قال أخونا طارق عوض الله في حاشيته على المنتخب من العلل للخلال (وهذه العلة قوية جداً , لأن بهذا يسقط الحديث عن الأعمش أصلاً , ولا يبقى إلا حديث الثوري , وقد عرفت حاله , ومما يؤكد قوة هذه العلة: أن الإمام الدارقطني ذكر هذا الحديث في الأفراد والغرائب له , كما في أطرافه لابن طاهر (3136) وقال الدارقطني: تفرد به جرير بن عبدالحميد , عن الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء) ().
قلت: وقد وقفت على علة خامسة يعلل بها حديث ابن عمر (على صورة الرحمن) , وهي الانقطاع في الإسناد , فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر , نص على ذلك الإمام أحمد وعلي بن المديني , كما في جامع التحصيل للعلائي ص (237) رقم (520).
وفي المراسيل لابن أبي حاتم ص (128) قال أبو عبدالله – يعني الإمام أحمد – (عطاء – يعني ابن أبي رباح – قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه).
وقد حاول الشيخ حمود التويجري رحمه الله أن يجيب عن العلل الأربعة في كتابه عقيدة أهل الإيمان من عدة أوجه , وفي بعض أجوبته نظر! ومما ذكره من الأوجه (قال: الوجه الثاني: أن يقال إن الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي فيه (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن) ... ) إلخ.
ثم قال (وإذا علم أن الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي جاء فيه (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن) فلا ينبغي أن يلتفت إلى تضعيف ابن خزيمة له فصلاً عن تضعيف الألباني له تقليداً لابن خزيمة , وذلك لأن أحمد وإسحاق أعلم بالأسانيد والعلل ممن أقدم على تضعيف الحديث بغير مستند صحيح) ().
قلت: هذا الوجه الذي ذكره الشيخ رحمه الله ليس حجة قوية , أما إسحاق بن راهويه فقد ثبت عنه تصحيح الحديث , كما صرح بذلك حرب الكرماني في كتاب السنة , وليس كل إنسان يعتمد على تصحيحه , إذا قد يصححه تبعاً لغيره ولو لم تظهر له علته.
وأما تصحيح الإمام أحمد للحديث فليس على أنه ثابت , وإنما لأجل أن يحتجَّ به على أن الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم (على صورته) يعود إلى الله عز وجل , على أنه قد تقدم عن الإمام أحمد ما يدل على عدم صحة رواية (صورة الرحمن) فيما حكاه المروذي عنه.
وأما الجواب عما نقله الذهبي في الميزان في ترجمة حمدان بن علي الوراق فقد أجاب عنه أخونا الشيخ طارق عوض الله في حاشيته على المنتخب من العلل للخلال ص (267) بجواب نفيس قال (ويصعب أن نفهم من كلام أحمد الذي حكاه الذهبي أنه يصحح الحديث المذكور , وإن كان في بعض كلامه ما قد يوهم ذلك , وذلك قوله: فأين الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن)؟! حيث قال هذا في معرض الرد على من فسر حديث (على صورته) بأن معناه: على صورة آدم , فقد يوهم ذلك صحة الحديث عنده , غير أن المتأمل لكلام الإمام أحمد يظهر له بجلاء أن الإمام لا يعتمد على هذا الحديث في نقض التأويل , حتى يصح أن يقال: إنه احتج به واعتمد عليه , فالظاهر للمتأمل غير ذلك , وإن الإمام إنما يستأنس به فحسب , فالمعروف من عادة العلماء في باب الاستشهاد التسامح في سوق الروايات الضعيفة إذا لم تكن منكرة , وكانت موافقة لظاهر الروايات الصحيحة التي في الباب , فيستأنسون بها لبيان ما يدل عليه ظاهر الأحاديث الصحيحة , وصنيعهم هذا لا يدل على اعتمادهم على تلك الروايات الضعيفة , ولا يدل – أيضا- على أنهم اعتمدوا عليها في تفسير الحديث الصحيح الذي ربما يكون معناه محتملاً لهذا المعنى الذي تضمنه هذا الحديث الضعيف ولغيره من المعاني ... وقد قيل: إن رواية (على صورة الرحمن) مما رواه بعض الرواة بالمعنى , فإن صح هذا فليس في الإسناد إلا إمام من أئمة أهل السنة , فالأخذ بتأويله وبفهمه أولى من الأخذ بتأويل المتأخر) أ هـ.
وقد ورد لحديث ابن عمر هذا شواهد:
• منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورة وجهه).
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (528) من طريق سعيد بن أبي عروبة , عن قتادة , عن أبي رافع , عن أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإسناده صحيح إلا أن لفظه (على صورة وجهه) غير محفوظة , بل المحفوظ في الطرق الصحيحة (على صورته)
قال الألباني رحمه الله في تعليقه على كتاب السنة (ثم إن سعيد بن أبي عروبة قد خولف في إسناده عن قتادة , فقال المثنى بن سعيد عن قتادة , عن أبي أيوب , عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ (على صورته) أخرجه مسلم وأحمد وابن خزيمة والبيهقي , وتابعه همام حدثنا قتادة به سنداً ولفظاً , أخرجه مسلم وأحمد , فهذا هو المحفوظ عن قتادة إسناداً ومتناً).
• ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قاتل فليجتنب الوجه , فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن).
أخرجه ابن أبي عاصم (533) من طريق ابن أبي مريم , حدثنا ابن لهيعة , عن أبي يونس سليم بن جبير , عن أبي هريرة.
وإسناده ضعيف , لضعف ابن لهيعة , والمحفوظ في الحديث عن أبي هريرة هو (على صورته).
فالخلاصة: أن حديث ابن عمر (على صورة الرحمن) لا يصح , لأنه معلول بعلل خمس , والمحفوظ في الحديث هو (فإن الله خلق آدم على صورته).
*****
المبحث الثاني
كلام الأئمة على الضمير في قولته (على صورته) إلى من يعود؟
اختُلف في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن الضمير يعود على المضروب.
وإلى هذا ذهب ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد , حيث قال (توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله (على صورته) يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر , بل معنى قوله (خلق آدم على صورته) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم , أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب , الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب , والذي قبح وجهه , فزجر صلى الله عليه وسلم أن يقول: ووجه من أشبه وجهك , لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه , فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك , كان مقبحاً وجه آدم – صلوات الله عليه وسلامه – الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم , فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر , لا تغلطوا فتضلوا عن سواء السبيل , وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال) أ هـ ().
ومثله قال أبو حاتم ابن حبان حيث قال – بعد تخريج هذا الحديث – (يريد به صورة المضروب , لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجهاً خلق الله آدم على صورته) ().
قال ابن حجر (واختلف في الضمير على من يعود؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه , ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها) ().
وقد ردَّ هذا القول وأبطلوه:
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث – في سرد لأقوال الأئمة في تأويل هذا الحديث – ومنها (أن المراد أن الله خلق آدم على صورة الوجه , قال: وهذا لا فائدة فيه , والناس يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على خلق ولده , وجهه على وجوههم , وزاد قوم في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام مر برجل يضرب وجه رجل آخر , فقال (لا تضربه , فإن الله تعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته) أي صورة المضروب , وفي هذا القول من الخلل ما في الأول) ().
قلت: هذه الزيادة التي ذكرها ابن قتيبة في حديث الصورة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل يضرب رجل آخر , فقال (لا تضربه). لم أقف عليها , وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (هذا شيء لا أصل له , ولا يعرف في شيء من كتب الحديث) ().
وقد قال الطبراني في كتاب السنة: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال (قال رجل لأبي: إن رجلاً قال: خلق الله آدم على صورته , أي صورة الرجل , فقال: كذب , هذا قول الجهمية , وأي فائدة في هذا) ().
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشيخ محمد الكرخي الشافعي أنه قال في كتابه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول " ما نصه (فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة فغير مقبول , وإن صدر ذلك عن إمام معروف غير مجهول , نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث (خلق آدم على صورته) فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل , ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث , لما رويناه عن أحمد رحمه الله , ولم يتابعه أيضاً من بعد ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال شيخ الإسلام (قلت: فقد ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام المقلب بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التميمي صاحب كتاب الترغيب والترهيب , قال: سمعته يقول: أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة , ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه فحسب. قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة , فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته , ترك كثير من الأئمة , وهذا لا ينبغي أن يفعل) ().
وقال الذهبي رحمه الله في السير – في ترجمة محمد بن إسحاق بن خزيمة – (وكتابه في التوحيد مجلد كبير , وقد تأول في ذلك حديث الصورة , فليعذر من تأول بعض الصفات , وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفوا , وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله , ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق – أهدرناه , وبدعناه , لقل من يسلم من الأئمة معنا , رحم الله الجميع بمنه وكرمه) ().
وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس ثلاثة عشر وجهاً لإبطال هذا القول:
• منها: أنه في مثل هذا لا يصلح إفراد الضمير , فإن الله خلق آدم على صورة بنيه كلهم فتخصيص واحد لم يتقدم له ذكر بأن الله خلق آدم على صورته في غاية البعد , لا سيما وقوله (وإذا قاتل أحدكم .. وإذا ضرب أحدكم) عام في كل مضروب , والله خلق آدم على صورهم جميعهم , فلا معنى لإفراد الضمير , وكذلك قوله (لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك) عام في كل مخاطب , والله قد خلقهم كلهم على صورة آدم.
• ومنها: أن ذرية آدم خلقوا على صورة آدم , لم يخلق آدم على صورهم , فإن مثل هذا الخطاب إنما يقال فيه: خلق الثاني المتأخر في الوجود على صورة الأول المتقدم وجوده , لا يقال: إنه خلق الأول على صورة الثاني المتأخر في الوجود , كما يقال: خلق الخلق على غير مثال أو نسيج هذا على منوال هذا.
• ومنها: أنه إذا أريد مجرد المشابهة لآدم وذريته لم يحتج إلى لفظ خلق على كذا , فإذ هذه العبارة إنما تستعمل فيما فطر على مثال غيره , بل يقال إن وجهه يشبه وجه آدم , أو فإن صورته تشبه صورة آدم.
• ومنها: أنه لو كانت علة النهي عن شتم الوجه وتقبيحه أنه يشبه وجه آدم لنهى أيضاً عن الشتم والتقبيح وسائر الأعضاء , لا يقولن أحدكم قطع الله يدك ويد من أشبه يدك ... إلخ ما ذكره ().
القول الثاني: أن الضمير يعود إلى آدم.
وهو مروي عن أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي , ذكره القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة في ترجمة محمد بن علي الجرجاني , المعروف بحمدان أنه قال (سألت أبا ثور عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله خلق آدم على صورته) فقال: على صورة آدم) ().
ونقله الإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة , كما في نقض التأسيس لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وذكره البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سليمان الخطابي وأقرَّه ().
ونسبه ابن قتيبة إلى أهل الكلام , فقال (فقال قوم من أصحاب الكلام: أراد خلق آدم على صورة آدم لم يزد على ذلك) () , وإليه ذهب العراقي في طرح التثريب ().
وقد رد الأئمة هذا القول وأبطلوه وبدعوا قائله:
فقد قال الإمام أحمد – لما ذكر له قول أبي ثور المتقدم – (من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي , وأيُّ صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟) ().
وقال ابن قتيبة – بعد ذكره لهذا القول – (ولو كان المراد هذا , ما كان في الكلام فائدة , ومن يشك في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته , والسباع على صورها , الأنعام على صورها) ().
وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية لفساد هذا القول تسعة أوجه في كتابه نقض التأسيس , أذكر منها ثلاثة وهي كافية في إبطاله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• أحدها: أنه إذا قيل: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة آدم , أولا تقبحوا الوجه , ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ,فإن الله خلق آدم على صورة آدم , كان هذا من أفسد الكلام , فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلاً , فإن كون آدم مخلوقاً على صورة آدم , فأي تفسير فسر به فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنية , ولا عن تقبيحها وتقبيح ما يشبهها , وإنما دخل التلبيس بهذا التأويل حيث فرق الحديث المروي (إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه) مفرداً , وروي قوله (إن الله خلق آدم على صورته) مفرداً , أما مع أداء الحديث على وجهه فإن عود الضمير إلى آدم يمنع فيه , وذلك أن خلق آدم على صورة آدم سواء كان فيه تشريف لآدم أو كان فيه إخبار مجرد بالواقع فلا يناسب هذا الحكم.
• الوجه الثاني: أن الله خلق سائر أعضاء آدم على صورة آدم , فلو كان مانعاً من ضرب الوجه أو تقبيحه لوجب أن يكون مانعاً من ضرب سائر الوجوه وتقبيح سائر الصور , وهذا معلوم الفساد في العقل والدين , وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة من أقبح الكلام , وإضافة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عن جهل عظيم أو نفاق شديد , إذ لا خلاف في علمه وحكمته وحسن كلامه وبيانه.
• الوجه الثالث: أن هذا تعليل للحكم بما يوجب نفيه , وهذا من أعظم التناقض , وذلك أنهم تأولوا الحديث على أن آدم لم يخلق من نطفة وعلقة ومضغة , وعلى أنه لم يتكون في مدة طويلة بواسطة العناصر , بَنوه قد خلقوا من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة , وخلقوا في مدة عناصر الأرض , فإن كانت العلة المانعة من ضرب الوجه وتقبيحه كونه خلق على ذلك الوجه , وهذه العلة منتفية في بينه , فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه وتقبيحها لانتفاء العلة فيها أن آدم هو الذي خلق على صورة دونهم , إذ هم لم يخلقوا كما خلق لآدم على صورهم التي هم عليها بل نقلوا من نطفة إلى علقة إلى مضغة .. إلخ ().
والعجب أن ابن حجر في الفتح قال (وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم , أي على صفته , أي خلقه موصوفاً بالعلم الذي فضل به الحيوان وهذا محتمل) ().
قال الشيخ التويجري رحمه الله (وما أبعده من الاحتمال وإنما هو قول باطل مردود بالنص على أن الله خلق آدم على صورة الرحمن) ().
قلت: وهو كما قال , إلا أن حديث (على صورة الرحمن) قد تقدم أنه لا يصح.
القول الثالث: أن الضمير يعود على الله جل جلاله.
وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول فيما أملاه على بعض أصحابه من أقوال أهل السنة والجماعة , قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة – في ترجمة أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي – (نقلت من خط أحمد الشنجي بإسناده قال: سمعت محمد بن عوف يقول: أملى عليَّ أحمد بن حنبل – فذكر جملة من المسائل التي أملاها عليه مما يعتقده أهل السنة والجماعة , ومنها – وأن آدم صلى الله عليه وسلم خلق على صورة الرحمن كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ().
وحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية عن جمهور السلف:
وقال ابن جحر (وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكاً بما ورد في بعض طرقه (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن).
قلت: هذا الطريق ضعيف , ولكن لا شك أن هذا هو المراد , وهو مذهب أهل السنة والجماعة , أن الله عز وجل خلق آدم على صورته , ولا يلزم من ذلك مماثلة الخالق بالمخلوق , فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
قال ابن قتيبة رحمه الله (والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين , والأصابع , والعين , وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن , ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن , ونحن نؤمن بالجميع , ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد) ().
وقد انتصر لهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس.
وقد ذهب بعض أهل السنة والجماعة إلى أن إضافة الصورة إلى الله من باب التشريف والتكريم , كقوله تعالى (ناقة الله) () وكما يقال في الكعبة بيت الله ونحو ذلك ().
إلا أن إجراء النص على ظاهره مع نفي التمثيل أولى , كما هو مذهب جمهور السلف.
*****
المبحث الثالث
في إثبات الصورة لله عز وجل
وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات الصورة لله عز وجل أكتفي بذكر حديث واحد مشهور وهو:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنا ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟) قالوا: لا يا رسول الله! , وفيه (يجمع الله الناس يوم القيامة , فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه , فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمر القمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك , هذا مكاننا يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: أنت ربنا , فيتبعونه ... ).
أخرجه البخاري (6573 , 7437) , ومسلم (182).
هذا ما أردت بيانه وإيضاحه , والله أسأل أن يرزقنا الاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم , وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه , وإن سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
المجموعة السابعة من (نظرات شرعية في فكر منحرف) .. وتوضيح عن منتدى الكاشف
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام / هذه هي المجموعة السابعة من " نظرات شرعية في فكر منحرف "، وهي تحتوي على:
1 - نظرة شرعية في مؤلفات: د / سيد القمني
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6526
2- نظرة شرعية في فكر: د / علي حرب
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6525
3- نظرة شرعية في مؤلفات خليل عبدالكريم
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6524
4- نظرة شرعية في فكر: حسين أحمد أمين
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6523
5- نظرة شرعية في فكر: محمود أمين العالم
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6522
6- نظرة شرعية في فكر: عبدالله العلايلي
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6521
المجموعات الست السابقة:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
============================
توضيح عن منتدى الكاشف
بمناسبة الانتقال إلى موقع الألوكة بأقسامه النافعة المتميزة، فقد تم الاقتصار في منتدى الكاشف على هذه الأقسام:
1 - مواجهات أخوية.
2 - أسماء وملفات.
3 - إصدارات تحت المجهر.
4 - قسم المناظرات.
وستكون الكتابة فيها ليست فورية، إنما يُرسل العضو مايراه مناسبًا لها من مقالات في رسالة خاصة للمشرف العام؛ ليتم نشر مقاله لاحقًا إذا كان يستحق النشر، والهدف أن تكون هذه الأقسام الأربعة مرجعًا لمرتادي الشبكة في معرفة الشخصيات أو المذاهب والأحزاب أو الإصدارات .. الخ، وبعيدة في نفس الوقت عن المشاركات التي لاعلاقة لها بما سبق، فهو في النهاية سيكون مثل الإرشيف لأهل السنة.
أسأل الله أن ينفع به، وأن يوفق الجميع لما يُحب ويرضى.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 12:13]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 05:21]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل سليمان
ـ[محب الصحابة]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 07:16]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان، والله لقد أستفدت كثيرا من مقالاتك الرائعة، مثل مقال نسبية الحقيقة (الذي ينفي عن الحقيقة ان تكون نسبية كما يدعي أهل السفسطة) وكل مقالاتك الجميلة
التي تسمي فقه التلبيس، والله ما أروعها، أسأل الله ان يبارك لك في عمرك و يجمعنا في الجنه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان، وأسأل الله أن يجعل ما خطت يميك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 10:37]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان، وأسأل الله أن يجعل ما خطت يميك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
اللهم آمين
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 11:18]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيكم.
سؤالان عن ما طبع: كم مجموعة موجودة في المجلدان اللذان نزلا للسوق؟ و هل ستضاف هذه اليها؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 05:07]ـ
الإخوة الكرام الفضلاء .. سعدتُ بمروركم.
الأخ الكريم: زين العابدين: في المطبوع ست مجموعات.
وفق الله الجميع للخير ..
ـ[أبو ناصر الناصر]ــــــــ[11 - Oct-2009, مساء 01:17]ـ
بارك الله في جهودكم ووفقكم وأعانكم ,,
ـ[ابوأحمد بن أحمد]ــــــــ[11 - Oct-2009, مساء 03:15]ـ
سؤال لشيخنا سليمان:
بعض الشخصيات التي تذكرها تافة لاتستحق الرد عليها بل ربما كان الرد عليها جالبا ومستقطبا للقراء لها
كسيد القمني ونحوه فما قولكم حفظكم الله؟
هل الاسلم والاحكم عدم الرد؟
او الرد على الافكار دون تسمية الاشخاص؟
او الرد كصنيعكم؟(/)
فوائد منثورة من شرح الشيخ ابن عثيمين على الواسطية ..
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:01]ـ
بسم الله والحمد لله
الجمع بين نصين ..
قال الشيخ رحمه الله: كيف نجمع بين ما قررنا من إثبات الخلق لله وحده وبين إثبات الخلق لغير الله، مثل قوله تعالى: [فتبارك الله أحسن الخالقين]، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: (يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)، ومثل قوله تعالى في الحديث القدسي: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)، فكيف تجمع بين قولك: أن الله منفرد بالخلق، وبين هذه النصوص؟!
فالجواب أن يقال: إن الخلق هو الإيجاد، وهذا خاص بالله تعالى، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى، فإنه ليس بخلق حقيقة، وإن سُمي خلقاً باعتبار التكوين، لكنه في الواقع ليس بخلق تام. (1/ 21 - 22).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:07]ـ
أخي هشام .. بارك الله فيك.
أخبار شيخك زيد بن أسلم رحمه الله؟!
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:06]ـ
بسم الله والحمد لله
شرفني ردك يا شيخ عمر ..
هشام بن سعد المدني، أبو عباد أو أبو سعيد، صدوق وله أوهام ورمي بالتشيع .. رحمه الله
هشام بن سعد النجدي، أبو سعد، هداه الله للصواب ..
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:08]ـ
بسم الله والحمد لله
التسلح بالعلم ..
قال الشيخ رحمه الله: ولهذا أقول لكم دائماً: احرصوا على العلم، لأننا في هذا البلد في مسْتقبلٍ إذا لم نتسلح بالعلم
المبني على الكتاب والسنة، فيوشك أن يحلَّ بنا ما حلَّ في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذا البلد هي الذي يركز
عليه أعداء الإسلام ويسلطون عليه سهامهم، من أجل أن يضلوا أهلها، فلذلم تسلحوا بالعلم، حتى تكونوا على بينة
من أمر دينكم، وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى. (1/ 34).
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وأكثر الله من أمثالك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 04:35]ـ
أردت من هذا مداعبتك ..
ولكن إنما خصصت زيد بن أسلك
لأنك يا هشام بن سعد ـ مع أنك صدوق ـ
إلا أنك أثبت الناس في زيد بن أسلم
فلما كانت لك هذه الخصوصية سألناك عنه ..
جمعنا الله وإياك بهم في دار الكرامة.
واصل ـ وفقك الله ـ.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 10:37]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيرا أخي عبدالعزيز بن عبدالله على دعواتك ..
الشيخ عمر وهبك الله طول العمر في طاعة وعلما نافعا في عمل .. آمين
______________________________ ______________________________ ________
عزرائيل ..
قال الشيخ رحمه الله: ملك الموت لا يسمّى عزرائيل، لأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن اسمه هذا. (1/ 60).
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيكم
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 01:17]ـ
بسم الله والحمد لله
الملائكة أجساد ..
قال الشيخ رحمه الله: وهم ـ أي الملائكة ـ أجساد، بدليل قوله تعالى [جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة]، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خُلِقَ عليها، له ست مئة جناح، قد سدَّ الأفق، خلافاً لمن قال إنهم أرواح. (1/ 64).
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:32]ـ
بسم الله والحمد لله
المنتقم ليس من أسماء الله ..
قال الشيخ رحمه الله في قوله تعالى [إن الله عزيز ذو انتقام]: ليس من أسماء المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عدُّ أسماء الله، لأن الإنتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله تعالى [إنا من المجرمين منتقمون]. (1/ 144 - 145).
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 05:13]ـ
نفع الله بك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 05:57]ـ
رحم الله شيخنا العالم ابن عثيمين والمسلمين
فوالله ان كتبه قيمة ولقد اطلعت على هذا الكتاب الذي تميز بظهور اسلوب الشيخ فيه وجمال طرحه المتنوع فهو كالواحة الغناء المتنوع ثمارها من توضيح شرع, لبلاغة, لنحو, لاسلوب حكيم قريب للعامة ولطلبة العلم .. وغيرها فهو يستخدم اسلوب الحوار الناجح تقرأه وكأنما جالس أمامك .. فهذا اسلوب نادر يبعد الملل عن النفس ويشجع على مواصلة القراءة وطلب العلم, ولانزكي على الله أحدا
جزى الله شيخنا خير الجزاء ونفع الله بمن جمع درره ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 06:01]ـ
أصل هذا الشرح دروس ألقاها الشيخ
وكنت استمعت إليها قديماً، وكان لإلقاء الشيخ وقعٌ آخر
ولازلت أذكر بعض الكلمات التي قالها الشيخ، وطريقة عرضه لها بعد مرور سبع عشرة سنة
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 04:24]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيرا أخي الحمادي على تشجيعك ..
ولك بمثل أخي لامية العرب .. ورزقنا الله جميعاً الإخلاص والقبول ..
______________________________ ______________________________ __________
تنبيه على خطأ وقع في تفسير الجلالين ..
قال الشيخ رحمه الله: تنبيه: ذكر في (تفسير الجلالين) ـ عفا الله عنا وعنه ـ في آخر سورة المائدة ما نصه: "وخَصَّ
العقلُ ذاته، فليس عليها بقادر"!
ونحن نناقش هذ الكلام من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا حكم للعقل فيما يتعلق بذات الله وصفاته ... ووظيفة العقل فيها التسليم التام.
الوجه الثاني: قوله "فليس عليها بقادر" هذا خطأ عظيم، كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره، فكلامه هذا
يستلزم أنه لا يقدر أن يستوي ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يفعل شيئاً أبداً، وهذا خطير جداً.
(1/ 201).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 01:45]ـ
بسم الله والحمد لله
الأذن لاتثبت ولا تُنْفى ..
قال الشيخ رحمه الله: الأذن عند أهل السنة والجماعة لا تثبت لله ولا تنفى عنه لعدم ورود السمع بذلك.
(1/ 211).
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 11:11]ـ
بسم الله والحمد لله
الإسلام دين عدل لا مساواة ..
قال الشيخ رحمه الله: يجب أن ننبه على أن من الناس من يستعمل بدل العدل: المساواة! وهذا خطأ، لا يقال
مساواة، لأن المساواة قد تقتضي التسوية بين شيئين الحكمة تقتضي التفريق بينهما ... فأخطأ على الإسلام من قال:
إن دين الإسلام دين مساواة! بل الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين، والتفريق بين المفترقين.
(1/ 229).
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:50]ـ
بسم الله والحمد لله
الصلاة جهاد مصغّر ..
قال الشيخ رحمه الله: الصلاة جهاد مصغّر، فيها قائد يجب اتباعه، فإن لم تتبعه بطلت صلاتك ... والصف في
الصلاة نظير الصف في الجهاد.
(1/ 236 - 237).
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 01:08]ـ
بسم الله والحمد لله
أسباب محبة الله ..
قال الشيخ رحمه الله: المحبة لها أسباب كثيرة:
منها: أن ينظر الإنسان من الذي خلقه؟ ومن الذي أمدّه بالنعم منذ كان في بطن أمه؟ ... ومن الذي دفع عنك النقم التي انعقدت أسبابها ... وهذا لا شكَّ أنه يجلب المحبة، ولهذا ورد في الأثر: (أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم).
ومنها: محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية.
ومنها: كثرة ذكر الله.
وهذه الأسباب الثلاثة هي عندي من أقوى أسباب محبة الله عز وجل.
(1/ 241 - 243).
ـ[ظاعنة]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 01:20]ـ
رحم الله شيخنا، وجزاك خيراً.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 10:59]ـ
بسم الله والحمد لله
المنافق هل يُقتل؟
قال الشيخ رحمه الله: المنافق معصوم الدم ظاهراً، ما لم يعلن نفاقه.
(1/ 262).
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 12:01]ـ
بسم الله والحمد لله
الجواب عن قول ابن عباس: إن القاتل ليس له توبة.
قال الشيخ رحمه الله: الجواب من أحد وجهين:
1/ إما أن ابن عباس رضي الله عنهما استبعد أن يكون للقاتل توبة، ورأى أنه لا يُوفق للتوبة، وإذا لم يُوفق للتوبة، فإنه لا يسقط عنه الإثم، بل يؤاخذ به.
2/ وإما أن يُقال: إن مراد ابن عباس رضي الله عنهما أنه لا توبة له فيما يتعلق بحق المقتول ... على أن الذي يظهر لي أنه إذا تاب توبة نصوحاً، فإنه حتى حق المقتول يسقط، لا إهداراً لحقه، ولكن الله عز وجل بفضله يتحمل عن القاتل ويعطي المقتول رفعة درجات في الجنة أو عفواً عن السئات.
(1/ 267 - 268)(/)
هل نحن في آخر الزمان؟
ـ[كارم محمود]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم ...
هذا سؤال يطرح كثيرا. والاجابه احيانا: نعم. فما الضابط لاطلاق هذه العبارة: آخر الزمان؟ وكيف ننزلها على واقعنا المعاصر؟. غفر الله للجميع.
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 06:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ادرى ما الجواب واعتقد انه نعم نحن فى اخر الزمان لما تحقق من علامات الساعه وقد ذكرها الشيخ نبيل العوضى ها هى اليكم:
علامات الساعة التي تحققت:.
* تطاول الناس في البنيان.
* كثرة الهرج (القتل) حتى أنه لايدري القاتل لما قتل والمقتول فيما قتل.
* إنتشار الزنى.
* إنتشار الربا.
* إنتشار الخمور.
* إنتشار العازفات والأغاني والمغنيات والراقصات.
(قال الرسول صلى الله عليه وسلم ... سيكون أخر الزمان خسف و مسخ وقذف ...
قالوا ومتى يارسول الله؟
إذا ظهرت المعازف والقينات وشربت الخمور)
* خروج نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى (الشام) وقد حصل عام
654 هجري.
* حفر الأنفاق بمكة وعلو بنيانها كعلو الجبال.
* تقارب الزمان.
(صارت السنة كشهر والشهر كإسبوع والإسبوع كيوم واليوم كالساعة والساعة كحرق السعفه)
* كثرة الأموال وإعانة الزوجة زوجها بالتجارة.
* ظهور موت الفجأة.
* أن ينقلب الناس وتبدل المفاهيم. (قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. سيأتي على الناس سنون خداعات ... يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويخون الأمين ويؤمَن الخائن وينطق الرويبظة)
(والرويبظة هو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
* كثرة العقوق وقطع الأرحام ..
* فعل الفواحش (الزنا) بالشوارع حتى أن أفضلهم ديناً يقول لو واريتها وراء الحائط.
علامات الساعة الكبرى:
1 - معاهدة الروم:
في البداية يكون المسلمين في حلف (معاهدة) مع الروم نقاتل عدو من
ورائنا ونغلبه
وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم. في
هذه الأيام
تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالى رجل إلى
الأرض من
آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: أسمه
كأسمي وأسم أبيه كأسم أبي ,
يملأ الله به الأرض عدلاً
وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)
2 - خروج المهدي:
يرفض هذا الرجل أن يقود الأمه ولكنه يضطر إلى ذلك لعدم وجود قائد
ويلزم إلزاماً
ويبايع بين الركن والمقام فيحمل راية الجهاد في سبيل الله ويلتف الناس
حول هذا
الرجل الذي يسمى بالمهدي و تأتيه عصائب أهل الشام , وأبذال العراق ,
وجنود
اليمن وأهل مصر وتتجمع الأمة حوله.
تبدأ بعدها المعركة بين المسلمين والروم حتى يصل المسلمون إلى
القسطنطينية
(إسطنبول) ثم يفتحون حتى يصل الجيش إلى أوروبا حتى يصلون إلى روميا
(إيطاليا)
وكل بلد يفتحونها بالتكبير والتهليل وهنا يصيح الشيطان فيهم صيحة
ليوقف هذه
المسيرة ويقول: إن الشيطان قد خلفكم في ذراريكم ويقول قد خرج الدجال
. والدجال
رجل أعور , قصير , أفحج , جعد الرأس
سوف نذكره لاحقأ , ولكن المقصود
أنها كانت
خدعة وكذبه من الشيطان ليوقف مسيره هذا الجيش فيقوم المهدي بإرسال
عشرة فوارس
هم خير فوارس على وجه الأرض (يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: أعرف أسمائهم
وأسماء أبائهم وألوان خيولهم , هم خير فوارس على وجه الأرض يومئذ)
ليتأكدوا من
خروج المسيح الدجال لكن لما يرجع الجيش يظهر الدجال حقيقةً من قبل
المشرق
ولايوجد فتنه على وجه الأرض أعظم من فتنه الدجال.
3 - خروج الدجال:
يمكث في الأرض أربعين يوماً ,يوم كسنة , ويوم كشهر , ويوم كأسبوع ,
وباقي أيامه
كأيامنا, ويعطيه الله قدرات فيأمر السماء فتمطر , والأرض فتنبت إذا
آمنوا به ,
وإن لم يؤمنوا وكفروا به , يأمر السماء بأن تمسك مطرها والأرض بأن
تقحط حتى
يفتن الناس به. ومعه جنه ونار , وإذا دخل الإنسان
جنته , دخل النار ,
وإذا دخل
النار , دخل الجنة. وتنقلاته سريعه جدا كالغيث أستدبرته الريح ويجوب
الأرض
كلها ماعدا مكة والمدينة وقيل بيت المقدس. من فتنه هذا الرجل الذي
يدعي
الأولوهيه وإنه هو الله (تعالى الله) لكنها فتنه , طبعا يتبعه أول
مايخرج سبعين
ألف من اليهود ويتبعون كثيرا
من الجهال وضعفاء الدين. ويحاجج من لم يؤمن به
(يُتْبَعُ)
(/)
بقوله , أين أباك وأمك , فيقول قد ماتوا منذ زمن بعيد , فيقول مارأيك
إن أحييت
أمك وأباك , أفتصدق؟ فيامر القبر فينشق ويخرج منه الشيطان على هيئه
أمه
فيعانقها وتقول له الأم , يابني
, آمن به فإنه ربك , فيؤمن به, ولذا أمر الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يهرب الناس منه ومن قابله فاليقرأ عليه فواتح
وخواتيم
سورة الكهف فإنها تعصمه بإذن الله من فتنته.
ويأتي أبواب المدينه فتمنعه الملائكة
من دخولها ويخرج له رجل من
المدينة ويقول
أنت الدجال الذي حذرنا منه النبي , فيضربه فيقسمه نصفين ويمشي بين
النصفين ثم
يأمره فيقوم مرة أخرى. فيقول له الآن آمنت بي؟ فيقول لا والله ,
ماأزدت إلا
يقيناً , أنت الدجال.
في ذلك الزمان يكون المهدي يجيش الجيوش في دمشق (الشام) ويذهب الدجال
إلى
فلسطين ويتجمع جميع اليهود كلهم في فلسطين مع الدجال للملحمة الكبرى.
4 - نزول عيسى بن مريم:
ويجتمعون في المناره الشرقية بدمشق , في المسجد الأبيض (قال بعض
العلماء أنه
المسجد الأموي) , المهدي يكون موجود والجاهدون معه يريدون مقاتله
الدجال ولكن
لايستطيعون , وفجأة يسمعون الغوث (جائكم الغوث , جائكم الغوث) ويكون
ذلك الفجر
بين الأذان والإقامة. والغوث هو عيسى بن مريم ينزل من السماء على جناحي ملك ,
فيصف الناس لصلاة الفجر ويقدم المهدي عيسى بن مريم للصلاه بالناس , فما يرضى
عيسى عليه السلام ويقدم المهدي للصلاة ويصلي ثم يحمل الرايه عيسى بن مريم ,
وتنطلق صيحات الجهاد (الله أكبر) إلى فلسطين ويحصل القتال فينطق الشجر والحجر
يامسلم ياعبد الله , هذا يهودي ورائي فأقتله , فيقتله المسلم فلا يسلط
أحد على الدجال إلا عيسى أبن مريم فيضربه بحربه فيتقتله ويرفع الرمح الذي سال به دم ذلك
النجس ويكبر المسلمون ويبدأ النصر وينطلق الفرح بين الناس وتنطلق البشرى في الأرض.
فيخبر الله عز وجل عيسى بن مريم , ياعيسى حرز عبادي إلى الطور (أهربوا إلى جبال الطور) ,
لماذا؟؟ قد أخرجت عباداً لايدان لأحد على قتالهم (أي سوف يأتي قوم
الآن لايستطيع عيسى ولا المجاهدون على قتالهم).
5 - خروج يأجوج ومأجوج:
فيهرب المسلمون إلى رؤوس الجبال , ويخرج يأجوج ومأجوج لايتركون أخضر
ولايابس ,
بل يأتون على بحيره فيشربونها عن أخرها (تجف) , حتى يأتي أخرهم فيقول , قد كان
في هذه ماء.
طبعاً مكث عيسى في الأرض كان لسبع سنين , كل هذه الأحداث تحدث في سبع
سنين ,
عيسى الآن من المؤمنين على الجبال يدعون الله جل وعلا , ويأجوج ومأجوج يعيثون
بالأرض مفسدين وظنوا أنهم قد قتلوا وقضوا على جميع أهل الأرض , ويقولن نريد أن
نقتل ونقضي على أهل السماء , فيرمون سهامهم إلى السماء ,فيذهب السهم ويرجع
بالدم فيظنون أنهم قتلوا أهل السماء (يخادعون الله وهو خادعهم)
نهاية يأجوج ومأجوج وموت عيسى عليه السلام:
بعد أن يلتهوا بمغنمهم ويدعوا
عيسى بن مريم والمؤمنون الصادقون
, يرسل الله عز
وجل على يأجوج ومأجوج دودة أسمها النغف يقتلهم كلهم كقتل نفس واحدة ..
فيرسل عيسى بن مريم رجلا من خير الناس لينزل من الجبل ليرى ماحدث على
الأرض ,
فينظر ويرجع يبشر عيسى ومن معه أنهم قد ماتوا وأهلكهم الله. فينزل عيسى
والمؤمنون إلى الأرض مستبشرين بقتل يأجوج ومأجوج وعندها يدعوا عيسى ربه بأن
ينجيه ويخلصه لأنهم قد أنتنوا الأرض كلها , فتأتي طيور عظيمة فتحمل هذه الجثث ,
وينزل المطر فيغسل الأرض , ثم تنبت الأرض ويحكم عيسى بن مريم حكمه العادل في
الأرض , فتنبت الأرض وتكثر الخيرات , ثم يموت عيسى بن مريم.
6 - خروج الدابة:
بعد هذه الأحداث , تبدأ أحداث غريبة , يسمع الناس فجأة أن هناك دابة خرجت في
مكة , حيوان يخرج في مكة. هذا الحيوان يتكلم كالبشر , لايتعرض له أحد. فإذا رأى
إنسان وعظه , وإذا رأى كافر , ختم على جبينه أنه كافر , وإذا رأى مؤمناً ختم على جبينه أنه
مؤمن ولن يستطيع تغيره.
يتزامن خروج الدابه , ربما في نفس يوم خروجها , يحدث أمر أخر في الكون
, وهو
طلوع الشمس من مغربها حيث يقفل باب التوبة نهائيا , لاينفع أستغفار
ولا توبة في
ذلك اليوم. تطلع الشمس لمدة ثلاث أيام من المغرب ثم ترجع مرة أخرى ,
ولاتنتهي
الدنيا غير أن باب التوبة قد أغلق.
7 - الدخان:
وبعدها يحدث حدث أخر , فيرى الناس السماء كلها قد أمتلئت بالدخان ,
الأرض كلها
(يُتْبَعُ)
(/)
تغطى بدخان يحجبهم عن الشمس وعن الكواكب وعن السماء. فيبدأ الناس
(الضالون)
بالبكاء والإستغفار والدعاء , لكن لاينفعهم.
8 - حدوث الخسوف:
يحدث ثلاثة خسوفات ,
خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب.
خسف عظيم ,
يبتلع الناس. في تلك الأيام تخرج ريح طيبة من قبل اليمن تنتشر في
الأرض وتقبض
روح كل مؤمن على وجه الأرض. تقبض روحهم كالزكمة (مثل العطسه) , فلا
يبقى بالأرض
إلى شرار الناس , فلايوجد مسجداً ولا مصحفاً , حتى
أن الكعبة ستهدم (قال الرسول
صلى الله عليه وسلم: كأني أراه يهدم الكعبه بالفأس) , فلا يحج إلى
بيت الله
وترفع المصاحف , حتى حرم المدينة المنورة , يأتيه زمان لايمر عليه إلا
السباع
والكلاب , حتى أن الرجل يمر عليه فيقول , قد كان هنا حاضر من
المسلمين.
في ذلك الوقت لايبقى بالأرض إلى الكفار والفجار , لايقال بالأرض كلمة
الله ,
حتى أن بعض الناس يقولون كنا نسمع أجدانا يقولون لاإله إلا الله ,
لايعرفون
معناها .. أنتهى الذكر والعبادة , فيتهارجون تهارج الحمر,
لايوجد عداله
ولا صدق
ولا أمانه , الناس يأكل بعضهم بعضا ويجتمع شياطين الإنس والجن.
9 - خروج نار من جهة اليمن:
في ذلك الوقت تخرج نار من جهة اليمن , تبدأ بحشر الناس كلهم , والناس
تهرب على
الإبل , الأربعه على بعير واحد , يتنابون عليها , يهرب الناس من هذه
النار حتى
يتجمعون كلهم في الشام على أرض واحدة.
10 - النفخ في الصور:
فإذا تجمع
الناس على هذه الأرض , أذن الله عز وجل لنافخ الصور أن ينفخ النفخة
الأولى فإن الساعة قد قامت. عندها كل الخلق يموتون , البشر والحيوانات
والطيور
والحشرات والجن وكل مخلوق في الأرض والسماء إلا من شاء الله. وبين
النفخة
الأولى والثانية أربعون (لايدرى أربعون ماذا؟ يوم , اسبوع , شهر!!) في
خلال
هذه الأربعين ينزل مطر شديد
من السماء , وأجساد الناس من آدم إلى أن
انتهت
الأرض تبدأ تنبت وتتكون , فإذا أكتملت الأجساد , أمر الله نافخ الصور
أن ينفخ
ليرى الناس أهوال القيامة .............
اللهم ارحمنا يا ارحم الراحمين.
اللهم جنبنا فتنه الدجال.
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات.
أمين يا رب العالمين
ـ[كارم محمود]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 10:02]ـ
غفر الله لكي ووفقكي وسددكي.
ـ[صوت من بعيد]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 09:20]ـ
أعتقد أن الحديث عن آخر الزمان ليس وليد زمننا هذا فحسب فقد ظهرت كتب الفتن والملاحم منذ القرن الثاني للهجرة، ثم ظهر بعد ذلك في كل قرن من يذكر نهاية العالم ويعطي على ذلك حججا نصية وأحيانا كثيرة يميل إلى تأويل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم، وأعتقد أن البحث في موضوع نهاية الزمان ممّا يقوّي الإيمان ويضعف الانتباه إلى القضايا التي يعيشها المرء خصوصا وهو يعتقد أنه لم يخرج عن هذه القضايا بل يحسب أنه يعالجها بالطريقة التي يظنّ أنها الأسلم والأقوم، في حين أن هذه الطريقة تريد أن تنظر في بعد واحد من أبعاد المسألة وتتغاضى عن بقية الأبعاد. بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[كارم محمود]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:37]ـ
سمعت فتوى للشيخ القرضاوي وغيره يلمحون الى ان الحضاره الغربيه المعاصره هي المسيح الدجال الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[المديني]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:25]ـ
ما المسؤل عنها بأعلم من السائل
وان كانت العلامات الصغرى قد ظهرت كلها تقريبا ولم يبقى الا الكبرى الا انى اقول:
ما المسؤل عنها بأعلم من السائل وانا اترك الأمر للعلماء وطلبة العلم هم الاقدر على الرد
ولكن النبي قد بشر بفتح رومية بعد القسطنطينية وقد فتحت القسطنطينية وما زالت روما وهو الصادق صلى الله عليه وسلم والمسلمون الان بضعف مما يعنى والله اعلم اننا سنرى القوة مرة اخرى وتفتح رومية
فالسؤال: هل هذا ممكن؟
فالجواب: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم و الله اعلم بهذا الامر كيف يكون ومتى يكون سمعنا وصدقنا ولا يضرنا متى يكون
ولكن يجب ايها الاخوة الابتعاد عن تحديد الزمان لأن عالم الغيب هو الله
(يُتْبَعُ)
(/)
واذكروا ان الامام ابن كثير عليه رحمات الله فى البداية والنهاية في ترجمة مسلمة بن عبد الملك رحمه الله ذكر ان غزوته-اي مسلمة-للقسطنطينية هي اخر غزو لها حتى يأتي غزوها في آخر الزمان
فيمر التاريخ و تفتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح العثماني وتسمى اسلام بول ثم استانبول ولم يأت آخر الزمان بعد
فقد أخطأ عالم حافظ فذ خطير في تحديد مثل هذا الامر فالأولى لنا البعد عن تحديد الازمنة وترك الامر لله عز وجل
سمعت فتوى للشيخ القرضاوي وغيره يلمحون الى ان الحضاره الغربيه المعاصره هي المسيح الدجال الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خيرا
وهل الحضارة الغربية عوراء العين و جعداء الشعر او سبطائه او غير ذلك من الاوصاف التى قالها النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال
الدجال شخص له اوصافه فى الاحاديث النبوية وقد أخطأ من قالوا انه جهاز التلفاز أو انه الحضارة الغربية او مال الى ذلك
وقد رد على هؤلاء جميعا الامام محمد ناصر الدين الالباني-رحمه الله- (وغيره كثير من العلماء)
في كتابه الماتع
(قصة المسيح الدجال ... ) كما ان المسيح الدجال مسيح الضلالة يقتل على يد مسيح الهدى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
في (اللد) في فلسطين حتى برى الناس دمه ..... فهو شخص
وسأنقل لك بعض فقرات الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم على سياق رواية ابي امامة رضي الله عنه في وصف الدجال مما يدل على انه شخص:
فمن وصفه صلى الله عليه وسلم للدجال انه قال:
1 - (انه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي)
2 - (ثم يثني فيقول انا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا)
3 - (وانه أعور)
4 - (وانه مكتوب بين عينيه كافر)
5 - (وان من فتنته ان معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار)
6 - (وان من فتنته ان يقول لأعرابي أرأيت ان بعثت لك اباك وامك اتشهد انى ربك؟ فيقول نعم فيتمثل له شيطانان في صورة ابيه وامه فيقولان يا بني اتبعه فانه ربك)
7 - (وان من فتنته ان يسلط على نفس واحدة فيقتلها و ينشرها بالمنشار ..... الخ)
8 - (وان من فتنته ان يأمر السماء ان تمطر فتمطر .... )
9 - (وانه لا يبقى شيء من الارض الا وطئه و ظهر عليه الا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من نقابهما الا لقيته الملائكة بالسيوف صلتا)
وبعدها يروى عليه الصلاة والسلام نزول عيسى عليه الصلاة والسلام الى ان يقول:
10 - (فيدركه-اي عيسى-عند باب اللد الشرقي فيقتله)
اى ان عيسى عليه الصلاة والسلام يقتل الدجال.
فهذه اخي الكريم فقرات من الحديث الشريف تدل بوضوح على ان الدجال شخص يقول و يفعل و فى اخر امره يقتل على يد المسيح عليه الصلاة والسلام.
الفقرات من حديث ابي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انتقيت منها ما يخص الموضوع وهي فى ص41و42و43و44
قال الالباني رحمات الله عليه تحت عنوان:تخريج الحديث (الحديث غالبه صحيح قد جاء مفرقا في احاديث) ص49
من كتاب (قصة المسيح الدجال للامام الالباني).
الطبعة الاولى/ لطبعة المكتبة الاسلامية بالاردن 1421 هجريا
ـ[كارم محمود]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 06:47]ـ
الله اعلم بالصواب. لكن اقرأ هنا:
http://64.233.183.104/search?q=cache:8s2nKq02mGwJ:ww w.omdur.com/board//archive/index.php/t-8057.html+%D8%A7%D9%85%D8%B1%D 9%8A%D9%83%D8%A7+%D9%87%D9%8A+ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A %D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A C%D8%A7%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 06:59]ـ
ينظر كتاب فتن وأحاديث العراق لمشهور حسن سلمان ففيه فصول حسنة عن تنزيل أحاديث الأشراط على الواقع. وفيه آثار استقصاها لم أرها من قبل فيها علامات عجيبة تقع في آخر الزمان.
ـ[المديني]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:01]ـ
الله اعلم بالصواب. لكن اقرأ هنا:
http://64.233.183.104/search?q=cache:8s2nKq02mGwJ:ww w.omdur.com/board//archive/index.php/t-8057.html+%D8%A7%D9%85%D8%B1%D 9%8A%D9%83%D8%A7+%D9%87%D9%8A+ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A %D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A C%D8%A7%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
اقرا كتاب الامام الالباني وفقك الله
ـ[مناهل]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 07:12]ـ
ما المسؤل عنها بأعلم من السائل
اللهم نسألك حسن الختام والثبات بالمحيا والممات
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى أن زمننا الآن مخيف جدا فهاهي الايام تتقارب والفتن تزداد والاختلاف أيضا والله المستعان
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 09:46]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام البخاري في كتاب الجزية باب 15:
3176 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهْوَ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ، مَوْتِى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً». تحفة 10918 - 124/ 4
قلت: فإن كان موت النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة فما ظنكم؟
وأما الهدنة التي بيننا وبين بين بني الأصفر، فإن الحروب الصليبية ما زالت تدور رحاها منذ غزوة مؤتة، فأنا في انتظارها،
وقد قال الإمام البخاري في كتاب الرقاق:
39 - باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». (39) (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ).
6503 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ هَكَذَا». وَيُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَيَمُدُّ بِهِمَا. طرفاه 4936، 5301 - تحفة 4762
6504 - حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - هُوَ الْجُعْفِىُّ - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ وَأَبِى التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». تحفة 1253، 1698
6505 - حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِى حَصِينٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». يَعْنِى إِصْبَعَيْنِ. تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى حَصِينٍ. تحفة 12847، 12834 أ - 132/ 8
فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقد توفي صلى الله عليه وسلم سنة 11هـ، فما ظنكم ونحن الآن في شوال من سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائةٍ وألف؟؟
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 04:32]ـ
اللهم ياحي يا قيوم اذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنا اليك غير خزايا ولا مفتونين ووالدينا والمسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سمعت فتوى للشيخ القرضاوي وغيره يلمحون الى ان الحضاره الغربيه المعاصره هي المسيح الدجال الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم.
و أنا أيضا سمعت هذه الفتوى و لم أستوعبها ما أعرفه عن المسيح الدجال حسب ما يروى كما قال الاخ الفاضل هنا
و الله أعلم
وهل الحضارة الغربية عوراء العين و جعداء الشعر او سبطائه او غير ذلك من الاوصاف التى قالها النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال
الدجال شخص له اوصافه فى الاحاديث النبوية وقد أخطأ من قالوا انه جهاز التلفاز أو انه الحضارة الغربية او مال الى ذلك
وقد رد على هؤلاء جميعا الامام محمد ناصر الدين الالباني-رحمه الله- (وغيره كثير من العلماء)
في كتابه الماتع
(قصة المسيح الدجال ... ) كما ان المسيح الدجال مسيح الضلالة يقتل على يد مسيح الهدى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
في (اللد) في فلسطين حتى برى الناس دمه ..... فهو شخص
وسأنقل لك بعض فقرات الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم على سياق رواية ابي امامة رضي الله عنه في وصف الدجال مما يدل على انه شخص:
فمن وصفه صلى الله عليه وسلم للدجال انه قال:
1 - (انه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي)
2 - (ثم يثني فيقول انا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا)
3 - (وانه أعور)
4 - (وانه مكتوب بين عينيه كافر)
5 - (وان من فتنته ان معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار)
6 - (وان من فتنته ان يقول لأعرابي أرأيت ان بعثت لك اباك وامك اتشهد انى ربك؟ فيقول نعم فيتمثل له شيطانان في صورة ابيه وامه فيقولان يا بني اتبعه فانه ربك)
7 - (وان من فتنته ان يسلط على نفس واحدة فيقتلها و ينشرها بالمنشار ..... الخ)
8 - (وان من فتنته ان يأمر السماء ان تمطر فتمطر .... )
9 - (وانه لا يبقى شيء من الارض الا وطئه و ظهر عليه الا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من نقابهما الا لقيته الملائكة بالسيوف صلتا)
وبعدها يروى عليه الصلاة والسلام نزول عيسى عليه الصلاة والسلام الى ان يقول:
10 - (فيدركه-اي عيسى-عند باب اللد الشرقي فيقتله)
اى ان عيسى عليه الصلاة والسلام يقتل الدجال.
فهذه اخي الكريم فقرات من الحديث الشريف تدل بوضوح على ان الدجال شخص يقول و يفعل و فى اخر امره يقتل على يد المسيح عليه الصلاة والسلام.
الفقرات من حديث ابي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انتقيت منها ما يخص الموضوع وهي فى ص41و42و43و44
قال الالباني رحمات الله عليه تحت عنوان:تخريج الحديث (الحديث غالبه صحيح قد جاء مفرقا في احاديث) ص49
من كتاب (قصة المسيح الدجال للامام الالباني).
الطبعة الاولى/ لطبعة المكتبة الاسلامية بالاردن 1421 هجريا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 05:55]ـ
عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين فقال أهل الكتابين أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا قال قال الله هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء).
رواه البخاري(/)
التنبيهات لما عند ابن حزم في العقيدة من مخالفات
ـ[عبد الرحمان بن أحمد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:47]ـ
ٌالحمد لله المبتدئ بحمد نفسه قبل ان يحمده حامد، واشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريكه له، الرب الصمد الواحد، الحي القيوم الذي لا يموت، ذو الجلال والإكرام، والمواهب العظام، والمتكلم بالقرآن، والخالق للإنسان، و المنعم عليه بالإيمان، والمرسل رسوله بالبيان، محمدا صلى الله عليه وسلم ما اختلف الملوان، وتعاقب الجديدان، أرسله بكتابه المبين، الفارق بين الشك واليقين، الذى اعجزت الفصحاء معارضته، وأعيت الألباء مناقضته، وأخرست البلغاء مشاكلته، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. جعل أمثاله عبرا لمن تدبرها، وأامره هدى لمن استبصرها، وشرح فيه واجبات الأحكام، وفرق فيه بين الحلال والحرام، وكرر فيه المواعظ والقصص للافهام، وضرب فيه الأمثال، وقص فيه غيب الأخبار، فقال تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شئ
أما بعد
قال الظاهري عفا الله عنه: فهذه مسائل تجمعت عندي أثناء دراستي لكتاب المحلى لابن حزم عليه من الله شئابيب الرحمات و لا أدعي أنني استخرجتها بالمناقيش فقد يفوتني أمور الكثيرة لكثرة الكلل و الملل
أردت أن أفيد بهال اخواني حفظهم الله
و العذر كل العذر لابن حزم و هذا لعدم تعصبه لمذهب فنتاج فكره هذا. اعتقده بما توقف به الدليل و لا يعذر أولئك المقلدة الذين يجعلون شعارهم (من قلد عالما لقي الله سالما
كذبو ا و الله لن يعذروا , الامام الوحيد الذي اذا قلدته سلمت هو الرسول صلى الله عليه و سلم
فالأئمة الأربعة متبرؤن منهم و بينو ا لهم أن الحديث هو مذهبهم و أنهم بشر يخطئون
قال الظاهري عفا الله عنه: و لله در القائل
و قول أعلام الهدى لايعمل بقولنا بدون نص يقبل
فيه دليل بالأخذ بالحديث و ذاك في القديم و الحديث
قال أبو حنيفة الامام لاينبغي لمن له اسلام
أخذا بأقوالي حتى تعرض على الحديث و الكتاب المرتضى
و مالك امام دار الهجرة قال و قد أشا\ر نحو حجرتي
كل كلام منه ذي قبول و منه مردود سوى الرسول
و الشافعي قال ان رأيتمو قولي مخالفا لما رويتمو
من الحديث فاضربوا الجدارا بقولي المخالف الأخبارا
و أحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته فأصل ذلك فاطلبوا
و انظر ما قال الهداة الأربعة و اعلم بها فان فيها منفعة
لقمعها كل ذي تعصب و المنصفون يكتفون بالنبي
جعلنا الله منهم
على أن لا يتعصب إخواننا بيان أخطائه فنحن من دعوتنا إتباع الدليل و نبذ التقليد و إلا لكنا نحن و هم سيان لا فرق بل شر منهم لأننا نعلم و نعمل
و كل عالم بعلمه لم يعملن معذب قبل عباد الوثن
قال الظاهري عفا الله عنه: نسأل الله السلامة و العافية
و إلا فنحن هازلون في جد الزمان مغترون بحسن الأيام
قال الظاهري عفا الله عنه: أن الإمام ابن حزم ماهو إلا من أتباع مذهب الظاهري و الإمام الفقيه محمد بن داود الظاهري هو المؤسس للمذهب و لابن حزم فضل على داود كما للدرامي فضل على الشافعي فالإمام داود الظاهري علم كالأعلام الأربعة من أتباعه من قلده في الفروع و خالفه في الأصول فلا يعيبنا أحد بهذا كما هو اعتقاد بعض من جهل بمذهبنا
قال الظاهري عفا الله عنه:و الآن نعرض الملاحظات نسأل الله التوفيق
قال ابن حزم رحمه الله
- مسألة35 - وان الناس يعطون كتبهم يوم القيامة، فالمؤمنون الفائزون الذين لا يعذبون يعطونها بأيمانهم والكفار بأشملهم والمؤمنون أهل الكبائر وراء ظهورهم قال الله عزوجل: (فإما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ويصلى سعيرا انه كان في أهله مسرورا انه ظن أن لن يحور) وقال تعالى: (وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغني عني ماليه، هلك عنى سلطانيه، خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه، انه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذا ما أبعد فيه النجعة الإمام ابن حزم عليه رحمة الله و خالف فيه أهل السنة فالذي عليه الأئمة هو أن المؤمنون يعطون كتبهم بأيمانهم -و نقصد بالمؤمنين الذين ماتوا عليه- سواء كانوا مرتكبين للكبيرة أو لا.لأن الإيمان يطلق على صاحب الإيمان المطلق و مطلق الإيمان , و ان مات على الكفر- و عياذا بالله – يعطون كتبهم بأشملهم و لا منافاة بين الآيتين البتة اذ أنه خرج من مشكاة واحدة فالآية الأولى بينت اليد التي يأخذ بها كتابه و الثانية الهيئة و صفة التناول
قال الشنقيطي -عليه رحمة الله- في دفع الإيهام (209) ’’ و هو أنه لا منافاة بين أخذه بشماله و اتياءه وراء ظهره لأن الكافر تغل يمناه إلى عنقه و تجعل يسراه وراء ظهره فيأخذ بها كتابه ’’
ٌقال ابن حزم رحمه الله
- مسألة53 - وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة.
قال تعالى (خلق كل شئ فقدره تقديرا) وقال تعالى: (خلق السماوات والأرض وما بينهما) والزمان والمكان فهما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للأجسام، والزمان إنما هو مدة كل ساكن أو متحرك أو محمول في ساكن أو متحرك، وكل هذا مبعد عن الله عزوجل
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذا ما لا نقبله منه أبدا إذ أنه من صميم عقيدتنا السلفية المباركة أن الله تعالى فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه غير بائن بعلمه ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ّلك وأكثر إلا هو معهم أينما كانوا
قال الإمام مالك رضي الله عنه الاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول و الايمان به واجب و السؤال عنه بدعة رواه اللالكائي و غيره هو صحيح مستفيض
أما عن الزمان فالغيب لا زمان فيه و لأدل على
ٌقال ابن حزم رحمه الله
- مسألة55 - وان له عزوجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد، وهى أسماؤه الحسنى، من زاد شيئا من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه، وهى الأسماء المذكورة في القرآن والسنة * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب وهمام بن منبه قال أيوب عن ابن سيرين عن أبى هريرة وقال همام عن أبى هريرة - ثم اتفقا - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة) زاد همام في حديثه ((انه وتريحب الوتر).
وقد صح أنها تسعة وتسعون اسما فقط ولا يحل لأحد أن يجيز أن يكون له اسم زائد لأنه عليه السلام قال (مائة غير واحد) فلو جاز أن يكون له تعالى اسم زائد لكانت مائة اسم، ولو كان هذا لكان قوله عليه السلام (مائة غير واحد) كذبا ومن أجاز هذا فهو كافر.
