ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 05:13]ـ
في المقطع الذي نشره الفاضل عبد الله المحمد إلحاج ومحاولة لإخراج فتوى من الشيخ بالجواز ولكن هيهات.
ثم إنه يشكل على تخريجكم أخي الكريم:
لم اقصد أن يكون نقاشه مع الشيخ في هذا المقطع بل قد يكون في جلسة مفردة و كره الشيخ الجدل فيها لعلمه باصرار الشيخ العبيكان، اقول قد يكون وإن كان يغلب على ظني امر آخر، وأما ذكره بأن الفتوى خاصة فقد يكون كلامه بأن الفتوى خاصة على نفسه وما دار بينه وبين الشيخ و قال ذلك نصرة لقوله!، واعتبر سكوت الشيخ في تلك الجلسة المفردة سكوت موافقة،،
أما انه يقصد الكذب المحض بلا شبهه فالله اعلم
حفظكم الله وبارك فيكم
،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 05:15]ـ
تركت الجهاز مفتوحا ورأيت فجأة هذه المشاركة
ابن باز رحمه الله يغلب عليه لين مع فطنة فتنبه!
والشيخ لم يسكت رحمه الله بل قد بين ما يدين الله به للشيخ البراك
وهو السائل عن الضرورة
وأجاب المناقش العبيكان عن النشرة والمراد بها وأجاب عن عزوه لها في الروض
بأن إن "كان قاله فهو غلط "
وأجاب:" ليس منا من سحر ومن سحر له"
وعن " سعيد بن المسيب وأن كلامه مطلق "
وحديث لما سئل عن النشرة" هي من عمل الشيطان"
ووو ... الخ
وغير ذلك تبيانا لما عرضه العبيكان من استشكال!
أبعد هذا يقال سكوت!
عجبا والله
كلامي حول ما قد يظنه العبيكان
أما انا فلا اقر بأن كل سكوت هو سكوت اقرار وموافقة
حفظكم الله
،،
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 12:48]ـ
وأنا أقول هذا عند محدثي جزر الواق واق ..... العبيكان
. [/ center][/b]
اخي العزيز محب العلم ..
لا تجعل الخلاف يخرجك من مكانتك كطالب علم وانت محب العلم
فذه نصيحة لي اولا ولجميع اخواني
اذا وجدت ضيق في الصدر بسبب خلاف ما
فانصح ان تترك الحاسب الالي حتى ترجع الى هدوئك , ومن ثم اكتب ما ترضى ان يرد عليك بالمثل
هذا اذا انت تعتقد انت الطبيب وانا المريض وتستخدم معي الاسلوب المنفر والمهيج المنرفز .. فمن دونك فحدث ولا حرج
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
وهدى الله العبيكان الذي كثرت شواذه. وآخرها إباحة الاختلاط في الغرف التجارية!
بارك الله في الشيخ سليمان الخراشي
ومقولتك هذه .. ذكرتني بقول الصحابي الجليل سفيان بن حرب رضي الله عنه قبل اسلامه
أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء .........
(هرقل) قال فهل يغدر
قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 07:24]ـ
كلامي حول ما قد يظنه العبيكان
أما انا فلا اقر بأن كل سكوت هو سكوت اقرار وموافقة
حفظكم الله
،،
وإياكم أخي الكريم ..
أين موضع السكوت الذي ظننت أن العبيكان قد يكون توهم بأنه موافقة؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:23]ـ
وبارك فيك أخي الهاشمي ..
ولا أدري هل ماذكرته مدح أو ذم!
لابد من التذكير بشذوذات العبيكان لأنها تجاوزت حدها، فإن كانت تُعجبك فلعلك تُنافح عنها بوضوح.
ـ[ياسين بن محمد القرشي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 07:42]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(((يمنع الكلام في الأعضاء، والخروج عن أصل الموضوع)))
الأخ الحمادي بالنسبة لهذه القاعدة: "قاعدة ردِّ رواية الثقة إذا خالف من هم أوثق منه وأثبت"
فأقول: لعلها لا تطبق هنا لما يلي:
- المثبت مقدّم على النافي كما قرر ذلك العلماء، لأنّ المثبت معه زيادة علم. و النافي مهما تكن ملازمته لمن يروي عنه فتوجد أوقات لا يلازمه فيها و قد نفت عائشة رضيّ الله عنه أمور عن النّبي صلى الله عليه و سلم أثبتها غيره و مع ذلك نجد العلماء لم يردوا خبر من أثبت بدعوى أنّ عائشة نفت.
- العلماء قد قرروا بأنّ حديث الآحاد ينسخ المتواتر و يخصص عمومه و العكس. و معلوم بأنّ النّبي صلى الله عليه و سلم قد نقلت لنا عنه العديد من الأحاديث بالتواتر ممن لازمه من الصحابة و مع ذلك نجد العلماء يخصصون تلك الأحاديث المتواترة بأحاديث آحاد و كذا يدّعون نسخ المتواتر بالآحاد في أحاديث النّبي صلى الله عليه و سلّم. و تفصيل هذا في كتب أصول الفقه
فما رأيك؟ إذ أنّ الذي يظهر لي أنّ القاعدة التي أشرت إليها تطبق في الخبر الذي و رد عن نفس الشخص في نفس الزمان أما إذا وجد إحتمال اختلاف في زمان الخبرين فالأمر مختلف إذ إنّ مخالفة الثقة في هذه الحالة لمن هو أوثق منه ليست مخالفة من جميع الوجوه.
هذا مع التنبيه أنّ النّبي صلى الله عليه و سلم كانت مجالسه عامرة مثل الشيخ عبد العزيز بن باز و مع ذلك لم يرد علماء أحاديث آحاد تخالف أحاديث كثير ممن لازم النّبي صلى الله عليه و سلّم كمسألة الحديث الذي فيه نهي عن صيام يوم السبت و غيرها من الأحاديث.
فالذي يظهر لي أنّ الناصح الصادق أصاب فيما ذكره فما ذكره له حظ من النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(((يمنع الكلام في الأعضاء، والخروج عن أصل الموضوع)))
الأخ الحمادي بالنسبة لهذه القاعدة: "قاعدة ردِّ رواية الثقة إذا خالف من هم أوثق منه وأثبت"
فأقول: لعلها لا تطبق هنا لما يلي:
- المثبت مقدّم على النافي كما قرر ذلك العلماء، لأنّ المثبت معه زيادة علم. و النافي مهما تكن ملازمته لمن يروي عنه فتوجد أوقات لا يلازمه فيها و قد نفت عائشة رضيّ الله عنه أمور عن النّبي صلى الله عليه و سلم أثبتها غيره و مع ذلك نجد العلماء لم يردوا خبر من أثبت بدعوى أنّ عائشة نفت.
- العلماء قد قرروا بأنّ حديث الآحاد ينسخ المتواتر و يخصص عمومه و العكس. و معلوم بأنّ النّبي صلى الله عليه و سلم قد نقلت لنا عنه العديد من الأحاديث بالتواتر ممن لازمه من الصحابة و مع ذلك نجد العلماء يخصصون تلك الأحاديث المتواترة بأحاديث آحاد و كذا يدّعون نسخ المتواتر بالآحاد في أحاديث النّبي صلى الله عليه و سلّم. و تفصيل هذا في كتب أصول الفقه
فما رأيك؟ إذ أنّ الذي يظهر لي أنّ القاعدة التي أشرت إليها تطبق في الخبر الذي و رد عن نفس الشخص في نفس الزمان أما إذا وجد إحتمال اختلاف في زمان الخبرين فالأمر مختلف إذ إنّ مخالفة الثقة في هذه الحالة لمن هو أوثق منه ليست مخالفة من جميع الوجوه.
هذا مع التنبيه أنّ النّبي صلى الله عليه و سلم كانت مجالسه عامرة مثل الشيخ عبد العزيز بن باز و مع ذلك لم يرد علماء أحاديث آحاد تخالف أحاديث كثير ممن لازم النّبي صلى الله عليه و سلّم كمسألة الحديث الذي فيه نهي عن صيام يوم السبت و غيرها من الأحاديث.
فالذي يظهر لي أنّ الناصح الصادق أصاب فيما ذكره فما ذكره له حظ من النظر
ليس تخريجك صواباً
إنما يصحُّ تطبيقك لو لم يأتِ عن الشيخ ابن باز تصريحٌ كالشمس بتحريم حَلِّ السحر بمثله
وذلك فيما لو اختلف النَّقَلة عنه
أمَّا وقد صرَّح بهذا في كتبه ورسائله وأشرطته= فيمتنع حينها تطبيقُ هذه القاعدة
أمرٌ آخر:
لعلك تتنبه للفرق بين مسألة تفرد الثقة ومخالفته
فتفرد الثقة الحافظ بحديثٍ= مقبولٌ، بحيث يروي الشيءَ لا يرويه غيره
وأما مخالفته لغيره ممن هو أحفظُ منه وأضبط فلا تقبل
ولا أريد التعليقَ على ما يدعو للخروج عن صلب الموضوع
وإنما أحببت بيان خطأ الاستدلال بهذه القاعدة
ولعلي أتوقف هنا، فما مضى بيانه من نفي على لسان أكابر أهل العلم وتقريرٍ علميٍّ لصحة هذا النفي
ومطابقته لأصول النقد= كافٍ لا يحتاج إلى كثير كلام
والله أعلم
ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:19]ـ
جميع من اشتغل بالرقية الشرعية حبا للخير و نفع الناس من أهل العقل طبعا يؤكدون أن تسعين في المائة ممن يدعون الإصابة بالسحر أو الجن هي تخيلات و أوهام العامة في واقع إسلامي تفشى فيه الجهل و الفساد بصورة فاحشة فمثل هذه الفتوى هي دفع هذه الفئام من الناس من ضعاف العقول و النفوس إلى أحضان السحرة و الكفر
فلا أدري أي دين هذا بل أي عقل و الله المستعان
ـ[ياسين بن محمد القرشي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 07:59]ـ
الأخ الحمادي أود أن أعرف رأيك فيما يلي: (لما له من العلاقة بالقاعدة التي طبقتها في اعتبار رواية العبيكان شاذة)
فلعلك تعرف يا أخي أجوبة الأسئلة العراقية التي نسبها علي حسن الحلبي لصالح الفوزان ....
و التي أنكرها فيما بعد الشيخ صالح الفوزان و بعض ممن لازم الشيخ صالح الفوزان .....
و مع ذلك بقي الشيخ علي حسن على رأيه و أنّ نسبتها للشيخ صالح الفوزان صحيحة بحجّة أنّ
من نقل تلك الفتوى عن الشيخ الفوزان ثقة و أنّ العالم قد يقول قولا ثم ينساه ....
و معلوم بأنّ الشيخ علي حسن من المشهود لهم بالقوة في تصحيح الأحاديث و تضعيفها و ممن لهم دراية بقواعد العلل و الأحاديث الشاذة، و شهد له بذلك محمد ناصر الدين الألباني. فلما لا نراه يطبق القاعدة التي ذكرتها يا أخي هنا؟
أو لا يشير هذا بأنّ هناك من يخالفك في رأيك من العلماء و طلبة العلم حول الإطار الذي طبقت فيه قاعدتك لرد رواية العبيكان؟ و أنّ من يخالفك في هذا الأمر ليس خلافا عن جدل أو مراء و إنّما لما في المسألة من حظ من النظر.
فمعلوم أنّ المتواتر أثبت من الآحاد
و أنّ ما أثبته علماء من نسخ المتواتر بالآحاد هو إثبات لنسخ شيء نقل بالتواتر تصريحا عن النّبي صلى الله عليه و سلّم بخبر آحاد وجدت فيه مخالفة للنص المنسوخ المنقول بالتواتر
مما يبين بأنّ القاعدة التي طبقتها ليست على إطلاقها يا أخي في كل مخالفة حتى فيما يحتمل إختلاف الزمان فيه.
و المسألة كما ترى يا أخي لها حظ من النظر، و تقريرها ليس جدلا.
هذا مع التنبيه أنّ من أنكر ما نسبه العبيكان لعبد العزيز بن باز من العلماء الكبار الذين نقل كلامهم هنا لم يذكروا تلك القاعدة كدليل على دعواهم في الإنكار.
ثم إنّ الشخص السليم ينكر الشيء الذي يتعلق بما سمع أو رأى أو بما يتعلق بنقل عن ثبت؛ لا ينكر شيئا لم يسمعه أو يراه.
و معلوم بأنّه مهما كانت ملازمة من لازم عبد العزيز بن باز فهذا لا يعني أنّهم كانوا معه 24 ساعة على 24 ساعة و كانوا يعرفون ما يفتي به لمن يهاتفه في كل الأحوال
و ليس من شروط الرواية المقبولة أن يوافقها من لازم شخص حتى و إن وجدت مخالفة لمن لازم إذا كان هناك إحتمال في إختلاف زمان الخبرين
ثم إنّ الشيخ عبد المحسن العبيكان ليس بكذاب دجال كما توحي إليه بعض المشاركات.
و ما وقع فيه من خطأ و وهم في بعض الفتاوى أو الأخبار لا يبيح و صفه بالدجل أو يفقد عدالته و ثقته
و من يشكك في عدالة الشيخ أو يطعن فيها لم يقدم أي دليل؟!
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 09:46]ـ
و معلوم بأنّه مهما كانت ملازمة من لازم عبد العزيز بن باز فهذا لا يعني أنّهم كانوا معه 24 ساعة على 24 ساعة و كانوا يعرفون ما يفتي به لمن يهاتفه في كل الأحوال
إذا هذا ردك مع احترامي لك أنت ما تعرف ابن باز رحمه الله
وأستغرب هذه الإستماتة في الدفاع عن كذب فتوى العبيكان
والعبيكان لم يمت حتى تأتي بهذه الفلسفات الطويلة
اساله سؤالا واحدا فقط متى أي في أي عام أفتاه الشيخ ومن هم الشيوخ الذين أفتاهم الشيخ رحمه الله بشكل خاص
وإذا جئتني بالجواب حتى لو كان الشيوخ في عداد الأموات!! فسأقولها بملء في
صدق العبيكان وكذبنا وسأعتذر عن نفسي شخصيا له وسأكتب موضوعا في ذلك
أفند ما ذهبت إليه!
أرأيت الأمر سهل ويسير وبعيد عن التقعر والإستماتة في الدفاع عن شخص موجود بيننا ويمكن سؤاله
فمن دافع عنه بحكم أنه يعرفه معرفة شخصية ويعرف ورعه وصدقه ووو ........ الخ
يذهب إليه ويعطيه ما سألت عنه
هذا أقل الواجب في الدفاع المزعوم عنه
ـ[ياسين بن محمد القرشي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 05:46]ـ
الأخ عبد الله الحمد هدفي من المشاركة في هذا الموضوع هو:
- أني لم أقتنع بتطبيق قاعدة:"قاعدة ردِّ رواية الثقة إذا خالف من هم أوثق منه وأثبت" هنا؛ و قد ذكرت أنّ هناك من طلبة العلم من لم يطبقها في مثل هذه الحالة كالشيخ علي حسن، و قد ذكرت أدلتي، فحتى و سواء أكان العبيكان دجال كذاب أو ثقة؛ فتطبيق هذه القاعدة هنا خطأ.
- أنّ من يقرر ما قررته لا يعتبر مجادلا بغير حق فالمسألة لها حظ من النظر.
- عدم رضاي و إرتياحي لما وجد في بعض المشاركات مما يوحي بأنّ العبيكان كذاب دجال و من هذه المشاركات مشاركتك التالية:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=23199&postcount=70
و التي نقلت لنا فيها ما يلي:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سئل الشيخ صالح الفوزان:
س: أحسنَ الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سؤال وقد تكرر -يقول أحدها هناك من يقول أن الشيخ ابن باز رحمه الله كان يفتي قبل موته على أن حاطب بن أبي بلتعة قد وقع في الكفر بعمله وينشر ذلك بين الناس فهل هذا القول صحيح عن الشيخ ابن باز وماحكم نقله وإشاعته؟
الشيخ صالح الفوزان: برّأ الله الشيخ ابن باز ونزهه عن هذا الكلام الخبيث
هذا يكذب على الشيخ ابن باز
ونحن خالطنا الشيخ ابن باز وعملنا معه وجالسناه إلى آخر لحظة وهو على فراش الموت ولا سمعنا منه هذا الكلام ولا يمكن يصدر هذا من الشيخ بن باز أبدا
ولكن هذا كذاب ودجال، نعم
الشيخ توفي وعالم أنه ماهو برادٍ عليه فراح يكذب عليه، نعم
شرح كتاب شرح السنة
للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
صفحة الدرس في البث المباشر وقت السؤال في الشريط الساعة الأولى وتسع دقائق و47 ثانية
يعني ماذا تريد أن تقول لنا: أتريد أن تقول لنا بأنّ الفوزان يصف العبيكان بأنّه دجال، كذاب؟!
يعني بمجرد خطأ في نقل أصبح العبيكان دجالا كذاب؟!
- و بالنسبة لطلبك: فأرجو أن تعطيني رقم هاتف عبد المحسن العبيكان؟ و إن كان لا يلزمني ذلك لإثبات ما قررته حول القاعدة أو ما قررته من عدم صحة وصف العبيكان بالدجل و الكذب.
و في الختام أنا أحب الشيخ عبد المحسن العبيكان في الله و أستميت في الدفاع عليه إذا كان هذا الدفاع بحق و لا أستحي من هذا.
و لا أخاف في الله لومة لائم، و ليس هذا تقعرا و لا جدلا بغير حق،
و هذا أعتقد أنّه خير من وضع مشاركات مثل مشاركتك التي توحي بأنّ العبيكان، دجال، كذاب.
و سواء أأخطأ العبيكان في ما ينسبه لعبد العزيز بن باز هنا، فهذا لا يسوغ وصفه بالدجل و الكذب.
ثم يا أخي أنت تصفني بالإستماتة و التقعر و التفلسلف في الدفاع على العبيكان أفتستميت أنت في وصفه بالدجل و الكذب؟!
و العجيب من بعض الأناس كيف يصفون العبيكان بكثرة الشذوذات و أنّه تجاوز الحدّ و مع ذلك ترى إستضافته و دعوة للناس لسؤاله؟!
و الله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 07:24]ـ
أخي الغالي عبدالله المحمد وفقه الله
الأمر ظاهرٌ لكل منصف
فلا تتعب نفسك أو تضيع وقتك مع من تشرَّبت نفسه حبَّ الجدال
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 08:29]ـ
أوردت فتوى الشيخ صالح لأجل هذه الفائدة التي لم تلونها! وهي قوله حفظه الله:
الشيخ توفي وعالم أنه ماهو برادٍ عليه فراح يكذب عليه، نعم
لما توفي الشيخ بدأ يتجرأ من لم يكن تجرأ في حياته في الكذب عليه رحمه الله
وأنا قد قلت في مشاركتي السابقة لا يساورني أدنى شك في أن نقله كذب
ومع ذلك تنزلت حتى أرى نهاية من يدافع مستميتا عن الباطل وأهله
ويتعجب من الدفاع عن الحق وأهله!
وسؤالي واضح ولكل محب للعبيكان مثلك ويموت في حبه
لا تموت، مسجده معروف وهو معروف لكل من أراده
وهو أقل القليل في حق من تحبونه! إن كنتم صادقين
++++++++++++
وأخيرا أقول للأحبة وللشيخ الحمادي
دعوة للتأمل في هذا كلام الأخ ياسين وحمد الله بعد ذلك! يقول الأخ ياسين:
و بالنسبة لطلبك: فأرجو أن تعطيني رقم هاتف عبد المحسن العبيكان؟ و إن كان لا يلزمني ذلك لإثبات ما قررته حول القاعدة أو ما قررته من عدم صحة وصف العبيكان بالدجل و الكذب.
عجبا والله يريد رقمه ومع ذلك لا يلزمني!
اجل وش تبي بالرقم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المساعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 02:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
للأسف أنه ظهر في الآونة الأخيرة من قد كان يؤمل عليه الآمال العظام ...
وربما سلك هذا المنهج لما رآه من صرف الأنظار عنه .. وهو الآن يحاول إعادتها ....
كفعل الأطفال عندما لا يجد من يلقي له بالاً فإنه يلفت الأنظار إما بالبكاء أو بكسر شيء أو بغيره .. المهم أن يفعل مايخالف به ..
وأنا أرى أنه لن يغير هذا المنهج إذا رأى العلماء يردون على فتاويه .. لأن رد العلماء عليه إظهاراً له .. فقد وصل إلى مراده بهذا الشذوذ ... نسأل الله السلامة والعافية
سدد الله الخطى ووفقنا للحق والصواب ..
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 02:20]ـ
وإياكم أخي الكريم ..
أين موضع السكوت الذي ظننت أن العبيكان قد يكون توهم بأنه موافقة؟
سبق وأن ذكرت انه قد يكون في جلسة مفردة والشيخ رحمه الله ترك الجدل لأنه يرى عدم الفائدة،،
وفقنا الله واياكم
،،
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:33]ـ
لكن الصدمة كانت عندما قال أن الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله كان يقول بفك السحر بالسحر ولكن بفتاوي خاصة لبعض الشيوخ وقال أن عنده الأدلة لأثبات هذا الكلام ..
الفتوى قد تكون صحيحة للشيخ ابن باز وقد تكن مكذوبة عليه ولكن!!! في هذه الفتوى قال الشيخ العبيكان أنها فتوى خاصة لبعض الشيوخ؟!؟!؟
وقد قال أن لديه دليل على ذلك ...
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:44]ـ
قول: لا يحل السحر إلا ساحر
القسم: فتاوى > نور على الدرب
السؤال:
ما رأي سماحتكم في مقولة يتناقلها كثير ممن يرتادون أماكن السحر، يقولون: لا يحل السحر إلا ساحر، وبعضهم يقول: أذهب إلى الساحر ليدلني على مكان العقد حتى أحلها بعد ذلك؟
الجواب:
السحرة والكهنة لا يؤتون ولا يسألون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وعن سؤالهم فقال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))، والسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم.
وأما هذه العبارة: لا يحل السحر إلا ساحر فهذا يروى عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر، والنبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن النشرة فقال صلى الله عليه وسلم: ((هي من عمل الشيطان)) فدل ذلك أن حل السحر بالسحر من عمل الشيطان والحديث صحيح رواه الإمام أحمد رحمه الله وأبو داود رحمه الله بإسناد جيد، وهو موجود في باب النشرة من كتاب التوحيد.
والمقصود: أن حل السحر بالنشرة الشيطانية التي يتعاطاها السحرة، لا يجوز وهو من عمل الشيطان، هكذا قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز حلها بطريق السحرة، يعني لا يجوز حل السحر بطريق السحرة، وذلك ما يسمى النشرة، ولكن يحل بطريق القراءة والأدوية المباحة.
المصدر:
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4798
منقول من موقع الشيخ
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 07:55]ـ
إخواني الكرام بارك الله فيكم.
الشيخ العالم العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، لم يقل هذا الكلام، ولم يفتي بهذه الفتيا، وقد ثبت هذا الأمر ولا حاجة لنا في التطرق لهذا الأمر ونرجوا من الجميع الدخول في الموضوع الأساسي، وهو "فك السحر بالسحر" ومن قال به من أهل العلم، وبارك الله في الجميع.
ـ[أبو يزيد]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 02:22]ـ
لجميع مشايخنا الكرام ..
س: أين الأسلوب العلمي الراقي؟
س: أبشركم ولله الحمد أن في علامائنا الفضلاء الأحياء خير كثير وعلم وفير .. ولهم ما لهم من المكانة في قلوبنا .. فلما لا تقبل المناظرة وينصر القول الصحيح بالأدلة والبراهين؟
يا طلبة العلم: اتقوا الباري ..
وأتمنى منكم أيها الإخوة الفضلاء أن تترفعوا عن بعض الألفاظ .. ويا حسرة على أخلاق الطلب وسمات الدارسين (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).(/)
شرح «كتاب اقتضاء الصراط المستقيم» لصاحب الفضيلة شيخنا صالح الفوزان [صوتيًا]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فهذا شرحُ شيخِنا الجليل العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان على كتاب «إقتضاء الصراط المستقيم لمُخالفة أصحاب الجحيم» لشيخ الإسلام ابن تيميّة (تـ: 728 هـ) -رحمه اللّه تعالى - هو شرح نفيس جدًا بل هو كنز ثمين،
لذلك أحببت جمع هذه الحلقات التي بثت في الإذاعة ليتسنى للإخوة التحميل.
أسأل الله أن ينفع بها.
تنبيه: الحلقة الأولى هي أقدم ما وجدت على موقع البث الإسلامي، وهي تبدأ من ص (130) كتاب شيخ الإسلام (ط.العقل).
وبذلك نجد أنه ينقصنا بعض الحلقات من أول الشرح والله أعلم.
أخوكم المحب
الفقير إلى الله تعالى
سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:28]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [11 - 6 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13620
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [20 - 6 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13948
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 7 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=14229
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [12 - 7 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=14474
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [19 - 7 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=14724
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[الفاروقي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 11:02]ـ
جزاك الله خيرا
الرابط لا يفتح
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:03]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الوصلات تعمل يا أخي الكريم الفاروقي حاول مرة ثانية.
وفّقكم اللّه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:46]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 8 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15370
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [10 - 8 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15559
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [17 - 8 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15737
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [23 - 8 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15175
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [24 - 8 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15966
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:56]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [2 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16276
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16401
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [9 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16752
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [16 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17268
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [23 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18251
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [30 - 9 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18898
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [7 - 10 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19051
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [14 - 10 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19171
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [21 - 10 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19321
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [28 - 10 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19498
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 11 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19646
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [13 - 11 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19956
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [28 - 11 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20330
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 12 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20520
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [11 - 12 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20634
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [18 - 12 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20699
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [25 - 12 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20758
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 1 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20827
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [11 - 1 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20912
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [17 - 1 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21040
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:35]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [24 - 1 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21211
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [1 - 2 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21450
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [8 - 2 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21654
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 2 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21839
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 2 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22158
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:54]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [29 - 2 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22370
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 3 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22708
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [13 - 3 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22905
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [16 - 4 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24016
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [21 - 4 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24163
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:01]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 4 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24182
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [23 - 4 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24202
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [26 - 4 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24249
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 5 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24391
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [10 - 5 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24530
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:15]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [19 - 5 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24915
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [2 - 6 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25681
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 6 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23178
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [23 - 6 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26404
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [7 - 7 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26845
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:20]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [14 - 7 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=27015
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [20 - 8 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=28231
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [5 - 9 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=28889
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [12 - 9 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=29459
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [19 - 9 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=29996
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 04:24]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل سلمان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 07:59]ـ
الأخ الكريم / النالوتي السلفي: شكر اللّه لكم مروركم الكريم،
وجزاكم خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 12:15]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير:
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 10 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=30933
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [20 - 10 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31262
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [24 - 10 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31462
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [1 - 11 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31659
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 11 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32073
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [21 - 12 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32814
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [29 - 12 - 1427 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32950
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 1 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33235
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [29 - 1 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33338
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [7 - 2 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33503
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [14 - 2 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33753
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [28 - 2 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34320
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [12 - 3 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34475
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [26 - 3 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35047
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 4 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35349
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 4 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35876
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [18 - 4 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35988
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [25 - 4 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36282
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [2 - 5 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36592
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [9 - 5 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36859
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [16 - 5 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37065
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [23 - 5 - 1428 هـ]
من قوله: (ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم أعياد الأمة الحنيفية فإنه لا عيد في النوع أعظم من العيد الذي يجتمع فيه المكان والزمان وهو عيد النحر)
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37197
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [30 - 5 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37323
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [8 - 6 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37499
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 6 - 1428 هـ]
باب النهي عن موافقتهم في أعيادهم بالاعتبار من قوله (الوجه الثامن: أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة، وموالاة في الباطن)
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38079
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 6 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38657
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [29 - 6 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39125
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 7 - 1428 هـ]
فصل في مفهوم العيد و الحذر من التشبه بالكفار في أعيادهم من قوله (ولما أنشده الأعشى - أعشى باهلة -أبياته التي يقول فيها:وهن شر غالب لمن غلب)
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39504
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [13 - 7 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39799
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [20 - 7 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40107
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [27 - 7 - 1428 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40350
يتبع ـ إن شاء اللَّهُ تعالى ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - Aug-2007, صباحاً 10:29]ـ
بارك الله فيكم أخي سليمان على ذا الجهد الطيب.
وحفظ الله تعالى لنا شيخنا العلامة الفوزان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Aug-2007, مساء 06:52]ـ
شكر الله لكم هذه الجهود
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 09:42]ـ
الأخ الكريم / علي الفضلي:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 09:44]ـ
الأخ الحبيب / ابن رَجبٍ:
شكر اللَّهُ لكم،ورفع قدركم.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 12:59]ـ
الاخ الموقر سلمان جزاكم الله خيرا ووفقكم لكل خير
وأسأل الله عزوجل أن يبارك لك فيما نقلت
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:06]ـ
آمين.
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم أخانا الغالي أبا ريان المدني.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:09]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40515
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [11 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40782
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [18 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41047
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [25 - 8 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41270
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
كتاب قيّم، كان بحاجة إلى شرح قيّم، على يد عالم قيّم.
و ذلك الظن بذلك العلامّة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 05:58]ـ
الأخ الكريم / زكي التلمساني:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 06:02]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41502
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [10 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41883
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:09]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [17 - 9 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42263
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 11:52]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [1 - 10 - 1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43246
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [8 - 10 - 1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43302
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 10 - 1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43481
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 10 - 1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43773
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [29 - 10 - 1428هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44045
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [7 - 11 - 1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44319
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 12:25]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي سلمان هل فيه شرح على شكل ملف وورد؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:51]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي سلمان هل فيه شرح على شكل ملف وورد؟
الأخ المكرّم / حمدان الجزائريّ:
وعليكم السَّلام ورحمةُ اللَّهِ وبركاته:
الجواب: ـ حسب علمي ـ،لا.
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:53]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [14 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44602
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2007, صباحاً 12:42]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [21 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44907
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [28 - 11 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45164
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [5 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45423
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [19 - 12 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=45592
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [4 - 1 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46001
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [11 - 1 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46165
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [18 - 1 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46295
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [25 - 1 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46407
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [2 - 2 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46532
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [8 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47753
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن الاهدل]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:07]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير وعلى اله الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين من يومنا هذا الى يوم يبعثون وبعد
بشرى سارة ان الشيخ: اسامة بن لادن حفظة الله ورعاة قد قام الامس الاعلان عن انه ان لم يكفوا عن الاساءة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فلامر ما ترون لا ما تسمعون
والامر المحزن انه قامت الدنمرك اليوم عن اعلان مسابقة في الرسوم الميسئة الى الحبيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم اخوكم المحب: اسد الاسلام ابو عمرو الاهدل
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:37]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ...
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 11 - 1426 هـ]
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19646
هذا الرابط لا يعمل سيدي الكريم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 08:00]ـ
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48078
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [22 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48400
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 4 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48954
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [13 - 4 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49149
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 6 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51112
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [9 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52409
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [16 - 7 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52749
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [6 - 9 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54143
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [17 - 11 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57048
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [24 - 11 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57299
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [15 - 12 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=57717
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [13 - 1 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58433
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [20 - 1 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58687
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [27 - 1 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58961
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [19 - 2 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59377
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [26 - 2 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59495
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [3 - 3 - 1430 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59620
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [10 - 3 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59789
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [2 - 4 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60625
شرح كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم» [16 - 4 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61153
ـ[أم إيناس]ــــــــ[26 - Mar-2010, صباحاً 11:05]ـ
هل قام أحد بتفريغ هذه الدروس القيمة الى ملف وورد؟ ودلوني إليه.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - Mar-2010, صباحاً 09:17]ـ
هل قام أحد بتفريغ هذه الدروس القيمة الى ملف وورد؟
ننتظر الإجابة، بارك الله في الإخوة الأفاضل ..
والشكرُ موصولٌ للفاضل / سلمان ..
أعلى الله شأنه، وأناله مُراده، ورفع قدره، وغفر ذنبه ..
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 02:31]ـ
رفع أحد الإخوة هذه الدروس (133) درسا، وقال هي شرح الاقتضاء للشيخ الفوزان ..
http://www.archive.org/details/Fouzan-iktifa(/)
خواطر ليبرالية .. !!!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 03:40]ـ
خواطر ليبرالية .. !!!
------------
تذكرت الماضي فأردت ان اعيدهـ ..
حقيقة لابد من معرفتهااا ...
تحرير لموضوع سابق ..
جمعته هنا لعلي ان اكمله ..
أرجو قراءته والتمعن في حروفه حرفاً حرفاً لنعرف الزيف الليبرالي ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
كنت أسجد للشيطان ..
أقبله من كل مكان ..
ألثمه وأنا سكران ..
أسرق من بيت الجار ..
لكي أدفع الايجار ..
هذا من حقوق الانسان ..
أتصل على زوجة جاري ..
آخذها من أمام الدار ..
بالإذن طبعاً منها ليس من الجار ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
الحلال ماحل في يدي ..
لافرق عندي بين الربا والسرقة ..
لأنني من حثالة المرتزقة ..
أعبد الدرهم والدولار ..
هو شيطاني وهو الهي ..
عملة لها وجهان ..
أنا في نظري أفضل انسان ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
ليس عيبا أن تبادلني زوجتك ..
فهذه ليست أسرار ..
ديموقراطية باطار ..
أرى غطاء المرأة يمنع العطاء فلماذا الغطاء؟ ..
كيف يُحجب عنا الجمال ..
الله خلق الجمال لنتفكر بخلق الله ..
لأني عبد الشهوة كالحيوان وأنا دجال ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
أفكر كيف أحكم القانون الوضعي في كل البلاد ..
لأن فيه بعض الثغرات ..
والقانون لايحمي مغفلين ..
بينما الشرع يحفظ حق السفهاء ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
كنت أفكر ثم أفكر ثم أفكر ..
فأتوه بالفكر بلا جدوى ..
تخطر فكرة بلا استحياء ..
بماذا الغرب تقدم علينا بالتكنلوجيا أم بالدعارة والاختلاط؟؟ ..
وكلي قناعة بالتكنلوجيا ..
ولكن بالانحلال عن الأخلاق والديانات يجعلني أمارس جميع الحريات ..
أعرف متى أغش ..
أعرف متى أزني ..
أعرف متى أسرق ..
أعرف متى أعدل ..
وأعرف متى أظلم ..
أعرف متى أصلي حتى ..
فليس عندي ثوابت ولا مبدأ ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
أتدخل في خلق الله ..
كأنني أقول:
لماذا النجوم؟ ..
لماذا السماء؟ ..
لماذا خلقنا ياأغبياء؟ ..
لماذا أنا وأنت هنا؟ ..
لماذا ييبعث الأنبياء؟؟ ..
لماذا الموت لماذا الحياة؟؟ ..
هل خلقت الجنة والنار هباء؟؟ ..
لماذا لماذا؟؟؟ ..
أتوه لأني قليل الأدب تدخلت في أمر رب السماء ..
بالأمس كنت ليبرالياً ...
أدعو بقوة للانفتاح ..
انفتاح كل شيء ..
ماي فرند ..
صديق أو صديقة ..
هذه حريات ياأغبياء ..
اختلاط ولكن بقلة حياء ..
لماذا لانفتح الجامعات والدراسة أولاد وبنات؟ ..
هذا نوع من الحريات ..
انت أحمد بجنبك سارة ..
ايش المشكلة؟؟ ..
هذا تطور وتقدم ..
كيف الغرب يسبقنا بهذا التقدم ..
انت موظف مديرك هيفاء ...
هذي الحياة والابلاش ياأوباش ..
ديموقراطية ..
والله يجيب العواقب سليمة ... ياحليمة ..
بالأمس كنت ليبرالياً ...
كنت أفكر بكل دهاء ..
لامسجد .. لاكنيسة .. لادور عبادة .. لاأديان ..
لماذا لانكتفي بالأخلاق والنظم والأداب .. ؟؟
لانحتاج الى دين يعقدنا ..
ويفرض علينا تقوص العبادة المستقاة من الغيب المجهول في نظري ..
الموتوفيزيقا ...
كنت أسعى لمسح الغيب من ذاكرة بعض المتمسكين في الدين ..
لكي أعبد ماأشاء متى أشاء كيف أشاء ..
هذه حريات يامتخلفين ..
كأني خلقت هباء ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
أدعوا لحب الوطن وعندي وطنية بسخاء ..
من شدة حبي للوطن ...
أدعو فيها لنزع الحياء ...
جعلت غطاء لحب الوطن حضارة تطور ونماء ..
ولكن بفكر آخر أدس فيه السم بالدسم ..
أحب الوطن أحب التراب ..
من شدة حبي طلبت التحرر من جميع الأخلاق والآداب ..
وقلت بعزة لماذا لاتخلع المرأة الحجاب ..
فردوا علي الأغبياء ..
هذا من قلة الآداب ..
فقلت بدهاء ..
لماذا لاتقود المرأة الكار ..
لكي أصل لما أريد باادكار ..
فهو خير لها من سائق غريب يدخل في البيت بلاريب ..
أحب الوطن وكلي وطن ..
ولكن وطن بلاآداب .. وقيود .. وأخلاق .. ودين .. أحب الوطن ..
بالأمس كنت ليبراليا ..
أقول لنفسي لماذا أصلي؟؟ ...
أقدس فكري ..
وأرفض كل كتاب .. مقدس ..
أقتبس علمى من عقول الرجال ..
وأترك كلام شديد المحال ..
حتى أصبح علمي شرعي ..
فمن خالفني فهو دجال ...
أقول للناس ..
عودوا لفكر اليونان ..
سقراط أرسطوا هم الأنبياء ..
فهذا ديني لماذا العناء ..
جعلت الكنيسة مثل المسجد ..
فقلت للناس لاتطور مع المسجد كما لاتطور مع الكنيسة ..
وهذا هراء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وكنت أقول بكل افتخار ..
أمريكا ..
الربُّ الجديد .. !
لعالمٍ جديد ..
إخترعوا الدّيمقراطية ..
والرأسْمَالية ..
والنتّ ..
والسيّارة والطيارة ..
والتيليفون ..
وحرية المرأة ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فغيرت اسمي من ..
محمّد بن عيسى بن موسى بن إبراهيم ..
الى ..
ديكارت إبن جاليلّو ..
كنت أظن تغيير الاسم شىء من التطور ..
تقليد أعمى
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وكنت أقول بكل وقاحة وغباء مركب ..
أنا ذهبتُ الى جهنم وقابلتُ الشيطان! ..
وذهبتُ الى الجنة وقابلتُ: الأنبياء!
وأصلي خمسون مرّة باليوم ...
عندما أزيلُ القمامة من الشارع فأنا أصلي ..
وعندما أعلمُ طفلا ً كلمة جديدة فإنني أصلي ..
وعندما ألتزمُ بآدابِ المرور فإنني أصلي .. وهكذا ...
ولكني لاأركع لله ركعة .. ولا سجدة ..
بالأمس كنت ليبراليا .. ً
فأصبت بالهذيان لأن دماغي منفي ..
فكنت أقول ...
رأيتَ الله في المطر ..
صليتَ لهُ عاريا ً ..
وعبدتَ الطبيعة ..
وكنت أقول من الهذيان ...
رائحته تاريخٌ و أنبياء .. خرافاتٌ و دمّ!
لاينتجُ سوى التاريخ والجوع ...
ترقصُ أشباح اللحى الطويلة بصمتٍ ... على قبري ..
لتتوعدني بعذاب القبر ...
بالأمس كنت ليبرالياً ..
بعد الفجر أضعُ رأسي المتعب على وسادة الأرق ثم اسأل نفسي:
يا ربي هل إرتكبت خطايا كثيرة توجب الصلاة طوال اليوم؟
لو كانت خطيئتي صغيرة لغفر الرب لي منذ الصلاةِ الأولى!
أكثرُ من سبعين ركعةٍ في اليوم ولم أرتكب أي خطيئة؟!
كلام كفري بحت ..
بالأمس كنت ليبرالياً ...
أسأل نفسي كثيراً ..
هل قدوم الأديان زاد من الفرقة في العالم أم أسّس لحضارة الإنسانية؟
جميع حروب هذا العالم منذ يوم عاشوراء الى اليوم كانت بسبب الإختلاف الديني ... !
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فكنت أهزاء بالأنبياء بفهمي أنهم ليسوا أذكياء ..
وبيت الله الحرام خالف أمر الأمريكان فكان نقمة على الاسلام ..
فأقول مثلاً ..
كيف يترك جدّنا الأول -إبراهيم عليه السلام- زيتون فلسطين ليأتي لوادٍ من غير زرع؟
هل سيّره الله وأمره بذلك؟
أم أن هنالك تنافس قبلي أجبره على المغادرة؟
هل لو وصل الى واحة الإحساء الخضراء لبنى بيته هناك .. ؟
لأن الإحساء (وادن) فيه زرع؟!
واسمعوا مني هذا الهراء ..
لولا مكة لما وُجِدَت المدينة!
عندما علم أهل المدينة بالنبيّ الجديد الذي إضطهدته مكة دعُوهُ ليعيش بينهم ...
ليس إقتناعاً بالدين الجديد في بداية الأمر: بل لكي يُنافسوا تجارة مكة!
عندما غزا صدّام الكويت وكان يخطط لغزونا ... كانت مكة صداع لنا!
صدام كان يريد غزونا ليس ليحتلّ مكة بل كان يريد: بترول الخبر!
لنحمي بلادنا منه كان لابد من إستدعاء قوات أجنبية ...
ولكن كيف سنحضر الكافر ليحمينا من صدام: ونحن أهل مكة؟
تخسر الخبر والمواطن من وجود مكة ...
بالأمس كنت ليبرالياً ..
ذهبت للغرب بكل غرور ..
درست في أمريكا خمس سنوات أوست ..
تعلمت فيها جميع اللغات ..
وأفضل لغة عندي لغة الكذب ..
أنا لاأكذب لحب الكذب ولكن أكذب ليقال ليبرالي ..
أطلت المكوث في فرنسا ..
أبث سمومي بكل دهاء ..
لأرض العرب الأغبياء ..
أبثها من بين المرقص والبار ..
عبر النت المهذار ..
فأنا عربي متفرنس ..
أو متأمرك ..
أشرب الكأس بلا نشوة لأن فكري تشوه ..
عندي ثوابت هي حرام ..
والحقائق تدعو للاجرام ..
فصار فكري منكوس ..
فهناك تم الغسيل ..
ليس غسل الملابس ..
ولكن غسيل العقول ..
فأصبحت كالمهبول ..
خذ جرعة من الثقافة ..
وعشر جرعات من غسيل الأوساخ المتراكمة ..
زرت في أمريكا جميع الكنائس ..
لاللعبادة معاذ الله فأنا رجل مفكر ..
زرتها مجرد سياحة واطلاع ..
وهي انبطاحة وانصداع ..
بعد أن ضاع مني ماضاع ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
بكيت لعزل الوزير الليبرالي ..
لأنه حقق بعض آمالي ..
درس أبنائي الموسيقى ..
وعلمهم الوطنية بالفكرة الغربية ..
وجعل لكل بنت صديق ..
ولكل ولد صديقة ..
أول مابدأ بدمج الادارة ..
هذه خطوة جبارة ..
عند نجاحها أتته التهاني مني ومن جيراني ..
فقلنا سر الى الأمام ياهُمام ..
فقد قربك ولي الأمر ..
وأعطاك كيساً من التمر ..
أقصد صطلاً من البترول ..
ولكن لم تتم الفرحة ..
تدخل بعض المتطفلين ..
من أصيبوا بالقرحة من هذه الفرحة ..
فقلبوا الفرحة ترحة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنهم متخلفين لم يدرسوا في بلاد الغرب ..
أو درسوا ولكن لم يستفيدون من حضارتهم الجنسية ..
أقصد الفكرية ..
فيا خيبة آمالي ..
بكيت على الوزير الليبرالي ..
هذا من هبالي ..
بالأمس كنت ليبراليا ..
كنت أظن أني محق ..
من بين الناس بكل حمق ..
أتدرون لماذا؟؟ ..
لأني كنت أبحث عن الله في كومة حجر ..
فكرت ملياً بهذا الموضوع ...
حتى أصيب قلبي بالجوع ..
ليس من الأكل ..
ولكن من الايمان الذي أرسل به كل الرسل ..
فرحت أبحث عن الله في رواية مستقاة من الشرق ومفتراة ..
جوتاما بوذا ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
كنت أشكوا من فرط ذكائي ..
حتى قطعت الشعرة العازلة ..
بين الذكاء والجنون ..
دخت من كثر الهذيان ..
حتى ظننت أني لست بانسان ..
فكنت أوسوس كثيراً برجل له أكثر من ألفي عام ..
معلم حكيم فيلسوف ظهر في سيلان ...
كما يزعمون يهدي الناس إلى سبيل السعاده ويدلهم على طريق الخير ...
وهوأسطورة فرضها الأغبياء .. !!
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فكنت أقول من شدة كفري ..
واستهتاري ..
أن البوذا هو أنا وانت ..
والبوذا هو الوردة.
والبوذا هو هذه العصا ..
والبوذا هو الحقيقه ..
والبوذا هو السر ..
والبوذا هو أي شيء ..
والبوذا هو جوهرك ..
والبوذا هو العدم ..
والبوذا هو الدائرة الفارغه ( empty cercle)
والبوذا هو الصفر ..
والبوذا هو الذي لا تعبر عنه الكلمة ..
والبوذا هو الذي ليس كمثلة شيء .. !!!
باقي أن اقول السميع البصير ..
حتى عبدت حجراً من دون الله ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وكان هذا اعتقادي الحقيقي ..
ولو أنكرت هذا بلساني ..
فقد تحدث به وجداني ..
وأنا اكرر الأعتقاد البوذي الباطل ..
وهو أن بوذا لم يتكلم عن آخره ..
او إله أو حساب أو روح ..
أو غيب .. !!
وهذا الهدف الليبرالي الأصلي ..
ولكن تكلم عن " الواحد",,!!
فماذا كان يقصد بالواحد .. ؟؟ ..
ان المقصود بالواحد هو وحدة الوجود ..
(طبعاً على الطريقة الهنديه) ..
وهي الطريقة الليبرالية ..
فأنت والخالق والكون والارض سواءاً ..
ونقول بالبوذية الليبرالية ..
" بان الخالق هو عين المخلوق ..
كلاهما واحد ..
كفر الى جهنم ..
الكون هو عين المكون ..
والكل ... واحد ..
هل مر عليكم مثل هذا الهذيان ..
الله هو الكل ..
هو مجموع السموات والأرض ..
وماعليهما ومابينهما ..
هذا هوخلاصة فكري المستعمر ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وكانت ليبراليتنا قبل سنوات علمانية ..
لكي نقول للناس نحن أهل العلم ونورانيين ..
وأن العلمانية كما زيفناها على الناس علم وتقدم وحضارة ..
فلما فضح أمرنا وكشف سترنا ..
وعرف الناس أمر العلمانية الخطير ..
وترجمتها الصحيحة ..
: اللادينية أو الدنيوية ..
وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ..
ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين ..
وتعني في جانبها السياسي بالذات ..
اللا دينية في الحكم ..
وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ..
يعني نبي نحكم عقولنا في كل شيئ ..
وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر ..
وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر ..
وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر ..
وتركيا وإيران ..
ولبنان وسوريا ثم تونس ..
ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر ..
أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ..
وقد اختيرت كلمه علمانية ..
لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية ..
هذه حقائق لابد من معرفتها ..
واليكم أيضاً ..
بالأمس كنت ليبرالياً .. .
فكنت أخفي كما يخفي غيري من الليبرليين ..
شيئاً مهم جداً وهو ..
مدلول العلمانية المتفق عليه ..
ومعناه الحقيقي ..
هو عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع ..
وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد ..
لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه ..
فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية ..
والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما ..
هذه حريتنا المزعومة أيها الليبراليين ..
فتحوا ياناس ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فكنت أتأثر من النصارى بشكل غريب جداً ..
أتدرون لماذا .. ؟؟ ..
لأني أرىالعلمانية الليبرالية تتفق مع الديانة النصرانية ..
نتفق معها في فصل الدين عن الدولة ..
حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة ..
فكنا هنا نريد المسجد مثل الكنيسة ..
ان صح التعبير ..
ونردد دائماً قول ينسب للسيد المسيح ...
(يُتْبَعُ)
(/)
: (إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) ..
ان صح هذا الكلام المحرف ..
حاشا نبي الله عيسى عليه السلام ..
أن يقول هذا الكلام ..
ونحن نعلم جميعاً أن الاسلام لا يعرف هذه الثنائية ..
والمسلم كله لله وحياته كلها لله ..
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ..
سورة الأنعام: آية 162 ...
ونقول أيضاً أن الليبراليين ليسو كفار ..
لذلك لما عرف المعنى الحقيقي ..
غُيرت من علمانية الى ليبرالية ..
حرية منفتحة جداً ..
أين العقول الواعية تفهم هذا الكلام ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فكنت أردد بعض أقوال الملاحدة ولا أعرف معناه ..
يعني أهذي بما لاأدري ..
مثل قول ..
الإله خلق العالم والانسان ولم يعد يعرف ماذا يفعل بهم ...
أنها نوع من اللعبه التي نلعبها حينما نشعر بالملل ..
كفراً بواحاً ..
ومع كل أسف ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
فرحت لدخول الفاتحين العراق ..
بعد طول عراك ..
وساد الفتح المزعوم ..
وزادت الفوضى الغشوم ..
بعد أن دمر الأوغاد .. بغداد ..
كنت أظنهم يريدون الديموقراطية ..
بعد أن انهوا الخلافة الاسلامية في أفغانستان ..
وكانوا الداعم الأول للموساد ..
هم الامريكان الأب الرؤف ..
والأم الحنون ..
فكنت أمني نفسي بمستقبل مشرق ..
فرحت لأني كنت أرى بهذا الفتح ..
مستقبلاً يستحق المدح ..
فكنت أردد وأقول ..
سقطت بغداد وانتهى عصر العويل والنواح ..
والبكاء على الأطلال ..
لنشرب الماء الزلال ..
ولنفكر بالفوائد وتحقيق الأماني ..
التي سنجنيها كعرب من الفتح الأمريكاني ..
الفتح الجديد لنا نحن الليبراليون العرب ..
المقموعون والمهمشون من دولنا ومجتمعاتنا ..
التي حل فيها الجرب ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
كنت دائماً أهذي من الفرح ..
ستفتح حدود العالم على مصراعيها ..
سنكون خلفاء أمريكا بالمنطقة ..
من شدة الزندقة ..
بهذا الفتح سيموت الله إلى الأبد هذه المرة ..
بعد أن فشل النمرود بن كنعان ونيتشه ..
بتحقيق هذه الغاية العويصة واعادة الكرة ..
(كفر ليبرالي حقيقي) ..
بهذا الفتح ..
سيبدأ عصر الإنسان الذي لا يستطيع أن يحاسبه أحد ..
الإنسان الحيواني المتفلت ..
من كل العوائق والإلتزامات الفكرية والدينية والوطنية ..
بل والأخلاقية والعقلية الى الأبد ..
بعد هذا الفتح ..
نستطيع ممارسة الجنس مع صديقاتنا ..
بجانب حاويات القمامة كالقطط ..
بعد هذا الفتح ..
ستستطيع صديقاتنا المتعطشات للحرية ..
أن يخرجن من الخدور والخيام ..
الى الفساد بلا روية ..
وسيصبح بمقدورهن إستعمال سيارات الأباء والاخوان ..
لمقابلة الأصدقاء والخلان ..
تحت أي شجرة ..
في أي حديقة عامة ..
إذا ما تعذر على الصديق الحضور للمنزل ..
فهي له تنزل ..
لأن الغرف مشغولة ..
بالأعمال المجهولة ..
بعد هذا الفتح العظيم ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وأقول بعد هذا الفتح العظيم ..
ستنتهي ظاهرة الأغلبية والأقلية ..
ونصبح بلا هوية ..
وسيصبح بمقدور باترك سل أن يترشح لرئاسة سوريا ..
بعد أن فشل عزمي بشارة ..
في قيادة إسرائيل المختارة ..
وحال الأمر الى شارون ..
الديموقراطي المجنون ..
بعد هذا الفتح العظيم ..
سيحقق الشاذون جنسيا كل مطالبهم المهدرة ..
وأخلاقهم المتحدرة ..
والتي أضاعها المجتمع الموغل بالخرافة ..
من ضيق أفقه وانجرافه ..
وستصبح إدلب والبصرة عواصم الثقافة في الوطن العربي ..
لأنها صارت ديموجراطية بحصافة ..
بعد هذا الفتح العظيم ..
سأستطيع أن أبصق في وجه شيخ الهيئة ..
لأنه ليس له مكان في هذا الفتح يحميه ..
الذي طاردني بعصاه ذات عشاء للصلاة رغما عني ..
ولا يعلم أني كافرأسجد للشيطان ..
لا بل ستنقرض هذه الظاهرة إلى الأبد ..
يال السعد ..
بعد هذا الفتح العظيم ..
سوف لن يعود العضو التناسلي هو المفرق البيولوجي بين المرأة والرجل ..
لكثرة عمليات التجميل المباحة ..
وستصبح كل نفس بما كسبت رهينة ..
يامسكينة ..
بالأمس كنت ليبرالياً ..
وهذا ما استطعت أن أستخلصه من حلمي الليبرالي الكبير ..
هيصوووو ..
وللى زمن الممنوع إلى غير رجعه ..
انفتاحية ديموقراطية ..
بلا حدود ..
ولكم مني كل الود ايهاا الليبراليين الجدد ..
ودمتم سالمين من الفكر الدخيل جميعااً.
كتبه: أبو الصعاليك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 09:05]ـ
بحق خواطر ممقوتة وكلمات تثير الخوف من ذلك الفكر المنحرف
فهؤلاء هم المنحرفون فكريا وعقديا فلا غرو فهم أذناب الغرب البغيض
وقى الله عقولنا والمسلمين من سمومهم الكريهة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 11:39]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله فيكما ونفع الله بكما ...
وهنا لفته لطيفة أود أن تتأملوا فيها , وهي: ما كتبه الأخ أبو الصعاليك هو أفضل أسلوب لمحاربت العلمانية واللبرالية حيث تناول الأخ الموضوع من حيث مخالفة هذا التيار للعقيدة الإسلامية بل لأصول العقيدة الإسلامية , بينما نجد أن كثير من المهتمين بدراسة هذا الفكر الملحد يتعاملون معه من جوانبه السياسية أو الإجتماعية فقط , وهذا في نظري لا يكفي لإقناع المواطن العامي بخطر ههذا الفكر الكفري والخطير على الإسلام والوطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 10:24]ـ
كثير من العرب وخاصة الشباب يرى أن الليبرالية فكر متقدم راقي مثالي هو الحل لكا معظلات العالم
ويختتم مقاله بقوله: وهي لا تنافي العقيدة الإسلامية فأنا مسلم ليبرالي أصوم وأصلي و أخاف ربي مثلكم تماماً.
وفي الحقيقة لا يدركون ما فيها من مخالفة للشريعة الإسلامية ولثوابت الدين وحين يُبين لهم ذلك تأخذهم العزة بالإثم
هدانا الله وإياهم للحق وللصراط المستقيم
بارك الله فيك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 01:05]ـ
كثير من العرب وخاصة الشباب يرى أن الليبرالية فكر متقدم راقي مثالي هو الحل لكا معظلات العالم
ويختتم مقاله بقوله: وهي لا تنافي العقيدة الإسلامية فأنا مسلم ليبرالي أصوم وأصلي و أخاف ربي مثلكم تماماً.
وفي الحقيقة لا يدركون ما فيها من مخالفة للشريعة الإسلامية ولثوابت الدين وحين يُبين لهم ذلك تأخذهم العزة بالإثم
هدانا الله وإياهم للحق وللصراط المستقيم
بارك الله فيك
صدقتي أختي الكريمة , وأظن أنه حان الوقت لفضح هؤالاء المرتزقة ..
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:39]ـ
الأسلوب الذي استخدمه (أبو الصعاليك) أسلوب جميل لبيان مايدور في أفكار العلمانيين الواضحة للعيان وهو أسلوب شيق نادر محبب للقراء وفيه كشف لهذه الفئة الضالة والمنحرفة عن جادة الحق نسأل الله تعالى أن يبطل مخططاتهم ويجعل تدبيرهم تدميرهم ... امين.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 02:16]ـ
الأسلوب الذي استخدمه (أبو الصعاليك) أسلوب جميل لبيان مايدور في أفكار العلمانيين الواضحة للعيان وهو أسلوب شيق نادر محبب للقراء وفيه كشف لهذه الفئة الضالة والمنحرفة عن جادة الحق نسأل الله تعالى أن يبطل مخططاتهم ويجعل تدبيرهم تدميرهم ... امين.
بوركت(/)
دول أبادت أهل السنة*2
ـ[لامية العرب]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 08:52]ـ
• الدولة الصفوية
كانت الدولةُ الصفويةُ خنجراً في خاصرةِ الأمةِ، وقد استمر ملكها من سنة 1905 إلى سنة 1148هـ، ومؤسسها هو الشاه إسماعيل الصفوي، أعمل السيف على رقابِ أهلِ السنةِ في إيران التي كانت سنيةً خالصةً، وكان مجرماً سفاكاً للدماءِ السُنيةِ، سجل التاريخُ جرائمهُ التي يشيبُ منها الولدان.
• أولاً: فرض الدين الرافضي على الإيرانيين السنة بالسيف، وكان متعطشاً للدماءِ إلى درجةٍ لا تكاد تُصدق!، وقتل منهم مليون إنسان سني في بضع سنوات بشهادة مؤرخ شيعي.
• ثانياً: أشاع عن نفسهِ أنه معصومٌ، وليس بينه وبين المهدي فاصلٌ، وأنه لا يتحركُ إلا بمقتضى أوامرِ الأئمةِ الاثني عشر.
• ثالثاً: أعلن سبّ الخلفاءِ الثلاثةِ - أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ - في الشوارعِ، والأسواقِ، والمنابرِ، فمن يسمعُ السبّ يجبُ عليه أن يهتف قائلاً: " بيش باد كم باد " يعني طلب المزيد من السبّ، وإذا لم يقلها السامع قُطعت رقبتهُ في الحال!، بل حتى أمهُ التي ولدتهُ لم تسلم - رحمها اللهُ - من جبروتهِ وبطشهِ إذ كانت سُنيةً حنفيةً فدعاها للتشيع فأبت فأمر بقتلها عليه من اللهِ ما يستحق.
ويروى عنه أنهُ عندما فتح تبريز في بداية أمره، وأراد فرض التشيع على أهلها بالقوة، أشار عليه بعض شيوخهم أن يتريث، لأن ثلثي سكان المدنية من أهل السنة، وأنهم لا يصبرون على سب الخلفاء الثلاثة على المنابر، ولكنه أجابهم: " إذا وجدت من الناس كلمة اعتراض شهرت سيفي بعون الله فلا أبقي منهم أحداً حياً "، وكان من دمويتهِ أنهُ ينبشُ قبورَ العلماءِ والمشايخِ السنةِ ويحرقُ عظامهم، وكان إذا قتل أميراً من الأمراءِ أباح زوجته وأمواله لشخص لمن يختار.
• رابعاً: ادعى الربوبية، ولذا كان أصحابهُ والعسكر يغلون فيه إلى درجةِ السجودِ له نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ.
• خامساً: نظم الاحتفالات بمقتلِ الحسين على النحو الموجود الآن والتي يسمونها الآن " الشبيه "، ويجرى فيها تمثيلُ مقتلِ الحسين، وكلنا يعلمُ ما لتلك المناظر من شحنٍ نفسي، وخاصةً ما يصاحبها من العويل والصراخ والضرب بالسلاسل.
• سادساً: آزر الطاغية الصفوي المعممون في فرضِ التشيعِ الصفوي على أهلِ السنةِ في إيران بقوةِ الحديدِ والنارِ.
• سابعاً: ابتدع علي بنُ هلالٍ الكركي (ت 948 هـ) في زمن ابنِ الشاهِ إسماعيل الصفوي بدعة السجود على التربة في الصلاةِ، والف رسالةً في ذلك، والف رسالةً أخرى في جوازِ السجودِ للعبد، وألف رسالةً في لعن الشيخين - رضي الله عنهما - سماها: " نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت "!، ويقال إنهُ هو الذي شرع السبَّ في المساجد أيام الجمع.
• ثامناً: كانت الدولةُ الصفويةُ متعاونةً مع أعداءِ الأمةِ من البرتغاليين والإنجليز ضد المسلمين، وذكر أحد كبار مذهبهم ودولتهم في هذا العصر أن إسماعيل الصفوي كان ممالئا للإنجليز على الدولة العثمانية، وكان يعاقر الخمرة مع قادتهم ويقول لهم: (إنني أفضل حذاء مسيحي على أكبر رجالات الدولة العثمانية)!.
• تاسعاً: شجعت الدولةُ الصفويةُ بناءَ الكنائسِ، ودخول المبشرين والقسس.
وصدق شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عندما قال في " منهاجِ السنة " (3/ 243): " فلينظر كلُّ عاقلٍ فيما يحدث في زمانه، وما يقربُ من زمانهِ من الفتنِ والشرورِ والفسادِ في الإسلام، فإنه يجدُ معظم ذلك من قبل الرافضةِ، وتجدهم من أعظمِ الناسِ فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرور وإيقاع الفساد بين الأمة ".ا. هـ
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 10:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
من يقرأ ترجمة (آية الله العظمى السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي) صاحب كتاب (كسر الصنم) والموجودة في كتابه في آخر (طبعة دار الكتب الثقافية قطر) الحقيقة من يقرأ هذه الترجمة يقف على الكثير والكثير من مخازي هؤلاء الرافضة الصفويين ومحاربتهم لأهل السنة والجماعة.
وأرجو أن تكون هذه الترجمة مكتوبة ومنشورة على الشبكة.
بارك الله فيك أخي
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:47]ـ
وبارك فيك أخي
فهؤلاء الصفويون وغيرهم .. ينهشون في جسد الأمة الإسلامية ولا يخفى على عاقل مايفعلونه بالمسلمين في العراق وما يخططون له والكثير منا في سبات عميق وما يدور حوله يعتقد أنه مجرد كوابيس مزعجة ليس الا ...
الله المستعان
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 04:18]ـ
جهد مشكور ورائع،بارك الله فيك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 10:02]ـ
وبارك فيك يامحمد
فما هو الا نقل نسأل الله أن ينفع به
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ارجو ان تضع لنا بعض المراجع للمقال لمن أراد الاستزاده وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 06:06]ـ
حفظك الله ياابن القرني
المقال منقول من الساحات وليس من مراجع
ـ[ابو عمر الشامي]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 08:48]ـ
لامية العرب:
اعزك الله ورفع قدرك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 04:01]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن الشامي
ـ[عبدالله عبد الكريم]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم على نشر هذا الموضوع واستمروا بالمزيد من مثله لكن يأخواني اطلقوا حملاتكم العربيه لمناصرة أهلكم في العراق للتخلص من شراذم الصفويه بمساعدة ابنائه ومسلميه وانصر أخاك ظالماً أم مظلوماً فقد بلغ السيل الزبى واخواننا العرب المسلمين يتفرجون اللهم اشهد اللهم اني بلغت وتكلمت و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:34]ـ
حفظك الله أخي عبدالله
اللهم اكفنا شرهم بما تشاء
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 11:26]ـ
-
عرض طيب
بارك الله فيكم
،
ـ[لامية العرب]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 04:35]ـ
وبارك فيك أخي القرشي(/)
وهذا بيانٌ آخر أهم من سابقه ..
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 01:18]ـ
{وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (النور:16)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
لقد بينا ووضحنا في أكثر من مرة أن هناك مؤامرة يقودها ما يسمى بـ (الحزب الإسلامي) وبالتعاون والتنسيق مع ما يسمى (انقاذ الانبار) لإدارة فرق خاصة تقوم بالقتل والسلب وتنسبها إلى المجاهدين جميعا وبالذات على الدولة، وقد قام الحزب بإناطة هذا الأمر إلى وزيرهم المرتد (رافع العيساوي) الذي صاحب المالكي في زيارته الأخيرة إلى مدينة الرمادي وكان باستقبالهم من ما يسمى (مجلس إنقاذ الانبار)، فنقول بإذن الله تعالى ستبوء هذه المؤامرات بالفشل،فجنود دولتنا بحرصهم وعيونهم الساهرة سوف يلقون القبض على كل من يقوم بظلم وأذى لأهلنا أهل السنة والجماعة، كما أمسكنا بعصابات في أكثر من ولاية وكما حدث على الطريق السريع بين بغداد - الرطبة وكما امسكنا بعصابات من ما يسمى بـ (الحزب الإسلامي) عندما قاموا بفلوجة العز بإنزال بيانات تحرم بيع الثلج والخل ...
وما حدث صباح يوم الخميس 7 جماد الأول 1428هـ الموافق 24/ 5/2007م من انفجار سيارة مفخخه على مشيعي الجنازة، فنحن براء منها فنقول كما قال يوسف الصديق ( u) } وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {(يوسف:18) ويعلم القاصي والداني كم قائد قتل لنا في فلوجة العز وسالت دماء لا يعلمها إلا الله عز وجل، وبعد أن عرف اليوم أهلنا أهل الفلوجة المؤامرات التي تحاك ضدهم من قبل المرتدين وبدءوا يحتضنون المجاهدين قاموا بهذه الأفعال، ونحب أن ننبه أهلنا في كل مكان على إننا ننتظر كل خيط يوصل إلى هؤلاء الأشرار،ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ...
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)(/)
الدكتور سلمان يزعم موافقة ابن باز في هذا القول!!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 09:44]ـ
هذا كلام للدكتور سلمان العودة هداه الله وغفر له يفرق فيه بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة , وليت هذا فحسب ولكنه يزعم بأن شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن باز يوافقانه على هذا التفريق.
وهذا في حياة الشيخ ابن باز رحمه الله , وقد نفاه الشيخ جملة وتفصيلاً
إليك الرابط الصوتي لكلام الدكتور ونفي الشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.furk.net/472820.ram.html
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 04:46]ـ
لعله وهم في هذا
وهذه المسألة أثيرت كثيراً، وحصل فيها منازعات ومشاحنات، وعقدت لأجلها لقاءاتٌ ومناظرات
ولا تستحقُّ كلَّ هذا
ثم إنَّ الشيخَ ابنَ باز عُرِفَ رأيه في هذه المسألة، وتبيَّنَ بحمد الله
ولم يبق إلا الجدال في:
(هل الشيخ سلمان واهمٌ؟ أم كاذب؟)
كما ذكر الأخ ابن عقيل في هذا الموضوع، وقمت بتحرير هذا التساؤل عنده
ولذا فسأغلق الموضوع، حتى لا ينقلب إلى جدال عقيم حول تكذيب الشيخ أو توهيمه
وشتان بين حلِّ السحر بالسحر، وبين مثل هذه المسألة(/)
هل هم النبي صلى الله عليه وسلم بفعل معصيه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 11:34]ـ
هل صح في هذا شي
ان النبي صلى الله عليه وسلم هم ان يفعل معصيه
ولكن عصمه الله سواء قبل البعثه او بعدها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:55]ـ
الصَّحيح أنَّ الأنبياء عليهم الصًّلاة والسَّلام ليسوا معصومين من صغائر المعاصي، إلَّا الكذب في تبليغ الوحي، أوالفواحش والمعاصي الشنيعة.
وكتاب الله وسُنَّة نبيِّه (ص) مليئة بالنُّصوص المثبتة لوقوع الخطأ والمعصية منهم صلى الله عليهم وسلَّم.
ولكنَّهم لا يُقرُّون على ذلك، ولا يُصِرُّون عليه.
ولأدلَّة هذا الكلام تفصيلٌ قد يلحق فيما بعدُ إن أسعف الوقت بحول الله وقوَّته.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:21]ـ
هناك فرق بين فعل المعصيه
وبين الهم بها مسبقا وتبيت النيه لها والذهاب اليها
سؤال هل ثبتت قصه الرسول صلى الله عليه وسلم التي فيها انه ذهب الى مكان فيه معاصي ولكن اغمي عليه او نام
ولم يذهب
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:27]ـ
من عنده علم يفدنا
بارك الله فيه
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:46]ـ
هل تقصد - بارك الله فيك- قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ماهممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية
يهمون به، من النساء إلا مرتين في الدهر، كلتاهما يعصمني الله عز وجل منها))
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:04]ـ
بارك الله فيك
اين اجد هذا الذي ذكرته
وهل صح هذا عنه
هناك قصه تذكر انه عزم على الذهاب الى مكان معصيه فعصمه الله بان اغمي عليه اونام
هل وقفت عليها
جزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:11]ـ
نعم،ولعلي أعود إليك بعد الصلاة
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:16]ـ
بارك الله فيك وفي علم
انا بانتظارك
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:34]ـ
عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ماهممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به، من النساء إلا مرتين في الدهر، كلتاهما يعصمني الله عز وجل منها))
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وسكت الذهبي
وقال الهيثمي رجاله ثقات
وصححه ابن حبان
وقال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن متصل ورجاله ثقات
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:47]ـ
وقد قال الشيخ محمد الطرهوني في كتابه صحيح السيرة النبوية 1/ 223: الحديث حسن لا سيما وله شاهد
عن عمار بن ياسر رواه الطبراني في الصغير 2/ 54 وفي الأوسط والكبير
قال قلت يارسول الله هل قارفت شيئا مما قارف أهل الجاهلية من النساء؟ قال: لا، وقد كنت على موعدين: أما أحدهما فغلبتني عيني وأما الآخر فشغلني عنه سامر القوم
وقد ضعف الألباني رحمه الله هذا الحديث (فقه السيرة 70)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيك
وقفت على الحديث عند ابن حبان
ويجتاج الى توضيح
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:45]ـ
وفيك بارك الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:46]ـ
وإذا أردت التوسع في تخريج الحديث فعليك بكتاب صحيح
السيرة للشيخ محمد الطرهوني
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 12:31]ـ
/// الوقوع في المعصية من الأنبياء -صلوات الله عليهم وسَلَامُهُ- طريقُه الهمُّ بها؛ إذ لا يتصوَّر وقوع المعصية منهم دون همِّهم بها، ثمَّ قد تقع منهم وقد لا تقع، كسائر النَّاس، وهو الفرق الذي ذكرتَه.
/// ثمَّ من أظهر الأدلَّة على وقوع الهمِّ بالمعصية من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه دون أن يعملوها قول الله عزَّوجلَّ: ((وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً /// وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً /// إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)).
/// ويُنظَرُ أقوال أهل التفسير في هذه الآية، وخاصَّة عند شيخ المفسِّرين أبي جعفر الطَّبري، فقد أفاض في ذكر الآثار عن المفسِّرين فيها.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 09:21]ـ
/// ومنه: همُّ يوسف (ص)، على ظاهر الآية: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ بِهَا}، وفرقٌ بين الهمِّ الطبيعي، وبين العزيمة والتصميم.(/)
الشيخ المحمود: المشاركة في الانتخابات له حالتان
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:55]ـ
سئل د. عبد الرحمن بن صالح المحمود
هل يجوز للمسلم المتوكل على الله بحق أن ينتخب و يعطي صوته أو يبايع لصالح كافر أو كافرة بالله العلي و ربنا قد أنزل عليهم برائته من فوق سبع سماوات.
أرجوا منكم كلمة لمسلمي فرنسا.
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن حكم المشاركة في الانتخابات له حالتان:
الحالة الأولى:
حين يكون نظام الحكم إسلامياً، قد خضع وانقاد لحكم الله تعالى في قوانينه ولوائحه وأحكامه وأدبياته، وكان المنتخَبون يحملون المواصفات الشرعية لأهل الحل والعقد كالعلم والعدالة والاستقامة والرأي والحكمة وكانوا أهل شوكة في الناس يحلون الأمور ويَعْقدونها، فلا مانع عندئذ من المشاركة في انتخابات هذا وصفها، ولا يوجد فارق مؤثر بينها وبين الاختيار الذي كان يتم في زمن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين.
بل المشاركة فيها من إيصال الأمانة التي أمر الله بحفظها وتأديتها إلى أهلها.
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58].
ومن الأمانة، اختيار أهل العلم والإيمان وتوسيد الأمر إليهم، ففي مسند أحمد وصحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.
الحالة الثانية:
أن يكون نظام الحكم غير إسلامي كالنظام الديموقراطي أو الشيوعي أو غيرهما من الأنظمة الوضعية المنافية للإسلام، ففي هذه الحالة الأصل هو المنع من المشاركة لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة، ومنها:
الركون إلى الظالمين وحضور مجالسهم واختلاط الحق بالباطل وعدم ظهور راية أهل الإيمان وتمايزهم عن أهل الكفر والطغيان، والله تعالى قد نهى عن ذلك كله
فقال: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود:113].
وقال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140].
وقال تعالى: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [الفتح:25].
ولكن إن رأى العلماء الراسخون أن المشاركة في هذه المجالس النيابية، تقتضيه مصلحة شرعية معتبرة كرفض الباطل أو التخفيف منه أو إظهار الحق أو بعضه دون الموافقة على إقرار باطل أو رد شيء من الحق فلا مانع منه حينئذ.
والأولى بأهل العلم والفضل والذين يقتدى بهم أن لا يدخلوا في ذلك , وإنما يوجهون الناس إلى ما يصلحهم من اختيار الأفضل أو الأقل سوءاً.
وحالتكم هي الحالة الثانية.
ويتضح لك من الكلام السابق أن الحكم يختلف باختلاف الزمان والمكان والإجتهاد.
ومعلوم لكل من جرب الإنتخابات.
أن المسلمين يحصلون قبيل الإنتخابات كلاما معسولا وإذا حصل الكافر مراده فإن وعوده تذهب هباءا ويتكرر هذا في كل مكان.
فلماذا المسلم لا يعتبر ويتعظ.
ثم اعلم أنه حتى لو جازت المشاركة فيها. يشترط أن لا يؤدي ذلك إلى ترك أوامر الله تعالى. فالله أمر ببغض الكفار ومعاداتهم والهجرة من أرضهم وعدم الركون إليهم فإن أدى الدخول في الإنتخابات إلى الركون إلى الكفار أو عدم السعي للهجرة والخروج من أرضهم.
فعند ذلك لا يجوز.
والله أعلم
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 04:14]ـ
أن يرى بعض العلماء مصلحة من دخول البرلمانات - مثل منع العلمانيين والروافض من فرض تشريعاتهم الكفرية والشركية - فمثل هذا الرأي مستساغ , ولكن الغير مستساغ هو تجويز الحلف والقسم باحترام الدستور الوضعي المشتمل على الكفر والالحاد!!!!!!
من المعلوم أن النائب يقول ((أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور)) وهذا إقرارٌ بالكفر تماماً كمن يقول ((أقسم أن أحترم الوثنية)) فكيف يفتي العلماء بجواز مثل هذا وتحت أي مسوغ شرعي؟؟؟
ـ[صالح فهد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 11:34]ـ
أين قال هذا الكلام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن الصالح المحمود؟؟
ـ[أبو معاوية العباسي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 01:24]ـ
لا خير في الإنتخابات والواقع يشهد بذالك
و الذين اتخذوا السياسة سبيلا لتحقيق الحكومة الاسلامية هم أنفسهم صاروا حربا على دعوة الحق قبل بلوغهم سدة الحكم
فكيف ستكون مواقفهم لو بلغوا الحكم
و علما أن ما عند الله لاينال إلا بما يرضاه الله عزوجل و صلاح الحاكم يكون بصلاح المحكوم لا العكس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 12:59]ـ
هذا بحث لصديقنا وأستاذنا الأخ رعد عبد العزيز والمنشور في مجلة الحكمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة في البرلمان والوظائف العامة
بقلم: رعد عبد العزيز أبو بكر البغدادي
البحث في هذا الموضوع هو تعبير ظاهر عن ضعف الأمة وتفرقها، إذ الأصل أن يكون الدين ظاهرا فيها وأن يكون الحكم لله. ولكن الله تعالى جعل هذا الدين حيا في الضعف والقوة، وجعله صالحا لكل زمان ومكان وحال. وجعل فيه معاني ثابتة تعبر عن مقاصده وأصوله. ومن عظمة هذا الدين أنه دين متجدد، يتفاعل مع الحياة، كما قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها). وإن من أعظم أسباب هذا التجدد تلك الأصول الربانية التي تفرق بين المختلفات، وتفرق بين الكلي والجزئي، والثابت والمتغير، والمصلحة والمفسدة، وبين العبادة والعادة.
وعند الكلام على موضوع المشاركة في البرلمان والوظائف العامة، فمن المناسب استذكار الأصول التالية:
1 - الأصل في المعاملات العامة الحل، والأصل في العبادات التحريم.
ذلك أن المشاركة في البرلمان والوظائف العامة هو من المعاملات التي يكون الأصل فيها الحل إلا ما نص عليه الشارع. فينظر ما هي المحضورات التي تتضمنها هذه المشاركة.
2 - الأصل في العقود والشروط الحل.
وهنا ينظر إلى عقود رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهوده وشروطه مع الكفار، لا سيما صلح الحديبية وحلف الفضول. وكذلك تأثير الشروط الباطلة على العقد، وأن هذه الشروط لا تبطل العقد إذا أهملت. أما إذا نفذت مع بطلانها فإن ذلك يخضع إلى أصل تزاحم الأحكام الشرعية، فيمكن أن يكون ذلك مشروعا إذا غلبت مصلحة العقد على مفسدة الشرط الباطل.
3 - إن قبول الوظائف عند الكفار أمر مشروع في الدين إذا كان القصد منه استحصال المصلحة أو جزئها، أو تعطيل المفسدة أو تقليلها. وأن نبي الله يوسف عليه السلام قد فعل ذلك كما أخبر الله، وكذلك النجاشي رضي الله عنه وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 - إن الإسلام جاء بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإن عجز عن تحصيل كامل المصلحة وقدر على جزئها وجب ذلك، أو عجز عن تعطيل كامل المفسدة وقدر على تقليلها وجب ذلك.
وهذا أصل عظيم في فهم الحكم الشرعي للمشاركة بالبرلمان، حيث يختلط وجود المصالح والمفاسد في مثل هذه العقود. وإن قبول المحرم شرعا في المشاركة في البرلمان هوعلى أساس احتمال المفسدة الأدنى لتفويت المفسدة الأعظم وهو أمر مشروع.
5 - تعليل الأحكام الشرعية، وأنه ليس في الشرع على العموم فعل مأمور به ليس فيه مصلحة إلا مجرد الطاعة.
وهو أصل عظيم في فهم أن الدين يراعي المصالح والمنافع في جميع أحكامه، وأن ذلك أصل لا ينفك عن الحكم الشرعي، ومنه مسأله المشاركة في البرلمان.
6 - التفريق بين الأحكام الراتبة والأحكام العارضة أصل عظيم في الشريعة.
وهذا معيار أساس في فهم تزاحم وتباين الأحكام. إذ الأحكام في الأوقات العادية الراتبة تختلف عن أحكام الرخص والحرج والضعف ونحو ذلك. وبالتالي فإن الكلام في باب المشاركة في البرلمان والوزارة في هذا الزمن هو من باب الأحكام العارضة، وليس هو من باب الأحكام الراتبة.
7 - وعلى القاعدة السابقة فإن ما يسمى (موالاة الكفار) في الأحكام الراتبة لا يسمى كذلك في الأحكام العارضة، لا سيما مع ظهور (المناسبة). وكذلك كل ما يدل بظاهره على موالاة الكفار والتعاون معهم على ما يحقق للمسلمين تحصيل المصلحة أو جزئها أو تعطيل المفسدة أو تقليلها فهو أمر مشروع في هذا الباب (باب الأحكام العارضة)، لا سيما إذا قام بذلك من هو معروف بصدق دينه. (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة).
8 - هناك فرق بين القبول بالكفر والمحرمات والرضا بالكفر والمحرمات، فالقبول يمكن في الأحكام العارضة (بحسب الحال) دون الأحكام الراتبة، أما الرضا فلا يمكن في كل الأحوال، كما هو معلوم في أحكام الإكراه. وفي باب المشاركة في البرلمان فإنه قد تقبل بعض الشروط الباطلة، ولكن هذا لا يعني الرضا بها، فلا يحكم على أصحابها على أساس أنهم رضوا بالباطل فإن الرضا فعل قلبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - إن عدم المشاركة ممن يهمه أمر الدين يلزم منه إهمال الولاية العامة للمسلمين وتركها لمن لا يهتم بأمر الدين، وهذا فيه مفسدة أعظم بكثير من المصلحة المظنونة في ترك المشاركة، لا سيما وأن مادة المصلحة هم عوام المسلمين الذين يكونون هم من يطبق عليهم البرلمان تشريعاته، سواء شارك الصالحون أم لم يشاركوا.
10 - إن مصلحة ترك المشاركة مصلحة خاصة، وليست عامة، بخلاف المشاركة فإن مصلحتها عامة وهي تمنع أو تقلل مفسدة عامة.
11 - إن ترك المشاركة مع الحاجة لأعمال الولاية العامة للمسلمين يلزم منه المواجهة بكل أصنافها مع فئات وشرائح المجتمع الأخرى المتنوعة الكائنة ضمن نفس المكان بسبب تعارض مصالح الطوائف مع غياب الولاية العامة. أو أنها تؤدي بالتالي إلى انفصال تاركي المشاركة مع أتباعهم واستقلالهم بحيز معين ضمن هذا المكان، وهذا لا يحقق المصلحة العامة، بل مفسدة ظاهرة.
12 - إن الولاية العامة الكاملة أو القدر المقدور عليه منها هو عمل مطلوب بنفسه، لا يتعلق بشرط خارجي، مثل خروج الاحتلال، ونحو ذلك، حيث إن ذلك يعني تعطيل الولاية أو جزئها عند تعذر تحقيق الشرط وهو باطل، حيث تزداد المفسدة بتعطل الولاية مع بقاء الاحتلال وهذا أكثر فسادا من مجرد بقاء الاحتلال.
13 - إن تحقق المصلحة أو جزئها في الولاية العامة مع وجود وهيمنة الكفار أمر معلوم في الشرع، مثل يوسف عليه السلام، والنجاشي رضي الله عنه. وبالتالي فإن اشتراط خروج الكفار ليس أصلا في وجود مصلحة الولاية، ولكن في خروجهم تكميل لهذه المصلحة العظيمة.
14 - إن إعمال قاعدة المصالح والمفاسد لا يستثنى مفسدة معينة مثل مفسدة وجود الكفار ونحوها بل هي قاعدة تعمل مع وجود كل المفاسد بدون استثناء، فالمقصود هو تعطيل المفسدة أو تقليلها، أو تحصيل المصلحة أو تكميلها.
15 - (الغاية لا تبرر الوسيلة) ليست قاعدة شرعية.
إن رفض المشاركة في البرلمان والوظائف العامة بناء على تلك المقولة يدل على هشاشة أدلة الرفض. حيث إن هذا النفي لم يقله أي علم معتبر لا قديما ولا حديثا، فضلا عن معارضة ذلك للأصول الثابتة كما هو مفصل في هذا المبحث. ومن يفهم باب الموازنة بين الحسنات والسيئات يفهم بطلان تلك القاعدة. ومن السذاجة القول ببطلان بعض القواعد لمجرد أن المخالفين للإسلام يقولونها، فإن الباطل لا ينتشر إلا بقدر من الحق كما يقول ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية. وبالتالي فإن وجود مقولات هي في ذاتها حق عند الكفار أمر معلوم ومتواتر، فقد أبقى الإسلام كثيرا من الأخلاق والمعاني الصحيحة التي كانت في الجاهلية وأقرها. وفي الوقت الحاضر فإن أكثر أهل الباطل يرفعون شعارات العدل والمساواة بين الناس والصدق ونحو ذلك، ولا شك أن هذا لا يدل على بطلان هذه المعاني لمجرد أنها صدرت عن أهل الباطل.
ولا أقول هنا أن (الغاية تبرر الوسيلة) هي مقولة شرعية، بل هي مقولة غير شرعية، وفي الإسلام ما يغني عنها. وهي في ذاتها قد تكون صحيحة حين تكون الغاية مصلحة عظيمة لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق احتمال مفسدة أقل منها. ولكن حين لا يكون الأمر كذلك تكون هذه المقولة باطلة.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:00]ـ
الفصل الأول
المعاملات مع غير المسلمين
· الأصل في المعاملات الحل.
وهو من أعظم أصول اليسر الذي من الله تعالى به على عباده في هذا الدين العظيم. وقد استقرأ معظم علماء الأمة هذا الأصل من مفردات أحكام الإسلام في المعاملات، وأن الأصل في المعاملات والعادات بين الخلق هو الحل وعدم الحرمة إلا ما نص الشارع على حرمته مما هو معلوم من دين الله مثل الربا والغرر والغش والتعاون على الإثم والعدوان وكل ما يغلب فيه الفساد. ولذا ذكر العلماء أن كل ما يغلب عليه الضرر والفساد في المعاملات والعادات والأشياء (الأعيان) فالشريعة تحرمه، وكل ما يغلب فيه النفع والمصلحة فالشريعة تحله وتبيحه. ولذا حض النبي صلى الله عليه وسلم المسلم على الحرص على ما ينفعه فقال (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم (ما ينفعك) هو أمر مطلق في كل ما فيه نفع بلا تعيين إلا ما حرمه الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في المجموع (29: 16): إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم وعادات يحتاجون إليها في دنياهم , فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع. وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه والأصل فيه عدم الحظر فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى. وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها , فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه عبادة وما لم يثبت من العبادات أنه منهي عنه كيف يحكم على أنه محظور ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى. وإلا دخلنا في معنى قوله: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله). والعادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه وإلا دخلنا في معنى قوله: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا) ولهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله وحرموا ما لم يحرمه في سورة الأنعام من قوله تعالى: (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون) (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون) فذكر ما ابتدعوه من العبادات ومن التحريمات, وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا). وهذه (قاعدة عظيمة نافعة). وإذا كان كذلك. فنقول: البيع والهبة والإجارة وغيرها هي من العادات التي يحتاج الناس إليها في معاشهم - كالأكل والشرب واللباس - فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات بالآداب الحسنة فحرمت منها ما فيه فساد وأوجبت ما لا بد منه وكرهت ما لا ينبغي واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها. وإذا كان كذلك: فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة. كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة. وإن كان بعض ذلك قد يستحب أو يكون مكروها وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا فيبقون فيه على الإطلاق الأصلي. (وانظر أيضا المجموع (4/ 196))
· التعامل مع الخلق جميعا أمر مطلوب شرعا:
والمقصود هنا أن الله تعالى قد أباح التعامل مع الخلق والتعرف إليهم مع اختلافهم في ألوانهم وألسنتهم وأعراقهم وأفكارهم، أقول أباح تعالى تلك العلاقة وندب إليها مع مراعاة تقوى الله تعالى في هذه المعاملة (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ودليل الندب هو لام التعليل في قوله تعالى (لتعارفوا).
· التعامل مع الخلق لا بد أن يتضمن ابتداء قدرا من المحبة:
إن هذه المعاملة بين بني البشر هي سنة ربانية كونية، ولا بد أن تتضمن هذه العلاقة قدرا من المحبة والرحمة وحب الخير والهداية. بل لا يمكن تصور الدعوة إلى الله بدون هذا القدر من المحبة، فهل يمكن أن تدعو إلى الإسلام من تضمر له البغض والكره، ولذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة أحبابه من قرابته وعشيرته، وكذلك قريش ما كانوا ليسمعوا له لولا ما عرفوا فيه من الصدق والخير والإحسان. وما مارس رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصدق والخير والإحسان إلا فيهم قبل دعوتهم، ولذا قال تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فالمحبة وجدت في الناس قبل الهداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك فإن هناك محبة عامة غير مجرد محبة الهداية يمكن أن تكون لأصحاب أعمل البر والخير والمعروف، مثل العلماء الذين يسخرون علمهم لخدمة الإنسان في مجال تأمين الدواء والغذاء والأمن والعلم. وكذلك الأشخاص المعينين الذين تفضلوا بالنفع على آخرين فإنهم يستحقون قدرا من المحبة على هذا الفعل. ودليل ذلك حب رسول الله صلى الله عله وسلم لعمه أبي طالب مع كفره (إنك لا تهدي من أحببت)، وكذلك حب المسلم لزوجته الكتابية الكافرة المفهوم من قوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة). ولا شك أن هذه المحبة لا يجب أن تكون لمن يحار ب الله ورسوله مهما كان له من أعمال الخير، كما أن هذه المحبة لا يجب أن تكون مثل محبة المسلم للمسلم في الله.
إن هذه المحبة هي القدر المشترك بين الناس للتعارف والدعوة وتبادل المعرفة ومواجهة المشاكل المشتركة مثل الكوارث والمجاعات والأمراض والجريمة وغير ذلك كثير مما هو مشترك بين بني آدم. وأعتقد إن من أهم ما ينبني عليه في هذه المحبة هو (فهم الآخر) إذ هو السبيل الأساس للهداية وتقليل الفوارق. حيث إن من أهم أسباب النزاعات والحروب والحقد والكراهية والكفر والضلال هو النقص الجوهري في (فهم الآخر).
إن وضع الحواجز بين الداء والدواء لا يجعل الدواء فاعلا، وإزالة هذه الحواجز سبب حقيقي للشفاء بإذن الله تعالى. وربما كانت الحوادث الرهيبة التي ارتكبت على أيدي منتسبين إلى الإسلام في أمريكا وأوربا هي مصنوعة لهذا الغرض أي لوضع الحواجز. لا أقول أن الغرب هو الذي فعلها بل أقول أن مؤسسات غربية متطرفة فاعلة هي التي صنعت هذه الأحداث لهذا الغرض عن طريق الدعم المخابراتي غير المباشر للمتطرفين المنتسبين إلى الإسلام وكذلك غض الطرف الواعي لحركات هؤلاء المتطرفين، مثل ما صنعت هي أحداث الخليج وغزو الكويت لأغراض تصب في مصلحتها. ومعلوم أن صناعة الحياة من أعظم وسائل تحقيق المصالح، سواء كانت صالحة أم طالحة، وما تكنولوجيا الاستنساخ والعولمة إلا جزء من هذه الصناعة.
· التعامل مع غير المسلمين لا يقتصر على مجرد الدعوة إلى الإسلام
ولا تقتصر المعاملة مع الكفار على مجرد الدعوة، بل تتعداها إلى البيع والشراء وتبادل العلوم والمنافع الحياتية. وهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الكفار والمشركين، سواء في دار الكفر أو في دار الإيمان. والأحاديث في ذلك كثيرة، فيما يتعلق بأهل الذمة وغيرهم لا مجال هنا لتفصيلها مع شهرتها. ومن المعلوم أن هذه المعاملة تتضمن مصلحة للكفار، كما تتضمن مصلحة للمسلمين، وتضمن شروطا وقيودا من الطرفين، ولا يجوز منع هذه المعاملات لمجرد النظر لما فيها من المصلحة للكفار. بل ينظر أولا إلى رجحان مصلحة المسلمين على مفسدة هذه المعاملة. وتفصيل ذلك تراه في فصل الموازنة بين الحسنات والسيئات.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:02]ـ
· المفاصلة والحرب إنما تكون لأهل الحرب
أما المفاصلة والحرب فإنما هي للمحاربين منهم دون غيرهم. والمقصود بالمحارب هو الكافر البالغ الذي يقصد قتال المسلمين. أما غير المحارب فلا يقاتل.
قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8)
وقال تعالى (إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) (النساء:90)
· المعاملة مع المحاربين
وحتى هؤلاء المحاربين يمكن التحالف معهم حسب الحاجة كما فصل في ذلك العلماء.
· قال شيخ الإسلام في المجموع: لو صالح الإمام قوما من المشركين بغير جزية ولا خراج لم يجز إلا للحاجة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393143&posted=1#_ftn1).
(يُتْبَعُ)
(/)
· وانظر كلامه في المجموع أيضا إعطاء الكفار المال لدفع شرهم عن المسلمين [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393143&posted=1#_ftn2).
· وقد فصل العلماء في جوازالمعاملة حتى مع المحاربين حسب المصلحة مثل الهدية
ففي الصحيحين: (أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أعطى عمر حلّةً، فقال: يا رسول اللّه، أكسوتنيها: وقد قلت في حلّة عطارد ما قلت؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّي لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخاً له مشركاً بمكّة).
· وفي الصحيحين أيضا عن أسماء بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، قالت: (أتتني أمّي راغبة في عهد قريشٍ، وهي مشركة، فسألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أصلها؟ قال: نعم). زاد البخاريّ. قال ابن عيينة: فأنزل اللّه فيها: (لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين) الآية، ومعنى راغبةٍ: أي طامعة تسألني شيئاً. فهذان فيهما صلة أهل الحرب وبرّهم، ثمّ قد حصل الإجماع على جواز الهبة، والوصيّة في معناها.
· ومن أدلّة الجواز: قوله تعالى: (وإِنْ جَاهدَاك على أن تُشْرِكَ بي ما ليس لك به علمٌ فلا تُطِعْهُما وصاحِبْهما في الدّنيا مَعْرُوفاً).
· الصّدقة على أهل الحرب:
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية في (أهل الحرب): اتّفق الأئمّة الأربعة على صحّة الصّدقة أو الهبة للحربيّ، لأنّه ثبت في السّيرة (أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان تمر عجوةٍ، حين كان بمكّة محارباً، واستهداه أدماً). و (بعث بخمسمائة دينارٍ إلى أهل مكّة حين قحطوا لتوزّع بين فقرائهم ومساكينهم). وفي قوله تعالى: (وَيُطْعِمُون الطّعامَ على حُبِّهِ مِسْكيناً ويتيماً وأسيراً إنّما نطعمكم لوجْهِ اللّه لا نُريدُ منكم جَزَاءً ولا شُكُوراً). قال الحسن كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير، فيدفعه إلى بعض المسلمين، فيقول: (أحسن إليه) فيكون عنده اليومين والثّلاثة، فيؤثر على نفسه. وعند عامّة العلماء: يجوز الإحسان إلى الكفّار في دار الإسلام، وعن قتادة: كان أسيرهم يومئذٍ المشرك.
· وكذلك يجوز المتاجرة مع الحربيين إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين، ودليل ذلك
حديث ثمامة بن أثالٍ الحنفيّ بعد أن أسلم، (فإنّه قال لأهل مكّة حين قالوا له: صبوت؟ فقال: إنّي واللّه ما صبوت، ولكنّي واللّه أسلمت، وصدّقت محمّداً صلى الله عليه وسلم وآمنت به، وايم اللّه الّذي نفس ثمامة بيده، لا تأتيكم حبّة من اليمامة – وكانت ريف مكّة – حتّى يأذن فيها محمّد صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكّة، حتّى جهدت قريش، فكتبوا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة، يحمل إليهم الطّعام، ففعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري ومسلم دون قوله (حتى جهدت قريش) إلى آخر الحديث وهذه الزيادة عند البيهقي من طريق ابن اسحق صاحب السيرة قال حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا. فهذا يدلّ على جواز تصدير الأطعمة ونحوها إلى الأعداء، حتّى ولو كانت حالة الحرب قائمةً معهم.
ومن الأدلّة أيضاً الأحاديث السّابقة المذكورة في بحث الصّدقة على أهل الحرب والوصيّة لهم (قصّة إهداء التّمر لأبي سفيان، وصلة أسماء أمّها المشركة، وإطعام المسلمين الأسرى).
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393143&posted=1#_ftnref1) المجموع (29/ 209).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393143&posted=1#_ftnref2) المجموع (30/ 347).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:02]ـ
· الاستعانة بالدليل الكافر في الهجرة الشريفة:
وقال في الرحيق المختوم (ص 150،151) في قصة هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة الي المدينة: "وكانا (أي الرسول وأبو بكر) قد استأجرا عبد الله بن أريقط الليثي وكان هادياً خريتاً-ماهراً بالطريق- وكان علي دين كفار قريش، وأمناه علي ذلك وسلما اليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ براحلتيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
· إجارة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم:حيث ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الإسلام تحت حماية عمه دون أن تمسه قريش بسوء قرابة عشر سنوات، ولم يتخل أبو طالب عن ابن أخيه، أو يرفض ابن أخيه حمايته. (سيرة ابن هشام (1: 264).
· حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوة السلاح الجاهلي في شعب أبي طالب:
فعندما رأت قريش إصرار أبي طالب مع بني هاشم وبني المطلب على حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - عمدت إلى مقاطعتهم، وتمالأ على ذلك الأحلاف وهم: بنو عبد الدار وبنو جمح وبنو مخزوم وبنو سهم وبنو عدي، وحصروا بني هاشم وبنو المطلب جميعا مسلمهم وكافرهم في الشعب، مطالبينهم بتسليم النبي لهم ليقتلوه. وكان أبو طالب في الشعب يحتاط لحفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يأمر أحد بنيه بالنوم في فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رآه الناس يستلقي فيه تمويها عليهم. (سيرة ابن هشام (1: 351). (الرحيق المختوم: 98).
· دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة في جوار المطعم بن عدي عندما عاد من الطائف:
حيث إن قريشاً منعت النبي - صلى الله عليه وسلم - من دخول مكة بعد عودته من الطائف، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأخنس بن شريق وسهيل بن عمرو والمطعم بن عدي تباعا ليدخل في حماية أحدهم، فرفض الأخنس وسهيل لأسباب تتعلق بقانون الإجارة الجاهلي، وأجاب المطعم بن عدي، حيث أمر بنيه وقومه بني نوفل بحمل السلاح وقال لهم: أني قد أجرت محمداً، فكونوا عند أركان البيت بسلاحكم، ثم نادى في قريش يعلمهم إجارته للنبي - صلى الله عليه وسلم. ثم دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة فطاف بالبيت وصلى ركعتين ثم دخل منزله. (سيرة ابن هشام (1: 381). كل ذلك وسيوف المشركين من بني نوفل مشرعة تحميه من مشركي قريش.
· توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة بالهجرة إلى الحبشة مع كفر ملكهم في ذلك الحين:
حيث قال لهم موجهاً: (لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه). (سيرة ابن هشام (1: 321)).
والنجاشي ملك الحبشة كان نصرانيا، وحكمه قائم على أسس من التوراة والإنجيل، غير أن هذا لم يمنع من الاستفادة من ميزة العدل في نظام حكمه الجاهلي.
· دخول الصحابة في جوار الكفار
أراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه الهجرة إلى الحبشة واللحاق بمن سبقه من المسلمين ولكن أحد أشراف العرب وهو ابن الدغنّة لحق به وأجاره ورده إلى مكة، وقال له مثلك لا يَخرج ولا ُيخرج.
ولما رجع المهاجرون المسلمون من الحبشة إلى مكة لما بلغهم خفة إيذاء قريش للمسلمين، وتبين فيما بعد أن ما بلغهم من خفة إيذاء قريش غير صحيح لم يدخل من دخل منهم مكة إلا بجوارٍ أو مستخفياً، وكان ضمن من دخل بجوارٍ: عثمان بن مظعون رضي الله عنه، دخل بجوار المغيرة وهو كافر.
وأجار العاص بن وائل السهمي عمر بن الخطاب في مكة بعد أن علمت قريش بإسلامه.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:03]ـ
الفصل الثاني
العهود والشروط
لما كانت المعاملة مع الكفار مشروعة في الإسلام، فإنها في العادة تكون محسوبة بالمصالح المتبادلة، وإلا لما كان هناك معاملة أصلا، إذ لا يعقل أن يتعامل أو يتعاقد طرف لمصلحة مقتصرة على الطرف الآخر إلا إذا كان مقهورا على ذلك.
وتتضمن المعاملات في العادة شروطا وقيودا من كل الأطراف تضبط بها مصلحتها.
والمشاركة فيما يسمى بالبرلمان يندرج في أصله ضمن المعاملات والعقود والشروط. ولا شك أن المسلم لا يبادر إلى مثل هذه العقود حتى يترجح عنده غلبه ما فيها من المصالح، تماما مثل ما ينظر في سائر العقود التجارية وشروطها. والفارق هنا أن النظر في العقود مع غير المسلمين (أو الملتزمين بالأحكام الوضعية) يكون دقيقا في تقدير المصالح والمفاسد العامة وموازنتها، وتخضع لتقدير العلماء من أهل العلم الشرعي، وكذلك أهل التخصص في تلك المصالح من أجل التحقق من الواقع أو ما يسمى بتحقيق المناط وانطباق الأعيان على الأحكام، ثم إن المصالح هنا يجب أن تكون عامة وليست خاصة من حيث الجملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال (29: 132): أن الأصل في العقود والشروط: الجواز والصحة ولا يحرم منها ويبطل إلا ما دل الشرع على تحريمه وإبطاله نصا أو قياسا عند من يقول به. وأصول أحمد المنصوصة عنه: أكثرها يجري على هذا القول. ومالك قريب منه.
قال في المجموع: إن العقود والشروط من باب الأفعال العادية. والأصل فيها عدم التحريم، فيستصحب عدم التحريم فيها حتي يدل دليل على التحريم. كما أن الأعيان الأصل فيها عدم التحريم. وقوله تعالى: (وَقَدْ فصل لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) (الأنعام: 119)، عامٌّ في الأعيان والأفعال، وإذا لم تكن حرامًا لم تكن فاسدة؛ لأن الفساد إنما ينشأ من التحريم، وإذا لم تكن فاسدة كانت صحيحة. أهـ
· أحلاف النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار:
· حلف الفضول
وقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بعض أحلافهم في كفرهم، كما في حلف الفضول، وأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لو دعي له وهو في الإسلام لأجاب، أي أجابهم وشاركهم مع إسلامه وكفرهم في هذا الحلف لما فيه من تحقيق الخير والمصلحة مع إن من يشاركهم هم من المشركين والكفار. ومعلوم أن حلف الفضول هو حلف لنصرة المظلوم، ولا شك أن الظلم ليس أمرا واحدا متفقا عليه، بل قد تختلف العقائد والملل على تحققه كل بحسبه. وقد أنكر الإسلام كثيرا من مسائل الظلم التي كان يمارسها المشركون وكانوا يحسبون أنها من العدل أو أنها ليست من الظلم على حسب اعتقادهم كمعاملة النساء والعبيد والربا والغرر وغير ذلك. والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترجحت عنده الحسنات في هذا الحلف على السيئات، مع علمه بما عندهم من الظلم الذي يحسبونه عدلا، قال ما قال من الإجابة إلى حلفهم لو دعوه صلى الله عليه وسلم.
روى الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت. تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها، وألا يعز ظالم مظلوما. وانظر السنن الكبرى للبيهقي (6: 367)، وطبقات الحنابلة (1: 50). وأورده الدكتور أكرم العمري في السيرة النبوية الصحيحة (1: 112).
قال في الموسوعة الفقهية (18: 86): ذكر ابن إسحاق أيضا أنه كان في قريش حلف آخر هو حلف الفضول , وقد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه قبل البعثة, وكان سنه إذ ذاك قريبا من عشرين عاما , وقد قال فيه بعد ذلك: (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم , ولو أدعى به في الإسلام لأجبت). زاد في بعض الروايات: (تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها , وألا يعز ظالم مظلوما) ومعنى لأجبت أي لنصرت المظلوم إذا دعا به. والبطون التي تحالفت هذا الحلف من قريش هم بنو هاشم , وبنو المطلب , وبنو أسد بن عبد العزى, وبنو زهرة , وبنو تيم بن مرة , ومن بني تيم عبد الله بن جدعان الذي عقد الحلف في داره , تعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته.
وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب، وكان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9) ببضاعة فاشتراها منه العاصي بن وائل وكان ذا قدر بمكة وشرف فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف: عبد الدار ومخزوما وجمح وسهما وعدي بن كعب، فأبوا أن يعينوه على العاصي بن وائل وزبروه أي انتهروه فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة، فصاح بأعلى صوته
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته يا للرجال وبين الحجر والحجر
إن الحرام لمن تمت كرامته ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال ما لهذا مترك فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار ابن جدعان، فصنع لهم طعاما، وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام قياما، فتعاقدوا، وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسا حراء وثبير مكانهما، وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ثم مشوا إلى العاصي بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه وقال الزبير رضي الله عنه
حلفت لنقعدن حلفا عليهم وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا يعز به الغريب لدى الجوار
ويعلم من حوالي البيت أنا أباة الضيم نمنع كل عار
وقال الزبير بن عبد المطلب:
إن الفضول تحالفوا، وتعاقدوا ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاهدوا، وتواثقوا فالجار والمعتر فيهم سالم
وذكر قاسم بن ثابت في غريب الحديث أن رجلا من خثعم قدم مكة ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9) معتمرا، أو حاجا، ومعه بنت له يقال لها: القتول من أوضأ نساء العالمين فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج وغيبها عنه فقال الخثعمي: من يعديني على هذا الرجل فقيل له عليك بحلف الفضول فوقف عند الكعبة، ونادى: يا لحلف الفضول فإذا هم يعنقون إليه من كل جانب وقد انتضوا أسيافهم يقولون جاءك الغوث، فما لك؟ فقال إن نبيها ظلمني في ابنتي، وانتزعها مني قسرا، فساروا معه حتى وقفوا على باب الدار فخرج إليهم فقالوا له أخرج الجارية ويحك، فقد علمت من نحن وما تعاقدنا عليه فقال أفعل ولكن متعوني بها الليلة فقالوا له لا والله ولا شخب لقحة فأخرجها إليهم وهو يقول
راح صحبي ولم أحي القتولا لم أودعهم وداعا جميلا
ذ أجد الفضول أن يمنعوها قد أراني، ولا أخاف الفضولا
لا تخالي أني عشية راح الر كب هنتم علي ألا أقولا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:04]ـ
· صلح الحديبية
يعد صلح الحديبية مع الكفار من أعظم ما من الله تعالى به على المؤمنين، فسماه لذلك فتحا (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) رغم ما فيه مما اشترطه الكفار من الشروط المخالفة لأحكام الشريعة الراتبة، وذلك لما يغلب من المصلحة للمسلمين ولما فيه من التمهيد لفتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجا.
وكان المشركون شرطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية أن يرد لهم من لحق من أهل مكة بالمسلمين، ولا يردون إليه من لحق من المسلمين بالكفار من أهل مكة. قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشرط. أما النساء فنزلت فيهن آية الممتحنة فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرات إليه من المسلمات.
وشرطوا عليه صلى الله عليه وسلم أيضا أن لا يصف نفسه بأنه رسول الله تعالى، وقبل تلك الشروط ونفذها لأجل المصلحة الأعظم.
قال في قواعد الأحكام في مصالح الأنام (1: 96): فإن قيل: لم التزم في صلح الحديبية إدخال الضيم على المسلمين وإعطاء الدنية في الدين؟ قلنا: التزم ذلك دفعا لمفاسد عظيمة وهي قتل المؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة لا يعرفهم أهل الحديبية وفي قتلهم معرة عظيمة على المؤمنين , فاقتضت المصلحة إيقاع الصلح على أن يرد إلى الكفار من جاء منهم إلى المؤمنين وذلك أهون من قتل المؤمنين الخاملين , مع أن الله عز وجل علم أن في تأخير القتال مصلحة عظيمة وهي إسلام جماعة من الكافرين وكذلك قال: (ليدخل الله في رحمته من يشاء) أي في ملته التي هي أفضل رحمته وكذلك قال: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا) أي لو تفرق بين المؤمنين والكافرين وتميز بعضهم من بعض لعذبنا الذين كفروا بالقتل والسبي منهم عذابا أليما.
وقال في فتح القدير (5: 457): ولقد كان صلح الحديبية مصالح عظيمة , فإن الناس لما تقاربوا انكشف محاسن الإسلام للذين كانوا متباعدين لا يعقلونها من المسلمين لما قاربوهم وتخالطوا بهم.
وقال في مواهب الجليل (3: 381): ما حصل صلح الحديبية وخالط المسلمون الكفار آمنين ; أسلم بسبب ذلك خلق كثير كما قال ذلك أيضا في صلح الحديبية ونصه: ولقد دخل في تلك السنتين خلق كثير مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر يعني من صناديد قريش.
وقال في المغني (9: 241): أن النبي لما هادن قريشا , دخلت خزاعة مع النبي صلى الله عليه وسلم وبنو بكر مع قريش فعدت بنو بكر على خزاعة , وأعانهم بعض قريش, وسكت الباقون , فكان ذلك نقض عهدهم , وسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلهم.
وقال في فتح العلي المالك: قال محمد , وإنما هادن النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة لقلة المسلمين حينئذ هذا ما يتعلق بالصلح على مال يأخذه الإمام , أو بغير مال , وأما لو وقع بمال يعطيه المسلمون لهم فقال المازري لا يهادن العدو بإعطائه مالا ; لأنه عكس مصلحة أخذ الجزية منه إلا لضرورة التخلص منه لخوف استيلائه على المسلمين, وقد شاور النبي صلى الله عليه وسلم لما أحاطت القبائل بالمدينة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة في أن يبذل المسلمون ثلث الثمار لما خاف أن يكون الأنصار ملت القتال فقالا إن كان هذا من الله سمعنا وأطعنا , وإن كانوا رأيا فما أكلوا منها في الجاهلية ثمرة إلا بشراء فكيف , وقد أعزنا الله تعالى بالإسلام فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عزمهم على القتال ترك ذلك. فيؤخذ من هذه القضية جواز إعطاء المال على الوجه الموصوف للضرورة إذ لو لم يجز لم يشاور فيه الرسول عليه الصلاة والسلام لكنه قد شاور فيه فهو جائز وبيان الملازمة هو أن المشاورة في دفع المال ملزومة لهم بدفعه على تقدير الموافقة على إعطائه ولا يهم الرسول صلى الله عليه وسلم بممتنع , وأما بيان المقدمة الاستثنائية تثنائية فيما ذكره أهل السير والله جل جلاله الموفق بفضله لا رب سواه انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في الموسوعة الفقهية (25: 236): وجوز الحنابلة مهادنة الكفار عند المصلحة ولو بمال يدفعه المسلمون للكفار ضرورة مثل أن يخاف على المسلمين الهلاك أو الأسر , لأنه يجوز للأسير فداء نفسه بالمال فكذا , هنا وجاز تحمل صغار لدفع صغار أعظم منه وهو القتل أو الأسر وسبي الذرية المفضي إلى كفرهم. قال الزهري: (أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عيينة بن حصن وهو مع أبي سفيان يعني يوم الأحزاب أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان أو تخذل بين الأحزاب؟ فأرسل إليه عيينة إن جعلت الشطر فعلت) , ولولا أن ذلك جائز لما بذله النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما علاقة المعاملات وحلف الفضول وصلح الحديبية بالمشاركة في البرلمان، فإن البرلمان هو عقد اجتماعي يمكن أن يكون بين أطراف متمايزة مختلفة العقائد والأديان والمذاهب تتنازعهم مصالح مشتركة اجتمعوا عليها للصلح في توزيع تلك المصالح دون اللجوء إلى القتال.
وعند الاختلاف (في الصلح) وتمسك كل فريق بمذهبه ودينه فمن الطبيعي أن المسلم لا يطلب من النصراني مثلا أن يحتكم للإسلام، كما أن النصراني لا يطلب من المسلم أن يحتكم للنصرانية، إذ الصلح لا يمكن تصوره إلا مع الاختلاف والتازل الجزئي لكل الأطراف، وليس في ذلك أي انتقاص من المسلم لدينه، تماما مثلما تنازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية عن بعض الحق مقابل مصلحة الإسلام ولم يكن في ذلك إساءة لدينه.
ومثلما يعتقد المسلم أن في هذه العقود فيها نصرة للإسلام والمسلمين، كذلك فإن مثل هذه العقود تحقق في ذات الوقت نصرة للكافرين، وإلا لما وافقوا عليها. ولكن هل يمكن القول أن من دخل في مثل هذه العقود مع الكفار فقد والى الكفار ونصرهم. لا شك أن القول بذلك ضلال عظيم وهو يستلزم رمي النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا حاشاه، حين تصالح وتحالف مع المشركين في صلح الحديبية وغيرها من الأحلاف، ولا شك أن المشركين قد حققوا مصلحة لهم في هذه الأحلاف، مثلما هو الحال بالنسبة للمسلمين. ولا يقال هنا أن المسلمين قد والوا المشركين لأجل ذلك.
وقد يقال هنا أن عقد المشاركة في البرلمان يتضمن كثيرا من الشروط وبنودا تخالف كتاب الله تعالى، وبالتالي لا يجوز إبرامها لأجل المخالفة.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:05]ـ
· الشروط الباطلة
وهنا يقال أن الشروط والبنود الفاسدة لا تلغي أصل العقد، لاسيما إذا كانت تلك الشروط ليست من صلب العقد أو مقصوده، بل تستلزم سقوط الوفاء بالشرط أو البند المحرم فقط [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393147&posted=1#_ftn1) مع بقاء صحة العقد. ودليل ذلك حديث بريرة الآتي:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا عليها. فجاءت من عندهم، ورسول الله صلى اله عليه وسلم جالس. فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون لهم الولاء، فأخبرت عائشة النبي صلى اله عليه وسلم فقال: (خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق) ففعلت عائشة، ثم قام رسول الله صلى اله عليه وسلم في الناس. فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: (أما بعد، ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟! ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط. قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق)، وفي رواية للبخاري: (اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا ما شاؤوا). فاشترتها فأعتقتها واشترط أهلها ولاءها فقال النبي صلى اله عليه وسلم: (الولاء لمن أعتق، وإن اشترطوا مائة شرط). وفي لفظ: (شرط الله أحق وأوثق). وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر: أن عائشة أم المؤمنين أرادت أن تشتري جارية لتعتقها. فقال أهلها: نبيعكها على أن ولاءها لنا؟ فذكرت ذلك لرسول الله صلى اله عليه وسلم. فقال: (لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق). وفي مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أرادت عائشة أن تشتري جارية فتعتقها. فأبي أهلها إلا أن يكون لهم الولاء. فذكرت ذلك لرسول الله صلى اله عليه وسلم، فقال: (لا يمنعك ذلك. فإنما الولاء لمن أعتق).
وقال في المجموع: وهذا الحديث الشريف المستفيض الذي اتفق العلماء على تلقيه بالقبول، اتفقوا على أنه عام في الشروط في جميع العقود، ليس ذلك مخصوصًا عند أحد منهم بالشروط في البيع، بل من اشترط في الوقف أو العتق أو الهبة أو البيع أو النكاح أو الإجارة أو النذر أو غير ذلك شروطًا تخالف ما كتبه اللّه على عباده، بحيث تتضمن تلك الشروط الأمر بما نهى اللّه عنه، أو النهي عما أمر به، أو تحليل ما حرمه، أو تحريم ما حلله، فهذه الشروط باطلة باتفاق المسلمين في جميع العقود، الوقف وغيره. أهـ
يبقى القول إن تنفيذ هذه الشروط الباطلة يخضع لمعادلة المصالح والمفاسد والأحكام العارضة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حين طبق شرطهم في عدم كتابة (محمد سول الله) وشرطهم في رد من التحق به من مسلمي مكة.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393147&posted=1#_ftnref1) وانظر تفصيل ذلك في المغني والمبسوط وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:06]ـ
الفصل الثالث
ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين
إذا كانت ولاية أمر الناس في زمن النبوة وزمن الخلافة الراشدة من أعظم الواجبات لقيام الدين والدنيا، فإن حاجة المسلمين لها في زمن ضعف سلطان الدين تكون أعظم. ولتبسيط أمر الولاية يمكن القول بأنها تعني في الوقت الحاضر الإدراة. والآن تخيل مثلا مدرسة بلا إدارة، أو مستشفى بلا إدارة أو خزينة بلا إدارة. لك أن تتخيل ماهو قدر الفساد الذي يمكن أن يحصل في كل هذه المؤسسات.
وبسبب تعقيد تفاصيل الحياة والتطور الهائل الذي حصل في كل نواحيها، فإن الحاجة للإدارة أصبحت كبيرة وعظيمة جدا، ولا يمكن بحال تعويضها بمجرد الحرص والإخلاص والوطنية والإيمان وغير ذلك من المعاني والأخلاق السامية.
ويأتي المدير على رأس هذه الإدارات. ومهما تكون الأنظمة دقيقة وصائبة ومدروسة ومبنية على التجربة، فإن فساد المدير يفسدها جميعا، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتقي للإدارة رجالها، فكان لا يعطي الإمارة لمن سألها أو حرص عليها، وكان لا يعطيها غير المؤهل لها. كل ذلك لأن الولاية ذات أهمية عظيمة في الإسلام.
بقي أن ندرك أن المقصود من الولاية ليس مجرد أنها من الإسلام أو أن الإسلام عظم شأنها، بل المقصود منها هو تحقيق مصلحة عموم المسلمين الدينية والدنيوية، سواء كان الحكم القائم أو الأنظمة القائمة إسلامية أو وضعية، فما دام المسلمون موجودون فإن الحاجة إلى إدارة مصالحهم موجودة وقائمة. وأما من يفهم أن الولاية إنما توجد مع وجود الحكم الإسلامي أو الأنظمة الإسلامية، فلا شك أن هذا الفهم سطحي وبعيد من مقاصد الشريعة.
وبالتالي فإن مذهب من يرفض المشاركة في الولاية العامة للمسلمين في وقت الحاجة، وإن كانت ناقصة، هو مثل من يرفض الاستعانة بمضمد لوقف نزفه بحجة عدم وجود طبيب.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:07]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
يجب أن يعلم أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالإجتماع بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) رواه أبو داود.
ثم ساق شيخ الإسلام -رحمه الله- النصوص النبوية وكلام السلف في هذا ثم قال:
فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات.
ثم ذكر -رحمه الله- أن فساد حال الناس في الإمارة إنما هو من الحرص على الرئاسة والمال بالإمارة .. وأن أهل الصلاح من المسلمين هم الذين يريدون المال والإمارة لا من أجل العلو والفساد في الأرض وإنما من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وجعل الدين له، وإنفاق المال في سبيله، وأنه بذلك صلاح الدين والدنيا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولما غلب على كثير من ولاة الأمور إرادة المال والشرف، وصاروا بمعزل عن حقيقة الإيمان في ولايتهم رأى كثير من الناس أن الإمارة تنافي الإيمان وكمال الدين. ثم منهم من غلَّب الدين وأعرض عما لا يتم الدين إلا به من ذلك (يعني أعرض عن طلب الإمارة وجمع المال لخوفه من الافتنان في الدين) ومنهم من رأى حاجته إلى ذلك، فأخذه معرضا عن الدين لاعتقاده أنه مناف لذلك، وصار الدين عنده في محل الرحمة والذل، لا في محل العلو والعز (أي ومن الناس من رأى الحاجة للإمارة والمال فطلبها ولم يراع الدين في ذلك ورأى أن الإمارة لا تصلح مع التمسك بالإسلام إما لادعائه فساد الناس أو عدم قدرته على القيام بأعبائها ونحو ذلك .. فصار يعامل الدين بالرحمة والذل أي إنه يسمح للإسلام في الحدود الدنيا، ويعطف على الإسلام مجرد عطف، ولا يرفع رأسه بالإسلام جهاداً ونصرة له، وتوليةً للأخيار وأبعاداً للأشرار) وكذلك لما غلب على كثير من أهل الدينين (أي اليهود والنصارى) العجز عن تكميل الدين، والجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء استضعف طريقتهم واستذلها من رأي أنه لا تقوم مصلحته ومصلحة غيره ومصلحة غيره بها (يعني أن الشعوب التي كانت تحت الحكم الديني لليهود والنصارى لم يستسيغوا الحكم الديني ورفضوا الحكومة الدينية لما رأوا من ضعف هؤلاء من القيام
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق بأعباء الدين، وفسدت حكوماتهم بالتسلط والإستبداد كما هو معلوم).
وهاتان السبيلان الفاسدتان -سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال، وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب، ولم يقصد بذلك إقامة الدين- هما سبيل المغضوب عليهم والضالين. الأولى للضالين النصارى، والثانية للمغضوب عليهم اليهود.
وإنما الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسبيل خلفائه وأصحابه، ومن سلك سبيلهم، وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً. ذلك الفوز العظيم.
ثم قال -رحمه الله-: فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك بحسب وسعه، فمن وُلِّي ولاية يقصد بها طاعة الله، وإقامة ما يمكنه من دينه، ومصالح المسلمين وأقام فيها، ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات، لا يؤاخذ بما يعجز عنه، فان تولية الأبرار خير للأمة من تولية الفجار. ومن كان عاجزاً عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد، ففعل ما يقدر عليه، من الخير: لم يكلف ما يعجز عنه، فإن قوام الدين بالكتاب الهادي، والحديد الناصر، كما ذكره الله تعالى.
· الولاية مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال (28: 66): فصل وإذا كان جماع الدين وجميع الولايات هو أمر ونهي ; فالأمر الذي بعث الله به رسوله هو الأمر بالمعروف والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر وهذا نعت النبي والمؤمنين ; كما قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وهذا واجب على كل مسلم قادر وهو فرض على الكفاية ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره والقدرة هو السلطان والولاية فذوو السلطان أقدر من غيرهم ; وعليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم. فإن مناط الوجوب هو القدرة ; فيجب على كل إنسان بحسب قدرته قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم). وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء في ذلك ولاية الحرب الكبرى: مثل نيابة السلطنة والصغرى مثل ولاية الشرطة: وولاية الحكم ; أو ولاية المال وهي ولاية الدواوين المالية ; وولاية الحسبة.
· القوة والأمانة بحسب الإمكان
قال (28: 253): فصل إذا عرف هذا فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود وقد لا يكون في موجوده من هو أصلح لتلك الولاية فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام وأخذه للولاية بحقها فقد أدى الأمانة وقام بالواجب في هذا وصار في هذا الموضع من أئمة العدل المقسطين عند الله ; وإن اختل بعض الأمور بسبب من غيره إذا لم يمكن إلا ذلك فإن الله يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم) ويقول: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وقال في الجهاد في سبيل الله: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين) وقال: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فمن أدى الواجب المقدور عليه فقد اهتدى: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) أخرجاه في الصحيحين; لكن إن كان منه عجز بلا حاجة إليه أو خيانة عوقب على ذلك. وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة. كما قال تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وقال صاحب مصر ليوسف عليه السلام: إنك اليوم لدينا مكين أمين وقال تعالى في صفة جبريل: (إنه لقول رسول كريم) (ذي قوة عند ذي العرش مكين) (مطاع ثم أمين). والقوة في كل ولاية بحسبها; فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها ; فإن الحرب خدعة وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعن وضرب وركوب وكر وفر ونحو ذلك ; كما قال الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ومن تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا) وفي رواية: (فهي نعمة جحدها) رواه مسلم. والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام. والأمانة ترجع إلى خشية الله وألا يشتري بآياته ثمنا قليلا وترك خشية الناس ; وهذه الخصال الثلاث التي أخذها الله على كل من حكم على الناس ; في قوله تعالى: (فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة. فرجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار. ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار. ورجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة) رواه أهل السنن. والقاضي اسم لكل من قضى بين اثنين وحكم بينهما سواء كان خليفة أو سلطانا أو نائبا أو واليا ; أو كان منصوبا ليقضي بالشرع أو نائبا له حتى من يحكم بين الصبيان في الخطوط. إذا تخايروا. هكذا ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:07]ـ
· تولية الأبرار خير من تولية الفجار
قال (28: 395): فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك بحسب وسعه ; فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله وإقامة ما يمكنه من دينه ومصالح المسلمين وأقام فيها ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات: لم يؤاخذ بما يعجز عنه ; فإن تولية الأبرار خير للأمة من تولية الفجار.
الفصل الرابع
الولايات العامة عند غير المسلمين والظلمة
عندما يكون القصد في تولي الوظائف العامة عند الكفار أو الظلمة هو قطع الظلم وتخفيفه، أو تحقيق العدل وتكميله، فإن ذلك يكون مشروعا في الجملة، إلا إذا كانت المفسدة المترتبة على هذه الوظيفه أعظم من المصلحة المرجوة، كما سبق تفصيه في باب الوازنة بين المصالح والمفاسد.
أما التفريق بين وظائف البرلمان (التشريع)، ووظائف الوزارات (التنفيذ) من حيث الحكم الشرعي فهو خطأ ظاهر. إذ الأصل في الحكم هو تقدير غلبة المصلحة على المفسدة ضمن ضوابطها، وسبق تفصيل مشروعية فعل المصلحة إذا استلزم مفسدة دونها. فالقول أن البرلماني إنما يقول ما يراه صوابا في الشرع، قبل كلامه من الآخرين أم لم يقبل هو أمر مشروع، أما الوزير أو الموظف فإنه مجبر على تنفيذ الأمر الذي قد يكون مخالفا للشريعة وهذا محرم ولا يجوز اقترافه، أقول إن هذا الحكم ينظر للمسألة من حيث الجزء وليس من حيث المحصلة، والكلام في مسأله المشارة في البرلمان والوظائف العامة هو من باب محصلة المصالح، وهو المقصود من المبحث، ولو اقتصر المسلمون على البرلمان دون الوظائف العامة لتعطلت مصالحهم ولم يتحقق تخفيف الظلم ولا تكميل المصلحة. فالصحيح أن كل ذلك مشروع من حيث الجملة، والله تعالى أعلم.
وقد استدل معظم العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ومن تبعه، على جواز الولاية عند الكفار بفعل بني الله يوسف عليه السلام وطلبه الوزارة عند الحاكم الكافر، وكذلك استدولوا بفعل الملك النجاشي رضي الله عنه حين بقي ملكا يحكم الكفار مع إسلامه، ولم يحكم بينهم بما أنزل الله على رسوله لعجزه عن ذلك. وقد اعترض على هذه الأدلة من اعترض بأن شرع من قبلنا لا يلزمنا، أو بأن يوسف عليه السلام كان وزيرا له الحكم المطلق في وزارته دون الرجوع إلى الملك الكافر. ,كذلك قالوا أن النجاشي حكم في قومه بما يعلم من الدين، وهو لم يعلم إلا القليل. قالوا ولوعلم كل ما أنزل الله تعالى على رسوله لحكم بين قومه بذلك.
أقول: أذا كانت مسألة الولاية عند الكفار مسأله ولاء وعقيدة، فدين الأنبياء واحد وعقيدتهم واحدة وهي عقيدة التوحيد التي هي دين المرسلين. وما كان ليوسف عليه السلام أن يتخلف عن ذلك، حاشاه عليه السلام. أما أنه كان حاكما مطلقا في وزارته، فهذا تكلف لا يقبله عاقل، وهو حين طلب الوزارة من الملك الكافر لم يشترط عليه ذلك، ولو اشترط لذكر الله ذلك لأهميته في العقيدة والإيمان، وقد قرر العلماء أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. فدل ذلك على عدمه. وكذلك ما قرره العلماء أن ترك الاستفصال مع وجود المقتضى يدل على عدم تأثير هذا التفصيل في الحكم.
أما النجاشي رضي الله عنه، فإنه كان بينه وبين رسول الله وصحابته علاقات ووشائج، وهو الذي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها. ولما مات النجاشي، جاء جبريل عليه السلام بخبره، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب مع الصحابة. وهذا يدل على إنه لم يكن مسلما بأرض الحبشة إلا النجاشي، وإلا لصلى النبي صلى الله عليه وسلم على كل من مات بأرض الحبشة، ولم يعلم ذلك. ولو قيل أن من مات من المسلمين صلى عليه سائر المسلمين في بلده، قيل فهذا يدل على إن النجاشي لم يصل عليه في بلده لعدم المسلمين هناك. وكذلك فقد ذكر العلماء أنه لا تشرع صلاة الغائب على من صلي عليه. يضاف إلى ذلك أن العلماء الذي استدلوا بالنجاشي على مشروعية الولاية عند الكفار فهموا جميعا ذلك، فضلا عن سائر الأدلة الأخرى المذكورة، ومنها ما كان من حال امرأة فرعون وبقائها في عصمته مع كفره واستعلائه بالكفر، وكذلك مؤمن آل فرعون في قومه الكفار كما تجد ذلك في ثنايا استدلالات شيخ أفسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك، فإن المعترضين لم يذكروا لنا ما هي أدلة المفاصلة المطلقة مع الكفار من الكتاب والسنة، وما هي منافعها إن وجدت، وما هي تأويلات الأدلة الظاهرة المخالفة لهذا المذهب، وما هو قولهم في الأصول التي ذكرها شيخ الإسلام وغيره من العلماء.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:08]ـ
حكم قبول الولايات العامة في ظل الدول الكافرة
أقتبس في هذا الموضع كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رعاه الله من رسالته في هذا الباب، حيث قال:
الأدلة من القرآن والسنة على تولي الولايات العامة في الدول الكافرة:
· نبي الله يوسف عليه السلام وولايته على خزائن أرض مصر:
من أصرح الأدلة على مشروعية تولي الولايات العامة في الدول الظالمة بل والكافرة إذا كان هذا المتولي مريداً للحق، قائماً بالعدل حسب استطاعته ما فعله يوسف عليه السلام، وكذلك ما فعله النجاشي -رضي الله عنه-.
فأما نبي الله يوسف عليه السلام فإنه كان مؤمنا في بلد كافر، قَدَرَ عليه -وهو غلام- مجموعة من الكفار فباعوه رقيقاً، ولكن الله الذي يرعاه يسر له أن يصبح في بيت رجل كريم أحسن مثواه، وعامله مثل ابن له (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) .. وقال يوسف عن هذا الذي اشتراه وأكرم مثواه (إنه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون) على القول بأن المقصود بـ "ربي" في هذه الآية سيدي وهو الراجح ولا شك.
وقد اتهم عليه السلام بما اتهمته به زوجة هذا الرجل ظلماً وعدواناً، وبرأه الله مما قالت، ونجاه من كيدها، وكيد من على شاكلتها من المفسدات الفاسدات .. ودخل السجن، وقد دعا يوسف إلى الدين وتوحيد الله بما استطاع .. ثم هيأ الله له الخروج من السجن مبرءاً مرفوع الرأس، منتصراً وفضح من اتهموه وآذوه .. وقد هيئت ليوسف الفرصة أن يدعو إلى الله من موقع أفضل، وأن يقيم العدل ما استطاع وسط نظام يقوم على الكفر والامتيازات الباطلة التي اعتادها ملوك مصر وتميزوا بها على شعوبهم .. ولم يقصر يوسف عليه السلام في إهتبال هذه الفرصة المواتية ليقيم العدل ويدعو إلى الله من موقع أفضل ويجنب شعباً من الشعوب خطر المجاعة التي علم أنها تنتظرهم في سني القحط السبع القادمة فعرض نفسه على ملك مصر قائلا: (اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم)
وقد جعل الله سبحانه وتعالى ما وصل إليه يوسف عليه السلام من الملك والقيام بالعدل وحفظ أموال الناس، وتجنيبهم كارثة المجاعة المتوقعة المحققة .. جعل الله هذا منَّاً منه ونعمة على عبده يوسف عليه السلام حيث يقول سبحانه وتعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين).
فجعل الله تمكين يوسف في أرض مصر بتقلده الوزارة فيها فضلاً من عنده على نبيه الكريم ..
علماً أن يوسف عليه السلام عامل قوماً جميعهم من الكفار فقام على حفظ أموالهم، وتجنيبهم كارثة ومصيبة كبرى ولا شك أنه لم يسر في وزارته كما هو الحق والعدل في كل الأمور فلا شك أنه قد كانت لهم نظم مالية تخالف العدل كالضرائب التي يفرضونها على الأرض والغلات، والمخصصات التي يخصصونها للملك وحاشيته ووزرائه وخاصته، ونحو ذلك مما هو معلوم من حال ملوك الكفر من أخذ المال من غير حقه، وصرفه على غير نظام العدل والمساواة بين الرعية، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ومن هذا الباب تولى يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر، بل ومسائلته أن يجعله على خزائن الأرض، وكان هو وقومه كفاراً كما قال تعالى: (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات، فما زلتم في شك مما جاءكم به) الآية، وقال تعالى عنه: (يا صاحبي السجن! أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية.
ومعلوم أنه مع كفرهم لا بد أن يكون لهم عادةٌ وسنةٌ في قبض الأموال، وصرفها على حاشية الملك، وأهل بيته وجنده ورعيته، ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم، ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد، وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له، لكن فعل الممكن من العدل والإحسان، ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته مما لم يمكن أن يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله: (فاتقوا الله ما أستطعتم)) (مجموع الفتاوي 20/ 56 - 57).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخبر سبحانه وتعالى أن يوسف النبي مع دعوته بما استطاع أهل مصر إلى التوحيد إلا أنهم بقوا على كفرهم وشركهم كما قال تعالى حاكياً مقالة مؤمن آل فرعون الذي قام يدافع في بلاط فرعون عن موسى عليه السلام لما هموا بقتله (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) وكان هذا قبل خمسمائة عام .. ومعنى هذا أنه لم يؤمن منهم أحد بدعوة نبي الله يوسف وبقوا على كفرهم ولكن يوسف مع ذلك لم يمتنع كما ذكرنا من إقامة ما أقامه من العدل، ومن فعل ما فعله معهم من الإحسان وهو مع كل ذلك لم يستطع في كل ذلك أن يغير نظامهم في الحكم، ولا تشريعهم الباطل .. بدليل أنه لما دبر مكيدة استبقاء أخيه عنده لم يطبق عليه قانون ملك مصر، وإنما طبق عليه ما عند بني إسرائيل في إسترقاق اللص كما قال تعالى (قال فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين) أي وجد في رحله فهو جزاؤه أن يسترق فأجرى يوسف عليه السلام قانونهم وتشريعهم في ذلك كما قال تعالى (وكذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) الآية، ودين الملك هنا هو تشريع ملك مصر .. ولا شك أن شرعته في اللصوص وغيرهم كانت مخالفة لشرعة الأنبياء… وهذا كله يدل على أنه فعل ما يستطيع من العدل والإحسان ولم يمكنه أن يغير نظامهم إلى الإسلام.
وقد شكر يوسف الله سبحانه وتعالى عما ولاه من الملك فيهم حيث يقول (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين).
وهذه الآيات واضحة صريحة الدلالة أنه يشرع للمسلم إذا هيئت له الفرصة أن يقيم العدل في قوم من الكفار ألا يمتنع عن ذلك.
بل قد يأثم إذا كانوا في حاجة إلى عدله وعلمه فامتنع من ذلك. هذا إذا كانوا كفاراً .. فكيف إذا كانوا مسلمين، وكانت حاجتهم أن يتولى شئونهم أهل الدين والصلاح لا أهل الفساد والإفساد.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:09]ـ
· النجاشي -رحمه الله- وولايته ملك الحبشة:
وأما النجاشي -رحمه الله- فلا شك كذلك في أنه آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومات على الإيمان، وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم عليه كما روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين مات النجاشي (مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمه) (حديث رقم 3877).
ومع إيمانه وإسلامه إلا انه بقي حاكماً في قوم جميعهم من الكفار المعاندين للتوحيد، الرافضين للدخول في الدين.
وقد قام فيهم بما يستطيع أن يقوم به من العدل والإحسان، ولا شك أن بقاءه فيهم مع ما في ذلك من بقاء ما هم فيه من الكفر والشرك .. خير من ترك هذا المنصب ليتولاه من يفسد فيه ..
ولا شك أن منهج الرسل في دعوتهم إلى الله هو تحصيل المصالح وتكميلها، والدعوة إلى الله حسب الاستطاعة. وليس كل أحد بمستطيع أن يقيم العدل كاملاً، ويفعل كل ما يريد على أكمل الوجوه ..
فكان تقليل الشرور إلى أقل حد ممكن وتحصيل المصالح لأكبر حد ممكن منها هو منهج الرسل والأنبياء عليهم السلام.
والشاهد في قصة النجاشي -رحمه الله- أنها دليل صريح من السنة على جواز تولي المسلم ولاية عامة بل الولاية الكبرى في قوم من الكفار وإن بقوا على الشرك والكفر طالما أنه يقيم الحجة عليهم، ويدعوهم إلى الله وإن لم يستجيبوا…
فقد جاء في السيرة أن النجاشي لما ورد عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم جعفر بن أبي طالب أكرم مثواهم، وآمنهم على دينهم، ثم لما أرسلت قريش عمرو بن العاص وأحبوا إغراء النجاشي بهدية، والإيقاع بينه وبين المسلمين مدعين أن المسلمين يسبون مريم عليها السلام، ثم إنه أي النجاشي دعا جعفر بن أبي طالب فقرأ عليه جعفر أوائل سورة مريم فقال النجاشي: لم يزد عيسى عن هذا ولا قدر هذه .. وأخذ عوداً من الأرض ورفعه .. فأنكر ذلك بطارقته وقد كانوا وزراء الحكم وقادة الدولة فقال لهم (وإن نخرتم!!).
ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن مسند الإمام أحمد قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وقد قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى سمعت خديجاً أخا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبدالله بن عتبة عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ونحن نحواً من ثمانين رجلاً، فيهم عبدالله بن مسعود وجعفر، وعبدالله بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وأبو موسى فأتوا النجاشي. وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له: إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا. قال فأين هم؟ قالا: في أرضك، فابعث إليهم، فبعث إليهم، فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه، فسلم ولم يسجد، فقالوا له: مالك لا تسجد للملك؟ قال: إنا لا نسجد إلا لله عز وجل. قال وما ذاك؟ قال إن الله بعث إلينا رسولاً ثم أمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله عز وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة. وقال عمرو: فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم، قال فما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قال نقول كما قال الله: هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول، التي لم يمسسها بشر، ولم يفرضها ولد. قال فرفع عوداً من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا، مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنه الذي نجد في الإنجيل. وأنه الرسول الذي بشَّر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه، وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما)).
ثم عقب ابن كثير على هذا قائلاً: (وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن) (البداية والنهاية 2/ 67 طبعة الريان).
والشاهد في هذه الرواية أنه آمن وشهد شهادة الحق في عيسى ومحمد عليهما السلام. وبقى في ملكه الذي هو فيه يحكم قوماً من الكفار لم يطاوعوه في إيمانه ولم يدخلوا فيما دخل فيه.
ولو كان من مستلزمات الإسلام وشرائطه وجوب التنحي والإبتعاد عن مشاركة الكفار لما أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما وصفه الرسول بعد موته بأنه رجل صالح وأمر الصحابة رضوان الله عليهم بالصلاة عليه.
ولا شك أن بقاء النجاشي في ملكه وأمره قومه بالحق وإقامة ما أقامه من العدل فيهم خير من ترك ذلك وهذا بحمد الله دليل صريح من السنة على ما نحن بصدده. أهـ الاقتباس من كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:09]ـ
· النجاشي ومؤمن آل فرعون وامرأة فرعون ويوسف كان قومهم كفار ولم يفاصلوهم ويفعلوا معهم كل ما يعرفونه من الدين:
قال شيخ الإسلام (19: 217): وكذلك الكفار من بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله فآمن به وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع كما فعل النجاشي وغيره، ولم تمكنه الهجرة إلى دار الإسلام ولا التزام جميع شرائع الإسلام لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من إظهار دينه وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام: فهذا مؤمن من أهل الجنة، كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون وكما كانت امرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر، فإنهم كانوا كفارا ولم يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام، فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا)
وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام، بل إنما دخل معه نفر منهم، ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلي عليه، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات وقال: (إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات) وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، ففلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت، بل روي أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدي الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم، ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن، والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه. وهذا مثل الحكم في الزنى للمحصن بحد الرجم، وفي الديات بالعدل والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع، النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك.
والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فإن قومه لا يقرونه على ذلك، وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل، وقيل أنه سم على ذلك. فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه، بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها. أهـ
· المسلم يكون إماما أو قاضيا ولا يمكنه العمل بكل ما يعرفه من الدين:
قال شيخ الإسلام (19: 218): والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فإن قومه لا يقرونه على ذلك، وكثيرا ما يتولى الرجل من المسلمين والتتر قاضيا بل وإماما، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه من ذلك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:10]ـ
· تولي الوظائف عند الحاكم الظالم لقصد تخفيف الظلم
قال شيخ الإسلام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393154&posted=1#_ftn1) جوابا لمن سأله: هل يحكم ببقاء من تولى وظيفة عند حاكم ظالم بقصد تخفيف الظلم فأجاب: الحمد لله، نعم إذا كان مجتهدا في العدل ورفع الظلم بحسب إمكانه وولايته خير وأصلح للمسلمين من ولاية غيره، واستيلاؤه على الإقطاع خير من استيلاء غيره، كما قد ذكر، فإنه يجوز له البقاء على الولاية والإقطاع ولا إثم عليه في ذلك، بل بقاؤه على ذلك أفضل من تركه إذا لم يشتغل إذا تركه بما هو أفضل منه. وقد يكون ذلك عليه واجبا إذا لم يقم به غيره قادرا عليه. فنشر العدل بحسب الإمكان ورفع الظلم بحسب الإمكان فرض على الكفاية، يقوم كل إنسان بما يقدر عليه من ذلك إذا لم يقم غيره في ذلك مقامه، ولا يطالب والحالة هذه بما يعجز عنه من رفع الظلم.
وما يقرره الملوك من الوظائف [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393154&posted=1#_ftn2) التي لا يمكنه رفعها لا يطالب بها، وإذا كانوا هم ونوابهم يطلبون أموالا لا يمكن دفعها إلا بإقرار بعض تلك الوظائف، وإذا لم يدفع إليهم أعطوا تلك الإقطاعات والولاية لمن يقرر الظلم أو يزيده ولا يخففه كان أخذ تلك الوظائف ودفعها إليهم خيرا للمسلمين من إقرارها كلها. ومن صرف من هذه الأموال إلى العدل والإحسان فهو أقرب من غيره، ومن تناوله من هذا شيء أبعد عن العدل والإحسان من غيره. والمقطع الذي يفعل هذا الخير يرفع عن المسلمين ما أمكنه من الظلم ويدفع شر الشرين بأخذ بعض ما يطلب منهم، فما لا يمكنه رفعه فهو محسن إلى المسلمين غير ظالم لهم، يثاب ولا إثم عليه فيما يأخذه على ما ذكره، ولا ضمان عليه فيما أخذه، ولا إثم عليه في الدنيا والآخرة إذا كان مجتهدا في العدل والإحسان بحسب الإمكان.
وهذا كوصي اليتيم وناظر الوقف والعامل في المضاربة والشريك وغير هؤلاء ممن يتصرف لغيره بحكم الولاية أو الوكالة إذا كان لا يمكنه فعل مصلحتهم إلا بأداء بعض من أموالهم للقادر الظالم فإنه محسن في ذلك غير مسيء، وذلك مثل ما يعطى هؤلاء المكاسين وغيرهم (من اللصوص) في الطرقات والأشوال الأموال التي ائتمنوا، كما يعطون من الوظائف المرتبة على العقار، والوظائف المرتبة على ما يباع ويشترى، فإن كل من تصرف لغيره أو لنفسه في هذه الأوقات من هذه البلاد ونحوها فلا بد أن يؤدي هذه الوظائف، فلو كان لا يجوز لأحد أن يتصرف لغيره لزم من ذلك فساد العباد وفوات مصالحهم.
والذي ينهى عن ذلك لئلا يقع ظلم قليل لو قبل الناس منه تضاعف الظلم والفساد عليهم، فهو بمنزلة من كانوا في طريق وخرج عليهم قطاع الطريق، فإن لم يرضوهم ببعض المال أخذوا أموالهم وقتلوهم. فمن قال لتلك القافلة: لا يحل لكم أن تعطوا لهؤلاء شيئا من الأموال التي معكم للناس، فإنه يقصد بهذا حفظ ذلك القليل الذي ينهى عن دفعه، ولكن لو عملوا بما قال لهم ذهب القليل والكثير وسلبوا مع ذلك. فهذا مما لا يشير به عاقل، فضلا أن تأتي به الشرائع، فإن الله تعالى بعث الرسل لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان.
ثم قال: وهذا بمنزلة وصي اليتيم وناظر الوقف الذي لا يمكنه إقامة مصلحتهم إلا بدفع ما يوصل من المظالم السلطانية، إذا رفع يده تولى من يجور ويريد الظلم، فولايته جائزة ولا إثم عليه فيما يدفعه، بل قد تجب عليه هذه الولاية.
وكذلك الجندي المقطع الذي يخفف الوظائف عن بلاده، ولا يمكنه دفعها كلها لأنه يطلب منه خيل وسلاح ونفقة ولا يمكنه إقامتها إلا بأن يأخذ بعض تلك الوظائف، وهو مع هذا ينفع المسلمين في الجهاد، فإذا قيل له: لا يحل لك أن تأخذ شيئا من هذا، بل ارفع يدك عن هذا الإقطاع، فتركه وأخذه من يريد الظلم ولا ينفع المسلمين، كان هذا القائل مخطئا جاهلا بحقائق الدين؛ بل بقاء الخيل من الترك والعرب الذين هم خير من غيرهم وأنفع للمسلمين وأقرب للعدل على إقطاعهم، مع تخفيف الظلم بحسب الإمكان، خير للمسلمين من أن يأخذ تلك الإقطاعات من هو أقل نفعا وأكثر ظلما. أهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393154&posted=1#_ftnref1) المجموع (30/ 357).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393154&posted=1#_ftnref2) أي الضرائب.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:10]ـ
· سؤال يوسف للولاية كان للمصلحة الدينية
قال (15: 114): وقوله: (اذكرني عند ربك) مثل قوله لربه: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) فلما سأل الولاية للمصلحة الدينية لم يكن هذا مناقضا للتوكل ولا هو من سؤال الإمارة المنهي عنه فكيف يكون قوله للفتى: (اذكرني عند ربك) مناقضا للتوكل وليس فيه إلا مجرد إخبار الملك به ; ليعلم حاله ليتبين الحق ويوسف كان من أثبت الناس.
وقال القرطبي في تفسيره في كلامه على سؤال الإمارة (9: 216):
فالجواب أولا أن يوسف عليه السلام إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه فإنه لم يكن هناك غيره وهكذا الحكم اليوم لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك كما قال يوسف عليه السلام فأما لو كان هناك من يقوم بها ويصلح لها وعلم بذلك فالأولى ألا يطلب لقوله عليه السلام لعبد الرحمن لاتسأل الإمارة. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:11]ـ
الفصل الخامس
الموازنة بين المصالح والمفاسد (الحسنات والسيئات)
في البدء لا بد من بيان اهمية هذا الباب في موضوع المشاركة في البرلمان. حيث إن ما يسمى بالديمقراطية وغيرها من الأنظمة الوضعية هي من الأنظمة المفروضة على المجتمع المسلم من قبل القوة الحاكمة في العالم. وفي نفس الوقت فإن أمة الإسلام يمكن تقييم وضعها في العصر الحديث بأنها في الوقت الذي تنعم فيه بالصحوة الإيمانية والحضارة الحية المتجددة التي يفتقدها العالم بأسره، فإنها متخلفة تخلفا عظيما عن ركب الحضارة المادية المهيمنة، بل تكاد تكون أكثر أمم الأرض تخلفا.
وقد يكون هذا الوصف غير متساوق مع وصفها بأنها تتمتع بصحوة إيمانية، حيث إن الصحوة الإسلامية الصحيحة ينبغي أن تتضمن صحوة مادية متناسبة، لأن الدين الصحيح يملي ذلك ويوجبه، فإن السبب في هذا التناقض هو أن هذه الصحوة هي في الشعوب وليست في الأنظمة الحاكمة المتسلطة على المسلمين، وبالتالي فهي صحوة جزئية، نسأل الله تعالى أن يكملها بالصحوة المادية كي تستقل عن هيمنة الغرب.
ولهذا فإن ما تواجهه الأمة من التحديات المعاصرة يتنازع فيها الإرادة الشرعية ذات الكفة الضعيفة والإرادة المتسلطة ذات الكفة القوية. ولا يمكن لهذه الأمة أن تهرب خارج العالم فلا بد لها من الحياة ولابد من القرار ولابد من المواجهة وقبول التحدي باستعمال الفقه الرباني. وهنا فإن القرار إما أن يكون بين أمرين كلاهما حسن ولكن لا يمكن الجمع بينهما، أو بين أمرين كلاهما سيء ولكن لا يمكن اجتنابهما، أو يكون الأمر حسنا ولكن فعله يستلزم الوقوع بأمر سيء.
وقد يفهم كثير من المسلمين أن الأحكام الشرعية هي أحكام ثابتة لا تقبل التغيير والتبديل، وبالتالي فإنهم يفهمون حين يدخلون هذه المشاركات البرلمانية فإن ذلك يكون دائما على أساس التنازل عن الدين وعن الأحكام الشرعية الصحيحة. وهذا فهم سقيم للدين لا يقول به إلا من لم يفقه هذا الدين العظيم. ولذا لا بد من بيان مقدمة أساسية في بيان أن الأحكام الشرعية هي مبنية على الحكمة والتعليل.
· تعليل الأحكام الشرعية، وبيان أنه ليس في الشرع على العموم فعل مأمور به ليس فيه مصلحة إلا مجرد الطاعة:
وصف الله تعالى نفسه بالحكمة في اثنين وتسعين موضعا في كتابه العزيز، وكذلك وصف الكتاب الذي أنزل بالحكمة، وجعل مهمة رسله تعليم الناس الكتاب والحكمة كما قال تعالى (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آيتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftn1).
إن المسلمين جميعا يدركون حكمة الشريعة ولكنهم يتفاوتون في معرفة تفاصيلها ومتعلقاتها من الأحكام الشرعية. وقد بين شيخ الإسلام كما سيأتي، أن الحكمة في الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين: حكمة في المأمور به، وحكمة في نفس لأمر. وبين أن عامة الشريعة تشتمل اجتماع القسم الأول والثاني معا، وأما الثاني فهو يكون في الابتلاء الذي قد يتجرد عن الحكمة في المأمور به لكنه يتعلق بالحكمة الناشئة من نفس الأمر، مع ملاحظة أن هذا القسم لا يثبت بمجرد الجهل بالحكمة في المأمور به، كما أن الأحكام الشرعية لا تعلق بمعرفة الحكمة، ولكن يجتهد أهل العلم لمعرفتها لضبط الأحكام الشرعية.
قال شيخ الإسلام [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftn2): والمقصود أن كلما أمر الله به أمر به لحكمة، وما نهى عنه نهى لحكمة، وهذا مذهب أئمة الفقهاء قاطبة وسلف الأمة وأئمتها وعامتها فالتعبد المحض بحيث لا يكون فيه حكمة لم يقع. نعم، قد تكون الحكمة في المأمور به وقد تكون في الأمر وقد تكون في كليهما. فمن المأمور به ما لو فعله العبد بدون الأمر حصل له منفعة كالعدل والإحسان إلى الخلق وصلة الرحم وغير ذلك، فهذا إذا أمر به صار فيه حكمتان: حكمة في نفسه وحكمة في الأمر، فيبقى له حسن من جهة نفسه ومن جهة أمر الشارع، وهذا الغالب على الشريعة وما أمر الشارع به بعد أن لم يكن إنما كانت حكمته لما أمر به. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تكلم شيخ الإسلام على الفعل الذي ليس فيه منفعة أصلا، إذا أمر به من باب الابتلاء والامتحان فقال: والتحقيق أن الأمر الذي هو ابتلاء وامتحان يحض عليه من غير منفعة في الفعل متى اعتقده العبد وعزم على الامتثال حصل المقصود وإن لم يفعله، كإبراهيم لما أمر بذبح ابنه، وكحديث أقرع وأبرص وأعمى لما طلب منهم إعطاء ابن السبيل فامتنع الأبرص والأقرع فسلبا النعمة، وأما الأعمى فبذل المطلوب فقيل له أمسك ما لك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك. وهذا هو الحكمة الناشئة من نفس الأمر والنهي لا من نفس الفعل.
ثم قال: وأما فعل مأمور ليس فيه مصلحة ولا منفعة ولا حكمة إلا مجرد الطاعة والمؤمنون يفعلونه فهذا لا أعرفه.
قال: فإن مذهب السلف والأئمة أن الله يخلق لحكمة ويأمر لحكمة، ومذهب السلف والأئمة أن الله يحب الإيمان والعمل الصالح ويرضى ذلك ولا يحب الكفر والفسوق والعصيان، وان كان شاء وجود ذلك [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftn3). أهـ
ولشيخ الإسلام تقسيم آخر للحكمة الناشئة عن الأمر لا يخرج عما ذكرنا [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftn4).
وهنا لا بد من التعليق أن الأمر الذي هو من باب الابتلاء إنما يحصل وقت التنزيل والوحي، وقد انقطع الوحي، فليس بأيدينا أمر في الشريعة هو من هذا الباب.
وأما من قال إن الحكمة في الأوامر الشرعية إنما هي ناشئة من نفس الأمر فقد خالف المفهوم من ظاهر القران الكريم والسنة النبوية كما هو مفصل في أثناء البحث.
قال شيخ الإسلام في المجموع (17: 179): (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) فأخبر أنه يأمر بما هو معروف وينهى عما هو منكر ويحل ما هو طيب ويحرم ما هو خبيث. ولو كان المعروف لا معنى له إلا المأمور به والمنكر لا معنى له إلا ما حرم لكان هذا كقول القائل: يأمرهم بما يأمرهم وينهاهم عما ينهاهم ويحل لهم ما أحل لهم ويحرم عليهم ما حرم عليهم. وهذا كلام لا فائدة فيه فضلا عن أن يكون فيه تفضيل له على غيره. أهـ
قال (11: 623): وأخبر أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث. كما قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون). وقد أمر الله الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكل معروف ونهى عن كل منكر. وأحل كل طيب. وحرم كل خبيث. وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح أنه قال: (ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم).
ثم قال (11: 625): والعمل إذ اشتمل على مصلحة ومفسدة فإن الشارع حكيم. فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه ; بل نهى عنه كما قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وقا تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) ولهذا حرمهما الله تعالى بعد ذلك. وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله ولم يشرعه الله ورسوله; فإنه لا بد أن يكون ضرره أعظم من نفعه وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع; فإنه - صلى الله عليه وسلم - حكيم لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
قال في المجموع أيضا (19: 25): وقال جمهور العلماء: الطيبات التي أحلها الله ما كان نافعا لآكله في دينه والخبيث ما كان ضارا له في دينه. أهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftnref1) البقرة: 151.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftnref2) المجموع (14/ 144).
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftnref3) أي لحكمة.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393157&posted=1#_ftnref4) أنظر المجموع (17/ 201).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:12]ـ
قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيئات (المصالح والمفاسد)
· إن الإسلام جاء بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإن عجز عن تحصيل كامل المصلحة وقدر على جزئها وجب ذلك، أو عجز عن تعطيل كامل المفسدة وقدر على تقليلها وجب ذلك:
وهذه القاعدة هي كذلك من أعظم قواعد الفقه الإسلامي، لاسيما الفقه المعاصر، وذلك بسبب ضعف المسلمين أزاء سواهم من الأمم، وكذلك التغيرات التي تحدث في هذا العالم، سواء كان هذا التغير في المسلمين أنفسهم من حيث الضعف والقوة المادية أو المعنوية أو الدينية، أو كان هذا التغيير في الآخرين أو في هذا العالم الذي أصبح صغيرا ويكاد أن يصبح بلا حدود ويعيش فيه بنو آدم من كل الألوان والعقائد والملل والنحل.
إن هذه القاعدة هي مصداق قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهي مصداق ختم النبوة (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب40)، إذ أنها قاعدة التفاعل مع الحياة وقاعدة المقاصد الشرعية وهي القاعدة التي تحقق (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) و (ما جعل جعل عليكم في الدين من حرج). وهي القاعدة التي تجعل الدين حيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
قال في المجموع: والشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم إذا عارضتها حاجة راجحة أبيح المحرم. أهـ
قال شيخ الإسلام في المجموع (20: 48): إن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنها ترجح خير الخيرين وشر الشرين، وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما،، وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما.
ثم قال: قال تعالى في المتعارض (يسألونك عن الخمر والميسر؟ قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهم)، وقال (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وقال (لا جناح عليكم أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)، وقال (والفتنة أكبر من القتل)، وقال (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا)، وقال (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك) إلى قوله (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم)، وقال (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) إلى قوله (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلي).
ونقول: إذا ثبت أن الحسنات لها منافع وإن كانت واجبة كان في تركها مضار، والسيئات فيها مضار، وفي المكروه بعض حسنات. فالتعارض إما بين حسنتين لا يمكن الجمع بينهما، فتقدم أحسنهما بتفويت المرجوح، وإما بين سيئتين لا يمكن الخلو منهما، فيدفع أسوأهما باحتمال أدناهما، وإما بين حسنة وسيئة لا يمكن التفريق بينهما، بل فعل الحسنة مستلزم لوقوع السيئة، وترك السيئة مستلزم لترك الحسنة، فيرجح الأرجح من منفعة الحسنة ومضرة السيئة.
فالأول كالواجب والمستحب، وكفرض العين وفرض الكفاية؛ مثل تقديم قضاء الدين المطالب به على صدقة التطوع.
والثاني (المستحب والمستحب) كتقديم نفقة الأهل على نفقة الجهاد الذي لم يتعين، وتقديم نفقة الوالدين عليه، كما في الحديث الصحيح) أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على مواقيتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله) وتقديم الجهاد على الحج كما في الكتاب والسنة متعين على متعين ومستحب على مستحب، وتقديم قراءة القرآن على الذكر إذا استويا في عمل القلب واللسان، وتقديم الصلاة عليهما إذا شاركتهما في عمل القلب، وإلا فقد يترجح الذكر بالفهم والوجل على القراءة التي لا تجاوز الحناجر، وهذا باب واسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث (السيئة والسيئة) كتقديم المرأة المهاجرة لسفر الهجرة بلا محرم على بقائها بدار الحرب، كما فعلت أم كلثوم التي أنزل الله فيها آية الامتحان (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات)، وكتقديم قتل النفس على الكفر، كما قال تعالى (والفتنة أكبر من القتل) فتقتل النفوس التي تحصل بها الفتنة عن الإيمان لأن ضرر الكفر أعظم من ضرر قتل النفس، وكتقديم قطع السارق ورجم الزاني وجلد الشارب على مضرة السرقة والزنى والشرب، وكذلك سائر العقوبات المأمور بها، فإنما أمر بها مع أنها في الأصل سيئة وفيها ضرر لدفع ما هو أعظم ضررا منها، وهي جرائمها، إذ لا يمكن دفع ذلك الفساد الكبير إلا بهذا الفساد الصغير.
وكذلك في باب الجهاد وإن كان قتل من لم يقاتل من النساء والصبيان وغيرهم حراما، فمتى احتيج إلى قتال قد يعمهم مثل الرمي بالمنجنيق والتبييت بالليل: جاز ذلك، كما جاءت فيها في السنة في حصار الطائف ورميهم بالمنجنيق، وفي أهل الدار من المشركين يبيتون، وهو دفع لفساد الفتنة أيضا بقتل من لا يجوز قصد قتله.
