلبية في المحيط ودليل للناقدين والمعارضين
.
*
يقترن بالصحوةِ الوعيُ المدني وفهم القضايا المعاصرة والحركات والتيارات العاملة النشيطة:
ويرافق الصحوة ويقترن بها الوعيُ المدني وفهم القضايا المعاصرة والحركات والتيارات العاملة النشيطة، وموقفها من الإسلام، وأثرها في الحياة، وخطرها على مستقبل هذا الدين والجيل الإسلامي، والاطلاع على أهداف القيادات التي تريد أن تسيطر على هذه البلاد والبيئات، وتتسلم زمام توجيه المجتمع وفق عقائدها وقيمها ومثلها، وسبك الحياة سبكاً جديداً، فإن التغاضي عن هذه القوات والطاقات، والحركات والقيادات، وانطواء الجماعات الإسلامية على نفسها، معتمدة على تمسكها بالدين والدعوة إليه، والاشتغال بأداء الفرائض والواجبات الدينية، وحياة الطهر والعفاف والعبادات والطاعات، يحول بعد مدة من الزمن بينها وبين حرية العمل بالدين، وتطبيق أحكام الشريعة، ويضيق الخناق حولها، حتى ينطبق عليهم قول الله
-تعالى-: ((حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم)) [].
ويعيشون في المستقبل تحت رحمة هؤلاء المارقين من الدين أو المحاربين له، والتقنين غير الإسلامي، والتدخل في الشريعة الإسلامية، وقانون الأحوال الشخصية الخاص بالمسلمين، وتحت مبدأ المجتمع الغربي المسيحي الذي يقول
:"إن الدين قضية شخصية وقضية بين الفرد والخالق، لا شأن له بالحياة والتشريع والسياسة".
*
نتائج التغاضي عن الحقائق وواقع الحياة، والانطواء على النفس والذوق الخاص:
ومعذرة إلى لفيف من الإخوان الذين يرون أن لا داعي إلى الوعي، ولا داعي إلى التطبيق بين الصحوة الإسلامية وبين واقع الحياة وقضاياها الشاغلة للعقول والمؤثرة في تشكيل المجتمع ونظام التربية ومنهج التفكير، وقد نشأ في بعض البلاد الإسلامية رجال متحمسون قد أهملوا هذا الجانب، وقالوا لا داعي إلى العناية بالقضايا المحيطة بنا، الشاغلة للعقول والنفوس، وإلى النظر إلى المجتمع، هل يتجه إلى الفساد، ويتجه إلى الانحراف والتحرر والتفسخ، أو يتجه إلى الصلاح والرشاد؟، ما دمنا نحن نصلي ونصوم، فالحمد لله على ما أنعم به علينا من نعمة الإسلام والعمل بأحكامه؛ فليس هذا بالفهم الصحيح للإسلام، فلا بد من تنمية الوعي الصحيح وتربيته، والفهم للحقائق والقضايا، والتمييز بين الصديق والعدو، وعدم الانخداع بالشعارات والمظاهر، حتى لا تتكرر مآسي وقوع هذه الشعوب فريسة للهتافات الجاهلية والنعرات القومية، أو العصبيات اللغوية والسلالية والإقليمية، ولعبة القيادات الداهية والمؤامرات الأجنبية، فتذهب ضحية سذاجتها وضعفها في الوعي الديني والعقل الإيماني، وتذهب جهود تكوين الجو الإسلامي ومحاولات تطبيق الشريعة والنظام الإسلامي سدى، أو تتعرض لخطر تطبيق النظام العلماني والتحرر و
"التقدمية" الغربية، المقبولة في العصر الحاضر والمطلوبة من الجماهير التي لم تتلق تربية إسلامية، ونشأت في ظلال نظام التربية الغربي، الذي طبقه الحكم الأجنبي الطويل (الذي يسمى "الاستعمار") وتحت تأثير وسائل الإبلاغ المسلية الماجنة [].
ـ[المشايخي مصطفى جميل]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 10:20]ـ
اني لأقف موقف الحامد للمولى تبارك وتعالى على ان رزق هذه الامة المرحومة هذه العقول النيرة التي تثري فكرها المبارك بكل هذا العطاء الثرّ،فيا الف شكر وشكر لهذا المنتدى بادارته الموفقه واعضائه المميزين.اسأله جلّ وعلا ان يوفق الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 02:03]ـ
وللأسف كبار من مشايخ السفية فى هذا العصر لايقرون من يفقه واقعه ويكتفون بالعلم الشرعى ولاشك ان هذا ضلال مبين بل وبدعة عظيمة وأمر يخالف بدائه العقول السوية
جزاك الله خيرا أخانا السني عبدالله السني على نقل كلام نفيس للشيخ صالح حفظه الله.
لم تكن بداية موفقة أخ خالد المرسي أن تبدأ بهذا الكلام الخطير في غمز علمائنا السلفيين حقاً وصدقاً.
هل صار فقه الواقع بالمعنى الحادث التي ينادي به بعض المنتسبين للسلفية وينادي به كثير من الحركيين الذين لم ينشأوا الا على كتب سيد قطب غفر الله له وأضرابه من دعاة التكفير! هو التوحيد الذي دعته إليه الرسل عليهم السلام وتاركه هو الذي (وقع في الضلال المبين وخالف بدائه العقول السوية).
هذه البداية جعلتني أتردد في مناقشة باقي كلامك لأن المكتوب مبين من عنوانه كما تقولون في مصر.
غفر الله لك ولمشايخك إن كانوا يوافقونك على تقريراتك.(/)
معاوية رضي الله عنه يعلمنا درسا في العدل عند النقد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 10:41]ـ
عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه فقال يا مسور ما فعل طحنك في الأئمة؟ فقال المسور: دعنا من هذا واحسن فيما قدمنا له. فقال معاوية: لا والله لتكلمني بذات نفسك، والذي تعيب علي: قال المسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية: لا بريء من الذنب، فهل تعد يا مسور مالي في الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها؟ أم تعد الذنوب وتترك الحسنات قال المسور: والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب. قال معاوية فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك أن لم يغفرها الله؟ قال مسور: نعم قال معاوية: فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني؟ فوالله لما إلى من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أُخير بين أمرين وبين الله وغيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه، وأنا على دين يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن الله يعفو عمن يشاء فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها من عمل لله في إقامة صلوات المسلمين والجهاد في سبيل الله عز وجل والحكم بما انزل الله تعالى، والأمور التي ليست تحصيها وإن عددتها لك. قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر. قال عروة: فلم يُسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.
رضي الله عن صحابة رسول الله (ص)
فلا تجد مسألة مشكلة، إلا وتجد في هديهم وطريقتهم قدوة لمن وفقه الله للاقتداء بهم
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)
ـ[وحي]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 11:10]ـ
.
رضي الله عن معاوية .. وعن الصحابة والآل الكرام ..
.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:24]ـ
أخي الكريم
أين وجدت هذه القصة؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 08:59]ـ
رجاله ثقات، وهو في " المصنف " (20717) بنحوه من طريق معمر، عن الزهري.
وانظر سير أعلام النبلاء 3/ 151
وانظر تاريخ دمشق في ترجمة المسور، في الشاملة
وتاريخ بغداد في ترجمة معاوية رضي الله عنه، في الشاملة
وتاريخ الإسلام - حرف الميم - ترجمة المسور، في الشاملة
نفعنا الله بتوجيهه(/)
عمق التاريخ
ـ[الشارة]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
حينما نقف على قصاصة (جريدة قناة ... ) وفيها علم (شيخ مفكر دكتور ... ) فأن التاريخ سيحولها إلى مسار يتبنى فيها منهج ليسير عليها المعجبون حينها يجب أن نفكر بالعمق الذي سيصل إليه التاريخ بكل ما أوتي من قوة في الوسيلة
ورجال درسنا الماضي فنبئنا من أخبارهم فهاهي الصحافة تخر ج لتفتي في أحد زواياها ويخرج من يجرحك في الزاوية الأخر أو ينقض ماتقول هل هي صدفه أم خدعه أم ترويج للبضاعة المزجاة
لاشك أن الكل خطر بباله الكثير من هذه المواقف
بل أن المواقف تصنع فلا يجتمع فكرين لطرح قضية مختلف فيها أو متفق إلا من أجل صناعة توافق بشكل أو آخر فيخرجون الصورة ويجعل الحكم للعامة وتختلف التحليلات بين المعجبون وغيرهم وتكثر استعمالات الأدلة
في غير محلها ويطغ التسامح عند المعجبون ويتيه غيرهم في تمييع الدين فلا تصارح العلمين حتى يكون نهل المعجب صا فياً من كدر الآخر لا تخلوا هذه المواقف من بعض المجاملات ليحضى بلقاء آخر وتروج بضاعته
ويكثر الجمهور ونأسف أن يكون الخروج بمقابل مادي لا شك أن الحصيلة ستكون أكبر من نتيجة قنبلة نوويه
أن التاريخ يسطر هذه المواقف بكل دقه ويأخذ العدو نصيبه منها ويأمن على ذخيرته من النفاد ويستعمل ويحلل
ويخرج لنا على ضوئها ما لا تحمد عقباه
أن تغير العلماء تغير للمجتمع فلا تستغرب من كثرت الجمهور مع ضحالة الفكر لأن الصانع كان حاذقا فهو
الإعلام وكأن الخروج في الإعلام لمجرد التسلية فلا تستغرب من الغرب أن يخرج لك شيخاً مع أمراءة وهذا لا
يخيف العامه
المهم لماذا لا نستقل بإعلامنا فيكون هذا البلد مثلاً في إعلامه من صحافة وتلفزه ومجلات ويكون أهل الخير والصلاح أعلى الهرم فلا يخرج علماني ولا لبرالي ولا ......
وبالله التوفيق
الموضوع مفتوح للجميع
ـ[أبو حماد]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 01:31]ـ
الموضوع ناضج، والفكرة عميقة بعمق العنوان، وهي تستحق التأمل والنظر، غير أنه كدّر حسنها وجود الأخطاء الطباعية والإملائية، فهل كان سببه العجلة؟، ليتك أيها الحبيب تعيد إصلاح ما ندَّ منك من الأخطاء الطباعية، حتى يغدو في أبهى حلله وأوفى معانيه.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المهم لماذا لا نستقل بإعلامنا فيكون هذا البلد مثلاً في إعلامه من صحافة وتلفزه ومجلات ويكون أهل الخير والصلاح أعلى الهرم فلا يخرج علماني ولا لبرالي ولا ......
وبالله التوفيق
الموضوع مفتوح للجميع
لماذا لا يكون لنا إعلامنا الخاص من جلائد يومية واسبوعية وملحاقات يشرف عليها أهل اخير والصلاح , أليس ذلك خير من التباكي على دكتاتورية اللبراليين المسيطرين على إعلام بلادنا.(/)
نريد رداً على هذا المقال (الملامح السبعة للسلفية المعاصرة)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نرد على هذا المقال؟ بارك الله فيكم
تعكس أزمة منهجية لديها
الملامح السبعة للسلفية المعاصرة
لقد جاء الفكر الإسلامي الأول منفتحا متكاملا، وعُني أشد العناية في انطلاقاته الإبداعية بمقاصد الشريعة الإسلامية، وقواعد أصول الفقه، ولم يقف عند النظريات، بل اشتمل على ميادين التطبيقات العملية في الاجتماع الإنساني، وضرب لهذه التطبيقات العديد من الأمثال، الأمر الذي قدم نموذجا رائعا لفقه التفكير، وفقه الواقع.
وكانت نهضة الأمة الأولى نتاجا طبيعيا للعقول السليمة والأفكار المستقيمة، فإنه يستحيل على العقول المغيَّبة الجامدة أن تقوم بنهضة، أو ترقق سلوكا، أو تمارس إصلاحا.
إن الفكر الإسلامي الصحيح الذي صنعه أسلافنا له مجالات رحبة في النشاط والتوجيه، وله تدخلات حاسمة في ضبط خُطا الإنسان ودفعه في شتى ميادين الحياة. إنه فكر لا يكتفي بتعليم عقائد الإيمان وشعائر الدين، بل يتعدى ذلك إلى دوائر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. إنه بأطره الصحيحة يمكن أن يصنع حضارة تنمو مواهبها من وحي الصبغة الدينية، وتقدر على أداء رسالتها من صميم الهُوية الإسلامية، حيث تنوعت الثقافات معه بتنوع الحضارات؛ لأن أسلافنا العظام عاشوا الإسلام الواحد في أزياء متعددة.
من السلفية الأولى إلى السلفية المعاصرة
هكذا عاش أسلافنا القرون الثلاثة الأولى، فإذا يممنا وجوهنا إلى الفكر الإسلامي المعاصر، فلسوف نرى أن الجمود قد أصابه، فعدت عليه عوادي الدهر وأوهنت قواه، والعيب ليس في مرجعيتنا الفكرية، إنما العيب في طريقة الفهم والتلقي والتطبيقات التربوية.
إن الحركات الإسلامية المعاصرة تُعدّ من الفصائل المؤثرة في المجتمع وتوجهاته، والحركة السلفية بالذات تمثل تيارا لا يُستهان به.
ومسمَّى الحركة السلفية يعني المدرسة النجدية ذات الجذور الحنبلية، التي أسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد، لكنها أمست تيارا يمتد من المحيط إلى المحيط، فصوتها تجاوز حدود موطنها الأصلي بكثير، حتى امتد إلى كل الآفاق.
فهل تلبي تلك الحركة الأشواق الفكرية اللازمة لحركة المجتمع ونهوضه؟
وهل يصح تعميمها لتكون دليل رُشد في مؤسساتنا التربوية ومعاهدنا الدراسية؟
إن أصحاب هذه الحركة يعتبرون جماعتهم الامتداد الطبيعي للفكر الإسلامي السليم، والبعض أخذ عليها نقاطا سلبية في طريقة التفكير والتطبيق على السواء، حيث يرونها تتسم بالسطحية في الطرح والجمود في التفكير، وأنها ترى الحق حكرا عليها في آرائها الفقهية المتمذهبة، وتعمل على إحياء قضايا خلافية قديمة فات أوانها وماتت مع أصحابها، مثل خطر التأويل في الفوقية والاستواء، ومن هنا يقولون إنها تفترق عن السلف الصالح في مفاصل مهمة من الفكر الصحيح وتطبيقاته السليمة.
ونحن نقول: إن للحركة السلفية أيادي بيضاء ولا شك، فقد أحيت كثيرا من السنن، واهتمت بالأسانيد، ونوهت لبعض البدع، لكنها تورطت في أخطاء كثيرة، فالسلفية الحديثة - بحسب الشيخ محمد الغزالي - تعاني من مساوئ منهجية كبيرة في خلفيتها الفكرية وبرامجها العملية، جاء تحت عنوان "السلفية التي نعرف" في كتابه "هموم داعية": "كان سلفنا أقلَّ عددا وأفقرَ مالا، ويحيا على أرض قفر، معزولة عن الحضارات الإنسانية الكبرى، فكيف نجح وساد على حين أخفقنا وتخلفنا؟ في اعتقادي أن الثقافات المسمومة التي نتناولها، والأحوال المعوجّة التي ألفناها، هي التي أزرت بنا ... لماذا تحيون الخصومات العلمية القديمة؟ كانت هذه الخصومات ودولة الإسلام ممدودة السلطة، خفيفة الضرر، إنكم اليوم تجددونها ودولة الإسلام ضعيفة، بل لا دولة له، فلِمَ تعيدونها جَذَعة وتسكبون عليها من النفط ما يزيدها ضراما؟! ".