وقال تعالى (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور ر له الأسماء الحسنى) وقد تقصينا كثيرا منها بالأسانيد الصحاح في كتاب
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذه المسألة محتملة لكن الحق الحق أنه قد أخطأ فيها هو و غيره من الأئمة و هذا اعتمادا –لم يعتمد عليه ابن حزم لعلمه بضعف الحديث- رواه الترمذي و غيره فيه عد للأسماء والصحيح منه القطعة الأولى الذي رواها ابن حزم أما العد فلا و العلة فيه و الله أعلم الوليد بن مسلم لأنه مدلس لمن درس الرجال ويتبين لأنني و أنا أصفف لا أملك المراجع و برهان ذلك
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها *. رواه أحمد وهو صحيح كما في الصحيحة للألباني (199)
قال الظاهري عفا الله عنه: الشاهد (أو استأثرت به في علم الغيب) فالله تعالى استأثر بأسماء هي له و لهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤتى نبينا من المحامد يوم القيامة كما في حديث الشفاعة ماشاء الله و سر إخفاءها كما ذ كر العلماء أن تلك الأسماء و المحامد لا يستطيعها بني آدم في الدنيا
- مسألة62 - وان لله عزوجل عزا وعزة وجلالا وإكراما ويدا ويدين وأيديا ووجها وعينا وأعينا وكبرياء، وكل ذلك حق لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره وقوته إلا إلى الله تعالى، لا إلى شئ غير الله عزوجل أصلا، مقر من ذلك مما في القرآن وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يحل أن يزاد في ذلك ما لم يأت به نص من قرآن أو سنة صحيحة.
قال عزوجل (ذو الجلال والإكرام) وقال تعالى (يد الله فوق أيديهم) و (لما خلقت بيدي) و (مما عملت أيدينا أنعاما) (إنما نطعمكم لوجه الله) (ولتصنع على عيني) (إنك بأعيننا).
ولا يحل أن يقال (عينين) لأنه لم يأت بذلك نص
ولا أن يقال " سمع وبصر ولا حياة " لأنه لم يأت بذلك نص، لكنه تعالى سميع بصير حي قيوم * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج حدثني احمد بن يوسف الازدي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبى ثنا الأعمش ثنا أبو إسحاق - هو السبيعي - عن أبى مسلم الأغر أنه حدثه عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة قالا (جميعا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العزازاره والكبرياء رداؤه " يعنى الله تعالى - * حدثنا عبد الله بن زبيع ثنا محمد بن معاوية ثنا احمد بن شعيب أنا اسحق بن إبراهيم أنا الفضل بن موسى ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمه - هو ابن عبد الرحمن ابن عوف - عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث خلق الله تعالى الجنة والنار - " أن جبريل قال لله تعالى: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد " ولو كان شئ من ذلك غير الله تعالى لكان إما لم يزل وإما محدثنا، فلو كان لم يزل لكان مع الله تعالى أشياء غيره لم تزل، وهذا شرك مجرد، ولو كان محدثا لكان تعالى بلا علم ولا قوة ولا قدرة ولا عز ولا كبرياء قبل أن يخلق كل ذلك، وهذا كفر وقال تعالى (إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) وقال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) وقال تعالى (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) وقال تعالى (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) فصح أنه لا يحل أن يضاف إليه تعالى شئ، ولا أن يخبر عنه نشئ، ولا أن يسمى نشئ إلا ما جاء به النص.
ونقول: إن لله تعالى مكرا وكيدا.
قال تعالي (أفأمنوا مكر الله) وقال تعالى (وأكيد كيدا) وكل ذلك خلق له تعالى.
وبالله تعالى التوفيق
قال الظاهري عفا الله عنه: أما فأخطاء يجب على الظاهرية أن لا يتابع عليها ابن حزم رحمه الله
و الكلام يأتي تباعا
1 - قوله (ويدا ويدين وأيديا) أقول ان الذي استقر عليه أهل السنة أن لله يدين كما يليق بجلاله ليس كمثله شيء قال الله تعالى بل يداه مبسوطتان بالتثنية أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم. فقال: السلام عليكم. قالوا: عليك السلام ورحمة الله. ثم رجع إلى ربه فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. فقال له الله ويداه مقبوضتان: اختر آيتهما شئت؟ فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال: أي رب ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم - أو من أضوئهم - قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتبت له عمره أربعين سنة. قال: يا رب زد في عمره. قال: ذلك الذي كتبت له. قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم سكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته " قال: " فمن يؤمئذ أمر بالكتاب والشهود " رواه الترمذي و غيره و هو صحيح
فكيف يقال أنه لله أيدي
(يُتْبَعُ)
(/)
لا المتشابه يرد إلى المحكم باتفاق أهل العلم قوله عزوجل (مما عملت أيدينا أنعاما)
قال الظاهري عفا الله عنه: قال شيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 215)
فِي قَوْلِهِ {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}؟ فَقِيلَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}؟ فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا؛ لِأَنَّهُ هُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْأَيْدِي؛ فَصَارَ شَبِيهًا بِقَوْلِهِ: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وَهُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَيْهِ فَقَالَ: {لِمَا خَلَقْتُ} ثُمَّ قَالَ: {بِيَدَيَّ} وَأَيْضًا: فَإِنَّهُ هُنَا ذَكَرَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ وَفِي الْيَدَيْنِ ذَكَرَ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وَهُنَاكَ أَضَافَ الْأَيْدِيَ إلَى صِيغَةِ الْجَمْعِ فَصَارَ كَقَوْلِهِ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}. وَهَذَا فِي (الْجَمْعِ نَظِيرُ قَوْلِهِ: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ فِي (الْمُفْرَدِ فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَذْكُرُ نَفْسَهُ تَارَةً بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا وَتَارَةً بِصِيغَةِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ) أهـ
2 - (ولتصنع على عيني) (أنك بأعيننا).ولا يحل أن يقال (عينين) لأنه لم يأت بذلك نص
قال الظاهري عفا الله عنه: أثبت السلف لله عينين و هو المنقول عنهم لأدلة كثيرة
"1 - قال الرسول صلى الله و سلم (إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور ـ وأشار بيده إلى عينه ـ وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية) ". قال ابن القيم: (ذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة ليس إلا، كقولك: افعل هذا على عيني، لا يريد أن له عينا واحدة، وإنما إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرا أو مضمرا فالأحسن جمعها مشاكله للفظ كقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [سورة القمر، الآية: 14]، وقوله: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [سورة هود، الآية: 37]. وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [سورة تبارك، الآية: 1] و {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}، وإن أضيفت إلى ضمير الجمع جمعت كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} وكذلك إضافة اليد والعين إلى اسم الجمع الظاهر كقوله: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}، وقوله: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ}، وقد نطق الكتاب والسنة بذكر اليد مضافة إليه مفردة ومجموعة ومثناه، وبلفظ العين مضافة إليه مفردة ومجموعة، ونطقت السنة بإضافتها إليه مثناه
و الحديث حجة أنه بين أن لله عينين كما يليقان به عزوجل فالأعور كما قال العلماء ضد البصر و الله أعلم
و مادام أن احدى عينيه طافية يبين هذا المعنى و ليس هذا من قياس الغائب على المشاهد نعوذ بالله انما هو من فقه الحديث
- مسألة57 - وان الله تعالى يتنزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وهو فعل يفعله عز وجل ليس حركة ولا نقله.
برهان ذلك * ما حدثناه عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج
ثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أبى عبد الله الاغر و (عن) أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتنزل الله كل ليلة إلى سماء الدني حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له " قال مسلم وحدثناه قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب هو ابن عبد الرحمن القارى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل (الاول) فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذى يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألنى فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر " قال مسلم وحدثناه اسحاق بن منصور ثنا أبو المغيرة ثنا الاوزاعي ثنا يحيى
(يُتْبَعُ)
(/)
- هو ابن ابى كثير - ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه
ينزل الله (تبارك وتعالى) إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح).
قال على: فالرواية عن أبى سلمه عن أبى هريرة من طريق الزهري " إذا بقى ثلث الليل الآخر " ومن طريق يحيى بن أبى كثير " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه " ومن طريق أبى صالح عن أبى هريرة " إذا مضى ثلث الليل الأول إلى أن يضئ الفجر " وهكذا رواه ابنا أبى شيبة وابن راهويه عن جرير عن منصور عن ابى إسحاق السبيعي عن الاغر عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدري، واوقات الليل مختلفة باختلاف تقدم غروب الشمس عن أهل المشرق وأهل المغرب، فصح أنه فعل يفعله الباري عزوجل من قبول الدعاء في هذه الأوقات، لا حركة، والحركة والنقلة من صفات المخلوقين حاشى لله تعالى منها
قال الظاهري عفا الله عنه: ان الحركة و النقلة لا يفسر بها النزول فنحن نثبت لله نزولا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه فكل تلك الشقاشق التي أتى بها المتكلمة لا تلزمنا و هذا نص فتوى لشَيْخُ الْإِسْلَامِ نقلتها من المكتبة الشاملة
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: - أَحْمَد بْنُ تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مَا يَقُولُ سَيِّدُنَا وَشَيْخُنَا - شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَقُدْوَةُ الْأَنَامِ أَيَّدَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ - فِي رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي " حَدِيثِ النُّزُولِ ": أَحَدُهُمَا مُثْبِتٌ وَالْآخَرُ نَافٍ. فَقَالَ الْمُثْبِتُ: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَقَالَ النَّافِي: كَيْفَ يَنْزِلُ؟ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: يَنْزِلُ بِلَا كَيْفٍ فَقَالَ النَّافِي: يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ أَمْ لَا يَخْلُو؟ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: هَذَا قَوْلٌ مُبْتَدَعٌ وَرَأْيٌ مُخْتَرَعٌ فَقَالَ النَّافِي: لَيْسَ هَذَا جَوَابِي بَلْ هُوَ حَيْدَةٌ عَنْ الْجَوَابِ فَقَالَ لَهُ الْمُثْبِتُ: هَذَا جَوَابُك. فَقَالَ النَّافِي: إنَّمَا يَنْزِلُ أَمْرُهُ وَرَحْمَتُهُ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: أَمْرُهُ وَرَحْمَتُهُ يَنْزِلَانِ كُلَّ سَاعَةٍ وَالنُّزُولُ قَدْ وَقَّتَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَقَالَ النَّافِي: اللَّيْلُ لَا يَسْتَوِي وَقْتُهُ فِي الْبِلَادِ فَقَدْ يَكُونُ اللَّيْلُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةً وَنَهَارُهَا تِسْعَ سَاعَاتٍ وَيَكُونُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ سِتَّ عَشْرَةَ سَاعَةً وَالنَّهَارُ ثَمَانِ سَاعَاتٍ وَبِالْعَكْسِ؛ فَوَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي طُولِ اللَّيْلِ وَقِصَرِهِ بِحَسَبِ الْأَقَالِيمِ وَالْبِلَادِ وَقَدْ يَسْتَوِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ وَقَدْ يَطُولُ اللَّيْلُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ حَتَّى يَسْتَوْعِبَ أَكْثَرَ الْأَرْبَعِ وَعِشْرِينَ سَاعَةً وَيَبْقَى النَّهَارُ عِنْدَهُمْ وَقْتٌ يَسِيرٌ؛ فَيَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ ثُلُثُ اللَّيْلِ دَائِمًا وَيَكُونُ الرَّبُّ دَائِمًا نَازِلًا إلَى السَّمَاءِ. وَالْمَسْئُولُ إزَالَةُ الشُّبَهِ وَالْإِشْكَالِ وَقَمْعِ أَهْلِ الضَّلَالِ.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمَّا الْقَائِلُ الْأَوَّلُ الَّذِي ذَكَرَ نَصَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَصَابَ فِيمَا قَالَ فَإِنَّ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ؛ قَدْ اسْتَفَاضَتْ بِهِ السُّنَّةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّفَقَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ عَلَى تَصْدِيقِ ذَلِكَ وَتَلَقِّيه بِالْقَبُولِ. وَمَنْ قَالَ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَوْلُهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُ حَقِيقَةَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الْمَعَانِي؛ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَفْهَمْ مَا فِيهِ مِنْ الْمَعَانِي؛ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ وَأَمْثَالَهُ عَلَانِيَةً وَبَلَّغَهُ الْأُمَّةَ تَبْلِيغًا عَامًّا لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ وَلَا كَتَمَهُ عَنْ أَحَدٍ وَكَانَتْ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ تَذْكُرُهُ وَتَأْثُرُهُ وَتُبَلِّغُهُ وَتَرْوِيهِ فِي الْمَجَالِسِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ وَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ كُتُبُ الْإِسْلَامِ الَّتِي تُقْرَأُ فِي الْمَجَالِسِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: " كَصَحِيحَيْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ " " وَمُوَطَّأِ مَالِكٍ " " وَمُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد " " وَسُنَنِ أَبِي داود " وَالتِّرْمِذِيِّ " والنسائي " وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ. لَكِنَّ مَنْ فَهِمَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَمْثَالِهِ مَا يَجِبُ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْهُ كَتَمْثِيلِهِ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَوَصْفِهِ بِالنَّقْصِ الْمُنَافِي لِكَمَالِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ فِي ذَلِكَ وَإِنْ أَظْهَرَ ذَلِكَ مُنِعَ مِنْهُ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ الْحَدِيثَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَيَقْتَضِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ. فَإِنَّ وَصْفَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِالنُّزُولِ هُوَ كَوَصْفِهِ بِسَائِرِ الصِّفَاتِ؛ كَوَصْفِهِ بِالِاسْتِوَاءِ إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ وَوَصْفِهِ بِأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَوَصْفِهِ بِالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} وَقَوْلِهِ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} وَقَوْلِهِ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وَقَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} وَقَوْلِهِ: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْهِ} وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نَفْسَهُ الَّتِي تُسَمِّيهَا النُّحَاةُ أَفْعَالًا مُتَعَدِّيَةً وَهِيَ غَالِبُ مَا ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَوْ يُسَمُّونَهَا لَازِمَةً لِكَوْنِهَا لَا تَنْصِبُ الْمَفْعُولَ بِهِ بَلْ لَا تَتَعَدَّى إلَيْهِ إلَّا بِحَرْفِ الْجَرِّ: كَالِاسْتِوَاءِ إلَى السَّمَاءِ وَعَلَى الْعَرْشِ وَالنُّزُولِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَإِنَّ اللَّهَ وَصَفَ نَفْسَهُ بِهَذِهِ الْأَفْعَالِ. وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِالْأَقْوَالِ اللَّازِمَةِ وَالْمُتَعَدِّيَةِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} وَقَوْلِهِ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وقَوْله تَعَالَى {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا} وَقَوْلِهِ: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} وَقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وَقَوْلِهِ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} وَقَوْلِهِ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} وَقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}. وَكَذَلِكَ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالْعِلْمِ وَالْقُوَّةِ وَالرَّحْمَةِ؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنَحْوِ ذَلِكَ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} وَقَوْلِهِ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْقَوْلَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ. وَمَذْهَبُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أَنَّهُمْ يَصِفُونَهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ مُمَاثَلَةَ الْمَخْلُوقِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ كُفُوًا لَهُ وَقَالَ تَعَالَى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَمِيٌّ وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. فَفِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ: مِنْ تَنْزِيهِهِ عَنْ الكفء وَالسَّمِيِّ وَالْمِثْلِ وَالنِّدِّ وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ لَهُ؛ بَيَانُ أَنْ لَا مِثْلَ لَهُ فِي صِفَاتِهِ؛ وَلَا أَفْعَالِهِ؛ فَإِنَّ التَّمَاثُلَ فِي الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ يَتَضَمَّنُ التَّمَاثُلَ فِي الذَّاتِ فَإِنَّ الذَّاتَيْنِ المختلفتين يَمْتَنِعُ تَمَاثُلُ صِفَاتِهِمَا وَأَفْعَالِهِمَا إذْ تَمَاثُلُ الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ يَسْتَلْزِمُ تَمَاثُلَ الذَّوَاتِ فَإِنَّ الصِّفَةَ تَابِعَةٌ لِلْمَوْصُوفِ بِهَا وَالْفِعْلُ أَيْضًا تَابِعٌ لِلْفَاعِلِ؛ بَلْ هُوَ مِمَّا يُوصَفُ بِهِ الْفَاعِلُ فَإِذَا كَانَتْ الصِّفَتَانِ مُتَمَاثِلَتَيْنِ كَانَ الْمَوْصُوفَانِ مُتَمَاثِلَيْنِ حَتَّى إنَّهُ يَكُونُ بَيْنَ الصِّفَاتِ مِنْ التَّشَابُهِ وَالِاخْتِلَافِ بِحَسَبِ مَا بَيْنَ الْمَوْصُوفَيْنِ: كَالْإِنْسَانَيْنِ كَمَا كَانَا مِنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ فَتَخْتَلِفُ مَقَادِيرُهُمَا وَصِفَاتُهُمَا بِحَسَبِ اخْتِلَافِ ذَاتَيْهِمَا وَيَتَشَابَهُ ذَلِكَ بِحَسَبِ تَشَابُهِ ذَلِكَ. كَذَلِكَ إذَا قِيلَ: بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَالْفَرَس تَشَابُهٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذَا حَيَوَانٌ وَهَذَا حَيَوَانٌ وَاخْتِلَافٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذَا نَاطِقٌ وَهَذَا صَاهِلٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأُمُورِ؛ كَانَ بَيْنَ الصِّفَتَيْنِ مِنْ التَّشَابُهِ وَالِاخْتِلَافِ بِحَسَبِ مَا بَيْنَ الذَّاتَيْنِ: وَذَلِكَ أَنَّ الذَّاتَ الْمُجَرَّدَةَ عَنْ الصِّفَةِ لَا تُوجَدُ إلَّا فِي الذِّهْنِ فَالذِّهْنُ يُقَدِّرُ ذَاتًا مُجَرَّدَةً عَنْ الصِّفَةِ وَيُقَدِّرُ وُجُودًا مُطْلَقًا لَا يَتَعَيَّنُ وَأَمَّا الْمَوْجُودَاتُ فِي أَنْفُسِهَا فَلَا يُمْكِنُ فِيهَا وُجُودُ ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ عَنْ كُلِّ صِفَةٍ وَلَا وُجُودٌ مُطْلَقٌ لَا يَتَعَيَّنُ وَلَا يَتَخَصَّصُ
قال الظاهري عفا الله عنه: مسألة الإيمان والإسلام شئ واحد. قال عزوجل (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) وقال تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) هذه المسألة محتملة اختلف فيها أهل السنة فذهب البخاري ومن تبعه من أهل السنة أن الإسلام و الإيمان شيء واحد و استدلوا بما يلي
1 - قال عزوجل (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)
2 - وقال تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين
و الصحيح من أقوال أهل العلم أنهما شيئان مختلفان
فالإسلام هو اسم للأعمال الظاهرة والإيمان للأعمال الباطنة والدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - حديث جبريل و الشاهد منه (وقال يا محمد اخبرني عن الإسلام) و (فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ) فسأل جبريل سؤالين عن شيئين و لو كان شيئا لكان الكلام لا فائدة منه و هذا محال من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
2 - قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
يتبين لك من كلام الباري سبحانه أن أن هؤلاء الأعراب ادعوا الإيمان فنفاه الله عنهم و أثبت لهم شيء هو الإسلام فقط وجه الدلالة قوله (ولكن) تفيد على المغايرة و عقبه بـ (لما) تفيد قرب الشيء الذي هو الإيمان و حصل و حسن إسلامهم
3 - عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إليّ، فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته، فقلت: مالك عن فلان؟ والله إني لأراه مؤمنًا، قال: أو مسلمًا، قال: فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا؟ قال: أو مسلمًا، قال: "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يُكَبّ في النار على وجهه" رواه البخاري و غيره
قال الظاهري عفا الله عنه: بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان غير الإسلام فبين لسعد أنه قد يكون مسلما لا مؤمن
قال الظاهري عفا الله عنه: قال شيخ الإسلام (6/ 713) (وَلِهَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: الْإِسْلَامُ دَائِرَةٌ كَبِيرَةٌ وَالْإِيمَانُ دَائِرَةٌ فِي وَسَطِهَا؛ فَإِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْ الْإِيمَانِ إلَى الْإِسْلَامِ: كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ}
قال الظاهري عفا الله عنه: هذا أما ما عداها فقد يكون فيه خطأ يبينها وما هذه النواة درست فيها الجانب العقدي في المحلى و قد يتم دراسة الفصل ففيه أخطاء عقدية قيدتها بدون التعليق عليها ,و من ظفر بزلة في هذا البحيث –بضم الباء- فبينها فأنا شاكر له و رحم الله عبدا بين الأخطاء و نقد النقد البناء بدون شطحات أو تهجمات فهذه أولى المشركات لي أسأل الله أن ييسر غيرها
في الشعر إنما هي شجون تروع إذا كان يلقي الأصحابا توجع
و السلام عليكم و رحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمان بن أحمد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:53]ـ
اخوكم عبد الرحمان بن أحمد الظاهري
MASHOOR@ISLAMWAY.NET
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 04:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيه وفيما ذكرت:
هنا موضوع مشابه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1119
قلت بارك الله فيك:
قال الظاهري عفا الله عنه: أن الإمام ابن حزم ماهو إلا من أتباع مذهب الظاهري و الإمام الفقيه محمد بن داود الظاهري هو المؤسس للمذهب و لابن حزم فضل على داود كما للدرامي فضل على الشافعي فالإمام داود الظاهري علم كالأعلام الأربعة من أتباعه من قلده في الفروع و خالفه في الأصول فلا يعيبنا أحد بهذا كما هو اعتقاد بعض من جهل بمذهبنا.
فلعلك تقصد عبارة أبي المعالي الجويني: ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه.
ولعلك بارك الله فيك تبين كيف كان محمد بن داود هو مؤسس المذهب؟
فالمعروف أن من أنشأ المذهب داود لا ابنه.
ـ[عبد الرحمان بن أحمد]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 10:32]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمان السديس فهذا وهم مني و جزاك الله خيرا(/)
الإنترنيت مكتبة من لا مكتبة له ..
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 06:14]ـ
الإنترنيت مكتبة من لا مكتبة له ..
سبب طرح هذا الموضوع هو النقاشات التي دارت حول شرعية تصوير الكتب Pdf وبثّها على الشبكة فهل هذا يؤثر على دور النشر.
المرجوا التعليق والإفادة والإثراء.(/)
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (3/ 4) ..
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 11:50]ـ
مشائخنا الكرام .. الإخوة الأفاضل .. أحبابي في الله ..
نكمل مسيرتنا في الحديث عن
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (3/ 4) ..
الإلحاد في اللغة: من مشتقات الفعل لحد، وفيه لغتان (لحد وألحد) وهي بمعنى مطلق الميل وترك القصد.
ومعنى الإلحاد في الاصطلاح: الميل عن الدين وهذا عام ويشمل كل ميل والمراد بالدين هنا الدين الحق، فالميل عن الإيمان بالله،أو عن التوحيد إلى الإشراك بالله أو الميل عن الرسل، أو عن عالم الغيب الذي أنزله في كتابه كل ذلك من الإلحاد.
وهناك تعريف آخر للإلحاد ولعله هو المختار -في نظري-: " وهو مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، فيدعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق، وأن المادية أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
ومما لا شك فيه أن كثير من دول العالم الغربي والشرقي في الفكر المعاصر يعاني من نزعة إلحادية عارمة جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.
أسباب انتشار الإلحاد ..
إن المتأمل في أسباب انتشار الإلحاد في كثير من بلدان العالم يجد أن من تلك الأسباب ما يعود إلى المجتمع الذي عاش فيه، أو ما يعود إلى شخصيات مؤسسيها المنحرفة.
وسأذكر فيما يلي الأسباب على سبيل الإجمال ولعل الوقت يسمح مُستقبلاً أن نخصص الكلام عن الأسباب بالتفصيل:
أولاً: أنها كانت درة فعل للطغيان الكنسي.
ثانياً: كثرة المشكلات في المجتمع الأوربي.
ثالثاً: الإعراض عن المنهج الصحيح وهو دين الإسلام.
رابعاً: كثرة الاتجاهات والنظريات والمبادئ.
خامساً: الخواء الروحي لدى أكثر الناس في أوروبا.
سادساً: الاستعمار وما خلفه من دمار.
سابعاً: المكر اليهودي على العالم كله.
ثامناً: ملذات الحياة ومباهج الحضارة.
الجذور الفكرية والعقائدية للإلحاد ..
نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية، حيث قام بعض الملحدين بنشر الإلحاد في الأرض مستغلين حماقات الكنيسة ومحاربتها للعلم، فجاءوا بثورة العلم ضد الكنيسة، والثورة الفرنسية، والداروينة، والفرودية، وبهذه الدعوات الهدامة للدين والأخلاق تفشي الإلحاد في الغرب، والهدف الأعظم للملحدين هو محاربة وتشويش كل دين على الأرض، ومن الأفكار والمعتقدات التي بثها الملحدين لإضلال الناس هي ما يلي:
1 - إنكار وجود الله سبحانه وتعالى.
2 - أن الكون والحيوان والإنسان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ، ولا توجد حياة بعد الموت.
3 - أن المادية أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
4 - إنكار معجزات الأنبياء.
5 - ينظر الملاحدة للتأريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل.
6 - المعرفة الدينية في رأي الملاحدة تختلف إختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي والعلمي!!
7 - الإنسان مادة وتنطبق عليه قوانين الطبيعة.
8 - الحاجات هي التي تحدد الأفكار وليست الأفكار هي التي تحدد الحاجات.
ودُمتم في رعاية الله وحفظه ..
وللحديث بقية-بإذن الله-
مُحبكم/ مُحب العقيدة ..
ضٌحى الإربعاء 22/ 4/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 08:19]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
(8) قواعد مهمة لمن أراد نقاش المخالفين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ثمان قواعد أو تمهيدات أراها مهمة لمن أراد الدخول في النقاش مع المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - استللتها من كتابي " ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية والرد على من تطاول عليه "؛ كحسن المالكي وغيره
تمهيد (1):الطعن في دعوة الشيخ ليس بالأمر الجديد
إن الطعن في دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – ليس وليد الساعة، إنما بدأ منذ أن خالف الإمام عقائد المنحرفين في عصره، وجهر بدعوة التوحيد، وفي هذا يقول – رحمه الله – في رسالته لعلماء البلد الحرام: " سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد: جرى علينا من الفتنة مابلغكم وبلغ غيركم، وسببه هدم بناء في أرضنا على قبور الصالحين، ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين، وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله، فلما أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء على القبور، كبر على العامة، وعاضدهم بعض من يدعي العلم؛ لأسباب ما تخفى على مثلكم، أعظمها اتباع الهوى، مع أسباب أخر فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين، وأنا على غير جادة العلماء، ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب، وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها ". فما المالكي إلا حلقة ضئيلة في سلسلة بائسة من أهل البدع والمناوئين على مر الأيام، ولكنه يفوقهم قبحًا ووزرًا؛ لأنه يمارس هذا التلبيس والضلال في وقت تكشفت فيه الحقائق، وانجلت الغمة بإظهار الله – عز وجل – لهذه الدعوة، وانتشارها في الآفاق، وانقشاع غشاوة الشبهات والأكاذيب التي أثيرت حولها، رغم كيد الحاقدين.
ولطلاب الحق أن يُطالعوا هذه الرسائل المهمة: " عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي " للشيخ صالح العبود، " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب " للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف، " إسلامية لا وهابية " للشيخ ناصر العقل، " الشيخ محمد بن عبدالوهاب المجدد المفترى عليه " للشيخ أحمد بن حجر آل بو طامي، " محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه " للأستاذ مسعود الندوي، و " كشف الأكاذيب والشبهات عن دعوة المصلح الإمام محمد بن عبدالوهاب " للأستاذ صلاح آل الشيخ.
تمهيد (2): الحوار لا ينبغي أن يكون عن وجود " التكفير "، إنما يكون عن أسبابه
إن الشيخ – رحمه الله – وأتباع دعوة التوحيد مع خصومهم – قديمًا وحديثًا – يدورون في حلقة مفرغة، وجدال عقيم؛ عندما يتهمونه وأتباعه أنهم يُكفرون المسلمين أو أن عندهم غلوًا في التكفير .. الخ تهمهم؛ لأنه سيرد عليهم بأنه يبرأ من ذلك كله، وإنما هو يكفر من وقع في الشرك الأكبر
فالخلاف بينه وبينهم ينبغي أن لا يكون في مجرد " التكفير "؛ لأنه لا إسلام دون تكفير لمن يستحق التكفير – لو كان الخصوم يعقلون -، ونصوص الكتاب والسنة حافلة بهذا، إنما الخلاف – كما سبق في مقدمة الرسالة – ينبغي أن يكون في حقيقة من كفرهم الشيخ؛ هل هم مسلمون؟ أو أنهم نقضوا إسلامهم بما ارتكبوه ودافعوا عنه من " شركيات "؟
فينبغي أن تنصرف جهود خصوم الشيخ – ومن وافقهم – إلى إثبات أن من كفرهم الشيخ مسلمون – رغم صرفهم أنواعًا من العبادة لغير الله؛ من نذر أو ذبح أو دعاء .. الخ.
هاهنا المعترك بين الشيخ وخصومه.
أما الصياح بأن الشيخ كفر هؤلاء أو قاتل أولئك، والاعتقاد بأنهم بهذا أقاموا الحجة على أن دعوة الشيخ " تكفيرية "! فهذا سذاجة وجهل. لأن الشيخ وعلماء دعوته لم يُنكروا هذا كله – رغم التزيدات والفهم السقيم كما سيأتي - حتى " يفرح " البعض بالعثور عليه! بل هم يقرون ما ثبت منه، ولا يعدونه مذمة – مادام مرجعه الأدلة الشرعية -.
فالخلاف ينبغي أن يكون في: " هل يستحق هؤلاء المكفَّرين " أن يُحكم عليهم بذلك، أو لا يستحقون؟! ويكون المرجع في هذا الأدلة الشرعية بفهم سلف الأمة، لا بمجرد العواطف والأماني التي يعقبها " التباكي "
تمهيد (3): عند المخالفين: من قال " لا إله إلا الله " فقد برئ من الكفر مهما ارتكب من النواقض!
(يُتْبَعُ)
(/)
ظن المخالفون للشيخ أن من قال: لا إله إلا الله لا يكفر، ولو لم يعمل بمقتضاها، ويقولون إن الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكفَّرهم، ونزل فيهم القرآن، لا يشهدون أن (لا إله إلا الله) فكيف يُجعل أولئك المشركون الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله مثل الذي يقولها ويصلي ويصوم؟ ولأن هذه المسألة من أهم المسائل التي إذا ما وعاها المسلم وفهمها حق الفهم تيقن افتراء الخصوم على دعوة الشيخ، وعدم فهمهم لحقيقة التوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإليك نقولا مفيدة للشيخ – الذي أولاها الأهمية - ولبعض علماء الدعوة وغيرهم:
- هذه الشبهة أُوردت على الإمام محمد بن عبدالوهاب، وتولى الإجابة عليها بنفسه، قال - رحمه الله - ما نصه: " اعلم أن لهؤلاء شبهة، يوردونها على ما ذكرنا، وهي من أعظم شبههم، فأصغ سمعك لجوابها، وهي أنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن، لا يشهدون أن (لا إله إلا الله)، ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن، ويجعلونه سحراً، ونحن نشهد: أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ فالجواب: أنه لا خلاف بين العلماء كلهم، أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء، وكذبه في شيء، أنه كافر لم يدخل في الإسلام، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن، وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد، وجحد وجوب الزكاة، أو أقر بهذا كله، وجحد الصوم، أو أقر بهذا كله، وجحد الحج.
ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج، أنزل الله في حقهم) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (، ومن أقر بهذا كله، وجحد البعث، كفر بالإجماع، وحل دمه وماله، كما قال تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً (، فإذا كان الله قد صرّح في كتابه، أن من آمن ببعض، وكفر ببعض، فهو الكافر حقاً، وأنه يستحق ما ذكر، زالت الشبهة، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الأحساء، في كتابه الذي أرسله إلينا.
ويقال أيضاً: إن كنت تقر أن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء، وجحد وجوب الصلاة، إنه كافر حلال الدم والمال بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلا البعث، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان، وصدق بذلك كله، لا تختلف المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا.
فمعلوم أن التوحيد هم أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ سبحان الله، ما أعجب هذا الجهل! ويقال أيضاً: هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلوا بني حنيفة، وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويؤذنون، ويصلون.
فإن قال إنهم يقولون: إن مسيلمة نبي، فقل: هذا هو المطلوب، إذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر، وحل ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان، ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان، أو يوسف؟ أو صحابياً أو نبياً إلى مرتبة جبار السماوات والأرض؟ سبحان الله ما أعظم شأنه) كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون (.
ويقال أيضاً: الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، كلهم يدعون الإسلام، وهم من أصحاب علي، وتعلموا العلم من الصحابة، ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر، والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفر؟
ويقال أيضاً: بنو عبيد القداح، الذين ملكوا المغرب في زمان بني العباس، كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويدّعون الإسلام، ويصلون الجمعة والجماعة، فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء، دون ما نحن فيه، أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم، وأن بلادهم بلاد حرب، وغزاهم المسلمون، حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال أيضاً: إذا كان الأولون لم يكفروا إلا أنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وإنكار البعث وغير ذلك، فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب: (باب حكم المرتد)، وهو المسلم الذي يكف بعد إسلامه، ثم ذكروا أنواعاً كثيرة كل نوع منها، يكفِّر ويُحل دم الرجل وماله، حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها، مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه، أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب.
ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم) يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم (، أما سمعت الله كفّرهم بكلمة، مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجاهدون معه، ويصلون، ويزكون ويحجون ويوحدون.
وكذلك الذين قال الله فيهم) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم (، فهؤلاء الذين صرح الله فيهم أنهم كفروا بعد إيمانهم، وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح.
فتأمل هذه الشبهة، وهي قولهم: تكفِّرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله، ويصلون ويصومون، ثم تأمل جوابها، فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق ... إلى أن قال: وللمشركين شبهة أخرى: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله، وكذلك قوله "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، وأحاديث أخر في الكف عمن قالها.
ومراد هؤلاء الجهلة: أن من قالها لا يكفر، ولا يُقتل، ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء المشركين الجهال: معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود، وسباهم، وهم يقولون لا إله إلا الله.
وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويدّعون الإسلام.
وكذلك الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار، وهؤلاء الجهلة مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل، ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقُتل، ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعا من الفروع، وتنفعه إذا جحد التوحيد، الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟ ولكن أعداء الله ما فهموا الأحاديث.
فأما حديث أسامة: فإنه قتل رجلاً ادّعى الإسلام، بسبب أنه ظن أنه ما ادّعى الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام: وجب الكف عنه، حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، وأنزل الله تعالى في ذلك) يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا (، أي: فتثبتوا، فالآية تدل: على أنه يجب الكف عنه والتثبت، فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قُتل، لقوله تعالى) فتبينوا (، ولو كان لا يُقتل إذا قالها، لم يكن للتثبت معنى.
وكذلك الحديث الآخر وأمثاله، معناه ما ذكرناه أن: من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه، إلى أن يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟ وقال: "أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، هو الذي قال في الخوارج "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، لئن أدركتهم لأقلنهم قتل عاد"، مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً وتسبيحاً، حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة، فلم تنفعهم لا إله إلا الله، ولا كثرة العبادة، ولا ادعاء الإسلام، لما ظهر منهم مخالفة الشريعة".
- و قال الشيخ عبدالله أبا بطين – رحمه الله -: " من أعظم المصائب إعراض أكثر الناس عن النظر في معنى هذه الكلمة العظيمة – أي لا إله إلا الله -، حتى صار كثير منهم يقول: من قال لا إله إلا الله ما نقول فيه شيئًا وإن فعل ما فعل! لعدم معرفتهم بهذه الكلمة نفيًا وإثباتًا. مع أن قائل ذلك لابد أن يتناقض، فلو قيل له: ما تقول فيمن قال: لا إله إلا الله، ولا يُقر برسالة محمد بن عبدالله؟ لم يتوقف في تكفيره. أو أقر بالشهادتين وأنكر البعث؟ لم يتوقف في تكفيره. أو استحل الزنا أو اللواط أو نحوهما، أو قال إن الصلوات الخمس ليست بفرض، أو أن صيام رمضان ليس بفرض؟ فلابد أن يقول بكفر من قال ذلك. فكيف لاتنفعه لاإله إلا الله ولاتحول بينه وبين الكفر؟!! فإذا ارتكب ما يناقضها؛ وهو عبادة غير الله، وهو الشرك الأكبر الذي هو أكبر الذنوب، قيل: هو
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول لا إله إلا الله، ولا يجوز تكفيره!! "
- وقال – أيضًا - رحمه الله-: "ولازم قول من قال: إنه لا يجوز قتال من قال لا إله إلا الله. تخطئة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتالهم مانعي الزكاة، وإجماعهم على قتال من لا يصلي إذا كانوا طائفة ممتنعين. بل يلزم من ذلك تخطئة جميع الصحابة في قتالهم بني حنيفة، وتخطئة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قتال الخوارج، بل لازم ذلك رد النصوص بل رد نصوص القرآن كما قدمنا، ورد نصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا تحصى، ويلزم صاحب هذه المقالة الفاسدة أنه لا يجوز قتال اليهود لأنهم يقولون لا إله إلا الله!! فتبين بما قررناه أن صاحب هذا القول مخالف للكتاب والسنة والإجماع".
- وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن – رحمه الله -: " وقد غلط كثير من المشركين في هذه الأعصار، وظنوا أن من كفَّر من تلفظ بالشهادتين فهو من الخوارج، وليس كذلك؛ بل التلفظ بالشهادتين لا يكون مانعاً من التكفير إلا لمن عرف معناهما، وعمل بمقتضاهما، وأخلص العبادة لله، ولم يشرك به سواه، فهذا تنفعه الشهادتان.
وأما من قالهما ولم يحصل انقياد لمقتضاهما، بل أشرك بالله، واتخذ الوسائط والشفعاء من دون الله، وطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، وقرَّب لهم القرابين، وفعل لهم ما يفعله أهل الجاهلية من المشركين، فهذا لا تنفعه الشهادتان بل هو كاذب في شهادته، كما قال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون (.
ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله هو: عبادة الله، وترك عبادة ما سواه، فمن استكبر عن عبادته ولم يعبده؛ فليس ممن يشهد أن لا إله إلا الله، ومن عبده وعبد معه غيره؛ فليس هو ممن يشهد أن لا إله إلا الله ".
- وقال – رحمه الله – رادًا على من تشرب قلبه هذه الشبهة ممن شابههم المالكي:
" وأما قوله: ومن تسمّى بالإسلام، وأحب محمداً سيد الأنام، وأحب أصحابه الكرام، واتبع العلماء الأعلام، لا يكفِّر أحداً من سائر المسلمين، فضلاً عن هداتهم في الدين، اللهم إلا أن يكون من الغلاة الذين أسقطوا حرمة "لا إله إلا الله" وسوّل لهم الشيطان وأملى لهم، حيث استباحوا دماء المسلمين إلى آخر رسالته.
فيقال في جوابه: هذا الجاهل يظن أن من أشرك بالله واتخذ معه الأنداد والآلهة، ودعاهم مع الله لتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، يحكم عليه والحال هذه بأنه من المسلمين؛ لأنه يتلفظ بالشهادتين، ومناقضتهما لا تضره، ولا توجب عند كفره، فمن كفَّره فهو من الغلاة الذين أسقطوا حرمة "لا إله إلا الله" وهذا القول مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً". انتهى
ومجرد التلفظ من غير التزام لما دلَّت عليه كلمة الشهادة، لا يجدي شيئاً، والمنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار.
نعم، إذا قالها المشرك ولم يتبين منه ما يخالفها، فهو ممن يُكف عنه بمجرد القول، ويحكم بإسلامه، وأما إذا تبين منه وتكرر عدم التزامه ما دلّت عليه من الإيمان بالله وتوحيده والكفر بما يعبد من دونه، فهذا لا يحكم له بالإسلام ولا كرامة له، ونصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة تدل على هذا.
فمن تسمى بالإسلام حقيقة، وأحب محمداً، واقتدى به في الطريقة، وأحب أصحابه الكرام، ومن تبعهم من علماء الشريعة، يجزم ولا يتوقف بكفر من سوّى بالله غيره، ودعا معه سواه من الأنداد والآلهة، ولكن هذا الصحاف يغلط في مسمى الإسلام، ولا يعرف حقيقته، وكلامه يحتمل أنه قصد الخوارج الذين يكفرون بما دون الشرك من الذنوب وحينئذ يكون له وجه، ولكنه احتمال بعيد، والظاهر الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ابتلي بهذه الشبهة، وضل بها كثيرٌ من الناس، وظنوا أن مجرد التكلم بالشهادتين مانع من الكفر، وقد قال تعالى:) ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون (. وقال تعالى:) ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين (. وقال تعالى:) له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال (فالتكفير بدعاء غير الله: هو نص كتاب الله، وفي الحديث: "من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار". وفي الحديث أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها". وفي رواية: "إلا بحق الإسلام".
وأعظم حق الإسلام وأصله الأصيل هو: عبادة الله وحده، والكفر بما يعبد من دونه، وهذا هو الذي دلت عليه كلمة الإخلاص، فمن قالها وعبد غير الله، أو استكبر عن عبادة الله فهو مكذب لنفسه، شاهد عليها بالكفر والإشراك.
وقد عقد كل طائفة من أتباع الأئمة في كتب الفقه باب مستقلاً في حكم المرتد، وذكروا أشياء كثيرة يكفر بها الإنسان، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وقد قال تعالى في النفر الذين قالوا في غزوة تبوك بعض القول الذي فيه ذمٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه:) ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم (فكفَّرهم بعد إيمانهم بالاستهزاء ولو كان على وجه المزح واللعب، ولم يمنع ذلك قولهم "لا إله إلا الله".
وكذلك: إجماع الأمة على كفر من صدَّق مسيلمة الكذاب، ولو شهد "أن لا إله إلا الله" وقد كفَّر الصحابة أهل مسجد بالكوفة بكلمة ذُكرت عنهم في احتمال صدق مسيلمة، ولم يلتفت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنهم يشهدون "أن لا إله إلا الله". لأنه قد وجد منهم ما ينافيها:) ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور (وبالجملة فالذي يقوم بحرمة "لا إله إلا الله": هم الذين جاهدوا الناس عليها، ودعوهم إلى التزامها علماً وعملاً، كما هي طريقة رسل الله وأنبيائه، ومن تبعهم بإحسان، كشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- وأما من أباح الشرك بالله وعبادة غيره، وتولى المشركين، وذب عنهم، وعادى الموحدين وتبرأ منهم فهو الذي أسقط حرمة (لا إله إلا الله)، ولم يعظمها، ولا قام بحقها، ولو زعم أنه من أهلها القائمين بحرمتها ".
وقال – أيضًا – رحمه الله -: " وقد رأيت لبعض المعاصرين كتاباً يعارض به ما قرر شيخنا من أصول الملة والدين؛ ويجادل بمنع تضليل عُبَّاد الأولياء والصالحين، ويناضل عن غلاة الرافضة والمشركين، الذين أنزلوا العباد بمنزلة الله رب العالمين، وأكثر التشبيه بأنهم من الأمة، وأنهم يقولون: لا إله إلا الله، وأنهم يصلون ويصومون، ونسي في ذلك عهود الحمى؛ وما قرَّره كافة الراسخين من العلماء، وأجمع عليه الموافق والمخالف من الجمهور والدهماء، ونصَّ عليه الأكابر والخواص، من اشتراط العلم والعمل في الإتيان بكلمة الإخلاص، والحكم بموجب الردة على فاعل ذلك من سائر العبيد والأشخاص، وسمّى كتابه: "جلاء الغمة عن تكفير هذه الأمة"، ومراده بالأمة هنا: من عبد آل البيت وغلا فيهم، وعبد الصالحين ودعاهم، واستغاث بهم؛ وجعلهم وسائط بينه وبين الله يدعوهم ويتوكل عليهم!! هذا مراده ولكنه أوقع عليهم لفظ الأمة ترويجاً على الأغمار والجهال، ولبساً للحق بالباطل، وهو يعلم ذلك وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين. قال تعالى:) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين (، فلكل مفترٍ نصيب منها بحسب جرمه وعلى قدر ذنبه، وقد رأيت على هذا الرجل من الذلة والمهانة مدة حياته ما هو ظاهر بين يعرفه من عرفه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال – رحمه الله -: " إن الشيخ إنما كفّر وقاتل وأخذ الأموال بأحداث لا تزال موجودة في الأمة تقلّ وتكثر، وأنها لا يكفر بها أحد، وأن تكفير الصحابة لمن كفَّروه من أهل الردة على اختلافهم، وتكفير علي للغلاة، وتكفيره للسحرة وقتلهم، وتكفير من بعدهم للقدرية ونحوهم، وتكفير من بعد أولئك للجهمية، وقتلهم للجعد بن درهم وجهم بن صفوان ومن على رأيهم، وقتلهم للزنادقة، وهكذا في كل قرن وعصر من أهل العلم والفقه والحديث طائفة قائمة تكفر من كفَّره الله ورسوله، وقام الدليل على كفره لا يتحاشون عن ذلك؛ بل يرونه من واجبات الدين وقواعد الإسلام وفي الحديث: "من بدل دينه فاقتلوه"، وبعض العلماء يرى أن هذا والجهاد عليه ركن لا يتم الإسلام بدونه.
وقد سلك سبيلهم الأئمة الأربعة المقلدون، وأتباعهم في كل عصر ومصر، وكفَّروا طوائف من أهل الأحداث، كالقرامطة والباطنية، وكفّروا العبيديين ملوك مصر وقاتلوهم، وهم يبنون المساجد، ويصلون ويؤذنون، ويدَّعون نصرة أهل البيت، وصنَّف ابن الجوزي كتاباً سمَّاه "النصر على مصر" ذكر فيه وجوب قتالهم، وردتهم.
وقد عقد الفقهاء في كل كتاب من كتب الفقه المصنفة على مذاهبهم، أبواباً مستقلة في حكم أهل الأحداث التي توجب الردة، وسماه: باب الردة، وأكثرهم عرَّفوا المرتد: بأنه الذي يكفر بعد إسلامه، وذكروا أشياء دون ما نحن فيه من المكفرات حكموا بكفر فاعلها، وإن صلى وصام، وزعم أنه مسلم. قال الشيخ عثمان الحنبلي صاحب "حاشية المنتهى" في عقيدته: تتمة: الإسلام: الإتيان بالشهادتين مع اعتقادهما والتزام الأركان الخمسة إذا تعينت وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به: ومن جحد ما لا يتم الإسلام بدونه، أو جحد حكماً ظاهراً، أجمع على تحريمه أو حله إجماعاً قطعياً، أو ثبت جزماً كتحريم لحم الخنزير، أو حل خبز، ونحوهما كفر، أو فعل كبيرة، وهي ما فيها حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، أو داوم على صغيرة – وهي ما عدا ذلك- فسق. انتهى.
وهذا يعرفه صغار الطلبة فضلاً عن العلماء الممارسين.
وهذا الأحمق يَعُدُّ هذا باباً ضيقاً، ويسفه رأي الأئمة وعلماء الأمة ويجهلهم، وهو يزعم أنه ينصرهم. وما أحسن ما قيل: " لأن يعادي المرء عاقلاً خير له من أن يكون له صديق أحمق ".والباب الذي يسع كل أحد هو الباب الشرعي، الذي عليه الداعي النبوي. وأما إهمال الجهاد، وعدم تكفير المرتدين، ومن عدل بربه، واتخذ معه الأنداد والآلهة، فهذا إنما يسلكه من لم يؤمن بالله ورسوله، ولم يُعَظِّم أمره، ولم يسلك صراطه، ولم يقدر الله ورسوله حق قدره، بل ولا قدَّر علماء الأمة وأئمتها حق قدرهم، وهذا هو الحرج والضيق. قال تعالى:) فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام (.والجهاد للمارقين والمرتدين وتكفيرهم داخل في مسمى الإسلام، بل هو من أركانه العشرة، كما نصَّ عليه بعض المحققين، وفي الحديث: "وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" فلا ينشرح له ويراه حقاً وواسعاً إلا صدر من أراد الله هدايته وتوفيقه، ويراه ضيقاً حرجاً من أراد الله أن يضله ويخزيه بين عباده المؤمنين. هكذا يقرر الكلام هنا والقول في هذا الموضع، لا ما زعمه من خسف الله قلبه، فعكس القضية، وراغم الأدلة الشرعية، والقوانين المحمدية، فبعداً لقوم لا يؤمنون. وأما قوله: (إن تكفيرها حذَّر منه نبيها صلى الله عليه وسلم غاية التحذير).
فيقال: إن زعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر عن تكفير من أتى ما يوجب الكفر ويقتضيه ممن بدّل دينه، فهذا مكابرة وجحد للضروريات والحسيّات، وقائله إلى أن يعالج عقله أحوج منه إلى تلاوة الآيات والأحاديث، وحكاية الإجماع، وفعل الأمة طبقة طبقة وقرناً قرناً. وإن أراد أن النهي عن تكفير عموم الأمة وجميعها: فهذا لم يقله أحد، ولم نسمع به عن مارق ولا مبتدع، وهل يقول هذا من له عقل يدرك به ويعرف ما في الأمة من العلم والإيمان والدين؟ وأما بعض الأمة فلا مانع من تكفير من قام الدليل على كفره كبني حنيفة، وسائر أهل الردة في زمن أبي بكر، وغلاة القدرية والمارقين الذين مرقوا في زمن علي رضي الله عنه وغلوا فيه، وهكذا الحال في كل وقت وزمان، ولولا ذلك لبطل الجهاد وترك الكلام في أهل الردة وأحكامهم، وفي هذا القول ما تقدم من تسفيه جميع الأمة، وتجهيل علمائها الذين كفّروا بكثير من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأحداث والمكفِّرات، وفيه أنهم لم يسلكوا الطريق الواسع، ولم يفهموا الحديث عن نبيهم. وبالجملة: فهذا المعترض مموّه بلفظ الأمة مُلَبِّس ".
- وقال – رحمه الله -: " واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد؛ بل ظن أنه مجرَّد قول بلا معرفة ولا اعتقاد، وإلا فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهراً هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء، وما أحسن ما قيل: وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم.
ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، وردّ إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره، وإجراء الحكم مع علته، واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرَّب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلا الله ويبني المساجد ويصلي، وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام ولو فعل ما فعل من الشركيات!! وحينئذٍ فالكلام مع هذا وأمثاله في بيان الشرك الذي حرمه الله ورسوله، وحكم بأنه لا يغفر، وأن الجنة حرام على أهله، وفي بيان الإيمان والتوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، وحرم أهله على النار، فإذا عرف هذا وتصوره تبيَّن له: أن الحكم يدور مع علَّته، وبطل اعتراضه من أصله، وانهدم بناؤه ".
- وقال – رحمه الله – موجهًا حديثه إلى من هم سلفٌ للمالكي: " ما تقول في الغالية الذين حرَّقهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بمشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أهم من الثنتين والسبعين فرقة أم لا؟ وما تقول في مانعي الزكاة الذين قاتلهم الصديق وأجمعت الصحابة على تكفيرهم، أهم من الثنتين والسبعين فرقة أم لا؟ وكذلك بنو حنيفة، وبنو عبيد القداح ملوك مصر والمغرب، فإن دخلوا في الثنتين والسبعين فرقة بطل تأسيسك وانهدم أصلك الفاسد، وإن لم يدخلوا كما هو الصحيح بطل إدخالك أمثالهم من عُبَّاد القبور في مسمى الأمة في هذا الحديث، وثبت أن من الفرق من يخرج عن الملة ويرتد بما خالف فيه من نحلته ".
وقال الشيخ أحمد بن حجر آل بو طامي: "ونحن نسأل هؤلاء المنتقدين: ما حكم من تشهد بالشهادتين وصلى وصام وحج البيت الحرام وكثيراً ما تصدق على الفقراء والمساكين ويعمل أعمال البر، ولكن أخذ ورقة من أوراق المصحف الشريف وألقاها في القاذورات وهو يعرف أن هذا لا يجوز، بل هذا كفر ولكنه عمل هذا مع أنه قد أتى بتلك الأعمال الجليلة كما سبق ذكره.
فما يكون موقف هؤلاء؟ هل يقولون إنه مسلم لأنه تشهد بالشهادتين وصلى وصام؟ أو يقولون إنه كافر؟ فإن قالوا هو مسلم فقد خالفوا الإسلام وإجماع المسلمين، وسأورد للقارئ من نصوص العلماء ما يبين خطأهم وضلالهم. وإن قالوا كافر فقد نقضوا قولهم وانهار أساسهم حيث أنهم خطأوا الوهابيين على زعمهم وبدعواهم لأنهم يُكفرون من يستغيث بغير الله، أو ينذر لغير الله ولم يراعوا أنه تشهد بكلمة الشهادتين، فهاهم كفروا من كان مسلماً على زعمهم ولم يلتفتوا إلى قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولم تشفع له أعماله الجليلة عندهم.
وها أنا ذا أنقل للقراء من كلام العلماء أتباع المذاهب الأربعة في تكفير من أتى بشيء مما سيأتي بيانه". – ثم ذكر ما تيسر منها -.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 07:04]ـ
تمهيد (4): عدم فهم المخالفين لحقيقة العبادة
إن المناوئين لدعوة الشيخ – ومنهم المالكي ومن تأثر به - يعترفون أن الشرك الذي حرمه الله - عز وجل – هو صرف " العبادة " لغير الله، ولكنهم يُخرجون بعض أفرادها؛ كالدعاء أو الذبح أو النذر. وهم بهذا وقعوا في جهل وتناقض؛ جهل بحقيقة العبادة ومعناها، وتناقض عندما فرقوا بين المتماثلات.
وفي هذا يقول الشيخ عبدالله أبا بطين – رحمه الله - عن أحد هؤلاء الخصوم: " فإنه مع اعترافه بأن الشرك الذي حرمه الله هو الشرك في العبادة، لا يعرف حد العبادة وحقيقتها، وربما قال: العبادة التي صرفها لغير الله شرك: الصلاة والسجود. فإذا طُلب منه الدليل على أن الله سمى الصلاة لغيره أو السجود لغيره شركًا، لم يجده، وربما قال: لأن ذلك خضوع، والخضوع لغير الله شرك! فيقال له: هل تجد في القرآن أو السنة تسمية هذا الخضوع شركًا؟ فلا يجده. فيلزمه أن يقول: لأنه عبادة لغير الله. فيقال: وكذلك الدعاء والذبح والنذر عبادات،
(يُتْبَعُ)
(/)
مع ما يلزم هذه العبادات من أعمال القلوب: من الذل والخضوع والحب والتعظيم والتوكل والخوف والرجاء وغير ذلك ".
تمهيد (5): خلط المناوئين للشيخ بين " التوسل " البدعي والشركي! ثم افتراؤهم على الشيخ أنه يُكفر بالأول!
إن المناوئين لدعوة الشيخ يخلطون بين " التوسل " البدعي المختلف فيه، وبين " الاستغاثة " أو " الشفاعة " الشركية؛ تلبيسًا على المسلمين؛ فيسمون الثاني باسم الأول؛ ثم يضيفون لهذا الخلط والتلبيس افتراء وبهتانًا على الشيخ أنه يُكفر " المتوسل "! فيظن المسلمون ويصدقون أنه يُكفر من وقع في التوسل المختلف فيه، وهذا ما يريده الخصوم! – وقد تابعهم المالكي في هذا البهتان للأسف رغم ادعائه العقيدة السلفية!!
- يقول الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف في رسالته " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ": " لقد استغل الخصوم هذا الإجمال والاشتراك في لفظ التوسل، فقبلوا الحقائق، وأجازوا دعاء الموتى، والاستغاثة بهم باسم التوسل، ثم زعموا أن الشيخ الإمام يكفّر من توسل بالأنبياء والصالحين!!
إن الشيخ الإمام كفّر من استغاث بالأموات سواء كانوا أنبياء أو أولياء ولو سميت تلك الاستغاثة توسلاً، فالعبرة بالحقائق والمعاني وليست بالأسماء والمباني، فالتوسل عند عبّاد القبور يطلقونه على الاستغاثة بالموتى وطلب الحاجات منهم –كما تقدم-. وأما دعوى أن الشيخ كفّر من توسل بالصالحين، بمعنى سؤال الله بجاه هؤلاء الصالحين فقد أجاب الشيخ الإمام على تلك الدعوى –رداً على ابن سحيم- فقال: "فالمسائل التي شنع بها، منها ما هو من البهتان الظاهر وذكر الشيخ الإمام منها- قوله: أني أكفر من توسل بالصالحين، وجوابي أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم".
ووضح حفيده الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب الفرق بينهما بقوله: " اعلم أن التوسل بذات المخلوق أو بجاهه غير سؤاله ودعائه، فالتوسل بذاته أو بجاهه أن يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، وادخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك فهذا بدعة ليس شرك، وسؤاله ودعاؤه هو أن يقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة وأنا في كرب شديد، فرّج عني، واستجرت بك من فلان فأجرني ونحو ذلك، فهذا كفر وشرك أكبر ينقل صاحبه من الملة؛ لأنه صرف حق الله لغيره؛ لأن الدعاء عبادة لا يصلح إلا لله، فمن دعاه فقد عبده، ومن عبد غير الله فقد أشرك، والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر، وكثير من الناس لا يميز ولا يفرق بين التوسل بالمخلوق أو بجاهه، وبين دعائه وسؤاله فافهم ذلك ".
وقال الشيخ عبدالله أبابطين – رحمه الله –: " فإذا علم الانسان وتحقق معنى الإله وأنه المعبود، وعرف حقيقة العبادة، تبين له أن من جعل شيئًا من العبادة لغير الله فقد عبده واتخذه إلهًا، وإن فر من تسميته معبودًا أو إلهًا، وسمى ذلك توسلا وتشفعًا أو التجاءً ونحو ذلك. فالمشرك مشرك شاء أم أبى، كما أن المرابي مرابٍ شاء أم أبى، وإن لم يُسمّ ما فعله ربًا، وشارب الخمر شاربٌ للخمر وإن سماها بغير اسمها، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " يأتي ناسٌ من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها "، فتغيير الاسم لايُغير حقيقة المسمى ولايُزيل حكمه ".
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن – رحمه الله -: " تلطف الشيطان في كيد هؤلاء الغلاة في قبور الصالحين، بأن دس عليهم تغيير الأسماء والحدود الشرعية، والألفاظ اللغوية؛ فسموا الشرك وعبادة الصالحين توسلا ونداء وحُسن اعتقاد في الأولياء وتشفعًا بهم واستظهارًا بأرواحهم الشريفة؛ فاستجاب له صبيان العقول وخفافيش البصائر، وداروا مع الأسماء ولم يقفوا مع الحقائق ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال - أيضًا -: " اعلم أن مسألة الله بجاه الخلق نوع، ومسألة الخلق ما لا يقدر عليه إلا الله نوع آخر، فمسألة الله بجاه عباده منعها أهل العلم، ولم يجزها أحد ممن يعتد به، ويقتدى به كالأئمة الأربعة، وأمثالهم من أهل العلم والحديث، إلا أن ابن عبد السلام أجاز ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقيّده بثبوت صحة الحديث الذي جاء في ذلك وهو حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ادع يا محمد الحديث قال ابن عبدالسلام إن صح الحديث فيجوز بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، والحديث في سنده من لا يحتج به عند أهل العلم كما لا يخفى على أهل الصناعة. إلى أن قال الشيخ عبداللطيف: وبالجملة فهذه المسألة نوع، ولا يخرج بها الإنسان عن مسئلة الله، وإنما الكلام في سؤال العباد وقصدهم من دون الله ... فسؤال العباد والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك جلي، ولو قال يا ولي الله اشفع لي فإن نفس السؤال محرم، وطلب الشفاعة منهم بشبه قول النصارى يا والدة الإله اشفعي لنا إلى الإله وقد أجمع المسلمون على أن هذا شرك.