وكذلك مسألة التترس التي ذكرها الفقهاء، فإن الجهاد هو دفع فتنة الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها، ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي إلى قتل أولئك المتترس بهم جاز ذلك، وإن لم يخف الضرر لكن لم يمكن الجهاد إلا بما يفضي إلى قتلهم ففيه قولان.
ثم قال: وأما الرابع (حسنة وسيئة) فمثل أكل الميتة عند المخمصة، فإن الأكل حسنة واجبة ولا يمكن إلا بهذه السيئة ومصلحتها راجحة، وعكسه الدواء الخبيث، فإن مضرته راجحة على مصلحته من منفعة العلاج لقيام غيره مقامه، ولأن البرء لا يتيقن به، وكذلك شرب الخمر للدواء.
فتبين أن السيئة تحتمل في موضعين: دفع ما هو أسوأ منها إذا لم تدفع إلا بها، وتحصيل ما هو أنفع من تركها إذا لم يحصل إلا بها. والحسنة تترك في موضعين: إذا كانت مفوتة لما هو أحسن منها، أو مستلزمة لسيئة تزيد مضرتها على منفعة الحسنة. هذا ما يتعلق بالموازنات الدينية.
وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا، وإباحة المحرم لحاجة في الدنيا، كسقوط الصيام لأجل السفر، وسقوط محظورات الإحرام وأركان الصلاة لأجل المرض، فهذا باب آخر يدخل في سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع، بخلاف الباب الأول فإن جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وإن اختلفت في أعيانه، بل ذلك ثابت في العقل، كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين، وينشد:
إن اللبيب إذا بدا من جسمه مرضان مختلفان داوى الأخطرا
ثم قال: ولهذا استقر في عقول الناس أنه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمة وإن كان يتقوى بما ينبته أقوام على ظلمهم، لكن عدمه أشد ضررا عليهم؛ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان، كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان.
ثم قال: وذلك لأن الولاية إذا كانت من الواجبات التي يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفيء وإقامة الحدود وأمن السبيل: كان فعلها واجبا، فإذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق وأخذ بعض ما لا يحل وإعطاء بعض من لا ينبغي، ولا يمكنه ترك ذلك: صار هذا من باب ما لا يتم الواجب أو المستحب إلا به فيكون واجبا أو مستحبا إذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب أو المستحب، بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم، ومن تولاها أقام الظلم، حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره: كان ذلك حسنا مع هذه النية، وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو أشد منها جيدا.
ثم قال: ثم الولاية وإن كانت جائزة أو مستحبة أو واجبة، فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها أوجب أو أحب، فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحبابا أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر، بل ومسألته أن يجعله على خزائن الأرض، وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به) الآية، وقال تعالى عنه (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية، ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة في قبض الأموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته، ولا يكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم، ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فإن القوم لم يستجيبوا له، لكن فعل الممكن من العدل والإحسان ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته ما لم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله (فاتقوا الله ما استطعتم).
فإذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما، لم يكن الآخر في هذه الحال واجبا، ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تاركا واجبا في الحقيقة. وكذلك إذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما، لم يكن فعل ذلك الأدنى في هذه الحال محرما في الحقيقة، وإن سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الإطلاق لم يضر. ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة، أو للضرورة أو لدفع ما هو أحرم.
وهذا باب التعارض باب واسع جدا، لاسيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة، فإن هذه المسائل تكثر فيها، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم، فأقوام قد ينظرون إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمنت سيئات عظيمة، وأقوام قد ينظرون إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أو لأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة، أو يتبين لهم فلا يجدون من يعينهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء، ولهذا جاء في الحديث: (إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات).
فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل،، قد يكون الواجب في بعضها -كما بينته فيما تقدم -العفو عند الأمر والنهي في بعض الأشياء لا التحليل والإسقاط نمثل أن يكون في أمره بطاعة فعلا لمعصية أكبر منها، فيترك الأمر بها دفعا لوقوع تلك المعصية، مثل أن ترفع مذنبا إلى ذي سلطان ظالم فيتعدى عليه في العقوبة ما يكون أعظم ضررا من ذنبه، ومثل أن يكون في نهيه عن بعض المنكرات تركا لمعروف هو أعظم منفعة من ترك المنكرات فيسكت عن النهي خوفا أن يستلزم ترك ما أمر الله به ورسوله مما هو عنده أعظم من مجرد ترك ذلك المنكر.
فالعالم تارة يأمر وتارة ينهى وتارة يبيح وتارة يسكت عن الأمر أو النهي أو الإباحة، كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أو النهي عن الفساد الخالص أو الراجح، وعند التعارض يرجح الراجح -كما تقدم بحسب الإمكان، فأما إذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن: إما لجهله وإما لظلمه، ولا يمكن إزالة جهله وظلمه، فربما كان الأصلح الكف والإمساك عن أمره ونهيه، كما قيل، إن من المسائل مسائل جوابها السكوت، كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الإسلام وظهر. أهـ
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:13]ـ
· الأحكام العارضة
وهي فرع من الموازنة بين الحسنات والسيئات، إذ التشريع في الأصل وضع للأحوال الراتبة العادية، لاسيما في دولة الإسلام، حيث يكون سلطان الدين ظاهرا بشعائره وحدوده وإمامته ونحو ذلك. وكذلك فإن مفهوم الأحكام الراتبة ينصرف إلى الصحة مقابل المرض والإقامة مقابل السفر والعلم مقابل الجهل والقدرة مقابل العجز والقصد والرضا مقابل الإكراه، ودار الكفر مقابل دار الإسلام، ومثل ذلك. والأحكام الراتبة يقابلها الأحكام العارضة التي تتعلق بكل أنواع الضعف المذكورة آنفا وما يتبعها من الحرج في تحقيق الأحكام الراتبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام (23: 103): وهذا أصل آخر في الواجبات والمستحبات كالأصل الذي تقدم في ما يسقط بالعذر، فان كل واحد من الواجبات والمستحبات الراتبة يسقط بالعذر العارض بحيث لا يبقى لا واجبا ولا مستحبا، كما يسقط بالسفر والمرض والخوف كثير من الواجبات والمستحبات وكذلك أيضا قد يستحب أو لا يستحب للأسباب العارضة ما لا يكون واجبا ولا مستحبا راتبا. فالعبادات في ثبوتها وسقوطها تنقسم إلى راتبة وعارضة، وسواء في ذلك ثبوت الوجوب أو الاستحباب أو سقوطه.
وإنما تغلط الأذهان من حيث تجعل العارض راتبا، أو الراتب لا يتغير بحال، ومن اهتدى للفرق بين المشروعات الراتبة والعارضة انحلت عنه هذه المشكلات كثيرا. أهـ
· الخير النسبي:
لاشك أن الخير المطلق إنما يكون عند الله تعالى، كما إن صفات الكمال المطلقة لا يتصف بها غيره، وإن وصف بعض المخلوقين بها فإنما هو وصف نسبي لا يمكن أن يكون مطلقا بحال. وإذا كان هذا الوصف النسبي بين الخالق والمخلوق فإنه كذلك بين الخلق (وفوق كل ذي علم عليم) (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) (ونفضل بعضها على بعض في الأكل). (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) وهكذا فإن النقص قائم في بني آدم وإن أحسنوا.
قال شيخ الإسلام في المجموع (28: 67): بل هذا يجب على كل ولي أمر أن يستعين بأهل الصدق والعدل، وإذا تعذر ذلك استعان بالأمثل فالأمثل وإن كان فيه كذب وظلم، فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم! والواجب إنما هو فعل المقدور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، أو عمر بن الخطاب: (من قلد رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين).
فالواجب إنما هو الأرضى من الموجود، والغالب أنه لا يوجد كامل، فيفعل خير الخيرين ويدفع شر الشرين، ولهذا كان عمر بن الخطاب يقول: أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفرحون بانتصار الروم والنصارى على المجوس، وكلاهما كافر، لأن أحد الصنفين أقرب إلى الإسلام؛ وأنزل الله في ذلك سورة الروم لما اقتتلت الروم وفارس، والقصة مشهورة. وكذلك يوسف عليه السلام كان نائبا لفرعون مصر وهو وقومه مشركون، وفعل من العدل والخير ما قدر عليه، ودعاهم إلى الإيمان بحسب الإمكان. أهـ
قال (10/ 364): قد يقترن بالحسنات سيئات إما مغفورة أو غير مغفورة، وقد يتعذر أو يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة إلا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق المشروعة علما وعملا. فإذا لم يحصل النور الصافي، بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف وإلا بقي الإنسان في الظلمة، فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهى عن نور فيه ظلمة إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه. وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية، إذا خرج غيره عن ذلك لما في طرق الناس من الظلمة.
وإنما قررت هذه القاعدة ليحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه، ويعرف أن العدول عن كمال خلافة النبوة المأمورة به شرعا: تارة يكون لتقصير بترك الحسنات علما وعملا، وتارة بعدوان بفعل السيئات علما وعملا، وكلا من الأمرين قد يكون من غلبة، وقد يكون مع قدرة.
فالأول: قد يكون لعجز وقصور، وقد يكون مع قدرة وإمكان.
والثاني: قد يكون مع حاجة وضرورة وقد يكون مع غنى وسعة، وكل من العاجز عن كمال الحسنات والمضطر إلى بعض السيئات معذور، فإن الله يقول (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وقال (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) وقال سبحانه (ما جعل عليكم في الدين من حرج) وقال (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وقال (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) وقال (ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به).
وهذا أصل عظيم وهو أن تعرف الحسنة في نفسها علما وعملا، سواء كانت واجبة أو مستحبة. وتعرف السيئة في نفسها علما وقولا وعملا، محظورة كانت أو غير محظورة -إن سميت غير المحظورة سيئة-وأن الدين تحصيل الحسنات والمصالح، وتعطيل السيئات والمفاسد.
وأنه كثيرا ما يجتمع في الفعل الواحد أو في الشخص الواحد الأمران، فالذم والنهي والعقاب قد يتوجه إلى ما تضمنه أحدهما، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر، كما يتوجه المدح والأمر والثواب إلى ما تضمنه أحدهما فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر. وقد يمدح الرجل بترك بعض السيئات البدعية والفجورية، لكن قد يسلب مع ذلك ما حمد به غيره على فعل بعض الحسنات السنية البرية.
فهذا طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائما بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:14]ـ
· الشريعة تراعي تفاوت مراتب الصلاح والفساد:
أن التفاوت والتباين في الخلق سنة من سنن الله تعالى التي لا تجد لها تبديلا. ولا شك أن التفريق بين الأجناس المتباينة أمر عادي لا يحتاج إلى نظر بالنسبة لعموم الناس بخلاف التفريق بين مفردات الجنس الواحد حيث يتطلب ذلك نظر يتفاوت بحسب درجة تشابه هذه المفردات من جهة ثم درجة فهم الناظر من جهة أخرى. إن الإشكال يقع عند تعارض طاعتين الإتيان بإحداهما يستلزم تفويت الأخرى، أو بين معصيتين ترك إحداهما يستلزم الوقوع في الأخرى، ولذلك قال الحكماء: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين.
لقد راعت الشريعة التفاوت بين الطاعات والتفاوت بين المعاصي والتفاوت بين المكلفين أنفسهم مراعاة ترتب عليها أحكاما شرعية تتناسب مع هذا التفاوت.
قال تعالى في تفاوت الأنبياء والمؤمنين و المسلمين (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات)، (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى)، وقال (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم)، وقال (وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)، (نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم)، (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)، (ثم أورثنا الذين الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله).
وقال في تفاوت الكفار (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا)، (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا)، (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)، (إنما النسيء زيادة في الكفر)، (إنما نملي لهم ليزدادوا إثما).
وفي تفاوت المعاصي قال صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) متفق عليه عن أبي هريرة، فدل على أن سواها من الذنوب ليست موبقة.
وعن جابر قال قال صلى الله عليه وسلم: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn1)، فدل على أن الشرك أكبر الكبائر.
وفي تفاوت الخير قالت عائشة رضي الله عنها: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn2).
وعن حكيم بن حزام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصدقة أو خير الصدقة عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول) [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn3).
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من السفلى) [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn4).
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به) [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn5).
إن هذه النصوص وغيرها تثبت تفاضل الأحكام الشرعية في الحكم الواحد من أحكام التكليف. وإن أهمية المعرفة بهذا التفاضل تظهر عند تعارض الأحكام، بحيث لابد لك أن تفعل أحد أمرين، ومقتضى الشريعة أن تفعل خير الخيرين أو تفوت شر الشرين، كما هو مشار إليه في هذا المبحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn6): ذهب جمهور الفقهاء إلى تفاضل أنواع الإيجاب والتحريم وقالوا: إيجاب أحد الفعلين قد يكون أبلغ من إيجاب الآخر، وتحريمه أشد من تحريم الآخر، فهذا أعظم إيجابا وهذا أعظم تحريما. ولكن طائفة من أهل الكلام نازعوا في ذلك كابن عقيل وغيره فقالوا: التفاضل ليس في نفس الإيجاب والتحريم، ولكن في متعلق ذلك وهو كثرة الثواب والعقاب. والجمهور يقولون: بل التفاضل في الأمرين والتفاضل في المسببات دليل على التفاضل في الأسباب، وكون أحد الأمرين والنهيين مخصوصا بالتوكيد دون الثاني مما لا يستريب فيه عاقل، ولو تساويا من كل وجه لامتنع الاختصاص بالتوكيد أو غيره من أسباب الترجيح، فان التسوية والتفضيل متضادان.
وجمهور أئمة الفقهاء على التفاضل في الإيجاب والتحريم، وإطلاق ذلك هو قول جماهير المتأخرين من أصحاب الأئمة الأربعة. أهـ
وقال [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn7): فكما أن الحسنات أجناس متفاضلة، وقد يكون المفضول في كثير من المواضع أفضل مما جنسه فاضل، فكذلك السيئات. فالصلاة أفضل من القراءة، والقراءة أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، مع أن القراءة والذكر والدعاء بعد الفجر وبعد العصر أفضل من تحري صلاة التطوع في ذلك، وكذلك التسبيح في الركوع والسجود أفضل من قراءة القرآن فيه. وقد يكون بعض الناس انتفاعه بالذكر والدعاء أعظم من انتفاعه بالقراءة فيكون أفضل في حقه. فهكذا السيئات، وإن كان القتل أعظم من الزنا والزنا أعظم من الشرب، فقد يقترن بالشرب من المغلظات ما يصير به أغلظ من بعض ضرر الزنا.
وإذا عرف أن الحسنات والسيئات تتفاضل بالأجناس تارة وتتفاضل بأحوال أخرى تعرض لها، تبين أن هذا قد يكون أعظم من هذا وهذا أعظم من هذا. والعبد قد يأتي بالحسنة بنية وصدق وإخلاص تكون أعظم من أضعافها، كما في حديث صاحب البطاقة الذي رجحت بطاقته التي فيها (لا إله إلا الله) بالسجلات التي فيها ذنوبه، وكما في حديث البغي التي سقت كلبا بموقها فغفر الله لها، وكذلك في السيئات والله أعلم. أهـ
قال شيخ الإسلام [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn8): والمؤمن ينبغي له أن يعرف الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، كما يعرف الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، فيفرق بين أحكام الأمور الواقعة الكائنة، والتي يراد إيقاعها في الكتاب والسنة، ليقدم ما هو أكثر خيرا وأقل شرا على ما هو دونه، ويدفع أعظم الشرين باحتمال أدناهما، ويجتلب أعظم الخيرين بفوات أدناهما، فإن من لم يعرف الواقع في الخلق والواجب في الشرع لم يعرف أحكام الله في عباده، وإذا لم يعرف ذلك كان قوله وعمله بجهل، ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح. أهـ
وقال [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftn9): وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا، وإباحة المحرم لحاجة في الدنيا، كسقوط الصيام لأجل السفر، وسقوط محظورات الإحرام وأركان الصلاة لأجل المرض، فهذا باب آخر يدخل في سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع، بخلاف الباب الأول فإن جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وإن اختلفت في أعيانه، بل ذلك ثابت في العقل، كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين.
ثم قال: ولهذا استقر في عقول الناس أنه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمة وإن كان يتقوى بما ينبته أقوام على ظلمهم، لكن عدمه أشد ضررا عليهم؛ ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان، كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان. أهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref1) رواه مسلم.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref2) متفق عليه.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref3) متفق عليه.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref4) رواه مسلم.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref5) متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref6) المجموع (17/ 59).
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref7) المجموع (11/ 660).
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref8) جامع الرسائل (2/ 305).
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393160&posted=1#_ftnref9) المجموع (20/ 53).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:15]ـ
· الأصل أن المشروع مصلحته أكبر من مفسدته و المحرم مفسدته أكبر:
قال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) وقال تعالى (النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم).
فقد وصف تعالى ما يأمر به وصفا مجملا لازما لكل ما يأمر به وهو العدل والإحسان في كل تفاصيل الأوامر الشرعية، وكذلك إنما ينهى عن كل ما يغلب عليه ضد ذلك من الفحشاء والمنكر والبغي. وبذلك أرسل رسوله الأمين رحمة للعالمين فيما يأمرهم وينهاهم فلا يأمرهم إلا بما هو طيب ولا ينهاهم إلا بما هو خبيث، ولذلك يستدل العلماء في التحريم فيما لم يرد به نص مما استحدث من المأكل والمشرب ونحو ذلك بالنظر إلى ما يغلب عليه من الفساد.
ولابد هنا من ملاحظة أن الشريعة لم تشترط في المأمور به أن يكون خيرا محضا غير مشوب بشر، كما لم تشترط في المنهي عنه أن يكون شرا محضا غير مشوب بخير، بل يوجد الضدان في كثير من الأوامر كما يغلب وجودهما في المناهي، كما قال تعالى في المأمور (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وقال في المنهي (ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) هذا ما يتعلق بالأحكام الراتبة، أما ما يتعلق بالأحكام العارضة فالحكم فيه يختلف بحسبة كما هو مفصل في هذا المبحث.
قال شيخ الإسلام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393161&posted=1#_ftn1) في كلامه على الرقى: وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى، يحتمل أن يكون فيها كفر، فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم، وإن كان الجني قد ينصرف عن المصروع بها، فإنما حرمه الله ورسوله ضرره أكثر من نفعه، كالسيما وغيرها من أنواع السحر، فإن الساحر السيماوي وإن كان ينال بعض أغراضه، كما ينال السارق بعض أغراضه، وكما ينال الكاذب بكذبه وبالخيانة بعض أغراضه، وكما ينال المشرك بشركه وكفره بعض أغراضه، وهؤلاء وإن نالوا بعض أغراضهم بهذه المحرمات، فإنها تعقبهم من الضرر عليهم في الدنيا والآخرة أعظم مما حصلوه من أغراضهم.
فإن الله بعث الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فكل ما أمر الله به ورسوله فمصلحته راجحة على مفسدته ومنفعته راجحة على المضرة وإن كرهته النفوس، كما قال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو شر لكم) الآية، فأمر بالجهاد وهو مكروه للنفوس، لكن مصلحته ومنفعته راجحة على ما يحصل للنفوس من ألمه، بمنزلة من يشرب الدواء الكريه لتحصل له العافية، فإن مصلحة حصول العافية له راجحة على ألم شرب الدواء. وكذلك التاجر الذي يتغرب عن وطنه ويسهر ويخاف ويتحمل هذه المكروهات، مصلحة الربح الذي يحصل له راجحة على هذه المكاره. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات). أهـ
· تقليل المفسدة:
مع إن قاعدة معرفة خير الخيرين وشر الشرين من أعظم قواعد الفقه في الأحكام الشرعية، فإن أهمية شطرها الأخير (شر الشرين) تعد أكثر أهمية لدقتها، ولكثرة وقوع الالتباس الحاصل فيها من جهة، ثم كثرة ما ابتليت فيه الأمة من تسلط وشيوع الفساد مما لا تقوى على رفعه مرة واحدة، بل التخفيف ما أمكن إلى ذلك من سبيل. إن النظر إلى الشر من جهة جنسه دون مراتبه، وعدم مراعاة مثل هذه القاعدة الشرعية جعل كثيرا من المسلمين يتعاملون مع الشر على أحد طرفين: إما الترك أو الاستئصال، وفي الترك مع إمكان التقليل من الفساد قصور، كما يغلب أن يكون في
(يُتْبَعُ)
(/)
الاستئصال مع الضعف -كما هو الحال في وقتنا الحاضر- فساد أعظم من الفساد الذي يراد استئصاله من حيث تعطيل الدعوة، ثم إلقاء النفس في التهلكة وفي كلا الأمرين انتهاك لحرمات الله تعالى.
قال شيخ الإسلام [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393161&posted=1#_ftn2) في كلامه على الأموال المأخوذة من قبل السلطان بغير حق: نعم إذا كانت الأموال قد أخذت بغير حق، وقد تعذر ردها إلى أصحابها ككثير من الأموال السلطانية فالإعانة على صرف هذه الأموال في مصالح المسلمين كسداد الثغور ونفقة المقاتلة ونحو ذلك من الإعانة على البر والتقوى؛ إذ الواجب على السلطان في هذه الأموال – إذا لم يمكن معرفة أصحابها وردها عليهم ولا على ورثتهم – أن يصرفها – مع التوبة إن كان هو الظالم- إلى مصالح المسلمين، وهذا هو قول جمهور العلماء كمالك وأبي حنيفة وأحمد، وهو منقول عن غير واحد من الصحابة، وعلى ذلك دلت الأدلة الشرعية، كما هو منصوص في موضع آخر.
وإن كان غيره أخذها، فعليه هو أن يفعل ذلك بها، وكذلك لو امتنع السلطان من ردها: كانت الإعانة على إنفاقها في مصالح أصحابها أولى من تركها بيد من يضيعها على أصحابها وعلى المسلمين.
فإن مدار الشريعة على قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) المفسر لقوله (اتقوا الله حق تقاته)، وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) أخرجاه في الصحيحين. وعلى أن الواجب تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما هو المشروع.
والمعين على الإثم والعدوان من أعان الظالم على ظلمه، أما من أعان المظلوم على تخفيف الظلم عنه، أو على أداء المظلمة فهو وكيل المظلوم لا وكيل الظالم؛ بمنزلة الذي يقرضه، أو الذي يتوكل في حمل المال له إلى الظالم. مثال ذلك ولي اليتيم والوقف، إذا طلب ظالم منه مالا اجتهد في دفع ذلك بمال أقل منه إليه أو إلى غيره بعد الاجتهاد التام في الدفع فهو محسن، وما على المحسنين من سبيل.
قال: وكذلك لو وضعت مظلمة على أهل قرية أو درب أو سوق أو مدينة، فتوسط رجل منهم محسن في الدفع عنهم بغاية الإمكان وقسطها بينهم على قدر طاقتهم، من غير محاباة لنفسه ولا لغيره ولا ارتشاء، بل توكل لهم في الدفع عنهم والإعطاء كان محسنا. أهـ
· كلما زاد البعد عن آثار النبوة كلما كان التعارض أوسع وبيان أنه سبب من أسباب الفتنة:
إن باب تزاحم الأحكام الشرعية وتعارضها يكون ضيقا عند وجود العلم الشرعي الصحيح في ظل الكيان الإسلامي المستقل، ذلك لأن الأمة هي التي تهيئ باختيارها الأجواء التي تطبق فيها الأحكام الشرعية على النحو الراتب دون إخلال في تحقيق المقاصد الشرعية من هذه الأحكام. وعندما دب الضعف في الأمة فرضت عليها بقدر ضعفها وجهلها أجواء تتعارض بقدر أو بآخر مع الأحكام الشرعية الراتبة فبدأ باب تعارض الأحكام الشرعية بالاتساع، وكلما زاد الضعف زاد ما يفرض على الأمة من الفساد والظلم ما لا تقوى على رفعه، فزادت الحاجة إلى معرفة الأحكام العارضة، وزادت الحاجة إلى العلماء ممن يعتمد النقل المصدق والنظر المحقق عند الاشتباه. ولكن عند قلة أو فقد العلماء في هذه الأحوال تعم الفتن بين الناس لاتساع باب الاختلاف الفاسد بين الأئمة المنسوبين للعلم ثم ما يترتب على هذا من فساد في الأمة.
ومن رحمة الله تعالى بالأمة أن أبقى فيها إلى قيام الساعة من يجدد لها دينها، ويحفظ أصولها، ويفصل لها من الأحكام الشرعية الصحيحة ما يناسب الأحوال العارضة بما يحقق تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها واستحصال خير الخيرين وتفويت شر الشرين.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393161&posted=1#_ftnref1) المجموع (24/ 278).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393161&posted=1#_ftnref2) المجموع (28/ 283).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:15]ـ
· الحكم الشرعي لقاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمعرفة الحكم الشرعي لهذه القاعدة لابد من استحضار أحكام التكليف الخمسة: الواجب والمستحب والحرام والمكروه والمباح. ولكون هذه القاعدة تعتمد المقارنة بين المتشابهات فإنه لابد من التفريق بين الواجب والمستحب والمباح كما لابد من التفريق بين الحرام والمكروه للوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح.
لقد اعتمد شيخ الإسلام في تقرير الحكم الشرعي على قواعد شرعية مثل: (ما لا يتم الواجب والمستحب إلا به فهو واجب أو مستحب) مع اعتبار الموازنة مع المعارض الذي يجب أن يكون من جنسه في الحكم فلا ينبغي مقابلة المستحب بالواجب بل لابد أما أن يكون مستحبا في مقابل المستحب المرجوح أو واجبا في مقابل الواجب المرجوح. ولا يشكل ذلك في تلازم الحسنة والسيئة حيث يتقابل وجوب فعل الحسنة مع وجوب ترك السيئة فأي الوجوبين كان أعظم عمل به وأخذ الحكم حكم الوجوب.
وقد نبه ابن تيمية إلى أن الوجوب الراجح أو المرجوح قد يعتمد أعيان الأحوال أو أعيان الأشخاص فقد يكون الوجوب راجحا في حال دون حال أو شخصا دون شخص.
قال شيخ الإسلام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393162&posted=1#_ftn1): وذلك لأن الولاية إذا كانت من الواجبات التي يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفيء وإقامة الحدود وأمن السبيل: كان فعلها واجبا، فإذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق وأخذ بعض ما لا يحل وإعطاء بعض من لا ينبغي، ولا يمكنه ترك ذلك: صار هذا من باب ما لا يتم الواجب أو المستحب إلا به فيكون واجبا أو مستحبا إذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب أو المستحب، بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم، ومن تولاها أقام الظلم، حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره: كان ذلك حسنا مع هذه النية، وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو أشد منها جيدا.
ثم قال [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393162&posted=1#_ftn2): ثم الولاية وإن كانت جائزة أو مستحبة أو واجبة، فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها أوجب أو أحب، فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحبابا أخرى.
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر، بل ومسألته أن يجعله على خزائن الأرض، وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به) الآية، وقال تعالى عنه (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية، ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة في قبض الأموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته، ولا يكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم، ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فإن القوم لم يستجيبوا له، لكن فعل الممكن من العدل والإحسان ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته ما لم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله (فاتقوا الله ما استطعتم).
فإذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما، لم يكن الآخر في هذه الحال واجبا، ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تاركا واجبا في الحقيقة. وكذلك إذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما، لم يكن فعل ذلك الأدنى في هذه الحال محرما في الحقيقة، وإن سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الإطلاق لم يضر. ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة، أو للضرورة أو لدفع ما هو أحرم.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393162&posted=1#_ftnref1) المجموع (20/ 53).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393162&posted=1#_ftnref2) المجموع (20/ 56).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:16]ـ
· حكم ما كان من جنس العبادة المشروعة مطلقا إذا عارضه ما هو أرجح:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يستغرب البعض شمول هذه القاعدة للعبادات المحضة، حيث يصعب تصور إن العبادة المحضة قد تكون حراما أو مكروهة بحال. وفي الحقيقة فإن تزاحم الأحكام الشرعية وتعارضها متعلق بشكل مباشر بالأحكام الخمسة، ولا تخرج العبادات المحضة عن أن تكون واجبة أو مستحبة، وبالتالي فإن اجتمعت العبادة مع واجب أو مستحب آخر لا يمكن جمعهما قدم الأوجب أو الأكثر استحبابا وإن لم يكن عبادة محضة.
قال شيخ الإسلام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftn1) في كلامه على الاقتصاد في العبادة: فمتى كانت العبادة توجب له ضررا يمنعه من فعل واجب أنفع له منها، كانت محرمة، مثل أن يصوم صوما يضعفه عن الكسب الواجب أو يمنعه عن العقل أو الفهم الواجب، أو يمنعه عن الجهاد الواجب، وكذلك إذا كانت توقعه في محل محرم لا يقاوم مفسدته مصلحتها، مثل أن يخرج ماله كله ثم يستشرف إلى أموال الناس ويسألهم.
وأما إذا أضعفته عما هو أصلح منها وأوقعته في المكروهات، فإنها مكروهة. وقد أنزل الله تعالى في ذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) فإنها نزلت في أقوام من الصحابة كانوا قد اجتمعوا وعزموا على التبتل في العبادة: هذا يسرد الصوم وهذا يقوم الليل كله وهذا يجتنب أكل اللحم وهذا يجتنب النساء، فنهاهم الله سبحانه وتعالى عن تحريم الطيبات من أكل اللحم، والنساء، وعن الاعتداء وهو الزيادة عن الدين المشروع في الصيام والقيام والقراءة والذكر ونحو ذلك، والزيادة في التحريم على ما حرم والزيادة في المباح على ما أبيح. ثم أنه أمرهم بعد هذا بكفارة ما عقدوه من اليمين على هذا التحريم والعدوان.
وفي الصحيحين عن أنس أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: أما أنا فأصوم لا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
وفي الصحاح من غير وجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان قد جعل يصوم النهار ويقوم الليل ويقرأ القرآن في كل ثلاث، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: (لا تفعل، فإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس) أي غارت العين وملت النفس وسئمت، وقال له: (إن لنفسك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، فآت كل ذي حق حقه). أهـ
· لا ينبغي أن ينظر إلى غلظ المفسدة المقتضية للحظر إلا وينظر مع ذلك إلى الحاجة الموجبة للإذن:
تتخلف الأحكام الراتبة بعوارض معروفة مثل الضرورة والحاجة والعجز والجهل والإكراه والحرج ونحو ذلك. وقد تظهر هذه العوارض للناظر إلى الأعيان وقد لا تظهر إذ أن هذه العوارض ليست بالضرورة عوارض عامة (تعم الناس)، بل قد يكون أغلبها عوارض خاصة لا تظهر بوضوح للآخرين. والكلام هنا من وجهين: الأول أن المسلم ينبغي أن لا ينظر في أفعال الناس إلى مجرد الأحكام الراتبة بل ينظر أيضا إلى العوارض التي قد تظهر له وقد لا تظهر، ويكون حاله معهم بين ناصح ومذكر ومعذر إذا لم يظهر له خلاف ذلك.
الوجه الثاني أن الحكم الشرعي لأي مسألة ينضبط بطرفين: طرف الحكم الراتب، وطرف الحكم العارض الذي يعتبر هو الآخر حكم شرعي لا يتخلف في درجته وأهميته عن الأول.
قال شيخ الإسلام [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftn2): فهذا أصل عظيم في هذه المسائل ونوعها: لا ينبغي أن ينظر إلى غلظ المفسدة المقتضية للحظر إلا وينظر مع ذلك إلى الحاجة الموجبة للإذن؛ بل الموجبة للاستحباب أو الإيجاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل ما يحرم معه الصلاة يجب معه عند الحاجة إذا لم تمكن الصلاة إلا كذلك، فإن الصلاة مع تلك الأمور أخف من ترك الصلاة، فلو صلى بتيمم مع قدرته على استعمال الماء لكانت الصلاة محرمة، ومع عجزه عن استعمال الماء كانت الصلاة بالتيمم واجبة بالوقت، وكذلك الصلاة عريانا وإلى غير القبلة ومع حصول النجاسة وبدون القراءة، وصلاة الفرض قاعدا أو بدون إكمال الركوع والسجود، وأمثال ذلك مما يحرم مع القدرة ويجب مع العجز.
وكذلك أكل الميتة والدم ولحم الخنزير: يحرم أكلها عند الغنى عنها، ويجب أكلها عند الضرورة عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء. قال مسروق: من اضطر فلم يأكل حتى مات دخل النار. وذلك لأنه أعان على قتل نفسه بترك ما يقدر عليه من الأكل المباح له في هذه الحال، فصار بمنزلة من قتل نفسه، بخلاف المجاهد بالنفس، ومن تكلم بحق عند سلطان جائر، فإن ذلك قتل مجاهدا، ففي قتله مصلحة لدين الله تعالى. أهـ
وقال [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftn3) في كلامه على الورع وأنه ليس فقط ترك المحرم: ومن هنا يغلط كثير من الناس فينظرون ما في الفعل أو المال من كراهة توجب تركه، ولا ينظرون ما فيه من جهة أمر يوجب فعله. مثال ذلك ما سئل عنه أحمد: عن رجل ترك مالا فيه شبهة، وعليه دين، فسأله الوارث هل يتورع عن ذلك المال المشتبه؟ فقال له أحمد: أتترك ذمة أبيك مرتهنة؟ ذكرها أبو طالب وابن حامد. وهذا عين الفقه؛ فإن قضاء الدين واجب، والغريم حقه متعلق بالتركة، فإن لم يوف الوارث الدين، وإلا فله استيفاؤه من التركة، فلا يجوز إضاعة التركة المشتبهة التي تعلق بها حق الغريم، ولا يجوز أيضا إضرار الميت بترك ذمته مرتهنة. ففي الإعراض عن التركة إضرار الميت، وإضرار المستحق، وهذان ظلمان محققان بترك واجبين. وأخذ المال المشتبه يجوز أن يكون فيه ضرر المظلوم. فقال أحمد للوارث: أبرئ ذمة أبيك. فهذا المال المشتبه خير من تركها مرتهنة بالإعراض. وهذا الفعل واجب على الوارث وجوب عين إن لم يقم غيره فيه مقامه، أو وجوب كفاية، أو مستحب استحبابا مؤكدا أكثر من الاستحباب في ترك الشبهة، لما في ذلك من المصلحة الراجحة.
وهكذا جميع الخلق عليهم واجبات من نفقات أنفسهم وأقاربهم وقضاء ديونهم وغير ذلك، فإذا تركوها كانوا ظالمين ظلما محققا؛ وإذا فعلوها بشبهة لم يتحقق ظلمهم. فكيف يتورع المسلم عن ظلم محتمل بارتكاب ظلم محقق؟ ولهذا قال سعيد بن المسيب: (لا خير فيمن لا يحب المال، يعبد به ربه ويؤدي به أمانته ويصون به نفسه ويستغني به عن الخلق). وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغارم يريد الوفاء) فذكر في هذا الحديث ما يحتاج إليه المؤمن: عفة الفرج، وتخليص رقبته، وبراءة ذمته. فأخبر أن هذه الواجبات من عبادة الله وقضاء الديون وصيانة النفس والاستغناء عن الناس لا تتم إلا بالمال. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ومن لا يحب أداء مثل هذا الواجب العظيم الذي لا يقوم الدين إلا به فلا خير فيه. فهذه جملة ولها تفاصيل كثيرة والله أعلم. أهـ
· معرفة تحقيق المناط:
وهذا الباب من المفاتيح الأساسية لتحقيق الأحكام الشرعية في الواقع، فإنه لا سبيل إلى تحقق الأحكام الشرعية في الواقع إلا بمعرفة تحقيق المناط، أو انطباق الأوصاف الشرعية التي علق الحكم الشرعي بها على الواقع المعين سواء كان هذا الواقع شيء معين يشبه الخمر مثلا فيتحقق هل هو خمر، أو هو ظرف معين فيه شدة مزعومة، فيتحقق هل هو كذلك. والهدف هو تطبيق الأحكام الشرعية في الواقع. والمشاركة في الانتخابات أو البرلمان لا بد من أن يتم بتحقيق المناط، ومعرفة واقع الحال وواقع الحرج وواقع المصلحة، هل هو فعلا حرج، أو هل هناك مصلحة واقعية تطابق الأوصاف المذكورة في الحكم الشرعي النظري، أم لا.
وتحقيق المناط هو الاستدلال بالأدلة العقلية والعرفية ونحوها على دخول معين في حكم شرعي، وذلك بتحقق اتصاف ذلك المعين بالوصف أو الأوصاف التي علق به ذلك الحكم الشرعي. وهذا يستشف من كلام شيخ الإسلام والشاطبي كما سيأتي.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftnref1) المجموع (25/ 272).
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftnref2) المجموع (26/ 181).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393163&posted=1#_ftnref3) المجموع (29/ 279).
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:17]ـ
· تفصيل شيخ الإسلام:
فقد عرفه شيخ الإسلام بأنه الفقه الذي يتم فيه إدخال القضايا المعينة تحت الأحكام الكلية العامة، مثل إدخال أعيان تحت نوع وإدخال نوع خاص تحت نوع أعم منه. قال [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn1): الاجتهاد والتفقه الذي يحتاج فيه إلى إدخال القضايا المعينة تحت الأحكام الكلية العامة التي نطق بها الكتاب والسنة، هذا هو الذي يسمى (تحقيق المناط). أهـ
وقال [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn2): هو أن يعلق الشارع الحكم بمعنى كلي فينظر في ثبوته في بعض الأنواع أو بعض الأعيان. أهـ
وقال شيخ الإسلام [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn3) في كلامه على تحقيق المناط: (هو) أن يعمل بالنص والإجماع، فان الحكم معلق بوصف يحتاج في الحكم على المعين إلى أن يعلم ثبوت ذلك الوصف فيه، كما يعلم أن الله أمرنا بإشهاد ذوي عدل منا وممن نرضى من الشهداء، ولكن لا يمكن تعيين كل شاهد، فيحتاج أن يعلم في الشهود المعينين هل هم من ذوي العدل المرضيين أم لا؟ وكما أمر الله بعشرة الزوجين بالمعروف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (للنساء رزقهن وكسوتهن بالمعروف) ولم يمكن تعيين كل زوج، فيحتاج النظر في الأعيان.
ثم قال: وكما قال تعالى (ولا تقربوا ما ل اليتيم إلا بالتي هي أحسن) ويبقى النظر في تسليمه (أي المال) إلى هذا التاجر بجزء من الربح هل هو من (التي هي أحسن) أم لا؟ وكذلك قوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) يبقى هذا الشخص المعين هل هو من الفقراء والمساكين المذكورين في القرآن أم لا؟ وكما حرم الله الخمر والربا عموما، يبقى الكلام في الشراب المعين هل هو خمر أم لا؟
ثم قال: وهذا النوع (أي تحقيق المناط) مما اتفق عليه المسلمون بل العقلاء بأنه لا يمكن أن ينص الشارع على حكم كل شخص إنما يتكلم بكلام عام، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم. أهـ
وقد أكد شيخ الإسلام أن الشريعة لا تنص على الأعيان في العادة فقال [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn4): وبالجملة الأمور نوعان: كلية عامة وجزئية خاصة. فأما الجزئيات الخاصة كالجزئي الذي يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn5)، مثل ميراث هذا الميت وعدل هذا الشاهد ونفقة هذه الزوجة ووقوع الطلاق بهذا الزوج وإقامة الحد على هذا المفسد وأمثال ذلك، فهذا مما لا يمكن لا نبيا ولا إماما ولا أحدا من الخلق أن ينص على كل فرد فرد منه، لأن أفعال بني آدم وأعيانهم يعجز عن معرفة أعيانها الجزئية علم واحد من البشر وعبارته، ولا يمكن لبشر أن يعلم ذلك كله بخطاب الله له، وإنما الغاية الممكنة ذكر الأمور الكلية العامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بجوامع الكلم) [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn6). أهـ
· تفصيل الشاطبي:
وفصله الشاطبي [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn7) فقال: كل دليل شرعي فمبني على مقدمتين، إحداهما راجعة إلى تحقيق مناط الحكم والأخرى ترجع إلى نفس الحكم الشرعي. فالأولى نظرية، وأعني بالنظرية هنا ما سوى النقلية سواء علينا أثبتت بالضرورة أم بالفكر والتدبر ولا أعني بالنظرية مقابل الضرورية. والثانية نقلية. وبيان ذلك ظاهر في كل مطلب شرعي، بل هذا جار في كل مطلب عقلي أو نقلي، فيصح أن نقول: الأولى راجعة إلى تحقيق المناط، والثانية راجعة إلى الحكم، ولكن المقصود هنا بيان المطالب الشرعية. فإذا قلت أن كل مسكر حرام فلا يتم القضاء عليه حتى يكون بحيث يشار إلى المقصود منه ليستعمل أو لا يستعمل لأن الشرائع إ نما جاءت لتحكم على الفاعلين من جهة ما هم فاعلون، فإذا شرع المكلف في تناول خمر مثلا قيل له أهذا خمر أم لا فلا بد من النظر في كونه خمرا أو غير خمر وهو معنى تحقيق المناط. فإذا
(يُتْبَعُ)
(/)
وجد فيه أمارة الخمر أو حقيقتها بنظر معتبر قال نعم هذا خمر فيقال له: كل خمر حرام الاستعمال فيجتنبه. وكذلك إذا أراد أن يتوضأ بماء فلا بد من النظر إليه هل هو مطلق أم لا، وذلك برؤية اللون وبذوق الطعم وشم الرائحة، فإذا تبين أنه على أصل خلقته فقد تحقق مناطه عنده و أنه مطلق وهي المقدمة النظرية ثم يضيف إلى هذه المقدمة (مقدمة) ثانية نقلية وهي أن كل ماء مطلق فالوضوء به جائز. وكذلك إذا نظر هل هو مخاطب بالوضوء أم لا فينظر هل هو محدث أم لا فإن تحقق الحدث فقد حقق مناط الحكم فيرد عليه أنه مطلوب بالوضوء وإن تحقق فقده فيرد عليه انه غير مطلوب الوضوء، وهي المقدمة النقلية. أهـ
· الاجتهاد في تحقيق المناط:
قال شيخ الإسلام [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn8) في كلامه على الحديث المتفق عليه (إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي بنحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار): والاجتهاد في تحقيق المناط مما اتفق المسلمون عليه ولا بد منه كحكم ذوي عدل بالمثل في جزاء الصيد، وكالاستدلال على الكعبة عند الاشتباه ونحو ذلك، فلا يقطع به الإنسان، بل يجوز أن تكون القبلة في غير جهة اجتهاده، كما يجوز إذا حكم أن يكون قد قضى لأحدهما بشيء من حق الآخر.
قال: ودلالة الأحكام لا بد فيها من هذا، فإن دلالة العموم في الظواهر قد تكون محتملة للنقيض. أهـ
· الاجتهاد في تحقيق المناط يكمل بأهل الخبرة ممن لا يلزم أن يكون عارفا بالأدلة والمقاصد الشرعية ولوازم ذلك من العربية وغيرها من حيث العموم:
إن المقصود من تحقيق المناط هو تطبيق الواقع من الأعيان على الأحكام الشرعية كما سبق بيانه. ومن هذه الناحية فإن الأمر الأكثر خصوصية هنا هو معرفة أوصاف هذه الأعيان الواقعة. وما من شك أن العلم بأوصاف الأعيان يحتاج إلى النظر العقلي ثم الحسي التجريبي أكثر من حاجته إلى بقية العلوم. إن هذا الأمر يشترك بقدر أو بآخر مع كثير من العلوم المتخصصة المختلفة التي ظهرت عبر التأريخ.
من ناحية أخرى فإنه لا يشترط في العالم الفقيه أن يكون أيضا عالما متخصصا في معرفة الأعيان والأحوال، ولكنه لا يعفى من مهمة الحصول على القدر اللازم معرفته من تلك العلوم للوصول إلى الحكم الشرعي في الأعيان والأحوال الخاصة، حيث يكون من الواجب عليه سؤال أولئك العلماء أو الاختصاصين عما يحتاجه مما لا معرفة له به. كما أن هؤلاء الخبراء لا يجوز لهم أن يتصدوا للفتوى في الأعيان والأحوال الخاصة المختلفة سواء كانت خبرتهم دعوية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، بل يقدمون ما لديهم مما يلزم العلماء للإفتاء فيما يتعلق بذلك.
وقد ابتليت الأمة بكثير ممن له حظ وخبرة بهذه الاختصاصات من المسلمين الدعاة والاقتصاديين والسياسيين وغيرهم ممن خيل إليه أنه أهل لأن يفتي للأمة بالأحكام الشرعية التي لها علاقة باختصاصه وخبرته فنتج عن ذلك ما مفسدته أعظم من مصلحته.
قال الشاطبي [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn9): قد يتعلق الاجتهاد بتحقيق المناط، فلا يفتقر في ذلك إلى العلم بمقاصد الشارع كما انه لا يفتقر فيه إلى معرفة علم العربية، لأن المقصود من هذا الاجتهاد إنما هو العلم بالموضوع على ما هو عليه، وإنما يفتقر فيه إلى العلم بما لا يعرف ذلك الموضوع إلا به من حيث قصدت المعرفة به فلا بد أن يكون المجتهد عارفا ومجتهدا من تلك الجهة التي ينظر فيها ليتنزل الحكم الشرعي على وفق ذلك المقتضى. كالمحدث العارف بأحوال الأسانيد وطرقها وصحيحها من سقيمها وما يحتج به من متونها مما لا يحتج به، فهذا يعتبر اجتهاده فيما هو عارف به (سواء) [10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn10) كان عالما بالعربية أم لا أو [11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftn11) عارفا بمقاصد الشارع أم لا. وكذلك القارئ في تأدية وجوه القراءات، والصانع في معرفة عيوب الصناعات، والطبيب في العلم بالأدواء والعيوب، وعرفاء الأسواق في معرفة قيم السلع ومداخل العيوب فيها، والعاد في صحة القسمة، والماسح في تقدير الأرضين ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل هذا وما أشبهه مما يعرف به مناط الحكم الشرعي غير مضطر إلى العلم بالعربية ولا بمقاصد الشريعة، وإن كان اجتماع ذلك كمالا في المجتهد. والدليل على ذلك ما تقدم من أنه لو كان لازما لم يوجد مجتهد إلا في الندرة، بل هو محال عادة، وإن وجد ذلك فعلى جهة خرق العادة كآدم عليه السلام حين علمه الله الأسماء كلها ولا كلام فيه. وأيضا إن لزم في هذا الاجتهاد العلم بمقاصد الشارع، لزم في كل علم وصناعة أن لا تعرف إلا بعد المعرفة بذلك، إذا فرض من لزوم العلم بها العلم بمقاصد الشارع وذلك باطل فما أدى إليه مثله. فقد حصلت العلوم ووجدت من الجهال بالشريعة والعربية ومن الكفار المنكرين للشريعة.
ووجه ثالث أن العلماء لم يزالوا يقلدون في هذه الأمور من ليس من الفقهاء وإنما اعتبروا أهل المعرفة بما قلدوا فيه خاصة وهو التقليد في تحقيق المناط.
ثم قال: فالحاصل أنه إنما يلزم في هذا الاجتهاد المعرفة بمقاصد المجتهد فيه. أهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref1) درء تعارض العقل والنقل (7/ 336).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref2) المجموع (19/ 16).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref3) المجموع (22/ 329).
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref4) منهاج السنة (6/ 413).
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref5) يعني لا يحصل خلط بين أفراد النوع الواحد.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref6) رواه البخاري في الجهاد باب 122.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref7) الموافقات (3/ 23).
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref8) المجموع (13/ 111).
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref9) الموافقات (4/ 92).
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref10) يناسب أن نضيف هنا كلمة (سواء) ليستقيم المعنى.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393165&posted=1#_ftnref11) يناسب أن نضع (أو) بدل الواو المثبتة بالأصل ليستقيم المعنى.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:17]ـ
· تطبيقات الأحكام العارضة التي تتعلق بالأمة والإمامة:
1 - هل يجوز للأمة أن يكون لها أكثر من إمام وهل تقام الحدود بدونه إذا كان مضيعا لها:
قال شيخ الإسلام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftn1): والسنة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوابه، فإذا فرض أن الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجز الباقون أو غير ذلك فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ويستوفي الحقوق.
ثم قال: وقول من قال: لا يقيم الحدود إلا السلطان ونوابه، إذا كانوا قادرين فاعلين بالعدل، كما يقول الفقهاء: الأمر إلى الحاكم، إنما هو العادل القادر، فإن كان مضيعا لأموال اليتامى أو عاجزا عنها لم يجب تسليمها إليه مع إمكان حفظها بدونه، وكذلك الأمير إذا كان مضيعا للحدود أو عاجزا عنها لم يجب تفويضها إليه مع إمكان إقامتها بدونه.
والأصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه، فمتى أمكن إقامتها من أمير لم يحتج إلى اثنين، ومتى لم يقم إلا بعدد أو من غير سلطان أقيمت إذا لم يكن في إقامتها فساد يزيد على إضاعتها، فإنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن كان في ذلك من فساد ولاة الأمر أو الرعية ما يزيد على إضاعتها لم يدفع فساد بأفسد منه، والله أعلم. أهـ
2 - لو صالح الإمام قوما من المشركين بغير جزية ولا خراج لم يجز إلا للحاجة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftn2).
3- إعطاء الكفار المال لدفع شرهم عن المسلمين [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftn3).
· هل (الغاية تبرر الوسيلة)
يتخذ الكثير من المذاهب المادية اللادينية المعاصرة من مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) أساسا لتحقيق أهدافهم البراقة الزائفة وتبرير ما تحمل تلك الوسائل من ظلم وفساد. وقد أدرك الكثير من المسلمين الغش والخداع والظلم في تلك الوسائل والأهداف فرفضوا ذلك رفضا قاطعا. ولكن وقع عند البعض تطرف من حيث اعتبار ضد هذه القاعدة أصل شرعي يستدل به في رفض قاعدة تزاحم الأحكام الشرعية فيقول: ليس في الشرع أن الغاية تبرر الوسيلة. وفي الحقيقة فإن هذا الاستدلال غير صحيح من عدة وجوه:
الأول: إن هذا النفي لم يقله عالم من علماء المسلمين، لا قديما ولا حديثا، وإنما يقوله بعض المنسوبين إلى العلم من العوام.
الثاني: إن الغاية (كالمصلحة الراجحة) تبرر الوسيلة (التي هي فعل المفسدة اللازمة لتحقيق تلك المصلحة) أمر معلوم في الشريعة كما تم تفصيله حسب أصوله وضوابطه الشرعية. وليس هذا أمر مطلق، بل يكون وفق الضوابط الشرعية.
الثالث: إن قياس وجود ذلك في الشريعة على وجوده في المذاهب اللادينية قياس فاسد، إذ الغايات الشرعية هي مصالح حقيقية عظيمة لرحمة العالمين، وأما الوسائل فإنها إن تضمنت مفسدة في الأحوال العارضة فإنها دون تلك المصالح العظيمة، بحيث تكون المصلحة المستحصلحة مع وجود تلك المفسدة أعظم من عدم ذلك. في حين تكون غايات تلك المذاهب مصالح تخصهم دون الناس وأما الوسائل الفاسدة فإنها تصيب الناس دونهم ثم لا يراعى فيها أن تكون دون المصلحة التي قد تصيب الناس عرضا.
الرابع: إن هذا إنما يكون في الأحوال العارضة وليس الراتبة كما مر.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftnref1) المجموع (34/ 175).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftnref2) المجموع (29/ 209).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=393166&posted=1#_ftnref3) المجموع (30/ 347).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:20]ـ
ولعل ما كتبه الشيخ رعد فيه توضيح جلي للمسألة جزى الله خير أستاذنا خير الجزاء(/)
رسائل: حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها (الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله)
ـ[هيا]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:45]ـ
حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها
http://www.binbaz.org.sa/images/print.jpg (http://www.binbaz.org.sa/print.php?type=article&id=534)http://www.binbaz.org.sa/images/send.jpg (java******:art_s2f(534))
القسم: إملاءات ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=book)> رسائل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فنظراً لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب ويعالجون عن طريق السحر، أو الكهانة، وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل، رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما في ذلك من خطر عظيم على الإسلام والمسلمين؛ لما فيه من التعلق بغير الله تعالى، ومخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأقول مستعينا بالله تعالى: يجوز التداوي اتفاقاً وللمسلم أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه، ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعاً، حسبما يعرفه في علم الطب؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم.
فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه؛ كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به، فإنهم يتكلمون رجماً بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون، وهؤلاء حكمهم الكفر والضلال إذا ادَّعوا علم الغيب.
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً))،وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))،وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) رواه البزار بإسناد جيد.
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك، فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكار إتيان الكهان والعرافين ونحوهم، ومنع من يتعاطى شيئاً من ذلك في الأسواق وغيرها، والإنكار عليهم أشد الإنكار، والإنكار على من يجيء إليهم، ولا يجوز أن يغتر بصدقهم في بعض الأمور، ولا بكثرة من يأتي إليهم من الناس، فإنهم جهال لا يجوز التأسي بهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة؛ ولأنهم كذبة فجرة، كما أن في هذه الأحاديث دليلاً على كفر الكاهن والساحر؛ لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه، والمصدق لهم في دعواهم على الغيب يكون مثلهم، وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجاً كنمنمتهم بالطلاسم، أو صب الرصاص، ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها، فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم، كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إليهم ليسألهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبه، أو عما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء، أو العداوة والفراق ونحو ذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز وجل في شأن الملكين في سورة البقرة: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn1).
فدلت هذه الآيات الكريمة على أن السحر كفر وأن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه، كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعاً ولا ضراً وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر، ولقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ولبسوا بها على ضعفاء العقول، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم وأنه ليس لهم عند الله من خلاق، أي من حظ ونصيب، وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والآخرة، وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [2] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn2)، والشراء هنا بمعنى البيع نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين.
كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم وأن يوفق حكام المسلمين للحذر منهم وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم.
وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه، وأوضح لهم سبحانه ما يعالج به بعد وقوعه رحمة منه لهم، وإحساناً منه إليهم، وإتماماً لنعمته عليهم.
وفيما يلي بيان للأشياء التي يُتقى بها خطر السحر قبل وقوعه، والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعاً.
أما ما يتقى به خطر السحر قبل وقوعه، فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والمعوذات المأثورة، ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام، ومن ذلك قراءتها عند النوم، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم، وهي قوله سبحانه: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [3] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn3).
ومن ذلك قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [4] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn4) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [5] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn5) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [6] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn6)، خلف كل صلاة مكتوبة، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب.
ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل، وهما قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [7] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn7) إلى آخر السورة. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح))،وصح عن أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في
(يُتْبَعُ)
(/)
ليلة كفتاه)) والمعنى والله أعلم: كفتاه من كل سوء.
ومن ذلك الإكثار من التعوذ بـ (كلمات الله التامات من شر ما خلق) في الليل والنهار، وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)).
ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات: ((بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم))،لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء. وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه، وهي أيضاً من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه، مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس.
ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره - وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بها أصحابه -: ((اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)) يقولها ثلاثاً.
ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله: ((بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك)) ويكرر ذلك ثلاث مرات.
ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضاً وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله: أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه، ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آية الكرسي و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [8] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn8) و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [9] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn9) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [10] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn10) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [11] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn11) وآيات السحر التي في سورة الأعراف، وهي قوله سبحانه: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} [12] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn12)، والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [13] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn13)، والآيات التي في سورة طه: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [14] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftn14)، وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء.
ومن علاج السحر أيضاً -وهو من أنفع علاجه-: بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يُتقى بها السحر ويعالج بها والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما علاجه بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز؛ لأنه من عمل الشيطان، بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون؛ لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس، وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال: ((هي من عمل الشيطان)) رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد جيد، والنشرة هي حل السحر عن المسحور ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية، وهي سؤال الساحر ليحل السحر، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر. أما حله بالرقية والمتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك كما تقدم، وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد رحمة الله عليهما، ونص على ذلك أيضاً غيرهما من أهل العلم. والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref1) سورة البقرة الآية 102.
[2] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref2) سورة البقرة الآية 102.
[3] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref3) سورة البقرة الآية 255.
[4] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref4) سورة الإخلاص الآية 1.
[5] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref5) سورة الفلق الآية 1.
[6] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref6) سورة الناس الآية 1.
[7] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref7) سورة البقرة الآية 285.
[8] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref8) سورة الكافرون الآية 1.
[9] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref9) سورة الإخلاص الآية 1.
[10] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref10) سورة الفلق الآية 1.
[11] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref11) سورة الناس الآية 1.
[12] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref12) سورة الأعراف الآية 117 119.
[13] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref13) سورة يونس الآيات 79 82.
[14] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=534#_ftnref14) سورة طه الآيات 65 69.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 12:35]ـ
شكر الله لك أختنا الكريمة
وغفرَ للشيخ عبدالعزيز، وأخلفَ على المسلمين خيراً
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 10:32]ـ
ولشيخنا: السفياني رسالة لم تطبع ولم تناقش بعد رسالة بإسم (حكم الإسلام في الكهانة) ناقش فيها كثير من المسائل المعاصرة التي البست على العامة.(/)
نظرة في دواخل الكلمة
ـ[أبو مالكـ]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 10:52]ـ
الحياة روح حبانا الله إياه لـ"نحب", و"نعمر", و"ننمي" هي أمور ثلاثٌ حِسان:
1. ح: "الحب", وهي الحرف الأول من كلمتنا. فهي رياح لطيفة ربانية أسلمها الله لنا كي نكون مهيئين جديًا لعمل ما يتطلب منا لنحرث الأرض ونعمّرها وننميها. فحياة بلا حب كقرية بلا ناس.
2. ي: بعد أن يحب الفرد لا بد أن يقوم, وأن "يعمر" الأرض حتى يثبّت تاريخا له وحضارة وهي بمثابة المعرف له.
3. ا: إنماء الجيل وتربيته على كيفية نشر ثقافة الحب والأعمار مع تعدد مجالاتها وتدرج أولياتها.
4. التاء المربوطة: زائدة وقد تعني الموت فتمام الدائرة يعني وقوع الموت "بعد إنجاز حافل من الإسهام في البناء والأعمار" وبقاء ما عملت.
ملحوظة:
الحياة أشمل من الدنيا فالحياة .. هي الدائرة الأوسع, والمحلة الأنصع ربك قال " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" .. حتى القصاص -يا سادة- حياة "وإن في القصاص حياة لأولي الألباب" فعاصمة الحياة "الدين" وعمارها "الصالحون والعدل" .. أما الدنيا فعاصمتها "الهوى", وعمارها "الجور والشيطان".
أعمروا حياتكم بما أحياكم الله به من علم, وأدب, وتقى فلا بد أن تكون شخصية فينا لا نلبسها متى شئنا, ونضعها متى شئنا.
تحيتي لكم ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 06:01]ـ
بورك فيكم ..
ومعلوم أن ماذكرته يأتي قبله: (الإيمان والعمل الصالح).(/)
حرمة دماء المسلمين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:20]ـ
حرمة دماء المسلمين
أخي المسلم الكريم: إياك إياك الوقوع في دماء المسلمين فإنَّ مما عُلِمَ من الدين بالضرورة وتواترتْ به الأدلة من الكتاب والسنة حُرمة دم المسلم؛ فإنَّ المسلم معصوم الدم والمال، لا تُرفعُ عنه هذه العصمة إلاّ بإحدى ثلاث؛ إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: كَفَرَ بعدَ إسلامهِ، أو زَنَى بعد إحصانهِ، أو قَتَلَ نفساً بغير نفس)) (1)، وما عدا ذلك، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة، بل من الدنيا أجمع. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)) (2) وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم حرمة دم المسلم، ثم تبصّر ماذا سيكون موقفك عند الله يوم القيامة إنْ أنت وقعت في دم حرام، نسأل الله السلامة.
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]: (يقول الله تعالى: ليس لمؤمنٍ أنْ يقتل أخاه بوجه من الوجوه، وكما ثبت في الصحيحين (3) عن ابن مسعود: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة))، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه) (4). وقال ابن كثير في تفسير نفس الآية: (وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله، حيث يقول الله سبحانه في سورة [الفرقان: 68]
((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ)) الآية، وقال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً))
إلى أنْ قال: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [الأنعام: 151]، والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً)) (5): ((وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جحد آية من القرآن، فقد حل ضرب عنقه، ومن قال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، فلا سبيل لأحد إلاّ أنْ يصيب حداً فيقام عليه)) (6).
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه: ((فإذا شهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حُرّمتْ علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم)) (7).
وعلى المسلم أنْ يقف كثيراً عند قوله تعالى: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد: 22].
فانظر أخي المسلم إلى عظمة كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، والحصن والأمان الذي تضفيه على صاحبها إلاّ باستثناءات ذُكرتْ آنفاً.
ومما لا بد من علمه أخي المسلم أن الله عز وجل لم يجعلْ عقوبةً بعد عقوبةِ الشرك بالله أشدَّ من عقوبة قتل المؤمن عمداً حيث يقول: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]، وقد اختلف السلف في هذه الآية فذهب بعض الصحابة إلى أنَّ هذه الآية محكمةٌ وأنها آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن ذهب إلى ذلك الإمام الحبر الصحابي الجليل وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فعن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس أنَّ رجلاً أتاه فقال: أرأيتَ رجلاً قتل رجلاً متعمداً؟ قال: جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً، قال: أُنزِلتْ في آخر ما نزل، ما
(يُتْبَعُ)
(/)
نسخها شيءٌ حتى قُبضَ رسولُ الله ?، قال: أرأيتَ إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى؟ قال: وأنى له التوبة، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ثكلتْهُ أُمُه رجلٌ قتلَ رجلاً متعمداً يجيء يومَ القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاً رأسه بيمينه أو شماله تشخبُ أوداجه دماً في قبل العرش يقول: يا رب سَلْ عبدك فيم قتلني؟)) (8)، وفي الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي في المجتبى (9) عن معاوية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: سمعته يخطب - يقول: ((كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافراً)) فأيُّ خطر هذا، وأي مهلكة يقدم عليها المرء ويجازف بها، حياةٌ لا ممات فيها وخلودٌ في مستقر لا تَقَرُّ به عينٌ ولا تُرفعُ به عقيرةٌ فخراً وزهواً، وغَضَبٌ من الله وعذابٌ عظيم وخزي في الدنيا والآخرة مع مكث ولبث طويلين لا يعلم أمدهما إلاّ الله جل في علاه نسأل الله السلامة لنا ولمن اتعظ واتّبع. ثم تبصّرْ أخي المسلم الكريم الحديث جيداً لتنظر كيف أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد قرن بين قتل المؤمن والشرك بالله تعالى، وجعلهما مشتركين في استبعاد الغفران.
واعلم أخي المسلم أنَّ أول ما يُقضَى يوم القيامة بين العباد في الدماء ففي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ، وأولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ الدماءُ)) (10) وما ذلك إلا لعظم خطرها يوم القيامة فاستعد للموقف العظيم، والسؤال الصعب الذي ما بعده إلا جنة أو نار. وكل الذنوب يُرجَى معها العفو والصفح إلاّ الشرك، ومظالم العباد. ولا رَيبَ أنَّ سَفْكَ دماء المسلمين وهَتْكَ حرماتهم لَمِنْ أعظم المظالم في حق العباد، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من عبد يلقَى اللهَ لا يشرك به شيئاً، ولم يتند بدم حرام إلاّ دخل من أي أبواب الجنة
شاء)) (11) قوله: ولم يتند: أي لم يصب منه شيئاً أو لم ينل منه شيئاً ويقول الرسول الأعظم في حديث رواه البخاري في صحيحه (12): ((أبغض الناس إلى الله ثلاث: مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه)). وعن جندب رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ به يوم القيامة، قال: ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة، فقالوا: أوصنا. فقال: إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاعَ أنْ لا يأكل إلاّ طيباً فليفعل، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف منْ دم أهراقه فليفعل)) رواه البخاري (13). وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل مؤمناً فاغتبط (14) بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)) (15).
وإياك إياك أخي المسلم أنْ تُضيع على نفسك فرصة النجاة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً)) (16) أخي المسلم الكريم، هل أنت على استعداد أنْ تفوّت على نفسك فرصة النجاة العظيمة من النار، وقد روى البخاري ومسلم (17) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)). ثم اجعل دائماً أخي المسلم نُصْبَ عينيك أنَّ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض، ولا تحل إلا بإذن الله ورسوله.
واعلم أخي المسلم: أنَّ ما أوردناه غيض من فيض وقليل من كثير فهو إشارات لكثير من العبارات التي وردت في الكتاب والسنة، تحث المسلمين على الورع والكف عن دماء إخوانهم، ولما سبق ذكره كان الصحب الكرام والتابعون لهم بإحسان أشد ما يكونون من الورع والوجل من أنْ يغمس أحدهم يده بمظلمة في حق مسلم، وكانوا كذلك رحمهم الله ورضي عنهم لشدة ما سمعوا ووعوا من كلام النبوة في التحذير من الانغماس في الفتن والشبهات والتزام النفس والبيت، وعدم الولوج في حرمات المسلمين حتى بالكلام، صوناً لهم عن التسبب في مظالم للمسلمين فضلاً عن الخوض فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ((إنَّ بعدكم فتناً القاعد خير من الساعي، حتى ذكر الراكب، فكونوا فيها أحلاس بيوتكم)) (18).
وعن جندب رضي الله عنه قال: ((ستكون فتن، فعليكم بالأرض، وليكن أحدكم حلس بيته؛ فإنه لا ينبجس لها أحدٌ إلاّ أَرْدَتْهُ)) (19).
وحينما اعتزل سعد بن مالك وعبدُ الله بن عمر رضي الله عنهم الفتنةَ قال علي رضي الله عنه: ((للهِ دَرُّ منزلٍ نَزلَه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، واللهِ إنْ كان ذنباً إنه لصغير مغفور، ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور)) (20).
تذكّر أخي المسلم ما في الصحيحين (21) من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)).
وفي الصحيحين (22) أيضاً من حديث الأحنف بن قيس قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرجل – يعني: علي بن أبي طالب – فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار …)) ثم ذكر بقية الحديث. وفي رواية أخرى للبخاري (23) عن الحسن قال: خرجتُ بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، وفي رواية لمسلم (24): ((إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلا جميعاً)) وهذا كله إذا كان القتل غير مأذون به شرعاً، وقد قصّ الله علينا في كتابه العظيم خبر أول حادثة قتل وقعت في تاريخ البشرية حين قتل أحد ابني آدم أخاه قتله ظلماً وبغياً وحسداً فقال تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة: 27] ومع إن هذا القاتل قد هدّد أخاه بالقتل وأكد ذلك بقوله: ((لأَقْتُلَنَّكَ)) فقد تلطّف معه لعله أنْ يرجع عن عزمه، وأخبره أيضاً أنه لن يمد يده ليقتله مهما هدده، بل إنه حتى ولو باشر عملية القتل فسيكف يده أيضاً خوفاً من الله رب العالمين، فقال له: ((لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ))
[المائدة: 28] ثم أخذ ينصح أخاه ويعظه لعله يرجع عما هَمَّ به، ومع كل هذا التلطف والنصح فلم ينفع ذلك أخاه، ولم يثنه عن عزمه على قتل أخيه. وكذلك الظلم والحقد والبغي والحسد كل ذلك يعمي القلب عن الحق، ويصم الأذن عن سماع الحق، فلا يزال القلب مُصِرّاً على المعصية والإثم والموبقة، والشيطان يدفعه إلى تلك المعصية، فالشيطان هو العدو الأول للإنسان فيدفعه إلى ذلك دفعاً، ويهوِّن عليه الأمر حتى إذا وقع فيها تخلى عنه الشيطان وتبرأ منه، ثم بعد ذلك تَظْلَمُّ عليه الدنيا وتضيق عليه الأرضُ بما رَحُبَتْ، قال تعالى: ((فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [المائدة: 30] ثم بعد ذلك ماذا حصل للقاتل؟ ندم على ذلك الفعل الشنيع، ولكن هل ينفع الندم على قتله؟ لا ينفع الندم؛ لأنَّ أخاه قد مات، ولن يرجع إلى الحياة الفانية، ثم ماذا يصنع هذا القاتل بعد جريمته تحيّر وبقي يحمله مدة طويلة. أولُ قتيل لا يدري ماذا يصنع به هل يحمله ويضعه في الماء أم هل يضعه فوق الجبال، أشكل عليه الأمرُ، فالأمر معضلة ومشكلة، لأنَّه أول حادثة قتل تحدث على الأرض. فأظهر القاتل ندمه على سوء فعلته وصنيعه فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يدفن أخاه حتى أراه الله كيف يدفن الغراب غراباً. وقد بيّن لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه ما من نفس تُقتل ظلماً منذ ذلك التاريخ وحتى آخر يوم من الدنيا إلا كان لهذا القاتل كفلٌ منها
(يُتْبَعُ)
(/)
؛ لأنه أول من سن القتل، وهذا شأن كل مَن سَنّ ضلالة أو دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وقد بيّن الله سبحانه في كتابه بعد أنْ ذكر قصة ابني آدم أنَّ جريمة القتل عظيمة، وأنَّ من قتل نفساً بغير نفس
أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً يقول الله تعالى: ((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) [المائدة: 32] وهذا الحكم وإنْ كان ظاهره خاصاً ببني إسرائيل إلا إنه عام فينا وفيهم فقد سأل سليمانُ بنُ علي الحسنَ عن هذه الآية فقال: ((قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل فقال: والذي لا إله غيره كما كانت لبني إسرائيل وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دماءنا)) (25).
أخي المسلم الكريم، إنَّ الله تبارك وتعالى قد نهى عن قتل النفس بغير الحق في كتابه الكريم، وأثنى عز وجل على الذين يجتنبون هذه الجريمة العظيمة، وقد توعّد سبحانه من يفعلها باللعنة والغضب والعذاب العظيم والخلود في نار جهنم فقال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93].
فاستحضر أخي المسلم هذا التهديد العظيم وهذا الوعيد الكبير فأيُّ تهديدٍ بعد هذا وأيُّ وعيد بعد هذا الوعيد كل ذلك؛ لأنَّ المسلم له مكانة عند الله تعالى. ودم المسلم هو أغلى الدماء التي يجب أنْ تُصانَ، وأن يُغضَب لإراقتها.
أخي المسلم الكريم قد بيّن الله سبحانه وتعالى حرمة المسلم ومكانته عند الله تعالى فقد صحّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله
من زوال الدنيا)) (26) وفي رواية أخرى: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ)) (27).
وفي حديث آخر: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق)) (28) فهذه مكانة المسلم عند الله تعالى فتدبّر أيها القاتل ماذا تصنع بفعلتك؟!!
فلزوال الدنيا كلها أهون من قتل رجل مؤمن بغير حق، زوال الدنيا بأموالها ومزارعها ومصارفها ومصانعها وتجاراتها وبناياتها ودولها وأحلافها، وكل ما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق. بل المسلم له حرمة حتى بعد موته فقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كسر عظم الميت، وأخبر أنَّ عظم الميت إذا كُسر فكأنما كُسر وهو حيٌّ، فقد صحّ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً)) (29).
أخي المسلم الكريم، إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حذّر أمته أشد التحذير من هذه الجريمة فقال: ((سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفر)) (30) وقال: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) (31) وبيّن أنَّ هذه الجريمة من السبع الموبقات المهلكات فقد قال:
((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا
بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) (32) وقال أيضاً: ((أكبر الكبائر: الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور)) (33). وروى النسائي (34) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر كان له الجنة)) فسألوه عن الكبائر فقال: ((الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة والفرار يوم الزحف)).
وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله (يعني سره ذلك وفرح به) لن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)) (35).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقاتل المسلم مهما فرَّ في هذه الدنيا، فإنَّه لن يفلت يوم القيامة، ولن يتركه المقتول يوم القيامة، فقد صحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب هذا قتلني فيقول له: لما قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لك فيقول: فإنها لي، ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب، إنَّ هذا قتلني فيقول الله: لما قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان فيقول الله تعالى: ((إنها ليس لفلان فيبوء بإثمه)))) (36) وفي رواية للنسائي (37) أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول: سَلْ هذا فيم قتلني؟)) فهذا هو الحساب وهو أشد أنواع الحساب فهو ليس تحقيقاً دنيوياً يستطيع به بعضهم أن يتخلص ببعض من يكون للخائنين ظهيراً.
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أنْ تقع في دم حرام فتقتل أحداً من أجل فلان أو مُلْكِ فلان أو إمارة فلان، فإنهم لن ينفعوك شيئاً عند الله، ولن يدفعوا عنك شيئاً من عذاب الله. وروى النسائي (38) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: ((يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول: أي رب سَلْ هذا فيم قتلني؟)) وعند ابن ماجه (39) والترمذي (40) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
((يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دماً فيقول: يا رب سَلْ هذا فيم قتلني؟ حتى يدنيه من العرش)).
إذن احذر أخي المسلم أنْ يكون لك أحدٌ بالمرصاد يوم القيامة فإنَّ من تقتله في الدنيا لن يتركك في الآخرة، بل هو لك بالمرصاد. والله سبحانه وتعالى لما جعل للنفس المسلمة هذه الحصانة الكبيرة؛ ذلك لأنَّ نفس المسلم لها مكانة وحرمة، فليس أحد يملكها أو يملك إزهاقها، بل إنَّ ذلك ممنوع غاية المنع، ولا يجوز إلا بإذن من الله تبارك وتعالى وإذن رسوله صلى الله عليه وسلم.
بل حتى نفسك التي بين جنبيك لا تملكها أنت ولا يحل لك إزهاقها؛ ولهذا جاء الوعيد الشديد فيمن يقتل نفسه متعمداً؛ ففي الصحيحين (41) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من تَردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يَتردّى فيها خالداً مُخلَّداً فيها أبداً، ومن تَحسَّى سُماً فقتل نفسه فَسُمُّه في يده يتحسَّاهُ في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً، ومن قتلَ نفسَه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً)). وروى البخاري (42) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال: ((والذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)). وفي الصحيحين (43) من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّبَ به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله)). ولفظ جامع الترمذي (44):
((ليس على المرء نذر فيما لا يملك، ولاَعِنُ المؤمن كقاتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقاتله، ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ بما قتل به نفسه يوم القيامة)).
فتنبه أخي المسلم الكريم دائماً بأنَّ مسألة قتل النفس بغير حق من الأمور الخطيرة التي تضيّق على من ارتكبها الدنيا بما فيها، فمجرد أنْ يقع المسلم في هذه الجريمة تضيق عليه الأرض وتضيق عليه نفسه لذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لن يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً)) (45) وفي رواية لأبي داود (46) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال المؤمن مُعنقاً (والمعنق هو طويل العنق الذي له سوابق بالخير) ما لم يُصِبْ دماً حراماً … .. )) وروى البخاري (47) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا فضل من خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم المسلم فقال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً لم يتند بدم حرام دخل الجنة)) (48). فهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم مسلم، وهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يحمل مسلماً على ظهره يأتي به يوم القيامة، هنيئاً لمن خرج من الدنيا وقد سلم المسلمون من لسانه ويده، هنيئاً لمن فارق الدنيا ولم يقترف جريمة يسفك بها دم مسلم.
تذكّر أخي المسلم وصية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أنْ لا يأكل إلا طيباً فليفعل، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل)) (49).
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أنْ يحول بينك وبين الجنة ملء كف من دم تهريقه بغير حقه.
واعلم أخي المسلم الكريم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحذِّر أمته من الأمور التي تدعو الإنسان إلى أنْ يقتل مسلماً أو أنْ يجرح مسلماً، ومن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يمر المسلم،
ومعه السهام في أسواق المسلمين، أو في مساجد المسلمين، أو في أي مكان من أماكن تجمعهم، إلا أن يكون النصل مغطىً حتى لا يجرح به مسلماً، وهو لا يشعر. فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((إذا مَرَّ أحدكم بمسجدنا أو في سوقنا، ومعه نبل فليمسك عن نصالها بكفه، لا يعقر مسلماً)) (50) ومن تلك الأمور التي حذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نهى عن الإشارة إلى المسلم بأي شيء يحتمل أنْ يقتله أو يجرحه، نهى عن ذلك وأخبر أنّ من فعل ذلك فأنَّه ربما نال اللعنة والوعيد الشديد؛ لذلك قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يُشِرْ أحدُكم على أخيه بالسلاح؛ فإنَّه لا يدري لعل الشيطان ينزع يده فيقع في حفرة من النار)) (51).
وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإنَّ الملائكة تلعنه، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه)) (52). وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يُتعاطَى السيف مسلولاً (53)، وكل هذا الاحتراز لشدة حرمة المسلم على المسلم؛ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك خشية أنْ يكون هناك خطأ فيقع السيف ويجرحك أو يؤذيك أو يقع على أخيك، وإذا كان ذلك في الأسلحة القديمة فهو في الأسلحة الحديثة أشد تأكيداً؛ لأنَّ الضرر أعظم، والخطر أكبر، والعلة تدور مع الحكم وجوداً وعدماً. ومن الأمور التي يستفاد منها خطورة أمر دماء المسلمين، هو أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حذّر من الدخول في الفتن، وما ذلك إلا لأن لا يقع المسلم في دماء المسلمين؛ لخطورة الأمر وشدته، فالفتن مظنة لأنْ يكون هناك قاتل ومقتول، فالفتن إذا سعرت وابتدأت صعب على الناس إطفاؤها. فنبينا صلوات الله وسلامه عليه قد حذّر أمته من الفتن، وبيّن أنَّها ستحدث وستكون في هذه الأمة فقد صحّ أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي من تَشرّف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجئاً أو معاذاً فليعذ به)) (54) هكذا بيّن لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ المخلَص من الفتن أنْ يهرب منها المسلم قدر الاستطاعة.
فاحذر أخي المسلم من الوقوع في الفتن، فالفتنةُ قد تُريكَ الحقَ باطلاً والباطلَ حقاً. وقد تعميك وتصمك وأنت لا تشعر، وقد أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الفتن ستقع في أمته فقال:
((إذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة)) (55) وأخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه ستأتي فتن في آخر الزمان يكثر فيها القتل وتكثر فيها الفتن حتى أنه من شدة الفتن يمر الرجل على القبر ويتمرّغ عليه ويقول: يا ليتني صاحب هذا القبر، من شدة ما يرى من الفتن والأمور العظيمة؛ ففي الصحيحين (56) من حديث أبي هريرة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بالقبر فيقول: يا ليتني مكانه)) وقال أيضاً: ((والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتِلَ)) (57) وفي رواية لمسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
على الناس يومٌ، لا يدري القاتل فيم قَتَلَ ولا المقتول فيم قُتِلَ، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج القاتل والمقتول في النار)) (58). ونبينا صلى الله عليه وسلم حينما يذكر ذلك إنما يذكره ليحذرنا من أن نكون من أولئك أو من أن نشارك في سفك تلك الدماء أو أن نتلطخ فيها، أو أن نلقى الله بها، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي ? قال: ((يَتقاربُ الزمانُ ويُقبَضُ العلمُ ويُلقَى الشحُّ ويَكثرُ الهرجُ، فقيل: وما الهرجُ؟ قال: القتل)) (59) وقال أيضاً: ((إنَّ بين يدي الساعة لهرجاً))، قال: قلت: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: ((القتل))، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته)) فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم)) (60).
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد، وأنْ يهربوا منها كل الهرب؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين؛ لذا بوّب البخاري في صحيحه: باب من الدين الفرار من الفتن (61).
أخي المسلم الكريم، إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن – وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً.
.............................. .......................
(1) أخرجه: أبو داود (4502)، وابن ماجه (2533)، والترمذي (2158)، والنسائي 7/ 91 وفي الكبرى، له (3482) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(2) أخرجه: النسائي 7/ 82 وفي الكبرى، له (3448) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(3) أخرجه: البخاري 9/ 6 (6878)، ومسلم 5/ 106 (1676) (25).
(4) تفسير ابن كثير: 514 و515.
(5) تفسير ابن كثير: 516.
(6) أخرجه: ابن ماجه (2539)، وابن عدي في " الكامل " 3/ 280.
(7) أخرجه: البخاري 1/ 109 (393).
(8) أخرجه: الحميدي (488)، وأحمد 1/ 240، وعبد بن حميد (680).
(9) 7/ 81 وفي " الكبرى "، له (3446).
(10) أخرجه: البخاري 9/ 3 (6864)، ومسلم 5/ 107 (1678) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
((دون الشطر الأول)).
(11) أخرجه: أحمد 4/ 148، وابن ماجه (2618)، والحاكم 4/ 351 - 352.
(12) 9/ 7 (6882) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(13) 9/ 80 (7152).
(14) هم الذين يقتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدا ولا يستغفر الله منه أبداً. مسند الشاميين 2/ 266.
(15) أخرجه: أبو داود عقب (4270).
(16) أخرجه: البخاري 9/ 2 (6862).
(17) أخرجه: البخاري 1/ 41 (121)، ومسلم 1/ 58 (65) (118) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(18) أخرجه: نعيم بن حماد في الفتن (489).
(19) أخرجه: نعيم بن حماد في الفتن (490).
(20) أخرجه: الطبراني في الكبير (319).
(21) البخاري 1/ 14 (31)، ومسلم 8/ 169 (2888) (14).
(22) سبق ذكره.
(23) 9/ 64 (7083).
(24) 8/ 170 (2888) (16).
(25) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (9211)، وما تقدم من كلام عن هذه القصة اقتباس من محاضرة للشيخ فهد الحربي بعنوان القاتل والمقتول، جزاه الله خير الجزاء.
(26) سبق تخريجه.
(27) أخرجه: الترمذي (1395) بهذا اللفظ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(28) أخرجه: ابن ماجه (2619) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
(29) أخرجه: بهذا اللفظ ابن الجارود (551) وأخرجه: أبو داود (3207)، وابن ماجه (1616) بلفظ: ((كسر عظم الميت ككسره حياً)).
(يُتْبَعُ)
(/)
(30) أخرجه: البخاري 1/ 19 (48)، ومسلم 1/ 57 (64) (116) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(31) سبق تخريجه.
(32) أخرجه: البخاري 4/ 12 (2766)، ومسلم 1/ 64 (89) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(33) أخرجه: البخاري 3/ 225 (2654)، ومسلم 1/ 64 (87) (143) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
(34) 7/ 88 وفي الكبرى، له (3472).
(35) سبق تخريجه.
(36) أخرجه: النسائي 7/ 84 وفي الكبرى، له (3460) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(37) 7/ 84 وفي الكبرى، له (3461) من حديث جندب رضي الله عنه.
(38) 7/ 85 و8/ 63، وفي الكبرى، له (3462) و (7072).
(39) سنن ابن ماجه (2621).
(40) الجامع الكبير (3029).
(41) أخرجه: البخاري 7/ 181 (5778)، ومسلم 1/ 72 (109).
(42) 2/ 121 (1365).
(43) أخرجه: البخاري 8/ 18 (6047)، ومسلم 1/ 73 (110) (176).
(44) الجامع الكبير (1527).
(45) أخرجه: البخاري 9/ 2 (6862) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(46) سنن أبي داود (4270).
(47) 9/ 2 (6863).
(48) أخرجه: ابن ماجه (2618) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
(49) سبق تخريجه.
(50) أخرجه: البخاري 1/ 122 (452)، ومسلم 8/ 33 (2615) (124) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(51) أخرجه: البخاري 9/ 62 (7072)، ومسلم 8/ 34 (2617) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(52) أخرجه: مسلم 8/ 34 (2616) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(53) أخرجه: أبو داود (2588)، والترمذي (2163) من حديث جابر رضي الله عنه.
(54) أخرجه: البخاري 4/ 241 (3601)، ومسلم 8/ 168 (2886) (10) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(55) أخرجه: الترمذي (2202) من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(56) البخاري 9/ 73 (5117)، ومسلم 8/ 182 (157) (53).
(57) أخرجه: مسلم 8/ 183 (2908) (55) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(58) أخرجه: مسلم 8/ 183 (2908) (56) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(59) أخرجه: البخاري 8/ 17 (6037)، ومسلم 8/ 59 (157) (11) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(60) أخرجه: ابن ماجه (3959) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
(61) صحيح البخاري 1/ 11.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 05:59]ـ
بارك الله فيك دكتورنا ..
ليت المقال يُطبع كمطوية ويوزع في العراق.
وليتك تستخدم - لاحقًا - لونًا غير اللون الأحمر! لأنه متعب. استخدمه في العبارات المهمة.
وفقكم الله ونفع بكم ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 07:17]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا ورفع قدركم يا شيخ ماهر.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 02:35]ـ
أجزل الله لكم الثواب جميعاً
نعم هذا المقال وزع عندنا على أشكال متعددة، وهو مستل من كتابي " حرمة المسلم على المسلم " وقد طبعناه عندنا طبعات متعددة، وهو يدرس في كليتنا " كلية العلوم الإسلامية " بأقسامها الأربعة.
واختيار اللون الأحمر إنما هو؛ ليتناسب مع الدماء، وما أكثر الدماء التي تراق في بلدنا الجريح بغير حق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 10:23]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ ماهر ونفع الله بك ...
لا أظن أن الرافضة والصليبيين سيرتدعون بقراءة المطوية لو وزعت ... لكنا ننصح إخواننا في العراق بإعانة المجاهدين فهم بإذن الله الدرع الواقي دون ولوغ هؤلاء المجرمين في دماء المسلمين ..
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:49]ـ
بارك الله في علمك شيخ ماهر وهدى الله من يستبيح حرمة دماء المسلمين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 02:41]ـ
آمين
وأنتم فيكم بارك، وجزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 04:46]ـ
حرمة دماء المسلمين
http://www.saaid.net/ahdath/77.htm
للعبد الفقير(/)
«الغلو في الدين أسبابه وعلاجه» محاضرة لصاحب الفضيلة العلاَّمة سعد الشثري
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 07:20]ـ
«الغلو في الدين أسبابه وعلاجه»
محاضرة
لصاحب الفضيلة العلاَّمة الشَّيْخ سعد بن ناصر الشثري
- حفظه اللّهُ ورعاه -.
9 - 5 - 1428 هـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36886(/)
تحقيق القول في موقف الشهرستاني من الشيعة والباطنية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل بعض طلبة العلم قد قرأ قول شيخ الإسلام عن الشهرستاني صاحب كتاب " الملل والنِحل " في رده على الرافضي، قال:
"أما قوله إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية. فليس كذلك، بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحياناً أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه ولذا اتهمه الناس بأنه من الإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من التهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو مع الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه ... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم ... ". (منهاج السنة 6/ 306).
ومن قرأ كتاب " الملل والنِحل " لا يتبين له بوضوح ماذكره شيخ الإسلام.
وقد وجدتُ الأخ الكريم محمد بن ناصر السحيباني – وفقه الله – قد حقق هذه المسألة في رسالته للماجستير: " منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنِحل – عرض وتقويم "، فأحببتُ نقله للإخوة الكرام:
ذكر المبحث الرابع: (اتهامه بالميل إلى الفلاسفة الباطنية): ونقل عمن نسبه.
ثم قال (ص 82 - 83):المطلب الثاني: ميله إلى الفلاسفة ونصرة مذاهبهم والذب عنها.
أولاً: المؤلف –كما سبق- اشتغل بعلم الكلام والفلسفة وما يتعلق بهما، ووجه نشاطه، وأفرغ جهده في ذلك، تعلماً وتحصيلاً، ومن ثم تعليماً وتلقيناً للناس، مع إهمال العلوم الشرعية –التي اشتغل بتحصيلها في أول عمره كما يظهر من أقواله- سواء تحصيلاً أو تعليماً. ومؤلفاته شاهدة بذلك – كما سبق ذكرها-؛ إذ تكاد تخلو من مؤلف في العلوم الشرعية، إذا ما استثنينا علم التفسير، الذي لم يسلم من ذلك، بل تضمن مسائل وأصولاً باطنية- كما سيأتي بيانه.
ثانياً: حديث المؤلف عن الفلاسفة: فقد توسع في الحديث عنهم، وفصّل القول في جوانب من آرائهم وحكمهم، وكذلك سعى في إظهارهم بصورة مقبولة وحسنة أمام الناس، وذلك بإضفاء صبغة التوحيد، والإيمان بوجود الله عز وجل عليهم؛ إذ تحدث عنهم بصورة الموحدين المقرين بالله عز وجل كما في كتابه الملل والنحل وهذا خلاف ما عرف واشتهر عنهم من الوثنية والشرك والإلحاد.
ثالثاً: إن كثرة إطلاع المؤلف، وكثرة حديثه عنهم والخوض في آرائهم فيه دلالة على الميل إليهم أو الاستئناس بذكرهم، وخاصة إذا كان على الصورة السابقة.
إضافة إلى موافقته –كغيره من المتكلمين- للفلاسفة في بعض المسائل والآراء، بل إن المنهج الذي سار عليه في مؤلفاته ومناقشته مستمد من أولئك، وهو تقديم الجانب العقلي على الجانب الشرعي في المسائل والآراء التي يوردها.
إلا أن ذلك لا يعني أن المؤلف أصبح كأحدهم أو من في حكمهم، فهو مع تأثره بهم إلا أنه انتقد أكثر آرائهم ورد عليهم في مواضع من كتبه، فهو لم يخرج عن كونه أحد المتكلمين من الأشاعرة ".
ثم قال (ص 86 - 87):
" إن المتأمل في كتاب الملل والنحل والمستعرض لما تضمنه يلحظ في ثنايا عرض المؤلف بعض الأفكار التي تشعر بميله إلى بعض مبادئ وأفكار الرافضة، ومن جملة ذلك ما يلي:
1 - حديثه عن الخلافات التي وقعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد ذكره ما حصل في عهد علي -رضي الله عنه- وقد خصه بذلك دون الخلفاء الثلاثة: "وفي الجملة كان علي –رضي الله عنه- مع الحق والحق معه" وذكرها أيضاً في موضع آخر.
2 - إطراؤه بعض أئمة آل البيت، ومبالغته في ذلك: كمحمد بن الحنفية، وجعفر الصادق في غير موضع، ووصفهما بصفات أعلى من صفات البشرية.
3 - ميله للقول بالوصية والإمامة، وأن بعضها مستقر، وبعضها مستودع، في أكثر من موضع،
4 - قوله بمسألة النور الخفي، وتقريرها بمنحى باطني.
5 - إطراؤه الشديد وثناؤه على آباء الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة عبدالمطلب، وغير ذلك.
إن المتأمل في تلك المواضع يلحظ تأثر المؤلف بالتشيع، والتأثر محصور في ميله إلى بعض أفكار الرافضة في آل البيت؛ من محبتهم والغلو فيهم، حيث حكى بعض ما قاله أولئك الرافضة عن آل البيت، المتضمن الغلو فيهم، ورفعهم فوق مرتبتهم ومنزلتهم البشرية.
وقد يقول قائل: إن هذه الإشارات والأمثلة يسيرة، ولا تدل دلالة صريحة وقطعية على ميل المؤلف إلى الفكر الباطني أو التأثر به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجاب بأن هذا الالتماس حسن ومقبول، لو لم تقم أدلة غير تلك، بيد أن هناك شواهد وأدلة أخرى تؤكد هذا الاتهام وتوثقه، وهي ما أورده في كتابه "مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار"، حيث تضمن –معظمه- أفكاراً باطنية وآراء رافضية، أكثر وضوحاً وصراحة مما جاء في كتاب الملل؛ مما يؤكد تأثر المؤلف وجنوحه إلى الأفكار والمبادئ الباطنية. وهذا ما سيتضح فيما يلي إن شاء الله ".
ثم قال بعد استعراضه الكتاب (ص 99):
" فمن خلال استعراض الكتاب نجد الأدلة الواضحة، والبراهين الظاهرة الدالة على تأثر المؤلف التأثر الواضح، والميل الظاهر إلى طائفة الرافضة، حيث حشد المؤلف في التفسير أقوالاً كثيرة جداً، وآراء كثيرة مما تقول به وتعتقده تلك الطائفة.
فالتفسير تضمن جانبين:
الأول: التفسير الظاهر وهو ما ذكره المفسرون من أهل السنة على اختلافهم، وهذا الجانب يذكر فيه ما يتعلق بالآية من حيث اللغة، والنحو، والتفسير، والمعاني.
الثاني: التفسير الباطني ومعظمه منسوب إلى آل البيت –كما زعم- حيث ضمنه أقوالاً كثيرة لأهل الرفض والتشيع، وهذا الجانب يذكر فيه الأسرار والمعاني المتعلقة بالآية. ويأتي هذا التفسير عقب التفسير الظاهر للآية دائماً، حيث يختم المؤلف حديثه عن الآية المفسرة بذكر تلك الأسرار ".
ثم قال (ص 100 - 114):
" ثانيا- أمثلة لما تضمنه الكتاب من الآراء والمسائل الباطنية: ومن جملة الآراء والمسائل التي تضمنها الكتاب ما يلي:
أولاً: قوله بوجود مصحف علي كما تزعم الرافضة.
أولاً: دعوى أن علياً هو أولى الصحابة بجمع القرآن.
ثانياً: لمز الصحابة رضوان الله عليهم خاصة، وأهل السنة عامة.
رابعاً: أثار شبهات حول جمع القرآن وكتابته وذلك بإيراد الروايات الضعيفة في ذلك، ومنها:
أ -ما روي عن عثمان أنه قال: إن فيه لحنا وستقيمه العرب.
ب- ما روي عن ابن عباس قوله: إن الكاتب كتبه وهو ناعس.
خامساً: تأول حفظ الله تعالى للقرآن تأويلاً باطلاً.
سادساً: ذكر دعوى خطيرة وهي: عدم استبعاد وجود نسختين للقرآن لا تختلفان اختلاف التضاد، وكلاهما كلام الله –عز وجل-. قياساً على التوراة والإنجيل على حد زعمه ودعواه.
ثانياً: زعمه اختصاص آل البيت بشيء من العلوم
ثالثاً: قوله بالوصية والإمامة.
رابعاً: القول بتقديم علي –رضي الله عنه- على غيره من الصحابة، وأنه أحق بالإمامة منهم.
خامساً: تفسيره للآيات تفسيراً باطنيا.
ومما يؤيد وجود النزعة الباطنية لدى المؤلف –إضافة إلى ما في هذا الكتاب- الأمور التالية:
1 - تضمن كتابه "مجلس الخلق والأمر" علامات باطنية، حسب ما يذكره محمد تقي دانش كما في قوله: "وفي أيدينا الآن مجلس من هذه المجالس، ويقال: أنها كانت مثار ضجة حتى إنها كانت تثير دواراً في الرأس "حركة باطنية في الفكر" وإثارتها هذه الحركة –كما يذكرون- بسبب ظهور علامات باطنية إسماعيلية فيها ... ".
2 - تفسيره سورة يوسف كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في قوله: "وقد قيل: إنه صنف تفسيره سورة يوسف على مذهب الإسماعيلية: ملاحدة الشيعة، وإما ملاحدة الباطنية المنسوبين إلى الصوفية".
3 - صلته الوثيقة بأعيان وكبار الشيعة، فكما سبق كان من المقربين لنقيب ترمذ أبي القاسم، وقد أهدى إليه كتابيه "الملل والنحل" و"مصارعة الفلاسفة".
4 - وجود بعض الأفكار في كتابه الملل والنحل، كما سبقت الإشارة إليها.
5 - ما تقدم من أقوال بعض المعاصرين له، والعلماء؛ من اتهامه بذلك.
6 - هذا ما يتصل بما يؤيد صحة تلك التهمة الموجهة إلى المؤلف.
ومع ذلك كله فقد ورد في بعض كتبه ما يعارض ما ذكر ويناقضه، كما سيتضح فيما يأتي ".
ثم ذكر ما يُعارض التهمة السابقة، ومنه (ص 116 – 122):
" -موقف المؤلف من الرافضة:
تعرض المؤلف في كتابه نهاية الإقدام إلى بعض آراء الرافضة وأبطل معظم ما ذكره عنهم ورد عليهم، مما يدل على عدم ميل المؤلف إلى شيء من آرائهم وأفكارهم، وخاصة فيما يتعلق بالإمامة، والقول بتعيين إمامة علي بالنص، كما سيأتي بيانه.
1 - بيانه براءة أئمة أهل البيت –وخاصة جعفر الصادق- من خصائص مذاهب الشيعة وحماقاتهم.
2 - نقد المؤلف بعض عقائدهم، وبين معارضتها، ومخالفتها لما ثبت في الكتاب والسنة وكذلك العقل: كالطعن في الصحابة، وغيبة المهدي، وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - بيانه أنهم وقعوا في غلو وتقصير فيما يجب لله تعالى من حقوق وصفات، بل وأن غلاتهم اقتبسوا آراءهم وأفكارهم من أديان ومذاهب باطلة.
4 - بيان حيرتهم في أصل المسائل وأعظمها –لديهم- وهي "الإمامة" فهم، مختلفون ومتحيرون في سوقها وخاصة بعد جعفر الصادق.
5 - بيان اختلافهم الشديد وتفرقهم في أصول المسائل حتى أصبحوا –كما يذكر- ما بين معتزلة وعيدية أو تفضيلية، وإخبارية: مشبهة أو سلفية. ثم قال عقب ذلك: "ومن ضل في الطريق وتاه، لم يبال الله في أي واد أهلكه".
هذا ما يتعلق بالإمامية، أما سائر فرق الشيعة الأخرى، فهي لا تقل عما ذكره عن الإمامية، إذ إن عباراته قاسية، وأوصافه لبعضهم جارحة، بل نص على أن تشويش الدين، وفتنة الناس مقصورة على الباطنية منهم، كما في قوله "لقد كان في كل أمة من الأمم قوم مثل الإباحية والزنادقة، والقرامطة، كان تشويش ذلك الدين منهم، وفتنة الناس مقصورة عليهم"، وذكر أن من ألقاب الإسماعيلية: الباطنية، والقرامطة والمزدكية.
وقد بيّن المؤلف في كتابه الملل بطلان عقائد الباطنية وانتقد آراءها، وذكر أنها تخالف الاثنتين والسبعين فرقة.
-كلام المؤلف في الصحابة رضي الله عنهم:
تقدم بعض أقوال المؤلف التي تبين أنه أنكر على الشيعة موقفهم من الصحابة من الطعن فيهم، والقدح في عدالتهم. واستنكر أن يستجيز ذو دين الطعن فيهم، ونسبة الكفر إليهم، ورد على ما أثاروه من شبهات نحوهم، وبين أنها افتراءات وترهات لا يصلح أن تُشحن بها الكتب، أو يجري بها القلم، حيث قال: "واعلم أنه لا شبه في المسألة إلا ما ذكرناه. وما تذكره الإمامية من سوء القول في الصحابة -رضي الله عنهم- وافتراء الأحاديث على الرسول، فكل ذلك ترهات لا يصلح أن تشحن بها الكتب، أو يجري بها القلم"، بل ذكر أن ما روي عن الصحابة مما يقدح في عدالتهم، ويطعن فيهم؛ إنما هو كذب وافتراء عليهم، من قبل الرافضة، ونبّه القارئ إلى تدبر النقل والتأكد في ذلك.
-كلام المؤلف في القرآن الكريم:
تحدث المؤلف في كتابه نهاية الإقدام عن القرآن وذكر أنه الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. وبين إعجازه سواء من حيث لفظه أو معناه، فمن حيث اللفظ: بلاغته، ونظمه، وفصاحته، والتحدي بالإتيان بمثله بل بسورة من مثله. ومن حيث المعنى: فما اشتمل عليه القرآن من غرائب الحكم، وبدائع المعاني، دليل على إعجازه. ومع توسعه في الحديث عن القرآن فلم يتضمن أي إشارة مما ذكره في التفسير عن مصحف علي أو ما أثير حول جمع القرآن مما يقدح فيه، ونحو ذلك ".
ثم قال (ص 123 - 124):
" الخلاصة: وأخيراً بعد دراسة ما يتعلق بالتهمة الموجهة إلى المؤلف من الميل إلى الباطنية من كلا الجانبين –أي ما يؤيدها أو يعارضها- نخلص من ذلك بالقول: إن حال المؤلف تجاه ما ذكره لا يخلو من:
1 - وجود التناقض والاضطراب في مواقفه وآرائه، وعدم استقراره على مذهب أو رأي معين؛ فيذكر في كتاب ما يناقض ما ذكره في كتاب آخر، ونحو ذلك. وهذه سمة معظم المتكلمين والمتفلسفين.
2 - أن ما كتبه المؤلف في التفسير لم يكن عن اعتقاد وتصديق وإنما مداهنة وتزلفاً للرافضة، ولعله لأحد كبارهم وهو نقيب ترمذ الذي أهدى له كتابه الملل والنحل –كما سبق بيانه- وهذا الوجه أشار إليه شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى- بقوله: "وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة، إما بباطنه، وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب –كتاب الملل والنحل- صنف لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية، وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له. وكذلك صنف له كتاب "المصارعة" بينه وبين ابن سينا لميله إلى التشيع والفلسفة، وأحسن أحواله أن يكون من الشيعة، إن لم يكن من الإسماعيلية، أعني المصنف له، ولهذا تحامل فيه للشيعة تحاملاً بيناً ... ".
3 - رجوع المؤلف واستقراره على أحد المذهبين. ولا يمكن معرفة أي المذهبين إلا بمعرفة المتأخر من الكتب. وكما سبق فكتاب الملل لا إشكال فيه، فهو متقدم تأليفاً على كتابي: "نهاية الإقدام"، و"مفاتيح الأسرار"، بدليل الإحالة عليه في كلا الكتابين.
أما التفسير ونهاية الإقدام فلم أطلع على ما يدل على المتقدم منهما، ولذا لا يمكن الجزم في هذا الأمر.
إلا أنه قد يلتمس بعض أوجه الاحتمالات التي قد تدل على تأخير كتاب "نهاية الإقدام" عن كتاب "مفاتيح الأسرار" تأليفاً. ومن تلك الأوجه:
أ -أن المؤلف في أول كتاب نهاية الإقدام –كما تقدم - أنشد:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها
وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر
على ذقن أو قارعاً سن نادم
فالبيتان تضمنا ما يدل على تطوفه على المعاهد كلها، وندمه على ما مضى من عمره، ولعل من جملة تلك المعاهد التي طاف بها "الباطنية" التي كان لها أثر ظاهر في بعض كتبه؛ كالتفسير.
ب - أن المؤلف كان مقرباً لدى نقيب ترمذ –وهو رافضي- الذي ألف له كتابي الملل والمصارعة. ولا يستبعد أن يتبع الكتابين بكتاب مفاتيح الأسرار سواء كان ببادرة منه، أو بطلب من ذلك النقيب.
أما نهاية الإقدام، فقد كتبه بعد بُعده عن ذلك النقيب، في آخر عمره بعد تطوافه بالمعاهد كلها وإعلان حيرته وندمه على ما سلف من عمره.
هذه هي الأوجه المحتملة لحال المؤلف، ولا يمكن القطع بأحدها والأخذ به؛ إذ لا دليل على ذلك -فيما أعلم- إلا أن الاحتمال الثالث هو أقوى الاحتمالات وأرجحها - فيما ظهر لي- لما تقدم بيانه والله أعلم ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 08:56]ـ
الشهرستاني وكتابه: الملل والنحل
فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبد اللطيف
مجلة البيان – العدد 30 - ذو الحجة 1410 هـ
في هذه الدراسة المختصرة، سأتحدث عن أحد الأعلام البارزين الذين كان لهم دور ظاهر في تدوين مقالات الفرق والمذاهب سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، فكان كتابه موسوعة موجزة ومرتبة للكثير من الآراء والمعتقدات للفرق الإسلامية وغيرها.
هذا العَلَم هو: أبو الفتح محمد بن عبد الكريم المعروف بالشهرستاني (ت 548هـ)، وكتابه: هو " الملل والنحل ".
ولعل من المناسب أن أشير إلى أهمية دراسة شخصية الشهرستاني، وكتابه الملل والنِّحل، فالشهرستاني - فيما هو مشهور ومعلوم عند الكثير من الدارسين - أحد شيوخ الكلام، وواحد من علماء الأشاعرة، وله دراية وخبرة بمقالات الفرق والملل والنِّحل، ولكن هناك جوانب مهمة عن الشهرستاني قد تخفى على بعض الدارسين، كاتهامه بالميل إلى الباطنية، أو القول بتشيعه، ولعلنا نلقي بعض الضوء على هذه القضية.
وأما كتابه " الملل والنحل " فهو مرجع مشهور، ومصدر متداول بين أيدي الباحثين، وقد ترجم إلى عدة لغات؛ ومع ذلك فلا توجد دراسة علمية مطبوعة (1) -فيما أعلم- تتحدث عن منهج الشهرستاني في هذا الكتاب المهم، وتبين مصادره، وتوضح مزاياه، كما تذكر المآخذ عليه.
ولد الشهرستاني سنة 479 هـ ببلدة شهرستان في أقليم خراسان، وهو - كما يقول الذهبي -: " شيخ أهل الكلام والحكمة، وصاحب التصانيف " (2)، برع في الفقه، والأصول، والكلام، تفقه على أحمد الخوافي، أخذ الأصول والكلام على أبى نصر بن القشيري، ودخل بغداد سنة 510هـ، وتوفي بمسقط رأسه سنة 548 هجرية.
ألف الشهرستاني تصانيف تصل إلى تسعة وعشرين كتاباً، منها المطبوع، والمخطوط، والمفقود.
ومن كتبه المطبوعة:
الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم الكلام، ومصارعة الفلاسفة. ومن كتبه المخطوطة: رسالة في اعتراضات الشهرستاني على كلام ابن سينا، والمناهج في علم الكلام، وقصة يوسف-عليه السلام- (3)، وغيرها.
ومن كتبه المفقودة:
مناظرات مع الإسماعيلية، وتاريخ الحكماء و غيرهما (4).
والآن - أخي القارئ -:
أنقل لك بعض أقوال أهل العلم الذين اتهموا الشهرستاني بالميل إلى الإسماعيلية الباطنية.
قال ابن السمعاني: كان الشهرستاني متهماً بالميل إلى أهل القلاع - يعني: الإسماعيلية- والدعوة إليهم، والنصرة لطاماتهم.
وقال في "التحبير": إنه متهم بالإلحاد، غال في التشيع.
وقال ابن أرسلان في "تاريخ خوارزم" عن الشهرستاني: عالم، كيِّس، متفنن، ولولا ميله إلى أهل الإلحاد وتخبطه لكان هو الإمام (5).
ونقل صاحب "شذرات الذهب" عن كتابه "العبر": أنه اتهم بمذهب الباطنية (6).
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه شيئاً من ذلك، ولكن بصيغة " تمريضية " فقال رحمه الله: " وقد قيل: إنه صنف تفسيره "سورة يوسف" على مذهب الإسماعيلية -ملاحدةِ الشيعة- (7).
وفي المقابل نجد علماء ينفون هذه الدعوى عن الشهرستاني، فهذا السبكي يدافع عن الشهرستاني فيقول بعد أن ذكر أقوال من اتهم الشهرستاني بالميل إلى الباطنية:
"فأما (الذيل) (8) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) " (8)، وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني؟، ويقع أن هذا دُس على ابن السمعاني في كتابه (التحبير)، وإلا فلم لم يذكره في (الذيل)؟ " (9).
وينفي شيخ الإسلام - في موضع آخر - هذه التهمة عن الشهرستاني فيقول:
" يذكر (الشهرستاني) أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية، ويوجهه، ولهذا اتهمه بعض الناس بأنه من إلإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك " (10).
ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية (11)، كما أن للشهرستاني صولات وجولات مع ابن سينا الفيلسوف الباطنى، يقول ابن القيم:
" وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه (المصارعة)، أبطل فيه قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد، ونفي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه العالم " (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإضافة إلى ذلك، فقد تحدث الشهرستاني عن الباطنية، وذكر شيئاً من مقالاتهم (13)،ولكن كان الواجب على الشهرستاني أن يكشف عن معتقدات الباطنية، ويبين إلحادهم وزندقتهم وكيدهم لأهل الإسلام، كما فعل سلفه عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفرق) (14)، وغيره.
ونقف وقفة يسيرة أمام هذه الأقوال المتعارضة، لنقول:
إنه يمكن أن نعزو رمي واتهام الشهرستاني بالإسماعيلية إلى جملة أسباب تتعلق بشخصه، منها:
///أن الشهرستاني -وللأسف - مع كثرة اطلاعه ومعرفته للمذاهب والفرق الإسلامية، فإنه كان جاهلاً بمذهب السلف الصالح، فلا يعلم معتقد أهل الحديث، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام في غير موضعٍ، فقال:
"فالشهرستاني صنف (الملل والنحل)، وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه، ولم يذكره " (15).
ولقد ورَّثت هذه المعرفة الواسعة للمذاهب المختلفة صاحبنا-مع الجهل بمذهب السلف الصالح - حيرةً واضطراباً، عبر عنها بهذين البيتين من الشعر، فقال:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادم (16)
وتتمثل هذه الحيرة وعدم الاستقرار على مذهب ما، ما نلاحظه في الشهرستاني من موافقة للأشاعرة، ومن ميل للإسماعيلية مرة أخرى، وإظهار التشيع (17) مرة ثالثة، وربما تأثر بفلسفة أو تصوف.
///وسبب آخر جعل بعض العلماء يتهم الشهرستاني بالباطنية، وهو ما أشار إليه ابن حجر -رحمه الله-حيث قال معقباً على ما ذكر من وقوع الشهرستاني في ذلك:
"لعله كان يبدو من ذلك على طريق الجدل، أو كان قلبه أُشرب محبة مقالتهم لكثرة نظره فيها، والله أعلم " (18). -
إذن فإلحاح الشهرستاني وإمعانه في مناظرة الإسماعيلية، وكثرة جداله معهم، ربما كان سبباً في رميه بالباطنية لتأثره بتلك المناظرات، وقد صرح الشهرستاني بكثرة مناظراته للإسماعيلية، فقال: " وكم قد ناظرت القوم على المقدمات المذكورة، فلم يتخطوا عن قولهم: أفنحتاج إليك؟ أو نسمع هذا منك؟ أو نتعلم عنك؟ " (19).
وعلى كل فلا تزال هذه المسألة تحتاج إلى مزيد من التوثيق والبحث، ولعل الاطلاع على الكتب الخطية للشهرستاني يعطي مزيداً من المعلومات حول هذه المسألة.
وفي ختام الحديث عن شخصية الشهرستاني:
لابد من الإشارة إلى ميل الشهرستاني إلى التشيع، وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا بقوله: " وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه، وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب -كتاب (الملل والنحل) -صنفه لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية، وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له، وكذلك صنف له كتاب (المصارعة) " (20).
وهذا الأمير الشيعي الذي من أجله ألف الشهرستاني كتابيه: "الملل والنحل"، و"المصارعة" هو علي بن جعفر الموسوي، وكان أميراً في خراسان (21).
وقد صرح الشهرستاني بذلك، فقال في مقدمة كتابه (مصارعة الفلاسفة) -بعد إطراء ومدح طويل لهذا الأمير الشيعي-: "انتدب أصغر خدمه محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، لعرض بضاعته المزجاة على سوق كرمه، فخدمه بكتاب صنفه في بيان الملل والنحل، على تردد القلب بين الوجل والخجل، فأنعم بالقبول، وأنعم النظر فيه" (22).
ويظهر تشيع الشهرستاني عندما يقول: "وبالجملة كان على -رضي الله عنه- مع الحق، والحق معه" (23)، وقد علق شيخ الإسلام على هذه العبارة .. فكان مما قاله:
"هذا الكلام مما يبين تحامل الشهرستاني في هذا الكتاب مع الشيعة، وإلا فقد ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، ولم يذكر من أحوالهم أن الحق معهم دون من خالفهم، وهذا التخصيص لا يقوله أحد من المسلمين غير الشيعة " (24).
وقد كذَّب شيخُ الإسلام الشهرستانيَّ في بعض آرائه التي تدل على تشيعه، وناقشها وبسط القول فيها، فكذبه ابن تيميه مثلاً في دعواه أن عمر -رضي الله عنه-في خلافته ردَّ السبايا والأموال لمانعي الزكاة (25)، كما كذبه في دعواه اختلاف الناس على خلافة عثمان - رضي الله عنه- (26).
وعلى كلٍ:فإن الإنصاف والعدل يجعلنا نذكر لك أن الشهرستاني له شىء من الردود على مطاعن الشيعة في الصحابة (27)، مع أن الرد والمناقشة ليست من منهجه في كتاب "الملل والنحل" كما سيأتي، كما أنه يصفهم بالحيرة والضياع (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كان هذا التذبذب من أجل إرضاء الطرفين، أهل السنة والشيعة،
والله أعلم.
وأما كتابه (الملل والنحل) والذي طبع عدة مرات، واعتنى به كثير من المحققين، وترجم إلى عدة لغات، فإنه يعتبر موسوعة جامعة وموجزة لمختلف المقالات والملل والأهواء والنحل.
وقد اعتنى الشهرستاني فيه بحسن الترتيب، وجودة التنظيم وعرض المعلومات، يقول السبكي:"وهو (أي: كتاب الملل والنِّحل) عندي خير كتابٍ صنف في هذا الباب، ومصنف ابن حزم (يعني: الِفصَل) وإن كان أبسط منه، إلا أنه مبدد ليس له نظام" (29).
ويذكر شيخ الإسلام أن هذا الكتاب:"أجمع، من أكثر الكتب المصنفة في المقالات، وأجود نقلاً " (30).
وتميز المؤلف بمنهجية في البحث، وأسلوب محكم في التصنيف، ويظهر هذا جلياً أثناء عرضه للمقدمات الخمس المهمة، قبل الشروع في الكتاب، فقد ذكر في المقدمة الأولى: تقسيم أهل العالم، فعرض من الأقوال في ذلك، وبين أنهم يقسمون في هذا الكتاب حسب آرائهم ومذاهبهم إلى قسمين:
1 - أرباب الديانات والملل مطلقاً، كالمسلمين وأهل الكتاب والمجوس.
2 - أهل الأهواء والنحل كالفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب.
وكانت المقدمة الثانية: في تعيين قانون يبنى عليه تعدد الفرق الإسلامية، حيث حصر مسائل الخلاف بين الفرقة الإسلامية في أربعة أصول، وهي:
1 - التوحيد والصفات.
2 - القدر وما يلحق به.
3 - الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام.
4 - السمع والعقل والرسالة و الإمامة.
ثم توصل إلى تحديد أصول أو كبار الفرق الإسلامية، وهي:
1 - القدرية.
2 - الصفاتية.
3 - الخوارج.
4 - الشيعة.
وأشار الشهرستاني إلى طريقته في ترتيب الفرق، وهي: أن يضع للرجال وأصحاب المقالات أصولاً، ثم يورد مذاهبهم في كل مسألة.
ثم ذكر الشهرستاني في شرطه في إيراد الفرق، فقال:"وشرطي على نفسي: أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم، من غير تعصب لهم، ولا كسر عليهم، دون أن أبين صحيحه من فاسده" (31).
ومع ذلك فلا يخلو كتابه من بعض الردود والمناقشات والإشارات النقدية (32)
من مزايا هذا الكتاب: أنه يعرِّف بالفرق ابتداءً، ثم يورد الأصول التي اتفقت عليها إحدى الفرق الإسلامية الكبار، ثُم يذكر ما يختص بكل طائفة من طوائف هذه الفرقة (33).
ويهتم الكتاب بذكر أبرز رجال بعض الفرق، وذلك عند نهاية الحديث عن إحدى الفرق (34).
وكتاب (الملل والنحل) مرجع جيد في معرفة أقوال الأشاعرة والفلاسفة، كما يقول ابن تيمية:
"ولما كان (الشهرستاني) خبيراً بقول الأشاعرة وقول ابن سينا ونحوه من الفلاسفة، كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين" (35).
وأما مصادر هذا الكتاب في الحديث عن الفرق الإسلامية، فيقول ابن تيميه:
" ما ينقله الشهرستاني وأمثاله من المصنفين في الملل والنحل، عامته مما ينقله بعضهم عن بعض، وكثير من ذلك لم يحرر أقوال المنقول عنهم، ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله، بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله، مثل: أبي عيسى الوراق، وهو من المصنفين للرافضة، المتهمين في كثير مما ينقلونه، ومثل: أبي يحيى وغيرهما من الشيعة، وينقل أيضاً من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة (36).
ويقول في موضع آخر: "والشهرستاني أكثر ما ينقله من المقالات من كتب المعتزلة" (37)، حيث " أنهم من أكثر الطوائف وأولها تصنيفاً في هذا الباب" (38).
ويظهر جلياً كثرة نقل الشهرستاني عن المعتزلة، فهو ينقل مثلاً عن الكعبي (المعتزلي) (39)، وربما نقل عن الوراق (40) وغيرهما، وإن كان ينقل أحياناً عن الأشعري (41)، كما أنه ينقل عن أشخاص آخرين، وقد يذكر كتباً غير موجودة - الآن - وينقل عنها، مثل: كتاب"عذاب القبر"لابن كرام، وكتاب في مقالات الخوارج للحسين الكرابيسي، وكثيراً ماينقل الشهرستاني الأقوال دون عزوٍِ إلى مصادرها، وقد يترجم بعض الكلام فينقله من الأعجمية إلى العربية، كما فعل بما كتبه أحد الباطنيين (42).
وعندما نتحدث عن المآخذ على هذا الكتاب، فمنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
/// عدم اشتراطه نقد الفرق المنحرفة، والرد عليها، والمسلم مطالب بنصرة الحق والدعوة إليه، ورد الباطل والتحذير منه، فأهل الاستقامة يحبون الحق ويعرفونه، كما يرحمون الخلق فيدعونهم للخير، وربما كان هذا الشرط الذي اشترطه الشهرستاني على نفسه سبباً في رميه ببعض الاتهامات (43).
///ومأخذ آخر وهو: نقل الشهرستاني عن الشيعة والمعتزلة بلا تمحيص ولا توثيق، وهذا ما أشار إليه ابن تيميه آنفاً، ومن ثمَّ فإن كتابه يحوي أقوالاً لا زمام لها ولا خطام، ومثاله: ما ذكره في المقدمة الثالثة في أول كتابه، حيث قال: "في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة، ومن مصدرها في الأول، ومن مظهرها في الآخرة " (44)، وقد بنى على هذه المناظرة الكثير من النتائج المهمة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على ذلك:
"فهذه الشبهة التي ذكرها الشهرستاني في أول كتابه (الملل والنحل) عن إبليس في مناظرته للملائكة لا تعلم إلا بالنقل، وهو لم يذكر لها إسناداً، بل لا إسناد لها أصلاً، فإن هذه لم تنقل عن النبى -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أحد من الصحابة، ولا عن أئمة المسلمين المشهورين، ولا هى أيضاً مما هو معلوم عند أهل الكتاب" (45).
وقد عرض شيخ الإسلام لكثير من الأقوال التي أوردها الشهرستاني، ونقدها (46)، ويظهر أن الشهرستاني قليل المعرفة بالحديث، وقد تعقَّبه شيخ الإسلام في عدة مواضع (47)، يقول:"والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة و التابعين" (48).
///ومأخذ ثالث - وهو وثيق الصلة بما سبق -، وهو: أن الشهرستاني مع كثرة ذكره للمقالات وأقوال أهل الديانات وأهل الأهواء، إلا أنه لم ينقل مذهب الصحابة وسلف الأُمة، لا تعمداً منه لتركه، بل لأنه لم يعرفه، وذلك لقلة خبرته بنصوص الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين.
وفي الختام:
أرجو أن أكون قد وفقت في بيان شيء من المعلومات عن هذا المتكلم وكتابه، ونسأل الله -عز وجل- أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الهوامش:
ا - توجد رسالة علمية في مصر عن الشهرستاني وآرائه الكلامية والفلسفية لسهير مختار، وهناك رسالة علمية سجلت أخيراً بجامعة الإمام محمد بن مسعود عن الشهرستاني ومنهجه في (الملل والنحل).
2 - سير أعلام النبلاء للذهبي 20/ 287
3 - وقد ذكرت د. سهير مختار هذه القصة في تحقيقها لكتاب مصارعة الفلاسفة للشهرستاني. فقالت:"وهي في شرح سورة يوسف، وهو شرح لطيف مع تسجيل بعض الروايات عن الصوفية".
4 - انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/ 286، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 128، وشذرات الذهب 4/ 149، وانظر مقدمة كتاب مصارعة الفلاسفة بتحقيق د. سهير مختار.
5 - سير أعلام النبلاء 20/ 287 - 288، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 13.
6 - شذرات الذهب 4/ 149.
7 - درء تعارض العقل والنقل 173/ 5.
8 - كتابا ابن السمعاني.
9 - طبقات الشافعية للسبكي 130/ 6.
10 - منهاج السنة 305/ 6.
11 - درء تعارض العقل والنقل 8/ 5.
2 1 - إغاثة اللهفان 2/ 1 38، وانظر مقدمة الشهرستاني لكتابه (مصارعة الفلاسفة)، ص 6 1، وانظر كتابه نهاية الإقدام، ص 5، ص 33، كما أن كتاب (نهاية الإقدام) قد تضمن ردوداً على عموم الفلاسفة، والدهرية، و المعتزلة.
13 - انظر الملل والنحل للشهرستاني 191/ 1 - 198، تحقيق محمد سيد كيلاني.
4 1 - انظر الفرق بين الفرق، ص 1 28 - 2 31 ..
5 1 - درء تعارض العقل والنقل 2/ 307، 67/ 9، وانظر المنهاج 5/ 268و6/ 303و319.
16 - الملل والنحل 1/ 173.
17 - هناك من أصحاب المقالات من يفصل بين الإسماعيلية والشيعة، وهناك من يجعل الإسماعيلية فرقة من فرق الشيعة، كما يفعل الشهرستاني.
18 - لسان الميزان 264/ 5.
19 - الملل والنحل 197/ 1.
20 - منهاج السنة 306/ 6.
21 - انظر ترجمته في طبقات أعلام الشيعة لآغابزرك الطهراني 182/ 6، وانظر مقدمة (المصارعة) ص13.
22 - مصارعة الفلاسفة، ص 14.
23 - الملل والنحل 27/ 1، ومرة يقول:"لقد كان علي على الحق في جميع أحواله، يدور الحق معه حيث دار) الملل والنحل 103/ 1.
4 2 - منهاج السنة 362/ 6 باختصار.
5 2 - انظر منهاج السنة 347/ 6.
26 - المصدر السابق 6/ 350.
27 - انظر، الملل والنحل1/ 164، 65 1.
8 2 - المصدر السابق 172/ 1، وانظر 93/ 1. يقول الشهرستاني في "نهاية الإقدام": اعلم أن الإمامة ليست من أصول الاعتقاد، بحيث يفضي النظر فيها إلى قطع ويقين بالتعين" ص 478،وذلك أن هذا الكلام رد على الشيعة الإمامية.
9 2 - طبقات الشافعية 6/ 128.
30 - منهاج السنة 304/ 6.
31 - الملل والنحل 1/ 16.
32 - انظر الملل والنحل1/ 64و83و141و147.
33 - المصدر السابق 1/ 43و46و115و146.
34 - المصدر السابق 1/ 137، (رجال الخوارج)، 6 4 1، (رجال المرجئة)، 0 9 1 (رجال الشيعة).
35 - منهاج. السنة 304/ 6، وانظر كلام د. سامي النشار عن هذا الكتاب في كتابه نشأة الفكر الفلسفى 525/ 1.
36 - المصدر السابق 300/ 6.
37 - منهاج السنة 6/ 307.
38 - الفتاوى 115/ 8.
39 - انظر الملل والنحل ا/55،4 6،67،0 7،75،0 9
40 - انظر الملل والنحل 1/ 184، 87 1.
41 - المصدر السابق 1/ 73و105و129.
42 - المصدر السابق 195/ 1.
43 - انظر مثلاً عرضه لمذهب النصيرية 1/ 188.
44 - الملل والنحل 1/ 16و20.
45 - منهاج السنة 306/ 6.
46 - انظر مثلاً المنهاج 318/ 6، 324، 347، 350 ..
47 - انظر المنهاج 3/ 6 32، ودرء تعارض العقل والنقل 32/ 3 1.
48 - منهاج السنة 9/ 6 1 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 09:00]ـ
الشهرستاني وكتابه: الملل والنحل
فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبد اللطيف
مجلة البيان – العدد 30 - ذو الحجة 1410 هـ
في هذه الدراسة المختصرة، سأتحدث عن أحد الأعلام البارزين الذين كان لهم دور ظاهر في تدوين مقالات الفرق والمذاهب سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، فكان كتابه موسوعة موجزة ومرتبة للكثير من الآراء والمعتقدات للفرق الإسلامية وغيرها.
هذا العَلَم هو: أبو الفتح محمد بن عبد الكريم المعروف بالشهرستاني (ت 548هـ)، وكتابه: هو " الملل والنحل ".
ولعل من المناسب أن أشير إلى أهمية دراسة شخصية الشهرستاني، وكتابه الملل والنِّحل، فالشهرستاني - فيما هو مشهور ومعلوم عند الكثير من الدارسين - أحد شيوخ الكلام، وواحد من علماء الأشاعرة، وله دراية وخبرة بمقالات الفرق والملل والنِّحل، ولكن هناك جوانب مهمة عن الشهرستاني قد تخفى على بعض الدارسين، كاتهامه بالميل إلى الباطنية، أو القول بتشيعه، ولعلنا نلقي بعض الضوء على هذه القضية.
وأما كتابه " الملل والنحل " فهو مرجع مشهور، ومصدر متداول بين أيدي الباحثين، وقد ترجم إلى عدة لغات؛ ومع ذلك فلا توجد دراسة علمية مطبوعة (1) -فيما أعلم- تتحدث عن منهج الشهرستاني في هذا الكتاب المهم، وتبين مصادره، وتوضح مزاياه، كما تذكر المآخذ عليه.
ولد الشهرستاني سنة 479 هـ ببلدة شهرستان في أقليم خراسان، وهو - كما يقول الذهبي -: " شيخ أهل الكلام والحكمة، وصاحب التصانيف " (2)، برع في الفقه، والأصول، والكلام، تفقه على أحمد الخوافي، أخذ الأصول والكلام على أبى نصر بن القشيري، ودخل بغداد سنة 510هـ، وتوفي بمسقط رأسه سنة 548 هجرية.
ألف الشهرستاني تصانيف تصل إلى تسعة وعشرين كتاباً، منها المطبوع، والمخطوط، والمفقود.
ومن كتبه المطبوعة:
الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم الكلام، ومصارعة الفلاسفة. ومن كتبه المخطوطة: رسالة في اعتراضات الشهرستاني على كلام ابن سينا، والمناهج في علم الكلام، وقصة يوسف-عليه السلام- (3)، وغيرها.
ومن كتبه المفقودة:
مناظرات مع الإسماعيلية، وتاريخ الحكماء و غيرهما (4).
والآن - أخي القارئ -:
أنقل لك بعض أقوال أهل العلم الذين اتهموا الشهرستاني بالميل إلى الإسماعيلية الباطنية.
قال ابن السمعاني: كان الشهرستاني متهماً بالميل إلى أهل القلاع - يعني: الإسماعيلية- والدعوة إليهم، والنصرة لطاماتهم.
وقال في "التحبير": إنه متهم بالإلحاد، غال في التشيع.
وقال ابن أرسلان في "تاريخ خوارزم" عن الشهرستاني: عالم، كيِّس، متفنن، ولولا ميله إلى أهل الإلحاد وتخبطه لكان هو الإمام (5).
ونقل صاحب "شذرات الذهب" عن كتابه "العبر": أنه اتهم بمذهب الباطنية (6).
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه شيئاً من ذلك، ولكن بصيغة " تمريضية " فقال رحمه الله: " وقد قيل: إنه صنف تفسيره "سورة يوسف" على مذهب الإسماعيلية -ملاحدةِ الشيعة- (7).
وفي المقابل نجد علماء ينفون هذه الدعوى عن الشهرستاني، فهذا السبكي يدافع عن الشهرستاني فيقول بعد أن ذكر أقوال من اتهم الشهرستاني بالميل إلى الباطنية:
"فأما (الذيل) (8) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) " (8)، وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني؟، ويقع أن هذا دُس على ابن السمعاني في كتابه (التحبير)، وإلا فلم لم يذكره في (الذيل)؟ " (9).
وينفي شيخ الإسلام - في موضع آخر - هذه التهمة عن الشهرستاني فيقول:
" يذكر (الشهرستاني) أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية، ويوجهه، ولهذا اتهمه بعض الناس بأنه من إلإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك " (10).
ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية (11)، كما أن للشهرستاني صولات وجولات مع ابن سينا الفيلسوف الباطنى، يقول ابن القيم:
" وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه (المصارعة)، أبطل فيه قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد، ونفي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه العالم " (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإضافة إلى ذلك، فقد تحدث الشهرستاني عن الباطنية، وذكر شيئاً من مقالاتهم (13)،ولكن كان الواجب على الشهرستاني أن يكشف عن معتقدات الباطنية، ويبين إلحادهم وزندقتهم وكيدهم لأهل الإسلام، كما فعل سلفه عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفرق) (14)، وغيره.
ونقف وقفة يسيرة أمام هذه الأقوال المتعارضة، لنقول:
إنه يمكن أن نعزو رمي واتهام الشهرستاني بالإسماعيلية إلى جملة أسباب تتعلق بشخصه، منها:
///أن الشهرستاني -وللأسف - مع كثرة اطلاعه ومعرفته للمذاهب والفرق الإسلامية، فإنه كان جاهلاً بمذهب السلف الصالح، فلا يعلم معتقد أهل الحديث، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام في غير موضعٍ، فقال:
"فالشهرستاني صنف (الملل والنحل)، وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه، ولم يذكره " (15).
ولقد ورَّثت هذه المعرفة الواسعة للمذاهب المختلفة صاحبنا-مع الجهل بمذهب السلف الصالح - حيرةً واضطراباً، عبر عنها بهذين البيتين من الشعر، فقال:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادم (16)
وتتمثل هذه الحيرة وعدم الاستقرار على مذهب ما، ما نلاحظه في الشهرستاني من موافقة للأشاعرة، ومن ميل للإسماعيلية مرة أخرى، وإظهار التشيع (17) مرة ثالثة، وربما تأثر بفلسفة أو تصوف.
///وسبب آخر جعل بعض العلماء يتهم الشهرستاني بالباطنية، وهو ما أشار إليه ابن حجر -رحمه الله-حيث قال معقباً على ما ذكر من وقوع الشهرستاني في ذلك:
"لعله كان يبدو من ذلك على طريق الجدل، أو كان قلبه أُشرب محبة مقالتهم لكثرة نظره فيها، والله أعلم " (18). -
إذن فإلحاح الشهرستاني وإمعانه في مناظرة الإسماعيلية، وكثرة جداله معهم، ربما كان سبباً في رميه بالباطنية لتأثره بتلك المناظرات، وقد صرح الشهرستاني بكثرة مناظراته للإسماعيلية، فقال: " وكم قد ناظرت القوم على المقدمات المذكورة، فلم يتخطوا عن قولهم: أفنحتاج إليك؟ أو نسمع هذا منك؟ أو نتعلم عنك؟ " (19).
وعلى كل فلا تزال هذه المسألة تحتاج إلى مزيد من التوثيق والبحث، ولعل الاطلاع على الكتب الخطية للشهرستاني يعطي مزيداً من المعلومات حول هذه المسألة.
وفي ختام الحديث عن شخصية الشهرستاني:
لابد من الإشارة إلى ميل الشهرستاني إلى التشيع، وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا بقوله: " وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه، وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب -كتاب (الملل والنحل) -صنفه لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية، وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له، وكذلك صنف له كتاب (المصارعة) " (20).
وهذا الأمير الشيعي الذي من أجله ألف الشهرستاني كتابيه: "الملل والنحل"، و"المصارعة" هو علي بن جعفر الموسوي، وكان أميراً في خراسان (21).
وقد صرح الشهرستاني بذلك، فقال في مقدمة كتابه (مصارعة الفلاسفة) -بعد إطراء ومدح طويل لهذا الأمير الشيعي-: "انتدب أصغر خدمه محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، لعرض بضاعته المزجاة على سوق كرمه، فخدمه بكتاب صنفه في بيان الملل والنحل، على تردد القلب بين الوجل والخجل، فأنعم بالقبول، وأنعم النظر فيه" (22).
ويظهر تشيع الشهرستاني عندما يقول: "وبالجملة كان على -رضي الله عنه- مع الحق، والحق معه" (23)، وقد علق شيخ الإسلام على هذه العبارة .. فكان مما قاله:
"هذا الكلام مما يبين تحامل الشهرستاني في هذا الكتاب مع الشيعة، وإلا فقد ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، ولم يذكر من أحوالهم أن الحق معهم دون من خالفهم، وهذا التخصيص لا يقوله أحد من المسلمين غير الشيعة " (24).
وقد كذَّب شيخُ الإسلام الشهرستانيَّ في بعض آرائه التي تدل على تشيعه، وناقشها وبسط القول فيها، فكذبه ابن تيميه مثلاً في دعواه أن عمر -رضي الله عنه-في خلافته ردَّ السبايا والأموال لمانعي الزكاة (25)، كما كذبه في دعواه اختلاف الناس على خلافة عثمان - رضي الله عنه- (26).
وعلى كلٍ:فإن الإنصاف والعدل يجعلنا نذكر لك أن الشهرستاني له شىء من الردود على مطاعن الشيعة في الصحابة (27)، مع أن الرد والمناقشة ليست من منهجه في كتاب "الملل والنحل" كما سيأتي، كما أنه يصفهم بالحيرة والضياع (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كان هذا التذبذب من أجل إرضاء الطرفين، أهل السنة والشيعة،
والله أعلم.
وأما كتابه (الملل والنحل) والذي طبع عدة مرات، واعتنى به كثير من المحققين، وترجم إلى عدة لغات، فإنه يعتبر موسوعة جامعة وموجزة لمختلف المقالات والملل والأهواء والنحل.
وقد اعتنى الشهرستاني فيه بحسن الترتيب، وجودة التنظيم وعرض المعلومات، يقول السبكي:"وهو (أي: كتاب الملل والنِّحل) عندي خير كتابٍ صنف في هذا الباب، ومصنف ابن حزم (يعني: الِفصَل) وإن كان أبسط منه، إلا أنه مبدد ليس له نظام" (29).
ويذكر شيخ الإسلام أن هذا الكتاب:"أجمع، من أكثر الكتب المصنفة في المقالات، وأجود نقلاً " (30).
وتميز المؤلف بمنهجية في البحث، وأسلوب محكم في التصنيف، ويظهر هذا جلياً أثناء عرضه للمقدمات الخمس المهمة، قبل الشروع في الكتاب، فقد ذكر في المقدمة الأولى: تقسيم أهل العالم، فعرض من الأقوال في ذلك، وبين أنهم يقسمون في هذا الكتاب حسب آرائهم ومذاهبهم إلى قسمين:
1 - أرباب الديانات والملل مطلقاً، كالمسلمين وأهل الكتاب والمجوس.
2 - أهل الأهواء والنحل كالفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب.
وكانت المقدمة الثانية: في تعيين قانون يبنى عليه تعدد الفرق الإسلامية، حيث حصر مسائل الخلاف بين الفرقة الإسلامية في أربعة أصول، وهي:
1 - التوحيد والصفات.
2 - القدر وما يلحق به.
3 - الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام.
4 - السمع والعقل والرسالة و الإمامة.
ثم توصل إلى تحديد أصول أو كبار الفرق الإسلامية، وهي:
1 - القدرية.
2 - الصفاتية.
3 - الخوارج.
4 - الشيعة.
وأشار الشهرستاني إلى طريقته في ترتيب الفرق، وهي: أن يضع للرجال وأصحاب المقالات أصولاً، ثم يورد مذاهبهم في كل مسألة.
ثم ذكر الشهرستاني في شرطه في إيراد الفرق، فقال:"وشرطي على نفسي: أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم، من غير تعصب لهم، ولا كسر عليهم، دون أن أبين صحيحه من فاسده" (31).
ومع ذلك فلا يخلو كتابه من بعض الردود والمناقشات والإشارات النقدية (32)
من مزايا هذا الكتاب: أنه يعرِّف بالفرق ابتداءً، ثم يورد الأصول التي اتفقت عليها إحدى الفرق الإسلامية الكبار، ثُم يذكر ما يختص بكل طائفة من طوائف هذه الفرقة (33).
ويهتم الكتاب بذكر أبرز رجال بعض الفرق، وذلك عند نهاية الحديث عن إحدى الفرق (34).
وكتاب (الملل والنحل) مرجع جيد في معرفة أقوال الأشاعرة والفلاسفة، كما يقول ابن تيمية:
"ولما كان (الشهرستاني) خبيراً بقول الأشاعرة وقول ابن سينا ونحوه من الفلاسفة، كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين" (35).
وأما مصادر هذا الكتاب في الحديث عن الفرق الإسلامية، فيقول ابن تيميه:
" ما ينقله الشهرستاني وأمثاله من المصنفين في الملل والنحل، عامته مما ينقله بعضهم عن بعض، وكثير من ذلك لم يحرر أقوال المنقول عنهم، ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله، بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله، مثل: أبي عيسى الوراق، وهو من المصنفين للرافضة، المتهمين في كثير مما ينقلونه، ومثل: أبي يحيى وغيرهما من الشيعة، وينقل أيضاً من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة (36).
ويقول في موضع آخر: "والشهرستاني أكثر ما ينقله من المقالات من كتب المعتزلة" (37)، حيث " أنهم من أكثر الطوائف وأولها تصنيفاً في هذا الباب" (38).
ويظهر جلياً كثرة نقل الشهرستاني عن المعتزلة، فهو ينقل مثلاً عن الكعبي (المعتزلي) (39)، وربما نقل عن الوراق (40) وغيرهما، وإن كان ينقل أحياناً عن الأشعري (41)، كما أنه ينقل عن أشخاص آخرين، وقد يذكر كتباً غير موجودة - الآن - وينقل عنها، مثل: كتاب"عذاب القبر"لابن كرام، وكتاب في مقالات الخوارج للحسين الكرابيسي، وكثيراً ماينقل الشهرستاني الأقوال دون عزوٍِ إلى مصادرها، وقد يترجم بعض الكلام فينقله من الأعجمية إلى العربية، كما فعل بما كتبه أحد الباطنيين (42).
وعندما نتحدث عن المآخذ على هذا الكتاب، فمنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
/// عدم اشتراطه نقد الفرق المنحرفة، والرد عليها، والمسلم مطالب بنصرة الحق والدعوة إليه، ورد الباطل والتحذير منه، فأهل الاستقامة يحبون الحق ويعرفونه، كما يرحمون الخلق فيدعونهم للخير، وربما كان هذا الشرط الذي اشترطه الشهرستاني على نفسه سبباً في رميه ببعض الاتهامات (43).
///ومأخذ آخر وهو: نقل الشهرستاني عن الشيعة والمعتزلة بلا تمحيص ولا توثيق، وهذا ما أشار إليه ابن تيميه آنفاً، ومن ثمَّ فإن كتابه يحوي أقوالاً لا زمام لها ولا خطام، ومثاله: ما ذكره في المقدمة الثالثة في أول كتابه، حيث قال: "في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة، ومن مصدرها في الأول، ومن مظهرها في الآخرة " (44)، وقد بنى على هذه المناظرة الكثير من النتائج المهمة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على ذلك:
"فهذه الشبهة التي ذكرها الشهرستاني في أول كتابه (الملل والنحل) عن إبليس في مناظرته للملائكة لا تعلم إلا بالنقل، وهو لم يذكر لها إسناداً، بل لا إسناد لها أصلاً، فإن هذه لم تنقل عن النبى -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أحد من الصحابة، ولا عن أئمة المسلمين المشهورين، ولا هى أيضاً مما هو معلوم عند أهل الكتاب" (45).
وقد عرض شيخ الإسلام لكثير من الأقوال التي أوردها الشهرستاني، ونقدها (46)، ويظهر أن الشهرستاني قليل المعرفة بالحديث، وقد تعقَّبه شيخ الإسلام في عدة مواضع (47)، يقول:"والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة و التابعين" (48).
///ومأخذ ثالث - وهو وثيق الصلة بما سبق -، وهو: أن الشهرستاني مع كثرة ذكره للمقالات وأقوال أهل الديانات وأهل الأهواء، إلا أنه لم ينقل مذهب الصحابة وسلف الأُمة، لا تعمداً منه لتركه، بل لأنه لم يعرفه، وذلك لقلة خبرته بنصوص الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين.
وفي الختام:
أرجو أن أكون قد وفقت في بيان شيء من المعلومات عن هذا المتكلم وكتابه، ونسأل الله -عز وجل- أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الهوامش:
ا - توجد رسالة علمية في مصر عن الشهرستاني وآرائه الكلامية والفلسفية لسهير مختار، وهناك رسالة علمية سجلت أخيراً بجامعة الإمام محمد بن مسعود عن الشهرستاني ومنهجه في (الملل والنحل).
2 - سير أعلام النبلاء للذهبي 20/ 287
3 - وقد ذكرت د. سهير مختار هذه القصة في تحقيقها لكتاب مصارعة الفلاسفة للشهرستاني. فقالت:"وهي في شرح سورة يوسف، وهو شرح لطيف مع تسجيل بعض الروايات عن الصوفية".
4 - انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/ 286، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 128، وشذرات الذهب 4/ 149، وانظر مقدمة كتاب مصارعة الفلاسفة بتحقيق د. سهير مختار.
5 - سير أعلام النبلاء 20/ 287 - 288، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 13.
6 - شذرات الذهب 4/ 149.
7 - درء تعارض العقل والنقل 173/ 5.
8 - كتابا ابن السمعاني.
9 - طبقات الشافعية للسبكي 130/ 6.
10 - منهاج السنة 305/ 6.
11 - درء تعارض العقل والنقل 8/ 5.
2 1 - إغاثة اللهفان 2/ 1 38، وانظر مقدمة الشهرستاني لكتابه (مصارعة الفلاسفة)، ص 6 1، وانظر كتابه نهاية الإقدام، ص 5، ص 33، كما أن كتاب (نهاية الإقدام) قد تضمن ردوداً على عموم الفلاسفة، والدهرية، و المعتزلة.
13 - انظر الملل والنحل للشهرستاني 191/ 1 - 198، تحقيق محمد سيد كيلاني.
4 1 - انظر الفرق بين الفرق، ص 1 28 - 2 31 ..
5 1 - درء تعارض العقل والنقل 2/ 307، 67/ 9، وانظر المنهاج 5/ 268و6/ 303و319.
16 - الملل والنحل 1/ 173.
17 - هناك من أصحاب المقالات من يفصل بين الإسماعيلية والشيعة، وهناك من يجعل الإسماعيلية فرقة من فرق الشيعة، كما يفعل الشهرستاني.
18 - لسان الميزان 264/ 5.
19 - الملل والنحل 197/ 1.
20 - منهاج السنة 306/ 6.
21 - انظر ترجمته في طبقات أعلام الشيعة لآغابزرك الطهراني 182/ 6، وانظر مقدمة (المصارعة) ص13.
22 - مصارعة الفلاسفة، ص 14.
23 - الملل والنحل 27/ 1، ومرة يقول:"لقد كان علي على الحق في جميع أحواله، يدور الحق معه حيث دار) الملل والنحل 103/ 1.
4 2 - منهاج السنة 362/ 6 باختصار.
5 2 - انظر منهاج السنة 347/ 6.
26 - المصدر السابق 6/ 350.
27 - انظر، الملل والنحل1/ 164، 65 1.
8 2 - المصدر السابق 172/ 1، وانظر 93/ 1. يقول الشهرستاني في "نهاية الإقدام": اعلم أن الإمامة ليست من أصول الاعتقاد، بحيث يفضي النظر فيها إلى قطع ويقين بالتعين" ص 478،وذلك أن هذا الكلام رد على الشيعة الإمامية.
9 2 - طبقات الشافعية 6/ 128.
30 - منهاج السنة 304/ 6.
31 - الملل والنحل 1/ 16.
32 - انظر الملل والنحل1/ 64و83و141و147.
33 - المصدر السابق 1/ 43و46و115و146.
34 - المصدر السابق 1/ 137، (رجال الخوارج)، 6 4 1، (رجال المرجئة)، 0 9 1 (رجال الشيعة).
35 - منهاج. السنة 304/ 6، وانظر كلام د. سامي النشار عن هذا الكتاب في كتابه نشأة الفكر الفلسفى 525/ 1.
36 - المصدر السابق 300/ 6.
37 - منهاج السنة 6/ 307.
38 - الفتاوى 115/ 8.
39 - انظر الملل والنحل ا/55،4 6،67،0 7،75،0 9
40 - انظر الملل والنحل 1/ 184، 87 1.
41 - المصدر السابق 1/ 73و105و129.
42 - المصدر السابق 195/ 1.
43 - انظر مثلاً عرضه لمذهب النصيرية 1/ 188.
44 - الملل والنحل 1/ 16و20.
45 - منهاج السنة 306/ 6.
46 - انظر مثلاً المنهاج 318/ 6، 324، 347، 350 ..
47 - انظر المنهاج 3/ 6 32، ودرء تعارض العقل والنقل 32/ 3 1.
48 - منهاج السنة 9/ 6 1 3.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 09:08]ـ
جميل جداً مقال الشيخ د. عبدالعزيز آل عبداللطيف.
وقد جعله في كتاب مع مجموعة من المقالات وسمى كتابه (مقالات في الفرق والمذاهب) وهو مطبوع متداول.(/)
طالب علم يقول: (الغاية تبرر الوسيلة)! فمارأيكم؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الغاية لا تُبرر الوسيلة) .. عبارة طالما سمعناها تُردد في الأبحاث وفي الأقوال، حتى أصبحت كأنها مسلمة لدى العام والخاص. إلا أن الأخ أبابكر بن عبدالعزيز البغدادي - مدير تحرير مجلة الحكمة - له رأي آخر في بحثه القيّم: (المشاركة في البرلمان والوظائف العامة)، المنشور بالمجلة (عدد 34).
قال:
" (الغاية لا تبرر الوسيلة) ليست قاعدة شرعية:
إن رفض المشاركة في البرلمان و الوظائف العامة بناء على تلك المقولة يدل على هشاشة أدلة الرفض، حيث إن هذا النفي لم يقله أي عالم معتبر لا قديما ولا حديثا، فضلا عن معارضة ذلك للأصول الثابتة كما هو مفصل في هذا المبحث.
ومن يفهم باب الموازنة بين الحسنات والسيئات يفهم بطلان تلك القاعدة.
ومن السذاجة القول ببطلان بعض القواعد لمجرد أن المخالفين للإسلام يقولونها، فإن الباطل لا ينتشر إلا بقدر من الحق كما يقول ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
وبالتالي فإن وجود مقولات هي في ذاتها حق عند الكفار أمر معلوم ومتواتر، فقد أبقى الإسلام كثيرا من الاخلاق والمعاني الصحيحة التي كانت في الجاهلية وأقرها.
وفي الوقت الحاضر فإن أكثر اهل الباطل يرفعون شعارات العدل والمساواة بين الناس والصدق ونحو ذلك، ولا شك أن هذا لا يدل على بطلان هذه المعاني لمجرد أنها صدرت عن أهل الباطل.
ولا أقول هنا: إن (الغاية تبرر الوسيلة) هي مقولة شرعية، بل هي مقولة غير شرعية، وفي الإسلام ما يغني عنها، وهي في ذاتها قد تكون صحيحة حين تكون الغاية مصلحة عظيمة لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق احتمال مفسدة أقل منها، ولكن حين لا يكون الأمر كذلك تكون هذه المقولة باطلة ".
ثم قال - بعد صفحات -:
" هل الغاية تبرر الوسيلة؟
يتخذ الكثير من المذاهب المادية اللادينية المعاصرة من مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) أساسا لتحقيق اهدافهم البراقة الزائفة وتبرير ما تحمل تلك الوسائل من ظلم وفساد. وقد أدرك الكثير من المسلمين الغش والخداع والظلم في تلك الوسائل والأهداف فرفضوا ذلك رفضا قاطعا. ولكن وقع عند البعض تطرف من حيث اعتبار ضد هذه القاعدة أصلا شرعيا يستدل به في رفض قاعدة تزاحم الأحكام الشرعية فيقول: ليس في الشرع أن الغاية تبرر الوسيلة.
وفي الحقيقة فإن هذا الاستدلال غير صحيح من عدة وجوه:
الأول: أن هذا النفي لم يقله عالم من علماء المسلمين، لا قديما ولا حديثا، وإنما يقوله بعض المنسوبين إلى العلم من العوام.
الثاني: أن الغاية (كالمصلحة الراجحة) تبرر الوسيلة (التي هي فعل المفسدة اللازمة لتحقيق تلك المصلحة) أمر معلوم في الشريعة كما تم تفصيله حسب أصوله وضوابطه الشرعية. وليس هذا أمرا مطلقا، بل يكون وفق الضوابط الشرعية ".
فما رأي الإخوة الفضلاء؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 12:23]ـ
أظن الأخ لم يفهم المقصود بـ (تبرّر) ..
فقاعدة تزاحم المصالح والمفاسد في الإسلام لا علاقة لها بهذه المقولة الفاجرة:
في الشريعة تُحتمل المفسدة الصغرى: نعم هذا صحيح، لكنها تُحتمل كمفسدة وتبقى مفسدة، وتُعامل على أنها مفسدة ..
أما مقصود أصحاب هذه المقولة ممن أطلقها هفو تشريع الوسيلة بدون قيود مادامت الغاية مشروعة عنده ..
كذلك هناك فرق في مفهوم الغاية ..
فالغاية في الشريعة والتي تُحتمل من أجلها المفسدة هي من صميم التشريع، فليست كل غاية تُحتمل من أجلها المفاسد ..
أمّا أصحاب هذه المقولة من النفعيّين الغربيين ومن سار مسارهم فالغاية التي تسوغ لهم الوسائل هي من صنع رغباتهم ومقاصدهم فليس لها ضابط.
إذاً فالمقولة خطأ من حيث عمومها وكون بعض أجزائها يدخل في قواعد الفقهاء لا يبرر أخذها هكذا لأن لها مفهوماً واسعاً يخالف الشرع فردها والأخذ بألفاظ أهل الإسلام أولى وأحرى.
أخيراً أتعجب من قول الأخ: (أن هذا النفي لم يقله عالم من علماء المسلمين، لا قديما ولا حديثا، وإنما يقوله بعض المنسوبين إلى العلم من العوام)
فلا أحصي المرات التي سمعت بعض أهل العلم كالشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين ينكرون هذه المقولة .. وليتني قيدتها لكنت انتفعت بها الآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 12:27]ـ
بارك الله فيكم
الخلل هنا إنما يدخل على المتعلم والباحث لعدم فهم قاعدتين شرعيتين الفهم الصحيح
القاعدة الأول: الوسائل لها أحكام المقاصد
القاعدة الثانية: تحصيل أعلى المصلحتين بدفع أدناهما ودفع أعلى المفسدتين بارتكاب أدناهما
أما القاعدة الأولى فهي ليست على إطلاقها فلا بد فيها من ضوابط:
1 - أن تكون الوسيلة مشروعة (مباحة _ واجبة _ مندوبة)
فينظر فإن كانت الوسيلة واجبة فهي واجبة وإن كانت مستحبة فهي كذلك وإن كانت مكروهة فهي مكروهة وإن كانت محرمة فهي محرمة وإن كانت مباحة يتوصل بها إلى الخير كانت واجبة أو مستحبة وإن كانت يتوصل بها إلى الشر كانت محرمة أو مكروهة
قال ابن القيم في المدارج:"فإن قيل فإذا كان الفعل متساوي الطرفين كانت حركة اللسان التي هي الوسيلة إليه كذلك إذ الوسائل تابعة للمقصود في الحكم
قيل لا يلزم ذلك فقد يكون الشيء مباحا بل واجبا ووسيلته مكروهة كالوفاء بالطاعة المنذورة هو واجب مع أن وسيلته وهو النذر مكروه منهى عنه وكذلك الحلف المكروه مرجوح مع وجوب الوفاء به أو الكفارة وكذلك سؤال الخلق عند الحاجة مكروه ويباح له الإنتفاع بما أخرجته له المسألة وهذا كثير جدا فقد تكون الوسيلة متضمنة مفسدة تكره أو تحرم لأجلها وما جعلت وسيلة إليه ليس بحرام ولا مكروه "
إذا القاعدة غير مطردة
قال محمود شلتوت في كتابه البدعة أسبابها ومضارها: ولو فتحنا باب النظر والإحداث في الوسائل البدعية للمقاصد الشرعية لصار الدين غير الدين والشريعة غير الشريعة .....
2_ أن تكون الغاية مرتبطة بالوسيلة ومسبب من أسبابها
3_ أن يكون ترتب الغاية على الوسيلة محقق
4_ أن لا يكون فعل الوسيلة يدخل في التشبه بالكفار وهذا يدخل في الأول لكن أفرد للتنبيه عليه
فالشريعة إذا حرمت شيئا حرمت جميع وسائله وإذا أوجبت شيئا أوجبت جميع وسائله
فالغاية لا تبرر الوسيلة إلا بـ:
_ دليل من الشرع كحديث تحليل الكذب في ثلاثة مواضع فهذا الفرع شذ عن القاعدة
_ أن تكون الوسيلة مباحة فعندئذ تبررها
أما القاعدة الثانية فهي التي يستدل بها على دخول البرلمانات والانتخبات فالباحث خلط بين القاعدتين عندما قال:
أن الغاية (كالمصلحة الراجحة) تبرر الوسيلة (التي هي فعل المفسدة اللازمة لتحقيق تلك المصلحة)
فالقاعدة الأولى لا دخل لها في تزاحم المفاسد والمصالح فلم تعد الوسيلة هنا لازمة
وعليه فإن قاعدة الغاية لا تبرر الوسيلة إلا بدليل صحيحة وهي مستفادة من ضوابط قاعدة:للوسائل حكم المقاصد
والله أعلم
ويشترط في القاعدة الثانية تحقق دفع المفسدة الكبرى بارتكاب الصغرى فإن لم يُتحقق من ذلك لم يصح ارتكاب الصغرى
فهل الدخول في البرلمانات والانتخابات لدفع مفسدة تولي الحكم غير الأصلح متحقق بالمشاركة في هذه البرلمانات؟؟ هنا الإشكال
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 12:37]ـ
بارك الله فيكم
لم أر مشاركة الشيخ أحمد إلا بعد إرسال مشاركتي فعذرا إن كان هناك تكرير
وأما قول الباحث أن هذا النفي الموجود في القاعدة لم يقله أحد من العلماء
فمعنى القاعدة لا لفظها موجود في كلام العلماء والعبرة بالمعنى لا باللفظ والله أعلم
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عذرا على التطفّل، لكن ما يُناقَش كثيرون يتحدثون فيه ويثيرون الشبهات حوله .. أظنّ والله أعلم أنّ كثيرا من الناس يخلطون من وجه بين "الغاية تبرّر الوسيلة" وبين "الضرورات تبيح المحظورات"
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 11:03]ـ
المقصود من قولهم (الغاية تبرر الوسيلة) أنه - في سبيل تحقيق الغاية المطلوبة - لا يُنظر إلى خسة الوسائل، ولا حقارتها، ولا مخالفتها للقواعد الشرعية، ولا للآداب المرعية، ولا للثوابت الدينية.
وأول من قرر هذه القاعدة (مكيافيلي) في كتابه (الأمير) الذي كان له أثر عظيم جدا على من بعده، خاصة في الرؤساء والملوك، حتى عدوه في قائمة أكثر عشرة كتب تأثيرا في العالم.
وخلاصة ما قرره (مكيافيلي) في كتابه هذا أن على الملك أن يسلك في تقوية ملكه وترسيخ دعائمه وحمايته من الأعداء في الداخل والخارج كل الوسائل والطرق بغض النظر عن مشروعيتها أو موافقتها للأخلاق أو الدين أو نحو ذلك؛ لأن مراعاة هذه الأمور - عنده - قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، بل قد تؤدي إلى انهيار الملك تماما.
ولا شك أن هذه المقولة بالمعنى الذي قرره (مكيافيلي) خاطئة لا تمت إلى الإسلام بصلة، وإن كان لكلامه بعض الوجاهة في أحيان نادرة، ولكن الأكثر هو ذلك.
ولكن هذه المقولة قد يكون لها معنى آخر صحيح يُحتمل موافقته للنصوص والقواعد الشرعية؛ لأن الغاية - أحيانا - تكون سببا في تغيير حكم الوسيلة من المنع إلى الإباحة أو إلى الاستحباب، بل إلى الوجوب أحيانا.
ولكن هذا ليس مطردا في كل الوسائل، ولا في كل الغايات، بل هو مشروط بألا يصادم المقررات الشرعية، والأحوال الخاصة.
فإذا كان للغاية وسيلة مشروعة ووسيلة غير مشروعة فلا شك في منع الوسيلة التي ليست بمشروعة.
وإذا لم يكن للغاية إلا وسيلة غير مشروعة فهنا حصل تعارض بين المصالح والمفاسد، فوجب إعمال قواعد الجمع بينها على نحو ما قرره أهل العلم كالعز بن عبد السلام في قواعده.
فالوسيلة غير المشروعة مفسدة، والغاية المشروعة مصلحة، ولا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذا في الأكثر، ولكنه ليس مطردا أيضا؛ لأن المفسدة القليلة تحتمل في سبيل تحصيل المصلحة العظيمة.
ومن المعروف أن (الطوفي) من أكثر العلماء المسلمين اعتدادا بالمصلحة وتقديما لها على غيرها، ولكنه قيد ذلك بالمعاملات دون العبادات؛ لأن العبادات لا مجال للعقل فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 03:58]ـ
بورك فيكم ..
أخي أبامالك: قلتم: (ولكن هذه المقولة قد يكون لها معنى آخر صحيح يُحتمل موافقته للنصوص والقواعد الشرعية؛ لأن الغاية - أحيانا - تكون سببا في تغيير حكم الوسيلة من المنع إلى الإباحة أو إلى الاستحباب، بل إلى الوجوب أحيانا.).
هل من مثال؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 04:38]ـ
شيخنا الفاضل
الأمثلة كثيرة، فمثلا المحافظة على الحياة (غاية) شريفة، أو كما يعبر علماء الأصول (إحدى الكليات الخمس)، وأكل الميتة أو الخنزير أو غيره من المحرمات (وسيلة) محرمة في الأصل، ولكن هذه الوسيلة تصير مباحة أو واجبة من أجل الحفاظ على (الغاية) السابقة.