ولا شك أن الحركة تبنت الكثير من الآراء المتشددة حول العديد من القضايا الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية، والتي تصدر عن ذهنية مولعة بالتحريم لكل شيء، ابتداءً بالديمقراطية "الكافرة" والأحزاب "الضالة"، وانتهاءً بملاعق الطعام التي كتب فيها الشيخ مقبل - أحد رموز ومؤسسي الحركة في اليمن - رسالة تحت عنوان "الصواعق في تحريم الملاعق"!.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الذهنية التحريمية وتلك الآراء الجامدة المتشددة الصادرة عن رموز الحركة، في حاجة إلى دراسات ومراجعات علمية جادة، لمعرفة منطلقاتها، وتحليل رؤاها، ونقد منهجيتها، فالانتساب إلى السلف الصالح رتبة عالية، لابد لها من دراية ورعاية.
الأسس الفكرية للحركة السلفية
إن هناك شيوعا لأنواع عديدة من الطقوس اختلطت بالفكر السلفي الحديث وتم لصقها بالإسلام، وهناك أيضا مواد مهمة انتُقصت من الإسلام الأول المتكامل فشوهت صورته.
ويمكن تلخيص المحاور التي يقوم عليها المنهج السلفي المعاصر - فكرا وتطبيقا - في:
1 - تضخُّم الاحتفال بالمندوبات، وتضاؤل الاهتمام بالوجبات وفرائض الوقت، ومن ثم حدث انقلاب مدوٍّ في فقه مراتب الأعمال، فقد انقلب سُلم الأولويات رأسا على عقب، ووقع تضخيم وتقزيم بغير حق، فقد يهتاج المرء (مثلاً) لسماع الموسيقى - رغم اختلاف حكم الفقهاء فيها - لكن ضميره لا يهتز لجرائم من نوعية شهادة الزور، وتزوير الانتخابات.
في كل من أمور الدين والدنيا، هناك أولويات أحق بالرعاية والتقديم، فهناك أولويات في العلم - إذ ليس العلم رتبةً واحدة - وهناك أولويات في الأمر بالمعروف، وأولويات في مجال النهي، وهناك أولويات في مجال الإصلاح والتقويم، والخلل في ترتيب تلك الأولويات له نتائجه المدمرة.
2 - حشو العقول بالمتون، وحفظ الشروح، واستيعاب الهوامش، والاستغراق في فقه الفروع، وهذا نتيجة طبيعية لانقلاب سُلم الأولويات، مع العلم أن هذا الاستغراق في الفروع لا يلبي حاجات الإسلام والمسلمين في العصر الحاضر، ولا يجيب على الأسئلة الكبيرة والخطيرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم. فلا سبيل إلى فقه واقع الأمة بغير إحكام أمر الأدوات اللازمة، أعني الأدمغة الكبيرة، والأجهزة والمؤسسات، مع منهج علمي في التوثيق والتحقيق، يقوم على الاستيعاب والتحليل والتأمل.
لقد انخدع الناس بتلك السلعة، لأنهم أوهموهم أنهم يشرحون لهم أصول الدين وشُعب الإيمان، والأمر لا يعدو ثانويات الفروع التي لا صلة لها بعقيدة أو نهضة. فإذا استغرقتنا تلك الثانويات والشكليات، فماذا بقي لفقه النفس، وعلم التربية، وفقه التمكين في الأرض؟.
إن شَغل الناس بغير قضاياهم الإيمانية والمصيرية، نوع من التغييب الذي يكرس خطاب التخلف، ويُعين العدو على هزيمتنا.
3 - الضغط على حرية الآخرين، مع إعطاء الذات حق الوصاية على الجميع، فالكل يجب أن "يدين" بالفقه السلفي الحديث وتطبيقاته.
وفي سبيل ذلك ربما استباح البعض عرض العلماء المخالفين وربما دماءهم، فحين أفتى الشيخ عائض القرني - وهو داعية عُرف بالدماثة والاعتدال، وركز في طرحه على الجانب التربوي النفسي - بعدم وجوب النقاب - تمشيا مع آراء أئمة الفقه الأربعة وكبار المفسرين - أهالوا عليه التراب واستباحوه، كما استباحوا من قبل الشيخ محمد الغزالي، والدكتور يوسف القرضاوي، وغيرهما، لمجرد مخالفتهم منهجهم ونقدهم أفكارهم.
يقول عائض القرني في قصيدة اعتزاله الشهيرة، واصفا هؤلاء:
إذا أجبنا على الجوال أمطرَنا بالسبِّ مَنْ كان نُغليه ويغلينا
وإن أبينا أتتنا من رسائله مثل السعير على الرمضاء تشوينا
قلنا لهم: هذه الأشياءُ حللها أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا
قالوا: خرقتَ لنا الإجماع في شُبَهٍ مِن رأيك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا!
لقد دخلت الحركة السلفية في صراعات كبيرة، والأسباب الأساسية لديناميات الصراع الهدامة تتركز حول المفاهيم الفكرية والقيم الأخلاقية لأطراف الصراع، فتميل الصراعات - بسبب التصورات الفكرية المفرطة - إلى الصعوبة والاستمرار، فهي تكون صعبة الحل طويلة البقاء؛ لأن التصورات الدينية ومعايير القيم ليس من السهل تغييرهما، بالإضافة إلى امتلاك كل خصم معايير مختلفة عن ما هو حق، فالتصورات - حسب معايير كل بيئة - تكون مستقرة تماما، كأنها الحق المطلق، ومن ثم فإن أصحابها يظنون أنهم أوصياء على الكل، ويعارضون التفاوض أو التسوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا سببه الأول "الحرمان من الغذاء الفكري الصحي المنوع" والاكتفاء بغذاء ضعيف أو فاسد، لا يحوي المواد اللازمة لنمو العقل وتجديد ملكاته، مع السطحية والتهويل، وادعاء الإجماع في أمور الفقه الخلافية، ومن ثم فقد نقلوا معارك الفقه من أرض الجزيرة العربية، إلى أوربا وأمريكا، فهناك ضمائم رهيبة ألصقوها بأركان الإسلام الخمسة، منها الزي العربي وطريقة الأكل، مع تحريم قاطع للموسيقى والتصوير وغير ذلك، وهذا يناقض "قواعد الفقه الإسلامي" التي تنص على أن "الأمر المختلَف فيه، لا يُدعَى إليه" هذا ما قاله الإمام السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر.
لقد أمسى تشديد النكير على العامة وكل المخالفين وتأثيمهم سمة بارزة في منهجهم، والمفروض أن تكون علاقة الدعاة بالمدعوين علاقة "عون ومساعدة" لا علاقة طرد وتفسيق وتأثيم.
4 - تجزيء الإسلام، وعدم إحاطته من جميع جوانبه، والخلل في ترتيب الأولويات، وتضخيم أشياء على حساب أخرى لا تقل عنها أهمية. فقد كانت مقاومة الأضرحة والمقامات، وسحق كل من يتوسل بالأولياء ودمغه بالشرك، شيئا بارزا في الفكر الوهابي، بل كانت من الأولويات، فقد ضخموا هذه الممارسات واعتبروها فيصلا بين الحق والباطل والشرك والتوحيد، وهذه الأفكار عَدتها المراجع الوهابية بمثابة أهداف قامت الحركة الوهابية من أجلها، ويظهر من هذه الأفكار مدى بعدها عن السياسة والإصلاح والنهوض بالأمة، أو تربية الناس ورعايتهم والرأفة بهم.
جاء هذا بالتزامن مع فكرة الطاعة المطلقة للإمام في الفكر السياسي السلفي، بغض النظر عن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة أو الالتزام بالقانون، مع تهميش دور الأمة في عملية الرقابة والإصلاح الاجتماعي أو المعارضة السياسية، فأصبح الإسلام في خدمة السلطان وليس العكس!!.
إن معادلة المسلمين الصعبة اليوم، تكمن في عدم قدرتهم على الارتفاع بخطابهم ودعوتهم إلى مستوى إسلامهم وعصرهم وعالميتهم، وبدلاً من أن يكونوا شهداء وحُجة للإسلام، أمسوا حجة على الإسلام البريء.
إن ربعي بن عامر لم يتخرج من جامعة؛ لكنه علمنا كيف ننشر فطرة الإسلام الصحيحة لدى الغير، فهو يحدث قائد الفرس عن مفاصل الإسلام الإيمانية والأخلاقية، يقول: "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الآخرة".
كان خطابُه سلسبيلا من فقه وحكمة الإسلام، فأقبلت الشعوب عليه وقد كانوا من قبل يجتهدون في البعد عنه، وانعقدت قلوبهم على نصرته وقد كانوا من قبل يجتهدون في الصد عنه.
لقد كانوا أذكياء وهم يقدمون الإسلام للناس على أنه فِكاك لأعناقهم من ضروب الوثنيات الدينية والسياسية والاجتماعية، فأناروا العالم بعد ظلمَة، وسوّوا بين الأمم بعد أن بذروا في الأرض أصول العدالة والمرحمة، والواجب هو كيف نتعلم منهم تلك الحكمة وذلك العمق، حتى يحق لنا الانتماء إليهم.
5 - الالتباس الحاد في المرجعية ومصادر الشريعة، فالهيام في التاريخ القديم، وتقديس التاريخ والأشخاص، أدى بالضرورة إلى اختلاط مصادر التشريع، مما أدى إلى ظهور حُجب كثيفة على القدرة العقلية، وتعطيل النظرة الشاملة والعميقة لحاجاتنا ومشكلاتنا، فالإسراف في تقدير التاريخ والأشخاص، يجعل النتائج مختلة، والفكر مُحمّلا بالمغالاة والشطط.
إن الخلط بين الوحي والأشخاص في المرجعية، لا يقول به عالم، فهو يؤدي إلى داء التجسيد، أي تجسيد المبادئ في أشخاص، والأشخاص -وإن علوا- غير معصومين؛ لأنهم بشر، يجري عليهم - في اجتهادهم وعملهم - تجربة الصواب والخطأ.
والذي يتأمل نصوص الشرع يدرك أن الخلط بين المبادئ والأشخاص من أسوأ الأدواء الفكرية والعملية، فعالم الأفكار هو عالم الرسالة، فإذا ماتت الأفكار وتضخم الأشخاص ماتت الرسالة، لذا قالوا قديما: إن العقول الصغيرة تناقش الأشخاص، والعقول المتوسطة تناقش الأشياء، والعقول الكبيرة تناقش الأفكار.
6 - الإلحاح على النسك والشعائر مع توهين أمور الدنيا والسيادة فيها، حتى بدت الدنيا كأنها تعبير عن الفتنة، فالدين ضد الدنيا، ومن يعمل للدين لا يعمل للدنيا، ومن يعمل للدنيا لا يعمل للدين!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ناحية الصحة النفسية وتفسيراتها، فإن الاستغراق في النسك والمندوبات، ونسيان المجتمع وواجبات الالتحام والنهوض به، هو تعبير عن إحدى الحيل النفسية، والتي تُدعى "التعويض" وهي حيلة دفاعية لا شعورية يلجأ إليها الإنسان حينما يبتغي سلوكا يعوض فيه شعورا بالعجز أو النقص، سواء كان جسميا أو نفسيا. والتعويض محاولة لا شعورية تهدف للارتقاء إلى المستوى الذي وضعه الإنسان لنفسه، أو الذي فُرض عليه، أو ربما لكي يعزز موقعه في المجتمع الذي يعيش فيه.
7 - تعطيل عمل العقل خوفا على الوحي، فالعقل والوحي خصمان متغالبان، نعم لا اجتهاد مع النص، لكن هناك اجتهاد في النص، ومن هنا نشأ الجمود وتكاملت حلقاته.
فإذا كان للقرآن الدور الأصيل في ثقافتنا الإسلامية، فلا بد أن يكون هو المصدر الأساس في مفاهيمنا في العقيدة والشريعة والحياة، لنرجع إليه، بحيث ننفتح عليه في كل مرحلة من مراحلنا الثقافية.
لقد جاء الوحي بتصور شامل ومتكامل للحياة البشرية بكل أبعادها ونواحيها، وهو يسعى بذلك إلى التأسيس لواقع اجتماعي إنساني ينسجم مع نظرته إلى الوجود والإنسان، ولكن الوحي لا ينظر إلى الواقع نظرة نمطية واحدة، بل يعطي تصورات ومقاصد عامة، ثم يطلب من الناس التعايش معها والبناء عليها، وبما أن الإنسان -في التصور الإسلامي - هو ذلك العاقل المكلف، فقد أمسى ذلك الإنسان مكلفا شرعا بتنزيل تصور الوحي للحياة البشرية في الواقع، والإبحار به من حيز النظر إلى حيز الفعل، ولن يتأتى ذلك إلا بفقه العقل للوحي فقها عميقا، وتمثُّل العقل للواقع تمثلاً صحيحا ومستوعبا، ثم نجاح العقل في حسن تنزيل الوحي على الواقع، وحسن تصريفه فيه.
فلابد لنا – إن أردنا نجاحا - من اعتبار الثقافة القرآنية ثقافة متحركة في المسألة الفكرية في كل جوانبها وتعقيداتها، فلا يكون القرآن غريبا عن مواجهتها ومعالجتها، تماما كما لو كان القرآن نزل في هذا العصر، وهذا يطلب منا أن تكون حركة الاجتهاد في فهم القرآن حيّة ومنفتحة على كل جديد، فمعانقة مشكلات الناس واستخراج حلولها من ينابيع القرآن الكريم هي وظيفة المجددين الآن.
المراجعة والتجديد .. فضيلة وفريضة
يمكن القول إن إجماعا يكاد ينعقد على أن الحركة السلفية المعاصرة تعيش أزمة منهجية، وعلى أن هذه الأزمة قد أوقعت هذا الفكر في مأزق حضاري، فالمفكرون يسلِّمون بذلك مع اختلافهم في تحديد أسباب هذه الأزمة، وفي تعيين سبل الخروج منها.
ومن الإنصاف أن نقول إن علماء خرجوا من الفكر السلفي قد طوروا أنفسهم، وأمسوا من مجددي الإسلام، لكن بصفة عامة فإن عقل السواد العام لهذا التيار قد فقد قدراته الأولى المتوهجة، فأمسى عاجزا عن فهم السنن الكونية والتاريخية والاجتماعية، إنه لا يرى الدنيا من حوله بحرا يموج بأحداث متلاطمة، تضرب شواطئ بلاد العرب والمسلمين بأمثال الجبال، ولا يحس بالنار المضطرمة وهي تحتدم، ومن حولها الأعداء ينفخون فيها لتحرق أخضرنا ويابسنا، فماذا نقول في عقل لا يعي ما حوله من الحريق والغرق؟.
إن تحديا كبيرا يواجه علماء الأمة اليوم بأسئلة مُلحة ومتتابعة:
- كيف نوجه الطاقات العقلية لتكون لبنات سويّة في العمران البشري؟.
- كيف يمكن إنقاذ الشخصية المسلمة من حالة التردي والتخبط والإحباط؟
- هل ساهمت الحركة السلفية في علاج تلك الإشكاليات؟ أم أنها أمست جزءا من المشكلة؟
إن الإجابات الشافية على تلك التساؤلات تمثل الفريضة الكبرى في يومنا وغدنا، وكل عمل يَقصُر بنا عن تلك الإجابات - بصورة لا لبس فيها وطريقة لا غَيم معها - هو عمل ناقص في حاجة إلى استكمال.