وقال الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -: " المسألة الثالثة؛ وهي مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو أن يقول القائل: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهي مسألة مشهورة، والكلام فيها معروف .. – إلى أن يقول – ونحن وإن قلنا بالمنع من التوسل به صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ أو نحوه لما نعتقده من أصحية المنع، فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلا بالحديث؛ فضلا عن أن نكفره، كما ينسبه إلينا من لم يعرف حقيقة ما نحن عليه ".
وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله – رادًا على أحد الشانئين ممن شابههم المالكي في الافتراء: " قد كان من المعلوم أن الوهابية لا يقولون إن التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه وحقه وزيارة قبره الشريف شركٌ بالله، بل هذا من الكذب الموضوع على الوهابية، وهم – ولله الحمد – فيما يقولون وينتحلون على صراط مستقيم، ولايقولون بجهل الجاهلين وانتحال المبطلين الزائغين عن الدين القويم، بل يقولون إن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحرمة المحدثة في الإسلام؛ لأنه لم يرد نصٌ عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا من بعدهم من سلف الأمة وأئمتها المهتدين ... " ثم وضح – رحمه الله – الفرق بين التوسل البدعي والاستغاثة الشركية.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: " التوسل بالأموات قسمان: قسم محرم لا يجوز؛ كأن تقول: اللهم إني أتوسل إليك بفلان، وقسم شرك لا يُغفر؛ كأن يقول القائل: يا سيدي يا بدوي أنا في حسبك، أنا في عرضك، اشفع لي، يا سيدي الحسين اشفع لي، فهذا شرك؛ لأن الشفاعة ملك لله، ولا تُطلب إلا منه ".
وأختم بجواب رائع للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – يجلي هذا الأمر الذي حاول المخالفون الخلط فيه:
" سؤال: ما الفرق بين التوسل والشفاعة، نرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.
الجواب: التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة: هي الحاجة نفسها، أو ما يوصل إلى الحاجة وقد يكون ذلك التوسل باستشفاع، يعني: بطلب شفاعة؛ بمعنى أنه يريد أن يصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بالاستشفاع، وقد يروم التوصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بغير الاستشفاع؛ فيتوسل مثلاً بالذوات فيسأل الله بذات فلان، أو بجاهه، أو بحرمته، مثل أن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد –بعد وفاته عليه الصلاة والسلام- أو يقول: اللهم إني أسألك بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو بالولي الفلاني، أو بأهل بدر، أو بأهل بيعة الرضوان، أو بغيرهم. فهذا هو الذي يسمونه توسلاً، وهذا التوسل معناه: أنه جعل أولئك وسيلة، وأحياناً يستعمل في التوسل لفظ: الحرمة، والجاه، فيقول: أسألك بحرمتهم، أو أسألك بجاههم، ونحو ذلك.
أما الاستشفاع: فهو أن يسألهم الشفاعة أي: يطلب منهم أن يشفعوا له.
فتحصل من ذلك: أن التوسل يختلف عن الاستشفاع، في أنَّ المستشْفِع: طالب للشفاعة، وقد علم أن الشفاعة إذا طلبها من العبد يكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل –بحسب عُرْف الاستعمال- فإنه يسأل الله، لكن يجعل ذلك بوسيلة أحدٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاستشفاع: سؤال لغير الله، وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، أو بحرمته، أو بجاهه: وكل هذا لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة ووسيلة إلى الشرك، وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء، كالميت، أو الغائب، أو نحوهما: فهو شرك أكبر؛ لأنه طلب ودعاء لغير الله.
فالتوسل –بحسب العرف- هو من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.
لكن الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون جميع عباداتهم الشركية –من طلب الشفاعة، والذبح، والنذر، والاستغاثة بالموتى، ودعائهم- توسلاً وهذا غلط في اللغة، والشرع معا، فالكلام في أصله لا يصح؛ فإن بين التوسل والشفاعة فرقاً من حيث مدلول المعنى اللغوي، فكيف يسوى بينهما في المعنى؟! أما إذا أخطأ الناس وسموا العبادات المختلفة توسلاً فهذا غلط من عندهم، لا يتحمله الشرع، ولا تتحمله اللغة ".
تمهيد (6): خصوم الدعوة كفّروا الشيخ – رحمه الله – وأتباعه، وبادروهم بالقتال
وهذا مالايذكره المناوئون للدعوة عند حديثهم عنها! لأنه يناقض ويعارض ما يحاولون إشاعته. وقد اعترف بهذا المؤرخون:
- لقد اتخذ أشراف مكة موقفاً عدائياً من دعوة الشيخ محمد والدولة السعودية على حد سواء منذ البداية. فقد سجن أحد أولئك الأشراف الحجاج التابعين للدولة السعودية سنة (1162هـ).
وأصدر قاضي الشرع في تلك البلدة المقدسة فتوى بتكفير الشيخ محمد وأتباعه.
ولذلك مُنِعوا من أداء الحج سنوات طويلة. وكم كانت فرحة الشيخ عظيمة عندما تلقى رسالة من الشريف أحمد بن سعيد عام (1185هـ)، طالباً منه بعث عالم نجدي لشرح الدعوة التي نادى بها. وقد أرسل إليه الشيخ تلميذه عبدالعزيز الحُصيِّن. وبعث معه رسالة تنبئ عبارتها بما كان يختلج في نفسه من مشاعر طيّبة تجاه ذلك الشريف، وما كان يملأ جوانحه من آمال في مناصرته لدعوة الحق. قال الشيخ:
"بسم الله الرحمن الرحيم. المعروض لديك، أدام الله فضل نِعَمه عليك، حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد - أعزَّه الله في الدارين، وأعزَّ به دين جده سيد الثقلين-، أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمَّل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف لما كان قصده نصر الشريعة المحمدية ومن تبعها، وعداوة من خرج عنها. وهذا هو الواجب على ولاة الأمور ... فلا بدَّ من الإيمان به - أي بالنبي صلى الله عليه وسلم- ولابد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذين بعثه الله منهم، وشرَّفهم على أهل الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم".
على أن هذه الرسالة اللطيفة لم تُجن منها الثمار المرجوَّة؛ ذلك أن الشريف أحمد نفسه لم يبق في الحكم أكثر من سنة، فتلاشى ما دار في ذهن الشيخ من أمل، واستمر منع أنصاره من أداء الحج، ومع مرور الأيام لم يكتف أشراف مكة بذلك المنع؛ بل بدأوا بمهاجمة الأراضي النجدية التابعة للدولة السعودية عام (1205هـ/1790م). وكانت النتيجة أن انتصر السعوديون في نهاية المطاف على أولئك الأشراف حتى دخلت الحجاز تحت حكمهم. ولم يكن موقف زعماء بني خالد من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية أقل عداوة من موقف أشراف مكة.
- يقول زيني دحلان القبوري: " وكان أهل الحرمين يسمعون بظهورهم - أي الشيخ محمد وأتباع دعوته - في الشرق وفساد عقائدهم ولم يعرفوا حقيقة ذلك، فأمر مولانا الشريف مسعود أن يناظر علماء الحرمين العلماء الذين أرسلوا فناظروهم فوجدوهم ضحكة ومسخرة كحمر مستنفرة فرت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فإذا هي مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا عليهم البرهان والدليل أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الأول والآخر وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال، ووضعهم في السلاسل والأغلال فسجن منهم جانباً وفرَّ الباقون ووصلوا إلى الدرعية وأخبروا بما شاهدوا،فعتى أمرهم واستكبر، ونأى عن هذا المقصد وتأخر، حتى مضت دولة الشريف مسعود وأقيم بعده أخوه الشريف مساعد بن سعيد، فأرسلوا في مدته يستأذنون في الحج فأبى وامتنع من الإذن لهم فضعفت عن الوصول مطامعهم،فلما مضت دولة الشريف مساعد وتقلد الأمر أخوه الشريف أحمد بن سعيد أرسل أمير
(يُتْبَعُ)
(/)
الدرعية جماعة من علمائه كما أرسل في المدة السابقة.
فلما اختبرهم علماء مكة وجدوهم لا يتدينون إلا بدين الزنادقة فأبى أن يقر لهم في حمى البيت الحرام قرار،ولم يأذن لهم في الحج بعد أن ثبت عند العلماء أنهم كفار، كما ثبت في دولة الشريف مسعود.
فلما أن ولي الشريف سرور أرسلوا أيضاً يستأذنونه في زيارة البيت المعمور فأجابهم: بأنكم إن أردتم الوصول آخذ منكم في كل سنة وعام صرمة مثل ما نأخذها من الأعاجم وآخذ منكم زيادة على ذلك مائة من الخيل الجياد،فعظم عليهم تسليم هذا المقدار وأن يكونوا مثل العجم فامتنعوا من الحج في مدته كلها، فلما توفي وتولى سيدنا الشريف غالب أرسلوا أيضاً يستأذنون في الحج فمنعهم وتهددهم بالركوب عليهم،وجعل ذلك القول فعلاً،فجهز عليهم جيشاً في سنة ألف ومائتين وخمسة، واتصلت بينهم المحاربات والغزوات إلى أن انقضى تنفيذ مراد الله فيما أراد وسيأتي شرح تلك الغزوات والمحاربات بعد توضيح ما كانوا عليه من العقائد الزائغة التي كان تأسيسها من محمد بن عبدالوهاب.
إلى أن يقول معترفًا: " والحاصل أنه – أي الشيخ محمد - لبَّس على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم بإقامة الدين، وذلك مثل أمره للبوادي بإقامة الصلاة والجماعة ومنعهم من النهب، ومن بعض الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط، وكتأمين الطرق والدعوة إلى التوحيد، فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حاله وحال أتباعه ".
- وقال الشيخ محمد - رحمه الله – في رسالته لأهل المغرب: " وأما: ما صدر من سؤال الأنبياء، والأولياء الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج، والصلاة عندها واتخاذها أعياداً، وجعل السدنة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة، حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" رواه مسلم
وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد، أعظم حماية وسد كل طريق يوصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه كما ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، وثبت فيه أيضاً: أنه بعث علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- وأمره أن لا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه، ولا تمثالاً إلا طمسه؛ ولهذا قال غير واحد من العلماء: يجب هدم القبب المبنية على القبور، لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا: هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس، حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا، وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم، وظفرنا بهم، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه، بعدما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة؛ ممتثلين لقوله سبحانه وتعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان، قاتلناه بالسيف والسنان، كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) ".
- وقال الشيخ عبد الله بن الإمام محمد – رحمهما الله -: "وهذا الدين الذي ندعو إليه، قد ظهر أمره وشاع وذاع، وملأ الأسماع، من مدة طويلة، وأكثر الناس بدّعونا، وخرّجونا، وعادونا عنده، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا وأموالنا، ولم يكن لنا ذنب سوى تجريد التوحيد، والنهي عن دعوة غير الله والاستغاثة بغيره، وما أحدث من البدع والمنكرات، حتى غُلبوا وقُهِروا، فعند ذلك أذعنوا وأقروا بعد الإنكار".
- وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، مقرراً منهج جده –الإمام محمد- في مسألة القتال، ومزيلا للشبه في ذلك:" الشيخ لم يبدأ أحداً بالقتال، بل أعداؤهم الذين ابتدأه بذلك، وقتاله كان من باب الدفع والمجازاة على السيئة بمثلها، وما حدث بعده أو في وقته من خطأ أو تعد، فلا يجوز نسبته إليه، وأنه أمر به أو رضيه، وقد جرى لأسامة بن زيد في دم الجهني، وجرى لخالد بن الوليد في دماء بني جذيمة، وأموالهم ما لا يجهله أهل العلم والإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك في عهده صلى الله عليه وسلم، وقد برئ منه وأنكره، فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وقال لأسامة "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ كيف تصنع بلا إله إلا الله، إذا جاءت يوم القيامة؟ ".
ومن أشكل عليه أمر القتال في زمن الشيخ، وعلى دعوته، فهو إما جاهل بحال الأعداء وما قالوه في الإسلام، وما بدلوه من الدين، وما كانت عليه البوادي والأعراض من الكفر بآيات الله، ورد أحكام القرآن، والاستهزاء بذلك، والرجوع إلى سوالف البادية، وما كانت عليه من العادات والأحكام الجاهلية ... أو هو جاهل بما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، لا شعور له بشيء من ذلك، ولا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم؟
وبالجملة: فالواجب أن يتكلم الإنسان بعلم وعدل، ومن فاته العلم، فحسبه السكوت، إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن خلع ربقة الدين من عنقه، فليقل ما شاء، والله بما يعملون بصير ".
- وقال الدكتور ناصر العقل عن الشيخ وأتباع الدعوة:
" 1 - إن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها، بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان،حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر -أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنزي.) انظر: حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، لخزعل، ص 14). ثم لما استقرت الدعوة في الدرعية بدأها بالحرب دهام بن دواس أمير الرياض آنذاك.
2 - إن الخصوم كانوا كثيراً ما يغدرون بأتباع الدعوة من الدعاة القضاة والعلماء وطلاب العلم والمعلمين الذين كان يبعثهم الشيخ محمد والولاة والمشايخ –المؤيدين للدعوة- للقرى والبادية والأقاليم لتعليم الناس دينهم وإجراء الأحكام الشرعية بينهم،بل كثيراً ما يعلنون العصيان على الحاكم الإمام محمد بن سعود، وينقضون البيعة والعهد، ويخرجون على الجماعة والإمام، وهذا ما يحرمه الإسلام، ويأمر بتأديب من يفعله.
3 - وكان حكام الحجاز غالباً يعلنون العداء لدعوة التوحيد وأتباعها وكانت عداوتهم متنوعة عقدية وسياسية وإعلامية ثم عسكرية، وأحياناً يقتلون بعض العلماء والدعاة بل والرسل الذين يبعثهم أهل الدعوة إليهم.
4 - وكانوا يمنعونهم من حقوقهم المشروعة كإبلاغ الدعوة، وكأداء فريضة الحج، فقد منعوهم منه سنين طويلة ثم أذنوا فيه سنة (1197هـ)، ثم الشريف غالب منعهم من الحج مرة أخرى منذ سنة (1203هـ) وما بعدها ثم غزا معتدياً، فقد بدأ الشريف غالب وغيره من حكام الحجاز الحرب على الدعوة وأتباعها قبل أن يبدؤوهم.
وأعلن الحرب المسلحة ضدهم، وقد اعترف خصوم الدعوة بذلك وذكره مؤرخوهم معتزين به. (انظر: خلاصة الكلام لدحلان، ص 228 - 229).
وعلى هذا فإنه عند التحقيق العلمي المتجرد يثبت قطعاً أن ما يقال عن الإمام وعلماء الدعوة وحكامها (آل سعود) وأتباعها حول التكفير واستحلال قتال المسلمين ودمائهم كلها مما لا يصح،أو مما قد يكون له وجه شرعي معتبر قام عليه الدليل الشرعي، ذلك أن تكفير من يستحق التكفير شرعاً وسب من يستحق السب شرعاً ليس من التكفير والسب المذموم ولا القسوة، بل مما هو مطلوب شرعاً في الدين الإسلامي بشروطه وضوابطه التي يعرفها الراسخون في العلم. إذن فقد ثبت أنهم لم يبدءوا القتال ولم يقاتلوا ابتداء إنما بدأ القتال خصومهم.
ثم إنه من الطبيعي أن اختيار منهج القوة والحزم والقتال عند الضرورة هو الحل الأمثل في كثير من الأحوال،ومنها الحال التي وصلت إليها الدعوة مع خصومها. ونظراً لقوة الباطل والهوى وتمكنه من قلوب كثير من الناس وحياتهم لم تقبل نفوسهم الحق ولم تذعن لأهله. كما أن الناظر لحال كثيرين من الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها تشنيعاً على الدعوة وأتباعها في شبهة التكفير يجد العجب من تحيزهم ضد السنة وأهلها في هذه المسألة (وغيرها) وإغفالهم لأهل البدع الخلص الذين يكفرون خيار الأمة؛ فيكفرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزاوجه أمهات المؤمنين، ويكفرون السلف الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن أكثر مزاعم التكفير والتشدد التي ألصقت بالدعوة وإمامها حدثت من الرافضة الذين يكفرون خيار الأمة ويستنقصونهم، ومن أشياعهم الذين يشاركونهم في بدع المقابرية والقباب والمشاهد والمزارات البدعية، والطرق الصوفية والموالد والأذكار المحدثة، ومن المعلوم لدى كل باحث ومحقق: أن أصل هذه البدع ومنشأها كان من مكفّرة الصحابة والسلف الصالح، فأين العدل والإنصاف والتحقيق الذي يدّعونه؟، وأين الغيرة على الحق والدين وعلى الأولياء والصالحين التي يزعمونها؟ وهم يهينون الصالحين ببدعهم. وأين النصح للمسلمين الذي يتظاهرون به؟! وهم يروجون البدع وينصرونها ".
- ثم نقل عن المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي قوله في تاريخه عن جيش إبراهيم باشا عدو الدعوة: " ولما وصلوا بدراً واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف، وبها خيار الناس، وبها أهل العلم الصلحاء: نهبوهم وأخذوا نساءهم وبناتهم وأولادهم وكتبهم فكانوا .. يبيعونهم من بعضهم لبعض ويقولون:هؤلاء الكفار الخوارج".
- ويقول الشيخ فوزان السابق: " إن الوهابين لم يبدأوا أحداً بالقتال، ولم يعتدوا على جيرانهم بالحجاز والعراق، حتى غزاهم جيرانهم في عقر دارهم، ومنعوهم من حج بيت الله الحرام، حتى آل الأمر إلى تجذيب النساء مع الرجال من تحت أستار الكعبة في وقت الشريف مسعود وبعده، فلما حيل بينهم وبين أداء ركن من أركان الإسلام تعين عليهم الجهاد. فلما مكن الله لهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، لا كما يقول المعترض المفترى.
وهذا ما ذكره العلامة محمود فهمي المصري في كتابه البحر الزاخر. قال رحمه الله تعالى: ومع ما كان عليه الوهابيون من الحروب والمبارزات في بلاد بالعرب لم يعتدوا على حقوق الحكومتين المجاورتين لهم، وهما حكومة بغداد والحجاز، وكانت قوافل الحجاج تمر من وسط أراضيهم من غير أن يحصل لأي قافلة ضرراً أو انزعاج، وكانوا في أحوال أخوية ودية مع الشريف سرور شريف مكة، وفي سنة 1781 بعد الميلاد استحصلوا على رخصة منه في أداء حجهم وطوافهم بالكعبة، فتولد من زيادة قوتهم ونفوذ شوكتهم اشتعال نار الغيرة والحسد في قلب الشريف غالب، وفي ظرف بضع سنين من تقلده الحكومة، وتوظفه شريف مكة بعد الشريف سرور: أعلن حرباً على الوهابية، وكانت طرائق هذا الحرب مثل طرائق حرب البدو، متقطعاً بهدنات صغيرة قصيرة المدة، ولما انتظمت مخابرات الشريف غالب مع الدولة التركية العثمانية، لم يهمل أدنى طريقة يمكنه إجراءها في تمكين الدولة العثمانية من إدخال عساكرها في بلاد العرب لأجل الوقوع بالوهابين، إلا وأجراها، وادعى أنهم من الملحدين الكافرين ".
تمهيد (7): واقع أهل نجد قبل دعوة الشيخ محمد – رحمه الله -
ظن المناوئون للدعوة – ومن اغتر بكلامهم – أن علماء الدعوة ومؤرخيها بالغوا في وصف حال نجد قبل قيام الشيخ محمد – رحمه الله – بدعوة التوحيد؛ من حيث انتشار الممارسات البدعية والشركية، وزعموا أن هذا من المبالغات المقصودة المخالفة للواقع لأجل مدح الشيخ أوالدعوة و التماس العذر له فيما قام به! ثم فهم بعضهم من تلك العبارات أن الشيخ أو علماء الدعوة يُكفرون بالعموم! وهذا جهلٌ ومغالطة. ولو أنصف هؤلاء لعلموا أن ما نُقل من المعارضة والمخاصمة للشيخ – سواء بواسطة التآليف أو القتال – دليلٌ واضح على حال البلاد قبل دعوة الشيخ، وإلا فلماذا هذا الاستنكار الواسع لها والمدافعة لو كان الناس ذاك الوقت على حالٍ مستقيمة مرضيّة؟! كيف وقد شهد لهذا الحال الكئيب مؤرخو تلك الفترة ممن هم أوثق من المناوئين جميعًا؟!.
ولو عقل هؤلاء – أيضًا – لعلموا أن وصف انتشار الجهل المنتشر والمخالفات الشرعية لا يعني تكفير الناس بالعموم -كما يدعون -، فشتان بين الأمرين. وهذا يُدركه أهل العلم المنصفون الذين يُنزلون الألفاظ منزلها المناسب، دون تزيد أو تضخيم. ويلزم هؤلاء المدعون أن يحكموا بهذا الحكم الشنيع على كل من وصف حال الأمة – في فترة من فترات الجهل والإعراض عن دين الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم – بأنه يُكفر الناس. فهل يلتزمون هذا؟ لا أظن ذلك؛ لأن مؤلفات العلماء – سنيّهم ومبتدعهم – لا تخلو منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلا: - ما قول المالكي في قول إمام الزيدية! الهادي بن الحسين في إحدى رسائله: " .. فقد تراكمت الفتن، وجَل ما نحن فيه من تعطيل الكتاب والسنة، وظهور السِفاح وخمول النكاح، وظهور الرويبضة من الناس، وشرب الخمور، وارتكاب الشرور، وأكل الربا، وقبول الرشا، والجري في ميادين الهوى، وجور السلطان ونهج الشيطان، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ".
- وما قوله في ما ذكره الإمام الزيدي الآخر! إدريس بن عبدالله في إحدى رسائله: " وأذكركم الله في أرامل افتقرت، ويتامى ضُيعت، وحدود عُطلت، وفي دماء بغير حق سُفكت، فقد نُبذ الكتاب والإسلام؛ فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه ".
- وما قوله في ما قاله ابن حجر الهيتمي في مقدمة رسالته " الزواجر عن اقتراف الكبائر ": " .. دعاني ذلك مع ما تفاحش من ظهور الكبائر، وعدم أنفة الأكثر عنها في الباطن والظاهر، لما أن أبناء الزمان وإخوان اللهو والنسيان قد غلبت عليهم دواعي الفسوق، والخلود إلى أرض الشهوات والعقوق .. الخ ".
- وماقوله فيما أخبر به الشوكاني – رحمه الله – عن أبناء عصره عندما قال – وكأنه يرد على المالكي -: " ومن أنكر حصول النداء للأموات والاستغاثة بهم استقلالا؛ فليخبرنا ما معنى ما يسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم: يا ابن العجيل، يا زيلعي، يا ابن علوان، يا فلان بن فلان، وهل يُنكر هذا منكر؟ أو يشك فيه شاك؟ وما عدى ديار اليمن فالأمر فيها أطم وأعم، ففي كل قرية ميت يعتقده أهلها وينادونه، وفي كل مدينة جماعة منهم، حتى إنهم في حرم الله ينادون: يا ابن عباس، يا محجوب، فماظنك بغير ذلك؟ ". ثم قال: " واعلم أن ما حررناه وقررناه من أن كثيرًا مما يفعله المعتقدون في الأموات يكون شركًا، قد يخفى على كثير من أهل العلم؛ وذلك لا لكونه خفيًا في نفسه، بل لإطباق الجمهور على هذا الأمر، وكونه قد شاب عليه الكبير، وشب عليه الصغير، وهو يرى ذلك ويسمعه، ولا يرى ولا يسمع من ينكره .. ".وما قوله فيما ألفه العلماء من كل المذاهب في التحذير من البدع والشركيات التي أخبروا عن انتشارها في عصرهم؛ كأبي شامة وابن وضاح والشاطبي والسيوطي وعلي محفوظ والقاسمي وغيرهم؟
تمهيد (8): أصول الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - في قضية التكفير.
(تراجع لطولها مع الهوامش في الكتاب)
لتحميل الكتاب مصورًا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2976
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 08:19]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
أسأل الله أن يجعل لكم بكل حرف حسنة
يضاعفها الكريم أضعافا عديده
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 10:40]ـ
بارك الله فيكم ... وأكثر الله من أمثالكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 05:12]ـ
الأخوين الكريمين: آل عامر، وعبدالعزيز .. وفيكم بارك الله، ونفع بكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:26]ـ
شكر الله لكم(/)
محبة الله والرسول (من كلام ابن رجب الحنبلي)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:13]ـ
محبة الله والرسول (من كلام ابن رجب الحنبلي) فقد من الله علي بقراءة كتاب فتح الباري لابن رجب الحنبلي، وأنا الآن أشرع في قراءة ثانية لهذا الكتاب النافع الماتع، ومما استهواني فيه، هذا المقال الرائع، وقد نقلت النص بطوله لأهميته ومكانته.
كلام ابن رحب الحنبلي فتح الباري 1/ 50 - 59
خرج البخاري ومسلم من حديث: أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ".
وخرج البخاري ومسلم - أيضاً – من حديث: أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ".
محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدم عليهما محبة شيء من الأمور المحبوبة طبعاً من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: ((قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ)).
و لما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: " لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر: والله أنت الآن أحب إلي من نفسي، قال: " الآن يا عمر ". فيجب تقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على النفوس والأولاد والأقارب والأهلين والأموال والمساكين، وغير ذلك مما يحبه الناس غاية المحبة، وإنما تتم المحبة بالطاعة كما قال تعالى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)).
وسئل بعضهم عن المحبة، فقال: الموافقة في جميع الأحوال. فعلامة تقديم محبة الرسول على محبة كل مخلوق: أنه إذا تعارض طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أوامره وداع آخر يدعو إلى غيرها من هذه الأشياء المحبوبة، فإن قدم المرء طاعة الرسول وامتثال أوامره على ذلك الداعي: كان دليلاً على صحة محبته للرسول وتقديمها على كل شيء، وإن قدم على طاعته وامتثال أوامره شيئاً من هذه الأشياء المحبوبة طبعاً: دل ذلك على عدم إتيانه بالإيمان التام الواجب عليه.
وكذلك القول في تعارض محبة الله ومحبة داعي الهوى والنفس، فإن محبة الرسول تبع لمحبة مرسله عز وجل. هذا كله في امتثال الواجبات وترك المحرمات. فإن تعارض داعي النفس ومندوبات الشريعة، فإن بلغت المحبة إلى تقديم المندوبات على دواعي النفس كان ذلك علامة كمال الإيمان وبلوغه إلى درجة المقربين والمحبوبين المتقربين بالنوافل بعد الفرائض، وإن لم تبلغ هذه المحبة إلى هذه الدرجة فهي درجة المقتصدين أصحاب اليمين الذين كملت محبتهم الواجبة، ولم يزيدوا عليها.
فصل
خرج البخاري ومسلم من حديث: أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ". وقد خرجه مسلم وعنده في رواية: " فقد وجد طعم الإيمان، وجاء في رواية: " وجد طعم الإيمان وحلاوته ".
فهذه الثلاث خصال من أعلى خصال الإيمان، فمن كملها فقد وجد حلاوة الإيمان وطعم طعمه، فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام و الشراب غذاء الأبدان وقوتها، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك، بل قد يستحلي ما يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه، فكذلك القلب إنما يجد حلاوة الإيمان إذا سلم من أسقامه وآفاته، فإذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ، ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان، بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي. ومن هنا قال صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "، لأنه لو كمل إيمانه لوجد حلاوة الإيمان فاستغنى بها عن استحلاء المعاصي.
سئل وهيب بن الورد: هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله؟ قال: لا، ولا من هم بالمعصية. وقال ذو النون: كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب. فمن جمع هذه الخصال الثلاثة المذكورة في هذا الحديث فقد وجد حلاوة الإيمان وطعم طعمه:
أحدها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
ومحبة الله تنشأ تارة من معرفته، وكمال معرفته: تحصل من معرفة أسمائه وصفاته وأفعاله الباهرة والتفكير في مصنوعاته وما فيها من الإتقان والحكم والعجائب، فإن ذلك كله يدل على كماله وقدرته وحكمته وعلمه ورحمته.
وتارة ينشأ من مطالعة النعم، وفي حديث ابن عباس المرفوع: " أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه وأحبوني لحب الله ". خرجه الترمذي في بعض نسخ كتابه. وقال بعض السلف: من عرف الله أحبه، ومن أحبه أطاعه فإن المحبة تقتضي الطاعة كما قال بعض العارفين: المحبة الموافقة في جميع الأحوال، ثم أنشد:
ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة .......... وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
ومحبة الله على درجتين:
إحداهما: فرض، وهي المحبة المقتضية لفعل أوامره الواجبة والانتهاء عن زواجره المحرمة والصبر على مقدوراته المؤلمة، فهذا القدر لابد منه في محبة الله، ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله، كما قال بعض العارفين: من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده فهو كاذب، فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من فعل الواجبات فلتقصيره في محبة الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله، فإن محبة الله لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه. وإنما يحصل الوقوع فيما يكرهه الله لنقص محبته الواجبة في القلوب وتقديم هوى النفس على محبته وبذلك ينقص الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " الحديث.
والدرجة الثانية من المحبة - وهي فضل مستحب -: أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات، والرضا بالأقضية المؤلمات، كما قال عامر بن عبد قيس: أحببت الله حباً هون علي كل مصيبة ورضاني بكل بلية، فما أبالي مع حبي إياه على ما أصبحت، ولا على ما أمسيت. و قال عمر بن عبد العزيز أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر، ولما مات ولده الصالح قال: إن الله أحب قبضه، وأعوذ بالله أن تكون لي محبة تخالف محبة الله. وقال بعض التابعين في مرضه: أحبه إلي أحبه إليه.
وأما محبة الرسول: فتنشأ عن معرفته ومعرفة كماله وأوصافه وعظم ما جاء به، وينشأ ذلك في معرفة مرسله وعظمته - كما سبق -، فإن محبة الله لا تتم إلا بطاعته، ولا سبيل إلى طاعته إلا بمتابعة رسوله، كما قال تعالى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)).
ومحبة الرسول على درجتين - أيضاً: إحداهما: فرض، وهي ما اقتضى طاعته في امتثال ما أمر به من الواجبات والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات وتصديقه فيما أخبر به من المخبرات والرضا بذلك، وأن لا يجد في نفسه حرجاً مما جاء به ويسلم له تسليماً، وأن لا يتلقى الهدى من غير مشكاته ولا يطلب شيئاً من الخير إلا مما جاء به.
الدرجة الثانية: فضل مندوب إليه، وهي: ما ارتقى بعد ذلك إلى اتباع سنته وآدابه وأخلاقه والاقتداء به في هديه وسمته وحسن معاشرته لأهله وإخوانه وفي التخلق بأخلاقه الظاهرة في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة وفي جوده وإيثاره وصفحه وحلمه واحتماله وتواضعه، وفي أخلاقه الباطنة من كمال خشيته لله ومحبته له وشوقه إلى لقائه ورضاه بقضائه وتعلق قلبه به دائما وصدق الالتجاء إليه والتوكل والاعتماد عليه، وقطع تعلق القلب بالأسباب كلها ودوام لهج القلب واللسان بذكره والأنس به والتنعم بالخلوة بمناجاته ودعائه وتلاوة كتابه بالتدبر والتفكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الجملة: فكان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن، يرضى لرضاه ويسخط لسخطه، فأكمل الخلق من حقق متابعته وتصديقه قولاً وعملاً وحالاً وهم الصديقون من أمته الذين رأسهم: أبو بكر – خليفته من بعده – وهم أعلى أهل الجنة درجة بعد النبيين كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم " قالوا ": يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء ما يبلغها غيرهم، قال: " إي والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ". خرجاه في " الصحيحين " من حديث أبي سعيد.
الخصلة الثانية: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله. والحب في الله من أصول الإيمان وأعلى درجاته. وفي " المسند " عن معاذ بن أنس الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الإيمان، فقال: أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله ". وفيه - أيضاً – عن عمرو بن الجموح، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله، فإذا أحب لله، وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله " وفيه: عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوثق عرى الإيمان: أن تحب في الله وتبغض في الله وخرج الإمام أحمد، وأبو داود عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الأعمال: الحب في الله والبغض في الله". ومن حديث أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ". وخرجه أحمد، والترمذي من حديث معاذ بن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد أحمد في رواية " وأنكح لله ".
وإنما كانت هذه الخصلة تالية لما قبلها، لأن من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما فقد صار حبه كله له، ويلزم من ذلك أن يكون بغضه لله وموالاته له ومعاداته له، وأن لا تبقى له بقية من نفسه وهواه، وذلك يستلزم محبة ما يحبه الله من الأقوال والأعمال، وكراهة ما يكرهه من ذلك، وكذلك من الأشخاص، ويلزم من ذلك معاملتهم بمقتضى الحب والبغض، فمن أحبه الله أكرمه وعامله بالعدل والفضل، ومن أبغضه لله أهانه بالعدل، ولهذا وصف الله المحبين له بأنهم ((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ)). وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك " فلا تتم محبة الله ورسوله إلا بمحبة أوليائه وموالاتهم وبغض أعدائه ومعاداتهم. وسئل بعض العارفين: بما تنال المحبة؟ قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، وأصله الموافقة.
الخصلة الثالثة: أن يكره الرجوع إلى الكفر كما يكره الرجوع إلى النار. فإن علامة محبة الله ورسوله: محبة ما يحبه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه الله ورسوله – كما سبق – فإذا رسخ الإيمان في القلب وتحقق به ووجد حلاوته وطعمه أحبه وأحب ثباته ودوامه والزيادة منه وكره مفارقته وكان كراهته لمفارقته أعظم عنده من كراهة الإلقاء في النار، قال الله تعالى ((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)). والمؤمن يحب الإيمان أشد من حب الماء البارد في شدة الحر للظمآن، ويكره الخروج منه أشد من كراهة التحريق بالنيران، كما في " المسند " عن أبي رزين العقيلي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: " أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما، وأن تحرق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ
وفي " المسند " – أيضاً – أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى معاذ بن جبل فقال له فيما وصاه به: " لا تشرك بالله شيئاً وإن قطعت وحرقت ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي " سنن ابن ماجه " أن النبي صلى الله عليه وسلم وصي أبا الدرداء وغيره – أيضاً. وقد أخبر الله عن أصحاب الأخدود بما أخبر به وقد كانوا فتنوا المؤمنين والمؤمنات وحرقوهم بالنار ليرتدوا عن الإيمان، فاختاروا الإيمان على النار. وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن امرأة منهم أتى به ومعها صبي لها يرضع فكأنها تقاعست أن تلقي نفسها في النار من أجل الصبي فقال لها الصبي: يا أمه! اصبري فإنك على الحق ".
وألقي أبو مسلم الخولاني في النار على امتناعه أن يشهد للأسود بالنبوة فصارت عليه برداً وسلاماً. وعرض على عبد الله بن حذافة أن يتنصر فأبى فأمر ملك الروم بإلقائه في قدر عظيمة مملوءة ماء تغلي عليه فبكى وقال: لم أبك جزعاً من الموت، لكن أبكي أنه ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في الله، لوددت أنه كان لي مكان كل شعرة مني نفساً يفعل بها ذلك في الله عز وجل.
هذا مع أن التقية في ذلك باللسان جائزة مع طمأنينة القلب بالإيمان كما قال تعالى ((إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)). ولكن الأفضل الصبر وعدم التقية في ذلك. فإذا وجد القلب حلاوة الإيمان أحس بمرارة الكفر والفسوق والعصيان ولهذا قال يوسف عليه السلام: ((رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)). سئل ذو النون: متى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما يكرهه أمر عندك من الصبر. وقال بشر بن السري: ليس من أعلام المحبة أن تحب ما يبغضه حبيبك. واعلم أن القدر الواجب من كراهة الكفر والفسوق والعصيان هو أن ينفر من ذلك ويتباعد منه جهده ويعزم على أن لا يلابس شيئا من جهده لعلمه بسخط الله له وغضبه على أهله. فأما ميل الطبع إلى ما يميل من ذلك – خصوصاً لمن اعتاده ثم تاب منه – فلا يؤاخذ به إذا لم يقدر على إزالته، ولهذا مدح الله من نهى النفس عن الهوى، وذلك يدل على أن الهوى يميل إلى ما هو ممنوع منه وأن من عصى هواه كان محموداً عند الله عز وجل.
وسئل عمر عن قوم يشتهون المعاصي ولا يعملون بها، فقال: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)). وقد ترتاض النفس بعد ذلك وتألف التقوى حتى تتبدل طبيعتها وتكره ما كانت مائلة إليه وتصير التقوى لها طبيعة ثابتة.
إنتهى من كلام ابن رحب الحنبلي فتح الباري 1/ 50 - 59
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:20]ـ
بسم الله والحمد لله
كلام عظيم عجيب يطفح نوراًً ..
جزاك الله خيرا يا شيخ ماهر ..
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 07:31]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وستر عليكم(/)
هل يجوز التحاكم إلى المحاكم الدولية؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 06:35]ـ
هنا مسألتان:
1 - هل يجوز التحاكم إلى محكمة دولية؟
2 - وهل الدخول إلى سويسرا يعتبر ضرورة تبيح هذا التحاكم؟
اقرأوا هذا الخبر:
سويسرا تمنع الشيخ العودة من دخول أراضيها
الرياض/الإسلام اليوم/عبد الله الرشيد
23/ 4/1428 6:16 م
10/ 05/2007
أصدر مكتب الشرطة الفدرالي بوزارة العدل السويسرية قراراً يحظر على فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- الدخول إلى الأراضي السويسرية، واتهمته بأنه "وهّابي، أصولي، مقرَّب من أسامة بن لادن". كما ورد في قرار (حظر الدخول) الصادر من المكتب الفدرالي للشرطة في بيرن بالاتحاد السويسري.
وقالت وزارة العدل السويسرية في خطاب عن طريق السفارة السويسرية بالرياض: "إن سلمان بن فهد العودة شيخٌ ذو نفوذ عالَميّ، وواحدٌ من كبار النافذين لدى التيار الإسلامي الأصولي للوهابية بالمملكة العربية السعودية، وهو مرافق مقرَّب لأسامة بن لادن، وسُجن في السعودية؛ لأفكاره المتطرفة من عام 1994 ولغاية 1999م، ومازال يتابع منذ سجنه الدعوة في كتاباته إلى الجهاد المسلَّح ضد الأمم الغربية الكافرة".
وقالت السلطات السويسرية: "إنه يجب تجنُّب السماح للدعاة الإسلاميين بنشر أفكارهم المتطرفة الداعية إلى العنف والحقد في سويسرا".وهددت السلطات السويسرية الشيخ سلمان العودة في حال خرقه للقرار بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، أو غرامة مالية قد تصل إلى عشرة آلاف فرنك سويسري.
وقد تلقى الشيخ سلمان العودة دعوةً من رئيس رابطة مسلمي سويسرا، الأستاذ: عادل الماجري؛ لحضور الملتقى السنوي السادس عشر لرابطة مسلمي سويسرا، والذي ينعقد في 24 - 26/ 4/1428هـ تحت عنوان (مسلمو سويسرا وتحديات المواطنة الفاعلة)، وكان من المقرر أن يشارك فيه الشيخ العودة، إلا أن السلطات السويسرية منعته من الدخول.
ويعتزم الشيخ سلمان العودة رفع دعوى قضائية على السلطات السويسرية التي أصدرت قرار حظر دخول الشيخ العودة إلى سويسرا، مؤكداً على أنه سيتولّى القضيةَ محامون دوليون؛ للطعن في قرار وزارة العدل السويسرية التي "اعتمدت على معلومات ملفّقة أعدتها قوىً صهيونية متطرفة".
يُذكر أن الشيخ سلمان العودة قد زار المملكة المتحدة مشاركاً في مؤتمر (قناة الإسلام) بلندن، الذي حضره أكثر من 40ألف شخص من مختلف الأعراق والثقافات في بريطانيا.
ويُعرف الشيخ سلمان العودة بخطابه المعتدل ودعوته للأقليات المسلمة في البلاد الغربية بالتعايش المحافظ، والاندماج الذي لا تضيع معه الهوية الإسلامية، كما أنه مع استقلال الدول الإسلامية التي تقع تحت سلطة الاحتلال الأجنبي، يؤيد وبكل قوة المقاومة الوطنية الشريفة التي تحارب المحتل، في العراق، وفلسطين، و يرفض كل أشكال العنف والإرهاب التي تقع في البلدان الإسلامية، وحتى في البلاد الغربية.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 08:05]ـ
منقول للفائدة من مقالة " مناصحة للدكتور أيمن الظواهري ":
وممّا وجدتهُ في مجلّةِ المنار ِ، للعلاّمةِ: مُحمّد رشيد رضا قولهُ: " إذا غلبَ العدوُّ على بعض ِ بلادِ المُسلمينَ، وامتنعتْ عليهم الهجرة ُ، فهل الصوابُ أن يتركوا لهُ جميعَ الأحكام ِ؟، ولا يتولّوا لهُ عملاً أم لا؟، يظنُّ بعضُ الناس ِ أنَّ العملَ للكافر ِ لا يحلُّ بحال ٍ، والظاهرُ لنا أنَّ المُسلمَ الذي يعتقدُ أنّهُ لا ينبغي أن يحكمَ المُسلمَ إلا المُسلمُ، وأنَّ جميعَ الأحكام ِ يجبُ أن تكونَ موافقة ً لشريعتهِ، وقائمة ً على أصولها العادلةِ، ينبغي لهُ أن يسعى في كلِّ مكان ٍ، بإقامةِ ما يستطيعُ إقامتهُ من هذه الأحكام ِ، وأن يحولَ دونَ تحكّم ِ غير ِ المسلمينَ بالمسلمينَ قدرَ الإمكان ِ.
وبهذا القصدِ يجوزُ لهُ أو يجبُ عليهِ، أن يقبلَ العملَ في دار ِ الحربِ، إلا إذا علمَ أنَّ عملهُ يضرُّ المسلمينَ ولا ينفعهم، بل يكونُ نفعهُ محصوراً في غيرهم، ومُعيناً للمُتغلبِ على الإجهازِ عليهم.
وجملة ُ القول ِ: أنّ دارَ الحربِ ليستْ محلاً لإقامةِ أحكام ِ الإسلام ِ، ولذلك تجبُ الهجرة ُ منها، إلا لعذر ٍ أو مصلحةٍ للمسلمينَ، يؤمنُ معها من الفتنةِ في الدين ِ، وعلى من أقامَ أن يخدمَ المسلمينَ بقدر ِ طاقتهِ، ويقوّي أحكامَ الإسلام ِ بقدر ِ استطاعتهِ، ولا وسيلة َ لتقويةِ نفوذِ الإسلام ِ وحفظِ مصلحةِ المسلمينَ، مثلَ تقلّدِ أعمال ِ الحكومةِ، لاسيّما إذا كانتِ الحكومة ُ متساهلة ً قريبة ً من العدل ِ بينَ جميع ِ الأمم والملل ِ كالحكومةِ الإنجليزيّةِ، والمعروفُ أنَّ قوانينَ هذه الدول ِ أقربُ إلى الشريعةِ الإسلاميّةِ من غيرها، لأنّها تفوّضُ أكثرَ الأمور ِ إلى اجتهادِ القضاةِ.
ولنا العبرة ُ من ذلك بما يجري عليهِ الأوربيّونَ في بلادِ المسلمينَ، إذا يتوسّلونَ بكلِّ وسيلةٍ إلى تقلّدِ الأحكام ِ، ومتى تقلدوها حافظوا على مصالح ِ أبناءِ ملّتهم وجنسهم، حتّى كانَ من أمرهم في بعض ِ البلادِ أن صاروا أصحابَ السيادةِ الحقيقيةِ فيها، وصاروا حكّامها الأولونَ آلاتٍ في أيديهم.
والظاهرُ مع هذا كلّهِ أنّ قبولَ المُسلم ِ للعمل ِ في الحكومةِ الإنجليزيّةِ في الهندِ، ومثلهُ ما هو في معناها، وحكمهُ بقانونِها، هو رخصة ٌ تدخلُ في قاعدةِ ارتكابِ أخفِّ الضررين ِ إن لم يكنْ عزيمة ً يُقصدُ بها تأييدُ الإسلام ِ، وحفظ ُ مصلحةِ المُسلمينَ " – مجلّة ُ المنار ِ 7/ 576 وما بعدها فهو مُهمٌ للغايةِ -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 09:43]ـ
سبحان الله كيف تنقلب الموازين بين السلف والخلف
الإمام مالك في المدونة يحرم دخول دار الكفر للتجارة لئلا تجري على المسلم أحكام المشركين, والآن يسعى البعض - هداه الله - لئن تجري عليه أحكام المشركين لكي يدخل بلادهم!!
ولي عودة مع بعض النقول النفيسة عن علماء المالكية إن شاء الله ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 10:10]ـ
سبحان الله كيف تنقلب الموازين بين السلف والخلف
الإمام مالك في المدونة يحرم دخول دار الكفر للتجارة لئلا تجري على المسلم أحكام المشركين, والآن يسعى البعض - هداه الله - لئن تجري عليه أحكام المشركين لكي يدخل بلادهم!!
ولي عودة مع بعض النقول النفيسة عن علماء المالكية إن شاء الله ..
انقلاب الموازين موجود بكثرة
لكن لا أدري أين انقلاب الموازين هنا؟
فرقٌ بين قصد بلاد الكفار لغرض التجارة وبين قصدها لغرض الدعوة، بغضِّ النظر عن موافقة
الشيخ على منهجه وطريقته التي يسلكها
لكن الحال مختلف بين ما ذكره الإمام مالك، وبين ما حصل مع الشيخ سلمان
فلو وجدتَ كلاماً لأهل العلم مطابقاً للحال المذكورة في الموضوع لكان حسناً
فالعدل بارك الله فيك
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 10:48]ـ
مع احترامي وتقديري لك - لعلمك وفضلك - لكنك لم تفهم كلامي
أنا لا أتحدث عن حكم السفر لبلاد الكفار للتجارة أو للدعوة!
أنا أتحدث عن المحذور الذي جعله الإمام مالك سببا في تحريم دخول أرض الحرب, وهو محذور جريان أحكام المشركين على المسلم, فانظر كيف يُتحاكم للمشركين لدخول أرضهم, والإمام منع دخول أرضهم لئلا يتحاكم إليهم!!
فالمحذورالذي لأجله يجتنب الدخول لدار الحرب أصبح وسيلة لدخول دار الحرب, فسبحان الله!
وذلك بغض النظر عن المقصد من الدخول, فهذا لا علاقة له بموضوعنا, فكلامنا عن التحاكم لا عن السفر
دعونا نجرد النظر للمسألة بعيدا عن الأشخاص حتى لا تتأثر عواطفنا ونخرج عن العدل ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:17]ـ
عذراً أخي أبا فاطمة
لم أفهم سابقاً مقصدك من الكلام
لكن لا يخفى عليك أنه لا يلزم من مشاركتي السابقة تعاطفي مع الشيخ سلمان أو تقديسي لشخصه
فليس هذا من شأني وفقك الله
ـ[كارم محمود]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:23]ـ
وهل محكمة رفيق الحريري تدخل في هذا الباب؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:38]ـ
أتفهم ذلك أيها الأخ الحبيب, ولم أفهم من كلامك عكس ذلك, ولكني أردت أن أضعه كتأصيل لمن سيقرأ كلامي لئلا ينجر لردة فعل عاطفية, لأني أظن أن كلامي قد يؤدي لشيء من ردود الأفعال, ولكني أرجو أن تكون المصلحة الحاصلة أعظم
بارك الله في الجميع ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 12:47]ـ
فرقٌ بين قصد بلاد الكفار لغرض التجارة وبين قصدها لغرض الدعوة، بغضِّ النظر عن موافقة
الشيخ على منهجه وطريقته التي يسلكها
فالعدل بارك الله فيك
طلب العدل والحكم به من الزم الأمور على المسلم
ولكن المشكلة هي أن بعض الناس يجعل العدل ملازماً للرفق والعذر!!
فمن العدل في شريعتنا المباركة إقامة الحدود على من وجبت عليه , فإقامة الحد في ظاهره هو من قبيل العنف ولكنه في الأصل قمة العدل.
وأنا أسال أخي الحمادي هدانا الله وإياه
بما أنك تخالف الدكتور سلمان عافاه الله ولا توافقه في منهجه الجديد في الدعوة , كيف يكون معذوراً عندك بعذر الدعوة إلى الله بغض النظر عن صحة الإستدلال أصلاً؟
فهل الدكتور سلمان عافاه الله سيذهب الى سويسرا للدعوة الى التوحيد مثلاً حتى نعذره في السفر الى بلاد الكفار فضلاً عن التحاكم في محاكمها!!؟
فالعدل هنا يا أخي إظهار فساد هذا الفعل , والتشنيع على فاعله حتى لا يغتر المغترون بفعل الرجال ويقدموه على قول خير الرجال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فالناس لا تنفر من الباطل ولا تعرف أنه باطل إلا بتعظيم أمره وترديد التحذير منه وبيان الحق المقابل له والتشنيع على من دعا لهذا الباطل وخصوصاً إن كان من المتبوعين المغتر به كثير من الناس والله المستعان
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 01:00]ـ
الأخ ابن عقيل وفقه الله
أولاً: كانت مشاركتي السابقة على أمر مخالف لما أراده الأخ أبو فاطمة، وبينتُ هذا سابقاً
ثانياً: العدل=الرفق ... هذا عند بعض الناس، ولم يرد هذا على لساني، وليس هذا عندي، ولا عند من يعقل
ثالثاً: لا يلزم لجواز الذهاب إلى سويسرا أن يكون الذاهب داعياً إلى التوحيد فقط
فالشيخ ذاهب لحضور مؤتمر يضمُّ مسلمي سويسرا
ولاشك أنَّ أعظم ما يدعو إليه -المسلمين أو غيرهم- الدعوة إلى توحيد الله، وكشف صور الشرك
إلا أنَّ هذا ليس شرطاً للسفر إلى بلاد الكفار
وليست هذه هي مسألة النقاش الذي أراده الأخ (سعيد العباسي) فلا نريد الخروج عن الموضوع كعادتك في الاستطراد
وقد هممت بحذف مشاركتك لخروجها عن الموضوع، ولكني خشيت أن يذهب ظنُّك بعيداً
وأني إنما حذفتها لذكر اسمي، وليس هذا من خلقي
ولذا أرجو أن تلتزم بعدم الخروج عن الموضوع
رابعاً: بيان فساد القول لا يلزم منه التشنيع على قائله
قد يكون من المناسب الشدة أحياناً، لكن هذا غير لازم حتى يكون شرطاً لتحقيق العدل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 09:54]ـ
سبحان الله كيف تنقلب الموازين بين السلف والخلف
الإمام مالك في المدونة يحرم دخول دار الكفر للتجارة لئلا تجري على المسلم أحكام المشركين, والآن يسعى البعض - هداه الله - لئن تجري عليه أحكام المشركين لكي يدخل بلادهم!!
ولي عودة مع بعض النقول النفيسة عن علماء المالكية إن شاء الله ..
أختلف مع الشيخ سلمان العودة في كثير مما يطرحهُ، لكن الحق والعدل واجب، فخروج الشيخ وغيره للدعوة والمشاركة في أندية المسلمين هناك وتكثير سوادهم هو من القرب والطاعات، فالمسلمون في أوروبا يشكلون قوة ضاربة، فلو تركهم أهل العلم نهباً للفرق والمذاهب لضلّوا وأضلوا، بل الواجب السعي في استصلاحهم والحفاظ عليهم وتكثير سوادهم.
وأما جريان أحكام المشركين على المسلمين فهذا فيه تفصيل، فإن كنت تقصد أن المسلم لا يسافر هناك إلا إذا أظهر موافقتهم في دينهم أو قبل شرائعهم فهذا يرده الواقع، فالمسلم يسافر ولا يحتاج إلى أكثر من تأشيرة، وأما إن كنت تقصد أنه بسفره إلى هناك قد التزم قوانين البلاد ونحوها فهذا لا تثريب على المرء في التزامه ظاهراً، لأن منزعه الحكم الإداري لا الحكم التشريعي، وهذا تفريق معتبر في مسائل الحكم، بل إن القوانين الوضعية في بعض بلاد المسلمين أخزى وأنكى من القوانين المعمول بها في كثير من بلاد الكفر، فعندهم حرية التدين وممارسة الشعائر، وهذه باتت تخلو منهابعض بلاد المسلمين، حيث تحارب شعائر التدين، وتُصفى الحركات الإسلامية وترمى في السجون، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر ملك الحبشة وقال: إنه لا يُظلم عنده أحد، ومثله أيضاً في حديث المستورد بن شداد وقصته مع عمرو بن العاص في ذكر بعض مزايا الروم، وذكر منها أنهم أمنع الناس من ظلم الملوك.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 10:52]ـ
الأخ أبو حماد ذهبت بعيدا بارك الله فيك .. !
اقرأ مشاركاتي بتمعن لتفهم القصد ..
ـ[كارم محمود]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 03:31]ـ
جزاكم الله خيرا. دعونا من التحزب للاشخاص.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 03:38]ـ
الأخ أبو فاطمة يريد أنَّ الشيخ سلمان سيرفع دعوى يتحاكم فيها لمحاكم وضعية لأجل دخول سويسرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 05:43]ـ
للشيخ عبدالرحمن الهرفي بحث عن هذه المسألة (التحاكم إلى قوانينهم):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5576
وأذكر أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يجيز هذا إذا كان لايمكن استخراج الحق إلا به. ويبقى: هل دخول بلاد الكفار للدعوة يدخل ضمن هذا؟ تحتاج تأمل.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 05:53]ـ
لا يتحقق التوحيد إلا بالكفر بالطاغوت وذلك بترك عبادته والتحاكم إليه وبغضه وبغض أهله وتكفيرهم كما ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره .. وكما هو صريح القرآن قبل ذلك {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}
واليوم أصبح الترخيص في التحاكم للطواغيت عند الكثيرين أسهل من الترخيص في الربا وغيره من المحرمات, بل تجد أحدهم يشدد ويغلظ على الناس في الصغائر, ثم يهون من شأن التحاكم للطاغوت بلسان حاله وفتاويه ..
والله عز وجل يقول {إلا من أكره} وهؤلاء يجيزونه في كل صغير وكبير, حتى أن أحدهم سمعته بأذني يجيز لشخص نبح عليه كلب في أمريكا فسقط وتغبرت ثيابه, فرفع على صاحب الكلب قضية وربحها, ثم بدا له أن يسأل عن حكم المال الذي كسبه فقال له ذلك المفتي: مافي شيء, حلال!!
فيا حسرة على التوحيد كيف أصبحت منزلته عند الكثيرين اليوم ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 06:14]ـ
أخي الكريم:
تقول: (واليوم أصبح الترخيص في التحاكم للطواغيت عند الكثيرين أسهل من الترخيص في الربا وغيره من المحرمات, بل تجد أحدهم يشدد ويغلظ على الناس في الصغائر, ثم يهون من شأن التحاكم للطاغوت بلسان حاله وفتاويه .. )!
الذين رخصوا .. رخصوا لاستخراج (((الحق))) الذي تقره الشريعة.
مثلا: لو كنت تعيش في الغرب وسطا أحدهم على دارك وأخرجك منها، هل ترفع أمره إلى المحكمة لعلمك أنها ستعيد ((الحق)) الشرعي لك، أو تدع البيت لمن سطا؟
جواز من جوّز هو في مثل هذه الحال.
=========
يقول الأخ أبوخالد السلمي:
(للفائدة فقد سمعت شيخنا الكريم الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله- في أحد مجالسه، وقد سئل عن التحاكم إلى المحاكم الوضعية فأجاب بأن ذلك يجوز - وأذكر أنه قال بلا كراهة - بشرطين:
1) تعذر الوصول إلى حقه عن طريق التحاكم إلى الشرع
2) ألا يأخذ عن طريق المحاكم الوضعية إلا ما هو ثابت له شرعا، فإذا حكموا له بزيادة على حقه الشرعي لم يأخذ إلا حقه فقط.
وقد نقل الشيخ في مجلسه ذلك نفس الفتوى عن بعض مشايخه، وكتبت خلفه بعض الفوائد لكنها تحتاج إلى تفتيش في أوراقي القديمة، وإذا عثرت على شيء زيادة سأذكره إن شاء الله.
وأقول من واقع إقامتي في أمريكا إن كثيرا من الصالحين المبغضين لحكم غير الله يضطر إلى ذلك لكون خصمه لا يمتثل لحكم الشرع إما برفض التحاكم إليه من الأصل وإما برفض تنفيذ حكم الشرع، بينما المحكمة الوضعية تستطيع أن تجبره عن طريق الشرطة على تنفيذ حكمها، وإذا منعنا المسلمين من ذلك في كل أنحاء العالم - عدا السعودية والشارقة وجزء من نيجيريا [وهي البلاد التي فيها محاكم شرعية لها سلطة تنفيذية تجبر الظالم على أداء ما عليه]- لو منعناهم من أخذ حقهم عن طريق المحاكم الوضعية بالشرطين المذكورين لأكلت حقوقهم وضاعت أموالهم).
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 06:44]ـ
دعونا نركز على ما قاله الشيخ الخراشي هل دخول بلاد الكفار للدعوة يدخل ضمن هذا؟
وهل من يدعو إلى ما يخالف العقيدة الصحيحة من موالاة الكفار غير الحربيين ولا ينكر المنكرات من شرك وبدعة تصح له هذه الرخصة في التحاكم لغير الشرع الحنيف؟
ـ[الازور]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:45]ـ
السلام عليكم اخواني في الله اسمحوا لي ان اذكركم بأن الله نهى وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يقيم المسلم في ديار الكفار لانه تجري عليه وعلى عائلته انظمتهم واعرف عائلة مقيمة في دولة اوربية لا تستطيع ان تحكم ابنائها وبناتها لانهم تجاوز سن 18 فالبنت تخرج وتدخل البيت كيف ومتى شاءت دون رادع ولها صديق والقانون يحميها ولا تستطيع امها او ابيها منعها لانها تخالف القانون وتعرض نفسها للمسائلة والمحاكمه هذا احدى مساؤ الاقامه في ديار الكفر فهل يرضى ان تخرج ابنته وقتما شاءت ومع البوي فرند اضف الى ذلك الكثير من المساوء التي لا تعد ولا تحصى .. ومن اراد الفائدة فاليراجع الموضوع بعنون النهي عن الاقامه في بلاد الكفار ....
