وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي أباسارة .. وصفت الداء وننتظر الدواء.
هل من أفكار واقتراحات ((عملية))؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاختلاف والتفرق من قدر الله الكوني ..
ولكن لايعني هذا الاستسلام له؛ لأننا مطالبون بالوحدة شرعاً ..
فالقضية قضية تمحيص وامتحان ..
شأنها شأن الحروب والفتن والنكبات ...
نهايتها جنة ونار
لكن من يفطن؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 01:00]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك يا أبا سارة، ووفقك إلى كل خير
أراك قد لخصت معضلة من معضلات التاريخ الإسلامي، بل التاريخ بعامة، ووصفت ما يعتمله زند الأسى في صدرك مما تراه من حال المسلمين في القديم والحديث!
فاعلم يا أخي الحبيب أن هذه هي سنة الله في خلقه التي لا تتبدل ولا تتحول؛ قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، وقال تعالى: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم}، وقال تعالى: {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون}، وقال تعالى: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون}
وهذه السنة الكونية لها فوائد لا تحصى، وإن كان بعض الناس يظنها ضررا على الأمة، ولكن الحقيقة غيرُ ذلك:
- فهذه السنة يظهر بها الحق على لسان أهل الحق بحمد الله.
- وهذه السنة يظهر بها بطلان الباطل بدحض حجج أهل الباطل بعون الله.
- وهذه السنة ميدان واسع لجهاد المجاهدين من العلماء والفقهاء لترفع درجاتهم في الآخرة.
- وهذه السنة جعلها الله سببا في بقاء لسان الصدق في الدنيا للعلماء العاملين المجاهدين بالقلم واللسان في القديم والحديث.
- وهذه السنة ميدان واسع أيضا للمنافقين والمغرضين الذين أملى لهم الله عز وجل ليأخذهم بذنوبهم وذنوب من يضلونهم
- وهذه السنة ابتلاء وامتحان للإنسان في هذه الحياة ليجتهد في معرفة الحق ولا يقنع بالدعة والراحة.
- وهذه السنة تحقيق لعدل الله في الأرض بترك الناس يختلفون في الدنيا، وأنه إنما يحكم بينهم في اختلافهم يوم القيامة.
- وهذه السنة من أقوى الدوافع لطلبة العلم على الجد والاجتهاد في التحصيل وطلب العلم ليكونوا على قدر المسئولية.
- وهذه السنة أيضا فيها من الرحمة ما فيها؛ لأن بعض الاختلاف قد يعذر صاحبه، فلو لم يكن هناك اختلاف البتة ما عذر أحد.
........... إلخ
وقديما قالوا: الحق أبلج والباطل لجلج، والله عز وجل يهدي من يشاء إلى الحق، ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون.
اللهم اجعلنا ممن أثلجت صدورهم ببرد اليقين وثلج الحق.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 06:44]ـ
جزيتم خيرا
سأعود إن شاء الله(/)
في الذكرى التاسعة لوفاة الشيخ الشعراوي
ـ[الأيام]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 05:46]ـ
في هذه الأيام من شهر يونيو تحيي الأمة الإسلامية الذكرى التاسعة لوفاة رجل يعد عَلماً من أعلامها وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام رجل يتفق العديد من العلماء على انه ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدد لها دينها)، ويرون انه هو من المجددين للآمة دينها وذلك لما حباه الله من فهم للقرآن ورزقهم الله تعالى من المعرفة بأسراره وأعماقه ما لم يرزق غيره، فله فيه لطائف ولمحات وإشارات ووقفات ونظرات استطاع أن يؤثر بها في المجتمع من حوله.
محيط - بدرية طه
انه الشيخ محمد متولي الشعراوى الذي رزقه الله القبول في نفوس الناس فاستطاع بأسلوبه المتميز أن يؤثر في الخاصة والعامة في المثقفين والأميين في العقول وفي القلوب إن هذه الميزة بحق لا يوفق إليها إلا القليلون الذين منحهم الله تعالى من فضله. وفى هذه الذكرى نلقى بصيصا من الضوء على حياته حتى تكون نورا ونبراساً لمن يريدون إتباع نهجه.
نابغة منذ الميلاد
ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في الخامس أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، واسمه الحقيقي هو أمين ولا يخفى علي أحد المعاني الجميلة التي إشتمل عليها هذا الاسم، نشأ في أسرة متوسطه الحال، وبالرغم من ذلك كان يري أنه من الأغنياء، فستر الحال مع الرضي غنى، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.
في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.
وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن، فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.
وسائل المعرفة عند الشعراوى
يقول الشيخ محمد السنراوى،أحد علماء الأزهر الشريف أن وسائل المعرفة عند الشيخ الشعراوى انحصرت في ثلاثة أشياء الإدراك والاختيار والوجدان، كما كانت له ثلاث مدارس، فقد تخلى عما يغضب الله، وتحلى بما يرضى الله، فتجلى الله عليه فأعطاه ما أرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضيف الشيخ السنراوى، أنه كان للشيخ الشعراوى حسا فنيا راقيا، حيث تربي علي الأنغام الجميلة التي كان يسمعها من مشايخ طرق الصوفية، فكانت بدقادوس طرق صوفية كثيرة، فكانت هناك الخلوانية والشاذلية والباذية والرفاعية، وكانت هذه الطرق كلها فيها ذكر، فكان كلها نغم وهذا النغم كله كان يوحد الله عز وجل، فلا أحد ينكر الرقي الذي يتميز به الشعر الصوفي، فحينما تعيش معهم في أشعارهم تجد قلبك يهيم، ونفسك تسمو.
وعلى الرغم من ضيق حال أسرته إلا أن والده كان من عشاق العلم والعلماء، فكان يعزم العلماء ومشايخ الطرق الصوفية في بيته رغم ضيق حاله، فالذي يجعل من نفسه الستر في حاله يستره معاون الأحوال.
خواطر ذهبية للشعراوي
أن من أقوى الخواطر الإيمانية للشيخ الشعراوى، تبدو في تفسيره لقول تعالى: (يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) سورة الأحزاب /41،42،43، فهذه الآيات تحدثت عن ثلاث قضايا: قضية ذكر الله عز وجل، وقضيه التسبيح، وقضية الصلاة من الله عز وجل علي المؤمنين.
فالقضية الأولى: قضية ذكر الله عز وجل، فكان الشيخ الشعراوى يقول انه لابد أن نذكر الله عز وجل بعدد النعم وعدد النقم، وقد يتعجب الكثير من لذلك، فذكر الله عز وجل بعدد النعم، أمر مفهوم، أما الأمر الغير مفهوم كيف أذكره بعدد النقم!؟ فيقول الشعراوي أنه إذا ذكرت الله عز وجل بعدد نعمه، زادك منها قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) سورة إبراهيم /7، وإذا ذكرته بعدد النقم بدل الله لك النقم نعم.
وأما القضية الثانية التي تحدثت عنها الآية فهي قضية التسبيح، فلابد أن تسبح الله عز وجل مع الكون، والتسبيح أن ترفع وجهك في السماء، وتسبح مع الحياة والموت، وتنظر في أحوال الناس، هذا الغنى أصبح فقيرا، وهذا الفقير أصبح غنيا كل هذه الأمور تعد تسبيحا، فإذا علمت ما يدور في الكون من تحويل الأحوال اشتركت مع الكون في تسبيح الله عز وجل، قال تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) سورة الإسراء /44
وأما القضية الثالثة التي تحدثت عنها الآية هي صلاة الله وملائكته علي الناس، والمقصود بصلاة الله الرحمة من عنده، وفرق كبير بين الرحمن والرحيم، فالرحمن لمن وحّده، ولا يكفى أن تقول لا اله إلا الله، لأن هناك توحيد وتفريد وتجريد فالتوحيد أن تنطق بالشهادة، والتفريد ألا تسأل غير الله ولا تتوكل إلا علي الله، وألا تخشي أحدا غير الله، والتجريد التسليم لأمر لله عز وجل، قال تعالى: (قل إن صلاتى ونسكى ومحاى ومماتى لله رب العالمين) سورة الأنعام /162، فإذا وحدت الله فهو الرحمن، وأما صفة الرحيم فإنه يعطيها لأولادك وأحفادك ذكورا وإناثا.
وبالإضافة الى ذلك فإن الملائكة تمشي معك قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) سورة فصلت /30، فلا شك أن الخوف والحزن هما أعداء الإنسان، فإذا وحدت الله عز وجل، أمّنك الله من الخوف والحزن لأنك ستكون في معيته تعالى.
التدرج الوظيفي
تخرج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.
ولقد اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد تألم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.
وقد ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
وقال في ذلك: إنني راعيت وجه الله فيه ولم أجعل في بالي أحدًا لأنني علمت بحكم تجاربي في الحياة أن أي موضوع يفشل فيه الإنسان أو تفشل فيه الجماعة هو الموضوع الذي يدخل هوى الشخص أو أهواء الجماعات فيه. أما إذا كانوا جميعًا صادرين عن هوى الحق وعن مراده، فلا يمكن أبدًا أن يهزموا، وحين تدخل أهواء الناس أو الأشخاص، على غير مراد الله، تتخلى يد الله.
وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضوًا).
وقال يومها: ما أسعدني بهذا اللقاء، الذي فرحت به فرحًا على حلقات: فرحت به ترشيحًا لي، وفرحت به ترجيحًا لي، وفرحت به استقبالاً لي، لأنه تكريم نشأ عن إلحاق لا عن لحوق، والإلحاق استدعاء، أدعو الله بدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أستعيذك من كل عمل أردت به وجهك مخالطاً فيه غيرك. فحين رشحت من هذا المجمع آمنت بعد ذلك أننا في خير دائم، وأننا لن نخلو من الخير ما دام فينا كتاب الله، سألني البعض: هل قبلت الانضمام إلى مجمع الخالدين، وهل كتب الخلود لأحد؟ وكان ردي: إن الخلود نسبي، وهذا المجمع مكلف بالعربية، واللغة العربية للقرآن، فالمجمع للقرآن، وسيخلد المجمع بخلود القرآن.
استقرار مبكر
تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.
وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.
وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله .. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.
الإنجازات والأوسمة
منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/ 4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر. ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.
جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة
الشعراوي للطائعين والعصاة
كان الشيخ الشعراوى موجه دعوته للجميع فلم يكرثها فقط للطائعين، بل كان كذلك سببا في هداية كثير من الناس، وكان سببا في اعتزال كثير من الفنانين الفن، وارتداؤهم للحجاب، والتفرغ للدعوة الإسلامية، فيحكي السنراوي لن أنسي موقفه عندما أرسلنى ببعض المال لسيدة، لم أكن أعرفها في بداية الأمر، وعندما ذهبت إليها وجدتها متبرجة، فأعطيتها المال وقلت لها الشيخ أرسل لكي هذا المال، فقالت لي: أخبره أن المال ناقص، وعندما أردت أن أعطيها مما معي، قالت لي: لا، أخبره فقط أن المال ناقص، فغضبت جدا من الشيخ، لماذا يرسلني إليها!؟
وعندما رجعت إلى الشيخ وسألته عن ذلك، فقال لي ألا تعرفها؟ فقلت له: لا، فقال: إنها الفنانة " .... "، ولا تغضب يا محمد ويكفى " اللى عرفوها معرفوهاش واللى ماشافوها عرفوها "، يكفى أنها تشهد أن لا اله إلا الله وتلقى الله بالشهادة، والشعراوى لم يأت لك فقط، بل جاء لمحاولة هداية المومس والسكير والحشاش.
ومن هنا كان خطاب إمام الدعاة الشيخ الشعراوي ليس قاصرا على المهتدين فقط بل والعصاة من قبلهم لمحاولة إعادتهم إلى أنس الإيمان عملا بمبدأ ازرع في أرض جدباء، واستخرج منها شجرا به فروعا وأوراق وثمار فتحيا بها الناس، فكان دائما يقول اعلم أن الإنسان هو سيد الكون قال تعالى: (ولقد كرمنا بنى آدم ..... ) سورة الاسراء /70، فالأرض تخدم الإنسان والحيوان، والحيوان يخدم الإنسان، فاستحق الإنسان أن يكون سيد الكون، فلذلك أسكنه الله وزوجه وكرمه، فإذا جعلك الله سيدا وأنت ارتضيت أن تكون ذليلا عبدا، فلا تلومن إلا نفسك.
قالوا عن الشيخ الشعراوي
الشيخ يوسف القرضاوى
" ان الأمة فقدت بموته عَلماً من أعلامها وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام .. وترك وراءه علماً زاخراً وتفسيراً باهراً للقرآن الكريم ".
وقال " ان الفقيد كان ممن حباهم الله فهم القرآن ورزقهم معرفة أسراره وأعماقه وله فيه لطائف ولمحات وإشارات ونظرات استطاع أن يؤثر بها في المجتمع ". وأشار إلى أن كثيرين اختلفوا مع الفقيد في آرائه ومواقفه واجتهاداته لكنهم لم يختلفوا حول قيمته وقدره ودوره في خدمة الإسلام، وطالب المسلمين بأن يكرموا علماءهم ويقدروهم ويقتدوا بهم كما يفعل العلمانيون والماركسيون واللادينيون الذين يضفون هالات ضخمة على رجالهم، وأعرب د. القرضاوي عن حزنه الشديد على موت الشيخ الشعراوي وقال: لا أرى في ساحة الدعوة عوضاً عن الشعراوي، فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.
كان أول ظهور له على المستوى العام "في التليفزيون" هو ظهوره في برنامج "نور على نور" للأستاذ أحمد فراج.
وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
كانت الحلقة تتحدث عن أخلاق الرسول وشمائله، ورغم أن هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهما أمام فكر جديد وعرض جديد ومذاق جديد .. لقد أحسوا أنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، إن القديم كان يبدو جديدا على لسانه، أيضا أشاعت هذه الحلقة إحساسا في الناس بأن الله يفتح على الشيخ الشعراوي وهو يتحدث، ويلهمه معاني جديدة وأفكارا جديدة.
بعد هذا القبول العام انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة لتفسير القرآن وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه أستاذ للغة أساسا كان اقترابه اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدا كل الجدة، رغم قدمه ورغم أن تفسير القرآن قضية تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور، إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدا ومعاصرا رغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح وبيان المعاني قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات .. وكانت هذه موهبته الثانية.
وهكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته بسياج منيع من الحب والتقدير .. وزاد عطاؤه وزاد إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره الله إلى جواره .. عزاء لنا وللأمة الإسلامية.
"أحمد بهجت"
إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.
وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.
د."محمد عمارة"
إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
د."محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر"
فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.
د."محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف"
إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها).
د."أحمد عمر هاشم "
إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.
"الشيخ أحمد كفتارو "
إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.
" د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق "
لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة، خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد. وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا.
ونسأل الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ الشعراوي خيرًا.
"د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي".
اخيرا نتمنى من الله ان يعوضنا بعلامة يفنى عمره فى خدمة العلم والاسلام والقران وليس فى خدمة المال رجل بحق يدعو الى الله والى الاسلام ولا يخشى فى الله لومة لائم رجل يخاطب الناس بلغة عصرهم وباللغة التى يفهومنها وصدق الله العظيم إذ يقول (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي النهاية علينا أن نتمسك بديننا، حتى يكون النصر حليفنا، فكما قال الشيخ الشعراوى، كل دنيا تبنى على غير دين، فبناء على شفير هار!
رحم الله هذا الشيخ رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وحشرنا الله وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ً.
من موقع المحيط
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 06:12]ـ
السؤال: هناك من يحب الاستماع إلى الشيخ الشعراوي، والشيخ الشعراوي يخرج كثيراً على التلفاز، نريد نقداً أو بعض المآخذ لو تفضلتم بعرض المآخذ على الشيخ الشعراوي؟
الجواب: الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري أنا أقول بارك الله فيك، فأفترض أنك أحد رجلين، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة، فكلامه أخاذ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك، ثم ينشر ذلك في التلفاز، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشئ من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأنه ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول سار غره القمر) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به، وصاروا وين ما راح يتبعوه، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخرة ... قلت له:- جيد، هل اختبرته من حيث عقيدته؟، قال:- لا! فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا، قال:- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي، من شان يختبره في عقيدته، قال:- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوى)) ايش المعنى؟، قال:- استوى بمعنى استولى!!، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناشق الشيخ فكبر ذلك على الشيخ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤال حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا أن شاء الله، فقال له:- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله؟ فقال:- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله؟ الله في كل مكان، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول، هذه قصة وقعت. الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوى)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان، قول للسلف وقول للخلف السلف يقولوا:- ((الرحمن على العرش استوى)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود " سبحان ربي الأعلى " تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى)) القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوى)) أي استولى، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبه بين الله وبين غيره، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه، فهل يقول هذا مسلم؟. ((الرحمن على العرش على استوى)) فسرها بمعنى استولى، فمن كان مستولي عليه من قبل؟، أخالق مع الله؟، حاشا لله تبارك وتعالى ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله؟، انتفض وقال:- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوى، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس، لاشك أنه أحد رجلين، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به، وكما يقال " أحلاهما مر " يعنى إن كان عرف وحاد
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا أخطر مما لو لم يعرف، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح.
الآن أرجو الانتباه! هي قصة طويلة، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه معاوية بن الحكم السلمي، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:- يا رسول الله، لي جاريه ترعى غنماً لي في أحد في المدينة، فسطا الذئب يوماً على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكه، يعني صفعها على خدها، وعلي يا رسول الله عتق رقبة، يستفسر ويستوضح، هل يجدي عنه أن يعتق هذه الجارية التي ضربها بغير حق؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكه، كما قال هو، فقال له عليه السلام:- ائتني بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام:- أين الله؟، هنا الشاهد، قالت:- في السماء قال:- فمن أنا؟، قالت:- أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها فقال له:- اعتقها فإنها مؤمنة. إذاً من قال أين الله؟، رسول الله وإجابة الجارية أنه في السماء، الشعراوي و أمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون أن الله في السماء مع إن كل مسلم يقرأ في سورة تبارك، سورة الملك ((ءامنتم من في السماء ... الآية))، الجارية من حيث الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله بأنها مؤمنة، وبناء على ذلك قال لسيدها اعتقها فأنها مؤمنة، شهدت بأن الله في السماء أي عالياً وليس كما يقول كثيراً من أمثال الشعراوي وغيره، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس، بيكون واحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت شو بيقول:- الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، (هذا كفر) لكن الناس كما قال تعالى ((لكن أكثر الناس لا يعلمون))، لماذا كفر، لأنه مخالف لما سبق أن ذكرنا لمثل قوله ((الرحمن على العرش استوى)) ولمثل حديث الجارية هذه أين الله، قالت:- في السماء، والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدا كمثل قوله صلى الله عليه وسلم:- (ينزل الله كل ليلة إلى السماء في الثلث الأخير من الليل ... الحديث) فنزول الله إلى السماء معناه أنه على السماء وأنه ليس في كل مكان، كما يقول العوام هذا من جهة ومن جهة أخرى لو رجع العاقل المسلم متسائلاً، الله تعالى أزلي لا أول له كما قال تعالى ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام (أول ما خلق الله القلم، فقال له:- اكتب، فقال:- ما اكتب؟، فقال:- ما هو كائن إلى يوم القيامة) فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان؟، فهم يقولون أن الله في كل مكان، المكان لم يكن مع الله شريك، لأنه الله هو الذي أوجده وخلقه في كلمة " كن " كما قال عز وجل ((إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون))، فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان، فأيش هولاء الناس حين يقولون الله موجود في كل مكان وقد كان الله ولا مكان، هل ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه وصار له ملجئ وصار له مأوئ وصار محاطاً في المكان تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، هذه واحدة والأخرى أن الأماكن ليست بنسبة واحدة من حيث الطهارة والنظافة والسمو والرفعة والقذارة وإنما يختلف من مكان إلى مكان وقد جاء في الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- (خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق)، ترى ربنا موجود على حد تعبيرهم في كل مكان موجود في المساجد، موجود في الأسواق، فهل هذا يليق بالله عز وجل أن يكون في شر الأماكن وفي البيوت، بيت الخلاء وبيت الخلاء له مجاري، بل لا نذهب بعيداً، بل أن بطن الإنسان الممتلئ قذارة، هو مكان، بدليل أنه يتنفس الهواء ويأكل الطعام ويشعر بالشبع، فهل ربنا عز وجل حقاً في هذه الأمكنة كما يزعمون الله موجود في كل مكان، كيف جاء هذا والله يقول:- ((ءامنتم من في السماء)) كما ذكرنا آنفاً ((تعرج الملائكة والروح إليه)) مش تنزل عليه في كل مكان، كذلك ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) كل هذه النصوص في مخ الشعراوي متعطلة فهو لا يؤمن بها. الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك، الذي يسمى " كشك "
(يُتْبَعُ)
(/)
كلاهما قصاص، والقصاص هذه طبيعتهم، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم، لكن مهما حضر جلسات هولاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً، إنما عنده حكايات وعنده سوالف كما يقولون ومطمئن تماماً لكن الخاتمه لا يخرج من هذه الدروس بشيء أو أي شيء يصحح عقيدته وهذا هو المثال بين أيدينا، لأنك لو سألت العامة فضلاً عن أهل العلم، القران كلام مين؟ كل المسلمين يقولون كلام الله، لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله، من الأشاعرة والماتريدية يتموا بيلفوا ويدورا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله، لكن ما يرموها هيك صراحة، القرآن كلام الله ((كلم الله موسى تكليماً)) مثل التوراة مثل الإنجيل كلها كتب أنزلها الله على رسله المصطفين الأخيار.
الشاهد أن العقيدة التي يجب تدريسها من كل العلماء في كل المناسبات الشعراوى وكشك هذا لا يدندنون حول ذلك. هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين))، نصحك وجزاه الله خير هذا لا يمكن إنكاره لما سألك كيفك أنت في الصلاة؟، بتصلي ما بتصلي؟، إلى آخر ما ذكرت أنت، لكن هل بين لك كيف لك أن تصلي أنا بقولك سلفاً:- لا، ليش، إذا كنت مخطأ فقولي أخطأت، لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون، ليش، لأن صلاتهم حسب ماقرؤا في مذهبهم، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- (صلوا كما رأيتموني أصلي) كما أنهم لا يدندنون حول أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام، ليعرف المسلم أن يأتمر بالحديث السابق (صلوا كما رأيتموني أصلي)، لماذا؟، لأنه مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين. فنحن هنا نلاحظ أن العلماء هم الذين يدرسون الكتاب كلاً وبخاصة بما يتعلق بتصحيح العقائد ثم العبادات أما الجوانب العلمية الكونية الطبيعية، فهذه لا شك تفيد وتزيد المؤمن إيماناً، بقدرة الله عز وجل، وحكمته لكن هولاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.
المرجع: شريط " وقفات مع الشعراوي وكشك " للألباني رحمه الله.
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 06:21]ـ
نتمنى من علمائنا وطلبة العلم أن يكونوا بمثابة هذا الشخصية.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 08:20]ـ
منذ متى كانت الأمة تحتفل بذكرى وفاة عالم من العلماء!!
ـ[الأيام]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 09:18]ـ
التذكير بالعظماء ليس احتفالا بموتهم
فعلينا أن نأخذ العبرة
ثم إذا أصبحنا مثلهم فهذا شيء عظيم
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 11:27]ـ
في هذه الأيام من شهر يونيو تحيي الأمة الإسلامية الذكرى التاسعة
سبحان الله!!!
أصبح الأمر عيدا في كل سنة يكون هناك ذكرى له
صدق أخي أسامة بن الزهراء وفقه الله
منذ متى كانت الأمة تحتفل بذكرى وفاة عالم من العلماء!!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:49]ـ
نحن في المجلس العلمي، نبرأ إلى الله من هذا الغلو المقيت، ومن هذه البدعة الشنيعة، وإنما تركنا الموضوع حتى يتم فيه بيان الحق، وإيضاح المحجة البيضاء، التي لا يزيغ عنها الا هالك.
ـ[الأيام]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 12:57]ـ
إذا ماهو التاريخ؟؟؟
علينا ألا نذكر شيئا عن موتانا!!!
هل هذا كلام معقول؟؟؟
نحن نقول خذ العبرة فقط
وكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا صلى الله عليه وسلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:04]ـ
إذا ماهو التاريخ؟؟؟
علينا ألا نذكر شيئا عن موتانا!!!
هل هذا كلام معقول؟؟؟
نحن نقول خذ العبرة فقط
وكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا صلى الله عليه وسلم
يا أخي أو أختي:
ليست القضية فقط احتفال بذكرى زيد أو عبيد!!
بل القضية أعظم! فالرجل صاحب عقيدة منحرفة، فهو أشعري صوفي، ومن ها هنا نبه أخونا جزاه الله خيرا على بعض أخطائه، وذلك بنقل كلام العلامة المحدث الألباني، فتركيز الإخوة على قضية الاحتفال - وإن كان حقا - لكن كما يقول أهل الحديث: تعصيب الجناية بعقيدته وتسليط الضوء عليها، وبيان حال الشيخ الشعراوي أولى وأولى، لكثرة من يستمع له، وإلى الآن.
والله الهادي.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:37]ـ
التذكير بالعظماء ليس احتفالا بموتهم
فعلينا أن نأخذ العبرة
ثم إذا أصبحنا مثلهم فهذا شيء عظيم
هناك خلط بين التذكير المجرد بسير اهل العلم وبين جعل يوم وفاته يوم احتفال بذكراه وتذكر أفضاله ومحاسنه!!
لأن الأول لا يمنع منه أحد وليس هو محل النزاع!
إنما الكلام في النوع الثاني وهو تخصيص ذلك اليوم بمثل هذا الشيء!
وهذا هوالمحذور لأن اتخاذ الأعياد المكانية أو زمانية لا بد من نص فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا تحققت المشابهة بالكفار من تعظيم ايام وأماكن لم يأتي تعظيمها في سنة أو في كتاب وهذا من وضع الآصار على الناس والإحداث في الدين.
إذا ماهو التاريخ؟؟؟
علينا ألا نذكر شيئا عن موتانا!!!
هل هذا كلام معقول؟؟؟
نحن نقول خذ العبرة فقط
وكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا صلى الله عليه وسلم
التاريخ إما أن يكون بهذه الصورة أو لا تاريخ ولا انتفاع بما ذكر فيه!
أختي الكريمة أو أخي الكريم ..
الحق أحق أن يتبع فدع عنك بنيات الطريق اليوم ذكرى موت الشعراوي وغدا موت فلان ثم نصبح كأهل البدع الذي لا يمر عليهم الاسبوع نسأل الله السلامة والعافية إلى فيه مأتم أو مولد أو أوأو ألخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأيام]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 11:29]ـ
لماذا ننكر فضل عالم كالشعراوي هذا الداعية الذي دعا إلى الله كل حياته؟؟
لماذا تريد من التاريخ ا ن يطويه ضمن صفحاته نسيا منسيا؟؟
ولكن كن على يقين أن التاريخ يعلي من شان العظماء
ثم على واحدنا أن يبلغ ما بلغوا ثم يتحدث عنهم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 03:58]ـ
الشيخ الفاضل: سلمان الخراشي
بحثت عن شريط العلامة الألباني، ولم أقف عليه
فأين أجده على الشبكة
بارك الله فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 05:21]ـ
أخي أسامة: ابحث في قوقل.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 10:48]ـ
أخي أسامة تجد ما طلبت في موقع سحاب
وتأخري عن الجواب لأن السؤال كان موجها للشيخ الكريم سليمان نفعنا الله بعلمه وبارك في وقته
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:40]ـ
رحم الله الألباني وأكرمه وأثاب الله الخراشي وعلى التوحيد قبضه وغفر الله للشعراوي وتاب على من أتبعه.
الشريط برقم 206 من سلسلة الهدى والنور
والله أعلم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:53]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 12:53]ـ
لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون، ليش، لأن صلاتهم حسب ماقرؤا في مذهبهم، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً،
.
الله المستعان.
لست موافقا للشعراوي رحمه الله في تصوفه وغلوه وتعطيله وغير ذلك ولا مقرا لصاحب الموضوع ما دعا إليه من الاحتفال بذكرى أي ميت كائنا من كان حتى رسول الله (ص)
ولكني والله قد استأت من هذه الكلمة التي خرجت بدون روية فسامح الله الألباني كم تشدد وشدد على الناس وكم ورث منه من أناس هذه الكلمات الشديدة وقد سمعت مثلها من شاب جاهل ممن ظن أنه طالب علم لمجرد سماع بعض الأشرطة يتهكم بشيخ فاضل من فقهاء منطقتنا الشافعيين ونبلائهم قائلا:إنه لايحسن يصلي.
الآن عرفت من أين تلقفها هذا الغر؟
وشاب آخر قال لرجل من فضلاء منطقتنا ممن يحافظون على الصف الأول طوال حياتهم ويقوم الليل وهو من كبار السن من سن أجداد هذا الشاب:أنت لاتحسن تقرأ الفاتحة؟ بمنتهى الجلافة والبذاءة دون مراعاة لشيبة في الإسلام.
ونحو هذا كثير ,
فما وجه هذا التقييم؟ وبأي حجة تقوم صلاة المرء؟
أبكتاب صفة الصلاة الذي اعتمد على ما رآه مؤلفه راجحا وقد يوافق وقد يخالف في بعض ما رجحه وقد تتعدد الصفات ويكون من باب خلاف التنوع في كثير من المسائل ويأبى من تشدد إلا أن يحمل الناس على مذهبه ويبدع مخالفه أو يرميه بالجهل وأنه مسئ في صلاته.
أيقال إن الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة عبر القرون لايحسنون الصلاة إلى أن ظهر كتاب خالِف يظهر فيه صاحبه صفة آكد ركن من أركان الإسلام غفل عنه الفقهاء عبر القرون؟!.
إنها أزمة خلقية وتربوية وعلمية نسأل الله أن يعافينا منها وأن يصلح حال الجميع.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 06:18]ـ
أبكتاب صفة الصلاة الذي اعتمد على ما رآه مؤلفه راجحا وقد يوافق وقد يخالف في بعض ما رجحه وقد تتعدد الصفات ويكون من باب خلاف التنوع في كثير من المسائل ويأبى من تشدد إلا أن يحمل الناس على مذهبه ويبدع مخالفه أو يرميه بالجهل وأنه مسئ في صلاته.
أيقال إن الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة عبر القرون لايحسنون الصلاة إلى أن ظهر كتاب خالِف يظهر فيه صاحبه صفة آكد ركن من أركان الإسلام غفل عنه الفقهاء عبر القرون؟!.
الشيخ يقصد الصلاة = كما جاءت في السنة النبوية المطهرة، لا كما جاءت في المذهب الشافعي أو غيره من المذاهب!!
ولم يدع الشيخ - عليه رحمة الله - أبداً أن كتابه صفة الصلاة هو عين الصواب، لكنه رحمه الله تحرى الحق واجتهد وأفتى بما أداه إليه اجتهاده
ولم يقل أبداً أن الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة عبر القرون لا يحسنون الصلاة، فهذه أنت من استنتجها من بنيات أفكارك!!
لكن لعلك تعلم أنه قد تفشى في العصور المتأخرة ما يسمى: بدعة التعصب المذهبي، وهذا هو الذي حاربه الشيخ ودعا إلى نبذه
ولعلك قرأت في بعض الحواشي، واطلعت على شيء من هذا
وما ذكره الشيخ رحمه الله رأيته حتى عند بعض المشايخ والدكاترة، تقول له: السنة كذا، فيعاند ويجادل بالباطل، بل ويتهكم من نصحك له!!
وأما قولك:
إنها أزمة خلقية وتربوية وعلمية نسأل الله أن يعافينا منها وأن يصلح حال الجميع
فهذا سوء أدب مع العلماء، نسأل الله السلامة والعافية
قال عليه الصلاة والسلام: الدين النصيحة
ـ[الأيام]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 07:40]ـ
يبدوا ان الكثير لا يعرفون من هو الشعراوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 08:09]ـ
يبدوا ان الكثير لا يعرفون من هو الشعراوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
لا يا أخي الكريم! فنحن نعرفه جيدًا.
فأنا من مصر، وسمعتُ كثيرًا من دروس الشيخ الشعراوي - رحمه الله، وغفر له - في التفسير، ولكن الحقُّ أحبُّ إلينا من كل أحدٍ، وكلٌّ يُؤخذ من قوله ويُردُّ إلا النبي محمد (ص).
سلَّمنا لك أنَّه عالمٌ من علماء المسلمين، ولكنَّه ليس عالمًا من علماء أهل السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 08:10]ـ
يبدوا ان الكثير لا يعرفون من هو الشعراوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
بدون تعليق!!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 09:25]ـ
التعصب الأعمى يهلك الإنسان وهو لا يشعر، أخي الكريم الشعراوي ليس نبياً مرسلاً من الله، ولم يعصمه الله من الخطأ، فماهذا الإستمات في الدفاع عن الرجل في أمر، قد أتضح فيه أنه مخالف فيه، ثم تذكر ما عليه السلف رحمهم الله تعالى، وما قرروه، كلاً يؤخذ منه ويرد عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكر أن الحق أحب إلينا وأعز من كل الناس.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
قرأت في هذا الموضوع أن الشيخ الشعراوي رحمه الله:
(صاحب غلوّ، منحرف عقديا، أشعري، صوفي، معطّل، لا يعرف يصلي ... )
السؤال:
هل استقرأتم حال الشعراوي، من بداياته إلى نهاياته، من المسموع إلى المطبوع؟
هل اعتمدتم على دراسة علمية موضوعية، سالمة من الاعتراض العلمي الموضوعي؟
أم أن الغاية عندكم: قيل وقال ....
الكلمة تخرج من طالب العلم بمقدار ...
أم أنكم متبعون في وقت مقلدون في آخر
هب أن الشيخ الألباني رحمه الله قال كذا وكذا ...
فهل انتهت القضية بكلام الشيخ الألباني رحمه الله
ما لكم كيف تحكمون ...
وأنا أرحّب بالدراسات العلمية النزيهة القائمة على الاستقراء ...
وأنا لست مع طرف ضد آخر ...
وهل أصبحت الصلاة على المذهب الشافعي ليست على هدي السنة المطهّرة؟!
ثم يردف مَن هو عزيز علينا: (لكن لعلك تعلم أنه قد تفشى في العصور المتأخرة ما يسمى: بدعة التعصب المذهبي، وهذا هو الذي حاربه الشيخ ودعا إلى نبذه)
أقول راجع يا أخي كتاب الحجوي، وتعلم أن الأمر قديم ...
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لحوم العلماء مسمومة فاتقوا الله
ولاحول و لاقوة إلا بالله
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 07:10]ـ
مشكلة البعض أنهم يتقنون القراءة، ولكن خلف السطور!!
التعصب الأعمى يهلك الإنسان وهو لا يشعر، أخي الكريم الشعراوي ليس نبياً مرسلاً من الله، ولم يعصمه الله من الخطأ، فماهذا الإستمات في الدفاع عن الرجل في أمر، قد أتضح فيه أنه مخالف فيه، ثم تذكر ما عليه السلف رحمهم الله تعالى، وما قرروه، كلاً يؤخذ منه ويرد عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكر أن الحق أحب إلينا وأعز من كل الناس.
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 09:49]ـ
مشكلة البعض أنهم يتقنون القراءة، ولكن خلف السطور!!
هل تقصدني أنا أخي أسامة؟
وماذا تقصد بهذا؟
وهل وجدت أخطاء في كلامي؟
وإن كان ثمة أخطاء فأرجو تبيانها كي أستغفر الله وأتوب منها
وأصلح ما عندي
فكل بني آدم خطاء
وأنا قد وجّهت إليك أشياء، هلا رددتَ عليها ...
في انتظارك أخي الكريم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 11:16]ـ
ونسيت أن أقول، أنك قد اقتبست كلمة الأخ وليد، عقب إيراد كلمتك
فإن كنت تقصدني
فهذا إسقاط لا أرضاه ....
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 01:52]ـ
أرى أنه بدلا من هذا النقاش الطويل أن نسأل من يدافع عن الشيخ الشعراوي غفر الله له ورحمه
الشيخ أشعري فهل تقر بأشعريته؟
وهو صوفي فهل تقر بذلك؟
إن ثبت أنه أشعري صوفي فالأولى بكم إخواني أن تدافعوا عن الحق لا عن الرجال
أما بخصوص كلام الأخ ابن مفلح فأراه يدافع عن الشعراوي فيتهم الألباني بالتشدد أيكون الدفاع عن العلماء بالطعن في علماء آخرين؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: من مشاركة الأخ فوزي زماري:
أرى أنه بدلا من هذا النقاش الطويل أن نسأل من يدافع عن الشيخ الشعراوي غفر الله له ورحمه
الشيخ أشعري فهل تقر بأشعريته؟
وهو صوفي فهل تقر بذلك؟
إن ثبت أنه أشعري صوفي فالأولى بكم إخواني أن تدافعوا عن الحق لا عن الرجال
اعتقد أن أغلب الإخوة المدافعين عن الشيخ الشعراوي - رحمه الله - لا يعرفون أصلا معنى كلمة أشعري أو صوفي!!!
هذا إن ثبتت أشعرية الشعراوي و إلا ففي النفس منها شيء:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=28638&postcount=5
ثانيا: أيضا من مشاركة الأخ فوزي زماري:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بخصوص كلام الأخ ابن مفلح فأراه يدافع عن الشعراوي فيتهم الألباني بالتشدد أيكون الدفاع عن العلماء بالطعن في علماء آخرين؟
الأخ الفاضل " ابن مفلح " - هدانا الله و إياه - لم يتهم الشيخ الألباني بالتشدد دفاعا عن الشعراوي , بل لموقف الشيخ الألباني من التقليد المذهبي الذي ما فتأ أخونا " ابن مفلح " ينادي به و يروج له هنا و في " ملتقى أهل الحديث "و " شبكة الشريعة التخصصية "!!!!
ثالثا (و هو الأهم): ردا على مشاركة أخينا " ابن مفلح ":
فليسمح لي أخونا بالإبتداء في الرد من هذه الفقرة:
أيقال إن الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة عبر القرون لايحسنون الصلاة إلى أن ظهر كتاب خالِف يظهر فيه صاحبه صفة آكد ركن من أركان الإسلام غفل عنه الفقهاء عبر القرون؟!.
من الذي قال هذا؟؟!!! هذا ما قاله الشيخ الألباني أبدا , بل و ما أخال عاقلا يقول به. و إني لأتعجب من هذا الفهم السطحي - الذي ماعهدناه منك أبدا - لكلام الشيخ - طيب الله ثراه -!!!
الشيخ - رحمه الله - يعيب على طلاب العلم - فضلا عن العلاماء المتصدرين للإفتاء - الذين يصلون بكيفية معينة (أيا كانت هذه الكيفية) لمجرد التقليد لقول أحد من الناس (أيا كان) دون البحث في الأدلة و استفراغ الوسع في ذلك. اما ان فعل طالب العلم ذلك , فلا تثريب عليه إن أوصله اجتهاده الى قول الشافعي أو مالك أو أبو حنيفة. أما ان يقلد تقليدا أعمى (انتبه أنا اتكلم عن العالم و طالب العلم لا العامي) فهو بهذا لا يحسن يصلي عند الشيخ.
و قد سمعت للشيخ - رحمه الله - شريطا ينهى فيه بعض طلبته عن الإنكار على عوام المالكية ممن يسبلون أيديهم حال قراءة الفاتحة. و كان مجمل كلامه أن هؤلاء عوام قد قلدوا - في اعتقادهم - إماما معتبرا من أئمة أهل السنة , فلا وجه للإنكار عليهم. فأين هذا مما اتهمته به يابن مفلح؟؟ غفر الله لي و لك.
وشاب آخر قال لرجل من فضلاء منطقتنا ممن يحافظون على الصف الأول طوال حياتهم ويقوم الليل وهو من كبار السن من سن أجداد هذا الشاب:أنت لاتحسن تقرأ الفاتحة؟ بمنتهى الجلافة والبذاءة دون مراعاة لشيبة في الإسلام.
ونحو هذا كثير ,
قد رأينا و الله كثيرا ممن يحافظون على صلاة الجماعة , بل و من المتصدرين للإمامة من - بالفعل - لا يجيد قراءة الفاتحة!! و أنا هنا لا أتكلم عن اللحن الخفي بل عن أوضح انواع اللحن الجلي (تبديل حرف مكان حرف , تغيير التشكيل تماما ..... الخ). فلعل هذا الشاب المعاب عليه في مشاركتك قد رأى أو سمع من هذا العجوز مثل هذا. أقول " لعل " لأنك لم تتطرق في مشاركتك الى إجادة الرجل للفاتحة من عدمها , و كان كل ما تطرقت إليه أسلوب الشاب الجاف - من وجهة نظرك - ثم رحت تلقى باللوم على الشيخ الألباني!!!
إنها أزمة خلقية وتربوية وعلمية نسأل الله أن يعافينا منها وأن يصلح حال الجميع.
سأحمل كلامك على أحسن محامله ...... أي أنك تعني الشاب الجاف الذي ذكرت و أمثاله , و لا تعني الشيخ الألباني و أمثاله من أهل العلم , و أتمنى و الله أن تؤيد حسن ظني بك.
ـ[سالم القرني]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:48]ـ
السلام عليكم
اتقوا الله جميعا ولا تشغلوا أنفسكم في الكلام على العلماء فالشخص يوضح للناس فقط بدون أن يتطاول على العلماء
فنقول بأن الشيخ الشعراوي رحمه الله وغفرله أشعري في العقيدة ولكنه من أهل الفضل والعلم وحسابه على الله واستفاد منه الكثير من الناس ولكن يجب على المسلم إذا سئل أن يجيب بالحق لأن الحق أولى ولايجوز أن ينكر أحد ذلك وأن ينكر الحق لكي يدافع عن أحد العلماء ويهاجم من هو من أهل السنة وبالنسبة للأخت الأيام فالذي لايجوز هو تخصيص الأيام بالذكرى سواء كان يوم وفاته أو غيرها ولكن لابأس إذا كان في أي يوم بدون تحديد وإلا لأصبح عندنا ذكرى مولد وذكرى وفاة كل يوم فعلماءنا من السلف إلى الآن كثير.
وبالنسبة لقراءة كتبه أوسماعه فهو كما قال العلامة الألباني رحمه الله إذا كان لديه معرفة بعقيدة السلف فليسمع له ويستفيد منه وليس هناك أي مانع ولا يكون من الأشخاص الذين يذوبون في الآخر حتى يردا الحق لأجل الهوى والعاطفة.
هذا ما أردت ذكره بدون إفراط ولاتفريط
وشكرا للجميع
ـ[الأيام]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 04:40]ـ
ما أجمل الاعتدال في امور كهذه
ـ[ابن المنير]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 01:50]ـ
وأنا أدعو إلى دراسة متكاملة، لتحرير هل الشعراوي رحمه الله:
أشعري، أم أنه قد وافق الأشعرية في أشياء
وهل هو صوفي، أو فيه صوفية
هل هو متكلِّم، أو أنه قد تأثر بأهل الكلام
تحرير مذهبه الفقهي، وهل له اجتهادات خاصة به
...........
قال الذهبي في شأن الماوردي: (معتزلي).
فتعقبه الحافظ بقوله: (ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال). فافهم
............
ظهر أن الشيخ الشعراوي رحمه الله يدندن حول قوله تعالى (ليس كمثله شيء)
ولكنه سرعان ما ينقضها غفر الله له
من علامات الحق = الثبوت
فالباب واحد
والشيخ رحمه الله فيما ظهر لنا اجتهد في الوصول إلى مراد الله
وكم مريد للحق لا يدركه
للنشأة تأثير لا شك في ذلك
ولذلك كان من نعمة الله على الحدث إذا نسك أن يوفّق لصاحب سنّة يحمله عليها
............
الخلاصة لا ينبغي أن نرقب كل مذمة ومنقصة ونجعلها في سياق واحد دون التماس المعاذير، خاصة وأن الشيخ قد أفضى إلى كريم، ونسأل الله حسن الخواتيم
والله اعلم ( http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=29355&postcount=9)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 02:20]ـ
الخلاصة لا ينبغي أن نرقب كل مذمة ومنقصة ونجعلها في سياق واحد دون التماس المعاذير، خاصة وأن الشيخ قد أفضى إلى كريم، ونسأل الله حسن الخواتيم
ومن قال لك أننا ارتقبنا كل مذمة ومنقصة وجعلناها في سياق واحد دون التماس العذر!!
الله المستعان
ـ[الأيام]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 09:30]ـ
كلام جميل بارك الله فيك
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:39]ـ
يبدو أن الأخ الفقيه ابن مفلح -الحنبلي- انتهز الفرصة للطعن فيمن يدعو إلى نبذ التقليد كالعلامة الألباني ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
الإمام أحمد الذي تدعو إلى تقليده ليل نهار يقول:
_ قال أبو داود _ صاحب ((السنن)) _: سمعت أحمد يقول: ليس أحد إلا ويؤخذ من رأيه ويترك، ما خلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ((االمسائل)) صفحة 276.
_ وقال أبو داود: قلت لأحمد: الأوزاعي هو أتبع من مالك؟ قال: لا تقلد دينك أحدأ من هؤلاء، ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فخذ به. ((المسائل)) 276.
_ وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يعجبني رأي مالك، ولا رأي أحد. ((المسائل)) 275.
وقال عبد الوهاب الوراق ما رأيت مثل احمد بن حنبل قالوا له وإيش الذي بان لك من علمه وفضله على سائر من رأيت قال رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال أخبرنا وحدثنا (طبقات الحنابلة ج1 ص6)
وروى احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري في طبقات الحنابلة (ج1ص24 - 35)
((9 احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري روى عن إمامنا أشياء
منها ما قرأت على المبارك عن علي بن عمر البرمكي قال أخبرنا احمد بن عبدالله المالكي لفظا حدثنا أبي حدثنا محمد بن ابراهيم بن عبدالله بن يعقوب بن زوران حدثنا ابو العباس احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله الفارسي الاصطخري قال قال ابو عبدالله احمد بن محمد بن حنبل
...... والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم والمتمسكين بالسنة والمتعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا بأصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك وأبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلال ........ ))
** ما أبعد ما كان عليه الإمام أحمد وما عليه مقلدوه
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والحديث فكم هو بريء مما ينسب إليه اليوم ..
ويكفي في العظة والعبرة أن الإمام أحمد يذم فعل مقلدته على مر التاريخ وإلى يوم القيامة، فليس أعجب من إمام يذم من يقلده، ويأبى المقلد إلا أن ينال الذم، وينهاه فيما أمره به من عدم تقليده، ويضع المسائل في الفقه وغيره تخريجاً على مسألة قالها، ولا يدري هذا المستخرج أيقول بها الإمام أحمد أم لا؟!
فكان في حياته رحمه الله يأبى أن يقلده أحد، وهذه وصية لاحقة إلى بعد مماته رحمه الله رحمة واسعة، فأي شنعة وقبح ممن جعلوه إماماً يقلدوه دينهم؟!
وأعجب شيء أن يقول أحدهم: نحن نقلد الإمام أحمد لأنه الأكثر صواباً من غيره؟!
فيقال لهذا ومن يقول بقوله: إذا كان الإمام أحمد وضع قواعد أصول الفقه لكم، ثم رأيت أن أكثرها صواب بعد اجتهاد، ثم اجتهدتم في معرفة مسائل الفقه، فهنا نعذر من فعل ذلك.
لكن الإمام أحمد لم يضع لكم ضوابط لهذه القواعد، وإنما استخرجتم هذه الأصول تارة من نصه، وتارة من استنطاق نصه بما ليس فيه بعموم وخصوص وإطلاق وتقييد ومنطوق ومفهوم، أخذتم ذلك من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله الذي استخرجوا هذه القواعد من مسائل الفقه.
فهذا هو عين التقليد لا غيره، فلا يدري أحدنا من أخبرهم أن الإمام أحمد هو الإمام الموفق غالباً، والذي أمرنا باتباع قوله، واستنباط الدين من كلامه وأحكامه، فنخرج حكم ما لم يذكره من حكم ذكره مما كان مشابهاً له!
فهذا يكفي من نصح نفسه، وعلم أنه يسأل يوم القيامة، فيذر التقليد كله، ويتبع النص، ويحقق أصوله وقواعده التي يستخرج بها أحكام الله تعالى، فلا يحتاج لتقليد أحد، فلله در الإمام أحمد حين سئل عن تقليد بعض الأئمة فقال: خذ من حيث أخذوا، يريد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[سالم القرني]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:35]ـ
الأخ أبو محمد المصري جزاك الله خيرا
لابد أن نفهم كلام العلماء جيدا
إذا قال أحد العلماء بأنه لابد من نبذ التعصب المذهبي فإنه لايقصد أن نترك المذاهب كلها وإلا لأحرقنا الكتب لأنه لايستطيع أحد فعل ذلك لأن الأئمة الأربعة هم من نقل لنا أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين وليس هناك بأس بأن يقول الشخص بأنه على المذهب الحنبلي أو غيره ولكن المشكلة أن بعض العلماء يعلم أن هناك دليل يخالف مذهبه ومع ذلك لايأخذ به فهنا المشكلة ومن قال بأنه على المذهب الحنبلي فلأن المذهب الحنبلي أقرب للصواب، وليس ذلك أن الإمام أحمد كان ملهما ولكن لأن الإمام أحمد قد جمع من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مالم يجمعه غيره فلا يتكلم إلا بدليل وكان استعماله للقياس قليل جدا
ولكن العالم إذا كان على المذهب الحنبلي أو غيره ورأى الصواب مع الشافية فيجب عليه أن يأخذ بقولهم فهذا لايسمى تعصبا ولكنه يطلق عليه بأنه على المذهب الحنبلي لأن أكثر ترجيحاته موافقه للمذهب الحنبلي وقد سئل العلامة الألباني عن العلامة ابن باز رحمهما الله فقال (بأنه على المذهب الحنبلي إلا إذا كان الدليل مخالفا لمذهبه فإنه يأخذ بالدليل) وهذا ليس عيبا فالعيب هو التعصب والعلامة الألباني أيضا كان أقرب إلى المذهب الحنبلي فهو كثير الإطلاع على كتب ابن تيمية وابن القيم وقد نصح بقراءة كتبهم وهذا كما قلت ليس عيبا إنما العيب في التعصب للمذهب وترك الدليل.والسلام عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأيام]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 04:11]ـ
لا داعي لكل هذه النقاشات فالحلال بين والحرام بين
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس: ((مشكلة البعض أنهم يتقنون القراءة، ولكن خلف السطور!!)).
أحسب أن القراءة خلف السطور لا يستطيعها إلا أولو الألباب النقية، فلماذا تقول ذلك، بارك الله فيك؟
وعلى كل حال فإن كثيرا من المشاركين نفسهم نفس طلاب العلم، جعلنا الله منهم.
ـ[الأيام]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 04:32]ـ
هل كل إنسان يستطيع القراءة خلف السطور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
أبحاث و كتب حول حقيقة العصرانية وتاريخها في بلاد المسلمين
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 06:16]ـ
ذكر الشيخ الكريم سليمان الخراشي - وفقه الله -
في كتابه نظرات شرعية في فكر منحرف
المجموعة الاولى، الجزء الثاني، ص1085
/// عناوين بعض الكتب والرسائل التي تبين حقيقتها، هي:-
العصرانيون و مزاعم التجديد - محمد حامد الناصر
العصريون معتزلة اليوم - يوسف كمال
موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية - الامين الصادق الامين
مفهوم تجديد الدين - بسطامي سعيد
المعتزلة بين القديم والحديث - محمد العبدة وَ طارق عبدالحليم
مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين ادعياء التجديد المعاصرين - د. محمود الطحان
العصرانية في حياتنا الاجتماعية - د. عبدالرحمن الزنيدي
الاتجاه العقلاني لدى المفكريين الاسلاميين المعاصرين - سعيد الزهراني
غزوٌ من الداخل - جمال سلطان
دعوة التقريب بين الاديان - د. احمد القاضي (2/ 630 - 635)
العصرانية قنطرة العلمانية - سليمان الخراشي
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 06:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي الراية
ولكن هل أطمع بإرشادي لأماكن بيع هذه الكتب ولاسيما
1_العصريون معتزلة اليوم - يوسف كمال
2_الاتجاه العقلاني لدى المفكريين الاسلاميين المعاصرين - سعيد الزهراني
3_العصرانية في حياتنا الاجتماعية - د. عبدالرحمن الزنيدي
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 06:38]ـ
عفوا
وأنصح كذلك بكتاب "تجديد الفكر الإسلامي" لعدنان أمامه
وقد أثنى عليه الشيخ يعقوب اباحسين في إحدى إجاباته
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 12:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي الراية
ولكن هل أطمع بإرشادي لأماكن بيع هذه الكتب ولاسيما
1_العصريون معتزلة اليوم - يوسف كمال
2_الاتجاه العقلاني لدى المفكريين الاسلاميين المعاصرين - سعيد الزهراني
3_العصرانية في حياتنا الاجتماعية - د. عبدالرحمن الزنيدي
أهلا بك أخي الكريم / عبدالرحيم التميمي
لايفتى ومالك بالمدينة. .
الشيخ سليمان مشرف في هذا الموقع الطيب. .
وأنا لا أعرف أين تباع هذه المراجع
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 11:23]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم ..
- رسالة الاتجاه العقلاني (مجلدين). رسالة جامعية لم تُطبع بعد.
أما الكتابان فموجودان في المكتبات.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 12:46]ـ
أعتقد أن بعضها موجود في مكتبة الرشد.
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 11:02]ـ
مفهوم تجديد الدين - بسطامي سعيد
المعتزلة بين القديم والحديث - محمد العبدة وَ طارق عبدالحليم
مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين ادعياء التجديد المعاصرين - د. محمود الطحان
العصرانية في حياتنا الاجتماعية - د. عبدالرحمن الزنيدي
الاتجاه العقلاني لدى المفكريين الاسلاميين المعاصرين - سعيد الزهراني
غزوٌ من الداخل - جمال سلطان
العصرانية قنطرة العلمانية - سليمان الخراشي
السلام عليكم
من يرفع لنا ما يستطيع من هذه الكتب وله منا الدعاء ..
خاصة كتاب بسطامي سعيد(/)
بنت الحشر تبت يداك!
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 11:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
في المملكة العربية السعودية يوزع كتاب (خلف أسوار الحرملك) لإحدى النساء من جنوب المملكة، تتطاول فيه هذه المرأة على الشريعة الإسلامية ككل، وعلى بعض أقوال النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، وتهزأ بالدين والمتديين. والعجيب أن الكتاب يوزع ونفذت منه طبعة وطبعت الثانية ولم نر من يتحرك للكاتبة يعظها ويذكرها بربها أو يؤدبها إذ لم تتكلم بعلم وعدل.
هنا دراسة نقدية للكتاب على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=3447
ـ[فهد همام]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:17]ـ
استغل جحوش الغرب الليبراليين المراة اسواء استغلال وبدأت تنفذ خططهم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 09:37]ـ
المرأة هي محور الكتاب (المقدس). . . محور الحديث عن الأنبياء ومحور الحديث عن (القديسين) .. وهي رمز الشر عندهم ... وما ذاك إلا لأن المرأة تستطيع أن تؤثر في الكل، إما من يشتهيها أو تربيه على يديها ـ إن كانت أما ـ أو من تستعطفه بدموعها ومسكنتها كما تفعل هذه المفترية المجرمة في هذا الكتاب (خلف أسوار الحرملك)، لذا وقف كل مغرض جبان وراء المرأة وقدمها ليهدم بها حصوننا الفكرية.
أتوافقني؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 10:51]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وهذا من بابة (ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره)، وأيضا (خالف تذكر)!
والمطابع تقذف بعشرات بل مئات الكتب يوميا، فماذا يفعل من أراد لكتابه الانتشار سوى ذلك؟!!
والله المستعان
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 12:38]ـ
وكيف سمح بطبع ونشر مثل هذه الكتب؟؟؟
أظن والله أعلم لو قام أحدهم وألف كتابا صريحا في الإلحاد لتم طبعه ونشره , والناس نايمين؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 12:51]ـ
إذا علمتَ -أخي زين العابدين- أنَّ ناشرَ الكتاب هو النادي الأدبي بأبها= زال عجبك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:03]ـ
إذا علمتَ -أخي زين العابدين- أنَّ ناشرَ الكتاب هو النادي الأدبي بأبها= زال عجبك
وإن يكن أخي الكريم ...
أليست هذه الكتب مخالفة للشريعة؟
أليست هذه الكتب للنظام؟
أليست هذه الكتب عقيدة أهل البلد؟
- المشكلة أخي الكريم أننا لا نعرف أن نحقق أهدافنا , سواءا بمنع شيء أونشره؟
والله المستعان ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:14]ـ
وهل تُراني مخالفاً لك في هذا؟
أنا لا أبرر صدوره بارك الله فيك، ولكن أجيب عن تساؤلك؛ فالنادي له مشكلاته
وكان يقف خلفه من العلية مَنْ يتبنى مثل هذه الأفكار
ولا إشكال في وجوب التصدي لمثل هذه الكتب قبل صدورها -لمن علم بالحال- أو بعده
ومخالفتها لشرع الله ظاهرة، وكذا نظام البلد وأعراف أهله
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:59]ـ
شيخنا أنت تاج أضعه فوق رأسي , ولكن كأن الحال مختلفة الآن!!!
وكأن الدولة قامت على اللبرالية وأهل الخير والصلاح من يحاول ارجاعها إلى الإسلام!
صدرت كتب قديمة تنشر في طيايتها الإلحاد ولم نتحرك وإذا تحركنا فكفقاعة صابون ماتلبث قليلا حتى تنفجر دون احداث أي أثر , ثم يعاودون الكرة ويصدرون وينتجون ونحن لم نمنع ما سبق ولا نستطيع أن نمنع ما سيصدر - إلا أن يشاء الله شيء آخر - وهكذا مكانك سر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 02:10]ـ
بارك الله فيك أخي
الواجب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتحقق الاستجابة ليس دليلاً على عدم القيام بالواجب، كما لا يخفى عليك
ولعلك تذكر أن بعض ما أنكره أهل العلم، واجتهدوا في تغييره، ووقف معهم في هذا الكثير من طلاب العلم
ومن عامة الناس= لم يحصل من ورائه تغييرٌ للمنكر، بل هو في ازدياد
فالمهم هو القيام بواجب الأمر والنهي
أسأل الله أن يصلح حالنا، ويجعلنا من عباده المصلحين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله في الجميع(/)
قراءة في كتاب (خلف اسوار الحرملك)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
في المملكة العربية السعودية يوزع كتاب (خلف أسوار الحرمك) لإحدى النساء من جنوب المملكة، تتطاول فيه هذه المرأة على الشريعة الإسلامية ككل، وعلى بعض أقوال النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، وتهزأ بالدين والمتديين. والعجيب أن الكتاب يوزع ونفذت منه طبعة وطبعت الثانية ولم نر من يتحرك للكاتبة يعظها ويذكرها بربها أو يؤدبها إذ لم تتكلم بعلم وعدل.
هنا دراسة نقدية للكتاب على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=3447
محمد جلال أبوعاصم
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 11:21]ـ
حبيبي زين العابدين، الحكم الذي أطلقته على الكتاب بأنه تطاول على شريعة الله ككل وجهة نظر تخصك أنت، إذ لا أجد في الكتاب ماتقول.
أما بخصوص الدراسة النقدية التي نقلتها لنا؛ فاسمح لي أن أقول بأن هذه الدراسة ليست من النقد الموضوعي في شيء، فهي تنطلق من أحكام مسبقة! فهكذا عندما ينفر أناسٌ من شخصٍ أو جماعة أو ثقافة فإنهم يختلقون أسبابًا للكراهية واستمرار دعمها، فلا يجدون فيهم إلا الصفات التي ترسخ أحكامهم المسبقة عنهم، وتخلق بينهم وبين موضوعهم حجابًا لا يمكن تجاوزه!
التنطع والتطرف في باب يقابله تنطع وتطرف في الباب الآخر! وتطرفنا في باب المرأة ووصف كل شيء يتحدث عنها بأنه تغريبي تخريبي، سيقابله تطرف في السعي نحو التغريب حتمًا. ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي عندما أحسن التوجيه في هذا الباب، فحين يتوقف تناقل وصية للشيخ علي الطنطاوي في مواقع الإنترنت بعنوان: (نصيحة غالية من الفقيه الأديب علي الطنطاوي لأهل بلاد الحرمين ( http://www.google.com/search?hl=en&safe=active&rls=com.microsoft:en-us&q=%22%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%AD% D8%A9+%D8%BA%D8%A7%D9%84%D9%8A %D8%A9+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87+%D8 %A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8 %A8+%D8%B9%D9%84%D9%8A+%D8%A7% D9%84)) - يتوقف التناقل على: " ... فلايدع العلماء مجالاً لقاسم جديد"، وتشعر أنَّ شيئًا مفقودًا هنا! فكيف للشيخ أن يحذر العلماء بأن لا يدعوا مجالاً لقاسم جديد، وهو لا يوضح لهم كيف يواجهون هذا الخطر الذي سبق ودهم مصر وبلاد الشام، هنا يأتيك الجزء المفقود من هذه الرسالة: "هذا الخطر لا يحارب بالأسلوب السلبي، بطريقة الرفض والإبقاء على القديم. إن بنت بنتي (وهي الآن على عتبة الزواج) لا أستطيع أن إلزامها بالزي الذي كانت تتخذه أمي، ولا الشرع ألزمها به ذاته؛ بل منعها من كشف العورات وترك لها اختيار الزي الذي يسترها ولا يستجلب الأنظار، ويوافق الزمان، أي الزي الساتر الأنيق. إنني لا أستطيع أن أسيرها على خطى أمي تمامًا، ولكن عليَّ ألا أدعها تخالف الشرع"، وهناك جزءٌ مفقودٌ في البداية، فقبل أن يشرع في قوله: "إن السيل إذا انطلق ... " أشار قبلها أنَّ حركات تحرير المرأة في مصر لم تكن لولا حال المرأة المسلمة آنذاك من القهر والظلم لا يرضى بها الإسلام، فبدلاً من أن تُحرر من القهر والظلم باسم الإسلام، جاءها التحرير باسم الغرب! [1].
ومع أنَّ لي بعض الملاحظات على الكتاب [2]، إلا أنه يظل كتابًا قيمًا يتطرق لمسائل حية واقعة -تعيشها المرأة في بلادنا- جديرة بالاهتمام والمعالجة لئلا يفلت الزمام!
وفقك الله
___________________
[1] فصول إسلامية: موقفنا من الحضارة الغربية ( http://www.alitantawi.com/2books/articles/pdf/12islameyyah_269.pdf)، علي الطنطاوي، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة الخامسة، 2004. (ص298 - 299)
[2] خلف أسوار الحرملك، ( http://www.scribd.com/doc/28665431/%D8%AE%D9%84%D9%81-%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85 %D9%84%D9%83) عائشة عبدالعزيز الحشر، الدار العربية للعلوم-ناشرون، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1428هـ
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 02:13]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل كيف ينشر ويوزع مثل هذا الكتاب في بلاد الحرمين
ويا رائد الغامدي يبدوا انك لم تقراء الكتب و كلمة (أحكام مسبقة) و (وجهة نظر خاصة) التي
يرددهها ببغاوات الليبرالية في صحفنا اليومية مللنا منها ولم تعد مقنعة فإن كان في ما كتبه الشيخ محمد جلال القصاص
خطاء فتقدم ووضحه لنا والشيخ ينقل بالنص من كتاب الكذوبة الجهولة عائشة بنت الحشر وقد ذكر عشرين خطاء
من كتاب المذكورة وحدد رقم الصفحة ولا اعتقد أنها أخطاء بل هي كذب وافتراء وأفك واجتراء على الشريعة
واذكر هذه المراه وغيرها بوعيد الله عز وجل فيمن تكلم في شرعة بهواه بقوله تعالى:
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:144](/)
كلمة لفضيلة الشيخ البراك في التحذير من الرافضة ومواقعهم
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:51]ـ
هذا رابطها، وقد تأثر الشيخ في أثنائها وليس ذلك عجباً فتأثره بما يمس جناب العقيدة كثير حفظه الله.
http://www.fileflyer.com/view/v38P3Aq
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:17]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا يا شيخ حارث الهمام؛
وحفظ شيخَنا الحَبيب العلاّمة عَبد الرَّحمَن البَرَّاك،
وشكر له هذا التَّحذير من أهل البدع والفِتنة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 06:44]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
(4) السؤال: سماحة الشيخ استنكر عَليّ أحد الأخوة تكفير الرافضة- المقصود من يقومون بأعمال شركية كالاستعانة و الاستغاثة بالحسين و زيارة و حِج الأضرحة- فقال الأخ (علماً أنه أقدم منى في طلب العلم) أن تكفير عقيدتهم لا يعني تكفير عامة جُهّالهم الذين يُضَلّلون مِن قِبل أئمتهم، ولكن إن نُصِحوا وبُيِّنَ لهم وأقيمت عليهم الحُجة ولم يرجعوا عن تلك العقيدة الفاسدة وجب تكفيرهم، فما رأي سماحة الشيخ، هل الجاهل منهم معذور بشركه؟
الجواب: الحمد لله: الرافضة الذين يسمون أنفسهم الشيعة، ويدعون حب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، هم شر طوائف الأمة،وقد كان المؤسس لهذا المذهب يهودي اسمه عبد الله بن سبأ، وأصحابه السبئية الغلاة الذين ادعوا الإلهية في علي رضي الله عنه،وورثتهم يألهون أئمتهم من ذرية علي رضي الله عنه، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين، وإذا أظهروا الإسلام وكتموا اعتقادهم كانوا منافقين، وهؤلاء من غلاة طوائف الرافضة الذين قال فيهم بعض العلماء: إنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض، ومن الرافضة السبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما،ويبغضون سائر الصحابة،ويكفرونهم، ويفسقونهم إلا قليلا منهم. وفي مقابل ذلك يغلون في علي رضي عنه وأهل البيت، ويدعون لهم العصمة، ويدعون ان عليا رضي الله عنه هو الأحق بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك، وأن الصحابة كتموا الوصية، واغتصبوا حق علي في الخلافة، فجمعوا بين الغلو،والجفاء، ثم اعتنقوا بعض أصول المعتزلة كنفي الصفات، والقدر، ثم أحدثوا بعد القرون المفضلة بناء المشاهد على قبور أئمتهم؛ فأحدثوا في الأمة شرك القبور، وبدع القبور، وسرى منهم ذلك لكثير من طوائف الصوفية، والمقصود أن الرافضة في جملتهم هم شر طوائف الأمة،واجتمع فيهم من موجبات الكفر، تكفير الصحابة، وتعطيل الصفات، والشرك في العبادة بدعاء الأموات، والاستغاثة بهم , هذا واقع الرافضة الإمامية الذين أشهرهم الإثنا عشرية فهم في الحقيقة كفار مشركون لكنهم يكتمون ذلك، إذا كانوا بين المسلمين عملا بالتقية التي يدينون بها، وهي كتمان باطلهم، ومصانعة من يخالفهم، وهم يربون ناشئتهم على مذهبهم من بغض الصحابة خصوصا أبا بكر وعمر، وعلى الغلو في أهل البيت خصوصا علي، وفاطمة، وأولادهما، وبهذا يعلم أنهم كفار مشركون منافقون وهذا هو الحكم العام لطائفتهم، وأما أعيانهم فكما قرر أهل العلم أن الحكم على المعين يتوقف على وجود شروط، وانتفاء موانع، وعلى هذا فإنهم يعاملون معاملة المنافقين الذين يظهرون الإسلام. ولكن يجب الحذر منهم، وعدم الإغترار بما يدعونه من الإنتصار للإسلام فإنهم ينطبق عليهم قوله سبحانه {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}،وقوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}، ولا يلزم مما تقدم أن كل واحد منهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية، والبدعية. ومن المعلوم أن أئمتهم، وعلماءهم هم المضلون لهم،ولا يكون ذلك عذرا لعامتهم لأنهم متعصبون لا يستجيبون لداعي الحق، ومن أجل ذلك الغالب عليهم عدواة أهل السنة، والكيد لهم بكل ما يستطيعون، ولكنهم يخفون ذلك شأن المنافقين، ولهذا كان خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود، والنصارى لخفاء أمرهم على كثير من أهل السنة، وبسبب ذلك راجت على كثير من جهلة أهل السنة دعوة التقريب بين السنة والشيعة، وهي دعوة باطلة. فمذهب أهل السنة،ومذهب الشيعة ضدان لا يجتمعان، , فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة، أو بعضها، أو السكوت عن باطل الرافضة، وهذا مطلب لكل منحرف عن الصراط المستقيم ـ أعني السكوت عن باطله ـ كما أراد المشركون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوافقهم على بعض دينهم، أو يسكت عنهم فيعاملونه كذلك، كما قال تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}، والله أعلم.اهـ
(إجابات العلامة عبد الرحمن البرَّاك على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:33]ـ
لكلماته وقعٌ كبير في النفس
جزاه الله خيراً، وإياكم يا أبا عبدالرحمن(/)
العاني يتهجم على مملكة الإنسانية
ـ[القرشي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 10:03]ـ
استمعت قبل قليل بفرط العجب مساء الأربعاء 20/ 6/2007 للدكتور عبد السلام العاني على الجزيرة مياشر، وهو يتهجم على المملكة العربية السعودية، بأنها لم تسدد ديون العراق وأنها أغلقت على العراقيين الحرميين، وقد نسي أو تناسى العانيُّ المذكور مواقف المملكة العظيمة في إعانة العراق في الماضي والحاضر.
ولا أدري هل هو يريد أن يقسم العراق من جديد، أو أنه يريد أن يخدم الاحتلال بإستجلاب العداء للمسلمين ضد إخوانهم العراقيين، أو أنه يريد أن يخدم الدولة الصفوية بذلك(/)
رائعة .. !! للدكتور: عائض القرني.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 01:14]ـ
يا فخامة الرئيس.
د. عائض القرني
على إسرائيل أن تطمئن ولا تخاف من مفاعلات إيران النووية، فلن تكون إيران أغْيَر من العرب على أرض العرب، ولن تكون أحرص على أرض الإسلام من سلالة المهاجرين والأنصار، وما دام العرب عجزوا عن فتح بيت المقدس، فإيران أذكى من أن تورّط نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. وبيت المقدس في التاريخ الإسلامي فُتِح مرتين على يد قائدين مسلمين عظيمين صالحين هما: عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي تجمعهما التقوى والزهد والعدل والشجاعة، ولن يفتح بيت المقدس إلا قائد تقي زاهد عادل شجاع، ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح، وفي الحديث الصحيح: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»، وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)، أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها، فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة، حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر، وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين، مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين:
* وحدويّون والبلاد شظايا ـ كل جزء من جسمها أجزاءُ
* ناصريّون نصرهم أين ولَّى ـ يوم داست على الخدود الحذاءُ؟
* ماركسيّون والجماهير جوعى ـ فلماذا لا يشبع الفقراء؟
والعرب مشغولون بذكرى أعياد كبرى، مثل ثورة 7 تموز، يوم أكل الناس قشر الموز، وثورة 9 كانون يوم ذاق الشعب النون وما يعلمون، و5 آب يوم سفَّت الجماهير التراب، وهذه الثورة المجيدة تمّت بمؤامرة لاغتيال الرئيس السابق في آخر الليل، وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية:
* ولا يجوز الابتداء بالنكره ـ ومن أجاز ذاك فهو بقره.
والعرب شجعان في الحروب الأهلية أو مع جيرانهم العرب، ففتح وحماس، في كرب وباس، كل يحطّم رأس أخيه بالفاس، وحزب الله وعدنا بنصر الله في القدس، فإذا القتال في بيروت تحت شعار (إذا جاء نصر الله والفتح)، والسودان يفور، من الخرطوم إلى دارفور، كأنه على دافور، وقادة الجهاد السبعة في أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم، وكل منهم مجاهد شهيد، وخصمه منافق رعديد، والسلاح العربي غالبه (خردة) انتهت صلاحيته؛ لأنه بيع في عهد برجنيف وبعضه من عهد ديغول، والجماهير تصفّق بمناسبة افتتاح مستوصف في قرية من القرى وفتح طريق مسفلت طوله 3 كم، وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية، وأخذ كل شاب هراوة بيده، وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)، وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات، والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار، وأنزلوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس، إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدين؛ لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع) وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه) العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)، والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل.
نصر الله بك الأمة .. يا شيخ عائض.
ـ[سالم القرني]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 04:46]ـ
شكرا لك أخت إيمان
ولكن أرجوا أن تدليني من أين إقتبستي هذه الكلمات
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 10:28]ـ
الشكر لكم أيها الفاضل: سالم.
لقد وصلني المقال بالبريد الإلكتروني، و عندما بحثتُ عنه وجدت أنه نُشر في جريدة الشرق الأوسط منذ أول هذا العام _ و بغض النظر عن الجريدة _ تفضّل هذا الرابط:
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=17&article=404323&issue=10292
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 12:23]ـ
المقالة فيها مما ينبغي النظر فيه من المخالفات والمجازفات .. وما أظن مثل هذه المقالة تصلح للنشر على الملأ، والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 11:48]ـ
المقالة فيها مما ينبغي النظر فيه من المخالفات والمجازفات .. وما أظن مثل هذه المقالة تصلح للنشر على الملأ، والله تعالى أعلم وأحكم.
أيها الفاضل:
* هلّا بيّنتَ المخالفات و المجازفات في المقال، و ذلك من باب النصيحة؟
* و أما نشر المقال، فأمّا عن نفسي: فقد نشرتُ المنشور، و أمّا عن غيري .. فأقول:
اللهم أرنا الحقّ حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ..
اللهم وفّقنا لقول الحق، و لا تجعلنا نخاف فيكَ لومة لائم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 01:32]ـ
ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح، وفي الحديث الصحيح: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»، وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)، أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها، فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة، حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر، وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين، مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين
...................
وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية:
* ولا يجوز الابتداء بالنكره ـ ومن أجاز ذاك فهو بقره.
..................
وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية، وأخذ كل شاب هراوة بيده، وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)، وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات، والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار، وأنزلوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس، إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدين؛ لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع) وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه) العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)، والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل.
الذي يقرأ هذه المقالة يخرج بنتائج، منها:
ـ أن الأمة اليوم لا خير فيها، لا من قريب ولا من بعيد، وليس ذلك كذلك، ((ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم)).
ـ هل في أمتنا دولة: ثلثها من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين!!؟ فأين ذهبت عقول الشباب وأهل المساجد وصالحو الأمة!!؟
نعم هذه من المبالغات التي لا تؤدي بنا إلى منفعة سوى الإحباط واليأس.
ـ إذا على إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر أو صلاح الدين؟؟؟؟ أتمنى أن لا تقرأ إسرائيل هذه الكلمة!
ـ قوله "لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ". هذه من العبارات تركها أولى، "شركة مكة الربانية"!! "دمغة ((رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)) "!!.
ـ وخلاصة الأمر: أن الكلام في الشعوب والحكام مما لم ينفع الأمة شيئاً ولن ينفعها، ولذا ترى الأئمة الربانيين ممن سمعمنا منهم وعرفناهم كابن باز والعثيمين والألباني وغيرهم لم يعرجوا على مثل هذا الكلام وانشغلوا بتربية الأمة على ما هو أطيب وأنفع.
هدانا الله وإياكم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.
ـ[الصادع بالحق]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 02:52]ـ
جزاك الله خير ...
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:09]ـ
وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)، ...................... .............................. ................... عليها دمغة: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع) وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه) العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)، والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل.
.
الله المستعان
هل يسوغ حشر الآيات الربانية مع عبارات السخرية
هل هذا من تكريم كلام رب العالمين!!
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 10:27]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفاضل: أبا عبد الرحمن ... جزاكم الله خيراً يُبلّغكم الحسنى و زيادة.
بدايةً أشكركم على حسن البيان و الإكرام، و رُقيّ الأسلوب و الجواب، قال تعالى: " و أمّا السآئل فلا تنهر "، ذكر الشيخ السعدي رحمه الله أن طالب العلم يدخل ضمن معنى السائل في الآية.
* كما أني لستُ في مقام الدفاع عن الشيخ: عائض، فله من الفضل ما يُغنيه عن دفاع المدافعين، هكذا أحسبه، و الله حسيبه، و لا أزكّي أحداً على الله ..
* و أنا اتفق معكم في كثيرٍ مما تفضلتم به، و لكن أقول: هب أنّك غضبتَ على ابنك .. أخوتك .. من أنتَ جزء منهم، و لبنة من لبناته ..
أ ليس أسلوب التوبيخ و التقريع من أساليب التربية و تقويم الاعوجاج أحياناً؟ أ ليست العصا لمن عصا؟ رغم ما في الأمر من إهانة .. !
أ لم يقل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه لشيعته _ رغم الفارق _ " يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة و الله جرت ندماً، و أعقبت سدماً .... قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً ... "؟
لذا فإني أرى المقال تعبيراً عن الحُرقة التي نعيشها بسبب حال الأمة، و لشتات أبنائها و فُرقتهم، و في بعض تلميحات الشيخ ما يشفي صدور بعض الشباب المُتحمّس .. حتى يقال لهم: هاهم دعاتنا يُناصحون ..
اللهم اجمع شمل المسلمين، و وحّد كلمتهم ..
و هذا لا يعني أن الخير قد عدم، و أن الصلاح قد فني ... و لكنّا ننشد الزعامة .. فكان علينا إعداد العدّة على كافة الأصعدة .. و لنبدأ بالعلم كما أشرتم ..
* ثم إن الشيخ يستخدم الأسلوب الأدبي، و لا يخفى عليكم يا رعاكم الله اختلاف هذا الأسلوب عن الأسلوب العلمي، و أن لكل مقامٍ مقال ..
((ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم)).
و أرى أن الاستشهاد هنا ... مُوجع ..
هذا و إن كان ما قلته مجانباً للصواب، فهو من نفسي و الشيطان ... و استغفر الله لي و لكم ..
أشكر بقية الأخوة الأفاضل لمرورهم الكريم ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
انصروا (حماس) يا عباد الله
ـ[الثائر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 11:23]ـ
انصروا (حماس) يا عباد الله
كتب خالد المعصومي 15/ 6/ 2007م
بسم الله الرحمن الرحيم
الله ناصر كل صابر
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فإن ما كان مختلفًا فيه بالأمس اليوم قد اتُّفِق عليه، بعدما ظهرت الأدلة القاطعة على تورط منظومة الرئاسة الفلسطينية في العمالة للعدو الصهيوني، وقد كنا نقوله قديما فلا يصدقنا أحد، واليوم قد تبرعت لنا الأيام بإثبات ما قلناه وأكدناه في غير ما مناسبة.
اليوم جاءت لنا حماس بما يؤكد كلامنا السابق وما رددناه مرارا.
وفي هذه اللحظة المهمة من تاريخ حماس لابد وأن نؤكد على ضرورة أن ينصر المسلمون لحماس، نصرا مؤزرا بكل ما يمكنهم من ألوان وأشكال النصر.
إنها لحظة بالغة الأهمية تم فيها القضاء على ذيول العدو الصهيوني في دار من ديار الإسلام، تتمتع بموقع استراتيجي غاية في الأهمية والاستراتيجية بالنسبة لجميع الدول العربية والإسلامية، ولابد لهم من الحفاظ على هذه اللحظة، التي يندر تكرارها ووقوعها.
لقد جاء القرآن الكريم صريحا في منع الخروج لهؤلاء المخذلين الخونة مع المسلمين في حرب واحدة مع أعدائهم.
يقول تعالى في كتابه الكريم: (وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ* قُلْ أَنفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ * وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ * وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) (التوبة: 46 – 59)
وبهذا يطهر الله عز وجل المجاهدين في سبيل الله من أن يكون بينهم أو في صفوفهم من يخون أو ينافق أو يداهن، فهؤلاء هم العدو الأول الذي يجب التطهير منه، والمحاربة له بكل السبل، حتى ينفذ المجاهدون إلى العدو الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التعليم الرباني هو الواجب على جميع المجاهدين في هذا العصر، وهو الحق الذي لا مرية فيه، ولن ينفذ المجاهدون لعدوهم صهيونيا كان أو غيره إلا بتطهير صفوفهم من العملاء الخونة والمرتزقة المنافقين، الذين يعملون لصالح العدو، ويتكسبون من وراء خدمته، فقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم، ويشفي صدور قوم مؤمنين.
كذلك دل القرآن الكريم على أن عدم الوضوح بين الصفوف يؤخر النصر، فقال تعالى: (وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوَهُمْ أَن تَطَؤُوَهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (الفتح: 25).
فلابد من أن تفترق الصفوف، ويتضح أهل الإيمان من الخونة العملاء حتى يأتي النصر، وأن لا يوجد بين المسلمين خائن، ولا يقف أحد من المسلمين في وسط صفوف الخونة؛ لأن هؤلاء الواقفين في صفوف الخونة ولو بجهل منهم يكونون سببا كبيرا من أسباب تأخير النصر، وحلول العذاب بالمنافقين والخونة الخالصين.
فقد ذكر الله عز وجل أن وجود بعض المسلمين في صفوف الكافرين يكون سببا في تأخير العذاب بالكافرين؛ خشية أن يقتل المسلمون إخوانهم المتواجدين في صفوف الكافرين بجهل منهم.
فلابد من أمرين مهمين للنصر:
الأول: تطهير الصفوف من المنافقين والعملاء والخونة.
والثاني: أن يخرج المسلمون من صفوف الكافرين وينضموا لصفوف المسلمين.
والآن قد حققت حماس الأمرين في غزة، وعلى الجميع الآن مؤازرتها ومساعدتها على ضبط الأمن واستعادة الحق المسلوب، وتسيير أمور الناس بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وحمايتهم من عدو الله وعدوهم.
خاصة وأن الحكومات العميلة والخائنة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الموقف، وإنما حتما ستدفع بالكثير من الجنود بين مصر وغزة على هيئة قوات دولية لحفظ السلام، وستكون في الحقيقة والواقع كتلك التي حصلت في لبنان بعدما دمرها حزب الله الرافضي الشيعي الخبيث بقيادة العميل حسن نصر الله، الشتام السباب للصحابة، والحاقد على العرب والمسلمين، بمعاونة العدوان الصهيوني الغاشم على المخيمات الفلسطينية والمناطق السنية والعربية في لبنان.
وبهذا ستجد حماس نفسها بين قوات دولية في الجنوب والعدو الصهيوني في الشمال وأبي مازن ومجموعته الخائنة في الضفة وأخيرا البحر من الجهة الأخيرة.
فلو ضاعت حماس لما قامت لكم قائمة.
ولهذا يجب على الجميع عربا ومسلمين أن ينصروا حماس نصرا مؤزرا حتى وإن خالفوها في منهج أو طريقة؛ لأن الواقع قد فرض على الجميع نصرتها.
فانصروا دينكم وأنفسكم وعروبتكم وإسلامكم
انصروا حماس يا عباد الله
ـــــــ المصدر ــــــ
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=318555#post318555
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 03:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم ياذا الجلال والاكرام ياحي ياقيوم أن تنصر أخواننا من أهل حماس وأيدهم بتأييدك وأعل كلمة الحق وألف بين قلوبهم وأنصرهم على من عادهم وأخز عدوك وعدوهم يارب العالمين
ـ[الثائر]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:32]ـ
آمين يا رب العالمين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 07:45]ـ
اللهم ياذا الجلال والاكرام ياحي ياقيوم انصرأخواننا من أهل حماس وأيدهم بتأييدك وأعل كلمة الحق وألف بين قلوبهم وأنصرهم على من عادهم وأخز عدوك وعدوهم يارب العالمين
ـ[عاشق الحور]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 05:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم انصرهم نصراً يشفي صدورنا
اللهم من ارادهم من بخيانه اللهم فشل اركانه وخرص لسانه
وجعل كيده في نحره
اللهم ورزقنا مناصرتهم
اللهم امين(/)
عفواً ممنوع دخول السلفية والسلفيين
ـ[الثائر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 11:43]ـ
عفواً ممنوع دخول السلفية والسلفيين
أحمد فهمي
هذا عنوان لافتة افتراضية تم غرسها على أعتاب القرن الجديد أو الألفية الثالثة أو الشرق الأوسط الجديد، أو غير ذلك من المسميات التي تختلف في تفاصيلها، وتتفق على شيء واحد وهو: لا مكان للإسلام الأصولي السلفي في العالم الجديد أياً كان اسمه.
ومحاكاةً للنمط الأمريكي في طرح الأسئلة ذات الخيارات المتعددة، قام أحد مراكز البحوث بإعداد دراسة مستقبلية مفصلة تجيب عن سؤال: كيف سيكون شكل العالم بعد 15 عاماً من الآن؛ وتحديداً عام 2020م؟ وشارك في إعداد خيارات الإجابة عدد من الخبراء والباحثين المتخصصين، وتبنى الدراسة المجلس القومي الأمريكي للاستخبارات (الشرق الأوسط، 2/ 11/2005م) وكان هناك أربعة خيارات أطلقوا عليها اسم «سيناريوهات المستقبل»:
(1) إمبراطورية إسلامية من المغرب إلى إندونيسيا.
(2) عالم من الفوضى والإرهاب.
(3) عالم تسوده العولمة بدون سيطرة أمريكية.
(4) عالم تسوده القيم الأمريكية وتحكمه واشنطن.
وقد تلقف الرئيس الأمريكي على الفور هذا المضمون وحذر في إحدى خطبه الأسبوعية من الإمبراطورية الإسلامية القادمة.
هذا الخوف من الإسلام ـ بشقيه الحقيقي والمفتعل ـ يحتاج إلى سؤال آخر على النمط الأمريكي أيضاً، وهو: تتعدد المناهج والتيارات المطالبة بعودة الإسلام؛ فأيها تخشى أمريكا تحديداً؟:
(1) التيار الإسلامي السياسي.
(2) التيارات السلفية.
(3) الطرق الصوفية.
(4) المؤسسات الدينية الرسمية.
وقد قدمت مراكز الأبحاث الأمريكية إجابة واضحة عن هذا التساؤل، باختيارها للتيارات السلفية مصدراً عاماً للقلق والتوتر.
وهنا نأتي إلى السؤال الثالث وهو: ما هي أفضل الطرق للتعامل مع الخطر الذي تمثله السلفية؟: (1) استبدالها بمناهج وأفكار أخرى. (2) الإقصاء. (3) الاحتواء؟
ونحاول في هذه الورقات أن نقدم الخيار الأكثر ترجيحاً للإجابة عن السؤال الأخير.
3 استبدال السلفية:
يقوم مفهوم الاستبدال على قيام جهات الضغط الغربية ـ بطرق غير مباشرة غالباً ـ بتحفيز وتشجيع تيارات ومناهج أخرى لكي تقوم كبديل للمنهج السلفي في الدول الإسلامية. وترتكز فكرة الاستبدال على وجود رغبة عامة وعارمة لدى الجماهير في التدين. وانبعاث هذه الفكرة ـ التبديل بين أنماط التدين ـ في العقلية الغربية وتناميها لدرجة القناعة يدل على تطور خطير في نظرتهم وتفسيرهم للسلوك الديني للمسلمين، وقد كانت الفكرة القديمة تنحصر في تجفيف منابع التدين واستبدال الدين بأفكار علمانية براقة، ولكن مع فشل هذه الفكرة، بدأ الكثيرون ينتقلون إلى مرحلة تالية، وهي: فلندع المسلمين يتدينون كما يريدون، لكن فلنقدم لهم نحن (التوليفة) المناسبة للتدين.
وتكمن خطورة السلفيين بالنسبة لخصومهم في أنهم يقودون الناس في قطار سريع يصلهم مباشرة بين الواقع ومصادر التشريع، أما غيرهم من التيارات فيأخذون الناس في جولة سياحية تطول وتقصر بحسب المنهج، وأحياناً تتحول الرحلة بمجردها إلى هدف منشود.
والعناصر الرئيسة المتضمنة لـ (توليفة) التدين الأمريكية:
1 ـ رموز ودعاة مستقلون يقدمون نمطاً متطرفاً في تسامحه واعتداله ليبرز النمط السلفي للتدين على أنه متطرف في فهمه وتمسكه بتعاليم الإسلام.
2 ـ غطاء وحاجز سياسي توفره التيارات السياسية التي تنظر للتيارات السلفية على أنها معوق لتقدمها السياسي، كما أنها على استعداد لتقديم تنازلات دينية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية.
3 ـ الربط الوثيق بين السلفية العلمية والدعوية وبين السلفية الجهادية، بحيث يصبح الجميع منهجاً واحداً متعدد المراحل أو المستويات.
4 ـ إفساح المجال في عدد من البلدان الإسلامية لدعاة التصوف وخاصة الذين طوروا خطابهم في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر، والذي يقفزون فيه على كل ما يثير الغرب في الإسلام، ويقدمون صياغة جديدة قابلة للتسويق في الثقافة الغربية.
ونقدم تفصيلاً أكثر لعنصري: دعاة الاعتدال، والمتصوفة الجدد.
العنصر الأول: دعاة الاعتدال:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بدأ نجمهم في البزوغ في السنوات الأخيرة وخاصة بعد 11 سبتمبر، وأهم صفتين تمثلان جواز المرور لهذه الفئة من الدعاة أنهم يتجاوزون نقاط الاختلاف الساخنة مع الغرب، ويقفزون على قضايا الولاء والبراء والقضايا العقدية إجمالاً، كما أنهم لا يرتبطون غالباً بأي انتماءات لجماعات إسلامية عليها علامات استفهام غربية.
وفي الحقيقة فإن هذه الفئة من الدعاة رغم إيجابيات تحققت على أيديهم بإذن الله، فإنهم يلعبون دوراً خطيراً في وقف التوجه الشعبي نحو الإسلام الحقيقي بشموليته لجميع جوانب الحياة؛ فهم يمثلون مكابح للتدين تقف بالناس عند مرحلة معينة متوسطة بين الانحراف عن الدين وبين الإسلام كما يقدمه المنهج السلفي، ليقولوا لهم: نهنئكم بسلامة الوصول؛ لقد أصبحتم متدينين.
ولا يُخفي عدد من المفكرين والكتاب الغربيين أن هذا بالفعل هو مفهومهم عن أي إصلاح أو نهضة إسلامية. يقول (روبرت سبنسر) مدير موقع مراقبة الجهاد ( jihad watch): يجب على النهضة الإسلامية أو الإصلاح ـ أيهما شئت ـ أن تكون إلغاء واضحاً للحرفية القرآنية، وإن لم تكن كذلك؛ فكيف ستُمنَع هذه الحرفية من الظهور مجدداً؟».
ولكن المؤسف أن التنازلات التي يقدمها دعاة الاعتدال قد لا تلقى ترحيباً لدى الطامعين في المزيد، وفي مقدمة هؤلاء الحاقد الأكبر على الإسلام (دانيال بايبس) صاحب الحظوة في البيت الأبيض الذي كتب مقالة بعنوان «كيف نحدد المسلمين المعتدلين؟» نشرتها صحيفة (نيويورك صن)، ويقول فيها: «هناك المزيد من المعتدلين المزيفين الذين يصعب الكشف عن تطرفهم، حتى وإن كان المراقب هو مثلي ويكرس الكثير من الوقت والانتباه إلى هذه القضية». ونحن لم نسمع من قبل عن معتدلين يلبسون «طاقية» الإخفاء، وخاصة أن المسلمين السنة لا يعتمدون «التقية» في دينهم. ويقدم «بايبس» توضيحاً أكثر لمراده: «الإسلامويون ـ يعني المتطرفين ـ يعون الحاجة إلى المسلمين المعتدلين وهم يتعلمون كيف يتظاهرون بالاعتدال، ولا شك أن هذا التمويه سيتحسن مع الوقت».
العنصر الثاني: المتصوفة الجدد:
ونحتاج إلى بعض التفصيل لهذا العنصر نظراً لأهميته وخطورته على الدين الحق، وهناك دلائل كثيرة تشير إلى أن السياسة الأمريكية باتت تنظر إلى الصوفية «المعدلة» على أنها يمكن أن تمثل بديلاً مناسباً للتدين لدى عامة المسلمين، ونذكر فيما يلي بعض هذه الدلائل، ثم نقدم نموذجين للمتصوفة الجدد:
ـ في عام 2003م عقد مركز نيكسون للدراسات في واشنطن مؤتمراً عنوانه «فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في السياسة الأمريكية» وكان من أبرز الحضور الدكتور برنارد لويس وهو من أبرز الناقمين على الإسلام، والدكتور كوركوت أوزال شقيق الرئيس التركي الأسبق تورجوت أوزال، ومحمد هشام قباني رئيس المجلس الإسلامي الأمريكي.
ـ ووزع في المؤتمر دراسة بيانية توضح الجماعات والمذاهب الإسلامية والمنتمين إليها، وجاء فيها أن مجموعة السلفية هم الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية، وأطلقوا عليها «مجموعة الإسلام السياسي» ووضعوها داخل دائرة حمراء، واعتبروا من بينها: الوهابية ـ الجماعات الفلسطينية الإسلامية ـ الجماعات الإسلامية السلفية ـ حزب التحرير ـ جماعة التبليغ.
ـ يعتبر المجلس الإسلامي الأمريكي الصوفي الذي أسسه هشام قباني مصدراً مهماً للمعلومات لدى الإدارة الأمريكية عن الإسلام والمسلمين، وكان بول وولفويتز مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق يعقد لقاءات دورية مع أعضاء المجلس للتشاور معهم حول قضايا الإرهاب «الإسلامي».
ـ بعد فوز حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوجان الصوفي النقشبندي، بدأ مسؤولون في السفارة الأمريكية في تركيا بزيارة الجماعات الإسلامية التركية ودراستها عن قرب، والاطلاع على حجم شعبيتها وتأثيرها، والتباحث مع قادتها حول رغبة الأمريكيين في استخدامهم في نشر الإسلام المعتدل خارج تركيا ضمن إطار الشرق الأوسط الكبير، وفي المقابل كانت وعود بدعم مالي وسياسي ومنح دراسية لأتباعهم في أمريكا. (راجع موقع الصوفية على شبكة الإنترنت).
ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى نموذجين يمثلان التيار الصوفي الجديد: أولهما: الداعية علي الجفري، والثاني: الدكتور محمد هشام قباني المقيم في الولايات المتحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول ـ الجفري ـ برز بقوة عن طريق مواعظه للنخبة الفنية والطبقة الغنية في مصر، ثم عبر الفضائيات؛ وذلك بعد 11 سبتمبر، وبدا أن الطريق أمامه مفروش بالورود؛ ففي خلال وقت قصير زار الولايات المتحدة وطاف في تسع ولايات، وألقى دروساً ومحاضرات بعضها في جامعات أمريكية، في الوقت الذي مُنع فيه حفيد الشيخ حسن البنا الدكتور طارق رمضان من دخول الولايات المتحدة، وتكرر ذلك مع الداعية البريطاني الجنسية والمولد يوسف إسلام، كما زار الجفري بريطانيا وأيرلندا وهولندا وبلجيكا، بالإضافة إلى إندونيسيا وسريلانكا وكينيا وتنزانيا ولم يفوت جزر القمر .. (راجع مقالة أنور قاسم الخضري رئيس تحرير صحيفة الرشد اليمنية، موقع صيد الفوائد).
والنموذج الثاني «هشام قباني» ـ من أصل لبناني ـ الذي أسس ما يسمى المجلس الإسلامي الأعلى، وهو منظمة صوفية في الولايات المتحدة، ويحظى الرجل بدعم كبير من الإدارة الأمريكية، ودُعي إلى البيت الأبيض والخارجية، وألقى محاضرات على مسؤولين في واشنطن إحداها كانت بعنوان «التطرف الإسلامي وخطورته على الأمن القومي الأمريكي».
ويبدي الدكتور هشام قباني عداء خاصاً للسلفية ممثلة في الدعوة الوهابية، ويُعتبر أحد مصادر المعلومات والتحريض ضدها في أمريكا، وهو يدعي أن 80 % من المساجد في أمريكا يسيطر عليها المتطرفون الوهابيون، ويتجول قباني في أنحاء العالم بحرية، وهو يقول: «في رأيي المتواضع أن الصوت المهيمن والمسيطر هو صوت الوهابية؛ فهم يسيطرون على النشرات والكتب والأموال، فكل شيء في أيديهم» وهو يعرض الصوفية كبديل واضح للوهابية فيقول مخاطباً من يعنيه الأمر: «علِّموا الطلاب الصوفية، يجب أن يتعلم الطلاب كيف يصبحون محبين للسلام، وكيف يصبحون جزءاً من المجتمع الكبير؛ فالوهابية تحرض الطلاب على ألا يكونوا جزءاً من المجتمع الكافر، ولكن ينبغي الاندماج والتكامل مع النظام الذي يعيش فيه المرء، أما الدين فمسألة بين المرء وبين الرب، هكذا يقول الإسلام» (نقلاً عن صحيفة صندى استريت تايمز، موقع إسلام ديلي).
وقد زار قباني ضمن الدول الإسلامية أوزبكستان ثلاث مرات، وكان في كل مرة يكيل المديح والثناء على رئيسها كريموف الطاغية الذي ألقى بعشرات الآلاف من الإسلاميين في السجون، وأغلق المدارس الدينية وحارب الحجاب وأغلق عدداً كبيراً من المساجد، وفي زيارته الأخيرة اصطحب وفداً تعداده 120 شخصاً طافوا أنحاء أوزبكستان يشوهون الإسلام ويلقون في أذهان الناس أوهام الصوفية المعتدلة!!
والحال هكذا؛ فليس غريباً أن تنشر مجلة يو إس نيوز الأمريكية أن واشنطن تسعى لتشجيع ودعم الحركات الصوفية كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية، ويشمل ذلك تشجيع إعادة بناء الأضرحة وترجمة المخطوطات الصوفية القديمة، ويعتقد استراتيجيون أمريكيون أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد الإسلاميين «المتشددين»!
وقد استرعى انتباه متخصصين أمريكيين الصراع بين الحركات الإسلامية السلفية وبين الطرق الصوفية، ولذلك قررت الإدارة دعم الصوفية ولكن بصورة غير مباشرة، وذكرت المجلة الأمريكية أنه في إحدى الدول العربية في شمال إفريقيا دعا قادتها في هدوء زعماء الصوفية المحليين، وقدموا لهم ملايين الدولارات كمعونة لاستخدامها كحصن ضد الأصولية المتشددة.
كما أوصت لجنة في الكونجرس الأمريكي مختصة بالحريات الدينية بتشجيع الحركات الصوفية في العالم الإسلامي، وفي كتاب أصدرته الباحثة شيريل بينارد ـ وهي زوجة سفير أمريكا في العراق زلماي خليل زاده ـ بعنوان (العالم الإسلامي بعد 11/ 9) تناولت الحركات والمذاهب الدينية القادرة على التغيير في العالم الإسلامي، وكتبت عند كلامها عن الصوفية أنهم: «يشكلون غالبية المسلمين اليوم وهم محافظون على معتقداتهم الإسلامية وتقاليدهم المحلية، غير متشددين، يعظمون قبور القديسين ويؤدون عندها الصلوات، ومجموعة الاعتقادات هذه أزالت تماما التعصب والشدة الوهابية وأصبح الكثير من التقليديين يشابهون الصوفية في السمات والاعتقادات، ولا يرون تضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العلمانية وقوانينها» وقالت أيضا: «الوهابية والسلفية هم أشد أعداء الصوفية والتقليدية في العالم الإسلامي، ونتيجة لهذا العداء فالصوفية والتقليدية هم حلفاء
(يُتْبَعُ)
(/)
طبيعيون للغرب في حربهم ضد الراديكالية». (راجع صحيفة دنيا الوطن على الإنترنت 17/ 11/2005م).
ولكن في المجمل: فإن مصطلح «الاستبدال» مع كل ما سبق لا يقدم وصفاً دقيقاً للحملة الغربية على التيارات السلفية؛ فالأمر تجاوز مرحلة الاستبدال بكثير، كما أن بعض الدول الإسلامية التي توفرت لديها بدائل السلفية لا تزال ـ من وجهة نظر غربية ـ ضمن دائرة الخطر السلفي، ويمكن تفسير ذلك من خلال النقاط التالية:
أولاً: السلفيون لا ينبع خطرهم من الكثرة العددية كما هو الحال بالنسبة للتيارات الأخرى، بل ينبع خطرهم في الأساس من الفكرة التي يحملونها وقابليتها للانتشار بسهولة، ونحن نضيف إلى ذلك تفسيراً آخر إسلامياً، وهو أن نمط الالتزام السلفي هو النمط الأكثر توافقاً مع الفطرة، بمعنى أنه لو تُرك الناس لحالهم لرجعوا إلى الإسلام وطبقوا أحكامه كما هي مبينة في الكتاب والسنة، ودون مؤثرات خارجية سوف يقودهم ذلك بيسر إلى المنهج السلفي.
ثانياً: يمكن التمثيل على تباين التيار السلفي مع التيارات الأخرى من حيث ارتباط الكثرة العددية بقوة التأثير، بالوضع في مصر؛ فمن حيث العدد والانتشار، تأتي الطرق الصوفية في المقدمة حيث يُعد أنصارها بالملايين، ثم تأتي جماعة الإخوان المسلمين، ثم التيارات السلفية آخراً، ورغم ذلك فإن المفاهيم السلفية منتشرة في مصر ولها تأثيرها، ويستدل على ذلك بحجم ونوعية الكتاب الإسلامي المتداول والمرتبط بالسلفية مقارنة بمثيله لدى التيارات الأخرى.
ثالثاً: مشكلة السلفية أو الوهابية مع العالم الغربي أنهما يطالبان بالعودة إلى منابع الإسلام الصافية ـ الكتاب والسنة ـ وتحكيمهما في كل صغيرة وكبيرة بصورة مباشرة، ويمتلك الغربيون قناعة قديمة تمتد لمئات السنين بأن تلك المنابع الصافية هي مصدر بلائهم، وأن أي جماعة أو تيار يبدو حريصاً على التمسك بها لا مفر من مواجهته، وهذه هي جريرة السلفية أو الوهابية. «إن المتعصبين الوهابيين يقولون إنهم سيعيدون الإسلام النقي، وأقول: إن هذا يعني محو مئات السنين من الشعر والأدب والعمارة والفن والموسيقى» [الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الإسلامية ديفيد شوارتز، صحيفة ويكلي ستاندارد]، ويقول روبرت سبنسر: «كون الإصلاح الوهابي كان عنيفاً وقاسياً فهو انعكاس للنصوص الأساسية لدينه الذي نذر له نفسه وأتباعه في تعصب لا يرحم» [موقع إسلام ديلي].
3 احتواء السلفية:
هناك فكرة دقيقة تحتاج إلى تأمل، وهي: وجود فرق بين السلفية والسلفيين، وهذا يعني أنه عندما نتحدث عن احتواء السلفية كفكر فهذا يختلف عن احتواء السلفيين كحاملين لهذا الفكر، وإذا كان احتواء الفكر أهم وأخطر من احتواء حامليه ـ من وجهة نظر الخصوم ـ إلا أنه لن يمكن احتواء الفكر إلا بعد احتواء حامليه، أو على الأقل احتواء عدد مؤثر منهم، وهذا ما يحدث الآن في عدة بلدان إسلامية، من جهود حثيثة تبذل لاحتواء أكبر عدد ممكن من رموز السلفيين وأتباعهم، وبات من الأمور المعتادة أن نجد جماعات ورموزاً سلفية لهم مذهبان: قديم وجديد. ومن الأمور التي ينبغي الإشارة إليها هنا، لارتباطها بهذه الجزئية، أنه عند تأمُّل تاريخ الجماعات الإسلامية نجد هناك منعطفين خطيرين تواجههما الجماعات في بداية نشأتها ثم عند تراجعها ـ كما هو الحال الآن ـ.
في المنعطف الأول: عادةً ما تكون الانشقاقات أو المراجعات في اتجاه مزيد من التمسك بالجذور والأصول، وللدرجة التي تصل أحياناً إلى التطرف والتكفير، ولكن بعد عقود وعندما تمر الجماعات بمراحل من الضغوط والمواجهات والمحن، عادة ما تكون الانشقاقات أو التراجعات في اتجاه مزيد من التخفف أو التخلص من عبء بعض الثوابت، وأقرب مثال على ذلك (جماعة الإخوان المسلمين) ففي مصر، في مرحلة الستينيات كانت أبرز الانشقاقات في اتجاه التكفير، وتمثلت في (جماعة التكفير والهجرة) التي انشق مؤسسها عن فكر الإخوان، ولكن في السنوات الأخيرة كانت أبرز الانشقاقات متمثلة في (حزب الوسط) تحت التأسيس، والذي يخطو بقوة في اتجاه التوافق مع النظام وتيارات المجتمع العلمانية أو غير المسلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الحقيقة التاريخية تعطينا نتائج هامة، لعل من أبرزها: أن أهم آلية لاحتواء السلفيين ـ ومن ثم السلفية ـ في الوقت الحالي هي في ممارسة مزيد من الضغوط والحصار عليهم، وأخطر وسائل الضغط ـ وعلى غير ما يتوقع الكثيرون ـ هو أن يُفتح المجال أكثر للرموز السلفية كي يخرجوا من ميدانهم الرئيس، ويبرزوا للعلن وللجماهير من خلال الإعلام وفي ميادين لا يملكون أدواتها؛ حيث يواجهون عالماً تغيرت مفاهيمه وثوابته وأصبحت له قواعده الخاصة، وعندها سيجد السلفيون المطروحون للعلن أنه لا بد من تقديم جوازات المرور المتمثلة في التخلص من عبء بعض الثوابت، ولا بأس من طمأنة الغيورين ودغدغة مشاعرهم بأنه لا يوجد تغير أو تراجع، ولكن كل ما في الأمر أنه لا بد من التعامل مع الإعلام بقدر من المداراة والمواربة.
ولكن على الجانب الآخر فإن تراجعات السلفيين تمثل لخصومهم بيضة القبَّان التي لا تُترك؛ فسرعان ما يضعون أيديهم في الشق المتسع في قناعات الرموز المتراجعة ليزيدوه اتساعاً وتراجعاً، وليتراكم كل ذلك في خانة المنهج السلفي، لتصبح مهمة الدعوة السلفية، كما يُبرزها هؤلاء، ليست في ضبط مؤشر الانحرافات في المجتمع لكي يقترب أكثر من الإسلام، ولكن في ضبط مؤشر الالتزام لكي يقترب أكثر من المجتمع تحت شعار تصحيح المفاهيم.
وهناك آلية أخرى لاحتواء الفكر السلفي، وهي ضغط الاعتقال، وقديماً كانت السجون تعتبر أحد محفزات الغلو والتكفير كما حدث في مرحلة الستينيات في مصر، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت السجون عاملاً حافزاً للتراجعات والمراجعات كما حدث مع الجماعة الإسلامية في مصر أيضاً.
والمشكلة الأساس في قضية الاحتواء أن الرمز السلفي الذي يتم احتواؤه ومن ثم تراجعه عن مقتضيات السلفية، لا يقر بتراجعه أو تنازله، بل يعتبر ذلك تجديداً وتطويراً يُنسب للمنهج السلفي، وذلك هو بيت القصيد بالنسبة لخصوم السلفية؛ لأنه لو أعلن الرمز المتراجع عن تغيير انتماءاته لما كان لتراجعه أي فائدة؛ فالهدف المنشود هو تغيير معالم المنهج السلفي بأيدي أبنائه أنفسهم، يعني: تفكيك السلفية من الداخل.
ومن هنا تنبع أهمية التنقية المستمرة للمنهج السلفي من العلائق التي تنسب إليه مع تكاثر الضغوط وتتابع المحن، وأيضاً تربية السلفيين والجماهير على الارتباط بالمنهج والحق والثوابت بغض النظر عمن يتبعها أو يدعو إليها، وكفانا تمجيداً للشخوص على حساب الأفكار؛ فنحن في عصر أصبح فيه الثبات عملة نادرة، وهذا ما لفت إليه أحد علماء السلف عندما جاءه رجل متحمس فقال له: أتناظرني؟ فرد عليه قائلاً: فإن غلبتني؟ قال الرجل: تتبعني .. قال العالم: فإن جاء ثالث فغلبنا؟ قال الرجل: نتبعه .. فقال العالم: إذن يصبح ديننا التنقل!
وحتى لا تصبح السلفية مرادفاً للتنقل كما يريدها خصومها، ينبغي أن نعيد التأمل مرات ومرات في حديث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي يحفظه كل السلفيين: «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض» (رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2937).
وكما نرى في الواقع فإن هناك طريقتين للتمسك بالكتاب والسنة: إحداهما: بحملهما على الأكتاف، حيث يصبحان ثقلاً وعبئاً على حاملهما، ومثل ذلك يشغله الشعور بالعبء عن تلمس النصح والتوجيه. والطريقة الأخرى للتمسك بالكتاب والسنة في دفعهما للأمام من أجل الهداية والإرشاد، وفارق كبير بين من يتخذ القرار أو الحكم ثم يبحث عما يؤيده أو يلمح إليه من آية أو حديث، ومن يبحث فيهما أولاً ليتخذ قراره وحكمه وفق ما ترشد إليه الآيات والأحاديث.
3 إقصاء السلفية:
في أوقات سابقة في بعض الدول الإسلامية كان تصريح أحدهم: أنا سلفي .. يعد بمثابة إذن مرور لممارسة كثير من الأنشطة والتحرك الدعوي بحرية ويسر، ولكن الآن أصبح الوضع مختلفاً، وأصبحت السلفية في قفص الاتهام في بلدان كثيرة، وبات السلفيون تحت المجهر؛ فما الذي تغير؟ إنه ببساطة: الإقصاء.
والمنطلَق الأول لتبرير وتسريع إقصاء السلفية هو الربط التعسفي بين السلفية العلمية والدعوية وبين السلفية الجهادية، ويمارس الكُتَّاب الغربيون الخلط بين التيارات الإسلامية المختلفة، والخلط بين مبادئها ومفاهيمها بعلم أو بجهل أحياناً. يقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: «عقيدة الوهابيين تنص على قتل كل من هو غير وهابي» وكتبت الصحفية الأمريكية (سوزان سميث) في الواشنطن بوست: «الأشخاص الذين لا يعتنقون الوهابية يعتبرون كفاراً» (راجع موقع إسلام ديلي).
إنها إذن استراتيجية متعددة المراحل: استبدال ـ احتواء ـ إقصاء. وهذا يعود بنا إلى السؤال المطروح في مقدمة المقال عن كيفية مواجهة التيارات السلفية؛ فالإجابة الصحيحة تتضمن الخيارات الثلاثة وليس خياراً واحداً.
ولا ريب في أن هذا التنوع في مواجهة السلفية يبدو متناسباً أكثر مع كون التيارات والفكر السلفي يتفاوت حجم ومستوى انتشاره بين البلدان الإسلامية، ومن ثَم لا بد أن تختلف طرق مواجهته من المنظور الغربي؛ فبعض الدول حققت إنجازات مسبقة وتجاوزت مرحلة الاستبدال بالفعل، وهي الآن ما بين الاحتواء والإقصاء مثل مصر، وبعض الدول تجاوزت المراحل الثلاث مثل تونس وليبيا، ودول أخرى لا تزال بين الاستبدال والاحتواء. هذا التحليل يفرز لنا نتيجة بالغة الأهمية، وهي أن سياسة الاحتواء تمثل عاملاً مشتركاً حالياً في عدد كبير من الدول الإسلامية وهو ما يستدعي متابعتها والتعليق عليها، ولكن ربما يتيسر ذلك في مقالات أخرى بمشيئة الله تعالى.
ــــ المصدر ـــــ
http://albayan-magazine.com/files/salafya/04.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الثائر]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:36]ـ
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 11:16]ـ
صحيح الله المستعان
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 09:19]ـ
لا قلق فإننا نستطيع العيش - والتأثير - بدون الحاجة لرفع لافتة المسميات.
ـ[نزوف]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 12:16]ـ
لا عَجَبْ , فالسلفيّه أصبحت شِعَار , كُلا يرُدده , الفاجر والتقي ,, المُبتدع وغيره ,, للأسف نسوا أن العمل هو المحك , أما المُسميّات التي يُطلقها الآخرون على أنفسهم , ماهيّ إلا سِتار , ليخفوا بهِ جُنحتهم ,, فإلى الله المُشتكى!
كالقائل:
كُلاً يدعّي وصلاً بليلى ** وليلى لا تُقِرُ لهُمْ بِذاكَا ..
قال الشيخ المُربي " مُحمّد صالح العُثيمين " (رحمه الله)
((أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي ? في قوله: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين .. والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى (السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف)) (1)
--------------------
(1) شرح الأربعين النووية، حديث (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، ص (308، 309).
أ. هـ
رَحِمهُ الله وغَفَرَ لهُ
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 02:24]ـ
التسميات مهمة ليحيي من حيي عن بينة،ويهلك من هلك عن بينة.
اللهم عليك بأعداء الدين، اردد كيدهم في نحورهم، واعلِ راية الدين عاليا.
ـ[الثائر]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:46]ـ
جزيتم خيرا
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 06:12]ـ
لا إشكال في لفظ (سلفي)
فما زال العلماء ينتسبون لغير المعصومين فيقال (حنبلي أو مالكي) بدون نكير
وهذه التسمية للتعريف فتسمية أهل السنة والجماعة لم تكن موجودة قبل فتنة الخوارج واليوم لا يتركها أحد
وقد سمى الجعبري نفسه سلفياً ولم ينكر عليه أحد كما في الدرر الكامنة لابن حجر
سئل الشيخ ابن باز – رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). [من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف].
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: " ... يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".
وسئل الشيخ الفوزان – حفظه الله -: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً؟.
فأجاب: التسمّي بالسلفيه إذا كانت حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتمسى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 10:54]ـ
هل للكاتب مقالات تابعة؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ في عام 2003م عقد مركز نيكسون للدراسات في واشنطن مؤتمراً عنوانه «فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في السياسة الأمريكية» وكان من أبرز الحضور الدكتور برنارد لويس وهو من أبرز الناقمين على الإسلام، والدكتور كوركوت أوزال شقيق الرئيس التركي الأسبق تورجوت أوزال، ومحمد هشام قباني رئيس المجلس الإسلامي الأمريكي.
ـ ووزع في المؤتمر دراسة بيانية توضح الجماعات والمذاهب الإسلامية والمنتمين إليها، وجاء فيها أن مجموعة السلفية هم الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية، وأطلقوا عليها «مجموعة الإسلام السياسي» ووضعوها داخل دائرة حمراء، واعتبروا من بينها: الوهابية ـ الجماعات الفلسطينية الإسلامية ـ الجماعات الإسلامية السلفية ـ حزب التحرير ـ جماعة التبليغ.
ـ يعتبر المجلس الإسلامي الأمريكي الصوفي الذي أسسه هشام قباني مصدراً مهماً للمعلومات لدى الإدارة الأمريكية عن الإسلام والمسلمين، وكان بول وولفويتز مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق يعقد لقاءات دورية مع أعضاء المجلس للتشاور معهم حول قضايا الإرهاب «الإسلامي».
[/ CENTER]
لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون!!!
أما زال هذا الكذاب الدجال هشام القباني يعيث في الأرض فسادا؟؟
منذ اثنتي عشرة سنة، خضت غمار الرد على جهالاته وغشه وأكاذيبه، وترويجه لضلالاته بكل أنواع الجدل بالباطل،
والله ما رأيت أغشَّ لأهل الإسلام منه
يكفي أنه كان يقدم الأحاديث الموضوعة إلى الناس ويعزوها إلى هذا الكتاب أو ذاك، ليتوهم غير العارف أنها صحيحة، ترويجا لضلالاته.
حتى بلغت به الوقاحة أنه قدم مرة حديثا موضوعا ليستدل به على صحة ضلالته الصوفية، وعزاه إلى كتاب للسيوطي في الأحاديث الموضوعة، لكنه اكتفى بالقسم الأول من اسم الكتاب، من باب التدليس، والغش، طبعا،
فالحمد لله الذي أنزل الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة البقرة
نسأل الله تعالى السلامة والعافية
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:37]ـ
لولا قرأتَ تقرير "راند" من بحوثِ مجلّة البيان الإسلاميّة!
والتقريرُ يصف الخطّة القادمة لتدمير المسلمين باسم الاعتدال والوسطيّة، وقد ذُهلتُ وأنا أقرأ ذلك التقرير.
أبو تميم التميمي
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روابط لتقرير راند 2007 (بناء شبكات مسلمة معتدلة)
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/422.htm
المفهوم الأمريكي للإعتدال الإسلامي للدكتور باسم خفاجي
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=16208(/)
من يشرح لي هذه العبارة؟
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 12:13]ـ
أقرأ في كتاب الصوفية للدكتور محمد العبدة و طارق عبدالحليم و فيه:
و يقول البقاعي قاطعا الطريق على من يؤول لابن عربي:
" قال الأصوليون: لو نطق بكلمة الردة وزعم أنه أضمر تورية , كفر ظاهرا و باطنا "
أشرحوها لي بارك الله في علمكم و نفع بكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 07:11]ـ
أي: لو تكلم بكلمة ظاهرها كفر، ونوى في نفسه التورية وهي: «أن يقصد بظاهر اللفظ معنى آخر خفيا قد يحتمله اللفظ لا يتبارد للسامع» = كفر ظاهرا وباطنا، ومعنى «باطنا» أي: لا يجوز كونه مؤمنا في الباطن.
والله أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
دخولي هنا لسؤال الفاضل عبد الرحمن السديس هل أنت نفسك إمام وخطيب الحرم المكي؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:08]ـ
وأنا أجيبك بالنيابة .. ليس هو .. وقد أجاب بنفسه في ملتقى أهل التفسير ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 07:01]ـ
ستجد-ان شاء الله- معنى هذه العبارة في كتاب مصرع التصوف (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي)
للمؤلف: برهان الدين البقاعي.
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3611
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 05:14]ـ
الشيخ / عبدالرحمن السديس
جزاكم الله خيرًا و نفع بكم.
..
وجزى الله بقية الإخوة خير الجزاء.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 11:26]ـ
عودا حميدا ياشيخ عبدالرحمن .. لم الانقطاع الطويل؟!(/)
هل بين الشيخين الأرنؤوط صلة قربى؟!
ـ[الغزال]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أقرأ لتوي مقالاً في الموقع - الألوكة طبعاً:) - ترجمة للشيخ شعيب الأرناؤوط، وعلمت أنه من أصول ألبانية.
وأعلم أن الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط -رحمه الله- من أصول ألبانية أيضاً،
ورغم أن للشيخين الفاضلين اللقب نفسه، ولم أتأكد إن كان بينهما قرابة نسب!
فهل من علْم حول ذلك؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:32]ـ
هما أخوين حسب علمي!
ـ[ابن المنير]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:56]ـ
( ... لأن كثيرا من عوام السلفيين يخلطون بين الشيخ شعيب الأرنؤوط و شيخنا عبد القادر، و يظنون أن بينهما نسباً. و ليس الأمر كذلك، فالشيخ عبد القادر ليس بينه و بين شعيب نسب، و الألباني أقرب إلى شيخنا بلدةً من شعيب، و كلهم أصولهم ألبانية كما قال شيخنا. و الشيخ عبد القادر سلفيٌّ معتقَداً و عِلماً و طريقةً و سُلوكاً، بخلاف شعيب الأرنؤوط فلا يزال حنفياً، و في تعليقاته العقدية ما فيها، و قد انتقده غير واحد فيما كتبه على السير و غيره، كما فعل الدكتور محمد بن خليفة التميمي. و لو سلمنا أنه بينهما شيء، فماذا كان؟ نجرح من خالف الشيخ الألباني هكذا! إن الأمر المتنازع فيه يُنظر فيه و يُستَمع فيه إلى أقوال المتنازعين كما قرِّر في موضعه من كتب الفقه).
http://www.alarnaut.com/#_Toc70769572
ـ[الغزال]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 05:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الترجمة: " شعيب بن محرم الأرنؤوط، ينحدر نسبه من أسرة ألبانيَّة الأصل، هاجرت إلى دمشق سنة 1926م واستقرَّت بها، لسبب يعود رُبَّما إلى اعتقاد والده فضل الشَّام وسُكناها، فقد كان والده محبّاً للعلماء حريصاً على مصاحبتهم."
وفي الأخرى" وسمَّاه أبوه باسم: قَدْري، غير أنه أطلق على نفسه في أوائل شبابه اسم: عبد القادر الأرناؤوط، وبه اشتُهر بين الناس، وهو الاسمُ الذي يثبتُه على أغلفة كتبه وتحقيقاته، غير أن اسمَه بقي في الأوراق الرسمية: قَدْري بن صُوقَل الأرناؤوط، أما نسبُه العالي فهو: قَدْري بن صُوقَل بن عَبْدول بن سِنان بْلاكاي الأرناؤوط."
فالشيخين ليسا أخوين!
ولكن ابن المنير لم أفهم مقضدك من كلامك الأخير (و لو سلمنا أنه بينهما شيء، فماذا كان؟ نجرح من خالف الشيخ الألباني هكذا! إن الأمر المتنازع فيه يُنظر فيه و يُستَمع فيه إلى أقوال المتنازعين كما قرِّر في موضعه من كتب الفقه) فهلا أوضحت كي لا يُساء فهمك! ولك الشكر
ـ[ابن المنير]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 05:26]ـ
ما لي شيء
قد أحلتك على مليء ...
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:15]ـ
جزاكما الله خيراً على تصحيح المعلومة لدي
ـ[معترك النظر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 08:11]ـ
الشيخ عبد القادر الأرنؤوط (رحمه الله) أصلا من كوسوفا وقد سافر إليها مرات عديدة للدعوة والتعليم.
أما الشيخ شعيب فهو من ألبانيا
وأما أرنؤوط فهو لقب والشيخ الألباني أيضا كان يلقب أرنؤوطي وقد رأيت طبعة قديمة جدا لأحد كتبه وقد كتب عليها تأليف محمد ناصر الدين الألباني الأرنؤوطي.
.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 07:59]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
للفائدة:
«صفحات من حياتي»
للشيخ المحدّث عبد القادر الأرناؤوط ـ رحمه الله تعالى ـ:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2799
ـ[ألبان]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 12:46]ـ
[ QUOTE= ابن المنير;28608] ( ... لأن كثيرا من عوام السلفيين يخلطون بين الشيخ شعيب الأرنؤوط و شيخنا عبد القادر، و يظنون أن بينهما نسباً. و ليس الأمر كذلك، فالشيخ عبد القادر ليس بينه و بين شعيب نسب، و الألباني أقرب إلى شيخنا بلدةً من شعيب،
بلدة الشيخ الألباني (رحمه الله) هي نفس بلدة الشيخ شعيب (حفظه الله) وهي محافظة إشكودرا ( Shkodra) في ألبانيا. أما الشيخ عبد القادر (رحمه الله) فهو من كوسوفا من محافظة بيا ( Peja)(/)
مناظرة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق مع المبتدع الصوفي يوسف الرفاعي
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 06:30]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه هي مناظرة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق حفظه الله التي بثت البارحة على شاشة التلفاز
وهذا هو موقع التحميل ارشدني اليه احد الاخوة الفضلاء:
http://www.zshare.net/download/239135364a18fc/
وانا بصراحة قد اوجع قلبي هذا المبتدع
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز لا يوجد غير هذا الرابط؟؟
ارشدك الله الى الحق وثبت فؤادك بالإيمان
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 08:52]ـ
الصوفية اليوم جهلة، أغبياء، معاندون، خبثاء، هذه هي صفات الصوفية في المناظرات، من خلال خبرة معهم، فقليل منهم من يقبل الحق، وقليل منهم من يفكر، وينظر، فلا تجدهم الا معاندين كذابين، قد أذهبت الحظرات عقولهم ودمرت مركز التفكير لديهم، فلا يفكرون الا قليلاً، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 10:11]ـ
هذا اربط آخر لمن أرد تحميل المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61427
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:21]ـ
أخي العزيز لا يوجد غير هذا الرابط؟؟
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
اكنت تقصد أخي
((ألا يوجد غير هذا الرابط؟؟؟))
فها قد سبقني اخي محب التوحيد واشار الى رابط طريق الإسلام (((وهو من انفع المواقع)))
واليك ايضا رابط اخر:
http://z08.zupload.com/download.php?...filepath=64051
واريد ان اعقب على كلام الشيخ وليد .. الصوفية اليوم جهلة، أغبياء، معاندون، خبثاء، هذه هي صفات الصوفية في المناظرات، من خلال خبرة معهم، فقليل منهم من يقبل الحق، وقليل منهم من يفكر، وينظر، فلا تجدهم الا معاندين كذابين، قد أذهبت الحظرات عقولهم ودمرت مركز التفكير لديهم، فلا يفكرون الا قليلاً، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ان هذا موقف جميع اهل البدع اليوم ... هداهم الله وايانا الى الحق
ـ[الواضح2]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 01:43]ـ
جزاك الله خير
كل يوم يثبت لي أن الرافضة والصوفية أضعف الناس حجة
ـ[دعوة الإسلام]ــــــــ[15 - Sep-2007, صباحاً 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أُكمِلَت المناظرات؟
وشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 12:13]ـ
جزاكم الله خيرا
نسأل الله الهداية
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 01:54]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزآء
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 08:43]ـ
وهذا رابط آخر لتحميل المناظرة وتجدون مناظرات أخرى في نفس القسم إن شاء الله تعالى
http://www.almjhool.net/vb/showthread.php?t=125
ـ[يوسف]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير ونسأل الله ان يبارك لنا فيك ويجعلك ذخراً للأسلام وللمسلمين {ابو مسلم}(/)
الرافضة لمن توجه السلاح؟
ـ[ابوفيصل1]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 10:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
لعل علماءنا الأوائل رحمهم الله لم يتركوا لنا العذر، فقد دارت الحوارات وعقدت المناظرات بين أهل التوحيد وأهل البدع ومنهم الرافضة. حذر علماؤنا الأوائل من خطرهم وبينّوا فساد معتقدهم، كان هذا قبل أكثر من ستمائة عام.
أما الآن ...
فقد عايشنا خلال هذه السنوات فتن مدلهمة، عندما اختلط الجهاد بالسياسة تحسّست الأمم الخطر القادم وتدافعت لصدّه، ضربة هناك تدمي أنف الطاغوت الأكبر، يليها تسلق الشيطان الأصغر على ظهره .. ليتولى قيادته حسب مخططاته يعيث كالثور الهائج، يصحو الثور ليجد الشيطان الأصغر وقد استطار شره، بعد أن جمع خيوط اللعبة بيدٍ واحدة في احترافية لا يجاريها إلا احترافيته في صنع السجاد.
أثناء ذلك وبعده .. مالذي حدث
نسي بنو الشيطان في كل الأصقاع وطنيتهم وقوميتهم .. نسونا ونسوا أنفسهم، خرّبوا وفجّروا .. قتلوا بأبشع الطرق .. شردوا وهجروا .. في شهوة دموية يغذيها حقد متراكم على مر السنين.
إذا كان تحركهم موجهاً، وفق خطط خارجية، تتحين الفرصة عند كل ضعف يصيبنا، فكيف يمكن احتوائهم وقطع الطريق على مخططاتهم؟
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:28]ـ
الوعي الشيعي وعي طائفي خالص، فإذا وجدوا فرضة فإنهم لن يترددوا في الفتك بأهل السنة، تحت ذرائع وحجج شتى، ولو خيروا بين عدويين يقدرون عليهما أحدهما سني والآخر كافر فسوف يبدأون بالسني، وهذه العراق شاهدة على ذلك، فقد تركوا الأمريكيين يسرحون ويمرحون وأخذوا يقتلون أهل السنة ويبيدونهم.
ـ[ابوفيصل1]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 02:54]ـ
الأخ أبو حماد
شكراً على الإضافة، ولا شك أن في تصريحهم باستخدام التقية ضد العدو المسلم (السني) فقط خير دليل، وكتبهم التي تنضح بكره أهل السنة والتقرب إلى ملاليهم بانتهاك دمائهم وأعراضهم وأموالهم.
استغربت خروج الظواهر مؤيداً لحماس بعد أن (أبّنها) قبل أيام، فما سر هذا الانقلاب السريع يا ترى، خصوصاً إذا عرفنا أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال في مؤتمره الصحفي في دمشق بعد أحداث غزة، أن الحركة لا تسعى لإقامة امارة إسلامية في غزة وليس من أهدافها الجهاد العالمي وإنما مشروعهم محصور في محاربة العدو اليهودي في أرض فلسطين!
ما مدى التغلغل والتوجيه الإيراني للجماعات الإسلامية؟(/)
::أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء::
ـ[علي أكرم]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 02:19]ـ
أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء
الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
يقول أبو الدرداءِ- رضي الله عنه-: " ما أنصف إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبكَ يا أبا الدرداء، فإذا احتجت إليه في شيءٍ امتنع مني " [1]
ويقول أيوب السيختيان- يرحمه الله -: " إنَّه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنَّه مات، فكأنما فقدتُ بعض أعضائي ".
وكان أحمد بن حنبل- رحمه الله - إمام أهل السنة، إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال- رحمه الله -: " لا أقدرُ أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه " [2] فانظر - يا رعاك الله كيف كان تعظيم الله وتوقيره في قلب الإمام أحمد يجعله لا يطيق النظر إلى من افترى على الله وكذب عليه، وأي افتراء أعظم من مقالة النصارى أن لله ولد - تعالى -الله عن ذلك علواً كبيراً قال عمر بن الخطاب في شان النصارى: " أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبُّوا الله - تعالى -أعظم المسبة ".
وهذا بهلول بن راشد - رحمه الله - من أصحاب مالك بن أنس - رحمه الله - دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري به زيتاً، فذُكر للرجل أن عند نصراني زيتاً أعذب ما يوجد. فانطلق إليه الرجل بالدينارين وأخبر النصراني أنه يريد زيتاً عذباً لبهلول بن راشد، فقال النصراني: نتقرب إلى الله - تعالى -بخدمة بهلول كما تتقربون أنتم إلى الله بخدمته. وأعطاه بالدينارين من الزيت ما يعطى بأربعة دنانير، ثم أقبل الرجل إلى بهلول وأخبره الخبر، فقال بهلول: قضيت حاجةً فاض لي الأخرى، رُدَّ علىّ الدينارين فقال: لم؟ قال: تذّكرت قول الله - تعالى -: ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) (المجادلة: من الآية22). فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير [3]
وسئل الإمام أحمد عن جار رافضي؟ فقال: " لا تسلم عليه، وإذا سلم لا يُرد عليه " [4] وكان ابن رجاءٍ من الحنابلة، يهجرُ من باع لرافضي كفنه، أو غسله، أو حمله [5]
ولما كان العزُّ بن عبد السلام في دمشق، وقعَ فيها غلاءٌ فاحش، حتى صارت البساتينُ تباع بالثمن القليل، فأعطتهُ زوجته ذهباً وقالت: اشرِ لنا بستاناً نصيّف فيه، فأخذ الذهبَ وباعهُ، وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم بستاناً في الجنة. إنِّي وجدتُ الناس في شدةٍ، فتصدقتُ بثمنه، فقالت المرأة: جزاك الله خيراً [6]
وهذا محمد بن عبدوس المالكي، من علماءِ المالكية، كان في غايةِ النصحِ والإشفاقِ على المسلمين، ففي أحدَ المرات ذهبَ إلى أحدِ أصحابه وعليه جُبَّةَ صوف، وكانت ليلةً شاتيةً، فقال له: ما نمتُ الليلةَ غمّاً لفقراءِ أمة محمد، ثم قال: هذه مائةُ دينار ذهبا، غلةُ ضيعتي هذا العام، أحذر أن تُمسي وعندك منها شيء وانصرف.
دخل أبو الوليد الطرطوش- يرحمه الله - على الخليفة في مصر، فوجدَ عنده وزيراً راهباً نصرانياً، قد سلّم إليه القيادة، وكان يأخذُ برأيهِ، فقال الطرطوشي:
يا أيها الملك الذي جودهُ ... يطلبهُ القاصدُ والراغب
إنَّ الذي شرفت من أجله ... يزعمُ هذا أنَّه كاذب [7]
فعندئذٍ اشتد غضبُ الخليفة، فأمرَ بالراهبِ فسُحبَ وضُرب، وأقبل على الشيخِ فأكرمهُ وعظَّمهُ بعد ما كان قد عزم على إيذائه.
يقول القرافي معلقاً على هذه القصة: " لما استحضر الخليفةُ تكذيب الراهبِ للرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو سببُ شرفه، وشرفَ آبائهِ وأهل الأرض، بعثهُ ذلك عن البعدِ عن السكونِ إليه والمودة، وأبعدهُ عن منازلِ العزِّ إلى ما يليقُ به من الذلِ والصغار [8]
----------------------------------------
[1] الزهد لابن المبارك (ص 232).
[2] طبقات الحنابلة (1/ 12).
[3] ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 337).
[4] طبقات الحنابلة (2/ 14).
[5] طبقات الحنابلة (2/ 57).
[6] طبقات الشافعية للسبكي (214).
[7] الذي شرفت من أجله هو النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[8] الفروق (3/ 16).
http://x88x.com/uploads/a2f7338eb0.jpg
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 05:04]ـ
ماشاء الله درر.
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 05:55]ـ
بارك الله فيك أخي علي، وبارك في الشيخ عبدالعزيز
ما أجملها من درر
ـ[علي أكرم]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 07:27]ـ
وفيكم إخواني(/)
«شرح كتاب الدرة البهية شرح التائية،لصاحب الفضيلة الشَّيْخِ د. عبد الرَّزَّاق البَدر»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 02:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شرح كتاب الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية لشيخ الإسلام ابن تيميّة، تصنيف العلامة الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه اللّه،
لصاحب الفضيلة الشَّيْخِ د. عبد الرَّزَّاق بنِ عبد المُحسن العبَّاد البَدر
ـ سلَّمهُ اللَّه تعالى ـ.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [8 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37477
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 10:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:16]ـ
وفيكم بارك اللَّهُ أخانا الكريم ابن رجب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:19]ـ
الدَّرْسُ الثَّانِي [9 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37569
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:47]ـ
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [10 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37666
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:50]ـ
يتبع ـ إن شاء اللَّهُ ـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 12:40]ـ
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [12 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37870
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرًا وجعل ذلك فى ميزان حسناتكم.اللهم آمين.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 10:43]ـ
جزيت خيرا.
نحن بالانتظار
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:27]ـ
جزاكما اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكما.
تمّ الشّرح.
وفقني اللَّه وإياكم والمسلمين إلى ما يُحبه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:36]ـ
«شرح كتاب الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية لشيخ الإسلام ابن تيميّة، تصنيف العلامة الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه اللّه.»
الصواب:
«التّعليق على القَصيدة التَّائيَّة في حل المشكلة القدريّة لشيخ الإسلام ابن تيميّة»
ـ[عمار محمد]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 07:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشرح غير مكتمل ولعل بعض الأشرطة غير منزلة فنرجوا إنزلها، فقد سمعت جميع الدروس فوجدت كثير من الأبيات غير موجودة.(/)
بين تكريم (رشدي) وتجديف الأدباء العرب!!! ملامح اللادينية الثقافية
ـ[د حبيب بن معلا اللويحق]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 03:11]ـ
في بادرة ذات إيحاء ظاهر منحت ملكة بريطانيا الكاتب البريطاني الآسيوي (سلمان رشدي) لقبا ملكيا لا لاعتبار أدبي أوفني بل لاعتبار ثقافي وسياسي؛ ذلك أن (رشدي) مسلم في الأصل ارتد عن دينه الحنيف وكتب رواية (آيات شيطانية) التي يسخر فيها من القرآن العظيم ومن النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان أن اهتمت به الصحافة العالمية وكتبت عنه بشكل احتفالي متزامن واستضافته القنوات الفضائية المختلفة لتصنع منه أسطورة تغيظ به المسلمين في دينهم وقرآنهم ونبيهم - صلى الله عليه وسلم-، ثم أتى هذا التتويج الرسمي ليؤكد هذا التوجه ويمنحه بعدا رسميا ..
ولست - هاهنا - بصدد تفنيد كلام هذا الأفاك التافه الذي باع آخرته في سبيل جواز بريطاني وشهرة إبليسية ولكنني ألفت النظر إلى هذا السياق الثقافي العالمي الذي ترسخه هذه الخطوة الرسمية وتشهد له أحداث متكررة في كل بلد؛ وهو:
الإشادة بالآداب والفنون المصادمة لدين الإسلام باسم الحرية، وحصر الإبداع والتميز والشهرة والخلود في مثل هذه الأعمال دون نظر إلى أي قيمة فنية أو إبداعية لهذه الأعمال ..
إن هذا السياق العالمي يكاد يستغرق الحياة الثقافية والأدبية والفنية في العالم كله .. ولاتكاد عين المتابع تخطئ مظهرا صارخا لهذا النسق في كل الفعاليات الثقافية في الدنيا .. فلم يعد الاهتمام منصبا على الأعمال الإبداعية التي تمجد الأنموذج الغربي في الفكر والحياة كما كان الحال في السابق بل تعدى ذلك إلى حصر الإبداع في النصوص التجديفية التي تتعدى الحرمات وتقع في الإلحاد ورفع شأن المتهوكين بها ..
ويمكن لللمتابع المتمعن أن يجد هذا ماثلا للعيان في الاهتمام العالمي الكبير ب (سلمان رشدي،وتسليمة نسرين, وأدونيس، ونجيب محفوظ، ونصر أبوزيد، ونوال السعداوي) .. وهلم قذرا ..
ولم يتأخر إعلامنا العربي المتخلف عن الركاب بل أجلب بخيله ورجله في هذ الشأن وانضم للجوقة بكل ذيلية ومهانة؛إذ كيف يستقل بفكره وهو لم يند عن الخضوع يوما بل مذ نشأ وهو من قيان الفكر الغربي .. حيث ألوى يمجد هؤلاء أومن سلك سبيلهم ولا يرى الثقافة إلا في غزية الغاوية ..
إنك حين تسأل إعلاميا عربيا رسميا أو شاديا للثقافة الرسمية عن مثقفي العرب وأدبائهم فلن تجد عنده إلا مايمجده هذا النسق الغربي ك (البياتي ودرويش ونزارودنقل وعبدالصبوروابن جلون وشحروروشكري وغيرهم) ولن تجد استقلالا حقيقيا ينبئ عن ثقة بالنفس والمبدأ ..
إن هذه الحال المؤسفة أنبتت في ثقافتنا المحلية نابتة دونية تجعل سبيلها للشهرة سلوك سبل هؤلاء الأفاقين؛ فتجد الواحد (أو الواحدة) من شداة الشهرة عندنا يكتب رواية فاجرة أوقصيدة فيها مخالفات عقدية عظيمة أو نصا عدميا لترفعه الصحافة الخرقاء في مقالات متزامنة وبضجيج لافت إلى مصاف كبار المبدعين لا لشيء إلا لأنه تجرأ على المحرمات ..
البون الشاسع عندنا بين الثقافة والقيم يحتاج إلى رتق ولملمة .. وماتقوم به وسائل الإعلام من تكريس لهذه المفهومات المنحرفة وتمجيد المنسلخين عن قيمهم ومبادئهم كارثة كبرى تحتاج من العقلاء إلى إعادة النظر في المنظومة الإعلامية كلها ..
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون،،،
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:04]ـ
مرحباً بالشيخ الأديب الأريب، حللت أهلاً ووطئت سهلاً، وقد شرف بك المجلس وأعضاؤه، بارك الله فيكم وأحسن إليكم وأجزل لكم المثوبة والعطاء.
ـ[هديل]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:52]ـ
الأديب العلم الفاضل: د. حبيب اللويحق
كلام في الصميم ..
بارك الله فيكم و زادكم من فضله ..
تحيتي و تقديري ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:41]ـ
مرحباً بكم وأهلاً يا شيخ حبيب
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
أهلاً وسهلاً بأخينا الفاضل الدكتور حبيب بن معلا اللويحق، عطاء سابغ، وفائدة مرجوَّة من مثلك لاحرمك الله الأجر
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:40]ـ
البون الشاسع عندنا بين الثقافة والقيم يحتاج إلى رتق ولملمة .. وماتقوم به وسائل الإعلام من تكريس لهذه المفهومات المنحرفة وتمجيد المنسلخين عن قيمهم ومبادئهم كارثة كبرى تحتاج من العقلاء إلى إعادة النظر في المنظومة الإعلامية كلها ..
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون،،،
أحسن الله إليك، وشكر لك هذه الإلفاتة .. ولكن العقلاء اليوم لا ناقة لهم ولا جمل في المنظومة الإعلامية، أما من ناحية التنظير فقد عرف العقلاء خبث هذه المنظومة منذ أمد وليسوا بحاجة إلى إعادة النظر، بل بحاجة إلى أن يعيد غير العقلاء النظر في هذه المنظومة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 04:47]ـ
أهلا بالحبيب الأديب .. د حبيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 06:48]ـ
جزاك الله خيرا , ولي عودة بإذن الله فما أشرت إليه مهم للغاية.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 12:02]ـ
بارك الله فيك
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 02:39]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك،
ليتك تعود لشاشة المجد، في برامج أدبية قوية ,
ـ[د حبيب بن معلا اللويحق]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 04:04]ـ
أخي أبا حماد ..
رفع الله قدرك اخي الحبيب وأحسن إليك ..
الأخت الكريمة هديل ..
شكر الله لك مرورك وإضافتك ..
أخي الحمادي ..
وبك ولك الترحيب والثناء ..
صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور سعد الحميد ..
مرورك هاهنا شرف للمقالة ولكاتبها .. شكر الله وأحسن إليك ونفع بعلمك ورفع قدرك في الدراين ..
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:40]ـ
ثبتنا الله وإياك د/حبيب
قد قلت ماصال وجال في خاطري لحظةقرأت الخبر
أوليس الحق يقول ( .. حتى تتبع ملتهم)
وهاهم يكرمونه على أن جاءهم بمهرٍ شديد سيفتك بِه وبئس المصير
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العقل اللبيب والفكر الأديب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 06:07]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالدكتور الكريم حبيب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 04:23]ـ
أهلا ومرحبا بالدكتور حبيب
وليتك تعود إلى شاشة المجد، فاالملتقى الأدبي من أحسن البرامج التي استمتعت بها واستفدت منها.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 10:19]ـ
حللت أهلا ووطأت سهلا
حياك الله وبياك يادكتورنا الفاضل
فلقد كنت ولازلت نعم الأستاذ والمربي
عد إلى برنامج المتميز (الملتقى الأدبي) والذي جمعت فيه بين جمال الأدب وشفافية الطرح
أما عن اللادينية الثقافية وإحدى صورها الكريهة فهذا التكريم أرادوا به نقل صورة استفزازية للمسلمين عامة وما دروا أنه لا يهمنا إن كان المكرم (بضم الميم وكسر الراء) من الأراذل
فبئس المكرِم والمكرَم
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل(/)
حراسة الحسبة أولى من حراسة المحتسبين؟!
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 03:26]ـ
بادئ ذي بدء لعل ناظرا في هذه المقالة ينفر من عنوانها ويستوحش من محتواها ويربأ برجال الحسبة عن الخطأ، فكثير من الناس -وللأسف بعض الخاصة من المثقفين وطلبة العلوم الشرعية - لا يميزون في نقدهم بين المبدأ وصاحبه أو بين الفعل وفاعله؛ أو بعبارة أخرى بين الأفكار والرجال والأحداث، وإن ادعوا ذلك بالأقوال فإنها تكاد تكون شبه معدومة بالأفعال، فإننا نجد أحيانا أن الحقيقة قد يقولها من لا يبحث عنها وأن الباطل قد يتلبس به من هو من أكثر الناس تنفيرا عنه، وقديما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: اقبلوا الحق ممن جاء به ولو كان كافرا! قالوا: أما المسلم فقد عرفنا ولكن كيف نقبله من الكافر؟ قال معاذ: إن على الحق نورا.
إذا كان ذلك كذلك فلماذا نمتنع من قبول صواب المخالف لنا في الوجهة والمشرب! وقد أخبرنا معاذ رضي الله عنه أن على الحق نورا إلا أن الظلام الذي نراه أو نصنعه حول المخالف يجعلنا لا نراه، فإذا أردنا – وكنا صادقين مع أنفسنا - أن نرى هذا النور فلابد من أن نفرق بين القائل وقوله ورأي الراوي وروايته، ومن جهة أخرى لا يمنعنا خطأ المصلح من أن نقول له أخطأت؛ ولا يعتبر هذا تجنيا على الحق ولا زراية بأهل الصلاح ولا تشويها لسمعة أهل الخير كما أنه في الوقت ذاته لا يعتبر إعانة لأهل الباطل على أهل الحق. وقد رد الخطيب البغدادي رحمه الله قول بعض أهل العلم حين اعتذر عن بيان بعض أخطاء أحد العلماء بقوله: أخشى أن يسقط أمام الناس!. فعلق الخطيب على ذلك: لكن حراسة العلم أولى من حراسة العالم! وهاهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم قادة الأنام ومعادن العلم وينابيع الحكمة وأولى البشر بكل فضيلة وأقربهم من التوفيق والعصمة ما منهم إلا وقد بدا منه هفوة أو وقع في زلة وقد رفع الرسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وتبرأ أمام الناس من قتل خالد بن الوليد رضي الله عنه لأسرى بني جذيمة، وقد ضرب عمر رضي الله عنه بالدرة على رأس عمرو بن العاص وقال للمصري والله لولا صلعة أبيه لما تجرأ عليك ابنه!. وما كان هذا تقليلا من شأن الأمراء ولا تنقصا من أقدار ذوي الهيئات أمام العامة.
على أننا لا نقول أن رجال الهيئة قد وقعوا في الطوام أو ارتكبوا العظائم، بل لو انتقلنا إلى غيرهم من أجهزة الدولة الميدانية لوجدنا الأعين تطرف على الأجذاع ولكن زلة المتدين يضرب لها الطبل! وهذا الإسراف في الخصومة والظلم في المعارضة من بعض وسائل الإعلام لا يجوز أن يقابل بمثله من قبل رجال الحسبة أو المدافعين عنها إذ أنهم أولا وأخيرا رجال دين ودعاة إصلاح يرجون الله واليوم الآخر ومن أجل ذلك خاطبناهم بهذه المقالة وفي نفس الوقت لا نخليهم من المسئولية ولا ندعهم من العذل إذا هذا من النصيحة التي أوجبها الله على عامة المسلمين.
وما سبب هذه الهالة التي أهيلت على رجال الحسبة إلا لأمرين؛ أولاهما شرف وظيفتهم وارتباطه بالدين مما جعل له هيبة في القلوب ومكانة في النفوس استغلها بعض رجال الحسبة في الاستطالة أحيانا بجهل وتعصب؛ والتعصب يعمي ويصم!، و الأمر الثاني أنهم واجهوا أهواء الناس وشهواتهم؛ والناس بطبعهم لا يحبون من يخالف هواهم في الجملة، وهذا الأمر الثاني هو محل الإجلال والإكبار لرجال الحسبة إذا تأمل المنصف إذ ضحوا من أجل ذلك بأوقاتهم وراحة بالهم وبسمعتهم؛ في حين رضي بعض العلماء – ويشاركهم المثقفون والكتاب - بالجلوس خلف المكاتب يعالجون الأوراق والكتب متخصصين في الإنكار الفكري كما يقال وينكرون من مكان بعيد وأنى لبعيد أن يدرك ما يدرك القريب وكما قلت أن الاحتساب عمل ميداني من لم يجرب مضائقه لم يكشف حقائقه، وهذا الإنكار من مكان بعيد جعلهم لا يعرفون الأمر من جميع جوانبه في بعض الأحيان فينكرون برأيهم ما رآه الناس بعيونهم ثم إذا جاءوا يردون على مبالغات بعض الصحفيين أخذوا يتحدثون عن فضيلة الحسبة ومكانها في الدين وأنها سفينة النجاة وأنها الركن السادس من أركان الإسلام - وهذا كله حق والذين يجادلون في هذا المسلمات غير مخاطبون بهذه المقالة أصالة - وتجدهم متجاوزين الأخطاء الحقيقية الواقعة والغير مقصودة من بعض رجال الحسبة كالقبض على الظن
(يُتْبَعُ)
(/)
والاشتباك على الشبهة ثم قد يتطور الأمر إلى العراك والملاسنة ثم إلى الدخول فيما يأنف منه الفضلاء ويترفع عنه العقلاء ويأباه الحر الرشيد؛ ثم هم إذا جاءوا في معرض ذكر الإنجازات أو تبرير بعض التصرفات تراهم خلعوا مسوح الوعظ والإرشاد إلى المحامي الرسمي المعين من قبل أنفسهم قائلين بأن الهيئة جهاز من أجهزة الدولة له ما لها وعليه ما عليها، وهذه العبارة الأخيرة تكون باللسان دون القلب أحيانا؛ أفلا ترون بعض الذابين عن رجال الحسبة أخذوا يتهمون الناقدين لرجال الحسبة أنهم من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ... الخ وهذا الاسلوب بالذات – وهو غير حميد إذا كان لإبطال الحق - يلقي على بعض الناس الذين لا يفرقون بين الدين والرجال عدم الخوض في هذه القضايا ولو حتى بالنصيحة؛ هيبة من المساس بشعائر الدين ويجعلهم يظنون أن بعض تلك التصرفات جزء من الدين، ومما يجرئ البعض الآخر الذين قل حظهم من التدين على الوقيعة في المتدينين عموما بل وربما في الشعيرة ذاتها إذا كان هذا هو الطريق الوحيد لنقد رجال الحسبة وهم أعني رجال الحسبة الذين اضطروهم إلى ذلك،وهذا التعصب للرأي جعل بعض المواقع الإخبارية ذات الحضور الكبير تعمل تصويتا لا على تحجيم الهيئة بل على إلغاءها بالكلية مما يدل على أن الرحى الدائرة أصبحت تصفية حسابات وانتصار للذات؛ هؤلاء باسم الدفاع الدين وأولئك باسم الدفاع عن المجتمع كأن الدين ما أتى إلا ليقيد المجتمع وكأن الاحتساب حكرا على فئة معينة هي فئة المعصومين. وما أولى رجال الحسبة والذابين عنهم بتدبر ما يقال عنهم سواء كان من إخوانهم الغيورين أو غيرهم فإن كان حقا تلقوه بقلب سليم وإن كان باطلا ردوه بالحجة والبرهان فإن ذلك أبلغ في النصرة وأوجب للعذر وأشفى للقلوب وقد يظن من لا يعلم من الناس أو لا يضع الأمور مواضعها أن هذا النقد مما يفرح به الأعداء ويهش له المتربصون، وليس كما ظنوا إذ لا يصح ولا يجوز أن نتوانى عن النصيحة أو نداهن بها بحجة استغلال بعض الأطراف المعادية لها في التشنيع والسخرية فهؤلاء وللأسف لم يألوا جهدا في الإغماض عن الحسنات وتكبير الزلات مما يغنيهم عن الاستعانة بمثل هذه الانتقادات ولا أدل على ذلك ما فعله ذلك المذيع عندما أراد أن يعمل استفتاءا حيا على الهواء عن رجال الحسبة فكان أول سؤال بدأ به: ما هو أسوأ موقف مر معك من رجال الحسبة؟. فهل رأيتم عمى بعد هذا العمى وهل سمعتم بخصومة مثل هذه الخصومة وليس هذا بغريب مع انقلاب الأحوال وتغير الزمان والله المستعان.(/)
لَمْ يَفُتْ عمران رضي الله عنه لفظة: "وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ".
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 06:03]ـ
قال عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا
قال الحافظ بن حجر –رحمه الله – في الفتح:
وَقَدْ كُنْت كَثِير التَّطَلُّب لِتَحْصِيلِ مَا ظَنَّ عِمْرَان أَنَّهُ فَاتَهُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّة إِلَى أَنْ وَقَفْت عَلَى قِصَّة نَافِع بْن زَيْد الْحِمْيَرِيّ فَقَوِيَ فِي ظَنِّيّ أَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ شَيْء مِنْ هَذَا الْقِصَّة بِخُصُوصِهَا لِخُلُوِّ قِصَّة نَافِع بْن زَيْد عَنْ قَدْر زَائِد عَلَى حَدِيث عِمْرَان، إِلَّا أَنَّ فِي آخِره بَعْد قَوْله وَمَا فِيهِنَّ " وَاسْتَوَى عَلَى عَرْشه عَزَّ وَجَلَّ ".
وقال رحمه الله:
(تَنْبِيهٌ):
وَقَعَ فِي بَعْضِ الْكُتُب فِي هَذَا الْحَدِيث " كَانَ اللَّه وَلَا شَيْء مَعَهُ، وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ " وَهِيَ زِيَادَة لَيْسَتْ فِي شَيْء مِنْ كُتُب الْحَدِيث، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْعَلَّامَة تَقِيّ الدِّين بْن تَيْمِيَّةَ
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 06:05]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل
آل عامر
وجزاك الله عن هذه الفائدة خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 10:57]ـ
/// قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
/// ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
/// وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
/// وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
/// وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف ... ونحوهما.
/// ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 01:52]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان
والباب كله واحد
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 12:02]ـ
/// قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
/// ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
/// وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
/// وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
/// وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف ... ونحوهما.
/// ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
الأخ عدنان وفقه الله
الرجاء مراجعة ما ذكرت ولعل في هذا النقل إفادة
يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
أن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي كمالاً ولا نقصاً وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسماً رابعاً وهو: مايكون كمالاً ونقصاً باعتبارين، والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة، وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محض، فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله. أهـ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 01:08]ـ
/// الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
لم يتبيَّن لي وجه العلاقة بين ما استشكلتَهُ وبين ما نقلْتَهُ من كلام ابن القيِّم رحمه الله، فأرجو التوضيح كي أجيبك.
وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
وإن كان غير ذلك فأفصح العبارة، لنستفيد.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 09:48]ـ
/// الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
.
الأخ عدنان وفقه الله
لست بمتسمي ولكنه أسم لي هداك الله
قلت عفا الله عنك:
///
وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
.
إياك وإياك!!
دع عنك هذا الأسلوب وما نحن إلا طويلبة علم نتذاكر للوصول الى الحق ونتواصى به.
ثبت عندي حسب فهمي القاصر بأنك تثبت صفة التأذي لله تعالى الله عن كل نقص وجل سبحانه في علاه وتجريها مجرى الغضب (الأسف) والكراهية.
وقد أشكل كلامك عليّ وأحببت أن أستوضحك أكثر
(استفصال)
هل ما فهمه ابن عقيل غفر الله له صحيح ومتقرر عندك يا أخي عدنان؟؟
وإن كان الجواب بنعم
فمن قال بهذا ممن سبقنا أو حتى ممن يعيش بيننا من العلماء السلفيين؟
ولا بد أن تفرق بين إجراء النصوص على ظواهرها وفهمها الفهم الصحيح بما يليق برب العزة والجلال وبين إثبات صفات الكمال منها.
أرجو أن تبحث وسأبحث معيناً لك عن سلف صالح يثبت صفة التأذي لله جل في علاه.
والسلام عليكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:32]ـ
الأخ (ابن عقيل) ... وفقه الله
لا أدري ما الذي أغاظك من أسلوبي! فلعلَّك تحسن الظنِّ بأخيك، وتهديء من أعصابك قليلاً حتى نتحاور بهدوء.
أمَّا كلمة (إياك) فما أردت بها شيئًا يقرأ من داخلها غير ظاهرها! وأرضاها لنفسي منك، لو هدأت قليلاً ...
/// نعود لمسألتنا فأقول: القانون العام للسَّلف في (فهمهم) للنصوص الصفاتية -لا مجرد التمسُّك بظاهرٍ متوهَّمٍ- =يقضي بإثبات هذه الصِّفة.
ولن تجد نصًّا من كلام السَّلف في كلِّ صفةٍ تثبتها.
/// أمَّا من ينكرها فهو المطالب بالدَّليل، ولا يُرضى بغير كلامٍ لأحدٍ السَّلف في نفيها، لأنَّه مخالفٌ للقاعدة المتَّبعة، والطريق المسلوكة.
ووفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:51]ـ
الشيخ عدنان
اعذرني أخي الكريم، فصاحبك بطيء الفهم، قليله
أنت تقول: (وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي)
الذي يغلب على ظنك هنا = أن الأخ ابن عقيل قد اسثنى وصف الله بالتأذّي من الباب أوالقانون العام
ثم خاطبته (فأجرِ ذلك) أي صفة التأذّي
(على كلِّ الصفات في ذا الباب)
ثم تقول = وهنا الإشكال في الفَهم عندي: (وهومخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك).
ما علاقة هذه بما تقدَّم؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:59]ـ
الأخ الكريم ابن المنير ... وفقه الله
لستَ وفقك الله بطيء الفهم، ولكن علَّ في عبارتي إجمالاً.
الذي غلب على ((ظنِّي)) استنادًا لما نقله الأخ (ابن عقيل) من كلام ابن القيِّم رحم الله الجميع =هو ترك إجراء هذه الصِّفة على ظاهرها؛ بحجَّة كونها منقصة للربِّ تعالى.
وقد قصدتُ بارك الله فيك أنَّ ترك إمرار ما جاء بلا كيفٍ ((ممَّا يتوهَّم)) أنَّه نقصٌ في حقِّ الله تعالى كصفة ((التأذِّي)) والأسف والغضب والمقت و ... و .... = مخالفٌ لمذهب السَّلف، إذ ليست القضيَّة قضيَّة عقليَّة، وليست الصِّفة كالصِّفة حتى يتوهَّم النَّقص فيقع النفي.
بل هذه الحال هي حال مخالفي السَّلف، كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 02:08]ـ
/// وقد ضممت إثبات هذه الصِّفة مع كونها في حقِّ الخالق لا كحالها في حق المخلوق بالحديث الآخر (لن تبلغوا ضري فتضروني)، وكون الله غنيًا عن العالمين ... = حتى يستبعد سوء الظن به تعالى علوا كبيرا.
فتأذِّيه غير تأذي عباده، كسائر صفاته.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 02:39]ـ
أحسنت أخي الكريم،
عُلِمَ وفُهِم ...
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 07:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
أما بعد,
الأخ عدنان أحسن الله إليك
حسنٌ منك وفقك الله الإلتزام بمنهج السلف وطريقتهم (وليس قانونهم) في إثبات صفات الباري جل في علاه وهذه هي الطريقة الأسلم الأحكم الأعلم في كل باب وحرياً بكل طالب علم يبتغي الحق والوصول إليه من سلوك هذا الطريق القويم.
ولكن وصلك الله بعفوه العبرة بالتطبيق وهو المهم لئلا نفسد ونحن مريدين للخير.
وأعتقد بأنه قد جانبك الصواب فيما طرحت والباب ليس هو الباب الذي تظن وإليك البيان وعلى الله التكلان:
يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها:
الأمر الأول:
أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى (6/ 71): الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى:
القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله:
صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة. أهـ
فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!
الأمر الثاني:
أن تكون دلالة الأدلة من الكتاب أو السنة صريحة على ثبوت هذه الصفة لله جل في علاه, إما بالتنصيص على الصفة أو بالتصريح بفعل أو وصف دال عليها.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تحت القاعدة السابعة من قواعد في صفات الله تعالى:
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها - على الترتيب - قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث (100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (102).أهـ
الأمر الثالث:
تعلم وفقك الله بأن الصفات الثبوتية للباري جل في علاه تنقسم إلى قسمين:
أ - صفات ذاتية وهي التي لا تنفك عنه سبحانه فلم يزل ولا يزال متصف بها.