واستجابة لثقافة القرآن التي تجعل الإنسان المسئول الأول عن أخطائه - مهما كانت معاذيره - فلابد من المراجعات الصادقة الغيورة، ولا شك أن الإنسان يزداد عقلاً وتهذيبا وصقلاً بازدياد المعارف والعلوم، ويزداد خبرة وصوابا بزيادة التجارب ومعاشرة الناس، مع دوام المحاسبة والمراجعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير ابن خلدون في مقدمته إلى أن "النفس الناطقة للإنسان إنما توجد فيه بالقوة، وأن خروجها من القوة إلى الفعل إنما هو بتجدد العلوم والإدراكات، والصنائع أبدا يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي مستفاد من تلك الملَكة، فلذلك كانت الحنكة في التجربة تفيد عقلاً، والملَكات الصناعية تفيد عقلاً، والحضارة الكاملة تفيد عقلاً، ومعاشرة أبناء الجنس، وتحصيل الآداب في مخالطتهم، ثم القيام بأمور الدين واعتبار آدابها وشرائطها، وهذه كلها قوانين تنتظم علوما، فيحصل منها زيادة عقل".
فيجب ألا يقعدنا التعويل على مفاهيم قديمة عن المراجعات في ضوء البلاءات الجديدة، بل يجب أن تنشرح صدورنا بالاجتهاد المتجدد الممتد الذي لا تنسد أبوابه، ولا تبلى صحائفه، فحينئذ تُصفَّى نفوسنا من ركام العصبية الموروثة، وتتخلص من قيود وأغلال المذهبية الضيقة.
وبحسب الأستاذ عمر عبيد حسنة، في كتابه "مراجعات في الفكر والحركة والدعوة"، فإن "الفكر الإسلامي اليوم، بعد هذه الرحلة الطويلة من تحقيق الوعي بالذات، وإعادة الاعتزاز بالإسلام، والولاء لرسالته، مدعو للقيام بالمراجعات التي تمكنه من التعرف على أخطائه، وتصحيح مساره، وإيجاد البرامج والأوعية الشرعية لحركة الأمة، حتى تكون مؤسساته مواقع متقدمة تحيي المعاني الغائبة، وتحاول تمثلها وتحقيقها في الحياة، بشكل يثير الاقتداء، وأن يعاود المراجعة بين حين وآخر لخطابه، وطروحاته، ووسائله، ويضع الخطط المدروسة، ويختبر الجدوى، ويقوِّم المراحل، ويحدد بجرأة مواطن الخطأ وأسبابه.
ونعتقد أن النقد والمراجعة مؤشر صحة، ودليل خلود كامن في قدرة الأمة على التجدد والتصوب، وأنه - أولاً وقبل كل شيء – منهج قرآني، وتطبيق نبوي، رافق الدعوة في خطواتها الأولى، وعلى الرغم من عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، المسدد بالوحي، المؤيد به، فقد كانت بعض الاجتهادات في مواقف النبوة محلاً لتصويب الوحي، وعتابه، وتنبيهه لتكون وسائل إيضاح، وبصائر معينة على الإدراك، وسنة جارية، للتدليل على أهمية هذا المنهج، وضرورة تطبيقه، لتسديد المسيرة، والإفادة من تجارب واجتهادات الخطأ، للوصول إلى فقه الحقيقة والصواب، وامتلاك القدرة على النهوض، وتحريك آليات التغيير الاجتماعي، وتوجيه نشاطات الإنسان كلها، وفق المنهج الرباني، شكرا لله الأكرم".
إذن، المراجعة والتجديد هما طوق النجاة، فلا شك أن الإسلام الحركي المتجدد لا يزال في سن المراهقة؛ لأنه لم ينضج بعد عند كثير من الدعاة، مع الجهود المشكورة طوال القرنين الماضي والحالي لعلماء الإسلام ومفكريه.
وقد روى أبو داود والبيهقي والحاكم في مستدركه، من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها دينها"، إذن فتجديد الدين مشروع ومأمور به، وهو واحدة من المهام التي يجند الله لها العلماء الراسخين، بعد أن خُتمت الرسالات وأُكملت الديانات ببعثة خاتم الرسل، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ويُحمل التجديد على معنيين:
الأول: عملية حسن فهم النص وتنزيله على الواقع بما يناسبه، أي حسن الربط بين النص والواقع، أي عقد قران بين فقه التراث، وفقه الواقع.
المعنى الثاني: عملية إحياء الاستجابة عند الناس من جديد، أي عملية كسر الأقفال، فهو يأتي على القلوب فيكسر أقفالها، وعلى العقول فيحل عِقالها.
إن المجدد الآن هو من القلة القليلة التي تتقن تقديم الإسلام بوصفه منظومة فكرية وأخلاقية تصلح للجميع، ثم هو يشتمل في خطابه على أعلى درجات التعبئة الفكرية والاجتماعية.
فإذا بلغ بنا الجمود مبلغ الغياب عن الحوادث العظام التي تحيط بنا، فعندئذ يصبح الزمان ركاما من الشهور والأعوام، وهنا قد يكون من أكبر الجهل أن نسمي هذا "غفلة"، إنما هو ضرب من الموت يصيب الأحياء لينقلهم إلى لحدٍ مظلم، فالحياة اليوم ليست مجالاً مفتوحا أبد الدهر للتجارب، بل هي حياة مضطربة شديدة الغوائل، مخوّفة الساعات، فمن أخذها بجدها فقد نجا ونجا الناس جميعا، ومن فرّط فيها فقد هلك وأهلك الناس معه.
المصدر ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1175008798476&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 12:56]ـ
مقال مملوء بالسم الزعاف والحقد على الدعوة السلفية.
يا حبذا لو رد عليه بعض المشايخ أو طلبة العلم ردا مستوفيا.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 04:21]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و بعد ........
فمن الواضح أن كاتب هذا المقال لم يشم رائحة العلم - إن أحسنا به الظن!! - , أو أنه من المعتزلة الجدد ممن يدعون أحيانا بطائفة " العقلانيين " , ومن قرأ مقالات دعاتهم كفهمي هويدي مثلا يجد من مثل هذا الشيء الكثير .......
و له و لأمثاله نقول: واصلوا أنتم دعوتكم الى " الديموقراطية " و " الإنتخابات " , و لنواصل نحن تعبيد العباد لربهم - عز و جل - , و عند الله تجتمع الخصوم ...........
أما من كان طالبا للحق فنهديه هذه الهدايا:
ما هي السلفية - للعلامة محمد ناصر الدين الألباني
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=786
السلفية منهج ملزم لكل مسلم - للشيخ محمد اسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=385
( اسمع إذاً) أو (من نحن و ماذا نريد) - للشيخين محمد حسين يعقوب و أبي اسحق الحويني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61635
و أخيرا:
السلفية شبهات و ردود - للشيخ محمد اسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2558
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 06:21]ـ
يقول الأخ كاتب المقال _ الأصلي _ ((1 - تضخُّم الاحتفال بالمندوبات، وتضاؤل الاهتمام بالوجبات وفرائض الوقت، ومن ثم حدث انقلاب مدوٍّ في فقه مراتب الأعمال، فقد انقلب سُلم الأولويات رأسا على عقب، ووقع تضخيم وتقزيم بغير حق، فقد يهتاج المرء (مثلاً) لسماع الموسيقى - رغم اختلاف حكم الفقهاء فيها - لكن ضميره لا يهتز لجرائم من نوعية شهادة الزور، وتزوير الانتخابات))
في صحة هذا نظر وما زلت أسمع من المشايخ الأحاديث التي تحذر من شهادة الزور وأنها من السبع الموبقات
واختلاف الفقهاء في حكم المعازف لا يجعل الإنكار ينحسر
فجمهور العلماء على تحريمها وأدلتهم قوية جداً
وقد أنكر الصحابة والأئمة المعتبرون في مسائل عملية (فرعية)
وجمهور من يستمع للمعازف يعتقد أنها حرام _ فدع عنك الخلاف جانباً _
فهو ينوي أن يعصِ الله
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 12:03]ـ
الموقع الذي نُشِر فيه المقال معروفٌ بالاتجاه الإخواني ...
ولا غرابة في عداء الإخوان للسلفية, فهاهم الآن يشاركون الصليبيين في العراق حملتهم على الموحدين, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 04:48]ـ
الموقع الذي نُشِر فيه المقال معروفٌ بالاتجاه الإخواني ...
ولا غرابة في عداء الإخوان للسلفية, فهاهم الآن يشاركون الصليبيين في العراق حملتهم على الموحدين, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
يا أخانا الكريم، بغض النظر عن الموقف من الإخوان، لا ينبغي أن نلقي الكلام هكذا جزافًا، إذا ذكرت شيئًا عن الإخوان أو عن غيرهم لابد من التوضيح والبيان وذكر الدليل، والكلام الذي قلته خارج عن الموضوع بارك الله فيك، وأرجو أن لا تعتبر هذا دفاعًا عن الإخوان، وإنما هو دعوة لضبط النفس مع المخالف.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 10:38]ـ
هذا المقال (شنشنة نعرفها من أخزم).
يسير على خطى تهويلات الغزالي والقرضاوي .. وغيرهم من أهل العصرنة. فهو إنشائي أكثر من كونه علميًا منضبطًا.
- يُلزم بهذين:
1 - قال في أول المقال - بعد مدح سلفية القرون الثلاثة! -: (من السلفية الأولى إلى السلفية المعاصرة: هكذا عاش أسلافنا القرون الثلاثة الأولى .. ). ونحن نؤيده! نريد سلفية القرون الثلاثة، فهل هو جاد في ذلك حتى نستفصل عنها - لنرى تنطبق على من -؟
2 - أن يسير في طريقه الذي اختاره (تجميع السني بالبدعي أو الديمقراطية المزعومة .. الخ)، ويدع ما يسميه بالسلفية تسير في طريقها، بالاهتمام بالعقيدة، ونشر العلم النافع، والحث على العمل الصالح. فلا تعارض بين المسيرين.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[11 - Aug-2007, مساء 05:23]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:12]ـ
يقول كاتب المقال ((حشو العقول بالمتون، وحفظ الشروح، واستيعاب الهوامش، والاستغراق في فقه الفروع، وهذا نتيجة طبيعية لانقلاب سُلم الأولويات، مع العلم أن هذا الاستغراق في الفروع لا يلبي حاجات الإسلام والمسلمين في العصر الحاضر، ولا يجيب على الأسئلة الكبيرة والخطيرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم. فلا سبيل إلى فقه واقع الأمة بغير إحكام أمر الأدوات اللازمة، أعني الأدمغة الكبيرة، والأجهزة والمؤسسات، مع منهج علمي في التوثيق والتحقيق، يقوم على الاستيعاب والتحليل والتأمل.
لقد انخدع الناس بتلك السلعة، لأنهم أوهموهم أنهم يشرحون لهم أصول الدين وشُعب الإيمان، والأمر لا يعدو ثانويات الفروع التي لا صلة لها بعقيدة أو نهضة. فإذا استغرقتنا تلك الثانويات والشكليات، فماذا بقي لفقه النفس، وعلم التربية، وفقه التمكين في الأرض؟.
إن شَغل الناس بغير قضاياهم الإيمانية والمصيرية، نوع من التغييب الذي يكرس خطاب التخلف، ويُعين العدو على هزيمتنا))
قلت بل إن الدراسة السلفية هي شاملة
ولا تقوم تقسيم الدين غلى لب وقشور
وفتاوى العلماء السلفيين في النوازل التي تواجه الأمة لو جمعناها لبلغت مجلدات
ومنها كتاب ((فتاوى علماء الأمة في النوازل المدلهمة))
غير أن شبابنا يعرفون حجمهم ويتركون الكلام في النوازل للعلماء الأكابر
ويزعم الكاتب أن السلفيين أوهموا الناس أنهم يشرحون لهم أصول الدين وشُعب الإيمان، والأمر لا يعدو ثانويات الفروع التي لا صلة لها بعقيدة أو نهضة.
الله أكبر الله أكبر
إني لأشفق على الكاتب من هذه الكلمات
آلذي يدرس التوحيد والواسطية والطحاوية، يدرس للناس أموراً لا علاقة لها بالعقيدة والنهضة؟
الله المستعان
قال تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))
وقال تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))
انظر كيف كان الإيمان والعمل الصالح وترك الشرك سبباً في التمكين
هذا هو فقه التمكين(/)
فك الشفرة الجزائرية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 03:28]ـ
فك الشفرة الجزائرية
و فتح الأيقونة الباريسية
الأمير عبدالقادر الجزائري:
نسبه ومولده:
هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، حيث يصلُ نسبه بالإمام الحسين بن علي، يقول الأمير عبدالقادر عن سلسلة نسبه:
(إنني عبد القادر ابن محي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس ابن أدريس ابن عبدالله (المحض) أبن الحسن (المثنى) أبن الحسن (السبط) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب عم الرسول.
كان أجدادنا يقطنون المدينة المنورة وأول من هاجر إليها هو أدريس الأكبر الذي أصبح فيما بعد سلطانا على المغرب وهو الذي بنى (فاس) وبعد أن كثر نسله توزعت ذريته ومنذ عهد جدي فقط قدمت عائلتنا لتستقر في "أغريس" قريبا من "معسكر")
(انظر:"الأمير عبد القادر" – سلسلة الفن والثقافة – وزارة الإعلام والثقافة الجزائرية – الجزائر / ص 1974).
إلاَّ أن فريبه الأمير محمد أورد سلسلة أخرى تختلف كلياً في كتابه:" تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر "، ممَّا يُضعف الثقة في هذه النسبة الشريفة، لا سيما إذا عرفنا أ ن النسبة الشريفة من شروط الوصول الى مرتبة القطبية عند المتصوفة، كما أننا إذا علمنا أيضاً أن الصوفية يجوِّزون الاكتساب الروحاني للنسبة الشريفة تقلُّ الثقة عندنا بتلك السلاسل النسبية المسبوكة.
ولد الأمير عبدالقادر في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" أو الجزائر.
ثم انتقل والده الذي كان شيخ الطريقة القادرية في وقته إلى لمدينة "وهران"، و اثر اصطدام مع الوالي العثماني أمر الوالي بتحديد إقامة محيي الدين في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
رحلة محيي الدين الجزائري و ابنه عبدالقادر:
كان الإذن للشيخ محيي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، على طريقة رحلات الصوفية و ما فيها من الوقوف على الآثار والأولياء، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة".
الاحتلال الفرنسي:
ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني"
شيخ الطريقة القادرية في وقته، و والد الأمير عبدالقادر،وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة إلاَّ أنَّه قبل قيادة الجهاد.
فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد.
ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
ثقافته العالية:
لقد كان الأمير عبدالقادر ذا ثقافة علمية واسعة، فقد كان أبوه الشيخ محيي الدين يُعِدُّه لمشيخة الطريقة القادرية من بعده، وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن.
صفاته الشخصية:
كان الأمير بتمتع بمؤهلات نادرة من حدة الذكاء و سرعة التعلم و بهما مع الرحلة و دقة المشاهدة اكتسب الأميركثيرا من الصفات كالخبرة العسكرية في ميدان القتال، وحسن التصرف، و الإفادة من الظروف المواتية، مع ما استفاده من العلوم و الثقافة الشرعية التي شابتها شائبة التصوف، وكان قوي الجسم صلب العود، ذا هيئة حسنة، و ممَّا يُؤخذ على الأمير حبه للمال و السلطة الذين يخلطهما بحب العفو و المسامحة في أحيان كثيرة.
دولة الأمير عبد القادر و عاصمته المتنقلة:
وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه.
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة آنذاك سميت الزمالة، كما قام بضرب عملته الخاصة.
تنظيم الدولة:
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين كانوا يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي اضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال
(يُتْبَعُ)
(/)
المغرب الأقصى.
نهاية الحركة القادرية:
بدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ سارع لتجميع مؤيديه من القبائل، و كان ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فقد يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار".
واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الإستطلاع الفرنسي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة.