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:49]ـ
ظني .. أن الذي يُقدر ذلك هو الشخص نفسه: هل في دخوله نفع للإسلام والمسلمين - بغض النظر عن هذه الفائدة - أي لايُشترط أن يُقيد ذلك بالدعوة إلى التوحيد. نعم نحب ذلك ممن يدخل ديارهم، ولكن لو قال: أنا ذاهب لأصلح بين المسلمين المختصمين، أو أنا ذاهب لأحل مشكلة عندهم .. الخ المسوغات الشرعية، هل نمنعه من ذلك التحاكم إن كان يرى أن دخوله " مطلب شرعي "؟! أظن أن الشخص المؤهل علميًا هو من يُقرر ذلك.والله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 09:44]ـ
أوجب وأول وأعظم ما يدعى إليه هو الكفر بالطاغوت ومعاداته وترك عبادته والتحاكم إليه, فمن زعم أنه يدعو إلى الله فعليه أن يلزم نفسه التوحيد وترك التحاكم للطواغيت
التحاكم للطواغيت شرك وناقض من نواقض الإسلام, يجب أن نتفق جميعا على هذا الأصل, ثم نفرع عليه, وننظر في كل حالة: هل صاحبها داخل في مسمى المكره حتى يرخص لها في ارتكاب هذا الناقض أو لا
والمنع من دخول سويسرا ليس من الإكراه في شيء, فالتخلف عن حضور مؤتمر بعنوان (مسلمو سويسرا وتحديات المواطنة الفاعلة) ليس أمرا يترتب عليه ضرر بالغ لا يتحمله الشخص حتى يحاول أحد أن يدخله في مسمى الإكراه
دعوني أضع الأمر بهذا الشكل: التحاكم للطاغوت هو أعظم من شرب الخمر وذلك أنه ناقض وشرب الخمر كبيرة, فهل يجيز أحد شرب الخمر من أجل حضور هذا المؤتمر لو فرض أن الشخص لا يمكن من حضوره إلا بشرب الخمر؟
فإن قيل: لا يجوز
فالتحاكم من باب أولى لأنه شرك, وقس على ذلك كل كبيرة
ولهذا يجب أن ننظر للأمور نظرة شرعية وننزل كل مسألة منزلتها, فكثير من الناس للأسف يستبشع الكبائر أكثر مما يستبشع الأمور التي تمس التوحيد, ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 11:36]ـ
أوجب وأول وأعظم ما يدعى إليه هو الكفر بالطاغوت ومعاداته وترك عبادته والتحاكم إليه, فمن زعم أنه يدعو إلى الله فعليه أن يلزم نفسه التوحيد وترك التحاكم للطواغيت
التحاكم للطواغيت شرك وناقض من نواقض الإسلام, يجب أن نتفق جميعا على هذا الأصل, ثم نفرع عليه, وننظر في كل حالة: هل صاحبها داخل في مسمى المكره حتى يرخص لها في ارتكاب هذا الناقض أو لا
والمنع من دخول سويسرا ليس من الإكراه في شيء, فالتخلف عن حضور مؤتمر بعنوان (مسلمو سويسرا وتحديات المواطنة الفاعلة) ليس أمرا يترتب عليه ضرر بالغ لا يتحمله الشخص حتى يحاول أحد أن يدخله في مسمى الإكراه
دعوني أضع الأمر بهذا الشكل: التحاكم للطاغوت هو أعظم من شرب الخمر وذلك أنه ناقض وشرب الخمر كبيرة, فهل يجيز أحد شرب الخمر من أجل حضور هذا المؤتمر لو فرض أن الشخص لا يمكن من حضوره إلا بشرب الخمر؟
فإن قيل: لا يجوز
فالتحاكم من باب أولى لأنه شرك, وقس على ذلك كل كبيرة
ولهذا يجب أن ننظر للأمور نظرة شرعية وننزل كل مسألة منزلتها, فكثير من الناس للأسف يستبشع الكبائر أكثر مما يستبشع الأمور التي تمس التوحيد, ولا حول ولا قوة إلا بالله
كلامك مجمل ويحتاج إلى تبيين.
التحاكم إلى محاكم الكفار لا يخلو من حالات:
- التحاكم في قضايا أصول الدين.
- التحاكم في قضايا التشريع التي فيها نصوص شرعية.
- التحاكم في قضايا التقديرات التي تُرك المجال فيها لاجتهادات الحكام وتصرفاتهم بحسب المصلحة المنوطة بها.
فما كان من الأول والثاني فهو داخل في التحاكم إلى الطاغوت إن تحاكم المرء إلى تلك المحاكم، وأما الثالث فهو الذي يجري فيه البحث، وهي المسائل التي لم يرد في الشريعة ما يعارضها أو يُقنّنها، مثل الذي حصل للشيخ سلمان من منع الدخول إلى سويسرا، ومثله لو تنازع المسلم مع غيره مسلماً كان أو كافراً في قضية بيع أو شراء أو عمل.
فهذا هو الذي يجري فيه البحث.
وتكون صورة المسألة: هل يجوز للمسلم أن يترافع في محكمة كافرة من أجل مطالبته بحق الدخول إلى دولة كافرة مُنع منها بغير وجه حق؟، سواءً كان دخوله لضرورة أو حاجة أو كان لأمر آخر مما يسوّغ الشرع من أجله قصد السفر إلى بلاد الكفار، كالدراسة والعلاج والتعليم والدعوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 12:26]ـ
أنقل لكم فتوى اللجنة الدائمة لعلي أثري الموضوع
وجزاكم الله خيرا.
التحاكم إلى حكومة غير مسلمة
السؤال الثالث من الفتوى رقم (5236):
س 3: نحن نعيش تحت حكومة غير مسلمة وهي تحكم القانون الوضعي، فهل لنا أن نرفع إليها قضايانا؟
ج 3: لا يجوز للمسلم أن يتحاكم إلى حكومة غير مسلمة، قال تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وهذا واضح ولله الحمد. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 12:33]ـ
الأخ سليمان الخراشي وفقه الله
نظرت إلى الموضوع على عجل
ولفت انتباهي قولك سلمك الله:
وأذكر أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يجيز هذا إذا كان لايمكن استخراج الحق إلا به
أقول بارك الله لك وعليك
وأين الحق الذي لسلمان عند السويسريين ليأخذه منهم
بل إن لسويسرا الحق من منعه، ودخول بلادهم إذا رأوا منعه لذلك
فالأرض أرضهم والبلاد بلادهم
وإن صحت دعوى العهود والمواثيق بيننا وبينهم فلا يجوز التعدي عليهم
إلا إن أراد سلمان دعوتهم للإسلام فإن أمتنعوا فرض عليهم الجزية فإن امتنعوا قاتلهم
ـ[خالد العامري]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 05:13]ـ
وإذا منعنا المسلمين من ذلك في كل أنحاء العالم - عدا السعودية والشارقة وجزء من نيجيريا [وهي البلاد التي فيها محاكم شرعية لها سلطة تنفيذية تجبر الظالم على أداء ما عليه]-.
لعلك تعني رأس الخيمة شيخنا الحبيب سليمان، وهي ولله الحمد ذات قضاء منفصل عن القضاء الاتحادي الإماراتي العام وتطبق فيها أحكام الشريعة الإسلامية، بل بعض قضاتها من المملكة وهذا أمر مشهور معلوم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 05:19]ـ
الذي يظهر لي عدم جواز التحاكم إلى هذه المحاكم الوضعية في مثل حال الشيخ سلمان
فليست هناك ضرورةٌ تدعو للتحاكم إليها
يقول الله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 05:37]ـ
وتكون صورة المسألة: هل يجوز للمسلم أن يترافع في محكمة كافرة من أجل مطالبته بحق الدخول إلى دولة كافرة مُنع منها بغير وجه حق؟، سواءً كان دخوله لضرورة أو حاجة أو كان لأمر آخر مما يسوّغ الشرع من أجله قصد السفر إلى بلاد الكفار، كالدراسة والعلاج والتعليم والدعوة.
من حقوق الدولة (أياً كانت) أن تحدد من له الحق في دخول أراضيها، ولها أن تمنع (دون أن تبدي الأسباب) أيا كان من دخول أراضيها، ولا عكس. فليس للفرد الأجنبي أن يدعي أن له حق في دخول أراضي دولةٍ ما (طالما أنه لم يصرح له بالدخول أصلاً) فأي حق سيطالب به الشيخ سلمان يا ترى؟!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 07:13]ـ
- التحاكم في قضايا التقديرات التي تُرك المجال فيها لاجتهادات الحكام وتصرفاتهم بحسب المصلحة المنوطة بها.
.... وهي المسائل التي لم يرد في الشريعة ما يعارضها أو يُقنّنها، مثل الذي حصل للشيخ سلمان من منع الدخول إلى سويسرا، ومثله لو تنازع المسلم مع غيره مسلماً كان أو كافراً في قضية بيع أو شراء أو عمل.
فهذا هو الذي يجري فيه البحث.
....
من سلفك في هذا التقسيم العجيب ..
القرآن قضى أن الحكم لله وحده في كل صغير وكبير, وأن التحاكم للطاغوت ينافي الإيمان, وقد تكلم ابن كثير عن الياسق وذكر أن جزء منه مأخوذ من الإسلام ومع ذلك حكم على من يتحاكم إليه بالكفر ونقل الإجماع على ذلك .. وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه لا عبرة بموافقة القوانين الجاهلية للشريعة إن وافقتها في بعض الأمور, وذكر كلام الشافعي فيمن اجتهد على جهل وأنه آثم ولو وافق الحق أو نحوا من ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر ابن رشد في المقدمات الممهدات مذهب المالكية في تحريم الاتجار بدار الحرب, وعقد لذلك فصلا بديعا ذكر فيه أن من أسباب التحريم أن لا تجري عليه أحكام المشركين في تجارة أو غيرها, وأنت تقول إذا بيع وشراء حالة أخرى وتفصل تفصيل لا تذكر لك فيه سلف ..
فتمهل بارك الله فيك فهذه مسائل عظيمة تتعلق بالتوحيد لا يجوز الكلام فيها إلا بعد تحرج وتحقق ورجوع لكلام العلماء رحمهم الله ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 01:43]ـ
للفائدة بعض النصوص من كلام المالكية وإمامهم نقلت بعضها من حفظي سابقا وهاهي بنصها للتوثيق:
نص كلام الإمام مالك نقلا عن ابن رشد, وهو موجود في المدونة وليست عندي الآن:
" كره مالك رحمه الله الخروج إلى بلاد الحرب للتجارة في البر والبحر كراهية شديدة, قال في سماع ابن القاسم وقد سئل عن ذلك فقال قد جعل الله لكل نفس أجلا تبلغه ورزقا ينفذه, وهو تجري عليه أحكامهم فلا أرى ذلك. < انتهى كلام مالك والآتي لابن رشد >وأصل الكراهية لذلك, أن الله أوجب الهجرة على من أسلم ببلاد الكفر, إلى بلاد المسلمين حيث تجرى عليه أحكامهم, فقال تعالى: ? والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ? , وقال تعالى: ? إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ? ".
نص كلام ابن رشد:
" فصل
فإذا وجب بالكتاب والسنة وإجماع الأمة على من أسلم ببلد الحرب أن يهاجر ويلحق بدار المسلمين ولا يثوي بين المشركين ويقيم بين أظهرهم, لئلا تجري عليه أحكامهم, فكيف يباح لأحد الدخول إلى بلادهم حيث تجرى عليه أحكامهم في تجارة أو غيرها, وقد كره مالك رحمه الله تعالى أن يسكن أحد ببلد يسب فيه السلف, فكيف ببلد يكفر فيه بالرحمن وتعبد فيه من دونه الأوثان, لا تستقر نفس أحد على هذا إلا وهو مسلم سوء مريض الإيمان
فصل
ولا يجوز لأحد من المسلمين دخول أرض الشرك لتجارة ولا لغيرها إلا لمفاداة مسلم, فإن دخلها لغير ذلك طائعا غير مكره كان ذلك جرحة فيه تسقط إمامته وشهادته ... لأنه يبعد أن تجاز شهادة من سافر إلى أرض الحرب للتجارة وطلب الدنيا – وهو عارف بأن ذلك لا يجوز له, وأن أحكام الشرك تجري عليه, وبما هو أدنى من هذا يجرح الشاهد وتسقط شهادته
فصل
فواجب على والي المسلمين أن يمنع من الدخول إلى أرض الحرب للتجارة ويضع المراصد في الطرق والمسالح لذلك, حتى لا يجد أحد السبيل إلى ذلك ... ". انتهى
قال ابن عبد البر: " وكيف يجوز لمسلم المقام في دار تجري عليه فيها أحكام الكفر, وتكون كلمته فيها سفلى ويده وهو مسلم؟ هذا لا يجوز لأحد ". انتهى من التمهيد: الوصية
تنبيه للسرعان: النقول السابقة ليس المراد من إيرادها بيان حكم السفر لبلاد الكفر حتى يأتي قائل ويقول: مسألتنا في السفر للدعوة وليس للتجارة, وإنما المقصود بها بيان عناية الإمام مالك وأتباعه بتوحيد الله بالحكم وسد الذرائع المفضية للخضوع لأحكام المشركين والتحاكم إليهم, فالمراد بيان خطورة هذه المسائل بحيث دفعت الإمام وأتباعه لتحريم دخول دار الحرب للتجارة, لا أن المراد بيان حكم الدخول لأرض الحرب للتجارة فتلك مسألة أخرى.
فإيراد هذه المسألة - التجارة في أرض الحرب - ليس مرادا لذاته, وإنما لبيان خطورة التحاكم للكفار والخضوع لقوانينهم, وأن ذلك من منهج السلف وليس بدعا من القول .. وكذلك للرد على من يقسم التحاكم ويجعل قسم آخر في مسائل التجارة وكأن التحاكم للطاغوت في مسائل التجارة ونحوها له حكم آخر, وهذا لم يقل به أحد ممن شم رائحة العلم بل نصوصهم صريحة في منع التحاكم جملة وتفصيلا كما مر معنا في كلام ابن رشد وكذلك ما ذكر ابن كثير وأحمد شاكر
والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 01:48]ـ
أما قضية التفريق بين النظام الإداري وغيره - إن كان يريده المخالف - فخارج موطن النزاع, فالمراد به جواز التنظيم الإداري - بضوابط ليس هذا موضع تفصيلها - مع رد الحكم للشرع عند النزاع, لا أن التحاكم فيه يجوز أن يكون لغير الشرع, وكلام الشيخ محمد بن إبراهيم صريح في هذا في أول مجلد القضاء .. وهو مقتضى النصوص والإجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:25]ـ
أخي الكريم:
تقول: (واليوم أصبح الترخيص في التحاكم للطواغيت عند الكثيرين أسهل من الترخيص في الربا وغيره من المحرمات, بل تجد أحدهم يشدد ويغلظ على الناس في الصغائر, ثم يهون من شأن التحاكم للطاغوت بلسان حاله وفتاويه .. )!
الذين رخصوا .. رخصوا لاستخراج (((الحق))) الذي تقره الشريعة.
مثلا: لو كنت تعيش في الغرب وسطا أحدهم على دارك وأخرجك منها، هل ترفع أمره إلى المحكمة لعلمك أنها ستعيد ((الحق)) الشرعي لك، أو تدع البيت لمن سطا؟
جواز من جوّز هو في مثل هذه الحال.
=========
يقول الأخ أبوخالد السلمي:
(للفائدة فقد سمعت شيخنا الكريم الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله- في أحد مجالسه، وقد سئل عن التحاكم إلى المحاكم الوضعية فأجاب بأن ذلك يجوز - وأذكر أنه قال بلا كراهة - بشرطين:
1) تعذر الوصول إلى حقه عن طريق التحاكم إلى الشرع
2) ألا يأخذ عن طريق المحاكم الوضعية إلا ما هو ثابت له شرعا، فإذا حكموا له بزيادة على حقه الشرعي لم يأخذ إلا حقه فقط.
وقد نقل الشيخ في مجلسه ذلك نفس الفتوى عن بعض مشايخه، وكتبت خلفه بعض الفوائد لكنها تحتاج إلى تفتيش في أوراقي القديمة، وإذا عثرت على شيء زيادة سأذكره إن شاء الله.
وأقول من واقع إقامتي في أمريكا إن كثيرا من الصالحين المبغضين لحكم غير الله يضطر إلى ذلك لكون خصمه لا يمتثل لحكم الشرع إما برفض التحاكم إليه من الأصل وإما برفض تنفيذ حكم الشرع، بينما المحكمة الوضعية تستطيع أن تجبره عن طريق الشرطة على تنفيذ حكمها، وإذا منعنا المسلمين من ذلك في كل أنحاء العالم - عدا السعودية والشارقة وجزء من نيجيريا [وهي البلاد التي فيها محاكم شرعية لها سلطة تنفيذية تجبر الظالم على أداء ما عليه]- لو منعناهم من أخذ حقهم عن طريق المحاكم الوضعية بالشرطين المذكورين لأكلت حقوقهم وضاعت أموالهم).
وفقكم الله ..
السلام عليكم الاخ الخراشى. قولك باجازة التحاكم الى الطاغوت عند الضرورة قول يغنى بطلانه عن ابطاله لان الادلة على تحريم التحاكم الى الطاغوت قطعية الدلالة اى لامجال فيها الى اجتهاد مجتهد وكما انه معلوم عند الاصوليون قاعدة (لا اجتهاد مع النص) ومسالة التحاكم الى الطاغوت مسالة عقدية اى من العقيدة و لايصح اسلام العبد الا بالكفر بالطاغوت والقران استثنى المكره فقط مع اطمئنان القلب بالايمان فكيف يكون العبد مؤمننا" بالطاغوت وكافرا" به فى آن واحد؟ انت قلت باجازة التحاكم الى الطاغوت عند غير الاكراه اريد دليلا" من الكتاب اوالسنة. ويجب عند الاستدلال بقول عالم ذكر استدلالاته لان الحجية هى الكتاب والسنة. ونعوذ بالله من تحكيم اهوائنا. وشكرا".
ـ[المغيرة]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 10:35]ـ
كلامك مجمل ويحتاج إلى تبيين.
التحاكم إلى محاكم الكفار لا يخلو من حالات:
- التحاكم في قضايا أصول الدين.
- التحاكم في قضايا التشريع التي فيها نصوص شرعية.
- التحاكم في قضايا التقديرات التي تُرك المجال فيها لاجتهادات الحكام وتصرفاتهم بحسب المصلحة المنوطة بها.
فما كان من الأول والثاني فهو داخل في التحاكم إلى الطاغوت إن تحاكم المرء إلى تلك المحاكم، وأما الثالث فهو الذي يجري فيه البحث، وهي المسائل التي لم يرد في الشريعة ما يعارضها أو يُقنّنها، مثل الذي حصل للشيخ سلمان من منع الدخول إلى سويسرا، ومثله لو تنازع المسلم مع غيره مسلماً كان أو كافراً في قضية بيع أو شراء أو عمل.
فهذا هو الذي يجري فيه البحث.
وتكون صورة المسألة: هل يجوز للمسلم أن يترافع في محكمة كافرة من أجل مطالبته بحق الدخول إلى دولة كافرة مُنع منها بغير وجه حق؟، سواءً كان دخوله لضرورة أو حاجة أو كان لأمر آخر مما يسوّغ الشرع من أجله قصد السفر إلى بلاد الكفار، كالدراسة والعلاج والتعليم والدعوة.
السلام عليكم الاخ (ابو حماد) الشيخ ابو فاطمة ذكر قوله فى المسالة وله ادلة وفيرة من الكتاب والسنة. وانت قلت ان كلامه مجمل وفصلته واخرجته عن معناه بالمرة. سؤالى ماهى ادلتك الشرعية التى تسعف قولك التفصيلى؟ وشكرا"
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 09:22]ـ
على القول بالمنع
لا يجوز السفر إلى أي دولة لا تحكم بالشريعة، ولا فرق بين سويسرا ودول الخليج وكل دولة تحكم بالقانون الوضعي
لأنك ستتعهد وتوقع على احترام القانون وأنك داخل في الاختصاص الولائي لمحاكم تلك الدول
ولا يجوز للتاجر المحكوم بالشريعة أن يستورد شيئا من دولة لا تحكم بالشريعة إذا اشترط عليه أن التحاكم يكون لبلد المصدر،
لأن مكان الدعوى هو مقر المدعى عليه والذي غالبا ما يكون المصدر
ولا يجوز لأهل العلم في أي دولة تأليف الكتب لأنهم يستخرجون رخصة لمؤلفاتهم مع اشتراط التحاكم لدى لجان حماية الحقوق الفكرية
وربما يترتب على هذا القول بالمنع المطلق إلزام جميع المسلمين المحكومين بالقانون في الخليج ومصر دول المغرب وغيرهم أن يهاجروا إلى دولة تحكم بالشريعة
ولما لهذا القول من عسر وحرج
أفتى علماؤنا وهم:
الشيخ ابن باز
والشيخ ابن عثيمين
والشيخ عفيفي
واللجنة في جوابها المفصل
وبيان ذلك في موضوع مستقل
أسأل الله أن يصلح أحوال الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:29]ـ
وقد يكون من المناسب ذكر القائلين بالجواز وأدلتهم:
جواز التحاكم لغير الشريعة في حال الضرورة
أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله من سأله عن التحاكم للطاغوت لأخذ الحق، بأنه ليس له أن يتحاكم إليهم إلا عند الضرورة إذا لم يتيسر له الحصول على حقه إلا بذلك (). كما أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأنه يجوز للمسلم التحاكم إلى المحاكم الوضعية عند الضرورة إذا لم توجد محاكم شرعية ().
وسئل الشيخ عبدالرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ: (ما حكم التحاكم إلى المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية؟ فأجاب: بقدر الإمكان لا يتحاكم إليها، وأما إذا كان لا يمكن أن يستخلص حقه إلا عن طريقها فلا حرج عليه) ()
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مسألة: هل يجوز أن نتحاكم إلى من يحكمون بالقانون الوضعي إذا كنا محقين أو نترك حقوقنا للضياع؟
الجواب: ذكر ابن القيم في أول كتاب (الطرق الحكمية) أن من الفقهاء من قال: لا نتحاكم إليهم، وقال: هذا لا يمكن أن تصلح به أحوال الناس لا سيما مع كثرة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فلك أن تتحاكم إليهم لكن لو حُكِمَ لك بغير ما أنزل الله فرده، وأما أن تضيع حقوق الناس فلا، لأنه ربما تكون أملاك وفيها ورثة كثيرون فلا يجوز أن نضيعها من أجل أن هذا يحكم بالقانون، بل نتحاكم إليه فإن حكم بالحق فالحق مقبول من أي إنسان، وإلا فلا ().
ويقول ابن تيمية رحمه الله فيمن أخذ حقه:" وكذلك لو كان له دين عند الحاكم وهو يمطله فأخذ من ماله بقدره ونحو ذلك (). ولذا قال بعض أهل العلم: إن الترافع إلى القانون لأخذ الحق من باب الظفر بالحق.
وأما صّديق حسن خان فقد قال: "ومن حُكِمَ عليه بغير الشريعة المحمدية، إن كان يلزم عليه تحليل حرام أو تحريم حلال شرعاً، فلا يجوز له قبوله ولا امتثاله، وعليه رَدّ ذلك وكراهته إلا أن يُكْرَه عليه بما يسمى إكراهاً شرعاً، وإن حُكم عليه بما يوافق الشريعة المحمدية قبل ضرورة وليس له أن يمتهن نفسه بتعريضها لأحكامهم وهو يقدر على الهجرة، وإلا كان في ذلك إذلالاً للدين واستخفافاً بالإسلام والمسلمين والله تعالى يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ().
ومن قرارت المجمع الفقهي الإسلامي بيان من الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشأن الرواية التي كتبها المدعو سليمان رشدي .. القرار الثالث: يعلن المجلس أنه يجب ملاحقة هذا الشخص، بدعوى قضائية جزائية تقدم عليه، وعلى دار النشر التي نشرت له هذه الرواية، في المحاكم المختصة في بريطانيا، وأن تتولى رفع هذه الدعوة عليه منظمة المؤتمر الإسلامي التي تمثل الدول الإسلامية وأن توكل هذه الدعوى أقوى المحامين المتمرسين في القضايا الجنائية أمام محاكم الجزاء البريطانية ().
وقال صاحب البرهان والدليل على كفر من حكم بغير التنزيل: (الذي يلزمون بالتحاكم إلى القوانين وهم كارهون ومنكرون لها بما يستطيعون ولا يوجد عندهم محاكم شرعية يختارون التحاكم إليها فهذا النوع لا يؤثر عليه عمل غيره إذا كان مكرها لقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) (النحل: من الآية106) فعمل القلب هو الأساس هنا ... فليكن كل إنسان على حذر أن يؤتى من قبل قلبه إذا انشرح بمخالفة الشريعة (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63) ()
ومستند ذلك ما يأتي:
قوله سبحانه: "وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين" (يوسف: 42).
ووجه الدلالة من الآية أن فيها دليلا على جواز أن يرفع المسلم مظلمته لغير مسلم إن رجا أنه يعدل في حكمه، فملك مصر ذلك الوقت، لم يكن مسلما، ولا يعرف أحكام شريعة الله تعالى أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طلب يوسف عليه السلام، صدور حكم ببراءته تارة أخرى عندما طلبه الملك ليخرج من سجنه، فأبى أن يخرج من سجنه إلاّ بعدما يسمع الملك القضية، ويصدر حكمه في يوسف عليه السلام، فعقد الملك مجلس حكم، قبل الدعوى، واستمع إلى الشهود، وأصدر الحكم بالبراءة (). قال تعالى في سورة يوسف:" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ".
وقد يقول قائل: بأن هذا الأمر جائز في شرع من قبلنا، وأما شرعنا فمنع منه، فالجواب عن ذلك بأن يقال بأن أمور التوحيد مجمع عليها بين كل الشرائع، كما في حديث أبي هريرة ? أن النبي ? قال:" الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى و دينهم واحد" ().
كما أن شرعنا أتى بما يوافقه في نصوص عديدة منها ما يأتي:
ما أخرجه أحمد عن أنس قال:" لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء " ().
ووجه الدلالة أن النبي ? أباح له أن يستنقذ ماله بالنيل منه ? بلسانه، فكذا من يترافع للقانون لاستنقاذ ماله مع كفره بالطاغوت، وعدم رضاه.
ويمكن أن يستدل بقصة مثول الصحابة أمام النجاشي للدفاع عن أنفسهم، عندا ادعى عليهم المشركون للإضرار بهم، فدافعوا عن أنفسهم، قالت أم سلمة عن وفد مشركي قريش (فخرجا ـ أي عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ـ من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار) ().
ووجه الدلالة أن الصحابة ترافعوا إلى النجاشي الذي يحكم بغير الشريعة، للدفاع عن أنفسهم، وهو من دفع الصائل، كما قرره أهل العلم.
ومنع من ذلك بعض أهل العلم قبل انتشار الحكم بالطاغوت في العالم الإسلامي، وفي وقت سهوله الهجرة من بلد إلى بلد، فقد قال الشيخ حمد ابن عتيق رحمه الله والشيخ سليمان ابن سحمان:" إذا كان هذا ــ يعني التحاكم إلى الطاغوت ــ كفراً. والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا، فكيف يجوز أن تَكْفُر لأجل ذلك؟، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك أحد وخيرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يَجُز لك المحاكمة للطاغوت، والله أعلم ().
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ
الأخ عبد العزيز, حاول بارك الله فيك أن تحرر كلامك, فهنا نحن أمام قضية عين ولسنا في مقام التأصيل العام, وفي هذه الحالة المعينة ليس هناك ضرورة (حتى على قول من نقلت عنهم أنهم يجيزون التحاكم للطواغيت للضرورة) , وأدلتهم التي استدلوا بها يكفي في بيان خطأ الاستدلال بها أن فهمهم لها يفضي إلى مخالفة الأصل المتقرر في الشرع من أن الكفر لا تبيحه الضرورة {إلا من أكره} , ومع ذلك سأقف معها إن شاء الله وقفات تفصيلية في موضوعك الآخر على هذا الرابط حتى لا نشتت الحوار:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4564
وبالمناسبة ما دمت ذكرت أن من لوازم المنع من التحاكم للطواغيت لغير المكره إيجاب الهجرة على من تحت حكم
تلك القوانين, فقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم بوجوب الهجرة من الدولة التي تحكم بالقانون الوضعي, ولكن ذلك مشروط بالقدرة كما هو معلوم
واللوازم التي ذكرت قد ينازع في لزومها أو لزوم بعضها على أقل تقدير, وطالب العالم والعالم إذا جاء يبحث المسألة نظر في أدلتها وأصلَها ثم نظر في تطبيقها على الواقع وما يترتب على ذلك, ومن ثم يفصل في أحوال الناس حسب ما يعتريهم من عوارض تتغير الفتوى بسببها من شخص لآخر, فمن عاجز ومكره وجاهل وغير ذلك, وأما أسلوب النظر في اللوازم ثم تغيير الأحكام بناءا على ذلك فباطل, كمن ترجح له بالدليل كفر تارك الصلاة ثم نظر في الواقع فرأى نسبة كبيرة من المسلمين لا يصلون فترك الدليل وأبطل التأصيل .. وقس على ذلك
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:46]ـ
يا يا أبا فاطمة
بنيت المنع على أن التحاكم إلى القانون والحكم بالقانون كفر ...
وأنت تعلم بارك الله فيك أن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لا يرى ذلك، وهو قول مشهور له جدا، ويستدل بقول ابن عباس رضي الله عنهما: إنه ليس الكفر الذي تذهبون إليه،
ولا أدري
فأنت أعلم مني فيما إذا كانت هذه المسألة من المسائل التي يسع فيها الخلاف أم لا
وخصوصا أن عددا من كبار أهل السنة في هذا العصر لا يرون أن الكفر الوارد في النصوص هو الكفر الأكبر، وعلى رأسهم الشيخ ابن باز والشيخ الألباني، وقدم الشيخ ابن عثيمين رحمة الله على الجميع لرسالة الألباني، فهل هو موافق له؟ يحتاج إلى تحرير ..
ولست في هذا المقام في معرض ذكر مسألة كون الحكم بالقانون والتحاكم إليه كفرا من عدمه،
فقد أشبعت بحثا
وكثرت فيها الكتب والردود
فما بين غال يكفر الحاكم الذي يحكم بالقانون ووزراءه وجنوده والموظفين الذين يعملون في حكومته، ومن لم يكفرهم فهو كافر
وما بين مدافع عنهم، يؤلف الكتب في تبرير جريمة تنحية الشرع عن الحكم
وإنما نحن نبحث عن الموقف الشرعي لمن سأل،
وأظنك - كما هو واضح في مدونتك - لك عناية بعلم الأصول
فالوضع يحتاج إلى علاج من أصولي
وأنت لها إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 04:08]ـ
ذكرت ما أدين الله به أخي الكريم, وقد بنيت ما بنيته على نصوص كثيرة مستفيضة في تقرير هذا الحكم, وتقريرات لأئمة الدعوة والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد الأمين وبعض علماء المالكية (وقد وقفت على تقرايرات لهم نفيسة في هذه المسألة) , وبعض تقريرات الشيخين ابن باز وابن عثيمين, وإن كان النقل عن الأخيرين قد اضطرب في بعض المواضع, ولي في الركون للأدلة وتقريرات غيرهم من الأكابر مندوحة, مع حفظ مكانتهم وما لهم من سبق وفضل. وهذا موضوع آخر كما ذكرت, وإن كانت المسائل لها اتصال ببعضها ولا يمكن فصلها دائما بالكلية, وأنا افترض أن أغلبية طلبة العلم في هذا المنتدى يعلمون ما دار حول هذه المسألة (اللجنة الدائمة وفتواها في كتاب العنبري والكتب الدعية للإرجاء .. آلخ) , وإن كان الجدال ما زال مستمرا حولها عند البعض ..
ولا أعلم هل هذا النقاش المعروف حول هذه المسألة ينجر إلى مسألة التحاكم أم لا, وهل من نقل عنه من المعاصرين أنه قال بأن الحكم بغير ما أنزل الله - (في صورة تبديل الشرع بالقانون) - كفر أصغر يقول بأن التحاكم للطواغيت كذلك كفر أصغر لا كفر أكبر؟ (خلا الألباني رحمه الله - ومن وافقه على أصله - فهي عنده كفر أصغر بناءا على أصله في كون الكفر العملي كله أصغر). قد لا يكون بين المسألتين تلازم, وهذا كله للفائدة وإلا فالمسألة واضحة بينة كفانا فيها أهل العلم ممن نقل كلامهم لنا صريحا محكما جاريا على الأصول وموافقا للنصوص ولما نقل من إجماع.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
ينقل البعض عن الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله أنه عمل في منصب قضائي وقت الاستعمار الفرنسي لموريتانيا، فلعل الإخوة يفيدوننا بصحة ذلك، لأنه ربما يفيد في فهم قوله رحمه الله
والذي يظهر من الشيخ ابن باز رحمه الله أن قوله يخالف قول الشيخ محمد ابن إبراهيم،
وقد نوقش في جلسة خرجت في شريط عنوانه:
الدمعة البازية
إلا أن الشيخ ذكر ما يفهم أنه مخالف لقول شيخه.
وللشيخ رشيد رضا كلام ينصح مسلمي الهند بالعمل في القضاء وقت الاستعمار الإنجليزي، وأنت تعلم أن القاضي لا بد أن يقسم على احترام القانون
وأعتقد أن من المهم أن تحرر مسألة الوعيد الوارد في النصوص في التحاكم
هل هو مختص بمن يريد التحاكم للطاغوت
ويعرض عن التحاكم للشرع
ويرفضه مطلقا
ويفضل حكم الطاغوت على حكم الشرع
أم أن مجرد التحاكم، ولو مع عدم الرضا، ومحاولة الترافع للشرع، وجهره بإنكار الحكم بالقانون الوضعي، وأن حكم الشرع هو الواجب التطبيق، يدخل المرء في الوعيد الوارد:
1 - بأنه لا يؤمن (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك .... )
2 - وأنه عمله عمل المنافقين:" رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"
وهل إخفاء النجاشي رحمه الله لإسلامه، وعدم تحكيمه للشريعة، خوفا على نفسه، يمكن أن يفيد في هذه المسألة
بأن يقال: إن شرط الدخول في الوعيد هو إرادة التحاكم إلى الطاغوت
وأما التحاكم بحد ذاته مع الجهر بإنكار الحكم الوضعي، فلا يدخل؟
فإذا سُلم بكون مجرد التحاكم مكفر كفرا أكبر، فينتقل إلى المقدمة الثانية وهي:
هل عمل ما هو كفر عملي، بسبب إكراه ملجئ، أو اضطرار أمر مكفر ...
ويمكن أن ننظر في تفسير قوله تعالى:" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"، بأن يحرر الإكراه المجئ
وهل خوف السجن، كما إذا ادعي على مسلم بأنه إرهابي، ولا يمكن أن ينفي عنه التهمة إلا بالمثول للمحكمة يعتر من الإكراه؟
وهل ذهاب المال - مثل ما لو ادعى شخص على مسلم بأنه أقرضه مليون يورو، فلو لم يحضر للمحكمة سيحكم عليه غيابيا،
او العرض - مثل تطليق الزوجة وهي في الشرع لم تطلق- داخل في الإكراه؟
وهل يمكن الاستدلال بأثر:" قرب ولو ذبابا" على المنع، على فرض صحته،
والذين ضعفوه هل يجيزون الذبح لغير الله - ظاهريا - للنجاة من القتل، مع نية أن تكون لله.
فيكون الترافع ظاهريا مع الكفر الباطن بالطاغوت - القوانين الوضعية
وهل إذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النيل منه للنجاة من التعذيب، أو لاستنقاذ المال
خاص بهم، أم أنه عام لأمته صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة
فلعل مشايخنا في المنتدى يفيدوننا في هذه المسألة، وخصوصا الشيخ الحسني
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:52]ـ
أخي الكريم, لعلنا نكمل ما بيننا من مدارسة وحوار في موضوعك الأصلي حول اشتراط التحاكم للقانون الإنجليزي في العقود, وذلك حتى لا يتشتت الكلام ويتناثر بين مواضيع الملتقى فيتعب القارئ من التنقل وربط أطراف الحديث بعضها ببعض, وهذا رابط الموضوع المشار إليه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4564
علما بأني مجرد باحث, وأرجو أن لا تحملني فوق طاقتي بتلقيبي بتلك الألقاب, وما أسطره هو نتاج بحث وقراءة في هذا الموضوع الغاية من طرحها أن استقبل النقد والمناقشة واستجلب الآراء والأفكار, لعلي بذلك أن اتنبه لخطأ فأرجع, أو لخلل فأسد, أو لنقص فأكمل ونحو ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:47]ـ
الاخ الفاضل ابو فاطمة الحسني حفظه الله
عندي ملاحظات ارجو ان يتسع لها صدرك مولانا
1 - التحاكم بوجود الشريعة لم يذكر في القرآن إلا وهو منسوب للمنافقين
2 - التحاكم في اصله معاملة وليست عبادة، وهنا مفصل المسألة .. فالعبادة تكون كمناسك الحج و هيئة الصلاة وصيام رمضان وما شابه، فهي اوامر من الله سبحانه بكيفية ووقت معين لا يعقل لها معنى لا يشترك معنا فيها غيرنا من الامم .. اما المعاملة فمثل مراعاة الشرع في البيع و الشراء و الصدقات ومراعاة الشرع في النكاح و الطلاق و التحاكم لدفع شر او اخذ حق، فهذه يشترك فيها معنا بقية الامم
3 - العبادة بين الخالق و المخلوق، اما المعاملة فهي بين المخلوق و المخلوق بمقتضى شريعة الخالق
4 - المعاملة اذا خلت من الشرع لا يعني بالضرورة ان المتعامل خرج من الدين، فمن نكح بغير مقتضى الشرع او طلق بخلافه لا يكفر، وكذلك من باع او اشترى بمعاملة غير شرعية لا يقال انه خرج من الملة، وكذلك من تحاكم لغير الشرع مع عدم وجود من يقيمه لا يكفر
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 04:15]ـ
الاخ الفاضل ابو فاطمة الحسني حفظه الله
عندي ملاحظات ارجو ان يتسع لها صدرك مولانا
1 - التحاكم بوجود الشريعة لم يذكر في القرآن إلا وهو منسوب للمنافقين
عذرا, لم يتضح لي ما ترمي إليه من هذه الملاحظة. فلو سلم ما قلت, فما نسب للمنافقين فنحن منهيين عنه أشد النهي. والتحاكم للطاغوت لا يجتمع مع الإيمان لقوله تعالى {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به} وأنت تعلم أن لا إله إلا الله لا تتحقق إلا بنفي وإثبات, وكفر بالطاغوت وترك لعبادته ومن ذلك التحاكم إليه, وإيمان بالله وإفراد له بالعبادة ومن ذلك التحاكم. فهذه الآية قد نصت على كذب إيمان من يريد التحاكم للطاغوت وأن الله قد أمر بالكفر به, فعلم بذلك أن التحاكم للطاغوت ينقض الإيمان ولا يتحقق معه الكفر بالطاغوت الذي هو شرط في لا إله إلا الله.
2 - التحاكم في اصله معاملة وليست عبادة، وهنا مفصل المسألة .. فالعبادة تكون كمناسك الحج و هيئة الصلاة وصيام رمضان وما شابه، فهي اوامر من الله سبحانه بكيفية ووقت معين لا يعقل لها معنى لا يشترك معنا فيها غيرنا من الامم .. اما المعاملة فمثل مراعاة الشرع في البيع و الشراء و الصدقات ومراعاة الشرع في النكاح و الطلاق و التحاكم لدفع شر او اخذ حق، فهذه يشترك فيها معنا بقية الامم
هل تريد أن تقول أن التحاكم للطاغوت جائز أم ماذا؟ تريد أن تجعل ذلك من المعاملات وأنه أمر مشترك بيننا وبين الأمم, وهذا من العجب. فأين تذهب بكل تلك النصوص التي تدعو لإفراد الله عز وجل بالحكم {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا بالله} و {ولا تشرك في حكمه أحدا} وتلك التي نهت عن التحاكم للطاغوت وجعلت مريده عير كافر به وأن إيمانه زعم وهو الكذب
النصوص دلت على أن التحاكم عبادة ونهت عن صرفها لغير الله جل وعلا, ومفهوم العبادة في الإسلام يشمل كل ما أمر الله به, ويكفي أن النصوص نهت عن التحاكم للطاغوت ..
3 - العبادة بين الخالق و المخلوق، اما المعاملة فهي بين المخلوق و المخلوق بمقتضى شريعة الخالق
التحاكم للطاغوت أمر نهت عنه شريعة الخالق, فلا يصح تصويره بأنه مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق ومن ثم إذا كانت بمقتضى الشريعة فلا إشكال فيها, كما أنه من المحال أن يكون ذلك بمقتضى الشريعة لأنها نهت عن التحاكم للطاغوت وأمرت بالكفر به
التحاكم لله عبادة له وذلك بطلب حكمه ممن يحكم به من أوليائه, والتحاكم للطاغوت عبادة له, وكون أولياء الله يوقعون عنه لا يلزم منه أن طلب حكمه ممن يحكم به من أولياؤه يخرجه عن كونه عبادة له سبحانه. فمعنى (إليك حاكمنا) أي بالخضوع لشرعك الذي أنزلته في كتابك وبينه نبيك صلى الله عليه وسلم ويقضي به أوليائك ممن أمرتنا بسؤالهم عن دينك وأمرتهم بالحكم به وأمرتنا بالتحاكم إليك برفع قضايانا لمن تولى الحكم بشرعك
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - المعاملة اذا خلت من الشرع لا يعني بالضرورة ان المتعامل خرج من الدين، فمن نكح بغير مقتضى الشرع او طلق بخلافه لا يكفر، وكذلك من باع او اشترى بمعاملة غير شرعية لا يقال انه خرج من الملة، وكذلك من تحاكم لغير الشرع مع عدم وجود من يقيمه لا يكفر
والله أعلم
قياس باطل لأنه مخالف للنصوص التي نفت الإيمان عمن تحاكم لغير الشرع
ـ[المغيرة]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:15]ـ
جزاك الله خيرا" الاخ ابو فاطمة على الردود الشافية الكافية.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 01:29]ـ
الأخ ابو فاطمة حفظه الله
في جوابك عدة أمور
فلو سلم ما قلت, فما نسب للمنافقين فنحن منهيين عنه أشد النهي
عزيزي، إما ان تسلم بصحة ما ذكرته لك من نسب ذلك للمنافقين أو لا تسلم به .. فما قولك مولانا؟
والمنافقون كما هو معلوم لك قد توافروا زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعامل من نزلت بشأنهم الآية (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) معاملة المرتد، فتنبه رعاك الله
هل تريد أن تقول أن التحاكم للطاغوت جائز أم ماذا؟
وأيضا هنا لم تذكر جوابا حاسما، هل التحاكم عبادة أو معاملة؟ وما استشهدت به من الآيات (({إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا بالله} و {ولا تشرك في حكمه أحدا})) إنما هي في التشريع لا في التحاكم، وليس مثلك يجهل الفرق
والتحاكم للطاغوت عبادة له
ليس على إطلاقه، فمحور حديثي هو جواز التحكام لمن فقد من يحكم بالشريعة،وليس من هذا حاله بعابد للطاغوت خاضع له تملك قلبه رغبة ورهبة بل غاية امره طلب حقه الذي هو له بحسب ما في غير شريعتنا من عدل لتعذر وجود العدل المطلق، وانت تعلم ان العدل موجود حتى في غير الشريعة الإسلامية بنسب مختلفة وذلك بمقتضى طبيعة الإنسان المحب للعدل و الكاره للظلم، ولك في حلف الفضول مثال .. قال شيخ الإسلام ((وأمور الناس تستقيم فى الدنيا مع العدل الذى فيه الاشتراك فى أنواع الاثم اكثر مما تستقيم مع الظلم فى الحقوق وان لم تشترك فى أثم ولهذا قيل ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وان كانت مسلمة ويقال الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ليس ذنب أسرع عقوبة من البغى وقطيعة الرحم فالباغى يصرع فى الدنيا وان كان مغفورا له مرحوما فى الآخرة وذلك ان العدل نظام كل شئ فاذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها فى الآخرة من خلاق ومتى لم تقم بعدل لم تقم وان كان لصاحبها من الايمان ما يجزى به فى الآخرة))
هذا هو أصل المسألة، وليس كلامي في التشريع مع الله فهو كفر مخرج من الملة
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 09:11]ـ
تقرير مشايخنا المعاصرين
على ما تفضل به الأخ الكريم
أن الترافع للجهات القضائية من المعاملات وليست مكفرا
أسأل الله أن يعين إخواننا الذين يسكنون في بلاد يحكها القانون
كم يعانون
في زمن غربة الدين
وقلة العلماء الراسخين
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 06:48]ـ
تقرير مشايخنا المعاصرين
على ما تفضل به الأخ الكريم
أن الترافع للجهات القضائية من المعاملات وليست مكفرا
أسأل الله أن يعين إخواننا الذين يسكنون في بلاد يحكها القانون
كم يعانون
في زمن غربة الدين
وقلة العلماء الراسخين
هلا نقلت ذلك عنهم صريحا, فلا يلزم من كونهم رخصوا في التحاكم أنهم يجعلونه من باب المعاملات, كيف وبعضهم صرح أنه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله, وذلك كالفوزان في شرحه المطبوع على كتاب التوحيد
ونسأل الله أن يعيننا جميعا فقد عم البلاء فمن مقل ومستكثر ولا حول ولاقوة إلا بالله
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 11:32]ـ
الأخ الكريم عدو المشركين, أحاول الوقوف على حقيقة قولك وفهمه بشكل صحيح حتى ينبني على ذلك نقاش مثمر, فاسمح لي ببعض الأسئلة للاستيضاح:
2 - التحاكم في اصله معاملة وليست عبادة، وهنا مفصل المسألة .. فالعبادة تكون كمناسك الحج و هيئة الصلاة وصيام رمضان وما شابه، فهي اوامر من الله سبحانه بكيفية ووقت معين لا يعقل لها معنى لا يشترك معنا فيها غيرنا من الامم .. اما المعاملة فمثل مراعاة الشرع في البيع و الشراء و الصدقات ومراعاة الشرع في النكاح و الطلاق و التحاكم لدفع شر او اخذ حق، فهذه يشترك فيها معنا بقية الامم
3 - العبادة بين الخالق و المخلوق، اما المعاملة فهي بين المخلوق و المخلوق بمقتضى شريعة الخالق
هل عندك نقل عن سلف لك ينص على أن التحاكم في أصله معاملة وليس عبادة وأنه بمنزلة البيع والشراء؟
هل أفهم من قولك هذا أن الأصل في التحاكم الإباحة كما أن الأصل في المعاملات الإباحة؟ إذ هذا هو اللازم من جعله في اصله معاملة كالبيع والشراء وليس عبادة ..
وأرجو أن لا تتجاوز هذه النقطة حتى ننتهي منها
بارك الله فيك وهداني وإياك لمعرفة الحق والقول والعمل به ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 02:25]ـ
الأخ ابو فاطمة
هل أفهم من قولك هذا أن الأصل في التحاكم الإباحة كما أن الأصل في المعاملات الإباحة؟ إذ هذا هو اللازم من جعله في اصله معاملة كالبيع والشراء وليس عبادة ..
ليس المقصود ان الأصل الإباحة او التوقف
بل المقصود انه بمنزلة البيع و الشراء و تنصيب الحاكم و النكاح .. اي ضرورة تعارف الناس على وجودها سواء قبل الشريعة الإسلامية او بعدها
ومن نافلة القول ان الملائكة احتاجوا لمن يحكم بينهم كما جاء في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا
أما طلبك عن نص بان التحاكم معاملة وليس عبادة، فليس هناك " نص " بهذا الكلام بحروفه، إن كان هذا ما تقصده مولانا، ولكنه يفهم ضمن سياق عدد من النصوص كنت قد وقعت عليها فيما سبق منها ما نقلته لك آنفا من قول لشيخ الإسلام، ولعلي انقل لك بعضها ان شاء الله تعالي عندما اجد فسحة من الزمن
بارك الله فيك وهداني وإياك لمعرفة الحق والقول والعمل به
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 10:57]ـ
يا عدو المشركين بارك الله فيك, كونه (ضرورة تعارف الناس على وجودها) شيء وهذا لا يخالفك فيه أحد, وكونه معاملة شي آخر, فالمعاملة في الشرع لها حقيقة غير حقيقة العبادة, وأحكامها في الشرع غير أحكام العبادة, والأصل فيها غير الأصل في العبادة
فأنت مطالب الآن بإثبات كون التحاكم معاملة وفق الحقيقة الشرعية للمعاملة, وإلا لزمك الاقتصار على قولك (ضرورة تعارف الناس على وجودها) والذي نتفق جميعا عليه, ثم نكمل الحوار بناءا على ذلك في باقي النقاط
وأما كلام ابن تيمية فغاية ما فيه أن الدول الكافرة والكفار قد يكون عندهم شيء من العدل, لا سيما في ما فطره الله في الناس وجعله مما تقتضيه عقولهم بالضرورة, ككون السرقة والاعتداء على الناس بغير سبب ظلم وغير ذلك من الأمور الإجمالية, وهذا أيضا لا أخالفك فيه, ولذلك يجوز الاستعانة بالكافر من دون تحاكم لرد ظلم وقع عليك, وذلك مثل حلف الفضول
وفقني الله وإياك لمرضاته
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ
قد تفيد هذه النقول في بحث المسألة ....
المعاملة في تعريف ابن عابدين رحمه الله هي: (ما كان المقصود منها في الأصل قضاء مصالح العباد، كالبيع، والكفالة، والحوالة، ونحوها). حاشية ابن عابدين 4/ 500.
وكثيراً ما ترد المعاملات في مقابل العبادات، وهنا ينبغي التنبه إلى أن التفريق بين العبادات والمعاملات لا يعني انتفاء القربة في المعاملات؛ إذ للنية الصالحة أثرها في كسب الأجر ونيل الثواب، يشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في حديث طويل: ( ... وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فيّ أمرتك) متفق عليه، وقد أشار إلى هذا المعنى بعض الفقهاء في وجه المناسبة بين ذكر أبواب المعاملات بعد أبواب العبادات في الكتب الفقهية فقال: (ولما أنهى –أي المصنف- ربع العبادات المقصود بها التحصيل الأخروي وهي أهم ما خلق له الإنسان، أعقبه بربع المعاملات التي المقصود منها التحصيل الدنيوي ليكون سبباً للأخروي). البجيرمي على الخطيب 3/ 2.
وقال الدكتور المشيقح في مذكر المعاملات المالية المعاصرة:
المعاملات في اللغة: جمع معاملة؛ وهي مأخوذة من العمل وهو لفظ عام في كل فعل يقصده المكلف.
وأما في الاصطلاح: فهي الأحكام الشرعية المتعلقة بأمور الدنيا كالبيع والشراء والإجارة والرهن وغير ذلك.
فائدة:
اعلم أن العلماء رحمهم الله يقسِّمون الفقه إلى أربعة أقسام:
1 - عبادات.
2 - معاملات.
3 - أنكحة.
4 - أحكام الجنايات والقضاء.
هذا ما عليه أكثر العلماء رحمهم الله.
وبعض العلماء لا يخصون قسم المعاملات بالمعاملات المالية وإنما يدرجون أحكام الأنكحة بالمعاملات فيجعلون الأقسام ثلاثة:
1 - عبادات.
2 - معاملات ولا يخصونها بالمعاملات المالية.
3 - أحكام الحدود والجنايات.
وهذا ممن ذهب إليه ابن عابدين الحنفي رحمه الله صاحب " حاشية رد المحتار "، لكن أكثر العلماء رحمهم الله على تقسيم الفقه إلى الأقسام الأربعة.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 05:05]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يلزم من كونهم رخصوا في التحاكم أنهم يجعلونه من باب المعاملات, كيف وبعضهم صرح أنه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله, وذلك كالفوزان في شرحه المطبوع على كتاب التوحيد
ونسأل الله أن يعيننا جميعا فقد عم البلاء فمن مقل ومستكثر ولا حول ولاقوة إلا بالله
لم يكن كتاب الشيخ الفوزان عندي وقد حملته من الشبكة, وأذكر شيء مما جاء فيه من باب التوثيق لما نسبته إليه والإفادة من التأصيل الذي فيه للتحاكم وكونه من التوحيد والعبادة وصرفه لغير الله شرك.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60)} الآيات.
--------------------ـ
شرح الفوزان:
... وقولُ المصنف- رحمه الله تعالى-: "باب قول الله تعالى" يعني: ما جاء في تفسير هذه الآيات ممّا ذكره أهلُ العلم في تفسيرها؛ ممّا يدلّ دَلالة واضحة على أنّ التحاكُم إلى ما أنزل الله من التّوحيد والعبادة، وأنّ التحاكُم إلى غيره شركٌ بالله عزّ وجلّ وكفرٌ به، لأنّ الحكم لله وحده: الحكم القدَري، والحكم الشرعي، والحُكم الجزائي كلّه لله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}، {لَهُ الْخَلْقُ}، هو الذي خلق، (وله الأمر)، فهو الذي يأمر وينهى، ويحلِّل ويحرِّم، ليس لغيره شركٌ في ذلك. وقال تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
فالتحاكم إلى ما أنزل الله داخلٌ في التوحيد، والتحاكُم إلى غيره من أنواع الشرك، لأنّ من معنى {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ومقتضاها ومدلولها: التحاكُم إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومَن تحاكَم إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله فإنّه قد أخلّ بكلمة التّوحيد فأخلّ بمقتضى "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
فمدلول الشّهادتين: أن نتحاكَم إلى كتاب الله وإلى سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أُمورنا ... آلخ كلامه
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 05:49]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبد العزيز بن سعد، ففي نقلك ما يكفي ويغني
وعطفا عليه، ساورد بعضا من النصوص التي قد تفيد الحوار مع مولانا الحسني
البداية والنهاية [جزء 13 - صفحة 267]
قاضي القضاة كمال الدين أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر بن علي التفليسي الشافعي ولد بتفليس سنة إحدى وستمائة وكان فاضلا أصوليا مناظرا ولي نيابة الحكم مدة ثم استقل بالقضاء في دولة هلاوون هولاكو وكان عفيفا نزها لم يرد منصبا ولا تدريسا مع كثرة عياله وقلة ماله ولما انقضت أيامهم تغضب عليه بعض الناس ثم ألزم بالمسير إلى القاهرة فأقام بها يفيد الناس إلى أن توفي في ربيع الاول من هذه السنة ودفن بالقرافة الصغرى. ا. هـ
معلوم لديك يا ابا فاطمة ان دولة التتار لا تحكم بين الناس إلا بالياسق، فنظر رعاك الله لثناء ابن كثير على من تولى القضاء لهولاكو،
والسبب يبينه لنا الذهبي رحمه الله
تاريخ الإسلام - الذهبي - ج 50 - ص 103 - 104
عمر بن بندار بن عمر. القاضي العلامة، كمال الدين، أبو حفص التفليسي، الشافعي. ولد بتفليس سنة اثنتين وستمائة تقريبا. وتفقه وبرع في المذهب والأصلين وغير ذلك. ودرس وأفتى. وسمع من: أبي المنجا بن اللتي. وجالس أبا عمرو بن الصلاح. وولي القضاء بدمشق نيابة. وكان محمود السيرة، حسن الديانة، صحيح العقيدة. ولما تملكت التتار جاءه التقليد من هولاكو بقضاء الشام والجزيرة والموصل، فباشر مدة يسيرة، وأحسن إلى الناس بكل ممكن، وذب عن الرعية. وكان نافذ الكلمة، عزيز المنزلة عند التتار، لا يخالفونه في شيء. قال قطب الدين: فبالغ في الإحسان، وسعى في حقن الدماء، ولم يتدنس في تلك المدة بشيء من الدنيا مع فقره وكثرة عياله، ولا استصفى مدرسة ولا استأثر بشيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان مدرس المدرسة العادلية، وقد تعصبوا عليه، ونسب إليه أشياء برأه الله منها. وسار محيي الدين ابن الزكي، فجاء بالقضاء على الشام من جهة هولاكو، وتوجه كمال الدين إلى قضاء حلب وأعمالها، وقد عصمه الله ممن أراد ضرره. وكان نهاية ما نالوا منه أنهم ألزموه بالسفر إلى الديار المصرية، فسافر وأفاد أهل مصر واشتغلوا عليه. قال الشريف عز الدين: كان مشكور الطريقة، أقام بالقاهرة مدة يشغل الطلبة بعلوم عدة في غالب أوقاته، فوجد به الناس في ذلك نفعا كثيرا، ولازمته مدة، وقرأت عليه شيئا من أحوال الفقه، وانتفعت به. وكان أحد العلماء المشهورين، والأئمة المذكورين. توفي ليلة رابع عشر ربيع الأول بالقاهرة. ا. هـ
ونظر، رعاك الله إلى هذه الحادثه الغريبه
البداية والنهاية [جزء 2 - صفحة 293]
قال ابن اسحاق وحدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد الليثي أن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي حدثه أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والوليد يومئذ أمير المدنية أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة فكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الحسين أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول قال فقال عبدالله بن الزبير وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا قال وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك وبلغت عبدالرحمن بن عثمان بن عبيدالله التيمي فقال مثل ذلك فلما بلغ ذلك الوليد ابن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي. ا. هـ
اليس من المستغرب طلب الحسين رضي الله عنه حقه بطريق حلف الفضول؟ خاصة و ان النزاع في مال، وقد جائت الشريعة بتفصيل لمثل هذه المنازعات، بينما حلف الفضول لا يشتمل إلا على عموميات من نصرة للضعيف و دفع القوي الغشوم
قال شيخ الإسلام
مجموع الفتاوى [جزء 19 - صفحة 218]
والنجاشى ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن فان قومه لا يقرونه على ذلك وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفى نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا ألا وسعها وعمر بن عبد العزيز عودى وأوذى على بعض ما أقامه من العدل وقيل إنه سم على ذلك فالنجاشى وأمثاله سعداء فى الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الاسلام مالايقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التى يمكنهم الحكم بها. ا. هـ
وقال رحمه الله
مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 314]
و التحقيق أن النبى ذكر الدين الذى هو استسلام العبد لربه مطلقا الذى يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين وهذه هى الخمس وما سوى ذلك فانما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس بل اما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما يتبع ذلك من أمارة وحكم وفتيا واقراء وتحديث وغير ذلك وأما ان يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط باسقاطه واذا حصلت المصلحة أو الابراء اما بابرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت
وتجب على شخص دون شخص فى حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى بخلاف الخمسة فانها من خصائص المسلمين. ا. هـ
وهذه مولانا، ما كنت قد ذكرته لك سابقا من كون التحاكم هو في باب المعاملات وليس العبادات المحضة التي لا يشترك فيها معنا أحد من الأمم، والنص لا يحتاج مزيد تعليق من جانبي، حفظكم الله
هذا، وللأسف الشديد مولانا ما وجدته حاضرا عندي، فقد اعياني البحث في الملفات عن نصوص كنت قد حفظتها سابقا ولم اعثر عليها من كتب كثيره جدا لعلماء أجلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما يسهل عليك لو استهدفت،رعاك الله، بالبحث عن هذا الأمر فترة غزو التتار و إقامة حكم الياسق وموقف العلماء في ذاك الزمان فهو شبيه جدا بما قد إبتلى به الله عباده من شرائع طاغوتيه و محاكم وضعية قد عم بلاها وطم
وفقني الله وإياك لمرضاته
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 06:36]ـ
لا أعتقد ان قانون الياسق مثل القوانين الحالية،
فالقوانين المدنية الحالية أقرب إلى الشريعة من الياسق
وقد رأيت كتابين ضخمين في بيان أن غالب المواد في القانون المدني الفرنسي مأخوذ من الفقه المالكي، ربما عن طريق الأندلس ...
والمسألة ليست في التحاكم إلى شرع الله فقط، بل وأن يكون الحاكم شرعيا بمعنى: أن يكون مسلما عدلا مجتهدا ذكرا
ذكر فقهاء الشريعة جملة شروط فيمن يتولى القضاء ليكون مؤهلا للفصل بين الخصومات، أهمها:
1 - الإسلام
ودليل هذا الشرط قوله تعالى في سورة النساء:" وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) " ووجه الدلالة أن هذا خبر بمعنى النهي، فلا يجوز أن يتولى الكافر على المسلم.
وقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ" (آل عمران:118)، ووجه الدلالة من الآية أن الله نهى أن يتولى المنافق فضلا عن غيره من الكفار بطانة، وبطانة الرجل خاصته، وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن أبي الدِّهْقانة قال: قيل لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إن هاهنا غُلاما من أهل الحِيرة، حافظ كاتب، فلو اتخذته كاتبا؟ فقال: قد اتخذت إذًا بطانة من دون المؤمنين ()، قال ابن كثير رحمه الله:" ففي هذا الأثر مع هذه الآية دلالة على أن أهل الذَّمَّة لا يجوز استعمالهم في الكتابة، التي فيها استطالة على المسلمين واطِّلاع على دَوَاخل أمُورهم التي يُخْشَى أن يُفْشوها إلى الأعداء من أهل الحرب؛ ولهذا قال تعالى: " لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ " ().
وفي حديث عائشة رضي الله عنها في سياقها لغزوة بدر، قال ? لرجل أراد المشاركة معه في الغزو والمغنم:" تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك" ().