ب - صفات فعلية وهي التي يفعلها الله سبحانه وتعالى ويوقعها بمقتضى حكمته ومشيئته.
فيلزمك أن تصنف ما أثبته من أنه صفة (التأذي) أهي من الصفات الذاتية أو من الصفات الفعلية؟!
فمن المستحيل أن تقول هي صفة ذاتية لا تنفك عن الباري سبحانه وتعالى عن ذلك.
وإما أن تقول هي صفة فعلية وهذا النوع إنما هو متعلق بأفعاله سبحانه كيف شاء ومتى شاء.
وإليك نقول مفيدة عن بعض الائمة في معنى الأذى المذكور:
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) (109) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله. أهـ
قلت: لاحظ قول الإمام المجدد (تسميته أذى لله) أي من باب الإخبار ولم يقل (إثبات صفة التأذي لله) فتنبه.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأتي بيانه. ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور. أهـ
قلت: فيه نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى الحاصل بسب الدهر لتعظيم هذا الجرم.
وجاء في الفتح عن الحافظ ابن حجر رحمه الله عند تعليقه على الحديث القدسي: " قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ .... الحديث":
قَالَ الحافظ: والمراد به بعض بني آدم، وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله ولدا من العرب أيضا ومن اليهود والنصارى. أهـ
قلت: ألمح الحافظ بأن هذا الحديث من جنس حديث سب الدهر وذلك بذكره الدهرية وقد ذهب إلى هذا الشيخ الألباني وسيأتيك قوله رحمه لله.
ويؤكد هذا المعنى قول البغوي في تفسير قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه .... الأية}:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم اليهود والنصارى والمشركون ......
وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله سبحانه وتعالى: شتمني عبدي، يقول: اتخذ لله ولدا، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد.
وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار".
وقيل: معنى "يؤذون الله" يلحدون في أسمائه وصفاته.
وقال عكرمة: هم أصحاب التصاوير.
وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82)، أي: أهل القرية. أهـ
قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله .... الى أخره ,
هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه. أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً
وخرّج الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3477): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.
قال رحمه الله معلقاً: وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532) وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر:
" يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ .... الحديث "أهـ المقصود
يقول ابن عقيل عفا الله عنه: حديث رقم 531 في السلسلة هو حديث الباب " يؤذيني ابن آدم .... الحديث " فتنبه رعاك الله,
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
والغلط دخل عليك أخي عدنان عفا الله عنك حسب ظني من تفريقك الخاطئ بين معنى الآسف (وهو الغضب الشديد) في قوله تعالى {فلما آسفونا} وصفة الغضب الذي هو صفة فعلية ثابتة لله كما يليق بجلاله!!
فالآسف المذكور في الأية ليس بصفة مستقلة ولكنه يدخل في صفة الغضب الثابتة لله جل في علاه , والله أعلم.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[ابن المنير]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 10:15]ـ
أخي الكريم ابن عقيل
لست في مقام الرادّ عليك، فلست صاحب الموضوع
ولكن هذه ملاحظات بدت لي
أكثر كلامك عموميات
وأمور خارج محل الاستدلال
وتستدل بإلماحة ابن حجر، وهو معلوم محله في هذا الباب
ابن عثيمين رحمه الله، يثبت صفة التأذّي، أنظر القول المفيد، ومنه: ((أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله)).
وشيخ الإسلام يثبت، قال في الصارم: (الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم، و لكن يؤذونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور). وفيه: (السب من أذى الله ورسوله باتفاق المسلمين).
وابن القيم يثبتها، قال في الصواعق: (وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين).
أخي الكريم
أراك قد أقحمت عقلك حفظك الله
وقوام هذا الباب (أمرّوها كما جاءت)
وإني سائلك أخي الكريم
عندما تسمع قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله).
ما موقفك من قوله: (يؤذون الله)؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 11:23]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين غفر الله له:
هناك فرق بين الضرر والأذي، ولهذا قال الله تعالي في الحديث القدسي: " يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني " (1)، وقال سبحانه وتعالي: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} [الأحزاب: 57]، وفي الحديث القدسي: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر" (2)، فأثبت الأذي ونفي الضرر، وهذا ممكن، ألا ترى الرجل يتأذي برائحة البصل ونحوه، ولا يتضرر بها.
وقال في كتابه القول المفيد:
(يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها؛ لأن الله أثبتها لنفسها، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق؛ بدليل قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: 11) وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه؛ فليس فيه احتمال للتمثيل؛ إذ لو كان احتمال التمثيل جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله فيما وصف به نفسه؛ لكان احتمال الكفر جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله.
وقال أيضا رحمه في جواب لسؤال:
" يؤذيني ابن آدم" أي إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق، بدليل قوله تعالى {: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (1) فقدم نفي المماثلة على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته، كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه ليس فيه احتمال للتمثيل، إذ لو أجزت احتمال التمثيل في كلامه سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في صفات الله، لأجزت احتمال الكفر في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأن تمثيل صفات الله تعالى بصفات المخلوقين كفر لأنه تكذيب لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 11:50]ـ
منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال، فعلى مستوى البشر، ولله المثل الأعلى، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 12:41]ـ
/// الأخ ابن عقيل هداك الله للحق
طريقتك في سرد ماذكرته ممَّا ظنَنْتَ أنَّه حُجَّة لك هو نفس منهاج المعطِّلة لو تأمَّلتَ، وقد حذَّرتك قبلُ بـ (إيَّاك).
/// وقد كفاني الأخوة بارك الله فيهم النَّقل عن الأئمَّة في إثبات ما قرَّرْتُه، ولا والله ما اطَّلَعتُ على قول ابن عثيمين ولا ابن تيميَّة ولا ابن القيم رحمهم الله إلاَّ السَّاعة، ولم أفعل غير أني عقلت (قانون) السَّلف في هذا الباب فأجريته، فإذا النتيجة هي النتيجة، والحمدلله على توفيقه.
/// وقد أقحمتَ -هداك الله- نفسك في شيء لم تنضج فكرته لديك، وقد كان في التأني لك السَّلامة.
وفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 01:15]ـ
كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
/// ثم راجعت الجوهرة مع شرحها فإذا البيت هكذا:
وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها /// /// /// أوِّلْهُ أو فوِّض ورُم تنْزيهًا
/// ذكرت هذا للفائدة ..
/// طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
وفقني الله وإياكم لمحابِّه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:09]ـ
/// طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
وفقني الله وإياكم لمحابِّه
عفواً على سبق اليد، قصدت منظومة أم البراهين للسنوسي.
بارك الله فيكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:10]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان وفي الإخوة الفضلاء
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:47]ـ
وفق الله الجميع للخير
لا تثريب على الجميع
بل هي مدارسة أول من إستفاد منها أنا
وكلٌ قال بما يعتقد أنه صواب ولا يعني ذلك أن الحق مع الجميع ولكن بهذا النقاش
المبارك تبين الصواب وزالة الشبهة ...
اللهم احفظ إخوتي وبارك لهم في علمهم وحببهم لبعضهم واجعلهم شوكة في نحر كل أشعري ....
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:53]ـ
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
هل من نفى صفة التأذي يعتبر معطلا أم لا؟
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:58]ـ
واجعلهم شوكة في نحر كل أشعري ....
أليسو مسلمين مثلك يا أخ آل عامر!؟؟
كيف يعقل أن يدعو المسلم على أخيه المسلم بهذاالدعاء!!؟؟
هل هذا ما أوصى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسلمين بعضهم ببعض!؟
ما سمعناك ولا قرأنا لك بدعوة مثل هذه على الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم .. فهل تعتبر المسلمين الذين يؤمنون بالله وسوله وكتابه على طريقة الأشعرية أسوأ حالا من الكفرة!؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:09]ـ
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
من أين فهمتَ هذا رعاك الله؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:19]ـ
هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
/// لا، ولعلَّك تتأمَّل الحوار جيِّدًا قبل السؤال.
هل من نفى صفة التأذي يعتبر معطلا أم لا؟
/// لا، لايكون معطِّلًا؛ إذ المسألة مسألة منهج لا صفة واحدةٍ يقع في فهمها التجاذب، مع كون الخلاف فيها ضعيفًا.
وليس من وافق المعطِّلة في مسألة صار منهم.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:26]ـ
.
/// فالأذى أذى حقيقيٌّ
[/ color][/size]
طيب اشرح لي فقط هذه الكلمة: حقيقي!؟
ما مقصودك بها إن كنت تقول كلاما ذا معنى ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
طيب اشرح لي فقط هذه الكلمة: حقيقي!؟
ما مقصودك بها إن كنت تقول كلاما ذا معنى ...
كلامي ذو معنى لمن هداه الله للفهم.
(حقيقي) أي ليس مجازيَّا كما يزعم المعطِّلة المشبِّهة.
لكن الحقيقة في ذات الله ليست كما هي في حق المخلوق.
لك يد، وللنملة يد، وللفيل يد ... معناها حقيقي واحد؛ لكن الكيفيَّة مختلفة.
وفي الصفة التي نتكلَّم عنها: يتأذَّى زيدٌ فيتكدِّر ويبكي وتظلم الدنيا في عينه، ويتأذَّى عمرو فيغضب ويكتم، ويؤذَى بكرٌ فلا يرعى اهتمامًا لتبلُّد إحساسه.
وكلُّ هذا الأذى حقيقيٌّ، لكن الكيفيَّة مختلفة.
هذا الاختلاف في جنس واحدٍ، وهو المخلوق، فكيف بالخالق الذي لا يشبه المخلوق ولا هو من جنسه، له المثل الأعلى في السماوات والأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:46]ـ
شرف الدين
أنا لا أدري لماذا تثور عندما ترى من ينتقد الأشاعرة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2537
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3634
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1140
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيك شيخ عدنان وحبذا لو يعقل الإخوة منهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب جيدا قبل أن يصوبوا كلام غيرهم أو يخطؤوه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:16]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم يا شيخ عدنان.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 10:32]ـ
هداني الله وإياكم للحق ..
يا أخ عدنان، الذي يفهم من كلامك وقولك حقيقي معنى واحد وهو أن التأذي صفة وجودية قامت بذات الله تعالى .. ويقابل ذلك عند من تسميهم معطلة أن التأذي عندهم ليس صفة وجودية تقوم بذات الله تعالى.
أجبني يرحمك الله: هل تعرف شيئا عن التأذي وراء كونه صفة وجودية حقيقية تقوم بذات الله تعالى إذا صدر من مخلوقاته ما يوجب قيام التأذي به؟؟
لو قلت: نعم أعرف، فقد خضت في كيفيته، وليس بمنهج لك. ولو قلت: لا ليس معنى وجوديا خالفت أصلك.
وقطعا ستقول: نعم هو معنى وجودي ولا أعرف كيفيته ..
طيب يا أخي .. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال .. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
فكر بروية يا أخي .. ودع عنك الاسترسال مع "بعض القواعد" المسلمة ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 01:26]ـ
أخي شرف الدين ... هل لك أن تناقشني في شُبهاتك نقطة نقطة، بدل سردك للتساؤلات ثم الإجابة عنها نيابةً عني؟!
تنصحني بترك الاسترسال بالمسلَّمات وتسترسل أنت في الشبهات والرد على نفسك!
هلا لنفسك كان ذا التعليم؟
وسأقوم بذلك نيابةً عنك:
أمَّا قولك: الذي يفهم من كلامك وقولك حقيقي معنى واحد وهو أن التأذي صفة وجودية قامت بذات الله تعالى .. ويقابل ذلك عند من تسميهم معطلة أن التأذي عندهم ليس صفة وجودية تقوم بذات الله تعالى
/// المعطَِّلة أنواع؛ منهم من ينفيها رأسًا، على حد وصفك بـ (العدميَّة)، فينفون قيامها بذات الربِّ سبحانه وتعالى.
/// ومنهم: -كبعض الصِّفاتيَّة، من الأشعريَّة- من يثبتها على تحريفٍ لنعانها، وتحريف لمسمَّى التحريف، إذ يسمُّونه تأويلًا، وكثيرٌ من صفات الفعل الاختياريَّة يحملونها على صفة الإرادة، فيغضب يعني: يريد أن يعاقب!! وهكذا.
/// ومنهم: -كبعض الصِّفاتيَّة، من الأشعريَّة- من يثبتها ويتجاهل معناها، ويجعل هذا التجاهل تفويضًا.
/// فكل هؤلاء معطِّلةٌ للصِّفة التي أثبتها الله بلسان عربي مبين، فهمه الصحابة المنزل عليهم ذلك الوحي.
هل تعرف شيئا عن التأذي وراء كونه صفة وجودية حقيقية تقوم بذات الله تعالى إذا صدر من مخلوقاته ما يوجب قيام التأذي به؟؟
لو قلت: نعم أعرف، فقد خضت في كيفيته، وليس بمنهج لك. ولو قلت: لا ليس معنى وجوديا خالفت أصلك.
وقطعا ستقول: نعم هو معنى وجودي ولا أعرف كيفيته ..
/// لا أعرف شيئًا عن الكيفيَّة، ولا يعلمها أحدٌ.
/// وبما أنَّا كلامك عن الوجود والعدم فأخبرني رحمك الله: هل الله موجودٌ عندك أم لا؟ وهل تعقل شيئًا عن كيفيَّة وجوده؟ وهل وجوده كوجود المخلوق أوهو غيره؟ فإن كان لوجوده كيفية، وكانت غير وجود المخلوق فكذا تأذِّيه تعالى.
طيب يا أخي .. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال .. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
/// سأجيبك -هداك الله ونوَّر بصيرتك بالحق-: صفات الفعل -ومنها التأذِّي- صفات كمالٍ كسائر صفاته؛ لكنَّها تقوم بالخالق متى شاء، وعدم فعله لها تكون كمالاً أيضًا.
ومع التمهيد بأنَّ لله المثل الأعلى فإنَّ قيام التأذِّي بالمخلوق في وقت الأذى كمالٌ له باعتبار أنَّه يستشعر، وصفة نقصٍ في حال عدم الأذى لأنَّه هلع وجزع لا معنى له غير نقص في أخلاقه.
/// فالله تعالى يفعل الشيء بحكمة ولا يفعلها كذلك لحكمة، والفعل وعدمه كمالٌ له، إذ لا يكون إلَّا بحكمة، تعالى في عليائه.
ففعل الفعل في حال يوجب فعله يكون كمالًا وتركه في حال يوجب تركه يكون كمالًا.
إذا عقلت هذا فأجرِهِ على سائر صفات الفعل التي ينكرها الأشعريُّون.
................ /// /// /// ولْيُقس ما لم يُقَلْ على ما قيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:03]ـ
/// لا أدري من لا يثبت هذه الصِّفة كيف يؤلِّها؟ وعلى أي معنى يحملها؟
/// معنى الأذى كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في معرض كلامه عن هذه الصِّفة: "ان الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرَر، فلذلك أُطْلِق على القول؛ لأنَّه لايضرُّ المؤذي في الحقيقة".
/// وأمَّا مسألة الكمال والنَّقص التي قد يُتَّكأُ عليها فجوابها من كلام ابن القيِّم رحمه الله؛ حيث قال في الصواعق المرسلة: " ... بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك، ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه، وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه، ولا ضرَّه فيضرونه.
... وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين، كما أن سخطه وغضبه، وكراهته، ليست من جنس ما للمخلوقين.
الوجه الثالث: إنَّ ما وَصَفَ الله سبحانه به نفسه من المحبَّة، والرَِّضى، والفرح، والغضب، والبغض، والسَّخط =من أعظم صفات الكمال؛ إذ في العقول: أنَّا إذا فرضنا ذاتين:
إحداهما: لا تحبُّ شيئًا، ولا تبغضه، ولا ترضاه، ولا تفرح به، ولا تبغض شيئًا، ولا تغضب منه، ولا تكرهه، ولا تمقته.
والذات الأخرى: تحبُّ كلَّ جميلٍ من الأقوال والأفعال والأخلاق، والشِّيَم، وتفرح به، وترضى به، وتبغضُ كُلَّ قبيحٍ يسمى، وتكرهه، وتمقته، وتمقت أهله، وتصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به =كانت هذه الذَّات أكمل من تلك الموصوفة بصفات العَدَم، والموات، والجهل، الفاقدة للحِسِّ؛ فإنَّ هذه الصِّفات لا تُسْلَبُ إلَّا عن الموات، أو عمَّن فَقَدَ حِسَّه، أو بلغ في النِّهَاية والضَّعْف والعَجْز والجهل إلى الغاية التي لم تدع له حُبًّا ولا بُغْضًا ولا غَضَبًا ولا رِضىً.
بل اليهود الذين وصفوه بالغم والحزن والبكاء والندم أحسن حالا من الذين سلبوه هذا الكمال".
انتهى المقصود منه بتصرُّفٍ يسير لا يفسد المعنى، ويليه وقبله كلامٌ غايةٌ في الإفادة لا يسعني الوقت لنقله وتحريره، فلْيُنظَر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 10:55]ـ
/// وإنَّما وصفت المعطِّلة بكونهم مشبِّهةً؛ لأنَّ التشبيه طريق التعطيل، هذا أوَّلًا.
وأمَّا ثانيًا: فلأنَّ من عطَّل الله من صفاته بنفيه وجحده فقد شبَّهه بالجمادات والعاجزات والمعدومات والمستحيلات.
تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:42]ـ
للرفع
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذو الجلال الموصوف بالكمال والصلاة والسلام على أشرف الرجال نبينا محمد وعلى أصحابه والآل
أما بعد,
قد أحسن من قال:
وكم من عائباً قولا صحيحاً ***** وآفته من الفهم السقيم
وصدق شيخ الإسلام حين وصف داء الأمة في إختلافها بسببين وهما الظلم والجهل؟!
فهذا الأخ المسمى بعدنان البخاري هداه الله وفقهه في الدين , ما أن وجد ما يحسب أنه له و يدعم قوله إلا وأصبح يرميني بالتعطيل والتشبية بدون حلم ولا آناءة.
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم
ولله در عمر الفاروق حين أوصى أبو موسى رضي الله عنهما بقوله " الفهم الفهم ".
فأفهم يا عدنان أعانك الله بأني لست بمعطل ولا مشبه ولم اوافقهم في شيء دق أو كثر والعياذ بالله ولن تستطيع أن تثبت هذا الإدعاء الباطل غفره لك المولى جل في علاه.
ولا بد أن يعلم طالب العلم بأن هناك فرق بين نفي الصفة الثابتة والمتقررة عند أهل السنة والجماعة لله جل في علاه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبين نفي إثبات صفة لله جل وعز بقول من لا يُعتبر قوله من طلبة العلم والذي لم يسبقه أحد بإثباتها من علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً.
فأنا لم أنفي الأذى عن الله كما أخبر هو عن نفسه كما يليق به سبحانه ولكني أنفي إثبات عدنان للأذى صفة كمال ثابتة له جل في علاه.
وبسبب جهل الأخ عدنان أو تجاهله بما تقدم سولت له نفسه أن يجعلني من النفاة أو ممن وافق النفاة وهذا إما جهل أو ظلم وهما الداء والله المستعان.
وأعلم يا طالب العلم بأن الإثبات والنفي في باب الصفات المتعلقة برب الأرباب جل في علاه عند أهل السنة والجماعة لا يكون إلا بدليل سواء من المثبت أو النافي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 6/ 513 - 514):
أصل «هذا الباب» أن لا يتكلم الإنسان إلا بعلم ...... وكما أن الإنسان لا يجوز له أن يثبت شيئاً إلا بعلم، فلا يجوز له أن ينفي شيئاً إلا بعلم؛ ولهذا كان النافي عليه الدليل؛ كما إن المثبت عليه الدليل. أهـ
ويظن بعض من قَصُر فهمه أن المقصود بالدليل هو الخبر فقط , وليس بصحيح بل هي قواعد درج عليها السلف والخلف من أهل المنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب وقد ذكرت بعضها فيما سبق وتجاهله المتجاهلون!!
ومن أهمها إتباع من سلف في هذا الباب خاصة وفي جميع أبواب الشريعة بعامة , لأن من يزعم أنه سيأتي بما لم يأتي به الأولون في باب توقيفي مثل هذا الباب هو أحد رجلان إما عالم يشار له بالبنان أو متعالم يُريد أن يشار له بالبنان.
على أن العالم لا يتكلف في هذه المسائل إلا أن يُسأل عنها فلا مناص له من الجواب بما يعلمه.
ويعتقد البعض من طلاب العلم أن عقيدة أهل السنة في الصفات تقوم على ثبوت الخبر ونفي التشبية وهما كافيان لإثبات الصفات اللائقة برب العزة والجلال وهذا قصور في الفهم وخطأ شائع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى3/ 82):
وأما في طرق الإثبات: فمعلوم أيضاً أن المثبت لا يكفي في إثباته مجرد نفي التشبيه، إذ لو كفى في إثباته مجرد نفي التشبيه لجاز أن يوصف سبحانه من الأعضاء والأفعال، بما لا يكاد يحصى مما هو ممتنع عليه ـ مع نفي التشبيه، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه.
كما لو وصفه مفتر عليه بالبكاء والحزن، والجوع والعطش، مع نفي التشبيه.
وكما لو قال المفتري: يأكل لا كأكل العباد، ويشرب لا كشربهم، ويبكي ويحزن لا كبكائهم ولا حزنهم؛ ............... فإنه يقال لمن نفى ذلك مع أثبات الصفات الخبرية وغيرها من الصفات: ما الفرق بين هذا وما أثبته إذا نفيت التشبيه وجعلت مجرد نفي التشبيه كافياً في الإثبات، فلا بد من إثبات فرق في نفس الأمر. أهـ
ابن تيمية رحمه الله يلزم الأخ عدنان ومن على شاكلته وهم من أسماهم بـ (من نفى ذلك – أي صفات النقص كالأكل والشرب – مع إثبات الصفات الخبرية مع نفي التشبية) يلزمهم رحمه الله بالفرق بينهم وبين من إثبت الأكل والشرب والحزن والبكاء مع نفي التشبية؟!
فسيقول الأخ عدنان الفرق بيننا وبينهم هو النقل ولا نقل مع من إثبت الحزن والبكاء والأكل والشرب!
فيجيبه شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى3/ 83) بقوله:
فإن قال: العمدة في الفرق هو السمع فما جاء به السمع أثبته دون ما لم يجىء به السمع.
قيل له أولاً: السمع هو خبر الصادق عما هو الأمر عليه في نفسه، فما أخبر به الصادق فهو حق من نفي أو إثبات؛ والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس؛ فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتاً في نفس الأمر، وإن لم يرد به السمع: إذا لم يكن نفاه.
ومعلوم أن السمع لم ينف هذه الأمور بأسمائها الخاصة، فلا بد من ذكر ما ينفيها من السمع، وإلا فلا يجوز حينئذ نفيها كما لا يجوز إثباتها. أهـ
وحاصل معنى كلامه رحمه الله , إن عدم ورود الخبر من الكتاب أو السنة لا يكفي وحده في النفي كما أن ورود الخبر من الكتاب والسنة لا يكفي وحده في الإثبات إلا أذا كان صريحاً في نصه.
وقد أقتصر أخونا عدنان عفا الله عنه في إثباته لصفة (التأذي) كما يزعم بقوله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله ..... الأية} [الأحزاب:57] وقوله عليه الصلاة والسلام: " يؤذيني أبن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " أو كما قال عليه الصلاة والسلام
مع نفي التشبية والتجسيم.
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
وقد طال هولاء الأئمة ما طالني من وصف بالتعطيل والتشبية بدون أن يدري البخاري جعل الله له من هذا الأسم أوفر الحظ والنصيب.
يقول عفا الله عنه:
/// الأخ ابن عقيل هداك الله للحق
طريقتك في سرد ماذكرته ممَّا ظنَنْتَ أنَّه حُجَّة لك هو نفس منهاج المعطِّلة لو تأمَّلتَ، وقد حذَّرتك قبلُ بـ (إيَّاك).
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن عقيل لم يسرد غير أقوال من تقدم ذكرهم فهل هم على منهاج المعطلة عفا الله عنك.؟!!
وليعلم البخاري عدنان ومن أُعجب برأيه من إخواننا بأن النزاع هو في إثبات الأذى صفة كمال محض ولا يليق بربنا إلا صفات الكمال المحض التي لا تكون نقص بإي وجه من الوجوه في حال إثباتها لرب العزة والجلال.
وأما الأذية لله فإني أثبتها له سبحانه كما يليق بجلاله وعظمة سلطانه بدون ضرر كما بين ذلك العلماء السابق ذكرهم والفرق لمن لم يتبين له الفرق هو أنه لم ينص أحد ممن ذكرتهم ولا حتى من ذكرهم الأخ عدنان أو غيره ممن وافقه على ما ذهب إليه من أن الأذية صفة كمال لله جل في علاه.
فصفات الكمال الفعلية الثابتة لله جل في علاه هي إختيارية تتعلق بفعل الله ومشيئته لا بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك.
ومثل ذلك صفات الغضب والرضى والسخط وغيرها قال تعالى {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ?للَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ?لآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ?لْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ?لْقُبُورِ} [الممتحنة:13] وقوله {كُلُواْ مِن طَيبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى?} [طه:81] وكما في صحيح مسلم (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله). وكما في قوله تعالى {رَّضِيَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} وقوله في الحديث القدسي في مسلم (سخطي) وقوله عليه الصلاة والسلام في مسلم (مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
فتجد صفة الكمال مصرحاً بها كقوله (غضبي) أو بإسناد الفعل له سبحانه كما في قوله (غَضِبَ الله).
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!!
وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال.
يقول ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/ 38): فالرب سبحانه غني بنفسه، وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له بنفسه، واجب له من لوازم نفسه، لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره؛ بل أفعاله من كماله: كَمُلَ فَفَعَلَ؛ وإحسانه وجوده من كماله، لا يفعل شيئاً لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه؛ بل كلما يريده فعله؛ فإنه فعال لما يريد. أهـ
وأما ما أورده الإخوان من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وإن كان موهما لإثبات الأذية كصفة لله تعالى وسبب الإيهام إستدلال الشيخ رحمه الله بقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ?لسَّمِيعُ ?لْبَصِيرُ}
فهذا خطأ في فهم من فهمه فالصفات الألهية لا تَثبُت إلا بالتصريح من المُثبِت لها بقوله إثبت الأذية صفة لله سبحانه وهو الذي لم يقوله الشيخ ابن عثيمين ولا ابن القيم ولا ابن تيمية فيما نقل عنهم وألصق بهم وهم منه براء.
مثل ما نقل عدنان غفر الله له بقوله:
معنى الأذى كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في معرض كلامه عن هذه الصِّفة: "ان الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرَر، فلذلك أُطْلِق على القول؛ لأنَّه لايضرُّ المؤذي في الحقيقة".
فقولك يا عدنان (في معرض كلامه عن هذه الصفة) هو تجني وتقول على شيخ الإسلام لا يليق بطالب علم مثلك!!
فشيخ الإسلام لم يتعرض للأذى على أنه صفة مطلقاً ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
وليس في قوله رحمه الله أي ذكر لإثبات الأذى كصفة لله سبحانه وتعالى فلماذا توهم وتتوهم؟
وأما ما نقلته عن شمس الدين ابن القيم رحمه الله هي قاصمة الظهر لدعوى إثبات الأذى صفة كمال لله جل في علاه.
قال ابن القيم رحمه الله فيما نقله عنه عدنان البخاري هداه الله وما لم ينقله:
(يُتْبَعُ)
(/)
بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه والذي نفاه هؤلاء يدرجون تحته ما وصف به نفسه وهو إبطال لما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب ولما خلق الخلق لأجله فإن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليدعو الخلق إلى ما يحبه ويرضاه وينهوهم عما يبغضه ويسخطه وقد أخبر رسوله عنه من محبته ورضاه وفرحه وضحكه وتسليته لأوليائه وأحبائه وأهل طاعته وعن غضبه وسخطه وبغضه ومقته وكراهته لأعدائه.
وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات فقال إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين ..... إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به. أهـ كلام ابن القيم
الذي يُفهم من كلام ابن القيم رحمه الله المتقدم من أنه أثبت الأذى كما ورد في الكتاب والسنة ولكنه وجهه كتوجية العلماء الذين ذكرتهم سابقاً ومنهم البغوي والألباني والدليل على ذلك أنه ذكر حديث (يؤذيني ابن آدم) ثم سرد بعده حديث (شتمني عبدي , كذبني عبدي) وفي هذا دلالة على أنه يراها تجري مجرى واحد مع إثبات أن سب الدهر أذية له سبحانه وإدعاء الولد شتم له سبحانه.
فلا يجوز بحال أن نوصف ربنا سبحانه بأنه (يُشتَم) وأنه (يتأذي) وأنه (يُكَذب) كما لا يجوز أن نسميه (مشتوم) أو (متأذي) أو (مُكذب) مع ثبوت الأخبار بهذه المعاني فباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
وما يدل على صحة هذا أن ابن القيم عندما قال (وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين) فنفى رحمه الله أن تكون الأذية الثابتة له سبحانه تماثل أذية المخلوقين ومع هذا عندما سرد ما يستحقه ربنا من صفات الكمال بقوله (إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال) فتلاحظ أنه لم يُقرن الأذى مع صفات الكمال التي ذكرها بل عندما أتى على ذكرها قال رحمه الله (وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به) وفي موطن أخر قال (ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه) فالكمال هو في الصبر على الأذى لا في التأذي نفسه و صفة الصبر ثابتة لله سبحانه كصفة كمال محض بل هاهو يصرح ابن القيم بها في قوله (ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه) وهذا دليل واضح لمن رزق البصيرة في دينه بعدم إثبات التأذي صفة كمال لرب العزة والجلال, والله أعلم
ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال:
إن نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو بعينه إذا أعطى حقه، وتميز ما فيه من حق وباطل، وبين ما يدل عليه، تبين أنه يدل على فساد قول المبطل المحتج به في نفس ما احتج به عليه، وهذا عجيب! قد تأملته فيما شاء الله من الأدلة السمعية فوجدته كذلك!!!.أهـ
[مجموع الفتاوى6/ 288]
وأخيراً أنقل كلام ماتع للعلامة الشوكاني رحمه الله يبين فيه أسباب عدم الرجوع للحق والإصرار على التمسك بالخطأ وصعوبة التراجع عنه بعد معرفة للحق والصواب ومنها:
1 - الخوف على سمعته ومكانته العلمية.
2 - الكبر إذا كان صاحب الرأي الصواب أصغر منه سناً أو أقل شهرة.
3 - ما يقع في مجالس العلم من الطلاب أو الشيوخ من المجاملة.
[أدب الطلب ومنتهى الأرب ص141 - 142]
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 06:03]ـ
ما ظننتك تنزل لهذا المستوى يا ابن عقيل، ولن أجاريك فيه ولكن أقول: (سبحانك هذا بهتان عظيم)
وطلبة العلم ههنا يعرفون حق كلامك من باطله.
ولعلِّي أعود بعدُ لمناقشة ما ذكرته من الناحية العلميَّة (فقط)، وأترك باقي كلامك وسبابك ليوم المعاد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 08:07]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا: لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 08:36]ـ
سبقني الشيخ عبدالرحمن -نفع الله به- لبعض ما كنت أريد أن أقوله
الشيخ عدنان لم يرمك بالتعطيل كما زعمت، بل لاحظ كلامه وفقه الله في المشاركة رقم (23)
والشيخ عدنان ليس جاهلاً كما تظن، ورميك له بذلك لا ينقص من قدره
كما لم أعرف عنه تجاهل كلام أهل العلم أو التعالم، بل أحسبه من طلاب العلم الباحثين عن الحق
كذا أحسبه، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً
وأشكر لأخي الشيخ عدنان إعراضه عن هذه الكلمات التي أطلقها الأخ ابن عقيل، والتي
لا تسيء إلا إلى قائلها
وأؤكد على ما ذكر الشيخ السديس من رفض كل ما يكدِّر صفو المباحثات الأخوية، أو يورث
التوتر والشحناء بين الأعضاء
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 09:29]ـ
الأخ عدنان وفقه الله
سأل الحائط الوتد لما تشقني
فأجابه الوتد قائلاً: سل من يدقني.
الأخ عبد الرحمن السديس أعانه الله:
أفعل ما تراه حق وصواب ولا عليك بابن عقيل ولا غيره ما دمتم تراقب الجبار جل في علاه
وهذه فائدة لك ولكل من أراد أن يتجرد لطلب الحق في المسائل الخلافية وهي من قول ابن القيم رحمه الله في المفتاح:
يقول رحمه الله:
فإذا اردت الاطلاع على كنه المعنى هل هو حق او باطل , فجرده من لباس العبارة وجرد قلبك عن النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظراً بعين الانصاف , ولا تكن ممن ينظر في مقالة اصحابه ومن يحسن ظنه به نظراً تاماً بكل قلبه , ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة , فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسه , وما سلم من هذا الا من اراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق
وقد قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ...... كما ان عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر
نظروا بعين عداوة لو انها ...... عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك الحسوسات ولا يتمكن من المكابرة فيها فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني التي هي عرضة المكابرة والله المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطل وعدم الاغترار به. أهـ المقصود من كلام ابن القيم أكرمه الله بمنازل الصديقين ... آمين
=======
جاء في لسان العرب:
نَظَرٌ شَزْرٌ: فيه إِعراض كنظر المعادي المبغض، وقيل: هو نظر على غير استواءٍ بمؤْخِرِ العين، وقيل: هو النظير عن يمين وشمال. وفي حديث عليّ: الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ؛ الشَّزْرُ: النظر عن اليمين والشمال وليس بمستقيم الطريقة، وقيل: هو النظر بمؤخر العين، وأَكثر ما يكون النظرُ الشَّزْرُ في حال الغضب.
وفقكم الله
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 09:37]ـ
الأخ الحمادي هداه الله
جوابي لك نفس جواب الأخ السديس
وفقكما الله لما يحبه ويرضاه
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:00]ـ
أخي الحبيب أصلحك الله وهداك
لسنا نتكلم عن بحث المسألة الآن، إنما نتكلم عن أسلوبك مع إخوانك
ونحن هنا مشرفون نضبط مسيرة النقاش، ونؤدي واجب الإشراف
ومعلومٌ أنه لا تلازمَ بين البحث العلمي وسوء الأسلوب
لكن يبدو أنك -وبعض من شابهك- لا تحسنون النقاش إلا مع شيء من الغمز في المخالف
والكلام في المسألة العلمية وقبول الحق ممن جاء به بصرف النظر عن أسلوبه= لا علاقة له بما ذكرنا لك
سابقاً؛ فافهم هذا جيداً
ولذا لا مناسبة لما سقتَه من كلام الإمام ابن القيم
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:13]ـ
هداك الله وأصلح حالك يا حمادي
فقول الأخ عدنان بأن ما سقته من حجج وهي أقوال ائمة في العلم والعمل إنما هي من منهاج المعطلة؟!!
ثم تزعم بأنه لم يخطأ وذلك بقوله إن من نفى صفة واحدة لا يسمى معطلاً!!؟
ما هذا الفتح!!
ثم إني أعيذك من الظلم وقولك (أنت ومن شابهك)
فأذهب إلى مشاركاتي ومع الأخ عدنان نفسه وأنظر هل فيها ما ترميني به
وأما في هذه المشاركة فحالي هو أمتثال قول الله تعالى {لاَّ يُحِبُّ ?للَّهُ ?لْجَهْرَ بِ?لسُّو?ءِ مِنَ ?لْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ ?للَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً}
ومع ذلك لم أزد عن وصف حال الأخ عدنان في هذا الموضوع مع الدعاء له بالعفو والمغفرة
والله المستعان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:44]ـ
اترك مثل الجدر والوتد، فإنَّما هو مثال فيه نفس التشفي والانتقام، وأجب على ما ذكرت لك من حجج دون نبزٍ أو لمزٍ يعود عليك بالشين.
وأمَّا مسألة اتهامك لي بأنَّي وصفتك بالتعطيل فأرجو منك إثباته، غاية ما ذكرته أنَّ نفيك للصِّفة بحُجَّة كونها ليست صفة كمال في مقابل النَّصِّ الصَّريح وكلام أهل العلم (السَّلفيين) =هو نفْسُ حُجَّة ومنهج المعطِّلة المؤِّولة، وبيَّنتُ في ردِّي على كلام (شرف الدين بن علي) أنَّه ليس مَن وافق المعطِّلة في شيءٍ صار منهم.
ولا إشكال في كلام (شرف الدِّين) عليه لأنَّه ارتضى منهجًا هو سائرٌ عليه، لكن الإشكال في من ينتسب لمذهب السَّلف ويسير على منهج غيرهم بتخليط وتلفيق يزعمه علمًا.
وأمَّا أنِّي وصفت أوقصدت أهل العلم -الذين لفَّقت عليهم قولَك- بالتعطيل =فهذا بهتان لا حُجَّة لك فيه.
ولو اختصرتُ لك الجواب فهل لك أن تذكر نصًّا عن أحد من السَّلف في نفي هذه الصِّفة.
وقد صبرت وغيري على تعقيبك وتخليطك الأخير أيامًا مديدة فهل لك أن تمهلني ليلة لأفرغ وأبين ما ذكرتَه من الخلط، الذي زعمته علمًا، ونسبته إلى أهل العلم، وحنى يتبيَّن من الجاهل في المسألة والظالم لأخيه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:52]ـ
هداك الله وأصلح حالك يا حمادي
آمين، أسأل الله الهداية لي ولك
لا أدري كيف تقرأ الكلام!
أنا لم أحكم بأن الشيخ عدنان لم يخطيء، إنما حكمت على ما في أسلوبك من التجاوز
وأما ما ذكرتُه لك من كون الشيخ لم يصفك بالتعطيل فهذا ظاهرٌ لا يحتاج إلى شرح
فأنصحك بقراءة الكلام مراراً قبل الرد
وأما زعمك أنك وصفتَ الشيخ عدنان بما هو فيه فدعوى باطلة
وأما وصفي لك بكثرة الغمز في مشاركاتك فأمثلته متوفرة، وقد حذفت لك مشاركات كثيرة
تضمنت إساءات لبعض المشايخ وبعض الأعضاء
المهم، لا أريد الإكثار من الخوض معك في هذا الكلام، وليواصل الكلام العلمي في هذه المسألة
بعيداً عن إساءة الأدب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 07:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد.
فإنِّي كنت أحسن الظَّنَّ بهذا الرجل وكنت قد أعرضتُ عن تخليطاته في تعقيبه الأوَّل وعن الذي أضاع وقته فيه من كتابة كثيرٍ شيءٍ لا علاقة له بما نحن فيه، إذ أتعب نفسه في إلقاء محاضرةٍ في قواعد الصِفات لم ولن ولا نختلف فيها، وبما أنَّ الرَّجل قد زاد تعنُّته وتخليطه في تعقيبه الآخِر فلم أشأ ترك ما سطَّره من التَّخليط في تعقيباته كلها وأحببت كشف ذلك له وللأخوة حتَّى يرتدع غيره ممَّن يعجلون فيغلطون.
/// وسألتزم -إن شاء الله- في الغالب تعقُّب ما فيه النفع العلمي، مع غضِّ الطَّرف عن التنبيه على كثرة أخطائه النَّحويَّة والإملائيَّة التي ينبغي لطويلب العلم أن يصلحها قبل التأهُّل للكتابة، إذ هو أمرٌ معيبٌ، وكذا ما دوَّنه من الكلمات التي فيها نبز وهمز ولمز فسأكتفي فيها الآن بقوله تعالى: (سلامًا).
/// وسأجعل الرد على حلقات لضيق الوقت وطول الكلام والتخليط الذي ساقه:
/// وسأبدأ بأهم هذه النُّقاط، وهي مسألة (صفات الكمال والنَّقص)؛ لأنَّها الشبهة التي أوقعت هذا الرجل في تخليطه:
/// قال:
[/ SIZE][/COLOR] يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها: الأمر الأول: أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى (6/ 71): الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى: القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة. أهـ
فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!
/// هذه النُّقول التي نقلها عن الشَّيخين خلاصتها في السَّطر الأخير وهو قوله: "فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟! ".
/// والجواب باختصار: (نعم).
/// ولو أشغل وقته بدراسة قواعد الإملاء والنَّحو بدل صرفه في سرد هذه النُّقول التي يعرفها طويلب علمٍ مبتديءٍ لكان أولى له، وله والحمدلله الآن متَّسعٌ لإدراك ذلك.
/// نعم .. قد تكون لنقوله تلك فائدة لو ذُكِر فيها نصُّ واحدٌ عن أيِّ إمامٍ سلفيٍّ في الدُّنيا يدلُ على كون التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى، ولكنَّه لم يفعل، ولن ولا؛ إذ فاقد الشيء لا يعطيه.
/// وأمَّا التَّشكيك بالتَّخليط في كون هذه الصِّفة من صفات الكمال أوليست كذلك فقد نقلت له عن الإمام ابن القيِّم كلامًا واضحًا يبيِّن كيفيَّة كونه صفة كمالٍ فقام طويلب العلم هذا بتحريف معناه وتفسيره على ما اشتهاه، ويأبى كلام ابن القيِّم ذلك، وإليكم برهان ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فممَّا نقلته لو كان ينفعه قولَ ابن القيِّم رحمه الله في الصَّواعق: "إنَّ ما وَصَفَ الله سبحانه به نفسه من المحبَّة، والرَِّضى، والفرح، والغضب، والبغض، والسَّخط =من أعظم صفات الكمال؛ إذ في العقول: أنَّا إذا فرضنا ذاتين: إحداهما: لا تحبُّ شيئًا، ولا تبغضه، ولا ترضاه، ولا تفرح به، ولا تبغض شيئًا، ولا تغضب منه، ولا تكرهه، ولا تمقته.
والذات الأخرى: تحبُّ كلَّ جميلٍ من الأقوال والأفعال والأخلاق، والشِّيَم، وتفرح به، وترضى به، وتبغضُ كُلَّ قبيحٍ يسمى، وتكرهه، وتمقته، وتمقت أهله، وتصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به=كانت هذه الذَّات أكمل من تلك الموصوفة بصفات العَدَم، والموات، والجهل، الفاقدة للحِسِّ ... " الخ كلامه، وانظرو باقيه في التعقيب السالف.
/// ومع هذا النَّصِّ الصَّريح والبيان الجميل في كيفيَّة كون التأذِّي -لا الضَّرر- صفة كمالٍ فهل نفع هذا النَّقل صاحبنا وكبح من جماح العجلة والتَّخليط عنده؟ كلاَّ بل زاد الطِّين بِلَّة بتحريف معنى كلام ابن القيِّم وليِّه على هواه ومبتغاه ممَّا يدركه الأصاغر قبل الأكابر.
/// انظروا بم علَّق هذا الرجل على هذا الكلام بعد أن قرأه:
" ... لم ينص أحد ممن ذكرتهم ولا حتى من ذكرهم الأخ عدنان أو غيره ممن وافقه على ما ذهب إليه من أن الأذية صفة كمال لله جل في علاه ......
/// الإمام ابن القيَّم يقول إنَّ من أعظم صفات الكمال الصِّفات التي تتَّصف بها الذات التي: "تصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به"، وهو يتكلَّم عن صفات الله تعالى لا عن صفات زيد أوعمرو!
/// فكيف يريد صيغة النصَّ إن كان كلام ابن القيِّم ليس نصًّا ظاهرًا فيما طلبَ؟
/// ولو قلبت عليه حجَّته المتهاوية لقلت: ولم ينصَّ أحدٌ من (السَّلفيَّة) أنَّ التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى.
/// والحُجَّة في إثبات الصِّفة ابتداءً كما تقدَّم في تعقيب سابق لي، لا له، إذ لن يجد هو ولا أحدٌ نصًّا عن السَّلف في إثبات كلِّ الصِّفات، بلْه وجدانه لنصٍّ فيه أنَّها صفات كمال لا نقص، حتى يرضي ذلك ابن عقيل فيقبله؟!
/// ثم قال بعيد ذلك:
فصفات الكمال الفعلية الثابتة لله جل في علاه هي إختيارية تتعلق بفعل الله ومشيئته لا بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك.
ومثل ذلك صفات الغضب والرضى والسخط وغيرها قال تعالى {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ?للَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ?لآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ?لْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ?لْقُبُورِ} [الممتحنة:13] وقوله {كُلُواْ مِن طَيبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى?} [طه:81] وكما في صحيح مسلم (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله). وكما في قوله تعالى {رَّضِيَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} وقوله في الحديث القدسي في مسلم (سخطي) وقوله عليه الصلاة والسلام في مسلم (مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي! قد لا يُدرى ابتداءًا ما علاقة هذه الخطبة بما نحن فيه؟
/// وقد يُقال: أقال أحدٌ من النَّاس ههنا إن صفة التَّأذي قامت بالمخلوق، أوبالله لكن بإرادة المخلوق ومشيئته؟! فلم هذه الخطبة العصماء ههنا؟
/// ولا عجبَ فسيأتي بعد قليل لم خطب هذه الخطبة وإلى أي شيءٍ ساقه هذا التَّخليط وإلامَ يرمي.
/// قال:
فتجد صفة الكمال مصرحاً بها كقوله (غضبي) أو بإسناد الفعل له سبحانه كما في قوله (غَضِبَ الله).
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
/// لا أدري بأية لغة تتكلَّم؟ تقول: إنَّ مسند الفعل في الخبرين للعبد؟! يبدو أنَّك اختلطت فلم تعد تدري أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ إنَّ هذا لشيءٌ عجاب!
يا هذا نحن نتكلَّم عن (التَّأذي)، لا (فعل الأذى) فافهم ما تقرأ!
/// قد قامت صفة التأذي بالله تعالى في قوله: (يؤذيني)؟ الياء في (يؤذيني) ما موقعه من الإعراب وما معناه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
/// المتكلِّم بهذا الخطاب هو الله تعالى وقد قال: (يؤذيني)، ولو بسَّطتُ لك الشَّرح -كما يُفعل مع من الناشئة في متن الآجروميَّة- لقلت: إنَّ معنى (يؤذيني) يعني: (يؤذي فلانٌ أنا)!
/// وأمَّا تخليطك بذكر مثال الغضب فأسألك: ما الفرق في الياء في (غضبي)، والياء في (يؤذيني)؟!
معناه على نفس الطريقة المبسَّطة (غضب أنا!)، (يؤذي هو أنا).
وكما أنَّه ليس المعنى في (غضبي) هو (غضب أنت!) فكذا ليس المعنى في (يؤذيني) هو (يؤذي أنت أنت؟!!!).
/// والحاصل: أنَّ الغضب منسوبٌ إليه، والتأذِّي منسوبٌ إليه.
/// واعذرونا على هذا التطريف فبه يحصل التَّفهيم!
/// وأيضًا .. فإنَّك تقول إنَّ في قوله تعالى: (يؤذون الله) مسند الفعل للعبد؟ وهذا من عجائبك أيضًا! أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ ما موقع (الله) من الإعراب حتى تعرف معنى ما تتكلَّم عنه!
/// يا أخي ارفق بنفسك ... فرَّق أوَّلًا بين مَن فعل الأذية ومن تأذَّى بها إن كنتَ تحسن الخطاب العربيَّ وتفهمه ثم تأهَّل لدخول نقاشٍ لا تحسنه.
/// ولهذا فقد سألت هذا الكاتب وغيره سؤالًا مختصرًا فلم يجبني بغير اللَّتِّ والعجن، وأعيده الآن: ما معنى (يؤذيني) و (يؤذون الله)؟
هل تفسِّره بما نقلته عن البغوي -تقليدًا- أي يؤذون عباد الله؟!!
/// ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال: فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
/// فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
/// ولا معنى لكلامك غير هذا.
/// ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
/// والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
/// وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
/// وأيضًا .. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
/// وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
/// وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// ما الممتنع يا أخي؟!
قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
/// إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة.
نسأل الله العافية والسَّلامة!
/// وقد ألمحت سلفًا أنَّ: التشبيه طريق التعطيل!
/// أكتفي بهذا القدر من الرَّدِّ على هذا التَّخليط، ولي وقفات أخرى في حلقات قادمة بحول الله وقوَّته، وصلَّى الله على نبيِّنا محمِّدٍ وآله وصحبه أجمعين.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 03:54]ـ
أحسنت أخي الحبيب الشيخ عدنان
وسنجتهد إن شاء الله تعالى في متابعة ما ستتفضل به من بيان
وإن كان ليس كل مَن خالف يُلتَفَت إلى خلافه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 06:29]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل ... ولعلَّك وبقيَّة الأخوة تشاركوني في الإفادة.
/// فصلٌ: تعقيب ونقلٌ عزيزٌ في الرَّد على شبهة ابن عقيل (الجهميَّة): ///
/// ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال:
/// رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
/// فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
/// ولا معنى لكلامك غير هذا.
/// ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
/// والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
/// وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
/// وأيضًا .. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
/// وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
/// وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
/// ما الممتنع يا أخي؟!
قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
/// إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة!
/// قال في مختصر الصواعق المرسلة (ص/207 - 208): "فصلٌ: في ذكر حُجَّة الجهميِّ على أنَّه سبحانه لا يرضى ولا يحبُّ ولا يسخطُ ولا يفرح، والجواب عنها:
احتجَّ الجهميُّ على امتناع ذلك عليه بأنَّ اهذا نفعالٌ وتأثيرٌ عن العبد، والمخلوق لا يؤثِّر في الخالق، فلو أغضبه أوفعل ما يفرح به لكان المحْدِثُ قد أثَّر في القديم تلك الكيفيَّات، وهذا محالٌ.
هذا الشُّبهة من جنس شبههم التي تدهش السَّامع أوَّل ما تطرق سمعَهُ، وتأخذ منه وتروعه، كالسِّحر الذي يُدهشُ النَّاظر أوَّل ما يراه.
والجواب من وجوه: ... ".
/// ثمَّ ذكر رحمه الله هذه الوجوه وهي خمسٌ، ألخِّصُها لعضيق وقتي عن نقله، وللقاريء مراجعة ذلك بعدُ:
1 - الوجه الأول: أنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيءٍ وربِّه ومليكه، وكلُّ ما في الكون من أعيان وأفعالٍ وحوادث فهي بمشيئته وتكوينه ... فالمخلوق أضعف وأعجز أن يؤثِّر فيه، بل هو الذي خلق ذلك كلَّه فيه على علمه ...
2 - الوجه الثاني: أنَّ التأثير لفظٌ فيه اشتباهٌ وإجمالٌ، أتريد به أنَّ غيرَه لا يعطيه كمالًا لم يكن له، ويُوجِِدَ فيه صفةً كان فاقدها؟ فهذا معلومٌ بالضَّرورة.
أم تريد أنَّ غيرَه لا يسخطهُ ولا يغضبه، ولا يفعل ما يفرح به أويحبَّه أو يكرهه، ونحو ذلك، وليس معك في نفيه إلَّا مجرَّد الدَّعوى بتسمية ذلك تأثيرًا في الخالق.
3 - الوجه الثالث: أنَّ هذا يبطل محبَّته لطاعات المؤمنين، وبغضه لمعاصي المخالفين، وكراهته لظلم الظالمين إذا فعلوا ذلك.
4 - الوجه الرابع: أنَّ هذا يُنْتَقض بإجابة دعواتهم، وإغاثة لهفاتهم، وسماع أصواتهم، ورؤية حركاتهم وأفعالهم، فإنَّ هذه كلها أمور متعلقة بأفعالهم.
فما كان جوابك عنها في محل الإلزام، فهو جواب منازعيك لك في هذا المقام.
/// وانظر أصل الكلام في الصَّواعق (4/ 1462).
/// وللحديث بقيَّة .. وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 05:15]ـ
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا: لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه.
الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
ليتك أخي الكريم
علقت على كلام الأخ وبينت ما فيه من غير تعرض لتحقيره وتجهليه والتزمت ما ذكرتَ في أول مشاركتك.
أقول هذا من باب العدل والنصيحة للجميع.
نسأل الله أن يهدينا جميعا وأن يؤلف بين قلوبنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 06:38]ـ
بارك الله فيكم على النَّصيحة.
وإن كنت لا أراني حقَّرتُ الرجل بقدر ما بيَّنتُ خطأه ووصفت واقعه بتخليط المسائل والأقوال وعدم تحريره لها.
ووصف الشَّخص بكونه لا ينتبه للأخطاء في النحو والإملاء أويخلط بين المسائل ويحرِّف مقصود أهل العلم بالبرهان ليس كاتِّهامه بتهمٍ باطلةٍ.
ولم أصفه بظلمٍ وتعالم ... ونحو ذلك من السِّباب كما فعل دون حجَّة ولا برهان، بل بيَّنت كلَّ ما ذكرته بالحُجَّة والبرهان، وما سيأتي في حلقات تالية يوضِّح ذلك بجلاء.
وأنت تعلم أنِّي قد أعرضت عنه أولًا وثانيًا لكنَّه أبى إلَّا هذا الأسلوب الذي ارتضاه لغيره فليرض شيئًا منه لنفسه.
وعلم الله أنِّي ما أردُّت ولا أريد في ذا الموضوع إلَّا الإفادة لا ما وقع ممَّا كان هو سببًا فيه.
وعلى كلٍّ ... فأنا ملتزمٌ البيان، وآخذٌ بالنُّصح، شاكرًا لك فيه.
ثم إن أحببت أن أعود للمشاركة السَّابقة فأحذف منها تلك الكلمات التي فيها شدَّة فلا مانع عندي ألبتَّة، لكن أتيحوا لي المجال لأحرِّر وأحذف، وأسأل الله لنا العفو والتوفيق.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد,
اعلم يا عدنان عفا الله عنك بأن نوع العالم المحمود الذي قرنه الله تعالى مع نفسه وملائكته في قوله تعالى {شَهِدَ ?للَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ وَ?لْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ?لْعِلْمِ قَآئِمَاً بِ?لْقِسْطِ لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} إنما هو العالم الذي يخشى الله كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنما العلم الخشية.
والعكس بالعكس فقد حُذرنا من كل منافق عليم اللسان كما قد صح عند الألباني رحمه الله إن عمر خطب الناس فقال رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ".
وقد أحسنت بمحاولتك إهدائي عيوبي بخصوص الأخطاء النحوية والإملائية كما تزعم ولكنك قصرّت في البيان ولعلك إن بينت جعلناها منقبة لك ولكنك بؤت بالمنقصة لقصدك السيء نعوذ بالله من التعالي والكبرياء.
واعلم يا عدنان أصلحك الباري بأن إسماعيل بن أبي خالد وقد لقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فاحش اللحن، قال عبد الله ابن الإمام أحمد: كان إسماعيل يقول: حدثني فلان عن أبوه.
ورغم هذا قال الإمام أحمد: أصح الناس حديثًا عن الشعبي: إسماعيل ابن أبي خالد، وقال أبو حاتم: لا أقدِّم عليه أحدًا من أصحاب الشعبي، وهو ثقة. [العلل ومعرفة الرجال (647)]
وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم النخعي في الميزان (1/ 75): " كان لا يُحكِم العربية، وربما لحن ".
فأين المسكين ابن عقيل من هولاء الجبال , ولكنني أحول تلمس أثارهم , والسير على دربهم , وتأكد بأنني قد عقلت نصيحتك ولم ألو جهداً في تحقيقها ومن سار على الدرب وصل.
ومع هذا فلتفهم يا عدنان بأن اللحن في العربية لا يعلو بخطره على خطر الجهل بالعقيدة بل وفي باب هو من أهم أبوابها وهو باب صفات الباري جل في علاه ابها إلا وهو صفات الله العُلى.
والأن عليّ بيان هذا الوصف القائم في جانبكم يا شيخ عدنان غفر الله لنا ولك:
أولاً: لازلت في بهتانك وتصميمك بأنني أنكر الأذية الثابتة لرب البرية بل وتدعي بأني أولتها تقليداً للإمام البغوي رحمه الله الذي أحسبك لا تعرف قدره عند أهل العلم.
وحتى لا يغتر المغترون بما تخطه يداك فلا يعرفوا لهذا الإمام قدره أقول:
الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً.
يقول الشيخ الشنقيطي في مذكرته في أصول الفقة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تفسيره " يؤذون الله" بقوله يؤذون أولياءه فليس بصحيح، بل معنى ايذاءهم الله كفرهم به وجعلهم له الأولاد والشركاء، وتكذيبهم رسله. ويوضح ذلك حديث (ليس أحد اصبر على أذى يسمعه " من الله انهم يدعون له ولداً وأنه ليعافيهم ويرزقهم)، وأكثر المتأخرين على أن في الآيات التي ذكرها المؤلف مجازاً، كما هو معروف، وقد بينا منع القول بالمجاز في القرآن في رسالتنا التي ألفناها في ذلك. أهـ
وفي هذا النقل عن هذا الإمام صفعة لمن يزعم إثبات التأذي صفة كمال لله جل في علاه , حيث أن الشيخ رحمه الله أنكر تفسير الأية على قاعدة المجاز ولكنه فسرها بكفرهم بالله وتشريكهم معه غيره وتكذيبهم لرسله ولم يرى أن التأذى صفة قائمة بالمولى جل في علاه ثم أستدل بالحديث الذي في الصحيحين وسيأتي الكلام عليه.
خرّج البخاري رحمه الله في صحيحه: عن أبي موسى الأشعريِّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما أحدٌ أصبَرُ على أذًى سمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويَرزُقهم».
يقول ابن القيم رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث:
أما الصبر فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به وأعظمهم تنزيها له بصيغة المبالغة ففي الصحيحين من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل يدعون له ولداً وهو يعافيهم ويرزقهم).
وأما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد وشركهم ومسبتهم له سبحانه وأنواع معاصيهم وفجورهم فلا يزعجه ذلك كله الى تعجيل العقوبة بل يصبر على عبده ويمهله ويستصلحه ويرفق به.
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه أصول الإيمان:
هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى.أهـ
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: هل يوصف الله عز وجل بالصبر, مثلاً يقول: اليهود فعلوا كذا وكذا .. فصبر الله عليهم؟
الجواب: يوصف بأنه صابر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أصبر على أذىً سمعه من الله عز وجل) فجعل الله أصبر من كل الصابرين على أذىً سمعه، لكن لا يسمى بذلك، فلا يقال مثلاً: إن من أسمائه الصابر؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.
[الباب المفتوح مفرغ الموسوعة الشاملة (103/ 16)]
ويقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري عند هذا الحديث:
قوله: (ما أحد أصبر .. ) (ما) حجازية من أخوات كان ترفع الاسم، وتنصب الخبر، أما (ما) التميمية فلا تعمل. قوله: (يرزقهم) فيه إثبات صفة الرزق، أما صفة القوة، فدل عليها قوله: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله .. ) وهذا فيه إثبات صفة القوة له -سبحانه- بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه.
وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر، أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
[ http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?action=Display&page=Twh00010.Htm&docid=6]
من ما تقدم تفهم يا من رزقك الله الفهم وطهر قلبك من الكبر , بأن قول ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم عند وصف ربنا بأنه يصبر على الأذى بأن هذا ما يليق بربنا جل في علاه كيف لا وهو وصف أعلم الخلق بربه سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وأما عدنان هداه الله الذي أزبد وأرعد ورماني بالنقائص من تعطيل وتشبيه وأخرها التجهم نعوذ بالله من الظلم والجهل صدق الله ومن أصدق من الله قيلا وهو القائل {وَحَمَلَهَا ?لإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}
فلو أني لم أوقن بجهل عدنان في هذا الباب لأتهمته بالفجور في الخصومة , ولكني أنزهه عن هذا لعلمي بحاله في هذا الباب بل يقيني بهذا الحال وإليكم البيان:
يدندن الأخ عدنان حول النحو والإعراب وليته كلف نفسه فأعرب ما أستند عليه في إثباته لصفة التأذي كما يزعم!!
(يؤذيني ابن آدم يسب الدهر):
يؤذيني: فعل مضارع والياء ياء المتكلم في محل مفعول به.
ابن آدم: فاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعل هو الأذى وهو غالباً بالقول في صورة سب الدهر ويأتي في صورة إدعاء الولد لله ويأتي في صورة تكذيب الرسل وغير ذلك من الأذى في حق الله.
وابن آدم هو الفاعل لهذا الأذى الذي هو السب والإدعاء بالولد وتكذيب الرسل.
وأخبرنا الله سبحانه بأنه يتأذى بدون أن يلحقه ضرر كما يليق بربنا جل في علاه , من أفعال العباد المتقدمة , ولكن الكمال هو في صبر ربنا على أذية عباده وقوته على تحمل هذا الأذى الذي {تَكَادُ ?لسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ?لأَرْضُ وَتَخِرُّ ?لْجِبَالُ هَدّاً}
هنا يكون الكمال الذي يوصف به رب العالمين وليس مجرد قيام الأذى به جل في علاه
وهذا هو قول كل من تقدم وتكلم عن هذا الحديث أو عن الأذى الذي يليق بالمخلوق.
فمن المستحيل أن يغفل كل هولاء الأئمة عن إثبات صفة الكمال المزعومة من عدنان دون أن يثبتوها له سبحانه وهم من هم في العلم والعمل.
وأما صفات الله الفعلية مثل الغضب والسخط والرضا فكل النصوص جاءت بأن يكون الفاعل هو ربنا جل في علاه كقوله (غَضِبَ الله) أو (رضي الله عنهم)
غضب: فعل
الله: فاعل
رضي: فعل
الله: فاعل
عنهم: جار ومجرور في محل مفعول به.
قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين:
والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد فإنه جميل يحب الجمال عفو يحب أهل العفو كريم يحب أهل الكرم عليم يحب أهل العلم وتر يحب أهل الوتر قوي والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف صبور يحب الصابرين. أهـ
فهل نقول أن الله يحب التأذي؟!!
علماً بأن الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في الملخص لشرح كتاب التوحيد فسر معنى يؤذيني: يتنقصني!!
فهل نثبت التنقص صفة كمال لله تعالى عن ذلك وجل في علاه.
وأما ما رماني به عدنان زاده الله فهماً لعقيدة أهل السنة في هذا الباب وخصوصاً باب أفعال العباد التي لم يضبطها؟!!
قال عدنان غفر الله له متهماً ومزمجراً:
وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
وأيضًا .. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
أقول ومن الله العون:
إما إنك لم تفهم وهذا الظن بك أو أنك تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهك وليست هذه بخلق من يبحث عن الحق والأولى الأقرب.
عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذي بناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
والمقصود هنا: أن القائل إذا قال هذه التصرفات فعل الله أو فعل العبد؛ فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل، ولكن من قال هي فعل الله وأراد به أنها مفعولة مخلوقة لله كسائر المخلوقات [فهذا حق].أهـ
قول شيخ الإسلام: فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل.
فالظاهر هذا ما ذهب إليه عقل عدنان هداه وهو قوله: قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له،.
فكأن عدنان أصلحه الله يقول أن الله هو الذي قام بفعل الأذى بحكم أنه خلق العبد وفعله فجعل عدنان فعل الله بمعنى المصدر وهذا باطل بإتفاق المسلمين كما قال ابن تيمية.
والصحيح هو ما يقوله شيخ الإسلام هنا:
وأما من قال: خلق الرب تعالى لمخلوقاته ليس هو نفس مخلوقاته قال: إن أفعال العباد مخلوقة كسائر المخلوقات، ومفعولة للرب كسائر المفعولات، ولم يقل: إنها نفس فعل الرب وخلقه، بل قال إنها نفس فعل العبد، وعلى هذا تزول الشبهة. أهـ
فمن فرق بين فعل العبد وفعل الرب وهو يقصد هذا المعنى الصحيح لا يقال أنه جهمي أو وافق الجهمية في قولهم فالعبارات التي توهم معنى فاسداً: إن أطلقت باعتبار المعنى الصحيح، لم يضر ذلك إذا كان المعنى الصحيح معلوماً.
وأخيراً يقول شيخ الإسلام مبيناً أن الأفعال القبيحة مثل السب وفعل الأذى والظلم وإن كان خلقها الله في العباد: [فإنه يقال الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من كانت فعلاً له، كما يفعلها العبد، وتقوم به، ولا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا كان قد جعلها صفة لغيره، كما أنه سبحانه لا يتصف بما خلقه في غيره من الطعوم والألوان والروائح والأشكال والمقادير والحركات وغير ذلك؛ فإذا كان قد خلق لون الإنسان لم يكن هو المتلون به، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعماً مراً أو صورة قبيحة ونحو ذلك مما هو مكروه مذموم مستقبح لم يكن هو متصفاً بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة. ومعنى قبحها كونها ضارة لفاعلها، وسبباً لذمه وعقابه، وجالبة لألمه وعذابه. وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به؛ لا على الخالق الذي خلقها فعلاً لغيره].أهـ
(مجموع الفتاوى ج 8 عنوان سئل عن حسن إرادة الله لخلق الخلق وهل يخلق لعلة)
والله أعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 01:45]ـ
قرأت كلامك و (سبابك) يا أخي الفاضل! وعجبًا لك والله ... حين ابتدأت برمي بالجهل والتعالم وعدم الفهم واتهامك وأهل العلم بالتعطيل ... الخ وكلها لم تقم عليها دعوى غير تخليط الأقوال، ولم يكن ذلك كبرًا فيك، ولمَّا بيَّنت ما فيك بالحُجَّة صار كبرًا!
/// وانتظر ردك على سؤالي الذي كرَّرته لك مرَّات، ولم تجبني، ولم أرك تدفع عن نفسك -بالحُجَّة- أخذك بشبهة الجهميَّة في مشاركتي السَّابقة، فهلَّا فعلت ذلك، واختصرت فيما ليس له علاقة بما نحن فيه.
/// تنبيه: ما زلت أدعو المشرفين -إن أردتم- تمكيني من تحرير الكلمات التي فيها تجهيلًا للرجل في مشاركتي السَّابقة؛ إذ لا فائدة منها معه، وبيان الجهل بالحُجَّة أبلغ من بيان الجهل دعوىً.
/// نصيحة: لا يحتجُّ بالخطأ، فكون فلان أوفلان كان يخطئ في العربيَّة ليس ذا مسوِّغًا للاحتجاج به في مثل هذا.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:03]ـ
شكر الله لكم ..
شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:46]ـ
/// لعلِّي أعجِّل بالرَّدِّ على بعض كلامه في مشاركته السَّابقة والتي شابهها التَّدليس:
قال:
عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذيبناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله.
/// لم أقل في مشاركةٍ ما إنَّك قلت: "الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد".
إنَّما قلتَ أنت لا غيرك -وتتنصَّل الآن- في مشاركتين سابقتين:
"فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال" ....
/// وكتب هو أيضًا، لا غيره:
ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!!
وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال ....
/// ما الفرق بين كلامك وكلام الجهميَّة؟!
الجهميَّة قالوا: فعل الربَّ قام لأنَّ فعل العبد يؤثِّر فيه.
/// وأنت قلت -لا غيرك- في مشاركتيك: (قيام الصِّفة متوقفة على فعل العبد، تعالى الله عن ذلك، وهو ممتنع)، ما الذي تعالى عنه الله، وما الممتنع؟
/// لافرق غير أنَّك تتنصَّل ولا تعتذر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:59]ـ
الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
شكر الله لك استجابتك.
حرر مشاركتك وأرسلها لي على الخاص وأنا أغيرها.
وكما أني أكرر دعواي للأخ ابن عقيل بتجنب هذا الأسلوب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:07]ـ
ثم زعمت أيضًأ أنَّ البغوي لم يؤوِّل، وأنَّي اتهمته بذلك في قولك:
الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً. ً
/// دخلنا في باب آخر، أتحاول القول بأنَّ القول بالمجاز في الصِّفات هو مذهبٌ من مذاهب أهل السُّنَّة في العقيدة، أم ماذا تريد؟!
/// وأمَّا أنَّ تفسيره بالمجاز هو التأويل نفسه فانظروا إلى كلام الشيخ عبدالعزيز الرَّاجحي الذي نقله الأخ بنفسه:
أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
/// وكنتَ ترجِّح تأويل البغوي هذا، ولا ترى فيه ضيرًا في مشاركتين سابقتين والآن تحوِّر معنى كلامه، وهذا كلامك الذي كتبته أنت لا غيرك:
قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله .... الى أخره , هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه. أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً
/// وقلتَ أيضًا بعد ذلك:
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
/// هل هذا تأييد وتوكيد أم ردٌّ على البغوي في قوله بالمجاز في هذه الصِّفة وتأويلها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:13]ـ
شكر الله لكم ..
شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.
الأخ الشيخ الفاضل (حارث) ... وفقه الله ونفعنا بما يكتب
لم أفهم ما الذي أشار إليه الشيخ ابن تيميّه، فلعلَّك توضِّح مقصودك.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:48]ـ
الأخ عدنان هداه الله
حاشا الإمام البغوي رحمه الله من أن يستخدم المجاز في صفات الله وأتق الله في قولك هذا.
ولا بد أن تعرف أن البغوي تعامل مع هذا الأية في أحد أقواله وتنبه لكلمة أحد أقواله على أن الباب ليس باب صفات الله تعالى لذلك قال فيه بالمجاز وهذا ما يؤكده كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله فقد رد التفسير بالمجاز للأية وفسر الأذى بالكفر والتكذيب ولم يتطرق إلى أنها من باب الصفات وهو من أبعد الناس عن المجاز والتأويل وكذلك كل من تكلم في الباب إما أن يثبتوا الصبر على الأذى أو يثبتوا القوة لله على إحتمال تنقص خلقه فلتفهم هذا هداك الله.
وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة ولكن هدفي كان بيان أن الباب ليس باب الصفات في قوله (يؤذون) ثم ردك عن ظلم نفسك وإثبات ما لم يثبته أحد قبلك.
ولم يكن هدفي نفي الصفات أو متابعة الجهمية كما رميتني بذلك والله المستعان
وأعلم أن الحديث يتعلق بباب عظيم لا يجوز أن نلوكه بألسنتنا بدون علم ولو أني لست على يقين بما أقول لتوقفت ولو أعلم أنك على حق لصرحت بهذا فقد وفقني الله ورجعت عن كثير مسائل عندما يتبين لي الحق ولست بصاحب شأن.
وأنصحك بالرجوع لأهل العلم في هذا الباب العظيم وهو الفيصل بينك وبين ما تعتقد.
هذا ما عندي والله أعلم وأستغفر الله لي ولك
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:13]ـ
قال شيخ الإسلام: فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم و لكن يؤذونه تبارك و تعالى إذا سبوا مقلب الأمور و جعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا و آذوا رسله و عباده المؤمنين ثم إن الأذى لا يضر المؤذى.
وقبلها إشارات وبعدها إشارات في الصارم.
ولعلي أتحفكم بهذا المقطع من تليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:26]ـ
هذا رابط كلام الشيخ عبدالرحمن البراك من قراءة بعضهم في الصارم:
http://www.fileflyer.com/view/ECZagAy
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:35]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا يا شيخ حَارث الهمام،
وحفظ شيخنا العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك،ونفع به.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:45]ـ
وإياكم أخي الحبيب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 07:57]ـ
/// أعجب لك لِمَ أعرضت عن بعض ما أوردُّته عليك وتكلَّمت عن بعض، فهل تتراجع عنه الآن أم ماذا؟
ولا بد أن تعرف أن البغوي تعامل مع هذا الأية في أحد أقواله وتنبه لكلمة أحد أقواله على أن الباب ليس باب صفات الله تعالى لذلك قال فيه بالمجاز.
/// أوَّلًا: ما نقلته عن البغوي رحمه الله من تأويل الصِّفة في الآية وقلتَ إنَّه أحد أقواله =ليس كذلك بل هو قولٌ نقله ونسبَه إلى بعضهم، قال: "وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82)، أي: أهل القرية".
/// ولم أقل إنَّ البغوي قد أوَّل الصِّفة؛ وإنَّما قلتُ إنَّك قد وافقت ما نقلته عنه، وهو تأويلٌ بلا شكَّ.
/// وكان الأولى لك نقل كلامه هو لا نقله عن بعضهم، وهوالتالي بعد هذا الكلام مباشرة -دون بتر وتقيُّدًا بالأمانة العلميَّة-قال: "ومعنى الأذى: هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد".
/// ثانيًا: كون فلانٍ استعمل المجاز في الآية هو معنى قولي إنَّه أوَّل الكلمة التي في الآية (يؤذون الله).
إذا التأويل ههنا هو استخدام المجاز في اللفظة المتأوَّلة، وانظر إلى ضرب المثال: بـ (واسأل القرية) أي: أهلها.
/// ثالثًا: لا دليل عندك على كون الآية عند البغوي ليست من آيات الصِّفات، مع كون هذا القول لا يحتمله سياق الآية ومنطوقها، ولا أعلم أحدًا قاله قبلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثمَّ قد حيَّرتنا من تناقض كلامك المتكرِّر، حين نقلت قول البغوي في الأول كنت تريد بذلك التأكيد والاستدلال بقوله على قولك بأنَّ لفظ الآية على سبيل الإخبار في باب صفات الله، والآن تقول إنَّ البغوي لا يراها من آيات الصِّفات! فأيُّ قوليك أرجح؟
/// وأخيرًا: إن لم تكن الآية من آيات الصِّفات عند البغوي -وعندك لزومًا- فيلزم عندئذٍ التأويل، وهو ما تتبرأ منه وتبريء البغوي منه!
والتأويل بدليلٍ يدل عليه السِّياق مقبولٌ عند أهل العلم، أمَّا بدونه كما هو حالك ونقلك عن البغوي فهو تأويل المعطِّلة كما ذكر ذلك الشيخ الرَّاجحي فيما نقلته عنه.
وهذا ما يؤكده كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله فقد رد التفسير بالمجاز للأية وفسر الأذى بالكفر والتكذيب ولم يتطرق إلى أنها من باب الصفات وهو من أبعد الناس عن المجاز والتأويل وكذلك كل من تكلم في الباب إما أن يثبتوا الصبر على الأذى أو يثبتوا القوة لله على إحتمال تنقص خلقه فلتفهم هذا هداك الله.
/// كرَّرت عليك كثيرًا أنَّك لا تفرِّق بين تفسير الأذى الذي فعله العباد وهو الكفر والتَّكذيب ... و .. الخ، والتأذِّي القائم به سبحانه من هذا الأذى المذكور وصبره تعالى عنه كما في الحديث، وما زلت تعيد عليَّ وتؤكِّد عدم فهمك له! بل زدت على عدم فهمك لكلام الأئَّمة كالأمين الشنقيطي وعزوت إليهم ما لم يريدوه، فما عساي أفعل؟ وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة ولكن هدفي كان بيان أن الباب ليس باب الصفات في قوله (يؤذون) ثم ردك عن ظلم نفسك وإثبات ما لم يثبته أحد قبلك.
/// قد تراجعت يا ابن عقيل الآن مجدّدًا! فأنت إنَّما سقت كلام البغوي في سياق الاحتجاج به والاعتماد على قوله، بل حتَّى سياقك لكلام الحافظ ابن حجر مع ما في كلامه في ذا الباب من الزلل.
/// أمَّا أني أثبتُّ ما لم يثبته أحدٌ فهذه مغالطة ومكابرةٌ، فقد تقدَّم كلام الأئمَّة سلفًا وخلفًا في إثباته، وأعدتُّ عليك بيان ذلك، ولكن كما قال الأول: ........... وما للشمس طالعة خفاءُولم يكن هدفي نفي الصفات أو متابعة الجهمية كما رميتني بذلك والله المستعان
/// أولاً: كنتُ أتمنَّى أن تبيَّن لي جوابك عمَّا بيَّنتُه لك بالبرهان؛ من أنَّ قولك بعدم إثبات الصِّفة لسبب توهُّم تأثير فعل العبد على فعل الرَّب (وهو ممتنع، وتعالى الله عن ذلك) =مطابقٌ لمنهج وطريقة الجهميَّة، ليس غيره.
/// وذكرت نصَّ كلامك الواضح فلم تجب، ولا أظنُّك تجد جوابًا غير التنصُّل والتهرُّب، ولو اعتذرت عن الخطأ لكان خيرًا لك.
/// ثانيًا: قد أحسنتُ الظََّّنَّ بك وما زلتُ، فلم أقل إنَّ هدفك ومقصدك كان متابعة الجهميَّة أوالمعطِّلة عمدًا أوحبًّا لمنهجهم، كما تتَّهمني الآن.
/// لكنِّي أقول وما زلتُ إنَّك وافقتهم لعدم إتقانك لمذهب السَّلف في هذا الباب، وحسب.
/// وأخيرًا .. قد بقيت -والله- نقاط كثيرة في تعقيباتك الأولى لم تتح لي الفرصة في كتابتها فلعلَّ ذلك في مرات قادمة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 11:36]ـ
فصلٌ: في بيان كون (التَّأذي) صفة لله عزَّوجلَّ وليس هو من باب الإخبار عنه:
/// بعد حمد الله والصَّلاة على رسوله والسَّلام =فقد أردت في هذا الفصل أن ألخِّص ما تقدَّم وأضع النُّقاط على الحروف وأزيل الغبش عن المقصود.
/// فأقول -وبالله التوفيق- يتبيَّن المراد بهذا في مسألتين:
1 - المسألة الأولى: أنَّ ممَّا لا شكَّ أنَّ مذهب أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ أسماء الله وصفاته الحسنى توقيفيَّة، لا يثبت شيءٌ منها إلَّا بدليل.
/// وأمَّا يطلق عليه من الأخبار فلا يجب أن يكون توقيفيًّا, كالموجود، والقائم بنفسه, والدَّاري ... ونحو ذلك.
/// فيجوز أن يطلق عليه منها ما لم يرد به النصُّ من الكتاب أوالسُّنَّة، من باب الإخبار ما جاز أن يطلق عليه منها.
/// والفرق المهم ههنا: أنَّ الخبر غير توقيفيٍّ، والاسم والصِّفة توقيفيَّان.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وممَّا يدلُّ على كون التأذِّي صفةً لله ما ثبَتَ بالدَّليل وصفه تعالى بذلك؛ فمن ذلك قوله تعالى: (يؤذون الله)، ومنه قوله تعالى فىمَّا أخبر به عنه (ص): "يؤذيني ابن آدم"، ومنه قوله (ص) في حديث قتل كعب بن الأشرف: "فقد آذى الله ورسوله"، ومنه حديث: (ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)، وغير ذلك.
/// فإن قيل: فهل لفظ الاسم والصِّفة توقيفيٌّ فجوابه في المسألة الثَّانية، وإليكموها.
2 - المسألة الثانية: الشُّبه التي أوقعت بعض النَّاس في الخلط في هذه المسألة في وجوه:
* الشُّبهة الأولى: أنَّه لم يجد نصًّا بلفظ: (التأذِّي) فصار إذن خبرًا لاصفةً!
/// والجواب عن هذا أنَّه لا يلزم في إثبات الصِّفة صفةً لله أن تأتي بصيغة معيَّنةٍ، أوباشتقاقٍ أو وزنٍ معيَّن، بل كلُّ ما أفهم أنَّ الصِّفة قد قامت به سبحانه فهو صفةٌ له فيعبَّر بها، ولا محذور في ذلك.
/// وهذا بخلاف الاسم؛ فأسماؤه تعالى أضيق باباً من صفاته في التَّنصيص على اللَّفظ الذي جاء به كتاب الله وسُنَّة نبيِّه.
/// فلا يجوز أن يسمَّى الله إلَّا بنصِّ ما سمَّى به نفسه أوسمَّاه به نبيَّه (ص).
/// فيجوز أن يسمَّى الله بالسَّميع، ولا يجوز أنْ يسمَّى -مثلًا- بالسمَّاع، ويسمَّى بـ (البصير)، ولا يجوز تسميته بـ (المبصر)، وهكذا.
/// ويخرج من هذا طبعًا الإخبار الذي هو أوسع من التَّسمية، كأن يُقال الله مبصرٌ ما يفعله العاصون ... وهكذا.
/// بخلاف الصِّفة فيُقال عند التعبير: الله يغضب وغضب وغاضب وسيغضب، ويُقال عند التعبير: الله يتأذَّى من كذا، وقد آذاه، ويؤذيه، وهو متأذٍ، ويجمع هذا التأذِّي.
/// ولا يلزم أن تأتي كلُّ هذه الاشتقاقات منصوصًا عليها في نصوص الشَّرع عند التعبير؛ إذ المراد والمقصود إثبات الصِّفة لا نصُّ لفظها، كالحال مع الاسم.
/// والفرق بينهما والفائدة في التنصيص على نص لفظ الأسماء دون الأفعال فلأنَّه يتعبَّد بها في الدُّعاء والتعبيد ونحو ذلك.
/// تنبيهٌ: اختلاط الأمر عند بعض النَّاس بين التَّعامل مع الاسم له تعالى والصِّفة التي له أوقعه في هذا النفي الذي لا يعدُّه نفيًا!
* الشُّبهة الثَّانية: أنَّ التأذِّي جاء في سياق ذكر المؤذي والمؤذى منه، ولم يأت مجرَّدًا عنهما فيوهم أنَّه لا يمكن حدوثه إلَّا بتأثيرٍ منهما وانفعال، والله غنيٌّ عن التأثُّر والانفعال عن عباده!
/// وهذه شبهةٌ جهميَّةٌ قد تقدَّم الجواب عنها، وبيان خطرها لوجوب إجرائها على سائر الصِّفات التي تماثلها.
/// وأمَّا فلسلفة الأمر بأنَّه أُسند للعبد أوللرَّبِّ ... ولم يأت إلَّا كذلك = فالجواب يحصل بسؤال: هل التأذِّي بسبِّ الدَّهر قام بالله أو بالسَّابِّ، بمعنى هل الذي (تأذَّى) بهذا السَّبِّ هو الخالق أم المخلوق؟
لا شكَّ أنَّه قد وقع به تعالى فإذن هو صفةٌ له يقع بمشيئته تعالى.
وهذا نظير الغضب؛ إذ مثَّلتُ به، ولم يُعقل معناه عند بعض النَّاس.
فالله قد غضب من اليهود، فهم من فعلوا ما أغضبه، فالغضب به قام لا بهم، بل قد يكونون في سهوٍ ولعبٍ وضحكٍ وهو غاضبٌ عليهم.
* الشُّبهة الثَّالثة: أنَّ صفات الله وأسمائه كلُّها في غاية الكمال، والتأذِي يوهم النَّقص والعجز.
/// وهذه شبهةٌ تقدَّم الجواب عنها أيضًا، وأنَّ التأذِي والصَّبر على ما يؤذي من أكمل الكمال، ولا نقص فيه، كما ظنَّه بعض النَّاس، بل سلبُه قد يكون نقصًا، وهو لا يقلُّ في هذه الحيثيَّة من صفات الغضب والكراهية ونحوهما.
/// وبهذا يحصل المقصود، وبالله تعالى التَّوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ///
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 04:40]ـ
///
أوَّلًا: ما نقلته عن البغوي رحمه الله من تأويل الصِّفة في الآية وقلتَ إنَّه أحد أقواله =ليس كذلك بل هو قولٌ نقله ونسبَه إلى بعضهم، قال: "وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82)، أي: أهل القرية".
/// ولم أقل إنَّ البغوي قد أوَّل الصِّفة؛ وإنَّما قلتُ إنَّك قد وافقت ما نقلته عنه، وهو تأويلٌ بلا شكَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وكان الأولى لك نقل كلامه هو لا نقله عن بعضهم، وهوالتالي بعد هذا الكلام مباشرة -دون بتر وتقيُّدًا بالأمانة العلميَّة-قال: "ومعنى الأذى: هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد".
/// ثانيًا: كون فلانٍ استعمل المجاز في الآية هو معنى قولي إنَّه أوَّل الكلمة التي في الآية (يؤذون الله).
إذا التأويل ههنا هو استخدام المجاز في اللفظة المتأوَّلة، وانظر إلى ضرب المثال: بـ (واسأل القرية) أي: أهلها.
/// ثالثًا: لا دليل عندك على كون الآية عند البغوي ليست من آيات الصِّفات، مع كون هذا القول لا يحتمله سياق الآية ومنطوقها، ولا أعلم أحدًا قاله قبلك.
/// ثمَّ قد حيَّرتنا من تناقض كلامك المتكرِّر، حين نقلت قول البغوي في الأول كنت تريد بذلك التأكيد والاستدلال بقوله على قولك بأنَّ لفظ الآية على سبيل الإخبار في باب صفات الله، والآن تقول إنَّ البغوي لا يراها من آيات الصِّفات! فأيُّ قوليك أرجح؟
/// وأخيرًا: إن لم تكن الآية من آيات الصِّفات عند البغوي -وعندك لزومًا- فيلزم عندئذٍ التأويل، وهو ما تتبرأ منه وتبريء البغوي منه!
والتأويل بدليلٍ يدل عليه السِّياق مقبولٌ عند أهل العلم، أمَّا بدونه كما هو حالك ونقلك عن البغوي فهو تأويل المعطِّلة كما ذكر ذلك الشيخ الرَّاجحي فيما نقلته عنه.
يا عدنان أعانك الله
إيراد الإمام البغوي لقول بعضهم وهو التفسير بالمجاز هو إيراد تقريري.
أعني أن البغوي رحمه الله يقر بهذا المعنى فلذلك أورده.
لأنه يستخدم المجاز في اللغة في تفسيره إلا في باب الصفات وهذه طريقة لبعض ائمة أهل السنة فأعلم هذا.
فأذا قرأت في تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل وهو تفسير خالي من التأويل المذموم (تأويل الصفات) حسب علمي وهو تفسير على طريقة السلف تعلم ما أقول لك.
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
فأترك عنك الكلام في هذا الإمام حتى لا ترميه بالأشعرية أو غيرها؟!
ثم أعلم هداك الله أن كلام الشيخ الراجحي وغيره في ردهم على المؤولة لا يلزم منه أن الخبر المؤول صفة لله جل في علاه؟!
بل غاية ما في كلام الشيخ الراجحي وغيره من أهل العلم هو إثبات الخبر على حقيقته بما يليق بربنا جل في علاه.
كما قال الشيخ الراجحي في الميزان:
في الحديث إثبات الميزان وهو ميزان حقيقي له كفتان عظيمتان، وله لسان. وتأوله أهل الكلام بالعدل. أهـ المقصود
فليس كل من أنكر تأويل المتأولة وأثبت الخبر على ظاهره يستلزم أنه في باب الصفات فأفهم هذا أيضا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 04:42]ـ
قال شيخ الإسلام: فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم و لكن يؤذونه تبارك و تعالى إذا سبوا مقلب الأمور و جعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا و آذوا رسله و عباده المؤمنين ثم إن الأذى لا يضر المؤذى.
وقبلها إشارات وبعدها إشارات في الصارم.
ولعلي أتحفكم بهذا المقطع من تليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك
الموقر حارث همام وفقه الله
لا نزاع بارك الله فيك في إجراء الخبر على ظاهره ونؤمن بأن الله يتأذى من أذية الكفرة والفجرة سواء بإدعاء الولد أو بسب الدهر دون أن يلحقه ضرر كما يليق به سبحانه.
ولكن هل يجوز أن نوصفه سبحانه بالتأذي؟!!
ونقول أن التأذي صفة كمال ولا يليق بربنا سوى صفات الكمال المحض التي يحبها سبحانه ويحب أن يوصف ويدعى بها؟؟
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي:
1 - التأذي كما يليق به سبحانه.
2 - الصبر على هذا التأذي.
3 - القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
فابن عقيل يقول:
أن الله سبحانه أخبرنا أنه يتأذي عندما يُسب الدهر وعندما يدعون له الولد تعالى عن ذلك
فمن باب الإخبار نقول أنه سبحانه يتأذى كما يليق به بسبب هذه الأفعال البشرية المخلوقة بإرادته الكونية وهي أفعال يبغضها جل في علاه وإن كان هو خالقها وله في ذلك حكمة سبحانه.
فالكمال يكون في صبره جل في علاه على ما يؤذيه وفي قوته على احتمال هذا الأذى مع إنعامه على من يؤذونه.
فصفات الله الفعلية هي اختيارية إن شاء فعلها وإن لم يشاء لم يفعلها ولا يحتاج سبحانه إلى غيره عند قيامها بذاته العلية مثال ذلك الغضب:
فهو يغضب جل في علاه متى شاء وكيف شاء على من شاء من مخلوقاته وقد جاء في حديث الشفاعة: " ربي غَضِبَ غَضَباً لم يَغضَبْ قبلَهُ مثلَه، ولا يَغضَب بعدَهُ مِثلَه " وهذا يكون وقد إنقطعت أعمال الخلائق وقد جاء في الأثر " الدنيا عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل "
وأما الشبهة الجهمية بأن الله لا يغضب إلا إذا أغضبه عبده بالمعصية فيكون مؤثراً في الصفة فهذا باطل والدليل على بطلانه حديث الشفاعة المتقدم. والله أعلم
السؤال والرجاء الإجابة يا أخ حارث:
هل يجوز أن نقول ما يقوله الاخ عدنان البخاري بإثبات التأذي صفة كمال محض لله جل في علاه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 06:39]ـ
إيراد الإمام البغوي لقول بعضهم وهو التفسير بالمجاز هو إيراد تقريري ................. الخ.
/// يا أخي لمَ تجتزيء من ردودي عليك ما تريد وتترك ما تريد؟
/// أهذا هو كلُّ ما رددت به عليك في ردودي السَّابقة؟
/// أهذه طريقة من يبحث عن الحق، أو من يسوِّغ لأخطائه؟
/// أجبني .. لم بترت كلام البغوي السَّابق ولم تورده كلَّه كما تقدَّم بيانه في تعقيبي السابق عليك.
/// ولم تأت بدليلٍ أوبرهانٍ على دعواك بأنَّ الآية ليست عنده من آيات الصفات، بل كان احتجاجك بقوله أولًا يبيِّن أنَّه يقرُّ ذلك، ثمَّ تغيَّرت الأحوال.
/// وعندما يقول الإمام البغوي رحمه الله عند: "والله عز وجل منزَّهٌ عن أن يلحقه أذى من أحد"، أهذا كلامٌ في الصِفات أوغيره؟
لأنه يستخدم المجاز في اللغة في تفسيره إلا في باب الصفات وهذه طريقة لبعض ائمة أهل السنة فأعلم هذا.
فأذا قرأت في تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل وهو تفسير خالي من التأويل المذموم (تأويل الصفات) حسب علمي وهو تفسير على طريقة السلف تعلم ما أقول لك.
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
/// مرَّةً أخرى .. لمَ تعيد وتكرِّر قضيَّةً رددت عليك فيها، إن كنت تريد الحق فناقش ما أوردُّته عليك، بدل تكرار شريط كلامك والتَّصامم عن الإيرادات عليه!
/// عدم اعتبار الآية من آيات الصِّفات -إن كان هذا مقصود الإمام كما تزعم- هو التأويل للصِّقة، ولكن دون دليلٍ أوسياقٍ يدلُّ عليه، وهو المجاز وهو ... ، سمِّه ما شئت، المهمُّ أنَّه ليس إثباتًا للصِّفة التي لم يبق مانعٌ من إثباتها، ودون دليلٍ، وهذا يظهر مع التَّقرير الذي لخَّصته، وردِّي على الشُّبه الموردة عليه في آخر مشاركة لي، ولكنَّك تصاممت عنه وردَّدت قولك الأوَّل، لتعيدنا إلى نقطة البداية؟!
/// ثمَّ إنَّك تنتصر لقول البغوي (وابن حجر) رحمها الله مرَّةً، وتورد نقله لا قوله على سبيل الاحتجاج، وتتبرأ منه أخرى، بحجَّة أنَّك لا تأهُّل لديك في التَّرجيح.
تقول:
وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة
/// إن لم تكن عندك الأهليَّة في ذلك فلم خضت هذا النِّقاش من أصله؟ ولم تكل الأمر إلى أهله ممَّن يدَّعيه؟
/// وإن كانت لك الأهليَّة فلِمَ رجَّحت -ثمَّ تبرَّات بعدُ- نقله عن بعضهم ثم إقراره أنَّ المقصود بـ (يؤذون الله)، أي: يؤذون أولياء الله؟ ما الدليل على هذا المجاز أوالتأويل أو كون الآية ليست من آيات الصِّفات إن كان ما قاله البغوي صحيحًا.
/// رجاءً .. هلَّا أجبتني عن سؤالاتي وتركت التِّكرار وملء الصَّفحة وإشغالها بإعادة كلامك المنقوض سلفًا، ونقل ما لا علاقة له بنقاشنا.
فإن عقلت ما تقدم تعلم أن البغوي رحمه الله لم يتعامل مع هذه الأية على أنها من آيات الصفات لذلك أورد القول المفسر للأية بالمجاز.
فأترك عنك الكلام في هذا الإمام حتى لا ترميه بالأشعرية أو غيرها؟!
/// أولًا لم أقل ولم أقصد ولا أعتقد أنَّ الإمام البغوي من المؤوَِّلة أوالأشعريَّة في الصِّفات، لكن قد أوَّل هذه اللَّقظة، وهذا لا يخرجه عن السُّنيَّة، و (السَّلفيَّة)، لأنَّه على طريقتهم في هذا الباب.
/// ثانيًا: من باب الفائدة العزيزة: فإنَّ مثل هذا التأويل قد يقع وقد وقع لبعض أئمَّة السُّنَّة في بعض النُّصوص والصِّفات، وغُلِّطوا في ذلك، ولم يخرجهم هذا من (السَّلفيَّة)، كمن أوَّل الصُّورة ونحوها.
/// ونصيحةً لك ولأمثالك فاترك الضَّرب على هذا الوتر، والتَّرهيب الفكري، والاستعداء بأعراض أهل العلم والسَّلف والتعلُّق بذلك، والبكاء على الدعوة السَّلفيَّة، ونحو ذلك، وأجب بحجَّة وبرهان فقط.
/// فإنَّا نعرف أقدار أهل العلم وفضلهم ومنزلتهم، ولسنا بحاجة إلى هذا التَّرهيب الذي يغلق باب البحث والنَّظر، على طريقة المقلِّدة، ولستَ وحدك حامي حمى السَّلفيَّة و الذَّابِّ عن أعراض أهل العلم وغيرك بخلافك.
ثم أعلم هداك الله أن كلام الشيخ الراجحي وغيره في ردهم على المؤولة لا يلزم منه أن الخبر المؤول صفة لله جل في علاه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل غاية ما في كلام الشيخ الراجحي وغيره من أهل العلم هو إثبات الخبر على حقيقته بما يليق بربنا جل في علاه. كما قال الشيخ الراجحي في الميزان: في الحديث إثبات الميزان وهو ميزان حقيقي له كفتان عظيمتان، وله لسان. وتأوله أهل الكلام بالعدل. أهـ المقصود
فليس كل من أنكر تأويل المتأولة وأثبت الخبر على ظاهره يستلزم أنه في باب الصفات فأفهم هذا أيضا.
/// قد فهمت هذا لكنَّك لم تفهم إيرادي على فهمك الخاطيء وانتصارك له.
/// التأويل الباطل باطلٌ في الصِّفات وغيرها، والحُجَّة في كونه باطلًا عدم وجدان دليل على ذاك الصَّرف للَّفظ عن ظاهره، أكان ذلك في مثل: (يؤذون الله)، أو (الميزان) أو غير ذلك.
/// ظاهر اللَّفظ في (يؤذون الله) أي: يؤذونه هو تعالى لا غيرَه، والصَّرف قوله: (يؤذون أولياء الله؛ لأنَّ الله منزَّه عن ذلك)، فما الدليل على هذا الصَّرف؟
/// هلَّا أجبتني ما دمت مقتنعًا بهذا القول، وتركت التكرار ونقل ما لاعلاقة له.
/// وليس من الإنصاف ولا قرائن طلب الحقِّ أن أجيبك عن إيراداتك فتعرض عنها، أوتردُّدها كل مرَّةٍ وقد تمَّ نقضها من أوِّل.
/// إن لم ترد قراءاة هذه الإجابات فلم تشغل وقتنا بنقاشك أصلًا؟
لا نزاع بارك الله فيك في إجراء الخبر على ظاهره ونؤمن بأن الله يتأذى من أذية الكفرة والفجرة سواء بإدعاء الولد أو بسب الدهر دون أن يلحقه ضرر كما يليق به سبحانه.
/// هذا غير صحيحٍ، وهو مغالطةٌ؛ بل النِّزاع موجود بيني وبينك، بحملك ظاهر الآية في (يؤذون الله) من تأذي الله إلى تأذِّي أوليائه، كمانقلت عن نقل البغوي (وإقراره) منتصرًا له، ثمَّ متبرأً بعد ذلك، بتحوير، ولا أدري ماذا ستقول غدًا.
ولكن هل يجوز أن نوصفه سبحانه بالتأذي؟!!
ونقول أن التأذي صفة كمال ولا يليق بربنا سوى صفات الكمال المحض التي يحبها سبحانه ويحب أن يوصف ويدعى بها؟؟
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي: 1 - التأذي كما يليق به سبحانه. 2 - الصبر على هذا التأذي. 3 - القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
/// تقدَّمت الإشارة إلى هذا، وما كنتُ أظنُّ أنَّ مثل هذا الأمر السَّهل يخفى عليك.
التأذي صفةٌ، والصَّبرعليها صفةٌ، والقوَّة على ذلك صفة أو لازم لها، ولا تعارض بين هذه الثلاث.
/// وتقدَّم مرارًا وتكرارًا أنَّ تفسير أذى الخلق بكفرهم وسبِّهم واتخاذهم الولد له هو تفسيرٌ لفعلهم لا لفعل الله، ففرِّق بينهما، إذ قد أعدُّت هذا عليك كثيرًا وما زلتَ تردُّده.
/// وممَّا يدلُّ على عدم فهمك لهذا التَّقرير قولك الآن:
فابن عقيل يقول: ... فالكمال يكون في صبره جل في علاه على ما يؤذيه وفي قوته على احتمال هذا الأذى مع إنعامه على من يؤذونه.
/// تقول إنَّه ليس في تأذي الله كمالٌ، وفي صبره عليها وقوَّته وإنعامه كمالٌ؟ سبحان الله العظيم!
/// أيضًا ما زلتَ تكرِّر مسألة الكمال والنَّقص الذي قادك لكلِّ هذا.
/// قرَّرتُ لك وبيَّنتُ لك بالنَّقل والعقل كون التأذِّي كمالًا، وليس الصَّبر عليه -فقط- كمالًا و ... الخ
/// فلِمَ تصرُّ على شبهتك وتعيدها بصورٍ وأشكال؟ بدل نقض بياني ونقلي عن ابن القيِّم من كونه كمالًا.
/// وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا على الصَّبر عليها والقوَّة والإنعام تأويل لها بصفةٍ أخرى أو بلازمٍ لها، وهو مذهب من مذاهب المعطِّلة، فانتبه لما تكتب.
فابن عقيل يقول: أن الله سبحانه أخبرنا أنه يتأذي عندما يُسب الدهر وعندما يدعون له الولد تعالى عن ذلك
فمن باب الإخبار نقول أنه سبحانه يتأذى كما يليق به بسبب هذه الأفعال البشرية المخلوقة بإرادته الكونية وهي أفعال يبغضها جل في علاه وإن كان هو خالقها وله في ذلك حكمة سبحانه.
/// كما بيَّنتُ لك أنَّك تتصامم عن تعقيبي وتكرِّر كلامك وتشغلنا بالإعادة.
قلتُ لك: إنَّها صفة.
قلتَ: الصفات توقيفيَّة، لابد من النَّصِّ عليها.
قلتُ لك: قد أوردُّت لك النُّصوص وأوقفتك على توقُّفي عند نصِّها، وبيَّنتُ لك أنَّه ليس بلازم التقيُّد بلفظ الصِّفة كالاسم.
/// فاشتبه عليك الأمر بالإخبار.
فبيَّنتُ لك إنَّ باب الإخبار يستعمل فيما ليس به نصٌّ، كالدَّاري والصَّانع ... الخ، وليس التأذِّي منه.
/// فلم تعيد وتكرِّر بدل أن تنقض كلامي وإيرادي على شبهتك؟ لمه؟
وأما الشبهة الجهمية بأن الله لا يغضب إلا إذا أغضبه عبده بالمعصية فيكون مؤثراً في الصفة فهذا باطل والدليل على بطلانه حديث الشفاعة المتقدم. والله أعلم
/// آلان اكتشفتَ أنَّ هذه الشُّبهة التي كنتَ تردُّدها جهميَّة؟
/// ثم لَم لا تجيبني عن بياني المتكرِّر في تعقيباتٍ سابقة من كلامك بالبرهان أنَّ من أُسس شبهك في نفي هذه الصِّفة هي نفس الشُّبهة التي وصفتها بـ (الجهميَّة)؟
/// ثمَّ كيف صارت شبهة جهميَّة في صفة الغضب فقط وليست كذلك في التأذِّي كما كنت تردِّد؟
/// بالله ... أهذا إنصافٌ وقياسٌ مستقيمٌ؟
/// ثمَّ ما دام أنَّ هذه شبهة جهميَّة فما العلاقة فيما نحن فيه من قولك في نفس هذه المشاركة عند صفة التأذِّي:
فصفات الله الفعلية هي اختيارية إن شاء فعلها وإن لم يشاء لم يفعلها ولا يحتاج سبحانه إلى غيره عند قيامها بذاته العلية مثال ذلك الغضب
/// هل قال أحدٌ في هذا الموضوع إنَّ الله محتاجٌ إلى غيره في قيام صفاته الاختيارية المتعلِّقة بمشيئته به؟ أو أنَّك تتكلَّم بكلامٍ لا علاقة له بالسِّياق لكن تريد إتحافنا بفائدة عابرة؟
/// هلَّا بيَّنتَ مرادك؟!
/// أو مازلت تقول بهذه الشُّبهة الجهميَّة؟ لكن في بعض الصفات دون بعض كما بيَّنت لك من كلامك هذا وكما يظهر بقاءك عليه.
/// واقرأ ما في هذا الرَّابط فهو نافعٌ لك:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=240
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 03:04]ـ
أو نصفه كما وصفه الأئمة بأنه يصبر على الأذى ويوصف بالقوة على احتمال أذية السفلة من الكفرة والفجرة مع استمرار إنعامه عليهم ورزقهم.
فهنا ثلاث صفات يدور حولها السؤال وهي:
1 - التأذي كما يليق به سبحانه.
2 - الصبر على هذا التأذي.
3 - القوة على احتمال التأذي مع استمرار انعامه وكرمه.
هذا سؤالٌ مختصرٌ لك أرجو أن تجيبني عنه ولا تحيدَ:
أنت تثبتُ الصَّبرَ على الأذى -فقط- في قوله (يؤذون الله) ونحوه، ولا تثبت التأذِّي، وتنسب ذلك زورًا لأهل العلم الذين نقلتَ كلامهم ولم تفهمه كالعادة.
/// لكن .. العلماء الذين نقلت عنهم قالوا إنَّه تعالى يصبر على الأذى، فهم أثبتوا أذىً يلحقه إذن، وأنت تقول ببعض كلامهم.
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
/// بمعنى: إن لم يكن التأذِّي موجودًا أصلًا بناءً على رأيك مع كثرة لفِّك ودورانك بالعبارات التي لا معنى لها سوى التمنُّع من إثباته =فعلاما يقع الصَّبر (1)؟
/// فمعنى قولك -شئتَ أم أبيتَ- إنَّ الله يصبر على لا شيء، إذ لا يؤذيه سبُّ الدَّهر ولا الكفر ولا اتخاذ الولد!
فهل هذا مدحٌ أو ذمٌّ!
/// وأودُّ إعلامك أنَّ في تعقيباتك السَّابقة من الأخطاء ما يحتاج منِّي لبيانه؛ لكنَّك لا تتيح لي المجال بكثرة التِّكرار لما تمَّ نقضه وإبطاله، فأجب حتَّى نفرغ لشيءٍ آخر.
--------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): مثل هذا فيما يحدث للمخلوقين -على وجه التطريف والتلطيف- نحلةٌ -بالحاء المهملة- وقفَت على نخلةٍ -بالمعجمة من فوق- لتستريح من الطَّيران، فلمَّا آذن رحيلها نادت: يا أيتها النَّخلة، سامحيني فقد أثقلتُ عليك بالوقوف فوقك.
فقالت: النَّخلة، بل اعذريني، فلم أشعر بوقوفك أصلًا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 05:18]ـ
طيب يا أخي .. أجبني يرحمك الله: هل تلك الصفة الوجودية المسماة بالتأذي كمال أو نقص أو ليست بكمال ولا نقص؟؟
إن قلت أن التأذي كمال، فقد خلا الله عنه قبل أن يتأذى، والإله لا يخلو ولو في لحظة من اللحظات من الكمال .. وإن قلت هو نقص فكيف يوصف الله بالنقص؟ وإن قلت ليس بكمال ولا نقص فما الفائدة من إثباته وكيف يتهم من ينفيه بالتعطيل؟
/// سأجيبك -هداك الله ونوَّر بصيرتك بالحق-: صفات الفعل -ومنها التأذِّي- صفات كمالٍ كسائر صفاته؛ لكنَّها تقوم بالخالق متى شاء، وعدم فعله لها تكون كمالاً أيضًا.
ومع التمهيد بأنَّ لله المثل الأعلى فإنَّ قيام التأذِّي بالمخلوق في وقت الأذى كمالٌ له باعتبار أنَّه يستشعر، وصفة نقصٍ في حال عدم الأذى لأنَّه هلع وجزع لا معنى له غير نقص في أخلاقه.
/// فالله تعالى يفعل الشيء بحكمة ولا يفعلها كذلك لحكمة، والفعل وعدمه كمالٌ له، إذ لا يكون إلَّا بحكمة، تعالى في عليائه.
ففعل الفعل في حال يوجب فعله يكون كمالًا وتركه في حال يوجب تركه يكون كمالًا.
إذا عقلت هذا فأجرِهِ على سائر صفات الفعل التي ينكرها الأشعريُّون.
................ /// /// /// ولْيُقس ما لم يُقَلْ على ما قيل
/// من باب الإفادة بالتَّوثيق والعزو:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في منهاج السُّنَّة النبوية (1/ 383 - 384): "والذات موصوفة بغاية الكمال الممكن؛ فإنْ كان كمالها في أنْ يكون ما فيها بالقوَّة هو بالفعل من غير إمكان ذلك، ولا كون دوام الإحداث =هو أكمل منْ أن لا يحدث عنها شيءٌ كما قد يقوله هؤلاء الفلاسفة =فيجب أن لا يحدث عنها شيءٌ أصلًا، ولا يكون في الوجود حادثٌ.
وإن كان كمالها في أن تحدث شيئًا بعد شيءٍ؛ لأنَّ ذلك أكمل من أن لا يمكنها إحداث شيءٍ بعد شيءٍ.
ولأنَّ الفعل صفة كمالٍ، والفعل لا يعقل إلَّا على هذا الوجه.
ولأنَّ حدوث الحوادث دائمًا أكمل من أن لا يحدث شيءٌ.
ولأنَّ هذا الذي بالقوَّة هو جنس الفعل، وهذا بالفعل دائمًا.
وأمَّا كون كُلٍّ من المفعولات أو شيءٌ من المفعولات أزليًّا فهذا ليس بالقوَّة، فيمتنع أن يكون بالفعل، فليس في مقارنة مفعولها المعين لها كمالٌ، سواءٌ كان ممتنعًا أو كان نقصًا ينافي الكمال الواجب لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا سيما ومعلوم أنَّ إحداث نوع المفعولات شيئًا بعد شيءٍ أكمل من أن يكون منها ما هو مقارن الفاعل أزليًّا معه.
فعلى التقديرَيْن: يجب نفيه عنها فلا يكون لها مفعولٌ مقارنٌ لها فلا يكون في العالم شيءٌ قديمٌ، وهو المطلوب.
وهذا برهان مستقلٌّ متلقّىً من قاعدة الكمال الواجب له وتنزُّهِه عن النَّقص.
/// وممَّا يوضح ذلك أن يقال: من المعلوم بالضرورة أنَّ إحداث مفعولٍ بعد مفعولٍ لا إلى نهايةٍ =أكمل من أن لا يفعل إلَّا مفعولًا واحدًا لازمًا لذاته، إنْ قُدِّر ذلك ممكنًا.
وإذا كان ذلك أكمل فهو ممكنٌ؛ لأنَّ التقدير أنَّ الذات يمكنها أن تفعل شيئًا بعد شيءٍ، بل يجب ذلك لها، وإذا كان هذا ممكنًا -بل هو واجبٌ لها- وجب اتصافها به دون نقيضه، الذي هو أنقض منه.
وليس في هذا تعطيل عن الفعل بل هو اتصاف بالفعل على أكمل الوجوه". انتهى المقصود منه.
/// وقال ابن أبي العزِّ الحنفي رحمه الله في شرح الطَّحاويَّة (1/ 96 - 97): "الله سبحانه وتعالى لم يزل متَّصِفًا بصفات الكمال: صفات الذات وصفات الفعل.
ولا يجوز أنْ يعتقد أنَّ الله وُصِفَ بصفةٍ بعد أنْ لم يكن متَّصِفًا بها؛ لأنَّ صفاته -سبحانه- صفات كمال، وفقدها صفة نقصٍ، ولا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متَّصِفًا بضدِّه.
ولا يرد على هذا صفات الفعل والصفات الاختيارية ونحوها، كالخلق والتصوير، والإحياء والإماتة، والقبض والبسط والطي، والاستواء والإتيان والمجيء والنزول، والغضب والرضا.
ونحو ذلك ممَّا وصف به نفسه ووصفه به رسوله ...
وإن كانت هذه الأحوال تحدث في وقت دون وقت، كما في حديث الشفاعة: «إنَّ ربِّي قد غضِبَ اليوم غضَبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثلَه»؛ لأنَّ هذا الحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنعٍ.
ولا يطلق عليه أنَّه حدث بعد أن لم يكن.
ألا ترى أنَّ من تكلَّم اليوم وكان متكلِّمًا بالأمس لا يُقال: إنَّه حَدَث له الكلام، ولو كان غير متكلِّمٍ لآفةٍ كالصِّغر والخرس، ثم تكلَّم يُقال: حَدَثَ له الكلام.
فالساكت لغير آفةٍ يسمَّى متكلِّمًا بالقوَّة، بمعنى أنَّه يتكلَّم إذا شاء.
وفي حال تكلُّمِهِ يسمَّى متكلِّمًا بالفعل.
وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو كاتب بالفعل، ولا يخرج عن كونه كاتِبًا في حال عدم مباشرته للكتابة.
وحلول الحوادث بالرب تعالى، المنفيُّ في علم الكلام المذموم =لم يرِد نفيُه ولا إثباته في كتابٍ ولا سنَّةٍ.
وفيه إجمالٌ؛ فإنٍ أُرِيْد بالنَّفي أنَّه سبحانه لا يحِلُّ في ذاته المقدسة شيءٌ من مخلوقاته المحدثة، ولا يحدث له وصف متجدِّدٌ لم يكن =فهذا نفيٌ صحيحٌ.
وإنْ أُرِيْد به نفي الصِّفات الاختيارية؛ من أنَّه لا يفعل ما يريد، ولا يتكلَّم بما شاء إذا شاء، ولا أنَّه يغضب ويرضى لا كأحدٍ من الورى، ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والإتيان كما يليق بجلاله وعظمته =فهذا نفيٌ باطِلٌ ... " انتهى نقل المقصود منه، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 04:34]ـ
الأخ عدنان هداه الله للصواب
أحذرك مرة أخرى من التعرض لأهل العلم
وتحذير نصرة لك حتى ترجع عن هذا الفعل المشين
ولأني أعلم أن تعرضك لهم من باب عدم فهم أقوالهم لا من باب بغضهم
وهذه صور لهذا التعرض الذي لا يليق بمن يعظم السنة وأهلها
قلت هداك الله:
/// أولًا لم أقل ولم أقصد ولا أعتقد أنَّ الإمام البغوي من المؤوَِّلة أوالأشعريَّة في الصِّفات، لكن قد أوَّل هذه اللَّقظة، وهذا لا يخرجه عن السُّنيَّة، و (السَّلفيَّة)، لأنَّه على طريقتهم في هذا الباب.
==============================
/// وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا على الصَّبر عليها والقوَّة والإنعام تأويل لها بصفةٍ أخرى أو بلازمٍ لها، وهو مذهب من مذاهب المعطِّلة، فانتبه لما تكتب.
[/ SIZE][/COLOR]
في كلامك الأول ترمي الإمام البغوي رحمه الله بأنه مؤول لما زعمت بأنه صفة , وأنه على طريقة الأشاعرة في هذا الباب وهذا ظلم و قول بالباطل؟!
ولو أنك معظماً لمن سبقك من أهل العلم لما تجرأت بهذا القول بل وجب عليك إن رزقت الفقه في الدين أن تقول: لعل هذه الصفة لم تثبت عند الإمام البغوي فأجرها مجرى تفسير المعنى من السياق أو بطريقة المجاز التي يقرها بعض أهل السنة في تفسير كتاب الله في غير باب الصفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنك معجب برأيك لدرجة مقارعة الائمة عفا الله عنك؟!!
ومن باب الفائدة العلمية
أعلم أرشدك الله للحق بأن ائمة التفسير من أهل السنة والجماعة من أمثال البغوي لا يجزمون في تفسيرهم بأن مراد الله في هذه الأية كذا أو كذا بل هم يوردون عدة أقوال مما يرونه قريباً من مراد الله وأحياناً يرجحون أحدها وتارة لا يرجحون شيئاً.
وفي قولك الأخر وهو: وبالمناسبة فحملك للتأذِّي ههنا ..... الخ
فهذا عين ما ذهب إليه الشيخ عبد العزيز الراجحي وفقه الله وذلك فيما نقلته لك سابقاً من شرحه لكتاب التوحيد في صحيح البخاري وهو قوله:
أما صفة القوة، فدل عليها قوله: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله .. ) وهذا فيه إثبات صفة القوة له -سبحانه- بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه.
وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر، أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله. أهـ
فأترك عنك المجازفات التي سببها سوء فهمك للمسائل العلمية وتنزيل الصور على غير موضعها الصحيح.
فإنك يا أخي جيداً في التقرير ولكنك سيئاً في التطبيق وهذا بسبب الحفظ الخالي عن الفهم والله أعلم
وأما إتهامك لي بأني أنازع في صحة تفسير قوله تعالى {الذين يؤذون الله} بما نقلته عن البغوي في أخر أقواله.
فهذا لا يجوز منك وأتق الله فيه فقد بينت لك سابقاً بأني لم أعرض أقوال الائمة بما فيهم ابن حجر في معنى قوله تعالى {يؤذون الله} إلا لبيان خطأك في إثبات الصفة من هذه النصوص.
وأعلم بأني من نفاة المجاز في اللغة متابعاً لجحة شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل السنة بدون إنكار على أهل العلم المثبتين للمجاز من أهل السنة كالبغوي والخطيب البغدادي في غير باب الصفات.
وقد أوضحت ذلك في قولي:
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
وأما نقلي عن ابن حجر رحمه الله فليس بخطأ دام الباب ليس باب الصفات وأما الخطأ عند من فهم عكس هذا.
أذكرك بكلام ابن القيم الذي تزعم بأنه موافق لما تقول:
يقول رحمه الله:
جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه ........
وقال رحمه الله:
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين .......
وقال رحمه الله:
إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به.أهـ المقصود
أسألك وعليك أن تجيب نفسك
لماذا لم يقرن ابن القيم رحمه الله لفظ يتأذى في سياق ذكره لصفات الكمال كما زعمت أنت بأن الله يوصف بأنه يتأذى وهي صفة مستقله عن صفة الصبر على ما يؤذيه وهي صفة كمال مستقلة صرح بها ابن القيم مرتين في حديثه؟؟
وأعلم للمرة الأخيرة إن إثبات خبر التأذي لله كما يليق بجلاله لا يلزم منه إثباته كصفة له سبحانه ولكن نؤمن بأنه يتأذى بسب الدهر مثلاً ولكنه يصبر على ما يؤذيه وهنا الصفة المستحقة له جل في علاه
وأخيراً أسمح لي بالإعتذار عن إكمال المناقشة في هذا الموضع ليس عجزاً ولكنه قد جرك هداك الله إلى محذور عظيم ممنوع عند أهل السنة والجماعة وهو سؤالك عن الكيفية التي لا يعلمها إلا رب العالمين وذلك بقولك الشنيع
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
. [/ SIZE][/COLOR]
لا أدري كيف فهمت أن صفة الصبر محصورة في التأذي؟!!
فربنا يصبر على الظالمين وعلى الجاهلين وعلى المفسدين
فأستغفر الله لي ولك وللمؤمنين والمؤمنات
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 05:45]ـ
/// أهذا كل ما أقدرك الله عليه، رصُّ الخطب المعادة المكرَّرة، والبكاء والعويل وإظهار الغيرة على دين الله!
/// واعلم أنِّي أعدك والله إن شاء الله أنِّي سأكمل الموضوع للتنبيه على أغلاطك السَّابقة؛ لإفادة الإخوة بارك الله فيهم، ودون التفات لما ستكتبه بعد هذه المشاركة، عقوبةً لك عن المغالطة والمكابرة التي صارت بيِّنة لكلِّ ذي فهمٍ، وصيانةً وحفاظًا واحترامًا لمشاعر إخواني الأكارم من إضاعة أوقاتهم أوإشغالهم بقراءة مماراتك وجدلك البيزنطي وإملالهم بهذرك المكرور.
/// أمَّا اعتذارك الآن عن الكتابة فلن يغيِّر عندي في الأمر شيئًا كما أنَّه لم يغيِّر قبل ذلك غير محاولة تفهيمك المباديء.
/// فكتبتَ أولم تكتب فقد عرفتُ تخليطك وشين أسلوبك ومكابرتك من أولى مشاركاتك، ولن تأتي بجديدٍ غير الخطب الجوفاء، وقد علِمْتُ عجزك أوَّل ما بدأت تخاطبني بأسلوب العاجز، بالسَّبِّ والانتقاص ونحوهما من أساليب المفلسين.
/// ومع كثرة طلبي وسؤالي لك الإجابة عمَّا بيَّنته من تخليطك وتعالمك فلم تجب ولن ولا، فلن أجيبك عن شيءٍ إن شاء الله إن بدا لك أن تكتب مستقبلًا.
/// وأن لا تكتب خيرٌ لك وأحفظ لماء وجهك من أن تتمادى في الباطل والتعدِّي، والحياء شعبةٌ من الإيمان.
/// سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 06:03]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
الأخ ابن عقيل وفقه الله
كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا: لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه.
ألم يَأتِ هذا القرار بعدُ؟!
ـ[حرملة]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 05:23]ـ
جدل عقيم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:11]ـ
/// سأبدأ بحول الله وقوَّته ببيان الأخطاء التي ارتكبها الكاتب فيما ذهب إليه.
وإنِّي لأعلمُ أنَّه ليس تتبُّع هذه الأخطاء من أخينا الكاتب بكبير شأنٍ لمن يكتب بمعرِّفٍ لا يُدرى صاحبه، لكن .. قد تُنقل ما احتوته مشاركاته -وخاصَّةً من منتدى علميٍّ كهذا المنتدى الذي يكتب فيه جمعٌ من أهل العلم- =إلى مواقع أومنتدياتٍ أخرى دون بيان وكشف ما فيها من أخطاء وتدليس، كما يفعل بعض العامَّة من الباحثين عن المعلومات بمحرِّكات البحث فيقف على كلامه ههنا وينقله دون التنبُّه لما فيه ممَّا تقدَّم وسيأتي بيانه، فلزم البيان.
/// سوء الفهم لكلام الشيخ الألباني رحمه الله والتدليس به:
/// قال:
وخرّج الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3477): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.
قال رحمه الله معلقاً: وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532) وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: " يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ .... الحديث "أهـ المقصود
يقول ابن عقيل عفا الله عنه: حديث رقم 531 في السلسلة هو حديث الباب " يؤذيني ابن آدم .... الحديث " فتنبه رعاك الله.
/// أقول ههنا تلبيسٌ وعزوُ كلامٍ ملفَّقٍ لأهل العلم لم يقولوا به، والباحث عن الحقِّ لا يدفعه الهوى لتحميل أقوال أهل العلم ما لا تحتمل، فيتكلَّف ليَّ كلامهم وتوجيهه لمراده هو.
/// وبيان هذا: أنَّ القاريء لسرد هذا الكلام عن الشيخ الألباني بهذا الإجمال والتدليس يتوهَّم أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله يوجِّه حديث: (يؤذيني ابن آدم) كما وجَّهه هذا الكاتب من نفي الصِّفة عن الله بطرقٍ ملتويةٍ.
/// ولا ريب أنَّ في هذا جرأةً على أهل العلم وتحميلهم ما لم يقولوه، وتدليسٌ على القرَّاء الكرام.
/// ولكي تتَّضح الصُّورة دعونا ننظر في كلام الشيخ الألباني رحمه الله، وهل أراد ما قصده هذا الكاتب.
/// عند الرجوع للموضعين المشار إليهما من السلسلة الصَّحيحة يتبيَّن أنَّه ليس ثَمَّ كلامٌ للشيخ الألباني رحمه الله في تفسير (التأذِّي) المنسوب لله في الحديث ألبتَّة!!
/// أمَّا الموضع الأوَّل -وانتبهوا لمتن الحديث جيِّدًا- وهو الصحيحة (3477) فذكر فيه حديث: ((يقول الله عزوجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، (وفي رواية: ولا ينبغي له شتمي يقول: وادهراه وادهراه [ثلاثا] وأنا الدهر)).
/// بعد أن حكم الألباني للحديث بالصِّحَّة علَّق في آخره فقال: "وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532).
وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟!) .. الحديث بطوله".
(يُتْبَعُ)
(/)
/// الظَّاهر من كلام الشيخ رحمه الله أنَّه يعلِّق على الحديث الذي أخرجه باللَّفظ الذي لفتُّ انتباهكم إليه: ((يقول الله عزوجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، (وفي رواية: ولا ينبغي له شتمي يقول: وادهراه وادهراه [ثلاثا] وأنا الدهر)).
/// وانظروا وانتبهوا جيِّدًا .. هل في هذا لفظ هذا الحديث -دون الألفاظ الأخرى التي أشار إليها ولم يعلِّق عيها- الكلام عن مسألة التأذِّي؟
كلَّا.
/// وهذا يظهر من قراءة كلامه دون تحريفه معناه، فإنَّ الشيخ قال: "إنَّ الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر: (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ... )، وليس في الحديث الآخر أيضًا الكلام عن التأذِّي.
/// فما هذا التَّدليس والتَّلفيق؟!
/// وشرح لفظ هذا الحديث الذي أخرجه (وليس فيه الكلام عن صفة التأذِّي) من الشِّيخ لا إشكال فيه، بل توجيهه فيه صحيحٌ، وبه نقول؛ لأنَّ لفظ الحديث ههنا ليس فيه المسألة التي نتكلَّم عنها.
/// أمَّا لفظة: (يؤذيني ابن آدم) فأشار إليها الشيخ (تخريجًا)، ولم يشرحها معنىً، ولم يؤوِّلها كما أوهم الكاتب!
/// وقد أكَّد الكاتب بأنَّ هذا هو معنى كلام الألباني حين قال:
ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.
/// وقال أيضًا عقب نقله لكلام الألباني السَّابق:
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
/// هل تجدون في كلام الشَّيخ الألباني السابق نقله الكلام عن لفظة (يؤذيني ابن آدم)؟
/// وهل يمكن استنباط ما زعمه الكاتب من كلام الألباني وغيره له رصيدٌ من الواقع حين يقول: "لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة"؟!
/// أوهل له نصيبٌ من الصِّدق حين زعم أنَّه الألباني وغيره قد ذهب إلى: "عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص".
/// لقد خلق الكاتب من عنده كلامًا لم يتكَّمه الألباني، لا نفيًا ولا إثباتًا، وبنى عليه ما بنى!
/// يتلوه إن شاء الله تحريف الكاتب لمقصد شيخ الإسلام محمَّد بن عبدالوهَّاب، وحفيده.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:30]ـ
جدل عقيم
تنبيه: مثل هذه النقاشات وإن كانت لا تثمر دومًا رجوع القائل بالخطأ عن رأيه، وقد تصرف فيه بعض الأوقات.
لكنَّ ... يقع فيها أحيانًا فوائد جمَّة تتبيَّن في تفريعات النِّقاش، يستفيد منها طلبة العلم وبعض النبهاء من المبتدئين، دون العامَّة وأشباههم.
/// إذْ العوام وأشباههم لا ينبغي إدخالهم فيما لا تحتمله عقولهم رأسًا وينبغي الرِّفق بهم، فقد قال ابن مسعود: "ما أنت محدِّثًا قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلَّا كان لبعضهم فتنة".
/// وهذه القضيَّة عامَّة في كلِّ المواضيع والمسائل.
/// لكن .. لأنَّ واقع المنتديات لا يميِّز في الغالب بين هذا وذاك عند التَّسجيل، ولا يمكن حصر النت على أشخاصٍ دون غيرهم =فهذه نصيحةٌ لمن لا يفقه مثل هذه القضايا أن ينأ بنفسه ولمن يعرفه ممَّن ينتصح بقوله عن الدُّخول فيها ابتداءًا.
/// ولا ينبغي له أن يتَّكل على كونه قد أتيحت له الكتابة أويغترَّ بسماحه بالدخول إلى منتدىً علمي فوقه، فيظنُّ أنَّه حين أتيحت له الكتابة في مثل هذا المنتدى وتسمَّى فيه بـ (أبي فلان الفلاني) أو تلقَّب بـ (فلان) وكتب كتابتين ههنا وأخرى هناك، ووزَّع الشَّكر في المشاركات = أنَّه يمكنه الدُّخول فيما لا يحسن من المواضيع فلا ينتفع فيخلط ويتضرَّر، والسَّلامة لا يعدلها شيءٌ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 10:26]ـ
وإليك نقول مفيدة عن بعض الائمة في معنى الأذى المذكور:
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) (109) الآية.
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله. أهـ
قلت: لاحظ قول الإمام المجدد (تسميته أذى لله) أي من باب الإخبار ولم يقل (إثبات صفة التأذي لله) فتنبه.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأتي بيانه. ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور. أهـ
قلت: فيه نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى الحاصل بسب الدهر لتعظيم هذا الجرم.
...........
وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.
/// كما تقدَّم فإنَّ الكاتب -هداه الله- يحمِّل كلام العلماء مالا يحتمل، وينسب إليهم ما لم يقولوه، بتأويل أقوالهم البيِّنة.
/// فإنَّ مراد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب من قوله: (تسميته أذى لله) هو إثبات الصِّفة، إذ عبَّر عنها بالتَّسمية؛ ولو كانت خبرًا -كما زعم- لما صحَّ أن يقال عنها: (تسمية)، إذ لو كانت تسمية لما كانت إخبارًا!
/// وقد بيَّنتُ وشرحتُ مرارًا أنَّ (باب الإخبار عن الأسماء أوالصفات) إنَّما يكون على ما لم يرِد به نصٌّ من كتابٍ ولا سُنَّة.
والشيخ محمد بن عبدالوهَّاب إنَّما قال (تسمية) بعد إيراده حديث الباب، فكيف يعتبر ما ورد في الحديث المنصوص إخبارًا، إنَّ هذا لهو التَّناقض؛ إذ كيف يجمع بين كون (الصِّفة) قد ورد ذكرها في الحديث المنصوص الذي ذكره في الباب وسمَّاها تسميةً، وبين أن يكون إخبارًا لم يرد به نصٌّ فلا يصحُّ أن تكون تسميةً؟!
................... /// /// /// لعمر الله كيف يجتمعان؟؟!
/// وإنَّما يصحُّ التعبير عن الاسم أوالصِّفة بـ (الإخبار) فيما لم يرد به نصٌّ، كأنْ يقال مثلًا: (الله يدري -أو: الدَّاري- بما تكتب ههنا)، فالتعبير بلفظة (يدري) أو (الدَّاري) إخبارٌ لا صفة، لأنَّ المعنى صحيحٌ وإن كان التلفُّظ به لم يرد في نصٍّ من كتابٍ أوسُنَّة.
/// وأمَّا تحميل الكاتب كلام الشَّيخ ما لا يحتمل بأنَّه قصد به (الإخبار) ففي قوله: "نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى" =هذا تعبيرٌ من عنده، لا من عند الشَّيخ ولا من كلام حفيده فلْيُنتبه؟!
/// وعلى الأقل .. فإن الشيخ وحفيده لم يعبِّرا عن هذه اللفظة بـ (الإخبار) فلم نسب إليهما هذا المراد الخاطيء! لو نسبه إلى نفسه وبيَّنَ مخالفته لهما، وأنَّه اجتهادٌ منه لخفَّ الخطب.
/// وكذا قوله آخر نقوله: "اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص" هو من هذا الباب، في عزو كلامٍ لم يقله أهل العلم أو يقصدوه إليهم.
/// وممَّا يوضِّح هذا ويبيِّنه تفصيل شرحه من قبل حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بمراد جدِّه حيث قال فيما نقله الكاتب عنه ولم يستفد منه للأسف: "ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه، قال تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور".
/// فهذا كلامٌ بيِّنٌ من الحفيد الشَّارح رحمهما الله -وهو اقتباس من كلام الشيخ ابن تيمية في الصَّارم ممَّا تقدَّم نقله مجملًا وسيأتي نقله بطوله- = حيث فسَّر الأذى من جهة اللُّغة، إذ لو لم يكن مثبتًا لهذه الصِّفة فلِمَ يفسِّرُها بنفي ما يعارضها وهو الضَّرر؟! وكلا الأمرين، إثبات التأذِّي، ونفي الضَّرر عنه تعالى، قد ورد النَّصُّ بهما في كتابه، فما علاقة الإخبار بما جاء به النَّصُّ؟
/// هذا التَّقرير يؤكِّد ما ذكرته من وجوب مراجعة الكاتب -هداه الله- لقاعدة أهل السُّنَّة في التَّفريق بين الاسم والصفة والإخبار عنهما، حتَّى لا يتكرَّر منه مثل هذا الخطأ في صفات أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 11:25]ـ
/// /// وممَّا يوضِّح هذا ويبيِّنه تفصيل شرحه من قبل حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بمراد جدِّه حيث قال فيما نقله الكاتب عنه ولم يستفد منه للأسف: "ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه، قال تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور".
///.
وفقك الله, اسمح لي بسؤال من مستفهم يطلب الفائدة:
ما معنى " التأذي "؟ فنحن عرفنا معنى الأذى ولكن ما معنى التأذي؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 12:23]ـ
وفقك الله, اسمح لي بسؤال من مستفهم يطلب الفائدة:
ما معنى " التأذي "؟ فنحن عرفنا معنى الأذى ولكن ما معنى التأذي؟
/// وفقك الله وبارك فيك ...
/// قد تقدَّم الجواب عن هذا، وبيان أنَّ المقصود به: قيام الأذى به سبحانه وتعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته، أذىً لا كأذى المخلوقين، ككقيام الغضب والكراهية ونحوهما.
/// أوبتعبير الشخ عبدالرحمن البرَّاك حفظه الله في الملف الملحق فوق: (يلحقه الأذى).
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك, تحملني فعندي إشكال:
يقوم الغضب به على وجه يليق به إذا غضب, فالغضب منه. ولكنه إذا أوذي فإن الأذى من غيره, فالفعل من غيره وليس منه, فكيف نجعله صفة له؟
بعبارة أخري: الله عز وجل يغضب إذا وجد سبب الغضب, فهنا قد غضب سبحانه
أما إذا وجد الأذى فما الفعل الذي فعله حتى نصفه بالتأذي؟
فإن قلت: هو الأذى. فيقال: الأذى فعل العبد لا فعله ..
فهذا إشكال عندي أطرحه بين يديكم مع تقديم الاعتذار إن كان سوء الفهم من جهتي ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيك, تحملني فعندي إشكال:
يقوم الغضب به على وجه يليق به إذا غضب, فالغضب منه. ولكنه إذا أوذي فإن الأذى من غيره, فالفعل من غيره وليس منه, فكيف نجعله صفة له؟
بعبارة أخري: الله عز وجل يغضب إذا وجد سبب الغضب, فهنا قد غضب سبحانه
أما إذا وجد الأذى فما الفعل الذي فعله حتى نصفه بالتأذي؟
فإن قلت: هو الأذى. فيقال: الأذى فعل العبد لا فعله ..
فهذا إشكال عندي أطرحه بين يديكم مع تقديم الاعتذار إن كان سوء الفهم من جهتي ..
بارك الله فيك، وفتح عليك من فتوحه ...
/// سأبيِّن لك على نفس طريقتك في التَّمثيل حتَّى أختصر، ولو تأمَّلْتَ المكتوب سابقًا لاكتفيت به:
/// اليهود غضب الله عليهم؛ لأنَّهم فعلوا من الكفر والعصيان ما يغضبه، فالإغضاب كان منهم، والغضب من الله، فينسب الغضب إليه تعالى، ولا ينسب إليهم في هذا المثال، إذ الغاضب هو الله لا هم، بل قد يكون حالهم وقت غضب الله عليهم في لهوٍ ولعبٍ وسهوٍ وغفلة.
/// أمَّا الكلام عن الأذى والتأذِّي: فـ (الأذى) مثلًا هو سبُّ الدَّهر؛ لأنَّه سبٌّ لمدبِّرها ومصرِّفها وهو الله تعالى، فالذي فعل الأذى -بالسَّبِّ- هو العبد لا الربُّ، والذي ((تأذَّى)) بهذا السبِّ هو الرَّبُّ لا العبد.
/// فصار عندنا صفتان: الغضب، والتأذّي.
/// فالإغضاب بالمعصية من العباد، والغضب من هذا قام بالله تعالى.
/// والإيذاء والأذى من هذه المعصية من العباد، والتأذِّي منه قام بالله تعالى.
/// فقولي قيام الأذى بالله تعالى أي: قيام هذا التأذِّي من هذا الأذى، وإنَّما عبَّرتُ في عنوان الموضوع بـ (وصف الله سبحانه وتعالى بالتأذِّي)، ولم أقل بـ (الأذى)؛ حتَّى لا يقع إشكالٌ في فهم مقصودي بنحو ما ذكرتَ، فيُظَن أنَّ الذي فعل ما يؤذي -وهو السَّبُّ- هو الله، تعالى عن ذلك، والصَّواب أنَّ الذي تأذَّى به هو سبحانه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:41]ـ
/// زعم الكاتب أنَّني وهمت في كلام ابن تيميَّة في إثباته هذه الصِّفة، وأنِّي أوهمت في ذلك وتجنَّيْتُ وتقوَّلت.
ثمَّ زعم أنَّ كلام ابن تيميَّة رحمه الله كان تعليقًا على قصَّة كعب بن الأشرف.
/// قال:
فقولك يا عدنان (في معرض كلامه عن هذه الصفة) هو تجني وتقول على شيخ الإسلام لا يليق بطالب علم مثلك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فشيخ الإسلام لم يتعرض للأذى على أنه صفة مطلقاً ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
وليس في قوله رحمه الله أي ذكر لإثبات الأذى كصفة لله سبحانه وتعالى فلماذا توهم وتتوهم؟
/// فالجواب عن هذا أنْ يُقال: وما حديث كعب بن الأشرف الذي تكلَّم عنه الشيخ ابن تيميَّة؟
إنَّه الذي قال فيه (ص): "من لكعب بن الأشرف؛ فإنَّه قد آذى الله ورسوله".
فقوله (ص): (فقد آذى الله) هو الشَّاهد من الحديث الذي أسقطه الكاتب ولم يذكره، بل اكتفى بذكر أذاه لرسول الله (ص)، ثمَّ يرميني أنا بالتجنِّي والتقوُّل فيه.
يقول:
ولكن حديثه كان على قضية كعب ابن الأشرف وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بسبب أذيته له بالسب والهجاء اللذان أسقطا حقه في العهد.؟!
/// ومن المعلوم بداهةً أنَّ سبَّ النَّبيِّ (ص) وأذاه هو أذىً لله تعالى، فلم اكتفى الكاتب بذكر أذى النَّبيِّ وزعم أنَّ الحديث لا علاقة له بموضوعنا؟!
/// وممَّا يبيِّن هذا ويوضِّحه: أنَّ كلام المؤلِّف رحمه الله كلَّه كان عن الأذى لله ولرسوله بالسَّبِّ، ليس لرسوله فقط، وكذا سياق كلام المؤلِّف عن قصَّة كعب بن الأشرف؛ إذ ما علاقة قوله (ص): "وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر وهذا كثير) "، ولم ذكره المؤلِّف ههنا، إلَّا لبيان حصول الأذى لهما من غيرهما.
/// ولإتمام الفائدة: سأنقل كلام ابن تيمية رحمه الله بتمام سياقه دون تصرُّفٍ ليُعلَم أنَّه يتكلَّم عن معنى الأذى، ومنه أذى الله، يقول رحمه الله: "والدليل على انه انما نقض العهد بذلك انَّ النبي (ص) قال: ((من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله))، فعلَّل ندب النَّاس له بأذاه.
والأذى المطلق هو باللسان كما قال سبحانه: (ولتسمعن من الذين اتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرًا)، وقال: (لن يضرُّوكم إلاَّ أذى) وقال: (ومنهم الذين يؤذون النَّبي ويقولون هو أُذُن) وقال: (ولا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأه الله مما قالوا) الآية، وقال: (ولا مستانسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النَّبيَّ)، إلى قوله: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده أبدا) الآية.
ثم ذكر الصلاة عليه والتسليم خبرًا وامرًا وذلك من أعمال اللسان، ثم قال: (إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله) الى قوله: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات).
وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر) وهذا كثير.
وقد تقدَّم أنَّ الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرر، فلذلك أطلق على القول؛ لأنه لايضر المؤذي في الحقيقة.
وأيضًا .. فانه جعل مطلق اذى الله ورسوله موجبا لقتل رجل معاهد، ومعلوم ان سب الله وسب ورسوله اذى لله ولرسوله، واذا رتب الوصف على الحكم بحرف الفاء دل على ان ذلك الوصف علة لذلك الحكم، لا سيما اذا كان مناسبا، وذلك يدل على ان اذى الله ورسوله علة لندب المسلمين الى قتل من يفعل ذلك من المعاهدين، وهذا دليل ظاهر على انتقاض عهده باذى الله ورسوله والسب من اذى الله ورسوله باتفاق المسلمين، بل هو اخص انواع الاذى ... " الخ كلامه.
/// ثمَّ إن وقع تعنُّتٌ في فهم هذا السِّياق الظَّاهر منه الكلام عن الأذى المطلق لله أولغيره، فانظر إلى نصِّ ابن تيميَّة رحمه الله في موضع أسبق منه في الصَّارم حيث فيه صراحة إثبات هذه الصِّفة مع ذكر ما ذكرته من نفي الضَّرر.
/// قال رحمه الله: "و مما ينبغي أن يتفطَّن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره وضعف أثره من الشرِّ والمكروه، ذكره الخطابي وغيره، وهو كما قال.
واستقراء موارده يدل على ذلك مثل قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} [آل عمران: 111] و قوله: {و يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} [البقرة: 222].
وفيما يؤثر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القر بؤس والحر أذى)، و قيل لبعض النسوة العربيات: القر أشد أم الحر؟ فقالت: من يجعل البؤس كالأذى؟ والبؤس خلاف النعيم و هو ما يشقي البدن و يضره بخلاف الأذى فإنه لا يبلغ ذلك ولهذا قال: {إن الذين يؤذون الله و رسوله} [الأحزاب: 57].
و قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله) و قال: (ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له ولدا و شريكا و هو يعافيهم و يرزقهم).
و قد قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) و قال سبحانه في كتابه: (و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا) [آل عمران: 176].
فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أوشريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين ... ". انتهى المقصود من كلامه.
/// قلتُ: فكلام المؤلِّف كلِّه عن معنى الأذى في اللُّغة مطلقًا، ولذا قال: "واستقراء موارده يدل على ذلك"، ثمَّ ذكر من الأذى أذى العباد لله، وضرب على ذلك مثالًا بحديث: (يؤذيني ابن آدم)، ثمَّ نفى الضَّرر عنه.
/// ثمَّ إن كان التَّأذِّي لله (في المعنى) من حيث الجملة غير معناه الظَّاهر فلِمَ يقرن ذكره ابن تيميَّة رحمه الله عند الكلام عن الأذى مطلقًا؟
ولِمَ ينفِ عنه الضَّرر إلَّا ليبيِّن أنَّه لا تعارض بينه وبين (نفي الضَّرر) كما ظنَّه بعض النَّاس فوقع فيما وقع فيه من النفي.
/// والحاصل: أنَّ كلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله ظاهرٌ منه إثبات هذه الصِّفة، والحمدلله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 03:01]ـ
بارك الله فيك, دعني استشكل مرة أخرى حتى يزيد الأمر اتضاحا:
عرفنا مما سقت من أدلة أن العباد يؤذون الله, فما الدليل أن هذا الأذى يلحق الله فيتأذى ومن ثم يوصف بالتأذي؟ هل هناك تلازم بين حصول الأذى من العباد ولحوقه بالله ولماذا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 04:05]ـ
عرفنا مما سقت من أدلة أن العباد يؤذون الله, فما الدليل أن هذا الأذى يلحق الله فيتأذى ومن ثم يوصف بالتأذي؟ هل هناك تلازم بين حصول الأذى من العباد ولحوقه بالله ولماذا؟
/// وفيك بارك .. ولكنِّي -يا أخي- ما زلتُ أحيلك على ما تقدَّم ذكره مرارًا ممَّا تسأل عنه وقد تكرَّر تقريره وبيانه.
/// فالدليل -كما تقدَّم- على أنَّ الأذى يقوم أويلحق الخالق تعالى قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابنُ آدم)؛ فابن آدم هو الفاعل لفعل الأذى، وياء يؤذيني هي المفعول به الأذى، إن أعربته نحوًا وبيَّنتُ معناه.
/// فإنَّ الذي وقع به الأذى هو الخالق، والذي وقع منه الأذى هو المخلوق.
كما بيَّنتُ لك في الغضب: الذي وقع منه الإغضاب هو المخلوق، والغضب قام بالخالق.
/// ولهذا لو لم يكن المعنى كذلك لكان الواجب أن يقال -بكلام عربيٍّ مبينٍ-: يحاول ابن آدم أذيَّتي ولا يقدر، أو لا أتأذَّى، أو نحو ذلك من وجوه البيان الذي يحصل به الإفهام، تمامًا كما قال في نفي الضَّرر في قوله تعالى: (لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني).
/// أمَّا مسألة التَّلازم بين قيام صَفة (التأذِّي) بالخالق، وفعل سببها من قبل المخلوق، فقد تقدَّم أنَّه لا مانع من ذلك ولا إشكال فيه إذا فُهم أنَّ ذلك من تقدير الله وتسبيبه، ولو شاء أن لا يكون لقدَّره تعالى.
/// أمَّا سؤالك عن ذلك بـ (لماذا؟) فلأنَّ الله قدَّر ذلك وشاءه، أن لا يغضب إلَّا حين يغضبه عباده، ولا يتأذَّى إلَّا حين يؤذيه عباده ... وهكذا.
/// والقاعدة عند أهل السُّنَّة السَّلفيَّة أنَّه لا يُقال -على وجه الاعتراض لا التعلُّم والسُّؤال- في أفعال الله: (لِمَ؟)، ولا في صفاته: (كيف؟).
/// والاستشكال في مثل هذا قد يجرُّ إلى استشكاله في صفاتٍ أخرى كثيرةٍ مضاهيةٍ له، وهذا ما هوى بالجهميَّة ومن نحا طريقتهم من المتكلِّمين في نفي بعض صفات الفعل؛ بحجَّة كون المخلوق يؤثِّر أويتسبَّب في فعل الخالق، وهذا نقصٌ له بزعمهم!
وتقدَّم الرَّدُّ على هذه الشُبَيهة من وجوهٍ أربعة، من مختصر الصَّواعق، فراجعه تستفد، والسَّلام عليكم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:30]ـ
لم تفهم قصدي بالتلازم, إنما قصدت أنه قد يقال أن الأذى يحصل من العباد ولا يلزم من ذلك أن يلحق بالخالق, فهم يفعلون الأذى من شتم وغيره ولا يلحق بالله من ذلك الأذى شيء, هذا قصدي
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه
كما أنك لم تأت بقول عالم حتى الآن يقول بإثبات صفة التأذي (هكذا: التأذي كصفة) لله .. فلعل الأمر يحتاج لشيء من التأني من وجهة نظري
وأرجوك لا تحيلني على مشاركات سابقة لأن كوني ما زلت استشكل يعني أن تلك المشاركات لم ترفع الإشكالات, وهل ذلك من جهتي وبسبب عدم فهمي؟ قد يكون
وجزاك الله خيرا, علما بأني باحث ومستفهم ولست متبنيا لرأي مخالف لرأيك أدافع عنه, وإنما أريد الاستفادة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 11:49]ـ
/// ابتداءً أشكر لك -أخي الكريم- حسن أسلوبك وجميل تعقيبك ولطف عباراتك، ويسرُّني استشكالك ولا يسوؤني قطُّ؛ لأنَّ الظَّاهر منه الإفادة لي قبل الاستفادة منِّي، فبارك الله فيك.
إنَّما المذموم ما يفعله بعض النَّاس من الأذى، الذي لا يرضيك ولا يرضيني.
/// وأتمنَّى أن نستمرَّ على هذا المنوال حتَّى تقع الفائدة موقعها.
وإليك الجواب عن استشكالك:
لم تفهم قصدي بالتلازم, إنما قصدت أنه قد يقال أن الأذى يحصل من العباد ولا يلزم من ذلك أن يلحق بالخالق, فهم يفعلون الأذى من شتم وغيره ولا يلحق بالله من ذلك الأذى شيء, هذا قصدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه.
/// فهمتُ قصدك -يا أخي- بالتَّلازم، ولعلَّك تراجع تعقيبي السَّابق لتعلم مقصدي.
/// وأنا أبيِّنه لك الآن بالتَّفصيل.
/// فإنَّما ذكرْتُ لك من (قضيَّة التَّلازم) في (هذه الصِّفة) ما أوقفني عليه نصَّ الشَّارع، وأمَّا احتمالك الذي ذكرتَه فهو أحد احتمالين عقلييَّن، بل ثلاثة في القضيَّة.
1 - الأوَّل: إمَّا أن يفعل العباد ما يؤذي ولا يتأذَّى منه الله سبحانه وتعالى. [وهو الاحتمال الذي ذكرتَه واعترضت به].
2 - والثَّاني: إمَّا أن يفعلوا ما يؤذي فيتأذَّى منه سبحانه وتعالى.
3 - والثَّالث: إمَّا أن يفعلوا ما يؤذِي، فيتأذَّى أحيانًا ولا يتأذَّى أخرى.
/// وإنَّما ذكرْتُ لك الاحتمال الثَّاني فقط لأنَّه هو الذي ورَد في الحديث: ((يؤذيني ابنُ آدم)).
ولم أذكر -ولن ولا- الاحتمال الأوَّل [وهو ما استشكلْتَ به] والثَّالث لأنَّه غير وارد شرعًا، وإن كان العقل يصحِّح وقوعه.
/// ذلك أنَّ طرفي الإثبات والنَّفي في باب الصِّفات توقيفيٌّ على نصِّ الشَّارع، لا على العقل.
/// فمن نفى عدم وقوع الأذى يُطالب بالدَّليل؛ لأنَّه مخالفٌ لظاهر النَّصِّ الذي أوردُّته: ((يؤذيني ابن آدم)).
/// فالثَّابت نصًّا وعقلًا أنَّ الله تعالى يتأذَّى من سبِّ الدَّهر ولا يتضرَّر.
/// وما لم يثبت نصًّا -لا عقلًا- أنَّ الله تعالى لا يتأذَّى من سبِّ الدَّهر، وهو ما استشكلته احتمالًا، أو يتأذَّى من شيءٍ دون شيءٍ مثلاً.
/// وأمَّا قولك:
وكون ياء يؤذيني هي المفعول به غاية ما في ذلك أن فعل الأذى يفعل والمقصود منه هو الله, وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه.
/// ليس الأصل ما ذكرتَه بالعدم ههنا هو الظَّاهر، إنَّما الأصل الظَّاهر هو الإثبات، وهو ما فهمتُه من ياء (يؤذيني)، لأنَّه الظَّاهر، ومن نفى الظَّاهر وتأوَّل تأوُّلًا صحيحًا طُولبَ بالدَّليل على التأويل الصَّارف عن الظَّاهر.
/// إذ الخطابُ عربيٌّ ههنا، والعرب تفهم من كلامها أنَّ زيدًا لو قال: (يؤذيني بكر، أوآذاني عمرو) أنَّ الأذى قد أصابه منهما، ولله المثل الأعلى سبحانه عزوجلَّ.
ولو أراد ما احتملته من عدم لحاق الأذى به -ولا دليل عليه- لبيَّن ذلك -وهذا هو النصُّ الصَّارف عن الظَّاهر-، كما بيَّنتُ لك في التَّعقيب السَّابق، ولقيل بيانًا: (ولا أتأذَّى)، أو (لا يلحقني أذاه)، كما قال في الحديث الآخر في الضَّرر: (لن تبلغو ضرِّي فتضرُّوني).
/// وهذا يبيِّن دلالة كلام ابن تيميَّة وابن القيِّم رحمهما الله المنقولين في تعقيباتٍ سالفة وس] اتي إعادة نقله قريبًأ، في إثبات الأذى لله ونفي الضَّرر عنه، ثمَّ بيان الفرق بينهما.
/// يبقى أنْ يكون الصَّارف عن إجراء الظَّاهر ههنا هو استبعاد ذلك عقلًا، أو كونه منقصةٌ للرَّبِّ، أو غير ذلك ممَّا تقدَّم بيان خطئه.
/// وأمَّا قولك -بورك فيك-:
وأما كونه لحق به بعد أن فعل فذلك شأن آخر لم يصرح به والأصل عدمه
/// ما المقصود بالتَّصريح الذي تثبت به الصِّفة في رأيك؟ وكيف يكون مرضيًا ومعطيًا للصَّراحة حقَّها؟ هل تريده بلفظٍ معيَّنٍ، مثلًا .. أن يُقال: (ويلحقني أذاه)، أو (يقوم الأذى بي) ونحو ذلك ممَّا عبَّرتُ به والشيخ البرَّاك؟!
/// لو قلتَ بذلك لقعَّدت قاعدةً لم تُسبَق إليها، فالصِّفة لا يلزم في إثباتها لفظٌ معيَّنٌ، ولا يلزم في ذكرها الالتزام بلفظ الشَّارع؛ بل كلُّ ما أفاد ذلك حصل به الإثبات، بخلاف الاسم الذي يجب التوقُّف عند مسمَّى الشَّارع فيه؛ كما بيَّنتُ بالتَّفصيل في المشاركة رقم (62)، فراجع ذلك وأفدني عمَّا تستشكلُه ثَمَّ.
/// وأمَّا قولك:
كما أنك لم تأت بقول عالم حتى الآن يقول بإثبات صفة التأذي (هكذا: التأذي كصفة) لله، فلعل الأمر يحتاج لشيء من التأني من وجهة نظري
/// هذا الاستشكال مبنيٌّ على جوابي السَّالف الآن، وما أحلتُ به على المشاركة رقم (62)، فسأقول لك سائلًا: ما الذي يرضيك من النُّقول عن أهل العلم في إثبات (صِفة التأذِّي) بهذا اللَّفظ الذي ذكرتُه.
/// فهل يلزمني أن آتي لك بكلام أحد الأئمَّة يقول فيه: (صفة التأذِّي) بهذه الحرفيَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// لا يلزمني ولا يلزمك ولا يلزم أحدًا، لِمَ؟
/// لأنَّ النَّاظر في النُقول السَّابقة لأهل العِلم -وسأُعيد نقل شيءٍ منها بعد قليل- لن يخرج عن أحد احتمالات، وتأمَّل في كلامهم قبل الانتقال إلى تعليقي عليه:
/// قول الإمام ابن تيميَّة: "وقال النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر) وهذا كثير، وقد تقدَّم أنَّ الأذى اسمٌ لقليل الشَّرِّ وخفيف المكروه، بخلاف الضَّرر، فلذلك أطلق على القول؛ لأنه لايضر المؤذي في الحقيقة.
وأيضًا .. فإنَّه جعل مطلق أذى الله ورسوله موجبا لقتل رجل معاهد، ومعلوم أنَّ سب الله وسب ورسوله أذى لله ولرسوله ... فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبُّوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أوشريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين ... ". انتهى".
/// قول الإمام ابن القيِّم: "بل جاء في القرآن والسنة وصفه بالمحبة والرضى والفرح والضحك ووصفه بأنه يصبر على ما يؤذيه وإن كان العباد لا يبلغون نفعه فينفعونه ولا ضره فيضرونه ... وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم، وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات ... وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين" انتهى.
/// وقول المجدِّد محمَّد بن عبدالوهَّاب: "تسميته أذى لله".
/// وقول الشَّيخ ابن عثيمين: " (يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها؛ لأن الله أثبتها لنفسها، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق ... ".
/// وقوله رحمه الله أيضًا: "إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق".
/// وقول الشيخ البرَّاك: "يلحقه الأذى".
/// وقول الشيخ الرَّاجحي: "وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر ... ".
/// وعودًا على بدءٍ أقول: إنَّ النَّاظر في هذه النُّقول لن يخرج عن أحد احتمالات:
1 - إمَّا أنَّهم ذكروا ذلك وأرادو إثبات الاسم لله تعالى.
2 - الثاني: أو الصِّفة.
3 - والثَّالث: أو الإخبار عن الله.
/// أمَّا الأوَّل فلا محلَّ له ههنا؛ إذ لم يذكره أحدٌ، ولن ولا، لا أنا ولا غيري، إذ الاسم إثباته توقيفيٌّ، فلا يُقال: من أسماء الله تعالى: المتأذِّي!
/// والثالث: الإخبار عن شيءٍ من أفعال الله، وهذا غير واردٍ، ولا ينبغي افتراضه ولا احتماله؛ لأنَّ هذا الباب فيما لم يرد ذكره، ليس فيما ورَد ونقلوه وبيَّنوا أنَّه أثبتَه الله؟! فكيف أثبته الله ويكون إخبارًا عنه بما لم يثبت؟!
/// بقي الثَّاني، وهذا هو المتحتِّم؛ لكنَّ الإشكال عندك فيما يظهر أنَّهم لم يذكروا لفظة (صفة) فماذا عساهم أرادوا؟!
/// والإشكال عندك أيضًا .. أنَّهم لم يلفظوه بلفظ (التأذِّي) وهذا جوابه في السابق، من جهة لزوم التَّوقيف في اللَّفظ وعدمه في باب الأسماء أوالصِّفات.
/// وأخيرًا قلتُ في أولى تعقيباتي ههنا: "لن تجد نصًّا صريحًا للسَّلف في كلِّ صفةٍ تثبتها"، بل هي أمثالٌ وقواعد عامَّةٌ يُقاس ويجرى عليها ما يضاهيها.
/// فماذا بقي إذن؟ لا شيء.
هل خرجنا من هذه الإشكالات؟
بارك الله فيَّ وفيك ونفع بما نكتب ..
ـ[الغُندر]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:34]ـ
[ QUOTE= عدنان البخاري;33061] هذا سؤالٌ مختصرٌ لك أرجو أن تجيبني عنه ولا تحيدَ:
أنت تثبتُ الصَّبرَ على الأذى -فقط- في قوله (يؤذون الله) ونحوه، ولا تثبت التأذِّي، وتنسب ذلك زورًا لأهل العلم الذين نقلتَ كلامهم ولم تفهمه كالعادة.
/// لكن .. العلماء الذين نقلت عنهم قالوا إنَّه تعالى يصبر على الأذى، فهم أثبتوا أذىً يلحقه إذن، وأنت تقول ببعض كلامهم.
/// فأجبني ولا تحد: كيف يقع الصَّبر بلا تأذٍّ؟
/// بمعنى: إن لم يكن التأذِّي موجودًا أصلًا بناءً على رأيك مع كثرة لفِّك ودورانك بالعبارات التي لا معنى لها سوى التمنُّع من إثباته =فعلاما يقع الصَّبر [ SIZE="3"][COLOR="Red"](1)؟
/// فمعنى قولك -شئتَ أم أبيتَ- إنَّ الله يصبر على لا شيء، إذ لا يؤذيه سبُّ الدَّهر ولا الكفر ولا اتخاذ الولد!
فهل هذا مدحٌ أو ذمٌّ!
/// [ COLOR="Red"]
الله اكبر هذه مفحمة , وانت يا ابن عقيل قد قلت انك تثبت التأذي لكنك لا تثبت انها صفة كمال؟؟؟ فلازم قولك أنها صفة نقص تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , وسبب نفي صفة التأذي عن الله تعالى هو عدم معرفة عظمة الله حيث يُظن ان التأذي بالنسبة لله تعالى هو كالتأذي بالنسبة للمخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 03:58]ـ
الأخ أبو فاطمة الحسني وفقه الله
أتفق مع الأخ عدنان هدانا الله وإياه للحق والصواب في إثبات أذية المخلوقين لله جل في علاه بما جاء من الأخبار من الكتاب والسنة.
والأذى الثابت هو الذي لا ضرر فيه
والإثبات والنفي أتى صريحاً في الكتاب والسنة
قال تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله ... الأية} وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " يؤذيني أبن آدم يسب الدهر " وفي هذا إثبات أذى المخلوقين في حق الله سبحانه.
وقال سبحانه {وَلاَ يَحْزُنكَ ?لَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ?لْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ?للَّهَ شَيْئاً} وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي " وفي هذا نفي الضرر أن يلحق بالله جل في علاه.
والواجب الوقوف عند الفاظ الشارع الحكيم في هذا الباب العظيم باب الأسماء والصفات.
وقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أحدٌ أصبَرُ على أذًى سمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويَرزُقهم " فهنا أثبت نبينا عليه الصلاة والسلام وهو أعلم الخلق بالخالق أن ربنا جل في علاه يصبر على ما يسمعه من الأذى.
فالواجب الوقوف عند هذا النص وهذا الفهم النبوي.
وهنا مثال ولله المثل الأعلى
فالإنسان الضعيف ربما تضرر من الأذى كالسب فبعضهم يفقد وعيه أو يدخل المشفى وهذا نقص ولا شك, وأما الرجل القوي الحليم فهو يصبر على السب بل ومن قوي إيمانه لا يجد غضاضة في الرد بالجميل وهذا كمال ولله المثل الأعلى.
وأما أن نقول هل الله يتأذى أو لا يتأذى حقيقة فهذا من التعمق والتكلف المنهي عنه , وما أستشكله أخي أبو فاطمة الحُسني وفقه الله وقد تباحثناه سابقاً في الرسائل الخاصة وله وجه من حيث أن لفظ التأذي صريحاً لم يرد في شيء من النصوص ولكن كذلك لا يجوز نفي ما لم ينفيه الله سبحانه عن نفسه.
وأهل السنة متفقون بأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات فما لا يجوز الأسماء والصفات ممكن أن يجوز في باب الإخبار.