الأمير في الأسر:
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق خمس سنوات، متنقلاً بين سجون مختلفة بما فيها قصر أمبواز، و قد توفي خمسة و عشرين من أقاربه الذين كانوا معه خلال ذلك الوقت جراء البرد و الجوع.وبعد أسابيع من تولي نابليون الثالث بعث إليه الأمير برسالة في 23 ديسمبر 1848 مذكرا له بوعد فرنسا، وسجن الإنجليز لنابليون الأول، وسجنه هو نفسه (نابليون الثالث) بأمر لوي فيليب، و طالبا الاستجابة لرغبته في الذهاب إلى مصر أو سورية.
وفي عام 1852م استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ثم اقترح نابليون الثالث على الأمير أن يترأس الإمبراطورية العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني.
ورحل الأمير عبدالقادر إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية، وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية.
و توقف في استانبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم في المدرسة الحقيقية، وأخيراً في المسجد الأموي.
التحول الكبير في حياة الأمير:
لم تُحيِّرني شخصية مثل شخصية الأمير عبدالقادر الجزائري، فهذا الأسد الهزبر و الفارس الضرغام نجده يتحول بعد مجيئه من فرنسا إلى خادم مطيع و مريد متحمس للدولة الفرنسية و إلى كل ما يمت إلى الفرنسين بِصِلة، فما الذي حصل للأمير فأدَّى به إلى كل ذلك التغيير.
في اعتقادي أن الأمير عبدالقادر قد تعرض خلال نشأته و مراحل حياته لعدَّة تأثيرات متغايرة بعضها استصحبها من ذاكرته خلال مراحل نشأته المبكرة، و بعضها خلال وجوده في فرنسا، و أثناء سلسلة النقاشات التي كانت تدور بينه وبين وجهاء فرنسا، والشبهات التي كان يوردها عليه كبار المستشرقين، لا سيما أن الفرنسيين كانوا قد حضَّروا لذلك الدرس بكل عناية، إذ كانوا قد تعرفوا على الشخصية الشرقية جيداًُ من خلال الحملة الفرنسية على مصر، لا سيما طريقة التخاطب والتعامل مع مشائخ الطرق الصوفية، مِمَّا قلب كيان الرجل، و غيَّره كل ذلك التغيير و أثر به أيَّ تأثير.
الأمر الأول: أن الأمير كان ذا ثقافة و اطلاع واسعين
(يُتْبَعُ)
(/)
و لديه قابلية عجيبة لقبول الآخر مهما بلغ ذلك الآخر من عدائه له بشرط أن يتحد معه في حوار يتخذ الطابع العلمي، و لا يخفى مقدرة الغربيين على قلب الأمور، و ادعاء النزاهة ممَّا قد يؤثر حتى على ذوي العقول الراجحة، ومما حفِظ عن الأمير خلال تلك الحوارات قوله:" لو كان العالم يسمعني لجعلت من المسلمين والمسيحيين إخوةً ولعملنا معاً من أجل إرساء السلام في العالم"، ولعلَّ هذه الجملة كانت هي البروتوكول الذي انتهجه فيما بعد الأمير و التزم به كل الالتزام.
الأمر الثاني: ذلكم البغض الكبير للدولة العثمانية
الذي اكتنفه خلال نشأته، وبعد اخراج الوالي العثماني لأبيه من قريته الى الحجاز، و ما صاحب ذلك من التغرُّب.
وكذلك كون الدولة العثمانية قد تخَّلت عن الجزائر أثناء الحملة الاستعمارية الفرنسية الجائرة عليه، و لم تحرك ساكناً، بل سرعان ما فرَّ الوالي العثماني، تاركاً البلاد و من عليها في حيص بيص، و لا ريب أن العثمانيين كانوا خلال ذلك يتلقون الضربات الخارجية و الداخلية الضربة تلو الأخرى، مما شغلهم عن الدفاع عن بلدان الثغور و الأطراف الاسلامية.
و لذلك فقد كان موقف الأمير عبد القادر من الخلافة العثمانية حين كان في بلده الجزائر موقفاً انفصالياً، فمن الملفت للنظر أن الأمير عبد القادر الذي تولى زعامة المقاومة الشعبية المسلحة في غرب ووسط الجزائر قد تبنى و منذ توليه الإمارة سنة 1832م عَلَما مغايرا للعَلَم الجزائري التابع للدولة العثمانية قبل دخول الفرنسيين الجزائر، إذ اختفى اللون الأحمر كلية و عُوض بالأخضر و رُسمت على رايته يدٌ مبسوطة أحيطت في شكل نصف دائري بالعبارات التالية:
"نصر من الله وفتح قريب". ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين
.أما توزيع الألوان على هذا العلم فقد كان على النحو التالي:
أعلاه و أسفله كانا أخضرين، و أما وسطه فكان ابيضا.
و لم يكن ظهور هذا العلم بمحض الصدفة في هذه الفترة بل كان يرمز إلى استقلال سياسي عن الدولة العثمانية، فكانت بذلك من أوائل الحركات الانفصالية التجزيئية التي أعلنت الخروج على الخلافة الاسلامية العثمانية.
و قد عاد الأمير ليكمل ذلك الدور في بلاد الشام، فقد كانت الجمعية الماسونية قد أخذت على عاتقها محاربة الخلافة العثمانية لكونها كانت تقف سدا منيعا أمام الأطماع العالمية في العالم العربي و الاسلامي، ولذلك فقد حاولت الجمعية آنذاك بتدبيرٍ من الأمير عبد القادر الجزائري رئيس المحفل السوري الماسوني آنذاك اغتيال متصرف جبل لبنان العثماني للإستقلال عن الدولة العثمانية.
الأمر الثالث = نشأته الصوفية:
إذ أن الأمير تربَّى في بيئة صوفية، بل قد نشأ على تقديس يصل إلى حد الجنون لشخصية ابن عربي الحلولي الاتحادي، و أمثاله من الاتحادية الحلولية كالحلاج والتلمساني و ابن الفارض وغيرهم.
بل قد أتمَّ الأمير تدريس كناب الفتوحات لابن عربي على طلبته مرارا، و ألف كتابه "المواقف" على مذهب ابن عربي، بل و قد اختار السكنى في دمشق لكونها بلد ابن عربي الذي أقام فيه، ويقال أنه سكن في نفس البيت الذي عاش فيه ابن عربي بعد أن قام بإصلاحه، و دُفِن ـ أيضاً ـ بجوار ابن عربي.
و قد تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها، و ذلك أنهم كانوا يفتون بكفر ابن عربي، كما يؤججون روح الجهاد في الشارع المسلم.
بل كان يشتري جميع ما صُنِّف في الرد على ابن عربي ثم يتلفه، قال الشيخ الجليل محمد نصيف:" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
فمن هوابن عربي هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الصوفي، الملقب بالشيخ الأكبر، وهو أول من صرَّح بنظرية وحدة الوجود، بينما كان من قبله من ملاحدة الصوفية يحومون حول الحلول والاتحاد.
ونظرية وحدة الوجود تقول بأن الله عزو جل موجود ـ و العياذ بالله ـ في كل كان، و بذلك تصحِّح نظرية وحدة الأديان الذي أسماه ابن عربي (دين الحب) أيما تصحيح، بحيث تنضوي تحته كل عقيدة،فإذا جاز التعميم أمكن التخصيص ـ من باب أولى ـ،
يقول ابن عربي في بيان هذه العقيدة الحلولية:
((لقد صار قلبي قابلا كل صورة ................... فمرعى لغزلان ودير لرهبا ن
وبيت لأوثان وكعبة طائف ................... وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ................... ركائبه فالحب ديني وإيماني)) و يقول أيضاً:
الرب حق والعبد حق ............... ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ............. أو قلت رب أنى يكلف
و لذلك صرَّح ابن عربي بإيمان فرعون، وصحَّح عبادة بني اسرائيل للعجل.
و زالت كل الفروق لدى بعضهم؛ حتى صار لإبليس حظوة لديهم، وانتفى عن النظر ما لابسه من كفر وعصيان. من ثم لا نستعجب حين نقرأ قول الحلاج: ((ما كان في السماء موحِّد مثل إبليس))
وأدبيات الصوفية الحلولية مليئة بهذا الشرك المتلاطم، بل لهم دواوين خاصة في هذا الكفر الصراح و الشرك الوقاح، مثل ابن الفارض، وجلال الدبن الرومي، و مثل حكم ابن عطاء الاسكندري و غيرهم.
و هذا المنهج الديني اللاديني الذي تختطه العقيدة الوحدوية تفتح باب الولاء على مصراعيه، و حين ذاك لا فرق بين مسلم أو نصراني، أو ما بين مؤمن أومشرك، في حين تلقي بباب البراء خارج القائمة.
و في هذا المعنى يقول ابن عربي أيضاً ـ قبحه الله ـ:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ..................... وما الله إلا راهب في كنيسة.
و بالتالي فإن الوجودية و الماسونية يدوران في فلكٍ واحد، و لذلك لم يكُن بِدعاً من الرأي أن ينتهج الأمير الخط الماسوني بعد المذهب الوحدوي لكونه بذلك لم يخرج عن نفس المسار، و إنَّما انتقل من مدار إلى مدار.
وقد يقال أن ناحية التصوف كانت ناحية فلسفية بحتة عتد الأمير و لكن ذلك ليس بصحيح، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية، واستمع لما يسوقه النبهاني الصوفي ضمن كرامات الامير عبدالقادر الجزائري أنه قال:"…لما بلغت المدينة طيبة، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته حياة وبرزخا؛ وقلت: يارسول الله عبدك ببابك، يارسول الله كلبك بأعتابك، يارسول الله نظرة منك تغنيني، يارسول الله عطفة منك تكفيني، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول لي: " أنت ولدي، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة ". وما عرفت هل المراد ولادة الصلب أو ولادة القلب، والأمل من فضل الله انهما مرادان معا، فحمدت الله تعالى! " انتهى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 03:35]ـ
الأمر الرابع =حب الأمير للسلطة و بالتالي احتياجه الشديد للمال:
يقول التميمي:
" إن المتتبع لحياة الأمير عبد القادر بدمشق، سوف يثير انتباهه تكالب الأمير على اقتناء الدور والأراضي الفلاحية، والحصول على المال مهما كانت الوسائل المتبعة في ذلك. ففي البداية أقرت الحكومة الفرنسية منح الأمير راتباً سنوياً بما قدره 15000 فرنك فرنسي، تقول حفيدته الأميرة بديعة الحسني الجزائري:
(ظل (الأمير) سجينا مدة خمس سنوات إلى أن وصل نابليون (الثالث) إلى سدة الحكم في فرنسا فزار الأمير في سجنه متأسفاً معتذراً عن نقض الاتفاقية من قبل الحكومة السابقة وسلمه صك الإفراج وعرض عليه مبلغا كبيرا يدفع له سنوياً كتعويض على حجز حريته والغدر به, فقبل الأمير التعويض كمنحة من الله وعد بها الله تعالى المجاهدين والمهاجرين في سبيله).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بلغ مع السنين ماقدره 300000 فرنك فرنسي وهو في ذلك الوقت مبلغ خيالي للغاية، بل يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكومية العثمانية، و لسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن ذلك الكرم الفرنسي إنما كان حُباًّ من الامبراطورية الفرنسية لشخص الأمير عبدالقادر، و تقديراً منها لجهاده ضد الفرنسييين، دون أجندة عمل فرنسية كان الأمير ـ في المقابل ـ مطالبٌ بتنفيذها بكلِّ دقَّة،و لعلَّ تلك الأجندة قد أسفرت عنها المواقف الأميرية المتضامنة مع المصلحة الفرنسية "العليا" خلال ما سيمر بنا من الأحداث المتتالية!!!.
ـ "و عندما قرر الأمير أن يقوم ببعض الإصلاحات على الدارين اللتين سلمتهما له الإدارة العثمانية في الشام ـ بعد أن قامت بتأثيثهما ـ ألحَّ الأمير لدى وزير خارجية فرنسا والسفير الفرنسي باستانبول للقيام بتدخلات لدى الحكومة العثمانية في تمليكه للدارين، لأنهما محتاجان إلى الإصلاح والزيادة ولايمكن اصلاحهما قبل استملاكهما،
ـ كما ألح على السفير نفسه للتوسط لدى الدولة العثمانية للحصول على مبلغ مالي من الحكومة العثمانية لذلك، وقد قدمت له الدولة العثمانية مبلغاً قدره ألف بورسه، أي 100000 فرنك. وكان ذلك المبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي قرر أن يشتري به مسكنا)) المرجع السابق ص425.
ـ و قد كان الأمير خلال إقامته في الشام يعيش عيشة الملوك، فقد كان محاطاً بنحو 180 شخصاً من عائلته، وكان يعمل لديه ألفا شخص كحراس شخصيين أو مزارعين أو موظفين، وشيئاً فشيئاً وصل إلى دمشق زهاء 15 ألف مغربي وجزائري وتونسي التحقوا بخدمته، وكان يتولى الاشراف على أحوالهم.
ـ ثم لا ننسى ذلك الوعد الذي بذله نابليون الثالث للأمير عبدالقادر بتنصيبه إمبراطوراً للبلدان العربية في الشرق بعد أن يتم تحريرها من الاحتلال العثماني، و بالمقابل أخذ وعداً من الأمير عبدالقادر ألاَّ يقاتل مجدَّداً ضد فرنسا.
لقد كان المخطط الفرنسي لوراثة التركة العثمانية يقضي بالسعي للقضاء على الخلافة العثمانية من خلال تأجيج ثورة عربية يترأسها بعض المنتسبين للبيت النبوي،و يقوم بجر جميع تلك البلدان الى حظيرة الهيمنة الفرنسية.
ـ و لكن خطة فرنسا فشلت في الحقيقة لكون المنطقة بكاملها سرِقت منها فيما بعد، نظرا لاكتساح السياسة البريطانية للمنطقة و تفوق اللاعب البريطاني، فقد كان السقوط الفرنسي قد ابتدأ مسبقاً مع الفشل "العسكري" للحملة الفرنسية على مصر، لتتتابع بعد ذلك سلسلة الإخفاقات الفرنسية، و من ثمَّ تَمَّت سرقة المخطط برًمَّته ـ انجليزيا ـ من الحقيبة الفرنسية.
ليتم بعد ذلك تطبيقه بحذافيره على يد الجنرال البريطاني الشهير "اللنبي" لتنصيب دمية أخرى هي "الشريف فيصل بن الحسين".
و ليحتل الجيشان البريطاني والعربي الأراضي السورية، بتاريخ11 تشرين الأول 1918 تنفيذاً لاتفاق غير معلن، وفي نهاية الشهر ذاته يدخل الأمير فيصل دمشق تلبية لأمر والده الشريف حسين.
و من الغرابة بمكان أن يقوم الطابور الخامس الماسوني السوري وقبل يومين من وصول الأمير فيصل بإعلان استقلال البلاد باسم الشريف حسين، ورفع العلم العربي على سارية دار الحكومة، و من ثمَّ تبدأ عملية تنظيم وإكمال تشكيلات الدولة العربية و الجيش العربي، و إزالة كل ما يمت للعهد العثماني و اللغة التركية بِصلة، كل ذلك بسرعة غريبة و سطوة عجيبة، بينما لم يكن من أعلن استقلال البلاد، و حَكَم البلاد خلال ذَين اليومين الطويلين في تاريخ الأمة الاسلامية إلا الأمير محمد سعيد الجزائري القطب لأعظم للمحفل الأكبر السوري العربي الماسوني، وحفيد الأمير عبدالقادر الجزائري.