وروى الدارقطني عن عائذ بن عمرو المزني عن النبي ? قال:" الإسلام يعلو ولا يعلى" ()، والحديث خبر بمعنى الأمر، ووجه الدلالة من الحديث أن في تولية الكافر إعلاء للكفر على الإسلام وهو مخالف للحديث.
وقد اتفق العلماء على هذا الشرط إذا كان القضاء بين مسلمين ().
2 - التكليف 3 - والحرية 5 - وسلامة الحواس ... وليست داخلة في بحثنا، لأنها غير مؤثرة في المسألة
3 - الذكورة،
ودليل هذا الشرط حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال ?:" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" ()، وهو خبر بمعنى النهي، لأن المسلمين لا يجوز لهم أن يتعمدوا الخروج عن طريق الفلاح وسلوك طريق الفشل، والقضاء ولاية عامة، فلا يجوز للمرأة توليها ().
وقد نبه الله تعالى إلى نسيانهن بقوله تعالى: "أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى" (البقرة:282)، لأنها إذا كانت تحتاج إلى أخرى معها كي لا تضل، فأولى أن لا يصح انفرادها بالحكم بين الناس لكي لا تضل، والقضاء أعظم خطرا من الشهادة.
سئل الإمام قاضي حلب كمال الدين ابن الزملكاني: ما الدليل على أن المرأة لايجوز أن تكون قاضياً؟
فأجاب: الدليل على ذلك قوله تعالى: أومن ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين [الزخرف: 18]. لأن من كان في الخصام لنفسه غير مبين، فلا يصلح لفصل خصومات غيره بطريق الأولى ().
وخالف الحنفية الجمهور في ذلك، فقالوا بصحة أن تلي النّساء القضاء فيما يجوز أن تقبل شهادتهن فيه، فلا تقضي في الحدود والقصاص، لأنه لا شهادة لها في ذلك ()، مع إثم المولي، ومستندهم قياس القضاء على الشهادة، وهو قياس فاسد الاعتبار لأنه في معارضة النص.
وهذه المسألة ليست عائدة إلى مسألتنا بطريق مباشر، مع أن أهل العلم رأوا أن من الأسباب خوف أن لا تحكم بالحق نظرا لقلة إمكاناتها والظروف التي ترد عليها ...
5 - العدالة:
العدالة هي المحافظة على الدين واحترام المروءات ومكارم العادات ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب الحنفية إلى أن تولية العدل شرط كمال، وقضاء الفاسق نافذ عندهم ()، مع أنهم يقيسون القاضي على الشاهد، والعدالة شرط لقبول الشهادة بنص قوله تعالى:" وأشهدوا ذوي عدل منكم" (الطلاق:).
والجمهور على اشتراط العدالة في القاضي ()، لأن من يتولى الولاية القضائية يخبر عن حكم الله تعالى، وخبر غير العدل يورث الريبة ويدعو للتثبت، لقوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .... " (الحجرات:6)، ووجه الدلالة أن الله تعالى أمر بالتبيّن عند قول الفاسق، ولا يجوز أن يكون القاضي ممن لا يقبل قوله ويجب التبيّن عند حكمه، ولأن الفاسق لا يجوز أن يكون شاهداً فلئلا يكون قاضياً أولى.
والفصل في النزاعات فتوى مقرونة بإلزام، وقد قال النووي رحمه الله: وقد اتفق أهل العلم على أن الفاسق لا تصح فتواه ونقل الخطيب فيه إجماع المسلمين.
ولكن قد نصطدم بالواقع المر في كثير من البلاد حيث تجد أهل العلم قد أصروا على الصغائر واقتحموا الكبائر، مع كونهم من أقل الناس في بلادهم بعدا عن المآثم، ولذا حكى الغزالي رحمه الله أنه لا بد من تنفيذ أحكامه للضرورة لئلا تتعطل مصالح الناس ()، وشرط العدالة عند الحنابلة بقرد الإمكان، فيجب تولية الأمثل فالأمثل، وعلى هذا يدلّ كلام الإمام أحمد، فيولى عند عدم الأمثل أنفع الفاسِقَيْن وأقلّهما شرّاً، وأعدل المقلّدين وأعرفهما بالتقليد، وإلا لتعطلت الأحكام واختل النّظام ().
وقد فصل ابن القيم رحمه الله في مسألة تولية غير العدل فقال: وكذلك الفاسق إلا أن يكون معلنا بفسقه، داعيا إلى بدعته، فحكم استفتائه حكم إمامته وشهادته، وهذا يختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة والقدرة والعجز، فالواجب شيء والواقع شيء، والفقيه من يطبق بين الواقع والواجب وينفذ الواجب بحسب استطاعته، لا من يلقي العداوة بين الواجب والواقع، فلكل زمان حكم، والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم، وإذا عم الفسوق وغلب على أهل الأرض فلو منعت إمامة الفاسق وشهادتهم وأحكامهم وفتاويهم وولاياتهم لعطلت الأحكام، وفسد نظام الحق، وبطلت أكثر الحقوق، ومع هذا فالواجب اعتبار الأصلح فالأصلح، وهذا عند القدرة والاختيار، وأما عند الضرورة والغلبة بالباطل فليس إلا الاصطبار والقيام بأضعف مراتب الإنكار.
فالواجب تولية العدل إن وجد، وإلا فأقربه للعدالة، لما تقرر عند الفقهاء من أن أنه يراعى تنفيذ الأوامر إمكانها، لحديث:" ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" ().
6 - القدرة على الاجتهاد:
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله:" وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ()، والفصل في النزاعات لا يمكن أن يتولاه من لا يميز المعروف من المنكر، ولذا اشترط فيمن يتولى الولايات القضائية أن يكون عالما بالأحكام الشرعية، مجتهدا فيها، وقد ذهب كثير من متأخري فقهاء المذاهب إلى صحة قضاء المقلد ()،
وقد حدد الإمام ابن تيمية الحد الواجب معرفته لمن ولي أمرا للمسلين، فقال:" ولا يجب على من ولي بعضها – أي الولايات- إلا ما يتعلق بولايته" ().
والحكم ينقسم قسمين:
حكم وضعي، وهو ما يتعلق بصحة تولية القاضي، وصحة حكمه، من جهة التنفيذ
وحكم تكليفي: وهو يتلق بإثم ولي الأمر إذا ولى من ليس أهلا للقضاء،
وأما أصحاب النزاعات فما حيلتهم؟
ولذا اصطلح العلم على تسمية قضاة زمانهم بقضاة الضرورة
لأن الواجب على القاضي أن يحكم بالشريعة التي هي الكتاب والسنة، والإجماع المستند إليهما، والقياس الصحيح.
فالفاسق غير مأمون على حكم الله، وسيحكم بهواه
والجاهل المقلد غير المجتهد سيحكم بقول فلان وفلان،
ولذا فالعلماء الذين أفتوا بما تعرف من التحاكم لأخذ الحق
لم يفتهم المعنى الذي أشرت إليه
وليسوا بأقل غيرة على التوحيد مني ومن غيري من طلبة العلم
ولكنه الدين والعلم والفهم
وإلا فلو كان ذلك من العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله
هل تراهم يدعون غلى الشرك؟
أتدري من أعني؟
أعني أئمة الإسلام الذين سبق النقل عنهم:
ابن باز
أعضاء لجنة الإفتاء
عفيفي
ابن عثيمين
العقلا
حامد العي
مجمع الفقه
الفنيسان
وغيرهم، وغيرهم
وأشكر لك غيرتك، ولكن المفتي إذا تكلم يجعل بين ناظريه: النار، وكيف أنه سيوقع عن رب العالمين،
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله للجميع العلم النافع والمل الصالح
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 11:57]ـ
الأخ عدو المشركين يؤسفني أنك لم تجب على ما طرح عليك, بينما تستمر في إيراد استدلالاتك, وأنا أصر على أن يكون الحوار منظما واضحا, ولذلك أرجو أن تجيب عن هذا التساؤل السابق:
(فأنت مطالب الآن بإثبات كون التحاكم معاملة وفق الحقيقة الشرعية للمعاملة, وإلا لزمك الاقتصار على قولك (ضرورة تعارف الناس على وجودها) والذي نتفق جميعا عليه, ثم نكمل الحوار بناءا على ذلك في باقي النقاط)
فأين الجواب؟؟
وأما تولي القضاء من المسلم الذي يحكم بشرع الله تحت سلطة الكافر فمسألة أخرى لا علاقة لها بمسألة التحاكم إلى طاغوت يحكم بغير ما أنزل الله!!
وأما التتار ومحاكمهم فقد قاطعها المسلمون وقال ابن كثير قولته الشهيرة بإكفار من تحاكم إلى الياسق ونقل الإجماع على ذلك ..
فالزم موطن النزاع وأجب عن ما وجه إليك من أسئلة إذا سمحت
ورجاء آخر, كف عن مناداتي بمولانا لو سمحت
---
الأخ سعد, لم أتهم أحدا بعدم الغيرة على التوحيد, وأنا أعذر هؤلاء المشايخ (مع تحفظي على إيراد اسم العقلا بينهم لأن فتواه كانت في شخص مكره كما بين ذلك الأخ أبو شعيب في الموضوع الآخر) وأقول أنهم أرادوا الشفقة على المسلمين ورفع الحرج وتأولوا بعض النصوص فأخطأوا, وليسوا بمعصومين. ونحن نخطأ من هم أجل منهم من أئمة المذاهب في مسائل أجمع العلماء أنها من موارد الاجتهاد ونناقش أدلتهم جهارا نهارا, أفنأتي لمسألة تتعلق بالتوحيد فنخور عندها أمام من هم دونهم, كالمشايخ الذين ذكرت- مع حفظ ما لهم -!
ولا داعي للتهويل فلم آت ببدع من القول, ولو لم ينص على منع التحاكم للطاغوت لغير المكره إلا ابن سحمان وابن عتيق وهما من أئمة الدعوة والعلماء الكبار لكفى سلفا, وقد سبق النقل عنهما في الموضوع الآخر ..
وأعيد عليك بأن المشايخ الذين أجازوا التحاكم للطاغوت في الضرورة لم ينفوا أنه عبادة ولم يجعلوه معاملة البتة, بل صرح بعضهم بأنه من باب التوحيد والعبادة كالفوزان الذي سبق النقل عنه, فهل لم تقرأ كلامه أم ماذا؟؟
رجاء اقرئوا ما أكتب, فمن غير المعقول أن يستمر النقاش بهذه الطريقة وكأنه حوار من طرف واحد!!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 12:15]ـ
ثم ماذا تقصد من قولك يا أخ عبد العزيز بن سعد: (وإلا فلو كان ذلك من العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله
هل تراهم يدعون غلى الشرك؟)
جعلت من لازم فتوى المشايخ أن التحاكم ليس عبادة, وهم بريئون من ذلك فإن لازم القول ليس بقول, ثم تبنيت أنت - كما هو ظاهر كلامك أعلاه - القول بنفي كون التحاكم عبادة ضاربا بالنصوص الواردة كآية النساء - وتقدم شرح الفوزان لها وقوله أن التحاكم (من التوحيد والعبادة) - عرض الحائط, ومبتدعا قولا لم يقل به أحد قبلك , أما تتقي الله في نفسك ..
اتق الله فإن هذا الكلام خطير, ووالله لو رآك أحد هؤلاء المشايخ وأنت تقول أن التحاكم ليس عبادة لشنع عليك تشنيعا شديدا وتبرأ من قولك هذا
والله إني مشفق عليك, ولا أريد بكلامي هذا تنفيرك, ولكن لا يسرني أن يفضي بك تمسكك برأي أن تنتصر له بالباطل, فلا بد من تنبيهك
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 12:39]ـ
(فأنت مطالب الآن بإثبات كون التحاكم معاملة وفق الحقيقة الشرعية للمعاملة, وإلا لزمك الاقتصار على قولك (ضرورة تعارف الناس على وجودها) والذي نتفق جميعا عليه, ثم نكمل الحوار بناءا على ذلك في باقي النقاط)
فأين الجواب؟؟
1 - مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 314]
و التحقيق أن النبى ذكر الدين الذى هو استسلام العبد لربه مطلقا الذى يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين وهذه هى الخمس وما سوى ذلك فانما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس بل اما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما يتبع ذلك من أمارة وحكم وفتيا واقراء وتحديث وغير ذلك وأما ان يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط باسقاطه واذا حصلت المصلحة أو الابراء اما بابرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت
وتجب على شخص دون شخص فى حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى بخلاف الخمسة فانها من خصائص المسلمين. ا. هـ
2 - المعاملة في تعريف ابن عابدين رحمه الله هي: (ما كان المقصود منها في الأصل قضاء مصالح العباد، كالبيع، والكفالة، والحوالة، ونحوها). حاشية ابن عابدين 4/ 500.
ولن اناديك بشيئ، فتبرمك دليل على شيء غير طيب قادم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:14]ـ
أخي الحسني
الشرك عظيم، ولا يجوز للمفتي أن يجيز الشرك في مثل الأحوال المذكورة في فتاوى أهل العلم، وراجع شرح حديث:"قرب ولو ذبابا"،
والترافع إلى قاض لا تنطبق عليه شروط القاضي، لكونه قاضي ضرورة ليس من عبادة القاضي
وثمت صور، تحتاج إلى تبيين حكم كل صورة، وبذلك يمكن أن تحدد موطن النزاع وهي:
أن يكون القاضي ممن تنطبق عليه شروط ولاية القضاء، وسيحكم وفق الشريعة الإسلامية، وهذا متفق على كونه هو الواجب شرعا.
أن يكون القاضي ممن تنطبق عليه شروط ولاية القضاء، ولكنه ملزم بتقنين مكتوب، مثل حكم القاضي نظام العمل الصادر في شعبان سنة 1426هـ (لأن من المقرر في الوقت القريب إقامة محاكم عمالية يحكم بها متخصصون في الشريعة، أما الآن فيحكم في النزاعات متخصصون في القانون وهو خلل مركب)
أن يكون القاضي ممن لا تنطبق عليه شروط ولاية القضاء، وهو مع ذلك سيرجع للأحكام الشرعية، مثل الدول التي تتبع النظام الأنجلوسكسوني في القضاء، وهي: بريطانيا والدول التي تتبع العرش البريطاني (أستراليا وكندا وإيرلندا وغيرها) وأمريكا وجنوب أفريقيا، فهؤلاء يحكمون العقد المكتوب، فإن قلت فيه: يفسر هذا العقد وفق الشريعة الإسلامية، فإنهم سيحكمون وفق هذا الشرط العقدي.
أن يكون القاضي ممن لا تنطبق عليه شروط ولاية القضاء، وسيحكم بقانون مكتوب.
فإذا تحرر لطالب العلم المقصود بالتحاكم إلى الطاغوت، يمكنه فهم سبب فتاوى أهل العلم بجوازه للحاجة ...
ولو رأينا تطبيق أهل العلم وعملهم، نجد أن التطبيق يساعد على تفسير القول، فقد سافر الشيخ ابن سعدي إلى لبنان وسوريا، وسافر الشيخ محمد بن إبراهيم إلى لندن، وسافر الشيخ عبدالرحمن الدوسري، (رحمة الله عليهم) ومعلوم أن المسافر سيوقع على احترام قوانين تلك الدول،
ولو كان شركا، فإن ورعهم سيمنعهم من ذلك
والخلاصة: أن القاضي الذي لا تنطبق عليه الشروط الشرعية، إذا ترافعت إليه،
فإن ولي الأمر المسلم آثم بتوليته،
والقاضي المسلم آثم بقبوله منصب القضاء مع عدم أهليته الشرعية
والمترافع يعذر في حال عدم وجود القاضي الذي تنطبق عليه الشروط الشرعية
والمدعى عليه، معذور في حضوره للجلسة القضائية ودفاعه عن نفسه.
وأما في حال القوانين المدونة، مثل القانون المدني الإماراتي:
فإنه يحرم على ولي الأمر أن يلزم به القضاة، وهو آثم بذلك، كما حققه الإمام ابن تيمية رحمه الله في الإلزام بقول معين.
يلزم القاضي المتأهل شرعيا أن يجتهد ويحكم بما أراه الله،
فإن حكم بخلاف ما يعتقده فهو آثم.
وأما من لديه قضية، لا تحل إلا بطريق القضاء، فإنه يرفع القضية للمحكمة المختصة، مع كراهته للوضع القائم ودعوته لتعديله، ولا يعتبر في هذه الحالة عابدا للقاضي أو لولي الأمر
ومثله المدعى عليه ...
وإذا أردت معرفة قوة القول فعممه، ثم تفكر في نتائجه ...
فكل موظف يخضع لنظام العمل، وقد انتقده الشيخ عبدالله ابن حميد رحمه الله في رسالة منشورة في الدرر السنية
والذين يحكمون فيه حاليا لا تتوافر فيهم شروط القاضي الشرعي
وعلى القول بالمنع المستند إلى أن الترافع عند النزاع لدى هذه الجهة يعتبر من صرف العبادة لغير الله، فإنه لا يجوز الشرك إلا في حال الاضطرار، ولا ضرورة في العمل لدى القطاع الخاص، والقطاع العام المستقل كشركة أرامكو والخطوط الجوية، والموظفين الذين على بند العمال.
وهذا يحتم على طلبة العلم أن يسعوا جاهدين إلى إصلاح الجهاز القضائي في دولهم، ببحث المسائل التي لها علاقة به، ومطالبة ولاة الأمر من حكام الدول وعلمائها أن يهبوا إلى إصلاح الوضع القائم في الدول الإسلامية
وأما الدول غير الإسلامية فينظر في أحكامهم، والحلول الشرعية لمشاكلهم، مع مطالبتهم بالهجرة إن أمكن غلى بلاد تحكم بالشرع فيعبدون الله تعالى فيها دون حرج ..
ومنكم نستفيد يا شيخنا الحسني، وغيرتكم محل إعجاب، ووجود من ينبه إلى أن الوضع الحالي يحتاج إلى تصحيح أمر مهم للغاية، وتشكر عليه ..
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:51]ـ
1 - مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 314]
(يُتْبَعُ)
(/)
و التحقيق أن النبى ذكر الدين الذى هو استسلام العبد لربه مطلقا الذى يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين وهذه هى الخمس وما سوى ذلك فانما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس بل اما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما يتبع ذلك من أمارة وحكم وفتيا واقراء وتحديث وغير ذلك وأما ان يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط باسقاطه واذا حصلت المصلحة أو الابراء اما بابرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت
وتجب على شخص دون شخص فى حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى بخلاف الخمسة فانها من خصائص المسلمين. ا. هـ
2 - المعاملة في تعريف ابن عابدين رحمه الله هي: (ما كان المقصود منها في الأصل قضاء مصالح العباد، كالبيع، والكفالة، والحوالة، ونحوها). حاشية ابن عابدين 4/ 500.
ولن اناديك بشيئ، فتبرمك دليل على شيء غير طيب قادم
المهم عندي أن لا تناديني بمولانا, لأني لست أهل له إن ككان على حقيقته, وإن كان على الطريقة العامية التي غالبا يشوبها السخرية فلا حاجة لنا به في هذا الحوار العلمي .. وأما القادم فأعدك أن لا تسمع مني إلا طيبا إن شاء الله ..
عودا لموضوعنا, فهذا الذي قدمته دليل على اضطرابك وعدم تحريرك للمسألة, فمرة تنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في العبادة المحضة وغير المحضة إشارة منك إلا أنك ترى التحاكم من العبادات الغير محضة, ومرة تجعلها من المعاملات وتنقل كلام ابن عابدين وتجعلها كالبيع والشراء .. !!
فأي الأمرين به تقول: أمعاملة هي أم عبادة غير محضة؟
ثم يعقب ذلك سؤال آخر: ما وجه إدخالها في باب المعاملات أو باب العبادات غير المحضة ومن قال بذلك؟
ثم تأتي مناقشتك بناءا على ذلك, فلست بمسلم لك إقحام التحاكم في هذا الباب أو ذاك لمجرد نقل نقلته في تعريف المعاملة أو في تقسيم العبادات ..
ثم تأتي المناقشة فيما ينبني على ذلك كله من أحكام ومنها مسألتنا ..
فالطريق طويل, ولكي نسلكه واضحا لا بد أن نكون نحن واضحين متحققين مما نفوه به غير مضطربين فيه ولا متناقضين ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 12:04]ـ
والترافع إلى قاض لا تنطبق عليه شروط القاضي، لكونه قاضي ضرورة ليس من عبادة القاضي
هذا لا خلاف فيه لأنه ليس طاغوتا وليس التحاكم إليه من التحاكم للطاغوت, فهذا خارج موطن النزاع, لأن قاضي الضرورة الذي تمت توليته على أن يحكم بالشرع قدر الاستطاعة ليس طاغوتا, فالطاغوت هو من يحكم بغير ما أنزل الله مبدلا للشرع متحاكما إلى غيره, هذا هو الطاغوت الذي أمرنا بالكفر به, وجعل التحاكم له إيمان به كما قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحه لكتاب التوحيد: " التحاكم للطاغوت إيمان به "
أما القاضي المسلم الذي تمت توليته ضرورة وتنقصه بعض الشروط فتغتفر توليته عند أهل العلم لئلا تتعطل أقضية المسلمين, ومن تتبع كلام أهل العلم في هذا الباب (وقد بحثت هذه المسألة إلى حد ما) وجد أنهم يغتفرون فقدان الكثير من الشروط ولكنهم يقفون عند شروط معينة, ويختلفون فيها, فبعضهم يحكم بنفاذ قضاء ذلك القاضي لئلا تتعطل أقضية الناس وبعضهم لا ينفذه لأن وضع ذلك القاضي وصل لدرجة لا يمكن اغتفارها, وتجدهم يختلفون في ذلك, إلا أن القاضي إذا وصل إلى درجة الكفر لم يغتفر أحد من الفقهاء توليته, بل نصوا على بطلان قضاءه وعدم الاعتداد به ولو أفضى ذلك لتعطل أقضية الناس.
وإليك مقتطفات من هذا البحث الذي أشرت إليه:
(في كلام الفقهاء في القاضي الذي لا ينفذ قضاؤه ابتداءا)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن قدامة في المغني: " إذا نصب أهل البغي قاضيا يصلح للقضاء, حكم قاضي أهل العدل, ينفذ من أحكامه ما ينفذ من أحكام قاضي أهل العدل, ويرد منه ما يرد. فإن كان ممن يستحل دماء أهل العدل وأموالهم, لم يجز قضاؤه لأنه ليس بعدل. وهذا قول الشافعي. وقال أبو حنيفة: لا يجوز قضاؤه بحال, لأن أهل البغي يفسقون ببغيهم, والفسق ينافي القضاء. ولنا, أنه اختلاف في الفروع بتأويل سائغ, فلم يمنع صحة القضاء, ولم يفسق به, كاختلاف الفقهاء. فإذا ثبت هذا, فإنه إذا حكم بما لا يخالف نصا ولا إجماعا, نفذ حكمه, وإن خالف ذلك, نقض حكمه, لأن قاضي أهل العدل إذا حكم بذلك نقض حكمه, فقاضي أهل البغي أولى ... فأما الخوارج إذا ولوا قاضيا, لم يجز قضاؤه, لأن أقل أحوالهم الفسق, والفسق ينافي القضاء. ويحتمل أن يصح قضاؤه, وتنفذ أحكامه, لأن هذا مما يتطاول, وفي القضاء بفساد قضاياه وعقوده الأنكحة وغيرها ضرر كثير, فجاز دفعا للضرر, كما لو أقام الحدود, وأخذ الجزية والخراج والزكاة ".
وقال النووي في روضة الطالبين: " فإن كان لهم قاض في بلد, قال المعتبرون من الأصحاب: إن كان يستحل دماء أهل العدل, لم ينفذ حكمه, لأنه ليس بعدل ... ومنهم من يطلق نفوذ قضاء البغاة لمصلحة الرعية, وإن لم يكن قاضيهم ممن يستحل دماء العدل وأموالهم, ونفذ حكمه فيما ينفذ فيه حكم قاضي أهل العدل, فلو حكم بما يخالف النص أو الإجماع أو القياس الجلي, فهو باطل ... ولا ينفذ قضاء الباغي إذا كان من الخطابية الذين يقضون لموافقتهم بتصديقهم إذا قضى لموافقه, كما ترد شهادته ".
وقال: " فرع: لو ورد من قاضي البغاة كتاب على قاضينا, ولم يعلم أنه ممن يستحل دماء أهل العدل أم لا, ففيه قبوله والعمل به قولان, حكاهما ابن كج, قال: واختيار الشافعي منهما: المنع ".
وقال: " فصل: الذين لهم تأويل بلا شوكة, أو شوكة بلا تأويل, ليس لهم حكم البغاة, ولا ينفذ قضاء حاكمهم, ولا يعتد باستيفائهم الحقوق والحدود, وفي أصحاب الشوكة احتمال للإمام لئلا يتضرر أهل الناحية التي استولوا عليها والمعروف للأصحاب ما سبق, والتحكيم فيهم على الخلاف المعروف في غيرهم ".
وقال: فنصف البغاة بما يتميزون به, ونذكر في ضمنهم غيرهم من المخالفين. أما البغاة, فتعتبر فيهم خصلتان: أحداهما: أن يكون لهم تأويل يعتقدون بسببه جواز الخروج على الإمام, أو منع الحق المتوجه عليهم, فلو خرج قوم عن الطاعة, ومنعوا الحق بلا تأويل, سواء كان حدا أو قصاصا أو مالا لله تعالى أو للآدميين, عنادا أو مكابرة ولم يتعلقوا بتأويل, فليس لهم أحكام البغاة ,وكذا المرتدون, ثم التأويل للبغاة إن كان بطلانه مظنونا, فهو معتبر, وإن كان بطلانه مقطوعا به, فوجهان, أوفقهما لإطلاق الأكثرين: أنه لا يعتبر, كتأويل المرتدين وشبهتهم, والثاني: يعتبر, ويكفي تغليطهم فيه, وقد يغلط الإنسان في القطعيات.
قلت: فنص النووي هذا يبين أن المرتدين ليست لهم أحكام البغاة, ومن ذلك أنه لا ينفذ قضائهم ولا يلتفت إليه ولو تعطلت الأقضية, لأن شرط الإسلام لا يغتفر فقده عند الفقهاء
فرع: الخوارج صنف من المبتدعة يعتقدون أن من فعل كبيرة, كفر وخلد في النار ويطعنون لذلك في الأدلة, ولا يحضرون معهم الجمعات والجماعات ... وأطلق البغوي أنهم إن قاتلوا, فهم فسقة وأصحاب بهت, فحكمهم حكم قطاع الطريق, فهذا ترتيب المذهب والمنصوص, وحكى الإمام في تكفير الخوارج وجهين, قال: فإن لم نكفرهم, فلهم حكم المرتدين, وقيل: حكم البغاة, فإن قلنا كالمرتدين, لم تنفذ أحكامهم ".
وقال: " الخصلة الثانية: أن يكون لهم شوكة وعدد بحيث يحتاج الإمام في ردهم إلى الطاعة إلى كلفة, ببذل مال, أو إعداد رجال, ونصب قتال, فإن كانوا أفرادا يسهل ضبطهم فليسوا بغاة ... وتتعلق بالشوكة صور ذكرها الإمام: إحداها: حكى في قوم قليلي العدد تقووا بحصن وجيه, ورأى أن الأولى أن يفصل, فيقال: إن كان الحصن على حافة الطريق, وكانوا يستولون بسببه على ناحية وراء الحصن, فالشوكة حاصلة وحكم البغاة ثابت, لئلا تتعطل أقضية أهل تلك الناحية, وإلا فلا نبالي بما وقع من التعطل في العدد القليل ".
قال ابن عابدين في حاشيته:
مطلب في حكم القاضي الدرزي والنصراني. تنبيه: ظهر من كلامهم حكم القاضي المنصوب في بلاد الدروز في القطر الشامي ويكون درزيا ويكون نصرانيا فكل منهما لا يصح حكمه على المسلمين فإن الدرزي لا ملة له كالمنافق والزنديق وإن سمى نفسه مسلما
فهذا النص من ابن عابدين في الدرزي والنصراني بجانب ما ذكره النووي في المرتدين يبين أن الكافر لا ينفذ قضاؤه أبدا ولا تغتفر توليته ولو تعطلت أقضية الناس, مع أنه يحتمل أن الدرزي والنصراني - نظرا لكونهم تحت قهر المسلمين ببلاد الشام - أنهم تم توليتهم بناءا على أنهم يحكمون بالشرع جهلا ممن ولاهم, ومع ذلك لم يغتفر فقدان شرط الإسلام فيهم, فتأمل ..
إذا عرفت ذلك بان لك الفرق بين التحاكم للطاغوت وبين التحاكم لقاضي فقدت فيه بعض الشروط واغتفر ذلك على خلاف بين أهل العلم في حد ما يغتفر وإلى أين ينتهى مع عدم خلافهم فيما أعلم في عدم اغتفار تولية الكافر - ومن أراد فليبحث في كتب الفقه ليظهر خلاف ذلك إن وجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 12:31]ـ
وإذا أردت معرفة قوة القول فعممه، ثم تفكر في نتائجه ...
فكل موظف يخضع لنظام العمل، وقد انتقده الشيخ عبدالله ابن حميد رحمه الله في رسالة منشورة في الدرر السنية
والذين يحكمون فيه حاليا لا تتوافر فيهم شروط القاضي الشرعي
وعلى القول بالمنع المستند إلى أن الترافع عند النزاع لدى هذه الجهة يعتبر من صرف العبادة لغير الله، فإنه لا يجوز الشرك إلا في حال الاضطرار، ولا ضرورة في العمل لدى القطاع الخاص، والقطاع العام المستقل كشركة أرامكو والخطوط الجوية، والموظفين الذين على بند العمال.
تنبيه: لا يرخص في الشرك إلا حال الإكراه, هذه زلة أخرى منك يبدو أنك لا تقصدها حين قلت: (لا يجوز الشرك إلا في حال الاضطرار)
قد ذكرت من قبل أن هذه طريقة غير مرضية, أن تستخرج للمسألة لوازم - بعضها قد لا يلزم دون بعض - ثم تبني حكمها على اللوازم فتخضع الحكم الشرعي للواقع الفاسد, بدلا من أن تخضع الواقع للحكم الشرعي, وضربنا لذلك مثالا بمسألة كفر تارك الصلاة فراجعه
وعلى كل حال, فمسألة العمل في مجال معين – في دولة ما دون تعيين حتى لا ندخل في إسقاط الحكم على واقع معين وتلك فتوى ولسنا في مقامها – تحت قهر حكم ومحاكم غير شرعية مسألة فيها تفصيل تختلف عن مسألة التحاكم فعليا إلى تلك الجهات, فلا تلازم بينهما دائما, وليس حال الاختيار كحال القهر والإجبار, ولا يصدق على العامل أنه متحاكم حتى يتحاكم فعلا, ولكن قد يكون راض في بعض الصور دون بعض, فلا يطلق القول بذلك دون تفصيل دقيق مبني على تصور الواقع من العقود التي ستوقع وغير ذلك مما ليس هذا مقامه
فنرجو التركيز في أصل المسألة, وأما الإسقاط على الواقع فهذا لا يكون إلا بعد جلاء الحكم الذي سيسقط على الواقع
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
إشارة منك إلا أنك ترى التحاكم من العبادات الغير محضة, ومرة تجعلها من المعاملات
الأخ ابو فاطمة حفظه الله، بداية ليس من السخرية مناداتك ب " مولانا " او " مولاي " فالمؤمنون أولياء بعض
ثم ما أشرته إليه قد حط علي كالثقل العظيم على الصدر .. فجعلك المعاملة شيء و العبادة الغير محضه شيء آخر يدل على حاجتك بارك الله فيك إلي ان تحرر (انت لا انا) المسألة
فالمعاملات و العبادات الغير محضه شيء واحد، غفر الله لك ولوالديك،والفرق اللطيف بينهما هو إجراء المعاملات بمقتضى الشرع لتتحول إلى عبادة غير محضه وهذه لم أذكرها بإعتبار ان النقاش عن المسلم والذي الأصل فيه اتباع الشريعة في معاملاته
ثم يعقب ذلك سؤال آخر: ما وجه إدخالها في باب المعاملات أو باب العبادات غير المحضة ومن قال بذلك؟
قد بينت لك انهما شيء واحد، اما وجه إدخال التحاكم في باب المعاملات (العبادة غير المحضه) هو كونها من حقوق الأدميين على بعضهم البعض بخلاف العبادة المحضة التي بين العبد وربه مباشرة (الصلاة، الصوم، الحج .. الخ) ولهذا لا تجد ابواب القضاء و الشهادة و ما يجري مجراها ضمن كتب العقيدة، فتنبه رعاك الله
المعاملة في تعريف ابن عابدين رحمه الله هي: (ما كان المقصود منها في الأصل قضاء مصالح العباد،
مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 314]
وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 03:15]ـ
ثمت ركنان مهمان من أركان الحكم القضائي هما:
1 - القاضي
2 - المقضي به،
فيحرر ما هو التحاكم إلى الطاغوت:
هل هو الترافع لدى قاض كافر يحكم بالشريعة - مثل القضاء الأنجلوسكوني (الإنجليزي وما يتبعه)
أم هو الترافع لدى قاض مسلم يقضي بخلاف الشريعة.
وأمر آخر:
قوله تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم". هي الآية التي نحن في نقاش في تخريج المناط، ثم تحقيقه ...
فهل من كره الترافع لدى كافر يحكم بالشرع، أو شخص يحكم بالقانون الوضعي، ثم ترافع لديه يعتبر محكما له، ويدخل في نفي الإيمان عنه؟
وهل سبب النزول يعين على فهم المراد بها؟
لأن الآية عامة، فمن قدم قول فقيه - كائنا من كان - على النص داخل في الآية بطريق أولى من الترافع لدى القانون مع كرهه له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشكر لأخينا الحسني حسن مباحثته، وجودة أسلوبه، ولا غرو فمدونته دليل على أدب وعلم ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 03:58]ـ
.. فجعلك المعاملة شيء و العبادة الغير محضه شيء آخر يدل على حاجتك بارك الله فيك إلي ان تحرر (انت لا انا) المسألة
فالمعاملات و العبادات الغير محضه شيء واحد، غفر الله لك ولوالديك،والفرق اللطيف بينهما هو إجراء المعاملات بمقتضى الشرع لتتحول إلى عبادة غير محضه وهذه لم أذكرها بإعتبار ان النقاش عن المسلم والذي الأصل فيه اتباع الشريعة في معاملاته
قد بينت لك انهما شيء واحد
غفر الله لي ولك ولوالدينا ..
ليسا شيئا واحد أخي الكريم, فليست كل عبادة غير محضة معاملة كالبيع والشراء, وإلا لكان الجهاد كالبيع والشراء يجوز أن يراد به عرض من أعراض الدنيا ولا يشترط في صحته إخلاص النية لله عز وجل وإعلاء كلمته
وأنت بارك الله فيك ذكرت قسما مما ذكره ابن تيمية في مقابلة العبادات المحضة وهو قوله: " وإما أن يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط بإسقاطه. وإذا حصلت المصلحة أو الإبراء إما بإبرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعواري والودائع والإنصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض ; إنما هي حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت. [ص: 315] وتجب على شخص دون شخص في حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ".
وتركت القسم الآخر الذي قبله والذي قال فيه:
" وما سوى ذلك فإنما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس ; بل إما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ; وما يتبع ذلك من إمارة وحكم وفتيا ; وإقراء وتحديث وغير ذلك "
فهل هذه بارك الله فيك تسميها معاملات وتجعلها كالبيع والشراء غاية ما فيها أنها إذا أريد بها وجه الله كانت عبادة غير محضة!
هذا خلط كبير منك (كواقع وأما نيتك فمثلك محل لحسن الظن) , فتدارك وراجع ما توهمته من التسوية بين المعاملات والعبادات الغير محضة, بارك الله فيك ..
تنبيه:
قولك:
ولهذا لا تجد ابواب القضاء و الشهادة و ما يجري مجراها ضمن كتب العقيدة
بل يذكرون الحكم بغير ما أنزل الله والتحاكم للطاغوت في كتب العقيدة, وهي مسائل ضخمة سود فيها من الصفحات ما لا يحصى
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 05:29]ـ
الله سبحانه هو الحكم وإليه الحكم
وتوحيد الله تعالى في حكمه من التوحيد الخبري
فلا يجوز لأحد كائنا من كان أن ينازع الله تعالى في حكمه،
ويجب أن يحكم الحاكم - قاضيا أو أميرا - بما أنزل الله تعالى، فإن لم يفعل فهو فاسق ظالم كافر
وأما الترافع إلى جهة قضائية، فلا يسلم بأنه من التوحيد الخبري، ولا من توحيد القصد والطلب ...
ثم ما القول في المسألتين الآتيتين:
الأولى: أن يبين لشخص قول النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقد صحته عنه، ثم يعرض عنه، لهوى أو تعصب مذهبي
الثانية: شخص يوجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ويطالب به، ثم يترافع للقضاء غير الشرعي لأخذ حقه.
هل يشك أحد في دخول الأول في قوله تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ... ".
وأما الثاني، فهو محل النزاع،
ثم تامل في قوله:" يحكموك"، وقوله:" يريدون أن يتحاكموا" ألا يدل على أن المقصود هو اقتران الإرادة بالعمل، أو انفراد الإرادة دون العمل، بدلالة السياق، ودلالة سبب النزول؟
ومعلوم أن تفسير القرآن بالقرآن مقدم على غيره ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 10:48]ـ
ثم تامل في قوله:" يحكموك"، وقوله:" يريدون أن يتحاكموا" ألا يدل على أن المقصود هو اقتران الإرادة بالعمل، أو انفراد الإرادة دون العمل، بدلالة السياق، ودلالة سبب النزول؟
ومعلوم أن تفسير القرآن بالقرآن مقدم على غيره ...
قال الفوزان في قوله تعالى {يريدون}:
" فدلّ هذا على أن إرادة التحاكُم إلى غير كتاب الله وسنة رسول الله- مجرّد الإرِادة- يتنافى مع الإيمان، فكيف إذا فَعل؟، كيف إذا تحاكَم إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله؟، إذا كان مَن نوى بقلبه واستباح هذا الشيء ولو لم يفعل أنّه غير مؤمن، فكيف بمن نفّذ هذا وتحاكَم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله في أموره كلها، أو في بعضها؟ "
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:46]ـ
الفاضل الحسني
أرى انك تعارض ما ننقله لك بقول الفوزان دون غيره!
ارى ان ناخذ هذا النقاش إلى آخر الطريق ونرى ثمرته، فكما قيل من ثمارهم تعرفهم
هل تقول حفظك الله ورعاك،بكفر من تحاكم إلى الطاغوت مطلقا بغير تفصيل؟
برجاء الإجابة
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 12:22]ـ
إنما ذكرت الفوزان لأنه ممن ينسب إليه القول بجواز ذلك, ومع ذلك يصرح بأن التحاكم هو من العبادة والتوحيد, وفي هذا ذب عن المشايخ الذين رخصوا في التحاكم للضرورة وتوضيح لأن قولهم هذا لا يقتضي التحريف البشع بجعل التحاكم ليس بعبادة
والنقول كثيرة, وسيأتي بعضها في رد قريب لتوضيح أدلة كون التحاكم من العبادة والتوحيد, وصرفه لغير الله شرك وإيمان بالطاغوت ..
-----
وأما سؤالك عن التكفير, فلا أكفر كل من تحاكم للمحاكم الطاغوتية, وأفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين لقوة الشبهة في حقه في واقعنا, وهذا ما أدين الله تعالى به
ولكن ما أضعف هذا الأسلوب في الاستدلال وأوهنه, فإذا كان أكثر الناس تاركا للصلاة (وهي مسألة خلافية) استبشعنا القول بتكفير تاركها ورددناه بلا حجة, وإذا كان الناس لا يستطيعون الاقتراض إلا بالمعاملة الفلانية التي في حقيقتها حيلة للربا استبشعنا القول بتحريمها بلا حجة ..
ومثل هذا الإيراد كان يورد على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه: هل تكفرون كل من وقع في الشرك والاستغاثة, أنتم تكفرون أكثر الأمة, أنتم تكفيريين .. وعلى هذا المنوال .. !!
فالحجة في كتاب الله وسنة رسوله لا في واقع الناس وإخضاع الدين له, فهذا صنيع علماء السوء الذين يحرفون ما أنزل الله, وأنزهك عن مشابهة ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:17]ـ
وأما سؤالك عن التكفير, فلا أكفر كل من تحاكم للمحاكم الطاغوتية, وأفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين لقوة الشبهة في حقه في واقعنا
عزيزي، صاحبك عدو المشركين كان ممن يرى رأيك وينافح عنه .. حتى عهد قريب
وإستضعافك لهذا الأسلوب!! إنما هو رأيك وأحترمه ولكنني أحتاجه في هذا الموضع لأبين فساد المقدمات بفساد النتائج و القصور في فهم معنى الرخصة كما في قولك ((وفي هذا ذب عن المشايخ الذين رخصوا في التحاكم للضرورة وتوضيح لأن قولهم هذا لا يقتضي التحريف البشع بجعل التحاكم ليس بعبادة))!! فلا اعلم احدا من المسلمين يرخص في الشرك و الكفر (بستثناء الإكراه وهو هنا غير متحقق)
على انني أستوقفك للحظات ايها الفاضل لأستبين منك عن قولك المقتبس أعلاه فهو غريبة من الغرائب يقصر فهمي المتواضع عنه
المشرك يسمى مشركا وله حكمه، فلا أقل بحسب مقدماتك من إستحقاق المتحاكم لغير الشريعة (وانبهك ايها الفاضل ان حديثي كله عن من فقد المحكم للشريعة فقط دون غيره) لمسمى مشرك
فهل تقول بأن كل الناس الذين يلجأوون للمحاكم الوضعية مشركون (ولو بالإسم دون الحكم)؟ برجاء الإجابة
http://3doalmoshrkeen.maktoobblog.com/
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:17]ـ
و القصور في فهم معنى الرخصة كما في قولك ((وفي هذا ذب عن المشايخ الذين رخصوا في التحاكم للضرورة وتوضيح لأن قولهم هذا لا يقتضي التحريف البشع بجعل التحاكم ليس بعبادة))!! فلا اعلم احدا من المسلمين يرخص في الشرك و الكفر (بستثناء الإكراه وهو هنا غير متحقق)
أنا لا أقول بالترخيص حتى تتهمني بالقصور في فهم معنى الرخصة, بل المشايخ المرخصين هم الذي يرد عليهم هذا الإشكال, فيقال لهم: (كيف ترخصون للمضطر في التحاكم للطاغوت وهو شرك, والرخصة في الكفر للمكره دون المضطر) , ولا تقل بأنهم لم يقرروا بأن التحاكم كفر لأن هذا مستفيض عن أهل العلم كما سيأتيك, وقد أوردنا كلام أحد هؤلاء المنسوب لهم القول بالترخيص وهو الفوزان صريحا واضحا في أن التحاكم من التوحيد والعبادة ..
وأنت حتى تخرج المشايخ من هذا الإشكال تحاول أن تقرر أن التحاكم ليس شركا (بل تريد جعله من المعاملات كما سبق منك) , وهذا الخطأ - وإن كان أسلم من التناقض - إلا أنه أعظم لأن فيه تعطيلا للنص الدال على كفر المتحاكم وكون التحاكم إيمان بالطاغوت
على انني أستوقفك للحظات ايها الفاضل لأستبين منك عن قولك المقتبس أعلاه فهو غريبة من الغرائب يقصر فهمي المتواضع عنه
المشرك يسمى مشركا وله حكمه، فلا أقل بحسب مقدماتك من إستحقاق المتحاكم لغير الشريعة (وانبهك ايها الفاضل ان حديثي كله عن من فقد المحكم للشريعة فقط دون غيره) لمسمى مشرك
فهل تقول بأن كل الناس الذين يلجأوون للمحاكم الوضعية مشركون (ولو بالإسم دون الحكم)؟ برجاء الإجابة
http://3doalmoshrkeen.maktoobblog.com/
لا أظنه يخفاك أن تكفير المعين موقوف على ثبوت شروط وانتفاء موانع, وأنا أدين الله بأن هناك موانع, ولذلك هؤلاء مسلمين عندي وليسوا مشركين لا اسما ولا حكما
ومسألة التفريق بين الاسم والحكم وغيرها من مسائل التكفير كالعذر بالجهل وغيره بحر واسع كثر الخوض فيه, وبعضه مسائله مشكلة, ومن أراد السلامة لم يقدم على تكفير مسلم إلا بأمر واضح كالشمس في رابعة النهار
والأولى في مثل هذه المسألة التي تعم به البلوى أن تنصرف الهمة لبيانها وتجلية حكمها ودفع ما تعلق بها من شبه, وهذا ما نحن بصدده فإن كان لك من اعتراض ومناقشة على أصل المسألة فحيا هلا ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:25]ـ
ولذلك هؤلاء مسلمين عندي وليسوا مشركين لا اسما ولا حكما
كيف، بارك الله فيك، مسلمين وقد أقدموا على ناقض للتوحيد؟؟
وأخرى
فيقال لهم: (كيف ترخصون للمضطر في التحاكم للطاغوت وهو شرك, والرخصة في الكفر للمكره دون المضطر) , ولا تقل بأنهم لم يقرروا بأن التحاكم كفر لأن هذا مستفيض عن أهل العلم كما سيأتيك, وقد أوردنا كلام أحد هؤلاء المنسوب لهم القول بالترخيص وهو الفوزان صريحا واضحا في أن التحاكم من التوحيد والعبادة
سؤال وجيه، فما قولك حفظك الله في هذا التناقض؟ فأنت فيما سبق تقرر انه عبادة محضة ومن تحاكم لغير الله (بوجود الشرع او عدمه) فقد عبد هذا الغير وصار بمنزلة الساجد للوثن
وحقيقة، انني في حيرة الآن
فها انت تقول ان المتحاكمين مسلمين إسما وحكما لنفيك الكفر عنهم إسما وحكما! وتنقل عن الفوزان بإعتبار ان هذا ((ذب عن المشايخ الذين رخصوا في التحاكم للضرورة)) وتعود لتطرح سؤالا يكشف ما وقع فيه المشايخ من تناقض!!
بينا لنا رعاك الله، فإنني لا أرى مخرجا من هذا الكم من التناقضات إلا ان يكون التحاكم (((لمن عدم (بضم العين وكسر الدال) الشريعة)) هو من المعاملات (العبادة الغير محضة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:37]ـ
يا عدو المشركين قد يقع المسلم في الكفر ولا يكفر لقيام مانع من موانع التكفير به, وهذه مسألة معروفة عند أهل العلم
أما قضية التناقض فاسألهم هم عنها؟ وهي عندي دليل خطأهم في هذه المسألة, وهم غير معصومين عن ذلك ..
وبعد, فقد هالني ما تخلل هذا الموضوع من تشكيك في حكم شرعي ثابت هو كون التحاكم للطاغوت إيمان به وكفر بالله تعالى, فإلى شيء من بيان أدلة هذا الحكم الذي جهله البعض ونسب جهله لأهل العلم الذين هم بريئون من هذا كما سيتبين, فإلى شيء من ذلك ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد,
فهذا بيان لبعض الأدلة على أن أفراد الله بالتحاكم هو من العبادة والتوحيد, وأن التحاكم للطاغوت شرك بالله وكفر به وإيمان بالطاغوت, والله المستعان وعليه التكلان.
فصلٌ في بعض أدلة ذلك:
الدليل الأول: قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا).
ومن أوجه دلالة هذه الآية ما يلي:
1 - أن الله جل وعلا أضاف في هذه الآية ذكر التحاكم للطاغوت, والطاغوت ما عبد من دون الله, فدل على أن التحاكم للطاغوت عبادة له من دون الله.
2 - أن الله جل وعلا سمى ادعاء المتحاكم الإيمان زعما, والزعم الكذب, فدل على أن التحاكم ينقض الإيمان ويصيره زعما لا حقيقة له.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه: (تيسير العزيز الحميد ص 419): ((وفي الآية دليل على ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض، وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم)).
3 - دل قوله تعالى {وقد أمروا أن يكفروا به} على أن من تحاكم إلى الطاغوت لم يكفر به, ومن لم يكفر بالطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.
يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ عند ذكر قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ..... ) الآية قال: ((وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به)). (فتح المجيد ص 345).
الدليل الثاني: قال الله تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إيّاه). الآية.
وجه الدلالة من الآية: أن الله تعالى قدّم مقدمه فقال: (إن الحكم إلا لله .. ) وهو التشريع الذي هو من أفعال الربوبية الخاصة بالله, ويلزم من الإيمان بالربوبية التوحيد بالألوهية، فكما أن توحيد الله بأفعال الرزق والتدبير يتلزم توحيده بالألوهية من الدعاء والاستغاثة، فكذلك توحيده بالحكم والتشريع يلزم منه توحيده بالإلوهية من التحاكم إلى حكمه وشرعه، فإذا تحاكم الإنسان إلى غير حكم الله و شرعه فقد أشرك في الألوهية ولا ينفعه حينئذ الإيمان والإقرار بربوبية الله وأن الحكم إليه وحده، كما لا ينفع الإيمان بتفرده بالرزق والتدبير مع إشراك غيره معه في الألوهية بالاستغاثة والدعاء. وهذا واضح في قوله تعالى: (إن الحكم إلا لله .. ) فجاء بالربوبية, ثم ألحقها بالألوهية وهو قوله تعالى: (أمر الاّ تعبدوا إلا إياه).
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتابه القول السديد على كتاب التوحيد عند باب قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون .. ) يقول: ((فمن تحاكم إلى غير الله ورسوله صلي الله عليه وسلم فقد اتخذ ذلك ربّا وقد حاكم إلى الطاغوت)).
الدليل الثالث: ما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا بهذا الدعاء إذا قام يصلي من الليل: ((اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، ومحمد صلي الله عليه وسلم حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفرلي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لاإله إلا أنت)).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول إبن قيم الجوزية رحمة الله عليه عند ذكره لهذا الدعاء: ((فذكر التوسل إليه بحمده والثناء عليه بعبوديته له ثم سأله المغفرة)). فلخص ابن القيم ثلاثة أمور في هذا الدعاء: 1 - التوسل إلى الله بحمده 2 - والثناء عليه بعبوديته من توكل وإنابة وتحاكم 3 - ثم سؤال المغفرة، وهذا نص واضح بأن فعل التحاكم عبادة مثل التوكل والإنابة.
----
فصلٌ: في ذكر أقوال بعض أهل العلم في المسألة:
1 - ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله: " ومن موالاة الكفار التي ذم الله بها أهل الكتاب والمنافقين الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر, أو التحاكم إليهم دون كتاب الله. كما قال تعالى: ? ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ... ? الآية. (مجموع الفتاوى 199/ 38) طبعة دار عالم الكتب).
فانظر كيف قرن التحاكم للكفار بالإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر.
2 - ابن القيم رحمه الله
قال ابن القيم رحمه الله: " ثم أخبر سبحانه أن من تحاكم للطاغوت أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول, فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه, والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع, فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله, أو يعبدونه من دون الله, أو يتبعونه على غير بصيرة من الله, أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة الله, فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها, رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت, وعن التحاكم إلى الله ورسوله إلى التحاكم للطاغوت ... " إعلام الموقعين 2/ 92 - 93.
وقال رحمه الله:
" فالقلب السليم: هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله فإن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله صلى الله عليه وسلم " إغاثة اللهفان 1/ 42 – 43.
فجعل إخلاص التحكيم من العبودية.
وقال رحمه الله: " ومن حاكم خصمه إلى غير الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت , وقد اُمِر أن يكفر العبد بالطاغوت حتى يجعل الحكم لله وحده كما هو كذلك في نفس الأمر ". (طريق الهجرتين ص 72 طبعة دار ابن كثير).
3 - ابن كثير رحمه الله:
قال ابن كثير: (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء, وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر, فكيف بمن تحاكم إلى الياس, وقدمها عليه مَنْ فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين) البداية والنهاية
4 - الشيخ محمد الأمين صاحب أضواء البيان:
قال الشيخ محمد الأمين رحمه الله في جوابه على اعتراض القائلين بجواز " التقنين " فجاء في معرض إجابة الشيخ ما هو وثيق الصلة ببحثنا هذا حيث قال: " لا شك أن مرادهم بالعدل الذي ليس بمضمون فيها هو التحاكم إلى الطاغوت كما أوضحوا ذلك بقولهم: على نحو ما هو معهود في جميع العالم, لأن المعهود في جميع العالم لا يخرج حرف واحد منه البتة عن حكم الطاغوت, وذلك الذي سموه عدلا ونفوا ضمانه في هذه البلاد الذي هو التحاكم إلى الطاغوت هو عين الكفر وأعظم أنواع الظلم والجور والحيف والحقائق لا تتغير بالعناوين ".
وقال عن المسلمين أنهم " قد أمرهم ربهم في كتابه بالكفر بما أسماه أولئك عدلا لما قال تعالى: ? يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ? وقد جعل الله الكفر به شرطا في الاستمساك بالعروة الوثقى, قال: ? فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ?. ومفهومه أن من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو كذلك " فقه النوازل لبكر أبو زيد من ص 44 إلى ص 48.
وقال الشيخ الشنقيطي (كل تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت) (أضواء البيان) 7/ 165
4 - ابن سحمان:
" إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه أن الكفر أكبر من القتل قال:) والفتنة أكبر من القتل (, وقال:) والفتنة أشدّ من القتل (والفتنة: هي الكفر، فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الإسلام، التي بعث الله بها رسوله r .
(يُتْبَعُ)
(/)
المقام الثالث: أن تقول: إذا كان هذا التحاكم كفراً، والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا فكيف يجوز لك أن تكفر لأجل ذلك؟ فإنه لا يؤمن الإنسان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ولو اضطرك مضطر وخيرك بين أن تتحاكم إلى الطاغوت، أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل، ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت. والله أعلم).ا. هـ (الدررالسنية) - (10/ 510 - 511).
5 - مفتي الديار النجدية وصاحب كتاب فتح المجيد - الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ رحمه الله:
قال عند ذكر قوله تعالى: ? فمن يكفر بالطاغوت ? الآية. قال: (وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به) (فتح المجيد - باب قوله تعالى: ? ألم تر إلى الذين يزعمون ? ص 245).
6 - محمد جمال الدين القاسمي - رحمه الله - في تفسيره المعروف بـ (محاسن التاويل) عند قوله تعالى قال: ((ألم تر إلى الذين يزعمون .. ? الآية. قال رحمه الله: (الأول: أنه تعالى قال: يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وفد أمروا أن يكفروا به)) فجعل التحاكم إلى الطاغوت إيماناً به. ولا شك أن الإيمان بالطاغوت كُفرّ بالله. كما أن الكفر بالطاغوت إيمان بالله) أهـ.
7 - الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه - تيسير العزيز الحميد ص 419 - باب قوله تعالى:? ألم تر إلى الذين يزعمون ... ? الآية. قال: (وفي الآية دليل على أن ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض. وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم) أهـ.
8 - الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: (من تحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم بعد التعريف فهو كافر). (الدررالسنية (10/ 426) كتاب حكم المرتد).
9 - الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى رحمة واسعة, قال: (وأما المسالة الثانية وهي: الأشياء التي يصير بها المسلم مرتداً) ثم ذكر من هذه الأشياء فقال: (الأمر الرابع عشر: التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ... قلت: ومثل هؤلاء ما وقع فيه عامة البوادي ومن شابههم. من تحكيم عادات آبائهم وما وضعه آوائلهم من الموضوعات الملعونة التي يسمونها شرع الرفاقة , يقدمونها على كتاب الله وسنة رسوله. ومن فعل ذلك فإنه كافر). انتهي. (سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك للشيخ حمد بن عتيق - انظر مجموعة التوحيد (1/ 361) طبعة مكتبة المؤيد).
10 - الشيخ حمود بن عبدالله التجويري رحمه الله: (وقد انحرف عن الدين بسبب هذه المشابهة فئام من الناس فمستقل من الانحراف ومستكثر. وآل الأمر بكثير منهم إلى الردة والخروج من دين الإسلام بالكلية فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والتحاكم إلى غير الشريعة المحمدية من الضلال والنفاق الأكبر قال الله تعالى: ? ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً , وإذا قيل لهم تعالوا ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ? أهـ. (أنظر كتابه: الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين ص 28).
نكتفي بهذا القدر, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 06:55]ـ
فإذا تحاكم الإنسان إلى غير حكم الله و شرعه فقد أشرك في الألوهية ولا ينفعه حينئذ الإيمان والإقرار بربوبية الله وأن الحكم إليه وحده
ولذلك هؤلاء مسلمين عندي وليسوا مشركين لا اسما ولا حكما
قد يقع المسلم في الكفر ولا يكفر لقيام مانع من موانع التكفير به, وهذه مسألة معروفة عند أهل العلم
إذا ما فائدة النقل بكون التحاكم لغير الشرع كفر أكبر مخرج من الملة طالما إلتمسنا للمتحاكمين العذر؟؟
ويرد عليك إشكال
ما هو المناع من تكفيرهم؟؟
إن قلت الجهل، فهؤلاء لا يعيشون في بادية بعيدة، ويسمعون القرآن صباحا ومساء في وسائل الإعلام وعندهم علماء يسألونهم وتوجد في بلادهم كليات للشريعة! فأي جهل هنا؟
وإن قلت الضرورة، فليس بهذا من الأعذار كما تعلم
ولا اعرف لهم عذرا حفظك الله، فإن وجدت مسلما يعيش في بلاد المسلمين يسجد لوثن فأعذره كما تعذر من أجدهم كل صباح يتوجهون لما يسمى زورا وبهتانا ب (قصر العدل) ليحكم بينهم قاضي بالقانون المصري / الفرنسي
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 11:35]ـ
فرق بين السجود لوثن وبين التحاكم لهذه الطواغيت, والفرق أن السجود لوثن لم تدخل على الساجد فيه شبهة الترخيص, بينما دخلت على المتحاكم شبهة الترخيص فيما يفعله, فهو وسع الرخصة وجعلها في غير موضعها متأولا في ذلك, وقد كثر الغلط فيه وتتابعت عليه كثير من الفتاوى, فما أقواها من شبهة ..
والعذر بالجهل يرجع إلى ظهور المسألة وخفائها, والخفاء لا يعتري أهل البوادي البعيدة وحدهم وإن كانوا مظنته - خلافا لما قد يفهم من بعض النقول-, ولكن إن تحقق مناط العذر لسبب من الأسباب في غير صاحب البادية منع من التكفير, وفي حالتنا خفيت هذه المسألة ودرست معالمها ووقع الغلط فيها عند كثير من المنتسبين من العلم تأولا منهم, فكيف بالعوام .. والله تعالى أعلم
أكتفي بهذا في مسألة تكفير المعين لأنها تأتي تبعا وهي فرع لا أصل, وإذا أردنا أن نتوسع أكثر من ذلك فسيتسلسل الكلام للعذر بالجهل وأحكامه ونخرج عن الموضوع, فأرجو المعذرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 11:40]ـ
أراك عدت للتسوية بين العبادات الغير محضة والمعاملات رغم ما أورد عليك وعدم الجواب منك .. راجع الرد 62 وأجب
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:39]ـ
والفرق أن السجود لوثن لم تدخل على الساجد فيه شبهة الترخيص, بينما دخلت على المتحاكم شبهة الترخيص فيما يفعله, فهو وسع الرخصة وجعلها في غير موضعها متأولا في ذلك, وقد كثر الغلط فيه وتتابعت عليه كثير من الفتاوى, فما أقواها من شبهة
كلاهما بحسب قولك على حد واحد في نقضهما المباشر لمعنى لا إله إلا الله، وانت فرقت بينهما بإعتبار الواقع وليس بإعتبار الشرع (الشبهة و الفتوى)، وهذا يعيدنا إلى سبب الترخيص في الشرك لغير المكره، لماذا أفتوا به وقد قرروا انه من الشرك؟؟
والعذر بالجهل يرجع إلى ظهور المسألة وخفائها
هذا في المسائل الخفية فقط وليس في أصل الدين وهو التوحيد ومنه، بحسب قولك، التحاكم
وفي حالتنا خفيت هذه المسألة ودرست معالمها ووقع الغلط فيها عند كثير من المنتسبين من العلم تأولا منهم
وأيضا، ليس هذا بعذر، فقد خفيت معالم التوحيد من بعد آدم عليه السلام تدريجيا حتى عبدوا الأصنام فكان قوم نوح عليه السلام مستحقين لمسمى الكافر مع جهلهم، وانت تثبت للمتحاكمين الإسلام إسما وحكما!!