والبصاق في المسجد (غاية) محرمة في الأصل، وتركه (غاية) واجبة، والالتفات في الصلاة (وسيلة) إلى هذه الغاية، وهي وسيلة ممنوعة في الأصل، ولكن صارت هذه الوسيلة جائزة من أجل تحقيق هذه الغاية، فالالتفات يسارا من أجل البصاق جائز.
وتداوي الإنسان من الأمراض (غاية) شريفة، وكشف العورة (وسيلة) لتحقيق هذه الغاية، وهي وسيلة محرمة في الأصل، ولكنها صارت جائزة - أو واجبة بحسب المرض - من أجل تحقيق هذه الغاية.
وانتصار المسلمين في حربهم مع الكفار (غاية) شريفة، وقتل الإنسان نفسه (وسيلة) لهذه الغاية، وهي وسيلة محرمة في الأصل، فصارت مباحة - وربما مستحبة - لتحقيق هذه الغاية الشريفة.
وهكذا في كثير من المسائل التي لا تخفى على فضيلتكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 04:42]ـ
والإصلاح بين الناس (غاية) شريفة، وكذلك الانتصار في الحرب (غاية)، وكذلك الإصلاح بين الزوجين (غاية)
والكذب (وسيلة) لتحقيق كل هذه الغايات، وهي وسيلة محرمة في الأصل، ولكن صارت جائزة في هذه الأحوال الثلاثة كما نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 07:40]ـ
قل الغاية لا تسوغ الوسيلة ولا تقل الغاية لا تبرر الوسيلة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:22]ـ
عفوا!
كأن الباحث تحمس، واشتد، لينفي ما اشتهر بين الناس إقراره. وهذا خطأ يقع فيه كل من قرر نتيجة بحثه مسبقا.
والكلام لا ينقطع لمن ينفون ولا لمن يثبتون. فهناك تداخل في المعني إذ كل غاية وسيلة وكل وسيلة قد تكون غاية، فأنا أتوضأ امتثالا للأمر وطلبا للأجر واستعدا للصلاة فهو غاية من ناحية ووسيلة من ناحية أخرى، والصلاة غاية من الوضوء ووسيلة لرضا الله عز وجل، وكذا باقي الطاعات والعادات. حتى ننتهي إلى غاية واحدة وهي الفوز بالجنة والنجاة من النار.
فأين الغاية وأين والوسيلة؟!
كلها غاية وكلها وسيلة.
والشرع مهيمن كما وكيفا، فلم يترك شيء، ولم تخالفه الحكمة البالغة في شيء. . هو حاكم على كل شيء بما لا يقبل معه أو دونه غيره. وعند كل مسألة أو موقف نتعرض له تكون غاية وتكون وسيلة، ونرجع للشرع لنحدد أيشرع لنا ارتكاب أخف الضررين .. المفسدتين ـ وهي مفسدة لم يتخلف عنها الوصف كما قرر الدكتور أحمد الزهراني ـ طلبا لما هو أكبر أم لا؟
بهذا تختفي المقولة (الغاية تبرر الوسيلة) على إطلاقها إيجابا أو سلبا.
كذا يجب النظر للقضية من عَلِي .. ارجع قليلا واصعد عاليا وانظر للأمر حتى لا تكبر الصغيرة في عينك، أو تقع في الحصر الوهمي فينتفع بك عدوك؟ فالحصر الوهمي قضية كبرى. شرحها بالتفصيل مع الأمثلة في هذا المقال الصغير.
http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=3691
أو هنا إن لم يفتح معك
http://saaid.net/arabic/48.htm
أقول: الجمل التي اشتهرت في معنى معين، مثل هذه الجملة، ويقذف ذكرها في ذهن من يسمعها بمعنى معين يصعب نزعه إلا بشرح وتفصيل يجب علينا أن نبتعد عنها حتى وإن كنا نتفق على معناه، فهنا مخالفة أخرى .. ما يتبادر للذهن عند ذكرها، واستحضار قائلها. كالحرام لغيره. وكقول الله تعالى (لا تقولوا راعنا وانظرنا)
اكتبُ وأنا بين النائم واليقظان ... إي والله. وقد أعود لأناقش أمرا يبدو لي في ثنايا الموضوع يصعب علي الإمساك به لضعف التركيز، ولكن هذا هو الصيد البطئ الكسيح في الطرح المذكور.
أبو جلال
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 03:02]ـ
قد تتوافق هذه القاعدة مع قواعد شرعية مقررة لدينا، لكن السوءال المهم لم نستخدم عبارة موهمة قائمة على مقاصد فاسدة ممن وضعها بدلا، من استخدام القواعد الشرعية الصحيحة المستنبطة من الأدلة الشرعية، طالما أن النتيجة واحدة .. ؟؟
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[26 - Feb-2008, صباحاً 12:25]ـ
يلزم من كلام الأستاذ أبي بكر أن نجوز بعض المحرمات في سبيل إدخال بعض الناس في الإسلام! (وللفائدة؛ انظر الفتاوي لابن تيمية 11/ 620 فما بعدها)
- كأني به لم يفرق بين الأمرين اللذين يجب إيقاع أحدهما-لا محالة- فيرجح الأعلى , وما للمسلم عن إيقاعهما مندوحة.
- لم يتأمل وفقه الله حق التأمل مرادهم من لفظة (الوسيلة)،وأن (ال) عندهم للاستغراق في الأفراد. ولعل الشيخ بكر رحمه الله تنبه لذلك حين قال: هذا ((على إطلاقه)) تقعيد فاسد. اه من معجم المناهي اللفظية
- نص الألباني رحمه الله في مواضع من السلسلتين وغيرهما على رد هذه القاعدة (انظر مثلا الضعيفة4962). وكذا عبدالرحمن حبنكة في أجنحة المكر الثلاثي وغيرهما.
- هناك أمور ليست هي من الوسائل أصلا بل هي من الغايات والمقاصد , وبعضها محل اجتهاد ونظر.
- ليس المراد بالغاية-عندهم- الهدف والمصلحة كما ظن الأستاذ , بل مرادهم بها ما هو أعم من ذلك حيث يريدون بها؛ القصد. فلو سرق الإنسان من الأغنياء بنية التصدق بالمسروق على الفقراء كان محمودا عندهم! (وهذا المثال مشهور في بعض أفلام الكرتون التي يتلقفها المسلمون ويغذون بها قلوب أطفالهم دون تمحيص كفلم روبن هود) والله أعلم
- والموضوع يحتاج إلى مزيد من التأمل و الوقت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مراد]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا يا أبا مالك:
وانتصار المسلمين في حربهم مع الكفار (غاية) شريفة، وقتل الإنسان نفسه (وسيلة) لهذه الغاية، وهي وسيلة محرمة في الأصل، فصارت مباحة - وربما مستحبة - لتحقيق هذه الغاية الشريفة.
وهذه أيضاً:
وكذلك الانتصار في الحرب (غاية)، والكذب (وسيلة) لتحقيق كل هذه الغايات، وهي وسيلة محرمة في الأصل، ولكن صارت جائزة في هذه الأحوال الثلاثة كما نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لشيخنا الدكتور / صالح سعد السحيمي.
محاضرة بعنوان (حقوق غير المسلمين في الإسلام)
عرج فيها على مبدأ ميكاثلي الخبيث وبسط المسألة لأن هذا المبدأ جعل من الخوارج المعاصرين أشد خبثاً ووبالاً على الأمة
بينما خوارج الماضي كانوا يرون الكذب من الكبائر ويرون الكبيرة مخرجة من الملة ومخلدة في النار
وخوارج اليوم اعتمدوا هذا المبدأ فصاروا يلبسون العباءات للتسلل
ويكذبون
ويحلقون الذقون ويتشبهون بالنساء ووو
هذا مبدأ مرفوض مطلقاً ولا تخلطوه بالضرورات التي تبيح المحرمات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 11:44]ـ
جزى الله خيرا الشيخ سليمان على طرحه هذا الموضوع، لأنه غاية في الأهمية، وفيه دقة، والشيخ أبو بكر البغدادي من الأقوياء في علم الأصول، والمبحث الذي أثاره الشيخ سليمان مبحث قديم للشيخ البغدادي من قرابة خمس عشرة سنة تقريبا، تعرض لهذا المبحث في رسالة أوسع - إذا لم تخني ذاكرتي - اسمها: " تزاحم المصالح ".
فلو كان أحد من الإخوة يملك هذه الرسالة، ويقوم بتنزيلها، وعلى ضوئها تُناقش هذه القاعدة.(/)
علماني مسلم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 10:35]ـ
علماني مسلم
محمد أبو الهيثم
الحمد لله القائل {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران]
مع كثرة الأقلام واختلاط الأفهام تلتبس على كثير من الأنام العديد والعديد من الطوام، والدواهي العظام.
فنجد كثيراً من الناس تدخل عليهم هرطقات الكثير من دجاجلة التفلسف الهامشي ومدعي الثقافة، الذين تسربلوا بعباءات مسميات متشابهة تحمل خلف ظهرها النفاق الجلي الواضح الذي لا يختلجه شك، ويلتبس ظاهرها على عوام الناس، من هذه المسميات مسمى العلمانية،والشيوعية وما يدور في فلكها من وليداتها مثل الحداثة والديمقراطية والحرية المطلقة ...... إلخ
وسبب اللبس الحاصل من جراء هذه المسميات هو جهل كثير من عوام الناس بمعاني هذه المسميات وحقيقة مراميها، ومغازيها، بجانب الجهل المطبق لمقتضى اعتناق مثل هذه الاعتقادات وتأثيره في سلامة إيمان حامله.
فنجد من يطل علينا كالأفعى ويتشدق بأنه علماني مسلم، أو ماركسي مسلم أو حتى شيوعي مسلم، وبالطبع العاطفة تغلب المستمع فلا يميز هذا الدجل الصريح الذي يدس هؤلاء الدجاجلة من خلاله اعتقاداتهم تحت شعارات مقبولة ومسميات مستساغة.
أركز الضوء في هذا المقال على قضية في غاية الأهمية حتى يتضح للقارئ إمكانية الجمع بين الإسلام ومثل هذه الفلسفات والمسميات من عدمه وهي قضية مناط الحكم والانتفاع في الإسلام، ثم أركز الضوء على مسمى العلمانية وما يحويه من سم زعاف حتى يتضح هل يمكن الجمع بينها وبين الإسلام تحت مسمى واحد أم لا.
فعقيدة الإسلام قائمة على الحكم بظاهر الإسلام للعبد بمجرد نطقه بالشهادتين فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم لكن بشرط وهو عدم الإتيان بناقض من نواقض الشهادتين، فلا يصح إسلام من يقول لا إله إلا الله ويشرك بالله غيره فالشرك ناقض أو يقول محمد رسول الله ويكذبه ويكذب ما جاء به ويشكك في القرآن وصحيح السنة ويحاربهم فهذا ناقض فعله قوله فلم يصح منه قول كذا من شهد لله بالوحدانية ثم سب الله أو شهد لرسوله بالرسالة ثم شتمه فهذا أتى بقول الحق ثم ناقض فعله الصريح ما قاله فبطل قوله بفعله، فكل من أتى بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم لم يظهر منه ناقض فهو المسلم، ومن أتى بناقض ينقض الشهادتين أو أحدهما فقد سقط عنه الحكم الظاهر بالإسلام مع توفر استيفاء الشروط وامتناع الموانع، وهذا ما يعرف بمناط الحكم في الإسلام، أما مناط الانتفاع، فهو الحكم بانتفاع العبد بالشهادتين في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار، وهذا لا يتحقق إلا بتحقق شروط لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله محمد رسول الله مفتاح الجنة، وكما قال وهب بن منبه وكل مفتاح له أسنان فلا يفتح إلا به، لذا فتحقيق العبد لشروط لا إله إلا الله هو سبب انتفاعه بها ودخوله الجنة، فقد يثبت له الحكم بالإسلام حتى يموت على ظاهر الإسلام أمام الناس وهو يبطن النفاق والكفر والإنكار للإسلام أو بعض شرائعه فهو في الحقيقة منافق برغم صلاح ظاهره، لذا فمفتاح الجنة لا يفتح بلا شروطه، والتي كم من عامل بها قد لا يحفظها ولكنه جمعها في قلبه وفعله، وكم من عارف لها لم يأت بها جحوداً وإنكارا وكسلاً وتسويفاَ، وملخص هذه الشروط ذكرها الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله بتلخيص متميز فقال:
بالعلم و اليقين و القبول والانقياد فاعلم ما أقولو
الصدق والإخلاص والمحبة وفقك الله لما أحبه
العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة سبعة شروط معروفة عند أهل العلم، الأهم من معرفتها العمل بها.
نخلص مما سبق إلى أن مسمى الإسلام لا يتم لعبد في الظاهر إلا إذا أتى بالشهادتين دون الإتيان بما يناقضهما.
وكون الإنسان يحاول الجمع بين الضدين في وصف شيء واحد فهذه هي المغالطة العقلية الفجة، فالأسود وصف للون لا يمكن أن ينعت بالبياض، والكذب نعت لخلق لا يمكن أو يوصف بالصدق، والعفاف معنى لخلق يستحيل وصفه بالعهر، وهكذا
وكذا الإسلام لا يمكن الجمع بينه وبين ضده في آن واحد، فأي ناقض يمنع وصف الإسلام عمن أتى بهذا الناقض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكي نقف على معنى العلمانية وأترك للقارئ الحكم هل هي وصف يمكن جمعه مع الإسلام في شخص واحد أم لا أنقل لكم من تقرير عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي عن العلمانية يقول:
" العلمانية Secularism وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين. وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم Science وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.
تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة. وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح من قوله: "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: آية: 162].
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• انتشرت هذه الدعوة في أوروبا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي. وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي:
- تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الإكليروس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران.
- وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة، مثل:
1 - كوبرنيكوس: نشر سنة 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب.
2 - جرادانو: صنع التلسكوب فعُذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م.
3 - سبينوزا: صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً.
4 - جون لوك طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض.
ظهور مبدأ العقل والطبيعة: فقد أخذ العلمانيون يدعون إلى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة.
- الثورة الفرنسية: نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة من جهة وبين الحركة الجديدة من جهة أخرى، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب. وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم.
- جان جاك روسو سنة 1778م له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل الثورة، مونتسكيو له روح القوانين، سبينوزا (يهودي) يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجاً للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م، وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة.
- ميرابو الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية.
- سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها إلى (الحرية والمساواة والإخاء) وهو شعار ماسوني و"لتسقط الرجعية" وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين إلى ثورة على الدين نفسه.
- نظرية التطور: ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارلز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها. وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ظهور نيتشة: وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان) ينبغي أن يحل محله.
- دور كايم (اليهودي): جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي.
- فرويد (اليهودي): اعتمد الدافع الجنسي مفسراً لكل الظواهر. والإنسان في نظره حيوان جنسي.
- كارل ماركس (اليهودي): صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الأول الذي اعتبر الدين أفيون الشعوب.
- جان بول سارتر: في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي: يدعوان إلى الوجودية والإلحاد.
- الاتجاهات العلمانية في العالم العربي والإسلامي نذكر نماذج منها:
1 - في مصر: دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت. وقد أشار إليها الجبرتي في تاريخه – الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها – بعبارات تدور حول معنى العلمانية وإن لم تذكر اللفظة صراحة. أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يُدعى إلياس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827م. وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م، وكان هذا الخديوي مفتوناً بالغرب، وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا.
2 - الهند: حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز وانتهت تماماً في أواسط القرن التاسع عشر.
3 - الجزائر: إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م.
4 - تونس: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م.
5 - المغرب: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.
6 - تركيا: لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك، وإن كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة.
7 - العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.
8 - معظم أفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار.
9 - أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا: دول علمانية.
10 - انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية، النزعة الطورانية، القومية العربية.
11 - من أشهر دعاة العلمانية في العالم العربي والإسلامي: أحمد لطفي السيد، إسماعيل مظهر، قاسم أمين، طه حسين، عبدالعزيز فهمي، ميشيل عفلق، أنطون سعادة، سوكارنو، سوهارتو، نهرو، مصطفى كمال أتاتورك، جمال عبد الناصر، أنور السادات صاحب شعار "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، د. فؤاد زكريا. د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخراً، وغيرهم.
الأفكار والمعتقدات:
• بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلاً.
- وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان.
• الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب.
• إقامة حاجز سميك بين عالمي الروح والمادة، والقيم الروحية لديهم قيم سلبية.
- فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي.
- تطبيق مبدأ النفعية Pragmatism على كل شيء في الحياة.
- اعتماد مبدأ الميكيافيلية في فلسفة الحكم والسياسة والأخلاق.
- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الإجتماعية.
- أما معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهي:
- الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.
- الزعم بأن الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية.
- الزعم بأن الفقه الإسلامي مأخوذ عن القانون الروماني.
- الزعم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف.
- الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي.
- تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح.
- إحياء الحضارات القديمة.
- اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها.
- تربية الأجيال تربية لا دينية.
أ هـ (العلمانية تقرير من إصدارات الندوة العالمية للشباب الإسلامي)
مما يسبق يتضح لنا الوجه الحقيقي للعلمانية والبعد بينها وبين الإسلام والاختلاف الواضح بينهما الذي يبعد بينهما كما بين السماء والأرض ويخالف جوهرهما كاختلاف جهة المشرق عن المغرب بحيث يستحيل الجمع بينهما.
كما نقف من التعريف السابق على الصلة لاقوية بين العلمانيين والسلطات العصرية والحكومات الوضعية وإن أظهر العلمانيون المعارضة لتلك السلطات، ولكن يبقى الرباط القوي بينها وبين هذه السلطات هو رباط التكامل والمنهج الواحد والمصالح المختلفة فكلاهما يعمل لفصل الدين عن الدولة وسيادة المادة على الشرع والروح، وكلاهما لا غنى له عن الآخر، فمهما أظهر العلمانيون من معرضة لحكوماتهم فما هي إلا صراعات لتبادل السلطات وإكمال الأدوار مع الاتفاق على محاربة الإسلام الذي ينزع الإنسان من بهيميتهم الضيقة ومناهجهم الدنيوية اللادينية إلى سمو الروح والعقل والجسد والانصياع لأحكام الملك الجبار الواحد الماجد سبحانه.
قس على ما سبق معاني الشيوعية والديموقراطية وغيرها، وتعرف على معانيها الحقيقية وأهدافها ثم توصل بنفسك إلى نتيجة حتمية اختصرها الملك سبحانه في آل عمران فقال {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
وأخيراً أخي القارئ أختي القارئة في ظل ما سبق هل يمكن أن يكون هناك مسلم علماني؟؟
أترككم في رعاية الله وأمنه ..
خاص بطريق الإسلام(/)
"العلمانية ... والفوضى في العالم"
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 11:27]ـ
"العلمانية ..... والفوضى في العالم"الأحداث المتجددة كل يوم تكشف لنا أن السبب الأول في إحداث الفوضى في العالم هي (العلمانية)؟؟؟ لأن العلمانية ما هي في معناها الصحيح إلا:إحداث الفوضى في الحياة. وإبعاد الناس عن الدين و جعلهم فارغين دينياً و روحياً ... بحيث يكون همَ كل شخص الأكل والنوم والجنس, وبعد ذلك لا تتدخل في السياسة ولا في غيرها, وما عليك إلا السمع والطاعة.
فإذا نظرت ماذا قدمت لنا العلمانية؟؟؟ لما وجدت إلا الإفساد في العالم: زيادة معدلات الجريمة (القتل, الزنا, اللواط) ,ال تفكك الأسري, زيادة إنَتشار و متعاطين المخدرات, الانتحار ... إلخ. فهذه هي ثمرات العلمانية (!!!) وإحداث الفوضى في العالم.
والحل هو (الإسلام) ودعوة الناس إلى الفطرة (فطرة الإسلام).حتى تعود الأمور إلى نصابها, ويعود الإستقرار إلى العالم, وتعود الحضارة الإسلامية إلى الواقع لتُعلم الناس معنى الحياة الحقيقة.
أخوكم
محمد الشهراني
الأربعاء 13/ 5/1428هـ
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" يرفع لمن يريد المشاركةوالفائده "
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:57]ـ
هي تماماً مثل
فصل الروح عن الجسد
وهل الجسد بلا روح له قيمة في الحياة!(/)
«الوسطية في الإسلام» محاضرة لصاحب الفضيلة العلاَّمة شيخنا الحبيب صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 08:04]ـ
«الوسطية في الإسلام»
محاضرة
لصاحب الفضيلة شيخنا الحبيب العلاَّمة
صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه اللّهُ ورعاه -.
8 - 5 - 1428 هـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36854
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:55]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 08:07]ـ
وجزاكم اللّه خيرًا وأحسن إليكم.(/)
مفتي مصر بتعمل كده ليه؟!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 08:54]ـ
مفتي مصر بتعمل كده ليه؟!
محمد جلال القصاص
mgalkassas@hotmail.com
بين فترة والأخرى يخرج علينا مفتي مصر الدكتور علي جمعة بما يصح تسميته بـ (بُمْبِة) إعلامية أو فتوى مثيرة للجدل، فمرة يتكلم عن جواز بيع المسلم للخمور، ومرة يتكلم عن جواز ترقيع غشاء البكارة، ومرة يتكلم عن جواز تولي المرأة الإمامة العظمى (رئاسة الجمهورية)،ومرة يذهب إلى دير الرهبان فيحضر صلاتهم ويشاهد فيلمهم عن (صلب المسيح) ـ {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: من الآية 157]ـ وما صلبوه ولكن شبِّه لهم ـ ومرة يخرج للناس في إحدى الحفلات العامة بزوجته في (تأليعة) جديدة لم نسمع بها من قبل، ومرة يتكلم عن أن من سبَّ الصحابة وادعى تحريف القرآن وقذف الطاهرة المطهرة حبيبة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم المؤمنين بنت الصديق رضي الله عنها وقتل إخواننا وهتك عرض أخواتنا، أعني الشيعة الروافض ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ مسلمٌ له ما لنا وعليه ما علينا، ومرةً يتكلم عن أن (الآخر) من عباد الصليب وأَكَلَةِ الخنزير إخوة (لنا) لهم ما لنا وعليهم ما علينا، يقول هذا وهم يسبُّون رسولنا ويتهكمون على قرآننا، وما أمر المسرحية التي وزعت في رمضان قبل الماضي وثارت بعدها الإسكندرية منا ببعيد، ولا أحسب أنه ليس في مصر من لا يسمع عن ما يحدث في غرف البالتوك وفي فضائية الحياة من تعدي على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصا وعلى الإسلام عموما، ومرة يتكلم بأن الشريعة الإسلامية مطبقة في مصر، ثم يختم ذلك كله بالتهجم على شيوخ صحوتنا الكرام بالقول أنهم نجوم شباك (يشبههم بالفنانين أصحاب الخنا والفجور) ومرة يتكلم بأنهم غير متخصصين. وبالتالي ليس لهم أن يتكلموا في الدين.
ويا دكتور علي!
مهلا إنه دين رب العالمين. ليس في ديننا رهبانية، فكلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما زلنا إلى يومنا هذا نقول أخطأ الشافعي وأخطأ بن حنبل ... وأخطأ فلان وفلان من رموز الأمة الكبار، وهذا من رحمة الله بنا، ومن حفظه لدينه. فلسنا نُقِرُّ أحدا أن يتكلم بما يشاء إلا أن يأتي بالدليل، ولسنا نتبع إلا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أين تطبيق الشريعة في مصر؟
الدستور الذي يحكم المصريين لا يَأخذ من الشريعة الإسلامية، فالشريعة الإسلامية مصدر احتياطي ثالث من مصادر التشريع. ولا يُؤخذ بها إلا في بعض الأمور الاجتماعية التي تتعلق بالأسرة والميراث ونحو ذلك، وهم اليوم ـ بعض شيوخ الأزهر ـ يلتفون على كثير من هذه الأمور كي يفرغوها من مضمونها الشرعي وفقا لتوصيات مؤتمر السكان المنعقد في القاهرة في منتصف العقد الماضي. وخرجوا علينا بوثيقة الزواج الجديدة، وما وضعوه من شروط على التعدد، ووقفوا موقفا (مواربا) من الزواج العرفي وكأنهم ينتظرون رأي (الآخر) كي يبحثوا في الشريعة على ما يوافق هوى (الآخر).!!
والدستور في مصر لا يقيم حدا واحدا من حدود الله، فلا جلدٌ أو رجمٌ للزاني ولا قطعٌ ليد السارق، ولا قتلٌ لقاتلٍ أو مرتد لم يتب.
والدستور في مصر يعامل الكافرين كالمؤمنين، فكلهم (أمام القانون سواء) والله يقول {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ. مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ. أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 ـ 39].
الدستور يساوي بين الكافرين والمؤمنين والله يقول: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية:21) نعم ساء ما يحكمون. . . وإن كانوا دكاترة، وإن حملوا أعلى ألألقاب.
واسأل ذوي العقول هل يوجد في تعاملات الدولة الرسمية أي مظهر من مظاهر الإسلام؟ ... في العلاقات الخارجية، أو في التعاملات الداخلية؟ مخافر الشرطة والجيش ... الخ. أين الشريعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومفتي مصر الدكتور (علي جمعة) يتكلم عن التخصصية، وأن شيوخ صحوتنا ـ حفظهم الله ـ ليس لهم أن يتكلموا في الدين لأنهم ببساطة غير متخصصين، وهو أمر مضحك. وأقول: لو كان غيرك يا علي؟!
فالدكتور علي خريج جامعة عين شمس، كلية تجارة، والتحق بالأزهر لا حقا. وظل هناك في البنوك الربوية يعمل مستشارا (شرعيا) لها، ثم جيء به إلى الإفتاء، وشيوخ صحوتنا حفظهم الله كثير منهم يحمل شهادات عليا من الأزهر كالشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والشيخ الدكتور عمر عبد الكافي والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الدكتور محمد عبد المقصود، والشيخ الدكتور عمر بن عبد العزيز، وغيرهم كثير.وإخوانُ هؤلاءِ الأفاضل .. شيوخ صحوتنا المباركة أساتذةُ جامعات إسلامية في الخليج العربي ومنهم من تقلدوا منصب الإفتاء أو يعملون ضمن اللجان الشرعية، أم أن الدين صار حكرا على الأزهر فقط؟!
ما يبدوا لكل ذي عينين أن القضية ليست قضية تخصص وإنما قضية رفض لمنهج هؤلاء الأخيار. وما المطالبة بالتخصص إلى (تَمْحِيكَة) لرفض قول هؤلاء. ولكن طاش سهمك يا دكتور.!
ثم من أولى بدعوى التخصص في الحديث ـ كمثال ـ الشيخ مصطفى العدوي ـ حفظه الله ـ والشيخ أبو اسحاق الحويني ـ حفظه الله ـ أم من يحملون الشهادات العليا في الأزهر؟!
الإجابة يعرفها الكل ونقول: (خلي الطبق مستور).
ـ والمفتي يدعونا للوقوف عند فتاويه كونه ((المفتي)) ونقول له: لم يعد يخيل علينا هذا الكلام، فمنصب المفتي منصب تعينه الدولة، ومعروف ومشهور أن الدولة تعين من ترضى عنهم فقط في الإفتاء ومشيخة الأزهر، فليس مفتي مصر هو أفقه علماء الأزهر، ولا شيخ الأزهر هو عالمه الجهبذ النحرير. بل منصب رسمي يعينه العلمانيون وكذا رئيس جامعة الأزهر. ففيم احتجاجك به علينا؟
ونسأل كل ذي عقل: هل شيخ الأزهر والمفتي هم أكفأ خريجي الأزهر لذا تولوا هذه المناصب؟ وهل كل علماء الأزهر الشريف على قول المفتي وشيخ الأزهر ... يقولون بقوله؟
لا أحسب أن أحدا يقول بهذا، فالأزهر ما زال شريفا، يخرج لنا من يخاف الله ويرجو اليوم الآخر، ولن يضره تسلط العلمانيين عليه، ويوما ما سيعود ـ بحول الله وقوته ـ سُنِّيا، كما عاد من قبل على يد صلاح الدين الأيوبي. فصبر جميل.
أما محاولة الأزهر المستميتة ــ في شخصك أنت وشيخ الأزهر ومن لفَّ لفكم ممن شايعكم ــ لإظهار حسن النوايا تجاه الكافرين، بالسماح لدعاة الكفر أن يحطوا رحالهم في أرض مصر مرة فيما يعرف بوثيقة التنصير، وباستقبال سفراء دول الكفر في الأزهر الشريف مرة، والسماح لبعض كبرائهم بالتجول داخل الجامع الأزهر مرة، وبمناقشة انتساب النصارى لجامعة الأزهر مرة، فهذا لن تجني من ورائه إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة ـ إن لم ترجع عن قولك ـ فلن يحبوك، بل لا يصدقوك، ولا يريدوك، ولن يسالموك، حتى تتبع ملتهم، وربي أصدق قيلا {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120] وإن كنت في شك من هذا فدونك منتدياتهم ومواقعهم وصحفهم انظر بما يتكلمون عنك شخصيا وعن الأزهر وشيخ الأزهر.
أما أحاديثك عن بيع الخمور وترقيع البكارة، وتولى المرأة للإمارة، فهو كلام نضحك منه ونطويه ولا نرويه.
منقول
http://saaid.net/Doat/alkassas/83.htm
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 06:52]ـ
بارك الله في الأخ شتا وأحسن الله إليه وهدى الله الدكتور علي جمعه للحق ورده إلى جادة الحق ردًا جميلا.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 02:25]ـ
ليت الأمر اقتصر على هذا
فالرجل يشن حربا على من يسميهم الوهابية بحكم أنه أشعري جلد وسمعته يقول بأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أشاعرة فلتنظروا إلى أي حد يقود التعصب الأعمى.
ومن طرائف ما قرأت أنه وصف الصحفية الإنجليزية التي أسلمت بأنها متطرفة لأنها رفضت مصافحته.
بارك الله فيك أخي شتا وهداه الله سواء السبيل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:18]ـ
بارك الله في الأخ شتا وأحسن الله إليه وهدى الله الدكتور علي جمعه للحق ورده إلى جادة الحق ردًا جميلا.
جزاكم الله خير الجزاء مشرفنا الغالي وبارك الله لنا فيك وحفظك وجميع المشرفين وجميع الإخوة في هذا الموقع الجميل.
بارك الله فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:20]ـ
ليت الأمر اقتصر على هذا
فالرجل يشن حربا على من يسميهم الوهابية بحكم أنه أشعري جلد وسمعته يقول بأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أشاعرة فلتنظروا إلى أي حد يقود التعصب الأعمى.
ومن طرائف ما قرأت أنه وصف الصحفية الإنجليزية التي أسلمت بأنها متطرفة لأنها رفضت مصافحته.
بارك الله فيك أخي شتا وهداه الله سواء السبيل
بارك الله فيكم أخي الحبيب وجزاكم الله خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:20]ـ
وتفضلوا هذا الرابط
محامي يطالب بحبس المفتي بتهمة سب النبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102199
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:54]ـ
بارك الله في جهودك أخي الكريم ..
لابد من تصدي أهل السنة في مصر بقيادة علمائها الأفذاذ لهذا المبتدع الذي سمعنا عنه أخبارًا سيئة، من مواجهته للإخوة هناك، ودعم القبورية والتمشعر، وتنسيق جهودهم ضد من يسميهم الوهابية.
فلابد من بيان عواره عند العامة.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:50]ـ
جزاكم الله خيرا
راجع الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=408
ـ[الرايه]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 04:31]ـ
ومن طرائف ما قرأت أنه وصف الصحفية الإنجليزية التي أسلمت بأنها متطرفة لأنها رفضت مصافحته.
هل هو الدكتور علي جمعه أم الدكتور طنطاوي؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 09:18]ـ
ومن طرائف ما قرأت أنه وصف الصحفية الإنجليزية التي أسلمت بأنها متطرفة لأنها رفضت مصافحته.
بارك الله فيك أخي شتا وهداه الله سواء السبيل [/ quote]
سبحان الله , ماهذه المذلة!!
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 01:17]ـ
هل هو الدكتور علي جمعه أم الدكتور طنطاوي؟
أستغفر الله العظيم
نعم أخي هو الطنطاوي ولكن لأنهما من عينة واحدة اختلط علي الأمر
بارك الله فيك على التنبيه
ـ[الثائر]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
يرجى مراجعة هذه الروابط
علي جمعة مفتي مصر وحمارة لكل مواطن وجاموسة لكل فندق!!
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=953
من علي جمعة والسيستاني إلى صدام حسين!
صدام حسين يعظ في عيد الأضحى لعام 1427 هـ
من الذي أعدم صدام حسين؟
هل شارك السيستاني وعلي جمعة وحسن نصر الله في إعدامه؟
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=233857
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=218414
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 02:22]ـ
عجيب
ـ[الهام]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 10:44]ـ
أرى أن نشغل أنفسنا بأمور الأمة الإسلامية ولا نشغل أنفسنا بعلماء السوء الذين تظهر الفتن على أيديهم وفى زمنهم فتكون الغيبة التى يسلبون بها حسناتنا كما سلبواحياتنا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 11:19]ـ
لكن هذا لا يمنع من الاطلاع على الأخبار
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 06:22]ـ
ولا يعمل التحذير من علماء السوء فهو واجب شرعي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 10:58]ـ
صدقت بارك الله فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 10:59]ـ
طامة جديدة لمفتي مصر "الإمام الالكتروني"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=611122#post61 1122
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 01:10]ـ
أرى أن نشغل أنفسنا بأمور الأمة الإسلامية ولا نشغل أنفسنا بعلماء السوء الذين تظهر الفتن على أيديهم وفى زمنهم فتكون الغيبة التى يسلبون بها حسناتنا كما سلبواحياتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة ولكنى ارى اننا يجب ان نعلمهم وندرسهم جيدا وهذا ليس من باب الغيبه ولكن من باب التوعيه لان هناك الاااااااااف من البسطاء ممن لا يعلمون شيئا من دينهم الا ما يفتيه المفتى الله يهديه
فهذا من امور الامه وهذا شئ لا يمكن ان نتركه او نغفل عنه او احيانا نغمض اعييننا عنه بل من واجبنا اظهار مساوئهم التى تؤدى الى فتن والرد عليها وتوعيه الناس بالصحيح لان هؤلاء يضلون ولا يهدون
ربنا يهديهم اجمعين لما يحبه الله ويرضاه
ويهدينا الى صراط مستقيم
اللهم اهدى الامه الاسلاميه الى الحق واعصمها من اتباع الغاوين والمضلين
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 01:18]ـ
علماء السوء من أهم مشاكل الأمة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 02:58]ـ
صدقتم بارك الله فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 03:02]ـ
مقال متصل بالموضوع
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35172&Page=1&Part=8
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 10:57]ـ
ابو جلال جريئ ما شا الله عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 07:16]ـ
كلام شباب: الفتاوي السياسية أفقدتنا الثقة في رجال الدين
كتب فاروق الجمل 21/ 6/2007
خلال عام 2007 شهدت مصر مايقرب من عشرة آلاف فتوي كان لمفتي الجمهورية منها نسبه 40% بمعدل 20 فتوي شهريا من إجمالي 50 فتوي كل شهر .. أحدث جميعها جدلا واسعا في مصر. و كان لمشيخة الازهر منها الكثير بالاضافة الي الفتاوي الاخري التي تصدر عن جهات اخري لا يحق لها إصدار فتاوي.
وبعيدا عن كم الفتاوي التي صدرت خلال هذا العام فإن فتاوي مفتي الجمهورية وشيخ الازهر- السياسية تحديدا- كان لها رد فعل واسع بداخل الاوساط المصرية بصفة عامة والشبابيه بصفة خاصة، فهناك عدد كبير من الشباب لم يتقبلوا هذه الفتاوي و اعتبروها نوعا من انواع التضليل او استغلال الدين لتحقيق مصالح الحكومة المصرية.
ولقد ذكرت دراسات نشرت مؤخرا علي موقع ملتقي الحوار علي الإنترنت ان نسبة الفتاوي السياسية التي صدرت عن دار الفتوي و مشيخة الازهر وصلت إلي 8% من إجمالي الفتاوي التي صدرت مؤخرا عنهما.
وهذه الفتاوي كما ذكرنا من قبل قوبلت بالرفض بين الشباب الذين فقد الكثير منهم ثقته بالمؤسسات الدينية و الفتاوي التي تصدر عنها بسبب شعورهم بأنها فتاوي مسيسة اكثر من كونها سياسية.
أول من تحدثنا معه كان هشام محيي الدين (22 سنة) و الذي قال لنا" مفتي الجمهورية يصدر فتاوي تختلف عليها دار الافتاء نفسها و هو الامر الذي جعلني أفقد ثقتي في اي فتوي تصدر علي لسانه.
وعن الفتاوي السياسية قالت مريم عبيد (23 سنة) محامية "المفتي اصدر منذ فترة قريبة فتوي صريحة تحلل للمرأة تولي منصب رئيس الجمهورية" وأضافت قائلة: المفتي قال في مقال نشره بجريدة الاهرام إن المنصب الذي لا يحق للمرأة توليه هو منصب خليفة المسلمين وهو منصب من التراث لم يعد له اي وجود حاليا،
وأكد ايضا ان منصب الخليفة يختلف عن منصب الرئيس .. وبصراحة شديدة انا اري ان هذه الفتوي لها اغراض سياسية بحتة خاصة أن حديث الرسول عليه الصلاة و السلام صريح ولا يقبل الجدال ولهذه الاسباب أصبحت اتعامل بحذر مع كل الفتاوي التي أشعر بأن وراءها أغراضا سياسية.
ويقول عادل عبد المجيد (19 سنة) طالب بكلية شريعة وقانون "بالرغم من اختلافي مع الإخوان المسلمين فإني اختلفت مع المفتي كثيرا عندما قال إن اتباع جماعة الاخوان بدعة و قال أيضًا في لقائه مع طلاب جامعة الازهر ان الجماعة ترغب في الوصول الي الحكم باسم الدين وطالب المفتي الدعاة والعلماء بمواجهتها .. وفعلا شعرت ان المفتي وقتها قال هذا مجاملة للحكومة التي يعمل بها".
و بعيداً عن الفتاوي التي يصدرها المفتي قال خالد عزام (22 سنة) طالب بكلية التجارة: "موقف المفتي مما حدث في قضية الرسوم الدنماركية كان غريبا جدا فهو اخر من تحدث و حتي عندما تحدث قال إننا ندين، وبصراحة كنت اتوقع منه اكثر من هذا لانه المفتي الذي نسير كلنا علي هدي ما يقول وما يصرح به.
و تعبر مريم هشام عن استيائها مما قاله المفتي اثناء الندوة التي اقامها في جامعة القاهرة منذ فترة وقالت: "المفتي قال ان الاسلام اعطي للمرأة حقها و خلق لها الوفاق مع الرجل و قال ان الحجاب فرض في الكتاب و السنة بالإجماع و لكن يبقي الايمان في القلوب و العقول .. و هو ما جعلني أشعر بأنه يحلل خلع الحجاب و لكن بطريقة غير مباشرة لاني لم اجد اي تفسير لجملة يبقي الايمان في القلوب و العقول".
و يقول محمد عبد الله (23 سنة) "الفتاوي التي تصدر ثم نكتشف بعد هذا انها غير صحيحة و ليس لها اي اصل جعلتنا نفقد الثقة في كل ما يقال.
و تتساءل هند خالد (20 سنة) طالبة في الجامعة الامريكية قائلة: "لماذا لم يتدخل المفتي في قضية النقاب بالجامعة الامريكية" وتضيف قائلة: "كان من المفترض ان يعبر عن رأي الدين في هذا لكنه لم يفعل هذا و بالرغم من أنني غير منتقبة فإن الاحباط واليأس قد أصابني من موقف رجال الدين في هذه القضية.
آراء الشباب السابقة اكدت ان هناك أزمة فتوي في مصر وهو ما جعل الشباب يشعرون ان الفتاوي اصبحت مسيسة.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=65489
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 04:15]ـ
==
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 04:59]ـ
هذا مقالي!
(يُتْبَعُ)
(/)
الملاحظ في مصر والمغرب العربي ـ تحديدا ـ أن الصوفية انتفضت، وأن هناك يد ما تمكن للصوفية، هذا خط واضح جدا، لمن يتابع الساحة الفكرية اليوم، الجفري في الفضائيات، ومن لا ينكر على الجفري .. وكذا أهل المغرب.
ويأتي هذا في سياق إيجاد بلبلة فكرية، وإيجاد دوامات فكرية جديدة تستقطب جهد الصحوة الإسلامية، وتصدير من يخالفون الصحوة عقديا. وهؤلاء أخس ـ في أسلوبهم ـ وأقسى ـ في قلوبهم ـ وأشد ـ في عداوتهم ـ من العلمانيين.
حضرت في الجامعة رئيسين الأول علماني أو بلا توجه تديني محدد وهو (عبد الفتاح الشيخ) والثاني صوفي يدعي الإمامة وهو (عمر هاشم).
كنا نأِن من الأول، ونقول من يأخذه عنّا فقد آذانا.
ثم جاء الثاني فصرنا نترحم على أيام الأول. ونردد قول القائل:
أيام بكيت منها فلما صرت إلى غيرها بكيت عليها.
كان رؤوفا رحيما مع الأمن ورجاله، شديدا غليظا مع الأخوة، يكبت المظاهرات بدموع عينه الكاذبة وزهده المصطنع. يعبس وجهه ويقفهر حين يرانا، ويتهلل مستبشرا بالأمن ورجاله.
أحكي ما رأيته.
وقد فعل الأمن بالجامعة ما لم يستطعه في عهد (عبد الفتاح الشيخ). كل هذا ببركة الصوفي والصوفية.
فئران الصوفية خرجت من جحورها، فمن لها؟
وأزيدكم، أرسل لي أحد الأخوة من يومين مقالا لهذا البذيئ يتكلم فيه بأن لا شيء في الردة، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليرتد. يكتب للواشنطن بوست. وينشره النصارى في مصر.
أهل السعودية معنيون بمثل هذا، فهو لا ينفك من الحديث عن (الفقه القادم من شرق البحر الأحمر).
وأرى والله أعلم أن الاستخفاف والتطاول عليه ـ كما فعلت أنا في مقالي ـ وسيلة لا ينبغي إغفالها.
.
شكرا أخي شتا على نقلك موضوعي.
أبا خالد!
جرئتني فعاله. وودت والله أن فعلت به ما فعلت بالذهبي. ولا تسأل عنه إلا في الخاص.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:33]ـ
هذا مقالي! وقد نقلته عنكم!
فجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
فئران الصوفية خرجت من جحورها، فمن لها؟ أنتم وأمثالكم من أهل العلم لها إن شاء الله
والبدع إلى زوال إن شاء الله
شكرا أخي شتا على نقلك موضوعي.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
اكتب ونحن ننقل إن شاء الله (ابتسامة)
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 09:08]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهام
أرى أن نشغل أنفسنا بأمور الأمة الإسلامية ولا نشغل أنفسنا بعلماء السوء الذين تظهر الفتن على أيديهم وفى زمنهم فتكون الغيبة التى يسلبون بها حسناتنا كما سلبواحياتنا هى تقصد ان لاننشغل باكثر من المطلوب وصدقت
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:29]ـ
فتاوي علي جمعة .. مرجعية لأقباط المهجر
المصريون: بتاريخ 7 - 8 - 2007
كشف تقرير نشرته جريدة بريطانية أن أقباط المهجر المصريين أظهروا احتفاء بالغا بفتاوى الدكتور علي جمعة الأخيرة بشأن تحريم ختان الإناث وبشأن عدم معاقبة المرتد عن الإسلام في الحياة الدنيا ... وقالت الجريدة في تقريرها أن القنوات الفضائية المسيحية التابعة لأقباط المهجر تلقت الآلاف من الاتصالات الهاتفية التي تشيد بفتاوى جمعة ...
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=37030&Page=13(/)
حماس في وجه طغيان العلمانية. والصهيونية ... تحدي يتلوه اخر
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 12:26]ـ
من الصعب الحديث عما يدور في اورقة الداخل الفلسطيني ولكننا بالكاد سوف ننقل اليكم وجها من معاناة حماس هناك ...
احبائي الاكارم لابد وان نعرف ان حركة حماس هي الحركة الاسلامية الرائدة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب والذي احتل البلاد وسلب منا الخير الوفير
لكن حماس قاومت وصمدت وانتصرت وحررت غزة بالقوة وطرد الصهاينة منه رغما عن انوفهم بل من الفخر ان نقول ان الصواريخ الفلسطينية كانت تدكهم وهم يهربون
ثم دخلت حماس الحكم وهي تامل في رفع الظلم والفقر المدقع الذي يحياه الشعب الفلسطيني حيث بلغ حدا مخيفا،،، الا ان زنادقة العلمانية وقوا في طريقهم ومنعوهم من اكمال المشوار وهاكم الامثلة:
1 - قاموا باعطاء الاوامر لكافة الاجهزة الامنية وقادتها والتي هي في الاغلب من حركة فتح بعدم التعاون مع الحكومة الفلسطينية والتي سميت في ذلك الوقت حكومة حماس
2 - قامو بعمليات فلتان امني ادت لاستشهاد الكثير من شباب حماس وخيرة قادتها
3 - قامو بالهجوم علي المساجد واطلاق القذائف عليها وهدم اجزاء منها بل بلغت الوقاحة منهم ان سبو الذات الالهية في المسجد!!!
ثم شكل اتكفاق مكة والذي من خلاله تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اااسمعايل هنية،/،،
اتهمنا الكثير من العلماء بالتطبيع من الصهاينة والانقياد للدنيا ولكن حماس صمدت وقاومت واصرت علي المضي قدما
حتي انفرط العقد مرة اخري وتجددت الاشتباكات وقتل الكثير واعلنت حماس وقف اطلاق النار من جانب واحد وفي تمام الساعة 8 اعلن وقف اطلاق النار ولكن قتل او غتيل فيها الشهيد المجاهد محمد الدلو ابوصهيب وما ادراك ما ابو صهيب فارس الميدان وصاحب الصواريخ والتي تسببت في هروب الصهايننة من سديروت وبناء مخيم للاجئين اطلق عليه هاكرون:)
دعواتكم لحماس فهي والله درع الامة في زمن المؤامرات واغفروا لها ذلاتها في النهاية بشر
ـ[النالوتي السلفي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:56]ـ
حماس ضالعة في الفتنة
وليست فتح هي وحدها المجرمة
الوضع مظلم
والأمور سيئة
ولا أظن أن مثل (حماس) يمكن أن تعيد الأقصى لأهله
أحوالهم لا تبشر
وبعد أن اقاموا الدنيا وأقعدوها على بن باز في مسألة الهدنة مع اليهود
هاهم يتنازلون عن ذلك بكل برودة دم
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:20]ـ
حماس ضالعة في الفتنة
وليست فتح هي وحدها المجرمة
الوضع مظلم
والأمور سيئة
ولا أظن أن مثل (حماس) يمكن أن تعيد الأقصى لأهله
أحوالهم لا تبشر
وبعد أن اقاموا الدنيا وأقعدوها على بن باز في مسألة الهدنة مع اليهود
هاهم يتنازلون عن ذلك بكل برودة دم
صدق الله العظيم القائل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وصدق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حين قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وفي هذا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[الفلسطيني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:39]ـ
اخي الكريم السلفي:
اقول لك
ستخبرك الايام ماكنت جاهلا .. وتزودك بالاخبار ما لم تزود!!! (ابتسامة)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 12:25]ـ
حماس ضالعة في الفتنة
وليست فتح هي وحدها المجرمة
الوضع مظلم
والأمور سيئة
ولا أظن أن مثل (حماس) يمكن أن تعيد الأقصى لأهله
أحوالهم لا تبشر
وبعد أن اقاموا الدنيا وأقعدوها على بن باز في مسألة الهدنة مع اليهود
هاهم يتنازلون عن ذلك بكل برودة دم
وأضيف على ما ذكرت أخي الفاضل:
..... والأيام حبلى تلد كل عجيب
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 01:52]ـ
حماس ضالعة في الفتنة
وليست فتح هي وحدها المجرمة
الوضع مظلم
والأمور سيئة
ولا أظن أن مثل (حماس) يمكن أن تعيد الأقصى لأهله
أحوالهم لا تبشر
وبعد أن اقاموا الدنيا وأقعدوها على بن باز في مسألة الهدنة مع اليهود
هاهم يتنازلون عن ذلك بكل برودة دم
إي والله كما تقول.
جزاك الله خيرًا.
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 06:18]ـ
إي والله كما تقول.
جزاك الله خيرًا.
جزاه الله خيرا على وصفه بالإجرام فئة من المسلمين كم أذاقت اليهود الويلات؟
أم جزاه الله خيرا على تخرصه في ظنه أنهم لن يحرروا الأقصى؟ أطلع الغيب أم اتخذ عند الله عهدا؟
الله المستعان.
اللهم سدد المؤمنين في حماس وفي غير حماس اللهم أن كانوا على الحق فثبتهم وإن زلوا عنه فاهدهم وسددهم ولا تجعل في قلوبنا غلا لأحد من المسلمين.
ـ[باسم الشافعي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 07:28]ـ
حماس ضالعة في الفتنة
وليست فتح هي وحدها المجرمة
الوضع مظلم
والأمور سيئة
ولا أظن أن مثل (حماس) يمكن أن تعيد الأقصى لأهله
أحوالهم لا تبشر
وبعد أن اقاموا الدنيا وأقعدوها على بن باز في مسألة الهدنة مع اليهود
هاهم يتنازلون عن ذلك بكل برودة دم
الاخ الفاضل ... لايستوي ان نحكم على فئة مجاهدة صابرة كحماس .. ونحن نجلس على كراسينا ... نحتسي شراب دافيء ... ومبلغ علمنا عن الاخرين نشرات الاخبار!!!! ... اخي الفاضل يكفينا انه لازال في امتنا امثال حماس ... وبدلاً من ان نهاجم طغاة الفساد والعلمانية .. امثال فتح ... نهاجم اخوة لنا يقتلون ويذبحون يومياً ... بارك الله فهمكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهام]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزى الله حماس وحزب الله وكل من يجاهد فى سبيل الله الفئة الكافرة وأعوانهم من العلمانيين المنافقين واذا لم نستطع مشاركتهم بالفعل فعلينا مشاركتهم بالقول والدعاء وتمنى الإستشهاد معهم واطرح سؤالا لكل من كان له قلب مسلم ونفس مؤمن ايهما اولى بالمؤازرة والكلمة الطيبة فى حقه المجاهدين نيابة عن المتقاعسين أم العلمانيين وأربابهم الكافرين .. اختكم الهام المصرية
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 10:51]ـ
أنا أتقرب إلى الله بحب حماس والمجاهدين في العراق وأفغانستان والشيشان والصومال وكشمير
لعل الله يلحقنا بهم إذ لم نجاهد معهم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزى الله حماس وحزب الله وكل من يجاهد فى سبيل الله الفئة الكافرة وأعوانهم من العلمانيين المنافقين واذا لم نستطع مشاركتهم بالفعل فعلينا مشاركتهم بالقول والدعاء وتمنى الإستشهاد معهم واطرح سؤالا لكل من كان له قلب مسلم ونفس مؤمن ايهما اولى بالمؤازرة والكلمة الطيبة فى حقه المجاهدين نيابة عن المتقاعسين أم العلمانيين وأربابهم الكافرين .. اختكم الهام المصريةأما حزب الله ذاك الحزب الرافضي الذي أذاق المسلمين الويلات فلا.
هذا الحزب هو الابن الشرعي لمنظمة أمل الشيعية الموالية لإسرائيل وقد قال فضل الله الأمين العام السابق لهذا الحزب في لقائه مع قناة الجزيرة بأن هذا الحزب هو الذي يحرس الحدود الشمالية لليهود!
فنسأل الله عز وجل أن يخلص المسلمين من شروره وشرور اليهود وأعوانهم.
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 01:12]ـ
أما حزب الله ذاك الحزب الرافضي الذي أذاق المسلمين الويلات فلا.
هذا الحزب هو الابن الشرعي لمنظمة أمل الشيعية الموالية لإسرائيل وقد قال فضل الله الأمين العام السابق لهذا الحزب في لقائه مع قناة الجزيرة بأن هذا الحزب هو الذي يحرس الحدود الشمالية لليهود!
فنسأل الله عز وجل أن يخلص المسلمين من شروره وشرور اليهود وأعوانهم.
نعم متى كان الشيعة مجاهدون؟ إنهم الطابور الخامس الذي يستخدمه أعداء الإسلام لطعن الإسلام, وتاريخهم السياسي مسلسل من الخيانات من عدو الدين الملقب زورا بنصير الدين الطوسي إلى ابن العلقمي حتى الدولة الإيرانية المعاصرة التىطالما تشدقت بنصرة المستضعفين ما أحدثت بعدو للإسلام نكاية وما استأسدت إلا على المسلمين أيعقل أن بلدا يدعي الإسلام لا يسمح في عاصمته بمسجد واحد للمسلمين السنة؟ هذا مالم يحدث حتى في بلاد الكفر.
أما حرب حزب حسن نصرالله مع إسرائيل فالراجح فيها والله أعلم أنه حرب بالوكالة لتخفيف الضغط عن إيران وما سمعنا من يوم ألقت هذه الحرب أوزارها عن رصاصة أطلقها أنصار حسن نصر الله على إسرائيل وهو ماكان متوقعا ووالله لو قاتل الروس إسرائيل وأحدثوا بها نكاية لفرحنا لذلك وهو ما يفسر فرحة كثير من المسلمين وتهليلهم لحزب حسن نصر الله ولا يفهم عاقل من ذلك الرضا عن عقائدهم الفاسدة وإن كان هذا لا يعفى الدعاة وطلبة العلم والعلماء من بيان الحق في كشف ما عند القوم من انحراف ظاهر عن صحيح الإسلام
ولا ينبغى أن توضع حماس وحزب حسن نصر الله في سلة واحدة فشتان بين الثرى والثريا أين من يترضون على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن يكفرونهم ويرمونهم بالنفاق وأخيرا لا أحد معصوم إلا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فانصحوا إخوانكم في حماس وغير حماس وارفقوا بهم ولا تعينوا الشيطان وأعداء الإسلام عليهم ماكان الرفق في شىء إلا زانه ولا نزع من شىء إلا شانه
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 10:43]ـ
الاخ الفاضل ... لايستوي ان نحكم على فئة مجاهدة صابرة كحماس .. ونحن نجلس على كراسينا ... نحتسي شراب دافيء ... ومبلغ علمنا عن الاخرين نشرات الاخبار!!!! ... اخي الفاضل يكفينا انه لازال في امتنا امثال حماس ... وبدلاً من ان نهاجم طغاة الفساد والعلمانية .. امثال فتح ... نهاجم اخوة لنا يقتلون ويذبحون يومياً ... بارك الله فهمكم
دع العواطف جانبا بارك الله فيك، وأمثال هذه الحزبيات المقيتة هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه!!
والله المستعان
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 10:08]ـ
هل فتح علمانية؟!!!
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 02:27]ـ
فتح وحماس ضالعان في الفتنة معا.
المسلم يقتل أخاه المسلم أولمرت يتشفى في المسلمين.
الكل كانت قلوبهم مع حماس لكن منذ أن دخلت إلى معترك السياسة العفن تغير منهجها وهذا ما كان يتوقع الكثير حيث قالوا يا حماس دعك في الجهاد ولاتدخلي هاته السياسة التي لن تجر إلا التنازلات ولكن هيهات جرت تنازلات وجرت اقتتالا داخليا يخدم الصهاينة وعملائهم.
ولا انسى أن هناك عملاء يصطادون في الماء العكر ويساهمون في تأجيج نيران هذا الإقتتال الداخلي.
كلامي هذا ليس دفاعا عن طرف ضد طرف وأعترف أن حماس أقرب إلى قلوبنا من فتح، على الأقل حماس تحمل الشعار الغسلامي وإن كانت فيه من الأخطاء ما فيه.(/)
تغيير العطلة الأسبوعية في السعودية ... بين الأمير سلطان .. والشثري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تسارعت الدول الخليجية إلى تغيير عطلتها الأسبوعية استجابة للقوى الاقتصادية الغربية، متذرعين بأن عدم الاستجابة سيوقعهم في خسائر اقتصادية! وكأن هذه الدول المتسارعة لا تملك قوة اقتصادية تستطيع بها أن لاتكون مجرد تابع للغرب وقراراته.
أما في السعودية التي ميزها الله بخصائص على غيرها من البلاد، من أراد معرفتها فليقرأ كتاب الشيخ بكر أبوزيد - سلمه الله - " خصائص جزيرة العرب " على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=1404
فقد بدأ كتاب الصحافة فيها بطرح هذا الموضوع راضين لأنفسهم بالتبعية، متذرعين بنفس الشبهة التي تذرع بها إخوانهم في دول الخليج: (الأضرار الاقتصادية)! ولا أدري أين هي الأضرار الاقتصادية .. والسعودية تشهد أضخم ميزانية في تاريخها! ولاأدري أين هذه الأضرار الاقتصادية والسعودية بقوتها الدينية والاقتصادية تستطيع - بحول الله - أن تكون متبوعة لا تابعة، كما فعلت في قضايا كثيرة.
وتنزلا مع أصحاب الأضرار الاقتصادية، يقال: من الذي منع القطاعات التي ستتضرر حسب قولكم - وهي قليلة - أن تداوم يوم الخميس؟ أو حتى يوم الجمعة بعد الصلاة؟ ولماذا تُجر الأمة كلها إلى متابعة اليهود والنصارى، وهي لاعلاقة لها بذلك؟
والمضحك أنك ترى بعض المطالبين بالتغيير سواء هنا أو في الإعلام، لا هم في العير ولا النفير!! سمعوا الناس يقولون شيئًا فرددوه، وإلا فإنه لا علاقة له بالموضوع كله؛ لأنه يعيش على راتبه بالكاد، وكأن مطالبته تلك ستضاعف راتبه!
وقد سئل ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز - وفقه الله - عن موضوع تغيير العطلة الأسبوعية فقال: (مثل هذا الموضوع لم يُبحث إطلاقًا).
وقال الشيخ صالح الفوزان - وفقه الله - عن أصحاب الفتاوى السريعة! ممن قد يفتون بالجواز: (هدى الله من يريد تبرير هذا المزلق الخطير).
كل هذا تجدونه في رسالة الشيخ عبدالرحمن الشثري - وفقه الله - القادمة:الغلاف:
http://www.kabah.info/uploaders/Dlayl.jpg
التحميل:
http://www.kabah.info/uploaders/Dlayl.rar
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:48]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا وبارك في جهودكم يا شيخ سُليمان ...
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 06:54]ـ
شيخنا/سليمان ... حفظك الباري:
ما المانع أن تكون العطله (الجمعه و السبت) إذا كانت للمصلحه العامه؟ وهل يصل الأمر إلى أن يكون فيه تشبه باليهود والنصارى؟
أنا أنتظر الرد منكم ..
أخوكم
محمد الشهراني
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:24]ـ
الأخ الكريم الموفق: سلمان: بارك الله فيك ونفع بجهودك.
الأخ الكريم: محمد: تجد التوضيح في تعليقي وتعليقات بعض الإخوة على المقال في السياسية:
http://82.96.75.104/sahat?128@106.dgDIfWLdCVJ.0@.3 baa1d9a
بوركت ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 07:49]ـ
لا عجب في هذا الطلب. فالتبعية الفكرية تجرها التبعية الروحية والجسدية.
غفر الله لمن اخطأ في هذه المسألة من طلاب العلم وبارك الله في الشيخان الفوزان والخراشي.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 03:13]ـ
حفظ الله بلاد الإسلام!
نفس الثرثرة وقعت عندنا في الجزائر حين حاول بعض المشاغبين مدعومين من حزب فرنسا في الكواليس تغيير عطلة الخميس والجمعة إلى سبت وأحد.
لكن مساعيهم باءت بالفشل ـ ولله الحمد ـ
الذي حصل عندنا أن فقط بعض البنوك بقيت تشتغل أيام الخميس وبدوام جزئي أيام السبت إن لم تخن ذاكرتي.
أقول بقيت لأن الرئيس الراحل بومدين هو من حوّل العطلة من سبت وأحد إلى خميس وجمعة. هذا على حسب علمي.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 02:27]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ سليمان، وهذا من باب:"قرب ولو ذبابا" فما يفتأ الغرب يبحث في أي اختلاف بيننا وبينه يجعل لنا خصوصية - حتى ولو لم تضره- فيحاول محوه، والذين ينظرون للأمور من الخارج ولا يدركون حقيقة وطبيعة الصراع بين أمة الإسلام وأمة الصلبان ولاسيما في هذه الفترة العصيبة هؤلأ لاتخرج أحكامهم أبدا على السداد، ويتهمون من يعرف مكايد وحيل الغرب وما يريدون بأن عنده عقدة المؤامرة ... إلخ مع أنهم لو رجعوا لبحوث ودراسات الغربيين أنفسهم لوجدوا العجب العجاب بينما كثير من صالحينا نائمون والله المستعان.
ـ[اليونيني]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 08:03]ـ
أنا لست سعوديا وأعيش في السعودية ... لكن أرى أنه لا يوجد مانع شرعي أن تكون الإجازة يوم الجمعة والسبت ..
فقد ذكر أبو حنيفة أن القضاة في زمانه كانوا يستريحون يوم الأحد
وقد كره مالكٌ الامتناع من البيع يوم الجمعة (تشبهاً باليهود يوم السبت) فهل يوافق على ذلك!!
أتمنى أن يكون نقاشاً هادفاً في هذا المنتدى الرائع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 11:12]ـ
الأخ الكريم: اليونيني: حبذا لو قرأت الرسالة المرفقة. وفقك الله.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 12:43]ـ
في ظني أن المسألة لا تحتمل الكلام هذا كله، ولا يجوز إدخال المسائل الشرعية في صراعات ضيقة لا طائل وراءها،
وكلام الأخ اليونيني كلام ذكي نبيه يجب أخذه بعين الاعتبار.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 01:00]ـ
الأخ الكريم سعيد
حبذا لو قرأت الرسالة المرفقة. وفقك الله.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 01:00]ـ
الله يرضى عليك و يرضيك .. يا شيخ: سليمان.
و جزى الله الشيخ: الشثري .. خير الجزاء ..
لعلي أنقل الموضوع لتعمّ الفائدة ...
ـ[اليونيني]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 10:40]ـ
السلام عليكم ..
شكراً للإخوة العباسي والغامدي
بخصوص ما كتبه الشيخ الشثري .. فقد قرأته ولم أرَ فيه ما يستحق أن يكون سبباً للتحريم لأنها أدلة عامة
لأننا لو نظرنا إلى ذات العطلة هل هي تشبه أم لا هذا من جانب .. ومن جانب آخر هل جعل العطلة يوم الجمعة من السُّنة أو من الدين؟
وبإمكان الشيخ الخراشي أن يطالع كتب الفقه والتاريخ فسيجد أن كثيراً من الفقهاء وخصوصا الحنفية يجعلون العطلة يوم السبت أو الأحد بالخصوص فهل هذا تشبه منهم!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 11:34]ـ
وعليكم السلام.
تقول: (فقد قرأته ولم أرَ فيه ما يستحق أن يكون سبباً للتحريم). هذا رأيك ولن ننازعك فيه. وغيرك يراها من التشبه للأدلة المذكورة. وهي أيضًا من التبعية الذليلة للغرب الكافر، رغم وجود القوة الاقتصادية لدى الدول الإسلامية، خاصة دول الخليج.
وماذكرته عن الأحناف .. ليتك توضحه، وتنقله.
ـ[اليونيني]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 11:36]ـ
أشكرك يا شيخ سليمان خراشي على سعة صدرك وتقبل للرأي الآخر
أما ما نقلته عن علماء الحنفية فهو موجود في كتاب (أدب القضاء) في كُل أو جل كتبهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 11:54]ـ
وشكرًا لك ..
ليتك تنقل شيئًا منه. وهل هو تعطيل للأمة في هذين اليومين، أو أن الشيخ منشغل فيهما فأعفى طلابه من الحضور؟
وفقك الله ..
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 12:26]ـ
وفق الله أبا سعد للحق والصواب.
ـ[سالم القرني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 08:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الشيخ سليمان
وأقول أولا أنا لست إلا قارئ في الكتب ولم أدرس عند أحد من العلماء ولم أتعلم ما تعلمه غيري
ولكن هناك أمور يفهمها أصحاب النظرة بعيدة المدى فالعلماء حفظهم الله أصحاب هذه النظرة
ولو كانوا مثل هؤلاء الذين يؤيدين هذا الفعل لتنازل الشيخ محمد ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله
فقد مر عليهما أمور يراها الشخص عادية ولكن لو فعلوها لكن حالنا كحال غيرنا من الدول العربية
الأخرى التي كانت إذا مر بها مسألة قالوا هذا من أمور الدنيا وليس فيه شئ حتى وصلوا إلى ما وصلوا
إليه الآن ووالله إني رأيت إجتماع لعلماء مصر في قناة إقرأ فلم أفرق بينهم وبين الغرب أليس هذا من التشبه
أليس هذا إنسلاخ من الهوية مع أن بداية الأمر كان عاديا مثل مايقول هؤلاء الذين يؤيدون هذا التقليد،
وفكروا قليلا واعلموا أن ديننا فيه كل البدائل والحلول لكن لابد أن نبحث عنها لا أن نقلد الغرب بدعوة أننا ملزومين
بذلك واقرأوا ما مرت به المملكة الحبيبة عبر السنين ورغم ذلك أوجدت البدائل وتخطت الأمور الصعبة
التي مرت بها دون أن تتنازل عن ذلك مع أنها هي الوحيدة في العالم التي تمسكت بالكتاب والسنة
ولم تقل أن وجودها مع العالم مبرر لها في مخالفة الكتاب والسنة وأعانها الله لأنه علم صدقها ـــ
من يصدق بأن هذه الدولة إستطاعت أن تقيم دولة التوحيد رغم الضياع والتشتت والبدع والخرافات والإستعمار الذي كان في الدول العربية
ورغم وقوف العالم من دول وعلماء ضد هذه الدولة إلا القليل جدا من العلماء وهجومهم الشرس عليها
ومع ذلك قامت رغما عن أنف كل حاقد ونشرت التوحيد في كل مكان والعالم ينظر وبعد هذا كله نأتي في مسألة تافهه مثل هذه وندعي بأنه لابد منها ونقول بأن الظروف الإقتصادية التي يتوهمها البعض تجعلنا نقلد ونتبع الكفار ألا تعلمون أن عدم التشبه بالكفار مقصد من مقاصد الشرع
ألا تعلمون أن الرسول أمر بمعاشرة المرأة في البيت وهي حائض (دون الجماع طبعا) بعد أن علم أنهم اليهود لايفعلون ذلك
فقال اليهود مال هذا الرجل يريد مخالفتنا ـــــــ لأنهم يردون أن يقلدهم المسلمون في أي شئ حتى لو كان أمرا عاديا
ألا تعلمون أنه أمرنا بالصلاة بالنعلين ثم قال خالفوا اليهود والنصارى وهناك أمور وأحداث كثيرة لاأريد الإطالة فيها ........
ياإخواني اليهود والنصارى حاولوا أن نقلدهم فيما هو أعظم فلم نفعل فبدأوا بالأمور التي يظنها الناس يسيرة حتى يتدرجوا
قليلا قليلا وكل مرة يقول الناس هذا أمر عادي وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم بما معنى الحديث أن الناس
كلما ضاع أمر من أمور الدين تشبثوا بما بعده حتى تكون الصلاة آخر شئ يضيعونه ـــ والمفروض أن المسلم متميز في كل شئ ولكن للأسف
فأرجوا من إخواني أن يقرأوا التاريخ فهو يتكرر (وبالمناسبة فقد وقعت جميع دول العالم على حرية الإعتقاد بمعنى أن المرتد لايقتل إلا السعودية
لم توقع وبقي إعتراضها معلقا ولم تدعي أن العالم كله ضدها).
وشكرا للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد
ان هذا المشروع انما هو احد مسلسلات بني علمان ولكم ان تلاحظوا دورهم في محو بعض ثوابت امتنا التي تميزها عن غيرها مثل (تغيير التاريخ الهجري وترك صلاة الجماعة والاكتفاء باداءها ومن ذلك تغيير توقيت الاجازة ومن ذلك الادله التي تبيح كشف وجه المراءة الزاعمين بها.)
اليس هذه وتلك عبث في مبادئ ديننا وقيمنا؟؟؟
وانني اثبت اليكم مانراه في مخططاتهم اسأل الله أن يفشلها من المحاولات التي تثبت ان امتنا في مرحلة ضعف بلا شك فهاهم ينهشون في جسدها قطعة قطعة
ومن الملاحظ أن نظرة بعضنا للامور محدودية وذات مدى قصير ومن المفترض في مثل هذا الزمان ومانراه من الظلم تجاه المسلمين ان تتوسع نظرتنا وتتسم بالشمولية
أخوتي الأفاضل ........ نقلت لكم نبذة من تعليق فضيلة الشيخ د. ناصربن عبدالكريم العقل على كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أعوذبالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعهاولاتتبع أهواء الّذين لايعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاوإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) إن الله جل في علاه جعل محمدا صلى الله عليه وسلّم على شريعة شرعها له وأمره باتباعها ونهاه عن إتباع أهواء الّذين لايعلمون وقد دخل في الّذين لايعلمون كل من خالف شريعته
وأهواؤهم: كل مايهوونه وماعليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك فهم يهوونه, وموافقتهم فيه إتباع لمايهوونه ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ويسرون به ويودون أن لو يذلوا عظيما ليحصل ذلك ولو فرض أن ليس الفعل من أتباع أهوائهم فلا ريب أن مخالفتهم في ذلك أحسم لمادة متابعتهم وأعون على حصول مرضاة الله في تركها وأن موافقتهم في ذلك قدتكون ذريعة إلى موافقتهم في غيره لإن من حام حول الحمى أوشك أن يواقعه, إن سلفنا في القرون الفاضله كانوا قد فهموا هذه القاعدة فهماجليا في أن مخالفتهم في عامة أمورهم أصلح لنا _نحن المسلمين_ في دنياناوآخرتنا ,فإن الكفاراليوم رغم ماهم عليه من تفوق في أمور دنياهم ليس لديهم مايرشد المسلمون إلى الحق أويهديهم لأسباب العزة والنصر والسعادة, لإن ذلك إنمايكون بالرجوع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلمأما الإستفادة بماعند الكفار اليوم من صناعات وعلوم تطبيقية ونحوها فهذا أمر آخر لاعلاقة له بموضوع التشبه, لأن هذه العلوم والصناعات ليست من خصوصيات الكفار وإن احتكروها لأنهاإمكانات بشريه لابد أن تتوفر عندمن يحرص عليهاوينميهاويجدّفي تحصيلها سواء كان مسلماأوكافرا
سئلت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنهاأي الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلّم أكثرهاصياما؟ قالت: كان يصوم يوم السبت ويوم الأحدأكثرمايصوم من الأيام ويقول (لإنهمايوماعيدللمشركين فأناأحب أن أخالفهم) رواه أحمدوالنسائي وابن عاصم
انتهى كلامه بتصرف
فكيف يرادلنا بعدهذاكله أن نجعل سبتهم كالجمعة لنا؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
أما كلام بعضنا ففيه مناقضة للواقع وذلك (بأن بلادنا تملك أغلب بترول العالم بحمد الله وهذايجعلها المصدر الأول لجميع البلدان)
إذن هم اشدحاجة لنا فعليهم أن يتبعونا لاأن نتبعهم وعليهم أن يتخلوا عن سبتهم ليزيدوا من إقتصادهم
عندما قدم أبو عبيدة رضي الله عنه بمال من البحرين فسمعت الأنصاربقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجرمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضواله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال (أظنكم سمعتم أن أباعبيدةقدم بشئ من البحرين؟ فقالوا: أجل يارسول الله فقال (أبشرواوأمّلوامايسركم، فوال له ماالفقر أخشى عليكم, لكن أخشى عليكم أن تبسط الدنياعليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوهاكماتنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم)
فأقول: والله لن ينتعش اقتصادنا إلاّ إذا طبقنا ما جاء به ديننا قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم, وأتممت عليكم نعمتي ,ورضيت لكم الإسلام دينا)
فيجب أن يكون لناخطوط حمراء لانتجاوزها
فكيف نطلب زيادة إقتصادنا ونبحث عن عزتنا وقوتنا بسلوك طرق تخالف ديننا وقد قالها مدوية الفاروق رضي الله عنه (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)
أمابالنسبة للإجازة فلندع الركون للراحة ونكتفي بيوم الجمعة إجازة لنا إن كنا حريصين حقا على إصلاح إقتصادنا وفتح ورش العمل للشباب ومحاربة المنكرات برمتها
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمدوعلى اله وصحبه وسلم
ـ[سالم القرني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 10:09]ـ
أحسنت قولا يا لامية العرب وجزاك الله خيرا
ـ[اليونيني]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 02:15]ـ
يا ناس لا تحمّلوا كلام أهل العلم فوق ما يحتمل ..
قرأت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ووالله ليس فيه دليل على ما تقولون
أنا أقول إن جعل العطلة يوم السبت لا يوجد منه مانع شرعي، وبهذا يفتي بعض المشايخ المشهورين جداً هنا ممن يخرج في القنوات الفضائية فلستُ بدعاً في ذلك ...
لماذا دائماً نسعى للتحريم ولا نبحث عن التسهيل والتيسير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 11:17]ـ
الأخ الكريم: اليونيني: لم تجب طلبي.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 12:28]ـ
حسب علمي: بقيت العطلة الأسبوعية يومي الخميس والجمعة فقط في: المملكة والجزائر وليبيا
وإلى اليوم مازلنا نسمع أبواقا تنادي بالتغيير!! حتى من بعض من يسمون بالاسلاميين
ومعلوم أن يوم الأحد هو يوم عيد عند النصارى، يذهبون فيه للكنيسة، فكيف لا يكون تشبها بهم؟؟
ثم ما علاقة هذا بالاقتصاد؟
الله المستعان
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 02:38]ـ
قد اختلف أهل العلم في ترك العمل يوم الجمعة، فكرهه مالك وأحمد في رواية عنه، وإلى ذلك ذهب أئمة الدعوة، ورأوا أن ذلك من التشبه باليهود والنصارى الذين اتخذوا يوم عبادتهم إجازتهم هذا من جهة.
وبالنظر إلى فتوى اللجنة الدائمة نجد أنها قالت: لا يجوز تخصيص يوم السبت أو الأحد بالعطلة، أو تعطيلهما جميعا.
وبالنظر إلى كون الإجازة الجمعة والسبت، فإنه ليس تخصيصا للسبت، وإنما معه الجمعة.
واستدل البعض بأن النبي (ص) يحب موافقة أهل الكتاب فكان يصوم العاشر من محرم، ثم خالفهم فقال: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 02:41]ـ
وللفائدة في معاني أيام الأسبوع:
فأول أيام الأسبوع، يوم الأحد، وثانيها الإثنين، وثالثها الثلاثاء، ورابعها الأربعاء، وخامسها الخميس، والجمعة يوم اجتماع الناس، والسبت يوم سباتهم أي راحتهم.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:06]ـ
قبلا أعتذر لمشايخنا الأفاضل -ممن هم اثبت قدما منا في الطلب- .. على التقديم بين أيديهم ..
السلام عليكم ..
شكراً للإخوة العباسي والغامدي
بخصوص ما كتبه الشيخ الشثري .. فقد قرأته ولم أرَ فيه ما يستحق أن يكون سبباً للتحريم لأنها أدلة عامة
لأننا لو نظرنا إلى ذات العطلة هل هي تشبه أم لا هذا من جانب .. ومن جانب آخر هل جعل العطلة يوم الجمعة من السُّنة أو من الدين؟
وبإمكان الشيخ الخراشي أن يطالع كتب الفقه والتاريخ فسيجد أن كثيراً من الفقهاء وخصوصا الحنفية يجعلون العطلة يوم السبت أو الأحد بالخصوص فهل هذا تشبه منهم!!
أخي الكريم من أهم الطقوس الاحتفالية في يوم السبت لدى اليهود التعطيل ..
فهم يعتقدون أن يوم السبت هو يوم الراحة للرب سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا،
يقول عز من قائل حكيم: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) قال قتادة: قَالَتْ الْيَهُود - عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه - خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثُمَّ اِسْتَرَاحَ فِي الْيَوْم السَّابِع وَهُوَ يَوْم السَّبْت وَهُمْ يُسَمُّونَهُ يَوْم الرَّاحَة فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى تَكْذِيبهمْ فِيمَا قَالُوهُ وَتَأَوَّلُوهُ " وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب "
و جاء في سفر نحميا: (وشعوب الأرض الذي ياتون باليضائع وكل الطعام يوم السبت للبيع، لاتاخذ منهم في سبت، ولا في يوم مقدس) فالبيع والشراء فيه منهي عنه عندهم .. !!
إذن فالتعطيل ليس مجرد اظهار للفرح بيوم السبت، بل هو مرتبط بعقيدة فاسدة هي أهم ما يميز السبت عن غيره لدى اليهود، فهل بعدها يقول قائل نوافقهم في الظاهر -التعطيل- ولا نقصد ما يقصدون .. ؟؟!!
أرجو أن لا يصل بعض إخواننا لمرحلة طلب دليل خاص لكل مسالة .. !!
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: الموضوع ليس بهذه الأهمية الكبيرة والقضية لاتعدو أن تكون أكثر من أمر دنيوي للحاكم فيه النظر للمصلحة العامة فلانحمل الأمور فوق ماتحتمل ونختلق صراعات نحن في غنى عنها فلدينا من القضايا التي تحتاج المفاصلة والوضوح والتأصيل مع اللبرالين ماهو أهم من مسألة كهذه .......... والله أعلم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 08:00]ـ
-
الإخوة الأفاضل:
شرط الجواز أنه لا يكون على سبيل التشبه ولا على سبيل الإذعان من غير اكراه وإنما التغيير للمصلحة العامة فاذا كان هناك مصلحة جازت بالضوابط الشرعية واذا لم يكن لم يجز، والأمر فيه سعة اكثر من أن ينصب لذلك العداوة و البغضاء
وموافقة اليهود في هذا اليوم غير مقصودة خصوصاً ان المسألة لم تكن على وجه تعبدي ولم يفرد، وقد جاز صومه دون افراد
واذا ثبت الضيق على المسلمين في مصالحهم بحيث أن تتعطل مصالحهم وتجاراتهم مدة اربعة ايام فإن الإمر اذا ضاق اتسع
لكم وافر تقديري
سددنا الله واياكم
،،
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 09:34]ـ
وقد سئل ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز - وفقه الله - عن موضوع تغيير العطلة الأسبوعية فقال: (مثل هذا الموضوع لم يُبحث إطلاقًا).
وقال الشيخ صالح الفوزان - وفقه الله - عن أصحاب الفتاوى السريعة! ممن قد يفتون بالجواز: (هدى الله من يريد تبرير هذا المزلق الخطير).
كل هذا تجدونه في رسالة الشيخ عبدالرحمن الشثري - وفقه الله - القادمة:الغلاف:
http://www.kabah.info/uploaders/Dlayl.jpg
التحميل:
http://www.kabah.info/uploaders/Dlayl.rar
الاقتصاد السعودي يتأخر شهراً كاملاً سنويا بسبب الإجازة الأسبوعية
الكويت تنضم إلى نادي "الجمعة والسبت" وبقيت المملكة وعُمان
((قال رجال أعمال واقتصاديون إن استمرار الإجازة الأسبوعية الحالية في السعودية يومي "الخميس والجمعة" من شأنه أن يجعل السعودية متأخرة عن باقي دول العالم بفارق زمني قد يصل إلى شهر كامل في السنة.
جاء ذلك بعد أن ودع الكويتيون أول من أمس آخر خميس لهم في الإجازة الأسبوعية ليبدؤوا الجمعة والسبت المقبلين إجازة جديدة، وينضمّوا إلى ...... )).
المصدر: http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2528&id=19968
[CENTER] [COLOR="DarkGreen"] ـــــ صدق فداه نفسي (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة) ـــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:16]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:50]ـ
هل من رابط يعمل للرسالة.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 05:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخ سليمان والله أسأل أن يتمم عليكم ولا يبتليكم كما ابتلنا بعطلة السبت، نسأل أن لا يطول هذا الامر وتعود المياه لمجاريها
===========
أبو عثمان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 07:39]ـ
قول اليونيني إنه لابأس بجعل السبت عطلة .. فيه قصور نظر واضح مع احترامي له
وهو يصلح مثالا عمليا كيف يكون الخطأ فادحا حين يذهل الفقيه أو المتفقه عن إدراك الحد الكافي من فقه الواقع
فإن كثيرا من الأشياء هي في أصلها مباحة .. لكنها بقرائن الحال والظروف ومعرفة المآلات .. والاستقراء
وإدراك أفهام القوم من الغرب وأذنابهم الحريصين جدا على إنفاذ مثل هذه التحولات في عالمنا الإسلامي
تماشيا مع مشروع العولمة والعلمنة ..
ومع هذا فليس هذا الأمر مندرجا تحت ما سبق فحسب
بل هو من محاكاة الكفار ولا ريب لأنه من خصائصهم .. فالعطلة عندهم متوافقة مع العيد الذي هو من شعائر الدين
مع مافي تقليدهم من انسلاخ تدريجي من الهوية الإسلامية .. كما انسلخنا من التقويم الهجري .. وانسلخنا من النظم الاقتصادية الإسلامية فأضحى الربا هو الأصل وانسلخنا وانسلخنا .. حتى ماعاد لنا جلد نحس به!
وأصبح كثير من شباب الأمة معلمنا بلا شعور .. وغدت العامة تقول:هذا رجل تقي بدليل أنه يصلي!
والله المستعان ..
ـ[منذر بن سليم محمود]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 08:56]ـ
هل سمعتم أيها الإخوة بالأمة الفلمنكية!!
ليس كلامي مزاحا بل حقيقة فالفلمنكيون أهل منطقة صغيرة في بلجيكا تعدادهم يقارب المئتي ألف ولغتهم تختلف عن اللغة الفرنسية (لغة الدولة البلجيكية) ومع ذلك فهم يصرون على أن يدرسوا في جامعتهم باللغة الفلمنكية لا بالفرنسية بل لا يقبلون بسوى ذلك ...
أقول أفتأتي أمة المليار والنصف مليار ومنها أمة الثلاث مئة مليون وخمسين مليون (أمة الإسلام وأمة العرب) لتتخلى عن الشيء تلو الشيء لمجرد طرحه من بعض المنهزمين المشبوهين (هذا عدا عن المناقشة الشرعية للأمر) فوالله إن لم يحترم المرء نفسه ابتداءا فلن يحترمه أحد وأهل الغرب والشرق تهمهم أموالهم وأعمالهم ومستعدون لعمل أي شيء ليربحوا فلو أصر المسلمون على مواقفهم فسيعدون هم إلى التنازل وإن لم يتنازلوا نصرة لدينهم فهل نتنازل نحن؟!
ـ[البتيري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 04:27]ـ
نحن في فلسطين كنا نعطل خميسا وجمعة، فنقلتنا الحكومة الجديدة الى جمعة وسبت، وليس هناك من اي سبب اقتصادي، ولا غاية دولية ولا مواكبة للعصر بل هي التبعية المطلقة لاسرائيل وللغرب ..
واقول لاخي اليونيني: صحيح انه لا يوجد دليل واضح على تحريم عطلة السبت.
لكن التشبه باليهود والنصارى وتقصي عطلهم واجازاتهم محرم.
وتتبعهم هو سبب هذه العطلة وليس الغايات الاقتصادية ولا الاهمية الدولية ... الخ.
قال رسول الله (ص) {لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن}
رواه البخاري.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 02:26]ـ
أنا أقول إن جعل العطلة يوم السبت لا يوجد منه مانع شرعي، وبهذا يفتي بعض المشايخ المشهورين جداً هنا ممن يخرج في القنوات الفضائية فلستُ بدعاً في ذلك ...
لماذا دائماً نسعى للتحريم ولا نبحث عن التسهيل والتيسير
الحمد لله
ونحن نقول: بل فيه محذور ومحظور شرعي!
أما ما نقلته عن الأحناف، فإن هذا كان زمن العزة و الغلبة المسلمين، حيث كان الحضارة الاسلامية هي الغالبة و مصطلحات العربية هي السائدة، فليس في ذلك تشبه لأننا الأصل،
وهم من كان يتشبه بنا.
أما اليوم، فإن المغلوب مولع بتقليد الغالب، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:
لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل، حتى اذا دخلوا جحر ظب دخلتموه!
فأي مانع شرعي في دخول حجر الظب حتى يضرب به رسول الله صلى الله عليه و سلم المثل؟!
وأي مانع شرعي في تعمد نبي الله صلى الله عليه وسلم مخالفة اليهود؟!
المانع - لمن كان يفهم - هو ألا تكون هذه الأمة المعصومة، امة الوحي تابعا لغيرها من أمم الكفر، فإن هذا من الذلة و المذلة، فالبارحة تبعناها في كذا، و ليس فيه مانع شرعي!، و اليوم نتبعها في عطلة الجمعة وليس فيه مانع شرعي! وغدا سنتبعها في كذا وليس فيه مانع شرعي!
وهكذا تصير الأمة تابعا ذليلا و إمعة لأمم الكفر.
وسؤالك عن المانع ليس سؤال متفقه متبصر بالأمور، فأنت تنظر الى الجزيئيات من غير ما ربط
بينها وبين الكليات!
وسؤالك أشبه بقولهم: مالمانع أن تتعامل الأمة بالدولار؟ أو باليورو؟ وليس في ذلك محذور شرعي فيما قد يظهر للبعض!!
ومن يدري؟ فقد يطالب بعضهم في المستقبل، ترك اللسان العربي -وقد تركوه - في المعاملات،
ويستبدلونه باللسان الافرنجي؟! لأن ذلك يدر على الدول العربية ارباحا طائلة!!
الكل يقاس في هذا الزمان بالارباح الطائلة!
فإذا سمعت عن المصالح في مثل هذه المسائل فاعلم أنها المال الذي يسيل الى جيوب المتحكمين في
أمور الدولة وليس المقصود مصلحة شرعية! فافهم هذا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وكأن هذه الدول المتسارعة لا تملك قوة اقتصادية تستطيع بها أن لاتكون مجرد تابع للغرب وقراراته.
l]
الناتج القومي (المعيار الرئيسي للقوة الاقتصادية) للعالم العربي كله أقل من الناتج القومي لأسبانيا وأقل من الناتج القومي لإيطاليا، فضلاً عن بريطانيا والمانيا، فضلاً عن الولايات المتحدة واليابان، فضلاً عن هولاء مجتمعين ومعهم غيرهم.
هذا لتصحيح المعلومة بغض النظر عن حكم اتخاذ السبت إجازة مع الجمعة.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 03:10]ـ
لولا أن هذا مطلب بنى علمان لكان القول بالجوازخلاف سائغ
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:52]ـ
وشكرًا لك ..
ليتك تنقل شيئًا منه. وهل هو تعطيل للأمة في هذين اليومين، أو أن الشيخ منشغل فيهما فأعفى طلابه من الحضور؟
وفقك الله ..
أخي الكريم الشيخ سليمان
بما أنك تصديت للمسألة واتخذت فيها موقفاً تدعو إليه وتنكر على المخالف فيه كان من المفترض أن تكون قد بحثت المسألة جيداً وأن تكون هذه الأقوال قد مرت عليك.
وبما أن ذلك لم يحصل (لم تمر عليك) وقد عرفتها الآن فكان ينبغي أن تراجعها في مصادرها لاهتمامك بالمسألة لا أن تطلب نقلها.
وبما أن ذلك لم يحصل (طلبت نقلها ولم تراجعها) فكان عليك الانتظار لحين قراءتها واستخلاص وجهة نظر حولها لا التلميح بردها بمجرد افتراضات.
أعتذر أخي الكريم إن كنت شققت عليك بالكلام، لكن رأيت عجلة في الرأي لا تنبغي لمثلك.
والوقوف في وجه العلمانيين والمتميعين مطلوب ولك جهود في ذلك مشكورة، ولكن ينبغي أن لا نفصل ديننا على خلافهم ولا وفاقهم.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
أما ما نقلته عن الأحناف، فإن هذا كان زمن العزة و الغلبة المسلمين، حيث كان الحضارة الاسلامية هي الغالبة و مصطلحات العربية هي السائدة، فليس في ذلك تشبه لأننا الأصل،
وهم من كان يتشبه بنا.
أما اليوم، فإن المغلوب مولع بتقليد الغالب، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:
لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل، حتى اذا دخلوا جحر ظب دخلتموه!
الشيخ الكريم الشنقيطي
هل تقصد بتفريقك بين الموافقة للكفار في عصر قوة المؤمنين وعصر ضعفهم التخفيف من حكم التشبه في الأول أم التدليل على أن الموافقة في الثاني هي لمجرد التشبه لا المصلحة؟
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 02:01]ـ
لولا أن هذا مطلب بنى علمان لكان القول بالجوازخلاف سائغ
هذا مناط غير معتبر لأنه يقود إلى تغيير الدين بحسب مواقف أعدائنا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 03:06]ـ
أخي الكريم: ابن سفران:
الأخ يقول: (وبإمكان الشيخ الخراشي أن يطالع كتب الفقه والتاريخ فسيجد أن كثيراً من الفقهاء وخصوصا الحنفية يجعلون العطلة يوم السبت أو الأحد بالخصوص فهل هذا تشبه منهم). فأنا أسأله ليحيلني على (مصدر واحد) نقل هذا لأراجعه أو يراجعه صاحب الرسالة، ولم يفعل!
فأراجع ماذا!
(كان من المفترض) أن تطلب منه مصدر هذا النقل ..
وهذه الأمور يُرجع فيها إلى " الشرع "، ومن كان جاهلا فليسأل العلماء.
وفقك الباري.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 11:48]ـ
أخي الكريم: ابن سفران:
الأخ يقول: (وبإمكان الشيخ الخراشي أن يطالع كتب الفقه والتاريخ فسيجد أن كثيراً من الفقهاء وخصوصا الحنفية يجعلون العطلة يوم السبت أو الأحد بالخصوص فهل هذا تشبه منهم). فأنا أسأله ليحيلني على (مصدر واحد) نقل هذا لأراجعه أو يراجعه صاحب الرسالة، ولم يفعل!
فأراجع ماذا!
(كان من المفترض) أن تطلب منه مصدر هذا النقل ..
وهذه الأمور يُرجع فيها إلى " الشرع "، ومن كان جاهلا فليسأل العلماء.
وفقك الباري.
قد سألته أنت وقال لك: (أما ما نقلته عن علماء الحنفية فهو موجود في كتاب (أدب القضاء) في كُل أو جل كتبهم) ألا تكفيك هذه الإحالة؟ بإمكانك اختيار بضعة كتب للأحناف ومراجعة كتاب أدب القضاء فيها، فأن لم تجد فجرب غيرها، الأخ يقول لك كل أو جل كتب الأحناف.
فإن أردت أن يأتيك بالنص هو فانتظر حتى يأتيك ولا تبدأ بافتراضات لا داعي لها.
وكان من المفترض (ابتسامة) أن أفهم عبارتك هذه ولكنني لم أفهما (وهذه الأمور يُرجع فيها إلى " الشرع "، ومن كان جاهلا فليسأل العلماء) ما المقصود بها هنا؟ لا أرى في الموضوع من يفهم منه أن هذه الأمور لا يرجع فيها إلى الشرع، ومن هو الجاهل الذي يجب أن يسأل العلماء؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 06:01]ـ
أخي ابن سفران: ارجع إلى (كتب الشافعية) و (المالكية) و (الحنابلة) و (الفقه المقارن) .. لتعرف الحق في هذه المسألة.
إن لم تجدها .. فارجع إلى كتب التاريخ والجغرافيا .. وإلا فالفيزياء والكيمياء ..
فإن لم تجدها .. فاستعن بـ (905)! (ابتسامة).
وفقك الباري ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 01:42]ـ
أخي ابن سفران: ارجع إلى (كتب الشافعية) و (المالكية) و (الحنابلة) و (الفقه المقارن) .. لتعرف الحق في هذه المسألة.
إن لم تجدها .. فارجع إلى كتب التاريخ والجغرافيا .. وإلا فالفيزياء والكيمياء ..
فإن لم تجدها .. فاستعن بـ (905)! (ابتسامة).
وفقك الباري ..
ووفقك ورعاك، أعجبتني 905
كفيتك فبحثت فيما أشار إليه الأخ اليونيني وطالعت كتاب القضاء من بضعة كتب للأحناف فلم أجد شيئاً.
فذهبت لـ 905! (وهو هنا برنامج جامع الفقه الإسلامي) وبحثت نصياً عن السبت والأحد في كل كتب الحنفية في البرنامج وعددها 28 فلم أجد شيئاً.
فلذلك أطلب الأخ اليونيني أن يذكر لنا مصدره، فمع بحثي أظن أن ما قاله ليس مذكوراً في جل كتبهم فضلاً عن غيرها، وقد أكون أخطأت في ذلك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 01:48]ـ
وأحب أن أضيف أن الأضرار الاقتصادية المذكورة يجب التأكد من حجمها فقد تعودنا المبالغة ممن يدعيها.
كما أنها محصورة بأصحاب رؤوس الأموال وعلى الأخص البنوك، وهؤلاء نسبة قليلة من المواطنين لا يصح أن نقدم مصلحتها على مصلحة المواطنين، بل ينبغي أن يرجع في المصلحة إلى استفتاء إلى الجميع، فلا يصح أن نضايق الملايين من أجل زيادة دخول الأغنياء الذين أثبتت غالبيتهم عدم مبالاتها بالمواطنين جشعاً وطمعاً.
ومن الناحية الشرعية لو كان ترك التشبه هو من باب خلاف الأولى فضلاً عن الكراهة أو التحريم، فهو مقدم على مصالح البنوك وأهل الثراء الفاحش الذين لا تمثل الزيادة لهم زيادة رفاهية ولا نفعاً لغيرهم.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 01:52]ـ
أما بالنسبة لمصلحة العامة فإن انتهى بنا البحث إلى عدم التحريم، فإني أرى المصلحة في كون الإجازة في الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة، ففيه عون كبير على التبكير للجمعة، كما أن ذلك يجعل الاستفادة من وقت الإجازة اكبر.
هذه هي الفائدة لعموم الناس هي الأولى بالنظر - مالم نقل بالتحريم - وليست فائدة بضعة آلاف من أصحاب الكنوز.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 10:37]ـ
أخي الكريم: ابن سفران:
وهذه الأمور يُرجع فيها إلى " الشرع "، ومن كان جاهلا فليسأل العلماء.
وفقك الباري.
قد سألتك يا شيخ سليمان عن هذه العبارة والمقصود بها فلم تجبني.
وهي في ظاهرها تناقض الشرط الثالث من شروط المجلس العلمي وفيه:
(يجب على جميع الأعضاء الالتزام بالأدب في الحوار، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فلا يسمح بالشتم، أو التنقص، أو التطاول على الآخرين، كذلك لا تقبل الردود الخالية من الأدلة والبراهين)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 11:34]ـ
أخي الكريم: ابن سفران: العبارة نصيحة للجميع، وأنا على رأسهم. رعاك ربي ووفقك ..
ـ[المديني]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 09:56]ـ
عطلة وهمية لمكاسب وهمية
كلامك صحيح يا شيخ وهذا تأييد من مختص بالاقتصاد ارجو قرائته جاء فى لقاء على القناة القطرية تاريخ الحلقة: 27/ 7/2007
ممدوح الولي- نائب مدير تحرير جريدة الأهرام:
بالنسبة للعالم العربي بنجد أن هناك دول اتخذت العطلة السبت والأحد منذ سنوات مثل تونس والمغرب ولبنان والبعض مؤخرا اتجه إلى الجمعة والسبت مثل دول الخليج العربي ومصر وبقيت دول قليلة التي مازال بها الخميس والجمعة مثل الجزائر بالفعل هناك بداية العمل المصرفي وبالبورصات العالمية تتم يوم الاثنين والعطلة يوم الجمعة تجعل يوما ضائعا أمام المعاملات المصرفية العربية الدولية أو المعاملات في أسواق المال العالمية ولكن إذا أخذنا واقع الاقتصاد العربي نجد أن الناتج المحلي الإجمالي العربي لا تمثل المصارف والوساطة الإسلامية منه سوى نسبة 5% فقط من الناتج المحلي العربي ومن هنا فإن التماس ما بين الاقتصاد العربي والاقتصاد العالمي هو محصورا في بعض الجزئيات الأمر الآخر أننا عندما نتكلم عن الإجازة.
المذيعة: ولكن عفوا يعني سيد ممدوح هل هذا يعني متفق عليه أنه فقط البورصة والبنوك هي مجالات الاحتكاك مع العالم الغربي هناك شركات الاتصالات هناك شركات الإعلانات هناك شركات متعددة الجنسيات لها فروع في مختلف أنحاء العالم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ممدوح الولي: هناك بعض الخدمات المالية لا تنقطع يعني مثل خدمات الفيزا والماستر هذه لا تنقطع طوال العام لا أيام الجمع ولا الإجازات ولا الأعياد في أي دولة من العالم هي متصلة وتتم على مدار العام بلا انقطاع ومن هنا هناك بعض الخدمات لا يتم الانقطاع فيها دوليا أو عربيا نعود إلى البيئة العربية وعندما نتكلم عن.
المذيعة: يعني عفوا النقطة فقط للتوضيح النقطة يعني أثرتها وأود تعليق منك عليها هناك شركات .. الشركة تكون هي نفسها لها فروع في الدول الغربية وفروع في الدول العربية هناك شركات مثلا للإعلانات والدعاية إذا كانوا يريدون الاتصال بشركة غربية تقوم بتنفيذ عمل ما لهم يبقى لديهم فقط ثلاثة أيام في الأسبوع ليتصلوا بها.
ممدوح الولي: كل هذا صحيح أن هناك نقاط تماس بين الشركات العالمية التي لها فروع في العالم العربي أو الاستثمارات العربية في الخارج وعندما يريد هؤلاء المستثمرون أن يتابعوا تلك الاستثمارات ولكن عندما ننظر إلى من هم المستفيدون بعطلة يومين عربيا عندما نجد أن هناك ثمانية وأربعين مليون عامل زراعي أو من يعملون بالزراعة في العالم العربي فإن هؤلاء لن يستفيدوا بعطلة يومين 19 مليون عامل يعملون بالصناعة في العالم العربي لا يستفيدون بعطلة يومين ومن هنا كذلك قطاع الخدمات كثير من الحرفيون لا يستفيدون بعطلة يومين من يستفيد بعطلة يومين سيكون قاصرا على بعض الشركات والبنوك وقطاع التأمين والخدمات الحكومية أو الوظائف الحكومية ومن هنا فإن هناك قطاعا محدودا هو الذي سوف يستفيد بعطلة يومين على المستوى العربي.
وقال ايضا
ممدوح الولي: أنا أرى أن الوقت لازال مبكرا حتى ننظر في مسألة العطلة السبت والأحد لأن التماس ما بين الاقتصاد العربي والعالمي في رأيي مازالت هناك خطوات حتى تزداد حدته بمعنى إذا نظرنا إلى الناتج المحلي العربي نجد أن الجزء الأكبر منه هي صناعات استخراجية عبارة عن استخراج بترول حتى أن هذا البترول يمثل 73% من الصادرات العربية فإذا عدنا إلى الناتج المحلي العربي نجد أن الصناعة بمختلف أنواعها غير البترولية لا تمثل سوى 10% فقط والزراعة لا تمثل سوى نسبة 7% من الناتج المحلي العربي ومن هنا نحن نحتاج إلى زيادة هذه النسب حتى تزداد صلتنا بالاحتكاك الدولي من خلال تصدير شيء يمكن يكون موجود في العالم العربي فيما يخص البورصات نجد أنه في العام الماضي بلغت قيمة تعاملات البورصات العربية الخمسة عشر 1.7 من عشرة تريليون دولار ورغم أن بورصة السعودية تمثل 80% من تعاملات البورصات العربية فإن هذه البورصة لا تسمح للأجانب بالتعامل فيها سوى للأجانب المقيمين بالسعودية بينما ببورصة الإمارات المتمثلة في بورصتي أبو ظبي ودبي هناك العديد من الشركات تسمح للأجانب بنسب فقط من أسهم هذه الشركات وليس كل الأسهم أو كاملها فيما يخص مصر والتي وصلت نسبة تعاملت الأجانب فيها إلى 30% من تعاملات البورصة المصرية في العام الماضي لابد أن نعرف أن هذه 30% تشمل عدة فئات تشمل العرب تشمل الأجانب تشمل المصريين في الخارج تشمل الصناديق المصرية الاستثمارية المؤسسة في الخارج والتي هي أصلا رؤوس أموال مصرية ومن هنا فإن الأجانب الأساسيين تعد نسبتهم قليلة حتى الآن في البورصة المصرية.
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 11:38]ـ
الشيخ سليمان الخراشي شكراً لطرحك هذا الموضوع
في الحقيقة أن الدولة كقرار سياسي لم ولن تفكر بما يقول المشايخ إذا ما أرادت تطبيقه, وعدم التطبيق اما أنهم يرون أنه لا حاجة له وقد بينت أنت ذلك في مقالك ورديت على الإحتمالات المتوقعة واستشهدت بقول سلطان عبد العزيز ولي العهد وإما أنهم لا يريدون أن تكون هناك ردة فعل ويريدون أن يمهدوا للموضوع قبل أن يقروه حتى لا يخرج من يعارضون الموضوع.
الشيء الآخر أن الدولة عندما تريد تطبيق القرار لأن تفكر في ما يقول المشايخ, وافقوها أم خالفوها. فليس من المعقول أن تقيم الدولة أشياء أتفق على تحريمها من المشايخ بل بعضها من الكبائر و تنتظر رأي العلماء في مسألة فرعية لن تجد عليها دليلاً شرعياً صريح.
أما تهكمك ببعض هولاء الذين يخالفونك كقولك كأن راتبه سيزيد فأقول يقول لي _أحد هؤلاء الذين اتهمتم بأنهم من الذين سمعوا الناس يقولون شيء فرددوه وأنهم راضين بالتبعية فأحدهم يقول لي_ أن يوم الإربعاء دوام فهو يظطر أن ينام مبكر ليلة الخميس و عندما يريد التمتع بالبيوم الثاني وليلته تؤثر على ذهابه إلى الصلاة يوم الجمعة مبكراً فيتمنى هو أن تكون سهره وسمره ليلة السبت. في الحقيقة أن هذا شخص واحد ولكن من في حاله كثير ولست أستدل به وإنما لتبيين أن هناك كثير ممن يخالفونك له مبررات يجب أن تحترم كما أن رأيك محترم.
وفي ظني أن الإسلام لم يضع عطلة أو راحة وحددها بيوم معين وإنما حدد وقت أداء الواجبات وما سواء ذلك متروك لنا وبناءً على النظام المدني في هذه الأيام فما أظنه والله أعلم بالحق والصواب أنه يختار الأنسب لمصالح المسلمين اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً (الكرامة والعزة) لأن مراعاة مشاعرين المسلمين واجبة.
أخوكم في الله أبو رزان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 04:45]ـ
أخي الكريم: ابن سفران: العبارة نصيحة للجميع، وأنا على رأسهم. رعاك ربي ووفقك ..
نصيحتك ليس هذا مكانها، فهذا ملتقى حوار ونقاش بين طلبة العلم، وكما في الشروط لا تقبل الردود الخالية من الحجة، وأنت تريدنا أن نسكت لأننا جهلة (وأنت منا على كلامك) ونسأل العلماء، ولا يهون وصفك غيرك بالجهل أن تدخل نفسك معه، بل المطلوب الاعتذار.
ولا أدري كيف تناقش وترد وتحاجج وأنت تنصحنا و نفسك بسؤال العلماء، أليس في ذلك شيء من التناقض؟
أرجو الاعتذار الصريح وترك هذه التصرفات، فإنه والله لا تقنع مخالفاً ولا تحفظ لصاحبها هيبة يا شيخ سليمان.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 04:49]ـ
عطلة وهمية لمكاسب وهمية
ولكن إذا أخذنا واقع الاقتصاد العربي نجد أن الناتج المحلي الإجمالي العربي لا تمثل المصارف والوساطة الإسلامية منه سوى نسبة 5% فقط من الناتج المحلي العربي ومن هنا فإن التماس ما بين الاقتصاد العربي والاقتصاد العالمي هو محصورا في بعض الجزئيات الأمر الآخر أننا عندما نتكلم عن الإجازة.
.
كلام واقعي، وهذا ظني سابقاً، الفائدة المادية محصورة في فئة قليلة من فئة قليلة.
ولكن يبقى النظر الفوائد الأخرى.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 10:13]ـ
فوائد كون العطلة يوم الجمعة:
- التمكن من التبكير لصلاة الجمعة،
- التفرغ لساعة الإستجابة بعد صلاة العصر،
- التفرغ لقراءة سورة الكهف،
- كثرة الصلاة على النّبي صلى الله عليه و سلّم.
المدارس و الجامعات هاته لا علاقة لها بالإقتصاد فلو فرضنا و أنّ الإقتصاد يتضرر بعطلة الجمعة فيبنغي إخراج الجامعات و المدارس و الثانويات من هذا الأمر، و بالتالي: يجعل هناك عطلتين.
معلوم بأنّ الشرطة ليس لديهم عطلة لجميعهم يوم الجمعة و كذا في المستشفيات و كذا في كثير من المصانع و أماكن العمل
المهم قدر الإمكان من الأفضل؛ يحاول تفريغ الناس يوم الجمعة و من كان عمله لابد منه فهذا معذور.
الناس اليوم أغلبهم ترك الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد نتيجة لضعف الإيمان و من أسباب عدم حفاظهم عليها أعمالهم في أوقات متقاربة أو متداخلة مع الصلاة في المسجد فما بالك إذا كان العمل يوم الجمعة؟!
ـ[أبوصلاح السادس]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 04:52]ـ
إخواني ومشائخي الفضلاء
أنا تلميذ لكم فإن أخطأت فصوبوني فأقول:
من نافلة القول أن البحث في أي حكم شرعي لايقتصر فقط على معرفة تفصيل العلماء السابق فيها وهو أمر أساسي ولكن أيضا يجب النظر إلى متعلقات الواقع ومايراد من مثل هذه الأمور. فكثير من الأمور الشرعية قد يكون أصل حكمها مباح ولكن يطرأ على الواقع اختلاف فتختلف الفتوى والفتوى غير الحكم كما تعرفون. ومن هذا مسألتي قيادة المرأة للسيارة في السعودية والاختلاط في أماكن العمل على سبيل المثال فقد سمعنا من بعض من يعرف بالعلم من يقول لايوجد دليل من الكتاب والسنة على تحريمهما وهذا تنزيل للحكم في غير محله وفيه إغفال لأثار الفتوى في حياة الناس فهل الشريعة ترضى بتوابع وآثار هذا؟
فمعرفة مقاصد الشريعة والأدلة العامة ضروري لمعرفة مايريده الشارع في حادثة أو نازلة بعينها. ومن مقاصد الشريعة عدم التشبه باليهود والنصارى في أمور أهون بكثير من جر الأمة لتكون تابعة لهم في ماهو أعظم ويجر إلى تحلل تدريجي من مكونات التميز للمسلمين ويساهم في تسريع حركة الاندماج في مجتمع العولمة الجديد بينما المتعين هو إرجاع الأمة ألى حيث تتميز عن غيرها مما يساعد على تقوية الوحدة بين المسلمين وهو المتعين سلفا على الأمة.
يقول الشيخ سلمان العودة في رسالته فقه الموقف (ص 9)
{والغريب أن مسائل النوازل حين تكون من جنس المسائل المفصلة التي تكلم فيها الفقهاء لا يقع فيها استعجال في الغالب؛ لتجردها عن المقارنات العامة، ولقرب شبهها بالمسائل المفصَّلة المعروفة عند الفقهاء، لكن حين تكون النازلة حدثاً عاماً،وتكون مادتها مركبةً من مؤثرات شتى , فكأن هذه المؤثرات جردت عنها هيبة الشريعة؛ فيصير القول فيها - عند كثير من العامة وبعض الخاصة - من جنس القول في المسائل المبنية على توسعة الشريعة وبحبوحتها , والتي يدرك فِقْهَهَا جمهورُ أهل الإسلام , ويفوت على هؤلاء ما يقتضيه الموقف من الأثر المتعلق بحقوق الأمة الكلية وضروراتها التي جاءت الشريعة بحفظها وتحصيلها.}(/)
حَوْلَ (الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ) - مَرَّةً أُخْرَى -، وَلَيْسَت الأَخِيرَة!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:13]ـ
حَوْلَ (الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ) - مَرَّةً أُخْرَى -، وَلَيْسَت الأَخِيرَة! -علي بن حسن الحلبي الأثري – ... لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَبْدُوَ بِصُورَة المُحَامِي الفَرْدِ عَن الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ؛ َفَهذَا مَا لاَ أَرْغَبُ، وَلَيْسَ هُوَ مِن الأَمْرِ الوَاقِعِ – أَيْضًا -؛ وَلَكِنِّي أَسْتَاءُ جِدًّا مِمَّنْ يَلِجُ أَبْوَابًا هُوَ دُونَهَا، وَيَسْلُكُ أَسْبَابًا لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا! –كَالسَّاعِي إِلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ-!!
أَقُولُ هَذَا بَعْدَ أَنْ قَرَأتُ (صَحِيفَةَ الغَد: 18/ أَيَّار /2007 م) صَفْحَةَ (الإِسْلاَم وَالعَصر)؛ فَرَأيْتُ فِيهَا ثَلاَثَةَ مَقَالاتٍ بثلاثِ دَرَجَات (!)؛ جَمِيعُهَا تَتَكَلَّم عَنِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ، - مُتَسَائِلاً: وَلِمَاذَا الآن؟! -:
الأَوَّل: مَقَال (أُسَامَة شَحَادة)، وَهُوَ – بِجُمْلَتَهِ – دِفَاعٌ (مَقْْبُولٌ) عَنِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ؛ أَجَابَ فِيهِ عَلَى أَسْئِلَةِ (حُسَام تَمَّام) الَّتِي وَجَّهَهَا عَبْرَ الصّحِيفَةِ نَفْسِهَا - وَالصَّفْحَةِ ذَاتِهَا - قَبْلَ أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ مِنْ ذَاكَ اليَوْم.
الثَّانِي: مَقَال (بَسَّام نَاصِر)؛ تَكَلَّمَ فِيهِ عَنْ (جَمْعِيَّةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالسَّلَفِيَّةِ الإِصْلاَحِيَّة)، وَهُوَ بَيَانٌ حَسَنٌ عَنْ هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ وَأَفْكَارِهَا؛ مِنْ مُعَايِشٍ لَهَا، مُعَاصِرٍ لِتأْسِيسِهَا؛ تَكَلَّمَ بِإِنْصَاف (!) – هَذِهِ المَرَّة! – عَنْ تَلَوُّنِ حَقِيقَتِهَا، وَتَعَثُّرِ مَسِيرَتِهَا! وَإِنْ لَمْ يَخْلُ كَلاَمُهُ – كَالعَادَةِ! – مِنْ غَمْزٍ -لاَ يَكْمُلُ لَهُ سَائِرُ مَا يَكْتُبُهُ إِلاَّ بِهِ! - طَعْنًا بِمَا يُسَمِّيهِ – بإِصْرَارٍ -: (السَّلَفِيَّةَ التَّقْلِيدِيَّة)!!
فِي الوَقْتِ الَّذِي عَجَزَ فِيهِ – كَمَا عَجَزَ غَيْرُهُ! – عَنْ وَضْعِ تَوْصِيفٍ دَقِيقٍ لِمَا يُكَرِّرُ ذِكْرَهُ، وَيُسَمِّيهِ – بِاضطِرادٍ -: (السَّلَفِيَّة الإِصْلاَحِيَّة)!! مَع أَنِّي أَعْتَقِدُ – كَمَا قَالَ هُوَ فِي بعضِ مَقَالِهِ! – أَنَّ: فَاقِدَ الشَّيء لاَ يُعْطِيهِ!!
الثّالِث: مَقَال (حَسَن أَبُو هَنِيَّة) – الكَاتِب المُتَخَصِّص بِالفَلْسَفَة الإِسْلامِيَّة! – وَمَعْرِفَتي الشَّخْصِيَّةُ بِهِ قَدِيمَةٌ -، وَالَّذِي كَانَ لِي مَعَهُ جَوْلَةٌ سَابِقَةٌ فِي مَوْضُوعِ (فَلْسَفَتِهِ!) – هَذَا-؛ فَقَد كَتَبَ – هُنَا – مَقَالاً، عُنْوَانُهُ: (أَوْهَامُ السَّلَفِيَّة الإِحْيَائِيَّة المُعَاصِرَةِ)!! فيه مِن وُجوهِ الخَلْطِ والتخبُّطِ كثيرٌ؛ أُنَبِّهُ على ما سَنَحَ منها –سريعاً- واللهُ المُسَدِّدُ-:
1 - أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِهِ (الكَاتِبُ الفَيْلَسُوفُ!) مَقَالَهُ: قَوْلُهُ: (تَتَمَيَّزُ السَّلَفِيَّةُ الإِصْلاَحِيَّةُ الإِحْيَائِيَّةُ بِطَبِيعَتِهَا المُعَادِيَة لِلسِّيَاسَة .. )!! وَهَذَا - دُونَمَا شَكٍّ- خَطأٌ وَاضِحٌ؛ فَلَمْ يُفَرِّق الكَاتِبُ الفَذُّ بَيْنَ أَمْرَيْنِ - مِنْ جِهَتَيْنِ -:
- أًَمَّا الأَمْرُ الأَوَّل – بِجِهَتَيْه -؛ فَهُوَ (السِّيَاسَة) بِمَفْهُومِهَا الشِّرْعِيِّ المُنْضَبِط، وَ (السِّيَاسَة) بِمَفْهُومِهَا المُعَاصِرِ المُنْفَلِت!
- أَمَّا الأَمْرُ الثَّانِي – بِجِهَتَيْهِ – أَيْضًا -؛ فَهُوَ أَنَّ عَدَمَ انْشِغَالِنَا بِالسِّيَاسَةِ أَو اشْتِغَالِنَا بِهَا –وهذا حقٌّ-: لاَ يَعْنِي – ضَّرُورَةً- أَنَّنا نُعَادِيهَا، فَضْلاً عَنْ أَنْ نُعَادِيَ أَهْلَهَا –وهذا باطلٌ-!!
فَالخَلْطُ بَيْنَ هَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ مِنَ الأَهَمِّيَّةِ بِمَكَانٍ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَخْفَى عَلَى عَامِّيٍّ عَن الثَّقَافَةِ عَزُوف! فَضْلاً عَنْ كَاتبٍ مُتَخَصِّصٍ فَيْلَسُوف!!
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وَأَعْجَبَنِي (!) نَقْلُ الكَاتِبِ (أَبُو هَنِيَّة) عَنِ الدَّكْتُور رَضْوَانِ السَّيِّد قَوْلَهُ: (الحَرَكَاتُ المَعْنِيَّةُ بِقَضِيَّةِ الهُوِيَّةِ لاَ تَمْتَلكُ اهْتِمَامَاتٍ سِيَاسِيَّةً مُبَاشِرَة)؛ فَهَذَا كَلاَمٌ عَدْلٌ؛ وَإِنْ كُنْتُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الكَاتِبَ الفَيْلَسُوف ظَنَّهُ يُوَافِقُ مُبْتَغَاهُ، وَتَوَهَّمَهُ يَلْتَقي مَا يَرَاه – فَلِذَلِكَ نَقَلَهُ -، مَعَ أَنَّهُ – حَقًا – ضِدُّ مَقْصُودِهِ -، وَبَيَانُ هَذَا مِنْ طَرَفِين:
الأَوَّل: قَضِيَّةُ (الهُوِيَّةِ) قضيّةٌ أساسٌ؛ فهِيَ قَضِيَّةُ الوَجُودِ، وقَضِيَّةُ الفَاعِلِيَّةِ؛ وَالإنِسَانُ بِغَيْرِ هُوِيَّة كَرِيشَةٍ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ؛ لاَ يَكُونُ لَهُ دُونَهَا لَونٌ أَوْ طَعْمٌ أَوْ رَائِحَةٌ! وبخاصّة في ظِلِّ هجماتِ العَوْلَمةِ والعَلْمَنة – والتي يتقنّع بها (بعضُهم) بلبوس الإسلام-!
الثَّانِي: قَيَّدَ الدَّكتُور رضوان السَّيِّد كَلاَمَهُ بِـ (اهْتِمَامَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ مُبَاشِرَةٍ)؛ وَهُوَ (قَيْدٌ) أَهْمَلَهُ - وَلَمْ يُقِمْ لَهُ وَزنًا - نَاقِلُ كلاَمِهِ كَاتِبُنَا الفَيْلَسُوف! – بَصَّرَهُ اللهُ - ...
فَهَل الَّذِي لَيْسَ لَهُ اهْتِمَامَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ (مُبَاشِرَةٌ) يَكُونُ –لُزوماً- مُهْمِلاً للاهْتِمَامَاتِ السِّيَاسِيَّةِ – جَمِيعًا -؟!
وَهَل الَّذِي لَيْسَ لََهُ اهْتِمَامَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ (مُبَاشِرَةٌ) يَكُونُ مُعَادِيًا لِلسِّيَاسَةِ، فَضْلاً عَنِ مُعَادَاتِهِ المُهْتَمِّينَ بِهَا؟!
وَلَسْتُ أَدْرِي – وَقَدْ أَدْرِي! – مَا الوُجُوهُ (الفَلْسَفِيَّةُ) الَّتِي تَجْعَلُ مِثْلَ هَذَا الكَلاَمِ العَرَبِيِّ الفَصِيحِ يَلْتَاثُ عَلَى ذِهْنِ هَذَا الكَاتِبِ المُتَخَصِّصِ بِالفَلْسَفَةِ؛ لِيَطِيرَ بِهِ إِلَى غَيْرِ بَابِهِ، وَيُغَيِّرَ قِشْرَهُ بِلُبَابِهِ؟!
3 - وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا السُّقُوطَ المُرِيع لِكَاتِبِنَا الفَيْلَسُوفِ الرَّفِيعِ: أَنَّهُ نَقَلَ –مُبَاشَرَةً- عَنْ شَيْخِنَا العَلاَّمَة الإِمَامِ مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِيِّ – رَحِمَهُ اللهُ - قَوْلَهُ: (مِنَ السِّيَاسَةِ تَرْكُ السِّيَاسَة)؛ فَهْلْ قَائِلُ هَذِهِ الجُمْلَةِ (المُفِيدَة) جَاهِلٌ بِالسِّيَاسَةِ – بَلْهَ أَنْ يَكُونَ مُعَادِيًا لَهَا -؟! أَمْ أَنَّهُ – أَصْلاً - لَمْ يَقُلْ جُمْلَتَهُ (المُفِيدَةَ) – هَذِهِ – إلاَّ صُدُورًا عَنِ (السِّيَاسَةِ الشَّرْعِيَّةِ) بِكَبِيرِ إدْرَاكٍ لِوَاقِعِ السِّيَاسَةِ (العَصْرِيَّةِ)!!؟؟
فَكَمْ رَأَيْنَا –وَسَنَرَى! - لِلسِّيَاسَةِ (!) مِنْ صَرْعَى – مَجَازًا وَحَقِيقَةً -؟!!
نَعَمْ؛ لَيْسَتِ الدَّعْوَةُ السَّلَفِيَّةُ حَرَكَةً سِيَاسِيَّةً، وَلَنْ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ؛ مَهْمَا وُجِّهَتْ إِلَيْهَا الانْتِقَادَات، وَمَهْمَا كُتبَِت ضِدَّهَا المَقَالاَت، وَمَهْمَا رُمِيَتْ بِهِ مِنْ مَقُولاَت، وَمَهْمَا عُرِضَ عَلَيْهَا مِنَ الإغْرَاءَاتِ!؛ لأَنَّ الوَاقِعَ المُعَاشَ - عِنْدَهَا - مِنْ أَكْبَرِ دَلِيلٍ عَلَى صِحَّةِ مَنْهَجِهَا، وَسَلاَمَة طَرِيقِهَا، وَقَارِنْ تَجِدْ!
وَأَمَّا مَنْ فَقَدَ (هُوِيَّتَهُ)، وَلَمْ يَعُد لِقَضِيَّةِ الهُوِيَّة -عِنْدَهُ -كَبِيرُ مَكَانٍ - أَوْ مَكَانَةٍ! -؛ فَلَنْ يَضِيرَهُ أَنْ يَسْلُكَ أَيَّ سَبِيلٍ، وَيَطْرُقَ أَيَّ بَابٍ، وينزِعَ أيَّ ثِيَاب: وَلَو (تَنَقَّلَ) مِنْ أَقْصَى اليَمِينِ إِلَى أَدْنَى الشِّمَالِ!!
سَارَتْ مُشَرِّقَةً وَسِرْتَ مُغَرِّبًا ...... شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيْكَأَنَّ كَاتِبَنَا الفَيْلَسُوفَ – أَصْلَحَهُ مَولاَهُ - وَاضِعٌ رَأْسَهُ – بِظُلْمِ نَفْسِهِ مِن غيرِ إِشْفاقٍ! – مُقَابِلَ رَأْسِ شَيْخِنَا الإِمَامِ الأَلْْبَانِيِّ الَّذِي وَصَلَتْ جُهودُهُ العِلْمِيَّةُ المَبْرُورَةُ – فِي التَّصْفِيَةِ وَالتَّرْبِيَةِ – أَقَاصِيَ الدُّنْيَا، وأَطْرَافَ المَعْمُورَةِ؛ مِنْ أَمْرِيكَا إِلَى أنْدُونِيسيَا، وَمِنْ أُسْتُرَالْيَا إِلَى نيجيريا، فِي الحِينِ الَّذي لاَ يَزَالُ – فِيهِ - مُنْتَقِدُوهُ قَابِعِينَ هُنَا وَهُنَاكَ؛ يَتَقَفَّرُونَ – عَلَى مَكَاتِبِهِم المُريحَةِ، وَمَقَاعِدِهِم الوثَيرَة - القَوْلَ وَالقَوْلَ الآخَرَ!
4 - قَوْلُ كَاتِِبِنَا الفَيْلَسُوفِ – بَعْد -: (مَنْهَجُ الأَلْبَانيِّ فِي التَّصْفِيةِ وَالتَّرْبِيةِ بِحَسَبِ مَنْظُورِهِ السَّلَفِيِّ – يَتَمَتَّعُ بِيَقِين وَاطْمِئْنَانٍ حَاسِمٍ لاَ مَدْخَلَ لِلتَّشْكِيكِ فِيهِ)!
فَأَقُولُ: نَعَمْ، وَلَنِعْمَ مَا قَالَهُ (هُنَا) صَدِيقُنَا القِدِيمِ وَفَيْلَسُوفُنَا الجَدِيد؛ مَعَ كَوْنِهِ تَقَاصَر جِدًّا عَنْ إِيجَادِ البُرْهَانِ الحَقِّ عَلَى هَذَا اليقِينِ الصِّدقِ – إِنْ كَانَ عَارِفًا لَه، أَوْ خَبِيرًا بِهِ-!
وَالبُرْهَانُ ظَاهِرٌ – لِكُلِّ ذِي فِقْهٍ - مِنْ جِهَتَيْنِ:
الأولَى: الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِسَلَّم -: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالعِيْنَة، وَرَضِيْتُمْ بِالزَّرْعِ، وَأَخْذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَر، وَتَرَكْتُم الجِهَادَ فِي سَبيلِ الله: سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُم ذُلاًّ؛ لاَ يَنْزِعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».
وَالنَّصُّ وَاضِحٌ وَصَرِيحٌ؛ لاَ يَحْتَاجُ فَلْسَفَةً، وَ لاَ يُعْوِزُهُ عَقْلَنَةٌ!!
وَفِيهِ بَيَانُ (وَحْدَةِ) السَّبِيلِ الجَلِيلِ لِلمَخْرَجِ مِنَ الوَاقِعِ الذَّلِيلِ ...
الثَّانِي: النَّظَرُ العقليُّ؛ حيْث إِنَّ الوَاقِعَ – الَّذِي مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ – مِنْ خِلاَلِ تَارِيخِ مُمَارَسَات الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيّةِ (السِّيَاسِيَّةِ) - السِّلْمِيِّةِ أَو الثَّوريَّةِ -، فَضْلاً عَنْ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ (الانْقِلاَبِيَّةِ = العَسْكَرِيَّةِ): أَنَّ هَذِهِ الجَمَاعَاتِ – بِسُلُوكِيَّاتِهَا، فَضْلاً عَنْ أَصْلِ أَفْكَارِهَا – لَم تُوَرِّث الأُمَّةَ – وَللأَسَفِ – إِلاَّ الفِتَنَ والرَّزايا، وَالمِحَن والبلايا، وَلَمْ يَظْهَرْ - مِنْ أَكْثَرِ سَادَاتِهَا وَقَادَاتِهَا - إِلاَّ الحِرْصُ المُتَمَاوِتُ (!) عَلَى الكَرَاسِيِّ وَالمَنَاصِبِ؛ وَالَّتِي طَاحَتْ مِنْ أَجْلِهَا رُؤُوس، وَقُلِبَتْ بِسَبَبِهَا كُؤُوس!!
وَمَا الصِّرَاعَاتُ القَائِمَةُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ المَعْمُورَةِ - اليَوْمَ – مَعَ (الإِسْلاَمِ)؛ إِلاَّ بِسَبَبِ مَا وَصَلَ أَهْلَ السِّيَاسَةِ – غَرْبًا وَشَرْقًا – عَنِ (الإِسْلامِ)؛ مِنْ خِلاَلِ مُمَارَسَاتِ أَصْحَابِ (الإِسْلاَمِ السِّيَاسِيِّ)، وَجَمَاعَاتِهِم الحِزْبِيَّةِ!!
5 - مَا نَقَلَهُ الكَاتِبُ الفِيْلَسوفُ عَنْ د. طَه عَبْدِ الرَّحْمَن – مُنْتقِدًا الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ فِي قِرَاءَتِهَا النَّصَّ الشَّرْعِيَّ -؛ بِنِسْبَتِهِ إِلَيْهَا: (قِرَاءَةَ النَّصِّ مِنْ دُونِ تَأَوِيلِ، وَلا أَدْنَى تَصَرُّف مِنْ لَدُن القَارِئِ .. )!! فَهَذِهِ نِسْبَةٌ بَاطِلَةٌ بِلاَ رَيْب؛ فَكَيْفَ لاَ يَكُونُ لِلقَارِئِ السَّلَفِيِّ تَصرُّفٌ بِالنَّصِّ وَهُوَ الَّذِي يُعَايشُ مَدَارِكَ سَبَبِ نُزُولِهِ أَو وُرُودِهِ، وَهُوَ الّذِي يَفْهَمُ النَّصَّ مِنْ خِلاَلِ سِيَاقِهِ وَسِبَاقِهِ، وَهُوَ الَّذِي لاَ تَغِيبُ عَنْهُ – إِذ ذَاكَ - لُغَةُ العَرَبِ بِسَعَةِ مُعْجَمِهَا لإِدْرَاكِ مَرَامِي النُّصُوص!
وَأَمَّا (التَّأوِيلُ): فَالإِشْكَالِيَّة فِيهِ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُجَابَ عَنْهَا بِكَلِمَاتٍ فِي مَقَال؛ لِجَرَّةِ قلمٍ عنها تُقال!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَكْفِي – لاقْتِضَاءِ المَقَامِ – أَنْ نَسْأَلَ سُؤَالاً وَاحِدًا يَكْشِفُ القَضِيَّة – لِلمُنْصِفِ- تماماً: هَلِ الأَصْلُ فِي الكَلاَمِ العَرَبِيِّ (التَّأَوِيلُ)؟؟! أَمِ الأَصْلُ فِيهِ ظَاهِرُ حُرُوفِهِ، وَمَا تَتَرْجَمَتْ بِهِ مَعَانِيهِ؛ ثُمَّ: الخُرُوجُ عَنِ النَّصِّ إِنَّمَا يَكُونُ لِمُقْتَضىً غَالِبٍ، أَوْ لِقَرِينَةٍ رَاجِحَةٍ؟!
وَلَسْتُ أَظُنُّ أَعْرَابِيًّا (عَرِيقًا)، وَلاَ فَيْلَسُوفًا (غَرِيقًا) يُخَالِفُ هَذَا الأَصْلَ الأَصِيلِ؛ فَتَأَمَّلْ!!
وَمَا رُدُودُ عُلَماءِ السَّلَفِيَّةِ ودُعاتِها عَلَى دَاودَ وَابْنِ حَزْمٍ - الظَّاهِريَّين - إِلاَّ لإهْمَالِهِمَا هَذَا الإِدْرَاكَ الُّلغَوِيَّ الشَّرْعِيَّ الدَّقِيق؛ فَنَرْجُو التَّفْرِيق!
وَأَخْشَى مَا أَخْشَاهُ – كَمَا يُقَالُ – أَنْ يَكُونُ د. طه عَبْد الرَّحمَن خَلَطَ بَيْنَ (الظَّاهِريَّة) وَ (السَّلَفِيَّة)، وَحَسِبَهُمَا شَيْئًا وَاحِدًا؟!
فَلَئِن كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ فَهَلْ خَفِيَ هَذَا الفَرْقُ عَلَى نَاقِلِ كَلاَمِهِ، كَاتِبِنَا الفَيْلَسُوف (أَبُو هنِيَّة)؟! أَمْ أَنَّهُ عَرَفَ وَحَرَفَ؟!
وَمِمَّا يَكْشِفُ خَلْطَهُ (السَّلَفِيَّ وَالفَلْسَفِيَّ!) – مَعًا – فِي هَذَا المَوْضُوعِ المُتَشَابِكِ – الَّذِي لاَ يُحْسِنُهُ -: قَوْلُ (سَلَفِهِ!) ابْنِ رُشْد (الفَيْلَسُوف) فِي كِتَابِهِ «الكَشْفِ عَنْ مَنَاهِجِ الأَدِلَّةِ» (ص 97 – 98) – بَعْدَ نِقَاشٍ وَبَيَانٍ -: «وَبالجُمْلَةِ؛ فَأَكْثَرُ التَّأَوِيلاتِ الَّتِي زَعَمَ القَائِلُونَ بِهَا أَنَّهَا مِنَ المَقْصُودِ مِنَ الشَّرْعِ – إِذَا تُؤُمِّلَتْ – وُجِدَتْ لَيْسَ يَقُومُ عَلَيْهَا بُرْهَان»!! وقال (ص100): «بل ينبغي أن يُقَرَّر الشرعُ على ظاهرِهِ»!!
فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ – بَلْ أَنْتُمَا – فِي كَلامِ إِمَامِ فَلْسَفَتِكُم – هَذَا -؟!!
أَمْ: سَلَفِيٌّ وَفَلْسَفِيٌّ؟!
6 - وَمَا تَقَدَّمَ – وَكَثِيرٌ مِمَّا طَوَيْتُهُ! – يُبَيِّنُ (فَسَادَ) مَا نَقَلَهُ فَيْلَسُوفُنَا أَبُو هَنِيَّة – وَفَقَّهُ اللهُ لِمَرْضَاتِهِ - عَنِ د. طَه عَبْد الرَّحِمَن – ظَافِرًا مُرْتَضِيًا – بِقَوْلِهِ -: (وَيُؤَكِّدُ طه عَبْدُ الرَّحْمن عَلَى فَسَادِ مَنْهَجِ التَّصْفِيَةِ وَالتَّرْبِيَةِ بِقَوْلِهِ: تَطَلَّعَتِ السَّلَفِيَّة ُ إِلَى تَنْقِيَةِ المُمَارَسَةِ الدِيِنِيَّةِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ هَذِهِ التَّنْقِيَةَ هِيَ السُّبِيلُ الأَمْثَلُ إِلَى إِخْرَاجِ المُجْتَمَعِ الإِسْلاَمِيِّ مِنْ حَالَةِ التَّبَدُّعِ وَالتَّخَلُّفِ وَالاسْتِعْمَارِ، وَخَاضَتْ لأَجْلِ ذَلِكَ أَلْوَانًا مِنَ النِّضَالِ، وَاسْتَخْدَمَتْ شَتَّى الوَسَائِلِ لِبُلُوغِ غَايَتِهَا فِي هَذِهِ (التَّنْقِيَة)، وَلَكِنَّ (التَّنْقِيَةَ) مَا كَادَتْ تُؤْتِي ثِمَارَِهَا الأُولَى حَتَّى خَرَجَتْ بِالمُمُارَسَةِ الدِّينِيَّةِ إِلَى تَبَدُّعٍ آخَرَ غَيْرِ التَّبََدُِّعِ الَّذِي تَوَلَّتْ تَغْيِيرَهُ فِي الطُّرُقِِ الصُّوفِيَّةِ، وَإِنَّمَا تَبَدُّعٌ قَدْ يَكُونُ أَسْوَأَ أَثَرًا وَأَحْوَجَ إِلَى التَّغِييرِ)!!
هَذَا – بِطُولِهِ – كَلاَمُ د. عَبْد الرَّحْمن، الَّذِي نَقَلَهُ – مُلْقَىً عَلَى عَوَاهِنِهِ – جَذِلاً بِهِ – كَاتِبُنَا المُتَخَصِّصُ بِالفَلْسَفَةِ!
عَجَبًا لَكُمْ - مَعْشَرَ الفَلاَسِفَةَ الجُدُد! – ثُمَّ عَجَبًا لَكُمْ!! فَالكَلاَمُ الإِنْشَائِيُّ المُنَمَّقُ -المُجَرَّدُ عَنْ أَدْنَى حُجَّةٍ- مَعْدُودٌ عِنْدَكُمْ مِنَ البَرَاهِينِ وَالبَيِّنَاتِ!! وَالكَلاَمُ الَّذِي هُوَ حُجَّةٌ فِي نَفْسِهِ -كَكَلاَمِ اللهِ وَرَسُولِهِ – هُوَ عِنْدَكُمْ ظُنُونٌ وَتَخَرُّصَات، وَمُفْتَقِرٌ إِلَى النَّظَرَاتِ وَ التَّأْوِيلات!!
إِنَّ مَا ذَكَرَهُ د. عَبْد الرَّحْمَن لاَ يَعْدُو أَنْ يَكُونَ تَوْصِيفاً لِحَالَةٍ ذِهْنِيَّةٍ ارْتَآهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
– حَسْبُ -، وَلَكِنْ؛ أَيْنَ - فِيمَا قَالَ – وَجْهُ التَّخْطِئةِ المُدَّعَاة؟! وَأَيْنَ – فِيمَا ذَكَرَ – وُجُوهُ الفَسَادِ المَطْلُوبِ كَشْفُهُ؟! وَأَيْنَ دَلاَئِلُ هَذِهِ المَزَاعِم المُتَهَافِتَةِ؟!
وَمَا هِيَ البّيِّنَةُ عَلَى كُلٍّ؟!
اعْلَمْ – أَيُّهَا الكَاتِبُ الفَيْلَسُوفُ – أَنَّ الأَسْمَاءَ المُكَبَّرَةَ (!) لَنْ تَجْعَلَ – بِمَحْضِ قَوْلِهَا - الليلَ نَهَارًا، وَلَنْ تَقْلِبَ - بِمُجَرَّدِ ادّعَائِهَا - الأَبْيَضَ أَسوَد!
وَاعْلَمْ – أَيْضًا - أَنَّ مَنْ يَتَقَلَّدُونَ كَلاَمَهُمْ – مُسَلِّمِينَ مُسْتَسْلِمِينَ! – إِنَّمَا يَظْلِمُونَ أَنْفُسَهُمْ أَوَّلَ مَا يَظْلِمُون، فَضْلاً عَمَّا يُوْقِعُونَهُ مِن ظُلْمِ وَظُلُمَاتٍ فِي غَيْرِهِمْ مِمَّن انْتَقَدُوهُمْ وَوَجَّهُوا إِلَيْهِمْ تُهَمَهُم البَائِسَة، وَسِهَامَهُم اليَائِسَة - بِالدَّعَاوَى المَحْضَةِ، وَالتُّهَمِ الفَارِغَةَ -!!!
7 - ثُمَّ - قَبْلَ الخِتَامِ – ثَمَّةَ مُغَالَطَةٌ ظَاهِرَةٌ (دَسَّهَا) صَدِيقُنَا الفَيْلَسُوفُ (الجَدِيدُ) طَيَّ مَقَالِهِ – لَمَّا قَالَ فِينَا – بِلِسَانِ حَالِنا -: «هَذِهِ الاسْتْرَاتِيجِيَّةُ الَّتِي تَقُومُ عَلَى أَسَاسِ تَصْفِيَةِ المُجْتَمَعِ وَتَرْبِيَتِهِ سَوفَ تُؤدِّي فِي النِّهَايَةِ إِلَى قِيَامِ دَوْلَةِ الإسْلامِ»!
وَكَأَنَّنَا نَعْتَقِدُ – أَو أَنَّهُ هُوَ يَعتَقِدُ! – أَنَّهُ لاَ تُوجَدُ دَوْلَةٌ للإِسْلامِ – اليَوْمَ -!!
وَالحَقُّ – بِلاَ مَثْنَوِيَّة- أَنَّ اعتِقَادَنَا الجَازِمَ أَنَّ دَوْلَتَنَا – بِحُكْمِ وَاقِعِنَا - دَوْلَةُ إسْلاَمٍ، وَبَدَهِيٌّ أَنَّهَا – وَالحَالَةُ هَذِهِ - لَيْسَتْ دَوْلَةَ كُفْرٍ أَوْ شِرْكٍ! وَإِنْ كَانَ فِيهَا مِنَ المُخَالَفَاتِ وَالتَّقْصِيرِ مَا لا يُنْكِرُهُ حَتَّى سَاسَتُهَا، وَقَادَتُهَا، وَأَوْلِيَاءُ أُمُورِهَا ...
وَهَذَا الوَاقِعُ الإِسْلاَمِيُّ - المُتَخَلِّفُ شَرْعِيًّا وَعَمَلِيًّا - لَيْسَ هُوَ وَليِدَ هَذَا القَرْنِ، أَوْ نَتَاجَ سُقُوطِ الدَّوْلَةِ العُثْمَانِيَّةِ – كَمَا تُوْهِمُهُ وَتَدَّعِيهِ أَدَبِيَّاتُ أَكْثَرِ الجَمَاعَاتِ (الحِزْبِيَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ) – مُنْذُ عُقُودٍ -!! وَلَكِنَّهُ – وَللأَسَفِ الشَّدِيدِ – وَاقِعٌ قَدِيمٌ جِدًّا – مُنْذُ قُروُنٍ – كَمَا حَكَاهُ الإِمَامُ أَبِو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ المُتَوَفَّى سَنَةَ (360هـ) أَي: قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عَامٍ!! – فِي كِتَابِهِ - «الشَّرِيعَة» (1/ 135) قَائِلاً - بِتَشَكٍّ -:
«مَنْ تَصَفَّحَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ - مِنْ عَالِمٍ عَاقِلٍ - عَلِمَ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ - وَالعَامَّ مِنْهُمْ- تَجْرِي أُمُورُهُمْ عَلَى سَنَنِ أَهْلِ الكِتَابَيْنِ - كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَى سَنَنِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَعَلَى سَنَنِ أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؛ وَذَلِكَ مِثْلُ: السَّلْطَنَةِ وَأَحْكَامِهِمْ، وَأَحْكَامِ العُمَّالِ وَالأُمَرَاءِ –وَغَيْرِهِمْ-، وَأَمْرِ الَمصَائِبِ وَالأَفْرَاحِ والمَسَاكِنِ واللِّبَاسِ وَالحِلْيَةِ، وَالأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالوَلائِمِ، وَالمَرَاكِبِ وَالخَدَمِ وَالمَجَالِسِ وَالمُجَالَسَةَ، وَالبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، وَالمَكَاسِبِ -مِنْ جِهَاتٍ كَثيرَةٍ -.
وَأَشْبَاهٌ لِمَا ذَكَرْتُ -يَطُولُ شَرْحُهَا- تَجْري بَيْنَهُمْ عَلَى خِلافِ السُّنَّةِ وَالكِتَابِ، وَإِنَّمَا تَجْري بَيْنَهُم عَلَى سَنَنِ مَنْ قَبْلَنا - كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَاللهُ المُسْتَعَانُ -.
فَمَا أَقَلَّ مَنْ يَتَخَلَّصُ مِنَ البَلاءِ الَّذِي قَدْ عَمَّ النَّاسَ!
وَلَنْ يُمَيِّزَ هَذَا إلاَّ عَاقِلٌ عَالِمٌ قَدْ أَدَّبَهُ العِلْم».
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ ذَا -ممّا هذا هذى-؟!
بَلْ أَيْنَ مَا هَوَى بِهِ فَيْلَسُوفُنَا الجَدِيدُ – بِزَعْمِهِ - مِمَّا حَرَّرَهُ إِمَامُنَا القَدِيمُ – بِعِلْمِهِ -؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي ضَوْءِ هذه الإِبانةِ أَقُولُ: إِنَّ مَا نَقُومُ بِهِ (نَحْنُ) - تَصْفِيَةً وَتَرْبِيَةً – لا يُجَاوِزُ التَّطبيقَ العِلْمِيَّ العَمَلِيَّ لقَولِ رَبِّ العَالَمِين: {وَالعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْر إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بالصَّبْر} –وهو شأْنٌ جليلٌ كُبَّار- رَغَباً بِرِضَا رَبِّ العَالَمِين، وَرهَبَاً مِنَ الخُسْرَانِ المُبِين ...
واللهُ يقول: {وجَعَلْنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} ...
8 - وَأَخِيرًا - وَلَيْسَ آخِرًا – كَمَا يُقَالَ -: إِنَّ مَا حَاوَلَ الكَاتِبُ الفَيْلَسُوفُ إِقْنَاعَ نَفْسِهِ بِهِ – وَالتَّلْبِيسَ عَلَى قُرَّائِهِ فِيهِ – تَشْكيكاً وَتَكْتيكاً- مِنْ أَنَّ (مُعْظَمَ أَتْبَاعِ السَّلَفِيَّةِ الإِحْيَائِيَّةِ مِن الطَّبَقَةِ الفَقِيرَةِ المُهَمَّشَةِ الَّتِي تَنْتَشِرُ فِي الأَحْيَاءِ الشَّعْبِيَّةِ ... )!! كَلاَمٌ فَاشِلٌ يُنَادِي عَلَى نَفْسِهِ بِالنُّكْرَانِ!
وَعَلَيْهِ؛ (فَنَأْمُلُ) مِنَ الكَاتِبِ المُتَخَصِّصِ بِالفَلْسَفَةِ – أَعَانَهُ الله - أَنْ (يَهْدِينَا) إِلَى ذَلِكُمُ المِقْيَاسِ المُعْتَبَرِ الَّذِي ظَفِرَ بِهِ، فَجَعَلَهُ يَحْكُمُ هَذَا الحُكْمَ، وَيَخْرُجُ بِهَذِهِ النَّتِيجَةِ؟!
هَلْ هُوَ الاسْتِقْراءُ والسَّبْرُ وَالشُّمُولُ – كُلِّيًّا أَو جُزْئِيًّا –؟! أَمْ هُوَ المَنْطِقُ الأرُسْطِي؟! أَمْ هُوَ مُجَرَّدُ الظَّنِّ؟! فَإِنْ كَانَ: فَأَيٌّ مِنْ دَرَجَاتِهِ؟! وَكَيَفَ وَصَلَ إِلَيْهَا، وَتَوَصَّلَ لَهَا؟!
أَمْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ وَصَلَ بِهَؤُلاَءِ الفَلاسِفَةِ الجُدُدِ - أَكْثَرَ مِمَّا تَطَلَّبَهُ أَجْدَادُهُم! - إِلَى اسْتِسْفَاهِ عُقُولِ قُرَّائِهِمْ إِلَى حَدِّ أَنْ يَقُولُوا لِيُصَدَّقُوا – هَكَذَا – خَبْطَ لَزْقٍ – أو ضَرْبَةَ لاَزِبٍ – كَمَا يُقُالُ -؟!
أَمْ أَنَّهُمْ –وهم يدّعونَ التقدُّميّة! - يُرِيدُونَ أَنْ (يَرْجِعُوا) بِالنَّاسِ وَمُجْتَمَعَاتِهِمْ إِلَى عَصْرِ (تَهَافُتِ الفَلاسِفَةِ)، وَ (تَهَافُتِ التَّهَافُتِ) – وَمَا انْجَّرَ مِنْهُمَا، وَصَدَرَ عَنْهُمَا -؟! لِيَحْجُزُوا لأَنْفُسِهِمْ مَقَاعِدَ بَيْنَهُم فِيمَا هُم بِهِ جَاهِلُونَ؛ وَلِيُكَدِّرُوا صَفْوَ المُجْتَمَعِ المُطْمَئِنِّ، مُعَطِّلِينَ مَسَارَ الأُمَّةِ (الوَسَطِ) الطَّوِيلَ – وَالمُسْتَقِيمَ – فِي آنٍ!!
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُون}.
عَلَى أَنِّي أَقُولُ – تَنَزُّلاً – بَعْدَ الَّتِي وَالَّلتَيَّا -: هَلْ أَتْبَاعُ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ (يَا هَذَا) إِلاَّ أُولَئِكَ – كمَا فِي سُؤَالِ هِرَقْلَ لأَبِي سُفْيَانَ - فِي «صَحِيحِ البُخَارِيِّ» – لَمَّا قَالَ لَهُ – عَنِ شَأْنِ النبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُم؟!، فَقَالَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ ... فَقَالَ هِرَقْلُ – مُقِرًّا-: وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ).
وَبَعْدُ:
فَهَذِهِ وَقَفَاتٌ (يَسِيرَةٌ) مَعَ كَلاَمِ (كَثِيرٍ!)؛ غايةُ مَا يُقَالُ فِيهِ: إِنَّهُ لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، عَلَى رَأسِ جَبَلٍ وَعْر، لاَ سَهْلٌ فُيُرْتَقَى، وَلا سَمِينٌ فَيُنْتَقَى!!
فَمَاذا نُعْمِلُ؟! وَمَاذَا نُهْمِلُ؟!
وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيْتُ بِحِفْظِهِ ...... وَأُرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيَّ يَضِيعُ!
وَلَعَلَّ فِيمَا ذَكَرْتُ مَقْنَعًا لِذِي عَقْلٍ، وَمَطْمَعًا لِصَاحِبِ نَظَرٍ.
وَأَمَّا الأعْشَى الَّذِي لَمْ تُقْنِعْهُ نُصُوصُ الوَحْيَيْنِ الجَليلَيْنِ؛ فَهَلْ سَيُقْنِعُهُ كَلاَمُ مَنْ ذَبَّ عَنْهُمَا، وحامَى دُونَهما – وَلَو جِئْتَهُ بأَلْفِ آيَةٍ -؟!
وَدُعَائِي (السَّلَفِيّ) لِصَدِيقِي (الفَلْسَفِيّ) أَنْ لاَ يَكُونَه!
وَاللهُ المُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ التُّكَلاَن ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:21]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ علي .. وسلامي له. مع التنبه لأمرين:
- ينبغي أن لا تُختزل السلفية في مجموعة دون غيرها.
- طه عبدالرحمن رغم رده على عقلانية الجابري وأمثاله إلا أن عنده " لوثة " صوفية لا تخفى على من تأمل كتبه. فرأيه لن يُقبل في السلفية.
وفقكم الله ..
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 05:29]ـ
وفيكم بارك.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 12:27]ـ
فضيلة الشيخ سليمان الخراشي -وفقكم الله-:
أُبلغكم شكر فضيلة الشيخ الحلبي لكم، والشيخ يؤكد ما ذكرتم، وإنما ذَكَرَه لذِكر الشيخ الألباني في المقال ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 10:10]ـ
[ quote= سليمان الخراشي;23321] بارك الله فيك وفي الشيخ علي .. وسلامي له. مع التنبه لأمرين:
- ينبغي أن لا تُختزل السلفية في مجموعة دون غيرها.
أحسنت ياشيخ سليمان فقمة الإختزال للسلفية عندما يُحكم على الشيخين الشيخ العلامة سفربن عبدالرحمن الحوالي والشيخ العلامة سلمان العودة أنهما ليسا سلفيين هكذا مرة واحدة على قناة فضائية (المستقلة) ويعقب صاحب الحكم علي حكمه بقول
هذا هو الحق مابه خفاء فدعنا من بنيات الطريق(/)
«شرح كتاب الإيمان من السُّنّة للخلال، لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الرّحمن البرّاك»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 11:37]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شرح كتاب الإيمان من السُّنّة للخلال،
لصاحب الفضيلة العلاّمة عبد الرّحمن بن ناصر البرّاك
- حفظه الله ورعاه -.»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [25 - 4 - 1425 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10126
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ [26 - 4 - 1425 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10221
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [27 - 4 - 1425 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10277
الدَّرْسُ الرَّابِعُ [28 - 4 - 1425 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10350
الدَّرْسُ الخَامِسُ [29 - 4 - 1425 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10427
وفقني اللهُ وإياكم والمسلمين إلى ما يُحبه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
الفقير إلى الله تعالى
سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 05:51]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
وهذه ترجمة موجزة للشيخ العلامة أبي عبدالله عبدالرحمن بن ناصر البراك , ومن عنده مزيد من أخبار الشيخ فلا يبخل علينا خاصة من طلابه الذي يكتبون معنا في المجلس المبارك.
اسمه ونسبه: عبدالرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن آل عُرينه المتفرع من قبيلة سُبيع المُضرية العدنانية.
كنيته: أبو عبد الله.
ميلاده ونشأته: ولد الشيخ في بلدة البكيرية من منطقة القصيم في سنة 1352هـ. وتوفي والده وهو صغير فلم يدركه، وتولت والدته تربيته فربته خير تربية، وقدر الله أن يصاب الشيخ بمرض تسبب في ذهاب بصره، وهو في التاسعة من عمره.
طلبه للعلم ومشايخه: بدأ الشيخ طلب العلم صغيراً، فحفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة تقريباً، وكان قد بدأ قراءته على بعض أقاربه ثم على مقرئ البلد عبدالرحمن بن سالم الكريديس، وطلب العلم في بلده على الشيخ محمد بن مقبل المقبل قاضي البكيرية، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السبيل (قاضي البكيرية، والخبراء، والبدائع بعد شيخه ابن مقبل).
ثم قُدِّرَ له السفر إلى مكة، ومكث بها بضع سنين، فقرأ فيها على الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي إمام المسجد الحرام، وهناك التقى برجل فاضل من كبار تلاميذ العلامة محمد بن إبراهيم وهو الشيخ صالح بن حسين العراقي، ثم أرتحل عام 1369هـ برفقة الشيخ العراقي إلى الشيخ ابن باز حين كان قاضياً في بلدة الدلم، ومكث عند الشيخ ابن باز قرابة السنتين، وكان مدة إقامته لها أثر كبير في حياته العلمية.
دراسته النظامية: ثم التحق الشيخ بالمعهد العلمي في الرياض حين افتتاحه في تأريخ 1/ 1/1371هـ، ثم تخرج منه، وألتحق بكلية الشريعة سنة 1378هـ. وتتلمذ في المعهد، والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم: العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، ودرسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه. و العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله ودرسهم في التوحيد، والنحو، ثم أصول الفقه، وآخرين رحمهم الله جميعاً. وكان أيضا يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثراً في نفسه العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، الذي أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءاً من عام 1369هـ حين كان الإمام ابن باز في بلدة الدلم إلى وفاته في عام 1420 هـ، ثم شيخه العراقي الذي أستفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، والنحو، والصرف، والعروض.
محفوظاته: حَفِظَ الشيخ القرآن العظيم، وبلوغ المرام، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة، وشروط الصلاة، والآجرومية، وقطر الندى، وألفية ابن مالك وغيرها.
وهناك متون يستحضرها الشيخ استحضارا قوياً كالتدمرية، وشرح الطحاوية فلا يُحصى كم مرة دَرَّسَها الشيخ، وقُرِأَتْ عليه في الجامعة والمسجد، وكذا وزاد المستقنع وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعمال التي تولاها: عمل الشيخ مدرساً في المعهد العلمي في مدينة الرياض ثلاث سنين من سنة 1379هـ إلى سنة 1381هـ، ثم انتقل بعدها إلى التدريس في كلية الشريعة بالرياض، ولما افتتحت كلية أصول الدين نقل إليها في قسم العقيدة، وعمل مدرساً فيهما إلى أن تقاعد عام 1420 هـ، وأشرف خلالها على العشرات من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه)، وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه فأبى، كما راوده سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على أن يتولى العمل في الإفتاء مراراً فتمنع، ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه.
وبعد وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن يكون عضو إفتاء، وألح عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في مسجده.
جهوده في نشر للعلم: جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته -مسجد الخليفي بحي الفاروق-، ومعظم دروسه فيه، وكذلك التدريس في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس في مساجد أخرى، إضافة إلى مشاركاته الكثيرة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، وإلقائه للمحاضرات في مدينة الرياض، وغيرها من مناطق المملكة، وتبلغ دروسه الأسبوعية أكثر من عشرين درساً في علوم الشريعة المختلفة، ويتميز الشيخ أيضا بإقراء علوم اللغة، والمنطق، والبلاغة.
وتعرض على الشيخ بعض الأسئلة من موقع الشيخ ناصر العمر، وموقع الشيخ محمد المنجد، وموقع الشيخ سلمان العودة حفظهم الله جميعاً.
طلابه: طلاب الشيخ كُثُرٌ يتعذر على العاد حصرهم، وغالبهم من أساتذة الجامعات، والدعاة المعروفين، وغيرهم ممن يستفيدون من الشيخ من العامة والخاصة. ويتابع كثير من طلاب العلم من خارج البلاد دروس الشيخ عبر الإنترنت على الهواء مباشرة من موقع البث الإسلامي.
احتسابه: وللشيخ جهود كبيرة معروفة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين والكتابة لهم، وتحذير الناس من البدع، وسائر الانحرافات، والمخالفات، وله في ذلك فتاوى سارت بها الركبان.
اهتمامه بأمور المسلمين: للشيخ حفظه الله اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم فهو كثير الحزن، والتألم لما يحدث لهم في كثير من البلاد دائم المتابعةِ لأخبارهم خصوصا وقت الأزمات، وهو دائم المبادرة بالقنوت، والدعاء لهم في الصلاة، والدعاء على أعدائهم، وله عدة فتاوى في هذا الخصوص انتشرت في كل مكان.
زهده، وورعه: وللشيخ زهد في الشهرة، والظهور، وولع بهضم النفس واحتقارها، وتواضع عجيب، وبساطه متناهية، وتقلل في المأكل، والملبس، والمركب، والمسكن، يعرف ذلك كل من رآه، وعاشره. ومن تواضعه استنكافه عن التأليف مع استجماعه لأدواته: من إطلاع واسع ودراية بكلام السلف والخلف، ومعلومات غزيرة في شتى الفنون، وحفظ للأدلة، وعقل راجح حصيف، وإدراك لمناط الخلاف، و قدرة عجيبة على تحرير محل النزاع. وأشرطته ودروسه خير شاهد، ولو فرغت الأشرطة التي سجلت دروسه، و تعليقات الطلاب التي تلقوها عنه لرأى من لم يعرفه عجباً.
والشيخ متميز بتبحره في علم العقيدة، وله في ذلك اليد الطولى، وهو من أهم من يُرْجَع إليه اليوم في ذلك.
عبادته: يختم الشيخ القرآن تقريباً كل عشرة أيام، ولا يترك صيام الاثنين والخميس إلا لعارض، ولا يترك قيام الليل بل يقوم قبل الفجر بحوالي ساعتين كل ليلة، وهو شديد البر بأمه جداً حتى إنه ترك الحج عدة سنوات مراعاة لها، ويستأذنها في كل أمر حتى في خروجه من البيت، بل ويستأذنها في أعظم من ذلك، وبره بها لا يتسع له هذا الاختصار.
ثناء العلماء عليه: أثنى على الشيخ كثير من العلماء، بل لم نر أحداً ممن عرفه توقف في الثناء عليه، ومنهم سماحة العلامة ابن باز رحمه الله شيخه فقد قال عنه مرة: إنه رجل مسدد، وتقدم تكليفه له في الفتيا مكانه فهو محل ثقته. ولما سأل الشيخُ محمدُ المنجد العلامةَ ابنَ عثيمين في آخر أيامه من نسألُ بعدَك؟ فأثنى عليه، وعلى الشيخ صالح الفوزان، ووجه لسؤالهما.
وأما ثناء المشايخ الذين هم من طبقة تلاميذه فلا يمكن حصره هنا.
إنتاجه العلمي: تقدم أن الشيخ عازف عن التأليف بسبب ازدرائه لنفسه كما تقدم، وانشغاله بالتعليم، مما أدى إلى قلة مؤلفاته لكن للشيخ دروس، وشروح كثيرة مسجلة منها على سبيل المثال: مقدمة في علم العقيدة، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح القواعد الأربع، وشرح كتاب التوحيد، وشرح كتاب كلمة الإخلاص لابن رجب، وشرح حائية ابن أبى داود، وشرح مسائل الجاهلية، وشرح العقيدة الواسطية، وشرح العقيدة الطحاوية، وشرح مجردة لوامع الأنوار في عقائد أهل الآثار لابن شكر الشافعي، وشرح كتاب عمدة الأحكام (الطهارة) وعقيدة أصحاب الحديث، وملحة الأعراب، وغيرها كثير جداً، وما لم يسجل أكثر. وقد خرج له رسالة بعنوان جواب في الإيمان ونواقضه، وسيخرج قريباً -إن شاء الله- شرح للتدمرية.
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ، ويهيئ له من يجمع علومه، وفتاواه؛ فإنها محررة قائمة على الدليل والتحري، والدقة، وبعد النظر، نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، كما نسأله سبحانه أن يمد في عمره على العافية، وتقوى الله سبحانه وتعالى، وينفع المسلمين بعلمه.
وفي هذا الرابط بعض فتاوى الشيخ:
http://saaid.net/Warathah/ALBarak/index.htm
وفي هذا الرابط تجد بث بعض دروس الشيخ:
http://liveislam.com/series/albarak.html
وفي هذا الرابط بعض دروسه، ومحاضرات الشيخ في المسجلة في الشبكة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=166
انتهى المقصود من مختصر الترجمة للشيخ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
وأصل هذه ترجمة قديمة أضيف إليها بعض الإضافات من بعض معارف الشيخ، ومقربيه ممن يرجو ألا يُعلم به لئلا يغضب الشيخ عليه.
حرر في شهر صفر عام 1425هـ.