الأمر الخامس = افتتانه بالحضارة الغربية:
فقد عرف عن الامير عبدالقادر افتتانه بالحضارة الفرنسية، و علاقته الوطيدة بالفرنسيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما يحتفظ به التاريخ عن الأمير عبد القادر الجزائري أنه قد عمل أثناء معاركه ضد الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، على سن وتطبيق مجموعة قوانين حول كيفية معاملة الأسرى الفرنسيين المعتقلين من جيش العدو، ومن ذلك: "اعتبار أن أي فرنسي يتم أسره في المعارك يجب ان يعتبر أسير حرب، وأن يعامل كذلك إلى أن تتاح فرصة تبادله مقابل أسير جزائري"، مع أن الفرنسيين كانوا حينذاك يستخدمون سياستَي الأرض المحروقة والإبادة الجماعية؟؟.
ـ كما حدد الأمير عبد القادر بأن "على أي عربي في حوزته أسير فرنسي، أن يعامل هذا الأخير معاملة حسنة. وفي حال شكوى الأسير من سوء المعاملة، فلن نكون العقوبة مجرد اسقاط المكافأة، بل قد يرافق ذلك عقوبات أخرى".
ـ ولضمان عدم قتل الأسير الفرنسي فإن "أي عربي يقدم أسيرا فرنسيا يحصل على مكافأة قدرها 8 دورو (وهي العملة الجزائرية التي تساوي 5 سنتيم).
و ذكر صاحب كتاب "نابليون الثالث والأمير عبد القادر" كيف أن "أعدادا من الأسرى الفرنسيين القدامى الذين تلقوا علاجا من قبل الأمير، كانوا يأتون من مناطق نائية في اتجاه قصر "بو" وقصر "أمبواز" حيث كان الأمير معتقلا، لتحية من كان المنتصر بالأمس".
الأمير عبدالقادر في بلاد الشام:
أولاً= في عهد داود باشا:
ـ قبل عام 1860 كان المتصرف العثماني يقيم في جبل لبنان بينما يشرف على جميع لبنان و سورية، و إثر ما عرف في التاريخ اللبناني بفتنة الجبل تدخل الأمير عبدالقادر للتوسط لدى الدولة العثمانية لصالح (ثورة يوسف بك كرم الماروني في (1859 ـ 1860 م) التي ثارت على داود باشا اول متصرف عثماني على الجبل اللبناني، و طالبت بالحكم المحلي لموارنة الجبل، ثم دعت الى التدخل الفرنسي بصوت مطرانها "طوبيا عون" (لعلَّه جد العماد ميشيل عون الذي يسير الآن على خُطى جدِّه في العمالة لصالح فرنسا".
ـ وحين أفرزت تلك الفتنة غضباً عارماً في دمشق والشام على المسيحيين الذين راسلوا و جلبوا المستعمر الاجنبي الفرنسي إلى ديار المسلمين، قام الأمير عبد القادر، باعتراف العديد من قادة تلك الفترة بحماية و إنقاذ حوالي 12000 مسيحي ويهودي احتموا بالأمير من غضب جماعات ثائرة، و قد حمل مع أتباعه السلاح من أجل ذلك.
وهو ما دفع العديد من ملوك وقادة تلك الفترة ورجالات الدين إلى منح الأمير أوسمة شرف عرفانا لإنقاذ أرواح عدد من رعاياهم بمن فيهم قناصلة روسيا وفرنسا واليونان وأمريكا و قد انتهت تلك الفتنة بالتدخل الاجنبي الفرنسي، و بعد تلك الخدمة الجليلة للتاج الفرنسي تهاطلت على الأمير الأوسمة والنياشين من عدد كبير من رؤساء الدول الأوربية، وعلى الخصوص من نابليون الثالث الذي وشحه وسام الشرف الفرنسي الأول، ((ونتيجة لذلك أخذت تنتشر في أوربا التآليف التي مجدت الجانب الإنساني للأمير وتسامحه "".
و هناك نص ماسوني موثق كتبه الدكتور انطوان عاصي رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبراللبناني الموحد راداًّ فيه على بديعة الحسني حفيدة الأمير الجزائري ـ والتي أنكرت ماسونية الأمير ـ لاثبات ماسونية الجزائري ناقلاً فيه عن مصادر معروفة و موجودة
يقول الدكتور عاصي:
"في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات إنقاذية، و وضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لوائه.
هذه البادرة قدرها نابليون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة.
وفي 16 تشرين الاول 1860م اعترفت الماسونية في عدة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذ ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين، وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي العام 1861 رد الامير عبد القادر الحسني الجزائري على محفل هنري الرابع الباريسي بقوله: (لم المس في المبادئ الماسونية ما يتعارض وشريعة القران الكريم والسنة والفقه الاسلامي) عندها طلب منه محفل هنري الرابع الاجابة على ثلاث اسئلة وهي اسئلة تقليدية للانتساب الى الماسونية:
_ ماهي واجبات الانسان تجاه الله؟
_ ماهي واجباته تجاه الانسانية؟
_ كيف ينظر الى خلود النفس والمساواة والاخاء والحرية؟
كان جواب الامير بمثابة اطروحة فلسفية تفوق هذه الاسئلة بتعاليم صوفية وفلسفة اسلامية ادهشت السائلين ... كان وصول المارشال الفرنسي كاستاذ اعظم لهذا المحفل وخلافاته مع الامير قد اخرت تكريسه هنا كان لابد من حضوره شخصيا ففي 18 حزيران 1864 وباسم محفل الاهرام في الاسكندرية والذي كان عاملا تحت لواء الشرق الاكبر الفرنسي والممثل في محفل هنري الرابع تكرس الامير الامير عبد القادر الجزائري واعطي امتيازا قل نظيره في ذلك الوقت انه منحت له في جلسة واحدة الدرجات الاولى الثلاث.
وصدر عن محفل هنري الرابع في باريس جلسة عمومية اعطي بموحبها إذنا للامير أن ينشئ محافل ماسونية ذات الطابع العربي في جميع الاقطار العربية.
عام 1865 و خلال وجوده في فرنسا عقد الامير اجتماعات مع الماسونية الفرنسية في مدينة Amboise واعترف امام اساتذة الماسونية في هذا المذهب انه (هناك بعض المصاعب التي ستواجهها الحركية في الشرق العربي نظا للانتماءات الذهبية رغم ان مبادئها هي من اجل المبادئ السامية والاخلاقية)
و بعد عودته الى سوريا اصبح عضوا فخريا في محفل سوريا الذي كان ينتمى الى الشرق الدمشقي ونظرا للمفهوم العلمني الماسوني المؤمن ولمفهوم الماسونية كحركة رمزيةولدت في الغرب المسيحي وتواجدها في الشرق الاسلامي.
حجب الامير عبد القادر بعضا من نشاطاته الماسونيه وبقي في الظل. بهذا المفهوم تصرف الامير بمعنى ان الماسونية ليست نسخة عن هذا العالم. لقد فهم الامير انه لايجوز كشف اسرار النظام الكوني امام اهل العماء ...... "
رئيس معهد الطقوس في المحفل الاكبر اللبناني الموحد
الدكتور انطوان عاصي
هذا النص التفصيلي الاستثنائي يفسر لنا كثيرا من الأسرار التي أحاطت بشخصية الأمير عبدالقادر في تلك المرحلة.
ثانياً = في عهد مخلص باشا:
بعد أحداث سنة 1860 في جبل لبنان صارت دمشق عاصمة ولاية سورية في الدولة العثمانية، و خلال حقبة تسلط جمعية الاتحاد و الترقي على الدولة العثمانية كانت الجمعية تعين الولاة و المتصرفين من الماسونيين أنفسهم، فعُين مخلص باشا الماسوني والياً على دمشق، و الذي بدأ بنشر الماسونية بسرعة وجرأة عاليتين.
وكان الأمير عبدالقادر قد انتقل الى الشام قبل ذلك بأربع سنين، فقرَّبه مخلص باشا من أجل علاقته بالقنصلية الفرنسية، و اطلاعه على المحافل الماسونية الفرنسية.
و مع أن الأمير لم يكن ـ في ذلك الوقت ـ عضوا في المحافل الماسونية، إلاَّ أن مخلص باشا ألقى إليه مقاليد نشر المبادئ الماسونية في الشام، و قد أشار إلى ذلك مورخ الماسونية شاهين مكاريوس في كتابه المقتطف.
ـ ورأى الأمير عبدالقادر عند ذلك وجوب التنسيق مع محفل الأهرام الأكبر المصري، مما جعله يشد الرحال للاجتماع بالماسونيين هنالك.
يقول شاهين مكاريوس الماسوني في كتابه فضائل الماسونية:
" إن الأمير عبد القادر الجزائري سمع كثيراً عن الجمعية الماسونية ومالها من صحيح المبادئ، فتاقت نفسه إلى الإنضمام إليها واغتنم فرصة مروره بالإسكندرية أثناء عودته من الحجاز سنة 1864 فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق السامي الفرنساوي، و وافت مشاربه من كل الوجوه، فأحبها وأحب أهلها، ومال إليها وإليهم كثيراً، وكان لا يخفي نفسه، وطالماً جاهر بأنه من أعضائها"
ثالثاً = في عهد راشد باشا
و في عهد راشد باشا (أو رشيد باشا) الماسوني أيضا الذي عُيِّن والياً سنة 1865م دخلت الأفكار الماسونية حيز التنفيذ، فتعاون مع الأمير عبدالقادر بعد رجوعه من مصر بهذا الخصوص فأسَّسا محفل سوريا أو الجمعية الماسونية، و كانت هذه الجمعية تتستر تحت اسم: (لجنة الإصلاح).
يقول جرجي زيدان الماسوني في كتابه "تاريخ الماسونية العام " ص 200:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إن االماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري، وإن أول محفل تأسس فيها هو محفل "سوريا" بشرق دمشق، ... فثبت بمساعي الأخوة وتنشيطهم))
و كان الإعلام قد صنع هالةً على اسم الأمير عبدالقادر فانخدع أكثر الناس بالماسونية، بل وأقبلت الطبقة الراقية في سوريا للا نخراط في "السلك" الماسوني
يقول شاهين مكاريوس في المقتطف-الجزء الثامن- ص469 عن نفسه أنه:
" زار في دمشق جمعية ماسونية باسم محفل سورية، فدخل فرأى فيها أكثر وجوه دمشق ومعتبريها من كل الطوائف تقريباً، وعند زيارته لدمشق في شهر أيلول عام 1881 قيل له أن الجمعية الماسونية أعظمها نجاحاوأوفرها أعضاءاً وأكثرها اجتماعاً وأن أعضاءها موصوفون بنبذ التعصب وأن جماعة من أهل دمشق وأكابر قومها منظمون فيها ......
و ممن ذكرهم مكاريوس من فضلاء دمشق ومن مشائخ الصوفية آنذاك أصحاب الفضيلة والسيادة محمود أفندي الحمزاوي مفتي المدينة والشيخ سليم أفندي العطار ومحمد أفندي المنيني والشيخ مسلم أفندي الكزبري، ومحمد أفندي الطنطاوي ومحمد أندي الخاني، وغيرهم من السادات والأعلام الأشراف، كما ذكر مكاريوس أنه تشرف بمقابلة الأمير عبد القادر الجزائري هنالك.
ـ و قد كان الأمير عبد القادر ـ خلال وجوده في الشام ـ دائما ما يفزع الى القنصلية الفرنسية عند تعذُّر بعض مهامه، بل و كذلك في شئونه الخاصة كما مرَّ بنا، فقد كانت هناك علاقة وطيدة بينه وبين الدولة الفرنسية الاستعمارية.
ـ فقد تمت وساطة فرنسية لدى الباب العالي للسماح للأمير عبدالقادر بالإقامة في الشام.
ـ فأثناء إقامته في منفاه في سوريا كان الأمير عبد القادر كثيراً ما يتدخل لانقاذ المسيحيين ((العملاء لفرنسا والجواسيس لها ضد المسلمين".
مرحلة العمالة السافرة:
لقد تدرج التحول بالأمير حتى وصل إلى مرحلة العمالة السافرة، فكان عاملا من عوامل تمزيق الدولة الإسلامية:
و أدى به طمعه بالحكم إلى أمور لم تكن تليق بتاريخه النضالي السابق، فمن ذلك: أنه بعد إجبار الدولة العثمانية على توقيع معاهدة مع روسيا بسبب هزيمتها كانت المعاهدة تتضمن إنشاء كيانات قومية في كل الولايات العثمانية، ونتيجة لذلك سافر أحمد الصلح من بيروت عام 1877 إلى صيدا والجبل ودمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وحوران وجبل الدروز يرافقه محمد الأمين وأحمد عباس الأزهري، ومن خلال هذه الجولة عقدت عدة اجتماعات سرية بعضها في مصيف الأمير عبد القادر في دمر قرب دمشق، وبعضها في دار مفتي مدينة دمشق ونقيب أشرافها حسن تقي الدين الحصيني، ويذكر المؤرخ محمد جابر آل صفا أسماء ممثلي الجبل في الإجتماعات السرية وهم:
محمد الأمين (شيعي) وعلي عسيران والشيخ علي الحر الجبعي (شيعي) وشبيب باشا الأسعد الوائلي (شيعي (تاريخ جبل عامل ص208
ويقول ((وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يشترك فيه الشيعيون للنظر في استقلال البلاد الشامية وفصلها عن جسم الدولة العثمانية، وقرر المؤتمرون اختيار عبد القادر الجزائري أميراً على سوريا) عن عادل الصلح ـ المرجع السابق ص96
و في هذه المرحلة من حياته يتحول الامير عبدالقادر المجاهد الضرغام إل مخذِّلٍ عن الجهاد و موالٍ للاستعمار، يقول الاستاذ التميمي ـ عن هذه الفترة: ((إننا لانعرف ولاوثيقة واحدة صادرة عن الأمير تشجع الحركات الانتفاضية في بلاده (الجزائر)، أو على الأقل مساندته المعنوية لعدد من الزعماء الجزائريين الذين أبلو البلاء الحسن حتى آخر رمق من حياتهم. بل إن الأمير ذهب لاحترام وعده إلى حد التنكر لابنه محي الدين الذي تحول سراً إلى الجزائر لانقاذ البلاد من فرنسا سنة 1870))
كما لجأ إليه فردينان ديليسبس للتوسط من أجل إقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس ـ والذي جلب الاستعمار الانجليزي فيما بعد ـ، و لذلك فقد كان الأمير عبدالقادر في طليعة المدعوين في الحفل الاسطوري الذي صنعه الخديوي اسماعيل في عام 1869 م احتفالا بافتتاح القناة.
ـ كما قام بإنشاء مصرف دولي كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت،، و من خلاله قام باستقبال أسرة آل روتشيلد اليهودية العالمية المُريبة "صانعة الملوك" و كذلك أسرة آل ديلي شيبس لذلك الغرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وحين قامت الدولة العثمانية بإلغاء نظام أهل الذمة 1857م، بحيث يتساوى المسلم بغيره، ممَّا ولَّد غضباً عارماً لدى المسلمين الذين رأوا أن في ذلك انتهاكاً صارخاً لقوانين الشريعة الاسلامية ـ مع ما فيه من تحويل كثيرٍ من المسلمين إلى عاطلين عن العمل في مقابل توظيف غير المسلمين ـ، و قامت عناصر منها بالشغب بسبب تلك التحولات، تدخّل الأمير عبدالقادر لصالح ذلك النظام الجديد.
مجاهرته بالماسونية:
بدأ الأمير بعد ذلك بالمجاهرة الفجة بالماسونية، بل بالفرنسماسونية بشكل خاص، يقول الأمير:
(إنني أعتبر منظمة البنائيين الأحرار كأول مؤسسة في العالم. وفي رأيي أن كل رجل لايجاهر بالعقيدة البنائية الماسونية يعد رجلاً ناقصاً وأؤمل يوماً أن أرى فيه انتشار مبادئ الفرنسماسونية في العالم، ويومئذ فإن كل شعوب العالم ستعيش في سلام وأخوة".