فأقول لأبوفاطمة وفقه الله لا حرج إن شاء الله في قولنا يتأذى الله من سب الدهر أو يتأذى الله من نسبة الولد له تعالى سبحانه عن ذلك وهذا من باب الإخبار والخلاف في هذه النقطة لا ثمرة منه والله أعلم.
وأما الأخ عدنان فأختلف معه هداني الله وإياه في إثبات (التأذي) صفة فعلية علية لله جل في علاه
فقوله عفا الله عنه:
فالصِّفة لا يلزم في إثباتها لفظٌ معيَّنٌ، ولا يلزم في ذكرها الالتزام بلفظ الشَّارع؛ بل كلُّ ما أفاد ذلك حصل به الإثبات، بخلاف الاسم الذي يجب التوقُّف عند مسمَّى الشَّارع فيه؛ .. [/ COLOR][/SIZE]
هذا القول لا يصح في الصفات الفعلية خاصة لأن الصفات الفعلية لابد فيها من أن يكون نسبة الفعل لله سبحانه صريحاً.
فإن أراد الأخ عدنان أن يثبت التأذي كصفة فعلية فليأتي بنص من الكتاب أو السنة بلفظ (تأذيت من ابن آدم) أو (يتأذى الله)
وقد أعجبنا تقرير من الأخ عدنان وفقه الله وزاده علماً وحلماً يقول فيه:
وأمَّا يطلق عليه من الأخبار فلا يجب أن يكون توقيفيًّا, كالموجود، والقائم بنفسه, والدَّاري ... ونحو ذلك.
/// فيجوز أن يطلق عليه منها ما لم يرد به النصُّ من الكتاب أوالسُّنَّة، من باب الإخبار ما جاز أن يطلق عليه منها.
/// والفرق المهم ههنا: أنَّ الخبر غير توقيفيٍّ، والاسم والصِّفة توقيفيَّان.
[/ CENTER][/COLOR][/SIZE]
فأخي عدنان يثبت (فعل الله) وهو أن الله يتأذي بلازم فعل العبد المنصوص عليه في الأية والحديث وهو سب الدهر أو نسبة الولد أو الكفر أوغيره من الأذى, فلا يجوز إثبات الصفة بناء على هذا اللازم.
واللازم لا يكون فعل مستقل ولكنه أشبه بردة الفعل
وهنا مثال يوضح:
قد جاء عن بعض المعتزلة الذين ينكرون أن يكون الله كلم موسى عليه السلام أو يكلم أحداً من خلقه, أن حرفوا قوله تعالى {وكلم الله موسى تكليماً} فجعلوا لفظ الجلالة منصوباً فتقرأ الأية {وكلم اللهَ موسى تكليماً} فيكون الفاعل موسى فيبطل الإستدلال بهذه الأية والصحيح أن إعراب الأية برفع لفظ الجلالة بالضمة فيكون اللهُ فاعل فيصح الإستدلال على أن الله يتكلم وقد كلم موسى عليه السلام.
والشاهد هنا أن أهل السنة ردوا على المعتزلة بأن الفاعل ربنا بأية أخرى صريحة تدل على أن الله هو الفاعل وهي قوله تعالى {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
فلم يحتج أهل السنة باللازم وهو دام أن موسى لقي الله وكلم الله فالأكيد أن ربنا كلمه وإلا أصبحت الأية {وكلم الله موسى تكليماً} من الكلام الزائد الذي لا فائدة منه والقرآن منزه عن الكلام الذي لا فائدة منه؟!!
ولكن أهل السنة أحتجوا بصريح قوله تعالى {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} وهذه الحجة قطعت أعناق المعتزلة ومن شاكلهم ولا يكون الإحتجاح بإثبات صفات الله إلا بالصريح من النصوص, والله أعلم
وقد سألت عدد من المشايخ عن إثبات الأخ عدنان لما أثبته ومنهم الشيخ الدكتور علي التويجري أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية والشيخ الدكتور علي الشبل أستاذ العقيدة في أحدى جامعات الرياض والشيخ إبراهيم الرحيلي الأستاذ في الجامعة الإسلامية وكلهم أنكروا ما أثبته عدنان هداه الله من أن تكون صفة أو من باب الصفات ونصحوني بأن لا نتعمق في هذا الباب وأن أنصح من لم يقتنع بأن يرجع للمشايخ في هذه المسألة.
وأعتذر إن حصل مني خطأ في التوجية وأغفر لمن أخطأ في حقي إن كان لي حق ولم يكن غرضي إلا إظهار الصواب وحجز إخواني عن الخطأ في دين الله وبالأخص في باب من أهم الأبواب المتعلقة برب العالمين
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 07:22]ـ
لم أدخل هذا الموضوع إلا الساعة فقرأته وعجبت للغفلة التي وقعت من الأخ عدنان ..
ولا أريد أن أسترسل إلا أني أحببت تسجيل أن كلام الأخ ابن عقيل وفقه الله سديد متين وهو أوفق لكلام أئمة السلف ومنهجهم ..
وكلام الشيخ عدنان وفقه الله من جنس كلام بعض غلاة المثبتة الذين وصفوا الله وسموه بكل لفظ يرد في نص من القرآن والسنة ..
وكلام الأئمة السابقين الذين نقل كلامهم يرددون لفظ الخبر لا أنه من صفات الكمال ..
وفقنا الله لهداه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:08]ـ
/// الأخ ابن عقيل .. ما دام أنَّك رجعت للموضوع فأجب عن سؤالاتي الكثيرة القديمة أولًا بدل تكرير ما تريد.
لم أدخل هذا الموضوع إلا الساعة فقرأته وعجبت للغفلة التي وقعت من الأخ عدنان ..
ولا أريد أن أسترسل إلا أني أحببت تسجيل أن كلام الأخ ابن عقيل وفقه الله سديد متين وهو أوفق لكلام أئمة السلف ومنهجهم ..
وكلام الشيخ عدنان وفقه الله من جنس كلام بعض غلاة المثبتة الذين وصفوا الله وسموه بكل لفظ يرد في نص من القرآن والسنة ..
وكلام الأئمة السابقين الذين نقل كلامهم يرددون لفظ الخبر لا أنه من صفات الكمال ..
وفقنا الله لهداه
/// ينبغي لك يا أخي الفاضل -أبا عمر الكناني- وفقك الله كطالب علمٍ متصدِّرٍ للتأليف والرَّد والنَّقض أن تذكر حجَّتك على دعواك، أوتنقض حجَّة مخالفك في أيِّ مسألةٍ بدل إطلاق الأحكام والتقريرات، فليست اختياراتك أوترجيحاتك لازمة أوموفَّقة عندي، أوعند غيري مثلًا.
/// فما دام أنَّك علَّقت على الموضوع وفهمت مذهب السَّلف في هذا الباب فأرجو منك ذكر حجَّتك أونقض ما ذكرته، أو ترك الموضوع على حاله.
/// لأنَّ المسألة ههنا مسألة تباحث بالحجَّة والبرهان، واحتجاج بالفهم، لا بإطلاق أنَّ فلانًا أخطأ ووقع في غفلةٍ أولم يقع، أو أنَّ القول الفلاني هو الصَّحيح وغيره هو الباطل، وبس!
/// وللتنبيه عمومًا: فإنَّه لا ينبغي لمن يكتب في المنتديات من طلبة العلم، ممَّن ليس برأسٍ أوإمامٍ متَّبعٍ -مثلنا- وقد تقع منه هنات ههنا وهناك =أن يذكر فائدةً أوينبِّه على خطأٍ إلَّا ببرهان وبيان، وطريقة التعليق برأس القلم والاعتذار عن الاسترسال التي يفعلها بعض الإخوة غير مقبولة عند طلبة العلم والأقران؛ لأنَّها لا تفيد شيئًا غير أنَّ فلانًا من النَّاس ارتأى الرَّأي الفلاني أوترجَّح عنده فسجَّله ههنا، فكان ماذا؟!
/// وهذا بخلاف ما لو قلتَ إنَّ الشيخ ابن عثيمين أوابن باز أوغيرهما من الرُّؤوس قال بأنَّ الصَّواب كذا، فهنا يُستأنس بقولهم وإن لم يذكروا حجَّتهم، لثقتنا بعلمهم، وتحقيقهم وفهمهم لمذهب السَّلف في الاعتقاد عمومًا.
/// فينبغي لمن يكتب في المنتديات ترك الاقتصاد في التعليق بمثل هذه التعليقات التي لا تفيد شيئًا، لا ترجيحًا ولا اطمئنانًا، ولا تشكيكًا أو نقضًا، فإمَّا أن يضيف جديدًا أويمسك عن مثل هذا.
/// وأُشهد الله أنِّي أرى في بعض مشاركاتك النَّفع والإفادة، ولكن هذا الأسلوب لا أرتضيه ولا نفع فيه، فإن أردت ذكر حُجَّتك وأرحِّب بها كثيرًا، وإلَّا فاترك مثل هذه الطَّريقة فإنَّه لا خير فيها.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:34]ـ
رضي الله عني وعنك ووفقني وإياك للصواب ..
الموضوع ثقيل والكلام كثير .. وأنا قرأت كل كلامك وكلام الإخوة المشاركين ومنهم ابن عقيل ..
ورأيت أن من التعليقات مالم يزد على التأييد لك وبيان خطأ ابن عقيل فلم أرك استدركت عليه كما استدركت علي أخي الفاضل ..
وتعليقي أردت منه شد أزر الأخ وهذا طيب مقبول لا حرج فيه ..
عموماً لا بأس بأ نعيد، فأقول وبالله التوفيق:
في رأيي القاصر أن كل الموضوع لا يخرج عن شيء واحد:
هل ثبت عن السلف الاستدلال بهذا النص على أن لله صفة التأذي؟
لا أريد أنا الإخبار عن كونه تعال يتأذى فهذا جاء به الخبر فيجوز إطلاقه كما أطلقه الخبر ..
إن ثبت عنهم فعلى الرأس والعين وقول غيرهم نضرب به عرض الحائط ..
وإن لم يثبت فالسلامة في الباب الوقوف وعدم تجاوز النص ..
فهل لديك أخي نقل ثابت عن السلف في ذلك؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيك وفي ووفَّقنا للحق .. وأرجو أن لا تتنقل إلى نقطةٍ حتى ننهي التي قبلها حتى تقع الفائدة، لا كما فعل ابن عقيل المتهرِّب من أسئلتي الكثيرة.
/// فما دام أنَّك قد قرأت جميع كلامي (بحججه) وما نقضتُ به كلام من شددت أزره بتأمُّلٍ فقد سبقتك إلى سؤالٍ هو جوابٌ لسؤالك: هل عندك نقل ثابتٌ عن السَّلف في كلِّ صفة تثبتها أنَّها (صفة) وأنَّها (صفة كمالٍ)؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:30]ـ
أزعم هذا لكني الآن ربما لا أستحضر كل شيء .. فهات ما عندك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:45]ـ
أزعم هذا لكني الآن ربما لا أستحضر كل شيء .. فهات ما عندك
/// الذي عندي باختصار أنَّ ثَمَّة (صفاتٍ) غير قليلة أثبتها أهل العلم ممَّن هم أفهم منِّي ومنك لمذهب السَّلف، كابن تيميَّة وابن عثيمين وابن باز، ولا يُعرف لهم (سلفٌ) فيه، وهي كثيرةٌ، ولك هذا المثال: الهرولة في حديث: (إن أتاني يمشي أتيته هرولةً).
/// انتظر تعقيبك وعندي كلامٌ وتقريرٌ حول هذه النُّقطة لا أفرغ له الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 11:11]ـ
/// أردُّتُ أن أضيف قضيَّةً ينبغي لك أن تنتبه لها قبل تعقيبك.
وهي أنِّي لا أعلمُ أحدًا من أهل العِلم المعتبرين قال إنَّه يلزم في إثبات كلِّ صفةٍ (بأفراد الصِّفات) وأنَّها صفة كمالٍ أن تكون قد ثبتت عن أحدٍ من السَّلف بذاتها.
فإن كنت تقول بخلافه فمن سبقك بهذا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:49]ـ
/// أخي أبا عمر حتى تكتب تعقيبك سأسجِّل بعض الملاحق والإيضاحات والشَّرح لما تقدَّم ذكره، ثمَّ نستأنف ما بيننا.
فصلٌ: في بيان كون (التَّأذي) صفة لله عزَّوجلَّ وليس هو من باب الإخبار عنه:
/// ... فإن قيل: فهل لفظ الاسم والصِّفة توقيفيٌّ فجوابه في المسألة الثَّانية، وإليكموها.
2 - المسألة الثانية: الشُّبه التي أوقعت بعض النَّاس في الخلط في هذه المسألة في وجوه:
* الشُّبهة الأولى: أنَّه لم يجد نصًّا بلفظ: (التأذِّي) فصار إذن خبرًا لاصفةً!
/// والجواب عن هذا أنَّه لا يلزم في إثبات الصِّفة صفةً لله أن تأتي بصيغة معيَّنةٍ، أوباشتقاقٍ أو وزنٍ معيَّن، بل كلُّ ما أفهم أنَّ الصِّفة قد قامت به سبحانه فهو صفةٌ له فيعبَّر بها، ولا محذور في ذلك.
/// وهذا بخلاف الاسم؛ فأسماؤه تعالى أضيق باباً من صفاته في التَّنصيص على اللَّفظ الذي جاء به كتاب الله وسُنَّة نبيِّه.
/// فلا يجوز أن يسمَّى الله إلَّا بنصِّ ما سمَّى به نفسه أوسمَّاه به نبيَّه (ص).
/// فيجوز أن يسمَّى الله بالسَّميع، ولا يجوز أنْ يسمَّى -مثلًا- بالسمَّاع، ويسمَّى بـ (البصير)، ولا يجوز تسميته بـ (المبصر)، وهكذا.
/// الإفادة بإيضاح البيان:
/// قد تقدَّم البيان والتَّنبيه على أنَّه لا يلزم التقيُّد بلفظ الصِّفة لله تعالى ووزنها واشتقاقها الذي جاء بذكره نصُّ الكتاب والسُّنَّة، بخلاف الاسم له سبحانه وتعالى، فإنَّه يجب التوقُّف على لفظ ووزن واشتقاق الشَّارع لها.
/// ومع تمثيلي على ذلك بما لا يترك مجالًا لاعتراض فإنِّي محتاجٌ لبيان البيان .. فلو ابتعدنا قليلًا عن صفة (التأذِّي) وضربنا الأمثلة بما لا ينكره سلفيٌّ بيننا لبان الأمر وانقشع الضَّباب.
/// وإليكم هذه الأمثلة الثَّلاثة فقط التي لا نزاع فيها، وغيرها كثير لاطائل من سرده:
- أهل السُّنَّة والجماعة (السَّلفيُّون) يثبتون لله تعالى صفة (الاستواء)، وصفة (الإتيان)، وصفة (المجيء)، وهذه الصِّفات كلُّها وغيرها كثيرٌ لم ترد بهذه اللَّفظة في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ، فيما علمت ووقفت عليه.
/// ولو فهم النَّاس خطأً مذهب السَّلف في مقصود مسألة التوقيف في الصِّفات بالحرفيَّة على وزن واشتقاق ولفظ الصِّفة للزمهم أن يقولوا: نثبتُ صفة (استوى) لله تعالى، وصفة (جاء) لله تعالى، وصفة (يأتي) لله تعالى، ولم يجُز التعبير بـ (المجيء)، أو (الإتيان)، أو (الاستواء)؛ لعدم ورود النَّص المثبت لها بهذه الحرفيَّة؟!
/// إذ الوارد في النًّصوص على هذا الَّلازم: (استوى على العرش)، (وجاء ربُّك)، و (يأتي ربُّك)، ولم يأتِ بلفظ: (الاستواء)، و (الإتيان)، و (المجيء) لله تعالى؟!!
/// والقول بهذا من أعجب الغلوِّ في الحرفيَّة وظنِّ اتِّباع السِّلف في التَّوقيف! على لفظ الصِّفات ووزنها واشتقاقها.
/// وعند التَّحقيق فليس على هذا اللَّازم أثارةٌ من علم السَّلف ولا من تبعهم من أهل العلم، بل لا أعلم للسَّاعة أحدًا قال به من أتباعهم ممَّن يعتبر قوله في ذي المسألة، بل هي حرفيَّةٌ ظاهريَّة، لا سلف ولا خلف لقائلها!
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 09:06]ـ
أخي عدنان أكثرت علي وقد أعجبني أن يبدأ الحوار بسؤال وجواب، وصدقني لو دققت في الأمر لوجدت أن الأمر كله راجع لورود الأثر عن السلف ..
لأنك لو فتحت الباب لأمكن لكل أحد أن يشتق الصفات من نصوص كثيرة ..
و سابدأ بما هو أساس حواري معك وهو: هل ورد أثر عن السلف يتثبت أن هذه صفة لله تعالى؟
بداية أنت تقول أنك لا تعلم أحداً من أهل العلم يقول إنه لابد من ورود الأثر عن السلف في كل صفة:
أنا اقول لك هذا من العلوم المستفيضة الضرورية التي لولاها لما قام سوق الخلاف بين أهل السنة (السلفيين) وبين غيرهم من المبتدعة ..
فمنهج السلف يقوم على ركيزة مهمة: لا تقل بقول ليس لك فيه سلف ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا نتحرج عن الانفراد في أقوال عملية فرعية فكيف في صفات الله تعالى!
ولأن منهجهم وطريقتهم أصبحت هي الحجة الفاصلة بين من يأتي بعدهم:
فنحن إذا اختلفنا في فهم نص من النصوص ومنها مسألتنا الآن فما هو الحجة التي تبين الصواب: لاشك أنه الأثر عن السلف!
وقد تقول إنّ النصوص تحتمل وتؤيد وأقول: في باب التوحيد والصفات السلامة أولى والوقوف على ما وقف عنده السلف أولى ..
قل بقولهم والفظ لفظهم دون زيادة ..
والأمة ودين الإسلام ليس محتاجاً ولا متوقفاً على شيء لم ينطق به السلف ..
ليتنا نقوم بما عندنا ..
نحن لسنا بحاجة أن نقول إن الله يتصف بصفة التأذي:
الذي ورد هو إمرار النص كما جاء. صحيح.
والذي ورد أن الله (أخبر) أنه يتأذى. صحيح.
لكن لم يرد أنها صفة لله تعالى .. وبالطبع كل صفة لله هي صفة كمال ..
فلماذا أفتح باباً من الخلاف في سبيل إثبات صفة لم يتفوه بها أحد من السلف!
ربما يكون تسوغ ذلك بأنّ نفي هذه الصفة لا يتم إلا بناء على حجج الجهمية كالتي ذكرت أن الأخ ابن عقيل وقع فيها ..
وهذا غير صحيح: فإن الأئمة ومن قديم يميزون بين:
1. صفات ثابتة بالنصوص اجتمعت كلمتهم عليها فلا يردها إلا مبتدع.
2. وبين نصوص وقع الخلاف بين السلف في النظر لها هل هي من نصوص الصفات أم لا: كقوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} .. ومنه الحديث التي ذكرته {الهرولة} ..
ومع أنّ الذي أدين الله به هو إثبات كل ذلك: أعني الساق والهرولة إلا أنّها تبقى غير صالحة لعدها أصلاً تبني عليه قولك بأنه ليس شرطاً أن يكون لك سلف في كل صفة بمفردها ..
على أن صفة الهرولة أثبتها بعض السلف كالهروي في الأربعين والدارمي في الرد على بشر وذكر شيخ الإسلام أن فيه خلافاً على قولين وهذا يكفي لإثبات الورود ..
وللعلم فإنك فهمتني خطأ حين ظننت أني لا أعد شيخ الإسلام ممن يحتج بقوله في الباب بل الذي أعتقده أن ما ورد عنه حجة عندي بعد أن ثبت عندي أنه لا يتكلم إلا بحجة واردة عنهم فإنه من السلف بل هو ناقل علومهم.
أما المتأخرون والمعاصرون فليس أحد منهم في وزن شيخ الإسلام فلا ينهض عندي الاعتماد على قوله إلا بسلف له ولو كان في منزلة الأئمة ابن بز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ..
هذا ما عندي وأرى أن لا نتجاوزه حتى ننتهي منه.
أما تعليقك الثالث فسأجيب عنه باقتضاب فكل ما تورده ورد به القول عن السلف والمسألة ليست الاشتقاق فليس هو الذي سبب الخلاف وإنما معنى اللفظ الوارد ..
وأنت تعلم أن لذلك أثراً في الإثبات، فأنت معي أن باب الإخبار أوسع منه في الصفة .. لهذا قال السلف بجواز الإخبار بألفاظ دون عدها صفة كمال لله تعالى.
دعني أوضح أمراً .. قد يبين هذا:
أنت تقول إن التأذي صفة كمال: فهل يسوغ منك أن تدعو الله بها فتقول: اللهم يا من يؤذيك ابن آدم فتتأذى منه اكفنا شر خلقك!!
هل يسوغ منك أن تثني الله بها فتقول في مقدمة مقالك: الحمد لله الذي يتأذى من ابن آدم حين يؤذيه!
وفي المخلوق: (لله المثل الأعلى): هل يسوغ أن تثني على عالما فتقول: شيخنا العلامة الإمام الذي .. والذي .. ومن صفاته الحميدة أنه يتأذى من كلام الناس فيه!!
أظن ذلك غير مقبول ..
وهذا ليس من قياس الخالق على المخلوق لأننا نثبت ما جاء به النص بأنه تعالى يؤذيه ابن آدم، أما أن نجعلها صفة كمال فهذا في رأيي لا يصح.
====
دمت موفقاً مسدداً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 03:43]ـ
أخي عدنان أكثرت علي وقد أعجبني أن يبدأ الحوار بسؤال وجواب، وصدقني لو دققت في الأمر لوجدت أن الأمر كله راجع لورود الأثر عن السلف ..
لأنك لو فتحت الباب لأمكن لكل أحد أن يشتق الصفات من نصوص كثيرة ..
و سابدأ بما هو أساس حواري معك وهو: هل ورد أثر عن السلف يتثبت أن هذه صفة لله تعالى؟ ....
/// أخي بارك الله فيك عتبْتَ عليَّ الإكثار ثم وقعت فيه.
ولم أكثر عليك! سألتك سؤالين مختصرين فقط، أمَّا آخر تعقيب لي رقم (93) فما قصدُّتك به ولكنِّي كنت أعلِّق على كلامٍ لي سبق.
/// ومع ذلك فيبدو أنَّ عندك إشكالاتٍ فيه كما تبيَّن لي، فسأعود إليه بعدُ إن شاء الله وأعان.
ثمَّ إن كثيرًا من كلامك وتعقيبك ههنا عامٌّ يعوزه النَّقل والرَّبط بما نتكلَّم حوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فدعوى التمسُّك بمنهج السَّلف كلٌّ يدَّعيها ههنا، أنت ومن يخالفك الرَّأي، فلا داعي لذكره إلَّا ببرهان وربط بما نتكلَّم عنه تحديدًا.
/// ولو نعود إلى مسألتنا التي بدأناها:
السُّؤال هو: ما معنى اتِّباع السَّلف في نصوص الصِّفات والوقوف معهم حيث وقفوا؟
/// لا شكَّ أنَّ من أهمِّ القضايا التي ينبني عليها هذا الباب هو ورود ذلك عن السَّلف وعدمه.
/// لكن ما المقصود بوروده عن السَّلف؟
/// الجواب اقتبسه من بعض كلامك: "ولأن منهجهم وطريقتهم أصبحت هي الحجة الفاصلة بين من يأتي بعدهم".
/// إذن القضيَّة قضيَّة منهج وطريقة وقاعدة جامعةٍ لهم، لا أفراد صفات.
/// ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات بأفرادها التي يثبتها أهل العلم–وخاصَّةً التي قلَّ ورودها في النُّصوص-.
دعك من صفة الهرولة فإنَّما هي صفة من صفاتٍ كثيرة، والوقت أضيق من بسط هذا وتتبُّعه ولو شئتُ لفعلت، ولا داعي له.
وما كنتُ أظنُّ أنَّك تخالفني في هذا! وأعجب الآن جدًّا ممَّا فهمتُه من تقريرك وجوب ورود ذلك عن السَّلف؟!
/// ولكنِّي أعيد عليك السؤال الثَّاني الذي فاتك الجواب عنه: هل ثمَّ مَن سبَقك من أهل العلم ممَّن ترضى قولهم -كابن تيمية- قعَّد أوأصَّل أنَّه لا يجوز أولا ينبغي إثبات -وليس اشتقاق! - ظاهر (أفراد) الصِّفات من النُّصوص إلَّا إن ورَد كلامٌ للسَّلف في إثباتها في هذه (الأفراد)؟
/// لن تجد ألبتَّة، ولن يقولوا بمثل هذا، فإن كان عندك فعجِّل به حتَّى نراجع كلَّ ما فهمناه في الباب.
/// لمَ؟؛ لما بيَّنتُه قبلُ أنَّ مسألة إثبات الصِّفات -لا اشتقاقها كما عبَّرْتَ- إنَّما هي قواعد وأصول مفهومةٍ عن السَّلف، وأمثلة تُضاهَى، وليست أفراد مسائل معيَّنة تحفظ وتردَّد، ولا قاعدة يجمعها.
/// ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز، فأن تقول صفة السَّمع أثبتها ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقال كذا وكذا، صفة المجيء أثبتها مجاهد، صفة الغضب أثبتها زيدٌ وعمرو ... الخ؟! ويكفيك من هذا أن تضع قاعدةً جامعة لها.
/// ولهذا فما ورَد في هذا الباب -أي التَّقعيد له- عن السَّلف لا يخدمك في مبتغاك ومرادك، بل يخدم ما أريد تبيينه؛ كقولهم: (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آباتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول به حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
/// وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين.
/// ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه، ولا أعرف أنَّ قولهما أوغيرهما يخالف قوله في أخذهم بنفس التقعيد؟
/// وفيما ذكرته من مسألة الهرولة وإن كان أحدٌ من السَّلف سبق له كلامٌ فيه وإثبات الهروي وعثمان الدَّارمي لها إشكالٌ أرجو أن لا نضطرَّ للولوج فيه، وهو: ما حدُّ السَّلف عندك والذي ليس بسلفٍ؟
إمَّا أن يكونوا الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهم فقط -مثلًا- والبقيَّة لهم تبع، وإمَّا أن ثَمَّة قاعدة لابد من ضبط حتَّى نفهم كلام بعضنا في التحاور.
/// عثمان الدَّارمي والهروي عندك من السَّلف، وابن تيميَّة أيضًا لأنَّه ناقلٌ لأقوالهم بالضَّرورة، وابن باز وابن عثيمين ليسا من السَّلف.
/// دعك من التجوِّز في الإطلاق، بأنَّ السَّلفي هو كلُّ تابع لهما؛ إذ هذا ينطبق على ابن عثيمين وابن بازٍ أيضًا، عند مخالفك على الأقل.
/// ثم يا أخي .. بعض حُجَّتك في عدم إثبات التأذِّي كصفةٍ فيه خللٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
/// ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا.
/// وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
/// فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، وإلَّا فهلمَّ غليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟! هذا كُلُّه أوَّلًا ..
/// وثانيًا .. ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
/// الجواب عن هذا يطول، ولا أجد متَّسعًا له الآن، مع إحسان ظنِّي أنَّك تعلمه، ولا داعي للخوض فيه، مع ما تقدَّم من إشاراتي المتكرِّرة لابن عقيل في ذكر الحُجَّة على كون الآية الفلانيَّة ليست من آيات الصِّفات.
/// بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
/// على الأقل لي سلفي في هذا من كلام ابن القيِّم وابن عثيمين وغيرهما، وقد لخَّصته وذكرته في مشاركة (62).
/// وتنبيهٌ أخير: لم أقل ولا أقول: إنَّ نفي صفة (التأذِّي) وقع بناء على حجج الجهمية، وما كان من كلامي مع (ابن عقيل) -بصَّره الله بما ينفعه- إنَّما كان نقاشًا في تفريعٍ قادنا إليه هو أثناء المسألة.
وهي شبهةٌ يتَّكيء عليها القوم في النَّفي والتَّعطيل، مسألة تأثير العبد على الرَّبِّ ولزوم ذلك أوعدمه عند إثبات بعض صفات الأفعال التي أثبتها لنفسه.
/// اقتراح .. أرك اشتكيت من الإكثار، وأنا أشكو منه أيضًا؛ إذ الوقت لا يتَّسع لكلِّ هذا، وقد كنتَ في سعة من الدُّخول فيه، لكن ذلك لا يخلو من فائدة؛ فحفاظًا على وقتي ووقتك، لو اكتفينا بتعقيبٍ واحد كلَّ يوم، فالكلام كما ذكرت كثير.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 04:52]ـ
اقتراحك سديد .. وفقك الله.
سأكتب تعقيبي إن شاء الله غداً ..
مع أني أبشرك أني مستفيد جداً من الحوار ..
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 04:57]ـ
جزاكم الله خيرا
و لكن طريقة الحوار هذه إن استمرت فستكون على شوائب من التشنجات لها عواقب غير حميدة
لذا أتمنى أن يستدرك الأمر
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 08:05]ـ
أخي الحبيب/ سراج .. وفقه الله لرضاه
لا تخف فالحوار بين أخوين فاضلين،كبيرين في العلم،والأدب،وحسن الخلق
فدعنا نتعلم من علمهم وأدبهم ومن حسن حوارهم مع بعضهم
اللهم الهمهم الصواب ووفقهم للحق،ولا تجعل لشيطان عليهم طريقا
ـ[صفة]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 04:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - (ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه، إنه في ذلك منزه لربه، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 22)، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلف الأمة ولا أئمتها ثم يقول إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنه هو الممتثل لقول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً} وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء.
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلّم ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يدي اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الحجرات 10).
* أيها الأخوة: إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم. ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله؟ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه. أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله؟ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 05:10]ـ
/// الأخ المسمَّى بـ (صفة)، أحيِّيك على أولى مشاركاتك، فيبدو أنَّك جديدٌ معنا في المجلس! فأهلاً بك عضوًا جديدًا ههنا.
/// ولكن .. يا أخي الكريم .. هلَّا بيَّنت وجه الشَّاهد من خطبتك الطَّيِّبة.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 11:23]ـ
أخي عدنان وفقني الله وإياك وبصرني وإياك الحق:
اعذرني على التأخير فقد اضطررت أن أكتب كلاماً طويلاً .. فتأمله ولا تعجل ولا تعقب حتى تقرأه كاملاً وتدرسه على مهل ..
وسأنتظر منك جواباً مركزاً على ما أثيره أمامك من نقاط عسى ربي أن يفتح بيني وبينك بالحق وهو خير الفاتحين:
خلافي معك حول نقطتين:
الأولى: هل يلزم في إثبات الصفة أن يأتي تنصيص من السلف عليها؟
أم يمكن أن أستنبط من النص صفة بحسب القواعد التي أصّلها السلف؟
الثانية: هل ما نقل من أقوال عن شيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين فيها إثبات للصفة؟
فأقول مستعيناً بالله ما يلي:
1. ذكرتَ أنني لم أجب على سؤالك المتعلق بهذه النقطة.
مع أني أجبتك لكن لعلك لم تلاحظ، وخلاصته:
إنّ باب الأسماء والصفات ليس معزولاً عن بقية أبواب الشريعة ..
فالقول في ذلك كلّه واحد وهو أنّه لا يجوز القول (في مسألة أو باب تكلم فيه السلف) بقول ليس للقائل فيه سلف (سأتكلم عن المقصود بذلك لاحقاً) ..
وأخصّ ذلك مطلقاً أبواب العقائد .. وأخصّها ما كان متعلقاً بالله تعالى ..
فهذا الباب خاض فيه الخائضون إثباتاً ونفياً ..
فيبعد (جداً) أن تمر كل هذه القرون دون أن ينقل عن السلف نص في إثباتها صفة لله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أخفيك أنني راجعت كل ما عندي من الكتب بحثاً (والله) عمن قال بها - لأستريح وأريح – ولكني لم أظفر بنقل واحد (سيأتي الكلام عن قول ابن القيم وشيخ الإسلام وابن عثيمين).
وهذا الباب خطير جداً لا يقبل الاجتهادات .. فباب الأسماء والصفات أقفل على ما كان .. حقه حق .. وباطله باطل ..
والمسكوت عنه يجب أن يبقى كذلك لأنه (لو كان خيراً لسبقونا إليه) ..
ولما سئل الإمام مالك: وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون)
خصوصاً إذا أخذت بالبال حجم الخلاف وعمقه بين السلف ومخالفيهم ..
لقد وصل التعمق بالمخالفين غلواً وإجحافاً إلى مسائل بالغة الدقة والتعقيد ..
وهذه هي كتب السلف ومخالفيهم بالمئات تزخر بآلاف المسائل إثباتاً ونفياً ..
فهل يُعقل أن تكون هذه النصوص التي تعتمد عليها من نصوص الصفات ومع هذا لا نجد من يصرح في أي منها بإثباتها صراحة ولا نجد كذلك من ينفيها صراحة؟
إنها أكثر إشكالاً (إن كان فيها إشكال) من كثير من النصوص التي تكلم فيها المبتدعة من الصفات ..
ومع هذا لا خبر عنهم فيها؟!
يجب أن يكون لدينا جواب عن هذا السؤال قبل أن نقدم على الكلام في شيء لم يتكلم به السلف ..
فأنا على يقين أنهم لا يسكتون عن شيء في باب العلم بالله وبصفاته إلا لأحد أمرين:
فإما أنه غير مشروع ..
أو لأنه من التكلف الذي نهينا عنه ..
2. وقولك إن هذه القاعدة تتصادم بإثباتنا صفات ليس فيها نقل عن السلف.
أقول: لا أظن هذا .. لأن الصفات الثابتة المجمع عليها كلها ثابتة بالنصوص وبأحد أمرين:
أ. نقلٌ عن أحد السلف من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم أو أحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة ينص صراحة على أنّ هذه صفة لله تعالى.
ب. أن يكون مذكوراً في كتب السنة التي اتفق أهل السنة على جلالة أصحابها وكونها مصدراً أصيلاً لعقيدة السلف: مثل (بغير ترتيب) كتاب اللالكائي أو السنة لابن أبي عاصم أو الشريعة للآجري أو التوحيد لابن خزيمة أو كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.
فهذان المصدران هم الذين أقصدهم حين أشترط لإثبات الصفة نقلاً عن السلف.
3. قلتَ إنك تلتزم منهج السلف لا ألفاظهم في هذا الباب، بمعنى أنك ترى أن القواعد ما قعدت إلا ليمشي عليها من خلفهم.
أقول: أخي باب الأسماء والصفات باب توقيفي لا اجتهادي.
فالقواعد والمنهج ما جاء ليكون آلة للاستنباط والتفريع.
وإنما ذكر الأئمة منهج السلف وقواعدهم في هذا الباب صيانة من النقصان والزيادة.
ولفهمه وتيقنه وأنه لم يكن عبثاً وإنما عن أصول سار عليها السلف ..
ولو صح كلامك هذا لجاز للناظر في عصرنا هذا أن يستنبط صفات من النصوص لم يأت بها أثر ..
وهذا أمر خطير في الحقيقة لأنه سيفتح باباً للتلاعب بالكتاب والسنة .. وباباً آخر للقدح من المخالفين ..
وهذا أمر سدّه السلف الصالح على من بعدهم بضابط (السلف) أعني سلف القول ..
وحتى يتبين الأمر أمثّل بنص مشهور، ألا وهو قوله تعالى: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} ..
فقد أضاف الجنب لله تعالى ..
والجنب هو أحد أبعاض الإنسان مثله مثل اليد والوجه والساق ..
ولا مانع على أصول السلف من إثباته صفة لله تعالى على الوجه اللائق به ..
حتى على القول أنها سيقت لبيان التفريط فهذا لا يتعارض مع إثبات الصفة كقوله تعالى: {فثم وجه الله} أي جهته على أحد الأقوال وهو لا يعارض أنه تعالى له وجه ..
ومع هذا فقد امتنع الأئمة من إثبات الجنب صفة لله تعالى .. وكان معتمدهم في ذلك عدم الورود على لسان من تقدمهم ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله رداً على النصارى: (وأما قولهم وجنب فإنه لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنبا نظير جنب الإنسان وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}.فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق كقوله تعالى {بيت الله} و {ناقة الله} و {عباد الله} بل وكذلك {روح الله} عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم) الجواب الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وقع في ذلك العلامة صديق حسن خان فأثبت لله تعالى جنباً ومع هذا فلا يوافقه أحد ليس لاستحالة ذلك وليس لأنها غير جارية على قواعد الصفات بل لأنها لم ترد عن السلف، ولهذا قال المعلق على قطوف الثمر: (ولهذا لا تصلح هذه الآية وحدها لإثبات أن «الجنب» من الصفات لأن الآية ما سيقت لذلك ولم يفسرها أحد بذلك) ..
وبالعود على مسألتنا أحب أن أؤكد أن هذا ليس مني نفياً للصفة لأن النفي والإثبات في هذا الباب موقوف على الدليل .. ومالم ينص أحد على أن لله صفة التأذي فيكون السكوت هو الصواب.
نقل ابن القيم رحمه الله عن الإمام حجة الإسلام أبي أحمد ابن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى قوله: (وكذلك كل ما جاء من الصفات نمره كما جاء من غير عليه، ونقتدي في ذلك بعلماء السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونسكت عما سكتوا عنه، ونتأول ما تأولوا، وهم القدوة في هذا الباب. أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).
ومن الجميل أيضاً ما في قوت القلوب: (قد قال بعض العلماء: ما تكلّم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء، وما سكت عنه السلف فالكلام فيه تكلف)
4. هل لقولك من سلف:
هذه الفقرة ليست لك أخي ما دمت غير مقتنع بضرورة أن يكون لك سلف في إثبات لفظ كل صفة تثبتها، وإنما ذكرتها لأنك تعتقد أن الأقوال التي ذكرها الإخوة تؤيد قولك وهذا غير صحيح ..
أ. قول شيخ الإسلام:
(و مما ينبغي أن يتفطَّن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره وضعف أثره من الشرِّ والمكروه، ذكره الخطابي وغيره، وهو كما قال.
واستقراء موارده يدل على ذلك مثل قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} [آل عمران: 111] و قوله: {و يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض}
وفيما يؤثر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القر بؤس والحر أذى)، و قيل لبعض النسوة العربيات: القر أشد أم الحر؟ فقالت: من يجعل البؤس كالأذى؟ والبؤس خلاف النعيم و هو ما يشقي البدن و يضره بخلاف الأذى فإنه لا يبلغ ذلك ولهذا قال: {إن الذين يؤذون الله و رسوله} [الأحزاب: 57].
و قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله و رسوله) و قال: (ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له ولدا و شريكا و هو يعافيهم و يرزقهم).
و قد قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) و قال سبحانه في كتابه: (و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا) [آل عمران: 176].
فبيَّن أن الخلق لا يضرُّونه سبحانه بكفرهم، ولكن يؤذُونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور وجعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا وآذوا رسله وعباده المؤمنين ... ".
أقول: ليس في النص إثبات التأذي وإنما ردد لفظ النص بأن الخلق يؤذونه، كما لو ذكر أن الخلق يكذبونه والخلق يشتمونه والخلق يكفرونه وهكذا .. كلها أفعال العبد لم ينسب شيئاً منها لله تعالى ..
ب. ابن القيم:
قال رحمه الله: (وقد قال فيما يروي عن ربه تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار وقال لا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم وقال حاكيا عن ربه شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وقد فرق الله بين أذاه وأذى رسوله وأذى المؤمنين والمؤمنات فقال إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين ..... إن ما وصف الله سبحانه به نفسه من المحبة والرضى والفرح والغضب والبغض والسخط من أعظم صفات الكمال إذ في العقول أنا إذا فرضنا ذاتين إحداهما لا تحب شيئا ولا تبغضه ولا ترضاه ولا تفرح به ولا تبغض شيئا ولا تغضب منه ولا تكرهه ولا تمقته
والذات الأخرى تحب كل جميل من الأقوال والأفعال والأخلاق والشيم وتفرح به وترضى به وتبغض كل قبيح يسمى وتكرهه وتمقته وتمقت أهله وتصبر على الأذى ولا تجزع منه ولا تتضرر به. أهـ كلام ابن القيم
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: وهذا أيضاً كذلك، أين في كلامه إثبات الأذى صفة له تعالى؟
لم يزد الشيخ عن أن فرق بين الأذى تجاه الله وبين الأذى تجاه المخلوق ..
وهذا عام في كل الأخبار ولو لم يؤخذ منها صفة ..
ج. قول المجدِّد محمَّد بن عبدالوهَّاب: (تسميته أذى لله).
أقول: هذا عليك أخي: فقد فسر الأذى بأنه سب الدهر، فسب الدهر هو الأذى لله، وهو فعل المخلوق لا صفة تقوم به تعالى.
فليس في كلام الإمام أنه صفة لله تعالى.
د. ابن عثيمين:
) يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛؛ بدليل قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: 11) وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه؛ فليس فيه احتمال للتمثيل؛ إذ لو كان احتمال التمثيل جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله فيما وصف به نفسه؛ لكان احتمال الكفر جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله.)
أقول: لم يزد الشيخ في هذا النص على أن فسر الحديث.
والذي أوهم الإخوة – كما حصل في كلام ابن القيم - هو أنه عقب بذكر قاعدة الصفات، وهذه القاعدة أي نفي المماثلة ليست محصورة بل هي عامة في كل الأخبار التي تتحدث عن الله نفياً وإثباتاً فجاء بها الشيخ ليؤكد نفي المماثلة في إثبات الأذى لله تعالى.
فقد أخبر الله تعالى أنه يضع رجله في النار .. فلا يُقال إنه يضعها كما يضع المخلوق ..
مع أن أحداً لم يقل –حسب علمي – أن من صفة الله وضع القدم في النار ..
وقول الشيخ البرَّاك: (يلحقه الأذى)
وقول الشيخ الرَّاجحي: وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر)
أقول: كل هذا كما ترى ليس فيه إثبات صفة إنما فيه إثبات ما نطق به النص وهو أنه تعالى يؤذى من ابن آدم.
وكلمة يلحقه لا تدل بالضرورة القيام به .. فأنت تشتم الشخص فيلحقه الشتم لكنه لا يقوم به ..
إلى هنا انتهى كلامي بالنسبة للمسألة بذاتها.
===
بقي أن أعلق على ما جاء في مشاركتك السابقة:
تقول: (ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات)
أقول: ليتك تورد أخي عدنان بعض الصفات لأنظر هل هو كذلك أم لا.
فقد أعياني البحث عن صفات (كثيرة) أثبتها الأئمة لم يرد بها قول مأثور.
تقول: (لن تجد ألبتَّة)
أقول: أخي لم هذا الجزم!
وقد علّمنا الله أن فوق كل ذي علم عليم، وفي قصة موسى مع الخضر عبرة ..
مع أن السؤال الحقيقي هو العكس، وهو أن تأتي بنصوص عن العلماء والأئمة تنص على أنه يجوز للمرء إثبات الصفة من النص دون الحاجة لنقل عن السلف فيها.
تقول: (ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز)
ليس صحيحاً في هذا الباب، لأنّ خلافي معك هو في هذا، وليس في الأمر طول، صفة أو اثنتان يجمع أهل السنة على إثباتها ومع هذا لم يرد بها أثر عن السلف فإذا ثبت هذا سلّمنا جميعاً واسترحنا من تكلف الحوار.
تقول: (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول به حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
أقول: نعم وبلا شك ..
ولنا في اختلافهم في بعض النصوص عبرة ..
لقد أخذ بعض السلف من بعض النصوص صفات ومع هذا خالفهم غيرهم ..
مع أنهم قمة في الفهم واللغة والعلم إلخ ..
ومع هذا كان القول بأن هذه الآية من آيات الصفات أم لا محل تردد ..
وأنا على يقين أنك على قاعدتك لا تتردد في عدّ مثلها من آيات الصفات ..
لذا فما فهمته عني صواب ..
فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: (وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين. (
أقول: هذا أخي ليس بخصوص نصوص الصفات بل في كل النصوص: نصوص المعاد والغيب وغيرها هي داخلة في هذا وليس ذلك خاصاً بنصوص الصفات فلا علاقة له بمسألتنا.
تقول: (ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه).
أقول: ما دخل الإلزام من عدمه أخي ..
هل حملت عليك عصا حتى تقول هذا ..
أو هل اتهمتك بالبدعة ..
أنا أوضحت رأيي مختصراً وأنت طلبت الدخول في النقاش ..
أما ذكر الشيخين رحمهما الله فعبارة عاطفية لا علاقة لها بالبحث ..
تقول: وفيما ذكرته من مسألة الهرولة وإن كان أحدٌ من السَّلف سبق له كلامٌ فيه وإثبات الهروي وعثمان الدَّارمي لها إشكالٌ أرجو أن لا نضطرَّ للولوج فيه، وهو: ما حدُّ السَّلف عندك والذي ليس بسلفٍ؟
إمَّا أن يكونوا الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهم فقط -مثلًا- والبقيَّة لهم تبع، وإمَّا أن ثَمَّة قاعدة لابد من ضبط حتَّى نفهم كلام بعضنا في التحاور.
عثمان الدَّارمي والهروي عندك من السَّلف، وابن تيميَّة أيضًا لأنَّه ناقلٌ لأقوالهم بالضَّرورة، وابن باز وابن عثيمين ليسا من السَّلف.
دعك من التجوِّز في الإطلاق، بأنَّ السَّلفي هو كلُّ تابع لهما؛ إذ هذا ينطبق على ابن عثيمين وابن بازٍ أيضًا، عند مخالفك على الأقل.
أقول: سبق الكلام عليه لكن لا تحمل قولي مالا يحتمله فلم أقل أنا إن ابن باز وابن عثيمين ليسا من السلف ..
تقول: إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
أقول: أنت ذكرت بنفسك الفرق بينهما ..
فما مثلت به صفات مقيدة .. أما التأذي فلم يأت مقيداً ولم ينص أحد على أنه مقيد فينبغي أن تجريه مجرى بقية الصفات المطلقة ..
وسألتك هل إذا أثنيت على ملك من الملوك أو عظيم من العظماء هل يصح بأن تقول: إنه يتأذى؟
بينما يصح أن ثني على الله بأنه يمكر بأعدائه ويخدع المخادعين وأنه لا يمل حتى نمل ..
تقول: ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا.
وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
أقول: أنا لم أتكلم عن صفة أصلاً ..
أنت الذي تكلمت وأنا طالبتك بسلفك فقط ..
تقول: فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، وإلَّا فهلمَّ غليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟! هذا كُلُّه أوَّلًا ..
أقول: أحسنت في هذا وليتك تلتزمه ..
لذا فاسأل نفسك السؤال التالي: إن لم يثبت عندك عن السلف قول بإثبات هذه الصفة: هل يجوز لك أن تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي؟
فعلى قولك الساكت ساكت لا يُنسب له قول ..
فليتنا نسكت كما سكتوا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
أقول: علينا أن نثبت ما أثبته السلف .. وننفي ما نفوه .. ونسكت عما سكتوا عنه.
وما تكلموا فيه واختلفوا فهذا محل اجتهاد يسوغ الأخذ بأحد قوليهم والمجتهد بين أجر وأجرين ..
تقول: بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
أقول: كل ما يأتي من النصوص عن الله ورسوله في حقه تعالى فهو إخبار عنه ..
فمن هذه النصوص ما ثبت فيه تسمية الله باسم والكلام فيه سهل لأنه محصور مضبوط، كقوله تعالى: {هو الملك القدوس .. }
ومنها ما فيه وصف لله تعالى ذاتي أو فعلي أو انفعالي ..
فالذاتي كقوله: {بل يداه مبسوطتان} والفعلي كقوله: {وربك يخلق ما يشاء} والانفعالي كقوله: {ويحبونه}
أما الذاتي فكله صفات وهو محصور مثبت مضبوط إن شاء الله ..
يبقى نصوص الأفعال والانفعال فهذه ثبت عن السلف أنهم أخذوا من بعضها صفات أفردوها وقالوا بالنص: هذه صفة لله تعالى:
مثل: المجيء، من قوله: {وجاء ربك}
والنزول من قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا)
فنقول عن هذه إنها صفات لله تعالى ..
وجاء في بعضها خبر عن الله أو فعل أو انفعال لكن لم ينص واحد منهم – فيما اطلعت عليه -على أنها صفة لله تعالى:
كقوله صلّى الله عليه وسلّم في خبر النار: (فيضع الجبار قدمه فيها) فهذا نص على إثبات القدم لله تعالى ..
لكن لم أطلع على من قال بصفة الوضع
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (فيخرج أقواماً من النار) لم أر من قال إن من صفاته: الإخراج ..
وقال تعالى: {إن الذين يحاربون الله ورسوله} لم أر من قال إنها دليل على صفة كمال هي المحاربة أو أنه يُحارب.
وحديث (خلق الله آدم على صورته) أثبتوا منه صفة الصورة لله ولكن كونه على صورة الرحمن هو خبر يمر كما جاء ولا يقال من صفات كماله أن آدم على صورته!!
ومثله حديث الأذى وآية: {إن الذين يؤذون الله ورسوله}
وهكذا غيرها كثير هي أخبار تمر كما جاءت .. وأنكر السلف على من أولها واستبعدها لكن لم يقولوا إنها هي بذاتها صفات ..
وهذا يفسر لنا كلام الشيخ ابن عثيمين وابن القيم أنهم لم يقصدوا كون التأذي صفة كمال لله تعالى .. وإنما عبارتهم تتضمن الرد على من يتأول هذا كما ذكره البغوي أعلاه وغيره من أن المراد أذى أوليائه .. فهذا تأويل مرفوض بحق لأنّه لا دليل عليه.
ولأن ظاهر النص لا نقص فيه في ذات الله تعالى ولا كماله فالأذى فعل العبد لا يلحقه منه ضرر ولا أثر فليس أذاه كأذى المخلوق لأن المخلوق يتضرر بالأذى ولو خف فالكلام يتأذى منه ابن آدم ويؤثر فيه والله تعالى منزه عن ذلك ..
وهذا الكلام لا يعني أن التأذي صفة كمال لله تعالى ..
كما نقول في سائر ما أخبر به عن نفسه فكما قال إن العباد يكذبونه ويشتمونه وينتقصونه فهم بذلك يؤذونه ..
فكل هذه أخبار .. نمرها كما جاءت ..
بقي أن أشير إلى أمر مهم:
وهو أن ما سبق في كلام الأخ ابن عقيل فيه بعض الخطأ لا يوافق عليه فبعض كلامه هو كلام من نفى صفات الأفعال ولا أريد أن أدخل مع الأخ في نقاش لكن أقول هذا حتى لا يظن أني أوافقه في المضمون ..
أنا أقول: إن المسألة برمتها تتوقف على ورود النص الصريح بإثبات الصفة، وليس في بدائه العقول ولا الأصول الشرعية ما يمنع أن يكون ذلك صفة لله لكن لم يرد نص عن السلف كما أن النص لا يساعد في ظني على ذلك إذ كلّ ما فيه هو أن العباد يأذونه ولم يذكر الله تعالى ولا رسوله صلّى الله عليه وسلّم ولا أحد الصحابة و لا أحد من يُقتدى به من الأئمة أن من صفاته تعالى أنه يتأذى ..
ولو ورد عنهم نص ثابت لقلنا به وضربنا بآرائنا عرض الحائط ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما عندي والله تعالى أعلم وأحكم ..
إن كان صواباً فله الحمد ربي على ما أنعم وإن كان خطئاً فمن نفسي الجهولة وأستغفر الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 01:39]ـ
/// أخي أباعمر ... وفقك الله
قد قرأتُ كلامك وكثيرٌ من أجوبتك فيه عامٌّ كسابقه، وهو يصلح دليلًا لي ولك.
لكنِّي سآخذ بنصحك وأتأمَّل فيه مزيدًا لعلِّي أرى فيما ذكرت جوابًا عن بعض ما سألتك عنه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:38]ـ
أخي عدنان وفقني الله وإياك وبصرني وإياك الحق:
اعذرني على التأخير فقد اضطررت أن أكتب كلاماً طويلاً .. فتأمله ولا تعجل ولا تعقب حتى تقرأه كاملاً وتدرسه على مهل .. وسأنتظر منك جواباً مركزاً على ما أثيره أمامك من نقاط عسى ربي أن يفتح بيني وبينك بالحق وهو خير الفاتحين:
/// يا أخي .. كلامك هذا أكثره من فهمك، لا من نقل وتوثيقٍ وعزوٍ لمن أردُّتُ منك أن تعزو إليهم في ذا الباب، إذ ههنا تظهر السَّلفيَّة، فـ (لا تقل قولًا ليس لك فيه سلف)، ولذا ستجد سؤالي يتكرَّر عند كلِّ نقطةٍ منه.
/// إذْ لم أرد منك الإتيان برأيك وفهمك، بل بنقل فهم إمامٍ من أئمَّة هذا الشأن، كابن تيميَّة، أوابن القيِّم، أوابن باز، أوابن عثيمين، ونحوهم ممَّن فهِمُوا مذهب السَّلف وأتباعهم في الباب.
/// وإليك البيان: قد سألتك: ما حدُّ السَّلف الذين تقبل قولهم في ذا الباب؟ وكيف صار الهروي والدَّارميُّ سلفًا، وابن تيميَّة أيضًا؛ لأنه ناقلٌ قولهم، والمتأخرون الذين في منزلة ابن باز والعثيمين ليسوا كذلك؟!
/// هل تضع لي ضابطًا سُبقت به في هذا، وانظر إلى جوابٍ لك سابق: وللعلم فإنك فهمتني خطأ حين ظننت أني لا أعد شيخ الإسلام ممن يحتج بقوله في الباب، بل الذي أعتقده أن ما ورد عنه حجة عندي بعد أن ثبت عندي أنه لا يتكلم إلا بحجة واردة عنهم، فإنه من السلف بل هو ناقل علومهم.
أما المتأخرون والمعاصرون فليس أحد منهم في وزن شيخ الإسلام فلا ينهض عندي الاعتماد على قوله إلا بسلف له ولو كان في منزلة الأئمة ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى
/// فظاهرٌ من كلامك أنَّ كلام ابن تيميَّة منتهضٌ عندك؛ وعلَّة ذلك أنَّه لا يقول في الباب بشيءٍ إلَّا إن كان له فيه سلف، ولا ينتهض (عندك) قول المتأخِّرين والمعاصرين في ذا الباب، ولو كان في منزلة ابن باز وابن عثيمين! ولم تعلِّل لِمَ إلَّا أنَّهم ليسوا بوزن شيخ الإسلام!
/// فأولًا: ما الدَّليل على هذه القاعدة التي لم تسعفني بنصٍّ عن أحدٍ فيها حتَّى الآن، حتَّى من كلام ابن تيميَّة الذي لم تأتِ لي بكلام له واضح في الباب، هل قال ابن تيميَّة في شيءٍ من كتبه: إنِّني لا أثبت شيئًا من الصِّفات إلَّا إن قال به أحدٌ من السَّلف؟ إن قال ذلك فهاته لنستفيد.
/// والمشكلة عندك يا أخي أنَّك بنيت قاعدةً وظننت أنَّ شيخ الإسلام يمشي عليها، ولهذا اقتنعت بكلِّ ما يثبته من الصِّفات، وظننت -كما هو الظَّاهر من كلامك- أنَّ المتأخِّرين -كمن في منزلة ابن باز والعثيمين- ليسوا كذلك؟!
/// ولا عليك من كلام المتأخِّرين، فهات (نصًّا) من كلام ابن تيميَّة فيه تصريحٌ بهذا الشَّرط الذي طننت أنَّه بنى أقواله عليه.
/// ومرَّةً أخرى .. لاحظ يا أخي .. كُلَّ هذا رأيٌ لك محضٌ، لم تسعفنا فيه بنقلٍ واحدٍ، فما صنعتَ لنا شيئًا؛ إذ لا حاجة لنا كطلبة علمٍ للآراء الشَّخصيَّة ههنا، ولو كانت المسألة تقليدًا فرأي ابن باز والعثيمين أنهض من رأي من هو دونهما.
/// يا أخي نحن نتناقش في مذهب السَّلف وأهل العلم النَّاقلين لمذهبهم ومنهجهم في الباب، لا في رأي زيدٍ أوعمرو.
/// ولذا قلتُ لك:
ثمَّ إن كان لا يقنعك فهم ابن باز وابن عثيمين للمسألة ثم تبيينهم لها بالتَّطبيق فهذا رأيك أنت، لا يلزمني ولا يلزم غيري، وهل انقطع العلم عند ابن تيميَّة وأغلق بابُه؟!
فأجبتني:
أقول: ما دخل الإلزام من عدمه أخي .. هل حملت عليك عصا حتى تقول هذا .. أو هل اتهمتك بالبدعة .. أنا أوضحت رأيي مختصراً وأنت طلبت الدخول في النقاش .. أما ذكر الشيخين رحمهما الله فعبارة عاطفية لا علاقة لها بالبحث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فسمَّيت هذا كلامًا عاطفيًّا! ولا أدري ما جهة العاطفيَّة فيه؟! ثم هل نحن في حربٍ ترفع فيه العصي والهراوات؟! قليلًا من العلميَّة وتركًا لما لا علاقة له بالبحث!
/// ولئن لم تعرف دخل الإلزام من عدمه ههنا فلم لم تسأل بدل هذا التعليق السَّاخر؟
/// ومع وضوح هذا فسأبيِّن لك: عندك أنَّ من كان في منزلة ابن باز وابن عثيمين لا ينتهض قولهما في ذا الباب، وهذا رأيٌ محضٌ لك، لايلزمني، إذْ العلم وفهمه يؤخذ من رؤوس أهل العلم الفاهمين لكلام السَّلف ومن ينقل عنهم كابن تيميَّة وغيره، لا من كتبهم رأسًا.
/// ولأعيد سؤالي لك: هل أغلق الباب في هذا العلم على ابن تيميَّة؟ أي: إنَّ معرفة مذهب السَّلف ينتهي بابن تيميَّة مثلًا؟
/// وليتك أجبتني عن هذا بدل ذاك التعليق!
/// وللتَّنبيه أيضًا .. فأنا لم أطلب منك الدُّخول في النِّقاش برأيك، طلبت دليلك وحجَّتك أونقض حجَّة غيرك بمثله إن كان، وإلَّا فلا فائدة من ذكر رأيك وقناعاتك الشَّخصيَّة، ولذا فإنَّه لا يلزمني منها شيءٌ فلا تأتنا به ههنا.
ثم قلتَ بعد ذلك:
أقول: سبق الكلام عليه لكن لا تحمل قولي مالا يحتمله فلم أقل أنا إن ابن باز وابن عثيمين ليسا من السلف ...
/// لم أحمِّل كلامك ما لا يحتمل، أنت أغلقت الباب في ظاهر كلامك، وكما سيأتي أيضًا من ذكرك للطريقتين التين يعرف بهما كلام السَّلف في الباب، ولم تذكر أحد الأئمَّة بعد ابن تيميَّة مثلًا.
/// وعلى كُلٍّ .. إن كانا من السَّلف فعندي لك أمثلةٌ لصفاتٍ لم أقف على أحد سبق الشَّيخ ابن عثيمين في التَّصريح بكونها صفات لله، فهل ترضى بها مثالًا؟
/// وممَّا له علاقةٌ بهذا الموضوع أيَضًا أنِّي سألتك: اذكر لي نصًا واحدًا -وليس كلامًا عامًّا ولا فهمًا لك- عن واحد ممَّن ترتضي قوله في الباب -كابن تيميَّة- يقول ويقعِّد فيه أنَّ: من شرط القول بأيِّ صفةٍ من الصِّفات الظَّاهرة في الأحاديث والآيات أن يكون لك فيها سلفٌ.
فلم تجبني بقول ولا نصٍّ لأحدٍ ممن يرتضى قوله، بل أتيتني بفهمك وكلامك العام!
/// انتبه وتأنَّ في الإجابة عمَّا أسألك عنه، لم أطلب منك فهمك ورأيك، ولا كلامًا عامًّا، إنَّما طلبت منك نقلًا محدَّدًا واحدًا يقطع النِّزاع، عن أحدٍ ممَّن قد اتُّفق عليه بفهمه مذهب السَّلف في ذا الباب.
/// ولذا حِدْتَ عن طلبي منك النَّقل وجئتني بكلامٍ عامٍّ لسنا بحاجة إليه في مبحثنا ههنا:
خلافي معك حول نقطتين:
الأولى: هل يلزم في إثبات الصفة أن يأتي تنصيص من السلف عليها؟
أم يمكن أن أستنبط من النص صفة بحسب القواعد التي أصّلها السلف؟
الثانية: هل ما نقل من أقوال عن شيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين فيها إثبات للصفة؟
فأقول مستعيناً بالله ما يلي: 1. ذكرتَ أنني لم أجب على سؤالك المتعلق بهذه النقطة.
مع أني أجبتك لكن لعلك لم تلاحظ، وخلاصته: إنّ باب الأسماء والصفات ليس معزولاً عن بقية أبواب الشريعة .. فالقول في ذلك كلّه واحد وهو أنّه لا يجوز القول (في مسألة أو باب تكلم فيه السلف) بقول ليس للقائل فيه سلف (سأتكلم عن المقصود بذلك لاحقاً) .. وأخصّ ذلك مطلقاً أبواب العقائد .. وأخصّها ما كان متعلقاً بالله تعالى .. فهذا الباب خاض فيه الخائضون إثباتاً ونفياً .. فيبعد (جداً) أن تمر كل هذه القرون دون أن ينقل عن السلف نص في إثباتها صفة لله تعالى ...
/// إلى آخر كلامك وظاهرٌ وبيِّنٌ أنَّه كلُّه كلامٌ عامٌّ، وليس فيه شيءٌ ممَّا سألتك عنه بالتَّحديد، وسيظهر فساد الإتيان بمثل هذه النُّقول فيما يلي من التعقيب.
ولا أخفيك أنني راجعت كل ما عندي من الكتب بحثاً (والله) عمن قال بها - لأستريح وأريح – ولكني لم أظفر بنقل واحد (سيأتي الكلام عن قول ابن القيم وشيخ الإسلام وابن عثيمين).
/// المشكلة يا أخي هي طلب (الحرفيَّة) في النصِّ على الصِّفة التي لا سلف لك فيها! والتي أشرت لك بها في تعقيبٍ سابقٍ، ولذا فعندما رأيت نصوص كلِّ من نقلتُ أقوالهم في إثبات هذه الصِّفة بألفاظٍ وأساليب وطرقٍ مختلفة، سواء كان ابن تيميَّة أوابن القيِّم أوابن عثيمين أوغيرهم = قمت -وهذا أمرٌ بدهيٌّ- بتأويل كلامهم كما سيأتي!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وقد قلتُ في مشاركةٍ سابقةٍ: هل يلزم أن ينصَّ أحدٌ من الأئمَّة -هؤلاء أوغيرهم- بصيغةٍ معيَّنةٍ (اصطلاحيَّةٌ محدثةٌ) بأنَّه هذه (صفة)، وأنَّها (كمالٌ)، و (لا نقص فيها)، و (تقوم بالله) ... الخ، حتَّى يرضيك نصوصهم في ذلك، الظَّاهر من صنيعك في تأويل أقوالهم البيِّنة جدًّا أنَّك تشترط ذلك.
/// فمن سلفك في هذا الاشتراط المغرق في الحرفيَّة! والأمر أصله اصطلاحيٌّ بحتٌ كما أشرتُ إلى ذلك لو انتبهت.
/// وما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/ 77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة (1): ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/ 2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/ 2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79): " (إن الذين يؤذون الله ورسوله) ثم قال: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) [57،58/ 33] ... ".
--------------------------------------------------
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
--------------------------------------------------
/// فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
/// ثم قلتَ بارك الله فيك: وهذا الباب خطير جداً لا يقبل الاجتهادات .. فباب الأسماء والصفات أقفل على ما كان .. حقه حق .. وباطله باطل .. والمسكوت عنه يجب أن يبقى كذلك لأنه (لو كان خيراً لسبقونا إليه) .. ولما سئل الإمام مالك: وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون).
/// رجعنا للعموميَّات من الكلام .. ما المقصود بالمسكوت في هذا الباب؟ ءإثبات ما لم يصلنا منه شيءٌ من كلام الصَّحابة والتَّابعين، فقد يكون خيرًا سبقونا إليه، فلم يوصف بالسُّكوت، إذ عدم النقل ليس نقلاً للعدم، كما تعلم.
/// أم أنَّ المقصود أنَّ منهجهم الذي أمرنا باتباعه هو العمل بالأدلة، ومنها إثبات الصِّفات، وليس التوقُّف فيها، وعدم الخوض في الكيفيَّات للصِّفات؟
/// ولتعلم أنَّ هذا النَّقل من قبيل كلامك العام الذي لا يخدمك فتأمَّل ما يلي:
/// من ظاهر جوابك السَّابق عن الهرولة =فقد سكت الصَّحابة والتَّابعون عن هذه الصفة؛ لأنَّك لم تنقل لنا قولًا واحدًا عنهم في الباب، أم أنَّ الدارمي والهروي ومن بعدهم ابن تيميَّة (وأزيدك: ابن عثيمين واللجنة الدائمة برئاسة ابن باز) من أهل البدع؛ إذ لم يسكتوا عمَّا سكت عنه القوم!
/// و ((إنصافًا)) أعلم أنَّك لا تقول بهذا، ولكن تأمَّل فقط هذا الَّلازم من نقلك ههنا.
/// وعليه .. هل ستتوقَّف عن إثبات هذه الصِّفة، وإن أثبتها ابن تيميَّة وهو عندك مرضيٌ في الباب؟ أم تدَّعي بوجوب وجود أقوال للصَّحابة والتَّابعين فيها؛ لأنَّ ابن تيميَّة أثبتها، ولكن لم نقف عليها؟
/// وقد سألتني أمثلةً أخرى في الباب، أنت مصرٌّ عليها، فخذ واحدةً أخرى منها: صفة (التردُّد لله تعالى) أثبتها ابن تيميَّة، فهل له سلفٌ من (الصَّحابة والتابعين فقط بناءً على نقلك لكلام مالك) في هذا الإثبات؟
/// ثم ما المقصود بـ (الاجتهادات والاستنباطات) التي لا تقبل في هذا الباب والتي أكثرت الدندنة حولها؟
/// هل إثبات ظاهر الصِّفة من النُّصوص اجتهادٌ واستنباطٌ مخالفٌ لمذهب السَّلف؟! إن كان كذلك فأعيد عليك الطَّلب مرَّةً أخرى: هات من قول مَن سبقك من يقول بهذا، بنصٍّ قاطعٍ فيه.
/// ثم قلت: خصوصاً إذا أخذت بالبال حجم الخلاف وعمقه بين السلف ومخالفيهم .. لقد وصل التعمق بالمخالفين غلواً وإجحافاً إلى مسائل بالغة الدقة والتعقيد ..
وهذه هي كتب السلف ومخالفيهم بالمئات تزخر بآلاف المسائل إثباتاً ونفياً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يُعقل أن تكون هذه النصوص التي تعتمد عليها من نصوص الصفات ومع هذا لا نجد من يصرح في أي منها بإثباتها صراحة ولا نجد كذلك من ينفيها صراحة؟
إنها أكثر إشكالاً (إن كان فيها إشكال) من كثير من النصوص التي تكلم فيها المبتدعة من الصفات .. ومع هذا لا خبر عنهم فيها؟!
/// ولمخالفك في الرَّأي أن يقول: كيف تمرُّ قرونٌ طويلةٌ، أُلِّفت فيه مؤلَّفات في العقيدة، والرَّدِّ على أهل البِدع، وبيان مصطلح أهل السُّنَّة في الباب بالتَّفصيل والشَّرح، وتقعيد القواعد في الأسماء والصِّفات، و ... الخ =ثم لا نجد أحدًا (صرَّح) باشتراط ووجوب وجود كلامٍ لأحد السَّلف في كُلِّ صفة نثبتها من ظاهر آية أوحديث.
/// وهاهي كتب ابن تيميَّة في آلاف الصَّفحات تزخر بالكلام في هذا الباب والرَّدِ على المخالفين فيه، هل فيها شيءٌ من هذا الشَّرط الذي لم تُسبق إليه!
/// أيضًا .. الكلام الطَّويل السَّابق الذي سقته كلامٌ إنشائيٌ عامٌّ لا يصلح ذكره في مقام الاحتجاج بالحجج والنُّصوص القاطعة للنِّزاع.
يجب أن يكون لدينا جواب عن هذا السؤال قبل أن نقدم على الكلام في شيء لم يتكلم به السلف .. فأنا على يقين أنهم لا يسكتون عن شيء في باب العلم بالله وبصفاته إلا لأحد أمرين: فإما أنه غير مشروع .. أو لأنه من التكلف الذي نهينا عنه ...
/// تقدَّم -قريبًا- الجواب على مسألة السُّكوت المتوهَّمة.
/// ثم بقيت في قسمتك شيءٌ ثالث فاتك، وهو قسيمٌ عقليٌّ لما ذكرت، هو أنَّهم تكلَّمُوا عنه ولكنَّنا لم نقف عليه.
/// وأيضًا .. فإنَّ آية: (يؤذون الله) لم نقف للسَّلف (الصَّحابة والتَّابعين فقط) عليها كلامًا، فهل وقفت للسَّلف كلامً في تفسير كلِّ حرفٍ في كتاب الله؟ فهل نسكت لأنَّ فيه كلامً وتفسيرًا لكلام الله؟
/// فما كان جوابًا لك في هذا فهو جواب لمخالفك في غيره.
/// ثم قولك: 2. وقولك إن هذه القاعدة تتصادم بإثباتنا صفات ليس فيها نقل عن السلف.
أقول: لا أظن هذا .. لأن الصفات الثابتة المجمع عليها كلها ثابتة بالنصوص وبأحد أمرين:
أ. نقلٌ عن أحد السلف من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم أو أحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة ينص صراحة على أنّ هذه صفة لله تعالى.
ب. أن يكون مذكوراً في كتب السنة التي اتفق أهل السنة على جلالة أصحابها وكونها مصدراً أصيلاً لعقيدة السلف: مثل (بغير ترتيب) كتاب اللالكائي أو السنة لابن أبي عاصم أو الشريعة للآجري أو التوحيد لابن خزيمة أو كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.
فهذان المصدران هم الذين أقصدهم حين أشترط لإثبات الصفة نقلاً عن السلف ...
/// يا أخي ... (أثبت العرش ثمَّ أنقش عليه) يا أخي .. عوزكُ إلى سَلَفٍ لك في اشتراط نقل كلامٍ عن السَّلف في إثبات الصِّفة =أكثر من عوزك لذكر هذين المصدرين فقط، وتقدَّم طلبي منك إيجاد هذا مرارًا.
/// ثمَّ لم تعلمنا حتَّى الآن ما حدُّك لـ (لسَّلف) الذي تحصر إثبات الصِّفة من النُّصوص عليهم، ولم أعد أدري ما منهجك في قبول إثبات صفةٍ عن السَّلف، فما نقلته عن مالك فوق حصره في الصَّحابة والتَّابعين، والآن وسَّعت الأمر قليلًا فأدخلت فيهم أتباع التابعين وأحد أئمّة السلف كالأئمة الأربعة ..
// ولمعترض أن يسألك: هل تحصر فهم الصِّفات من النصوص على هؤلاء فقط (الصَّحابة والتابعين وأتباعهم والأئمَة الأربعة)، فإن كان كذلك فما الدليل أوالتَّعليل أو النَّقل عن أهل العلم في هذا التحكُّم والحصر؟
/// فلِمَ لا تدخل معهم أحد الأئمَّة المتبوعين من غير الأربعة كالأوزاعي مثلًا؟!
/// وإن كنت لا تحصرهم في هؤلاء فسأعيد عليك السؤال مرَّةً أخرى وأخرى: ما حدُّ من يُقبلُ قوله في إثبات الصِّفات، أُذْكُر أيَّ شيءٍ تحدَّه به، طبقة، أو قرنًا، أوسنةً، أوعصرًا؛ فأنت أخرجت ابن باز والعثيمين، وأدخلت الهروي والدَّارمي وابن تيميَّة فيهم، فهل ابن تيميَّة آخر ذلك مثلًا؟
/// ثم ما الدَّليل ومن السَّلف لك في هذا الحصر أيضًا؟
/// وممَّا يشكل على هذا -أيضًا- ذكرك لـ (كتب السُّنَّة التي اتَّفق عليها أهل السُّنَّة) في هذا الباب، فما وجه إدخاله، وما عِلَّة ذلك؟ وهل يغلق الباب عليهم؟
/// فأعدَّ جوابًا لكُلِّ هذا، فإنَّها مسألة تهزُّ قاعدتك التي بنيت عليها قولك كلَّه، وتفتح بابًا عريضًا للمبتدعة على أهل السُّنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثمَّ قلتَ وفَّقني الله وإيَّاك: 3. قلتَ إنك تلتزم منهج السلف لا ألفاظهم في هذا الباب، بمعنى أنك ترى أن القواعد ما قعدت إلا ليمشي عليها من خلفهم ...
/// لم أقل إنِّي ألتزم هذا فقط بل هذا الظَّاهر من تصرُّف جميع من أعرفهم من أهل العلم، ومنهم من ذكرت أسماء كتبهم في السُّنَّة وابن تيميَّة و ... ، يثبتون الصِّفة ويوردون الدليل الدال عليها، ولا يعوِّلون على ذكر شيءٍ من أقوال السَّلف في الباب (غالبًا).
/// وهاك تلك الكتب التي مثَّلتَ بها، ارجع إليها وقارن فهل ترى فيها ما ذكرتَه من منهجك وقاعدتك، أوما ذكرته أنا وأعلمه من تصرُّف أهل العلم سلفهم وخلفهم فيها؟! أقول: أخي باب الأسماء والصفات باب توقيفي لا اجتهادي، فالقواعد والمنهج ما جاء ليكون آلة للاستنباط والتفريع. وإنما ذكر الأئمة منهج السلف وقواعدهم في هذا الباب صيانة من النقصان والزيادة. ولفهمه وتيقنه وأنه لم يكن عبثاً وإنما عن أصول سار عليها السلف .. ولو صح كلامك هذا لجاز للناظر في عصرنا هذا أن يستنبط صفات من النصوص لم يأت بها أثر .. وهذا أمر خطير في الحقيقة لأنه سيفتح باباً للتلاعب بالكتاب والسنة .. وباباً آخر للقدح من المخالفين .. وهذا أمر سدّه السلف الصالح على من بعدهم بضابط (السلف) أعني سلف القول ...
/// لا تهوِّل الأمر ما دام أنَّه جائزٌ، وليس الوصف بـ (التَّلاعب بالكتاب والسنَّة) لائقًا في هذا المقام، بل يصحُّ أن يُقال عنه كما وصفت بأنَّه (كلامٌ عاطفيٌ).
/// ومرَّةً أخرى وأخرى أذكر لي نصَّ السَّلف أوأحد أتباعهم في إغلاق باب إثبات الصِّفات إلَّا من هذا باب نقل قولٍ سلفيٍّ فيه.
/// وأمَّا كلامك عن التَّوقيف وعدمه في باب الصِّفات فقد تقدَّم تفصيل القول في المقصود بالتَّوقيف فيه في مشاركتي برقم (62)، فأغنى عن إعادته ههنا.
وحتى يتبين الأمر أمثّل بنص مشهور، ألا وهو قوله تعالى: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} ...
/// هذا المثال -ونحوه معروفٌ- وهو خارج كُلُّه عن البحث الذي نحن فيه، إذ ذكرت أنَّ من النُّصوص ما يُعدلُ عن ظاهرها لقرينة أو أكثر، وليس مثل ذا في صفة التأذِّي، أو الأذى بالله، فإن كان فأين القرينة الصَّارفة عن الظَّاهر.
/// وهو سبب إيرادي سابقًا لكلام ابن تيميَّة رحمه الله في عدم إجراء النصُّوص على ظاهرها إن كانت قرينة تمنع من ذلك، وهو ليس خاصٌّ بآيات الصِّفات. قال شيخ الإسلام رحمه الله رداً على النصارى: (وأما قولهم وجنب فإنه لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنبا نظير جنب الإنسان وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}.فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق كقوله تعالى {بيت الله} و {ناقة الله} و {عباد الله} بل وكذلك {روح الله} عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم) الجواب الصحيح ...
/// أظنُّك -والظَّنُّ لا يغني من الحقِّ شيئًا- نقلت كلام ابن تيمية بواسطة، ولو رجعت إلى سياق كلامه لبان لك خطأ اقتباسك به في هذا الموطن، إذ لا يصلح التَّمثيل به في هذا السِّياق، لما تقدَّم من كونه خارج بحثنا.
/// فإنَّما أورد ابن تيميَّة هذا المثال ردًّا على فرية بعض النَّصارى في دعواهم أنَّ المسلمين أثبتوا لله عينين وجنبًا على وجه التَّمثيل والتَّكييف، فأبطل الشَّيخ تلك الدعوى، وبيَّن أنَّه لم يقل بذلك عالمٌ من المسلمين، ولم يقل (أحدٌ من السَّلف) فتأمَّل! فإنَّه دليلٌ عليك لا لك! وقد وقع في ذلك العلامة صديق حسن خان فأثبت لله تعالى جنباً ومع هذا فلا يوافقه أحد ليس لاستحالة ذلك وليس لأنها غير جارية على قواعد الصفات بل لأنها لم ترد عن السلف، ولهذا قال المعلق على قطوف الثمر: (ولهذا لا تصلح هذه الآية وحدها لإثبات أن «الجنب» من الصفات لأن الآية ما سيقت لذلك ولم يفسرها أحد بذلك) ...
/// هذا التَّعليل منك، وهو يلائم منهجك ههنا، وإن كان غير صحيحٍ عند مخالفك، فما فائدة التَّمثيل به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالعود على مسألتنا أحب أن أؤكد أن هذا ليس مني نفياً للصفة لأن النفي والإثبات في هذا الباب موقوف على الدليل .. ومالم ينص أحد على أن لله صفة التأذي فيكون السكوت هو الصواب.
نقل ابن القيم رحمه الله عن الإمام حجة الإسلام أبي أحمد ابن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى قوله: (وكذلك كل ما جاء من الصفات نمره كما جاء من غير عليه، ونقتدي في ذلك بعلماء السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونسكت عما سكتوا عنه، ونتأول ما تأولوا، وهم القدوة في هذا الباب. أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).
ومن الجميل أيضاً ما في قوت القلوب: (قد قال بعض العلماء: ما تكلّم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء، وما سكت عنه السلف فالكلام فيه تكلف) ...
/// مرَّةً أخرى أعيد: هل من دليلٍ أونقلٍ لأهل العلم في اشتراط نصٍّ (بصيغةٍ معيَّتة) من نصوص الكتاب والسُّنَّة أوأقوال العلماء لإثبات كون التأذِّي أو (الأذى) صفة ثابتةً لله؟
/// السُّكوت محلَّه ما سُكت عنه، وليس ما تذكره ههنا منه، وإلَّا فأجب طلبي الآنف وبيِّن من سبقك لهذا.
/// وممَّا يبيِّن خطأك في هذه الحرفيَّة تأويلك لكلام أهل العلم الذين نقلت أقوالهم في قولك:
4. هل لقولك من سلف:
هذه الفقرة ليست لك أخي ما دمت غير مقتنع بضرورة أن يكون لك سلف في إثبات لفظ كل صفة تثبتها، وإنما ذكرتها لأنك تعتقد أن الأقوال التي ذكرها الإخوة تؤيد قولك وهذا غير صحيح .. أ. قول شيخ الإسلام: ... الخ ..........
/// ومع تأويلك لكلامهم بصورٍ شتَّى، فلست بحاجةٍ إلى تأويله كلِّه؛ لأنَّ بعض من ذكرت النَّقل عنهم ليسوا على الشَّرط، أو لا أدري هل يدخلون في السَّلفيَّة التي يجب عليَّ الاعتماد عليها في إثبات الصِّفة أو لا.
بقي أن أعلق على ما جاء في مشاركتك السابقة:
تقول: (ولهذا فما زلتُ أصِرُّ وأتحدَّى أنَّنا لن نجد نصًّا سلفيًّا يخدمنا في إثبات كلِّ الصِّفات)
أقول: ليتك تورد أخي عدنان بعض الصفات لأنظر هل هو كذلك أم لا. فقد أعياني البحث عن صفات (كثيرة) أثبتها الأئمة لم يرد بها قول مأثور. تقول: (لن تجد ألبتَّة)، أقول: أخي لم هذا الجزم! وقد علّمنا الله أن فوق كل ذي علم عليم، وفي قصة موسى مع الخضر عبرة ...
/// لن تجد ألبتَّة -في علمي- حسب بحثي الحثيث عنها.
/// ومادام أنَّ فوق كلِّ ذي علمٍ عليم فهل تجد لي من الصَّحابة والتَّابعين من تكلَّم عن صفة (الهرولة)، أو (التردُّد).
مع أن السؤال الحقيقي هو العكس، وهو أن تأتي بنصوص عن العلماء والأئمة تنص على أنه يجوز للمرء إثبات الصفة من النص دون الحاجة لنقل عن السلف فيها ......
/// هذا تحكُّمٌ يعوزه سلفٌ ... لماذا صار سؤالك هو الحقيقيُّ؟ وقد تقدَّم الكلام عن هذا بالتفصيل فوق.
تقول: (ولا أظنَّ أنَّ تتبُّع مثل هذا يفيد بحثًا أونفعًا، إذ ليس من حسن العِلم التَّطويل فيما يكفي فيه الإيجاز)
ليس صحيحاً في هذا الباب، لأنّ خلافي معك هو في هذا، وليس في الأمر طول، صفة أو اثنتان يجمع أهل السنة على إثباتها ومع هذا لم يرد بها أثر عن السلف فإذا ثبت هذا سلّمنا جميعاً واسترحنا من تكلف الحوار ....
/// قد ذكرت لك صفة الهرولة، ثم ذكرت لك التردُّد، فهل يكفيك؟ أم أبحث لك عن غيرها؟
تقول: (أمرُّوها كما جاءت) نمرُّ ماذا؟ آيات الصِّفات؟ وكيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها ولا أظنُّك تقول بها حتَّى، ولكنَّه اللَّازم من كلامك!
أقول: نعم وبلا شك .. ولنا في اختلافهم في بعض النصوص عبرة .. لقد أخذ بعض السلف من بعض النصوص صفات ومع هذا خالفهم غيرهم .. مع أنهم قمة في الفهم واللغة والعلم إلخ ..
ومع هذا كان القول بأن هذه الآية من آيات الصفات أم لا محل تردد .. وأنا على يقين أنك على قاعدتك لا تتردد في عدّ مثلها من آيات الصفات .. لذا فما فهمته عني صواب ..
فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا ....
/// أعيد كلامي: "إنَّها لطريقة لم أرَ أحدًا قال بها".
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فإنْ رأيت أحدًا قال بها فهلمَّ بقوله ههنا، ولكن .. تنبَّه لمقصدي حيث قلتُ: "هل لابد من النَّص والشَّك في كلِّ آيةٍ أوحديث ثم البحث عن نصٍّ لأحد السَّلف في كونها منها أوليست كذلك؟ ".فحين نختلف أنا وأنت هل هذا النص يؤخذ منه صفة لله فإن الحكم في ذلك هو الرجوع لفهم السلف لها هل قالوا ونصوا بأن ما ذكر في النص هو صفة الرحمن أم لا ...
/// يا أخي أنت تتكلَّم عن آيةٍ للسَّلف فيها كلامًا، وأنا أتكلَّم عن آيةٍ لم يأت للسَّلف فيها كلام، لا في كونها من آيات الصِّفات أوغيرها.
/// وأعيد عليك سؤالي بخصوص آية: ((يؤذون الله)): كيف أعلم أنَّ هذه من آياتها أوليست كذلك؟ وذلك عند عدم الوقوف على قولٍ للسَّلف فيها، كما هو الشأن ههنا.
/// هل تسكت، وتكون كالمفوِّضة الذي لا يعلمون ما معنى الآية؛ لأنَّك قد أرمتنا بالسُّكوت.
/// كيف تفسِّر قوله تعالى: (يؤذون الله)، هل تقول العباد يؤذون الله والله لا يتأذَّى، أو تفوِّض؟ أو كيف تقول؟
تقول: (وهذا يظهر من دفاع شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله وغيره عن مذهب وقاعدة أهل السُّنَّة في إجراء الظَّاهر من الصِّفات في النُّصوص، وعدم الخروج عن ذلك إلَّا بالقرائن الدَّالَّة عليه من السِّياق أوسياقٍ آخر له تعلُّق.
ثمَّ ردُّه على مَن زَعَم أنَّ أهل السُّنَّة قد يخرجون عن إجراء الظَّاهرمنها بالتأويل الباطل الذي عند المتكلِّمين. (
أقول: هذا أخي ليس بخصوص نصوص الصفات بل في كل النصوص: نصوص المعاد والغيب وغيرها هي داخلة في هذا وليس ذلك خاصاً بنصوص الصفات فلا علاقة له بمسألتنا ....
/// لم أقل إنَّه خاصٌّ بمسألة الصِّفات! ثمَّ إن كان كلامًا عامًّا فأنت قد سقت كلامًا عامًّا كثيرًا وتعتب عليَّ هذا فقط، والحقُّ معي فيه؛ إذْ قد تقدَّم آنفًا فوق علاقة هذا بمسألتنا، فراجعه.
تقول: إذ لا يلزم عدم تسويغك الدعاء بالصِّفَة كونها ليست بصفة، ولك هذا المثال: من المعلوم أنَّ صفات الله عزوجل في الكتاب والسُّنة جاءت مطلقةً ومقيَّدةً، فمن الصِّفات التي جاءت بقيدٍ ما لايسوغ دعاء الله به، إذ جاء بقيدٍ.
وإليك هذه الأمثلة: (الملل، والمكر، والمخادعة، والكيد)، صفات واردة لا أعلم أحدً من أهل السُّنَّة قال إنَّها لا تسمَّى صفات، أو أنَّها ليست بكمال!
ومع ذلك هل يسوغ أن تقول -على طريقة مثالك-: يامن لايمل حتى نمل نعوذ بك من الملل، يا من يخادع الكفَّار إذا خادعوه اكفنا خداعهم! يا من يمكر بمن يمكر به اكشف مكر الماكرين.
إن جاز هذا فأجز ذاك، وإن لم يجز فهل معناه عدم ثبوته كصفة، أوعدم كونه كمالًا؟! الباب في هذا واحد.
أقول: أنت ذكرت بنفسك الفرق بينهما .. فما مثلت به صفات مقيدة .. أما التأذي فلم يأت مقيداً ولم ينص أحد على أنه مقيد فينبغي أن تجريه مجرى بقية الصفات المطلقة ...
وسألتك هل إذا أثنيت على ملك من الملوك أو عظيم من العظماء هل يصح بأن تقول: إنه يتأذى؟
بينما يصح أن ثني على الله بأنه يمكر بأعدائه ويخدع المخادعين وأنه لا يمل حتى نمل ...
/// أسلوبك في تحديد كون الصِّفة كمالًا أو لا برأيٍ وقياس، وهو منقوضٌ بأنَّ وجه الكمال فيها قد تمَّ الجواب عنه في أولى المشاركات على (شرف الدين بن علي) وابن عقيل، وأنَّ التأذِي في وقته كمالٌ، وفي غيره ليس كذلك، ولله المثل الأعلى.
تقول: ثم يا أخي أنت تكلَّم عن نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا. وأنا أتكلَّم عن صفات أو نصوصٍ لها لم يُنقل ولا يُعلم فيها خلاف، بل أثبتها قومٌ وسَكَت عنها آخرون، ولا يُنسب لساكت كلامٌ، بلْه تقعيد وتأصيل طويل.
أقول: أنا لم أتكلم عن صفة أصلاً .. أنت الذي تكلمت وأنا طالبتك بسلفك فقط .....
/// أقصد إنَّك تتكلَّم في كلامٍ لك سابقٍ في بعض ما ذكرته كلامًا طويلًا في نصوص صفاتٍ وقَع فيها الخلاف، هل هي من نصوص الصِّفات أولا، والآية التي معنا ليس فيها ذاك الخلاف، ولهذا قلت بعدها: "وإلَّا فهلمَّ إليَّ بمن قال من السَّلف أوالخلف إنَّ آية (يؤذون الله) أو (يؤذيني ابن آدم) ليستا من نصوص الصِّفات؟! ".
وعلى كلٍّ فقد تقدَّم الكلام على هذا فوق قريبًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: فالسَّاكت ساكت، فينبغي لك أن لا تتجاوز سكوتهم في هذه الصِّفات، بدل إيمائك أوجزمك بأنَّ الآية الفلانية ليست من آيات الصِّفات كابن عقيل، هذا كُلُّه أوَّلًا .. أقول: أحسنت في هذا وليتك تلتزمه .. لذا فاسأل نفسك السؤال التالي: إن لم يثبت عندك عن السلف قول بإثبات هذه الصفة: هل يجوز لك أن تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي؟
فعلى قولك الساكت ساكت لا يُنسب له قول .. فليتنا نسكت كما سكتوا ..
تقول: ما دمت تثبت الخلاف (في فهم بعض الصِّفات أوعدمه في النُّصوص وكون تلكم النُّصوص في الصِّفات أوغيرها) =بين السَّلف -لا عند المتأخرين والمعاصرين- فما سببُ الخلاف؟ وما الرَّاجح فيه؟ وكيف يخرج طالب العلم الفاهم للباب بالصَّواب من النَّفي والإثبات من الخلاف بقواعد في كلِّ ما اختلف فيه؟
أقول: علينا أن نثبت ما أثبته السلف .. وننفي ما نفوه .. ونسكت عما سكتوا عنه. وما تكلموا فيه واختلفوا فهذا محل اجتهاد يسوغ الأخذ بأحد قوليهم والمجتهد بين أجر وأجرين ...
/// هذا الكلام كُلَّه (معنى السُّكوت وطلب قوال أهل العلم في معناه و ... ) قد تمَّ الجواب عنه فوق، فراجعه.
تقول: بقيت النُّقطة الأخيرة، وهي اصطلاحيَّة بحتة! كما سيأتي بسط هذا في ملحقٍ تالٍ إن شاء الله، وهي مهمَّة، وقد أكثرتُ ومللتُ من إعادتها! وهي: مسألة الفرق بين باب الصِّفة والإخبار عنها.
فأنا سائلك: ما الفرق؟ أو بأسلوب أكثر وضوحًا: متى يصحُّ لك أن تطلق على ما تثبته في حقِّ الله تعالى أنَّه صفة، ومتى لا يصحُّ، فتطلق عليه أنَّه إخبارٌ عنه؟ وهل لك في ذلك سلفٌ أوخلفٌ؟
أقول: كل ما يأتي من النصوص عن الله ورسوله في حقه تعالى فهو إخبار عنه ..
فمن هذه النصوص ما ثبت فيه تسمية الله باسم والكلام فيه سهل لأنه محصور مضبوط، كقوله تعالى: {هو الملك القدوس .. }
ومنها ما فيه وصف لله تعالى ذاتي أو فعلي أو انفعالي ....
/// هل لك سلفٌ في هذا التقسيم والاصطلاح؟ وتسميته بكذا وكذا.
وقالوا بالنص: هذه صفة لله تعالى: مثل: المجيء، من قوله: {وجاء ربك}
والنزول من قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا) فنقول عن هذه إنها صفات لله تعالى ..
وجاء في بعضها خبر عن الله أو فعل أو انفعال لكن لم ينص واحد منهم – فيما اطلعت عليه -على أنها صفة لله تعالى: كقوله صلّى الله عليه وسلّم في خبر النار: (فيضع الجبار قدمه فيها) فهذا نص على إثبات القدم لله تعالى ....
/// هل نصَّ السَّلف على كلِّ صفةٍ من المجمع عليها والموجود في كتب عقيدة أهل السُّنَّة =حين أثبتوها بقولهم إنَّها (صفة)؟ وما مقصودك بالسَّلف هنا؟
/// إذا أثبتَّ القدم لله، فما تسمي هذا المثبَت، هل تسميه صفة، أو ماذا؟
وهذا الكلام لا يعني أن التأذي صفة كمال لله تعالى ..
كما نقول في سائر ما أخبر به عن نفسه فكما قال إن العباد يكذبونه ويشتمونه وينتقصونه فهم بذلك يؤذونه .. فكل هذه أخبار .. نمرها كما جاءت .....
/// هل سبقك أحدٌ إلى أنَّ التأذِّي ليس بصفة كمالٍ لله؟
/// ما معنى تمرُّها كما جات؟ وما تقول فيها؟
أنا أقول: إن المسألة برمتها تتوقف على ورود النص الصريح بإثبات الصفة ...
/// ما ضوابط وطرق كون النَّصِّ صريحًا في إثبات الصِّفة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:38]ـ
تكرار؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:40]ـ
تكرار!!
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:13]ـ
أخي الحبيب طيب القلب عدنان:
أحب أولاً أن أقول لك إني – والله - لم أكتب في مشاركتي السابقة ما قصدت به السخرية منك .. حفظك الله ..
ولا أكتب هنا إلزاماً لك أو لغيرك ..
نحن نتباحث فقط ونتذاكر ونستفيد من بعضنا البعض فلماذا تكرر: (هذا لا يلزمني) .. نعم لا يلزمك وفقك الباري ولا غيرك .. كما لا يلزمني أنا قولك ..
إنما يلزمنا جميعاً حسن الظن ببعضنا ..
وهاك تعليقي على ما ذكرت:
أولاً: قرأتُ كلام ووعيتُه، وليس عندي مزيد حول مسألة المنهج أسأل الله أن يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: قلتَ: (ما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/ 77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة (1): ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/ 2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/ 2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79): ((إن الذين يؤذون الله ورسوله)) ثم قال: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا))
فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
====
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
أقول: ابن تيمية عمدة عندي في نقله مذاهب السلف والقول بها وأنا شخصياً أقبل ما جاء به وأعده كأنما نقله عن أئمة السلف.
وعندما قرأت ما ذكرته فرحت وقلت الحمدلله أن هذا قاطع للنزاع في صفة التأذي، فلا يكون على الأخ حرجٌ في إثباتها (في نظري)
ومباشرة اتجهت إلى المصدر فوجدت العنوان كما ذكرته وذكر المحقق أنه بخط المؤلف، لكن ظني خاب ..
فالنص لا يصلح دليلاً لك على سلفك في الإثبات لما يلي:
1. أن الآيات التي ساقها فيها ما ليس صفة وإنما أخبار سمعية: فقد ذكر (ص83) حديث النار، حيث قال: (({إذا رأتهم من مكان بعيد} مع الحديث الذي يفسر ذلك دال على حقيقة الرؤية)).
ويعني بالحديث ما رواه ابن جرير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا. قيل: يا رسول الله و هل لها من عينين ? قال: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: * (إذا رأتهم من مكان بعيد ..... ) انظر تفسير الآية.
وهو حديث موضوع كما قال الشيخ الألباني رحمه الله، وحديث العنق الذي يخرج من النار أولى بتفسير الآية.
والشاهد أن هذه الآية ذكرها ابن تيمية وليس فيها شيء عن الله تعالى وصفاته ..
فهذا يبين لك صحة قولي أن السلف يذكرون كثيراً من نصوص الأخبار المجردة في سياق الصفات لا لإثبات صفات منها ولكن لأنها أخبار عن الله تعالى تأولها الجهمية بعقولهم وصرفوها عن ظاهرها ..
2. ومما يضعف الاستدلال بهذا النقل أن شيخ الإسلام ذكر فيها آيات فيها خلاف في عدها من آيات الصفات، بل هو نفسه ينكر أن تكون من آيات الصفات كقوله تعالى: {فثم وجه الله} (ص82)، انظر كلامه في نفي أن تكون من نصوص الصفات في الفتاوى (6/ 61).
3. أنه ذكر نصوصاً وبين أنه من الغلط عدها في الصفات وهذا بينه المحقق في آخر النقل ولم تكرمنا بإيراده كما أوردت تعليقه على العنوان، ومنها صفة الجنب (ص84).
4. أن شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده، وهو قوله: (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة.
وخلاصة الأمر أنّ النقل لا يصلح لإثبات أن شيخ الإسلام رحمه الله يثبت صفة التأذي له تعالى.
ثالثا: بالنسبة لصفة التردد فقد ذكرها ابن تيمية في الفتاوى (18/ 129) وهو حجة عندي كما قلت لك.
رابعاً: قال الأخ عبدالله الشهري وفقه الله ورعاه: (منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال، فعلى مستوى البشر، ولله المثل الأعلى، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به؟)
أقول: أخي ليس السبب كون التأذي صفة مذمومة ولا غير ذلك، وإنما الغرض هو التوقف والسكوت فيما توقفوا عنه وسكتوا.
ثم إن مثالك ناقص .. فللمخالف أن يقول: لو فرض إنسان لا يتأذى بشيء من شتم الآخرين له وانتقاصه وآخر يتأذى و يحزن فإن الأول أكمل لأنه دليل قوته وعدم اكتراثه بما يقوله الآخرون عنه وأما الآخر فيؤثر فيه حزنه فيضطرب ..
فالأسلم هو ذكر ألفاظ النصوص كما هي وتفسيرها بما فسرها به أئمة السلف دون زيادة ..
خامساً: قلتُ في المشاركة السابقة إن في بعض كلام الأخ ابن عقيل ما يوافق فيه كلام نفاة الأفعال الاختيارية ..
وقد أخطأتُ في هذا ..
إذ وقعت عيني على مشاركة لكاتب آخر أظنه شرف الدين فحسبت الكلام لابن عقيل ..
فلهذا أعتذر للأخ عما قلته ..
والله أعلم وأحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
أخي الحبيب طيب القلب عدنان:
أحب أولاً أن أقول لك إني – والله - لم أكتب في مشاركتي السابقة ما قصدت به السخرية منك .. حفظك الله .. ولا أكتب هنا إلزاماً لك أو لغيرك ..
نحن نتباحث فقط ونتذاكر ونستفيد من بعضنا البعض فلماذا تكرر: (هذا لا يلزمني) .. نعم لا يلزمك وفقك الباري ولا غيرك .. كما لا يلزمني أنا قولك .. إنما يلزمنا جميعاً حسن الظن ببعضنا ..
/// أخي الكريم أباعمر، لم يقذف في قلبي سوء ظنٍّ بكلامك، ولم أقل إنَّك سخرت منِّي، بل قلت تعليقك ساخر، في معرض الحوار العلمي، ولستُ غاضبًا منك، وأرجو أن تكون كذلك، وأعتذر أنا أيضًا إن كان تنبيهي وقع في نفسك منه شيءٌ.
وعلى كلٍّ .. فأشكرك على حسن حوارك وطيب كلامك معي.
/// أمَّا الإلزام بالاعتقاد: فأنا أعلم أنَّ أحدًا لا يلزم أحدًا ههنا، لكن مقصود الإلزام هنا -بارك الله فيك- في معرض المناظرة والمحاورة، وإلزام الخصم أوعدم إلزامه بما قال أومايؤدِّي إليه كلامه.
/// فأنا أنقل قولك، وأقول: يلزمك أن تقول كذا وكذا، ثمَّ قد أنقل قولك وأقول: هذا لا يلزمني (يعني: من كلامي أومنهجي فيما تناظر فيه مثلًا).
/// هذا مقصودي من الإلزام الحواري فيما رأيتَ منه في مشاركتي.
/// وفي عدم الأخذ بإثباتات الشيخين ابن باز وابن عثيمين -أو من كان في منزلتهما كما ذكرت- فقد ذكرتُ لك أنَّه لا يلزمني قولك، ولا أدري هل يلزمك أو لا الأخذ بما يثبتونه؛ ليس لأنَّك ترى أنَّهما في مصافِّ ابن تيميَّة الذي ترضى قوله، بل لأنَّك لم تذكر حدًّا يجب الالتزام به ممَّا يمكن قوله وما لا يمكن قوله.
/// وألزمتك -مناظرةً- بما ذكرتَ -أيضًا- حين عُدتَ فقلتَ: إنََّ ابن عثيمين في نظرك ليس خارجًا عن وصف السَّلفيَّة (في قبول الإثبات لا مطلقًا)، والتي تشترطها لقبول إثباتها، فلذا سألتك: هل تقبل أن يثبت الشيخ صفاتٍ لم يُسبق إليها أم لا؟
/// فلو بيَّنتَ -وفَّقك الله- ضابطًا -من سنة أوقرنٍ أووصف ... الخ- لمن يُقبل قوله في الإثبات في الصِّفات -كابن تيميَّة عندك مثلًا- لخرجنا من هذه المحاورة بفائدةٍ.
/// وأنا مازلتُ على طلبي .. فأرجو إجابتي بارك الله فيكم ..
وهاك تعليقي على ما ذكرت:
أولاً: قرأتُ كلام ووعيتُه، وليس عندي مزيد حول مسألة المنهج أسأل الله أن يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه ...
/// آمين .. وجزاك الله خيرًا، ولكنِّي طرحت عليك جملةً من الأسئلة، ولم تجبني عنها يا أخي الكريم، وأهمُّها مسألة ضابط (حد السَّلف)، ونقل عن أحد من قال بوجوب الالتزام بصيغةٍ معيَّنة في إثبات الصِّفة، وغير ذلك تجده في تعقيبي السَّابق.
ثانياً: قلتَ: (ما دمت تشترط هذه الحرفيَّة فسأنقل لك قول ابن تيميَّة وهو مرضيٌّ عندك في إثبات هذه الصِّفة فهاك قول ا آخر ل له: في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (1/ 77) لمحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن قاسم ما نَصُّه: "الآيات التي فيها صِفَاتُ الله سبحانه التي تأوَّلها متأخِّروا الجهمية وسمُّوها الصفات السمعية، وهي ما سوى الصفات السبعة (1): ((يخادعون الله والذين ءامنوا)) [9/ 2] الآية، ((قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)) [14،15/ 2] ... الخ"، إلى أن قال (ص/79): ((إن الذين يؤذون الله ورسوله)) ثم قال: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا))
فهل تتأوَّل هذا النَّصَّ البيِّن أيضًا؟!
====
(1) قال ابن قاسم في الهامش: هذا العنوان من خطِّ المؤلف، ويدل على أن الأشاعرة المتأخرين جهمية كما سمى كتابه الذي رد فيه على الرازي: ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) وكما صرح بأن هذا مذهب الأشاعرة في الرسالة التدمرية. انتهى النقل بنصه.
أقول: ابن تيمية عمدة عندي في نقله مذاهب السلف والقول بها وأنا شخصياً أقبل ما جاء به وأعده كأنما نقله عن أئمة السلف.
وعندما قرأت ما ذكرته فرحت وقلت الحمدلله أن هذا قاطع للنزاع في صفة التأذي، فلا يكون على الأخ حرجٌ في إثباتها (في نظري)
ومباشرة اتجهت إلى المصدر فوجدت العنوان كما ذكرته وذكر المحقق أنه بخط المؤلف، لكن ظني خاب ..
فالنص لا يصلح دليلاً لك على سلفك في الإثبات لما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. أن الآيات التي ساقها فيها ما ليس صفة وإنما أخبار سمعية: فقد ذكر (ص83) حديث النار، حيث قال: (({إذا رأتهم من مكان بعيد} مع الحديث الذي يفسر ذلك دال على حقيقة الرؤية)). ويعني بالحديث ما رواه ابن جرير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا. قيل: يا رسول الله و هل لها من عينين ? قال: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: * (إذا رأتهم من مكان بعيد ..... ) انظر تفسير الآية.
وهو حديث موضوع كما قال الشيخ الألباني رحمه الله، وحديث العنق الذي يخرج من النار أولى بتفسير الآية.
والشاهد أن هذه الآية ذكرها ابن تيمية وليس فيها شيء عن الله تعالى وصفاته ..
فهذا يبين لك صحة قولي أن السلف يذكرون كثيراً من نصوص الأخبار المجردة في سياق الصفات لا لإثبات صفات منها ولكن لأنها أخبار عن الله تعالى تأولها الجهمية بعقولهم وصرفوها عن ظاهرها ...
/// أحسنت يا أخي الكريم في هذا الاستشكال لهذا النَّقل عن الشَّيخ، هو يؤكِّد صحَّة مقصدي من نقلي له.
/// وبيان ذلك .. أنَّ سياق ابن تيميَّة لهذه النُّصوص لأجل بيان خطأ من تأوَّلها بتحريفٍ مخالفٍ للظَّاهر، في الصِّفات أوغيرها، وهذا واضحٌ بيِّنٌ.
/// وهو يبيِّن ويؤكِّد مذهبه في وجوب إجراء النُّصوص على ظاهرها، ومن ذلك ظاهر قوله تعالى: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) وترك التأويل الباطل الذي تأوَّلته الجهميَّة فيها، تمامًا كما بيَّنتَ في تحريفهم للأخبارٍ في النَّار، وقد عرفنا تأويلهم لها وعرفنا وجه إيراده والرَّدِّ عليه.
/// إذا تقرَّر هذا فما بيَّنتَ لنا ما تأويل الجهميَّة لهذه الآية ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) محل البحث؟ فما تأويل الجهميَّة لها، وهل هي من آيات الصِّفا التي أوَّلوها أم من جنس أسة النَّار، وما وجه إيراد المؤلِّف وتخطئته لهم فيها؟
/// الجواب معلومٌ، ممَّا تقدَّم ذكره من كلامي كثيرًا، وممَّا يؤيِّده عنوان المؤلِّف، وهو الأصل وما خرج مستثنى منه، وهو نظيرهُ في مسألة التأويل.
2. ومما يضعف الاستدلال بهذا النقل أن شيخ الإسلام ذكر فيها آيات فيها خلاف في عدها من آيات الصفات، بل هو نفسه ينكر أن تكون من آيات الصفات كقوله تعالى: {فثم وجه الله} (ص82)، انظر كلامه في نفي أن تكون من نصوص الصفات في الفتاوى (6/ 61) ....
/// فكيف تفرِّق بين الآيات التي وقع الخلاف في عدِّها من آيات الصِّفات وما ليست كذلك، قد تقدَّم الجواب عن هذا، وهو وجوب وجود النَّقل أيضًا -عن ابن تيميَّة أوغيره- في أنَّ الآية الفلانيَّة فيها خلافٌ.
/// وليس ثَمَّة نقل عندنا في كون آية: ((يؤذون الله)) ممَّا وقع فيه الخلاف، فنرجع إلى الأصل، وهو التمسُّك بظاهرها، وأنَّها في الصِّفات، وعدم تأويلها كما فعلت الجهميَّة فيما تأولَّته فيها وفي غيرها كالنَّار.
/// ونحن أحوج إلى كلامٍ لأحد الأئمَّة في إثبات هذا الخلاف فيها قبل الجزم بذلك أوالتَّشكيك فيه.
3. أنَّه ذكر نصوصاً وبين أنه من الغلط عدها في الصفات وهذا بينه المحقق في آخر النقل ولم تكرمنا بإيراده كما أوردت تعليقه على العنوان، ومنها صفة الجنب (ص84) .....
/// يَرِدَ على هذا أمور:
الأوَّل: أنَّه بيَّن غلط عدِّ بعض الآيات في الصِّفات، ولم يبيِّن ذلك في هذه الآية، فنرجع للأصل وهو عدم عدِّها منها.
الثَّاني: كذلك يُقال ههنا: كيف تفرِّق بين الآيات التي وقع الخطأ في عدِّها من آيات الصِّفات وما ليست كذلك، ولا نقل عندنا في آية التأذِّي محل البحث فعُلمَ أنَّها ليست منها.
الثَّالث: أنَّه قال أيضًا بعد قوله (ياحسرتى على ما فرط في جنب الله): "ربما أدخل في هذا وهو غلط، إلاّ على وجهٍ آخر".
/// فبيَّن أنَّ الآية محلَّ خلافٍ.
/// وأعود عليك بالسُّؤال الذي لم تجبني عنه أيضًا: ما موقفك من الخلاف بناءً على قاعدتك في وجوب النَّقل عن السَّلف، فما موقفك من الخلاف الذي وقع بينهم، أي القول أرجح؟.
/// فهل تثبت الجنب، وقد أثبته صفة لله بعض أئمَّة أهل السنة كالإمام أبي عمر الطلمنكي، وتعرف محلَّه عند شيخ الإسلام وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// هل ترجِّح تخطئة ابن تيميَّة أو ترجِّح إثبات الطَّلمنكي وهو سابقٌ له زمنًا ومتخصِّص في ذا الباب ومؤلِّف، ثمَّ إن رجَّحتَ قول أحدهما فلا بد أن يكون بعودتك لنصِّ الآية والنَّظر في كون ظاهرها دال على الصِّفة أوأنَّ القرائن تخرجنا عن الظَّاهر.
/// فإذن صار المردُّ في ترجيح أحد القولين هو الرُّجوع إلى ظاهر الآية، وقل مثل هذا في آية: (يؤذون الله) تنزُّلًا على أنَّها ممَّا وقع فيها خلافٌ، وإلَّا فلا خلاف منقول فيها فنرجع للأصل.
4. أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده، وهو قوله: (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة ....
/// لا حاجة لذكر هذا التَّعليق ألبتَّة؛ لأنَّه لا علاقة له بآية الإيذاء، ولا بما نحن نبحث فيه، وبيان هذا من أربعة وجوهٍ:
الأوَّل: أنَّ تصرُّف المحقِّق لا يُلزِمُنا بمقصود شيخ الإسلام فكونها ذكرها في فقرة أوفقرتين ليس ذا من طرق الاستدلال؛ لأنَّه من تصرُّف المحقِّق، قد انتبهتَ أنت لهذا فنبَّهتَ عليه فالتزم به.
الثَّاني: أنَّ التَّعقيب المذكور كان بُعَيد آية (يحسرتى على العباد) لا بُعَيد آية: ((يؤذون الله)) فيكون مقصود المؤلِّف آخر آيةٍ ذكرها قبل تعقيبه، ولو كان مقصوده الآيتين معًا فلم هذا التحكُّم؟
/// لأنَّه قد يُقال: إنَّ المؤلِّف قد ذكر آيات الرِّضا والمحبَّة قُبيل هاتين الآيتين فلِم لا يكون تعليقه ذاك متوجِّهًا عليها أيضًا؟
/// /// فإن قلتَ: إنَّ آيات المحبَّة لم يُنقل فيها خلاف، أو لم يقل أحدٌ إنَّها ليست من آيات الصِّفات، فكذا القول في آية التأذِّي، لم يقل أحدٌ إنَّها فيها خلافٌ أوأنَّها ليست من آياتها؛ فما كان جوابًا لك عن آيات المحبَّة فهو جواب لمخالفك في غيرها.
الثَّالث: أنَّ الشيخ قال: (أُدْخِل في هذا) بالإفراد، يعني قوله: (يا حسرةً على العباد)، ولم يُقل: (أُدخلت)، يعني: الآيات المتوالية، أو (أدخلتا) يعني الآيتين المتتاليتين، ونحو ذلك ممَّا يحصل به البيان ويزول به الاحتمال.
الرَّابع: لو أراد الآية محلَّ البحث لعلَّق عليها بعينها، كما علَّق على آية التحسُّر، ولم يفعل فنرجع للأصل.
وخلاصة الأمر أنّ النقل لا يصلح لإثبات أن شيخ الإسلام رحمه الله يثبت صفة التأذي له تعالى ...
/// بعد هذا الجواب عن استشكالاتك، فهل يصلح نقلي لإثبات ما ذكره الشيخ، وخاصَّةً أنَّ سائر ما ذكرتَهُ من استشكال فيها مجرَّد احتمالٍ، وهو لا يحصل به الاستدلال.
ثالثا: بالنسبة لصفة التردد فقد ذكرها ابن تيمية في الفتاوى (18/ 129) وهو حجة عندي كما قلت لك ....
/// أيضًا .. ما ضابط الحُجَّية في الباب وعدمه؟ سألتك هذا السؤال لنعرف حدًّا منضبطًا في كلام أهل العلم.
هل ما يثبته الشيخ ابن عثيمين ومن كان في مثل تخصُّصه ممَّا لم يسبقه أحدٌ فيه -على حدِّ بحثي وعلمي- يجوز إثباته أم أنَّ الأمر أغلق بشيخ الإسلام ابن تيميَّة مثلًا؟.
رابعاً: قال الأخ عبدالله الشهري وفقه الله ورعاه: (منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال، فعلى مستوى البشر، ولله المثل الأعلى، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: أخي ليس السبب كون التأذي صفة مذمومة ولا غير ذلك، وإنما الغرض هو التوقف والسكوت فيما توقفوا عنه وسكتوا. ثم إن مثالك ناقص .. فللمخالف أن يقول: لو فرض إنسان لا يتأذى بشيء من شتم الآخرين له وانتقاصه وآخر يتأذى و يحزن فإن الأول أكمل لأنه دليل قوته وعدم اكتراثه بما يقوله الآخرون عنه وأما الآخر فيؤثر فيه حزنه فيضطرب .. فالأسلم هو ذكر ألفاظ النصوص كما هي وتفسيرها بما فسرها به أئمة السلف دون زيادة ......
/// يا أخي الكريم ... بارك الله فيك .. لو أجبتني عن أسئلتي في تعقيبي السَّابق فيما يتعلَّق بهذه النُّقطة وغيرها لزاح الإشكال وانتهى الحوار ووضح الجواب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:41]ـ
4. أن شيخ الإسلام رحمه الله إنما ذكر آية الإيذاء وذكر معها آية سورة يس: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [يس:30] ثمّ عقب على آية الأذى بتعقيب لا أدري لم لم تورده، وهو قوله: (أدخل في هذا وهو غلط) (ص79)
فهذا يعني أن شيخ الإسلام ما أورد هاتين الآيتين إلا ليبين غلط عدها من آيات الصفات، وهذا محتمل جداً (ولا أجرم به) حتى من تصرف المحقق إذ جعلهما في فقرة واحدة.
/// لا حاجة لذكر هذا التَّعليق ألبتَّة؛ لأنَّه لا علاقة له بآية الإيذاء، ولا بما نحن نبحث فيه، وبيان هذا من أربعة وجوهٍ:
الأوَّل: أنَّ تصرُّف المحقِّق لا يُلزِمُنا بمقصود شيخ الإسلام فكونها ذكرها في فقرة أوفقرتين ليس ذا من طرق الاستدلال؛ لأنَّه من تصرُّف المحقِّق، قد انتبهتَ أنت لهذا فنبَّهتَ عليه فالتزم به.
الثَّاني: أنَّ التَّعقيب المذكور كان بُعَيد آية (يحسرتى على العباد) لا بُعَيد آية: ((يؤذون الله)) فيكون مقصود المؤلِّف آخر آيةٍ ذكرها قبل تعقيبه، ولو كان مقصوده الآيتين معًا فلم هذا التحكُّم؟
/// لأنَّه قد يُقال: إنَّ المؤلِّف قد ذكر آيات الرِّضا والمحبَّة قُبيل هاتين الآيتين فلِم لا يكون تعليقه ذاك متوجِّهًا عليها أيضًا؟
/// /// فإن قلتَ: إنَّ آيات المحبَّة لم يُنقل فيها خلاف، أو لم يقل أحدٌ إنَّها ليست من آيات الصِّفات، فكذا القول في آية التأذِّي، لم يقل أحدٌ إنَّها فيها خلافٌ أوأنَّها ليست من آياتها؛ فما كان جوابًا لك عن آيات المحبَّة فهو جواب لمخالفك في غيرها.
الثَّالث: أنَّ الشيخ قال: (أُدْخِل في هذا) بالإفراد، يعني قوله: (يا حسرةً على العباد)، ولم يُقل: (أُدخلت)، يعني: الآيات المتوالية، أو (أدخلتا) يعني الآيتين المتتاليتين، ونحو ذلك ممَّا يحصل به البيان ويزول به الاحتمال.
الرَّابع: لو أراد الآية محلَّ البحث لعلَّق عليها بعينها، كما علَّق على آية التحسُّر، ولم يفعل فنرجع للأصل.
/// تتمَّة:
الوجه الخامس: من أقوى الدَّلائل لإرادة شيخ الإسلام من الآية إثبات الصِّفة منها أنَّه لمَّا أورد الآية في السِّياق السَّابق فقال: (إنَّ يؤذُون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة) عقَّب بعدها مباشرة دون فاصلٍ بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا).
/// وتأمَّل رعاك الله ووفقك .. أنَّ هذه الآية الثَّانية لا علاقة لها بالصِّفات أو التَّأويل فيها أوفي غيرها، فلمَ أوردَها الشَّيخ ههنا يا ترى؟!
/// الجواب بكلِّ وضوحٍ: لأنَّ الشَّيخ أراد الرَّدَّ على من أوَّل أذى الله في الآية -من الجهميَّة وغيرهم- بأنَّه أذى أوليائه من المؤمنين، كما تقدَّم، فساق الآية الثانية ليبيِّن المفارقة بينهما، وحتَّى لا يُظَنَّ أنَّها ليست من آيات الصِّفات، فتأمَّل!
/// ولئن لم يكن في الآية علاقةً بالصِّفات ونحوها لكان مثيل مالو ذكر تحت العنوان السَّالف: ((والتِّين والزَّيتون)) أو: ((عمَّ يتساءلون))، أو: (قل يا أيها الكافرون).
/// ونحو ذلك ممَّا لا علاقة له بما يسوقه.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:28]ـ
أخي عدنان لا داعي لكثرة خوضك في كلام شيخ الإسلام فهذا أحتاجه أنا لأني لا أثبت إلا ما نطق به السلف (في مفهومي وقصدي).
أما كلام شيخ الإسلام فاستدلالك لا يتم إلا بالعنوان أليس كذلك؟
فلو كان مجرد سرد آيات لم يكن فيه دلالة، أليس كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناً: فإذا كان الشيخ أورد نصاً ليس فيه كلام عن الله تعالى وهي الآية التي تتحدث عن جهنم ..
فماذا يعني؟
عندي أنه يعني عدم الجزم بكونه أراد أن كل النصوص ساقها كنصوص للصفات الثابتة.
===
كما أؤكد لك مرة أخرى أنا لا نتأول النص .. بل نجريه على حقيقته وأنه تعالى يؤذيه ابن آدم ولا نقول إن هناك حذف ولا تقدير ..
بل نقول كما قال النص .. أما أن أقول إنّ هذا دليل على صفة قائمة بذات الرب اسمها (التأذي) فهذا أسكت عنه كما سكت من قبلي ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:38]ـ
أخي عدنان لا داعي لكثرة خوضك في كلام شيخ الإسلام فهذا أحتاجه أنا لأني لا أثبت إلا ما نطق به السلف (في مفهومي وقصدي) ...
/// عجبًا لك يا أباعمر من ردِّك! ثَّم عجبًا والله من إنصافك!
/// خضتَ أنتَ بالتأويل لكلام ابن تيميَّة ونصِّه الذي نقلتُه لك، ولويت معناه ومقصده، وأطلتَ الكلام في ذلك في أسطر؛ فلمَّا جلَّيت خطأ تأويلك له من وجوهٍ، وبالبيان والبرهان تعتب ذلك عليَّ وتسمِّيه خوضًا؟! بحجَّة ترك كثرة الخوض! بدلًا من شكري على هذا البيان وكشف اللَّبس؟!
/// أتريدني أن أتفرَّج على تأويلك لكلامه مثلًا وأهزَّ رأسي؟ وأسلِّم لك خطأ فهمك له؟!
/// ثمَّ يا أخي .. لنَدَع كلام ابن تيميَّة الذي لا تريد مني الدِّفاع عن معناه الصَّحيح جانبًا فما هو إلَّا نقلٌ واحدٌ ومثال من أمثلةٍ.
/// وتعال إلى ما هو أهمُّ من ذلك كلِّه: لمَ لا تبيِّن لنا (مفهومك ومقصودك) في عدم النُّطق بالصِّفة إلَّا إن نطَق بها (السَّلف)، وذلك بالإجابة -ولو اختصارًا- عن جملة الأسئلة التي طرحتها عليك في تعقيباتي السَّابقة، وهي أسئلةٌ صريحةٌ وإشكالاتٌ وجيهةٌ يتبيَّن بها هل منهجك في هذا الباب صحيحٌ أوخاطيءٌ، وهل لك سلفٌ فيه أم لا؟ لأنَّك تدعو إلى السَّلفيَّة في هذا الباب بمفهومك ذاك.
/// ولم تجبني حتَّى الآن مع كثرة طلبي وإلحاحي عليك، وكان بإمكانك الإعراض عن كلام ابن تيميَّة وتركه جانبًا والاشتغال بالإجابة عمَّا هو أهمُّ من ذلك، فتحرير المنهج وتوضيحه أهمُّ من إثباتٍ صحَّة مثالٍ أومثالين عليه.
/// يكفيك -مثلًا- أن تقول لي: لا جواب عندي؛ فيغلق باب الحوار عندها، وتنقطع المحاورة بيننا!
أما كلام شيخ الإسلام فاستدلالك لا يتم إلا بالعنوان أليس كذلك؟ فلو كان مجرد سرد آيات لم يكن فيه دلالة، أليس كذلك.
حسناً: فإذا كان الشيخ أورد نصاً ليس فيه كلام عن الله تعالى وهي الآية التي تتحدث عن جهنم ..
فماذا يعني؟ عندي أنه يعني عدم الجزم بكونه أراد أن كل النصوص ساقها كنصوص للصفات الثابتة ...
/// قلتُ لك يا أباعمر إنَّك لاتنصفني من نفسك في حوارك معي، قد أجبتك عن هذا الاستشكال وغيره لو انتبهتَ بورك فيك، ولكنَّك أعرضتَ عن الإجابة على أسئلتي الكثيرة.
/// وعلى كلٍّ إليك الجواب عن هذه النُّقطة مرَّةً أخرى، فتأمَّله لتعلم أنِّي لا أترك لك كلامًا دون جوابٍ:
/// أحسنت يا أخي الكريم في هذا الاستشكال لهذا النَّقل عن الشَّيخ، هو يؤكِّد صحَّة مقصدي من نقلي له.
/// وبيان ذلك .. أنَّ سياق ابن تيميَّة لهذه النُّصوص لأجل بيان خطأ من تأوَّلها بتحريفٍ مخالفٍ للظَّاهر، في الصِّفات أوغيرها، وهذا واضحٌ بيِّنٌ.
/// وهو يبيِّن ويؤكِّد مذهبه في وجوب إجراء النُّصوص على ظاهرها، ومن ذلك ظاهر قوله تعالى: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) وترك التأويل الباطل الذي تأوَّلته الجهميَّة فيها، تمامًا كما بيَّنتَ في تحريفهم للأخبارٍ في النَّار، وقد عرفنا تأويلهم لها وعرفنا وجه إيراده والرَّدِّ عليه.
/// إذا تقرَّر هذا فما بيَّنتَ لنا ما تأويل الجهميَّة لهذه الآية ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله)) محل البحث؟ فما تأويل الجهميَّة لها، وهل هي من آيات الصِّفات التي أوَّلوها أم من جنس آية النَّار، وما وجه إيراد المؤلِّف وتخطئته لهم فيها؟
/// الجواب معلومٌ، ممَّا تقدَّم ذكره من كلامي كثيرًا، وممَّا يؤيِّده عنوان المؤلِّف، وهو الأصل وما خرج مستثنى منه، وهو نظيرهُ في مسألة التأويل.
/// ثمَّ قلتُ في الوجه الخامس، وهو أوضح:
/// تتمَّة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الخامس: من أقوى الدَّلائل لإرادة شيخ الإسلام من الآية إثبات الصِّفة منها أنَّه لمَّا أورد الآية في السِّياق السَّابق فقال: (إنَّ يؤذُون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة) عقَّب بعدها مباشرة دون فاصلٍ بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا).
/// وتأمَّل رعاك الله ووفقك .. أنَّ هذه الآية الثَّانية لا علاقة لها بالصِّفات أو التَّأويل فيها أوفي غيرها، فلمَ أوردَها الشَّيخ ههنا يا ترى؟!
/// الجواب بكلِّ وضوحٍ: لأنَّ الشَّيخ أراد الرَّدَّ على من أوَّل أذى الله في الآية -من الجهميَّة وغيرهم- بأنَّه أذى أوليائه من المؤمنين، كما تقدَّم، فساق الآية الثانية ليبيِّن المفارقة بينهما، وحتَّى لا يُظَنَّ أنَّها ليست من آيات الصِّفات، فتأمَّل!
/// ولئن لم يكن في الآية الثانية علاقةً بالصِّفات ونحوها لكان مثيل مالو ذكر تحت العنوان السَّالف: ((والتِّين والزَّيتون)) أو: ((عمَّ يتساءلون))، أو: (قل يا أيها الكافرون).
/// ونحو ذلك ممَّا لا علاقة له بما يسوقه.
/// ثم تقول بعد ذلك:
كما أؤكد لك مرة أخرى أنا لا نتأول النص .. بل نجريه على حقيقته وأنه تعالى يؤذيه ابن آدم ولا نقول إن هناك حذف ولا تقدير ..
بل نقول كما قال النص .. أما أن أقول إنّ هذا دليل على صفة قائمة بذات الرب اسمها (التأذي) فهذا أسكت عنه كما سكت من قبلي ..
/// تسمية ما اصطلحت عليه (أنت) ((خبرًا)) عن الله بـ (التأذِّي)، وكيفيَّة (إجرائه على ظاهره)، وأنَّه (صفة)، وأنَّه (قائمٌ بالله)، ومعنى (السُّكوت كما سكت من قبلنا) =كلُّ هذا -بلا مبالغةٍ- قد تقدَّم الجواب عنه بالتَّفصيل يا أبا عمر، لكنَّ الإجابة عن جملة أسئلتي لم تحصل حتَّى الآن، فأنصفني من نفسك، وأجبني عن كلِّ شيءٍ كما أجبتك عن كلِّ شيءٍ.
/// وسأجمع لك الأسئلة كلَّها ههنا والتي لم تجب عنها، رجاء إجابتك عنها، ولنبدأ -بارك الله فيك- بالسؤال الأوَّل:
1 - السؤال الأوَّل:
ما حدُّ السَّلف الذين تقبل قولهم في ذا الباب؟ وكيف صار الهروي والدَّارميُّ سلفًا، وابن تيميَّة أيضًا؛ لأنه ناقلٌ قولهم، والمتأخرون الذين في منزلة ابن باز والعثيمين ليسوا كذلك؟!
/// فلو بيَّنتَ -وفَّقك الله- ضابطًا -من سنة، أوقرنٍ، أووصف ... الخ- لمن يُقبل قوله في الإثبات في الصِّفات -كابن تيميَّة عندك مثلًا- لخرجنا من هذه المحاورة بفائدةٍ ...
/// أنتظر إجابتك .. بارك الله فيك.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:07]ـ
أخي عدنان قد أجبتك عن هذه الأسئلة في مشاركاتي لكنك لا ترضاه جواباً فتحسب أني لم أجب ..
قد أجبتك أخي بما عندي وقلت لك لا مزيد عندي عليه ..
ربما ترى أنه لا يكفي ولا ينتهض .. هذا رأيك ..
ومع ذلك هذا جوابي باختصار:
ج1. لا أتكلم عن نص فأثبت منه صفة إلا إذا صرح إمام متفق على إمامته في كتاب أو في نقل على أن هذه صفة .. فسلفي هو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد التابعين الثقات أو تبع الأتباع وتلاميذهم الآخذون عنهم .. دون تحديد زمني فهم في عصور ممتدة ذكرهم بالاسم اللالكائي وغيره ..
أو الكتب المعتمدة كذلك ..
وإذا كان بعض الأئمة قالوا ما جانبوا فيه الصواب فانتقدهم الآخرون: كما فعل الطلمنكي أو ابن خزيمة أو غيرهم فهذا مستثنى، ويبقى الباقي على الأصل لأني كما قلت لك الأمر عندي محصور توقيفي لا أتوسع فيه ..
أما المعاصرون فلا .. مع تقديري لهم ..
لكن المعاصر يا أخي ليس كالمتقدم .. كما قال ابن مسعود وغيره: اقتدوا بمن مات ..
وإنما يتميز المتقدم عن المعاصر لأن المتقدم يمضي على قوله السنوات الكثيرة ويشتهر كتابه وقوله فإذا لم ينتقده أحد من الأئمة دل على أن لقوله أصلاً وسلفاً واكتسب قوة ..
أما المعاصر فليس كذلك ..
خصوصاً حين يخلو الزمان من أقران له كما هو الحال في الأئمة الثلاثة رحمهم الله أجمعين ..
فأين الأئمة مثلهم في حياتهم الذين يمكن أن يواجهوهم .. وأنت تعرف ما حصل بين ابن عثيمين والتويجري في صفة المعية ..
والشاهد أن القول كلما كان أقدم كلما كان أصوب وأقرب للحق.
ج2. ليس هناك ضابط .. وهذا لا قيمة له هنا ..
فالسؤال يلزمك أيضاً في القواعد التي تسير عليها ويلزم في تفسير القرآن ويلزم في الأقوال الفقهية ..
==
(يُتْبَعُ)
(/)
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي:
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه .. يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص؟
ليس هذا إلزاماً حتى لا تسيء فمهي: بل لأني حاولت قياسها على الأذى في الاشتقاق فاحترت.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 11:58]ـ
/// أخي أبا عمر .. ابتداءًا فأنت لم تعقِّب على جوابي لك عن النصِّ الصَّريح لشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في عدِّه وإثباته آية ((يؤذون الله)) من آيات الصِّفات!
/// فقد أخبرتني أنَّك فرِحْتَ بنصِّ كلام ابن تيميَّة أولًا كما ذكرتَ لي في أول تعقيبٍ لك بعده، ولكنَّك ذكرتَ أنَّ ظنَّك خاب حين استشكلتَ فيه أمورًا، ثم أجبتك عن كلُّ هذه الإستشكالات.
/// فهل تثبت الآن (صفة الأذى) أو (التأذِّي) لله -كما أثبتَّ (الهرولة) و (التردُّد) قبلُ- بناءً على إثبات ابن تيميَّة رحمه الله لها حين ذكرها تحت عنوان (الصِّفات ... ) ممَّا تقدَّم نقله عنه؟
أخي عدنان قد أجبتك عن هذه الأسئلة في مشاركاتي لكنك لا ترضاه جواباً فتحسب أني لم أجب .. قد أجبتك أخي بما عندي وقلت لك لا مزيد عندي عليه .. ربما ترى أنه لا يكفي ولا ينتهض .. هذا رأيك .. ومع ذلك هذا جوابي باختصار:
ج1. لا أتكلم عن نص فأثبت منه صفة إلا إذا صرح إمام متفق على إمامته في كتاب أو في نقل على أن هذه صفة .. فسلفي هو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد التابعين الثقات أو تبع الأتباع وتلاميذهم الآخذون عنهم .. دون تحديد زمني فهم في عصور ممتدة ذكرهم بالاسم اللالكائي وغيره .. أو الكتب المعتمدة كذلك .. وإذا كان بعض الأئمة قالوا ما جانبوا فيه الصواب فانتقدهم الآخرون: كما فعل الطلمنكي أو ابن خزيمة أو غيرهم فهذا مستثنى، ويبقى الباقي على الأصل لأني كما قلت لك الأمر عندي محصور توقيفي لا أتوسع فيه .. أما المعاصرون فلا .. مع تقديري لهم .. لكن المعاصر يا أخي ليس كالمتقدم .. كما قال ابن مسعود وغيره: اقتدوا بمن مات .. وإنما يتميز المتقدم عن المعاصر لأن المتقدم يمضي على قوله السنوات الكثيرة ويشتهر كتابه وقوله فإذا لم ينتقده أحد من الأئمة دل على أن لقوله أصلاً وسلفاً واكتسب قوة ..
أما المعاصر فليس كذلك .. خصوصاً حين يخلو الزمان من أقران له كما هو الحال في الأئمة الثلاثة رحمهم الله أجمعين .. فأين الأئمة مثلهم في حياتهم الذين يمكن أن يواجهوهم .. وأنت تعرف ما حصل بين ابن عثيمين والتويجري في صفة المعية .. والشاهد أن القول كلما كان أقدم كلما كان أصوب وأقرب للحق. ج2. ليس هناك ضابط .. وهذا لا قيمة له هنا ...
/// نعم إنَّك أجبتني عن بعض الأسئلة، ولكن بشيءٍ من الغموض، وسيتبيَّن ذلك بما يلي:
/// هل أفهم من كلامك هذا الأمور الآتية:
1 - هل معناه أنَّ الأئمَّة الثلاثة، وتقصد بهم في ظنِّي (ابن باز - العثيمين - الألباني) ممَّن يقبل قولهم في هذا الباب مثلًا؟
2 - هل معناه أنَّ الباب قد أغلق بعد هؤلاء الثلاثة، إلَّا إن جاء من هو مثلهم حسب وصفك؛ فإن كان كذلك فهل تعتقد أنَّهم -الثَّلاثة- لا يثبتون صِفةً إلَّا إن نُقِل عن السَّلف أنَّهم أثبتوها كما ذكرْتَ ذلك سابقًا على ابن تيميَّة رحمه الله؟
/// فهل من نقلٍ أونصٍّ من كلام أحدٍ من هؤلاء الأربعة على أنَّهم ماشون على هذا المنهج، الذي صرَّحتَ به قبل ذلك.
فإن لم يكن ثَمَّ نصٌّ فهل هذه هي طريقتهم التي يسلكونها في فتاواهم وأقوالهم حتَّى لو لم يصرِّحوا بنصٍّ في المسألة، بارك الله فيك.
______________________________ ______________________________ ___________________
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي: أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة .. وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون .. وأنه يُدعى .. وأنه .. يُرجى .. وأنه يُخاف ويُخشى .. ونحو ذلك من النصوص .. ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه ............... .
/// اقتراح .. لم لا تدعنا يا أبا عمر من أسئلتك الآن، حتى ننتهي من الحوار في الإجابة عن أسئلتي أوَّلًا، فإنَّك لم تجب عنها بوضوحٍ؛ كما سيتبيَّن، وأعدك بأن نرجع للجواب عن سؤالك هذا، حتَّى لا يتشعَّب بنا الموضوع.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 01:27]ـ
قال تعالى {نِعْمَ ?لْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30]
قال ابن الجوزي رحمه الله: وفي الأواب أقوال قد تقدمت (في سورة بني أسرائيل) أليقها بهذا المكان أنه رجاع بالتوبة إلى الله تعالى مما يقع منه من السهو والغفلة. أهـ
بقي أن أشير إلى أمر مهم:
وهو أن ما سبق في كلام الأخ ابن عقيل فيه بعض الخطأ لا يوافق عليه فبعض كلامه هو كلام من نفى صفات الأفعال ولا أريد أن أدخل مع الأخ في نقاش لكن أقول هذا حتى لا يظن أني أوافقه في المضمون ..
.
خامساً: قلتُ في المشاركة السابقة إن في بعض كلام الأخ ابن عقيل ما يوافق فيه كلام نفاة الأفعال الاختيارية .. وقد أخطأتُ في هذا ..
إذ وقعت عيني على مشاركة لكاتب آخر أظنه شرف الدين فحسبت الكلام لابن عقيل ..
فلهذا أعتذر للأخ عما قلته ..
والله أعلم وأحكم
زادك الله علماً وحلماً وأوبة يا أبا عمر واسأله سبحانه لي ولك ولإخواننا الثبات على التوحيد والسنة حتى الممات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:07]ـ
• إضافةٌ وإفادةٌ •
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كما في مجموع فتاويه (11/ 360 - 361): " ... ولا أحد أصبر على أذىً من الله يجعلون له ولدًا وشريكًا، وهو يعافيهم ويرزقهم.
فهو يفرح بما يحبُّه، ويؤذِيْه ما يبغضه، ويصبر على ما يؤذِيْهِ.
وحُبُّه، ورِضَاه، وفَرَحه، وسخطه، وصبرُه على ما يؤذيه =كُلُّ ذلك من كماله، وكُلُّ ذلك من صفاته وأفعاله.
/// وهو الذى خلق الخلائق وأفعالهم، وهم لن يبلغوا ضُرَّه فيضرُّوه، ولن يبلغوا نفْعَهُ فينفعوه.
وإذا فَرِح ورَضِيَ بما فعله بعضهم فهو سبحانه الذى خلق فِعْله، كما أنَّه إذا فَرِح ورَضِيَ بما يخلقه فهو الخالق.
وكُلُّ الذين يؤذون الله ورسوله هو الذى مكَّنَهم، وصَبِر على أذاهم بحكمته، فلم يفتقر إلى غيره، ولم يخرج شىء عن مشيئته، ولم يفعل أحدٌ ما لا يريد ...
/// وقد ذكر فى غير هذا الموضع أنَّ ما سَلَكَه الجهميَّةُ فى نفي الصِّفَات فمَبْنَاه على القياس الفاسِد المحض، وله شرح مذكورٌ في غير هذا الموضع.
/// ومن تأمَّل نصوص الكِتاب والسُّنَّة وجدها فى غاية الإحكام والإتقان، وأنَّها مشتملة على التقديس لله عن كُلِّ نقصٍ، والإثبات لكُلِّ كمالٍ.
/// وأنَّه تعالى ليس له كمالٌ يُنْتَظر؛ بحيث يكون قبله ناقصًا، بل من الكمال أنَّه يفعل ما يفعله بعد أن لم يكن فاعله، وأنَّه إذا كان كاملًا بذاته وصفاته وأفعاله لم يكن كاملًا بغيره، ولا مفتقرًا إلى سواه بل هو الغنيُّ ونحن الفقراء ...
وهو سبحانه فى محبَّته، ورِضاه، ومقتِهِ، وسخطِهِ، وفرحِهِ، وأَسَفهِ، وصبرِهِ، وعفوِهِ، ورأفتِهِ، له الكمال الذي لا تُدْرِكه الخلائق، وفوق الكمال؛ اذْ كُلُّ كمالٍ فمن كمالِه يُسْتفاد، وله الثناء الحسن الذى لا تحصيه العِبَاد، وإنَّما هو كمالٌ، أثنى على نفسه، له الغنى، الذي لا يفتقر إلى سواه ...
/// فهذا الأصل العظيم، وهو مسألة خلقه وأمره، وما يتَّصِل به من صفاته وأفعاله، من محبَّتِه، ورضاه، وفرحه بالمحبوب، وبغضه، وصبره على ما يؤذيه، هي متعلِّقةٌ بمسائل القَدَر، ومسائل الشَّريعة، والمنهاج، الذي هو المسئول عنه، ومسائل الصِّفات، ومسائل الثَّواب والعقاب، والوعد والوعيد، وهذه الأصول الأربعة كلِّيَّة جامعةٌ، وهى متعلِّقةٌ به، وبخلقه، وهي في عمومها، وشمولها، وكشفها للشُّبهات تشبه مسألة الصِّفَات الذَّاتية والفعليَّة، ومسألة الذَّات والحقيقة والحدِّ، وما يتصل بذلك من مسائل الصِّفات، والكلام فى حلول الحوادِث، ونفى الجسم، وما في ذلك من تفصيلٍ، وتحقيقٍ، فإنَّ المعطِّلة والملْحِدَة في أسمائه وآياته كذَّبُوا بحقٍّ كثيرٍ جاءت به الرُّسُل؛ بناءًا على ما اعتقدوه من نفي الجسم، والعَرَض، ونفي حلول الحوادث، ونفي الحاجة.
وهذه الأشياء يصِحُّ نفيُهَا باعتبارٍ، ولكن ثبوتها يصِحُّ باعتبارٍ آخر.
فوقعوا فى نفي الحقِّ الذي لا ريب فيه، الذى جاءت به الرُّسُل، ونزلت به الكُتُب، وفُطِرَت عليه الخلائق، ودلَّت عليه الدَّلائل السَّمعيَّة والعقليَّة، والله أعلم".
/// قلتُ: في هذا النصِّ عن شيخ ابن تيميَة رحمه الله إضافتان على قضيَّتين وشبهتين تقدَّم الكلام عليهما بالإبطال، والعزو لذلك في مشاركاتٍ سابقةٍ، فلمَّا وجدُّت نصَّ الشيخ رحمه الله قد اشتمل على الكلام على الشُّبهتين في نقلٍ واحد أحببت نقله ههنا ليتفيد منه الإخوان حين يبتلوا ببعض المبتدعة الذين ينفون الصِّفات بناءً على هاتين الشُّبهتين، وهما:
1 - الشُّبهة الأولى: الشُّبهة التي أثارها وتبنَّاها الأخ (ابن عقيل)، وهي شبهةٌ جهميَّةٌ، حاصلها أنَّ الله تعالى إذا اتَّصف ببعض صفات الأفعال -كالأذى- لأذى عباده له =للزم من ذلك افتقاره إلى خلقه، وأنَّ الخلق أثَّروا فيه تعالى، وهذا ممتنعٌ فيه؟!
2 - والشُّبهة الثَّانية: الشُّبهة التي أثارها الأخ (شرف الدِّين بن عليٍّ)، وهي توهُّم اتِّصاف الله تعالى بالنَّقص؛ بحُجَّة كونه يمكنه فعل الشَّيء في وقتٍ ولا يفعله في وقتٍ آخر، فيتأذَّى حين يؤذيه عباده، ولايتأذَّى حين لا يفعلون ذلك؛ فيكون ناقصًا في وقتٍ كاملًا في آخر، وهذا ممتنعٌ في حقِّه تعالى؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وأخيرًا .. فينبغي لمن وقف على خطئه في شيءٍ ما، تابع فيه أهل البِدَع أن ينيب إلى الله ويرجع للحقِّ، بدل التَّمادي فيه.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المحاورة المفيدة.
لا أخفيك يا شيخ عدنان أنني قد هممت أن أتحاور معك أكثر من مرة متعقباً على ما تنقله عن الأئمة _ تظنه حجةً لك _ وفي كل مرة يصرفني الله عن ذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله.
ولا أخفيك أيضاً أن إثباتك _ وفقك الله _ ل (صفة التأذي) لا يخلوا من إشكالات ليس أقلها أنه لم يخض فيها أحدٌ قبلك وأنك تتصدر (على وجه الخصوص) بما لا سلف لك فيه.
وما نقلتَه أخيراً _ بارك الله فيك _ عن شيخ الإسلام ليس فيه حجةً لما تذهب إليه، وأدعوك شيخي الحبيب إلى إعادة التأمل في ما نقلته في المشاركة الأخيرة. ولاحظ أن شيخ الإسلام لم يثبت (تأذياً) وإنما (كررّ) _ رحمه الله _ (صبره) _ عزّ وجل _ على ما (يؤذيه)، كل ذلك ورعاً منه _ رحمه الله _ من التكلم على الله بغير علم؛ فالله _ عز وجل _ أخبرنا أنه يؤذيه عمل ابن آدم من الشرك ونسبة الولد إليه وسب الدهر، ولم يخبرنا أنه سبحانه يتأذى.
وقد يقول قائل بأن إثبات أن ابن آدم (يؤذيه) _ سبحانه وتعالى _ ثم (التوقف) في إثبات أنه _ جل وعلا _ (يتأذى) تناقض واضطراب؛ إذ كيف تثبت (لحوق الأذى به) _ سبحانه وتعالى_ ثم (لا تثبت) تأذيه؟
فيقال: إن الله أخبرنا أن ابن آدم (يؤذيه) ولم يخبرنا بأنه _ عز وجل _ (يتأذى)، وإثبات (تأذيه) إنما هو إثباتٌ بالازم وهذا لا يصح، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من (لحاق الأذى به) _ سبحانه وتعالى _، ولا نخوض في ما ليس لنا به علم فلا نثبت ولا ننفي (تأذيه).
ولي عودة إن شاء الله إن رضيت بي محاوراً، فأنا المقر بأني بيني وبينكم مفاوز في العلم. وإني لأرجوا من الأخوة سؤال أهل العلم المبرزين في هذا الباب من أمثال الشيخ البراك _ حفظه الله _؛ سيما وأن بعض الأخوة هنا قريبين جداً من الشيخ، كل ذلك حرصاً على أن لا يخوض أحدنا في شيء قد يظنه حق وهو بخلاف ذلك.
أسأل الله أن يغفر لنا وأن يجمعناً على الحق.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 07:42]ـ
أنا هنا أنقل (بالحرف) بعض مشاركتك الأخيرة يا شيخ عدنان في نقلك عن شيخ الإسلام _ رحمه الله _مع التصرف البسيط في (تلوين الكلام)، وأنتظر ردك إن كان للتلوين أثرٌ فارق.
• إضافةٌ وإفادةٌ •
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كما في مجموع فتاويه (11/ 360 - 361): " ... ولا أحد أصبر على أذىً من الله يجعلون له ولدًا وشريكًا، وهو يعافيهم ويرزقهم.
فهو يفرح بما يحبُّه، ويؤذِيْه ما يبغضه، ويصبر على ما يؤذِيْهِ (1)
وحُبُّه، ورِضَاه، وفَرَحه، وسخطه، وصبرُه على ما يؤذيه (2) كُلُّ ذلك من كماله، وكُلُّ ذلك من صفاته وأفعاله (3).
وهو الذى خلق الخلائق وأفعالهم، وهم لن يبلغوا ضُرَّه فيضرُّوه، ولن يبلغوا نفْعَهُ فينفعوه.
وإذا فَرِح ورَضِيَ بما فعله بعضهم فهو سبحانه الذى خلق فِعْله، كما أنَّه إذا فَرِح ورَضِيَ بما يخلقه فهو الخالق (4)
وكُلُّ الذين يؤذون الله ورسوله هو الذى مكَّنَهم، وصَبِر على أذاهم بحكمته (5)، فلم يفتقر إلى غيره، ولم يخرج شىء عن مشيئته، ولم يفعل أحدٌ ما لا يريد ...
وقد ذكر فى غير هذا الموضع أنَّ ما سَلَكَه الجهميَّةُ فى نفي الصِّفَات فمَبْنَاه على القياس الفاسِد المحض، وله شرح مذكورٌ في غير هذا الموضع.
ومن تأمَّل نصوص الكِتاب والسُّنَّة وجدها فى غاية الإحكام والإتقان، وأنَّها مشتملة على التقديس لله عن كُلِّ نقصٍ، والإثبات لكُلِّ كمالٍ.
وأنَّه تعالى ليس له كمالٌ يُنْتَظر؛ بحيث يكون قبله ناقصًا، بل من الكمال أنَّه يفعل ما يفعله بعد أن لم يكن فاعله، وأنَّه إذا كان كاملًا بذاته وصفاته وأفعاله لم يكن كاملًا بغيره، ولا مفتقرًا إلى سواه بل هو الغنيُّ ونحن الفقراء ...
وهو سبحانه فى محبَّته، ورِضاه، ومقتِهِ، وسخطِهِ، وفرحِهِ، وأَسَفهِ، وصبرِهِ، وعفوِهِ، ورأفتِهِ (6)، له الكمال الذي لا تُدْرِكه الخلائق، وفوق الكمال؛ اذْ كُلُّ كمالٍ فمن كمالِه يُسْتفاد، وله الثناء الحسن الذى لا تحصيه العِبَاد، وإنَّما هو كمالٌ، أثنى على نفسه، له الغنى، الذي لا يفتقر إلى سواه ...
فهذا الأصل العظيم، وهو مسألة خلقه وأمره، وما يتَّصِل به من صفاته وأفعاله، من محبَّتِه، ورضاه، وفرحه بالمحبوب، وبغضه، وصبره على ما يؤذيه هي متعلِّقةٌ بمسائل القَدَر، ومسائل الشَّريعة، والمنهاج، الذي هو المسئول عنه، ومسائل الصِّفات، ومسائل الثَّواب والعقاب، والوعد والوعيد، وهذه الأصول الأربعة كلِّيَّة جامعةٌ، وهى متعلِّقةٌ به، وبخلقه، وهي في عمومها، وشمولها، وكشفها للشُّبهات تشبه مسألة الصِّفَات الذَّاتية والفعليَّة، ومسألة الذَّات والحقيقة والحدِّ، وما يتصل بذلك من مسائل الصِّفات، والكلام فى حلول الحوادِث، ونفى الجسم، وما في ذلك من تفصيلٍ، وتحقيقٍ، فإنَّ المعطِّلة والملْحِدَة في أسمائه وآياته كذَّبُوا بحقٍّ كثيرٍ جاءت به الرُّسُل؛ بناءًا على ما اعتقدوه من نفي الجسم، والعَرَض، ونفي حلول الحوادث، ونفي الحاجة.
وهذه الأشياء يصِحُّ نفيُهَا باعتبارٍ، ولكن ثبوتها يصِحُّ باعتبارٍ آخر.
فوقعوا فى نفي الحقِّ الذي لا ريب فيه، الذى جاءت به الرُّسُل، ونزلت به الكُتُب، وفُطِرَت عليه الخلائق، ودلَّت عليه الدَّلائل السَّمعيَّة والعقليَّة، والله أعلم". اهـ
----------------
(1) ولم يقل _ رحمه الله _ (و يتأذي مما يؤذيه)، فتنبه!
(2) ولم يقل _ رحمه الله _ (وتأذيه)، فتنبه!
(3) فأين ذكر فعل (التأذي) لو كان _ رحمه الله _ يثبته!
(4) لم يذكر _رحمه الله شيئاً عن (تأذيه)، فتنبه!
(5) ولم يقل _ رحمه الله _ (تأذى) من أفعالهم، فتأمل ولا تعجل.
(6) لا ذكر (لتأذيه) سبحانه، مع أنه لو ثبت _ يعني تأذيه _ لكان إنكار الجهمية أعظم والرد عليهم أحوج، ولكنه رحمه الله لا يلزمه كل ذلك لأنه لا يثبت ولا ينفي (تأذيه) سبحانه وتعالى، فلم يحتَجْ إلى إيراده، فتأمل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 07:42]ـ
/// أخي الكريم .. ما خضتُ في شيءٍ إلَّا وذكرتُ حجَّتي وسلفي فيه.
/// وبالنسبة للنَّقل السَّابق فلم أقل إنَّ فيه تنصيصًا واضحًا على إثبات شيخ الإسلام ابن تيميَّة لهذه الصِّفة، مع الاحتمال لذلك، وإنَّما كان المقصود الرَّدَّ على شبهتين قال بهما بعض الأخوة تمنُّعًا من إثبات هذه الصِّفة، وإنَّما حمَّرت على التأذِّي لبيان أنَّه كبقيَّة صفات الفعل التي أنكرها الجهميَّة بالشُّبهتين السَّابقتين.
/// وتقدَّم الجواب أيضًا عن قضيَّة الأذى والصَّبر عليه في مشاركاتٍ سابقةٍ فلو راجعت ذلك لتبيَّن لك أنَّه لم يبق شيءٌ في المسألة.
/// فلو سألتني لكفيت إتعابك نفسَك في بيان عدم حُجِّيَّة وظهور نصِّ الشيخ على ما ظننتَ أنِّي سقته لأجله.
/// مع العلم أنَّ ما نقلته من كلام أهل العلم سلفًا في المسألة قبل ذلك يكيفني، وإن تأوَّله بعض الإخوة.
/// وبالنِّسبة للمحاورة فلم يبق شيءٌ نتحاور فيه يا أخي الكريم؛ لأنِّي قد ذكرت كلَّ ما عندي، فيمكنك مناقشتي أواستشكال ما ذكرته سابقًا، غير أسئلةٍ خاصَّةٍ ببعض الأخوة، وجَّهتها إليهم لما رأيته من غرابة قولهم فيها، كابن عقيل والأخ أبوعمر الكناني، وأنا أنتظر بعض الإجابات عليها.
/// وفقك الله ونفع بك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 08:00]ـ
/// وأحببت أخي الكريم أن أبيِّن لك -حتَّى تحسن الظَّنَّ بأخيك- أنِّي لو علمتُ أنِّي لست على يقينٍ ممَّا أنا فيه في أيِّ شيءٍ سطرته ههنا لتراجعت عنه.
/// ولكنْ ثَمَّة نقطة راجعني فيها أحد الإخوة الأكارم والنُّبلاء الأفاضل لا تؤثِّر في مجمل ما ذكرته، غير شيءٍ ممَّا تحوم حوله، بارك الله فيك.
/// ولعلِّي أذكر ذلك في مشاركةٍ تاليةٍ بحول الله وقوَّته.
/// وجزاك الله خيرًا على نصحك وحسن خطابك ولطف تعقيبك.
/// تنبيهٌ: علم الله وشهد أنِّي ما وقفت على كلام ابن تيميَّة الأخير الذي في مشاركة (114) إلَّا البارحة، ولذا أدرجته ههنا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 08:53]ـ
ولاحظ أن شيخ الإسلام لم يثبت (تأذياً) وإنما (كررّ) _ رحمه الله _ (صبره) _ عزّ وجل _ على ما (يؤذيه)، كل ذلك ورعاً منه _ رحمه الله _ من التكلم على الله بغير علم؛ فالله _ عز وجل _.
الأخ خالد زاده الله علماً وفهماً
لا شك في ورع شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم عن التكلم على الله بدون علم.
ولكن قول شيخ الإسلام رحمه الله وترديده للقول بـ صبره على ما يؤذيه أو يصبر على ما يؤذيه وما شابهها هو وقوف عند النصوص فقد جاء في الصحيح عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ..... الحديث"
الكمال هنا في الصبر على الأذى
ويدل عليه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه قال: «قسَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قسمةً، فقال رجلٌ منَ الأنصار: والله ما أراد محمدٌ بهذا وجهَ الله، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبرته، فتمعَّرَ وجهه وقال: رحمَ الله موسى?، لقد أُوذِيَ بأكثر من ه?ذا فصبر»
فلم يقتصر عليه الصلاة والسلام على قوله " رحمَ الله موسى?، لقد أُوذِيَ بأكثر من ه?ذا "
ولم يقل " يؤذوني وقد أوذي الأنبياء من قبلي "
ولكنه صلى الله عليه وسلم أثبت أن الصبر على الأذى هو الكمال
وجزاك الله خيراً
ـ[الغُندر]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:02]ـ
الأخ خالد زاده الله علماً وفهماً
لا شك في ورع شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم عن التكلم على الله بدون علم.
ولكن قول شيخ الإسلام رحمه الله وترديده للقول بـ صبره على ما يؤذيه أو يصبر على ما يؤذيه وما شابهها هو وقوف عند النصوص فقد جاء في الصحيح عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ..... الحديث"
الكمال هنا في الصبر على الأذى
ويدل عليه ما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعودٍ رضيَ الله عنه قال: «قسَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قسمةً، فقال رجلٌ منَ الأنصار: والله ما أراد محمدٌ بهذا وجهَ الله، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبرته، فتمعَّرَ وجهه وقال: رحمَ الله موسى?، لقد أُوذِيَ بأكثر من ه?ذا فصبر»
فلم يقتصر عليه الصلاة والسلام على قوله " رحمَ الله موسى?، لقد أُوذِيَ بأكثر من ه?ذا "
ولم يقل " يؤذوني وقد أوذي الأنبياء من قبلي "
ولكنه صلى الله عليه وسلم أثبت أن الصبر على الأذى هو الكمال
وجزاك الله خيراً
ما شاء الله عليك ياابن عقيل الآن فهمت قولك واما في بداية الحوار فالتعبير خانك عن هذا الكلام.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
/// أرجو من الأخوة ترك ((الحوار العلمي)) يدور بيني وبين الأخ أبوعمر الكناني؛ فإنَّ ثَمَّة أسئلة أنتظر إجاباتها منه، بدل الدخول في الموضوع بما لا علاقة له به، وخاصَّةً من (الأعضاء الجُدد).
فإنَّ الدُّخول في مثل هذا قد يصرفنا عن استكمال ما وقفنا عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 06:24]ـ
ج1. نحن أخي عدنان بحثنا ليس في أن قولهم يُقبل أم لا يُقبل فهذه عبارة واسعة، وإنما بحثنا أن قول هؤلاء الثلاثة حجة أم لا؟
أنا أقول: قول المعاصرين ليس بحجة على غيرهم، لأنّ دليل هؤلاء على غيرهم إن كان رأياً مجرداً فلا حجة فيه.
وإن كان قولاً في كتاب الله فهذا يحتاج إلى نقل عن السلف يجعل فهم النص بمعنى أو توجيه معين حجة على المخالف.
ج2. الباب لم يقفل بعد الثلاثة بل أقفل قبلهم بقرون ..
فلن يُقبل من أحد قول على الله ورسوله خصوصاً إن كان باباً خاض فيه السلف وتكلموا وأشبعوا فهذا لا يُقبل من أحد أن يقول فيه بفهمه وتطبيقه لقواعد يراها ثابتة عن السلف.
وقناعتي في الأئمة الثلاثة أنهم لا يثبتون شيئاً لله تعالى إلا إذا جاء أثر عن السلف بذلك.
وهذا لأني أعلم يقيناً أن هذه هي طريقتهم وهذا هو منهجهم في كل أبواب الشريعة لا في خصوص الصفات فقط.
ولا أدري لم تصر على نقل نص خاص بهذا الباب وحده مع أنّي قدمت لك أن هذا عام في كل أبواب الشريعة ..
خاصة في فهم نصوص الكتاب والسنة والاستنباط منها والقياس عليها في مسائل قديمة تكلم فيها السلف لا يجوز الظن أن الأمة أجمعت على السكوت عما الكلام فيه خير ..
دعني أضيف شيئاً آخر: هب أن هذه الآيات هي فعلاً من آيات الصفات ويفهم منها صفة لله .. فحتى لو قلنا بهذا -تنزلاً -فإنا نقول: ما دام القوم قد سكتوا عن التصريح بها فالسكوت واجب علينا ..
لفظ الحركة مثلاً مع أنه من لوازم الصفات الفعلية وأثبته السلف في مقابل إصرار المبتدعة لما ألزموهم بأن النزول والمجيئ يستلزم الحركة أثبته بعض السلف والتزموه ..
وعارضه قوم آخرون وقالوا شيء لم يقله من تقدمنا لا نقوله ..
فكان عذر الذين تكلموا أنهم ما تكلموا به إلا لأن السكوت عنه أصبح ذريعة لنفي الصفات ..
مع أنهم لم يتكلموا به قبل ذلك قط ..
والآن هب أن قولك صحيح فلم تتكلم بمالم يتكلم به من قبلك؟
الحقيقة أخي عدنان أن النصوص كثيرة على وجوب السكوت عما سكت عنه السلف لكن أنت تفسرها بأن المراد بها المنهج والطريقة ..
وأنا قلت لك أن المراد بها أخص من ذلك ..
بدليل أن جمهور الأئمة لا يجوزون استحداث قول ثالث في مسألة اختلف فيها السلف ..
ولا يجوزون القول في القرآن والسنة وتفسيرهما بالرأي دون نقل عن السلف ولو كان مما يحتمله سياق الاية .. فلا نقول إن مراد الله من الآية كذا أو مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا إلا بنص عن الصحابة أو أحد أئمة العلم السابقين ..
ومشكلتك أنك ترى أنه مالم يرد عنهم نص فالأصل هو الظاهر ..
وهذا لا نختلف معك فيه لكن ظاهر النصوص إطلاق أن العبد يؤذيه تعالى ..
هذا أمر متفق عليه فلماذا نزيد شيئاً لم نجده في كل ما بين أيدينا؟
ولو ثبت عن أحد ممن تقدم ممن هو موضع قبول عند أهل السنة لكان سائغاً لك (في رأيي) أن تتكلم أما وقد سكتوا فالسكوت هو السلامة ..