[الكاتب: القسم العلمي] من شبكة حائل الدعوية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 08:03]ـ
الأخ المكرّم / ممعن النظر:
جزاكم اللّه خيرًا وبارك في الشّيخ ـ المحقّق ـ العلاّمة البرّاك.
آمين.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 08:02]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 11:48]ـ
الموقر العزيز / ابن رجب:
أجزل اللّه لكم المثوبة وبارك فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:47]ـ
للفائدة.
بارك اللَّهُ في جهود العلاّمة البرَّاك، ونفع بعلمه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 06:52]ـ
رفع اللَّهُ قدر شَيخِنا البرَّاك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 07:35]ـ
رفع اللَّهُ قدر شَيخِنا البرَّاك.(/)
(من نقد الممارسة إلى إلغاء الأصل)
ـ[النجم]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 05:43]ـ
مقال جميل للدكتور محمد الفقيه يقول فيه ...................
حينما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم صوراً من ممارسة سعد بن عبادة رضي الله عنه للغيرة يبدو فيها شديدا، فلم يتجه صلى الله عليه وسلم لنقد الممارسة , بل وأكد الأصل وهو الغيرة تأكيداً قوياً مبيناً أنها مطلب شرعي قبل أن تكون مطلباً رجولياً , فقال صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من غيرة سعد , والله لأنا أغير منه , والله أغير مني , ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش)) والحديث في الصحيحين.
فالممارسة قد تحمل أخطاء تختلف درجاتها باختلاف طبائع البشر وأفهامهم ودرجة إيمانهم لا يكاد يسلم منها مبدأ أو فكرة , وقداسة المبدأ لا تعفي خطأ الممارسة.
وقد تتكرر الأخطاء وتتراكم بحيث تنسينا أصل الفكرة أو المبدأ وتكون هي الأصل في نظر البعض , لذلك كانت سنة التجديد في البشرية ببعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وفي أمتنا ببعث المجددين ليعيدوا لهذا الدين صفاءه ونقاءه وما علق به مع الزمن وهو بريء منة من ممارسات خاطئة أو أفكار زائفة.
هنا يأتي دور العلماء الربانيين في تقرير المبادئ والأسس والقيم الشرعية وبيانها للناس والسعي لترسيخها في أذهانهم , ويعقبه نقد الممارسات الخاطئة التي خالفت هذه المبادئ والقيم , فنقده مقبول في مقابل تقريره للأصل الشرعي، فإذا دعا إلى ترك الممارسة الخاطئة يدعوهم في نفس الوقت للتمسك بالمبادئ بصورتها وتطبيقها الصحيحين , فهو يشيد البناء ويحكمه , ويسعى بعد ذلك لإزالة ما علق به من سوء ويوازن دائما بين تقريره للأصل ونقده للممارسة.
ولا يخفى على الملاحظ لما يطرح في المنابر الثقافية والوسائل الإسلامية من تكريس وتركيز وإيغال في تتبع الممارسات و نقدها وهو أحد فخاخ العلمنة حيث يقتصر الطرح على نقد الممارسات بحجة أن بعضها خاطئ , ثم يسحب النقد من الخطأ إلى الصواب فيجعلان في سلة واحدة وهي سلة النقد , ثم ينسحب بعد ذلك بالضرورة إلى الأصل والمبدأ , فالمبادئ والأفكار ليس لها وجود حقيقي إلا في الممارسات , فإذا ألغيت الممارسات تبعها إلغاء الأصل , وتحويله إلى فكرة محشورة داخل الذهن لا علاقة لها بالواقع.
ومن المعلوم أن الممارسات لأي مبدأ تختلف قرباً وبعداً من المبدأ , ولا يمكن أن يمارس الجميع بدرجة كاملة , ولذلك كان القدوات في أي مبدأ ينظر إليهم على أنهم التطبيق الأكمل للمبدأ, وهو الحكم عند حصول الاختلاف في التطبيق , وفي جميع شعائر الإسلام القدوة في ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه صحابته الكرام والسلف الصالح وأي اختلاف حول التطبيق يكون الميزان الحق هو ميزان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحكم على مدى صحته أو قربه أو بعده , والقادرون على هذا الحكم هم العلماء بسنته صلى الله عليه وسلم , أما أن يأتي من لا علم له بالسنة أصلاً ويكيل النقد للممارسات فعلى أي أساس يبني وعلى أي منهج ينتقد ثم ماذا وراء هذا النقد؟
إنه الهدم والتفكيك , وإنك لتعجب من انصباب النقد على الممارسات الدينية وكأنه لا يوجد أخطاء إلا عند من يحملون الدين أو كأن الخطأ تمثل فيهم وهم سبب النكبات وممارساتهم الخاطئة هي التي جلبت لنا الكوارث والأعجب منه أن الجميع قد يخطئ في تصرف أو تحليل أوتنظير ولا يتحمل الخطأ إلا الإسلاميون أو السلفيون خصوصاً. والحل الوحيد في نظرهم , هو تكريس الهجوم عليهم وتركيز النقد لهم , أي هدم وهدم بلا بناء , وهل تنتظر من العلمانيين بناء.
واغتر البعض بدعوى نقد الممارسات والاقتصار عليها وربما وجده طريقاً سهلاً , فالهدم أسهل من البناء , وربما كانت حجته: أصلح بيتي وأسد ثغراته ولا أترك مداخل للعدو , وقد تكون هذه الحجة مقنعة لو أن هناك بيتاً يبنى , ولكن الواقع أن البيوت تهدم وتسوى بالأرض وأنت تساعدهم من حيث لا تشعر وربما دللتهم على مواضع للهدم لم يكونوا على علم بها.
الرابط http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=376(/)
فرية الولاء الفطري والنسبي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 06:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...... أما بعد
الولاء والبراء عقيدة عظيمة مأمور المؤمن بالعمل بها تجاه صنفين من الناس وهما المسلمون والكفار.
فيجب على المسلم موالاة أهل الإيمان على حسب إيمانهم, ومعاداة أهل الكفران مطلقاً وهذا ما تعلمناه من علماءنا رحم الله الميت منهم وأبقى لنا الحي مستقيماً على دينه.
ولكننا في عصر الفضائيات أصبحنا نسمع عمن يقول بأن الولاء أقسام منه الولاء الشرعي ومنه الولاء الفطري كما أسماه ولم يكتفي بل تفضل علينا بالولاء النسبي!!
وصاحب هذه الغرائب هو المفكر الدكتور سلمان العودة عافاه الله ,
فالولاء الفطري حسب تعريفه: هو حب القريب وحب الصديق وحب الزوجة وحب الوطن وحب القبيلة وهو من الولاء الفطري العام. أهـ تعريفه
والولاء النسبي حسب تعريفه: كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به، وذلك نوع من الولاء الفطري الذي أباحه الإسلام ولم يقف ضده أو يحرمه.!!. أهـ تعريفه
وفي هذه المسميات وتعريفها نظر كبير وفحش في القول خطير:
فالفطرة هي الدين والدين هو الإسلام والإسلام هو التوحيد, والإنسان فُطر على هذا التوحيد كما قال تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم:30]
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من مَولودٍ إلاَّ يولَدُ على الفِطرةِ، فأَبَواهُ يُهوِّدانه أو يُنَصِّرانهِ أو يُمجِّسانهِ "متفق عليه
فالإنسان إذا كان سليم الفطرة فلابد له من أن يوحد الله فيحب محابه ويبغض ما يبغضه وهذا هو الولاء الفطري, وأما ما اسماه الدكتور بالولاء النسبي فهذا إن كان موجوداً فهو لانتكاسة الفطرة عند بعض المسلمين اليوم وقد أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله: " لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ " متفق عليه واللفظ لمسلم.
وأما حب الإنسان لقومه وصديقه ووطنه فهو من الحب الطبيعي, الذي يُقطع ويُفارق إذا خلا الطرف المحبوب من التوحيد كما فعل إمام الحنفاء مع قومه ووالده وكما فعل سيد المرسلين مع قومه وأرضه أحب بلاد الله إليه صلوات ربي وسلامه عليهما.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله (1): وإنما كره الضد – يعني الكفر -، لِماَ دخل قلبه من محبة اللّه، فانكشف له بنور المحبة محاسن الإسلام، ورذائل الجهل، والكفران، وهذا هو الحب الذي يكون - صاحبه - مع من أحب، كما في "الصحيحين".أهـ
قال تعالى {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُو?اْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إَنِ ?سْتَحَبُّواْ ?لْكُفْرَ عَلَى ?لإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لظَّالِمُونَ}. [التوبة:23]
قال القرطبي في تفسيره:
ظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافَّةً، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة في قطع الولاية بين المؤمنين والكافرين. أهـ
وقال سبحانه {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُو?اْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَ?نَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة:22].
يقول العلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان:
وردت هذه الآية الكريمة بلفظ الخبر، والمراد بها الإنشاء، وهذا النهي البليغ، والزجر العظيم عن موالاة أعداء الله، وإيراد الإنشاء بلفظ الخبر أقوى وأوكد، من إيراده الإنشاء، كما هو معلوم في محله، ومعنى قوله: {يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي يحبون ويوالون أعداء الله ورسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من النهي والزجر العظيم عن موالاة أعداء الله جاء موضحاً في آيات أخر كقوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى? إِبْرَ?هِيمَ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ?للَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ?لْعَدَاوَةُ وَ?لْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّى? تُؤْمِنُواْ بِ?للَّهِ وَحْدَهُ}.أهـ
والغريب المريب من الدكتور وبالرغم من هذه الآيات القاطعات في البراءة من الكفار مطلقاً , فإنه يزعم أن معنى "البراءة" هو إخلاص الحب العقائدي لهذا الدين، دون أن يشترط في ذلك خلو القلب من الحب الفطري والعلاقات الإنسانية التي يتخللها نوع من الحب والمودة حتى مع غير المسلمين.!!
بل ويحصر البراءة في البراءة من محبة الكفار محبة دينية لعقيدتهم!!
بل ويخصص الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين بالمحاربين فقط!!
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم,
يقول ابن حجر رحمه الله (2) في قوله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... الآية} فإنها عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل، والله أعلم. أهـ
يقول عز وجل {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَ?لَّذِينَ آمَنُو?اْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُو?اْ أُوْلِي قُرْبَى? مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ?لْجَحِيمِ}. [التوبة:113]
قال القرطبي رحمه الله:
هذه الآية تضمّنت قطع موالاة الكفار حيِّهم وميتهم؛ فإن الله لم يجعل للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين؛ فطلبُ الغفران للمشرك مما لا يجوز. أهـ
وقال جل في علاه {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ... الآيات} [الممتحنة:1 - 9]
يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
وهذه الآيات فيها النهي الشديد عن موالاة الكفار من المشركين وغيرهم، وإلقاء المودة إليهم .... قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} اعملوا بمقتضى إيمانكم، من ولاية من قام بالإيمان، ومعاداة من عاداه، فإنه عدو لله، وعدو للمؤمنين, فلا تتخذوا عدو الله {وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} أي: تسارعون في مودتهم وفي السعي بأسبابها، فإن المودة إذا حصلت، تبعتها النصرة والموالاة، فخرج العبد من الإيمان، وصار من جملة أهل الكفران، وانفصل عن أهل الإيمان. أهـ
واللبس والإلتباس أتى على الناس بفعل الدكتور عافاه الله وفعله هو التلاعب بالمصطلحات اللغوية بأن يجعل العدل والبر والإحسان من لوازم المحبة وهي ليست من لوازمها, ويجعل الموالاة والمودة بمعنى المحبة بدون تفريق بينهما.
فالموالاة هي لازم من لوازم الحب، وهي النصرة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطنًا وظاهرًا, وهي عكس المعاداة التي هي من لوازم البغض, وهي إظهار العداوة بالفعل، كالجهاد لأعداء اللّه والبراءة منهم، والبعد عنهم باطنًا وظاهرًا وبهذا يتحقق البغض في الله فأنه لا يكفي بغض القلب، بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه وهو المعاداة. (3)
وأما المودة فهي تسبق الموالاة وليست مثلها كما قال الشيخ السعدي رحمه الله وهي معنى أخص من معنى المحبة, ولكن الدكتور يخلط بينهم ويجعلهم بمعنى واحد والله المستعان.
فإذا عرفت أخي الكريم الفرق بين المودة والموالاة تعرف فساد قول الدكتور عافاه الله بأن الولاء النسبي كما أسماه وهو في تعريفه: كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به، وذلك نوع من الولاء الفطري الذي أباحه الإسلام ولم يقف ضده أو يحرمه.!!
فهذا الولاء النسبي على حسب تعريفه لابد أنه يتضمن النصرة والإكرام والاحترام وهذه كلها ممنوعة في حق الكفار بصريح القرآن دقيقها وجليلها.
وأما جعله الإحسان للوالدين الكافرين وبرهما من لوازم المحبة ولا يفرق بينهما وبين الموالاة فهذا غلط أو مغالطة فاحشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد جاء في الصحيحين عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنهما أنها قالت: «قدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فاستَفْتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قلتُ: إِنَّ أمِّي قَدِمَت وهيَ راغِبةٌ، أفأَصِلُ أمي؟ قال: نعم، صِلي أُمَّكِ».
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله (4):
وقولها: ” راغبة ” أي في شيء تأخذه وهي على شركها، ولهذا استأذنت أسماء في أن تصلها، ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذن.
والمراد منها بيان من يجوز بره منهم، وأن الهدية للمشرك إثباتا ونفيا ليس على الإطلاق، ومن هذه المادة قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا) الآية، ثم البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتوادد المنهي عنه في قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وهذه الآية عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل، والله أعلم. أهـ
ولم يقتصر الدكتور على سوء الفهم والخلط بين المعاني, ولكنه أتى على بعض الآيات المحكمة وفسرها برأيه والله المستعان.
يقول عافاه الله من الفكر: يقول الله عن المؤمنين: "ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم .. "الآية، فأثبت أن المؤمنين يحبونهم، وعاتب المؤمنين؛ لأنهم يعطون الحب أحداً لا يبادلهم هذا المعنى، ويتسامحون ويرحمون من يسومهم خطط الخسف والجور، ولم يكن الحب المتبادل مجالاً محرماً في الإسلام. أهـ كلامه
يفهم من يقرأ كلام الدكتور هذا, بأن ربنا جل في علاه إنما – وهي للحصر – عاتب المؤمنين المقصودين بهذه الآية لأنهم يعطون الحب لمن لا يبادلهم هذا الحب.
فلو أن هؤلاء المؤمنين أعطوا هذا الحب لكفار أخرين يبادلونهم المحبة لكان جائزاً!!؟
والواقع أن الله ينهى هولاء المؤمنين عن الإستمرار في مودة هولاء اليهود الكفرة وإن كان بينهم قرابة وجوار لئلا يفتنوهم عن الحق, علماً بأن هولاء ليسوا محاربين فلتتنبه.
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ** هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:118 - 119]
قال البغوي في تفسيره:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} [آل عمران:119] قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان رجال من المسلمين يواصلون اليهود لما بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاع، فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم عن مباطنتهم خوف الفتنة عليهم.
وقوله تعالى {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}
أي: تحبون هؤلاء اليهود الذين نهيتكم عن مباطنتهم للأسباب التي بينكم من القرابة والرضاع والمصاهرة، {وَلا يُحِبُّونَكُمْ} هم لما بينكم من مخالفة الدين. أهـ
وأما الشبهة التي يتعلق بها الدكتور ومن لف لفه, وهي إباحه زواج المسلم للكافرة وكذلك قول الله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص:56]
فأما زواج المسلم من الكافرة, فهذا إطلاق ليس في محله ويغلط فيه كثيرون, فالمباح لنا هو زواج المسلم من المرأة الكتابية المحصنة العفيفة لقوله تعالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة:5]
وهذا تشريع عظيم من لدن حكيم عليم, فالرجل قوام على المرأة وهي تميل إليه بطبعها, وللقطع بتأثير الرجل على المرأة، فالزوج يدعوها إلى الإسلام وينبهها على حقيقة الدين الإسلامي, بالإضافة إلى أن الكتابية معها أصل دعوة الرسل, فلذلك يكون نكاح المسلم إياها رجاء إسلامها وهذا من الحكم الجليلة من هذا التشريع, والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
والمودة بينهما في هذه الحالة تكون مُعينة في دعوتها للإسلام, فضلاً عن إن هذه المودة هي من قسم المحبة الطبيعية التي تكون بين الزوج وزوجته والتي لا تمنع بغضها من جهة عقيدتها الضالة.
فالمسلم مع زوجته المسلمة تجده يحب منها خلق ويبغض منها خلق أخر وهذا كثير وهو دون الكفر فكيف بالكفر عافانا الله وإياكم.
وأما قول الله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت} فقد أجمع المفسرين على أنها نزلت في أبي طالب, ولكنهم ذهبوا في تفسيرها إلى احتمالين:
1 - إنّكَ يا محمد لا تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ هدايته, وَلَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ أن يهديه من خلقه.
2 - ظاهر الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (5):
فإما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أو يقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافراً.
أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب؛ أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذا المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان وإن كنت أبغضه شخصياً لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله. أهـ
وهذا المعنى الذي أختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو أن المحبة ليست لأبي طالب ولكنها محبة هدايته لما قام به من المنعة والنصرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر المفسرين على هذا الاختيار لأنه موافق للآيات الكثيرات المحكمات التي تصب في هذا المعنى وهو تحريم محبة الكفار مطلقاً.
وقد خرج الإمام أحمد وغيره عن علي رضي الله عنه أنه قال لما توفي أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن عمك الضال قد هلك قال: فانطلق فواره فقلت: ما أنا بمواريه قال: فمن يواريه انطلق فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني أن اغتسل ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الأرض من شئ. [خرجه الألباني في الصحيحة حديث رقم161]
قال الشيخ ناصر الألباني معلقاً (6):
أنه يشرع للمسلم أن يتولى دفن قريبه المشرك و أن ذلك لا ينافي بغضه إياه لشركه، ألا ترى أن عليا رضي الله عنه امتنع أول الأمر من مواراة أبيه معللا ذلك بقوله: " إنه مات مشركا " ظنا منه أن دفنه مع هذه الحالة قد يدخله في التولي الممنوع في مثل قوله تعالى: " لا تتولوا قوما غضب الله عليهم " فلما أعاد صلى الله عليه وسلم الأمر بمواراته بادر لامتثاله، و ترك ما بدا له أول
الأمر ......... فما حال من يدعو بالرحمة و المغفرة على صفحات الجرائد و المجلات لبعض الكفار في إعلانات الوفيات من أجل دريهمات معدودات! فليتق الله من كان يهمه أمر آخرته. أهـ
فالمحبة لا تكون من المسلم للكافر أبداً حتى يؤمن بالله وحده, وأما ما ذكر من مودة الزوجة الكتابية أو مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف, فلو سلمنا جدلاً لمن يتعلق بهذين الصنفين فنقول هم مستثنون باستثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما ولا تكون لغيرهما قطعاً.
ومن ما تقدم يتبين لك أيها المنصف بأن الولاء الفطري أو النسبي إنما هو من اختراع الدكتور عافاه الله, أو هي خطرات شيطانية لو استعان بالله وتعوذ به من شر الشيطان وشركه لاندفعت عنه هذه الخطرات الشيطانية.
وما أحسن ما قال ابن القيم رحمه الله:
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ... حبًّا له ما ذاك في إمكان
فلا ولاء للكفار مطلقاً, وإنما هي براءة مطلقة لا تنافي العدل والبر والإحسان, ومن تولى الكافر وذلك بمحبته ونصرته وإكرامه واحترامه من أجل الدنيا ولو لقرابة أو صداقة أو لشخصه لا من أجل الدين فهذا فسق والله المستعان وهو ما أسماه الدكتور بالولاء النسبي, وأما من تولاهم محبة ورغبة في ظهور دينهم وعقيدتهم فهذا كفراً ينقل عن الملة والعياذ بالله. والله تعالى أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
==========================
1 - تيسير العزيز الحميد (2/ 837) ط دار الصميعي.
2 - فتح الباري (5/ 287) ط دار السلام.
3 - أنظر تيسير العزيز الحميد (2/ 840) ط دار الصميعي.
4 - فتح الباري (5/ 286 - 287) ط دار السلام.
5 - القول المفيد (1/ 349) ط دار ابن الجوزي.
6 - سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 253) حديث رقم 161.
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وما أحسن ما قال ابن القيم رحمه الله:
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ... حبًّا له ما ذاك في إمكان
فلا ولاء للكفار مطلقاً, وإنما هي براءة مطلقة لا تنافي العدل والبر والإحسان,.
صدقت أخي الكريم
جزاك الله خير الجزاء، والهمني الله وإياك الصواب في القول والعمل
ووالله لن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحق الولاء،والبراء
ممن يستحق البراء
ورحمه الله الإمام محمد بن عبدالوهاب حين قال:إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحّد
الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين كما قال تعالى في سورة المجادلة {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ
بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُو?اْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَ?نَهُمْ
أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:05]ـ
بارك الله فيك
لا شك في غلط الشيخ سلمان وفقه الله في هذا، لكن الرفق في الحديث، وانتقاء طيب العبارات = أدعى لقبول ما معك من الحق.
وانظر هذا لعلك تنتفع:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=11190&postcount=126
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=23274&postcount=227
وهذا موضوع ذو صلة: هل حب الزوجة الكتابية والقريب الكافر يعارض عقيدة الولاء والبراء؟ ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2216)
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:17]ـ
[ quote= ابن عقيل;23712] بسم الله الرحمن الرحيم
وصاحب هذه الغرائب هو المفكر الدكتور سلمان العودة عافاه الله ,
[ color="
هو الشيخ العلامة سلمان العودة حفظه الله
هكذا سماه الإمام عبدالعزيز بن باز
والموضوع أشبع نقاشاً أخي الكريم, أصلح الله أحوالنا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:25]ـ
جزاك الله خيرًا ..
لعلك تلزم نصيحة الشيخ عبدالرحمن السديس ...
والموضوع سبق طرحه.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 02:34]ـ
الشيخ سلمان له بعض الاطلاقات التي لايوافق عليها ولكن ما الفرق بين ما أسماه هو بالولاء الفطري وأسميته أنت بالمحبة الطبيعية؟
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 01:27]ـ
هدى الله الجميع لما يحبه ويرضاه سبحانه.
وأساله سبحانه خير الجزاء لمن أحسن ظنه بإخيه, وأن يعفو عمن أسال ظنه بإخيه.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 01:42]ـ
الشيخ سلمان له بعض الاطلاقات التي لايوافق عليها ولكن ما الفرق بين ما أسماه هو بالولاء الفطري وأسميته أنت بالمحبة الطبيعية؟
الأخ عبد الرحمن
الإنسان على حسب فطرته, فالمؤمن الموحد يكون ولاءه للمؤمنين الموحدين لأن هذه هي فطرته التي ولد عليها ولم تجتاله الشياطين عنها.
والولاء معنى خاص وهو من لوازم كمال المحبة.
وأما ما يسميه العلماء بالمحبة الطبيعية فهي محبة مجبول عليها الإنسان تجاه من يحسن إليه مثل الوالدين والأزواج, فهي للهذين الصنفين إذا كانوا مؤمنين محبة وولاء وإذا كانوا كافرين فهي بر وإحسان.
والمؤمن بحق لا يتعدى أمر الله ونهيه فالله تعالى هو من أمر ببغض الكافرين وهو سبحانه من حث على مصاحبة الوالدين والزوجة منهم.
فنسمع ونطيع ولا نضرب بالنصوص بعضها ببعض والله المستعان وعليه التكلان.(/)
مأساة أهل السنة في العراق واقعها وإلى أين تنتهي
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:09]ـ
هذا المقال كتبته قبل سنة، ونشر في مجلة الحكمة، وإليكم نصه:
مأساة أهل السنة في العراق واقعها وإلى أين تنتهي
العراق بلد سنيٌّ منذ أن تم فتحه في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكذلك على مر العصور، وكذلك في زمن الخلافة في العهد العباسي خلال خلافة المنصور والرشيد والمأمون والمتوكل، ثم كان كذلك بعد انتهاء تلك الحقبة من الزمن كانت بغداد سنيةً في عهد الخلافة العثمانية بكل مناطقها من الجنوب إلى الوسط.
أما الآن فصار الإنسان يقتل في العراق؛ لأنه سنيٌّ والعالم كله يسمع ما يحصل ويجري في العراق من تقتيل وذبح مع العمليات الإجرامية الكثيرة مثل: (الصدمة والترويع، والخنجر، والسيف، والمطرقة الحديدية، والقبضة الحديدية، والوادي والسيف، والرمح، والأسراب الغائرة) وغيرها من العمليات الإجرامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين، وأنا أحذر من اتساع نطاق المذابح والتدمير وارتفاع أعداد الضحايا من العراقيين، مع كل عملية عسكرية جديدة، تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي بالتعاون مع القوات العراقية، وتتركز في مدن وأحياء السُّنة، وذلك بدعوى مطاردة المسلحين، فعلى الجامعة العربية ومنظمو المؤتمر، والحكومات العربية التدخل لإيقاف حمامات الدم المستمرة بين الفينة والأخرى بحجة القيام بعمليات عسكرية جديدة، التي يروح ضحيتها المدنيون العزل وتدمر بيوتهم وكل مقومات حياتهم، وكذلك القتل اليومي المستمر لأهل السُّنة من قبل الميليشيات المسلحة والتي تقوم بعملها المنظم بزي الداخلية.
وإنّ مما يؤسف له أنّا نجد بعض الصحف ووسائل الإعلام العراقية، تنشر بمقالات أمريكية مدفوعة القيمة، تتحدث عن إنجازات قوات الاحتلال.
ثم إن المجازر البشعة والخسائر الجسيمة، والعواقب المروعة التي نشاهدها كل يوم في أهل السنة، من دون أن يتحرك العالم العربي والإسلامي أمرٌ ينذر بقلقل كبير تجاه الأمة؛ فالعمليات العسكرية الأمريكية تقتل المئات والآلاف من العراقيين الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً، تمنع سلطات الاحتلال، وأجهزة الحكومة العراقية الإفصاح عن أعدادهم، وتحظر الإشارة إلى حجم الدمار الشامل الذي يجتث مدنهم وكل مقومات حياتهم، فضلاً عن آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال منهم، وكذا الآلاف في سجون وزارة الداخلية، مع المداهمات المستمرة صباح مساء.
ثم إن هذه العمليات المشتركة التي تشنها قوات الاحتلال مع الحكومة العراقية تستخدم فيها أنواعاً من الأسلحة المحرمة دولياً؛ فخذ على سبيل المثال مادة الفسفور الأبيض المحرمة دولياً في الهجمات التي تشنها في العراق، ولولا قيام مراسل صحفي أمريكي يعمل إلى جانب القوات الأمريكية بتسريب خبر استخدام هذه المادة الشديدة الاحتراق في مهامها العسكرية في العراق، لما اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في نهاية المطاف للاعتراف بالأمر، مع كذبهم بأن هذه المادة ليست شديدة الاحتراق، ثم إنها ليست محرمة دولياً مما يمكن استخدامها عسكرياً. ثم إنَّ كل من يشاهد الواقع أو يشاهد الأفلام والصور المرعبة لضحايا هذه المادة الكيماوية، يتوصل إلى قناعة سريعة بأنَّ كل ما يقوله البنتاجون كذب في كذب، حيث رأينا بأنفسنا ورأى الناس على شاشة التلفزيون كيف تلتصق هذه المادة الجهنمية في أجسام الضحايا محدثة حروقاً بليغة، ثم إنَّ الأمر الأدهى والأخطر أنَّ القوات الأمريكية تستخدم الفسفور الأبيض في عتادها الحربي خلال عمليات قصف مناطق سكنية، وخلال مواجهات مع مسلحين، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات كثيرة في صفوف المدنيين العراقيين بهذه المادة خاصة بين الأطفال، أما أمراض السرطان فصارت كثيرة جداً، مع قلة العلاج وصعوبة الحال، نسأل الله السلامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنَّ الكلام على الأسلوب الوحشي الذي تستخدمه قوات الإحتلال في مناطق السنة لو تكلمنا عنه في مجلدات لم نستوفِ حقه، ولكن يكفيني هنا أن أشير إلى مقال نشر في مجلة البيان العدد (211) صفحة (96) بعنوان " المقرمشات الأمريكية " وهو يشير إلى برنامج بانوراما تعرضه القناة الإولى ARD فيه بيان جزء من الوحشية الأمريكية مدعم بأشرطة الفيديو لانتهاكات عظيمة حصلت في مدينة الرمادي السنية البحتة.
وأعود لأتكلم عن فرق الموت وغيرها من الفرق المتعددة والمتنوعة المدفوعة من قبل جيش الاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني، وهي فرق صار همها قتل العراقيين خاصة أهل السنة؛ لأنَّ أهل السنة هم المقصودون في أغلب تلك العمليات، وهذه الفرق قد ألقمت البرطيل ومعلوم أنَّ البراطيل تنصر الأباطيل ومن ذلك فإنَّ سنة أهل البصرة الذين يمثلون ثلث سكان المدينة قد تعرضوا لأشكال التقتيل والتدمير والتهجير والتعذيب، وعلى سبيل المثال فإنَّ شرطة البصرة أعلنت هذا الأسبوع أنَّ سيارة أو سيارات تسمى " البطة " من نوع " مارك " بيضاء اللون من طراز 1999 تنماز بأنَّ مقودها على اليمين تستقلها عصابات الاغتيال المنظم التي تسجل جرائمها عادة ضد مجهول، وقد أعلنت الشرطة أنها خلال يومين قتلت (39) شخصاً، فإذا كان في مدينة واحدة يقتل في يومين (39) شخصاً فما هو عدد أهل السنة الذين يقتلون كل يوم في جميع أنحاء العراق، رب رحماك.
وهناك مناطق مثل الشعلة في بغداد يندر أنْ يدخلها أحد من أهل السنة ويخرج حياً، وكثير من هذه العمليات تكون بإيدي المحتليين أنفسهم وبزي متنكر كي يثيروا الفتن بين أهل البلد الواحد كما حصلت من ذلك حالات في البصرة وتكريت والأنبار. وكثير من العمليات بل الأكثر تكون بإيدي من ألقموا البرطيل، وباعوا دينهم بعرض من الدنيا زائل، وكثير من هذه الجماعات تستهدف رموز أهل السنة وعلمائهم، ولا يخفى على العالم أنَّ بغداد شهدت في أسبوع واحد مقتل (32) إماماً وخطيباً من أهل السنة، وعلى ذلك فقس ولم يخف على العالم أجمع فضيحة سجن الجادرية فإنَّ عدداً من المعتقلين من العرب السنة الذين تم إطلاق سراحهم عقب مداهمة السجون العراقية قالوا: إنَّ المئات يموتون داخل السجون، وإن قوات الحكومة العراقية تقوم بإلباسهم لباس الجنود العراقيين وإلقائهم في نهر دجلة أو على الحدود العراقية وعندما يتم كشف الواقعة يقال: إنهم من قوات الحكومة الذين يقتلهم رجال المقاومة بلا رحمة!
ثم إنَّ هذه الحكومات العراقية المتعاقبة التي جاء بها الاحتلال لم توفر للعراقيين الخدمات الكاملة، فهي من أول يوم جاءت فيه تقول: (سنفعل ... ) ولكنها لم تفعل، فمع تسنم أحمد الجلبي رئاسة مجلس الحكم قال: ((سنعمل على تحسين خدمة الكهرباء في عموم العراق)) ولم يتحقق شيءٌ من وعده، ثم جاء علاوي رئيس الوزراء، ووعد بتحسين الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، ولم نر ذلك من قريب ولا بعيد، وكذلك جاء من بعده الجعفري وحال الكهرباء يزداد سوءاً.
ثم إن هناك عملية تطهير تتعرض لها بغداد، وإحلال للشيعة مكان أهل السنة، تجري حالياً عبر عمليات قتل وتخويف وترهيب وتهجير، وإنَّ أهل بغداد قلقون جداً من الوضع الحالي، ثم إنَّ سبب استهداف أهل السنة، يأتي من أجل دفع العراقيين السنة للقبول بالوضع الراهن وتقسيم العراق، وتطهير العاصمة العراقية من أهل السنة أو إبعاد أهل السنة بالقتل والتخويف والترهيب؛ وأنا إذ أكتب هذا ليرى الجميع أنَّ العراق يمر بإشكال كبير وأزمة حقيقية تكاد تعصف بالعراق وبالمنطقة، ثم إنَّ من حق هذه الدول أنْ تطّلع علي حقائق الموقف في العراق وتفاصيله، وما يجري فيه، وعن القوى اللاعبة فيه، والمشاريع والأهداف التي يراد تمريرها في هذا البلد على حساب وحدته وأبناء شعبه واستقلاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى لا أطيل في هذه الجزئية فإنَّ قتل أهل السنة من المحتلين وممن والاهم تنوع بشتى الأنواع، بل إنَّ الجيش الأمريكي يقتل بسبب وبدون سبب مع المقاومة ومن دون المقاومة، وكثيراً ما يرتقون الأماكن العالية ويقنصون قوماً ويتركون آخرين، وأنا شخصياً أحصيت في أسبوع واحد قتل قرابة خمسين شخصاً من قبل القناصة الأمريكان من دون معارك، ولربما أسروا الشخص ثم قتلوه وألقوه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم لا يخفى أنَّ دور علماء أهل السنة في العراق هذه السنوات الثلاث دور مشهود؛ فهم منذ اليوم الأول تقدموا الصفوف، وأعلنوا الجهاد ضد العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني فهم من أول وهلة أعلنوا وقوفهم ضد الغزاة الكافرين بجسارة وشجاعة فأخذت المساجد دورها في تبصرة الناس في الموقف الشرعي الصحيح دون تردد أو تخوف، وأخذت الدورات العلمية والنشاطات الدينية تنطلق من المسجد لتثقيف الناس بعقيدة الولاء والبراء وترسيخ عقيدة البراء من الغزاة الكافرين، وأنَّ الولاء لا يكون إلا للمؤمنين، مما حدى بقوات الاحتلال بضرب المساجد فعلى سبيل المثال في مدينة الفلوجة دمر (32) مسجداً تدميراً كاملاً في معركة واحدة، وكذا ما حصل في بغداد مؤخراً؛ ليبين للناس مدى حقد أعداء الدين على المساجد، وأهل المساجد الذين يقومون بواجبهم اتجاه رسالة دينهم.
إنَّ الحرب الطائفية لا رابح فيها، فهي خسارة للجميع، لكن تكون لدى بعضهم أجندة خارجية يريد تطبيقها على أرض العراق، فمثل هؤلاء يجب أنْ يبين حالهم من أجل التوصل إلى حكمة نستطيع من خلالها أنْ تمتص هذه المحنة كي لا تحول أرض العراق إلى نار تأكل الأخضر واليابس، ومع ذلك فإنا بنا حاجة إلى حزم كبير من دول الجوار لوقف هذا النزيف الذي لا ينتهي حده إلى حدود العراق، بل يتجاوز ذلك بكثير إذا استمر الأمر.
وليس خافياً على أحد ما حصل بعد تفجير مرقدي الهادي والعسكري رضي الله عنهما من قتل وتشريد لأهل السنة فقد قتل من أهل السنة في ذاك الأسبوع (1500) شخصاً واعتقل أكثر من (2000) شخصاً، قتل بعضهم وجهل مصير الباقين، مع ما لحق ذلك لحرق، وهدم وتدمير والاعتداء على أكثر من (200) مسجد فضلاً عن المؤسسات السنية التجارية والعلمية وغيرها، واختطاف قرابة (400) تاجر لحد الآن. وهؤلاء الذين حرقو ودمروا بيوت الله قد أعلنوا الحرب على الله قبل أنْ يعلنوها على الآخرين، فالمساجد هي مساجد الله قال تعالى: ? وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً ? (الجن:18) وقد بين الله سبحانه وتعالى أنْ من أظلم الظلم منع مساجد الله فقال تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? (البقرة:114) ثم الذين فجروا المرقدين هم الذين هدموا المساجد وقتلوا أهلها بمساعدة أمريكية مبيتة؛ ففي ذلك اليوم لم تُر ولا سيارة أمريكية في بغداد؛ لأنهم سهلوا الطرق لهؤلاء الجناة، بل أخبرني شاهد عيان من منطقة حي الجهاد في بغداد أنَّ الشيعة سارعوا في حماية مساجد أهل السنة قبل السنة ووقفوا جنباً لجنب للدفاع عن المساجد، ولما جاءت فرق الموت لاقتحام أحد المساجد تصدى الشيعة والسنة لأولئك وقُتلوا جميعاً، ثم جاءت الطائرات الأمريكية لحمل جثث أصحاب الزي الأسود، فالشيعة والسنة على أرض العراق منذ مئات السنين، وقد تعايشوا جميعاً بسلام وأمان وطوّقوا كل الأزمات التي قد يثيرها بعضهم، لكن المحتل الآن صار يلعب هذه اللعبة ليضرب العراقيون بعضهم بعضاً. ومن أبرز من يقوم بذلك اليهود، ودولة يهود ليست عدوة للعراق فحسب، بل عدوة لدول العالم العربي الإسلامي، وهي كانت من أعظم الناس تأليباً لضرب العراق، ووجودهم في صفوف الجيش المحتل كبير جداً؛ بل إنَّ أغلب المحققين الذين يحققون مع المعتقلين من اليهود الذين هم أشد عداوة للمؤمنين، ووجودهم في الفنادق الراقية في بغداد كبير وكثير فقد شاهدهم المئات، بل الآلاف وهم على رؤسهم القبعات، ومثل هؤلاء لهم دور كبير بإشعال فتن طائفية، ولإلقاء نظرة عن عدد اليهود
(يُتْبَعُ)
(/)
بين صفوف الجيش الأمريكي يراجع مجلة " البيان " العدد (207) صفحة 74 - 75 بعنوان " فلوجة العز ".
وإنَّ ما يدفع المحتلين للتعاون ضد أهل السنة هو أنَّ أهل السنة هم العدو العقدي والإستراتيجي والسياسي لدول وقوات الاحتلال؛ لأنَّ أهل السنة في العراق هم القوة الوحيدة التي يمكنها مقاومة الاحتلال، وهزيمته وتحقيق الاستقلال.
أما نساء أهل السنة فقد كان لهنَّ النصيب الأوفر من تحمل البلاء، فهي تتحمل أعباء الموت إنْ مات زوجها فهي أرملة وصاحبة أيتام، وإنْ مات أبوها أو أخوها أو إبنها فهي تتحمل مسؤليات كبيرة زيادة على ما تعانيه المرأة من اعتقالات كبيرة واغتصابات، فضلاً عن كثرة المداهمات المستمرة للبيوت التي تجعل هاجس الخوف لا يغادرها لكن نقول: إنَّ ما يتعرض له العراقيون عامة وأهل السنة خاصة لم يتعرض له شعب على مر التأريخ، ولكن الله معه وناصره لا محالة مادامت بشائر العودة إلى الدين تنتشر بقوة بين نساء المسلمين ورجالهم
إنَّ ما يحصل كل يوم في بلدنا الجريح هو ممارسات بشعة منها اغتيالات للعلماء ولشخصيات سنية واعتقال ومداهمات للمساجد والبيوت السنية، وعمليات تهجير قسري للسنة في المناطق الشيعية جنوب العراق، وما شهدته مدينة المدائن من توتر طائفي كان حلقة في المسلسل الطائفي البغيض.
وكل هذه الجرائم تتم مع تعتيم إعلامي كبير من وسائل الإعلام الغربية والسائرة في ركبها.
نعم إني أقول إنَّ أهل السنة في العراق يواجهون الآن تحدياً كبيراً لم يشهد مثله التأريخ فهم في محنة كبيرة، فالأمريكان ومن معهم مستمرون على اعتقال رموز أهل السنة من العلماء والخطباء، مع كثرة اقتحام المساجد والمؤسسات العلمية، وإن من أسباب هذه المحنة الكبيرة أنهم يواجهون تحدياً كبيراً في نسج العلاقة مع الشيعة من ناحية؛ لإحباط خطة تقسيم العراق ومواجهة التمدد الشيعي الذي يحاول تغيير هوية العراق إلى هوية شيعية، ومن ناحية أخرى لمنع استفادتهم من المخطط الأمريكي الراهن لإنجاز مشروع التغيير الاستراتيجي داخل الأمة الإسلامية، ولا يخفى أنَّ التحدي الرئيس الذي يواجهه أهل السنة هو تحدي مقاومة الاحتلال وهزيمته باعتباره السبب الرئيس لما جرى ويجري على ساحة أرض العراق. وكلمتي الأخيرة أقول فيها: إنَّ بلاد الرافدين يحصل فيها من الظلم والتقتيل والتشريد ما الله وحده به عليم، وإنَّ ما يحصل في العراق منكرٌ من أعظم المنكرات؛ ويجب على كل مسلم أنْ يعمل لرفع هذا الظلم المستطير والمنكر الكبير، وأنَّ الله محاسب كل نفس على ما آتاها من قوة ومقدرة، فليتق الله المسلمون وحكام المسلمين فالموعد الله.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 04:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرت حفظك الله أن المقال كتب منذ سنة ولا زالت المأساة تتكرر يوميا بأشكال مفجعة وموجعة
الله المستعان ... ما أشبه الليلة بالبارحة!!
(اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربنا إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى قريب ملكته أمرناإن لم يكن بك علينا غضب فلانبالي ولكن عافيتك هي أوسع لنا نعوذ بنوروجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة من أن ينزل بنا غضبك أويحل علينا سخطك لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلابك)
! ...
اللهم عليك بمن آذى إخواننا السنة في العراق من رافضة وصليبيين ..
اللهم اشف صدورنا بنصر لأهل السنة في العراق وفي كل مكان من بقاع الارض
أعجبتني هذه الأبيات ولكن المعذرة لايحضرني إسم الشاعر:
يا أمةَ الحقِ من ينصرْ قضيتَنا ــــ من يا تُراهُ يُعيدُ المجدُ والظفرُ
إسلامنا هانهُ أحفادُ نقفورٍ ــ واستأسدَ الكلبُ لما صابنا الخوَرُ
أين الليوثُ إذا غارتْ مزمجرةً ــــ هل نامتِ الأسدُ أم أودى بها الضجرُ
أبناؤنا في سجون الكفر مرقدهم ــــ لا يعلمون أصام الناسُ أم فطرو
دمائهم من سياطِ الغدرٍِ قد سُكبت ـــــ دُموعهمْ من عذابِ القهرِ تنهمرُ
أعراضهم بين أنذالٍ ممزقةٌ ـــــ قلوبنا ميْتَةٌ كالصخرِ والحجرُ
أين الملايين من أبناء أمتنا ـــــ أين الصناديدُ لا تُبقي ولا تَذرُ
يُسائلُ الطفلُ أين الخبزُ واللبنُ ـــــ أين الدواءُ وهذا الجرحُ مُنفجرُ
أمجادُنا في ذرى حطينَ غائبةٌ ـــــ وفي العراق تركنا العلجَ ينتصرُ
مليارنا ضائعٌ في الفنِ منهمكٌ ـــــ وفي الرياضةِ مثلُ الثورِ والبقرُ
إعلامنا تابعٌ للغربِ منهزمٌ ـــــ ذيلٌ فكيفَ يكونُ الذيلُ منتصرُ
يا أمةً قادها الفاروقُ منتصرا ـــــ دكَ الجحافلَ ذلَ الرومُ والغجرُ
يا رب عفوك لم ننصر قضيتنا ــــــ بل همنا سوقنا بالمال منسعرُ
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ...
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نسألك أن تصيبهم بما أصبت به فرعون وقومه، اللهم أرسل على بلادهم الطوفان وخذهم بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك اللهم اهزمهم وزلزلهم إنك قوي عزيز، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
أسأل الله أن يثيبك على غيرتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 06:17]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب 188
7459 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لِعُبَيْدٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ». شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِى هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ. تحفة 12652 - 2896/ 33
وقال في باب 18 من الكتاب نفسه
7499 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِىِّ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ يُوشِكَ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْىٌ. قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ. ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِى خَلِيفَةٌ يَحْثِى الْمَالَ حَثْياً لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً». قَالَ قُلْتُ لأَبِى نَضْرَةَ وَأَبِى الْعَلاَءِ أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالاَ لاَ. تحفة 3107 - 2913/ 67
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أم فراس]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصفتي أدرس موضوعا عقديا حول العراق،وهو رسالة ماجستير ستناقش قريبا بإذن الله عز وجل، فقد أثار شجوني كثيرا تاريخ العراق، فنكباته الطبيعية تميت أمما كاملة،وخيراته تأتي بآخرين،ونكباته الحربية لا يسع الوقت ويعجز اللسان عن التعبير عنها، وبالمختصر: الشعب العراقي يصمد وبشدة في وجه النكبات، ولم يتول أحد حكمه منذ عهد المغول وما بعده إلا بعملية غدر لرؤسائه.
اقرؤوا إن شئتم: مختصر تاريخ بغداد،علي ظريف الأعظمي،تعليق: محمد النعيمي.ط1.بغداد: القيروان للنشر، 1426هـ /2005م،
ولم أراد قراءة أحواله الاجتماعية يقرأ كتاب د. علي الوردي، (طبيعة المجتمع العراقي).
ومن أراد الاستزادة يقرأ: لمحات من تاريخ العراق الحديث.
والله يشيب الرأس وتدمع العين،ويحزن القلب لما يصيبهم،ويبقى السؤال: ماسر هذه المنطقة بالذات؟ بالذات عندما يقرأ للكوارث الطبيعية،؟ ستجدون تحليلات عجيبة للدكتور الوردي في كتابه طبيعة المجتمع العراقي ..
أما عن الفرق التي بداخل العراق وتنوعها وهذا أحد أسباب مشاكلها فاقرأوا كتاب رشيد الخيون الأديان والمذاهب في العراق.
أخيرا: ادعوا لي بالتوفيق وسأكتب عن رسالتي بعد المناقشة بإذن الله.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 02:46]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إننا نعترف إليك أننا مقصرون.
اللهم انصر إخواننا بالعراق.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 02:11]ـ
اللهم انصر إخواننا المجاهدين فى العراق وفى كل مكان
وهنيئاً للمرجئة بأولياء الأمور(/)
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي؟ .. (بحث مميز وواضح)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 11:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحثٌ موجز مُيسر يبين للقارئ بداية تسلل الفكر الليبرالي العلماني إلى البلاد الإسلامية، ويكشف أبرز الشخصيات التي اعتنقته، وساهمت في نشره، وهو يقتصر على البلاد المصرية؛ بسبب أنها البوابة التي تنتقل منها الأفكار والتجارب الغربية إلى بقية دول العالم الإسلامي؛ كما في التمثيل، والمسرح، والصحافة .. الخ. وهذا المبحث منقول بتصرف يسير من كتاب الدكتور بسام البطوش " الفكر الاجتماعي في مصر " (ص 93 - 184)؛ وجدته متميزًا بتسلسله ووضوحه، أنقله هنا ليعرف من خلاله القارئ كيفية التسلل الليبرالي، وسيكتشف عند قراءته أن الأساليب التي استخدمها أتباع الغرب من الليبراليين المصريين هي نفسها ما يستخدمه الآن أشباههم في بلاد أخرى؛ ومنها " المملكة العربية السعودية " حرسها الله، وأدام عليها نعمة الإيمان والأمن، والله الهادي.
تابع هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/28.htm
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 11:59]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان ,وأسأل الله أن يحمي المسلمين من شر هذه الشرذمه .. آآآآمين.
أتمنى يا شيخنا أن تدلنا على بعض الكتب التي تبين كيفية ردع هذا الفكر عن البلاد الاسلامية وخاصة بلادنا ...
أخوكم
محمد الشهراني
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشّيخ الحبيب / سُليمان الخراشي:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أجزل اللّه لكم المثوبة،وبارك فيكم،ونفع بكم،ورفع قدركم.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:48]ـ
الأخ الكريم: محمد: وجزاك ربي مثله. استفد من هذا: http://saaid.net/mktarat/almani/r.htm
الأخ المبارك: سلمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ولك بمثل دعواتك الكريمة.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 08:46]ـ
جزاك الله خيراً.(/)
المفتي يسحب كتابه من السوق بعد أن رفض الأزهر فتواه في التبرك ببول النبي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:50]ـ
44008 السنة 131 - العدد
الأحد 2007يونيو3 17 من جمادى الاولى 1428 هـ
مجمع البحوث الإسلامية: فتوي التبرك ببول الرسول لا تناسب العصر
المفتي يسحب كتاب الفتاوي المعاصرة من السوق
أكد مجمع البحوث الإسلامية في جلسته أمس أن فتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وعضو المجمع التي أصدرها بخصوص جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم , وتضمنها كتابه الفتاوي المعاصرة , لم تكن مناسبة لظروف العصر , وأنها لم ترد علي النحو الذي يدعو إلي التبرك فعلا , إنما وردت علي سبيل التدارك لخطأ شرب بول النبي عن غير قصد.
وأكد المجمع في جلسته ـ التي حضرتها مندوبة الأهرام علا مصطفي عامر ـ رفضه الفتوي جملة وتفصيلا , مما دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إلي سحب جميع نسخ كتابه المتضمنة تلك الفتوي وغيرها من الأسواق , حيث سيقوم بحذف هذه الفتوي , ومراجعته مرة أخري وطرحه في الأسواق من جديد.
كما أعلن المجمع ـ برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في جلسته أمس ـ عدم مسئوليته عن موضوع الشفرة القرآنية الذي أعلن عنه أخيرا , حيث قام ثلاثة من أعضائه فقط بدراسة الموضوع والموافقة عليه , ولم يعرض بكامل تفاصيله علي المجمع , لذا يؤكد مجمع البحوث الإسلامية عدم مسئوليته عن هذا الموضوع.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=fron5.htm&DID=9236
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:54]ـ
الأزهر يرفض فتوي «التبرك ببول الرسول» بعد مناقشات عنيفة في «مجمع البحوث الإسلامية»
كتب أحمد البحيري 3/ 6/2007
طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بسحب كتابه «الدين والحياة ـ الفتاوي العصرية اليومية» من الأسواق، وهو الكتاب الذي يحتوي علي فتوي التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم.
وأكد أعضاء المجمع في جلسة ساخنة أمس استغرقت أربع ساعات رفضهم فتوي جمعة التي لا تتفق مع العقل والمنطق.
وصرح الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث، بأن أعضاء المجمع اتفقوا علي رفض الفتوي لأنها تسيء إلي الإسلام.
وخرج بعض أعضاء المجمع قبل انتهاء الجلسة ومن بينهم الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور عبدالرحمن العدوي، والدكتور محمد المختار المهدي، ورجائي عطية، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تعليقات علي ما حدث بالجلسة.
وشهدت الجلسة ارتفاع أصوات الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أكثر من مرة والأعضاء، بصورة ملحوظة، بينما لم يحضر د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، بسبب سفره إلي سويسرا.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=63273
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:58]ـ
وانظر هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102199
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3571
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 02:44]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=23927#post239 27(/)
مفتى مصر يتراجع عن فتوى التبرك ببول الرسول ويقدم اعتذاره
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 02:43]ـ
الأحد 17 جمادى الأولى 1428هـ - 03 يونيو2007م
بعد جلسة ساخنة في مجمع البحوث الإسلامية
مفتى مصر يتراجع عن فتوى التبرك ببول الرسول ويقدم اعتذاره
القاهرة-مصطفى سليمان
طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بسحب كتابه "الدين والحياة ـ الفتاوي العصرية اليومية" من الأسواق، وهو الكتاب الذي يحتوي علي فتوى التبرك بشرب بول الرسول (ص).
وأكد أعضاء المجمع في جلسة ساخنة أمس السبت 2 - 6 - 2007 استغرقت أربع ساعات رفضهم فتوى الدكتور جمعة التي لا تتفق مع العقل والمنطق.
وخلص أعضاء المجمع الى أنه لا يوجد شيء اسمه التبرك ببول الرسول بغض النظر عن صحة الواقعة او عدم صحتها وطالبوا بوجوب اعتذار المفتى الذي قدم اعتذاره عما أفتى به لأعضاء المجمع.
وحسب ماصرح به الدكتور مصطفى الشكعة فإن الواقعة التى استند اليها المفتى فى هذه المسألة تختلف عن السياق الذى وردت فيه وكذلك الاستدلال بها فى اثبات طهارة الرسول أيضا جاء فى غير موضعه.
وأوضح الدكتور محمد المختار المهدى عضو المجمع ورئيس الجمعية الشرعية للعربية. نت أن الواقعة التى ذكرها المفتى غير موجودة فى السنة بهذا الشكل الذى طرحه المفتى، وقال "السيدة أم أيمن استيقظت ذات يوم من نومها فوجدت إناء به ماء فشربت منه دون ان تدرى أنه بول الرسول، وعندما علمت انه كذلك أخبرت النبى فدعا لها بالشفاء وعدم الضرر فهو إذا مجرد خطأ وقعت فيه السيدة أم أيمن ودعاؤه لها بالشفاء ليس من قبيل أخذ البركة."
ومضى يقول إن دعاء الرسول لها هو من قبيل الخوف على السيدة ام أيمن ان يقع لها أي مكروه في معدتها جراء البول، وأضاف "فالرسول بشر وكان يطهر ثوبه من الجنابة وكل ذالك لا يخل أو ينقص من عظمة وطهارة الرسول والتى هي في الاصل طهارة القلب والروح."
واكد الدكتور المهدي ان المفتي قرر سحب كتابه "الفتاوى العصرية" الذي سرد فيه هذه الفتوى، من الاسواق حتى لا تحدث البلبلة لدى الرأي العام.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/03/35115.html
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 02:45]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=23903#post239 03
ـ[سالم القرني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 05:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضو جديد
وبالنسبة للفتوى فليست غريبة عن علماء مصر وحتى لو كان التبرك ببول الرسول جائز فأين هو بوله ولماذا يتهمون بعض العلماء بأنهم يتكلمون في أمور تفصيلية ويطيلون فيها ويتركون ما يهم الأمة مع أنها أمور وأحكام يحتاجها الفرد ثم يأتي أمثاله فيتكلمون عن أمور ليست موجودة أصلا. وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 03:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
........
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 11:29]ـ
نسأل الله الهداية لكل مسلم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 02:48]ـ
عاد المفتي وتمسك بفتواه مرة أخرى
وانظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=102960
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 02:49]ـ
في مذكرة لرئيس الوزراء .. شيخ الأزهر يطالب بإقصاء دار الإفتاء عن الفتوى وحصر دورها على تحديد الشهور العربية وأخذ الرأي في أحكام الإعدام
كتب محمد رشيد (المصريون):: بتاريخ 20 - 6 - 2007
كشفت مصادر بمشيخة الأزهر الشريف لـ "المصريون" عن تقدم الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بمذكرة إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء يقترح فيها تقليص مهام دار الإفتاء- التابعة لوزارة العدل- لتقتصر على الإعلان فقط عن بدايات الأشهر العربية وإبداء الرأي في أحكام الإعدام.
وأوضحت المصادر أن تقدم الدكتور طنطاوي بهذه المقترحات جاء بعد إصدار الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية العديد من الفتاوى التي يراها شيخ الأزهر "تسيء للإسلام وتخالف صحيح الدين"، وآخرها فتواه المثيرة للجدل حول تبرك الصحابة بشرب بول الرسول، والتي جاءت في كتابه "الدين والحياة .. فتاوى معاصرة".
وكان الدكتور جمعة رفض الاعتذار عن فتواه، وسحب الكتاب المذكور من السوق بالمخالفة لقرار مجمع البحوث الإسلامية في جلسته الشهر الماضي، التي اعتبر فيه الفتوى غير ملائمة لهذا العصر، وأنها لم ترد علي النحو الذي يدعو إلى التبرك فعلاً , وإنما وردت على سبيل التدارك لخطأ شرب بول النبي عن غير قصد.
وأثار هذا الأمر استياء شيخ الأزهر الذي اقترح في مذكرته، أن يقتصر إصدار الفتاوى على لجنة الفتوى بالأزهر والتي تتألف في عضويتها من مجموعة من كبار علماء المؤسسة الدينية، إلى جانب مجمع البحوث الإسلامية، والذي يعتبر أعلى فقهية بالأزهر، والمؤلف من أكثر من 30 عالمًا من خيرة علماء الإسلام.
وكان المفتي أكد في سياق دفاعه عن فتواه مؤخرًا، أنه لا يطمع في أي مناصب على الإطلاق، ووصف مهاجميه بالغوغائيين، الأمر الذي أثار تكهنات باستبعاد جمعة عن الأسماء المطروحة لخلافة شيخ الأزهر في منصبه، بعدما كان قبل هذه الأزمة أحد أبرز المرشحين لتوليه في حالة خلو الكرسي سواء بتنحي الدكتور طنطاوي أو حدوث أي طارئ.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35867&Page=6
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 02:51]ـ
وانظر هنا أيضا
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=102199(/)
الإعلام بأصناف المشتغلين بعلم الكلام
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 12:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الإسلام بنصره ومؤيد جنود التوحيد بقهره والصلاة والسلام على المبعوث بأمره وعلى آله وصحبه المقتفين لأثره
أما بعد:
فمن الأمور المزعجة على الساحة ظاهرة النفخ والتفخيم، والتي يتولى كبرها ثلة من الجهال يجعلون من كل ناعقٍ عالماً جهبذاً ومحدثاً متفنناً وأصولياً متقناً
وإذا وقع هذا المنفوخ المكبر في ضلالة
كانت الأعذار جاهزة فهو مصنفٌ في خانة المجتهدين أصحاب الأخطاء المغتفرة _ حتى ولو في المسائل المتفق عليها بين أهل السنة _
ومن لا يعمل لا يخطيء!!! وينبغي عليك إذا أردت انتقاده أن تفتتح مقالك وتختمه بذكر علمه وفضله ومناقبه ومآثره وخيرٌ لك ألا تذكر اسمه لكي لا تؤكل بلا ملح
دعنا من ذكر هؤلاء ولنشرع بالمقصود
ثمة أطروحة سمجة تقول أنه لا ينبغي التثريب على الأشاعرة لاشتغالهم بعلم الكلام فقد اشتغل به جماعة من أهل السنة ولو لم يشتغلوا به لكان نقصاً في حقهم وعلم الكلام مثل أصول الفقه وعلم الحديث وغيرها
وأقول جواباً على هذا التخليط
المشتغلون بعلم الكلام على صنفين
الصنف الأول من يعتقد أن علم الكلام من أشرف العلوم ولا يتوصل إلى كمال التوحيد إلا بمعرفته وهذا الصنف يطوع النصوص الشرعية للقواعد الكلامية
ومثال ذلك من يقول أن إثبات الصفات الفعلية يستلزم حلول الحوادث في الذات وحلول الحوادث في الذات يستلزم حدوثها لذا ينبغي أن نؤول النصوص الشرعية المثبتة للصفات الفعلية
الصنف الثاني صنفٌ يعتقد أن علم الكلام لايحتاجه الذكي ولا ينتفع به البليد غير أنه عرف قواعده لإظهار تناقض أهله فيه ولإلزامهم بل ألزموا به أنفسهم
وهذا مثله مثل من يقرأ الإنجيل للإحتجاج بما فيه على النصارى أو لإثبات تحريفه
فمن سوى بين هذين الصنفين فقد تعدى وظلم والصنف هو الذي يتناوله الذم والتقريع الوارد عن السلف
ولا يخفى على القاريء أن شيخ الإسلام هو المقصود بالصنف الثاني لذا اخترت طائفةً من نصوصه في درء التعارض لبيان موقفه من علم الكلام
قال شيخ الإسلام (1/ 156) ((فالمعتزلة ومن اتبعهم من الشيعة يقولون إن أصلهم المتضمن نفي الصفات والتكذيب بالقدر الذي يسمونه التوحيد والعدل معلوم بالأدلة العقلية القطعية ومخالفوهم من أهل الإثبات يقولون إن نقيض ذلك معلوم بالأدلة القطعية العقلية
بل الطائفتان ومن ضاهأهما يقولون إن علم الكلام المحض هو ما أمكن علمه بالعقل المجرد بدون السمع كمسألة الرؤية والكلام وخلق الأفعال وهذا هو الذي يجعلونه قطعيا ويؤثمون المخالف فيه
وكل من طائفتي النفي والإثبات فيهم من الذكاء والعقل والمعرفة ما هم متميزون به على كثير من الناس وهذا يقول إن العقل الصريح دل على النفي والآخر يقول العقل الصريح دل على الإثبات))
قلت المقصود بالطائفة الثانية الأشاعرة والكرامية فهم متكلمي أهل الإثبات
وشيخ الإسلام هنا يظهر تناقض المتكلمين فهم يزعمون أن علمهم عقليٌ محض ثم هم على لا يتفقون على الأدلة العقلية بل كلٌ منهم يزعم أن أدلته العقلية هي القطعية
قال شيخ الإسلام (1/ 342) ((ومن العجب قول من يقول من أهل الكلام إن أصول الدين التي يكفر مخالفها هي علم الكلام الذي يعرف بمجرد العقل وأما ما لا يعرف بمجرد العقل فهي الشرعيات عندهم وهذه طريقة المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم كأتباع صاحب الإرشاد وأمثالهم
فيقال لهم هذا الكلام تضمن شيئين أحدهما أن أصول الدين هي التي تعرف بالعقل المحض دون الشرع والثاني أن المخالف لها كافر وكل من المقدمتين وإن كانت باطلة فالجمع بينهما متناقض وذلك أن ما لا يعرف إلا بالعقل لا يعلم أن مخالفه كافر الكفر الشرعي فإنه ليس في الشرع أن من خالف ما لا يعلم إلا بالعقل يكفر وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به أو الإمتناع عن متابعته مع العلم بصدقه مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم))
قلت صاحب الإرشاد هو الجويني وهو من أئمة الأشاعرة فتأمل
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (603) وهو يصف حال المتكلمين ((وقد آل بهم الأمر إلى أن اعتقدوا أن من لم يعرف تحرير دليل التوحيد فليس بمسلم
فالله الله من مخالطة المبتدعة))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام متكلماً على دليل المتكلمين في إثبات الصانع (1/ 309) ((ولهذا كان عامة أهل العلم يعترفون بهذا وبأن سلوك هذه الطريق ليس بواجب بل قد ذكر أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر أن سلوك هذه الطريق بدعة محرمة في دين الرسل لم يدع إليها أحد من الأنبياء ولا من أتباعهم
ثم القائلون بأن هذه الطريق ليست واجبة قد يقولون إنها في نفسها صحيحة بل ينهى عن سلوكها لما فيها من الأخطار كما يذكر ذلك طائفة منهم الأشعري والخطابي وغيرهما
وأما السلف والأئمة فينكرون صحتها في نفسها ويعيبونها لاشتمالها على كلام باطل ولهذا تكلموا في ذم مثل هذا الكلام لأنه باطل في نفسه لا يوصل إلى حق بل إلى باطل كقول من قال الكلام الباطل لا يدل إلا على باطل وقول من قال لو أوصى بكتب العلم لم يدخل فيها كتب علم الكلام وقول من قال من طلب الدين بالكلام تزندق ونحو ذلك
ونحن الآن في هذا المقام نذكر ما لا يمكن مسلما أن ينازع فيه وهو أنا نعلم بالضرورة أن هذه الطريق لم يذكرها الله تعالى في كتابه ولا أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم ولا جعل إيمان المتبعين له موقوفا عليها فلو كان الإيمان بالله لا يحصل إلا بها لكان بيان ذلك من أهم مهمات الدين بل كان ذلك أصل أصول الدين لا سيما وكان يكون فيها أصلان عظيمان إثبات الصانع وتنزيهه))
قلت هذه الطريقة لا يكاد يخلو منها متن من متون متأخري الأشاعرة في العقيدة (انظر السنوسية والنورية على سبيل المثال)
وقال شيخ الإسلام (8/ 48) ((وسأل رجل ابن عقيل فقال له هل ترى لي أن أقرأ الكلام فإني أحسن من نفسي بذكاء فقال له إن الدين النصيحة فأنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء يعني الجوهر الفرد وتعرف الطفرة يعني طفرة النظام ولم تخطر ببالك الأحوال ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين وهل القدرة مع الفعل أو قبله وهل الصفات زوائد على الذات وهل الاسم المسمى أو غيره وهل الروح جسم أو عرض فإني أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا ذلك ولا تذاكروه فإن رضيت أن تكون مثلهم بإيمان ليس فيه معرفة هذا فكن وإن رأيت طريقة المتكلمين اليوم أجود من طريقة أبي بكر وعمر والجماعة فبئس الاعتقاد والرأي
قال ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيرا منهم إلى الإلحاد))
قلت في هذا رد على من قاس علم الكلام على علم الحديث وأصول الفقه فإن هذين العلمين لا يستغنى عنهما في فهم الشريعة بخلاف علم الكلام كما أن أصل هذين العلمين كان موجوداً في عصر السلف بخلاف علم الكلام
وقال رحمه الله (7/ 140) ((بل نجيبكم وأولئك جميعا ببيان أنه ليس معكم فيما تخالفون به النصوص لا عقل صريح ولا نقل صحيح بل ليس معكم في ذلك إلا الأكاذيب المموهة المزخرفة بالألفاظ المجملة الموهمة التي تلقاها بعضكم عن بعض تقليدا لأسلافكم فإذا فسر معناها وكشف عن مغزاها ظهر فسادها بصريح المعقول كما علم فسادها بصحيح المنقول وتبين أيضا أن حجة الرسول قائمة على من بلغه ما جاء به ليس لأحد أن يعارض شيئا من كلامه برأيه وهواه بل على كل أحد أن يكون معه كما قال تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) سورة النساء 65
ونحن لا نسلم ما سلمتموه أنتم من المقدمات الفاسدة كما سلمتموه لمن عارض الكتاب من القرامطة والفلاسفة والمعتزلة وغيرهم بل نسد عليهم الطريق التي منها دخلوا على الإسلام ونمنعهم المقدمات التي جعلوها أصل علم الكلام الذي خالفوا به الكتاب والسنة وإجماع الأنام))
وقال رحمه الله (7/ 165) ((فهذا كلام أبي حامد مع معرفته بالكلام والفلسفة وتعمقه في ذلك يذكر اتفاق سلف أهل السنة على ذم الكلام ويذكر خلاف من نازعهم ويبين أنه ليس فيه فائدة إلا الذب عن العقائد الشرعية التي أخبر بها الرسول لأمته وإذا لم يكن فيه فائدة إلا الذب عن هذه العقائد امتنع أن يكون معارضا لها فضلا عن أن يكون مقدما عليها فامتنع أن يكون الكلام العقلي المقبول مناقضا للكتاب والسنة وما كان من ذلك مناقضا للكتاب والسنة وجب أن يكون من الكلام الباطل المردود الذي لا ينازع في ذمه أحد من المسلمين لا من السلف والأئمة ولا أحد من الخلف المؤمنين أهل المعرفة بعلم الكلام والفلسفة وما يقبل من ذلك وما يرد وما يحمد وما يذم وإن من قبل ذلك وحمده كان من أهل الكلام الباطل المذموم باتفاق هؤلاء
هذا مع أن السلف والأئمة يذمون ما كان من الكلام والعقليات والجدل باطلا وإن قصد به نصر الكتاب والسنة فيذمون من قابل بدعة ببدعة وقابل الفاسد بالفاسد فكيف من قابل السنة بالبدعة وعارض الحق بالباطل وجادل في آيات الله بالباطل ليدحض به الحق))
وقال رحمه الله (7/ 186) ((فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه وما خرج عنه فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبات بالتعلق بمناقضات الفرق وتطويل وقت بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتمجها الأسماع وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين ولم يكن شيء منها مألوفا في العصر الأول فكان الخوض فيه بالكلية من البدع))
الله أكبر الله أكبر تأمل هذا جيداً فإن فيه الرد المفحم على المهرطق الذي يقيس اشتغال شيخ الإسلام بعلم الكلام على اشتغال الأشاعرة به
وقال رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية (1/ 101) ((قالوا وكذلك فالعقل ينفي ذلك بما دل على حدوث الجسم والعرض القائم به قالوا لأنه لم يدل العقل على حدوث كل موصوف قائم بنفسه وهو الجسم وكل صفة قائمة به وهو العرض والدليل المذكور على ذلك دليل فاسد وهو أصل علم الكلام الذي اتفق السلف والأئمة على ذمه وبطلانه))
أكتفي بهذا القدر لئلا يمل القاريء
وصل اللهم صلاةً تبلغ الكثرة، وعلى النبي والعترة، والصحابة البررة، ومن تبعهم بإحسان إلى ساعة الزجرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 11:51]ـ
أجزل الله لك المثوبة
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 09:46]ـ
في هذا النقل نصيحة لكل متبع
وقال شيخ الإسلام (8/ 48) ((وسأل رجل ابن عقيل فقال له هل ترى لي أن أقرأ الكلام فإني أحسن من نفسي بذكاء فقال له إن الدين النصيحة فأنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء يعني الجوهر الفرد وتعرف الطفرة يعني طفرة النظام ولم تخطر ببالك الأحوال ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين وهل القدرة مع الفعل أو قبله وهل الصفات زوائد على الذات وهل الاسم المسمى أو غيره وهل الروح جسم أو عرض فإني أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا ذلك ولا تذاكروه فإن رضيت أن تكون مثلهم بإيمان ليس فيه معرفة هذا فكن وإن رأيت طريقة المتكلمين اليوم أجود من طريقة أبي بكر وعمر والجماعة فبئس الاعتقاد والرأي
قال ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيرا منهم إلى الإلحاد))
وفي هذا النقل رد على كل مبتدع
وقال رحمه الله (7/ 140) ((بل نجيبكم وأولئك جميعا ببيان أنه ليس معكم فيما تخالفون به النصوص لا عقل صريح ولا نقل صحيح بل ليس معكم في ذلك إلا الأكاذيب المموهة المزخرفة بالألفاظ المجملة الموهمة التي تلقاها بعضكم عن بعض تقليدا لأسلافكم فإذا فسر معناها وكشف عن مغزاها ظهر فسادها بصريح المعقول كما علم فسادها بصحيح المنقول وتبين أيضا أن حجة الرسول قائمة على من بلغه ما جاء به ليس لأحد أن يعارض شيئا من كلامه برأيه وهواه بل على كل أحد أن يكون معه كما قال تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) سورة النساء 65
ونحن لا نسلم ما سلمتموه أنتم من المقدمات الفاسدة كما سلمتموه لمن عارض الكتاب من القرامطة والفلاسفة والمعتزلة وغيرهم بل نسد عليهم الطريق التي منها دخلوا على الإسلام ونمنعهم المقدمات التي جعلوها أصل علم الكلام الذي خالفوا به الكتاب والسنة وإجماع الأنام))
فجزاك الله خيراً يا عبد الله على ما كتبت ونقلت
ورحم الله أئمة الإسلام وجزاهم عنا خيراً
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 11:30]ـ
جزاكم الله خير شيخ عبدالله
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 05:36]ـ
آمين
وجزاكم الله خيراً أخوتي على تشجيعكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 08:57]ـ
أخي الحبيب عبد الله زادك الله غيرة وحرصاً على السنة ...
ذكرني حديثك عن النفخ بأمر مهم وهو أن المنفوخ قد يكون عالماً بحق في العربية والفقه والأصول و ... و .... لكنه من غير الضابطين لعقيدة أهل السنة ... فيتسارع إخواننا بمدحه فيؤدي الأمر إلى ما تعرف وأعرف ...
ولمن لا يعلم فقد كان لهذه الطريقة أثر في انتشار المذهب الأشعري ..
ذكر أبو الوليد الباجي في اختصار فرق الفقهاء عن أبي ذر الهروي؛ قال: كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر (الباقلاني)، و معرفتي بقدره: أنّي كنتُ مرَّةً ماشياً ببغداد، مع أبي الحسن الدارقطني (، إذ لَقِيتُ شاباً، فأقبل الشيخ عليه، و عظَّمه، و دعا له، فقلت للشيخ من هذا الذي تصنع به هذا؟! فقال لي: هذا أبو بكر بن الطيب؛ نصر السنة؛ و قمع المعتزلة – و أثنى عليه ...
قال أبو ذرّ: فاختلفتُ إليه، و أخذْتُ عنه مِن يَوْمِئِذٍ.
والهروي هو أشهر المحدثين بصحيح البخاري وعنه وعن مجالس تحديثه في المسجد الحرام انتشر المذهب الأشعري في أرجاء الدنيا ...
تنبيه آخر: لاشك أن ميوعة الإخوة السلفيين -إلا من رحم الله- والتي حلت عليهم في الآونة الأخيرة كانت ردة فعل للمناهج غير المنضبطة في الجرح والتعديل ...
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 11:07]ـ
أخي الحبيب عبد الله زادك الله غيرة وحرصاً على السنة ...
ذكرني حديثك عن النفخ بأمر مهم وهو أن المنفوخ قد يكون عالماً بحق في العربية والفقه والأصول و ... و .... لكنه من غير الضابطين لعقيدة أهل السنة ... فيتسارع إخواننا بمدحه فيؤدي الأمر إلى ما تعرف وأعرف ...
ولمن لا يعلم فقد كان لهذه الطريقة أثر في انتشار المذهب الأشعري ..
ذكر أبو الوليد الباجي في اختصار فرق الفقهاء عن أبي ذر الهروي؛ قال: كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر (الباقلاني)، و معرفتي بقدره: أنّي كنتُ مرَّةً ماشياً ببغداد، مع أبي الحسن الدارقطني (، إذ لَقِيتُ شاباً، فأقبل الشيخ عليه، و عظَّمه، و دعا له، فقلت للشيخ من هذا الذي تصنع به هذا؟! فقال لي: هذا أبو بكر بن الطيب؛ نصر السنة؛ و قمع المعتزلة – و أثنى عليه ...
قال أبو ذرّ: فاختلفتُ إليه، و أخذْتُ عنه مِن يَوْمِئِذٍ.
والهروي هو أشهر المحدثين بصحيح البخاري وعنه وعن مجالس تحديثه في المسجد الحرام انتشر المذهب الأشعري في أرجاء الدنيا ...
تنبيه آخر: لاشك أن ميوعة الإخوة السلفيين -إلا من رحم الله- والتي حلت عليهم في الآونة الأخيرة كانت ردة فعل للمناهج غير المنضبطة في الجرح والتعديل ...
ومن يحدد قوة الرجل من ضعفه في فن من الفنون؟
لا شك أنهم العلماء لا بعض صغار الطلبة الذين تجد أحدهم درس الباعث الحثيث فأصبح يستطيع تحديد من هو المحدث!!!!!
وآخر درس متنين في علم الأصول وأصبح يميز الأصوليين!!!!!!
وأما الغلو في التعديل والغلو في التجريح
في الواقع لا أدري ايهما كان نتيجةً للآخر
غير أن الذي أعرفه أن السبب في هذا وذاك البعد عن أهل العلم الموثوقين والبعد عن طلب العلم في الجملة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الله أكبر لقد انتقل سرطان التزهيد من الدين بالتزهيد من أهل العلم الى هذا المنتدى، وما كنا نحسبه إلا في .... ، فهلا اتقيتم الله في ما تكتبون؟
فلا تكتبن بكفك غير شيء ** يسرك يوم القيامة أن تراه
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الله أكبر لقد انتقل سرطان التزهيد من الدين بالتزهيد من أهل العلم الى هذا المنتدى، وما كنا نحسبه إلا في .... ، فهلا اتقيتم الله في ما تكتبون؟
فلا تكتبن بكفك غير شيء ** يسرك يوم القيامة أن تراه
حفظك الله
هما داءان فتاكان
التزهيد بأهل العلم
وتقديس أهل العلم
والخير بينهما
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 06:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
طيب يا أخي، ولم لا تترك الداء الأول؟
ولا تقل لي: وهل كتبت شيء مخالفاً، أو تقول لي: وأين التزهيد من أهل العلم؟
فما كتبت واضح لا يحتاج الى ارتداء النظارات، فإنك تلمز شيخنا .... ، وهذا ما يأباه أبو عبد الله وكل منصف معتدل، أم إن تجاوزنا عن أخطاء علمائنا مع نقدها بكل أدب واحترام وإجلال يعد تقديسا!!!؟ هذا ما سمعته من رجل قط درس أبجديات العلوم.
ورحم من قال: الذين يقتصرون في أخذ العلم من الكتب دون تذلل عند أهل العلم، وثني الركب تحتهم، أجرأُ الناس عليهم.
والله المستعان، والبكاء على خساسة الأدب.
واللهم ارزقنا العلم النافع النافع النافع.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 09:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وبعد:
طيب يا أخي، ولم لا تترك الداء الأول؟
ولا تقل لي: وهل كتبت شيء مخالفاً، أو تقول لي: وأين التزهيد من أهل العلم؟
فما كتبت واضح لا يحتاج الى ارتداء النظارات، فإنك تلمز شيخنا .... ، وهذا ما يأباه أبو عبد الله وكل منصف معتدل، أم إن تجاوزنا عن أخطاء علمائنا مع نقدها بكل أدب واحترام وإجلال يعد تقديسا!!!؟ هذا ما سمعته من رجل قط درس أبجديات العلوم.
ورحم من قال: الذين يقتصرون في أخذ العلم من الكتب دون تذلل عند أهل العلم، وثني الركب تحتهم، أجرأُ الناس عليهم.
والله المستعان، والبكاء على خساسة الأدب.
واللهم ارزقنا العلم النافع النافع النافع.
بارك الله فيك
من أين لك أنني لم آخذ العلم عن مشايخ
الحمد لله لقد من الله على كاتب هذه السطور بشيوخٍ أفاضل
التزهيد في أهل العلم لا يرادف نقد أخطائهم
فليس كل نقدٍ تزهيد
إنما حذرت من ظاهرة النفخ والتعصب للمشايخ
ورددت على من خلط بين أصناف المتكلمين مخالفاً اتفاق السلف على ذم علم الكلام
بل ويقيس علم الكلام على أصول الفقه وعلم الحديث
ومعنى هذا أننا قد ظلمنا المتكلمين بذمنا لعلم الكلام
والرد وإن كان فيه شيءٌ من الشدة فهذا إنما صدر حميةً للحق
وتبياناً لخطورة ما صدر عن الشيخ
كما ان حميتك للشيخ جعلتك تتكلم بتلك الطريقة الموجودة أعلاه
وليس كل أهل العلم طبقةً واحدة
ولا كل الأخطاء كذلك
ووصفك لي بخساسة الأدب
أسأل الله عز وجل أن يرزقك استخدام ألفاظٍ ألطف في المستقبل
وأسأله أن يكفيك شر هذه الكلمة
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 09:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي ما رأيك في هذا المدح والثناء العظيم، أنحسبه تبينا لأخطائه حفظه الله أم معاداة له:
فمن الأمور المزعجة على الساحة ظاهرة النفخ والتفخيم، والتي يتولى كبرها ثلة من الجهال يجعلون من كل ناعقٍ عالماً جهبذاً ومحدثاً متفنناً وأصولياً متقناً
وإذا وقع هذا المنفوخ المكبر في ضلالة
كانت الأعذار جاهزة فهو مصنفٌ في خانة المجتهدين أصحاب الأخطاء المغتفرة _ حتى ولو في المسائل المتفق عليها بين أهل السنة _
ومن لا يعمل لا يخطيء!!! وينبغي عليك إذا أردت انتقاده أن تفتتح مقالك وتختمه بذكر علمه وفضله ومناقبه ومآثره وخيرٌ لك ألا تذكر اسمه لكي لا تؤكل بلا ملح
دعنا من ذكر هؤلاء ولنشرع بالمقصود(/)
الحجاب يتحدى ...
ـ[الجندى]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 10:26]ـ
الحجاب يتحدى
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
المصدر:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9305
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله عز وجل ? وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... ? سورة النور آية 31
وقال عز وجل ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ? سورة الأحزاب آية: 59
لقد كانت فريضة الحجاب فريضة محكمة أراد الله عز وجل من خلالها أن يحفظ للمرأة كرامتها من الامتهان، وعرضها من الابتذال، وذلك بسترها لجسدها ومفاتنها، حتى تتمكن من القيام برسالتها الإنسانية إلى جانب الرجل وتكف طرفه عنها لكي لا يطمع في شرفها من في كان قلبه مرض ? فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? سورة الأحزاب آية: 32
إن الآيات الكريمة السابقة نسيج واحد يحتوي على مجموعة من الوصايا التي تكرم المرأة، وتهيئها لحمل رسالتها كإنسان مكمل لنصفها الآخر: الرجل.
- فلتغضض من بصرها كما أُمر الرجل.
- ولتحفظ فرجها مثلها مثل الرجل.
ثم تتميز المرأة تبعاً لتكوينها الذي خلقها الله عز وجل فيه ووظيفتها التي أناطها الله عز وجل بها ببعض الأوامر والوصايا:
- فلا تبدي زينتها إلا لمن سمّاهم الخالق عز وجل.
- وتضرب بخمارها على رأسها وعنقها وصدرها.
- وتحرص على أن حالها مبني على الستر دائماً فتدني على جسدها جلباب اللباس والقماش وعلى نفسها وكرامتها جلباب الحياء والفضيلة.
- وتجدّ في لهجتها وحديثها، وتخفض من صوتها وضحكها، وتختار الكلمة المناسبة مع المقام المناسب بحسب الحال والمآل حتى لا يطمع بها مرضى القلوب.
وحين تتحقق المرأة بهذه الوصايا فلا عليها أن تكون عنصراً فاعلاً في الحضارة إلى جانب الرجل تشاركه في محافل العلم والعمل والجهاد والتربية والدعوة ولم يمنعها حجابها من كل ذلك ولم يعق حركتها ولم يعرقل مسيرتها.
المطلب الأول - العلمانية والحجاب
وقد أدرك الغرب أن حجاب المرأة المسلمة – المسلمة فقط - رمز للتحدي يشكل خطراً على إيديولوجيته العلمانية ولذلك قرر منع الحجاب. فشعاراته البراقة، وشعارات الثورة العلمانية كلها ركلت بالأقدام في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خدعوا بها.
سألت أستاذاً علمانياً ينسب نفسه إلى الفلسفة لماذا منعت الدولة التي ترفع لواء العلمانية المرأة المسلمة من حجابها؟! فقال لي: - ولعله يسترضيني – هذا في الحقيقة شرخ كبير في العلمانية كان عليها أن لا تقع فيه، ولكن العلمانية تصحح أخطاءها ومساراتها دائماً. فقلت: إن هذا الشرخ ليس في المظهر، ولا في كونه مجرد نزوة عابرة، أو خطأ في الممارسة وإنما هو نتاج للخلل في الأساس العلماني، وهو شرخ في القاعدة الفلسفية التي تقف عليها ظاهرة العلمانية.
لقد صدع العلمانيون رؤوسنا في التنكيل بالأنظمة المستبدة، والتغني بالحرية والمساواة والديمقراطية ونحن معهم في ذلك. كما تحدثوا عن الفاروق عمر على أنه " المستبد العادل " أي أنه الخليفة الذي يمتلك كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وهو بنظرهم اتجاه لم يعد صالحاً لهذا العصر، والبديل له بنظرهم دولة المؤسسات العلمانية التي لا سلطان لأحد عليها إلا للعدالة.
والسؤال الآن: إذن لماذا ضاق الغرب ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشر عن أنيابه وأصدر قراراً بمنعه؟ كيف استطاع أن يفعل ذلك ما دامت المؤسسات العلمانية القانونية هي التي تحكم ولا سلطان لأحد عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس هذا القرار من أحط ألوان الاستبداد، ولا يمكن تصنيفه إلا في مخلفات القرون الوسطى المظلمة؟!.
لم تنج إذن العلمانية من الاستبداد، والاستبداد الظالم، فإذا كان لا مناص من الاستبداد إذن فأن يكون استبداداً عادلاً خيرٌ لنا، فعادت الحاجة ماسة إلى مثل الفاروق عمر رضي الله عنه.
الإشكالية هنا: أن الإنسان هو الذي يحكم، وهو الذي يسيّر المؤسسات وهو الذي يسن القوانين، وهو الذي يفسرها ويؤولها وهو الذي ينفذها، فما أسهل عليه أن يوظف ذلك كله لخدمة مصالحه ومنافعه، وخصوصاً في هذا العصر الذي يلعب الإعلام والدعاية دوراً بارزاً في غسل الأدمغة، وترويج الأفكار، وتغليب بعضها على بعض بحسب الحال والظرف والمصلحة.
ومن هنا فالشعارات العلمانية الرائجة اليوم مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي شعارات ظرفية تخدم الإنسان الأقوى – الإنسان الأبيض – وتوظف الآخرين لخدمته وفي الوقت الذي تصبح خطراً عليه تداس بالأقدام وتُركل بالنعال، وظاهرة الحجاب مثال على ذلك.
ولذا فالقول إن العلمانية وقعت في خطأ – مجرد خطأ – حين منعت المرأة المسلمة من حجابها هو محاولة للخروج من عنق الزجاجة، لأن الممارسة العلمانية محكومة بشيئين هما:
- الإنسان وطغيانه الممكن بل الغالب.
- النفعية البراجماتية، والأثرة الظاهرة في السلوك الإنساني أفراداً ودولاً وجماعات.
وفي هذه الحالة فالقضية ليست مجرد خطأ وإنما انهيار في البنيان العلماني من أساسه.
العلمانية لها قيمها المعلنة، والأديان كذلك، وإذا كانت الأديان تعد من يخرج عن عقائدها كافراً، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين علماني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً. والقول بأن العلمانية لا تنظر إلى نفسها على أنها مقدس يحرم المساس به ولذلك فهي تجدد نفسها وتصحح أخطاءها دائماً عبر صيرورة مستمرة كلام جميل ومعسول، ولكن الدين كذلك يقول، فالإسلام يجدد نفسه دائماً " إن الله يبعث لأمتي على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ".
فالعلمانية إذن دين متجدد، والإسلام أيضاً كذلك والفارق هو أن الإسلام له ثوابته التي لا تُمس بينما العلمانية تدعي أنها متلونة ولا ثوابت لها إلا الواقع بتغيراته وأنماطه المختلفة.
ولكن الإسلام لا يرغم الآخرين على أن يمارسوا شعائره فهم أحرار في دار الإسلام في ممارسة شعائرهم والإسلام يحميهم، بينما العلمانية في دارها ترغم المسلمة على ممارسة الطقوس العلمانية في السفور والانحلال.
المطلب الثاني - الحجاب والتحدي الحضاري
مرة أخرى: لماذا تضطهد العلمانية المرأة المسلمة المحجبة؟
إن الغرب لا يرى في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرى في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوه في عقر داره.
إن الحجاب يعني في المنظور الغربي أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه، وفي هذه المرأة المحجبة التي تخطر في شوارع باريس أو لندن. وإن هذه الصورة تمثل بالنسبة له أخطر ألوان التحدي، إنها تذكره بطارق بن زياد وموسى بن نصير وعبد الرحمن الغافقي على تخوم باريس. كما يرى الغرب في المرأة المحجبة وهي تتبختر في شوارع باريس أو غيرها كأنها ترفع راية الإسلام وتدوس قيم الغرب، وتتحدى شعاراته البراقة، وتهزأ بحضارته المبهرجة، وتترفع عن مدنيته الزائفة، إنها تتشبث بأصالتها في وسط المعمعة، وتلتف حول دينها وعفتها وشرفها في وسط تيار جارف من الإغراء واللذة. إن منظرها مثير جداً فهو يشبه منظر الجندي المستميت في وسط المعركة حين يرفع اللواء والرماح تنوشه من كل مكان فيظل ممسكاً به حتى تتقاسمه شفرات السيوف وأسنة الرماح.
إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة مرأة بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره، وقد حاول جاهداً أن يصمت لسنوات محافظاً على قيمه في الحرية، ولكن ضغط الحجاب ودلالاته التاريخية والحضارية جعل صبره ينفد فانتهك القيمة الأساسية التي يقف عليها وهي قيمة الحرية وذلك ليوقف هذا المد الإسلامي الخطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أجل إن الحجاب الإسلامي – الإسلامي فقط – ليس مجرد تحد فقط بل هو غزو وبشارة في ذات الوقت، فالمرأة الغربية اليوم تعيش في أحلك أيامها، وأسوأ لحظاتها يقول بيير داكو "" لم يسبق للمرأة أن كانت مسحوقة ومنهارة وخامدة مثلما هي عليه الآن، ويمثل عصرنا أكثر العمليات دناءة في تاريخ المرأة، فالمظاهر خداعة، ذلك أن الفخ مموه على نحو يثير الإعجاب "" () "" إن الفخ قام بعمله على نحو ممتاز ... فالسمكة كانت جائعة، وكان يكفي إلقاء الصنارة في الماء حتى تنخدع بها "" () إن بيير داكو يلخص لنا حالة المرأة في الغرب بعبارة مختصرة، إنها حالة مأساوية مريرة. وقد بدأت المرأة تشعر بذلك، وبدأت تتململ من الضياع والعبثية التي خُدعت بها، ولذا فهي ترى أن صورة المرأة المسلمة المحجبة صورة مثالية تتمنى لو يتاح لها أن تعيشها (). ولكنها ليست مهيأة لذلك فهي مكبلة بقيود ثقيلة، إنه إرث العلمانية المديد: تفكك أسري وضياع اجتماعي وأخلاقي، وعدمية فلسفية، وفردانية موحشة.
ومن هنا فالمرأة المسلمة في الغرب تؤدي بحجابها دور الداعية الصامتة، إنها ترفع شعار "" الكيان المستقل "" وتمثل أمام المرأة الغربية دور "" العالَم المتميز "" فهي كيان مستقل عن عالم الرجال وعالم أنثوي متميز عن عالم الذكورة.
إن المرأة المسلمة بحجابها تحتكر أنوثتها وتمتلكها ولا تبددها في عالم الرجال، إنها تنطوي في داخلها على سرٍ يجب أن يظل مطمحاً لعالم الرجولة تهفو إليه الرجولة فلا تنال منه إلا بقدر ما يتحقق من سعادة وكرامة إنسانية مشتركة.
إن في المرأة جانبان: جانب عملي إنساني مشترك بينها وبين الرجل وهو دورها في الحياة والبناء والإعمار والمشاركة والعمل والعلم والإبداع.
وجانب آخر هو أنثوي غريزي تميزت به المرأة عن الرجل، وزودها الصانع عز وجل بمكونات الأنوثة فهي أم حنون وزوج رؤوم، وأنثى لعوب. والإسلام لا يريد لأيٍ من الجانبين أن يطغى على الآخر، فلا يريد المرأة المترجلة التي تكبت أنوثتها وتتحول إلى كائن قاس عنيف جلف.
ولا يريد المرأة الجاهلة العابثة التي تُحوّل نفسها إلى أداة للمتعة واللذة والإنجاب فقط ().
إن ما يصلح المجتمع هو المرأة التي يتكامل فيها الجانب العملي مع الجانب الأنثوي أو الجانب الوظيفي الحياتي مع الجانب الغريزي. وإن المرأة حين تقف إلى جانب الرجل في المعمل أو المخبر أو الوظيفة فهي تزاحمه بإنسانيتها وكفاءتها وليس بأنوثتها، وأنوثتها تظل ورقة مخفية مدخرة لا تمنحها للرجال إلا في الإطار المشروع، إطار البناء المشترك والمساواة والندية.
بينما المرأة السافرة الفاتنة ترمي بلحمها وشحمها أمام الكلاب الجائعة، والذئاب الغادرة، والثعالب الماكرة، وهي بسفورها ومفاتنها تدفع بكفاءتها وإنسانيتها وفاعليتها إلى الوراء وتدفنها في الأعماق، وذلك لأن صوت الغريزة واللذة أقوى من صوت العقل – غالباً – وأقوى من صوت الحرية والتحضر والضمير والأخلاق، هذه الشعارات الجوفاء التي تنادي بها العلمانية.
والآن بعد فوات الأوان أدركت المرأة الغربية أنها خُدعت في أعظم عملية نصب واحتيال في التاريخ إنها مهزلة "" حرية المرأة "" ولذلك فهي تغبط المرأة المسلمة على حجابها وعفافها وترى أن هذا هو رأس المال الثمين الذي فرطت به حين خدعوها فأوهموها أنه قيود وتخلف، ولكنها حين فعلت ذلك خسرت كل شيء، ولأن المرأة فُطرت على الرحمة والشفقة فإن المرأة الغربية لا تريد لأختها الشرقية أن تنحط في المرتكس نفسه، وتقع في الفخ ذاته ().
إن أهم ما يعنيه الحجاب بالنسبة للمرأة هو إبراز فرديتها الإنسانية، وتكنيز فرديتها الأنثوية لتكون قادرة على مشاركة الرجل في الفعل الحضاري دون أن تخضع لابتزازه أو انتهازيته، ذلك لأن الجانب العملي والعقلي والإنساني والحياتي في كلا الطرفين متساوٍ ويبقى الرجل متفوقاً برجولته الظاهرة البارزة، لأن الرجولة يناسبها الظهور والبروز فكيف تقابل المرأة الرجولة لتكون نداً للرجل؟ ظنت المرأة أو قيل لها إن عليها أن تقابل رجولته البارزة بأنوثتها المكشوفة ومفاتنها المعروضة فصدقت ذلك، وأخطأت لأن الأنوثة سلاح لا يناسبه الظهور والانكشاف بل ذلك يثلمه ويفقده قوته وأهميته، وكان من الواجب مواجهة الرجولة المكشوفة بالأنثوية المخفية والمفاتن
(يُتْبَعُ)
(/)
المحجوبة فذلك لون من الدلال والتمنع يزيد المرأة قوة وحيوية وتأثيراً في الرجل.
إن سلاحها ليس كسلاح الرجل فسلاح الرجل لا يضيره الظهور والانكشاف بل يكون أمضى كلما كان كذلك، بينما سلاح المرأة يكون أمضى كلما كان أخفى، ألا ترى إلى الرجل يرى المرأة المحجبة التي تغطي وجهها فيتوق إلى رؤية عينيها، وإذا رأى امرأة تظهر عينيها يتوق إلى رؤية وجنتيها، وإذا رأى وجنتيها يتوق إلى رؤية فمها وشفتيها، وهكذا ... بينما المرأة السافرة لا يتوق الرجل منها إلا إلى اللذة والمتعة لأنها مملة ومبتذلة، فهي بنظره رخيصة.
ألا ترى النفس تتوق إلى الفاكهة المغلفة النظيفة بينما تعاف الفاكهة المكشوفة للذباب والحشرات، وهكذا فالمرأة طبقاً للمنظور الإسلامي أشبه بالجوهرة النفيسة التي تصان عن الأعين الزائغة والأيدي العابثة لتبقى ثمينة ناضرة جميلة:
قل لمن بعد حجاب سفرت أبهذا يأمر الغيدَ الشرف
إنما المرأة درة وهل يُصان الدر إلا بالصدف
إن في الحجاب جانباً من الإغراء أيضاً ولكنه الإغراء الإيجابي النافع الذي يحفظ للكيان الإنساني وجوده ونوعه وعفته، فالمرأة المحجبة حين تحجب نفسها عن زوجها أثناء الخروج من المنزل وتستر مفاتنها عنه تغريه وتشوقه إليها، ويشعر بتجدد في علاقته العاطفية معها حين تدخل معه المنزل مرة أخرة بحجابها ثم تخلعه أمامه وله فقط!، بينما تلك السافرة المتبرجة فلا يوجد لديها ما تخفيه عن زوجها بل عن الناس إلا القليل، فجسدها مكشوف، ومفاتنها معروضة للغادين والرائحين، ولذلك فبضاعتها كاسدة، ألا ترى أن احتكار السلع يزيد في ثمنها، ويعزز من قيمتها، فكذلكم المرأة التي تحتكر جمالها وأنوثتها ومفاتنها.
إن هناك مشكلة يعاني منها الغرب بسبب العري والسفور والخلاعة فحيثما اتجه الإنسان يجد أمامه نساءً كاسيات عاريات مائلات مميلات، وهذا فجّر لديه الغريزة الجنسية، ولم يتمكن من كبحها لأنها ثارت فهاجت فانفجرت، ومع طول العهد والاعتياد للمناظر الفاتنة المغرية الفاضحة، ومع طول الانغماس في الإباحية والشهوات تحول الأمر إلى مشكلة أخرى لم تكن في الحسبان – فبالإضافة إلى الأمراض الجنسية الكثيرة التي انتشرت نتيجة للعري والسفور ظهرت مشكلة البرود الجنسي، فلم يعد الرجل يميل إلى المرأة لأنها أنثى تثيره بضحكها أو بمشيها أو بقوامها أو بأنوثتها، ولم يعد يثيره فيها إلا الترميز الجنسي بكافة أشكاله وممارساته، ولذلك أخذ الإنسان الغربي يتفنن في اختراع المثيرات والمرغبات الجنسية المقززة، والتي تعافها الفطرة السليمة. وحين يقضي كل منهما وطره من الآخر يشعر بتفاهة اللذة، وانعدام المعنى، وعدمية الوجود، إذ أقصى ما يطمحان إليه قد بلغاه فإذا هو جدارٌ صلبٌ تصطدم به السعادة. وهنا نلاحظ منفعة الحجاب إذ هو يكشف لنا أن وراء اللذة بعداً روحياً نسمو إليه يخترق ذلك الجدار الصلب، وهو من حيث لا نشعر يحقق توازناً بين الشهوة والحب أو قل بين اللذة والمسؤولية، أو قل بين الرسالة والمتعة.
إن المجتمع الذي تحتجب نساءه مجتمع لا يعاني مطلقاً من الأمراض الجنسية، ولا يعاني رجاله مطلقاً من البرود الجنسي، لأن المرأة المحجبة تحفظ لزوجها طاقته الجنسية وتعينه على تجديدها بشكل مستمر في لحظات انحجابها وانكشافها أمامه. "" قال لي أحدهم: إنه يشعر بتجدد في علاقته مع زوجته كلما ارتدت حجابها وخرجت معه في نزهة أو زيارة، وإنه يشعر كأنه يراها لأول مرة حين يعودان إلى البيت فتخلع لباسها أمامه "".
المطلب الثالث – العلة في فرضية الحجاب
لا يختلف اثنان على أن التشريع في الإسلام لا يصدر إلا عن القرآن والسنة، وقد وردت آيات وجوب الحجاب في القرآن الكريم بوضوح لا يرقى إليه شك، ويمكن جمعها على النحو الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
* (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 30 - 31).
* (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60).
* (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب: 33).
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) (الأحزاب: 53).
* (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب: 59).
وبالعودة إلى الآيات الكريمة التي وردت في شأن الحجاب، نرى أنها جميعا قد جاءت في سياق غض البصر وحفظ الفرج، ويدل على ذلك ما تلاها من آيات تُفصّل آداب الاستئذان قبل الدخول، والحث على الزواج والإعفاف.
وعليه، فإن العلة الأولى للحجاب أو الخمار، هي إحصان المرأة وحفظ كرامتها بتغطية ما يثير شهوة الرجال من زينتها، وذلك بستر سائر بدنها خلا الوجه والكفين، مع التأكيد على أن العفة تُناط أولا بالتربية وتزكية النفوس لكلا الجنسين، كما قال تعالى: ? ولباس التقوى ذلك خير ?، فيما تأخذ تغطية الزينة حكم الإجراء الاحترازي لدرء الفتنة، والتي لا تُقصر على ضعاف النفوس فحسب، بل على المجتمع بأسره، إذ لا يخفى على أحد أن الغريزة الجنسية يستوي فيها العقلاء مع العامة، والتاريخ حافل بقصص الخيانة الزوجية على جميع المستويات.
الغاية إذن هي مساواة المرأة بالرجل لا تمييزها عنه، فلمّا اختصت الزينة والفتنة بأحدهما دون الآخر، كان لا بد من مواءمة الأحكام للفروق القائمة بينهما، ليلتقي كل منهما في إطار أعمالهما اليومية بما يضمن التقاء إنسان لإنسان، دون أن يشوب هذه العلاقة ما يهبط بها إلى دركات الشهوانية المقيتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إزاء هذه الحقيقة نقول: من الذي ينظر إلى المرأة على أنها جسد؟ ومن الذي يقصر فكره ونشاطه على ما يجب كشفه أو ستره من جسدها؟ .. أتراه ذاك الذي يعترف بحقيقة غريزته ويبني عليها حكما يلزم به نفسه ليحترم إنسانية المرأة، وينصرف من خلاله عن التدني إلى مستوى التطلع إلى غاية شهوانية، أم هو ذاك الذي يصر على نفي وجود تلك الغريزة وهو يعلم مكانها في نفسه، ثم يحكم على الرجال بضرورة التنزه عنها، مصرا على إخراج النساء اللاتي بقين مئات السنين في خدورهن، وطرح غطائهن الذي لم يُثِر أي مشكلة طوال تلك القرون، فيأمر الرجال بالنظر دون شهوة، والنساء بالاختلاط دون اعتراف بوجود أي نزوة؟
لقد رافقت الحشمة صورة المرأة منذ خُلقت وعاء للجمال والفتنة، فإذا كان هذا الغطاء الذي لا يمنع المرأة عن مزاولة أعمالها والتمتع بحقوقها قد وقف حائلاً في وجه بعض من الرجال عن التمتع بزينتها، فلنبدأ إذن بإعادة صياغة أسئلتنا من جديد، ولنتحلّ بالجرأة في تحديد ذاك الذي لا يرى من المرأة إلا جسدها، قبل أن يتحول مبدأ: "رمتني بدائها وانسلت" من مجرد مشاغبة جدلية إلى حالة نفسية تطبع تياراً فكرياً عارماً بطابعها المثير للشفقة. ()
إن الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب؟!!
فلتخرج إذن من بلادنا أو لتلبس لباسنا ولتتحلل كما تحللنا ? وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ? [سورة الأعراف آية: 82].
أجل إن التطهر قوة، والعفة قوة، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهولا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه، يريد أن ينجرف الجميع.
إن فرنسا تعج بمشكلات كثيرة من أبرزها: الإدمان، والشواذ، والبطالة، والجريمة، ولم يلفت نظرها من كل هذه المخاطر شيء، فقط شعرت بالخطر من حجاب المرأة المسلمة، وأصدرت قراراً بمنعه!! وقرار المنع هذا سيزيد من المحجبات، وحتى اللواتي لم تكن القضية ذات أهمية بالنسبة لهن سينتبهن لذلك، ويفكرن في أمر الحجاب، وسر الحرب ضد الحجاب، ولعل كثيراً من الغشاوات التي أثيرت حوله تزول مع البحث والسؤال، وإذ بالحرب على الحجاب تعود لصالح الحجاب. والله أعلم بالصواب،وإليه المرجع والمآب.
? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ? [سورة الحشر الآيات: 18 - 20].
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.(/)
سعودة الدعوة!
ـ[نسا]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلكم عرفتوا موضوعي من عنوانه
كنت استمع لبرنامج دعوي هادف عبر المذياع وكنت احسبه يناقش ويوعي جميع الشعوب الاسلاميه مع اني الاحظ من بداية انطلاقته أنه يناقش خصوصيات الشعب السعودي ولكن كنت أمل خير ولازلت أمل وأتمنى أن يصير البرنامج عام
واثنى إستماعي اذا بشيخ يوجه دعوه الاهل الشمال والجنوب والشرقيه بالمشاركه وإبدأ الراي في ما يتعلق بالموضوع انا هنا تعجبت من الشيخ وقلت في نفسي كم مسلم يستمع لك وانت تختار الشعب السعودي فقط!!!
هذا موقف بسيط ولكن الواقع يشهد اكبر من كذا من تهاون العلماء والدعاة في الدعوه خارج البلد مااعمم أحد ولا أخص أحد
ولكن أوجه دعوه واقول لهم الشعوب الاسلاميه بحاجه لدعوه الصادقه والوقفه الحانيه
وان عامتهم أشد عماء من عامتكم
وان طلبة العلم فيهم بحاجه الى توجيهكم
وأن علمائهم بحاجه الى إصلاح مابينهم وجمعهم على كتاب الله وسنة رسوله (ص)
أوجه نداء لعلماء الامه ودعاة الحق أن يعمموا دعوتهم لجميع المسلمين
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 04:22]ـ
مرحباً بك وأهلاً في المجلس العلمي
لا يخفى عليك أنه لا بد في الخطاب الدعوي من مراعاة أحوال الناس واختلاف ثقافاتهم ومشكلاتهم التي يعانونها
ولا يلزم من هذا تخصيص الدعوة بأهل بلد معين، بل هذا من الفقه في الدعوة
ولكن بالمقابل هناك همومٌ مشتركة أو مختصة ببلدان أخرى ينبغي ألا تهمل
وعليها يتوجَّه ما ذكرت
وفقك الله وبارك فيك
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 09:59]ـ
بارك الله فيك أختي نسا ..
ولكن يُراعى التخصيص فيما تخصص، و يعمم فيما يعم ..
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 11:29]ـ
فتى الادغال
قصة الشيخ المفتي والستيان!
---------------------
من أشدِّ الأشياءِ وقعاً على نفسي، أنْ أرى مُفتياً تصدّرَ للفُتيا أو التدريس ِ، وصارَ مرجعاً للنّاس ِ في أمور ِ معاشِهم ومعادهم، يحجرهم عن الإثم ِ والعُدوان ِ، ويُدنيهم من الطاعةِ والبرِّ، وهو مع ذلكَ لا يُقيمُ أودَ البيان ِ، ولا صلبَ الفصاحةِ، وإنّما يتكلّمُ بلهجةٍ عامّيةٍ مُبتذلةٍ، ويشينُ حلاوة َ الفقهِ والفهم ِ، بسُقم ِ العِبارةِ ووحشيِّ اللفظِ.
ومن قرأ في كتبِ الأدبِ، وشدا شيئاً من فنون ِ البيان ِ، راعهُ هذه النمطُ من المفتينَ، مهما تفنّنَ في إيرادِ المسائل ِ، أو أوتيَ فهماً وبصراً، فالعلمُ إنّما تُزيّنهُ الجملُ المُنتقاةُ، ويرفعهُ عن الابتذال ِ ترصيعهُ بفصيح ِ القول ِ وجزل ِ اللفظِ وروائع ِ البيانِ.
أتابعُ أحياناً – بحسبِ وقتِ الفراغ ِ - بعضَ برامج ِ الإفتاءِ، سواءً ما كانَ في قنواتِنا وإذاعاتِنا الخاصّةِ، أو على بعض ِ القنواتِ والإذاعاتِ الأخرى، أنشدُ فيها ضالّة ً من علمٍ، و أقتنصُ شاردة ً من مسألةٍ، فكم في زواياها من خبايا مُنعشةٍ، تبعثُ على الأملِ في بقاءِ حبلِ العلمِ مُمتدّاً، إلا أنَّ فرحتي لا تتصلُ إلا بمقدار ِ ما أمكّنُ نفسي من الأرض ِ مُسترخياً، وأستمعُ لأوّل ِ الغيثِ من البرنامج ِ، ثُمَّ ينهمرُ سيلُ اللفظِ المُبهم ِ، والكلام ِ المِشكل ِ، ولا تدري أأنتَ في برنامج ٍ للإفتاءِ يُذاعُ على مسامع ِ النّاس ِ ومرآهم، ويُجلّي مُسبتهمَ المسائلِ، أم أنّكَ في مجلس ٍ من مجالس ِ الخاصّةِ، يُداولونَ فيهِ الحديثَ بلهجتهم الدراجةِ؟.
والذي يزيدُكَ توجّعاً أنَّ هذه البرامجَ مطروقة ٌ مقصودة ٌ، تشرأبُّ لها الأعناقُ، وتتشوّقُ إليها النفوسُ، ويبحثُ فيها النّاسُ عمّا يرفعُ حيرتهم ويشفي علّتهم، فإذا بالهوّةِ تتسعُ، والطينُ يزدادُ بِلّة ً، ويغدو جوابُ الشيخ ِ بعيدَ المنال ِ وعرَ المسلك ِ، ويحتاجُ إلى من يكشفُ غوامضهُ، وذلكَ لأنّهُ أتى بألفاظٍ غير ِ مألوفةٍ للسّامع ِ، ولا تدورُ في مُجتمعهِ وبيئتهِ، وظنُّ الشيخُ المُفتي – عفا اللهُ عنهُ – أنَّ ظهورَ اللفظِ عندهُ وفهمهُ لهُ، يوجبُ ظهورهُ عندَ السامع ِ والمُتلقّي، ولعمري لقد أبعدَ النّجعة َ في ذلكَ، وتوهّمَ على غير ِ الصّوابِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الواجبُ على المُفتي أن يأخذ َ بأسبابِ اللغةِ العربيّةِ الفُصحى، وأن يجعلها مدارَ كلامهِ ومحطَّ حديثهِ، فهي سهلة ٌ ميسورة ٌ، تقرعُ الأسماعَ بهيبتِها وجلالِها، وتُكمّلُ جوانبَ الشخصيّةِ المُسلمةِ الحقّةِ، وتزيدُ من هيبتهِا ووقارهِا، ويفهمها الجميعُ بلا عنتٍ أو مشقّةٍ، فهي رحمٌ متّصلٌ بينَ المُسلمينَ، يتوادّونَ بهِ ويتواصلونَ عن طريقهِ، ولا تجدُ وشيجة ً بينَ المُسلمينَ في أقطار ِ الدّنيا أقوى من وشيجةِ اللغةِ الأمِّ لهم، لُغةِ القرءان ِ العظيم ِ، اللغةِ العربيّةِ الفصيحةِ، والتي جرتْ على سنن ِ العربِ الأوائل ِ في تركيبِ الجمل ِ والمفرداتِ، دعْ ما عدّوهُ فيها من غريبِ اللفظِ ووحشيِّ العِبارةِ، فذلكَ حشوٌ لا يُحتاجُ إليهِ، وإنّما الكلامُ عن طريقتهم في الحديثِ وصياغتهم للجملةِ.
في بعض ِ ما تابعتهُ من برامجَ للإفتاءِ أجدُ الشيخَ قد تمنطقَ باللهجةِ المحليةِ القُحّةِ، وأخذ َ يكيلُ للسامع ِ من تلكَ الألفاظِ ما يحتاجُ معهُ أهلُ الجزيرةِ العربيّةِ إلى قاموس ٍ يكشفُ لهم حقيقة َ المعنى، فكيفَ ببقيّةِ النّاسَ، ممّن تناءتْ بهم الديارُ، وشطّتْ عنّا وعنهم المزاراتُ.
إنَّ المُستفتي يطلبُ حينَ سؤالهِ كشفَ حيرتهِ، ودفعَ جهلهِ، فلماذا نزيدُ عليهِ الحيرة َ، ببعض ِ الأجوبةِ التي تُرضي عجائزَ اليمامةِ، ولا تقرُّ بها أنفسُ النّاس ِ في بلادِ الكنانةِ والرّافدين ِ؟.
يجبُ على المفتي أن يكونَ ذا لسان ٍ فصيح ٍ، يُبينُ حينَ الجوابِ، ويُوضحُ الرّدَّ، دونَ أنْ يدعَ السائلَ في حيرةٍ وتخبّطٍ، ولا يظُنّنّ الشيخ ُ – غفرَ اللهُ لهُ – أنَّ سعة َ العلم ِ، والتبحّرَ في المسائل ِ، والغوصَ فيها، يُغني عن معرفةِ البيان ِ وطُرق ِ الفصاحةِ، بل هذا ممّا يعيبُ على العالم ِ أن يكونَ كذلكَ، عييّاً حصِراً، لا يكادُ يبينُ، وقد فهِمَ هذا الأمرَ النبيُّ الكريمُ موسى كليمُ اللهِ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – فطلبَ من ربّهِ أن يردأهُ بهارونَ – صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ - أخيهِ مُصدّقاً ومُحاجّاً، لفصاحةِ لسانهِ وحُسن ِ بيانهِ، ولو كانَ الأمرُ متوقّفاً على سعةِ العلم ِ وكثرتهِ، لكانَ موسى أولى من هارونَ – صلّى اللهُ عليهما – في الإبلاغ ِ والدعوةِ، ولما احتاجَ إليهِ سنداً ومُعيناً.
ولا بُدَّ من معرفةِ أحول ِ النّاس ِ كذلكَ، فللنّاس ِ عوائدُ وطباعٌ شتّى، وربّما حسُنَ الشيءُ في بيئةٍ وقبُحَ في أخرى، واللفظُ الواحدُ يُستخدمُ في أماكنَ مُختلفة ً، ويحتملُ – بحسبِ المنطقةِ – معنىً خاصّاً فيهِ، ولهذا كانَ من جملةِ مُخصّصاتِ النصوص ِ العامّةِ: العرفُ المُقارنُ للخطابِ، وذلكَ لأنَّ اللفظَ العامَّ إذا أطلقَ في بيئةٍ مُعيّنةٍ، وكانَ المُتعارفُ عليهِ صرفهُ إلى شيءٍ خاصٍّ، فإنّهُ ينصرفُ إليهِ ويُحملُ بهِ، ولا يُعدُّ من ألفاظِ العموم ِ:
والعرفُ حيثُ قارنَ الخِطابا ********** ودعْ ضميرَ الشأن ِ والأسبابا
وممّا يُستطرفُ ذكرهُ في هذا المقام ِ، ما حدّثنيهِ شيخي العلاّمة ُ: مُحمدُ بنُ مُحمّدٍ الشنقيطيُّ – متّعهُ اللهُ بالعافيّةِ – أنّهُ سمِعَ مرّة ً في برنامج ِ " نورٌ على الدربِ " سؤالاً وُجّهَ إلى أحدِ أهل ِ العلم ِ، تسألُ فيهِ امرأة ٌ عن حُكم ِ لبس ِ الستيان ِ للنّساءِ، فكانَ جوابُ الشيخ ِ: لا أدري ما هو الستيانُ، ولكنْ إذا كانَ فضفاضاً واسعاً فلا بأسَ بهِ، وإن كان ضيّقاً فلا يجوزُ لبسهُ.
وهذا الجوابُ من الشيخ ِ قالهُ لعدم ِ معرفتهِ بصفةِ الستيان ِ، ولا طريقة َ لبسهِ، فأجراهُ – والحالُ هذه – على نظائرهِ من لباس ِ المرأةِ، والذي يحرمُ عليها فيهِ إبداءُ المفاتن ِ سواءً بكشفها أو تحجيمها.
والستيانُ: لفظة ٌ عاميّة ٌ مرذولة ٌ، تُطلقُ على ما تشدُّ بهِ المرأة ُ صدرها، ولا أعرفُ لها مُرادفاً عاميّاً أو فصيحاً، ومن علمَ شيئاً من ذلكَ فليُغثنا، على أنَّ هُناكَ من يُسمّيها حمّالاتِ الصدرِ، وهو اسمٌ حسنٌ ظريفٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهُنا أشيرُ أيضاً إلى بعض ِ خطباءِ الجمعةِ اللحّانينَ، والذين تمضي خُطبهم تصويباً وتصحيحاً، فلا يتركُ قاعدة ً نحْوية ً إلا أغارَ عليها، وجعلها شذرَ مذرَ، ولم يبق ِ فيها ولم يذرْ، وضاعتْ الخُطبة ُ حصّة َ إملاءٍ وتصحيح ٍ للنّطق ِ.
وإنّي لأعرفُ خطيباً لا تستقيمُ الجملة ُ في لسانهِ إلا بعدَ أربعِ محاولاتٍ من التصحيح ِ، وتكونُ رابعة ُ المُحاولاتِ أشدّها شُنعة ً وبشاعة ً، وليتهُ يلوي على الحقِّ ويُراجعُ نفسهُ، بل يمضي سادراً في لحنهِ، ويظنُّ أنَّ خيارهُ الرابعَ قد وافقَ قولَ سيبويهَ، أو جرى على أصول ِ الخليل ِ وأبي العلاءِ.
لقد ابتذلَ الناسُ شأنَ الجمعةِ والخطبةِ، وصارَ يبرزُ للمُصلّينَ إليها كلُّ من آنسَ من نفسهِ قُدرة ً على القراءةِ، واستعانَ على ذلكَ ببشتٍ من البشوتِ المُقصّبةِ، ثُمَّ أكملَ فصولَ هذه المأساةِ بقُصاصةٍ من جريدةٍ، أو مُصوّرةٍ من كتابٍ، واعتلى المنبرَ مُذكّراً وواعظاً، ولا تسلْ حينها عن الضعفِ في الأسلوبِ، ولا اللحن ِ الذي يقتلُ المرءَ اللبيبَ همّاً وحزناً.
كم من خطيبٍ يحوّلُ خطبتهُ إلى بحثٍ عن مشيج ِ أوراقهِ، فيُقلّبها فوقُ وتحتُ، ويبحثُ عن الورقةِ الضائعةِ، والنّاسُ يجأرونَ إلى اللهِ فيما بينهم وبينَ أنفسهم أن يكشفَ اللهُ عنهم هذا البلاءَ والكربَ، وأمّا هو ففي حالةٍ من البؤس ِ يُرثى لها، بينَ ضياع ِ الورقةِ ونظرةِ النّاس إليهِ.
صونوا المساجدَ والمنابرَ والفُتيا عمّن لا يُحسنُها، حتّى لو كانَ عريضَ الفهم ِ والعلم ِ، فالعلمُ والفهمُ – وحدهما – لا يَصلحان ِ دونَ حُسن ِ البيان ِ والعرض ِ، وكم من رجل ٍ كانَ حُبسة ً في لسانهِ، فكفى النّاسَ أمرهُ واستعانَ عليهم بالتأليفِ والتصنيفِ، فهو أنفعُ وأجدرُ أن يُفيدَ، وهذه مواهبُ ومنحٌ يمنحها اللهُ تعالى، فرُبَّ رجل ٍ فُتحَ لهُ في البيان ِ والفصاحةِ ولم يُفتحْ لهُ في العلم ِ، وربَّ رجل ٍ رُزقَ علماً وفهماً إلا أنّهُ لا يعرفُ كيفَ يوصلُ المعلومة َ مُشافهة ً، وهلمّا جرّا.
دمتم بخير ٍ.
أخوكم: فتى.
==========
تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها
ـ[نسا]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 03:19]ـ
شكر الله لك أخي الحمادي وبارك الله لك في علمك وعملك ونفع بك الإسلام والمسلمين
أن معك أخي في أن الناس تختلف من ناحية الثقافه والمشكلات ولكن كيف لنا أن نعرف مشكلات الشعوب الإسلاميه دون أن نعيش واقعهم
والمسلمين بحاجه لعلماء هذه البلاد لمعرفتهم بمنهجيتهم السليمه
أختي العنود المطيري أسعدني مرورك وتعليقك أنا معك من ناحية إن في خصوصيه ولكن ليس من المعقول إن الداعيه والعالم يكدس جهده لاهل بلده والشعوب الإسلاميه تتخبط في ضلال الجهل وحيرة المنهج
والدعوة والرساله المحمديه لناس عامة
بارك الله فيك ونفع بك
أخي أبو حماد بارك الله فيك
فموضوعي عن تعميم الدعوة وليس عن تحسين اللغة ...........
ـ[الفارس]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لعلي عرفت البرنامج الذي تتحدثين عنه، وهو الوحيد فيما أعلم موجه لأهل السعودية من بين جميع برامج الإذاعة، وهي نسبة ضئيلة جدا.
ـ[نسا]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 04:22]ـ
بارك الله فيك أخي الفارس فإذا كنت تتابع الإذاعه بإستمرار فسوف تحدد النسبه على الاقل 50%
اسأل الله أن يصلح حال المسلمين وان يألف مابينهم ويجمعهم على الخير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 02:01]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=239(/)
كشف الغطاء عن لصوص العلماء
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 04:12]ـ
السلام عليكم
تشرفت بالإطلاع على هذا المنتدى , فأحببت أن أزيد نفسي شرفاً بالمشاركة والإطلاع على ردودكم فيما سأكتب علماً أن أحَبّها إلى قلبي ما كان مخالفاً للرأي , علّ الله أن يبين لي الصواب فيما ظننته غير ذلك ..... سعد
ــــــــ
عندما تُطمس شمس العلماء
الحمد لله المتفرد بالحكم, وصلى الله وسلم على سيد العُرب والعُجم , محمد بن عبدالله,
وعلى آله وصحبه أباة الضيم والظلم. أما بعُد:
فلا تزال شمس العلماء ساطعة ً متوهجة ً على مرِ العصور والأزمان , تلك الشمس التي استمدت نورها من نور الله جل جلاله, (الله نور السماوات والأرض) وقد جعل الله لأهل العلم مكانة ً سامقة ً عالية ً, تشرئبُ لها الأعناق, وترنوا لها الأحداق, عندما قرن شهادتهم بشهادته جل وعلا وشهادةِ ملائكته , فقال سبحانه: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأؤلوا العلم قائما بالقسط) ويكفي العلمَ فضلاً: أن صاحبه من أعبد وأتقى وأخشى الناس لله, كما قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ويكفي العلماء شرفاً وفخراً أن الله رفعهم من بين الناس فقال سبحانه (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة غزيرة لعلو شأن المعلوم ورفعة شأن العالم وإن الناظر للتاريخ نظرةً فاحصة , يجد أن العلماء على اختلاف مللهم ونحلهم , هم القادة للثورات والمثل الأعلى للشعوب وهم دائما في المقدمة في كثير من الأمور الدنيوية سواء كانوا على حق أم على باطل ولعلي أدَعُك قليلا مع هذا المشهد العجيب الذي يرويه لنا الإمامان العظيمان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما:
يذكر قصة أبي سفيان مع هرقل لما سأله تلك السؤالات العظيمات عن النبي صلى الله عليه وسلم
فلما عرف الحق وأشرقت شمس الهداية في قلبه قال:
إن يكن ما تقول حقا إنه لنبي، وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظنه منكم، ولو أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي. ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه
((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية إذ أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك لعنة الأريسيين و (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا أشهد بأنا مسلمون) فلما قرأه، وفرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات عنده، وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا.ثم أذن هرقل عظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمرا بأبوابها فغلقت، ثم أطلع فقال: يا معشر الروم! هل لكم في الفلاح والرشد، وأن تثبت مملكتكم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان، قال: ردوهم علي، فقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له، ورضوا عنه.
ولعلي أدع المجال للإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله في أن يعلق على هذه القصة
فاسمعه يقول:
(هذا ملك الروم، وكان من علمائهم أيضا، عرف وأقر أنه نبي، وأنه سيملك ما تحت قدميه، وأحب الدخول في الإسلام، فدعى قومه إليه فولوا عنه معرضين كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة، فمنعه من الإسلام الخوف على ملكه ورياسته، ومنع أشباه الحمير ما منع الأمم قبلهم)
ولعلي الآن أوجه الأضواء إلى مسألة عظيمة هي من دواهي هذا الدهر, ومن مصائبه التي عمت و طمت , بل وهي السبب في طمس شمس العلماء والتي نستفيدها من هذه القصة العظيمة
ألا وهي:
أن المناصب التي يتربع على عرشها بعض أهل العلم وتكون رفيعةً في المجتمع وتجعل لهم خصوصية من بينهم , كثيراً ما تحول بينهم وبين قول الحق والصدع به على خلاف من لا يملك إلا نفسه , فتراه صدّاعاً بالحق قوّالاً له , لا يخاف في الله لومة لائم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هرقل وهو من علماء النصرانية لم يمنعه خوف ذهاب هذا المنصب من السكوت في بيان الحق في مسألة فرعية أو مسألة مختلف بها إنما منعه هذا الخوف عن قبول الحق الذي عرفه وتبين له وتكشفت له فيه الحُجُب.
فتأمل يا رعاك الله:
حال بعض المنسوبين إلى العلم كيف يهجرون قول الحق والصدع به عندما يتصادم مع مصالح رؤسائهم وكبرائهم , فحري بك أن تكون فطناً لبيباً يعرف من أين يأخذ الحق ومن هم أصحابه
خصوصاً في المسائل المصيرية المتعلقة بالأمة ومصالحها العامة وتكون هذه المصالح متعارضة مع مصالح تلك الثلة الصغيرة التي ينطوي هؤلاء العلماء تحت لوائها.
وانظر يا أيها المسلم الحر:
إلى إمامٍ من أئمة المسلمين الثقات الأثبات الذين شهد لهم المسلمون بالسلامة والعدالة وارتضوا أقوالهم , وهو الإمام العلامة الفقيه أبو حنيفة النعمان عليه من الله الرضوان ,كيف ترك القضاء ورفض الإنصياع للأوامر العليا التي أوجبته على القيام بهذه المهمة فرفض ثم قاموا باستخدام أسلوب آخر وهو الإجبار على هذا الأمر بالضرب حتى توفي رحمه الله بسبب ذلك العذاب.
ولقد وصفَ هذه القضية الكبرى وصفاً رائعا ماتعا الشاعر الأديب الجرجاني رحمه الله في قصيدته الأعجوبة , حيث يقول:
يقولونَ لي: فيكَ انقباضٌ وإنّما
رأوا رَجلاً عن موقفِ الذُّلِ أحجما
أرى النّاسَ مَن داناهُمُ هانَ عِندهمُ
ومن أكرمتْهُ عِزَّةُ النَّفسِ أُكْرما
ولم أَقضِ حقَّ العِلمِ إنْ كانَ كُلَّما
بدا طمعٌ صيرته ليَ سُلَّما
إذا قيلَ: هذا مَنهلٌ قلتُ: قد أَرى
ولكنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّما
أنزِّهُها عن بعضِ ما لا يَشينُها
مخافة أقوال العدا: فيم أو لما؟
فأصبحُ عن عَيبِ اللّئيم مُسَلَّماً
وقد رحت في نفس الكريم معظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبِتْ
أقلِّبُ كفّي إثره مُتَنَدِّما
ولكنَّه إنْ جاء عفواً قَبِلْته
وإنْ مال لم أُتْبِعهُ (هلاَّ) و (لَيتما) !
وأَقبِضُ خَطويَ عن حُظوظٍ كَثيرةٍ
إذا لم أَنلها وافرَ العِرضِ مُكَرما
وأَكرِمُ نفسي أنْ أُضاحِكَ عابساً
وأَنْ أَتلقّى بالمديح مُذَمَّما
وكم طالب رقي بِنُعماهُ لم يصِلْ
إليه وإن كان الرَّئيسَ المُعظَّما
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نِقمةً
وكم مغنَمٍ يعْتدُّه الحرُّ مغرَما
ولم أبتذِل في خدمةِ العلم مُهجَتي
لأَخدِمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أَأَشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذِلَّة؟!
إذاً فاتِّباعُ الجهلِ قد كان أحزَما
ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانوه صانَهمُ
ولو عظَّموهُ في النُّفوسِ تَعَظَّما
ولكن أهانوه فهانَ ودنّسوا
مُحيّاهُ بالأطماعِ حتى تَجهَّما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يسْتَفزُّني
ولا كلُّ من لاقيتُ أرضاهُ منْعِما
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يتشدق بعض أتباع المنهج السلفي (ادعاءً) باتباعه ويقرون بعلمه وإمامته لكنهم يتنكبون لمنهجه وطريقته إتباعاً للهوى وخوفاً من ذهاب بعض المناصب التي هي في النظرة الدنيوية حقيرة دنيئة فضلاً عن النظرة الأخروية.
تراه قد مات رحمه الله في السجن ذائداً عن الدين واقفاً في وجوه الظلمة المعتدين , صداحاً بقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم.
إيهٍ يا ابن تيمية!!
إنّ من يُقلب الطرف في سيرتك العطرة وجهادك الدائم لأعداء الدين وصدحك بالحق على اختلاف حالك من يسر إلى عسر وينظر إلى لصوص العلماء الذين أخرج عنهم الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص) ضعفه الألباني , ليجد العجب العجاب وما يخلب الألباب.
أيتها الأمة النائمة المتكئة على فتاوى مسبوقة الدفع:
استيقظي وقومي من رقادك الذي قد طال! إن الذي ترين أمرٌ قد حدث في الأمم الغابرة وذكره الله وفضحه أفلا تتنبهين له أما سمعتي قوله سبحانه:
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)
ألا إنه لن تكون في الأمة ثورةٌ فكرية عارمة تجرف بسيلها الهائج الثائر تلك الأغلال والآصار التي وضعتها الأمة عليها في سني ضعفها وانهزامها إلا بقصد تلك الأصنام المتحجرة وكسرها بسيف الحجة والبرهان المستمدان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بسبيلٍ واحد وطريق واحد وهو الطريق الأمثل والسبيل الأقوم , الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أصنام عصره التي كان لها الحراس والسدنة الذين يتأكلون منها ويعيشون عليها ويسوسون بها وهذه الطريقة هي:
أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد تلك الأصنام وسلبها خاصيتها وفرغها من محتواها عندما بيّن الدين الحق الذي يتضاد مع هذا الباطل فجعلها خواء فارغة وكان هذا في العهد المكي عندما كانت الدعوة فكريةً بالحجج الدامغات والبراهين الواضحات.
ثانياً: بعد أن تكشّف للناس زيفُ هذه الأصنام والقائمين عليها بادروا هم بأنفسهم وقد كانوا يوما ما من الذابين عنها الذائدين عن حياضها المشهرين ألسنةً و سيوفاً في الدفاع عنها.
كيف لا وهم يرونها الحق ويرونها الدين ويرون الكبراء والعقلاء يدعون لها ويبجلونها ووسائل الإعلام في عصرهم تعظمها وتقدسها.
أليس حري بهم أن يكونوا جنداً من جنودها وُيخرسوا ويقطعوا لسان كل قادحٍ وذامٍ لها , بعد هذا كله يقومون بقيادة القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم بتكسير وتحطيم هذه الأصنام بكل إيمان وعقيدة بزيفها وبطلانها وكان هذا في العهد المدني.
وهذه رسالةٌ واضحة لأصحاب المنهج السوي المستقيم ألا يستعجلوا في الخطوات فيقدموا ما حقه التأخير فيجابهوا بقوة العامة قبل الخاصة.
إنما الواجب عليكم هو نشر عقيدتكم ومنهجكم بكل تؤده وحنكه وذكاء أو ليس هذا هو الحق الذي تدينون به!
أوليس حري برب هذا الحق أن ينصره! فلماذا استعجال الثمرات.
هل نحن خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندما جلس السنوات الطوال يدعوا إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة حتى تكونت لدية قاعدة متينة استطاع من خلالها أن يدخل الدنيا في لا إله إلا الله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(تنبيهات)
1.إن القارئ لهذا الموضوع يجدر بنا تنبيهه أن المقصود هنا بعض العلماء وليس الكل
(معاذ الله) فالتعميم عرضة للخطأ , فلا يأتينّ جاهلٌ ويرمي كاتبه بالتهجم والقدح في علماء هذا العصر قاطبة بل المقصود تلك الشرذمة التي تتأكل بهذا النهج الرديء وتسكت عن قول الحق بدعاوى كاذبة وتلبس الباطل لباس الحق فليعلم ذلك.
2. ليس شرطاً أن كلَ عالم كان ذا منصب هو من هذه الثلة القليلة التي طمست شمسها فالتاريخ الإسلامي زاخر بالعلماء الأفذاذ الذين تولوا المناصب ولم تمنعهم مناصبهم عن قول الحق والصدع به وكذلك في وقتنا المعاصر فليعلم ذلك.
3.خذ بقولي ولا تنظر إلى عملي
ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري
بقلم/ سعد بن ثقل العجمي
فجر الجمعة
25/ 3/2005
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 12:01]ـ
أهلاوسهلا ومرحبا بك أخي سعود
أسأل الله عز وجل أن يجعل أوقاتنا هنا فى ميزان حسناتنا
جعل الله للخير عليكم دليلا ... ولا جعل للشر إليكم سبيلا
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 06:24]ـ
حبذا لو أوضحت لنا من تقصد أخي سعد
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 11:15]ـ
نسأل الله أن يرحمنا برحمته، ويتولانا بعنايته.
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 06:23]ـ
أهلاوسهلا ومرحبا بك أخي سعود
أسأل الله عز وجل أن يجعل أوقاتنا هنا فى ميزان حسناتنا
جعل الله للخير عليكم دليلا ... ولا جعل للشر إليكم سبيلا
آل عامر
شكرا على التعليق الجميل
كن والأمة بخير
ـ[سالم القرني]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 05:56]ـ
يا أخ سعد بدلا من أن تتكلم على العلماء الذين تقصدهم فعليك أولا أن تتكلم عن العلماء الذين يملؤن الدول العربية ومع ذلك ساكتين على مايحصل لديهم فهم جهابذه في تأليف الكتب فقط أما أن ينصحوا دولهم فلا.
الواجب عليهم أن يعترضوا على الزنا والخمور والدعارة والعري في الشوارع وفي كل مكان وعلى الأفلام التي تصدر من عندهم التي ضيعت شباب وبنات الأمة حتى أن بعضهم يمر على بعض فنادق الزنا والخمور وهو متجه إلى عمله ولا ينكر ذلك بل يسكتون على ذلك.
بل ويبذلون جهدهم في الرد على علماء السلف الذين يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتبعون السلف الصالح ويتركون المنكرات التي في بلادهم ووالله إنهم لمسؤلون عن ذلك.
بل هناك ممثل مشهور إعترف بأنه زنا بالمرأة الموجودة معهم في المحكمة حتى لايعترف بأن الولد له ومع ذلك لم يحاكموه ولم يعترض أحد من علماء ذلك البلد وهم يدعون أن دستورهم الشريعة الإسلامية. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 09:29]ـ
بالله عليكم لا تدنسوا، هذه الحوارات العلمية، بذكر هؤلاء الفسقة - أقصد الممثلين والممثلات - فوالله أخبارهم تقسي القلب.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 09:38]ـ
وماهم ياشيخ علي الا من أفسد الشباب والشابات، بالكلام المعسول، والأفعال الشاذه، حسبي الله عليهم، ولا حول ولا قوة الا بالله، اللهم احفظنا، وذرياتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وباقي المسلمين، والمسلمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 12:27]ـ
رائع رائع
أشكر كل من خرج عن الموضوع
فقد أصاب كبد الحقيقة
(: الحمد لله والشكر(/)
وقتك وعمرك أنفاس معدودة فاستغلها
ـ[محمد العلاوي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 02:55]ـ
المرجوة في هذه المحاضرة / الشيخ عا آآ آ آآ بر
وهي بعنوان / أستغلال الوقت وأهميته في حياتنا على هذا الرابط
http://www.tntup.com/audio/view.php?play=4a007928f5d70bc2 8834891739f6488a(/)
العلمانية والاقتصاد
ـ[قسورة]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية والاقتصاد
[لم أخض في التفاصيل حتى لا تعمي عن الفائدة وحتى يظهر الخطأ من تلقاء نفسه وحتى يستنبط القارئ بنفسه]
قال ابن القيم رحمه الله في فوائده:
قال تعالى: {وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} [الأنعام 55] , وقال: {ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى} [النساء115]. والله نعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصّلة, وسبيل المجرمين مفصّلة, وعاقبة هؤلاء مفصّلة, وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء وأولياء هؤلاء, وأولياء هؤلاء وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء, والأسباب التي وفق بها هؤلاء, والأسباب التي خذل بها هؤلاء, وجلا سبحانه الامرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما, وبيّنهما غاية البيان, حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام. اهـ.
العلمانية:
والعلمانية من المحدثات، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة. وما من ضلالةٍ في الكون إلا قد بينها الله تعالى في كتابه.
فما هي ضلالة العلمانية في القرآن؟
تجدها في قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30].
ضلالة العلمانية: اتخاذ القرآن مهجوراً. وليس هجر القرآن، فشتان بين المعنيين.
السؤال: ولكن أوربا لم تعرف القرآن، فكيف تتخذه مهجوراً؟
الجواب: ولكنها عرفت "الحق" وأنكرته، فهذا هو اتخاذه مهجوراً، لا هجره، لأنه لو صح أن يُهجر لما كان حقاً.
عرفه ورقة بن بن نوفل، وعرفه هرقل، وعرفته الأندلس، وعرفه المستشرقون، وعرفه المستعمرون.
وأنواع اتخاذ القرآن مهجوراً موجودة في كلام ابن القيم تحت عنوان "هجر القرآن" في كتاب "الفوائد" كالتالي:
أحدهما: هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه, وان قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم اليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين,, وأن أدلته لفظية لا تحصّل العلم.
والرابع: هجر تدبّره وتفهّمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي في جميع أمراض القلوب وأدوائها, فيطلب شفاء دائه من غيره, ويهجر التداوي به, وكل هذا داخل في قوله: {وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} الفرقان 30. وان كان بعض الهجر أهون من بعض.
----------------------
المطابقة:
- شبهات العلمانية الصريحة من أوربا:
[أيها الناس، إنما ضلالكم هو في بحثكم عن الحق، وليس ثمة ما يسمى بالحق أصلاً. إنما هو صوابٌ وخطأ –وشتان بين الحق والصواب-. فالحقيقة نسبية.
وسبيل النجاة هو الحوار و تقبل الآخر. فما تراه أنت صواباً أراه أنا خطأً والعكس. فليس لأحدٍ أن يتعصب لرأيه وينكر على الآخرين أخطاءهم، بل الكل مصيب! أو العكس إن شئت بنفس المبدأ.
وقالوا: الإنسان هو معيار الصواب والخطأ. ويَعرف المرء الصواب والخطأ بالضمير وهو ما يحسه من نفسه. فما أحسست به أنه الصواب لا يمكن أن يكون خطأً. وبحسب قوة إحساسك يكون إيمانك بما تعتقد من الصواب والخطأ.
إن سبب شقاء الناس هو الله –تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا- الذي اختلفتم فيه. فاصطلحوا فيما بينكم كبشر بعيداً عن ربكم –الذي فيه تختلفون-.
"فاهجروا" الآخرة التي اختلفتم فيها واعملوا للدنيا التي أجمعتم على حبها.
انبذوا عنكم الدين فهو سبب المشاكل، وعاملوا الناس على أنه إنسان "غاضاً طرفك" عن اعتقاده]
فهذا النوع من أنواع اتخاذ القرآن مهجوراً هو: هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه.
وقد رد الله تعالى عليهم بقوله: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:71]
- ومن الشبهات:
[الدين شيءٌ جميل، ومقدس، وطاهر. فكيف ندخله في السياسة القذرة؟ أو في معاملات التجارة الشاطرة؟ فإنما نحن مكرمون له عن التدنيس. لا ندعيه، ولكنّا لا نستغله لتحقيق مصالحنا. فلذلك حصرناه في المسجد مع احترامنا له].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا من ضرب أقوالهم. ونوعه من أنواع اتخاذ القرآن مهجوراً هو: عدم العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه, وإن قرأه وآمن به.
ومثالٌ عليه: رجلٌ أخذ المصحف فوضعه في صندوق من الذهب الخالص، ووضعه في أربى أركان بيته. بل وكل يومٍ ينشره ويقرأ منه، ويقبّله، ويحترمه، وقد لا ينام في الغرفة معه تكريماً له.
- ومن الشبهات:
[الحديث عن الدين في الحلال والحرام، ولكننا لا نتحدث في الدين الآن عنه.لا تدخل الدين في الحوار لتكسب به نقاطاً، أو تتكلم بما لا نفهم حتى تغلبنا. ولا تتكلف للدين في العلوم الإنسانية حتى تقنعنا بعظمته، فنحن نحترمه بل ونلتزم حدوده وأحكامه]
وهذا الضرب نوعه من أنواع اتخاذ القرآن مهجوراً هو: ألا يتحاكم اليه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين, وأن أدلته لفظية لا تحصّل العلم.
مثال ذلك: رجلٌ تناقشه في موضوعٍ عام، فتستشهد بآية {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46]. فيقول المقدمة التي ذكرتها سابقاً ويضيف: ووظيفة القلب هي ضخ الدم كما دلت عليه البحوث وعمليات زراعة القلب تتم بنجاح.
أو رجلٌ تناقشه في علمٍ من العلوم، فتستشهد بالقرآن استباقاً للنتيجة بما دلالته قطعية، فيجيب بتلك المقدمة.
أو رجلٌ تناقشه في شؤون الناس أو (الشؤون الاجتماعية) فتنتنصر للزواج دون علاقة قبله بالقرآن والسنة فيجيب بتلك المقدمة وأن هذه من قبيل العادات والتقاليد.
أو رجلٌ تحاوره في التاريخ فلا يأخذ بما استدللت عليه من القرآن.
- ومن الأنواع: هجر تدبّره وتفهّمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
فسبيل السلف هي الانتصار للكتاب والسنة. أما سبيل الخلف فهي الانتصار لآرائهم بالكتاب والسنة.
- وبهذا يزول الاضطراب في حكم العلمانية الشرعي. "فإن بعض الهجر أهون من بعض".
------------------
وإن نوعاً جديداً من أنواع اتخاذ القرآن مهجوراً قد غفل عنه الناس، ألا وهو: اتخاذ ألفاظ القرآن مهجورةً.
فأما ما استبان من ذلك فكاستحلال الحرام بغير اسمه.
وأما ما خفي فهو تسمية المحدثات بغير اسمها. كتعريف العلمانية بأنها: فصل الدين عن الدولة أو عن الحياة. فهي ترجمةٌ تقر الكفار على ما أقروه. ولو أقررنا الكفار على ما وصفوا به أنفسهم لقلنا عن اليهود إنهم أولياء الله وأحباؤه.
والصحيح أن تعريف العلمانية هو: هجر القرآن. وإنما ضلوا باتخاذهم هذا القرآن مهجوراً.
فلو سمينا الأشياء بما سماها القرآن لاستبان لنا سبيل المجرمين وسبيل المؤمنين. ولعلمنا ماذا تعني "الحنيفية".
------------------
- تطبيق عملي "علم الاقتصاد":
بعد أن كفر الروم بربهم إذ بعث من الأميين رسولاً، استغنوا عن الله. فنتجت عندهم العلوم "الإنسانية" التي اتخذت القرآن مهجوراً.
فتعريف الاقتصاد هو: علمٌ إنساني يعنى بتحليل طرق إنتاج وتقسيم الثروات. ولا أريد تدنيس المقال بالإنجليزية.
فإذا رددنا ألفاظهم إلى ألفاظ القرآن لخرجنا بالتالي:
- "علمٌ إنساني" والإنسان إن لم يكن من المصلين وإن لم يكن من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهو: هلوع، ظلوم، كفور، جهول، ضعيف، بربه كنود.
- "الثروات" يعنون بها: الأرزاق.
فتعريف الاقتصاد هو: زعمٌ بتقدير الرزق وقسمته. وضلالته: الكفر بالله الرزاق، إما إنكاراً لوجوده، وإما كفراً بأنه هو "الرزاق".
ومثاله في القرآن هو كما قال قارون: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ... } [القصص: من الآية78]
قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف:36]. فقد ادعوا للدولة أن تكون هي "الرزاق"، تقدِّر الرزق وتقسمه بينهم.
فحقيقته هو: الاشتغال بما أراد الله بنا –القضاء والقدر والرزق- عما أراده الله منا.
ولا يعني بالضرورة أن كل ما لدى الروم له مقابلٌ عند الإسلام.فإن ملتنا هي "الحنيفية".
وما أمِرنا بالاشتغال به هو "الحلال والحرام" فغايتنا ليست الدنيا. وإنما يجب على المسلم ألا يدخل "السوق" حتى "يتفقه في الدين" بما يمنعه عن الوقوع في الحرام. وذلك لا يمت إلى الاقتصاد بصلة.
فليس ثمة اقتصادٌ إسلامي. فإن الله تعالى رزق الأحمق ليعلم العاقل أن الرزق ليس بالفطنة. ومن لم يفهم ذلك فلعمري إنه لجهول!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 09:52]ـ
بارك الله فيك أخي قسورة .. تشخيص جميل للعَلمانية. وتنبيه في محله إلى أن سبب ذلك كله: " هجر القرآن ".
لكن قولك: (فليس ثمة اقتصادٌ إسلامي) يحتاج إعادة نظر؛ لأن الاقتصاد الإسلامي معناه تطبيق الأحكام الشرعية في مجال البيوع وملحقاتها. ولا مشاحة في الاصطلاح. وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قسورة]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لكن قولك: (فليس ثمة اقتصادٌ إسلامي) يحتاج إعادة نظر؛ لأن الاقتصاد الإسلامي معناه تطبيق الأحكام الشرعية في مجال البيوع وملحقاتها. ولا مشاحة في الاصطلاح. وفقك الله.
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم على تجاوبك
الاقتصاد الإسلامي يقصد به "المذهب الإسلامي" في التعامل مع "حقائق علم الاقتصاد"، و"تطبيق الأحكام الشرعية" هي صيغة شكلية لمعنى الاقتصاد الإسلامي لا تعبر عن حقيقته. فالاقتصاد الإسلامي يعنى بدراسة آثار طاعة الله في إحياء الأرض ولم نؤمر بهذا، بل ولربما أصبحنا ممن {يعبد الله على حرف}. وإنما أمرنا أن نعبد الله {مخلصين له الدين حنفاء} حنفاء، مسلمين، لا نقبل مثل هذه المحدثات.
وكلمة "الاقتصاد" بعيدةٌ جداً عن "الفقه" أو "البيوع" أو "الأحكام" أو "الشرع"، فإن الاقتصاد هنا يقابل التدبير. فهل يجوز أن نسمي المؤمن كافراً اصطلاحاً لكفره بالطاغوت؟ أو أن نسمي النصراني أخاً لأنه أخٌ في الإنسانية؟
ونشأة الاقتصاد لـ"أسلمة" العلوم، إنما تشبه قول من قالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.
ولو لم يكن في الأمر سوى اجتناب اللفظ المجمل المشترك بين الاقتصاد المتوهم شكلياً بأنه تطبيق الأحكام الشرعية في البيوع وبين التزام الأحكام الشرعية في البيوع لكفى بذلك.
ولو لم يكن في الأمر سوى اجتناب اللفظ المجمل المشترك بين الاقتصاد بمعناه الباطل وبين المضاف إليه كلمة "إسلامي" على أنه حقيقةً "تطبيق الأحكام الشرعية في البيوع" لما في ذلك من توهم اشتراك الغاية لكفى بذلك أيضاً.
فالأولى هو إيضاح الغاية المقابلة بين الإسلام والكفر من أحكام السوق، وأن أحكام الإسلام شرعية وتسمى "فقه البيوع"، وأن أحكام الكفر "دنيوية نفعية" وتسمى بـ"الاقتصاد".
هذا ما أرى. وبارك الله فيك شيخنا الكريم، واعذرني على الإطالة.
ـ[قسورة]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 07:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توصلت إلى نتيجة حول تعريف العلمانية المشكل من حيث بعد رميَته وربطه بالقرآن على عدم وصوله إلى الروم بشكلٍ كافٍ. فالنتائج الجديدة هي كالتالي:
تعريف العلمانية هو: نبذ الحجة، أو هجر الحجة، أو التغاضي عن الحجة، أو التعامي عن الحجة. وواضحٌ هو معنى كلمة "الحجة".
ويتسق هذا مع مبدأ العلمانية الأساس وهو "نسبية الحقيقة".
فمن علامات الساعة إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه. ولا يكون ذلك إلا بترك الاحتجاج السليم بـ"الدليل". وهذا الذي حصل عند الروم.
وهذا يفسر أيضاً سبب خوفهم الشديد من الإسلام كدين قبل كل دين، فإنه الدين الوحيد الذي لديه حجة، بل ويقتل المرتدين عنه لأنه ليست لديهم "حجة" بعكس باقي الأديان.
ويفسر ازدياد الخوف من مذهب أهل السنة والجماعة بالتحديد، أو "السلفية" قطعاً على الأدعياء، فإنهم يعتمدون اعتماداً كلياً على "الحجة".
ويزداد الخوف من السلفية باستقامة "الاحتجاج" عندهم دون مراوغة، وذلك بفهم الأدلة كما فهمها السلف الصالح، مما يقطع الطريق نهائياً على كل متملصٍ من الحجة.
وهذا يفسر سبب تداعي الأمم جميعها على المسلمين والدعوة إلى الانفتاح، وتساقط أغلب الفرق الضالة في العلمانية دون تعارض ودعوتهم إلى التعايش السلمي بين المذاهب وانضمامهم إلى معاداة السلفية، فالسلفية تجبرهم على الحق، وأكثرهم للحق كارهون.
وهذا ما يستدعي من السلفية أن يستمسكوا بما هم عليه من الحق وألا يهنوا ويضعفوا، لأنهم كلما ازداد التصاقهم بفهم السلف الصالح للأدلة، كلما كثر أعداؤهم. وتالله إن السلفية لقليل!
وأعود إلى العلمانية لأقرر أنها "ملة" وليست ديناً ولا مذهباً. وفي حديث الافتراق نجد كلمة "ملة". فملة العلمانية جامعة لجميع الضلالات بحسب ما يذر الإنسان الحق الحاقّ بالحجة.
وتعريف العلمانية بهذا الشكل، كنبذ الحجة عند الروم، ينسحب على المسلمين بأن يصبح "اتخاذ القرآن مهجورا" فهو الحجة عندهم. وبهذا يستقيم الجسر، أو الصراط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
إلى البابا بنديكت مع .. تحياتى!! الدكتورة زينب عبد العزيز
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 03:54]ـ
إلى البابا بنديكت مع .. تحياتى!!
القتل العرقى لسكان الأمريكتين!
الدكتورة: زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
بعد أن تألق فى خطابه بجامعة راتسبون، فى سبتمبر 2006، بتأكيده التفوق المطلق للمسيحية وعقلانيتها، وسبّه المتعمّد للإسلام ونبيه عليه صلوات الله، ها هو البابا بنديكت السادس عشر يركل الهنود الحُمْر مبررا إبادتهم، متكتما على أكبر عملية قتل عرقى لا مثيل لها فى التاريخ ..
ففى الخطاب الإفتتاحى للدورة الخامسة لأساقفة أمريكا اللاتينية، يوم 13 مايو الحالى، ببلدة أباريسيدا، فى ختام زيارته للبرازيل، رأى البابا أنه: " بالنسبة لهم، كان غزو أمريكا يعنى إستقبال المسيح، الإله الذى كان أباؤهم يجهلونه، غير مدركين، ويبحثون عنه فى تراثهم الدينى الثرى ( ... ) وفعلا، الإعلان عن يسوع وإنجيله لم يتضمّن فى أى لحظة من اللحظات أية عداوة للثقافات الهندية، ولم يكن أبداً بمثابة فرض ثقافة خارجية" ..
وقد أثارت هذه التصريحات، والعديد غيرها، موجة عارمة من التعليقات من جانب الجماعات الهندية، يتسع مداها من الإعتراض التام، إلى استخدام عبارة القتل العرقى، مرورا بالتعتيم على التاريخ، وصدام الحضارات، والجهل بالتاريخ، والجهل بكتابات القس بارتولوميه دى لاس كازاس، وإتهام البابا بالكذب والتزوير!. ومساء يوم الجمعة، 18 مايو الحالى، أعلن هوجو شافيز، رئيس فينزويلا، فى حديث معلن فى الإذاعة والتليفزيون، مطالبا البابا بنديكت السادس عشر بتقديم إعتذاره لهنود أمريكا اللاتينية عن تلك التصريحات التى قالها عن تبشير القارة، موضحا: " لقد جرى شىء أكثر بشاعة من المحرقة التى وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية، ولا يمكن لأى شخص إنكار ذلك، ولا يمكن لقداسته أن ينكر محرقة الأبوريجين على هذه الأرض ".
وإذا ما ترجمنا الحدثين بالأرقام، فإن محرقة العصر الحديث تقدّر بستة آلاف شخصا، أما المحرقة التى سببها الغزاة الكاثوليك الإسبان فتتعدى الثمانين مليونا من البشر. وقد إختتم شافيز حديثه قائلا: " إن قول الحق لا يهين أى أحد "!.
وأول ملاحظة نبدأ بها هى: التعتيم على تلك الوقعة فى وسائل الإعلام وحصرها بسرعة لافتة، خاصة طلب الرئيس هوجو شافيز من البابا ليقدم الإعتذار عن تصريحاته التى تخالف الحقيقة التاريخية المعاشة، كما تم سحبها من أغلب المواقع الإلكترونية التى نشرتها.
لذلك يبدو من المفيد والهام معا أن نرجع إلى كتابات الأب لاس كازاس، إلى ذلك القس الفرانسيسكانى الذى كان قد سافر مع الغزاة عام 1502 للإشتراك فى عمليات التبشير، لكنه سرعان ما أصابه الهلع والإعياء من العننف والوحشية التى مارسها إولئك الغزاة على الأهالى وعدم الإكتراث بحياة الهنود، خاصة فى كوبا، حيث بدأت رحلته وشاهد من المذابح ما أصابه بالجذع. فراح يدوّن ما عاصره فى عمل ضخم مكون من ثلاثة أجزاء تضم 2310 صفحة. وكان المخطوط قد ظل ممنوعا من النشر لمدة ثلاثة قرون. ثم تم نشره بالإسبانية عام 1986، ثم تمت ترجمته إلى الفرنسية ونشر عام 2002.
وكان الأب بارتولوميه قد قام بالعديد من المحاولات للدفاع عن حياة السكان الأصليين. ففى عام 1531 كتب "رسالة إلى مجلس الأمريكتين"، حيث تساءل فيها: "لماذا إذن بدلا من إرسال خراف آمنة لتنصير الذئاب، أرسلتم ذئابا جائعة، مستبدة طاغية، قامت بتقطيع الأهالى، وقتل وإزلال وإرهاب الحملان الوادعة؟ " ..
إلا أنه واجه مقاومة شديدة من الغزاة المستعمرين وثورتهم عليه. وقد هوجم حتى إضطر إلى الإستقرار فى أحد الأديرة ليكرس حياته للكتابة. وبخلاف ذلك الكتاب المكون من ثلاثة مجلدات، كان لاس كازاس قد كتب "إختصار شديد لهدم الأمريكتين" عام 1552، وأرسله إلى ملك إسبانيا دون فيليب، وتم نشره أثناء حياته. وهو عبارة عن وثيقة إتهام كتبها من واقع الحياة من حوله، وضمّنها كل الأهوال والبشاعات والمآسى التى إرتكبها الغزاة وأطماعهم. الأمر الذى ضاعف من مواقف العنف ضده حتى بعد وفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد رأينا الإستشهاد ببعض الفقرات الواردة بهذا الكتاب الصغير، المكوّن من 154 صفحة، لنعطى فكرة سريعة عن مجرى الأحداث آنذاك، آملين أن نعيد الحياة إلى صرخات الأب لاس كازاس، الذى تم إعتباره عن وجه حق، أول المدافعين عن حق الهنود الحمر المقهورين. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتناول المذابح التى دارت على تلك القارة بصورة إجمالية، وإنما تناول ما حدث فى كل جزء منها حتى فى أصغر الجزر:
" ما أن وصل الإسبان إلى تلك الحملان الوادعة حتى انهالوا عليهم كالذئاب والنمور والأسود الضارية الجائعة. ومنذ أربعين عاما وحتى اليوم، لم يكفو عن تقطيعهم وقتلهم ومضايقتهم وابتلائهم وتعذيبهم وتهديمهم بطرق وحشية غريبة، مبتدعة ومتعددة، لم نرها ولم نقرأ عنها ولم نسمع عنها من قبل. سأقص بعضا منها فيما بعد. ولقد كانت هذه الجرائم من البشاعة حتى أنه من ثلاثة ملايين نسمة على هذه الجزيرة لا يبقى منهم اليوم حوالى مائتين " (صفحة 50).
" خلال هذه الأعوام الأربعين مات هنا أكثر من اثنى عشر مليونا من الرجال والنساء والأطفال ظلما وعن غير وجه حق، بسبب طغيان المسيحيين وأعمالهم الجهنمية. أنه رقم صحيح صادق. وفى الواقع انه أكثر من خمسة عشر مليونا" (صفحات 51 – 52).
" بدأ المسيحيون المجازر وأعمال العنف البشعة باحصنتهم وسيوفهم وحرابهم ضد الهنود. كانوا يدخلون القرى ولا يتركون فيها حيا لا أطفال ولا مسنين ولا نساء حوامل أو مرضعات إلا وبقروا بطونهم ومزقوهم إربا، وكأنهم يهاجمون قطيع من الخراف المختبئة فى حظائرهم. وكانوا يتراهنون على من منهم يمكنه شق رجل بضربة سكين، أو أن يقطع عنقه بضربة سيف، أو يدلق أمعاؤه بطعنة واحدة! وكانوا ينزعون الأطفال وهى ترضع ويمسكونها من أقدامها ويهشمون رؤسهم على الصخور. وكانوا يلقون بغيرهم فى النهر وهم يضحكون، وعندما يسقط الطفل فى الماء يصيحون: " إرتعص أيها الغبى! ". وكانوا يخرقون الأطفال وإمهاتهم وكل من معهم بالسيوف. ويقيمون المشانق الطويلة ويعلقون عليها جماعات مكونة من ثلاثة عشر شخصا، تحية للمسيح وحوارييه، ويشعلون نيرانا خافتة تحتهم حتى يحترقون ببطء وهم أحياء. بينما يقيدون غيرهم على كومة من التبن الجاف ويشعلون فيهم النيران، بينما يفصلون أيدى البعض ويتركونها مدلاه من الجلد ويطلبون منهم إبلاغ الرسالة للفارين من عذاب الغزاة .. أما رؤساء القبائل فكانوا يشعلون لهم راكية بالسياخ كشى الخراف ويشعلون تحتهم النيران الخافتة حتى يموتوا بصيحات وآلام مرعبة " (صفحة 55).
" لقد أدخلوا الأهالى بحيلة ماكرة فى هنجر للقش وأشعلوا فيهم النيران واحترقوا جميعا وهم أحياء. أما الباقون فقد قتلوهم بالحراب وبالسيوف. أما الملكة أناكاونا فقد أعدمها الغزاة تكريما لها. وكان بعض المسيحيين يأخذون بعض الأطفال بزعم حمايتهم ثم يردفونهم على الجياد ويأتى أحد الإسبان بحربة ويدفعها لتخترق الطفل حتى رأسه. وإذا ما وجدوا طفلا على الأرض بتروا له ساقيه بالسيف " (صفحة 60).
" إن هذا الحاكم وفرقته قد اخترعوا وسائل جديدة من الوحشية والتعذيب لإجبار الأهالى على الكشف عن الذهب وتسليمه لهم. وخلال حملة من هذه الحملات قام أحد ضباطه بقتل أكثر من أربعين الف شخصا لسرقة ما لديهم من ذهب قبل إبادتهم بفرقته. وقد كان القس فرانسيسكو سان رومان حاضرا وشاهد المذبحة بعينيه. وكان الضابط قد أمر بالقتل بالسيف وبالحرق أحياء، وقذف بهم إلى الكلاب الوحشية المدربة على نهش الآدميين بعد أن نكّل بهم بأشد أنواع العذاب " (صفحة 70).