أكتفي بهذا في مسألة تكفير المعين لأنها تأتي تبعا وهي فرع لا أصل
تكفير المعين لم يرد في كلامي، ومع هذا فتكفير المتحاكم ليس فرعا بل أصل قادتنا إليه تقريراتك وهو ثمرة جعلك التحاكم (وليس التشريع) عبادة محضة
أراك عدت للتسوية بين العبادات الغير محضة والمعاملات رغم ما أورد عليك وعدم الجواب منك .. راجع الرد 62 وأجب
سألتزم هنا بكون التحاكم من المعاملات واتجنب عبارة (عبادة غير محضة) وذلك كونه علاقة بين المخلوق و المخلوق وليس بين المخلوق و الخالق وأيضا لكون المقصود منه قضاء مصالح العباد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:46]ـ
وهو ثمرة جعلك التحاكم (وليس التشريع) عبادة محضة
راجع الرد 71 لتعرف أدلة كون التحاكم عبادة ولتعرف من هم الذي قرروا ذلك ..
وأما العذر بالجهل فاختلف معك فيه, وأرى أن التوحيد يعذر فيه بالجهل في بعض الأحوال, وأن ذلك يرجع للظهور والخفاء ولا يقتصر على صورة البادية البعيدة التي يستثنيها من لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر, فحتى أنت لا تلتزم بأصلك هذا الذي تدعيه من أن التوحيد لا يعذر فيه بالجهل لأنك تعذر الذي نشأ في بادية بعيدة!!
ثم هؤلاء يتأولون أن فعلهم هذا من باب إتيان الرخص التي هي على خلاف الأصل, فهم يأتون هذا الناقض وهم يعتقدون أنهم مرخص لهم في إتيانه لاضطرارهم, فتأويلهم ليس في أصل التحاكم وإنما في الترخص فيه في مثل حالهم, فخطأهم من جهة الترخص في غير محله, لا في أصل المسألة, فهم لا يتحاكمون في كل حال, وإنما إذا اضطروا متأولين بما ذكر
ولأزيد الأمر إيضاحا أقول: لو أن شخصا تحاكم للطاغوت في حال وجود القضاة الشرعيين ونفاذ الأحكام بقهر ولي أمر الشرع فإنه لا يعذر بناء على قاعدة عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر ..
ولكن حيث كان التحاكم في حال غياب القضاة الشرعيين وعدم نفاذ الأحكام الشرعية بقهر ولي أمر الشرع فإن المتحاكم يتحاكم معتقدا أن ما يفعله مرخص له به في الشرع, فهو يعتقد أن الرخصة التي للمكره هي أيضا له لاضطراره, فجهله وتأوله هو في باب الرخص هذا, وليس في باب التوحيد حتى نقول أنه لا يعذر بالجهل, هذا على القول بأن الجهل ليس بعذر في الشرك الأكبر مطلقا
سألتزم هنا بكون التحاكم من المعاملات واتجنب عبارة (عبادة غير محضة) وذلك كونه علاقة بين المخلوق و المخلوق وليس بين المخلوق و الخالق وأيضا لكون المقصود منه قضاء مصالح العباد
إذا كان مجرد معاملة وعلاقة بين المخلوق والمخلوق يقصد منها قضاء مصالح العباد, فلم يجعل الله إيمان من يتحاكم للمخلوق (الطاغوت) زعما, ويأمر بالكفر بهذا المخلوق (الطاغوت) ويجعل من يتحاكم إليه (وهي معاملة يقصد بها قضاء مصالح العباد كما تقول) غير كافر به؟!
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 02:44]ـ
ولأزيد الأمر إيضاحا أقول: لو أن شخصا تحاكم للطاغوت في حال وجود القضاة الشرعيين ونفاذ الأحكام بقهر ولي أمر الشرع فإنه لا يعذر بناء على قاعدة عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر ..
ولكن حيث كان التحاكم في حال غياب القضاة الشرعيين وعدم نفاذ الأحكام الشرعية بقهر ولي أمر الشرع فإن المتحاكم يتحاكم معتقدا أن ما يفعله مرخص له به في الشرع, فهو يعتقد أن الرخصة التي للمكره هي أيضا له لاضطراره, فجهله وتأوله هو في باب الرخص هذا, وليس في باب التوحيد حتى نقول أنه لا يعذر بالجهل, هذا على القول بأن الجهل ليس بعذر في الشرك الأكبر مطلقا
إذا خلافنا لا معنى له، فكلانا وجد للمتحاكم لغير الشرع في غياب الشريعة مسوغا وعذرا لفعله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 12:11]ـ
لا
أنت: تجعل فعله جائزا من باب المعاملة بين المخلوق والمخلوق ..
أنا: أجعل فعله شركا من التحاكم للطاغوت وأراه على خطأ وخطر ولكني لا أكفره لتأويله, وأدعوه لترك هذا الفعل وأسعى في رفع الشبهة عنه وهدايته للحق
فالفرق شاسع ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 01:15]ـ
لازلنا منك في عجب
ومتى كانت الفتوى من موانع التكفير في نقض أصل أصيل في مدلول لا إله إلا الله؟؟ من يطوف حول القبور ويسأل الاموات مالا يقدر عليه إلا الله و الساجد للوثن و المتحاكم للطاغوت كلهم على حد واحد في نقضهم ل لاإله إلا الله مباشرة وفي الصميم ولا يغني عنهم فتوى او شبهة .. حتى مشركوا قريش عندهم شبهات بحسب عقولهم و اليهود و النصارى و الروافض عندهم من يفتي لهم بالكفر الصريح وكلهم معذورين بحسب قاعدتك
والتاويل لا يكون في أصول التوحيد بل في المسائل الخفية كما هو معلوم
التناقض يا أخي من جهتك فقد جعلت المتحاكم للطاغوت مسلما ظاهرا وباطنا مع تدليلك على ان التحاكم لغير الله عبادة لهذا الغير بلا توقف
بينما من جهتي جعلت أصل التحاكم معاملة وجائز لمن فقد القاضي بالشرع لإستخلاص حق قرره له الشرع أصلا و التشريع مع الله هو الكفر المخرج من الملة بلا توقف
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 02:32]ـ
عدو المشركين ..
بينت لك الفرق بين التأويل في التوحيد والتأويل في باب الترخص .. ولم تجب على هذا التفريق بنقضه ..
وبينت لك أدلة كون التحاكم عبادة وأقوال العلماء في الرد 71 ..
وإن كنت تعجب, فلا ينقضي العجب من جعلك التحاكم مجرد معاملة جائزة بين مخلوق ومخلوق رغم النصوص الجلية في أن المخلوق المتحاكم للمخلوق (الطاغوت) إيمانه زعم وأنه لم يكفر بالطاغوت, ورغم أقوال العلماء في ذلك والتي سبق شيء منها في الرد 71 .. وإني والله مشفق عليك ولا حول ولا قوة إلا بالله, هداني الله وإياك إلى صراطه المستقيم
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 02:49]ـ
وإن كنت تعجب, فلا ينقضي العجب من جعلك التحاكم مجرد معاملة جائزة بين مخلوق ومخلوق رغم النصوص الجلية في أن المخلوق المتحاكم للمخلوق (الطاغوت) إيمانه زعم وأنه لم يكفر بالطاغوت
العبادة طاعة و إتباع
فهل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:07]ـ
ألا يعين على فهم قوله سبحانه:" فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك .. " بالنظر إلى مدلول نفي الإيمان في السنة المطهرة في الأحاديث الآتية:
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين رواه مسلم وغيره
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه. رواه أحمد والبخاري ومسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه. رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا. رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
إضافة إلى جمع الآيات التي في التحذير من التحاكم إلى الطاغوت لينظر هل المعنى هو التحاكم المقترن بالإرادة والرغبة، أم أن مجرد التحاكم مقصود بالآية.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:04]ـ
العبادة طاعة و إتباع
فهل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
العبادة لا تنحصر في ما ذكرت .. بل مفهومها يشمل كل ما أمر الله به من الأقوال والأفعال
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل تنكر أن التحاكم أمرنا الله بإفراده به, ونهانا عن صرفه للطواغيت التي تحكم بغير ما أنزل الله, وذلك في آية النساء {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزا إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به} وغيرها من الأدلة سالفة الذكر في الرد 71
فننتظر توجيهك لهذه الآيات والرد على أقوال أهل العلم ممن سبق ذكرهم في الرد 71 ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 12:26]ـ
لم تجب يا ابا فاطمة
هل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 09:26]ـ
لإثراء الموضوع أنقل عن موقع الإسلام اليوم
فتاوى
العنوان طلب الحكم من المحاكم غير الإسلامية
المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/فقه الأقليات
التاريخ 21/ 07/1428هـ
السؤال
إذا كان التحاكم إلى الطاغوت شركا، فما هي حجج العلماء الذين يجيزونه بسبب أقل من الإكراه (الضرورة)؟ وبالنسبة لنا، نحن الذين نعيش في أوروبا، في أي حال يجوز لنا - من أجل تسوية خلاف- أن نطلب الحكم من محكمة غير إسلامية؟ أرجو أن توضحوا لنا هذه المسألة؛ لأن نزاعات كثيرة و اتهامات بالكفر تحدث بسبب هذه المسألة؟ و هل يوجد اختلاف بين الفقهاء في هذا الموضوع؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهندى بهداه، وبعد:
فمما لا شك فيه أن التحاكم إلى من يحكم بغير ما أنزل الله هو تحاكم إلى الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به، كما قال تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً" [النساء:60]. وقد نفى الله تعالى الإيمان عمن لم يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم، قال تعالى:" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [النساء:65]. وعدّ الحكم بغير ما أنزل الله كفراً وظلماً وفسقاً، ووصفه بحكم الجاهلية المقتضي للتحذير والتنفير والإبطال.
ولا شك أن التحاكم إلى تلك المحاكم التي تحكم بغير ما أنزل الله عن رضا وطواعية واستحسان أن ذلك من الكفر الأكبر المخرج من الملة.
أما من ألجئ إلى تلك المحاكم بالإكراه والإجبار، كأن يستدعى للمثول أمامها للترافع في دعوى مقامة عليه فهو هنا في حكم المكره الذي لا إثم عليه إن شاء الله كما قال تعالى:" إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإيمَانِ" [النحل: 106].
لكن هل يلحق بهذا من كان له حق أو مظلمة، ولا يمكن استيفاء حقه، أو دفع تلك المظلمة عنه إلا بالتحاكم إلى تلك المحاكم القانونية، هل يسوغ له شرعاً الترافع إلى تلك المحاكم؟ هذه محل نظر، والضرورات تقدر بقدرها. ولكنه لو تحاكم إلى تلك المحاكم لاستخلاص حقه أو دفع الظلم عنه الذي لا يمكن دفعه إلا عن طريقها فإنه لا يكفر-إذا قلنا بالمنع من ذلك- إذا كان عالماً معتقداً عدم جواز التحاكم إلى غير شرع الله، وغير راض بذلك، وغاية ما فيه إن قلنا بالتحريم أن حكمه حكم الحاكم بغير ما أنزل الله إذا حكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله لهوى أو لخوف أو لغير ذلك وهو مانص عليه العلماء بأنه لا يخرج من الملة وعدّوه من الكفر الأصغر.
وعلى من ابتلي بمثل هذا أن يجتهد قدر المستطاع بألا يتحاكم إلى غير ما أنزل الله ولو ذهب بعض حقه، وأن يلجأ إلى الوسائل الأخرى كالإصلاح مثلاً، أو تحكم من يوثق بدينه وعلمه من علماء الشريعة، أو التنازل عن بعض حقه فيقدم دنياه دون دينه.
وعلى إخواننا المسلمين الذين يعيشون في بلاد الكفر التي لا توجد فيها محاكم شرعية أن ينشئوا لجاناً شرعية من الأكفاء عندهم للتحاكم إليها، وإصلاح ذات البين فيما يقع بينهم؛ حتى لا يلجؤوا إلى التحاكم إلى الطواغيت الذين قد أمروا أن يكفروا بهم. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 09:27]ـ
فتاوى
العنوان التحاكم إلى المحاكم الوضعية إذا لم يجد غيرها
المجيب سليمان بن عبدالله الماجد
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/الحكم بغير ما أنزل الله
التاريخ 09/ 04/1427هـ
السؤال
أقرضت شخصاً مبلغاً من المال، وأخذ يماطلني ولم يرد إلى الآن، وقد مر على ذلك قرابة سنتين، فهل يجوز لي شكايته، على أني في بلد غربي والشكاية تكون أمام محكمة كافرة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيحتاج المسلم في فصل الخصومات في ظل دول كافرة، أو في ظل دول تحكم شعوباً مسلمة بأحكام وضعية إلى معرفة حكم اللجوء إلى محاكم هذه الدول.
فنقول: إن أمكن التحاكم إلى من يحكم بالشريعة، ويقر بوجوب تحكيمها، وأنها المصدر الوحيد للتشريع؛ فيحرم في هذه الحال اللجوء إلى المحاكم التي لا تقر بوجوب التحاكم للشريعة.
ويكون ذلك بتحكيم من يصلح للفصل في هذه الخصومة.
وإن كان ذلك متعذراً فلا يخلو الأمر من حالين:
الحالة الأولى: أن يكون ما يطالب به المدعي مما لا تقره الشريعة؛ ففي هذه الحال لا يجوز أن يُلح على المطلوب بالسؤال فضلاً عن التحاكم إلى مثل هذه المحاكم؛ بل إن هذا من التحاكم إلى الطاغوت الذي قال الله فيه: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا" [النساء:60]. وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكون بذلك –مع علمه ببطلان مطالبته- مرتداً.
ومثل ذلك في الحكم: إذا كان المتقدم لا يعلم أن ما يطالب به صحيحاً في الشريعة أو غير صحيح، وعليه عند جهله أن يسأل أهل العلم قبل تقدمه إلى هذه المحاكم.
الحال الثانية: أن يكون ما يطالب به مما تقره الشريعة، ويحكم به قانون هذا البلد دون زيادة؛ ففي هذا الحال لا حرج أن يتقدم المسلم إلى محكمة هذا البلد ليطالب بحقه، ولا يُعتبر هذا من التحاكم إلى الطاغوت؛ لأن المتقدم إنما يأخذ حقه الذي أقرته الشريعة فقط، وهذا من شريعة الله، ومحكمة البلد إنما صارت وسيلة لتنفيذ أحكام الشريعة فقط؛ وذلك مثل استخدام الكفار في المحاكم المسلمة لتنفيذ الأحكام الشرعية في الشُرَط ونحوها.
ولو قلنا بغير ذلك للزم من ذلك حرج عظيم وضياع للحقوق كبير حتى في بلدان الشعوب المسلمة التي تُحكم بغير الشريعة؛ إذْ لا فرق عندي بين كافر أصلي ومنتسب إلى الإسلام كلاهما يحكم بغير حكم الشريعة؛ فإذا لم نقل بهذا ضاعت الحقوق، وتسلط الظلمة على الصالحين.
وإن كان المتقدم يعلم أن هذه المحكمة تحكم بأكثر مما يستحقه المتقدم ففي هذه الحال يجوز التحاكم إليها، وعليه عند التنفيذ أن لا يأخذ إلا ما يستحقه فقط.
وأقترح على المسلمين في مثل هذه البلاد أن ينشئوا مراكز متخصصة للتحكيم يقضي فيها فقهاء في الشريعة يكون حكمها ملزماً في حال تراضي الخصمين بتحكيمها –حتى في القوانين-، وفي حال امتناع أحد الخصمين من التحكيم فتصدر رأيها وفق المعطيات التي تقدم بها الخصم الآخر؛ لتكون مسوغًا له للجوء إلى المحاكم الوضعية لتحصيل حقه الثابت له في الشريعة؛ فهذه المراكز تؤدي غرضين:
الأول: التحكيم في حال التراضي.
الثاني: إعطاء المسلم ما يثبت حقه على سبيل الفتوى؛ ليعلم هو منها أن له مطلباً صحيحاً، وليقي بها عرضه من الطاعنين.
وفي مسألتنا هذه يقال: إذا لم يمكن الأخ السائل أن يُحكِّم مسلماً فتنطبق عليه الحال الثانية؛ لأن وجوب رد القرض مما وافقت فيه القوانين شرعيةَ الإسلام؛ فلا حرج من تقدم السائل لمحكمة هذا البلد لتحصيل حقه. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 12:49]ـ
لم تجب يا ابا فاطمة
هل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
إذا كان الأمر كذلك فأجب أنت أولا عن ما سألتك عنه ثم اسأل:
ففي المشاركة 76 قبل أمس:
إذا كان مجرد معاملة وعلاقة بين المخلوق والمخلوق يقصد منها قضاء مصالح العباد, فلم يجعل الله إيمان من يتحاكم للمخلوق (الطاغوت) زعما, ويأمر بالكفر بهذا المخلوق (الطاغوت) ويجعل من يتحاكم إليه (وهي معاملة يقصد بها قضاء مصالح العباد كما تقول) غير كافر به؟!
وكذلك لم تجب على الأدلة وترد على أقوال العلماء في المشاركة 71 قبل يومين ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 03:00]ـ
إذا كان مجرد معاملة وعلاقة بين المخلوق والمخلوق يقصد منها قضاء مصالح العباد, فلم يجعل الله إيمان من يتحاكم للمخلوق (الطاغوت) زعما, ويأمر بالكفر بهذا المخلوق (الطاغوت) ويجعل من يتحاكم إليه (وهي معاملة يقصد بها قضاء مصالح العباد كما تقول) غير كافر به؟!
أما سؤالك فجوابه في سؤالي لك هل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
إن قلت نعم فلزمك تكفير المتحاكم ولا مكان لإستحداثك الجديد في مانع التكفير الغير مسبوق إليه (الفتوى و الشبهة) في أصل من أصول التوحيد
وإن قلت لا، لزمك رد كل أقوال العلماء (المشاركة 71) أو حملها على غير ما تفهمه
وإن قلت فيها تفصيل، فتفضل فكلي آذان صاغية
نحن نراوح في نقطة واحده، إن كان التحاكم عبادة محضة مطلقا فلماذا لا تكفر المتحاكمين لغير الشريعة مطلقا؟؟ هذه هي خلاصة كل ما نحن فيه
برجاء مراجعة مشاركة 75 و 79
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 10:19]ـ
- أما موضوع التكفير فقد فصلت في موضوع التكفير بما يغني عن التكرار, وكونك لم تفهم ذلك وتكتفي برده بقولك أني لم أسبق إليه قصور من جهتك لا من جهتي, وليس عندي وقت للتكرار الذي لا داعي له, فراجع الرد 76 ..
- لا تجب عن السؤال بسؤال:
إذا كان مجرد معاملة وعلاقة بين المخلوق والمخلوق يقصد منها قضاء مصالح العباد, فلم يجعل الله إيمان من يتحاكم للمخلوق (الطاغوت) زعما, ويأمر بالكفر بهذا المخلوق (الطاغوت) ويجعل من يتحاكم إليه (وهي معاملة يقصد بها قضاء مصالح العباد كما تقول) غير كافر به؟!
في انتظارك ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 11:35]ـ
- أما موضوع التكفير فقد فصلت في موضوع التكفير بما يغني عن التكرار, وكونك لم تفهم ذلك وتكتفي برده بقولك أني لم أسبق إليه قصور من جهتك لا من جهتي, وليس عندي وقت للتكرار الذي لا داعي له, فراجع الرد 76 ..
بل من جهتك قطعا، فأنت قد أتيت بمانع جديد لم يسبقك إليه أحد في التكفير (الفتوى و الشبهة) و إحجامك في هذا المفصل من القضية يدل على انك وقفت في طريق مسدود لا تستطيع مع ان تأتي بثمرة عملية لجعل التحاكم أصل من أصول التوحيد
- لا تجب عن السؤال بسؤال
أعيد لك الاجوبة الثلاث، فأختر لنفسك واحده منها
أما سؤالك فجوابه في سؤالي لك هل تقول بأن المتحاكم لغير الشريعة بسبب عدمها، مطيع ومتبع للطاغوت؟
إن قلت نعم فلزمك تكفير المتحاكم ولا مكان لإستحداثك الجديد في مانع التكفير الغير مسبوق إليه (الفتوى و الشبهة) في أصل من أصول التوحيد
وإن قلت لا، لزمك رد كل أقوال العلماء (المشاركة 71) أو حملها على غير ما تفهمه
وإن قلت فيها تفصيل، فتفضل فكلي آذان صاغية
عن نفسي، أرى ان كل واحد منا قد أدلى بدلوه
فقد قررت انت وبفهمك للنصوص ان التحاكم لغير الله عبادة لهذا الغير من غير تكفير لهذا العابد بل هو مسلم إسما وحكما وناقضت نفسك ودفعت التكفير بشيء جديد مخترع
وأنا أرجعت التحاكم لأصله في كونه من المعاملات يؤيدني في ذلك (على الأقل) ترتيب كل كتب السنن في جعل متعلقات التحاكم متاخرا عن متعلقات التوحيد وهذا يدل على دقة فهم العلماء المصنفين رحمهم الله وبالتالي لا يكفر المتحاكم لغير الشريعة إن لم يجد الشريعة في محله لأخذ حق له قررته الشريعة أصلا ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:08]ـ
شكر الله للإخوة حوارهم الهادئ
وأسأل الله أن يعيد القضاء إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية في كل شيء بدأ بتعيين القضاة ومرورا بمجعية القاضي في حكمه، وانتهاء بتنفيذ الأحكام دون محاباة او تأخير وفق العدل الذي أمر به سبحانه وتعالى.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:11]ـ
عن نفسي، أرى ان كل واحد منا قد أدلى بدلوه
فقد قررت انت وبفهمك للنصوص ان التحاكم لغير الله عبادة لهذا الغير من غير تكفير لهذا العابد بل هو مسلم إسما وحكما وناقضت نفسك ودفعت التكفير بشيء جديد مخترع
وأنا أرجعت التحاكم لأصله في كونه من المعاملات يؤيدني في ذلك (على الأقل) ترتيب كل كتب السنن في جعل متعلقات التحاكم متاخرا عن متعلقات التوحيد وهذا يدل على دقة فهم العلماء المصنفين رحمهم الله وبالتالي لا يكفر المتحاكم لغير الشريعة إن لم يجد الشريعة في محله لأخذ حق له قررته الشريعة أصلا ..
لم يجعلوا التحاكم للطاغوت متأخرا عن التوحيد كما يوهم كلامك, وإنما جعلوا ما يتعلق بالقضاء والتقاضي للشرع في الفقه لا في التوحيد لأنه حينئذ من متعلقات الفقه, ولكن متى كان تحاكما للطاغوت صار من أبواب التوحيد, ولذلك وضع كثير من العلماء بابا للتحاكم في كتب التوحيد وتكلموا عن هذه المسألة في كتب الاعتقاد, وأصل ذلك ما في كتاب رب العالمين الذي سمى المتحاكم إليه من دون الله طاغوتا وجعل المتحاكم إليه غير كافر به وسمى إيمانه زعما
وأما رأيك في تفصيلي في موانع التكفير فأرى أني قد أوضحت الأمر ولا أرى في كلامك جديدا, وأنت لا تريد أن تناقش أدلة كون التحاكم عبادة وأقوال العلماء في ذلك, فحقا قد طرح كل منا ما لديه إذا كان الأمر كذلك, ونسأل الله لنا ولك الهداية ..
وصلى الله على نبينا محمد ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:15]ـ
الأخ الخلوق عبد العزيز, جزاك الله خير على أدبك وصبرك على أخيك, وارجو منك ومن عدو المشركين وكل من ناقشته المسامحة عن أي شدة أو خطأ في حقه .. وقد لمست فيك إنصافا وجدية في البحث وسعة أفق وتطلع للحلول والبدائل, فمثلك أتطلع بأن أشاركه مستقبلا بأي جديد أقف عليه أو يظهر لي في هذه المسألة من البحث والتأمل وذلك للتباحث واستطلاع الرأي, إذ هذه المسألة من المسائل التي تؤرقني منذ فترة طويلة وأوليها اهتمامي من حين لآخر مع ما أنا فيه من تقصير وفقر لله ومعونته وفتحه وهدايته, .. وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:52]ـ
عجيب ان يطول النقاش في هذه المسألة العقدية المحسومة بالادلة القطعية من الكتاب والسنة والإجماع والتي هي من صلب عقيدة المسلم الموحد الذي حقق شرط الإيمان وهو الكفر بالطاغوت وما علمنا ان احد من السلف الصالح من عهد الصحابة إلى عهد قريب من يحوز للمسلم ارتكاب الشرك الأكبر من دون وجود عذر الإكراه الملجي بشروطه الشرعية فكم ذكرالتاريخ الإسلامي من اخبار الرعيل الاول الذين تعرضوا إلى الاذى والإضطهاد وا خرجوا من ديارهم واخذت اموالهم وما تحاكم احد منهم إلى الطاغوت وما رضا لنفسه بحكم الجاهلية حتى رأينا في هذا الزمان الذي طمست فيه معالم التوحيد من يتقلد حكم الطاغوت ويرضى به ويتحاكم إليه تحت خدعة الضرورة والمصلحة او من اجل حطام الدنيا الفانية فإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 09:35]ـ
لو سلم المناقش بأنه شرك أكبر
وأنه لا يجوز فعله إلا وفق شروط الإكراه الملجئ - على أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان
لانتهت المسألة ...
الأخ أبا فاطمة:
جزاك الله خيرا، وقد وصلت إلى حل التحكيم لكن لم يكن بالاستطاعة إقناع الكافر أن يكون حكمه مسلما، ويمكن ان يوافق على أن يكون رئيس لجنة التحكيم مسلما، فتكون لجنة التحكيم الثلاثية فيها مسلمان وكافر
وقد اتفق الفقهاء على أن يكون المحكم الفرد مسلما - حسب فهمي
وربما نجد حلا إذا وصفت لجنة التحكيم على أنها جهة اعتبارية، دون النظر إلى الأفراد
ويكون شروط المحكم متوافرة في أغلبهم أخذا بقاعدة التغليب التي بحثها الريسوني في رسالته للدكتوراة
ومع ذلك ففي النفس منها شيء
وهي بلا شك أخف من التحاكم إلى
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 11:23]ـ
قول عدو المشركين
فأنت قد أتيت بمانع جديد لم يسبقك إليه أحد في التكفير (الفتوى و الشبهة)
يدل على أنه لم يفهم كلامي حول التأويل في باب الرخص, وذلك حين قلت:
ثم هؤلاء يتأولون أن فعلهم هذا من باب إتيان الرخص التي هي على خلاف الأصل, فهم يأتون هذا الناقض وهم يعتقدون أنهم مرخص لهم في إتيانه لاضطرارهم, فتأويلهم ليس في أصل التحاكم وإنما في الترخص فيه في مثل حالهم, فخطأهم من جهة الترخص في غير محله, لا في أصل المسألة, فهم لا يتحاكمون في كل حال, وإنما إذا اضطروا متأولين بما ذكر
ولأزيد الأمر إيضاحا أقول: لو أن شخصا تحاكم للطاغوت في حال وجود القضاة الشرعيين ونفاذ الأحكام بقهر ولي أمر الشرع فإنه لا يعذر بناء على قاعدة عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر ..
ولكن حيث كان التحاكم في حال غياب القضاة الشرعيين وعدم نفاذ الأحكام الشرعية بقهر ولي أمر الشرع فإن المتحاكم يتحاكم معتقدا أن ما يفعله مرخص له به في الشرع, فهو يعتقد أن الرخصة التي للمكره هي أيضا له لاضطراره, فجهله وتأوله هو في باب الرخص هذا, وليس في باب التوحيد حتى نقول أنه لا يعذر بالجهل, هذا على القول بأن الجهل ليس بعذر في الشرك الأكبر مطلقا
وقد نسب إلي - هداني الله وإياه - الاختراع بقوله:
ودفعت التكفير بشيء جديد مخترع
وقد هداني الله بمنه لأمر أحسبه سيوضح هذا العذر بالتأويل ويدفع تهمة الاختراع والإحداث عنه, وذلك مما وقع في فتنة خلق القرآن:
فقد أجاب للقول بخلق القرآن وهو كفر أكثر من دعي لذلك من العلماء, ولم يثبت إلا قلة قليلة أبرزهم الإمام أحمد كما هو معلوم, وبعد أن فرجت الأزمة, اتخذ الإمام أحمد موقفا شديد ممن أجاب للقول بخلق القرآن وحلف أن لا يكلمهم وكان يعرض بوجهه عنهم ويغلق بابه في وجوههم ولا يرد عليهم السلام, وفي ذلك تخطئة منه لهم, ومن ذلك ما وقع لابن معين, حيث دخل على الإمام أحمد وهو مريض " فسلم فلم يرد عليه السلام, وكان أحمد قد حلف بالعهد لا يكلم أحدا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل, فما زال يحيى يعتذر, ويقول: حديث عمار, وقال الله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} , فقلب أحمد وحهه إلى الجانب الآخر, فقال يحيى: أف, وقال: لا يقبل لنا عذرا, فخرجت [الكلام للراوي] بعده وهو جالس على الباب, فقال: أي شيء قال أحمد بعدي؟ قلت: يحتج بحديث عمار! وحديث عمار: (مررت وهم يسبونك فنهيتهم فضربوني) وأنتم قيل لكم: نريد ضربكم. فسمعت يحيى يقول: مر يا أحمد, غفر الله لك,
(يُتْبَعُ)
(/)
فما رأيت والله تحت أديم السماء أفقه في دين الله منك ". اه من مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: " وظاهر كلام أحمد رحمه الله أنه في الصورة الاولى لا يكون مكرها حتى يعذبه المشركون فإنه لما دخل عليه يحيى بن معين وهو مريض فسلم عليه فلم يرد السلام فما زال يعتذر ويقول حديث عمار،وقال الله:" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " فقلب أحمد وجهه إلى الجانب الآخر، فقال يحيى: لا يقبل عذرا، فلما خرج يحيى قال أحمد: يحتج بحديث عمار، وحديث عمار " مررت بهم وهم يسبونك فنهيتهم فضربوني " وأنتم قيل لكم نربد أن نضربكم! فقال يحيى: والله ما رأيت تحت أديم السماء أفقه في دين الله منك " مجموعة التوحيد 1/ 302
وقد كان الإمام أحمد يلتمس العذر لسجادة والقواريري دون غيرهما. قال المقريزي: وكان أبو عبد الله يقيم عذرهما ويقول: أليس قد حبسا وقيدا قال الله تعالى: (إلا من أكره وقبله مطمئن بالايمان). قال الإمام أحمد: القيد كره والحبس كره والضرب كره فأما إذا لم تنل بمكروه فلا عذر له
وجه الشاهد من هذا كله:
أن الإمام أحمد كان يرى أن هؤلاء أظهروا الكفر من غير إكراه حقيقي يعذر به شرعا, ولا يوجد مانع آخر يعذرون به سوى التأويل, لأنهم علماء يدينون الله بأن القرآن كلام الله ويبطنون هذا القول وليسوا من أهل الجهل بهذا, فلم يبق إلا أنهم متأولون, فما هو التأويل الذي وقع لهم؟
إن الذي تأول به هؤلاء العلماء هو ظنهم أن لهم رخصة فيما فعلوه وأنهم معذورين في فعله, فعذرهم الإمام أحمد بهذا التأويل وحده وجعله كافيا في درأ التكفير عنهم مع تخطئته إياهم وشدته عليهم وهجرهم, وقد كانت ظروف الواقع توقع الخوف في نفوس أهل الحق إلا من رحم الله, وذلك لما يسمعونه من البطش والتنكيل ما دفع بهم إلى المسارعة في الإجابة قبل أن تقوم حقيقة الإكراه بآحادهم
ولا يعترض هنا بأن مسألة التحاكم من الشرك الأكبر الذي لا يعذر فيه بالجهل, فإن المانع الذي يعذر به المتحاكمون ليس هو الجهل وإنما هو التأويل في الترخص, وكما أن انتفاء كون الجهل هو العذر لهؤلاء الأئمة القائلين بخلق القرآن (لأنهم علماء لا يجهلون ذلك) لم يمنع من عذرهم بمانع آخر وهو التأويل في الرخصة, فكذلك انتفاء كون الجهل هو العذر لهؤلاء المتحاكمين لا يمنع من عذرهم بمانع آخر وهو التأويل في الرخصة ..
فلا مدخل لقضية العذر بالجهل هنا على ما فيها من خلاف وتفاصيل, فالتأويل وقع في الرخصة باعتقاد الفاعل أنها تشمله خطئا منه ..
والله تعالى أعلم ..
ونصيحتي لعدو المشركين بأن يترك تأصيله المخترع للتحاكم بأنه مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق, لأن في ذلك مضادة للأدلة الصريحة وكلام أهل العلم, بل حتى من يرخص للمضطر ارتكاب التحاكم لا يقول بهذا البتة, غاية قولهم إما خطأ في توسيع الرخصة أو يقولون بأن التحاكم كبيرة ولا يصل للكفر المخرج من الملة ويركبون على هذا الخطأ الترخيص فيه للمضطر, ولم يقل أحد منهم بهذا القول الشنيع المبتدع الذي تقول به يا عدو المشركين, فاتق الله في نفسك ولا تقل بقول ليس لك فيه سلف فضلا عن مضادته للأدلة والعياذ بالله ..
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 12:37]ـ
أنظر هداك الله إلى موطن الخطأ عندك
1 - إنما تأولوا به هو ظنهم أن لهم رخصة فيما فعلوه وأنهم معذورين في فعله, فعذرهم الإمام أحمد بهذا التأويل وحده وجعله كافيا في درأ التكفير عنهم مع تخطئته إياهم وشدته عليهم وهجرهم
لم يكفرهم أصلا لا تكفير للفعل ولا تكفير أعيان حتى يقال درأ التكفير عنهم ولم يكفر أحدا قد اجاب لهذا القول وغاية ما فيه (وكان أحمد قد حلف بالعهد لا يكلم أحدا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل) و التأويل الذي تقول عنه ليس في القول بخلق القرآن بل في معنى الإكراه ودليله قول الإمام احمد (وأنتم قيل لكم نربد أن نضربكم) مع ان الواقع في محنة المعتزلة يخالف قول الإمام، فقد تم قتل الكثير ممن لم يجب بالقول بخلق القرآن وسجن الكثير وتعذيب الكثير، أي ان التهديد بالضرب و التعذيب صادر من أشخاص سيقدمون على تنفيذه بلا تردد وبقوة وبسلطة لا محدوده
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا وجه للشبه هنا بين ما تنقله وبين ما كنا فيه، فلا إكراه ولا سياط ولا توعد بالقتل لمن يذهب للمحاكم الوضعية وهذه عليك لا لك
2 - ولا يعترض هنا بأن مسألة التحاكم من الشرك الأكبر الذي لا يعذر فيه بالجهل, فإن المانع ليس هو الجهل وإنما هو التأويل في الترخص
وهذه التي أقول عنها مخترعه، فشتان بين القول بخلق القرآن وبين التحاكم (العبادة المحضة بحسب تقريراتك)، فالأولى قد أخذت طريقها كشبهة خفية قد دلل عليها أصحابها بما لديهم من أدلة لغوية وشرعية (التأويل) بينما الثانية فلا مستند من اللغة ولا من الشرع يستند إليه من اجازه لذلك لا تعتبر تأويلا (وهذه بإعتبار تقريراتك بكونها عبادة محضه)
ومحل الإختراع، هداك الله، ان الترخيص صريح فلا يحتاج لتأويل و من تحاكم لغير الشريعة إنما أخذ بنص فتوى صريحة بجواز ذلك للمضطر (و ليس المكره) فأين التأويل هنا؟؟؟ وقد سبق نقل فتاوى لعلماء أجلاء بجوازه صراحة رغم قولهم بأنه كفر!! طبعا بحسب ما فهمته انت
3 - فلا مدخل لقضية العذر بالجهل هنا على ما فيها من خلاف وتفاصيل, فالتأويل وقع في الرخصة باعتقاد الفاعل أنها تشمله خطئا منه
هذه حالة إستثنائية وليست محل البحث إبتداء، بل محل البحث هو من أخذ بالرخصة وهو مشمول بها هل يكفر؟ وهل يكفر من رخص بالشرك؟ وما المانع من تكفيرهم؟ وكيف جاز لعالم يقول بان التحاكم لغير الشريعة كفر ثم يرخص به لغير المكره؟؟
ملخص الحديث
1 - التشريع و التحاكم مسألتين مختلفتين
2 - القول بأن التحاكم من معاني لا إله إلا الله يؤدي لتكفير كل من تحاكم للطاغوت مالم يكن معذورا بعذر شرعي كما قرره أهل العلم وليس بينها ان فلان أفتى لي بذلك!!
3 - التشريع داخل في الربوبية، و التشريع مع الله لا يختلف بشيء عن الزعم بأن المشرع خالق او رازق مع الله
4 - التحاكم علاقة بين مخلوق ومخلوق فكل أطراف التحاكم من المخلوقين اما النصوص الشرعية التي يرجع إليها القاضي كالحدود مثلا فهي من العبادات المحضة وهذه النصوص هي العدل المطلق، ولا يعدم ان يكون هناك شيء من العدل في تشريعات البشر الطاغوتية
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 01:55]ـ
الأخ أبا فاطمة:
لاحظت أنك تخوف المحاور من اعتقاده وتأمره بتقوى الله وترك اعتقاده وترجيحه
وهذا غير مناسب في هذا المقام
لأن الذي حداه إلى قوله: تقوى الله، والتأمل في النصوص الشرعية
وأنت أثري بحمد الله
والأثري يرجع إلى الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع المعتبر والقياس المستوفي لشروطه
والأدلة التي فيها التحذير من التحاكم (وليس الحكم) دليلان:
الدليل الأول: أنه من عمل المنافقين،
قال عز وجل: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً" (سورة النساء آية: 61)
وفي الآية دليل على أن الموافقة على الترافع إلى الشريعة واجب، ورفض ذلك أمر محرم، ومن علامات أهل النفاق، ولا يسلم بأن ذلك من النفاق الاعتقادي بمجرد هذا الدليل.
ووجه الدلالة أن الله تعالى وسم من يصد ويرفض التحاكم إلى الشريعة بالنفاق، مما يدل على تحريمه. وفي سورة النور، يذكر الله تعالى حال من يرفض التحاكم إلى الشرع، فقال تعالى:" وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) ". وقد نفى اللهُ الإيمانَ عن مَن أراد التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من المنافقين، كما في قوله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: "أَلمْ تَرَ إلى الذينَ يَزْعُمونَ أنّهم آمنوا بما أُنْزِلَ إليكَ وما أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُريدونَ أنْ يَتَحاكَموا إلى الطاغوتِ وقدْ أُمِروا أنْ يكفُروا به ويُريدُ الشيطانُ أنْ يُضلّهم ضلالا بعيدًا" (النساء: 60).
الدليل الثاني: نفي الإيمان عن من لم يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم
وذلك أن الردّ إلى غير الشرع عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عزّ وجلّ في سورة النساء: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) إلى أن قال سبحانه:" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65). ووجه الدلالة: أن الله نفى الإيمان عمن لم يحكم الشرع، وأوجب عليه أن يرضى ويسلم بالحكم الشرعي. كما ذكر الله سبحانه من يدعى إلى تحكيم الشريعة فيتولى ويعرض، في معرض العجب من فعلهم، قال تعالى:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون" (آل عمران:23).
فيؤخذ من الدليلين أن التحاكم إلى غير الشريعة:
علامة نفاق
وصاحبه منفي الإيمان عنه
وأنت تسلم أن علامات النفاق ليست مكفرة لوحدها، كما في حديث:" آية المنافق ثلاث ...
كما أنك تسلم أن نفي الإيمان عن رجل لفعل ما ليس مكفرا بحد ذاته، كما في حديث:" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه"،
فلاحظ - يا رعاك الله وهداك لتقواه- أنه نفى الإيمان عنه مؤكدا لذلك باليمين والتكرار، ومع ذلك لم يقل سني أثري بكفره.
ثم إن مما يدل على أن قولك يحتاج منك إلى وقفة وتأمل وإعمال لعلم الأصول، ودلالات الأفاظ:
أن الفقهاء يتحدثون عن شروط القاضي، وأنه لا بد أن يكون مسلما عدلا: حتى لا يحكم بهواه
ولا بد أن يكون مجتهدا حتى لا يحكم بقول فلان وفلان ويترك حكم الله
ثم اختلفوا في الحكم وهو قسمان:
حكم تكليفي، وهو تحريم أن يعين القاضي كافرا أو فاسقا أو مقلدا أو جاهلا، ويأثم المولي - ولي الأمر - ويأثم القاضي
حكم وضعي: وهو فساد الحكم المقضي به، أو صحته على خلاف بينهم في ذلك ليس هذا موضعه.
وهو مرد قول أخينا: عدو المشركين
فتأمل بارك الله فيك، وفكر مليا، تفكر فيها
وخذ قاعدة نفعني الله بها وأراحتني وهي:
إذا رأيت الجمهور أو المجامع الفقهية المعتبرة على قول، فتأنى وتأنى كثيرا قبل أن تخالفهم
واتهم فهمك
قبل أن تحكم عليهم بالخطأ والتناقض
وخذها فائدة: فقد حضرت قرارات جماعية كثيرة، ولاحظت أن القرار الجماعي يحصل فيه من التأمل وإثارة الإشكالات ما يورث الطمأنينة إلى صعوبة الحكم بالخطأ والوهم
أسأل الله أن يرزقنا الهدى والسداد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 02:38]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله, عدو المشركين في وادي وكلامي في وادي, ويبدو أنك لم تفهم منه شيئا
أخي عبد العزيز التخويف بالله والأمر بتقواه وصية لنفسي ولكل من يحاورني, وقد خصصت به عدو المشركين لأنه قال بقول مخالف للنصوص ليس له فيه سلف ولا حتى يقول به من أفتى بالجواز من المعاصرين, ويبدو أنك لم تتأمل قوله جيدا فهو لا يقول أن التحاكم للطاغوت ليس شركا فحسب, بل يجعله مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق , فمالكم كيف تحكمون؟؟!!
تأمل الفتاوى التي نقلتها يا عبد العزيز وكيف جعل الدميجي التحاكم من الكبائر ولم يقل أنه من المعاملات, وأنا وإن كنت أخالفه في هذا ولكن أين هذا من جعل التحاكم من المعاملات .. ثم تستكثر علي أن أقول لعدو المشركين اتق الله
---
أما كلامك وحاصله أن الآيات جاءت في المنافقين, فكان ماذا؟ هل هذا دليل على أن التحاكم للطاغوت ليس كفرا؟ هل هذا قاعدة أن المنافقين إذا ذموا بعمل فليس بكفر؟
ذمهم الله باستهزائهم بالدين في آية التوبة, أفيكون الاستهزاء غير مكفرا لأجل ذلك
ثم لتعلم أن نفي الإيمان في (فلا وربك لا يؤمنون) هو نفي لأصله, فلا تصح دعوى الإيمان مع ترك تحكيم الرسول, وكلام ابن القيم في أول إعلام الموقعين في ذلك واضح, وقد نقلت شيئا منه في الرد 71 والذي اشتمل على كثير من النقول في هذا الباب, ولا داعي للنسخ واللصق
وإن كنت أنا لم أستدل بآية (فلا وربك لا يؤمنون) , وإنما استدليت بآية (ألم تر) وبينت وجه الدلالة منها ونقلت أقوال أهل العلم في الرد 71 ولا من مجيب ولا من مناقش, وقولك (لا يسلم لا يسلم) لا فائدة له .. فسلم أو لا تسلم .. فالعبرة بالمناقشة والرد وليس مجرد المنع وعدم التسليم حجة لك, وأمامك الأدلة وأقوال العلماء في الرد 71
وأما كلامك عن الحكم الوضعي والتكليفي وربطه برأي عدو المشركين فلم يتبين لي, فأوضحه إن شئت ..
--
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
لم يكفرهم أصلا لا تكفير للفعل ولا تكفير أعيان حتى يقال درأ التكفير عنهم ولم يكفر أحدا قد اجاب لهذا القول وغاية ما فيه (وكان أحمد قد حلف بالعهد لا يكلم أحدا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل)
أنا استدل بعدم تكفيره إياهم, وأنت تقول: لم يكفرهم .. هذا دليل على أنك لم تفهم كلامي
قولك بأن الإمام لم يكفر الفعل باطل, فالإمام يقول بأن القول بخلق القرآن كفر, وهذا مجمع عليه بين أهل الإسلام, ولكنهم يفرقون بين الفعل والفاعل لأنها من المسائل الخفية, وهي غير خفية بالنسبة لهؤلاء العلماء بل مقطوع بها عندهم, فكون القرآن كلام الله عقيدتهم التي لا يشكون فيها طرفة عين ..
فهؤلاء العلماء قالوا بهذا الكفر وهم يعلمون أن القرآن كلام الله غير مخلوق, وأن من قال بذلك فقد كفر, ولكنهم ترخصوا برخصة الإكراه
الإمام أحمد لم يعتبرهم مكرهين, أي أن مانع الإكراه ومانع الجهل قد انتفيا عنهم, ولكنه لم يكفرهم لمانع آخر وهو مانع التأويل, ومحل التأويل هنا ليس في كون القرآن مخلوق لأنهم يعلمون أنه ليس كذلك, وإنما التأويل هو في كونهم مكرهين على القول بهذا الكفر, فالتأويل هو في كونهم مشمولين بالرخصة
و التأويل الذي تقول عنه ليس في القول بخلق القرآن بل في معنى الإكراه ودليله قول الإمام احمد (وأنتم قيل لكم نربد أن نضربكم)
بس!! هذا الذي أريده, وهو الذي أستدل به!
فأنا أقول أن المتحاكمين للطاغوت تأويلهم ليس في التحاكم, وإنما في الرخصة التي هي الاضطرار وكونها تبيح لهم ارتكاب التحاكم
مع ان الواقع في محنة المعتزلة يخالف قول الإمام، فقد تم قتل الكثير ممن لم يجب بالقول بخلق القرآن وسجن الكثير وتعذيب الكثير، أي ان التهديد بالضرب و التعذيب صادر من أشخاص سيقدمون على تنفيذه بلا تردد وبقوة وبسلطة لا محدوده
كونك تخالف الإمام أحمد وترى أنهم فعلا مكرهين لا يبطل استدلالي بموقف الإمام أحمد, لأن المراد أن الإمام أحمد رأى كونهم غير مكرهين ومع ذلك لم يكفرهم لتأويلهم, وهذا يدل أن التأويل في الرخص معتبر عند الإمام أحمد, فهو سلفي في هذا التقعيد (أن التأويل معتبر في باب الرخص ولو عدم العذر بالجهل)
مع العلم بأن الإمام أحمد أدرى بالواقعة منك, وقد سبق النقل عنه - لو كنت قرأت كلامي كاملا - أنه عذر اثنان من العلماء وأدخلهم في آية الإكراه, وهذا يدل على أن له أكثر من اتجاه في التعامل مع القائلين بالخلق من العلماء تبعا لواقع كل منهم وهل هو مكره فعلا أم لا
ولا وجه للشبه هنا بين ما تنقله وبين ما كنا فيه، فلا إكراه ولا سياط ولا توعد بالقتل لمن يذهب للمحاكم الوضعية وهذه عليك لا لك
وجه الشبه أن المتحاكمين يظنون أن اضطرارهم يرخص لهم في التحاكم استدلالا بعموم النصوص نحو (إلا ما اضطررتم إليه) , ولأنهم يتأولون نصوص التحاكم على أنها تفيد التحريم فقط ولا تدل على الشرك, ويركبون على ذلك أن الاضطرار رخصة لهم, ولهم تأويلات أخرى يبنون عليها أن الاضطرار يرخص لهم في التحاكم, وذلك كقياس بعضهم المضطر على المكره .. آلخ
2 -
وهذه التي أقول عنها مخترعه، فشتان بين القول بخلق القرآن وبين التحاكم (العبادة المحضة بحسب تقريراتك)، فالأولى قد أخذت طريقها كشبهة خفية قد دلل عليها أصحابها بما لديهم من أدلة لغوية وشرعية (التأويل) بينما الثانية فلا مستند من اللغة ولا من الشرع يستند إليه من اجازه لذلك لا تعتبر تأويلا (وهذه بإعتبار تقريراتك بكونها عبادة محضه)
هذا خارج موطن النزاع, لأن الاستدلال كما هو نص عبارتك هو بالتأويل في الإكراه لا في القول بخلق القرآن, كما صرحت به أنت: (و التأويل الذي تقول عنه ليس في القول بخلق القرآن بل في معنى الإكراه)
وقد بينت لك أعلاه أن المتحاكمين يتأولون في الاضطرار ..
فحاول أن تتأمل الكلام ولا تستعجل بالرد قبل أن تفهم الأمور على وجهها ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 03:25]ـ
قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
أما كلامك وحاصله أن الآيات جاءت في المنافقين, فكان ماذا؟ هل هذا دليل على أن التحاكم للطاغوت ليس كفرا؟ هل هذا قاعدة أن المنافقين إذا ذموا بعمل فليس بكفر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذمهم الله باستهزائهم بالدين في آية التوبة, أفيكون الاستهزاء غير مكفرا لأجل ذلك
وجوابي: أن مجرد كون العمل من صفات المنافقين لا يدل بالضرورة على كونه مكفرا، وأنت تسلم بهذا لحديث آية المنافق ثلاث ........
وقلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
ثم لتعلم أن نفي الإيمان في (فلا وربك لا يؤمنون) هو نفي لأصله, فلا تصح دعوى الإيمان مع ترك تحكيم الرسول, وكلام ابن القيم في أول إعلام الموقعين في ذلك واضح, وقد نقلت شيئا منه في الرد 71 والذي اشتمل على كثير من النقول في هذا الباب, ولا داعي للنسخ واللصق.
وجوابي هو أن نفي الإيمان لا يدل بالضرورة على أنه نفي مطلق، لحديث:" من لا يأمن جاره بوائقه"، وأظن أنك تسلم بهذا أيضا ...
ثم قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
وإن كنت أنا لم أستدل بآية (فلا وربك لا يؤمنون) , وإنما استدليت بآية (ألم تر) وبينت وجه الدلالة منها ونقلت أقوال أهل العلم في الرد 71 ولا من مجيب ولا من مناقش, وقولك (لا يسلم لا يسلم) لا فائدة له .. فسلم أو لا تسلم .. فالعبرة بالمناقشة والرد وليس مجرد المنع وعدم التسليم حجة لك, وأمامك الأدلة وأقوال العلماء في الرد 71
وجوابي: هو أن الاستدلال على مسألتنا بقوله تعالى:" ألم تر .... " استدلال في غير محل النزاع
فالبحث كما كرره (عدو المشركين) هو فيمن لا يريد ولا يحب ولا يرغب، ومع ذلك ترافع إلى القانون ....
وأخيرا قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
وأما كلامك عن الحكم الوضعي والتكليفي وربطه برأي عدو المشركين فلم يتبين لي, فأوضحه إن شئت ..
فبيان كلامي هو أن فهم المسألة فرع عن الحكم فيها
فالتحاكم إلى الطاغوت فيما يبدو لي لم يتحرر بشكل دقيق،
فإن القاضي الشرعي مطلوب منه أمران:
أن يكون متأهلا
وأن يرجع في حكمه إلى مصادر الحكم الشرعي المعلومة ...
فإذا لم يكن متأهلا للحكم بأن كان كافرا أو فاسقا فإنه لا يؤمن أن يحكم بهواه لا بشرع الله
وإن كان مقلدا، أو جاهلا، فإنه سيحكم بقول غير معصوم،
وإن ألزم ولي الأمر بالحكم وفق أحكام فقهية، فيها ما يخالف الشريعة قطعا، فإن القاضي المتأهل قد يحكم بخلاف الشريعة التي يعتقد أنها هي الحكم الصحيح. وأما إن حكم وفق ما ألزم به ولي الأمر، فيكون قد حكم بما يغلب على ظنه أنه لا يمثل الشريعة في هذه الجزئية.
وللباحث الفقهي في ما سبق نظران:
الأول: النظر في الحكم التكليفي من جواز وحرمة
الثاني: النظر في الحكم الوضعي من صحة وفساد للحكم.
وهذا واضح بحمد الله لكم ...
ولذا
تجد موارد هذه المسألة في أول كتاب القضاء، وهو ما جعل أخانا يكرر بأنها من المعاملات التي منها ما هو محرم كتعيين القاضي الكافر، وإلزام القاضي باتباع ما رآه غيره، ومنها ما هو جائز.
وبهذا يتبين لك سبب قول أهل العلم بجواز الترافع للقضاء الذي يحكم بالقانون في الأحوال المذكورة سابقا.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 05:09]ـ
الاخ ابو فاطمة
قد تكرر منك في مواطن عديده قولك لي انني (لم أفهم)، فأرتقي رعاك الله بحوارك فانا لست بجاهل ولا غر
وقد قلت سابقا ان كل منا قد أدلى بدلوه في المسألة، فأبيت إلا ان تعيد فتح الموضوع معي تحديدا وكان الأمر قد أصبح مكابرة منك معاذ الله، وانت محل حسن الظن إن شاء الله
1 - أنا استدل بعدم تكفيره إياهم, وأنت تقول: لم يكفرهم .. هذا دليل على أنك لم تفهم كلامي
بل فهمته جيدا ووعيته وعرفت انك لم تحسن التعبير في هذا الموطن، الإمام لم يكفرهم أصلا لا بسبب ولا بدونه وانت تقول انه لم يكفرهم بسبب .. هل عرفت الفرق الآن؟
وقولي لم يكفرهم أصلا لا تكفير للفعل ولا تكفير أعيان حتى يقال درأ التكفير عنهم
فمعناه ان الإمام لم يكفر الفعل (أي وضع الرخصة في غير موضعها بحسب رأيه وهذا محور الكلام) وليس القول بخلق القرآن
2 - مثالك ساقط إبتداء، فالقول بخلق القرآن مما يندرج تحت المسائل الخفية (وقد ذكرت انت هذا) كالأسماء و الصفات وهذا كان في بداية أمره، وهو مما يكون بين الخالق و المخلوق لا يتعلق به شيء من حقوق الأدميين وليس هو مما يتنازع فيه الناس بمال و عرض ولا يحكم فيه قاضي بشهادة الشهود و البينات وهو محل البحث
3 - لأن المراد أن الإمام أحمد رأى كونهم غير مكرهين ومع ذلك لم يكفرهم لتأويلهم, وهذا يدل أن التأويل في الرخص معتبر عند الإمام أحمد, فهو سلفي في هذا التقعيد (أن التأويل معتبر في باب الرخص ولو عدم العذر بالجهل)
لا، ليس كذلك، ومن عجيب حيدتك انك تذهب للتاويل وتترك أصل المسألة وهي الرخصة في الشرك بغير مسوغ الإكراه
ففي المحنة يكون الحكم بالتكفير ساقط عن كل شخص أجاب وتوقف سواء علم بالرخصة او لم يعلم عامي كان أو عالما لانها تحولت إلى حفظ للنفس من التلف، اما من اجاب و ساير وقعد و أصل وحمل اللواء مع من حمل فهذا شيء آخر، وكما قلت لك سابقا، ان المثال كله لا وجه له فهو مما يندرج تحت المسائل الخفية وبفرض صحة كلامك و إستدلالك فهو غير قابل للتعميم في أصل ظاهر لا يخفى من أصول التوحيد
5 - قد تجنبت انت عن التعليق على هذين المفصلين في المسألة
أ - ومحل الإختراع، هداك الله، ان الترخيص صريح فلا يحتاج لتأويل و من تحاكم لغير الشريعة إنما أخذ بنص فتوى صريحة بجواز ذلك للمضطر (و ليس المكره) فأين التأويل هنا؟؟؟ وقد سبق نقل فتاوى لعلماء أجلاء بجوازه صراحة رغم قولهم بأنه كفر!! طبعا بحسب ما فهمته انت
ب - محل البحث هو من أخذ بالرخصة وهو مشمول بها هل يكفر؟ وهل يكفر من رخص بالشرك؟ وما المانع من تكفيرهم؟ وكيف جاز لعالم يقول بان التحاكم لغير الشريعة كفر ثم يرخص به لغير المكره؟؟
فحاول أن تتأمل الكلام ولا تستعجل بالرد قبل أن تفهم الأمور على وجهها
وسأكتفي منك بتحرير الجواب على (ب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 12:45]ـ
قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
أما كلامك وحاصله أن الآيات جاءت في المنافقين, فكان ماذا؟ هل هذا دليل على أن التحاكم للطاغوت ليس كفرا؟ هل هذا قاعدة أن المنافقين إذا ذموا بعمل فليس بكفر؟
ذمهم الله باستهزائهم بالدين في آية التوبة, أفيكون الاستهزاء غير مكفرا لأجل ذلك
وجوابي: أن مجرد كون العمل من صفات المنافقين لا يدل بالضرورة على كونه مكفرا، وأنت تسلم بهذا لحديث آية المنافق ثلاث ........
بارك الله فيك, وأين استدللت أنا على كون التحاكم للطاغوت مكفرا بكونه من صفات المنافقين؟!
استدلالي في الرد 71 واضح وأعيده عليك:
تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا).
ومن أوجه دلالة هذه الآية ما يلي:
1 - أن الله جل وعلا أضاف في هذه الآية ذكر التحاكم للطاغوت, والطاغوت ما عبد من دون الله, فدل على أن التحاكم للطاغوت عبادة له من دون الله.
2 - أن الله جل وعلا سمى ادعاء المتحاكم الإيمان زعما, والزعم الكذب, فدل على أن التحاكم ينقض الإيمان ويصيره زعما لا حقيقة له.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه: (تيسير العزيز الحميد ص 419): ((وفي الآية دليل على ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض، وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم)).
3 - دل قوله تعالى {وقد أمروا أن يكفروا به} على أن من تحاكم إلى الطاغوت لم يكفر به, ومن لم يكفر بالطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.
يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ عند ذكر قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ..... ) الآية قال: ((وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به)). (فتح المجيد ص 345).
وقلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
ثم لتعلم أن نفي الإيمان في (فلا وربك لا يؤمنون) هو نفي لأصله, فلا تصح دعوى الإيمان مع ترك تحكيم الرسول, وكلام ابن القيم في أول إعلام الموقعين في ذلك واضح, وقد نقلت شيئا منه في الرد 71 والذي اشتمل على كثير من النقول في هذا الباب, ولا داعي للنسخ واللصق.
وجوابي هو أن نفي الإيمان لا يدل بالضرورة على أنه نفي مطلق، لحديث:" من لا يأمن جاره بوائقه"، وأظن أنك تسلم بهذا أيضا ...
في هذه الآية يقول ابن القيم:
" ومنها: أنه جعل هذا الرد من موجبات الإيمان ولوازمه فإذا انتفى هذا الرد انتفى الإيمان ضرورة انتفاء الملزوم لانتفاء لازمه ولا سيما التلازم بين هذين الأمرين فإنه من الطرفين وكل منهما ينتفي بانتفاء الآخر ثم أخبرهم أن هذا الرد خير لهم وأن عاقبته أحسن عاقبة ثم أخبر سبحانه أن من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى الطاغوت ومتابعته "
ثم قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
وإن كنت أنا لم أستدل بآية (فلا وربك لا يؤمنون) , وإنما استدليت بآية (ألم تر) وبينت وجه الدلالة منها ونقلت أقوال أهل العلم في الرد 71 ولا من مجيب ولا من مناقش, وقولك (لا يسلم لا يسلم) لا فائدة له .. فسلم أو لا تسلم .. فالعبرة بالمناقشة والرد وليس مجرد المنع وعدم التسليم حجة لك, وأمامك الأدلة وأقوال العلماء في الرد 71
وجوابي: هو أن الاستدلال على مسألتنا بقوله تعالى:" ألم تر .... " استدلال في غير محل النزاع
فالبحث كما كرره (عدو المشركين) هو فيمن لا يريد ولا يحب ولا يرغب، ومع ذلك ترافع إلى القانون ....