====
الآن أريدك أن تجيبني على سؤال تقدم مني إليك ولكنك لم تجب وأنا أريد جوابه لزاماً إذا تكرمت:
هل تقول إن السلف أثبتوا لله صفة التأذي؟
وفقك الباري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 07:18]ـ
/// يا أبا عمر .. لم ننتهي من أسئلتي فلِمَ تعجل عليَّ بأسئلتك؟ حتَّى الآن كل هذه مناقشاتٌ وتفريعاتٌ لسؤالي الأوَّل فقط.
/// وعلى كلٍّ .. سأجيبك على سؤالك بلازم قولك: نعم أثبتها السَّلف؛ لأنَّ ابن تيميَّة أثبتها، وهو لا يثبت شيئًا إلَّا إن علمه من كلام السّلف.
______________________________ _____________________
/// بدايةً أقول: كأنَّ في منهجك وقاعدتك يا أباعمر خرمًا، ولاحظ معي هذه النُّقاط التي جمعتها لك من حوارك حتى الآن معي، ثمَّ أحكم على قاعدتك بما يناسب:
1 - أولاً: ذكرتَ أنَّ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين والألباني، ومن قبلهم من الأئمَّة =لا يتكلَّمون في إثبات فرد الصِّفة إلَّا إن كان لهم فيها سلفٌ من الصَّحابة والتَّابعين و ...
/// سألتُكَ: فكيف عرفت هذا منهم؟ هل نصُّوا على ذلك؟
/// مؤدَّى جوابك (كلَّا)، فلِمَ لا تسكت عن النِّصِّ على شيءٍ سكت أدرى النَّاس بمنهج السَّلف من النَّصِّ عليه؟!
/// لقد سكتُوا عنه مع توافر الدَّواعي لذلك، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه ودلُّونا عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// فالشَّيخ ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم أيضًا رحمهما الله تكلَّما في مسائل الصِّفات وعن منهج السَّلفيَّة فيها، وردُّوا على المخالفين في الباب، من جميع الطَّوائف، وقعَّدوا على ذلك قواعد، في آلاف الصَّفحات، ومن المتأخِّرين الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله، ألَّف في قواعد الصِّفات وشرح وتكلَّم وأثبت وأفتى و ... الخ.
/// فلِمَ سكتُوا يا ترى؟ لأنَّ هذا هو الذي ينبغي السُّكوت عنه، وعدم إلزام النَّاس في عقائدهم ما لا يلزمهم!
/// ثمَّ بعد كُلِّ هذه العصور المتطاولة لم نجد أحدًا سبقك بهذا القول وسلفك فيه، فمن أحظى بالسَّير على منهج السَّلفيَّة يا أبا عمر!
/// قلتُ لك سلفًا: إن وجدَّت شيئًا منصوصًا على ما ادَّعيتَه عليهم فأتني به، واعتذرت الآن فيما يظهر من ثنايا كلامك؛ لأنَّك -لم ولا ولن- تجد ذلك -في حدِّ علمي القاصر-.
2 - ثانيًا: تنزَّلتُ معك يا أباعمر فقلتُ: فهل هذا هو منهج هؤلاء الشُّيوخ المطَّرد -ابن تيميَّة وابن عثيمين ... الخ- في مؤلَّفاتهم وفتاواهم عند إثباتهم الصِّفات، بمعنى أنَّهم لا يثبتون صِفةً إلَّا إذا أتبعوها بمن قال بها من السَّلف.
/// وأخصُّ من ذلك أنَّ الشَّيخ ابن تيميَّة وابن عثيمين رحمهما الله تكلَّما بصفاتٍ لم أعثر ولم أقف ولا أعلم أحدًا قال بها قبلهم من الصَّحابة والتَّابعين، مع كثرة الكتب والمؤلَّفات التي ألِّفت في هذا الباب، مسندةً وشرحًا ومتنًا و ... ، وضربت لك عليه بمثالين (الهرولة- والتردُّد).
/// فأجبتني: "بأنَّ قناعتك في الأئمة الثلاثة أنهم لا يثبتون شيئاً لله تعالى إلا إذا جاء أثر عن السلف بذلك".
/// لكن هذه قناعةٌ تقنع نفسك بها، مع عدم البرهان عليها، غير العموميَّات التي قلتُ إنَّها ستفسد عليك قاعدتك كما سيأتي، ولن تجدي بها إقناع من يتطلَّب منهج السَّلفيَّة لا منهج قناعة فلانٍ من النَّاس.
/// يا أخي .. نحن أمَّة الدليل، لو جاء ابن تيميَّة فأثبت لله الهرولة لطلبناه الدَّليل، فإن عجز عن إيجاده لما قبلنا إثباته، فلو كان يجب مع ذاك الدَّليل إيجاد إثبات أحد السَّلف لها لما قبلناه منه أيضًا حتَّى يورد لنا من كلام السَّلف من يثبته.
تمامًا كما لو قال في مسألة فقهيَّة أوحكم على حديث أو ... الخ، كلُّ شيءٍ بدليل، نحن لسنا مقلِّدة نهزُّ رؤوسنا.
وقلتُ لك إنَّك لن تجد في كثيرٍ من الصِّفات كلامًا للصَّحابة والتَّابعين في إثباتها.
بل لا تجد من تصرُّف أهل العلم –أصحاب الدَّليل- من يتطلَّبون في إثبات كلِّ صفةٍ سلفًا لهم من الصَّحابة والتَّابعين و ...
3 - ثالثًا: ولأنَّ من طرُق معرفة المنهج النَّظَر في مؤلَّفات أصحابها: فننتقل إلى كتب العقيدة السَّلفيَّة في هذا الباب، كالتَّوحيد لابن خزيمة، والسُّنَّة لجمع من الأئمَّة، والشَّريعة للآجريِّ، و ... ، فنلحظ ما يلي:
/// هل نجد أنَّهم يفردون دومًا كلَّ صِفةٍ على حِدةٍ، ثمَّ يذكرون سلفهم فيها من الصَّحابة والتَّابعين وأتباعهم، أم يوردون الصِّفة أوالصِّفتين والثلاث، ثمَّ يتبعونها بدليلها من الكتاب والسُّنَّة؟! لاشكَّ ولا ريب أنَّ الثَّاني هو الأكثر والأغلب في جميع الكتب.
/// فننتقل إلى كتب أصحاب الحديث، وأقرب كتابٍ وأوثقه بين أيدينا صحيح البخاري، فنجده عقد أبوابًا عديدة في أفراد الصِّفات وإثباتها، وأتبعها بدليلها من كتاب الله أوسُنَّة، ولا يكاد يذكر نقلًا عن أحدٍ من السَّلف في إثبات تلك الصِّفة.
/// وبعد هذا .. فمن أين يؤخذ منهج السَّلف يا أباعمر؟!
/// انتبه جيِّدًا إلى أنَّك –حسب تعبيرك وخطابك- لا تتكلَّم عن منهجٍ لك وحدك، بل عن منهج السَّلفيَّة في هذا الباب.
/// تريد إقناعي بالنُّصوص العامَّة التي سقتها! هذا لا يقطع النِّزاع؛ لأنَّ سياقك هذه النُّصوص في هذا الموطن هي بفهمك أنت، هل سبقك أحدٌ إلى مثل هذا الفهم؟! كلَّا لا أحد! إذ لم تسمِّ لنا أحدًا حتَّى الآن.
4 - رابعًا: وسألتك سؤالًا ذو بالٍ ولكنَّك لم تنتبه لمرادي وإلزامي منه، فخذه الآن:
/// لقد أقررت معي أنَّ من الأئمَّة من أثبت ما خولفُوا عليه، كالطَّلمنكي وابن خزيمة -ويمكن إضافة غيرهم مستقبلًا-، وذكرت أنَّ ذلك بسبب أنَّهم جانبوا فيه الصَّواب فانتقدهم الآخرون ... الخ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وإليك معنى كلامك ولازمه: ما معنى جانبوا الصَّواب عند من حكم عليهم بذاك؟ ولم انتقدهم الآخرون؟
- ألأنَّهم -مثلاً- قالوا بهذه الصِّفات ولم يسبقهم إليها أحدٌ؟ أم لأنَّهم ظنُّوا فوهموا من ظواهر النُّصوص ما ليست من الصِّفات صفاتًا؟
الجواب هو الثاني؛ لأنَّ هذا هو جواب من أنكر عليهم.
وأيضًا لأنَّ الجواب لو كان الأوَّل لقلتُ لمن أنكر عليَّ إنَّ ابن خزيمة والطَّلمنكي سلفي في هذا، كما أنَّ ابن تيميَّة والدَّارمي والهروي سلفك فيما أقررت به قبلُ، وينتهي النِّقاش.
فلو قلت إنَّ ابن تيميَّة هو الذي خطَّأ الطَّلمنكي وابن خزيمة -فرضًا ومثلًا- فلذا أقول بقوله وهو سلفي في الإنكار.
فيُقال: فهل جعل الله الحقَّ وحصره في ((قول)) ابن تيميَّة و (إنكاره)، مع كون هؤلاء أعلم منه بالسَّلف وأقدم عصرًا.
/// فلم لا يكون ابن تيميَّة هو المخطيء والصَّواب مع من خالفه؟!
/// وإذا جاء أحدٌ وخطَّأ ابن تيميَّة والهروي والدَّارمي فيما أثبتوه من الهرولة وغيرها فهل ترضى بتخطأته له؟!
/// وإذا كان الجواب هو الأوَّل أيضًا لشككنا في الطَّامنكي وابن خزيمة؛ لأنَّهم لم يفهموا منهج السَّلفيَّة في الباب؛ إذ كيف يقدمون على إثبات صفاتٍ لم يسبقهم أحدٌ إلى إثباتها.
/// ولمخالفك أن يوجِّه هذه التَّهمة إلى الدَّارمي والهروي وابن تيميَّة ((وابن عثيمين)) بأنَّهم لا يمشون على مذهب السَّلف بناءً على هذا اللَّازم.
/// وأخيرًا .. فإلى أين سنصل بعد كلِّ هذا؟
سنرجع إلى وجوب النَّظَر إلى دليلٍ كلٍّ وحُجَّته فيما ذكر أوأنكر حتَّى يتبيَّن لنا الحقُّ إذن، إذ لا سلف (من الصَّحابة والتَّابعين) لمن أثبت، ولا لمن أنكر.
إذن صار مردُّنا أخيرًا إلى النَّصِّ، فيكون جوابي لمن أنكر إنَّ حُجَّتي كيت وكيت، وحجَّة من أنكر كذا وكذا.
/// وهكذا في سائر الصِّفات التي اختلف في إثباتها بين أهل السُّنَّة، لم تكن القضيَّة: من سبقك بهذا؟ بل ما حُجَّتك في هذا، وهل هي صحيحةٌ؟
/// وأخيرًا .. نأتي إلى مسألة (الحركة) وغيرها كثيرٌ =فليست القضيَّة –كما صوَّرتها- أنَّه لم تكلَّم بها أحدٌ، بل لأنَّه لم ينطق بها نصٌّ من كتابٍ أوسُنَّةٍ.
/// بقيت أسئلةٌ أخرى ... إن أحببت أن نواصل فيها وإلَّا فالرَّأي رأيك؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 07:57]ـ
حسناً أخي عدنان:
أعتقد أني أخت كفايتي من هذا الحوار، فقد فهمت عني مقصدي رضيته أم لا.
لكن أنا حتى الآن لم تجبني عن سؤالين مهمين في نظري لأني بناء عليهما سأنسب لك قولك حتى لا أتزيد عليك:
أجبتني على سؤالي حسب قولي وأنا لا أريد ذلك.
أريد أن تقول لي: حسب المنهج الذي تراه أنت إذا أثبت صفة من النصوص كالتأذي أو غيرها دون أن تعرف قائلاً بها من الأئمة فهل تنسب إثباتها للسلف؟
وسؤال أخر سألتك وأجلت الكلام عليه وهو:
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي:
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه .. يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص؟
==
وأكرر أن هذين السؤالين ليس للاستمرار في الحوار فليس عندي مزيد في الحقيقة لكن إريد فقط أن أضبط قولك وأفهمه كاملاً لا في هذه الصفة فقط.
أنتظر إجابتك وفقك الباري وأظهر الحق على لسانك ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 08:43]ـ
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي:
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه .. يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص؟
يبدو لي أنَّ هذا السؤالَ لا يناسب المسألةَ المبحوثة هنا، والمناسب للبحث أن يقال:
يغضبني أو (يُغضبون الله) ويرضيني أو (يرضون الله) وهكذا
فهي كـ (يؤذيني ابن آدم)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 09:02]ـ
لا يظهر لي فرق أخي الحمادي فكلها أفعال العبد تجاه الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي} {لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} ونحوها ..
وما ذكرته يختلف لأن صفة الغضب والرضا ثابتة بنسبتها فعلاً لله تعالى {رضي الله عنهم} {وغضب الله عليه} ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 09:33]ـ
بصرف النظر عن مناقشة ما سبق مناقشته، وبصرف النظر عن ثبوت الصفة، فإنَّ البحثَ هو في إثبات صفة
إلا أنَّ مداخلتي متعلقةٌ بالمثال المذكور، ولايخفى عليك أخي أبا عمر أنَّ هناك فرقاً بين الأفعال اللازمة والمتعدية
فيغضبني ويرضيني متعديان، فالأول من (أغضب) والثاني من (أرضى)، وليسا من (غضب ورضي)
فـ (أغضبتك) تسببتُ في غضبك
و (آذيتك) تسببتُ في أذاك
بينما (يرجو) من رجا
و (يخاف) من خاف
وهكذا ...
هذا وجه الإشكال في المثال
أقول هذا إيراداً على المثال لا تقريراً لأصل المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 01:38]ـ
فهمتك الآن لكن مازال الإشكال غير وارد لأن الرجاء يتعدى بنفسه أيضاً:
رجوتك .. دعوتك .. ورأيتك خفتك كلها أفعال متعدية كذلك ..
وأنا لم أقصد الحصر فخذ من النصوص ما شئت .. {يحاربون الله} (شتمني عبدي) ..
فليس المقصود بنية الفعل بل المهم أنه فعل العبد المتعدي بنفسه مثل {يؤذيني} ..
وفقك الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:44]ـ
أخي أبا عمر وفقه الله، تأمل فيما يلي:
(رجوتك) أنا الراجي، وأنت المرجو
و (خِفتُك) أنا الخائف، وأنت المخوف
و (حاربتك) أنا المحارِب، وأنتَ المحارَب
و (دعوتك) أنا الداعي، وأنت المدعو
و (أحببتك) أنا المحب، وأنت المحبوب
ولاحظ ما يلي:
(أغضبتك) من الذي قام به الغضب؟ أنا ارتكبتُ ما أدَّى إلي غضبكَ، فالغضب قام بك أنتَ
(آذيتك) من المؤذَى؟ أنا ارتكبتُ ما أدَّى إلى تأذِّيكَ، فالأذى حصلَ لك أنتَ
وهكذا،، بينما في الأمثلة السابقة الرجاء والخوف والمحبة وغيرها وقعت مني أنا
وأعتذر للتأخر، فلم أرَ مشاركتك إلا الآن
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:56]ـ
لا داعي للاعتذار أخي الحمادي:
لكن لو دققنا فلا فرق:
أغضبتك: أنا المُغضِب وأنت المُغضَب.
آذيتك: أنا المؤذي (لا تاخذها بجد) وأنت المؤذَى.
==
أحببتُك (هذي خذها بجد) أنا المحب وأنت المحبوب.
رأيتك: أنا الرائي وأنت المرئي ..
وهكذا ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:04]ـ
سآخذ المحبة بجدٍّ، جعل الله محبتنا خالصة لوجهه موجبةً لرضوانه
إذن من الذي قامت به صفة المحبة والرجاء والخوف؟ كما في الأمثلة السابقة (رجوتك وخفتك وأحببتك)
ومن الذي قامت به صفة الغضب والرضى والتأذي؟ كما في الأمثلة السابقة (أغضبتك وأرضيتك وآذيتك)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:44]ـ
كلها قامت بي أنا الفاعل لها:الرجاء والحب والخوف والإغضاب والإرضاء والإيذاء ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 10:09]ـ
حسناً أخي عدنان:
أعتقد أني أخت كفايتي من هذا الحوار، فقد فهمت عني مقصدي رضيته أم لا.
لكن أنا حتى الآن لم تجبني عن سؤالين مهمين في نظري لأني بناء عليهما سأنسب لك قولك حتى لا أتزيد عليك: أجبتني على سؤالي حسب قولي وأنا لا أريد ذلك.
أريد أن تقول لي: حسب المنهج الذي تراه أنت إذا أثبت صفة من النصوص كالتأذي أو غيرها دون أن تعرف قائلاً بها من الأئمة فهل تنسب إثباتها للسلف؟
وسؤال أخر سألتك وأجلت الكلام عليه وهو: أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي:
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة .. وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون .. وأنه يُدعى .. وأنه .. يُرجى .. وأنه يُخاف ويُخشى .. ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص؟
/// لو أذن الأخوان الكريمان ..
بالنِّسبة إلى سؤاليك فقد تقدَّم الجواب عنهما يا أبا عمر ..
أمَّا لأول فقد قلت في مشاركة سابقة:/// لم أقل إنِّي ألتزم هذا فقط، بل هذا الظَّاهر من تصرُّف جميع من أعرفهم من أهل العلم، ومنهم من ذكرت أسماء كتبهم في السُّنَّة وابن تيميَّة و ... ، يثبتون الصِّفة ويوردون الدليل الدال عليها، ولا يعوِّلون على ذكر شيءٍ من أقوال السَّلف في الباب (غالبًا).
/// وهاك تلك الكتب التي مثَّلتَ بها، ارجع إليها وقارن فهل ترى فيها ما ذكرتَه من منهجك وقاعدتك، أوما ذكرته أنا وأعلمه من تصرُّف أهل العلم سلفهم وخلفهم فيها ... الخ.
/// وأمَّا سؤالك الثَّاني فهذا جوابه وقد تقدَّم أيضًا:
/// وفيك بارك .. ولكنِّي -يا أخي- ما زلتُ أحيلك على ما تقدَّم ذكره مرارًا ممَّا تسأل عنه وقد تكرَّر تقريره وبيانه.
/// فالدليل -كما تقدَّم- على أنَّ الأذى يقوم أويلحق الخالق تعالى قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابنُ آدم)؛ فابن آدم هو الفاعل لفعل الأذى، وياء يؤذيني هي المفعول به الأذى، إن أعربته نحوًا وبيَّنتُ معناه.
/// فإنَّ الذي وقع به الأذى هو الخالق، والذي وقع منه الأذى هو المخلوق.
كما بيَّنتُ لك في الغضب: الذي وقع منه الإغضاب هو المخلوق، والغضب قام بالخالق.
/// ولهذا لو لم يكن المعنى كذلك لكان الواجب أن يقال -بكلام عربيٍّ مبينٍ-: يحاول ابن آدم أذيَّتي ولا يقدر، أو لا أتأذَّى، أو نحو ذلك من وجوه البيان الذي يحصل به الإفهام، تمامًا كما قال في نفي الضَّرر في قوله تعالى: (لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني).
/// أمَّا مسألة التَّلازم بين قيام صَفة (التأذِّي) بالخالق، وفعل سببها من قبل المخلوق، فقد تقدَّم أنَّه لا مانع من ذلك ولا إشكال فيه إذا فُهم أنَّ ذلك من تقدير الله وتسبيبه، ولو شاء أن لا يكون لقدَّره تعالى .....
تتمَّة: وبالنَّسبة لحوارك مع أبي محمد:
الإغضاب قام من اليهود مثلًا، والله هو الذي قام به الغضب فهو الذي غضب عليهم سبحانه وتعالى.
والإيذاء قام من السَّابِّ للدَّهر، والأذى أوالتأذِّي من هذا السَّبِّ قام بالله، فهو الذي تأذَّى، فصبر على عباده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 10:45]ـ
كلها قامت بي أنا الفاعل لها:الرجاء والحب والخوف والإغضاب والإرضاء والإيذاء ..
مزيداً من التأمل يا أبا عمر وفقك الله
الإغضاب والإيذاء والإرضاء وقعت مني، ولكن من الذي قامت به هذه الصفات
أعني: (الغضب والتأذي والرضى)؟
لعلك تتأمل فيها جيداً محاولاً الربط بين المثال الذي بدأتَ به وما أوردتُ عليه من إشكال
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 06:03]ـ
أخي الحمادي تأملت كثير اً فلم يتبين لي وجه الإشكال:
نحن كلامنا عن نص يرد فيه فعل المخلوق تجاه الله تعالى مثل (يؤذون الله)
هل يُفهم من هذا بمجرده أن الصفة الانفعالية تتعدى فتقوم بالله تعالى؟
الأخ عدنان يقول: نعم، ويكتفي بتطبيق قواعد السلف ولو لم يرد بذلك نص عنهم يؤكد هذا.
أنا قلت له: الأمر محتمل، ويحتاج إلى نص عن السلف يؤكد هذا.
==
ثم أشكل علي أمر وهو سائر النصوص التي أثبتت بعض الأفعال التي تقوم بالعبد من مثل ما ذكرته لك هل يلزم منها كلها مثل الأذى؟ وكيف يكون اشتقاق الصفة.
فالرجاء الذي هو فعلي ماهي الصفة الانفعالية التي تقوم بالله تعالى؟
والخوف الذي يقوم بي ما هي الصفة الانفعالية التي تقوم به تعالى؟
والمحاربة التي هي فعل العبد ما هي الصفة الفعلية التي تقوم بالله تعالى؟
وهكذا.
===
ربما تقصد أني أغضبتك فقام بك أنت غضب ..
إذا أذا كان هذا قصدك فهو صحيح لكن لا فرق عند التحصيل ..
ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص فالغضب لله ثابت لأنه نسبه تعالى لنفسه وكذلك الرضا {وغضب الله عليه} {رضي الله عنهم} .. وأما التأذي فلم يأت به نص، إنما جاء عن الله تعالى ورسوله أن العباد يؤذونه.
، ولم يأت أنه يتأذى.
فالأخ عدنان يقول إنه لازم وإنه مجرد اشتقاق.
ولهذا أحببت أن أعرف كيف يتعامل الأخ عدنان مع سائر النصوص التي فيها أفعال أخرى من العباد تجاه ربهم تبارك وتعالى.
أرجو أن أكون وضحت مرادي ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:52]ـ
ربما تقصد أني أغضبتك فقام بك أنت غضب ..
إذا أذا كان هذا قصدك فهو صحيح لكن لا فرق عند التحصيل ..
ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص فالغضب لله ثابت لأنه نسبه تعالى لنفسه وكذلك الرضا {وغضب الله عليه} {رضي الله عنهم} .. وأما التأذي فلم يأت به نص، إنما جاء عن الله تعالى ورسوله أن العباد يؤذونه.
..
هذا هو المراد وفقك الله
وقولك (لا فرق عند التحصيل) بل الفرق كبير جزاك الله خيراً
وقولك (ولذلك أنا تجنبت ما ثبت فيه النص ... وأما التأذي فلم يأت به نص)
فأقول: لم يأت نصٌّ بلفظ (التأذِّي) هذا صحيح، ولا تخالَف فيه
ولكن جاءت نسبة الأذى إلى الله تعالى، وأنَّ ابنَ آدم يؤذيه، فدلَّ على لحوق الأذى به سبحانه وتعالى، ويبقى البحث بينك وبين الشيخ عدنان في:
هل يلزم لإثبات الصفة ورودها في النصوص باللفظ نفسه؟
وقد أوردَ عليك الشيخ عدنان بعض الصفات كالاستواء وغيره، فهي صفة من صفات الله
ومع ذلك لم ترد في النصوص إلا بلفظ الفعل
سبق أني لا أريد الدخول في هذه المسألة، ولكن الذي قصدت إليه من مداخلتي يا أبا عمر
هو أنَّ اعتراضك على الشيخ عدنان بما ذكرتَ في سؤالك الثاني اعتراضٌ في غير محلِّه
حيث قلتَ نفع الله بك في المشاركة رقم (124):
أريد أن أسألك أخي عدنان عن شيء عن لي:
أنت تعرف أنه من الثابت أن الله تعالى يُرى .. يراه المؤمنون يوم القيامة ..
وأنه تعالى يُحب .. يحبه المؤمنون ..
وأنه يُدعى ..
وأنه .. يُرجى ..
وأنه يُخاف ويُخشى ..
ونحو ذلك من النصوص ..
ما لفظ الصفة التي تشتقها من هذه النصوص؟
..
فبينتُ لك أنَّ هذا السؤالَ لا يناسب المسألةَ محلَّ البحث
فإنَّ هذه الأسئلة كلها تتعلق بصفات قامت بالعبد
فالمحبة والرجاء والخوف والخشية صفات قامت بالعبد
وأما السؤال المناسب لمحل البحث فهو:
(يغضبني أويرضيني ابن آدم) كـ (يؤذيني ابن آدم)
و (يغضبون أو يرضون الله ورسوله) كـ (يؤذون الله ورسوله)
فالصفتان (الرضى والغضب) صفتان لله تعالى لا للمخلوق؛ أعني فيما يفهم من الصيغة السابقة
وعلى وزنها تماماً (يؤذون الله ورسوله) و (يؤذيني ابن آدم)
وفي المشاركة رقم (129) وما قبلها وما بعدها توضيح لهذا المعنى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:53]ـ
/// أخي أبو عمر ... وفقك الله
قلت لك سلفًا أنا لا أقول ((باشتقاق الصِّفة)) حتَّى لو لم تكن صريحة الدلالة، بل إثباتها من ظاهر النُّصوص، ومنها: الأذى أوالتأذِّي.
وفقنا الله ونفع بنا جميعًا
/// جزاك الله خيرًا أخي أبومحمد، ونفع بمداخلتك، وجوابك ههنا مطابقٌ لمرادي، فبارك الله فيك.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 11:55]ـ
حسناً أخي الحمادي لنخرج من عنق الزجاجة هذا:
ما رأيك في قوله تعالى: {إن الذين يحاربون الله ورسوله} ..
وقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه: (شتمني با آدم) و (كذبني ابن آدم)
هل هي مثل: {إن الذين يؤذون الله ورسوله}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:11]ـ
جزاى الله الشيخ الحمادي خيراً، أظن أن تدخلك مهم _ حفظك الله _في دفع البحث قليلاً.
قلتَ _ عفا الله عنك _:
فأقول: لم يأت نصٌّ بلفظ (التأذِّي) هذا صحيح، ولا تخالَف فيه
ولكن جاءت نسبة الأذى إلى الله تعالى، وأنَّ ابنَ آدم يؤذيه، فدلَّ على لحوق الأذى به سبحانه وتعالى، ويبقى البحث بينك وبين الشيخ عدنان في:
هل يلزم لإثبات الصفة ورودها في النصوص باللفظ نفسه؟
وقد أوردَ عليك الشيخ عدنان بعض الصفات كالاستواء وغيره، فهي صفة من صفات الله
ومع ذلك لم ترد في النصوص إلا بلفظ الفعل.
أقول:
كلامك _ حفظك الله _ سديد متين يدل على وقوفك على مصدر الخلاف هنا.
قال الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ في شرحه للقاعدة الثانية من قواعده في الصفات _ باب الصفات أوسع من باب الأسماء _ (الشرح المسموع الثاني / الشريط الرابع / أ):
" كل فعلٍ يفعله الله فإنه يصح أن يشتق منه صفة ولكن لا يشتق منه اسم ". اهـ
وقد قلتَ حفظك الله أن (التأذي) كصفة لم يأتي التنصيص عليه وهذا متّفقٌ عليه هنا بين المتحاورين، وأُضيف أن فعل (يتأذى) لم يرد به النص أيضاً.
فأنا أسأل الشيخ عدنان _ وفقه الله _: أين جاء الفعل (يتأذى) مسنداً إلى الله في الكتاب أو السنة فنشتق منه صفة لله؟
ويدل على تجنب الكلام عن (تأذيه) _ سبحانه وتعالى _ ما يعبر به الشراح من قولهم (يلحقه الأذى) ولم يقل أحد بأنه _ تعالى _ (يتأذى) وهذا تكرر في كلام أهل العلم، وكلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم _ رحمهما الله _ كله في إثبات أنه _ سبحانه وتعالى _ (يصبر على ما يؤذيه) ويتجنبون الكلام عن (تأذيه) وكذلك الشيخ البراك _ رحفظه الله_ عبّر بقوله (يلحقه الأذى).
أضف إلى ذلك تفسير شيخ الإسلام (للأذى) الذي يلحق الرب _ عز وجل _ وما نقله عن الخطابي مقراً له من أنه (ما خف أمره وضعف أثره من الشر والمكروه) فهذا بلا شك متوجهٌ إلى ما يلحق بالرب _ عز وجل_ من (الأذى) ولا يصح أن يفسر به فعله سبحانه وتعالى.
أمّا إيراد الشيخ الحبيب عدنان _ زاده الله توفيقاً _ عن صفات الاستواء والمجيء والنزول فلا محل له هنا لأن (استوى) و (جاء) و (ينزل) كلها قد جاء النص عليها على أنها أفعالٌ لله _ عز وجل_ وقد تقدم أن كل فعلٍ للرب _ جل وعلا_ يصح أن يشتق منه صفة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:10]ـ
حسناً أخي الحمادي لنخرج من عنق الزجاجة هذا:
ولم الخروج من عنق الزجاجة يا أبا عمر؟
سبق أني لا أريد الدخولَ في هذا النقاش، وإنما هو تعقيبٌ لي على المثال الذي أوردتَه لا أكثر
فالمثال الذي أوردته مثالٌ غير مطابق للمسألة، هذا ما أحببتُ بيانه وفقك الله
وأما المسألة فقد حصل فيها من الحوار ما يكفي
وأشكر جميع الإخوة، وأسأل الله أن يصلح النيات، ويغفر الزلات، وأن يجزيَ كلاً بقدر نيَّته
وأستأذن أخي الشيخ عدنان وجميع الإخوة في إغلاق هذا الموضوع
فقد قيل فيه ما يكفي، وحصل من الخروج عن الموضوع ما اضطرني لحذف بعض المشاركات
في حينها، بل حصل فيه إساءةٌ وتعدي، غفر الله للجميع(/)
بشرى = تم اغلاق منتدى غنائي كبير = الدعاء لهم
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:29]ـ
http://www.bsher1.com/CLOSEd.htm
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فلقد تساهلت كثيراً بالغناء والتلذذ به والمجاهرة بسماعه رغم تحريمها في الكتاب والسنة، وللاسف فان موقعي (موقعنا) يعتبر الأكثر زياره وشهره .... وتلك الطامات من الذنوب تنصب على رأس صاحب الموقع وعلى كل من قام ونشر اغنيه على الموقع وربما ينتقل ناشر الاغنيه او صاحب الموقع الى حياه القبر واغنيته يسمعها الكثير وموقعه لا زال قائما فيكسب ذنوبه وهو في قبره.
ما ابي اكتب موضوع طويل يخص هذا الامر وهو معروف من عنوانه ولا يحتاج أدله ..
أولا: اللهم أني أبرئ ذمتي أمام الله من كل ما نشر بالموقع مني شخصيا سواء كانت أغاني او صور أو اني أعنت على مساعدة كل من قام بالتسجيل واضافة الاغاني من بداية انشاء الموقع الى يومنا هذا.
سبحانك ربى لا اله الا انت انى كنت من الظالمين.
ثانيا: اللهم أني أبرئ ذمتي على كل من قام بنقل اي اغنيه من الموقع ونقلها الى موقعه , ان لا اتحمل وزرها الى يوم الدين. وعليه جزائه من رب العالمين. واطلب منه حذفها من موقعه واسئل الله ان يهديه.
سبحانك ربى لا اله الا انت انى كنت من الظالمين.
ثالثا: اطلب العفو من الشيخ عبدالله السالم (الفنان عبدالله السالم سابقاً) ان يغفر لنا خطأنا عندما ناشدنا شخصياً بحذف جميع اغانيه من الموقع وتم رفض طلبه منا شخصيا.
سبحانك ربى لا اله الا انت انى كنت من الظالمين.
رابعاً: احبتي في الله (المراقبين والمشرفين والاعضاء والزوار) اعلم انني منكم وانني لا اتجاوزكم حسنات ولكن الساكت عن الحق شيطان اخرس. ان سمعتم بنصيحتي فوالله لا اريد من خلفكم الا الاجر والمثوبه من الله وليس منكم وان تركتم نصيحتي طريحه هذه الصفحه فوالله انكم عنها لمسئولون يوم الحساب والعرض.يوم لا يفيدك لا مال ولا بنون
الا من اتي الله بقلب سليم
خامساً: لن اطيل عليكم فالنصيحه مزعجه دائما ولكنني سأخوفكم بالجبار المتكبر يقول الله تعالى في كتابه الكريم
((الم يأن للذين اءمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله)
كم هى عظيمة رحمة الله , تلهينا الدنيا بالمعاصى وينتظر توبتنا ويصبر علينا , فيارب نسألك التوبة النصوحة قبل الموت , وان ترزقنا الثبات على دينك.
اخوكم: المشرف العام على موقع ومنتدى شنان. كوم
سوف يغلق الموقع نهائيا .. وكان بأمكان اغلاق من اليوم ولكني فضلت للجميع المشاركه بالموضوع الاخير الذي يعتبر في الموقع لكي يشارك من يريد أن يبرئ ذمته في كل ما انزله من اغاني في الموقع.
**تعقيب على بعض ردود الاخوان وفقهم الله (اخواني الموقع لن يتم بيعه ولكن سوف يتم توجيهه الى احد المواقع التي انشاء الله تفيد الزائر او يتم تحويله الى منتدى اسلامي حواري يهم الشباب ولا ابحث من ورائه الكسب المادي - اللهم اغننا بحلالك عن حرامك)
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات
أسال الله لهم الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم ثبتنا واياهم على الحق والهدى
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:13]ـ
الحمد لله
نسألك يا من مننت على عبدك بالهداية أن تثبته عليها
وأن تخلف عليه خيرا
وبارك الله فيك يا صاحب البشرى
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 10:22]ـ
نسأل الله لنا ولهم الثبات على الحق
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:35]ـ
بارك الله فيك أخي العامر
ـ[أبو الفيض الغماري]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:23]ـ
الحمد لله الذي وفقكم للهداية
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 08:36]ـ
إليك هذه البشرى قال الله سبحانه (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
وأخرج مسلم في صحيحه " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح "
وفي الحديث القدسي: " قال الله يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " قال المنذري إسناده صحيح.
والبشرى الثانية قال سبحانه: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما)، وفي الحديث: " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، ويخبأ عنه كبارها. فيقال له: عملت يوم كذا، كذا وكذا، وهو مقر لا ينكر، وهو مشفق من كبارها، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنة. فيقول: إن لي ذنوبا لا أراها ههنا!. قال أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه ".
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهو مع ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة، قال أليس قد أسلمت: قال أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله،قال: نعم تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك حسنات كلهن قال وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى "
أسأل الله لك الثبات على الخير والهدى، وأن يزيدك من الإيمان، ويوفقك للخير، ويعينك على نفسك، ويجنبك أصدقاء السؤ، إنه سميع مجيب.(/)
نحن وعصرنا والإعلام
ـ[الغزال]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 02:04]ـ
"ولقد يعلم الكثير أن الإعلام عندما يرتفق بالحق دائماً، ويزين خطابَه للناس صدقُ الكلمة، وسلامةُ الموقف، يكون مبعث الثقة فيما يُقال أو يُكتب أو ينُشر، وعلى العكس من ذلك؛ عندما يستهان بالإنسان، فيزيَّن له الباطل، ويُطلب منه أن يشك في مفهوماته اليقينية البدهية، لكثرة ما يُرى ويُسمع من عناوين تتناقض مع المضمونات، ومضمونات لانسب بينها وبين بعض العناوين، صنيع أعدائنا اليوم ومن ورائهم الطغاة منبني جلدتنا حين يريدون منَّا أن نكون ألواحاً خشبية يكتبون عليها ما يريدون، ويمسحون عنها ما يشتهون.
لكن -لا والله- ما خُلق المسلم لهذا، وقد أكرمه الله بكتاب أحسن بناءه، وسنة أحكمت إعداده وتربيته على أسس هذا البناء"
أ. د. محمد أديب الصالح(/)
فتوى شيخنا صالح الفوزان حول الليبرالية
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 09:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم فضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماقول فضيلتكم في الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية؟ وهو الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، فيساوي بين المسلم والكافر بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة كما زعموا، ويحاد بعض الاحكام الشرعية التي تناقضه؛ كالأحكام المتعلقه بالمرأه، أو بالعلاقه مع الكفار، أو بإنكار المنكر، أو أحكام الجهاد .. الخ الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية. وهل يجوز للمسلم أن يقول: (انا مسلم ليبرالي)؟ ومانصيحتكم له ولأمثاله؟
(محبكم سليمان الخراشي)
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد: فان المسلم هو المسلم لله بالتوحيد المنقاد له بالطاعة المبرئ من الشرك وأهله. فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلماً والذي ينكر ماعلم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله. هذا قد ارتكب عدة نواقص من نواقص الاسلام، نسال الله العافية.
والذي يقول: (انه مسلم ليبرالي) متناقض اذا اريد بالليبرالية ماذكر فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ليكون مسلماً حقا.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 09:23]ـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=44
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 12:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 01:12]ـ
الأخت الفاضلة / وسم المعاني:
وأنْتُنَّ بارك اللَّهُ فيكنّ،ونفع بكنّ
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 03:24]ـ
بورك فيك يا موفق .. وفي الشيخ.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4366
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 03:58]ـ
قرأت في صحيفة الرياض أن الشيخ تراجع، وكان العنوان لا يدل على ما في التقرير، فقد قال الشيخ إنه لا يرضى بتكفير المسلمين بزعم أنهم ليبراليين، وليس فيه تراجع الشيخ، ثم شن معد التقرير هجوما على مقدم السؤال وأنه وأنه ... وهذا وسام شرف للشيخ سليمان الخراشي، فكون أهل الهوى يكرهون أحد طلبة العلم فهذا يدل على أنه أثخن فيهم.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:24]ـ
ثبت الله شيخنا ووفقه لكل خير ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 07:48]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
ـ[السليماني]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 07:03]ـ
بارك الله فيك
ـ[أكليل]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 12:07]ـ
قرأت في صحيفة الرياض أن الشيخ تراجع، وكان العنوان لا يدل على ما في التقرير، فقد قال الشيخ إنه لا يرضى بتكفير المسلمين بزعم أنهم ليبراليين، وليس فيه تراجع الشيخ، ثم شن معد التقرير هجوما على مقدم السؤال وأنه وأنه ... وهذا وسام شرف للشيخ سليمان الخراشي، فكون أهل الهوى يكرهون أحد طلبة العلم فهذا يدل على أنه أثخن فيهم.
صعبت علي هذه ولم أفهمها؟(/)
«شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني،للشَّيْخِ د. عبد الرَّزَّاق البَدر»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 11:42]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني،
لصاحب الفضيلة الشَّيْخِ د. عبد الرَّزَّاق بنِ عبد المُحسن العبَّاد البَدر
ـ سلَّمهُ اللَّه تعالى ـ.»
وصلة الشرح:
http://www.maktaiba.net/Books/dawra7001.htm
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 01:55]ـ
الله يستر عليك ,, ويغفر لوالديك ,,
آمين
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبومروة]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 01:02]ـ
أحسن الله إليك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 07:15]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا جميعًا.
ـ[ابن بردزبة]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 03:34]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 11:30]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الرزاق البدر
ـ[امل الروح]ــــــــ[04 - Apr-2010, مساء 11:48]ـ
مشكور
طيب ممكن تعطيني اسم الكتاب والطبعه ودار النشر ونبذه عن المؤلف
وجزاك الله خير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 12:11]ـ
مشكور
طيب ممكن تعطيني اسم الكتاب والطبعه ودار النشر ونبذه عن المؤلف
وجزاك الله خير
راجع تكرمًا كتاب الرُّدود (عقيدة ابنِ زَيدٍ القيروانيِّ وعبث بعض المعاصرين بها) ص 454، لشيخنا العلَّامة بكر بن عبد اللَّهِ أبو زَيْدٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعاَلَى، وسقاه من سلسبيل الجَنَّة، آمين ـ
وصلة تحميل كتاب الرّدود:
http://www.archive.org/download/raahraah/rdod.pdf
واللَّهُ الموفِّق ..
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 07:22]ـ
رَحِمَ اللَّهُ تَعاَلَى شيخنا العلَّامة بكر بن عبد اللَّهِ أبا زَيْدٍ وسقاه من سلسبيل الجَنَّة،وجمعنا وإياه على سرر متقابلين في الجنة آمين
ـ[السليماني]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 05:38]ـ
جزاك الله خيراً على نشر العلم النافع(/)
بيانٌ وتوضيح حول الليبرالية، للشيخ صالح الفوزان
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 11:28]ـ
الحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فقد وردني سؤال هذا نصه مع جوابه:
السؤال عن الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية وكونه يدعو إلى حرية لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، ويساوي بين المسلم وغيره بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة أو بالعلاقة مع غير المسلمين أو بإنكار المنكر أو أحكام الجهاد، إلى آخر الأحكام التي فيها مناقضة هذه الليبرالية للإسلام، وهل يجوز للمسلم أن يقول: أنا مسلم ليبرالي؟
والجواب: (إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد، المنقاد له بالطاعة، البريء من الشرك وأهله. فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلماً. والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية ومنها الأحكام الخاصة بالمرأة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله. هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام التي ذكرها أهل العلم. والذي يقول: (إنه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر، فعليه أن يتوب إلى الله ليكون مسلماً حقاً).
هكذا كان الجواب وهو على سؤال محدد لم يتجاوزه.
ولما نشر السائل هذا الجواب ثارت ضجة من بعض الناس وصنفوا هذا الجواب على منهج من يسمونهم بالتكفيريين الذين يكفرون الناس بغير حق على طريقة الخوارج الضلال، ونزلوه على أناس لم أقصدهم وإنما قصدت الإجابة على السؤال فقط، لأن ما ذكر فيه هو من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم، فأنا - والحمد لله - لم أبتدع قولاً من عندي، وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء أو التكفير على غير الضوابط الشرعية. ومعلوم أن الله سبحانه علق الأحكام على هذه الأسماء: مؤمن وكافر ومنافق وفاسق وموحد ومشرك.
وأما العلماني والليبرالي وما أشبههما فهي أسماء جديدة ولكن ليست العبرة بألفاظها وإنما العبرة بمعانيها وما تعبر عنه. فما كان منها يتضمن ما تضمنته الأسماء الشرعية المذكورة فإنه يعطي حكمه الشرعي ومنه الكفر، والكفر قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الشك. كما ذكر ذلك أهل العلم في نواقض الإسلام وفي باب حكم المرتد من كتب الفقه.
وهناك فرق بين الحكم على الأقوال والأفعال والاعتقادات بصفة عامة، فيقال: من اعتقد أو قال أو فعل كذا وكذا فهو كافر.
وبين الحكم على الأشخاص، فما كل من قال أو فعل الكفر فهو كافر حتى تتحقق في حقه شروط وتنتفي موانع. فإذا كان من صدرت منه هذه المكفرات مكرهاً أو جاهلاً أو متأولاً أو مقلداً لمن ظن أنه على حق فإن هؤلاء لا يبادر بإطلاق الكفر عليهم حتى ننظر في أمرهم.
فالمكره قد عذره الله سبحانه وتعالى حيث قال سبحانه وتعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} والجاهل والمتأول والمقلد يبين لهم فإن أصروا على ما هم عليه حكم بكفرهم لزوال عذرهم. والله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} من أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين وَجَبَ الكف عنه لأنه صار مسلماً حتى يتبين منه ما يناقض الإسلام فحينئذ يحكم عليه بالردة ما لم يكن له عذر من الأعذار السابق بيانها - ثم إنه لا يجوز أن يحكم على الشخص بالكفر بمجرد الشائعات. وإنما يحكم عليه بإقراره هو على نفسه أو بشهادة العدول عليه بما صدر منه بعد التأكد التام من كونه غير معذور بشيء من الأعذار السابق ذكرها. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} والذين يتولون
(يُتْبَعُ)
(/)
إصدار الأحكام على من حصل منهم ما يخل بالعقيدة من نواقض الإسلام هم العلماء الراسخون.
وليس من حق كل متعلم أو جاهل أن يتولى ذلك لأن هناك فرقاً بين الحكم العام والحكم الخاص كما سبق.
ومن حكم في هذه الأمور بغير علم فهو على طريقة الخوارج الضلال الذين يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم وأموالهم كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، نعوذ بالله من طريقتهم ونسأله أن يكف شرهم عن المسلمين.
فمسألة التكفير مسألة صعبة وخطيرة ولذا ذكرها العلماء في كتب العقائد وكتب الفقه من أجل أن تدرس وتبين للناس وهذا موجود - ولله الحمد - في المقررات الدراسية من أجل أن تشرح وتبين للطلاب حتى لا ينزلقوا مع أهل الضلال نتيجة لسوء الفهم كما حصل للخوارج. إنه لا يقي من هذا الخطر - وهو التكفير بغير علم - إلا دراسة العقيدة الصحيحة على أهل العلم المتخصصين بها.
وكما أن هناك من يكفر الناس عن جهل، فهناك طرف مقابل يرى أنه لا يكفر أحداً مهما قال أو فعل أو اعتقد، مخالفين بذلك نصوص الكتاب والسنة التي جاءت ببيان ما يكون به الإنسان مرتداً من الأقوال والأفعال والاعتقادات، وكلا الفريقين: الغلاة والجفاة يحتاجان إلى أن يدرسا العقيدة الصحيحة على أهل العلم المختصين، إما في الدراسات النظامية في المدارس والمعاهد والكليات، أو في حلق الذكر التي تعقد في المساجد.
والحذر كل الحذر من التعلم على الكتب أو على المتعالمين أو المجاهيل أو في الأمكنة الخفية.
وقد حذّر الله سبحانه من الردة عن الإسلام وبيّن خطرها في كتابه الكريم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} وقال تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقال تعالى: {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ولا أحد يأمن على نفسه من الردة لا سيما مع كثرة الفتن كما في زماننا هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) ولخطورة الفتن والردة عن الإسلام لم يأمن إبراهيم الخليل عليه السلام الردة على نفسه وقال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) قالت له عائشة رضي الله عنها: أتخاف يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن) ولذا قال الراسخون في العلم: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} اللهم ثبت قلوبنا على دينك وقنا شر الفتن. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء
http://www.al-jazirah.com/96774/ln27d.htm
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 12:26]ـ
الله أكبر
رفع الله قدرك يا آل عامر على النقل
وجزى الله الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله وأطال عمره على طاعته خير الجزاء
فهذا صنيع أهل العلم الراسخين فقط
وهو التوضيح والبيان وهو منهج نبوي كما في قوله صلى الله عليه وسلم: " إنها صفية "
وهو منهج يسير على من يسره له الله وعسير على أهل الهوى والمتعالمين
فمن كان على الحق ولا يخشى غير الحق سبحانه لا يتردد في الكشف والبيان لما قد يلتبس على بعض الناس وخصوصاً أن الكلمة اليوم يطار بها كل مطار.
فالناس فيهم العالم والمتعالم والجاهل البسيط والجاهل المركب وقانا الله شر الجهل وأهله
وهذه عبرة لكل طالب علم وأنا أصغرهم بأن لا يستحي ولا يخجل من البيان وتبرأة نفسه مما يظن به ظن السوء فيصدع بما يعتقد أنه الحق بعد أن يقوم الدليل بين عينيه على ما يعتقد
والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 03:24]ـ
بارك الله فيكم .. ورفع قدر الشيخ على تأكيده كفر الليبرالية، وتحذيره من المرجئة الذي لا يكفرون بعض المرتدين.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 03:28]ـ
شكر الله لكم على هذا النقل ,,
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
وفيكم بارك وبكم نفع
الهمك الله يا الشيخ صالح الصواب ووفقك للحق ونفعنا جميعا بعلمك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 07:53]ـ
الأخ المكرّم / محمّد آل عامر:
بارك اللَّهُ فيكم،وفي شيخنا الحبيب الشَّيخ صالح الفوزان.
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:44]ـ
وفيكم بارك وبكم نفع
الهمك الله يا الشيخ صالح الصواب ووفقك للحق ونفعنا جميعا بعلمك
ليت أخي المشرف يصحح هذا الخطأ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 12:48]ـ
الأخ الفاضل/ سلمان أبو زيد
وفيكم بارك ربي وبكم نفع(/)
شروط كلمة "لا إله إلا الله" مع الأدلة
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 01:09]ـ
شروط كلمة "لا إله إلا الله" مع الأدلة:
1.الشرط الأول: العلم بمعناها < نفيا {لإله} وإثباتا {إلاالله} >. ومعناها: لا معبود حق إلا الله.
ودليله قوله عزوجل: " فاعلم أنه لا إله إلا الله " (محمد19) , وقوله سبحانه: " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " (الزخرف86) (أي بلا إله إلا الله).
والدليل من السنَّة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) (رواه مسلم).
2.الشرط الثاني: اليقين < وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب >.
ودليله قوله عزوجل:" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " (الحجرات15).
والدليل من السنَّة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) (رواه مسلم) ... وفي رواية (لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة) (رواه مسلم).
3.الشرط الثالث: الإخلاص < المنافي للشرك >.
ودليله قوله عزوجل: " ألا لله الدين الخالص " (الزمر2) , وقوله سبحانه: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " (البينه5).
و الدليل من السنَّة الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه] (البخاري) , وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل] (البخاري).
4.الشرط الرابع: الصدق < المنافي للكذب المانع من النفاق >.
ودليله قوله عزوجل:" ألم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون*ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " (العنكبوت1 - 3) , وقوله سبحانه: " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين*يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون*في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " (البقرة 8 - 10).
والدليل من السنَّة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار) (رواه البخاري).
5.الشرط الخامس: المحبة < لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسروربذلك >.
ودليله قوله عزوجل: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله " (البقرة 165) , وقوله سبحانه: " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم " (المائدة 54).
والدليل من السنَّة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار] (رواه مسلم).
6.الشرط السادس: الإنقياد < بحقوقها وهي الأعمال الواجبة إخلاصا لله وطلبا لمرضاته >.
ودليله قوله عزوجل: " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له " (الزمر45) , وقوله سبحانه: " ومن أحسن قولاً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن " (النساء125) , وقوله تعالى: " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى " (لقمان22) (أي بلا إله إلا الله) , وقوله جل ثناؤه: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيم شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " (النساء65).
والدليل من السنَّة: قوله صلى الله عليه وسلم [لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به] (البغوي شرح السنة1/ 213) ... وهذا تمام الانقياد وغايته.
7.الشرط السابع: القبول < المنافي للرد >.
ودليله قوله عزوجل: " وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين " (الزخرف23 - 25) , وقوله سبحانه: " إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون* ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون " (الصافات35).
والدليل من السنَّة ما ثبت عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع بها الله الناسَ فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مَثَل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعَلّم، ومَثَل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به) (رواه البخاري).
8.الشرط الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله.
ودليله قوله عزوجل " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " (البقرة156).
من كتاب: تيسير الإله بشرح أدلة شروط لاإله إلاالله // أدخلت عليها تعديلا بسيطا
للشيخ: عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 09:50]ـ
جزاك الله خيرا" ونفعنا الله بمواضيعك الفعالة.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 07:59]ـ
وجزاك ... أخي الحبيب في الله (المغيرة)
وعذرا على التاخير في الرد بسبب الإنشغال بالمواضيع الأخرى
قال الإمام الشافعي (150هـ - 204هـ) - رحمه الله:
أحب الصالحين ولست منهم --- لعلي أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي --- ولو كلنا سواء في البضاعة
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 08:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[13 - Sep-2007, مساء 05:23]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك
لا يخفى على الجميع أهمية هذه الكلمة التي قضى النبي صلى الله عليه و سلم - بأمر الله له - عشر سنين لا يدعو الى غيرها.
فأسأل الله أن يجعلني و أياكم و جميع من قرأ من أهلها العالمين العاملين بها ..
همسة: تمنيت لو نسقت النص و لونت أرقامه ليسهل على القاريء القراءة و الإستفادة ..
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 12:18]ـ
وجزاكم بمثله وأفضل اخواني في الله (ريبال) و (عبدالله آل أبو راجح) ...
وأشكر لكم مروركم العطر ..
وأشكر للأخ (عبدالله آل أبو راجح) على تعقيبه الجميل و همسته الناصحة وكم تمنيت لو استطعت فعل ذلك.
فشكرا لكم وجزاكم المولى خيراً(/)
ما حكم التحاكم إلى المحاكم الوضعية للحصول على حقوقك؟
ـ[النجم2009]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 10:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أعيش في بلد يطبق فيه القانون الوضعي و احتاج الى التحاكم لتلك المحاكم للحصول على جملة من حقوقي ومتطلبات حياتي مع كرهي وبغضي للطاغوت فما الحكم الشرعي في ذلك مدعما بالأدلة وأقوال العلماء؟ شاكرين لكم تجاوبكم واجاباتكم.
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 08:40]ـ
تفضل أخي الكريم
http://islamqa.com/index.php?ref=98301&ln=ara&txt= التحاكم
http://islamqa.com/index.php?ref=93208&ln=ara&txt= التحاكم
http://islamqa.com/index.php?ref=974&ln=ara&txt= التحاكم
ـ[النجم2009]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم كنت أتمنى الحصول على فتاوى لكبار العلماء خاصة الذين كانت لهم جهود عظيمة في تقرير كفر من تحاكم إلى القوانين الوضعية كالشنقيطي أو أحمد شاكر أو الشيخ ابن ابراهيم أو فتاوى المجامع العلمية كهيئة كبار العلماء بالسعودية أو اللجنة الدائمة للأفتاء مع شكري العميق وثنائي الجميل للأخ المفضال: جابر عبدالرحمن العتيق
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:15]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
بالنسبة للروابط أعلاه ..
فالأول فيه كلام للعلامة محمد بن إبراهيم
وكذلك للعلامة ابن باز
رحمهما الله
أما الثاني ففيه كلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله(/)
ما هي الحركة (الشعوبية)؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 11:30]ـ
السلام عليكم
قرأت في بعض المقالات عن حركة تسمى (الشعوبية) وكثيرا ما أجد اسم ابراهيم البليهي - اللبرالي - مقترنا بها , فما هي هذه الحركة بإختصار؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
الشعوبية نسبة غير قياسية إلى ((الشعوب)) وهم فريق من الناس لا يرون للعرب فضلا على غيرهم
بل يبالغون في ذلك فيذهبون إلى تنقصهم والحط من قدرهم حتى ألفوا في ذلك الكتب.
وسموا بذلك لانتصارهم للشعوب
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيك اخي آل عامر.
هل من مزيد؟؟؟
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 11:44]ـ
الشعوبيين
هم من يدسون في ثنايا كتبهم كل ما من شأنه الحط من قدر العرب والتهوين من مفاخرهم التقليدية كالكرم والشجاعة والفروسية وكذلك الطعن فى أنسابهم وإرجاع كل فضل ألى الأعاجم. وأهم هولاء المزورين للتاريخ والأنساب والمخترعين للأخبار أبو عبيدة مولى تيم قريش الفارسى الأصل كان ابوه على دين اليهودية وجده مجوسياً وغيلان الشعوبى مؤلف كتاب مثالب قريش.
وقد انقسم أصحاب النشاط الأدبى من الشعوبيين إلى عدة جماعات:
رواة التاريخ وواضعو الأخبار وسياتى لهم شرح فيما بعد!
رواة الأدب وواضعوا الشعر: عرفوا خطورة الشعر كسلاح للدعاية والتوجيه فنحلوا الأشعار التى توفق هواهم وتدعم دعواهم ومنهم خلف الأحمر وحماد الراوية وكلاهما مولى
مؤلفو الكتب ضد العرب (كتب المثالب) وكان سعيد بن حميد بن اليختان شديد العصبية على العرب وله كتاب فضل العجم على العرب وافتخارها واكثر الجهمى من المثالب وتناول جلة الناس وتطاول على العمريين والعثمانين وذكر العباس بأمر عظيم فعاقبه المتوكل والكثير وسياتى له شرح مفصل
الشكل الدينى: اتخذوا من الزندقة سلاحاً يكيدون به الأسلام
استعانو بالديانات القديمة وهى المانوية نسبة إلى مانى الفارسى الأصل
فاتجهوا إلى الوضع وإلى وضع أقوال على لسان بعض الصحابة والتابعين
فعبدالكريم بن أبى العوجاء يتهم بالزندقة ويفسد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
بما يضع فيها ويقر حين يقتله المنصور بأنه وضع أربعة الاف حديث مكذوب مصنوع
يقول الجاحظ معلقاً: واعلم أن هذه الأحاديث من أحاديث الفرس وهم أصحاب نفخ وتزيد
_______________
اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم(/)
معنى قولهم ((قديم النوع حادث الآحاد))
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:19]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
يستشكل بعض طلبة العلم قول العلماء في كلام الله ((هو قديم النوع حادث الآحاد))
فأردت أن أزيل هذا الإشكال وبيان الفرق بين هذه العبارة وبدعة الأشاعرة في الكلام النفسي
ولكن أحب أقدم بقاعدة مهمة وهي ((يقال في في باب المناظرة والمحاججة ما لا يقال في باب التقرير))
فقد يضطر المرء إلى استخدام بعض الألفاظ الكلامية للتعبير عن اعتقاد أهل السنة لافهام المتكلمين
معنى قديم النوع
القديم هو ما لم يسبق بعدم ونعني بقولنا في كلام الله أنه قديم النوع أي أن نوعه وإن شئت قل أصله غير مسبوق بعدم وأن الله لم يزل متكلماً لا أنه كان معطلاً عن كماله ثم اكتسب هذا الكمال كما قال بعض أهل البدع
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (1/ 156) وما بعده:
فإن هؤلاء لما اعتقدوا أن الرب في الأزل كان يمتنع منه الفعل والكلام بمشيئته وقدرته - وكان حقيقة قولهم أنه لم يكن قادراً في الأزل على الكلام والفعل بمشيئته وقدرته لكون ذلك ممتنعاً لنفسه، والممتنع لا يدخل تحت المقدور - صاروا حزبين:
حزباً قالوا: إنه صار قادراً على الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادراً عليه، [لكونه صار الفعل والكلام ممكناً بعد أن كان ممتنعاً، وإنه انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي]. وهذا قول المعتزلة والجهمية ومن وافقهم من الشيعة، (وهو قول الكرامية وأئمة الشيعة كالهاشمية وغيرهم).
[وحزباً] قالوا: صار الفعل ممكناً بعد أن كان ممتنعاً منه. وأما الكلام فلا يدخل تحت المشيئة والقدرة، بل هو شيء واحد لازم لذاته، وهو قول ابن كلاب والأشعري ومن وافقهما))
ومذهبنا في قدم الكلام دل عليه الدليل وقال به السلف
قال تعالى ((فعالٌ لما يريد))
قلت والكلام من فعله سبحانه وهذا يشمل ما كان قبل الخلق وما بعده
وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (أنه سأله سائل عن قوله: ? و كان الله غفوراً رحيماً ? ? عزيزاً حكيماً ? ? سميعاً بصيراً? فكأنه كان ثم مضى، فقال ابن عباس: ?وكان الله غفوراً رحيماً ? سمى نفسه ذلك، وذلك قوله، أي: لم يزل كذلك))
قلت وهذا يشمل جميع صفاته سبحانه وتعالى بما فيها الكلام
معنى قولهم ((حادث الآحاد))
ومعنى حادث الآحاد أي أنه سبحانه يتكلم بما شاء متى شاء _ وإن شئت قل يتكلم بالشيء بعد إن لم يكن متكلماً به _
قال تعالى ((إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون))
لا كما قال المبتدعة بأن كلام كله أزلي ويلزمهم أن الله كان يأمر وينهى ولا مأمور ولا منهي وأنه تكلم بالناسخ والمنسوخ معاً
قال الباجوري الأشعري في كلام الله ((وهو صفة أزلية قائمة بذاته ليست بحرف ولا صوت))
وصرح الكوثري في تعليقه على العقيدة النظامية (ص31) بأن حروف القرآن مخلوقة بخلاف القائم في ذات الله فهو قديم
وهذا يخالف مذهب السلف وهو متفرع عن مذهبهم في امتناع حلول الحوادث
قال أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية ((إن الله لم يزل متكلماً إذا شاء))
وللتعرض إلى بقية مخازي الأشعرية في اعتقادهم في كلام الله مقامٌ آخر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:51]ـ
أحسنت ... بارك الله فيك
وللتمثيل بقدم النوع وحدوث الآحاد أوالأفراد يُقال:
من جهة قدم النَّوع أوالجنس: فإنَّ الله كان ولا يزال متكلِّمًا، فلم يكن أبكم أوعاجزًا عن الكلام ثم تمكَّن منه، تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ومن جهة حدوث الآحاد فإن الله تعالى تكلَّم بالقرآن بعد أن لم يكن متكلِّمًا به.
وكذا في سائر الأمثلة، فالله قال للأبوين: (ألم أنهكما عن تلكما الشَّجرة) بعد أكلهما منه لا قبله.
والله سينادي عباده يوم القيامة: (ماذا أجبتم المرسلين) وهو لم يكلِّمهم بهذا الخطاب بعدُ.
/// والفاصل لمذهب السَّلف بين مذهب الكرَّاميَّة الذين عطَّلُوا الله من الكلام، وبين مذهب الصِّفاتيَّة من الكُلَّابيَّة والأشعريَة الذي نفوا قيامه به في وقتٍ دون وقت = هو إثبات الكلام له متى شاء.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 11:15]ـ
يستشكل بعض طلبة العلم قول العلماء في كلام الله ((هو قديم النوع حادث الآحاد))
فأردت أن أزيل هذا الإشكال وبيان الفرق بين هذه العبارة وبدعة الأشاعرة في الكلام النفسي
ولكن أحب أقدم بقاعدة مهمة وهي ((يقال في في باب المناظرة والمحاججة ما لا يقال في باب التقرير))
هذا الكلام ليس مخصوصاً بصفة الكلام له سبحانه وتعالى، بل يشمل بقية الصفات أيضاً، كالخلق والإيجاد، فهي قديمة الجنس والنوع حادثة الأفراد، فالله سبحانه وتعالى لم يزل خالقاً فاعلاً باعتبار الخلق صفة ذاتية له سبحانه.
وأما إطلاق لفظة القديم فهي ليست من الألفاظ التي تقال في باب المناظرة والمحاججة فحسب، بل جرى استخدامها في باب الإثبات، ووقع في سنن أبي داوود وغيره إطلاق وصف القديم على سلطان الله تعالى، وهناك ألفاظ استخدمها أهل السنة والجماعة في باب الإثبات لم يجر بها سنة ناطقة أو كتاب منزل، وإنما ثبتت معانيها، كلفظة الحد والذات وغيرها.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتعلم]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 04:33]ـ
هذا الكلام ليس مخصوصاً بصفة الكلام له سبحانه وتعالى، بل يشمل بقية الصفات أيضاً، كالخلق والإيجاد،.
نعم، ولا!
نعم، ليس مخصوصا بصفة الكلام.
ولا، لا يشمل جميع الصفات.
بل هو خاص بالصفات الفعلية فقط المتعلقة بالمشيئة النزول والغضب والرضا والمجيء ... ، أما الصفات الذايتة كالعلم والحياة والسمع والبصر ... فلا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 03:16]ـ
نعم، ولا!
نعم، ليس مخصوصا بصفة الكلام.
ولا، لا يشمل جميع الصفات.
بل هو خاص بالصفات الفعلية فقط المتعلقة بالمشيئة النزول والغضب والرضا والمجيء ... ، أما الصفات الذايتة كالعلم والحياة والسمع والبصر ... فلا.
نعم، ولا!
نعم، لا يشمل جميع الصفات كالحياة والوجه واليدين.
ولا، لا يخرج العلم والسمع والبصر عن هذه القاعدة. فإن للعلم مرتبتان: علم بأن الشيء سيكون، وعلم بأنه قد كان.
وعلى المرتبة الأخيرة وقع الوصف بالسمع والبصر.
فكونه تعالى سميعا بصيرا قديم. لكن كونه تعالى يسمع صوت موسى (ص) ويبصر جسده حادث حدث عقب خلق موسى وخلق صوته - والخلق من الأفعال الاختيارية بلا ريب.
وأما العلم، فالعلم بأن موسى سوف يوجد وسوف يتكلم علم يقدم معلومه،
لكن العلم المباشر لوجود موسى (ص) وصوته علم حادث تابع لحدوث معلومه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 03:52]ـ
اذن فلم الانكار على من قال أن القرآن مخلوق؟؟ فالقرآن فرد من افراد صفة الكلام فيلزم من ذلك أنه محدث بعد أن لم يكن و مخاطب به بعد أن لم يكن مخاطبا به ... ؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:39]ـ
اذن فلم الانكار على من قال أن القرآن مخلوق؟؟ فالقرآن فرد من افراد صفة الكلام فيلزم من ذلك أنه محدث بعد أن لم يكن و مخاطب به بعد أن لم يكن مخاطبا به ... ؟
لأن معنى (المخلوق) ما كَوَّنه الله بائنا عنه، والقرآن ليس كذلك - بل هو كلامٌ يقوم بقائله تعالى.
فليس كل حادث مخلوق. فإن خلق الله آدم (ص) حادث، والخلق - أي التخليق - غير مخلوق. لأن الفعل غير مفعول به.
وقوله تعالى: " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم! " حادث، وما هو بمخلوق. بل بقوله (كن!) يخلق المخلوق.
فصفات الله وكلامه هي ما قام بذاته تعالى، ولا يقوم بذاته سبحانه شيء من المخلوقات أصلا!
ثم إن مسمى القرآن يدخل فيه حروفه ومعانيه. ومعلوم أن معاني القرآن من علمه تعالى. أفيكون علمه مخلوقا؟ هيهات!
والله الهادي إلى سواء السبيل. . .
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Nov-2007, صباحاً 05:07]ـ
فأين الدليل من كلام السلف أنهم كانوا يقصدون هذا الفرق حين قالوا بأن القرآن غير مخلوق؟ و هل قالوا بأن القرآن محدث أي كائن بعد ان لم يكن بالنسبة لله سبحانه و تعالى لا بالنسبة لمن أحدث لهم الذكر من خلق الله؟ اي بعبارة أخرى أين الدليل من كلام السلف على هذا الفرق بين مصطلح الحدوث بهذا المعنى و مصطلح الخلق و جعل عمدة التفريق بين ما هو مخلوق و غير مخلوق المباينةَ و ليس الكون بعد ان لم يكن؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 12:15]ـ
فأين الدليل من كلام السلف أنهم كانوا يقصدون هذا الفرق حين قالوا بأن القرآن غير مخلوق؟ و هل قالوا بأن القرآن محدث أي كائن بعد ان لم يكن بالنسبة لله سبحانه و تعالى لا بالنسبة لمن أحدث لهم الذكر من خلق الله؟ اي بعبارة أخرى أين الدليل من كلام السلف على هذا الفرق بين مصطلح الحدوث بهذا المعنى و مصطلح الخلق و جعل عمدة التفريق بين ما هو مخلوق و غير مخلوق المباينةَ و ليس الكون بعد ان لم يكن؟
أخي الكريم. . . الشواهد من كلام السلف كثير.
فجلهم قالو: (القرآن كلام الله، غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود).
لاحظ جمعهم بين كونه (له ابتداء) وبين كونه (غير مخلوق).
وإنما امتنع بعضهم من إطلاق القول إن القرآن (محدث) - وهو الذي قال به داود الضاهري رحمه الله - لأن لا يلتبس الأمر على العوام.
مع العلم أن التعبير بـ (محدث) غيره بـ (حادث) في المعنى والفهم عند كثير من الناس.
وهذه نقول مفيدة:
قال شيخ الإسلام: في الفتاوى (5/ 533)
(يُتْبَعُ)
(/)
((وكان أئمة السنة كأحمد وأمثاله والبخاري وأمثاله وداود وأمثاله وابن المبارك وأمثاله وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي شيبة وغيرهم متفقين على أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم وأول من شهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كلاب))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" السلف قالوا: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء. فبينوا أن كلام الله قديم، أي: جنسه قديم لم يزل.
ولم يقل أحد منهم: إن نفس الكلام المعين قديم، ولا قال أحد منهم القرآن قديم.
بل قالوا: إنه كلام الله منزل غير مخلوق.
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته، كان القرآن كلامه، وكان منزلا منه غير مخلوق، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء؛ فجنس كلامه قديم.
فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " انتهى مجموع الفتاوى (12/ 54).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" وأتباع السلف يقولون: إن كلام الله قديم، أي: لم يزل متكلما إذا شاء، لا يقولون: إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك.
قلت: وقد يريدون به أن القرآن قد قاله الله تعالى قبل إنزاله بمدة طويلة كما هو الواضح من الأحاديث التي ذكرها اللالكائي رحمه الله في كتابه.
........
والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين، الذين لهم في الأمة لسان صدق، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم. وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/ 85)
وهذا الكلام لشيخ الإسلام إبن تيمية:
"فإنه اشتهر أن السلف كانوا يقولون القرآن غير مخلوق وكانت المعتزلة والكلابية ومن وافقهم من أهل الحديث والفقه والتصوف ليس عندهم إلا قديم أو مخلوق فالرب قديم إما بدون الصفات عند المعتزلة وإما بصفاته عند الكلابية وما سوى ذلك مخلوق منفصل عن الله كائن بعد أن لم يكن فصار هؤلاء يعتقدون أن من قال القرآن غير مخلوق فمراده أنه قديم لازم لذات الله وأنه لا يتعلق بمشيئته وقدرته ولا يجوز أن يقال يقدر أن يتكلم أو أنه يتكلم بمشيئته وهذا أحد قولي أصحاب أبي حنيفة وأحمد والشافعي ومالك وغيرهم"
قال المفتي بموقع (الإسلام سؤال وجواب):
وعليه فمن قال: القرآن قديم، أو كلام الله قديم، وأراد المعنى الأول: أن القرآن، وسائر كلام الله تعالى، منزل من عنده غير مخلوق، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة.
وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره، فمراده باطل، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع.
( http://www.islamqa.com/index.php?ref=100585&ln=ara)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 12:33]ـ
فأين الدليل من كلام السلف أنهم كانوا يقصدون هذا الفرق حين قالوا بأن القرآن غير مخلوق؟ و هل قالوا بأن القرآن محدث أي كائن بعد ان لم يكن بالنسبة لله سبحانه و تعالى لا بالنسبة لمن أحدث لهم الذكر من خلق الله؟ اي بعبارة أخرى أين الدليل من كلام السلف على هذا الفرق بين مصطلح الحدوث بهذا المعنى و مصطلح الخلق و جعل عمدة التفريق بين ما هو مخلوق و غير مخلوق المباينةَ و ليس الكون بعد ان لم يكن؟
قال الامام البخاري رحمه الله في صحيحه:
(مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}
وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
** لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى** لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ" اهـ
و انظر الى ربط البخاري لحديث النبي صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى " (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}
و قوله " وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى " يعني ان ما يحدثه الله تعالى من أمره و كلامه ليس بمخلوق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك أخي نضال و انما كان المقصود بيان الفرق ما أمكن من كلام السلف لا من كلام شيخ الاسلام كما أتيت ببعضه أخي المقدادي فالمقصود بيان وجود هذه الفروق في كلام السلف و أن هذه التأصيلات من الفرق بين قديم النوع و قديم الآحاد وأنواع التسلسلات و غيرها لم يات بها شيخ الاسلام من عنده
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 09:38]ـ
النقولات في هذه المسألة كثيرة و لكن يكفي معرفة ان الكثير من المتكلمين فضلا عن المحدّثين - كما يقول الحافظ ابن كثير - لم يسلّموا بأن كل محدث مخلوق
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298:
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. " اهـ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 09:46]ـ
بارك الله فيك أخي نضال و انما كان المقصود بيان الفرق ما أمكن من كلام السلف لا من كلام شيخ الاسلام كما أتيت ببعضه أخي المقدادي فالمقصود بيان وجود هذه الفروق في كلام السلف و أن هذه التأصيلات من الفرق بين قديم النوع و قديم الآحاد وأنواع التسلسلات و غيرها لم يات بها شيخ الاسلام من عنده
وفيكم أخي بارك الله.
أنا لست قصدي الأساسي بيان قول شيخ الإسلام، بل الذي أقصده هو نقل لكلام السلف الذي نقله شيخ الإسلام عنهم. ففي النقل الأول والثاني بيان قول الأئمة أحمد والبخاري وداود وابن المبارك وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي شيبة وأمثالهم أن الله لم يزل متكلما إذا شاء. وهذا يعنى أن أعيان كلامه تعالى إنما تحدث عقب المشيئة المعينة. فليس أعيان كلامه إذن قديمة أزلية، بل تتعلق بالقدرة والمشيئة. وأكد النقل الثالث أن أول من قال بقدم الكلام هو ابن كلاب ولا سلف له (اللهم إلا أن يكون الكرابيسي وأمثاله رحمهما الله).
ولعلني أنشط غدا أو بعد أيام أن أنقل لكم أقوال السلف في الموضوع. منها:
- ما ذكرته من قولهم: (القرآن غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود)،
- وقولهم: (الله يتكلم إذا شاء وكيف شاء) - وهذا يقتضي تجدد الكلام بتجدد المشيئة،
- وقولهم المأثور: (ما تعبدت الله بمثل ما خرج منه) - والخروج فعل تقدمه المشيئة بلا ريب،
- وفي الحديث المصدق عندهم: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات كجَرِّ السلسلة على الصَّفْوان)،
وغير ذلك كثير. . . فالله الموفق للسداد.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 09:47]ـ
جزى الله الأخوين نضال والمقدادي خيراً
وكذا ابن الرومية
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 09:51]ـ
النقولات في هذه المسألة كثيرة و لكن يكفي معرفة ان الكثير من المتكلمين فضلا عن المحدّثين - كما يقول الحافظ ابن كثير - لم يسلّموا بأن كل محدث مخلوق
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298:
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. " اهـ
نقل مفيد جدا. . . بارك الله فيكم شيخنا المقدادي. هذا يدل على دراية ابن كثير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالموضوع (عكس ما يتوهمه بعض الناس).
وبارك الله صاحب الموضوع الأخ عبد الله الخليفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 10:10]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله الخليفي و نفع بك
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 10:19]ـ
نقل مفيد جدا. . . بارك الله فيكم شيخنا المقدادي. هذا يدل على دراية ابن كثير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالموضوع (عكس ما يتوهمه بعض الناس).
.
و فيك بارك الله
و لا تشيخني عفا الله عنك
=================
الحافظ ابن كثير رحمه الله سلفي العقيدة مثبت للأفعال الإختيارية لله تعالى كما يتضح من تفسيره
قال في تفسيره (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا):
" فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا "
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 11:54]ـ
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي قرره أهل السنة والجماعة أن
قديم النوع: يقصد به أن الله جل وعلا لم يزل متكلما ولايزال متكلما، وليس الكلام حادثا منه بعد أن لم يكن
حادث الأحاد: أن آحاد كلامه جل وعلا يعني الكلام المعين المخصوص حادث لأنه متعلق بمشيئته متى شاء تكلم بما شاء كيف شاء والله سينادي عباده يوم القيامة: (ماذا أجبتم المرسلين) وهو لم يكلِّمهم بهذا الخطاب بعدُ
بارك الله في الجميع ووفق الله أخونا عبد الله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 10:12]ـ
من المهم أن ننبه على أن الله موصوف أيضا بالسكوت. فإن شاء تكلم وإن شاء سكت.
إلا أن مسمى السكوت واقع أيضا لمن قصد عدم إظهار الكلام أو إسماعه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 01:15]ـ
أثابكم الله مشايخنا الكرام و نفعنا بعلومكم ... منتظر لما قد تجودون به رواية و دراية خاصة عن الفرق بين مصطلحي الخلق و الحدوث عند السلف
ـ[الصيعاني]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزى الله إخواني خيرا على ما قدموا وهكذا فليكن العلم.
ويسرني أن أشاركهم في هذا الخير حفظهم الله ونفع بهم
قال الأشعري نفسه في الإبانة:
"وقال الله تعالى: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) من الآية (109/ 18) فلو كانت البحار مدادا للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات ربي، كما لا يلحق الفناء علم الله تعالى، ومن فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجز ذلك على ربنا سبحانه صح أنه لم يزل متكلما، لأنه لو لم يكن متكلما وجب السكوت والآفات تعالى ربنا عن قول الجهمية علوا كبيرا." الإبانة (68)
وقال:
" وإذا لم يجز أن يكون الله سبحانه وتعالى في قدمه بمرتبة دون مرتبة الأصنام التي لا تنطق فقد وجب أن يكون الله لم يزل متكلما." الإبانة (71)
وقال الإمام البخاري من قبله في بيان قيام الأفعال الاختيارية بالله وهي أصل المسألة:
" واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا لكن مخلوق وقال أهل العلم التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق يعني السر والجهر من القول ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق." خلق أفعال العباد (113)
وقال البخاري في صحيحه
"بَاب قَوْله تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ} [الرحمن: 29]
وَ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]
وَقَوْلِهِ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]
وَأَنَّ حَدَثَهُ لا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لا تَكَلَّمُوا فِى الصَّلاةِ».
(1) /140 - فيه: ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) /141 - وَقَالَ مرة: كِتَابُكُمِ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ أَحْدَثُ الأخْبَارِ بِاللَّهِ. [انتهى كلام البخاري]
فعقب ابن بطال قائلا
غرضه فى هذا الباب الفرق بين وصف كلام الله بأنه مخلوق، وبين وصفه بأنه محدث، فأحال وصفه بالخلق، وأجاز وصفه بالحدث، اعتمادًا على قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} ا. هـ
وإن تعقبه ابن بطال فالمقصود بيان مراد البخاري
وفي موطن آخر وعن تبويب آخر للبخاري قال الحافظ في الفتح:
" قال بن بطال أراد بهذه الترجمة وأحاديثها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به وانه لم يزل متكلما ولا يزال ثم أخذ في ذكر سبب نزول الآية والذي يظهر أن غرضه أن كلام الله لا يختص بالقرآن فإنه ليس نوعا واحدا كما تقدم نقله عمن قاله وانه وان كان غير مخلوق وهو صفة قائمة به فإنه يلقيه على من يشاء من عباده بحسب حاجتهم في الأحكام الشرعية وغيرها من مصالحهم وأحاديث الباب كالمصرحة بهذا المراد. "الفتح (13|475)
وقال ابن عبد البر عن التجلي وهو صفة لله
" وفي قول الله عز و جل فلما تجلى ربه للجبل دلالة واضحة أنه لم يكن قبل ذلك متجليا للجبل وفي ذلك ما يفسر معنى حديث التنزيل ومن أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز و جل فلما تجلى ربه للجبل فلينظر في تفسير بقي بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق " ا. هـ
وفي تجليه بعد أن لم يكن متجليا قال ابن أبي حاتم
" ذكر عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا عثمان بن حصين بن غلاق، عن عروة بن رويم، قال: «كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى على الطور صما ملسا، فلما تجلى الله لموسى على الطور صار الطور دكا وتفطرت الجبال، فصارت الشقوق والكهوف»
ورجاله محتج بهم
وهناك مقالات أخرى صريحة في المسألة بل نصوص جلية كقوله صلى الله عليه وسلم عن عيسى في حديث الشفاعة:
" إن الله غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله "
وغيرها من النصوص لا تحصى
وقد نقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً. " الفتح (13|455)
والآمدي كذلك اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…". ثم ذكرها مضعفا لها درء التعارض (2|195)
ومن أراد معرفة مذهب السلف فيكفيه ما تواتر عنهم من تعليقِ كثيرِِِ من الصفات بالمشيئة ومن أبرزها صفة الكلام، يتكلم متى شاء أو كما شاء أو لا زال متكلما كما شاء وغيرها من الألفاظ وكذا باقي الصفات المعلقة بالمشيئة في كلامهم
ومن نجاه الله من أمراض القوم فإنه سيجد في قول السلف الشفاء لصدره من الوساوس وسيلمس منه حقيقة الكمال لله، فأي نقص في وصف الله بالفعل والتصرف والتدبير، يفعل ذلك بنفسه فعلا قائما به وفق مشيئته وإرادته كما هو مقتضى باقي صفاته أيضا من الحكمة والرحمة والعلم والقدرة بل والملك ونحوها
إن النقص كل النقص في سلبه تعالى صفات الأفعال وتجريده من القيام بما يريد منها وبالتالي تعطيل باقي صفاته أيضا
والناظر بحق في هذا الباب يعلم أن مذهب الأشاعرة قائم في حقيقته على تعطيل الله عن كماله الذي تمدّح به في الوحي، فأوله تنزيه لله في القِدَم على قصور ظاهر في هذا التنزيه، بل صوري، وآخره الحكم عليه سبحانه بأنه ذات هامدة لا تفعل ولا تتصرف كأنه لا يملك، فليس له أن يفعل منذ أن كان هناك خلق ومنذ أن كان هناك زمان، فهو قد علم وتكلم وسمع وأبصر وأراد دفعة واحدة أو متواليا حسب ما يقولون، ثم اكتفى بهذا منذ القدم وتعطل في نفسه فليس الفعل إلا في مفعولاته
حاشاه ربنا تعالى من هذا النقص الذي هو أشبه بالموت السريري تعالى الله عما يقول الظالمون المتنقصون علوا كبيرا
فاللهم لطفك
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 08:50]ـ
كان في موقع التراث الذي كنت أشرف بالإشراف العام عليه مناظرة مفيدة جدا بين إخواننا من أهل السنة وبعض الأشاعرة حول هذه العبارة ...
يسر الله عود هذا المنتدى قريبا ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 08:49]ـ
قال الأشعري نفسه في الإبانة:
"وقال الله تعالى: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) من الآية (109/ 18) فلو كانت البحار مدادا للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات ربي، كما لا يلحق الفناء علم الله تعالى، ومن فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجز ذلك على ربنا سبحانه صح أنه لم يزل متكلما، لأنه لو لم يكن متكلما وجب السكوت والآفات تعالى ربنا عن قول الجهمية علوا كبيرا." الإبانة (68)
وقال:
" وإذا لم يجز أن يكون الله سبحانه وتعالى في قدمه بمرتبة دون مرتبة الأصنام التي لا تنطق فقد
] [
من المهم أن ننبه على أن الله موصوف أيضا بالسكوت. فإن شاء تكلم وإن شاء سكت.
إلا أن مسمى السكوت واقع أيضا لمن قصد عدم إظهار الكلام أو إسماعه.
..........
كان في موقع التراث الذي كنت أشرف بالإشراف العام عليه مناظرة مفيدة جدا بين إخواننا من أهل السنة وبعض الأشاعرة حول هذه العبارة ...
يسر الله عود هذا المنتدى قريبا ...
بودنا أن نطالع هذه المناقشات. . بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 12:26]ـ
هل صفة الاستواء قديمة النوع حادثة الآحاد؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 11:47]ـ
هل صفة الاستواء قديمة النوع حادثة الآحاد؟
لا يقال بنفيه ولا يقال بإثباته، فإنه لا خبر وارد في ذلك ولا يمكن للعقل أن يستقل بمعرفته؛
إنما المعروف أن الله كان لا يستوي على العرش ثم استوى عليه. فهل كان قبل ذلك مستو على غيره إلى ما لم يزل؟ هذا لا يعرف.
وإنما يقال (قديم النوع حادث الأفراد) لصفات وأفعال معلوم أنها يستمر جنسها من الأزل ويتجدد أفرادها،
كالتخليق والتكوين والترزيق والتصوير والكلام والسمع والبصر والفرح والغضب والمغفرة.
ـ[أبو رميساء]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي نضال وفقه الله
سؤال متعلم
ألا يصح أن نقول أن نوع الاستواء قديم بمعنى العلو ..
فإن الله متصفٌ بالعلو من الأزل ..
ويكون المعنى حينها صحيح
نوع الاستواء = العلو
وأفراده = استواءه على العرش
برجاء تصويبي وتعليمي
بارك الله فيكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 03:44]ـ
وعليكم السلام - أخي الكريم - ورحمة الله وبركاته؛
أما التعلم، فلا تتعلم من أنصاف المتعلمين مثلي، بل جالس العلماء لتأخذ منهم العلوم والفهوم.
وأما إن تسألني عن رأيي،
فأقول: إن (العلو) يطلق على الصفة اللازمة التي هي (الفوقية)، ويطلق على (فعل الاستعلاء) الذي هو (الاستواء). فالأول حال فلا تعلق له بالقدرة والمشيئة لأنه نسبة بين الشيئن. وأما الثاني فهو فعل فلا بد أن يتعلق بالقدرة والمشيئة.
و (العلو) المطلق لله تعالى على جميع خلقه الذي هو (الفوقية): صفة ذاتية ثابتة له سبحانه لازم له أزلا وأبدا لا تجدد فيه، فهو قديم لا فرد له حادث كالحياة والعظمة والغنى. وأما (العلو) الفعلي الذي هو (الاستعلاء) أو (الاستواء)، فشأن الفعل أن يسبقه القدرة والإرادة، فهو لا شك (حادث الأفراد). والاستواء من الأفعال فهو لا شك حادث لتقدم القدرة والإرادة عليه.
فهذا هذا. وليس هذا نوع لهذا ولا هذا فرد من أفراد هذا. فليس الاستواء فرد من أفراد (العلو) على معنى (الفوقية) اللازمة، بل نوع من أنواع (فعلـ) ـه تعالى وإن سمي (علوا) أو (استعلاء).
وبما أن وجود جنس الفعل من شروط الحياة الكاملة، مع كون أفراده إنما توجد بوجود القدرة عليها والإرادة لها، فالفعل بالنسبة إلى الإله تعالى: قديم النوع - لكونه شرطا في الحياة - وحادث الأفراد - لتقدم القدرة والإرادة على تلكم الأفراد. فنجزم هنا بأن (أفعال الله تعالى) قديم النوع حادث الأفراد. هذا في الكلام على (الفعل) عموما. لكن فعل خاص له تعالى كالتخليق والترزيق والكلام والاستواء، فهذه الأشياء لا يمكن الجزم بأنها قديم النوع إلا بعد العلم بأن جنسه من شروط كماله تعالى أو العلم بأن الله لم يزل يفعله شيئا فشيئا في ما لم يزل.
فقد يكون (الاستواء) جنس ونوع لما تحته من الأفراد إن كان له تعالى أكثر من استواءٍ. . لكن هذا غير معلوم، فإنما المعلوم لنا: استواءه تعالى على العرش بعد خلق السموات والأرض في ستة أيام. وأما استواءه تعالى على العرش قبل هذا الوقت بشكل متجدد إلى الأزل، أو استواء آخر له تعالى على غير العرش متجددا إلى الأزل، فلا خبر فيه وارد ولا شهادة لنا بذلك، فلا جزم فيه ولا قطع.
ومع ذلك، فلو فسر (الاستواء) بـ (الصعود) و (العروج) و (الارتفاع) كما في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} فكان هذا الاستواء (المتعدى بـ"إلى") جنس لما تحته من أفراد الصعود والعروج، فيكون (حادث الأفراد). لكن لا نجزم مع ذلك بـ (ـقدم جنسه)، فإنه لا خبر ولا علم لنا هل كان الرب تعالى لم يزل يفعل هذا الصعود والعروج واحدا بعد واحد فيما لا بدايه له من الأزمان.
قال شيخ الإسلام والمسلمين أبو العباس ابن تيمية رحمه الله:
فَإِنْ قِيلَ: فَإِذَا كَانَ إنَّمَا اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ بَعْدَ أَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فَقَبْلَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْعَرْشِ؟ قِيلَ الِاسْتِوَاءُ عُلُوٌّ خَاصٌّ فَكُلُّ مُسْتَوٍ عَلَى شَيْءٍ عَالٍ عَلَيْهِ وَلَيْسَ كُلُّ عَالٍ عَلَى شَيْءٍ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ. وَلِهَذَا لَا يُقَالُ لِكُلِّ مَا كَانَ عَالِيًا عَلَى غَيْرِهِ إنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ وَاسْتَوَى عَلَيْهِ وَلَكِنْ كُلُّ مَا قِيلَ فِيهِ إنَّهُ اسْتَوَى عَلَى غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ عَالٍ عَلَيْهِ: وَاَلَّذِي أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ " الِاسْتِوَاءُ " لَا مُطْلَقُ الْعُلُوِّ مَعَ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنَّهُ كَانَ مُسْتَوِيًا عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَمَّا كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ لَمَّا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ كَانَ عَالِيًا عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا عَلَيْهِ؛ فَلَمَّا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ اسْتَوَى عَلَيْهِ؛ فَالْأَصْلُ أَنَّ عُلُوَّهُ عَلَى الْمَخْلُوقَاتِ وَصْفٌ لَازِمٌ لَهُ كَمَا أَنَّ عَظَمَتَهُ وَكِبْرِيَاءَهُ وَقُدْرَتَهُ كَذَلِكَ وَأَمَّا " الِاسْتِوَاءُ " فَهُوَ فِعْلٌ يَفْعَلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ فِيهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى}. وَلِهَذَا كَانَ الِاسْتِوَاءُ مِنْ الصِّفَاتِ السَّمْعِيَّةِ الْمَعْلُومَةِ بِالْخَبَرِ. وَأَمَّا عُلُوُّهُ عَلَى الْمَخْلُوقَاتِ فَهُوَ عِنْدَ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ الْعَقْلِيَّةِ الْمَعْلُومَةِ بِالْعَقْلِ مَعَ السَّمْعِهذا، والله أعلم.(/)
كيف يرد على من يزعم بأن السنة خرافة?
ـ[الخنساء]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 03:07]ـ
كيف يرد على من يزعم بأن السنة خرافة ابتدعها المبتدعون وأنها لاتعدو عن كونها آراء الرسول صلى الله عليه وسلم ..
أرجو مساعدتي جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:45]ـ
هذا لا يحتاج لرد أصلا؛ لأنه ليس من المسلمين.
فيجب دعوته ابتداء للدخول في الإسلام بأن يقر بنبوة سيد المرسلين وبلوازم هذه النبوة
وبعد ذلك لن يحتاج لرد؛ لأن من لوازم هذه النبوة تصديقه فيما أخبر.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 07:10]ـ
ثم هناك تناقض في الكلام المنقول أختي فهل هي آراء الرسول صلى الله عليه وسلم أم أنها خرافات ابتدعها المبتدعون.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 07:21]ـ
الرد يا أختاه في قوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]
فهذا أمر عام لكل من يقول أنا مسلم بأن يأخذ جميع ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم وإن زعم بأنها آراء!!
وأما قوله أنها آراء فيرده قوله تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم]
ـ[الخنساء]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:44]ـ
ليس هناك تناقض فيما أقول ..
الزاعم يدعي بأن السنة هي مجرد تدوين اجتهادي من السلف يحتمل شيئا من الصواب وكثيرا من الخطأ لأنها أخبار منقولة ..
وعندما رددت عليه بتلك الآية: (وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) قال وكيف يكون حال الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يقرأ هذه الآيه .. أي هل هو مشمول في هذا الحكم أم لا؟؟
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 12:11]ـ
السنة كُتبت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته، وهذه الكتابة شملت مختلف الطبقات، والعديد من البلدان، فكُتب في اليمن، ومكة، والمدينة، والشام، والعراق، وكُتب في طبقة الصحابة، والتابعين، وأتباعهم، ولم يكن للتدوين زمن ابتدأ فيه، ولم يكن هناك شخص أو أشخاص تدور حولهم قضايا التدوين والحفظ، فلا أبو هريرة ولا ابن عمرو ولا ابن عباس ولا عائشة رضي الله عنهم أجمعين، ولا الزهري ولا الشعبي ولا عروة رحمهم الله، وعامة السنة رويت من أوجهة مختلفة متعددة، وحتى الأحاديث التي أثار حولها المستشرقون وغيرهم لغطاً وتشغيباً هي من الأحاديث التي تعددت مخارجها سواء في طبقة الصحابة أو من بعدهم.
إن هذا التوافق العجيب، والإحكام البالغ للسنة وأسانيدها واستقامتها على تعدد الطبقات والبلدان، وعدم شذوذها أو اختلاف ألفاظها أو اضطراب متونها، ليدل دلالة واضحة صريحة على صحتها في الجملة، ثم إن موازين النقد التي اتبعها علماء الجرح والتعديل تدل أيضاً على المنهجية المنضبطة للتلقي والقبول والحكم بالصحة والضعف، فالحديث المروي في صحيفة ابن منبه، أو في مصنف عبدالرزاق، أو موطأ مالك، أو رواه الشافعي في كتبه، أو البخاري في صحيحه، أو أصحاب السنن، أو المعاجم، تجده جميعه بلفظ واحد أو ألفاظ متقاربة جداً في اللفظ مع عدم اختلاف في المعنى، مع أن هؤلاء في طبقات مختلفة شتى، وأسانيدهم متباينة مختلفة المخارج، وينتمون لمدارس فقيهة متعددة، وهم من بلدان متباعدة بحيث يقطع العقل استحالتهم على التوافق في التأليف والإخراج على هذا الوجه المتفق في كل شيء، كل ذلك يدل دلالة صريحة واضحة على صحة السنة في الجملة.
ثم إن المبالغة الشديدة في الاحتفاء بالأخبار النبوية والدقة والتحري في التثبت منها كانت سمة غالبة على جميع من اشتغل بأخباره صلى الله عليه وسلم، سواء من الصحابة أو من بعدهم، فالتثبت في الأخبار النبوية ابتدأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في العديد من الأخبار، واستمر بعد ذلك خاضعاً لأحكاماً دقيقة صارمة واضحة.
ولم يكتفوا بمجرد الموازيين العلمية، فزادوا عليها الموازيين العقلية المنضبطة، فأحكموا قضايا العقل وميزانه في النقد للمتون، وكان من أساسيات الحكم على الحديث صحة وضعفا قبول العقل الصحيح له، كما ذكر ذلك الأئمة الأعلام.
إن أغلب الأحاديث التي دارت حولها الشبهات العقلية وغارات المستشرقين هي من الأحاديث التي لها مخارج متعددة، فمثلا أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في غالبها مروية من طرق أخرى صحيحة عن غيره من الصحابة، كذلك ما شغب به المستشرقون على الزهري هو من أحاديثه التي وافقه عليها غيره ولم ينفرد به مطلقاً.(/)
ما حكم أسر المدنيين لاستنقاذ أسرى المسلمين؟
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أسر جماعة جيش الإسلام للصحفي آلان جونسون انقسمت الآراء حول مشروعية هذا الفعل فمن قائل بأن هذا مدني لا دخل له في الحرب فلا يجوز أسره ومن قائل بأن أسره تطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"فكوا العاني" وهذه الجماعة تريد فك أسر المدعو أبو قتادة الفلسطيني والرجل من منظري التيار التكفيري فما حكم أسر الصحفي في سبيل إطلاق سراح أبي قتادة؟
وبصفة عامة ما حكم أسر المدنيين في بلاد المسلمين في سبيل استنقاذ أسرى المسلمين في سجون الغرب؟
أتمنى ان يداني الإخوة مشكورين على بحث في هذه المسألة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:25]ـ
سؤالك مهم , لكن مثل هذه الأسئلة لا توجه إلا لهيئة كبار العلماء حفاظا على ترابط الصف الإسلامي.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 10:19]ـ
أولاً وأهم مسألة في نظري هي التأصيل للمسألة قبل الخوض فيها وبعيداً عن القصة أو ما بسببه أثيرت هذه المسألة.
على سبيل المثال:
في الحرب بين المسلمين، والكفار، هناك مصطلحات مستعملة في هذه الحروب، وهي مصطلحات شرعية، وما يستعمله المسلمين، من مصطلحات، ما يسمى به الكافر المقاتل _ حربي _ وليس مدني ولم نسمع ولم نقرأ في كتب أهل العلم، ما يسمى بالمدني الا في زماننا هذا، وإلا المعروف، والمتعارف عليه من المصطلحات الشرعية هي (حربي، وليس بحربي) فإذا تقررت هذه المسألة، نستطيع أن نؤصل المسألة كاملة على هذا النسق، والله يحفوظكم ويرعاكم.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:05]ـ
سؤالك مهم , لكن مثل هذه الأسئلة لا توجه إلا لهيئة كبار العلماء حفاظا على ترابط الصف الإسلامي.
لا أرى مانعا من أن يجيب على السؤال مشايخ المنتدى.
كما أنه سيكون جيدا لو نقل لنا بعض الإخوة كلام العلماء في مثل هذه الواقعة وخصوصا لو كان تأصيلا عاما غير خاص بحادثة دون أخرى.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:18]ـ
أولاً وأهم مسألة في نظري هي التأصيل للمسألة قبل الخوض فيها وبعيداً عن القصة أو ما بسببه أثيرت هذه المسألة.
على سبيل المثال:
في الحرب بين المسلمين، والكفار، هناك مصطلحات مستعملة في هذه الحروب، وهي مصطلحات شرعية، وما يستعمله المسلمين، من مصطلحات، ما يسمى به الكافر المقاتل _ حربي _ وليس مدني ولم نسمع ولم نقرأ في كتب أهل العلم، ما يسمى بالمدني الا في زماننا هذا، وإلا المعروف، والمتعارف عليه من المصطلحات الشرعية هي (حربي، وليس بحربي) فإذا تقررت هذه المسألة، نستطيع أن نؤصل المسألة كاملة على هذا النسق، والله يحفوظكم ويرعاكم.
بارك الله فيك يا شيخ وليد نعم السؤال عن تأصيل علمي في المسألة يجمع كل الحالات ولا يتحدث عن هذه الحالة فحسب.
ولتحديد السؤال بالضبط:"هل يجوز أسر غير المحارب من الكفار الذين جاءوا لبلادنا من أجل استنقاذ أسرى المسلمين؟ "
بارك الله فيكم وأتمنى لو أجد بغيتي عندكم
ـ[أبو المنذر الفلسطيني]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
المسألة بحاجةلنظرفقيه يجمع بين التبحربفقه الدليل والواقع وكمساهمه
اولى مني ارجو مراجعة كتاب النذرفي صحيح مسلم عندما
اسرالرسول ص رجلا وربطه ليفدي به أسيرين من المسلمين اسرتهماثقيف ولماسال الرجل عن سبب اسرة ولم يكن من ثقيف اجابه النبي ص بان ذلك بجريرةمافعل حلفاؤه هذه ليست فتوى بل لتحريك البحث (ابتسامة)
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 03:46]ـ
المسألة بحاجةلنظرفقيه يجمع بين التبحربفقه الدليل والواقع وكمساهمه
اولى مني ارجو مراجعة كتاب النذرفي صحيح مسلم عندما
اسرالرسول ص رجلا وربطه ليفدي به أسيرين من المسلمين اسرتهماثقيف ولماسال الرجل عن سبب اسرة ولم يكن من ثقيف اجابه النبي ص بان ذلك بجريرةمافعل حلفاؤه هذه ليست فتوى بل لتحريك البحث (ابتسامة)
على حد علمي القاصر هذا هو الحديث الوحيد الذي ثبت فيه اسر رجل ليس بحامل للسلاح لمجرد أنه حليف لعدو مقاتل و لكن حاله تختلف عن حال الصحفي من وجوه:
- هذا الرجل تم أسره خارج المدينة المنورة و لم يكن قد دخلها و لو دخلها و عامل المسلمين فيها و باعهم و ابتاعوا منه لما اسروه.
- هذا رجل من قبيلة حالفت قبيلة على القتال معها فالأحلاف في عهده عليه السلام ليست أحلاف اقتصادية و لا لوجستية كما يقولون و إنما هي أحلاف سلاح و نصرة و لهذا كان حاله حال من حالف و هو رجل كبير يجوز فيه حقه القتال.
- الصحفي قبل قرار ارسال أبي قتادة إلى عمان هل كان بالنسبة لجيش الاسلام رجل " صديق " أو على الأقل ليس بحربي؟ كما يتضح ذلك من تعاملهم مع كل الصحفيين كما أنه دخل العراق قبله الكثير ممن تركهم جيش الاسلام فما الذي جعل هذا بعينه محاربا لا يدخل في " يسعى بذمتهم أدناهم " فإن كان دخل لينقل الأخبار و يتاجر ببيعها و نقلها دون ضرر بالناس و قد تركوه لذلك فما الذي يجعله حربيا و قد آواه المسلمون و سمعوا منه و سمع منهم؟؟
إن كان لدى جيش الاسلام ما يبرر كونه " عدوا حربيا " لا يدخل في ذمة المسلمين كأهل الأعشار فلعل فعلهم له ما يبرره أما إن كان جونسون لا جونسون قبله و لا بعده فما هو عذر جيش الاسلام؟؟؟
و هناك كتاب اسمه " إجابات التسولي للأمير عبد القادر " ناقش الكثير من نظائر و أشباه هذه المسائل ايام الجهاد الجزائري و هو مطبوع في مجلد و محقق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الفلسطيني]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 02:02]ـ
أخي جميل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أنالاعلم لي بالحادثةالتي تذكرهاولاأعلم من هو أبوقتادةالذي تتحدث عنه ولاعن الجيش الاسلامي ولكن اللذي تتحدث عنه يحتاج لفتوى وماذكرته انا كان للمدارسه النظريه الفقهية أماالفتوى فتحتاج لامريملكها الفقيه المعاين للواقعه.
ثانيا: من الناحيةالفقهية من اعان من يقاتل المسلمين بأن حالفه حلف سلاح ونصرةكماذكرتىؤخذبجريرته ومن حالفةبمده بالمال والعتادوالمعونه وهوماسميته حلف لوجستي لايؤخذ بجريرته؟ هذا بعيد وعدم فهم لاساليب الحروب ومستلزماتها ..
ثالثا: الصحابة لم يأسرواالرجل المذكورداخل المدينة وهو يفعل ماذكرته لانة لوكان كذلك فهومستأمن دخل بالامان ولذلك من دخل بلادالمسلمين بإذن ولي الامرلعمل اوسياحه فلايجوز التعرض له لانه متأمن وليس كذلك الحدسث فقداسرالرجل خارج المدينة بالجريرة وبالمناسبة
الحديث في كتاب النذرعند مسلم ويسميه العلماءحديث الجريرة وقالوابأنه اصل في الموضوع والقول بأنه لايوجدغيره قد يفهم من بأن حديثاواحدا لايكفي لاعطاءحكم شرعي في مسالة هذاغير مقبول فإذاصح الحديث وسلمالاستدلال منه على مسألةحسب قواعدالاستدلال المعروفه ثبت الحكم ولو لم يوجد في الباب غيره فهوكاف وهواصل بذاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
إعصار جونو والدفاع عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 06:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعصار جونو والدفاع عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
محمد صالح المنجد
نبذة عن المحاضرة: دفاعاً عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورداً على الحملية العلمانية الشرسة التي تنادي بإلغائها حتى يعم الفساد في الأرض وحتى ينطلق العصاه بلا رادع ولا نكير .. وهنا دافع فضيلة الشيخ عن الهيئة وعن ضرورة بقائها لما في ذلك من مصالح لا حد لها
: رابط الحفظ:
http://download.media.islamway.com/lessons/munajjed//347_AlMonagged_Jono.rm
: أو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61243(/)
الفوائد المستفادة من شرح لمعة الاعتقاد للشيخ بن عثيمين رحمه الله
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 02:15]ـ
الفوائد المستفادة من شرح لمعة الاعتقاد
للشيخ العثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أنقل لكم أخوتي في الله بعض الفوائد التي استفدتها من خلال قراءة شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، سائلاً المولى عز وجل التوفيق، وأن يستفيد من هذا الموضوع أكبر قدر من الناس (1) (2).
وسأذكر قبل البدء بالفوائد المؤاخذات الثلاث على مؤلف لمعة الاعتقاد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم في الله
أبو حميد الفلاسي
المؤاخذات الثلاث على مؤلف لمعة الاعتقاد
الانتقاد الأول: قال المؤلف رحمه الله: (وما أشكل من ذلك، وجب إثباته لفظاً، وترك التعرض لمعناه، ... ):
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
انتقد على المصنف هذه العبارة لأنه المفروض أن يقول الإيمان به لفظاً ومعنى، وأما الإيمان به لفظاً هذا من قول أهل البدع. أ. هـ
الانتقاد الثاني: قال المؤلف رحمه الله: (نؤمن بها، ونصدق بها، لا كيف، ولا معنى، ولا نرد شيئاً منها، ... ):
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
أؤخذ على المؤلف هذه العبارة لأنه لم يوضح قصد الإمام أحمد. أ. هـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فتح رب البرية في تلخيص الحموية ص 63:
المعنى الذي نفاه الإمام أحمد في كلامه هو المعنى الذي ابتكره المعطلة من الجهمية وغيرهم وصرفوا به نصوص الكتاب والسنة عن ظاهرها إلى معاني تخالف، ويدل على ما ذكرنا أنه نفى المعنى ونفى الكيفية ليتضمن كلامه الرد على كلتا الطائفتين المبتدعتين: طائفة المعطلة، وطائفة المشبهة. أ. هـ
الانتقاد الثالث: قال المؤلف رحمه الله: (فدل على أن للعبد فعلاً وكسباً يجزى على حسنه بالثواب، ... ):
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
انتقد على المصنف هذه اللفظة لأنها من كلام أهل البدع فإذا استخدمت ألفاظ يستخدمها أهل البدع فيجب توضيحها فهنا كسبت معناها عملت ليس كما تقول الأشاعرة. أ. هـ
والله أعلم
****
قواعد هامة في الأسماء والصفات
القاعدة الأولى: في الواجب نحو نصوص الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته:
الواجب في نصوص الكتاب والسنة إبقاء دلالتها على ظاهرها من غير تغيير؛ لأن الله أنزل القرآن بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم باللسان العربي؛ فوجب إبقاء دلالة كلام الله، وكلام رسوله على ما هي عليه في ذلك اللسان، ولأن تغييرها عن ظاهرها قول على الله بلا علم؛ وهو حرام لقوله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
مثال ذلك قوله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ).
فإن ظاهر الآية أن لله يدين حقيقيتين، فيجب إثبات ذلك له, فإذا قال قائل: المراد بهما القوة, قلنا له: هذا صرف للكلام عن ظاهره، فلا يجوز القول به؛ لأنه قول على الله بلا علم.
القاعدة الثانية: في أسماء الله:
وتحت هذه القاعدة فروع:
الفرع الأول: أسماء الله كلها حسنى:
أي: بالغة في الحسن غايته؛ لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
مثال ذلك: (الرَّحْمَنِ) فهو اسم من أسماء الله تعالى، دال على صفة عظيمة هي الرحمة الواسعة. ومن ثم نعرف أنه ليس من أسماء الله: "الدهر"؛ لأنه لا يتضمن معنى يبلغ غاية الحسن، فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر" فمعناه: مالك الدهر المتصرف فيه، بدليل قوله في الرواية الثانية عن الله تعالى: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار".
الفرع الثاني: أسماء الله غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، وما استأثر به في علم الغيب عنده لا يمكن حصره ولا الإحاطة به.
والجمع بين هذا وبين قوله في الحديث الصحيح: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة"، أن معنى هذا الحديث: إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة. وليس المراد حصر أسمائه تعالى بهذا العدد، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة. فلا ينافي أن يكون عندك دراهم أخرى أعددتها لغير الصدقة.
الفرع الثالث: أسماء الله لا تثبت بالعقل وإنما تثبت بالشرع:
فهي توقيفية، يتوقف إثباتها على ما جاء عن الشرع فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على الشرع؛ ولأن تسميته بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك.
الفرع الرابع: كل اسم من أسماء الله فإنه يدل على ذات الله، وعلى الصفة التي تضمنها، وعلى الأثر المترتب عليه إن كان متعدياً:
ولا يتم الإيمان بالاسم إلا بإثبات ذلك كله.
مثال ذلك في غير المتعدي: "العظيم" فلا يتم الإيمان به حتى نؤمن بإثباته اسماً من أسماء الله دالاً على ذاته تعالى، وعلى ما تضمنه من الصفة وهي العظمة.
ومثال ذلك في المتعدي: "الرحمن"، فلا يتم الإيمان به حتى تؤمن بإثباته اسماً من أسماء الله دالاً على ذاته تعالى، وعلى ما تضمنه من الصفة وهي الرحمة وعلى ما ترتب عليه من أثر وهو أنه يرحم من يشاء.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 09:09]ـ
جزى الله العلماء ومن اقتدى بهم من طلبة العلم فهم يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله بألسنتهم وأقلامهم
ونشكر مشايخنا الأفاضل وندعوا للأحياء منهم بالثبات وللأموات بالرحمة والمغفرة على توضيح القواعد الهامة في الأسماء والصفات
فحري بكل مسلم أن يتعلمها ويعمل بها
وبارك الله في سعيك أيها السلفي
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 07:37]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل ونفع الله بك وعذرا لتأخري في الرد(/)
26بيتا لابن القيم في اغاثة اللهفان، أحسبها حجة على كل نصراني يقرؤها.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:16]ـ
قصيدة حوارية رائعة لشيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اغاثة اللهفان من مصائد الشطان واني لأحسبها حجة على كل نصراني قرئها:
1 - أعباد المسيح لنا سؤال____ نريد جوابه ممن وعاه
2 - إذا مات الإله بصنع قوم____ أماتوه فما هذا الإله؟!!
3 - وهل أرضاه ما نالوه منه____ فبشراهم إذا نالوا رضاه؟!
4 - وإن سخط الذي فعلوه ____فيه فقوتهم إذا أوهت قواه
5 - وهل بقي الوجود بلا إله____ سميع يستجيب لمن دعاه؟
6 - وهل خلت الطباق السبع لما____ ثوى تحت التراب وقد علاه؟
7 - وهل خلت العوالم من إله____ يدبرها وقد سمرت يداه؟
8 - وكيف تخلت الأملاك عنه____ بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟!
9 - وكيف أطاقت الخشبات حمل____ الإله الحق شد على قفاه؟!
10 - وكيف دنا الحديد إليه حتى____ يخالطه ويلحقه أذاه؟!
11 - وكيف تمكنت أيدي عداه____ وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟!
12 - وهل عاد المسيح إلى حياة____ أم المحيي له رب سواه؟!
13 - ويا عجبا لقبر ضم ربا ____وأعجب منه بطن قد حواه!
14 - أقام هناك تسعا من شهور ____لدى الظلمات من حيض غذاه
15 - وشق الفرج مولودا صغيرا____ ضعيفا فاتحا للثدى فاه
16 - ويأكل ثم يشرب ثم يأتي____ بلازم ذاك هل هذا إله
17 - تعالى الله عن إفك النصارى____ سيسأل كلهم عما افتراه
18 - أعباد الصليب لأي معنى____ يعظم أو يقبح من رماه؟!
19 - وهل تقضى العقول بغير كسر____ وإحراق له ولمن بغاه؟!
20 - إذا ركب الإله عليه كرها ____وقد شدت لتسمير يداه
21 - فذاك المركب الملعون حقا ____فدسه لا تبسه إذ تراه
22 - يهان عليه رب الخلق طرا____ وتعبده فإنك من عداه
23 - فإن عظمته من أجل أن قد____ حوى رب العباد وقد علاه
24 - وقد فقد الصليب فإن رأينا____ له شكلا تذكرنا سناه
25 - فهلا للقبور سجدت طرا____ لضم القبر ربك في حشاه
26 - فيا عبد المسيح أفق ____فهذا بدايته وهذا منتهاه
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:31]ـ
أحسن الله إليك.
وللفائدة:
القصيدة بصوت الشيخ الكريم / طه الفهد - حفظه الله تعالى -:
http://khayma.com/tajweed/taha/ebnalqayem.mp3
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 07:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل بارك الله فيك وهاك هاته الأبيات في دمغ النصارى
عجبا لليهود والنصارى *******والى الله ولدا نسبوه
اسلموه لليهود و قالوا***** انهم من بعد قتله صلبوه
فلئن كان ما يقولون حقا****** فسلوهم اين كان ابوه
فاذا كان راضيا باذاهم***** فاشكروهم لاجل ما صنعوه
واذا كان ساخطا غير راضي *****فاعبدوهم لانهم غلبوه
وهذه أبيات أخرى
أعباد عيسى لنا عندكم سؤال عجيب فهل من جواب؟
إذا كان عيسى على زعمكم الها قديرا عزيزا يهاب
فكيف اعتقدتم بأن اليهود أذاقوه بالصلب مر العذاب
وكيف اعتقدتم بأن الاله يموت ويدفن تحت التراب؟!
ـ[الخنساء]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 09:55]ـ
سيردون على ذلك بقولهم إن المسيح عندما كان مدفونا فإن الله كان يدبر الأمور وبعد أن مكث في قبره أربعين يوما رفع إلى السماء .. وقد قدم روحه فداء للبشرية (النصرانية) ..
وقد يتسائل أحدنا عن حكم البشر في نظرهم (قبل ولادة المسيح) فسيقولون بأن ابراهيم عليه السلام كان قبله وأن الله ارتضى دينه عليه السلام للناس فعلى هذا سيدخلون الجنة ...
العجيب أن أحدهم تسائل عن توقيع وضعته مفاده (السعادة الحقيقية ليست في هذه الدنيا بل في الآخرة) قائلا بأننا نحن المسلمون نعبد الله بدون ضمانات أي لاندري هل سندخل الجنة أم النار والعياذ بالله أما هم فقد ضمنوا الجنة لأن المسيح ضحى بحياته من أجلهم!!(/)
نهاية مشكلة الاسكان الان - فكر عالمى اسلامى جديد
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 05:38]ـ
نهاية مشكلة الإسكان الآن – فى البلاد
بقلم المهندس/ نبيل محيسن
مشكلة الإسكان مشكلة وهمية فى مصر) على سبيل المثال) لتوفر مقومات البناء أنما يوجد بعض المسببات لوجودها الحالى كظاهرة وتلك المشكلة هى السبب الخفى لمشاكل مصر كلها وتدل كل الأحصائيات على زيادة أعداد المساكن أكثر من الأسر. فأين المشكلة؟ إنما هى صرخة المحتاجين بحثا عن المأوى وأغنية ينشدها البعض من أجل مصلحتة بدليل أن كل الأحصائيات أكدت أن عدد الشقق دوما أكبر من عدد الأسر ففى عام 1986 كان عدد الشقق الفارغه 1.8 مليون شقة والآن 3 مليون شقة فارغة فى حين الأحيتاج السنوى ربع مليون شقة أى لدينا من الشقق ما يكفى لـ12 سنة قادمة وفى حين أن الأحصائيات تقول أن عدد عقود الزواج 525 الف عقد زواج سنوى أى لدينا حاجتنا من السكن لمدة حوالى 6 سنوات قادمة أى أن مشكلة الإسكان بسبب عدم أستغلال الشقق وليس بنقصها) تعداد المنشآت لسنة 2006 ذكر ان عدد الشقق المغلقه والخاليه 8 مليون وحدة سكنيه) تقرير رسمى حكومى.
مشكلة الإسكان مشكلة لا تئن منها الدول النامية فقط بل العالم المتقدم والنظم العالمية كلها فشلت فى حلها ففى الدول الرأسمالية يعتبر المسكن سلعة شأنه شأن أى سلعة أخرى والعرض والطلب هو المقياس لها ولقد وجد " وليم ستيف " بأن مقدار الزيادة فى سعر البيت قد بلغ 75 % فى لندن خلال السنتين 71، 72 علما بأن الثمن قد ارتفع فى إحدى المدن الإنجليزية التى تتمتع بالحكم الذاتى من 2397 دولار سنة 58 إلى 84600 دولار عام 1960 ولقد بات واضحا أن زيادة الأثمان للوحدة السكنية الواحدة بمقدار 35.5 مرة خلال عامين لم يكن وليد التطور الكبير فى بنود التكاليف الإسكانية بقدر ما يرجع إلى الارتفاع الجنوني فى هامش الربح نفسه.
وفى الدول الأشتركيه يعتبر المسكن خدمة تقدمها الدولة لمواطنيها وفشلت أيضا للصعوبة المالية ولذا أقدم ورقة العمل هذه تحت مفاهيم معينة هو أن الإنسان خليفة الله في الأرض وكل شيء سخره الله له التصرف كيفما يشاء ولكن للمجتمع حق أو نصيب في ما يملك دون اعتداء على حرية الأول فيما يملكه أى أن المسكن ضرورة تسقط أن وجدت دون تحديد للملكية أو الإيجار أنما مازاد عن الضرورة يدفع عنها المالك زكاة أو ضريبة فى حالة عدم الأستغلال بيعا أو تأجيرا.
وإن حصر مشكلة الإسكان في العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر يبعد مشكلة الإسكان عن أساسها وجذورها مثلها مثل مضغ اللبان يحرك الفم والمعدة لكن لايفيد الجسم والواقع الفعلي لأزمة الإسكان يرجع إلى عدة عوامل أهمها هو تغير نمط الإسكان من الاعتماد على الخامات المحلية وأدوات بناء يدوية عند البناء إلى البناء باستخدام الخرسانه المسلحة والمعدات الحديثة ذات التكلفة العالية مما مثل عبء مالى كبير على راغبى البناء وكذلك أيضا السيكلوجية الاقتصادية فنحن نحتقر الصناعة فلجأنا ونلجأ دائما إلى الأنشطة المعمارية ذات الخطورة الأقل بل ومضمونة المكسب وخصوصا أن القوانين الحالية لاتفرض ضرائب على عدم استغلال السكن وبالإضافة إلى مرور الإسكان في مصر بنقص في مواد البناء أثناء الحرب العالمية الثانية لحاجة المجهود الحربي لتلك المواد. وأيضا إلى صدور قوانين تتعلق بتخفيض الإيجار أو تجميده وخلافه مما أدى لوقوع مشاكل جمة بالإضافة إلى عدم قدرة أي حكومة من الناحية المالية على الوفاء ببناء المساكن لمواطنيها مما أدى إلى تدخل البنوك في عمليات البناء والنشاط العقاري (استثمارا) مما أدى إلى غلاء المساكن والأنشطة المعمارية نظرا لرغبة البنك في الكسب بالإضافة إلى ربح المستثمرين أنفسهم فأصبح العبء على المواطن الراغب في السكن مضاعفا. إضافة إلى وصول بعض المقاولين إلى بعض مراكز التشريع وصنع القرار مثل مجلس الشعب فبات من مصلحتهم بقاء المشكلة كما هي وأشاعوا بوجود نقص كبير في أعداد وحدات السكن رغم أن معظم الأحصائيات أوضحت أن أعداد الشقق دوما أكبر من عدد الأسر بالإضافة إلى أنه في السنوات الماضية زادت نسبة الاستثمار العقاري مقارنة بالأنشطة الأخرى الإنتاجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا النشاط الذي يمتاز بطول الدورة الاستثمارية (دورة رأس المال) له مما أدى إلى عدم قدرة الأشخاص على تحمل الإيجارات الجديدة وعدم تناسب الدخول مع القيم الإيجارية وأيضا تركيز الأنشطه الصناعية والتجارية في أماكن معينة وأخيرا وضع صيغ غير مناسبة للعلاقة بين المالك والمستأجر.
لا توجد دولة فى العالم قادرة على تلبية حاجة مواطنيها من السكن والإسكان هو مذلة الحكومات وقتما تحدث المشكلة تطيع الحكومات ما يملى عليها من شروط كرها أو تضحى ببعض خطط التنمية من أجل توفير السكن والقليل منا عنده المقدره المالية على البناء وذلك لتغير نمط البناء لذا يجب إنشاء صندوق إسكانى وظفيته الأساسية إعطاء قروض بدون فوائد لراغبى البناء بعيدا عن ميزانية الدولة وروافده من خارج أعتمادت الحكومه وهى كالتالى:-
– ضريبة عدم الإشغال على الشقق الفارغه وضريبة الحد الأدنى للكهرباء والماء وكذلك الأراضى الغير مستغله.
– التأمين الذى يدفعه المستأجر لدى صندوق الإسكان ليرد للمؤجر عند أنتهاء العلاقه الإيجاريه.
– ثلث أرباح المراكز التجارية التي سوف تقام فى المجاورات المختلفة.
ـ - قيمة إيجار المساكن التي سوف تؤجر فى المدن بواسطة مجلس المدينة.
– قيمة إيجار المبانى التي سيتنازل أصحابها عنها بعد تعويضهم بأراضى فى المدن الجديدة ومنحهم قروض.
وبالنسبه للفرد يستطيع البناء من خلال الأقتراض من صندوق الإسكان – أو بواسطة مشاركة المستأجر – أو التعاقد مع شركة مقاولات أو شراء مواد البناء بضمان صندوق الإسكان المقترح.
قانون الإسكان القديم صحيح من الناحية الدينية والقانونيه لكنه لا ينفع كعلاقة غير محددة المدة وزيادة الإيجارات فيه ظلما جديدا للمستأجريين أنما يجب تعديل العلاقة الإيجارية على أن تتضمن زيادة غير فورية للإيجار ولأن للدولة والمستأجريين حقوق للتحول من حالة المثل إلى حالة الثمنيه.
القانون الجديد (4 لسنة 1996) ومثله فى السعودية ودول الخليج الفترة الأولى صحيحة من الناحية الدينية والقانونية لكن الزيادة عند التجديد ... باطلة ....... و .... ربا ....... لذا فإن الحل المقترح هو قيام لجنة أقتصادية أجتماعية بتحديد الإيجار العادل لإيجار المتر المربع ولنقل مثلا أصبح إيجار المتر المربع 2 جنيه فنقارنه بقيمة وزن بعض السلع مثل السكر والأرز والعدس فيكون قيمة متوسط تلك الأوزان هو إيجار المتر المربع على الدوام ويسمى الجنيه الإيجارى العقارى وتقوم وزارة الإسكان فى 1/ 1، 1/ 7 من كل عام بإعلان تلك القيمة بناءا على سعر تلك الأوزان فى الأسواق وتكون فترة الإيجار لمدة 5 سنوات وملزمة على المالك كفترة أولى بعدها يجدد العقد سنويا من تلقاء نفسه إلا فى حالتين المالك رغب فى بيع الشقه أو أحد الأولاد بلغ 21 عاما وأراد الزواج.
المفهوم العام لبنود ورقة العمل:-
– تقسيم البلاد إلى مجاورات وهمية وإعطاء كل قطعة أرض أو بيت أو شقة رقم كودى يدل موقعه وتدون الشقه فى السجل العقارى وأيضا أسم المالك والمستأجر أن وجد ................ الخ وإنشاء شهادة بيانات لكل منهم.
– يتم التعامل مع الشقق والأراضى كتعامل الإسلام مع الذهب والأبل مازاد عن القيمة التى حددها الأسلام وجبت الزكاة أو الضريبه ألا العوامل منها فلا تجب الزكاة عليها ففى السكن لكل مالك عقار وحدة سكنية بدون ضرائب أنما يجب دفع زكاة أو ضرائب عن الشقق الأخرى فى حالة عدم تسكينها أو تمليكها.
– تفرض ضريبية الحد الأدنى لاستهلاك الكهرباء والماء على كل الشقق وذلك بتقديرات أشبه بالرمزيه تبعا لمساحات محددة وجب على المالك أو المستأجر للشقه دفع المتم للقيمة الواجبة فى حالة الأستهلاك أقل من القيمة وفى حالة الأستهلاك أعلى من القيمة لا يدقع شيىء.
– وجب على المستأجريين الجدد دفع مبلغ تأمين يحفظ لدى صندوق الإسكان على أن يرد للمالك عند أنتهاء العلاقه الإيجارية.
(يُتْبَعُ)
(/)
– قيام لجنة أقتصادية أجتماعية بتحديد الإيجار العادل لإيجار المتر المربع ولنقل مثلا أصبح إيجار المتر المربع 2 جنيه فنقارنه بقيمة وزن بعض السلع مثل السكر والأرز والعدس فيكون قيمة متوسط تلك الأوزان هو إيجار المتر المربع على الدوام ويسمى الجنيه الإيجارى العقارى وتكون فترة الإيجار لمدة 5 سنوات وملزمة على المالك كفترة أولى بعدها يجدد العقد سنويا من تلقاء نفسه إلا فى حالتين المالك رغب فى بيع الشقه أو أحد الأولاد بلغ 21 عاما وأراد الزواج.
- بالنسبه للمساكن القديمه تكون تحت تأثير علاقتين إيجارتين بحيث تكون القيمة الأعلى لمصلحة المالك العلاقة الأولى هى العلاقة القديمة بين المالك والمستأجر والعلاقة الثانية هى أن القيمة الإيجاريه من الآن ولمدة 5 سنوات قادمة الإيجار صفرا وبعد 5 أخرى يكون ربع قيمة الإيجار للشقه المثيله لها من حيث المساحة وبعد 5 أخرى يكون النصف وبعد 5 أخرى ثلاث أرباع وبعد 5 أخرى القيمة كاملة كالشقة المثيله لها من حيث المساحة.
– أصحاب الشقق فى المدن الجديدة والتى عليها أقساط يحق لهم تأجير شققهم لأى شخص يختارونه على أن تدفع القيمة الإيجاريه لصندوق الإسكان مقابل توقفه عن سداد بقية أقساط الشقة طوال فترة الإيجار بشرط دفع الحاجز للشقه ربع قيمة الشقه نقدا.
– يحق لأى مستأجريين قدامى تبادل السكن بدون أذن المالك على أن يكون كلا منهما مستأجر ثان للملاك.
- إنشاء جمعيات إقتصاديه وإجتماعيه وثقافيه تدار بواسطة القاطنين فى المجاورة على أن توزع الأرباح بالتساوى بين صندوق الإسكان وخدمة المجاورة وأرباح للقاطنين فى المجاورة وكذلك لاحقا فى الوادى العجوز.
– خيارات مقدمة.
أ – يجوز لمالك أى عقار فى الوادى العجوز التنازل عن عقاره مقابل أرض كاملة المرافق فى المدن الجديده وقرض حسن كامل وإيجار منزله لمدة 10 سنوات و تؤؤل الملكيه بعدها لصندوق الإسكان.
ب – يجوز للمستأجريين القدامى تأجير شققهم لأى شخص يريده المؤجر مقابل القيمة الإيجارية الجديدة على أن تيقى العلاقة بين المستأجر الأول والمالك كما ورد فى البند (6) وتظل هذه العلاقة لمدة 20 سنة بعدها تنتهى علافة المستأجر الأول بالمالك.
ج – يعطى لصاحب أى عقار فى الوادى العجوز السماحية لهدم منزله وإعادة بنائه فى خلال فترة 5 سنوات الأولى فقط بشرط إعادة تسكين المستأجرين ومراعاة شروط تنظيم الطرق بغض النظر كانت أرض المنزل حكر أم لا.
دور ورقة العمل كبير فى حل مشاكل البلد بعيدا عن ميزانية الحكومة بل هى تقضى على الأقل على 40% من مشاكل البلاد وهى تنقل دور الدولة من دور التأمين إلى دور التمكين وتسعى لتهذيب الأستثمار العقارى لأنه قطاع خدمى داخلى ولان تسييد هذا القطاع مفسدة أقتصادية وإسكانيه وكذلك ترفع الورقة شعار " القرية لفلاحيها " لأن التعدى على المتخللات والأراضى الزراعية مذبحة أقتصادية وتدرء الورقة مخاطر جمة تهدد الأمن القومى وتسبب سيولة مروريه وتلك الورقة متوافقه تماما مع أحكام الشريعة الأسلامية وبنود الدستور وتقضى على الكثير من مشاكل الزراعة والصناعة والسياحة وتحدث ثورة فى مجال المحليات ويقضى على الكثير من المحرمات والقضايا القانونيه ويستحدث نظام بريدى ليس له مثيل فى العالم ويقضى تماما على غلاء الأسعار وهى أكبر مشروع حضارى يقضى على الهوالك الأقتصاديه.
هذا مفهوم كتاب (كتاب نهاية مشكلة الإسكان الآن)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 04:53]ـ
الشريعة الإسلامية هى المصدر الأول للتشريع فيجب أن تكون الشريعة الإسلامية هى الأساس الذى يبنى عليه الحلول.
أن القرآن فيه تفصيل وتبيان لكل شىء وليس الشروط هى دليل صحة العقد و قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست فى كتاب الله من اشترط شرطا ليس فى كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط " وسأورد إليك الأحاديث والآيات الدالة على صحة التشريع.
1 – فرض الضريبة كل شهر
أ – لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) " لازكاة فى مال حتى يحول " والحكمة فى الحول أن يتكامل نماء المال وهو بالطبع يكتمل شهريا لآن الإيجار يأخذ شهريا مكتملا النماء.
ب- لقوله عز وجل فى زكاة الزروع " وآتوا حقه يوم حصاده " (الأنعام 141) وحصاد الإيجار يكون شهريا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – فرض ضريبة على الشقق الفارغة
أ – يقول الله عز وجل" ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد " (البقرة 267) أى أن النفقة والزكاة واجبة على كل ما اكتسبه الإنسان مادام زائد عن حاجته.
قال فضيلة المفتى الشيخ حسن مأمون – س83 – م79 – 6ذو الحجة 1376هـ - 4 يولية 1957م (من كتاب مختصر فتاوى دار الإفتاء المصرية) عن سؤال بخصوص زكاة السيارات والدور المعدة للاستغلال.
(إن المنصوص عليه شرعا أن الزكاة لا تجب فى دواب الركوب والدواب المعدة للأجرة وكذلك عبيد الخدمة أو الأجرة وكذلك الدور المعدة للاستغلال مهما بلغت قيمة ذلك كله إذا كان ما قبضه مالكها من أجرتها لم يبلغ نصاب الزكاة من الذهب أو الفضة - أما إذا بلغت أجرتها نصاب الذهب أو الفضة السابق وحال عليها الحول من تاريخ القبض وكانت فاضلة عن حوائجه وحوائج عياله الأصلية فإنه تجب فيها الزكاة شرعا ومقدار الواجب حينئد هو ربع العشر ومثل ذلك فى الحكم السيارات المسئول عنها إذا اشتريت لذلك ولم يقصد عند شرائها الإتجار بأعبائها فإنه لا زكاة فى قيمتها مهما بلغت – أما المتحصل من أجرتها بعد الصرف عليها فى الوجوه المذكورة بالسؤال فإنه لا تجب فيه الزكاة حتى يبلغ نصاب الزكاة السابق ويحول عليه الحول من تاريخ القبض ويكون فاضلا عن حوائجه الأصلية فإذا بلغت أجرتها بعد ما صرف عليها النصاب وتوفرت فيه باقى الشروط وجبت فى الفاضل من الأجرة الزكاة وقدرها ربع عشر أجرتها المتبقية لدى مالكها – والحكم كذلك فى المنزل المشار إليه فى السؤال – فإن بلغت أجرته نصاب الزكاة المذكورة وحال عليه الحول فى يد مالكه وكان فارغا عن حاجته وحاجة عياله وجبت فيها الزكاة كما ذكرنا فى السيارات المسئول عنها أما إذا لم تبلغ أجرته النصاب المذكورة فلا زكاة فيها ولا فى قيمته مهما بلغت).
ب – العمل بالمثل لحكم الله فى زكاة الذهب فالذهب قيمته قابلة للزيادة والنقصان فى الثمن مثله مثل المساكن وكلاهما يعبر عن مال قابل للتخزين وقد فرض الله تعالى ضريبة على قيمة الزكاة عن 85 جرام وبالمثل تم فرض فريضة فقط على المساكن أو الشقق الفارغة.
قال تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم "
ب – فى موضوع زكاة الأنعام فرض الاسلام زكاة للأنعام عند تجاوز عددها حد معين تبعا لنوع
الحيوان لكن أيضا استثنى بغض النظر عن الكمية الزكاة عن الأنعام العاملة لقول الرسول (صلى
الله عليه وسلم) " ليس على العوامل من شىء " وهنا لم تفرض أى زكاة على الشقق المأجرة
أو المباعة مهما كان عددها.
ج – فرض ضريبة على الأراضى المحتجزة والغير مستغلة للأراضى فى المناطق الجديدة
أ – ذلك لآن الأراضى فى زمننا الحاضر تثمن بمبالغ طائلة أحيانا تفوق فى ثمنها ثمن المبنى المقام عليه وإلى احتمالية زيادة أسعارها ودفع مالكى الأراضى الحاليين إلى إعمارها.
نزع الأرض ممن لايعمرها بعد ثلاث سنوات (فقه السنه 197)
أذكر هنا نبذة من كتاب فقه السنه
إنما يقطع الحاكم من أجل المصلحة فإن لم تتحقق بأن يعمرها من أقطع له ولم يستثمرها فإنها تنزع منه.
أأ – عن عمرو بن شعيب عن أبيه أن رسول الله أقطع لأناس من مزينة أوجهينة أرضا
فلم يعمروها، فجاء قوم فعمروها فخاصمهم الجهينيون أو المزينيون إلى عمر بن
الخطاب فقال: لوكانت منى أو من أبى بكر لرددتها، ولكنها قطيعة من رسول الله
ثم قال: من كانت له أرض ثم تركها ثلاث سنين فلم يعمرها فعمرها قوم آخرون
فهم أحق بها
ب ب – عن الحارث بن بلال بن الحارث المزنى عن أبيه أن رسول الله أقطعه العقيق أجمع قال فلما كان زمان عمر قال لبلال إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يقطعك لتحتجزه عن الناس إنما أقطعك لتعمل، فخذ منها ما قدرت على غرارته ورد الباقى.
ج ج – لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام " عادى الأرض لله ولرسوله ثم لكم من بعد فمن أحيا أرضا ميتة فهى له وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنوات "
د – عن تفسير قوله تعالى (كما جاء فى تفسير ابن كثير) " إن الذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " قال مالك عن عبد الله عن ابن عمرفى حديثه
(يُتْبَعُ)
(/)
حول الكنز " هو المال الذى لايؤدى زكاته " وقال ابن عمر " ما أدى زكاته فليس بكنز وإن
كان تحت سبع أراضين وما كان ظاهرا لا تؤدى زكاته فهو كنز " وعندما نزلت تلك الآية
ذهب سيدنا عمر رضى الله عنه " يانبى الله قد كبر على أصحابك هذه الآية" فقال الرسول
عليه الصلاة والسلام " إن الله لم يفرض الزكاة الا ليطيب بها ما بقى من أموالكم وإنما فرض
المواريث من أموال تبقى بعدكم "
4 – نظم الإيجار
القول بأن الحديث " الناس على شروطهم " تبعا لقول الرسول فدعنا نكمل الحديث " المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا " (ذكره أبو داود فى سننه والحاكم فى المستدرك) ولو اتبعنا قولك هذا لكان مثل الآيه " لاتقربوا الصلاة " فهل هذا صحيح. الإجابة لا.
فتعال فلننظر إلى نظم الإيجار
أ – الإيجار غير محدد المدة:
هذا الاتجاه غالبا يكون فيه ظلم أو إجحاف للمالك لأنه ربما يرتفع مستوى المعيشة وتبقى قيمة الإيجار كما هى وقد يحتاج للشقة ولايستطيع المؤجراستردادها عند الحاجة.
ب – الإيجار محدد المدة بقيمة إيجارية موحدة قابلة للتجديد.
أ – هذا النوع من الإيجار سيىء لماذا لأنه عند انتهاء فترة الإيجار ورغبة المستأجر فى الاستمرار فى السكنى نجد أن المالك له المشيئة فى تحديد سعر الإيجار فى العقد الجديد وغالبا المالك يزيد كما يشاء والساكن مغلوب على أمره وغالبا سيكون المستأجر مكرها لارتباطه هو وعائلته بالسكنى فى العقار لظروف العمل أو ظروف اجتماعية وغيرها والإجارة بدون رضا أحد المتعاقدين حرام.
وكما ذكر فى فقه السنة صـ200
" يشترط لصحة الإيجارة رضا المتعاقدين فلو أكره أحدهما على الإيجارة فإنها لا تصح لقوله سبحانه وتعالى " يأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم – ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " إذن الإيجار الذى فيه أحد الطرفين غير راض أو مضطر يكون العقد غير صحيح والساكن هنا مضطر نظرا لارتباطه هو أو أحد أفراد أسرته بالمكان أو صعوبة إيجاد البديل.
(الرضا هو الرغبة فى الشىء واستحسانه والارتياح إليه فهو أخص من الاختيار على معنى أنه لا يلزم من وجود الاختيار وجود الرضا لكن يلزم من وجود الرضا وجود الاختيار ولاشك أن الإكراه يعدم الرضا لكنه لا يعدم الاختيار وحينئذ ينشأ الاختيار وحده لأن العاقد اختار أهون الشرين والرضا شرط لصحة العقد والراجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء وهو أن عبارة المكره لاغية لا ينشأ بها عقد ولا يترتب عليها أثر من غير فرق بين تصرف وتصرف لأن الإكراه يفسد الاختيار وإذا فسد الاختيار انعدم القصد الذى هو أساس التعاقد والحديث الصحيح صريح فى عدم مؤاخذة المكره لقول الرسول عليه الصلاة والسلام " رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".و من شروط الإكراه أن تكون الوسيله مؤلمة وأن يكون المكره قادرا على تنفيذ ما هدد به وأن يغلب على المهدد وقوع الأمر المهدد به إن لم يفعل ويعجز عن دفعه أو الهرب منه وكل هذه الشروط تنطبق عند طلب المالك من المستأجر زيادة القيمة الإيجارية حيث أن ترك المستأجر لمسكنه يضر بأمور عدة بعضها اجتماعية من فراق أهل المنطقة وبعضها اقتصادية ببعده عن مكان عمله أو دراسته وكذلك مصاريف انتقاله وخلافه وما يترتب على عملية النقل وكذلك المالك قادر على تنفيذ تهديده بطرد المستأجر فى حالة عدم استجابة المستأجر للزيادة فى الإيجار وكذلك المستأجر يتوقع حدوث الضرر أى التهديد بالطرد وغير قادر على دفع هذا).
وأيضا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام " لايأخذن أحدكم مال أخيه إلا بطيب خاطر" واتفق الفقهاء أن الإيجارة هو عقد على المنفعة بعوض فجعلوا العقد مسلطا على المنفعة لقوله تعالى
" فإن أرضعن لكم فآتوهن آجورهن " وفى موضوع الإيجارة يدفع المستأجر مبلغ من المال طوال فترة العقد الأولى مقابل السكن فى الشقة وبعد انتهاء العقد للمالك القدرة على زيادة قيمة الإيجار وغالبا المالك سوف يزيد قيمة الإيجار. أين أخذ المال بطيب خاطر؟
السؤال هنا ماذا أخذ المستأجر زيادة عن السكنى والمعيشة فى الشقة حتى يحق للمالك زيادة قيمة الإيجار
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام لايجيز الزيادة فى الإيجار إلا إذا جاءت من طرف المستأجر فهل يعقل إن استأجر تاكسى من مدينة إلى أخرى بقيمة متفق عليها مع السائق وفى الطريق طالب السائق زيادة قيمة الأجرة فهل يعقل ذلك
تعال ننظر لقصة زواج سيدنا موسى عليه السلام:-
ورد فى السنة النبوية عن أحمد وابن ماجة عن عتبة بن النذر قال " كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فقرأ طسم حتى بلغ قصة موسى عليه السلام فقال " إن موسى أجر نفسه ثمان سنين أو عشر سنين على عفة فرجه وإطعام بطنه "
إذن بنود الاتفاق أن لسيدنا موسى الإطعام وعفة الفرج ولزوج ابنته استئجار لمدة ثمان سنين
تعال لنرى نص الاتفاقية من القرآن الكريم " إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين على أن تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدنى إن شاء الله من الصالحين، قال ذلك بينى وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله على مانقول وكيل "
من هذه الآيه الكريمة نجد
واجبات المالك (أو من بيده عقد الإيجار)
أ - تعريف القيمة المستأجرة وتحديدها
ب - الرأفه بالمستأجر " وماأريد أن أشق عليك "
ت - من بيده عقد الإيجار لايحق له الزيادة فى قيمة الإجارة (تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك) ولقوله " أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على " أى أن الزيادة فى الإجارة تكون صحيحة لو جاءت من المستأجر فقط (أى اليد الأخرى) فعليه هذا القانون لايجوز
وإن تحجج البعض بأن ظروف الحياة والأسعار و يجب زيادة الإيجار فهذا الكلام باطل وبالرجوع لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام نجد أن سيدنا موسى كان من حقه الأكل لدى أبو زوجته مدة الإيجارة ولم يتحجج أبو زوجته بارتفاع أسعار الأكل أو خلافه وكذلك التأكيد بكلمة " من عندك " تعنى أن الزيادة هى فقط تكون من حق المستأجر لأنه كان ممكن القول "ثمان حجج وربما أزيد إلى عشر " أو " ثمان حجج وإن أتممتها عشرا فهذا خير " لم يقل ولم يفعل ذلك. (كما ذكر فى تلك الاتفاقيه "ذلك بينى وبينك " لا يعنى هنا سرية الاتفاق وخصوصا أن هذا اتفاق زواج والزواج ليس فيه سرية بل من شروطه الإعلان ولو يحمل هذا القول معنى السرية ما كان للقرآن والرسول
(صلى الله عليه وسلم) أن يذكرهما إنما المقصود هنا – والله أعلم – أن بنود الاتفاق تعنى أن العلاقة الإيجارية هى علاقة منفردة ليس لها علاقة بأى متغيرات أو تتدخل فيها أى متغيرات تحدث مثل غلاء الأسعار أو ظروف المعيشة شأنه شأن عقد البيع فإذا بعت لك سيارة بألف جنيه وبعد عدة سنوات زادت الأسعار هل يحق لى مطالبتك بالمزيد من المال؟ الإجابة بالطبع لا.
والقرآن الكريم صريح وواضح خصوصا فى المعاملات المادية بدليل ذكرت نسبة الزكاة صريحة بنسبة محددة ليس فيها اجتهاد وكذلك المواريث وكذلك كل المعاملات المادية بما فيها الدين حيث أنها أطول آية فى القرآن الكريم " ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحدهما الآخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولاتسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم" سورة البقرة الآية 282.
ورغم أن الدين هو علاقة بين اثنين أحدهما مقرض (قادر وميسر) ومقترض (فقير ويحتاج إلى المال) ويقصد بهذا العمل المقرض مرضاة الله وعمل معروف إلا أن القرآن حدد البنود ووثقه بأن الدين لأجل وكتابة الدين وأن يكون هناك شهود وأن يكتب كل شىء حتى ولو كان صغيرا فكيف يعقل أن الله وضع كل الأركان فى موضوع الدين ولايعقل أن الله وضع فى الإيجار شروط وكذلك أى عقد مهما كان يتكون من قبول وإيجاب من أحد الطرفين ثم شروط أوحدود العلاقة ثم قبول الطرف الثانى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسؤال هنا فى عقد الإيجار بين صالح مدين وسيدنا موسى أين الحدود والشروط؟
لذا تعال نمحص أجزاء الآية الكريمة وننسخ الآية على الوضع التالى " إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين على أن تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدنى إن شاء الله من الصالحين، قال أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله على مانقول وكيل "
ستجد أن محتويات العقد تحمل فقط عرض صالح مدين ثم موافقة سيدنا موسى لكن ماذا تغيرت ظروف الحياة أين البند الذى يبين أن يكون العقد للفترة المذكورة وأين شرط عدم التعديل أو التغيير.
إنما الذى يحقق ذلك قول سيدنا موسى " ذلك بينى وبينك " ودليل آخر أنه من شروط العقد الذى يحفظ عدم تغير العقد أنه لو شخص أراد أن يشترى منك منزلا من الطبيعى أنك ستقول له المنزل بمبلغ كذا و هو سيرد بالطريقة التى سوف يدفع بها ثم تقول شروطك وهو يقول شروطه بعدها موافقته أنه أى اتفاق يتضمنه شروط العقد ولذا انظرقول سيدنا موسى " ذلك بينى وبينك " فيعتبر قول سيدنا موسى من شروط العقد.
وهو ما يعنى أن الزيادة فى الإيجار مرفوضة وباطلة مادامت محددة المدة وحتى عند التجديد لمدة أخرى لا يجب الزيادة لأنه بالنظر عند عجز المقترض عن السداد نجد أن الإسلام عفى المقترض فى حالة إفلاسه وعدم قدرته على السداد حتى ينصلح " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " البقرة 280. كذلك المستأجر لو كان معه مال لبنى لنفسه وما احتاج للإيجار كوسيلة للسكنى فإذن من الأولى عدم الزيادة فى الإيجار.
ج) الإيجار بقيمة متزايدة بنسبة مئوية أو بقيمة محددة سنوية.
حيث يتم الاتفاق بين المالك والمستأجر أن يدفع المستأجر مقابل السكن فى السنة الأولى مبلغ من المال وكل عام تزيد قيمة الإيجار 5% من قيمة الإيجار مثلا.
بصراحة هذا خطأ لأن الإسلام ينهى عن الزيادة فى الإيجار كما ورد من قبل بالإضافة إلى أن الحجة هنا ظروف الحياة وارتفاع مستوى المعيشة وخلافه وهى ليست لها علاقة بالإيجار وهى نفس حجة المرابى.
والربا فى اللغة: الزيادة مطلقا سواء أكان ذلك حسيا أو معنويا ومنه قوله تعالى " فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " أى علت وارتفعت لأن العلو والارتفاع زيادة على الأرض ونماء.
ويقول جل شأنه " أن تكون أمة هى أربى من أمة " أى أكثر عددا. ويقال (أربى فلان على فلان) أى زاد عليه.
الربا فى الشرع: عرف فقهاء الحنفية الربا بأنه " فضل مال بلا عوض فى معاوضة.والمراد بقولهم بلا عوض لا يقابله شىء. وهنا الزيادة فى الإيجار لايقابلها من المالك شىء.
والحكمة فى تحريم الربا هى.
حرم الله سبحانه وتعالى الربا على المسلمين وعلى غيرهم من الأمم السابقة لما فيه من الظلم وأكل مال الناس بالباطل وهو العلة الواضحة الجلية فى تحريم الربا لقوله تعالى " وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولاتظلمون " ومن الظلم أكل الأموال بالباطل: إرهاق المضطرين والقضاء على عوامل الرفق والرحمة بالإنسان ونزع التعاون والتناحر بين أفراد المجتمع فيصبح الإنسان ماديا بحتا ويتجرد من عاطفة الخير لأخيه الإنسان ويستغل فرصة احتياجه فيدخله فى شرك الربا فيكون سببا للعداوة بين الأفراد ويقضى على روح التعاون بينهم.
وحتى لايكون الناس فى تعاملهم كالذئاب لا تعرف الرحمة والتعاون عند الشدائد والأزمات والله سبحانه وتعالى أوصى الأغنياء بالفقراء وجعل لهم حقا معلوما فى أموالهم وشرع الله القرض لإغاثة الملهوفين وإعانة المضطرين قال تعالى " وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ".
كما أن الربا يؤدى إلى خلق طبقة مترفة لاتعمل شيئا كما يؤدى إلى تضخيم الأموال فى أيديهم دون جهد مبذول كالنباتات الطفيلية تنمو على حساب غيرها.
وإذا قارنت بين حكمة تحريم الربا وبين ما يحدث فى حالة زيادة الإيجار تجدهما متشابهين.
وأذكر لك تعريفات الربا عند الفقهاء
أولا: عند الحنفية:-
عرفه صاحب المبسوط:" الفضل الخالى عن عوض المشروط فى المبيع "
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفضل الخالى عن العوض أى الزيادة دون أن يقابلها عوض ما إذا دخل فى البيع حراما شرعا لأنه ضد ما يقتضيه عقد البيع من مبادلة مال متقوم بمال متقوم واشتراط هذا الفضل فى البيع بمفسد له كاشتراط الخمر وغيرها.
وعرفه صاحب الهداية بأنه:" الفضل المستحق لأحد المتعاقدين فى المعاوضه الخالى عن عوض شرط فيه.
أى أن الربا هى الزيادة الخالية عن عوض يقابلها ومشروطة فى العقد.
ثانيا: عند الشافعية:
عرفه الشربينى الخطيب بأنه:" عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل فى معيارالشرع حالة العقد أو مع تأخير فى البديلين أو أحدهما.
د) قيمة الإيجار كما ورد بورقة العمل بما يوازى وزن سلع معينة
1 - ورد فى السنة النبوية عن أحمد وابن ماجه عن عتبة بن النذر قال " كنا عند النبى صلى الله
عليه وسلم فقرأ طسم حتى بلغ قصة موسى عليه السلام فقال " إن موسى أجر نفسه ثمان سنين أو عشر سنين على عفة فرجه وإطعام بطنه "
2 - قيمة الإيجار فى هذه الحاله تكون متناسبة مع الزمن ومع الحالة الاقتصادية للجميع فقراء وأغنياء والدليل على ذلك ما ورد فى القرآن والسنة عن زكاة الأموال والزروع ..... الخ كلها تعبر عن نسب لأنها تختص بالأغنياء أما زكاة الفطر تقدر بوزن سلع لأنها واجبة على الغنى والفقير بالمثل الغنى والفقير تجدهم مستأجرين.
و - إنشاء المراكز الاستهلاكية والاجتماعية
1 – عملا بقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " فهنا سيحدث تعاون وتكافل اجتماعى بين
أفراد الحى الواحد فتبنى العلاقات على أصول متعارف عليها لكن تدعمها مصالح مشتركة
فتزيد العلاقات قوة ومتانة.
2 – علاج بعض المشاكل الاجتماعيه مثل الخلافات بين أهل الحى الواحد وسد احتياج بعض الناس عن طريق عملهم فى تلك المراكز وكذلك أصحاب الحالات الخاصة.
3 – قيام المراكز بتجميع الزكاة وتوزيعها على فقراء الحى يكون عملا بقول الرسول " زكاة
الأغنياء لفقرائهم " أى الأقربون. وكذلك قال الرسول " أوصانى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ولقول الرسول " والله ما آمن والله ما آمن والله ما آمن قال الصحابة من يا رسول الله؟ قال من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم " وتلك المراكز ستكون مصدر إعانة ورزق لليتيم
والمسكين وابن السبيل.
4 - تخصيص المحلات لبعض الناس فى وسط المجاورات يجعل هناك احتكار للسلع.
د – عملا بقوله تعالى " إن الله لايحب المسرفين" فيحدث عن طريق اختيار السلع وترشيد
استهلاكها وتوزيعها عدم الإسراف.
ج) عدم السماح بالبناء على السواحل والأنهار من أجل السكنى الشخصية عملا بقوله تعالى "
حتى لاتكون دولة بين الأغنياء منكم" كذلك تم توحيد إيجار المتر المربع حتى تتاح الفرصة
للفقراء والأغنياء على حد سواء.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 04:22]ـ
ارجو منك أن تناقشها مع أعضاء مجلسى الشعب والشورى فى الدائرة التابعة لك.
هذا مفهوم كتاب (نهاية مشكلة الإسكان الآن) وللأستفسار عن أى شىء بخصوص ورقة العمل يرجى الأتصال على الموبيل الشخصى 010/ 3656233 أو البريد الالكترونى: nma642003@yahoo.co.uk
يمكن تنزيل الكتاب من الروابط الاتيه:
الرابط الاول
http://rapidshare.com/files/77320385...___1604___1577
الرابط الثانى
http://www.badongo.com/file/6008692
http://www.alsdaqa.com/vb/showthread.php?t=6744
وانني مؤلف هذا الكتاب، وعلى استعداد لتوكيل أي دار نشر لاعادة نسخه مجانا فى أي بلد،
ولا أريد شىء مطلقا سوى التعميم، لعمل توكيل بالنسخ فقط دون المطالبة بأي شىء من ثمن الكتاب وهذا لوجه الله سبحانه وتعالى،
لكي اؤكد للعالم تفوق الاقتصاد الإسلامي على النظم الاقتصادية الأخرى.
وأتمنى من كل مؤمن بالاقتصاد الإسلامي أن ينشرهذا الكتاب ويناقشه لانه انتصار واضح وصريح للاقتصاد الاسلامي.
وإنني قمت بطباعة ألف نسخة فقط من الكتاب لكى أرسلها مجاناً لصناع القرار والمسئولين.
جزاكم الله خيرا.
رقم النقال فى مصر:0020103656233
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 04:30]ـ
الحمد لله وحده
أخانا الكريم بارك الله فيك وشكر لك .. ولكن يا أخانا كلامك هذا فيه ما الله به عليم من المخالفات!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها قولك "الإنسان خليفة الله في الأرض وكل شيء سخره الله له التصرف كيفما يشاء ولكن للمجتمع حق أو نصيب في ما يملك دون اعتداء على حرية الأول فيما يملكه أى أن المسكن ضرورة تسقط أن وجدت دون تحديد للملكية أو الإيجار أنما مازاد عن الضرورة يدفع عنها المالك زكاة أو ضريبة فى حالة عدم الأستغلال بيعا أو تأجيرا."
أي حق هذا للمجتمع ومن الذي فرضه وجعله حقا؟؟
الزكاة لا تؤخذ على الأملاك العينية كما هو معلوم، وأما الضرائب فباب مكس والنبي عليه السلام يقول "لا يدخل الجنة صاحب مكس"! فبأي حق تستبيح الحكومات اخراج ضريبة من الناس على الوحدات السكنية التي تملكوها تملكا مشروعا؟؟ اذا فرطت الحكومات من الابتداء في توجيه الوحدات (التي تخصصها للفئات غير القادرة) الى تلك الفئات على الحقيقة بحيث تذهب الوحدة الرخيصة المدعومة الى مستحقها المحتاج اليها احتياجا ضروريا لا الى غيره، فهذا تقصير وفشل اداري من الحكومات، ولا ذنب لأصحاب الوحدات المغلقة فيه! ولو أني رجل ميسور الحال وتوفرت لي الفرصة لشراء وحدة سكنية رخيصة بالتقسيط أو نحوه، ولم أجد في نظام تقديم تلك الشقة ما يشترط علي شروطا مخصوصة ولم يمنعني القائمون على البيع من شرائها، فشرائي لها مشروع وصحيح حتى وان أغلقتها وأرجأت استعمالها أو حتى احتفظت بها لحين أن ترتفع الأسعار فأبيعها لأتربح بها! هذا مباح كله لا حرج فيه! المشكلة أن الحكومات في بعض البلدان الاسلامية الفقيرة كمصر وغيرها تتكاسل عن وضع نظم دقيقة محكمة تضمن توجيه تلك الوحدات الرخيصة توجيها صحيحا الى محتاجيها الأشد حاجة اليها من غيرهم، ثم تريد بعد أن باعت تلك الوحدات لأناس غير الذين قامت ببنائها في الأصل من أجلهم، أن تنزعها من الذين اشتروها أو أن تحاسبهم على ذلك مع أنهم اشتروها من الحكومة شراءا مشروعا لا حرج فيه!!
باختصار يا أخي الكريم أقول أن هذه الدول "النامية" التي تعاني المرار من مشكلة الاسكان، لو اتق القائمون عليها ربهم فيما يوزعون فيه ميزانياتهم السنوية من أولويات صرف وانفاق، فلا يدعون أنهم غير قادرين على تقديم الوحدات بقروض خالية من الربا وبتسهيلات حقيقية تناسب قدرات غير القادرين، مع أنهم في المقابل ينفقون عشرات الملايين في السنة الواحدة على الرقص والحفلات والمهرجانات والسينما والمسلسلات وما الله به عليم! ولو أنهم صدقوا وأخلصوا واتقوا ربهم في آليات ايصال تلك الوحدات الجديدة في كل مشروع يقومون ببنائه الى الذين يستحقونها حقا ويحتاجون اليها فعليا وهم غير قادرين على غيرها، لو اتقوا ربهم لفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ولأصبحت مشكلة الاسكان في خبر كان كما يقولون! ولكن ما دام الفساد ضاربا الى الأعماق من أدنى المنظومة الى أسفلها، الا ما رحم ربك، فمهما عملوا ومهما قالوا فلا علاج، ومن فساد الى فساد أشد!
ولا حول ولا قوة الا بالله ...
يا أخي الكريم أعزك الله وشكر لك حسن قصدك - وكذا أحسبه - ولكن أكرر أن هذا البحث والكتاب مملوء بالمخالفات الشرعية والاستدلالات الواهية!!
فبداية أنت تقول أن الشريعة هي المصدر الأول للتشريع! بل أقول لك أنها هي المصدر الوحيد! وهذا القول المبثوث في دساتير بعض بلداننا ظاهره باطل بل ان ظاهره شرك بالله ولا حول ولا قوة الا بالله، فكأن كاتبه يقول، ان لنا عدة مصادر للتشريع ولكن أهمها وأولها هو الشرع الاسلامي!! بله المصدر الوحيد، ولا يقال أن قوانين التنظيم وضبط كيفية قضاء الحوائج والأعمال وترتيب النظام وآلياته في المؤسسات والهيئات المختلفة، هذا مما لم ينزل فيه تشريع مباشر ومفصل اذا فلنا أن نأخذها من أي مكان على مزاجنا، كلا بل نزلت الشرائع العامة التي يجب ألا تخرج عنها تلك اللوائح والقوانين التنظيمية، ولا يقال عنا اذ نضع تلك النظم أننا "نشرع" كأننا نضع شرائع أخرى تقاسم شرائع الاسلام، وانما نحن "نفرع" على الضوابط الشرعية العامة نظما تسهل على الناس قضاء حوائجها بما لا مخالفة فيه للشرع ... وهي من المصالح المرسلة، وهذا باب معلوم في أصول الفقه فلتنظره في مظانه، بارك الله فيك. فيجب التنبيه الى خطورة استعمالك لهذه العبارة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من الذي قال أن للحكومة الحق في التدخل في العلاقة بين المالك والمستأجر أصلا؟؟ نعم نحن نقول أن بعض القوانين الجديدة ولله الحمد قد رفعت من على المؤجر ظلما كبيرا وخففت الضرر وهي أحسن مما كان من قبل - في مصر على الأقل - ولكن الأصل أنه ليس لولي الأمر أن يتدخل في تلك العلاقة ليفرض لها شروطا أو ضوابط أو نحو ذلك!!
عجيب أنك تستهل بذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مئة شرط" ثم تفيض في وضع الشروط على عقد الايجار وقيمته وما على المؤجر والمستأجر مما لم ينزل به من السماء سلطان!! هل قرأت يا أخي الكريم باب فقه البيوع وضوابط كراء الدار وعقود المشاهرة ونحوها؟؟
ليس للدولة أن تفرض قيمة للايجار على المؤجر وهو لا يرضاها ولا أن تفرض من عندها حدا زمانيا لذلك العقد لا يرضاه المؤجر!!!
أما اخراج الزكاة وجوبا على الوحدات السكنية المغلقة فباطل الا اذا كان صاحبها يتاجر بها (يؤجرها) فحينئذ تدخل في زكاة عروض التجارة .. فالأموال الزكوية الأصل أنها أربعة: بهيمة الأنعام، والخارج من الأرض، والنقد: النقود، وعروض التجارة! أما أن يقال هذه شقق مغلقة غير مستغلة فتجب فيها الزكاة فبأي شريعة من السماء يقال هذا؟؟؟
وللتمثيل لما في البحث من استدلالات واهية، قولك:
أن الدليل على جواز أخذ الضريبة كل شهر هو:
" لازكاة فى مال حتى يحول " والحكمة فى الحول أن يتكامل نماء المال وهو بالطبع يكتمل شهريا لآن الإيجار يأخذ شهريا مكتملا النماء"!! فلا هذا هو معنى الحول ولا الحديث له أدنى علاقة بالايجار ولا هذا كلام من له حظ من الفقه في الدين!! الحديث يقرر أن الزكاة لا تجب في أي مال حتى يمضي عليه الحول، والحول هو السنة وليس الشهر يا أستاذنا الكريم! والحديث في الزكاة وليس الضرائب!!