" عند الفجر وبينما كان الأبرياء نائمون بجوار زوجاتهم وأبنائهم، قام الغزاة بحرق القرية وكلها من القش فاحترق الجميع أحياء أطفالا ونساء ورجالا قبل أن يفيقوا من الصدمة. كانوا يقتلون من يشاؤن، ويعذبون حتى الموت من يأسرونهم أحياء لكى يدلوهم على الطريق إلى القرى الأخرى التى بها الذهب. ومن بقى منهم قاموا بكيّهم بالنار وجعلهم عبيدا. وعند إنطفاء الحرائق بدأ الإسبان فى البحث عن الذهب الموجود تحت أنقاض البيوت. وبهذا الأسلوب الهمجى وبتلك الأفعال المشينة تصرف القائد وكل المسيحيين الذين كانوا تحت إمرته، وذلك من 1514 إلى 1521 أو 1522 ( ... ). وكان ضباط الملك يقومون بنفس الشىء، وكل واحد منهم يرسل خدمه للحصول على الذهب،
(يُتْبَعُ)
(/)
ورئيس الأساقفة فى هذه المملكة كان يرسل خدمه أيضا للحصول على نصيبه من الغنيمة" (صفحة 71).
" فى عام 1518 أخذ من يقولون على أنفسهم أنهم مسيحيون، راحوا ينهبون ويقتلون بينما يدّعون أنهم يعمّرون هذه البلاد. ومن 1518 وحتى اليوم، فى 1542، قد مارس المسيحيون فى بلاد الإنديز من الظلم والعنف والطغيان ما فاق الوصف. وذلك لأن المسيحيين قد فقدوا خشية الله وخشية الملك ونسوا من هم أصلا. إن عمليات النهب والوحشية والإغتيالات والهدم وتهجير الأهالى، والسرقات والعنف وأعمال الطغيان التى مارسوها فى عدة ممالك من هذه الأرض من الكثرة والأضرار البالغة بحيث أن كل ما قلته فيما سبق لا يعد شيئا بالمقارنة بما تم فى هذه المنطقة، حتى وإن قلت كل شىء، لأننى أكتم الكثير. فهو لا يقارن لا عددا ولا من حيث الأضرار، من سنة 1518 حتى يومنا هذا فى 1542 " (صفحة 78).
" لقد ذهب أحد الإسبان لصيد الغزلان أو الأرانب مع كلابه، ولم يجد شيئا يصطاده. وفى طريق العودة كانت كلابه جائعة، فأخذ طفلا من أمه وراح يقطع ذراعيه وساقيه والقى لكل كلب نصيب أولا، ثم القى بباقى الجسد على الأرض لينهال عليه الكلاب" (صفحة 101).
" تلك هى أفعال الإسبان الذين ذهبوا إلى بلاد الهنود الحمر، وما أكثر عدد المرات التى باعوا فيها المسيح أو أنكروه من أجل تعطشهم للذهب" (صفحة 104).
" على جميع المسيحيين الحقيقيين، أو حتى من هم ليسوا كذلك أن يعلموا ما يلى، ويحكموا إن كانوا قد سمعوا من قبل على مثل هذا الحدث: لكى يطعم الإسبان كلابهم كانوا يأخذون معهم فى الطريق الكثير من الهنود الموثقين بالسلاسل ويسيرون كقطيع الخنازير. وكان الإسبان يقتلون منهم ويقيمون مجزرة علنية من اللحم البشرى، ويقول أحدهم للآخر: إقرضنى ربع من أحد هؤلاء الأغبياء لأطعم كلابى إلى أن أذبح آخرا! وكأنهم يتبادلون أرباع من الخنازير أو من الخراف " (صفحة 148).
"أننى أعلن أمام الله وبكل ما أومن به أننى لم أشر إلا إلى أقل من عُشر ما حدث من حيث العنف والكم والقتل والخسائر والتهجير والسرقات والنهب والقسوة والفظاظة، وخاصة العنف والظلم الذى وقع على الأهالى فى هذه البلاد فيما مضى وحتى يومنا هذا" (صفحة 148).
" لقد إنتهيت من هذا الكتيّب فى بلدة فالنس فى 8 ديسمبر 1532، فى الوقت الذى لا يزال فيه العنف والقهر والطغيان والمذابح والسرقات والهدم والخراب والدمار والإبادة والعذاب والمصائب التى أشرت إليها لا تزال تمارس بكل قوة وفى كل مكان فى الإنديز وحيث يوجد مسيحيون. إن المسيحيين أكثر وحشية وبغضا فى بعض المناطق أكثر من غيرها " (صفحة 154).
أمن ضرورة لتحديد أنه لا تخلو صفحة من صفحات هذا الكتيّب المرير المستفذ، من مثل هذه النصوص البشعة التى إقترفها المسيحيون باسم الصليب لفرض مسيحية الفاتيكان، - وهى مآسى لا تزال ترتكب حتى يومنا هذا بلا هوادة ..
لذلك أتوجه إلى قداسة البابا بنديكت السادس عشر لأسأله: ألم تكف الفا عام تقريبا من المذابح والقتل المتعمّد لفهم أن عملية التبشير التى تقودها المؤسسة الفاتيكانية لا تتمشى مع العقل ولا مع المنطق ولا مع معنى كلمة الإنسانية؟ الفا عام لجأت فيها المؤسسة التى تترأسونها إلى المحارق وإلى حد السيف وإلى محاكم التفتيش والتعذيب .. لقد قام زميلك البابا جريجوار التاسع عام 1224 بإقرار الحرق بالنار كوسيلة من وسائل التعذيب، وفى عام 1244 قام زميلك الآخر، البابا إينوسمت الرابع بالسماح بالتعذيب فى إجراءات محاكم التفتيش وذلك لفرض المسيحية الكاثوليكية على الناس! ولا نقول شيئا عن كل تلك الفرق المكوّنة من مختلف الأعمار، حتى من الأطفال – المستخدمون من أجل تنصير العالم حاليا، أو كل تلك المنظمات من الفرسان، فرسان المعبد و التيوتيون والإسبتارية، و خاصة فرسان مالطة الذين لا يزالوا يواصلون عملياتهم الصليبية من أجل تنصير العالم! ألم تدركوا سيادتكم، بعد قرابة الفى عام من المجازر والقهر والتحايل الذى تم ويتم باسم السيد المسيح والكاثوليكية، فى جميع البلاد وبين كافة الشعوب، على مر العصور، أن الناس قد ضجت وملّت من القمع وتشعر بالإهانة وبالحرمان من أبجدية حقها فى أن تعيش حياتها كما تريد هى، دون تدخل المبشرين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يحن الوقت بعد ليكف ذلك الظلم الذى تقوده مؤسستكم وأن تكف خاصة لعبة الكيل بمكيالين التى تسببت فى مآسى الشرق الأوسط وغيره من البلاد؟ فلو لم تكن تلك التبرأة الشهيرة لليهود من دم المسيح، التى إبتدعها مجمع الفاتيكان الثانى، لما تم إغتصاب أرض فلسطين! ومع ذلك، ورغم كل ذلك الإجرام الصارخ، الذى يناقض نصوصكم المقدسة، فإن زميلكم السابق، البابا يوحنا بولس الثانى قد عرف كيف يقدم الإعتذارات التى أصر عليها الصهاينة عن تلك المحرقة التى تمت فى العصر الحديث، وأصروا على تكرار الإعتذار فى أكثر من مناسبة!!
ترى هل كل تلك الملايين من البشر التى تم قتلها وتقطيعها ورميها للكلاب أو حرقها أحياء، فى الأمريكتين، والذين تمت إبادتهم من على الأرض مع حضارتهم وثقافتهم، ألا يستحقون منك أبسط تعبير إنسانى وأن تقدم لهم الإعتذار باسم تلك المؤسسة الفاتيكانية " المجيدة"؟!
ترى هل كل ذلك المليار ونصف من المسلمين الذين أهنتهم عن عمد بالنيل من الإسلام ونبيه، والإصرار بتشبث غريب على إلغاء ثمانية قرون من الإسهام الثقافى والحضارى للمسلمين من الجذور الأوربية، ألا يستحق ذلك تقديم الإعتذار من جانبكم؟!
مع كل الإحترام الواجب لشخصكم ولثقافتكم التاريخية وللمنصب الذى تحتلونه، فلا يمكننى إلا أن أضيف: إن التعتيم على مذابح القتل العرقى وعلى الإهانات المتعمّدة التى تمت، يستوجب ممن يحمل لقب " نائب يسوع المسيح " أى: "ممثل الإله على الأرض" (بما أن يسوع قد تم تأليهه فى مجمع نيقية عام 325) أن يكون عادلا، ومنصفا، ودون أى تحيّز تجاه الجميع.
والمؤسف أنه بعد عدة أيام من ذلك الخطاب، وكمثل عادته دوما فى التحايل للتقليل من التعليقات التى تثيرها خطبه خارج الفاتيكان، مثلما فعل عقب خطابه فى بولندا، ثم فى راتسبون، وفى البرازيل، على حد قول جريدة لاكروا الفرنسية اليوم، ها هو البابا يبادر يوم الأربعاء، 23 مايو الحالى، ليعدّل من تصريحاته وتحريفه للتاريخ، ليقول بعض الجمل الإعتراضية عند حديثه عن ذكريات الرحلة قائلا: "كانت هناك بعض المعاناة .. وبعض الظلم الذى واكب الإستعمار الإسبانى للأمريكتين" ..
وبذلك يسدل الستار، وتخفت الأصوات، وتستمر اللعبة.
http://www.alshaab.com/news.php?i=6470
ـ[صوت من بعيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 08:45]ـ
السلام عليكم
شكرا على إثارة هذا الموضوع، إنه لممّا يكشف ما يراد نسيانه.
عملك يمس، في رأيي، لا ما اقترفه الغزاة في القارة الأمريكية جنوبها وشمالها فحسب، فذلك مما لم يعد يجرؤ أحد على إنكاره، وإنما يطال ما يمكن اعتباره الثقافة الدموية التي نشأ عليها هؤلاء الغزاة، ذلك ان النظر في كيفية تعاملهم مع الهنود لن يختلف عن كيفية تعاملهم مع غيرهم بحسب المقياس الذي يحدد هذه الغيرية.
وخطر هذه المقاييس، لا في إخفائها فذلك دليل على بعض رفض لها، بل الخطر في الإعلان عنها كما نرى تصريحات بابا الفاتيكان أو بابا اليت الأبيض. فالمواجهة الدمويّة في القرن السادس عشر تقابلها مواجهات دمويّة أخرى داخل المجتمعات الأوروبية (قمعا لشعوبهم، ونشرا للفقر، واستغلالا لهم باسم كل مقدس ديني أو اجتماعي ... ) ومواجهات دموية أخرى نحو الشرق في حروبهم الصليبية قبل ذلك بقليل وبعده بقليل في القرن الثامن والتاسع عشر، ومواجهات دموية في قالب ما يعرف بالثورات المتكررة سواء داخل فرنسا أو داخل بلدان أوروبية أخرى. بل لعلنا لا نغالي إذا سمحنا لأنفسنا بالرجوع إلى روما وقمعها للشعوب وحكمها لها بالحديد والنار.
ليس الأمر متعلقا بهمجية غزاة هم الذئاب والأهالي حملان يدينهم رجل كنيسة بل الأمر متعلق بأننا أمام حضارة تقوم على مبدإ فاوست وبيعه روحه إلى الشيطان من أجل الوصول إلى ما يريد، حضارة يحدد المؤمن فيها لا بعلاقة إسلام واستسلام للخالق بل بعلاقة المناجزة والمعارضة المستمرة له، هي حضارة تلهو أصولها القديمة بالاستهزاء بآلهتها المتعددة لتلهو بعد ذلك بأجساد مخالفيها.
وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن صدام للحضارات بدءا بما حصل للهنود من مسخ لا تبشير ومن غسل دماغ لا هداية وصولا إلى حوار يفرض على الضعيف فرضا، في حين أن مبدأ الحوار هو الجلوس على مستوى واحد حتى وإن اختلفنا في الأرضية التي نقف عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 01:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 04:17]ـ
==
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 05:44]ـ
وهذا مقال لي عن البابا .. النجس (إنما المشركون نجس) وملته المنحرفة ... ولا تحية.
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=5139
. بابا الفاتيكان أعمى يعير الناس بالرمد
مفكرة الإسلام: بابا الفاتيكان ـ قبَّحه الله ـ ودعاة النصرانية المنتشرون كالجراد في كل بقاع العالم الإسلامي يقلبون الحقائق للناس حالهم كما وصف ربًّهم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109] {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران: 69] {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71]
ودين النصارى يحمل مَعرة لو علمها الناس لانصرفوا عنه من فورهم، كاتهامهم لعدد غير قليل من أنبياء الله بالزنا, بل والكفر بالله، وتشبيههم ربهم بالدودة واللبؤة, وأن رب الأرباب خروف ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علوًا عظيمًا ـ وفيه تشريع الرِّق، وفيه أمر بقتل وحرق ونحو ذلك مما يرمون به الإسلام. وكلام الكتاب 'المقدس' بعهديه القديم والجديد على المرأة مما يضحك منه الصبية ويصلح للفكاهة في مجالس السمر. إلا أن المنصِّرين أخزاهم الله يجتزئون من الكتاب ما يحلو لهم مما يُحسّن باطلهم، ويجتزئون من الدين الإسلامي ما يحلو لهم مما يقبح دين الله عز وجل في أعين المستهدفين بحملات التنصير.
ويتحدث بابا الفاتيكان ـ قبحه الله ـ وأشياعهم من المنصرين ـ قبحهم الله ـ أن الإسلام دين قتل وإرهاب، وأن النصرانية دين محبة وسلام، وأن قلوبهم تفيض حبًا وشفقة على الغير، وأن المسيح ما جاء إلا للفداء، وأنه جاء ليلقي سلامًا على الأرض. وكل ذلك كذب.
أين هذا على أرض الواقع؟! بل أين هذا في كتابهم 'المقدس'؟!
أين المحبة يا أدعياء المحبة؟!
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن دين النصرانية دين لا يعرف أدبًا مع المخالف .. أي أدب ... وأن دين النصارى دين إرهاب هذا ما تقوله نصوص كتابهم المقدس في 'العهد الجديد' و'العهد القديم' .. وهذا ما يحدث على أرض الواقع بتمامه. وأنقل لك ـ أخي القارئ ـ بعض ما يقوله كتابهم لتعرف كيف يتطابق مع الواقع، وأن القوم في سفاهتهم وبطشهم ينطلقون من منطلق عقدي ديني وليس من تصرفات فردية كما يخدعون عوام الناس.
جاء على لسان المسيح ـ كما يزعمون ـ 'لا تظنوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا' [مَتَّى: 10: 34].
وجاء في سفر حزقيال [9: 5 ـ 7] على لسان 'الرب':
'اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا. فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون'.
أليس هذا ما حدث في بيت المقدس حين دخله الصليبيون أول مرة؟!
و'الكتاب المقدس' هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال؟!
جاء في سفر العدد [31: 1ـ 18]:
(يُتْبَعُ)
(/)
'وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ ... فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً'.
وجاء في سفر إشعيا [13: 16] يقول 'الرب':
'وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم'.
أليس هذا بتمامه ما شاهدناه في البوسنة والهرسك؟!
ألم يكونوا يحطمون الأطفال ـ وليس فقط يقتلونهم ـ يضعونهم في خلطات الأسمنت ويعلقونهم بمسامير كبيرة في الأشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت ... ألم تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين الرجال؟! ألم تنهب البيوت؟!
إنها تعاليم الكتاب المقدس.
واسمع إلى إله الكتاب المقدس وهو يأمر بحرب إبادة كاملة:
'أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ'. جاء في سفر التثنية [20: 16] 'إِلهكم'.
وغير هذا كثير. أمسكتُ عنه لضيق المقام وهو معروف مشهور للمختصين، فمن شاء فليرجع إليه.
والمقصود أن هذا هو الوجه الحقيقي للنصرانية، أنها لا تحب أحدًا، وأنها لا تحمل وقارًا 'للآخر'، وليس عندها إلا القتل والسفك إن قدرت. هذا ما يقوله التاريخ، وما ينطق به الواقع في 'أبو غريب' و'جوانتنامو' و'قلعة حاجي' في أفغانستان وغيرهم. وصدق الله العظيم: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 8].
وأين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ للجيش حين يغزو: 'انطلقوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ'. [زيادة الجامع الصغير- للإمام السيوطي].
وقوله عليه الصلاة والسلام: 'سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ. وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً'. [رواه ابن ماجه].
نعم عندنا الولاء والبراء، ونعم: {لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
ولكن الكره والسيف عندنا لمن حاد الله ورسوله ... لمن كفر وحمل الناس على الكفر، لمن ضل وأضل وأبى إلا ذلك بعد بذل كل سبل الحسنى له.
السيف عندنا لمن حمل في وجهنا السيف، أما من وضعه وأغلق عليه باب داره فلا حاجة لنا فيه.
السيف عندنا بعيد كل البعد عن النساء والأطفال ومن ليس من أهل القتال.
لا نفعل بالنساء والأطفال والضعاف ما فعله القوم في بيت المقدس وما فعلوه في فلسطين والعراق والشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان كما أمرهم كتابهم 'المقدس'. بل عندنا: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
وليس في شرعنا ولا في تاريخنا ولا في واقعنا المعاصر أننا سبَبْنا نبيًا أو رسولاً، أو استهزأنا بعقيدة ما وإن كنا نقر بأنها محرفه.
يبقى أن أقول: وما بنا من رمد، ولكن أردت المثل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:56]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
وقد وجدتُ في (ملتقى أهل الحديث) مقالا آخر عن (البابا) المذكور أيضا:
ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! ... بل نارًا وسيفًا وانقسامًا ((يسوع))!
فهل تُنْكِرُ هذا يا بنديكت؟!
حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان يكشف عن:
1 - انتشار النصرانية بحدِّ السيف!!
2 - وتاريخ إنجيلهم الذي حَرَّفوه في الوحشية والعنف!!
مقارنة بـ
الإسلام دين السلام الدَّاعِي للسلام!!
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=83026
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:32]ـ
بارك الله فى أستاذتنا الدكتورة زينب عبدالعزيز، خير من كتبت عن فضائح الحضارة الغربية، فأجادت وافادت وجاءت، بما يفضح ويخزى هؤلاء الأفكاين المزورين للحقائق، وبارك فى الناقل الذى نقل إلينا هذا المقال العظيم، الذى يعد درة من درر استاذتنا الفاضلة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
أذكر أننى قرأت من فترة أن بعض المسلمين عبروا المحيط قبل غزو الأسبان وسكنوا الأمريكتين وأبيدوا من ضمن من أبادهم الأوغاد الصليبيون.
فليت أحد الأخوة يوثق هذه المعلومة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:14]ـ
بارك الله فى أستاذتنا الدكتورة زينب عبدالعزيز، خير من كتبت عن فضائح الحضارة الغربية، فأجادت وافادت وجاءت، بما يفضح ويخزى هؤلاء الأفكاين المزورين للحقائق، وبارك فى الناقل الذى نقل إلينا هذا المقال العظيم، الذى يعد درة من درر استاذتنا الفاضلة
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 08:47]ـ
لقد اشتغلت الدكتورة زينب علي مشروع (الفاتيكان) فبرزت فيه واعطت خبرة كبيرة به وبمؤامراته وقياداته والاعيبه
جزاها الله خيرا(/)
بيان في قنوات السحر والشعوذة والكهانة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 04:57]ـ
سؤال:
انتشرت هذه الأيام قنوات تدعي أنها تعالج الناس من السحر عن طريق معرفة اسم الأم ومعلومات عن الشخص المصاب، وكذلك معرفة المستقبل من خلال علم النجوم والطوالع –كما يدّعون -، فما حكم مشاهدة هذه القنوات؟
الجواب:
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد ..
ما تبثه هذه القنوات من علم السحر والشعوذة والكهانة من أعظم المنكرات ومن أعظم الفساد، وإضلال الناس.
وهي علوم تقوم على الكذب والدجل ودعوى علم الغيب بما يدعونه من النظر في النجوم والطوالع كما يقولون، أو مما يتلقونه من أصحابهم من شياطين الجن،
وقد لا تكون لهم خبرة في هذه العلوم الشيطانية ولكنهم يدعونها كذباً وزوراً لكسب المال ..
وهذه العلوم لا تروج إلا على الجهال والمغفلين وضعفاء الدين .. وقد ذم الله السحر والسحرة والكّهان كما قال الله تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)، وقال: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ)، وقال تعالى في سحرة فرعون: (قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)
وجاء في السنن: (من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)
وسواء ذهب السائل إليهم ببدنه أو اتصل عليهم بواسطة الهاتف = الحكم واحد.
وعلى هذا فيجب الحذر من مشاهدة هذه البرامج فمشاهدتها ولو لمجرد الفرجة =حرام.
وأما الاتصال على أصحاب هذه البرامج لسؤالهم = ففيه الوعيد المتقدم.
ويجب على أولياء أمور الأسر منعهم من مشاهدتها أو الاتصال على هؤلاء السحرة والمشعوذين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه .. ). ويجب على المسلمين التناصح والحذر والتحذير من التواصل مع هذه القنوات التي هَمَّ أصحابها كسب المال ولو من الحرام .. بل وأكثرهم يقصد الفساد والإفساد، فنقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
الموقعون:
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك.
فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=98153&ln=ara&txt= مشاهدة%20هذه%20البرامج [/ quote]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 04:58]ـ
وسئل الشيخ البراك في شرح الطحاوية:
سائل يسأل عن النظر إلى السحرة والمشعوذين عبر شاشات التلفاز، هل يجوز؟
الجواب: لا يجوز ((وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامَاً)) [الفرقان:72].
وسئل:
أحسن الله إليكم متابعة السحرة والمشعوذين هل يدخل تحت حديث الوعيد (من أتى عرافاً فصدقه)؟
الجواب: لا أظن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 05:01]ـ
ونقل أحد الفضلاء عن الشيخ عبد الكريم الخضير أنه قال:
سئل الشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله- عن قنوات السحر والشعوذة فأجاب::
" مجرد فتح القناة مع علمه أنها قناة سحر حكمه كما لوذهب إلى ساحر، من أتى ساحرا أو عرافا
لم تقبل له صلاة اربعين يوما، فإن صدقه كفر بما أنزل على محمد "
المصدر: شريط مسائل وإشكالات للشباب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 05:05]ـ
وهذا يبين خطورة التساهل في النظر لهذه القنوات الخبيثة، فليحذر المسلم من ذلك وليحذر إخوانه ومن تحت يده.
ـ[مصطفى الدر]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 09:46]ـ
كذب المنجمون ولو صدقوا
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 08:34]ـ
جزاك الله خيرا(/)
لا يصح أن نقول: شاءت قدرة الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 06:20]ـ
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة:
لا يصح أن نقول (شاءت قدرة الله) لأن المشيئة إرادة والقدرة معنى والمعنى لا إرادة له وإنما
الإرادة للمريد
والمشيئة للشائي
ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله كما
نقول هذا خلق الله وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.
وأما قول البعض: (إن الصفة تتبع الموصوف) فنقول: نعم وكونها تابعة للموصوف تدل
على أنه لا يمكن أن نسند إليها شيء يستقل به الموصوف، وهي دارجة على لسان كثير من
الناس يقول شاءت قدرة الله كذا وكذا، شاء القدر كذا وكذا، وهذا لا يجوز؛ لأن القدر
والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر.(/)
«مفهوم البيعة وحكم الخروج على ولاة الأمور» محاضرة لصاحب الفضيلة شيخنا الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 06:49]ـ
«مفهوم البيعة وحكم الخروج على ولاة الأمور»
محاضرة
لصاحب الفضيلة شيخنا الحبيب العلاَّمة
صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه اللّهُ ورعاه -.
13 - 5 - 1428 هـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36988
ـ[محفوظ]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله كل خير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:32]ـ
الأخ المكرّم / محفوظ:
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وجزاكم خيرًا.
ـ[بن يوسف]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:10]ـ
سلام عليكم
إلا يتبرع أحد الأخوة بكتابتها ... حتى يسهل الأطلاع عليها ... بارك الله فيكم
ـ[محب السنه]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 11:10]ـ
جزاك الله خير أخي في الله والمشكله أن كثير من الشباب لا يؤمن أن الخوارج مازالوا الى وقتنا موجودين فلذلك لا يلقي لهؤلاء العلماء وهم يحذرون من مزالق الخوارج بالا
وفق الله الجميع للزوم السنه والثبات عليه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:17]ـ
شكر اللَّه لكما،ونفع بكما.(/)
400 لايكفي لتدمير الـ G8
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 10:13]ـ
400 لايكفي لتدمير الـ G8
يخطئ من يظن أنّ الوحش المدمّر الذي يبتلع العالم، وأعني به ألـ G8 ، ولد عام 1975م، لقد وُلد في مفصل 41/ 42، عندما دخلت أمريكا الحرب العالمية الثانية، فثلطت بعدها، شكل النظام الإقتصادي العالمي، بشياطينه الثلاث: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، اتفاقيات بريتون وودز.
،
صحيح أنّ الرأسمالية اللبرالية وهي العاهرة التي ولدت ألـ G8 ، سفاحا من العولمة، في زناهما في سرداب العالم الغربي، قد مرت بثلاثة أطوار، الأول رأسمالية إستعمار القرن التاسع عشر، والثاني ما بين الثورة الشيوعية 1917م، إلى سقوطها 1990م، والثالث ما بعد 1990م حيث تفردت بالهيمنة العالمية، غير أنها في الحقيقة لم تكن في جميع أطوارها تحمل سوى غاية واحدة، هي الوصول إلى النهايات الخمس:
،
الأولى: نهاية التاريخ بسيطرة النموذج الرأسمالي (أي شركاتها الجشعة التابعة للـ G8) على لقمة عيش العالم كلّه.
،
الثانية: نهاية الجغرافيا، بهيمنة شركات ألـ G8 ، على أسواق العالم، متجاوزة كلّ الحدود الجغرافية.
،
الثالثة: نهاية الدولة، حيث تلغي ألـ G8 ، سيادة الدول، لحساب أطماعها، وتخضع الدول في ازداوجية معايير مفضوحة.
،
الرابعة: نهاية الهويّة، حيث تتحرك دائما لوأد هويّات وخصوصيات غيرها من الثقافات لصالح ثقافتها، وهويّتها، التي هي في الحقيقة بلا هويّة!
،
الخامسة: نهاية الدين، وإحلال عبادة الثالوث: المادة، اللذّة، المنفعة، محل عبادة الله تعالى، والإيمان بالرسل، واليوم الآخر.
،
أحسب لقد صنع أبليس الأكبر، هذا ألـ G8، وأشرف نفسه على علاقة الزنا بين الرأسمالية الليبرالية، والعولمة، حتى ولدته سفاحا، وأرضعه لبن الصليبية الغربيّة، وربّاه في عشّه، حتّى استوى على سوقه، ثم أرسله يبشر بدين الشيطان الجديد، الذي يتطلع للهيمنة على العالم، وغايته دمار البشرية كلّها، وسوقها إلى الدمار في الدنيا، والجحيم في الآخرة.
،
ولم يغب عن تخطيطه بلا ريب، أنَّ أوّل أهدافه هو العالم الإسلامي.
،
يتصوّر المكرة العالميون، أنّ النظام العالمي الجديد، سيتشكّل لامحالة: إمّا إلى خماسيّ الأقطاب،
،
وإماإلىأحاديّ القطب ـ كما يتمنى الغرب بقيادة أمريكا ـ وتدور حوله مجموعة قوى كبرى.
،
ثمّ القوى المتوقعة أن تكون قوى قطبيّة، هي:
،
، أمريكا، أوروبا الموحدة، كما عّبر نكسون: عملاق يتوحد، والصين كما سماها عملاق يستيقظ , واليابان: عملاق رغم انفه، ثم روسيا بعد أن تتعافى من كبوتها.
،
ثم إنّ هذا العالم العربي والإسلامي، يقع بين هذه القوى، وتحته مفاتيح السيطرة: مكامن الطاقة،
،
ومن يكون فيه مسيطرا عليه، سيحكم قبضته على كلّ إحتياطي النفط في العالم.
،
وتعني هذه السيطرة، أن تكون مقاليد الإحتكارات الست، بيد المسيطر وحده، وهي احتكار مصادر الطاقة الأساسية، وإحتكار التكنولوجيا، واحتكار المؤسسات المالية، واحتكار وسائل الإعلام، و احتكار القرار الدولي، واحتكار الوسائل العسكرية، ونعني هنا أنّه يكون القطب الأكبر المهيمن، وليس الإحتكار الشامل بمعناه الحرفي.
ثم ماذا سيحدث؟! سيحلّ الخراب والدمار، لأنّّه وبوضوح تام، يعني سيطرة هؤلاء على العالم، سيطرة رعاة، وحماة، أنظمة الطغيان البشع في العالم، وعلى رأسها النظام الصهيوني العنصري الذي حول الشعب الفلسطيني إلى أشد شعوب العالم بؤسا في التاريخ ـ أعلى نسبة فقر وفقر دم في العالم ـ تحت رعاية ألـ G8!!
وسيطرة المسؤولين عن عامة حروب التدمير الشامل في العالم، كالحربين العالميتين، وكلّ الحروب الصغيرة التي تبيد البشر إلى يومنا، وما يجري في العراق هو المثال الذي لايزال حيّا.
وسيطرة صانعي ومستعملي القنابل النووية.
وسيطرة المسؤولين عن التلوث الذي يهلك البشرة، وعن ثقب الأوزون الذي يهدد بقاءنا على الكرة الأرضية.
وسيطرة المسؤولين عن انتشار أوبئة الإشعاعات النووية بسبب حروبهم القذرة.
وسيطرة المسؤولين عن انتشار الفساد الأخلاقي، والإنهيار القِيَمي في العالم.
وسيطرة الذين بسبب سياساتهم الإقتصادية، وجشعهم، يموت ملايين الأطفال العالم الثالث جوعا أو مرضا.
وسيطرة الذين ينفقون ملايين المليارات من التسليح الرهيب، وربع البشرية تتضور جوعا، ليرهبوا العالم،وليسترقّوا الشعوب، وليستعبدوا البشر.
إن تدمير ألـ G8، لن يتحقق بمظاهرات ولو أدَّت إلى جرح 400 شرطي ألماني، ولكن سيتحقق بوعي شامل لخطورة بقاء النظام العالمي على ما هو عليه، وبنهوض شامل لتغييره جذريا.
وإذ كان الإسلام يحمل في عقيدته شعورا بالمسؤولية العالمية، فإنه هو المخاطب بالأصالة لهذه النهضة الضرورية.
وكما دعوت في مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد في الدوحة قبل عدة أشهر، أعيد الدعوة إلى أن يتولّى علماء المسلمين ومفكروه، تأسيس منظمات حقوقية، وأخرى مناهضة للعولمة، تتحمّل أعباء المسؤولية التاريخية للقيام بهذا الدور الأهمّ، وأن لايتركوا الساحة العالمية لمنظمات غربيّة فحسب، تدافع عن عالم مقهور نشكل نحن أغلبيّته!
ولو انقعد مؤتمر إسلامي عن خطورة سياسات الـ G8 في ظل العولمة، ونفاقها، وآثار هيمنتها على العالم، والعالم الإسلامي خاصة، وانبثقت عنه لجان حقوقية إسلامية تعتني بهذا الدور، لكان خيرا لهم من تكرار الكلام الممل، والممجوج، والمثير للغثيان، الملقَّن من قبل أجهزة الإستخبارات، عن خطر التطرّف، وخطورة الإرهاب، ومنهج الوسطية .. إلخ، في عالم أضحى ترسم فيه القوى العظمى جغرافيا مستقبله لتجعلنا وثقافتنا خارج حتّى هامشه!
حامد بن عبدالله العلي(/)
من هذا سعيد فوده يا شيخ سليمان
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 11:31]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
هل وقفت على ما يكتبه سعيد فوده
من هذا سعيد فوده
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 11:37]ـ
الأخ الكريم: المحبرة والكاغد: جزاكم الله خيرًا ..
حبذا لو جعلت السؤال عامًا للإخوة لنستفيد.
وإليك هذا الرابط يفيدك عن سعيد فودة الأشعري:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6529
وفقكم الله ..
ـ[احمد الماضي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 09:24]ـ
عفوا يا سيد سليمان في الرابط الذي وضعته يذكر ان سعيد فودة من اصحاب السقاف وهذا كلام غير صحيح عنه بل هو رد على السقاف في اكثر من مسالة فيا حبذا التاكد من الاخبار التي تنقل عن الرجل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 10:20]ـ
شكرًا ياسيد أحمد. فودة كان من المقربين جدًا للسقاف، وهو الذي أمده بكثير من المعلومات أثناء المناظرة المعروفة في قناة المستقلة. ثم اختلف معه. ومشربهم واحد بين مُقل ومُستكثر. وفقك الله.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا سليمان وبارك الله في علمكم
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:08]ـ
اذا اردت ان تعرف ماذا بين السقاف وسعيد فودة فاطرح بينهم شخصية احمد صديق الغماري.
الغماري صوفي يكفر الاشاعرة .. ! يثني على مؤلفات الدارمي وابن خزيمة ابن القيم .. !! مع ميوله للتشيع وقد مال اليه السقاف في الاخير مع انتحال الاعتزال , دون قول الغماري في مؤلفات الدارمي وابن خزيمة وابن القيم فيما اعلم , وسعيد فودة صوفي اشعري محترق.
يجمع بين هؤلاء التصوف , فسعيد فودة لا يدري ماذا يفعل بصاحب نحلته الصوفية الهالك (الغماري) , والسقاف كما يقول العامة (رجه) لا ندري ماذا فعل له الغماريون .. وقد احتار فيه فوده وتلميذه بلال نجار .. !
ويقولون ان السلفية يختلفون فيما بينهم .. ليتهم يرون الغماري وهو يكفر كل من نسب الاشاعرة الى اهل السنة .. يا ويلك يا سواد ليلك إن فعلت ذلك , ستقوم فاس بغمارييها لينقضوا على فودة قبل ان ينقضوا عليك ايها الوهابي .. !(/)
" هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "
ـ[كاتب]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 12:11]ـ
هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "
حدثني خالد بن يزيد، وحديثه كله تغريد، عن فئة غريبة، ذوو همة عجيبة، همهم همنا، وهدفهم أمننا، يغارون على الأعراض، من كل ذي دخن وأمراض، يأمرون بالمعروف بمعروف، وينهون عن المنكر بلا منكر، عددهم قليل، وعدوهم ذليل، عُددهم قليلة، وأعمالهم جليلة، يهابهم الكبير، ويحبهم الصغير، مجاهدون بلا سلاح، وهدفهم الإصلاح، ينشرون الفضيلة، ويحاربون الرذيلة، يخافهم الفساق، ويبغضهم أهل النفاق، رواتبهم زهيدة، وأعمالهم مجيدة، يقدمون النصيحة، ويكرهون الفضيحة، شعارهم الستر، وعملهم بالسر، إلا من هتك بيده ستره، وأفشى بين الناس أمره، فهؤلاء عن العافية محرومون، كما أخبر نبينا المأمون، "كل أمتي معافى إلا المجاهرون ".
أوقفته عن حديثه وقلت: لقد حزرت، هؤلاء رجال أبي بكر وابن الخطاب، وعثمان الحيي وعلي الأواب، أو من المهاجرين والأنصار، أصحاب رسولنا المختار.
قال: بعد ما هز رأسه وأمال، بل في عصرنا، وبين ظهرانينا، يتطاول عليهم الرويبضة، وتشمت بهم الفويسقة، يقوّم عملهم كل سربوت، من زباين بانكوك وبيروت، بعدما حوصرت شهواتهم، وحبست نزواتهم، وصعب عليهم المنكر، وقل بأيديهم المسكر، فبحثوا عن أسباب الكساد، وصعوبة الفساد، فوجدوا أصحابي أول الأسباب، وهم الباب، الذي إن كسر قربت كل شهوة، وسهلت كل نزوة، فسارعوا لكسر هذا الحصن الحصين، وخرق هذا السد المتين، بأقلام مسمومة، وصحف من الغرب مدعومة، يبحثون عن أي زلل، ويتصيدون أي خلل، فيكبرونه، وينشرونه، فهذا ينشره بعموده، وذاك يضمنه أحد ردوده، والآخر برسم ساخر، وأخيراً بمذكرات فاجر، ثم بأفلامٍ، أنستنا سم الأقلام.
قلت: وأخيراً فهمت، تقصد الهيئات، المحتسبين الثقات، قال: ومن غيرهم، لله درّهم، وله برّهم، عظم الله أجرهم.
قلت: بل عظّم الله أجرنا في فقدهم، فأول السيل قطره، وأول الحرب كرّه.
فقام من مكانه، وكشر عن أنيابه وكل أسنانه، وقد أزبد وأرعد، وهدد وتوعد، ثم قالها: (هم صمام الأمان، وباب الفتن، وسد الشرور، وخندق الفضيلة، وحصن العفة) فإن فقدناهم فقدناها كلّها.
http://kaaatib.maktoobblog.com/?post=355939
ـ[محمد الشهراني]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 12:24]ـ
(هم صمام الأمان، وسد الشرور، وخندق الفضيلة، وحصن العفة) فإن فقدناهم فقدناها كلّها.
أشكرك أخي الكاتب
ـ[ظاعنة]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 01:04]ـ
صدقت والله ..
بارك الله فى جهودهم، وأعلى شأنهم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 01:24]ـ
جزاك الله خيرا
أسأل الله أن يسدد أقوالهم وأفعالهم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 06:39]ـ
حفظ الله الأسود البواسل من كيد الماكرين
فهم صمام الأمة لوصد باب الفتن , وسد الشرور، و هم خندق الفضيلة، وحصن العفة
بارك الله فى جهودهم وجهودك أيها الكاتب الفاضل
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 09:32]ـ
قلت: بل عظّم الله أجرنا في فقدهم، فأول السيل قطره، وأول الحرب كرّه.
لم و لن نفقدهم _ بإذن المولى تبارك وتعالى _.
ورب ضارة نافعة .. فتلك القطرة إنما أظهرت من أعمالهم المخفية الكثير، و كشفت عن بعض الأخطاء المغمورة في حسناتهم فأصلحوها وانتبهوا إليها ..
بارك الله في عملهم وحفظهم من كل شيطان مريد، و ماضر السحاب نباح من في الأرض:/
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 11:23]ـ
إنما يُستدفع البلاء ويستنزل القطر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو أمان من البلاء ونزوله، ورجاء لحلول البركة والطمأنينة والرخاء.
ـ[قارئ]ــــــــ[07 - Jun-2007, صباحاً 12:09]ـ
جزاك الله خيرا
أسأل الله أن يسدد أقوالهم وأفعالهم
ـ[كاتب]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أشكركم على جميل تعليقكم وحسن ثناؤكم، حسبي أن من رد ومن شارك هم أهل العلم وورثة الأنبياء.
ـ[كاتب]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أشكركم على جميل تعليقكم وحسن ثناؤكم، حسبي أن من رد ومن شارك هم أهل العلم وورثة الأنبياء.(/)
آثار الشرك واضراره.
ـ[الازور]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 07:31]ـ
الشرك وأضراره
الشرك أعظم الذنوب وذلك لأمور:
1 - لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية فمن أشرك مع الله أحداً فقد شبهه به. وهذا أعظم الظلم قال تعالى: (إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) , والظلم هو وضع الشيء في غيرموضعه، فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها وصرفها لغير مستحقها وذلك أعظم الظلم.
2 - أن الله أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه قال تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ).
3 - أن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلد في نار جهنم قال تعالى: (إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).
4 - أن الشرك يحبط جميع الأعمال قال تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)،وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
5 - أن المشرك حلال الدم والمال- قال تعالى: (فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها".
6 - أن الشرك أكبر الكبائر قال صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين " الحديث. فالشرك أظلم الظلم. والتوحيد أعدل العدل. فما كان أشد منافاة لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر إلى أن قال: فلما كان الشرك منافياً بالذات لهذا المقصود كان أ كبر الكبائر على الإطلاق وحرم الله الجنة على كل مشرك وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد وأن يتخذوهم عبيداً لهم لما تركوا القيام بعبوديته. وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملاً. أو يقبل فيه شفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة. أو يقبل له فيها رجاء، فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله حيث جعل له من خلقه نداً وذلك غاية الجهل به - كما أنه غاية الظلم منه- وإن كان المشرك في الواقع لم يظلم ربه وإنما ظلم نفسه - انتهى.
7 - أن الشرك تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما - فمن أشرك بالله قد أثبت لله ما نزه نفسه عنه وهذا غاية المحادة لله تعالى وغاية المعاندة والمشاقة لله.
آثار الشرك وأضراره:
1 - ضعف تعظيم الربّ تعالى ومحبته في قلب صاحبه:
ذكر العلماء في وصف حال المشركين أنهم يحبون معبوداتهم ويعظمونها ويوالونها من دون الله، وكثير منهم ـ بل أكثرهم ـ يحبون آلهتهم أعظم من محبة الله، ويستبشرون بذكرهم أعظم من استبشارهم إذا ذكر الله وحده، ويغضبون لمنتقص معبوديهم وآلهتهم من المشايخ أعظم مما يغضبون إذا انتقص أحد ربَّ العالمين، وإذا انتهكت حرمة من حرمات آلهتهم ومعبوداتهم غضبوا غضبَ الليث إذا حرَد، وإذا انتهكت حرمات الله لم يغضبوا لها، بل إذا قام المنتهك لها بإطعامهم شيئاً رضوا عنه، ولم تتنكر له قلوبهم ... فهذه حال من اتخذ من دون الله ولياً، ويزعم أنه يقربه إلى الله [1].
2 - سقوط صاحبه من أوج العزة والكرامة إلى حضيض السفول والقلق والرذيلة:
قال تعالى: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج:31].
قال ابن القيم: "تأمل هذا المثل ومطابقته لحال من أشرك بالله وتعلق بغيره، ويجوز لك في هذا التشبيه أمران:
أحدهما: أن تجعله تشبيها مركّبا، ويكون قد شبه من أشرك بالله وعبد معه غيرَه برجل قد تسبّب إلى هلاك نفسه هلاكا لا يُرجى معه نجاة، فصوّر حاله بصورة حال من خرّ من السماء فاختطفته الطير في الهوى فتمزّق مزقا في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة، وعلى هذا لا تنظر إلى كلّ فرد من أفراد المشبه ومقابله من المشبه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن يكون من التشبيه المفرّق، فيقابَل كل واحد من أجزاء الممثّل بالممثّل به، وعلى هذا فيكون قد شبّه الإيمان والتوحيد في علوّه وسعته وشرفه بالسماء التي هي مصعده ومهبطه، فمنها هبط إلى الأرض، وإليها يصعد منها، وشبّه تاركَ الإيمان والتوحيد بالساقط من السماء إلى أسفل سافلين من حيث التضييق الشديد والآلام المتراكمة والطير الذي تخطف أعضاءه وتمزقه كلّ ممزق بالشياطين التي يرسلها الله سبحانه وتعالى عليه وتؤزّه أزّا وتزعجه وتقلقه إلى مظان هلاكه، فكل شيطان له مزعة من دينه وقلبه كما أن لكلّ طير مزعة من لحمه وأعضائه، والريح التي تهوي به في مكان سحيق هو هواه الذي يحمله على إلقاء نفسه في أسفل مكان وأبعده من السماء" [2].
3 - نجاسة صاحبه:
قال تعالى: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة:28].
قال ابن القيم: "ونجاسة الشرك عينية، ولهذا جعل سبحانه الشرك نجَساً بفتح الجيم، ولم يقل: إنما المشركون نجِس بالكسر، فإن النَّجَس عين النجاسة، والنجِس بالكسر المتنجِّس، فأنجس النجاسة الشرك، كما أنه أظلم الظلم" [3].
4 - أنه يوجب لصاحبه عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: (لّيُعَذّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) [الأحزاب:73].
قال ابن القيم: "والمقصود أن الشرك لما كان أظلم الظلم وأقبح القبائح وأنكر المنكرات كان أبغض الأشياء إلى الله وأكرهها له وأشدها مقتاً لديه، ورتّب عليه من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه، وأخبر أنه لا يغفره، وأن أهله نجس، ومنعهم من قربان حَرَمِه، وحرّم ذبائحهم ومناكحتهم، وقطع الموالاة بينهم وبين المؤمنين، وجعلهم أعداءً له سبحانه ولملائكته ورسله وللمؤمنين، وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونساءهم وأبناءهم وأن يتخذوهم عبيداً، وهذا لأن الشرك هضم لحقّ الربوبية، وتنقيص لعظمة الإلهية" [4].
5 - أن المتلبّس به يسيء الظن بربّ العالمين ويتنقصه تعالى:
قال تعالى: (وَيُعَذّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْء عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْء وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) [الفتح:1].
قال ابن القيم: "فلم يجمع على أحد من الوعيد والعقوبة ما جمع على أهل الإشراك، فإنهم ظنّوا به ظنّ السوء حتى أشركوا به، ولو أحسنوا به الظنّ لوحّدوه حقّ توحيده" [5].
وقال أيضاً: "فالشرك ملزوم لتنقّص الربّ سبحانه، والتنقّص لازم له ضرورة، شاء المشرِك أم أبى، ولهذا اقتضى حمدُه سبحانه وكمال ربوبيته أن لا يغفره، وأن يخلّدَ صاحبَه في العذاب الأليم ويجعله أشقى البرية، فلا تجد مشركاً إلا وهو متنقّص لله سبحانه" [6].
6 - أن التلبس به يوقع الفرد والمجتمع في ظلمات متراكمة:
إن أكبر الكبائر الإشراك بالله تعالى، ذلك لأن الشرك ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض، وحجب متلاطمة لا يقرّ لها قرار، فهو يجعل الإنسان عبداً للمخلوق، وهو لا يعبد المخلوق إلا جلباً لفائدة أو دفعاً لضرر، فهو في الواقع عبد لمصلحته، وبالتالي هو عبد لنفسه، وعبادة النفس معناها أن الشخص غير صالح ليكون عضواً كريماً عاملاً على الرقي بالجماعة الإنسانية محققاً لسعادتها، بل هو على الضد من ذلك يكون عدواً للإنسانية، هادماً لأركانها، ساعياً في شقائها دون أن يدري؛ إذ إن الشرك يقلب الأوضاع، فيجعل الحقّ باطلاً، والباطل حقاً، والخالق مخلوقاً، والمخلوق خالقاً، وعلى هذا الأساس لا يمكن أن تبنى قواعد الجماعات على أسس سليمة، ذلك لأن العلاقات الإنسانية تكون مبنية على مستلزمات الشرك، وهي الجشع والتربص والحقد والكذب وسفك الدماء والعدوان والاستعباد والإذلال.
كل ذلك يؤدي إلى انفراط نظام العقد الإنساني الذي يتحوّل إلى فوضى لا ضابط لها ولا رابط، يسودها الخوف، ويخيّم عليها القلق، وتتخلّلها الحروب التي لا تنتهي، والتي تسببها الأطماع التي لا تنتهي، وحينئذ تصبح الحياة شقاء لا سعادة فيه، وجحيماً لا يطاق، يعذّب فيه البشر بعضهم بعضاً [7].
------------------------------
[1] مدارج السالكين (1/ 368 - 369).
[2] إعلام الموقعين (1/ 180).
[3] إغاثة اللهفان (1/ 98).
[4] إغاثة اللهفان (1/ 99).
[5] إغاثة اللهفان (1/ 99).
[6] إغاثة اللهفان (1/ 101).
[7] انظر: دعوة التوحيد، لمحمد خليل هراس (72 - 73).
جزا الله كاتبه خيرا"(/)
الإسلام والوطنية
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[07 - Jun-2007, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام والوطنية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين وبعد:
فهذه مقالة عن معنى الوطنية وأقسامها والحكم فيها كما بدا لي بعد التأمل الذي أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت فيه إلى الصواب , وقد دعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع أمران:
أحدهما: أنني من خلال حواراتي الكثيرة مع الشباب من حملة الفكر المتطرف أو المتعاطفين معهم أو المتسائلين عن فكرهم أجد أن شعور أصحاب هذا الفكر بالتعارض بين الاهتمام بالوطن وحمل الهم الإسلامي يعد من أبرز الدواعي إلى تسرب الفكر الضال الذي يعد الوطن والعناية به من أبعد الأمور عن عناية منظريه بل إن الحديث عن الوطن ومنجزاته يعد لدى معتنقي هذا الفكر أو المتعاطفين معهم إحدى الكبائر الكبار التي تتناقض والاتجاه العام لديهم الذي يزعم أن الهم الوطني يتعارض مع الهم الإسلامي.
الأمر الآخر: وجدت مما يساعد منظري هذا الفكر على الانقضاض على التفكير الوطني تاريخ الحركات الوطنية في العالم العربي حيث توصف الحركات الوطنية في العالم العربي بأنها حركات علمانية محاربة للإسلام قولا وعملا , وقد قامت بعض هذه الحركات بعد توليها للحكم في بلادها فعلا بمحاربة التوجهات الإسلامية أما الحركات التي فشلت في الوصول إلى السلطة فإنه قد ثبت تاريخيا علاقاتها المشبوهة مع أعداء الأمة
هذا التصور يستغله كل منظر للحركات الفكرية المتطرفة لدفع الشباب والتغرير بهم للتفكير بعيدا عن مصالح أوطانهم.
لهذا فإن الحديث عن الجانب الوطني وربطه بالإسلام والوصول إلى قناعة ووعي بضرورة تقديم مصلحة الوطن على أي اعتبار آخر وأن هذا التقديم هو من صميم الدين ولا يتعارض مع كون الإسلام هو المبدأ الأعظم والغاية المثلى التي نحيا ونموت من أجلها ,وأن تعارض مصلحة الدين ومصلحة الوطن من الأمور لمتعذرة إذا قسنا المصلحة بالمقاييس الشرعية , أقول إن كل ذلك يعد ضربة في مقتل للفكر المتطرف الضال , أسأل الله أن أكون قد وصلت فيها إلى ما هو الصواب والحمد لله رب العالمين.
معنى الوطنية وتاريخ هذا المصطلح:
الوطن في اللغة: تتوافق كتب اللغة في تعريف الوطن ولا تكاد تخرج عباراتهم في ذلك عمََا لخَصه صاحب كتاب الكليات ج1/ص940 حين قال: (الوطن هو منزل الإقامة والوطن الأصلي
مولد الإنسان أو البلدة التي تأهل فيها ووطن الإقامة هو البلدة أو القرية التي ليس للمسافر فيها أهل ونوى أن يقيم فيه خمسة عشر
يوماً فصاعداً ووطن السكنى هو المكان الذي ينوي المسافر أن يقيم فيه أقل من خمسة عشر يوماً.) ويلحظ أن هذه الكلمة رغم كونها صحيحة النسبة إلى اللغة العربية وأهلها عريقة النسب من حيث أصولها الاشتقاقية إلا أن استخدامها في المعنى اللغوي الذي أشار إليه أهل اللغة كان قليلا فلا تكاد تراها في الشعر الجاهلي أو شعر صدر الإسلام إلا قليلا ’ كقول رؤبة بن العجاج
أوطنْت وطْنا لم يكن من وطَني
لو لم تكن عاملها لم أسكن
ولعل قلة استخدامها عند العرب بهذا المعنى هو السر في التعبير في القرآن عن الوطن بالديار والبيت
كما في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} البقرة84 وقوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} الأنفال5.ذكر أبو حيان أن المراد ببيته: المدينة , البحر ,4/ 458
أما الموطن فقد جاء في القرآن مجموعا على مواطن في قوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} التوبة25 والمراد بها مقامات الحرب ومواقفها , مأخوذٌ من توطين النفس أي تهيئتها على مثل هذه المواقف كما أفاد أبو حيان في البحر المحيط , 5/ 24
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عصرنا الحاضر: لم يخرج معنى الوطن عن دلالته في أصل اللغة لكنه أصبح أوسع دلالة في عرف الناس , وإن كان علماء اللغة في العصر الحاضر يأبون الاعتراف بهذا المدلول الواسع فنجد واضعي المعجم الوسيط يستمرون في نقل كلام الأوائل في تفسير هذه الكلمة , قالوا: (الوطن مكان إقامة الإنسان و مقره وإليه انتماؤه ولد به أو لم يولد)
أما المُتَواضع عليه في عصرنا الحاضر في معنى الوطن فقد أجمله الشيخ محمد عبده بقوله: (المكان الذي للمرء فيه حقوق وواجبات سياسية) وذكر الشيخ: أن هذا حده عند الرومان , تاريخ الأستاذ الإمام , 2/ 194
ويمكن تعريفه أيضا: بأنه: المكان الذي ينتمي إليه الإنسان في حدوده السياسية , وإن تعددت أقاليمه واختلفت انتماءات أهله العرقية والدينية والمذهبية.
فهذا التعريف لا يلغي التعريف اللغوي , وهو أوسع منه حيث يجعل كل ما تضمه الحدود السياسية من الأراضي وطنا للإنسان وليس الوطن مقصورا على مكان الولادة أو النشأة أو الإقامة.
هذا بالنسبة للوطن أما الوطنية: فقد انتقلت من دلالتها على النسبة إلى الوطن أو مؤنث الوطني إلى الدلالة على معنيين متغايرين , الأول: اتجاه سياسي , والآخر: قيمة خلقية , وفي تقديري: أن الخلط بين هاتين الدلالتين وعدم تمييز إحداهما عن الأخرى أدى إلى الخلط أيضا في الحكم عليهما من زاوية دينية.
فالاتجاه السياسي: نشأ في أوربا مصاحبا للاتجاه القومي هناك وكانت الدعوة في هذا التوجه إلى الثورة على الإمبراطوريات الأوربية التي يجتمع في ظلها عدد من الأقاليم التي لم يك بينها من جامع سوى في انتمائها إلى الدين المسيحي , وبالتالي كانت تلك ثورة على الرابطة الدينية في أوربا.
وانتقلت هذه الفكرة الاستقلالية من أوربا إلى العالم الإسلامي ولا سيما تركيا حيث عاصمة الخلافة , ومصر التي كانت محط أنظار المثقفين العرب ومنها رفاعة الطهطاوي الذي لعله أول من نقل كلمة الوطن بمفهومها الغربي إلى اللغة العربية وكانت السيادة فيها للعثمانيين ومحمد علي باشا وأبنائه ثم خضعت لحكم ثلاثي غريب , حين تقاسمت الأدوار فيها كل من بريطانيا وأسرة محمد علي والدولة العثمانية.
أما في تركيا فكان حزب تركيا الفتاة يحمل على الجامعة الإسلامية التي كان ينادي بها السلطان عبد الحميد ويسعى إلى رابطة طورانية تعزل الشعب التركي عن الشعوب الإسلامية التي لا يقترب منها في العنصر, وتتقرب من الشعوب التي تقاربها في الأصول العرقية وإن كانت تُباينها من جهة الديانة كالعرق الجرماني
يقول عبد العزيز جاويش وهو من أعلام الحركة الوطنية في مصر _1293 - 1347_ في مقال له عن أصل الفكرة الوطنية (إن الشعور بالوطنية اصطلاح أفرنكي –أي: إفرنجي – انتقلت بذوره إلى الشرق من مطاوي العلوم العصرية وأصول المدنية الحديثة التي اهتدى إليها الغرب)
وكان من دعاة الوطنية في مصر من هم شديدوا العداء للرابطة الدينية التي تذكرهم دائما بالاستبداد التركي فقدموا رابطة الوطن على رباط الدين ودعوا إلى مصر مستقلة سياسيا وفكريا عن أي رابطة أخرى بل إن منهم من فضل الاحتلال البريطاني على الرابطة الإسلامية وصرح بعداوة الاتجاه الإسلامي بل تجاوز إلى ربط مصر بتاريخها الفرعوني وعزلها عن التاريخ الإسلامي ومنهم من غازل الاتجاه الإسلامي والرابطة الإسلامية وحاول تصوير الأمر على أنه لا تناقض بين الاتجاه الوطني السياسي وبين الجامعة الإسلامية وكانت تمثلهم صحف المقطم ومجلة المقتطف والجريدة.والتجارة , ومن الأحزاب الحزب الوطني ومصر الفتاة وحزب الأمة.
وهذا النوع من الوطنية لا يقره الإسلام لعدة اعتبارات
1 - كونها فكرة انفصال سياسي عن وحدة الدولة الإسلامية , والإسلام دين اجتماع وليس دين تفرق , ويَعُد الإسلام الاجتماع مكسبا ولذلك فهو ينبذ أي فكرة انفصالية ,قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} آل عمران103 كما جاء الأمر بالالتزام بجماعة المسلمين في أحاديث
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرة منها:قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ج3/ص1480
(من أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ على رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)
2 - كونها دعوة للتكتل على أساس الإقليم يجعلها دعوة تحجيمية إضعافية مآلها إلى ضعف دائم غير متناه ’ إذ إن كل إقليم لا يُؤمَن أن يطالب أهل كل ناحية منه بالانفصال ولهم الدعوى نفسها التي انفصل بها إقليمهم عن محيطه الكبير , والإسلام دعوة للقوة بكل معاييرها ومن معايير القوة الاجتماع وعدم التفرق.
3 - وأيضا هي دعوة تقدم مصلحة الإقليم والترابط فيه على مصلحة الدين ورابطته , ونحن وإن كنا نوقن بأنه لا يمكن أن تتعارض المصلحتان في الحقيقة , إلا أنه يتصور تعارضهما ظاهرا في أذهان أصحاب هذا الاتجاه ,حيث لا يعدون الدين معيارا لتمييز المصالح والمفاسد , وقد أمرنا الله تعالى بتقديم الدين على الوطن عندما نقع فيهما بين خيارين , قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} النساء97كما قدم الله تعالى المحبة في الدين والتآخي فيه على جميع العلاقات الإنسانية , قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} المجادلة22
.
الوطنية كقيمة خلقية: تلتقي الوطنية بوصفها قيمة خلقية والوطنية بوصفها توجها سياسيا في أمر واحد لا غير , وهو توجههما إلى الوطن بمفهومه الواسع أي حيث تنتهي الحدود السياسية لا بمفهومه التراثي الضيق.
أما هذه القيمة وإن اتسع نطاقها من محل الإقامة أو النشأة أو الولادة إلى كل شبر من أراضي الدولة فإنها باقية على ما كانت عليه في سماتها النفسية منذ خلق الله الإنسان.
ويمكن تعريفها بـ: محبة في القلب لمحل الانتماء يظهر أثرها في مدى غيرة المرء على وطنه وحرصه على الرقي به والحفاظ على مكتسباته ومودة أهله وبغض أعدائه.
وهذه المحبة مركوزة في الطبائع لا يكاد ينفك عنها قلب امرئ , سوى من كان في نفسه مرض يحرف فطرته عن طبعها السوي , ونحن نعرف الأخلاق الفطرية من أنفسنا ومن سبرنا لمن حولنا ونظرنا في تاريخ الإنسانية , فإذا وجدنا ثَمََ خلقا لا ينفك عن الإنسان أنَا وجد في الزمان والمكان علمنا أنه مما فطر الله الناس عليه ولا تبديل لخلق الله.
ولسنا لإثبات فطرة من الفطر بحاجة إلى كتاب فلسفي أو نقل عن عالم ما , فما نعلمه من أنفسنا لا نحتاج إلى تعلمه من غيرنا.
ومن حكمة المولى عز وجل أن غرس هذه الفطرة في النفوس , ليتحقق إعمار الكون الذي أمر الله بعمارته , فسُكنت الصحارى والقفار وأعالي الجبال وأحبها أهلها وتناسلوا فيها آلاف السنين بالقدر نفسه من الحب الذي أفاضه أهل الأودية والأنهار ومنابت الغابات على ديارهم , بل وقاتل أهل القفار وقتلوا دون ديارهم كما قاتل أهل الغابات وقتلوا.
ودين الله الذي ارتضاه لخلقه لا تُعارض أحكامه ما فطرهم عليه من سجايا وأخلاق , وإلا نكون قد زعمنا في الشرع عدم الحكمة أو التكليف بما لا يطاق , وهذا كما لا يخفى من الممتنع شرعا ولله الحمد والمنة.
بل جاء الشرع مؤيدا للفطر ومهذبا إياها وحاميا لها بالشريعة من أن تنزلق بها الأهواء إلى مالا تحمد عقباه.
فمما يُعْرف به تأييد الشرع لمحبة الأوطان: ما جعله الله تعالى
من الثواب العظيم على هجرتها إليه سبحانه عندما تتوفر شروط الهجرة وموجباتها , ولعله لم يكن للهجرة هذا الفضل لولا ما لمحبتها من التأثير في النفوس السوية , وتمسك الأحرار بأوطانهم وتحملهم في سبيلها مغبات كل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء100وقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم قرينة للإسلام والحج في تكفيرها لما قبلها من الآثام , كما في صحيح مسلم ج1/ص112 (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ ما كان قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كان قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ ما كان قَبْلَهُ)
وقرن الله تعالى قتل النفس بالإخراج من الوطن في ميثاقه سبحانه على بني إسرائل: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} ا
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام سادة من أحبوا أوطانهم , فقد روى ابن حبان في صحيحه ج9/ص23
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلْدَةٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ وَلَوْلا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ)
وكان صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحابه يشتكون الشعور بالغربة حتى كان بلا ل ينشد إذا ارتفع عنه الوباء
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
فقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ج2/ص667
(اللهم حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أَشَدَّ)
وروى أصحاب السير فيما نقله في الروض الانف ج3/ص25
حديث أصيل الغفاري حين قدم من مكة فسألته عائشة كيف تركت مكة يا أصيل فقال تركتها حين ابيضت أباطحها وأحْجَنََ ثمامها وأغدق إذخرها وأمشرََ سلمها فاغرورقت عينا رسول الله وقال لا تشوفنا أصيل ويروى أنه قال له دع القلوب تقر.
ولنا أن نقيس الوطنية على القبلية , فقد جاء الإسلام إلى العرب والقبيلة هي الرابطة الأقوى بينهم , وهي الغاية المثلى التي يعيشون ويموتون من أجلها , بل كانت القبيلة هي مصدر القيم في حياة العربي , وجاء الإسلام و ألغى القبيلة كغاية ومصدر للقيم , لكنه لم يلغها كرابطة بين أهلها يستعملها في ما يحقق للمجتمع الإسلامي منافع في التكافل والنصرة وغير ذلك مما جاءت به السنة النبوية , فليكن شأننا مع الوطنية كشأن الإسلام والقبلية , فما زاد من الشعور الوطني عما قدمته سالفا في تعريف المشروع منها وهو الحب وما يثمره , أمر غير مشروع لإفضائه إلى مفاسد لا يقرها الدين وتتنافى مع مقاصده.
فإذا كان هذا الحب مشروعا فليكن مشروعا ما يثمره من الغيرة على المحبوب والحرص على الرقي به والحفاظ على مكتسباته ومودة أهله وبغض أعدائه.
وتكون المشروعية أكثر لزوما بل فرض عين حين يكون الوطن مسلما بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى , فما من رجل أو امرأة إلا وهم دائنون بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله وما من مدينة أو قرية إلا وتشهد مآذنها بشهادة الحق وتسير شوارعها بقيم الدين الحنيف ويُتَرَنََم في مدارسها بآيات الذكر الحكيم قراءة وتفهما ويؤمر في أسواقها وجنباتها بالمعروف وينهى عن المنكر ويسعى بين أهلها بالأمن والعدل.
عندها لا نحكم على محبة الوطن بأنها فطرة أو خلق وحسب لأنها تصير عبادة لا يتم الإسلام إلا بها.
ولا ضير من اتساع نطاق الشعور بالانتماء من القرية أو المحلة إلى ما تضمنته حدود الدولة , إذ هو كسائر المشاعر النبيلة لا يمنع الإسلام من اتساع نطاقها ,كالمحبة والكرم والعطف , مادام المحبوب والمكرم ممن أبيحت لنا محبته وإكرامه والعطف عليه.
الوطنية والأخوة الإسلامية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الأخوة في الله سبحانه وتعالى على دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد سواه إحدى المسلمات التي لا يمكن الجدال فيها وتقتضي هذه المسلمة أن يكون بين المسلمين من التواصي والتراحم والتآخي كما بين الإخوة في النسب: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات10 وفيما جاء في صحيح البخاري ج5/ص2253عن أَنَسُ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَبَاغَضُوا ولا تَحَاسَدُوا ولا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري ج2/ص862
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كان في حَاجَةِ أَخِيهِ كان الله في حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عنه كُرْبَةً من كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله يوم الْقِيَامَةِ) وفي صحيح مسلم ج4/ص2000عن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إن اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى له سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ)
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج7/ص270عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم و من لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم)
وهذه النصوص الرائعة في ترسيخ مبدأ الأخوة الإسلامية , هي عينها النصوص التي ينبغي أن يترسخ بها مبدأ الشعور الوطني بكل جوانبه.
ذلك أن المسلمين وإن ثبتت الأخوة لكل منهم أينما كان إلا أنهم لا يمكن أن يكونوا في درجة واحدة من الأولوية في الحقوق كما أننا لا نطالبهم في كل مكان بدرجة واحدة من الواجبات نحونا.
فالأولية في الاستحقاق من قِبَلِنا هي لمن لنا عليهم الأولية في الواجبات نحونا , وهؤلاء بلا شك هم الأقربون الذين يعولوننا ونعولهم بحكم تساوينا في الاستحقاق من هذا الوطن , كما أن لنا بهم صلات أخر غير الإسلام والمشاركة في الاستحقاق من هذا الوطن ألا وهي صلة النسب والمساكنة في الدار المعتبرتان شرعا.
والعمل بالأوليات في مجال أخذ الحقوق وإعطائها مبدأ لم تغفله الشريعة , ومن أمثلته: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه كما في صحيح البخاري ج2/ص518عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ) وفي رواية أبي أمامة رضي الله عنه كما في صحيح مسلم ج2/ص718 قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يا بن آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لك وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لك ولا تُلَامُ على كَفَافٍ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ من الْيَدِ السُّفْلَى)
وانظر إلى هذا الحشد من الروايات التي يسوقها البخاري رحمه الله دالة على فقه الأوليات:
قال رحمه الله صحيح البخاري ج2/ص518
: بَاب لَا صَدَقَةَ إلا عن ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ تَصَدَّقَ وهو مُحْتَاجٌ أو أَهْلُهُ مُحْتَاجٌ أو عليه دَيْنٌ فَالدَّيْنُ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى من الصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ وَالْهِبَةِ وهو رَدٌّ عليه ليس له أَنْ يُتْلِفَ أَمْوَالَ الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أَخَذَ أَمْوَالَ الناس يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ الله إلا أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا بِالصَّبْرِ فَيُؤْثِرَ على نَفْسِهِ وَلَوْ كان بِهِ خَصَاصَةٌ كَفِعْلِ أبي بَكْرٍ رضي الله عنه حين تَصَدَّقَ بِمَالِهِ وَكَذَلِكَ آثَرَ الْأَنْصَارُ الْمُهَاجِرِينَ وَنَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن إِضَاعَةِ الْمَالِ فَلَيْسَ له أَنْ يُضَيِّعَ أَمْوَالَ الناس بِعِلَّةِ الصَّدَقَةِ وقال كَعْبُ رضي الله عنه قلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ من تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ من مَالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم قال أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لك قلت
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الذي بِخَيْبَرَ.
فحق من يجمعك وإياه الدين والمساكنة أوجب عليك من حق من يلزمك بأحدهما. .
ويقاس على هذه الحقوق سائر أنواع الحقوق من النصرة والحفاظ فمن يشاركك في الوطن أولى بهذه الحقوق ممن يليه.
وكيف لا يكون كذلك وبينك وإياه شراكة في الكفالة الاجتماعية التي يضمنها لك تساويك معه في الاستحقااق من خير هذا الوطن , فما تأخذه من راتب إن كنت موظفا , هو من أعطاك إياه , وما تجنيه من مكاسب إن كنت غير ذلك , إنما أخذتها منه , وما يصيبك من خير هو أول منتفع به بعدك وما ينزل عليك من ضر هو من يليك في تحمل مشاقه.
وعلى ذلك فلا يمكن أن تكون نصرتك لأخيك في الإسلام النازح عنك في الوطن طريقها جسد أخيك الأقرب أو ماله أو أمنه ومن اعتقد ذلك فقد قرأ في تعاليم هواه الأعوج ولم يقرأ في تعاليم الإسلام , وشر الهوى ما كان على علم قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} الجاثية23
وحين نقول: إن مصلحة الوطن لا يمكن أن تتعارض مع مصالح الدين إذا نظرنا إلى قياس المصلحة بمنظور ديني , فإننا نكرر ذلك , في نصرة إخواننا المسلمين , حيث لا يمكن أن تكون نصرتهم بإضعافنا وتفكيك جماعتنا وإنهاك دولتنا , لأن من نزعم نصره لا يريد نصيرا ضعيفا منهكا منشغلا بخلله منكفئا على جراحه , بل يريد مناصرا قويا مجتمعا ملتفتا إلى عدوهما بِكُلِِه لا ببعضه.
وكيف يكون لنا أن نتفرغ إلى عدو مشترك ونحن نعالج ضعفنا أو نضع يدا في المعركة ويدا نشد بها خواصرنا من الألم؟ إن ذلك لشيء عجاب.
إن المسلم النازح إذا وقع في مصيبة فله منا كل شيء إلا شيئا يلحق بنا ضررا لا يرضاه هو لنا ويجزع لنا هو من أن يلم بنا كما ألم به.
وليس هذا من باب شح النفس في شيء , كما أن إفساد النفس بما لا يصلح به الغير ليس من الإيثار في شيء أيضا
فالإيثار خلق رائع حين أتحمل المشقة من أجل أن يرتاح أخي , لكنها أبعد ما تكون عن مقاصد الشريعة والعقل والطبع السليم حين أظن أن صلاحه في هلاك نفسي وإفساد أرضي , إذ كيف يكون صلاح غيري في ضياعي وهلاك مكسبي , وقد قال الله في الثناء على المؤثرين {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9, فجعل الله الإيثار في تحمل الخصاصة وهي شدة الحاجة ولم يجعله في تحمل الضرر والفساد في الدين والبدن , كما جعل الإيثار مرتبة عليا ليس مكلفا بها كل أحد , بل ليس مكلفا بها أحد , وإنما هي من عظيم الأعمال التي تبلغ بصاحبها ويبلغ بها مراتب الكما , وقد أشار البخاري رحمه الله في النص المتقدم إلى ذلك , ومن حمل الناس قسرا على نوافل العبادات مما لا يطيقه سوى أصحاب المقامات فقد شرع لهم من الدين ما لم يأذن به الله.
ومن يريد أن يفسد أرضا من بقاع المسلمين من أجل صلاح أخرى فقد طلب الشفاء بما حرم الله وقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صحيح البخاري ج5/ص2129
(إِنَّ اللَّهَ لم يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) وقد حرم الله الإفساد في الأرض مطلقا ولم يستثن حالا دون حال {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} الأعراف56 1 - {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} الأعراف85
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} الأعراف22
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء التفسير العملي لهذه الآيات من صحابة رسول الله الكرام رضي الله عنهم , حين مشوا لفتح الدنيا وهم يحلون وصية قائدهم انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنوا إن الله يحب المحسنين.
الوطنية والحدود السياسية:
الحدود السياسية معروفة مذ كانت الدول , ولكن سلطة هذه الحدود على الأفراد وإلزام الناس بالتابعية للدولة هو من خصائص هذا العصر التي لا يشركه فيها غيره من العصور فيما أحسب , وهذه الحدود هي نقطة الارتكاز لدى كثير ممن رد على الوطنية واعتبرها منافية للإسلام بالكلية , فذكروا أن هذه الحدود قد وضعها العدو للتفريق بين أبناء الأمة الواحدة , ونجح في ذلك حيث أصبح التمايز بين أبناء المسلمين على أساس هذا الشريط الوهمي الذي لم يعدكما كان في السابق حدا لسلطات الحاكم على الأرض بل أصبح أيضا حدا لسلطاته على الأفراد.
وهذا الكلام صحيح بكليته في الدول التي كانت لبرهة من الزمن في قبضة دول الاستعمار , وصحيح أكثره في تلك الدول التي لم تنشأ في ضل الاستعمار ولم تطأها قدما مستعمر , ولكنه رغم صحته في الجملة لا يصح متعلقا لتحريم الشعور الوطني , إذ إن هذه الحدود موجودة رغما عنا أيا كان القول في سبب وجودها , كما أن القول بتحريمه لن يؤدي إلى محوه من الصدور على وجهه الذي وصفت أولا , بل سيشعر الناس بالتناقض بين مشاعرهم الفطرية التي لا حيلة لهم فيها وبين أحكام دينهم ولا يخفى ما في ذلك من المفسدة على نفس الإنسان وبدنه وعلاقته بمن حوله.
ولا أطنني أذهب بعيدا إذا قلت إن ما يحدث من بعض شبابنا من إفساد في الأرض باسم الدين إنما هو ردة فعل عنيفة للإحساس بالتناقض بين تعلقهم الفطري ببلادهم وأهلها وبين ما يفتيهم به البعض من كون هذا الإحساس أمر محرم شرعا.
ثم إن الحدود السياسية وإن قلنا بأن الاستعمار هو من وضعها ليست بعد أن أصبحت واقعا معاشا شرا محضا , وعليه فلا يمكن أن تكون مناطا للتحريم ,بل إن ما نتج عن هذه الحدود من أخطاء يمكن معالجته بغير النهوض على الواقع ومعاندته وتحريم ما لم يأت كتاب ولا سنة بتحريمه , وذلك كما فعلت دول السوق الأوربية حيث وصلت من التقارب بينها إلى ما يمكن أن يعد إلغاء واقعيا لهذه الحدود.
ونحن نتحدث عن الوطنية باعتبارها قيمة أخلاقية , وبهذا الاعتبار ليست الحدود السياسية أسوارا عالية لا يمكن تجاوزها , كما أنها ليست خطوطا وهمية لا اعتبار لها , بل هي نقاط البداية ونقاط النهاية لجهات من الأرض يضمن فيها الإنسان حقوقا أصيلة على الراعي والرعية يستوجبها انتماؤه لهذه الأرض , بحيث إذا تجاوزها تصبح حقوقه مرتهنة بما يقدمه للبلد المضيف من فروض وواجبات.
ويمكن لهذه الحدود أن تتسع كما يمكن لها أن تضيق حسب ما يجِد في داخلها وفي محيطها من عوامل الضيق والاتساع التي عرفناها في تاريخ الدول , وتضيق معها حدود الانتماء وتتسع أيضا لكن وفقا للحقوق الأصيلة المصاحبة دوما للحدود السياسية.
وهذا المفهوم يخالف ما عليه المنادون بالوطنية باعتبارها توجها سياسيا , فالحدود عندهم يمكن أن تضيق ولا يمكن أن تتسع , إذ إن الوطن لديهم مرتبط باسم الإقليم الذي ينتمون إليه لا بالحدود السياسية التي تضمه , لذلك نرى في الدولة الواحدة مطالب انفصالية على أساس وطني ويندر أن نجد مطالب وحدوية إلا على أسس قومية أودينية , ولهذا قدمت أن الوطنية كتوجه سياسي غير مقرة شرعا باعتبارها نزعات انفصالية غير متناهية.
الوطنية وحقوق الإمام:
يرى البعض أننا في غير حاجة للقول بالوطنية على أي أساس من الأسس , وذلك أن ما ننشده من الانضباط والطاعة مكفول في الإسلام بإيجاب طاعة الإمام , فإذا أوردنا على المتمرد ما يلزمه من الحقوق لولي الأمر فقد قطعنا عليه الطريق بحكمٍ أصيل في الشرع لا لبس فيه , وصريح العبارة ممتنع على التأويل , وحققنا بذلك ما نرجوا أن نصل إليه دون أن نلجأ إلى تكلف تشريع مصطلح دخيل علينا ثقافة وتاريخا.
والجواب: أن مسألة الوطنية ليست من المسائل الافتراضية التي تعد مناقشة الفقهاء لها تكلفا أو ترفا فكريا , بل هو مصطلح ينادى به في كل مكان وتقوم على أساسه حركات وتنظيمات وتهراق في سبيله دماء وأموال , وعليه فلا يصح أن يترك دون أن يدرس ويبين الوجه الصحيح فيه.
ولا شك أن ما ورد في الكتاب والسنة من وجوب الطاعة لولي الأمر والحث على لزوم الجماعة له أبلغ الأثر في كبح كثير من الأنفس الجامحة إلى الفرقة وإثارة الفتن , ولكن ذلك لا يعني بحال أن نجعل طاعة الإمام ملغية لسواها من القيم ا بدل عن أن نتخذهما متضافرتين من أجل تحقيق ما نرومه من الغايات. فإن تضافر الدليلين على مدلول واحد مما يحقق صحته ويؤكد الثقة بثباته.
كما أن حب الوطن ليس مدرأة للفتن ومجلبة للأمن والاستقرار وحسب كحال طاعة الإمام , فهو حب ,ولا يكون الحب صحيحا حتى تظهر آثاره في تصرفات المحب نحو محبوبه , وإذا صدق القلب في محبة الوطن أثمر رفقا وتهذيبا في تعامل الجوارح مع أجزاء هذا الوطن ومكوناته , كما يثمر إخلاصا وصدقا في العمل من أجل نمائه وتقدمه , وغيرةً على أهله ومكتسباته
وختاما أسأل الله تعالى: أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
د / محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين بجامعة أم القرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 04:43]ـ
يقول الدكتور صلاح الصاوي:
(إن قصد بالوطنية حنين الانسان إلى وطنه وانجذابه الفطري إلية فذلك أمر مركوز في الفطرة لا تثريب على أصحابه ولاحرج، مالم يدفعهم إلى معصية أو يقعد بهم عن أداء واجب .. وإن قصد بالوطنية العمل على تحرير الوطن من الغاصبين وتطهيرها من المستعمرين فذلك جهاد إسلامي متعين .. وإن أريد بالوطنية ما ذكرناه في القومية من كون جيران الرجل وأبناء وطنه أولى الناس ببره وأحقهم بإحسانه فذلك محتمل، فقد تأسس في فقه الشريعة أن الأقربين أولى بالمعروف، وأن حق الجيران آكد من حقوق غيرهم من سائر المسلمين ..
أما إن قصد بها إقامة الولاء والبراء على أساس هذه الحدود الجغرافية المصطنعة ومايعنيه ذلك من تقسيم الأمة إلى شيع متناحرة يذوق بعضها بأس بعض، ويكيد بعضها لبعض ويتحزب كل منهم على مناهج وضعية وعقبات جاهلية ... فتلك لعمر الحق الوطنية الزائفة والجاهلية المنتنة التي لا تزيد أصحابها من الله إلا بعداً، ولا يجنون من ورائها إلا رصيدً ضخماً من الخيبة والخسران!!)
ثم يقول: (إن الخلاف الحقيقي مع دعاة الوطنية أنهم يفسرون حدود الوطنية بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية، ويفسره الدعاة إلى تطبيق الشريعة بالعقيدة والإيمان.وإن كنا لانرى تعارضاً بين المعنيين في حس المسلم السوي، إذ لا تعارض بين الخاص والعام، ولابين الجزء والكل، فعمل الإنسان لبلده بالمفهوم الجغرافي سوف ينعكس ذلك على وطنه الكبير بالمفهوم الإسلامي إذا خلصت النيات وصححت المفاهيم) انظر: المحاورة، مساجلة فكرية حول تطبيق الشريعة\ص: 169 - 170
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 11:04]ـ
أخي أوان الشد
شكرا لهذه الإضافة التي أيدت ما ذهبت إليه في مقالي والله المستعان(/)
دور العلماء في قيادة الأمة / د. ناصر العمر
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 02:35]ـ
دور العلماء في قيادة الأمة
د. ناصر العمر
18/ 5/1428
منزلة العلماء في الأمة:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل – عليهم الصلاة والسلام – بقايا من أهل العلم، يدعون مَنْ ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله تعالى أهل العمى، فكم قتيلٍ لإبليس قد أحيوه؟!، وكم ضالٍّ تائهٍ قد هدوه!، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين (1).
ويكفي في بيان شرفهم وعِظم مسؤوليتهم وأهمية دورهم ما وصفهم الله به في مواضع من كتابه بالخشية والرفعة والأمر بالرجوع إليهم، وما خصهم به النبي صلى الله عليه وسلم من كونهم "ورثة الأنبياء" (2)، فحيثما وقعت الفتن واختلطت الأمور واحتاج الناس إلى المصلح والقائد ولم يجدوا أنبياء لله ورسله فليقصدوا ورثتهم الذين يقولون بقولهم ويدلُّون على هديهم، وليست تلك المنزلة لغيرهم، وإن سُئلتَ عن السبب فـ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية9)؟!
مَنْ هم العلماء المعنيُّون بالفضل والتشريف؟
إن "ورثة الأنبياء" هم الذين يرثونهم علماً وعملاً، ويقتدون بهم في السرِّ والعلن، ويلتزمون منهجهم في الغضب والرضا والمنشط والمكره، ولا يكونوا كمَنْ (يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) (الحج: من الآية11)، أو كمن (أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) (الأعراف: من الآية176).
والعلم – الذي هو مصدر تشريف الله للعلماء – علمان ينبغي أن يجتمعا في العالم، وكذلك العمل، فأما العلم فعلمٌ بواقعه الذي يعايشه وعلمٌ بحكم الله الواجب فيه، وكذلك العمل يجب أن يكون عملاً بمقتضى العِلْمَيْن.
والعلم الذي سبب التشريف وعلة التكريم قد يكون سبباً لشقاء الدنيا والآخرة، وموجباً للذم والمهانة عند الله وعند الناس إذا لم يقترن به من العمل ما ينفع صاحبه وأمته من بعده، بل قد يكون صاحبه من أول مَنْ تسعَّر بهم النار (3).
ولذلك فإنّ من الأهمية بمكان التأكيد على أن مَنْ يجتهدُ فيما يطيق من العمل الصالح ونفع الأمة بما معه من العلم هو في أشرف المنازل وأسناها، حتى ولو لم يكنْ من المتبحرين في علوم الشريعة أو الخائضين في لجَّتها، ولهذا لما ذُكر معروف الكرخي في مجلس الإمام أحمد "فقال بعض من حضر: هو قصير العلم، فقال له أحمد: أمسكْ عافاك الله! وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟! " (4).
ولعلَّ أهم صفات العلماء الربانيين الذي يُنتظر منهم أن يقودوا الأمة – ولا سيما عند الاختلاف والاضطراب – هي صفة "الخشية"، والتي جعلها الله من أخصِّ صفاتهم كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: من الآية28)، ولذلك قال الإمام أحمد لابنه عبد الله لما سأله عن معروف هل معه من العلم شيء؟ قال: معه رأس العلم: الخشية (5).
ومردُّ ذلك أن أهل الخشية من العلماء هم الذين يصدرون فيما يقولون ويفعلون عمَّا أداه إليه اجتهادهم، دون مداهنةٍ لأحد أو خوفاً من أحد، ومن غير أن يتطلعوا لعرضٍ زائلٍ مهما بلغ، فإن مقتضى خشية الله في قلوبهم أن لا يلتفتوا إلى أهوائهم ولا أهواء غيرهم من الخاصة أو العامة.
ومتى ما كانت مواقف العالم كذلك كانت أقرب إلى الصدق والثبات، وأحرى أن تطمئن لها النفوس وتجتمع عليها القلوب.
تغييب دور العلماء:
إنه بقدر أهمية العلماء الربانيين وحاجة الأمة إليهم يتبين خطر غياب دورهم أو تغييبه، فإن الثغرة التي هم عليها لا يسدُّها غيرهم، ومن أجل تجنّب ذلك فإنني أؤكد على أمور مهمة، هي:
أنه يجب على العلماء أن يتقدموا لسدِّ الثغرة، وأن يتولُّوا زمام المبادرة بأنفسهم، وأن يكونوا قريبين من الناس قبل الفتن وفي أثنائها، وأن لا ينتظروا أن تأتيهم الفرص وهم قاعدون.
فإنهم متى ما تأخروا تقدم غيرهم ممن ليس أهلاً لسدِّ مكانهم، ولا بدَّ للناس من قادةٍ يرشدونهم ويوجِّهونهم "حتى إذا لم يجد الناس عالماً اتخذوا رؤوساً جهالاً فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا" (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
لا بد من الاحتساب مِنْ قِبَل العلماء الراسخين على مَنْ يدّعون العلم وينتسبون إليه من غير أهله، وتبيين حالهم للناس، وعدم ترك المجال لهم ليقودوا الأمة ويتصدّروها، وإن من غِشِّ الأمة ترك الاحتساب على أولئك المتعالمين.
يقول ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكان شيخنا رضي الله عنه شديد الإنكار على هؤلاء، فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أجُعلتَ محتسباً على الفتوى؟! فقلت له: أيكون على الخبازين والطبَّاخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب؟! " (7)، فانظر إلى فقه هذا الإمام الرباني.
ولا بدَّ أيضاً من التصدي لمن يسعى إلى زعزعة ثقة الأمة بعلمائها بوسائل شتى، لا سيما ممن يسيطرون على كثير من وسائل الإعلام على اختلافها، فإن الحرب الشرسة التي يقودها هؤلاء على أهل العلم ومحاولة التهوين من شأنهم والحط من قدرهم، لا بد وأن تواجه وأن تقاوم من أهل العلم – بل من الأمة أجمع – بما يتناسب مع هذه الحملات والتشويه.
إننا لا نقول بعصمة العلماء من الخطأ .. كلا، وإنما مَنْ يقرر أخطاءهم أو يناقشها ليس هم أولئك الجهلة أو المنحرفون، وإنما العلم يُردُّ بالعلم، وتُقارع الحجة بمثلها.
ومن الأمور المهمة في هذا السياق أن يحذر العلماء من أن يقوموا هم بتغييب دورهم بأنفسهم.
وقد يقع ذلك من حيث يظن العالم أن هذا هو مقتضى الثبات وعدم التأثر بالواقع، بينما هو في حقيقته نوعٌ من الانغلاق والانكفاء على الذات، وهو مذمومٌ بلا شك، فليس المراد بالثبات أن يقعد العالم في بيته معتزلاً عن قضايا الأمة وهمومها، وإنما المراد هو الاضطلاع بدور الريادة والقيادة مع التمسك بأمر الله قدر المستطاع، فإن قدر وإلا عُذر، فإن الثبات على المبدأ هو التحرك به لا الانعزال والانطواء.
إن المراد من العالم أن يقوم بما يستطيع، وهو معذورٌ فيما لا يحسن، و"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".
أما إذا استطاع العالم وقَدِر فإن المرجو منه شمولية الأهداف والمشاريع، والمنتظَر منه إصلاح واقع الأمة بكل مجالات ذلك الواقع واتجاهاته.
وتأمل حال شيخ الإسلام ابن تيمية تلمس أثره ظاهراً في التأصيل للمسائل العلمية والعملية، الدقيقة والجلية، وكذلك في تبني مشروعات عملية؛ منها التعبدي الخاص به، ومنها ما يتعلق بإنزال التأصيل العلمي الذي يقرره إلى أرض الواقع، فتراه مثلاً يقرر مسائل الاعتقاد ثم يدعو إليها ويناظر عليها، وتراه كذلك يؤصل للسياسة الشرعية، ثم لا يألُ جهداً في مناصحة الأمراء والولاة والقضاة، وأكثر من ذلك تراه يتولى زمام الدعوة إلى شن الحروب على العدو المتغلب، وينخرط في برامج تدريبية تؤهل الناس إلى ذلك، ثم يحرض الناس على اختلاف طباقتهم للمشاركة في وقعة شقحب، بل يقود الجيوش والمعارك، ثم يوجه الدولة نحو خطر أهل النفاق المظاهرين للعدو من رافضة جبل كسروان، مع جهوده وطلابه في إنكار المنكرات.
وفي أثناء ذلك كله يبين قراءته للأحداث ويطرح رؤيته لتوقع سيرها، وقد كانت عنده من الوضوح بمكان يجعله يقسم على بعضها متفائلاً بتحقق النصر وهزيمة العدو، على رغم اضطراب الأوضاع في عصره بما يشبه حال الناس اليوم فما أشبه عصره بعصورنا في كثير من القضايا كشيوع الجهل، وانتشار المنكرات العقدية والعملية والأخلاقية، وضعف الأمة وانكسار شوكتها، وتغلب العدو المغولي المحتل عليها، وتنازع الملك بما يشبه الانقلابات العسكرية المعاصرة، وإغارة الأمراء على الأقاليم.
ومن الأمور المهمة جداً – من وجهة نظري – في مجال تفعيل دور العالم في الأمة وعدم غياب ذلك الدور أو تغييبه البعد عن المسلك الفردي في العمل والإصلاح والتأثير.
وذلك أن الجهد الفردي – مهما كانت قدرات صاحبه ومواهبه – لا يمكن أن يوازي جهده حينما يكون مضموماً إليه جهوداً وخبرات الآخرين ومواهبهم وطاقاتهم، حتى ولو كانوا أقل منه كطلابه أو عامة الناس من أصحاب التخصصات المتنوعة التي تحتاجها الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبما أننا مثَّلنا على الدور الإيجابي للعلماء الربانيين بمواقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإننا ننبِّه أيضاً إلى أنه كان له رحمه الله إخوة من العلماء والعباد، وطلاب ومحبون من العامة والأمراء، بتعاضده معهم بعد توفيق الله تعالى أفلح في تحقيق مشاريع كثيرة بعضها متعلق بالدعوة وإظهار الحق، وبعضها متعلق بالجهاد، و أخرى متعلقة بإنكار المنكرات، وكثير منها لم يكن ليتأتى له –على الرغم من القدرات العلمية التي حباه الله- لو سلك نهج العمل الفردي، ولو تأملت حال مجددي الأمة على مر العصور تلمس طابع التفاعل مع المجتمع والتفعيل لقواه المختلفة أمراً مطرداً، وهذا أمر طبعي فكيف يتأتى لأمة خاملة منهكة أن تنهض دون أن تستجمع قواها، ولو كان أحد يستغني عن الآخرين في نشر الإسلام ونصره إذاً لاستغنى الأنبياء عليهم السلام، ولكن هذا لم يكن ومن تأمل سيرة أكثر الأنبياء تبعاً، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وجد ذلك جلياً، وفي عصورنا المتأخرة نجد تعاون الإمامين محمدبن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله مثالاً يقتدى.
العلماء .. والمشاريع المشتركة:
إن واقع الأمة يتطلب تفعيلاً لها من قبل المبصرين لما يجب أن تكون عليه وفقاً لمنهج الله الذي ارتضى لعباده، وهذا يحتم على أهل العلم والفضل التقاء واتفاقاً على مشاريع مختلفة باختلاف المتفقين عليها وباختلاف أولويات واقعهم، فضلاً عن نبذ التناحر والتنافر الذي لا يخفى أثره، وينبغي أن نراعي في هذا أموراً، منها:
- (الاجتماع على كلمة حق سواء) مقصد ينبغي أن نسعى إليه كما ينبغي أن نجتهد في نبذ الفرقة والاختلاف، فإن من جملة أسباب ما تعيشه الأمة تفرق الناس شيعاً وأحزاباً متناقضة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشايخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها" (8)، وإذا كنا نعتقد أن اختلاف حكام الإسلام وتشرذمهم قد أضعف الأمة، وأغرى أعداءها بها، فكلمة شيخ الإسلام هذه تذكرنا بأن اختلاف المشايخ والعلماء مصيبة لا تقل عن تلك.
- قد لا يتأتى الاتفاق على كل الفروع ومع ذلك فقد يتأتى الاجتماع على مشاريع مشتركة، وهذا الاتفاق على مشروع لا يعني إقرار المتفقين بعضهم بعضاً على التصورات والآراء غير التي يتبناها المجتمعون في مشروعهم المشترك. فلا ينبغي أن يحسب هذا على هذا أو يخلط بينهما على سبيل الإطلاق، ولاسيما إذا اقتضى الاجتماع في مشروع ما معالجة واقع معين كفتنة داهمة، أو نازلة عامة. ومن نظر إلى الشريعة السمحة وجد بعض الواجبات مناطة بمجموع الأمة، تتطلب اجتماعاً ولو مع مخالف في أصل من الأصول، فالجمعة والجماعة مثلاً مأمور بها ولو مع مخالفين، بل قد تكون واجبة ولو خلف إمام مبتدع في بعض الأحوال، وكذلك الجهاد، وللإمام أحمد كلام رصين في ذلك كما في المغني (كتاب الجهاد)، وكثير من التشريعات ذات الطابع الجماعي، فلا غرو إذاً إذا تعين واجب على مجموع الأمة، أو تكفل اجتماع بواجب كفائي أو عيني حالٍ على بعض الأمة؛ من أن تلزم المشاركة فيه رغم الخلاف مع بعض المشتركين في أصول أو فروع أخرى دون إقرار بما هو مختلف فيه.
- النصح للمسلم من حقوقه فلا ينبغي أن يغفل، ولاسيما المخالط القريب، ويتأكد ذلك عندما يكون الاختلاف معه على أمر ربما لم يكن المشروع المتفق عليه بأولى من دعوته إلى ذلك الأمر المختلف فيه. بل قد يكون من الغش لأنفسنا ولأخوتنا وللأمة اجتماعنا لعلاج داء يسير مع من يحملون داءً عضالاً قاتلاً كان البدء به أحرى.
- ومما ينبغي أن يراعى كذلك النظر في أهداف المشروع المنشودة ومحلها من حيز الإمكان، فإن بعض المشاريع غير ممكنة ومع ذلك يوجد من يروج لها، ولذا فلابد من النظر في مدى واقعية الأهداف في نفسها، وكذلك في الأدوات والوسائل التي يراد أن يتوصل بها إليها، وتشمل هذه المجتمعين أنفسهم، فقد لا أكون مناسباً للقيام بعمل ما يحسنه غيري، وكذلك العكس، بل قد يكون الاجتماع على بعض المشاريع مع بعض الناس من قبيل العبث وتضيع الجهود والأوقات، بل قد يفضي إلى نقيض الهدف المنشود، فإن طلب المقصود من غير طريقه يُبَعِّد من طريق المقصود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل مما ينبغي أن يلحظ كذلك هو أن المؤثرين من العلماء والدعاة إن اقتصروا على قدراتهم الذاتية فسوف يكون مآلهم الانغلاق على مشروع أو مشروعين، بل لن يستطيع كثير منهم أن يكونوا مؤثرين حقيقة، وعلاج هذا الإشكال يتطلب منهم توسعة نطاق قدراتهم عن طريق إنشاء مكاتبهم الخاصة التي تقوم على رؤيتهم فتضاعف جهودهم، وتحفظ أوقاتهم، وتعينهم على القيام بما لم يكونوا ليقوموا به منفردين، ويفتحون من خلالها مشاريع متنوعة منضبطة بمنهجهم يسهم فيها طلابهم، ومثل هذه المكاتب قد تسهم في كثير من لجان التنسيق للأعمال المشتركة والمشاريع الكبرى التي تتطلب تضافر جهود المصلحين، ومن ثَمَّ متابعتها حتى تستوي على سوقها، فإن استوت شرع في غيرها، وهذا عمل مؤسسي رائد.
وإذا نظرت في واقع الناس وجدت كثيراً منهم لايتصور عمله بغير تلك المكاتب في ظل الواقع المعاصر ولذا تجد مسؤولي الدول والقيادات السياسية وغيرهم يعنون بمثل هذا الشأن، بل عموم المسلمين من أصحاب الأموال وأرباب التجارات يدركون ذلك فينشؤون لأعمالهم المكاتب المتخصصة وقد يكون لأحدهم أكثر من مكتب، أما إذا جاء أمر الشرع والدين وجدت الوعي بذلك قد يضعف وللأسف إلاّ عند بعض المنحرفين من الخرافيين والآيات الرافضية وأضرابهم.
بيان أحوال الناس في تغيير الواقع السياسي المعاصر لبلدانهم:
يمكن تقسيم أحوال الناس في هذا المقام ثلاثة أقسام:
1 – اتجاه يتسم بأسلوب مواجهة المحتل الخارجي سواء كان ذلك بالجهاد الشرعي أو المقاومة القومية، وهذا المسلك مقبول إجمالاً لدى الأمم لأحقية الشعوب في الدفاع عن نفسها وأرضها ومالها.
وقد حفل التاريخ الإسلامي بنماذج للتغيير الشرعي بمناهضة المحتل كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية والعز بن عبد السلام في صد التتار المنتسبين إلى الإسلام، وكذلك المنذر بن سعيد البلوطي وإخوانه من علماء الأندلس في حرب الصليبيين، ولما أخذت الفرنجة بيت المقدس قام العلماء بالتحريض على الجهاد فكان ممن خرج إلى الأمصار ابن عقيل رحمه الله وغير واحد من أعيان الفقهاء، وفي العصر الحديث لمعت أسماء في سماء ميادين الجهاد من أبرزها الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله- في أرض الجزيرة، ومن بعدهما علماء الدعوة في الديار النجدية، وفي أفريقيا ظهر اسم عبدالحميد بن باديس بالجزائر مؤسس جمعية علماء المسلمين التي كان لها أثرها في الوقوف في وجه المستعمر الفرنسي، والشيخ عز الدين القسام في الأرض المباركة، وغيرهم من منتسبي العلم في السودان ونيجريا وأقصى أفريقيا، فاستحق صنيع أولئك أن يخلد ذكرهم، وقد قيل:
إن الزعامة والطريق مخوفة
غير الزعامة والطريق أمان
2 – اتجاه التغيير القسري وله عدة أساليب:
أ – أسلوب الانقلابات من أبناء الشعب على الحكام والأنظمة المستبدّة، وقد يقود هذا لفرض أنواع من النظم المتباينة، فقد جلب ذلك الديمقراطية الفرنسة إثر ثورتها المشهورة في الغرب، وللشيوعية الماركسية إثر ثورتها في الشرق، فهذا المسلك مرفوض في الجملة لمفاسده الظاهرة فإن استقر الأمر بعده وارتفعت المفاسد وجيء بالأصلح ارتفع سبب المنع وأصبح نظاماً شرعياً ملتزماً بالكتاب والسنة كان له حق السمع والطاعة كما ذكر العلماء في حكم المتغلب على بلد من البلدان.
ب – أسلوب الاستعانة بعدو خارجي للبلد لتغيير النظم القائمة كما حصل في العراق وأفغانستان، وهذا الأسلوب مرفوض في الجملة فقد استقر قول أهل السنة على منع الخروج على الحاكم المسلم بالقوة ولو كان فاسقاً إن لم يكن خلعه بواسطة أهل الحل والعقد لما يترتب على ذلك من مفاسد تربو على المصالح كما دلت على ذلك النصوص الشرعية والشواهد التاريخية والواقعية.
وأما ما يسمى بالشرعية الدولية فهي وإن رفضت هذا المسلك نظرياً إلا أن دولها الكبرى تمارسه بأبشع صورة وسط تواطؤ عالمي مشين، والواقع المعاصر أكبر برهان.
3 – اتجاه التغيير الإصلاحي وهو أوسع أبواب التغيير السياسي المتاح وللناس فيه أساليب متعددة، ومن أنسبها في عصرنا الحاضر:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أسلوب العمل الشعبي المتوجه إلى المجتمع أو الجمهور وهو من أبرز اتجاهات الإصلاح المعاصرة كعمل مؤسسات المجتمع المدني المستقلة التربوية والاحتسابية والدعوية ونحوها، مع أهمية مراعاة البعد عن الفوضى، أو تقديم المفاسد على المصالح.
ومما تقدم يتبين أنّ لتنوّع الظروف والمجتمع الذي يقوم فيه شأن الإصلاح أثراً في اختلاف الأولويات والوسائل وهو في الجملة من اختلاف التنوع لا التعارض مما يوجب على أهل الإصلاح التعاذر عند الاختلاف واجتناب سوء الظن والتغليظ في النقد.
بل إن اختلاف الأسلوب والوسيلة قد يكون سائغاً لاختلاف التكوين النفسي أو العلمي أو الخَلْقي وإن كان ذلك في مجتمع واحد.
والمعيار لذلك الاختلاف هو العلم بالشريعة المقرون بفقه الواقع كما قال شيخ الإسلام: "والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا فأما أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا" الفتاوى الكبرى5/ 537.
ومن مجمل العرض الآنف يجد أهل العلم أمامهم مسالك مختلفة للإصلاح ربما كان لكثير منهم دوراً فيها، ويبقى التعويل في زيادة فاعلية أثرهم على مجريات الأحداث على ما مضت الإشارة إليه من اتفاق أصحاب المسالك المختلفة على مشاريع مشتركة تتضافر عليها جموعهم.
فعلى سبيل المثال قد تجد بعض حركات المقاومة أو الجهاد الإسلامي لها أثر ملموس في انهاك المحتل، ولكن كثيراً منها ربما افتقر إلى رؤية سياسية واضحة، أو برنامج سياسي مصاحب لعمل المقاومة، وهذا الخلل قد يستغله غيرهم فيقطف ثمرتهم، كما قطف الشيوعيون ثمار الثورة على القيصرية في روسيا، والعلمانيون ثمار الجهاد في الجزائر. ولعل مما يكفل نوعاً من الأمان لحركات المقاومة وجود رؤية سياسية واضحة لها، أو على الأقل وجود تعاون مشترك واتفاق على مشاريع سياسية مع القوى التي ارتضت مسالك أخرى في التغيير.
ومما يحسن التنبيه إليه أنه في بعض الأحوال نظراً لملابسات واقع ما، ليس بالضرورة أن يكون دور العلماء أكثر من التوجيه والإرشاد والتقويم وفقاً لأحكام الشريعة وقواعدها مع السعي إلى جمع الكلمة مهما أمكن من أجل تكامل الجهود. بيد أنه لابد لجمهورهم من مباشرة العمل وإلاّ سيكون ثمَّ نوع قصور في التصور فضلاً عن الإصلاح وقد قيل:
لا يعرف الشوقَ إلاّ من يكابدُه
ولا الصبابَةَ إلاّ من يُعانِيها
أدوار مهمة أخرى:
ويظل المطلوب من أولي الأمر من العلماء كثيراً، والمهمة الملقاة على عاتقهم عظيمة، سواء تجاه جماهير ما يعرف بالصحوة أو دعاتها ورجالاتها، فقد يرغب كثير من الناس في عمل الخير والبذل، لكن تشتبه عليهم السبل، فيخطئون الصواب، أو يقدمون ما من شأنه التأخير، إما جهلاً منهم بمقاصد الشريعة وغايتها الكبرى، أو أحكامها، أو لرأي قاصر وفقاً لما يسر لهم من وسائل الملاحظة والإدراك، فتتكرر الجهود وتتبعثر الاجتهادات، وربما سلكت بعضها مسالك آثمة جهلاً، فيأتي توجيه أهل العلم وأصحاب النظر مقوماً لما اعوج منها، ململماً ما تبعثر منها، موجهاً إلى حيث تعظم الحاجة. كما كان شأن أهل العلم والنظر قديماً.
ومع أن المطلوب من الشباب والدعاة عدم إغفال رأي أهل العلم، والحرص على استنباط الصواب بمشورتهم، إما عن طريق ضم نخبة منهم في مجالس استشارية، وإن تعذر فلا مناص لهم من وصولهم. مع ذلك فإن الواقع يقتضي كذلك نزول جماعات من أهل العلم إلى حيز العمل الدعوي فيتبنون المشاريع التي توجه الشباب، وترشد سير الدعوة، وتعنى بالتربية التي تخرج الأجيال وتحفظهم من الضياع والانحراف في مسالك الغلو أو الجفاء.
ويتأكد هذا عند حلول النوازل التي أمر الله تعالى بالرد إلى أهل العلم فيها، كما قال سبحانه: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، فالأمة أحوج ما تكون عند النازلة إلى أهل العلم الراسخين والعلماء الربانيين، ولعل مما يتوجب على أهل العلم أن يكون دورهم حال النوازل أكثر من مجرد إصدار
(يُتْبَعُ)
(/)
بيان –مهما وسعهم ذلك- على أهمية البيان للأمة.
ومما يسعهم غير بيان الحكم الشرعي والواجب تجاهه:- اقتراح المشاريع والبرامج العملية التي يرونها كفيلة بمعالجة النازلة أو احتواء آثارها.
- المشاركة في تلك البرامج والمشاريع ولاسيما إذا وجهت لهم الدعوات بالمشاركة.
- مراقبة خط سير الأمة على المنهج الأقوم، حتى لاتدفع النوازل الطارئة إلى خروج عن الصراط المستقيم بردود فعل غير محسوبة، تدفع إليها الحماسة المجردة والعاطفة غير المنضبطة بعقال العقل الشرعي.
- الاستعداد لكل منافق قد يطل بقرنه أثناء النازلة، فكثير من المرجفين والمنافقين يغتنمون النوازل فيروجون لفكر منحرف يحاولون استبدال منهج الله به، فإن كان المصلحون لهم بالمرصاد أمكنهم الاستفادة من إفرازات أهل النفاق الضارة ومخالفاتهم في تأجيج الحق وإظهاره.
- رؤية ما تنطوي عليه النوازل من خير، ثم تبصير الناس به، والعمل على الاستفادة منه حتى لا يدب في نفوس الناس اليأس أو يستحكم القنوط.
- وأخيراً تثبيت الأمة وتصبيرها حتى لاتنقلب على عقبها أو تجزع مما ألم بها، بل عليهم بث التفاؤل الإيجابي وحسن الظن بالله مهما كان الظاهر خلاف ذلك، فهذا منهج القرآن وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5)، (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) (يوسف: من الآية87)، "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولاتعسروا" (9).
وقد مضى ذكر بعض ما يفعل به دور أهل العلم فلا حاجة إلى إعادته، وأهمية الحرص على وسائل تفعيل أهل العلم حال النوازل ظاهرة، ولعل من ذلك تفعيل المؤسسات ذات الطابع العلمي والدعوي الرسمية في الدول دون حصر المسؤولية فيها فقد أناطها الله بعموم العلماء.
عامل مهم لتحقيق ريادة العلماء للأمة:
إن قيام العلماء بقيادة الأمة والنهوض بها يتطلب تحقيق عوامل مهمة نخص بالذكر عاملاً واحداً فيها:
استقلال العلماء: أعني به الاستقلال بمفهومه العام الذي يرتكز على تجريد النية لله عن كل ما سواه، ومن ذلك الحكومات والشعوب، فلا يقدم العالم على رضى الله، رضى أحد كائناً من كان محباً كان أم مبغضاً، قائداً أم منقاداً، وإنما هو مجتهد في إخلاص قصده لربه وتحقيق مطلوبه وفق ما يشرع، رضي من رضي وسخط من سخط، يتحرى في كل عمل صالح أنفعه وأحبه لربه، وهو مع ذلك ليس بمعزل عن التواصل مع الحكام والمحكومين، والناس أجمعين يدعوهم بدعوة المرسلين ويبتغي لهم رحمة أرحم الراحمين.
فالاستقلال الذي ندعو إليه هو استقلال عن كافة الأهواء البشرية والتجرد لرب البرية سبحانه وتعالى، والقيام له بالقسط ولو على حساب النفس وحظوظها أو الوالدين أو الأقربين، وهذا لا يتعارض مع المشاركة في أعمال الدولة ومؤسساتها ومؤسسات المجتمع، بل قد يكون واجباً عينياً على بعض العلماء، حتى لا تخلو الدولة من العلماء الربانيين والدعاة المهتدين والرجال الصالحين.
وإن من المهم التأكيد على بعض المصلحين قد يجب عليه أو يناسبه العمل من خلال مؤسسات شعبية مستقلة عن أجهزة الدولة الرسمية أو يختار المسلك الآخر بالعمل ضمن مؤسسة رسمية مع محافظته على استقلاله وعدم انجراره ضمن أعمال لا يدين الله بها، وسلوك هذا المسلك أو ذاك إنما هو وفقاً لحال المصلح ومقتضيات المصلحة التي يقدرها.
وإن هذا الاستقلال الذي ننشده للمصلح كما كان أو داعية هو سبب نجاح تلك المؤسسات وقبولها لدى الخاصة والعامة مع ما تبذله تلك المؤسسات وقامتها من المصلحين من حسن التواصل مع الآخرين حكاماً ومحكومين مما يجعلها محل الثقة ومرتكز التأثير، وهذا ما ننشده في أهل الإصلاح، وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى وجعلنا للمتقين أئمة، ونصر بنا المسلمين والملة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
________________
(1) من مقدمة الإمام أحمد في الرد على الزنادقة.
(2) جزء من حديث صحيح رواه أبو داود (3641) والترمذي (2898) عن أبي الدرداء.
(3) كما في حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذي في الزهد (2557)
(4) الآداب الشرعية لابن مفلح 2/ 235 - 236.
(5) المرجع السابق.
(6) جزء من حديث صحيح رواه البخاري في كتاب العلم برقم (100).
(7) إعلام الموقعين 4/ 217.
(8) ينظر مجموع الفتاوى 3/ 421.
(9) رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري كتاب الجهاد والسير (4622).
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 05:11]ـ
هذا المقال المتميز جزء من تقريرالبيان الارتيادي (الاستراتيجي) / الإصدار الرابع؛ بعنوان: [العالم الإسلامي عوامل النهضة وآفاق البناء] / وفيه من الدراسات المتميزة: (مابعد الحزبية / عبد العزيز كامل) و (الإسلاميون والطريق إلى السلطة/ أحمد فهمي) ... , وغيرها من الدراسات المفيدة والجديرة بالقراءة.
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 12:55]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم وهناك رسالة لطيفة لشيخ الدكتور ناصر العقل اسمها العلماء هم الدعاة مفيدة جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هزبر المدينة]ــــــــ[10 - Mar-2010, صباحاً 02:57]ـ
بارك الله فيك ,,(/)
كلمة رائعة للشيخ سلمان العودة، ليت الدعاة يتأملونها .. (مع هدية)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ سلمان العودة - وفقه الله - كلمة رائعة ذكرها في كتابه " حوار مع الغزالي " تُشكل قاعدة أو نظرية مجربة عند التعامل مع (العَلمانيين) بقسميهم الليبرالي والعصراني، جديرٌ تأملها من الشيخ نفسه، ومن غيره من العلماء والدعاة المشاركين في الإعلام بكافة صوره. قال الشيخ سلمان عن كتب الغزالي التي ميعت الشريعة (ص 88):
" وقد فرح بكتب الشيخ هذه كثيرٌ من أصحاب الفكر المنحرف؛ سواء كانوا يساريين أو علمانيين أو غيرهم، فطاروا بها كل مطار وصوروها ونشروها ووزعوها، ونشروا مقتطفات منها في كل وسيلة. وهم يعتبرون فكر الشيخ (مرحلة مؤقتة) يواجهون بها الدعاة في هذه المرحلة، فهم الآن يُحاربون الحجاب، ويطالبون بالاختلاط، وحرية المرأة، وإفساح المجالات لعملها في كل ميدان، وتنصيبها وزيرة وقاضية و .. و .. ، ويحاربون تحريم الغناء والتصوير وغيرها بإسم الشيخ، بإسم أن الشيخ الغزالي أفتى بها، وهذا هو العلم، وهؤلاء هم الناس الذين يفهمون! وبعدما تتجاوز المرحلة هذا الأمر - ونسأل الله ألا يكون ذلك- سوف يتجاوز هؤلاء فكر الشيخ ويعتبرونه فكرًا قديمًا عفى عليه الزمن، وينتقلون إلى كاتب آخر يكون أكثر تحررًا وانفتاحًا ومرونة من فكر الشيخ. لقد فرح بكتابة الشيخ نفر غير قليل من هؤلاء، ووزعوها بكل وسيلة، والقصد من ورائها النيل من هذه الصحوة الإسلامية المباركة، ومحاولة الانتصار في هذه المعارك الفكرية والاجتماعية ".
وقد صدق الشيخ .. فعندما ترى العَلمانيين يكيلون المدح لأحد العلماء أو الدعاة، ويُساهمون في إظهاره بمظهر المعتدل والفاهم .. فاعلم أن هذا كله ليس حبًا فيه، إنما تطلبًا لأرائه الشاذة التي توافق أهواءهم، ثم لو وجدوا من هو أشذ منه لتخطوه إليه.
وللأسف أن بعض العلماء أو الدعاة يقع في الاستغفال بنية حسنة يريد بها تسهيل الخير للناس؛ فيخجل من قول " الحق " الذي يعرفه عندما يواجه الأضواء، ويقع في أحد أمرين: إما كتمان الحق، أو لبسه بالباطل؛ وكلا الأمرين حذر الله منه: (ولاتلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون). ومعظم المسلمين اليوم - ولله الحمد - عندما يسألون أو يستفتون فإنهم يبحثون عن " الحق "، ومهمة العالم أو الداعية أن يوصلهم إليه، وألا يغشهم، ولو بنية أنه يُسهل لهم. لأنه بتسهيله هذا سُيغير معالم الشريعة وأحكامها شعر أو لم يشعر إضافة إلى غش المسلمين. ومعلومٌ عقوبة هذا الأمر. ثم لا يظن أنه بتسهيله قد كسب ودهم أو إعجابهم؛ لأن الله بحكمته سيجعل عاقبة أمره عكس ما أمل.
أمثلة
- عندما نشأت البنوك الربوية وسأل الناسُ عنها - تعاملا أو عملا - في هذه البلاد؛ أفتى كبار العلماء بحرمة ذلك ولم يُجاملوا أو يطلبوا التسهيل على المسلمين بكتم الحق. فكانت نتيجة قول الحق أن ضُيق عليها من أفراد المجتمع المسلم، فكان ذلك سببًا رئيسًا في نشأة البنوك أو المعاملات الإسلامية بقوة كما نرى. (مقال مهم هنا ( http://saaid.net/Doat/khalid/31.htm) ) .
- حدثني أحد الدعاة بمدينة جدة أنه كان في دورة علمية بكندا، فنسق له الإخوة محاضرة للنساء عن الحجاب الشرعي، فجهر بالحق في تلك المحاضرة ولم يُجامل أو يستحي من قوله، رغم استحياء بعض المنسقين، إلا أنهم تفاجؤا بأن (9 أو 11) امرأة (الشك مني) قررن ارتداء الحجاب الشرعي " النقاب ".
وقس على هذين المثالين .. فالمهم تبليغ الحق إلى المسلمين كما هو، دون تلبيس أو كتم، وليبتعد الداعية عن " الرمادية " أو " الضبابية "، وليدع النتائج لله عز وجل. وعند التعامل مع أهل الشهوات من الإعلاميين يكون حذرًا، ويستغل الفرصة في نشر الحق، دون تنازل لهم، أو مجاملة، وليصنع في بعض المواقف والفتاوى التي يريدون استخراجها منه كما صنع الشيخ الموفق أحمد شاكر في (هذا المقال ( http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm) ) .
هدية
رسالة قيّمة مناسبة للمقال، عنوانها " منهج التيسير المعاصر - دراسة تحليلية " للأستاذ عبدالله الطويل - وفقه الله -، قام بتصويرها أحد الإخوة في موقع الألوكة. يجد فيها القارئ نماذج من مميعي أحكام الشريعة من دعاة التيسير الباطل، مع الرد العلمي عليها.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3768
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 11:22]ـ
الشيخ الكريم سليمان ** وفقه الله
بارك الله فيك،ورفع درجتك، بما كتبت وجمعت وبينت
منا قبول الهدية ومن الكريم الجزاء والأجر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيك شيخنا سليمان ..
- مثال آخر:استغلال العلمانيين بقسميه لفتوى أحد الأفاضل بجواز انتقاد أهل الخير والصلاح الملتزمين بشرع الله بحكم أن هذا الإنتقاد من ...
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 03:45]ـ
تسلم فضيلة الشيخ هدية غالية الثمن
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 05:38]ـ
بارك الله فيك شيخنا سليمان ..
- مثال آخر:استغلال العلمانيين بقسميه لفتوى أحد الأفاضل بجواز انتقاد أهل الخير والصلاح الملتزمين بشرع الله في مسلسل طاش ما طاش بحكم أن هذا الإنتقاد من ...
والله المستعان.
أضفت ما تحته خط.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 11:16]ـ
اظن ان الشيخ سلمان العود تبرأ من ذلك الرد على الغزالى
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 09:54]ـ
بارك الله فيكم جميعًا.
أخي بين المحبرة والكاغد: لا أظن ذلك. فلازالت أشرطته في موقعه.
ـ[قسورة]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النتائج [/ COLOR] لله عز وجل. وعند التعامل مع أهل الشهوات من الإعلاميين يكون حذرًا، ويستغل الفرصة في نشر الحق، دون تنازل لهم، أو مجاملة،
ينطبق هذا أيضاً على المصطلحات، فإنها من قبيل تسمية أهل السنة والجماعة أنفسهم بـ"السلفية" أو "أهل الحديث"، فلا يبقى لأهل البدع فرصةٌ للعب بالألفاظ وإلباس الحق بالباطل.
وجزاكم الله خيراً على هذا النقل الرائع.
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 05:30]ـ
بارك الله فيكم وفي نشر علم نافع مناسب لقضايا العصر
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 05:03]ـ
يقول الكاتب الإسلامي \جمال سلطان في كتابه (أزمة الحوار الديني) - وهو رد على الغزالي أيضاً-:
(وهذه الرموز الفكرية الإسلامية التي يناط بها القيام بدور كاسحات الألغام أمام مدعي الاستنارة، أو بالمعنى المباشر؛ يناط بها إحداث " الخرق" في جدران قلاع وحصون المنظومة الإسلامية الفكرية والقيمية، أقول: هذه الرموز هي –بطبيعة الحال – ممن يشترط أن يتوفر في شخصيتها " الاستقامة" الدينية، والتراث الجهادي والدعوى الشخصي، الذي يمنحهم القبول عند جمهور الامة، وحسن الظن عند علمائها ودعاتها أي أن هذه الشخصيات التي يراد توريطها في هذا العمل، هي _ أصلاً_ من الشخصيات النظيفة والتي لا يوجه إليها بمطعنٍ.
فكيف –إذن _ تتم عملية توريط هؤلاء الدعاة أو المفكرين الإسلاميين في مواقف ليسوا من أهلها، ولا من جنسها، ولا يقصدون إلى نتائجها النهائية أبداً؟! ذلك الصنيع، يتم عبر عملية بالغة الدقةوالتعقيد والخفاء، لا أجد عبارة تصلح وصفاً سليماً ودقيقاً لها، سوى عبارة أحد الأبناء هذه الطريقة، حيث وصفها بأنها " تكتيك فكري سياسي "
هذا التكتيك له – بلا شك- أنماطه ووسائله المتعددة والمتنوعة، حاصلها الاهتمام بصياغة المواقف الفكرية على صورة محددة تؤدي إلى ارتباك الحكم أو الفتوى عليها أو تشويشها،، على اعتبار أن "الحكم على الشىء فرع عن تصوره".
كما يهتم هذا التكتيك، بفن صناعة القضايا والمشكلات الفقهية والفكرية الإسلامية، وأيضاً فن ضبط توقيت إثارة بعض المشكلات العلمية والفكرية الإسلامية التي تطرح كل حين بحيث يمثل " التوقيت" إطاراً لصورة الحكم أو الموقف، ينتهى إلى فهمه على غير المقصود أصلاً منه، ويهتم ذلك التكتيك – أيضاً – بفن إدارة الحوارالفكري بما يضمن حصره في مناطق معينة، كذلك من هذا " التكتيك" بل من أخطر أنواعه، القدرة على حفر قنوات اتصال فكرية تتصل بأسماع وأفواه نفر من الدعاة والمفكرين، بحيث تضمن تدفق النشاط الفكري لهم عبر قنوات ومسارات معدة سلفاً، ومحددة التنيجة، ومضمونة المصب).
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 01:03]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بجهودكم
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 02:37]ـ
جعل الله ذلك في ميزان حسناتك.
ـ[اليونيني]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شكراً على هذه الفوائد القيمة
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 04:04]ـ
أخي بين المحبرة والكاغد: لا أظن ذلك. فلازالت أشرطته في موقعه.
أخي الكريم: من أين لك أن الشيخ سلمان حفظه الله تبرأ من رده على الغزالي؟؟ نحتاج إلى توثيق بارك الله فيك
ـ[المستفيد]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 10:05]ـ
بارك الله فيكم!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 10:17]ـ
جهد مبارك ,,
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 03:14]ـ
أخي بين المحبرة والكاغد _هداك الله إلى طريق الحق_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:لاأعتقد أن هذا أسلوب مناسب مع الشيخ وتعرف كما يعرف غيرك أن الظن أكذب الحديث، وأن الله تبارك وتعالى أمرنا باجتناب كثير من الظن ووصفه سبحانه بأنه أثم، وهذا ليس من تقدير أهل العلم والفضل حتى لو وقعت منهم أخطاء ولشيخنا سلمان سوابق في الفضل ونفع الناس والدفاع عن الدين ومازال كذلك والأخطاء إن وجدت لاتعالج بهذه الطريقة ........ بارك الله فيك ودلك على طريق الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 07:16]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ سليمان ونفع بعلمكم ووفقكم الله وكذلك الشيخ سلمان
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:34]ـ
أخي بين المحبرة والكاغد _هداك الله إلى طريق الحق_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:لاأعتقد أن هذا أسلوب مناسب مع الشيخ وتعرف كما يعرف غيرك أن الظن أكذب الحديث، وأن الله تبارك وتعالى أمرنا باجتناب كثير من الظن ووصفه سبحانه بأنه أثم، وهذا ليس من تقدير أهل العلم والفضل حتى لو وقعت منهم أخطاء ولشيخنا سلمان سوابق في الفضل ونفع الناس والدفاع عن الدين ومازال كذلك والأخطاء إن وجدت لاتعالج بهذه الطريقة ........ بارك الله فيك ودلك على طريق الحق
أخي الكريم: الشيخ سلمان حفظه الله بعدما خرج من السجن يقول في مجالسه الخاصة
لو استقبلتُ من أمري مااستدبرت لم أرد على الشيخ الغزالي وهو مشهور عنه والله أعلم ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 07:25]ـ
اظن ان الشيخ سلمان العود تبرأ من ذلك الرد على الغزالى
الشيخ سلمان فى شريط الاختلاف من حجر الزاوية 1426
قال فى اجاب سؤال ان الذى تراجع عنه هو ان من يقرأ الكتاب يظن ان الشيخ الغزالى ما هو الا اخطأ وكان الاولى ان تفرد كل مسألة بالرد كمسألة المرأة وهكذا
فى شريط ماذا نقرأ من برنامج اول اثنين الشيخ نقل جوابه على اتصال هاتفى لاخ مغرم بقراءة كتب الغزالى ويختصرها قال اقرأها وستستفيد كثيرا والشيخ كله حماس لكن اقرأمعها الكتب التى ربما تؤسس لديك ملكة النقد والحلقة مفرغة كما تعلمون
وليت احد الاخوة يسمع شريط الاختلاف ويفرغ لنا الاجابة لانى ما فهمت الاجابة كما اريد ولكن فهمت مجملها
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:40]ـ
الشيخ الكريم سليمان ** وفقه الله
بارك الله فيك،ورفع درجتك، بما كتبت وجمعت وبينت
منا قبول الهدية ومن الكريم الجزاء والأجر
آمين.
ـ[تركي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 02:53]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 07:07]ـ
أخي الكريم: الشيخ سلمان حفظه الله بعدما ........... يقول في مجالسه الخاصة: لو استقبلتُ من أمري مااستدبرت لم أرد على الشيخ الغزالي
وهو مشهور عنه والله أعلم ..
أخي العزيز لو صح هذا عن الشيخ سلمان حفظه الله فإن المقصود توجيه عنوان الكتاب لذات الشخص، وأنه كان الأولى أن يوجَّه العنوان الى الأفكار المراد مناقشتها، و هذا هو الذي يُذكر عن الشيخ سلمان حفظه الله فيما أعلم.
مع ان كلا الأمرين واردان عن السلف.
فهناك مثلاً "الرد على بشر المريسي" للدارمي،و "الرد على ابن طاهر" في مسألة السماع لابن المجد .... الخ.
و ان كان توجيه العنوان للفكرة ذاتها أولى، بل و أشهر و اكثر استعمالا مثل:
"الرد على الجهمية"، "الرد على المنطقيين "، "الردعلى الرافضة"، "الرد على اهل الكتاب"، "خلق أفعال العباد" ........... الخ.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:20]ـ
سمعت من الشيخ سلمان وجهة نظره في منزله بعد خروجه من محنته بأيام، وأبلغتها للشيخ سليمان الخراشي في جلسة معه في استراحة، وخلاصتها:
أنه تمنى أنه رد على مسألة أو اتجاه للشيخ الغزالي
أو رد على كتاب بعينه
وأما أن تجمع أخطاؤه في كتاب واحد فإن ذلك لم يكن من هدي السلف، وأن ذلك أعطى انطباعا سيئا لدى الطلاب بأن ما عند الشيخ الغزالي شر كله، ولذا فلن يعيد طبع كتابه.
هذه خلاصة وجهة نظره.
أنقلها بنصها بغض النظر عن الموافقة والمخالفة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 08:43]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالعزيز، ونفع بك.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 01:16]ـ
جزا الله خيرا الشيخ سليمان فعلا و هذا ملاحظ من العلمانيين و الحداثيين فكثير من مقالاتهم عندنا تتمدح بالفكر المستنير ((كما يسمونه!!)) عند محمد عبده و غيره ...
وأما أن تجمع أخطاؤه في كتاب واحد فإن ذلك لم يكن من هدي السلف، وأن ذلك أعطى انطباعا سيئا لدى الطلاب بأن ما عند الشيخ الغزالي شر كله، ولذا فلن يعيد طبع كتابه.
هذه خلاصة وجهة نظره.
أنقلها بنصها بغض النظر عن الموافقة والمخالفة.
يكفي آراءه التي بناها في التعامل مع الحديث ليعتبر منهجه ضال مضل و صدق المشايخ الذين أطلقوا عليه أنه مبتدع بسبب هذا المنهج و ليته اندثر، و لكن مع الأسف نرى أنه بدأ يبرز مع الشباب الذين قرأوا كتبه و تربوا عليها فتجدهم يكذبون الأحاديث و لو كانت في البخاري و كأن المسألة شربة ماء عنده و ما أسهلها!!!!!
و كلامي هذا ليس من هوى إنما هو من تجربة حوار معهم و دائما يشيدون بآراء الغزالي و أنه ملهمهم في هذا الأسلوب و المنهج الضال المنحرف هداهم الله إلى الحق و الصواب و إحترام السنة و الأحاديث و توقيرها، و الله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 02:25]ـ
سأله المذيع: هل تراجعت عن ردك على الغزالي؟ (برنامج الحياة كلمة)
قال أتراجع عن الحدة في الرد ..
فتأمل .. لم يتراجع عن الأصل وإنما عن الأسلوب الذي رآه بعد هذه السنوات أقسى مما ينبغي
شكر الله للخراشي وسددنا والجميع على الحق
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 02:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع تراجع الشيخ عن هذا الكتاب طرح في مقابلة تركي الدخيل مع الشيخ سلمان، و نصه:
( ... (الشيخ سلمان العودة: أعتقد أن أول كتاب كان عنوانه "المسلمون بين التشديد والتيسير".تركي الدخيل: طيب هذا الكتاب كنت فيه تنقض لأطروحة موجودة كانت في منطقة القصيم بالذات تتحدث عن التشديد، كان فيه فئة متشددة، الآن أنت تتحدث بشكل مختلف أنه لا يجب أن نقع أسراء لردود الأفعال بل يجب أن نؤسس طرحاً جديد، ما تعتقد أنك كنت وقعت لردة فعل من خلال مؤلفك هذا؟ الشيخ سلمان العودة: هو الكلام الذي أقوله يعني ليس معناه أن الإنسان سيتجاهل .. يعني مسألة النقد والحوار الموضوعي هذه جزء من الحياة العلمية، لكن أنا ليست حياتي هي نقد للآخرين، يمكن تجد في كتبي مثلاً كتاب أو كتابين فيها نقد للآخرين وأحاول أن يكون نقداً موضوعياً، وهذا النقد نفسه أنا لا أجعله فوق النقد، بمعنى أن النقد نفسه ينقده الآخرين بل أنا أنقده وأصححه أيضاً. تركي الدخيل: أحد هذين الكتابين هو حوار هادئ مع الشيخ محمد الغزالي. الشيخ سلمان العودة: وهو كذلك. تركي الدخيل: وهو كذلك هادئ ولا وهو كذلك عنوان؟ الشيخ سلمان العودة: يعني هو أحد الكتابين. تركي الدخيل: أنت أشرت أظن في حجر الزاوية إلى أنك لو استقبلت من أمرك ما استدبرت ربما غيّرت في شكل الكتاب، أليس كذلك؟ الشيخ سلمان العودة: يعني هو هذا جاء سؤال في حجر الزاوية، وقلت فيه أنه ليست المشكلة عندي ولا يزال، ليست المشكلة في اختلاف الآراء، الآراء يجب أن تختلف، وليس مطلوباً أن نحاول أن نصادر آراء الآخرين حتى لو كانت في نظرنا آراء مثلاً خاطئة أو مرجوحة، الله سبحانه وتعالى جبل الناس تفاوتاً في أفكارهم ومعلوماتهم ولذلك يختلفون، إنما المطلوب هو أن نؤسس لطريقة التعامل مع هذا الاختلاف .. تركي الدخيل: طريقة متحضرة في التعامل مع الاختلاف. الشيخ سلمان العودة: إي نعم، الكتاب الذي هو حوار مع الغزالي ذكرت أن هذا الكتاب كان فيه حشد لما كنت أعتبره أخطاء .. تركي الدخيل: صواب .. الشيخ سلمان العودة: لأ لما كنت أعتبره أخطاء للشيخ من خلال مجموعة كبيرة من كتبه، أنا لم أعتمد في قراءة الشيخ الغزالي على ما يقوله الآخرون عنه، بل قرأت جميع ما كتب بغير استثناء، فكنت أنقل كلامه نقلاً مباشراً، لكنني لم أكن راضياً .. تركي الدخيل: هل تراجعت عن الآراء التي آخذت الشيخ الغزالي عنها؟ الشيخ سلمان العودة: لم أكن راضياً عن المنهج عن طريقة حشد الآراء بمعنى أن الكتاب من أوله إلى آخره هو عبارة عن أبواب يمكن كل باب يعالج أخطاء .. تركي الدخيل: يعني فكرة أنك تجي تؤلف كتاب تجيب أخطاء الواحد تأخذ من كل نتاجه .. الشيخ سلمان العودة: بينما الأفضل وهذه طريقة أنا لا أقول أنها قضية يعني، الأفضل هو أن الإنسان يعالج موضوعاً معيناً، يعني ممكن تعالج مثلاً قضية المرأة عند الشيخ محمد الغزالي وتذكر الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في الوقت ذاته ... ))
http://www.alarabiya.net/programs/2005/12/11/19377.html
ـ[ربيع مدني]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 05:34]ـ
شكر الله لكم، وغفر للجميع.
وليتنا نتأمل الكلمة جميعاً.
ـ[على خط النار]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 10:30]ـ
وللاستاذ محمد جلال كشك كتاب في الرد على الغزالي، على الرابط:
الشيخ الغزالي بين النقد العاتب والمدح الشامت
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/002288.pdf
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 06:43]ـ
أخي الشيخ سليمان وفقك الله وسدد خطاك
لماذا لا يقوم عدد من طلبة العلم المبجلين بمناصحة مثل هؤلاء الدعاة أو المشايخ الذي زلت بهم الأقدام والاحتساب عليهم ...
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[11 - Nov-2008, مساء 07:25]ـ
[ center][=#800000]
[size=5] فعندما ترى العَلمانيين يكيلون المدح لأحد العلماء أو الدعاة، ويُساهمون في إظهاره بمظهر المعتدل والفاهم .. فاعلم أن هذا كله ليس حبًا فيه، إنما تطلبًا لأرائه الشاذة التي توافق أهواءهم، ثم لو وجدوا من هو أشذ منه لتخطوه إليه.]
نعم صدقت يا شيخ سليمان تطلبا لأقوله الشاذة لا تيسره المنضط بالكتاب والسنة الذي لايخرج عنهما كما هو حال الشيخ سلمان ـ سدده الله وثبته ـ
وفقك الله أخي للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[طالب الخير]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 08:10]ـ
عنوان الموضوع (كلمة للشيخ سلمان .. ليته والدعاة يتأملونها .. )
يا أخي ماهو الداعي لكلمة (ليته)؟!!!
ومهما ستبرر فهي مثل لو أقول رداً على مشاركة لك: (الله يهديك)، فستفهم بأني معارض لك ولستُ مؤيدا، وهذا بدهي، لكن أستطيع أن أقول لك: انت ماتبغى الهداية؟ فستقول: نعم، وهكذا ............. الخ الاساليب التي تكون حقا ويراد بها شي آخر، فابتعد عن الأساليب الاستفزازية والمنفرة.
وياليت لو يتدخل المشرفون لتغيير عنوان الموضوع إلى (كلمة مهمة للشيخ سلمان تحتاج تأمل من الدعاة)
!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 08:52]ـ
بارك الله في الإخوة جميعًا
الأخ الكريم: طالب الخير:
قلتم: (عنوان الموضوع (كلمة للشيخ سلمان .. ليته والدعاة يتأملونها .. )).
وهذا غير صحيح .. !
فالعنوان: (كلمة رائعة للشيخ سلمان .. ليته والدعاة يتأملونها .. ).
وداخل المقال:
(للشيخ سلمان العودة - وفقه الله -) ..
لكن ذكرها لا يخدم وجهتك - أصلحك الله - ..
والمقال - إن أردتَ الفهم - حضٌ للجميع: د سلمان وغيره من الدعاة لتأمل الكلمة .. ولهذا ففي العنوان: (ليته والدعاة).
وفقك الله وصرفك للخير ونفع بقلمك .. ولعلك تُركز على الكلمة وصلب المقال.
ـ[طالب الخير]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ سلمان العودة - وفقه الله - كلمة رائعة ذكرها في كتابه " حوار مع الغزالي " تُشكل قاعدة أو نظرية مجربة عند التعامل مع (العَلمانيين) بقسميهم الليبرالي والعصراني، [ COLOR="Red"][SIZE="5"] جديرٌ تأملها من الشيخ نفسه، ومن غيره من العلماء والدعاة المشاركين في الإعلام بكافة صوره. [/ url]
أخي الخراشي: لنكن صرحاء
فأنت تقول في المشاركة رقم (37):
(((أخي الكريم: طالب الخير:
(ليته) تعود على الجميع. الدكتور سلمان وغيره من الدعاة - وفقهم الله لما يُحب ويرضى - .. )))
وهنا تؤكد الكلام الاستفزازي بقولك: (جديرٌ تأملها من الشيخ نفسه)، فلماذا تلجأ إلى هذا الاسلوب الذي تتبرأ منه في مشاركتك (37).؟!!
وبغض النظر عن ميم الجمع واستعمالها في اللغة العربية
ألا ترى أن كلمة (نفسه) من ألفاظ التوكيد المعنوي؟!!
فكيف تتبرأ من الاسلوب الاستفزازي وتنفيه بأنك لم تفعل بحجة أن (ليته) تعود على الجميع، وأنت تؤكد الاسلوب الاستفزازي توكيدا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:03]ـ
الأخ الكريم: طالب الخير: أبشر بما يسرك. أتمنى من الإخوة المشرفين تعديل العنوان. ويبقى تأمل كلمة الشيخ سلمان مهم من " جميع " الدعاة.
(للتصويب: أنا متفرغ للعلم وللأعمال التجارية الحرة. وفقك ربي).
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:09]ـ
طالب الخير ..
تناقضك أمر مريب ..
لك موضوع مخصص فقط لحشد بيان من العلماء ضد قناة دليل المشرف عليها الدكتور سلمان وهي لازالت في بداياتها , وهنا كلامك يختلف 180 درجة!!
ثم إن رد واحد أو ردين كافية بتوضيح وجهة نظرك .. !!
ـ[طالب الخير]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:33]ـ
- أشكر الأخ سليمان الخراشي على قبوله الحق، فوالله إنه لن يزيده إلاعزا وفخرا، وكم أتمنى أن يرجع للحق - أيضاً - فيما راسلتُه على الخاص (وهو يعرف ما أعنيه).
- للإخوة الذين يستغربون دفاعي عن الشيخ سلمان العودة ويقولون بأني في موضوع آخر أنتقده، ويعتبرونه تناقضا، فأنا أطلب منهم أن يتأملوا مشاركتي رقم (47) حتى تزول شبهتهم والتي قلتُ فيها:
((كيف تريد من الواقعين في منهج التيسير غير المنضبط أن يقبلوا هدية الخراشي باسلوب استفزازي، والخراشي يستفز محبي الشيخ سلمان العودة عموما حتى الذين قد يخالفونه لكن هناك حب منهم لجانب الخير الذي يقدمه الشيخ العودة، فاسلوب الاستفزاز ينفر ولايقرب.))
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
يا طالب خير انتبه لنفسك من داء التعصب فإنه يعمي البصيرة .. !
ـ[طالب الخير]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:48]ـ
يا طالب خير انتبه لنفسك من داء التعصب فإنه يعمي البصيرة .. !
لو أني متعصب للشيخ سلمان العودة كان ما أنشأتُ موضوعاً أنتقد فيه قناة دليل، وهذا مايعرفه عني الأخ الخراشي، ولهذا رجع للحق وعرف بأني لستُ متعصباً.
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 06:21]ـ
اللهم اغفر للشيخ سلمان العودة واجعله من أوليائك المتقين الناصرين لهذا الدين ...
عندما أقرأ هذا البيت لا أجد أحدا يستحقه غير سلمان العودة -حفظه الله-.
ينام ملء جفونه عن شواردها ... ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
أما الشيخ سليمان الخراشي فهو نموذج للدرع الحصين لهذا الدين بمدد من الله وقوة وتمكين
كلمة حق أقولها من خلال استقراءي لمواضيعه ومقالاته وتصفحي لمنتداه لقد أوتي حجة وبرهانا
حفظك الله ياشيخ سليمان وزادك قوة وصبرا ويقينا
أما انتم ايها الإخوة في الله ,,,,, فوالله لكم أحسن الظن فيكم واحدا واحدا واعلم انكم مااجتمعتم في هذه المجالس النافعة المباركة إلا لأنك أهل خير تريدون الخير والنفع لأنفسكم ولأمتكم تريدون أن تستبينوا سبيل الحق سبيل المؤمنين
الالوكة التي تحملونها واحدة ..
أيها الأحبة إني أربأ بنفسي وأربأ بكم أن يصل أسلوبنا في الكلام إلى هذه الدرجة .. لا أكاد أشتم رائحة الحوار البنّاء ولا أرى بصيص الود والاحترام إلا ماكان من الشيخ الخراشي زاده الله من كرمه
أخوتي توبوا إلى الله وقولوا قولا سديدا يصلح به أعمالكم ويهدي به قلوبكم وألينوا في اختيار عباراتكم وأحسنوا يُحسن لكم
والمعذرة في حدتي في كلامي لكن والله حزنت عندما رأيت أقواما منكم شديدة عباراتهم مؤلمة اتهاماتهم
لكن أرجو أن يكون دافعهم هو الغيرة والحرقة لهذا الدين فنحاول أن نعتذر لهم
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ماهكذا ياسعد تورد الابل
والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الخير]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 07:05]ـ
أريد أن أعلق على جزئية تفضل بذكرها الشيخ الخراشي، وهي البنوك، ولكن تعليقي عليها سيكون من زاوية أخرى بعيدة عن الموضوع قليلا لكني أرى أهمية الاشارة إلى ذلك، فالربا يُمارس على أنه من الاسلام بفتوى محسوبين على أهل العلم، ولا أدري هل هو من باب الغفلة أم من باب الثقة العمياء في المسؤولين على البنك، يأتي من يريد قرضاً من البنك الفلاني فيقال له: ابرم العقد على شراء حديد وأنت توكلنا في بيعه وينشرون فتاوى هؤلاء أن هذا جائزا، فلو قال مريد القرض: لاأريد توكيلكم وأعطوني ذات الحديد وإن كان في الخارج فسترفض إدارة البنك، لماذا؟! لأنه يبدو لايوجد في الحقيقة حديد أصلاً حتى يتم العقد على ذلك، لكن هؤلاء الذين يفتونهم يصدقون مايملوه عليهم إدارة البنك - من قولهم حديد وما إلى ذلك - دون الاستفسار من ناحية حقيقية، وباستطاعتهم الاستفسار كأن يقول أحد المشائخ هؤلاء: أنا أريد حديدا، وهكذا ليتبين له حقيقة مايتعاملون به.
فإذا انتشر الربا فلاتسأل عن حال الأمة.
فاللهم لاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منا.
الاشكال هو في هدم الدين باسم الدين، وفي ارتكاب الكبائر باسم الدين، ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[الدكتور فيصل]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:03]ـ
أخي الخراشي: لنكن صرحاء
فأنت تقول في المشاركة رقم (37):
(((أخي الكريم: طالب الخير:
(ليته) تعود على الجميع. الدكتور سلمان وغيره من الدعاة - وفقهم الله لما يُحب ويرضى - .. )))
وهنا تؤكد الكلام الاستفزازي بقولك: (جديرٌ تأملها من الشيخ نفسه)، فلماذا تلجأ إلى هذا الاسلوب الذي تتبرأ منه في مشاركتك (37).؟!!
وبغض النظر عن ميم الجمع واستعمالها في اللغة العربية
ألا ترى أن كلمة (نفسه) من ألفاظ التوكيد المعنوي؟!!
فكيف تتبرأ من الاسلوب الاستفزازي وتنفيه بأنك لم تفعل بحجة أن (ليته) تعود على الجميع، وأنت تؤكد الاسلوب الاستفزازي توكيدا.
شكر الله لك نصحك أخي الكريم
وشكرالله للشيخ سليمان استجابته للخير وكلكم طلاب خير إن شاء الله
لكن في نظري لايزال الاسلوب غير المرغوب فيه مستمرا في صلب المقال وإن تغير في العنوان كما يتضح من قوله (جديرٌ تأملها من الشيخ نفسه).
نفع الله بكم وجعلني وإياكم من المتناصحين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 12:43]ـ
وهل الدكتور العودة فوق النصح والتذكير، وتذكير بكلمة هو كتبها بنفسه فما الإشكال في ذلك؟!
على العموم عندي ملاحظة للدكتور فيصل:
أولى مشاركاتك ردودا على مشاركات الشيخ الخراشي!
على العموم أنت عضو ((جديد)) فحياك الله
ـ[الدكتور فيصل]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 02:26]ـ
وهل الدكتور العودة فوق النصح والتذكير، وتذكير بكلمة هو كتبها بنفسه فما الإشكال في ذلك؟!
على العموم عندي ملاحظة للدكتور فيصل:
أولى مشاركاتك ردودا على مشاركات الشيخ الخراشي!
على العموم أنت عضو ((جديد)) فحياك الله
يا أختي الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا ترحبين بعضو جديد!؟
كأنك تعنيني بأني أريد التربص بالشيخ سليمان الخراشي، لكن تأكدي بأني لست كذلك، ولو أريد التربص كان سجلتُ عشرين معرفا هنا وجعلتها في مواضيع عامة لا تتعرض للشيخ الخراشي إلى أن تبلغ مشاركات كل معرف قرابة خمسين، ثم استعملها في أذيته.
لكن أحسني الظن بارك الله فيك، وللتذكير فقد دافعت عنه هنا حينما آذاه أحد الذين تعنينهم: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21784
وأما الشيخ العودة فهو ليس فوق التذكير، لكن لما رأيت الشيخ سليمان استجاب لرغبة الاخوة وتم تغيير العنوان شعرت بأن لافائدة من ذلك مادام ان صلب المقال بحاجة الى تغيير كتغيير العنوان
هذا فقط لاغير.
هداكِ الله يا اختي
ورزقكِ حسن الظن.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 06:53]ـ
يا أختي الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا ترحبين بعضو جديد!؟
كأنك تعنيني بأني أريد التربص بالشيخ سليمان الخراشي، لكن تأكدي بأني لست كذلك، ولو أريد التربص كان سجلتُ عشرين معرفا هنا وجعلتها في مواضيع عامة لا تتعرض للشيخ الخراشي إلى أن تبلغ مشاركات كل معرف قرابة خمسين، ثم استعملها في أذيته.
لكن أحسني الظن بارك الله فيك، وللتذكير فقد دافعت عنه هنا حينما آذاه أحد الذين تعنينهم: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21784
وأما الشيخ العودة فهو ليس فوق التذكير، لكن لما رأيت الشيخ سليمان استجاب لرغبة الاخوة وتم تغيير العنوان شعرت بأن لافائدة من ذلك مادام ان صلب المقال بحاجة الى تغيير كتغيير العنوان
هذا فقط لاغير.
هداكِ الله يا اختي
ورزقكِ حسن الظن.
أخي الكريم .. بارك الله فيك هل يمكن أن توضح لنا ما الذي يحتاج إلى تغيير برأيك في مقال الشيخ سليمان الخراشي؟
وهل بيان الخطأ من أي كان يخالف منهج السلف؟(/)
الشيخ حجاج العريني و مؤسسة الحرمين
ـ[حدائق]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجو ممن له اطلاع على العمل الخيري في مؤسسة الحرمين والتي تم اغلاقها قبل سنتين ان يفيدني عن الشيخ حجاج العريني ومتى التحق بالمؤسسة حيث انني في طور اعداد بحث بعنوان " محاربة العمل الخيري ام محاربة الاسلام ".
ولمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على هذا الرابط:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?cati d=77&artid=4276
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[حدائق]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 07:23]ـ
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?cati d=77&artid=4276
ـ[حدائق]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 07:25]ـ
الرياض/ عبد الحي شاهين 19/ 8/1425
03/ 10/2004
اعترف المدير العام لمؤسّسة الحرمين الخيريّة في السعودية, بأن تجميد الصرف من حسابات المؤسّسة كان أحد الأسباب الرئيسة لتدني إيرادات المؤسّسة هذا العام, إلى جانب "الحملة المسعورة" للغرب ضدّ المؤسّسة، لافتاً النظر إلى "جهود كثيرة تبذل" لإعادة فتح الحسابات تضطلع بها شخصيّات مرموقة في المجتمع.
وقال الشيخ حجاج بن عبد الله العريني في حديث له مع شبكة (الإسلام اليوم) الإخباريّة: إن العالم الإسلاميّ ترك مؤسّساته الخيريّة ولم يدافع عنها، وقال: إن المؤسّسات لو كانت تملك "مجالس خيرية" قوية مثل (المجلس الأوروبي للعمل الخيريّ) في أوروبا, لشكّل لها خطاً دفاعياً ولما تمّ الإجهاز على "أهم قوة مساندة لأي دولة ومجتمع"، وأكد "العريني" أن الضغوط الخارجيّة على المؤسّسة أكبر من الضغوط الداخليّة، وإن تجميد الحسابات وإغلاق الفروع الخارجيّة كان نتاجاً لتلك الضغوط الخارجيّة.
واعتبر مدير الحرمين المكلف أن المساعدات الخارجيّة التي تقدمها المؤسّسات الخيريّة في العالم بمثابة "قوة سياسيّة"، وإن التخلي عن هذه المساعدات "إجهاز على هذه القوّة".
ونفى "العريني" أن يكون تسلمه لمنصب المدير العام لمؤسّسة الحرمين، بغرض تصفيتها وقال: "إن مؤسّسة مثل مؤسّسة الحرمين لا يمكن أن يقوم شخص أو شخصين بتصفيتها, فمتعلقاتها كثيرة جداً وتحتاج إلى لجان متخصصة للقيام بذلك-أي التصفية- ". ورجح أن تتعرّض مؤسّسات خيريّة أخرى في السعودية لضغوط مماثلة للتي تعرّضت لها "الحرمين الخيريّة", وروى العريني في حديثه تفاصيل قرار المؤسّسة بتسريح الآلاف من الأيتام في الصومال، ومدى المعاناة التي صاحبت صدور القرار، وقال إن نحو (2.600) يتيم كانت تصرف عليهم المؤسّسة في الصومال فقط , هم الآن في الشوارع!!
بداية .. هل يمكن النظر للمضايقات التي تتعرض لها مؤسّسة الحرمين الخيريّة في إطار التضييق على العمل الإسلاميّ بشكل عام؟
نعم هذا صحيح. . إن التطاول على القطاع الخيريّ هو جزءٌ من حملةٍ مسعورة هدفها في النهاية القضاء على الإسلام، وتدمير إمكانيات المسلمين. . ومن تصريحات القوم وكلماتهم نتبين أن الهجمة عامة فقد هُوجم الإسلام، والقرآن، والرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يشكّ مسلم في حقدَ وعداوة القومِ للإسلام والمسلمين وقد تلبّس الغربيون بهذه الدعوى المُغرضة بمحاربة الإرهاب ومطاردة الأصوليّة، لكنّ الأمر أبعدُ من هذا وأعمق، وإنما جُعل (الإرهابُ) قِناعاً خادعاً أمام البسطاء لتمرير مشاريعهم المُفسدة، وتبرير حروبهم المدمّرة، وتجفيف المنابع الإسلاميّة. . وكلُّ ذلك باسم (الحملة على الإرهاب). وما زال العالم الإسلاميّ يصطلي بنار المكر الصهيونيّ الغربيّ وأذنابهم من المنافقين والمتغرّبين، وخاصة في البلاد العربية، وبالأخص هذه البلاد المباركة، فهم يدركون جيداً معنى كونها بلاد الحرمين ومهبط الوحي، ويعلمون تماماً أثر أهل هذه البلاد وعطاءاتهم الخيرة المستمرة، وبذلهم الذي لا ينقطع من أجل هذا الدين، ولذا فلا غرابة أن تتوجّه سهامهم وتصوب -بقوّة- لكل منابع الدين فيها، بدءاً بأنظمتها التعليميّة، ومناهجها الدراسيّة، ومنابرها الدعويّة، ومحاضنها التربويّة، ومؤسّساتها الخيريّة، وهذه الأخيرة -أعني الجمعيات والمؤسّسات الخيريّة- تشهد هذه الأيام منعطفاً مصيرياً وحاسماً في تاريخها، قد لا يدرك أبعاد هذا الخطر الداهم الكثير من عامة الناس؛ بل حتى من خواصهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قرار توجهكم لتنفيذ أعمال داخل السعودية .. يُلاحظ أنه لم يجد الترحيب المناسب .. هل تعتقد أن الظروف التي اكتنفت صدور هذا القرار هي السبب؟
الحقيقة أن عدم الترحيب بهذا القرار له وجه، ولا بد من الحذر الشديد من وأد رغبات المحسنين الذين يرى بعضهم الاهتمام بالداخل، وبعضهم يرى الاهتمام بالخارج، وأعتقد أن الحل هو التوازن بين عمل الداخل والخارج؛ فكلاهما واجب, وأنا أعتبر أن قطع علاقة مؤسّساتنا الخيريّة الإسلاميّة بإخواننا المسلمين في أنحاء العالم إجهاز على أكبر مصدر من مصادر قوتنا السياسية؛ فالعمل الخيريّ في خارج الأوطان قوة للآخذ والمعطي، كما أنه دليل على رقيّ الأمم والدول وحضارتها.
في رأيكم ما الدوافع الحقيقية وراء قرار إيقاف الصرف من حساب المؤسّسة؟
حسب ما نعلمه أن هناك مراجعة للحساب، وأن إيقاف الصرف مؤقت -إن شاء الله- ولكن يجب أن يعلم الجميع أن عليهم ألا يستجيبوا لهذه الصيحات المُرجفة. إن الحكم على المؤسّسات الخيريّة الإسلاميّة واتهامها بالإرهاب ظلمٌ بيِّن، فليس في قاموسها ولا عندها وقتٌ له، إن الذين يشتغلون بتلبية الحاجات الأساسية للناس في إشباع بطونهم، وتقديم دوائهم، وتوفير غطائهم، وإزاحة ركام الأسى والألم من طريقهم، هؤلاء لديهم من الطهارة وسلامة المقصد، ونزاهة الهدف، وشرف تحمل الأعباء، وطلب الأجر ما يسمو بهم عن الإرهاب، تلك البضاعة المزجاة التي صُدرت للمسلمين ثُم اتهموا بها.
هل تقومون بأي جهد لإلغاء أمر تعليق الصرف من الحساب الخاص بالمؤسّسة؟
نعم، وأسأل الله أن يبارك في الجهود ويسدّد الأعمال، ولابد هنا من ذكر بعض الجهود المتميزة التي يقوم بها بعض المحبين لهذه المؤسّسة المباركة ممن تجاوزوا مصالحهم الذاتيّة، وعاشوا لغيرهم، وتفانَوْا في سبيل تحقيق المصالح العامة ابتغاء مرضاة الله، نسأل الله أن يجزيهم عن المسلمين خير الجزاء، وأن يقوي همّة كل من قصرت همّته للوقوف مع المؤسّسة في هذا الوقت العصيب من العلماء وطلبة العلم والدّعاة والأئمة والخطباء وكل من يستطيع أن يدعم المؤسّسة.
في مجلس إدارة المؤسّسة شخصيات كبيرة، ولها وزنها داخل السعودية .. كيف كان موقفها من أزمة المؤسّسة؟
مجلس إدارة المؤسّسة حديث الإنشاء، وقد جاء في وقت عصيب من عمر المؤسّسة، وهو يقوم بدور فعّال في هذه الأزمة، ونرجو أن يُوفّق في مساعيه.
تتحدثون كثيراً عن ضغوط خارجية على المؤسّسة, مع أن كثيراً من الخطوات التي اتخذت ضدّ المؤسّسة كانت من الداخل؟
هذا غير صحيح. . فالمضايقات والاتهامات كلها جاءت من الخارج بدءاً من اتهام عددٍ من المكاتب الخارجيّة، وانتهاءً باتهام رموز المؤسّسة وإدراجهم على لوائح داعمي الإرهاب. ولا يزال الإعلام الغربي والإعلام الدائر في فلكه يمارس إرهاباً وتهويلاً ضدّ المؤسّسات الخيريّة الإسلاميّة والعاملين بها بدعوى مكافحة الإرهاب؛ فتناغمت أرجاء الكرة الأرضيّة رغباً ورهباً لتتطور إلى حرب لا هوادة فيها من تجميد ومصادرة للحسابات، أو إقفال وإلغاء للمؤسسات أو فروعها، أو مراقبة مستديمة تنفّر من العمل الخيريّ والتطوعي.
هناك من يقول بأن الموقف الحكومي يتوافق مع من يقول بضلوع المؤسّسة في أعمال غير شرعيّة .. من ناحية تجميد الحسابات وإغلاق المكاتب الخارجيّة.
كما ذكرت لكم سابقاً أن الإعلام الغربي يمارس إرهاباً وتهويلاً للمؤسسات الخيريّة الإسلاميّة والعاملين بها بدعوى مكافحة الإرهاب. لقد كانت حملة شرسة جداً أدّت إلى زعزعة الثقة في المؤسّسات الخيريّة. والضغوط الأمريكيّة على المنطقة بأكملها، لا يمكن تجاهلها والمؤسّسات الخيريّة الإسلاميّة عامة -والسعودية منها بشكل خاص- كلها ليست بمنأى عن ذلك. ونحن على ثقة بقيادتنا وولاة أمرنا الذين يشهد لهم العالم بأسره بحبهم للخير، ونُصرتهم للمنكوبين، ونحن على يقين أنهم بحنكتهم وحكمتهم سيحرسون العمل الخيريّ ومؤسساته مهما كانت التحدّيات، وسيُرجعون البسمة لعامة الناس وخاصّتهم، الذين أصابهم اليأس والإحباط بكثرة القيل والقال حول مصير مؤسّسات العمل الخيريّ.
هل قدمت أي أدلة على تورّط المؤسّسة في أعمال مشبوهة من الأطراف التي تتهمها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يُقدّم أي دليل بل لم نُبَلّغ رسمياً بأي اتهام!. وهذه الاتهامات التي نسمعها في وسائل الإعلام لا تستند إلى حقائق، وسبق أن تمّ الردّ عليها من خلال وسائل الإعلام المختلفة, كما أن المؤسّسة تنطلق في نشاطها من مظلة رسميّة، ووفق ضوابط واضحة، لا تجعل هناك أي مجال لمثل هذه الاتهامات.
لماذا -في رأيك- استهدفت مؤسّسة الحرمين دون غيرها من المؤسّسات الخيريّة؟ هل لأن نشاطها كان كبيراً وأموالها ضخمة مثلاً؟
الحملة استهدفت المؤسّسات القوية أو المنتشرة والمشهورة، وعلينا أن ندرك المخطط والهدف من الاتهام؛ فأعداؤنا يغيظهم أن يتقدم الإسلام بمدِّه الحضاري، وأن يفتح قلوب الناس عبر عدة وسائل في الدعوة والإغاثة، وحين أحسّوا بالمنافسة، ورأوا الناتج للداخلين في الإسلام لم يكن لديهم من وسيلة إلا أن يطعنوا بهذه الأعمال الخيريّة بُغية الحدِّ منها، وكان (الإرهاب) هو الدعوى المقدمة والمدخل الواسع للاتهام والإسقاط حينما شرقت الهيئات التنصيرية رغم ضخامة حجمها ودعمها، بثمار وبركات المؤسّسة.
هل تعتقدون أن مؤسسات خيريّة أخرى في السعودية .. قد تتعرض لمثل ما لقيته مؤسّسة الحرمين؟
نعم نعم .. بل بعضها يتعرض الآن للاتهامات والمضايقات، وهذا خطير جداً؛ لأن العمل الخيريّ يعتبر من خطوط الدفاع الأولى للدول والأمم، والإجهاز على هذا الخط الدفاعي بحملات التشويه والتشكيك أو الإضعاف والتحجيم؛ يعتبر إجهازاً على أهم قوة من القوى المساندة لأي دولة ولأي مجتمع، وللأسف لا توجد مجالس أو هيئات عليا خيرية أهلية قوية على مستوى العالم العربي أو حتى دول الخليج، تدافع عن المؤسّسات بقرارات وإجراءات ومؤتمرات ودراسات لحماية العمل الخيريّ، وممارسة الضغط الكافي على منابع تلك الحملات؛ وذلك على غرار المجلس الأوربي للعمل الخيريّ الذي تمت ولادته مع الوحدة الأوربية الاقتصادية والاتحاد الأوربي السياسي، ويُسمّى المجلس ( CEDAG) المتخصص بدعم وحماية العمل الخيريّ ومؤسساته، أو على غرار ما هو موجود في أمريكا، كمجلس الرابطة الأمريكي لتنمية الموارد والوقف الخيريّ ( AAFRTP)، والقطاع المستقل ( IS) وغيرها من المجالس واللجان.
هل يمكن القول بأن المؤسّسة في طريقها للتصفية النهائية خاصة بعد تزايد حالات الاستغناء عن الموظفين؟
العمل الخارجي في المؤسّسة توقف -كما تعلمون- وهذا يعني عدم الحاجة للعاملين في هذا الجانب؛ فتم الاستغناء عنهم. كذلك لا يمكن تجاهل الحملة الدوليّة التي شُنّت على المؤسّسات الخيريّة الإسلاميّة ممّا أفقدها جزءاً من العاملين الذين تركوا العمل بإرادتهم خوفاً من أن تطالهم الاتهامات.