و االنصوص في ذلك عنه كثيرة، إذ تحتفظ الدوائر العلمية الشرقية و الغربية بكثير من رسائل الأمير الى كثير من المتنفذين و المسئولين المتعلقة بتكريس الماسونيين الجدد، وافتتاح محافل ماسونية جديدة، و ما إلى ذلك من المهام الماسونية المناطة به.
وفاته:وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق، و بعد استقلال الجزائر طلبت الحكومة الجزائرية من الحكومة السورية نقل جثمانه إلى الجزائر، فتمَّ ذلك في عام 1965
ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري:
اجتهد الأمير عبدالقادر في تأسيس "محفل سوريا المستقل"، وكما أسس عدة محافل فرعية تابعة له، وقد ترقى إلى أعلى الدرجات حتى لقب بأستاذ أعظم للشرق.
و قامت ذرية الأمير عبدالقادر برعاية المحفل الأكبر، وسلسلة المحافل التابعة له، و اتهمت ذرية الأمير عبدالقادر الجزائري برعاية الماسونية في سوريا إلى منتصف القرن الماضي، وكان الشيخ عبده ـ و هو ماسوني شهير ـ أثناء منفاه البيروتي في ضيافة وموضع حفاوة أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري.
وقد بقي حفيده الأمير محمد سعيد حتى الستينات قطبا أعظم لمحفل جدِّه "محفل سوريا المستقل" بدمشق، و الذي دعِي ـ حينذاك ـ باسم "المحفل الأكبر السوري"، وذلك عام 1939.
كما لعب الأمير محمد سعيد دورا كبيراً في تاريخ سوريا الجديد، وكان يُعامل خلال الحكومات المتعاقبة معاملة الرؤساء.
وكان الأمير محمد سعيد قد خصص جناحاً في قصره الدمشقي لاجتماع المحافل الماسونية المشرقية وهي عديدة منها محفل ميسلون، ومحفل أمية ومحفل أبي العلاء ومحفل العدل الشقيق، ومحفل يحمل اسم الأمير عبد القادر الجزائري نفسه.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
عزى الشيخ الألباني رحمه الله فقد كتب ابن تيمية وابن القيم بعضها أعني إلى أن هذا الرجل كان يشتري المخطوطات ويحرقها وإن لم يبعها صاحبها استوهبها منه وحرقها ولا اعرف من أين أتى الشيخ رحمه الله بهذه الفائدة ... فهل عثرت على تحقيق لهذه المعلومة أخي المبارك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 01:51]ـ
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها، ..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ]
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 04:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 10:29]ـ
بارك الله فيك
و شكرا على المرور الكريم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله فيك ..
ائذن لي بنقله إلى " كشف الشخصيات " في موقع الكاشف.
- أظن السبب الرئيس في تحوله هو إغراقه في التصوف (الوحدة .. )، الذي لا يفرق بين المسلم والكافر، ويسير مع أقدار الله!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 02:50]ـ
شيخنا العزيز:
شرفتم الموضوع.
و المقال وصاحبه لكم.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[14 - Aug-2007, صباحاً 02:43]ـ
اخي العزيزهذا نقله علامة الحجازمحمد نصيف في كناشة له و قد أوردتها في المقال
[وقد د تواتر عنه أنه كان يشتري كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية بأغلى الأثمان ليحرقها، ..........
قال الشيخ الجليل محمد نصيف"أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد، وطبع وقفا، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ]
معذركتبت سؤالي قبل الاستمتاع بالمقال،، وقد يكون مع المستعجل الزلل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 09:22]ـ
/// بارك الله فيكم أخي الكريم،، ولو غُيِّر عنوان موضوعكم إلى (فكِّ شَفرة عبدالقادر الجزائري) مثلًا لكان أولى.
/// وأنقل لكم نقلًا تأريخيًا عن عالمٍ من الثَِقات، أسبل الله على قبره الرحمات، ورفع له الدَّرجات، وأسكنه فسيح الجنَّات، من موضوعٍ قديمٍ لي كتبته من سنين بالملتقى، بعنوان: فوائد تأريخية ومتفرقة من كتب الأديب العلاَّمة الشيخ: علي الطنطاوي (رحمه الله).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51006&highlight=%C7%E1%D8%E4%D8%C7%E 6%ED+%D2%ED%CA%E6%E4%C9
/// أنقل لكم المقصود به ههنا:
/// عقيدة الأمير عبدالقادر الجزائري:
@ قال الشَّيخ العلَّامة علي الطَّنطاوي رحمه الله في ذكرياته (1/ 138): (( ... وأنا أكتب هنا للحق والتاريخ، فلا أستطيع أن أختم الكلام على جدِّنا من غير أن أعرض إلى أمرٍ صنعه، ما أدري هل أحسن فيه أم أساء؟
هو: أن الأمير عبدالقادر العالم المجاهد كان - وليته لم يكن - ممن يقول بوحدة الوجود، وشيخ القائلين بها ابن عربي، وأكبر كتبه الفتوحات المكية؟
وكان منه نسخةكاملة في قونية بخط المؤلف؛ فبعث الأمير جدنا الشيخ محمداً، وتلميذه محمد الطيب ... إلى قونية، لنسخ صورة عنها، وطبعها.
هذا هو الذي صنعه.
وللأمير عبدالقادر كتاب اسمه (المواقف) مملوء بمذهب (وحدة الوجود)، أُلزمتُ وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه، فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركته)). اهـ، بتصرف يسير.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيك.
و شكرا على هذه الفائدة القيمة.
=========================
أما اسم المقال فكان للسجع.
و لا أظن ذلك يخفى على الاخوة في الملتقى.
==========================
و بالنسبة للجزائر فهو بلد المليوني شهيد لا يضره أن خرج منه الامير عبدالقادر.
ففيه من العلماء المجاهدين امثال عبدالحميد بن باديس و البشير الابراهيمي و مبارك الميلي
و الطيب العقبي و غيرهم مالم يوجد في كثير من بلدان المسلمين.
============================== ======
و للمعلومية فقد خصصت ثلاثة مواضيع عن كبار الماسون في العالم الاسلامي
في سلسلة اسميتها:
الفرسان الثلاثة.
و هم:
1ـ محمد علي باشا.
في مقال عن "الحملة الفرنسية على مصر"، موجود في الملتقى.
2ـ عبدالقادر الجزائري.
3ـ جمال الدين الافغاني.
و هو قيد الإعداد
--------------------
و مرادي بالفرسان هاهنا فرسان الماسونية.
و الفارس هو رتبة من رُتَبِ الماسونية.
و على هؤلاء الثلاثة يقع وزر كثير مما حاق بالأمة من التغريب و التبعية و العلمانية و النشاط الماسوني المشبوه.
و ما جرَّ ذلك على الامَّة من الهوان و التخلف و الانحطاط.
شكرا على مروركم، و دمتم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 01:30]ـ
الأخ المبارك ابن المبارك .. وفقه الله
جزاك الله خيرا، فقد أفدتني كثيرا زادك الله علما وهدى
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 12:49]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز.
و شكرا على تشريفك للموضوع.
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:03]ـ
زداك ربي علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 08:20]ـ
واياك اخي العزيز.
بارك الله فيك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 05:04]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك أخي المبارك ..
=============
يُضاف:
1 - كتب (برونو إتيين) مجلدًا موثقًا عن الجزائري بعنوان " عبدالقادر الجزائري "، أثبت فيه:
- عقيدته الصوفية (وحدة الوجود). (ص 19 و 27). (و305 وما بعدها).
- تميعه مع النصارى. (ص 284و412).
- تعاونه مع دي لسبس بشأن قناة السويس وأخرى مثلها كان مقررًا إنشاءها بتونس. وكان الممهد لها عند الشعب المسلم هو الجزائري.
- ماسونيته (ص 341و348و355و359و370و379و405وهو مهم).
- دعوته لوحدة الأديان! (ص 345و360).
2 - كتبت الأميرة بديعة الحسني كتابًا عن الجزائري، بعنوان " وما بدلوا تبديلا "!! 1423هـ. حاولت فيه الدفاع عنه، وأرفقت مقالا لأحد أقاربه (د خلدون الجزائري)، بعنوان: " إظهار المعارف في تبرئة الأمير عبدالقادر من كتاب المواقف "!
وكتاب المواقف من كتب عبدالقادر التي أبان فيها عن عقيدته الصوفية المنحرفة.
ذكره الشيخ عبدالرزاق البيطار في ترجمته (حلية البشر 2/ 904)، وقال: " وهو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه ".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 12:17]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا العزيز.
و لا عدمنا فوائدك
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 06:37]ـ
بارك الله فيك
فقج كشفت حقائق كثيرة عن هذا الرجل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 12:47]ـ
و اياكم أخي العزيز.
و شكرا على تشريفك للموضوع.
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:12]ـ
كان الأولى أن يصرف الحبر إلى دراسة الظاهرتين الاصلاحيتين الجزائريتين:
فارس المنابر: عبد الحميد بن باديس ..
و أمير البيان: محمد البشير الابراهيمي.
عليهما رحمة الله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 07:42]ـ
أخي العزيز زكي.
الشهر مبارك عليكم.
رزقنا الله و اياكم حسن صيامه و قيامه.
ما ذكرتم من الكتابة عن العلمين الجليلين ابن باديس
و الابراهيمي رحمهما الله واجب على الباحثين.
لا سيما من اهل بلدهما الأفاضل.
فلعلكم تتحفون المنتدى بموضوعين عنهما.
لا حرمكم الله الاجر.
أما عن ناحية الأولى، فهذا محل بحث.
فالأولى ما وافق زمن الحاجة اليه،
فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
و حين تحدث الاعلام و أكثرَ عن الامير عبدالقادر
وجب التنبيه الى ما ينبغي التنبيه اليه
في سيرته عفا الله عنه.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 09:33]ـ
جزاك الله خيراً
بحث ممتاز
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز.
و شكرا على مروركم الكريم.
ـ[عبد القادر الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ماذكرة مبني على كتابات الغرب والمستشرقين والمسيحيين , في نسبته للماسونية
وهو من نوع حكايات كان يا مكان ,واما ما ذكرة من معاملته للاسرة فلقد اقرية بشجاعته وقوته وجهاده في الجزائر ,وفعله معهم يفعله كل فارس شجاع مجاهد ,وان شيئة طالع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن بعدهم من ايمة الجهاد
,وان عجزة فكتب الفقه اسلم لك ( ... حررت ... ) اما قولك (وبوعدٍ غير واضحٍ من الامبراطور الفرنسي بتنصيبه امبراطورا على البلاد العربية) فهذا عكس ما فعل الرجل فقد عرض عليه الخلافة فرفض وهذا مشهور طالعه عند اهل الاسلام ( ... حررت ****) ,اما الراتب فليس وحده من اخذه من العلماء في زمانه ولا بعد زمانه وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم العطايا من النصارى وحتى المشركين
وارجع لكتب الفقه في ذلك , وقد قيل من تهيب الرجال هابوه ,ودولته سقطة وكان في السجن وضاع المال والولد ,فان سنحة له
سانحة ببعض ما يحمل به نفسه واهله واتباعه فما الضير في اخذه والرجل هو الامير عبد القادر الذي ذكرة قوته وعزمه وشجاعته
وما الضير في تعامله مع الفرنسيس واليهود وهو من هو تعامل الامراء الرجال لا اشباه الرجال خذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينفعك انبي جاور اليهود وتعامل معهم مابك ,وقنات السويس وما كان فيها من الخلافة وكان جمع كبير من العلماء والمجاهدين حاظر وصورة الامير مع صديقه المجاهد الشيشاني
المشهور , وهو نفسه ايضاء من طلب منه الخليفة ان يحج مع الحجاج الى بيت الله ويحميهم من الوهابية , ولم يتعرض له الوهابيين لجلالته ومكانته ,اهم ايضاء ماسونيين؟
ودعوى حبه لرياسة مفندة برفضه لمبايعة الناس له واعلانه خليفة ,وقبل ذلك في المغرب الاقصى ,مع تسليم الملك للمجاهدين ,
ومنهجه الصوفي يمنعه من طلبها , بقي تصوفه وليس عيب فيه بل مكرومة جمهور ايمة الاسلام كانوا صوفية ولا داعي لان اذكر لك بعضهم ,يكفي ان ابن تيمية اثنى على اكابر منهم وابن القيم الف على مدارجهم ,والناس اليوم مختلفين في صوفية ابن تيمية
,ولا يضر الرجل انتمائه للاشاعرة فهم جمهور علماء الاسلام , اما ابن عربي اختلف الناس فيه, كثير من العلماء الف في نفي الكفر عنه , والسيوطي منهم وزد في البحث تجد غيره كثير, يا هذا لا توجد شفرة تحتاج الى فك يوجد ( ... حررت ****) , مارفضه الامير عبد القادر طلبه غيره في الاردن والسعودية ونحن لا نحتاج لاثبات ذلك للغرب واساتذتهم , اما الماسونية
فهي تهمة رومي بها كثير من علماء الاسلام ومجاهديهم ,وليس هو الاول فملك السعودية ايضاء رماه بها البعض وغيره كثير ,وذلك لا لشيئ الا انه اراد التغيير وفق نهجه وفكرته , وهذا عيب في من يريد ان يحمل راية البحث عن الحقيقة , ثم شهادة زعماء الماسونية لا ياخذ بها ,ومعروف لما واسال اهل الفقه من مذهبك.
بقي تنبيه في نسبه يظهر انك لم تقراء لكتب الانساب طالع يتظح لك فيها ايضاء كثير من الاختلاف ومع ذلك مثبتة ,وسلسلة المير اختلافها في اسم احد رجالاتها وهو شعبان اوغير هذا الاسم ,ام النفوس الزكية فتعلم انه قد يكون لرجل اسمين وربما ثلاث وكنية ,ومعروف ان النبي نهى عن الطعن في الانساب ,ومنطقة الجزائر وخاصة الوسط وبسكرة انسابها بينة عربية ,ومعظمها قبائل مشهورة عريقة ليس كما هو الحال في المشرق وفي الحواضر يحتاج الرجل الى شهادة حتى يكون من الاشراف ,وهذا الى يومنا هذا.
-امر ثاني موجه لحفيدة الامير عبد القادر ,لا يحتاج الامير عبد القادر الى نفي كتابه حتى يرضيك اويرضي العالم ,هذا الكتاب قيم
وثروة علمية وفكرية ,يجب الكشف عليه وتحقيقه تحقيقا يستحقه , وان كان فيه خطئ او تجاوز فما احد الا واخطاء , لكثير من كبار العماء اخطاء ,فهذا ابن تيمية اخطاء ورد عليه الامير الصنعاني في مسائل العقائد وذكر له الذهبي كثير من المسائل التي اخطاء فيها وجانب الصواب في بعض مسائل العقيدة , مع جلالته لكنه بقي هو شيخ الاسلام ,ويجب عليكي ان تراجعي كتب القوم الاصلية من اشاعرة واهل حديث وماتريدية وصوفية ,
رحمه الله الامير جاهد بيده وبلسانه وقلمه. وان اكرمنا الله بمراجع سنكتب كتابا عبه وافيا ونحن في صدد اختصار وشرح للمواقف اعننا الله على ذللك. نرجو المساعدة من اهل بيت الامير , وفي الخير ايه المتحامل ليكن قائدك في نقدك الورع
واعلم ان من قل لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهم ان لم تكن كما قال ,الحذر لا تكن يد في يد الماسونية ,انها تتشرف بمثل هذا الامير حتى يكثر اتباعها ,فل تكثر سوادهم بتكقير عظماء امتك , ...... والله من وراء القصد ..........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 05:29]ـ
الأخ عبد القادر الجزائري: في كلامك خلط كثير و مجانبة للصواب ...