وهذا المثال من أعجب العجائب: يستدل على جواز فرض الضريبة على الشقق الفارغة بهذا:
أ – يقول الله عز وجل" ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد " (البقرة 267) أى أن النفقة والزكاة واجبة على كل ما اكتسبه الإنسان مادام زائد عن حاجته."
!!!!!!
فبالله هل هذا كلام من شم رائحة العلم الشرعي؟؟؟؟؟؟
يا أستاذنا الفاضل أنا والله أحسن الظن بك، ولولا هذا ما كتبت هذا الرد، ولولا ضيق الوقت لفصلت لك فيما في البحث من مخالفات .. ولكن أوصيك ونفسي بتقوى الله أولا، وبأن تقوم بعرض كتابك هذا على بعض علماء المملكة، واذهب الى أكبرهم ان شئت حتى تبرئ ذمتك، ولن أرشح لك اسما بعينه حتى لا أضيق عليك .. ولكن أحذرك من مواصلة نشر هذا الكلام دون مراجعة فقهية شرعية منضبطة ..
بارك الله فيك وهداني الله واياك الى سواء السبيل.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:45]ـ
الزكاة لا تؤخذ على الأملاك العينية كما هو معلوم، الرد:
الزكاة تجوز على الالاملاك العينيه فى حالة زيادتها عن الحاجه وفى حالة عدم استغلاله والدليل كالآتى:
1 - فتوى الازهر
قال فضيلة المفتى الشيخ حسن مأمون – س83 – م79 – 6ذو الحجة 1376هـ - 4 يولية 1957م (من كتاب مختصر فتاوى دار الإفتاء المصرية) عن سؤال بخصوص زكاة السيارات والدور المعدة للاستغلال.
(إن المنصوص عليه شرعا أن الزكاة لا تجب فى دواب الركوب والدواب المعدة للأجرة وكذلك عبيد الخدمة أو الأجرة وكذلك الدور المعدة للاستغلال مهما بلغت قيمة ذلك كله إذا كان ما قبضه مالكها من أجرتها لم يبلغ نصاب الزكاة من الذهب أو الفضة - أما إذا بلغت أجرتها نصاب الذهب أو الفضة السابق وحال عليها الحول من تاريخ القبض وكانت فاضلة عن حوائجه وحوائج عياله الأصلية فإنه تجب فيها الزكاة شرعا ومقدار الواجب حينئد هو ربع العشر ومثل ذلك فى الحكم السيارات المسئول عنها إذا اشتريت لذلك ولم يقصد عند شرائها الإتجار بأعبائها فإنه لا زكاة فى قيمتها مهما بلغت – أما المتحصل من أجرتها بعد الصرف عليها فى الوجوه المذكورة بالسؤال فإنه لا تجب فيه الزكاة حتى يبلغ نصاب الزكاة السابق ويحول عليه الحول من تاريخ القبض ويكون فاضلا عن حوائجه الأصلية فإذا بلغت أجرتها بعد ما صرف عليها النصاب وتوفرت فيه باقى الشروط وجبت فى الفاضل من الأجرة الزكاة وقدرها ربع عشر أجرتها المتبقية لدى مالكها – والحكم كذلك فى المنزل المشار إليه فى السؤال – فإن بلغت أجرته نصاب الزكاة المذكورة وحال عليه الحول فى يد مالكه وكان فارغا عن حاجته وحاجة عياله وجبت فيها الزكاة كما ذكرنا فى السيارات المسئول عنها أما إذا لم تبلغ أجرته النصاب المذكورة فلا زكاة فيها ولا فى قيمته مهما بلغت).
ب – العمل بالمثل لحكم الله فى زكاة الذهب فالذهب قيمته قابلة للزيادة والنقصان فى الثمن مثله مثل المساكن وكلاهما يعبر عن مال قابل للتخزين وقد فرض الله تعالى ضريبة على قيمة الزكاة عن 85 جرام وبالمثل تم فرض فريضة فقط على المساكن أو الشقق الفارغة.
2 - حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " انما فرضت الزكاة ليطيب بها ما بقى من اموالكم "
وايضا حدبث الرسول الكريم عن الابل " لا زكاة الا فى الخامسه " لكن رسولنا الكريم قال " ليس على العوامل من شىء "
3 - تفسير لآية قرأنيه
عن تفسير قوله تعالى (كما جاء فى تفسير ابن كثير) " إن الذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " قال مالك عن عبد الله عن ابن عمرفى حديثه
حول الكنز " هو المال الذى لايؤدى زكاته " وقال ابن عمر " ما أدى زكاته فليس بكنز وإن
كان تحت سبع أراضين وما كان ظاهرا لا تؤدى زكاته فهو كنز " وعندما نزلت تلك الآية
ذهب سيدنا عمر رضى الله عنه " يانبى الله قد كبر على أصحابك هذه الآية" فقال الرسول
عليه الصلاة والسلام " إن الله لم يفرض الزكاة الا ليطيب بها ما بقى من أموالكم وإنما فرض
المواريث من أموال تبقى بعدكم "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:52]ـ
فبداية أنت تقول أن الشريعة هي المصدر الأول للتشريع! بل أقول لك أنها هي المصدر الوحيد!
الرد:
لا اعنى هنا ان اشارك اى شىء مع الشريعه الاسلاميه بل الشريعه الاسلاميه تحوى كل شىء لكن هناك حديث لا اتذكره عندما عين اخدى الولاة هلى بلد فسأل بماذا تحكم فقال كتاب الله فأن لم تجد قال كذا فأن لم تجد قال كذا ثم ان لم تجد قال أجتهد ولا ابالى
وهذا ما اقصده ان كل شىء يجب ان يطرح على الشريعه اولا
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:58]ـ
ثم من الذي قال أن للحكومة الحق في التدخل في العلاقة بين المالك والمستأجر أصلا؟؟ نعم نحن نقول أن بعض القوانين الجديدة ولله الحمد قد رفعت من على المؤجر ظلما كبيرا وخففت الضرر وهي أحسن مما كان من قبل - في مصر على الأقل - ولكن الأصل أنه ليس لولي الأمر أن يتدخل في تلك العلاقة ليفرض لها شروطا أو ضوابط أو نحو ذلك!!
الرد:
فى ورقة العمل لا دخل للحكومه اظلاقا فى العلاقه الإيجاريه ولا يوجد تسعير مطلقا انما دور الحمومه هو انشاء ما يسمى الجنيه الايجارى العقارى (قيمة اوزان بعض اوزان بعض السلع) وتقييم سعره فى 1/ 7، 1/ 1 من كل عام واعتباره وحدة تقييم ايجار المتر المربع الواحد من الشقه.
ورغم انه طبقا لورقة العمل سيبنى الناس من صندوق الاسكان بعيدا عن اصل مالهم اى هم وكلاء للحكومه
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 10:04]ـ
يا أستاذنا الفاضل أنا والله أحسن الظن بك، ولولا هذا ما كتبت هذا الرد، ولولا ضيق الوقت لفصلت لك فيما في البحث من مخالفات .. ولكن أوصيك ونفسي بتقوى الله أولا، وبأن تقوم بعرض كتابك هذا على بعض علماء المملكة، واذهب الى أكبرهم ان شئت حتى تبرئ ذمتك، ولن أرشح لك اسما بعينه حتى لا أضيق عليك .. ولكن أحذرك من مواصلة نشر هذا الكلام دون مراجعة فقهية شرعية منضبطة ..
بارك الله فيك وهداني الله واياك الى سواء السبيل.
الرد:
اعطنى اسم احد العلماء وقد ارسلت للبعض ولم يردوا كذلك اننى لا افتى فقد عرضت الجانب الدينى على مجمع البحوث الاسلاميه واشادوا به وكذلك السيد وزير العدل والكثيرين واننى مستعد للرد على اى مشاركه.
وقد اعددت بحث خول القواعد القرآنيه للإجارة وهو قرآة للايتين 27 - 28 من سورة القصص فى 31 صفحة ولكننى سأنشرها بعض العرض على مجمع البخوث الاسلاميه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:45]ـ
بداية فأنا قد كتبت هذا الكلام واهما غفر الله لي: "أما اخراج الزكاة وجوبا على الوحدات السكنية المغلقة فباطل الا اذا كان صاحبها يتاجر بها (يؤجرها) فحينئذ تدخل في زكاة عروض التجارة"
والصواب أنها ليست عروض تجارة، وانما هي زكاة دار مؤجرة، وهي في الأجرة التي يقضبها المؤجر عند بلوع النصاب وتمام الحول، ولا دخل لذلك بعروض التجارة، فوجب التنبيه.
أما قول صاحب الفتيا في فتياه: "وكذلك الدور المعدة للاستغلال مهما بلغت قيمة ذلك كله إذا كان ما قبضه مالكها من أجرتها لم يبلغ نصاب الزكاة من الذهب أو الفضة - أما إذا بلغت أجرتها نصاب الذهب أو الفضة السابق وحال عليها الحول من تاريخ القبض وكانت فاضلة عن حوائجه وحوائج عياله الأصلية فإنه تجب فيها الزكاة شرعا ومقدار الواجب حينئد هو ربع العشر"
فواضح جدا أنه زكاة المال الواجبة على ما اكتسبه المؤجر من أجرة داره، مثله كمثل سائر ماله الذي يدخره! أما أن يقال أنه يخرج الزكاة مما زاد على حاجته وحاجة عياله من المال فهذه ما دليلها ومن أين جاء الشيخ بها، وما ضابطها أصلا؟؟ بل الزكاة في كل مال حال عليه الحول وبلغ النصاب بعد قضاء الدين ان وجد، دون هذا الضابط العجيب "الزيادة على حاجته وحاجة عياله"!!!
أما ما تشيده أنت على هذه الفتيا من ضوابط في ايجاب اخراج الزكاة على الدور غير المستغلة (والتي هي عندك زائدة عن الحاجة) فهو الأعجب والأعجب!!
تقول: "العمل بالمثل لحكم الله فى زكاة الذهب فالذهب قيمته قابلة للزيادة والنقصان فى الثمن مثله مثل المساكن وكلاهما يعبر عن مال قابل للتخزين وقد فرض الله تعالى ضريبة على قيمة الزكاة عن 85 جرام وبالمثل تم فرض فريضة فقط على المساكن أو الشقق الفارغة."
سبحان الله! يا أخي هذا ليس فقها أصلا الذي تكتبه! "بالمثل تم فرض فريضة على المساكن الفارغة"!!!!! أي مثل وأي قياس وأي خبط هذا؟؟؟؟
أما قولك: "حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " انما فرضت الزكاة ليطيب بها ما بقى من اموالكم "
وايضا حدبث الرسول الكريم عن الابل " لا زكاة الا فى الخامسه " لكن رسولنا الكريم قال " ليس على العوامل من شىء ""
فالحديث الأول ضعيف، وعلى فرض صحته فليس معناه ما فهمته أنت! والمراد "بما بقي من الأموال" ما تحصل عند الانسان فبقي في حوزته وقناه، ولو كان معناه ما تريد أنت لقال "ليطيب بها ما زاد عن حاجتكم من أموالكم"! وطبيعي أن تكون الزكاة فيما يبقى عند الانسان من المال، لأنه سينفق من ماله ولا ريب لحوائجه وضروراته، فالزكاة تكون عند تمام الحول بعد بلوغ النصاب على ما بقي عنده من المال، وهذا فهم لا يماري فيه من يفهم معنى فريضة زكاة المال أصلا! أما أن يقال أن البيت المغلق هذا زائد عن حاجة صاحبه فيلحق بحكم المال الذي تجب فيه الزكاة فهذا ليس كلام من تعرض في حياته لدراسة فقه الزكاة!!!
أما الحديثان الآخران وان كان أحدهما موقوفا الا أنه ليس لهما علاقة بما تريده ألبتة! فهلا تفضلت ببيان وجه ذكرك لهما؟؟؟
أما كلامك عن كنز الذهب والفضة فهو فيمن يمنعون زكاة المال فيما تحصل لهم من مال حال عليه الحول وبلغ النصاب! هو في المال الذي يكنز دون أن تخرج زكاته!! فما علاقة ذلك بالدار التي تملكها صاحبها ثم أغلقها؟؟؟؟
أيها المهندس المحترم، والله ما أجد بدا من أن أسألك: هل درست الفقه من قبل؟؟ وأين درسته؟
يا أخي لا يجوز القول على الله بغير علم، فاتق الله!
أبرئ ذمتك الى ربك واعرض كلامك هذا على عالم شرعي يقوم لك ما فيه، والا فالموقف بين يدي الله عسير!!!
والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:00]ـ
بداية فأنا قد كتبت هذا الكلام واهما غفر الله لي: "أما اخراج الزكاة وجوبا على الوحدات السكنية المغلقة فباطل الا اذا كان صاحبها يتاجر بها (يؤجرها) فحينئذ تدخل في زكاة عروض التجارة"
الرد:
الوحدات السكنيه المغلقه واجب فيها الزكاة بنص فتوى الازهر وحديث الرسول وليس من عندى وانظر لدولة مثل مصر بها 7.8 مليون شقه مغلقه وخاليه واننى لا افتى من تلقاء نفسى انما اجتهد واضع ما اجتهد فيه بين يدى اهل الفتوى الثقاة ولا اقول شىء الا بأذن وقد قلت انه لى بحث جيد جدا يحمل مفهوم جديد جدا ولن انشره الا بعد موافقة مجمع البحوث الاسلاميه.
ولى ورقة عمل اخرى خاصة بالتدخين فحين ان الازهر وبعض المجامع الفقهيه قالت عن التدخين انه مكروه انا كنت مؤمن انه حرام ولم اقول ذلك الا بعد ان قالوا لاننى اخشى ان اكون من الضالين ولان ورقة العمل كحل هى الافضل.
اليس المحتكر هو من يحجب المنفعه عن الناس.
ان كنت سيادتكم تعرف احد من علمائنا الافاضل ممن تثق سيادتكم فيه ارجو ان ترسل له مشاركتى وكتابى لنعرف رأيه.
انتظر حتى انزل بحثى القادم
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:08]ـ
اثبت الايام ان التمويل العقارى هو سيئا جدا وها هى امريكا تعانى المر منه واكدت الاحداث ان ما يتبعه الغرب والمنجرفين مثلها على خطأ فالتمويل العقارى هو سبب الكارثة العالمية الحالية فهل أن الاوان للعرب والمسلمين ان ينتبهوا ويطبقوا ورقة العمل التى تحقق للجميع ما يتمناه وتنقذ الدول العربيه من اخطار لا حصر لها قبل فوات الاوان
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
المهندس الفاضل الأستاذ نبيل، أذكركم بقول الله تعالى:
"فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
فسؤال أهل العلم هو الواجب عليك أنت و ليس على الأخ الكريم أبي الفداء .. لأنك أنت الناشر للموضوع ..
كذلك اننى لا افتى فقد عرضت الجانب الدينى على مجمع البحوث الاسلاميه واشادوا به وكذلك السيد وزير العدل والكثيرين
ثم إنه لا يكفي عرض الجانب الديني .. بل لابد من عرض الموضوع كله (كما هو)، و إلا فما أدراك أن هناك جانبا لم تعرضه و قد تناوله الوحي بالحكم فيه، و أنت لم تكن تعرف أن هناك حكما في هذا الجانب الغير معروض؟
ثم إليك بعض -وليس حصرا لها- المواقع تستطيع سؤالهم عن بحثك - أسأل الله عز و جل أن ينفع بك-:
موقع الشيخ محمد صالح المنجد:
http://www.islam-qa.com/ar
موقع الشيخ ياسر برهامي:
http://www.salafvoice.com/
هذا ما أتذكره حاليا ..
وفقك الله لما يحبه و يرضاه.
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
الاخ العزيز ابو عمار
تحية طيبة
لأننى لا افعل شىء من تلقاء نفسى الا بعد العرض على اهل العلم والاختصاص وحتى عندما عرضته على مجمع البحوث كان مع الجانب الدينى ملخص الموضوع (وقد عرضت الملخص منذ اسبوع على دكتور فى الشريعه وقد وافق على الملخص ولم يعترض) ايضا
وان شاء الله ساراسل المشايخ الافاضل الذين ذكرتهم ايضا حتى يطمئن قلب الجميع
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:55]ـ
سابدأ فى تنزيل مفهوم كتاب " نهاية مشكلة الاسكان " على حلقات لانه ربما لم يمزله البعض او ليس عنده وقت لقراءته
الحلقة الاولى
نهاية مشكلة الاسكان الآن – فكر عالمى جديد
أقوى مشروع حضاري في مصر والوطن العربى لهذا القرن (اقتصاديا – اجتماعيا- امنيا – دينيا)
مشكلة الإسكان في مصر مشكلة وهميه بدليل إن كل الإحصائيات الرسمية دلت على إن عدد الشقق أكثر من عدد الأسر دوما على سبيل المثال في إحصاء سنة 2006 عدد الشقق المغلقة والخالية اكثر من 7.8 مليون شقه (2.133.019 شقه مغلقه 5.766.065 شقه خاليه) في حين إن الاحتياج المصري السنوي ربع مليون شقه اى عندنا حاجتنا من السكن لمدة 30 عاما قادمة
(يُتْبَعُ)
(/)
(إذا ظل الاحتياج السنوي ثابت) دون أن نرفع حجر واحد والمصريون يشغلون فقط 6% من أراضى مصر و أكثر شيء برع فيه المصريون هي البناء والعمارة (قطاع الإسكان لا يحتاج إلى تكنولوجيا عالية) وكذلك الاستثمار العقاري يشغل أكثر من 60% من الاستثمار الكلى لمصر و يكفى إن نعرف أيضا انه انفق على العشوائيات أكثر من 200 مليار جنيه اى حتى الناس العاديين معهم أموال وكذلك مواد البناء متوافرة في مصر ومدام الجانب الهندسي والمادي متوفر فلماذا الأزمة؟.
الأزمة تكمن فى الجانب التشريعي.
كل دول العالم الغنية والفقيرة تعانى من مشكلة الإسكان رغم توفر العديد من الشقق وتوفر الإمكانيات المادية والهندسية لكن ينقص تلك الوفرة الهندسية والمادية تشريع ينهى تلك المشكلة ويعالج أسباب وجودها ويضع الإسكان في موضعه الصحيح.
وهذا التشريع هو ما سنتناقش حوله هو ورقة عمل " نهاية مشكلة الإسكان الآن – فكر عالمي جديد " وقد نالت إشادة السيد وزير العدل ومجمع البحوث الاسلاميه وبعض مسئولى وزارة الاسكان وأرجو من المهتمين بتلك القضية المصيرية إن نتبادل معهم النقاش.
وتدل الأرقام العالمية التالية على خطورة تلك المشكلة فى العالم واليكم بعضها
يوجد 600 مليون شخص في العالم يسكنون في منازل تهدد صحتهم بل وحياتهم
يوجد 100 مليون شخص بلا مأوى.
يوجد 40% من سكان الدول النامية يتمتعون بالمرافق الصحية السليمة (اى ما يزيد عن 2.5 بليون شخص).
يوجد من 1.5 إلى 2.5 فرد بين كل 1000 فرد فى أمريكا بلا مأوى ونم طرد مليون امريكى من سكنهم في العام السابق.
يوجد من 4الى 12 فى كل 1000 فرد فى فرنسا وألمانيا وانجلترا بلا مأوى.
مفهوم السكن
1 - مفهوم السكن فى الإسلام
اشتقت كلمة المسكن من فعل سكن والسكون هو السكون والطمآنينه وحدد القرآن وظيفة البيت فى سورة النحل " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ".
1 - 1 وأكد الإسلام على خصوصية السكن للأفراد ومكان الراحة حيث أكد على حق السكن اجتماعيا وأوجب مراعاة حقوق الجار حيث أوصى الرسول الكريم " لا تستطل عليه بالبناء " اى لا تزيد على جارك بالبناء الا بإذنه اى الجار.
1 - 2 اشترط في إحياء الأرض والموات ان تكون بعيدة عن العمران وبإذن الوالي حتى لا يضيق الجار على جاره.
1 - 3 طالب الإسلام بعدم التباهي والتعالي والبهرجة فى السكن ويمكن استدلال ذلك في قوله تعالى سورة الزخرف (الآيات33 - 35 ٹ ٹ ? ? ? چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?
? ? ? ? ? ? ? پ پپ پ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ وذكر فضيلة الشيخ محمد متولى الشعرواى فى خواطره حول الآيه (? ? ? ? ? ?) الشعراء الآية 128 ان قوم هود كانوا يتطاولون فى البنيان ويبدعون فى زخرفتها فعد القرآن هذا عبثا.
1 - 4 أوصى بعدم جواز البناء فى الأماكن المميزة كالسواحل والأنهار لقوله سبحانه وتعالى " حتى لا تكون دولة بين الأغنياء" و كما أفتى الإمام السيوطى بعدم الجواز بالبناء على الأنهار والمحيطات.
1 - 5 السكن يعتبر ضرورة فقط لقول الرسول الكريم " لا تبنون ما لا تسكنون ".
ب – مفهوم السكن من وجهة نظر دوليه
أقرت اللجنة الدولية المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى اجتماعاتها السادس عشر فى عام 1991 حول مفهوم السكن.
" إن حق الإنسان في السكن الملائم ناتج عن حقه في الحصول على مستوى معيشة مناسب يتسم بأهمية أساسيه فى التمتع بكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية "
ورأت اللجنة إن الحق فى السكن ينبغي إلا يفسر تفسيرا ضيقا أو تحديدا يجعله مساويا على سبيل المثال للمأوى والذي يتوفر للمرء بمجرد وجود سقف فوق رأسه أو يعتبر المأوى على وجه الحصر سلعه بل ينبغي النظر إلى هذا الحق باعتباره حق المرء فى إن يعيش في مكان آمن وسلام وكرامه.
وتجدد اللجنة بعض جوانب هذا الحق:-
-الضمان القانوني لشغل المسكن (توفير كل سبل الحماية ضد عمليات الإخلاء القسرى او تهديدات).
-القدرة على تحمل التكلفة (ان تكون كلفة السكن معقولة تقريبا تعادل 10% من الراتب).
-إتاحة إمكانية الحصول على سكن (أن الشخص للشخص القدرة على إنشاء سكن تقريبا يعادل 40% من الثروة).
-الموقع (إن لا يكون المكان ملوثا – سهولة الوصول إلى مكان العمل – توفر المرافق العامة والاجتماعية (.
(يُتْبَعُ)
(/)
-السكن الملائم من الناحية الثقافية (مراعاة الهوية والتنوع الثقافي لجماعات السكان).
-توفير الخدمات والمرافق (مثل مياه الشرب والصرف الصحي – كهرباء – مواصلات).
ج- من الجانب الاقتصادي
الإسكان هو قطاع اقتصادي خدمي داخلي لا يصدر للخارج.
دور ورقة العمل وتطبيقها الصحيح لمفهوم السكن.
1 - تحول دول الدولة من دور التأمين إلى دور التمكين اى إن الدولة ستقوم بدور المقرض بقرض حسن فى الفترة الأولى اساسا ثم كذلك أيضا هي الموفرة للأرض فيما بعد بغرض ان لا يبنى الشخص من أصل ماله إنما بقرض حسن بدون فوائد على أقساط مناسبة.
2 - تقر وتعمل ورقة العمل على ان السكن ضرورة فقط دون تحديد للملكية أو للإيجار أو لعدد مرات الاقتراض وليس على المسكن اى أعباء تذكر في حالة الاستخدام سواء بواسطة المالك أو عند تأجير الوحدة السكنية (ورقة العمل لا تقر ضريبة السكن والمعروفة بالعوايد لأنها غير منطقيه أو شرعيه الآن) إنما يأخذ فقط ضريبة الدخل فى حالة الإيجار فقط.
3 - وبالنسبة للضمان القانوني سيتم إعطاء اى قطعة ارض أو شقه رقم كودى وشهادة بيانات لا يجوز التعامل مع الوحدة إلا من خلال شهادات البيانات الواجب استخراجها من السجل العقاري.
4 - بالنسبة للإيجار ورقة العمل لا ترغب في وجود نظام الإيجار عمليا رغم أنها لا ترفضه تشريعيا وحتى مع تطبيقها فأن ورقة العمل تقترح صيغه إيجاريه عادله لطرفى العلاقة الإيجاريه.
5 - ورقة العمل ستعيد تصميم البلاد على شكل مجاورات يتوسطها سنتر اقتصادي اجتماعي خدمي ثقافي يديره القاطنين في الحي فقط مما يوفر بيئة اجتماعيه وثقافية واقتصاديه بناء على رغبات الساكنين.
6 - ورقة العمل تطبق مبدأ أينما يكون العمل يكون السكن وهى أحسن مشروع للقضاء على الازدحام لأنها تقوم على إعادة توزيع السكان وتفريغ الوادي القديم (العجوز).
7 - ورقة العمل تحول دور الدولة إلى دور التمكين سيتيح للسكان البناء أينما يريدون وبالشكل الذي يرغبون به وفيه.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:55]ـ
حياك الله أيها المهندس الفاضل الهمام ..
تقول بارك لله فيك:
وحتى عندما عرضته على مجمع البحوث كان مع الجانب الدينى ملخص الموضوع (وقد عرضت الملخص منذ اسبوع على دكتور فى الشريعه وقد وافق على الملخص ولم يعترض) ايضا
و أذكرك بكلامي هذا:
ثم إنه لا يكفي عرض الجانب الديني .. بل لابد من عرض الموضوع كله (كما هو)، و إلا فما أدراك أن هناك جانبا لم تعرضه و قد تناوله الوحي بالحكم فيه، و أنت لم تكن تعرف أن هناك حكما في هذا الجانب الغير معروض؟
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 08:17]ـ
عرض الملخص اى بنود ورقة العمل والجانب الدينى كاملا على مجمع البحوث وعرضت الملحص وبحث القواعد القرانية للإجارة على دكتور الشريعه والملخص لورقة العمل واضح.
والسؤال هنا هل قرأتكم سيادتكم الكتاب كله قبل ان تقولوا رأيكم وقد ارسلت الكتاب الى مشايخ فى المجلس بناءا على راي البعض ولم يردوا ولم يعترض حتى الان احد على ورقة العمل احد قرأ الكتاب.
سيدى بلا فحر تلك ورقة العمل ى احسن حل لمشكلة الاسكان فى اى قطر عربى او غير عربى وسوف يسمع بها الكثيرين وان شاء الله سوف تطبقها دول حتى غير اسلاميه.
ورقة العمل هى انتصار واضح وصريح للاقتصاد الاسلامى واشهد ما يحدث فى امريكا بسبب التمويل العقارى وازمة الاسكان.
لهو خير دليل لما اقول(/)
الإسلام والسياسة
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 11:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يتحفظ بعض الناس من أن تكون الدعوة المحمدية ذات مشروع سياسي واضح ويقولون:إنه ليس في القرآن ما يفيد أن هذه الدعوة تحمل مشروعا سياسيا بل يقولون:إن مصطلح "سياسة"لا يوجد في القرآن الكريم، كما أن مصطلح دولة غير موجود في اللغة العربية ولا في القاموس السياسي الإسلامي.
ما مدى صحة هذا الكلام؟ وكيف نرد عليه؟
نود أن تكون المناقشة علمية وهادئة وقائمة على الحجة الدامغة على أساس الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 11:43]ـ
أحسنت أحسن الله إليك بطرح هذا السؤال.
الملاحظ أن تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم كانت تصرفات الحاكم والقائد إضافة إلى كونه نبيا رسولاً معلّماً، فقد كان يقيم الحدود، ويزيد رقعة الدولة بالجهاد والدعوة، ويكاتب الملوك والسلاطين والقادة ويكاتبونه، ويحكم بين الناس تارة بالقضاء وأخرى بالفتيا وثالثة بالمنفذ للحكم، وكانت إدارته للدولة بحسب النظام السائد في زمانه، والقرءان العظيم دل دلالة صريحة واضحة على وجوب الحكم بما أنزل الله في جميع شئون الحياة، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم حاكم على أفعال الناس وتصرفاتهم وقاض بينهم.
وأما قول القائل بأن لفظة الدولة أو السياسة لم تكن موجودة من قبلُ، فهذا يرد عليه جميع الألفاظ الاصطلاحية الأخرى في الأحكام الشرعية، كالفرض والواجب والمستحب والمباح والمشروع والفاسد والصحيح وغيرها، فهذه لم تكن موجودة في نصوص الوحيين، لكن العلماء اتفقوا على مضامينها واصطلحوا عليها، وكما يعلم الجميع فإن العلوم الاجتماعية تطورت تبعاً لتطور الحضارة، مما استدعى تقنيناً من نوع خاص للأفعال والتصرفات، وقد فعل شيئاً من ذلك الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولنفرض أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حاكماً أو قائداً، فكيف يفعل المرء مع اتفاق الصحابة أجمعين على أمور الخلافة وتدبير مملكة الإسلام، فقد عملوا في إدارة الدولة وبنوا مرافقها وأقاموا حدودها وشرّعوا أنظمتها المستمدة من نصوص الكتاب والسنة، ونصّبوا الأمراء، ووضعوا الدوواين، وسنّوا التراتيب الإدارية الخاصة بإدارة شئون البلاد، وأصبح أمرهم في ذلك أظهر وأوضح من أمور التشريع الأخرى، مما يدل دلالة صريحة واضحة على كون هذا الأمر من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، أنه دين جاء ليحكم على أفعال الناس جميعها، ويقيم دولة الإسلام ويُخضع أحكامها السياسية لنظام إسلامي واضح صريح.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 11:53]ـ
شكرا للأخ الفاضل الكريم "أبو حماد" على هذه الانطلاقة الموفقة لنقاش هادف نتمنى أن يكون مفيدا ومثمرا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 08:25]ـ
* يقول محمد عمارة في تقديم هذه الوثيقة:" إذا كان مصطلح "الدستور" من المصطلحات المعربة، التي دخلت العربية من اللغات الأخرى، وإذا كان هذا المصطلح يعني حديثا:" مجموعة القواعد الأساسية التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها، ومدى سلطتها إزاء الأفراد "– المعجم الوسيط – فإن هذه "الصحيفة "-"الكتاب" – هي "دستور" الدولة العربية الإسلامية الأولى، بكل ما يعنيه –حديثا – مصطلح "الدستور" من مضامين .. " الإسلام وحقوق الإنسان:152 - 153
المقصود بالوثيقة الصحيفة أو الكتاب الذي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بين المومنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم
ـ[الخنساء]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 10:36]ـ
يقول برنارد شو (الفيلسوف والكاتب الدرامي الإيرلندي):
"إني أعتقد أن رجلا كمحمد في صدق ما ادعاه ودعا إليه لوتسنى له أن يتسلم زمام الحكم المطلق في العال بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه ولقاده إلى النجاح والظفر ولحقق له السلام والسعادة المنشودة" ..
ومن يحتج بأن لفظ (السياسة) أو (الدولة) لم يكن موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فحجته واهية والدليل حنكة الرسول عليه الصلاة والسلام ومهارته (السياسية) التي جعلته يقود دولة إسلامية تهابها جاراتها نجح في إدارتها الخلفاء الراشدون من بعده.
ـ[الخنساء]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 10:45]ـ
أضيف أيضا أن مشروع الدعوة المحمدية لم يكن سياسيا بل كان يحمل رسالة يود إيصالها وتبليغها للبشرية جمعاء.
يقول الله سبحانه وتعالى "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا"
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:33]ـ
نتساءل عن طبيعة الرسائل والمعاهدات التي كتبها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وربما ختمها بطابعه هل هي دينية فقط وليست سياسية؟ أم أن الرسول الكريم كان يؤسس دولة إسلامية لها طبيعتها وخصوصياتها التي اكتملت على يد الخلفاء الراشدين والتي لا يمكن فيها الحديث عن مشروع
وقال تعالى: {وأمرهم شورى بينهم} الشورى:38 – قال الراغب:"التشاور والمشاورة والمشورة: استخراج الرأي بمراجعة البعض الى البعض من قولهم: شرت العسل إذا اتخذته من موضعه واستخرجته منه ... والشورى: الأمر الذي يتشاور فيه " المفردات:470 إن "الأمر" هنا يعني الحكم والسياسة التي يضطلع بها أولوا "الأمر" فالتشاور في هذا الأمر بالذات سياسي.
وقد اعتبر عدد من العلماء الفقيه رجل سياسة / يقول الحجوي في الفكر السامي نقلا عن حجة الإسلام ابي حامد الغزالي:"والفقيه هو العالم بقانون السياسة وطريق التوسط بين الخلق إذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم لتنتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 09:35]ـ
هذا نص من كلام الدكتور محمد أحمد خلف الله أضعه للمناقشة راجيا أن يكون ذلك بالدليل والبرهان والكلمة الطيبة البانية.
يقول:"إن القرآن الكريم لم يستخدم ولو لمرة واحدة أي مفهوم سياسي لما نعرفه اليوم في استخدامنا لكلمات: الحكم، والحكومة، والحاكم، وما أشبه ذلك
لقد ثبت القرآن الكريم عند استخدامه للكلمات المشتقة من الجذر اللغوي:" ح ك م " على معنى واحد ليس غير، هو القضاء بمعنى الفصل في المنازعات والخصومات وكل ما يقع من خلاف بين الناس
ولقد ظل هذا المعنى ثابتا أيضا عند استخدام أي مشتق من هذه المشتقات منسوبا إلى المولى سبحانه وتعالى، فالله أحكم الحاكمين، ومن أحسن من الله حكما، والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
مفاهيم قرآنية:42
ـ[الخنساء]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 03:50]ـ
هذا نص من كلام الدكتور محمد أحمد خلف الله أضعه للمناقشة راجيا أن يكون ذلك بالدليل والبرهان والكلمة الطيبة البانية.
يقول:"إن القرآن الكريم لم يستخدم ولو لمرة واحدة أي مفهوم سياسي لما نعرفه اليوم في استخدامنا لكلمات: الحكم، والحكومة، والحاكم، وما أشبه ذلك
لقد ثبت القرآن الكريم عند استخدامه للكلمات المشتقة من الجذر اللغوي:" ح ك م " على معنى واحد ليس غير، هو القضاء بمعنى الفصل في المنازعات والخصومات وكل ما يقع من خلاف بين الناس
ولقد ظل هذا المعنى ثابتا أيضا عند استخدام أي مشتق من هذه المشتقات منسوبا إلى المولى سبحانه وتعالى، فالله أحكم الحاكمين، ومن أحسن من الله حكما، والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
مفاهيم قرآنية:42
وهذا مما يبرهن بأن دعوة خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه لم تكن سياسية المغزى (استعمارية).
جزيتم خيرا من الكريم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 04:18]ـ
هذا نص من كلام الدكتور محمد أحمد خلف الله أضعه للمناقشة راجيا أن يكون ذلك بالدليل والبرهان والكلمة الطيبة البانية.
يقول:"إن القرآن الكريم لم يستخدم ولو لمرة واحدة أي مفهوم سياسي لما نعرفه اليوم في استخدامنا لكلمات: الحكم، والحكومة، والحاكم، وما أشبه ذلك
لقد ثبت القرآن الكريم عند استخدامه للكلمات المشتقة من الجذر اللغوي:" ح ك م " على معنى واحد ليس غير، هو القضاء بمعنى الفصل في المنازعات والخصومات وكل ما يقع من خلاف بين الناس
ولقد ظل هذا المعنى ثابتا أيضا عند استخدام أي مشتق من هذه المشتقات منسوبا إلى المولى سبحانه وتعالى، فالله أحكم الحاكمين، ومن أحسن من الله حكما، والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
مفاهيم قرآنية:42
كلام الدكتور لا شك في خطئه، والدكتور مشهور بآراءه الشاذة، مما جعل مجموعة من علماء الإسلام يكفرونه، وما قرره هنا مناقضة أشد المناقضة لما أجمع عليه علماء الإسلام قاطبة، حتى وقع الكلام في العصور المتأخرة عن الفرق بين السياسة والدين، ومنشأ ذلك من الثورات العلمانية التي قامت في أوروبا فراراً من تحكم رجال الدين في مصائرهم وحياتهم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 04:21]ـ
وهذا مما يبرهن بأن دعوة خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه لم تكن سياسية المغزى (استعمارية).
جزيتم خيرا من الكريم.
يجب أن تحدّدي معنى قولك سياسية المغزى؟، فكلامك موهم ومشتبه.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 10:36]ـ
أريد أن أشير في البداية إلى أن نقاشنا - هذا - يحرص على أن لا يجادل إلا بالتي هي أحسن وبالدليل والبرهان والأفكار التي نسوقها لهذا الطرف أو ذاك غالبا ما يكون النص الذي نقدمه ليس سوى تعبير عن رأي لاتجاه معين وفي هذا السياق جاء نص الدكتور محمد أحمد خلف الله فهو لا يختلف في هذا عن سلفه الشيخ علي عبد الرزاق رحم الله الرجلين وتجاوز عنا وعنهم
ثم أقول بعد ذلك:إن الله تعالى يقول: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
إن معنى هذه الآية يتضح غاية الوضوح بمعرفة سبب نزولها كما جاء في السنةالصحيحة
روى الشيخان في صحيحيهما والإمام أحمد في المسند والنسائي في السنن عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما - واللفظ للبخاري-:
" أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير:اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال:أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يبلغ الجدر وفي رواي ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك ...
وهناك أقوال أخرى في سبب النزول والمهم أن حكم الآية باق إلى يوم القيامة وليس مخصوصا بالذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
ولو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم هو المسؤول عن شؤون الرعية لاحتكموا إلى غيره أو أحالهم على غيره ولم يعترض على ذلك
والله أعلم / وللحديث بقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 01:13]ـ
جاء في السيرة النبوية لابن كثير أن قريشا بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة بن ربيعة ليكلمه فيما أهم قريش من أمر الدعوة الإسلامية , فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى عليه وسلم فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من السطة {الشرف} في العشيرة والمكان والنسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ... فاسمع مني حتى أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها ... وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ...
وبعد أن قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما تيسر من سورة فصلت حتى انتهى الى السجدة فسجدها ثم قال: سمعت يا أبا الوليد قال: سمعت، قال: فأنت وذاك
يبعث هذا الحوار على عدة التساؤلات وتعليقات ننتظر من الإخوان إغناءها بما فتح الله على كل واحد منهم من فهم سديد ونظر بعيد
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديني أو سياسي
سياسي أو ديني
هل هذه التعبيرات صحيحة
وهل هناك تفريق واضح بين الدين والسياسية، أم أن السياسة الطاهرة والمنضبطة بضوابط الشرع جزء لا يتجزأ من الدين ...
ويوجد كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 06:46]ـ
ماذا يعني الأخ الكريم بهذه الأسئلة وهو يذكر أن لشيخ الإسلام ابن تيمية: السياسة الشرعية وهو يفيد بجلاء أن هناك سياسات أو عل الأقل سياسة شرعية وأخرى غير شرعية
وهذا الفهم كان معروفا منذ القديم من ذلك أن المنصور بن أبي عامر طمع في وقت من الأوقات في انتزاع إقرار العلماء له بتولي الخلافة بالأندلس وتنحية هشام بن الحكم الأموي وكان صغير السن، فتصدى له القاضي ابن زرب قائلا: وصاحب الأمر ما شأنه؟ فقال له: لا يصلح لهذا، قال:يرى ويجرب، فقال له المنصور: أفي مسائل الفقه تريد أن تسأله؟ قال: لا، ولكن في مسائل السياسة وتدبير المملكة ....
والسياسة علم معروف منذ كبار فلاسفة اليونان كما نفهمه على شكل حوار بين سقراط وأفلاطون مع السفسطائيين الذين حاولوا تجريد الساسة من عامل القيم الخلقية، واهتم العرب قبل الإسلام بالسياسة منذ القدم وبرعوا في ممارستها أعظم البراعة وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فكان أعظم من جمع بين أصالة الفكر وفعالية العمل
وإذا كان عند الأخ من التعابير الأكثر دقة وأصالة ما يمكن أن نستبدل به كلمات: ديني أو شرعي أو سياسي ليعلم الناس ما نقصد إليه فسنكون مدينين له بذلك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 10:22]ـ
تبدو من خلال مفاوضات قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة عتبة بن ربيعة أمور منها:
1 - أن قريشا كانت تدرك أن الرسالة المحمدية شاملة لأمور الدين والدنيا، ولهذا حاولوا إقناع النبي صلى الله عليه وسلم بالتنازل عن السلطة الدينية في مقابل السلطة الدنيوية وفق ما كان معمولا به في الأوساط القرشية خاصة والعربي عامة، وهذا الموقف لا يختلف كثيرا عن موقف العلمانيين - وإن كانوا يدعون أن علمانية الدولة تقوم على عدم معاداة الأديان - إلا أنه موقف مقلوب في الوضع مع ما فيه من إقصاء في حين كان عرض قريش يتضمن اعترافا ضمناي بأن محمد بن عبد الله حري بمنصب الملك ورئاسة الدولة
2 - أن الرسول الكريم لم يتنازل عن شيء مما يدعو إليه كأن يقول لهم: خذوا الدولة ودعوا لي الدين، فعينوا إن شئتم أحد رؤوس القوم ليتولى الشؤون السياسية ودعوا لي أنا أمور الدين، وهو ما عبر عنه عتبة بقوله:" يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها لي، خلوا بين الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به ..
3 - أن الصراع فيما بعد سيتخذ أشكالا مختلفة وستكون الدعوة الإسلامية هي المنتصرة في كل مرة ..
لا يفوتني في الأخير أن أشير إلى المعاني السامية التي تضمنتها الآيات البينات التي تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عتبة وما فيها من أخبار أمم غابرة
للحديث بقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 08:42]ـ
ماذا يعني الأخ الكريم بهذه الأسئلة ... وإذا كان عند الأخ من التعابير الأكثر دقة وأصالة ما يمكن أن نستبدل به كلمات: ديني أو شرعي أو سياسي ليعلم الناس ما نقصد إليه فسنكونوا مدينين له بذلك
الأخ الكريم
إنما أقصد بأسئلتي هذه تأكيد ما ذكرتَه أنت بأن السياسة المنضبطة جزء لا يصح أن ينفصل من الدين ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:02]ـ
أخانا الحبيب محمد عز الدين المعيار بارك الله فيك أرى أنك طرحت موضوعًا وطلبت المناقشة العلمية، ولكن طرحك لم يكن علميًا، فقولك:
يتحفظ بعض الناس من أن تكون الدعوة المحمدية ذات مشروع سياسي واضح ويقولون: إنه ليس في القرآن ما يفيد أن هذه الدعوة تحمل مشروعا سياسيا بل يقولون:إن مصطلح "سياسة"لا يوجد في القرآن الكريم، كما أن مصطلح دولة غير موجود في اللغة العربية ولا في القاموس السياسي الإسلامي. ما مدى صحة هذا الكلام؟ وكيف نرد عليه؟
حتى يكون هذا الكلام علميًا لابد من:
أولا: أن تبين لنا من هم أولئك الناس هل هم من الفقهاء أم هم عدد من العلمانيين؟
ثانيًا: ما هو تصور هؤلاء أو مفهومهم للسياسة، ما هو تعريفهم للسياسة، فلا بد من تصور الموضوع تصورًا صحيحًا أولا حتى نناقشه بعلمية، ولا نخبط فيه خبط عشواء.
الأخت الكريمة:
أضيف أيضا أن مشروع الدعوة المحمدية لم يكن سياسيا بل كان يحمل رسالة يود إيصالها وتبليغها للبشرية جمعاء.
يقول الله سبحانه وتعالى "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا"
أختنا الكريمة سياسة الحكم وتدبير أمور الدولة جزء هام من تلك الشريعة، أوليس الدين الذي ندين به عبارة عن عقائد وعبادات محضة (صلاة وصيام ... ) ومعاملات، هذه المعاملات هي السياسة، قوانين المعاملات إما أن تكون مع المسلمين أو مع غير المسلمين وغير المسلمين أصحاب عهد وذمة أو محاربين، ألم يوضح لنا الشرع كيف نتعامل مع هؤلاء بيعًا وشراء أخذا وعطاء، هذه سياسة.
أو لم يبين لنا الإسلام كيف نتعامل مع الآخرين (يهود نصارى مشركين ... ) من نصالح ومن نهادن من نوالي ومن نعادي، أوليست هذه سياسة.
وأما بخصوص:
هذا نص من كلام الدكتور محمد أحمد خلف الله أضعه للمناقشة راجيا أن يكون ذلك بالدليل والبرهان والكلمة الطيبة البانية.
يقول: "إن القرآن الكريم لم يستخدم ولو لمرة واحدة أي مفهوم سياسي لما نعرفه اليوم في استخدامنا لكلمات: الحكم، والحكومة، والحاكم، وما أشبه ذلك
لقد ثبت القرآن الكريم عند استخدامه للكلمات المشتقة من الجذر اللغوي:" ح ك م " على معنى واحد ليس غير، هو القضاء بمعنى الفصل في المنازعات والخصومات وكل ما يقع من خلاف بين الناس
ولقد ظل هذا المعنى ثابتا أيضا عند استخدام أي مشتق من هذه المشتقات منسوبا إلى المولى سبحانه وتعالى، فالله أحكم الحاكمين، ومن أحسن من الله حكما، والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"
مفاهيم قرآنية:42
أعتقد أنك لا تحتاج إلى أن تعرف بأن الدكتور محمد أحمد خلف الله كما قال عنه الأستاذ عبد السلام بسيوني في كتابه (العقلانية هداية أم غواية) (ص134): ((من أركان الفكر القومي المتطرف الذي يعتمد المعايير الماركسية أسسًا وضوابط له)).
ولمعرفة المزيد عن فكر خلف الله عليك بكتاب الشيخ سليمان بن صالح الخراشي (نظرات شرعية في فكر منحرف (المجموعة الأولى (ص 215 – 260).
أما قول الدكتور خلف الله، فنقف معه في نقاط أولًا: لابد أن نلاحظ أن الدكتور خلف الله قرآني المذهب ويدعو إلى الاقتصار على القرآن دون السنة في الاستدلال.
ثانيًا: استخدمت السنة نفس المفاهيم بألفاظ أخرى كالإمارة والخلافة، والملك. لكن الدكتور خلف الله أخرج السنة من حساباته.
والخلاصة أن الموضوع يحتاج إلى كثير من العلمية في الطرح حتى يمكن التعاطي معه بعلمية أكثر، بارك الله فيك.
تنبيه: أخي الحبيب محمد عز الدين لم أقصد التقليل من شأن طرحك بل قصدت تحقيق العلمية التي ترمي إليها، وهذا رأيي وقد أكون مخطئًا، وفقني الله وإياك إلى كل خير.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 02:54]ـ
شكرا للأخ الكريم الفاضل علي أحمد عبد الباقي على كلماته الرقيقة التي تنم عن غيرة صادقة على هذا الدين الحنيف واستعداد كبير للرد على مناوئيه
أخي الكريم إن الطرح الذي أقدمه باسم بعض الناس هو لكتاب وفلاسفة وسياسيين من اليسار بمختلف أطيافه في بلادنا العربية والإسلامية من اشتراكيين و قوميين وعنصريين وغيرهم وفيهم من يصلي ويؤدي كل الفرائض والواجبات ومنهم اللاديني ومنهم من يقول بأن العلمانية وحدها هي الحل ومنهم من يعتدل ويتوسط ومنهم من ينغلق ويتطرف ومنهم من يرجى خيره ومنهم من لا خير فيه، لكنهم جميعا يلتقون في طرح مثل هذه القضايا عن حسن نية أو عن سوئها و لانذكر أصحابها إلا عند الضرورة وسيأتي من ذلك الشيء الكثير والمهم عندنا أساسا هو دحض هذه الأفكار والرد عليها بالدليل والبرهان،وفي تعاون الإخوة ما يسد الثغرات ويقي من العثرات
والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 02:18]ـ
أخي الحبيب سؤالي هذا لسبب واحد هو أن الخطاب والرد لابد وأن يتناسب وحال المردود عليه، فالمسلم الذي يؤمن بحجية الكتاب والسنة وهيمنتهما على الشرع يكون النقاش بيننا وبينه في الفهم؛ في فهم النصوص، والخلاف بييننا وبينه يكون بمثابة الرد على شبهات، وتوضيح لاستنباط الأحكام من الدليل (كتاب سنة إجماع قياس صحيح ... الخ)
أما من ينكر حجية السنة، ويأتي إلى القرآن فيعمل فيه التأويل والمجاز، ويقول إن قصص القرآن لا تدل على حقائق بل هي قصص للموعظة ولا تقرر أي حقائق - وهذا من أقوال محمد خلف الله - مثل هذا يناقش في أصوله في الإيمان بالله وبالرسالات وفي فهمه لمعنى النبوة والرسالة، أمثال هؤلاء لابد أن تبدأ معهم من أصول.
والخلاصة كما قلت لك كل من يؤمن بالكتاب والسنة ويتعامل معهما بطريقة صحيحة يعلم أن الشرع والرسالة المحمدية إنما هي لإقامة أمر الدين والدنيا معًا وهذا أمر بين وواضح ومن أمور الدنيا سياسة شؤون الملك والدولة، نسميها دولة نسميها ولاية نسميها خلافة ... سمها ما شئت، المفهوم واحد، وقد فهم هذا علماء الإسلام قديمًا وحديثًا، حتى خرج علينا مجموعة من صنائع الغرب الملحد مستغلين في ذلك جهل المسلمين بدينهم، وسعوا حثيثًا لتفريغ الدين من محتواه، فمرة لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، ومرة مال قيصر لقيصر وما لله فهو لله، وكأن قيصر عندهم قد شارك الله في ملكه، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرا، بل الأمر كله لله، بيده مقاليد الأمور: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
وإن أردت النقاش فلنوضح أولا النقاش مع من مع مؤمن أو مع ملحد مع مؤمن بالرسالات وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو مع كافر بكل ذلك.
جعلني الله وإياك من أهل الحق العاملين بما نعلم.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 03:08]ـ
أوافقك الرأي أخي العزيز وسنعمل إن شاء الله - جميعا - على مناقشة أقطاب هذه الآراء، كما أن ما ذهبت إليه من عدم رجوع هؤلاء إلى السنة حقيقة يكاد يدخل تحتها أغلبهم، وقد يتعللون بأسباب واهية وربما خاطئة.
أعدك بتقديم نصوص مختارة من كلام القوم ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 01:01]ـ
يقول محمد بوبكري تحت عنوان: السياسة ليست ركنا من أركان الإسلام:
" لا ينهض الدين على السياسة، كما أنها ليست ركنا من أركان الإسلام، حيث إن هذا الأخير لا يعتبر من لا يمارس السياسة خارجا عن الدين ... لا يوجد مصطلح "سياسة " في القرآن الكريم، كما أن مصطلح "الدولة " غير موجود في اللغة العربيةولا في القاموس السياسي الإسلامي "
محمد بوبكري: تأملات في الإسلام السياسي - الإسلام والعلمانية: 1/ 99
هذا نص من النصوص التي يسأل الإخوان عن أصحابها، أتمنى أن تفيد معرفتهم في دحض أفكارهم
ـ[أم مريم]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 03:33]ـ
هذه فكرتي عن السياسة،
لايمكن أن تعيش بمعزل عنها مؤثرا أو متأثرا ...
أنت مسلم (ة) ,
إما أن تمارسها و تخوض غمارها ....
أو تمارس عليك ... (بضم التاء)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 05:24]ـ
الإسلام والسياسة
يقول محمد بوبكري تحت عنوان: السياسة ليست ركنا من أركان الإسلام:
" لا ينهض الدين على السياسة، كما أنها ليست ركنا من أركان الإسلام، حيث إن هذا الأخير لا يعتبر من لا يمارس السياسة خارجا عن الدين ... لا يوجد مصطلح "سياسة " في القرآن الكريم، كما أن مصطلح "الدولة " غير موجود في اللغة العربيةولا في القاموس السياسي الإسلامي "
محمد بوبكري: تأملات في الإسلام السياسي - الإسلام والعلمانية: 1/ 99
هذا نص من النصوص التي يسأل الإخوان عن أصحابها، أتمنى أن تفيد معرفتهم في دحض أفكارهم
أخي الحبيب:
أولا: نقلت عن هذا الكاتب وحبذا، لو عرفت الإخوة الأعضاء بمن هو محمد بوبكري، ولو بصورة مختصرة جدًا – سطر أو سطرين - حتى يكون الجميع في الصورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: في كلامه أن من لا يمارس السياسة لا يعتبر خارجًا عن الدين، وأنا فقط أريد أن تجمع لي بين ما قاله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه رقم (1851) بسنده إلى نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال: إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثًا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)).
هذه سياسة أم ماذا البيعة التي في العنق تنبني على موقف سياسي أم ينام المرؤ ثم يستيقظ وقد بايع الإمام البيعة ألا تبنى على فهم للإمارة والخلافة والمصلحة، هذا كله ممارسة سياسية.
ليس من الضروري أن تنزل آية في القرآن لتقول السياسة ركن من أركان الإسلام، أو لعل الكاتب يريد لكي تكون السياسة من الدين أن يقف على حديث نبوي – وأحسبه ممن لا يهتم بالسنة كثيرا - يقول: ((بني الإسلام على خمس ... ) ويذكر منها السياسة، وقائل هذا جاهل بدين الله عز وجل.
وقبل الخوض في الرد على هذا الطرح، لابد من تحديد المصطلحات حتى لا نخبط خبط عشواء، كلٌ في واد سحيق بعيدًا عن الطرف الآخر.
السياسة لغة هي القيام على الشيء بما يصلحه، فالسياسة هي ((ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد، وإن لم يضعه الرسول ولا نزل به وحي))، كذا قال ابن عقيل الحنبلي ونقله عنه ابن القيم في كتاب "السياسة الشرعية" (ص41).
وأما السياسة عند علمائها المختصين فكما تقول خديجة النبراوي في "موسوعة أصول الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي" (1/ 18): تعني باختصار: كل ما يتصل بالسلطة في مختلف المجموعات البشرية سواء في ذلك سلطة الأب على أسرته، أو سلطة صاحب العمل على عماله، أو سلطة الزعيم على حزبه، او الرئيس على حكومته، أو سلطة المنظمة الدولية على الدول الأعضاء فيها.
أو بمعنى آخر: سلطة الدوائر المتتابعة، وأوسعها دائرة هي الدولة، حيث يركز علماء السياسة دراساتهم عليها باعتبار أن الدولة هي أهم صورة من صور المجموعات البشرية)) انتهى كلامها، وقد أحالت الفقرة الأخيرة على كتاب (المدخل في علم السياسة / د. بطرس غالي – د. محمود خيري عيسى – مطبعة الأنجلو).
أليس هذا ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله - فيما رواه البخاري في صحيحه -: ((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عنه رعيته)).
فالسياسة هدفها إصلاح الناس، ولا يكون ذلك إلا بإقامة العدل، والله سبحانه ما أنزل كتبه ولا أرسل رسله إلا ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسماوات.
إقامة العدل من أركان الدين ومن مقاصده الكبرى، وكل فعل مشروع لإقامة العدل فهو من الدين.
وللكلام بقية، بارك الله فيك.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 05:43]ـ
إن المعلومات المتوفرة -الآن - عن المؤلف هي تلك المنشورة على ظهر الغلاف ونصها:
" محمد بوبكري:أستاذ باحث بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط
من مؤلفاته:
- تأملات في نظام التعليم بالمغرب
- التربية والحرية
- المدرسة وإشكالية المعنى
- هوامش
- الديقراطية في زمن العولمة
- قضايا تربوية
- في القراءة "
بالإضافة الى الكتاب الذي أخذنا منه النص: " تأملات في الإسلام السياسي - الإسلام والعلمانية "منشورات فكر - الرباط المملكة المغربية -الطبعة الأولى: ماي 2007.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد آخر للنقاش
ترى عيني ثلاثَ طرقٍ يسير فيها المتكلمون باسم الدين عن السياسة والدين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: القول بأن لا سياسة في الشريعة، وأننا ملزمون بأمور التعبد فقط. والقائلون بهذا القول كثر وهم القائلون بالسنة التشريعية وغير التشريعية. ولهم حضور على الساحة الإسلامية باسم (مفكر إسلامي)، بدأ القول بهذا الكلام الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر 1958م، وتبعه نفر كثير أشهرهم اليوم محمد سليم العوا فهو القائم على كلامه يردده وينظر له. وشارك هؤلاء القرآنيون .. خلف وخلافه، وقرب منهم حينا الدكتور القرضاوي في بعض ما كتبت يداه، وقولهم هزيل. ولا يعنينا هنا كثيرا. ولمن شاء المزيد يرجع إلى سلسلة منحرف للشيخ الخراشي التي ناقش فيها أفكار محمد العوا، وكذا رسالة (رد الشبهات عن عصمة النبي ـ موجودة بصيد الفوائد) للدكتور عماد السيد الشربيني.
الثاني: (إسلاميون) منهمكون في السياسة، حصروا بالحصر الوهمي الذي قدمه منظرو الفكر العصري يحاولون أن يقدموا للناس مشروعا سياسيا باسم الدين. أو يحاولون أسلمة السياسة، أو تقديم سياسة إسلامية.
وهؤلاء جهدهم في النص (المادة). وقولهم منقوص ومنقوض.بأنه لا بد من المادة والسلطة حتى يكون القانون إسلاميا.
وقد ناقشت طرفا من هذا من ثلاثة أعوام تقريبا على صفحات المسلم في هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_articles_main.cfm?id=665
http://islamselect.com/index.php?ref=21157
الثالث:هو طريق الرافضين لتقديم مشروع سياسي ـ أو (حضاري) كما يقولون أحيانا ــ للناس باسم الإسلام. هم يرفضون تقديم مشروع نظري ليُنظر فيه، على اعتبار أن المجتمع المسلم ينبت كما ينبت الزرع قال الله (كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ... الآية)، وأن الجماعة المؤمنة تتدرج نظريا وحركيا. . . تنمو. وهذا يتعارض مع فكرة المشاريع والأجندات. وهو أن الدعوة الإسلامية تحمل أجندة واحدة، وهدف واحد وهو تعبيد الناس لله، (الله جاء بنا والله أخرجنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .... ) ولا ننفك عن هذه الغاية أبدا، ونستخدم كل وسيلة في سبيل تحصيلها حتى ضرب الرقاب.
وهم ينظرون لفكرة المشاريع والأجندات بريبة. وحق لهم.
هذا. ولم تعرف الأمة الإسلامية كلمة سياسة إلا من قريب، بعد التتار، وهي كلمة محرفة من كلمة ياسة ـ من أساء ياسق التتار ـ أول من تكلم بها المصريون، وكانت الأمة في سبعة قرون لا تعرف إلا الانضواء تحت لواء الشريعة في كل شيء حتى بدأ الحجاب، ثم جاء الياسة فالسياسة. وفصل القول في ذلك الشيخ عبد الرحمن المحمود ـ حفظه الله ـ في سلسلة دروسة عن العلمانية.
ومن زاوية أخرى. المكلف .. كل المكلف ... مسلم ـ وكافر عند بعضهم ـ أمير ومأمور. . سياسي أو غير سياسي .. كلهم .. كلهم ... لا ينفكون بحال عن واحدة من أحكام التكليف الخمس (الوجوب والندب والإباحة والكراهية والتحريم) وكل هذه الأحكام ـ حتى المباح ـ إنما وضعت هكذا بخطاب الشرع، فالشرع مهيمن، ولا يخرج من تحته إلا فاسق (فسق أكبر أو أصغر).
أكتفي بهذا، وإن ثم إشكال عدت للبيان.
أبو جلال
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 10:54]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا ..
وبارك الله في الأخوين الكريمين: علي عبدالباقي و محمد القصاص؛ فقد أجادا في التعليق.
قال صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح -: (إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كلما ذهب نبي خلف نبي، وإنه ليس كائن فيكم - يعني نبيا -.
قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: تكون خلفاء وتكثر. قالوا: كيف نصنع؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول وأدوا الذي عليكم وسيسألهم الله عن الذي عليهم).
قال شيخ الإسلام: (وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يسوسون الناس فى دينهم ودنياهم، ثم بعد ذلك تفرقت الأمور فصار أمراء الحرب يسوسون الناس فى أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم والدين يسوسون الناس فيما يرجع إليهم فيه من العلم والدين، وهؤلاء أولوا أمر تجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة الله التى هم أولوا أمرها، وهو كذلك فُسر أولوا الأمر فى قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) بأمراء الحرب من الملوك ونوابهم، وبأهل العلم والدين الذين يعلمون الناس دينهم ويأمرونهم بطاعة الله؛ فإن قوام الدين بالكتاب والحديد كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس). (الفتاوى 11/ 551).
========
يجد القارئ الكريم ردًا مطولا على هذه الشبهة العَلمانية وغيرها على هذا الرابط:
http://www.alkashf.net/shobhat/11/
========
تنبيه: استغربت ترحم كاتب المقال محمد المعيار - وفقه الله - على العَلماني خلف الله! وهو الذي وقع في " كفريات " صريحة، وجحد ودفع المعلوم من الدين بالضرورة.
والله الهادي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:22]ـ
الأخ سليمان الخراشي يستغرب كيف ترحمت على محمد أحمد خلف الله، والحقيقة أن معرفتي بالرجل محدودة جدا والنص الذي اخترته كان من كتابه:"مفاهيم قرآنية" وعلى الرغم من أنني لا أتفق معه في أرائه التي دافع عنها في الكتاب المذكور إلا أنني لم أر ما يجعلني أحكم عليه بالكفر وهو يتحدث عن القرآن الكريم وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما يجب من إجلال وتوقير والله أعلم بخاتمته التي لقي بها ربه عز وجل، فإذا كان عند الأخ الفاضل ما يفيدنا به فيما يتعلق بعقيدة الرجل التي مات عليها فله جزيل الشكر مقدما ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 09:49]ـ
الأخ المعيار - وفقه الله -: قد أحالك الإخوة سابقًا على ما يفيد.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 12:42]ـ
أقترح على الأخ الكريم سليمان الخراشي أن يفتح موضوعا خاصا بحكم الشرع في التكفير لتعم الفائدة، لأن مبلغ علمي في هذا الأمر أن الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم علماء المسلمين على امتداد التاريخ لم يكفروا رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...
أرجو- صادقا - أن يفتح أخي سليمان -وفقه الله ونفع به - نقاشا حول هذا الموضوع الذي يجب أن تراعى فيه مآلات الأعمال والتحسب للعواقب وما أحوج مثلي في زماننا هذا إلى التنوير في هذا الموضوع من أهل العلم والفضل حتى نكون على بينة من الأمر وبصيرة
كما أرجو أن نعود في موضوع الإسلام والسياسة إلى مناقشة الأفكار المطروحة على هدي من الكتاب والسنة والمجادلة بالتي هي أحسن دفاعا عن ديننا وانتصارا لشريعتنا
والله ولي التوفيق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 05:25]ـ
أخي الكريم: لا يجوز تكفير رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلا إذا ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام.
وهنا تسهيل مفيد للمسألة:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=45
وفقكم الله ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 05:31]ـ
لا يسعني أخي الفاضل إلا أن أشكر لك اهتمامك وإفادتك في موضوع من يرتكب ناقضا من نواقض الإسلام على حد تعبيرك جزاك الله خيرا ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 08:07]ـ
أستاذ محمد!
أرجو أن يعود الحديث إلى الموضوع الأصلي (الإسلام والسياسة) كي نكمل نقاشنا.وها أنذا أنسخ مشاركتي ثانية لنستأنف الحوار. إن أذنتم.ولعل موضوع كفر من يرتكب ناقضا من نواقض الإسلام يكون طرحا آخر مع الشيخ سليمان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بُعد آخر للنقاش
ترى عيني ثلاثَ طرقٍ يسير فيها المتكلمون باسم الدين عن السياسة والدين:
الأول: القول بأن لا سياسة في الشريعة، وأننا ملزمون بأمور التعبد فقط. والقائلون بهذا القول كثر وهم القائلون بالسنة التشريعية وغير التشريعية. ولهم حضور على الساحة الإسلامية باسم (مفكر إسلامي)، بدأ القول بهذا الكلام الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر 1958م، وتبعه نفر كثير أشهرهم اليوم محمد سليم العوا فهو القائم على كلامه يردده وينظر له. وشارك هؤلاء القرآنيون .. خلف وخلافه، وقرب منهم حينا الدكتور القرضاوي في بعض ما كتبت يداه، وقولهم هزيل. ولا يعنينا هنا كثيرا. ولمن شاء المزيد يرجع إلى سلسلة منحرف للشيخ الخراشي التي ناقش فيها أفكار محمد العوا، وكذا رسالة (رد الشبهات عن عصمة النبي ـ موجودة بصيد الفوائد) للدكتور عماد السيد الشربيني.
الثاني: (إسلاميون) منهمكون في السياسة، حصروا بالحصر الوهمي الذي قدمه منظرو الفكر العصري يحاولون أن يقدموا للناس مشروعا سياسيا باسم الدين. أو يحاولون أسلمة السياسة، أو تقديم سياسة إسلامية.
وهؤلاء جهدهم في النص (المادة). وقولهم منقوص ومنقوض.بأنه لا بد من المادة والسلطة حتى يكون القانون إسلاميا.
وقد ناقشت طرفا من هذا من ثلاثة أعوام تقريبا على صفحات المسلم في هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/sh...ain.cfm?id=665
http://islamselect.com/index.php?ref=21157
الثالث:هو طريق الرافضين لتقديم مشروع سياسي ـ أو (حضاري) كما يقولون أحيانا ــ للناس باسم الإسلام. هم يرفضون تقديم مشروع نظري ليُنظر فيه، على اعتبار أن المجتمع المسلم ينبت كما ينبت الزرع قال الله (كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ... الآية)، وأن الجماعة المؤمنة تتدرج نظريا وحركيا. . . تنمو. وهذا يتعارض مع فكرة المشاريع والأجندات. وهو أن الدعوة الإسلامية تحمل أجندة واحدة، وهدف واحد وهو تعبيد الناس لله، (الله جاء بنا والله أخرجنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .... ) ولا ننفك عن هذه الغاية أبدا، ونستخدم كل وسيلة في سبيل تحصيلها حتى ضرب الرقاب.
وهم ينظرون لفكرة المشاريع والأجندات بريبة. وحق لهم.
هذا. ولم تعرف الأمة الإسلامية كلمة سياسة إلا من قريب، بعد التتار، وهي كلمة محرفة من كلمة ياسة ـ من أساء ياسق التتار ـ أول من تكلم بها المصريون، وكانت الأمة في سبعة قرون لا تعرف إلا الانضواء تحت لواء الشريعة في كل شيء حتى بدأ الحجاب، ثم جاء الياسة فالسياسة. وفصل القول في ذلك الشيخ عبد الرحمن المحمود ـ حفظه الله ـ في سلسلة دروسة عن العلمانية.
ومن زاوية أخرى. المكلف .. كل المكلف ... مسلم ـ وكافر عند بعضهم ـ أمير ومأمور. . سياسي أو غير سياسي .. كلهم .. كلهم ... لا ينفكون بحال عن واحدة من أحكام التكليف الخمس (الوجوب والندب والإباحة والكراهية والتحريم) وكل هذه الأحكام ـ حتى المباح ـ إنما وضعت هكذا بخطاب الشرع، فالشرع مهيمن، ولا يخرج من تحته إلا فاسق (فسق أكبر أو أصغر).
أكتفي بهذا، وإن ثم إشكال عدت للبيان.
أبو جلال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 01:52]ـ
السياسة جزء من الدين فهي محكومة به، لكن الاشكال فيمن جعل الدين هو السياسة، وساسه بها .. !!
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 01:22]ـ
ما رأي الإخوة الكرام في قول ابن خلدون في مقدمته:" الباب الرابع والثلاثون في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها "
هل حقا لا يصلح العلماء للسياسة؟ وما قيمة العلم إذا لم يترجم الى واقع؟
إلى أسئلة كثيرة يثيرها هذا القول
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 02:34]ـ
يقول عبد الله العروي في خواطر الصباح:
من يستقريء التاريخ يجد أن العلماء انقسموا دائما الى فئتين: إحداهما تنصح:عليكم أنفسكم / الثانية تدعو الى خدمة الإسلام أينما كان.
الضحية في الحالتين؟ مابين الفرد والأمة أي الدولة القائمة التي هي - طول التاريخ - المحرك والحافز
يحق إذن أن تقول: إن هيئة العلماء كانت عقبة في وجه التطور، ماذا يهم المرء المسلم من شؤون الدولة إن كان يسمع باستمرار أن المهم في الأزل هو إيمان الفرد والجهاد في سبيل الدين؟ من هذا المنطلق أدعو باستمرار الى الالتصاق بالرقعة الترابية التي نعيش فيها. من اعتزل الدنيا فله الحق أن يهتم بإنقاذ نفسه أو الأمة الإسلامية بكاملها لكن لاحق له بأن يطالب السلطة القائمة بالأمن والرخاء،أما إذا طالب بذلك وبإلحاح فعليه أن ينغمس في مشاغل تلك الدولة بالذات لا بغيرها ولا يضع متطلباتها - بشرط أن تكون دولة الجماعة وليس دولة البعض - فوق وقبل متطلبات الفرد بل هم الفرد آنذاك هو أن يعين على تطور دولة البعض الى دولة الكل ... "
ماذا وراء هذا الكلام؟ وأين يضع العلماء من شؤون السياسة؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 02:58]ـ
هنا كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية .. أعجبني وهو في صلب الموضز ع: المرجع (السياسة الشرعية) صـ460 تحقيق سعد العتيبي
" .... ولما غلب على كثير من ولاة الامور إرادة المال والشرف ,صاروا بمعزل عن حقيقة الايمان في ولايتهم, ورأى كثير من الناس أن الامارات تنافي حقيقة الايمان وكمال الدين ,ثم منهم من غلب الدين وأعرض عما لايتم الدين إلا به من ذلك, ومنهم من رأى حاجته إلى ذلك فأخذه معرضا عن الدين ,لاعتقاده أنه مناف لذلك ,وصار الدين عنده في محل الرحمة والذل لامحل العلو والعز
وكذلك لما غلب على كثير من أهل الديانتين العجز عن تكميل الدين والجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء استضعف طريقتهم واستذلها من رأى أنه لاتقوم مصلحته غيره بها ,وهاتان السبيلان الفاسدتان_سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال, وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب ولم يقصد بذلك الدين._هما سبيل المغضوب عليهم والضالين ,الاولى للضالين النصارى ,والثانية للمغضوب عليهم اليهود
وإنما الصراط المستقيم ,صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه ,ومن سلك سبيلهم وهم "السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان .... "الاية
فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك بحسب وسعه , فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله ,وإقامة ما يمكنه من دينه ,ومصالح المسلمين ,وأقام فيها ما يمكنه من ترك المحرمات لم يؤاخذ بما بعجزعنه ,فإن تولية الابرار خبر للأمة من تولية الافجار.
ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ,ففعل ما يقدر عليه ,من النصيحة بقلبه والدعاءللامة ,ومحبة الخير وأهله
وفعل مايقدر عليه من الخير, لم يكلف بما يعجز عنه ,فإن قوام الدين بالكتاب الهادي, والحديد الناصر كما ذكره الله تعالى."ا. هـ
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 12:46]ـ
أخي الكريم محمد عز الدين المعيار ..
أحببت أن أساهم معك ببعض المقالات والابحاث الجيدة من وجهة نظري إثراء لهذا الموضوع الجيد
1 - يقولون ليس في الإسلام نظام سياسي للشيخ محمد بن شاكر الشريف وهو مأخوذ من كتابه "تحطيم الصنم العلماني"واستهل هذا المبحث بقوله:-
(يزعم الفكر العلماني أنه ليس في الإسلام نظام سياسي محدد ينبغي الالتزام به، وغاية ما هناك وجود بعض المبادئ العامة في مجال السياسة، ولست أعرف بالضبط متى ظهرت هذه المقولة، ولا أول من أشاعها على وجه التحديد، وإن كانت جذورها تمتد إلى كتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلي عبد الرازق؛ وذلك أنه قال عن نظام الحكم زمن النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كان موضع غموض وإبهام وخفاء ولبس)
رابط الملف:-
http://download-v5.streamload.com/kf...ar?action=save
2- قواعد في فقه السياسة الشرعية
للشيخ محمد بن شاكر الشريف
الرابط:- http://saaid.net/Doat/alsharef/10.htm
3- السياسة الشرعية تعريف وتأصيل للشيخ محمد بن شاكر الشريف
http://saaid.net/Doat/alsharef/6.htm
4- التصور السياسي للحركة الإسلامية للشيخ رفاعي سرور
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=3720
http://alrawahel.maktoobblog.com/554574/%DF%CA%C7%C8_%CA%CC%CF%ED%CF_% C7%E1%CE%D8%C7%C8_%C7%E1%CF%ED %E4%ED__%E1%E1%D4%ED%CE_%E3%CD %E3%CF_%C8%E4_%D4%C7%DF%D1_%C7 %E1%D4%D1%ED%DD
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[05 - Oct-2007, صباحاً 02:18]ـ
شكرا لأخي الكريم محمد عبد المجيد وبارك الله فيه على مشاركته القيمة هذه التي تسير في الاتجاه الصحيح في مناقشة مثل هذا الموضوع الذي يتوخى كل غيور على دينه كشف الحجب عنه في زمن اختلت فيه الموازين وكثرت معاول الهدم من الحاقدين المغرضين في عصر أفلست فيه كثير من الفلسفات وكسدت بضاعاتها فتطفلت على الكتابة في الدراسات الإسلامية بغير علم ولا وازع ...(/)
هل كان العلامة تقي الدين الهلالي متأثراً بالغرب؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 12:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم تلميذه الشيخ/ أحمد بن محمد الحمزاوي
ضمني وإخوة أجلاء مجلس مبارك تجاذبنا فيه اطراف الحديث، فجرى ذكر مجدد الدعوة السلفية في المغرب وناصرها، ومحيي معالم السنة بعد اندثارها، وقامع البدع والخرافات وقاهرها، لسان أهل السنة وخطيبهم، وكاتب أصحاب الحديث وشاعرهم، الإمام العلامة الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي تغمده الله بواسع رحمته
فأخبرني بعض الحاضرين ان شخصا من المغرب يشيع بين المشايخ وطلبة العلم، ان العلامة الهلالي رحمه الله كان معجبا بالمدنية الغربية وأصحابها، ومتأثرا بالحضارة الاوروبية وأفكارها، فتملكني العجب، لا من سوء الفرية، وقبح البهتان، فمثل الشيخ العلامة في جهاده، وإصلاحه، ودعوته، وذبه عن عقيدة السلف وأهلها، وذوده عن حياض السنة وآلها، وانبرائه لصد ما يخالف شرع الله تعالى بلسان سحبان فصاحة وبيانا، وقلم ابن قتيبة سلاسة وبرهانا، وشعر حسان جزالة وإتقانا عرضة لأن ينفس المبتدعون والخرافيون والصوفيون والقبوريون عن غيظهم بالطعن فيه بعد موته والحي قد يغلب ألف ميت أما في حياته، فقد أسكت والله أصواتهم، وألجم ألسنتهم، وكمم أفواههم، وقلم اظفار أقلامهم,
لكن سبب عجبي ان مختلق الإفك، ومشيع الكذب من المنتسبين الى منهج أهل السنة والجماعة الذي أحياه الشيخ الهلالي، وذاد عنه قرابة ثمانين عاما في مشارق الارض ومغاربها، ويبلغ العجب منتهاه، والاستغراب مداه، ان الذي تولى كبر هذه الفرية، وباء بإثم نشرها، ممن طوق العلامة الهلالي أعناقهم بمعروفه، وغمرهم بإحسانه، فهو الذي ارشده إلى طريق العلم، ويسر له سبل المعرفة، فكان كما قيل:) أحشك وتروثني (,
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
مع ان النفوس السوية، والفطر السليمة تأبى أن تقابل المعروف إلا بالمكافأة والشكران، وأن تجزي الإحسان إلا بالإحسان، قال تعالى:) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (، وروى الترمذي وصححه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله وفي لفظ لأحمد وأبي داود وابن حبان: لا يشكر الله من لا يشكر الناس ,
وقد استند هذا الرجل في دعواه وافتئاته على أمرين:
أولهما: أن الشيخ العلامة الهلالي درس في أوروبا، ونال شهادته منها,
الثاني: أنه رحمه الله كان يذكر في دروسه، وكتاباته ما رآه من تمسك بعض الأوروبيين بجملة من محمود الصفات، وتحليهم ببعض الأخلاق الحسنة كترك الفضول، وحسن الإنصات للمناقش، والمحافظة على المواعيد، والحرص على عدم إضاعة الأوقات، والجد في العلوم الدنيوية، مما أوصلهم إلى ما هم فيه من التقدم المادي الدنيوي، حتى أصبح المسلمون يحتاجون إلى صناعاتهم من الإبرة الى الطائرة,
ودونك أخي الكريم حقيقة الأمر وجلية المسألة، لتعلم ما في كلام الرجل من التدليس والتلبيس,
أولاً: أن الشيخ رحمه الله بين بنفسه سبب سفره إلى أوروبا، وعلة سعيه في الحصول على الشهادة، فقال: وإنما سافرت إلى أوروبا بعد سن الأربعين، للحصول على شهادة جامعية تمكنني من الدخول الى الجامعات في البلاد الآسيوية والافريقية، لنشر الدعوة بين المعلمين والمتعلمين، لأن الآسيويين والأفريقيين قد غلوا في تعظيم الشهادات العالية، وأصحابها، حتى صارت عندهم كل شيء، فمن حصل عليها صار حديثه مقبولا، وصار في نظرهم عالما، ولو كان أجهل من حمار أهله، صيانة العرض ص 33,
وهذا الكلام من وضوح المغزى ونبل المقصد بحيث لا يحتاج الى تعليق وقد صرح في موضع آخر بأن الاقامة في اوروبا انما تكون للضرورة فقد كاتبه الاستاذ عبداللطيف ابو السمح فكان مما قاله:) واسأله تعالى ان يجمعنا بكم في اوروبا كما جمعنا في افريقيا ثم آسيا (,
فأجابه العلامة الهلالي من قلب اوروبا قائلا:
) وما رجوته من الاجتماع هو بغيتي وسؤالي إلا انني اخالفك في موضعه فأتمنى ان يكون في مصر في خير وسلامة فهي احب الي من اوروبا ولا أظن ان العاقل يستحب الاقامة في اوروبا الا للضرورة وبقدرها,, الى ان قال:
ولا أنكر أن هنا في أوروبة علوما نافعة لأهل الشرق، ولا أجحد أن بعض من يرحل الى اوروبة من الطلبة فيهم شهامة ونجابة,,
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي انكره هو أنه ليس كل الطلبة الآتين هذه الديار لطلب العلم هم في الحقيقة طلاب علم، وأنهم يرجعون الى الشرق بما ينفع أوطانهم، أو على الأقل لا يضرها,,
ومنذ جئت الى اوروبة، وخبرت أحوال طلبة العلم أسفت أسفا شديدا، إذ لم يكن لي حول ولا قوة لإصلاح الحال, فإن قلت: وماذا تصنع لو كان لك حول وقوة؟ فالجواب: لو كان لي مثلا مال فاضل وهو أحد أنواع الحول لما اقتصرت في النصيحة على تصديع القراء بمثل هذه المقالات الفارغة، بل أجبت بالعمل,
وذلك أني أرجع الى الشرق، وألقي بصري على طلبة العلم, ومتى رأيت منهم من جزمت لي فراستي وأظنها قلما تخطئ في هذا الباب دعوته واختبرته، وعرفت العلم الذي هو متأهل له, فقلت له: تهيأ للسفر وجهزته وبعثته, فإذا أتم دراسته ورجع يعمل عملا حرا أو حكوميا مضاداً أشد المضادة لما يعمل المزورون الملبسون, فإذا رأى الشعب والحكومة الفرق بينه وبين اولئك المحتالين، عرفوا الحقيقة، واحتاطوا في إرسال الطلبة، وتدرجوا في إصلاح هذا الباب الى ان يصلوا الى الصواب، وهو إرسال الطلبة حسبما تقتضيه حاجة البلاد، لا حسب شهوة المرسلين او المرسلين انظر مجلة الفتح العدد 811 ص 13,
فتأمل أخي الكريم هذه الجواهر واللآلىء بعين الإنصاف، وزنها بميزان العقل، تجد ان الشيخ العلامة قد طبق المفصل، وأصاب كبد الحقيقة، وان ذلك لا يصدر إلا من أصيل الرأي، ثاقب النظر، سديد الرأي لا عن مقلد للغرب متأثر به، كما يزعم ذلك الرجل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فما على الحكومات العربية والإسلامية إلا أن تبحث في سبل تطبيق هذه النظرية العلمية العظيمة، وآلات تحقيقها,
فهذا الحق ليس به خفاء
فدع عني بنيات الطريق
ويقول رحمه الله وهو في ألمانيا -:) وأنا من أهم الأمور التي دعتني للإقامة في أوروبة إبطال دعاوى المتفرنجين، وفضح أحوالهم، وهتك استارهم، وإتيان بيوتهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت من القواعد:) وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (حرر في بن جرمانية: 25 رجب 1357ه,
لم أعرف عن أحد من الشدة والغلظة والإنكار على المتفرنجين والعلمانيين مثل ما عرفته عن الشيخ الهلالي رحمه الله وفي قوله السابق ما ينبئ عن شيء قليل من ذلك، فهل يقول بعد ذلك عاقل يعي ما يقول: إن الشيخ متأثر بالغربيين؟؟ ,
ثانياً: ما شغب به صاحبنا من كون الشيخ العلامة كان يمثل ببعض الأوروبيين في تمسكهم بجملة من محمود الأخلاق، كما اسلفنا، فهذا الرجل إما أن يكون قد أتى من فهم سقيم وفكر مريض فالتبس عليه الأمر كما قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
وهذا أمر بعيد الاحتمال، وإما أن يكون قد بلغ به الحقد إلى حد محاولة إخفاء شمس الحقيقة، واختلاق الأكاذيب، كما قيل:
إن يعلموا الخير اخفوه وإن علموا
شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
وإلا فإن كل من جالس الشيخ العلامة رحمه الله أو أخذ عنه، أو استمع إليه، أو قرأ له يعلم يقينا أن الشيخ كان من أشد الناس إنكارا على من يخل بمكارم الأخلاق، أو يتهاون في التمسك بآداب الإسلام، وكان يقول: إن من أسباب تخلف المسلمين تركهم لتلك الأخلاق والآداب، ويدلل على ذلك بأن الأوروبيين والغربيين ما وصلوا الى ما وصلوا إليه من العلوم الدنيوية، إلا بأخذهم بجزء مما جاء به الإسلام، وحث عليه من الجد في العمل، وعدم إضاعة الوقت، وغير ذلك,
قال رحمه الله في مقال له بعنوان:) كيف كانت عقولهم (نشر في الفتح العدد 281 ص9,
) لئن خسر الاوروبيون في غزوات فلسطين لقد ربحوا ربحا عظيما، ونالوا ما هو خير لهم في ذلك الزمان من فتح مصر والشام والعراق, كانت صفقتهم رابحة وصفقتنا خاسرة، ذلك بأنه وقعت بيننا وبينهم مبادلة علمية خلقية، إذ أخذوا منا جانبا من العلم والأخلاق التي كان بها سعودنا وصعودنا، وأخذنا منهم قسطا وافرا من الجهل والأخلاق التي كانت سبب شقائهم وهبوطهم,
ويقول في آخر المقال:
) فمن أين يا ترى جاءتنا هذه العقيدة، عقيدة المحاربة بالقوى الخفية؟ لا شك أنها بضاعة أوروبية من بضائع اولئك القسيسين الذين قدموا الصبيان الفرنسيين لحتفهم,
وكيف تبدلت عقول الاوروبيين، وانتقلت من تلك الدركة السفلى، فارتفعت الى ما هي عليه الآن من معرفة سنن الكون، وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا,
من تلك الحروب الصليبية التي أفهمت الاوروبيين جهلهم وانحطاطهم، فبادروا الى درس العلوم المحمدية، والحضارة العربية، وثابروا على ذلك الى ان بلغوا ما بلغوا، ومن سلك الجدد أمن العثار (,
فانظر رحمك الله إلى عظيم قدر الأخلاق، وكبير منزلة العلوم المحمدية عند العلامة المفكر رحمه الله فقد جعل ما ظفر به الصليبيون من علوم المسلمين واخلاقهم نصرا حقيقيا وإن انهزموا في ميادين الحرب لأنه كان السبب في نهضتهم وقوتهم المادية، كما جعل ما تلقفه المسلمون من جهل الاوروبيين ومساوئ أخلاقهم انهزاما حقيقيا وإن انتصروا في المعارك لأنه كان سبب انحطاطهم وتخلفهم,
وقوله رحمه الله:) وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا (بيان لما أخذه الأوروبيون من الأخذ بالأسباب، اما التوكل على الله مسبب الأسباب، فهذا جانب عقدي لم يأخذه الأوروبيون، فلم يذكره، وذلك بيّن واضح,
ثم بعد هذا، أيقال في حق مثل هذا الإمام العلامة، وهو الداعية الصادع بالحق المعلن ان ما أصاب المسلمين من ضعف ووهن، سببه ترك تعاليم دينهم واخلاق شريعتهم الى خزعبلات الاوروبيين وخرافاتهم: إنه متأثر بالفكر الغربي والحضارة الاوروبية؟! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
وقد وقفتك أخي المنصف على نزر ضئيل من فكر الشيخ الإمام في تنظير التعامل مع الغرب، وانبلج الصبح لذي عينين، وعسى الله أن ييسر لنا إتمام هذا الموضوع وغيره بأوسع من هذا,
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل(/)
النحلة الشيطانية
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 01:06]ـ
النحلة الشيطانية
الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتفين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، و لا عدوان إلاَّ على الظالمين الملحدين، أتباع الشياطين.
و بعد فهذا بحث مختصر عن أصل نحلة "عبادة الشيطان"، حيث كثُر في الآونة الاخيرة ذكرهم في كثير من المنتديات، و أصبحت وسائل الإعلام تتناقل أخبارهم دون أدنى غضاضة أو أقل انتقاد، و هذا بحث مختصر عن تاريخ أشنع ملة،و أصل أقذع نحلة، أما فساد نحلتهم فهو واضح للعيان، و لا يحتاج إلى أدنى دليل أو برهان.
.............................. .................
عبادة الشياطين ـ في حقيقة الأمرـ قديمة قدم الشرك، و قدم الديانات الوثنية نفسها ـ، إذكانت موجودة منذ تحوَّل الناس عن الحنفية التي نزل بها آدم عليه السلام إلى الشرك و اتخاذ الأنداد من دون الله.
و عبادة الشياطين لها جذور في معظم الحضارات القديمة و التي كانت في الغالب حضارات وثنية، حيث تتطلب الممارسات الوثنية و من الكهنة طقوساً سحرية خاصةً تقدم لعالم "الأرواح الشريرة" للاستعانة بهم في تحقيق مرادات الكهنة و مرتاديهم، و بالتالي نستطيع أن نستنتج بداية تاريخ هذه العبادة من خلال تاريخ السحر نفسه.
أمَّا بالنسبة إلى عبادة إبليس نفسه لكونه رمزا لغلبة الشر المحض، فقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشيطان في عدة مواضع، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ـ ناصحاً له ـ فإنه يقول له: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم، ولكنها قد تختلف بعض الشيء عن وقتنا الحاضر من ناحية الأفكار التي تحملها وطرق تأديتها.
ـ و من أقدم ما ذكر في تاريخ هذه النحلة الشيطانية:
1ـ ما كان في بابل و أشور، حيث تذكر الأساطير البابلية و الآشورية أن هناك آلهة للنور وآلهة للشر، و أنهما كانا في صراع دائم.
2ـ و يبدو أن البداية المعتمدة أو الجذور المعروفة لهذه الديانة ترجع إلى أرض فارس، حيث بدأت عبادة شياطين الليل المفزعة، ثم تطورت لتعبر عن مطلق الشر، ثم تطورت ـ مرةً أخرى ـ لتعبر عن الشر بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانت تؤمن بإلهين؛الأول إله النور الفاعل لكل ما هو خير؛ والثاني إله الظلمة الفاعل لكل ما هو شر و هو الشيطان؛ و يقتسم ـ في زعمهم ـ الإلهان السيطرة علي الكون.
وتفرض المثنوية لإله الشر في بعض الأزمنة سلطانا أكبر من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أن النور و الخير منفردان بالسماوات، و أن الظلمة و الشر غالبان على الأرضين.
و تقوم سلسلة الديانات الفارسية "الثنوية" على معتقد أن العالم مركب من أصلين "اثنين" قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، و من الديانات الثنوية الزرادشتية و المزدكية، وكذلك المجوسيبة التي تعبد النار بصفتها معدن الشيطان و أصله.
، و تبعهم في ذلك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية، و اللتان تؤمنان بقوة إله الشر و الظلمة "الشيطان" وتعبدانِه، ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين
3ـ وكان لدى الفراعنة كما تشير الكتب إلهين، الأول إله الخير وهو ما يعرف بأوزريس والآخر إله الشر ويعرف بإيزيس أو بـ ست - و أحياناً يسمى ساتان- وكان المصريون يقدمون له القرابين اتقاءً لشره، وكلاهما كان مقدسا لديهم. .
4ـ وكذلك الهنود كان لديهم أكثر من إله من ضمنها إله الشر المعروف بـ شو، وكان للشيطان دور كبير في حياتهم الدينية، حيث عبروا عنه باسم الراكشا.
5ـ وفي التراث الإفريقي، ما زال يعتبر سحر الفودو، وهو السحر الرسمي الوحيد في العالم كنوع من تقديس الشيطان، والحصول منه على قدرات خارقة للسيطرة على بعض الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
6ـ كما تولدت نسخة جديدة مسيحية من العقائد الثنوية علي يد "ماني" متأثرا بدوره بالعقائد المسيحية، فيزعم ماني أن الإله نصب عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هو استنساخ عن الثالوث المسيحي"الأب والأم والابن".
7 ـ كما انتشرت فكرة عبادة الشيطان داخل الطائفة اليزيدية التي تعبد إلهين: واحد للخير والآخر للشر، و يعتذر اليزيديون عن ذلك بزعمهم أنهم يعبدون الله وحده، بينما يقدسون الشيطان "طاووس ملك" خوفاً منه لا إيماناً بربوبيته.
8ـ كما ظهرت في العصر العباسي (المقنعة) و (الخرمية)، ولوحظ ارتباطها منذ البداية بـ (المجوسية) و (الزردشتية).
9ـ كما ظهرت عبادة الشيطان في طائفة (الصابئة) في الشيطان في منطقة حران بشمال العراق، ولما زارهم الخليفة المأمون سنة 170 هجرية وجدهم قد أطالوا لحاهم وشعورهم وأظافرهم.
10 ـ كما انتشرت فكرة عبادة الشيطان من خلال بعض الأفكار الغنوصية التي صاحبت انتشار المسيحية في اوربا، و التي ترى في العالم أنه في الحقيقة هو الجحيم المطلق, وأنه عالم الشر ولا يمكن أن يخلقه إله خير , وهم يعتبرون أن كل القصص التي تتحدث عن الخلق في الديانات السماوية مغلوطة، و لَمَّا كانت المسيحية نفسها لا تنفي غلبة الشيطان على العالم الأرضي، أدَّى ذلك إلى تكريس فكرة عبادة الشياطين اتقاءً لشرها المزعوم.
11 ـ كما يجدر بالملاحظة أن المسيحية دخلت آسيا و أوربا الشرقية و عشائرها مؤمنة بالسحر والشياطين؛ فاختلطت المسيحية هنالك بكثير من عقائد تلك الشعوب من اثبات تغلب الشياطين و مشاركتهم في حكم العالم السفلي و مدافعتهم لإرادة الرب. "تعالى الله عما يقول الظالمون علوا عظيما ".
12ـ كما ظلت نحلة " البيوجوميل" (النحلة الشيطانية) غالبة على عشائر البلغار و البلقان لعدة قرون.
كما يرجع البعض أسباب شيوع هذه النحل الشيطانية في الفترة التي كانت المسيحية في توهجها الأول إلى موقف المسيحية نفسها من تعظيم قدرات الشيطان، بالإضافة لانتشار المظالم الاجتماعية؛ وتفسيرها بأنها من ثوابت القدر، مما دعى البعض إلي الكفر ـ عياذاً بالله ـ بالإله السماوي؛ والإقبال علي عبادة الشيطان المتمرد.
13 ـ أمَّا في القرون الوسطى، فظهرت في أوروبا عدة جماعات تتخذ من الشيطان إلها ومعبوداً، منها جماعة "فرسان الهيكل" التي ظهرت في فرنسا، وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسب المسيح وأمه وحوارييه، وتدعو أتباعها إلى تدنيس كل ما هو مقدس.
وكان فرسان الهيكل يتميزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية". وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتها الكنيسة، وقامت بحرق مجموعة من أتباعها، وقتلت زعيمها ما بين عامي 1310ـ 1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: "إن الله ملك السماء، والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، ويتفرد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
ـ وفي القرن الرابع عشر أيضاً (و حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء (سبحانه وتعالى عما يصفون) ..
14ـ ثم ظهرت عدة جماعات مشابهة بعد ذلك، أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432ـ 1440م، والبعض الآخر أخذ يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل "جمعية الصليب الوردي".
15ـ وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمى "ياكين" تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فرداً.
16ـ ثم ظهرت جمعيات أخرى مثل: الشعلة البافارية، و الشعلة الفرنسية، وأخوة آسيا.
17ـ وفي 1770، أسس الألماني آدم وايزهاويت مذهباً مشابهاً باسم "النورانيين" أو "حملة النور الشيطاني"، وقد أغلقت حكومة بافاريا محافل هذا المذهب سنة 1785، وحظرت أي نشاط لها، ثم اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينات من القرن العشرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
18ـ و ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966، و ذلك حين تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.
19ـ وفي السنوات التالية تشكلت أعداد أخرى من الكنائس «الإبليسية» و اتخذت شعارات مضادة لعبارات الانجيل؛ فعلى سبيل المثال بدلا من «طوبى للضعفاء سيرثون الأرض» هناك «طوبى للأقوياء سيدمرون العالم» وبدلا من «من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر» هناك «من ضربك على خدك الأيمن حطم فكه الأيسر» .. كما ألغت «التعاليم العشرة» وشجعت على ممارسة «الخطايا العشر» كالقتل والكذب والسرقة والاغتصاب .. !.
20ـ و تعتبر الولايات المتحدة مهد الطوائف الشيطانية الحديثة، فبالإضافة للكنائس المنحرفة هناك معابد وثنية صرفة يحميها القانون (ظهر أولها بشيكاغو في نهاية الستينيات ويقدر عددها اليوم بالآلاف) ..
21ـ وهناك طوائف وجمعيات لا تحصى لممارسة السحر الأسود والشعوذة الشيطانية - أكبرها بزعامة امرأة تدعى سيجل ليبك تدعي أنها بالاصل ساحرة ولدت عام 1134.
22ـ وحاليا يوجد في المدن الأمريكية مكتبات ومراكز متخصصة لتزويد الجمهور بما يحتاجونه لعبادة الشيطان و ممارسة السحر والاتصال بالجان. فهناك مثلا محلات نيو ايجز التي تنتشر - كمحلات الهامبرجر - في كل مكان وتبيع كل ماله علاقة بالسحر والشعوذة وعبادة إبليس. ويعتبر المركز الميتافيزيقي في سان فرانسيسكو من أكبر المراكز المتخصصة في عبادة الشيطان ويحقق شهريا أكثر من 200,000 دولار نظير بيع وتأجير «المراجع الروحية» وبيع التعاويذ والأبخرة والأعشاب والكرات البلورية!.
23ـ و مؤخراً بدأت هذه الممارسات تزدهر علنا في دول أوروبية كثيرة. ففي إنجلترا مثلا هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبا في ألمانيا وإيطاليا. وفي فرنسا هناك مجلة وبرنامج خاص لعبدة الشيطان تقدمه عرافة تدعى «مدام سولي». وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يمارس آلاف الأشخاص بانتظام ما يسمى بالقداس الأسود عند اكتمال البدر ..
24ـ كما أعلن المتحدث الرسمي للجيش البريطاني مؤخرا تعيين الرقيب البحري كريس كرانمر رئيسا للطائفة الشيطانية، وهذا الاعتراف يعني أحقية الأعضاء في هذه الطائفة بممارسة شعائرهم الدينية وإقامة صلواتهم الخاصة - بل ودفن موتاهم من خلال طقوس شيطانية خاصة.
فنحمد لله على نعمة الدين، و على كوننا من عباد الله المسلمين، و لعنة الله على الظالمين، و جنود ابليس أجمعين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 10:04]ـ
للرفع .......
ـ[يسري سويدان]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 01:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 12:54]ـ
و اياكم اخي العزيز
بارك الله فيك
ـ[مناهل]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 07:44]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 11:35]ـ
و اياكم، وشكرا على مرورك الكريم.
بارك الله فيك.
ـ[الجندى]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 11:39]ـ
روابط ذات صلة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1232
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1231
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1268
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 09:37]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز
وشكرا على مرورك الكريم(/)
فضيلة المفتي وتحريم الختان!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 05:00]ـ
فضيلة المفتي .. وتحريم الختان!!
د. حلمى محمد القاعود
د. حلمى محمد القاعود: بتاريخ 26 - 6 - 2007
يبدو- والله أعلم – أن فضيلة المفتي صار كنزا ثمينا يتداوله القائمون على أمر تشويه الإسلام واستئصاله، من خلال استغلال طيبة قلبه، وسلامة نيته؛ في إصدار الفتاوى التي تجعله رجلا " تقدميا مستنيرا "، يختلف عن أولئك الجامدين المتحجرين الرجعيين الذين يصرّون على التمسك بالكتاب والسنة والإجماع، ولا يتطوّرون مع الزمان، ولا متطلبات " ماما " أميركا، ولا مؤتمرات الأمم المتحدة، التي تهتم بقضايا المرأة، والمثلية الجنسية، والجنس الآمن وما شابه، في الوقت الذي لا تعبأ فيه بقتلى المسلمين وشهدائهم في العراق وأفغانستان وفلسطين والسودان وتشاد والشيشان وغيرها، ولا تذكر – مجرد ذكر – شيئا عن سبعة ملايين لاجئ فلسطيني، نصفهم من النساء والبنات، يقتلهن الجوع والفقر والتشرد وأحوال الطبيعة الحارة والباردة وأحوال السياسة العربية التي تغلق في وجوههن الحدود وتقيم السدود وقوات اليونيفيل وغيرها حتى لا يعود اللاجئون؛ رجالا أو نساء إلى بلادهم ومدنهم وقراهم!
فضيلة المفتي أصدر لأول مرة في تاريخ الإسلام والمسلمين فتوى تحرم ختان الإناث على الهواء مباشرة، ومن خلال اتصال هاتفى مع قناة فضائية يملكها رجل قروض، وحين سألته المذيعة: ما رأيك في ختان البنات، أجاب الرجل إجابة قاطعة حاسمة، جامعة مانعة، وقال بالفم الملآن: حرام!
ظلت مذيعة قناة رجل القروض تردد وكأنها في حلقة ذكر مع الدراويش: ختان الإناث حرام .. مرات عديدة طوال البرنامج، وكأنها تمضغ لبانة شهية لا تستطيع التوقف عن مضغها .. !
وانهالت على الفور مكالمات من حرملك سلاطين الدولة ووصيفاته، تشكر المفتي الشجاع الذي استطاع في جرأة يحسد عليها أن يقطع في مسألة طال الكلام فيها منذ مؤتمرى القاهرة وبكين، ويقرر في النهاية أنها حرام، ويجب بمفهوم السياق معاقبة كل من يقوم بهذا الأمر؛ سواء كان ولى أمر أو طبيبا، أو مستشفى!
اتكأ البرنامج الذي أذاعته فضائية رجل القروض على حادثة موت فتاة صغيرة تدعى " بدور "، قيل إنها كانت تجرى عملية ختان في عيادة أحد الأطباء أو الطبيبات، وتأثرت الفتاة نتيجة التخدير أو الإهمال فلقيت وجه ربها .. وجاء القوم بأم الفتاة إلى المحطة التلفزيونية، وجلبوا لها امرأة تتحدث باسم الفتوى (!!) وشابا بإحدى منظمات العمل المدني، وراحوا جميعا يصبون الهلاك على المعتدين من أهل الإسلام الرجعيّين المتخلّفين – وخاصة بعد أن أسعدهم المفتي بفتواه القاطعة الحاسمة: الختان حرام!!
كان فضيلته قبل أيام يعاني الأمرّين من أجهزة الدعاية الرسمية وغير الرسمية (قنوات رجال القروض وأشباهها!) حين تحدث عن التبرك ببوال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – مما اضطره إلى سحب كتاب من السوق كان يضم فتواه أو حديثه!
قبل ذلك كنت قد تحدثت عما سميته " اللهو الخفى! "؛ حين صدرت بعض الفتاوى الغريبة في وقت بعينه، ومنها ما يسمى بإرضاع الكبير أو زميل العمل ليحل الاختلاط بين الموظفين، وقلت إن شياطين الإنس من أعداء الأمة والإسلام، يستدرجون السذج من المنتسبين إلى علماء الدين الإسلامي ليطلقوا فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، في وقت يتم فيه استئصال الإسلام بوحشية وإجرام غير مسبوقين؛ خدمة للعدو النازى اليهودي في فلسطين المحتلة، وسادته الصليبيين الاستعماريين في أميركا والغرب .. وقلت إن هذه الفتاوى – إن صح تسميتها فتاوى – تأتي للتغطية على التمكين للاستبداد والطغيان ومصادرة الحريات ونهب أموال الأمة بقوانين جائرة، وتعديلات دستورية شائهة؛ الهدف منها تكريس حكم طبقة مستبدة مستغلة فاسدة مفسدة، لا يعنيها أمر الوطن ولا الأمة؛ فضلا عن الإسلام!
وبعيدا عن الجدل الفقهي؛ أسأل فضيلة المفتى الذي أسعد نساء حرملك سلاطين الدولة ووصيفاته، في أرجاء البلاد: هل قضية الختان تمثل مشكلة رئيسة في واقعنا الإسلامي اجتماعيا وثقافيا وفكريا؟ وهل تمثل كارثة ملحة ينبغى التصدي لها ومواجهتها، حتى لا يتم تدمير الدولة أو تعريضها للمخاطر الجسام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلم فضيلة المفتى، وحرملك سلاطين الدولة ووصيفاته؛ أن الناس في مصر على امتداد سبعة آلاف سنة؛ أى قبل مجىء الإسلام بقرون طويلة؛ يقومون بختان الرجال والنساء، وكان يقوم به حلاقو الصحة والغجريات (نساء الغجر اللاتي يدرن في الأرياف وينادين لمعرفة البخت والحظ، ولا أعلم إن كان فضيلته فلاحا مثلى، أو من أهل المدن لم يسمع بهن؟!)، وكل نساء مصر ورجالها جرى لهن الختان، ولم يمثل مشكلة على مدى الآلاف السبعة من السنين! .. فلماذا الوقوف عند هذه المسألة بالذات في هذه الأيام؟ خاصة وأن الفقهاء لم يحرّموه من قبل، بل جعله بعضهم مكرمة، يفعله من يشاء، ويتركه من يشاء .. بل إن دولا عربية بعينها لا تنفذه، فلماذا تحرم مباحا يا فضيلة المفتي دون مسوغ اللهم إلا إرضاء الغرب الصليبي، ونساء الحرملك ووصيفاته في أرجاء البلاد؟
إن تقييد المباح – وليس تحريمه يا فضيلة المفتي! - يأتي في الأمور الخطيرة التي تهدد مصالح البلاد والعباد .. ولا اعتقد أن الختان يمثل معضلة قومية كبري مثل قلة المخزون من القمح مثلا، اللهم إلا إذا كان خطره ينسحب على تقليل النسل بسبب برودة النساء وعدم ميلهن إلى الحمل والإنجاب، مما يمكن الأعداء من هزيمتنا، وهنا يكون الإرشاد والتوجيه بعدم ممارسة الختان لخدمة المصالح العليا وإنجاب الرجال لمواجهة المعتدين .. ثم إن هناك مناطق حارة في أماكن أخرى تختلف عن المناطق الباردة في أوربة، تجعل الختان، وفقا لمنهج "اقطعى ولا تجورى " أمرا مستحبا لتخفيف الشهوة وراحة البدن، والتوازن النفسي.
إني أتمنى يا فضيلة المفتى أن تتوجه بالفتوى إلى أمور تمس حياة الناس وواقعهم فعلا، ولا تهم نساء الصالونات المتفرنجات الكارهات للإسلام وقيمه ومفاهيمه. وسوف أستفتيك بعض الفتاوى، وأرجو أن تجيب عليها بصراحة ووضوح وعلنا، مع إعلان أسفى مسبقا لقتل الفتاة " بدور " وآلاف غيرها؛ رجالا ونساء تهملهم وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة التي تفرض إتاواتها على الفقراء من المرضى فيموتون ويذهبون في صمت:
أولا:ما حكم من قتل أكثر من ألف مصري في العبارة السلام 98؟ وما حكم الإسلام فيمن ساعده وهرّبه، وأرسل إليه بعثة تلفزيونية تكلفت الآلاف من عرق المصريين البائسين، ليبيّض وجهه ويحسّن صورته، ويجعله بريئا طاهرا عفيفا شريفا؟
ثانيا: ما حكم من يستورد القمح المسرطن، ومن يلوث مياه الشرب بالمبيدات ومخلفاتها، فيصيب الملايين بالفشل الكلوى والكبدي والمعوي؟ وتكون النتيجة الطبيعية الموت الزؤام بعد ذل وهوان على أبواب المستشفيات والمستوصفات ومعامل التحليل؟
ثالثا: ما حكم من يسرق حرية الشعب في تقرير مصيره وسياسته، ومن يزوّر الانتخابات جهارا نهارا ليأتي بأنصاره كي يصنعوا قوانين " مفصلة على قدّهم" تمكنهم من النهب والسرقة بالقانون؟
رابعا: ما حكم من يحارب الإسلام ويسميه الإظلام؛ في التعليم والإعلام والثقافة والأوقاف، ويلقى بآلاف الشبان وراء القضبان، ولا يفرج عنهم تنفيذا لأحكام القضاء؟
أفتنا – هدانا الله وإياك!
drhelmyalqaud@yahoo.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=36086
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 10:02]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104898
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 02:37]ـ
وانظر الإضافات الجديدة في هذا الرابط بداية من المشاركة رقم 3 ...........
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=30072#post300 72
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 02:48]ـ
مناحة ختان الإناث!
جمال سلطان: بتاريخ 26 - 6 - 2007
أعلنت السيد سوزان مبارك أمس وقوفها دقيقة حدادا على وفاة الطفلة بدور التي ماتت أثناء إجراء عملية ختان، بفعل منحها مخدرا أعلى من المطلوب، واعتبرت حرم الرئيس أن هذه الواقعة تؤكد على ضرورة تحريم هذه العادة، وكان مفتي الجمهورية قد سارع فور تناقل الأخبار لتلك الواقعة إلى إصدار فتوى بتحريم ختان البنات في مصر واعتباره حراما شرعا، ليكون أبرز تتويج لنجاح أهم نقاط "الأجندة" التي تتبناها مؤسسات نسائية غربية وذيولها في مصر حول أوضاع المرأة في بلادنا، وقبل ذلك بوقت قصير انتشرت في وسائل الإعلام المصرية "مناحة" أخرى بالصور
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقالات حول قتل الكلاب الضالة باعتبار ذلك إساءة إلى حقوق الحيوان، جاء ذلك بعد رسالة وجهتها ممثلة الإغراء الفرنسية السابقة "بريجيت باردو" إلى الرئيس مبارك، وهي مهتمة بحقوق الكلاب، واضطر الأمر كبار مسؤولي الداخلية والصحة المسؤولين عن إهلاك الكلاب الضالة لما تمثله من خطورة بالغة على الأطفال بالذات، اضطرتهم رسالة "ممثلة الإغراء" إلى الإذعان والتبرؤ من الاعتداء على حقوق الكلاب!!، وأنهم سوف يتوقفون عن قتل الكلاب الضالة حتى يتم البحث في وسيلة أخرى، وهذه الواقعة كان من تداعياتها أن طالب بعض المواطنين في تعليقاتهم بمساواتهم بالكلاب، بعد أن وجدوا "الحنو" على الكلاب في مصر أكثر من حقوق المواطنة للبشر، لا أعرف لماذا جرني الحديث عن الختان إلى الحديث عن حقوق الكلاب، ولكن الذي استفزني في الموضوع كله، هو تلك الهيمنة المروعة لضغوط الخارج وتوجيهاته على سياسات الداخل وقراراته، خاصة في الشؤون البعيدة نسبيا عن السياسة، حيث تنتفخ الأوداج علانية، بينما في الغرف المغلقة يتم تمرير كل شيئ، السيدة سوزان مبارك التي وقفت حدادا على وفاة طفلة في عملية ختان، لا نشعر بوجودها في أي مسألة مما يتعلق بحقوق المرأة أو الطفل أو الكبار إلا وفق أجندة غريبة صريحة، أما أي مسألة أخرى لا تندرج وفق أجندة غربية فهي غير مطروحة، ومسألة الختان معقدة جدا، لأنها تمس الغالبية الساحقة من المواطنين، مسلمين ومسيحيين، وباعتراف إحصاءات الدولة ذاتها، فإن قرابة 97% في المائة من النساء أجرين عملية ختان، بما يعني أن التعامل معها إنما يكون بأسلوب علمي وتربوي وديني ونفسي شامل، ومن خلال لجان مؤتمنة وعلى قدر كبير من النزاهة والشفافية وأبعد عن "الأدلجة" أو الاغتراب، وبالتالي فعندما تتحدث حرم الرئيس عن إجراءات صارمة لتحريم هذه المسألة، دون أي اعتبار لمشاعر الغالبية الساحقة من المواطنين أو قناعاتهم، فقط لمراعات الأجندة الخارجية، فإنها تكون قد استهترت بشعبها وكرامته، ثم هل وقع لدى السيدة حرم الرئيس إحصائيات عن آلاف من الفتيات ـ مثلا ـ ماتوا أثناء الختان، إن الذين ماتوا أثناء إجراء عمليات تجميل عادية أكثر بكثير من الذين ماتوا في عمليات ختان، فما معنى هذه "المناحة" الكاذبة، وإعلان الحداد، ثم ما رأي السيدة سوزان في ختان الذكور أيضا، وقد ثبت أن هناك عددا من الأطفال قد ماتوا أثناء عملية الختان، هل ستعلن الحداد وتقرر تحريم ختان الذكور، أنا لا أحب أن أذكر في هذا السياق ما تناقلته التقارير والبرامج عن بداية انتشار عادة ختان الإناث في أمريكا نفسها، لأنه لا يليق بي ولا بغيري أن نقع في هذا "الخلل" من طريق آخر، فتكون مرجعيتنا القيمية والأخلاقية عائدة إلى ما أجازه الغرب أو استحسنه، ولكني أدعو إلى التوقف عن هذه "المزايدة" غير المسؤولة على حقوق البنات، وأولى أن نقف حدادا على السيدات والطالبات الذين سحلوهم في ساحات الجامعات وعلى أبواب النقابات وفي أقسام الشرطة وأمام اللجان الانتخابية، وعلى مفتي الجمهورية أن يكون أكثر حكمة وتحوطا من الاندفاع في "أسر" الظهور بمظهر العصرنة والحداثة، لأنها مزلة للأقدام، ومهلكة للمصداقية، ومضعفة لهيبة الفتوى الشرعية.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=36117&Page=1&Part=8
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:41]ـ
-
الختان الفرعوني حرام بلا شك كونه تعدياً على حقوق الأنثى أما الختان الشرعي الذي جاء فيه (اخفضي ولا تنهكي) فإنه في حق الأنثى مكرمة، وتقديره متروك الى الخافضة الحاذقة، ذلك أنه اذا عظم فإنه يؤذي المرأة ولا يعجب البعل، كما أن الخفاض الشرعي لا يسبب النزف بخلاف الفرعوني المنتشر في السودان ومصر، وما حدث للفتاة جعلها الله فرطاً لأهلها في الجنة كان بسبب التخدير لا عملية الختان، فهل يفتي المفتي بتحريم جميع العمليات الجراحية لإشتراك العلة!
لا حول ولا قوة الا بالله
بارك الله فيكم
،،
ـ[الباجي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 07:33]ـ
وفقكم الله.
التفاعل مع مثل هذه المواضيع، ونشرها بطرق متعددة في أماكن إعلامية مختلفة = يحقق مراد من أثارها بقصد إشغال الأمة، وتشويه صورة الإسلام، وصورة المنسوبين إليه من علماء ودعاة وطلبة علم ... الخ الأهداف التي يسعون إليها ... فهذا " تكتيك فكري سياسي " يمارس منذ عقود قصّر كثير من المسلمين في فهم أبعاده، وأفلح أصحابه في مرادهم منه للأسف الشديد ... فحبذا لو ترك إخواننا طرح مثل هذه المواضيع ... معاملة لأصحابها بنقيض مقصودهم ... وإذا كان المقصد من طرحها تعليم الناس، وإيضاح الحق في مثل هذه المسائل، والرد على المخالف = فقد تم ذلك منذ مدة .... من خلال مسلسل الإشغال والاستغفال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 11:16]ـ
أحسنت حبيبنا الباجي
أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 10:06]ـ
طعنوا في دستورية فتوى المفتي وزير الأوقاف بتحريمه .. 30 نائبًا يتهمون جهات أجنبية يهودية "مشبوهة" بقيادة الحملة ضد ختان الإناث
كتب صلاح الدين أحمد (المصريون):: بتاريخ 22 - 8 - 2007
اتهم أكثر من 30 نائبًا بمجلس الشعب، الحكومة بالاستجابة لجهات أجنبية مشبوهة في حملتها الشرسة ضد ختان الإناث، التي اعتبروها مخالفة للدستور والقانون.
جاء ذلك في سؤال عاجل موجه إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزراء العدل المستشار ممدوح مرعي والصحة الدكتور حاتم الجبلي والتنمية المحلية اللواء عبد السلام المحجوب.
واعتبر النواب أن ما اتخذته وزارة الصحة من قرارات عقابية ضد من يقوم بختان الإناث يأتي مخالفًا المادة 66 من الدستور التي تنص على أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على قانون.
كما اعتبروا فتوى دار الإفتاء ووزارة الأوقاف بتحريم ختان الإناث بأنها مخالفة للقانون 103 لسنة 1961م الخاص بتنظيم الأزهر، الذي يمنح حق الفتوى لمجمع البحوث الإسلامية، صاحب المرجعية العليا في بيان الرأي بشأن المشكلات الشرعية المستجدة، وبحضور أغلبية أعضائه على أن يكون منهم 25% على الأقل من الأعضاء غير المصريين.
وأكد النواب أن الحملة على الختان لها منطلقات غير وطنية، مشيرين إلى أن جزءًا من تمويلها من جهات أجنبية مشبوهة بعضها تبشيري وبعضها يسيطر عليه اليهود، مشيرين إلى منظمة تارجيت وهي منظمة ألمانية يهودية مؤسسها يدعى روديجر نيبرج وهو يهودي ألماني، ومنظمة بلان إنترناشيونال إيجيبت التبشيرية ومركزها الرئيس بالولايات المتحدة ومؤسسها ثيموسي فاريل اليهودي الأمريكي ومديرها الحالي فريدريكو دياز بريتيني.
ولفتوا إلى المنحة التي رصدتها الوزيرة الاتحادية الألمانية هايد يمارس فيتسوريك للمساعدة في مؤتمر تحريم الختان والتي قالت إن القرار يجب أن يصدر عن مؤتمر دار الإفتاء والأزهر الأكثر شهرة في العالم الإسلامي، "ولا يمكن أن يقدر بالمال الذي رصد له وذلك لأهميته الدينية والسياسية".
كما اتهموا المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بتلقي دعمًا من الخارج في حملتها المناهضة لختان الإناث، ونددوا بالمجلس القومي للأمومة ونشاطه الذي قالوا إنه لا يخدم إلا الأجندة الصهيو- أمريكية.
وأكدوا أن هناك العديد من الآراء الطبية تطالب بتنظيم الختان وليس منعه، لافتين إلى رأي جمعية الأخلاقيات الطبية، وآراء للجمعية المصرية للنساء والتوليد التي تؤكد أن الختان ليس له أضرار أو مضاعفات على الإطلاق إذا ما تم على يد طبيب متخصص، ويرون أن تجريم عملية الختان ستدفع الكثيرين إلى إجرائها في الخفاء على يد الجهلاء مما يضر بالفتيات
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=37704&Page=6
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 05:25]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
المصطلح ومشكلات تحقيقه
ـ[أم المثنى]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 04:59]ـ
المصطلح ومشكلات تحقيقه
يشهد العالم تطوراً هائلاً في كل مناحي الحياة، يرافقه ظهور الكثير من المفاهيم والمبتكرات والمستحدثات التي تملأُ حياة الإنسان، والتي تحتاج إلى أسماء وعلامات تعرف بها، إذا أراد الفرد أن يتحدث عنها، ومعروف أن الجهة المخولة لاستيعاب كل الأمور المستحدثة والحاجات المتجددة والمفاهيم الجديدة هي اللغة، لأنها "تتحرك طوعاً كلما تلقت منبهاً خارجياً، فما إن يستفزها الحافز حتى تستجيب بواسطة الانتظام الداخلي الذي يمكنها من استيعاب الحاجة المتجددة والمقتضيات المتولدة" (1).
وهذا التقدم الكبير والتطور السريع في المعرفة البشرية بكافة أنواعها يعتمد على نقل المعلومات وتبادلها وتوثيقها، وتخزينها، ويستخدم المصطلحات والمفاهيم الدالة عليها أساساً يُعتمد عليه في تنظيم الآراء والأفكار العلمية، والمعلومات الأخرى كافة. إلاَّ أن هذا التطور العلميّ والتقنّي الهائل والسريع أدى إلى صعوبة وضع مصطلحات كافية لتغطي كل جوانب المعرفة الإنسانية. "إذ لا يوجد تناسب أو تطابق بين عدد المفاهيم العلمية وعدد المصطلحات التي تُعَبِّر عنها. فعدد الجذور في أية لغة لا يتجاوز الآلاف في حين يبلغ عدد المفاهيم الموجودة الملايين، وهي في ازدياد ونمو مضطردين، ففي حقل الهندسة الكهربائية مثلاً يوجد حالياً أكثر من أربعة ملايين مفهوم في حين لا يحتوي أكبر معجم لأية لغة على أكثر من ستمائة ألف مدخل. ولهذا تلجأ اللغات إلى التعبير عن المفاهيم الجديدة بالبحث والتركيب والاشتراك اللفظي وغير ذلك من الوسائل الصرفية والدلالية. وقد يقود ذلك إلى ارتباك واضطراب على المستويين الوطني والدولي، وخاصة أن تصنيف المفاهيم وطريقة التعبير عنها يختلفان من لغة إلى أخرى مما يؤدي إلى صعوبة في تبادل المعلومات ونموها وتغييرها، وفي وضع المصطلحات المقابلة لها. ومن هنا نشأ علم المصطلحات، وهو علم حديث النشأة شهد ميلاده هذا القرن وما زال في دور النمو والتكامل" (2).
ونظراً لتشعب العلوم وكثرة الفنون في العصر الحديث زادت عناية العرب بالمصطلحات التي لابد لهم من وضعها من أجل مواكبة التطور العلمي الذي يشهده العالم. وأفادوا من مزايا اللغة العربية واعتمدوا الوسائل والطرق التي اعتمدها علماؤنا القدماء في هذا الغرض، وأدت إلى استيعاب العربية لكل علوم عصرهم وفنونه، وأعانتهم على مواكبة الحضارة وإحرازهم قصب السبق في هذا المجال.
إن التطور الاجتماعي والثقافي سبب هام في ظهور مفاهيم جديدة ليس لها ما يقابلها في اللغة، فيعمد المعنيون بهذا المفهوم أو ذاك إلى وضع لفظ يدل عليه، ويُعْرَفُ المفهوم به، وهم عادة يلتمسون ذلك اللفظ من ألفاظ لغتهم التي يستخدمونها ويحرصون على إغنائها بكل ما تحتاج إليه من ألفاظ، حتى تبقى لغة العلم والحضارة، وقادرة على مواكبة كل جديد، من أجل أن يكتب لها البقاء والاستمرار، لأن المصطلح العلمي هو "أداة البحوث العلمية، وعن طريقه يتم التفاهم بين العلماء في شؤون المواد العلمية، وليس هناك علم بدون قوالب لفظية تعرف به، وهذه القوالب اللفظية هي التي نعني بها المصطلح العلمي". (3)
تعريف المصطلح:
بداية لابد من تحديد معنى "المصطلح"، وهو مصدر ميمي للفعل اصطلح، وقد يكون اسم مفعول لذات الفعل، على تقدير متعلق محذوف، أي "مصطلح عليه". وقد كان لعلمائنا القدماء جهود طيبة في مجال فهم المصطلح، وتحديد معناه والوقوف على أهميته، وقد رأوا أنه لابد من اتفاق مجموعة من العلماء عليه، ولابد من استعماله في مجال علميّ مُعَيَّن، أو فن بعينه، حتى يكون واضح المعنى، محدد الدلالة، مؤدياً الغرض المراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال تتبع هذا اللفظ في كتب التراث، نلمس أنه يغلب على العلماء عدم التفريق بين كلمتي "مصطلح" و"اصطلاح" فقد استخدم المصطلحان وكأنَّهما مترادفان تماماً، فالجاحظ ت255هـ يقول: "وهم تخيروا تلك الألفاظ لتلك المعاني، وهم اشتقوا لها من كلام العرب تلك الأسماء، وهم اصطلحوا على تسمية مالم يكن له في لغة العرب اسم فصاروا في ذلك سلفاً لكل خلف، وقدوة لكل تابع" (4). فالعرب في رأيه ارتجلوا ألفاظاً معينة ليدل كل لفظ منها على معنى محدد وليؤدي مفهوماً واضحاً، معتمدين على الاشتقاق في وضع الأسماء للمسميات، ومالم يكن له اسم في لغتهم اصطلحوا عليه، وخلقوا له اسماً أو ابتكروا له لفظاً للدلالة عليه. ولم تكن عملية الاصطلاح هذه مقصورة على شخص بعينه، بل كانت اتفاقاً بين اثنين أو أكثر، وكلما جَدَّ لهم معنى، أَوْجَدوا له اسماً أو اشتقوه من لفظ معروف لمشابهة معينة، يقول: "ترك الناس مما كان مستعملاً في الجاهلية أموراً كثيرة، فمن ذلك تسميتهم للخراج: أتاوة، وكقولهم للرشوة ولما يأخذه السلطان: الحلوان، والمكس، كما تركوا: انعم صباحاً، وانعم ظلاماً وصاروا يقولون: كيف أصبحتم وكيف أمسيتم ... واستحدثوا أسماء لم تكن وإنما اشتقت لهم من أسماء متقدمة، على التشبيه، مثل قولهم لمن أدرك الإسلام "مخضرم" (5).
وكذلك نجد الخوارزمي ت 380 هـ لا يفرق بين "الاصطلاح" و"المصطلح" فهو يقول في وصفه لكتابه "مفاتيح العلوم" إنه جعله "جامعاً لمفاتيح العلوم وأوائل الصناعات، مضمناً ما بين كل طبقة من العلماء من المواضعات والاصطلاحات" (6) ويمكن القول إنه قد أورد في نصه السابق ألفاظاً متقاربة المعنى أو شبه مترادفة هي "مفاتيح، أوائل، مواضعات، اصطلاحات"، كل هذا يقودنا إلى القول بأن الخوارزمي لا يرى فرقاً ذا قيمة بين هذه الألفاظ.
ولا نعدم أن نجد من استخدم اللفظين بمعنى واحد، فهذا أبو الحسين أحمد بن فارس ت 395 هـ يقول: "حتى لا يكون شيء منه مصطلحاً عليه" ويقول في موضع آخر "ولو كانت اللغة مواضعة واصطلاحاً لم يكن أولئك في الاحتجاج بأولى منا، في الاحتجاج، بنا لو اصطلحنا على لغة اليوم ولا فرق" (7). ثم يقول: إنه "لم يبلغنا أن قوماً من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من الأشياء مصطلحين عليه، فكنا نستدل بذلك على اصطلاح قد كان قبلهم، وقد كان في الصحابة وهم البلغاء الفصحاء من النظر في العلوم الشريفة ما لا خفاء به، وما علمناهم اصطلحوا على اختراع لغة أو أحداث لفظة لم تتقدمهم" (8). ومثل هذا نجده عند التهانوي ت 1158 هـ الذي وسم كتابه باسم "كشاف اصطلاحات الفنون" وقد ذكر سبب وضعه لهذا الكتاب أنه لاحظ "اشتباه الاصطلاحات، فإن لكلٍّ اصطلاحاً خاصاً به" ونجده في موضع تال يقول: "فاقتبست منها المصطلحات، أوان المطالعة" (9)، وهكذا نجد أن التهانوي لم يفرق بين الاصطلاح والمصطلح وتحدث عنهما كأنهما شيء واحد.
وفي العصر الحديث يمكن القول إنه قد ظهرت ثلاثة اتجاهات حول استخدام لفظي "مصطلح" و"اصطلاح": الاتجاه الأول اكتفى بلفظ "اصطلاح" للدلالة على معنى اللفظ الذي يوضع للدلالة على معنى من المعاني المستجدة، واستبعد لفظ "مصطلح" نهائياً، ولم يأتِ على ذكر له، كما فعل أحمد فارس الشدياق في كتابه "الجاسوس على القاموس" فقال: "إن الاصطلاح هو اتفاق طائفة مخصوصة على أمر مخصوص" (10)، ومثل هذا جاء في المعجم الوسيط"، اصطلحوا على الأمر تعارفوا عليه، واتفقوا، والاصطلاح ـ مصدراً ـ هو اتفاق طائفة على شيء مخصوص، ولكل علم اصطلاحاته". (11)
وتحدث الاتجاه الثاني عن اللفظين باعتبارهما شيئاً واحداً لا فرق بينهما، كما قال محمود فهمي حجازي" وكلا المصدرين "اصطلاح" و"مصطلح" لم يرد في القرآن الكريم أو في الحديث الشريف، أو في المعجمات العربية القديمة العامة. ومع تكون العلوم في الحضارة العربية الإسلامية تخصصت دلالة كلمة "اصطلاح" لتعني الكلمات المتفق على استخدامها بين أصحاب التخصص الواحد للتعبير عن المفاهيم العلمية لذلك التخصص. وبهذا المعنى استخدمت ـ أيضاً ـ كلمة "مصطلح"، وأصبح الفعل "اصطلاح" يحمل ـ أيضاً ـ هذه الدلالة الجديدة المحددة" (12) فالمصطلح و الاصطلاح شيء واحد لا فرق بينهما، فكلاهما استخدم من قبل أهل الاختصاص للدلالة على المفاهيم العلمية لهذا التخصص أو ذلك،
(يُتْبَعُ)
(/)
فسواء قلنا "اصطلاح" أو "مصطلح" فالأمر واحد.
والاتجاه الثالث: يمثله كل من عبد الصبور شاهين، الذي فرق بين هذين اللفظين بقوله: "فنحن نتذوق في استعمالنا لكلمة (اصطلاح) معناها المصدري، الذي يعني الاتفاق والمواضعة والتعارف، ونقصد في استعمالنا لكلمة (مصطلح) معناها الاسمي الذي يترجم كلمة ( Term) الإنجليزية، ولذلك لا نجد بأساً في أن نقول: (إن اصطلاحنا على مصطلح ما ضرورة في البحث)، وهو أولى وأفضل من أن نقول: (إن اصطلاحنا على اصطلاح) بهذا التكرار الرقيق. ويبدو أن هذه التفرقة في الاستعمال لم تكن واضحة قديماً" (13) وقد أشار إلى ما جاء عند (وبستر) في تعريف كلمة ( Term) بأنها: لفظ أو تعبير ذو معنى محدد في بعض الاستعمالات، أو معنى خاص بعلم أو فن أو مهنة أو موضوع، وجاء تعريفه لكلمة Terminology أنها: "مجموعة الألفاظ الفنية أو الخاصة المستعملة في عمل أو فن أو علم لكلمة موضوعات خاصة". وبناء على التعريفين السابقين اللذين قالهما وبستر قدم شاهين تعريفه للمصطلح فقال: "هو اللفظ أو الرمز اللغوي الذي يستخدم للدلالة على مفهوم علمي أو عملي أو فني أو أي موضوع آخر ذي طبيعة خاصة". (14)
أما يحيى جبر فيذهب إلى ضرورة استخدام لفظ "الاصطلاح" دون لفظ "مصطلح" ويرى أن كلمة "مصطلح" لا تصلح لغة، وسبب ذلك أنها لم ترد في معاجمنا القديمة، ولم يستخدمها أسلافنا يقول: "إنه لغريب حقاً أن نجد معظم الباحثين يستخدمون كلمة "مصطلح" بدلاً من "اصطلاح" مع العلم أن هذه الكلمة لا تصلح لغة إلا إذا اصطلحنا عليها، وذلك أن أسلافنا لم يستخدموها، ولم ترد في المعجم لهذه الدلالة ولا لغيرها، وإنما استخدم العرب بدلاً منها، اصطلاح، كلمة مفرد، مفتاح، لفظ." (15) واكتفى بهذا القول دون أن يوضح لنا الفرق بين هاتين الكلمتين "اصطلاح" و"مصطلح" ومن أين جاء كل منهما وفي أي عصر.
أما توفيق الزيدي فقد تتبع ظهور "اصطلاحية" عند الغربيين وأشار إلى أن أول استخدامها في أوروبا كان في القرن الثامن عشر، كما أشار إلى أن الاصطلاحية، والمصطلحية شيئان مختلفان لكل منهما مجالاته ورجالاته، وأن المصطلحية انبثقت عن الاصطلاحية يقول: "غدت مسألة المصطلح عند الغرب موضوع علم مستقل هو الاصطلاحية" La. Terminologie ، وكعادة الغربيين في التأريخ لألفاظهم ومصطلحاتهم، درسوا تاريخية مصطلح "اصطلاحية" في ثقافتهم في مختلف مدلولاته، بداية من استعماله الأول في القرن الثامن عشر لدى Christian Gottfried Schuly، فظهوره بفرنسا سنة 1801 لدى Sepastin Mercier، تم استعماله العلمي بإنجلترا سنة 1837، لدى William Whewell، عن الاصطلاحية كان علمها الوليد المصطلحية La Terminographie التي تُعنى بالجانب التطبيقي، وكان واضع هذه التسمية الفرنسي ألان راي Alian Ray، فإن عنيت الاصطلاحية بالجانب النظري وبمسألة الاصطلاح عامة، فإن المصطلحية عُنيت بالمصطلحات جمعاً ودراسة ونشراً. وإن تكامل العِلْمان فمعالجتهما هي من اختصاص الاصطلاحيين Les Terninographie والمُصطلحين Les Terminologues، وليس الأمر هنا من قبيل الألقاب، بل إنه الدليل على أن مسألتي الاصطلاح والمصطلح قد استقر عِلماهما. وللعِلْمَين أهلٌ عارفون بخفاياهما، ولقد سارت شهرة هؤلاء الاصطلاحيين والمصطلحيين الذين يقفون على رؤوس مدارس بعينها أمثال اوجان فوستر Eugen Waster، وهلموت فلبير Helmot Felber، وآلان راي Alain Ray وروبار دوبول Robert Dubuc.(16)
وقد ذكر محمود حجازي تعريفات هذا العلم عند الأوروبيين منذ أقدم تعريف، يقول: إن المصطلح كلمة لها في اللغة المتخصصة معنى محدد وصيغة محددة، وعندما يظهر في اللغة العادية يشعر المرء أن هذه الكلمة تنتمي إلى مجال محدد". ثم يذكر تعريفاً من التعريفات الحديثة يقول: "المصطلح كلمة أو مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة (علمية أو تقنية .. الخ)، يوجد موروثاً أو مقترضاً، ويستخدم للتعبير بدقة عن المفاهيم وليدل على أشياء مادية محددة". ثم يشير إلى اتفاق المتخصصين في علم المصطلح على أفضل تعريف وهو "الكلمة الاصطلاحية أو العبارة الاصطلاحية مفهوم مفرد، أو عبارة مركبة استقر معناها، أو بالأحرى استخدامها، وحُدِّدَ في وضوح، وهو تعبير خاص ضيق في دلالته المتخصصة، وواضح إلى أقصى درجة ممكنة، وله ما يقابله في اللغات الأخرى،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرد دائماً في سياق النظام الخاص بمصطلحات فرع محدد، فيتحقق بذلك وضوحه الضروري" (17).
إن حرص العلماء في القديم و الحديث على تعريف المصطلح وتحديد مفهومه وتوضيح المراد به، نابع من أهميته ودوره في ربط الصلات بين الأمم والتواصل بين الشعوب، كما أنه تابع من أهميته في نقل العلوم والمعرفة وتعميم الثقافة والابتكارات، ونشر كل جوانب الحضارة المعاصرة والنظريات المختلفة التي تخدم جوانب الحياة الإنسانية كافة، فالمصطلح "يلعب دوراً هاماً في ربط الصلة بين الأمم والشعوب، وفي نقل المعرفة والتكنولوجيا. ونشر آثار الحضارة الحديثة، فضلاً عن أن من النظريات ما يقر التوافق بين المصطلحات، وأوضاع الشعوب الاجتماعية" (18).
والحاجة إلى المصطلح لا تنتهي، ودائرته لا تغلق، ومجاله لا يحد، فهو علم دائم التجدد والتطور لأنه مرتبط بنمو المعرفة الإنسانية واتساع دائرتها ونطاقها، فكلما جَدَّ جديد في حياة الإنسان اصطلح على اسم له، فعملية الاصطلاح لا تنتهي عند حَدّ، لأن المعرفة الإنسانية لا تتوقف.
وقد عرف العرب القدماء المصطلح، وخبروا خفاياه وجوانبه المختلفة، كما لمسوا أهميته وفوائده في بناء النهضة العلمية التي سعوا إليها، ووقفوا على طرائق وضعه بما أفادوه من الترجمات عن اللغات الأخرى، وبلغت العربية قمة التطور والمرونة في التعبير عن كل المستجدات من النظريات العلمية والآراء الفلسفية، حتى أصبحت الواسطة الكافية للتعبير عن كل مناحي الفكر العلمي والتقني في تلك العصور.
وفي العصر الحديث رأى علماؤنا التخلف الحضاري والفكري الذي تعيشه أمتنا العربية، وتلمسوا السبب في ذلك، فأدركوا مدى قصور لغتنا عن الوفاء بمتطلبات العصر، ومدى قصورها في التعبير عما يَجِدُّ من مفاهيم علمية وتقنية حضارية، فهبَّ الغيورون منهم لدعم العربية، وابتكار المصطلحات التي تعبر عن مستجدات الحياة، وبذلوا جهوداً مضنية في سبيل تعزيز لغتهم ورفدها بما تحتاج إليه، حتى لا تطغى عليها القوالب اللفظية الأجنبية، ويُحْكَم عليها بالعجز والفشل، وأنها ليست لغة علم، وتُحَقَّقُ المقولة الباطلة بأنها لغة عاطفة وأدب.
فأسست لهذا الغرض المؤسسات العلمية والثقافية، كما أسست المجامع اللغوية التي جعلت من أولويات مهامها وضع المصطلحات العلمية التي تفتقر إليها اللغة العربية، وقد واجه رجال هذه المجامع والمؤسسات صعوبة جمة في هذا الإطار، ذللوا معظمها، معتمدين على طبيعة اللغة العربية ومالها من مزايا وخصائص تساعد في هذا المجال. كما اصطدموا بعدة عقبات تحول دون تحقيق عملية الاصطلاح بسهولة ويسر، التي من أهمها أننا نأخذ من لغات بعيدة عن اللغة العربية، لا تنتمي إلى نفس العائلة التي تنتمي إليها العربية، فلكل لغة ولكل عائلة لغوية خصائص معينة تختلف فيها عن غيرها من اللغات، وهذا يعني أن الأخذ بين لغتين متباعدتين من حيث الانتماء اللغوي أصعب بكثير من الأخذ بين لغتين تنتميان إلى عائلة لغوية واحدة، فالعربية المعاصرة، تأخذ كثيراً من مصطلحاتها عن اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية اللتين تنتميان إلى العائلة الهندو أوروبية، وهذا يعني أن الاصطلاح على هذه المفاهيم الكثيرة التي تُسْتَحْدَثُ بسرعة فائقة نظراً لسرعة التطور العلمي والتقني سيكون أمراً عسيراً وبحاجة إلى جهد ووقت كافيين حتى يمكن التعبير عنها بدقة وصحة تامتين.
وإذا حاولنا أن نستقصي هذه العقبات التي تقف عائقاً في وجه تحقيق الاصطلاح أمكننا في البداية أن نقول: إن قسماً منها يختص باللغة العربية واللغات التي تأخذ منها والهوة العميقة التي تفصل العربية عن غيرها من اللغات الهندو أوروبية، والقسم الثاني يتعلق بمنهجية الاصطلاح. فلابد هنا من الحديث عن وضع آلية تسهم في محاولة تقليل البعد بين العربية واللغات التي تأخذ منها. كما لابد من الحديث عن منهجية وضع المصطلح وما يحول دون تحديدها بدقة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تأخذ اللغة العربية معظم المصطلحات عن اللغات الأوروبية التي تمتاز بصفة الإلصاق فتستطيع أن تُوجِدَ ما تحتاج إليه من المصطلحات بزيادة السوابق Prefixes أو اللواصق suffixes أو الأحشاء Infexes، وباستعمال هذه الأدوات تتمكن هذه اللغات من التعبير عن كل المعاني والمفاهيم والأفكار بدقة ووضوح، وهو ما تفتقر إليه اللغات السامية، والعربية إحداها، فالعربية كما هو معروف من اللغات الاشتقاقية وإن بدا فيها بعض الجوانب الإلصاقية كما هو الحال في الجمع السالم والمثنى والتأنيث وغيرها. كما تتميز اللغات الأوروبية بقدرة فائقة على صوغ الكلمات المركبة، وهو ما لا نجده في اللغة العربية إحدى اللغات السامية التي من خصائصها خلوها من الكلمات المركبة إلاَّ في بعض الأعداد، هذان سببان من الأسباب التي تعيق علمية الاصطلاح، وتجعلها صعبة وشاقة.
والقسم الثاني من أسباب صعوبة صوغ المصطلح هو: منهجية وضع المصطلح، فلا نستطيع أن ننجح في وضع المصطلحات مادمنا نفتقر إلى منهجية واضحة محددة لهذا الغرض، لأن المعرفة لا يمكن أن تكون تامة ودقيقة وشاملة دون منهجية دقيقة متكاملة تعتمد عليها في مواجهاتها لكل متطلبات الحياة العلمية والحضارية وغيرها التي لابد لها من وعي شامل ومسؤولية تامة. وقد بذلت الجهات العلمية العربية المختلفة من منظمات وهيئات ومجامع لغوية جهوداً كبيرة في سبيل وضع المصطلحات وفق المعايير والمقاييس الدولية، إلا أنها لم تستطع أن تضع منهجاً واضحاً محدداً ملزماً يلتزم به الجميع، يقول الحمزاوي: "الملاحظ أن المنظمات والهيئات العربية قد بذلت جهوداً كبيرة في هذا الشأن دون أن توفر لنا واحدة منها منهجية شاملة جامعة، تأخذ بعين الاعتبار ما يتطلبه وضع المصطلحات ترجمة وتوحيداً من معايير ومناهج". (19) فلم تأبه كل هيئة من هذه الهيئات المختلفة بما يفعله غيرها من الهيئات والمنظمات الأخرى في هذا الإطار، بل أغمضت أعينها عن كل ماتم إنجازه من قِبَلِ غيرها من الهيئات والمنظمات، مما ترتب عليه كثير من التكرار والازدواجية، أدى كل هذا إلى تخبط غير محمود في وضع المصطلح، إضافة إلى إضاعة الوقت والجهود الكثيرة التي بذلت دون الإفادة منها بشيء، "فظلت كل هيئة تصدر ما تراه صالحاً ومفيداً ولو بإعادة ما سبق لغيرها أن أقرته وجربته ونجحت فيه". (20). بل أشد من ذلك أن النعرة القطرية الضيقة لا زالت تعيش في عقول كثير من باحثينا الذين يأنفون الاطلاع على ما وضعه غيرهم في الأقطار العربية الأخرى من مصطلحات، وإذا حصل أن اطلعوا عليه فإنهم يغضون من شأنها بل يرفضون قبولها، هذه النعرة الإقليمية البغيضة التي ترى الأمة العربية الواحدة أمماً مختلفة أدت إلى عدم التواصل العلمي بين العلماء العرب، مما ترتب عليه شيوع مصطلحات علمية أقل دقة من غيرها.
إن المنهجيات العربية المعاصرة تخلط بين كثير من العناصر التي تسهم في وضع المصطلح، فهي لا تفي بالغرض المطلوب وتسبب الكثير من الفوضى وعدم الدقة، إلى جانب الخلط "بين وسائل الوضع وتقنيات الترجمة ومناهج التوحيد والتنميط" (21). وهذا يعني أننا لا نزال تنقصنا الرؤية الواضحة التي يترتب عليها عدم الثقة في كل ما يقدم في مجال المصطلح، كما لا تزال تنقصنا الإرادة القوية النابعة من الثقة بالنفس، الإرادة التي تتردد في صياغة كل ما يلزم من مصطلحات تعبر عن كل ما يجد في حياتنا بكل جوانبها.
بالرغم من أن العرب قد قطعوا شوطاً طويلاً في مواكبة الحضارة العالمية، وبلغوا شأواً هاماً في العلم والثقافة، إلا أن قضية المصطلح في العربية لا تزال ينتابها كثير من الأزمات، وتصطدم بعدد من المعوقات والمثبطات حالت دون تمكن الهيئات والمؤسسات المكلفة بالاصطلاح من القيام بدورها كاملاً رغم الجهود الصادقة والمخلصة التي تبذلها. وقبل المطالبة بوضع المصطلحات لكل ما يستجد من مبتكرات ومخترعات، وما يوضع من نظريات وفلسفات علينا أن نجلو ماهيَّة المصطلح، ونحدد أبعاده، ونأخذ بالأسباب التي تسهم في تحقيقه، وتزيل المشكلات والعقبات التي تعترض طريقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لابد من الإشارة هنا أن وضع العربية وما يعانيه مع قضية المصطلح وضع عام تعاني منه بقية اللغات في العالم، فلا توجد لغة من اللغات المعاصرة لا تشكو من أزمة المصطلح، حتى تلك اللغات التي تعد لغات الحضارة والتقنية والعلم، أي أن وضع اللغة العربية ليس محبطاً وقاصراً في هذا المجال، ولا يمكن القول إن اللغة العربية لغة أدبية عاطفية فحسب لا يمكن أن تكون لغة علمية، هذه أقوال مغرضة ومشبوهة، فاللغة العربية لغة علمية ثبت ذلك في الماضي حين تمكنت من استيعاب علوم السابقين وهضمتها وتمثلتها ثم زادت عليها، وأصبحت في تلك الحقبة من الزمن لغة العلم بكل فروعه وفنونه اعترف لها العالم أجمع، فإذا كانت قد نجحت في تلك التجربة في الماضي فَحَرِيٌّ بها أن تنجح فيها في الحاضر."وإذا عرفنا أن اللغة العلمية مستوى خاصٌّ بالتعبير عن وصف الأشياء لتعيين ماهيتها، على اعتبار أن يراد بالأشياء كل ما يدخل في نطاق الحواس الإنسانية من مخلوقات، ويراد بالوصف كل جهد يأخذ شكل التقرير أو التحليل أو التركيب العلمي" (22) فإن اللغة العربية من أشهر لغات العالم التي تدخل في هذا الإطار، وإن قصورها في هذا العصر ليس نابعاً من ذاتها، إنه ناتج عن قصور واضح في أهلها ومتكلميها، فنحن أمة مستهلكة تعتمد في حياتها على غيرها من الأمم المتقدمة، لذا يشعر كل فرد من أبنائها بضعف في تخصصه، وإذا شعر بذلك خشي أن يفكر أو يبتكر، لأنه يرى غيره أقدر منه على الإبداع والابتكار، ويرى نفسه ليس أهلاً لذلك وغير قادر عليه، لأن المعرفة تخلق الثقة بالنفس، وكلما وثق المرء بنفسه اعتزَّ بها، وأقدم على عمل ما يريد دون تردد أو وجل. ويمكن القول إنه يحق للهيئات والمراكز العلمية العالمية أن تصف اللغة العربية بأنها "لغة أدبية" فقط، والسبب في ذلك أن أبناء العربية وبخاصة أولئك الذين تلقوا دراساتهم في دول أجنبية وبهرهم بريق الحضارة، يكتبون أبحاثهم ويدونون ابتكاراتهم بلغات أجنبية، فتحسب لتلك اللغات وتحرم منها اللغة العربية، التي تبقى الكتابة بها مقصورة على الأدباء والشعراء وبعض المتخصصين في العلوم الإنسانية، فيصدق الحكم للغير أنها لغة أدبية، لم تقدم بحثاً علمياً، فإذا أردنا لهذه اللغة أن تصبح لغة علمية، فعلينا أولاً أن نخلق الثقة في نفوس أبنائها بأنها لغة قادرة ولها من الخصائص والمزايا مايمكنها أن تواكب اللغات الأخرى، فإذا اقتنع الفرد العربي بهذا واعتَزَّ بلغته، عاد أبناؤها إلى الكتابة بها كل في مجاله. كما أن زرع الثقة في نفس العربي وإفهامه أنه قادر على الإبداع والاكتشاف والابتكار يخلق لدينا علماء مبتكرين مبدعين، يدونون إبداعاتهم وابتكاراتهم بلغتهم، ومن اكتشف شيئاً، أو ابتكر فكرة لابد له من التعبير عنها أو الاصطلاح على اسم لها، وعدم الابتكار عند العرب في العصر الحديث سبب هام من أسباب انهمار المصطلحات في كل مجالات المعرفة والفنون التي يتعب علماؤنا في وضع نظير لها بالعربية.
إن هذا التردد والإحجام، وهذا الضعف وعدم الثقة، وهذا الإقلاع عن الكتابة بالعربية يجعلنا نعيش حالة من الصراع المرير في كيفية مواكبة التطور العلمي والحضارة، ومع هذا يمكن القول إن الإحجام حيناً والإقدام حيناً آخر، والخوف مرة والتردد مرة أخرى في وضع المصطلح هو علامة صحية تعيشها أُمتنا، لأن "الاصطراع المصطلحي الذي تشهده اللغة في أي فترة من فترات حياتها، إنما هي علامة صحية، كما نؤثر اليوم أن نقول، لأنه دليل على أن تلك اللغة ومعها أهلها واقعة في خضم احتكاك الحضارات، تواجه بقدم راسخة حوار الثقافات في أعمق مدلولاته" (23). ومهما يكن من أمر فإن المصطلح عند العرب لا زال يجابه معوقات كثيرة، وإذا حاولنا أن نتلمس مشكلات المصطلح ومعوقاته عندنا، أمكن القول إن هناك أسباباً كثيرة تسهم في إعاقة المصطلح وعدم استقراره، ويمكن أن تعزى هذه إلى الأسباب التالية: ـ
أسباب تتعلق بالمنهج:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المنهج الواضح المحدد بدقة وموضوعية شرط أساسي في كل عمل يقوم به المرء، خاصة أننا نعيش في عالم يغلب عليه التطور العلمي والتقني الهائل الذي يداهمه بسرعة مذهلة، وأي عمل يفقد المنهجية الدقيقة المستوعبة لجوانبه المختلفة يكتب له الفشل، لأن "المنهجية نصف المعرفة وزيادة في عالمنا الحديث الذي شملت مفاهيمه ومصطلحاته الإيجابية والسلبية كل دان وبعيد" (24).
ومع إيماننا بأهمية المنهج وضرورة الالتزام به، إلا أننا نجد في عالمنا العربي اضطراباً وخلطاً ورؤية غير واضحة في كثير من المناهج التي يسير عليها علماؤنا، كل ذلك أدى إلى قصور هذه المناهج وعدم وفائها بالغرض المراد، لذا يمكن القول إن "المنهجيات العربية الموجودة حالياً لا تُميِّزُ غالباً بين عناصر مختلفة. فهي تخلط بين وسائل الوضع، وتقنيات الترجمة ومناهج التوحيد والتنميط". (25).
كما أن قصور المنهجيات العربية عن الوفاء بمتطلبات العصر من المصطلحات قد يكون ناتجاً عن عدم وضوح مفهوم المصطلح لدى كثير من المُصْطَلِحين، كما قد يكون ناتجاً عن الاجتهادات المختلفة التي يضعها أولئك المصطلحون الأفراد كل حسب رؤيته، دون التزام بمنهجية موحدة تلزم الجميع العمل بها حتى تنتج أعمالاً بنفس المستوى، وعلى قدر من الاتفاق والتحديد. إن الاصطلاح على مفاهيم علمية وفنية وتقنية منهجية محددة سيؤدي إلى اضطراب وتشويش وقصور في هذا المجال "والسبب راجع فيما يبدو لي إلى غياب تمثيل نظري للقضية المصطلحية، وإلى عفوية المنهجيات المقترحة بضبط المصطلحات". (26)
إن العفوية وغياب المنهج الواضح في وضع المصطلح الذي يخضع في كثير من حالات وضعه إلى عملية المراس والمزاج الشخصي أدى إلى كثير من النتائج السلبية التي تتسم بالاضطراب والفوضى وعدم الدقة والتناسق والوضوح، وهو ما أشار إليه الفاسي الفهري بقوله: "إن أهم ما يتسم به وضع المصطلح هو طابعه العفوي، وهي عفوية لا تقترن بمبادئ منهجية دقيقة ولا باكتراث بالأبعاد النظرية للمشكل المصطلحي. وقد قادت هذه العفوية إلى كثير من النتائج السلبية، في مقدمتها الاضطراب والفوضى في وضع المصطلح، وعدم تناسق المقابلات المقترحة للمفردات الأجنبية". (27)
إن وضع المصطلح وتحديد معناه ليس أمراً يسيراً يمكن لكل شخص أن يقوم به، يقول لوي هيلمسلاف Louis hjelmslry " المصطلح إنما هو مسألة ذوق ولا يمت إلى حقائق الأمور بصلة". (28) فلا بد لمن أراد القيام بعملية الاصطلاح من أن يكون واسع الثقافة والعلم متخصصاً بأحد فروع المعرفة المختلفة ملمّاً بكل دقائق تخصصه، كما لابد أن يكون صاحب دراية عميقة بكل دقائق لغته، فالمصطلح "وليد مهارة التخيل والإبداع عند واضعه، وليس وليد شروط لغوية معينة تلزم باقتراحه بدل غيره" (29). فوضع المصطلحات لا يتأتى لكل فرد وإن حاول ذلك جاهداً. إنه مهنة العلماء والباحثين، ولا يقوم به إلا المتخصصون المبدعون من خلال أبحاثهم العلمية، التي توصلهم إلى استنتاجات ومفاهيم جديدة ليس لها من ألفاظ اللغة ما يعبر عنها أو يدل عليها، فإذا اضطر أحدهم إلى التعبير عن مفهوم معين أو معنى خاص يدور في خلده ومخيلته فإنه يلجأ إلى خياله وفكره وحسه اللغوي ويضع مسمى لتلك الفكرة أو ذلك المفهوم، ولا يجب عليه التماس مناسبة بين الاسم والمسمى "إننا لا نستخدم المصطلح ليصف لنا ما ينضوي تحته من حقيقة علمية، بل نريده مجرد رمز لها يساعد على استحضارها فكرياً". (30) وهذا يعني أن وضع المصطلح لا يكون إلا للعلماء الباحثين، ولا ينفصل عن الدراسة العميقة والبحث العلمي الدقيق الذي يعتمد على عقل وحكمة راجحين، وإرادة قوية، ولا ينفصل عن البحث العلمي "إن صوغ المصطلحات لم يكن عملاً منفصلاً عن البحث العلمي بل كان جزءاً لا يتجزأ منه. إذ إن المصطلحات تُخْلقُ نتيجة للحاجة إليها في أثناء البحث وليس عملاً مستقلاً". (31)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تطور وضع المصطلح وأصبح يقوم على أسس ومناهج واضحة محددة، مما أظهر علماً جديداً خاصاً به هو "علم المصطلح أو المصطلحية Terminology والعلم، أيّ علم، لا يقوم على العفوية والمزاجية، بل على أسس واضحة محددة ومع أن وضع المصطلح قد يتسم بطابعه العفوي "إلا أن التجربة أثبتت أن الممارسة العفوية لا تكفي، وأن توليد وتوالد المفردات يخضع لمبادئ وقيود نظرية ومنهجية من شأنها أن تكون علماً مستقلاً هو المصطلحية" (32)
إن الاضطراب المنهجي في وضع المصطلح الذي يغلب على أعمال علمائنا الاصطلاحيين هو السبب الهام في أن "المصطلح العلمي العربي لا يزال بدوره عاجزاً عن اكتساب حَيِّز دلالي دقيق مضبوط مالم يعتمد على مصطلح أعجمي مرجع يدعمه" (33).
وهكذا فإن وضع منهجية دقيقة ملزمة لكل المصطلحين أمر هام لابد من وجوده حتى يمكن أن تتصف عملية الاصطلاح عندنا بأنها عملية علمية مبنية على أسس ومناهج سليمة، ولا تشكل العفوية فيها شيئاً يذكر، كما أنها بعيدة عن الفهم الخاص والمزاجية الفردية.
أسباب تتعلق بفوضى المصطلح:
قبل الحديث عن فوضى المصطلح، لابد من القول إنّ هذه الفوضى ليست خاصة بالمصطلح، بل هي وضع عام لا يسلم منه أي علم من العلوم في كل الثقافات، والعلم في نهاية الأمر مصطلحات تم اختيارها بدقة وموضوعية، ولأن "وضع المصطلح مرتبط إلى حد بعيد بوضع العلم، فلا ننتظر أن يكون المصطلح ناضجاً والموضوع الذي يفصح عنه ما زال متردداً مضطرباً، ولا نتوقع أن يكون صارماً في ضبطه والمادة التي يترجم عنها ما زالت تقتضي الدرس والضبط، لذلك لم يكن بدعاً أن يساير المصطلح البحث العلمي فينضج كلما نضج، وتنضج أبعاده كلما أضيئت قضايا العلم واتضحت أبعادها (34).
وإذا كان العلم والمعرفة في تطور ونمو مستمرين، فإن هذا يعني أن المصطلح لن يكون مستقراً كما نريد، بل علينا أن نصطلح ونطور مصطلحاتنا مع تطور العلم حتى نبقى مواكبين لهذا التطور" (35)، والمصطلحات، كما هو معروف، تخلق عند الحاجة إليها وتخلق في أثناء الدراسة والبحث، لأن صوغ المصطلحات "عملية إبداعية يقوم بها المتخصص في أثناء قيامه ببحثه عندما تلجئه الضرورة إلى ذلك" (36)، فإذا توقف البحث والإبداع والابتكار عند أمة من الأمم فإن هذا يعني توقف خلق المصطلحات، لأنه "كلما اتسع نطاق التفكير وتشعب في إطار حقل معرفي بعينه، مست الحاجة إلى الجديد من المصطلحات" (37). وإذا أرادت تلك الأمة أن تساير ركب الحضارة فلابد لها من اقتراض تلك المصطلحات من لغات أخرى، وهذا يعني أن تلك الأمة تسير في آخر الركب العلمي والحضاري، وهذا ما تعيشه الأمة العربية في العصر الحاضر، فنحن "نتعامل مع المعرفة الإنسانية فوق أرض غَربيَّة، فكان طبيعياً أن لا تكون مصطلحاتنا موحدة، بل إن مراجعنا ليست كذلك، ومراجعنا يشيع فيها الاختلاف الاصطلاحي أكثر من الاتفاق". (38)
إذا كنا قد سلمنا بهذه النتيجة فعلينا: أن نعمل على زيادة البحث، وأن تكتب بحوثنا وفي كل المجالات باللغة العربية، حتى تحسب تلك البحوث لنا وللغتنا، لا إلى اللغات الأخرى التي كُتبت بحوثنا بها.
إن البحث العلمي الجاد والعميق هو الذي يوجد مفاهيم ونظريات تتطلب مصطلحات وأسماء توجب على الباحث البحث عنها واختيار ما يناسب منها، لأن "المصطلحات العلمية شأنها شأن الكلمات العادية في اللغة، وليدة لصفة الإبداع في اللغة، والإبداع في اللغة وليد لوجود أفكار يراد بها التعبير عنها، ووليد معرفة لغوية تعين المتكلم على تلمس طرق التعبير في اللغة". (39) ولغتنا العربية مرنة مطواع، لها من المزايا والخصائص ما يجعلها قادرة على توليد واشتقاق الصيغ التي تسد عوزنا من المصطلحات، بل إنها "أقدر اللغات على وضع المصطلحات وتوليدها واشتقاقها ونحتها وتطويرها، وذلك للعلاقة القائمة بين الصيغ الصرفية والمفاهيم العامة في الوجود" (40).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما علينا أن نعمل على توحيد مصطلحاتنا التي تعمها الفوضى ويلفها الغموض والاضطراب "لأن الغرض من توحيد المصطلحات هو تهيئة الأرضية اللغوية الصالحة لوحدة الأمة الفكرية والاجتماعية والسياسية" (41). وليس الغرض من توحيد المصطلح تجميد اللغة وتجميد العلوم بترجمة معينة، أو باعتماد لفظة دون غيرها، بل الغرض من التوحيد تجنب المصطلحات المشتركة التي تصبح مترادفات في اللغة العلمية العربية التي يجب أن تخلو من الترادف قدر الإمكان، هذه المترادفات التي "تعد نعمة ونقمة في آن واحد في مجال المصطلحات العلمية والتقنية، فهي نعمة إذا استعملت للتفريق بين المفاهيم المتقاربة، وهي نقمة إذا وضع عدد منها مقابلاً للمفهوم التقني الواحد، إذ إن ذلك سيؤدي إلى اختلاف الاستعمال وتعدده" (42). حقاً إن المترادفات تكون نعمة إذا أحسن استخدامها، أي أن يكون المستخدِمُ لها لغرض الاصطلاح عارفاً بكل دقائقها، وملماً بكل الفوارق الدقيقة بين معانيها، إذ ليس من السهولة بمكان لكل مترجم أو مصطلح أن يلم بكل هذه الفوارق، خاصة أننا في العالم العربي لا نزال نفتقر إلى المعاجم التاريخية والمعاجم التأصيلية "التأثيلية" التي تساعد على تحديد الفروق بين هذه المترادفات، وهي نقمة إذا لم يتمكن المصطلحون في أقطار الوطن العربي من الاتفاق حول المقابل الدقيق والأوحد للمفهوم الواحد.