يتردّد أن تعيينكم جاء لتقوموا بأعمال تصفية المؤسّسة لا إدارتها .. ما ردّكم؟
يا أخي الكريم أنا هنا بصفة مؤقتة. ثم إن مؤسّسة مثل مؤسّسة الحرمين لا يمكن أن يقوم بتصفيتها شخص أو شخصين فمتعلقاتها كثيرة جداً وتحتاج إلى لجان متخصصة للقيام بهذا الأمر الذي نستبعده إن شاء الله.
في حال سمح لكم بالسحب من حساباتكم والتعامل معها، هل سيتم استدعاء الموظفين الذين تمّ تسريحهم؟
نعم فلدينا عدد من الموظفين خرجوا من المؤسّسة بإجازات بدون مرتب تعاوناً مع المؤسّسة وتخفيفاً عنها. أمّا العاملون في القطاع الخارجي فأتمنى أن يُستفاد منهم في الهيئة الجديدة (الهيئة السعودية الأهلية للإغاثة والأعمال الخيريّة في الخارج (. عندما تبدأ بالعمل؛ لأنهم خبرات متميّزة لن يجدوا مثلها.
في العام الماضي ظهرت بعض الاتهامات لرموز في المؤسّسة بتبديد أموال الزكاة وصرفها في غير مستحقاتها. ماردّكم على هذه الاتهامات؟ وكيف تعاملتم معها عندما توليتم إدارة المؤسّسة؟
هذا غير صحيح بل الذي حدث العكس؛ حيث ظهرت بعض الاتهامات للمؤسّسة بتأخير الصرف أو التباطؤ بصرف الزكاة، ولعل التقرير السنوي للعام 1424هـ يرد على هذه الاتهامات.
إلى كم وصلت نسبة التدني في إيرادات المؤسّسة حالياً؟
نعم لقد تأثرت إيرادات المؤسّسة بثلاثة عوامل. أولها: هذا الهجوم الشرس، وثانيها: إيقاف العمل الخارجي؛ مما أدى إلى توقف داعمي العمل الخارجي، وثالثها: إيقاف الصرف من الحساب. ولكن يبقى أن مَن يكيد للعمل الخيريّ لا يفهم حقيقة الإسلام، ولا يعرف أن له طعماً هو الذي يدفع المسلم من داخله بغرسه وعطائه.
تقول تقاريركم: إنكم كنتم تصرفون على الآلاف من الأرامل والأيتام المسلمين في العالم .. ما مصير هذه المشروعات الخيريّة؟ وكيف تم إبلاغ هؤلاء الناس بأن المؤسّسة لم تعد تصرف عليهم؟ وما وقْع الخبر عليهم؟
دعني أذكر لك حادثة واحدة تقطع القلب: في شهر ذي الحجة الماضي سرحت المؤسّسة أكثر من (2600) يتيم في الصومال، وقد كانت تكفلهم المؤسّسة وذلك بعد إغلاق مكتبها! ليصبح هؤلاء الأيتام في الشوارع! يهيمون على وجوههم بدون مأوى، ولا طعام ولا لباس، حتى بكتهم كثير من الأقلام الغربية، وتعاطفت معهم الصحف العالميّة، حيث تم نشر أكثر من اثني عشر مقالاً عنهم في كل من أمريكا وبريطانيا وأستراليا، كلها تتألم وتتحسّر على تسريح هؤلاء الأيتام بهذا الشكل المخزي واللاإنساني!. من يتحمل مسؤوليّة هؤلاء يوم القيامة؟ والكثير الكثير من مشاريع المؤسّسة أُوقفت، ولم يقبل أحد أن يستلمها خوفاً من الاتهام، أو عجزاً عن تحمل ميزانياتها. أما كيف تم إبلاغ بعض المستفيدين من خدمات المؤسّسة وما وقع الخبر عليهم فلا تسأل!! إنها كارثة ومأساة! لكن السؤال المهم الآن: مَنْ لمئات الآلاف من الأيتام الذين كانت تكفلهم المؤسّسة؟ من للمرضى؟ من للمساجد والمدارس؟! من سيتولاها؟ من سينفق عليها؟ من للمنكوبين والمستضعفين؟ من للأرملة والمسكين؟ أترك الإجابة لكل ذي ضمير حيّ وإحساس نبيل! أترك الإجابة لكل إنسان يحمل الإنسانية الصادقة بين جنبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حدائق]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 07:58]ـ
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-09-04/local/local07.htm
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-08-21/first_page/first_page07.htm
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-07/31/10.shtml
ـ[اليونيني]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 10:52]ـ
ما أعرفه أن مدير مؤسسة الحرمين ومنشؤها هو عقيل العقيل أخو الشيخ عبد الله العقيل
وأول مرة أسمع عن الحجاج العريني
ـ[حدائق]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:11]ـ
اخي الكريم
العريني حسب علمي صار مديراً للحرمين بعد اقالة الشيخ عفيل واستقالة الشيخ دباس(/)
"الوسطية" الجدوى والمخاطر/ العلامة عبد الرحمن بن عبد الخالق
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 02:14]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث بالدين القويم، إلى يوم الدين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فمنذ بضعة عشر عاماً فقط أصبح لفظ الوسطية متداولاً بصورة واسعة، واستعمله كثير ممن ينسبون إلى الفكر الإسلامي، والسياسة، والعلم الشرعي.
وأصبح شأنه كشأن كثير من المصطلحات التي لا اتفاق حول مدلولها، يعطيه كل معنى مغايراً لما يعطيه الآخر.
ولما كان لفظ الوسطية يطلق ويراد به المنهج والشرعة والدين، أو يطلق ويراد به تيار مخصوص من تيارات الأمة، أصبح لزاماً على من يستعملون هذا اللفظ الحادث أن يعلموا ماذا يريدون منه، وماذا يريدون به؟
وأنا أطرح مجموعة من التساؤلات حول هذا المصطلح الجديد في الفكر الإسلامي.
حيث يقول عنه د. محمد عمارة: (إن مصطلح الوسطية من المصطلحات التي عدت عليها العاديات وجارت عليها النائبات فأخرجتها عن معناها الإٍسلامي الأصيل وأبعدتها عن كونها أخص خصائص منهج الإسلام في الفكر والحياة والنظر والممارسة والتطبيق والقيم والمعايير والأصول .. إلى معان أبعدت النجعة عن فحواها وخالفت أصل مسماها وما عادت تمت إلى الوسطية بصلة، ولا تتعلق فيها بسبب) (انظر معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام –د. محمد عمارة- ص 189)
1 ـ هل الوسطية لفظ يراد به الإسلام الحق؟ والحنيفية السمحة؟ والشرعة والمنهج الذي بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم هو لفظ يراد به الدلالة على منحى خاص؟ ومجموعة مخصوصة من أمة الإسلام اختاروا من عقائده وأحكامه ما رأوا أنه الدين الوسط؟ واعتقاد الفرقة الناجية؟ فيكون بذلك الوسطية كلفظ (أهل السنة والجماعة) والسلفية والفرق الناجية ونحو ذلك؟
2 ـ هل لهذه (الوسطية) اليوم مرجعية دينية يرجع إليها؟ وتحكم على أن هذا المعتقد أو العبادة أو العمل داخل في معنى الوسطية أو خارج عنها؟ وأين هذا المرجع كتاباً أو إمامًا أو شيخاً؟
قد يقال الحنفية أو الشافعية فيعلم بذلك منهج ومذهب، يقال الأشعرية، والمعتزلة فيعلم منهج في الاعتقاد والعمل، والآن إذا قيل الوسطية فماذا يعني ذلك من الدين: عقيدة وشريعة؟
3 ـ إذا كان اللفظ _ولم يمض على تداوله إلا عقد واحد من الزمان أو يزيد قليلاً_ أصبح يتكلم فيه أصناف شتى من الناس، وكل يخرج بمفهوم في العقيدة والعمل غير ما يعرضه الآخر، ومنهم من بات يخصص (الوسطية) فيقول الوسطية المستبصرة مما يعني عند قائل ذلك أن هناك وسطية أخرى عوراء أو عمياء.
4 ـ عندما يطلق بعض الناس لفظ الوسطية ويريدون بها حسب قولهم الإسلام المعتدل فإن هذا يعني أن هناك إسلاماً غير معتدل عند بعض الناس، فما هو هذا الإسلام الشاذ وغير المعتدل؟ وما ملامح هذا الإسلام الوسط؟!
وهذا سيحتاج إلى بيان عن معنى الوسطية في العقائد والعبادات والمعاملات .. والشرعة والمنهج، وإلى بيان الخارجين عن هذه الوسطية وسيكون هذا تصنيفاً جديداً لأهل الإسلام يضاف إلى التصانيف السابقة في مسميات الفرق والعقائد ..
5 - أليس من الخير لأهل الإسلام أن يكتفوا بالتصنيف القديم والأسماء التي اشتهرت بها من قبل وأصبح لها مدلول معلوم كأهل السنة والجماعة، ونحو ذلك؟.
إن مما هو معلوم في دلالات الكتاب العظيم أن ثم "توسطا" منبوذا كأن يكون توسطا بين موقف الفكر والإيمان، كما قال تعالى عن المنافقين " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ".
ولا بد للمسلم أن يكون مع أهل الإيمان دائماً ومع الحق أبداً {يأيها الذين آمنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم}، {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط}، {قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون}، {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}، [إن الحلال بين وإن الحرام بين]
... الحديث.
7 - وهناك توسط ممدوح جاء به الإسلام، كالتوسط بمعنى الاعتدال في الإنفاق بين الإسراف والتقتير، {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} والتوسط في المشي بين السعي والتماوت، {واقصد في مشيك}.والتوسط في قراءة الليل بين الجهر والسر، {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}.والاعتدال في الحب والبغض [أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض عدوك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما]. صحيح الجامع ص 176.
وإذا كان التوسط في الإسلام ممدوحاً تارة ومذموماً أخرى فإن مصطلح الوسطية إذا أخذ على عمومه فإنه سيكون باباً للفساد، أليس كذلك؟!
8 - ستكون (الوسطية) جناية جديدة على أمة الإسلام إذا أريد بها إسقاط بعض أحكامه وإلغاء بعض تشريعه، فكثير ممن يتصدون لشرح هذه (الوسطية) يجعلها إسلاماً بلا جهاد، ولا قتال، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، ولا {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ... الآيات} ولا {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} ... ولا {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً}!!
9 - في رأيي أن لفظ الوسطية، لفظ حادث والذين أحدثوه قد اختلفوا فيه، ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه المرجع فيه، أو أن فلاناً من الناس هو الذي تنسب الوسطية إليه، ولذلك فإنني أرى أنه سيزيد المسلمين بلاءًا ولن يخدم قضية من قضاياهم، بل سيكثر النزاع حوله، والتنازع فيه، وهكذا الشأن في كل بدعة ابتدعت في الإسلام.
10 - ألا يكفينا لفظ الإيمان والإسلام، وأهل السنة والجماعة، وجماعة المسلمين ليكون ذلك شعاراً للمرحة ولكل مرحلة.
11 - وإذا كان القصد هو النهي عن الغلو، والتطرف والشذوذ، فليكن البحث والشعار حول موقف الإسلام من الأمر الفلاني، أو حكم الإسلام في القضية الفلانية .... وهكذا فإن الإسلام شعار معلوم ودين واضح المعالم: كتاب منير، وسنة مشرقة، وأمة مهتدية، وأعلام على الهدى: (صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان).(/)
الحِكم العطائية والمناجاة الإلهية
ـ[علي أكرم]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 07:25]ـ
الحِكم العطائية والمناجاة الإلهية
ابن عطاء السكندري
*من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل
* إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية. وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلمية.
* سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار لكن الله كان على كل شيء مقتدراً.
* ضمن لك الإجابة فيما تختار لنفسك وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد.
* لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الوعود وإن تعين زمنه لئلا يكون ذلك قدحاً في بصيرتك وإخماداً لنور سريرتك.
* إذا فتح لك وجهة من التعرف فلا تبال معها أن قل عملك فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك.
* تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها.
* ادفن وجودك في أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه.
* ما ينفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكره.
* كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟! أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟!
* الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه.
* من رأى الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار.
* مما يدلك على وجود قهره، سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجود معه.
* كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء؟!
* كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء؟!
* كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو ظهر من كل شيء؟!
* كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء؟!
* كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء؟!
* كيف يتصور أن يحجبه شيء ولولاه ما كان وجود كل شيء؟!
* يا عجباً، كيف يظهر الوجود في العدم أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم؟!
* ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه.
* أحالتك الأعمال وجود الفراغ من رعونات النفوس.
* لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج.
* ما أرادت همة سالك أن تقف عندما ما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة: الذي تطلبه أمامك ولا تَبرجَتْ له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر.
* طلبك منه اتهام له، وطلبك له غيبة منك عنه، وطلبك لغيره قلة حيائك منه، وطلبك من غيره لوجود بُعدِك عنه.
* ما من نفس تبديه إلا وله فيك قدر يمضيه.
* لا تترقب فروع الأغيار فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه.
* لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها.
* ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك.
* من علامة النُجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات.
* من أشرقت بدايته أشرقت نهايته.
* ما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر.
* أخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيباً ومن حضرته قريباً.
* أصل كل معصية وشهوة وغفلة: الرضا عن النفس وأصل كل طاعة وعفة ويقظة عدم الرضا منك عنها ولأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه فأي علم لعالم يرضى عن نفسه، وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه.
* إن لم تحسن ظنك به لأجل جميل وصفه فحسن ظنك به لأجل معاملته معك فهل عودك إلا حسَناً؟، وهل أسدى إليك إلا مننا؟
* العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، ويطلب ما لا بقاء له معه.فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
* لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله.
* لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه؛ فإن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعساه أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة.
* لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
* لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيره إذا واجهك فضله.
* لا عمل أرجى للقبول من عمل يغيب عنك شهوده ويحتقر عندك وجوده.
(يُتْبَعُ)
(/)
* لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك وافْرَحْ بها لأنها بَرَزَتْ من الله إليك {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
* ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
* ما قادك شيء مثل الوهم.
* أنت حر مما أنت عنه آيس، وعيد لما أنت له طامع.
* من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها.
* خف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجاً لك {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}.
* قوم أقامهم الحق لخدمته وقوم اختصهم بمحبته {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً}.
* قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة صيانة لها عن أن يدعيها العباد بوجود الاستعداد.
* من رأيته مجيباً عن كل ما سُئِل وذاكراً كلما علم، ومعبراً عن كل ما شهد فاستدل بذلك على وجود جهله.
* إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ولأنه أجل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها.
* من وجد ثمرة عمله عاجلاً فهو دليل على وجود القبول آجلا.
* إن أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك!
* خير ما تطلبه منه ما هو طالبه منك.
* الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات الاغترار.
* الرجاء ما قارنه عمل، وإلا فهو أمنية.
* الطي الحقيقي أن نطوى مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك.
* نعمتان ما خرج موجود عنهما ولا بد لكل مكون منهما: نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد.
* أنعَم عليك أولاً بالإيجاد، وثانياً بتوالي الإمداد.
* خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجودَ فاقتك وترد فيه إلى وجود ذلتك.
* متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به.
* لا يخاف عليك أن تلتبس الطريق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك.
* ورود الإمداد بحسب الاستعداد وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار.
* الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب، واستفتاح لباب الغيوب.
* الصلاة محل مناجاة، ومعدن المصافاة: تتسع فيها ميادين الأسرار وتشرق فيها شوارق الأنوار. علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها، وعلم احتياجك إلى فضله فكثر أمدادها.
* كن بأوصاف ربوبيته متعلقاً وبأوصاف عبوديتك متحققاً.
* لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلا للقبول.
* أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته.
* الناس يمدحونك بما يظنون فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها.
* المؤمن إذا مدِح استحبي من الله أن يُثنَى عليه بوصف لا يشهده من نفسه
* أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس.
* إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبباً ليؤيسك من حصول الاستقامة مع ربك فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك.
* إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك، وإن أردت أن يفتح لك باب الحزن فاشهد ما منك إليه.
* حظ النفس في المعصية ظاهر جلي وحظها في الطاعة باطن خفي ومداواة ما يخفى صعب علاجه.
* جل حكم الأزل أن ينضاف إلى العِلل.
* ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة.
* أوجب عليك وجودَ خدمته وما أوجب عليك إلا دخول جنته.
* ربما أورد الظلم عليك ليعرفك قدر ما من به عليك.
* من لم يعرف قدر النعم بوجدانها -عرفها بوجود فقدانها.
* لا تستبطئ منه النوال ولكن استبطئ من نفسك وجودَ الإقبال.
* من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك.
* العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه ويكشف عن القلب قناعه
* إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكناً إليهم أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه بشيء.
* الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار.
* الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا إضاءة له.
* الفكرة فكرتان: فكرة تصديق وإيمان، وفكرة شهود وعيان فالأولى لأرباب الاعتبار،والثانية لأرباب الشهود والاستبصار.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيك أخي علي عن حرصك على الخير ..
ولكن في كتب أهل السنة غنية عن كتب أهل التصوف.
================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل عام وأنتم بخير، شيخنا الفاضل: ما رأيكم في كتاب (الحِكَم العطائية)؟ وهل هو صحيح بأنه لو صحَّت الصلاة بغير القرآن لصحت بهذه الحكم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب من الدكتور: علي بن بخيت الزهراني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه وبعد:
فـ (الحِكَم العطائية) كتيب لتاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء الله الإسكندري المتوفى في القاهرة سنة (709) هـ، من كبار المتصوِّفة في عصره، وكان ممن قام على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتسبب مع جماعة من الصوفية في حبسه ظلماً بمصر سنة (707) هـ، حيث ادعى عليه أشياء لم يثبت منها شيء (البداية والنهاية 14/ 47).
وأما الكتاب فهو مؤلف في توحيد الصوفية، وبيان أحوالهم ومسالكهم ...
وقد احتفل به الصوفية بالشرح والتعقيب، وأشهر شروحه: شرح ابن عبَّاد النفزي الرندي، المسمى: غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية.
والكتاب في الجملة يدور على عقائد المتصوفة الفاسدة، وفيه كلام يكاد يصرِّح فيه مؤلفه بما تظافر المتصوفة على تسميتها بالحقيقة، وهي عقيدة وحدة الوجود التي ترى أن كل موجود هو الله، ولا وجود لسواه على الحقيقة، وفيها من الكفر ما هو أكفر من عقائد اليهود والنصارى، كما صرح بذلك علماء أهل السنة والجماعة ..
ومن ذلك قوله:" ما حجبك عن الله وجود موجود، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه".
وقال شارحه ابن عباد:" تقدم أن لا موجود سوى الله تعالى على التحقيق، وأن وجود ما سواه إنما هو وهم مجرد".
وقوله:" سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية .. ".
قال شارحه ابن عباد:" سر الخصوصية هو: حقيقة المعرفة التي اختص بها أهل ولاية الله – تعالى- بحيث لا يبقى معها وجود لغير ولا كون، فمن لطيف حكمة الله تعالى أن ستر ذلك بما أظهره من البشرية التي من لوازمها وجود الغير والكون، ولولا هذا الستر لكان سر الله مبتذلاً غير مضمون".
وفيه – عدا ما تقدم - عبارات هي محل نظر كقوله:" طلبك منه (أي من الله) اتهام له .. "
يقوله شارحه:" فطلبه من الله تهمة له؛ إذ لو وثق في إيصال منافعه إليه من غير سؤال لما طلب منه شيئاً .. ".
فسؤال العبد لله ربه ودعاؤه له مذموم عند هؤلاء الصوفية؛لأنه بزعمهم صادر عن عدم ثقة بالله، مع أن أنبياء الله ورسله -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- قد سألوا ربهم وطلبوا منه أموراً، والكتاب العزيز مليء بذلك ..
وكذلك بعض العبارات التي حملها الشارح على ذم التمتع بالطيبات من الرزق الحلال، وترك الزواج والنسل، والتشنيع على من يأخذ بالأسباب، وغير ذلك مما لا شك أنه على خلاف سنة سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-.
ومع ذلك فالكتاب لا يخلو من حكم نافعة ووصايا جامعة، ولكن يفسد ذلك أمران:
الأول: اشتماله على عبارات باطلة، وكلمات موهمة ..
الثاني: إفساد النافع منه من قبل من تولى شرحه من المتصوفة بإغراقه في لجج خرافات الصوفية، وأحوالهم غير الشرعية ..
وأما شرح البوطي فلم أطلع عليه، والبوطي كما هو معروف من أشد المتصوفة في هذا العصر تعصباً على الدعوة السلفية، وأكثرهم تمجيداً للصوفية ودعوة لها ..
والعبارة المذكورة عبارة منكرة لا يحل التكلم بها، ولا يقولها إلا جاهل، أو أحد من غلاة المتصوفة، وبمثل هذه الكلمة الجائرة التي يفوح منها رائحة الغلو والفساد فضلت هذه الحكم والعبارات على سنة سيد الأنبياء والمرسلين ..
فلم يقل أحد مثل ذلك عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أوتي جوامع الكلم، أيقال ذلك عن كلام غيره من البشر .. سبحانك هذا بهتان عظيم.
نسأل الله -عز وجل- أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
==================
وهنا مزيد عن الحكم العطائية ومؤلفها:
http://www.d-sunnah.net/forum/archive/index.php/t-44541.html
==================
نفع الله بك ..
ـ[علي أكرم]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
جزاك الله خير لكن ما فيه بعد التنقيح وقد انتقاها د. علي بادحدح ونسيت الإشارة إليه في المقدمة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ بادحدح ..
فائدة جديدة عليّ.(/)
في ظل هذه الغوغائية الصحفية: هنا الحل. . .
ـ[العزة]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 01:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
خلونا نخش في الموضوع دغري
.
.
.
.
نشاهد هذه الأيام هذه الهجمة الشرسة من الصحف
على:
الهيئات - الحلقات - وقريباً المراكز الصيفية!
الحقيقة شيء مؤسف أن تصدر هذه الأشياء من
كتاب ينتسبون للإسلام!
وبغظ النظر عن كون هذه الهجمات (إصلاحية كما يزعمون!!!)
أم تسعى لإفساد المجتمع ...
وبغظ النظر أيضاً عمّا إذا كانت هذه الهجمات مدروسة أم لا!
وأيضاً بغظ النظر عمّا غذا كانت هذه الهجمات
تأتي بناءً على أوامر عليا (خارجية) مدفوعة الثمن أم لا!!!
إنقدحت في ذهني فكرة
وهي:
أن يتم وضع آلية لمصداقية الأخبار الواردة
فالمشكلة تكمن في كون أن الكاتب يكتب ولا حسيب ولا رقيب
فتجد إتهام للهيئة
وأصل القصة صحيح
لكن!!!
يأتي الكاتب فيبهر القصة
ويضبط الطبخة
لتتحور ضد الهيئة بشكل لا يسمح للقارئ أن يلتمس العذر للهيئة
وعنئذ سيكون (الرأي العام) مع الصحيفة
((الهيئة فيها وفيها!!!))
فتتمكن الشبهة من الناس
وهيهات هيهات لمن يريد إنتزاعها!
وعندما تثبت براءة الهيئة:
تموت القضية
حتى من دون محاسبة جدية لتلك الصحيفة!!!
لأن المسألة أمان في أمان!!
________________________
فهنا تكمن فائدة آلية وضع آلية مصداقية الخبر
ستقول كيف ذلك؟!!
سأخبرك الآن كيف .....
يُفترض أن نستصدر نظام للمطبوعات
ينص على الفكرة التالية:
أن كل كاتب مسؤول عما يطرح في الصحيفة
حيث أنه لا يطرح إلا الحقيقة للمجتمع
فلا بد من توثيق أخباره بالدليل
لا بالظنون
وأن يكون قد فهمها فهماً صحيحاً
وفي حال أخطأ في:
(النقل بغير دليل)
أو
(الفهم الغير صحيح)
فسيتم إتخاذ إجراء رادع في حقه
وفي حق الصحيفة إن استلزم ذلك
وسيكون الحكم في ذلك من قبل لجنة مكونة من 3 أعضاء
من (مجلس الشورى - أو أكادميين سعوديين مثلاً)
بحيث ينظرون هل يحتمل الخبر أن يطرح بهذه الصورة المغلوطة أم لا
فقد يكون فهم الكاتب الخاطئ مبنياً على شيء يمكن أن يخدمه جيداً فيما ذهب إليه
(((ولتفادي هذا الشيء بالنسبة للكاتب
ممكن يضع في نهاية الخبر ما يعبر عن مصداقيته
فمثلاً يضع (بالدليل) فهذا يتحمله الكاتب
ويضع (إشاعة) في حال تلقف الخبر من الألسن
ويضع (رسمي) في حال كان الخبر من وكالة الأنباء السعودية مثلاً)))
- ما بين الأقواس مجرد إقتراح وإلا يمكن تنفيذ الآلية بدونها -
.
.
.
صدقوني لو كان هذا النظام موجود
لحسب الكاتب الصحفي ألف حساب لما سيطرح
كما هو الحاصل الآن عندما يريد أن يكتب عن مواضيع معينة!!!
نحن نعاني من الأقلام المكسورة في مواضيع لا تُطرح
ونعاني أيضاً من الأقلام المأجورة في مواضيع أخرى!!!
فنحن نحتاج للأقلام المعتدلة
وأما الأقلام المأجورة والمشاغبة فلا بد من وضع قيد لها
وهذا الشيء سيخدمنا في أشياء كثيرة
فلا يظن الظان بأني طرحت هذا الموضوع فقط لتستفيد الهيئة!
وإن كنت أتشرف بهذا الشيء
لكني أتشرف أيضاً بمحاولة الإسهام في
تحقيق العدل والطمأنينة في المجتمع
فحتى بعض الجهات الحكومية سترتاح مثل:
وزارة التربية والتعليم
فالآن موسوم الإشاعات الصحفية في
عدد التوظيف المطروح وأن الوزارة فشلت في طرح العدد الكافي
أو أنها تركت خريجي الجهة الفلانية دون توظيف
وغيرها مما يصدّع بالرأس السليم
وأيضاً بعض المواقع الإسلامية
كما طرح قبل فترة يسيرة عنها أنها لم تطرح بياناً واحداً ضد الإرهاب!
والمتابع لها سيكذب الخبر مباشرة ....
أيها الأعزاء إننا نتحدث عن الشيء الذي يحرك الرأي العام
فلا بد من ضبطه وتنقيته من الأقلام المشبوهة ....
_____________________________
هل تتجرّأ ورزارة الإعلام بتقنين هذا الشيء؟
أم أن لها من بعض الكتاب مآرب أخرى!
.
.
.
.
يبقى رأيك أيها القارئ العزيز
فإما التأييد
أو
التسديد والتصحيح لرأيي المتواضع
.............................. ........................
شاكراً لك إستمرارك في قراءة الموضوع لآخره
وآملاً أن أكون قد زدت لك ما يفيد
وتقبل تحياتي الحارة
في هذا الصيف البارد
تم تحريره في يوم الجمعة
22/ 5 / 1428 هـ
.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 08:50]ـ
لابد من تفعيل نظام المطبوعات والنشر
والتقيد به(/)
سؤال معاصر (دعوة للمناقشة)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مازالت الحركات الباطنية مثل القاديانية والبهائية وغيرها موجودة في وقتنا المعاصر
بشكل ظاهر و مؤثر فيه؟
وماهي أبرز القضايا المعاصرة التي تؤثر في وحدة الأمة؟!
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
أتذكر تحقيقا نشر في مجلة الأسرة الصادرة من هولندا عن القاديانية - قبل ست سنوات أو تزيد - ومما أذكره أن للقاديانيين نشاط في الدول الغربية للترويج لعقيدتهم غير أن مظهرهم في اللباس وإطلاق اللحية تماما كأهل السنة بل إنهم في بادئ الأمر يوهمون الغربيين ومن حولهم بأنهم هم من يمثل المسلمين دون الإشارة إلى عقيدتهم الخرافية لكسب ثقة الناس.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:52]ـ
جزيت خيراً أخي ابن المغيرة
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 01:37]ـ
أخواني اين تفاعلكم؟؟؟؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مازالت الحركات الباطنية مثل القاديانية والبهائية وغيرها موجودة في وقتنا المعاصر
بشكل ظاهر و مؤثر فيه؟
نعم في الغرب، لهم صولة وجولة، بل ولهم مساجد، وأخيراً رأيت شريطا للنصيرية (قاتلهم الله) يذكرون عقيدتهم، ويتهمون باقي المسلمين بالاضطهاد!!
ـ[الفارس]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 11:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لهم نشاط قوي، بل إني رأيت لإحدى الفرقتين المذكورتين قناة فضائية قبل ست سنوات، في حين لم توجد ذلك الوقت إلا قناة تصنف على أنها إسلامية!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 03:45]ـ
الأخ الكريم أسامة
الأخ الكريم الفارس
أشكر لكما تفاعلكما
لم تذكروا لي أبرز القضايا التي تؤثر في وحدة الأمة في واقعنا المعاصر!!
أنا أرى بأن الخروج على الحكام, والقتل والتدمير الحاصل من الفرقة المتطرفة .. هو من أبرز تلك القضايا ....
فهل ترون امراً آخر؟!
جزاكم الله عني خير الجزاء
ـ[أم المثنى]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 06:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة وسم المعاني
من أبرز توحد الأمة عالأقل بهذا الوقت الذي تتعرض فيه لهجمة من الغرب الكافر
((نسيان الخلافات المذهبية والحزبية والعمل لنصرة الدين وأهله بعيدا عن الإختلاف والفرقة))
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:52]ـ
أنا أرى بأن الخروج على الحكام, والقتل والتدمير الحاصل من الفرقة المتطرفة .. هو من أبرز تلك القضايا ....
وأضف أموراً أخرى كثيرة، أهمها:
الفكر الرافضي الحاقد، والفكر العلماني
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 03:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل وسم المعاني
من أبرز توحد الأمة عالأقل بهذا الوقت الذي تتعرض فيه لهجمة من الغرب الكافر
((نسيان الخلافات المذهبية والحزبية والعمل لنصرة الدين وأهله بعيدا عن الإختلاف والفرقة))
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت / أم المثنى!
هل لكِ - بارك الله فيكِ - أن تُوضِّحي الكلام المُلوَّن.
وجزاكِ اللهُ خيْرًا.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 03:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مازالت الحركات الباطنية مثل القاديانية والبهائية وغيرها موجودة في وقتنا المعاصر
بشكل ظاهر و مؤثر فيه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
ما نعلمه أن ظهور هذه الحركات كان بمساندة من قوى الاستعمار - زعموا! -، لهدم معالم الدين، واضعاف قوى المسلمين، فما المانع من بقائها و تجددها في صور أخرى، وقوى الاستعمار لازالت بين أظهرنا، خاصة في ظل تقهقر أهل الدين، فقد ترى يوماً ما ممن تنزل العمائم على رؤوسهم من يقول: هؤلاء إخواننا في الدين!! فلا تبغوا عليهم!
وماهي أبرز القضايا المعاصرة التي تؤثر في وحدة الأمة؟
أولاً: ما سبب وحدة الأمة؟
ثانياً: ما مدى تمسكها به؟
ثالثاً: ما العوامل المؤثرة على وحدة الأمة واقصائها عن سبب وحدتها؟
شخِّص حال الأمة من خلال هذه الأسئلة، و ستظهر لك الاجابة جلية واضحة ...
بوركت ...
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 06:55]ـ
بارك الله فيك أخي أسامة
هل لك أن توضح لي أكثر ...
الرافضة هم الشيعة أليس كذلك ...
وأشكرك على حسن تفاعلك ..
ـــــــــــــــــ
بارك الله فيك أختي أم المثنى
تعدد المذاهب والاختلاف بينهما إن كان في أمور اجتهادية لاتخالف الكتاب والسنة لابأس ..
ولكن المشكلة حينما يخرج حزب باسم الاسلام .. له أفكار معينة ..
أو له اعتقادات خاطئة أو أفكار ضالة ... مخالفة للكتاب أو السنة .. فهل هؤلاء نتحد معهم؟!
______________________
أخي أبو محمد ...
بارك الله فيك ونفع بك ..
حبذا لو تشخصه لي أنت ...
أريد تفاعلكم أنتم ... كلامكم ... أفكاركم ..
ــــــــــــــــــــــــ
أختكم / وسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 12:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مازالت الحركات الباطنية مثل القاديانية والبهائية وغيرها موجودة في وقتنا المعاصر
بشكل ظاهر و مؤثر فيه؟
وماهي أبرز القضايا المعاصرة التي تؤثر في وحدة الأمة؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة
هذه الفرق التي ذكرتها تحديدا بعيدة عن التأثير في واقع الناس أو مسير الأمة الإسلامية. هذا هو الواقع اللهم إن ضممت إليهم الروافض (الشيعة).
والواقع ان المؤثر الحقيقي فيما يحدث للأمة هم المنافقون .. المنافقون في السياسة وفي الفكر. ويقف خلفهم اليهود والنصارى. المنافقون هم الذين يشتتون ما نجمع. من أنفسهم أو من غيرهم.
وإن شئت تفصيل فصلت لك.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 12:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أبو خالد
نعم ... ليتك تفصل
أريد أن أدرس واقعنااليوم , مالذي يشتت شمله ..
هل تقصد الليبراليون؟!
ـ[أم المثنى]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 03:47]ـ
بارك الله فيك أختي أم المثنى
تعدد المذاهب والاختلاف بينهما إن كان في أمور اجتهادية لاتخالف الكتاب والسنة لابأس ..
ولكن المشكلة حينما يخرج حزب باسم الاسلام .. له أفكار معينة ..
أو له اعتقادات خاطئة أو أفكار ضالة ... مخالفة للكتاب أو السنة .. فهل هؤلاء نتحد معهم؟!
الأخت الفاضلة وسم
حينما قلت نتحد معهم ليس بالضرورة نتفق على مذاهبهم ومافيها لكن بما نضمن به الوحدة الإسلامية بعيدا عن الإنقسامات الفكرية أو المذهبية التي ستجعل من الأمة دويلات متناحرة وهذا هدف بوش وأتباعه
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 11:43]ـ
إحدى الصور التي يعمل من خلالها النفاق هي الليبرالية، والصورة لا يمكن وصفها بقليل من الكلمات ولكن خذ هذا الرابط، وأنتظر استفساراتك لأرد عليها.
http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=3753
وأرجو أن تتمهل في القراءة. فالمقال مضغوط!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 12:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 12:42]ـ
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
خلق الله البشر مختلفين، واقتضت حكمته أن يستمروا على اختلافهم قال تعالى: ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)) (هود/ 118 – 119).
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله – (7/ 488 – 489): (أي ولا يزال الخُلفُ بين الناس في أديانهم واعتقاداتِ مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم، قال عكرمة: مختلفين في الهدى. وقال الحسن البصري: مختلفين في الرزق؛ يسخر بعضهم بعضًا، والمشهور الصحيح الأول. وقوله: ((إلا من رحم ربك)) أي: إلا المرحومين من أتباع الرسل الذين تمسكوا بما أمروا به من دين أخبرتهم به رسل الله إليهم، ولم يزل ذلك دأبهم حتى كان النبي وخاتم الرسل والأنبياء فاتبعوه وصدقوه ووازروه ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة لأنهم الفرقة الناجية كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشد بعضها بعضًا ... وقوله: ((ولذلك خلقهم)) قال الحسن البصري في رواية عنه: وللاختلاف خلقهم، وقال مكي بن أبي طلحة عن ابن عباس: خلقهم فريقين، كقوله: فمنهم شقي وسعيد وقيل للرحمة خلقهم)).
ولزيادة التوضيح أقول: إن الله عز وجل أراد الاختلاف إرادة كونية، لكنه أمر بالجماعة والاتفاق، إي أراد الاتفاق إرادة شرعية، فأمر به وحث عليه، فالافتراق شر والله عز وجل هو خالق الخير والشر وأراد - سبحانه - أن يكون الخير والشر في هذا العالم ابتلاء واختبارا، وعلمه بذلك تام وحكمته بالغة، لكنه – سبحانه - أمر بالخير ونهى عن الشر أمر بالوحدة والاجتماع على الحق ونهى عن الفرقة والاختلاف، قال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)).
لكن السؤال كيف يكون الاجتماع وعلى أي شيء يجتمع الناس؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – "مجموع الفتاوى" (ج9/ص230):
((بين الله في كتابه من الأمثال المضروبة والمقاييس العقلية ما يعرف به الحق والباطل وأمر الله بالجماعة والائتلاف ونهى عن الفرقة والاختلاف، وأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون فقال: ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) ولهذا يوجد اتبع الناس للرسول أقل اختلافًا من جميع الطوائف المنتسبة للسنة وكل من قرب للسنة كان أقل اختلافا ممن بعد عنها كالمعتزلة والرافضة فنجدهم أكثر الطوائف اختلافًا، وأما اختلاف الفلاسفة فلا يحصره أحد)).
فأشار شيخ الإسلام رحمه الله أن الاجتماع يكون على السنة، وكل اجتماع على غير السنة فمآله إلى تفرق وجمعه إلى شتات، نسأل الله تعالى أن يجمع قلوبنا على محبته وأجسادنا في طاعته، والمعيار الذي نحاكم إليه جميع المخالفين هو كتاب الله وسنة رسوله، وبقدر قرب الناس منهما نقربهم وعلى قدر بعدهم عن هذين المصدرين نبعدهم، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة ام المثتنى
الاختلافات المذهبية إن لم تصل إلى حد التفرق بسبب التكفير والتبديع .. لابأس أن نقول بنسيانها
من أجل الوحدة الإسلامية ..
لكن المشكلة إن وجدت فرقة بين المسلمين على مسائل عقائدية قد تخرج البعض من الدين!
ـــــــــــــ
قرأت مافي الرابط أخي الكريم أبو خالد
وأفادني في مسألة (الإرجاء).
أحسن الله إليك فقد أفدت وأجدت ..
ولاتبخل علينا بكل نافع في هذه القضية
____________________
أستاذي الكريم على عبد الباقي
نفع الله بك .. فما كتبته نافع مفيد في تأصيل ماعليه حالنا اليوم
وحبذا إرسال نسخة لاستفسار أبو سارة عن الفرقة في موضوع مدرج في هذا القسم.
ـــــــــــــــــــــــ
أسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يعز فيه أهل الطاعة.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[21 - Jun-2007, صباحاً 06:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وماهي أبرز القضايا المعاصرة التي تؤثر في وحدة الأمة؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة.
في رأيي أن أبرز قضية تؤثر على وحدة المسلمين هي جهلهم بأحكام ومقاصد الإسلام الصحيح وجهلهم بحقيقة أنفسهم والحكمة التي خلقوا من أجلها. وقد يقال كيف يكون ذلك مع تطور وسائل المعرفة وتوفر أدوات العلم؟
والرد على ذلك من الواقع، فقد كثرت الملهيات عن طلب العلم وأختلطت مصادر العلم وضعفت همم الطلب وغيرها من الأسباب.
والمقصود أن جهل الأمة تولد عنه إختلاف الرؤى والأهداف والتعصب للآراء ومن ثم تنافرالقلوب وتشتت الجهود وتفرق الأمة.
ومن المسلمات، أن توحد الأمة لا يكون إلا بالإعتصام بحبل الله - الكتاب والسنة-.
وهذا أمر لا يتحقق إلا بالعلم بحقيقة الإعتصام والعمل بمقتضاه، فكيف يعتصم المرء بأمرٍ لا يعلمه ولا يفقهه؟!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة / طويلبة العلم.
رأيك سديد حفظك الله, وبارك فيك, ونفع بك.
ـ[الجندى]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 09:46]ـ
هل مازالت الحركات الباطنية مثل القاديانية والبهائية وغيرها موجودة في وقتنا المعاصر
بشكل ظاهر و مؤثر فيه؟
حوارات مع قاديانى:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9047
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9379
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9125
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9171
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 08:24]ـ
جزاك الله خيراً أخي الجندي.(/)
الحكم بغير ما أنزل الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 09:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سؤالي إلى كل طلبة العلم في توضيح قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون) سورة المائدة
هل هذه الآية الكريمة من المحكم او المتشابه، وإذا كانت من المتشابه فهل هي من المتشابه الحقيقي أو الإضافي وما فرق بين المتشابه الحقيقي والإضافي مع بيان أقوال العلماء في المسألة وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 10:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لعل هنا مايفيدك: http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1209
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 12:15]ـ
أظن والله أعلم بأن السائل يسأل عن الأية وهل هي من المحكم أو المتشابه
وإن كانت من المتشابه فتنسب إلى أي نوع منهما الحقيقي أو الإضافي
ولا يسأل عن الحكم بغير ما أنزل الله.
أرجو التصويب
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 01:56]ـ
نعم اخي ابن عقيل كلامك صحيح فانا ابحث عن كون الآية من المحكم او المتشابه كما فصلت سابقا فأرجوا من الاخوة الكرام أن يفيدوني في هذه الجزئية
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 07:10]ـ
فائدة من أحد دروس الشيخ الغديان حفظه الله على شرحه لكتاب الموافقات.
يقول الشيخ عبد الله الغديان متعنا الله به:
فهم العلم من القرآن ومن السنة وفهم كلام أهل العلم , يحتاج الى وسائل الفهم ,
ففهم الناظر لدلالة الاية أو الحديث والنسبة بين أستنباط المستنبط من كلام الله أو كلام رسوله وبين مراد الله أو مراد رسوله تنقسم إلى خمسة أقسام:
1 - أما أن يكون الاستنباط مطابقاً لمراد الله أو مراد رسوله (تطابق).
2 - وإما أن يكون الاستنباط خطأ ليس على مراد الله أو مراد رسوله مطلقاً (تباين).
3 - أو أن يكون ما فهمه أخص من مراد الله أو رسوله (خصوص مطلق).
4 - أو أن يكون ما فهمه أعم (عموم مطلق).
5 - أو أن النسبة بين ما فهمه وما بين ما اراده الله أو رسوله العموم والخصوص الوجهي. (عموم وخصوص وجهي).
وهذه الاربعة الأخيرة كلها تدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: " أذا أجتهد الحاكم فاخطأ ..... الحديث" ولذلك جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن القرآن يقسم الى اربعة اقسام:
1 - قسم تعرفه العرب من لغتها.
2 - وقسم لا يعذر احداً بالجهل به.
3 - وقسم أستاثر الله بعلمه وهو المتشابة الحقيقي.
4 - وقسم يعرفه العلماء وهو المتشابة الإضافي ... أنتهى كلام الشيخ بتصرف(/)
ما الجواب عن شبهة: أن الصحابي كعب ابن زهير لم يحسن إسلامه، وإنما أسلم خوفا؟
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:41]ـ
هناك من يزعم أن الصحابي الجليل كعب ابن زهير لم يحسن إسلامه، وأنه إنما أسلم خوفا من القتل عند إهدار دمه، ويقول: إنه لا يعرف بعد إسلامه إلا في قصيدته (بانت سعاد) وأيضا التي مده بها الأنصار، ولا يعرف له مشاركة بعد ذلك، فما الجواب عن مثل هذا الطرح؟ وهل ثبت في فضل هذا الصحاب الجليل شيء؟ وجزيتم خيرا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 08:02]ـ
هل شقوا على قلبه فعلموا أنه إنما أسلم خوفا؟؟!!
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - Apr-2010, صباحاً 01:18]ـ
الجواب
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
ـ[الحبروك]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 01:55]ـ
و كل أهل مكة أسلموا يوم الفتح خوفا من القتل كذلك
لا يمكن الإدعاء أنهم جميعا إقتنعوا بالإسلام على حين غرة
لقد علموا أن الإسلام أصبح ذا شوكة
و أن الرسول (ص) صار قائدا مهيبا
شرع الغير مسلمين (الحق هو القوة)، (القوة تحمى الحق)
الغير مسلمين يتبعون القوى دائما خوفا من بطشة
شرع المسلمين (الله هو الحق)
اقوة لا تحمى الحق لأن الله عز و جل لا يحتاج حماية، الحق هو الله عز و جل
(الحق يحمى القوة) لا العكس
من أراد أن يسلب مال آخر بالباطل
إدعى أن له فيه حق ليأخذه بالقوة، فإن لم يدع أن له حق لما نفعته قوته و لما استطاع أخذ شيء
أسلم كعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - خوفا
لا نكفر من أسلم خوفا، فلم نشق عن قلبه
و ليس هناك أى مطعن فى سلوكه بعد الإسلام
التهم لا تثبت إلا بدليل
فإن قال القائل أنه كان فيمن تكلموا فى أم المؤمنين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فى حادثة الإفك
أقل لم يكن وحده و أقيم عليهم جميعا الحد
و لم يحكم النبى (ص) بكفر أحدهم بالرغم من أنه (ص) شخصيا المتضرر الأول
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 03:22]ـ
هناك من يزعم أن الصحابي الجليل كعب ابن زهير لم يحسن إسلامه، وأنه إنما أسلم خوفا من القتل عند إهدار دمه، ويقول: إنه لا يعرف بعد إسلامه إلا في قصيدته (بانت سعاد) وأيضا التي مده بها الأنصار، ولا يعرف له مشاركة بعد ذلك، فما الجواب عن مثل هذا الطرح؟ وهل ثبت في فضل هذا الصحاب الجليل شيء؟ وجزيتم خيرا.
خاطرة خارجة عن الموضوع:
لا أبَرِّئُكَ يا محب سيبويه من تعمد كتابة هذه الكلمة هكذا:)، وأشكرك عليها، وفقك الله.(/)
«شيخنا الفوزان يعقب على الكاتب أبي السمح ... ليس في علماء السُّنّة متشددون»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 11:35]ـ
«شيخنا الفوزان يعقب على الكاتب أبي السمح ... ليس في علماء السُّنّة متشددون»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صالح بن فوزان الفوزان* الحياة - 09/ 06/07
قرأت في صحيفة «الحياة» عدد الثلثاء 19 - 5 - 1428هـ للكاتب عبدالله، ابن الشيخ الجليل داعية التوحيد عبدالظاهر أبي السمح إمام وخطيب المسجد الحرام - رحمه الله -وأصلح عقبه، مقابلة أجرتها مع الكاتب المذكور تحت عنوان «العمل الصحافي في بلادنا غير آمن ... مشكلة صحافتنا ليست الخطوط الحمر بل انتقادات المتشددين»، - يعني تعقيبات المشائخ على أخطاء الكُتَّاب سمّى المشايخ الذين يبينون الخطأ وينصحون الكُتَّاب عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، سماهم متشددين، مع أنهم ناصحون - وإذا جاز للكاتب أن يسمي هؤلاء متشددين جاز للمشايخ أن يسموا هؤلاء الكتاب متساهلين. والتساهل المفرط شر من التشدد. لكنهم يترفّعون عن التنابز بالألقاب. وإذا كان عبدالله أبو السمح وزملاؤه الكُتّاب يدَّعُون الحوار النزيه ويدعون إليه، فأين هذا الحوار من إسقاط الخصم ووصفه بهذا الوصف القبيح؟ كان على الكاتب عبدالله أبي السمح أن يرد على خصومه بالحجة المقنعة لا بالتجريح اللاذع، (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، قال الكاتب: «وهل عند أحد شك في أن مناهجنا التعليمية تشجع على التزمت ومعاداة الآخر المختلف في الدين؟ وفي مناهجنا التعليمية دعوة للجهاد والقتال، ولا يجوز إنكار وجودها لأن معنى ذلك ترك بذور الفكر الجهادي الذي يتولد منه الإرهاب والفئات الباغية، والمطلوب إعادة كتابة المنهج بحسب التوجُّه الوسطي المعتدل، فالجهاد حال تاريخية مرتبطة بزمانها، والعصر الآن والنظام الدولي يحرمان الحروب، خصوصاً التوسعية». كذا قال عن الولاء والبراء والجهاد في الإسلام، يريد أن يطويهما ويجعلهما في الماضي المنسي، وتُخلى المناهج الدراسية من ذكرهما، وفي هذا نسخ لما شرعه الله وأمر به إلى يوم القيامة، ولئن أزيل ذلك من المناهج بحسب طلبه فلن يزال من الكتاب والسنة، ومناهجنا - والحمد لله - على مقتضى الكتاب والسنة، يقصد بها إرضاء الله والعمل بشرعه لا إرضاء الناس، وإذا لم يُشرح الولاء والبراء والجهاد ويبينا للناس في المناهج على الوجه الصحيح، فسيفهمان على الوجه الخطأ الذي حذَّر منه الكاتب.
وقوله: «إن الجهاد والقتال محرمان دولياً». أقول: أين هذا التحريم مما يُعمل الآن دولياً في العراق وبلاد الأفغان وغيرهما من قتل وتدمير وتشريد للمسلمين؟
قال الكاتب: «ومشكلة الصحافة لدينا ليست مقتصرة على مشكلة وجود الخطوط الحمر، بل في الانتقادات التي تردد في التيارات الأخرى، كالمتشددين والمتطرفين، هؤلاء أكثر الناس نشاطاً في إرسال البرقيات للمسؤولين».
وأقول: هكذا يريد الكاتب أن ما يُكتب في الصحف لا يقبل الانتقاد، كأنه تنزيل من حكيم حميد، وأن من بيّن الخطأ الذي يجري في بعض المقالات متشدد ومتطرف، وحتى البرقيات التي تُرفع للمسؤولين في ذلك يجب منعها، هكذا يريد أن يغلق المسؤولون أبوابهم فلا تصل إليهم ولا يسمعونها، فَمَن قبل الكاتب قال ذلك؟ وهو يدَّعي الحوار والتفكير المعتدل، حتى المسؤولين يريد أن يحرم الناس من الوصول إليهم بشكاواهم، وكأنه يقول للصحافيين اعملوا ما شئتم من دون حسيب ولا رقيب، ويقول للمسؤولين لا تسمعوا لكلمة الحق والنصيحة.
ختاماً، أسأل الله أن يوفق الجميع لمعرفة الحق والعمل به، ومعرفة الباطل واجتنابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*عضو هيئة كبار العلماء.
http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/06-2007/Article-20070608-0cdfc2fd-c0a8-10ed-01b1-69963ad89a02/story.html
ـ[سالم القرني]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 05:41]ـ
نصر الله شيخنا صالح الفوزان وأطال عمره في خير
هكذا يجب أن يكون العلماء والدعاة يردون على هؤلاء أهل الجاهلية الأولى ويكبتونهم فردود الشيخ عليهم ومتابعته للجرائد مما يجعلهم يعيشون في نكد فيضيقون ذرعا بهذه الصواعق المرسلة عليهم. وجزاك الله أخي الكريم على نقلك لهذا الخبر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:43]ـ
الأخ المكرّم / سالم القَرني ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا وبارك فيكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيك صاحب الفوائد وحامل المسك .. وفي الشيخ الموفق.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:03]ـ
الشَّيْخ الحَبيب / سُلَيْمَان بن صَالِح الخراشِيّ:
أشكر لكم حسن ظنكم بي.
بارك اللَّهُ فيكم،ورفع قدركم.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 03:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هذا الرجل معروف حاله نسأل الله أن يهديه أو أن يخرس لسانه ويكسر قلمه ويفضح أمره وإنه لشر وبلاء أن يعتلي هؤلاء منابر المسلمين وتفرد لهم المساحات فإلى الله المشتكى وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم الذي قال (يأتي على الناس سنون خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق الرويبضة)
قيل وماالرويبضة يارسول الله: قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 03:32]ـ
وبارك الله في شيخنا الفوزان وسدد قلمه وكثر من أمثاله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 06:24]ـ
الحقيقة الشيخ الفوزان حفظه الله يعد جبلا راسيا أمام رياح التغريب والنسلاخ من الدين .... حفظه الله وبارك في عمره وذريته وعمله وعلمه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:44]ـ
الأخ المكرّم / الجبل الشامخ:
شكر اللَّه لكم،ورفع قدركم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:44]ـ
الموقر العزيز / مُحمَّد العبادي:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 06:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله في شيخنا العلامةالفوزان ونفعنا واخواننا المسلمين بعلمه وكثر من أمثاله(/)
معنى تفضيل جنس الرجال على جنس النساء .. (حوار مع د عزيزة المانع)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الناس يعتقد أن المقصود بمقولة: (الرجل أفضل من المرأة) هو أن الله يحب الرجال دون النساء؛ أو أن كل رجل سيُدخله الله الجنة نظراً لرجولته، مثلاً. فلذا تجد هذا (البعض) عندما يسمع منك تفضيل الرجل على المرأة يبادرك بقوله: معنى هذا أنك أفضل من مريم أو عائشة أو خديجة -رضي الله عنهن-، أو يقول: معنى هذا أن الرجل الكافر أفضل من المرأة المؤمنة. فيحصل من هذا خلط وبلبلة في هذه المسألة، لأنه لم يفهم المراد بالتفضيل، ولو فهم المراد لهدأت نفسه، وسكنت ثائرته، ورضي بما قسم الله لكل من الجنسين.
وتوضيح هذا يكمن في أن يُقال: هذا التفضيل للرجل على المرأة لا يتعدى هذه القسمة:
1 - أن يكون تفضيلهم بأن يدخلهم الله الجنة دون النساء، وهذا باطل –كما سبق- لأننا نرى أن النار يدخلها فئام من الرجال، بل إن القرآن خص رجالاً بدخول النار بأعيانهم؛ كفرعون وأبي لهب وغيرهما.
2 - أو أن يكون التفضيل بأن الله يحب الرجال دون النساء، وهذا لا دليل عليه؛ لأن النصوص الشرعية تدل على أن الله يحب (المتقين) (المحسنين) (التوابين) (المتطهرين) (الصابرين) (المتوكلين) المقسطين) .. ، وكل هذا يعم النساء كما يعم الرجال بلا فرق.
3 - أن يُراد بالتفضيل أن الله خص الرجال بصفات تختلف عن صفات النساء – لحكمة يريدها سيأتي بيانها- وهذه الصفات التي خصهم بها ترتب عليها تفضيلهم بأشياء أخرى أعطاهم إياها لم يُعطها النساء، كما أنه في مقابل ذلك كلفهم بأمور لم يُكلف النساء بها؛ كالجهاد والنفقة والصلاة في المسجد .. الخ
وهذه الصفات التي خص اللهُ الرجالَ بها، مثل: القوة البدنية، قوة التحمل، عدم الجزع – مقارنة بالنساء-، الجلد على تدبير الأمور، تمام العقل وعدم ضعفه عند تزاحم الوارد عليه. وقد ترتب على هذه الصفات - كما سبق - أن خصهم الله بأشياء لم يعطها النساء؛ مثل: أن تكون النبوة فيهم، القوامة على النساء. التضعيف في الميراث؛ الإمامة العظمى ومنصب القضاء الذي يستدعي تدبير الأمور والبروز للناس، أن أمر الطلاق بيده لابيد المرأة. أن تكون شهادته تعدل شهادة امرأتين.
وهذا التفضيل من الله للرجال على النساء لا يستلزم دخولهم الجنة أو قربهم منه تعالى؛ لأن أمور الآخرة لا دخل لها بهذه الخصائص التي خصَّ بها الرجال لتستقيم حياة البشر في الدنيا، وإنما أمر الآخرة مرتبط بالإيمان والعمل الصالح. فمن كان مؤمناً عاملاً الصالحات فهو الأقرب عند الله – تعالى- كما قال سبحانه: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " لا (رجالكم).
فأيما امرأة آمنت بربها وعملت من الصالحات فهي في منزلة من آمن وعمل الصالحات من الرجال، ولا فضل له عليها في الآخرة لأجل رجولته؛ لأن أمر (الرجولة) انتهى مع نهاية الدنيا. قال تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " فالحياة الطيبة للمؤمنين من الجنسين. والفلاح في الآخرة للمؤمنين من الجنسين.
وللتوضيح أكثر:
إن تفضيل الرجال على النساء هو كغيره من الأفضال الأخرى من الله، مثال ذلك: (المال) هو من فضل الله على الإنسان، فمن أعطاه الله مالاً فضّله على غيره - حتى الرجال - بخصيصة لا توجد عند غيره كما قال تعالى: " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق "، ولكن هذا الفضل (وهو المال) لا يقرِّب الإنسان من الله زلفى إذا لم يؤمن ويعمل الصالحات، بل قد يكون هذا الفضل من الله إذا لم يقارنه الإيمان والعمل الصالح سبباً من أسباب عذاب هذا الإنسان في الدنيا والآخرة. وقد قال تعالى: " وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى".
ومثل المال: الصحة: هي فضل من الله، وهكذا كل أمر مباح يحبه الناس ويتنافسون في تحصيله، هو من فضل الله، لكنه لا يُقرب صاحبه إلى الله زُلفى ما لم يُقرن بإيمان وعمل صالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا أمر (الرجل) مع (المرأة)، فالرجولة فضل من الله على الإنسان في الدنيا، نظراً لما يترتب عليها من صفات - سبق بيانها - ولكن هذه (الرجولة) لا تكفي عند الله لنيل مرضاته ودخول جنّاته؛ لأن أمر الآخرة مختلف عن الدنيا وما فيه من فضائل - كما سبق بيانه -.
بهذا التوضيح ينحل الإشكال الذي أورده ابن حزم وتابعته فيه الدكتوره عزيزة المانع، وهو إشكال قد يرد على ذهن القارئ؛ وهو أننا إذا قلنا بأن جنس الرجال أفضل من جنس النساء، نظراً لما سبق، فلا يُقال لنا كما قال ابن حزم: بأنكم بهذا تفضلون أنفسكم على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .. الخ. لأنه كما سبق: ليس معنى تفضيل الرجال على النساء أنهم أقرب عند الله، أو أنهم يدخلون الجنة قبل النساء، أو يختصون بمنازلها العالية دونهن .. كل هذا لا يقوله مسلم؛ لأن التفضيل ليس في هذه الأمور التي قد تتفوق فيها كثير من النساء على الرجال، وقد يخص تعالى بعضهن بالقرب والفضل العميم منه –كزوجاتهصلى الله عليه وسلم -. إنما التفضيل في الصفات الخاصة بطبيعة تكوين الرجل وصفاته التي تميّزه عن المرأة - كما مضى - وهو تفضيل منتهٍ بنهاية الدنيا، لا يمكن لأي إنسان تغييره مهما فعل؛ لأنه تابع للخلق والفطرة، وإرادة الله التي اقتضت وجود جنسين متمايزين في هذه الدنيا يسكن بعضهما إلى بعض، ويؤدي كل منهما دوره المحدد له.
إذا علمت النساء هذا فهن أمام أمرين:
الأمر الأول: أن لا يرضين به ويصررن على متابعة دعاة (مساواة) الرجل بالمرأة، وأنها كالرجل في جميع صفاته، مما يترتب عليه:
أ-أنهن ارتكبن بفعلهن هذا كبيرة من كبائر الذنوب، لعن الله عليها، وهو مساواتهن بين من فاوت الله بينهما في الصفات. وخالفن أخباره وأوامره بخصوص هذا الفرق بينهما، مما سيترتب عليه تعريض أنفسهن للعذاب.
ب-أنهن لن يغيرن في حقيقة الأمر شيئاً من هذا التفاضل بين الرجل والمرأة، لأنه شيء تابع لتكوين الرجل والمرأة ومناسب للفطرة ومتفق عليه بين العقلاء، مهما أتعبن أنفسهن وأجهدنها في سبيل تغيير هذا الأمر، فجهودهن ستضيع سدى، وسيكتشفن أنهن يجرين خلف السراب.
الأمر الثاني: أن يرضين بهذه الفوارق بينهن وبين الرجل، وأنها من إرادة الله – عز وجل- لحكمة بليغة، فهن لأجل هذا يرضين بذلك وتقرُّ أعينهن لعلمهن بأن الله عليم حكيم، وأنه تعالى رؤوف بالعباد ويجتهدن في الأعمال الصالحة التي تقرِّبُهن إلى الله وتوصلُهُنَّ إلى مرضاته وجنّاته؛ لعلمهن أن أمر الآخرة –كما سبق- لا دخل له بالرجولة أو الأنوثة، فلذا يُنافسن الرجال فيها بل يفقنهم.
أما أمر الدنيا فيرضين بما قسم الله لهن؛ ولا يحاولن الخروج عن إرادة الله الكونية بالتشبه بالرجال والدعوة إلى مساواة باطلة، ويعلمن أن هذه الدنيا عما قليل زائلة، ولا يبقى بعدها إلا حياة الخلود فلا يُضعنها جرياً وراء أفكار زائفة. وهذا الأمر الثاني هو الذي أرضاه لنساء أمتي العاقلات اللواتي يعلمن أين تكون مصلحتهن.
ماسبق
جزء من رسالة سميتها " معنى تفضيل الرجال على النساء " حاورتُ فيها الدكتورة عزيزة المانع - وفقها الله لما يُحب ويرضى -، يجدها القارئ على هذا الرابط: http://www.kabah.info/uploaders/Hoar.rar
- ويجد على هذا الرابط: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/48.htm
أن الإسلام دين العدل لا دين المساواة.
ويجد على هذا الرابط: http://alftawa.hawaaworld.com/view.php?viewid=1561&id=11&subid=48
معنى نقصان دين المرأة وعقلها. والله الموفق.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 12:08]ـ
بارك الله فيك
وماذا عن سهيله حماد
فقد ذكرتك في عدد الرساله الجمعه الماضي وردت عليك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 03:07]ـ
وبارك فيك ..
سهيلة هداها الله تقتات من كتابات أبوشقة وأمثاله .. وقد نكصت عن سابقتها الأولى في الخير - ثبتنا الله وإياها والمسلمين -.
وتجد التفصيل هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/27.htm
وهنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/19.htm
وفقك الله ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 04:58]ـ
أجزل اللّه لكم المثوبة ورفع قدركم يا شيخ سُليمان.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:29]ـ
قال سبحانه: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله} (النساء:32).
و لنتذكر أيضاً أن التفضيل ابتلاء و اختبار للفاضل و المفضول ... فالأول عليه أن يؤدي حق الله في هذه الأفضلية الدنيوية، و المفضول عليه أن يرضى بما قسم الله " الحكيم الخبير اللطيف "، و يسعى فيما ينفعه في دار الخلد و البقاء ..
قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} (الأنبياء:35).
قال سبحانه " ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ".
هذا و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 09:50]ـ
أحسنت أحسن الله إليك، فقد أفدت مما ذكرته وأصلته.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 11:33]ـ
اخي سليمان
لما لا تنشر ردودك في الصجف
وفي الرساله خاصه
حيث سهيله تتربع هناك
ولى سؤال هل تعتقد ان هناك اتفاق بين بعض الكتاب في المنهج
تحت منطمه وحده لاني اجدهم يرددون اشياء واحده
وبنفس الاسلوب
وسؤالى ايضا عن ليلى الاحداب ووصايتها على الفتاة السعوديه والمجتمع السعودي
لما تتكلم ليلى بكل ثقه ولا رقيب عليها
وسؤالى ايضا رعاك الله عن اسباب تغير سهيله
والله يحفظكم(/)
يبدأ تطبيقها بداية من 2015 الأمم المتحدة تجبر العالم الإسلامي على الحرية الجنسية
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 03:21]ـ
تاريخ المقال 20/ 03/2007
بعلم الدول الإسلامية، وربما من دون علمها، أفرز اجتماع لجنة المرأة بالأمم المتحدة إتفاقية تدعو إلى إلغاء القوانين وتغيير الثقافات والقيم الدينية الموصوفة بالقوانين التمييزية، وتمّ تحديد عام 2015 كآخر أجل لإطلاق الحرية الجنسية للمرأة في الدول العربية والإسلامية، وجاءت الموافقة على الإتفاقية بالإجماع خلال الدورة الواحدة والخمسين، التي انتظمت مؤخرا بالأمم المتحدة والهدف منها ـ حسب الإتفاقية ـ هو القضاء على التمييز والعنف ضد الإناث.
وأشارت الوثيقة إلى أن كل بنات المعمورة بعد ثمان سنوات سيكنّ على موعد مع الحرية الجنسية الكاملة للمرأة، خاصة في الدول الإسلامية. المسودة التي ستصبح قانونا تعاقب الدول التي تخالفه يحمل أفكارا غربية أكثر تطرفا حتى مما هو موجود في دول أوربية مثل "لا للأمومة .. لا للحياة الزوجية"، كما تعتبر هذه المسودة العلاقة الزوجية الحالية الحاصلة في الدول العربية مجرّد إغتصاب يعاقب عليه القانون، وتفرض الوثيقة أيضا رفع قوامة الرجل على زوجته وأيضا رفع تسلط الأب على ابنته التي ستتحرر من "قيوده" بمجرّد أن تتأكد من بلوغها السن الذي يسمح لها بممارسة حياتها الجنسية. وتجبر الأمم المتحدة من خلال هذه القوانين الدول العربية على تقديم ثقافة جنسية كاملة للفتاة في المدرسة وتدريبها على كيفية الممارسة "الحقة" وليس ما أسمته "باغتصاب الزواج" مع استخدام وسائل منع الحمل "أمان الجنس" بحرية تامة وفي الوقت الذي تريد، حتى لا تتعقد وتقضي عمرها أمام هاجس يدعى "اللذة".
ولأن الدول الإسلامية عموما، غير مهتمة بما يحاك ضدها في السنوات القليلة القادمة، فإن تحركها مؤجل كما كان مؤجلا عندما طالبت أمريكا وليس الأمم المتحدة بتغيير البرامج الدراسية وإلغاء آيات قرآنية من التداول التعليمي وتمّ تطبيق ذلك في معظم الدول، ولحدّ الآن لم تتحرّك سوى اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل عبر ندوة صحفية لم يسمع عنها إلا القليلون. وتكمن خطورة وجدية هذه الوثيقة كونها صدرت من الأمم المتحدة التي ترعى عددا من البرامج في كل الدول العربية والإسلامية، وكونها أيضا أعطت متسعا لمختلف المجتمعات لتهيء نفسها لهذا الموعد عبر مراحل تبدأ في الموسم الدراسي القادم بإدخال برامج تعليمية عن الجنس في حصّة العلوم وتنتقل في كل سنة لكسر مزيد من الطابوهات، فيسهل عليها تفجير الحرية الجنسية بشكل مباشر خلال 2015 ..
ثم أن المشروع "الجنسي" المنبثق عن لجنة المرأة بالأمم المتحدة لم يجد أي معارضة أو "فيتو" من كل دول العالم العربي والإسلامي، مما يعني موافقتها عليه، والصمت في الأمم المتحدة بالخصوص هو علامة رضا، ورفض القانون في الموعد المحدد "2015" هو إخلال بالقوانين الدولية قد يعرّض صاحبه إلى عقوبات ثقافية واقتصادية في انتظار العسكرية.
ب. عيسى
المصدر: جريدة الشروق الجزائرية
بدون تعليق!(/)
الطريق إلى تحرير المرأة .. !!
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 12:13]ـ
كتبت من قبل وما زلت أصرخ "أين من يعتبر بمن قبله؟!! "، كأنك تحدث صماً لا يسمعون، أو مخابيل لا يعقلون. لا أعلم حقيقة ما هي اللغة التي يمكن أن نوصل بها المعلومة أو ندخل بها الفكرة إلى تلك الأدمغة المنتهية صلاحيتها. إنها لكارثة كبرى وفاجعة عظمى أن يمتلك زمام الأمور في الواجهة الإعلامية من لا يقرأ فضلاً عن أن يفكر ليكتب أو حتى يتنبأ. الحديث يدور حول المرأة وسيظل، حتى تخرس تلك الألسنة الموحلة، وتدفن تلك الأقلام القذرة، بل حتى يعود حق المرأة المسلوب حقيقةً. أما الباطل الذي يطبل له أذناب الغرب وعملاؤه فسيذهب جفاء، فتلك أقلامٌ أبت إلا أن تأتي على جسدها المحفوظ فتنهشه حتى إذا انتهت منه، ولت وتركته خاوياً وكأن لم يكن أصحاب تلك الكلمات بالأمس هم الداعين إلى ذلك الجسد، ووُجِدت المسكينة حزينة نادمة أن قد ولى شرفها، وذهبت عفتها، وانتهى جمالها، وانطفأت أنوثتها.
هذا ليس نسجاً من خيال، ولا همهمات مشعوذ أو دجال، بل هو واقع مرير، ونتاجٌ لازم حتمي، لكل من سولت لها نفسها أن تسلم فكرها وعقلها لكل كذاب أشر، لا يعرف من الدنيا إلا شهوته ونشوته، مناع للخير، مفتاح لكل ذي شر. وإن لكل ما ذكرتُ دليل وبرهان، يعري أصحاب العاهات المستديمة فكرياً، والغير سوية قلباً وقالباً ..
إذا قلتُ أن أصحاب تلك الواجهة الإعلامية العفنة لا تقرأ فقد عنيت ذلك، وإلا فأي حمار -أعز الله الحمار عن أمثالهم- يقرأ كتب عقلاء الغرب وسادة محلليها الاجتماعيين وهم يصرخون، يبكون، وينتحبون على مجتمعهم الضائع ومستقبله المجهول ثم لا يتعض، بل من ضحالة الفكر، وتأجج نيران الشهوة يريد أمته التي هي براء منه أن تسقط كما سقطت أممٌ من قبل وكما سقط هو معهم من حيث شعر وأراد، فإنه كان سماعا للفتنة ناقلا لها، مستلهما ذلك من الشيطان نفسه دون وسيط، وأي وسيط بينهما وقد غداً منافساً له، ومهيمناً عليه أحياناً أخرى ..
إذا كان الغرب قد أبتلي بالشواذ فكرياً وجنسياً وعباد الشهوات، فإن محال إقامتهم معلومة ومتفق عليها في عرفهم وهي عندهم الحانات ودور الدعارة والملاهي الليلية والشوارع وذلك لمن قل ماله أو كثر. لكنك لا تجد أمثال هؤلاء يتصدرون للكتابة في الصحف المرموقة أو غير المرموقة، ولا يتجرؤون على التنظير لمجتمعاتهم، أدباً وحياءً رغم قلته عندهم وانعدامه عند أصحابنا ..
لذا فإن علينا أن نتوقع أن أولئك الشرذمة سيطالبون بأي شيء وأي شيء تعني أن نفتح خيالاتنا إلى كل ما لا يخطر ببال، فإن الخنزير قد بال على أسمعاهم وأبصارهم وغشي قلوبهم ما كانوا إليه يسعون ويطمحون .. فزاد الران جزاءً على ما كانوا يكسبون ..
تلك كانت مقدمة لفصول قادمة تبرز حقوق المرأة الضائعة بحق، وتوضح بجلاء كيف أنها غُيبت بقصد دون أدنى حسن نية من قومٍ ليس بيننا وبينهم ميثاق ..(/)
هل الخطب السياسية مخالفة للهدي النبوي؟
ـ[أبو يزيد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 01:57]ـ
سؤال بسيط للأخوة الفضلاء:
هل الخطب السياسية مخالفة للهدي النبوي؟
أتمنى إرشادي فلدي بحث حول الخطب السياسية
وشكرا لتواضعكم الكريم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 09:36]ـ
يجب تحرير مصطلح الخطب السياسية قبلاً، وأظنك تقصد بالسياسة ما تعارف عليه الناس في زماننا، لا السياسة بالمعنى الاصطلاحي.
فهل المقصود بالخطب السياسية الحديث عن أحوال العالم الإسلامي، وما يواجهه من غزوات عسكرية وفكرية، وكشف خطط الأعداء والدعوة إلى التصدي لهذه الهجمة والوقوف في وجهها، وكذلك الحديث عما يحل ببعض البلاد من نكبات الحروب والقتل والنزاعات الداخلية بسبب بعدهم عن دين الله أو كفرهم وعنادهم وشقاقهم، فإن كان هذا المقصود فهو من أوجب ما يجب على أهل العلم بيانه وكشفه للناس، وهو من الجهاد بالكلمة.
وإن كان المقصود بالسياسة تقديم التحليلات والرؤى السياسية العامة، كالحديث عن عموم الدول، أو أنواع المعسكرات الموجودة في العالم، ونحو ذلك، فالذي أراه أن هذا غير لائق في خطبة الجمعة، ويمنع منه الخطيب، لأن المقصود من الخطبة التذكير والنصح والإرشاد، وهذا منتف في حق من جعل منبره مكانا عريضاً للممارسة المعرفة السياسية التي لا تفيد.
وهذا النوع الثاني لا أظن له وجوداً إلا نادراً جداً، وغالب الخطباء يتكلمون عن النوع الأول.
والله تعالى أعلم.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 01:50]ـ
بارك الله فيكم ..
النوع الأول الذي ذكرته أخي أبا حَمّاد المشكلة فيه أنه ليس كل الخطباء يُجيده ..
بل إن العامة يخرجون من الجمعة مشحونين دون توجيهٍ لما هو الواجب عليهم وما هو دورهم أمام هذا النوع من القضايا ..
ـ[أبو ريان]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 02:09]ـ
أخي الكريم أنا لست مفتياً لكن برأيي أن هذا يرجع لمضمون الخطبة و عنوانها ...
فإن كان في ذلك دعوة من الخطيب لناس في المشاركة في العمليات الديمقراطية الشركية التي تكون في بعض البلدان فهذه محرمة و لا شك.
و إن كانت لبيان حال المسلمين و كشف زيف الملبسين فهذه لاشك أنها من الأهمية بمكان كتوعية المسلمين بما يحصل لإخواننا المسلمين في العراق و أفغانستان و الشيشان و الصومال و فلسطين و غيرها.
فالمصلح يحتاج إلى تحرير ... فكثير من الليبراليين و بعض المخذلين يجعلون الثاني من جنس الأول أنه إستغلال للمنابر لحسابات سياسية!
و الله أعلم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 04:10]ـ
بارك الله فيكم ..
النوع الأول الذي ذكرته أخي أبا حَمّاد المشكلة فيه أنه ليس كل الخطباء يُجيده ..
بل إن العامة يخرجون من الجمعة مشحونين دون توجيهٍ لما هو الواجب عليهم وما هو دورهم أمام هذا النوع من القضايا ..
أحسنت أخي حسان بارك الله فيك في تقييدك لمجمل كلامي، وأظن أن مثل طريقة الشيخ صالح بن حميد في معالجة هذه القضايا نافعة وجيّدة، فله أسلوب عذب، وطريقة أخّاذة، فضلا عن ترو وحكمة وتؤدة.
لا جرم أن الحماسة المفرطة غير جيدة، كما أن اعتياد الخطابة بمواعيظ الوعظ دون غيرها يؤدي إلى تفويت الكثير من القضايا المهمة دون التعريج عليها بالنصح والبيان والكشف.(/)
بيان حول قبر أبي لؤلؤة المجوسي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 02:59]ـ
بيان حول قبر أبو لؤلؤة المجوسي
جمال سلطان: بتاريخ 12 - 6 - 2007
تفضل الدكتور محمد سليم العوا بأن أرسل لي خطابا ومرفقا به بيان من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتعلق بقضية مزار أبو لؤلؤة المجوسي المجرم الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أقيم المزار في إيران برعاية واحتفاء رسمي كولي من أولياء الله الصالحين!!، أما الخطاب فهو مرسل إلى الدكتور العوا من آية الله محمد علي التسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب، يفيد بأن جهوده نجحت في منع هذه الفتنة وأن السلطات اتخذت الإجراءات المناسبة، وأما البيان فهو ثناء على جهود التسخيري ودعوة إلى وأد الفتنة، في البداية أذكر الدكتور العوا بأن التسخيري كان قد كذبنا قبل ذلك بأن نفى وجود هذا المزار من أصله واعتبره دعاية طائفية، عندما علقت هنا على مؤتمر الدوحة، ثم عاد الآن بعد دهر لكي يعترف بالحقيقة ويقول بأن جهوده ضد المزار والاحتفال به أثمرت، ولكنه لم يعتذر عن تكذيبه لنا، لكن ما ساءني في بيان اتحاد العلماء الذي أصدره الدكتور العوا أنه ما زال يتحدث بلغة "المزار المزعوم"، وكأنه ما زال يكذبنا في ما اعترف به الإيرانيون أنفسهم، فقد تحدث البيان عن زيارة وفد الاتحاد إلى إيران وقال: (وقد عُني هذا الوفد عناية خاصة بما كانت قد نشرته بعض المواقع على الشبكة الدولية للمعلومات عن وجود مشهد مزعوم لأبي لؤلؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه)، فما معنى "مشهد مزعوم"، وفيما الخلاف إذن طالما أنه "مزعوم" وعن أي شيئ يتحدث التسخيري إذا كان الأمر "مزعوم"، أعتقد أن النزعة إلى التهوين من "الجريمة" تحت ضغط أشواق التقريب تجعلنا أحيانا نعاند الحقيقة أو نهرب منها وهي تطاردنا، غير أني عندما قرأت رسالة التسخيري لم أجد فيها أبدا ما يشير إلى أن "معالم الجريمة" قد زالت، وإنما تحدث الرجل بذكاء من يحسن "تطييب الخواطر" عن التضييق على المحتفلين بالمزار أو نحو ذلك متمنيا أن يزال هذا المشهد الإجرامي، بمعنى أنه ما زال باقيا ولم يزيلوه، ونص التسخيري الحرفي يقول: (أود إعلامكم بأن جهودنا أثمرت والحمد لله بإغلاق باب من أبواب الفتنة فقد رؤي أن قبرا لأحد الدراويش القدامى حوله بعض العوام إلى قبر للمجوسي أبي لؤلؤة وراحوا يحيطونه بشيئ من العناية ولكن المسؤولين هنا أغلقوا الطريق عليهم ومنعوا من تحقق مآربهم وأرجو أن يمحى تماما من الوجود)، انتهى النص، وهو يعني أن المشهد ما زال قائما، وأن إزالة المشهد ما زالت أمنية يرجوها التسخيري، وأن هناك إجراءات ضيقت على المحتفلين، وهو كلام غامض ومصاغ بحرفية المراوغين الذين لا تستطيع أن تمسك بمعنى محدد من نص كلامهم، وأنا مندهش، هل شخصية أبو لؤلؤة وهو مجوسي عابد للنار قبل أن يكون قاتلا، تملك كل هذا الخطر والحضور والشعبية لدرجة أن يصعب على الحكومة الإيرانية إزالة مزاره ومشهده، أمر يحير، كما أن رسالة التسخيري مؤرخة بيوم 2 يونيو الحالي، أي أنها جاءت بعد خمسة أشهر كاملة من زيارة وفد اتحاد علماء المسلمين لإيران، فهل احتاج الأمر إلى خمسة أشهر من أجل "التضييق" على زوار المشهد، إضافة إلى أن بيان اتحاد العلماء جاء مخيبا للآمال، لأنه أفاد بأن الوفد الذي زار إيران التقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين يستوضحونهم، في حين أنه كان أسهل وأبسط وأجدى وأنفع وألزم للحجة وأقوم للشهادة أن يطلب الوفد زيارة المشهد نفسه والاطلاع على ما فيه، بدلا من "البحبحة" في فنادق طهران وتبادل التحيات والمشروبات مع السادة المسؤولين، وكأن المسألة جبر خواطر ورفع للعتب، على كل حال، أعتبر أن رسالة التسخيري تمثل اعتذارا ضمنيا لصحيفة المصريون ولصاحب هذه السطور عن التكذيب السابق، ونرجو، كما يرجو التسخيري، أن يتم إزالة هذا المشهد الإجرامي من الوجود.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35519&Page=1&Part=8
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 03:59]ـ
... اعترف به الإيرانيون أنفسهم، .... ، أعتقد أن النزعة إلى التهوين من "الجريمة" تحت ضغط أشواق التقريب تجعلنا أحيانا نعاند الحقيقة أو نهرب منها وهي تطاردنا، غير أني عندما قرأت رسالة التسخيري لم أجد فيها أبدا ما يشير إلى أن "معالم الجريمة" قد زالت، وإنما تحدث الرجل بذكاء من يحسن "تطييب الخواطر" عن التضييق على المحتفلين بالمزار أو نحو ذلك متمنيا أن يزال هذا المشهد الإجرامي، بمعنى أنه ما زال باقيا ولم يزيلوه، ..... ==
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
قبر أبي لؤلؤة المجوسي عليه من الله ما يستحق يعبد من دون الله في إيران واسم الوثن -المشهد كما يسمونه- (بابا شجاع الدين).
وأغلب الرافضة الأنجاس يدعون الله له، بل ويدعون الله أن يحشرهم معه -اللهم امين- لأنه في معتقدهم الفاسد قاتل صنم قريش -يقصدون به عمر رضي الله عنه. لعنهم الله- فهم بفرحون ويقيمون الأعياد والولائم عند هذا الوثن وتدفع القربات له من دون الله فلا حول ولا قوة الا بالله، ولعلي بإذن الله تعالى أعود لأوريكم صور لهذا الوثن الذي يعبد من دون الله، وما يفعله الرافضة عند هذا الوثن من أمور تخرجهم من دين الله تعالى، والله أعلم وأحكم، وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. والله يحفظكم ويرعاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 01:33]ـ
جزاكم الله خير الجزاء مشرفنا الحبيب
ولعلي بإذن الله تعالى أعود لأوريكم صور لهذا الوثن الذي يعبد من دون الله، وما يفعله الرافضة عند هذا الوثن من أمور تخرجهم من دين الله تعالى
في انتظاركم بارك الله فيكم لننتفع بما تذكرونه إن شاء الله.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سالم القرني]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 05:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هؤلاء أصحاب التقريب بين المذاهب لن يقتنعوا بأن الروافض لن يتنازلوا عن هذه الأمور الكفرية حتى يأتون الروافض إليهم ويقتلعون عيونهم إن شاء الله ويحرقون أبناءهم ثم بعد ذلك يعلمون حقيقة الروافض.
والسؤال المحير. كيف يريد من يدعي أنه يتكلم بلسان أهل السنة أن يترك الروافض هذه الأمور ألا يعلمون أن هذه الأمور من عقائد الروافض! لو ترك الروافض عقيدتهم هذه الباطلة لأصبحوا من أهل السنة.وهذه الأمور يحلم بها (العوا) وأمثاله ممن يدندنون على مسألة التقريب.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:11]ـ
وشبيه بكلامك أخي طلب بعضهم الاعتذار من بنديكت بابا النصارى مع أنه من المعلوم أن عصمة البابا من ضمن عقائد النصارى والاعتذار ينافي عصمة البابا لأنه إقرار منه بالخطأ.
فالذين يطالبونه بالاعتذار إنما يطالبونه بالتخلي عن عقيدته وعقيدة قومه وهذا من الخيال أن يحدث بهذه الأريحية من الرجل لصالح عيون المطالبين
أعجبتني جدا كلمة الكاتب في المقال أعلاه عندما قال:
أعتقد أن النزعة إلى التهوين من "الجريمة" تحت ضغط أشواق التقريب تجعلنا أحيانا نعاند الحقيقة أو نهرب منها وهي تطاردنا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:15]ـ
مراوغات "التسخيري"!
المصريون: بتاريخ 27 - 1 - 2007
جمال سلطان
كان الحوار الذي أجراه الزميل فراج إسماعيل في موقع قناة العربية مع المرجع الديني الشيعي الكبير آية الله محمد علي تسخيري، نموذجا للخداع وتضليل الرأي العام والهروب من استحقاقات الأمانة العلمية والأمانة الواقعية أيضا، لقد تمت مواجهة الرجل بالكلام الصريح والواقع الذي يعرفه الكافة، فمرة يدعي أنه سمع به ولكن لم يتحقق منه، رغم أنه يقترب من الثمانين من عمره، ومرة يدعي أنه لم يسمع كلام صاحبه رغم أنه كان رئيس الجلسة التي تحدث فيها، وغير ذلك من مراوغات تكشف عن "العبث" الذي يتم من خلال اللجان المزعومة للتقريب المذهبي، وهو ما يؤكد على أن هذا المطلب النبيل تم توسيده إلى غير أهله، ولا يصح أبدا أن تمنح قيادة مثل هذا العمل الأهلي والديني لشخصيات متواطئة مع النظام الإيراني، أو تعمل في خدمته ظاهرا وباطنا، كما هو حال التسخيري، عندما سأله عن مزار أبو لؤلؤة المجوسي في كاشان قال:إنه مجرد مكان وهمي ليس له اعتبار ولا يزوره أحد، أما أنه وهمي فهو تحصيل حاصل لأن هذا المجرم دفن في المدينة بعد جريمته النكراء باغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولكن المصيبة كلها في هذه "الرمزية" أن تقيم له الحكومة الإيرانية مقاما في أراضيها ليكون مزارا دينيا تكريما له وتعظيما، هذه دلالة إجرامية لا يمكن أن تغفل عنها عين ناصح ولا ضمير إنسان، وبالتالي عندما يهون من شأنه التسخيري فإنه "يضلل" الناس ويروغ من مواجهة الفضيحة ويدافع عنها بطريقة أخرى، ولذلك عندما طلب منه فراج إسماعيل أن يحدد موقفه من إزالة هذا المزار كمطلب، هرب من الإجابة وقال: أنا غير متأكد، مكتفيا بأنه لم يره شخصيا، ويتم حاليا التحقق منه لاقتلاع الفتنة من جذورها، ومشيرا إلى أنه ليس مبنى "فخما أو مهما" بالدرجة التي يجري الترويج لها، وطبعا سيموت تسخيري قبل أن يتحقق، رغم أنه يمكنه خلال ساعتين فقط أن يتحقق، هذا بافتراض أنه قضى أكثر من سبعين عاما في إيران ولم يعرف بمزار أبو لؤلؤة، فقط أنا وأمثالي في القاهرة نعرف ذلك ويعرفه الملايين في كل مكان من العالم وصور احتفالاته متوفرة على مواقع الانترنت الشيعية ومكتوب معها "مزار الصحابي الجليل أبو لؤلؤة رضي الله عنه"!!، ثم يوغل التسخيري في التضليل عندما يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يهتم بهذا المزار أو المشهد إلا بعض المتطرفين في ثقافتهم، ونحن غير مسؤولين عنه ولا نرى أحدا في إيران يهتم به، ومع الأسف يثيره أعداء "الثورة الإسلامية" ومثيرو الفرقة بين التشيع والتسنن، قضية سخيفة لا قيمة لها، مرة أخرى يحدثنا عن أعداء الثورة الإسلامية، ولكنه لم يتوقف لحظة ليسأل نفسه أو يجيبنا، لماذا لم تقم الثورة الإسلامية بإزالة هذا العار الإجرامي، بل حمته ورعته ويسرت الزيارة إليه وتدافع عنه حتى اليوم، هل هذا المزار أقامه مجموعة من قطاع الطرق ويدافع عنه الأمريكان والصهاينة لمنع الثورة الإسلامية من إزالته، ما هذا التهريج، وعندما سئل عن رأيه في اعترافات صديقه الدكتور محمد علي آذر شب الأستاذ في جامعة طهران عندما رفض طلب إزالة مقام أبي لؤلؤة واعتبر أنه يعبر عن تيار ديني في إيران وليس من حق دعاة التقريب أن يطالبوا بإزالته ادعى تسخيري أنه لم يسمع منه هذا الكلام، رغم أنه كان رئيس الجلسة التي قيل فيها هذا الكلام، ونقلته فضائية الجزيرة على الهواء ونشره موقعها بالنص الكامل وهو متاح لمن أراد، ثم أضاف التسخيري قوله: ولكني أوصي بعدم الاهتمام بهذا الموضوع إطلاقا فهو شيئ سخيف جدا"، طبعا والأسخف أن يكون في رعاية وحماية ودعم الثورة الإسلامية في إيران، أليس كذلك، هو بطبيعة الحال يعرف أن هذا عار يلحقهم جميعا ويفضحهم أمام الرأي العام الإسلامي في العالم كله، ولذلك يتمنى أن لا يتحدث أحد عنه ولا يذكره، ويؤلمه جدا أن يذكره أحد به ويذكر الناس به، ولذلك يزيد ويعيد على أنه "سخيف" ولا داعي للحديث عنه، ثم عندما سئل عن عمليات التشييع ونشر الكتب الداعية للتشيع ودعم الدعاة للتشيع في العواصم السنية، أبدى استغرابه ـ حسب ادعائه ـ من كلام الشيخ القرضاوي في هذا الشأن، ولكن تأملوا كلماته، قال تسخيري: أنا أؤمن بأنه يجب وقف أي تبشير أو استغلال لهذه المسألة، لكني أؤمن أيضا بأننا لا نستطيع أن نحجر على الإنسان أن يبين رأيه أو أن يستدل عليه. هذا أمر ليس بيد أحد ويخالف حقوق الإنسان والحقوق التي منحها له الإسلام"، أي أنه يخدع سامعه بما يوحي أنه أعطاه باليمين ثم يسلبه باليسار، ليخرج من "الورطة" كما الشعرة من العجين كما يقولون، يعني أنه في المحصلة يؤيد نشر التشيع في العالم السني ويعتبر أن هذا من حقوق الإنسان، ثم يزعم أنه شخصيا وحكومته لا تدعم ذلك، مع أن الصور والتسجيلات تفقأ عين المخادعين جميعا، للاحتفال الإيراني برموز الدعوة إلى التشيع وسب السنة والصحابة من شخصيات مصرية وسودانية وتونسية وغيرها، وتقديمهم على المنابر في قم وطهران وغيرها، ... هذه هي "طينة" الشخصيات الإيرانية التي أوجعوا رؤوسنا بحديثهم عن التقريب بين المذاهب.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=29682
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:17]ـ
القرضاوي والتسخيري .. اللعبة انتهت!
المصريون: بتاريخ 22 - 1 - 2007
جمال سلطان
شهدت العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام مؤتمرا إسلاميا للحوار بين المذاهب الإسلامية، فاجأ الشيخ يوسف القرضاوي الحضور في مفتتح اللقاء بانتقاده الحاد لسياسية "التشييع" التي تنتهجها إيران في المجتمعات الإسلامية السنية، وقال موجها كلامه إلى آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران: «لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر». وتساءل: «ماذا ينفعكم أن تدخلوا بلداً سنياً مثل مصر أو السودان أو المغرب أو الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية ... وأن تحاولوا أن تكسبوا أفرادا للمذهب الشيعي؟ ... هل ستكسبون 10 أو 20 أو 100 أو 200 لكن بعد ذلك تنجزون فتنة في البلد، وسيكرهكم الناس ويلعنونكم بعد ذلك»، كلام القرضاوي شديد المنطقية ومن رجل قضى سنوات طويلة من عمره ينافح عن التقارب المذهبي وهو مبرأ من أي شبهة غلو مذهبي أو كراهية للآخر، أيضا في نفس المؤتمر تحدث المفكر الإسلامي السوداني ووزير الأوقاف السابق الدكتور عصام البشير، وهو حاليا الأمين العام لمركز الوسطية، تناول الموقف نفسه وأثار موضوع توزيع كتب لمراجع شيعية في معرض الكتاب الأخير في السودان، وتساءل عن مغزى ذلك في بلد كل أهله من
(يُتْبَعُ)
(/)
السنة. ودعا مراجع الشيعة إلى اتخاذ إجراءات عملية لمنع الكتب التي تتناول الصحابة بالسباب والشتائم، ونبه إلى ضرورة صدور فتاوى منهم في هذا الشأن، هذا الكلام وما سبقه شديد الوضوح، فماذا قال الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لما يسمى بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران، دافع عن إيران بشدة وحذر بعاطفية تمثيلية من المؤامرات التي تقوم بها قوى الاستعمار العالمي والصهيونية من أجل التفريق بين المسلمين وبث روح الفرقة، وهذا كلام أقل ما يوصف به أنه مراوغة لا تليق برجل دين، وهروب من مواجهة الأسئلة الصريحة المباشرة، وهو كلام نعبر عنه في العامية المصرية الدارجة بأنه "كلام في الهجايص"، ما دخل إسرائيل في قيام الجمهورية الإيرانية بنشر كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب تهاجم الصحابة وتسب في أهل السنة ورموزهم وتاريخهم ودولهم وتدعو إلى التشيع الصريح، هل هناك أصابع صهيونية هي التي اخترقت ـ مثلا ـ المؤسسة الدينية الإيرانية وحركت "رجالها" هناك من أجل إنتاج هذه الكتب وشحنها إلى القاهرة وعرضها للبيع برخص التراب وأحيانا توزع مجانا على المسلمين السنة، وما دخل الصهاينة أو الأمريكان في احتضان إيران لشخصيات مصرية تشيعت وإمدادها بالمال والكتب والاستقبالات المبهرة في طهران وقم لكي تعود تنشر سمومها وأحقادها على كل ما ينتمي للسنة في الصحف المصرية وتتباهى المواقع الشيعية الإيرانية وهي تنشر صورهم في احتفالات قم وغيرها محتضنين رموز الشيعة الإيرانيين، ونفس الشيئ في السودان، البلد السني تاريخيا وبالكامل، لماذا تنشط الحكومة الإيرانية ومؤسساتها الدينية من أجل نشر التشيع بين شبابه، هل هذه الجهود هي التي تصنع الألفة بين المذاهب الإسلامية، وهل هذه النشاطات هي التي تعزز التضامن أم أنها هي التي تخدم مخططات أعداء الأمة من أجل تعزيز الفرقة، وهنا يصح أن نقول بأن النشاطات الإيرانية هي الظهير الداعم للمخططات الإسرائيلية لتفتيت المنطقة وبث روح العصبية المذهبية فيها وتهييج الخواطر، بدون أي معنى، ومن حقنا أن نكرر ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي: كم شخصا ستربحون لتشييعهم عشرة عشرون، ولكنكم ستكسبون عداوة الملايين وتبثون روح الكراهية بين جنبات الأمة وتخدمون بذلك مخططات الأعداء العابثة، إن معلوماتي المؤكدة تفيد بأن التسخيري الذي يقدم نفسه بأنه راعي الحوار بين المذاهب هو شخصيا المشرف على جهود التشييع في العالم السني، ولعل هذه المعلومات التي وصلت للشيخ القرضاوي هي التي استفزته مؤخرا عندما غضب في نقابة الصحفيين المصريين وفي جلساته الخاصة وفي مؤتمر الدوحة أخيرا، عندما وجد أن "التسخيري" وجماعته يخدعونه ويبتزون طيبته لأغراض دنيئة ويتخذون من كلماته التي تحض على السماحة مجرد غطاء لتمرير جهودهم السوداوية لتشييع شباب السنة في بلدان لا تعرف الفرق بين الشيعي والشيوعي فيثيرون اللغط والفتنة والقلق، ثم في النهاية يعطوننا الدروس عن أهمية الوحدة وخطورة مخططات الصهاينة والأمريكان والجن الأحمر.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=29458
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 05:45]ـ
وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=618428#post61 8428
ـ[سالم القرني]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 06:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت شتا العربي
جزاك الله خيرا
هل الشيخ القرضاوي الذي يبلغ من العمر أكثر من 75سنة لم يعلم إلا الآن!
لقد نبهه كثير من علماء السنة مرارا وتكرارا ولكنه كان يتهمهم بالشدد ويعتبر الشيعة أهل التقريب وكان يعلم أنه مذكور في كتبهم أن القرآن محرف ومع ذلك رأيته في مؤتمر يدافع عنهم ويقول بأن قرآنهم مثل قرآننا ولم يقولوا بأنه محرف وكان دائما يدافع عنهم وعلى فكرة هل تعلمين أنه ظهر في قناة إسمها دريم وكان قد أحضر الشريط لي شخص ولم أكن أصدق ذلك وظهوره هذا كان أمام مذيعة متبرجة ولا أقول سافرة عن وججها بل كاشفة شعرها وتلبس ملابس ضيقة وكأنه والله يجلس أمام ابنته! فماذا نريد بعد هذا أليس لنا عقول نعرف من نسمع؟
وأقسم بالله أني لاأريد الكلام على أحد وكم أتمنى أن يكون جميع العلماء محافظين
ولكني أردت التوضيح حتى يعرف الناس من أين يأخذون فتاواهم. وشكرا للجميع
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 09:14]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:00]ـ
=====
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2007, صباحاً 01:54]ـ
للرفع
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 09:28]ـ
كلام التسخيرى ذكرنى بكلام رئيس وزراء الدنمارك اثناء ازمة الرسوم الاولى ثم كلام سفير السويد فى السعوديه اثناء ازمة الرسوم الثانيه وسيتشابه مع كلام 0000 اثناء الازمة الثالثه والرابعه يبدو اننا طيبون اكثر من اللازم فقد لدغنا من الجحر عشرات المرات والى الله المشتكى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:33]ـ
الله المستعان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 10:50]ـ
كلام التسخيرى ذكرنى بكلام رئيس وزراء الدنمارك اثناء ازمة الرسوم الاولى ثم كلام سفير السويد فى السعوديه اثناء ازمة الرسوم الثانيه وسيتشابه مع كلام 0000 اثناء الازمة الثالثه والرابعه يبدو اننا طيبون اكثر من اللازم فقد لدغنا من الجحر عشرات المرات والى الله المشتكى
صدقتم بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 10:52]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[حنبلي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 11:55]ـ
الرافضة ينادونه بـ " بابا شجاع " قصداً منهم أنه أشجع من " علي ابن أبي طالب " الذي لم يستطع قتل عمر ابن الخطاب!
فقام الشجاع " أبو لؤلؤة " بقتله!
عليهم لعنة الله.
والله لم أجد أخبث من الروافض ومن الدين الرافضي!
وإني لأستغرب أشد الغرابة والله ممن يدعو للتقارب معهم!!!
ـ[حنبلي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 11:56]ـ
تعظيم الشيعة لقاتل عمر رضي الله عنه
http://www.fnoor.com/images/fn1180.jpg
http://www.fnoor.com/images/fn1927.jpg
القمّي الزنديق هو شيخ الطائفة عندهم!
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 05:01]ـ
من تناقضات يوسف القرضاوي
---------------
فاجأ الشيخ يوسف القرضاوي الحضور في مفتتح اللقاء بانتقاده الحاد لسياسية "التشييع" التي تنتهجها إيران في المجتمعات الإسلامية السنية، وقال موجها كلامه إلى آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران: «لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر».
--------------
اذا كان القرضاوي يرى التقريب بين السنة والشيعة وهو الموصوف بالاعتادل - فلماذا يغضب ان ينتقل السني الى (المذهب) الشيعي.!؟
تناقض غير مبرر
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 07:31]ـ
أريد أن أسأل - و أعترف بجهلي في هذا الموضوع - الإخوة الفضلاء:
أليس من الثابت أن أبا لؤلؤة المجوسي - لعنه الله تعالى - قتل في المدينة؟
فمتى تم نقل جثمانه إلى بلاد فارس (إيران)؟
أرجو البيان ...
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 10:16]ـ
هذا ثابت عندنا لكن هناك روايات شيعية تفيد بأنه هرب إلى قاشان ومات هناك، وهناك من يجعل هذا القبر مثل قبر الجندي المجهول يعني هو للتشريف بزعمهم
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:03]ـ
(لكن هناك روايات شيعية تفيد بأنه هرب إلى قاشان و مات هناك)
لا يؤخذ بها ...
بل الثابت أنه نحر نفسه في مسرح الجريمة ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 10:31]ـ
الله المستعان(/)
الإستصنام في نقد الإستصنام خواطر في نقد كتاب الأخطاء الستة للدكتور فريد الأنصاري
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 05:41]ـ
إن هذه السطور لا تعد انتصارا لحزب أو حمية لأشخاص بقدر ما هي دفاع عن منهاج معصوم واجب الإتباع كان الأولى بالمؤلف أن يقرره بأدلته ويرشد الدعاة إلى تصحيح خطئهم في هذا الموضوع الهام: المنهاج الصحيح لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه بدل أن ينهال عليهم بوابل من الهمز واللمز لا يهدي ضالا ولا يشجع مهديا.
وابل لا يفرق بين من كان صادرا عن أصول صحيحة ومن كان متمرغا في أوحال الحزبية بكل مساوئها.
الأصل الأصيل
إن مصادر التلقي وضوابط الإستنباط في ديننا الحنيف أوسع بكثير من أن تحصر في مذهب عالم واحد باصوله وفروعه إنها قرآن كريم وسنة شريفة وأصول وطريقة سلف صالح قال القرآن فيهم:"والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بغحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"
وقالت السنة فيهم:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ... " متفق عليه.
والواجب أن يأخذ أهل كل بلد من عرف بلدهم ما يتوافق مع ذلكم الاصل ويردون ما يتنافى معه عملا بقول إمامنا مالك رحمه الله:"ليس من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم".
وقوله:"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"
فالمذهب المالكي حقيقة لا يخرج عن ذلكم الواجب ولا يخالفه والمذهب المالكي اصطلاحا فيه الصواب والخطأ فيؤخذ منه ويترك وهذا امتثال لأمر مالك وعليه صار كبار المالكية كالعلامة اشهب بن عبد العزيز رحمه الله ومن ذلك أنه جلس يوما بمكة إلى ابن القاسم فسأله رجل عن مسألة فتكلم فيها عبد الرحمن فصعر له اشهب وجهه وقال: ليس هو كذلك ثم أخذ يفسرها ويحتج فيها فقال له ابن القاسم: الشيخ ـ أي مالك ـ يقوله عافاك الله فقال أشهب: ولو قاله ستين مرة فلم يراده ابن القاسم.
الخطأ الجلي والكيل بمكيالين
لقد وقع صاحي الأخطاء في خلل منهجي حين اعرض عن بيان الحقيقة المتقدمة ـ وإن أشار إليها في سياق مضاد ـ مع أن مخالفتها هي أعظم الأخطاء التي وقعت فيها الجماعات الدعوية المنتقدة.
أجل لقد انهال على كل العاملين في الحقل الدعوي على اختلاف مشاربهم ومناهجهم بوابل من النقد يتخلله غير قليل من عبارات اللمز والنبز والتنقيص ولم يسلم من هذا السيل الجارف سوى من يعمل تابعا لوزارة الأوقاف التي أخرجها من محيط نقده ومعاول نقضه وكأنها عرو من الأخطاء سالمة من المؤاخذات.
والعدل مأمور به في الحكم على الناس قال الله تعالى:"وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين".
وماذا لو رماه أحد بالتزلف لأرباب راتبه واستصنام مناهجهم في التدبير الديني كما رمى غيره بالتزلف لأصحاب البترو-دولار إلى درجة استصنام مذاهبهم.
ظلم وافتراء
ولقد وصل به الظلم والإجحاف إلى حد أن جعل الذين يدعون إلى تبني المنهج الحق في الفهم والعمل أشد الدعاة انحرافا وجعل عقاربهم أشد خضرة من عقارب غيرهم!
ومن ظلمه لهم زعمه أنهم لا يهتمون بمذهب الإمام مالك وأنهم استبدلوا به المذهب الحنبلي بل واستصنموا هذا الأخير! وبنى على ذلك دعوته لهم إلى إصلاح يستفيد من تراث المالكية المعروفين بالسير على خطى الإمام مالك في المعتقد ومنهج الفهم!
السلفيون والعناية بعلم الإمام مالك في غير غلو ولا استصنام
والحق أن السلفيين ـ في المغرب وغيره ـ أكثر الناس عناية بعلم الإمام مالك ـ وعلمه هو اساس مذهبه ـ ويستفيدون من علم المالكية ويتعاملون مع اجتهاداتهم في التأصيل والفتوى على ضوء:"كل يؤخذ من قوله ويرد ... ".
وإنما ينتقدون الغلو في المذهب وجعله أصلا مطلقا للفهم والإستنباط والتعصب لذلك:
ألم يأتك يا دكتور نبأ كتاب فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر وكتاب فتح المجيد في تخريج أحاديث التمهيد وكتاب بغية المستفيد فيما زاده الإستذكار على التمهيد وكتاب مواقف الإمام مالك أربعتها لسماحة شيخنا الدكتور محمد المغراوي.
وهل اطلعت على كتاب الموطأ بالروايات الثمانية للشيخ المحقق سليم الهلالي وكتاب عقيدة الإمام مالك للاستاذ مصطفى باحو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد شرح غير واحد من إخواننا مقدمة العلامة ابن أبي زيد القيرواني منهم الأستاذ الموقر محمد زغير وفق الله الجميع ولعبد ربه مصنف بعنوان إتحاف الزمرة بسيرة إمام دار الهجرة واللائحة تطول ..
فإن كنت عالما بهذا وبأمثاله فقد بخست الناس حقهم وإن كنت جاهلا فكيف تحكم عليهم والحالة هذه؟!
بين سلفية الهلالي وسلفية من بعده
ومن عجيب ما صدر من صاحب الأخطاء ثناؤه على سلفية الدكتور تقي الدين الهلالي وإنكاره سلفية من جاء بعده مع أن الدكتور كان أشد اتصافا بما عابه على من بعده:
ومن ذلك أنه كان من أشد المنتقدين للتعصب المذهبي وللتصوف بكل أشكاله.
وعرف بالقول بكفر تارك الصلاة وإنكاره قراءة الحزب والدعاء جماعة بعد المكتوبات وقوله ببدعية قنوت الفجر وكان على صداقة مع علماء الحجاز وكان يفتي بكثير من فتاواهم ويأخذ ببعض أصولهم.
وألف في التوحيد مؤلفات منها موسوعة ضخمة شرح بعضها في دروس وأبدى في الموضوع وأعاد مما عده صاحب الأخطاء من غيره:"غلوا في التحقيقات العقدية"!
وألف في الإنكار على جماعة التبليغ كتاب السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم.
ومع ذلك يعده صاحب الأخطاء من السلفيين المرضيين الذين كانوا على صراط مستقيم ويعد من بعده عقارب خضراء لأنهم ينتقدون التعصب المذهبي والتصوف بكل أشكاله وينكرون قراءة الحزب ويفتون ببعض فتاوى الحنابلة ويوافقون بعض أصول المذهب الحنبلي.
وهنا نقول: إن المذهب الحنبلي كغيره من مذاهب العلماء يؤخذ منه ويترك فما ذنب السلفيين إن قالوا بحكم أو قاعدة متحرين الدليل فوافق ذلك فتوى أو قاعدة حنبلية وهل من الصواب وصف هذا بالإستصنام، ولو جاز فلم يبرأ منه العلامة تقي الدين ويوصم به غيره؟!!
بين المنهج والمنتسبين إليه
ثم أقول إن السلفيين ليسوا معصومين من الخطأ وليسوا بمعزل عن النقد لكن يجب أن يكون ذلك مع مراعاة:
- ضرورة التفريق بين المنهاج وبين المنتسبين إليه.
- أن يبنى النقد على العدل والإنصاف.
- أن يحلى بالرفق والحلم والسلفيون أولى الناس بذلك لصحة أصولهم المنهجية والدعوية وذلك يسهل امر رجوع من أخطأ منهم إلى الصواب.
وهذا كله غاب في نقد صاحب الأخطاء!
الإستصنام في نقد الإستصنام
وإذا كان يقصد بالإستصنام التعلق الشديد بالشيء بصوابه وخطئه أفلا يعد كلامه في المذهب الأشعري والتصوف السني! والمذهب المالكي من الإستصنام؟!
أليس من استصنامه للمذهب الأشعري دفاعه عن العقيدة الأشعرية بلف ودوران عجيبين لا يسمح المقام بشرحهما وإنكاره على السلفيينبيان ما فيها ن أخطاء.
التصوف السني
أليس من استصنامه للتصوف السني محاولة غثبات مشروعيته منهجا للتزكية والتربية مع أنه لا موجل لهذا الطواف الطويل: التصوف السني، إذ بذل الإجتهاد في تنقية التصوف من الدخيل نجتهد في تربية الناس مباشرة على الهدي النبوي في تزكية النفس وإصلاح القلب المستقى من القرآن والسنة الصحيحة على طريقة السلف.
ويسعنا في في ذلك ما وسع الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة والعلماء وما كانوا يربون عليه الناس.
والتصوف شره أكثر من خيره فكيف نسعى لتصفية الكثير من القليل؟!
وسد الذرائع من أصول الإمام مالك؟! ومن سدها في هذا الباب: منع الترويج للتصوف حتى لا يختلط المحمود منه ـ وهو الأقل ـ بالمذموم ـ وهو الأكثر ـ؟!
فإن قيل هذا اصطلاح ولا مشاحة في الإصطلاح قلت هذا إذا لم يؤد إلى التباس حق بباطل فإذا أدى إلى ذلك كان إعمال قاعدة سد الذرائع هو المتعين.
قال الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا"
أما بعد فتلك خواطر جالت في القلب الذي انقبض كثيرا مما كتبه الدكتور الأنصاري أحببت بثها في هذه المقالة في انتظار نقد متكامل يتفسح في كتاب مستقل ويكشف زلات صاحب الأخطاء هدانا الله وغياه ووفقنا للمنهج القويم والصراط المستقيم في الأخذ بهذا الدين والدعوة إليه.
عبد الكريم الداودي جريدة السبيل المغربية
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 11:37]ـ
للفائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=65734#post657 34
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 03:11]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله ألاتملك يا أخي يا طويلب علم أن تحترم العلامة فريد الانصاري و ان اختلفت معه , لقد وافقتك في عددمن ردودك على الشيخ لكن الا يستقيم الرد مع احترام و لباقة و احترام للاكابر ثم ان الشيخ لم يدع الى الالحاد في صفات الباري و لم يقل بوحدة الوجود و لم يتنقص الحنابلة و لم يطعن في السلفية كمنهج و لكن كمنتسبين الى المنهج ثم انني مغربي و عدد من الظواهر التي انتقدها الشيخ على السلفيين كالاهتمام بالمدهب الحنبلي و نسيان المدهب المالكي و كان الحنابلة جمعوا الفضل كله و كدلك الشدة و ازدراء من وقع في بدعة ولو مختلف فيها كالسبحة ظاهر للعيان و العوام لايفتأون يحتحدثون عن هؤلاء الاصناف مع العلم أنني ظاهري و لا أقر المدهبين , كما أرجو أن لاتحمل يا أخي النظرة الاستعلائية الموجودة عند المغراويين و المدخليين معا بارك الله فيك وفي الاخير فاني و الله ماقصدت تجريح و اساءة الادب مع أحد بل أحب كل من حمل راية الدفاع عن السنة و لو وقع في لأخطاء "و ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء و سامحني يا أخي ان تجاوزت في حقك أو في حق أي أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 06:09]ـ
:)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 01:01]ـ
الله المستعان.
أولا أنا ناقل ولست كاتب الرد.
ثانيا ما الذي أوحى لك بأن الأخ عبد الكريم لم يحترم الدكتور فريد؟
ثالثا ادعاء أن السلفيين اهتموا بالمذهب الحنبلي ونسوا المذهب المالكي غير صحيح ولو قرأت المقال جيدا للاحظت الأمثلة التي ضربها الأخ عبد الكريم عن اهتمام السلفيين بالمذهب المالكي وأنهم أكثر من خدم المذهب لكنهم لا يتعصبون للمذهب كما هو الأمر بالنسبة لغيرهم ممن يتبع المثهب في كل شيء ولو ثبت أن الصواب مع مذهب آخر.
نعم قد يهتم بعض طلبة العلم المبتدئون بالإهتمام بالمذهب الحنبلي لا بتعمد ولكن لقلة الشروح على المتون المالكية وانتشار شروح متون الحنابلة.
أما بخصوص من أسميتهم المدخليين والمغراويين فأنا لا أعترف بهذه الألقاب ولا توجد بين طلبة الشيخ المغراوي أي نظرة استعلائية.
وأشير هنا أن الدكتور فريد لا يغضب أحدا وقد سمعت هذا من بعض الملازمين لدروسه حيث قالوا لي بأن دروس الدكتور يحضرها السلفيون والحركيون والتبليغيون.
قد تعيب على الأخ شدته أفلا عبت على الدكتور ضخامة الألفاظ التي استعملها في رسالته هل يليق بمن يريد النصيحة أن يستعمل لفظ الإستصنام؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:05]ـ
أظنكم لم تقرؤوا الكتاب كاملا
والله اعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 01:37]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم في البداية أرجو يا سيدنا فوزي أن تسامحني لاني لم الحظ أنك مجرد ناقل و أرجو أن تقبل اعتداري لاني لما خرجت من الموقع ندمت على أسلوبي الدي كتبت به كما ألزمني بعض الاخوة الظاهرية أن أعود و أعتدر فها أنا أعتدر مجددا و لا حول و لا قوة الا بالله.
أما بخصوص الكتاب فقد قرأته كاملا و الحمد لله و نسأل الله أن يرزقنا الانصاف في أنفسنا و في غيرنا و الشيخ معروف بحرقته على منهج السلف و أنشطته الدعوية المكثفة و بالتصاقه بأقطاب الدعوة السلفية غي المغرب كالعلامة محمد زحل و العلامة بو خبزة و العلامة المحدث الحسن العلمي و العلامة السحابي والمظاهر التي انتقدها لم يختلقها _ حاشاه_ ولكن العرب قد عرفوا بكرههم لاي نقد ثم ان الشيخ قد قال انه قد يكون شديدا و لكن شدته مشوبة برحمة و اعتراف بالخير ثم اني أعيش وسط السلفيين و أرى كثيرا مما دكر في الكتاب وهدا راجع الى قلة العلم و الفقه وهدا لايجادل فيه أحد و لا تظن يا أخي أني أقدح في العلامة المغراوي لكن الدين يحيطون به عرفوا بكثرة الاستهزاء و بعضهم يعاني من التضايق من الاختلاف و لعل دلك راجع الى طبيعة قاطني مدينة مراكش
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 04:48]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن.
لا عليك أخي الكريم لم تقم بما يجب عليك أن تعتذر من أجله.
نعم هناك عدة أمور تنتقد على الإخوة السلفيين ولعل من أكثر ما يؤلم أن تجد الأخ قد التزم منذ سنوات لكنه لا يزال من الداخل عاميا بحيث أنه ما طلب العلم طول هذه الفترة وإنما اكتفى بالخطب والدروس الوعظية والعامة.
عن نفسي لما التزمت كانت عندي نظرة مسبقة عن الإخوة وهي أنهم طلبة علم متمكنون، أنظر للحى والجلابيب فأستبشر خيرا لكن مع طول المخالطة علمت أن الكثير من الإخوة يرى التدين في الجلباب واللحية ويقلد في هذا فحسب.
كما أن الإخوة وقعوا في أخطاء كثيرة منها التقليد الأعمى لبعض مشايخ العصر كالمشايخ الثلاثة الألباني وابن باز وابن عثيمين عليهم رحمة الله تعالى، تجد الأخ لو أخبرته باجتهاد يخالف الشيخ الألباني ينظر إليك وكأنك أتيت ببدعة وبمنكر من القول وزور.
ولقد قلت في ردي السابق بأنه وجد في السلفيين من اهتم بالمذهب الحنبلي فعلا وقدمه على المذهب المالكي وأنا عن نفسي لا أرى في هذا حرجا فكل طالب علم حر في المذهب الذي يختاره.
والإخوة لما ردوا على الشيخ فريد ردوا لأنه رد على المبتدعة بلين ولطف ولما جاء الدور على السلفيين قسا في الرد.
لماذا يدافع الشيخ عن العقيدة الأشعرية والتصوف الذي أسماه سنيا في حين يقسو على السلفيين هكذا؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:13]ـ
السلام عليك يا أخي فوزي بارك الله فيك وزادك طيبة و نبلا أوافقك في مداخلتك كلها لكن هناك من أعل العلم من عد الاشاعرة من أهل السنة كالاسفراييني و ولد الددو و سلمان العودة و هناك من قيد المسألة كالامام ابن باز وهناك من بدعهم جملة كسفر الحوالي وابن تميم الظاهري ان لم تخني الداكرة و المسألة خلافية على كل حال وكدلك الحال مع الصوفية و نسأل الله الانصاف و رحمة الغير امين
ـ[عبد السلام أيت باخة]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 05:14]ـ
اسمحوا لي بارك الله فيكم أن أدلي بدلوي ـ مع قلة البضاعة وضعف إلمام بالصناعة ـ فليس الأمر على النحو والحال الذي ذكرتم، وقبل أن أبدأ الحديث أقول: رحمة الله على لشيخ الدكتور فريد الأنصاري، أسأل الله جل وعلا أن يسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد السلام أيت باخة]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 05:27]ـ
ليست القضية التي يعالجها الكتاب ـ لمن قرأه كاملا ـ هي أخطاء الأفراد من السلفيين وغيرهم ولو كان الأمر كذلك لكان زبره للكتاب حشوا لا فائدة ترجى من ورائه، إذ المعلوم عند من له أدنى مسكة من عقل أن السلفيين كغيرهم ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وإنما الكتاب يتحدث عن نقد السلفية من حيث المنهاج.(/)
حقيقة الإعلام
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 08:02]ـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى صحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن من أعظم ما يمتن الله به على عباده الهداية إلى توحيده وطاعته
ومما زادني شرفاً وفخراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا**دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياوأي شرف يناله الإنسان أعظم من شرف العبودية لله وحده، وعلى النقيض من ذلك من قال الباري تبارك وتعالى عنهم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124.
ويزداد الأمر سوءاً في المرء عندما يعادي دين الله بالدعوة إلى الفواحش والانحلال من الدين أو بمعاداة أولياؤه أو غير ذلك من أعمالهم التي لا تحصى.
فيكتب الله من يتصدى لكشف أباطيل هؤلاء ودحض كيدهم فيعز الله به دينه ويرد كيد أعدائه في نحورهم، ولله الحمد في كل جيل وفي كل بلد نجد من يشرفه الله لنصرة دينه والجهاد ضد أعدائه {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال8.
وقد استوقفني كتاب ألفه الشيخ/أنور الجندي –رحمه الله- تصدى به لكشف أباطيل أهل الإعلام الذين انتشر فحشهم انتشار النار بالهشيم، وكان بحق كتاباً رائعاً يستحق الاعتناء، فاستخرت الله بتلخيصه ولمِ شتاته لنستفيد منه في وقتنا الحاضر فأهل الإعلام في ذلك الوقت هم أهل الإعلام في كل وقت يجمعون على الباطل ويبطلون الحق وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (تأتي على الناس سنوات جدعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيهم الرويبضة قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة). وها هو بين أيديكم قد أسميته حقيقة الإعلام، فما وجدتم فيه من صواب فذلك من فضل الله ورحمته، وما كان فيه من الخطأ فهو مني ومن الشيطان، وصلى الله وسلم على من عصمه الله وكمَّله وعلى آله وصحبه أجمعين.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 04:49]ـ
مدخل البحث
صحافة النكسة
- الكلام هنا عن الصحافة العربية عامة، في مرحلة خطيرة وهي:
من 1948م بقيام رأس جسر للصهيونية في فلسطين.
إلى 1967م ما يطلق عله بالنكسة؛ وهو العام الذي سيطرت فيه قوى العدو على القدس.
- دراسة هذه المرحلة تحتاج إلى النظر في الآثار التي تركتها الصحافة على
الأحداث التي عاشتها المجتمعات الإسلامية؛ فالصحافة تقوم على بث الاستشراق والتبشير والتغريب والغزو الثقافي، فهي تستطيع تصغير ما تعارضه وتكبر ما تدافع عنه، وتستر ذلك بطبائع وطنية وعبارات طنانة، وتخفي غاياتها الخطيرة التي لاتنكشف إلا في المجالات الاجتماعية وصفحات المسرح والجريمة.
مدرسة روز اليوسف ومحمد التابعي
- تقليد للصحافة الأمريكية والغرب القائمة على إرضاء الجماهير والاهتمام بالتفاهات والبعد عن الأصالة، وتكوين أجيال لاترى إلا هزلا، وقد جاءت هذه الموجة موازية للنفوذ الصهيوني في الوطن العربي.
- وفي نفس الوقت بدأت بقلب المفاهيم فجعلت من الممثلين والراقصين أبطال، وإهمال الأبطال الحقيقيين.
- ومن المخاطر المثيرة الاهتمام بالأخبار المثيرة تحت لواء الكسب المادي؛ فتخلت عن عملها الأساسي والالتزام الأخلاقي لحماية الشباب والفتيات، إلى الفساد والإفساد.
- فقدمت قصص الجريمة والجنس وأفاضت في نشر تفاصيل أحداثها.
- وهكذا استعملت الصحافة أساليب الكتابة وكلمات الخير والحق والجمال لتضفيها على هذه السموم.
- وحين نستعرض برنامج بروتوكولات صهيون لهدم الأسرة وإفساد الشباب نجد الصحافة قد قامت بدور كبير في تنفيذ البرنامج ومثال ذلك:
حين تدعو البروتوكولات إلى الرحلات المختلطة بين الطلاب والطالبات وتر ها خير وسيلة لتدمير الشباب، ثم نجد الصحافة تنفق جهدا ضخماً في تشجيع الرحلات المشتركة.
- إن الأمور موسدة إلى غير أهلها؛ فإن هؤلاء ليس لديهم أبعاد علمية ولا نفسية لحل قضايا المجتمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وكلما أمعنت في مراجعة مجلدات الصحف خلال السنوات الطويلة (من النكبة والهزيمة إلى النكسة) يحيل إليك تدافع عن الركائز التي أقامها النفوذ الأجنبي.
- ومن يخالف تلك الصحف فيما تدعو إليه يوصف بالرجعية.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 05:28]ـ
وكأنه يتحدث عن بعض صحفنا في السعودية ...
أكمل بارك الله فيك ..
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:09]ـ
وكأنه يتحدث عن بعض صحفنا في السعودية ...
أكمل بارك الله فيك ..
أحسنت؛ وهذا ما دفعني إلى كتابة الموضوع.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:12]ـ
مسؤلية الصحافة
- إن مسؤولية الصحافة في تاريخ الأمة جد خطير ذلك أن الأقلام التي تسلمتها لم تكن وثيقة الإيمان بأمانة الكلمة، وتبعيتها الخطيرة.
- ففي وقت الانتقال من النفوذ الاستعماري إلى النفوذ الصهيوني إلى النفوذ الماركسي، ففي خلال فترة مراجعتها والحديث عنها نجد الصحافة وأقلامها -منن وراء الصورة الظاهرة التي تحمل طابع الحماس الوطني – تعمل على تعميق هذا النفوذ، بنفس أسلوب الصهيونية العالمية حين سيطرت على مقدرات الصحافة والمسرح والسينما والأدب والفن وكل ما يتصل بالمجتمع والمرأة والأسرة.
- ونحن نذكر بلا ريب كيف أعلن الاستشراف منذ وقت بعيد أن الصحافة التي أنشأها المارون في مختلف أنحاء البلاد العربية وتبناها أصحاب الولاء الفرنسي والأمريكي من بعد، هي في حضانته وفي قيادته وطوع بنانه.
- ونجد أن الصحافة حاولت أن تصور الثورة الفرنسية بأنها عمل بطولي بينما هي من عمل الصهيونية العالمية، وكذلك هاجمت الحركات الوطنية في البلاد العربية ووصفتها بالعصيان.
مسئولة في الهزيمة والنكبة النكسة
لقد عملت الصحافة في هذه الفترة على تغيير أعراف الأمة ونقلها عن طريق البث اليومي المسموم إلى أعراف وافدة مهددة لوجودها الأصيل الذي شكله الدين الحق.
ولذلك أمثلة:
- وصف أنيس منصور قرار شركة مصر للطيران منع بيع الخمور أنه قرار يسيء لسمعة الشركة بين الشركات المنافسة.
- أفسحت الصفحات الواسعة والعريضة أمام أخبار الكرة.
- تقف موقف المعارض أما كل اتجاه سليم ففي الوقت الذي يرفضون فيه نشر صورة نصف مليون حضروا صلاة العيد، تجد أنهم ينشرون صور الذين زاروا حديقة الحيوان باحتفاء كبير.
- ولسنا نعجب حين نرى مصطفى أمين وزكي عبد القادر وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ومن وراءهم يشكلون مفهوم خطير يبثونه يوما بعد يوم:
أ?- نظريات تحديد النسل والتهويل من شأن التفوق البشري في العالم الإسلامي وهي نظرية صهيونية.
ب?- إطلاق حرية المرأة وهي نظرية صهيونية.
ت?- الكتابة عن الجنس والإباحية وتحويل القصة إلى مفهوم عام.
ث?- تكريم الراقصات والمغنيات والإعلاء من شأنهن.
ج?- تقديس المسرح.
ح?- تشجيع الكرة.
- كذلك فإن الصحافة لاتسمح بتقديم مفهوم الإسلام أن يعلو أو يظهر، وهم يسمونها رأي الدين وهي عبارة كريهة توحي أن ما يراه الدين ليس إلا رأي أو وجهة نظر.
- أما مفهوم الإسلام دين ودولة فإن الصحافة قلما تعني به لأنه معارض لاتجاهها كله.
- لقد أفسحت الصحافة صفحاتها للدفاع عن قضايا مسمومة:
أ?- مفهوم القومية.
ب?- الماركسية.
ت?- الإباحية.
- وجرت إلى ذلك محاولة إحياء الماضي الفرعوني والجاهلي وتمجيده.
- وهكذا الصحافة تمجد الذين حاربوا الإسلام، وعى العكس من ذلك تجاهل وإنكار المجاهدين العاملين.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:52]ـ
/
اللهم صَلِّ وسلِّم عليه ..
/
أيُّ حقيقةٍ تلك التي لا صلةَ لها بـ واقعٍ أعيشه؟
عفواً ..
أقصد أراهُ وأقرأهُ وأسمعه ..
تصفيقٌ وتطبيلُ ومُبالغَة ومُراوغَة ..
وتعدَّي على المثاليات وتصدِّي ونفاقٌ واختلاق ..
لـ الأسف هذا ما أراه ..
فـ ثقتي في الإعلام لم تُولَد بعد ..
كـ ثقتي بـ غدي ليس لها حد!!
/
الفاضل ..
سعود ..
مُتابعة لكم ..
فـ بوركتم أخي الكريم ..
/
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[22 - Jun-2007, صباحاً 12:45]ـ
الأخت: وعد بنت عبدالله، للأسف أن هذه حقية الإعلم في وقتنا الحالي
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأصل في الإعلام أن يخدم مصالح المجتمع -الدينينة والدنيوية منها- أصبح ضررا وخطرا على المجتمع وهذه الحقية المرة التي يجب أن نعيها.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 08:08]ـ
الباب الأول: المرأة والصحافة
- أولت الصحافة المرأة اهتماماً كبيراً بل ظهرت صحف متخصصة لقضايا المرأة، ويعتمد في ذلك على مفاهيم مضللة عن حرية المرأة، ويقوم خلالها بالهجوم الدائم والمتصل على كل الدعوات التي تحمل مسؤولية المرأة في المنزل ورسالتها الحقيقية في الأسرة والزوج وتربية الأبناء.
- وتركز على مفاهيم خاطئة عن عمل المرأة أنه يزيد دخل الأسرة.
- وأن نظم الزواج والطلاق لاتحقق للمرأة رغبتها في التحرر، والقضاء على ما يسمى بالقوامة.
- وتُستمد هذه الكتابات من مفاهيم منحرفة تقودها منظمات عالمية وعلى الأغلب أنها صهيونية.
- وقاموا بمحاربة وتحقير الدعوة التي ظهرت بين الطالبات إلى العودة إلى الزي الإسلامي.
- إن ميدان المرأة في عالم الصحافة هو أكبر ميادينها، فقد استغلوا عواطف المرأة ودفعها إلى كثير من الأفكار الخطرة.
- ولن تجد أحد من البارزين في الصحافة إلا وهو من أكبر المتحمسين لتحريض المرأة للانطلاق والتخفف من مسئولياتها في البيت والزوج.
- لقد حرصت الصحافة العربية على تغير العرف الإسلامي في مجال الاجتماع والأسرة والمرأة.
- ويمكن تلخيص عمل الصحافة في سبيل إفساد فطرة المرأة في ميادين مختلفة:
أ?- مجال الدعوة إلى حريتها الزائفة.
ب?- خلق جو التبرج والخروج عن الفطرة.
ت?- دمج الرجولة في الأنوثة، وهو ماتسميه الصحافة بـ (الجنس المشترك).
ث?- إغراء المرأة باستعمال حبوب منع الحمل.
ج?- نشر القصص والحوادث التي تساعد على تسهيل العلاقات الغير شرعية
والاستخفاف بالفضيلة والشرف والعرض.
وكان من نتائج هذا العمل عصابات تستدرج القاصرات للاتجار بهن.
ح?- رفع قدر الممثلات والراقصات والمغنيات وجعلهن مثل عليا.
خ?- فساد توجيه الصحافة لطالبات الإجابة عن المشاكل والقضايا.
د?- حملت الصحافة حملة شعواء على العلماء الذين قدموا حكم الإسلام في المرأة في مواجهة سمومهم وأضاليلهم.
ذ?- الحرص على تقديم النماذج الفاسدة.
ر?- محاولة تصوير الدعاة إلى تحرير المرأة بأنهم أنصارها الذين يدفعونها إلى الحرية العمل.
يقول مصطفى أمين: حَاربَ الأحرار في هذه البلد سنوات طويلة لتحصل المرأة على بعض حقها.
ز?- إن الصحافة تقود مؤامرة خطيرة ترمي إلى إخراج المرأة المسلمة من قيمها وأعرافها.
يقول سعد الدين شريف: أنا لست عدواً للمرأة إن المجتمع الذي لايكرم المرأة هو مجتمع مريض، إنني قدمت اقتراحي لصالح المرأة نفسها، إنها تعاني يومياً من المواصلات وتتعرض لأنواع من الامتهان داخل وسائل المواصلات كلنا يعلمها وهذه المتاعب تصلها إلى المكتب وهي مرهقة وفي طريق العودة تتعرض لنفس المتاعب فتصل إلى بيتها لتجد في انتظارها عملاً أشق، إنه لأكرم ألف مرة أن تبقى في بيتها تؤدي رسالتها وتصون أخلاقها.
- ومن أبرز الظواهر التي كشفت محاربة التيار الإسلامي.
- وتقوم الصحافة بقلب لمفاهيم التدين تقول أمينة السعيد: إن التدين ليس بالتدثر بالأكفان وإنا التدين بالإيمان والعقيدة وطهارة النفس والعفة في السلوك.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 05:14]ـ
صحافة الإثارة والجنس
- حاولنا البحث عن تعريف للصحافة العربية في مرحلة النكسة لما خرج عن أنها صحافة الإثارة في كل الميادين، وذلك بالحث عن المثير والشاذ.
- لذلك قُلبت المفاهيم فالصحيفة التي لا تبحث عن الشاذ والمثير تضيق إلى يُلجأ إلى التلفيق.
- هكذا تحولت الصحافة إلى صحافة الإثارة والجنس من خلال الأخبار المثيرة والصور الصارخة.
- وقد اتجهت روز اليوسف إلى إنشاء مجلة تحمل اسمها وقد استخدمت التابعي للهجوم على خصومها في الفن، ومن المعروف أن محمد التابعي هو رأس مدرسة الإثارة.
- وفي الناحية الأخرى كان فكري أباضة على رأس صحف دار الهلال وهو حامل لواء الصفحات المثيرة.
- وقد تطورت أساليب الإثارة بأن أصبحت هذه الأبواب تطعم بالأخبار الجادة التي تتعلق بالشخصيات العامة.
- ولا يتوقف بث السموم في مجال واحد، بل إنه متصل ومستمر على جميع الجبهات:
1. محاولة نقض مفاهيم هي من صميم الدين: كالختان.
2. ترويج نظريات فاسدة كاليوجا: فإن الصحافة توحي للقرى بأنه علاج ناجح، وتجزم بالنتائج.
3. الترويج للسوالف الطويلة والقمصان الملونة: وماهي إلا من وسائل اليهود.
4. مودة الصدر المكشوف: ويكذب مثل حسين فوزي حين يقول: أن شئون الزينة تتصل بالعادات والتقاليد.
5. تأصيل كتب الجنس: وذلك بتحويل الأحداث من فردية إلى ظاهرة، والتركيز في وصف المرأة.
6. فساد مفاهيمهم عن الموت: وذلك بوصفه عدو ظالم أو صديق غادر.
7. ترديد الدعوات المسمومة التي أذاعها الانحلاليون والماديون في الغرب، ومن مثال ذلك ماتجده من الحكايات والقصص المكذوبة عن سارتر وفرويد وغيرهم.
8. وضع الكتابات الجنسية في قالب خداع: فهم يأخذون الأحداث الواقعة غلافاً إباحياً، ليجعلونه إطار يصبون فيه سمومهم محاولين إثارة مشاعر القراء.
9. العمل على تلخيص الكتب والأفلام الجنسية وشرح الفلسفات المادية: وفي مقدمة هؤلاء أنيس منصور الذي قدم ركاماً من الفلسفات والمذاهب المنحلة سواء اليونانية أو الشرقية أو الحديثة.
10. تحسين الجريمة والخمر والبغاء: تجد أخبار اليوم وروز اليوسف وغيرها تتفنن في إخراج صور الجنس، والقصص المثيرة يكتبها أمثال محمد التابعي، ومصطفى أمين.
11. وتدافع الصحافة العربية عن الخمر وتشر إعلاناته بل قال يوسف:"أمقت تحديد الحريات مدام الضرر خاص بالشارب نفسه".
12. الدعوة إلى إعادة البغاء: طالب يوسف السباعي وأنيس منصور بالعودة إلى الدعارة العلنية بدعوى أن ذلك يقضى على القلق الذي يساور الشباب.
13. وكذلك الدعوة إلى الاختلاط في المدارس.
14. هدف الإثارة والجنس هو الشباب: فهم يريدون جيل بلا هوية، جيل يبحث عن الرقص والمجون.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 10:02]ـ
كلامك واقع يقطع القلب
فوالله إن إعلامنا تديره إحدى ثلاث-إلا من رحم ربك_/
<أنامل ليبرالية معلمنة قذرة
<أو جاهلة تؤمر فتطيع
<أو مادية بحته لايهمها ماتقدمه بل ماتأخذه
فهؤلاء الثلاثة غثاء كغثاء السيل
ولكن في وقتنا الحاضر المعركة قائمة بين الحق والباطل وما نلبث أن نرى شرر النار تتقد في بيوتنا إلا ونور الحق يدمغها فإذا هي رماد يعلو وجه موقدها وتلطخه سوادا باديا لكل ذي بصيرة
قال تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 03:34]ـ
لامية العرب، نفع الله بك
نعم للأسف أن هذه الحال في إعلامنا، ولا تنسونا أنت وغريك من الأفاضل من ملاحظاتكم القيمة، فهي تاج على الرأس.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 03:00]ـ
-
مسجل للمتابعة
بورك فيكم
،،
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:46]ـ
-
مسجل للمتابعة
بورك فيكم
،،
تشرفني متابعتك -وفقك الله- ولا تبخل عليّ بملاحظاتك القيمة.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:48]ـ
الفصل الثاني: مدرسة الإثارة.
تمهيد
تكلم الكاتب في هذا الفصل عن المدارس المشتهرة بالإثارة كنماذج لأهل الصحافة مثل التابعي ومصطفى أمين وغيرهم.
أولاً: محمد التابعي.
وهو رأس مدرسة روز اليوسف التي خرجت مصطفى أمين وإحسان عبد القدوس وهو الذي وضع الأسس لصحافة ساخرة خليعة تتعمد الإثارة والجنس.
ولقد عمل في مجلة المسرح ثم الهرم بتوقيع حندس، وكان عمله قاصراً على النقد المسرحي وكذلك بدأ في روز اليوسف، ولكن حزب الوفد أزعجته حملات مجلة الكشكول المعارضة فاتفق مع صاحبة المجلة على تحويلها سياسياً وقام مكرم عبيد بتدريب التابعي على هذا الفن الملعون، فن الكاريكاتير والسخرية بالناس.
يقول حافظ محمود: بدأ محمد التابعي من المسرح وجو المغنيات، ثم جاءت السياسة فأداها بنفس مفهوم السخرية والبحث عما وراء حجرات النوم.
كان التابعي على مدى حياته رجلاً مترفاً منحلاً يريد أن يذيع فلسفة الانحلال من خلال كتاباته الصحفية ليرضى عنه كل حاكم، وهو لايبالي أن يكون مع الحاكم إبان حكمه ثم يكون ضده، وكان حريصاً على على نشر قصص الفساد العالمي والتحدث عن سوءات البيوت، وتلخيص قصص الجنس العالمي.
وكان شديد السخرية في نقاشه مع علماء الدين.
وله كتاب اسمه (نساء في حياتي) يصور فيه مغامراته الدنسة، ويقول أنه لايؤمن بالحب العذري.
ثانياً: فكري أباضة.
الذي عاش أغلب حياته في أوربا، وهو رجل ساخر لايكف الحديث عن غرامياته ومغامراته، وساير أجيال المسرح وآزرهم.
ولقد ابتدع لأول مرة ما أطلق عليه أخبار "البلاج" وهي صفحات خطيرة تنشر عن النساء العاريات على شاطئ البحر.
ثالثاً: مصطفى أمين. وقد كان يقول أنه تعلم من مدرسة التابعي، وقد وصف التابعي أنه ضعيف أما النساء وكان قبل زواجه يعيش كما يعيش هارون الرشيد.
ومن أبرز قدرات مصطفى أمين:
1. القدرة على تقديم رأي وضده.
2. القدرة على وضع السموم في علب ملونة خداعة.
3. الاختباء وراء النغمة الوطنية، أو نغمة مناجاة الله في سبيل الغرض الأكبر: الدفاع عن قيم الغرب أو دفع المرأة المسلمة إلى مايسمونه آفاق المجد والعمل خروجاً عن الأسرة وتربية الأبناء.
4. القدرة على الدفاع عن الحكام ثم تدميره عند السقوط، وقد فعل ذلك مع فاروق. هكذا كان مصطفى أمين يصنع الأصنام ويعبدها ويحاول أن يجر الشعب معه لسجد لتلك الأصنام.
5. وقد كشف عن كثيرٍ من أهدافه تحت عنوان الأهداف التي ستعمل مصر لها بعد الاستقلال: أن يحارب التعصب الديني، وأن يجدد الأزهر، وأن ينادي بتحرير المرأة قلبياً، ويصف المجتمع المصري أنه لا روح فيه لأنه خال من المرأة.
وقد علق أحد الكتاب على مدرسة مصطفى أمين فقال:
1. إن مقياس النجاح عند مصطفى أمين هو إيراد المجلة.
2. صفحات أخبار اليوم تطفح بالإثارة المفتعلة والأخبار الكاذبة.
وقد وصف أحدهم مدرسة مصطفى أمين بأنها مدرسة الرجل الذي عض كلباً؛ أي أنها تقدم الإثارة على الحقيقة.
رابعاً: أنيس منصور.
قدمت الصحافة لأنيس منصور ركاماً من الكتابات المترجمة عن الغرب تتميز على كثرتها وتنوعها بأنها تمثل الهدف الخطير الذي عمدت إليه الصحافة
في موقفها من الأدب والفكر والترجمة والنقل من الفكر الغربي: وهو الإثارة.
وقد ظهر في فترة من الفترات أن أنيس استجاب للفكر الإسلامي وقيمه في محاولة علنية تمثلت في زيارة الكعبة والمشاهد المقدسة، حاول أن يسترد إيمانه لكن مالبث أن عاود الكتابة عن المثيرة عن الرقص والأزياء؛ ذلك أن محاولته لم تكن عن رغبة صحيحة، بل كانت مظاهر تقلص النفوذ الماركسي.
لقد أمضى أنيس منصور سنوات يكتب وينقل خليطاً من الفلسفات الوثنية والأساطير والخرافات وكتابات متضاربة تعصف بالشباب وتبث الشكوك في القلوب حتى تساءل الكثير ما هي الفلسفة التي يحاول هذا الكاتب غرسها في قلوب الشباب لقد عرف أنيس منصور نفسه حين قال: أنا أول من قدم الكاتب اليهودي ألبرتومورافيا.
بل إن أنيس منصور ذهب إلى ماهو أبعد من هذا فعنى بترجمة كلمات الممثلات صوفيا لورين وغيرها، وعنى بالكتابة عن الشقراوات المتوحشات، بالإضافة إلى الأفلام العارية والأدوار الشاذة، وكتابات الإباحيين ومحاولة تصوير هؤلاء الممثلات على أنهن "الآهات الرومانيات".
وحرص أنيس على هدم العلاقة بين الآباء والأبناء ووصف هذه العلاقة كما وصفها فرويد بأنها سيطرة.
وعندما يتحدث عن السيد المسيح يردد مسألة الصليب، والصلب غير وارد في مفهوم الإسلام.
ولعل من أبرز أخطاء أنيس متابعة الفكر التلمودي في القول بأن: (الرب قد خلق العالم في ستة أيام ثم استراح في السابع).
وغير ذلك من الأفكار المنحرفة التي ينشرها بين أبناء المسلمين.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 06:13]ـ
السينما والمسرح
أفسحت الصحافة للفنون: (المسرح والسينما والأغنية الموسيقى وغيرها) صفحات دائمة وأبواب مقررة، واتخذت من هذه الفنون تجارة، بل وخلقت لهذه الفنون لوناً من القداسة وأسلوب من الحصانة. وهم بين ذلك لايقدمون مفهوم إسلامياً أصيلاً بل لايقيمون وزناً للأخلاق ولا للقيم، ومع الأسف أن ننقل إلى بلادنا الصور المخلفة والمذاهب المتعارضة والمناهج المتضاربة بين غرب أوربا وأمريكا وروسيا الماركسية السوفيتية، كل هذه الفنون كتبتها أقلام ضالة جريئة تهدف إلى هدم الإسلام.
وفي هذه المرحلة سيطرت القصة والمسرحية كوسيلتين للتعبير.
هذه محاولة لإعلاء شأن أهل الفن والمغنيات والراقصات والممثلات، وجعلهم مُثل تقتبس منه السيدات ملابسهن وكلامهن ومشيتهن، ومما يوصف أن المسرح له قداسة وأنها تخدم فنها وتدافع عن هذه القداسة وأن الفنان يؤدي رسالة. ويدهش أحد الباحثين: من الذي أعطى الفن هذه القداسة التي يدَّعونها وهو بيئة الفساد والإباحية، ومهمة المسرح الأساسية التي صورها لينين حين قال إنه البديل عن الكنيسة، هذا فضلاً على أن المسلم لا يُقر "تكنيك" المسرح أساساً الذي يقدم على صراع البطل مع الآلهة والقدر.
المسرح يقلب المفاهيم
هكذا تطلق الصحافة بمفهوم الفنون الغربي الوافد والمخالف لمفهوم الإسلام وتنشره وتبثه كل يوم؛ فإن هناك من يحاول التأويل والتعليل والدفاع عن المفهوم الخاطئ، ولقد كان من الضروري الكشف عن هذا الزيف بوضوح:
أولاً: من أخطر مايدعون إليه: دراسة المجتمع عن طريق المسرح، وهو خطأ؛ لأن كتاب المسرحية لايكتبون إلا ما يحقق أهدافهم وانتماؤهم، فدعاة الإباحية يصورون المجتمع أنه غارق في الإباحية، ودعاة المادية يفسرون أحداث المجتمع من حيث عوامل اقتصادية محضة.
ولكن تبقى الحقيقة أن كتاب المسرح مهرجون يستهدفون إضحاك الناس، ومثل هذه الأغراض لايمكن أن تحقق غايات عليا.
ولن يستطيع المسرح أن يكون أداة للخير وقد وضعت أسسه للشر.
ولا ريب أن مجتمعات الغرب تحت تأثير هذه الفنون قد سادتها موجات الجريمة والجنس والقسوة والعنف.
وإنه من الخطر أن يتعرض مجتمع كمجتمعنا لمثل هذه التيارات الضارة وهو المجتمع القائم على الأخلاق والكرامة، مثل هذه الحقائق لاتقدمها الصحافة وإنما تقدم مايضدها ويخالفها.
ولا ريب أن هناك زحفاً خطيراً عن طريق الفن والقصة إلى قلب المجتمع الإسلامي تقوم الصحافة بالدور الأكبر منه، ومن أخطر ما يدعونا إليه الفن هو خلق عالم وهمي خيالي ضال باطل قائم على الأهواء.
----------وللحديث بقية إن شاء الله--------------
وأعتذر لمن كان متابعاً عن الانقطاع الفترة الماضية.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيراً .......
هل ممكن النقل؟؟؟
ونرجو المصدر لإضافته عند النقل. وشكراً.(/)
أبو يعلى الحنبلي وكتابيه: "إبطال التأويلات" و "المعتمد".
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شخصية القاضي أبي يعلى الحنبلي -رحمه الله- غريبة، ومؤلفاته أغرب وأغرب.
والذي أثار استغرابي بعض القضايا، منها:
1 - مؤلف كتاب (إبطال التأويلات) لا يمكن أن يؤلف (المعتمد في أصول الدين)، إلا أن الكتابين كليهما ثابتان عنه.
2 - أحكامه السلطانية، نسخة مكررة من أحكام الماوردي، مع حذف أقوال الشافعية ووضع الحنابلة مكانها.
3 - أين الحنابلة الذين قاموا على ابن الجوزي وابن عقيل (ومنهم ابن البنا تلميذ أبي يعلى) من مخالفاته وميله إلى المتكلمين.
لم أجد من تحدث عن هذا إلا شيخ الإسلام ابن تيمية، بكلام متفرق ومختصر، جمع أكثره الشيخ سليمان العلوان في رده على السقاف.
فهل من أهل الألوكة من يتحفنا بشيء في هذا الباب، فيحبّر الجواب، ويوفَّق للصواب، ويأتينا بما تذهل منه الألباب ...
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 01:37]ـ
للرفع وإثارة الهمة.(/)
هل سبق الشيخ ابن باز أحد من العلماء في أن التميمة القرآنية قد تكون شركا أصغر أو أكبر
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 07:05]ـ
كما في الفتوى التي في الرابط
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2207(/)
تقلبات الانتماء - أزمة المثقف المعاصر
ـ[خالد دخيل الله العطوي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 07:29]ـ
بين تيار الحداثة (الفكريه) , وتيار المحافظين يقبع حراك المجتمعات المسلمة في حيرة من أمره – فالأطروحات الفكرية التي ينادي بها التيار الحداثي موغلة في الاستغراق بالمنتج القادم عبر أجندة فكرية لا تتناسب في كثير من الأحيان مع حالة القيم والموروث الاجتماعي المحافظ لدى المجتمع المسلم ,.وفي المقابل نرى تيار المحافظين يصر على أن كل فكرة قادمة من عقلية حداثية هي بالضرورة تصب ضد قيم المجتمع وتقاليده.
هكذا تبدو الصورة عند متابعة السجال الفكري بين الأطروحتين – وسأتحدث هنا عن اصحاب التيار الحداثي وذلك بسبب اطروحاتهم التي تثير الجدل ليس فقط على الساحة الفكرية والادبية المعاصرة بل امتدت لتشمل المختصين بالشأن العقدي للقضايا المعاصرة , والسؤال هنا كيف يمكن لنا ان نستشف المغزى الحقيقي من أصحاب لطرح الحداثي؟ هذا السؤال ربما نستطيع ان نجيب عليه عندما نقرأ البروتوكول المقدس في ادبيات الحداثة وهو اختزال مفهوم المجتمع المتحضر بضرورة (تحرير المرأة من القيود الاجتماعية الرجعية) وذلك بأسقاط النموذج الغربي الصرف على واقع المرأة المسلمة , والاخذ بمعطيات الانحطاط الاخلاقي للمرأة الاوروبية وأسقاطه على واقع المرأة المسلمة بدعاوى التطور والرقي, و هنا يقع مكمن الخلل والذي يعاني منه هؤلاء في محاولة تغير الصورة النمطية للمرأة المسلمة المحافظة بطبيعتها.
مامن شك في أن تركيز الطرح الحداثي على التطور الشكلي للمرأة والذي يراه في اقصاء التشريعات الدينية عن الممارسات الاجتماعية و التغيب المتعمد للمضمون الانساني القابع في جسد المرأة , من شأنه ان يحدث خلل في مفهوم الحاجة الفعلية للمرأة في المجتمع ,وهذا مايسعى اليه البروتوكول الاول في (سفر التغير) في (انجيل التنوير) -من هنا ندرك بأن القضية تسعى الى هدم نصف المجتمع المتمثل بالمرأة المسلمة الناضجة والتي تعي تماما دورها الحقيقي في تنمية ا لمجتمع نحو تعزيز دور الفضيلة , وكذلك دورها في تربية الجيل القادم على اسس اسلامية محافظة , فالمجتمع الواعي والمدرك جيدا لمتطلبات مرحلة الحضارة الحقيقية, والتقدم الناضج في النظم الاجتماعية , ليس بحاجة للمرأة التي تعاني من صحوة شكلية قد تؤدي بها الى اجتناب الدور الفعلي والحقيقي لها في حركة التنمية للمجتمع – وكذلك المجتمع الذي يبحث عن يقظة تنموية على اسس من القيم الاخلاقية الفاضلة لايقبل قطعا بالمرأة التي تتخبط في غياهب المعطيات الشكلية للحضارة المعاصرة ,أو ان تتحول المرأة الى حقل تجارب لا اخلاقي للسلع التجارية في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.
ان إشكالية التبعية في العقلية الجدلية , أنها تزعم بأن المرأة عندما (تتحرر) يبدأ الرجل بالإبداع – ويستلهم ملكات الاستشراف والتميز من خلال التأمل في (وجنتي حسناء ممشوقة القوام) , وبما أن القضية هي تقليد صرف, فأن العقلية الانقيادية ترى بأن النموذج الأوروبي خير برهان على نجاح تجربة التحرير في خلاص المجتمع من التخلف الفكري والصناعي , فيتحدثون عن أن ثورة المجتمع الأوروبي على الكنيسة ,قد أدت الى انحلال في قيود التشريع الذاتي و التي كان يفرضها القساوسة على النساء, -ويجبرن بذلك على التقيد بأوامر الكنيسة – كما أن العقل الصناعي لم يرى النور حتى رأت المرأة الأوروبية النور من خلال خروجها عن سيطرة الكنيسة الى رحاب الحرية المزعومة.
ولكن ما لايعرفه البعض هو أن النهضة الصناعية في أوروبا لم تقم على (ضفائر) الحسناوات عندما حاز الانسان الأوروبي على امتياز الإبداع والابتكار – بل أن (الحجر المعرفي) والذي كانت تمارسه الكنيسة في ذلك الوقت لم يعد نافذا بعد الثورة على الكنيسة وطفق العقل الصناعي مستغرقا في معامل الأبحاث والدراسات.
لاشك بأن التبعية الفكرية المطلقة ,والقراءة الخاطئة للتاريخ أخرجت لنا نماذج غير مستقلة من مثقفي (الانبهار) ,والذين يسعون الى محاكاة النموذج الخاطئ ضانين بذلك أنهم ربما يستطيعون أن يزرعوا (شجيرات التنوير) في مجتمع يعاني من (التصحر الحضاري) على حد زعمهم.
ان المجتمع المسلم ليس عاجزا عن صنع حضارة ورقي تناسب مرحلة التطور, وتناسب أيضا الخصوصية الدينية والاجتماعية التي يتمتع بها, هذا إذا أدركنا فعلا ماهية الحضارة الحقيقية بعيدا عن التبعية الأخلاقية للمجتمعات التي لا تتفق معنا في نظرتنا لقداسة الأخلاق الحميدة , عندئذ سنحقق حضارتنا على ارض الانتماء الحقيقي ,بعيدا عن تقلبات الانتماء التي يحملها (المبشر الحداثي) في اجندته الفكرية ....(/)
المعطلة ورأس الديك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 03:26]ـ
الحمد لله وحده، وصلى على نبيه محمد وسلم تسليما
أما بعد:
فإن نعمة السلامة من البدع والأهواء، والطرق الكلامية من أعظم النعم، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
هذا مثل طريف صوّره الشيخ الزنداني لمن بُلوا بتأويل صفات الله تعالى وتحريف كلامه وكلام رسوله r وصرفه عن ظاهره، وما دل عليه من الكمال، بسبب ما وضعوه لأنفسهم من قوانين مبتدعة صدتهم عن نور الرسالة، واعتقاد الحق.
ذكره في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية مثلا للمؤولين لصفات الباري سبحانه وتعالى فقال:
«هؤلاء لم يروا إلا رأس الديك»
وقال في شرحه له:
يقال: إن رجلا أعمى رُدّ بصره عليه لحظة فرأى رأس ديك، ثم عاد أعمى كما كان.
فكان إذا قيل له: إن فلانا بنى قصرا عظيما.
قال: كيف هو من رأس الديك؟!
وإذا قيل له: وصلت اليوم الميناء سفينة ضخمة.
قال: كيف هي من رأس الديك؟!
وهكذا كلما ذكر له شيء قال: كيف هو من رأس الديك؟!
لأنه لم يشاهد غيره ويريد أن يقيس كل شيء على الذي شاهده.
وهكذا هؤلاء المؤولون لصفات الله تعالى، لم يشاهدوا إلا هذا المخلوق الضعيف الفاني المتصف بهذه الصفات الفانية بفنائه = فتوهموا أنهم إن أثبتوا لله هذه الصفات التي ذكرها في كتابه ـ وهو أعلم بنفسه من خلقه ـ أو أثبتها له رسوله r ـ وهو أعلم الخلق وأتقاهم وأخشاهم لله تعالى ـ فقد شبهوه بخلقه.
والله تعالى أجل وأعظم من كل ما شاهدته الأبصار، أو توهمته العقول.
من مقدمة الرد على الجهمية لابن منده، ت: د. علي الفقيهي. ص 21
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 12:26]ـ
وهكذا هؤلاء المؤولون لصفات الله تعالى، لم يشاهدوا إلا هذا المخلوق الضعيف الفاني المتصف بهذه الصفات الفانية بفنائه
سبحانه وتعالى
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع بكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 02:09]ـ
وقد ضرب ابن المقفع ـ في كليلة ودمنة ـ مثلاً لهذا المعنى بابن السجين الذي لم يعرف إلا الفأر!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 03:39]ـ
وقد ضرب ابن المقفع ـ في كليلة ودمنة ـ مثلاً لهذا المعنى بابن السجين الذي لم يعرف إلا الفأر!
شيخنا الفاضل
أين هذا في كليلة ودمنة؟ فلا أذكر أني قرأت ذلك فيه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 11:58]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 01:45]ـ
شيخنا الفاضل
أين هذا في كليلة ودمنة؟ فلا أذكر أني قرأت ذلك فيه
أخي أبا مالك
قرأته من سنوات غير قليلة، وكأن الصفحة بين عينيَّ الآن! وأغلب الظن أنني قرأته في كليلة ودمنة، ولكنني بحثت عنه الآن في نسخة المشكاة فلم أجده، فلا أدرني أخانتني الذاكرة أم يوجد في طبعة أخرى.
ولعلي أبحث عنه إن شاء الله وأفيدك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 02:05]ـ
/// وقريبٌ من هذا المثل (وهو يضرب بالجهميَّة الذين ينفون صفات الباري):
///قال حماد بن زيدٍ رحمه الله: مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟
قال: نعم.
قيل: فلها خوص؟
قال: لا.
قيل: فلها سعفٌ؟
قال: لا.
قيل: فلها كرب؟
قال: لا.
قيل: فلها جذع؟
قال: لا.
قيل: فلها أصل؟
قال: لا.
قيل: فلا نخلة في دارك!!
/// هؤلاء الجهمية قيل لهم: ألكم ربٌّ؟ قالوا: نعم, قيل: يتكلَّم؟ قالوا: لا، قيل: فله يدٌ؟ قالوا: لا، قيل: فله قدمٌ؟ قالوا: لا، قيل: فله إصبعٌ؟ قالوا: لا، قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا، قيل: فلا ربَّ لكم!
/// وقريبٌ من المثل الذي ضربه الشيخ الزنداني، وهو يصلح لمن كان منحرف المنهج في الأساس ويناظر في صفة أوصفتين!:
رجلٍ ذهب إلى طبيب العيون فشكاه (ضعف بصره).
فقال له: تعال لأكشف عن درجة ضعفه، انظر إلى هذه العلامات التي في الجدار (الدوائر ذوات الفتحات)، إلى أي جهة الفتحة فيها.
فقال: أي دوائر؟
فقال الطبيب: التي في الجدار!
فقال: وأي جدار؟!!
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[02 - Jul-2007, مساء 09:00]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم، أمثلة وردود مفحمة، لا يعقلها إلا العالمون ,
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 05:13]ـ
مثال جميل ورائع شكر الله لكم أبا عاصم.(/)
المرأة ومصطلح الحق
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 04:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألمرأة ومصطلح الحق
كل الفرقاء يريدون المرأة , هذه هي ترجمة الصورة الماثلة أمامنا عن الصراع المستمر حولها , فجميعهم يخطب ودها بدعوى النضال من أجلها والسعي لما فيه خيرها.
أما موضوع هذا الصراع فإن الغالب عليها وقوفها موقف المستجيب لأحد هذه الأطراف المتنازعة فيها , مع ضعف أثرها في الجانب التنظيري رغم محاولة الكثيرات منهن البروز على هيئة داغيات لمبادئهن لا مستجيبات وحسب إلا أن هذه المحاولات بالرغم من حظها الكبير الذي نالته من الضجيج الإعلامي ظلت قليلة الأثر في هذه الخصومة وظل دور المرأة الواضح هو في حسم هذا النزاع بمقدار ما تقدمه من الاستجابة لأحد أطرافه.
هكذا هي الصورة كما أراها: المرأة فيها هي مادة الحسم بين الفرقاء فمن تتبعه المرأة وتسير على نهجه هو الفائز في السباق سواء أكان اتِّباع المرأة إياه إيمانا بما ينادي به أم ضعفا أمام أهواء بشرية , لأن الخلاف حول المرأة بين الإسلاميين والعلمانيين أو الإسلاميين وبعضهم ليس خلافا فكريا لا يفسد للود قضية , كما يصوره البعض , ولا خلافا عمليا في عبادة خاصة يبقى أثر الخطأ فيه محصورا في العامل والمجتهد , بل خلاف فكري وعملي معا , فهو فكري في حقيقة المرأة والغاية من خلقها ودورها في هذه الحياة وما لها من حقوق وما عليها من واجبات , ومصدر الحكم في حقوقها وواجباتها , وهو عملي لتأثيره في بنية المجتمع والحكم على ماضيه وحاضره والتخطيط لمستقبله , لإفضائه إلى تغيير موازين الرؤى في التربية والتعليم والإدارة والاقتصاد والتاريخ وربما الجغرافيا.
ومما أحرزه أصحاب الأهواء من تقدم في معركتهم غير الشريفة , إلصاق مصطلح الحق إلى كل ما ينادون به للمرأة , حتى أصبح مضافا لكل فكرة خلافية بيننا وبينهم , وبلغ من شيوع هذه الإضافة أن صارت ألسنتنا تنزلق بها عند الحديث عن هذه القضايا دون قصد منا لمدلولها, وكأنها من المركبات الإضافية اللازمة لتلك الكلمات.
ونجاح فريق في تثبيت مصطلحاته حتى تتواطأ عليها الألسنة , مرحلة مهمة من مراحل النجاح في استقطاب الجماهير لأفكاره وترسيخ شرعيتها بينهم , لذلك تنبغي العناية بنقد المصطلحات وعدم السماح بإمرارها للأمة على هيئة مسلمات لا نقاش فيها , فإذا كان المصطلح المراد تثبيته هو الحق كانت العناية بعدم إمراره والاغترار به أوجب وألزم.