لا يحملنك أن الأمير من الجزائر أن تتعصب له؛ فللحق أحق أن يتبع ...
و لك في أنبياء الله أعظم العبرة و العظة ...
شرح الله صدري و صدرك للمعرفة الحق و اتباعه و اتباع أهله، آمين ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 05:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ماذكرة مبني على كتابات الغرب والمستشرقين والمسيحيين , في نسبته للماسونية
.........
و عليكم السلام
هات لي مصدرا واحدا ذكرته عن الغرب أ و المستشرقين. ( ... حرره المشرف ... )
ومن ذكر الاشاعرة يا ... ذلك.
اللهم أدم علينا نعمة العقل
[ quote= اما ابن عربي اختلف الناس فيه, ..........
حشرك الله معه.
نعم جدير بك أن تكون هذه بضاعتك.
[ quote=. وان اكرمنا الله بمراجع سنكتب كتابا عبه وافيا ونحن في صدد اختصار وشرح للمواقف اعننا الله على ذللك .....
يقولون هذا عندنا غير جائز .............. و من أنتم حتى يكون لكم "عندُ".
و لا أريد أن اطيل الحوار ( ... حرر ... ) لا سيما في هذه الايام الفاضلة. (**** حرر****).
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و هذا بحثٌ للأخ الفاضل أبوعبدالله همَّام بن محمد الجزائري
بعنوان:
التلاقي الماسوني أو علاقة الأمير عبد القادر الجزائري بالماسونية
إن الحمد لله، نحمده و نستعينه و نستهديه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين و سلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري قد نُسجت حوله حكايات كثيرة غريبة قريبة من الخيال، أو القصص المشبَعَة بالأوهَام، أو الأسَاطير الموغلة في الإختلاق!!
أُريدت لقصصه التي نُسِجت عنه و حوله أن تحتل مكانة في نفوس العرب عموماً، و الجزائرين خصوصا، ليصنعوا منه البطل المِقدَام، و الرمز المغوار، و الشخصية التاريخية الفذة التي صنعت أحداث التاريخ، و أثرت في مجريات الأيام، و ضخت في نفوس الشعوب المبادئ السامية، و المعاني العالية!
و علموا أن تحقيق ما يصبون إليه لا يتم إلا بالتضحية بالتاريخ الصحيح لهذا الأمير، و تعويضه بتاريخ ساهم في بنائه من التفوا حوله، و صنعوا منه تلك الشخصية المتألقة الممجدة!
و هم يعلمون أن تشويه التاريخ لن يدوم، فسيأتي ذاك اليوم الذي يُنفض الغبار عن أوراق التاريخ، و يُستخرج منها التاريخ الصحيح الذي لا يقبل التزييف و حينها ستظهر صورة من أهالوا عليه التمجيد و التقديس بأنه إنسان لا يستحق أن يُرفع في مصاف من تعتز بهم أممهم، و تُكرمهم شعوبهم، و تحتف بهم ذاكرة تاريخهم!!
نعم!
هذا الذي حدث مع شخصية الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري
باختصار ..
حدث ذلك لإن الأمير عبد القادر انغمس في الحركة الماسونية قلبا و قالبا، و تبوأ في مراتبها المنازل العالية، و شُرِّف من قبل رموز هذه الحركة الباطنية بأعظم أوسمتهم، و أفخم تشريفاتهم!
و من البديهي أن سخاء رؤوس الماسونية و رموزها على عربي مسلم من أمثال عبد القادر الجزائري بالتمجيد و التقديس و التعظيم لن يتم بدون مقابل لأنه ضرب من الخيال، و هذا [المعلم الأكبر الإقليمي] كان يُعارض قبول المسلمين في محافل الماسونية!!؛ فكيف يُقبل أمثال عبد القادر، و كيف حدث هذا؟!!
هذا هو السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، و خاصة عند من كانوا ضحية التهويل الذي أحيط بشخصية الأمير عبد القادر و تاريخه؛ كيف حدث هذا؟!!
لا غرابة من هذا؛ فمن جال في صفحات التاريخ، و قرأ ما قاله الذين أثبتوا [تهمة] توغل عبد القادر في الماسونية، و اطلع على ما كتبه نفاة انضماه، سيعيش بينهما معارك ضارية أستعملت فيها كل الأسلحة الفكرية!
لكن ما يهمنا ـ نحن ـ الآن ليس الولوج معهم في معاركهم التي لا تزيدنا إلا تيها، بل سنقدم بعض ما قاله من أثبتوا ماسونية عبد القادر!
و من هنا البداية ...
(يكتب عبد القادر في أشعاره الصوفيَّة فيقول:)
(يُتْبَعُ)
(/)
(شعر "فليس يدري الذي أقول غير فتى ** قد جاوز الكون من عَينٍ و من رُتَب")
(كما يكتب في رسالته الجهرية إلى الفرنسيين:)
(شعر " الدين واحد و لو يعيرني المسلمون و المسيحيون انتباههم لقضيت على اختلاف وجهات النظر بينهم، و لغدوا أخوة في الداخل و في الخارج ... ")
[[بعد (أحداث دمشق الدامية)، غُمر عبد القادر برسائل التقريظ و الأوسمة، و أتاحت له هذه القضية أن يلتقي مرَّة أخرى مع الماسونيين:
مرة أخرى، بالرغم من أننا لا نعلم متى، و ما هي مناسبة اللقاء الأول. و الواقع أن بعض جهات الاتصال بينه و بين بوجو ـ الماسوني نفسه ـ كانوا من الماسونيين، من " بن دوران " إلى البارون " دي ميشيل "، مروراً بالمترجم المشؤوم المقدَّم عبد الله.
و هذه المرة كانت الأشياء أكثر استقامة، لكنها ليست أقلّ غموضا. و هكذا (فمنذ أن تلقى الرسالة الأولى من " محفل الشرق الكبير" Grand Orient في فرنسا)، و هي تهنئة على تصرفه، عمد الأمير [عبد القادر] إلى الاستماع إلى شروح عن أهداف هذه الجمعية و نشاطاتها، و مداخلها و مخارجها، يقدِّمها له أحد أصدقائه، و هو لبناني و من الماسونيين القلائل العرب، و المسلمين القلائل في تلك الفترة، و هو (مميز " شاهين مكاريوس " الذي ربطته بعائلة الأمير صداقة حميمة) بحيث وجَّه فيما بعد اثنين من أبناء الأمير و هما محي الدين، الابن الأكبر، و محمد، إلى الانتساب إلى محفله " فلسطين" في بيروت. بينما انتسب ابن الثالث لاحقًا و هو الأمير عمر إلى محفل " النور" في دمشق و انتهى إلى رتبة عليا في محفل "معحبي الكون" في باريس، كما كان ابن رابع للأمير هو علي خليل ماسونيا أيضا. و كلهم تابعون إلى الجهات الوصائية الانجليزية في الجمعية.
أخيرا فإن العديد من أحفاده كانوا ماسونيين، حتى من كان في الجزائر مثل أبوطالب [محي الدين ابن أحمد] في العام 1901م.
ليس لدي برهان عما إذا كان قد تحدَّث عن ذلك إلى شرشل أوَّل مَن نشر سيرته الذاتية و أشار [في عام 1867م] إلى مسارَّة الأمير؟ و كان قادة الماسونية البريطانية في تلك الفترة من العسكريين و القناصل؛ و الأخوة الماسونيون يتنقلون كثيرا بين مصر و لبنان و سورية.
و تتيميز شهادة أحد الماسونيين الزائرين الأمريكيين و هو " روبير موريس " بدقتها، و هو يتحدث عن لقاء أجراه في دمشق بتاريخ 7 نيسان ـ أبريل 1868م، حيث صحبه الأخ " ناصيف مشاقة" بعد اجتماع ماسوني إلى الأمير الذي قام " بمعاقبته على الطريقة الأخوية الماسونية" و كان حاضراً في ذلك اليوم عدا أبناء الأمير الماسونيون، جوزيف بيلاستر J.PILASTERE الماسوني الفرنسي من محفل " الحقيقة" في مرسيليا، و كذلك عدة أعضاء أنجليز، و إيرانيين، و اتراك، و يونانيين، من محفل "فلسطين" في بيروت؛ و بعض أفراد عائلة العظم المعروفة في دمشق. و كان عبد القادر نفسه مدرج الاسم في جداول محفل "سورية" في دمشق دون أن يتوفر برهان على حضوره اجتماعات ذلك المحفل.
غمرت القوى الغربية الأمير الشهم بمظاهر الامتنان و الإعجاب بعد قضية مذابح1860: رسائل، و هدايا، و أوسمة، و زوار تتتابع على دمشق و غص الدرب الصغير في باب الفراديس بالوفود حاملي الهدايا: فانجلترا قدمت له بندقية مضاعفة الماسورة مطعَّمة بالذهب؛ و الولايات المتحدة مسدسين؛ و قدَّم له الفرنسيون وسام جوقة الشرف من المرتبة الأولى، و الروس وسام النسر الأبيض، و البروسيون وسام النسر الأسود، و اليونانيون وسام "المخلص"، و الإيطاليون وسام "موريس واليعازر"، و جزيرة سردينيا صلييبها و كذلك البابا بيوس التاسع، و بالطبع منحه السلطان العثماني النيشان المجيدي الهمايوني من المرتبة الأولى. كما بدرت من العالم الإسلامي ردَّات فعل مماثلة، كلن أفضلها في نظر الأمير تلك الرسالة التي وردته من البطل القوقازي محمد شامل أفندي المنفي في روسية. [الرسالة موجودة في تحفة الزائر (ص662 - 663) و في كتاب "فارس الجزائر، الأمير عبد القادر" للعماد مصطفى طلاس (ص320 - 321)]
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يستطع عبد القادر إلا أن يفكر بقدرهما المشترك، فتعدَّى جوابه عبارات المجاملة إلى خلاصة عن مسيرته الخاصة، مع التأكيد على أن تصرفه يعود إلى عواطفه" الشريفة" و إلى شعوره كحام لأهل الكتاب. [الجواب موجود في التحفة (ص 663 - 664) و في كتاب العماد طلاس " فارس الجزائر" (ص 322 - 323)]
في هذا السياق من الغبطة بدا أيضا الماسونيون في تهنئتهم للأمير، بإرسَال الهدايا، و بالرسائل التي تعبر جيدا عن شعور الفرنسيين حيال المجاهد الجزائري في الفترة التي كان نابوليون الثالث يحلم فيها بمملكة عربية جاءت الرسالة الأولى من المحفل الباريسي " هنري الرابع"، الذي قدم أولا للأمير حلية، و هي مدالية معبرة برموزها [أعيدت هذه المدالية إلى G.O ( الشرق الأكبر) بتاريخ 13 تشرين الأول – أكتوبر 1947م (الرسالة 2997) من قبل عبد الرزاق بن عبد القادر أحد أبناء أحفاد عبد القادر من الجنسية الفلسطينية في الأرض العربية المحتلة. و المدالية موجود في متحف شارع كاده CADET . ] اهتم لها الأمير و هي تتألف من دائرة موضوعة ضمن مربع مضاعف و في المركز على أساس من ميناء أخضر، كوس مثلث علَّقت عليه عناصر نظرية مربع فيثاغوث. و أمكن لعبد القادر أن يقول في نفسه إن في جعبة الماسونين شيئا يستحق الاهتمام.
((أيّها الأمير الشهير
أينما تبرق الفضيلة، و يعمّ التسامح و تُمجَّد الانسانية، يهرع الماسونيون ليهللوا و ليقدموا التقدير لمن عرف، مع بذل أكبر التضحيات، كيف يتمم صنيع الله على الأرض، و يقدم للمظلوم دعما حافظا منزَّها عن كل غرض. ذلك لأن الماسونية تعتبر هؤلاء الرجال منهم، و أنهم يسيرون على طريقهم، و هي تشعر بالحاجة لرفع الصوت عاليا لشكرهم و مباركة همتهم باسم الحظ العاثر، و المجتمع، و المبادئ السامية التي تستند إليها.
لهذا السبب، جئنا أيها الأمير الشهير، نحن أعضاء المحفل الماسوني " هنري الرابع" و " شرق باريس"، بعد العديدين غيرنا، إنما بذات الحماسة و العرفان بالجميل، لنضيف زهرية إلى تاج التبريكات الذي يضعه العالم المتمدن فوق هامتكم الجليلة النبيلة، و لنقدم قسطنا من الاعجاب إلى من سما على أحكام إدانة مسبقة مصدرها الإنغلاق و التزمّت في الدين، و تجلى إنسانا قبل كل شيء، فلم يستمع إلا إلى إيحاءات قلبه ليضع حاجزا حصينا أمام الهيجانات البربرية و التعصب.
نعم إنك فعلا الممثل، و النموذج الحقيقي لتلك القومية العربية المجيدة التي تدين لها أوروبة بالقسم الأعظم من المدنية و العلوم التي نوَّرتها. و لقد برهنت بتصرفاتك، و شهامة طبعك على أن تلك الأرومة لم تنتكس، و أنها إن بدت خامدة فيمكن أن تستيقظ لتحقق إنجازات عظيمة بحوافز عبقرية قادرة كعبقريتك، فبعد أن دعمتها بسيفك و حققت لها مجدا و كبرا عرفت فرنسا ـ وز قد كانت غريمتك ـكيف تقدِّرهما و تنظر لهما بإعجاب، و ها أنت تعظمهت بالشهامة و التضحية اللتين برهنت عليهما مثبتا أسس حضارة أشادها أمثال عمر و ابن رشد، و الفارابي، و هم قدوة المحاربين، و العلماء و الفلاسفة الذين تعتز بهم أمتكم و بحق.
( .... )
إن الماسونية الحرَّة التي يقوم مبدؤها على الإيمان بالله و خلود الروح، و تؤسس أفعالها على محبة الإنسانية و ممارسة التسامح و الأخوة الشاملة لا يمكنها إلا أن تشهد ببالغ التأثر العبرة الكبرى التي تعطيها للعالم. و هي تعترف بك و تعتبرك واحدا من أبنائها (بالمشاركة بالأفكار على الأقل) و أنت الرجل الذي مارس، بدون تفاخر و بإلهام أولي، شعارها السامي:" الواحد للكلّ".
بهذا الشعور، أيها الأمير الشهير، يجد محفل هنري الرابع، و هو مجموعة صغيرة من العائلة الماسونية الكبرى، من واجبه أن يوجه لكم هذا التعبير البسيط إنما الصادق عن عميق مودَّته، و أن يقدم كعربون احترام حليته الرمزية.هذه الحلية التي لا قيمة لها إلا بدلالات رموزها: الكوس،و المسواة، و الفرجار؛ و العدالة، و المساواة، و الأخوة؛ لكنهاحلية تلتمع على صدور مخلصة للإنسانية و تستهيم حبا بأمثالها. و بهذه الصفة نقدمها لكم، و إذا تكرمتم بقبولها، و عندما ستلقون نظرة عليها، ستقولون في أنفسكم: إن هناك بعيدا في الغرب قلوبا تخفق في توافق مع قلبكم، و رجالا يبحلون اسمكم، و أخوة يحبونكم كواحد منهم؛ و سيكونون فخورين إن أتاحت لهم روابط أكثر وثوقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعتبروكم في عداد المؤيدين لمؤسستهم)) [شرق باريس، في 16/ 10/1860م]
و بما أننا نعلم بوجود دعوات عديدة وُجهت إلى الأمير، فمن المهم أن نتساءل لماذا لم يجب إلا على هذه (هذا إذا لم تكتشف رسائل جديدة في الملفات).
إن قِسما من الجواب موجود تماما في هذه الرسالة.