ويرى بعض الباحثين أن توحيد المصطلح يقود إلى الجمود في اللغة والتحجر في البحث العلمي، يقول محمد النويري:"إن الدعوة إلى توحيد المصطلح تبدو لي قضية زائفة وعلى غاية من السطحية، لأنها تحجب عنا القضايا الحقيقية التي ينبغي أن نركز فيها اهتمامنا. ثم إن طرح مسألة التوحيد يصبح خطراً لأنه في بعد من أبعاده حكمٌ على البحث العلمي بالجمود، والعلم إنما يجد تربته الخصبة في الاختلاف والخلاف". (43)، قد يكون محمد النويري محقاً في حرصه على استمرارية البحث العلمي ونموه وتطوره، ومحقاً في خوفه من تعثر ذلك البحث وتوقفه، ومحقاً في مقاومة كل شيء قد يؤدي إلى ذلك، لأننا في مسيس الحاجة إلى التطور العلمي والتقني، لكن لابد من القول إن توحيد المصطلح قضية هامة ملحة، لأنها تعني خلق لغة علمية عربية واحدة تستخدم في كل أقطار الوطن العربي، كما تعني توحيد طرائق التفكير لدى أبناء الأمة، ويجب أن يبقى حاضراً لدينا جميعاً أن وحدة الأمة الفكرية والثقافية ذات أهمية قصوى لا يعدلها أي شيء. "إن توحيد المصطلحات العلمية في العالم العربي خطوة قيِّمة نحو توحيد الجبهة الأدبية والاجتماعية والسعي للتفاهم، والاتفاق على أسماء المعلومات الحسية كالعلوم الطبية مثلاً مقدم بطبيعة الحال على تلك الملاحظات والمعلومات المعنوية الطليقة التي لا ضابط لها بل هو توطئة لها، لأن المعاني تستمد روحها من الموجودات الحسية عادة. وما هذا الشوق إلى توحيد الجبهة العلمية إلا بادرة من بوادر السعي لنكون في العالم العربي على صعيد واحد معنى ومبنى". (44).
ويرى البعض أن توحيد المصطلح أمر سهل ميسور وليس بحاجة إلى وضع أسس وقوانين من أجل تحقيقه، بل يجب ألا يعيقنا التوحيد عن البحث والاصطلاح، فعلينا أن نصطلح، وستسهم وسائل الإعلام في تحديد المصطلح المناسب لكل مفهوم وسيكون للاستخدام الدور الأهم في هذا المجال، وسيصل الناس إلى اتفاق حول المصطلح الأنسب أي "أن توحيد المصطلح سيبقى في الآخر، في جميع الأحوال رهناً باستعماله وتداوله، ولوسائل الإعلام والصحف والمجلات والكتب وسائر مواطن التداول الأخرى أعمق الأثر في ذلك. فالاستعمال وحده هو الذي ينخل ويغربل، ومن ثم يستبقي المصطلح الموحد بقانون البقاء للأقوى أو الأنسب". (45)
إن توحيد المصطلح العلمي رهن بما يكتبه أبناء الأمة من الأبحاث بلغتهم العربية وبما يقدمه العلماء من أفكار وآراء في مجالات مختلفة في الصحف والمجلات والمؤتمرات والندوات، كل ذلك يجعل توحيد المصطلح أمراً مفروضاً وقائماً، وكلما زاد نشر الأبحاث والكتب باللغة العربية زاد المصطلح ثباتاً وتوحيداً، وأصبحت عملية الاصطلاح ووضع المصطلح أمراً ميسوراً، وغدت مشكلة المصطلح ليست مشكلة ذات قيمة كبيرة، وأصبحت اللغة العربية ـ كما عهدناها ـ لغة علم وثقافة، بما فيها من مزايا وخصائص جعلتها قادرة على التغلب على مشكلة المصطلح والأقدر على وضعه
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوليده.
إن هذه الفوضى والتعددية التي نلمسها في المصطلح أمر طبيعي ناتج عن أمور مختلفة، فتعدد المصادر التي يعتمد عليها المترجمون سيقود إلى تعدد في المصطلح. أضف إلى ذلك أن الاجتهادات الفردية من المترجمين والمصطلحين تسهم بدور كبير في هذا التعدد الذي طغى على المصطلح العلمي في اللغة العربية، كما أن تعدد اللغات التي ينقل عنها أو يترجم منها يؤدي إلى التباين والاختلاف في فهم المصطلح، إضافة إلى أمر هام يؤدي إلى اختلاف المصطلح هو عدم إيمان كثير من الباحثين بوحدة الأمة العربية، وحرص بعضهم على النعرة الإقليمية الضيقة التي تؤدي إلى تمزيق الأمة قبل تمزيق المصطلحات وتعددها، وهذا الفهم وضيق الأفق دفع بهم إلى إهمال ما قام به زملاؤهم في الأقطار الأخرى، والتنكر لما قدموه من أبحاث وما اصطلحوا عليه من مفاهيم. وقد أدى هذا الإعراض وعدم الاطلاع على ما عند الآخرين من أبناء الأمة إلى ما يمكن أن يسمى بالقطيعة العلمية وعدم التواصل بين أفراد الأمة، ويعتبر أحد الباحثين أن أولى المشكلات التي يعاني منها المصطلح "كثرة المصطلحات التي تطلق على الشيء الواحد، ويعود هذا التعدد إلى عدم اطلاع الباحثين العرب على أبحاث زملائهم الآخرين، ولا أعفي نعرة القطرية وأثرها في الغض من شأن المصطلحات التي لا تصاغ في قطر الباحث المعين، وقد سبب عدم التواصل العلمي عدم شيوع بعض المصطلحات العلمية الدقيقة وشيوع مصطلحات أخرى أقل دقة" (46).
وقد يكون هذا الانقطاع والتباعد بين أبناء الأمة ناتجاً عن غير قصد، أو ربما كان قصوراً في وسائل الإعلام، فكثير من المصطلحات التي توضع في المغرب مثلاً لا يعرفها علماء العراق، وكثير مما يصطلح عليه في العراق يجهله باحثو اليمن مثلاً، ويعزى هذا إلى عدم التواصل العلمي والفكري والثقافي بين أقاليم الوطن العربي، فيقوم كل قطر بإعادة تلك المصطلحات التي وضعت في القطر الآخر، من هنا فإن غياب التواصل والتنسيق بين المؤسسات العلمية العربية له دور كبير وهام في عملية تعدد المصطلح.
كما أن الجهود الفردية وعدم معرفة هذا المؤلِّفُ أو ذاك للعربية الفصحى يترتب عليه عدم مقدرته على وضع المصطلح الفصيح المناسب لهذا المفهوم أو ذاك، وقد يلجأ هذا المؤلِّفُ إلى لهجته فيأخذ المقابل منها، يقول القاسمي: "المعجمي أو المؤلف قد لا يعثر على مقابل بالعربية الفصحى لأحد المصطلحات فيضطر إلى استعمال مقابل من لهجته الإقليمية، وقد يكون هذا المقابل غير مفهوم للناطقين باللهجات الأخرى، لأن الكلمات العامية لا تتمتع بالثبات الدلالي النسبي الذي تتميز به نظيرتها الفصحى، فالكلمات العامية تختلف مدلولاتها من مكان لآخر ومن زمان لآخر بصورة أسرع وأكبر". (47) وإذا اضطر هذا المعجمي أو المؤلف إلى استعمال مقابل للمصطلح من لهجته الإقليمية، فإن مؤلفاً آخر أو معجمياً آخر يضطر إلى استعمال مقابل المصطلح نفسه من لهجته الإقليمية كذلك، وقد يضطر ثالث ورابع، وينتج عن ذلك "الاضطرار" وجود مترادفات لهجية للمصطلح الواحد، وهذا يعني مزيداً من التجزئة والتشرذم، إضافة إلى ازدياد الاعتماد على اللهجات المحلية التي ربما أصبحت هي اللغات العلمية، وهذا يعني هزيمة نكراء للفصحى.
وقد يرى الباحث أن اللجوء إلى اللهجات المحلية في اختيار مقابلات للمفاهيم المستجدة خطر على اللغة العربية الفصحى، وخطر على اللغة العلمية العربية التي ننشدها، إن "اشتغال كل قطر من ناحيته دون أن تكون بين العاملين رابطة أورثتنا ألفاظاً متعددة للشيء الواحد، فنجد في كتب مصر المدرسية "البندول" وفي سوريا " النواس" وفي الأردن "الرقاص" وفي لبنان "الخطار" وأمثالها لأشياء أخرى كثيرة مما جعل قراءة كتب مصر في لبنان مربكة، وكذلك كتب لبنان في العراق وهكذا. ولاحاجة للقول بأن النتيجة الحتمية لهذا الوضع هي صعوبة التفاهم باللغة العربية بين المثقفين في المؤتمرات العلمية، أو حينما يراد القيام بعمل علمي مشترك بينهم، ولذلك تراهم يستعينون بالألفاظ الأجنبية أحياناً إذا ما أرادوا دقة التعبير فيما اختلفت في تسميته". (48)
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يرى الباحث أنّ إحياء الألفاظ العربية الميتة لهذا الغرض خير من اللهجات الإقليمية، وهو ما لجأت إليه اللغات الأوروبية كواحد من المصادر التي أمدتها بما يحتاج إليه من المصطلحات، يقول عبد الصبور شاهين: "وربما كانت الطريقة التي حققت للمصطلح العلمي الأوروبي استقلاله هي لجوء العلماء إلى اللغات الميتة، فأغاروا عليها إغارة عنيفة يشتقون منها، ويفسدون فيها، ويحددون لألفاظها معاني لم يقل بها أحد من أهلها ... وبذلك ثبت أن وجود اللغات الميتة ضروري لقيام المصطلحات، وذلك أنهم استطاعوا أن يفسدوا فيها ما يشاؤون وأن يحددوا معانيها ويوسعوا فيها ما يشاؤون ويزيدوا فيها وينقصوا، وهو ما لا يمكن عمله في اللغات الحية ....... ولولا هذا الكنز من اللغات الميتة لما وسعت الإنجليزية ولا غيرها من اللغات الأوروبية حاجات التعبير عن مفاهيم الحضارة ومنجزات العلم وكشوف البحث الحديث". (49)
كما أنه يمكن القول إن اللغة العربية تحتوي على طاقة كامنة من الألفاظ تنتج عن تقليب الألفاظ على الطريقة التي رآها الخليل بن أحمد وتابعه فيها ابن جني وأسماها الاشتقاق الكبير، فيمكن استغلال هذه الطاقة الكامنة في تغطية كثير من المفاهيم التي يعجز العلماء عن إيجاد مقابل لها في العربية المستخدمة، ولعل استخدام هذه الوسيلة من إحياء للألفاظ، وتقليب للصيغ أفضل من انتقاء الألفاظ من اللهجات المحلية التي تقود في النهاية إلى وجود ترادف في المصطلح، كما تقود إلى تكريس اللهجات المحلية والارتقاء بها تدريجياً لتصبح كل لهجة محلية لغة علمية للإقليم الذي يستخدمها، وهو ما يؤدي إلى تفتيت الأمة العربية إلى أمم بعد تفتيت لغتها الفصيحة إلى لغات يقرها العرف الإقليمي ويراها هي القادرة على مواكبة العلم والحضارة.
ومن أسباب فوضى المصطلح، اختلاف المدارس التي نأخذ منها دون النظر إلى منهجية كل مدرسة من المدارس التي نتعامل معها أو نأخذ منها، فهناك مدارس يغلب عليها الطابع النفسي، وأخرى يغلب عليها الطابع الاجتماعي، وثالثة تلح على الجانب المعنوي الوظيفي، كل هذا ينعكس سلباً على توحيد المصطلح، لأن دلالة كل مصطلح تختلف باختلاف المدرسة التي ينتسب إليها أو الشخص الذي قدمه فمن الطبيعي "أن تنشأ فوضى في مجال المصطلح لتعدد المصادر التي اعتمد عليها المترجمون من ناحية، والاجتهاد الفردي خارج الإطار العلمي المؤسس من ناحية ثانية". (50)
إضافة إلى ذلك يسهم مايمكن أن نطلق عليه نقص الإحالة في زيادة الفوضى التي يعيشها المصطلح والغموض الذي يلفه، فنحن الآن في بداية وضع علم المصطلح، ونأخذ المفاهيم العلمية والفنية والتقنية من أكثر من مصدر مما يترتب عليه تسميات متعددة للشيء الواحد، فجدير بنا والحالة هذه أن نشير إلى المدرسة التي أخذنا المصطلح عنها، وجدير بنا أيضاً أن نذكر تعريفاً موجزاً له، وما المقصود به، من أجل تحديد مفهوم دقيق واضح له يساعد في معرفته عند الذين يتناولونه من مدارس أو لغات أخرى.
ومن أسباب فوضى المصطلح أيضاً، أسباب تتعلق باللغات التي نأخذ منها، فنحن أكثر ما نأخذ عن الإنجليزية والفرنسية، ولكل لغة ألفاظها ومفاهيمها التي يفهمها أهلها، هذه الألفاظ تختلف من لغة إلى أخرى، وهذه المفاهيم تختلف من أمة إلى أخرى، سيترتب عليها مفاهيم متباينة عندنا، يترجمها علماؤنا كل حسب فهمه، إضافة إلى ذلك فإن الفوضى والتعددية للمصطلح قد تنتج حتى لو كان الأخذ من لغة واحدة كما هو الحال بالنسبة للإنجليزية فهناك إنجليزية بريطانيا، وإنجليزية أمريكا، ولكل من هاتين الإنجليزيتين ألفاظ ومفاهيم خاصة بها، تختلف عما عند الأخرى من ألفاظ ومفاهيم، مما يترتب عليه اختلاف في المفاهيم يؤدي إلى اختلاف في المصطلح عند العلماء الذين أخذوا عن الإنجليزية البريطانية والعلماء الذين أخذوا عن إنجليزية أمريكا.
أسباب تتعلق بالمُصْطَلِح "ثقافة الناقل":
(يُتْبَعُ)
(/)
إن عملية الاصطلاح ليست عملية سهلة يمكن أن يقوم بها كل من أراد ذلك، فعملية وضع المصطلح يمكن أن يُعبَّرَ عنها بأنها عملية وضع لغة علمية تتطلب الكثير من الدقة والوضوح، خالية من كل لبس أو خفاء، بعيدة كل البعد عن الاحتمالية، لذا يجب على كل من نَصَّبَ نفسه للإسهام في بناء اللغة العلمية أن يكون متخصصاً في أحد فروع المعرفة، متمكناً من تخصصه، عالماً بكل دقائقه وخفاياه، كما يجب أن يكون صاحب خبرات متعددة واطلاع واسع، متقناً للغته الأم إتقاناً تاماً، مُلِمَّاً بكل أساليبها، عارفاً بكل قواعدها وقوانينها، حتى يتمكن من التصرف في ألفاظها وتراكيبها بسهولة ويسر، وتكون لديه القدرة على اختيار أنسب الألفاظ التي تدل على المفهوم المراد دلالة واضحة دقيقة محددة، وتحدد كل أبعاده واحتمالاته حتى يكون بعيداً عن اللبس المؤدي إلى الاجتهاد والتأويل، إذ لا مجال لمثل هذا في المصطلح الذي يجب أن يكون قوي الدلالة واضحها، محدد الأبعاد، لا يمكن حمله على غير ما وضع له. لأن المصطلح هو "الحد أو الخط المعين للحدود، فهو يمثل حقلاً يمكن العمل في نطاق حدوده ضماناً لعدم التشتت والضياع" (51). حتى يمكنه فهم المراد من هذا اللفظ أو ذاك. أو هذا التركيب أو ذاك "فلا يكفي المترجم أن يبحث عن مرادف عربي لكلمة إنجليزية مثلاً ويستقر على أنها هي المطلوب فثمة "ظلال المعاني" التي لا يفسرها القاموس لكن النص والسياق هما العون على النحت والاشتقاق عندما يخرج المعنى عن حدود المعجمية (52). وأن يكون قادراً على مناغاة الفكرة التي أرادها المؤلف الذي يترجم له. ويميز بين المعاني المتقاربة والألفاظ المترادفة، قادراً على استحضار المفاهيم والمدلولات المتقاربة، ويدرسها دراسة متأنية فاحصة في وقت واحد، أي أن يجمع كل المعاني المتقاربة علمياً ويصطلح عليها معاً، لأن اجتماع هذه المدلولات معاً يسهل عملية اختيار اللفظ الأكثر مطابقة لكل مفهوم منها، ويضمن سلامة الاصطلاح ودقته، فيضع اللفظ المناسب إزاء المفهوم المناسب "إن مبدأ دراسة المدلولات المتقاربة" أو المصطلحات الأجنبية المتقاربة المدلول" جملة، ومن ثَمَّ وضع المصطلحات العربية لها، بدلاً من وضع مصطلح عربي لكل مدلول أو مصطلح أجنبي بصورة مستقلة ومن غير دراسة المدلولات أو المصطلحات المقاربة له لهو من المبادئ التي كثيراً ما يفوت واضعي المصطلحات الاهتمام لها والأخذ بها فيسبب تجاهلها الغموض واللبس في الأقل إن لم يؤد إلى الخطأ في التعبير". (53)
إن الالتزام بهذه الأمور من قِبَلِ واضع المصطلح أمر هام يجب عدم التساهل فيه، لأن ذلك يعطي الفرصة لكثير ممن هم غير جديرين بهذا الأمر للاجتهاد الذي يترتب عليه الخطأ أو عدم الدقة أو الاختيارات التي تؤدي إلى ظهور ألفاظ لا نصيب لها من الصحة، والتي تثقل اللغة بلا فائدة، لذا "يلزم لواضعي المصطلحات إتقان لغتين فضلاً عن التخصص العلمي ...... ولقد كان عدم إيفاء هذه الناحية حقها من الاهتمام، أو التساهل فيها، سبباً في تفشي كثير من المصطلحات المغلوطة والاختيارات غير الموفّقة أو إدخال ألفاظ كثيرة من الدخيل على لغتنا مما لم يكن داع لإدخاله". (54)
ليس هذا فحسب، بل إن على واضع المصطلح أن يكون مطلعاً اطلاعاً واسعاً على ثقافات أخرى لها صلة بثقافة اللغتين "اللغة الأم واللغة التي سيأخذ عنها"، لأن هذا الاطلاع يزيد من خبرته ويصقل مواهبه ويوسع أفقه ودائرة معرفته، كل ذلك يكسبه الثقة في النفس والمقدرة على العمل الجاد الدؤوب، وكذلك التمييز بين المفاهيم المختلفة، مما يساعده على وضع المصطلح الأصوب. إن سعة الثقافة وكثرة الاطلاع تجعل المرء أكثر مقدرة على استيعاب قضايا العلوم والفنون، وتخلق منه شخصاً قادراً على المقارنات بين الثقافات المختلفة التي تمكنه من فهم دقيق لكل النظريات والآراء، مما يُجهِّزه بقدرة فائقة على التفكير السليم والإبداع العلمي والاصطلاح على المفاهيم والمدلولات التي تقابله.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يجب على الناقل أن يكون صادقاً أميناً فيما يضع من مصطلحات، مُلماً بمادته العلمية قادراً على استكناه كل مفاهيمها والتفريق بين كل جزئياتها. وأن لا يقوم بوضع المصطلح إلا من كان مختصاً لأن "المصطلح لغة خاصة" " Jargon" أو معجم قطاعي يسهم في تشييد بنائه ورواجه أهل الاختصاص في قطاع معرفي معين، ولذلك استغلق فهمه واستعماله على كل من ليس له دراية بالعلم الذي هو أداة لإبلاغه" (55)
كما أن من أسباب فوضى المصطلح وعدم استقراره، عدم استخدام المصطلح في الحياة العلمية والثقافية الاجتماعية فرواج المصطلح وتَقَبُّله رهن باستخدامه، فإن عزف الناس عن استخدامه كُتب له الفشل، وسبب عدم استخدامه ينتج عن عدم تعريب العلوم والفنون في الجامعات والمعاهد والمؤسسات العربية باستثناء الجامعات في القطر السوري.
يوضع المصطلح بعد جهد ليس بالقليل ليدل على مفهوم معين لكنه لا يجد من يستخدمه، لأن عدم تعريب التعليم العالي يدفع طلاب الجامعات ومدرسيهم إلى استحسان اللفظ الأجنبي واستخدامه ويصبح لا حاجة لكل ما هو عربي في التعليم، فلا يجد الطالب ضرورة لاستخدام اللفظ العربي كما لا يجد حرجاً من استخدام اللفظ الأجنبي، وبالتالي لن يصل الاستخدام إلى تلك المصطلحات التي تم الاتفاق عليها، وتبقى قابعة في بطون المعاجم والكتب تنشد من يستخدمها ولا مجيب، فلا يفيد منها أحد ولا يتصل بها عامة الناس، فإذا كان المختصون لا يستخدمون هذه المصطلحات فكيف بغيرهم؟ .. لذا فإن نجاح عملية الاصطلاح رهن بالتعريب الشامل لكل مراحل التعليم في الوطن العربي. وقد خلقت حالة عدم التعريب هذه قناعه لدى معظم الفئة النخبوية بأن استخدام اللفظ الأجنبي أفضل بكثير من استخدام المصطلح العربي، ذلك أن اللفظ الأجنبي ـ في رأيهم ـ يدل دلالة واضحة محددة على المفهوم المقصود، وهي دلالة لا يمكن الحصول عليها باستخدام لفظ عربي بدل اللفظ الأجنبي. ولابد من القول إنّ هذه القناعة وذلك الفهم لدى تلك الفئة لا تمت إلى الحقيقة أو الواقع بأية صلة، بل هي قناع يعمي الأبصار ويصم الآذان.
إن استخدام لغة غير اللغة العربية في قاعات الدرس في جامعاتنا ومعاهدنا جريمة كبرى في حق الأمة، لأن ذلك يؤدي إلى قناعة لدى طلابنا بعدم صلاحية اللغة العربية للعلم، وعدم مقدرتها على مواكبة العلوم والفنون والتعبير عنها، وهذا بدوره يضعف ثقة الطلاب بلغتهم العربية، ويقرُّ في عقولهم أنها سر تخلفنا وانحطاطنا الفكري والعلمي، ويوصلهم إلى قناعة تامة بضرورة التخلص منها والاستغناء عنها. وهذا ـ إذا تحقق ـ يعني قطعاً لكل أواصر التواصل بين أفراد الأمة العربية، أنه هدم للأمة كلها لتصبح أُمماً متناحرة، كل أمة منها تسير في ركب أمة أجنبية اتصلت بها برباط اللغة الجديدة التي استبدلها بالعربية.
وبعد، فإنه واضح تماماً أن سر تخلفنا في وضع المصطلحات العلمية المطلوبة نابع من أسباب تتعلق بنا نحن أهل اللغة، لا باللغة نفسها، فاللغة خير أداة للتعبير، وهي قادرة على التعبير عن كل ما يستجد من أمور الحياة، وهذا ما أقرته لجنة اليونسكو "التي اعتمدت تجارب أنجزت في بلدان كثيرة، وقررت أنه لا عائق يعوق لغة معينة لتعبر عن الحضارة الحديثة، فإذا كانت هذه اللغة الأم قادرة على أن تكون أداة للتعليم العالي والتقني، فإنه ينبغي استخدامها لهذا الغرض بعد الاحتياط كله لتنسيق المصطلحات العلمية" (56). فعلينا أن نعيد الثقة إلى نفوس المترددين من علمائنا وكتابنا بمقدرة العربية على توفير المصطلحات العلمية والفنية والتقنية كغيرها من لغات العالم، كما علينا أن ننمي هذه الثقة في نفوس أجيالنا ونشجعهم على الكتابة باللغة العربية في كل موضوعات المعرفة الإنسانية، وأن نبرز الخصائص والمزايا التي تختص بها اللغة العربية كالاشتقاق والتوليد والتحديث والنحت وغيرها، وأن نوضح أهمية كل مزية من هذه المزايا والدور التي قامت به في العصور السابقة. كما يجب أن نوضح لهم أنه ليس بالضرورة أن يتلمس العالم أو الباحث مناسبة بين مصطلح الأجنبي وما يقابله بالعربية لأن ذلك سيؤدي إلى التردد والاضطراب، والاختلاف بين العلماء لأن كل شخص يفهم الفكرة كما يراها فعليهم أن يضعوا مقابلاً لذلك المصطلح كما وضعت الكلمات من أجل أن تكون رموز الأشياء، تدل عليها دون مناسبة بين الاسم
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسمى.
وقد تمكن العرب في القديم من وضع مصطلحات تناظر المصطلحات الأعجمية، وتمكنوا من ابتكار الكثير من المصطلحات الأخرى، ولم تنعدم محاولات الاصطلاح في العصر الحديث، فالمصطلح رهن بالتخيل والإبداع والابتكار، فإذا أطلقنا العنان لعقولنا، أمكننا أن نبتكر ما ينقصنا من المصطلحات دون خوف أو تردد، وإذا تصفحنا بعض الصحف والمجلات أمكننا أن نضع أيدينا على كثير من المصطلحات التي وضعها العلماء والموهوبون لكثير من المسميات الأجنبية، كما نجد كثيراً من المصطلحات العفوية الوضع التي أسهم في وضعها جمهور الناس، فقد اصطلح الجمهور على نوع من التبغ "السجاير" الإنجليزية يسمى Caraven A فوضعوا لها اسم "أبو بس" لأنها تحمل على غلافها صورة للقط، كما اصطلحوا على نوع آخر من السجاير يسمى Playrs فوضعوا له اسم "أبو دقن" لأنه يحمل على غلافه صورة رجل أجنبي يرتدي قبعة، كما أطلقوا على سيارة مرسيدس اسم خنزيرة حيناً وشبح حيناً آخر، كما نجد كثيراً من الألفاظ الاصطلاحية تسيل على أقلام الكتاب والصحفيين، فقد أطلقوا على ثورة الشعب الفلسطيني اسم "انتفاضة" وربما كان لخيال أحد الكتاب الدور الأساسي في هذه التسمية إذا رأى في هبة هذا الشعب من أجل الدفاع عن أرضه ومقدساته تحركاً وارتعاداً شديدين فاهتدى إلى تلك التسمية. كما أطلقوا على عمليات المقاومة الفلسطينية التي يقوم فيها الفرد بتفجير نفسه اسم "العمليات الاستشهادية" لأن منفذها قام بها طلباً للشهادة في سبيل الله والوطن. ومن ذلك أيضاً كلمة "تصعيد" التي أصبحت تدل على زيادة المقاومة أو زيادة القمع من العدو. كما يطلق على تلك المنشآت التي بناها العدو على أرض فلسطين اسم "المستوطنات أو المغتصبات" لأنها أماكن أقيمت من أجل استيطان اليهود والقادمين من دول العالم، والمغتصبات لأن العدو اغتصبها من أهلها الشرعيين. وكذلك "الطرق الالتفافية" لتلك الطرق التي فتحها العدو من أجل أن توصل بين مستوطناته دون المرور بالبلدات والمدن الفلسطينية.
من هنا ومن كل ما سبق يمكن القول إن اللغة العربية تملك من المزايا والخصائص ما يمكنها من السيطرة على جوانب الاصطلاح، شريطة أن يعمل العلماء والمفكرون على حلّ كل المشكلات التي تعترض طريق الاصطلاح، وتذليل كافة العقبات التي تحول دون إنجاح عملية الاصطلاح، هذه المشكلات والعقبات تتمثل ـ كما مر ـ في فوضى المصطلح، وغياب المنهجية الموحدة لوضع المصطلحات والملزمة لكل من أراد أن يمد يده إلى هذا العمل، كذلك اختلاف اللغات التي تترجم عنها أو ننقل منها والمدارس التي نتبنى آراءها ومنهجياتها، إضافة إلى ثقافة الناقل أو المُصْطَلِح التي تنعكس فيما يقدمه من مصطلحات، كل هذه الأمور عقبات كأداء تقف حائلاً دون تقدم المصطلح وتطوره في العالم العربي.
بقلم: د. إبراهيم كايد محمود
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:47]ـ
يرجى التكرم بوضع الهوامش المحال عليها في الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 02:26]ـ
bookmarked
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة المصطلح خطرة، لماذا؟
- عقولنا تشتغل على معاني المصطلحات.
- اعوجاج معاني المصطلحات تفضي إلى اعوجاج الأفكار، وهذة إلى اعوجاج السلوك، وهذا إلى فساد في الأرض، وهذا إلى الأمراض القلبية والعضووية ...
- فنقدا نقدا للمصطلحات قبل استدخالها ...(/)
في جامعة الإمام .. الطب إلى أين؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 06:44]ـ
د. مفلح الرويلي
13/ 6/1428
تناقلت وسائل الإعلام المحلية المختلفة، قبل فترة، خبر إنشاء كلية للطب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبعيدا عن الدخول في حيثيات هذا القرار والجدل الدائر حول إبقاء خصوصية الجامعة أو إلغاء هذه الخصوصية، أو مايقال حول محاولات زهرنة الجامعة، أقول بعيدا عن ذلك كله، أن القرار قد صدر، وان واجب الوقت وفرض العين الآن هو: كيف نستطيع أن نجعل من وجود كلية للطب في جامعة الإمام، منحة للجامعة وليس محنة؟ بل أن يكون منحة لكل الواقع الطبي في هذا البلد الطيب؟ كيف نستطيع أن نستثمر هذا الحدث في تغيير هذا الواقع السيئ للممارسة الطبية عندنا؟ ....
وأظن أننا قبل أن نتناقش حول هذه التساؤلات، أظن أننا نحتاج أن نستذكر نبذة مختصرة عن نشأة الواقع الطبي عندنا وكيف وصل الحال إلى ماهو عليه الآن ....
قبل أكثر من خمسين سنة، تم افتتاح مستشفى الشميسي (مجمع الرياض الطبي حاليا) كأول مستشفى حكومي في المملكة، ومعه تم إضفاء الشرعية على أول اختلاط بين الجنسين، وجعلِ هذا الاختلاط مقنّنا في الواقع الطبي، وأين؟ .... في مجتمع محافظ لم يعرف الاختلاط من قبل، في مجتمع يدين بالإسلام شريعة ومنهجا وحكما في كل شؤون الحياة ........
كم يُحار المرء ويعجزه التفكير وهو يتساءل: الم يكن هناك إمكانية لإنشاء الواقع الطبي على أساس شرعي بعيدا عن هذا الاختلاط؟ وكيف رضي هذا المجتمع المحافظ برجاله ونسائه، وشيبه وشبابه، بل وقبل ذلك علماؤه، كيف رضوا أن يتعايشوا مع هذا الواقع الخطير وان يصبح واقعا مقبولا؟ ...........
وبعد ذلك ومع الخطط التنموية المتتابعة، تم البدء بإنشاء مستشفيات كثيرة في طول البلاد وعرضها والقاسم المشترك بينها الذي أُسِّست عليه هو ذلك الاختلاط السيئ، وبدأ إنشاء المستشفيات العسكرية التي عُهد بإنشائها إلى شركات غربية لم تألُ جهدا في صبغها بالصبغة الغربية، حتى دورات المياه صُمِّمت على الطريقة الغربية ..
ومع مرور الأيام أصبح منكر الاختلاط بين الجنسين معروفا تعارف الناس عليه وألِفوه، وأصبح أصلا أصيلا ملازما لمنشئاتنا الصحية ولواقعنا الطبي لاينفك عنه، لايثير الاستغراب ولا الاشمئزاز، بل حتى الناس الذين كان يُتوقع أن يكون عندهم شئ من الممانعة لهذا المنكر الخطير، استسلم بعضهم له وألِفوه، ووُجد من بعض أهل الفضل والخير من يتردد على المستشفيات ويرى تلك المنكرات دون أن تتحرك عنده شعره، ويرضى أن تفحصه تلك الممرضة، المرأة الأجنبية عنه، دون أن يثير ذلك أي نكير ...
كان الاختلاط في البداية مقتصرا على الطاقم الطبي، بين الأطباء والطبيبات وبين الممرضين والممرضات والموظفين والموظفات، وبينهم وبين المرضى والمريضات ..
ومع افتتاح كليات الطب والكليات الصحية الأخرى والمستشفيات الجامعية، دخلت فئة عزيزة من فئات المجتمع المهمة إلى هذا المنكر الخطير، ألا وهي فئة الطلاب والطالبات، واتخذ هذا المنكر أشكالا مختلفة، فهناك تدريس الأساتذة الرجال للطالبات، وتدريس الأستاذات للطلاب، وتدريس الطلاب على المريضات، وتدريس الطالبات على المرضى، والاختلاط أحيانا بين الطلاب والطالبات في قاعات الدراسة أو أثناء المرور على المرضى أو في ردهات المستشفى واسيابه، في جو مسموم من الاختلاط لاينتهي إلا بنهاية اليوم الدراسي ...
وهكذا، فبدلا من توطين التقنية، اتجهنا إلى توطين الاختلاط وما يترتب عليه من منكرات لاتخفى، فبداية بين الطلاب والطالبات ومن ثم تخرجهم بعد ذلك كأطباء وطبيبات ..
ومرة أخرى يعود السؤال السابق، بصيغة أخرى: الم يكن هناك إمكانية لإنشاء كليات الطب والكليات الصحية الأخرى والمستشفيات الجامعية وفق الضوابط الشرعية وبعيدا عن محذور الاختلاط؟ الم يكن هناك إمكانية لإنشاء كليات خاصة بالطلاب مع مستشفياتها الجامعية وأخرى خاصة بالطالبات كذلك؟ أليس هناك تجارب ناجحة في هذا الشأن، قامت بها دول إسلامية وغير إسلامية؟ السنا نحن بلد الإسلام وبلد التوحيد أولى بذلك وأجدر؟ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولان هذه التساؤلات وأمثالها ذهبت أدراج الرياح ولم تلق بالا، فإننا أصبحنا نعايش واقعا مرا نتج عن هذا المنكر الخطير والاصرارعليه، لم يقتصر تأثيره على الوقع الطبي فقط، بل تجاوزه إلى المجتمع عامة، وأصبح هناك من يريد تجيير هذا الواقع السيئ لشرعنة دعواه المستمرة لنشر الاختلاط في كافة مناحي الحياة ومن ثم تغريب هذا المجتمع المسلم ...
ولست هنا بصدد التفصيل في الآثار المرة والتداعيات الخطيرة لإقرار هذا المنكر الخطير والإصرار عليه، فهذا ربما يكون له وقت آخر، وكذلك لايعني الغفلة والتغافل عن المنكرات الأخرى، سواء مايتعلق بالمناهج الدراسية أو مايتعلق بأخلاق المهنة الطبية اوغيرها، ولكنِّي أردت أن أبيّن واقعا نعايشه منذ سنين ويزداد سؤا مع الأيام، ولابد لمن أراد الإصلاح من معرفة دقيقة بالواقع الذي يريد أن يصلحه ..
وهنا، لابد من ذكر حقيقة مهمة، وهي انه وبفضل الله سبحانه وتعالى، لم تخلُ الساحة يوما من داعية لللاصلاح ومنكر لهذا المنكر الخطير، سواء كانوا من أهل العلم والدعوة، أو كانوا من أهل الواقع الطبي نفسه من أطباء وطلاب وغيرهم، وان كانت هذه الأصوات تعلو تارة وتخبو تارات أخرى ..
وبعد، وفي مثل هذا الواقع، فما الذي يمكن أن تقدِّمه جامعة الإمام؟ ...
إن من يريد أن يتحدث عن دور ايجابي لجامعة الإمام في واقعنا الطبي، لابد أن يُغلِّب النظرة التفاؤلية لمستقبل الجامعة ودورها الرائد على جميع الأصعدة، وبدون
وجود هذه النظرة، سيكون الحديث غير ذا جدوى ..
إذاً، فجامعة الإمام هي التي خرّجت الآلاف من طلبة العلم سواء كانوا من داخل هذه البلاد أو خارجها، وجامعة الإمام هي التي كان لها اليد الطولى في نشر العلم والدعوة في داخل هذه البلاد وخارجها، وجامعة الإمام كانت من أوائل من وقف في وجه التيارات الفكرية المختلفة من قومية وحداثة وعلمانية ومبتدعة، وغير ذلك الكثير مما قامت به هذه الجامعة العريقة على الرغم من الضعف الذي لحق بها مؤخرا ..
إذاً، فجامعة هذه مواصفاتها، لاينبغي أن يكون الواقع الطبي فيها مشابها لغيرها، بل و ينبغي ألاّ يُقبل ذلك مهما كان المسوِّغ والمبرِّر، وينبغي أن نسعى لإيجاد البيئة المناسبة لممارسة واقعا طبيا سليما نقيا، مضبوطا بضوابط الشرع المطهر ..
وهذه بعض المقترحات:
- التأكد من خلو المناهج الدراسية من المحاذير الشرعية.
- تضمين منهج الثقافة الإسلامية للإحكام الفقهية المتعلقة بالمسائل الطبية.
- تدريس مادة أخلاق ممارسة المهنة الطبية، وان يكون منطلقها وأساسها الإسلام.
- محاولة تقليل الاعتماد على غير المسلمين في الكادر الطبي والأكاديمي، لان كثيرا من هؤلاء يقدِّم العلم وفق تصوره للحياة، والذي يخالف تصورنا نحن المسلمين.
- البدء بقبول الطلاب والحرص على أن يتولى تدريسهم كادر رجالي فقط.
- إرجاء قبول الطالبات إلى إن يتم توفير القاعات الدراسية المناسبة ومحاولة توفير كادر نسائي متكامل يتولى تدريس الطالبات، فان لم يوجد هذا فيُلجأ إلى الكادر الرجالي وذلك عن طريق الدائرة التلفزيونية، ويكون ذلك في أضيق الحدود، مع محاولة استدراك ذلك مستقبلا.
- البدء من الآن بإنشاء مستشفى جامعي يكون جاهزا مع دخول الطلاب للسنوات السريرية، يراعى فيه أن تكون الأقسام الرجالية منفصلة انفصالا تاما عن الأقسام النسائية، بداية من المداخل والاستقبال والعيادات الخارجية والطوارئ وكل مرافق المستشفى.
- الحرص على توفير الطاقم الوظيفي الرجالي من أطباء وممرضين وغيرهم في أقسام الرجال، وكذلك الطاقم النسائي من طبيبات وممرضات وغيرهنّ في أقسام النساء، وان وُجد نقص في جانب الرجال أو في جانب النساء، فانه يلجأ إلى الجانب الآخر وفق آلية معينة موافقة للضوابط الشرعية، مع الحرص على استدراك ذلك مستقبلا، وحبذا الاستفادة من تجارب بعض المستشفيات الخاصة في ذلك ..
- ينبغي أن يكون هذا كله هدفا مرحليا، أما الهدف المنشود فهو أن يكون هناك كلية للطب مع مستشفاها الجامعي خاصة للطلاب ومثلها خاصة للطالبات ..
- وأنا على يقين أنّ نجاح تجربة الطب في جامعة الإمام وفق الضوابط الشرعية، سيكون له اكبر الأثر على كلياتنا ومنشئاتنا الصحية الأخرى، فكثير ممن يتردد أو يشكك في جدوى إصلاح الواقع الطبي، سيزول هذا التردد عنده أو يقل بمجرد أن يرى أمامه نجاح تجربة واقعية ..
وأخيرا، فاني اعلم أني قد ارتقيت مرتقا صعبا بتناولي هذا الموضوع الحساس، واعلم أن هناك من هو أجدر وأولى بالكلام مني، ولكن حسبي أني مجتهد برفع الحرج والإثم عني و عن أخواني وأخواتي ممن يصطلون بهذا الواقع ليلا ونهارا، ولعلّ هذه الكلمات تجد آذانا صاغية ونفوسا وثابة وهمما عالية وعمل دءوب نحو واقع طبي إسلامي نقي.
منقول من موقع المسلم
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:39]ـ
لا فض فوك ....
لعل الله أن ييسر لي أن أفرد موضوعاً مستقلاً (من تجربة شخصية)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 07:29]ـ
الأعداء يركضون في ميادين التغريب، ويحرصون حرصاً شديداً على تعميم الصور المقيتة لهذه البذرة الخبيثة، ويحاولون الدفع بالمجتمع في اتجاه واحد ألا وهو اتجاه التغريب وتقليد العدو، ومع الأسف فإن بعض الناس - جهلوا أم علموا - يعتقدون أن مدارج الرقي والتقدم لا تكون إلا بالتخلي عن القيم والأصالة والذوبان في الفكر المعاصر بسلبياته وعيوبه ومضاره.
هذه جامعاتنا، والجامعات في أغلب الدول تشكل حركات اليمين، تم اختطافها من قبل شرذمة قليلة من اتجاه اليسار، فأخذوا يبثون سمومهم، ويستعدون الدولة، ويخططون للكثير من الأعمال التي يرغبون هم أن تكون مع مرور الوقت واقعاً مرّاً يرضى به الجميع، حتى وإن لحقه إنكار مؤقت.
هذا وقت الجهاد بالكلمة، والجهاد بالدعوة، والصبر والاحستاب في سبيل ذلك لكل ما يصيب المرء أو يحزنه.
لا فض فوك ....
لعل الله أن ييسر لي أن أفرد موضوعاً مستقلاً (من تجربة شخصية)
لعلك تبادرين بذلك أختنا الكريمة وفقك الله.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[09 - Sep-2007, مساء 12:33]ـ
نرجو تفعيل الموضوع فالجامعة مُقدمة على الطب والله المستعان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 10:30]ـ
نسأل الله عز وجل أن يجنب المسلمين شرور الاختلاط خاصة في المجال الطبي فقد نتج عنه في بعض البلاد ما الله به عليم
جنب الله المسلمين شروره وحمى ديارهم من ويلاته وأخذ بنواصيهم لما فيه خيرهم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 04:54]ـ
آمين ونفع الله بكم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 11:19]ـ
خاصةً مع قدوم المدير الجديد د. أبا الخيل فبعد الاعتماد على الله سبحانه فنحن نرجو آمالاً من إدارته.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
أنا قابلت قبل يوم مسؤول كبير في الجامعة ,,وسألته عن كلية الطب فقال: ستكون نموذج اسلامي (قالها بكل ثقة).
ونسأل الله التوفيق(/)
(بروتوكولات الفريسيين) ـ الحلقة الثانية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:03]ـ
الحلقة الثانية:
(بروتوكولات الفريسيين داخل الديانة النصرانية)
ظهور النصرانية:
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
النصرانية هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى بني إسرائيل بعد أن انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام، وغلبت عليهم النزعات المادية، وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى،.
فأرسل الله عز وجل عيسى عليه السلام داعياً إلى التوحيد والفضيلة والتسامح.
فالمسيح عليه السلام هو رسولٌ كريم مِن أولي العزم من الرسل، أرسل إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ?116? مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... ) المائدة.
و قد رفع الله المسيح عليه السلام من بين أيدي اليهود إلى السماء كما هو مصرح في القرآن (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ?157? بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ?158? سورة النساء
وكذلك ً صرَّح الإنجيل: (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى) لوقا 4: 29 - 30، و كذلك أيضا ورد في الانجيل: (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك (متى 4: 6، ولوقا 4: 10 - 11
ولكن النصرانية لقيت مقاومة واضطهاداً شديداً، فسرعان ما فقدت أصولها، مما ساعد على امتداد يد التحريف إليها، فابتعدت كثيراً عن أصولها الأولى لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية.، و لقد مرت النصرانية بعدة مراحل وأطوار تاريخية مختلفة، انتقلت فيها من رسالة منزلة من عند الله تعالى إلى ديانة مُحرَّفة ومبدلة، تضافر على صنعها بعض الكهان ورجال السياسة، و امتدت إليه أيدي اليهود بالتحريف و التبديل.
اليهود الفريسيون و تحريف النصرانيه:
بعدما رفع المسيح عليه السلام، اشتد إيذاء اليهود الفريسيين " الربانيين" للنصارى، وللحواريين بوجه خاص، و استعانوا على ذلك بالدولة الرومانية التي كانت تسيطر آنذاك على غالبية الشام و مصر، وكان من أكبر المحرضين على الحواريين و تلامذتهم شيطان من شياطين الإنس يقال له:" شاول" الطرسوسي اليهودي الفريسي المولود لأبوين يهوديين في مدينة طرسوس في آسيا الصغرى (تركيا القديمة) في العام الرابع للميلاد تقريبا و"تلميذ أشهر علماء اليهود في زمانه "عمالائيل".
و كان شاول على علم كبير و دراية بمختلف الثقافات والمدارس الفلسفية والحضارات في عصره، و كان معادياً للنصرانية بشكل رهيب جداً، و كان فبل دخوله في النصرانية بشكلٍ مفاجئ يتولى مسؤولية تعذيب النصارى الأوائل؛ فيحكي سفر الأعمال أيضا عن اضطهاد شاول للكنيسة فيقول:
(َأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْن)، و على الرغم من أن شاؤول كان من معاصري المسيح عليه السلام، ألا أنهما لم يلتقيا أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من مظاهر التعذيب الذي و قع على الحواريين و تلامذتهم ـ على يد شاول و جلاوته ـ
آنذاك:
1ـ قتل يعقوب بن زيدي أخو يوحنا الصياد، و الذي كان أول من قتل من الحواريين.
2ـ وسجن بطرس.
3ـ و تعذيب سائر التلاميذ.
ـ وحدثت فتنة عظيمة لأتباع المسيح عليه السلام، حتى كاد الحواريون و تلامذتهم أن يفنوا.
الضعف يولَّد القوة:
و لكن في الحقيقة إن صبر الحواريين الموحَّدين و شدة تضحيتهم كان يقابل بكثير من الإكبار و الإعجاب الأممي، لا سيما في الشارع الاسرائيلي، مما خشي منه الفريسيون أن يؤدي إلى دخول اليهود كلهم في النصرانية، لا سيما و أن الفريسيون " الربانيون" كانوا ممقوتين جدا من كافة الشعب الاسرائيلي.
و لذلك رأى الفريسيون الذين كانوا يسيطرون ـ بشكل منفرد ـ على الوضع الديني و كذلك السياسي اليهوديين ـ بما عُرِف عنهم من مكرٍ و خبثٍ يهوديين ـ تغيير خطة مواجهة النصرانية، و ذلك بالتسلل إلى النصرانية نقسها و فصلها عن الدين اليهودي و عن العهد القديم، و توجيهها إلى شعوب أخرى غير الشعب الاسرائيلي اليهودي.
بروتوكولات الفريسيين داخل النصرانية:
1ـ رأى الفريسيون أن خير طريقة للتخلص من النصرانية هو التسلل إليها عبر تظاهر بعض الفريسيين النشطاء والمتمكنين من الثقافات و الفلسفات و المذاهب الفكرية المختلفة باعتناق النصرانية، و لم يكن هناك أنسب من عدو النصرانية اللدود و جلاد النصارى شاول الطرسوسي.
2ـ يعمل الفريسيون بعد تسللهم إلى الديانة النصرانية إلى فصلها عن الديانة اليهودية و التوراة " العهد القديم "، و ذلك لضمان عدم تأثيرهم على الشعب الاسرائيلي.
3ـ يقوم الفريسيون ببث الفكر الوثني، و طمس الحنيفية، و نزع التوحيد من النصرانية، و ذلك من خلال بثهم لمختلف الثقافات و الفلسفات الوثنية و التي كان شاول يتقنها جيدا، لإبعاد النصارى عن رسالة السماء و وسائل و أسباب النصر، و حرمانهم من الخلاص رالأبدي.
4ـ استعان شاول بالثقافة و الاساطير الاغريقية في تقرير طبيعتي المسيح الإلهية و البشرية ـ التي زعمهما ـ، و كذلك في فكرة الأقانيم التي نقلها إلى المسيحية، فمن المعلوم أن الفلسفة اليونانية لا سيما الافلاطونية منها تمهد للوثنية بتبريرات جاهزة للميثولوجيا الاغريقية حيث تضع وسيطا بين الإله المتعالي الواحد المنزه التنزيه الكامل، وبين الكون والإنسان• حيث ينادي أفلاطون "بضرورة التمييز بين الإله المتعالي، وبين الإله الصانع الذي يرجع إليه صنع العالم وتدبيره "، وقد انتشرت هذه الفكرة بعده واتخذت صيغا مختلفة لدى التيارات التي يجمعها اسم ''الأفلاطونية المحدثة''.
5ـ كما استعان بالثقافة الهندوسية في التمهيد لبذر عقيدة التثليث.
قصة التثليث:
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وصل الغزاة الآريون إلى الهند مارِّين في طريقهم بالفرس "الإيرانيين"، ممَّا أثَّر كثيرا في معتقدات الغزاة الآريين، و حين استقر الآريون في الهند حصل تمازج بين خليط تلك المعتقدات الوثنية مما ولَّد الهندوسية كدين ذي معتقدات بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص وكان هناك سكان الهند الأصليين من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية.
•و منذ أن وصل الآريون شكلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن، إذ تنصُّ قوانين "منو" الهندوسية على الترتيب الطبقي التالي:
1ـ البراهمية: وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن، والقاضي، ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم.
2ـ الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.
3ـ الويش: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية
. و في القرنين التاسع و الثامن قبل الميلاد و عندما وضع الكهنة ـ الذين يزعمون أن في طبائعهم عنصراً إلهياً ـ مذهب البرهمية وقالوا بعبادة براهما أدخل الكهنة عقيدة التثليث في الهندوسية عن طريق جمع الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه بـ:
1 - براهما: من حيث هو موجود
. 2 - فشنو: من حيث هو حافظ
. 3 - سيفا: من حيث هو مهلك
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها، و هكذا وجد التثليث عند الهندوس، لينتقل بعدها إلى النصرانية بمجهودات شاؤول اليهودي غير المشكورة.
و نهناك نصٌّ قاطع في القرآن الكريم بشير إلى انتقال عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل إلى النصارى من ثقافات سابقة على اليهود و النصارى في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30.
بينما عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل ـ تعالى الله عما يصفون ـ هي المرحلة الأولية للتثليث، فإنه إذا وجد الأب و الابن وجدت الأم كضرورة عقلية.
من هو بولس الرسول:
ـ كان شاول الطرطوسي متخصصاً بإذاقة أتباع المسيح سوء العذاب، إلاَّ أنه عاد بعد ذلك ليعلن إيمانه بالمسيح ـ بشكل مفاجئ ـ بعد زعمه رؤيته للمسيح أثناء عودة شاول من دمشق، مؤنباً له على اضطهاده لأتباعه، آمرا له بنشر تعاليمه بين الأمم.
فيذكر سفر الأعمال تنصر شاول المفاجئ و انقلابه دون مقدمات تقدمت لهذا الإنتقال، و لا تمهيدات مهدت له بعد زعمه أنَّه قد رأى المسيح - بعد رفعه بسنوات -، فبينما هو ذاهب إلى دمشق ـ في مهمة لرؤساء الكهنة ـ إذ تجلى له المسيح من بين جميع أفراد القافلة التي كان يسير معها، و زعم َ شاول أن المسيح منحه حينئذ منصب الرسالة.
والعجيب أن بولس الرسول ـ الذي تنتسب المسيحية المحرفة إلى رسائله و أسفاره ـ لم يكن إلاَّ ذلك اليهودي الفريسي المسمَّى "شاول"، و الذي تسمَّى فيما بعد ببولس، ولقِّب "بولس الرسول".
و أثرُ بولس في النصرانية ظاهر بل إن النصرانية المحرفة تكاد أن تكون مسيحية بولس التي طغت على النصرانية الموحِّدة التي نادى بها المسيح وتلاميذه من بعده ..
و يُعتبر بولس أشهر كَتَبة العهد الجديد، وأهم الإنجيليين على الإطلاق، فمن بين السبعة و عشرين سفرا من كتاب العهد الجديد قد ألف منهم أربعة عشر، وفيها فقط تجد العديد من العقائد النصرانية المحرفة و كذلك التصريح بالثالوث المقدس عندهم، بل أن هناك من ينسب إلى بولس كلٍ من من انجيلي مرقس و لوقا و كذلك سفر أعمال الرسل،، و هذا جعل الكثيرين من المؤرخين يجزمون أنه مؤسس المسيحية و واضع عقائدها.
ـ وكان مما ادَّعى بولس أن المسيح عليه السلام قاله له:
(16وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الْأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِين).
و بعد ذلك مكث بولس بدمشق ثلاثة أيام غادرها بعدها الى العربية كما يقص في رسالته الى أهل غلاطية:
(وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً)
و عندما عاد إلى دمشق حاول أن يرافق الحواريين خلال تنقلاتهم التبشيرية (حوالي عام 40 م)، و استخف تلاميذ المسيح النصارى بكلام بولس غير أنهم أوجسوا منه خيفةً لماضيه، فما كانوا يصدقون أنه قد تنصر، لأن المسيح كان قد أمرهم: "بطريق الأمم لاتمضوا" فكيف يغير كلامه الذى حرص عليه طوال رسالته بأن يدعوا اليهود فقط فلم يصدقوه نظرا لأنه كان من أشد اليهود تعصبا ضد النصارى وأنه كان يربط النصارى بالسلاسل للعذاب الى الموت الى أن أصبحت عظامهم زرقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ إلا أن برنابا الحواري الذى كان من أقرب الناس للمسيح دافع عنه وقدمه إلى الحواريين فقبلوه، وبما يمتلكه شاول من حدة ذكاء وقوة حيلة ووفرة نشاط استطاع تغيير توجه الدعوه الى الأمم ووضع نظام للكنيسه واستطاع أن يأخذ مكاناً مرموقاً بين الحواريين وتسمى بـ بولس فأخذه برنابا تلميذ المسيح و قربه منهم حتى خرجوا جميعا يبشرون بديانتهم في أنحاء البلدة.
وتذكر كتب التاريخ النصراني بأن "متى" ذهب إلى الحبشة، وقُتل هناك بعد أن أسس أول مدرسة لاهوتية وكنيسة فيها بتوجيه من بطرس الذي أسس كنيسة روما وقتل في عهد نيرون عام 62م. – أما بولس فذهب إلى روما وأفسس وأثينا وأنطاكية، وأسس فيها كنائس نصرانية نظير كنيسة أورشليم ورسم لهم أساقفه.
وفي أحد جولاته في أنطاكية صحبه برنابا فنشأ خلافٌ حادٌّ حول طريقة بولس بعدم إكراه الأمميين على اتباع شريعة التوراة فعادا إلى بيت المقدس لعرض الأمر على الحواريين لحسم الخلاف بينهما والذى زاد حِدَّةَ الخلاف بينهما الأسلوب الذى اتبعه بولس بأن جعل الناس يتصورون أنهم آلهه، ويمكن مراجعه كتاب أعمال الرسل: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ».
ـ ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ َ فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَيِّدُ الْكَنَائِسَ.
و كان لبولس دور كبير في صياغة سائر المعتقدات النصرانية، ليظهر التثليث و الذي انتقل من العقائد الهندوسية إلى النصرانية كعقيدة جلية في كتابات ترتليان الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، و ليصبح عقيدة رسمية للنصارى عام 381م في مجمع القسطنطينية.
مراحل تحريف الفريسين للتصرانية:
ـ فيما بين عام 51 - 55م عقد أول مجمع يجمع بين الحواريين - مجمع أورشليم - تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار المقتول رجماً سنة 62م ليناقش دعوى استثناء الأمميين من أحكام الشريعه، وفيه تقرر - إعمالاً لأعظم المصلحتين - استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة، و قد استطاع بولس إقناع الحواريين بكون ذلك من التسهيل الذي سيكون دافعاً للأمميين للانخلاع من ربقة الوثنية و الدخول في النصرانية، و كذلك لكسب الوثنيين الرومان والذين كانوا يحكمون البلاد ولهم الأمر.
ـ كما قُرِّر في المجمع ـ أيضاً ـ تحريم الزنا، وأكل المنخنقة، والدم، وما ذبح للأوثان.
ـ بينما أبيحت فيه الخمر ولحم الخنزير والربا، مع أنها محرمة في التوراة، و ذلك بحجة دعوة الأمميين و كسب الرومان الوثنيين.
- عاد شاول اليهودي "بولس" بصحبة برنابا إلى أنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا وحدث بينهما مشادة عظيمة نتيجة لإعلان بولس ما جنح به كلِّيةً عن الدين، فمن ذلك:
1ـ تسمية الدين النصراني بالمسيحيه.
2ـ نسخ أحكام التوراة وابطالها، و قوله عن التوراة أنها: " كانت لعنة تخلصنا منها إلى الأبد "، و " أن المسيح جاء ليبدل عهداً قديماً بعهد جديد " مخالفا لتعاليم المسيح من أنه ماجاء لينقض بل ليكمل.
2ـ كما استعار شاول اليهودي من فلاسفة اليونان فكرة الأقنوم وهى اتصال الإله بالأرض عن طريق الكلمة، أو ابن الإله، أو الروح القدس.
4ـ و قوله بعقيدة الصلب والفداء، و كذلك قيامة المسيح.
5ـ وأن الغرض الأساسى لرسالة المسيح كان تخليص اليهود بخاصَّة من الخطيئه، و هاهنا جنح كُلِّيةً إلى مصلحة الدين اليهودي، ثم لما خشي من اتهامه باليهودية عاد فغيَّرها كليةً بنظريةٍ أخرى أكثر تعميما، و هو أن المسيح جاء ليخلِّص الأمم جمعاء، وأن الصلب كان هو الغرض من رسالته و من صعوده إلى السماء.
6ـ كما استعار بولس بذور النثليث من عقائد الهندوس و البراهمة.
وهكذا بدأ الانفصال عن شريعة التوراة، التى تعتقد بوحدانيه الله بدون شريك، والتى أنبثقت منها النصرانيه ـ من اليهود الذين آمنوا بالمسيح عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هكذا أيضا بُذِرت عقيده التثليث الوثنية التي سماها بولس المسيحيه، و التي آمن بها الوثنيون لأنها تتماشى مع مبادئهم، أما باقي الحواريين والرسل فإنهم قتلوا على يد الوثنيين في البلدان التي ذهبوا إليها للتبشير فيها
ردود فعل تجاه التحريف:
1ـ نتيجةً لأفكار بولس حدثت بينه و بين برنابا مشادة عظيمة أدَّت إلى فرقة نهائية بعد صحبة غير قصيرة.
2ـ و نتيجة لنفس الأفكار أيضاً اصطدم بولس مع بطرس أيضاً الذي هاجمه وانفصل عنه مما أثار الناس ضده، برنابا إلى أنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا وحدث بينهما مشادة عظيمة، فكل ما ذكر عن برنابا وبطرس في رسائل بولس فإنما هو قبل الافتراق.
2ـ و لهذا كتب بولس رسالة إلى أهل غلاطية ضمنها عقيدته ومبادئه، و من ثم واصل جولاته بصحبة تلاميذه إلى أوروبا وآسيا الصغرى ليلقى حتفه أخيراً في روما في عهد نيرون سنة 65م.
3ـ وقد استمرت المقاومة الشديدة لأفكار بولس عبر القرون الثلاثة الأولى: ففي القرن الثاني الميلادي تصدى هيولتس، وإيبيي فايتس، وأوريجين لها، وأنكروا أن بولس كان رسولا، وظهر بولس الشمشاطي في القرن الثالث، وتبعه فرقته البولسية إلا أنها كانت محدودة التأثير.
.
من هو برنابا؟
وأمّا برنابا فهو أحد التلاميذ (الحواريين) الملازمين لعيسى عليه السلام، و يعرف بابن الواعظ وهو لاوي قبرصي،، وهو خال مرقص، و كان رجلا صادقا طاهرا نقيا كما ذكرته كتب العهد الجديد ومن أكثر التلاميذ (الحواريين) ورعاً وحفظا للوصايا والتعاليم إذ ورد في سفر أعمال الرسل الإصحاح الحادي عشر الفقرة رقم (22 - 24):
((فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية الذي لمّا أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس والإيمان، فأنضمّ إلى الربّ جمع غفير)).
إنجيل برنابا ...
يكفي لمعرفة أهمية هذا الانجيل أن مؤلفه هو برنابا تلميذ المسيح عليه السلام المعاصر للأحداث، وأول نسخة اكتشفت منه كانت في قعر الكنيسة الكاثوليكية، في مكتبة البابا سكتس الخامس بروما، إلاَّ أن هذا الانجيل يختلف عن الأناجيل الأربعة بما يلي:
1ـ (الله) عنده هو رب العالمين خالق السماوات
2 ـ الذبيح من أبناء إبراهيم إنما هو إسماعيل لا إسحاق.
3ـ يبشر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
4ـ لا يقول بصلب المسيح بل يؤكد بأن الله قد ألقى الشبه على يهوذا الإسخريوطي.
5ـ يحث على الختان.
6ـ يعتبر عيسى نبيًا لا أكثر.
و لذلك فقد فكان جزاء هذا الإنجيل الطرد من الكتاب المقدس وذلك بقرار البابا جلاسيوس عام 492م؛ لأنه يعارض الكتاب المقدس فيما يدّعونه بألوهية المسيح، إلى أن جاء فيما بعد الراهب اللاتيني " فرامرينو " الذي حصل عليه من مكتبة البابوية وأعلن إسلامه بعد قراءته له كما ذكر ذلك الدكتور النصراني خليل سعادة في مقدمة ترجمته لإنجيل برنابا ...
ورد في الفصل السادس والتسعون الفقرات من 1 - 15 صفحة 146:
(((1) ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: " قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكيناً لامتنا "
(2) أجاب يسوع: " أنا يسوع بن مريم من نسل داود، بشر مائت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله "
(3) أجاب الكاهن: " انه مكتوب في كتاب موسى أن الهنا سيرسل لنا مسيّا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله (4) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيّا الله < تعني رسول الله> الذي ننتظره؟ "
(5) أجاب يسوع: " حقاً أن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي "
(6) أجاب الكاهن إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله
(7) لذلك أرجوك بإسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفيه سيأتي مسيّا "
(8) أجاب يسوع " لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي أنّي لست مسيّا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاّ: بنسلك أبارك كل قبائل الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
(9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجّس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً (11) حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوّة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً)).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
و فيما يتعلّق بالبشارة فقد ورد اسم محمد صلى الله عليه وسلّم في هذا الإنجيل صريحاّ اسماً وصفةً:
فقد ورد أيضاً في الفصل السابع والتسعون الفقرات من 4 - 10:
((فقال حينئذٍ يسوع: " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتدّ دينه ويعمّ العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم وأن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً " أجاب الكاهن: " أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله؟ "
فأجاب يسوع: "لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي"
وأمّا عن ذكر اسم محمد (صلى الله عليه?وسلم) فقد ورد في الفقرات من 13 - 18:
((فقال حينئذٍ الكاهن: " ماذا يسمّى مسيّا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟ "
أجاب يسوع " إن اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله: " اصبر يا محمد لأنّي لأجلك أريد أن اخلق الجنّه، العالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتّى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمّد"
حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: " يا الله أرسل لنا رسولك، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم! " ... )).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
دخول النصرانية إلى مصر
حين بدأت النصرانية في الانتشارفي الامبراطورية الرومانية، و منها الولاية المصرية، كان ذلك بين الجماهير ـ كما هي العادة في كل دين ـ.
و قبل أن تنتقل إلى الحكام، ونظراً إلى أن بيئة شعوب الإمبراطورية كانت مختلفة عن البيئة التي شهدت ميلاد المسيحية، وبعضها كان متشبعاً بالثقافتين اليونانية واللاتينية فقد كان من البديهي أن تصبح لمعتنقي المسيحية وخاصة الطبقة المثقفة نظرات فلسفية، و نظرا إلى أنه لا يُبنى على الباطل إلا الباطل، فقد بدأ مقدَّموهم البحث في أمور لاهوتية أشد غرابة و تعقيداً، من أهمها:
1ـ هل للمسيح عليه السلام طبيعة واحدة إلهية أم له طبيعتان أحداهما إلهية والأخرى إنسانية؟.
2ـ وهل له مشيئتان أم مشيئة واحدة؟ وهل له طاقتان أم طاقة واحدة؟
3ـ هو مساو له في الجوهر أم لا؟
4ـ السيدة مريم ـ عليها السلام ـ يصح أن يطلق عليها " أم الإله ".
5ـ إذا جاز ذلك فهل أمومتها له تشمل الطبيعة الإنسانية أم الطبيعتين الإلهية والإنسانية؟
وهي كما يرى القارئ مسائل فلسفية مبنية على عقائد وثنية أدخِلت في النصرانية عن طريق شاول اليهودي أو من جاء من بعده، ممَّا جعل من الخلاف حول
طبيعة المسيح عليه السلام: هل هي طبيعة واحدة أم طبيعتان؟ هو الأشد ضراوة حتى أدى ذلك إلى شطر الكنيسة المسيحية إلى كنيستين سنة 45م وانقسم اتباع عيسى عليه السلام إلى كاثوليك (المؤمنين بالطبيعتين) والارثوذكس (المؤمنين بالطبيعة الواحدة) (ويتبعهم السريان الذين أطلق عليم اليعاقبة).
و تعددت أثناء ذلك المذاهب مثل:
الإثناسية، الأريوسية، البلاجيوسية، النسطورية، الدوناتية .... الخ.
و لما كانت علاقة مصر بالمسيحية قد ابتدأت مبكرا، و ذلك برحلة "العائلة المقدسة" الى مصر هروباً من الاضطهاد الروماني واليهودي. وقد دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس الحوارى، و بدخوله إلى مصر يبدأ تاريخ المسيحية في مصر كما يقول المؤرخون المسيحيون.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في عام 61 م في وقت عانى فيه المصريون مظالم الحكم الروماني واضطهاده الشديد للمصريين بفرض الضرائب الكبيرة التي أجبرت أصحاب الأراضي الزراعية إلى تركها بسبب عجزهم عن دفع الضرائب وهروباً من أعمال السخرة التي فرضها عليهم الرومان. وقد تكونت جماعة مسيحية في مصر امتدت إلى أن أصبحت الكنيسة القبطية أقدم مؤسسة مسيحية وقد استمر الاضطهاد الروماني للمسيحية في مصر منذ القرن الأول الميلادي. وبلغت هذه الاضطهادات ذروتها في استشهاد القديس مرقس عام 68م. وفي القرن الثالث وقع أكبر اضطهاد بالجماعة المسيحية على يد الإمبراطور دقلديانوس 248 - 305 م، وسمي عصره بعصر الشهداء ويبدأ التقويم المسيحي المسمى بتقويم الشهداء بالسنة الأولى من حكم دقلديانوس (عام 284 م).
لماذا دخل الرومان في النصرانية؟؟:
كان الرومان قبل عهد الامبراطور قسطنطين وثنيين يعبدون أشكالا متعددة من الآلهة و الأوثان، إلاَّ أنَّ الإمبراطور قسطنطين أعلن في عام (324م) تحوله إلى الدين النصراني واعترافه بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية البيزنطية وذلك عندما أحس ببداية سريان الضعف في الامبراطورية الرومانية، فرأى نقل العاصمة من روما إلى مدينةبيزنطة، و التي سمَّاها بالقسطنطينية.
و مع أن قسطنطين كان في الحقيقة وثنيا، إذ أنه لم يتعمدَّ مسيحيا إلاَّ قبيل وفاته بثلاثة أيام فقط ـ و هو في فراش الموت ـ، إلاَّ أنه رأى مسايرة الشق الشرقي من الامبراطورية الرومانية باعتناق الدين النصراني الذي يعتنقه كثير من شعوب تلك المناطق بعد خلطه بالوثنية التي كان قد تربَّى عليها، و ذلك لعدة أسباب:
1ـ التوفيق بين المسيحية التي يعتنقها غالبية شعوب الشق الشرقي من الامبراطورية الرومانية و "الوثنية التي كانت دين الامبراطورية الرسمي".
2ـ كون الدين المسيحبي دين سماوي الأصل، و بالتالي فإنه سيؤدي إلى تلاحم و قوة الامبراطورية الرومانية، بعكس الأمم الوثنية التي كانت تعبد أوثانا متعددة، و بالتالي تختلف مذاهبها باختلاف مناطقها و معبوداتها.
3ـ التقرب إلى شعوب تلك المناطق الشرقية تمهيدا لنتقل العاصمة الرومانية إلى القسطنطينية.
وقد لاحظ قسطنطين انتشار الدين النصراني بشكل واسع في ممالكه الشرقية، و لذلك فإن الامبراطور قسطنطين قد أعلن ميوله وعطفه على النصارى من أجل الحفاظ على مقومات النصر على خصمه، فأعلن عن دفاعه عن مذهب أثناسيوس القائل بالتثليث حينما كانت عاصمة دولته في روما.
ومن أجل ذلك رأس مجمع نيقية سنة 325م، وتذكر مصادر النصارى أن أولئك الثلاثمائة والثمانية عشر لم يكونوا مجمعين على القول بألوهية المسيح، ولكن إجماعهم كان تحت سلطان الإغراء بالسلطة الذي قام به قسطنطين بدفعه إليهم شارة ملكه ليتحكموا في المملكة، فقد دفعهم حب السلطان إلى أن يوافقوا هوى قسطنطين الذي ظهر في عقد مجلس خاص بهم دون الباقين، لاعتقاده إمكان إغرائهم، فأمضى أولئك ذلك القرار تحت سلطان الترغيب أو الترهيب، أوهما معاً، وبذلك قرروا ألوهية المسيح،ليبيعوا بذلك نصرانية عيسى عليه السلام بمسيحية بولس المحرفة، و مِن ثَمَّ برغمون الناس على اعتناقها بقوة السيف ورهبة الحكام، وحينما صدر قرار مجمع نيقية ضد أريوس وحرمانه، وتجريده من رتبته الدينية، صادَق قسطنطين على ذلك القرار.
4ـ إلاَّ أن قسطنطين كان قد عزم على نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، والتي يوجد فيها أكثرية نصرانية تعتنق مذهب أريوس، و تم له ذلك في عام 335م وأصبح يطلق عليها القسطنطينية، و لذلك أحضر أريوس قبل ذلك وعفا عنه، يقول فاسيليف:
((عندما شرع قسطنطين في نقل عاصمته إلى الشرق، وأحس بالحاجة إلى استرضاء سكان القسم الشرقي من الامبراطورية لم يجد غضاضة في تغيير عقيدته أوميوله نحو المذهب الأريوسي))، فاستدعى أريوس من منفاه سنة 327م، وعقد له مجمع صور سنة 334م، وألغى قرار الطرد (و ستأتي هذه القضية بشيء من التفصيل).
ويقال: أن أول امبراطور تعمَّد باسم الثالوث المقدَّس حسب عقيدة النصارى، هو الامبراطور ثيودوسيوس الكبير الذي رعى عقد مجمع القسطنطينية، وأنه وقادة الكنيسة تنفسوا الصعداء وشعروا كما شعر الامبراطور قسطنطين وقادة الكنيسة بعد قبول قانون الإيمان النيقوي في سنة 325 م، بسرور وارتياح عظيمين؛ لأنهم ظنوا بأن مجمع نيقية استطاع أن يستأصل الهرطقة من جذورها، وأن يعيدوا الوحدة إلى الامبراطورية وإلى الكنيسة المهددتين بالانقسام والاضطراب.
وعندما تقرر رسمياً إقرار الاعتقاد بألوهية الروح القدس في مجمع القسطنطينية سنة 381م، أصدر الامبراطور ثودوسيوس الكبير مرسوماً أعلن فيه ما يلي:
((حسب تعليم الرسل وحق الإنجيل، يجب علينا أن نؤمن بلاهوت الأب والابن والروح القدس، المتساوي في السلطان، وكل من يخالف ذلك يجب عليه أن ينتظر منا العقوبات الصارمة التي تقتضي سلطتنا بإرشاد الحكمة السماوية أن نوقعها به، علاوة على دينونة الله العادل)).
(يتبع).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 01:09]ـ
من هو اريوس:
و كرد فعل للأفكار المسيحية المحرفة،وفي حوالي عام323 للميلاد ـ عيَّنت كنيسة بوكاليس في الإسكندرية في منصب أسقف في الإسكندرية أسقف أصله من ليبيا واسمه آريوس Arius, Arrious. ، وكان هذا الرجل قد درس في أنطاكية حيث تأثر بمذهب النصارى الموحدين، ثم جاء إلى الإسكندرية لمتابعة الدراسة فصار يدعو إلى التوحيد و يحارب بدعة التثليث، وكان فصيحا قوي الشخصية، وقد شنها ثورة عارمة على القول بألوهية المسيح، مؤكدا بشريته، مقررا أن الله وحده عز و جل هو الإله الخ• فتبعه كثير من رجال الدين وجمهور الشعب ومن هنا وُصِف هو وأتباعه بـ''الموحدين''•
وكان يقول: ''إذا كان الله الآب مطلق الكمال، ومطلق السمو، ومطلق الثبات، وإذا كان منشئ كل الأشياء دون أن يكون ذاته صادراً عن أي شيء آخر فإنه من الواضح أنّ كل شيء وكل شخص آخر في العالم منفصل عن الله، وإذا كان كل شيء منفصلاً عن الله، فلابد إذن أن يكون يسوع أيضاً منفصلاً عن الله''•
أحدثت آراء أريوس الجريئة هذه أزمة خطيرة على الصعيدين الديني والسياسي في الإمبراطورية البيزنطية، فانقسم رجال الدين والجمهور المسيحي حولها إلى مؤيدين ومعارضين•
كان جل مؤيدي أريوس من عامة الشعب والفقراء خاصة، بينما كان معارضوه من أعمدة النظام الكهنوتي وأشياعه• فكانت أزمة استمرت أزيد من سنتين (318 - 320م) • ومن أجل وضع حد لهذه الأزمة تدخل الإمبراطور ''قسطنطين '' إلى جانب أريوس أولا، ثم ما لبث أن عاد فوقف إلى جانب الكنيسة ورجالها• وللفصل في الأمر دعا رجال الدين إلى عقد مجمع مسكوني في نيقيه عام 325م، لإيجاد حل كهنوتي لهذه المسألة• وقد قرر هذا المجمع طرد آريوس وأصحابه على أساس أنهم فرقة ضالة مبتدعة، ووضع المجمع ''قانون الإيمان'' المسيحي الذي ينص على ألوهية المسيح، ويرسِّم عقيدة التثليت•
قامت معارضة شديدة واسعة في وجه ''قانون الإيمان'' ذاك• حيث رفضه أريوس وعارضه كثير من أتباعه، الذين نشطوا في الدعاية لمذهبهم التوحيدي ''التنزيهي''، فاستطاعوا التأثير على كثير من أعضاء الكنيسة في فترات متقطعة لسنوات عديدة بعد مجمع نيقيه•
ومع أن المجمع المسكوني المنعقد عام 381م في القسطنطينية قد رسَّم ''قانون الإيمان'' المكرس للتثليث، إلا أن أتباع أريوس قد استطاعوا الاستمرار في نشر مذهبهم التوحيدي في أنحاء كثيرة من الإمبراطورية البيزنطية، وفي شمال الجزيرة العربية بصفة خاصة: في سوريا وفلسطين والأردن والعراق•• الخ• أما المذهب الرسمي فلم يلبث أن شهد هو الآخر انقسامات داخله، فظهرت جماعات أخرى ما لبثت أن دخلت في صراعات مع بعضها بعضا، منها جماعات قالت بآراء جديدة تحاول الجمع بين الطبيعتين، اللاهوتية والناسوتية، في شخص السيد المسيح فاعتبرت هي الأخرى مبتدعة•
الرومان يكملون مسيرة التحريف:
ليبدأ النصارى بعد ذلك عهداً جديداً من تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام وظهور اسم المسيحية، و خلال هذه المرحلة ظهرت الرهبانية في النصرانية في مصر أولاً على يد القديس بولس الطبي 241 - 356م والقديس أنطوان المعاصر له، إلا أن الديرية - حركة بناء الأديرة - نشأت أيضاً في صعيد مصر عام 315 - 320م أنشأها القديس باخوم، ومنها انتشرت في الشام وآسيا الصغرى.
وبعد اعلان قسطنطين النصرانية دينا للامبراطورية الرومانية كان أباطرة بيزنطة من المؤمنين بالطبيعتين، وخالفتهم في ذلك كنيستا الإسكندرية وإنطاكية على وجه الخصوص ويمكن القول أن الشعوب الشرقية (الشام ومصر) كانت قبل ذلك قد تمذهبت جميعها برأي أو عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح عليه السلام.
وفي نفس الوقت دخلت غرب أوروبا على يد القديس كاسليان 370 - 420م ومارتن التوري 316 - 387م، كما ظهر مجموعة من الآباء المتأثرين بمدرسة الإسكندرية الفلسفية (الأفلاطونية الحديثة) وبالفلسفة الغنوصية، مثل كليمنت الإسكندري 150 - 215م أوريجانوس 185 - 245م وغيرهم أعلى الصفحه العصر الذهبي للنصارى - يطلق مؤرخو الكنيسة اسم العهد الذهبي للنصارى ابتداء من تربع الإمبراطور قسطنطين على عرش الإمبراطورية الرومانية عام 312م لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تاريخ النصرانية. ويمكن تقسيم ذلك العهد إلى مرحلتين رئيسيتين: • مرحلة جمع النصارى على
(يُتْبَعُ)
(/)
عقيدة واحدة (عصر المجامع أو عهد الخلافات والمناقشات)
: - ما إن أعلن قسطنطين إعلان ميلان حتى قرَّب النصارى وأسند إليهم الوظائف الكبيرة في بلاط قصره، وأظهر لهم التسامح، وبنى لهم الكنائس، وزعمت أمه هيلينا اكتشاف الصليب المقدس، الذي اتخذه شعاراً لدولته بجانب شعارها الوثني،فنشطت الدعوة إلى النصرانية، ودخل الكثير من الوثنيين وأصحاب الفلسفات في النصرانية، مما كان له أثره البالغ في ظهور الكثير من العقائد والآراء المتضاربة، والأناجيل المتناقضة، حيث ظهر أكثر من خمسين إنجيلاً، وكل فرقة تدعي أن إنجيلها هو الصحيح وترفض الأناجيل الأخرى. .
- وفي وسط هذه العقائد المختلفة والفرق المتضاربة ما بين من يؤله المسيح وأمه (الريمتين) أو من يؤله المسيح فقط. أو يدعي وجود ثلاثة آلهة: إله صالح وإله طالح، وآخر عدل بينهما (مقالة مرقيون). أعلن آريوس أحد قساوسة كنيسة الإسكندرية صرخته المدوية بأن المسيح عليه السلام ليس أزلياً، وإنما هو مخلوق من الأب، وأن الابن ليس مساوياً للأب في الجوهر، فالتف حوله الأنصار وكثر أتباعه في شرق الإمبراطورية حتى ساد مذهبه التوحيدي كنائس مصر والإسكندرية وأسيوط وفلسطين ومقدونيا والقسطنطينية وأنطاكية وبابل، مما أثار بطريرك الإسكندرية بطرس ضده ولعنه وطرده من الكنيسة، وكذلك فعل خلفه البطريرك إسكندر، ثم الشماس إثناسيوس، وضماناً لاستقرار الدولة أمر الإمبراطور قسطنطين عام 325م بعقد اجتماع عام يجمع كل أصحاب هذه الآراء للاتفاق على عقيدة واحدة يجمع الناس حولها، فاجتمع في نقية 2048 أسقفاً منهم 338 يقولون بألوهية المسيح، وانتهى ذلك المجمع بانحياز الإمبراطور إلى القول بألوهية المسيح ولينفض على القرارات التالية:
1 - لعن آريوس الذي يقول بالتوحيد ونفيه وحرق كتبه، ووضع قانون الإيمان النيقاوي (الأثناسيوسي) الذي ينص على ألوهية المسيح.
2 - وضع عشرين قانوناً لتنظيم أمور الكنيسة والأحكام الخاصة بالأكليريوس.
3 - الاعتراف بأربعة أناجيل فقط: (متى، لوقا، مرقس، يوحنا) وبعض رسائل العهد الجديد والقديم، وحرق باقي الأناجيل لخلافها عقيدة المجمع.
- للتغلب على عوامل انهيار وتفكك الإمبراطورية أنشأ قسطنطين مدينة روما الجديدة عام 324م في بيزنطة القديمة باليونان على نفس تصميم روما العديمة، وأنشأ بها كنيسة كبيرة (أجيا صوفيا) ورسم لهم بطريركاً مساوياً لبطاركة الإسكندرية وأنطاكية في المرتبة على أن الإمبراطور هو الرئيس الأعلى للكنيسة. وعرفت فيما بعد بالقسطنطينية، ولذلك أطلق عليها بلاد الروم، وعلى كنيستها كنيسة الروم الشرقية أو كنسية الروم الأرثوذكس.
- تمهيداً لانتقال العاصمة إلى روما الجديدة (القسطنطينية) اجتمع قسطنطين بآريوس حيث يدين أهل القسطنطينية والجزء الشرقي من الإمبراطورية بعقيدته، وإحساساً منه بالحاجة إلى استرضاء سكان هذا القسم أعلن الإمبراطور موافقته لآريوس على عقيدته، وعقد مجمع صور سنة 334 م ليعلي من عقيدة آريوس، ويلغي قرارات مجمع نيقية، ويقرر العفو عن آريوس وأتباعه. ولعن أثناسيوس ونفيه، وهكذا انتشرت تعاليم آريوس أكثر بمساعدة الإمبراطور قسطنطين أعلى الصفحه.
تقسيم الامبراطورية الرومانية:
قسم قسطنطين الإمبراطورية قبل وفاته عام 337م على أبنائه الثلاثة: فأخذ قسطنطين الثاني الغرب، وقسطنطيوس الشرق، وأخذ قنسطانس الجزء الأوسط من شمال إفريقيا، وعمد كل منهم إلى تأييد المذهب السائد في بلاده لترسيخ حكمه.
ـ فاتجه قسطنطيوس إلى تشجيع المذهب الآريوسي؟
ـ بينما شجع أخوه قسطنطين الثاني المذهب الأثناسيوسي مما أصل الخلاف بين الشرق اليوناني والغرب اللاتيني؟؟.
- توحدت الإمبراطورية تحت حكم قسطنطيوس عام 353 - 361م بعد وفاة قسطنطين الثاني، ومقتل قنسطانس، ووجد الفرصة سانحة لفرض مذهبه الأريوسي على جميع أجزاء الإمبراطورية شرقاً وغرباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
- لم يلبث الأمر طويلاً حتى اعتلى فلؤديوس عرش الإمبراطورية 379 - 395م الذي اجتهد في إلغاء المذهب الآريوسي والتنكيل بأصحابه، والانتصار للمذهب الأثناسيوسي. - ولذلك ظهرت في عهده دعوات تنكر الأقانيم الثلاثة ولاهوت الروح القدس، فقرر عقد مجمع القسطنطينية الأول 382م، وفيه فرض الإمبراطور العقوبات المشددة على أتباع المذهب الآريوسي. كما تقرر فيه أن روح القدس هو روح الله وحياته، وأنه من اللاهوت الإلهي، وتم زيادته في قانون الإيمان النيقاوي، ولعن من أنكره مثل مكدنيوس، وذلك بالإضافة إلى عدة قوانين تنظيمية وإدارية تتعلق بنظام الكنيسة وسياستها.
نشأة البابوية:
على إثر تقسيم الإمبراطورية إلى شرقية وغربية، ونتيجة لضعف الإمبراطورية الغربية تم الفصل بين سلطان الدولة والكنيسة، بعكس الأمر في الإمبراطورية الشرقية حيث رسخ الإمبراطور قسطنطين مبدأ القيصرية البابوية، ومن هنا زادت سلطات أسقف روما وتحول كرسيه إلى بابوية لها السيادة العليا على الكنيسة في بلدان العالم المسيحي الغربي (روما - قرطاجة). وقد لعب البابا داماسوس الأول 366 - 384م دوراً هاماً في إبراز مكانة كرسي روما الأسقفي - سيادة البابوية -، وفي عهده تم ترجمة الإنجيل إلى اللغة اللاتينية، ثم تابعه خلفه البابا سيري كيوس 384 - 399م في تأليف المراسم البابوية.
بداية الصراع والتنافس بين الكنيستين:
- ظهر الصراع والتنافس بين كنيسة روما بما تدعي لها من ميراث ديني، وبين كنيسة القسطنطينية عاصمة الدولة ومركز أباطرتها في مجمع أفسس الأول عام 431م حيث نادى نسطور أسقف القسطنطينية بانفصال طبيعة اللاهوت عن الناسوت في السيد المسيح عليه السلام، وبالتالي فإن اللاهوت لم يولد ولم يصلب، ولم يقم مع الناسوت، وأن المسيح يحمل الطبيعتين منفصلتين: اللاهوتية والناسوتية، وأنه ليس إلها، وأمه لا يجوز تسميتها بوالدة الإله، وقد حضر المجمع مائتان من الأساقفة بدعوة من الإمبراطور ثؤديوس الصغير الذي انتهى بلعن نسطور ونفيه، والنص في قانون الإيمان بأن مريم العذراء والدة الإله.
- و ظهرت حينذاك دعوى أرطاخي باتحاد الطبيعتين في السيد المسيح، و لذلك فقد عقد له أسقف القسطنطينية فلافيانوس مجمعاً محلياً وقرر فيه قطعه من الكنيسة ولعنه، لكن الإمبراطور ثاؤديوس الصغير قبل التماس أرضاخي، وقرر إعادة محاكمته، ودعا لانعقاد مجمع أفسس الثاني عام 449م برئاسة بطريرك الإسكندرية ديسقورس لينتهي بقرار براءته مما نسب إليه.
انفصال الكنيسه مذهبيا:
لم يعترف أسقف روما ليو الأول بقرارات مجمع أفسس الثاني 449م وسعى الإمبراطور مركيانوس لعقد مجمع آخر للنظر في قرارات ذلك المجمع، فوافق الإمبراطور على عقد المجمع في القسطنطينية، ثم في كلدونية 451م لمناقشة مقالة بابا الإسكندرية ديسقورس: من أن للمسيح طبيعتين في طبيعة واحدة (المذهب الطبيعي - المونوفيزتية)، ليتقرر لعن ديسقورس وكل من شايعه ونفيه، وتقرير أن للمسيح طبيعتين منفصلتين. فكان ذلك دافعاً ألاَّ تعترف الكنيسة المصرية بهذا المجمع ولا بالذي يليه من المجامع. ومنذ ذلك التاريخ انفصلت الكنيسة مستقلة تحت اسم الكنيسة المرقسية - الأرثوذكسية - أو القبطية تحت رئاسة بطريرك الإسكندرية، وانفصلت معها كنيسة الحبشة وغيرها، لييدأ الانفصال المذهبي عن الغربية. بينما اعترفت كنيسة أورشليم الأرثوذكسية بقرارات مجمع كلدونية وصارت بطريركية مستقلة تحت رئاسة البطريرك يوفيناليوس • نشأة الكنيسة اليعقوبية: - واجه الإمبراطور جستنيان 527 - 565م صعوبة بالغة في تحقيق طموحه بتوحيد مذهبي الإمبراطورية لتتحقق له سلطة الإمبراطورية والبابوية معاً. بعد انتصاره في إيطاليا ودخل جيوش روما حاول إرضاء زوجته بفرض مذهب الطبيعة الواحدة (المونوفيزتية) على البابا فجليوس الذي رفض ذلك بشدة، مما عرضه إلى القبض عليه وترحيله إلى القسطنطينية، ليعقد مجمع القسطنطينية الخامس سنة 553م الذي انتهى بتقرير مذهب الطبيعة الواحدة، ولعن أصحاب فكرة تناسخ الأرواح، وتقرير أن عيسى عليه السلام كان شخصية حقيقة وليست بخيالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن آثار هذا المجمع استقلال أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة إقامة كنسية الرهامما زاد في عداء البابوية للإمبراطورية الشرقية. • نشأة الكنيسة المارونية: - في عام 678 - 681م عمل الإمبراطور قسطنطين الرابع على استرضاء البابا أجاثون بعدما فقد المراكز الرئيسية لمذهب الطبيعة الواحدة في مصر والشام لفتح المسلمين لهما، فتم عقد مجمع القسطنطينية الثالث عام 680م للفصل في قول يوحنا مارون من أن للمسيح طبيعتين ومشيئة واحدة. وفيه تقرر أن للمسيح طبيعتين ومشسئتين، ولعن وطرد من يقول بالطبيعة الواحدة أو بالمشيئة الواحدة، ولذلك انفصلت طائفة المارونية ولحقت بسابقتها من الكنائس المنفصلة
-انفصال الكنيسه إداريا –
جاء هذا الانفصال بعد النزاع والصراع الطويل ابتداء من الإمبراطور ليو الثالث 726م الذي أصدر مرسوماً يحرم فيه عبادة الأيقونات، ويقضي بإزالة التماثيل والصور الدينية والصلبان من الكنائس والأديرة والبيوت على أنها ضرب من الوثنية، متأثراً بدعوة المسلمين لإزالة هذه التماثيل التي بالكنائس في داخل الدولة الإسلامية. - تصدى لهذه الدعوة البابا جريجوري الثاني، ثم خلفه البابا جريجوري الثالث ليصدر الإمبراطور قراراً بحرمان الكراسي الأسقفية في صقلية وجنوب إيطاليا من سلطة البابا الدينية والقضائية وجعلها تحت سلطان بطريرك القسطنطينية. واستمر الوضع على ذلك إلى أن جاء الإمبراطور قسطنطين الخامس 741 - 775م، وازدادت الثورات اشتعالاً ضد دعاة اللاأيقونية، فعقد مجمعاً، ولم يحضره سوى ثلاثمائة وأربعين أسقفاً تحت رئاسة بطريرك القسطنطينية ليقضي بتحريم تصوير المسيح في أي شكل، وكذلك تحريم عبادة صور القديسين، وتحريم طلب الشفاعة من مريم، لأن كل هذا من ضروب الوثنية.
. - ولكن هذه القرارات لم تدم طويلاً حيث أمرت الإمبراطورة الأيقونية إبرين التي خلفت زوجها الإمبراطور ليو الخزري بعقد مجمع نيقية عام 787م بعد تعيينها للبطريرك خرسيوس المتحمس للأيقونية بطريركاً على القسطنطينية، وانتهى المجمع على تقديس صور المسيح ووالدته والقديسين،ووضع الصور في الكنائس والأديرة والبيوت والطرقات بزعم أن النظر إليهم يدعو للتفكير فيها. - في عمان 869م أثار بطريرك القسطنطينية فوسيوس مسألة الروح القدس من الأب وحده فعارضه - كالعادة - بطريرك روما وقال إن انبثاق الروح القدس من الأب والابن معاً، وعقد لذلك مجمع القسطنطينية الرابع 869م (مجمع الغرب اللاتيني) الذي تقرر فيه أن الروح القدس منبثقة من الأب والابن معاً، وأن جميع المسيحيين في العالم خاضعون لمراسيم بابا روما، وأن من يريد معرفة ما يتعلق بالمسيحيه وعقائدها عليه برفع دعواه إلى بابا روما. ولذلك تم لعن وعزل فوسيوس وحرمانه وأتباعه، إلا أن فسيوس استطاع أن يعود إلى مركزه مرة أخرى. وفي عام 879م عقد المجمع الشرقي اليوناني (القسطنطينية الخامس) ليلغي قرارات المجمع السابق، ويعلن أن الروح والقدس منبثقة من الأب وحده ويدعو إلى عدم الاعتراف إلا بالمجامع السبعة التي آخرها مجمع نيقية 787م.
- وهكذا تم الانفصال المذهبي للكنيسة الشرقية تحت مسمى الكنيسة الشرقية والأرثوذكسية، أو كنيسة الروم الأرثوذكس برئاسة بطريرك القسطنطينية ومذهباً بأن الروح القدس منبثقة من الأب وحده، على أن الكنيسة الغربية أيضاً تميزت باسم الكنيسة البطرسية الكاثوليكية، ويزعم أن لبابا روما سيادة على كنائس الإمبراطورية وأنها أم الكنائس ومعلمتهن، وتميزت بالقول بأن الروح القدس منبثقة عن الأب والابن معاً. ولم يتم الانفصال النهائي - الإداري - إلا في عام (1054م)، وبذلك انتهى عهد المجامع المسكونية،وحلت محلها المؤتمرات الإقليمية أو سلطات البابا المعصوم لتستكمل مسيرة الإنحراف والتغيير في رسالة عيسى عليه السلام. - ومن أبرز سمات هذه المرحلة الأخيرة - القرون الوسطى - الفساد، ومحاربة العلم والعلماء والتنكيل بهم والاضطهاد لهم، وتقرير أن البابا معصوم له حق الغفران، مما دفع إلى قيام العديد من الحركات الداعية لإصلاح فساد الكنيسة، وفي وسط هذا الجو الثائر ضد رجال الكنيسة انعقد مؤتمر تزنت عام 1542 - 1563م لبحث مبادئ مارتن لوثر التي تؤيدها الحكومة والشعب الألماني،وانتهى إلى عدم آراء الثائرين أصحاب دعوة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإصلاح الديني. ومن هنا انشقت كنيسة جديدة هي كنيسة البروتستانت ليستقر فارب النصرانية بين أمواج المجامع التي عصفت بتاريخها على ثلاث كنائس رئيسية لها النفوذ في العالم إلى اليوم، ولكل منها نحلة وعقيدة مستقلة، وهي: الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، بالإضافة إلى الكنائس المحدودة مثل: المارونية، والنسطورية، واليعقوبية، وطائفة الموحدين، وغيرهم وأهم الأفكار والمعتقدات يمكن إجمال أفكار معتقدات النصرانية بشكل عام فيما يلي: علماً بأنه سيفصل فيما بينهم من خلاف في المباحث التالية: • الألوهية والتثليث: مع أن النصرانية في جوهرها تعني بالتهذيب الوجداني، وشريعتها هي شريعة موسى عليه السلام.
اضطهاد الرومان لللنصرانية:
عانت الدعوة النصرانية أشد المعاناة من سلسلة الاضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود الذين كانت لهم السيطرة الدينية، ومن الرومان الذين كانت لهم السيطرة والحكم، ولذلك فإن نصيب النصارى في فلسطين ومصر كان أشد من غيرهم، حيث اتخذ التعذيب والقتل أشكالاً عديدة، ما بين الحمل على الخشب، والنشر بالمناشير، إلى التمشيط ما بين اللحم والعظم، والإحراق بالنار. - من أعنف الاضطهادات وأشدها:
1 - اضطهاد نيرون سنة 64م الذي قتل فيه بطرس وبولس.
2 - واضطهاد دمتيانوس سنة 90م وفيه كتب يوحنا إنجيله في أفسس باللغة اليونانية.
3 - واضطهاد تراجان سنة 106م وفيه أمر الإمبراطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم، فحدثت مذابح مروعة قتل فيها يعقوب البار أسقف أورشليم.
4 - ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس 284م الذي صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه، وقد نفذ تصميمه، وهدم الكنائس وأحرق الكتب، وأذاقهم من العذاب صنوفاً وألوناً، مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم 29 أغسطس 284ن بداية لتقويمهم تخليداً لذكرى ضحاياهم.
- وهكذا استمر الاضطهاد يتصاعد إلى أن استسلم الامبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها، ليعتلي قسطنطين عرش الإمبراطورية.
- سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع الشرق، فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنحهم الحرية في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتها بغيرها من ديانات الإمبراطورية الرومانية، وشيد لهم الكنائس، و بالرغم من أن أغلب كتب التاريخ التي تتعلق بتلك الفترة تؤكد أن الإمبراطور فيليب "العربي" و الذي تولَّى عرش الامبراطورية عام 244م أي قبل تولِّي قسطنطين بثمانين عام كان مسيحياً منذ صغره وبالمقابل قسطنطين لم يتعمد إلا قبل وفاته بأيام إلاَّ أن التواريخ الرومانية تجعل من حدث إعلان قسطنطين للنصرانية مذهبا رسميا للدولة تاريخا لاقتران الامبراطورية الرومانية بالمسيحية، وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصراني قسوة، التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه السلام، وقتل الحواريين والرسل، وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة.
اضطهاد الرومان لأقباط مصر خاصة:
كان من المفروض أن تنتهي الاضطهادات الرومانية للأقباط بدخول قسطنطين في المسيحية، إلاَّ أن الاضطهادات الرومانية زادت حِدَّتُها بعد أن اتخذت منحىً آخر.
حيث أوجدت الصراعات المسيحية العقدية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما والقسطنطينية، الأمر الذي انتهى إلى انقسام الكنيسة بعد مؤتمر خليقودنية عام 451م وخلال حكم الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس 450 - 457م الى مذهبين: مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح بزعامة كنيسة الإسكندرية ومذهب الطبيعتين وتتزعمه كنيستا روما والقسطنطينية. وتسمى الكنيسة القبطية المصرية بكنيسة الإسكندرية، لأن الإسكندرية كانت أول بلد نزل به القديس مرقس وتكونت فيه أول جماعة مسيحية مصرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآمن الرومان الذين كانوا يحتلون مصر حينذاك بالمذهب الكاثوليكي، إلاَّ أن الأباطرة الرومان لم تتسع صدورهم لمخالفيهم في المذهب فأذاقوا الأقباط أشد أنواع العذاب ليعدلوا عن مذهبهم،فقد مورست أنواع من التعصب والتعنت البالغين ضد فرقاء من مواطني الإمبراطورية الرومانية الشرقية و في مقدمتهم أقباط مصر، و كانت الجموع و القيادات القبطية تحاكم وتقتل باسم محاربة الهرطقة، و تقول الروايات إن شقيق البطريرك القبطي قتلوه بإسالة شحمه بالشموع المشتعلة، ووضعوه في جِرابٍ مثقَّب وأنزلوه في البحر عدة مرات، وهرب البطريرك (رئيس الكنيسة) واختفى عشرات السنين في الكهوف والجبال والأديرة البعيدة عن رقابة الرومان، مما جعلهم يضيقون ذرعاً بحكامها حتى تمنوا زوالها ـ وان اتحدوا معهم في الملة ـ بل عمل بعضهم على ذلك.
و شايع البطارقة أباطرة الدولة الرومانية الشرقية و تابعوهم في تعصبهم المقيت ضد الأقباط، فقد كانوا يدورون في فلكهم حيث داروا، فأخذوا يضطهدون مخاليفهم القائلين بالطبيعة الواحدة حتى أنهم أطلقوا عليهم لقب "الهراطقة"، والواقع أنه لم يكن في القرن الخامس الميلادي مسألة اشتد حولها الخلاف مثل مسألة الطبيعة الواحدة والطبيعة المزدوجة في المسيح أو حول الطبيعة التي يمكن التعبير عنها باتحاد الطبيعتين تعبيراً دقيقاً.
و في عهد إنسطانيوس (492/ 518م) سادت فترة هدوء نسبي ولكن لما تولى الحكم الإمبراطور يوستنيوس الأول (جوستين الأول 518/ 527 م) اشتد الاضطهاد إذ أمر بغلق الكنائس في مصر، ولم يجد الشعب المصري مكانا للصلاة، فبنوا كنيستين سراً في المكان المعروف باسم السواري غربي الإسكندرية ... وقد خطا يوستنيوس خطوة أوسع في اضطهاد المصريين وإرغامهم على قبول مذهب الطبيعتين .. وشهد عهده مذبحة كبرى قتل فيها عدد من أفراد الشعب الذين رفضوا اتباع عقيدته.
وكان جوستينيان من الأباطرة الذين أمعنوا في اضطهاد أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة وهم " المونوفيزتيون " ولو أنه حاول التوفيق بين المذهبين وهادن خصومه بعض الوقت ولكن جهوده تلك ذهبت أدراج الرياح فعاد إلى التنكيل بهم بشتى السبل منها: منع نسخ كتبهم وقطع إيدي نساخها وتشريد أحبارهم ورهبانهم وبطاركتهم وقسوسهم ولم يخف جوسنتيان بغضه الشديد تجاه الطوائف المسيحية التي لا تدين بمذهب الدولة لأنهم " لا يستحقون إلا كل ازدراء " على حد قوله، هذا فضلاً عن أنه جعل اعتناق المذهب الخلقيدوني شرطاً أساسياً في شغل وظائف الدولة، وبذلك أعطى امتيازاً لأتباع مذهب الدولة على باقي الطوائف وعمل على تطبيق هذا القانون بكل حزم
وبعد جوستيان زاد اضطهاد الرومان للأقباط حتى أن الرومان حرموا الأقباط من الكنيستين اللتين بنوهما سراً في غرب الإسكندرية ... وفي 631م عين هرقل بطريكاً ملكانياً أو ملكياً اسمه " كيرس " وهو الذي اشتهر باسم " المقوقس " وهو الذي عاصر فتح العرب بمصر، زاد اضطهاد المصريين اضطهاداً رهيباً مما نفرهم منها في وقت كانت فيه محتاجة أشد الاحتياج إلى استرضاء الأقباط بسبب حرج موقفها في حربها مع الفرس.
و استمر الاضطهاد الروماني للأقباط و للكنيسة الفبطية حتى انتهى نفوذالرومان في مصر بالفتوحات الاسلامية في القرن الأول الهجري.
يقول والتر السون فيلبس في كتابه " تاريخ العالم": (وكانت النتيجة المحتومة أن رحبت الشعوب المضطهدة ومنهم المصريون أيما ترحيب بالفاتحين " العرب " لينقذوهم مما يشكون من اضطهاد).
وهذا ما أجمع عليه المؤرخون كافة، يقول هـ. أ. ل فيشر في كتابه "تاريخ أوروبا ـ العصور الوسطى ":
(أن تلك الشقوق - أي الناجمة عن الاضطهاد ـ ظلت تتسع اتساعاً مضطرداً فأضعفت روح الولاء نحو الامبراطورية الرومانية)، مما فتح الباب على مصراعيه للفاتحين الجدد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتفق روايات ألد المؤرخين عداوة للإسلام على أنه لو لم يقع الفتح الإسلامي لأبيد الأقباط بإبادة كنيستهم وفتنتهم عن دينهم، وقد ورد في نص عهد عمرو بن العاص الى أهل مصر: "هذا ما أعطى عمرو بن العاص الى أهل مصر من الأمان لأنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، لا ينتقص شيء من ذلك ولا يساكنهم أحد من غير ملتهم". وتم النص دائما في العلاقة بين الولاة المسلمين والأقباط على رعاية أهل الذمة والوصية بأهل الكتاب عملا بالسنة والعناية بمصالح الأقباط وغيرهم من أهل الأديان. وحرص الولاة المسلمون على تقدير الرئاسة الدينية القبطية واحترامها ومخاطبتها بألقاب الشرف والتكريم.
و قد كان الأقباط هم عامة أهل مصر عندما فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه في عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلاَّ أن حسن معاملة الفاتحين المسلمين نقل وصف الأغلبية إلى السكان المسلمين، و ذلك بتحول الأقباط تدريجيا إلى الاسلام.
وهذا يفسر التحول البطئ لأبناء هذه الأغلبية القبطية من المسيحيين إلى الإسلام، والذى استغرق حوالى أربعة قرون فالعرب المسلمون الفاتحون لم يمارسوا أى ضغوط لتحويل الأقباط إلى الإسلام، كما أن الأقباط بدورهم لم يلمسوا أي تضيق على حرياتهم الدينية اعتقادا وممارسة.
النصرانية في وقت بعثة النبي عليه الصلاة و السلام:
كانت النصرانية في وقت بعثة النبي عليه الصلاة و السلام قد أطبقت على التحريف، و أجمعت على التثليث أو القول بالطبيعتين كما حكاه القرآن عنهم:يقول الله عز و جل عن تلبس النصارى بالتثليث:
قال الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم} سورة المائدة - آية 73
و قال تعالى {يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا} سورة النساء - آية 171.
و قال عز و جل {واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب} سورة المائدة - آية 116.
و قال تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30
إلاَّ ما كان من بقية الأريوسيين "الموحدين"، إذ يبدو أن حركة الأريوسيين كانت متغلغلة في كل من الشام و مصر في زمن بعثة النبي صلى الله عليه و سلم كما تدل عليه قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه، الني رواها ابن اسحاق و غيره يقول سلمان رضي الله عنه:
(كنت رجلا من أهل أصبهان, وكان أبي دهقان أرضه. وكنت من أحب عباد الله اليه، وقد اجتهدت في المجوسية, حتى كنت قاطن النار التي نوقدها, ولا نتركها تخبو، وكان لأبي ضيعة, أرسلني اليها يوما, فخرجت, فمررت بكنيسة للنصارى, فسمعتهم يصلون, فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون, فأعجبني ما رأيت من صلاتهم, وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه, فما برحتهم حتى غابت الشمس, ولا ذهبت الى ضيعة أبي, ولا رجعت اليه حتى بعث في أثري، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم, فقالوا في الشام.، وقلت لأبي حين عدت اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم, ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته .. ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني. وأرسلت الى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام, أن يخبروني قبل عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم, وقد فعلوا, فحطمت الحديد وخرجت, وانطلقت معهم الى الشام، وهناك سألت عن عالمهم, فقيل لي هو الأسقف, صاحب الكنيسة, فأتيته وأخبرته خبري, فأقمت معه أخدم, وأصلي وأتعلم. وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه, اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها, ثم يكتنزها لنفسه، ثم مات، وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه, فما
(يُتْبَعُ)
(/)
رأيت رجلا على دينهم خيرا منه, ولا أعظم منه رغبة في الآخرة, وزهدا في الدنيا ودأبا على العبادة، وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله .. فلما حضر قدره قلت له: انه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى, فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟ قال: أي بني, ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل ..
فلما توفي, أتيت صاحب الموصل, فأخبرته الخبر, وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم, ثم حضرته الوفاة, سألته فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم, فرحلت اليه, وأقمت معه, واصطنعت لمعاشي بقرات وغنمات، ثم حضرته الوفاة, فقلت له: الى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه, آمرك أن تأتيه, ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا .. يهاجر الى أرض ذات نخل بين حرّتين, فان استطعت أن تخلص اليه فافعل، وان له آيات لا تخفى, فهو لا يأكل الصدقة .. ويقبل الهدية. وان بين كتفيه خاتم النبوة, اذا رأيته عرفته) إلى آخر القصة المشهورة.
فهذه القصة تبين أن المذهب الأريوسي كان موجودا في الشام و مصر وقت بعثة النبي محمد عليه الصلاة و السلام فإن الأريوسية كانت قد انحصر فيها التوحيد دون بقية مذاهب النصارى، و كان النبي عليه الصلاة و السلام يعلم ذلك بوحي من ربه عز وجل، ففي أواخر السنة السادسة للهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، إلى كل من هرقل إمبراطور الروم والمقوقس حاكم الإسكندرية رسالة إلى هرقل ذكر فيها بصريح العبارة اسم 'الأريسيين'
و هذا نص رسالة المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى هرقل:
'بسم الله الرحمن الرحيم• من محمد عبدالله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم• سلام على من اتبع الهدى• أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين• فإن توليت فعليك إثم الأريسيين• و'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ' (آل عمران 64) •
وقد تم العثور على النسخة الأصلية لهذه الرسالة
و ذكر ابن اسحق وغيره أن هرقل أجاب مبعوث الرسول إليه، واسمه دحية بن خليفة قائلا: 'إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته، فاذهب إلى 'ضغاطر' الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم فهو والله أعظم في الروم مني، وأجوَز قولا عندهم مني، فانظر ما يقول'• وتضيف الرواية أن دحية ذهب إلى 'ضغاطر' هذا فأخبره بما جاء به من رسول الله إلى هرقل وبما يدعوه إليه فقال ضغاطر: 'صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته ونجده في كتبنا باسمه'• ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سودا ولبس ثيابا بيضاء ثم أخذ عصاه فخرج على الروم وهم في الكنيسة فقال: 'يا معشر الروم إنه قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا فيه إلى الله عز وجل• وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد عبده ورسوله'• قال دحية: 'فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه حتى 'قتلوه' (كذا!) '• فلما رجع دحية إلى هرقل وأخبره الخبر قال: 'قد قلت لك إنا نخافهم على أنفسنا• فـ'ضغاطر' والله كان أعظم عندهم وأجوز قولا مني
'• و كان جواب هرقل على الرسول عليه السلام بما يلي:'إلى أحمد رسول الله الذي بشر به عيسى، من قيصر الروم: إنه جاءني كتابك مع رسولك، وإني أشهد أنك رسول الله، نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك عيسى بن مريم• وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا• ولو أطاعوني لكان خيرا لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك وأغسل قدميك'•
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذُكِر أن النبي عليه السلام كتب رسالة إلى 'ضغاطر' الأسقف ـ و كلمة "ضغاطر " تعريب لكلمة أوتوكراتور autocrator, وهي كلمة إغريقية تعني 'الحبر الأعظم'،أي: خلَفُ السيد المسيح على الأرض ـ بعد أن علم من مبعوثه بموقفه وإعلان إسلامه قبل قتل النصارى له، وهذا نصها:'إلى ضغاطر الأسقف• سلام على من آمن• أما على إثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمة ألقاها إلى مريم الزكية• وإني أومن بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون• والسلام على من اتبع الهدى'•
ـ كما أن هناك رسالة أخرى من رسائل النبي بنفس المناسبة إلى حكام الأقطار المجاورة، يكاد نصها ـ و ردُّ الفعل الذي أثارته ـ يتطابقان مع الرسالة التي بعثها إلى هرقل وما تولد عنها من ردود الفعل، و هي رسالته عليه السلام إلى المقوقس حاكم الإسكندرية، واسمه جريج بن مينا، حملها إليه حاطب بن أبي بلتَعة على رأس وفد من ستة أشخاص• وفيما يلي نص الرسالة التي تم العثور على أصلها قرب أخميم في صعيد مصر.
نص رسالة النبي إلى المقوقس:
'بسم الله الرحمن الرحيم• من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى• أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين• فإن توليت فعليك إثم القبط• 'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ' (آل عمران 64) •
و هذا نص جواب المقوقس:
'لمحمد بن عبدالله من المقوقس سلام، أما بعد، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا قد بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام• وقد أكرمت رسلك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام'•
فكانت إحدى الجاريتين هي مارية القبطية التي ولدت للنبي ابنه إبراهيم•
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن أتباع أريوس قد تمكنوا من نشر دعوتهم في جهات مختلفة من حوض البحر الأبيض المتوسط، فكان لها حضور قوي في إسبانيا، إذ استطاع الأريوسيون تحويل الفزيقوط سكانها إلى الأريوسية بقيادة الكاهن أولفيلا (أو وولفيلا) 311 - 383 Ulfila, Ulfilas ou Wulfila الذي اعتنق مذهب أريوس وترجم التوراة إلى لغة الفيزيقوط• وقد اتخذت الأريوسية في إسبانيا طابعا سياسيا فاستقلت عن الإمبراطورية الرومانية عندما سقطت روما سنة 476م تحت ضغط ثوار النواحي (الباربار)، وقام هؤلاء الثوار في كل مكان بعزل الأساقفة التابعين لكنيسة الدين الرسمي للدولة ونصبوا مكانهم أساقفة من أتباع أريوس
استمر المذهب الأريوسي قائما في إسبانيا ولم يتم القضاء عليه فيها إلا عندما اعتنق الملك ريكاريد الأول الكاثوليكية عام 559م• ويرى بعض الباحثين في هذا التغلغل لمذهب أريوس في إسبانيا عاملا كان له تأثير كبير في تحولها إلى الإسلام بسهولة عندما فتحها طارق بن زياد عام 92هـ الموافق لـ 711 ميلادية•
تعرف المسلمون على مذهب أريوس وسموا أصحابه بـ''الموحدين'' كما أفاض بعض المؤرخين المسلمين في الحديث عنه وعلى رأسهم ابن خلدون الذي نقل في تاريخه صفحات طويلة من كتاب لمؤرخ روماني قريب العهد بالفترة التي نتحدث عنها، وكان هذا الكتاب قد ترجم إلى العربية في الأندلس•
الأيدي اليهودية كانت وراء ظهور المذهب البروتستانتي
لا شك أن كان من أهداف اليهود القديمة ـ بقدم النصرانية نفسها ـ التوغل في الدين النصراني و تحويره من أجل قيادة العالم المسيحي إلى أهداف يهودية صهيونية بحتة.
بدءاًُ بجهود بولس المضنية في هذا المجال، و مروراً بتوجيه و دعم ما سُمِّي بحركة الإصلاح الديني المسيحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد كان استشراء الفساد الذي كانت تمر به الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر الميلادي من أقوى العوامل التي ساعدت على تهيئة الأوضاع المناسبة لقيام حركة "إصلاحية" دينية، و التي أطلقها أحد القس الألماني اليهودي الأصل (مارتن لوثر) في عام 1517م، حيث قام في هذه السنة بتعليق خمس وتسعين رسالة دينية على جدار الكنيسة في ألمانيا، وأرسل نسخاً من هذه الرسائل التي يحتج فيها على فساد الكنيسة إلى باقي الكنائس الأخرى.
وفي سنة 1520م أرسل مارتن لوثر خطاباً حاداً إلى البابا (ليو العاشر) جاء فيه:
(إنك ترعى ما يسمى بهيئة الكهنوت الرومانية التي لا تستطيع أنت ولا غيرك أن تنكر أنها أشد فساداً من بابل وسدوم، وقد أظهرتُ احتقاري، وانتابني الغضب لأن الشعب المسيحي يخدع تحت ستار اسمك، واسم الكنيسة المسيحية، لهذا قاومت، وسأظل أقاوم ما وجد فيّ عرق ينبض بروح الإيمانى).
لقد كانت جميع أعمال "لوثر" إنما تشكل إعلاناً تاريخياً عن بدء الحركة الإصلاحية البروتستانتية التي أحدثت انشطاراً في الكنيسة الكاثوليكية التي يتزعمها بابا الفاتيكان في روما، و مهدت لاختراق يهودي سافر للنصرانية الكاثوليكية، و التي أدخل بموجبها (مارتن لوثر) «إصلاحات» جذرية على الديانة النصرانية،؛ حيث جعل مارتن لوثر كتاب التوراة مرجعاً حرفياً للنصارى، فأصبح كل ما يدين به اليهود من النصوص الحرفية للتوراة يدين به النصارى الذين أطلق عليهم بعد ذلك التحريف اسم: (البروتستانت)، و بذلك أصبحت النصرانية المخترقة قريبة جداً من الديانة اليهودية، ليأتي من بعده (جون كالفن) الذي صاغ الفكر البروتستانتي ليصبح متمرداً على الفكر الكاثوليكي، واستطاع به أن يسحب البساط من تحت أقدام الكاثوليك بدعوى التميز البروتستانتي عرقياً ودينياً، وتمكن من نقل معتقد (الشعب المختار) بشكله التوراتي الحرفي إلى الديانة البروتستانتية الجديدة، حتى أصبحت الشعوب التي تدين بهذا المذهب وفي طليعتهم الإنجليز يستشعرون أنهم وحدهم يمثلون الامتداد الطبيعي لـ (شعب الله المختار) المسؤول وحده عن قيادة العالم والوصاية عليه باسم الأنجلوساكسونية البروتستانتية.
و قد انطوى هذا المذهب الثوري الجديد على طمس واضح للركائزالتي قامت عليها الكنيسة البابوية، مثل:
1ـ عدد أسفار العهد القديم عند البروتستانت ستة وستون سفراً وهي الأسفار القانونية، أما باقي الأسفار وعددها أربعة عشر، فتسميها الأبوكريفيا أي غير الصحيحة فلا تعترف بها.
2ـ كما لا تؤمن الكنائس البروتستانتية بعصمة البابا أو رجال الدين، وتهاجم بيع صكوك الغفران حيث ترى أن الخلاص والفوز في الآخرة لا يكون إلا برحمة الله وكرمه وفي الدنيا في الالتزام بالفرائض والكرازة – التبشير بالإنجيل.
3ـ منع البروتستانت اتخاذ الصور والتماثيل في الكنائس والسجود لها، معتقدين أن ذلك منهي عنه في التوراة.
4ـ إلاَّ أن أخطر ما في المذهب البروتستانتي هوالخضوع الكامل لنصوص الكتاب المقدس وحده، حيث إن الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد،يقول لوثر: "يجب أن يكون الكتاب المقدس مرجعنا الأخير للعقيدة أو أداء الشعائر".
مما يجعل من النصرانية البروتستانتية مجرد تابعة لنصوص التوراة، و بالتالي للدين اليهودي، و من ثمَّ للحركة الصهيونية.
5 ـ تؤمن أكثر الكنائس البروتستانتية "الإنجيلية – الصهيونية " أن شرط المجيء الثاني للمسيح هو إقامة دولة إسرائيل في فلسطين.
ـ وفي عام 1523م أصدر مارتن لوثر كتاباً بعنوان (عيسى ولد يهودياً) قال فيه: (إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم، إن اليهود هم أبناء الله، ونحن الضيوف الغرباء، ولذلك فإن علينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها)
كذلك دعا مارتن لوثر إلى تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على تعقيدات الطقوس الكاثوليكية، كما دعا إلى دراسة العبرية على أنها (كلام الله في الناس) ثم قام بترجمة التوراة إلى اللغة الألمانية.
كل ما سبق دفع الكنيسة الكاثوليكية إلى إصدار قرار الحرمان ضد مارتن لوثر، متهمة إياه أنه من اليهود الذين تنصروا من أجل هدم الكنيسة.
وثيقة تاريخية:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد أثبتت الأيام تحالف (مارتن لوثر) مع اليهود حيث نشرت مجلة (كاثوليك جازيت) في عام 1936م وثيقة يهودية مهمة تبين دور اليهود في نشأة المذهب البروتستانتي، ومما جاء في تلك الوثيقة:
(والآن دعونا نوضح لكم كيف مضينا في سبيل الإسراع بقصم الكنيسة الكاثوليكية، فاستطعنا التسرب إلى دخائلها الخصوصية، وأغوينا البعض من رعيتها [قساوستها] ليكونوا رواداً في حركتنا، ويعلمون من أجلنا .. أمرنا عدداً من أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية، مع تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق، والكفيل بتخريب الكنيسة من قلبها، عن طريق اختلاق فضائح داخلية، ونكون بذلك قد عملنا بنصيحة أمير اليهود، الذي أوصانا بحكمة بالغة: دعوا بعض أبنائكم يكونون كهنة ورعاة أبرشيات [من أماكن العبادة عند النصارى]، فيهدمون كنائسهم.
ومع الأسف الشديد، لم يبرهن جميع اليهود من أبناء العهد عن إخلاصهم للمهمة الموكلة إليهم، فخان كثيرون العهد، لكن الآخرين حافظوا على عهدهم، ونفذوا مهماتهم بشرف وأمانة.
نحن أباء جميع الثورات التي قامت في العالم، ونستطيع التصريح اليوم بأننا نحن الذين خلقنا حركة الإصلاح الديني للمسيحية. فكالفن [هو أحد القساوسة الذين أدوا دوراً مشابهاً لدور مارتن لوثر] كان واحداً من أولادنا، يهودي الأصل، أمر بحمل الأمانة، بتشجيع المسؤولين اليهود، ودعم المال اليهودي، فنفذ مخطط الإصلاح الديني، كما أذعن (مارتن لوثر) لإيحاءات أصدقائه اليهود، وهنا أيضاً نجح برنامجه ضد الكنيسة الكاثوليكية، بإدارة المسؤولين اليهود وتمويلهم، ونحن نشكر البروتستانت على إخلاصهم لرغباتنا، برغم أن معظهم، وهم يخلصون الإيمان لدينهم، لا يعون مدى إخلاصهم لنا، إننا جد ممتنون للعون القيم الذي قدموه لنا في حربنا ضد معاقل المدنية والمسيحية، استعداداً لبلوغ مواقع السيطرة الكاملة في العالم).
وفي عام 1544م نشر (مارتن لوثر) أفكاره الصهيونية عن عودة اليهود إلى فلسطين بحجة التخلص منهم، حيث ذكر في كتابه (اليهود وأكاذيبهم) ما نصه: (من الذي يحول دون اليهود وعودتهم إلى يهودا، لا أحد ... إننا سنزودهم بكل ما يحتاجون لرحيلهم النهائي، لا لشيء إلا لنتخلص منهم، إنهم عبء ثقيل علينا) (.
وهذا النص هو أول نص يدعو من خلاله قس نصراني إلى عودة اليهود إلى فلسطين بجهد وتدخل من البشر، وعدم ترك ذلك إلى قدر الله، وهو ما كان يؤمن به اليهود، حيث كانوا ينظرون إلى النبوءة المزعومة الواردة في سفر التكوين من توراتهم المحرفة والمتعلقة بزعمهم أن الله سبحانه وتعالى قد خاطب إبراهيم عليه السلام ووعده أنه سيعطي فلسطين لنسله، كانوا ينظرون إلى أن تحقيق تلك النبوءة متروك لقدر الله، وليس للبشر حق في التدخل لتحقيق هذه النبوءة.
و حيث أن الصهيونية هي: حركة سياسية دينية تقوم على تدخل البشر في تحقيق النبوءة المزعومة عن عودة اليهود إلى فلسطين، وأما صهيون الذي اشتقت منه تسمية هذه الحركة فهو: اسم جبل في القدس، وقيل إنه من أسماء القدس.
فيكون بذلك (مارتن لوثر) أول من أطلق شرارة الصهيونية المسيحية والتي يعد ظهورها سابقاً على ظهور الصهيونية اليهودية بعدة قرون.
الصهيونية المسيحية:
كان لليهود المهاجرين من أسبانيا إلى أوربا ـ وبخاصة فرنسا وهولندا ـ أثرهم البالغ في تسرب الأفكار اليهودية إلى النصرانية من خلال حركة الإصلاح، وبخاصة الاعتقاد بالوعد الإلهي بأرض الميعاد، و بأن اليهود هم الأمة المفضلة و شعب الله المختار، كذلك أحقيتهم في ميراث الأرض المباركة.
وكانت هزيمة القوات الكاثوليكية وقيام جمهورية هولندا على أساس المبادئ البروتستانتية الكالفينية عام 1609م بمثابة انطلاقة للحركة الصهيونية المسيحية في أوربا، مما ساعد على ظهور جمعيات وكنائس وأحزاب سياسية عملت جميعاً على تمكين اليهود من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. ومن أبرز هذه الحركات: ا
1ـ لحركة البيوريتانية التطهيرية التي تأسست على المبادئ الكالفينية بزعامة السياسي البريطاني أوليفر كروميل 1649 - 1659م الذي دعا حكومته إلى حمل شرف إعادة إسرائيل إلى أرض أجدادهم حسب زعمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ و في عام 1807م أُنشئت في إنجلترا جمعية لندن لتعزيز اليهودية بين النصارى وقد أطلق اللورد ريرل شانتسبري 1801 - 1885م، أحد كبار زعمائها شعار: "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" الأمر الذي أدى إلى أن يكون أول نائب لقنصل بريطانيا في القدس وليم برنج أحد أتباعها، ويعتبر اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا 1784 - 1765م من أكبر المتعاطفين مع أفكار تلك المدرسة الصهيونية المسيحية وأيضاً فإن تشارلز. هـ. تشرشل الجد الأعلى لونستون تشرشل – رئيس الحكومة البريطانية الأسبق – أحدُ كبار أنصارها.
من انجلترا إلى أمريكا:
انتقلت الصهيونية المسيحية مع البروتسانتية إلى أمريكا من خلال الهجرات المبكرة لأنصارها نتيجة للاضطهاد الكاثوليكي، وقد استطاعت تأسيس عدة كنائس هناك من أشهرها الكنيسة المورمونية، كما يعتبر سايسروس سكلوفليد 1843م الأب اللاهوتي للصهيونية المسيحية في أمريكا.
و قد لعبت تلك الكنائس دوراً هامًّا في تمكين اليهود من احتلال فلسطين واستمرار دعم الحكومات الأمريكية لهم من خلال العديد من اللجان والمنظمات والأحزاب التي أنشئت من أجل ذلك ومن أبرزها:
1ـ الفيدرالية الأمريكية المؤيدة لفلسطين التي أسسها القس تشارلز راسل عام 1930م.
2ـ واللجنة الفلسطينية الأمريكية التي أسسها في عام 1932م السناتور روبرت واضر، وضمَّت 68 عضواً من مجلس الشيوخ، و200 عضواً من مجلس النواب وعدد من رجال الدين الإنجيليين، ورفعت هذه المنظمات شعارات: الأرض الموعودة، والشعب المختار.
كما اهتمت الكنيسة البروتستانتية بنشر الإنجيل في أوروبا وأمريكا منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ثم تطور عملها في شكل منظمات وإرساليات، ووضعت اللوائح والقوانين المنظمة لها وكذلك الميزانيات اللازمة. ومن ثم انتقل العمل التبشيري البروتستانتي إلى القارتين الأفريقية والآسيوية، وبخاصة التي كانت تستعمرها الدول الغربية ذات العقيدة البروتستانتية. ومن أوائل الذين قادوا حركة التبشير: جوف وسلي، ووليام ولبرفورس، ووليام كيري، أبو المبشرين المحدثين.
وفي العصر الحديث تعتبر الطائفة التدبيرية التي يبلغ عدد أتباعها 40 مليون نسمة تقريباً والمعروفة باسم الأنجلو ساكسون، البروتستانت البيض من أكثر الطوائف مغالاة في تأييد الصهيونية، وفي التأثير على السياسة الأمريكية في العصر الحاضر، ومن أشهر رجالها اللاهوتيين: بيل جراهام، وجيري فولويل، و المبشر المشهور "جيمي سويجارت". ومن أبرز رجالها السياسيين الرئيس الأمريكي السابق "رونالد ريجان".
...
ومضات:
ـ لم تكن عقيدة التثليث معروفة في عصر الحواريين (العصر الرسولي)، بل تعترف دائرة المعارف الفرنسية أنَّ: " تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان بطرس حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحى إليه من عند الله ". وتستشهد على ذلك بأقوال قدماء المؤرخين مثل جوستن ماراستر من القرن الثاني الميلادي حيث يصرح بأنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً، وأنه كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما تنصر عدد من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل. • لضياع النصوص الأصلية من الإنجيل نتيجة للاضطهاد من جانب وللاحتكاك والتأثر بالفلسفات والحضارات الشرقية والوثنية من جانب آخر.
ـ حملت الديانة النصرانية المحرفة عوامل اختلافها وتناقض نصوصها، الذي ظهر بشكل واضح من خلال المجامع المختلفة التي عقدت وضع أصول الدين وتشريعاته بشكل لم يرد عن المسيح عليه السلام ولا عن حوارييه. • سيطرت عقائد وأفكار بولس على النصرانية، بقول دبليو ريد " إن بولس قد غير النصرانية لدرجة أنه أمسى مؤسسها الثاني، إنه في الواقع مؤسس المسيحية الكنسية ". ويؤيده لوني دنيله، وستون استيورت، و جيمبرلين في أن بولس أضفى على المسيحية بتمزيقها إطاراً غير اليهودية ولذلك فقد صار مؤسساً لللكنائس التي أسست باسم اليسوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
و كل ما ذكر عن برنابا وبطرس في رسائل بولس فإنما هو قبل الافتراق، حيث كان لتلاميذ بولس من أمثال لوقا ويوحنا دور كبير في إخفاء تاريخها بعد الخلاف بينهما، وهذا ما أيدته دائرة المعارف البريطانية من أن قوة نفوذ وأتباع بولس أخفت تاريخ كل من يعارض بولس مثل برنابا وبطرس.
- هناك رسالتان تنسبان لبطرس يوافق فيهما أفكار بولس، أثبتت دائرة المعارف البريطانية أنهما ليستا له وأنهما مزورتان عليه حيث تتعلق بتاريخ ما بعد موته، ولم تقبلها كنيسة روما إلا في سنة (264م) بينما اعترفت بهما الإسكندرية في القرن الثالث.
- بل إن هناك نصوصاً عديدة في الرسائل تثبت زيف زعم بولس بأنه يوحى إليه، وتبين كذلك تناقضه مع نفسه ومع عيسى عليه السلام.
ـ وكذلك بالنسبة للرسالة المنسوبة ليعقوب السرياني، حيث يؤكد المؤرخون عدم صحة نسبتها إليه أيضاً، إذ أن يعقوب كان ينتقد بولس كثيرا لعدم عدم عمله بشريعة التوراة، و يلزمه بأداء الكفارة لمخالفته لها، بينما هذه الرسالة المزعومة تخالف ما هو ثابتٌ عن يعقوب.
ـ لم تعرف الأناجيل الأربعة المتفق عليها عند النصارى اليوم المعرفة الكاملة قبل مجمع نيقية (335م) حيث تم اختيارها من بين عشرات الأناجيل، وأما الرسائل السبع فلم يعترف المجمع المذكور بالكثير منها، وإنما تم الاعتراف فها فيما بعد.
- إن تلاميذ المسيح عليه السلام ليسوا بكتاب هذه الأناجيل فهي مقطوعة الإسناد، والنصوص الأصلية المترجم عنها مفقودة، بل ونصوص الإنجيل الواحد متناقضة مع بعضها فضلاً عن تناقضها مع غيرها من نصوص الأناجيل الأخرى مما يبطل دعوى أنها كتبت بإلهام من الله تعالى.
- هناك مئات النصوص في الأناجيل الأربعة تدل على أن عيسى إنسان وليس إلها، وأنه ابن الإنسان وليس ابن الله، وأنه جاء رسولاً إلى بني إسرائيل فقط، مكملاً لشريعة موسى وليس ناقضاً لها.
- وهناك نصوص أخرى تدل على أن عيسى لم يصلب وإنما أنجاه الله ورفعه إلى السماء، وتدحض كذلك عقيدة الغفران، وتبين أن الغفران يُنال بالتوبة وصلاح الأعمال.
ـ هناك نصوص إنجيلية تؤكد بشارة عيسى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ لقد تدخلت السياسة والحكام في تقرير عقائد الكنيسة وتبديلها من خلال المجامع المختلفة، وأن الأصل في الخلاف بين الكنيستين الشرقية والغربية لا ينشأ عن موقف عقدي يقدر ما هو محاولة إثبات الوجود والسيطرة.
ـ للقارئ أن يقارن هذا الاضطهاد المسيحي المسيحي داخل الديانة الواحدة بروح التسامح التي باشر بها الفاتحون المسلمون فتح تلك الممالك النصرانية فعلى سبيل المثال فحين افتح عمر رضي اله عنه بيت المقدس كتب لأهل بيت المقدس من النصارى عهدا ـ و الذي يُعد نصا تاريخيا هاماً و مرجعاً تشريعيا لدى المسلمين ـ، هذا نصُّه:
(?بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل?إيلياء من الأمان - وإيلياء هي القدس - أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم?وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا?ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على?دينهم، ولا يضارَّ أحد منهم)
و أما عن تسامح عمر رضي الله عنه مع يهود بيت المقدس فإنه لما فتح بيت المقدس أمر بتحقيق موضع الصخرة، فلما وجدت أمر بإزالة ما عليها من?الكناسة حتى قيل أنه كنسها بردائه، و كان النصارى لما حكموا بيت المقدس?قبل البعثة بنحو من ثلثمائة سنة طهَّروا مكان القمامة واتخذوه كنيسة هائلة بنتها هيلانة أم?الملك قسطنطين، ثم أمرت ابنها فبنى للنصارى بيت لحم على موضع الميلاد، و اتخذ النصارى مكان قبلة اليهود مزبلة أيضا في مقابلة ما صنعوا من قبلُ بالنصارى.(/)
(اللبرالية في القرآن و السنة) ربوبيتهم، سماتهم، تكفيرهم، ....
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:19]ـ
-
(اللبرالية في القرآن و السنة)
- ارباب اللبرالية وحكم التشريع
- اللبرالية شعار العلمانية
- اصنافهم
- احكام العصاة المنتسبين للشريعة واحكام المعين منهم
- ملامح من منهجية النقد اللبرالي العربي
- من سماتهم
- من وسائلهم
- ماذا يريدون
- آيات من القرآن تصفهم
،،،،،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:20]ـ
-
ارباب اللبرالية!
- يقول الله سبحانه وتعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (31) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33)
وقال: {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}
فمن الربوبية التشريع وطاعتهم لبعضهم في معصية الله كتشريعهم طاعة الأسياد وطاعة القادة في معصية الله وتقديمهم طاعة القانون على حكم الله، سئل حذيفة عن قوله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله)، أكانوا يعبدونهم؟ قال: لا، كانوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرَّموا عليهم شيئًا حرَّموه.
و رُوي عن عدي بن حاتم انه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي: " يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك "، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ: {اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله} حتى فرغ منها، قلت له: إنّا لسنا نعبدهم، فقال: " أليس يُحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ويحلّون ما حرّم الله فتستحلونه"؟ قلت: بلى، قال: "فتلك عبادتهم"، وفي رواية قلت: يا رسول الله، إما إنهم لم يكونوا يصلون لهم! قال: صدقت، ولكن كانوا يُحلُّون لهم ما حرَّم الله .. الحديث، رواه احمد والترمذي و البيهقي و ابن جرير وله شواهد
قال الربيع: قلت لأبي العالية: كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل؟ قال: إنهم ربما وجدوا في كتاب الله تعالى ما يخالف أقوال الأحبار فكانوا يأخذون بأقوالهم ويتركون حكم كتاب الله
عن ابن عباس قوله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، يقول: زيَّنُوا لهم طاعتهم.
وعن السدي عن ابن عباس: لم يأمروهم أن يسجُدوا لهم، ولكن أمروهم بمعصية الله، فأطاعوهم، فسمَّاهم الله بذلك أربابًا.
عن أشعث، عن الحسن: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا)، قال: في الطاعة.
قال ابن جريج: (يطيع بعضنا بعضا في معصية الله).
و قال عكرمة: يسجد بعضنا لبعض و اكثر اهل التفسير على ما سبق ولا تعارض بين المعنيين فقول عكرمة من تفسير الشيء بذكر بعضه وهذا لا يعني حصره عما سواه،
وقد حرم الله التحاكم الى غير شرعه فقال: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65)}
فهؤلاء يزعمون الإيمان ولو كانوا من الصادقين لكانوا من المتبعين وهذا حال اللبراليين المخالفين لشريعة رب العالمين، يزعمون الإيمان و يصدون اذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله، ويتحاكمون الى غير شرعه ويدعون الإحسان و لا يطيعونه صلى الله عليه وسلم و لا يحكمونه في نزاعهم وخلافهم، ولا يسلموا لشريعته،،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه: {قل أرأيتم مآ أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون} فالتشريع بغير برهان ودليل اذن الله به هو افتراء عليه، وعدم اتباع لشريعة نبيه،
ومن ذلك قوله: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فسمى اتباع الهوى ومخالفتهم لأمره كفراً ووصفهم بقوله: أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة)، فما اشبه هؤلاء باولئك و لا غرابة فإنهم من ثمارهم!
وقال: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}
ومن ذلك قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}
وقال الله: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون فسمى الله طاعتهم شركاً قال ابن كثير: (قال السُّدِّي في تفسير هذه الآية: إن المشركين قالوا للمؤمنين: كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة الله، وما ذبح الله فلا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟ فقال الله: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} فأكلتم الميتة {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وهكذا قاله مجاهد، والضحاك، وغير واحد من علماء السلف، رحمهم الله. وقوله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} أي: حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره، انتهى،
فقد حاج اهل الشرك اهل الإسلام بحجة أن (ما ذبح الله) أي ما مات بأمر الله حرمتموه و ما ذبحتم احللتموه فكيف تزعمون يا اهل الإسلام طاعة الله! وانتم تأكلون ما ذبحتم وتحرمون ما ذبح الله، فوقع في نفس بعض المسلمين شيء من ذلك فقال الله: (وإن اطعتموهم انكم لمشركون)، فمن اطاعهم في حجتهم واتبع شبهتهم المستحلة لما حرم الله كان مشركاً في الطاعة، و كقوله عن ابراهيم (يا ابت لا تعبد الشيطان) فسمى اتباعه وطاعته عبادة له، وكقوله سبحانه: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه،،
ومن مراتب الأرباب اعتقاد الألوهية في المربوب وهذا اشدها كربوبية الذوات البشرية والملائكية والجن و الحيوان و الذوات الأسطورية، وربوبية اعتقاد الحلول والإتحاد في الذوات، و ربوبية التعظيم بالخضوع ركوعاً وسجوداً لساداتهم، وربوبية الأصنام والكواكب والأشجار باعتقاد نفعها وضرها وتصرفها، وربوبية اعتقاد الضر والنفع و تدبير شؤون الخلائق لبعض الأولياء والصالحين كحال بعض المبتدعة، وربوبية التشريع والإتباع،،
فمن جهة المتبوع ربوبية، ومن جهة التابع يسمى شرك طاعة
ويقول سبحانه: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} وقال: (وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون)، وقال: (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)
وهم مخالفون لأمره وقد قال سبحانه: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
وبذلك وغيره من الأدلة يتبين أن تشريع الحلال والحرام من الربوبية، أما النظام فمنه اداري و شرعي، فالتنظيم والتشريعات الإدارية جائزة شريطة عدم مخالفته النص الشرعي وبذلك تكون تشريعات موافقة للشريعة لا مخالفة لها،
وقال سبحانه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) وسماه هدى ونور ومع ذلك نرى هؤلاء يدعون اتباعه ويخالفون امره ويبغضون حامليه والعاملين به،
وقال سبحانه: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
وهؤلاء يعتقدون أن هديهم خير واهدى واقوم واكمل من هديه صلى الله عليه وسلم ويزعمون الإسلام الذي هو الإستسلام لله بالطاعة والإنقياد له فلم يرضوا به و لم ينقادوا اليه، وقد حوى الإسلام ما في اللبرالية من محاسن واجتنب ما فيها من سيئات فكان حالهم كحال الذين استبدلوا الذي ادنى بالذي هو خير،،
والفاسق من المسلمين مقر بفسقه وظلمه بخلاف هؤلاء فإنهم يستحلون ما حرم الله وهذا هو الفرق بينهما،،
-
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:22]ـ
-
اللبرالية = العلمانية
(يُتْبَعُ)
(/)
اللبرالية احد الشعارات التي ترفعها العلمانية وتعني الحرية، وهذا الشعار شعار براق و قد دأب المضللون بحمل الشعارات وتغييرها حسب الحاجة او اذا انكشفت حقيقتها، وما تعلق اللبراليون العرب بهذا الشعار الا تمهيداً للطرح العلماني الصريح، فاللبرالية ليست منهجاً كما يدعون بل هو شعار يرفعونه،،
،،،
- (اصنافهم في الواقع والمنتديات) -
1 - لبرالي خالص
2 - صنف يجهل حقيقة اللبرالية واهدافها،
3 - صنف يجهل تعارض اللبرالية مع الشريعة الإسلامية
4 - صنف امعة من الناس،
5 - صنف ليس لبرالياً ولكنه متقنع باللبرالية و اكثر انتشاره في المنتديات ومواقع الإنترنت، كالروافض الإثني عشرية والإسماعلية الذين يعتقدون بوجوب ستر دينهم ومما يروونه عن الأئمة المعصومين حسب اعتقادهم: (وإن الكاشف لأمرنا كالجاحد له)، وهم بذلك يرون أنهم يستطيعون أن يغمزوا عقائد اهل السنة مع توفير الحماية لدينهم، كما أن تقنعهم باللبرالية يوافق الكثير من عقائدهم، فيطالبون بالصداقة قبل الزواج، ومرادهم المتعة المعظمة في دينهم، و يطالبون بعدم الزام الناس باغلاق المحلات وقت الصلاة لأنهم يرون الجمع بين الصلوات، ويطالبون بحرية المعتقد ومرادهم اظهار شعائرهم من التطبير والمظاهرات لأجل مظلومية الحسين ولعن الخلفاء الراشدين و الزحف للقبور والطواف حولها وغير ذلك، ويطالبون بالغاء الهيئة لأنها تمنعهم من اقامة اصول دينهم كالمتعة (ليس منا من لم يؤمن بمتعتنا وكرتنا) والكرة هي عودة الإمام الغائب، فتجد احدهم يصرخ في المنتديات (هل كل من اركب صديقته يريد ان يزني بها) ويردف قائلاً: ما هذا التخلف والرجعية؟، والحقيقة أنهم لا يسمون المتعة زنى بل قربة وعبادة لله!!
واللبرالي لا يعد من اهل السنة لمخالفته اصولهم، و السنة في اللغة هي الطريقة، واهل السنة أي: اصحابها الذين يتبعون هديه وطريقته بما ثبت عنه، واللبرالي لا يتبع هديه ولا يقبل الحكم بشريعته فكيف يكون سنياً،،
---
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:22]ـ
-
- (احكام العصاة المنتسبين للشريعة) -
- محلل للحرام في نص صحيح جلي
فهذا كفر وإن لم يعمل بما احله، كالمحلل للزنى و إن لم يزن، والمحلل للخمر وإن لم يشربها، فهذه الأمور علمت من الدين بالضرورة،، وسبق بيان الأدلة في حكمهم،،
- محل للحرام لوجود الشبهة
وهذا اقسام حسب الشبهة وقوة دلالة النص فاذا كانت الشبهة قوية والنص محتملاً فهذا يكون من المسائل الخلافية التي تقع ضمن الإجتهاد فمن اجتهد فاخطأ فله اجر الإجتهاد ومن اجتهد فاصاب فله اجر الإجتهاد واجر الإصابة شريطة اخلاص النية لله والا هو عاص لله ورسوله إن كان استحلاله او تحريمه لهوى في نفسه، وأما اذا كان النص راجحاً والشبهة ضعيفة فهذا من الزندقة و تتبع الرخص وهو من سمات المنافقين و من لحن قولهم، (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)،
- داعية للحرام مستبيح له استباحة ارتكاب لا تشريع
فهو داخل في قوله (يستحلون الحر والحرير .. ) على قول أن الإستحلال استحلال استباحة لا تشريع، وداخل في قوله: (فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة)، والدعوة للحرام من سمات الزنادقة واهل الفسق والفجور ومن لعنهم الله وغضب عليهم ومن ذلك اصحاب كثير من القنوات الفضائية التي تظهر الرقص و الأفلام الخليعة وكبعض اصحاب مواقع الإنترنت، والدعوة الى صغائر المحرمات من الكبائر فكيف بمن يدعوا الى الكبائر او يشجع عليها،
- مجاهر بالمعاصي غير مستحل لها ولا داعية اليها
فهذا داخل في قوله (كل امتي معافى الا المجاهرين) رواه البخاري، وقد يكون داخلاً في قوله (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب عظيم) وأما الداعية للمحرمات كاصحاب الفضائيات ومن يرخص لهم من اصحاب الأقمار الصناعية والدول المرخصة بمكاتب اعلامية لهم فهم داخلون في هذه الآية جزماً،،
- مستتر بالمعاصي
فهذا حال سائر اهل المعاصي سواء من الكبائر او الصغائر الذين هم تحت مشيئة الله
- العصاة المبتدعة
واهل السنة يفرقون بين البدع المكفرة و غيرها وبين دعاة البدعة ومقلديهم وبين الجاهل والعالم وبين المجتهد الباحث عن الحق والمتعصب، وبين من قامت عليه الحجة ومن لم تبلغه الحجة
- احكام المعين من العصاة
ولا يلزم من كل ما سبق أن يكون عينه كافراً الا باقامة الحجة و توفر الشروط وانتفاء الموانع وهذا علم يترك للعلماء الراسخين ويرد اليهم، فبعض الأحيان يحصل الظلم و التجني في هذا الباب بسبب الجهل لأحكامه وكثرة ملابساته وما يحيط به، ودقة معانيه، لذلك فإنه ليس لكل احد أن يكفر عيناً معينة تشهد الشهادتين وتلتزم شرائع الإسلام الظاهرة، بل إن فهم الحجة غير اقامة الحجة، فلا يلزم من فهم الحجة اقامة الحجة لأن المناظرين تختلف افهامهم ومداركهم و حصيلتهم العلمية التي تمكنهم من افهام غيرهم، واطلاق الأحكام على العموم عند اهل السنة لا يعني استغراق اعيانه في كل حال،،
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:23]ـ
-
ملامح من منهجية النقد اللبرالي العربي
النقد لخصومهم سائغ مستباح ولو بجور، فيبالغون في اخطائهم بل يزيدون فيبهتونهم زوراً وكذباً، و يطيرون في وسائلهم بخبر الظن، ويؤكدون الشك قبل ظهور حقيقته، بل هو الأصل عندهم المقدم على اليقين، و من خصال المنافق انه (اذا خاصم فجر)، ومن خصال المؤمنين أنهم لا يتبعون الظن لقوله: (يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن اثم .. ) وقال في اهل الضلال: (ومالهم به من علم إن يتبعون الا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً)،،
واذا نوقشت اكاذيبهم احتجوا بأن الخصم يسبغ على نفسه القداسة!
واذا نقد مسلكهم رموا الخصم بالتطرف والإقصائية
واذا نقد وثن من اوثانهم البشرية اخذتهم الحمية والغيرة على حمى ومحارم اللبرالية اكثر من غيرتهم على رسول الله، فانتقاص النبي و ما جاء به حرية رأي وفكر، بل بعضهم يتجرأ فيسيء الأدب مع الله الخالق البارئ رب كل شيء ومليكه، و تجد البعض الآخر اذا سمع ذلك يسكت على استحياء، وآخرون منهم يحتجون بأن ذلك عمل فني وصنيع ادبي! فنذكرهم بقوله (ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حباً لله .. ) فأين دعواكم من حب الله ورسوله القائل (لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
،،،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:24]ـ
-
- (سماتهم) -
من سماتهم زعمهم حب النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة مسلكه ولو ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ما اتبعوه الا قليلاً، وكما نرى ونسمع هجومهم على سنته والسخرية بهديه الا انهم لا يصرحون بذلك علانية ولكن يشيرون اشارة، فيشوهون صورة الصالحين ويحثون الناس على بغضهم للتنفير من مسلكهم والله يقول: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً) وهؤلاء يبغضون سبيل المؤمنين ويسخرون من طريقهم بحجج منها أن النقد الساخر يحتاج الى مبالغة، ولكن مبالغتهم خرجت من حد كونها مبالغة الى كذب وبهتان وهمز ولمز وهم يدركون ذلك ويحتجون بخلافه وهذا من لحن قولهم، قال سبحانه: إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون، وقال: إن الذين اجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون ... الآيات، فالإستهزاء بالصالحين سمة ظاهرة من سمات المنافقين فيرمونهم بالتخلف والرجعية و السفاهة في الرأي (واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)، فمدعي المحبة يحتاج الى امارة الإتباع لمحبوب: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وهؤلاء يدعون المحبة ولا يتبعون المحبوب بل يظهرون بغض سبيله وشريعته!
واللبراليات يزعمن حبه صلى الله عليه وسلم واتباعه ومع ذلك يسخرن من تحريم الخلطة بالرجال ومن تحريم الصداقة، وتحريم الخروج سافرات ومن الحجاب حتى سخرت سمر المقرن على قناة الحرة في برنامج نادين البدير فقالت: (المرأة السعودية كيس اسود مربوط باحكام) تعني كيس زبالة قبحهن الله، ويسخرن من تحريم السفر بغير محرم وهذا وغيره من النفاق والله يقول: (والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف)
من سماتهم مودتهم لليهود والنصارى والحمية لهم اكثر من الحمية لأهل دينهم الذي ينتسبون اليه والله يقول (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... )، وقال: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء .. ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم .. ) وهم لا يقفون عن مجرد التشبه والإتباع بل يدعون الي اتباعهم ويعظمون هذا المسلك ويحقرون ما عليه ابناء جلدتهم،،
(يُتْبَعُ)
(/)
يعادون علماء الشريعة والعلماء هم ورثة الأنبياء، و بينما العلماء وعلى سبيل المثال يحاربون الزنى ودواعيه نجدهم يدعون الى الصداقة و اتخاذ الخليلات وهذا هو الزنى ولكن يغيرون اسمه كما اخبر المصطفى: (يسمونها بغير اسمها)، فاذا ارادوا تهوين منكر من المنكرات غيروا اسمه لتكون دعواهم اكثر قبولاً، ويرمون العلماء بالسفاهة والجهل و التخلف والرجعية،،
من سماتهم التظاهر بالحداثة والتقدم شأنهم شأن القائلين: (إن هذا الا اساطير الأولين) فلكي ينفروا من طريقته صلى الله عليه وسلم يرمونه بالرجعية!، فاحتجاج اهل الزيغ بالرجعية احتجاج قديم!
ومن سمات الزنادقة الإحتجاج بالشهادتين مع لحن القول ومخالفتهم للشريعة (اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله .. )
ومن سماتهم الإحتجاج بالمتشابه وترك المحكم، ومن المحكم الذي يتركونه قوله تعالى (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .. ) فالغاية عندهم تأويله عن معناه لا اتباعه لما في قلوبهم من الهوى والزيغ، فقلبوا القاعدة من حمل المتشابه على المحكم الى حمل المحكم على المتشابه،،
وهؤلاء يحتجون بالخلاف مع انهم خالفوا ما علم من الدين بالضرورة كالولاء لليهود والنصارى و اسقاط الجهاد و تحليل الزنى ودواعيه و استباحة الخمور، وما علم من الدين بالضرورة لا يعذر فيه احد بعد بلوغه اليه وامثالهم قد بلغهم ما ورد في الشريعة ومع ظهور الأدلة فإنهم يحرفون الكلم ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله،،
ومن سماتهم غضبهم لرموزهم اكبر من غضبهم لله ورسوله
ومن سماتهم معاداتهم وبغضهم لأهل الصلاح والتقوى، فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ونقيضهم سبيل الصالحين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن سماتهم انهم يستكبرون عن الحق لأهوائهم ويكذبون النبي صلى الله عليه وسلم فيقدمون قول الفيلسوف و المنظر و الدكتور و العالم بفن من الفنون على قول الله ورسوله مع دعواهم للإسلام، (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) فكان كبره كفراً، وقال (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) وكبرهم جعلهم يكذبون هديه صلى الله عليه وسلم،،
ومن سماتهم نفرتهم من كتاب الله قال الله (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) وهؤلاء لا تزيدهم آيات الله الا نفوراً، فاذا تليت عليهم الآيات يستغشون ثيابهم ويلغون فيه، كأن في آذانهم وقراً،
يدعون الإيمان ولا يعملون الصالحات ويتواصون على الباطل ويأمرون بالصبر عليه وقد اقسم الله على امثالهم أنهم في ضلال وخسر فقال (والعصر إن الإنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
وفي لحن قولهم وفلتات السنتهم وما تخط أيمانهم أن في إيمانهم ريب (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) فهم ليسوا من جملة المؤمنين الموقنين بصدق رسول رب العالمين وليسوا من المجاهدين في سبيل الله باموالهم وانفسهم فكرهوا النفقة وحثوا على حرب الجمعيات الخيرية بعد انتشارها وتخوينها وسعوا في خرابها واغلاقها جميعاً بدون استثناء ولم يسعوا في اصلاحها والنصح لها وهم مرتابون مما بعث به محمد من كمال الدين حتى خالفوه فلم يؤمنوا بقوله (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ولم يجاهدوا بانفسهم بل حاربوا المجاهدين ورفعوا لواء جيش الخانعين،،
ومن سماتهم الرجوع لأهوائهم عند التنازع والله يقول: فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .. )
ومن سماتهم الإحتجاج بطاعة السلطان اذا وافقت اهواءهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لبشر في معصية الله إنما الطاعة في المعروف) وهؤلاء يقدمون طاعة اسيادهم ويحتجون بطاعة السلطان، والخائن لدينه لا يؤمن عليه أن يخون بلده الذي يدعي حبه، وقد غر بعض السلاطين تعظيمهم لهم والمدائح التي يسبغونها عليهم (منافقة) لإظهار الموالاة حتى يوثق بهم،،
ومن سماتهم المسرة بانخفاض دين النبي و الحسرة والكراهية لعلو شأنه
و من سماتهم في كتبهم ومقالاتهم نبذ الشمولية الإسلامية بدعوى تعارضها من الوطنية فعن ابي ذر وحذيفة وانس بالفاظ متقاربة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم) ضعيف السند صحيح المعنى شاهده: (المؤمن للؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) متفق عليه، وقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه واللفظ لمسلم، و هؤلاء قد علم من منهجهم ومسلك صحفهم واعلامهم تعاطفهم مع اهل الكفر اكثر من اهل الإسلام بل قد يخفون الحقائق ويدلسونها اذا كان فيها نصرة للإسلام واهله وبيان للحق الذي معهم!
،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:27]ـ
-
- (من وسائلهم التي يمارسونها لتحقيق اهدافهم) -
التأثير على الناشئة من الأطفال والصغار من خلال غرس القيم عن طريق الأفلام المدبلجة كالفلم المدبلج سندريلا التي اضطهدتها زوجة ابيها المتوفى، وعاملتها الزوجة وبناتها بتعسف واضطهاد كخادمة لهم في المنزل ثم بعد ذلك دعى الملك اهل البلدة لحفل راقص من اجل الأمير ليختار من فتيات البلدة زوجة، فيرقصن معه ولا تتمكن سندريلا من حضور الحفلة بسبب زوجة ابيها التي جهزت بناتها للحفلة ومنعتها، ولكن ظهرت ساحرة طيبة حققت امنية سندريلا في الحضور، وحضرت سندريلا ورقصت مع الأمير واعجب بها، لكن لباسها الفاخر كان مؤقتاً من قبل الساحرة بوقت فخرجت مسرعة وسقط حذاؤها الكرستالي، فاخذه الأمير وقام بالبحث عنها، فكثر من حوله من تدعي أن الحذاء لها لكن الحذاء لم يستطع لبسه احد، وحاولت زوجة الأب الباس الحذاء لأبنتيها بل حاولت لبسه ومنعت سندريلا لكن الأوامر الملكية كانت لا تستثني احداً فتقدمت سندريلا على استحياء و لبست الحذاء فتأكد الأمير أنها هي التي يبحث عنها، وبذلك تخلصت من ظلم زوجة ابيها بعد قصة مأساوية، ومثل هذه القصة تجعل التمرد مألوفاً عند الفتيات، و من ذلك افلام كرتون التي تظهر صوراً فجة من الميل الجنسي كخروج العينين عند رؤية انثى او استعراض العضلات امامهن، مما يجعل هذا السلوك عند الفتيان مألوفاً،،
من الوسائل ارسال الفكرة بطريقة خفية لتغرس في المتلقي بطريقة غير مباشرة وهذا الأسلوب تستخدمه الحكومة الأمريكية بكثرة في الأفلام والبرامج، ثم اصبح الإعلام العربي يستخدمه فمن ذلك طرح الموضوع مغلفاً بروح الفكاهة لشغل الذهن عن قبح الفكرة بالطرفة، او طرح الفكرة في جو عاطفي مأساوي، فمثلاً يتعاطف الناس مع المرأة المضطهدة من قبل الزوج العنيف القاسي لكن الفكرة الحقيقة والرسالة الخفية هي التمرد، فتمرد المرأة وخيانتها لزوجها اصبحت مبررة في ذهن المتلقي من حيث لا يشعر، فتهون فكرة الخيانة في نفس المتلقي والمتلقية بعد أن كانت قبيحة، ومن ذلك يأتي القيسيس مسرعاً لينقذ اطفالاً محتجزين من سطوة وحش من الوحوش فمع الموقف المصور بطريقة بطولية ينصرف العقل وينشغل بالرحمة للأطفال فيستخدم القيسس الصليب فيحترق الوحش ثم يتحرر الأطفال ويضع القسيس الصليب في جيبه الأيسر ثم فجأة يظهر وحش آخر فيبحث القسيس عن الصليب في جيبه الأيمن فيقوم المشاهد تحت الضغط النفسي للحدث والتفاعل مع الموقف بمناداة القيسيس في الباطن بأن الصليب في الجهة اليمنى حتى لا يهجم الوحش على القس ثم يقوم الوحش بافتراس القسيس فينصرف عقل المشاهد عن الهدف والفكرة التي صنع لأجلها الموقف وهي ارشاد القس على الصليب، ومن ذلك تحفيز النفوس للضحك كما هو المسلسل الهزلي طاش ما طاش فمن ذلك حلقة المحرم وفيه تأتي امرأة لتصرف من الصراف فيقول لها رجل الأمن، معذرة يا اختي لا يمكنك الصرف لأنه ليس لديك محرم، فينشغل الذهن بالموقف الساخر عن الغمز والطعن في الشريعة، والرسالة المبطنة في هذا الموقف هي القدح في الحديث النبوي لا تسافر المرأة الا مع ذي محرم، وهذا الفن يعرف باسم الرسائل الخفية، والحكومة الأمريكية تستخدمه منذ زمن لتحسين صورتها العالمية وتغيير واقع جرائمها أو على اقل الأحوال تبريرها، بل يستخدمونه حتى للتنافس على منصب الرئاسة، وهذا الأسلوب في نظرهم يفيدهم على الأقل في التشويش و تقسيم الناس المتوافقين الى قسمين وسبب الإنقسام أن بعضهم يتقبل التنازل عن المبدأ مقابل ارضاء الكوامن الداخلية كالضحك والتسلية و دعوى رفع الظلم وغير ذلك،،
من وسائلهم مد الجسور مع كل مخالف من اصحاب الأهواء و البدع لمهاجمة من يرونه العدو الأكبر اهل سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالأخص مهاجمة علماء السعودية واستغلال كل فرصة يمكن من خلالها اتهامهم و التربص بهم، ولأن اهل السنة لا يمكن أن يتنازلوا عن مبادئهم لثباتها ورسوخها ولذلك يطلقون عليهم مسمى الأصولية وقد اقتبسوا هذه التسمية من الغرب الكاثوليكي والعلماني الذي يطلق هذا المسمى على من يتلزم اصل التوراة والإنجيل كالبروتستانت، وباطلاقهم هذا على اهل السنة يعلم أنهم قوم مخالفون للشريعة مشابهون لقول
(يُتْبَعُ)
(/)
المشركين (إن هذا الا اساطير الأولين)،،
من الوسائل استخدام الكبار منهم الصغار كقطع غيار مرحلية، وبذلك يحفظ الكبار مكانتهم، و سقوط الصغار منهم لا يؤثر على الحركة العلمانية، كما ان الصغار يستخدمون لجس نبض الجمهور فاذا كانت الساحة هادئة فهذا مؤشر لزيادة جرعة الجرأة والتعدي على الحرمات الإسلامية من قبل رموز العلمانية واسيادهم، ولذلك نجد في الصحف والإعلام التطبيل لبعض الغلمان وليس القصد نصرتهم وتشجيعهم بل التضحية بهم!