(يُتْبَعُ)
(/)
عدو المشركين عنده التحاكم مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق, فعلى أصله هذا يكفي كون المسألة التي يترافع فيها المتحاكم للطاغوت موافقة للشرع ولو لم يكن مضطرا ولو كان القضاء الشرعي الملزم موجودا, لأن هذا هو مقتضى جعله معاملة كالبيع والشراء, فلا يحرم منه إلا ما خالف الشرع, ولا داعي لاشتراط الضرورة أو عدم المحبة, فالأمر لا يعدو كونه معاملة بين مخلوق ومخلوق, فنصيحتي لا تقحم نفسك في هذا القول الشنيع, ودعك في قولك بالتحريم والترخيص المقيد بالضرورة فهو على بطلانه عندي أخف من ذاك ..
وتقييد عدو المشركين جواز التحاكم في بعض مشاركاته بالضرورة أو بعدم وجود القضاء الشرعي يناقض أصله الذي أصله من أن التحاكم مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق, ولهذا التناقض طالبته كثيرا بتحرير قوله, وطالبته بعرضه على آية {ألم تر} لعله يتحرر قوله بذلك ..
- نعود لقولك أن الآية خارج موطن النزاع, فالبحث هو في من تحاكم للطاغوت من غير إكراه في غياب القضاء الشرعي الذي يفصل النزاع ويلزم الخصوم
والآية دلت على أن التحاكم للطاغوت عبادة له وإيمان به من الوجوه التي ذكرتها, ونص على ذلك أهل العلم, وحيث تقرر ذلك لم يجز صرف التحاكم لغير الله ولا يستثنى من ذلك إلا المكره, ودعوى اطمئنان القلب وعدم زيغه أو عدم محبة الطاغوت والانقياد له إلى غير ذلك من المعاني القلبية لا تفيد غير المكره, فالله عز وجل عذر المكره وحده, وجعل غير المكره شارحا قلبه بالكفر, وأخبر أن كفره لأجل الحياة الدنيا, وهذا عين ما يفعله المتحاكمون. وبيان هذا من كلام الشيخ سليمان بن عبد الله في الدلائل حيث قال:
" قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين}
فحكم تعالى حكماً لا يبدَّل أن من رجع عن دينه إلى الكفر، فهو كافر، سواء كان له عذر خوفاً على نفس أو مال أو أهل، أم لا، وسواء كفر بباطنه أم بظاهره دون باطنه، وسواء كفر بفعاله ومقاله، أو بأحدهما دون الآخر، وسواء كان طامعاً في دنيا ينالها من المشركين أم لا، فهو كافر على كل حال إلا المكره، وهو في لغتنا: المغصوب.
فإذا أكره الإنسان على الكفر وقيل له: اكفر وإلا قتلناك أو ضربناك، أو أخذه المشركون فضربوه، ولم يمكنه التخلص إلا بموافقتهم، جاز له موافقتهم في الظاهر، بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان، أي ثابتاً عليه، معتقداً له.
فأما إن وافقهم بقلبه فهو كافر ولو كان مكرهاً.
...
ثم أخبر تعالى أن هؤلاء المرتدين الشارحين صدورهم بالكفر، وإن كانوا يقطعون على الحق ويقولون: ما فعلنا هذا إلا خوفاً، فعليهم غضب من الله ولهم عذابٌ عظيم.
ثم أخبر تعالى أن سبب هذا الكفر والعذاب ليس بسبب الاعتقاد للشرك، أو الجهل بالتوحيد، أو البغض للدين، أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا، فآثره على الدين وعلى رضى رب العالمين. فقال: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} فكفرهم تعالى، وأخبر أنه لا يهديهم مع كونهم يعتذرون بمحبة الدنيا، ثم أخبر تعالى أن هؤلاء المرتدين لأجل استحباب الدنيا على الآخرة، هم الذين طبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، وأنهم هم الغافلون. ثم أخبر خبراً مؤكداً محققاً أنهم في الآخرة هم الخاسرون. " انتهى كلامه
فهؤلاء المتحاكمين المرتكبين لهذا الكفر, لا تنفعهم دعوى أن فعلهم هذا هو لتحصيل حقهم, وأنهم لا يريدون عبادة الطاغوت أو محبته أو الانقياد له ونحو ذلك, لأن من أظهر الكفر لأجل الدنيا كفر مالم يكن مكرها, وهؤلاء أظهروا الكفر بالتحاكم للطاغوت بغير إكراه, فيكفروا. (ولكنهم كثيرا ما يقوم بهم مانع التأويل في الرخصة كما تقدم شرح ذلك)
فعلى هذا الأصل ينبني استدلالي بالآية, فلا يصح قولك أنها خارج النزاع, فهي دالة على أن التحاكم عبادة للطاغوت, ومتى استقامت دلالتها على ذلك لم تنفع الدعاوى القلبية إلا لمن أكره
فإن قلت: قد قال تعالى في الآية {يريدون أن يتحاكموا} فهؤلاء قد أرادوا, ومن يتحاكم في غياب القضاء الشرعي الملزم لا يريد.
فالجواب من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أن الإرادة لا تنتفي إلا بالإكراه الملجئ, فالمتحاكم أراد التحاكم للطاغوت طلبا لحقه أو ردا لمظلمته من غير إكراه, فيصدق عليه أنه أراد.
ثانيا: أن الله ذمهم بإرادة التحاكم, وقد أرادوا التحاكم وفعلوه طلبا لدنياهم, وإما إرادة الطاغوت لذاته محبة له وانقيادا فلم يعلق الذم عليها وإن كانت مذمومة بطريق الأولى. وفي ذم الله إرادتهم التحاكم نكتة تبين أن التحاكم للطاغوت مذموم بكل حال, وإلا لم يصح تعليق الذم على فعل التحاكم للطاغوت دون تقييده بقيد يبين كونه مذموما في أحوال دون أحوال.
وأخيرا قلتم - وفقني الله وإياك للهدى والسداد:
وأما كلامك عن الحكم الوضعي والتكليفي وربطه برأي عدو المشركين فلم يتبين لي, فأوضحه إن شئت ..
فبيان كلامي هو أن فهم المسألة فرع عن الحكم فيها
فالتحاكم إلى الطاغوت فيما يبدو لي لم يتحرر بشكل دقيق،
فإن القاضي الشرعي مطلوب منه أمران:
أن يكون متأهلا
وأن يرجع في حكمه إلى مصادر الحكم الشرعي المعلومة ...
فإذا لم يكن متأهلا للحكم بأن كان كافرا أو فاسقا فإنه لا يؤمن أن يحكم بهواه لا بشرع الله
وإن كان مقلدا، أو جاهلا، فإنه سيحكم بقول غير معصوم،
وإن ألزم ولي الأمر بالحكم وفق أحكام فقهية، فيها ما يخالف الشريعة قطعا، فإن القاضي المتأهل قد يحكم بخلاف الشريعة التي يعتقد أنها هي الحكم الصحيح. وأما إن حكم وفق ما ألزم به ولي الأمر، فيكون قد حكم بما يغلب على ظنه أنه لا يمثل الشريعة في هذه الجزئية.
وللباحث الفقهي في ما سبق نظران:
الأول: النظر في الحكم التكليفي من جواز وحرمة
الثاني: النظر في الحكم الوضعي من صحة وفساد للحكم.
وهذا واضح بحمد الله لكم ...
ولذا
تجد موارد هذه المسألة في أول كتاب القضاء، وهو ما جعل أخانا يكرر بأنها من المعاملات التي منها ما هو محرم كتعيين القاضي الكافر، وإلزام القاضي باتباع ما رآه غيره، ومنها ما هو جائز.
وبهذا يتبين لك سبب قول أهل العلم بجواز الترافع للقضاء الذي يحكم بالقانون في الأحوال المذكورة سابقا.
قلت مرارا أننا لا نتحدث عن قضاة مسلمين تقلدوا القضاء على أن يحكموا بالشرع والناس يتحاكمون إليهم على أنهم يحكمون بالشرع وقد فقدوا بعض الشروط فيغتفر ذلك ضرورة, فهؤلاء ليسوا طواغيت وليست توليتهم وأحكام التحاكم لهم وما يتعلق بذلك من حكم وضعي أو تكليفي من باب الاعتقاد بل هو من باب الفقه
وكلامي وكلام عدو المشركين هو في الطواغيت الذين يحكمون بغير ما أنزل الله, وهؤلاء هم الذين يكون الكلام عنهم وعن التحاكم إليهم في أبواب الاعتقاد, كما هو صنيع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في كتاب التوحيد وشروحاتهم عليه, وكما هو صنيع غيرهم من أهل العلم حيث تكلموا عن الحكم بغير ما أنزل الله وعن الطاغوت وذم التحاكم إليه في كتب الاعتقاد
وأما القاضي الكافر من حيث التولية فقد ذكره ابن عابدين في الحاشية وتحدث عنه من حيث بطلان أقضيته مع عدم نفاذها (حكم وضعي) , وأما من حيث الترافع إليه فلم يصرح بذلك لأن محله في كتب الاعتقاد, ولأن الحديث كان عن التولية وليس عن الترافع, ولأنه حيث حكم ببطلان أقضيته اقتضى ذلك ضرورة ترك التحاكم إليه. وليس ذكر ابن عابدين للقاضي الكافر في كتاب القضاء إخراجا للتحاكم إليه عن أبواب الاعتقاد, ولا يوجد هناك فصل كلي بين مسائل الاعتقاد ومسائل الفقه, فكم من مسائل اعتقادية كثيرة كالمباحث التي تتعلق بالسحر ذكرت في كتب الفقه وفي غير باب الردة, ولم يخرجها ذلك عن كونها اعتقادية مع وجود مباحث فقهية تتعلق بها, وكذلك ذكرت مسائل فقهية كثيرة في كتب الاعتقاد كالصلاة خلف أئمة الجور ومسح الخفين ولم يخرجها ذلك عن كونها فقهية مع وجود مباحث اعتقادية تتعلق بها. ثم القضاء والإمارة والحسبة ونحو ذلك من فروض الكفايات وليست مجرد معاملات بين مخلوق ومخلوق كالبيع والشراء, ولو كانت كذلك لما كان في مجرد ذكر التحاكم معها (مع أنه في الغالب لا يذكر) لبيان حكم فقهي دليل على أنه ليس بعبادة, ذلك لضعف دلالة الاقتران في النصوص فكيف بصنيع الفقهاء الذين يوردون المسئلة من خارج الباب لأدنى مناسبة, كيف وهي من فروض الكفايات وليست من المعاملات, وكيف وقد قامت الأدلة الأخرى على كون التحاكم عبادة, كما تقدم شيء من ذلك في الرد 71
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 01:35]ـ
يا أبو فاطمة
مالك تقولني مالم أقله وتلزمني بلوازم بعيدة عن كلامي؟؟!؟!؟!
عدو المشركين عنده التحاكم مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق, فعلى أصله هذا يكفي كون المسألة التي يترافع فيها المتحاكم للطاغوت موافقة للشرع ولو لم يكن مضطرا ولو كان القضاء الشرعي الملزم موجودا, لأن هذا هو مقتضى جعله معاملة كالبيع والشراء, فلا يحرم منه إلا ما خالف الشرع, ولا داعي لاشتراط الضرورة أو عدم المحبة, فالأمر لا يعدو كونه معاملة بين مخلوق ومخلوق, فنصيحتي لا تقحم نفسك في هذا القول الشنيع, ودعك في قولك بالتحريم والترخيص المقيد بالضرورة فهو على بطلانه عندي أخف من ذاك ..
وتقييد عدو المشركين جواز التحاكم في بعض مشاركاته بالضرورة أو بعدم وجود القضاء الشرعي يناقض أصله الذي أصله من أن التحاكم مجرد معاملة بين مخلوق ومخلوق, ولهذا التناقض طالبته كثيرا بتحرير قوله, وطالبته بعرضه على آية {ألم تر} لعله يتحرر قوله بذلك
من أين لك هذا الأزم؟؟ وفي اي المواطن وجدته؟ وقد ذكرت لك مرارا انه بوجود الشريعة يتردد حكم المتحاكم لغيرها بين النفاق و الكفر بحسب حاله
بل لو أصر أحد الخصوم على التقاضي عند قاضي في محكمة شرعية يعلم انه يقبل الرشوة ويحرف حكم الله لصالح الراشي لنطبق عليه الحكم بالنفاق أو الكفر
وكلامي وكلام عدو المشركين هو في الطواغيت الذين يحكمون بغير ما أنزل الله, وهؤلاء هم الذين يكون الكلام عنهم وعن التحاكم إليهم في أبواب الاعتقاد, كما هو صنيع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في كتاب التوحيد وشروحاتهم عليه, وكما هو صنيع غيرهم من أهل العلم حيث تكلموا عن الحكم بغير ما أنزل الله وعن الطاغوت وذم التحاكم إليه في كتب الاعتقاد
وهذه مثل اختها، لم نتطرق لهذا في أصل المبحث بل ذكرت لك ان الطواغيت المشرعين مع الله لا نقاش في كفرهم و إستحقاقهم لصفة الطاغوت
فهؤلاء المتحاكمين المرتكبين لهذا الكفر, لا تنفعهم دعوى أن فعلهم هذا هو لتحصيل حقهم, وأنهم لا يريدون عبادة الطاغوت أو محبته أو الانقياد له ونحو ذلك, لأن من أظهر الكفر لأجل الدنيا كفر مالم يكن مكرها, وهؤلاء أظهروا الكفر بالتحاكم للطاغوت بغير إكراه, فيكفروا. (ولكنهم كثيرا ما يقوم بهم مانع التأويل في الرخصة كما تقدم شرح ذلك)
ها أنت تكرر هذا القول المخترع (التأويل بالرخصة) وقد تكرر مني مطالبتك بالحكم الشرعي على الرخصة نفسها التي تفصح عن نفسها بطريقة لا يحتاج معها أحد في الغالب لتاويل، بجواز التحاكم للطاغوت إذا عدم الشرع
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:35]ـ
لبتك تبين لي من هو المعبود - على تقريرك الذي تفضلت به في الأحوال الآتية:
كافر يحكم بالشريعة الإسلامية، مثل القضاء الإنجليزي إذا اشترط في العقد ذلك.
مسلم يحكم بالقانون المدني الوضعي المأخوذ أغلبه من الفقه الإسلامي، والمكتوب من قبل لجنة مختصة، وأقر من البرلمان ثم من ولي الأمر - مثل القانون المدني الكويتي، هل المترافع عابد للقاضي أم للجنة أم للبرلمان أم لولي الأمر؟
مسلم ملزم بالقضاء على مذهب فقهي دون غيره، بالرجوع إلى كتب بعينه كمجلة الأحكام الشرعية، هل المترافع عابد للقاضي أم للحاكم العثماني، أم للإمام أبي حنيفة رحمه الله؟
مع العلم بأنه لا فرق بين الإلزام بمتن فقهي، وبين الإلزام بقانون مدني أو مسطرة أو مجلة أو مدونة، لأنها كلها تخالف وجوب اجتهاد القاضي.
وقد رفض أهل العلم في هيئة كبار العلماء تقنين الشريعة لهذا المعنى، وأدلة ذلك مبينة وواضحة، وأهمها الآتي:
1. الآيات التي توجب الحكم بما أنزل الله، ومنها قوله تعالى:) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ([النساء: 105]، وتقنين الفقه وإلزام القضاة بالحكم به دون نظر إلى ما يوافق الدليل وما يخالفه حكم بما رآه الناس، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم بما رآه فكيف يجوز لغيره أن يحكم بآراء الفقهاء.
2. وقوله تعالى: "فاحكم بين الناس بالحق" [ص: 26]، فهاتان الآيتان تأمران بالحكم بما أنزل الله وهو الحق، والحق لا يتعين بالراجح من أقوال الفقهاء، لأنه راجح في نظر واضعيه دون سواهم فلا يصح الإلزام به ولا اشتراطه على القضاة عند توليتهم ولا بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. ومن الآيات كذلك قوله تعالى: "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" [الشورى: 10]
4. وقوله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" [النساء: 59] ووجه الاستدلال بهاتين الآيتين: أن الواجب هو الرجوع إلى حكم الله ورسوله، ولا يتعين حكم الله ورسوله في مذهب معين أو رأي معين ولا في قول مرجح، والحكم بالرأي الراجح حكم بغير ما يعتقد القاضي أنه حكم الله ورسوله فهو حرام ويلزم منه منع الإلزام بالتقنين.
5. قوله تعالى:" لعلمه الذين يستنبطونه منهم" (النساء:83). والمقصود الاستنباط من النصوص لا من قول بشر غير معصوم.
6. قوله صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق وجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ".
7. حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد".
ولما قال معاذ رضي الله عنه: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله". ولا بد أن نرجع إلى تعريف الاجتهاد المأمور به في الحديثين، ليعلم به أن التقنين مانع منه فقد اختلفت عبارات الأصوليين في تعريف الاجتهاد اصطلاحا، والتعريف الجامع المانع منها والذي اختاره جمع من محققيهم هو:
استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي عملي من دليل تفصيلي.
فقولهم: استفراغ الوسع يخرج ما يحصل مع التقصير.
قولهم: الفقيه، يخرج استفراغ غير الفقيه وسعه فلا يسمى اجتهادا.
وقولهم: لتحصيل ظن، يخرج الاجتهاد في القطعيات فلا يصح الاجتهاد فيها، كالعبادات الخمس مثلا.
ويبين أيضا أن الاجتهاد لا يفيد إلا حكما ظنيا.
وقولهم: بحكم، يخرج استفراغ الوسع في طلب الرزق مثلا.
وتنكير الحكم في التعريف يشعر بأن استغراق الأحكام ليس بشرط في تحقق حقيقة الاجتهاد.
وقولهم: بحكم شرعي، يخرج اللغوي والعقلي والحسي فلا يسمى من بذل وسعه فيها مجتهدا اصطلاحا.
وقولهم: عملي، يخرج الاجتهاد في العقائد فلا اجتهاد فيها اصطلاحا. وأما ما يذكره بعض الأصوليين من تحريم الاجتهاد في العقائد وأن المخطئ فيها آثم قطعا فخلاف التحقيق، لوقوع الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في بعض تفاصيل العقيدة كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا.
وقولهم: من دليل تفصيلي، يراد منه الأصول الأربعة المتفق عليها من أئمة الفقه وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
فتنبين أنه لا بد من استفراغ الوسع بالنظر في النصوص، فمن لم يفعل فقد خالف النصوص المتقدمة.
8. والإجماع على عدم إلزام الناس بقول واحد وحملهم عليه. كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
9. إن إلزام القضاة أن يحكموا بما اختير لهم مما يسمى القول الراجح عند من اختاره يقتضي أن يحكم القاضي بخلاف ما يعتقد و لو في بعض المسائل و هذا غير جائز و مخالف لما جرى عليه العمل في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و خلفائه الراشدين و من بعدهم من السلف الصالح و يسبب التحول عن سبيلهم، و لقد سبق أن وجدت هذه الفكرة في خلافة بني العباس و عرضها أبو جعفر المنصور على الإمام مالك - رضي الله عنه - فردها و بين فسادها فهي فكرة مرفوضة لدى السلف، و لا خير في شيء اعتبر في عهد السلف من المحدثات.
10. إن إلزام القضاة أن يحكموا بما يدعى أنه القول الراجح فيه حجر عليهم و فصل لهم في قضائهم عن الكتاب و السنة و عن التراث الفقهي الإسلامي و تعطيل لهذه الثروة التي هي خير تراث ورثناه عن السلف الصالح و في ذلك أيضا مخالفة صريحة لما دل عليه كتاب الله تعالى من وجوب الرجوع فيما اختلف فيه من الأحكام إلى الكتاب و السنة، و إن عدم الرد إليهما عند الاختلاف ينافي الإيمان بالله تعالى قال سبحانه: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر)).
11. إن في التدوين والإلزام فتح باب لتغيير الأحكام الشرعية فسدا لذريعة الفساد، و محافظة على البقاء في التحاكم إلى شريعة الله، و إبقاء على إظهار شعار أمتنا الإسلامية يجب علينا أن نفكر في طريق آخر للإصلاح سليم من العواقب الوخيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله للجمعي الهدى والسداد
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
لبتك تبين لي من هو المعبود - على تقريرك الذي تفضلت به في الأحوال الآتية:
كافر يحكم بالشريعة الإسلامية، مثل القضاء الإنجليزي إذا اشترط في العقد ذلك.
هذا القاضي يحكم بغير ما أنزل الله, وليس هو بمنقاد للشرع ولا حاكم به إلا على سبيل ما اشترط بالعقد, فهذا وإن وافق الشرع في بعض أحكامه عن غير انقياد لله وخضوع لشرعه, فهو طاغوت لأنه يحكم بغير ما أنزل الله في العموم, ولأنه لا عبرة بموافقته للشرع من غير انقياد وتسليم وتوحيد لله بالحكم
فهذا القاضي طاغوت, والتحاكم إليه ليس تحاكما للشرع وإن حكم به من غير انقياد وتسليم أحيانا, بل لغرض آخر وهو موافقة العقد وما اشترط فيه, فهو في ذلك بحكم بقانونه الأنجليزي الذي نص على الرجوع للقوانين الأخرى التي إذا اشترطها المتعاقدون, فهو لك يخرج عن الحكم بالطاغوت والحالة هذه
هذا ما يظهر على سبيل المذاكرة والمسألة تحتاج لمزيد تأمل وبحث
وهنا قد يعظم جانب التأويل عند المتحاكم وتدخل المسألة إشكالات أوسع, فباب التأويل والعذر هنا أوسع, والله أعلم
أما التقنين بما يوافق أقوال أئمة الفقه المجتهدين فمسألة خلافية عند البعض, وهي وإن كان الصحيح فيها عندي عدم الجواز, إلا أني لا أظن أنه يبلغ الأمر بها أن يرتب الإنسان على تحريمها القول بأن القضاة إذا حكموا مقلدين لفقهاء الإسلام وفق قانون مكتوب فإنهم طواغيت يحكمون بغير ما أنزل الله, فإنهم إذا فعلوا ذلك كانوا مقلدين لغيرهم ممن اجتهد في موافقة الشرع, وشتان بين هذا وبين من يتبع القوانين التي وضعت على غير انقياد ولا اتباع للشرع ولا التفات إليه, وإن وافقته في بعض الأحكام دون بعض ..
وفي نهاية المطاف استغفر الله لي ولجميع إخواني ممن شارك وقرأ, وقد بينت كثيرا مما توصلت إليه على سبيل الظن في هذه المسألة في هذا الموضوع وغيره, وأنا في أصل المسألة أقول جازما بعدم جواز التحاكم للطواغيت إلا لمن أكره, وأما ما سوى ذلك من تفاصيل ذكرت في طيات الموضوع فكثير منها أنا فيها مدارس ومذاكر لإخواني ولا أتبنى شيئا منها على وجه القطع, وقد أعود لهذا الموضوع أو غيره إذا وجدت جديدا عندي أضيفه مع مرور الأيام ..
وأرجو أن يكون في ما دار فائدة وتفتيح للمسألة وتبيين لبعض جوانبها, ونحن وإن لم نتفق عليها من حيث الأصل فعلى الأقل قد مهدنا الطريق لغيرنا ممن سيقرأ هذا الكلام وعساه يستفيد من بعضه ويبني عليه غيره مما يفتح الله به على بعض الناس دون بعض, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:26]ـ
سبحانك الله وبحمدك
نشهد ألا لا إله إلا أنت
نستغفرك ونتوب إليك
ـ[المغيرة]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 10:42]ـ
السلام عليكم الشيخ الحسني (ماهي ادلتك في العذر بالجهل في الشرك الاكبر كالتحاكم الي الطاغوت او الدعاء او الذبح او اي عبادة تصرف لله صرفت لغيره؟ ومن المعلوم ان الاسلام جاء ليهدم هذه العبادت التي تصرف لغير الله ويوحد القلوب علي علام الغيوب. وماهي ادلة من يقول (بعدم تكفير المعين)؟ وجزاك الله خيرا".
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 03:36]ـ
وجدت فوائد قد تثري الموضوع:
1 - ورد في السير الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله ما يشعر بجواز التحاكم إلى حاكم الدولة الكافرة الحربية، كما في المسائل ذات الأرقام: 2675، 2677، 2679.
2 - في الأغاني للأصفهاني 8/ 303: كان الأخطل - نصراني - حكم بكر بن وائل،
وأبو الفرج ليس بثقة، وتحكيم الأخطل ليس بحجة، وإنما أذكره لعلاقته بالموضوع.
وأسأل الله للجميع أن يعينهم لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 06:43]ـ
هناك فتوى أحب نقلها لإثراء الموضوع:
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر
منبر الدين النصيحة
{قسم التفريغ والتصحيح}
أن يقدم
ضمن
(سلسلة تفريخ المحاضرات للعلماء والدعاة)
لقاء مع
الشيخ
عبدالله الغنيمان
في عام
1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ...
فهذا لقاء مع الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان حفظه الله نعرض عليه بعض الأسئلة فيما يتعلق بمسائل الإيمان والتوحيد ومايتعلق بهما من أحكام شرعية ...
السؤال الأول
فضيالطواغيت من شياطين الإنس والجن فلا يكاد يوجد مصر من الأمصار ولا قطر من الأقطار إلا وقد دخلته هذه القوانين فحكم الناس بها في أعراضهم وأموالهم و ودمائهم وأنفسهم فمنهم من رضي بها ومنهم من أرغم بالتحاكم إليها ولا يكاد من يسلم من هذه البلية إلا من سلم الله برحمتهلة الشيخ لقد بليت الكثير من البلدان قديما وحديثا بما يسمى بالمحاكم القانونية التي لا تحكم بشرع الله إنما تحكم بشرائع وأحكام
السؤال هنا
بحكم من أن كثير من الناس قد يضطر إلى أن يترافع إلى هذه المحاكم القانونية التي لا تحكم بشرع الله فما حكم الشرع فيمن يتحاكم إلى هذه المحاكم الغير شرعية لأجل تخليص الحقوق والأموال وغير ذلك من أمور الدنيا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد إمام المتقين وآله وصحابته والتابعين
أما بعد:-
الذهاب للحاكم بغير ماأنزل الله لا يجوز مطلقا ولو ذهب مال الإنسان لأن التحاكم إلى الله إيمان وتوحيد فهو من خصائص الله جل وعلا وإن هذا جعل لمخلوق فإنه لا يجوز أن يعطى هذا الحكم والذاهب إليه ليحكم له قد أعطاه له ورضي به وليست الدينا عوض عن الإيمان والأخرة فيبنغي على الإنسان أن يحمي دينه بكل ممكن ولو ذهبت دنياه كلها والله جل وعلا أخبر قبل هذه الأية التي ذكرها السائل عن الذين لهم علم وأوتوا نصيبا من الكتاب حينما قالوا إن حكم الجاهلية أنه أفضل وأحسن من حكم الإسلام أخبر جل وعلا أنهم ملعونون {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً {51} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ} وسبب نزول هذه الأية معروف حين ذهب بعض رؤساء اليهود من المدينة إلى قريش يألبونهم على الرسول فسألوهم قالوا أنتم أهل العلم وأهل الكتاب فأي ديننا أو دين محمد أيهم أفضل وأحسن سبيل قالوا دينكم أفضل وأحسن سبيلا ومعلوم أن قولهم هذا مجرد كلام عار من العقيدة إلا فهم يعتقدون أن دين الإسلام أفضل من دين قريش غير أنهم حسدوا رسول الله فوافقوا الكفار ظاهرا دون أن يوافقوهم في الباطن لأن الله أخبر أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فإذا كان الإنسان مثلا يعرف أن لله في كل قضية حكم هذا لا بد منه فكل قضية تحدث بين الخلق حكمها في كتاب الله ولايلزم أن يكون منصوصا عليها فإن كتاب الله جوامع تحته من العلم من القضايا العامة مالاحصر لها ثم يذهب إلى التحاكم إلى القوانين الوضعية التي وضعها البشر وهو يعلم ذلك فهذا يكون منتف عنه الإيمان نسأل الله العافية والله أعلم ...
السائل:
طيب ياشيخ إذا اعترض البعض هنا أنه يتعذر وجود محاكم شرعية في كثير من البلدان يترافع و يتحاكم إليها أهل الإسلام وأن الذهاب إلى المحاكم القانونية في مثل هذه الحالة أصبح أمر لا بد منه وهو أمر قد يضطر إليه الإنسان فما هو حكم الشرع في مثل هذه الأحوال والجواب على ذلك؟
والجواب نفس السؤال [1]
هذا فالدنيا ليست عوضا عن الدين إذا عرف أن التحاكم إلى الطاغوت لايجوز أن يذهب إليه ولو ذهب ماله لأن الدنيا لا تساوي شيئا مقابل الدين ولإنسان تذهب دنياه ويسلم دينه فيجب أن يكون ماله فداء لدينه فالمهم أنه إذا أستطاع أن يتخلص لحقه بالطرق السليمة مجادلات مخاصمات وماأشبه ذلك دون محاكمات إلى المحاكم القانونية التي تخالف الشرع فله أن يسعى إلى حصول الحق أما إذا عرف أن حقه لا يمكن يحصل له إلا إذا حكّم القانون فلا يجوز له أن يحكم القانون لأن تحكيم القانون كفر والمال ليس مبررا لكونه يحكم القوانين ...
(انتهى الجواب)
المصدر:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=261969
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 01:43]ـ
السؤال الأول
فضيالطواغيت من شياطين الإنس والجن فلا يكاد يوجد مصر من الأمصار ولا قطر من الأقطار إلا وقد دخلته هذه القوانين فحكم الناس بها في أعراضهم وأموالهم و ودمائهم وأنفسهم فمنهم من رضي بها ومنهم من أرغم بالتحاكم إليها ولا يكاد من يسلم من هذه البلية إلا من سلم الله برحمته
السؤال هنا
بحكم من أن كثير من الناس قد يضطر إلى أن يترافع إلى هذه المحاكم القانونية التي لا تحكم بشرع الله فما حكم الشرع فيمن يتحاكم إلى هذه المحاكم الغير شرعية لأجل تخليص الحقوق والأموال وغير ذلك من أمور الدنيا؟
هناك سقط في أول السؤال, وهو ما بين القوسين:
(فضيلة الشيخ لقد بليت الكثير من البلدان قديما وحديثا بما يسمى بالمحاكم القانونية التي لا تحكم بشرع الله إنما تحكم بشرائع وأحكام الطواغيت)
وهذا الرابط الذي وجدته وقد استدرك فيه الخطأ:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=262626
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو العباس]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 01:58]ـ
هناك سقط في أول السؤال, وهو ما بين القوسين:
(فضيلة الشيخ لقد بليت الكثير من البلدان قديما وحديثا بما يسمى بالمحاكم القانونية التي لا تحكم بشرع الله إنما تحكم بشرائع وأحكام الطواغيت)
وهذا الرابط الذي وجدته وقد استدرك فيه الخطأ:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=262626
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى كتاب الله من الايات تبين أن التحاكم من شروط لااله الا الله اذا نقض شرط واحد من شروط لا اله الا الله بعنىالخروج من الاسلام نسأل الله السلامه
ـ[السليمان]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 09:45]ـ
السلام عليكم
طيب يااخون ماهو العمل اذا كان التحكم لدى المحاكم غير الاسلامية لا يجوز ماهو العمل
هل نترك حقوقنا -
هل نقف عن مزاولة التجارة مع العلم نحن بحاجة للغرب مع الاسف الشديد لحالنا ولا نستطيع الاستغناء والمتاجرة لوحدنا كمسلمين -
الا يوجد مخرج بالنظر الى حال الامه حيث انها لا تستطيع العمل لوحدها دون الغرب حيث انه بالنظر الى حال الكثير من التجار يقبلون شرط التحاكم الى المحاكم الاجنبية
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 06:35]ـ
أخي السليمان إذا كنت تسأل عن العمل فكأفراد ليس لك إلا السعي للتوعية بخطورة هذا الواقع حتى يحدث التحرك الجماعي الذي سيؤثر حتما إن شاء الله
وأما كمؤسسات أو حتى كحكومات - إن رجعت لتحكيم الشريعة وبقيت المشكلة مع الغرب فقط - فليس من الصعب أبدا أن تفرض شروطها إذا كان هناك توجه جماعي لذلك, فالغرب هو أحوج إلينا منا إليه, ولا غنى لهم عن التبادل التجاري معنا, فسيرضخون لمحاكم شرعية أو محكمين شرعيين
لكن المشكلة أننا منهزمين نفسيا ولا نريد أن نرفع رأسنا بشريعتنا ونطالب بها, في حين يطالبون هم بقوانينهم في العقود التي يبرمونهها معنا, وللعلم فقد اعترفت كبار المرجعيات القانونية في العالم بالشريعة وأثنت عليها, ونحن لا نعبأ باعترافهم سواء اعترفوا أو لا فشريعتنا هي حكم الله الذي لا معقب لحكمه ولا حكم لسواه, ولكن ليتبين لك أن الإشكال هو من جهة الخور الذي عندنا وإلا لو أردنا الحل فلن نعجز
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 09:58]ـ
أخي السليمان:
لعلك تطلع على الحوار كاملا لترى أن أكثر علماء السنة المعاصرين لاحظوا ما لاحظت، وأفتوا بموجبه
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 01:20]ـ
يعجبني هذا الأسلوب في الإحالة على الحوار السابق , وذلك أن إعادة الكلام يفتح باب الرد والتكرار ويضيع على القراء اللاحقين الفائدة مع طول المشاركات
ولكن استأذنك في تنبيه الأخ السليمان ومن يتسائل نحو تسائله على أمر هام, وهو أن ملاحظة الواقع وما يترتب على ترك التحاكم للمحاكم الوضعية من مفاسد مالية ونحوها موجود وحاضر عند من يمنع التحاكم لتلك المحاكم, وهو أمر لا ينكره عاقل, غير أن المعتبر عند المانع هو التأصيل والتفريع الصحيح مع اعتبار الواقع وتقديم مصلحة الدين على مصلحة المال لا سيما في أمور التوحيد كما هي الحالة هنا.
فملاحظة العالم للمفسدة لا يلزم منه الافتاء بموجبها إذا عارضتها مفسدة أعلى كما هو الحال هنا
والنقاش في كون التحاكم عبادة ومن التوحيد وما أورده المخالفون من اعتراضات على ذلك قد سبق بما يغني عن تكراره إن شاء الله, فليراجعه القاريء.
أما إذا وجد أحد القراء خطأ أو ثغرة لم يتنبه إليها أحد أطراف النقاش فهذا من أشد ما يفرح المنصف, جعلنا الله كذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو العباس]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 08:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.هذه المحاكم هى محاكم طاغوتيه تقضى بين الناس بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى ونصوص القران والسنة معلومةلخواص الناس وعوامهم.فلذا أقول وبالله التوفيق لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخر التحاكم لمثل هذه المحاكم المذكوره(/)
مشروع إسلام جميع سكان الأرض!!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:25]ـ
مشروع إسلام جميع سكان الكرة الأرضية
تكمن ثمرة هذا المشروع العظيم في إسلام جميع سكان الكرة الأرضية و بفترة وجيزة لا تتعدى سنوات معدودة و هذا الكلام ليس من باب المبالغة أو ضربا من ضروب الخيال و لكنه الواقع لو أجتهد القلة القليلة منا نحن المسلمون و قاموا بدعم الدعاة إلى الله في شتى أنحاء العالم و ساهموا بكفالة هؤلاء الدعاة ماديّا و بمبالغ زهيدة جدا لا يتجاوز كفالة الداعية الواحد (300) ريال شهريا .. و أريد أن أوضح لكم هذه الحقيقة و بلغة الأرقام حيث إنه لو افترضنا بأن عدد المسلمين (100) مليون مسلم (مع العلم بأن عدد المسلمين اليوم يتجاوز المليار مسلم) و قلنا بأن (99%) من هؤلاء المسلمين غير قادرين على القيام بكفالة الداعية لأسباب مختلفة كالفقر و نحوه , و إن (1%) من هؤلاء المسلمين هم القادرون على كفالة الدعاة حقيقة لأصبح لدينا نحن المسلمون مليون داعية إلى الله في شتى أنحاء العالم و كأقل تقدير فسوف يسلم على يد كل داعية من هؤلاء الدعاة (10) أشخاص شهريا (مع العلم بأن الواقع يفوق ذلك بكثير و الحمد لله) إذا لأصبح عدد الداخلين في الإسلام شهريا (10 مليون) أي (120 مليون) سنويا و (1200 مليون) خلال (10 سنوات) و نكون بذلك دعونا جميع سكان العالم إلى هذا الدين العظيم في فترة وجيزة لا تتعدى سنوات معدودة و هذا ليس مستحيلا على الله. كما يرى البعض من المسلمين و للأسف الشديد و لنأخذ بذلك مثلا الدعوة التي قام بها الداعية الكبير الشيخ / محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و كيف أثرت دعوته على الجزيرة العربية كاملة لأنه فهم فضل و عظم الدعوة إلى الله و ما فيها من الأجر العظيم و التي تعجز جميع آلات الدنيا الحاسبة أن تحسب حساب أجرها , و الدولة لم تألو جهدا في دعم الدعوة و الدعاة جزاها الله خير الجزاء , و قد جاءت الآيات و الأحاديث تبين فضل و عظم الدعوة إلى الله , قال تعالى " و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا " ... الآية , حيث قدمت الدعوة إلى الله في هذه الآية الكريمة على جميع الأعمال الصالحة و أكبر دليل على فضل الدعوة إلى الله أنها كانت رسالة الأنبياء و المرسلين ... إنها و الله أمانة عظيمة ملقاة علينا حيث يجب أن يقوم كل واحد منا بالمساهمة بالدعوة إلى الله و لو بريال واحد و كفالة الدعاة كل على قدر إستطاعته و ذلك عن طريق أحد المؤسسات الخيرية و المتخصصة في هذا المجال، مثل: رابطة العالم الإسلامي – الندوة العالمية للشباب الإسلامي – هيئة الإغاثة الإسلامية. أو أحد مراكز الدعوة و توعية الجاليات لعلنا نحظى بأجر إسلام هؤلاء البشر .....
المكتب التعاوني بالنسيم ...
و نرجو المشاركة في نشر هذه المقالة في المنتديات ......
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:33]ـ
الدعوة إلى الله أمر عظيم، وأثره في الناس لاسيما من كان في الخارج كبير جداً، ورب طالب علم لا يؤبه له هنا ولا يُقام له وزن، إذا خرج في تلك البلاد صار إماماً فيها ومقدماً بين يديهم، فالحاجة لهم ماسة والجهل فاش وهم في توق شديد لمن يرشدهم ويوجههم وينصح لهم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:40]ـ
{ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون}. سورة هود الآية 29
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:45]ـ
{ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون}. سورة هود الآية 29
هذا يا حبيبنا لا يُعارض ما ذُكر، فالمقصود تفريغ الداعية بكفايته أمر معاشه وقوته، فالجميع يعلم أن أمر المعاش وطلبه يأتي على الوقت فيصرف المرء عن بغيته وهدفه مما يقل معه إنتاجه ودوره، لهذا صار لزاماً البحث عن دعاة يُفرغون لنشر الخير والدعوة إلى الله والقيام بأمر النصح للمسلمين وغيرهم، ولكل زمان آلته وعدته.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:51]ـ
جزاك الله خير .... على المرور والتوضيح
ـ[عربي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 08:51]ـ
فكرة طيبة جزى الله صاحبها خيرا و لكن أخي
إليك ما يقوله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم و لا أريد أن أكون ميأسا و إنما لا أريد إن جرب أحد الدعاة أن ييأس إن لم يكن الأمر كما وصفت خاصة بين المستكبرين في الأرض.
مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ المائدة 99
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ البقرة 6
و كثير في كتاب الله
إن هدف ما أقوله أن لا ييأس الدعاة إن لم يجدوا الأمر سهلا فقبلهم الأنبياء ما أسلم معهم أحد كما جاء في صحيح الحديث و لكن أيضا لا أقول يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي و لا ندعوا لله و إنما علينا العمل للدعوة أشد مما وصفت أخي الكريم فعلينا البلاغ و هذا تكليف و ليس علينا أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا ثم قبل ذلك و بعده علينا أن نحسن الظن بالله.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 10:35]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 03:45]ـ
جزى الله الجميع خيرا
يخبرني الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب
وهو من المهتمين بالدعوة في غانا يقول
هناك داعية من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية
أسلم على يده أكثر من الف نصراني وبعضهم
من المبشرين.
وراتب هذا الداعية 300000 سيدي يعني 150 ريال
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله إن الدعوة إلى الإسلام لمن أوجب الواجبات التى قصر فيها المسلمون كثيرا بل هي أصل دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ولو بذل بعض المسلمين فيها معشار الجهد والوقت والمال الذي يبذلونه في الخلاف والتناحر فيما بينهم لتغير وجه الأرض
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 05:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ايضا ان المح الى ان الدعوة الى الاسلام لا تستلزم دعاة بل نحن باسلوبنا فى الحياة وتطبيق ما قال الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتبيين ما يدعو الاسلام به من خلالنا صفات واخلاق خير شكل للدعوة فالدعوة لا تكون بالكلام وانما بالفعل يكون واقعها اكثر وهنا انبه بأن علينا ان نتغير اولا وان نكون مسلمين عن حق ونطبق ما امر به الاسلام على انفسنا قبل ان ندعو به " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وقتها سنكون دعونا الى الاسلام بصورة واقعيه تنفيذيه
اللهم عمر قلوبنا بالاسلام
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 05:45]ـ
جزاكم الله خيرا على التعقيبات ... والمشاركات
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:00]ـ
قال الله تعالى: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربُّك "
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:07]ـ
للفائدة.
قال ربنا تبارك وتعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
وفيما روي عن رسول الله (ص): (الدال على خير كفاعله)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 07:34]ـ
جزاكم الله خيرا على المشاركات(/)
حكم السفر الى ديار الكفار والاقامة فيها
ـ[الازور]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 08:48]ـ
حكم السفر إلى ديار الكفار والسكنى بين ظهرانيهم من غير ضرورة
الحمد لله الذي لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، وحصر العزة والكرامة في ذاته العلية وفي رسوله والمؤمنين، وجعل الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه في كل وقت وحين، ورضي الله عن عمر القائل: لقد أعزنا الله بالإسلام، فمن طلب العزة في غيره أذله الله؛ ولله در الصحابي عاصم بن ثابت الذي أقسم أن لا يمسَّ مشركاً ولا يمسَّه مشرك، فأبر الله قسمه حياً وميتاً بأن منع المشركين من مسه بالنحل والسيل، وهذا مصداق لقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك"، أو كما قال.
وبعد ..
لقد أوجب الله على المؤمنين الهجرة من ديار الكفر إلى ديار الإسلام، ولم يستثن أحداً إلا المستضعفين من الرجال، والنساء، والولدان، ومن لم يجد بلداً يؤويه، كما هو الحال الآن، بدءاً بالهجرة من مكة عندما كانت دار كفر إلى المدينة، وانتهاء بأي بلد كافر حتى قيام الساعة، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
والأدلة على وجوب ذلك القرآن، والسنة، والإجماع.
فمن الكتاب
قوله تعالى: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً".1
كان جندب بن سمرة رضي الله عنه شيخاً كبيراً، فلما أمروا بالهجرة من مكة إلى المدينة وشدِّد عليهم فيها، مع علمهم أن الدين لا حرج فيه ولا تكليف بما لا يطاق، قال لبنيه: إني أجد حيلة فلا أعذر، احملوني على سرير؛ فحملوه، فمات بالتنعيم وهو يصفق يمينه على شماله: هذا لك وهذا لرسولك"2
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة، وليس متمكناً من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه مرتكب حراماً بالإجماع).3
وقال السيوطي في تفسير "ظالمي أنفسهم": (بالمقام مع الكفار وترك الهجرة).
ومن السنة
o خرَّج البخاري في صحيحه بسنده عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود قال: "قطع عن أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيتُ عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، قال: أخبرني ابن عباس أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم4 على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله، أويضرب عنقه فيقتل، فأنزل الله: "إن الذين توفاهم الملائكة".5
o وعن ابن عباس قال: "كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يَسْتخفون بالإسلام، فأخرجهم 6 المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم، قال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم" الآية، قال: فكتب إلى من بقي من المسلمين بهذه الآية: لا عذر لهم، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة، فنزلت الآية: "ومن الناس من يقول آمنا بالله" الآية.7
o وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه: "أما بعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله".8
o وعن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خَثْعَم، فاعتصم ناس بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر لهم بنصف العَقَل، وقال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله: ولِمَ؟ قال: "لا تتراءى ناراهما".9
الإجماع
أجمعت الأمة على وجوب الهجرة على المسلم من ديار الكفار إلى ديار الإسلام، ولم يستثنِ من ذلك إلا العاجزين عنها من الرجال والنساء والولدان، وفي هذا العصر الذي كثرت فيه البلايا وعظمت فيه الرزايا من لم يجد له بلداً من بلاد المسلمين يأويه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل ذلك الإجماع الإمام أحمد بن يحيى الونشريسي (المتوفى 914ه)، في رسالة له بعنوان "أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر وما يترتب عليه من العقوبات والزواجر"، المتضمنة في مؤلفه القيم: "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والأندلس والمغرب"10، في إجابة عن سؤال في جماعة من أهل الأندلس هاجروا إلى المغرب بعد استيلاء الكفار عليها، ولكن بعضهم ندم على الهجرة وعزم على الرجوع إلى ديار الكفر، فقال: (الجواب عما سألتم عنه، والله سبحانه ولي التوفيق بفضله، أن الهجرة من أرض الكفر إلى أرض الإسلام فريضة إلى يوم القيامة، وكذلك الهجرة من أرض الحرام والباطل بظلم أوفتنة، قال رسول الله صلى: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن"، أخرجه البخاري، والموطأ، وأبو داود، والنسائي، وقد روى أشهب عن مالك: لا يقيم أحد في موضع يعمل فيه بغير الحق، قال في العارضة: فإن قيل: فإذا لم يوجد بلد إلا كذلك؟ قلنا: يختار المرء أقلها إثماً، مثل أن يكون بلد فيه كفر، وبلد فيه جور خير منه.
إلى أن قال:
ولا يسقط هذه الهجرة الواجبة على هؤلاء الذين استولى الطاغية لعنه الله على معاقلهم وبلادهم إلا تصور العجز عنها بكل وجه وحال، لا الوطن والمال، فإن ذلك كله ملغي في نظر الشرع، قال الله تعالى: "إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراًً"، فهذا الاستضعاف المعفوّ عمن اتصف به غير الاستضعاف المعتذر به في أول الآية وصدرها وهو قول الظالمي أنفسهم: "كنا مستضعفين في الأرض".
إلى أن قال:
وتكرار الآيات في هذا المعنى وجريها على نسق وتيرة واحدة مؤكد للتحريم ورافع للاحتمال المتطرِّق إليه، فإن المعنى إذا نُصَّ عليه وأكد بالتكرار فقد ارتفع الاحتمال لا شك، فتتعاضد هذه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والإجماعات القطعية على هذا النهي، فلا نجد في تحريم هذه الإقامة وهذه الموالاة الكفرانية مخالفاً من أهل القبلة المتمسكين بالكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فهو تحريم مقطوع به من الدين كتحريم الميتة، والدم، والخنزير، وقتل النفس بغير حكم، وأخواته من الكليات الخمس التي أطبق أرباب الملل والأديان على تحريمها، ومن خالف الآن في ذلك أورام الخلاف من المقيمين معهم والراكنين إليهم فجوَّز هذه الإقامة واستخف أمرها، واستسهل حكمها، فهو مارق من الدين ومفارق لجماعة المسلمين، ومحجوج بما لا مدفع فيه لمسلم ومسبوق بالإجماع الذي لا سبيل إلى مخالفته وخرق سبيله.
قال زعيم الفقهاء القاضي أبو الوليد بن رشد رحمه الله في أول كتاب التجارة إلى أرض الحرب من مقدماته: فرض الهجرة غير ساقط، بل الهجرة باقية لازمة إلى يوم القيمة، واجب بإجماع المسلمين على من أسلم بدار الحرب أن لايقيم بها حيث تجري أحكام المشركين، وأن يهجرها ويلحق بدار المسلمين، إلا أن هذه الهجرة لا يحرم على المهاجر بها الرجوع إلى وطنه إن عاد دار إيمان وإسلام كما حرم على المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة، الذي ادخره الله لهم من الفضل في ذلك، قال: فإذا وجب بالكتاب وإجماع الأمة على من أسلم بدار الحرب أن يهجره ويلحق بدار المسلمين ولا يثوي بين المشركين ويقيم بين أظهرهم لئلا تجري عليهم أحكامهم، فكيف يباح لأحد الدخول إلى بلادهم حيث تجرى عليه أحكامهم في تجارة أوغيرها؟ وقد كره مالك رحمه الله أن يسكن أحد ببلد يُسبُّ فيه السلف فكيف ببلد يكفر فيه بالرحمن؟ وتعبد فيه من دونه الأوثان؟ لا تستقر نفس أحد على هذا إلا مسلم مريض الإيمان).
& atilde;
حكم الهجرة العكسية من ديار الإسلام إلى ديار الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
حديثنا السابق كان خاصاً بوجوب الهجرة على من طرأ عليه الإسلام وهو في بلاد الكفر، حيث يجب عليه وجوباً عينياً أن يهجرها إلى ديار الإسلام إلا إذا غُلب على أمره، أما الهجرة العكسية من ديار الإسلام إلى ديار الكفر فهي من البدع الحادثة، ولذلك لم يتحدث عنها فقهاء الإسلام السابقون، إذ لم تحدث في وقتهم ولم تدر بخلدهم فيفترضوها كما افترضوا كثيراً من المسائل وبينوا حكم الشرع فيها، على الرغم من استحالة وقوع وحدوث كثير منها، لذلك كما قال الونشريسي لم يشر إليها ابن رشد ولا ابن العربي رحمهما الله، فقد حصرا حديثهما عن وجوب هجرة من طرأ عليه الإسلام وهو في بلاد الكفر، وإن كانتا في الحكم سواء.
قال الونشريسي رحمه الله: (وإنما خص من تقدم من أئمة الهدى المقتدى بهم الكلام بصورة من أسلم ولم يهاجر، لأن هذه الموالاة الشركية كانت مفقودة في صدر الإسلام وغرته، ولم تحدث على ما قيل إلا بعد مضي مئات من السنين، وبعد انقراض أئمة الأمصار المجتهدين، فلذلك لا شك لم يتعرض لأحكامها الفقهية أحدٌ منهم، ثم لما نبغت هذه المرة الموالاة النصرانية في المائة الخامسة وما بعدها من تاريخ الهجرة وقت استيلاء ملاعين النصارى دمرهم الله على جزيرة صقلية وبعض كور الأندلس، سئل عنها بعض الفقهاء واستفهموا عن الأحكام الفقهية المتعلقة بمرتكبها، فأجاب: بأن أحكامهم جارية على أحكام من أسلم ولم يهاجر، وألحقوا هؤلاء المسؤول عنهم والمسكوت عن حكمهم بهم، وسوّوا في ذلك بين الطائفتين في الأحكام الفقهية المتعلقة بأموالهم وأولادهم، ولم يروا فيها فرقاً بين الفريقين، وذلك لأنهما في موالاة الأعداء، ومساكنتهم، ومداخلتهم، وملابستهم، وعدم مباينتهم، وترك الهجرة الواجبة عليهم، والفرار منهم، وسائر الأسباب الموجبة لهذه الأحكام المسكوت عنها في الصورة المسؤول عن فرضها11 بمثابة واحدة، فألحقوا رضي الله عنهم الأحكام المسكوت عنها في هؤلاء المسكوت عنهم بالأحكام المتفقة فيها في أولئك، فصار اجتهاد المتأخرين في مجرد إلحاق المسكوت عنه بمنطوق به مساوٍ له في المعنى من كل وجه).12
قلت: كيف يدور بخلد أحد من السلف الصالح أن يهاجر المسلم عن طواعية واختيار، بل ويسابق وينافس في ذلك، من ديار الإسلام التي يشتهر فيها الإسلام، ويُعلن فيها الأذان، وتُصل فيها الأرحام، ويُؤمر فيها بالمعروف، ويُنهى فيها عن المنكر، إلى ديار الكفر حيث يُدَّعى فيها بالتثليث، وتُضرب فيها النواقيس، ويُعبد فيها الشيطان، ويُكفر فيها علناً بالرحمن، وتنتشر فيها الرذيلة، وتنعدم فيها الفضيلة؟
& atilde;
العلة في تحريم الهجرة والسكنى في ديار الكفار أو بقاء ما طرأ عليه الإسلام فيها
العلة الكبرى والحكمة العظمى في تحريم الهجرة إلى ديار الكفار ووجوب الهجرة منها المحافظة على الدين، إذ به نجاة الإنسان الأبدية وسعادته الأخروية، وضياعه من أعظم الخسران، إذ لا يساويه ضياع النفس، والمال، والأهل، والولدان.
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
والخوف من الكفر ولو على الأجيال القادمة للمهاجر، وأخشى ما أخشاه أن يشمله الوعيد الذي ورد في الحديث الصحيح: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أوينصِّرانه، أويمجِّسانه"، ألا يخشى الذي يساكن هؤلاء الكفار أويعاشرهم أن يتهوَّد، أويتنصَّر، أويشرك أحدُ أحفاده القادمين؟! أما يدري أنه سيحاسب على ذلك حساباً عسيراً؟! ولهذا لم يفرِّق الشارع في تحريم ذلك بين من هدفه الدعوة والتعليم ومن هدفه سوى ذلك من المهاجرين، إلا المضطرين.
& atilde;
المخالفات الشرعية المترتبة على الهجرة والسكنى في ديار الكفار
لم يحرِّم الشارع الحكيم ولم ينه الرسول الكريم عن شيء إلا إذا ظهرت أضراره، وعظمت أخطاره، وتعددت مفاسده.
والعبرة بالأخطار والأضرار الدينية التي يغفل عنها جل المهاجرين إلى ديار الكفر، حيث غرضُهم الأول والأخير المصالح الدنيوية، والراحة الجسدية، والمتع الزائلة، والأوهام المسيطرة على أفهام وعقول كثير منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
على الرغم من أن مخاطر الهجرة إلى بلاد الكفار والسكنى بين ظهرانيهم على المهاجر وأسرته، وأحفاده من بعده إن كانت له أسرة لا تنحصر، وأن الهجرة محرمة ولو سلمت من كل تلك المخاطر والمخالفات، مع ما يدخر له من الإثم، إلا أننا سنشير إلى طرف منها، لعلها تجد أذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ونفوساً زاكية.
أخطر المخالفات الشرعية والأضرار الدينية في معاشرة ومساكنة الكفار ما يأتي13:
1. مشاهدة المنكرات ومؤالفتها.
2. عدم إشهار الشعائر التعبدية.
3. الفتنة في الدين على النفس، والأولاد، والنساء، والأحفاد.
4. هجر الأمر، والنهي، والنصيحة، إذ لا مجال للقيام بذلك هناك.
5. الخوف من الوقوع في الزنا والفاحشة.
6. المعايشة تدعو إلى التشبه بالكفار والتخلق بأخلاقهم.
7. ترك اللسان العربي.
8. الخوف على النفس، والمال، والولد، والأهل.
9. مولاتهم.
10. الأفال في تلك البلاد ملك للدولة بحكم القانون.
11. ليس للمسلم على زوجه وولده أي ولاية.
12. فيحال الفراق يحال بين الأب وأبنائه، خاصة لو كانت زوجته كافرة.
13. الخف من تزويج البنات المسلمات بالكفار.
14. تعلق النساء والأولاد بالدنيا يجعل من العسير على الأب إذا عزم على الرجوع أن يطاوعه هؤلاء على ذلك، فإما أن يطاوعهم ويجلس معهم وإما أن يتركهم.
15. درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، فما يستفيده المسلم من هجرته إلى تلك البلاد من الحرية الشخصية والمصالح الدنيوية من تعليمية وعلاجية ونحوها، لا يساوي الأضرار المشاهدة من المآسي، وما يعرفه المقيمون هناك أضعاف أضعاف ما نعرفه نحن.
16. المضايقات وردود الأفعال التي تصيب المهاجرين، كما حدث إثر حوادث الحادي عشر من سبتمبر.
وأخيراً أقول: لله در عمر بن عبد العزيز خليفة وقته عندما نهى المسلمين عن الإقامة بجزيرة الأندلس، مع أنها كانت في وقته رباطاً لا يُجهل فضله، ومع ما كان المسلمون عليه من القوة والظهور، فكيف بمن يلقي اليوم بنفسه وأسرته طائعاً مختاراً في ديار الكفار مع شدة سطوتهم، وكمال قوتهم، ونهاية جبروتهم وطغيانهم؟!!
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
واللهَ أسألُ أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ونسألك نفوساً مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك، وصلى الله وسلم وبارك على الناصح الأمين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته الميامين.
& atilde;
للاتصال بمدير الموقع الشيخ / الأمين الحاج محمد
advice@islamadvice.com(/)
الوسطية .. الحلقة المفقودة
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 11:26]ـ
تعددت أقوال الباحثين في تحديد المعنى الاصطلاحي للوسطية، وقد حان بيان الخطأ الذي وقع فيه من كتب وأجهد نفسه، في محاولة وضع ضوابط للمصطلح؛ بحيث لا يؤدي اعتماده إلى الغلط في بناء الأحكام والمواقف الشرعية، فبعضهم جعل الوسطية مرادفاً للخيرية، وبعضهم اشترط لإطلاق الوسطية تحقق ضابطين، هما: الخيرية، والبينية.
ومكمن الخطأ أنّ الوسطية كمصطلح لم يأتِ نصٌّ بالأمر بها، إذ الوسط -كلفظ مطلق - لا يدلّ على الخيرية مطلقاً، بل يحتمل ذلك، ويحتمل غيره.
ومن هنا نجد أنّ النصوص إنّما نصت نصاً على المعاني الفاضلة الّتي يصحّ وصفها بالوسطية، وليس العكس.
وهذا يجعلنا نتوقف أمام محاولة البعض وضع ضوابط للوسطية باعتبارها منهجاً وضابطاً مستقلاً توزن به تصرفات المؤمن.
صحيح أنّ المدح والثناء بشيء يدل على الأمر، لكن حين يكون الأمر ليس منصوصاً على ضوابطه يكون للعقل مجال كبير فيه، وما كان للعقل مجال كبير فيه أصبح مظنة الاجتهاد والتحسين، الذي لا يخلو بحال من الأحوال من تأثير الهوى، أو المذهب، أو الأغراض الشخصية.
ولا يهمنا في هذا السياق إثبات العلاقة بين الخيرية والوسطية، لأننّا في بحثنا نتكلم عن الوسطية في الإسلام، أي أننا أمام بحث شرعي، والبحث الشرعي هدفه الأول والأساس إثبات دلالة النصوص والأصول والقواعد على الحكم الشرعي، فما ثبت به النص فهو الخير والعدل، أمّا وصفه بالوسطية من عدمه فهذا ليس مما أُمِرنا به ابتداءً.
وليس معنى هذا أنّ اعتبار حال التوسط مهمل أو غير ضروري، بل هو مما أُمِرنا بملاحظته والاهتمام به كوصف نفسيّ إيماني، لا كأصل عقليٍّ لبناء الأحكام والمواقف الشّرعيّة.
ومن هنا كان الكلام في الوسطية كمصطلح كلام في الحقيقة غير مجدٍ، لأنّه نظريٌّ لا عملي، ولهذا السبب - أيضاً - لا نجد للسّلف كلاماً في تحديد معنى الوسطية كمصطلح.
وإذا تأمّلنا في النّصوص وكلام أئمة العلم والسنة، تبيّن لنا أنّ المعنى الصحيح للوسطية المحمودة شرعاً هو: موافقة الحق، فالشّريعة محفوظة منصوص عليها، لا تحتاج في مسائلها وأحكامها إلى معرفة طريقة الوسط أو الوسطيّة، بل الأصل أنّ ما وافق الشرع، فهو الوسطية، عينها، وحقيقتها، ونفسها، وما خالف الشّرع فهو مائل عن الوسطية،إمّا إلى إفراط، أو إلى تفريط.