فقد قال المناوي في التعاريف ج1/ص287 (الحق لغة الثابت الذي لا يسوغ إنكاره وعرفا الحكم المطابق للواقع يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك ويقابله الباطل)
وعلى هذا التعريف لا يمكن إطلاق الحق على ما لا نسلم باستحقاقه سواء أكان ذلك للمرأة أم للرجل , بل لا يصح إطلاق هذه العبارة على مباح يمكن أن يستجلب بالمنع منه مصلحة تراد في الدين أو الدنيا.
كما أن وصف الحق على تعريفه المتقدم لا يمكن أن يُكتسب إلا بدليل منقول أو معقول على أن نسبة هذا الموصوف إلى المرأة ثابتة لا يسوغ إنكارها وأن ما عداها هو الباطل , فالمنقول فيما كان مصدر الإثبات فيه الشريعة , والمعقول في ما مصدر إثباته العرف أو النظام , ولا يخفى أن ما تمتلئ به صحائف المطالبات للمرأة مرد الحكم فيها إلى الشريعة , فالقطع بأنها حقوق دون استحضار الدليل القاطع عليها كالقطع بنفي استحقاق المرأة لها دون دليل سواء بسواء.
ماذا نقول إذا أردنا أن تسمعنا المرأة:
ولأن المرأة - كما قدمت- هي مادة الحسم في معركة مع دعاة الهوى والبعد عن شرع الله تعالى , رأت فئة من الدعاة والعلماء أن إنقاذ المرأة من دعاوى الأهوائيين لا يتم إلا بشي من التنازل لبعض هذه المطالبات غير المشروعة بدعوى المصلحة المرسلة تارة ودعوى عدم كفاية الأدلة في المنع تارة أخرى.
والواقع أن مثل هذه التنازلات ليست في جملتها انصياعا للدليل كما يحاولون إثباته , بل هي نزول عند ضغط الواقع أو ضغط مصطلح الحق الذي أدى شيوعه إلى الشد من أزر المطالبين والمطالبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أثبتنا أن حق المرأة هو ما أثبته لها الدليل , وأن واجبنا تكييف الواقع ليكون مع الدليل لا لي عنق الدليل ليدرك الواقع , ثبت لنا: أن مطالبنا للمرأة أولى بمصطلح الحق من مطالبات خصومنا لها , واستطعنا أن نعكس الدفة باتجاهنا لنقول مثلا: حق المرأة في القرار في البيت , بدلا من حق المرأة في العمل , وحق المرأة في المحرم , بدلا من حق المرأة في السفر وحدها , وحق المرأة في الولاية , بدلا من حق المرأة في التحرر.
وسنكون أسعد بالمرأة في حسم المعركة لصالحنا حين نبدأ بمطالبة بعضنا قبل غيرنا بما فرطنا نحن في كثير منه مما كفله الشرع للمسلمين رجالا ونساء من حقوق نجد المرأة أقل حظوة بها من الرجل عندنا أعني: من نتبنى الشريعة غاية ومسلكا , وقد أدى انشغالتا عن تصحيح مسارنا فيها لا إلى التباطؤ في إعطائها وحسب بل إلى وقوعنا في خطأ أعظم وهو تسويغ هذا التباطؤ بل وشرعنته أيضا , وذلك حين نُصدم بأن من نعدهم خصوما لنا في هذه المعركة يسبقوننا إلى تنبني هذه المطالب الشرعية لها , وبدلا من أن نأخذ الراية منهم ونقول نحن أولى بها نجد أن منا من يقف ضدها إما بحجة سوء ظنه بهؤلاء المطالبين وأن مطالبتهم هذه حق أريد به باطل , وإما لكونه قد ألف هذا الأمر ويظن كل ما ألفه مشروعا.
ومن أمثلة ذلك نفقة المرأة: ألسيت على وليها؟ فلماذا تحتاج كثير من النساء لأن يذهبن إلى المحاكم للمطالبة بهذا الحق؟ لماذا لا يصل إليهن دون مطالبة , ألم تكن المطالبة أمام المحاكم عائقا لهن دون بلوغ حقهن؟ لماذا لا نبادر نحن بالمطالبة باستحداث نظام تحصل المرأة بموجبه على حقها من نفقة وليها دون أن نلجئها لتركه بسيف الحياء أو بتكاليف القضاء المادية والمعنوية؟.
والعجيب هنا أن بعض القضاة وفقهم الله من مزيد الحرص على العفاف وإشاعة القيم يلزمون المرأة بإحضار محرم لها في الجلسة مع أن المحرم قد يكون هو المدعى عليه , ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكلف النساء بالمحرم حين مطالبتهن بحقوقهن في مجالسه وليس إحضار المحرم شرطا في النظام.
وكذلك الأمر في حضانة المرأة المطلقة لأطفالها وحقها في طلب الخلع , وغير ذلك من القضايا التي نسمع فيها وهذا مما يؤسف له أصوات من نسميهم بالليبراليين والعلمانيين , وبدلا من أن نقول لهم صدقتم في هذه ونحن أهلها ونرفع أصواتنا لتعلوا بالحق على أصواتهم , نجد العكس من الكثيرين حيث يقفون في الجانب غير الصائب لا لشئ إلا لأن المطالبة جاءت من غير أصحاب التوجه الديني.
ومما يجعلنا أيضا سعداء بالمرأة أن لا نسعى إليها بالتنازل عن مواقفنا التي بنيناها على الدليل الصحيح من أجل ضغط الواقع وضغط مصطلح الحق , وجعلنا لتسويغ هذا التنازل ما ليس بدليل دليلا , فنحن لا نفتأ نسمع من المتنازلين كلاما في معرض الاستدلال لمواقفهم كتقديم أنفسنا للغرب وعدم التنفير من الإسلام واتخاذ الموقف الوسط ومراعاة العصر والسير بهن قبل أن ينفلتن ويسرن دوننا , إلى غير ذلك من الكلمات التي نقرأها في بعضٍ فتاوى من نسمع لهم ونقدر سابقتهم في الدعوة والجهاد , لكنهم مع ذلك أخذوا يعدلون مثل هذا الكلام بالدليل حينا ويقدمونه على الدليل الصحيح أحيانا أخرى.
وليس هذا التنازل في تقديري مما يجذب المرأة إلينا كما توهموا لأن المرأة التي تنصاع لأوامر الشرع لا تفعل ذلك لموافقته هواها بل لكونها تعتقد حقا أن هذا هو حكم الله تعالى في المسألة , ومن كانت منهن لا تلتزم بأوامر الشرع إلا إذا صممت أحكامه مع ما يتوافق وتصوراتها أو أهوائها فهذه ثغرة في صفوفنا وليست مكسبا لنا أو سندا , لأنها – وهذا ما يحدث فعلا – سوف تظل دائما تزعجنا بالمطالبة بمجارات ذوقها في تصميم الأحكام كما تصمم التحف والمقتنيات , فالمنهج الحق إن شاء الله تعالى في اتباع الدليل في جميع قضايا المرأة لأن الدليل هو المسلك إلى معرفة حكم الله تعالى في المسألة , أما ما ليس بدليل فلا يجوز اتخاذه دليلا مهما قدرنا المنفعة في اتخاذه كما لا يصح فهم الدليل على غير وفق ما فهمه عليه سلفنا الصالح وهذه قضية أخرى من ضايانا مع الأهوائيين والمتنازلين.
هذا والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين.
د. محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي
(يُتْبَعُ)
(/)
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بمكة
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 03:44]ـ
وفقك الله يا دكتور محمد أصبت ..
لكن أردت فقط لفت نظرك إلى أنّ ما تسميه أنت تنازلات قد يكون عند البعض مراجعات ..
ضغط الواقع أحياناً يكون منبهاً للفقيه أن يراجع كلامه، وليس ذلك عيباً، فلعل الخطأ فيه هو ما ينتج عنه الضغط وعدم ملائمة الواقع ..
هناك كثير من الكلام نود أن نقوله في معركة المرأة لكننا بين نارين: نار الزنادقة الذين يوظفون أي فتوى أو كلام لصالحهم حتى لو لم يكن في الحقيقة كذلك.
وبين نار الغلاة الذين يرفضون حتى مجرد فتح الموضوع في مسائل تخص المرأة.
في رأيي أن من الأخطاء التي نقع فيها افتعال معارك كلفتنا الكثير من الوقت والجهد واستغلها الزنادقة بخبث ومكر مع أنّ مبناها كله أصلاً على رأي فقهي اجتهادي قد يكون صواباً وقد لا يكون.
ا
ومن الأخطاء أن الإسلاميين ينكرون المنكر لكنهم لا يأمرون بالمعروف: وأنت أشرت إلى هذا وفقك الله، فهم ضد وضد وضد .. لكن أين البديل؟
البديل إما مثالي أكثر من اللازم أو غير ممكن التطبيق في الوقت الحاضر أو أنّه يصطدم برأي متشدد في المسألة .. وأنت ذكرت مثلاً تصرفات بعض القضاة في إلزام المرأة بحضور محرم ..
وأنت تعلم أن حال كثير من الرجال اليوم يؤسف له من تخليه عن واجباته .. فإذا وقعت المرأة بين محارم غير ثقات وبين قاض يصر على ما لا يلزمه به شرع فكيف يكون حالها؟
المرأة فعلاً تعاني .. وتعاني كثيراً ..
أنا من خلال عملي في الهيئة سابقاً ومن خلال ما أسمعه من قريباتي بل ومن خلال تجارب شخصية مررت بها أعلم أنّ هناك مظالم يشيب لها الولدان .. يُستغل فيها ضعف المرأة.
وعلى الإسلاميين أن يكونوا واقعيين وأن لا يكون إمساك طرف الزنادقة بيد المرأة اليسرى مسوغاً لهم لشدها من الطرف الأخرى .. حتى نشقها نصفين ..
لأن الخاسر هم مجموعة كبيرة من النساء لا معين لهم ولا نصير من البشر .. ونظل نحن فقط ندير معارك فكرية في الهواء ونبني واقع أفلاطوني غير واقعي في الوقت الحالي بينما الواقع على الأرض تتعالى منه صيحات لا سامع لها إلا الله تعالى.
ـ[أم المثنى]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بعلمكم شيخنا الفاضل
المرأة كانت وماتزال محور الحديث بين قطبي المغناطيس الإسلاميين والليبراليين وكلاً ينادي بحقها!!
ولكن إلى اللحظة كثير من النساء لم يحظين بالحق الشرعي لهن!
ولا نقوووول إلا الله المستعان ,,
في البيوت قصص يندى لها الجبين ..
جزاكم الله خيرا
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 10:07]ـ
أخي أبا عمر أشكر لك تفضلك بقراءة ما أكتبه وثناءك عليه
وما ذكرته كله صحيح دون استثناء وهو ما أنادي به ولعلي أجملت بعضه فيما تقدم
أما ضغط الواقع إن كان التغيير لأجله فقط فأمر لا نقره لأن الواقع ليس دليلا شرعيا , وليس المراد بالواقع _وهذا لا يخفاك _ ما يسميه الأصوليون العرف ولو كان كذلك لرضخنا له وفق الضوابط الشرعية
ولكن المراد بالواقع ما عمت به البلوى من منكرات منع شيوعها عددا من المشايخ من إنكارها ثم آل بهم الأمر إلى تبريرها ثم صاروا إلى تكييفها أو القبول بالحد الأدنى منها
أما أن الواقع قد نبه عددا من المشايخ إلى تشددهم في قضايا لا ينبغي التشدد فيها فلا شك أن الواقع شر ولا شك أن تنبه المشايخ خير وكم من شر نتج عنه خير ونتوج الخير من باطن الشر لا يجعل الشر خير كما نتوج الشر من باطن الخير لا يجعل الخير شرا
الأخت أم المثنى
أشكركي على قراءة المقال وعلى رأيك فيه
وأقول: أن على الكاتبات من أمثالك واجب في إبراز وجهة نظر المرأة المتمسكة بتعاليم الدين في هذه المعركة فإننا نرى الأهوائيات من النساء قد برزن وصورن للعالم أن المرأة عندنا على خلاف ما يريده المطاوعة هكذا قالوا(/)
السنه والشيعه!!!!
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الاخذ بفتاوى الشيعه فى مساّئل معينه كالأخذ بالقول الشيعى الذى يقول
اذا قال الرجل لزوجته انتى طالق باللفظ الصريح هذا وليس امام شهود لا يقع الطلاق
فما حكم اخذ القتوى وحكم هذا المشكل فى الطلاق
وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 01:33]ـ
بعض علماء الشيعة كان يعلم تلاميذه إذا أرادوا معرفة الحق أن ينظروا إلى ما يقول به أهل السنة فيقولون بعكسه لأن الحق فيما يدعي في عكس ما يقول به أهل السنة.
ويكفي إجماعهم على تحريف القرآن الكريم وسبهم للصحابة الكرام لينفر منهم أهل السنة ويتركوا ما هم عليه ولدينا بحمد الله في كتب أهل السنة ومذاهبهم وأقوالهم ما يغنينا من الرجوع لهؤلاء الملاعين عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وفي الأخذ بفتوى الإنسان بارك الله فيكم نوع إعزاز ورفع له ولا عزة لهؤلاء ولا كرامة.
وما جعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
ولا يعكر على هذا ما فعله الشوكاني والصنعاني رحمه الله من ذكر مذاهب الزيدية مثلا فالزمان غير الزمان والزيدية غير الاثني عشرية الرافضية السائدة الآن ومع هذا فلا نوافق الشوكاني على صنيعه أيضا
والله أعلم
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامى هذا من منطلق سماعلى لدكتورة من الازهر تأخذ بهذه الفتوى من اجل الحفاظ على الاسرة وردوا عليها قولها لكنها متمسكه به وتقول لماذا لا نأخذ بفتوى من الشيعه اذا كانت فى مصلحه الاسرة
فهل يجوز ذلك
وعلى علمى ان هذا الطلاق الصريح يقع والله اعلم
فكيف يا اخوانى نصحح ما قالته للناس لان منهم من ستعجبهم الفتوى ويتبعها بان يطلق زوحته مثلا مئه مرة ثم يقول لم تقع لانه لم يوجد شهود (وقولها هذا من باب التجديد فى الفتاوى والدين)
حسبى الله ونعم الوكيل
فهذا خطر يداهم الامه بتلك الفتاوى وخصوصا انها على ملأ فى احدى القنوات الفضائيه
ارجو الافاده
بارك الله فيكم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 09:25]ـ
ذكر أهل العلم رحمهم الله تعالى، أن من طلب الرخص تزندق، ومن طلب الرخص، أن يبحث الإنسان عن بعض الفتاوى التي توافق هواه، وهذه من المصائب ولا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 01:59]ـ
يراجع كتاب (أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية) للشيخ مصطفى العدوي 183
وهو موجود على الوقفية
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=14&book=864
وقد ذكر مذهبين للعلماء في الإشهاد على الطلاق والرجعة والأكثر على الإشهاد في الرجعة بخلاف الطلاق.
وينتبه إلى أن الإشهاد على الطلاق الذي قال به البعض مسألة غير مسألة وقوع الطلاق
يعني أن الطلاق باللفظ الصريح يقع أشهد أم لم يشهد
لكنه تعدى حدود الله عندما طلق في غير وجود شهود عند ابن حزم الذي يرى الإشهاد على الطلاق ولا شيء عليه عند جمهور العلماء الذين لا يرون الإشهاد على الطلاق
فالخلاف هنا ليس في مسألة وقوع الطلاق وإنما في الإشهاد على الطلاق
أما الطلاق باللفظ الصريح فيقع
والحفاظ على الشرع مقدم على الحفاظ على الأسرة
ـ[الشاعر]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة فتاة مسلمة
أنا من الذين كثر بيني وبين الشيعة الجدال وعرفت الكثير من خفاياهم فأردت أن أنبهك وبقية الأخوة في الله إلى شي مهم أتمنى أن لا نغفل عنه
والله الذي لا إله غيره إنهم يفرحون بأي مقولة لأحد من أهل السنة والجماعة (مهما كان وضعه العلمي) تدعو للأخذ بشيء - ولو يسير - من مذهبهم.
فهم يحتجون علينا بأقوال لعلماء وشيوخ من الصوفية والقبوريين والمبتدعة ... والمقال في هذا يطول
ولقد أغنانا الله بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه
وأشكر لأخي في الله وليد الدلبحي مقولته المنقولة (أن من طلب الرخص تزندق) وربما كان قصدهم -والله أعلم - التحذير من البحث عن هذه الرخص بين أئمة أهل السنة والجماعة
فكيف بنا إذا بدانا نطلب الرخص ولو كلفنا ذلك أن نلجأ إلى من خلافنا معهم أكبر من أن يذكر
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما سمعت أن الإمام ابن حزم _ وأرجو التصحيح إذا أخطأت - لم يعتبرهم من الفرق الثلاث والسبعين التي تفترق عليها هذه الأمة؟؟؟
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه في القول والعمل
ـ[أم المثنى]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 02:11]ـ
سؤال 58) مالفرق بين الشيعه والسنه؟ .. لقد سُألتُ هذا السؤال ولم أستطع الإجابه عليه بشكل واثق بل أجلت جوابي الى أجل غير مسمى مع العلم أننا درسنا في المدارس أن كل مذهب غير السنه والجماعه باطل .. ولم ارد ان أُجيب بما درسته لكي لا أوقع نفسي في دوامه لا مخرج منها .. أرجوا منك يا فضيله الشيخ أن تعطيني الرد المثالي.
جواب 58) معتقدات الشيعة تتفاوت تفاوتاً كبيراً، فمنهم الزيدية، ومنهم الإثنا عشرية سموا بذلك؛ لأنهم يقولون: بإثني عشر إماماً معصوماً، وقد يسمون بالجعفرية نسبة إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وهو من أئمة أهل البيت الملتزمين بالسنة المحاربين للبدعة، وله في ذلك مواقف ومناظرات، فنسبتهم إليه غير صحيحة إلا باعتبار الشهرة، كما يقال: العلويون، أو المسيحيون، أو نحوهما. ومن أسمائهم: الرافضة؛ لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر، ونازعوا في ولايتهم وأحقيتهم بالخلافة، أو لأنهم رفضوا زيد بن علي زين العابدين. ومن أسمائهم: الإمامية لحال الأئمة عندهم، وغالب الشيعة الموجودين اليوم من هذه الطائفة. والإثنا عشرية يقوم أساس معتقدهم على عصمة الأئمة الإثني عشر، ثم هم على باطل لا ينضبط. ومن أسس مذهبهم: ذم الصحابة وسبّهم، وكثير منهم يقولون بتكفيرهم، والسب له صور: منها: ما هو كفر بالإجماع كرميهم بالنفاق أو الردة، وتعميم ذلك عليهم إلا نزراً يسيراً، وقد حكى الإجماع على كفر من يفعل هذا جماعة كابن حزم، وأبي يعلى، والسمعاني، وابن تيمية، وابن كثير، وغيرهم. ومنها: صور يعلم أنها ليست كفراً، ولكن صاحبها يستحق التفسيق كاتهام بعضهم بالجبن، أو البخل، أو الظلم، أو نحو ذلك. ومنها: صور مترددة بين هذا وذاك، كما أشار ابن تيمية - رحمه الله -، حيث يقول: "أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا لا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. وكذلك من زعم منهم: أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أنه له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء هم القرامطة والباطنية، ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم. وأما سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل: وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم. وأما من لعن وقبّح مطلقاً، فهذا محل الخلاف فيه، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد .. (الصارم المسلول 586 - 587). ومما ينبغي أن يكون واضحاً أن تكفير جميع الصحابة كفر؛ لأنهم هم نقلة الدين ورواة الشريعة، والأمناء على الوحي نقلاً وتبليغاً بقولهم وفعلهم، وهم خيرة الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فيهم أزواجه أمهات المؤمنين، وفيهم أنسابه وأصهاره وخاصته، وخلفاؤه ووزراؤه وقادته، وموضع سره ونوّابه، وأي طعن في الرسول - صلى الله عليه وسلم- أعظم من اتهامه بالفشل المطبق في حياته، وفي مجهوده التربوي والدعوي مع خاصة أصحابه وخلاصة رفاقه؟ المسألة الثانية: ما سبق يتعلق بالحكم على المقالة، أو العقيدة، أو المذهب، فإذا كان صاحب المذهب يظهر خلافه، وينكر أن يكون قال بكذا وكذا فهذا يؤخذ بالظاهر، ويوكل باطنه إلى الله –تعالى- شريطة ألا يعاند الواقع أو يكابره، ومن العقائد عند كثير من الشيعة: القول بالتقية مع مخالفيهم حتى من أهل الإسلام،. فإذا قال المنتسب لمذهبهم: إن ادعاء سبّ الصحابة كذب على مذهبنا، فهو مكابر؛ لأن كتبهم مشحونة بمثل هذا، وهي مطبوعة متداولة، وإن كان مثل هذا الكلام قد يروج على غير المطلعين. لكن إذا قال: أنا أبرأ من مثل هذا الكلام ولا أقرّه وإن كان موجوداً في المذهب، فهذا يؤخذ بظاهره. وهكذا إذا قال: أنا أعتقد أن القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان قُبِل منه، لكن إن قال: إن دعوى التحريف أو النقص كذب على المذهب ولا يوجد في كتبنا شيء من ذلك، فهذا من التقية المردودة؛ لأن الواقع يكذبها،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا إن قال: أنا أرفض التقية، ولا أقول بها ولو كانت من المذهب، فهذا يُقبل منه قوله، وسريرته إلى الله –تعالى-، حتى لو كان منافقاً في الباطن، فيقول خلاف ما في قلبه، فلنا ظاهره وعلانيته، وسره إلى الله –تعالى-.لكن لو ادعى أن لا تقية في المذهب لم يقبل منه؛ لأنها مغالطة مكشوفة، وعلى فرض أنه يجهل ذلك فإنه يوقف عليه ويبين له. فالخلاصة: أنه ينظر في حال صاحب المذهب، فإن أظهر موافقة الحق ورد الباطل وبرئ منه ولو كان في كتبهم ومذهبهم، فهذا خير - والحمد لله -، وإن أظهر ما يدل على المراوغة والمداورة حكمنا عليه بما يقتضيه حاله، على ما سيأتي ذكره. ولذلك كان العلماء يفرقون بين المقالة وبين صاحبها، فليس الحكم على المقالة حكماً- بالضرورة - على المنسوبين إليها، لوجوه: (الأول) أنه قد يوجد في كتب القوم ومصنفاتهم أقوال مهجورة، أو متناقضة، أو ضعيفة حسب قواعدهم، ومن المعلوم في سائر المذاهب أنه يوجد في المسألة الواحدة أقوال عديدة، كما هو موجود عند الشيعة في مسألة تحريف القرآن. فعندهم قول بالتحريف في كتبهم المعتمدة، ولبعضهم في ذلك مصنف خاص، وهذا كفر لا خلاف فيه، وعندهم قول آخر في كتبهم المعتمدة بنفي التحريف وإبطاله، واعتقاد أن المصحف هو ما بين الدفتين، حتى إن في بعضها تكفير من يقول بالتحريف. وقد يرجح بعضهم هذا القول أو ذاك، فالحكم على الطائفة أو الفرد المعين مبني على معرفة كونهم يقولون بهذا أو لا يقولون. (الثاني) وهو تفريع عن الأول، أننا نعلم أن كثيراً من أصحاب المذاهب - حقاً كانت أو باطلاً - يجهلون مذهبهم، ولا يعرفون تفاصيله، بل ولا جمله وقواعده أحياناً، وأن كثيراً من المنتسبين للمذاهب يتعصبون لها، ويدافعون عنها بالحمية والهوى من غير معرفة بخصوصية المذهب، فالشيعة يستدرون عواطف العوام بمحبة آل البيت، ودعوى رفع الظلم عنهم. والصوفية قد يضربون على وتر محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو محبة الأولياء. والخوارج يحكمون عوامهم من باب تعظيم حرمات الله، وعدم التفريط أو التساهل في الدين، وهكذا على ما عند كل طائفة من هؤلاء من المنكرات الظاهرة في الأعمال، والمخالفات الظاهرة في المعتقدات والأقوال. (الثالث) أن الحكم على الشخص المعين لا يكفي فيه أن يقول أو يفعل ما هو كفر، حتى تتوفر الشروط وتزول الموانع. وفي هذا يقول ابن تيمية في (الفتاوى 12/ 478 - 488): "التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع .. " ثم ذكر الأدلة الشرعية على هذا الأصل .. ثم قال: " .. وأما الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه". وحكى - رحمه الله - في بعض المواضع الإجماع على هذا الأصل. (المسألة الثالثة) أن الدعوة إلى الله –تعالى- واجبة بقدر الاستطاعة. ودليل الوجوب، قوله –تعالى-: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " الآية [النحل: 125]، وقوله –تعالى-: "وادع إلى ربك" الآية [الحج: 67]. وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" [المائدة: 67]، وقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" الآية [آل عمران: 110]. وهذه النصوص وما في معناها تدل على وجوب دعوة الناس كافة، عربهم وعجمهم، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم. وتدل على وجوب دعوة غير المسلمين من كتابيين ووثنيين إلى الإسلام، كما تدل على وجوب دعوة المسلمين المنحرفين إلى جادة الصواب وطريق السنة والاستقامة، أياً كان لون الانحراف لديهم، عقدياً أو سلوكياً، قليلاً أو كثيراً. فالنصارى يُدعَون، واليهود يدعون، والخوارج يدعون، والشيعة يدعون، وصرعى الشهوات يدعون ... ولا يملك أحد كائناً من كان أن يستثني من هذا العموم، أو يخصص فئة، أو طائفة بأنه لا توجه إليهم الدعوة. إذا تقرر هذا، فمن المعلوم بداهة أن الدعوة لا تجامع الهجر، فمن تدعوه لا بد أن تجالسه وتحادثه وتصبر عليه، وتعامله بالحسنى رجاء أن يفتح الله قلبه، فيكون لك في ذلك الأجر الموعود في الحديث "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" أخرجه البخاري (2942) ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد
(يُتْبَعُ)
(/)
مرفوعاً. ولا يشك أحد، كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو كفار قريش، وهم مشركون وثنيون؟ ولا كيف كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو يهود المدينة؟ ولا كيف دعا المسلمون المجوس في (هجر) (وخراسان) وغيرها، فالدعوة تكون بالكلام الليّن قال –تعالى-: "فقولا له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى" [طه: 44]. وتكون بالخلق الطيب المحبب إلى النفوس. فإذا استفرغ المرء وسعه، وبذل جهده، وأيس من صلاح المدعو، أو تخفيف ما هو عليه من الشر، آل الأمر إلى هجره ومباعدته، لعدم المصلحة في مخالطته ومحاسنته. (المسألة الرابعة) وبما سبق يعلم أنه يمكن القول بوجود الأصناف الثلاثة في أهل البدعة (المسلمون –والمنافقون– والكفار).فالمسلمون هم الذين يلتزمون بأصول الإسلام، ولا ينقضونها بقول ولا فعل ولا اعتقاد، وإن كان عندهم مخالفات وبدع لكنها ليست مكفرة، كمن يقول بتفضيل علي -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه-، أو حتى على الشيخين (أبي بكر وعمر) ـ رضي الله عنهم -، فهذا بمجرده ليس كفراً قطعاً. والمنافقون هم الذين يظهرون الموافقة للمسلمين على ما هم عليه ويبطنون الكفر، كمن يبطن القول بتحريف القرآن ويظهر القول بعدم ذلك، أو يبطن القول بكفر الصحابة أجمعين، ويظهر عدالتهم، أو نحو هذا، فهذا في الباطن كافر، وفي الظاهر له حكم الإسلام، كما هو الشأن في المنافقين، ومعلوم كيف كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعامل معهم، فكان يقبل علانيتهم، ويحقن دماءهم، ويعاملهم في الأخذ والعطاء والتوريث وغيره كمعاملة المسلمين، ويكل سرائرهم إلى الله –تعالى-.تبقى الفئة الثالثة، وهم الكفار المعلنون، وهم الذين يجهرون بعقائد كفرية صريحة، كمن يقول بألوهية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أو يخّون جبريل - عليه السلام-، أو يقول بتحريف القرآن، أو يكفر الصحابة، أو أكثرهم إلا نزراً يسيراً منهم. فهذه العقائد متى ثبتت عن شخص وجب استتابته، فإن أصر على ضلاله وبدعته، فهو مرتد خارج عن اسم الإسلام، نُثْبِتُ له أحكام الردة كلها، ولا يجوز التعامل معه، ولا أكل ذبيحته، ولا ولايته، وما له في الآخرة من خلاق، إلا أن يراجع دينه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
بقلم/ د. سلمان العودة
أحببت نقله لنرى عقيدة الشيعة ومذاهبهم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 02:38]ـ
وكما سمعت أن الإمام ابن حزم _ وأرجو التصحيح إذا أخطأت - لم يعتبرهم من الفرق الثلاث والسبعين التي تفترق عليها هذه الأمة؟؟؟
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه في القول والعمل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وجزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل
كلام ابن حزم ذكره في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل قرأته فيه من مدة طويلة ولا أذكر مكانه الآن(/)
مقدمة كتاب (لماذا تكرهون محمداً؟ ومحمد يحب المسيح! -صلوات الله وسلامه عليهما).
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 05:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمحوا لي أن أقدم لكم مقدمة كتاب (لماذا تكرهون محمد ومحمد يحب المسيح-صلوات الله وسلامه عليهما) للمؤلف يوسف الساجر غفر الله له ولوالديه.
فقد سلط المؤلف في مقدمته الضوء على ما يلي:
1 - حب محمد للمسيح وحب المسيح لمحمد صلوات الله وسلامه عليهما.
2 - تقديم محمد صلى الله عليه وسلم المسيح عليه السلام للعالم بأبهى وأجمل صورة من خلال منهج الوحيين الكتاب والسنة.
3 - محمد صلى الله عليه وسلم عرف بأخيه المسيح عليه السلام من قبل ميلاد امه العذراء عليها السلام.
4 - نعت رسالة المسيح عليه السلام بأنها اشراقة سماوية على الإنسانية.
5 - المسلم الحقيقي لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا آمن بالمسيح عليه السلام، وبانجيل المسيح عليه السلام.
وفوائد أخى نترك القاري يحلق بجناحيه في أفق هذه المقدمة الجميلة.
-المقدمة-
إن الحمد لله،نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:-
إن العلاقة بين محمدصلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام علاقة محبة صادقة خالصة رفيعة المستوى، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أحب أخاه المسيح عليه السلام وقدمه للعالم و الإنسانية بأبهى وأرقى وأكمل مشهد من خلال منهج الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية. ومحمدصلى الله عليه وسلم عرف بأخيه المسيح عليه السلام تعريفاً كاملاً من قبل ميلاد أمه العذراء مريم بنت عمران عليها السلام إلى نهاية التاريخ وتوقف الزمن الأرضي، وقدم الكتاب المقدس الإنجيل الحق، المنزل على المسيح عليه السلام، بأزهى تقديم وقدم الحواريين بأجمل صورة، ودافع عن مؤمني النصارى المضطهدين دفاعا اتسم بالمحبة لهم، وبكراهية مضطهديهم الطغاة، فالمسلم الحقيقي لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا آمن بالمسيح عليه السلام، وبانجيل المسيح عليه السلام، والنور الذي جاء به المسيح عليه السلام، فالمسلم يؤمن بأنبياء الله كلهم من آدم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم والبالغ عددهم أكثر من ثمانية وعشرون ألف نبي، ومن كفر رسولاً واحداً أو كتاباً واحداً انسلخ عن الإسلام،فالمسلم يؤمن بموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وبالتوراة و الإنجيل،كإيمانه بمحمدصلى الله عليه وسلم والقرآن سواءاً بسواء قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} سورة البقرة الآية [28]،ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي متبع لآثار أخوته الأنبياء من قبله،ومقتد بهداهم،ومجدد ومصحح لما طرأ في عقائد الناس من انحراف،وردهم إلى التوحيد الذي هو قطب رحى الرسالات السماوية جميعها قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} سورة النحل الآية [36]،ومحمدصلى الله عليه وسلم نعت رسالة المسيح عليه السلام بأنها اشراقة سماوية على الإنسانية، ولو كان محمدصلى الله عليه وسلم كارها للمسيح عليه السلام وأمه العذراء، لأخفى من القرآن الكريم المنزل عليه عن طريق روح القدس جبريل سورة مريم وآل عمران، وسورة المائدة التي تسطر كرامات المسيح عليه السلام بأحرف من نور وآيات أخرى كثيرة كثيرة مثل قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} سورة التحريم الآية [12]،و الأحاديث النبوية الصحيحة الكثيرة –ومنها كما في صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم (فضل
(يُتْبَعُ)
(/)
عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون)،وهذه وأيم الله شهادة صدق من سيد المرسلين والتي ترفع المسيح عليه السلام وأمه إلى أعلى عليين فأي دلالة أوضح من هذه على حب محمدصلى الله عليه وسلم لأخيه المسيح عليه السلام وأمه العذراء. لذا أقول إن الشعوب النصرانية لا يعلمون بأن روح المحبة الصادقة التي يبديها المسلم دائما تجاه عيسى وأمه عيلهما الصلاة والسلام تنبع من الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية فهما ينبوع الايمان. واني لأضع بين يديك و بكل تواضع هذا البحث العلمي المعنون"لماذا تكرهون محمد؟ ومحمد يحب المسيح!!! " فرب كلمة يبارك الله فيها فتقرأ فيها فحوى كتاب، فلعله أن يكون مشعلا ومناراً ومقتداً، وأن يفتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وان الأسلوب المنتهج في هذا البحث أسلوباً حوارياً دفاعياً هادئاً يحبه الغربيين، فحسب القاريء الغربي بل وحتى الشرقي، بقراءته للبحث أن تقام عليه الحجة الواضحة والبرهان الساطع على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وحسبه وكافيه قصة إسلام النجاشي وقد عرفت بطريقة غير مباشرة بمحمدصلى الله عليه وسلم ورسالته الخالدة، بمثل قصة إسلام النجاشي وقصة هرقل، وأما ما يفعله الغربيون من رسم رسوماً يلمزون بها محمد صلى الله عليه وسلم ما هي إلا نوع من أنواع الحروب على الإسلام، والتي يدير رحاها، قتلة الأنبياء المغضوب عليهم اليهود، تحت ظل حرية الرأي وحرية التعبير زعموا؟!، والتي لا تقف إلا بنزول المسيح عليه السلام بقتله للخنزير وكسره للصليب وتخليص الأرض من شر اليهود ليعم بعدها السلام العالمي على الإنسانية. فأقول لهؤلاء اللامزين إن لم تؤمنوا بمحمدصلى الله عليه وسلم ورسالته فلا أقل من أن تحترموه لأنه يحب المسيح عليه السلام.هذا فان كل ما كتبته هو نصرة لحبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} سورة الفتح
هذا هو جهدي في الكتاب، فان وفقت فيه فمن فضل الله وكرمه ومنه علي،وان كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان، واستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه منه، وأسأل الله ألا يحرمني أجر هذا الكتاب في الحياة وبعد الممات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المؤلف: يوسف بن إبراهيم الساجر
مرفق الكتاب لمن أراد الاستزادة.
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
لقاء مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- حول شبهات للمفوضة
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:30]ـ
فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن ناصر البراك حفظه الله
السلام عليكم ورحمه وبركاته
هذه شبهة تفويضية يكثر المبتدعة الأشاعرة يا شيخنا الكريم من تردادها وهي قولهم:
قلتم يا سلفيون في جميع صفات الله سبحانه أنها معلومة المعنى مجهولة الكيف، فما جوابكم إن سألناكم عن معنى اليد والساق والرجل؟ وعن معنى الضحك والغضب؟ وهل المعنى الذي تثبتونه هو ما ورد في معاجم اللغة أم هو شيء آخر؟ فإن كان شيئاً آخر فبينوه فإن لم تذكروا شيئاً في بيان هذا المعنى فأنتم في الحقيقة مفوضة وإن كابرتم.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ...
مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو المذهب الحق الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول، وهو مبني على ثلاثة أصول: الإثبات لما أثبته الله لنفسه، ونفي مماثلته تعالى لخلقه، ونفي العلم بالكيفية.
فأما الإثبات فدليله قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير)، ونظائر هذه الآية، فمن الإيمان الإيمان بما وصف الله به نفسه أو صفه به رسوله.
ودليل نفي التمثيل قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، (ليس كمثله شيء)، ونحو ذلك.
ودليل نفي العلم بالكيفية قوله تعالى: (ولايحيطون به علماً)، وقوله تعالى: (ولاتقف ما ليس لك به علم)، وقوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون).
ومعلوم أن الأسماء والصفات التي جاءت مضافةً إلى الله أيضاً جاءت مضافة إلى العباد، بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، كالوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة.
وكذلك بعض الصفات المضافة للإنسان كالوجه واليد والعين، أو المضافة إلى بعض الحيوان كالجناح، جاءت مضافة للملائكة، كما قال تعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم)، وقال: (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء).
ومعقول من معنى اليد المضافة للملائكة والإنسان أنها التي يكون بها الأخذ والعطاء والفعل والقبض والبسط.
ويكون بالجناح الطيران.
ولم يلزم من ذلك أن أيدي الملائكة كأيدي الناس والحيوان، ولا أجنحتهم كأجنحة هذه الطيور، فمعناها معقول وكيفيتها مجهولة، هذا مع أن الجميع مخلوق.
فصفات الملائكة مباينة لصفات الإنسان والحيوان ومعانيها مفهومة للمخاطبين، وشأن الله أعظم من ذلك، فكل موصوف صفاته مناسبة له، فإن كان الله لايماثل شيئاً من مخلوقاته ولايماثله شيء من خلقه فكذلك صفاته، فهو سبحانه ليس كمثله شيء لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومذهب أهل السنة في هذا الباب هو الصراط المستقيم، وكل من خالفهم فقد انحرف عن الصراط بدرجات متفاوتة، ومذهب أهل السنة مستقيم لاتناقض فيه ولا اضطراب، والمذاهب المخالفة متناقضة فيثبتون الشيء وينفون نظيره، وينفون الشيء ويثبتون نظيره، وهذا لازم لكل من نفى شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مخرج لهم عن هذا التناقض إلاّ بالرجوع إلى الحق بإثبات كل ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله على الوجه اللائق به سبحانه، أو ينتهي به الأمر إلى غاية الإلحاد بنفي وجود الله سبحانه وتعالى.
والمعطلة لجميع الصفات من الجهمية والمعتزلة بنوا مذهبهم على شبهات زعموها حججاً عقلية عارضوا بها نصوص الكتاب والسنة، وزعموا أن ما دلت عليه هذه الحجج هو الحق الذي يجب اعتقاده، وأن ظواهر النصوص كفر وباطل، فأوجبوا لذلك صرفها عن ظاهرها، بشتى التأويلات التي لادليل عليها، فجمعوا بين التعطيل لصفات الرب وتحريف كلامه وكلام رسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الأشاعرة فقد شاركوا الجهمية والمعتزلة في كثير من باطلهم في هذا الباب، فنفوا أكثر الصفات وأثبتوا القليل منها، وحجتهم فيما نفوه هي حجة الجهمية والمعتزلة في نفي جميع الصفات، فشاركوهم في المذهب والاستدلال، وما أثبتوه من الصفات لم يسلم من التخليط، كما في مسألة كلام الله تعالى ومسألة الرؤيا، فكانوا بهذا الإثبات والنفي متناقضين أظهر تناقض، فما يحتجون به على ما نفوه يقتضي نفي ما أثبتوه، وما احتجوا به فيما أثبتوه يقتضي إثبات ما نفوه، فلزمهم إما إثبات الجميع أو نفي الجميع، ولكنهم اختلفوا في موقفهم من نصوص الصفات التي نفوها.
فمنهم من يوجب في هذه النصوص التأويل وذلك بصرفها عن ظاهرها إلى معاني محتملة مرجوحة، ومعاني بعيدة بغير حجة يجب المصير إليها، وسبيلهم في هذا سبيل الجهمية والمعتزلة فيجمعون بين التحريف والتعطيل والحكم على النصوص بأن ظاهرها هو التمثيل الباطل، ومنهم من يوجب في هذه النصوص التفويض وحقيقته أن هذه النصوص لا تدل على معنى مفهوم فلا يفهمها أحد لا الرسول ولا الصحابة فضلاً عن غيرهم، ولازم هذا المعنى بل حقيقته أن نصوص هذه الصفات ليس فيها بيان للناس، ولا هدى ولاشفاء ولا تكون من أحسن الحديث، فإن ما لا معنى له، وما لا يفهمه أحد لا يحصل به شيء من ذلك، وليس أهل التفويض من الأشاعرة وغيرهم بأقل ضلالاً وانحرافاً من أهل التأويل، فإنهم يشتركون في ما نفوا من الصفات، فيشتركون في التعطيل، ويشتركون كذلك في أن هذه النصوص لايجوز اعتقاد ظاهرها، فظاهرها غير مراد عندهم، ولا ريب أن من كان يعتقد أن ظاهرها التشبيه فإنه لا يجوز أن يكون هذا الظاهر مراداً، ولكن أهل السنة يأبون ذلك، فالله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون ظاهر كلامه هو تمثيله بخلقه، فإنه تعالى لم يخبر بما أخبر به من أسمائه وصفاته إلاّ مع تنزيهه عن مماثلة خلقه كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى أن يماثله شيء من خلقه، ومعاني أسمائه سبحانه وصفاته معلومة للمخاطبين فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وبهذه النصوص المفهومة عرف المؤمنون ربهم بأنه ذو سمع حقيقة وسع الأصوات، وذو بصر حقيقة فلا يغيب عنه شيء، وذو حياة حقيقة فلا تأخذه سنة ولانوم، وهو الحي الذي لايموت، وهو ذو قدرة تامة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وذو علم محيط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو تعالى منزه عن أضداد هذه الصفات من الصمم والعمى والموت والعجز، وكما أنه سبحانه موصوف بهذه الصفات بمعانيها المفهومة للمخاطبين كذلك القول في سائر ما وصف الله به نفسه، من الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، والمحبة والرضا والغضب والفرح والضحك مما جاء في القرآن أو في السنة، معانيها معلومة وكيفياتها غير معقولة لنا، مع الجزم بأن ما يختص به الرب من هذه المعاني ليس مماثلاً لما يختص به المخلوق، حتى الوجود؛ الله موجود، والعبد موجود، وليس وجود الخالق كوجود المخلوق، ولا وجود المخلوق كوجود الخالق وإن كان كل منهما هو وجود ضد عدم، ولايلزم من الاتفاق في معنى كلي اتفاقهما فيما يختص بالخالق أو يختص بالمخلوق.
والتعبير عن الأسماء والمعاني التي في معاجم اللغة منه ما هو تفسير بما يختص بالمخلوق، كتفسير الغضب بغليان دم القلب، أو تفسير الرحمة بأنها رقة، وما أشبه ذلك، ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق، كما إذا قيل العلم ضد الجهل، والحياة ضد الموت، والسمع إدراك الأصوات، والبصر إدراك المرئيات، وكثير من المعاني يصعب التعبير عنها بحد جامع مانع لكنها معقولة، مثل المحبة والبغض، بل الحياة والسمع والبصر إنما تفسر بذكر أضدادها ومقتضياتها اللازمة لها، ولايعني ذلك نفي حقائقها فتثبت المحبة مثلاً وما تستلزمه من الثواب، والبغض وما يستلزمه من العقاب، ونفي الحقيقة وإثبات لازمها تعطيل مع ما فيه من التناقض، فإن إثبات اللازم يقتضي إثبات الملزوم، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم.
وقد جاء عن أئمة أهل السنة القول الفصل المتضمن للحق الخالص فمن ذلك قول الإمام مالك لما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال غيره في نصوص الصفات: تمر كما جاءت بلا كيف، أي لايتعرض لها بالتأويل، بل يؤمن بها، والإيمان بها يتضمن الإيمان بألفاظها وبمعانيها فإن ما لامعنى له لايقال فيه: بلا كيف.
فيجب الإيمان بأنه تعالى كما وصف نفسه وكما وصفه رسوله وكل ما جاء من ذلك فهو حق على حقيقته اللائقة به سبحانه، فكما تقول الله تعالى حي والمخلوق حي وليس الحي كالحي، والله تعالى سميع بصير وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير، نقول كذلك إنه تعالى يحب ويرضى ويبغض والمخلوق يوصف بهذه الصفات وليس ما يضاف لله من هذه الصفات مثل ما يضاف للمخلوق، فنعرف ربنا بأنه يحب أولياءه ويرضى عنهم ويبغض أعداءه ويسخط عليهم، كذلك نؤمن بأنه يفرح بتوبة عبده كما أخبر أعلم الخلق به، وفرحه يتضمن محبته والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك ترغيباً في التوبة إلى الله، فإن الذي ينبغي للعبد أن يسارع إلى ما يحبه مولاه ويفرح به، وفرحه تعالى بتوبة عبده ذلك الفرح يدل على عظيم كرمه وإحسانه وهو تعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
فنسأله تعالى أن يرحمنا وأن يتوب علينا.
السؤال الثاني: نريد تقويمك شيخنا لهذا لجواب وهو أن يقال:
<<إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم)) إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة. أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.
أما المعاجم فإما أن تعطي بالنسبة لهذه الألفاظ الواضحات:
1 - مفردة مرادفة للمعنى الكلي لـ "اللفظ" المراد البحث عن معناه أو ما يضاده في المعنى كأن يقال "القدم" هي "الرجل" و "العلم" هو "الإدراك" و"الرضا" ضد "الغضب" واللفظ المستفاد هنا كما هو واضح إما أن يكون أخفى من اللفظ الأول أو أنه مساوي له في الظهور وهنا سيعيد هذا السائل السؤال بالنسبة لمعنى اللفظ الآخر.
2 - أو تعطي هذه المعاجم بعض الأمثلة من حقائق هذا المسمى في الخارج لتقرب معناه الكلي من الذهن لكن لا يجوز أن يعتقد قط بأن كيفية صفات الله سبحانه تماثل كيفية صفات المخلوقين المذكورة تعالى الله سبحانه عن كل نقص وعيب.
فإن قيل فما هو المعنى المشترك لصفات ربنا سبحانه والذي قلتم بأنه واضح وجلي للسامع و الذي فارق به أهل السنة المفوضة المبتدعة قيل هو المعنى المتبادر الذي يفهم من خلاله أحكام الصفة والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها و آثارها ويفهم من خلاله -ولولاه لما فهمناهذا-ما يقارب اللفظ في المعنى وما يرادفه وما يضاده ونحو هذا. وهذا المعنى هو الذي يُفهم من لفظة الصفة في سياقها الوارد ويفهمه كل من سلمت فطرته من تغيير ممن يفهم بتلك اللغة ".
فما تعليقكم يا فضيلة الشيخ على هذا الجواب؟ >>.
الجواب:
الذي أرى أنه جواب سديد، ومداره على أن هذه الصفات المسؤول عنها واضحة المعنى مفهومة وأنها أوضح من كثير مما تفسر به، كما ورد الاستشهاد بذلك بما قال الغزالي في العلم، ويمكن أن يقال مثله في الحياة والمحبة والرحمة والفرح، ولهذا يلجأ بعض أهل اللغة أصحاب المعاجم إلى تفسيرها بذكر أضدادها، أو يقولون: معروف.
والموردون للسؤال من الأشاعرة عليهم أن يوردوا هذا السؤال على أنفسهم فيما أثبتوه فما يجيبون به هو جوابنا عن هذا السؤال فيما نفوه، فإن كان ما أثبتوه لله من الحياة والقدرة والسمع والبصر أثبتوها بمعانيها المعقولة المفهومة على الوجه اللائق به سبحانه، والمعقول من معاني هذه الأسماء أن الحياة ضد الموت، والعلم ضد الجهل، والقدرة ضد العجز، والسمع ضد الصمم، والبصر ضد العمى، فليقولوا مثل ذلك في سائر ما نفوا من صفات الله، سواء كانوا من أهل التأويل أو التفويض، وهذا هو المطلوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن نفوا ما نفوا من الصفات فراراً من محذور فما زعموه لازماً من إثبات تلك الصفات هو لازم لهم فيما أثبتوه فلابد لهم من إثبات الجميع لله على ما يليق به أو نفي الجميع وحينئذ يخرجون عن مذهبهم المضطرب إما إلى الحق المستقيم، أو إلى ما هو أبطل مما ذهبوا إليه، ومن أراد الحق واجتهد في طلبه وتحريه هدي إليه، "فمن تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق فإن الله لايخلف الميعاد، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) ".
أما المعنى المشترك فهو القدر الذي يثبت لكل من يصدق عليه الاسم العام، ويسمى المتواطئ لأن أفراده تتفق في معناه إما مع التساوي أو مع التفاوت، فالأول كالإنسان فإنه اسم للنوع البشري. والثاني كالنور فإنه يصدق على نور الشمس، ونور السراج الضئيل، ومن هذا القبيل لفظ الوجود والموجود فإنهما يصدقان على كل وجود وكل موجود مع التباين العظيم كما في وجود البعوضة والعرش، وأعظم من ذلك التباين بين وجود الواجب ووجود الممكن، فالقدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق فالوجود ضد العدم، والموجود ضد المعدوم، فهذا القدر لايختلف فيه موجود وموجود أو وجود ووجود والله أعلم.
السؤال الثالث: إذا صح أن يقال في صفات مثل الحياة والقدرة والغضب والرضا أن السؤال عنها عيٌّ حيث إن المرء لا يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات الخاصة به فهل يقال مثل ذلك في اليد والساق والضحك لاسيما وأن المرء يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات؟
الجواب:
السؤال عن هذه الصفات على وجهين؛ سؤال عن حقائقها وكيفياتها، وهذا هو السؤال الذي قال فيه الإمام مالك: "والسؤال عنه بدعة"، لأنه سؤال عما لاسبيل إليه، ولا يمكن أحداً الجوابُ عنه.
والثاني سؤال عن معانيها، وهذه الصفات مع وضوحها لايكون السؤال عنها إلاّ من متعنت متكلف، كالذي يسأل عن الماء والشمس والإنسان، ولا نقول إن هذه الألفاظ لايمكن التعبير عن معناها. بل كل لفظ يمكن تفسيره إما بمرادفه أو بذكر ضده أو بذكر بعض آثاره وما يحصل به، والمقصود هو إفهام المراد وتقريبه.
ولاريب أن المسميات منها أمور معنوية مدركة بالعقل، وأمور حسية تدرك بالحس، ومعلوم أن تصور الأمور المحسوسة أكما من تصور الأمور المعقولة، هذا ومن الأمور العقلية ما تكون معرفته والقطع به أعظم من المحسوس، وهذا يرجع إلى تفاوت المدارك، والقضايا من حيث الظهور والخفاء.
السؤال الرابع: هل من إشكال إذا قال قائل: اليد صفة لله بها يقبض و بها يبسط ... و هي يد حقيقية فليست القدرة أو القوة ... و لا يعرف حقيقتها إلا الله، وأننا إذا رأيناها يوم القيامةعرفناها، كما في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين بالوصف الذي كانوا يعرفونه به في الدنيا، و إننا لا نعرف ما وراء ذلك؟
الجواب:
إذا قال قائل اليد صفة لله تعالى يقبضها ويقبض بها ما شاء ويبسطها ... وهي يد حقيقة .. إلى آخر ما ذكر فلا إشكال فيه، أما رؤية اليد، فالرؤية لم ترد إلاّ مجملة أو إلى وجهه الكريم، فنثبت هذا والباقي نسكت عنه.
السؤال الخامس:
ما قولكم شيخنا فيمن يقول أنا لا أثبت إلا ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو ما أثبته أهل القرون الثلاثة الأولى و لا أزيد على ذلك حرفاً وإن كان صحيح المعنى إذ يسعني ما وسعهم، فيقول في قوله استوى أي علا وارتفع، ويقول إن الساق صفة حقيقية قد جعل الله كشفها يوم القيامة علامة يعرفه بها عباده المؤمنون، ويقول في القدم إنهما قدمان وإن الكرسي موضعهما وأنه سبحانه يضع قدمه في النار حتى تقول قط قط، فهل يجب عليه ما هو فوق ذلك؟
الجواب:
هذه الجملة تحتاج إلى تفسير، فكيف يكون صحيح المعنى ولم يثبته الله تعالى لنفسه ولا أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؟ لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما صح أن يخبر به عن الله صح أن يكون اسماً له أو صفة يثنى بها عليه، فإن باب الأخبار أوسع من باب التسمية والنعت والثناء، وذلك كلفظ الشيء والموجود وواجب الوجود والقديم، فإن هذه الألفاظ يصح إطلاقها على الله على وجه الإخبار، فيقال: الله شيء وموجود وهو سبحانه واجب الوجود وهو قديم، وهذه وإن لم ترد ألفاظها فقد ورد ما يستلزمها ويتضمنها، بل لفظ شيء قد جاء في القرآن كما في قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في السنة: "لاشيء أغير من الله".
ثم إن قوله: (وما أثبته أهل القرون) قد يفهم منه أنهم قد يثبتون ما لم يرد به نص من كتاب أو سنة، وليس المعول في إثبات الصفات على مجرد الإجماع، بل كل ما اتفق عليه أهل السنة فقد جاءت به النصوص، كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في القاعدة الثانية من العقيدة التدمرية.
ثم إن بعض الفرق حدثت في القرون الثلاثة، فإن كان يريد الصحابة والتابعين فالمعنى صحيح، والله أعلم.
السؤال السادس:
هل الرجوع لكتب اللغة التي تعني بالأصول اللغوية للكلمات مفيد في معرفة المعنى الكلي المشترك للصفة ككتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس رحمه الله؟ وقد ورد في هذا الكتاب أن أصل الضحك هو "دليل الانكشاف والبروز " فهل يقال بأن هذا هو أصل معنى الضحك الذي نثبته ونفهمه فقط خصوصاً وأنه قد أدخل في هذا المعنى ضحك السحاب وضحك الزرع!؟ إن كان الجواب بنعم فلما قال الأعرابي "لن نعدم من رب يضحك خيراً"؟ ثم أليس هذا المعنى أخفى من لفظ الضحك نفسه الذي يفهمه كل أحد بحسب ما يضاف إليه؟
الجواب:
ما ذكره ابن فارس من معنى كلي للضحك ليس بصحيح، فلا يصح أن يقال ضحك الله انكشاف، بل الانكشاف لايفسر حقيقة الضحك، لكن هذه محاولة من ابن فارس ويظهر أنه قال ذلك بناء على أن ضحك الإنسان يتضمن انكشاف موضع الضحك، فيكون هذا التفسير أقرب لما يناسب المخلوق، وأما ضحك الرب فإنه معنى الله أعلم بحقيقته، لكن دلت موارده على أنه يتضمن الرحمة والرضا، كما في حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، وحديث فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، ولهذا قال الأعرابي: لن نعدم من رب يضحك خيراً.
السؤال السابع:
إذا كان المعنى المشترك الكلي هو أصل معنى اللفظ في لغة العرب وكان المنقول عن العرب أكثر من معنى لإطلاق اللفظ فكيف السبيل لمعرفة المعنى المشترك الكلي؟ فمثلاً ذكر بعض أهل اللغة أن اليد هي الكف وذكر بعضهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكف وآخرون أنها من أطراف الأصابع إلى المنكب وغيرهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف، وقد ثبت عن بعض الصحابة فمن بعدهم إطلاق اليد وإرادة من أطراف الأصابع إلى المنكب.
الجواب:
هذه التفسيرات من بعض أهل اللغة لليد راجعة إلى اختلاف المراد بها في مختلف سياقات الكلام، فتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، فالسياق هو الذي يحدد المراد من هذه المعاني، وقد تحدد المراد أدلة خارجة عن السياق الذي ورد فيه لفظ اليد، ويد الإنسان يعلم بالحس أن لها أصابع وكفاً وذراعاً ومرفق وعضداً، ويعرف المراد من هذه بحسب ما يرد فيه ذكر اليد، ولايشتبه هذا على أكثر الناس، فإذا قيل فلان له يدان، شمل ذلك كل ما يدخل تحت هذا الاسم، وإذا قيل: لمسه بيده كان المتبادر أنه لمسه بكفه، وإذا قيل: قطعت يده، فالغالب أنه يراد قطع الكف، ولما أخبر سبحانه أنه خلق آدم بيديه وأنه يأخذ السماوات والأرض بيده، علمنا أن لله يدين يخلق بهما ويبسطهما ويقبضهما ويقبض ما شاء بهما، ولا نزيد على هذا إلاّ ما جاء به الدليل، كإثبات الأصابع له سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا أن نتخيل كيفية يده، فإن ذلك مما يستحيل الوصول إليه، ولايحيطون به علماً.
السؤال الثامن: هل يصح قول إن المعنى المشترك الكلي للصفات هو الظاهر المتبادر إلى ذهن الموحد سليم الفطرة الذي يفهم لغة العرب؟ وما دخل التوحيد والفطرة في هذا الأمر؟ وهل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا آيات الصفات قبل إسلامهم يتبادر إلى ذهنهم أمر مغاير لما يتبادر إليها بمجرد إسلامهم؟
الجواب:
الحمد لله لاريب أن الصحابة ممن من الله عليهم بالإسلام وغيرهم من أهل اللسان يفهمون معاني هذه الأسماء وهذه الألفاظ، فيعقلون معنى الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والغضب والاستواء والعزة والرحمة والإرادة ومعنى الوجه والعين واليد وغير ذلك مما جاء مضافاً إلى الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن من لم يؤمن بالقرآن ويدخل في الإسلام قد يكذب بذلك كله أو بعضه، وما يقر به قد تكون له تصورات تدور في خياله ويتوهمها، فقد يتصور تكيفاً أو يتصور تمثيلاً، ومنشأ ذلك الجهل ووساوس الشيطان، كما قد يتلقى شيئاً من ذلك من أبويه فيكون مقلداً لهما، ولمن قبلهما (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وأما من من الله عليه بالإيمان بالله ورسوله، ودخل في الإسلام، فإنه يفهم معاني هذه الأسماء والألفاظ فهماً بريئاً من آثار الجاهلية، بل يفهمها على الوجه الموافق لبيان الله ورسوله، فإنه تعالى لما أخبر عن نفسه بهذه الأسماء وهذه الصفات بين أن ليس كمثله شيء وليس له ند ولا كفؤ ولاسمي، وبين تعالى أن العباد لايحيطون به علماً، فأثبت الصحابة والمؤمنون من بعدهم ما أثبته الله لنفسه كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، فآمنوا بأنه تعالى ثابتة له هذه الصفات، ولكنها لاتماثل صفات المخلوقين، ولايحيطون بها علماً، فلا يعلمون حقائقها وكيفياتها، فهم يعلمون ويؤمنون بأنه تعالى حي قيوم سميع بصير عليم قدير، وأنه يتكلم ويغضب ويرضى إلى غير ذلك مما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله، ويفهمون معاني هذه الصفات، فالحياة ضد الموت، والسمع ضد الصمم وهو إدراك الأصوات، والبصر هو إدراك المرئيات، فيفهمون من معنى أنه سميع بصير أنه سميع لأصوات العباد، وأنه تعالى يراهم كما قال لموسى وهارون عليهما السلام: (إنني معكما أسمع وأرى)، وهم يؤمنون بأنه لا يلزم من إثبات هذه الصفات مماثلته تعالى لخلقه.
وإن كان بين أسمائه وصفاته، وأسماء بعض العباد وصفاتهم قدر مشترك، فإن توهم التشبيه بسبب ثبوت القدر المشترك هو من الباطل الذي قام عليه مذهب أهل التعطيل، حيث زعموا أن إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، وتفرع عن هذه الشبهة شبهات، وحصل الافتراق بين الأمة في هذا الباب، وعصم الله أهل السنة والجماعة فلزموا ما كان عليه الصدر الأول، قبل أن تحدث المحدثات، وتثار الشبهات، والله أسأل أن يهدينا إلى الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والله أعلم.
السؤال التاسع: ما الحيلة فيمن تشوهت فطرته، وكيف سيفهم المعنى الصحيح للصفات الخبرية؟
الجواب:
من تشوهت فطرته فالحيلة أن يدعى ويعلم ويدعى له، وإذا صحت نيته في معرفة الحق فحري أن يهديه الله، وأن يلهمه الصواب، أما إن غلب عليه التعصب للمذهب والآراء والآباء والشيوخ فالأحرى به ألا يوفق لمعرفة الحق وقبوله، قال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)، وقال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)، ولا يملك هداية القلوب إلاّ الله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالداعي إلى الله لا يملك إلاّ البلاغ كما هو شأن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: (فهل على الرسل إلاّ البلاغ المبين)، (إن عليك إلاّ البلاغ)، وقال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم).
السؤال العاشر: هل المعنى المشترك الكلي لصفة ما هو المعنى الموجود في كل من يتصف بهذه الصفة على الحقيقة؟ وهل يكفي في معرفة هذا المعنى المشترك بين موصوفين بنفس الصفة مجرد اتصاف كل منهما بها، أم لا بد من شيء زائد إذ قد يكون في صفة أحدهما من المعاني ما ليس في نفس الصفة في الآخر؟ وإن كان الجواب نعم فما هو هذا الشيء الزائد؟
الجواب:
القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، أي غير المضاف، ومسمى الاسم المطلق غير موجود في الخارج، لكنه ثابت لكل من صح إطلاق هذا الاسم عليه، كمطلق الوجود فإنه ثابت لكل موجود، وهذا حكم جميع الأسماء المتواطئة، أي المتفقة في معنى هذا الاسم العام، لكن إذا أضيف الاسم المطلق دل على القدر المشترك مقيداً بما يختص به المضاف إليه، فوجود الله هو وجودٌ واجبٌ قديمٌ لايجوز عليه الحدوث ولا العدم، ووجود المخلوق وجود ممكن محدث يجوز عليه العدم، وبهذا يعلم أنه لايوجد في الخارج إلاّ ما هو معين مختص، فكل من المسميين أو الموصوفين بصفة لايشركه فيها الآخر، لكنه يشركه في مطلق هذا الاسم وهذا الوصف؛ فالعالمان كل منهما مستقل بعلمه مختص به، لكنهما مشتركان في مطلق
(يُتْبَعُ)
(/)
العالِمية، أو مطلق عالِم، والمعنى المطلق للعالم أو العالمية مشترك بينهما، لكن هذا المشترك لايوجد إلاّ في الذهن، فعلم أن لا اشتراك بينهما في أمر موجود في الخارج، وقس على هذا سائر الأسماء المتواطئة، وهي الأسماء العامة سواء تفاضل المعنى في أفرادها أو تساوى، والله أعلم.
السؤال الحادي عشر: هل صواب أن يقال إن المعنى المشترك الكلي الذي نثبته لصفات الله عز وجل هو الذي يفهم من خلاله أحكام الصفات وأفعالها التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها؟
أو أن يقال إن المعنى المشترك الكلي هو الذي يفهم من خلال أحكام الصفة وأفعالها وآثارها ولوازمها التي أخبرنا الله عنها ويكون موجوداً في كل من يتصف بهذه الصفة؟
إذ على الثاني فإننا قد فهمنا من إخبار النبي عليه السلام عن صفة الأصابع أن الله عز وجل يقلب قلوب العباد بين أصبعين منها، وفهمنا من حديث الحبر أن الله سبحانه يضع الأرضين على إصبع والسماوات على إصبع والجبال على إصبع ... الحديث، فمعنى التقليب موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بخبر النبي عليه السلام أنه معنى مشترك، ومعنى وضع الأشياء على الأصابع موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بالخبر كذلك أنه معنى مشترك.
أما على الأول فإنه لو لم يأت الشرع بأي شيء عن صفة الأصابع سوى ذكر أن لله أصابع فإننا سنفهم من خلال المعنى المشترك ـ بعد أن نعرف ما هو أولاً ـ أحكام الأصابع والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها، فهل يمكن إن صح هذا الأول أن يقال من معاني صفة الأصابع لله أنه يصح أن يشير بها سبحانه وأن هذا معنى مشترك بينها وبين أصابع الإنسان؟
الجواب:
تقدم أن المعنى المشترك أو القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، فيثبت هذا المعنى لكل ما يصدق عليه هذا الاسم، وكل ما يثبت من الأحكام للمعنى المشترك يكون ثابتاً للمسمى بهذا الاسم، فلوازم القدر المشترك تثبت لكل من ثبت له القدر المشترك، فلوازم القدر المشترك مشتركة، لأن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، وأحكامها من وجوب أو جواز أو امتناع هي كذلك مشتركة، فمثلاً الإنسان اسم لكل آدمي، فالقدر المشترك ثابت لكل فرد من بني آدم، وهذا القدر يستلزم وجوباً الآدمية والحيوانية والحدوث والإمكان، وثانياً: يستلزم امتناع أن يكون ملكاً أو جنياً والفرض أنه إنسان، وامتناع أن يكون واجب الوجود، ثالثاً: ويستلزم جواز أن يكون مؤمناً أو كافراً، عالماً أو جاهلاً، قادراً أو عاجزاً، فما ذكر من هذه الأحكام من وجوب أو جواز أو امتناع هي مشتركة بين من يسمى بهذا الاسم: (الإنسان)، ويقال مثل ذلك في كل اسم يطلق على الخالق والمخلوق، وكل صفة تطلق على الخالق والمخلوق؛ كالموجود والوجود، والحي والحياة، والسميع والسمع، والبصير والبصر، والعالم والعلم، وكل ما يستلزمه الاسم المطلق أي المجرد عن الإضافة وجوباً وجوازاً وامتناعاً فإنه مشترك، فإن كان الملزوم مشتركاً كان اللازم مشتركاً، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم ولابد، فثبوت هذه الأسماء أو هذه الصفات يستلزم نفي ضدها، فهذا اللازم مشترك فيجب نفي ضد هذه الأسماء والصفات عن كل من ثبتت له.
ومطلق العلم أو السمع أو البصر يستلزم الحياة، فكل من ثبتت له هذه الصفات ثبت له هذا اللازم، فهذا اللازم مشترك لأنه من لوازم القدر المشترك للعلم والسمع والبصر.
وعلى هذا فالأصابع جاءت مضافة إلى الله ومضافة إلى الإنسان، فالقدر المشترك أن الأصابع التي يكون بها الفعل لليد، وعلى هذا فالله تعالى يفعل بيده وبأصابعه ما شاء على ما يليق به مما أخبرنا به أو لم يخبرنا به، فمما أخبرنا به في كتابه أو لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: خلق آدم بيديه، وأخذه السماوات والأرض بيديه، وجعله ما شاء على أصابعه، وكون القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وكل ذلك يثبت لله على ما يليق به، لايماثل صفات المخلوقين وأفعالهم.
والإنسان يفعل بيديه وبأصابعه ما يناسب قدرته وإرادته، فمطلق اليد والأصابع، والفعل باليد وبالأصابع ثابت للخالق والمخلوق، كل على ما يليق به، كما يقال ذلك في جميع الصفات التي تضاف إلى الخالق أو تضاف إلى المخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإشارة بالأصابع تدخل في جنس الفعل فيكون جوازها من لوازم القدر المشترك، وما ثبت جوازه على الرب فإنه لايجوز إثباته أو نفيه إلاّ بدليل، وثبوت مطلق الفعل لايستلزم القدرة على كل فعل، ولهذا اختص الرب بأنه فعال لما يريد وأنه على كل شيء قدير، واختص المخلوق بقصور القدرة وقصور الإرادة فلا يقدر على كل ما يريد، ولايفعل كل ما يريد، واختص الرب بكمال القدرة وكمال الإرادة، واختص المخلوق بالنقص في القدرة والفعل والإرادة، والله أعلم.
السؤال الثاني عشر: ما الجواب المناسب إذا قال المخالف في ما ورد في ضحك ربنا سبحانه: نحن لا نعرف الضحك إلا هذا الذي نشاهده في الإنسان وهو المتبادر للفظ الضحك بإطلاق فإما أن تشبهوا الله بالإنسان وإما أن تثبتوا الضحك كصفة فقط ويقال ما نعلمه من معنى ضحك الله هو فقط أن هذا الضحك دليل على إرادة الرحمة والإحسان كما قال الأعرابي: ((لن نعدم من رب يضحك خيراً))؟
الجواب:
ما ورد في هذا السؤال هو شبهة كل من نفى حقائق الصفات الفعلية من المحبة والرضا والغضب والفرح والضحك، بل هي شبهة كل من نفى صفات الله أو شيئاً منها، وهي أنهم لايعقلون من هذه الصفات إلاّ ما يشاهدونه ويعلمونه من أنفسهم فيلزم عندهم من إثبات هذه الصفات لله تشبيهه بالمخلوق، ففروا من ذلك بنفي حقائق الصفات عن الله، ورأوا أنها لاتثبت لله إلاّ على نحو ما هي ثابتة للمخلوق فيجب نفيها، ثم وقفوا من النصوص الدالة على إثبات هذه الصفات لله أحد موقفين:
إما التفويض والتجهيل، وأنه لاسبيل إلى فهم معانيها، وإما تأويلها بصرفها عن ظواهرها.
فالجهمية والمعتزلة طردوا هذا في جميع الصفات، والأشاعرة ونحوهم فرقوا بين الصفات بلا فرقان، فلزمهم التناقض في إثباتهم ونفيهم وتأويلهم، كما أن التناقض لازم للجهمية والمعتزلة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات لا ينفي شيئاً فراراً مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه".
فيقال لصاحب هذا السؤال يلزمك أن تقول مثل هذا في سائر صفات الله الفعلية بل والذاتية ليس هذا خاصاً بالضحك والفرح، وأهل السنة -ولله الحمد- يؤمنون بكل ما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وينزهونه عن مماثلة المخلوقات، ولايكيفون صفاته بل يفوضون العلم بالكيفيات فيقولون: لايعلم كيف هو إلاّ هو.
ولايعلم كيفية صفاته إلاّ هو على حد قول الإمام مالك وغيره: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
وقول الإمام مالك هذا منهج يحتزى في جميع الصفات، فيقال: النزول معلوم، والكيف مجهول، والغضب معلوم، والكيف مجهول، والفرح معلوم والكيف مجهول، والضحك معلوم والكيف مجهول، ومعلوم أن الفرح ضد الحزن، والضحك ضد البكاء، كما قال تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى)، فالله يوصف بالفرح دون الحزن، وبالضحك دون البكاء، وفرحه تعالى وضحكه من توابع محبته وتعجبه، كما في حديث لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم ... الحديث، وحديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر ... الحديث، فمُورِد هذا السؤال في خصوص الضحك يلزمه أن يقول بقول الأشاعرة في ما نفوه ثم فوضوا أو تأولوا ما جاء في النصوص، بل يلزمه أن يقول ما قاله في صفة الضحك بقول المعتزلة والجهمية في جميع الصفات فإن الشبهة واحدة كما تقدم، والتناقض لازم له على كل تقدير، ولا يخلصه إلاّ الإيمان بكل ما جاء عن الله ورسوله على منهج السلف الصالح والصحابة والتابعين لهم بإحسان والله أعلم.
السؤال الثالث عشر: قال ابن فارس في المقاييس الضحك دليل الانكشاف والبروز، وقد قال أبو رزين رضي الله عنه لما علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يضحك، لن نعدم من رب يضحك خيراً، فهل يصح أن يقال إن الضحك صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله وإرادته و أنها تدل على عَجَب الله من خلقه أو فرحه بهم وأن من آثار معرفة العبد بها أن يعلم إرادة الخير منه سبحانه لخلقه بدليل إقرار النبي عليه السلام أبا رزين على فهمه؟ وهل اعتقاد أن ضحك الرب يُرى دون اعتقاد ما يلزم من ذلك مما لم يأت به الخبر كالفم والأسنان يكون تشبيهاً؟
جوابه يراجع فيه ما سبق؛ السؤال الثاني عشر، والسؤال الرابع.
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الرابع عشر: هل أصل معنى اليد هو الكف؟ وما الظاهر المتبادر من يد الله على حسب لغة العرب شيخنا الكريم؟ وما معنى الصفات التالية: الساق، الضحك، الإصبع.
الجواب:
يرجع في جواب هذا السؤال إلى الأسئلة المتقدمة؛ الثاني عشر لمعرفة الكلام في الضحك، والأول والسابع والحادي عشر لمعرفة الكلام في الضحك واليد، وأما الساق فقد دلت السنة الصحيحة عليها كما في صحيح البخاري: "ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون"، وفيه "حتى يبقى من كان يعبد الله" ... "قال: فيأتيهم الجبار" ... "فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" .. الحديث.
وأما الآية فقد اختلف فيها فمنهم من فسرها بالساق التي هي لربنا، ومنهم من فسرها بالشدة، والآية محتملة، لكن مع ورود الحديث يترجح حمل الساق على الصفة، ويُفَسِّر الآية، فإن الحديث والآية متطابقان.
والقول في الساق كالقول في اليد والأصابع؛ نثبت المعنى، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
ونعلم أن الساق من شأن الرجل، كما أن الأصابع المذكورة في حديث الحبر من شأن اليد، والجميع عند أهل العلم والإيمان ليس فيه أي إشكال، وإنما تشكل على الذين يسبق إلى أذهانهم توهم التشبيه، فيلجأون إلى التعطيل مع التفويض، أو التأويل الذي حقيقته التحريف.
ومن عوفي فليحمد الله، وليسأل الله الهدى لما اختلف فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
السؤال الخامس عشر والأخير: بالنسبة للطول والعرض في حق الله سبحانه، هل يقال بأن هذه الألفاظ مجملة فإن كان المقصود بان الله لا يرى منه شيء دون شيء ويعلم منه شيء دون شيء ويتميز منه شيء دون شيء وأنه يشار إليه وأن المخلوقات كلها في قبضته ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) وكما قال عبد العزيز الماجشون: ((والله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه، وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم، إن ذلك الذى ألقى فى روعهم وخلق على معرفته قلوبهم)) فهذا المقصود حق والألفاظ مبتدعة وإن كان المقصود شيء آخر كأن يقبل أن ينقسم ويتفرق ونحو هذا فهذا باطل ينافي كمال الصمدية وإن كان شيء آخر فليبين. وهل "المقدار" مصطلح شرعي للتعبير عن المعنى الأول الصحيح استنباطاً من الآية السابقة يا شيخنا؟
الجواب:
قال الله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقال تعالى: (ولايحيطون به علماً)، وقال تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)، ففي هذه الآيات دلالة على ما يجب الإيمان به، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، من أنه تعالى لامثل له، فليس كمثله شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولايحيط العباد به علماً ولا رؤية، وذلك يدل على امتناع العلم بكيفية ذاته، أو كيفية صفاته، فلا يعلم كيف هو إلاّ هو، ولا يعلم كيفية صفاته إلاّ هو، فالعباد لايعلمون من شأن الله إلاّ ما علمهم، ولا يرونه إلاّ كيف شاء، وما ورد في السؤال من ذكر الطول والعرض هو مما لايجوز التكلم به لانفياً ولا إثباتاً، لأنه يدخل في باب كيفية ذات الباري سبحانه وتعالى، والتفكير فيه هو من التفكير فيما لاسبيل إلى الوصول فيه إلى شيء، ونقول في مثله لا تُفكِر، ولا تسأل، ولا تحكم، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: تفكروا في مخلوقات الله، ولاتفكروا في ذات الله. ونقول آمنا بالله الحي القيوم، العلي العظيم، الكبير المتعال، لا علم لنا إلاّ ما علمناه، ونعوذ به أن نقفوا ما ليس لنا به علم، أو نكون من المتكلفين، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذا ما تيسر والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 10:14]ـ
نفع الله بكم وبشيخنا الشيخ عبدالرحمن
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 10:20]ـ
الأخ المكرّم / حارث الهمام:
جَزاكُم اللَّهُ خيرًا،
وبارك فيكم وفي صاحب الفَضيْلة العلاّمة الشَّيخ المحقق عبد الرَّحمن بن نَاصر البَرَّاك،
ونفع به.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 11:09]ـ
جزاكم الله خيراً.
هل طُبعت هذه الأجوبة؟
إن كان نعم: فالحمد لله.
وإلا فمن الواجب نشرها لتعم باه الفائدة، فإن بعضها تمس له الحاجة في العالم الإسلامي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 12:11]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم. يجب أن ينشر مثل هذا.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 11:41]ـ
شكر الله لكم جميعاً، والحق أن في هذه الأجوبة تحريرات عظيمة النفع يعرفها من عني أو بلي بالمفوضة، تحريرات قل أن تجدها ميسرة هكذا تزيل الشبهة وتفصح عن وجه الصواب في المسألة.
وأما اقتراح طباعتها فهو مقترح ينم عن حسن رأي ونظرِ الشيخِ زياد ومعرفته بما يثيره أهل التفويض وما تعالجه الرسالة من شبهاتهم، فزاده الله فطنة ونفع برأيه، وكذلك شأن ابن رجب.
ولعل طباعتها من الأهمية بمكان وقد علمت أن ذلك عُرض على الشيخ وآثر أن تخرج ضمن مشروع آخر يعمل عليه بعض المشايخ الفضلاء يسر الله لهم تمامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 12:57]ـ
أحسنتم يا شيخ حارث، رفع الله قدركم وأجزل مثوبتكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 04:58]ـ
شكر الله للشيخ هذا البيان وهذا الإجابات المحررة التي تثلج صدر كل مسلم سلمت عقيدته من شبهات المتكلمين، وشكوك الزائغين.
وشكر الله للشيخ (حارث الهمام) على جهده ومتابعته مع الشيخ حتى خرجت هذه الإجابات إلى النور.
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 05:29]ـ
شكر الله للشيخ حارث الهمام جهده وعظم أجره وأثابه على طرح هذه الأجوبة النافعة
وجزى الله الشيخ عبدالرحمن كل خير وبارك الله له في علمه وعمره
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 09:05]ـ
وبعد إذن الشيخ حارث وفقه الله
هذه الإجابات على ملف وورد، يحسن بك تحميلها ووضعها في جهازك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
علم العقيدة مهم لكل طالب فهو من الأصول والشيخ البراك وفقه الله من القلائل في حسن المعالجة للقضايا العقدية المشكلة.
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 05:04]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم. يجب أن ينشر مثل هذا.
ـ[قنديل]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:32]ـ
لا بنية النقاش ضرورة و إنما بنية معرفة الوضع في هذا المنتدي أسأل السؤال التالي:
هل يم?ن مناقشة ما جاء في أجوبة الشيخ البراك و ربما معارضته في بعض ما قال علي الاقل، أم أن المنتدي لا يسمح بغير مدح من ي?تب شيئا و الدعاء له بالخير؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 03:35]ـ
لا بنية النقاش ضرورة و إنما بنية معرفة الوضع في هذا المنتدي أسأل السؤال التالي:
هل يم?ن مناقشة ما جاء في أجوبة الشيخ البراك و ربما معارضته في بعض ما قال علي الاقل، أم أن المنتدي لا يسمح بغير مدح من ي?تب شيئا و الدعاء له بالخير؟
كل يؤخذ من قوله ويرد عليه، ولكن بعلم وعدل قدر المستطاع، والله يهديني وإياك للحق.
ـ[قنديل]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:35]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله الشهري
بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، كالوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة.
يقول الشيخ: لا يلزم من الاتفاق بين الانسان و الحيوان في هذه الاسماء أن ي?ون مماثلا للحيوان و إلا صح أن يقال أن الانسان ?القرد و الحمار ... الخ.
و في الواقع أن الانسان لا يشبه تماما القرد في المظهر الخارجي و ل?نه يشبهه ?ثيرا و مظهره الخارجي أبعد من الحمار مثلا، و ل?ن هناك شبه قليل أو ?ثير بينه و بين الحيوانات، هذا من ناحية المظهر أما من ناحية حقيقة الانسان و الحيوانات الجسدية فهي واحدة مئة في المئة، و هذا لا يخفي علي شخص مثلك أخي الفاضل عبدالله، و ذلك لأن ?ل ما هو موجود في ال?ون يت?ون من عدد محدود من العناصر الاساسية و التي تبدأ بعنصر الهيدروجين و تنتهي بعنصر اليورانيوم. فالانسان و القرد و الحمار تت?ون أجسامهم من عدد من هذه العناصر. هذا من جهة و من جهة أخري و إن أخذنا اليد ?مثال، فل?ل يد حجم معين أي لها طول و عرض و عمق " سمك "، و هذا يعني أنها محدود الحجم، و لذلك لا يم?ن تصور يد مصنوعة من أحد العناصر الغازية أو من الماء مثلا إلا إذا تصورنا وجود الغاز أو الماء في مادة أخري لا تنتشر مثل الحديد أو الخشب أو البلاستيك مثلا، و ذلك ل?ي نعطيها حجما و الذي لا بد منه لوجود اليد.
أما إذا طلب من أحدنا أن يفهم معني ?لمة " يد " دون تصور الطول و العرض و السمك فيستحيل عليه أن يتصورها و يفهمها. فإن ?ان هذا هو ما يفهمه بعض الاخوة من ?لمة اليد الموجودة في القرآن، أي يد ذات طول و عرض و سمك، فلا شك أن هذا ما يسميه بعض الاخرين من المسلمين بالتجسيم لأن ?لمة الجسم تعطي معني طول و عرض و عمق.
أما إن ?ان ما يفهمونه من ال?لمة غير ذلك ف?لامهم غير مفهوم فأما يشرحونه بش?ل يفهم معناها غيرهم أيضا و أما يعترفون بأنهم لا يفهمون معناها و إنما يثبتونها ?صفة لله تعالي و يفوضون المعني.
أما بالنسبة لأجنحة الملائ?ة و أيديهم فينطبق عليها مسألة الحجم علي الاقل، أي و إن لم تنطبق عليها مسألة العناصر التي ت?ونها.
فهل بإم?ان الاخوة أو الشيخ البراك أن يفهمون غيرهم معني عبارة " يد الله " الموجودة في القرآن؟
و جزا?م الله خيرا.
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 11:34]ـ
أخي عجيب أمرك دخلت عقلك في اعترضك على الشيخ البراك كالفرق المنحرفة ولا أقول أنك منهم ولكن ينبغي للمسلم أن يدرس مذهب السلف وأقوال السلف في هذه المسألة العظيمة ولا يجوز للمبتدئ في العلم أن يرد على من درس نصف القرن هذه العقيدة السلفية بمجرد ادخل عقله!!! وليس عنده إمام في قوله.
لا بد من التأدب مع العلماء وعدم تعجل في التعقيب.
أخي الكيفية مجهولة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 11:44]ـ
هل يم?ن مناقشة ما جاء في أجوبة الشيخ البراك و ربما معارضته في بعض ما قال علي الاقل، أم أن المنتدي لا يسمح بغير مدح من ي?تب شيئا و الدعاء له بالخير؟
ليست القضية مدح الشيخ أم لا وإنما عدم فتح الباب للجهلة والمبتدعة!
وإذا كان النقاش يكون معتمد على العقل وهذا الشخص ما درس عقيدة أهل السنة
ويأتي بالردود على العلماء فعليه أن يتق الله ولا ينشر شبهات في هذا المجلس فالشبه خطافة!!!
ـ[قنديل]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 03:22]ـ
لا بد من التأدب مع العلماء وعدم تعجل في التعقيب
أين عدم التأدب مع العلماء، يا أخي عبدالله؟
و أين العجلة في التعقيب؟
سألت القائمين علي المنتدي سؤالا و هو:
هل يسمح بمناقشة بعض ما جاء في ?لام الشيخ أم لا؟
و جواب حضرتك ?ان أن نعم مم?ن ذلك.
و لم أ?تب شيئا إلا بعد مرور حوالي أسبوعين.
أتيت?م مستفسرا و مستفيدا فهل بإم?ان حضرتك مثلا أن تساعدني أم لا؟
فإن ?انت الشبه خطافة، فأعتبرني أحد المختطفين من قبل هذه الشبه، فهل بإم?انك أن تشرح لي المسألة بأسلوب بسيط ملائم لمستوي شخص مثلي؟
في هذه المسألة العظيمة ولا يجوز للمبتدئ في العلم أن يرد على من درس نصف القرن هذه العقيدة السلفية بمجرد ادخل عقله!!! وليس عنده إمام في قوله.
أخي الفاضل أنا رأيت و أري بإستمرار من لا يفهم عدة أسطر م?توبة باللغة العربية من الاخوة السلفيين يرد علي من صرف أ?ثر من سبعين سنة من عمره في دراسة العقيدة، و لا يرد علي واحدا أو أثنين منهم و إنما يرد علي مئات و مئات منهم، و لا أظن أنك ترشدهم و تنصحهم بما نصحتني به مش?ورا. و مع ذلك أقبل أن أ?ون جاهلا مسترشدا و أسألك هذا السؤال:
تقول: ال?يفية مجهولة.
هل هناك فرق بين العبارتين:
1 - ال?يف مجهول.
2 - ال?يف غير معقول.
و ش?را.
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 09:15]ـ
الحمدلله و الصلاة على رسول الله و بعد
اظن ان كلام الشيخ البراك حفظه الله كاف جدا و لم أر يا اخ قنديل إلا تكرارا لكلام المفوضة بصيغ اخرى و إلا فالمحتوى واحد
يقول الشيخ: لا يلزم من الاتفاق بين الانسان و الحيوان في هذه الاسماء أن ي?ون مماثلا للحيوان و إلا صح أن يقال أن الانسان ?القرد و الحمار ... الخ.
و في الواقع أن الانسان لا يشبه تماما القرد في المظهر الخارجي و ل?نه يشبهه ?ثيرا و مظهره الخارجي أبعد من الحمار مثلا، و ل?ن هناك شبه قليل أو ?ثير بينه و بين الحيوانات، هذا من ناحية المظهر أما من ناحية حقيقة الانسان و الحيوانات الجسدية فهي واحدة مئة في المئة، و هذا لا يخفي علي شخص مثلك أخي الفاضل عبدالله، و ذلك لأن ?ل ما هو موجود في ال?ون يت?ون من عدد محدود من العناصر الاساسية و التي تبدأ بعنصر الهيدروجين و تنتهي بعنصر اليورانيوم. فالانسان و القرد و الحمار تت?ون أجسامهم من عدد من هذه العناصر. و جزا?م الله خيرا.
و في هذا حجة عليك لا لك , لأنك أثبت وجود التفاوت بنسبة بسيطة بين الإنسان و الحيوان فإن كان هذا التفاوت موجودا في المخلوقات فكيف بالله العظيم الذي ليس كمثله شيء؟؟؟
و ما ذكرته من حقيقة جسد الإنسان و ما الى ذلك فمعلوم لدينا معشر أهل السنة ان الله تعالى ليس كمثله شيء فإن أردتَ التشبيه بين الإنسان و الله تعالى فقد رميتَ نفسك بنفسك و بحتَ بما أخفيته في عقلك و قلبك
و حقيقة ذات الله تعالى لا تشبه حقيقة المخلوقات و هذا شيء مجزوم به فلا معنى لكلامك عندما عقدتَ مقارنة بين حقيقة الإنسان و غيره
اما اهل السنة فهم يؤمون بأن الله تعالى ليس كمثله شيء و هو السميع البصير فلا يعملون عقولهم في تصور ما لا يمكن تصور او تكييف ذلك فلا يعلم كيف هو إلا هو سبحانه و تعالى
هذا من جهة و من جهة أخري و إن أخذنا اليد ?مثال، فل?ل يد حجم معين أي لها طول و عرض و عمق " سمك "، و هذا يعني أنها محدود الحجم، و لذلك لا يم?ن تصور يد مصنوعة من أحد العناصر الغازية أو من الماء مثلا إلا إذا تصورنا وجود الغاز أو الماء في مادة أخري لا تنتشر مثل الحديد أو الخشب أو البلاستيك مثلا، و ذلك ل?ي نعطيها حجما و الذي لا بد منه لوجود اليد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا طلب من أحدنا أن يفهم معني ?لمة " يد " دون تصور الطول و العرض و السمك فيستحيل عليه أن يتصورها و يفهمها. فإن ?ان هذا هو ما يفهمه بعض الاخوة من ?لمة اليد الموجودة في القرآن، أي يد ذات طول و عرض و سمك، فلا شك أن هذا ما يسميه بعض الاخرين من المسلمين بالتجسيم لأن ?لمة الجسم تعطي معني طول و عرض و عمق.
كلامك كله يدور حول مسألة تكييف صفات الله تعالى و انت تعلم عقيدتنا في ذلك فلماذا المماراة و كثرة الكلام في أمر مفروغ منه؟
نحن لم نطلب من الاشاعرة و غيرهم تصور ذات الله تعالى و صفاته , طلبنا منهم ان يؤمنوا بصفاته تعالى دون ان يحرّفوا معانيه فلصفاته تعالى معان و دلالان معلومة عند العرب فكيف تحرّفون هذه المعاني و الدلالات و تزعمون انها مخالفة لظاهرها؟
هذا ما طلبناه منكم , اما تصور كيفية يد الله تعالى و عقد مقارنة بين يد الانسان ويد الله تعالى - والعياذ بالله - ثم تقول: أما إذا طلب من أحدنا أن يفهم معني ?لمة " يد " دون تصور الطول و العرض و السمك فيستحيل عليه .. ألخ كلامك
فهذا دليل انك تبحث عن التكييف لا شيء اخر
و لو أردتُ ان احاججك لقلتُ: أما إذا طلب من أحدنا أن يفهم معني ?لمة " سمع " دون تصور العرض و الأدوت و غيرها فيستحيل عليه .. ألخ
فإن انتَ عقلتَ سمعا و بصرا و ذاتا تليق بجلال الله تعالى: فاعقل يدا و وجها و عينا تليق بذات الله تعالى
و لا تقولُ شيئا إلا أُلزمت بمثله من الصفات الاخرى التي تثبتها
أما إن ?ان ما يفهمونه من ال?لمة غير ذلك ف?لامهم غير مفهوم فأما يشرحونه بش?ل يفهم معناها غيرهم أيضا و أما يعترفون بأنهم لا يفهمون معناها و إنما يثبتونها ?صفة لله تعالي و يفوضون المعني
هل قرأتَ كلام الشيخ جيدا؟؟
أهل السنة يفهمون من معنى اليد التي وصف الله تعالى بها نفسه انه تعالى يقبض بها و بها يبسط و يمسك السموات .. ألخ فهذا القبض و البسط و الإمساك كلها تدل على ان يده تعالى حقيقية لا مجازية كما تدّعون
فهل هذا كله كلام غير مفهوم؟ أم انك تسأل في الحقيقة عن الكيفية و الكنه و لكنك تصطلح على هذا بمسمى: " المعنى " تلبيسا و تدليسا؟؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
وأما بالنسبة للكيفية
قال الذهبي في العلو (ص104) وقال: "هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأن الاستواء معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق، ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا إثباتا، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا"
ولعل في هذا جواب على سؤال قنديل فمعنى غير معقول أي لا يدرك بالعقل
ومما يقوي هذا التفسير إثبات الإمام مالك لصفة العلو حيث قال ((الله في السماء وعلمه في كل مكان))
أخرجه أبو داود في مسائل الإمام أحمد (ص263)، ط: دار المعرفة.
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/ 106 - 107، برقم11، و1/ 280، برقم532). والآجري في الشريعة (3/ 1076 - 1077، برقم652 - 653). وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الجهمية-)، (3/ 153، ح110). وابن مندة في التوحيد (3/ 307، برقم893). واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 401). وابن عبد البر في التمهيد (7/ 138). والقاضي عياض في ترتيب المدارك (2/ 43). وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/ 53)، وفي درء تعارض العقل والنقل (6/ 262)، وقال: "كل هذه الأسانيد صحيحة". وأورده الذهبي في العلو (ص103)، وفي سير أعلام النبلاء (8/ 101)، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص59، برقم39) و (ص63، برقم45). وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/ 213) وقال: "ذكره الطلمنكي وابن عبد البر وعبد الله بن أحمد وغيرهم". وصححه الألباني في مختصر العلو (ص140).
ونسألهم هل العلم والسمع والبصر وغيرها من الصفات التي تثبتونها لها كيف أم ليس لها كيف
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قالوا لها كيف شهدوا على نفسهم بمخالفة مذهب السلف _ على فهمهم السقيم _ لأن قول السلف ((أمروها كما جاءت بلا كيف)) يشمل جميع أخبار الصفات
وإن قالوا ليس لها كيف
قلنا فأنتم تعقلون صفات ليس لها كيف ولا أعرف أحداً من العالمين قال بهذا ولو قسنا الشاهد على الغائب _ على طريقتهم _
لقلنا لهم كلامكم هذا غير معقول فكل موجود له حقيقة وماهية تسمى الكيف
والخلاصة أن اجماع العقلاء منعقد على أن كل موجود له حقيقة وماهية اسمها الكيف
وقد تقدم عن بعض السلف قولهم ((والكيف مجهول)) ولم ينكر عليهم أحدٌ من السلف هذا القيل لأن نفي الكيف هو نفي للوجود أصلاً
وأما من يعقل موجوداً بلا كيف فقد كابر الحس والعقل والفطرة ولزمه اثبات الصفات فعلى مذهبه لا محظور من اثبات الصفات إذ لا كيفية فلا تجسيم ولا تشبيه
هذه بعض النقولات عن السلف و الأئمة الأجلاء رحمهم الله _ استفدتها من الأخ المقدادي _:
قال الإمام حماد بن بي حنيفة (ت:176): ((قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل ((وجاء ربك والملك صفاً صفا))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً وأما الرب فإنا لا ندري ما عني بذلك ولا ندري كيف مجيئة. فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئة، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفا ما هو عندكم!؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب)) رواه أبو عثمان الصابوني ص64 وسنده صحيح.
وكلامه بين في اثبات الكيف ولا نعلم مخالفاً من السلف فهو لا يكلفهم بمعرفة الكيفية وعدم التكليف بمعرفة المعدوم محض هذيان
و قال الامام الترمذي في سننه لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها":
"هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، وسمع كسمع))
تنظر كيف فسر قول السلف ((أمروها كما جاءت بلا كيف)) بقولهم ((ولا يقال كيف))
والنهي عن السؤال عن كيفية الشيء دليل وجوده
فلو سألتك ((أعندكم حديقة))
فقلت ((لا ولا تسأل عن كيفيتها))
لكان كلامك مختلاً ولأضحكت العقلاء عليك
ولكن لوقلت ((نعم ولا تسألني عن كيفيتها))
لكان الكلام متزناً
و سئل الإمام أبو جعفر الترمذي - و هو غير صاحب السنن - عن نزول الرب فقال: ((النزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه.))) تاريخ بغداد (1/ 365)، سير أعلام النبلاء (13/ 547)، أقاويل الثقات (201)، تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات (291 - 300) (ص245)، مختصر العلو (ص231)، وقال الألباني: إسناده صحيح.
و قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً أثر الإمام أبو جعفر الترمذي في النزول: ((صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع و البصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ)) أهـ. العلو ص 156
و بالمناسبة: هذا كلام ابن العربي المالكي:
(((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة ا لاحوذي 3/ 166
وابن العربي أشعري المذهب و هذا فهمه لمذهب السلف
وممن نسب إلى أهل الحديث إثبات الكيف أبو الحسن الأشعري
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (ص290 - 297). ((ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث، وجملة قولهم: الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبما جاء عن الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا يردون من ذلك شيئاً". إلى أن قال: "وأن الله على عرشه، كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وأن له يدين بلا كيف، كما قال تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وأن أسماء الله لا يقال إنها غير الله، كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقروا أن لله علماً كما قال: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ}، {وَمَا (ق68/ ب) تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ}، وأثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وقالوا إنه لا يكون في الأرض من خير ولا شر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال ربنا: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ} ".
إلى أن قال: "ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: "هل من مستغفر"، كما جاء الحديث، ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}، وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء، كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}))
قلت تأمل قوله ((ويقرب من خلقه كيف شاء)) تجد ضالتك
وقد جاءت السنة الصحيحة بإثبات الكيف لصفات الله عز وجل
قال الإمام الترمذي
2226 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ أخبرنا معاويةُ عن الأعمشِ عن أبي سُفيانَ عن أنسٍ قال:
كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم يُكثرُ أنْ يقول: يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قَلبي على دينِكَ فقلتُ يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بكَ وبما جئتَ بهِ فهلْ تخافُ علينا؟ قال: نعمْ إنَّ القُلوبَ بينَ أصبُعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبها كيفَ شاءَ).
وفي البابِ عن النوَّاسِ بنِ سمعانَ وأمِّ سَلَمَةَ وعائشةَ وأبي ذرٍّ هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وهكذا روى غيرُ واحدٍ عن الأعمشِ عن أبي سُفيانَ عن أنسٍ وروى بعضهُمْ عن الأعمشِ عن أبي سُفيانَ عن جابرٍ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم وحديثُ أبي سُفيانَ عن أنسٍ أصحُّ.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم ((فمعنى الحديث أنه سبحانه وتعالى متصرف في قلوب عباده وغيرها كيف شاء))
قلت والتقليب من أفعاله سبحانه وأفعاله من صفاته وما زال العلماء يدخلون أخبار الأفعال في أخبار الصفات وعليه فأفعاله سبحانه داخلة في عموم قول السلف ((أمروها كما جاءت بلا كيف))
وقوله ((كيف شاء)) اثبات صريح لوجود الكيفية
وفي الحديث الصحيح عند مسلم ((إذا أم أحدكم الناس فليخفف. فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض. فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء))
والصلاة لها كيفية قطعاً
ولا فرق بين صفات الله عز وجل في هذا ومن فرق فعليه الدليل ونصوص السلف عامة والمحذور
وبهذا ينهدم بنيان التفوض ويتقوض
ـ[قنديل]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 11:52]ـ
يا خليفي:
هل عبارة:
ال?يف غير معقول تعني تماما عبارة:
ال?يف مجهول، أم هناك فرق بينهما؟
أخواني جزا?م الله خيرا علي ?ل هذه المعلومات، و ل?ن لماذا الغضب و الحقد و الحدة تتطاير من ?لام?م؟
ما هي المش?لة، فهموني.
ـ[عبدالله]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 12:05]ـ
أخي الكريم لم أعضب عليك
وإذا عضب بعض الإخوة فهم معذور لأنك قمت بالمناقشة والرد بدون العلم!
بل أدخلت عقلك المحدود!!!
ثانيا لا تكثر من الأسئلة لكي لا يشتت الموضوع
نبقى على ردك الأول
هل أنت معترف أنك خالفت أهل السنة في ردك الأول أم ترى أن هذا هو مذهب أهل السنة
وما هي أصولك والقواعد التي تمشي بها في الصفات؟
هل العقل له دور؟
لا بد من الإجابة لأستمر في الحوار معك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Sep-2007, صباحاً 12:17]ـ
هل هناك فرق بين العبارتين:
1 - ال?يف مجهول.
2 - ال?يف غير معقول.
و ش?را.
لا فرق بينهما.
فالمراد بـ"المعقول" هنا: "معلوم بالعقل".
وضده: "مجهول"، ولا يقال إلا لما هو موجود.
وأما ما ليس موجودا فهو "معدوم".(/)
الشيخ وليد العلي: لآل البيت والصحابة تاريخ من الحب يدعو لحبهم جميعاً
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
اطلعت خطبة لأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور وليد بن محمد العلي الكويتي، حول موضوع المحبة والموافقة بين الصحابة وآل البيت رضوان الله ورحمته عليهم، أحببتُ نشرها هنا للفائدة، وهذا رابطها:
http://www.islam.gov.kw/site/news/print_*******s.php?ID=4745'
---------------
[ قامت] وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بتبني مشروع ثقافي يهدف الى إبراز أواصر الصلة وروابط المحبة بين آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الأطهار وبين صحابته رضي الله عنهم الأخيار، ويهدف الى الوصية بأهل البيت الأبرار، والأمر بتعزيزهم وتوقيرهم لأنهم أهل الوقار، ولأنهم منحدرون - فخرا وحسبا ونسبا - من نسل طاهر هو أشرف بيت وجد في هذه الدار.
كما يهدف هذا المشروع الثقافي الى حث المجتمع على التأسي بالصحابة الأخيار، الذين امتلأت قلوبهم تقديرا وتوقيرا لآل البيت الأطهار مؤكدة حاجة المجتمع ونحن في أشهر الله الحرم - الى الحرص على الوحدة الوطنية، حيث كانوا في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مشيرة في بيان لها ان هذه حقيقة (الأمة الوسط) التي تبنت (وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية) على وجه العموم، وقطاع المساجد على وجه الخصوص حمل شعارها في جميع أنشطتها.
اللبنة الأولى
وكان من لبنات هذا المشروع الثقافي التي يرتفع بها بناء المجتمع المتلاحم، لتسوده المحبة والاخاء، ولا تمزقه الخلافات والأهواء: خطبة الجمعة التي تناقلتها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وكانت بعنوان: آل البيت والصحابة ... محبة وقرابة، والتي عُممت على جميع منابر مساجد دولة الكويت، وقد أعدها والقاها من منير مسجد (مبارك عبدالله الجابر) بضاحية (مبارك عبدالله الجابر) فضيلة الشيخ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي امام وخطيب مسجد الدولة الكبير، واستاذ الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت، وعضو لجنة تعزيز الوسطية ومكافحة الفكر المتطرف.
حب متبادل
وقد بدأ الشيخ العلي الخطبة بالحمد لله الكبير المتعال، الموصوف بأوصاف الجمال، والمنعوت بنعوت الجلال، فضَّل بعض خلقه على بعض بالإنعام والإفضال، وجعل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خير بيت وآل، ثم صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه واصحابه الراشدين المهديين في الحال والمقال، صلاة وسلاما متعاقبين ما تعاقبت الايام والليالي.
ثم لفت الشيخ العلي الى قول الله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، موضحا ان هذه الآية المحكمة تضمنت بلا التباس، فضل آل البيت وأنهم مطهرون من الأرجاس.
وصية نبوية
وأشار الى ان من هذه الفضائل الكثيرة، والمناقب الوفيرة: ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: اما بعد، ألا ايها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب، وانا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي).
وهنا بين ان هذه الوصية النبوية الشريفة وهذه الخطبة المصطفوية المنيفة تضمنت حب ال البيت وتعزيزهم، وموالاتهم وتوقيرهم.
وأضاف الشيخ وليد العلي أن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرين، قد بلغ بهم البر والإحسان بأبيهم خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، إلى محبة ومودة صحابته رضي الله عنهم أجمعين، لأن آل البيت الأتقياء، قد علموا أن أباهم صلى الله عليه وسلم قد حث على بر الآباء، ومن صور هذا البر محبة ومودة صحابته الأوفياء، فقد جاء في الحديث الشريف، الوصية بهذا الأدب المنيف، كما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ان أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أورد الخطيب في هذا السياق ما قالت عائشة رضي الله عنها: (فاضت عينا أبي بكر رضي الله عنه فتكلم وقال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي) أخرجه البخاري ومسلم.
تعظيم
واكد العلي أن تعظيم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يدين الله تعالى به أبو بكر الصديق، وأما إجلالهم الذي كان يظهره عمر الفاروق، فيتجلى فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون).
وعليه وبه فقد اكد الشيخ العلي أن هذا التعظيم والإجلال، خلق متبادل بين الصحب والآل، حيث كما أن الشيخين يجلان أمير المؤمنين علياً، فكذا كان علي يجل أبا بكر وعمر إجلالاً جلياً، فكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني، وصدق ابو بكر أي: إن أبا بكر صادق ولا حاجة لي أن استحلفه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله: إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآية: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله) إلى آخر الآية. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وبين العلي في الخطبة ان هذا تقدير أبي الحسنين لأبي بكر الصديق، وأما توقير أبي السبطين لعمر الفاروق، فنور مشكاة الاقتباس، يُضيء من حديث ابن عمه عبدالله بن عباس، وهو يروي حديث استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فيقول بعد فصل الخطاب: (وضع عمر بن الخطاب على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويثنون، ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت اليه فاذا هو علي، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إلى أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله ان كنت لأظن ان يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر ما اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أو لاظن أن يجعلك الله معهما). أخرجه البخاري ومسلم.
تبادل الاسماء
وما زال الخطيب د. وليد العلي يورد من الاحاديث في هذا السياق مماقال عنه انه خير شاهد يدل على تعانق الآل والأصحاب معانقة الأبدان للأرواح، وقد شع نور شمسه الوضاح: تسمية أبنائهما بأسماء بعضهم الملاح، وما وقع بينهما من النكاح.
كما تطرق الشيخ العلي الى اسماء ال البيت مما يدل على المحبة بينهم وبين اصحابه مشيراً الى أبو بكر، ابن علي بن ابي طالب، وأبو بكر، ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر، ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر، ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين، وأبو بكر، ابن علي الرضا بن موسى الكاظم، وغيرهم.
وقال هنا لو سألنا آل البيت الكرام: من هذا الرجل الذي نسبتم اليه هؤلاء الأعلام؟ لقال ال البيت الاطهار: سبحان الله انه ابو بكر، الذي كان مع أبينا محمد صلى الله عليه وسلم (ثاني اثنين اذ هما في الغار) (التوبة: 40)، إنه أبو بكر، الذي واسى أبانا محمداً صلى الله عليه وسلم يوم إقامته ويوم ظعنه في الأسفار، إنه أبو بكر، الذي زوج أبانا محمداً صلى الله عليه وسلم ابنته عائشة فلم ينكح غيرها من الأبكار، انه ابو بكر، الذي جاور أبانا محمداً صلى الله عليه وسلم في قبره الذي في الدار.
واضاف أن من أغصان شجرة آل البيت الأنجاب، المنحدر نسلهم الطاهر من علي ابي التراب، من تسمى باسم الفاروق عمر بن الخطاب، مذكراً بقول الله عز وجل (ان في ذلك لذكرى لأولى الالباب) (الزمر: 21).
وقال ان منهم: عمر، بن علي بن أبي طالب، وعمر، بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمر، بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمر، بن علي زين العابدين بن الحسين وعمر، بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلق هنا بقوله لو سألنا آل البيت الأطهار: من هذا الرجل الذي نسبتم اليه أبناءكم الأبرار؟
لقال آل البيت الأخيار: سبحان الله انه عمر» اعز الله به دين أبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الخفاء والاستتار، إنه عمر» الذي زوج أبانا محمدا صلى الله عليه وسلم ابنته حفصة الصائمة القائمة في الاسحار، انه عمر الذي زوجه أبونا علي ابنته ام كلثوم طاهرة الازار، انه عمر» الذي ظفر في مضجعه في القبر بشرف الجوار.
عائشة
وكذلك عن اسماء النساء ذكر الخطيب عائشة: بنت جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعائشة: بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وعائشة» بنت جعفر بن موسى الكاظم، وعائشة: بنت علي الرضا بن موسى الكاظم، وعائشة» بنت علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا، وعائشة» بنت محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وغيرهن وقال لو سألنا أل البيت الأبرار: من هذه المرأة التي نسبتم اليها بناتكم الأطهار؟
لقال آل البيت الأخيار: سبحان الله انها عائشة» التي كان يتعاهدها بالهدايا في ليلتها من أبينا محمد صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار، انها عائشة التي أنزل على أبينا محمد صلى الله عليه وسلم براءتها من الإفك وطهارتها من العار، إنها عائشة» التي قبض ابونا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلتها وفي حجرها وكان يمرض عندها في الدار، إنها عائشة» التي اخبر ابونا محمد صلى الله عليه وسلم بأنها زوجة في الدنيا وفي دار القرار.
وفي الخطبة الثانية اشار الخطيب الى ما سبقت الإشارة اليه مما وقع بين القرابة والصحابة من الأسماء، فلنشر الى ما وقع بينهما من المصاهرة والأبناء وقال لقد زوج علي بن ابي طالب ابنه الحسن بحفصة بنت عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم اجمعين.
وزوج علي بن ابي طالب ابنته ام كلثوم لعمر بن الخطاب فولدت له زيداًرضي الله عنهم اجمعين.
وكذا زوج علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب ابنه محمدا الباقر بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وولدت له جعفر الصادق رضي الله عنهم اجمعين.
واضاف لذا قال جعفر الصادق رضي الله عنه: (ولدني ابو بكر مرتين).
ومراده بذلك ان نسبه الشريف» يتدلى من جهتين من نسب ابي بكر المنيف، وذلك ان ام جعفر الصادق هي ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وجدة جعفر الصادق لامه هي اسماءبنت عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق.
واضاف قائلا: فلو سألنا ال البيت الأطهار: ما الذي حملكم على مناكحة هؤلاء الأصهار؟ لقالوا: سبحان الله او لم يقل أبونا المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم (تخيروا لنطفكم وانكحوا الاكفاء وانكحوا اليهم) اخرجه ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها، داعيا الى قراءة تاريخ امتنا المعطار، لنتعرف على المحبة والقرابة بين آل البيت الاطهار، وبين الصحابة الابرار، لتلهج ألسنتنا بقول العزيز الغفار: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (الحشر: 10)
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 11:10]ـ
اثابك الله وبارك فيك ....
ان من احب المشايخ في الكويت عندي الشيخ وليد العلي .... نعم غاية في التواضع والادب الجم في التعامل من الناس .. والكلمة الطيبة دائم في لسانه ... كلما رأيته ... هبته ... قذف الله في قلبي محبة هذا الرجل ... فنعم الصاحب صاحبك .. ونعم الاختيار اختيارك ... والطيبون للطيبين ...(/)
الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام .. للشيخ سفر الحوالي
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 11:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام نبينا محمد وآله الطيبين وصحبه أجمعين
أما بعد
فقد وجدت مادة علمية نفيسة في موقع فضيلة الشيخ د. سفر الحوالي - حفظه الله تعالى -
www.alhawali.com
و هي تهم واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام من عودة لهذا الفكر النتن، و إزهار نبتته الكريهة.
فكان الكلام حوله مِنْ خبير بحال روّاده وتلونهم الفكري، وبحِيلهم الخبيثة.
والمادة هي: ندوة علمية مشتركة
جمعت كل من
فضيلة الشيخ د. محمد بن سعيد القحطاني
وفضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي
بعنوان
التيارات التي تهدف إلى هدم الإسلام
وكانت عناصر هذه الندوة المباركة الطيبة كالتالي:-
1 - طبيعة الصراع بين الأنبياء ومن تبعهم مع أعداء الحق
(مقدم الندوة)
2 - نشأة وتأريخ المذاهب العقدية
د. محمد القحطاني
وتطرق في حديثه الى
(أوائل الفرق الإسلامية، أثر ترجمة كتب الفلاسفة على المسلمين)
3 - العداء الشديد للإسلام من مملكتي الفرس والروم
د. سفر الحوالي
4 - الحروب الصليبية
د. سفر الحوالي
وتطرق في حديثه الى
(التحالف الصليبي في القديم والحديث، الحروب الصليبية في العصر الحديث)
5 - مذهب عصرنة الإسلام
د. محمد القحطاني
وتطرق في حديثه الى
(نشأت مذهب عصرنة الإسلام، مبادئ مذهب عصرنة الإسلام)
6 - الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام وخطر هذه الأفكار
د. سفر الحوالي
وتطرق في حديثه الى
(تمييعهم للأحكام الفقهية، طعنهم في السنة، طعنهم في علماء الأمة)
7 - أهداف مذهب عصرنة الإسلام
د. سفر الحوالي
8 - الأسئلة
سؤال أسباب التأثر بالتيارات الهدامة؟
سؤال يتعلق بالفرق القديمة المعاصرة؟
وغيرها
-----------------------------
هذه هي عناصر هذه الندوة المباركة،
وسأذكر هنا ان شاء الله تعالى
العنصر السادس الذي تكلم عنه الشيخ سفر الحوالي
وهو:
6 - الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام وخطر هذه الأفكار
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 01:56]ـ
6 - الأفكار العامة لمذهب عصرنة الإسلام وخطر هذه الأفكار
الحمد لله، في الواقع أنه من الصعب جداً استعراض هذا الاتجاه بالتفصيل،
ولا سيما أنه لا يمثل منهجاً فكرياً موحداً، وهو منهج سلبي -إن صح التعبير-
بمعنى: أن القاسم المشترك الذي يربطه والذي يجمعه وينتظمه هو هذا الموقف من الإسلام الحق ومن السنة وأهلها المتمسكين بها كما أنزله الله، وكما كان السلف الصالح يجمعهم مخالفة ذلك، وانتهاج مناهج شتى بعد ذلك بحسب التربية الفكرية، وبحسب التوجيه الذي يوجهون به، وبحسب التبعية، فكل منهم يتبع سيداً في الشرق أو في الغرب، فلا يجمعهم في الحقيقة إلا هذا.
فمن هنا تجدون تحفظاً من الجميع على تسميتهم المعتزلة بإطلاق، فهم ليسوا بمعتزلة جدد بالمعنى الكامل،
لكنهم أقرب ما يكونون إلى ذلك، لأنهم يدعون أو يزعمون أو ينتحلون الانتساب إلى المنهج العقلي، وبعضهم يصرح بهذا وربما سمع به أو سمعه الكثير أن هذا من منهج المعتزلة، وذلك ستار ومنفذ لما بعد ذلك إذ منهج الاعتزال هو في الحقيقة أخف مما يدعون إليه، لكنه أعم من المناهج الأخرى، التي لا يستطيعون التسلل من خلالها،
ولا سيما مع هذا الإعجاب الغربي بالمنهج الاعتزالي، لأنه يستقي مصادره من الجاهلية أو الوثنية الإغريقية التي هي منبع الحضارة الغربية نفسها، ومن هنا يريدون عوداً على بدء، فتلقي الحضارة الإغريقية القديمة التي مرت خلال الاعتزال، وخلال الفلسفة التي تسمى إسلامية بالحضارة الغربية المعاصرة، وكأنهما شقان انفصلا في القرون الوسطى، والتقيا الآن بعد أن كانا ملتقيين في المنبع والأصل وهو الحضارة أو الفكر الإغريقي.
أقول: لذلك لا نستطيع التفصيل فيه ولكن يمكن أن نوجز بأن نضع أسساً عريضة أو قواعد عامة، لهذا الاتجاه ولهذا التيار.
///وأول شيء يلفت النظر فيه:
هو أنه يهدم العلوم المعيارية الأساسية في الفكر الإسلامي، وفي العلم الإسلامي،
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعنى: أن الجديد فيه: أن المعتزلة على سبيل المثال يتكلمون في أمور الاعتقاد، وفي أمور الغيب، ولكنهم لم يتعرضوا في الجوانب الاجتماعية والأحكام، والجوانب الأخلاقية، وما أشبه ذلك، فكان الأمر محصوراً عندهم بما يسمى الإلهيات وما يتعلق بها.
وهكذا كان بحث الحضارة الغربية القديمة الإغريقية واليونانية في مباحث الإلهيات كما دونها "أرسطو وأفلاطون " وهؤلاء زادوا على ذلك، بأنهم ضربوا المجتمع الإسلامي في صميمه بالقضاء على هذه العلوم المعيارية جميعاً حتى في أصول الفقه وأصول التفسير وأصول الحديث، كل هذه العلوم هي محط نقدهم الذي لا ينتهي عند حد،
كان الفلاسفة والفلسفة الإسلامية تقول: 'ما الدين والشريعة إلا سياسة مدنية'،
فهم على الأقل كانوا يرون أن الدين يصلح شريعة للعامة.
أيضاً يقولون: 'إنه لم يطرق العالم شريعة أكمل من شريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ' فهي عندهم تصلح للعامة أما العقول الراقية والحكماء، فالحكمة هي التي تصلح لهم -كما يقولون ويدعون- جاء هؤلاء فأتوا بالطامة التي لم يقلها أولئك، وهي أنه حتى في واقع المجتمع وللعامة لا يصلح هذا الدين أن يطبق.
والكلمة التي قالها "كرومر " في كتابه "مصر الحديثة ": ' إن الإسلام ناجح كدين، ولكنه فاشل كنظام اجتماعي'
جاء هؤلاء المجرمون وهم ممن ينتسبون إلى الإسلام، وإلى الأمة المؤمنة فمدوا هذه العبارة وجعلوها كالنموذج أو كالمنهج لهم، ومن هنا -كما أشرنا- ضربوا أصول الفقه والأحكام الشرعية عامة بما يتفق مع الحضارة الغربية، حيث الموجهون، وحيث الأسياد.
الحجاب -مثلاً- ماذا قالوا عنه، وهو مما لم تتعرض له الفرق القديمة، أو عرض له كتطبيقات بناءً على أصول عند الباطنية ثم انتهت،
قال هؤلاء: إن حجاب المرأة المسلمة تقليد وعادة موروثة، ومهما تعاقبت عليه القرون فهو عادة من عادات الفرس أو الترك.
أما الإسلام الذي يريدونه، وفي هذا العصر بالذات فهو أن يكون المجتمع -لا يقولون: مختلط- لكن يقولون: ليس منفصلاً كما كان في القرون الأولى، وليس مختلطاً كما قد يفهم البعض منا، ولكن نريد المجتمع المحتشم تعمل المرأة مع الرجل، فيتلاقيان في الدوائر الحكومية وفي المدارس وفي كل مكان ولكن كما يقولون محتشمة.
تمييعهم للأحكام الفقهية
لقد جاءوا إلى الشذوذات الفقهية، ونذكر واحداً منهم وهو مصطفى المراغي (1) فعندما اجتمعت لجنة التقنين في مصر قال "للسنهوري (2) " ومن معه:
'ضعوا أي شيء ترونه مناسباً للمصلحة وللواقع وللعصر ضعوه كما تشاءون، وأنا مستعد أن أخرِّجه على أي قول من أقوال الفقهاء في أحد المذاهب الأربعة أو في بعضها إما قول ضعيف أو راجح أو مرجوح'
وتنسب عبارة مثل تلك إلى الشيخ "الشرقاوي (3) " بالنسبة إلى ما يتعلق بقانون "نابليون " عندما عرضه عليه "الخديوي " المهم أن الواقع هو الذي يوجه الشرع، من أين نأخذ الدين؟
نأخذه من الواقع، وأي واقع؟!
هو الواقع المساير لركب الحياة، والحضارة الغربية.
وجد من علماء المسلمين من أفتى بأن سماع الغناء والموسيقى لا بأس به، وهذا شذوذ، ومن تتبع رخص العلماء تزندق كما قال الفقهاء،
جاء هؤلاء وجمعوا شذوذات أخرى،
وإذا بنا نجدها في كتاب متداول اسمه
"آراء تقدمية في الفكر الإسلامي "
للدكتور/ محمد حسني عثمان جمعها، وسماها بهذا الاسم،
ويقول في كتابه "الإسلام وتطوره ":
'إنه قد نشرت الصحافة الغربية أن أحد الكاردينات الكبار -مقرب جداً من البابا- قد سار في شوارع روما، وفي صدره صورة "صوفيا لوريل " الممثلة الإيطالية، قال: فمتى يأتي اليوم الذي نرى فيه أحد شيوخ الأزهر وهو يمشي وعلى صدره صورة إحدى الممثلات؟! '
إذاً هم يريدون أن يهدموا هذا المجتمع .. الحجاب، الحياء، العفة، الفضيلة، أحدهم ينشر مذكرات هي الآن تنشر تقريباً في جرائد، وفي مجلات يذكر قصته مع الحب، ويذكر فيها قصته مع الغناء، ويتحدث بكل صراحة ووضوح وأن هذا رأيه، وأن الحب يجب أن يكون كذلك، وأن هذا هو حقيقة الإسلام، والجديد الذي عملوه أن ما كان ينادى به قبل أربعين أو خمسين سنة على أنه إباحية وينادى به هكذا بوضوح: اتبعوا الغرب فيه، الآن يقال: اتبعوا هذا فهو حقيقة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
في مجال العقيدة -أيضاً- أصبحنا نعجب والله، فهناك مجلات وملاحق لجرائد يومية مشهورة لا تخفى على أحد تتحدث عن الأضرحة، وعن المزارات، والقبور، والمشاهد -سبحان الله! - ما هذا الدين الجديد؟
هذا الذي كان رجعية وتأخر، فالآن هناك اتجاه مرذول ومرفوض ومحارَبٌ بكل قسوة وهذا الاتجاه هم الأصوليون، وهناك اتجاه يوسع له المجال، وتفتح له الأبواب لينشر، وهو الذي يصور أدنى وأحط مرحلة وصلت إليها الأمة الإسلامية، بل أحط ما يمكن أن يصل إليه الإنسان -أي إنسان- وهو أسفل سافلين، وهو الوقوع في الشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وعبادة الموتى والقبور من دون الله، ملاحق للأهرام ولغير الأهرام، وحتى المجلات الإباحية وبعض المجلات الخليجية، والجرائد الخليجية الإباحية تأتي وتتحدث عن الأضرحة والمزارات في كثير من الدول، وعن الأولياء والموالد والكرامات، حتى في مجال العقيدة البحتة تدخّلوا ليفرضوا هذا الدين الجديد الذي يريدون أن يشتتوا به ما كانت عليه الأمة.
أعود وأقول:
ما معنى أن يتعرض لأصول الفقه -مثلاً- ولهدمه والإتيان بأصول فقه جديد؟
"جولدزيهر "
في كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة "
يقول: 'إن المسلمين أرادوا ضمان تطور الإسلام مع العصور، فاستحدثوا أصلاً ثالثاً بعد الكتاب والسنة وهو الإجماع، فإذا رأوا أن أمراً ما في عصر من العصور قد وقع واستقر؛ جاءوا وقالوا: من باب عموم البلوى، وكذا، ونجمع عليه فيجمعون فيصبح من الدين، وتلزم به الأمة'
أي جعلهم كالفاتيكان، هذا كلام "جولدزيهر ".
ويظهر بعض الدعاة والذين يدعون إلى الإسلام وينتسبون إليه ولهم دعوات،
ويقول: الإجماع يمكن أن تجمع مدرسة ثانوية على شيء ويكون هذا إجماعا، الإجماع الواسع، والقياس الواسع، وبدعوى ماذا؟
بدعوى التجديد، والتطوير، والتطبيق العصري لهذا الدين كما يزعمون.
--------------------
الهوامش
(1) المراغي:
محمد بن مصطفى بن محمد المراغي، باحث مصري، ممن تولوا مشيخة الأزهر، ولد في مراغة بالصعيد (1298) هـ، وهو من تلاميذ محمد عبده ومن دعاة التجديد والإصلاح، ولي القضاء بالسودان، توفي (364) هـ، له أجزاء في التفسير.
(2) السنهوري:
عبد الرزاق بن أحمد السنهوري، دكتور في القانون المدني، درس في فرنسا وتولى وزارة المعارف بمصر، وعين رئيساً لمجلس الدولة،
وضع قوانين مدنية كثيرة للعراق وسورية وليبيا والكويت (1312 - 1391) هـ.
(3) الشرقاوي:
عبد الله بن حجازي الشرقاوي، ولد في الطويلة من قرى الشرقية (1150) هـ تعلم في الأزهر وولي مشيخته
وهو من الذين أكرهوا في عهد الاحتلال الفرنسي على توقيع بيان بالتحذير من معارضتهم،
توفي في القاهرة (1227) هـ، له كتب في التاريخ والفقه.
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:05]ـ
طعنهم في السنة
علم "أصول الحديث" نعم .. هوجمت السنة من قبل "النظّام (1)، والعلاّف (2) "،
وقالوا في خبر الآحاد ما قالوا،
وقالوا في الأحاديث التي تخالف العقل ما قالوا،
هؤلاء هم زعماء الاعتزال الأوائل،
لكن لم يجرءوا على ما جرأ عليه هؤلاء من هدم هذا الأصل نفسه.
إن الميزة التي يذكرها علماؤنا في كتب المصطلح، وهو أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- شرف هذه الأمة بالسند، وبحفظ هذا الدين، وقال علماؤنا: 'إن العلم هذا دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم'
وهؤلاء يريدون أن يهدموه، فأخذوا يطعنون في علماء الأمة، ويطعنون في علم المصطلح وفي علم الرجال ومن ذلك -وهي طامة كبرى، ورحم الله الأستاذ الدكتور/ محمد محمد حسين (3) كما قرأ الدكتور محمد في كلامه- طعنهم في الصحابة الكرام بما لم يجرؤ عليه إلا الروافض وأشباههم،
عندما يقولون: كيف يقول علماء المصطلح: إن الصحابة كلهم عدول؟!
من أين جاءت القداسة لهم؟!
ويقولون: كيف يقال إن الصحيحين كل ما فيهما صحيح؟
وهل الصحابة معصومون؟
هل البخاري ومسلم معصوم؟
مع أنه لم يتكلم أحد مِنْ علماء المسلمين بعصمة أحد، فمَنْ مِنْ علماء الرجال ادعى العصمة لأبي بكر أو لعمر فضلاًَ عن البخاري وغيره؟
المسألة معايير وعلوم معياريه مؤصلة مقعدة، ما قال أحد عصمة، وإنما قال ثقةٌ ثبتٌ، أو صدوقٌ، أو ضعيف إلى آخره.
هم أتوا ليلبسوا على الناس، فقالوا: هل هم معصومون؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم يكونوا معصومين، فهم مخطئون وهكذا، وما دام أنهم مخطئون فلا نأخذ أقوالهم، ويردون ما شاءوا كما شاءوا من هذه العلوم.
إن السنة النبوية هوجمت في هذه الأيام وما تزال تهاجم، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يريد أن يكشف خبيئة هؤلاء الأقوام،
وفي إحدى الجرائد المحسوبة على المسلمين نشرت موضوعاً حول السنة وتنقيتها، وأراد الله أن تظهر الحقيقة عندما قال أحد هؤلاء الرافضين للسنة في معرض رده للأحاديث الصحيحة كأحاديث {لا يقتل مسلم بكافر}
قال: 'كيف لو أن رجلاً عربياً قتل مهندساً أمريكياً مسيحياً أو يهودياً؟! '
هذه هي القضية والمشكلة عندهم،
أي: لو كان المقصود مهندساً هندياً ليس هناك مشكلة، لكن يكون مهندساً أمريكياً، ولا يقتل به فغير معقول أن لا يقتل به العربي؛ بل لابد أن يقتل!
ولهذا لما تكلموا -وعن الحجاب من هنا نعرف كيف ضربوا الحجاب! وكيف حاربوه!
قالت إحداهن وهي " أمينة السعيد (4) "
وهي آخر الجيل الهالك: النقاب بدأ ينتشر في الجامعات المصرية!، وتصرخ وتولول في جرائد كثيرة على أن جهودها ضاعت، وأن الحجاب بدأ يرجع، وأن النقاب بدأ يرجع من جديد، لكن لم يؤبه لها،
فيأتي شيوخ معممون من دعاة هذا الاتجاه فيقول: أنا أذكر لكم قصة، كيف أنه في أحد مؤتمرات المستشرقين عقد مؤتمر عن الحجاب، وأرادوا تشويه الصورة، فجاءوا بامرأة أوروبية، وعملوا لها حجاباً ونقاباً، وأخرجوها فجأة على المسرح أمام الجمهور، فاشمأزوا، ونفروا، وتضايقوا وقالوا: هكذا تريدون المرأة كان هذا جواباً، فلا يحتاج أن نبحث عن حجاب المرأة في الإسلام، أي يكفي أن عقول الخواجات استبشعوا ذلك، فإذاً ليس هناك داع أن نناقشه.
وهكذا كل سنن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المهم أن يرضى عنا الغرب بعضهم يصرح وبعضهم يلمح، وهذا الذي يعرف من لحن أقوالهم.
---------------------
الهوامش
(1) النظّام:
إبراهيم بن سيار البصري، أبو إسحاق النظام، من أئمة المعتزلة، تبحر في علوم الفلسفة والكلام، وانفرد بآراء خاصة، وقد تابعته فرقة النظامية نسبة إليه، كان سيئ السيرة، توفي سنة (221) هـ وقيل (223) هـ.
(2) العلاّف:
محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول البصري، أبو الهذيل العلاف، مولى عبد القيس، شيخ المعتزلة، كان خبيث القول فاجراً، هلك سنة (226)، أو (227) أو (235) هـ. على خلاف.
(3) الدكتور/ محمد محمد حسين
أديب إسلامي مصري، غير مكثر في ميدان الكتابة، لكنه رصين الأداء، مقتدر في استيفاء جوانب ما يطرقه، أبرز مؤلفاته
(الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) الذي رد فيه على طه حسين وغيره،
و (الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها)
و (اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر)
و (حصوننا مهددة من الداخل)،
توفي رحمه الله سنة (1403) هـ.
(4) كاتبة صحفية تندد بالحجاب وتدعو إلى السفور.
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:10]ـ
طعنهم في علماء الأمة
إذن: هدموا الشريعة، وهدموا العقيدة، هدموا مبدأ الجهاد، والموالاة والمعاداة
كما تفضل الدكتور/ محمد عندما قالوا: إن دار الحرب ودار الإسلام من العنصرية العصبية التي أوجدها فقهاء المسلمين، وصرح بذلك حسين أحمد أمين
تلك العصا من هذه العصية **** ولا تلد الحية إلا حية
حسين بن أحمد أمين قرأت له في مجلة كل العرب عندما قال:
'السلفية هم النازية العصرية؛ لأنهم يرون لهم امتياز عن الناس'
عندما تقول أنت: إن المسلم خير من الكافر كما قال الله،
وكما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يثورون،
ولكن انظروا حتى تعرفوا هؤلاء القوم {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}
[آل عمران:118]
وتعرفوا من يوالون، انظروا متى تثور أقلامهم، فعندما يكتب في الصحافة الغربية، وينشر في وسائل الدعاية الغربية من حط للإسلام والمسلمين، بل لشخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى ما ينشر فيه حط وإهانة لشخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وللصحابة الكرام لا تشارك أقلامهم الدنسة فيه بشيء، فإذا جاء ما فيه نوع من التعرض للإنسان الغربي أو الأوروبي، فإنهم يثورون ويقومون ويقولون: هذه من عنصرية فقهاء الإسلام.
ومن جهلهم ما ادعوه -وكثيراً ما يرددونه- أن المسلمين لا يؤمنون بالديمقراطية،
يقولون: إن الإسلام ديموقراطي -بزعمهم-
ويقولون: إن فقهاء المسلمين هم أبعد شيء عن البحث في أمور السياسة والحكم، لأنهم لم يخوضوا في هذا المجال.
(النهاية)
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 02:13]ـ
اقترح تنسيق هذه الندوة بما يناسب في إخراجها في رسالة مطبوعة، بالتعاون مع الشيخ الحوالي والشيخ القحطاني
ولتكن هذه الرسالة من أوائل إصدارات هذا الموقع العلمي
جزى الله القائمين والمشرفين عليه خير الجزاء
وبارك في جهودهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 06:37]ـ
جزاك الله خيرا.
وموقع الشيخ سفر مليء بالفوائد العظيمة مثل شرحه للطحاوية و المحاضرات المفرغة.
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 10:29]ـ
وإياك
أخي الكريم
والموقع كما تفضلت مليء، وفيه إضافة مواد جديدة في كل فترة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الراية
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 01:19]ـ
وإياك أخي الكريم
ـ[محمد بن ظافر الشهري]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:02]ـ
نفع الله بكم
ـ[عيووووون]ــــــــ[15 - Aug-2007, مساء 05:50]ـ
هل لنا أن تعرفنا بتاريخ هذه الندوة بارك الله فيك(/)
بروتوكولات الفريسيين "الحلقة الأولى"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 06:01]ـ
بروتوكولات الفريسيين
كتب محمد بن حسن المبارك
الحلقة الأولى: بروتوكولات الفريسيين داخل الديانة اليهودية)
مقدمة عن تاريخ بني اسرائيل:
يبدأ تاريخ بني إسرائيل بأبيهم يعقوب "اسرائيل "بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، و قد رزق اثنا عشر من الولد، فكانت ذرية كل منهم أمة تسمى بسبط، ينسب لأحد أبناء يعقوب الإثني عشر.
هاجر يعقوب عليه السلام و أبناؤه واحفاده ـ كما يقص علينا القران الكريم ـ من بلاد كنعان الى مصر، حيث نزلوا على يوسف عليه السلام مكرمين. فقد كان يوسف آنذاك أمين فرعون على مصر، و قيل أن عددهم حين ذلك كان ستين شخصاً، وتكاثر ابناء يعقوب حتى بلغوا عند عبورهم البحر مع موسى عليه السلام ستمائة ألفً.
وقد دخل يعقوب وأبناؤه مصر إبان سيطرة الهكسوس عليها، فعملوا فيها، ولما أخرج الهكسوس من مصر، أذل بنو إسرائيل فيها.
و في عهد الفرعون الطاغية رمسيس ـ و الذي ادعى الالوهية ـ كان بنو اسرائيل قد توزعوا على اقاليم مصر يعملون ويكدحون، ويلاقون ـ كما ـ من العذاب والتنكيل، صنوفاً والواناً.
ظهور اليهودية:واشتد الأذى وتضاعف على بني اسرائيل، فكان أن أرسل الله عز و جل موسى في بني اسرائيل يخلصهم به من عذاب فرعون و تنكيله بهم.ثم بعث الله فيهم موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد فاستنقذهم من أسر فرعون واذلاله لهم، و عبر ببني إسرائيل اليم (الماء) وأغرق الله فرعون وجنوده لمّا حاولوا اللحاق بهم، وقادهم باتجاه الأرض المقدسة فجبنوا عن دخولها، وبقوا في التيه في سيناء أربعين سنة توفي فيها موسى وهارون عليهما السلام.
ثم قاد يشوع عليه السلام بني إسرائيل فأدخلهم الأرض المقدسة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وبعد وفاته تفرق بنو إسرائيل إلى مجموعات متفرقة يحكمها عدد من القضاة، واستمر ذلك زهاء قرن ونصف.
ثم اختار لهم النبي صموئيل شاول (طالوت) ملكاً فحكمهم عشر سنين ثم ملك بعده داود ثم ابنه سليمان الذي توفي عام 922 ق. م وولي بعده ابنه رحبعام، وثار عليه يربعام بن ناباط، وتبعه عشرة من الأسباط، وكونوا دولة شمالية سميت: مملكة إسرائيل، وعاصمتها شكيم (نابلس) وبقيت حتى عام 722 ق. م حيث قضى عليها الآشوريون، وحكموا تلك البلاد.
وأما المملكة الجنوبية:يهوذا. وعاصمتها أورشليم، فبقي الملك فيها في ذرية سليمان.
وفي عام 586 ق. م غزا بختنصر الكلداني بيت المقدس و قتل ملكها صدقيا وقام بسبي اليهود و أخذهم معه إلى مملكته، وأحرق أورشليم وهيكلها، وسبى سكانها إلى بابل، فبقوا هناك حتى أعادهم الملك الفارسي قورش سنة 538 ق. م، ثم بقوا في فلسطين في ظل اليونان ثم الرومان الذين دخلوا أورشليم عام 64 ق. م واستمرت سيطرتهم على فلسطين حتى ظهور الإسلام.
و عندما رجع اليهود من السبي البابلي على يد الملك كورش عام 538 ق. م كانوا قد فقدوا كثيرا من الكتب و الأصول، بل لم يعد لديهم شيءٌ يذكر من ذلك.
و في عام 200 ق م تقريباً تشكلت الطائفة الفريسية التي أرادت في أول أمرها الرجوع باليهودية إلى أول عهدها، و لذلك فقد تلقى الفريسيون من المجتمع في بادئ الأمر كثيرا من الإكبار و التقديس.
و في عام 78 قبل الميلاد تقريبا قوي نفوذهم وأصبحوا قادة اليهود في الأمور الدينية ..
نكوص الفريسيين؟؟:
الفريسية هي إحدى الفئات الدينية اليهودية الرئيسية الثلاث التي كانت معروفة عند اليهود عند مجيء المسيح عليه السلام، وهذه الفئات الثلاث، هي: الصدوقيون، والأسينيون والفريسيون. . وكلمة فريسي بحدّ ذاتها، كلمة آرامية ومعناها " المنشق أو المنعزل" فالفريسيون هم "المنعزلون"، (بإعتبار أنهم إنعزلوا عن الطائفة اليهودية المادِّية التى تسمّى "الصادوقيّة"و التي كانت لا تؤمن بالبعث و لا بالقيامة)، و لذلك فقد اتجهوا الى الاعتزال عن المجتمع الاسرائيلي الذي كانت قد فسدت كثير من قيمه و سلوكايته.
والمعروف عن الفريسيين أنهم أضيق الفئات الدينية اليهودية من ناحية التعليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن الفريسيين في أول عهدهم كانوا على شيءٍ من التديّن و النزاهة بالنسبة إلى سائر الطوائف الاسرائيلية، إلاَّ أنه وعلى مرّ الزمن، دخل حزب الفريسيين كثير من المنتفعين، إلى أن فسد جهازهم واشتهر معظمهم بالرياء، حتى أن الطائفة اليهودية المادِّية ـالتى تسمّى "الصادوقيّة" ـ والتي كانت لا تؤمن بالبعث و لا بالقيامة كانت أول من ثار على فساد الفريسيين (الذين يتبعون أهواءهم).
ما هو موقف المسيح عليه السلام من الفريسيين؟
الفريسيون ورد ذمُّهم في كثيراً "الانجيل"، حيث كوَّن الفريسيون مجموعة كبيرة من التعاليم المناقضة لشريع موسى عليه السلام، بل و للشرائع أجمع، منها أن اليهود لا يعذبون يوم القيامة، و أن لهم النعيم الأبدي لكونهم من ذرية ابراهيم و اسرائيل عليهما السلام، و كثيرا ما يشير الانجيل إلى أن الفريسيين كانوا ألدّ أعداء المسيح.
ـ بل إن يحيى بن زكريا عليهما السلام "يوحنا المعمدان" حاول من قبل عيسى عليه السلام أن يبيّن للفريسيين أنه لا يمكن لهم أن يعيشوا على ذكريات الماضي، وأن الجيل الفاسد لا تخلّصه حسنات أجداده،و أن كونهم من ذرية إبراهيم و اسرائيل عليهما السلام لا يعفيهم من مغبة أعمالهم الفاسدة، و لذلك فقد صوّر لهم حقيقة الجزاء بعد البعث بالفأس التي توضع على أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع أثماراً جيدة تُقطع وتلقى في النار، بل و سمَّاهم عليه السلام ـ كما في الانجيل ـ "أولاد الأفاعي".
و عندما كان النبي يحيى "يكرز" اليهود قائلاً لهم: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى2:3).
جاء إليه جماعة من الفريسيين والصدوقيين ـ كما في الإنجيل ـ بقصد الاستهزاء به وبرسالته، فقال لهم ـ مبينا لهم أن مجرّد الاعتماد بالماء ليس كافياً إذا لم يقترن بالتوبةـ:
"فلما رأى كثيرين من الفريسييين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم، يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا ثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً. لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتلقى في النار" (متى 7:3 - 10).
ـ أمَّا عيسى عليه السلام فقد وبَّخهم بشدة من أجل ريائهم وادّعائهم القداسة والبرّ مع انصرافهم التام للدنيا، و انتقد على الفريسيين تمسكهم بأساطير و خرافات بالية معظمها من التراث البابلي الوثني و التراث الآرامي، وإهمالهم لجوهر الدين و هو التوحيد، ثم كذلك تحريفهم و تشويههم لشريعة التوراة فضلا عن عدم العمل بها.
ففي الانجيل على لسان عيسى عليه السلام محذراً لهم:
"ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلّة تطيلون صلواتكم، لذلك تأخذون دينونة أعظم" (متى14:23).
وكذلك في الانجيل على لسان عيسى عليه السلام:
لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدّام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون. ويل لكن أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة أعظم. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر لتكسبوا دخيلاً واحداً. ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً .. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشّرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعلموا هذه ولا تتركوا تلك. أيها القادة العميان الذين يصفعون عن البعوضة ويبلعون الجمل ... ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحوون رياءً وإثماً. أيها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم" (متى 23).
وقد لقّبهم المسيح بالجهّال والعميان وشبّههم بالقبور المبيّضة التي تظهر من الخارج جميلة ومن الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة، وأنهم يظهرون للناس أبراراً ولكنهم من الداخل مشحونون رياءً وإثماً (متى 27:23 - 28).
كما لقّبهم المسيح بأولاد الأفاعي وأولاد إبليس (متى 33:33).
(يُتْبَعُ)
(/)
و وبخ بني اسرائيل بقوله:
"فإني أقول لكم إنكم إن لم يزد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى20:5).
وكذلك حذرهم من اتباعهم بقوله:
"وقال لهم يسوع انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين" (متى6:16). "كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرّزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين. حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين" (متى 11:16و12).
كما بين لهم كيف يتعاملون مع الفريسيين و مع من كان مثلهم:
"على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالاً ثقبلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحرّكوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي ينظرهم الناس. فيعرضون عصائبهم ويعظّمون أهداب ثيابهم. ويجبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع. والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي .. "
ويشير إليهم الإنجيل الذي يقول:
"فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه" (مرقس6:3). ويذكر الإنجيل المقدس آيات كثيرة عن معارضة الفريسيين ليسوع نذكر منها ما يلي: "وأما قوم منهم (اليهود) فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا ماذانصنع فإن هذا إنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. فقال لهم واحد منهم. وهو قيافا: كان رئيساً للكهنة في تلك السنة. أنتم لستم تعرفون شيئاً. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها" (يوحنا 46:11 - 50).
ما هو التلمود:
كلمة التلمود كلمة عبرية تعني الشريعة الشفوية و التعاليم، و اليهود يطلقون اسم " التلمود" على مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية وأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات تتناقلها الألسن، فوصلت شفاهاً وسماعاً إلى الناس، ثم دوّنها الحاخاميون خوفاً من النسيان والضياع، وحفظاً للأقوال والنصوص في فترات متباعدة، وقبلت إلى جانب الشرائع المدوّنة في أسفار موسى.
و للتلمود داخل الديانة اليهودية مكانةً هامة، حيث يعتبر الركن الأساسي فيها، فهو كتاب بنى إسرائيل الأقدس , وهو فى قداسته يعلو و يفوق و يَجُبُّ التوراة و سائر الأسفار اليهوديّة
، وما يعرف باليهودية الربانية ليس سوى تلك اليهودية التلمودية التي تدين إلى الرباي يهوذا بن سيميون بن جامليل 135 - 217م.
و يدعي اليهود أن موسى عليه السلام ألقى التلمود على بني إسرائيل فوق طور سيناء،وحفظه عند هارون، ثم تلقاه من هارون (يوشع)،ثم (إليعازر) وهلم جرا …حتى وصل الحاخام يهوذا حيث وضع التلمود بصورته الحالية في القرن الثاني قبل الميلاد وذلك على ما يزعمون، والحقيقة أن التلمود هو موسوعة تضم كل شئ عن هواجس و خرافات بني إسرائيل مما يكون لديهم شروحات مختلفة للتوراة، بل هو مستودع رموز و شطحات ومجازفات الديانة اليهودية.
. ويعطي اليهود التلمود أهمية كبرى لدرجة أنهم يعتبرونه الكتاب الثاني، والمصدر الثاني للتشريع، حتي أنهم يقولون: "إنَّ من يقرأ التوراة بدون المشنا و الجمارة فليس له إله " والمشناة و الجمارة هما جزءا التلمود ..
ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه الشريعة الشفوية لم تصبح بمنزلة الشريعة المكتوبة إلا بعد خراب الهيكل الثاني، أي منذ عام 70م وحتى مطلع القرن السادس، وذلك بيد المعلمين المعروفين بـ"التنائيم".
التلمود و الشخصية اليهودية .. :
إن التلمود لم يكن إلا إنعكاسا ثقافياً للشخصية اليهوديّة العنصريّة التى أفرزته، فمن المهم معرفة أن التلمود كتب في فترة السبي البابلي المملوءة بالذلة و المسكنة بالنسبة لليهود، ولذلك ففى التلمود تتجلّى دفائن و خبايا و مكنونات النفسيّة اليهوديّة الغائرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد إبتدع التلمود شيوخ إسرائيل تحت أثقال الأسر و القهر و التشرّد , وتحت وطأة معاناة الشتات و الإغتراب و، و تلك الأثقال من المعاناة و الهوان و المذلّة قد ملأت نفوسهم وفجّرت فيهم كل مخزونات و طاقات الحقد و الحسد و الكراهية و البغض , والرغبة المحمومة المقيتة فى الإنتقام من كل الأمم، و التجبّر على غير اليهود أجمعين.
لقد جاء التلمود إنعكاسا للنفسيّة الإسرائيليّة اليهوديّة العنصريّة، , ليعطي نوعا من الشرعية و القداسة لجميع الرذائل اليهودية، من القسوة و الحقد و الحسد و الإستعلاء , و لتغرق فى الجبن و المسكنة و الفساد و التحريف و الخيانة و الإجرام.
و قد وظَّف الفريسيون كل تلك النقائص السابقة الذكر في استغلال و استعباد بقية الشعب الاسرائيلي، حتى انتقل بنو اسرائيل أو جلَّهم من اليهودية إلى الفريسية.
دراسة التلمود:توجد نسختان من التلمود: التلمود الفلسطيني والتلمود البابلي، وقد كتبتا في أوقات متباعدة، واختلفتا في المضمون وأسلوب العرض واللغة، أما التلمود الفلسطيني فيرجع تاريخه إلى منتصف القرن الرابع للميلاد، وكتب على يد الرباني يوحنان بن نبحة مؤسس أكاديمية طبرية، وهو يكتفي بالشرح أو التحاليل لنص "المشنا" مع سرد مناقشة غير مطوّلة بين الأحبار، ويعتبر المرجع الفصل في كلِّ نظرية فقهية ومعاملة تشريعية. وهو يتميز بالاقتضاب.
أما التلمود البابلي فإنه يفتح باب النقاش واسعاً، فلا تنتهي إلى قول مرجّح، وهو نتاج الأكاديميات اليهودية في العراق، وتبلغ حجم مادته ثلاثة أضعاف التلمود الفلسطيني، مما جعله يحتل منزلةً رفيعةً ويغدو مرجعاً هاماً لا غنى عنه.
نشأة التلمود وتكوينه:
اشترك في كتابة التلمود أقلام كثيرة، وتعددت مراحل كتابته، فاختلفت في كل مرحلة أساليب جمعه وتصنيفه وتبويبه وتدوينه.
المرحلة الأولى تبدأ بعد مجيء عزرا الكاتب "النبي عزيز" من بابل، وتمتد حتى عصر المكابين 450 - 100ق. م.
خلال هذه الفترة، جرى جمع القسم الأكبر من الكتابات وتمّ إضافتها إلى التوراة لتغطية الأوضاع والنواحي الجديدة وتكييف بعض الشرائع التوراتية وفقاً لمتطلبات الحياة، ويطلق على هذه المرحلة مرحلة الكتبة الذين انحصر نشاطهم الرئيسي في حقل نشر التعليم الديني إلى جانب بعض التشريعات والمراسيم التي كان لها أثر في ترتيب التوراة وإثبات نصّها المعياري.
المرحلة الثانية تبدأ فيما بين "المكابي والهيرودي"، وخلال هذه الفترة ظهر ما يعرف بالمعلمين الكبار الذين أطلقت عليهم تسمية "الأزواج" "زوجوت"، وقد غطّى هؤلاء خمسة أجيال، ويمثّل كل زوج منهم المنصبين التاليين: رئيس السنهدرين أو الأمير ولقبه النّاسي، ونائب الريس أو رئيس بيت الدين، وهم حسب التسلسل:
- جوزية بن يوعزر جوزية بن يوحنان
- يشوع بن فراحيا نطّاي الأربيلي
- يهوذا بن طباي سمعان بن شطاح
- شماعيا أتباليون
- هيلّل شمّاي.
بروتوكولات الفريسيين داخل الديانة اليهودية:
لما دخل االمنتفعون في الطائفة الفريسية التي كان يعظمها بنواسرائيل أرادوا بذلك أمرين:
الأول: إفساد الطائفة الفريسية.
و الثاني: التحكم بسائر الشعب الاسرائيلي من خلال تلك الطائفة.
فلذلك فقد وضعوا بروتوكولات غاية في الخبث و المكر، و منها:
1ـ دعواهم تقديس الحاخامات، بل و تأليههم أيضا قاتلهم الله.
2ـ وهم الذين إبتدعوا قصّة أصل القانون الشفوى الذى أفرز التلمود (أي أن هناك أصولا شفوية للتلمودكانت ترويها الحاخامات منذ أيام السبي البابلي بعد أن ضاعت الأصول المكتوبة في السبي).
3ـ وهم الذين إدّعوا أنهم أتباع النبي عزرا "عزير" عليه السلام (المتوفى عام 444 قبل الميلاد) الذي أعاد لليهود التوراة، و كان قد مات ثم بعثه الله عز و جل بعد مائة سنة كما ورد في القرآن الكريم، فلما أفاق من نومه وجد اليهود قد نسوا التوراة فتلاها عليهم من حفظه.
4ـ كما ادعوا أن "عزير" عليه السلام إبن الله- وذلك بعد وفاته بأكثر من 200 عام، بل و اعتبروا عزيرا - المعلّم الأكبر ليس فقط بعد موسى، ولكنهم ساووه بموسى - بل و رفع البعض مرتبته فوق موسى بإدعائهم أنه إبن الله-
5ـ، وقالوا بوجود تقليد سماعي عن موسى تناقله الخلف عن السلف، زعموا أنه معادل للشريعة المكتوبة أوأهم منها مما نتج عنه التلمود و شروحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن تغلّب الفريسيين على الصادوقيين و أخذوا فى نفث سمومهم فى العقيدة اليهوديّة ظهر من بين الفريسيين أنفسهم حركة تسمى "جماعة القرّائين" ثارت على أفكار و عقيدة الفريسيين الفاسدة و نادوا ببطلان ما يدعو الفريسيين إليه , و رفضوا التلمود , و رفضوا الإنصياع الكامل لما يقوله الحاخامات , و رفضوا تأليه الحاخامات لأنفسهم , و إعتبروا التلمود كتابا لابد من الخلاص منه (فمعنى القرّائين هو المتمسّكين بقراءة الكتاب وحده - أى أسفار العهد القديم وحدها و رفض ما عداها-).
ولكن ..... كانت شوكة الفريسيين قويّة طوال حقب التاريخ اليهودى .... فقاموا بإضطهاد و تشريد و طرد و ملاحقة الصادوقيين و القرّائين (لازال هناك بقايا منهم اليوم , وهم الذين يكوّنون ما يصطلح بتسميته اليهود الإصلاحيين Reform Jews و الذين يرفضون التلمود , ولكنّهم يعانون من الهجوم الشديد عليهم من غالبية المجتمع اليهودى داخل إسرائيل و حول العالم , إذ تعتبرهم اليهوديّة الأرثوذكسيّة - الغالبة على جميع المجتمعات اليهودية- ضالّين و يشكّلون خطرا على اليهوديّة.
من حيث العقيدة النظرية، كان الفريسيون يؤمنون بالعهد القديم من الكتاب المقدس ويعتقدون بالقدر، كما أنهم كانوا يؤمنون بخلود النفس وقيامة الجسد ووجود الملائكة والأرواح" (أعمال8:23). والثواب والعقاب في الآخرة، بحسب صلاح الحياة الأرضية أو فسادها. كانت عقائدهم ظاهرية وليست قلبية.
أقسام التلمود:
و يقسم التلمود إلى قسمين رئيسيين هما " المشنا والجمارا":
المشنا: هي مجموعة قوانين اليهود السياسية والحقوقية والمدنية والدينية التي تتضّمن القواعد والأحكام بغير نقاش غالباً، والمشنا أشبه ما تكون بالكتاب القانوني أو مصّنف الأحكام الشرعية والفقهية التي تدعى " هالاغا"، أي المذهب أو المسلك أو الطريق الذي يذكّر بالأحكام والفرائض والتشريعات الواردة في أسفار " الخروج واللاويين والتثنية والاشتراع"، ويبقى الحلال والحرام والطهارة والنجاسة وغيرها ممّا ورد ذكره في التوراة وفسّره الفقهاء اليهود ووضعوا له حدوداً وقيوداً تلائم حاجة العصر الذي كانوا يعيشون فيه.
المشنا تتألف من ستة أقسام رئيسية تدعى " سداريم" جمع سدر. وكل سدر يضمّ عدداً من الأسفار أو المقالات أو الكتب تضمّ عدداً من الإصحاحات أو الفصول تسمى " برقيم"، وتكوّن بمجموعها 63 مقالة.
1 - الزراعة: وتعرف باسم البذور Seeds، وفي العبرية Zeraim. يتحدث هذا القسم عن النظم والقوانين المتعلقة بالزراعة في شيء من الإفاضة والتفصيل، فيبحث في الريّ والحرث والحصاد، ويتناول مختلف أنواع زراعة المزروعات والحقول والحدائق والعناية بها، سواء كانت مثمرة أو غير مثمرة، ويربط هذه الأعمال بالعبادة اليومية، ويبين حق الفقراء في الحصاد، ويتحدث مع ذلك عن حمد الله بعد الطعام، وصيغ التبرك التي تتلى في أوقات مختلفة.
2 - الفصول أو المواعيد: وهي تتحدث عن تبجيل يوم السبت والعبادة فيه، وعن مواعيد الصيام، والأعياد والاحتفالات، كما يتناول التقويم اليهودي.
3 - النساء (ناشيم)، ويعرض فيه قوانين الزواج والطلاق، والجوانب الجنسية عامة، ويفصّل العلاقة بين الزوجين وحق كل منهما على الآخر، وقوانين العيش والطلاق، والنذور ... إلخ.
4 - الجروح والجنايات (نازكين)، ويتناول فيه باستفاضة الشؤون المدنية والمسلكيات والتصرفات في الحياة العامة، من التعامل والاعتداءات، وجزاءات كل عدوان، ويتحدث فيه عن الآداب والأخلاق، مثل حسن التعامل ورعاية الحقوق، وحقوق الوالدين، وما إلى ذلك، كما إنه يعرض الوصايا والتفسيرات الشفوية من عهد موسى إلى عهد هليل وشماي، فضلاً عن نظم التقاضي، وقوانين القضاء، مما يجب أن يفعله القاضي والمتقاضون، ونظم التجارة والإبحار والسياسة والاجتماع ...
5 - المقدسات (كادا شيم)، وهو مخصص لأعمال الضحايا والهيكل ومرافقه، وتنصيب القسس وواجباتهم، كما يتحدث عن الذبائح والأطعمة.
6 - قسم الطهارات «توهوروت»، ويتطرق فيه إلى الحديث عن التطهر والنجاسة والطاهر والنجس في الإنسان والحيوان، والحيوانات الطاهرة والنجسة، والأشياء التي تستعمل، وما يجوز أكله من الحيوان وما لا يجوز.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه بإيجاز أهم أقسام المشنا، وقد أضاف «الربانيون» و «الأحبار» إليها زيادات عرفت باسم «التصافوت» _ أي الإضافات، ومع هذه الإضافات لم تحو المشنا كل المأثورات.
ويرى بعض الباحثين المحدثين أن بعض أخبار المشنا مأخوذ من مصادر إسلامية في وقت متأخر، كما فعل موسى بن ميمون، والمشنا ظل بابها مفتوحاً للنمو والزيادة حتى العصر الحديث.
وفي قسم المواعيد والمواسم، نجد أحاديث عن إبراهيم وسارة لم ترد في التوراة، وقد بالغ الباب في وصف سارة بالجمال البالغ إلى الحد الذي لم يستطع فيه إبراهيم طوال الفترة التي قضاها معها أن يملأ عينيه منها، ويذكر لهذا الجمال أعاجيب ونوادر هي ولا ريب من الخرافات، وجاء في بعض نسخ المشنا أن إبراهيم يشفع لليهود يوم القيامة، ويذودهم عن النار.
ويوجد في أقسام المشنا تضارب في الروايات، لذلك قال بعض الباحثين بأن أشياء أضيفت في وقت متأخر لم تكن متسقة مع ما سبق، حيث تكونت من مقالات عديدة متفرقة. وقد كان من تساهل الفريسيين أنهم قبلوا الشروح والروايات الكثيرة التي لم تسلم من التضارب رغم ما بذل في تمحيصها.
ومهما يكن من أمر هذه الروايات الشفوية والكتابات، فقد اتخذت مكانةً تلي التوراة في قداستها، ومنذ عهد الرباي يهوذا بن سيميون، كان لها المكانة الأولى في المدارس اليهودية، سواء في فلسطين أو في بابل.
الجمارا _ Josefto
الجمارا _ أو الإضافات _ مجموعة أخرى ضمت إلى المشنا واستقلت بهذا الاسم. وأصلها من عمل المعلمين الذين كانوا في عصر الرباي يهوذا ولم يكونوا أعضاء في مجلسه، فقد عملوا من جانبهم على جمع روايات أقل شهرة، كما جمعوا الروايات التي استبعدها يهوذا من مشناه، ولكن هذه لم تكن قليلة الأهمية، ولا مما يليق التخلي عنه، ومنها أقوال وروايات نجمت عن مدرسة عقيبا وإسماعيل ونسجت حولها شروح وتفاسير في أقوال المعلمين Amoraim، فرأى الدارسون أن يجمعوا ذلك كله مع بعض الأحكام الشرعية Halachath، والإجابات عن المشاكل التي عرضت، كل ذلك جمع أخيراً وكون الجمارا، وهي بمعنى الإنهاء والإنجاز، وهي، كما هو واضح، وسعت المشنا، لأنها تحوي أحكاماً ومواد ليست في المشنا، منها القديم الذي لم يأخذه يهوذا، ومنها المستحدث.
لم تجمع الجمارا إلا بعد 300 عام من اكتمال المشنا، وقد ثار جدال طويل بين المفسرين حول المواد التي تكوّنت منها الجمارا، وبالرغم من كونها مجمّعة من الروايات الشفوية والمشنا، كان يراد لها أن تكون معتمدة على نصوص التوراة. وقد كتبت باللغة الآرامية.
من المشنا والجمارا معاً يتألف التلمود الذي هو نتيجة تفاعل الشريعة المكتوبة مع أوضاع الحياة المتغيرة والحاجات الطارئة، فهو يعتبر بمثابة سجل حافل يبين خلال المناقشات والشروحات والأمثلة والردود والروايات، كيف كان اليهود يحاولون تطبيق الوصايا والفرائض التوراتية في حياتهم اليومية، وحين يصطدم التطبيق العملي بالنصوص المقدسة تبدأ المشكلة بالظهور وتكثر الاجتهادات، بينما يتصاعد البحث عن
الحلول والمخارج.
__________________
صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
www.saaid.net/Doat/almubarak/index.htm - 25k
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 07:47]ـ
للرفع ...................
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 02:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وبعد:
أخي محمد هل أنت صاحب الكتاب؟
وإن كنت كذلك، فهلا أرسلته لي كاملاً بارك الله فيك؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Sep-2007, مساء 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وبعد:
أخي محمد هل أنت صاحب الكتاب؟
وإن كنت كذلك، فهلا أرسلته لي كاملاً بارك الله فيك؟
اخي العزيز.
لا ادري ما الكتاب الذي تقصد.