من وسائلهم تشويه صورة الإسلام والمسلمين في نظر الأمم الأخرى وذلك من خلال برامج تبث معاناة بعض المضطهدين بسبب التقاليد والعادات ونسبة ذلك الى الإسلام فمن ذلك بثهم أن الإسلام يتيح للأهل اجبار الفتاة على زوج لا ترغبه، و أن الرجل اذا اغتصب امرأة تكون له ولا يمحي عارها الا الزواج منه او قتلها مع كونها بريئة من الجريمة، وأن العروس تقتل اذا لم تنزف دم العذرية ومثل هذه الأمور تبثها قناة الحرة مترجمة مع أن البرنامج معد لخطاب الأمم الغير مسلمة بلغاتهم وتبثه الحرة مترجماً!، ومن التشويه المتعمد للإسلام واهله ما تبثه طاش ما طاش من أن التعليم السعودي قائم على الإرهاب وأن التكفيريين هم من يسيطر على التعليم في السعودية وأن جماعات التوعية الإسلامية و المناشط الصيفية تغذي الإرهاب والقائمون على طاش اول من يدرك هذه الأكاذيب ولكن الخطاب في حلقة الإرهاب ليس موجهاً لنا كما نعتقد بل موجه للغرب و قد يعتبره الغربيون وغيرهم دليل ادانة كونه صادراً من سعوديين و على القناة الرسمية للدولة، ومن الحلقات التي هي موجهه للغرب حلقة المحرم التي جاء فيها أن المرأة تمنع من الشراء من المطاعم لعدم وجود المحرم ومن دخول الأسواق ومن استعمال الصراف وكل من يعرف السعودية يعرف أن هذا الأمر اكاذيب لا تمت للواقع بصلة إنما القصد منها التشويه للمجتمعات الإسلامية والسخرية بسلوكها الإسلامي سخرية مقترنة بالافتراء والكذب وتعمد التشويه، ومن وسائل التشويه ما يقوم به موقع العربية نت من رصد لأي جريمة اخلاقية او تضخيم أي خبر يتعلق بالاخلاق بغية تكوين ارشيف فساد خلقي للأمة العربية لتضاهي الأمم الغربية في فسادها، فهؤلاء يغيضهم أن تكون الأمة العربية والإسلامية امة تحمل وسام العفة و الشرف،،
من الوسائل تعويد الناس على مشاهدة الخيانة و عرض نتائجها ببرود حتى يألفها الناس وعرض صور من التمرد الأخلاقي للفتيات الصغيرات وللمتزوجات لتشجيع المجتمعات المحافظة على النمط الغربي المدفوع من قبل ايدي صهيونية وهذا النهج بدأت تركز عليه قنوات mbc خصوصاً ما يعرض على القناة الرابعة من مسلسلات خليعة قد الفها بعض الناس وتعودوا عليها فلم تعد مستغربة عندهم،،
من الوسائل تدريب الناس على الدياثة من خلال البرامج التي تقدم اشخاصاً من العرب يفاخرون بخروج اعراضهم سافرات متبرجات، وقد تخرج احداهن فتفاخر بأبيها الواعي المنفتح والذي لولاه لما وصلت الى هذا المستوى المتميز، ومن خلال عرض وابراز بعض من صنعوهن من النساء لتولي بعض المناصب واسباغ صبغة المثابرة و العظمة عليهن مع سوء مسلكهن، و من خلال عرض لقطات سيئة كعرض اللقطات المسماة رومانسية يظهر فيها الرجل والمرأة في اوضاع شهوانية مخلة بالآداب، فالحر لا يرضى ذلك لأهله أن يروا تلك المناظر لكن هناك من المسلمين تساهل في هذا الأمر ووجد عاقبة امره!
من وسائلهم استغلال اصحاب الأموال واقامة علاقات معهم مقابل دعمهم بالشهرة و المناصب لتبادل المصالح،،
المطالبة بنصر العرب في قضاياهم بالإستعانة بالغرب والإتكال على حمايتهم وقد افلحوا في اقناع الحكام في ذلك،،
اقناع الساسة ان الشعوب لا تملك اداة التقدم والتطوير والإعتماد على الخبرات الغربية في ذلك، وحتى البعثات المرسلة فإنها تذهب وتدرس لتكون فيما بعد بعثات تعمل في حدود الإستهلاك والصيانة لا الإنتاج والبحث والتطوير، بل في بعض الأحيان لا يستفاد منهم في تخصصاتهم بحجة انتظار قدوم الخبير الغربي ليشرف على الصيانة، وهذا بسبب رشاوي شركات الأسلحة الغربية للدول العربية للحفاظ على تلك العقود،،
(يُتْبَعُ)
(/)
اشعار الأمة العربية والإسلامية بالأمان الكاذب تجاه الغرب وأن العصر عصر سلام و امة الغرب امة رقي وحضارة واستقرار يجب ان تتبع و يمال لها ويؤمن جانبها،،
تشويه صورة كل ما يتعلق بالدين تحت مسمى تراث وتقاليد
وضع خطط تنموية فاشلة تستهلك ميزانية الدولة دون مردود تنموي صحيح
من وسائلهم التشجيع على الإرهاب والتطرف بالإستفزاز الظاهر بالكذب تارة والمبالغة الساخرة الممجوجة تارة، والتدليس تارة، و استغلال كل اداة في ايديهم لإستفزاز مشاعر اهل الغيرة مما يحد اولئك للتفكير في الإنتقام فاذا لم يؤخذ حقهم اتجه البعض منهم الى التطرف المقابل وهذا هو ما يريده العلمانيون بالضبط خصوصاً في دول الخليج، ورموزهم تسعى سعياً حثيثاً لتقديم قربان بشري مغفل من الأدوات وعرائس الأراجوز المتحركة باصابعهم مما يعزز الوجود العلماني في نظرهم بتوفير الحماية لهم كونهم اشخاصاً مستهدفين،،
ابراز علماء الفتنة و من عرف عنهم التساهل و تتبع الرخص وتقديمهم للناس على انهم علماء ثقات مؤتمنين، وقد حذر النبي من تتبع زلات العلماء ومن علماء الفتنة و كذلك صحابته من بعده اثر عنهم مقالات في ذلك،،
من وسائلهم وشبهاتهم الإحتجاج بوجود المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لم يقاتلهم وهم يريدون بذلك أن يمكن لهم السلطان ولا يعترضهم في اعلام ولا جمع اموال ولا تنظيم وتكتلات حزبية، فاذا احتججتم يا جراء الغرب بسنة النبي فإنا نحتج أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمكن للمنافقين في عهده بل كان من فيه امارات من النفاق منبوذا مرذولاً فلا يوليهم امور المسلمين كأمور المال و الرسل المبعوثين، ولا يمتدحهم ولا يميل اليهم ولا يسكت عن اشاعاتهم و دسائسهم و ما يذيعونه في المدينة بل قال الله فيهم (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلاً)، وقال سبحانه: (يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .. ) فما احتج به بعض الكتاب كشف امرهم واظهر سرهم واثبت عليهم ما ينفونه عن انفسهم من الزيغ والنفاق،
من وسائلهم تغطية عوار الأعداء واظهار محاسنهم حتى تنغر بهم الأمة ولا تفيق الا بعد ان يقع الفأس في الرأس كما حدث في العراق وغيره،،
يحتجون اليوم بالنقد مع انهم كانوا بالأمس يدعون الى ضده والى عدم النصيحة للفرد او الجماعة بحجة أن ذلك من التدخل في الخصوصيات على مستوى الفرد، وبحجة أن ذلك من السياسة اذا كان على مستوى الجماعة وكأن النصح في السياسات الداخلية والخارجية حق مقدس يختص بهم، فاذا انتقد كاتب يقولون الكاتب يخضع لرئاسة التحرير ورئاسة التحرير تخضع الى الرقابة والرقابة جزء من وزارة الإعلام ووزارة الإعلام جزء من الدولة وبذلك يكون نقدك نقد للسياسة وعدم رضى بها! فكل ناصح لعموم المسلمين في تلك الفترة يهاجم بأنه يتدخل في السياسة، وعندما فتح باب النقد تظاهروا انهم اول الناصحين متناسين من خونوهم ومن جرموهم ومن كانوا سبباً في ايذائهم وسجنهم بايقاع الفتنة بين اهل النصيحة واهل السياسة،،
،،،،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:28]ـ
-
ماذا يريدون؟
يريدون أن تخرج نساء الجزيرة ونساء العرب حفيدات عائشة واسماء وزينب وفاطمة، أن تخرج العفيفات فيكن لعباً في ايديهم، كادحات في النهار ككدح الإماء، راقصات بالليل كقينات الجاهلية الأولى، العفة عندهم تخلفاً، والوقاحة وسوء الأدب جرأة، والفجاجة عصرية و تطوراً، والعري في الملبس زينة وجمالاً، و مصاحبة الرجال حداثة، والنبي صلى الله عليه قال: (ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء) متفق عليه، وعند مسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)
فإين هؤلاء الفسقة من دعواهم حب الله ورسوله وهم من ينشر هذا الفساد على الفضائيات وفي الصحف و يشجعون على قراءة الروايات الماجنة و طباعتها، وهؤلاء الحثالة خونة الأعراض لا يبالون بعرض مسلم أن يقدموه على طبق العهر راقصات او ممثلات لأدوار مخزية، ولن يبالوا بعرضك أن يكون سلعة تأكلها الأعين وتمسها الأيدي،،
(يُتْبَعُ)
(/)
يريدون أن يكون شباب الأمة معطلاً اجوفاً فارغاً متميعاً امعة، مستغلين في ذلك كل الوسائل المتاحة في ايديهم،،
يريدون الغاء تطبيق الشريعة فلا قصاص مع أن غالبية الغرب يمنعون الإعدام من منطلق انجلي، ويريدون الغاء حد السرقة، وحد الزنى، وحد شرب الخمر،
فاذا منع القصاص انتشر القتل، واذا منع حد السرقة زادت جرائم السرقة وزادت جرائم القتل بسبب السرقة و عمليات السطو التي يتفاجأ فيها السارق بوجود صاحب المال مما يضطرهما للإقتتال، واذا منع حد الخمر زادت انواعاً مختلفة من الجرائم والحوادث، واذا منع حد الزنى زاد معدلات اولاد الزنى و الأمراض الجنسية و معدلات جرائم قتل الغيرة بين الإصحاب وقتل الشرف بين الأقارب، وتهدم الأسر بسبب انتشار الخيانات وزيادة الخلافات بسبب الأخدان والخليلات،،
يريدون تشويه صورة الدين في نفوس النساء باستمرار اثارة مسألة تعدد الزوجات بطريقة مستفزة للمشاعر، وهذا دائماً يستخدمونه في الأفلام والمسلسلات متظاهرين أن القصد هو عرض المسألة كقضية اجتماعية،،
يريدون الغاء المواريث ولو كان من عند غير الله لما اعترضوا عليه، فلا يعترضون على احكام الغرب المورثة للكلاب ولا ينتقصون شرائعاً تمنع المرأة من الميراث بالكلية، دعواهم في ذلك المساواة و غايتهم انتقاص الشريعة، ويكفي في الرد عليهم أن الإسلام اوجب النفقة على الذكور دون الإناث ومع ذلك جعل لها نصيباً مفروضاً، وليس للذكر حظ الأنثيين على الإطلاق الا اذا تساويا في الرتبة،
يريدون اسقاط فريضة الجهاد ذروة سنام الإسلام بل يقدحون في الفتوحات الإسلامية التي اخرجت امماً كثيرة من الظلم والإضطهاد و الجهل، وفي تناقض غريب يدعون امريكا لفرض الديموقراطية ولو بالقوة!، كما صرح بذلك غير واحد منهم كأحمد البغدادي و الهدلق وغيرهما،،
يريدون فتح الأبواب المشرعة للإستيلاء على اموال الناس بكل الطرق كارقام 700 اتصل ربحت بي ام دبليو، والرسائل الفضائية و صالات القمار والإتجار بكل شيء من المباحات والمحرمات كالخمور وغيرها كما في بعض الدول،،
يريدون اسقاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما بغضهم لهذا الجهاز الا دليل على سوء مقاصدهم و وفساد نواياهم لأن هذا الجهاز يقف لشهواتهم البهيمية بالمرصاد، ولأن العدو الذي يحث هؤلاء المرتزقة على حرب هذا الجهاز يعلم أن هذا الجهاز صمام امان للمجتمع من فساد المفسدين ويقف عائقاً امام جشعهم الرأسمالي كاقامة نواد ليلية عالمية و صالات قمار وخمارات ومراقص وغير ذلك، فيفترون الإشاعات في صحفهم وعندما رفض هذا المنهج وانكشف عواره اتخذوا اسلوب التشكيك و الإدانة للقضايا التي ما تزال تحت التحقيق، و يدعمهم في المنتديات القائلون بسرية العقائد كالإثني عشرية و الإسماعلية وهؤلاء يستبيحون الكذب على الخصوم بل يجعلونه من الطاعات المقربة لله فيتظاهرون في المنتديات بأنهم من اهل السنة ويقومون باختراع قصص عن الهيئة يصدقهم الإمعات ومن في قلوبهم مرض،،
يريدون غرس البهيمية والشهوانية بين شرائح الشباب عن طريق الإعلام المرئي بالمراقص والأفلام والقبل وتصوير غرف النوم، و عن طريق الإعلام المسموع، و عن طريق الأغاني والآهات و اشاعة فكر التمرد و ان الحب المنفلت بلا قيود هو اسمى حب وغاية!!، وكذلك عن طريق الإعلام المقروء بنشر الروايات الخليعة والقذرة والتي تحمل افكاراً سيئة وعن طريق الإعلام الصحفي الذي ينشر الفكر التغريبي ويدافع عنه ويلمع رموز واصنام العملاء ويشوه صورة الدين واهله ويشيع الكذب والتلافيق بين الناس، وسبب ذلك ان الشباب شريحة مهمة لقوام المجتمع وانتاجيته فلا بد من تخديره،،
يريدون التمهيد لنشر دعارة اعلامية عربية وقد ظهرت القوادة والدعارة اللفظية من خلال بعض قنوات الرسائل والتي يتبادل فيها رسائل الحب الساخنة و تعقد عليها المواعيد المحرمة مقابل ثلاثة ريالات للرسالة، فهؤلاء الذين وفروا هذه الوسيلة اصبحوا يمارسون مهنة القوادة العصرية، وعندما ينصح الكنترول أو توجه نصيحة لهؤلاء الشهوانيين فإن الرسالة تحجب عن الظهور،،
يريدون الحرية في الهجوم على الشريعة المحمدية بحجة النقد
(يُتْبَعُ)
(/)
يريدون منع كل من يدافع عن الشريعة بحجج مختلفة كمكافحة التطرف و التخلف و الموروثات البالية وآخرها حجة الإرهاب،
يريدون الربا الذي ينتهي بالمجتمع بالفقر بسبب التضخم و يسبب الإنهيار المالي للدولة مهما عظمت و قد ثبت فشل النظم الرأسمالية كما حدث مع امريكا و بعض الولايات الألمانية وغيرهما ولكون امريكا هي الدولة العظمى عسكرياً ارادت الخروج من المأزق بالإستيلاء على نفط العراق وهذا احد اسباب الغزو الأمريكي للعراق مع أن السبب الرئيس هو سبب توراتي،،
يريدون نشر التفكك و النعرات العنصرية بين الدول العربية وبين المجتمع نفسه وهذا يظهر جلياً من خلال موقع العربية نت، التي تحاول نشر العداوات بين الشعوب الإسلامية والعربية من خلال استغلال مواضيع مثيرة لبعض الدول وتكتب التعليقات المدسوسة باسماء دول اخرى، وحتى العبارات المسيئة لا تحذف لإذكاء الشحناء بين الشعوب باستغلال مثل هذه الردود التي لا تصدر الا سفيه او منتحل وهو حال غالب تلك التعليقات واكثر ما ينتحله اولئك هو الشخصية السعودية، ومما اشتهر به هذا الموقع من خلال الكنترول نشر شبهات بعض المذاهب على اهل السنة ولا يمكنون أهل السنة من الرد عليهم!، وفي بعض مواقع الرسائل الفضائية تستغل مثل هذه الحمية فيقوم الكنترول بالقدح في قبيلة كبيرة كثيرة العدد باسم قبيلة اخرى لإثارة الردود والتكسب من ورائهم، وكذلك من خلال المسلسلات والأفلام بالمبالغة في المفاخرة بالأنساب أوالتراث أو الأعراق والحضارات كما في بعض البرامج والمسلسلات الكويتية والسعودية والمصرية بل تصل في بعض الأحيان الى السخرية والإستهزاء بالغير، وبذلك يزرعون البغضاء بين شعوب المنطقة،
يريدون نشر الملابس الفاحشة من خلال عروض الأزياء والدعاية لها وهذه الملابس منهي عنها شرعاً كما جاء في الحديث (نساء كاسيات عاريات)، ومن النساء من قد نزع الحياء منهن واصبحن يلبسن البسة تدل على قلة العقل و ضعف الدين وذهاب الحياء
يريدون تصوير العالم العربي انه يعيش تحت وطأة سلطة المسجد كما كان يعيش الغرب تحت سلطة الكنيسة وإظهار انفسهم امام الغرب انهم ابطال الثورة والحرية ليحافظ هؤلاء المرتزقة على مخصصاتهم التي تصرفها الوزارات الغربية للعملاء في الخارج تحت بند الأصدقاء،
يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم
واقلامهم
و صحفهم
واعلامهم
يريدون هدم الدين بحجة الإصلاح
شأنهم شأن سلفهم الذين رفعوا شعار (إنما نحن مصلحون)
فمن ثمارهم تعرفونهم (؟)
،،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 06:31]ـ
-
آيات وادلة في تحريم اعتقاد اللبرالية وبيان حقيقتهم ومنهجهم
(ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون، واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون، واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)
(اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلاً ما تذكرون)
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (31) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33)
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
وقال: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}
(وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون)،
وقال: (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)،
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب عظيم)
(ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حباً لله .. )
(إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون)
(إن الذين اجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون ... الآيات)
(لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... )
(يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء .. )
(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون)
{والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً {
،،،،
وصل اللهم على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
،،
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 02:11]ـ
إنه لمكسب كبير تواجدالأخ أبو عمر القرشي بيننا , ولقد قمت سابقا بنقل موضوعه - خواطر لبرالية - هنا في المنتدى
وكانت تلك الخواطر نقلة جيد في أسلوب مواجهة هذا الكفر المطور - اللبرالية -.
وشكرا لك.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 10:48]ـ
إنه لمكسب كبير تواجدالأخ أبو عمر القرشي بيننا , ولقد قمت سابقا بنقل موضوعه - خواطر لبرالية - هنا في المنتدى
وكانت تلك الخواطر نقلة جيد في أسلوب مواجهة هذا الكفر المطور - اللبرالية -.
وشكرا لك.
الحقيقة أن الألوكة مكسب لي، وليس انا مكسب لها
وانت نقلت لي موضوعاً هنا لكنه ليس خواطر لبرالية
بارك الله فيك اخي زين العابدين ونفع بك الإسلام والمسلمين
،،
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 03:03]ـ
من خلال الصفات التي ذكرتها أخي الكريم نجد تطباقا واضحا بين الليبراليين والمنافقين سواء في صفاتهم أو أهدافهم وغاياتهم
جزاك الله خيرا أخي أبي عمر وجعل ما خطت يمناك في موازينك الصالحة ... آمين
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 10:46]ـ
الليبراليّون الخلص ليسوا في الحقيقة سوى حفنة من منافقي هذه الأمة، وهو ألصق الصفات بهم وأكثرها شبها لحالهم، فالمنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون حرصهم على الدين، ويزعمون أنهم مسلمون، وهؤلاء شابهوهم في ذلك، فهم يدعون فيما يكتبون أنهم ينطلقون من باب الحرص على الدين، وتهذيبه من مظاهر الرجعية التي فيه، ودفع ما ألصقه به المتطرفون، لكنهم في الحقيقة يرومون هدمه من طرف خفي، كما كان حال المنافقين في المدينة النبوية على ساكنها أشرف الصلاة والسلام.
أخي أبا عمر القرشي: جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الثر والنبع العذب، ونحن في شوق إلى زيادتك.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 10:47]ـ
الحقيقة أن الألوكة مكسب لي، وليس انا مكسب لها
هذا من تواضعك وسمو أخلاقك، بارك الله فيك وجزاك خيراً.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 05:30]ـ
من خلال الصفات التي ذكرتها أخي الكريم نجد تطباقا واضحا بين الليبراليين والمنافقين سواء في صفاتهم أو أهدافهم وغاياتهم
جزاك الله خيرا أخي أبي عمر وجعل ما خطت يمناك في موازينك الصالحة ... آمين
بلا شك اختي الفاضلة شذى الجنوب إنها نفس الخطوات نفس الشعارات نفس التوجهات نفس الهموم نفس التفكير نفس الشبهات نفس الشهوات فمن يكن غيرهم ان لم يكن هم ومن هم مثلهم؟
بالأمس شيوعية ثم حداثية ثم لبرالية ثم علمانية وبعد غد سيجدون شعاراً براقاً غير الأقنعة الممزقة والأستار المهتكة
ستسقط اللبرالية
لكن
سيدعون غيرها
وسيرفعون في كل زمان إنما نحن مصلحون
،،
اختي الفاضلة بارك الله فيك ونفع بك
،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 06:05]ـ
الليبراليّون الخلص ليسوا في الحقيقة سوى حفنة من منافقي هذه الأمة، وهو ألصق الصفات بهم وأكثرها شبها لحالهم، فالمنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون حرصهم على الدين، ويزعمون أنهم مسلمون، وهؤلاء شابهوهم في ذلك، فهم يدعون فيما يكتبون أنهم ينطلقون من باب الحرص على الدين، وتهذيبه من مظاهر الرجعية التي فيه، ودفع ما ألصقه به المتطرفون، لكنهم في الحقيقة يرومون هدمه من طرف خفي، كما كان حال المنافقين في المدينة النبوية على ساكنها أشرف الصلاة والسلام.
أخي أبا عمر القرشي: جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الثر والنبع العذب، ونحن في شوق إلى زيادتك.
إنها نفس الآثار
فلهم سلف وهم على آثارهم مقتدون!
رفع الله قدرك وبارك فيك
،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 06:17]ـ
هذا من تواضعك وسمو أخلاقك، بارك الله فيك وجزاك خيراً.
ابداً والله ليس تواضعاً
ولكنها الحقيقة
(لست بشيء في هذا الموقع المبارك)
حفظكم الله وبارك فيكم
،،
ـ[علي التمني]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:13]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي أبا عمر القرشي،،
والطلب: هل تستطيع أن تضع الموضوع هنا كاملا في صيغة المحرر " الوورد " ليسهل نسخه والانتفاع به؟.
15/ 7/1428
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 02:47]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي أبا عمر القرشي،،
والطلب: هل تستطيع أن تضع الموضوع هنا كاملا في صيغة المحرر " الوورد " ليسهل نسخه والانتفاع به؟.
15/ 7/1428
لعل أخانا أبا عمر انشغل نسأل الله أن يعجل برجوعه سالما غانما.
لعل أحد الإخوة يقوم بذلك.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:09]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي أبا عمر القرشي،،
والطلب: هل تستطيع أن تضع الموضوع هنا كاملا في صيغة المحرر " الوورد " ليسهل نسخه والانتفاع به؟.
15/ 7/1428
لا اعرف طريقة رفعه
حفظكم الله اخي الكريم وبارك فيكم
،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:26]ـ
لعل أخانا أبا عمر انشغل نسأل الله أن يعجل برجوعه سالما غانما.
لعل أحد الإخوة يقوم بذلك.
صدقت اخي الفاضل واعتذر من اخينا الكريم ولم امر الا بالأمس لكن قدر الله أن يحصل عطل في الإتصال،
بورك فيكم
،،(/)
«شَرْحُ القَاعِدَةِ المَرَّكُشِيَّةِ،لصاحب الفضيلة شيخنا الرَّاجِحِيّ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 09:43]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شَرْحُ القَاعِدَةِ المَرَّكُشِيَّةِ
تأليف شَيْخِ الإسْلام ابن تيْميَّة ـ رَحمهُ اللَّهُ تعالى ـ،
لصاحب الفضيلة شيخنا العلاّمة عبد العزيز بن عبد اللَّه الرَّاجِحِيّ
ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [15 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38106
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
وسلمك أخي الحبيب من كل شر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:48]ـ
الأخ الحبيب / مُحمَّد آل عامر:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
دمتم بخير.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:51]ـ
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ [16 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38192
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 02:52]ـ
جزاكم الله خيرا.
واصل نحن بانتظار المزيد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 06:48]ـ
وجزاكم خيرًا،وبارك فيكم أخانا ابن رجبٍ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 06:50]ـ
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [17 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38285
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [18 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38380
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:09]ـ
الدَّرْسُ الخَامِسُ [19 - 6 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38472
هذا آخر الدّرس لشيخنا في الدّورة العلمية الرابعة عشرة لعام 1428هـ بجامع شيخ الإسلام ابن تيميّة.
تنبيه:
وصل شيخنا في شرحه إلى [الوجه الثّاني: في تبيين وجوب الإقرار بالإثبات،والعُلو للَّه على السّماوات.] ص 54.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد(/)
السفير الأمريكي يزور مشيخة الطرق الصوفية
ـ[أبو أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 02:14]ـ
السفير الأمريكي في مصر يزور مشيخة الطرق الصوفية
--------------------------------------------------------------------------------
السفير الأمريكي في مصر يزور مشيخة الطرق الصوفية لماذا؟
للطرق الصوفية
فى إطار إهتمامه بالتيارات الإسلامية المعتدلة فى مصر طلب السفير الأمريكى الجديد السيد فرنسيس ريتشارد دونى مقابلة فضيلة الشيخ حسن الشناوى شيخ مشايخ الطرق الصوفية وقد تمت المقابلة فى مقر المشيخة العامة بالحسين وقد أوضح السفير الأمريكى اهتمامه بالتصوف منذ الصغر حيث تربى تربية صوفية مسيحية على يد أحد القساوسة الكاثوليك الذين نهجوا منهج الاعتدال الدينى ونشر السماحة والحب والإيمان بين مريديه .. وقال أنه على مدار عمله فى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى منتصف الثمانينات أهتم بقضية التصوف وشاهد عن قرب الممارسات الصوفية لكثير من الطرق وحضر العديد من الموالد – وقد طلب الذهاب إلى مولد سيدى أحمد البدوى ليحضر احتفال الطرق الصوفية بهذا المولد.
وقد أوضح سماحة الشيخ حسن الشناوى للسيد السفير فى حواره معه فى المشيخة العامة وفى كلمته التى ألقاها فى طنطا أن الطرق الصوفية مدارس روحية هدفها غرس القيم الإسلامية السليمة فى نفوس النشء وتعويدهم على السلوك الإسلامي الصحيح وعلى الطاعة والسماحة والحب والتفانى والإيثار فى إطار الشريعة الإسلامية الغراء ومنهنا لم يخرج إرهابى واحد من جموع الطرق الصوفية التى يبلغ تعداد أفرادها حوالى11مليون مريد وأضاف سماحة شيخ المشايخ بأن: أبناء الطرق الصوفية ليسوا منعزلين عن مجتماعتهم بل هم فى طليعة العاملين المخلصين فى بناء البلاد وحماية الوطن وقد ندد سماحته بالإرهاب والإرهابيين الذين يروعون الآمنين من الأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء وأن جزاء كل من يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية ما نص عليه القرآن الكريم من القتل أو الصلب أو النفى من الأرض وقد فرق الشيخ حسن الشناوى بين الإرهاب والجهاد المشروع فى مقاومة الاحتلال الغاضب للبلاد ..
وقد أبدى السفير الأمريكى إعجابه بعد زيارته للطريقة الجازولية واستماعه لابناء الطريقة وهم ينشدون المدائح النبوية والأناشيد الدينية.
مجلة التصوف الاسلامي العدد 323ذو القعدة 1426 ديسمبر
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 03:31]ـ
بناءاً على دراسات مكاتب الأبحاث الأمريكية توصلوا إلى نتائج من أهمها:
1 - أن الإسلام لا يمكن القضاء عليه.
2 - يجب إفساد دين المسلمين عن طريق المسلمين.
3 - أن أفضل طريقة للتدين يمكن أن تدعمها الحكومة الأمريكية هي الطريقة الصوفية؛ لأنها لاترى الإسلام إلا ببعض الشعائر التعبدية -كما يرون- دون قضايا التحكيم والسياسة والجهاد وغيرها.
وهذه بعض النتائج التي ذكرت في بعض الدراسات ومنها تقرير راند الأخير -كفى الله المسلمين والإسلام شرهم-.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 05:21]ـ
حيث تربى تربية صوفية مسيحية على يد أحد القساوسة الكاثوليك
هذه أحد المصادر الحقيقية للتصوف الذي يسمونه - اسلامي على حد زعمهم -
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 03:03]ـ
-
تشابهم طرقهم لذلك يجتمعون (اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله .. )
بارك الله فيكم
،،
ـ[سيد عبدالمجيد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 08:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس معنى زيارة السفير الامريكي للصوفية وطرقهم طعن في التصوف بل لما تحمله طريقتهم من التوجيه السليم الى الدين الاسلامي وما يقوم به علماء الصوفية من تربيتهم للمريدين ما هو الاخدمة الدين بتوجيه الناس الى الذكر وقراة القرآن وتذكيرهم بالله بدون تشدد ولا نفاق ولا مواربة كما يفعلها بعض التوجهات الاخرى فلب التصوف هي التخلق باخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع سنته الشريفة وفي الختام اشكر الاخ الذي ذكر هذه المقالة واثارها وجزاكم الله خيراً
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 09:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس معنى زيارة السفير الامريكي للصوفية وطرقهم طعن في التصوف بل لما تحمله طريقتهم من التوجيه السليم الى الدين الاسلامي وما يقوم به علماء الصوفية من تربيتهم للمريدين ما هو الاخدمة الدين بتوجيه الناس الى الذكر وقراة القرآن وتذكيرهم بالله بدون تشدد ولا نفاق ولا مواربة كما يفعلها بعض التوجهات الاخرى فلب التصوف هي التخلق باخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع سنته الشريفة وفي الختام اشكر الاخ الذي ذكر هذه المقالة واثارها وجزاكم الله خيراً
لعلك مخدوع ـ أخي بارك الله فيك ـ في الصوفية وأهلها، ولذلك أنصحك بقراءة كتب العلامة إحسان إلهي ظهير، وزيارة عدة مواقع اعتنت بالرد على الصوفية، وليكن دعاؤك اللهم أرني الحق حقا، وأرني الباطل باطلا،
ولقد كانت هذه الزيارة قبل سنوات، أما تقرير مؤسسة راند عام 2007 فإنه يؤكد على الصوفية، ويذكرهم أنهم أصحاب اعتدال،
وليس هذا الإعتدال إلا تمييع منهج الولاء والبراء، وتضييع العقيدة السلفية الصحيحة،
ولعل غيري من المشايخ الكبار هنا يدلون بدلوهم، وعذرا لتطفلي على موائدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس معنى زيارة السفير الامريكي للصوفية وطرقهم طعن في التصوف بل لما تحمله طريقتهم من التوجيه السليم الى الدين الاسلامي وما يقوم به علماء الصوفية من تربيتهم للمريدين ما هو الاخدمة الدين بتوجيه الناس الى الذكر وقراة القرآن وتذكيرهم بالله بدون تشدد ولا نفاق ولا مواربة كما يفعلها بعض التوجهات الاخرى فلب التصوف هي التخلق باخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع سنته الشريفة وفي الختام اشكر الاخ الذي ذكر هذه المقالة واثارها وجزاكم الله خيراً
http://www.almijhar.net/
فيه الكثير عن الصوفية بالصوت والصورة وعن الجفري خاصة
،،
موقع فيه الكثير عن الصوفية و دجل واكاذيب شيوخهم بالكتب و الفيديو
http://www.alsoufia.com/
،،
وفي هذه الصفحة مثل للأكاذيب التي يروجونها للإستقطاب العامة فيه مقطع من جزئين آخر الصفحة
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1462&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
،،،
وهنا اكاذيب الشيخ الجفري وحقده وتكفيره للمسلمين:
http://www.almijhar.net/manhaj.htm
والعامي الجاهل يصدق مثل هذا الكلام لكن الباحث عن الحق المخلص نيته لله فسيهديه الله (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
نسأل الله لك الهداية ومعرفة حقيقة ما هم عليه
،،(/)
اشتراط التحاكم إلى القانون الإنجليزي في العقود، هل تجوز الموافقة عليه للحاجة؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعرض لرجال الأعمال في تعاملاتهم مع الأطراف الأجنبية غالبا أنهم يصرون على وضع شرط التحاكم فيما إذا وقع نزاع فإن المحاكم الإنجليزية هي صاحبة الاختصاص للنظر في النزاع.
والطرف الآخر قد يكون غير مسلم، وقد يكون مسلما ولكنه يرغب في سرعة البت في النزاع، لأن القانون الإنجليزي ينظر في نصوص العقد، ويحكم في النزاع وفق ما تراضى عليه الطرفان من النصوص الواردة في العقد، فهل ديانة الطرف الآخر مؤثرة في الحكم؟
وإذا علم أن كل العقود الكبيرة يذكر فيها هذا الشرط، ومنع توقيع المستثمر على العقد لوجود هذا الشرط سيمنعه من التعاملات التجارية الخارجية، فهل يدخل هذا في عموم البلوى، وقاعدة: إذا ضاق الأمر اتسع، وقاعدة الحاجة تنزل منزلة الضرورة، سواء أكانت الحاجة عامة أم خاصة؟
وهل يمكن أن نستخرج من حديث:" اشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق" أنه يصح أن يوافق أحد المتعاقدين على الشرط الباطل وينوي عدم تطبيقه لأن وجود كعدمه؟
وهل يمكن أن يكون الحل بإضافة عبارة: يحل النزاع إن وجد وفق القانون الإنجليزي بما لا يخالف الشريعة؟
وكل هذه الأحوال إنما هي فيما إذا رفض الطرف الآخر التعاقد إلا بوجود هذا الشرط، فيكون من باب آخر العلاج الكي.
ومع العلم بأن كل العقود الخاجية يذكر فيها مثل هذا الشرط، ورجال الأعمال في حرج شديد ويبحثون عن مخرج شرعي.
أسأل الله أن يجزي خيرا من أفاد في المسألة برأي أو نقل أو بحث.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 12:53]ـ
وجدت في بعض البحوث ذكر لجواز ذلك في حال الضرورة، وذلك في حال الدولة التي تحكم بالقانون الوضعي، ولا يسلم من ذلك أحد ممن سافر إلى تلك البلاد بدأً بختم الجواز.
وليست هذه مسألتنا ...
ولكن المسألة في مستورد مسلم لبضاعة من بلد يحكم بالقانون، واشترط التحاكم للقانون، أو بنك إسلامي تعاقد مع طرف آخر لتمويله، أو نحو ذلك من أوجه العقود التجارية.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 02:21]ـ
المقدمة الأولى: تحريم الرضى بحكم الطاغوت
لا حُكم أحسن من حُكمه سبحانه وتعالى: {أَفَحُكمَ الجاهليةِ يَبْغونَ ومَنْ أحسنُ مِن اللهِ حُكمًا لِقومٍ يُوقِنون}. فتأمل هذه الآية الكريمة وكيف دلّت على أنّ قِسمة الحكم ثنائية)
المقدمة الثانية: تحريم إرادة التحاكم إلى الطاغوت
وقد نفى اللهُ الإيمانَ عن مَن أراد التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من المنافقين، كما في قوله تعالى: {أَلمْ تَرَ إلى الذينَ يَزْعُمونَ أنّهم آمنوا بما أُنْزِلَ إليكَ وما أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُريدونَ أنْ يَتَحاكَموا إلى الطاغوتِ وقدْ أُمِروا أنْ يكفُروا به ويُريدُ الشيطانُ أنْ يُضلّهم ضلالا بعيدًا}.
المقدمة الثالثة: وجود الرد إلى الشرع عند التنازع
والردّ إليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عزّ وجلّ: {فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}.
وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يُحَكِّموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي، وبالقسم؛ قال تعالى: {فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيتَ ويُسَلِّموا تسليمًا})
المقدمة الثالثة: جواز التحاكم لغير الشريعة في حال الضرورة
فقد أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله من سأله عن التحاكم للطاغوت لأخذ الحق، بأنه ليس له أن يتحاكم إليهم إلا عند الضرورة إذا لم يتيسر له الحصول على حقه إلا بذلك (فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله 23/ 214.).
وأفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأنه يجوز للمسلم التحاكم إلى المحاكم الوضعية إلا عند الضرورة إذا لم توجد محاكم شرعية (الفتوى ذات الرقم 19504.).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: هل يجوز أن نتحاكم إلى من يحكمون بالقانون الوضعي إذا كنا محقين أو نترك حقوقنا للضياع؟
الجواب: ذكر ابن القيم في أول كتاب (الطرق الحكمية) أن من الفقهاء من قال: لا نتحاكم إليهم، وقال: هذا لا يمكن أن تصلح به أحوال الناس لا سيما مع كثرة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فلك أن تتحاكم إليهم لكن لو حُكِمَ لك بغير ما أنزل الله فرده، وأما أن تضيع حقوق الناس فلا، لأنه ربما تكون أملاك وفيها ورثة كثيرون فلا يجوز أن نضيعها من أجل أن هذا يحكم بالقانون، بل نتحاكم إليه فإن حكم بالحق فالحق مقبول من أي إنسان، وإلا فلا (الشرح الممتع 4/ 244).
بقي القول في حال من لم يرض ابتداء، ولا أراد، وليس ثمت ضرورة، ولكن الحاجة إلى التوسع في التجارة والاستفادة من الأسواق الخارجية في البلاد التي تحكم بالقانون الوضعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 03:26]ـ
أضاف أحد الإخوة مسألة وهي أن من يدخل أي دولة يلزمه أن يوافق على تطبيق قوانينها، من دخوله لتلك الدولة إلى عقد استئجار الغرفة في الفندق، وأكثر أسفار الناس ليست ضرورية، فهل يمكن أن تجوز للحاجة وعموم البلوى.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبيه الكريم, أما بعد ..
راجع:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2409
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95865
ولي عودة ووقفات مع بعض ما ذكرت إن شاء الله ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:32]ـ
وجدت في بعض البحوث ذكر لجواز ذلك في حال الضرورة، وذلك في حال الدولة التي تحكم بالقانون الوضعي،.
هل تقصد جواز إبرام العقود التي تتضمن اشتراط التحاكم للقوانين الوضعية؟ في أي البحوث وجدت ذلك, أرجو ذكر ما عند من مصادر وروابط حتى يعم النفع.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: هل يجوز أن نتحاكم إلى من يحكمون بالقانون الوضعي إذا كنا محقين أو نترك حقوقنا للضياع؟
الجواب: ذكر ابن القيم في أول كتاب (الطرق الحكمية) أن من الفقهاء من قال: لا نتحاكم إليهم، وقال: هذا لا يمكن أن تصلح به أحوال الناس لا سيما مع كثرة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فلك أن تتحاكم إليهم لكن لو حُكِمَ لك بغير ما أنزل الله فرده، وأما أن تضيع حقوق الناس فلا، لأنه ربما تكون أملاك وفيها ورثة كثيرون فلا يجوز أن نضيعها من أجل أن هذا يحكم بالقانون، بل نتحاكم إليه فإن حكم بالحق فالحق مقبول من أي إنسان، وإلا فلا (الشرح الممتع 4/ 244).
قد بحثت في الطرق الحكمية ولم أجد الكلام الذي أشار إليه الشيخ ابن عثيمين, فالظاهر أنه وهم منه, وقد أشرت لذلك في مواضيع أخرى ولم يجب أحد عن هذا حتى الآن
تنبيه: ألاحظ أنك نقلت ما يذكره كثير من المعاصرين من الترخيص في التحاكم للطواغيت للضرورة, وجعلته قولا لهم في مسألة الموافقة على اشتراط التحاكم للطواغيت في العقود, وفي نظري أن هذا غير دقيق, وأن لا تلازم بين المسألتين وإن بدا لك التشابه بينهما, هذا على عجالة, ولي عودة, والله أعلم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 10:13]ـ
الذي أفهمه من مشايخنا أن إذا كان للمسلم حق عند آخر، ولم يستطع الحصول عليه إلا بالتحاكم لدى الطاغوت، فله ذلك، قال الشيخ ابن خنين - عضو هيئة كبار العلماء -: وهي من باب الظفر بالحق
وإن رفع دعوى عليك، فإنك تدافع عنه من باب دفع الصائل.
ـ[القانونى]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 04:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم عبد العزيز، الأخ الكريم الحسنى
أرجو أن تنتبهوا إلى جوهر المسألة، المشكلة ليست فى التحاكم إلى غير الشريعة، لأن الأمر فيها محسوم، فإما أنك فى حال إختيار ففى هذه الحالة يحرم عليك الإحتكام لغير شريعة رب العالمين، وإما أنك مضطر، وحكم المضطر معروف ومحفوظ، فالضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها.
المشكلة أن هذا نظام قضائى مفتوح الخيارات، وهو نظام التحكيم فى المعاملات التجارية على مستوى العالم، بل وفى المشكلات السياسية أيضا، كما حدث بالنسبة لقضية طابا، وجدار الفصل العنصرى الصهيونى فى فلسطين المحتلة.
فى هذا النظام يمكنك إختيار القانون الواجب التطبيق على النزاع بالإتفاق مع الطرف الآخر أى المتعاقد الآخر.
وتكون الغلبة والقوة فى فرض شروطه للطرف الأقوى إقتصاديا ومادياً، وأحياناً تكون للأضعف الأذكى والأعلم بنظام التحكيم القانونى.
وهذا يمكنك أخى أن تحكم الشريعة الإسلامية بصورة مباشرة منصوص عليها، أو بطريقة غير مباشرة، لأن من بين النظم المعمول بها فى هذا النظام، أن طرفى العقد يتفقان على تحكيم قواعد العدل والإنصاف، ومن هنا يمكنك أن تختار محكماً مسلماً عدلاً، يستطيع أن يطبق حكم الشريعة فى النزاع.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأن خصمك من حقه إختيار محكم، والمحكمان يقومان لاحقاً بإختيار محكم مرجح بينهما.
ومهمة المحكم المسلم أن يجر الهيئة بذكائه لتطبيق حكم مأخوذ من الشريعة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيكون دعوى للحكمين الآخرين إن لم يكونا مسلمين، وفى نفس الوقت نجاة للطرف المسلم.
طبعاً أكرر أن الأمر ليس بهذه السهولة، حتى لا يسخر أحد من الأخوة القانونيين من كلامى، ولكن أنا أريد أن أبسط لكما الفكرة، بارك الله لكما - إن لم تكونا قانونيين -
وهذا هو أحد الأسباب التى دفعتنى لأضع مشاركة عن عار شراء الرسائل الجامعية وسرقة الألقاب
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3425
إذن لكى تتلافى هذا عليك أن تحسن إختيار ممثل قانونى لك على يكون دراية بفقه الشريعة و بنظام التحكيم، وبخاصة إذا كانت معاملاتك، فى الإنشاءات والتوريدات الهندسية (كهربائية، ميكانيكية، ................. الخ) لأن هناك نماذج دولية تسمى [عقود منظمة الفيديك، والفيديك إختصار للإتحاد الدولى للمهندسين الإستشاريين]
بالفرنسية [ Federation Internationale Des Ingeniers-Conseils ]
بالإنجليزية [ International Federation consulting Engineers ]
هذا المجلس الإستشارى وضع نماذج للعقود الأشهر استعمالاً فى هذه المجالات.
الغاية أن الأمر به الكثير من التعقيدات والدراسات لا يتسع المقام لبيانها وشرحها.
لذا أردت التنبيه، بدلاً من أن ننشغل بقضية محسومة لنعيد البحث فيها، وتضيع علينا المليارات علينا أن نبحث فى جوهر الأزمة.
بقى أن أوضح أن المحكم ينفصل عنك بمجرد تعيينه أى أنه ليس ممثلاً لك، بل هو قاض، أن تقول أننى أوافق على حكمه لى أو على.
وبعد تعيينه يكون لك محام، أو ممثل قانونى يمثلك أمامه.
الخلاصة أن نظام التحكيم هو عبارة عن محكمة خاصة، يقوم بإنشائها الخصوم لعدة أهداف منها.
1 - إحاطة معاملاتهم بالسرية، لأن الأمر لا يتم تداوله فى المحاكم بحيث يمكن أن يقوم أحد بطريقة أو بأخرى بالتعرف على أسرار الخصوم.
2 - تجنب وهروب من المحاكم العادية، لطول فترة نظرها للدعاوى وكثرتها، وكذلك ارتباط لقواعد التى تطبقها بالنظام العام للدولة، وعليها يهرب الطرفان لنظام يحل ما بينهما من مشكلات فى أسرع وقت، وفى سرية تامة.
3 - اللاجئون لنظام التحكيم لا يريدون قطع ما بينهم من تعاملات، ونظام التحكيم يتم فى أجواء صداقة دون مشاحنات، هذا بحسب الأصل، وبعد الحكم يواصلاتن تعاملاتهما معا.
وأود التنبيه على أن هذا النظام وإن كان جديداً نوعا ما على أسماعنا، فهو قديم، فى الغرب، حيث أنه نشأ بعد الحرب العالمية الثانية تقريباً.
أرجو أن تكون الفكرة قد وضحت نسبياً.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 11:40]ـ
أخي " القانوني "
لو افترضنا أن المسلم يستطيع أن يلزم المتعاقد معه أن التحاكم يكون للشرع عبر محكم يحكم به, فإن تلك تكون صورة أخرى ليست محل البحث, ولا إشكال فيها
الإشكال حيث تلزم العقود بالتحاكم لمحاكمهم, أو تلزم بالتحاكم لمحكمين يحكمون بغير الشرع, وهذا حسب علمي القاصر بواقع التعاملات أنه هو الأغلب في عقود وتعاملات اليوم, إلا أن كنت تتحدث عن عقود التوريد بصورة خاصة فأصدقك أني لست متصورا لواقعها
وعلى كل حال المسألة تحتاج لبحث في صورتها التي يكون فيها التحاكم لغير الشرع, والسؤال يظل مطروحا
والمسألة ليست محسومة أخي, فبعض أهل العلم من المعاصرين يصر على أن التحاكم لهم لا يجوز إلا في حال الإكراه, لأن التحاكم ناقض, والكفر لا تبيحه الضرورة (وبالمناسبة هذه قاعدة استدل بها أهل العلم في مسألة فك السحر بالسحر) , ومن أشهر هؤلاء ابن سحمان حيث يرى أن الشحص يترك حقه يذهب بل لتذهب عليه الدنيا بأسرها ولا يتحاكم للطواغيت, وكلامه موجود في الدرر السنية, هذا من جهة
ومن جهة أخرى, لا أرى تلازما بين أن ترخص في التحاكم للطواغيت للضرورة ثم تقول بعدم جواز توقيع عقد يلزم بالتحاكم إليهم, لأن من يوقع العقد يفعل ذلك مختارا ويتسبب في وقوع المفسدة عليه, ثم إن في ذلك إظهارا للرضا بكفرهم في حال السعة, بخلاف مسألة التحاكم فإنه يكون أمام خسارة ماله أو تضييع حق له, فهو في حال ضيق
ومن يرى عدم الترخيص في التحاكم للمضطر, فقد يقول أن في توقيع العقد من المسلم بعد محاولته تغيير هذا الشرط الباطل وإصرار الطرف الثاني عليه, فإن ذلك الشرط يكون لغوا ما دام المسلم عازم على عدم العمل به وترك التحاكم إليهم ولو ضاع حقه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله من جهة نظرية, أي أنه من الممكن عقلا أن تتصور وجود من يقول بالترخيص ثم لا يجيز توقيع هذه العقود, وكذلك بالنسبة لمن لا يرخص فإنه قد يجيز توقيع هذه العقود, أما أنه يوجد عمليا أو لا, فهذا يحتاج لسبر أقوال المعاصرين, وهنا تأتي الصدمة, حيث ستكتشف أنك تسبح في البحر وحيدا!!
ـ[القانونى]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الكريم الحسنى
الرد الذى وضعته من قبل، كان هدفه التوجيه إلى تناول المشكلة بطريقة صحيحة ونجد لها مخرجاً شرعياً.
ويبدو أنك غير قانونى، لأنك لم تصرح فى ردك الأخير بهذا.
وهذا ما يجعلك لا تستطيع الخروج من دائرة التصور التقليدية، بتحرير موضع النزاع ثم مناقشته فى ظل أبواب العقيدة فقط.
غياب الصورة الكلية للواقع عنك أخى ستجعلك تدور فى ظل التفريع، والتقدير، وماذا لو ............. الخ.
عندا ذكرت لك أخى الكريم - أحسن الله اليك - أن الأمر محسوم، كنت أعنى ما أقول، ولكن يبد أنك لم تتصور مجمل كلامى.
أعود فأقول، الأمر محسوم من الناحية الشرعية، بل هو من البدهيات.
فالأمر لا يخلو من أحد فرضين لا ثالث لهما أبداً:
الفرض الأول: حالة السعة والإختيار، وفيها المسلم يملك قراره ويستطيع أن يقول لا، وأن يلغى التعاقد، أو لا يتعاقد ابتداءً، وهنا فالتحاكم لغير شريعة الله باطل وحرام، يعرفه كل مسلم، بحكم انه من المعلوم من الدين بالضرورة، فإنك لا تلقى إنساناً أبداً، إلا وقال لك [إن الحكم إلا لله]، [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون]، [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون]، [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون] ............... الخ من الآيات الدالة على حاكمية هذه الشريعة.
الفرض الثانى: حالة الإضطرار، وفيها لا يستطع المسلم الراغب فى التعاقد أن يفرض شرطا، أو يمنع اشتراط آخر، نظراً لحاجته أو حاجة المجتمع المسلم إلى ذلك التعاقد كأن يتعاقد على دواء أو غذاء أو ما إلى ذلك، وهنا حالة ضرورة واضحة، والضرورات تبيح المحظورات، فإن أبيح لك التعاقد بنص الآية [فمن أضطر غير باغ ولا عاد ....... ] وجب على المسلم المتعاقد أن يبرم من التعاقدات ما يحتاج إليه بالفعل، ولا يستمرئ مثل هذه التعاملات المباحة للضرورة تطبيقا للقاعدة الملحقة بالقاعدة المذكورة من قريب [والضرورت تقدر بقدرها].
لذا أقول لك أخى عفا الله عنى وعنك، إن كنت من أصحاب مثل هذه التعاقدات أو تعمل ممثلاً لمن يتعاقد بمثل هذه الأحوال فعليك أن تبحث عن المؤسسات التى توفر لك دورات فى نظام التحكيم، لأن معرفتك وتصورك له، ستغير طريقة تناولك للمسألة.
وعلى أية حال موضوعك وموضوع الأخ عبد العزيز، فى غاية الأهمية، أتمنى مشاركة باقى الأخوة الأعضاء،لكن فى ظل المعطيات التى قدمتها فى ردى الأول، حتى يكون الحوار مثمر للواق، ولا يظل حبيس الإفتراضات العلمية ف دائرة الفقه وحده دون أن نمس الواقع، وهذه هى إشكالية الحالى.
أسأل الله أن يرزقنى وإياك وأهلنا، وجميع إخواننا، علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
صاحب الموضوع تحدث عن عقود يلزم فيها العاقد أن يتحاكم للقانون الإنجليزي عند وقوع النزاع, كما أن كثير من العقود التي يحتاجها الناس اليوم يكون التحاكم فيها لمحاكم وضعية لا تحكم بالشريعة, وليس التحكيم خيارا دائما, وهذا واقع وليس افتراضات ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:39]ـ
وأما قضية محسومة أو غير محسومة, فأنت تصر أنها محسومة, وأنا أقول لك ربما هي كذلك عندك وعند كثير من المعاصرين, ولكنها عند بعض أهل العلم ليست كذلك, وأدلتهم لها وجاهتها, وهذه مسألة أخرى لا نريد أن نسلسل الكلام بالتوسع فيها, فقد نوقشت قبل ذلك في ملتقى أهل الحديث وكتبت فيها بعض الكتابات هنا وهناك, وإن كانت لا زالت بحاجة للبحث والتحرير
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 11:57]ـ
أخي القانوني:
الإشكال في الموضوع له جانب عقدي (بفتح القاف)، ولذا فلا يشترط في المحاور أن يكون دارسا للقانون، ومع ذلك فأنا دارس للقانون ...
ولكونه مشكلا طرح في هذا المتدى،
ولو رضي الطرف الآخر في العقد بالتحكيم، لكان هو الحل والمخرج الشرعي، مع بقاء إشكال أن من شروط التحكيم أن يكون المحكم مؤهلا شرعا، والطرف الآخر يعين محكما موثوقا عنده ..
كما أن التحكيم يكون وفقا لأي قانون، وهذه مشكلة أخرى ...
وقد طرح الدكتور البعلي هذا الحل، ولكن يبقى الإشكالان المتقدمان
كما طرح الدكتور حسين حامد حسان هذا الحل، وأعلن أنه بصدد إنشاء مجلس للتحكيم الإسلامي، يحقق الضوابط الشرعية في المحكم وفي قواعد التحيكم، وأنه سينشأ في دبي، ولم نسمع عنه بعد ذلك ...
كما أن كثيرا من الأطرف يرفض هذا الحل، لأن التحكيم له كلفة قد لا يستطيع تحملها كل الأطراف ...
بقيت مسألة سفر الصحابة للتجارة في بلاد الكفار، هل يمكن أن يؤخذ منه أنهم يعلمون أن النزاعات الحاصلة ستحل بمعزل عن الشريعة، وأن في ذلك موافقة ضمنية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 09:03]ـ
بقيت مسألة الحاجة، ومدى توافر شروطها، ولكنه يرجأ لصعوبة انطباق شروطه
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 11:16]ـ
أخي عبد العزيز, لا بد أن تثبت أولا كون الصحابة كانوا يسافرون من دار الإسلام حيث يحكم بالشرع إلى دار الكفر من أجل التجارة, ثم إن فعلت ذلك سنتناقش في صحة التفريع على هذا .. فالطريق طويل والمسألة صعبة
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:55]ـ
ألم يثبت عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سافر إلى بلاد الروم للتجارة بعد الهجرة؟
حقيقة ... لا أتذكر الآن ثبوت ذلك، فإن كان مؤثرا في الحكم، فيحتاج الموضوع إلى جرد لبعض الكتب لاستخراج نظائر ذلك، وإن كنت أخشى ألا يفيد ذلك، لأن من المعلوم أن عدم ذكر التحاكم أهون بكثير، وعلماؤنا يفتون بجوازه وعند النزاع يجوز الدفاع من باب دفع الصائل وتجوز المطالبة بالحق من باب الظفر به ...
ولذا فلا أظن في هذه المسألة مستندا للجواز ...
بقيت مسألة الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، سواء أكانت عامة أم خاصة كما في الأشباه والنظائر للسيوطي، بعد أن يستنفد التاجر المسلم جهده في اشتراط إلى القضاء الشرعي في المملكة العربية السعودية، ثم ينتقل إلى حل التحكيم.
وقد طرح الدكتور عبدالحميد البعلي والدكتور حسين حامد حسان طريق التحكيم، ليكون حلا شرعيا لهذا الإشكال، ولكن عرض لهذا الحل أمران:
الأول: أنه يشترط في التحكيم أن يكون وفق قانون محدد، كأن يقال: يعين كل طرف محكما، ويختار المحكمان طرفا ثالثا، ويكون مرجع التحكيم نصوص العقد، وقواعد العدالة وفق القانون الإنجليزي، فهل يصح هذا الأمر، وهل يكفي إضافة عبارة: بما لا يخالف الشريعة الإسلامي؟
الثاني: أن الطرف الآخر سيعين محكما يثق به، وهو في الغالب لا يدين بالإسلام فضلا عن أن تتوافر فيه شروط القاضي من فهم للشريعة، والعدالة وغيرها، فهل يكفي أن يكون المحكم المعين من الطرف المسلم مسلما، مع اشتراط أن يكون رئيس لجنة التحكيم مسلما، أم لا بد أن تتوافر شروط التحكيم التي نص عليها الفقهاء في جميع المحكمين؟
ولنزيد إيضاح حجم المشكلة، نقول:
إذا كان الطرف الآخر من دولة إسلامية لا تطبق الشريعة الإسلامية في القانون التجاري، فهل تؤثر قلة المخالفات الشرعية في ذلك القانون أو كثرتها، وهل يؤثر كون القضاة لا تنطبق عليهم الشروط الشرعية، وقد يوجد بينهم امرأة، أو قاض غير مسلم؟
والذي يظهر أنه لا فرق بين التحاكم إلى القضاء الإنجليزي والقضاء الإماراتي والقضاء المصري ...
وتطبيق المنع سيمنع من التعامل الأجنبي بشكل نهائي ...
وقد اقتنيت كتباب الاستحسان للدكتور يعقوب الباحسين، وقرأت فيه ما يفيد إمكان إجازة بعض الأمور إذا ترتب على المنع مفاسد كبيرة، وفقد مصالح كثيرة ...
فهل يمكن إجازته استحسانا بعد استنفاد الطرق الشرعية، والسعي إلى إيجاد مجلس تحكيم إسلامي، بأسعار مناسبة، ويكون الجواز للحاجة التي تقدر بقدرها ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 05:02]ـ
ولعلي أبحث يومي الخميس والجمعة في هذه المسألة، لأضيف خلاصة ذلك صباح السبت - إن أعان الله ومد في العمر ...
والذي سأبحثه: ضوابط الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة
ومدى إمكانية تطبيق الاستحسان على هذه المسألة
ولأن أبا فاطمة أصولي، فإنه سيثري هذا الموضوع بإضافاته وتصويباته - أسأل الله أن ينفع به ويوفقه في الدارين ...
عبدالعزيز الدغيثر
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 08:16]ـ
بالنسبة لأثر أبي بكر لم أصل لشيء فيه, وليتك تفيدنا حوله, علما بأن ذهاب بعض الصحابة للتجارة في دار الكفر - إن ثبت - لا يلزم منه التحاكم إليهم أو الموافقة على ذلك في العقود والتعاملات, ولم أقف على من قال بذلك, بل قول المالكية هو تحريم دخول دار الكفر للتجارة لئلا تجري على الداخل أحكام المشركين في تجارة أو غيرها, ولم أقف على من رد قولهم بأن التحاكم يرخص فيها في مثل هذه الحالة ..
أنا لست أصوليا أخي عبد العزيز, ولذلك جد في بحثك لنستفيد جميعا بارك الله فيك, ولا تنتظر مني شيئا قد لا أملكه
أخي الكريم دعني أسجل بعض النقاط, وقد يكون بعضها مكررا:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - لم يوافق بعض أهل العلم على الترخيص في التحاكم للطواغيت حال الاضطرار, وقد نقل أقوال هؤلاء الهرفي في بحثه المعنون له بـ (حكم التحاكم للطواغيت لأخذ حق أو رفع مظلمة) فقال ناقلا عن أبي الحسن الندوي:
(إن بقاء قانون الأحوال الشخصية الإسلامي هو الضمان الوحيد لتمسك المسلمين بصبغتهم الدينية، وسيؤدي انتهاكه إلى فقدان المسلمين لشخصيتهم شيئاً فشيئاً ومن ثم ضياعهم كما ضاع غيرهم في بلدان أخرى. ومما يؤسف له أنه حينما تحرج المسلمون من التحاكم للقوانين الأجنبية واستفتوا الأزهر عن مدى صحة التحاكم لتلك القوانين.؟ جاءتهم الفتوى، بإمكانية التحاكم إليها، والعمل بها وإن خلاف ذلك يضيع على المسلمين مصالحهم. فأخذوا بتلك الفتوى ولا شك أن في ذلك نظراً؛ لأن التحاكم إلى تلك المحاكم الأجنبية تحاكم إلى غير ما أنزل الله.) ()
وقال بهذا القول الشيخ على الخضير: (لو حصل للمسلم خصومة في ديار الكفر فهل يجوز أن يترافع إلى المحاكم الوضعية؟ الجواب: لا يجوز لقوله تعالى: " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ " (المائدة:50) وقوله:"ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فأُولئكَ هُمُ الكافِرونَ" فإن كان حقه قليلا فلو تركه لله عوضه الله خيرا منه وإن كان فيه كثيرة وتصالح هو و خصمه دون الرفع فهذا جائز وأما إن تعذرت المصالحة وكان حقه كبيرا وعليه ضرر في تركه فهذا محل بحث. وهذا مبني إذا كان وقوع المسألة في ديار الكفر ... ) ()
ومن باب العدل والإنصاف الذي قامت به السماوات والأرض أن أنقل ما وقعت عليه من أقوال المخالفين في هذه المسألة:
• قال الشيخ حمد بن عتيق ـ رحمه الله ـ: (إذا كان هذا ــ يعني التحاكم إلى الطاغوت ــ كفراً. والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز أن تَكْفُر لأجل ذلك؟، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك أحد وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يَجُز لك المحاكمة للطاغوت، والله أعلم.) ()
• وقال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ: إذا كان هذا التحاكم كفراً. والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز أن تَكْفُر لأجل ذلك؟، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك مضطر وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يَجُز لك المحاكمة للطاغوت، والله أعلم) () " انتهى كلامه من المرجع المذكور.
فمثل هذه النقول توجب التوقف عن إطلاق القول بأن العلماء أجازوا ذلك, فأنت ترى جمعا منهم لم يجزه. فقبل أن تفرع على القول بالترخيص حال الضرورة انظر في صحة ذلك.
2 - بعض طلبة العلم ممن ذهب لهذا القول أنكر على من أفتى بالجواز, ولم يروا أن ذلك اجتهاد سائغ ولم يسوغوا الأخذ به للمستفتين, وذلك أن التحاكم للطاغوت كفر, والكفر لا تبيحه الضرورة, ولا قائل بأن الكفر تبيحه الضرورة, فهؤلاء (المجيزين) على جلالة قدر بعضهم ليس لهم سلف وقولهم باطل لا يلتفت إليه, وبعضهم غلا في الإنكار بما لا يرضى ولا داعي لحكايته هنا. وقصدي من إيراد هذه النقطة إيضاح أهمية تحرير هذه المسألة.
3 - من المهمات من وجهة نظري في هذه المسألة, أن يبحث في الفرق بين المكره والمضطر, وإذا كان بعض أهل العلم نص على أن المكره كالمضطر, فهل يصح أن يقال في هذه الصورة أن المضطر كالمكره, وهل نستدل هنا بأن الفارق بين الاضطرار والإكراه غير مؤثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الضرورة تقدر بقدرها, ولا يجوز أن نأتي لناقض من نواقض الإسلام ونسهل فيها بحجة أن ذلك من الحاجة العامة, ولا بد من استحضار أن حفظ الدين مقدم على حفظ المال, فما فائدة المال إن ضاع الدين لأجل الحاجة المزعومة التي لم ترق للضرورة بله الإكراه. ويحضرني في هذا المقام ما ذكره ابن سحمان في فتواه في المنع من التحاكم للمضطر من أن الصحابة ألزموا بالهجرة مع كون أموالهم ضاعت عند قريش, فذهبت دنياهم ولم يجز لهم ترك الهجرة وهي محرم من الكبائر, فكيف بالتحاكم للطاغوت وهو ناقض. هذا معنى كلامه.
5 - الحل الحقيقي لهذه الإشكالات هو إعادة الشريعة للحكم بدلا واستفراغ الجهد في ذلك, بدلا من استفراغ الجهد في البحث عن الرخص التي تؤدي لرضوخ المسلمين لهذا الوضع, ويجب أن يحس الناس بالحرج والضيق وهم يرغمون على قوانين الكفر والتحاكم إليها , ويجب على أهل العلم أن يتقوا الله في أمة الإسلام, وليجتهدوا في إزالة هذه الطواغيت التي دخل الناس مضطرين في التحاكم إليها, وهذه فتنة عظيمة أصابت المسلمين يجب السعي في إزالتها, وتحمل الأذى في ذلك, ولا يجوز لأهل العلم أن يستمرئوا هذا الحال حيث الشريعة معطلة وقوانين الكفار محكمة وكلمتهم تعلو على المسلمين, فهذه والله الفتنة التي تعلو على كل فتنة, وما نراه هذه الأيام من السكوت عن طرق هذه المواضيع وإحياء الدعوة لتحكيم الشريعة وبذل النفس والنفيس في سبيلها من أعظم أسباب الضياع الذي نعيشه, فعلو القوانين على الشرع وتعطيل الشرع في ازدياد, بينما الكلام عن خطورة ذلك والسعي في مقاومته في تناقص, فإلى أين نسير؟
6 - لا يمنع ريثما يصحو أهل الدين والغيرة من سباتهم أن تبحث هذه المسألة ويبحث لها عن حلول شرعية مؤقتة قبل أن يطبق الحل الشرعي الصحيح بإعلاء راية الشرع ودحر الرايات الكفرانية, ولكن لا يجوز أن يكون ذلك بالتضحية بالدين وتمييعه إدخال الناس في التحاكم للطواغيت لأتفه الأسباب أو لأسباب لا تجيز لهم ذلك, وهذه معادلة صعبة تحتاج لمن جمع بين العلم والتقوى, ولا يصلح لها عالم متساهل ولا تقي متشدد, فالأول سيزج بالناس في ما يضرهم في دينهم والآخر سيضيق عليهم ويمنعهم مما جاز لهم.
7 - بعض أهل العلم من المعاصرين يرى أن بعض الصور لا تدخل في مسمى التحاكم فلا يشملها حكمه, فكونك تشتكي لكافر لينصفك من ظالم بدون رفع نزاع وخلاف إليه بل لرد عدوان ونحو ذلك ليس من التحاكم, بل هو من باب الاستنصار بالكافر على الظالم. والواجب التصدي لبيان حقيقة التحاكم وما يدخل فيه وما لا يدخل حتى يتكون التفريع صحيحا على هذا القول.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 10:17]ـ
8 - قد يقال بأنه ليس ثمة تلازم بين مسألة الترخيص في التحاكم للطواغيت للضرورة أو عدمه وبين مسألة توقيع العقد الذي يتضمن اشتراط التحاكم للطواغيت عند وقوع النزاع. لأنه بالنظر إلى أن من يوقع العقد يفعل ذلك مختارا ويتسبب في وقوع المفسدة عليه, وأن في فعله ذلك مع وجود السعة إظهارا للرضا بكفرهم, فبالنظر لهذا الاعتبار تكون المسألة أشنع. فالذي لا يوقع عقدا كهذا ثم تعرض له الضرورة ويجد نفسه مجبرا على التحاكم للطاغوت أخف حالا من هذه الجهة, ولكنه أغلظ حالا من جهة أنه قام به الفعل الكفري وهو التحاكم, والأول أخف حالا من جهة أنه لم يقم به الفعل, وقد يكون حاول إقناع خصمه بعدم النص على جهة تحكم بغير الشرع كجهة فصل للنزاع, فيضعف جانب إظهار الرضا منه نظرا لإصرار خصمه مع محاولته إثناءه عن الاشتراط, وقديفعل ذلك مع إصرار خصمه وهو يبطن بطلان الشرط وينوي عدم العمل بمقتضاه. فينبغي بحث المسألة من هذا الجانب, وهو جانب إبرام عقد يتضمن هذا الشرط بعد محاولة إثناء الخصم عن الاشتراط, هل يرخص فيها باعتبار أن الشرط لغو باطل, أم يقال بعدم الجواز لأن في ذلك موافقة ولو في الظاهر على شرط محرم؟ وهل يقال بانفكاك الظاهر عن الباطن مع وجود الاختيار حال توقيع العقد, فيقال أنه غير راض بالشرط باطنا مع ظهور الموافقة منه؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:12]ـ
الذي عليه أهل الفتوى هو جواز الترافع للطاغوت لدفع مظلمة أو أخذ حق، وأعني بأهل الفتوى: كبارهم ورأسهم شيخنا ابن باز وشيخنا ابن عثيمين، رحمة الله عليهما، وعليه فتوى اللجنة الدائمة ...
والذي يظهر لي أن طالب العلم له أن يتبع في المسائل الكبار التي يحتاجها عموم الناس لمن سبق في العلم والورع والمنهج السليم، ولذلك شواهد من فعل السلف، وليس هذا مقام الخوض فيه ...
وأنا عائد بعد الصلاة
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 09:52]ـ
وابن سحمان وابن عتيق كانا في زمانهما من أهل الفتوى ومن كبار أهلها كما هو معلوم, ثم طالب العلم يعتني بالدليل ما دام ليس في المسألة إجماع سيما في مسألة كهذه لها مساس بالعقيدة, ومن أشرت إليهم (ابن باز وابن عثيمين) أقوالهم معتبرة ومنزلتهم معلومة ولكن اجتهادهم وحده لا يكفي لأنه ليس حجة قاطعة ويتطرق إليه الخطأ ويأخذ منه ويترك كغيرهم من البشر غير صاحب القبر صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 10:12]ـ
إذن هل يقال: لا بد من ذكر التحاكم إلى القضاء السعودي، أو التحكيم وفق الشريعة الإسلامية، وإلا فيحرم عقد أي صفقة خارجية
أو أن يقال: بأن الكمال والواجب هو ما ذكر، إلا أنه لتعذر القطيعة مع الدول التي تحكم بالشريعة، فإنه يجوز بصورة مؤقتة حتى تنشأ مراكز تحكيم إسلامية مؤهلة
مع وجوب السعي لتحكيم الشريعة في كل البلاد الإسلامية، والاكتفاء بالتجارة البينية بينها؟
في الحقيقة: لا أتصور أنه يمكن القطيعة، مع الدول التي تحكم بالقانون الوضعي، والمسألة تحتاج إلى زيادة نظر.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:33]ـ
أخي الكريم أذكر أني قرأت بحثا اقتصاديا في أحد المجلات يبين فيه الكاتب حجم الاستيراد الهائل للدول الإسلامية مجتمعة وحتى لبعضها من دول وولايات بعينها, ولولا أن كثيرا من تلك الدول المسماة إسلامية لا تحكم بالشريعة في بلدانها لقلت لك أنه من السهل أن تفرض شروطها - كما ذكر الأخ الاقتصادي نفسه صاحب الدراسة - وفق الشرع. المصيبة أن تحكيم الطاغوت اجتاح بلاد الإسلام وعلا على شريعة الله عز وجل من هذا الجانب (أنه هو المحكم) , لذا لن تحل هذه المشكلة إلا إن هب أهل العلم في فتاوى ومواقف جماعية تمثل ضغطا وليس كلاما فقط, بحيث يترتب على عدم الأخذ بفتاواهم ضغوط يرضخ لها أولئك المحكمين لغير الشرع, وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه, ونبقى نرخص ونرخص حتى يغدو الناس لا فرق عندهم بين دخول البقالة وبين دخول محكمة تحكم بالطاغوت, وحتى يغدو غشيانهم لها أسهل من غشيان صغائر الذنوب, وقد حصل ذلك وأكثر في واقعنا ولا من شعور بحجم المصيبة فضلا عن تجاوب معها, ولا حول ولا قوة إلا بالله
أهل العلم ممن أجاز التحاكم للطاغوت للضرورة اشترطوا الكفر به واعتقاد بطلانه وفعل ذلك من باب الضرورة مع عدم الرضا أو الاستحسان, ونظرة واحدة لحال كثير من المسلمين تجدهم لا غضاضة عندهم في ما يفعلون ولا استشعار للبراءة من الطاغوت (القوانين الوضعية) وبغضه, إن علموا أصلا أنه طاغوت لكثرة التلبيس وقلة من يبين سبيل المجرمين
أما قضية القطيعة من عدمها فلن يكون هناك قطيعة لأن الكل يحكم غير الشرع ويتحاكم إليه فكيف يقاطعون بعضهم!
وأما إن كنت تريد أن القول بعدم عقد الصفقات التي تتضمن اشتراط التحاكم لغير الشرع يفضي للقطيعة فهذا غير صحيح, لأن هذه الفتوى إن قيل به على مستوى أهل العلم وأخذت في التطبيق فسيكون لها تبعات اقتصادية ترغم أنوف كل من يتحاكمون لغير الشرع, فلسنا بالذين يستهان بنا اقتصاديا حتى يضحوا بالعقود معنا, ولكنا يستهان بنا لأنا أصبحنا أذلة لا نرفع رأسا بشريعتنا ولا نطالب بتطبيقها ونصر على ذلك فضلا عن أن نضحي لأجله ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 04:16]ـ
إنم البحث في الفترة التي بين الزمن الحاضر الذي يطبق القانون الوضعي في جل البلاد الإسلامية وبين الزمن الذي ترضخ حكومات العالم الإسلامي لتطبيق الشريعة
هل يمكن أن نوجد صيغة لاستيراد البضائع وإجراء الصفقات التجارية والعقود من خلالها
فالبحث فقهي، وأما الخطط التي يجب اتباعها من قبل العلماء وأهل الرأي والعامة، فلها بحث آخر
نسأل الله العون والسداد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:30]ـ
مسلّمات شرعية، تحرر محل النزاع:
1. الموافقة على الترافع إلى الشريعة واجب، ورفض ذلك أمر محرم، ومن علامات أهل النفاق، لوقوله عز وجل: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً" (سورة النساء آية: 61)، ووجه الدلالة أن الله تعالى وسم من يصد ويرفض التحاكم إلى الشريعة بالنفاق، مما يدل على تحريمه. وفي سورة النور، يذكر الله تعالى حال من يرفض التحاكم إلى الشرع، فقال تعالى:" وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) ". وقد نفى اللهُ الإيمانَ عن مَن أراد التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من المنافقين، كما في قوله تعالى: "أَلمْ تَرَ إلى الذينَ يَزْعُمونَ أنّهم آمنوا بما أُنْزِلَ إليكَ وما أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُريدونَ أنْ يَتَحاكَموا إلى الطاغوتِ وقدْ أُمِروا أنْ يكفُروا به ويُريدُ الشيطانُ أنْ يُضلّهم ضلالا بعيدًا" (النساء: 60). قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:" في الآية ذم المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله كما يصيب ذلك كثيرا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم، وإذا قيل لهم: تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا عن ذلك إعراضا" (مجموع الفتاوى 12/ 340.). وقال ابن القيم رحمه الله:" أخبر سبحانه أن مَنْ تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حَكَّم الطاغوت وتحاكم إليه، والطاغوت كل ما تجاوز به العبدُ حدَّه من معبود أو متبوع أو مُطاع" (إعلام الموقعين 1/ 50.).
2. الردّ إلى غير الشرع عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عزّ وجلّ في سورة النساء: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) إلى أن قال سبحانه:" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65). ووجه الدلالة: أن الله نفى الإيمان عمن لم يحكم الشرع، وأوجب عليه أن يرضى ويسلم بالحكم الشرعي. كما ذكر الله سبحانه من يدعى إلى تحكيم الشريعة فيتولى ويعرض، في معرض العجب من فعلهم، قال تعالى:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون" (آل عمران:23). وقد جعل الله تعالى التحاكم لشرعه وحده، فقال تعالى:" أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) ". وقد نص الله على أن الحكم والتحاكم عبادات فقال تعالى (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) يوسف 40، ولا يجوز صرف العبادة إلا لله، وقال سبحانه:" وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ" (الشورى:10).
3. لا يمكن أن يعتقد مسلم أن قضاء أو نظاما أحسن من حكم الله تعالى، وكل حكم غير حكم الشرع فهو حكم بالجاهلية ولا حُكم أحسن من حُكمه سبحانه وتعالى: "أَفَحُكمَ الجاهليةِ يَبْغونَ ومَنْ أحسنُ مِن اللهِ حُكمًا لِقومٍ يُوقِنون" (المائدة: 50). ووجه الدلالة من الآية: إنكار الله تعالى على من يبتغي التحاكم إلى حكم غير حكم الله سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. لا يجوز طاعة من كره ما نزل الله فقد قال سبحانه في سورة محمد:" إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) ".
ومن هذه المسلمات سيكون البدء في محل النزاع، وبحث الحلول الشرعية بعد التسليم بها.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 02:50]ـ
التفريق بين القانون الإجرائي، والقانون التشريعي:
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام قسمان: إداري، وشرعي. أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع، فهذا لا مانع منه، ولا مخالف فيه من الصحابة، فمن بعدهم وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك أشياء كثيرة ما كانت في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم. ككتبه اسماء الجند في ديوان لأجل الضبط، ومعرفة من غاب ومن حضر كما قدمنا إيضاح المقصود منه في سورة «بني إسرائيل» في الكلام على العاقلة التي تحمل دية الخطأ، مع أن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولم يعلم بتخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك إلا بعد أن وصل تبوك صلى الله عليه وسلم. وكاشترائه - أعني عمر رضي الله عنه - دار صفوان بن أمية وجعلهه غياها سجناً في مكة المكرمة، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يتخذ سجناً هو لا أبو بكر. فمثل هذا من الأمور الإدارية التي تفعل لإتقان الأمور مما لا يخاف الشرع - لا بأس به. كتنظيم شؤون الموظفين، وتنظيم إدارة الأعمال على وجه لا يخالف الشرع. فهذا النوع من الأنظمة الوضعية لا بأس به، ولا يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة المصالح العامة.
وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض.
كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف، وأنهم يلزم استواؤهما في الميراث. وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم، وأن الطلاق ظلم للمرأة، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان، ونحو ذلك.
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم - كفر بخالق السموات والأرض، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علواً كبيراً " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله " (الشورى: 21)، " قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ الله لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى الله تَفْتَرُونَ " (يونس: 59)، " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب هذا حَلاَلٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ على الله الكذب إِنَّ الذين يَفْتَرُونَ على الله الكذب لاَ يُفْلِحُونَ " (النحل: 116) ().
وقد يكون القانون الإجرائي هو المقصود بقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله:" القوانين الوضعية إذا لم تصادم نصا صريحا من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة دخلت في عمومات القواعد الشرعية ووجب العمل بها" ().
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 08:29]ـ
جزاك الله خيرا" الاخ (ابو فاطمة) فى هذه الردود الشافية وموضوع التحاكم الى الطاغوت عند الضرورة فالصواب انه لايجوز بل من تحاكم اليه وجبت عليه التوبة لانه وقع فى كفر والا كفر (بضم الكاف) ولايجوز التحاكم الى الطاغوت الا للمكره والضرورات فىالمحرمات دون الكفر ومن قال بجواز ذلك عند الضرورة فلياتى بدليل من الكتاب او السنة قطعى لان دلالة كفر من يتحاكم الى الطاغوت قطعية والحجية هى الكتاب والسنة وليست قول احد ومن يستدل بقول عالم يجب ان يذكر استدلالاتهم وجزاكم الله خيرا".
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 09:24]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ليتك تأنيت حتى نورد أدلة القائلين بالجواز
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 10:40]ـ
جواز التحاكم لغير الشريعة في حال الضرورة
أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله من سأله عن التحاكم للطاغوت لأخذ الحق، بأنه ليس له أن يتحاكم إليهم إلا عند الضرورة إذا لم يتيسر له الحصول على حقه إلا بذلك (). كما أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأنه يجوز للمسلم التحاكم إلى المحاكم الوضعية عند الضرورة إذا لم توجد محاكم شرعية ().
وسئل الشيخ عبدالرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ: (ما حكم التحاكم إلى المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية؟ فأجاب: بقدر الإمكان لا يتحاكم إليها، وأما إذا كان لا يمكن أن يستخلص حقه إلا عن طريقها فلا حرج عليه) ()
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: هل يجوز أن نتحاكم إلى من يحكمون بالقانون الوضعي إذا كنا محقين أو نترك حقوقنا للضياع؟
الجواب: ذكر ابن القيم في أول كتاب (الطرق الحكمية) أن من الفقهاء من قال: لا نتحاكم إليهم، وقال: هذا لا يمكن أن تصلح به أحوال الناس لا سيما مع كثرة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فلك أن تتحاكم إليهم لكن لو حُكِمَ لك بغير ما أنزل الله فرده، وأما أن تضيع حقوق الناس فلا، لأنه ربما تكون أملاك وفيها ورثة كثيرون فلا يجوز أن نضيعها من أجل أن هذا يحكم بالقانون، بل نتحاكم إليه فإن حكم بالحق فالحق مقبول من أي إنسان، وإلا فلا ().
ويقول ابن تيمية رحمه الله فيمن أخذ حقه:" وكذلك لو كان له دين عند الحاكم وهو يمطله فأخذ من ماله بقدره ونحو ذلك (). ولذا قال بعض أهل العلم: إن الترافع إلى القانون لأخذ الحق من باب الظفر بالحق.
وأما صّديق حسن خان فقد قال: "ومن حُكِمَ عليه بغير الشريعة المحمدية، إن كان يلزم عليه تحليل حرام أو تحريم حلال شرعاً، فلا يجوز له قبوله ولا امتثاله، وعليه رَدّ ذلك وكراهته إلا أن يُكْرَه عليه بما يسمى إكراهاً شرعاً، وإن حُكم عليه بما يوافق الشريعة المحمدية قبل ضرورة وليس له أن يمتهن نفسه بتعريضها لأحكامهم وهو يقدر على الهجرة، وإلا كان في ذلك إذلالاً للدين واستخفافاً بالإسلام والمسلمين والله تعالى يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ().
ومن قرارت المجمع الفقهي الإسلامي بيان من الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشأن الرواية التي كتبها المدعو سليمان رشدي .. القرار الثالث: يعلن المجلس أنه يجب ملاحقة هذا الشخص، بدعوى قضائية جزائية تقدم عليه، وعلى دار النشر التي نشرت له هذه الرواية، في المحاكم المختصة في بريطانيا، وأن تتولى رفع هذه الدعوة عليه منظمة المؤتمر الإسلامي التي تمثل الدول الإسلامية وأن توكل هذه الدعوى أقوى المحامين المتمرسين في القضايا الجنائية أمام محاكم الجزاء البريطانية ().
وقال صاحب البرهان والدليل على كفر من حكم بغير التنزيل: (الذي يلزمون بالتحاكم إلى القوانين وهم كارهون ومنكرون لها بما يستطيعون ولا يوجد عندهم محاكم شرعية يختارون التحاكم إليها فهذا النوع لا يؤثر عليه عمل غيره إذا كان مكرها لقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) (النحل: من الآية106) فعمل القلب هو الأساس هنا ... فليكن كل إنسان على حذر أن يؤتى من قبل قلبه إذا انشرح بمخالفة الشريعة (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63) ()
ومستند ذلك ما يأتي:
قوله سبحانه: "وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين" (يوسف: 42).
ووجه الدلالة من الآية أن فيها دليلا على جواز أن يرفع المسلم مظلمته لغير مسلم إن رجا أنه يعدل في حكمه، فملك مصر ذلك الوقت، لم يكن مسلما، ولا يعرف أحكام شريعة الله تعالى أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طلب يوسف عليه السلام، صدور حكم ببراءته تارة أخرى عندما طلبه الملك ليخرج من سجنه، فأبى أن يخرج من سجنه إلاّ بعدما يسمع الملك القضية، ويصدر حكمه في يوسف عليه السلام، فعقد الملك مجلس حكم، قبل الدعوى، واستمع إلى الشهود، وأصدر الحكم بالبراءة (). قال تعالى في سورة يوسف:" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ".
وقد يقول قائل: بأن هذا الأمر جائز في شرع من قبلنا، وأما شرعنا فمنع منه، فالجواب عن ذلك بأن يقال بأن أمور التوحيد مجمع عليها بين كل الشرائع، كما في حديث أبي هريرة ? أن النبي ? قال:" الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى و دينهم واحد" ().
كما أن شرعنا أتى بما يوافقه في نصوص عديدة منها ما يأتي:
ما أخرجه أحمد عن أنس قال:" لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء " ().
ووجه الدلالة أن النبي ? أباح له أن يستنقذ ماله بالنيل منه ? بلسانه، فكذا من يترافع للقانون لاستنقاذ ماله مع كفره بالطاغوت، وعدم رضاه.
ويمكن أن يستدل بقصة مثول الصحابة أمام النجاشي للدفاع عن أنفسهم، عندا ادعى عليهم المشركون للإضرار بهم، فدافعوا عن أنفسهم، قالت أم سلمة عن وفد مشركي قريش (فخرجا ـ أي عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ـ من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار) ().
ووجه الدلالة أن الصحابة ترافعوا إلى النجاشي الذي يحكم بغير الشريعة، للدفاع عن أنفسهم، وهو من دفع الصائل، كما قرره أهل العلم.
ومنع من ذلك بعض أهل العلم قبل انتشار الحكم بالطاغوت في العالم الإسلامي، وفي وقت سهوله الهجرة من بلد إلى بلد، فقد قال الشيخ حمد ابن عتيق رحمه الله والشيخ سليمان ابن سحمان:" إذا كان هذا ــ يعني التحاكم إلى الطاغوت ــ كفراً. والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز أن تَكْفُر لأجل ذلك؟، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك أحد وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يَجُز لك المحاكمة للطاغوت، والله أعلم ().
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:04]ـ
لكن ليس هذا موضع البحث، وإنما أطلنا النفس فيه، لتحرير محل النزاع ...
وأصل المسألة هي موافقة التاجر المسلم على اشتراط التحاكم إلى القانون الوضعي - سواء أكان في بلاد المسلمين أم في البلاد الأخرى -وذلك لغير الضرورة الخاصة، وإنما لحاجة التوسع في التجارة، ولحاجة المسلمين العامة لبضائع تلك البلاد ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:25]ـ
آمل المشاركة من الإخوة
فالمرء بإخوانه
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 04:04]ـ
وأضيف للفائدة:
تحاكم المسلمين إلى المحاكم الوضعية
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/الحكم بغير ما أنزل الله
التاريخ 05/ 07/1425هـ
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا إمام مسجد في إحدى البلاد الغربية، وقد سألني بعض الإخوة عن حكم رفع الخصومات إلى محاكم الكفار الطاغوتية، فنقلت الفتوى بجواز ذلك إذ لا يمكن استرجاع الحق إلا به، مما أدى إلى إثارة الفتنة؛ لأن البعض هنا يرى أنه لا يجوز ويخرج من الملة على كل حال، أفيدونا جزاكم الله خيراً بأدلة و تفصيل، وإشارة إلى المراجع والمصادر حتى نطفئ نيران الفتنة. والسلام عليكم.
الجواب
إذا كانت الخصومة والخلاف بين المسلمين في بلاد لا تحكم إلا بالطاغوت، (الحكم بغير ما أنزل الله)، فلا يجوز للمتخاصمين أن يتقدما بقضيتهما ابتداء إلى قضاء ذلك البلد، بل يتعين عليهما أن يتصالحا أو يحكِّما بينهما طرفاً ثالثاً مسلماً يرتضيانه ونحو ذلك، أما إذا كان أحدهما مسلماً والآخر كافراً، ويتعذَّر حصول المسلم على حق إلا بالرفع إلى قاضٍ غير مسلم فلا بأس للمسلم حينئذ بالترافع إلى القضاء الوضعي، لا من باب الرضاء بقضاء الكفار ولا ما يحكمون به، وإنما لاستخلاص الحق لصاحبه، ويدل على جواز ذلك أمور منها:
(1) وجوب حفظ المال والعرض وسائر الحقوق، والذي دلت عليه نصوص القرآن والسنة مما هو معلوم لكل مسلم، والتفريط بهذه الحقوق إثم.
(2) لما كان المسلمون في العهد المكي مستضعفين كانوا يتعاملون ويتحاكمون في حفظ حقوقهم المالية وغيرها وفق الأعراف والتقاليد العربية الجاهلية مما لم ينزل فيه حكم شرعي، ويدل على ذلك نصوص كثيرة من القرآن الكريم، كالجمع بين الأختين قبل التحريم "وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ" [النساء: من الآية23]، وفي أكل الربا: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ" [البقرة: من الآية275].
ولا شك أن العلة في جواز ذلك في هذه المسائل ونحوها هو ضعف المسلمين وقلتهم أمام الكفار، فالله قادر على أن ينزل أحكامه التفصيلية مبكرة في عهد الاستضعاف، ولكنه سبحانه لم يفعل ذلك رحمة بعباده، ولحكمة يعلمها "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ" [القصص:5 - 6].
(3) إن الحكم بشرع الله تحت ولاية الكفار اضطراراً جائز شرعاً لاستخلاص الحق ورفع الظلم عن المظلوم وإنما المحرم عكسه، وهو أن يتحاكم الناس إلى الطاغوت وهم يستطيعون أن يتحاكموا إلى شرع الله، فقد قال الله في اليهود والنصارى في قوله: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً" [النساء:50]، ويقول عن المنافقين: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً" [النساء:60].
وقد كان فضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان)، يتعامل مع الحاكم الفرنسي في بلاده في الحكم في الدماء على وفق الشريعة، فقد كان الفرنسي في موريتانيا يحكم بالقصاص في القتل، وبعد محاكمة ومرافعة طويلتين يصدر الحكم، ولا ينفذ حتى يقره عالمان من علماء البلد، كان الشيخ الشنقيطي – رحمه الله- أحدهما، وخلاصة القول أن ما فعله السائل جائز، ما دام لا يمكن التصالح ولا تحكيم مسلم بين الخصمين المتنازعين، ولا يمكن استرجاع الحق إلا بالذهاب إلى المحكمة التي تحكم بالقانون الوضعي، فهذا من باب الاضطرار والضرورة الشرعية، ولا يجوز التنازع والاختلاف بعد بذل الأسباب الممكنة، لا سيما وأنكم تعيشون بين ظهراني الكفار، والله يقول: "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" [الأنفال: من الآية46]. والله أعلم، وصلى على نبينا محمد.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 04:52]ـ
فتاوى
العنوان أداء القسم لمنح الجنسية
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/فقه الأقليات
التاريخ 04/ 07/1427هـ
السؤال
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا طالب وأعيش في كندا والحمد لله أتمتع بكامل حريتي الدينية.
ما وجدت عليه المسلمين هنا أنهم لا يتأخرون عن أداء القسم الخاص بالجنسية والذي ما معناه:
أقسم (بما تؤمن به) بأن تكون وفيًّا أو وليًّا لجلالة الملكة اليزابيث الثانية أو من ينوب عنها وأن تكون مطيعا للقانون الكندي.
على المتقدمين للجنسية (وعادة ما يكونوا مجموعة) أن يقفوا ويرفعوا أيديهم ويرددوا ما معناه خلف الموظف المسؤول.
وآخر يقول ما هو إلا ترديد شفهي إذا كان القلب مطمئناً بألا يعصي الله فيما يتعارض مع شرع الله. واستدل بفعل بعض الصحابة تقبيل رأس أحد الحكام لتخليص بعض أسرى المسلمين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإذا كان طلبك الجنسية الكندية ضرورة لا تجد ما تصلح به ديناك إلا بها –فيجوز حينئذ أخذك هذه الجنسية، لا سيما وأنك تستطيع إظهار شعائر دينك معها، بل ربما قد تجد ما يحميك عندما يتعرض لك أحد في دينك، أو عرضك، أو مالك ما دام القانون ينص على حرية الاعتقاد. وكونك غير مجبر أن تقسم بغير الله. أما قسمك أن تكون وفيًّا للملك أو الملكة التي تحكمهم، وأن تكون مطيعاً للقانون الذي يتحاكمون إليه فإن اخترت ذلك بطوعك واختيارك فيتعين عليك حينئذ أمور منها:
1 - أن تقصد في قلبك الوفاء للحاكم إذا حكم بالحق، وكذلك طاعتك للقانون بما يوافق الشرع؛ لأن معظم أوامر الحاكم ومواد القانون الوضعي ليست كلها مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية ففيها: الصدق والوفاء وإتقان العمل وعدم الاعتداء على الآخرين بغير حق والعدل والمساواة بين الناس في أمور الحياة. فهذه الأمور ونحوها كثير هي في شرعنا وتنص عليها جميع القوانين.
2 - الوفاء بالعهد والبر بالقسم –وفق ما ذكر سابقاً يأمر به الدين، بل يحرم نقض العهد، ويوجب البر بالحلف ما دام في الخير وعلى الخير. قال تعالى مثنياً على الموفين بالعهد آمرًا به عامة المؤمنين أن يتعاملوا به مع الناس قاطبة مسلمهم وكافرهم فقال: " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ... " [المعارج:32 - 33]. وقوله "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" [النحل:91]. وقوله تعالى: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" [الإسراء:34]. وعاب الله على المنافقين أن يظهروا ما لا يبطنون "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف:2 - 3] ولما أسر المشركون يوم (بدر) حذيفة بن اليمان ووالده، ثم أطلقوهما بعد أن أخذوا منهما عهداً ألا يقاتلا مع محمد -صلى الله عليه وسلم- جاءا، فأخبرا- الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقال مانعاً لهما أن يقاتلا معه؛ وفاءً بما عاهدا عليه. فقال: "نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم" صحيح مسلم (1787) وفي لفظ: "أوفوا لهم بالعهد واستعينوا الله عليهم".
وقصة أبي جندل يوم الحديبية بين الرسول –صلى الله عليه وسلم- وسهيل بن عمرو -مندوب المشركين- واضحة وصريحة حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهداً، وإنا لن نغدر بهم". انظر مسند أحمد (18152)، وصحيح البخاري (2734).
3 - وبناء على هذا يجوز لك القسم ما دمت معتقداً في قلبك بطلان عقيدة الكفر، وقلبك مطمئن بالإيمان. ويتعين عليك في مثل هذا الحال أن تحلف بالله، لا بالمسيح، ولا بأحد من المخلوقين. وفي وسعك أن تصمت أثناء أداء القسم ما دام جماعياً –إن كان ذلك في مكنتك. والله أعلم.
قلت: وقد يخرج القول بالجواز أيضا على من أجاز الدخول في المجالس النيابية والدخول في المناصب العليا لمصلحة شرعية في الدول التي تحكم بالقانون، لأنهم يقسمون على احترام الدستور والقانون.
وكذا من يعمل في الوظائف العسكرية
وربما الوظائف المدنية في بعض الدول تحتاج إلى تعهد باحترام القانون
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:28]ـ
ونعود إلى أساس الموضوع
وهو البحث عن مخرج شرعي، إن وجد
(يُتْبَعُ)
(/)
فأول ما يمكن النظر فيه هو جواز التوقيع على التعهد على احترام القانون، أو التوقيع على عقد فيه اشتراط التحاكم إلى القانون، مع نية مخالفته، لأنه شرط باطل في الأساس، استدلالا بحديث بريرة، رضي الله عنها، وقد استفدت من موضوع سابق فيه نقول في شرح هذا الحديث عن أهل العلم.
هل يمكن التوقيع على الشرط المحرم مع العلم ببطلانه شرعا
ذكر أهل العلم في معنى قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: (خذيها واشترطي لهم الولاء) من حديث عتقها لبريرة رضي الله عنها، عدة أقوال منها أنه على ظاهره ويكون إبطال هذا الشرط عقوبة، لمخالفتهم حكم الشرع.
قال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله تعالى فصل: في " قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: ابتاعيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق " .. وقد أجاب طائفة بجواب ثالث ذكره أحمد وغيره، وهو أن القوم كانوا قد علموا أن هذا الشرط منهي عنه فأقدموا على ذلك بعد نهي النبي صلى الله عليه وسلم فكان وجود اشتراطهم كعدمه وبين لعائشة أن اشتراطك لهم الولاء لا يضرك فليس هو أمرا بالشرط؛ لكن إذنا للمشتري في اشتراطه إذا أبى البائع أن يبيع إلا به وإخبارا للمشتري أن هذا لا يضره ويجوز للإنسان أن يدخل في مثل ذلك. فهو إذن في الشراء مع اشتراط البائع ذلك وإذن في الدخول معهم في اشتراطه لعدم الضرر في ذلك ونفس الحديث صريح في أن مثل هذا الشرط الفاسد لا يفسد العقد. وهذا هو الصواب. وهو قول ابن أبي ليلى وغيره وهو مذهب أحمد في أظهر الروايتين عنه. وإنما استشكل الحديث من ظن أن الشرط الفاسد يفسد العقد وليس كذلك؛ لكن إن كان المشترط يعلم أنه شرط محرم لا يحل اشتراطه فوجود اشتراطه كعدمه؛ مثل هؤلاء القوم. فيصح اشتراء المشتري ويملك المشتري ويلغو هذا الشرط الذي قد علم البائع أنه محرم لا يجوز الوفاء به. وأما أولئك القوم فإن كانوا قد علموا بالنهي قبل استفتاء عائشة فلا شبهة. لكن ليس في الحديث ما يدل عليه؛ بل فيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم قام عشية فقال: ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط"، وهذا كان عقب استفتاء عائشة وقد علم أولئك بهذا بلا ريب وكان عقد عائشة معهم بعد هذا الإعلام من الرسول صلى الله عليه وسلم فإما أن يكونوا تابوا عن هذا الشرط أو أقدموا عليه مع العلم بالتحريم، وحينئذ فلا يضر اشتراطه. هذا هو الذي يدل عليه الحديث وسياقه، ولا إشكال فيه ولله الحمد والمنة. وأما إن كان المشترط لمثل هذا الشرط الباطل جاهلا بالتحريم ظانا أنه شرط لازم، فهذا لا يكون البيع في حقه لازما ولا يكون أيضا باطلا. وهذا ظاهر مذهب أحمد؛ بل له الفسخ إذا لم يعلم أن هذا الشرط لا يجب الوفاء به؛ فإنه إنما رضي بزوال ملكه بهذا الشرط فإذا لم يحصل له فملكه له إن شاء وإن شاء أن ينفذ البيع أنفذه كما لو ظهر بالمبيع عيب وكالشروط الصحيحة إذا لم يوف له بها إذا باع بشرط رهن أو ضمين فلم يأت به فله الفسخ وله الإمضاء. والقول بأن البيع باطل في مثل هذا ضعيف مخالف للأصول؛ بل هو غير لازم يتسلط فيه المشتري على الفسخ كالمشتري للمعيب وللمصراة ونحوهما؛ فإن حقه مخير بتمكينه من الفسخ ... فمن اشترط شرطا مخالفا لكتاب الله؛ مثل أن يريد به أن يستحل ما حرم الله كالذي يبيع الأمة أو يعتقها ويشرط وطأها بعد خروجها من ملكه أو يبيع غيره مملوكا ويشرط أن يكون ولاؤه له لا للمعتق أو يزوج أمته أو قرابته ويشرط أن يكون النسب لغير الأب أو يكون النسب له فالله قد أمر أن يدعى الولد لأبيه والولاء لحمة كلحمة النسب، فمن ادعي إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى عن بيع الولاء وعن هبته". ولهذا كان عند جمهور العلماء لا يورث أيضا؛ ولكن يورث به كالنسب ويكون الولاء للكبر. فقد تبين أن الحديث حق كما جاء والله أعلم ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم مرجحا هذا القول: وقالت طائفة إنما أذن لها في الاشتراط ليكون وسيلة إلى ظهور بطلان هذا الشرط وعلم الخاص والعام به وتقرر حكمه صلى الله عليه وسلم وكان القوم قد علموا حكمه صلى الله عليه وسلم في ذلك فلم يقنعوا دون أن يكون الولاء لهم فعاقبهم بأن أذن لعائشة في الاشتراط ثم خطب الناس فأذن فيهم ببطلان هذا الشرط وتضمن حكما من فساد هذا الحكم وهو كون الولاء لغير المعتق. وأما بطلانه إذا شرط فإنما استفيد من تصريح النبي صلى الله عليه وسلم ببطلانه بعد اشتراطه ولعل القوم اعتقدوا أن اشتراطه يفيد الوفاء به وإن كان خلاف مقتضى العقد المطلق فأبطله النبي صلى الله عليه وسلم وإن شرط كما أبطله بدون الشرط. فإن قيل فإذا فات مقصود المشترط ببطلان الشرط فإنه إما أن يسلط على الفسخ أو يعطى من الأرش بقدر ما فات من غرضه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقض بواحد من الأمرين. قيل هذا إنما يثبت إذا كان المشترط جاهلا بفساد الشرط. فأما إذا علم بطلانه ومخالفته لحكم الله كان عاصيا آثما بإقدامه على اشتراطه فلا فسخ له ولا أرش وهذا أظهر الأمرين في موالي بريرة والله أعلم" ().
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والصواب أن المعنى اشترطي لهم أي: وافقيهم على هذا الشرط، وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بموافقتهم على الشرط؛ ليبين أنه وإن شرط فهو باطل، حتى يبين بطلانه بعد أن شرط، ويكون هذا أبلغ، ونظيره أنه أمر المسيء في صلاته أن يصلي مع أنه لا يطمئن، لكن أراد أن يبين أن الصلاة الباطلة لا تجزئ ولو فعلها الإنسان، هذا هو الصواب ().
قال ابن دقيق العيد: " وخامسها: أن يكون إبطال هذا الشرط عقوبة، لمخالفتهم حكم الشرع، فإن إبطال الشرط يقتضي تغريم ما قوبل به الشرط من المالية، المسامح بها لأجل الشرط، ويكون هذا من باب العقوبة بالمال، كحرمان القاتل الميراث".
وقال: " اشتراط الولاء للبائع، هل يفسد العقد؟ فيه خلاف، وظاهر الحديث: أنه لا يفسده لما قال فيه:" واشترطي لهم الولاء " ولا يأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عقد باطل.
وإذا قلنا: إنه صحيح، فهل يصح الشرط؟ فيه اختلاف في مذهب الشافعي.
والقول ببطلانه موافق لألفاظ الحديث وسياقه، وموافق للقياس أيضا من وجه.
قال الشوكاني: " وقال الشافعي: إنه أذن في ذلك لقصد أن يعطل عليهم شروطهم ليرتدعوا عن ذلك، ويرتدع به غيرهم وكان ذلك من باب الأدب ".
قال ابن حجر في الفتح: " وقال آخرون: الأمر في قوله: " اشترطي " للإباحة، وهو على جهة التنبيه على أن ذلك لا ينفعهم فوجوده وعدمه سواء، وكأنه يقول: اشترطي أو لا تشترطي فذلك لا يفيدهم. ويقوي هذا التأويل قوله في رواية أيمن الآتية آخر أبواب المكاتب " اشتريها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا ".
وقال أيضا: " وقال الخطابي: وجه هذا الحديث أن الولاء لما كان كلحمة النسب، والإنسان إذا ولد له ولد ثبت له نسبه ولا ينتقل نسبه عنه ولو نسب إلى غيره، فكذلك إذا أعتق عبدا ثبت له ولاؤه ولو أراد نقل ولائه عنه أو أذن في نقله عنه لم ينتقل، فلم يعبأ باشتراطهم الولاء، وقيل اشترطي ودعيهم يشترطون ما شاءوا ونحو ذلك لأن ذلك غير قادح في العقد بل هو بمنزلة اللغو من الكلام، وأخر إعلامهم بذلك ليكون رده وإبطاله قولا شهيرا يخطب به على المنبر ظاهرا، إذ هو أبلغ في النكير وأوكد في التعبير ا هـ.
لكن بالنظر إلى الحالات التي يصر الطرف الآخر في العقد على اشتراط التحاكم إلى القانون الوضعي، نجد أن له حالان:
الحال الأولى: أن يكون الاختصاص القضائي للقضاء المحلي – مثلا السعودي، وهو يحكم بالشريعة، فيمكن أن يتجه القول بصحة قبول الشرط بعد إعلام الطرف الآخر بأن هذا العقد مخالف للشرع، ويكون الشرط لاغيا.
الحال الثانية: أن يكون الاختصاص القضائي للقانون الوضعي، بأن يكون الطرف الآخر في بلد لا تحكم بالشريعة، واشترط القضاء الإنجليزي، ففي هذه الحال لا يمكن أن يقال بأن يوافق الطرف المسلم بالشرط باعتبار أنه شرط باطل.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جيد اتجاهك للنظر في المسألة من حيثية جديدة, فلعل ذلك يكون فيه فائدة إن شاء الله.
تنبيهان بين يدي الرد:
التنبيه الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان يجدر أخي الكريم من باب إفادة الأخوة المطلعين على الموضوع - وليس من باب الدعاية لشخصي - أن تذكر المصادر التي تنقل منها, فأنت هنا تنقل من بحث لي على ملتقى أهل الحديث بعنوان (إسعاف الفضلاء بما قيل في معنى اشترطي لهم الولاء) أو من موضوعي الآخر الذي هو سبب تأليف هذا البحث, والذي كان بعنوان: (حكم العقود التي يشترط فيها التحاكم للمحاكم الوضعية) على نفس ملتقى أهل الحديث. وهذه رابط موضوع (حكم العقود التي يشترط فيها التحاكم للمحاكم الوضعية علة نفس ملتقى أهل الحديث):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95865
وتجد فيه الإشارة لبحث: (إسعاف الفضلاء بما قيل في معنى اشترطي لهم الولاء)
التنبيه ثان: سأقوم في هذا الموضوع بمناقشة ما أورده الأخ من " استدلالات " على تجويز التحاكم للطاغوت للضرورة, وقد أترك التعليق على بعض النقول التي في رده لأنها مجرد فتوى عالم معارضة بفتوى غيره, مع أن بعضها قد يكون إيراده من المخالف في غير محله, لكون فتوى العالم في مسألة أخرى لا يلزم منها ترخيصه في التحاكم للضرورة, ولكن تتبع كل شيء يستغرق الوقت ويؤدي للتطويل, فسأقتصر على بعض ما أراه هاما. ثم نكمل النقاش في مسألة إبرام العقود التي تتضمن هذا الشرط الباطل (التحاكم إلى المحاكم الوضعية) , فإلى المقصود من هذا الرد:
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: هل يجوز أن نتحاكم إلى من يحكمون بالقانون الوضعي إذا كنا محقين أو نترك حقوقنا للضياع؟
الجواب: ذكر ابن القيم في أول كتاب (الطرق الحكمية) أن من الفقهاء من قال: لا نتحاكم إليهم، وقال: هذا لا يمكن أن تصلح به أحوال الناس لا سيما مع كثرة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فلك أن تتحاكم إليهم لكن لو حُكِمَ لك بغير ما أنزل الله فرده، وأما أن تضيع حقوق الناس فلا، لأنه ربما تكون أملاك وفيها ورثة كثيرون فلا يجوز أن نضيعها من أجل أن هذا يحكم بالقانون، بل نتحاكم إليه فإن حكم بالحق فالحق مقبول من أي إنسان، وإلا فلا ().
سبق وأن أشرت لوهم الشيخ ابن عثيمين في هذا النقل عن ابن القيم, والطرق الحكمية موجودة فبإمكانك النقل منها مباشرة إن وجدت فيها شيء
ويقول ابن تيمية رحمه الله فيمن أخذ حقه:" وكذلك لو كان له دين عند الحاكم وهو يمطله فأخذ من ماله بقدره ونحو ذلك ().
بارك الله فيك, أين التحاكم في هذه الصورة, وإنما الكلام في أخذ الحق بواسطة التحاكم للطاغوت, لا بأخذ الحق مطلقا أو بطرق أخرى
وقال صاحب البرهان والدليل على كفر من حكم بغير التنزيل: (الذي يلزمون بالتحاكم إلى القوانين وهم كارهون ومنكرون لها بما يستطيعون ولا يوجد عندهم محاكم شرعية يختارون التحاكم إليها فهذا النوع لا يؤثر عليه عمل غيره إذا كان مكرها لقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) (النحل: من الآية106) فعمل القلب هو الأساس هنا ... فليكن كل إنسان على حذر أن يؤتى من قبل قلبه إذا انشرح بمخالفة الشريعة (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63) ()
كلام الشيخ في من كان مكرها, ولا شك أن من صح أنه مكره شرعا بشروط الإكراه المعتبرة فإنه يرخص له في ارتكاب التحاكم, وإنما الكلام في المضطر. قال الشيخ: (ولا يوجد عندهم محاكم شرعية يختارون التحاكم إليها فهذا النوع لا يؤثر عليه عمل غيره إذا كان مكرها) فلاحظ الشرط الأخير (إذا كان مكرها) , ومفهوم المخالفة أنه يلحقه المؤاخذة إذا لم يكن مكرها
ومستند ذلك ما يأتي:
قوله سبحانه: "وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين" (يوسف: 42).
ووجه الدلالة من الآية أن فيها دليلا على جواز أن يرفع المسلم مظلمته لغير مسلم إن رجا أنه يعدل في حكمه، فملك مصر ذلك الوقت، لم يكن مسلما، ولا يعرف أحكام شريعة الله تعالى أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طلب يوسف عليه السلام، صدور حكم ببراءته تارة أخرى عندما طلبه الملك ليخرج من سجنه، فأبى أن يخرج من سجنه إلاّ بعدما يسمع الملك القضية، ويصدر حكمه في يوسف عليه السلام، فعقد الملك مجلس حكم، قبل الدعوى، واستمع إلى الشهود، وأصدر الحكم بالبراءة (). قال تعالى في سورة يوسف:" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ".
وقد يقول قائل: بأن هذا الأمر جائز في شرع من قبلنا، وأما شرعنا فمنع منه، فالجواب عن ذلك بأن يقال بأن أمور التوحيد مجمع عليها بين كل الشرائع، كما في حديث أبي هريرة ? أن النبي ? قال:" الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى و دينهم واحد" ().
أخي الكريم, هذا ليس من باب التحاكم, وإنما من باب الاستعانة بالكافر على رد الحق للمظلوم, وحيث لم يكن في تلك الاستعانة محذور شرعي فلا بأس بها, و هذا الذي وقع من يوسف عليه السلام لا يكيف على أنه تحاكم, لأن معنى التحاكم رفعُ القضية المختلف فيها بين الخصمين إلى جهة لتحكم بحكم بينهم، فهو تفاعُلٌ في الأصل لأنه تشارُكٌ بين اثنين. وما وقع من يوسف عليه السلام ليس فيه هذا المعنى، فخرج عن حدّ "التحاكم"، بل كل ما فيه أنه شكوى إلى ذلك الملك واستعانة به ليؤدي الحق إلى صاحبه من خلال سلطته وأمره, لا من خلال حكمه وقضائه. ويتضح هذا بعدة أمور:
أولا: أجماع أهل العلم على أن الأنبياء لا يقعون في الكبائر فضلا عن الشركيات, فقول يوسف عليه السلام {اذكرني عند ربك} لا يمكن أن يكون تحاكما منه حاشاه.
ثانيا: لقد فر يوسف عليه السلام من الزنا وقبل بالسجن لئلا يقع في هذ الكبيرة, فكيف يقع فيما هو أعظم منها وهو التحاكم للطاغوت, حاشاه ذلك.
ثالثا: كون هذا الساقي سيكون مقربا من الملك بعد أن يطلق من السجن يبين أن قول يوسف له {اذكرني عند ربك} من باب الاستشفاع به عند الملك, حيث سيصدر أمره بإطلاق يوسف, لا أنه سينظر في القضية بينه وبين مدع عليه ويحكم بينهم. ولو كان يريد التحاكم – حاشاه - لخاطبهم بأنه يريد النزول عند حكمهم, وإنما كانت فرصة لأن هذا الفتى سيكون ساقي الملك فإذا كلمه في يوسف لعله يخرجه من السجن, ونظير هذا من يطلب شفاعة عند ملك حتى يخرجه من سجن.
رابعا: قول الملك {أئتوني به} هو أمر من الملك بإخراج يوسف من السجن من غير ترتيب مجلس حكم لذلك, بل هو أمر منه بعد أن عرف فضله بتأويله رؤيا الملك المعروفة فأمر بذلك. وهذا يرد على من جعل الملك حاكما في قضية يوسف وهو عليه السلام متحاكم إليه حاشاه.
خامسا: في قول يوسف عليه السلام: {فاسأله ما بال النسوة} رفض يوسف لخروجه من السجن قبل أن يعلم الناس أنه دخله بفرية لا أساس لها, فكان ما أراد وسأل الملك النسوة: {ما خطبكن إذ راودتن يوسف} فبان بذلك أن الملك كان مصدقا ليوسف لا حاكما في قضيته بينه وبين خصمه, لأنه قال {راودتن} جازما بصدق يوسف وأنهن راودنه. فيوسف عليه السلام أراد انتهاز الفرصة التي بان فيها فضله عند الملك لتستبين براءته بهذا الطريق الذي لا يشتمل على التحاكم والحكم. وكانت النتيجة استخلاص يوسف من قبل الملك لنفسه لا مجرد إخراجه من السجن.
سادسا: لو سلم جدلا أن ما وقع من يوسف من قبيل التحاكم, فلا يستفاد من ذلك الجواز العام, لأن السجن إكراه كما يذكر أهل العلم, ومن ذلك قول عمر: " أربع كلهن كره: السجن .. " الأثر
كما أن شرعنا أتى بما يوافقه في نصوص عديدة منها ما يأتي:
ما أخرجه أحمد عن أنس قال:" لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الدلالة أن النبي ? أباح له أن يستنقذ ماله بالنيل منه ? بلسانه، فكذا من يترافع للقانون لاستنقاذ ماله مع كفره بالطاغوت، وعدم رضاه.
لا يصح هذا الاستدلال, لأن النيل منه صلى الله عليه وسلم حقه, ومتى تنازل عنه وأذن لشخص فيه فتلك رخصة لذلك الشخص, وأما من لم يرخص له فليس له النيل منه إلا إن كان مكرها.
ويمكن أن يستدل بقصة مثول الصحابة أمام النجاشي للدفاع عن أنفسهم، عندا ادعى عليهم المشركون للإضرار بهم، فدافعوا عن أنفسهم، قالت أم سلمة عن وفد مشركي قريش (فخرجا ـ أي عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ـ من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار) ().
ووجه الدلالة أن الصحابة ترافعوا إلى النجاشي الذي يحكم بغير الشريعة، للدفاع عن أنفسهم، وهو من دفع الصائل، كما قرره أهل العلم.
ما يقال هنا قريب مما قيل في شكوى يوسف عليه السلام, بل هنا لم يشتكي الصحابة وإنما أتوا للنجاشي ليكذبوا افتراءات المشركين ويبينوا حقيقة معتقدهم, فهم ليسوا طرفا في نزاع يرفع للنجاشي ليحكم به فيلتزموا حمكه, بل هم رادون عن أنفسهم عدوان المشركين, مكذبين لما زعموه, إذ لو لم يردوا عن أنفسهم للبس المشركين على النجاشي الأمر وأسلم الصحابة إلى المشركين وفي ذلك هلاكهم وفتنتهم عن دينهم. فالصحابة لم يذهبوا طالبين لحكم النجاشي, وإنما ذهبوا ليجلوا للنجاشي حقيقة دينهم وما هم عليه من معتقد, ولذلك تلوا عليه سورة مريم فكان ما كان من تأثره.
ولذلك لو ذهب نفر من المسلمين لملك كافر وأخبروه أن ما يفترى عليهم من شبهات حول دينهم لا أصل لها, وذلك لئلا يغتر الكافر بما يلقيه الحاقدون على الإسلام من شبه فيطردهم أو يظلمهم, فلا يدخل ذلك في التحاكم, بل هو من توضيح الدين ونفي الشبه عنه.
بل من تأمل هذه القصة علم أنه حتى الكفار لم يكونوا يطلبون حكم النجاشي, وإنما كانوا يطلبون منه أن يسلمهم الصحابة لأنهم من قومهم وأنهم من قريش وقد فعلوا وفعلوا .. فلما أحضر الصحابة وبينوا ما هم عليه اتضح الأمر للنجاشي فقال لهم: أنتم سيوم في أرضي
ويمكن أن يقال أن إخبار الصحابة للنجاشي بأن عندهم قرآن وكونهم قرءوا عليه سورة مريم, وكونهم تبرأوا أمامه من الشرك الذي كان عند قريش وعبادة الأصنام, كل هذا في حقيقته هو براءة من دين الكفار وبراءة من دين النصارى الذي ينتسب إليه النجاشي نفسه, وذلك لما تضمنته سورة مريم من رد عقيدة النصارى, ولما تضمنته البراءة من دين قريش من براءة من الشرك بعامة. كما أن النجاشي كان يعلم أنه يلزم من إيمان الصحابة بالقرآن أنه يجب عليه الالتزام به والتحاكم إليه وحده, لأن ذلك الالتزام والتحاكم في دينهم كما هو في ديننا, فمجرد إظهار الصحابة لوجود القرآن معهم يدل على أنهم لا يتحاكمون إليه وإنما يجلون له حقيقة ما افتري عليهم لئلا يلتبس عليه الأمر.
تنبيه: الخطأ في فهم هذه النصوص إنما يأتي من قبل الوقوف على حقيقة التحاكم والفرق بينه وبين غيره مما يلتبس به, ولهذا أشرت فيما سبق لذلك حيث قلت:
7 - بعض أهل العلم من المعاصرين يرى أن بعض الصور لا تدخل في مسمى التحاكم فلا يشملها حكمه, فكونك تشتكي لكافر لينصفك من ظالم بدون رفع نزاع وخلاف إليه بل لرد عدوان ونحو ذلك ليس من التحاكم, بل هو من باب الاستنصار بالكافر على الظالم. والواجب التصدي لبيان حقيقة التحاكم وما يدخل فيه وما لا يدخل حتى يتكون التفريع صحيحا على هذا القول.
ومنع من ذلك بعض أهل العلم قبل انتشار الحكم بالطاغوت في العالم الإسلامي، وفي وقت سهوله الهجرة من بلد إلى بلد، فقد قال الشيخ حمد ابن عتيق رحمه الله والشيخ سليمان ابن سحمان:" إذا كان هذا ــ يعني التحاكم إلى الطاغوت ــ كفراً. والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز أن تَكْفُر لأجل ذلك؟، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك أحد وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يَجُز لك المحاكمة للطاغوت، والله أعلم ().
(يُتْبَعُ)
(/)
اسمح لي هنا أن أخالفك في فهمك لهذه الفتاوى بهذه الطريقة, فالعلة التي يرخص من أجلها من يرخص في التحاكم للطاغوت للضرورة ذكرت في الفتوى وأبطل اعتبارها, فها هو الشيخ يقول: " فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك أحد وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل " وهذا هو ما نحن فيه من الاضطرار والوقوع في أمور تجعلنا بين التحاكم أو ضياع الدنيا في كثير من الصور.
هذا والله أعلم ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 04:30]ـ
شكر الله للشيخ الفاضل مداخلته
وتنبيهاته القيمة
ولا زلنا في البحث عن مخرج شرعي يوافق أصول الشريعة، ويرفع الحرج عن الأمة
وبقي مسائل للنظر في كونها حلولا هي:
مدى صحة الاستدلال على بعمل يوسف عليه السلام تحت ولاية حاكم كافر لا يحكم بالشريعة
مدى صحة الاستدلال بحلف المطيبين على الموضوع
مدى صحة الاستدلال بدخول النبي صلى الله عليه وسلم في جوار المطعم بن عدي، بأن فيه تحكيما لأعراف العرب، والقانون الإنجليزي غير مكتوب بل هو معتمد على نص العقد، والعرف التجاري، والسوابق القضائية.
قاعدة الاضطرار، وقد بين أخونا أبو فاطمة رأيه فيها، وأن الاضطرار لا يبيح التحاكم إلى القانون الوضعي، ولو سلم فإن أخذ المال لا يدخل في الاضطرار. ومع ذلك ففيها مجال للبحث والنظر.
قاعدة الاستحسان، ومدى توافر شروط العمل بها
وللفائدة وجدت جوابا للشيخ حامد العلي منشور في موقعه يقول فيه:
والقول بالتحريم المطلق مناف للشريعة، مناقض لواقع من يفتي به، ربما من حيث لايشعر، ذلك أنّ كثيراً من العلاقات بين الدول تحكمها أعراف لا تحتكم إلى شريعة الله بلا ريب، ولا يجد المسلم بدّا من الاستفادة منها، حتى في سفره ـ على سبيل المثال ـ إذ يطلب الإذن له بالمرور عبر الحدود بناء على قوانين التنقّل بين الدول، كما أنّ كل من يريد الإنتماء إلى مايسمى المواطنة، أو حتى الحصول على (فيزا) إقامة في دولة، إنما يطلب ضمنا سريان قوانين الدولة عليه، أو فيما يحكم نظام الإقامة، بل في سائر الأحكام مدة إقامته في تلك البلاد، ومثل هذا كثير جدا، في كثير من شؤون الحياة، ويزداد كلَّما تقارب العالم، فلو كان هذا بإطلاقه تحاكم إلى الطاغوت، لم يسلم منه أحدٌ. أ هـ
وأشكر مرة أخرى لأبي فاطمة مداخلته
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم, ولي عودة إن شاء الله متى تيسر, وأشكر لك نفسك الطيب في الحوار
بالنسبة لما طرحته هناك في موضوع (حكم التحاكم للمحاكم الدولية) , فاسمح لي إن كان لي مدارسة معك فيه أن تكون هنا, وذلك خشية التشتيت
أسأل الله لي ولك الهداية والسداد, وأن يوفقنا لما فيه الخير
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 11:47]ـ
فتاوى
العنوان أداء القسم لمنح الجنسية
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/فقه الأقليات
التاريخ 04/ 07/1427هـ
السؤال
أنا طالب وأعيش في كندا والحمد لله أتمتع بكامل حريتي الدينية.
ما وجدت عليه المسلمين هنا أنهم لا يتأخرون عن أداء القسم الخاص بالجنسية والذي ما معناه:
أقسم (بما تؤمن به) بأن تكون وفيًّا أو وليًّا لجلالة الملكة اليزابيث الثانية أو من ينوب عنها وأن تكون مطيعا للقانون الكندي.
على المتقدمين للجنسية (وعادة ما يكونوا مجموعة) أن يقفوا ويرفعوا أيديهم ويرددوا ما معناه خلف الموظف المسؤول.
وآخر يقول ما هو إلا ترديد شفهي إذا كان القلب مطمئناً بألا يعصي الله فيما يتعارض مع شرع الله. واستدل بفعل بعض الصحابة تقبيل رأس أحد الحكام لتخليص بعض أسرى المسلمين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان طلبك الجنسية الكندية ضرورة لا تجد ما تصلح به ديناك إلا بها –فيجوز حينئذ أخذك هذه الجنسية، لا سيما وأنك تستطيع إظهار شعائر دينك معها، بل ربما قد تجد ما يحميك عندما يتعرض لك أحد في دينك، أو عرضك، أو مالك ما دام القانون ينص على حرية الاعتقاد. وكونك غير مجبر أن تقسم بغير الله. أما قسمك أن تكون وفيًّا للملك أو الملكة التي تحكمهم، وأن تكون مطيعاً للقانون الذي يتحاكمون إليه فإن اخترت ذلك بطوعك واختيارك فيتعين عليك حينئذ أمور منها:
1 - أن تقصد في قلبك الوفاء للحاكم إذا حكم بالحق، وكذلك طاعتك للقانون بما يوافق الشرع؛ لأن معظم أوامر الحاكم ومواد القانون الوضعي ليست كلها مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية ففيها: الصدق والوفاء وإتقان العمل وعدم الاعتداء على الآخرين بغير حق والعدل والمساواة بين الناس في أمور الحياة. فهذه الأمور ونحوها كثير هي في شرعنا وتنص عليها جميع القوانين.
2 - الوفاء بالعهد والبر بالقسم –وفق ما ذكر سابقاً يأمر به الدين، بل يحرم نقض العهد، ويوجب البر بالحلف ما دام في الخير وعلى الخير. قال تعالى مثنياً على الموفين بالعهد آمرًا به عامة المؤمنين أن يتعاملوا به مع الناس قاطبة مسلمهم وكافرهم فقال: " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ... " [المعارج:32 - 33]. وقوله "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" [النحل:91]. وقوله تعالى: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" [الإسراء:34]. وعاب الله على المنافقين أن يظهروا ما لا يبطنون "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف:2 - 3] ولما أسر المشركون يوم (بدر) حذيفة بن اليمان ووالده، ثم أطلقوهما بعد أن أخذوا منهما عهداً ألا يقاتلا مع محمد -صلى الله عليه وسلم- جاءا، فأخبرا- الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقال مانعاً لهما أن يقاتلا معه؛ وفاءً بما عاهدا عليه. فقال: "نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم" صحيح مسلم (1787) وفي لفظ: "أوفوا لهم بالعهد واستعينوا الله عليهم".
وقصة أبي جندل يوم الحديبية بين الرسول –صلى الله عليه وسلم- وسهيل بن عمرو -مندوب المشركين- واضحة وصريحة حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهداً، وإنا لن نغدر بهم". انظر مسند أحمد (18152)، وصحيح البخاري (2734).
3 - وبناء على هذا يجوز لك القسم ما دمت معتقداً في قلبك بطلان عقيدة الكفر، وقلبك مطمئن بالإيمان. ويتعين عليك في مثل هذا الحال أن تحلف بالله، لا بالمسيح، ولا بأحد من المخلوقين. وفي وسعك أن تصمت أثناء أداء القسم ما دام جماعياً –إن كان ذلك في مكنتك. والله أعلم.
قلت: وقد يخرج القول بالجواز أيضا على من أجاز الدخول في المجالس النيابية والدخول في المناصب العليا لمصلحة شرعية في الدول التي تحكم بالقانون، لأنهم يقسمون على احترام الدستور والقانون.
وكذا من يعمل في الوظائف العسكرية
وربما الوظائف المدنية في بعض الدول تحتاج إلى تعهد باحترام القانون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمح لي أخي الكريم بمداخلة صغيرة.
لقد دهشت من هذه الفتوى أيما دهشة .. ولا أدري كيف ساغ للشيخ سعود النفيسان أن يقول مثل ذلك.
أولاً .. لا يجوز أن تقسم على غير نية من استحلفك ..
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {يمينك على ما يُصَدقُك عليها صاحبك} .. رواه مسلم.
فالحكومة الكندية تستحلفك على أن تحترم قانونها الوضعي الكافر برمته، وليس جزءاً منه، فكيف يسوغ لك أن تنوي على قبول جزء منه ونبذ جزء آخر، إن هذا من الغدر، وهذا مخالف للحديث المذكور أعلاه.
ثانياً .. الكلمة التي ظاهرها الكفر لا ينقلها عن حقيقتها ما أضمر صاحبها من نية، وهذا هو مذهب أئمة السلف ومن تابعهم .. ومن ذلك أذكر لك فتوى ابن تيمية - رحمه الله - فيمن سب التوراة.
(يُتْبَعُ)
(/)
سُئل شيخ الإسلام رحمه الله عن رجلٍ لعن اليهود ولعن [دينهم]، وسب التوراة، فهل يجوز لمسلم أن يسب كتابهم أم لا؟
* * *
الجواب:
الحمد لله.
ليس لأحد أن يلعن التوراة.
بل من أطلق لعن التوراة؛ فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
وإن كان ممن يعرف أنها منزلةٌ من عند الله، وأنه يجب الإيمان بها؛ فهذا يقتل بشتمه لها، ولا تقبل توبته - في أظهر قولي العلماء -.
وأما إن لعن دين اليهود - الذي هم عليه في هذا الزمان -؛ فلا بأس به في ذلك، فإنهم ملعونون، هم ودينهم.
وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها، مثل أن يقال: " نسخ هذه التوراة مبدلةٌ، لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدلة والمنسوخة فهو كافرٌ ".
فهذا الكلام ونحوه حقٌ، لا شيء على قائله.
والله أعلم
[مجموع الفتاوى: ج18/ص121]
تأمل كيف جعل ابن تيمية - رحمه الله - إطلاق لعن التوراة كفراً مخرجاً من الملة .. ولم يقل إن كانت نيته التوراة المحرفة فهو مسلم، وإن كانت نيته التوراة المنزلة من عند الله فهو كافر ..
كذلك تأمل قوله: (وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها) .. اشترط بيان قصده حتى يجوز قوله .. ولم يشترط النية.
كذلك، جاء عن ابن حزم - رحمه الله - في الفصل (3/ 253) أنه قال:
" لو أن إنساناً قال: إن محمداً - عليه الصلاة والسلام - كافر وكل من تبعه كافر وسكت، وهو يريد كافرون بالطاغوت، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
وكذلك لو قال إن إبليس وفرعون وأبا جهل مؤمنون، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر، وهو يريد أنهم مؤمنون بدين الكفر .. " اهـ.
فكيف يجيز الشيخ سعود النفيسان أن يقول شيئاً ظاهره الكفر ويضمر خلافه؟؟ إن هذا من العجب العجاب .. وهدى الله للجميع.
ـ[المغيرة]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:14]ـ
السلام عليك الاخ (شعيب) على التوضيح الجيد ونعوذ بالله من تحكيم اهوائنا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:59]ـ
مداخلة جيدة
وكلامك مقنع
جزاك الله خيرا
وقد نقل الدكتور الهرفي عن الشيخ حمود الشعبي رحمه الله قريبا من فتوى الشيخ سعود الفنيسان، وذلك في طلب المتدين المطارد في بلده للجنسية البريطانية، فقد ورد في بحث: حكم من تحاكم للطواغيت لأخذ حق أو رفع مظلمة - كتبه عبدالرحمن الهرفي
قال الهرفي: وفي جواب لشيخنا العلامة حمود العقلا ـ رحمه الله ـ قال: فقد اطلعت على رسالتكم الطويلة الموجهة إلينا، التي تذكرون فيها حالتكم وما تعانونه من الملاحقة والمطاردة وعدم الأمن في بلادكم ولا في البلاد الأخرى، وقد يُلجئكم ذلك إلى أخذ الجنسية البريطانية لكي تأمنوا بذلك في تلك البلاد وفي غيرها من البلاد إذا سافرتم باعتباركم من حاملي الجنسية البريطانية فلا تتعرضون لأذى، وتسألون عن حكم ذلك؟ .. ..
فنقول وبالله التوفيق يجوز حسب الحالة التي ذكرتم أخذ وطلب الجنسية البريطانية نظرا لحالتكم وما ذكرتم في السؤال،
ثم ذكر الأدلة
ثم قال:
ومما تقدم من الأدلة يتبين أنه يجوز لمثلكم أن يحمل الجنسية البريطانية، بشرط أن تكونوا كارهين لهم ولدينهم مع عدم موالاتهم. قائمين بما تستطيعون من الدين
وأما ما ذكرتم من القسم أو التعهد عند أخذ الجنسية المذكورة، فما دام أنهم يخيرونكم بين القسم والتعهد ولكم مندوحة عن القسم، فتعملون بالتعهد () وتضمرون الإيمان بقلوبكم بالله مع كراهيتكم لهم.) ()
ومع ذلك
فقول الأخ أبي شعيب أقرب إلى نفسي،
والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً أخي عبدالعزيز بن سعد، وأحب أن أنوه إلى أن الشيخ حمود - رحمه الله - استدل بآية الإكراه على المسألة المذكورة أعلاه، فقد قرأت فتواه كاملة، وقد اعتبر أن حال الأخ المذكور في الفتوى إكراهاً ملجئاً ..
فحال هذا ليس كحال من يطلب الجنسية من أجل الوظيفة أو من أجل الفوائد الدنيوية البحتة وغيرها.
الأخ المغيرة،
بارك الله فيك.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 03:33]ـ
كما تعلم فإن أساس البحث هو الموقف من تلك القوانين المطبقة في كثير من الدول
فأنت لا تدخل دولة إلا إذا وقعت وتعهدت على احترام القوانين
ولا تعمل في الوظائف العسكرية والقضائية والوظائف العليا إلا بهذا الأمر
ولا تستورد من تلك الدول إلا بالموافقة النصية أو الضمنية على الترافع لقوانين تلك البلاد
لأن الدعوى تقام دائما في بلد المدعى عليه
فهل من مخرج، يرفع الحرج .........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 04:03]ـ
تحاكم المسلمين إلى المحاكم الوضعية
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/الحكم بغير ما أنزل الله
التاريخ 05/ 07/1425هـ
...
(2) لما كان المسلمون في العهد المكي مستضعفين كانوا يتعاملون ويتحاكمون في حفظ حقوقهم المالية وغيرها وفق الأعراف والتقاليد العربية الجاهلية مما لم ينزل فيه حكم شرعي، ويدل على ذلك نصوص كثيرة من القرآن الكريم، كالجمع بين الأختين قبل التحريم "وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ" [النساء: من الآية23]، وفي أكل الربا: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ" [البقرة: من الآية275].
ولا شك أن العلة في جواز ذلك في هذه المسائل ونحوها هو ضعف المسلمين وقلتهم أمام الكفار، فالله قادر على أن ينزل أحكامه التفصيلية مبكرة في عهد الاستضعاف، ولكنه سبحانه لم يفعل ذلك رحمة بعباده، ولحكمة يعلمها "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ" [القصص:5 - 6].
....
أي تحاكم هذا الذي يتحدث عنه الدكتور, أين التحاكم من العمل بالبراءة الأصلية في ما لم ينزل فيه حكم!!!
هذا على عجالة ولي عودة إذ أني الآن على سفر, ولا يفوتني شكر الأخ عبد العزيز على نفسه الطيب, والأخ الفاضل أبو شعيب على استدراكاته النافعة على بعض الفتاوى ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:03]ـ
سفرا سعيدا يا أبا فاطمة
استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك
وبخصوص تفريقكم بين الشكوى والتحاكم=الترافع
لم يتبين لي الفرق المؤثر،
لأن المعتدى عليه سيذهب إلى القاضي ويشكو خصمه
وبعبارة قضائية: سيترافع ضد خصمه
أو: سيتحاكم مع خصمه عند القاضي
فلا يظهر فرق مؤثر في المعنى
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:57]ـ
سفرا سعيدا يا أبا فاطمة
استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك
وبخصوص تفريقكم بين الشكوى والتحاكم=الترافع
لم يتبين لي الفرق المؤثر،
لأن المعتدى عليه سيذهب إلى القاضي ويشكو خصمه
وبعبارة قضائية: سيترافع ضد خصمه
أو: سيتحاكم مع خصمه عند القاضي
فلا يظهر فرق مؤثر في المعنى
على عجالة:
فرق بين التحاكم حيث يطلب المتحاكم الحكم, وبين أن تطلب من الكافر رد ظلم عنك أو دفع صائل ونحو ذلك من غير حكم, فيصدر أمره (بواسطة قدرته وسلطته لا حكمه وقضائه) بما ينصرك ويرد عنك عادية المعتدي ونحو ذلك, وكل ذلك بغير طلب حكم منك ورفعك للنزاع إليه
لا سيما إذا كنت تستنصر بالشرطة مثلا وغيرها ممن له سلطة يستطيع بها رد الظلمة ولم يتضمن ذلك رفع قضية, هذا قد يشبه بحلف الفضول
فمتى خرج فعلك عن حد التحاكم ودخل في حد الاستشفاع أو الاستنصار ونحو ذلك لم تحمل عليه نصوص التحاكم
ولذلك من المهم أن يحرر معنى التحاكم شرعا تحريرا جيدا, حتى يعلم الإنسان ما له فعله مما لا يدخل فيه, فيرتفع بذلك شيء من الحرج الذي قد يلحق المسلم الذي ينأى بنفسه عن التحاكم للطواغيت
كذلك تحديد معنى الإكراه ودراسة التفريق بينه وبين الضرورة, وقد أشرت لذلك سابقا
فالأخوة من طلبة العلم - لا سيما من وفقه الله للاهتداء للحق في مسألة التحاكم - عليهم أن لا يكتفوا بتقرير أصل المسألة ويقفوا عند هذا الحد, بل لا بد من للنظر في الواقع وتكييفه وتصنيفه لما يدخل في التحاكم وما لا يدخل فيه, والتفصيل في صور الإكراه المعاصرة, والنظر في إمكانية تقعيد الرخص في هذا الباب حتى تنبني الفتوى بشكل صحيح
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 04:41]ـ
ذكرتم أن الشرطة تدفع عنك ظلم الظالم
وهذا غير متحقق دائما
لأن أنظمة المرافعات تنص على أن الشرطة أداة ضبط، ويختص ذلك بحال التلبس بالجريمة
أما إذا استولى أحد على حقيبتك، واستدعيت الشرطة، فأنى لها أن الحقيبة لك، فإن أنكر السارق، فإن الشرطة تحيل الموضوع إلى جهة قضائية.
فالفرق غير واضح لدي، وربما لدى أهل العلم الذين تقدمت فتاواهم بالجواز ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:41]ـ
لا يلزم دائما أن يمر الأمر بترافع وقضاء, لا سيما إذا كان الظلم واقع وباشرت الشرطة الحادث بسرعة, كما لو ضبطوا من يحاول سرقة بيتك أو سيارتك (حصلت لقريب لي في بريطانيا) , أو اشتكيت على جار يزعجك (حصل معي شخصيا عندما كنت في بلدة غربية منذ زمن, وأتوا وأنذروا جاري الذي كان لا يفتر عن الموسيقى الصاخبة! فتوقف ولم يعد). الشرطة أحيانا إذا أبلغتهم عن شخص يحاول إلحاق الضرر بك يراقبوه أو يستجوبوه فيكنشف لهم الأمر دون محاكمة, وعلى الأقل سيتوقف الضرر ولك أن تصعد الأمر برفع قضية ولك أن تترك وتكتفي بانكفاف الضرر عنك
على كل حال هذا مثال لحالات قد يحصل فيها الاستنصار بالكافر دون تحاكم, وكون ذلك هو الغالب أو كونه نادرا ليس محل البحث, بل المقصود من التمثيل توضيح الفرق بين الاستنصار بلا طلب للحكم وبين التحاكم الذي يتضمن طلب الحكم, فالمثال ليتضح المقال لا للدقة في توصيف الحال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 09:30]ـ
كأني بك تريد أن تقول:
يجوز رفع الشكوى للجهات الإدارية (ومنها الشرطة) في الدولة التي تحكم بالقانون استدلالا بالنصوص الواردة، والتي لن تنصفك إلا في حالين:
الأولى: حال التلبس
الثانية: حال الإقرار من المعتدي.
ولا يجوز رفعها للقضاء عند الإنكار مثلا، لأنه يوقع في المحذور وهو التحاكم للطاغوت.
أما إن رفع أحدهم دعوى عليك، فلا مندوحة من الدفاع عن نفسك ...
وماذا لو وافق الطرف الآخر على حذف فقرة القانون الواجب التطبيق، والمحاكم المختصة في النزاع
هل يكفي هذا
مع العلم بأن النتيجة واحدة
لأن الدعوى تكون في بلد المدعى عليه،
وفي بعض القوانين: في البد الذي نشأ العقد فيه؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:20]ـ
مدى صحة الاستدلال على بعمل يوسف عليه السلام تحت ولاية حاكم كافر لا يحكم بالشريعة
بارك الله فيك ليس في عمله ذلك تحاكما, وقد كان يوسف عليه السلام يعمل بشرع الله ويحكم به لا بدين الملك وشرعه
وأما علاقتها بالعمل تحت ولاية الكفرة في زماننا فمسألة أخرى مهمة إلا أن في بحثها هنا تشتيتا للموضوع الأصلي
مدى صحة الاستدلال بحلف المطيبين على الموضوع
لم يكن يلزم على الدخول في الحلف والاستفادة من قدرة أصحابه وقوتهم محذور شرعي من تحاكم لغير الشرع أو غيره, ومن ادعى غير ذلك فعليه الدليل
وكون الكفار في زماننا قدسوا القوانين وجعلوها عماد كل شيء ولم يرضوا بأن يبرموا أمرا أو يعقدوا حلفا أو عهدا إلا بالخضوع لها والتحاكم إليها لا يعني أن ذلك دأبهم في السابق, ولا يلزم من هذا هذا, ولو كان هذا الحال لما امتدح النبي صلى الله عليه وسلم الحلف, حاشاه بنفسي وأبي وأمي هو
مدى صحة الاستدلال بدخول النبي صلى الله عليه وسلم في جوار المطعم بن عدي، بأن فيه تحكيما لأعراف العرب، والقانون الإنجليزي غير مكتوب بل هو معتمد على نص العقد، والعرف التجاري، والسوابق القضائية.
ما مرادك بالتحكيم في قولك (تحكيم أعراف العرب)؟
إن أردت بناء التصرفات والأفعال على أمر تعارف عليه المشركين وألزموا به أنفسهم, كالدخول في جوار المطعم لأن العرب تعارفت على عدم إخفار الحوار, وكبعث الرسل بناءا على أنها لا تقتل في عرفهم وكتلقي الرسل لنفس السبب, وكاستعمال الخاتم لأنهم تعارفوا على أن الرسائل تنسب لصاحبها مثلا إذا ختمها ونحو ذلك, فإن كان هذا مرادك فهو معنى صحيح لا محذور فيه لذاته مالم يترتب عليه في أحد الصور محذور شرعي, وإنما أخالفك في اللفظ وبقوة وسيأتي الكلام في ذلك
ونظير ذلك أن يوقع الإنسان خطاباته ويختمها بالحبر, أو يدخل في جوار دولة باللجوء السياسي (مالم يترتب محذور آخر كلزوم الرضى بكفرهم من ذلك)
فإن كان ذلك مرادك فليس هذا من باب التحاكم, وإنما هو من باب ترتيب التصرفات مع مراعاة لما ألزم به القوم أنفسهم من قوانين وأعراف, ولا يستلزم ذلك التحاكم. فاحذر أن تستعمل لفظا يشتمل أو يوهم مثل هذا المعنى الفاسد الذي لو أراده إنسان (حاشاك إن شاء الله) لكان بذلك طاعنا في النبي صلى الله عليه وسلم. {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}. فالتحكيم والتحاكم لفظان يعودان لمادة (حكم) , وهو باب عظيم من أبواب التوحيد أمر به تعالى نبيه {ولا تشرك في حكمه أحدا} وهي قراءة لقوله تعالى {ولا يشرك في حكمه أحدا} التي في سورة الكهف.
وإن كان مرادك بالتحكيم التحاكم فقد أبعدت النجعة, ونسبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عصمه الله منه, وبعثه بنقيضه وهو الكفر بالطاغوت وإعلاء كلمة الله والجهاد ليكون الدين كله لله, هذا أولا وهو شنيع. وثانيا خلطت فجعلت ما ليس بتحاكم تحاكما.
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:42]ـ
كأني بك تريد أن تقول:
يجوز رفع الشكوى للجهات الإدارية (ومنها الشرطة) في الدولة التي تحكم بالقانون استدلالا بالنصوص الواردة، والتي لن تنصفك إلا في حالين:
الأولى: حال التلبس
الثانية: حال الإقرار من المعتدي.
إن لم يلزم من الاستعانة والاستنصار بهذه الجهات الإدارية تحاكم لطاغوت أو أي محذور آخر, فنعم هذا ما أريده, لأنه ليس من التحاكم, وهو موافق والله أعلم لما يذكر في هذا الباب من نصوص يسميها المخالف بالتحاكم خلطا منه (هذه حقيقة الأمر وقد يكون بحسن نية من وجهة نظره للالتباس الأمر عليه)
وأما متى ستنصف ومتى لا تنصف أو لاتفيد فهذا يرجع لتصور واقع ذلك النظام وتلك الجهات وصلاحياتها وطريقة عملها
ولا يجوز رفعها للقضاء عند الإنكار مثلا، لأنه يوقع في المحذور وهو التحاكم للطاغوت.
أما إن رفع أحدهم دعوى عليك، فلا مندوحة من الدفاع عن نفسك ...
إن رفع دعوى عليك وكانت صورة الموقف أن أجهزة الدولة تلزمك بالمثول أمام المحكمة وإلا فعلت بك وفعلت (مما يعتبر من الإكراه) ولم تجد طريقة تتخلص بها من ذلك (تهاجر أو تتصالح مع الخصم أو تقنعه بالعدول عن الدعوى بوعظه أو توسيط آخرين أو الضغط عليه بوسيلة ما آلخ مما قد تتخلص به من هذا الموقف) , فصورة المسألة والله أعلم أنك مكره على التحاكم, والمسألة تحتاج لنظر سديد من المفتي وتصور للواقع وفهم للإكراه وشروطه حتى يحقق المناط ويقول للسائل: أنت مكره
وماذا لو وافق الطرف الآخر على حذف فقرة القانون الواجب التطبيق، والمحاكم المختصة في النزاع
هل يكفي هذا
مع العلم بأن النتيجة واحدة
لأن الدعوى تكون في بلد المدعى عليه،
وفي بعض القوانين: في البد الذي نشأ العقد فيه؟
سأعود لهذه إن شاء الله لضيق الوقت الآن, وهو سؤال جيد ويحتاج لتأمل, فالصيغة من حيث الصورة ستكون سليمة إذا سلم باقي العقد من ناحية شرعية, ولكن هناك ناحية أخرى يجب أن تلاحظ ويتأمل فيها ويفصل, سأعود إليها إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:49]ـ
لإثراء الموضوع - وإن كانت مسألة سبق الكلام فيها، أنقل هذ القرار
القرار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه.
قرار رقم: 95/ 8 / د9
بشأن مبدأ التحكيم في الفقه الإسلامي
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره التاسع بأبي ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1 إلى 6 ذي القعدة 1415 هـ، الموافق 1 – 6 أبريل 1995 م.
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: مبدأ التحكيم في الفقه الإسلامي
وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله:
قرر ما يلي:
أولًا: التحكيم اتفاق بين طرفي خصومة معينة، على تولية من يفصل في منازعة بينهما، بحكم ملزم، يطبق الشريعة الإسلامية.
وهو مشروع سواء أكان بين الأفراد أم في مجال المنازعات الدولية.
ثانيًا: التحكيم عقد غير لازم لكل من الطرفين المحتكمين والحكم، فيجوز لكل من الطرفين الرجوع فيه ما لم يشرع الحكم في التحكيم، ويجوز للحكم أن يعزل نفسه – ولو بعد قبوله – ما دام لم يصدر حكمه، ولا يجوز له أن يستخلف غيره دون إذن الطرفين لأن الرضا مرتبط بشخصه.
ثالثًا: لا يجوز التحكيم في كل ما هو حق لله تعالى كالحدود، ولا فيما استلزم الحكم فيه إثبات حكم أو نفيه بالنسبة لغير المتحاكمين ممن لا ولاية للحكم عليه، كاللعان لتعلق حق الولد به، ولا فيما ينفرد القضاء دون غيره بالنظر فيه.
فإذا قضى الحكم فيما لا يجوز فيه التحكيم فحكمه باطل ولا ينفذ.
رابعًا: يشترط في الحكم بحسب الأصل توافر شروط القضاء.
خامسًا: الأصل أن يتم تنفيذ حكم المحكم طواعية، فإن أبى أحد المحتكمين، عرض الأمر على القضاء لتنفيذه، وليس للقضاء نقضه ما لم يكن جورًا بينًا أو مخالفًا لحكم الشرع.
سادسًا: إذا لم تكن هناك محاكم دولية إسلامية يجوز احتكام الدول أو المؤسسات الإسلامية إلى محاكم دولية غير إسلامية توصلًا لما هو جائز شرعًا.
سابعًا: دعوة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى استكمال الإجراءات اللازمة لإقامة محكمة العدل الإسلامية الدولية وتمكينها من أداء مهامها المنصوص عليها في نظامها.
ـ[المغيرة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 09:43]ـ
السلام عليك الاخ سعد فالاخ ابو فاطمة جزاه الله خيرا" أورد الادلة الكافية التى تدل على عدم التحاكم الى المحاكم الوضعية الجاهلية عند الاضطرار ورأيت فى نقلك عن قرار المجلس وفى الشرط السادس وهو جواز التحاكم الى المحاكم الوضعية وهذا كفر والعياذ بالله وهو تحليل ما حرم الله.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 10:52]ـ
اخي الكريم المغيرة بارك الله فيه
هناك أمر هام لابد من فهمه وضبطه حتى لا يقع الغلط في هذا الباب
وهو أن من قال بالجواز في هذه المسألة في حال الاضطرار مع خطأه البين إلا أن ذلك لا يكيف على أنه تحليل منه للحرام وبالتالي كفر منه وخروج عن الدين, وإنما يكيف على أنه توسيع منه للرخصة التي محلها الإكراه دون غيره, فوسعها هؤلاء لتشمل الاضطرار, فهم لا يقولون أن التحاكم جائز مطلقا وإلا كانوا محلين للحرام, وإنما قالوا بالجواز على سبيل الترخيص كما نقول نحن بالجواز على سبيل الترخيص, والفرق بيننا أنا جعلنا الجواز مختصا بالمكره وهم جعلوه مختصا بالمكره والمضطر فدخل عليهم الغلط من هذا الباب
فرق أخي بين القول بتحليل الحرام وبين وضع الرخصة في غير محلها, فمن يرخص في حلق اللحية مثلا لمن يتعرض لمضايقات لا تصل به لحد المضطر مخطئ, ولكنه لم يستحل الحرام بذلك بل هو قائل بالتحريم. وكذلك من يقول بتحريم المعازف ثم يرخص في مشاهدة الأخبار مع ما يتخللها من معازف هو مخطئ في نظري ولكن لا أجعله مستحلا للحرام بذلك
وقد غفل بعض من له جهود في تقرير هذه المسألة عن هذا الفرق فنظر لكل من وسع الرخصة وجعلها شاملة للمضطر على أنه مستحل للكفر ومجوز له, وكفر بذلك كثير من المنتسبين للعلم, وسمى بعضهم بمشايخ الشرك وقال أنهم من المشركين آلخ .. مع أن بعض أولئك هم ممن لا هم لهم إلا الدفاع عن تحكيم الشريعة والدعوة لذلك والصبر على الأذى فيه. أفمثل هؤلاء يقال أنهم مشايخ شرك لأنهم تأولوا ولم يحسنوا التفريق بين المكره والمضطر, نسأل الله العافية
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 09:04]ـ
ما رأيك أن نبحث في التحكيم ليكون حلا مناسبا لهذه المشكلة
لكننا سنواجه إشكالية شروط المحكم،
وقد بحثت فلم أجد أحدا يرخص في تحكيم المسلم لغير المسلم ...
وهنا يقال: هل كون الطرف الآخر يحضر محكما كافرا أهون من الموافقة على شرط تحكيم القانون الوضعي ...
وأعتقد أن من المناسب طرح موضوع جديد عن التحكيم
ليكون مخرجا شرعيا لرجال الأعمال المتمسكين بالإسلام ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 08:07]ـ
السلام عليكم،
أخي عبدالعزيز، قد يفيدك ما سأطرحه من رأي في هذه المسألة.
قبل الشروع في بحث هذه المسألة، علينا أن تتوضح لنا أمور تكون مقدمة لهذا البحث الهام، وهي:
أولاً .. تعريف الحكم وما يتبعه من عوالق .. كالتحاكم والتحكيم
ثانياً .. العلة في كفر التحاكم إلى غير ما أنزل الله.
ثالثاً .. هل كل أنواع التحاكم إلى غير ما أنزل الله تعتبر كفراً؟
إن توضحت لنا هذه الأمور سهل علينا حينها جواب سؤالك، إن شاء الله .. فما قولك؟
ولعلي أكتب في ذلك شيئاً لاحقاً بإذن الله.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 11:03]ـ
جرى نقاش حول كون التحاكم كفرا في موضوع آخر
وانتهى المتحاورون إلى اتجاهين:
الأول: أن التحاكم عبادة، لا يجوز صرفها لغير الله تعالى، فمن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك.
الثاني: أن التحاكم معاملة، فلا يجوز تعيين حاكم غير شرعي كأن يكون فاسقا أو كافرا أو امرأة، فإذا عين ولي الأمر حاكما لا تنطبق عليه الشروط الشرعية، فإنه آثم، وأما صاحب الحق فله أن يترافع = يتحاكم إلى المحكمة التي قضاتها غير شرعيين للحاجة.
فلعلك تطبع على الحوار وتبدي رأيك ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:20]ـ
بالنسبة لأثر أبي بكر لم أصل لشيء فيه, وليتك تفيدنا حوله, علما بأن ذهاب بعض الصحابة للتجارة في دار الكفر - إن ثبت - لا يلزم منه التحاكم إليهم أو الموافقة على ذلك في العقود والتعاملات, ولم أقف على من قال بذلك, بل قول المالكية هو تحريم دخول دار الكفر للتجارة لئلا تجري على الداخل أحكام المشركين في تجارة أو غيرها, ولم أقف على من رد قولهم بأن التحاكم يرخص فيها في مثل هذه الحالة ..
بالنسبة لأثر أبي بكر فقد وفقت إليه أخيرا ولله الحمد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127435
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 10:06]ـ
وقد طرح الدكتور عبدالحميد البعلي والدكتور حسين حامد حسان طريق التحكيم، ليكون حلا شرعيا لهذا الإشكال ..
أين أجد كلام د عبد الحميد؟
وكلام البعلي هل هو الذي في كتاب (تقييد الرجوع للقوانين في العقود واللجوء للتحكيم إلى الهيئات الشرعية) أم هناك كلام آخر له؟
وجزاك الله خيرا(/)
«شيخنا صالح الفوزان ... لا تعلموهم التمرد على مربيهم»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 02:56]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن المطلع والمتأمل لما يدور في وسائل الإعلام من هجوم على الوالدين وعلى ولاة النساء وأزواجهن وعلى المدرسين من قبل أناس يزعمون أنهم يوجهون المجتمع ليجد المطلع أن ما يدور في تلك الوسائل من محاورات حادة غالبها تحرض على من ولاهم الله سبحانه شؤون من تحت أيديهم؛ ما أدى إلى نتائج وخيمة من كثرة العقوق للوالدين وخروج المرأة على قوامة وليها وزوجها وحقد الطلاب على مدرسيهم؛ ما أدى إلى اعتدائهم على مدرسيهم بالضرب أو القتل أو احتقارهم وعدم الاستفادة منهم على الأقل.
أنا لا أقول إن هؤلاء المربين من الوالدين وغيرهم ليس لهم أخطاء، فالخطأ من طبيعة الإنسان إلا من رحم الله (كلهم خطاؤون)، ولكن ليس العلاج بهذه الطريقة التي تعطى. إن هؤلاء مجرمون تشهر وتضخم أخطاء بعض منهم وتحمل على الجميع.
وإنما يخص المخطئ منهم بالعلاج المناسب من غير تشهير وإسراف في اللوم والعتاب. نعم يحسن حث الجميع على الرفق والنصح لمن تحت أيديهم، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للوالدين: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع). وقال عليه السلام لمن يتولون تزويج النساء: (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ونهى الله ورسوله عن عضل المرأة وهو منعها من التزوج بكفء رضيته.
وقال الله للمدرسين: {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}، فإذا وجه هؤلاء بمثل هذه التوجيهات الربانية كان ذلك حسناً مثمراً، وكذا يوجه الأولاد ببر الوالدين وتوجه النساء بطاعة أولياء أمورهن بالمعروف، ويوجه الطلاب باحترام المدرسين والتلقي عنهم بأدب وتوقير، بهذا تصلح الأمور وتحصل النتائج الطيبة ويسود التفاهم المثمر بين الجميع.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر: (صحيفة الجزيرة) الأحد 16 جمادى الآخرة 1428 العدد 12694
http://www.al-jazirah.com/2486510/ln8d.htm
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 02:39]ـ
احسنتم أخي الفاضل أحسن الله إليك
وبارك الله في الشيخ صالح ونفعنا بعلمه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:16]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم أخي الحبيب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:21]ـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=47
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 09:17]ـ
جزى الله الشيخ الموقر صالح الفوزان خير الجزاء على جهوده في متابعة الإعلام و تصويب الأخطاء فيه ..
و جزاك أخي ناقل الخبر خيرا ..(/)
«الدعوة إلى الله ومفهومها في الشريعة الإسلامية» لشيخنا صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 03:04]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله .. وبعد فإن الدعوة إلى الله تعالى تعني الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والتقيد بشريعته. قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران. وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت.
والدعوة منصب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (108) سورة يوسف.
والدعوة تكون للكافر ليسلم وتكون للمسلم العاصي أن يتوب إلى الله وتكون للجاهل أن يتعلم وتكون للعالم الضال أن يرجع إلى الحق قال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) الحديث.
والدعوة إلى الله لها منهج نبوي أول ما يبدأ بالدعوة إلى تصحيح العقيدة ثم الدعوة إلى إصلاح الأعمال والمعاملات والأخلاق والعادات.
والدعوة إلى الله تكون بالتعليم للجاهل والموعظة للعالم المتساهل بالعمل وتكون برد شبهات المجادل بالتي هي أحسن.
قال تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل. ومهمة الداعي بيان الحق ورد الباطل وليس عليه هداية القلوب: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (56) سورة القصص.
وتكون الدعوة بالأسلوب المناسب مع المدعو: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشَى} (44) سورة طه.
وتكون بالرفق بالجاهل. قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه. وما كان العنف في شيء إلا شانه) تكون الدعوة بالصبر والتحمل قال تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (125) سورة النحل. {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} (127) سورة النحل. ولا يكون هم الداعية كثرة الأتباع وتجمهر الناس حوله. قال - صلى الله عليه وسلم -: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حُمر النعم). وقال عن نوح عليه السلام: {وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} (40) سورة هود. وقال عن لوط عليه السلام: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} (36) سورة الذاريات.
على الداعية أن يستمر على الدعوة ولا ييأس وينظر للمستقبل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له).
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
المصدر: (صحيفة الجزيرة) الجمعة 14 جمادى الآخرة 1428 العدد 12692
http://www.al-jazirah.com/86890/is10d.htm(/)
التوحيد (أصل الأصول والتهاون فيه)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 06:42]ـ
(أصل الأصول والتهاون فيه)
تهاون كثير من الناس وللأسف الشديد بأصل الأصول وهو توحيد الله ومايتعلق به، فجعل كثيراً من مسائل الأصول- التي تم التعارف عليها عند السلف رحمهم الله تعالى فضلاً عن الإجماع الذي انعقد في زمنهم عليها - من المسائل التي يجوز الخلاف فيها ومن المسائل التي لا بأس في الخلاف فيها في زماننا هذا، فنرى قوة السلف في التوحيد والبراءة من الشرك وكيف يتعاملون مع الكفرة والمشركين وإنكار بعضهم على بعض في بعض التجاوزات التي قد تصدر من غير قصد ونراها في زماننا رأي العين من المسائل الدارجة والتي أصبحت بالنسبة للكثير مجرد أمور عارضة لا بأس بها، ولنا في هذا عدة أمثلة منها:
الولاء والبراء: وجدنا كثيرا من شبابنا أصبح تقليد الغرب الكافر والإعجاب به والمحبة لمشاهيرهم بل بعضهم يحب عالمهم من الأمور التي هونها كثير من المسلمين ولم يبالوا بها بل جعلوها هامشاً جانبياً في بعض الأحيان يلتفت إليها من باب الأدب والحياء لا من باب أنها أصل من الأصول التي ينبغي معرفتها والعمل بها.
ضرب الثوابت الإسلامية الراسخة: ولنا في هذا الباب وقفة، وجدنا أناساً في مجتمعنا يضرب ثوابت الأمة ويشكك فيها متعلاً بالواقع وأن هذه إنما هي (قال – قال) كما يسميها بعض المبتدعة عليهم من الله ما يستحقون يلمزون أهل السنة والجماعة بلمز (قال – قال) تهكماً بالسنة والعلم الشرعي المنقول لنا من الثقات الأثبات عن الثقات الأثبات، منهم من تربى في أحضان الغرب فأصبح أصل الأصول عندهم من الأمور المعقدة التي تسبب المشكلات والعوائق لما يسمونها (عروبة أو وطنية أو ..... ) ونجدهم يكررون دوماً وأبداً (إخواننا الشيعة!!!) ولي عند هذه النقطة وقفة أولم يعلم هؤلاء ما كان موقف أئمة السلف رحمهم الله تعالى من الرافضة الخبثاء وكيف كان تعامل السلف معهم ولقد عجبت والله من أناس يدعون السنة ومحبة الصحابة يطلقون لفظة (إخواننا) على من يلعن الصحابة ويطعن في أمهات المؤمنين!!!
أصل الأصول الذي نص عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهو التوحيد الخالص لله بجميع أقسامه ومسائله المتعلقة به فأصبح هذا الأصل عند أهل زماننا الا ما رحم ربي من الأمور التي يسوغ الخلاف فيها ويقبل النقاش فيها ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
لو رجعنا إلى أهل البدع والضلال لعلمنا كيف يتمسكون بأصول معتقدهم الباطل تمسكاً نعجب منه فهؤلاء هم الرافضة يعتقدون عامة وخاصة أن المهدي وهو ابن العسكري زعموا أنه حي يرزق وله قرابة 1200 عام وهذه عقيدة من أنكرها عندهم يكفر بإجماع الرافضة، ولما تأتي لدى الصوفية المخرفة تجدهم يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر حضراتهم ويلتقونه يقظة ويعلموهم كما زعم التيجاني الضال أن الرسول علمه صلاة الفاتح من غير وسيط بينه وبينه صلى الله عليه وسلم.
فكيف بأهل التوحيد حقاً وأهل الحق صدقاً كان الأولى بهم التمسك التام بالعقيدة الصافية النقية التي أستدل لها من الكتاب والسنة وإجماع الأمة بإستدلالات واضحة بينهة لا تأويل فيها ولا تحريف فإلى الله المشتكى ..
ـ[الازور]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 07:16]ـ
جزاك الله خير وكثر من امثالك وسدد على طريق الحق خطاك اخي الكريم(/)
لافتات في طريق الشيعة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ
اللافتة الأولى:
"كيف تضل الشياطين الشيعة؟! "
الشيطان ألصق بالرافضة ... لماذا؟!