فأولاً هناك دعوة واضحة: إنها تقترح على الأمير أن يغدو في آن واحد ابنا لهذه الماسونية التي تقول الرسالة إنها أم جميع ذوي الإرادة الطيِّبة الذين يمارسون الأخوة، و أخاً لمجموعة الماسونيين الأحرار الذين يقولون عن أنفسهم إنهم "أبناء الأرملة"، و علاقة أب ـ أخ تستتر كثيرا في أخوية يقتل أعضاؤها" رمزيا" المعلم المؤسس حيرام في طقوس و درجة إكمال [يعتقد أن حيرام إيبور المستشار اليهودي لهيرودوس أغريبا ملك فلسطين هو المؤسس الأول للماسونية في العام 41م و سميت في حينه " القوة الخفية". و كان حيرام قد فقد أباه و هو طفل فأطلق عليه اسم " ابن الأرملة" و لذلك يسمى الماسونية أنفسهم، و هم أخوته "أبناء الأرملة" و قد ذهب حيرام إلى صور ليفتش عن عمه حيث قتل أو مات و نهشت جثته الطيور الكواسر، و في مطلع القرن العشرين حضر أحد الماسونيين الأمريكان و هو "درايم ريغر" إلى صور، و فتش لمدة سنة إلى أن اهتدى إلى المكان الذي مات فيه فنصب له قبرا و عليه شعار الماسونية، و كان يؤمه الماسونيون للزيارة]
يتعلق الأمر هنا بنداء مضاعف باتجاه العقل الباطن للأمير الذي اهتم بعد إخفاقه السياسي في البحث الصوفي (لكن هل عرف عنه ذلك في ـ تلك الفترة؟، و هل كان الماسونيون يعرفون ذلك عنه؟ هذا ما يُشك به). فالماسونيون الأحرار يقترحون إذاً في آن واحد الاندماج الارتدادي، و التجربة الأخوية، إنما الاستيهامية إذ الأمر ليس في هذا الوارد دون عقدة اندساس.
أعتقد أن الأمير قد تحسَّس بهذه الدعوة، إذ لا يمكنه إلا أن يبتسم للصورة الثلاثية التي يقترحها الماسونيون للإسلام: فقراءتهم مناقضة لقراءته، فالماسونيون يفكِّرون بالقوة المقاتلة (عمر صورة الأمير المقاتل التي ستتكرر في كل هذه القضية) و بالعلم (ابن رشد، و تذاكراتهم عن تقدُّم العرب في هذا المضمار)، و الفلسفة (الفارابي)، و الواقع حتى في هذا الحال فإن المير لا يفكر إلا بالمعرفة الروحية، و بالشجاعة، و بالحسيَّة؛ كما ستلاحظ في إجاباته الخاصة فيما بعد، و هذا ما سيطرح مشاكل في الترجمة أمام الأخوة ...
نمتلك على الأقل رسالة أخرى موجهة إلى الأمير تؤكد فرضيتي، و هي تبدو عند القراءة الأولى و كأنها تمثل الصورة الفرنسية ذاتها لعبد القادر حامي ضحايا التعصب، و هي رسالة محفل " الصداقة المخاصة"، و موقَّعة من قبل مورا MURAT ، الذي تذكَّر أنه أحد رؤساء الماسونية عبر O.P.A النابوليونية و الشغوف بالدراسات المصرية.
[لمجد مهندس الكون الأعظم.
محفل القديس يوحنا المعروف بمحفل " الصداقة المخلصة" و الموضوع إشراف شرق فرنسة الكبير.
إلى الأمير عبد القادر، نسأل الله له الحفظ و الرشاد!
نحن جمعية الماسونيين الأحرار نردِّد معك: لا إله إلا الله.
و ليس لنا إلا مبدأ واحد: هو المجد لله مهندس الكون الأعظم !
و الحب الأخوي لجميع أبناء البشر أبناء الله الأب الواحد،
الواثقون بالعدالة الإلهية الضامنة لخلود الروح.
نوجِّه لك أيها الأمير الورع هذه البادرة الودية لموقفك البطولي و النبيل وسط التعصب الرهيب الذي كسا بالحداد سورية بكاملها.
فليبارك الله، أيها الأمير الحكيم الباسل في هذا السلوك الديني المستوحى من عاطفة الأخوة الإنسانية أكثر منه من تسامح بسيط.
ألم يتوقع الله، و الذي لم يخلق كائنين متمماثلين تمام التماثل حتى و لا ورقتي عشب أو حبتي رمل، طرقا مختلفة لفهمه و عبادته؟
و ما اهمية هذه الفروق إذا كنا جميعً ننضوي تحت فكرة عدم إمكان خدمة الله بشكل حقيقي إلا بالعمل في محبة ليستنير و يساعد بعضنا بعضا الأخر. إن الله هو الأب السامي: أوليس السلام، و الاتحاد، و سعادة جميع أبنائه المتماعين بالعقل و الحرية، مجده الأعظم؟
على هذا الأساس، نحن جمعية الماسونيين الأحرار المنتشرين في كل أرجاء الأرض، بعدد ما يزال قليلا في الواقع، سنكون معك دائما، دعاة الأخوة الإنسانية و المدافعين عن حرية المعتقد، و كذلك عن استقلال الشعوب التي نحترم حقوق الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
إليك إذًا أيها المير الورع تحية الأخوة بالله، أبينا المشترك، و ليحقق الله السعادة لعائلته و الإزدهار لك في جميع مشاريعك الحقَّة]
هذه الرسالة في الواقع، تختلف كليا عن السابقة، فهي أكثر تفيّدا بالشكل المسيحي منها بالشكل الإسلامي، بالرغم من أ، هذا المحفل يضم في عضويته سفير الشاه و عددا من الشخصيات الفارسية المسلمة. و بينما محفل "هنري الرابع" بأن تتطرق رسالته إلى بعض المعارف الثقافية العربية الإسلامية، فإن نصّ هذه الرسالة، فيما عدا الترجمة التقريبية للصيغة الإسلامية المؤكدة لوحدة الله الأحد، إذ أنها تبدأ بشهادة " لا إله إلا الله " يؤكد على الآب " الأب المشترك" و " مهندس الكون الأعظم" , " الله "؛ بينما رسالة محفل " هنري الرابع"، لا تلمح إلى " الله الذب نعبده جميعا" و لكن يمكن أن يكون عبد القادر قد تحسس بصيغة " العرش ... في أعماق كل القلوب" الذي يتناسب مع مفاهيم العرش و الذكر في القلب، و لكن يمكن أن يكون أيضا قد اهتم بفكرة الواحد و المتعدد الأشكال في الرسالة الثانية.
أراني، و أنا ما زلت في موضوع اختيار الأمير الرد على رسالة المحفل الأول، مضطرا لوضع فرضية. الواقع أن عبد القادر قد فضَّل مقولة الأم ـ الإخوة، على مقولة الأب ـ الأخوة، ليس لأنه مسلم، و بالتالي فهي رؤية مثالية، و لكن بالأحرى لأنها واقعه المغربي المعاش، و ليس لديه في الواقع لا شعور مبن بطريقة أوديبية؛ خاصة و أن أباه قد لعب دورا رئيساً في توجيهه: فمحيي الدين حتى في اسمه، و كذلك عبر الطريقة القادرية هو في أساس ميل عبد القادر نحو ابن عربي. فالأب الموجّه و المعلم يحملان كلاهما الاسم ذاته و هو يعني " منعش و مجدد الدين" و الواقع أن الأمير لا يمكن أن يؤمن بالصدفة، لأنه سلك في آمبواز طريق إبراهيم القرآني، و كالصديق الحميم، قد أوضح الانكشاف، فهو لا يأخذ بالرؤيا و لا بالحلم، بحرفيتهما.
و من جهة أخرى فإن أمه، التي يذكرها دائما في رسائله، بكلمة الوالدة، وفق المتداول في المنطقة الوهرانية، قد توفيت مؤخرا، و بذلك تحرّر من أجل مسيرته الأخيرة، و هكذا ما فتئ بين عامي 1861 و 1865 يسافر بما فيها حجّه إلى الأماكن المقدسة. و قد كانت العقبة الأخيرة أمام تحقيق الأقل من مساراته. و كان يقول فيما بعد لمن يلومه على ترك عائلته: "صحيح أن عائلتي عزيزة عليّ، لكن الله أعزّ "
( .... )
لكن الماسونيين لا يعرفون كل هذا، و لدينا البرهان في رسالة نشرها ياكونو YACONO في مؤلفه عن الماسونية الجزائرية [المؤلف: "قرن من الماسونية 1785 - 1884" غير أن ياكومو قد كتب مقالا عن الأمير الماسوني في مجلة " شرق كبير فرنسة G.O.D.F" ( الانسانية humanisme) رقم 57، أيار ـ مايو 1966: 5 - 37 اعتبارا من وثائق متوفرة في تلك الفترة ضمن ملفات G.O.D.F.]
فبعد أن ترأس مادول Madaule إقامة محفل " سيدي بلعباس"، و جب عليه السفر في المنطقة، و في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1867 كتب إلى "المشرق الكبير" رسالة فيها بعض الغرابة فقد قال:
((عدت من جولة قمت بها في القبائل التي تفصلنا عن مراكش، و التي تمارس شعائر إسلامية، سبق لعبد القادر ممارستها و التي يمكن تسميتها الشعائر الحرة لموريتانيا. إن توجيه البريد إلى فرنسة خلال بضع دقائق يضطرني إلى تأجيل ذكر التفاصيل المثيرة للفضول، و الواجب تبليغكم إياها حول هذا الاكتشاف الهام. إنني آمل أن أتمكن من توجيه هذه الطاعة الرهبانية الجديدة للخضوع لقوانينكم.
و يضيف " يا كونو": ((هذه " الطاعة الرهبانية" الجديدة قد لا تكون إى أخوية القادرية المشهورة التي اعتمد عليها عبد القادر. و هكذا بعد سبع و ثلاثين سنة من الاستلاء على مدينة الجزائر، يجهل أحد أقطاب الماسونية، الصديق للعرب، و المتكلم بلغتهم على ما يبدوا بوجود الأخويَّات! من المؤكد أن الوصول إلى الملغمة بين الأشخاص غير المتعارفين يقتضي السير في طريق طويل)).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما يجعل أيضا هذا الغموض في رسالة محفل " هنري الرابع "، و كذلك في النصوص التي سأعرضها لاحقا أكثر إثارة للذهول. إنها تتناول جميعها هذه التفاهات المبتذلة السائدة في ذلك العصر عن الشرق، و لكنها في الوقت نفسه تعرض مظاهر إيجابية جدا في تمثيل الماضي و النظر إلى مستقبل ممكن عبر تلميحات إلى " القومية المجيدة ... و شهامة تلك الأرومة التي لم تنتكس و إنما تبدو خامدة ... و يمكن أن تستيقظ لتحقيق إنجازات عظيمة ... تتجلّى بالشهامة و التضحية ... عدا ما حوته من أسلاف عظام نقلوا الثقافة إلى أوربة ... " مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن هذه الصورة تتوافق عمليًا مع تلك التي سيبرزها بعد عدة سنوات باعثو النهضة العربية في باريس كما في أمكنة أخرى، من جمال الدين الأفغاني إلى الكواكبي و حتى فيما بعد إلى حزب " البعث" و الواقع أننا نعرف، منذ أطروحة "تييري زركون "، و أبحاث " فنسان كوش"، أن أحد عوامل تلك الايديولوجية الجديدة يعود، جزئيا إلى المحافل الماسونية؛ إذ يوجد هنا تلاحق مدهش إلا إذا كان هناك خدعة أو إخراج آخر في تاريخ ليس له، دون شك، ذات المعنى، بالنسبة للصوفيين و للمؤرخين. لكن يجب ألا ينسينا هذا غموض مسعى عبد القادر كما سأبينه في اللامنطق الذي يرتكبه الماسونيون في تفسيرهم؛ إضافة إلى أنه لا يمكن من شرح المظاهر السلبية كليا، التي ينشرونها في الوقت ذاته عن صورة الشرق. و إذا استثنينا ملاحظة سأقدِّمها لاحقا عن تسامح الإسلام لدى " مادول " ـ هذا القطب الذي سيلعب دورا كبيرا في نشر الماسونية في الجزائر ـ يبدو واضحا عبر جميع هذه النصوص أن الخطاب الماسوني يرتكز بشكل مطلق على مفهوم ذلك العصر أي نظرة الغرب إلى الإسلام من " كينه" Quinet إلى " رنان" Renan ، مرورا بـ"سيلفتسر دي ساسي" De sacy ؛ و هو مفهمو ليس مستقلا أبدا، و يقابل " الجهل " و " الجريمة" و " التعصب" و " البربرية" " بمشعل الحقيقة" و هكذا فما من جديد تحت الشمس.
لا يُستثنى "الماسونيون الأحرار" من القاعدة و هم يعيدون هذا الخطاب بعينه حتى عندما يتعلق الأمر بنغم يضيفونه للإشادة ببطلهم الجديد. و لأبين ذلك اخترت فيما يلي سردا تعظيميا لأحداث دمشق، مجرَّدة من سياقها، لأعطاء عبد القادر مجددا مكانا متميِّزا في التصور الشعبي، بينما السلطات الفرنسية ما تزال حذرة منه كما يبيِّن السرد التاريخي للوقائع.
(مميز التعظيم المَاسوني)
إنه متضمن في نشرة خاصة صادرة عن " شرق فرنسة الكبير" G.O.D.F ( تحت رقم 293، العام 1865، ص42)، و هو مكرر فيما بعد من قبل جميع المؤلفين اللاحقين؛ من هذه الوثيقة أنطلق إذا، مع تصحيح بعض الأخطاء و خاصة تلك التي تعود إلى الترجمة عن رسائل أصلية.
((- توقفوا، فما زال أمامكم الوقت، و إذا لم تستمعوا إليّ فهذا يعني أن الله لم يمنحكم العقل و ما أنتم إلا بهائم لا تتحرك إلا عند مرأى العشب و الماء. صرخ المتجمهرون بغيظ كصرخة الرومان سابقا في الحلبات: المسيحيون ! المسيحيون! سلمنا المسيحيين، الكفرة، و إلا سنشملك بالعقوبة ذاتها و نلحقك بأخوتك.
- أجاب عبد القادر و عيناه تبرقان بالشرر: لن تصلوا إلى المسيحيين مادام واحد من جنودي البواسل على قيد الحياة. إنهم في حماي، يا قتلة النساء و الأطفال! و أبناء المعصية. جربوا إذًا أن تنتزعوا واحداً من هؤلاء المسيحيين الذين ألجأتهم إليّ و أعدكم بأنكم سترون يومًا رهيبا، لأنكم ستتعلمون كيف يتقن جنود عبد القادر استعمال البارود.
- ثم التفت نحو مرافقه الأمين "قره محمد"، قائلاً:
- قرة، إليّ بحصاني و سلاحي، و أنتم يا رفاقي المغاربة، فلتبتهج قلوبكم، و الله على ما أقول شهيد، سنقاتل من أجل قضية بمثل قدسية القضية التي قاتلنا من أجلها سوية في السابق.
صرخة الحرب هذه كانت نهاية الصراع، و ستبقى منقوشة في ذاكرة كل مُعترف بالجميل في العالم المتمدِّن، فقد أحدثت لدى الجميع رجَّة انفعال حقيقية، لأنها كشفت، وحدها فقط، عن قدرة العواطف الماسونية التي تعمر روح أخينا الشهير.
نعم! كان ماسونيا مجيدا هذا الذي يسمي، دون تمييز بين الأجناس و الأديان، جميع البشر أخوته، و كتن مستعدا بذل دمه من أجلهم.))
(يُتْبَعُ)
(/)