لعلك توضح مشكوراً.
فإن كنت تريد الحلقة الثانية من المقال فهي على هذا الرابط:
www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4483 - 106k -
و شكرا على اهتمامك.
بارك الله فيك.(/)
أريد فتوى موثقة من أحد العلماء أو الدعاة: ماحكم استخدام لفظة بارككم الرب؟؟
ـ[أم المثنى]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال ماحكم استخدامنا لفظة بارككم الرب وأقصد الرب لأن البعض يقول هذه من المصطلحات الكنيسية والتمسح بآثارها!!
فما رأيكم بهذه المسألة؟؟
ـ[أم المثنى]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 01:27]ـ
بارك الله فيكم
أرجو أن تكون الفتوى موثقة من أحد الدعاة لأننا بنقاش حول هذه المسألة بأحد المنتديات
أليس في ترك لفظة الرب تعطيل لأحد أسماء الله الحسنى؟؟
وهل إذا كنا بمجتمع به نصارى وودعونا بكلمه حفظكم الرب أو نصارى للتو أسلموا وودعونا بهذه اللفظة نوضح لهم أنها خطأ لأنه في الشائع لدى العامة أنها لفظة كنسية؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 04:27]ـ
في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ص279:
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -:
الرب: هو المالك المتصرف، ولا يقال: (الربّ) معرَّفاً بالألف واللام إلا لله تعالى. ولا يجوز استعمال كلمة (الربّ) لغير الله إلا بالإضافة فتقول: ربّ الدار، وربّ السيف، وأما الربّ فلا يقال إلا لله عز وجل) ا هـ.
انظر: تيسير العلي القدير باختصار تفسير ابن كثير 1/ 12. والأذكار للنووي ص/ 312. فتح الباري 5/ 179. شرح كفاية المتحفظ لابن الخطيب ص/ 42 - 43.
ـ[أم المثنى]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 05:49]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
أردت الفهم أكثر أنستطيع أن نطلقها اليوم مثلا بالكتابة نقول بارك الرب يومكم!!
لأن البعض يقول أنها لفظة اعتدنا سماعها من النصارى لذا تمجها الألسن
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 08:54]ـ
أردت الفهم أكثر أنستطيع أن نطلقها اليوم مثلا بالكتابة نقول بارك الرب يومكم!!
نعم لا بأس، كما قرر الأئمة أنها لا تطلق إلا على الله تبارك وتعالى.
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 09:28]ـ
/
وعليكم السلام ..
/
طالما ذكرَ: لابأس ..
إذاً بارككُم الرب ..
وأضاءَ بكم الدرب ..
شيخنا: عبدالرحمن
/
والشكر الوافر لـ مالكة المتصفح ..
بوركَ لها وبها ..
/
ـ[ابن المنير]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 08:23]ـ
ليتكم تعيدون النظر في هذا
ـ[أم المثنى]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 02:26]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ عبد الرحمن السديس
وشكر الله لكِ وعد بنت عبد الله المرور
الأخ الفاضل / ابن المنير
ألديك نقاش بهذه المسألة التي نجد أكثر إرتباطا بها من يسكن بدول عربية وبجواره النصارى وخاااصة كثير من بلاد الشام واستخدام هذه اللفظة بإستمرار ..
بوركت أوقاتكم برضاه جل وعلا
ـ[أم المثنى]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 02:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأكارم هنا رابط الموضوع الذي تناقشنا فيه عن الرب وإن يكن ببعض الأحيان خرج عن المقصد كثيرا إنما لمزيد من الإطلاع بهذه المسألة
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=25796(/)
بحث محكّم: مناط الكفر بموالاة الكفار .. للشيخ الدكتور/عبدالله القرني
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:07]ـ
أنقل لكم هذا البحث المتميز في مسألة كثر الجدل فيها، لعله يجلي
بعض معالمها، وهو للشيخ الفاضل/ عبدالله بن محمد القرني ..
عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى ..
للتسهيل على الأخوة: جعلنا البحث على ملف مرفق ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:36]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا حاتم .........
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:53]ـ
للفائدة هذه مقدمة البحث:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين، والبراءة من الكافرين، وجاءت نصوص كثيرة في تقرير هذا الأصل، وتحذير المؤمنين مما وقع فيه المنافقون من موالاة الكافرين.
ومن الأصول التي لا تحتمل الخلاف أن موالاة الكفار بمحبتهم أو نصرتهم لأجل دينهم كفر مخرج من الملة، وأنه يستحيل ثبوت الإيمان وأصل البراءة من الكفار مع حصول الموالاة للكفار بهذا المعنى، إذ لا يتصور اجتماع الإيمان مع محبة دين الكفار أو نصرتهم لأجل دينهم، لكون ذلك من اجتماع النقيضين. وهذا الأصل لا إشكال فيه.
لكن حصل الإشكال في أصل آخر، وهو ما يتعلق بحكم موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي، حين ظن من ظن أنه يلزم أن يكون حكم موالاة الكفار لغرض دنيوي كحكم موالاتهم على دينهم، وأنه لا فرق بين الحالين.
وأصل الإشكال في عدم التفريق بين موالاة الكفار بهذين المعنيين ما يظن من دلالة الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار على التكفير بمطلق الموالاة لهم، وأن النصرة إذا كانت داخلة في مطلق الموالاة فيلزم أن تكون تلك الآيات دالة على التكفير بمطلق مظاهرة الكفار على المسلمين، دون نظر إلى الحامل على نصرة الكفار، بحيث لا يفرق بين أن تكون نصرة الكفار لأجل دينهم أو لمجرد غرض دنيوي.
وقد ترتب على الخلط في هذا الباب الوقوع في الغلو، والتكفير بما تدل النصوص الشرعية على عدم التكفير به، وتأويل النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة، والتجاوز في ذلك بالحكم على دول وجماعات بالكفر بمجرد الظن واتباع المتشابه، مع وجود النصوص المحكمة الواضحة الدلالة في الفرق بين الحالين.
ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين:
أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، وأنه كما لا يلزم من مطلق معاداة المؤمن للمؤمن انتفاء أصل الموالاة بينهما، فإنه لا يلزم من مطلق موالاة المؤمن للكفار انتفاء أصل البراءة منهم، وأنه إذا كانت موالاة المؤمن للمؤمنين لا تنتفي إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون عداوة المؤمن للمؤمن لأجل إيمانه، فإن البراءة من الكفار لا تنتفي أيضاً إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون موالاة المؤمن للكفار لأجل دينهم، وجميع الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار فإنما تفهم وفق هذا الأصل، فلا يصح الاستناد إلى دعوى دلالة تلك الآيات على التكفير بمطلق الموالاة مع ذلك.
وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب ?، وما حصل منه من مكاتبة المشركين، ومظاهرتهم على رسول الله ?، وعدم تكفير النبي ? له، لما بين أن الحامل له على مظاهرتهم كان هو حماية أهله وماله بمكة، لا رضى بالكفر وردة عن الإسلام.
وقد كان هذا البحث في تقرير الدلالة في هذين الأساسين، وبيان اتفاق نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليهما، ونقل أقوال العلماء المحققين في بيان وجه دلالة النصوص عليهما، والرد على شبهات من يدعون دلالة النصوص على التكفير بمطلق موالاة الكفار. والحرص في ذلك كله على الاعتدال والتوسط، والبراءة من الغلو والجفاء في هذا الباب العظيم.
والله أسأل أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به إنه سميع مجيب
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 05:20]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 09:04]ـ
جزاك الله خيرا
ياحبذا لو طبع ووزع مثل هذا البحث فقد بلينا بمن كفر المسلمين لأجل شبهة المولاة!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 09:40]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله الشيخ خيرا على هذا البحث المهم.
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 10:44]ـ
جزاكم الله خير
هل هناك فرق بين المظاهرة والموالاة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 12:13]ـ
جزيت خيرا ابا حاتم
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 07:45]ـ
يخيل لي أن هذا البحث إنما وضع من أجل بث االقاعدة الكبرى التى يعتنقها السلطويون ومن سار في ركبهم: "لا يضر مع الإيمان معصية""
يقرر الشيخ القرني مبكرا (في الصفحة الخامسة) وقبل سوق النصوص الشرعية وحشد الدلائل والبراهين التي تخدم إدعائه, قاعدة أحسب انها هي الغرض الأساسي من البحث كله ... يقول: "فمن حقق المحبة للمؤمنين لما هم عليه من الإيمان فقد حقق أصل الموالاة لهم، ومن حقق الكراهية والبغض للكفار لما هم عليه من الكفر فقد حقق أصل البراءة منهم"
ومعنى ذلك أن عقيدة الولاء والبراء قد لحقت بهذه القاعدة الفاسدة فأصبحت: "لايضرك مع بغضك القلبي الكفار لكفرهم أي صورة من صور المولاة لهم .... فهذا كله من "الكفر العملي" الذي لا يخرج من المله ... ولا يضيرك مع حبك القلبي للمسلمين لدينهم أن تمارس كل انواع الغدر والعدوان وإعانه الكفار عليهم وحصارهم وتجويعهم حتى الموت وفتح أرض رسول الله وسماءها وبحورها لجيش الصليب لشن عملية "المجد لمريم" لدحر المسلمين والتمكين للمجوس الفرس لأهلاك البقية الباقية منهم ... لايضيرك كل هذا فأنت معك أصل البراء وكل ما تفعله متعلق بكماله دون أصله ... وأن تبقى ذليلا كالكلب للأميركان لا تتزحزح قيد أنملة عن صراتهم المستقيم كل هذا كفر عملي مداره على كمال الولاء والبراء لا على أصلهما في قلبك"
أليس هذا الكلام أيها الأخوة بنصه وتمامه هو ما قرره زعيم المرجئة من أن " الأعمال الظاهرة طاعات ومعاصي وجودا وعدما متعلقة بالإيمان المطلق (كماله) وليست بـ "مطلق الإيمان" (أصله) " وهو نفسه الكلام الذي أدانته كبريات المجالس العلمية (التي يتبعها الشيخ القرني) في بلاد الحرمين؟ وطلبت من صاحبه أن يتوب ويرجع عنه؟ فكيف يليق بالشيخ الدكتور – وهو المرجو فينا- أن ينزلق إلى درك الحلبي وأذنابه؟!!!!!
أليس هذا الكلام أيها الأخوة بنصه وتمامه ردة إلى مذهب المرجئة المردي من حصر الكفر في الجحود القلبي
و "أن العمل متعلق بكمال الإيمان لا بأصله .... وانه يمكن أن يكون عند العبد أصل الإيمان دون الأعمال الظاهرة,
فإذا أرد الحصول على كمال الإيمان أو الأيمان الكامل فلابد ان يأتي بالعمل الظاهر" (محمد سالم الدوسري – رفع اللائمة) ولكن الشيخ القرني يسوقه باختلاف يسير في العبارات؟
فهو يقول بوضوح ليس فيه لبس:"وما لم يكن الإخلال بالولاء والبراء متعلقًا بأصل الولاء والبراء فإن الإيمان ينقص بحسب ذلك، حتى إذا حصل الإخلال بأصل الولاء والبراء فإن الإيمان حينئذٍ ينتفي بالكلية، ولا يبقى منه شيء"
ولاحظ أنه قد عرف أصل الولاء والبراء سابقا بأنه: " .. من حقق المحبة للمؤمنين لما هم عليه من الإيمان فقد حقق أصل الموالاة لهم، ومن حقق الكراهية والبغض للكفار لما هم عليه من الكفر فقد حقق أصل البراءة منهم"
ومفهوم منطوق هذا الكلام والذي لايفهم المنصف الباحث عن الحق إلا سواه أن ممارسة كل القبائح العملية ضد المسلمين لاتخرج المسلم عن عقيدة الولاء لهم طالما ادعى انه يحبهم لدينهم وأن مظاهرة الكفار وتوليهم وإعانتهم على المسلمين بشتى الصور لاتخرج المسلم من عقيدة البراء طالما يدعي انه يبغضهم لدينهم!!!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 11:47]ـ
مجلس القضايا الفكرية المعاصرة ألصق بهذا الموضوع من مكتبة المجلس، لهذا سوف أنقله إلى هناك، ويكون النقاش مفتوحاً حول مادة هذا الكتاب، مع مراعاة الأدب وعدم الخوض في الأشخاص أو الطعن فيهم، فالموضوع موضوع علمي صرف، وبكل قال أئمة وأعلام، وهي مسألة قديمة لها صورٌ نازلة تستحق البحث والنظر والتأمل، وإذا قمنا بالتباحث حولها وفق الضوابط المعروفة، فسوف نخرج إن شاء الله تعالى بمعلمة مهمة حول هذه القضية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 12:34]ـ
ووفقك ربي أخي أبا حماد على حسن اختيارك وجميل خطابك
والمرجو كما ذكرت معرفة الحق وقبول الصواب
بارك الله في الجميع والهمنا الصواب
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:10]ـ
الأخ الكريم آلبوصيلي نريد جميعا أن نناقش المسألة نقاشا علميا بعيدا عن (قصد وأراد) أو الاتهام بمذهب الإرجاء فليس من العدل والأنصاف أو التحقيق العلمي أن تصبح تهمة الإرجاء معولا يهدم به كل حق , ولا أن يصبح عصرنا وواقعنا حاكما على نصوص الشرع نريد أن ننظر فيما دلت عليه الأدلة بخصوص هذه المسألة ونحرر أصل أهل السنة فيها , وأصل المرجئة في باب الكفر وبماذا يكون عندهم؟
وأرجو أن تتأمل معي هذا التقرير في كون الذي لايكفر بالموالاة العملية لايلزمه مذهب المرجئة: من أصول المرجئة أن الكفر لايكون إلا بالجحود أو الإستحلال وعلى هذا لايمكن أن يكون الناقض عندهم قولا أو فعلا باستقلال ,فهم يشترطون الجحود والإستحلال فيما هو ناقض بنفسه عند أهل السنة , وأما أهل السنة فلا يحصرون الكفر في الجحود ,وإنما يشترطونه في المحرمات المجمع عليها.
وعلى ما تقدم فالذي لايكفر بالموالا ة العملية لايلزمه مذهب المرجئة هنا لأنه لايسلم بأن الفعل كفر بذاته الإ إذا أضيفت إليه صفة كونها موالاة دينية , وعلى هذا فليس له علاقة بمذهب المرجئة لأنه على مذهبهم لايكفر بالموالاة الدينية إلا إذا استحل. هذا باختصار والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي البوصيلي ..
أنت تقيس مبدأ (الولاء والبراء) على مسمى الإيمان الذي اختلف فيه العلماء قديماً
فإذا كان من نطق بالكفر (مكره) وقلبه مطمئن بالإيمان لايخرج من الملة
فمن باب أولى أن من يوالي الكفار ظاهراً, وهو (مكره) , وقلبه مملؤ ببغضهم ومعاداتهم لايخرج من الملة.
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 05:50]ـ
بعد أن حملت الكتاب لم أستطع فتحه، لماذا؟
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 01:48]ـ
الحمد لله
الأخ عبد الرحمن الحجيري كلامك في تقرير أن: "الذي لايكفر بالموالاة العملية لايلزمه مذهب المرجئة" كلام سليم لا أعلم أن فيه نزاع بين أهل السنة لأنهم متفقون أن من الكفر العملي ماهو أكبر مخرج من الملة ومنه ماهو كبيرة أو صغيرة لايفقد المسلم بارتكابها إسلامه. فكلامك كله بهذا الصدد أوافق عليه ولكنه خارج محل النزاع.
فأنا لم أقل على الإطلاق إن البحث يروج لمذهب الإرجاء لأنه "لايكفر من أتى بالموالاة العملية للكفار" ولكن قلت إن البحث يروج لمذهب الإرجاء لأنه "لايكفر مطلقا إلا أن يتحقق الولاء الإعتقادي للكفار" وأرجوك أن تتأمل الفرق.
ودين المرجئة له مقدمة فاسدة مفادها "أن الكفر لايكون إلا بالاعتقاد" ... ثم تقوم عليها نتيجة تابعة وهي "أن الكفر العملي كله لا يخرج من دائرة الإسلام".
ثم أقول إن عقيدة الولاء والبراء لاتنفصم عن الإيمان. وتولي المؤمنين ومناصرتهم مولود خرج من رحم الإيمان بالله ورسوله والتبري من المشركين وعداوتهم مولود خرج من رحم الكفر بالطاغوت والإشراك:
وكل آيات القرآن التي تأمر بتولي المؤمنين أو بالبراءة من الكفار تنادي الأمة بوصف الإيمان.
تجد في آيات الولاء:
- "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ... " و ما هي مظاهر الإيمان التى تتحقق بها الولاية؟ الإجابة عمل ظاهر: "الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الفائزون".
- "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"
- "إنما المؤمنون إخوة" و"لن تؤمنوا حتى تحابوا" و "انصر اخاك ظالما او مظلوما"
- "واخفض جناحك للمؤمنين" وإ ذا كان هذا أمر من الله لرسوله – وقد نفذه النبي بحذافيره حتى إن السيرة تنقل لنا أن النبي وهو سيد الأولين والآخرين حمل علي بن أبي طالب على ظهره لما عجز الأخير عن حمله لإكمال بناء الكعبة- فبالأحرى وتأسيا برسول الله يتعين على المسلمين أن يتناصروا ويتواضعوا ويكون الأساس في ذلك الاعتقاد وتكون المحبة في الله ورسوله وتكون الموالاة على ابي بكر وعمر وعثمان والصحابة ويكون البغض على اهل الكفر والصليب وتكون النقمة على الزنادقة المتخفيين وراءعمامة علي وهم أكذب الطوائف عليه وأكفر الناس بسمته.
ولاتصح ولاية الإسلام إلا بالبراءة من الكفر:
قال ابن القيم: "لاتصح الموالاة إلا بالمعاداة كما قال تعالى عن إمام الحنفاء أنه قال لقومه: "أفرءيتم ما كنتم تعبدون, أنتم وآباؤكم الأقدمون, فإنهم عدو لي إلا رب العالمين" .... فلم تصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة ‘إلا بتحقيق هذه المعاداة, فإنه لا ولاء إلا لله, ولا ولاء إلا بالبراء من كل معبود سواه" (نقلا عن الولاء والبراء - القحطاني)
وفي أيات البراء تجد:
- "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم"
- " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن اسحبوا الكفر عن الإيمان" ... نهي قاطع عن تولي أقرب الناس, أبوك الذي أنت من صلبه إن استحب الكفر.
- "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, بعضهم أولياء بعض".
- وقول أبراهيم لقومه " إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دوم الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده" فقد ربط إبراهيم نهاية حالة العداوة والبغضاء بالرجوع عن الكفر والإيمان بالله. والمعروف أن إبراهيم كان امة في إيمانه.
فقضايا الإيمان تنسحب على قضايا الولاء والبراء يا أخ "وسم المعاني" ولي عودة معك اخي الكريم – بحول الله - لمناقشة ما أشرت أليه من حالة كفر المكره المطمئن القلب بالإيمان.
وأختم بما انشده الشيخ سليمان بن سحمان:
وما الدين إلا الحب والبغض والولا كذا البرا من كل غاو وأثم
يتبع
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:00]ـ
بعد أن حملت الكتاب لم أستطع فتحه، لماذا؟
قمت بتحميله وفتحه فعمل معي بشكل صحيح، فلعلك تحاول التحميل مرة أخرى بارك الله فيك.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي البوصيلي ..
أنت تقيس مبدأ (الولاء والبراء) على مسمى الإيمان الذي اختلف فيه العلماء قديماً
فإذا كان من نطق بالكفر (مكره) وقلبه مطمئن بالإيمان لايخرج من الملة
فمن باب أولى أن من يوالي الكفار ظاهراً, وهو (مكره) , وقلبه مملؤ ببغضهم ومعاداتهم لايخرج من الملة.
أختي الكريمة الخلاف ليس فيمن يوالي الكفار ظاهراً وهو في داخلته مكره، وإنما الخلاف - وهو الذي أصله الدكتور عبدالله القرني - في حكم المظاهرة لأجل الدنيا مع عدم محبة الكفار أو الرضا بدينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:49]ـ
هنا ثلاث مسائل:
الأولى: هل قصة حاطب أصل في مسألة المظاهرة؟، فإن كانت كذلك فما هو الجواب عنها، لاسيّما أن في بعض ألفاظها تعقيباً لوصف عدم الميل القلبي لهم بالحكم بعدم كفره لكونه لم يقصد الكفر أو نصرة المشركين على المسلمين، وهذا يدل دلالة ظاهرة على انتفاء الحكم عنه بسلامة مقصده وبراءته من التولي القلبي.
وإن لم تكن قصة حاطب أصلاً في هذا الباب، فبمَ يلحق؟، هل يلحق بباب مطلق الموالاة التي تكون تارة كفراً وتارة معصية؟، وهل وجد التفريق في مصطلحات الأئمة المتقدمين بين الولاء والمظاهرة؟.
الثانية: هل كلام الإمام الشافعي يدخل ضمن المظاهرة بالمعنى الاصطلاحي؟، فإن كان كذلك هل ينقض الإجماع الذي ذكره بعضهم عن كفر المظاهر ظاهراً ولو لم يتول الكفار بقلبه، ويكون أصلاً في المسألة وقولاً معتبراً ليدخل ضمن الخلاف السائغ بين أهل السنة والجماعة؟.
الثالثة: هل يمكن التوقف في الحكم على المعين بالنظر إلى القرائن وإعمالها؟، بحيث يكون القول بتحقيق المناط فيها خاضعاً للقرائن، فحكم المسلم الذي تجسس لغرض دنيوي طارئ، ليس كحكم من أخذ السلاح وبرز في الصفوف الأولى يقاتل المسلمين باستماتة وبسالة، وحكم من من أعانهم بشربة ماء، ليس كحكم من جهزهم بالمؤن والأسلحة والعتاد، وهكذا.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:27]ـ
أجد هذه فرصة طيبة للترحيب بالشيخ الدكتور العلامة عبدالله بن محمد القرني لانضمامه إلى المجلس العلمي، والشيخ غني عن التعريف فهو صاحب المؤلفات الماتعة، لاسيما سفره الجليل " المعرفة في الإسلام " فهو نفيس في بابه وأتى فيه الشيخ بكل مفيد ونافع، وسوف نسعد كثيراً حين يشاركنا مفيداً لإخوانه ومذاكراً لهم.
فأهلاً به ومرحباً.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 08:35]ـ
سعادة المشرف المحترم أبو حماد ... أريد أن اتأكد من شخصية الدكتور عبد الله القرني الذي رحبت به للتووال ذي أعرفه, هل هو الدكتور عبد الله القرني صاحب كتاب "ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة"؟ فإذا كان كذلك فلم لم تقدمه لنا بهذه الصفة بارك الله فيك؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 10:16]ـ
سعادة المشرف المحترم أبو حماد ... أريد أن اتأكد من شخصية الدكتور عبد الله القرني الذي رحبت به للتووال ذي أعرفه, هل هو الدكتور عبد الله القرني صاحب كتاب "ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة"؟ فإذا كان كذلك فلم لم تقدمه لنا بهذه الصفة بارك الله فيك؟
يبدو أنه هو، فحياه الله بين إخوانه في المجلس العلمي
وحياك الله أيضاً أخي آل بوصيلي
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 11:13]ـ
سعادة المشرف المحترم أبو حماد ... أريد أن اتأكد من شخصية الدكتور عبد الله القرني الذي رحبت به للتووال ذي أعرفه, هل هو الدكتور عبد الله القرني صاحب كتاب "ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة"؟ فإذا كان كذلك فلم لم تقدمه لنا بهذه الصفة بارك الله فيك؟
نعم هو بعينه صاحب كتاب " ضوابط التكفير " الذي قدم له الشيخ سفر الحوالي وأشرف عليه فيه، وجعله الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف في كتابه " نواقض الإيمان " من مراجعه الرئيسة، وغيره من من كتب في هذا الموضوع.
وإنما ذكرت كتابه الآخر لكونه غير مشهور، مع كونه كتاباً رائعاً وسفراً نفسياً، ويستحق النظر فيه والإفادة منه والإشادة به وبمؤلفه.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 11:23]ـ
هذا الموضوع يطرح وجهة نظر مناقضة لما طرحه الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد القرني:
http://www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-128037.html
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 11:26]ـ
شكر لك ابا حماد
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو حماد ..
ردي كان بناءً على كلام الأخ البوصيلي هذا
(يخيل لي أن هذا البحث إنما وضع من أجل بث االقاعدة الكبرى التى يعتنقها السلطويون ومن سار في ركبهم: "لا يضر مع الإيمان معصية")
وهو لم يعين ما عينت من خلال كلامه!
وأنا في انتظار تتمة رده - بإذن الله-.
وكذلك يسعدني أن أرى مشاركة الدكتور عبدالله القرني (هنا في هذا الموضوع)
فحياه الله وبياه ..
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 09:32]ـ
الشيخ سفر الحوالي كان مناقشا ولم يكن مشرفا على رسالة ضوابط التكفير عند أهل السنة , والشيخ الآن يعد طبعة ثالثة لهذا الكتاب فيها بعض الزيادات والإلحاقات.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:03]ـ
الشيخ سفر الحوالي كان مناقشا ولم يكن مشرفا على رسالة ضوابط التكفير عند أهل السنة , والشيخ الآن يعد طبعة ثالثة لهذا الكتاب فيها بعض الزيادات والإلحاقات.
أشكرك على التصحيح أيها الأخ المبارك، والشيخ سفر قدم للطبعة الأولى لهذا الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 02:07]ـ
تعقيب الأستاذ/ سلطان العميري على تعقيب الأخ البوصيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فقد كان من المفيد جدا أن كتب الشيخ / عبدالله القرني في مسألة الموالاة وتحرير مناط الكفر فيها , وقد تميزت كتابته بالجدة واللغة العلمية الراقية.
وكتب الأخ / البوصيلي تعقيبا على ذلك البحث , وعندما قرأت تعقيبه عنّ لي أن أقف معه عدة وقفات:
الوقفة الأولى: كنت أتمنى أن الأخ البوصيلي لم يستخدم أسلوب مناقشة الآراء بناءا على الدخول في النيات والمقاصد , والذي جعله يقول بأن البحث إنما وضع لأجل تأكيد قاعدة سلطوية!. وهذا الأسلوب غريب على النقاشات العلمية المفيدة , وأجنبي عنها.
والشيخ القرني كتب كتابة أحسبها علمية مدعمة بالدليل وبالأسلوب العلمي ولم يتهجم على أحد أو يتهمه في نيته وقصده , فمن أراد أن يرد على قوله وما جاء به فليفعل كما فعل , وليذكر دليله كما ذكر , حتى ترقى بحوثنا العلمية وتتحرر أقوالنا.
الوقفة الثانية: ذكر الأخ البوصيلي أن في القول بأن الموالاة لا تكون كفرا إلا بالحب القلبي لدين الكفار ترويجا لمذهب الإرجاء.
وهذا الكلام الذي ذكره ليس بصحيح , فليس فيه ترويج للإرجاء لا من قريب ولا من بعيد , وبيان ذلك: أن المكفرات عند أهل السنة نوعان:
أ- مكفرات عملية.
ب- ومكفرات اعتقادية.
وهذا أمر ظاهر عند أهل السنة , فمن قال من علماء أهل السنة في عمل معين إنه لا يكون كفرا إلا بالاعتقاد أو حتى بالاستحلال , فهو لم يقع في شيء من الإرجاء ولم يروج له , بل هو على الجادة , نعم قد يكون مخطأ في اعتباره هذا العمل المعين من المكفرات الاعتقادية , ولكنه ليس مخطأ في جعله بعض الأعمال لا تكون كفرا إلا بالاعتقاد أو بالاستحلال.
والخطأ الذي وقع فيه المرجئة هو حصرهم المكفرات في الاعتقاد , ومخالفة أهل السنة لهم هو في قولهم إن المكفرات تكون بالاعتقاد كما تكون بالعمل , فأهل السنة إذن لا يقولون إن المكفرات لا تكون إلا بالعمل , حتى يكون من قال منهم في عمل ما إنه لا يكون كفرا إلا بالاعتقاد موافقا للمرجئة أو مروجا لها.
فأهل السنة قد يختلفون في عمل ما هل هو من المكفرات العملية أم لا يكون كفرا إلا باعتقاد القلب؟ بمعنى هل يحكم على العمل بكونه كفرا بنفسه أم لا بد فيه من استحلال القلب مثلا؟ ولم يتهم أصحاب القول الأول أصحاب القول الثاني بأنهم وافقوا المرجئة أو روجوا للإرجاء.
وعليه فأي ترويج للإرجاء في القول الذي قال به القرني وغيره في الموالاة كما ذكر الأخ البوصيلي؟!!
ولازم قول الأخ البوصيلي أن من لم يكفر بترك الصلاة إلا بالاستحلال وهو قول جماعة من علماء السلف مروج لمذهب المرجئة , وكذلك من لم يكفر بالحكم بغير ما أنزل الله إلا بالاستحلال.وغيرها من المسائل.وأظنه لا يلتزم بهذا اللازم.
الوقفة الثالثة: أحسب أن الأخ البوصيلي صور للقراء بأن القول الذي قرره الشيخ القرني وهو أن الموالاة لا تكون كفرا إلا بالحب القلبي للكفار فيه تهوين وتقليل من شأن الموالاة العملية , ولهذا ذكر أن عقيدة الولاء والبراء لا تنفصم عن الإيمان , وكأن من قال إن التكفير بالموالاة لا يكون إلا بالحب القلبي يقول إنها تنفصم , وهذا الأمر بعيد عما كتبه الشيخ القرني وغيره من أهل السنة في هذه المسألة , وذلك أن البحث إنما هو في تحرير مناط التكفير بالموالاة , لا في بيان قبح صور الموالاة الأخرى وبيان خطرها على دين المرء , فمن قال إن الموالاة لا تكون كفرا إلا بالحب القلبي لدين الكفار لا يعني هذا أنه يقلل من شان الخضوع للكفار أو أن يدعو لمعاداة المسلمين والتعاون مع الكفار ضدهم , كل هذا ليس من مقتضيات القول الذي قرره الشيخ القرني ولا من لوازمه. فصور الموالاة الأخرى ذنوب عظيمة تضر بإيمان العبد وتنقصه , ولكنها لا تصل إلى حد الكفر المنافي لأصل الإيمان , ومن قال بهذا القول لا يعني أنه يجيزها أو أنه يقلل من خطرها.
وعلى هذا فعقيدة الولاء والبراء لا تنفصم عن الإيمان أصله وكماله , فهي مرتبطة بأصله وبكماله بمعنى أنها قد تكون منافية لأصله وقد تكون منافية لكماله , لا أنها مرتبطة بأصله فقط كما صور الأخ البوصيلي.
وهنا أسأل الأخ البوصيلي هل كل أنواع المعاداة للمسلمين وكل أنواع القبائح ضد المسلمين ولو كانت صغيرة تنافي أصل عقيدة الولاء لهم بحيث يكون الممارس لهذه القبائح كافرا!! , فكذلك ليس كل أنواع الموالاة للكفار تنافي أصل المعاداة لهم بحيث يكون الممارس لشيء منها كافرا.
الوقفة الرابعة: يلاحظ أن الأخ البوصيلي لم يناقش القول الذي ذكره الشيخ القرني ولم يناقش أدلته , وإنما أتى بكلام عام ومجمل , وكم كنت أتمنى إذا لدى الأخ البوصيلي مناقشة لقول الشيخ واعتراضات تفصيلية أن يذكرها حتى يثري البحث ويستفيد القراء ونتعاون على تحرير المسائل العلمية.
أما الطريقة التي استعملها في نقاش المسألة فهي طريق لا تنفع البحث العلمي وإنما تأجج الخلاف وتوسعه.
وفي الختام شكر الله للشيخ عبدالله القرني وللأخ البوصيلي وغفر لي ولهما ولكل المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:41]ـ
الأخ الحمادي حياك الله وبياك وشكر الله لك على الإفادة.
الأخت وسم المعاني - حفظها الله - أنا جاوبت على ما فهمته من سؤالك فيما يخص مدى ارتباط عقيدة الولاء والبراء بمسمى الإيمان وأنها داخلة في جوهره وركن ركين في انعقاده. كيف وهي أوثق عرى الإيمان بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله". وأزيدك:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك".
وقد جاء الأمر إلى النبي مرتين في سورتي التوبة والتحريم: "يأأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير"
وفي وصف الجماعة المؤمنة تحت راية نبيها: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" ... والأمر واضح وجلي حتى إن الشيخ حمد بن عتيق قال: "فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى أوجب ذلك وأكد إيجابه وحرم موالاتهم وشدد فيها حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده" اهـ
أما الإيمان فمنذ أن ظهر جبريل لمحمد أول مرة حتى يومنا هذا فحقيقته واحدة لاتتغير بتغير الأماكن والأزمنة ولايتأثر بالنظام العالمي الجديد أحادي القطب ولامجلس الأمن ولا منظمة حلف شمال الأطلسي ولا السلاح النووي الأميركي ...
وهو: " الأساس الذي جاءت نصوص الكتاب والسنة لتقريره وبيانه ... وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك أتم بيان وأوضحه، واتبعه على ذلك أصحابه رضوان الله عليهم فلم يختلفوا فيه أدنى اختلاف " (ضوابط التكفير – عبد الله القرني).
والذين اختلفوا في تقرير حقيقة الإيمان من خوارج ومرجئة وغيرهم خارجون عن إجماع هذه الأمة لا يلتفت إلى قولهم.
يقول الشيخ القرني في (ضوابطه): " وعلى هذا فخلاف الفرق – المخالفة لأهل السنة – في حقيقة الإيمان والكفر ليس في حقيقته قائما على نظر واعٍ واجتهاد مدروس، وإنما هو ردود أفعال غالية على غلو سابق. وهذه حقيقة تأريخية مهمة " اهـ. فلتزول هذه الشبهة من قلبك – أختي العزيزة - إن كنت تتصورين أن مصطلح الإيمان كان حائرا بين علماء السنة قديما.
وأما إشارتك للمكره على فعل أو قول كلمة الكفر مع اطمئنان القلب بالإيمان فهذه هي الصورة الوحيدة من صور الموالاة العملية التي استثناها الله تبارك وتعالى من الوقوع في الكفر والارتداد عن الإسلام طالما تحقق شرطاها ...
وأصلها هو الأية رقم 106 من سورة النحل: "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"
نزلت في عمار وخباب وبلال أذن لهم الرسول بالهجرة فتسللوا بالليل فوقعوا في أيدي المشركين وعذبوهم خباب يجرونه في الشوك وأما بلال فكان يريهم من إيمانه مااحمرت به انوفهم, يعرضون عليه أن يكفر وهو يأبى فجعلوا يضعون درعا في الشمس ثم يلبسونها إياه وهو يقول "أحد أحد" وأما عمار فكان من شدة التعذيب لايدري ما يقول حتى قاربهم في بعض ما أرادوا وربما قال كلمة أعجبتهم تقية فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عادوا فعد." (ابن كثير). "وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً" نزلت في عبد الله بن أبي سرح أسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ووشى بعمار فأخذوه. والشاهد من ذلك هواتفاق العلماء على جواز أن يوالي المكره ابقاءا لمهجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحالة التي ذكرتيها بألفاظك: " فمن باب أولى أن من يوالي الكفار ظاهراً, وهو (مكره) , وقلبه مملؤ ببغضهم ومعاداتهم لايخرج من الملة. " ...... هذه حالة عمار حصريا اضطروه تحت وطأة التهذيب أن يسب الله ورسوله فعل ذلك وهو مطمئن القلب ... فهذه حالة ولاية للكفار عليها إجماع من العلماء بالجواز وقد كان بلال أقوى إيمانا من عمار اخذ بالعزيمة وعمار أخذ بالرخصة وهذه الحالة خارج النقاش فنحن نناقش
حكم الاستعانة على المسلمين بالكافر المحارب لله ورسوله.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 06:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,
أشكر الأستاذ سلطان العميري للتعقيب على كلامي وأشهد له بالأدب في الحوار والحرص على الحقيقة وأؤكد اننا سنلتقى على الحق إن شاء الله إن صلحت النوايا وخلصت النفوس من الهوى وانعقدت الإرادات على طلب الحق أيا كان على لسان من.
ويبدو أنني فعلا تسرعت وتدخلت في النوايا عندما قلت كلام عن السلطويين فأعود عن ذلك شاكرا للأستاذ العميري تذكيري واتمنى عليه هو أيضا ان في أن يبادر بالتراجع عن رأيه إن لاح له برهانه.
وقبل الدخول في تفاصيل تعقيب الأستاذ العميري أقول:
واضح الآن أنني والأخ العميري (مع حفظ الألقاب) على طرفي نقيض بالنسبة لرأينا في كتاب "مناط الكفر":
هو يراه "كتب كتابة أحسبها علمية مدعمة بالدليل وبالأسلوب العلمي" وانا أراه أبعد ما يكون عن الكتابة العلمية القائمة على دقة التصور في توصيف القضية ومن ثم استخراج الحكم الشرعي المناسب لها.
هو يراه موافقا لمعتقد أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء وانا أراه موافقا لمعتقد المرجئة في حصرالارتداد عن الإسلام بالكفر الاعتقادي وتطبيق ذلك بحذافيره على الولاء والبراء.
هو يراه قد دعم رأيه بالدليل العلمي وأنا أقول أنه أساء الاستدلال بل ودلس وأوهم أن الشيخ الشنقيطي يرى رأيه بل ويأتي من كلام شيخ الإسلام بما يهدم أركان كتابه "المناط" وهو لايدري أو يدري.
هو يراه انتهج الأسلوب العلمي وأنا أراه متخبطا متناقضا, يضع القاعدة الشرعية المنضبطة ثم يخرقها بعدها بسطور. (وكل هذا سيأتي البرهان عليه في حينه من نص كلام الشيخ القرني بحول الله)
إذا ما الحل للوصول إلى الحقيقة من أقصر الطرق وأسرعها دون بلبلة أفكاء الناس بخضم من الكلام والكلام المضاد؟ وكيف نصل إلى قلوب وعقول من يتابعنا بأخصر الكلام وأوضح العبارات وفيهم دون شك من أعياه استخراج حكم الله في هذه القضية الخطيرة بالنظر المستقل في كتاب الله فراح يستعين بهذه المنتديات والنقاشات عله يصل لرأي يطمئن له القلب؟
الحل في رأيي هو توحيد المرجعية بمعنى الاتفاق على أصول فيما بين المؤيدين للكتاب والرافضين لنهجه يتم مراجعة نصوص الكتاب عليها.
وبدون هذه الأصول يكون الحوار أقرب إلى "حوار الطرشان" كل له مرجعيته الخاصة به والتي يظن أنها على خط أهل السنة والجماعة: المؤيدون يحاكمون نصوص "المناط" على أساسها ثم يقولون هو كتاب على مذهب أهل السنة والجماعة والرافضون يقيسون "المناط" على شروط أصولهم (والتي ربما تناقض شروط المؤيدين) ثم يخرجون بإدانة ويقولون هو كتاب خالف نصوص أهل السنة والجماعة والمحصلة النهائية لاشيء يستفاد.
ولو اتفق الطرفان على هذه الأصول تصبح المهمة في منتهى السهولة بعد ذلك مجرد قياس كأنك معك لوحة تصميم هندسي بها الأبعاد كاملة ومقياس تقيس به المهمات فما وافق منها قبل وما خالف رفض واستبعد.
سنضيع بعض الوقت في الاتفاق على هذه الأصول قبل الدخول في نقض نصوص الكتاب وسندرك لاحقا ان هذا الوقت الضائع قد وفر علينا ساعات طويلة من الردود والتعقيبات والحشو.
فما رأي الإخوة؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 09:07]ـ
الأخ الكريم أبو حاتم ذكرتم أن هذا البحث محكّم فمن حكمه وجزيتم خيراً؟
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 12:38]ـ
الأخ آلبوصيلي وفقه الله حتى يكون النقاش بيننا واضحا عندي سؤالان:
الأول: ما الأصل ـ من أصول أهل السنة ـ الذي رأيت أن الدكتور عبدالله القرني خالفه في بحثه هذا؟
الثاني: ما مناط الكفر بالموالاة عندك؟ مع بيان أصل أهل السنة في ذلك.
أرجو أن يكون النقاش نقاشا علميا هادئا , فكلنا إن شاء الله ممن يطلب الحق ويبتغيه.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 05:38]ـ
(رد للأخ/ سلطان العميري)
الأخ البوصيلي:
ما زلت أعتب عليك ألفاظا لا تليق بالبحوث العلمية الجادة , فليتك لم تطلق على الشيخ القرني بأنه دلس وأوهم أو تخبط وتناقض ,فهذ ألفاظ لا تليق بالطالب عن الحقيقة , وكان الأولى أن تقول إن الشيخ القرني لم يصب في مسألة كذا وكذا , وتحدد المسالة التي تراها خطأ و وتذكر دليلك على ذلك.
وهنا أطلب منك أمرين:
الأول: أن تذكر ما تراه موافقا لمذهب المرجئة في بحث القرني , وتبين لنا وتشرح كيف هو موافق لهم مفصلا , أما أن تطلق القول هكذا فهذا ليس بصحيح.
الثاني: أن تبين لنا موقفك من الوقفة الثانية والثالثة التي ذكرتها في تعقيبي السابق.
وفق الله الجميع لكل خير وصلاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 03:54]ـ
الحمد لله وبعد,
الأخ العميري - وفقه الله - سأجيب على تعليقاتك وكذا سؤالي الأخ الكريم الحجري بخصوص أصول السنة والجماعة التي أشعر أن الشيخ القرني ناقضها في كتابه "المناط" والتي أحس أنها تناقض ما أصله هو نفسه في كتابه "ضوابط التكفير" والذي يعد مرجعا رئيسا في بابه والذي أثبت الشيخ فيه رسوخ القدم وبراعة العبارة وعمق الفقه – على الأقل – في هذا العلم الخطير.
وبالنسبة للأخ الحجري إن كان لابد من الإجابة ولو بشكل سريع فلابأس تكرم عينك أخي سأجمل لك هذه الأصول التي عندما قرات المناط لم أستشعر أن الدكتور القرني قد عظمها وأقام أركانها على ان أرجع فأستدل على كل واحدة منها على حدة فأقول:
أولا: ركنية العمل في جوهر (أصل) الأيمان بحيث لايكون إيمان إن تعطل العمل ولاتكون النجاة من عذاب الكفار إلا بالعمل.
ثانيا: هل يصح تقييد الكفر بمجرد الاعتقاد؟ وهل تكون النجاة من عذاب الكفار ممكنة بمجرد الإقرار؟ ولو لم يعمل أي عمل؟
ثالثا: تلازم الظاهر والباطن في حياة المسلم وكيف أن باطن المؤمن يرتبط مع ظاهره في علاقة طردية وارتباط أصل الإيمان بكماله من حيث ارتباط عمل القلوب بعمل الجارحة بحيث تكون حرارة القلب باعثا ومحركا للجوارح ويكون عمل الجوارح كالترمومتر بقيس لنا حرارة القلب من الداخل حتى إذا سكنت الجارحة سكونا رهيبا دل ذلك على دخول القلب قد دخلفي مرحلة موت سريري ولم يبق فيه إلا الإقرار أو التصديق.
رابعا: تحرير قول العالم في مسألة ما كيف يكون؟ بالانتقاء أم بالتتبع والاستقصاء؟ بأخذ منها ما يشتهي ويوافق الهوى وترك ما لايوافق؟ أم بضم الأقوال بعضها لبعض حتى يفسر بعضها بعضا ثم النظر والترجيح؟
خامسا: تحرير القول في مسألة يجب أن يكون مبنيا " على النظر في جميع النصوص الواردة فيها، والنظر في مجموع تلك النصوص وفق القواعد المقررة في أصول الفقه، بحيث يتميز المطلق من المقيد والعام من الخاص ونحو ذلك، مع الجزم بأن ما ذهب إليه السلف في فهم تلك النصوص والجمع بينها هو الحق" (ضوابط التكفير – د. القرني)
فمثلا في ركنية العمل في مسمى الإيمان هل يستدل على أن العمل كمالي في الإيمان بحديث البطاقة أو الشفاعة للجهنميين؟
وفي مسألة حاكمية الشرع هل يستدل على أن المبدل والمشرع لايكفر بأثر ابن عباس - رضي الله عنها - "كفر دون كفر"؟
وفي مسألة تولي الكفار ومناصرتهم على المسلمين من أجل أهواء الدنيا, هل يستدل عليها بحاطب - رضي الله عنه ... وهكذا؟
وأعتذر من الإخوة الذين طلبوا رأيي إن جاءت مداخلاتي بطيئة لعدم تفرغي للكتابة لأمور ومشاغل حياتية تحول بيني وبين كتبي وقراءاتي فأرجوا منهم أن يصبروا علي.
وأخيرا أقول حقيقة عندما قرأت "المناط" أحست أن الشيخ القرني - سدده الله – غابت عنه براعته المعهودة في التعبير ...
بيان ذلك مثلا أنه لما تعرض للكلام عن دلالة النصوص القرآنية التي تتناول من يتولى الكفار لغرض دنوي رأيت أنه يجعلها تارة لاتكفر بظاهرها وتارة أخرى يجعلها تكفر بظاهرها وإليك كلام فضيلته:
"وقد ترتب على الخلط في هذا الباب الوقوع في الغلو، والتكفير بما تدل النصوص الشرعية على عدم التكفير به، وتأويل النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة " (المناط – ص 2) فهو هنا يؤكد أن تلك النصوص تدل ظواهرها على عدم التكفير ....
بينما قال قبلها بسطرين: "وأصل الإشكال في عدم التفريق بين موالاة الكفار بهذين المعنيين ما يظن من دلالة الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار على التكفير بمطلق الموالاة لهم" ... هنا قال عن تلك النصوص أنها تكفر بظاهرها ....
ثم أقول إن قول الشيخ القرني عن تلك النصوص (أعني نصوص تولي الكفار ونصرتهم على المسلمين لغرض دنيوي) أن دلالتها الظاهرية في كتاب الله "لاتكفر" ادعاء ينقصه الدليل ... فأين في كتاب الله آية يدل ظاهرها على سلامة إيمان أوعدم كفر من يتولى الكفار ضد المسلمين ولو لغرض دنيوي حتى يُتهم المتأولون بأنهم يصرفونها عن ظاهرها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نريد الدكتور القرني - وفقه الله- أن يأتي بآية يدل ظاهرها على ذلك بحيث نفهم من منطوقها أن من يتولى الكفار على المسلمين لأجل الدنيا فإنه لايكفر أو هو على إيمانه باق ... أليس الدكتور هو من نعى على من يخلطون في هذا الباب بأنهم يتأولوا " النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة " فليثبت لنا هذه الآيات الظاهر دلالتها.
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:23]ـ
أحيي أخي البوصيلي والقراء الكرام وبعد:
فأحب أن أقف مع تعليق الأخ البوصيلي الخير عدة وفات ك
الوقفة الأولى: ذكر الخ البوصيلي الأصول التي استشعر أن الشيخ القرني لم يعظمها , ومنها: ركنية العمل في الإيمان ......... .
وهنا أقول: 1 - إن الشيخ القرني من أشد الناس اهتماما وتعظيما لهذه الأصول التي ذكرت , وكتاباته تدل على هذا , مثل "ضوابط التكفير" و"مناط التكفير بالموالاة" , فإنه قرر في البحث الأخير خطورة الموالاة العملية والتحذير منها , ولكنه مع هذا لا يرى أنها تصل إلى دائرة الكفر , وقد سبق أن بينت أنه هذا لا يلزم منه التهوين من شأن العمل في الإيمان , فهل يخالف الأخ في ما ذكرت سابقا.
2 - ومما ينبغي أن يذكر هنا أن الشيخ القرني قد ألف مؤخرا كتابا عنوانه (أصول المخالفين لأهل السنة في الإيمان دراسة تحليلية نقدية) وقد طبع في رابطة العالم الإسلامي وهو موجود في موقعهم.
ومن يقرأ هذا الكاتب يدرك أن المسألة واضحة عند الشيخ القرني كل الوضوح و محررة على أتم وجه , وأوصي الأخ البوصيلي أن يقرأ هذا الكتاب , والذي أعتبره من أنضج الكتب وأعمقها في هذه المسألة المهمة , وقد قرر القرني في هذا الكتاب ما قرره في كتبه الأخرى من أن العمل أصل في الإيمان لا يتحقق الإيمان إلا به.
فالقرني مدرك لأصول أهل السنة في الإيمان إدراكا تاما , فمن أراد أن يصفه بشيء ما فليتريث قليلا.
الوقفة الثانية: نقل الأخ البوصيلي عن القرني نصا فيه أن تحرير القول في المسألة لا بد فيه من جمع الأدلة ومن ثم التعامل معها وفق القواعد والأصول ......
ومثل البوصيلي على قوله بحديث الجهنميين وكونه مشكلا على أن العمل أصل في الإيمان , وبقول ابن عباس في التحكيم , وبحديث حاطب في الموالاة.
وأريد أن أفق هنا مع تمثيله بحديث حاطب , فأقول: إن حديث حاطب لا ينطبق عليه كونه من الأحاديث المشكلة على مسألة الموالاة كما هو الحال في حديث الجهنميين في مسألة العمل , وبيان ذلك: أن حديث حاطب حديث صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفر من تولى الكفار في صورة معينة وحكم بكونه مسلما , ففيه تعامل مباشر متعين مع المسألة فهو ليس نصا مجملا أو عاما , بل هو حديث محكم وأصل في المسألة , وهو لا يعارض أصلا محكما من أصول أهل السنة كما صور ألأخ البوصيلي , ولا يقال هنا أنه يعارض كون العمل داخل في مسمى الإيمان لآنا قد أجبنا عنه فيما سبق من تعليق.وأظن أن التعليق هناك كان واضحا.
فهناك فرق بين حديث الجهنميين وحديث حاطب فحديث الجهنميين يعارض أصلا محكما من أصول أهل السنة وهو كون العمل من الإيمان , وأما حديث حاطب فليس كذلك , وعليه فذكرهما في سياق واحد من الأخ البوصلي موهم أنمها سواء وهما ليسا سواء.
وهنا أسأل الخ البوصيلي: ما موقفه من حديث حاطب وما جوابه عنه؟ فلماذا لم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا مع موالاته للكفار؟!
الوقفة الثالثة: ذكر الخ البوصيلي أن القرني قد وقع قي تناقض وساق له عبارتين ليدلل على ما ذكر , وهذا نص كلام الأخ (بيان ذلك مثلا أنه لما تعرض للكلام عن دلالة النصوص القرآنية التي تتناول من يتولى الكفار لغرض دنوي رأيت أنه يجعلها تارة لاتكفر بظاهرها وتارة أخرى يجعلها تكفر بظاهرها وإليك كلام فضيلته:
"وقد ترتب على الخلط في هذا الباب الوقوع في الغلو، والتكفير بما تدل النصوص الشرعية على عدم التكفير به، وتأويل النصوص الدالة على عدم الكفر بمظاهرة الكفار لغرض دنيوي بما يناقض دلالتها الظاهرة " (المناط – ص 2) فهو هنا يؤكد أن تلك النصوص تدل ظواهرها على عدم التكفير ....
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما قال قبلها بسطرين: "وأصل الإشكال في عدم التفريق بين موالاة الكفار بهذين المعنيين ما يظن من دلالة الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار على التكفير بمطلق الموالاة لهم" ... هنا قال عن تلك النصوص أنها تكفر بظاهرها .... )
والجواب على هذا من عدة أوجه:
1 - أنه لا تناقض بين العبارتين كما ذكر البويصلي , بل هما متسقتان تماما , وبيان ذلك: أن القرني في النص الأول قرر أن ظاهر النصوص يدل على عدم التكفير بالموالاة الدنيوية , وفي النص الثاني أراد أن يبين الإشكال الذي وقع فيه المخالفون في المسألة , فذكر أن بعض الناس يظن أن الآيات التي فيها التكفير بالموالاة تشمل كلا النوعين الدنيوية والدينية , وذكر أن هذا الظن هو أصل الإشكال , فالقرني إذن لا يقرر في النص الثاني قولا لنفسه وإنما يذكر ظنا لغيره , فأين التناقض في ذلك؟!!.
2 - في نظري ..... أن من الأكمل والأفضل في النقاشات العملية أن يركز النقاش على الفكرة التي أراد الباحث أن يقررها وعلى ما ذكر من أدلة , فهذا انفع للبحث وللمسألة في نفسها , أما الوقوف مع العبارات وكون هذه تناقض تلك فهو ليس مهما كأهمية الأولى بل هو أمر بعده بمراحل.
الوقفة الرابعة: ذكر البوصيلي أنه لا توجد آية يدل ظاهرها على عدم كفر من يتولى الكفار لأجل الدنيا وخطأ القرني في قوله إن ظاهر الآيات يدل على عدم التكفير بالموالاة العملية وطلب منه أن يأتي بما يدل على قوله.
والجواب: أن الشيخ القرني ذكر في البحث آيات تؤيد ما يقرره فما ادري كيف يطلب البوصيلي منه هذا والبحث مليء بالآيات التي يدل ظاهرها على عدم التكفير بالموالاة العملية.
وقد استند القرني في قوله بأن الآيات يدل ظاهرها على عدم التكفير بالموالاة العملية على عدة أمور:
1 - سياق الآيات فقد درس سياق الآيات وبين أنه يدل على ما ذكر.
2 - تفسير العلماء والأئمة لتلك الآيات ونقل عن جماعة منهم بابن جرير وبن تيمية وغيرها فقد فسروا تلك الآيات المذكورة في البحث بما ذكره القرني من قول.
3 - القياس على معاداة المؤمنين فبما أنه ليس كل صور معاداة المؤمنين كفر فكذلك ليس كل صور موالاة الكفار كفر.
فبناء على مقتضى هذه الأمور قال القرني إن ظاهر الآيات يدل على عدم التكفير بالموالاة العملية.
وقبل الختام أتمنى أن يدور النقاش حول نقاط مركزية في البحث فهو أنفع له , ومن تلك النقاط:
1 - حكم موالاة الكفار لأجل الدنيا , فإذا كانت كفرا فكيف الجواب عن حديث حاطب , وعن فهم العلماء له كالشافعي؟!.
2 - هل هناك علاقة بين القول بأن التكفير بالموالاة لا يكون إلا إذ كان لأجل الدين وبين القول بالإرجاء , فمن كان يرى العلاقة فليشرح لنا ذلك شرحا واضحا.
وقف الله الجميع لكل خير
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:33]ـ
الحمد لله وبعد,
أولا: القول بأن الشيخ القرني من أشد الناس اهتماما وتعظيما لأصول أهل السنة لايعفيه من المسؤولية عن أي آراء له تناقض ذلك. وكونه ألف كتبا فيها بيان للعقيدة السلفية (على حد قول المدافع عنه) لاتجعل لكتبه الأخرى حصانة أوتوماتيكية. وكون "المدافع عنه" يحتج على سلامة نظره بكتاب "المناط" فهذا ليس بسديد لأن "المناط" هو جوهر الخلاف بيننا وأصل الدعوى. فالأحرى تحليل نصوص كتاب "المناط" أولا لنرى .... ولو قيل - على سبيل الفرض – إن ما فسد من رأي في "المناط" قد أصلح في الكتاب الفلاني فهذا أيضا ليس بمقبول لأننا نناقش المناط فقط لاشيء سواه.
ويذكرني هذا بموقف مشابه تماما "لسيد الإرجاء" لما صدر قرار اللجنة الدائمة بتحريم كتابيه "التحذير" و "صيحة" وأوصت اللجنة برسوبه في مادة الإيمان هاج وماج وتعالى صراخه: "اللجنة اتهمتني بكذا وكذا في الكتابين ومن قرأ كتابي الثالث "التعريف والتنبئة" يظهر له براءتي!!! وسيأتي مزيد من براءتي في كتابي الرابع كذا كذا ... " فاللجنة لم تتعرض للكتاب الثالث ولم يدر في خلدها أنه سيكون كتاب رابع للتصحيح أو تصورت أن "كل من قرأ الكتابين (سـ) يتيسر له قراءة الكتاب الثالث" .... بل كان محور الكلام على المخالفات في الكتابين "التحذير والصيحة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: وقول المدافع أن الشيخ القرني " قرر في البحث الأخير خطورة الموالاة العملية والتحذير منها , ولكنه مع هذا لا يرى أنها تصل إلى دائرة الكفر " مناقَضة لادعاء المدافع أن الشيخ يعظم ركنية العمل في الإيمان ... فكيف يرى الشيخ أن تارك العمل قد خرج من دائرة الإيمان ثم يعتقدأن كل صور تولى الكفار العملية لا تنتقض الإيمان؟ كيف يمكن الجمع بين الضدين والمواءمة بين النقيضين؟
كأنك تقول: إن تركت العمل جملة فأنت كافر فاسد الإيمان .... ولكن اطمئن لن أكفرك بأي كفر عملي إلا أن تعتقد بقلبك وإلا فأنت مؤمن صحيح الإيمان ... هذا هو خلاصة منطق الشيخ القرني كما في "الضوابط" و الجزء الأول من "المناط"
ولنسمع لكلام إمام أهل السنة وهو ينسف هذا الكلام الفاسد. قال شيخ الإسلام: "ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين. إلا أنا لانطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه, فلانصلي ولانصوم ولانحج ولانصدق الحديث ولانؤدي الأمانة ولانفي بالعهد ولانصل الرحم ولانفعل من الخير الذي أمرت به ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم, بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع اعدائك. هل كان يتوهم عاقل أن النبي يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ..... بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك"
ولو احتج الشيخ القرني بأنه لايعني بأصل الولاء مجرد العلم والإقرار القلبي الفارغ من المحبة فنقول له ما قاله شيخ الإسلام للمرجئة: "فإخراجهم (يعني المرجئة) العمل يشعر أنهم اخرجوا أعمال القلوب أيضا وهذا باطل قطعا. فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر بالضرورة. وإن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطؤوا أيضا (أي في أخراجهم الأعمال الظاهرة) لامتناع قيام الإيمان في القلب دون حركة البدن" (رفع اللائمة – محمد سالم الدوسري - حفظه الله-)
فكلام شيخ الإسلام بين في ارتباط عمل البدن بالباطن.
وليت المشكلة عند الشيخ القرني في أنه يرى صور المعاداة العملية كلها لاتؤدي للكفر بل إن المشكلة عنده أعظم من ذلك. بيان ذلك أن الشيخ القرني "يشترط في مرتكب الكفر أن يكون عالما بالكفر قاصدا للكفر معتقدا له". فهولايرى كفر من أتى عملا ظاهر الكفر إلا يكون لديه نية الكفر من وراء ذلك بمعنى أن قصد الكفر والاعتقاد به وإرادته شرط في تكفير من اقترف الكفر الظاهر.
فيكون بتلك المخالفة قد انتقد أصلين من أصول أهل السنة والجماعة تتعلق بتكفير المعين:
أ: أن الحكم بالكفر والإيمان مبناها على الظاهر, دون النظر إلى المقاصد والنيات.
ب: الثانية: عدم اعتبار شرط قصد الكفر بمعنى الاعتقاد والنية في الأمور الظاهرة.
وسأذكر في مداخلاتي القادمة – بحول الله – أدلة اهل السنة والجماعة في إثبات هذين الأصلين وأدلة الشيخ القرني في إثبات رأيه المناقض لهما ...... ثم يكون الحكم للجميع .... وسيكون اعتمادي على مااستفدته من كتاب الشيخ الأستاذ الفاضل أبي العلا بن راشد بن أبي العلا الراشد – حفظه الله ورعاه وزاده علما وتوفيقا- والذي سماه "عارض الجهل وأثره على أحكام الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة" بمراجعة واعتماد الشيخ الفوزان – حفظه الله-.
ثالثا: وقول المدافع إن القول بأن كل هذه المظاهر العملية لست شرطا في الكفر "لا يلزم منه التهوين من شأن العمل في الإيمان" فهذا تصور فاسد لايوجد إلا في عقول المرجئة ومن سار في فلكهم كيف والسلف الصالح كانوا يعتقدون بأن "الإرجاء" هلاك داهم للأمة لم يرى له مثيل. مع أن المرجئة "الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان ولايدخلونها في مسماه" لم يقتلوا أحدا ولم يشهروا سيفا بخلاف الخوارج ومع ذلك فقدقال فيهم النخعي: "لآثار المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة"
وقال يحيى بن كثير وقتادة: "ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء"
وقال الزهري: "ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من الإرجاء"
وذكرهم شريك القاضي فقال: "هم أخبث قوم, حسبك بالرافظة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله" (من رفع اللائمة - الدوسري)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الإنذارات التي جاءت من أفقه أناس وأعلمهم من سلف الأمة تكذب الأخ سلطان وتشهد بضد ما يقول أن كلام الإرجاء لايهون من مكانة العمل فأيهما نصدق؟ السلف الذي شهد لهم المعصوم بالخيرية أم من؟
رابعا: أما الكلام عن القواعد الأصولية وحالة حاطب والجهنميين .. الخ فقد أساء المدافع فهمي فالمقصود هو كيف يستدل على مسائل الاعتقاد الكبار؟: ركنية العمل, حاكمية الشرع, تولي الكفار على المسلمين ... وأين أصل المسألة وقاعدتها العريضة ثم كيف يأتي الاستثناء فيها .... نترك الإجابة على هذا السؤال للشيخ القرني نفسه ليضبطه من "الضوابط":
يقول: "فلا يصح – مثلاً – الحكم بأن حديث الشفاعة الوارد في الجهنميين نص في أن العمل كمالي للإيمان، لما ورد فيه من أنهم دخلوا الجنة مع أنهم لم يعملوا خيراً قط، مع أن السلف قد أجمعوا على أن العمل من الإيمان، و أنه شرط للنجاة من عذاب الكفار" (ضوابط التكفير)
وفي مسألة الحاكمية يقول: "ومثال ذلك ما يدعيه بعضهم من أن تحكيم القوانين الوضعية فيما يخالف الأحكام الشرعية من الكفر الذي لا يخرج من الملة، مستدلين بأنه من الكفر العملي، فلا يكون كفراً ما لم يقيد بالاستحلال فلا يفرقون بين من شرع وبدل أحكام الله تعالى، وبين الحاكم أو القاضي المسلم الذي قد يحكم بما يخالف الشرع في مسألة جزئية " ونؤكد هنا كيف فرق الشيخ القرني بين الحكم العام (الذي هو التبديل والتشريع الوضعي) وبين استثنائه (صورة القاضي العامل في محاكم الشرع الذي حكم بهواه في مسألة جزئية) وتأمل مدى انطباق هذه الحالة بحالة حاطب.
فإذا كان هذا القاضي هو الاستثناء (بنص كلام الشيخ القرني) من القاعدة العامة في تكفير من بدل وشرع فكيف لايكون حاطب هو الاستثناء من القاعدة العامة في في كفر من تولي الكفار على المسلمين وهو من هو الصحابي البدري الجليل الذي كانت صحيفة أعماله كأسا مترعة بالأعمال الصالحة وأي عمل أعظم من شهود بدر والقتال بحانب تلك العصابة التي قال الله فيهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
(سيأتي الكلام على مسألة حاطب فيما بعد بعد استيفاء الشطر الأول من كتاب مناط الكفر)
خامسا: قال المدافع: " ... والجواب: أن الشيخ القرني ذكر في البحث آيات تؤيد ما يقرره فما أدري كيف يطلب البوصيلي منه هذا والبحث مليء بالآيات التي يدل ظاهرها على عدم التكفير بالموالاة العملية."
إذن فـ "المناط" - وبالتالي كتاب الله تعالى- مليء بالأيات (ونحن لاندري) التي يدل ظاهرها على عدم كفر من استعان بالكفارعلى المسلمين! طيب فلماذا لم يأتينا بواحدة؟ السؤال مازال قائما لمرجئة "الموالاة والمعاداة" ولن ينفع التشويش واللف والدوران. دعك من تفاسير العلماء فسنثبت أن الشيخ القرني لم يتوخ البحث العلمي فيها بالدليل.
سنثبت كلام شيخ الإسلام في المسألة بما يدمغ رأي القرني.
سنثبت كلام الشيخ الشنقيطي في المسألة بما يدمغ رأي القرني.
سنثبت كلام الشيخ الفوزان في المسألة بما يدمغ رأي القرني.
سنثبت أنه مارس تشويشا كبيرا على رأي الإمام الطبري.
سنثبت أنه مارس تعتيما كبيرا على رأي أئمة الدعوة السلفية النجديين, أخص منهم آل الشيخ وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في خصوص المسألة بما يدمغ رأي القرني.
سنثبت كلام بقية المفسرين الموثقين في المسألة بما يدمغ رأي القرني.
ولكن دعك من هذا مؤقتا. الأمر أبسط بكثير, كلامنا في آية كلماتها ظاهرة (لاتحتاج لتفسير شيوخ أو قياس فاسد) في أن الذي يتولى الكفار على المسلمين مؤمن ... أو لايكفر .... أو لايجب تكفيره لأنه مؤمن ... أو لايخرج من الإيمان. اذكر الآية بكلماتها بارك الله فيك حتى نستفيد وأرجو من الشيخ القرني أن يتواضع وينزل لمستوانا ويجيب على السؤال.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:45]ـ
بارك الله فيكم
أحببت أن أحث على مواصلة النقاش في هذه المسألة بعيداً عن الألفاظ التي لا تليق
وأؤكد -أخي الحبيب آل بوصيلي- على مراعاة هذا الأمر
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:58]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكر الأخوة جميعاً على نقاشهم المهذب، فالقصد إن شاء الله الوصول إلى الحق، وضبط هذه الأمور وفق ميزان الشرع ما أمكننا ذلك، لأن المسألة كثير فيها الكلام بين المعاصرين، وتشعب البحث، واختلف حكم الناظرين فيه تارة في تنقيح المناط بين من يرى التكفير بمطلق المناصرة وبين من يرى التقييد بالقصد والمحبة، وأخرى في تحقيقه وهو الذي نأى كثيرون عن خوضه لما فيه من التبعات المشكلة.
خامسا: تحرير القول في مسألة يجب أن يكون مبنيا " على النظر في جميع النصوص الواردة فيها، والنظر في مجموع تلك النصوص وفق القواعد المقررة في أصول الفقه، بحيث يتميز المطلق من المقيد والعام من الخاص ونحو ذلك، مع الجزم بأن ما ذهب إليه السلف في فهم تلك النصوص والجمع بينها هو الحق" (ضوابط التكفير – د. القرني)
فمثلا في ركنية العمل في مسمى الإيمان هل يستدل على أن العمل كمالي في الإيمان بحديث البطاقة أو الشفاعة للجهنميين؟
وفي مسألة حاكمية الشرع هل يستدل على أن المبدل والمشرع لايكفر بأثر ابن عباس - رضي الله عنها - "كفر دون كفر"؟
وفي مسألة تولي الكفار ومناصرتهم على المسلمين من أجل أهواء الدنيا, هل يستدل عليها بحاطب - رضي الله عنه ... وهكذا؟
هنا فرق بينا الأمور الثلاثة التي قرنتها في سياق واحد، وهو أن المخالف لا يسلم لك بأن الأمر الثالث يشبه الأمرين السابقين، ذلك أن مسألة الإيمان والحاكمية وقع فيها الإجماع الصحيح الصريح، ولم يختلف فيه قول أحد من السلف، فلا يمكن نقض الإجماع بدليل ظني الدلالة أو يحتمل تخريجات كثيرة، هذا بخلاف حديث حاطب، فإنه عمل به قوم كما يرى ذلك المخالف لك، فهو يرى أن قضية النصرة للكافر لها مناط معتبر بدلالة هذا الحديث وبفهم غير واحد من العلماء للمسألة.
نعم لو استقر الإجماع المقطوع به على أن مناط التكفير في النصرة هو مطلق المشاركة دون النظر إلى قصد فاعله، فإنه حينئذ يصبح الاستدلال بحديث حاطب نوعاً من الاستدلال بظني الدلالة في مقابلة مقطوع به، كما هو الحال في الاستدلال بحديث الجهنميين أو حديث البطاقة أو غيرها على كون العمل لا يدخل في مسمى الإيمان، أما إذا كان القائل بحديث حاطب قال به موافقاً في قوله لقول بعض الأئمة الأعلام كالإمام الشافعي، فإنه في هذه الحال يكون إلزامه بذكر نظيري الإيمان والحاكمية فيه نظر على أصول البحث والنظر.
لهذا أرى أن أولى ما يُشتغل بتحريره الآن هو كلام الإمام الشافعي، وهل كلامه في المناصرة أم في الموالاة؟، وهل فرق العلماء في قضايا المناصرة بين الجاسوس وغيره من أنواع المناصرة الأخرى؟!.، ثم بعد ذلك نبحث في سياق الآيات التي وردت في حكم التولي أو المظاهرة، مع ما نقله بعضهم عن الإجماع في المسألة وتحرير ذلك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 07:42]ـ
ولنسمع لكلام إمام أهل السنة وهو ينسف هذا الكلام الفاسد. قال شيخ الإسلام: "ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين. إلا أنا لانطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه, فلانصلي ولانصوم ولانحج ولانصدق الحديث ولانؤدي الأمانة ولانفي بالعهد ولانصل الرحم ولانفعل من الخير الذي أمرت به ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم, بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع اعدائك. هل كان يتوهم عاقل أن النبي يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ..... بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك"
أخي وفقني الله وإياك، لو وضعت هذا الكلام بجانب قصة "حاطب" لتبين لك فروق و مقاصد أبهر وأقهر من ضوء الشمس في وضح النهار.
ـ[أبو رائد]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
قبل القراءة في الكتاب
بودي أسأل
قبل عدة سنوات أصدرت اللجنة الدائمة
تحذير لكتاب مشابه لهذا الكتاب وكذلك المؤلف مشابه للمؤلف
فهل هو هو أم غيره
لأني على ما أعتقد المؤلف كان كتابه مبني على عقيدة الإرجاء
وعنده تخليط في مسألة الإيمان
أرجو الإفادة مشكورين
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 03:45]ـ
الأخ أبو رائد: أما تعليقك فمبني على الظن , وأما الكتاب الذي أشرت إلى فتوى اللجنة الدائمة فيه فهو غير كتاب ضوابط التكفير للشيخ عبدالله القرني, بل هو كتاب ضبط الضوابط وفق الله مؤلفه لكل خير.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[09 - Jul-2007, صباحاً 05:52]ـ
هذا جانب من الكتب التي لابد من وجودها في مكتبة كل مسلم للوقاية والعلاج من سموم الإرجاء
http://www.geocities.com/k_bossily/total.jpg
ـ[أبو رائد]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 01:12]ـ
الأخ أبو رائد: أما تعليقك فمبني على الظن , وأما الكتاب الذي أشرت إلى فتوى اللجنة الدائمة فيه فهو غير كتاب ضوابط التكفير للشيخ عبدالله القرني, بل هو كتاب ضبط الضوابط وفق الله مؤلفه لكل خير.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل الكتاب الذي حذر منه اللجنة وهو ضبط الضوابط
هو للشيخ عبد الله القرني وما موضوعه
لنكون على بينة وبصيرة
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 04:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل الكتاب الذي حذر منه اللجنة وهو ضبط الضوابط
هو للشيخ عبد الله القرني وما موضوعه
لنكون على بينة وبصيرة
وجزاك الله خيرا
كتاب ضبط الضوابط للدكتور أحمد بن صالح الزهراني
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 05:56]ـ
الحمد لله وبعد
لقد استغربت كثيرا من الأسلوب الذي كتب به الأخ البوصيلي تعقيبه الأخير , فعزمت
نفسي عن المشاركة والتباحث , ولكن لا بأس عسى أن يكون في التعقيب نفع وفائدة ....... وغفر الله للأخ البوصيلي
وقبل المشاركة لا بد لي من ذكر أمرين:
1 - الشكر والتحية للأخ الحمادي (المشرف) على تنبيهه الذي ذكره , وأنا أكد على ما ذكر في هذه المناقشة وفي كل المناقشات , وهذا التنبيه يدل على حرص الإخوان المشرفين على هذا الموقع , وفي ظني أن هذا هو أحد أسباب تميز موقعهم.
2 - ذكر ملاحظات عامة على ما كتب الأخ البوصيلي , وهي كما يلي:
1_ استعمل الأخ البوصيلي ألفاظا وأطلق ألقابا لا تليق بالبحث العلمي ولا بأهله ,وهذه الألقاب هي من التهويل على القول الآخر والاستشناع له , ومن الأمثلة على تهويلاته قوله بأن القرني نصر الإرجاء , ومن ثم حشد كلام السلف في ذم الإرجاء وكأن القراء سلموا له بأن القرني يقول بقول المرجئة , فليته لم يستعمل تلك الألقاب لأنها لا تغني من الحق شيئا , فإن كل أحد يستطيع أن يطلق مثل ما أطلق بل وأشد.
2_ كرر مباحث وأفكارا قد سبقت من قبل وهو لم يبد لها معارضة , وتكرار ما سبق نقاشه ضياع لوقت المناقش والقارئ , فلا داعي من ذكره إلا إذا وجدت فائدة
3_ نفس حاد في النقاش والتباحث وهذا النفس غير نافع ولا مجد في البحوث العلمية الجادة.
4_ خروج عن محل البحث ودخول في مسائل أخرى ليست هي من مجاله , فبحثنا في حكم الموالاة للكفار لأجل الدنيا وهل هي كفر أم لا؟ , وكثير من كلامه خارج عن هذا كما لا حظه القراء.
5_ انه حتى في كلامه في مسألة البحث استعمل كلاما مجملا ومهمل مما يوضحه ويشرحه , فقد كرر كثيرا أن القول بعدم التكفير بالموالاة العملية فيه ترويج للإرجاء , وطلبت منه كثيرا أن يشرح لنا كيف ذلك فلم يفعل.
6_ أنه يحمّل الكلام ما لم يحتمل , وهذه الملاحظة سيأتي لها مثال.
وفي الحقيقة فقد كنت مترددا في كتابة هذه الملاحظات , لأنها تنقل البحث من المسألة العلمية إلى الكلام في ألفاظ الأفراد وتصرفاتهم , وهذا النوع من الكلام لا ينفع المسالة العلمية كثيرا , ........ فعذرا للقراء الكرام.
أما بالنسبة للوقفات التفصيلية فهي كما يلي:
الوقفة الأولى: ذكر الأخ البوصيلي أن من أدلتي على أن القرني لم يقرر الإرجاء في المناط انه ألف كتابا في مسالة الإيمان , ثم اخذ يعلق على هذا القول بكلام طويل.
1_ فأنا في الحقيقة لم اقصد هذا المعنى الذي نسبه إلي , وأظن أن القراء لم يفهموا ما فهم , والذي قصدته هو: أن الشيخ القرني قد عرف عنه ضبطه لمسألة الإيمان وشهد له القاصي والداني بذلك , وشهد له أهل التخصص بذلك , ومن كان حاله كذلك فإنه ينبغي لمن أراد أن ينسب إليه شيئا من الإرجاء أن يتريث قليلا , ثم يقدم للقراء كلاما واضحا وصريحا في دعواه , هذه الفكرة التي قصدتها , وأظن أن كلامي السابق يفيدها.
2 - مازلت أطالب الخ البوصيلي أن يبين لنا كيف قرر القرني في المناط الإرجاء ويشرح لنا ذلك وذيذكر لنا من كلام القرني ما يدل على صحة كلامه.
الوقفة الثانية: قال الأخ البوصيلي) وقول المدافع أن الشيخ القرني " قرر في البحث الأخير خطورة الموالاة العملية والتحذير منها , ولكنه مع هذا لا يرى أنها تصل إلى دائرة الكفر " مناقَضة لادعاء المدافع أن الشيخ يعظم ركنية العمل في الإيمان ... فكيف يرى الشيخ أن تارك العمل قد خرج من دائرة الإيمان ثم يعتقدأن كل صور تولى الكفار العملية لا تنتقض الإيمان؟ كيف يمكن الجمع بين الضدين والمواءمة بين النقيضين؟
كأنك تقول: إن تركت العمل جملة فأنت كافر فاسد الإيمان .... ولكن اطمئن لن أكفرك بأي كفر عملي إلا أن تعتقد بقلبك وإلا فأنت مؤمن صحيح الإيمان ... هذا هو خلاصة منطق الشيخ القرني كما في "الضوابط" و الجزء الأول من "المناط"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنسمع لكلام إمام أهل السنة وهو ينسف هذا الكلام الفاسد. قال شيخ الإسلام: "ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين. إلا أنا لانطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه, فلانصلي ولانصوم ولانحج ولانصدق الحديث ولانؤدي الأمانة ولانفي بالعهد ولانصل الرحم ولانفعل من الخير الذي أمرت به ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم, بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع اعدائك. هل كان يتوهم عاقل أن النبي يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ..... بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك")
والجواب على هذا الكلام يكون بوجوه:
الجواب الأول: هناك فكرة لا بد من شرحها هنا بتوسع , مع أني كنت أظن أنها واضحة , وهذه الفكرة هي: أن من لم يكفر بالعمل المعين (كالصلاة مثلا أو الموالاة العملية) لا يعد أحد رجلين:
أ ـ إما أن يكون من المرجئة فهو لا يرى أن العمل داخل في مسمى الإيمان , وعلى هذا فهو يقول بأن ترك الصلاة ليس كفرا , لأنه لا يكفر بترك العمل أصلا , فلو كفر بترك الصلاة لتناقض.
ب ـ وإما ألا يكون من المرجئة بمعنى أنه يرى أن العمل من أصل الإيمان , وأن من ترك جنس العمل فهو كافر , ومع هذا فهو لا يكفر بترك الصلاة أو بالموالاة العملية للكفار كما قال بذلك بعض العلماء من أهل السنة في المسالتين , لأن الدليل لم يدل عنده على أن هذا العمل المعين ليس كفرا , لا لأنه لا يرى أنه لا يمكن أن يكفر بترك العمل جملة , وهناك فرق شاسع بين الأمرين.
ولا يجوز لنا أن نفهم من قول من لا يرى كفر تارك الصلاة أو لا يرى التكفير بالموالاة ما يلي:
أ ـ أن صاحب هذا القول يقول أن تارك العمل جملة بمعنى ترك كل الأعمال , ليس بكافر.
ب ـ أو أن صاحب هذا القول يقول إن ترك الصلاة أو الموالاة العملية جائر أو أنه لا يضر بإيمان العبد.
ج ـ أو أنه متعاطف مع المرجئة أو دخل عليه شيء من الإرجاء.
لا يجوز أن نفهم هذا كله وإلا لصح لنا أن نطلق على أن كثيرا من الأئمة دخل عليهم شيء من الإرجاء أو روجوا له لأنهم لم يكفروا بترك الصلاة.
وبعد هذا التقرير فإن كلام ابن تيمية الذي نقله الأخ هو في الذي قال إن العمل ليس من الإيمان (المرجئة) لا في من قال إنه لا يُكفّر في هذا العمل المعين , وعليه فهو ليس منطبقا على ما ذكره القرني كما صور الأخ البوصيلي.
الجواب الثاني: ذكر أن منطق القرني أنه لا يكفر بأي عمل ما لم يعتقد , وهذا كلام غريب كأن الأخ البوصيلي لم يقرأ ضوابط التكفير للقرني , ولو قرأه لوجد القرني قرر أن ترك الصلاة كفر وأن التشريع من دون الله كفر وأن طلب الشفاعة من القبور كفر ,وهذه كلها أعمال ظاهرة, فهل نحكم على القرني بما في كتابه أم بما نسبه إليه الأخ البوصيلي؟!!.
الوقفة الثالثة: نسب الأخ البوصيلي إلى الشيخ القرني أن الرجل لا يكفر إلا إذا قصد الكفر , وهذا نص كلامه (وليت المشكلة عند الشيخ القرني في أنه يرى صور المعاداة العملية كلها لاتؤدي للكفر بل إن المشكلة عنده أعظم من ذلك. بيان ذلك أن الشيخ القرني "يشترط في مرتكب الكفر أن يكون عالما بالكفر قاصدا للكفر معتقدا له". فهولايرى كفر من أتى عملا ظاهر الكفر إلا يكون لديه نية الكفر من وراء ذلك بمعنى أن قصد الكفر والاعتقاد به وإرادته شرط في تكفير من اقترف الكفر الظاهر.
فيكون بتلك المخالفة قد انتقد أصلين من أصول أهل السنة والجماعة تتعلق بتكفير المعين:
أ: أن الحكم بالكفر والإيمان مبناها على الظاهر, دون النظر إلى المقاصد والنيات.
ب: الثانية: عدم اعتبار شرط قصد الكفر بمعنى الاعتقاد والنية في الأمور الظاهرة.)
والجواب:
1 _ أن هذه النسبة إلى القرني خطأ محض , لا قدر لها من الصحة , ومن نسبه إلى القرني فليأت لنا بكلام القرني الذي يدل على هذه الفكرة , وليشرح لنا كيف دل كلام القرني على ماذكر حتى نعرف قدر فهمه للكلام , وها هي كتب القرني موجودة بين أيدينا فليؤت بالنص الذي ذكر فيه القرني هذه الفكرة المنسوبة إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ أن الكلام في هذه المسألة قد دارت فيه نقاشات طويلة من قبل , وفيه خروج عن محل البحث الذي هو حكم الموالاة العملية للكفار , ونحن لم ننته من هذه بعد , ولكن ماذا نفعل بالأخ البوصيلي.
الوقفة الرابعة: نسب إلي الأخ البوصيلي أني أقول أن كلام المرجئة لا يهون من شأن العمل في الإيمان , وهذا نص كلامه (فهذه الإنذارات التي جاءت من أفقه أناس وأعلمهم من سلف الأمة تكذب الأخ سلطان وتشهد بضد ما يقول أن كلام الإرجاء لايهون من مكانة العمل فأيهما نصدق؟ السلف الذي شهد لهم المعصوم بالخيرية أم من؟)
وهنا أقول أخي البوصيلي سامحك الله , فأنا لم أقل هذا القول ولا يمكن لك أن تثبته من كلامي السابق , وأتمنى من القراء الكرام أن يرجعوا إلى كلامي السابق فهل فيه أن المرجئة لا يهونون من العمل , أم أن فيه أن من لم يكفر بالموالاة العملية أو بترك الصلاة كما هو قول جماعة من السلف لا يلزم منه أنه يهون من شأن العمل في الإيمان , وهناك فرق بين قول المرجئة وبين قول هؤلاء العلماء.
وإذا كان الأمر كذلك فما أدري لماذا ساق الأخ البوصيلي كلام الأئمة في ذم المرجئة , فنقله هذا صور للقراء بأنا من دعاة الإرجاء لأنا لم نكفر بالموالاة العملية للكفار أو لأنا لا نكفر بترك الصلاة.
الوقفة الخامسة: مازال الأخ البوصيلي مصرا على أن حال حديث حاطب مثل حال حديث الجهنميين , وقد بينت خطاه وكذلك الأخ المشرف بين خطاه فلا داعي من الإعادة.
الوقفة السادسة: مقتضى كلام الأخ البوصيلي أنه يحكم على كل من لم يكفر بالموالاة العملية بالإرجاء أو بالترويج له , مع أن هذا القول قد قال به جماعة من العلماء , منهم الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن , وفي هذا يقول:) فدخل حاطب في المخاطبة، باسم الإيمان، ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب، الدال على إرادته، معه أن في الآية الكريمة، ما يشعر: أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك، قد ضل سواء السبيل، لكن قوله: " صدقكم، خلوا سبيله " ظاهر في أنه لا يكفر بذلك، وإذا كان مؤمناً بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب؛ وإنما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر، لما قال: خلوا سبيله.
ولا يقال، قوله صلى الله عليه وسلم:" ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " هو المانع من تكفيره، لأنا نقول: لو كفر لما بقي من حسناته، ما يمنع من لحاق الكفر، وأحكامه؛ فإن الكفر: يهدم ما قبله، لقوله تعالى: (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) [المائدة:5] وقوله: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) [الأنعام: (ص474) (474) 88] والكفر، محبط للحسنات والإيمان، بالإجماع؛ فلا يظن هذا.
وأما قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [المائدة: 51] وقوله: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله) [المجادلة: 22] وقوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) [المائدة: 57] فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة.) (الدرر السنية 1/ 473) ,
ويقول الشيخ صالح الفوزان لما ذكر أقسام مظاهرة الكفار: (القسم الثالث: من يعين الكفار على المسلمين وهو مختار غير مكره مع بغضه لدين الكفار وعدم الرضا عنه فهذا لاشك أنه فاعل لكبيرة من كبائر الذنوب ويخشى عليه الكفر ولولا أنه يبغض دينهم ولا يحبهم لحكم عليه بالكفر فهو خطر شديد) (ضوابط تكفير المعين د/ الجبرين ص47) ,
ويقول الشيخ عبدالله الجبرين لما ذكر أقسام إعانة الكفار: (الوجه الثاني: أن يعين الكفار على المسلمين بأي إعانة ويكون الحامل له على ذلك مصلحة شخصية أو خوف أو عدواة دنيوية بينه وبين من يقاتله الكفار من المسلمين فهذه الإعانة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب ولكنها ليست من الكفر المخرج من الملة) (المرجع السابق ص52) ,
ومن المعلوم لدى الجميع أن المظاهرة والإعانة نوع من الموادّة.
وهذا القول قال به جماعة من العلماء من المعاصرين ومن غيرهم.
والقصد من هذه النقول أنه يلزم الأخ البوصيلي أن يتهم كل هؤلاء بالترويج للإرجاء , وأظنه لا يلتزم بهذا اللازم.
هذه بعض المواطن في كلام الأخ البوصيلي مما يحتاج إلى وقفة.
وبقيت مواطن أخرى تركناها اختصارا
وفي الختام أقول إن استمر الأخ البوصلي على طريقته هذه فأنا أعتذر عن التناقش معه لأننا لن نخرج بنتيجة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأسأله أن يسعدنا في الدين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 01:47]ـ
بارك الله فيكم
اطلعت على هذه النقاشات قبل قليل وحقيقة استغربت من طريقة ونفس الأخ آلبوصيلي في البحث والنقاش، ومن لمزه للشيخ واتهامه، وتشتيته للموضوع، وعدم جوابه على الأسئلة الموردة عليه، وتعميم الكلام والتهويل، وهذه أمور إن جاء بعضها لم يخرج المتناقشون ـ غالبا ـ بنتيجة فكيف إذا اجتمعت؟!
وفي الختام أقول إن استمر الأخ البوصلي على طريقته هذه فأنا أعتذر عن التناقش معه لأننا لن نخرج بنتيجة.
أحسنت ولعل ما ذكرتَ يكفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 03:31]ـ
أتأسف من الإخوة الكرام عن عدم مواصلة النقاش وأعلن انسحابي وأكتفي بهذا القدر.
والسلام عليكم
ـ[كشف الشبهات]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 02:53]ـ
سبحانك هذا بهتان عظيم ..
أولا نبرأ إلى الله تعالى من هذه البدعة الجديدة (تعليق التولي بالمحبة) فتولي الكفار على المسلمين مسألة ومحبة دين الكفار مسألة أخرى هي كفر بذاتها يخلع صاحبها ربقة الإسلام من رقبته ولو لم يتول الكفار ..
وتعليق مناط الكفر في التولي بالمحبة أمر محدث وهو تحريف للقرآن الكريم وتعليق لمناط لم يعلق الله عز وجل الكفر به , كما لم يعذر الله إلا المكره , ويكفي في الرد على من نفى الكفر عن من تولى الكفار لغرض دنيوي قول الباري عز وجل: (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)
فسبحان الله قل لي بربك من سيقول عند توليه الكفار ومعاونته لهم على إبادة الإسلام والمسلمين وطمس معالم الدين أنه يحب دين الكفار؟؟؟؟؟؟
ولا يخفى على الجميع أن الشيخ عبد الله القرني عنده بعض الشبه التي لم تزل راسبة لديه مع مناصحة بعض طلبة العلم له وأذكر أني قرأت من زمن كتابا جيدا في الرد عليه بتأليف أحمد الخالدي وتقديم العلامة حمود العقلا الشعيبي فليراجع ..
وأشكر للأخ آلبوصيلي منافحته عن المذهب الحق ومحاولته في رد رواسب الفكر الإرجائي في العالم الإسلامي , والله المسؤول أن يوفق الجميع للحق ..
محبكم:
كشف الشبهات
ـ[المتعلم]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:24]ـ
أيها الأخ الكريم: كشف الشبهات
لا داعي لتكبير الخط فهو مؤذٍ، وليس الحق بمخفيه صغر خطه ولا الباطل سيقدمه كبره.
أيها الفاضل: كلامك فيه مبالغة ومصادرة على المطلوب، وما تعديت أن بينتَ رأيكَ واتهمتَ مخالفك وهولتَ الأمر.
مع أنك تعلم وغيرك أن "كشف الشبهات" و"المتعلم" ومن كان مثله: مجاهيل لا قيمة لأقوالهم مجردة؛ كما أنه لا ثقة بنقله من غير مصدر معروف؛ لذا لم يكن ثمَّ فائدة من طرح رأيك من غير نقاش للأصل.
واختزال مسألة بهذا الحجم بتلك الكليمات العابرة وكأنك مقرر جماعة من الأتباع تسمع لأقوالك: خلل في المنهج والطرح.
فإما أن تناقش الكتاب بكل ما فيه وتقرر وجه المخالف بالحجة والرهان، وإلا فكلامك المجمل: رد عليك، ولا يقبل قولك فيه وتصنيفك له.
وأما إشارتك أن الأخ الخالدي رد ...... إلخ
فليس خاف على من يكتب بهذا النَفَسَ: أن قول زيد ليس حجة على عمرو.
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:47]ـ
يا اخوان لاداعي لكل هذا النقاش فالمسألة واضحه شديدة الوضوح فموالاة الكفار على المسلمين درجات والاعانة أيضا درجات لكن الثابت في كتاب الله تعالى هو أن سبب موالاة المنافقون للكفار هو حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة فيستحيل أن يكون مناط التكفير حب الكفار لأجل دينهم قال تعالى ((بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا)) النساء 138 - 139 فهؤلاء المنافقون ما حملهم على النفاق الا حب الدنيا فاذا رأوا أن الغلبة للمؤمنين مالوا للايمان واذا رأوا الغلبة للكفار مالوا للكفر
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:18]ـ
الأخ "كشف الشبهات" الكتاب الذي ذكرته أخي الحبيب في الرد على الشيخ القرني ... لا أدري شيئا عنه والله ... هلا ذكرت اسمه وناشره وهل هو مازال يباع؟ فإن كنت تستطيع وضعه على الشبكة فلا تتردد حفظك الله .... الأخ "شرياس" عظم الله أجرك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:32]ـ
يا اخوان لاداعي لكل هذا النقاش فالمسألة واضحه شديدة الوضوح فموالاة الكفار على المسلمين درجات والاعانة أيضا درجات لكن الثابت في كتاب الله تعالى هو أن سبب موالاة المنافقون للكفار هو حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة فيستحيل أن يكون مناط التكفير حب الكفار لأجل دينهم قال تعالى ((بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا)) النساء 138 - 139 فهؤلاء المنافقون ما حملهم على النفاق الا حب الدنيا فاذا رأوا أن الغلبة للمؤمنين مالوا للايمان واذا رأوا الغلبة للكفار مالوا للكفر
عمل حاطب بن أبي بلتعة: أهو من حب الدنيا .. أم من حب الله ورسوله؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 04:43]ـ
الإخوة الأفاضل لابد من التنبه إلى أن الخوارج الأولين كما قال ابن عمر رضي الله عنهما:
"انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ".
وأنا أقول لابد أن نفرق بين العمل الذي ظاهره الكفر من كل وجه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وسب الله والعياذ بالله والعمل المحتمل والذي نص أهل العلم على أنه مراتب وشعب كالموالاة ففي مثل الأول يحتج بقوله تعالى:
(ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)
وفي مثل الأول يقال:
لو قدر أن قوما قالوا للنبي: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين
فهذا النوع هو الذي يقال لصاحبه كفرت ولو لم تعتقد .. مع الأخذ في الاعتبار أن تعلق الموالاة بالاعتقاد ليس على الإطلاق .. قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في أول رسالته الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك " فإن الانسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفاً منهم ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم وإن كان يكره دينهم ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين ".
وأخيرا أقول إن حديث حاطب هو العمدة في هذا الباب والمخالف يقر بالاستفصال في حق حاطب حيث قال له النبي (ص) " ياحاطب ما حملك على ما صنعت " وهذا لا يمكن أن يقال في حق من سب الله أو استهان بالمصحف.
وبهذا نعرف الفرق بين مذهب أهل الحق ومذهب المرجئة الذي يحاول بعضهم إلصاقه بالمخالفين له من أهل السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 08:24]ـ
عمل حاطب بن أبي بلتعة: أهو من حب الدنيا .. أم من حب الله ورسوله؟
عمل حاطب رضى الله عنه اعانة لا تصل الى درجة الكفر فالراجح من أقوال أهل العلم هو أن التجسس ليس بكفر بيّن كما قال الامام الشافعي وغيره
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 08:53]ـ
الراجح يقال في دائرة أهل السنة ياشرياس! وفقك الله
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الراجح أن فعل حاطب رضي الله عنه يدخل في المناصرة لا المظاهرة لذلك لم تكن كفرا وكانت كسائر المعاصي
والفرق بين الصورتين
الأولى كتقديم الكفار في المجلس ونحوه إذا كانت لغرض دنيوي لم تكن كفرا وإن كانت محبة لدينهم كانت كذلك
أما
الثانية المظاهرة فهي كفر على الإطلاق كما حكى الإجماع على ذلك ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن باز رحمهم الله
والكفر ليس معلقا بالإعتقاد وإلا كان كسائر المعاصي وهذا قول المرجئة
وللعلماء قولين في المسألة الأولى أما الثانية فهي محل اتفاق بين السلف والخلاف حادث
والله أعلم
ولي بحث في هذا المسألة يسر الله إتمامه
وجزاكم الله خيرا
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[أبو حماد]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الراجح أن فعل حاطب رضي الله عنه يدخل في المناصرة لا المظاهرة لذلك لم تكن كفرا وكانت كسائر المعاصي
والفرق بين الصورتين
الأولى كتقديم الكفار في المجلس ونحوه إذا كانت لغرض دنيوي لم تكن كفرا وإن كانت محبة لدينهم كانت كذلك
أما
الثانية المظاهرة فهي كفر على الإطلاق كما حكى الإجماع على ذلك ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن باز رحمهم الله
والكفر ليس معلقا بالإعتقاد وإلا كان كسائر المعاصي وهذا قول المرجئة
وللعلماء قولين في المسألة الأولى أما الثانية فهي محل اتفاق بين السلف والخلاف حادث
والله أعلم
ولي بحث في هذا المسألة يسر الله إتمامه
وجزاكم الله خيرا
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخانا الكريم أبا الصمصام النجدي:
هذا الكلام الذي ذكرته هو مناط القضية كلها، وقد سبقت الإشارة إليه، ونريد فيه كلاماً محرّراً، فهل وقع في كلام الأئمة ما يفيد أنَّ حاطباً لم يُظاهر وإنما ناصر؟!، ثم هل فرق أولئك المتقدمون بين المظاهرة والمناصرة فجعلوا هذا كفراً بإطلاق والآخر ينظر فيه إلى حال الفاعل ومقصده؟!، وأين هو نقل الإجماع المحرر عن أحد من متقدمي أهل العلم؟!، وهل قول الإمام الشافعي يدخل في قضية المظاهر الاصطلاحية أي التي هي قسيمة المناصرة، ويكون قوله رأياً معتبراً ولا يصح معه دعوى الإجماع؟!.
هذه أهم مباحث هذه المسألة، ولم أرها حررت حتى اللحظة.
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب (أبو حماد)
هل قرأت الكتاب القيّم للشيخ ناصر الفهد -فك الله آسره بعنوان (وقفات مع الوقفات)
فلقد أجاد في هذه المسألة
إن لم تكن قرأته فأخبرني حتى أرفعه لك
فلعلك تجد فيه بغيتك
وجزاك الله خيرا
أخوك
أبو الصمصام النجدي
ـ[أبو حماد]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب (أبو حماد)
هل قرأت الكتاب القيّم للشيخ ناصر الفهد -فك الله آسره بعنوان (وقفات مع الوقفات)
فلقد أجاد في هذه المسألة
إن لم تكن قرأته فأخبرني حتى أرفعه لك
فلعلك تجد فيه بغيتك
وجزاك الله خيرا
أخوك
أبو الصمصام النجدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الكريم، وشكراً لكريم ردك ولطيف إشارتك.
الكتاب المُشار إليه لم أقرأه، والحقيقة أننا نريد نقاشاً هنا في هذا الموضوع، لا إحالة إلى الكتب ونحوها، وما أشرتُ إليه أحسب أنه أهم ما يجب بحثه والنظر فيه، لأنه مناط القضية كلّها، ولا زال الإخوة حتى اللحظة لم يحرّروا الكلام فيه، وهو ما نرغب في حث الإخوة لتحريره تمهيداً لتقريره.
فهل نجد ذلك؟، نرجو ونؤمّل.
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي (أبو حماد)
وأسأل الله أن يجمعني وإياك ومن نحب في جنته مع خليله صلى الله عليه وسلم
وقد رفعت الكتاب في المرفقات حتى يُستفاد منه
ولقد أفاد الشيخ فك الله آسره في الذي ذكرته بأنه مناط القضيّة
وإن شاء الله أنه ذكر جميع مايخطر في بالك من تساؤلات
واعذرني أخي الكريم إن كنت لم أفدك بما تريد
فحسبي جهدي المتواضع ولكم جزيل الشكر
أخوك
أبو الصمصام النجدي
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 02:29]ـ
المناصرة ,,, المظاهرة ...
لا أدري ما الثمرة التي ستترتب على التفريق بينهما .. فهل يمكن أن تبينوا لنا الفرق الذي يجعلنا نسمي إحداهما مناصرة والأخرى مظاهرة بحيث يكفر الثاني ولا يكفر الأول ... عجيب!
رجعت للكتاب فوجدت الكاتب يقول:
"فمناط الكفر في المظاهرة هو نفس العمل، فمن ناصرهم على المسلمين فقد كفر بهذا الفعل – ولو لم يرض الكفر – "
والمعروف أن الكاتب قد تراجع عن ضلالاته .. وقد صرح بذلك على شاشات التلفزيون فلماذا يوضع كتابه هنا ... هل يرضى ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل (أبو عبدالرحمن السعدي)
الثمرة هي التفقه في دين الله
وينبغي أن تعلم أن بين الكلمتين عموم وخصوص
المظاهرة أحد أنواع المناصرة لا العكس
وهي التي وردت النصوص في كفر صاحبها
والله أعلم
أما عن تراجع الشيخ فك الله آسره
فلا يعني أنه تراجع عن كل ماكان يعتقد وإلا لأصبح مرتدا فهذا هو التراجع الكامل
الشيخ تراجع عن بعض الأفكار الخاطئة فقط وليس منها هذه القضية كما في تراجعه الذي نُشر
ولولا ضيق الوقت لتفرّغت لتأصيل هذه القضيّة وتقريرها
فالأمر واضح لدي بإذن الله
وهناك عدد من العلماء المشهود لهم بالعلم والفقه في دين الله في أنحاء المعمورة وافقوني فيما ذهبت إليه أحتفظ بأسمائهم إلى أن يشاء الله أمرا ...
بارك الله فيك ...
أخوك
أبو الصمصام النجدي
ـ[الغُندر]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 02:42]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز لا شك ان تولي المشركين ردة وحاطب رضي الله عنه منعه من الردة مانع من موانع التكفير وهو التأويل المعتبر.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 08:57]ـ
الراجح أن فعل حاطب رضي الله عنه يدخل في المناصرة لا المظاهرة لذلك لم تكن كفرا وكانت كسائر المعاصي
أخي الحبيب إذا أنت تقول أن المناصرة أعم من المظاهرة وليست قسيمة لها .. وهذا الأمر أوافقك عليه.
لكن الذي لا أوافقك عليه هو قولك:
والفرق بين الصورتين
الأولى كتقديم الكفار في المجلس ونحوه إذا كانت لغرض دنيوي لم تكن كفرا وإن كانت محبة لدينهم كانت كذلك
أما
الثانية المظاهرة فهي كفر على الإطلاق كما حكى الإجماع على ذلك ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن باز رحمهم الله
فكأن الأمر اختلط عليك لأنني لا أعرف أحدا يقول:
إن تقديم الكفار في المجلس من المناصرة!
أما قولك:
وإن كانت محبة لدينهم كانت كذلك!
فعجيب جدا
على كل حال الذي وجدته أن جل من كتب في هذا الباب غرضهم الرد على من قال أن الموالاة إذا كان الحامل عليها دنيويا فلا يكفّر بها .. ثم هم لم يتسطيعوا أن يضعوا ضابطا يفرق به بين الموالاة المكفرة وغير المكفرة اللهم إلا من قال إنها كفر على الإطلاق بجميع صورها ولو بكلمة فهذا الذي أخرج نفسه من هذا المأزق لكنه وقع في مستنقع الخوارج.
فينبغي عند بحث هذه المسألة أن يتجرد الباحث للحق وأن يؤخذ في الاعتبار اصطلاحات العلماء الذين تكلموا فيها فمثلا أئمة الدعوة في نجد تجدهم يفرقون بين الموالاة والتولي .. ومن أهل العلم من يفرق بين الموالاة .. والموالاة المطلقة .. ومنهم من يفرق بين الموالاة والمظاهرة .. وهكذا.
والجامع بينهم أن ماكان متعلقا بالدين يجعلونه مخرجا من الملة .. وماكان الحامل عليه الدنيا يجعلونه دون الكفر المخرج من الملة .. والله أعلم
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب (أبو عبدالرحمن السعدي)
أنا أحاول تقريب الصورة للإخوة فقط ولذلك شبهتها بمعصية فيها نوع موالاة لكنها غير مكفرة كما سماها أحد العلماء الراسخين (موالاة صغرى)
وجعل المظاهرة للكافرين على المسلمين من (الموالاة الكبرى) التي هي كفر أكبر لا مرية فيه
أما بالنسبة للجملة التي أنكرتها علي وهي (وإن كانت محبة لدينهم كانت كذلك)
أي هذه الموالاة (الصغرى) إن كانت محبة لدينهم كانت كفرا ولا أظن أن هذا يخفى عليك
أما بالنسبة للضابط فأقول هداك الله بل وضعوا ضابطا ولا حرج إذ خفي هذا عليك.
وأرجوا ألا ترمي التهم جزافا باتهام من قال أن من ناصر الكفار ولو بالتجسس لهم كما في قصة حاطب رضي الله عنه أن ذلك كفر بأنه من الخوارج فهذا شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله وغيره حكوا الإجماع على كفر من ناصر الكفار بأي شئ من الإعانة
فهو يقول في فتاويه: (1/ 274)
"وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجوا ألا نكون ممن يعتقد ثم يستدل
فلا نريد أن نكون مثل المعتزلة والجهمية عندما وجدوا نصوصا من الكتاب والسنة وكلام السلف تخالف ماذهبوا إليه صرفوا ألفاظهم عن ظاهرها و زادوا ونقصوا في كلامهم ..
كل هذا لكي لا تخالف ماذهبوا إليه فماأشقاهم من قوم ........
ختاما أسأل الله العلي القدير أن يهدينا للحق ويرزقنا العمل به وأن يبصرنا بالباطل ويرزقنا تجنبه
اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين
أخوك
أبو الصمصام النجدي
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 04:13]ـ
أما بالنسبة للضابط فأقول هداك الله بل وضعوا ضابطا ولا حرج إذ خفي هذا عليك.
هلّا أسعفتنا بذكر الضابط فنكون لك من الشاكرين.
أما احتجاجك بكلام الشيخ عبد العزيز رحمه الله .. فاسمح لي أن أقول لك (هذه شنشنة نعرفها من أخزم) والعجيب أنه ما من مسألة اختلف فيها أهل العصر إلا وتجد كلا الفريقين المختلفين يحتج بكلام الشيخ رحمه الله .. فالقائلون بعدم كفر تارك العمل يحتجون بكلام له وكذلك المكفرون ... والقائلون بعدم كفر من حكم بالقانون يحتجون بكلام له وكذلك المكفرون ... والقائلون بفك السحر بالسحر يحتجون بكلام له وكذلك المانعون .. والقائلون بجواز الجماعات يحتجون بكلام له وكذلك المبدّعون .. والقائلون بالتكفير بمطلق الموالاة يحتجون بكلام له وكذلك المعارضون! .. وهكذا .. نسأل الله العافية .. فهذا علامة اتباع الهوى وإلا فإن من عرف الشيخ عن قرب وحضر دروسة يعلم براءة الشيخ من هذه التدليسات براءة الذئب من دم يوسف ..
أخي الكريم .. المسألة هذه بحثتها وكتبت فيها مؤلفا .. فلا تعمد إلى هذه الأساليب التي لا أرضاها لطالب علم مثلك.
أما ما يتعلق بشيخنا ابن باز فأظن أنني من أعلم الناس بفتاواه في هذا الباب .. وحتى تعرف خطأك في النقل السابق عن الشيخ وأنك لم تتنبه لقولي لك سابقا:
فينبغي عند بحث هذه المسألة أن يتجرد الباحث للحق وأن يؤخذ في الاعتبار اصطلاحات العلماء الذين تكلموا فيها فمثلا أئمة الدعوة في نجد تجدهم يفرقون بين الموالاة والتولي .. ومن أهل العلم من يفرق بين الموالاة .. والموالاة المطلقة .. ومنهم من يفرق بين الموالاة والمظاهرة .. وهكذا.
أقول لك لعل فتوى الشيخ رحمه الله تتضح في مسألة عملية مرت بالأمة في حياته رحمه الله ومنها يمكن حمل كلامه المجمل على ماهو مفصل في هذه الفتوى:
فالشيخ كما تعلم حكم بكفر صدام فقال " هو كافر وإن قال: لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه "
فالسؤال الأن يامن تزعم أن الإمام ابن باز شيخك:
بماذا حكم الشيخ ابن باز على من قاتل مع صدام (الكافر في نظر الشيخ) في حرب الكويت!
وإذا لم تكن تعرف فتوى الشيخ أرجو منك أن تخرّج الفتوى في ضوء الإجماع السابق الذي حكاه الشيخ رحمه الله.
مع العلم أن الإجماع الذي حكاه الشيخ جاء في سياق جوابه عن السؤال التالي:
ما حكم الذين يطالبون بتحكيم المبادئ الاشتراكية والشيوعية، ويحاربون حكم الإسلام، وما حكم الذين يساعدونهم في هذا المطلب، ويذمون من يطالب بحكم الإسلام، ويلمزونهم ويفترون عليهم، وهل يجوز اتخاذ هؤلاء أئمة وخطباء في مساجد المسلمين؟
فقال في معرض جوابه:
الذين يدعون إلى الاشتراكية أو الشيوعية أو غيرهما من المذاهب الهدامة المناقضة لحكم الإسلام، كفار ضلال، أكفر من اليهود والنصارى لأنهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يجوز أن يجعل أحد منهم خطيبا وإماما في مسجد من مساجد المسلمين، ولا تصح الصلاة خلفهم، وكل من ساعدهم على ضلالهم، وحسن ما يدعون إليه، وذم دعاة الإسلام ولمزهم، فهو كافر ضال، حكمه حكم الطائفة الملحدة، التي سار في ركابها وأيدها في طلبها، وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة، فهو كافر مثلهم.
أرجو أن أجد منك جوابا على سؤالي بارك الله فيك
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم دع عنك الهمز واللمز فماهذا بأسلوب المسلم فضلا عن طالب العلم
أما بالنسبة لما تقول أن الجميع احتج بكلام الشيخ
فأقول
هلاّ أتيتني بنقلٍ صريح ٍ عنه يخالف مانقلتُ لك؟
وختاما أخي الكريم كما قلتُ سابقا المشاغل تزداد والعمر قصير
فأسأل الله لي ولك الهداية
اللهم آمين
أخوك
أبو الصمصام النجدي
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 11:47]ـ
52نقلا عن العلماء
في حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين ( http://saaid.net/Doat/almuwahid/1.htm)
وأيضا
تحرير قول الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله في موالاة الكفار ( http://www.saaid.net/Doat/ALbasha/9.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 02:39]ـ
52نقلا عن العلماء
في حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين
الكثرة لا تغني من الحق شيئا .. هذا لو كانت حقيقة .. وأما التدليس فيدل على أن صاحبه خارجي تعيس ويكفيك اسمه المعدود من المجاهيل وإليك مثالا واحدا حتى لا يقال افترينا!
وقال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138): (صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين).
وقد رأيت آخرين يعدون هذا إجماعا!
قلت: وهذا من التدليس، فتمام كلامه رحمه الله " فإن ادعوا أن المرتد لا تقبل منه جزية ولا تؤكل ذبيحته ولا يسترق إجماعاً دل ذلك على جهل من ادعى ذلك أو كذبه " فكلامه رحمه الله عمن ثبتت ردته فإنه من الكافرين في الأحكام لقوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" فانظر رحمك إلى هذا التدليس الواضح.
وأما صاحب:
تحرير قول الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله في موالاة الكفار
فالرجل معروف بأنه خارجي جلد يضلل كبار علماء أهل العصر ويكفيك في بيان تهافت تحريره قوله:
ولأنه قد يقال: إن اتخاذهم بطانة وتقريبهم من الولاة وعملهم كوزراء ومستشارين في الدولة وتوليهم الأمور العظام مما يجعل أمر المسلمين كأنه في أيديهم أكثر إفسادا على الأمة من مجرد إفشاء سر أو مكاتبة عدو على حسب ما جاء في قصة حاطب رضي الله عنه ‘‘‘
ولما لم تكفر النصوص الشرعية من قام بهذا بل اكتفت بالنهي عن ذلك وقفنا عندها ولم نتجاوزها! فكذلك يقال في قصة حاطب رضي الله عنه ‘
وهذا الوجه - قد - يصح الحمل عليه بشرط أن يقتصر هذا الحكم على حد الصورة التي جاءت في قصة حاطب رضي الله عنه لا تتجاوزها، فإذا كان بهذه الصورة يصح حملها على نوع الموالاة غير المكفرة على هذا الوجه، ‘‘
وهذا لا يمنع أن يكون جنس هذا العمل كفرا إن تجاوز هذه الحدود فقد يوقع صاحبه في الكفر والعياذ بالله ويدخل في باب المولاة المكفرة ‘ وهو مع ذلك على خطر عظيم.
وعلى هذا يستقيم كلام أهل العلم ممن جعل فعل حاطب رضي الله عنه أصل في حكم الجاسوس المسلم وميزوه عن باقي صور المظاهرة والمعاونة ويستقيم الإجماع أيضا بحمله على ما ورد النص بكفر فاعله، والله أعلم
دعونا من القص واللزق بلا فهم
ولانزال ننتظر جواب أبي الصمصام
ـ[المتعلم]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 05:26]ـ
بحث المشايخ وتناظروا في المسألة ونثروا دررا وفوائد لا تحصى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21931)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:17]ـ
الأخ المتعلم شكرا لك على الرابط.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 04:31]ـ
تعليقات وتعقيبات (الموحد السلفي) على الكتاب ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9014)
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 08:09]ـ
جزاكم الله خيرا أخي عبد الله أل يوسف على نقلك للموضوع في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 12:38]ـ
أهلا وسهلا أخي الفاضل الموحد السلفي ...
تعليقات مفيدة يا ليت تواصل نفع الله بكم
كان ودي أشكرك في الملتقى لكن للأسف لم يفعل تسجيلي لا أدري ما المشكلة.
أخي الفاضل أحسن الله إليك ..
أشرت في بداية تعليقاتك أن لك ملاحظات على كتاب ضوابط التكفير في مسألة التلازم بين الظاهر والباطن، يا ليت تبين وجه الانتقاد ولو على الإجمال.
بارك الله فيك.
ـ[جونة عطار]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الغُندر: [قال الشيخ عبدالعزيز بن باز لا شك أن تولي المشركين ردة وحاطب رضي الله عنه منعه من الردة مانع من موانع التكفير وهو التأويل المعتبر].
من يأتينا بالمصدر بارك الله بكم؟
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:14]ـ
تأكيد مناط التكفير بالموالاة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد نشر الشيخ / عبد الله القرني بحثه في تحرير مناط الكفر بموالاة الكفار , واختلفت المواقف حوله بين مؤيد ومعارض , واختلفت أساليب كل منهما في إبداء الموافقة أو المعارضة.
وكان من المعارضين لذلك البحث الأخ / الموحد , ولقد كانت مناقشته علمية هادئة هادفة , ظاهر منها قصد الحق والتباحث العلمي , فهي تستحق أن تحترم وتقدر.
فأنا في الحقيقة أحييه على النفس العلمي الجميل , وأتمنى من كتابنا في الشبكة وفي الصحف وغيرها أن ينتهجوا هذا النهج الجميل , حتى ترتقي بحوثنا العلمية , ونصل فيها إلى الحق المنشود.
ومع هذا كله فلست من الموافقين له فيما قال وكتب , وحتى أبدي ما أخالف الأخ فيه لا بد من تحرير أفكاره التي طرحها , فإنه لم يرتبها , وهي في تصوري كما يلي:
1 - خطأ منهجي في كتابة البحث.
2 - حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
3 - حصر معنى الموالاة في القلب مخالف للغة واستعمالات الشرع.
4 - مخالفة الإجماع.
5 - مخالفة لنصوص صريحة.
6 - الغرض الدنيوي وتعليق الأحكام به.
7 - تقرير أن الأصل في الموالاة الكفر إلا ما استثني.
8 - توجيه حديث حاطب و كلام الشافعي.
وقبل الوقوف مع هذه الأفكار لا بد من التذكير بمحل البحث في هذه المسألة , وتحريره هو أن يقال: إن موالاة الكفار لا تخلو من حالين:
الأول: إما أن تكون من أجل محبتهم لدينهم , فهذه كفر بالإجماع من الفريقين.
الثاني: وإما أن تكون بمجرد الموالاة العملية , وأما القلب فهو مبغض لكفرهم ولدينهم. هذه الصورة هي محل البحث والنقاش.
فمحل البحث إذن في تحرير مناط التكفير بالموالاة , لا في يبان ما يدخل في مسمى الموالاة , وهذا التنبيه له أهمية سيأتي بيانها.
القضية الأولى
دعوى الوقوع في خطأ منهجي في البحث وهو عدم ذكر القول المخالف في المسألة.
والتعليق على ما ذُكر من وجوه:
1 - هذه الدعوى غريبة من الأخ الموحد وهو يعلم أن الباحثين يختلفون في طرائق بحثهم للمسائل فمنهم من يعرض لكل ما يتعلق بالمسألة من أقوال وأدلة , ومنهم من يعرض لقول واحد منها , فليس كل من كتب بحثا علميا يلزمه أن يذكر كل ما قيل في المسألة , وهذا أمر بدهي , فالأئمة الذين كتبوا في الفقه أو الأصول أو غيرها لم يلتزموا أن يذكروا كل الأقوال في المسألة المبحوثة , ولم يعبهم أحد في صنيعهم هذا , فالاقتصار على قول واحد في بحث المسألة , وبيان أدلته طريقة من طرق التأليف الصحيحة.
نعم يكون هذا الصنيع معيبا إذا التزم في أول البحث أن يذكر كل الأقوال , ثم لم يذكرها , أو ادعى الإجماع على قوله , وهو ليس كذلك , والشيخ القرني لم يلتزم أن يذكر كل الأقوال , ولم يدعي الإجماع على قوله , فما وجه العيب إذن في فعله , وإذا كان لا بد أن يعاب القرني في طريقة بحثه فليتوجه العيب إذن إلى كل الأئمة ممن لم يذكر ما يخالف قوله في المسألة التي بحثها , وهم كثير.
2 - أن يقال: إن القرني لم يغفل ذكر ما يتعلق بالقول الآخر تماما , بل قد ناقش أدلته في مواطن من البحث , فقد ناقش الاستدلال بقوله تعالى:" ومن يتولهم منكم فإنه منهم " على التكفير بالموالاة , وبين عدم صحة الاستدلال بها , وكذلك عرض له في مواطن أخرى من البحث.
القضية الثاني
وهي أن حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
فقد ذكر الأخ الموحد أن الشيخ القرني بنى بحثه على أن الموالاة والمعاداة أصلها في القلب , وأما ما يظهر منها على الجوارح فهو من كمالاتها.
وذكر أن هذا مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , وبيان ذلك: أن كل باطن لا بد له من ظاهر يدل عليه وكل ظاهر لا بد له من باطن يستلزمه , وفي هذا يقول:" فالشيخ هنا وفقه الله ذكر لنا جميع الأعمال الظاهرة التي تنافي كمال الولاء والبراء الباطن وتنقص من أصل البراءة من الكفار ولا تنافي أصلها أو تنقضها، وجعل منها نصرة الكفار ومظاهرتهم وتوقيرهم وإكرامهم وتقديمهم ... إلخ
ولم يذكر الشيخ وفقه الله ما ينافي أصل البراءة من الأعمال الظاهرة!!!
فإذا كان الولاء والبراء له أصل وكمال في الباطن فلابد لهذا الباطن أن يستلزم أمرا ظاهرا بالضرورة.
فإذا ذكر الشيخ ما ينافي كمال الولاء فنحن نطالبه بما ينافي أصله في الظاهر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا فإن الله لا يعلق أحكاما على أمور باطنه، ولا يمكن أن يقال إن أصل الدين أو ركنا فيه لا يستلزم أمرا ظاهرا قط أو لا ينافيه شيء في الظاهر قط ... "
وكذلك وضح هذه الفكرة بمسألة العبادة وكونها مشتملة على الخضوع وأعمال ظاهرة .................. .
والجواب على ما سبق يقال فيه:
إن الأخ الموحد خلط بين الكلام على في حقيقة الإيمان باعتباره مركبا من جملة أعمال ظاهرة وباطنه , وبين الكلام في كل فرد فرد من أعمال الإيمان باعتباره وحده , فظن أن كل ما ينطبق على الأيمان في حالته الأولى ينطبق على كل فرد من أفراده مستقلا.
والحقيقة أن الأمر ليس كذلك , وبيانه:أن من المعلوم أن الإيمان لا بد فيه من الظاهر والباطن , فإيمان ظاهر بلا باطن لا يتصور , وإيمان باطن بلا ظاهر لا يتصور , وإنما كان حال الإيمان كذلك , لأن هذا هو مقتضى الضرورة الفطرية , فإن الإنسان لا يمكن أن يعيش بظاهر لا باطن له , ولا بباطن لا ظاهر له , لأن النفس البشرية فيها قوتان: قوة علمية وقوة عملية , فلا بد من أن تتوافق وتتوافر تلك القوتين , وإلا اضطربت النفس وفسدت , وهذا في الحقيقة من إبداعات ابن تيمية فإنه حرص على أن يربط حقيقة الإيمان عند أهل السنة بهذه الضرورة الفطرية ,وبين أن كل من خالف أهل السنة في حقيقة الإيمان فهو مخالف لتلك الضرورة فضلا عن مخالفته للضرورة الشرعية.
والمقصود هنا أن جنس الظاهر لا بد أن يكون مستلزما لما في الباطن , بمعنى أن أعمال الظاهر جملة لا بد لها من محرك يستوجب ظهورها على الجوارح وهذا المحرك هو ما يقوم بالقلب من معاني كالحب والخوف والرجاء ونحوه , هذا هو الذي يدل عليه كلام ابن تيمية رحمه الله , فإنه قال في بيان ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن:" وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب , وان إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع " () , وقال أيضا:" الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ الصَّالِحَةَ لَا تَكُونُ ثَمَرَةً لِلْإِيمَانِ الْبَاطِنِ وَمَعْلُولَةً لَهُ إلَّا إذَا كَانَ مُوجِبًا لَهَا وَمُقْتَضِيًا لَهَا وَحِينَئِذٍ فَالْمُوجَبُ لَازِمٌ لِمُوجِبِهِ، وَالْمَعْلُولُ لَازِمٌ لِعِلَّتِهِ وَإِذَا نَقَصَتْ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ كَانَ ذَلِكَ لِنَقْصِ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ فَلَا يُتَصَوَّرُ مَعَ كَمَالِ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ أَنْ تُعْدَمَ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ؛ بَلْ يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ هَذَا كَامِلًا [وُجُودُ هَذَا كَامِلًا] كَمَا يَلْزَمُ مِنْ نَقْصِ هَذَا نَقْصُ هَذَا؛ إذْ تَقْدِيرُ إيمَانٍ تَامٍّ فِي الْقَلْبِ بِلَا ظَاهِرٍ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ كَتَقْدِيرِ مُوجَبٍ تَامٍّ بِلَا مُوجِبِهِ وَعِلَّةٍ تَامَّةٍ بِلَا مَعْلُولِهَا وَهَذَا مُمْتَنِعٌ " ().
ويتضح من هذا الكلام أن المقصود بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو التلازم بين جنس الظاهر بالباطن.
والمقصود هنا أن القول بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو فيما يتعلق بجنس العمل الظاهر لا فيما يتعلق بأفراد العمل , فإنه لا ضرورة في التلازم بينها وبين ما في الباطن من أصل الإيمان , بمعنى أنه إذا انتفى عمل ظاهر معين - لا جنس العمل - بالكلية من حياة المسلم فإنه لا يلزم بالضرورة أن يدل على انتفاء ما في القلب من أصل الإيمان , فلا يقال مثلا: من ترك صيام رمضان كلية فلم يصم في حياته ولا مرة واحدة إن هذا لا يمكن أن يكون مؤمنا , لأنه لو كان مؤمنا لتلازم ظاهره بباطنه لأن أصل أهل السنة أن الظاهر والباطن لا بد أن يتلازما , فهذا الكلام ليس بصحيح والاستدلال بهذا الأصل هنا ليس صحيحا , لأنه استدلال بأصل في غير محله , لأن محله في جنس العمل الظاهر لا في أفراد العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على صحة هذا التقرير تعامل العلماء رحمهم الله , وبيان ذلك: أن جمهور العلماء لما قالوا بأن ترك صيام رمضان ليس كفرا أو ترك الحج ليس كذلك , فإنهم يقصدون الترك الكلي , بمعنى أن من تركه كلية طوال حياته ولا يقصدون الترك الجزئي , وهم يدركون تماما أن مقتضى قولهم ولازمه أن من لم يصم في حياته ولم يحج ولو مرة واحدة أنه لا يكفر بذلك , يعنى أن تركه هذا لا ينافي أصل ما قلبه من الإيمان , مع أنه ترك لعمل ظاهر بالكلية.
فتحصل مما سبق أن مقصود العلماء بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن إنما هو فيما يتعلق بجنس العمل لا في أفراد العمل الظاهر , ولم يستثنَ من الأعمال الظاهرة إلا ما استثنته الشريعة كما سيأتي.
ولا يلزم من هذا التقرير الذي هو فك الارتباط الضروري بين الظاهر والباطن في أفراد الأعمال الظاهرة أن يكون فيه موافقة للإرجاء , لأن المرجئة تقول بفك الارتباط بين الظاهر والباطن في جنس العمل , فضلا عن أفراده كما هو معلوم , ومخالفة أهل السنة هو في القول باستحالة الانفكاك بين جنس ما في الظاهر عما في الباطن , وبهذا تحصل المفارقة بين مذهب أهل السنة مذهب المرجئة , فالفرق بين أهل السنة والمرجئة هو أن الإيمان الباطن لا بد أن يستلزم عملا في الظاهر , لا أن كل عمل في الظاهر - فعلا أو تركا - لا بد أن يدل على ما في القلب من أصل الإيمان. وهذا أعني تقرير التلازم الضروري بين جنس الظاهر وما في الباطن , وتقري أن أفراد ما في الظاهر من أعمال - المكفرات العملية - إنما تدل على ما في الباطن بدلالة النصوص , قرره الشيخ القرني في مواطن متعددة من كتبه الذي اتهمه الأخ / الموحد بعدم ضبط هذا الأصل , وفي هذا يقول القرني:"ونعود الآن إلى بيان الالتزام الظاهر المشروط في أصل الدين فنجد أنه يتضمن أمرين:
الأول: ترك النواقض , ولا خلاف في اشتراطه لتحقيق الالتزام الظاهر وبقاء وصف الإسلام ........... .
الثاني: الالتزام بجنس العمل , وهو إجماع أهل السنة والجماعة ........ وهذا هو مناط النزاع بين أهل السنة والمرجئة " () , وهذا ما ذكر أيضا في كتابه الجديد وعنوانه " أصول المخالفين لأهل السنة في الإيمان " ()
ومما ينبغي أن يعلم أن كل ما سبق إنما هو من حيث الأصل , بمعنى أن الانفكاك ليس كليا دائما , بل بعض أعمال الظاهر يستدل بها على ما في القلب من كفر أو إيمان , ولكن الاستدلال بها ليس من جهة التلازم الضروري بين الظاهر والباطن وإنما راجع إلى اعتبارات أخرى.
وهنا يقال: ما في الظاهر يدل على ما في الباطن بعدة اعتبارات:
الاعتبار الأول: في جنس العمل , فإذا انتفى جنس العمل من الظاهر في هذا يدل على انتفاء ما في القلب من الإيمان , وهذا أمر واضح لا إشكال فيه.
الاعتبار الثاني: أن تدل نصوص الشريعة على أن هذا الفعل المعين يدل فعله أو تركه على انتفاء أصل الإيمان في القلب , وهو ما يسمى بالمكفرات العملية.
فهذه المكفرات العملية تدل على التلازم بين الظاهر والباطن , بمعنى أن الظاهر يدل على ما في الباطن من إيمان وكفر , ولكن هذه الدلالة جاءت من دلالة النصوص الشرعية لا من دلالة التلازم الضروري الفطري بين ما في القلب وما في الجوارح , فالمرجع في تحديدها وبيانها هو النصوص الشرعية , لا ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن.
فمن ترك الصلاة تركا كليا أو سجد لصنم , أو فعل أي فعل من المكفرات العملية , فليس في قلبه شيء من الإيمان - وهذا الحكم من حيث الإطلاق لا من حيث الفاعل المعين - , وحكمنا على ما في قلبه إنما جاء من طريق النصوص الشرعية , لا من تطبيق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن , لأن هذا ليس محلها , لأن كلامنا في دلالة عمل جزئي لا في جنس العمل , ومن كفر من العلماء يترك الصلاة إنما كفر لأن النصوص دلت عنده على أن تركها كفر , لا على أن العمل الظاهر المفرد لا بد أن يدل على ما في القلب من الإيمان أو الكفر.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال لمن لم يكفر يترك الصلاة - الترك الكلي - , بمعنى أنه لا يحكم على من لم يصلِ في حياته ولا صلاة واحدة بالكفر: إنه مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , لأن مخالفته في دلالة أمر جزئي على ما في الباطن لا في دلالة جنس العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك القول في من قال إن الموالاة الظاهرة للكفار لا يكفر بها فاعلها , وإنما يكفر بما يقوم في قلبه من حب الكفار لدينهم لا يلزم منه أنه مخالف في أصل ارتباط الظاهر بالباطن.
فمحاكمة هذا القول على أصل الارتباط بين الظاهر والباطن هو في الحقيقة تنزيل للأصل في غير محله , فلا يمكن أن يكون صحيحا.
وعلى هذا فلا يحق لمن يرى أن الموالاة العملية منها ما هو كفر أن يستدل على قوله بأصل الارتباط بين الظاهر والباطن , وإنما يحق له الاستدلال بالنصوص التي يراها دالة على قوله , ويكون البحث في تحرير دلالة النصوص في الموالاة العملية وهل تدل على الكفر أم لا , وهذا الأمر لم يفعله الأخ الموحد , فهو لم يربط البحث في حكم الموالاة العملية بدلالة النصوص , وإنما ربطها بالتلازم بين الظاهر والباطن , وهذا فيه خروج عن محل البحث.
فتحصل من هذا أن الفعل الظاهر المفرد لا ضرورة بينه وبين دلالته على ما في القلب بمجرده , وإنما لا بد فيه من اعتبارات أخرى , كدلالة النصوص الشرعية , كما سبق شرح ذلك.
فإن قيل: إذا كان يمكن أن يقوم في قلب المسلم ما هو كفر ولا يوجد في العمل الظاهر ما يستلزمه ويدل عليه , فكيف يحكم على من كان حاله كذلك , وأي فائدة في تعليق الحكم على أمر باطن لا يمكن للأعمال الظاهرة أن تدل على حقيقته؟!!.
قيل في الجواب:
1 - أن يقال: إن البحث في مسائل الإيمان والكفر , ومحاولة التأصيل لها له عدة مقاصد منها:
أ - أن يعرف العبد المؤمن ما الذي يكفر به من الأعمال حتى يحذرها ويتجنبها فيحافظ على إيمانه , وما الذي لا يكفر به في خاصة نفسه , وما الأعمال التي من الإيمان حتى يفعلها ويزيد إيمانه بها , ومعرفة ذلك مهم لأن الإيمان إنما يثبت وينتفي ويزيد وينقص بالأعمال.
ب - أن يُعرف كيف نحكم على الآخرين ممن تلبس ببعض أعمال الكفر , ولا شك أن هذا مقصود للشرع , ولكنه ليس المقصود الوحيد.
وهذا القصد الثاني وقع الاهتمام به أكثر من القصد الأول , فأدى ذلك إلى ضعف التأصيل لمسائل الإيمان , لأن الهم أصبح عند كثير ممن يدرس هذه المسائل هو أنه كيف يحكم على الفاعل المعين لتلك الأعمال المكفرة.
2 - أن هذا الاعتراض مبني على الخلط بين مجالين مختلفين , وهما: الأول: البحث في حكم الفعل المعين في الشرع من غير نظر إلى فاعله , والثاني: البحث في تحقق هذا الفعل المعين وانطباق حكمه على المعين , وهذان المجالان مختلفان , فالبحث في حكم الفعل في الشرع المقصود منه أن يعرف حكم الله سبحانه في هذا الفعل المعين , والبحث في تحقق حكم الفعل في الفاعل المعين المقصود منه أن يعرف حال هذا الفاعل المعين هل ينطبق عليه حكم فعله الذي فعله أم أنه لا يحكم عليه بمقتضى ذلك الفعل , لقيام مانع أو فقد شرط في حقه.
القضية الثانية:
دعوى أن حصر معنى الموالاة في الحب القلبي مخالف للغة العرب و لاستعمالات الشرع
يقول الأخ / الموحد في تقرير هذه الدعوى بعد ما نقل نصوصا في معنى الموالاة:" ولذلك فإن لنا أن نقول إن الولاء له عدة معاني منها النصرة والمحبة والقرب إلى غير ذلك مما ذكر وهو في أصل الوضع ...
وهذه المعاني قد تتلازم وقد لا تتلازم وكما قلت هي في أصل الوضع من معاني الولاء، وفي اصطلاح الشارع كثير منها فلم نحصرها في معنى واحد ولماذا لا نتعامل مع كل هذه المعاني الصحيحة ونرى حكم الشرع في كل منها حال استعماله لها؟!
فالواجب أن نراقب استعمال الشرع لأي من هذه المعاني لا إن نختزلها في صورة واحدة ونغض الطرف عن بقية الصور وكأن هذه الصور والمعاني ليس من معناه ... "
والجواب عن هذه الدعوى من وجوده:
1 - أن الأخ الموحد لم يفرق بين ما يدل على الموالاة وبين ما يبين مناط التكفير بها , فما ذكره غاية ما يدل عليه أن ما في الظاهر يدخل في مسمى الموالاة , والبحث ليس في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة , وإنما في تحرير مناط التكفير بها , وهذا الخلط الذي وقع فيه الأخ الموحد أشكل عليه في كثير من كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن حصر مناط التكفير بالموالاة في الحب القلبي , لا ينفي أن ما في الظاهر يدخل في الموالاة , وإنما ينفي أن يكون ما في الظاهر من الموالاة داخلا في مناط التكفير بها , فلا بد من التفريق إذن بين البحث في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وهذا ما لم يفعله الأخ الموحد.
فمن أراد أن يثبت أن الموالاة الظاهرة للكفار كفر لا يصح له أن يقتصر على إثبات دخولها في مسمى الموالاة فقط , لأن منازعه لا يخالف في ذلك , وإنما يجب عليه أن يثبت من النصوص ما يدل على كونها مناطا للتكفير.
فتحصل مما سبق أن هناك فرقا بين البحث فيما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وأنه لا يلزم من دخول العمل في مسمى الموالاة أن يكون داخلا في مناط التكفير بها , وهذه النقطة مهمة جدا لا بد من الوقوف عندها.
2 - أن حقيقة هذه الدعوى أن الموالاة المكفرة ليست خاصة بالموالاة القلبية , بل من والى الكفار بعمله الظاهر فهو كافر , لأن المولاة تطلق على ما في القلب وما في الظاهر من الأعمال.
وهنا يقال: من كفر بالموالاة العملية:
أ- إما أن يكون سبب التكفير بها لأنها دليل على ما في القلب من الحب للكفار والبغض لله ولدينه , فمن والى الكفار على المسلمين في الظاهر لا يمكن أن يكون محبا لله ولدينه , و لكن يلزم على هذا القول بأن الموالاة راجعة إلى ما قام بالقلب من حب وبغض , وهذا مخالف لما قرره الأخ / الموحد من أن الموالاة تكون بالظاهر ولو لم يكن ثمة حب في القلب.
فيلزمه أن يقر بصحة القول بأن أصل الموالاة راجع إلى ما القلب من الحب والبغض , ويبقى الخلاف في دلالة العمل الظاهر من الموالاة للكفار هل يدل على ما في القلب من الحب والبغض أم لا؟ , وهنا يظهر اثر الخلط بين ما يدخل في مسمى الموالاة وبين ما يدخل في مناط التكفير بها.
ب- وإما أن يكون سبب التكفير بها هو ما ظهر من الموالاة للكفار في أعمال الجوارح , من التفات إلى ما تدل عليه من أعمال القلب.
فالتكفير بهذه الصورة يخالف ما قرره الأخ الموحد من التلازم الضروروي بين ما في القلب وما في الظاهر من أفراد أعمال الإيمان , وهو مخالف لأصل أهل السنة من أنه لا يحق أن نحكم على معين بالكفر مع علمنا بإيمانه في الباطن.
2 - أن هناك فرقا بين الكلام في المعنى الأصلي للفظ وبين ما يطلق عليه من معاني , فبعض الألفاظ العربية تطلق على عدة معاني ولكنها ترجع كلها إلى معنى واحد , وهذه الطريقة يستعملها الأئمة , ومن أشهر من استعملها ابن فارس في المقاييس فإنه يرجع كل لفظ إلى معناه الأصلي فتراه يذكر في كل لفظ المعنى الأصلي الذي ترجع إليه جميع إطلاقات اللفظ , وهذا ما فعله في لفظ الموالاة , فإنه أرجعه إلى أصل واحد هو القرب , وفي هذا يقول:" الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على قرب , من ذلك الولي القرب , يقال: تباعد بعد ولى أي قرب , وجلس مما يليني أي يقاربني.
والولي المطر يجيء بعد الوسمي سمي بذلك لأنه يلي الوسمي.
ومن الباب المولى الممتق والمعتق والصاحب والحليف وابن العم والناصر والجار كل هؤلاء من الولي وهو القرب , وكل من ولى أمر آخر فهو وليه , وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر.
فأما قولهم في الشتم أولى لك فحدثني علي بن عمر قال سمعت ثعلبا يقول أولى تهدد ووعيد" () فابن فارس جعل للفظ الموالاة أصل واحد وهو القرب , وكذلك ابن تيمية جعل المعنى الأصل لهذا اللفظ راجع إلى القرب والحب , وفيه ذا يقول:" وَ " الْوِلَايَةُ " ضِدُّ الْعَدَاوَةِ وَأَصْلُ الْوِلَايَةِ الْمَحَبَّةُ وَالْقُرْبُ وَأَصْلُ الْعَدَاوَةِ الْبُغْضُ وَالْبُعْدُ. وَقَدْ قِيلَ: إنَّ الْوَلِيَّ سُمِّيَ وَلِيًّا مِنْ مُوَالَاتِهِ لِلطَّاعَاتِ أَيْ مُتَابَعَتِهِ لَهَا وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَالْوَلِيُّ الْقَرِيبُ فَيُقَالُ: هَذَا يَلِي هَذَا أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ} أَيْ لِأَقْرَبِ رَجُلٍ إلَى الْمَيِّتِ. وَأَكَّدَهُ بِلَفْظِ " الذَّكَرِ " لِيُبَيِّنَ أَنَّهُ حُكْمٌ يَخْتَصُّ بِالذُّكُورِ وَلَا يَشْتَرِكُ فِيهَا الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ " ().
فهؤلاء العلماء فرقوا بين المعنى الأصلي للفظ الموالاة وبين المعاني الأخرى التي يطلق عليها وهي راجعة المعنى الأصلي.
هذا القسم الأول من مناقشة الأخ الموحد فيما أورده على مناط التكفير بالموالاة , ويعقبه القسم الآخر قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الغُندر: [قال الشيخ عبدالعزيز بن باز لا شك أن تولي المشركين ردة وحاطب رضي الله عنه منعه من الردة مانع من موانع التكفير وهو التأويل المعتبر].
من يأتينا بالمصدر بارك الله بكم؟
في شرح الشيخ لزاد المعاد وقال منع من تكفيره وقتله (اي حاطب رضي الله عنه) شبهة كونه من اهل بدر وكونه تأول والا لا شك ان التجسس تول للمشركين ردة يوجب القتل ولهذا لما جاء عين للمشركين يتجسس امر بقتله عليه الصلا ة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 04:46]ـ
سبحان الله تقيسون من ارسل رسالة الى قوم ضعفاء بالنسبة للمسلمين وهو متيقن ان الله ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالنصر والتمكين بمن تيقن ان المسلمين ستحتل اراضيهم وتمنع شعائر الدين ويثبت الكفر على رقاب المسلمين وامدهم بالسلاح والكراع والوقود!!!
هذا قياس شنيع! قال تعالى (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 09:33]ـ
قال شيخ الإسلام:
أَنَّ {قَوْلَهُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَنَحْوِهِمْ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ} إنْ حُمِلَ عَلَى الصَّغَائِرِ أَوْ عَلَى الْمَغْفِرَةِ مَعَ التَّوْبَةِ لَمْ يَكُنْ فَرْقٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ. فَكَمَا لَا يَجُوزُ حَمْلُ الْحَدِيثِ عَلَى الْكُفْرِ لِمَا قَدْ عُلِمَ أَنَّ الْكُفْرَ لَا يُغْفَرُ إلَّا بِالتَّوْبَةِ لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى مُجَرَّدِ الصَّغَائِرِ الْمُكَفَّرَةِ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِر
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - Sep-2007, صباحاً 12:30]ـ
قال شيخ الإسلام:
أَنَّ {قَوْلَهُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَنَحْوِهِمْ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ} إنْ حُمِلَ عَلَى الصَّغَائِرِ أَوْ عَلَى الْمَغْفِرَةِ مَعَ التَّوْبَةِ لَمْ يَكُنْ فَرْقٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ. فَكَمَا لَا يَجُوزُ حَمْلُ الْحَدِيثِ عَلَى الْكُفْرِ لِمَا قَدْ عُلِمَ أَنَّ الْكُفْرَ لَا يُغْفَرُ إلَّا بِالتَّوْبَةِ لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى مُجَرَّدِ الصَّغَائِرِ الْمُكَفَّرَةِ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِر
ومن قال ان كونه من اهل بدر هو المانع من الكفر؟ بل قال الشيخ هو المانع من القتل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما قال له دعني اضرب عنق هذا المنافق.قال وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, صباحاً 10:16]ـ
الأخ المكرم سلطان العميري وفقه الله
بارك الله فيكم وشكر الله لكم تلطفكم في الحوار، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على أنكم أهل علم وفضل ...
وأنا في انتظار باقي تعقيباتكم ... علما بأني قد رتبت هذا الرد نوعا ما بناءا على طلب بعض الاحباب، فزاد قليلا عما هو موجود الان وتعرضت فيه لبعض المؤاخذات على كتاب الشيخ وفقه الله ضوابط التكفير للإرتباط بينه وبين بحث الموالاة ... والله الموفق
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:37]ـ
جزاكم الله خير
صدر حديثا كتاب
تقرير
القران العظيم لحكم
موالاة الكافرين
د. عبدالعزيز الحميدي
استاذ العقيدة بجامعة ام القرى
هل اطلع عليه أحد؟(/)
الاختراق الفكري للصحوة الإسلامية
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 02:39]ـ
الاختراق الفكري للصحوة الإسلامية
حسن الرشيدي
istratigi@hotmail.com
مفكرة الإسلام: تعيش أمة الإسلام في وضع غير مسبوق في تاريخها فالخناجر قد غرست فيها من كل حدب وصوب فهذا خنجر صليبي وذاك يهودي وآخر فارسي شيعي ورابع هندوسي ثم بوذي وخناجر أخرى يعلمها الله.
وفضلا عن هذه الخناجر المغروسة تعاني الشعوب المسلمة من الفساد الإداري والتدهور الاقتصادي والمعيشي والانحلال الخلقي والاستبداد السياسي والقمع الأمني.
والأمل الباقي لهذه الأمة هو في صحوتها الإسلامية الممثلة في أفراد وحركات أخذت على عاتقها تغيير أوضاع الأمة وإصلاحها ولكن هذه الصحوة لم تترك في حالها ولكن تربص بها أعداء استنزفوا لعقود أو قرون هذه الأمة ويعزوا عليها أن تستيقظ من جديد لذلك عملوا على تحطيم هذه الصحوة أو على الأقل تحييدها في الصراع الدائر بينهم وبين الأمة.
وكال الأعداء لهذه الصحوة العديد من الضربات المنوعة ولكن أقساها كان اختراق هذه الصحوة سواء ممثلة في أفراد أو حركات.
ويمكن الحديث عن اختراق الصحوة الإسلامية من خلال مستويين:اختراق على مستوى الأفكار وآخر على المستوى التنظيمي والهيكلي.
وسيقتصر هذا المقال في البحث في الاختراق على المستوى الفكري.
الاختراق الفكري للحركة الإسلامية:
يهدف هذا الاختراق إلى التأثير على الأفكار والأسس والمبادئ التي قامت عليها الحركات الإسلامية أو بالمصطلح المستخدم اللعب في الأصول والمنطلقات.
أساليب الاختراق الفكري:
في نهاية القرن التاسع عشر كان هناك اختراقا للمسلمين تمثل في ما يعرف بالغزو الفكري ثم تطور لاحقا حتى سمعنا بحرب الأفكار.
كان ما اصطلح على تسميته الغزو الفكري موجها للأمة بعمومها وعرفه بعضهم بأنه الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة، ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس، تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منه أن تكرهه.
كانت مخططات الغزو الفكري منوطا بها بشكل أساسي أبناء من الأمة الإسلامية حيث يقوم هؤلاء بكل الأنواع السابقة، وذلك بعد أن زرعت القوى المعادية بينهم بذور الفساد، وأعدتهم إعدادا جيدا للقيام بما تريد أن تقوم هي به؛ حتى تقل التكلفة عليهم ويحمل المسلمون التكلفة كاملة.
ولكن بمرور الوقت وتعاقب الأزمان ظهرت الصحوة الإسلامية وتصدت لهذه المحاولات حتى أصبحت هذه الفئة العلمانية معزولة عن الجماهير لا تستطيع التوغل في الأمة بأفكارها ومعتقداتها وخاب ظن الغرب في شأن هذه الطائفة بتراجع الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط عموما ولكن مع تجدد الإمبراطورية الأمريكية خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واصطدام الجيوش الأمريكية بالمقاومة الإسلامية في مناطق عديدة بدأ التفكير من جديد في مرحلة أخرى من الغزو الفكري أصبح يطلق عليها حرب الأفكار.
يرصد زكي الميلاد في صحيفة الغد الأردنية أن هناك ثلاثة اتجاهات في حرب الأفكار الاتجاه الأول وعبر عنه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حينما دعا في أكتوبر 2003م، إلى تشكيل وكالة جديدة تساعد على مواجهة ما أسماه حرب الأفكار الخاصة بالإرهاب الدولي ويقصد بهذه الحرب معركة الفكر مع أولئك الذين تجندهم الشبكات الإرهابية في كافة أنحاء العالم. ويعلل ذلك بأن في مقابل كل إرهابي يعتقله التحالف حسب قوله أو يقتله أو يردعه أو يثنيه، هناك آخرون يتدربون. لذلك لا بد من خوض حرب الأفكار لمنع الجيل الجديد من الإرهابيين في تنظيم صفوفه. الاتجاه الثاني وقد عبر عنه الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الذي نشر مجموعة مقالات حاول فيها شرح وتحليل مفهوم أو مقولة حرب الأفكار حيث يرى أنها بصورة أساسية ينبغي أن تكون في داخل المجتمعات الإسلامية نفسها، وبإشراك المعتدلين في هذه المعركة، فهو يعتقد أن الأكثر أهمية هو إيجاد سبل لجعل المجتمعات التي يأتي منها هؤلاء الأصوليون هي التي تردعهم أولاً، فهي- أي هذه المجتمعات- الوحيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
التي تعرف أناسها، وهي الوحيدة أيضاً حسب تقدير فريدمان القادرة على كبح متطرفيها. ويدعو الغرب لتبني أساليب وتكتيكات تساهم في تعزيز مكانة ونشاط هؤلاء المعتدلين. أما الاتجاه الثالث وعبر عنه الكتاب المشترك الصادر في نيويورك عام 2003م، بعنوان (النضال هو من أجل الديمقراطية .. كيف نربح حرب الأفكار في أمريكا والعالم؟) لمجموعة من الباحثين وبإشراف الكاتب الأمريكي جورج باكير. ويرى هذا الاتجاه بأن الانتصار في حرب الأفكار يبدأ من أمريكا نفسها، ويمتد على مستوى العالم برمته. يبدأ من أمريكا بإصلاح حضارتها وديمقراطيتها أولاً، وبالنضال من أجل الديمقراطية في العالم ثانياً.
الخلاصة كما يوضح فريدمان وكما أظهرته بعد ذلك تقارير مراكز البحوث والدراسات الأمريكية أنه بات الاتجاه الآن هو الاعتماد على طبقة جديدة لنشر الإسلام بالطريقة الأمريكية هذه الطبقة قد تكون من الإسلاميين المعتدلين أو الليبراليين الجدد.ففي تقرير راند الذي صدر في فبراير 2005 بعنوان الإسلام المدني الديمقراطي الشركاء والموارد والاستراتيجيات يقول التقرير: يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم؛ ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّة والمجادلة، وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية ومن ثم الشيعية ويجب دعم ونشر الفتاوى الحنفية لتقف في مقابل الحنبلية التي ترتكز عليها الوهابية وأفكار القاعدة وغيرها، مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين. وأوصى التقرير بأهمية أن ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين وللشباب والنساء من المسلمين في الغرب ما يلي عن الأصوليين: دحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته، إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية، التوعية عن العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها، إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم، تغذية عوامل الفرقة بينهم، دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم، وتجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين؛ كي لا يجتذبوا أحداً للتعاطف معهم. و في تقرير راند الأخير تم التركيز فيه على الجانب الفكري والوسائل التي يجب أن تستخدم في هذه الحرب حيث يوصي التقرير أن تدعم الإدارة الأمريكية قيام شبكات وجماعات تمثل التيار العلماني والليبرالي والعصراني في العالم الإسلامي؛ لكي تتصدى تلك الشبكات والجماعات لأفكار وأطروحات التيارات الإسلامية التي يصنفها التقرير بالمجمل بأنها (تيارات متطرفة). كما يؤكد التقرير على الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفاهيم أمريكية غربية، وليست مفاهيم إسلامية، وأن يكون هناك اختبار للاعتدال بالمفهوم الأمريكي يتم من خلاله تحديد من تعمل معهم الإدارة الأمريكية وتدعمهم في مقابل من تحاربهم وتحاول تحجيم نجاحاتهم.
والملاحظ هنا أن الغرب عامة وأمريكا خاصة باتت متخوفة من التوجه السلفي للصحوة الإسلامية وتتفنن في إيجاد طرق بديلة لصرف المسلمين عن هذا النوع من التدين لأنها في نظرها أي السلفية مصدر العداء للغرب الكافر عند المسلمين أي يجعل الصراع مع الغرب ليس صراعا حضاريا ولكنه صراع عقيدي.
وقد كان نموذج عمرو خالد أكثر النماذج التي قد تمت دراستها جيدا في الغرب ليتم اختراقها وتوجيهها لتخدم الأهداف الغربية في حرب الأفكار وتقدم نموذجا للإسلام المتسامح فمؤخرا نشرت واحدة من أهم الصحف الأمريكية وهى نيويورك تايمز دراسة مطولة عنه في ملحق الأسبوع الذي تصدرته صورة له تحت عنوان مد يد العون لمسلم متطلع للأمام وتبلور الهدف من الدراسة في توجيه الدعوة لعمرو خالد لإقامة حوار مع الإدارة الأمريكية من خلال مسئول بارز في الخارجية الأمريكية رفض ذكر اسمه الدراسة المثيرة للجدل قدمتها كاتبة زائرة على الصحيفة الأمريكية اسمها سامنتا شابيرو وهى يهودية أمريكية يحرص عمرو على أن تلازمه رحلاته في أوروبا كما تقول المجلة وهى دراسة مكونة من جزءين الأول يوضح بإسهاب الحجم الإعلامي لعمرو خالد وتأثيره داخل وخارج مصر، والثاني هو بيان عن الظروف التي ساعدت على انتشاره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت الباحثة شابيرو في دراستها قد أكدت على ملازمتها لعمرو خالد نفسه في كل تحركاته على امتداد الأشهر الماضية، كما استندت أيضا إلى آراء أتباعه من الشباب ومن العاملين في مؤسساته واستعانت كذلك بالمقارنة بين عمرو خالد ومعاصريه من الإسلاميين - ليسوا بالضرورة مشايخ أو دعاة - الذين يتبنون نفس النهج الإسلامي في مواجهة القرضاوى ومعسكره من الإسلاميين وفي دراستها التحليلية رصدت شابيرو ما أسمته بالطبعة الجديدة للإسلام والتي يروج لها عمرو خالد وتقول عندما تستمع لعمرو خالد فإنه يتعذر عليك غالبا أن تقطع إلى أي الجانبين يميل، فهو يقول إن الكفار استولوا على فلسطين، وهو يعنى اليهود الإسرائيليين، ولكنه في المقابل يقول إن الأسلوب الأفضل لتحريرها ليس العنف وإنما من خلال نجاحك في دراستك ونجاحك في حياتك عموما ومساعدة الآخرين على التدين وتنتقل سامنتا شابيرو إلى نقطة أكثر خطورة وهى ما قالت عنه إن خالد في النهاية يوظف الانشقاق الحالي داخل الإسلام لصالحه، ونتيجة لذلك فهو يؤدى بالطرفين - المعتدلين والمتطرفين - إلى الخروج عن شعورهما، وتستشهد الكاتبة في ذلك بواقعة مؤتمر الدنمارك التي أثارت عليه رجال الدين المحافظين وكذلك كتاب الصحف الذين ينتمون لنفس التيار بالشرق الأوسط، ولكنه في المقابل استعدى كذلك الليبراليين والمنتمين للتيار المعتدل.
وتصدر الكاتبة - الزائرة على نيويورك تايمز مقالها بالإشارة إلى حضورها أحد دروس عمرو بدعوة من فتاة تدعى منى في درس مصور تليفزيونيا في الإسكندرية. ولم يفت شابيرو أن تبدى ملاحظاتها على لغة عمرو خالد المطعمة بمصطلحات أوروبية وغربية عصرية منها تمكين المرأة وتخويل السلطة لها.
ولعل أخطر ما جاء في هذه الدراسة هو فقراتها الختامية التي تخلص إلى الإشارة لمذكرة مطولة وضعتها الخارجية البريطانية تحت عنوان كودى هو عملية المسابقة وهى عبارة عن خطة لقمع التطرف الإسلامي الداخلي من خلال إنشاء ورش عمل إسلامية صديقة واتخاذ خطوات أكثر حدة تجاه الأئمة الأصوليين والترويج لأصحاب الخطاب الأكثر مرونة وقابلية للتعامل، وتضمنت المذكرة اسم عمرو خالد كأحد القيادات الإسلامية التي ينبغي دعمها، وتشير شابيرو إلى أن الخارجية البريطانية قامت هذا العام بتمويل سلسلة من المحاضرات الدينية التي سيتم عقدها في مختلف أنحاء بريطانيا تهدف للقضاء على التطرف بين شباب المسلمين البريطانيين وتمت دعوة خالد للحديث.
ومن هنا يتضح أن تقرير راند وما نشر عن حرب الأفكار وما أوضحته الدراسة التي نشرتها نيويورك تايمز أن هناك توجه لاستخدام ورقة العلمانية المؤمنة لاختراق الصحوة وتغيير المفاهيم الإسلامية.
منقول
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=44285
ـ[يوسف الرفاعى]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 06:47]ـ
تعيش أمة الإسلام في وضع غير مسبوق في تاريخها فالخناجر قد غرست فيها من كل حدب وصوب فهذا خنجر صليبي وذاك يهودي وآخر فارسي شيعي ورابع هندوسي ثم بوذي وخناجر أخرى يعلمها الله.
ـ[طيف إنسان]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 10:54]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله ..
ـ[الحبروك]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 02:54]ـ
حينما يتفق العالم أجمع على أن الإسلام دين العنف و الإرهاب
حينما أرى أفلاما عربيه تصور رسول الإسلام صلى الله عليه و سلم زنديقا متوحشا
حينئذ لا يمكن أن يكون الرد عليهم بالمشاعر الجياشة و الحرب على اليهود و أمثالهم
كلا
ديننا الإسلام
رايتنا بيضاء
يجب أن يكون ردنا بالأفكار كما يهاجموننا بالأفكار
بالحجة كما يواجهوننا بالنعيق
الكلمه أمضى من السيف أحيانا(/)
آفة الأديان والفرق ... وواجب العلماء والدعاة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي وإخوتي الفضلاء
لتتسع صدوركم لكلماتي التي لم أكتبها إلا لأنعش فؤادي برؤاكم الوقادة، وليتحملني من لم ترق له كلماتي، وليوجهني من يشعر بألمي وغصتي فيما سطرت، وما أنا إلا بشر، قد أخطئ في أحايين كثيرة، وقد أصيب في حين لاغير.
إخوتي ...
الخلاف بين الأديان والعقائد العالمية بات من الأمور المشتهرة بين الأنام، ونحن اليوم أكثر التصاقا بما ينشر عن هذه الموضوعات عما في السابق، إذ يستطيع الواحد منا التنقل لقراءة تلك الحوارات الساخنة في أصقاع الدنيا وهو متكئ على أريكته في داره، وذلك نتيجة للخطوات الهائلة التي حققتها وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة.
من جهة أخرى فالخلاف والفرقة بين فرق المسلمين ليست وليدة اليوم أو الأمس، ومما تجدر الإشارة إليه أن العالم الإسلامي انطلقت به شرارة هذه القلاقل منذ خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحربه ضد المرتدين، ولم تزل شرارة تلك القلاقل باتساع حتى أصبحت نارا ملتهبة في جسد العالم الإسلامي وماتلاها من قتل خليفتين من خلفاء رسول الله صلى الله عليه، ثم كثرت معاول الهدم لتحيط بالمسلمين من كل جانب،فهذا خليفة عباسي في بغداد ... وذاك خليفة عبيدي (فاطمي) في القاهرة، وتلك فرقة من القرامطة تسيطر على جزيرة العرب وتنهب الحجر الأسود ربع قرن من الزمان، وتنتنشر غيرهم دويلات ومجتمعات هنا وهناك، كلهم في آن واحد.
ورغم كل هذا، فاتساع رقعة الإسلام يتقدم على مضض.
أما في العصور المتأخرة، فسيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليست ببعيدة، ومن يطلع عليها يتضح له الظلام الدامس والشرك العريض في جزيرة العرب التي هي نواة المسلمين، فكيف بغيرها من ديار الإسلام.
وأعني بما تقدم تباكي البعض على حال الإسلام وكأنه في أفضل حالاته على مر العصور ولم يجرح إلا في عصرنا، وليس الأمر كذلك! وصحف التأريخ والسير تنبئ من جهل.
ويضاف إلى ماتقدم أن الفرق والأحزاب في توالد وتكاثر، لايعقم لها رحما وليس بها على بعضها أدنى صلة رحم! كل حزب يزعم أن الحق في جانبه.
هذا رأي أكتبه وأنا واحد من عامة المسلمين، أحب الخير لأمتي أمة أهل السنة والجماعة، أمة أحمد بن حنبل وابن تيمية وتلاميذهم إلى الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله أجمعين.
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا
في هذا العصر، لنا أصدقاء ومعارف وإخوة وأبناء درسوا وتغربوا في بلاد غير المسلمين، فجاءوا بأفكار لاتمت إلى الإسلام بصلة، ومنهم من درس الفكر الإسلامي من منظور غربي بحت، بني على أسس منطقية وعقلية ليس للنقل فيها مدخل، وتشبع بمسألة تخلف المسلمين وفق المنظور الغربي التجاري والعلمي فأصبح هذا الأمر لديه من الحقائق المسلمة،فاجتمعت تلك الجموع والتأمت بوساطة وسائل الاتصال الحديثة ولم يعد البعد مانعا بين هذه الجموع المتباعدة أجسادا، المتقاربة أفكارا.
وهذه معضلة ليس لها في الغابرين مثل،وفي رأيي المتواضع أن هذه تحديات جديدة
تحتاج إلى دعاة على قدر كاف من الدراية وإلى سلاح علمي لايشق له غبار، تماما كاليد العليا مع السفلى لا العكس!
بعض الدعاة – فيما أحسب- يتحرج من التطرق لمثل هذه المسائل،وقد يعذر في ذلك، وهذه المستجدات التي أشرتُ إليها آتية لامحالة،وأصبحت واقعا ملموسا نشعر بمزاحمته لنا بين الفينة والأخرى، ولم يبق أمام الأيدي إلا افتكاك العنق، وإلا حصل ما لايحمد عقباه، وإن صحت تسمية هذا الجيل الذي عاصر الأنترنت بالجيل المخضرم، فإن الجيل القادم المكون من أبنائنا ومابعدهم لفي حاجة ماسة منا لتعبيد الطريق أمامهم، لأن أوقاتهم صرف الكثير منها في مصارف بعيدة عن مصارف العلم والتنشئة الحقة، أعني بالمصارف البعيدة مصارف القنوات الهابطة وسوء استعمال الانترنت والرياضة ومايطلق عليه الفن بكل أشكاله والتبرج إلخ ...
والسؤال المطروح: هل أدى الدعاة والعلماء واجبهم في هذه الناحية، أم أن زحمة الحياة أشغلتهم ولم يعد بمقدورهم رتق هذا الخلل؟
هذا ما لا أعلمه!
والله الموفق وعليه التكلان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 05:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)