أولا: لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم - وليس هو كتابهم - {{ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}} وأي كفر أعظم من طلب الرزق والولد والشفاء و ... و ..... من علي - رضي الله عنه - ومن موسى الكاظم!!!!!!!!!!
ثانيا: رأينا الشياطين تستغفل الرافضة وتلعب عليهم في هذه المشاهد الشركية، حيث إن هذه المشاهد الشركية مملوءة شياطين بأصنافها! فتعمد الشياطين فتقوم بمس كثير من أفراد الرافضة بنت أو طفل أو غيره وتنطق على لسان الممسوس تضليلا لهم فيقول الشيطان: أنا العباس!!! أو أنا السيد الفلاني!!! فيسمون هذا المسكين الممسوس: طريحة العباس!!! ويقول لهم أنتم مطالبون بنذر أو بذبيحة تذبحونها في مشهد العباس وسأشفي بنتكم أو ولدكم!!! وينطلق هؤلاء السذج المشركون إلى ذاك الوثن المزعوم المملوء بالجن والشياطين! فيذبحون للعباس!! وينذرون له!! ويطوفون بهذه الطريحة حول القبر المزعوم داخل هذا الوثن، فإذا فعلوا ذلك خرج الجن الخبيث منه إمعانا في التضليل حتى يظن هؤلاء المشركون أن العباس قد شفاه!!! شرك ما بعده شرك!! فيجأرون بالصلاة على رسول الله صلي الله علية وسلم ابتهاجا وفرحا!!!، وربما - وهذا كثير فيهم - بقي الشيطان الجني متلبسا له، فيقولون: فلانة أو فلان يتكلم في رأسه العباس، ويبدأ الشيطان الخبيث يلعب بهم بطلباته تارة، وبإخباره بالمغيبات زعم تارة أخرى!!
فأينا أيها الحائر هو الحائر الضال و تلعب به الشياطين؟!!!
الحمد لله على نعمة التوحيد.
اللافتة الثانية:
أيها الرافضة هل أنتم أولياء الله حقا؟!!
أيها الرافضة إن كان ما تفعلونه عند القبور هو العبادة الحقة، وإن كنتم تعتقدون أنكم على الحق، وأنكم أولياء الله حقا، فلم يعذبكم الله عز وجل ويضيق عليكم تارة بالحروب، وتارة بالحصار، وتارة بالقتل، وتارة بالفقر وتارة بفقد الأمان!
أيها الرافضة إن الله تبارك وتعالى عدل لا يَشُك في عدله إلا زنديق مارق، فالله سبحانه وتعالى لايظلم مثقال ذرة وحاشاه سبحانه، فها نحن أهل السنة - والحمد لله وحده في خير ونعمة وأمان في بلداننا! فكيف تكونون أولياء الله حقا، ونحن الكفار - عندكم - فيضيق الله عليكم منذ أن قام مذهب الرفض، ويوسع الله علينا منذ أن بعث الله محمدا صلي الله علية وسلم، وكيف تكونون أولياء الله حقا ونحن المبطلين، وهذه الكعبة بيت الله عز وجل بأيدينا - والحمد لله - ونحن القائمون عليها ... فهل الله يظلم أيها الرافضة؟!!!!!!! بيته وقبلة عباده بأيدي الوهابية - كما تجأرون -! والرافضة مضيق عليهم، والكعبة ليست بأيديهم!!! الله عدل أيها الرافضة! ما جعل الله تعالى بيته بأيدي أهل السنة إلا وهم أولياؤه حقا، فارجعوا إلى عقولكم أيها الرافضة فلستم أولياءَه!
قال الله تعالى - ناطقا بهذه الحجة العقلية شاهدا لها -: {{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه،قل فلم يعذبكم بذنوبكم ...... }}.المائدة
والله الموفق.
اللافتة الثالثة:
القرآن مفقود عند مفقود!!! فمن أين تأخذون الهدى؟!!
نحن أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق، ولذلك نحن نحاول قدر استطاعتنا أن ننتشل أكبر قدر ممكن من الشيعة من بحر الضياع، ودوامة الحيرة، والحقيقة الحيرة أمر ملازم لكثير من الشيعة الرافضة!
وأصل الخلاف هوة ساحقة بيننا و بينهم، فهم الآن ليس عندهم أي شيء محفوظ يعتمدون عليه في إثبات حقهم المزعوم!!
وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر!! فنحن في حال النزاع سواء كان النزاع فقهيا أو عقديا نرجع كما أرشدنا الله تعالى لحل النزاع إلى القرآن والسنة!، قال تعالى: {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} وتأمل قوله في الآية {إن كنتم تؤمنون ... } فنحن والحمدلله نؤمن بهذا الكتاب الذي بين أيدينا ونطيع الله تعالى في تحكيمه في كل شؤون حياتنا، لكن أنتم أيها الشيعة الرافضة المساكين تصرحون بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا محرف، وأن القرآن الصحيح مفقود عنكم ليس بين أيديكم!! بل هو عند مفقود آخر في السرداب!!! إذن
(يُتْبَعُ)
(/)
قل لي بربك أيها الشيعي من أين تأخذون الهدى؟!! كيف تفصلون في النزاعات؟!!! الحقيقة الخلاف هوته كبيرة جدا لا يمكن تجاوزها إلا بأحد أمرين: إما أن نكفر بهذا القرآن كما كفرتم فنكون سواء!!! وإما أن تؤمنوا بهذا القرآن الذي بين أيدينا!! فنكون مؤمنين جميعا وإخوة!! فأيهما تختار أيها الشيعي؟!!!
اللافتة الرابعة:
عش رجبا ترى من الشيعة عجبا!!
نعم يا إخوتي، فكما يقال " إن كنت أنسى فلا أنسى" يوم أن ركبت مع صاحب تاكسي في جنوب العراق! وهو من الشيعة، فبدأت في طريقنا أدعوه إلى التوحيد، فقال لي: لكن هذا عليٌ وله جاه عند الله! بل كيف تلد امرأة دون أن تقول" يا علي؟!!! " فقلت له: الحمدلله هذه امرأتي ولدت دون أن تقول: "يا علي"!!
فقال لي: سبحان الله!! كيف ولدت امرأتك دون أن تقول "يا علي"!! فقلت: سبحان الله: فكيف تلد نساء اليهود والنصارى وهم لا يعرفون عليا- رضي الله عنه-؟!! فقال- مستغربا-: صحيح والله كيف يلدن وهن لا يعرفن عليا؟!!!
فقلت له: لأن هذه عقيدة فاسدة في قلوبكم زينها لكم الشيطان وأضلكم عن السبيل، وسرعان ما وصلنا، فنزلت وأنا أضرب أخماسا بأسداس متألما للحال الذي وصل إليه الشيعة!! والتطور الذي في عقيدتهم ويسير بهم إلى الهاوية!!.
والله المستعان والحمد لله على نعمة الهداية.
اللافتة الخامسة:
أيها الرافضة:
قال تعالى {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}
. وقال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بالحق}.
ويحك أيها الرافضي يبدو أنك لم تفهم - ولا تثريب- لأنكم اعتدتم أن تعطلوا عقولكم عن التفكير!! ويلك أفق!
القرآن نذارة للعالمين، وحكم بين الناس، فإذا كان القرآن الذي بين أيدينا محرف!!، وأن القرآن الصحيح-كما تقولون!!! - عند الإمام الغائب من مئات السنين!!!! فبم تنذرون الناس؟!! وبم تحكمون بين الناس؟!!! وبم تعرفون الضال من المهتدي؟! ويلك فكر فكر فكر- ولن تموت إذا فكرت!!! ثم رد على أسئلتي بعدل وإنصاف.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 06:32]ـ
يرفع، لعل شيعيا يرى هذه اللافتات، فيلتفت من الشرك إلى التوحيد، فأفوز فوزا عظيما.(/)
صحفي سعودي يدعو الله أن تعود بلادنا للجهل و يتمنى أيام جدته (بهية)!!!!
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 05:54]ـ
إيمان العجائز
عكاظ الثلاثاء 18/ 06/1428هـ) 03/ يوليو/2007 العدد: 2207
نجيب عصام يماني
«اللهم أرزقنا إيماناً كإيمان العجائز»، عبارة سمعتها في طفولتي وأدركت معناها اليوم. كانت جدّتي لوالدي «بهية» تعيش بيننا، تقوم بأعمال كثيرة بالبراءة الفطرية التي خلق الله الخلق عليها، مردّدة أن البراءة هي الأصل والخطأ عارض لو عُرضت أفعالها على ميزان اليوم لكُفّرت وبُدّعت وزُندقت وقالوا عنها علمانية وصوفية وقبورية وليبرالية.
كانت تقرأ في كتاب صغير تحرص عليه كُتب على غلافه الأصفر «دلائل الخيرات» فيه صيغ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء للأحياء والأموات، وقد رأيت من يصادر هذا الكتاب في المسجد الحرام وفي الأسواق ويقول إنه بدعة لا تجوز القراءة منه وعندما كانت تخرج لزيارة أقاربها تخفي الكتاب في بقشتها وتقول حتى لا يأخذوه.
كانت جدّتي تسمع الغناء وتطرب لدانات المطربة توحة وتميل إلى الحدري والمجرور والصهبة وتدمع عينها عندما تسمع الشحرورة تغنّي جينا الدار نسأل عالحبايب لقينا الدار تبكي عللي غايب. ترفض أن يستمع أحد إلى أغنية في سلم الطائرة للمرحوم طلال مداح أو سبحانو وقدرو عليك للمرحوم فوزي محسون عندما يسافر عزيز عليها.
كانت من المتابعين لمسرح التلفزيون ومحمد علي سندي قبل جهيمان حسب تصنيفها التاريخي. كانت ترتّب رحلات الصيف إلى الطائف مع الأهل والجيران والحارة في سيارات الأبلاكاش ونقضي الرحلة نغنّي ونضحك، نستمع إلى أحلى الأغاني من شنطة الأسطوانات التي كانت معها، لم تُصادر ولم يحرّم أحد عليها الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في آذانهم براميل من رصاص.
تحرص على حضور الأفراح وعندما تعود تحكي لنا عن كاكا وعباجية والزفة والغطاريف وأهل الحارة وألعابهم والمعاشر والرفود ولم يحرّم عليهم أحد فرحتهم أو يصادر ضحكتهم.
كانت لديها آلة صغيرة تسميها المشقرة تحف بها الشعرات الزائدة في الحاجب والوجه مع شوية رماد للمتزوجين وترفضه لغيرهم وتقول حتى لا تروح طلعتهم يوم فرحتهم. ولم يقل لها أحد لعن الله النامصة والمتنمصة. علمت بفطرتها أنه قول ضعيف لابن مسعود موقوف عليه لا يرقى إلى مرتبة المرفوع شكّك في صحته ابن حجر في (فتح الباري)، مؤكدة أن اللعن يعني الطرد من رحمة الله ولا يمكن طرد من تتزيّن لزوجها من رحمته، وتقول أمكم عائشة عندها العلم ولم نسمع أنها تقول مثل هذا القول.
عندما كنّا نمرض كانت تدهننا بزيت زيتون وشوية رماد وتقول (وهي تلعب على أوتارنا النفسية) ليه نحتار وسيدي الرماد في الدار وتلفنا بجريدة لمدة دقائق نقوم بعدها وقد نسينا المرض، ولم يكفّرها أو يبدّع عملها أحد.
كانت في الحج تحرص على (الجوجو) وهو عبارة عن مجموعة مكسّرات بها بعض النقود المعدنية تُسكب على رأس الطفل في حضور أقرانه في جو من الضحك والسعادة يتذكره الطفل وأقرانه بقية العام، ولم يقل لها أحد اتقي الله فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
في الأحزان تذهب مثل الجميع مواسيةً ومعزّيةً، وتقول الكل في حزن ولم أسمع من يأتي ليزيد من الأحزان ويعمّق من المصيبة مثل أيامكم هذه. لقد طردت إحداهن وهي غريبة عن الجميع أخذت تحدّث أهل الميّت عن كيفية العذاب وأطواق الحديد وكيف أن ميّتهم يهوى في النار سبعين خريفاً، وتقول الويل لها إن كانت تخرج كاشفة، الويل لها إن كانت تسمع الغناء، الويل لها إن كانت تحضر الأفراح كاسية عارية، جهنم الآن تفتح ألسنتها في انتظارها، لو أنها كانت تركب مع السائق وحدها وتسافر دون محرم وتذهب إلى الأسواق ليراها الرجال؛ حتى أُغمي على أهل الميتة وساد جو من الفوضى بعيداً عن حرمة الموت وقدسيته.
كانت تحكي لنا قبل النوم عن الصحابة وأخلاقهم وكيف أن سيّدنا عمر ندم واستغفر عندما تسلّق سور أحد المنازل ليكتشف المنكر وأفهمه أهل المنزل أن ما فعله هو المنكر، فللبيوت حرمات مصانة. كانت تقرأ وتكتب، وعندما أسألها أين تعلمت يا جدّتي، تقول لي وبكل فخر في الكتّاب مع أولاد الجيران وبناتهم وكانت تدرّسنا الفقيهة سعاد رحمها الله.
كانت تتسلى بالودع نجتمع حولها وتقول تعالوا نشوف مين حيزورنا اليوم وأبوكم إيش جايب معاه، نضحك ونتسلّى حتى إذا انتهت وضعت الودع في علبة وقالت قوموا صلّوا المغرب على أذان، ولم يكفّرها أحد ويقول عنها صوفية تحيي البدع.
كانت تصنع لنا العرائس والتماثيل وتقول ستكم عائشة كانت تلعب بالعرائس، ولم ينكر عليها رسول الله. كانت كل جمعة تبخّر المنزل باللبان والحبة السودة والكزبرة، تشرد الشياطين وتذهب العين والحسد. تقول بعد جيهمان تغيّر الحال، أصبحنا غرباء لم نعد نصلّي في صحن الطواف ونسمع من يهدّدنا ارجعي وراء يا مرة، غطّي وجهك يا حرمة، وكيف أغطي وجهي وأنا مالكية حتى زيارة النبي بطّلتها، فيها حواجز وأسوار وطوابير وشخط وزعيق، أصلّي عليه من البيت.
أعمال كثيرة تمر أمامي وكأني أعيشها اللحظة. أيامها بسيطة وجميلة، تحمد الله على نعمه الكثيرة. أتاها اليقين وهي آمنة مطمئنة الكل يدعو لها بالرحمة والمغفرة تركت لنا من بعدها أشياء جميلة لا يمكن أن تُنسى، ويوم وقفت في معلاة مكة على قبرها أقرأ ياسين تذكرتها وذرفت دمعة حزن وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه يأتي زمن يتمنّى فيه الحي أن يكون مكان الميّت في قبره» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
"تعليقي:
كنا في جهل فأحيانا نور الإسلام من جهلنا الذي كنّا فيه.
ما أشبه قوله بقول السابقين كما قال الله سبحانه عنهم: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) [الزخرف: 22]
نحن يا نجيب من نتمنى أن نكون مكان الميت في قبره، عندما نقرأ مقالاتك ...
ننتظر تعليقات الأخوة، و ردودهم الشرعية على ما ذكره ذلك الكاتب في هذا المقال ...
و لنا عودة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:27]ـ
{ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:31]ـ
هذا هذيان ويكفيك من جهله أنه نسب افعال جدته للفطرة ولم ينسبها لتقليدها لأسلافها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 07:42]ـ
ولم يقل لها أحد لعن الله النامصة والمتنمصة. علمت بفطرتها أنه قول ضعيف لابن مسعود موقوف عليه لا يرقى إلى مرتبة المرفوع شكّك في صحته ابن حجر في (فتح الباري)،
لم أستطع تجاوز هذا فلم أكمل بقية الهراء.
قال البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ.
ولم أجد في فتح الباري ما زعم هذا الزاعم وغالب الظن أنه يكذب فالحديث ظاهر الرفع.
قال الإمام مسلم في صحيحه:
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لِإِسْحَقَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ قَالَ اذْهَبِي فَانْظُرِي قَالَ فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا فَقَالَ أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا
ـ[أبو فراس]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 09:22]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله!
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 10:36]ـ
/
مسَاءاتُكُم وَعِي ..
وسمَاءاتُ من تجاوزَ أيضاً إن كانَ لـ الحقِّ سـ يَعِي ..
/
أختي ..
صاحبة السمو ..
بِ حمدالله يستضيءُ مجْلِسُنَا بـ الأَكْفَاء ..
ومن بـ النُّصْحِ هُم مُخَوَّلون ..
لا أُزكِّيهِم على الله أحْسَبهُم كذلك واللهُ حَسِيبهُم ..
مع تحَفُّظي الشَّديد على انتقادِ غائبٍ أخطاؤهُ منهُ وإليْه عائِدَة ..
وإن كانَ بها قد جاهَر!!
ولو كانَ الكَاتبُ ماثِلاً بيْننا لـ حَاجَجْتُه!
لا لِ تميُّزٍ أمتلِكُه ولا لـ علَِمٍ أكتسِبُه ..
ولكن لـ إيماني بـ أن (كُلُّ ابن آدم خطَّاء وخيْرُ الخطَّائين التوَّابون)
والنصِيحةُ أكْمَل إذا ضَجَّ صَداها في عالمٍ لهَا افتقَد!!
/
دُمْتِ والجميع بِ سِتْرٍ من الموْلى لا يُنتَهَك ..
وبِ يَقَظَةٍ لا يسْكنْهَا سُبَات ..
وبِ توْبةٍ لا يعقبهَا اِنتكَاس ..
وبـ ِغفلةٍ من المخلوقينَ عن زلاتٍ وذنوبٍ سَئِمَتْ من اتخاذِنا وَطَن ..
/
كوني والعابرين بـ حفظ الله ..
عزيزتي ..
/
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 10:39]ـ
إيمان العجائز
(يُتْبَعُ)
(/)
عكاظ الثلاثاء 18/ 06/1428هـ) 03/ يوليو/2007 العدد: 2207
نجيب عصام يماني
«اللهم أرزقنا إيماناً كإيمان العجائز»، عبارة سمعتها في طفولتي وأدركت معناها اليوم. كانت جدّتي لوالدي «بهية» تعيش بيننا،
هذا يا نجيب ايمان الصوفية لا ايمان الفطرة بدليل قولك انها درست في الكتاب فأين الفطرة التي كانت عليها حتى تتحقق مقولتك، وغداً سيكون ايمان العجائز الغذامي و الحمد ونجيب نفسه!
تقوم بأعمال كثيرة بالبراءة الفطرية التي خلق الله الخلق عليها، مردّدة أن البراءة هي الأصل والخطأ عارض لو عُرضت أفعالها على ميزان اليوم لكُفّرت وبُدّعت وزُندقت وقالوا عنها علمانية وصوفية وقبورية وليبرالية.
ذرية بعضها من بعض فلا غرابة من امتداحك لها،،
كانت تقرأ في كتاب صغير تحرص عليه كُتب على غلافه الأصفر «دلائل الخيرات» فيه صيغ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء للأحياء والأموات، وقد رأيت من يصادر هذا الكتاب في المسجد الحرام وفي الأسواق ويقول إنه بدعة لا تجوز القراءة منه وعندما كانت تخرج لزيارة أقاربها تخفي الكتاب في بقشتها وتقول حتى لا يأخذوه.
نجيب يريد الضلالات والشركيات فهذا مما جاء في دلائل الخيرات للجزولي:
- انتقاص سعة رحمة الله قال:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أهل بيته اللهم صل على محمد و على آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شىء وارحم محمداً و آل محمد حتى لا يبقى من الرحمة شىء وبارك على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البركة شىء وسلم على محمدوعلى آل محمد حتى لا يبقى من السلام شىء
- الله نور السموات والأرض يقول الجزولي:
اللهم صل على من فاضت من نوره جميع الأنوار
- اشارة الى عقيدة الحلول والإتحاد والنبي سبب كل موجود يقول:
اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وإمام حضرتك وطراز ملكك وخزائن رحمتك وطريق شريعتك المتلذذ بتوحيدك إنسان عين الوجود والسبب فى كل موجود عين أعيان خلقك المتقدم من نورضيائك
- يقول:
) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وسلم اللهم إنى أسألك و أتوجه إليك بحبيبك المصطفى عندك يا حبيبنا يا محمد إنا نتوسل بك إلى ربك فاشفع لنا عند المولى العظيم يا نعم الرسول الطاهر اللهم شفعه فينا بجاهه عندك
،،،،
وجدة نجيب تقرأ هذا الكتاب ثم يقول هذا الخرافي أن جدته على الفطرة!
-
،،،
كانت جدّتي تسمع الغناء وتطرب لدانات المطربة توحة وتميل إلى الحدري والمجرور والصهبة وتدمع عينها عندما تسمع الشحرورة تغنّي جينا الدار نسأل عالحبايب لقينا الدار تبكي عللي غايب. ترفض أن يستمع أحد إلى أغنية في سلم الطائرة للمرحوم طلال مداح أو سبحانو وقدرو عليك للمرحوم فوزي محسون عندما يسافر عزيز عليها.
لا غرابة اذ انك وجدتك تتعبدون الله بالرقص و الغناء، فلم لا تسمعونها في غير العبادة،،
كانت من المتابعين لمسرح التلفزيون ومحمد علي سندي قبل جهيمان حسب تصنيفها التاريخي. كانت ترتّب رحلات الصيف إلى الطائف مع الأهل والجيران والحارة في سيارات الأبلاكاش ونقضي الرحلة نغنّي ونضحك، نستمع إلى أحلى الأغاني من شنطة الأسطوانات التي كانت معها، لم تُصادر ولم يحرّم أحد عليها الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في آذانهم براميل من رصاص.
تحرص على حضور الأفراح وعندما تعود تحكي لنا عن كاكا وعباجية والزفة والغطاريف وأهل الحارة وألعابهم والمعاشر والرفود ولم يحرّم عليهم أحد فرحتهم أو يصادر ضحكتهم.
كانت لديها آلة صغيرة تسميها المشقرة تحف بها الشعرات الزائدة في الحاجب والوجه مع شوية رماد للمتزوجين وترفضه لغيرهم وتقول حتى لا تروح طلعتهم يوم فرحتهم. ولم يقل لها أحد لعن الله النامصة والمتنمصة. علمت بفطرتها أنه قول ضعيف لابن مسعود موقوف عليه لا يرقى إلى مرتبة المرفوع شكّك في صحته ابن حجر في (فتح الباري)،
كفانا الشيخ عبدالرحمن بارك الله فيه،،
مؤكدة أن اللعن يعني الطرد من رحمة الله ولا يمكن طرد من تتزيّن لزوجها من رحمته،
تقديم العقل على النص، ثم اذا تزينت بما اباحه الله واحله لا تدخل في الإثم، وبذات الحجة يمكن للمرأة ان تتزين بما حرم الله من اشياء مشتقة من حيوانات نجسة كالخنازير او تتزين بعمليات التجميل والتغيير، ملة فرخ الصوفية واسعة،،
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقول أمكم عائشة عندها العلم ولم نسمع أنها تقول مثل هذا القول.
القاعدة: من حفظ حجة على من لم يحفظ، وكثير من مسائل الشريعة لم تأت عنها فهل يعني ذلك بطلان ما ورد عن غيرها؟
عندما كنّا نمرض كانت تدهننا بزيت زيتون وشوية رماد وتقول (وهي تلعب على أوتارنا النفسية) ليه نحتار وسيدي الرماد في الدار وتلفنا بجريدة لمدة دقائق نقوم بعدها وقد نسينا المرض، ولم يكفّرها أو يبدّع عملها أحد.
سيدي الرماد تمهيد للمقال القادم سيدي احمد البدوي مدد مدد،،
كانت في الحج تحرص على (الجوجو) وهو عبارة عن مجموعة مكسّرات بها بعض النقود المعدنية تُسكب على رأس الطفل في حضور أقرانه في جو من الضحك والسعادة يتذكره الطفل وأقرانه بقية العام، ولم يقل لها أحد اتقي الله فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
في الأحزان تذهب مثل الجميع مواسيةً ومعزّيةً، وتقول الكل في حزن ولم أسمع من يأتي ليزيد من الأحزان ويعمّق من المصيبة مثل أيامكم هذه. لقد طردت إحداهن وهي غريبة عن الجميع أخذت تحدّث أهل الميّت عن كيفية العذاب وأطواق الحديد وكيف أن ميّتهم يهوى في النار سبعين خريفاً، وتقول الويل لها إن كانت تخرج كاشفة، الويل لها إن كانت تسمع الغناء، الويل لها إن كانت تحضر الأفراح كاسية عارية، جهنم الآن تفتح ألسنتها في انتظارها، لو أنها كانت تركب مع السائق وحدها وتسافر دون محرم وتذهب إلى الأسواق ليراها الرجال؛ حتى أُغمي على أهل الميتة وساد جو من الفوضى بعيداً عن حرمة الموت وقدسيته.
اصبح الصوفي ينافس الروافض في الكذب حتى يجعل مثل هذه الحادثة الأصل في العزاء عندنا، هذا اذا احسنا الظن في اصل القصة،،
كانت تحكي لنا قبل النوم عن الصحابة وأخلاقهم وكيف أن سيّدنا عمر ندم واستغفر عندما تسلّق سور أحد المنازل ليكتشف المنكر وأفهمه أهل المنزل أن ما فعله هو المنكر، فللبيوت حرمات مصانة.
وهو بذلك متابع للصحافة والمنافقين ممن يغمز في الهيئة بأنها تتجسس على عورات الناس، فاللحوم النيئة تمغص بطون آكليها،،
كانت تقرأ وتكتب، وعندما أسألها أين تعلمت يا جدّتي، تقول لي وبكل فخر في الكتّاب مع أولاد الجيران وبناتهم وكانت تدرّسنا الفقيهة سعاد رحمها الله.
الفخر على ماذا؟، على مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونجيب لا يجهل حديث: غلبنا عليك الرجال يا رسول الله، لكن كالعادة سيطعن فيه بدليل جدته التي على الفطرة،،
كانت تتسلى بالودع نجتمع حولها وتقول تعالوا نشوف مين حيزورنا اليوم وأبوكم إيش جايب معاه، نضحك ونتسلّى حتى إذا انتهت وضعت الودع في علبة وقالت قوموا صلّوا المغرب على أذان، ولم يكفّرها أحد ويقول عنها صوفية تحيي البدع.
ليست بدعة فقط بل منكر منصوص عليه في الشريعة، يعني جدتك التي على الفطرة طلعت كاهنة، حشفاً وسوء كيله، والبدعة القول أن التنجيم مباح لا محرم،،
كانت تصنع لنا العرائس والتماثيل وتقول ستكم عائشة كانت تلعب بالعرائس، ولم ينكر عليها رسول الله.
وما هو الغريب!
كانت كل جمعة تبخّر المنزل باللبان والحبة السودة والكزبرة، تشرد الشياطين وتذهب العين والحسد.
تشرد الشياطين بالكزبرة!، جدتك متعرفة على شيف شيطان!
تقول بعد جيهمان تغيّر الحال، أصبحنا غرباء لم نعد نصلّي في صحن الطواف ونسمع من يهدّدنا ارجعي وراء يا مرة،
الا تعجبك انت وجدتك ما ورد عن النبي من خير صفوف الرجال ... ، و ما كانوا عليه في مسجده صلى الله عليه وسلم،،
غطّي وجهك يا حرمة، وكيف أغطي وجهي وأنا مالكية
هي تكشف ليس لأنها مالكية ولكن لأنها عجوز كبيرة، ويظهر انك تصورت ذلك، والعجائز لا ينكر عليهن كشف الوجه حتى عند الحنابلة،،
حتى زيارة النبي بطّلتها، فيها حواجز وأسوار وطوابير وشخط وزعيق، أصلّي عليه من البيت.
أعمال كثيرة تمر أمامي وكأني أعيشها اللحظة. أيامها بسيطة وجميلة، تحمد الله على نعمه الكثيرة. أتاها اليقين وهي آمنة مطمئنة الكل يدعو لها بالرحمة والمغفرة تركت لنا من بعدها أشياء جميلة لا يمكن أن تُنسى، ويوم وقفت في معلاة مكة على قبرها أقرأ ياسين تذكرتها وذرفت دمعة حزن وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه يأتي زمن يتمنّى فيه الحي أن يكون مكان الميّت في قبره» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الله يحقق امنيتك
ولكن نتمنى ان يختم لك على توبة وطاعة
[/ COLOR] [/size]
الرد اعلاه بالأحمر
حتى نجيب تعلم من الجفري!
بارك الله فيكم
،،
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ
جزاكم الله خيراً ...
المؤمن يستر و لا يفضح، و أنا بإذن الله لم أفضح أحد، إنما أنبه على خطأ (علني) و كذبات (بلغت الآفاق) ....
أنا أكتب عن هذه المخالفات و الكتابات الصحفية (الموبوءة)، لأسباب:
1 - ليتنبه أخوتنا الدعاة،و قد يتمكن أحدهم من مناصحة الكاتب.
2 - لعرض بعض الأفكار المخالفة المعاصرة، و التحذير من خطرها.
3 - لتذكير أخوتنا الدعاة أن هناك أناس يكتبون و ينتقدون و يشككون الناس في المنهج السليم، و لابد من يقظة و إنكار للمنكر و أمر بالمعروف.
هناك كتاب كثيرون أتابعهم، و بعضهم مقالاته كالسم الزعاف ينشره يومياً أو أسبوعياً، و كم حاولنا مراسلة الصحف و التعليق و الرد و المناصحة، لكن هذه الصحف لا تنشر إلا ما يوافق هواها ...
ليس في التنبيه على خطر هذا الكاتب هتك ستر أو فضيحة - إن شاء الله - و لا أقول إلا: عسى الله أن يهديه.
لكنه مجاهر بخطئه، متعد بغيه على غيره، و لا بد من التنبيه عليه، و لعل أحد القراء يستطيع أن يرد عليه و يناصحه ..
إن في أرض الحجاز (بالذات) عجب عجاب من الأفكار الدخيلة و الهرطقات القديمة ... ومن يشتغل بالدعوة فيها يواجه أصنافاً كثيرة و مذاهب شتى ... والتصوف و التشيع و العلمنة و غير ذلك نجده بشكل واسع ...
وعسى الله يصلح الحال و يهدي من ضل، و يثبتنا على طاعته، إنه جواد كريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 01:19]ـ
وعسى الله يصلح الحال و يهدي من ضل، و يثبتنا على طاعته، إنه جواد كريم
آمين ..
ـ[سالم القرني]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 05:31]ـ
السلام عليكم
أرجوا منكم ألا تكونوا سببا في نشر سموم هذا الأفاك الذي يستهزئ بأحكام الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم لا يكتبون مثل هذه السموم إلا من أجل نشرها حتى يتعود الناس على المعاصي والفجور والإستهزاء بالدين
فمن أراد الرد عليه فليرد عليه في الجرائد حتى لو كان الرد في جريدة أخرى لأني أخاف أن نفعل ما يريده هو وأمثاله من السخيفين
أما من يقول بأنه يخاف أن يرد عليه خوفا من أن يقع في الغيبة فلا أعلم أن هذا من الغيبة المحرمة لأن هذا فيه توضيح الحق للناس وقبل ذلك دفاع عن الدين وعن الرسول صلى الله عليه وسلم وللأسف أن كل من يتكلم بهذه الأمور ليس لديهم علم شرعي فهم أصحاب جهل مركب.
اللهم إني أعوذ بك من الفتن ماظهر منها وما بطن
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوء فأشغله في نفسه وأجعل كيده في نحره
قولوا آمين
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 06:37]ـ
من قال أن بهية حجة في دين الله تعالى؟؟!
هل واقع الناس هو الحجة؟
أم الدين والشرع والقرأن والسنة .. ؟؟!!
ولمن نمقت خطابها في أن هذه غيبة؟
أين أنت من حديث:" كذب أبو السنابل".
إن الصراخ من مقال هذا المأفون عال متأجج.
وربطه الصحوة بجهيمان يجعلنا لا نحسن الظن به ألبتة.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 07:50]ـ
/
صباحاتُكُم هدوء ..
ومن أسَاءَ الظَّن بِ الإثمِ يبُوء ..
/
مع باقاتِ الاعتذار لِ الأخت صاحبة السمو ..
على العَوْدة مُجدَّداً ..
/
قاعدةٌ ليْسَتْ بـ الجديدة ..
سمعناهَا وقرأناهَا آلاف المرَّات ..
ولكن ولِ الأسَف قِلَّة وقلَّة فقط من أدْركَ أبْعَادَها وسلَّمَ بها:
اختلاف الرأي لا يُفسِد لـ الودِّ قضيّة ..
الجميع هُنا في مجلسٍ ضَمَّ ولا زال يضُمُّ من المُرتَادين بـ اِختِلافِ توَجُّهَاتِهِِم ..
وتَبايُن قنَاعَاتهِم ..
وتفاوتِ مقاييسِ سِعَة الأفق لديْهِم ..
ليتَ البعض منهُم يُدرك أن ما طَُرِحَ من آراء ويُطْرَح ليس قرآناً مُنزلاً ..
ولا قواعِدَ إن خولِفَتْ سـ تنتهي الحياة ..
فمن الطبيعي جدَّاً تذبذب مُؤشِّرَاتِ القبول ..
من مُتصَفحٍ لـ آخِر طالما الحُرِّية بـ حمدالله في حدودِ المعقول ..
ولها مِسَاحاتها الرَّحْبَة هُنا ..
ولمن نمقت خطابها في أن هذه غيبة؟
أين أنت من حديث:" كذب أبو السنابل".
لـ أختي العزيزة نداء أقول:
أين أنتِ من قوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن)؟؟
وأين أنتِ من قوله تعالى (اُدْعُ إلى سبيلِ ربكَ بالحكمة والموعظة الحسنة)!!!
هداني الله وإياكِ يا أُخيَّة ..
ليتنا نتذكَّر:
لا مُشكلَة ألا يَرُوقكَ ما ينثرهُ غيرُكَ فـ تسْتَاء لِ مجرد أنّهُ خالفك ..
ولكن المُخجِل أن تَرى نفسَكَ المُحِق ..
وتجعل مِمَّن خالفكَ نِدَّاً أوضِد!!
نحنُ مُلزمُون جميعاً بِ احترامِ آراءِ الغيْر ..
أو بِ الأحْرى مُلزمَةٌ أنا بِ احترامِ الآراء ..
ولكن ليس معنى اِحترامي لهَا انقيادِي خلفهَا تَارِكَةً خلفي قنَاعَاتي ..
التي كانتْ ولا تزال جُزءاً مني وسـ ألازمُها دون فرْضٍ على كَائِنٍ من كَان ..
إلا إن عَاكَسَتْ بـ اِتجاهِهَا مَفاهيمَ ومَحاذيرَ شرعيَّة!!
فـ إن عاكستْ الشّرعيَّة والشّرعيَّة فقط ..
سـ أضْربُ بها عَرْضَ الحائِط وكُلِّي اِعْتِزاز ..
أمَّا ما سِوى ذلك ..
فـ قنَاعَاتي هي وَعْدُ و وعْدُ بها مُؤمنةٌ ..
بَلْ وعنْهَا مُنَاضِلَة!!
/
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 08:19]ـ
تصويب فقط!
وأين أنتِ من قوله تعالى (أدعُ إلى سبيلِ ربكَ بالحكمة والموعظة الحسنة)
الصواب: (اُدْعُ) بالوصل لا بالقطع، كما هو معلومٌ لديكم.
والله أعلم.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 08:26]ـ
/
الفاضل: رمضان ..
تمَّ التصويب ..
بوركتُم أخي الكريم ..
/
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 09:36]ـ
زادكم الله حرصاً ....
يقولون: نصف رأيك مع أخيك فاستشره ....
والآراء كالمسامير ...
كلما ازداد الطرق عليها ...
ازدادت عمقاً و رسوخاً ....
ألا ما أجمل تلاقح الأفكار ...
هذا رأي ...
و هذا رأي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
نشيد بهذا ....
و نفخر بذاك ....
و نصوّب هذا ....
و ننقح ذاك ..
فتلتقي الآراء ...
كأجمل ما تكون ...
شكر الله لكم أخوتي ....
على تعقيبكم و تنبيهكم ... و ردودكم الفاعلة ....
و لي منكم رجاء .... من يستطيع أن يصل لهذه الصحيفة عبر مدراء تحريرها بشكل شخصي لمناصحة الكاتب فليفعل ....
جعلكم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 01:22]ـ
جزاكم الله خيراً ...
المؤمن يستر و لا يفضح، و أنا بإذن الله لم أفضح أحد، إنما أنبه على خطأ (علني) و كذبات (بلغت الآفاق) ....
أنا أكتب عن هذه المخالفات و الكتابات الصحفية (الموبوءة)، لأسباب:
1 - ليتنبه أخوتنا الدعاة،و قد يتمكن أحدهم من مناصحة الكاتب.
2 - لعرض بعض الأفكار المخالفة المعاصرة، و التحذير من خطرها.
3 - لتذكير أخوتنا الدعاة أن هناك أناس يكتبون و ينتقدون و يشككون الناس في المنهج السليم، و لابد من يقظة و إنكار للمنكر و أمر بالمعروف.
هناك كتاب كثيرون أتابعهم، و بعضهم مقالاته كالسم الزعاف ينشره يومياً أو أسبوعياً، و كم حاولنا مراسلة الصحف و التعليق و الرد و المناصحة، لكن هذه الصحف لا تنشر إلا ما يوافق هواها ...
ليس في التنبيه على خطر هذا الكاتب هتك ستر أو فضيحة - إن شاء الله - و لا أقول إلا: عسى الله أن يهديه.
لكنه مجاهر بخطئه، متعد بغيه على غيره، و لا بد من التنبيه عليه، و لعل أحد القراء يستطيع أن يرد عليه و يناصحه ..
إن في أرض الحجاز (بالذات) عجب عجاب من الأفكار الدخيلة و الهرطقات القديمة ... ومن يشتغل بالدعوة فيها يواجه أصنافاً كثيرة و مذاهب شتى ... والتصوف و التشيع و العلمنة و غير ذلك نجده بشكل واسع ...
وعسى الله يصلح الحال و يهدي من ضل، و يثبتنا على طاعته، إنه جواد كريم
بل يجب شرعاً فضحه لأنه داعية سوء
و أما ارض الحجاز فليست كما تظنين من كثرة المبتدعة، بل هم قليل جداً و دعوتهم لا تتعدى اسوار بيوتهم،،
بارك الله فيك
،،
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 11:35]ـ
و أما ارض الحجاز فليست كما تظنين من كثرة المبتدعة، بل هم قليل جداً و دعوتهم لا تتعدى اسوار بيوتهم،،
بارك الله فيك
،،
وهذه من البشارات (أهل مكة أدرى بشعابها)
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
إنا لله و إنا اليه راجعون ..
كيف يسمح لمثل هذا أن يتبوأ في صحفنا مكانا مسنما؟
هل هذه الصحف مكتوب على طرتها: خاص بمن ينشر الضلالات؟
كيف يرفضون أن يرد على مثله مثلكم من طلبة العلم و العلماء؟
تساؤلات تشغلني منذ زمن لم أجد لها جوابا ..
حسبنا الله و نعم الوكيل ..
ـ[طلال]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 07:53]ـ
من العجب أن الكاتب له مصنفٌ في أصول الفقه ويكتب في مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية وطرائق الاستدلال وتحتفل بمقالاته إحدى الملاحق الأسبوعية في صحفنا وله ولعٌ بإسقاط حد الردة، وكأن هؤلاء القوم لما قصرت عقولهم عن تحقيق الأدلة والنظر فيها عمدوا إلى مقاصد توهموها فأرادوا أن يلزموا بها الناس.
رحم الله ابن تيمية لمّا قال في بيان بطلان التحليل ص421 ((ومن تأمل ما تُرَدُّ به السنن في غالب الأمر وجدها أصولاً، قد تلقيت بحسن الظن من المتبوعين، وبنيت على قواعد مفروضة، إما ممنوعة أو مسلمة مع نوع فرق، ولم يعتصم المثبت لها في إثباته بكثير حجة أكثر من نوع رأي أو أثر ضعيف، فيصير مثبتاً للفرع بالفرع من غير رد إلى أصل معتمد من كتاب أو سنة أو أثر، وهذا عامٌ في أصول الدين وفروعه، ويجعل هذه في مقابلة الأصول الثابتة بالكتاب والسنة، فإذا حقّق الأمر فيها على المستمسك بها، لم يكن في يده إلا التعجب ممن يخالفها وهو لا يعلم لمن يقول بها من الحجة أكثر من مرونة عليها مع حظ من رأي)).ا. هـ
أصلحه الله وهداه.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 10:57]ـ
يقال له رحم الله "بهية" و غفر لها، و عفا عنها.
وهي إن كانت قد تُعذرُ بالجهل.
حسب الأحوال العلمية في تلك الأزمان.
إلا أنك لست معذورا في تقليدها.
فالعلوم الشرعية والفتاوى الصحيحة،
و قبل ذلك العقيدة الصحيحة ميسَّر معرفتها الآن
بجميع الطرق، و على جميع الأصعدة التعليمية و الاعلامية.
فكن علمي المشرب، ولا تكن "بهوي" المذهب.
فقد كانت امرأة بسيطة ـ ولم تكن عالمة ـ رحمها الله و غفر لها.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 11:25]ـ
اليس هناك رد على هذا الكاتب من الشيخ صالح الفوزان؟
ارجو الافادة.
ونقول للكاتب الجهول:
وما علينا ان كانت ((ستك)) صوفية طرقية .... فديننا بالكتاب والسنة.
وان اعجبك فعل جدتك
فقد اعجبنا فعل العالمة الصالحة
فاطمة بنت الامام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله
لما قيل لههم ((هي وابن اخيها علي بن حسين في سفرهم الى شرق الجزيرة بعد هدم الدرعية)) اثناء مرورهم على صنم لبعض المشركين قربوا له, فقال ابن اخيها:
نقرب له تراب ((اي لاشيء))
فقالت العالمة الصالحة التي تربت على التوحيد في بيت داعية التوحيد:
ما نقرب شيء ولاااااااااااااااااتراب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن عبد الله الصياغي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 02:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت أن بعض الإخوة يتكلمون في جدة الصحفي بما لايليق, فأحببت أن أنبه إلى هذا الأمر لأنه ربما كانت الجدة بريئة من كل ماذكره وإنما تقول عليها لغرض تمرير بعض الأفكار التي يتبناها هو, ثم إن الجدة الان في قبرها نسأل الله أن يغفر لها إن ماتت مسلمة وأن يغفر للمسلمين جميعا.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 06:02]ـ
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ}.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 06:00]ـ
أعوذ بالله شركيات وتجاوز لحدود الله ومجاهرة بالمعاصي
غفر الله لجدته فقد تعذر بالجهل<<وقد لا تكون هناك جدة إنما خبث في نفس الكاتب أراد طرحه عن طريق ممحبب الى النفس الا وهم أجدادنا كي يجذب الى مقاله النفوس ذات العاطفة الضعيفة
وكل اناء بما فيه ينضح
لكن هنا رسالة لهذا الحفيد الابله الجاهل .........
عجل على نفسك بالتوبة قبل أن تقول ياحسرتا على مافرطت في جنب الله
وانج بنفسك ولا تكن ممن قال الله سبحانه عنهم: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)
أخيرا ..
والحمدلله أن قيظ لهذه الامة في كل العصور من ينافح عن هذا الدين القويم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 07:17]ـ
وهذا رد من موقع فضيلة العلامة الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى -:
[قرأت في صحيفة عكاظ العدد الثلاثاء 18/ 6/1428هـ مقالاً للكاتب عصام نجيب يماني تحت عنوان: (إيمان العجائز) ذكر فيه ممارسات لجدته لوالده: بهية، ساقها مساق الإعجاب بها رغم مخالفتها للأحكام والأدلة الشرعية والعقيدة الصحيحة متندراً بكل ما عارضها من دليل أو حكم شرعي وقال:
[لو عرضت (يعني ممارسات جدته) على ميزان اليوم لكفرت وبدعت وزندقت، وقالوا عنها علمانية وصوفية وقبورية ولبرالية، مصدراً مقاله بهذا الدعاء العجيب: (اللهم ارزقنا إيماناً كإيمان العجائز)]
هكذا قال: ونحن نقول اللهم ارزقنا إيماناً صادقاً كما أمرتنا بقولك: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم) البقرة: من الآية 136. وكما قلت سبحانك: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) [البقرة: من الآية 285] نؤمن الإيمان الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) هذا هو الإيمان الذي أمر الله به ورسوله.
ثم قال الكاتب عن جدته،: [كانت تقرأ في كتاب تحرص عليه. كتب على غلافه الأصفر (دلائل الخيرات) فيه صيغ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء للأحياء والأموات وقد رأيت من يصادر هذا الكتاب في المسجد الحرام وفي الأسواق ويقول: إنه بدعة لا تجوز القراءة فيه!!].،
ونقول للكاتب هذا الكتاب الذي ذكرته فيه صيغ صلوات مبتدعة وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليه فقال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد) وقد قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) [الأحزاب: من الآية 56] فنقول: اللهم صل وسلم على نبينا محمد ولسنا بحاجة إلى ما في كتاب دليل الخيرات وما في غيره مما يخالف ما جاء في الكتاب والسنة من صيغ الصلاة على النبي،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الكاتب: [وكانت جدتي تسمع الغناء وتطرب لدانات المطربة وتميل إلى الحدري والمجرور والصهبة وتدمع عينها عندما تسمع الشحرورة تغني، إلى آخر ما ذكر من أحوال جدته مع الغناء إلى أن قال: لم تصادر ولم يحرم عليها أحد الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في أذانهم براميل من رصاص].
كذا قال، ونقول للكاتب: قولك لم يحرم عليها أحد الغناء نقول: بلى قد حرم الله الغناء في القرآن الكريم وحرمه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة قال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مهين) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: لما ذكر الله تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) [لقمان من الآية 6] قال: هو والله الغناء انتهى كلام ابن كثير.
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن قوم يأتون في آخر الزمان يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف تعزف على رؤوسهم القينات يخسف الله بهم الأرض عقوبة لهم على صنيعهم وقال البغوي رحمه الله في تفسيره: (يشتري لهو الحديث) أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن قال أبو الصباء البكري: سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال: هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وذكر البغوي مثل ذلك عن ابن عباس والحسن وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا: لهو الحديث هو الغناء والآية نزلت فيه وقول الكاتب ولم يحرم أحد عليها الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في آذانهم براميل من رصاص نقول بل حرم الله ورسوله الغناء كما سبق وأما صب الرصاص في أذان المستمعين للغناء فقد جاء ذكره في حديث: (من استمع إلى قينه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة) وكأن الكاتب يذكر هذا الحديث أو لم يعلم به.
ثم قال الكاتب عن جدته: [كانت لديها آلة صغيرة تسميها المشفرة تحف بها الشعرات الزائدة في الحاجب، ولم يقل لها أحد: لعن الله النامصة والمتنمصة وعلمت بفطرتها أنه قول ضعيف لابن مسعود موقوف عليه لا يرقى إلى مرتبة المرفوع!!].
هكذا قال الكاتب عن قوله: (لعن الله النامصة) إنه قول ضعيف وهذا يرده قول ابن كثير رحمه الله: وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: (لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن والمغيرات خلق الله عز وجل) ثم قال: ألا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله عز وجل يعني قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: من الآية 7] انتهى قول ابن كثير فابن مسعود رضي الله عنه عنه نسب لعن النامصة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد لعن النامصة فقد لعنها الله لقوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: من الآية 7] وفي سنن أبي داوود (4/ 399) عن ابن عباس:
(لعنت النامصة والمتنمصة) وهذا له حكم الرفع كما هو معلوم أن قول الصحابي حرم كذا أو لعن من فعل كذا في حكم المرفوع.
ثم قال الكاتب عن جدته: [كانت تحكي لنا قبل النوم عن الصحابة وأخلاقهم وكيف أن سيدنا عمر ندم واستغفر عندما تسلق سور أحد المنازل ليكشف المنكر وأفهمه أهل المنزل أنا ما فعله هو المنكر فللبيوت حرمات مصانة!!].
وأقول للكاتب: أولاً عليك أن تثبت هذه القصة ولا يكفي أن ترويها عن جدتك ثانياً: دخول البيوت لأجل إنكار المنكر على قسمين:
القسم الأول: من كان ضرر ذنبه قاصراً عليه فهذا إذا استتر لم يفتش عليه.
والقسم الثاني: من كان ضرر ذنبه يتعدى إلى الناس مثل المخربين والمفجرين وأصحاب المخدرات ومصانع الخمور وبيوت الدعارة وغيرهم فأصحاب هذه الجرائم لا بد من متابعتهم والدخول إلى محلاتهم لتلافي شرهم عن الناس وذلك لا يتم إلا بمهاجمتهم في بيوتهم وتسورها عليهم ولا حرمة لبيوتهم.
ثم قال الكاتب عن جدته [أنها قالت عن مدرستها الفقيهه سعاد أنها كانت تتسلى بالودع نجتمع حولها وتقول تعالوا نشوف من حيزرونا اليوم وأبوكم ويش جايب معاه، نضحك ونتسلى حتى إذا انتهت وضعت الودع في علبة قال الكاتب: ولم يكفرها أحد ويقول عنها صوفية تحيي البدع].
هكذا قال عن جدته أنها تستعمل الودع لتعرف به من سيزورهم وما سيأتي به أبوهم وهذا من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، والذي هو من أمور الجاهلية وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) أي لا جعله في دعة وسكون وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من يستعمل الودع لكشف ما يجري في المستقبل وهو من عمل الشياطين.
ثم استمر الكاتب في مروياته العجيبة عن جدته فقال: [كانت تصنع لنا العرائس والتماثيل كانت كل جمعة تبخر المنزل باللبان والحبة السوداء والكزبرة تشرد الشياطين وتذهب العين والحسد].
ونقول للكاتب: ما فعلته جدتك من التصوير لا سيما التماثيل مخالف لما صح في الأحاديث من تحريم التصوير والوعيد عليه وما كانت تفعله من تبخير البيت لطرد الشياطين ومنع العين والحسد أمر مبتدع ومخالف لما شرعه الله لطرد الشياطين والوقاية من العين والحسد من ذكر الله والاستعاذة به وحده واستعمال الأوراد الشرعية.
ثم ختم الكاتب مقاله: [بأن جدته تقول عن عزل النساء عن الرجال في المسجد الحرام وعن تغطية المرأة وجهها عن الرجال وعن منع النساء من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الأمور من تغير الحال بعد جهيمان!!!].
وكأن الكاتب وجدته يرون سفاهة وجهل أعظم من هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم اهدنا لمعرفة الحق والعمل به
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 03:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحول ولاقوة إلا بالله كلام رجل لم يحس بنعمة التوحيد والأمان(/)
((في المواقف يعرف الرجال)) لشيخنا الشّيخ صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:28]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كان اللقاء الذي جرى بين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأعضاء مجلس الشورى والذي نشرت تفاصيله في وسائل الإعلام كان له أثر بالغ في نفوس المسلمين يبعث على الطمأنينة وزوال إشكاليات كثيرة، ومن أهم النقاط التي تعرض لها سموه من خلال أسئلة الحضور موضوع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تعرض له كثير من الكتاب في الصحف بالطعن في الهيئة من غير روية ولا إنصاف مما يحمل تحيزا ظاهرا ضد الهيئة فكان جواب سموه حاسما وكافيا وشافيا في أن الهيئة من أهم أجهزة الحكومة. لها حرمتها ومكانتها وأن بقاء هذا الجهاز والمحافظة عليه ومناصرته هو صمام الأمان لهذه الدولة.
لقول الله تعالى ? وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ? [سورة الحج: 40 - 41]
وأن ماقد يقع من بعض أعضاء الهيئة من خطأ غير مقصود لايقدح في هذا الجهاز وإنما يعالج الخطأ العارض بما يناسبه وأي الناس لايحصل منه خطأ، والذي يعمل قد يقع منه الخطأ.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه
والذي لايقع منه خطأ هو الذي لايعمل, ثم أين كانت هذه الألسنة وهذه الأقلام التي تتناول جهاز الهيئات عند أي خطأ يحصل, أين هم حينما يعتدي على رجال الهيئة بالضرب والقتل فلا نرى هؤلاء يقفون إلى جانب الهيئة وينصفون المظلوم وإنما يقفون إلى جانب الظالم دائما, إن ما صرح به سمو الأمير نايف حفظه الله هو عين العدل والإنصاف ونسأل الله أن يكتب ذلك له في موازين حسناته يوم يلقاه.
أما هؤلاء الكتاب والمتكلمون في حق الهيئات عند أدنى زلة أو شائعة مغرضة دون تثبت فيصدق عليهم قول الشاعر:
إن يسمعوا زلة طاروا بها فرحا ... وما سمعوا من صالح دفنوا
وقول آخر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
إن هؤلاء ينسون أويدفنون إيجابيات الهيئات الكثيرة وما يتحقق على يديها من مصالح المجتمع وينشرون الزلة اليسيرة أو الشائعة المتوهمة لهوى في نفوسهم.
ولكن يارجال الهيئات عليكم بالصبر والإحتساب والله مع الصابرين، كما ذكر الله سبحانه عن لقمان أنه قال لابنه وهو يعظه: ? يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ? [سورة لقمان الآية 17].
وقال تعالى: ? بسم الله الرحمن الرحيم * والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر?.
هذا وأسأل الله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته, وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين ونصرة هذا الدين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
18/ 6/1428هـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=48
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:34]ـ
/
اللهُمَّ لكَ الحمد ..
كما ينبغي لِ جَلالِ وجهكَ وعظيمِ سُلطانِك ..
اللهم انُصُرْ دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّكَ وعِبَادكَ الصَّالحين ..
/
الفاضل ..
سلمان ..
جُزيتُم خَيْراُ على النقل ..
ودُمتُم والإسْلام بـ اِنتصَار ..
أخي الكريم ..
/
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
بارك اللَّهُ فيكنَّ،وجزاكنَّ خيرًا ...
أسعد اللَّهُ أوقاتكنَّ بكل خير.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 02:56]ـ
جزاك الله خيرا (والحمد لله أن لم أفقد نقولك الطيبة والنافعة)
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 09:45]ـ
/
اللهُمَّ لكَ الحمد ..
كما ينبغي لِ جَلالِ وجهكَ وعظيمِ سُلطانِك ..
اللهم انُصُرْ دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّكَ وعِبَادكَ الصَّالحين ..
/
/
صدق و الله: (في المواقف يُعرَف الرجال ..... )
ـ[أبو الدرداء]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:39]ـ
اللهم احفظ بلاد التوحيد من كيد الأعداء والحاسدين وانصرهم بنصرك العزيز
واحفظ علماءنا وكل امين مخلص لدينه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 12:58]ـ
آمين.
جزاكم اللَّهُ خيرًا.(/)
كيف حول الفاتيكان "الحوار" إلى "جسر" للتنصير
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 04:27]ـ
كيف حول الفاتيكان "الحوار" إلى "جسر" للتنصير
د. زينب عبد العزيز
د. زينب عبد العزيز: بتاريخ 3 - 7 - 2007
أثناء اجتماع مجمع الفاتيكان الثاني (1962 - 1965م)، قام الفاتيكان بتكوين منظمتين هما: المجلس البابوي للحوار بين الديانات، واللجنة العليا لتنصير الشعوب. وهاتان المنظمتان على اتصال دائم بالعاملين في بعثات التبشير والحوار الديني في العالم أجمع. ومن أهم الوثائق التي صدرت عن لجنة الحوار تلك الوثيقة المعروفة باسم "حوار وبشارة" (). الصادرة عام 1991م، وتأتي بعد بضعة أشهر من الخطاب الرسولي للبابا يوحنا بولس الثاني، المعنون "رسالة الفادي" التي روَّج لها البابا وقال: إن عملية فداء المسيح قد تمت من أجل خلاص جميع البشر؛ (وذلك يعني إخضاع جميع البشر لعملية التنصير التي كان البابا قد طالب بها علناً وعلى الملأ في مدينة "شانت ياقب" بأسبانيا عام 1982م).
وتدور وثيقة الكادرنيال أرينزي حول كيفية تنفيذ عملية التنصير هذه، ونطالع بعضاً مما ورد بها:
? التبشير: إنها عبارة لها أكثر من معنى، ومنها: توصيل النبأ السعيد إلى الإنسانية جمعاء، وتغيير أعماق الإنسان بواسطتها، وقيام الكنيسة بفرض الارتداد بواسطة الطاقة الإلهية للرسالة؛ التي تُبلغها للأفراد والجماعات والنشاطات التي ينتمون إليها، وطريقة حياتهم، والأوساط المحددة التي يعيشون فيها. كما تعني: التبشير صراحة وبوضوح وبلا مواربة بيسوع المسيح.
? الحوار: إنها كلمة تعني من الناحية الإنسانية: الاتصال المتبادل بغية تحقيق هدف معيّن، كما تشير إلى اتخاذ موقف محدد من الاحترام والصداقة الذي يجب أن يتسم به كافة نشاطات إرسالية التبشير.
? البشارة: تعني هذه العبارة توصيل الرسالة التبشيرية، وسر الخلاص الذي حققه الله للجميع في يسوع المسيح؛ بقوة الروح القدس. إنها دعوة للانتماء العقائدي بيسوع المسيح، دعوة للدخول في جماعة الكنيسة عن طريق التعميد ويمكن القيام بذلك على الملأ، كما يمكن أن يتم سراً في صيغة حوارات خاصة مغلقة .. إن البشارة هي أساس ومركز وقمة التبشير!!
? الحوار يدخل في مهمة الكنيسة من أجل الخلاص؛ لذلك فهو حوار من أجل الخلاص.
? الحوار يتم من أجل الخلاص، والخلاص يعني ارتداد الجميع إلى الرب، وذلك هو ما يعطي قيمة للحوار، وأثناء عملية الارتداد هذه يتم القرار بالتخلي عن العقيدة الدينية السابقة، والدخول في العقيدة الجديدة.
? من أهم مجالات الحوار بين الأديان مجال الثقافة؛ لأن مفهومها أوسع من مفهوم الدين؛ الذي لا يمثل سوى بعداً تصاعدياً واحداً. أما الثقافة - وخاصة الثقافة العلمانية - فيمكنها أن تقوم بدور نقدي بالنسبة لبعض العناصر السلبية في ديانة أو أخرى.
? رغم كل المصاعب والعقبات، فإن التزام الكنيسة بالحوار ثابت ولا رجعة فيه.
? إن تقديم الرسالة التبشيرية ليست مساهمة اختيارية بالنسبة للكنيسة، إنه الواجب الذي يقع عليها بأمر الرب يسوع؛ حتى يمكن للبشر أن يؤمنوا ويتم إنقاذهم.
# # #
وبعد عرض هذه الشذرات من النماذج التي توضح معنى الحوار في الكنيسة، وهي شذرات جدّ قليلة؛ من غثاء يملأ العديد من الكتب والخطب الرسولية، ومما تقوله الوثائق الكنسية عن موضوع الحوار مع أتباع الديانات الأخرى؛ لا بُد لنا هنا من الإشارة إلى أحد المواقف العملية التي تكشف عن مدى تلاعب التيار المتعصب في تلك المؤسسة، والإشارة إلى موقفها في الحوار مع اليهود، ذلك الموقف الذي يتجلى في ذلك البيان الذي أصدره مجمع الفاتيكان الثاني لتبرئتهم من دم المسيح ..
ويبدأ البيان بعبارة تقول: "بتنقيبه في سر الكنيسة، يُذكر المجمع بالصلة التي تربط شعب العهد الجديد روحياً بسلالة إبراهيم " () .. وبخلاف هذه "التبرئة "المغرضة، يتضمن البيان تأكيدين آخرين هما: إدانة العداء للسامية، واختلاق فكرة أو مقولة أن السيد المسيح قد اختار الموت طواعية؛ وكأنه قد آثر الانتحار من أجل خلاص جميع البشر كما يقولون!؟ وذلك لتبرئة اليهود من تهمة قتله التي اعتقدوها لمدة ألفي عام تقريباً!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم من ذلك العداء الممتد قرابة ألفي عام بين الكنيسة الأم واليهود، قتلة الرب في زعمهم، ورغم تكرار ذلك القول أو ذلك الزعم في قداس كل يوم أحد في جميع كنائس العالم؛ استطاعت نفس هذه الكنيسة بكل جبروت أن تتخطى الزمن، والاتهامات، والعداوات؛ لتكتشف في "وثائقها المخفية" تلك الصلة "الفجائية " التي تربطها روحياً بسلالة إبراهيم من اليهود - مع تغاضيها عما يتضمنه إنجيل يوحنا وحده من خمس وثلاثين إشارة إلى أن اليهود هم المسئولون عن قتل المسيح. كما لم يرد بأي إنجيل، على الأقل بأي واحد من تلك الأناجيل الأربعة المعتمدة، أن السيد المسيح قد اختار عملية الصلب (الانتحار) طواعية وبكامل إرادته!
ومن الغريب أن نرى موقفاً مغايراً لنفس هذا المجمع تجاه المسلمين، فلقد تمت صياغة البيان الخاص بالدين الإسلامي، وهو البند الثالث من نفس الوثيقة المعنونة "في زماننا هذا" التي نحن بصددها، بحيث يستبعد النص قرابة العرب المسلمين لسيدنا إبراهيم، أو كما يقول الأب كاسبار: "لقد تم استبعاد القرابة التاريخية للعرب كأبناء لإسماعيل، وخاصة استبعاد الإسلام من التنزيل المسيحي" [صفحة 205]. كما قد تم استبعاد نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أو أن الله عز وجل قد تحدث إليه وحياً. وتم تعديل صياغة الجملة الخاصة بالتنزيل عدة مرات بحيث لا يفهم منها أبداً "أن الله قد تحدث أيضاً إلى محمد" [ص 218].
وهنا يوضح الأب كاسبار قائلاً: "وبذلك قد تم الفصل بين كافة الأديان التي تؤمن بإله واحد، وهي بكاملها عبارة عن مجهودات من البشر، وبين الديانة الوحيدة الناجمة عن الوحي الإلهي بمعنى الكلمة" (ويقصد المسيحية) [ص 218].
وقد تم تعديل نص البيان الخاص بالإسلام أربع مرات؛ في عدة جلسات صاخبة؛ حتى أتى النص بحيث "يضع إبراهيم لا كجدٍّ حقيقي للعرب المسلمين، وإنما كنموذج ومثال للإيمان الإسلامي من حيث خضوعه لإرادة الله" [ص 221].
وبذلك انتصر الفريق الذي كان يعارض المصالحة مع الإسلام والاعتراف به، وهو نفسه الفريق الذي يرى "أن الإسلام خطأ مطلق لابد من نبذه، إذ يمثل خطراً بالنسبة للكنيسة ولابد من محاربته". الأمر الذي يورده الأب كاسبار عن المداولات التي سبقت صياغة البيان (صفحة 202).
ولقد سقنا هذا المثال الحيوي على طبيعة الحوار المسيحي المتعنت مع المسلمين، ومواقف المتعصبين في الكنيسة؛ لا من باب الإدانة أو التجريح؛ وإنما لضرورة توضيح الفرق الشاسع بين موقف المسئولين الكنسيين في علاقتهم مع الديانات غير المسيحية، وإلقاء الضوء على ذلك البيان المجحف في حق الإسلام والمسلمين بكل ما به من مغالطات وتحايل، وكذلك بمناسبة ما أعلنه الباب يوحنا بولس الثاني في خطابه المعنون "عشية الألفية الثالثة" (). الصادر في 10 نوفمبر 1994م، والذي يطالب في إحدى فقراته بأن تكون هذه الفترة (التالية لذلك التاريخ) فترة اعترافات بالأخطاء الماضية التي اقترفتها الكنيسة بكافة أفرعها. ونطالع في البند 33:
"من المفيد أن تَعْبُر الكنيسة هذه الفترة وهي مدركة تماماً لكل ما عاشته طوال العشرة قرون الماضية؛ إذ أنه لا يمكنها أن تجتاز عتبة الألفية الجديدة دون أن تحث أبناءها على التطهر؛ وذلك من خلال الندم على الأخطاء والخيانات والتناقضات والتباطؤات؛ فالاعتراف بأخطاء الأمس يمثل فعل أمانة وشجاعة يساعدنا على تقوية إيمانناً، ويجعلنا نتبصر إغراءات ومصاعب اليوم، ويُعدّنا لمواجهتها".
ومن ضمن هذه الأخطاء التي يشير إليها: "استخدام أساليب التعصب والعنف في خدمة الحقيقة" [بند 35]، واعتقاد الكثيرين "أن الولاء الصادق للحقيقة يعني إخراس رأي الآخر أو على الأقل تهميشه" [بند 35].
# # #
(يُتْبَعُ)
(/)
وباستثناء ما في اعتراف البابا بأخطائه، سواء كان هو شخصياً أو غيره من البابوات وهو الاعتراف الذي يهدم اتجاهات تلك العقيدة التي فرضها مجمع الفاتيكان الأول عام 1869م حول معصومية البابا من الخطأ، فإن الأمانة والشجاعة التي يطالب بها يوحنا بولس الثاني جميع المسيحيين، من حثهم على الاعتراف بأخطائهم حيال اليهود، و"نبذ استخدام أساليب التعصب والعنف والعمل على عدم إخراس الرأي الآخر"، نأمل ونتطلع أن يكون هو شخصياً - أو من يخلفه - بكل ما يملك من سلطان وبكل ما يتمتع به من مكانة، أول من يتقدم بشجاعة وأمانة لإنصاف الإسلام والمسلمين، وأن يجعل الكنيسة تبحث في أرشيفها السري ووثائقها المحتجبة، إلى جانب كل ما هو وارد في سفر التكوين، لتعْترف بإسماعيل الابن البكر لسيدنا إبراهيم، والذي تم العهد الممثل في الختان أيام كان في الثالثة عشرة من عمره، وقبل أن يولد إسحاق، وما تبع ذلك من تحريف، وأن يعترف بأن العرب المسلمين هم أبناء إسماعيل بن إبراهيم وأنه جدّهم، وجد سيدنا محمد صلىالله عليه و سلم عن طريق ابنه قيدار، وأن الله سبحانه وتعالى قد تحدث إلى محمد صلوات الله عليه النبي الأمّي عن طريق الوحي، وأنزل القرآن الكريم؛ ختاما ًلرسالة التوحيد التي سبق له عزَّ وجل أن أنزلها على كل من موسى وعيسى عليهما السلام، فالعداوة القائمة بين المسيحية والإسلام عداوة مختلقة؛ اختلقتها الأيادي العابثة لمواصلة فرض المسيحية والحيد بها عن رسالة التوحيد.
ومما تقدم نخرج بأن الحوار في المسيحية ليس إلا حرباً دينية جديدة بالكلمات بدلاً من السلاح - على حد قول القس بطرس المبجل، رئيس دير كلوني في القرن الثاني عشر، و أول من طالب بعمل ترجمة محرّفة لمعاني القرآن الكريم أيام حرب الاسترداد، وهو ما أورده المستشرق (رجيس بلاشير) في كتابه عن "القرآن" الصادر عام 1969م ..
فعباراتٌ من قبيل: العمل على عدم كشف نيتهم في تنصير من يحاورونه؛ والعمل على عدم ذكر المواقف السابقة للكنيسة من الإسلام والمسلمين؛ وضرورة إقناع المسلم بأن المسيحية قائمة على التوحيد؛ وتفادي الدخول في مناقشات بشأن المسيح والمسيحية في القرآن؛ والتعتيم على موقف الكنيسة ومسئوليتها في العمل على إقامة دولة إسرائيل، واغتصاب أرض فلسطين، والبحث عن نقاط مشتركة لا من أجل اتخاذها كبداية موضوعية للحوار، كما كنا نتمنى، وإنما لتكون بمثابة مداخل عملية للاختراق وتسهيل عملية التنصير؛ ليست إلا عبارات تكشف عن سوء نية مبيتة، وتصلّب في الرأي؛ وفقدان للبصر والبصيرة، وعدم وجود أية أمانة موضوعية في الحوار ..
ولا أدل على ذلك التعنت الغاشم إلا موقف مجلس الكنائس العالمي الذي بادر في يناير 2001م؛ عندما بدأت الألفية الثالثة؛ ولم ينجح مخطط تنصير العالم وفقاً للبرنامج الذي وضعه مجمع الفاتيكان الثاني عام 1965م، فقد أسندت مهمة القضاء على الإسلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ بحكم أنها أصبحت القوة العسكرية المتفردة في العالم، والتي بادرت بدورها باختلاق مسرحية الحادي عشر من سبتمبر حتى تتلفع بالشرعية الدولية (بدون تحقيق في الأمر ولا تفتيش حقيقي عن الفاعلين الحقيقيين!!)
ثم تحديد هذا العقد (2001 - 2010) الذي أطلقوا عليه "عقد اقتلاع العنف والشر" يقصدون اقتلاع الإسلام ..
وتؤكد الوقائع التي تعيشها أمة الإسلام هذه الحرب الصليبية على الصعيد العالمي بحيث لم تعد بحاجة إلى مزيد من الأدلة ..
وبالتالي ننتهي إلى أن الحوار في نظر الكنيسة هو "حوار الخلاص" وأن السيد المسيح هو "المخلّص الوحيد"، وأن "الحوار لا يعفي من التبشير"، وأنه "لا ينبغي أن يكون هناك استسلام ولا تساهل" من جانب المسيحيين الذين يقومون بعملية الحوار مع المسلمين!!
كما أن الكنيسة الفاتيكانية تقوم بمحاولة فرض التبشير والتنصير "عن طريق التدخل لدى حكام الشعوب والمسئولين" كما أعلنت ذلك صراحة، وتقوم من جهة أخرى بِفَرْض اشتراك كافة المسيحيين في عملية التنصير بموجب ارتباطهم بالمسيح عن طريق التعميد، بزعم "أن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول في الكنيسة"!
وهو - كما يرى كل العقلاء - موقف غير أمين وغير علمي يتلفعُ بقوالب فكرية ومخططات متوارثة معدّة مسبقاً، ولا يتخذ الحوار الموضوعي سبيلاً للبحث عن الحق أو لإبداء الرأي والمشورة مثلما في الإسلام، وإنما يتخذه ذريعة - كما تقول وثائقهم - لتفادي الصدام حتى تتم عملية التنصير بلا ردود أفعال عنيفة تعوقها، وإنما عن طريق التسلل والتحايل .. الأمر الذي لا يمكن وصفه إلا بقمة النفاق والغطرسة!!
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35537&Page=7&Part=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 02:07]ـ
==
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 05:26]ـ
العجيب أن هذه المرأة ترى الصورة بوضوح أكثر من كثير من رجالنا، وتتكلم بجرأة أكثر من كثير من رجالنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 04:11]ـ
صدقتم بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
ولكن الحمد لله فما دام في الأمة أمثالكم فهي إن شاء الله إلى خير ولا نزكي على الله أحدا
ـ[أم سلمى]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 10:51]ـ
صدقت الدكتورة زينب وليس في ذلك عجب او غرابة فالنساء مثل الرجال من حيث نعمة العقل (ابتسامة)
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
بارك الله فيكم
ـ[المارقال]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 12:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 11:15]ـ
صدقت الدكتورة زينب وليس في ذلك عجب او غرابة فالنساء مثل الرجال من حيث نعمة العقل (ابتسامة)
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
بارك الله فيكم
ليست هي فقط من تكلمت بهذا الموضوع بل الكثير من الرجال في مصر تكلموا
وقد فتح الأخ أبو إسلام أحمد ابن عبدالله قناة الأمة التي تناويء التنصير(/)
فوائد من كتاب تصحيح الدعاء لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله بن زيد حفظه الله
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من كتاب تصحيح الدعاء لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله بن زيد حفظه الله:
ملحوظة: في كثير من الفقرات كتبت رقم الصفحة التي فيها الفائدة بين قوسين.
1. (10) قال الشيخ بكر: ولم أضمنه ما يتعلق بكتابة الأدعية والأذكار على الجدر واللافتات ونحوها لأني أفردتها بفتوى مفصلة في كتاب " فتوى السائل عن مهمات المسائل "
2. (23) مراتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء:
المرتبة الأولى: في فاتحة الدعاء ووسطه وخاتمته.
المرتبة الثانية: في أوله وآخره.
المرتبة الثالثة:في أوله.
3. من آداب الدعاء: أن يختتم الداعي دعاءه باسم من أسماء الله الحسنى يناسب مطلوبه، وهو دأب الأنبياء عليهم السلام في دعائهم، كما في آيات القرآن الكريم، وفي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وهي في السنة كثيرة.
4. (26) رافعا الداعي يديه قبالة وجهه، ضاما إحداهما للأخرى.
5. (27) …وإن شاء مسح بهماوجهه إذا فرغ من الدعاء في حال كونه خارج الصلاة، لا داخلها، لعدم الدليل الصحيح – بل ولا الضعيف – الذي يدل على المسح بعد رفعهما للقنوت في الصلاة.
6. (28) من الكبائر اليأس من رحمة الله.
7. ولا يستحسرون: أي لا يتعبون.
8. (32) من الآداب: اغتنام الأحوال الصالحة: مثل … والدعاء عند زحف الصف للمجاهدين في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وبعد الوضوء، وعند الأذان …ودعوة الحاج حتى يصدر من حجه، وعقب تلاوة القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي اجتماع المسلمين.
9. ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " رواه الترمذي.
10. اجتنب أسباب الدعاء عليك من مظلوم وإن كان كافرا،أو فاجرا ففجوره على نفسه،فإن دعوة المظلوم مستجابة، وهي تصعد إلى السماء كأنها شرارة.
11. يجب على من آتاه الله علما بسط ما علم.
12. (43) القاعدة الرابعة:كل عبادة وردت على وجهين فأكثر من اختلاف التنوع في التعبد فإنه لا يجوز الجمع فيها بين نوعين فأكثر …ومن ذلك أنواع الاستفتاح، والتعوذ، والقراءة، وأعداد التسبيح في الركوع وفي السجود والتحميد، والتحيات، والصلاة الإبراهيمية، و التسليم
13. (45) لا يجوز للداعي أن يستقبل حال الدعاء قبرا ولا وليا ولا جهة ما حتى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام عليه وعلى صاحبيه.
14. الأفضل عند وقت مرض أخيك المسلم أو موته: عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك.
15. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخلهم من بخل بالسلام.
16. (62) روى ابن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه - رضي الله عنهما – قال: سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أسألك الجنة ونعميها وبهجتها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء " فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. رواه أبو داود و أحمد.
17. (80) اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن، وأنها بدعة يهود، تسربت إلى المشارقة من المصريين، ولم يكن شئ من ذلك ماثورا عن صالح سلف الأمة. …قال الزمخشري في الكشاف: …. وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين، فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن؛ أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة "
18. وقال الراعي الأندلسي في " انتصار الفقير السالك " ص 250 " (وكذلك وافق أهل مصر اليهود في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال، وهو من أفعال يهود)
19. غلط البستاني في أن الإلياذة أطول قصيدة عرفها التاريخ، فإنه لا يعرف في الأمم من ينافس العرب في ذلك فهذا محمد بن أحمد بن الربيع الشافعي المتوفي سنة 335 له قصيدة في أخبار العالم و .. في ثلاثين ألفا ومائة ألف بيت، وقبله بشر بن المعتمر الهلالي البغدادي المتوفى سنة 310 له قصيدة في أربعين ألف بيت، وللبشير الإبراهيمي قصيدة رجزية في 36 ألف بيت نظمها في السجن .. كما ترجم لنفسه، قال الكتاني في التراتيب الإدارية 2/ 184 بعد ذكر ذلك:وكيفما ظننا أن مادة الإعداد مبالغ فيها فلا تكون كل هذه القصائد إلا أكثر من عدد أبيات الإلياذة التي عدد أبياتها ستة عشر ألف بيت.
20. (99) لا أعرف في خطب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في خطب الصحابة رضي الله عنهم الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعدا، وعلى هذا جرى التابعون لهم بإحسان ….
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرايه]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 11:55]ـ
شكر الله لك أخي الكريم على هذه الفوائد العلمية النافعة.
وللفائدة فقد استل الشيخ بكر من هذا الكتاب رسالته عن احكام السبحة وطبعها مفردة، وهي موجودة ضمن هذا الكتاب.
والله اعلم
ـ[أسماء]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 10:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخ بوعبدالله السلفي .... واصل ربي يعيشك
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 10:06]ـ
21. قبر الحسين رضي الله عنه في المسجد المسمى باسمه وهو مسجد الحسين بالقاهرة اختلقه العبيديون لما حكموا مصر وهو قبر مكذوب فإن بدنه الشريف رضي الله عنه أكلته السباع في وقعة كربلاء ورأسه مدفون بالبقيع في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعلم محله من البقيع.
22. انتشر للجيلاني في العالم ما يزيد عن مائة قبر.
23. بلغت في العالم الإسلامي نحو عشرين ألف ضريح وفي الأستانة 481 جامعا قل أن يخلو منها جامع إلا وفيه قبر والناس عكوف عليه ….
24. "مكحلة فاطمة " وهي حفرة بقدر الصاع في أعلى جبل سلع بالمدينة يجعل فيه الدجالون كحلا ويبيعونه على الحجاج والزوار بزعم أنها كانت لفاطمة رضي الله عنها.
25. دعاء أول السنة: ….وقد أحدث الناس فيه من ….وتبادل التهاني …إلى غير ذلك مما لا دليل عليه.
26. وليعلم أن تحديد الإسراء والمعراج في هذا التاريخ (27 رجب) هوأضعف الأقوال.
27. رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء في ستة مواضع من الحج وفي وقائع أخرى نحو خمسين موضعا أفردت بالتأليف.
28. رفع اليدين من آداب الدعاء ومستحباته بالإجماع إلا في حالة واحدة في خطبة الجمعة ما لم يستسق.
29. ضاما لهما غير مفرقتين باسطا بطونهما نحو السماء
30. وإن شاء قنع بهما وجهه وظهورهما نحو القبلة.
31. صفات الرفع ثلاث: عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما. والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة. والابتهال أن تمد يديك جميعا " رواه أبو داود والطبراني في الدعاء وله طرق أخرى يصح بمجموعها. وقد جاءت الأحاديث من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبينة مقام كل حالة من هذه الصفات الثلاث لا أنها من اختلاف التنوع فليتنبه.
32. … المقام الثاني: الاستغفار، ويقال: الإخلاص: وهو رفع إصبع واحدة وهي السبابة من اليد اليمنى. وهذه الصفة خاصة بمقام الذكر والدعاء حال الخطبة على المنبر وحال التشهد في الصلاة وحال الذكر والتمجيد والهيللة خارج الصلاة.
33. (119) قال الشيخ تقي الدين: صار كفه – صلى الله عليه وسلم- نحو السماء لشدة الرفع، لا قصدا له وإنما كان يوجه بطونهما مع القصد وأنه لو كان قصده فغيره أولى وأشهر، قال: ولم يقل أحد ممن يرى رفعهما في القنوت إنه يرفع ظهورهما بل بطونهما " انتهى.
34. الإشارة بإصبع السبابة من اليد اليمنى يدعو بها في خطبة الجمعة، وفي التشهد في الصلاة إشارة إلى توحيد القصد واتجاه القلب إلى الله تعالى في علوه.
يتبع ..
ـ[بن طاهر]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 02:53]ـ
جزاك الله خيرا
17. (80) اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن، وأنها بدعة يهود، تسربت إلى المشارقة من المصريين، ولم يكن شئ من ذلك ماثورا عن صالح سلف الأمة. …قال الزمخشري في الكشاف: …. وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين، فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن؛ أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة "
الجملة (قال الزمخشري في الكشاف: …. وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين، فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والغرب) إلخ توهم بأن الكلام للزمخشري رحمه الله وأنه من أهل الأندلس، وهذا ليس صحيحا كما تعرف -حفظك الله-، بل الكلام لابي حيّان الأندلسيّ رحمه الله في تفسيره "البحر المحيط"، كما ذكر ذلك المؤلف رحمه الله (ص 80).
أرجو -أيها الأخ المبارك- أن تراجع كل ما كتبته لتكون الفوائد أوفى بالمقصود بدقة، أحسن الله إليك.
أخوك الداعي لك بالخير، بن طاهر
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 04:48]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
الشاعرة نازك الملائكة ....... من يعرفها؟!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 04:21]ـ
ماتت نازك الملائكة قبل اسابيع وضخم امرها في بعض وسائل الاعلام فمن هي؟
ـ[أم المساكين]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:38]ـ
هي شاعرة وأديبة عراقية بلغت من العمر 85عاما
يغلب على شعرها الاعتراض والسخط على الواقع المرير المليء بالقسوة والجمود والسيطرة والأسر
لذا تراها في ثنايا شعرها تحلم بحياة هادئة حالمة طفولية انعزالية بعيدة عن كل تلك المظاهر المزعجة
فهي خيالية جدا في شعرها واعتراضية على الواقع بل على القدر أحيانا ففي بعض أشعارها تهجو الشمش لأنها حارقة وتصهر كل شيء
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:52]ـ
أهم ما عرفتُهُ عنها أنها أول من بدأ شعر التفعيلة مزامنة مع بدر شاكر السياب ..
وكان هذا سؤال يدور في ذهني: من بدأ شعر التفعيلة؟ وكيف تقبله العرب هكذا وانتشر؟
ورغم أني لستُ بشاعر ولا ناقد إلا أن شعر التفعيلة صنع أعلامًا وأساطير عقولهم خاوية لا تحمل من الإبداع شيئًا ..
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 07:25]ـ
أحبتي الكرام:
سلام عليكم كقلوبكم وأخلاقكم وأدبكم
الريادة في شعر االتفعيلة ليست للسياب ولا لنازك الملائكة بل للروائي الكبير والمسرحي القدير/ على أحمد باكثير ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ وقد أثبت هذا عدد من أدبائنا وكبرائنا!
يقول الناقد الكبير / محمد أبو بكر حميد بعد ذكره قصة ابتكاره للشعر التفعيلي في مقالته (علي أحمد باكثير مراحل حياته وتطوره الفكري والفني) وكان ذلك عام 1936م: (وبهذا العمل كان باكثير أول من استخدم الشكل الشعري التفعيلي متقدماً بسنوات عن كل الذين ادعوا أنهم سبقوه في هذا المجال ... )
ونازك والسياب لهم ريادة الحداثة والغثاثة
ـ[الرايه]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 09:48]ـ
وقفت على مقال لها نشر في الالوكة
الأدب والغزو الفكري
د. نازك الملائكة
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=52&ArticleID=359(/)
من هم يوسف وشمسان وتاج المذكورين في كشف الشبهات - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:20]ـ
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم عبدالحي بن حسن كمال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد وصل إليِّ كتابكم الذي تسأَلون فيه عن مسأَلتين: الأُولى عن ما جاءَ في ((كشف الشبهات)) (148) من ذكر يوسف وشمسان وتاج، وتسأَلون هل هي معتقدات، وهل هي أَسماءُ مواضع، أَو أَسماءُ أَشخاص. وعن تاريخ كل منها، ومن هم الذين كانوا يعتقدون فيها – (الثانية) كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يسم ابل الصدقة وهل له وسم خاص وفي أَي موضع كان يسم الابل.
والجواب عن المسأَلة الأولى هو أَن يوسف وشمسان وتاج أسماءُ أُناس كفرة طواغيت، وليست أَسماءَ مواضع. فأَما تاج فهو من أَهل الخرج تصرف إليه النذور ويدعى ويعتقد فيه النفع والضر، وكان يأْتي إلى أَهل الدرعية من بلده الخرج لتحصيل ماله من النذور، وقد كان يخافه كثير من الناس الذين يعتقدون فيه. وله أَعوان وحاشية لا يتعرض لهم بمكروه، بل يدعى فيهم الدعاوي الكاذبة، وتنسب اليهم الحكايات القبيحة. ومما ينسب إلى تاج أَنه أَعمى ويأتي من بلده الخرج من غير قائد يقوده.
واما شمسان فالذي يظهر من رسائل امام الدعوة رحمه الله أنه لا يبعد عن العارض، وله أَولاد يعتقد فيهم. (149).
وأما يوسف فقد كان على قبره وثن يعتقد فيه، ويظهر أَن قبره في الكويت أَو الأحساء كما يفهم من بعض رسائل الشيخ رحمه الله.
أَما تاريخ وجودهم فهو قريب من عصر امام الدعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله، وقد ذكرهم في كثير من رسائله، لأَنهم من أَشهر الطواغيت التي يعتقد فيها أَهل نجد وما يقاربها، وكانوا يعتقدون فيهم الولاية، ويصرفون لهم شيئًا من العبادة، وينذرون لهم النذور، ويرجون بذلك نظير ما يرجوه عباد الَّلات والعزى. (150). (ص-ف219 في 17 - 5 - 1375هـ)
(148) للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
(149) أنظر رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لعبدالله بن سحيم في تاريخ ابن غنام (ص210، 333، 343 مطبعة المدني).
(150) ويأتي الجواب عن وسم ابل الصدقة في الزكاة.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:34]ـ
رحم الله أئمة الدعوة النجدية، فما عُرف عنه الا حبهم للتوحيد، وبغضهم الشديد للشرك، ووسائه، وحربهم، الشرسة للشرك، ووسائله، ومالشيخ محمد بن ابراهيم الا ثمرة طيبة من تلك الشجرة الطيبة، فرحمهم الله، وجزاهم عن أهل التوحيد خير الجزاء، وتجاز عنهم وأجل لهم المثوبة والعطاء.(/)
رواد المجلس العلمي انتم بلا هدف .. فنحن اعبد منكم؟؟!!
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.............................. .............................. .............................. .............................. ...........................
..........................
.
قبل الغضب والنفور والعويل وغيرها
انتم في واد والامة الاسلامية في واد
انتم في محابر الاقلام والكتب والامة تعاني من الويلات
يسال سائل سائل الان .. ما هذا الذي تقوله؟ ان الرسول قال .. والله تعالي من باب اولي قال ..
لكن احبابنا وددت ان اري قضية عربية ما او اسلامية وددت ان اري اخبار فلسطين في هذا المنتدي. او اخبار العراق او اخبار افغانستان او الشيشان او كوسوفو الو كشمير .. اي اخبار او اية قضية اجتماعية او سياسية لم اجد؟؟
هل نسينا ان مخالطة الناس افضل من عزلتهم وهل نسينا همنا كبير مصابنا جلل، انا اتحدي الكثير ممن رواد هذا المجلس ان يعرف ما الذي يدور الان من صمود وتحدي وبطولات. انا اتحدي ان تعرفو احبابنا ان غزة سجن كبير به اكثر من مليون ونصف وان اخواننا في الضفة بسجن اكبر تحت سياط اذناب محمود عباس
هل هنا عليكم يا رواد العلم كنا منذ القدم نعرف ان اصحاب الراي والقلم هم اهل الثروات والجهاد
اما انتم فغارقون هنا وهناك بكلام هو قيم ولكن اين التوازن والاعتدال بين طلب العلم وقضايا الامة السليبه
اخواني الكرام:
ماهذه الا كلمات قصيرات صغيرات لمن اراد اعادة النظر في قضايا الامة
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 11:55]ـ
جزاك الله خيراً على التذكير والنصيحة، لكن أود تنبيهك إلى أمر وهو أن غالبية المنتديات هي منتديات أخبارية، والعلمي منها قليل جداً، وهو ما نحاول أن نسد نقصه بافتتاح وإطلاق هذا المنتدى، آملين وراجين أن نكون في ذلك متكاملين مع جهود المواقع الإخبارية والتحليلية الأخرى، لنكون منظومة إسلامية دعوية إعلامية متكاملة بأطيافها العلمية والسياسية والتربوية وبقية الأمور الهادفة.
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 11:59]ـ
يا سيدي هذا كلام جيد لكن اسلامنا دين شامل
معظم المنتديات اخبارية تافهة قليه هي التي تكون منتديات قيمة لا اريد ان اذكرها احتراما لقوانين المنتدي
لكن ما المانع كما ذكرت ان يكون اهتامنا بقضايا الامة الحقيقة من باب طلب العلم ولاتنسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم " اليس كذلك؟؟؟!!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 12:31]ـ
تحياتنا إلى أهل فلسطين البواسل فوالله هم تيجان فوق رؤوسنا والأمة كلها مقصرة معكم والله المستعان، وبالنسبة لمشاركتكم فلعل الإخوة يشاركون بما يخدم القضية الإسلامية في فلسطين وغيرها من مواطن الجهاد في الأرض، ولكن اعلم أخي أيضا أن نشر العلم والفقه في الدين من أهم أسباب خدمة قضايا المسلمين وأظن لا يغيب عنكم الأدوار العظيمة التي يقوم بها د. حسام الدين عفانة والدكتور نزار ريان والشيخ سليمان الداية وغيرهم من علماء فلسطين الأفاضل.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 12:51]ـ
أخي الكريم لا تغضب فإن رسول الله تعالى أمرنا أن لا نغضب، ولتعلم أن العلم هو أساس حياة المسلم فلولا العلم ما عرف المسلم كيف يعبد الله، ولا حتى كيف يجاهد وفقك الله، وتدارس العلم لا يلزم أن نكون غير ملمين بما يجري في بلاد المسلمين، ولا ما يجري للمسلمين، فإن هذا ظلم؛ لا تعرفنا ولا تعرف مانفعل أخي الكريم ولا حتى ما نعرف من أحوال المسلمين، فلا أظن أن تدارس العلم، وتدريسه لا يتعارض مع إهتمامنا بإحوال المسلمين ولا حتى محبتنا للجهاد والمجاهدين والله المستعان.
التقصير وارد فلسنا بمعصومين، وطلبك أن نناقش قضايا الأمة مناقشة علمية فليست ممنوعة عندنا، ولقد تم نقاش بعض ما حصل في العراق.
العدل أخي الكريم مطلوب، وقد رأيتك لم تعدل فيما نقدت علينا فسامحك الله ونعذرك أخي الكريم لغيرتك وحبك لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 12:55]ـ
يا سيدي هذا كلام جيد لكن اسلامنا دين شامل
(يُتْبَعُ)
(/)
معظم المنتديات اخبارية تافهة قليه هي التي تكون منتديات قيمة لا اريد ان اذكرها احتراما لقوانين المنتدي
لكن ما المانع كما ذكرت ان يكون اهتامنا بقضايا الامة الحقيقة من باب طلب العلم ولاتنسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم " اليس كذلك؟؟؟!!!
أخي الكريم / الفلسطيني.
قلتَ في عنوانك: " ... فنحن أعبد منكم؟؟!! ".
إن كنتَ مُتَّبعًا لكلام الله - جلَّ وعلا -، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنشُدُك الله! ألا يدخل قولُك هذا في قوله تعالى: {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى}؟!
هذا أولًا.
ثانيًا: واقع الأمة الإسلامية لا يخفى على كل مُحبٍّ لله - سبحانه وتعالى - وللرسول (ص)، وكلٌّ يعلم - إن شاء الله - قولَ الرسول (ص): " مثل المسلمين في توادِّهم، وتراحُمِهم ... كمثل الجسد الواحد ... " الحديث.
فالأمة الإسلامية الأصل أنَّها جسدٌ واحدٌ، إذا اشتكت فلسطين وجدتَ في قلوي المسلمين في كل مكان صدى شكواها، وكذلك العراق، وغيرها من بلاد المسلمين؛ ولكن ماذا بعد ذلك؟!
هل نظلُّ مكتوفي الأيدي، ليس لنا إلا الكلام عن دولة كذا، وكذا، وفعلت وقالت، وحدث كذا، ولم يحدث كذا؟!
أليس الزمان يُعيد نفسَه؟ أليست هذه الأيام مرَّت الأمة الإسلامية بمثلها؛ بل لعلَّها تكون أصعب، أليس ابن تيمية - رحمه الله - المجاهد، هو المُعلِّم، المُفسِّر، المُحدِّث، الحبيس في سبيل الله، المُربِّي، مؤلِّف الكتب الكثيرة، ... ؟
هل شغله جهاده وهموم أمة الإسلام في وقته عن طلبه للعلم، وردِّه على أهل البدع، وبيان الحق من الباطل لعموم المسلمين؟!
وغيره من أئمة الإسلام؛ كان في عصورهم قتال، ومعارك، ومع ذلك طلبوا العلم، وأفادوا المسلمين، ورحلوا للشيوخ، وألَّفوا المؤلَّفات، و ... .
هل شغلهم ما فيه أمة الإسلام عن طلبهم للعلم؟!
بالله عليك؛ هل تظلُّ مجالسنا عن فلسطين والعراق، وغيرهما فقط؟! وليس فيه تقليلٌ من معرفة أحوال المسلمين، فمعرفة أحوالهم هو بيان ترابط الجسد الواحد!
ولكن؛ هل كلامنا سيُقدِّم شيئًا أو يُؤخِّر؟
وعلى كلامك؛ نُعطِّل دروس العلماء، ونقول: لا تتكلَّموا إلا عن فلسطين، والعراق ... ؛ هل يصلح هذا مع انتشار الشرك، والجهل في شتى دول الإسلام؟!
وأيضًا: هذا الذي ذكرتَه على أنَّه حديث؛ من خرَّجه من الأئمة المشهورين، أين نجده؟! وهل هو حديث صحيح عن النبي (ص)؟!
أرجو أن يكون كلامنا ليس من قبيل العاطفة، وإنَّما من قبيل المصالح والمفاسد، ولا أُخفيك سِرًّا: والله؛ دائمًا في خطبتي للجمعة أتكلَّم عن العلم النافع، وأُنبِّه على وجوب تعلُّم التوحيد، وأُنبِّه على الشركيات والمخالفات العَقَدية، وتعلُّم أنواع العبادات، وأُنبِّه كثيرًا على أحوال المسلمين، ووجوب الرجوع إلى دين الله حتى ينتصر المسلمون، وتعود لهم عزَّتهم كما كانت من قبل، وأقربها خطبة الجمعة بالأمس!
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل، وأن يُعلِّمنا ما جهِلنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، ويرزقنا العمل به.
واعذُرني إن كان في كلامي شدَّة أو قسوة.
غفر الله لي ولك، ونصر الله المسلمين في كل مكان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 01:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أجاد الإخوة بارك الله فيهم في الجواب.
وأزيد: من قال إن رواد المجلس لا يهتمون بقضايا الأمة الإسلامية؟!
فإنه من المعلوم أنه لا يلزم من اهتمامهم أن يتكلمون في هذا الأمر هنا؟
والتكامل مطلوب والتخصص من مقومات النجاح.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 01:32]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 10/ 427:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ؛ فَهَذَا إمَّا أَنْ يَكُونَ عَاجِزًا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ قَادِرًا عَلَيْهِ بِتَفْوِيتِ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ لِلَّهِ مِنْ الْكَسْبِ؛ فَفِعْلُ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ هُوَ الْمَشْرُوعُ فِي حَقِّهِ، وَهَذَا يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ أَحْوَالِ النَّاسِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَفْضَلَ يَتَنَوَّعُ:
" تَارَةً " بِحَسَبِ أَجْنَاسِ الْعِبَادَاتِ؛ كَمَا أَنَّ جِنْسَ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الْقِرَاءَةِ، وَجِنْسَ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الذِّكْرِ، وَجِنْسَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ كَمَا أَنَّ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الصَّلَاةِ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ عَمَلِ الْإِنْسَانِ الظَّاهِرِ كَمَا أَنَّ الذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الْقِرَاءَةِ وَكَذَلِكَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ فِي الطَّوَافِ مَشْرُوعٌ بِالِاتِّفَاقِ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ فِي الطَّوَافِ فَفِيهَا نِزَاعٌ مَعْرُوفٌ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ الْأَمْكِنَةِ: كَمَا أَنَّ الْمَشْرُوعَ بِعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَعِنْدَ الْجِمَارِ وَعِنْدَ الصَّفَا والمروة هُوَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ دُونَ الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ لِلْوَارِدِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ لِلْمُقِيمِينَ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ.
وَ " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ مَرْتَبَةِ جِنْسِ الْعِبَادَةِ: فَالْجِهَادُ لِلرِّجَالِ أَفْضَلُ مِنْ الْحَجِّ وَأَمَّا النِّسَاءُ فَجِهَادُهُنَّ الْحَجُّ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ طَاعَتُهَا لِزَوْجِهَا أَفْضَلُ مِنْ طَاعَتِهَا لِأَبَوَيْهَا؛ بِخِلَافِ الْأَيِّمَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ بِطَاعَةِ أَبَوَيْهَا.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ حَالِ قُدْرَةِ الْعَبْدِ وَعَجْزِهِ: فَمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْعِبَادَاتِ أَفْضَلُ فِي حَقِّهِ مِمَّا يَعْجِزُ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الْمَعْجُوزِ عَنْهُ أَفْضَلَ وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَغْلُو فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَيَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ.
فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَى أَنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ فِي حَقِّهِ لِمُنَاسَبَةِ لَهُ وَلِكَوْنِهِ أَنْفَع لِقَلْبِهِ وَأَطْوَع لِرَبِّهِ = يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ أَفْضَلَ لِجَمِيعِ النَّاسِ وَيَأْمُرَهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ!
وَاَللَّهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَهَدْيًا لَهُمْ يَأْمُرُ كُلَّ إنْسَانٍ بِمَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ نَاصِحًا لِلْمُسْلِمِينَ يَقْصِدُ لِكُلِّ إنْسَانٍ مَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ.
وَبِهَذَا تَبَيَّنَ لَك أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِلْمِ أَفْضَلَ لَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْجِهَادِ أَفْضَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ - كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ - أَفْضَلَ لَهُ وَالْأَفْضَلُ الْمُطْلَقُ مَا كَانَ أَشْبَهَ بِحَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا. فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 08:33]ـ
وداي طلب العلم
ما أعظمه من وادي؛ لأنه يسهل الوصول للجنة.
ثم أن حديث (من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم, ومن لايصبح ويمسي ناصحا لله ورسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم)
حديث ضعيف
الكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الأول
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف الرياض
الطبعة الطبعة الأولى للطبعة الجدبدة
تاريخ الطبعة 1412 هـ 1992 م
............
وأنا لاأقلل من شأن الاهتمام بفلسطين
ولكن للعلم .. كتبت ماسبق.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله العظيم إن الجهل هو أحد أهم أسباب فقدان المسلمين للقدس، والمحابر التي لم يقدرها الأخ الفلسطيني هي التي ستنقذ هذه الأمة، وهي التي ستعيد القدس، ولن ينقذها غير المحابر، انظر الجهل الذي ضرب الأمة في القرون الثلاثة الماضية، وستعلم أنه أحد أهم مشكلاتنا. انظر كم عدد الأحاديث التي وضعت كذبا على النبي صلى الله عليه وسلم في القرون الثلاثة الماضية، وهي بحاجة إلى الحصر، والتعريف بها، وبواضعيها، والتشهير بهم، وقد كان القصد منها فك الارتباط بين المحبرة والغمد، وبين السيف والقلم، فاتقي الله يا أيها الفلسطيني!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب المقدسي]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 11:01]ـ
يا فلسطيني ... انا كذلك فلسطيني
قل لي بربك ليش نطالب الشعوب الاخرى مساعدتنا؟ السنا نحن من جعل فلسطين قضيه شعوبيه؟ بمعنا مشكله خاصة مع عدونا
لو كنت سعودي او اردني او غير ما مصلحتي ان اعادي ما يسمى اسرائيل؟ بمعنا نحن تخلينا عن فلسطيني بجعل فلسطين صراع بين
جارين
ام هو الهوى؟ لما تكون لنا مصلحه نقول عرب ولما تتغير المصلحه نقول اسلام ومره اخرى شعوبيه
اولا علينا ان نختار شو بدنا بعدها تعال نكلم الناس
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخوني الكرام
اولا لست انا من يقلل فش شان العلم والايات والاحاديث التي تحث علي طلب العلم كثيرة
ثاينا لست انا من يقلل من شان المحابر ولا شان العلم
ثالثا اوافق من قال ان العلم هو الذي سيعيد لنا القدس
رابعا وحتي ان كان الحديث الذي ذكرته ضعيف الا ان من البديهيات ان نهتم بامر المسلمين اليس كذلك
خامسا لا نقول نحن نهتم نحن نهتم هكذا نريد افعال لا اقول لم اري مرة منذ مدة مشاركا يقول مثلا هنا ننتعرف علي شهداء الانتفاضة او حصاد المجاهدين او ما الي ذلك فالمحابر وحدها دون السيف لا تقدم ولا تؤخر ولا نسي عبد الله بن المبارك الذي قال للفضيل " يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لوجدت انك بالعبادة تلعب والبقية عندكم
سادسا الذي استدل ب د. نزار ريان العلامة الذي تتحدثون عنه هو الذي قال تركنا المحابر وتفرغنا لمقارعة صهيون وبني صهيون
سابعا الواجب الذي يقع علي طلاب العلم كبير كبير الان في غزة مثلا تم طرد عملا ء الصهاينة وقتلهم شر قتلة الامة تسمع في الاخبار ان فلسطين تعيش في حرب اهلية .. هل احد منكم وتكرم ليوضح لنا ما الذي الذي يدور في فلسطين
ثامنا يا بن رجب المقدس قل خيرا او فلتصمت!!
تاسعا ليس الاتشغال بأمور المسلمين واخبارها امر معيب يا رمضان ابو مالك
واخيرا العنوان ربما هو غير لائق ولكني تعمدته لجذب الانتباه وبالنهاية هذه وجهة نظري الخاصة لا اكثر ولا اقل ومن اراد ان يتقتنع ويشارك ذلك ليس بالامر القبيح!!
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:44]ـ
يا فلسطيني ... انا كذلك فلسطيني
قل لي بربك ليش نطالب الشعوب الاخرى مساعدتنا؟ السنا نحن من جعل فلسطين قضيه شعوبيه؟ بمعنا مشكله خاصة مع عدونا
لو كنت سعودي او اردني او غير ما مصلحتي ان اعادي ما يسمى اسرائيل؟ بمعنا نحن تخلينا عن فلسطيني بجعل فلسطين صراع بين
جارين
ام هو الهوى؟ لما تكون لنا مصلحه نقول عرب ولما تتغير المصلحه نقول اسلام ومره اخرى شعوبيه
اولا علينا ان نختار شو بدنا بعدها تعال نكلم الناس
ما هذا الكلام الأبتر؟ اتق الله يا أخي نحن عندما نساند فلسطين نساندها أولا وأخيرا؛ لأن هذه فريضة ربانية وأن سكان هذه البد إخوان لنا على أي حال كانوا،ناهيك عن الدفاع عن أولى القبلتين و ثالث المسجدين، ثم إن العداوة مع إسرائل ليست من أجل فلسطين فحسب، بل العداوة أولا لأنهم سبوا الله عز وجل وأنبياءه، سبحان الله لا أكاد أتخيل هذا الكلام الذي كتبته!!
ـ[ابن رجب المقدسي]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 11:40]ـ
اخي فلسطيني ... لن اصمت.
اخي الكريم محمد العبادي ما قلته كان المقصود به نحن الفلسطينيين وهذا انتقاد ذاتي ... فتامل
مع الاسف نحن قوم نكثر تزكيه انفسنا والطعن وسوء الظن باخواننا بالدول الاسلاميه ... اقصد الناس مش الجهات الرسميه
وهذا يفقدنا انصار ... والله المستعان
لا اعلم اي انت اخي محمد ولا اعلم الى اي حد مطلع على سلوكنا
لكن لو تدخل البالتولك ثم تدخل الغرف الفلسطينيه ثم قل انا سعودي او خليجي او غيره لسمعت ما يقزز والله المستعان
عينه لما يحدث مع ان اهلنا بكل العالم ما قصروا فجزاهم الله كل خير ولا تنسى ان الظلم نازل عليهم مش اقل منا
واضر لك مثال
صحيح نحن نعاني ونقتل لكن هل انا اعاني اكثر من اخي المصري ساكن مقابر القاهرة واكثر ايامه ينام طاوي البطن؟
وهذا نعلمه بكثر من مجتمعاتنا الاسلاميه والله المستعان
هل من العدل ان اتي وازاود على هذا الاخ؟ مع شده معاناتي .. نعم انا اعاني واقتل كل يوم وايضا هو يعاني ويقتل
كل يوم لكن بيد اخر وباسلوب اخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 05:09]ـ
أخي الكريم / الفلسطيني.
قلتَ في عنوانك: " ... فنحن أعبد منكم؟؟!! ".
إن كنتَ مُتَّبعًا لكلام الله - جلَّ وعلا -، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنشُدُك الله! ألا يدخل قولُك هذا في قوله تعالى: {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى}؟!
هذا أولًا.
ثانيًا: واقع الأمة الإسلامية لا يخفى على كل مُحبٍّ لله - سبحانه وتعالى - وللرسول (ص)، وكلٌّ يعلم - إن شاء الله - قولَ الرسول (ص): " مثل المسلمين في توادِّهم، وتراحُمِهم ... كمثل الجسد الواحد ... " الحديث.
فالأمة الإسلامية الأصل أنَّها جسدٌ واحدٌ، إذا اشتكت فلسطين وجدتَ في قلوي المسلمين في كل مكان صدى شكواها، وكذلك العراق، وغيرها من بلاد المسلمين؛ ولكن ماذا بعد ذلك؟!
هل نظلُّ مكتوفي الأيدي، ليس لنا إلا الكلام عن دولة كذا، وكذا، وفعلت وقالت، وحدث كذا، ولم يحدث كذا؟!
أليس الزمان يُعيد نفسَه؟ أليست هذه الأيام مرَّت الأمة الإسلامية بمثلها؛ بل لعلَّها تكون أصعب، أليس ابن تيمية - رحمه الله - المجاهد، هو المُعلِّم، المُفسِّر، المُحدِّث، الحبيس في سبيل الله، المُربِّي، مؤلِّف الكتب الكثيرة، ... ؟
هل شغله جهاده وهموم أمة الإسلام في وقته عن طلبه للعلم، وردِّه على أهل البدع، وبيان الحق من الباطل لعموم المسلمين؟!
وغيره من أئمة الإسلام؛ كان في عصورهم قتال، ومعارك، ومع ذلك طلبوا العلم، وأفادوا المسلمين، ورحلوا للشيوخ، وألَّفوا المؤلَّفات، و ... .
هل شغلهم ما فيه أمة الإسلام عن طلبهم للعلم؟!
بالله عليك؛ هل تظلُّ مجالسنا عن فلسطين والعراق، وغيرهما فقط؟! وليس فيه تقليلٌ من معرفة أحوال المسلمين، فمعرفة أحوالهم هو بيان ترابط الجسد الواحد!
ولكن؛ هل كلامنا سيُقدِّم شيئًا أو يُؤخِّر؟
وعلى كلامك؛ نُعطِّل دروس العلماء، ونقول: لا تتكلَّموا إلا عن فلسطين، والعراق ... ؛ هل يصلح هذا مع انتشار الشرك، والجهل في شتى دول الإسلام؟!
وأيضًا: هذا الذي ذكرتَه على أنَّه حديث؛ من خرَّجه من الأئمة المشهورين، أين نجده؟! وهل هو حديث صحيح عن النبي (ص)؟!
أرجو أن يكون كلامنا ليس من قبيل العاطفة، وإنَّما من قبيل المصالح والمفاسد، ولا أُخفيك سِرًّا: والله؛ دائمًا في خطبتي للجمعة أتكلَّم عن العلم النافع، وأُنبِّه على وجوب تعلُّم التوحيد، وأُنبِّه على الشركيات والمخالفات العَقَدية، وتعلُّم أنواع العبادات، وأُنبِّه كثيرًا على أحوال المسلمين، ووجوب الرجوع إلى دين الله حتى ينتصر المسلمون، وتعود لهم عزَّتهم كما كانت من قبل، وأقربها خطبة الجمعة بالأمس!
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل، وأن يُعلِّمنا ما جهِلنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، ويرزقنا العمل به.
واعذُرني إن كان في كلامي شدَّة أو قسوة.
غفر الله لي ولك، ونصر الله المسلمين في كل مكان.
أحسنت أحسن الله إليك
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 07:10]ـ
اخواني غفر الله لكم يبدو ان الفكرة بدت تنحو منحي مختلفا غفر الله لكم
انتهي
ـ[موقع صيحة حق]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 11:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواننا الكرماء غفر الله لنا ولكم جميعا",لما كل هذا والله اننا لنحسب أن الأخ الفلسطيني ما أراد الا خيرا" وان كانت كلماته فيها بعض الحدة فلا بد من الصبر عليها لأنه حقيقة" ليست النائحة السكلى كالنائحة المستأجرة.
واما أخينا الفلسطيني فما هكذا تكون عرض القضايا ولكن أرفق وأنتقي الكلمات تسد ما أردت والله المستعان والهادي الى سبيل الرشاد واذكرك بقوله تعالى:
((فَلاَ تُزَكُّواْ أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى)) .. غفر الله لنا ولكم جميعا" امين امين
______________________________ _____________
الرفق ما وضع فى شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه
ـ[نبيل محيسن]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 07:16]ـ
اخى الفلسطينى (انا مصرى الجنسيه لكن جذوورى عربيه ولى قبيله فى القدس)
صحيح ما قلته لكن اود القول انى فعلت ما تقصد ولى مشاركه فكر جديد لو طبق فى اى دوله يحدث فيها تقدم اقتصادى واجتماعى وامنى كبير يفوق اى مشروع اخر واننى مشارك بالنتدى بشاركتين " نهاية مشكلة الاسكان الان " و" الزيادة فى الايجار باطله وربا " ورغم ان المقصود المشروع ذاته تجد المشاركات فى الموضوع الثانى اكبر يكثير من الاول رغم الاول هو الحل لكن كل هذا بسبب فقدان الهدف والامل واعتقد هذا مسئولية قادة الامه
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 12:41]ـ
اخي الكريم
بارك الله فيك
لم اكن اقصد والله سوي متاعبة هموم الامة ونقل اخبارها حتي تعم الفائدة ويعم الاهتمام بالقضايا العالقة
فوالله .. فلسطين .... العراق ... افغانستان .. امتنا الاسلامية
اهتموا بها
وادعوا الله تعالي ان يحفظنا
اخوكم الفف(/)
من لم يعرف الصحيحين فليس من علماء أهل السنة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله، أما بعد:
فهذا موقف أعجبني وكلام سرني، وهو للشيخ شرف الدين ابن تيمية،
وإن كان العنوان ليس على إطلاقه
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 16 ـ في ترجمة الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ:
ولقد عُقِد مرةً مجلسٌ لشيخِ الإسلامِ أبي العباسِ ابنِ تيميةَ، فتكلمَ فيهِ بعضُ أكابرِ المخالفينَ ـ وكان خطيب الجامعِ ـ، فقالَ الشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ أخوْ الشيخِ (1): كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ: فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلامًا من سيرةِ عنترَ = فلا تُمَيّزُ بينهما!
أو كما قالَ، فسكتَ الرجلُ. اهـ.
ونحو هذا ما قاله أخوه شيخ الإسلام كما مجموع الفتاوي 4/ 71:
.. فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب، وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يعدون به من عوام أهل الصناعة، فضلا عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلما وأحاديثهما إلا بالسماع، كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب! وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب، وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة. [ثم ذكر شيئا منها].اهـ.
هذا كلام جليل في هذين الكتابين، وهو كلام حق بلا شك، فمن لم يعرف الصحيحين فماذا عرف؟!
وأهمية الصحيحين غير خافية، لكن هذا النص قد شدني حين قرأته قبل سنين لكني أضعتُ مكانه؛ لأني قرأته في حال السفر، ولم أقيده، ثم لم أهتد إليه بعد عناء.
ويستفاد من هذين النصين تعظيم أئمة أهل السنة لهذين الكتابين، وأن الإعراض عنهما أو التشاغل بغيرهما ككتب الكلام، والرأي من فعل أهل البدع.
ورحم الله الإمام الشوكاني حين قال: وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما لا ينال.
البدر الطالع 2/ 262.
-------------------------
(1) له ترجمة مليحة في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 382.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 09:59]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ عبدالرحمن على هذه الدرة.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:02]ـ
ما رأيك يا شيخ عبدالرحمن لو عدلناها وقلنا ((من لم يعرف الصحيحين فليس من طلبة العلم))
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ما رأيك يا شيخ عبدالرحمن لو عدلناها وقلنا ((من لم يعرف الصحيحين فليس من طلبة العلم))
رأي حسن، وإنما اخترت العنوان لقوله:
كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ: فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلامًا من سيرةِ عنترَ = فلا تُمَيّزُ بينهما!
ولو جعل من طلبة العلم دخل أهل البدع، فلعله يكون: (ليس من علماء أهل السنة).
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 02:58]ـ
كان العلم في القرون الأولى إذا أطلق انصرف إلى علم الحديث ومنه قول علي بن المديني - مثلا-: "معرفة الرجال نصف العلم" يعني علم الحديث لكن سرعان ما نازع أهل الحديث غيرهم، وفي هذا السياق يقول الإمام الخطابي البستي رحمه الله:" رأيت أهل العلم في زماننا قد انقسموا فرقتين: أصحاب الحديث وأصحاب الفقه وكل فرقة لا تنفك محتاجة إلى ما عند الأخرى إذ الحديث أساس والفقه بناء، وكل بناء على غير أساس فمنهار وكل أساس لا بناء عليه فخراب"
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 03:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وهناك مثال على عدم معرفة هؤلاء بعلم الحديث فقد قال أبو المعالي الجويني عن حديث معاذ في القضاء بالرأي
(يُتْبَعُ)
(/)
((والحديث مدون في الصحاح، متفق على صحته، لا يتطرق إليه التأويل))
بينما قال علماء الحديث:
أولا: قال البخاري: الحارث بن عَمرو، ابن أخي الْمُغِيرة بن شُعبة، الثَّقَفيّ، عن أصحاب مُعاذ، عن مُعاذ، رَوى عنه أبو عَوْن، ولا يَصح، ولا يُعرف إلا بِهَذا، مُرسلٌ. التاريخ الكبير (2/ 2449).
ثانيًا: أورده العقيلي في الضعفاء 1/ 215 (262)، ونقل قول البخاري السابق.
ثالثًا: قال الترمذي، بعد أن أخرجه: هذا حديثٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصلٍ، وأبو عون الثقفي اسمه محمد بن عُبيد الله. سنن الترمذي (1327 و1328).
رابعًا: قال ابن حَزم: وحديث معاذ، الذي فيه: أجتهد رأيي ولا آلو، لا يصح، لأنه لم يروه أحدٌ إلا الحارث بن عمرو، وهو مجهولٌ، لا ندري مَنْ هو، عن رجالٍ من أهل حمص لم يُسَمِّهم، عن معاذ. ((المحلى)) 1/ 62.
وقال ابن حَزم: وأما حديث معاذ، فيما رُوِيَ من قوله: أجتهد رأيي، وحديث عبد الله بن عمرو، في قوله: أجتهد بحضرتك يا رسول الله، فحديثان ساقطان، أما حديث معاذ، فإنما رُوي عن رجالٍ من أهل حمص، لم يُسَمَّوْا، وحديث عبد الله منقطعٌ أيضًا، لا يتصل. ((الإحكام في أصول الأحكام)) 5/ 121.
خامسًا: أخرجه ابن حَجَر في كتابه ((تلخيص الحبير)) 4/ 182، ثم قال: أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن عدي، والطبراني، والبيهقي، من حديث الحارث بن عمرو، عن ناسٍ من أصحاب معاذ، عن معاذٍ.
قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بمتصل.
وقال البخاري، في ((تاريخه)): الحارث بن عمرو، عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون، لا يصح، ولا يُعرف إلا بهذا.
وقال الدارقطني، في ((العلل)): رواه شعبة، عن أبي عون، هكذا، وأرسله ابن مهدي، وجماعاتٌ، عنه، والمرسل أصح.
قال أبو داود، يعني الطيالسي، أكثر ما كان يحدثنا شعبة، عن أصحاب معاذ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال مرةً: عن معاذ.
وقال ابن حزم: لا يصح، لأن الحارث مجهولٌ، وشيوخه لا يُعرفون، قال: وادعى بعضُهم فيه التواتر، وهذا كذبٌ، بل هو ضد التواتر، لأنه ما رواه إلا أبو عون، عن الحارث، فكيف يكون متواترًا.
وقال عبد الحق: لا يُسند، ولا يوجد من وجه صحيحٍ.
وقال ابن الجوزي، في ((العلل المتناهية)): لا يصح، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم، ويعتمدون عليه.
* وقال ابن طاهر، في تصنيفٍ له مفرد، في الكلام على هذا الحديث: اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألتُ عنه مَنْ لَقِيتُهُ من أهل العلم بالنقل، فلم أجد إلا طريقين، أحدهما طريق شعبة، والأخرى عن محمد بن جابر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رجل من ثقيف، عن معاذ، وكلاهما لا يصح، قال: وأقبح ما رأيتُ فيه، قول إمام الحرمين، في كتاب ((أصول الفقه)): والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ، قال: وهذه زلةٌ منه، ولو كان عالمًا بالنقل، لما ارتكب هذه الجهالة.
قال ابن حَجَر: كلام إمام الحرمين أشد مما نقله عنه، فإنه (أي الجويني) قال: والحديث مدون في الصحاح، متفق على صحته، لا يتطرق إليه التأويل. انتهى كلام ابن حَجَر، نقلا عن تلخيص الحبير، مع الاختصار.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 03:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مارأي الإخوة الكرام في مثل هذه الأقوال للإمام مالك رحمه الله:
" ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يضعه الله في القلوب "
وقوله لآبني أبي أويس"إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا منه وتفقها "
وقوله عن ابن وهب:"سبحان الله أيما فتى لولا الإكثار" وهو أمر اعترف به ابن وهب نفسه فقال: "لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت، فقيل له: كيف ذلك فقال: أكثرت من الحديث فحيرني فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان: خذ هذا ودع هذا
وما رأيهم في مثل ما رواه الخطيب بإسناده إلى الأعمش قال: لما سمعت الحديث قلت: لوجلست إلى سارية أفتي الناس، قال فجلست إلى سارية فكان أول ما سألوني عنه لم أدر ما هو.
إلى أمثلة أخرى تنسجم مع النص الذي سبق ذكره من قول الإمام الخطابي، مع العلم أن المناقشة علمية وأنا شغلي بالدرجة الأولى هو الحديث وإن كنت لا أدعي فيه علما ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مارأي الإخوة الكرام في مثل هذه الأقوال للإمام مالك رحمه الله:
" ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يضعه الله في القلوب "
وقولهل لابني أبي أويس"إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا منه وتفقها "
وقوله عن ابن وهب:"سبحان الله أيما فتى لولا الإكثار" وهو أمر اعترف به ابن وهب نفسه فقال: "لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت، فقيل له: كيف ذلك فقال: أكثرت من الحديث فحيرني فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان: خذ هذا ودع هذا
وما رأي الإخوة كذلك في مثل ما رواه الخطيب بإسناده إلى الأعمش قال: لما سمعت الحديث قلت: لوجلست إلى سارية أفتي الناس، قال فجلست إلى سارية فكان أول ما سألوني عنه لم أدر ما هو.
إلى أمثلة أخرى تنسجم مع النص الذي سبق ذكره للإمام الخطابي، مع العلم أن هذه المناقشة علمية خالصة وأنا شغلي بالدرجة الأولى هو الحديث وإن كنت لا أدعي فيه علما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 06:54]ـ
لا شك في أهمية معرفة الفقيه واعتنائه بالحديث لأنه أصل الفقه ومنه يستنبط
لكن التوفيق إلى فهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح الذي كان عليه السلف ومن تبعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أجلّ النعم وأعظمها
قال ابن القيم معلقا على قول عمر رضي الله عنه: "فافهم إذا أدلي إليك":
صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد .. ا. هـ
قال ديوان العلم الإمام عبد الله بن وهب رحمه الله: كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا مالك والليث لضللنا"
فمن نعمة الله على كثير من فقهاء المذاهب الأربعة أن وفقهم للفهم الصحيح للنصوص كيف لا وهم تربوا على كلام الشافعي وتلامذته والنعمان وتلامذته ومالك وتلامذته والشيباني وتلامذته
وهذا يجبر ما كان عندهم من نقص في معرفة الأحاديث فيسلموا من الوقوع في الفهم المغلوط للنصوص
لكن المشكلة والمعضلة فيمن يفهم الصحيحين بعيدا عن فهم علمائنا وكلامهم
فالحمد لله على نعمة الفهم الصحيح التي يفتقدها بعض المتفقه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 08:23]ـ
هل لى بمعهد يعتنني بحفظ ودراسه الصحيحين
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 08:40]ـ
لا شك في أهمية معرفة الفقيه واعتنائه بالحديث لأنه أصل الفقه ومنه يستنبط
لكن التوفيق إلى فهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح الذي كان عليه السلف ومن تبعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم من أجلّ النعم وأعظمها
قال ابن القيم معلقا على قول عمر رضي الله عنه: "فافهم إذا أدلي إليك":
صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد .. ا. هـ
قال ديوان العلم الإمام عبد الله بن وهب رحمه الله: كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا مالك والليث لضللنا"
فمن نعمة الله على كثير من فقهاء المذاهب الأربعة أن وفقهم للفهم الصحيح للنصوص كيف لا وهم تربوا على كلام الشافعي وتلامذته والنعمان وتلامذته ومالك وتلامذته والشيباني وتلامذته
وهذا يجبر ما كان عندهم من نقص في معرفة الأحاديث فيسلموا من الوقوع في الفهم المغلوط للنصوص
لكن المشكلة والمعضلة فيمن يفهم الصحيحين بعيدا عن فهم علمائنا وكلامهم
فالحمد لله على نعمة الفهم الصحيح التي يفتقدها بعض المتفقه
الأخ الفاضل أمجد
كلامك خارج عن الموضوع!! كذلك قول عبد الله ابن وهب ما الدليل عليه من الكتاب والسنة؟؟
ولكن سنجاريك في طرحك:
خذ هذه المسألة، وحاول فهمها بفهم من ذكرت:
هل يصح أن نقول: صلى الله عليه وسلم، لأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم؟.
قال ابن حجر: عن مالك: يكره.
وقال عياض: عامة أهل العلم على الجواز.
وقال سفيان: يكره أن يصلى إلا على نبي.
ووجدت بخط بعض شيوخي: مذهب مالك، لا يجوز أن يصلى إلا على محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا غير معروف عن مالك , وإنما قال: أكره الصلاة على غير الأنبياء، وما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به.
وخالفه يحيى بن يحيى، فقال: لا بأس به , واحتج بأن الصلاة دعاء بالرحمة، فلا يمنع إلا بنص، أو إجماع.
قال عياض: والذي أميل إليه، قول مالك، وسفيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت طائفة: لا تجوز مطلقا، استقلالا، وتجوز تبعا، فيما ورد به النص، أو ألحق به، لقوله تعالى: ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ?.
وهذا القول اختاره القرطبي في ((المفهم))، وأبو المعالي من الحنابلة.
وهو اختيار ابن تيمية من المتأخرين.
وقالت طائفة: تجوز تبعا مطلقا، ولا تجوز استقلالا , وهذا قول أبي حنيفة وجماعة.
وقالت طائفة: تكره استقلالا، لا تبعا، وهي رواية عن أحمد.
وقال النووي: هو خلاف الأولى.
وقالت طائفة: تجوز مطلقا , وهو مقتضى صنيع البخاري، فإنه صدر بالآية، وهي قوله: ? وصل عليهم ?. ((فتح الباري)) 6359.
هذه مسألة واحدة، مرت على فهم السلف، قال بعضهم: تجوز، وقال بعضهم: تكره، وقال بعضهم: لا تجوز، وقال بعضهم: لا بأس بها، وقال بعضهم: لا تجوز مطلقا، استقلالا، وتجوز تبعا، وقال بعضهم: تكره استقلالا، لا تبعا.
وهناك آراء أخرى، نكتفي بما ذكرنا.
ونقول: هذا فهم السلف، نقلناه من كتاب رجل من السلف، هو ابن حجر، وعلى هذا الفهم، فيجب أن تفهم، أن الصلاة على أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حكمها، كما فهمه السلف، هو:
تجوز، وتكره، ولا تجوز، ولا بأس بها، ولا تجوز مطلقا، استقلالا، وتجوز تبعا، وتكره استقلالا، لا تبعا.
والآن هل أصبح الدين واضحا، أم تشعر كأنك في ظلمات بعضها فوق بعض، وهل فهم من ذكرت يسر الإسلام، أم زادنا فرقة؟.
وهذه مسألة أخرى:
ما حكم صلاة النافلة قبل صلاة العيدين، وبعدها؟
قال ابن حجر: وقد اختلف السلف في جميع ذلك، فذكر ابن المنذر، عن أحمد، أنه قال: الكوفيون يصلون بعدها، لا قبلها , والبصريون يصلون قبلها، لا بعدها , والمدنيون لا قبلها، ولا بعدها.
وبالأول: قال الأوزاعي، والثوري، والحنفية.
وبالثاني: قال الحسن البصري، وجماعة.
وبالثالث: قال الزهري، وابن جريج، وأحمد.
وأما مالك فمنعه في المصلى، وعنه في المسجد روايتان.
وقال الشافعي في ((الأم)): ونقله البيهقي عنه في ((المعرفة))، بعد أن روى حديث ابن عباس، ما نصه: وهكذا يجب للإمام، أن لا يتنفل قبلها ولا بعدها , وأما المأموم، فمخالف له في ذلك، ثم بسط الكلام في ذلك.
وأما النووي في شرح مسلم، فقال: قال الشافعي، وجماعة من السلف: لا كراهة في الصلاة قبلها ولا بعدها.
قال ابن حجر: فإن حمل كلامه على المأموم، وإلا فهو مخالف لنص الشافعي المذكور.
ونقل بعض المالكية الإجماع على أن الإمام لا يتنفل في المصلى.
وقال ابن العربي: التنفل في المصلى لو فعل لنقل , ومن أجازه رأى أنه وقت مطلق للصلاة , ومن تركه رأى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله , ومن اقتدى فقد اهتدى، انتهى.
قال ابن حجر: والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها، ولا بعدها، خلافا لمن قاسها على الجمعة , وأما مطلق النفل فلم يثبت فيه منع بدليل خاص إلا إن كان ذلك في وقت الكراهة الذي في جميع الأيام , والله أعلم.
والآن، إذا سألك أحد، عن حكم صلاة النافلة، قبل صلاة العيدين، وبعدها، وكنت تأخذ بفهم من ذكرت فعليك أن تقول:
لاتصل قبل صلاة العيد، وصل قبلها، ولا تصل بعدها، وصل بعدها.
والنتيجة من هذا، ولكي تحافظ على عقلك، لا تذهب لصلاة العيد أصلا،لأنك، لو استغنيت عن عقلك ودينك، وذهبت لتصل صلاة العيدين، إذا قمت تصل ركعتين قبلها، سيقول لك الأوزاعي، والثوري، وأبو حنيفة: اجلس، وصل بعدها.
فإذا جلست، فسوف يغضب منك الحسن البصري وجماعة، ويقولون لك: قم، صل قبلها، ولا تصل بعدها.
فمطلوب منك، أن تكون القائم القاعد، في حالة واحدة!!
ومسألة ثالثة:
حديث أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:
((تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي.)).
أخرجه ابن أبي شيبة، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
ولأن البعض يعتقدون أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى محللين، ومحققين،:
قال ابن القيم: فصح عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
((تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي.)).
فاختلف الناس في ذلك على أربعة أقوال:
أحدها: أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقا، سواء أفردها عن اسمه، أو قرنها به، وسواء محياه، وبعد.
وحكى البيهقي ذلك عن الشافعي.
واختلف هؤلاء في جواز تسمية المولود بقاسم:
فأجازه طائفة، ومنعه آخرون.
القول الثاني: أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمه وكنيته، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر فلا بأس.
القول الثالث: جواز الجمع بينهما، وهو المنقول عن مالك.
القول الرابع: أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعا منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جائز بعد وفاته.
قال ابن القيم: والصواب أن التسمي باسمه جائز، والتكني بكنيته ممنوع منه، والمنع في حياته أشد، والجمع بينهما ممنوع منه. ((زاد المعاد)) 2/ 345.
هذا هو الفهم الذي يدعوننا إليه، وماذا عليك أن تفعل الآن؟!.
طائفة منعت، وطائفة أباحت، وطائفة منعت بشرط، وطائفة أباحت بشرط، فإذا سألك سائل: هل يحل التكني بأبي القاسم؟.
فوجب عليك أن تقول إن فهم السلف يقول: يجوز، ولا يجوز، ويجوز إذا لم يكن اسمك محمدا، ولا يجوز إذا لم يكن اسمك محمدا أيضا ...
ما الحل أخي الكريم؟؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:23]ـ
بارك الله فيك
لا أريد أن نخرج عن موضوع الشيخ السديس .....
لكن قد طرحت شبهة وجب ردها وعدم السكوت عنها
فأقول: مرادي بالرجوع إلى فهم السلف الأخذ بفهمهم لا باختلافهم مجموعا فهذا لا يقوله عاقل
ألا ترى أنا أبا محمد ابن حزم أخذ بفهم الصحابة الذين صلوا الظهر في بني قريظة وترك الفهم الآخر
فهل أنت تأخذ بالفهمين والقولين معا؟؟ لا طبعا ولكن تأخذ بالراجح منها
وكذا في مسائل كثيرة اختلف فيها الصحابة أخذ أبو محمد أحدها وترك الباقي
لاكن لانخرج عن اختلافهم ونأت بقول جديد
وكذا لا نفهم من النصوص فهما لم يفهمه أحدهم أو نفهم منها فهما مخالفا لفهم اتفقوا عليه
كمسألة عدم فهم تحريم الضرب من قوله " ولا تقل لهما أف" ففهمتهم فهما مخالفا لفهم اتفق عليه السلف من الآية أو أنكرتموه
وكمسألة التفريق بين الغائط والبول في مسألة البول في الماء الراكد فمن فهم هذا الفهم قبلكم؟؟
وكذا مسألة التفريق بين الفأرة وغيرها عندما تسقط في مائع فمن فهم هذا الفهم قبلكم؟؟
وكذا وكذا ...
مسائل كثيرة لم يسبقكم إليها أحد
ولا تقل لي كما يقول أبو محمد في المحلى سلفي في هذا هو الله عزوجل في كتابه ورسول الله صلى الله عليه وسلم
لأن هذا هو محل النزاع من فهم من الآية الفلانية والحديث الفلاني هذا الفهم الذي فهمته؟؟
وكما قلت لا نريد أن نفسد موضوع الشيخ السديس ....
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يمكنني الرد على كل كلمة قلتها ولكن لا أريد أن أفسد موضوع الشيخ السديس
ولكني أسألك كيف تعرف الراجح من المرجوح من الأقوال المتعارضة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 01:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الإخوة الفضلاء ما ذكرتم أحسب أنه تُكلم عنه مرارا.
فإن رأيتم ـ تكرما ـ أن تلقوا الضوء على أهمية السنة الصحيحة، واطلاع طلاب العلم عليها قراءة وحفظا وبحثا؛ فإن من الناس اليوم من يتقلد القضاء ولم يقرأ مختصرات الصحيحين فضلا عن أصولها،
ومنهم من يعين معيدا في الجامعة ثم يأخذ الماجستير والدكتوراه ـ وربما يكون في تخصص الحديث ـ وهو لم يقرأ الصحيحين ولا قراءة جرد دع البحث والنظر في الشروح.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 02:39]ـ
لي بعض التساؤلات حول عنوان هذا الموضوع الجليل من حيث تعلقه بالحديث النبوي الشريف بعيدا عن نص الحافظ ابن رجب رحمه الله منطلق هذا الحوار:
1 - ما المقصود بمعرفة الصحيحين؟ هل هي معرفة دراية أم معرفة رواية؟
2 - هل لابد من معرفة الصحيحين ليكون الرجل من علماء أهل السنة؟ وماذا نقول عمن كانت له معرفة تامة بأحد الصحيحين فقط؟ أو كانت له معرفة شاملة بكتب السنن أو بمسند الإمام أحمد
3 - وقبل الصحيحين بل في عهد الصحابة هل كان الحفاظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأعلم؟ هل كان أبو هريرة - مثلا - أعلم من علي بن أبي طالب أو أبي بنكعب أو معاذ بن جبل أو زيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعا
4 - من كان تخصصه القرآن الكريم حفظا وقراءات وأحكاما، أليس هذا من علماء أهل السنة ... مع العلم أن معرفته بالصحيحين لا تتجاوز ما يحتاج إليه في فهم كتاب الله.
نرجو أن يكون الخطاب مفهوما، إن أحاديث الصحيحين مرتبة معجميا وموضوعيا اليوم وهي متاحة في أقراص لكل أحد، لكنها تفتقر إلى من يخرجها من حيز التصور إلى رحاب التطبيق ... إن الصيدلية حافلة بالأدوية الناجعة لكن أين الأطباء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 07:32]ـ
بارك الله فيك
ليس العنوان متنا ولا قاعدة عامة، وقد سبق أن كتبت: إنه ليس على إطلاقه.
وغايته أنه لتقريب لما يتضمنه الموضوع.
والغرض منه الحث على الاعتناء بالسنة، وأن من سيما أهل البدع جهلهم بها حيث لا يفرقون بين ما في الصحيحين وبين الموضوعات.
إذ لا يتصور وجود عالم من علماء أهل السنة لا يفرق بين ما في الصحيحين وبين الموضوعات!
وأرى أن هذا يتضمن الجواب على جملة ما ذكرتم من تساؤلات، مع التأكيد على وجوب ملاحظة معنى: «عالم».(/)
إلى السادة ... الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إلى السادة ... الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة
من تدعون إلى التقارب معهم لم يكتفوا بادعاء أن في القرآن تحريف
بل طبعوا مصاحف ووضعوا فيها سورة محرفة
وهذا المصحف مطبوع في إيران قديماً منذ ما يقرب من 100عام أي قبل ثورة الرافضة بزعامة الهالك الخميني فما ظنك بما يفعلون في العراق وإيران الآن
انظر إلى الصورة على الرابط
http://www.aldahereyah.net/book/tahreef.jpg
وأحذر آخرين يحملون الكتب الإسلامية من موقع يعسوب الرافضي
فهل تأمنون أنهم لم يحرفوا فيها بالزيادة والنقصان؟
ـ[عبوش عوض]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 10:53]ـ
شكر الله لك أبا محمد .. واعلم أنه لم يدع إلى التقارب بين أهل السنة ـ أو قل بين المسلمين ـ وبين هؤلاء إلا جاهل .. نعم والله، لا يعلم حقيقتهم أو يقف على أصولهم عاقل أبدًا ثم يدعو إلى شيءٍ مما تفضلت بذكره، ولا أنسى الاسطوانة المشهورة التي رأيت بين فقراتها رجلا مسنًا يقول: " الله يسامحك يا رسول الله "!! عليهم من الله ما هم أهله .. وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
أبا محمد وأن عن نفسي أول مرة أعلم أن القران طبع في إيران
هؤلاء يهود أصفهان قبحم الله ..
وأسمحلي في نقل الموضوع لتعم الفائدة ..
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 02:12]ـ
عليهم من الله ما يستحقون ...
قيل لليهود: من خير الناس بعد موسى؟ قالوا: أصحاب موسى
و قيل للنصارى: من خير الناس بعد عيسى؟ قالو أصحاب عيسى
وقيل للروافض من شر الناس بعد محمد؟ قالوا أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
جزاكم الله خيرا على الوثيقة .. وبارك الله فيكم(/)
هذا ما وجدته في النوادي الرياضية النسائية
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كتبتْ إحداهن:
(الرياضة النسائية عندنا في السعودية، لم تكن أمراً مثيراً للاهتمام، إلا في السنوات الأخيرة، وقد تكلم بعض أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة في ضوابط مشروعيتها و ما قد يقع فيها من تجاوزات، فجزاهم الله عنّا خيراً ....
استبشرنا خيراً بوجود نوادي نسائية رياضية مغلقة (و إن قلّ عددها)، لكن أعتقد أن وجود الرياضة في حياة المرأة و الفتاة السعودية أصبح مطلباً ملحاً إلى درجة كبيرة، و خاصة بعد تزايد و ارتفاع معدلات السمنة بين أوساطنا نحن النساء، بسبب تغير الحياة المعيشية و توفر سبل الراحة و قلة الحركة ....
أصابني ما أصاب هذه النسبة المرتفعة، من زيادة في الوزن و ارتفاع بنسبة السكر و الكوليسترول، وكنت ُ قد اشتغلت ُ كثيراً بالبحث العلمي و الدراسة، و نسيتُ أن لبدني عليّ حقاً .... حتى جاء اليوم الذي تدهورت فيه صحتي، في سنٍ صغيرةٍ أصبح (العرسان) يطرقون فيه باب بيتنا ....
فلا أنا بتلك التي أستطيع تحمل آلام الجلوس الطويل للكتابة و الطلب .. و لا بالقادرة على القيام بأعباء المنزل مع الأسرة أو متطلبات الزوج المنتظر ....
و السبب هو داء (السمنة) وقانا الله و إياكم شره ....
رياضة المشي جيدة، لكنها مملة و مرهقة في ظل أجواء الرطوبة التي أمقتها في مدينة جدة .. و لا أظن أنه أصبح من الأمان الآن أن تخرج الفتاة إلى الشارع لتمارس رياضة المشي، حتى لو كانت بكامل حجابها، و أولياء أمورنا قد لا يحتملون تكرر خروجنا للمشي في الشارع أو في المخططات البيضاء، حتى لو اصطحبناهم معنا ...
بالإضافة إلى أن من هي في مثل حالتي، قد تحتاج إلى برنامج تأهيلي قبل أن تمارس رياضة المشي، فالأمر بالنسبة لي صعب للغاية ..
قلتُ في نفسي: لعلي أقتني بعض الأجهزة الرياضية في بيتي، و لعلها تسهل عليّ المشوار، و تساهم في إنقاص وزني، فكان الأمر كما كنتُ أرغب، لكن كنتُ بين الفينة و الأخرى أحنُّ لكتابة مقال أو مطالعة برنامج تربوي أو صحيفة أثناء التمرين، أو أتذكر حاسوبي و كتبي أو يرن هاتفي فأنسى التدريب الذي جدولته لنفسي، و أتكاسل، و هكذا ...
آثرتُ أن أبقى سمينة، قلتُ: وما للسمنة؟ ألا ترون أن نساء موريتانيا يقوم أهاليهن بإرسالهن إلى بوادي معروفة بـ ــ (تسمين البنات)
ثم قلبتُ اتجاه البوصلة، فقلتُ:طلب العلم لا يؤثر عليه سمنٌ أو نحافة، لكن هذه القناعة تغيّرت، عندما هبط مستواي التحصيلي و قلّت قدرتي على الجلوس، بسبب الزيادة المطردة جدا ً في وزني ....
كانت الفحوصات الطبية سليمة إلا من ارتفاع بمعدل الدهون و السكر و بعض الضغط على العمود الفقري و مفصل الركبة (ماذا بقي؟؟ الحمد لله على كل حال)، و السبب الرئيسي هو السمنة، و نظراً للآلام التي كنتُ أشعر بها، كان لا بد من إجراء حميةٍ غذائية، و تمارين تحت إشراف متخصص، لأني قد أضر نفسي فيما لو مارست هذه التمارين لوحدي دون إشراف طبي ...
فجاءت فرصة التحاقي بنادي رياضي تابع لإحدى المستشفيات المشهورة (إلى حدٍ ما) عندنا في مدينة جدة ...
كنتُ حريصة غاية الحرص ألا يكون هناك محظورات شرعية في هذا النادي الذي سيستقبل جسدي الثقيل لمدة ساعتين يومياً .. فاستعلمتُ المسئولات بداية ً عن هذا، فقلن لي: ليس عندنا أي محظورات، نحن ملتزمون بالشريعة الإسلامية ... [لم أكن أفقه أن معنى الالتزام بالشريعة الإسلامية معنى "مطاطي" بالنسبة لهن، لكني وثقتُ فيما قلنه لي، و دفعتُ الرسوم من أول ساعةٍ التحقتُ فيها بهذا النادي]
طفتُ في أرجاء هذا النادي، رأيتُ نسوة يتلقين دروساً في الأيروبيكس، و أطفالاً يسبحون، و أخريات ٍ هنا و هناك يهرولن و يرفعن الأثقال ... جوٌ مليءٌ بالنشاط و الحيوية و الخصوصية ... فحمدتُ الله على ذلك، و اطمأنت نفسي، و كانت تداعب مخيلتي صورتي و أنا أرى نفسي مشدودة القامة رشيقة نشيطة .... يااااااسلااااااااام ....
غمرني الحماس في داخلي، إحساس ٌ لم أشعر به منذ زمن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
كم مرّتْ أيام، لم أشعر أنني شابة، كنتُ دائماً أشعر أني عجوز ٌ سيتهشم عظمها في أية لحظة، إن آلام المفاصل التي أشعر بها كانت تسبب لي اكتئاباً رهيباً ...
و جاء ذلك اليوم الذي ذهبتُ لشراء بذلة رياضية، كان أخوتي يطلقون التعليقات عليّ، فقد كان تغييراً جوهرياً سأحدثه في حياتي، كان أمر ارتدائي بذلة رياضية، أمرٌ غريب بالنسبة لشابة ٍ عُرفت بالوقار و الرزانة ...
طلبتُ أن يكون ما أرتديه ساتراً، كان طلباً معقداً مبالغاً فيه (سموه ما شئتم) لكنه بالنسبة لي أمرٌ مسلمٌ به و مفروغ ٌ منه، كقناعة شخصية، لا أحيد عنها أبداً.
وجدتُ ضالتي في لباس ساترٍ محتشم ... لكن شكلي بدا لي غير مألوف أبداً .. شعرتُ أنني كرةً تتدحرج على الأرض ..
ذهبتُ أول يومٍ للنادي السابق ذكره ... كان في داخلي أملٌ كبير .. بأن تصبح صحتي أفضل، فأتمكن من أداء الصلاة بشكل جيد .. و أعكف على كتبي دون جهد، و أنجز كل مخططاتي، و أساعد أمي،و أخدم زوج المستقبل ...
كانت تلك الأفكار تداعب مخيلتي وأنا في طريقي لذلك المكان ... الذي ظننته (الحل الناجع لكل مشاكلي الصحية .. )
قطع هذا التأمل .. امتدادُ يدي لمسجل السيارة .. التي كنتُ فيها مع أخي .. وسحبتُ الكاسيت الموجود فيه، فإذا به كاسيت للغناء المحرّم ... فسارعتُ بكسره بلا تردد .. فقال أخي: لالالالا ... إنه ليس لي (و لاأظنه صادقاً) ...
قلتُ له: قل لصاحبه أن أختي كسرته ... و هشمته .... حتى لايضع منكرات في سيارتنا ... هب أننا متنا في الطريق ... أيسرك أن يكون هذا الشريط صاحبنا .. ؟؟
فسكت أخي و ضحك من سرعة تصرفي .. وهو يقول لي: (أحلى يا وحش!!!)
نزلتُ إلى المكان المحدد ...
سلّمتُ على موظفات الاستقبال ... بحرارة ...
و شكرتُ فيهنّ حرصهنّ على سلامة هذا النادي من (المنكرات ... ) [ظننتُ ذلك]
و دعيتُ لهنّ بالثبات ..
ثم دخلتُ للانخراط في السلك الدبلوماسي (أقصد الرياضي) ..
وقتها بدأتْ تتفتق عن عيني مناظر ... تجعلني أتوقف ... ويصبح فمي مفتوحاً من الدهشة ... (قذىً بعينيك .. أم بالعينِ عوّارُ .. ؟؟؟)
نساءٌ .. الذي ينكشف منهن أكثر من المستور ...
حدثّتُ نفسي .. لابأس يا آنسة ... لكل قاعدةٍ شواذ ... يبدو أن القليلات منهن لا تلتزم بشروط النادي (حسب الشريعة الإسلامية ... )
ثم جاءتْ مدربتي ... سررتُ كثيراً برؤيتها ... لم أكترث بلباسها الغير محتشم .... فبعض الفتن يرقق بعضها بعضاً ....
قلتُ: لعلي أناصحها عندما تتوثق علاقتي بها في الأيام القادمة ...
جعلتني المدربة أقف أمامها ... لتتابع حركات جسمي ... فأنا عضوة جديدة ... يا سلاااااام تشجيع ٌ و اهتمام (هكذا حدثتني نفسي) ...
اتجهتْ المدرّبة إلى طرف قاعة الأيروبكس .... أخرجتْ محفظة (سي دي) و أخرجتْ منها واحداً ... و ثبتته على جهاز ستيريو كبير .... و أنا أقف ... أتفرّج ... أترقب .... ماذا عساه أن يكون ...
بدأ المخبوء يبدو .... و الأصواتُ تعلو ....
موسيقى صاخبة ....
يقولون أنها خاصة فقط بهذه النوعية من التمارين ... بل و هناك رقصات خاصة لكل نوعٍ من هذه الأنغام ...
تعجبتُ في نفسي .... تذكرتُ (الكاسيت) الذي كسرته قبل دقائق .. في سيارة (أخي) ....
ماذا عساي أن أفعل الآن ... ؟؟
قطع هذا الحوار ... صوت ُ المدربة .... 1 2 3 4، 1 2 3 4 .. 1 2 3 4
قالتها و هي تنظر لي .. مبتسمة ... هيا ابدأي .. يا سمينة ...
بادلتها بابتسامة باهتة ...
كان جسمي أثقل من أن يبدأ حركته الأولى مع هذه التمارين ...
لا أدري هل كان ثقيلاً فعلاً .... أم أن حركته ثقلتْ من الذهول ...
الموسيقى كانت بألحان غربية .... صاخبة .. جعلتني أتعوذ بالله من الشيطان، و أنفثُ عن يساري .. خشية أن يأتيني (الزار) كان جسمي (يهتز) و (ينتفض) مع هذه النغمات ... و ضرباتُ الأرجل ... تذكرني بوقع الخيل في الجهاد ...
(أي جهاد؟ أي جهاد ..... يا مسكينة ... الناس في وادٍ و أنتِ في وادٍ تكرهه ماما أمريكا .. هذه رقصات الأيروبكس ..... )
ثم مرّت ساعة، و أنا بين تحريك أطرافي (مع الخيل يا شقراء .. بكل سذاجة) على أنغام هذه (الضجة) أو الوقوف ... و كلما توقفتُ نبهتني تلك المدرّبة ... أنِ استمري ... و جاءتْ إليّ و مرّنتْ أطرافي بنفسها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى أصابني أول شدٍ عضلي .... (تذكرتُ منظر اللاعبين في الملاعب .... ) وهم يطرحونه أرضاً ثم يساعدونه على التخلص من ذلك الشيء المؤلم ...
نجوتُ من الشد العضلي بأعجوبة .... حتى عضلاتي كانت ترفض أن تنسجم مع هذه الأشياء ...
أصبحتْ الآن موسيقى الاسترخاء الهادئة تدندن في أذني .... و المدربة تقوم بحركات تشبه حركات اليوجا بل (حركات الأفعى) .. (عندما يزمّر لها مروضُها - كما شاهدتُ في أفلام الكرتون أيام الطفولة) ...
ثم بقدرة قادر ٍ .... أصبحتْ الموسيقى عربية ..... تخصص (هزّ وسط) .... فأصبحت المدربة ترقص، بين كل تمرين ٍ و آخر، و تستعرض براعتها و خفة جسمها .... و نحن أتباعها في التمرين نقلّد أو نشاهد أو نقف وقفة معاند (مثلما فعلتُ أنا بالضبط) ...
هل تصدقون .... ؟؟
تركتُ حفظي للقرآن ... و مكتبي .... و حاسوبي ....
لآتي فأرقص على (أنغام نانسي عجرم) و غيرها من جماعة (آه ونص) ..... !!!
أنا أرقص ..... ؟؟!!!! (يا أرض احفظي ما عليك ... )
انتهت حصة الأيروبكس .... و أنا مثل الشاة المذبوحة التي لم يعد يضرها (سلخها) بعد (ذبحها) .... (أندب حظي؟؟) أم (أضحك على نفسي) .. ؟؟ و كل ما أتذكره في تلك الساعة (ذلك الكاسيت الذي كسرته في سيارة أخي ... هذا أخي ... تصرفتُ معه .. و طاوعني ... فكيف أجعل إدارة النادي تطاوعني ... ؟؟!! هكذا كنتُ أساءل ُ نفسي ... )
قلتُ لعلي أنزل للأسفل ... فأنسي نفسي هذه الساعة التي قضيتها .... والحسرة تملأ قلبي ... يارب اغفر لي .. و لا تجعلني إلا في موضعٍ تحبُّه ....
كان في الأسفل غرف عبارة عن حمامات ساونا و بخار و جاكوزي،و جلسات تدليك ...
أقسم بالله أن حيائي يمنعني أن أصف ما شاهدته من العجائب ...
صعدتُ للأعلى ... لعلي أتمرن على الأجهزة الموجودة ... لم أستطع .... كنتُ أحاول تمضية وقتي عبثاً حتى ينتهي جدولي ....
ذهبت ُ للمديرة التنفيذية ... خاطبتها بأدب .. قلتُ لا أريد تمارين الأروبكس ... سأتحول للسباحة ... لعل المنكرات هناك أخف ...
تحولتُ للسباحة .. هالني ما رأيت .. مناظر كالتي يعرضها التلفاز في سيء القنوات .... لكني أراها الآن أمام ناظري ... هذا غير أن تمارين السباحة تُمارس على أنغام الموسيقى .... (ظهر الفساد في البر و البحر) ...
رفضتُ ذلك تماماً .... تركتُ لهن نقودي ... خشيتُ أن تكون خاتمتي في ذلك المكان .... بعد أن ناصحتُهنّ ... و رفضن النصيحة،بحجة أن هذا هو الوضع السائد لكل النوادي الرياضية (في جميع أنحاء العالم)، و أن من الغباء و الجهل أن يكون النادي بلا موسيقى ....
عرضتُ عليهنّ زيادةالسعر ضعف ما دفعتُ لهن .... لكن لم يستجبن لطلبي هذا ...
كلمتهنّ من منطق الحرية الشخصية التي يؤمنون بها ... لكن كان الجواب أنكِ أنتِ أيضاً حرّة في الاستمرار معنا أو لا، لكن نقودك لن ترجع إليك (رغم أن لي حق الفسخ للغرر الذي أصابني) و أنكرتْ من قالت لي بدايةً أن النادي يقوم (على ضوابط الشريعة الإسلامية) أنها قالت هذه الكلمة ..
بل اكتفت بقولها: (الله يهدينا .... ) أما النادي فليس (شرعياً)
وشهد شاهدٌ من أهلها ....
زرتُ العديد من النوادي الأخرى ...
كنّ يستنكرن من قولي و يضحكن مني .. حينما اسأل عن (أنشطة رياضية بلا موسيقى و بلا منكرات .. )
إحداهن (غير مسلمة) .. سألتها فأجابتني بعربية مكسّرة:
هذا (ممنوع) ... لازم (موسيقى) .. (بدون موسيقى) = ممنوع ...
تعجبتُ ....
(ممنوع) فعل الحلال و المعروف في بلاد (الحرمين)؟؟؟!!!! عجباً لها ...
حزنتُ كثيراً .... و عجبتُ من هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. أين هي من هذه الطوام تحت ستار المستشفيات و المشاغل النسائية ... ؟؟
و أين المستثمرون الذين يراقبون الله عزوجل، من إنشاء أماكن تمارس فيها المرأة هواياتهاو رياضاتها دون أن يتنافى هذا مع فطرتها و دينها ..... ؟؟؟
هل يمكن أن نرى يوماً نوادٍ إسلامية ... ؟؟
تهذّب الأجساد و العقول، وتوفّر الترفيه المباح ....
صحف يومية إسلامية؟؟؟؟
تنشر المعلومة الصادقة ... و تتحدث بلسان المسلم الواعي .. المطّلع على الواقع المعاصر
معاهد لغة انجليزية إسلامية؟؟؟
بعيدة عن تلك التي تعلمنا عادات القوم .. التي يتنافى بعضها مع ديننا ...
معاهد تساعدنا في تعلم اللغة لأغراض الدعوة إلى الله، وخدمة الحجاج و المعتمرين ..
نوادٍ أدبية إسلامية .. ؟؟؟
نمارس فيها هواياتنا الأدبية ... و نبحر في شواطيء الأدب المحافظ الملتزم ... لا القائم على الحداثة و العصرية الساذجة ... و الإسفاف و التبذل ...
.. إلخ ....
هذه تجربتي أحببتُ أن أنقلها للجميع ....
و قد رضيتُ أن أعيش بآلامي و سمنتي
لن تفارقني هذه الكتل المتراكمة من الشحوم على معصيةٍ أبداً بإذن الله ...
و لعل الله أن يعوضني بخير ...
و فعلا ًدارت الأيام ... و عوضني ربي خيراً كثيراً ...
وعسى الله ألا يحرمنا من فضله .... ) أ. هـ
كلمة أخيرة: لا و ألف لا للنوادي الرياضية النسائية ما لم تشرف عليها هيئات شرعية معتبرة ....
والله من وراء القصد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حزنتُ كثيراً .... و عجبتُ من هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. أين هي من هذه الطوام تحت ستار المستشفيات و المشاغل النسائية ... ؟؟
و أين المستثمرون الذين يراقبون الله عزوجل، من إنشاء أماكن تمارس فيها المرأة هواياتهاو رياضاتها دون أن يتنافى هذا مع فطرتها و دينها ..... ؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذنب لا يقع على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذنب يقع على المستثمرين الذين أنشأوا مثل هذه الأماكن فهم من بيدهم تغيير الأمور لو أرادوا
في إحدى صالونات التجميل وقص الشعر، كانت مالكة الصالون تسمح بالنمص وقصات الشعر المخالفة للشريعة الإسلامية، لكن الله هداها بعد حين والله يهدي من يشاء سبحانه وتعالى
الآن، منعت ممارسة مثل هذه الأشياء في محلها ولا يزال المكان عامراً بالنساء لكن بالتزام الشريعة الإسلامية
الأمر يحتاج لتوجيه وصحوة
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 02:24]ـ
المسؤولية يا أخيتي تقع على عاتق الجميع ....
و هذا نداء أرفعه .... لعله يجد صدى .....
كلمات طيبة شكر الله لك
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 12:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحفظك الله
اعتقد اني وجدت حلا، كما فهمت فان وضعك المادي ميسور ـ اللهم لا حسد ـ لم لا تتعاقدين مع اخصائية رياضية تاتيك الي البيت كما هو الحال مع الممرضات او المرضين الذين يعودون المرضي في بيوتهم علي نفقة المرضي " وانت لست بمريضة يا صاحبة السمو " وتاتيك هذه الاخصائية حسب جدول ممعين تطبقيه بانتظام وهذه بالمناسبة طريقة ناجعه فانا اراك ملتزمة ..
واعتقد ان هذه الطريقة تفيد
اخوك: الفلسطيني
ـ[النجدية]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 09:16]ـ
شكرا لك يا صاحبة السمو على هذه القصة، و لكن أقول و الفضل لله وحده: إنني أجد في بلدي نواديا شرعية، يتدرب فيها النساء على أناشيد إسلامية!
و كذلك صالونات نسائية تمنع النمص، و ما يخالف الشريعة، و قواعدها ... هذا تصديقا لما تفضل به تاج الروح!
والله إن النفوس إذا أخلصت و صفت؛ لتغير حال الأمة الإسلامية رأسا على عقب ...
و الله المستعان ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 05:35]ـ
الله المستعان والله إنه أمر مؤسف حقا يندى له الجبين
وأنا بهذه العجالة أدعو أخواتي بمقاطعة تلك الأماكن المشبوهة
ولي تنويه على ماذكرتي
أنا أرقص ..... ؟؟!!!! (يا أرض احفظي ما عليك ... )
ياأرض أحفظي هذه الكلمة في ظاهرها شرك فالأرض لا تحفظ إنما الحافظ الله سبحانه وتعالى
بوركت يا صاحبة السمو على هذه الرواية التي اتسمت بالنصيحة فجزاك الله خير الجزاء(/)
تعقيب شيخنا الفوزان على مقال عصام نجيب يماني (إيمان العجائز)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 10:07]ـ
[الدين يؤخذ من الكتاب والسنة لا من مجرد الفطرة]
لشيخنا الجليل العلاّمة صَالح بن فوزان الفوزان ـ حفظهُ اللَّهُ ورعاهُ ـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في صحيفة عكاظ العدد الثلاثاء 18/ 6/1428هـ مقالاً للكاتب عصام نجيب يماني تحت عنوان: (إيمان العجائز) ذكر فيه ممارسات لجدته لوالده: بهية، ساقها مساق الإعجاب بها رغم مخالفتها للأحكام والأدلة الشرعية والعقيدة الصحيحة متندراً بكل ما عارضها من دليل أو حكم شرعي وقال: لو عرضت (يعني ممارسات جدته) على ميزان اليوم لكفرت وبدعت وزندقت، وقالوا عنها علمانية وصوفية وقبورية ولبرالية، مصدراً مقاله بهذا الدعاء العجيب: (اللهم ارزقنا إيماناً كإيمان العجائز) هكذا قال: ونحن نقول اللهم ارزقنا إيماناً صادقاً كما أمرتنا بقولك: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم) البقرة: من الآية 136. وكما قلت سبحانك: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) [البقرة: من الآية 285] نؤمن الإيمان الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) هذا هو الإيمان الذي أمر الله به ورسوله.
ثم قال الكاتب عن جدته، كانت تقرأ في كتاب تحرص عليه. كتب على غلافه الأصفر (دلائل الخيرات) فيه صيغ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء للأحياء والأموات وقد رأيت من يصادر هذا الكتاب في المسجد الحرام وفي الأسواق ويقول: إنه بدعة لا تجوز القراءة فيه، ونقول للكاتب هذا الكتاب الذي ذكرته فيه صيغ صلوات مبتدعة وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليه فقال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد) وقد قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) [الأحزاب: من الآية 56] فنقول: اللهم صل وسلم على نبينا محمد ولسنا بحاجة إلى ما في كتاب دليل الخيرات وما في غيره مما يخالف ما جاء في الكتاب والسنة من صيغ الصلاة على النبي، قال الكاتب: وكانت جدتي تسمع الغناء وتطرب لدانات المطربة وتميل إلى الحدري والمجرور والصهبة وتدمع عينها عندما تسمع الشحرورة تغني، إلى آخر ما ذكر من أحوال جدته مع الغناء إلى أن قال: لم تصادر ولم يحرم عليها أحد الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في أذانهم براميل من رصاص، كذا قال، ونقول للكاتب: قولك لم يحرم عليها أحد الغناء نقول: بلى قد حرم الله الغناء في القرآن الكريم وحرمه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة قال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مهين) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: لما ذكر الله تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) [لقمان من الآية 6] قال: هو والله الغناء انتهى كلام ابن كثير.
وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن قوم يأتون في آخر الزمان يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف تعزف على رؤوسهم القينات يخسف الله بهم الأرض عقوبة لهم على صنيعهم وقال البغوي رحمه الله في تفسيره: (يشتري لهو الحديث) أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن قال أبو الصباء البكري: سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال: هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وذكر البغوي مثل ذلك عن ابن عباس والحسن وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا: لهو الحديث هو الغناء والآية نزلت فيه وقول الكاتب ولم يحرم أحد عليها الغناء ويسمعهم أن الله سيصب في آذانهم براميل من رصاص نقول بل
(يُتْبَعُ)
(/)