أمّا مالم يكن منصوصاً، بل هو محلّ اجتهاد، سواء كان مسألة شرعية أم كان أمراً دنيوياً، فالأصل أن يبحث فيه بتجرّد دون تأثّر بالتوسط، بل البرهان، والدليل، وفعل السلف، والمصلحة، والمفسدة، هي الضوابط الّتي تحدّد وجه الصّواب في موارد الاجتهاد، وما الوسطية إلاّ أحد الضّوابط والمرجّحات الّتي تعين على معرفة الصّواب، واستيقانه بعد ترجيحه.
فإذا اختلف العلماء في حكم شيء ما بين موجب ومبيح، فلا يجوز أن يتّجه الباحث مباشرةً إلى التوسّط فيقول بالاستحباب، لأنّ كلّ حكم شرعي له دليله الّذي يستند عليه، سواء كان إباحةً، أم وجوباً، أم تحريماً.
فهذا الذي ذكرناه نظر لا يصلح، بل الوسطية في المسائل والوقائع تكون مرجّحة مقوّيةٌ لما يظهر صوابه من الاختيارات، فالوسطية نظر لاحق لا سابق.
ومنشأ ذلك هو قصور الإنسان في رؤية الوسطية، واختلاف النظر في تعيينها، ولهذا أمثلة كثيرة في التاريخ الإسلامي.
فمثلاً: بينما يرى أهل السنة أنهم وسط بين المعطلة وبين المشبهة، يرى الأشاعرة أنهم وسط بين الجهمية، وبين المشبهة، الذين هم عندهم أهل السنة مثبتة الصفات.
وبهذا نعرف الخطأ الذي وقع فيه من استحسن بعض الأحكام والأقوال لمجرد أنه رآها وسطاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبسبب هذا الاضطراب والخطأ في معرفة حقيقة الوسطيّة ومعاييرها، تنكّر لها بعض الكتّاب المعاصرين، وعدّوا الكلام فيها نظرياً لا حقيقةً له، يقول معتزّ الخطيب: «ثم إننا حين نقول: إن الوسطية هي بتلك المنزلة من الإسلام فأين تقع المذاهب الإسلامية التي هي نتاج جدل وتفاعل المسلمين مع النص الديني؟ المذاهب الفقهية والعقدية على السواء. فهل تقع داخل الوسطية الإسلامية التي هي روح الإسلام أم خارجه؟ وإذا وصفت جميعًا بالوسطية من أشعرية وسلفية وماتريدية ومعتزلة إلى غير ذلك فأي معنى للوسطية بين هذه المختلفات التي تصل إلى حد التناقض في بعض الأحيان؟ ومن يملك مشروعية احتكار ذلك النعت وسلبه عن الآخرين؟ (1)
ويقول الدكتور تركي الحمد «فعندما نتحدث مثلاً عن الوسطية وننظر لها، فإننا نتفق حين نكون في دائرة التجريد والعموم، ولكننا نختلف حين ننتقل إلى دائرة المحسوس والخصوص، تماماً مثلما نتفق على جمال الغابة حين نراها من بعيد، ولكننا نختلف على جمال الأشجار حين نكون في قلب الغابة، أسئلة كثيرة تثار حين الانتقال من التجريد إلى التجسيد، فحين الحديث عن الوسط والوسطية تثار أسئلة مثل: من يحدّد ما هو الوسط الذهبي المبتغى؟ وبأي معيار يكون التحديد؟ وهل أنّ هذا الوسط كمي أو كيفي؟ وما هو الفيصل بين الكمي والكيفي، وغير ذلك من أسئلة لا بد أن تثار حين نحاول تجسيد ما هو مجرد وعام. وفي الختام، ليس هناك إلا من يدعي بأن الوسطية ملك يمينه وحده، وكل وسطية تعارض أو تتعارض مع وسطيته هي وسطية مدعاة، تطرف في ثوب وسطية، إفراط أو تفريط، وبذلك نصل إلى ما يمكن تسميته صراع «الوسطيات».
ويقول – أيضاً -: «ففي نهاية المطاف، فإن الوسطية مفهوم غامض، حين نهبط من سماء التجريد، ونسبي حين الحديث عن الدنيا المحسوسة لا المثال المتوخى»، ويقول أخيراً: «لقد آن أوان التخلي عن مثل هذه المفاهيم التي لا تعني شيئاً في النهاية، وتأسيس خطاب جديد لا يكون همه مجرد المفاهيم بقدر ما يهمه تحديد معيار ملموس للحكم بصلاح الدول والمجتمعات أو فسادها، بعيداً عن غموض تلك المفاهيم التي شتت وفرقت أكثر مما قربت أو قدمت حلاً عملياً لمشكلات عملية، وليس مشكلات لا تقبع إلا في أذهان أصحابها» (2).
وكلام الدكتور فيه تعويم كبير، وقد يكون له عذر في ذلك، بسبب أنّ أكثر الطّرح الّذي ينادي للوسطية في الوقت الرّاهن إنّما ينطلق من قناعته بمسلّمات ثابتة لديه، راسخة في عقله، أنّه هو ومن يمثّلهم أهل التوسّط والاعتدال، وهذا يتكرّر بعدد التيارات الّتي تنادي بالوسطية، حتّى تكوّن لدينا بحق ما سمّاه (صراع الوسطيّات).
لكنّ هذا الكلام بالطّبع لا يلزمنا هنا، بعد أن عرفنا أنّ الوسطيّة ليست ضابطاً عقلياً ومعياراً فكرياً لمعرفة الصواب والخطأ.
الوسطيّة فضيلة وصف الله به هذه الأمّة وكتابها وشريعتها، وبهذا تيقّنّا أنّ الشريعة ونصوصها القطعيّة وثوابتها ومعالمها الشّامخة هي المعيار للصّواب والخطأ في حياة البشريّة، بغضّ النّظر عن وصف الآخرين لذلك بالوسط أم لا، فالشّريعة هي الحاكمة.
وإذا تبيّنّا وعلمنا حكم الشّريعة ونصوص الدّين فتلك هي الوسطيّة الّتي ننشدها، وبهذا يتبيّن خطأ ما نحا الدّكتور تركي الحمد.
وقد تنبّه لهذا البروفيسور أبو يعرب المرزوقي في أحد مقالاته حيث قال: «إن مفهوم الوسطية القرآني أسيء فهمه، فمادة (و س ط)، لم ترد في القرآن إلا في خمس آيات لا غير، وكلها تتعلق بالتوسط الوجودي، أعني التوسط الذي يصف حالة موجودة خبريًّا ولا يتكلم في التوسط القيمي الذي يكلف بتحقيق الوسط، فهو فيها جميعًا خبري ووجودي وليس إنشائيًّا وقيميًّا ... فالوسطية حال وجودية يتصف بها المسلمون» (3)
وما دام الكلام هنا عن وسطية الإسلام، فإنّ الذي يجب تأكيده أن وسطية الإسلام ثبتت بوصف الله - تعالى - له بذلك، لا بنظر بشري.
وعليه فوسطية الإسلام مقطوعٌ بها في أحكامه العلمية والعملية والتربوية.
وبهذا يصبح من الواجب أن يتوجّه من ينشد الوسطية والاعتدال في الدين إلى النص الشرعي مباشرة، فإذا تحقق من ثبوته أولاً، ومن فهمه بفهم العلماء والأئمة الّذين بيّنوه وعملِهم به ثانياً، فإنه حينئذ قد عرف الوسطية والاعتدال حقاً من كتاب الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فالوسطية ليست علة تُشرع من أجلها الأحكام، وإنما هي وصف يُشير إلى الحكم الشّرعي، مثلها مثل الحكم والغايات الّتي يذكرها العلماء للحكم الشرعي.
ولهذا يرى الباحث من خلال تتبعه للنصوص الشرعية أنها أمرت بأحوال نصت عليها هي بلا شك ظاهرة الاعتدال والوسطيّة.
لكن لم تأمر بشيء تحت مسمى الوسط، وهذا يشير إشارة واضحة إلى أنّ اعتماد الوسطية كحال يُستنبط منه الحكم الشرعي أمر غير صحيح، والدليل على هذا هو غياب هذا الضابط في كلام السلف في نصوص وقواعد الاستدلال.
====
(1) (مجلة الكلمة الإلكترونية الجمعة 11، مايو 2007)
(2) تركي الحمد، الشرق الأوسط الاثنين 14 ربيع الاول 1425 هـ 3 مايو 2004 العدد 9288
(3) الملتقى الفكري للإبداع تعليق على بحث الأستاذ محمد عمارة، مقال في وسطية العقلانية الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 09:27]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أخي أباعمر: بما أنك مهتم بـ (الوسطية)، فتكرمًا اطلع على لفظ (الوسطية) من كتابي " المستدرك على معجم المناهي "، وهو موجود في مكتبة الألوكة .. ففيه ما أراه مفيدًا لكل من أراد الحديث عن هذا المصطلح.
وفقكم الله ..(/)
كلمات مضية حول السلفية!!!
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 10:04]ـ
كلمة مضيئة
لسماحة العلامة / عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
(( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء، والواجب عليهم حسن
الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام، فالدعاة إلى الله – جل وعلا– حقهم عظيم على المجتمع.
فالواجب أن يُساعَدوا على مهمتهم بكلام طيب وبأسلوب حسن، والظن الصالح الطيب، لا بالعنف
والشدة، ولا بتتبع الأخطاء وإشاعتها للتنفير من فلان وفلان.
يجب أن يكون طالب العلم، ويكون السائل يطلب الخير والفائدة، ويسأل عن هذه الأمور، وإذا وقع
خطأ أو إشكال سأل بالحكمة والنية الصالحة، كل إنسان يخطئ ويصيب، ما فيه أحد معصوم إلا
الرسل – عليهم الصلاة والسلام – معصومون فيما يبلغون عن ربهم، والصحابة وغيرهم كل واحد
قد يخطئ وقد يصيب، والعلماء كلامهم معروف في هذا والتابعون ومن بعدهم.
ليس معنى هذا أن الداعية معصوم أو العالم أو المدرس أو الخطيب، لا. قد يخطئون فالواجب إذا نُبه
أن يتنبه، وعلى من يشكل عليه شيء أن يسأل بالكلام الطيب والقصد الصالح حتى تحصل الفائدة
ويزول الإشكال من غير أن يقع في عرض فلان أو النيل منه.
العلماء هم ورثة الأنبياء، وليس معنى هذا أنهم لا يخطئون أبداً، فهم إن أخطأوا لهم أجر، وإن
أصابوا لهم أجران.
يقول الرسول ?: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، فإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله
أجر)).
وإخواننا الدعاة إلى الله – عز وجل – في هذه البلاد حقهم على المجتمع أن يََُسَاعَدوا على الخير،
وأن يُحسن بهم الظن، وأن يبين الخطأ بالأسلوب الحسن، ليس بقصد التشهير والعيب.
بعض الناس يكتب نشرات في بعض الدعاة، نشرات خبيثة رديئة لا ينبغي أن يكتبها طالب علم،
فلا ينبغي هذا الأسلوب .... ))
كلمة مضيئة
لسماحة العلامة / محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله)
((أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل
الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه
ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي ? في قوله:
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين "
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين
يسمى السلفيين.
والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى
(السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف))
يقول الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان (حفظه الله):
" هناك من يدعي أنه على مذهب السلف لكن يخالفهم، يغلوا ويزيد، ويخرج عن طريقة السلف،
ومنهم من يدعي أنه على مذهب السلف ويتساهل ويضيع ويكتفي بالانتساب.
الذي على منهج السلف يعتدل ويستقيم بين الإفراط والتفريط، هذه طريقة السلف لا غلو ولا تساهل،
ولهذا قال الله تعالى: ? ... والذين اتبعوهم بإحسان .. ?
فإذا أردت أن تتبع السلف لا بد أن تعرف طريقتهم، فلا يمكن أن تتبع السلف إلا إذا عرفت طريقتهم
وأتقنت منهجهم من أجل أن تسير عليه، وأما مع الجهل فلا يمكن أن تسير على طريقتهم وأنت
تجهلها ولا تعرفها، أو تنسب إليهم ما لم يقولوه ولم يعتقدوه، تقول: هذا مذهب السلف، كما يحصل
من بعض الجهال – الآن – الذين يسمون أنفسهم (سلفيين) ثم يخالفون السلف،ويشتدون ويكفرون،
ويفسقون ويبدعون.
السلف ما كانوا يبدعون ويكفرون ويفسقون إلا بدليل وبرهان، ما هو بالهوى أو الجهل، إنك تخط
خطة وتقول: من خالفها فهو مبتدع، فهو ضال، لا – يا أخي – ما هذا بمنهج السلف.
منهج السلف العلم والعمل، العلم أولاً ثم العمل على هدى، فإذا أردت أن تكون سلفياً حقاً فعليك أن
تدرس مذهب السلف بإتقان، وتعرفه ببصيرة، ثم تعمل به من غير غلو ومن غير تساهل، هذا
منهج السلف الصحيح، أما الإدعاء والانتساب من غير حقيقة فهو يضر ولا ينفع ".
المصدر: موقع صيد الفوائد
كتاب بعنوان: كشف الحقائق الخفية عند مدعي السلفية
المؤلف متعب بن سريان العصيمي
وإليكم الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2083(/)
هل شبه ابن تيمية نزوله من المنبر بنزول الله إلى السماء الدنيا؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
نص التهمة
قال ابن بطوطة (57/ 1):" فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس - أي ابن تيمية - على المنبر ... ونزل درجة من درج المنبر وقال - أي ابن تيمية - هكذا ينزل الله إلى السماء الدنيا ونزل درجة " , يقول سلطان: وحاشاه أن يقول ذلك شيخ الإسلام.
أتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بتشبيه الله تعالى بخلقه أو التجسيم على كثرة ردوده على المشبهة والمجسمة كما كان يرد على القدرية والجهمية والمعتزلة وغيرهم من المؤولة والمعطلة وهو لا يزيد على ما وصف الله تعالى به نفسه في قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فقط ,
أثبت في هذه الآية لنفسه ذاتا وصفاتا وفيهما التنزيه عن المماثلة وهو سبحانه كما وصف نفسه سبحا نه بقوله: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} وكل شيء محتاج إليه وهو مستغني عما عداه وهو مالك العرش ومدبره فهو مستول على عالم الأجسام وأعظمها العرش كما هو مستول على عالم الروحانيات وهي مسخرة له.
لقد صدق كثير من العلماء والأدباء في مختلف العصور هذه الرواية الآتية في رحلة ابن بطوطة الشهير وجعلوها قضية مسلمة يروونها ويتوارثونها إلى عصرنا هذا حتى أن دائرة المعارف الإسلامية التي تنقل الآن إلى العربية في مصر قد ترجمت لإبن تيمية ترجمة بقلم الأستاذ محمد بن شنب فيها أغاليط كثيرة ونقلت عبارة ابن بطوطة هذه.
إن ابن بطوطة رحمه الله لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس من شهر رمضان عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمعه.
لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة (57/ 1) " فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع " بل لم يكن يخطب أو يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله:" ونزل درجة من درج المنبر" وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس ويكون الناس غاصا بأهله.
على إن ابن بطوطة لم يكتب رحلته بقلمه وإنما أملاها على ابن جزي الكلبي وقال هذا في المقدمة (ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبد الله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها موضحة للمعاني التي اعتمدها) , فيجوز أن يكون ذلك من تحريف النساخ أو وسوسة بعض الخصوم والله أعلم.
وقال ابن خزي الكلبي في آخرها:" انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ ابن بطوطة " وهذا دليل واضح على أن الرحلة لم تصلنا بألفاظ مؤلفها.
يقول زين العابدين: ولو قال ذلك شيخ الإسلام لطار بها ألد أعداء ابن تيمية ولم يتفرد بالإخبار عنها رحاله وهو ابن بطوطة.
المراجع
تحقيق شرح حديث النزول لإبن تيمية لمحمد الخميس , ترجمة شيخ الإسلام لبهجت البيطار عليه رحمة الله.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 07:40]ـ
حاشا لله أن يتلفظ بهذا اللفظ او يعتقد مثل هذ الاعتقاد شيخ الاسلام ابن تيمية رفع الله قدره واعلى منزلته
قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
وهؤلاء المنافقون الحاقدون على الامة الاسلامية يريدون التشكيك في العلماء واتهام هذه الاعلام النيرة ولكن دون جدوى
فنحن وان كنا نمر بمراحل ضعف سنظل ننافح عنهم فهم من انحنت ظهورهم في سبيل الله تعالى ونصرة لدينه والذب عن شبه اهل الضلال ليصلنا صافيا سالمامن الشوائب
وإنما كان ذلك كله بفضل الله تعالى الذي تكفل بحفظ هذا الدين (وإنا له لحافظون)
جزاك اله خير الجزاء يااخي على غيرتك
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وهؤلاء المنافقون الحاقدون على الامة الاسلامية يريدون التشكيك في العلماء واتهام هذه الاعلام النيرة ولكن دون جدوى
لا يمكن أن يدّعى بأنّ (بن بطوطة) رحمه الله و غفر الله له بأنّه حاقد على الأمّة الإسلامية بمجرّد ما ادّعاه عن بن تيمية (رحمه الله)
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:42]ـ
[ center] وقال ابن خزي الكلبي في آخرها:" انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ ابن بطوطة " وهذا دليل واضح على أن الرحلة لم تصلنا بألفاظ مؤلفها.
ما اقتبسته قد يبرأ ساحة ابن بطوطة , بارك الله فيكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 08:40]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حرملة]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 12:49]ـ
تخيّروا ألفاظكم وعباراتكم بارك الله فيكم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 02:18]ـ
بورك فيكم.(/)
لئلا ننحرف في تعيين الفكر المنحرف
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 01:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله:
وكلّ من أَصّل أصلاً لم يؤصّله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قادَه قسْرً إلى ردّ السنة وتحريفها عن مواضعها، فلذلك لم يؤصّل حزب الله ورسوله أصلاً غير ما جاء به الرسول، فهو أصلهم الذي عليه يُعَوّلون، وجنتهم التي إليها يرجعون. أهـ
[شفاء العليل ص10 ط دار الفكر]
هذه قاعدة عامة في كل مخالف للسنة وأهلها وإن كان من المنتسبين إليها , فمن أصّل القواعد وفصّل المسائل بحجج عقلية باطلة معارضاً للنصوص النقلية الواضحة لا بد له من رد السنة وتحريفها عن مواضعها.
وهذا متفق عليه بين العقلاء من أهل السنة والجماعة ولكن عند التعيين وتطبيق هذه القاعدة بشكل عملي , تطير العقول وتتهيب النفوس لئلا تقع في الصاحب القريب ولو كان في معيار الحق بعيد.
فأهل السنة لا يفرقون فالسنة عندهم أعز عليهم من الدنيا وما فيها ولذلك تجدهم قد أوردوا المسح على الخفين في كتب العقيدة ووالوا وعادوا عليها , فكيف نغض الطرف عن بني جلدتنا وهم أصبحوا يخالفون في أصل العقيدة والله المستعان!!؟
فلعمري ما بال أقوام يشنون الغارة تلوى الغارة على أصحاب الانحراف في العبارة , فعندما ينحرف القريب يجد له من العذر وعدم التثريب ما لا يتخيله هذا القريب في الجسد والبعيد في المنهج!!؟
والحجة عند هولاء القوم والله أعلم المناصحة ,
ولكني أعني من لا تفيده هذه المناصحة , ولا يرفع بها رأساً بل لاوي عنها عنقه وقد استقام في طريق الباطل والله المستعان.
قال ابن كثير رحمه الله:
وقوله: {وَمَن تَوَلَّى? فَمَا أَرْسَلْنَـ?كَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} [النساء:80] أي لا عليك منه إن عليك إلا البلاغ فمن اتبعك سعد ونجا، وكان لك من الأجر نظير ما حصل له، ومن تولى عنك خاب وخسر وليس عليك من أمره شيء، كما جاء في الحديث «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه».أهـ
فما بعد هذا إلا الوقوع في المحذور , فإن الموالاة والحب لا تكون إلا لله
قال صاحب السنة صلوات ربي وسلامه عليه: " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله "
وقال بإبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام: " وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله "
وقال وهو الصادق المصدوق صلى عليه الله وسلم تسليماً: " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد أستكمل الإيمان "
قال تعالى {وتقطعت بهم الأسباب} قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي المودة.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله:
أي المحبة التي كانت بينهم في الدنيا وتقطعت بهم, وخانتهم أحوج ما كانوا إليها , وتبرأ بعضهم من بعض. أهـ المقصود
[تيسير العزيز الحميد (2\ 844) ط دار الصميعي]
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 07:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نسأل الله أن يجنب ابناء الامة الاسلامية الفرقة والتنازع وان يرزقهم اتباع ماجاء به الله في كتابه وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم, وأن يرزقنا واياهم اكمل الايمان ... امين
شكر الله لك غيرتك فهذا والله من جملة الحب في الله ونفع بقلمك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 12:57]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
مشكلتنا أخي الكريم مع قوم ينتمون للسنة، لكنهم لا يُفرقون بين أخطاء أهل السنة (تُرد ويُناصح صاحبها)، وبين أهل البدعة. ومثل هؤلاء يضطربون إذا ما جئتهم بأخطاء من يُحبون ويُعظمون، أو جئتهم بأخطاء أئمة أهل السنة السابقين.
إن أخرجوهم من السنة فهذه مصيبة، وإن اعتذروا لهم واعتبروا ماوقع منهم خطأ .. فيلزمهم ذلك في المعاصرين.وإلا كالوا بمكيالين.
المهم - أخي الكريم - تحديد أهل السنة: من هم؟ ومتى يُخرج الرجل من السنة؟
هنا تشتبك الأهواء مع العلم والإيمان، ويندر أن تجد المنصف.
ولا أريد التوسع في هذه الأمور لعلمي أن القائمين على الموقع لا يُحبذونها؛ لعلمهم أنها تُقسي القلوب و يكثر فيها الجدال والمماراة.
والله الموفق ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 02:57]ـ
جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تعقيب لعله يثري الموضوع ويفيد للوصول للحق فيه ومنكم ومن الأخوة الأفاضل نستفيد
أقول: لم يكن الصحابة رضي الله عنهم وهم سلفنا المتبوعين كلهم نسخة مطابقة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم.
فمن المنكر أن نطالب الأن أهل السنة من علماء أو طلبة علم بأن يكونوا مثل ابن باز أو العثيمين أو الألباني رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء , فلا يقول هذا عاقل فضلاً عمن لامس العلم النافع شغاف قلبه وعقله.
وأهل السنة ليسوا لهم طريقة إلا السنة هي نهرهم الجاري الذي منه ينهلون الحق ويردون به على الباطل , فالسنة نهرٌ صافي جاري , والناهلون منه بشر منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه ولا شك لا ريب.
فهناك من أهل السنة من كان يوصف بأنه شديد على أهل البدع والأهواء وهي ممدحة تجدها في كتب التراجم والرجال وهناك من كان يداري ولا أقول يداهن وذلك لتبليغ السنة وليس لهوى أو محبة دنيوية.
ولكنهم – أهل السنة – بكل أحوالهم هم خيراً ممن دونهم من أهل الفرق الأخرى , كما أن أهل الإسلام خيراً ممن دونهم من أهل سائر الأديان كما قاله شيخ الإسلام.
وأما تحرير من هو السني؟
فهذا الأمر يسير على من قنع بتعريف الأولين , ولكنه عسير على من خالف الأولين والأخرين من أهل السنة!!
فأبوبكر بن عياش رحمه الله سئل هذا السؤال: من هو السني؟
فأجاب رحمه الله بكلمات معدودات , قال فيها: السني الذي أذا ذكرت عنده الأهواء لم يتعصب لشيء منها.
وأما قول الشيخ سليمان أن المشكلة فيمن ينتمون للسنة، لكنهم لا يُفرقون بين أخطاء أهل السنة (تُرد ويُناصح صاحبها) , وبين أهل البدعة.
يجب أن أوكد بأن الكلام موجه للعلماء من أهل السنة والجماعة - لست بالطبع منهم - وليس لكل طالب علم على معتقد أهل السنة والجماعة , فمن الظلم أن يُحمل أهل العلم جريرة من ينتسب لهم من طلبة العلم فهذا ظلم لا يرضاه منصف.
فإن كان الشيخ سليمان يقصد بقوله المذكور أنفاً , العلماء فهذا لا يقع فأهل العلم من أهل السنة متفقون على أن المخطئ السني يرد عليه ويناصح سراً قبل الجهر ويفرقون بينه وبين صاحب البدعة ولا شك في هذا.
ولكن المحك هو ما ذكرته يا شيخ سليمان وهو تحديد أهل السنة: من هم؟ ومتى يُخرج الرجل من السنة؟
وهنا يقع الخلط ويتدخل الهوى والله المستعان
وقبل هذا لا بد أن أرجع للازمك غير الملزم وفقك الله وهو قولك:
ومثل هؤلاء يضطربون إذا ما جئتهم بأخطاء من يُحبون ويُعظمون، أو جئتهم بأخطاء أئمة أهل السنة السابقين.
إن أخرجوهم من السنة فهذه مصيبة، وإن اعتذروا لهم واعتبروا ماوقع منهم خطأ .. فيلزمهم ذلك في المعاصرين.وإلا كالوا بمكيالين.
أولاً لا بد من التفريق بين الأحياء والأموات من أهل السنة وأكرر من أهل السنة فقط
فالعالم السني المتوفى والذي نفع الله به وبكتبه الإسلام والمسلمين , لا بد أن يعتذر له مع بيان ما وقع فيه من خطأ لئلا يتابع عليه , وهذا الخطأ هو من قبيل زلة العالم الذي لا ينجو منها أحد إلا من شاء الله.
وأما العالم السني المعاصر – وهو حي يرزق – فهذا الذي يناصح أذا اخطأ في أمر لا يسوغ الخلاف فيه وترد أخطاءه ولا يشهر به بل يتغاضى عنه لحسن الظن به مع بيان الحق الذي خالف فيه , ويناصح سراً بل ويجب التثبت منه شخصياً فيما نسب إليه ويُعذر لو أن لكلامه وجه , فإن أستمر على غلطه وتكرر منه أمثال هذا الخطأ الغير سائغ , فعند ذلك يُذكر حتى يُحذر وإن كان لازال من أهل السنة حتى تتفق فيه أقوال علماء السنة المعاصرين له بمخالفته للسنة , والحي لا تأمن عليه الفتنة.
وكل هذا حماية للسنة وحراسة لها من أن يغتر طلبة العلم وعامة الناس بزلات العلماء المحسوبين على السنة , فالعضو الفاسد يُقطع ليسلم باقي الجسد من الآفات.
وأما المتوفى فأخطاءه محصورة معلومة ومردودةٌ عليها فلا يغتر بها إلا من في قلبه هوى والله المستعان.
ولكن الخلط يقع عندما يُقارن بين بعض المبتدعة المتوفين ببعض المتوفين من أصحاب السنة الذابين عنها.
أو أن يُقارن بين صاحب سنة من المعاصرين مع صاحب بدعة بل بدع ومخالفات للسنة لا تحصى من المعاصرين.
وأما من هم أهل السنة؟ ومتى يخرج الرجل منها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه المسألة قد أصّلها وفصّل جوانبها أهل السنة في كتبهم سابقاً ولاحقاً , ولو أقتصرنا على مقولة الإمام أحمد فيما رواه عنه عبدوس العطار قال سمعت ابي عبد لله يقول:
أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسر القرآن، وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.
ون السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها….أهـ المقصود
ثم سرد الإمام باقي أصول أهل السنة والجماعة التي من خالف في شيء منها ليس من أهلها كما قال رحمه الله.
فالغريب أن هذه الأصول المتفق عليها بين أهل السنة قديماً وحديثاً لا يرجع لها ولا يرفع بها رأساً عند بعض المنتسبين للسنة وهذا لأنها تخالف ما هم عليه من أفكار وتأصيلات وتأويلات باطلة.
فمن يخرج على جماعة المسلمين بالتكفير والتفجير يسمى باغي ومجاهد في نفس الوقت وهو على هذه الأصول خارجي مبتدع!!؟
يقول الإمام أحمد رحمه الله:
ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين – وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة، بأي وجه كان، بالرضا أو بالغلبة - فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية.
ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق. أهـ
ومن يوالي أهل البدع ويزاورهم ويكثر سوادهم يسمى مجتهداً ويدعى له بالتوفيق!!؟
وقد قال السلف من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
فالموالاة لا تكون إلا على السنة , فإن سميت تحزباً فحيهلا بحزب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين
أصول السنة عند الإمام أحمد بن حنبل
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3152(/)
بيان هام جداً من دولة العراق الإسلامية نصرها الله ..
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة العراق الإسلامية / تكذيب القنوات الفضائية ودورها في إشعال نار الفتنة بين صفوف المجاهدين
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح:29)
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
بكل ألمٍ تلقينا نقل بعض القنوات الفضائية من إننا أصبنا دماً لإخوة لنا، فإننا نقول للمسلمين كافة والله ما خرجنا إلا لتكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله وأن ندفع شر أعداء الله عز وجل عن أهلنا أهل السنة والجماعة فكيف نقتل مسلماً بل كيف نقتل مجاهداً قد صوب فوهة البندقية ضد أعداء الله عز وجل، فإن دماء أهل السنة هي عندنا دمائنا وما يصيبهم يصيبنا، وإننا نقول لكل مسلمٍ في مشارق الأرض ومغاربها: إن وضع الجهاد في بلاد الرافدين بأحسن أحواله ولا يسوئكم ما تسمعونه من القنوات الفضائية من نقل أخبار غير دقيقة، ونقول لإخواننا تعرفون من نحن، نحن أشداء على الكفار رحماء على اخوتنا ونحن الذين ضربنا أعداء الله عز وجل في الأيام الأولى للجهاد من الروافض والصليبيين ضربات قصمت ظهورهم ابتداء من ضربة (اللاحكيم) خادم الصفويين على أسوار سجن أبي غريب تناثرت أشلائنا وعلى مياه شط العرب أذقنا الأعداء ضربات لا يمكن أن ينساها وهكذا إلى يومنا هذا وخلال الشهرين الماضيين رأيتم ضربات إخوانكم في دولة العراق الإسلامية ابتداءً من ضربة المرتد (سلام الزكم) وضربة ما يسمى بـ (البرلمان) الكفري وضربة عمار اللاحكيم وضربات ديالى المباركة وضربة ما يسمى بـ (وزارة الداخلية) في أربيل ومقرات البشمركة وتذكرون أن إخوتكم من جنود الدولة هم الذين قاموا بأسر جنود الصليبيين، ولا يمر يوم إلا وكتائب الاستشهاديين تصول وتجول على أرض الرافدين، وما اشتباكات الموصل وسامراء عنكم ببعيدة، فنقول لكل مَن عنده أدنى قضية حتى ولو كانت شِجَاراً بسيطاً: لا يمكن حلها عن طريق القنوات الفضائية ولا المنتديات، ونريد أن نؤكد للأمة أن (دولة العراق الإسلامية) فيها من أهل العلم والقضاة والذين مارسوا القضاء ولهم باع طويل في هذا المجال، وإننا لنفرح بمن يرفع لنا أي شكوى تخص جنودنا وغيرهم، ونقول للمسلمين كافة إن ولي أمرنا "حفظه الله" صباحًا ومساءً يتابع شؤون رعيته، وإنه يوصي جنود الدولة بأهلنا أهل السنة والجماعة بحسن التعامل والاهتمام بأمرهم؛ ونقول للمجاهدين: إن تفويت الفرصة على أعداء الله عز وجل يكون بعدم أظهار ما يجري بين المجاهدين، ولنكون يد واحدة على الصفويين والصليبيين والمرتدين.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولله الحمد والمنة.
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ..
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 08:06]ـ
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ..
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ..
والله أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم انصرهم واهلك عدوك وعدوهم امين يارب العالمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل على المتخاذلين عن نصرة اخوانهم المسلمين
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 08:07]ـ
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 06:21]ـ
وهذا بيان مناقض للسابق:
بيان / بخصوص جريمة الدورة
17/ 05 /2007 م 02:46 صباحا بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما وصلى الله على نبيه ومصطفاه القائل: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" ... أما بعد:
فما أن لاحت أشرعة النصر قريبة للناظرين وأقر العدو انكساره وهزيمته وراحت الأصنام تتهاوى مع ضربات المجاهدين في العراق ... وبعد أن مَنّ الله على المسلمين وبدءوا برأب صدعهم ولم شملهم وجمع كلمتهم وتجلى ذلك بإعلان (جبهة الجهاد والإصلاح) المباركة راحت خفافيش الظلام تتآمر عليها محاولة وأد هذا المشروع المبارك في مهده مستخدمة أبشع صور العداء والغدر.
على أن هذا العداء لم ولن يثنينا أو يضعفنا بل زادنا ويزيدنا بإذن الله إصرارا على المواصلة في هذا الطريق الذي خُط بمداد العلماء ودماء الشهداء متجاوزين كل الصعاب صابرين على كل لأواء وشدة متحملين آلام الجراح التي أثخنت ظهورنا, واليوم إذ ألمت بنا فاجعة جديدة في منطقة الدورة (عرب جبور) حيث قُتل اثنا عشر مجاهدا جلُهم من القادة الميدانيين من جنود (جيش المجاهدين) في تلك المنطقة في كمين غادر نصبه بعض من رافقنا في طريقنا بالأمس ما حسبنا أن يغدروا بهذه الوحشية والهمجية بإخوة مجاهدين مرابطين طالما أثخنوا في عدو الله وعدوهم متنقلين من صولة إلى جولة ومن غدوة إلى روحة في سبيل إعلاء كلمة الله وحده لا شريك له, فقتلوهم غيلة فسالت دماؤهم لتروي أرضا طالما دافعوا عنها وعشقوا الشهادة عليها.
وإننا في هذا المقام نحمل المسؤولية الكاملة للإخوة في تنظيم القاعدة على هذه الجريمة الشنعاء وندعوهم إلى اتخاذ الموقف الشرعي الصحيح بتسليم القتلة المجرمين إلى المحكمة الشرعية في جبهة الجهاد والإصلاح عاجلا غير آجل , ونذكرهم بالله أن لا يحدثوا فتنة الرابح الأكبر فيها المحتل وأعوانه, ونذكرهم بقول الله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
أيها المؤمنون المرابطون الصابرون في كل قواطع الجهاد وفصائله .. يا من صرتم بتضحياتكم وجهادكم مضربا للأمثال إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله فإن النصر مع الصبر .. تقبل الله إخواننا شهداء عنده وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جبهة الجهاد والإصلاح
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 06:14]ـ
بيان الدولة السابق كان رداً على هذا البيان الأخير الذي أتى به أوان الشد ...
نسأل الله أن يقر أعيننا بدخول جميع المجاهدين تحت راية الدولة ...
وهذا أيضاً بيان من إخواننا أنصار السنة وفقهم الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
من جماعة أنصار السنة إلى إخوانهم في "دولة العراق الإسلامية"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال تعالى (وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلا) النساء الآية 84.
فقد سرّنا وأثلج صدورنا مثلما سرّ المسلمين الصادقين في بقاع الأرض ما تقومون به من عمليات مباركة متتالية أثخنت بالعدو وأقضت مضاجعه ومنها العملية الإستشهادية داخل برلمان المنطقة الخضراء والعملية المباركة التي أدت إلى أسر ثلاثة جنود صليبيين والعملية الإستشهادية المباركة في منطقة مخمور بالموصل وغيرها الكثير ..
عليه نبارك لكم هذه العلميات البطولية ونسأل الله عزوجل أن يوفقكم ويوفقنا معكم للمزيد من العمليات والضربات لدحر العدو الصائل وتحكيم شرع الله عز وجل على أرضه ...
كما نهنئكم وأمة الإسلام بإستشهاد المتحدث الرسمي بإسمكم الأخ (محارب الجبوري) رحمه الله ونسأل الله عز وجل أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وصلى الله وسلم على نبينا وقائدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الله اكبر .. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
ديوان الإعلام
جماعة أنصار السنة
29/ربيع الثاني/1428
16/ 5/2007
(يُتْبَعُ)
(/)
بشير السنة (جماعة أنصار السنة)
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 06:16]ـ
وهذا بيانٌ آخر وجهته الدولة للأمة الإسلامية ...
دولة العراق الإسلامية / رسالة شكر وتثمين للأمة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71)
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فإن دولة العراق الإسلامية "اعزها الله " تُثمّن مواقف أمّة الحبيب " عليه الصلاة والسّلام " في كل مكان على مشاركتنا في همومنا وأفراحنا وأتراحنا، وخاصةً مباركتها للضربات النوعية في الشهرين الأخيرين، وكذلك فيما أصابنا في أخينا الشيخ المجاهد أبي عبد الله الجبوري "رحمه الله"، فنشكر أهلنا، وعشائرنا، وعلماء الأمة، وقادتها، وكذلك نشكر إخواننا المجاهدين في كل مكان ونخص منهم المجاهدين على أرض الرافدين لما قدّموه لنا، وخاصّة إخواننا في جماعة أنصار السنة الذين يقارعون أعداء الله عز وجل لرفع راية التوحيد وكسر الصليب ومن وقف مع الصليبيين،
وقد كانت كلماتهم خنجراً في جسد المتآمرين على مشروع إقامة حُكْم الله على أرض الرافدين، وإغاظة لأعداء الملّة والدّين، وصفعةً على وجه كلّ من يحاول أن يفرّق بين أنصار التوحيد والجهاد والسُّنّة.
والله المستعان وعليه التكلان.
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ...
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 07:04]ـ
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينين، ومن حالفهم ..
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين ..
اللهم دمّرهم وزلزلهم ..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
آمين(/)
حقائق العلوم التجريبية .. حقائق شرعية! /للشيخ أ. د. جعفر شيخ إدريس
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:35]ـ
الحمد لله، وبعد، فهذا مقال جيد أعجبني فأحببت نقله لمن لم يره.
---------------
شاع على ألسنة كثير من إخواننا المتدينين القول بأن الحقائق العلمية (ويعنون بذلك حقائق العلوم الطبيعية) حقائق متغيرة، فما يثبته العلم اليوم ينفيه غداً، وما ينفيه اليوم يثبته غداً. لذلك يجب أن لا يكون لها اعتبار في فهم الحقائق الدينية الواردة في الكتاب والسنة، وأن لا تستخدم دليلاً على الإعجاز العلمي.
لكن إطلاق القول بتغير الحقائق العلمية إطلاق غير صحيح، بل هو خطأ محض؛ وذلك لأن العلوم الطبيعية ـ كما هو معروف ـ منها ما هو حقائق جزئية تقوم عليها أدلة حسية أو عقلية قاطعة، ومنها ما هو حقائق جزئية، أو قوانين عامة تقوم عليها أدلة راجحة لا قاطعة، ومنها ما هو نظريات هي المعرَّضة للتغير، ولا سيما ما كان ذا دليل غير قوي.
فحقائق العلوم التجريبية كلها ـ الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية ـ التي شهد لها الحس أو العقل شهادة قاطعة هي حقائق شرعية. بل إن ما قام عليه منها دليل راجح وإن كان غير قاطع، هي مما يعد ـ بميزان شرعنا ـ علماً يعمل به. فما دليلنا على ذلك؟
دليلنا أولاً أن الشرع قضى بأن كل الحقائق ـ دينية كانت أم دنيوية ـ إنما يكتسبها الإنسان بحسه وعقله. قال ـ تعالى ـ: ((واللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ والأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [النحل:78].
فإذا كانت الحقائق إنما تكتسب بالحس والعقل، فمن البديهي أن يقال: إن كل ما شهد له الحس والعقل فهو حقيقة، وما لم يشهد له فليس بحقيقة. ولذلك فإن ربنا ـ سبحانه وتعالى ـ ذم الكفار المنكرين للحقائق المحسوسة ووبخهم. قال ـ تعالى ـ: ((ولَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَذِينَ كَفَرُوا إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ)) [الأنعام: 7].
ونحن نعلم أن أحاديث الآحاد تعتبر علماً مع أن ثبوتها ليس قطعياً كثبوت الأحاديث المتواترة. ومما استُدِلَّ به على أن الظن الراجح يعد علماً قوله ـ تعالى ـ: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإيمَانِهِنَّ فَإنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلَى الكُفَّارِ)) [الممتحنة: 10].
وذلك لأن علم البشر علماً مباشراً بإيمان شخص لا يكون إلا ظنياً. لكن الامتحان يرجح هذا الظن نفياً أو إثباتاً، ولذلك يبنى عليه هذا الحكم المهم المذكور في الآية الكريمة.
ومعنى ذلك أننا نأخذ كما يأخذ غيرنا حتى بالنظريات العلمية إذا كان ثبوتها راجحاً ولم يكن قطعياً ما دامت لا تتعارض مع نصوص شرعية قطعية.
قد يستغرب بعض القراء قولي بأن ما لم يشهد له الحس والعقل، أو قل: ما لم يأت عن طريق الحس والعقل فلا يعد علماً، ويقولون: أين الوحي إذن؟ وأقول: إن سبب هذا الاعتراض هو خلط يقع فيه كثير من الناس، وقد نبَّهت عليه في كثير من كتاباتي وأحاديثي. الخلط هو عدم التفرقة بين وسائل اكتساب العلم، وهي الحس والعقل، ومصادر العلم، وهي الوحي والخلق؛ فالوحي مصدر للعلم؛ لكننا إنما نعرف أنه وحي بالحس والعقل، وإلا لم يكن لنا معيار نميز به بين النبي الصادق ومدعي النبوة، ولا بين ما هو كلام الله حقاً، وما هو من القول على الله ـ تعالى ـ بغير علم.
أعود إذن إلى قولي بأن حقائق العلوم التجريبية التي تقوم عليها أدلة قطعية ـ حسية كانت أم عقلية ـ هي حقائق ثابتة لا تتغير. تُرى: هل سيأتي يوم يقول فيه العلماء إنهم كانوا مخطئين في زعمهم بأن الأرض كروية، بعدما استطاعوا أن يروها كرة، وأن يصوروها لمن لم يرها؟ هل سيأتي عليهم زمان يكتشفون فيه أن الماء لا يتكون من الهايدروجين والأوكسجين كما يزعمون الآن؟ وهل يجوز لإنسان عاقل أن يكابر في وجود شيء بعدما رأى دليله الحسي؟ إن مثل هذه المكابرة أمر مذموم شرعاً كما أنه مذموم عقلاً، بل إن كل ما هو مذموم عقلاً فهو مذموم شرعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن إنكار الحقائق الحسية سواء منها ما يشاهده الشخص العادي، أو تثبته العلوم التجريبية ـ طبيعية كانت أم اجتماعية أم نفسية أم غير ذلك ـ هو هدم للشرع؛ لأنه هدم للبراهين الدالة على صحته، واللازمة للعمل به، والفارقة بينه وبين الدعاوى الباطلة.
إن كتاب الله ـ تعالى ـ مليء بتوجيه الناس إلى التفكر في خلقه، والاستدلال به على كثير من أصول الدين، كوجود الخالق ـ سبحانه ـ، ومعرفة صفاته، وبعثه لعباده، ومصير المكذبين لرسله.
((إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) [آل عمران:190،191].
ففي هاتين الآيتين الكريمتين ربط بين مظاهر طبيعية وبين الإيمان، وهو ربط لا يتسنى إلا لمن يشاهد هذه الظواهر ويوقن بوجودها، ثم يكون إنساناً ذا عقل، وتفكُّر؛ فأولو الألباب هم الذين ينتقلون من المشاهدة إلى التفكر إلى الإيمان. وانظر إلى قوله ـ تعالى ـ: ((إنَّ اللَّهَ فَالِقُ الحَبِّ والنَّوَى يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ومُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الإصْبَاحِ وجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً والشَّمْسَ والْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ (96) وهُوَ الَذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ والْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وهُوَ الَذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً ومِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ والزَّيْتُونَ والرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ ويَنْعِهِ إنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [الأنعام:95 - 99].
في الآية الأولى من هذه الآيات الكريمة ربط بين حقائق طبيعية وبين الإيمان لا ينكره إلا المأفوكون. وفي الآية الثانية ربط بين حقائق طبيعية وبين صفتين من صفات الله ـ تعالى ـ. وفي الآيات الثالثة والرابعة والخامسة ربط بين حقائق طبيعية وبين العلم والفقه والإيمان؛ فلا يكون عالماً ولا فقيهاً ولا مؤمناً من ينكر هذه الحقائق بعد رؤيتها.
لا يقولن لي معترض بأننا إنما آمنا بهذه الحقائق الطبيعية؛ لأن الله ـ تعالى ـ قررها. كلاَّ! فإن العلم بها سابق للإيمان بالقرآن الكريم ومستقل عنه؛ فهو أمر مشترك بين المسلمين وغير المسلمين. والقرآن الكريم جعل علمنا هذا بها دليلاً على قدرته وحسن صفاته. فلو كان علمنا بها مبنياً على تصديقنا بالقرآن لما صلحت دليلاً، ولكان في الكلام دور.
وأنت تجد في الآيات التالية مثل هذا الربط الذي ذكرناه بين الحقائق المشاهدة والبعث، وبينها وبين تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وهُوَ الَذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [الأعراف:57].
والحقائق الحسية لها تعلق آخر مهم بأصول الدين؛ وذلك من حيث كونها معياراً للتفريق بين الصدق والكذب؛ لأن القول الصادق إنما هو الذي يوافق الواقع ولا يخالفه، فإذا كان الواقع المتحدَّث عنه واقعاً محسوساً، وكان القول مخالفاً له علمنا أن القول كذب. هذه قاعدة بدهية يعرفها كل عاقل. ولذلك فعندما ألَّف الطبيب الفرنسي موريس بوكاي كتابه المشهور عن العلوم الطبيعية والتوراة والإنجيل والقرآن ذكر في مقدمته كلاماً فحواه أنه قال لنفسه: ما دام الله ـ تعالى ـ هو خالق الكون فلا يمكن أن يوحي إلى بشر بكلام يخالف الواقع الذي خلقه ويعلمه، ولذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنني سأحاكم هذه الكتب الثلاثة بمعيار الحقائق القطعية التي أثبتتها العلوم الطبيعية، فما وجدته منها مخالفاً لشيء منها علمت أنه ليس من عند الله ـ تعالى ـ. وكانت النتيجة أنه وجد في كتابَي اليهود والنصارى مثل هذه المخالفات، ولم يجد منها شيئاً في القرآن الكريم، بل وجد أن القرآن الكريم سبق العلوم المعاصرة بتقرير بعض الحقائق، ثم جاءت هي مؤيدة لها. فهل نقول لمثل هذا العالم: إن منهجك غير صحيح؛ لأن حقائق العلوم الطبيعية حقائق متغيرة؟
وبمثل هذا المنهج انتقد النصارى الليبراليون إخوانهم الأصوليين. فالليبراليون يقولون: إن كتابهم المقدس لا يمكن أن يكون كله كلام الله كما يزعم الأصوليون، ويستدلون على ذلك بمواضع فيه جاءت مخالفة لحقائق محسوسة أثبتتها العلوم التجريبية.
ومن غريب ما سمعت في عدم اعتبار الحقائق المحسوسة استدلال بعضهم على هذا الزعم بحديث: "وكذب بطن أخيك". والحديث كما رواه البخاري في كتاب الطب من صحيحه عن قتادة عن أبي سعيد: "أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ. فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلاً، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلاً، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلاً، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. فقال: صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلاً، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ" (1).
استدل الزاعم بأن الحقائق المحسوسة لا اعتبار لها في النصوص الإلهية، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل: (صدق الله وكذب بطن أخيك) فكأنه يريد أن يقول: إنه مهما كانت الوقائع مخالفة للوحي فلا اعتبار لها، بل يجب على المؤمن الصادق أن يؤمن بكلام الله ـ تعالى ـ مهما رآه مخالفاً للواقع المحسوس؛ لأن كلام الله ـ تعالى ـ هو الصدق، والواقع ـ كبطن أخ السائل ـ هو الكذب. فكأن هذا القائل يفترض إمكانية مخالفة الوحي للحس أو العقل، وهو افتراض باطل، بل هو طعن في الشرع؛ لأن صدق الكلام إنما يعرف ـ كما ذكرنا ـ بموافقته للواقع. فالمخالف للواقع كذب لا محالة. والرجل إنما جاء للرسول صلى الله عليه وسلم طالباً شفاء أخيه من الإسهال، والشفاء أمر محسوس. فلما رأى أن أخاه لم يُشْفَ عاد فسأل. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان موقناً بأن كلام الله حق ـ أي إن العسل لا بد أن يشفيه، وإن بدا الأمر أولاً على غير ذلك. وصدَّق الله كتابَه ورسولَه فشُفي الرجل، أي إن الحقيقة الحسية جاءت في النهاية موافقة للآية القرآنية. لكن مقتضى كلام أخينا المشكك في الحقائق المحسوسة، أن الرجل لو سقي عسلاً مائة مرة فلم يزده شربه إلا إسهالاً، ولو أن كل مريض شرب عسلاً لم يزده شربه إلا مرضاً فلا بد أن يؤمن الناس بأن في العسل شفاءً؛ بل الحقيقة أنه لو حدث هذا لكان فيه أكبر دليل على أن القول بأن في العسل شفاءاً لا يمكن أن يكون قولاً للخالق ـ سبحانه ـ. فانظر كيف تؤدي الحجج الباطلة بصاحبها إلى الطعن في الدين من حيث يريد هو الانتصار له.
هنالك حديث طريف يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستدل بالحقائق الواقعية في تقرير المسائل الشرعية. روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الأسَدِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ" (2).
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: "وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِالْغِيلَةِ فِي هَذَا الْحَدِيث وَهِيَ الْغَيْل, فَقَالَ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ وَالأَصْمَعِيّ وَغَيْره مِنْ أَهْل اللُّغَة: أَنْ يُجَامِع اِمْرَأَته وَهِيَ مُرْضِع. يُقَال مِنْهُ: أَغَالَ الرَّجُل وَأَغْيَلَ, إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَقَالَ اِبْن السِّكِّيت: هُوَ أَنْ تُرْضِع الْمَرْأَة وَهِيَ حَامِل يُقَال مِنْهُ: غَالَتْ وَأَغْيَلَت. قَالَ الْعُلَمَاء: سَبَب هَمّه صلى الله عليه وسلم بِالنَّهْيِ عَنْهَا أَنَّهُ يَخَاف مِنْهُ ضَرَر الْوَلَد الرَّضِيع. قَالُوا: وَالأَطِبَّاء يَقُولُونَ: إِنَّ ذَلِكَ اللَّبَن دَاء وَالْعَرَب تَكْرَههُ وَتَتَّقِيه. وَفِي الْحَدِيث جَوَاز الْغِيلَة فَإِنَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ عَنْهَا، وَبَيَّنَ سَبَب تَرْك النَّهْي وَفِيهِ جَوَاز الاجْتِهَاد لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبه قَالَ جُمْهُور أَهْل الأُصُول. وَقِيلَ: لا يَجُوز لِتَمَكُّنِهِ مِنْ الْوَحْي وَالصَّوَاب الأَوَّل".
فالحديث يدل على أن سبب ترك النهي هو التجربة، تجربة أمم غير العرب، كانوا يفعلون شيئاً لا تفعله العرب، ولم يضرهم فعله؛ فتجربتهم هذه دليل على أن هذا الفعل لا ضرر فيه، فلا ينهى عنه.
بقي أن نقول: إن الحقائق التجريبية التي يقرها الشرع نوعان: نوع يقره إقراراً عاماً ولا يبني عليه أمراً من أمور العبادات، ونوع يقره ويبني عليه بعض العبادات، فهو شرعي بمعنى خاص. مثال ذلك: أننا نعلم الآن أن ضوء الشمس لا يصلنا إلا بعد ثماني دقائق من مشاهدتنا لها، ونعلم أننا لا نرى الشيء إلا وصلنا ضوؤه. ومعنى ذلك أننا عندما نرى الشمس تشرق أو تغرب تكون قد فعلت ذلك قبل ثماني دقائق. هذه حقيقة لا يكذبها الشرع. لكن الشرع بنى مواقيت الصلاة على الشروق والغروب كما يظهران للناس، لا على حقيقتهما الفلكية المستقلة عن الرؤية البشرية. لكن ما بُني الشرع عليه هو أيضاً حقيقة علمية، بل هي حقيقة يحسها كل إنسان مبصر.
ومثال آخر: هو ميلاد الهلال ورؤيته. فالميلاد حقيقة علمية تجريبية قطعية كما عرف الناس منذ مئات السنين، وكما أقر بذلك كثير من علمائنا السابقين. لكن الشرع رتب الصيام على الرؤية لا على ميلاد الهلال، ولا على إمكان الرؤية، مع أنها حقائق علمية. ماذا نفعل إذا كنا نعلم أن الهلال لم يولد، ثم زعم أناس أنهم رأوه؟ القاعدة العقلية والشرعية هي أن القطعي مقدم على الظني؛ فما دمنا نعلم يقيناً أن الهلال لم يولد، فإننا نعلم يقيناً أنه لا يمكن أن يُرى، ولذلك نرد شهادة من زعم أنه رآه؛ لأنها ظنية. فالذين يرون الأخذ بالحساب في النفي هم المحقون بحسب هذه القاعدة وإلا وقعنا في ورطة الاعتقاد بأن الحقائق القطعية تتعارض؛ أو أن ما يقرره الشرع قد يخالف ما يقطع به الحس أو العقل.
المصدر:
مجلة البيان في محرم 1421 العدد 149
--------------
(1) رواه البخاري، ح/2525.
(2) رواه مسلم، ح/ 2162.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:29]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:46]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم.
يبقى الحديث في بعض النظريات التي زعم أصحابها أنها حقائق علمية ثابتة، حتى جاء ما ينقضها، فهذه نظرية داروين بقيت حيناً حقيقة مقطوعاً بها، إلى أن جاء ما ينقضها وينسفها، وهكذا أيضاً بعض نظريات نيوتن في المادة، جاء لاحقاً من نظريات أنشتاين وقواعده ما نقض بعضها، وهكذا، ولعل كثيراً من أهل الديانة والنظر يقصدون هذه النظريات التي لم تثبت على قدم البرهان بشقيه: النقلي والعقلي، وإنما بُنيت على التخرصات والظنون، أو بعض ما يظن أنه دليل الحس والتجربة.
ثم ههنا مسألة أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابيه " درء التعارض " و " نقض المنطق " وهي ضابط " العقلي " فالكثير من البراهين العقلية والأقيسة بل وحتى بعض ما يُزعم أنه مسلّم به يقع فيه الخلاف الشديد والاضطراب الكبير، وهذه النظرية النسبية مثلاً عطلت بعض مظاهر الحس المعتمدة، ولهذا وقع من وقع من الناس في التخليط بسبب ما يزعم أصحابه أنه نظرية ثابتة ببرهان الحس والتجربة، ومع مرور الوقت يظهر خطؤها وضعفها.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 11:50]ـ
يبقى الحديث في بعض النظريات التي زعم أصحابها أنها حقائق علمية ثابتة، حتى جاء ما ينقضها، فهذه نظرية داروين بقيت حيناً حقيقة مقطوعاً بها، إلى أن جاء ما ينقضها وينسفها،.
بارك الله فيكم
لكن هذه النظرية باطلة مصادمة للنصوص مقطوع ببطلانها، وإنما الشأن في ما ذكر الشيخ بقوله: فحقائق العلوم التجريبية كلها ـ الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية ـ التي شهد لها الحس أو العقل شهادة قاطعة هي حقائق شرعية. بل إن ما قام عليه منها دليل راجح وإن كان غير قاطع، هي مما يعد ـ بميزان شرعنا ـ علماً يعمل به.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 11:02]ـ
بارك الله فيكم
لكن هذه النظرية باطلة مصادمة للنصوص مقطوع ببطلانها، وإنما الشأن في ما ذكر الشيخ بقوله: فحقائق العلوم التجريبية كلها ـ الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية ـ التي شهد لها الحس أو العقل شهادة قاطعة هي حقائق شرعية. بل إن ما قام عليه منها دليل راجح وإن كان غير قاطع، هي مما يعد ـ بميزان شرعنا ـ علماً يعمل به.
جزاكم الله خيرا.
نظرية دارون ليست كلها باطل، فيها حق. النظرية شقان:
الشق الباطل: أن الطبيعة بديل عن الإله (وعلى هذا الاساس تطورت الكائنات من حساء بدائي أزلي ومرت بأطوار سنتها الطبيعة نفسها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن).
الشق الحق: أن الكائنات الحية تتكيف وفق سنن طبيعية مع المحيط البيئي الذي تعيش فيه. عندنا هذه من جنس الأقدار الكونية التي جعلها الله تعالى، وهي موجودة بالفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 08:50]ـ
-
مما يشكل أن بعض النظريات اصبحت حقائق علمية عند البعض
ولذلك للحقيقة العلمية ضابط وهو أن الحقيقة تعرف بالضرور العقلية بعد المشاهدة او التجريب،
فهذا الضابط في نظري يجعل الحقيقة حقيقة متفق عليها،
أما جملة النظريات فقد ثبت بالتجربة أنها تتغير وتتبدل وتصبح مجرد نظرية إما باطلة او ضعيفة او قوية بعد أن كانت تعد عند البعض حقيقة علمية!
حفظكم الله
،،
ـ[ابوعمار7]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 12:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
و لكن لدي سؤال
ما رأيكم بالمؤتمرات العلمية التي تقام كل فترة
حول الأعجاز العلمي بالقرآن الكريم؟
أنا أرى أن لها فائدة وخاصة لتعريف الغير مسلمين
بعظمة القرأن و ديننا الحنيف
بوركت يا إمام(/)
أبا الخيل الداعية اللبرالي يُخَطِئَ قواميس الدول العلمانية انتقاماً من الصحوة
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:04]ـ
بسم الله
بعد أن مجد العلمانية وعدد ثمارها في مقاله "العلمانية وصف لا ينطبق على الأفراد"
وصلت الدرجة بهذا الكاتب الذي يروج للبرالية ليل نهار في جريدة الرياض العربية المسلمة أن يكابر ويخطئ قواميس الدول العلمانية وينفي إطلاق لقب علماني على الشخص قائلاً
"ولا يصح بالتالي إطلاقها على الأفراد أو المنظمات "
لا أدري هل يستغفلنا أبا الخيل بهذا المقال وهذه الفكرة الجريئة والغبية في نفس الوقت؟؟
هل يعتقد أننا أغبياء ولا نقرأ ولا نفهم ماهي العلمانية ومن هم العلمانيون؟
وكيف يجرؤ على احتكار اللغة وينفي إطلاق أي صفة كانت على شخص أو منظمة!!
الغريب في الأمر أن المقال لا يخلو من الصفات التي تنافي وتناقض ما يدعو له (أبا الخيل) في كلامه
فهو يتباكى على وحدة المجتمع وأن من الخطأ أن نقول "علماني أو تغريبي أو انبطاحي أو عصراني" وتحدث بعد ذلك عن "غايات سياسية لا تتحقق إلا بإحالة المجتمع شيعاً يكفر بعضه بعضا"
لكنه في نفس الوقت لا يتورع عن استخدام صفات "المفاصلة التصنيفية" التي يرفضها هو
فتراه يطلقها في عدد كبير من مقالاته ومنها على سبيل المثال في هذا المقال قوله:
الإسلاميون
الصحويون
الإخواني
طيب يا أبا الخيل
لماذا لا ترجع لبداية مقالك وتعتبر الإسلاميين والصحويين والإخوانيين
"مسلمين لهم من الحقوق مثلما عليهم من الواجبات، وكان جل ما يمكن أن يوصم به المخالف بينهم أنه مقصر ينبغي تنبيهه وتوجيهه برفق"
تناقضات عجيبة لكنها غير مستغربة لأننا تعودنا عليها.
أما قصة الكنيسة واستبدادها ثم قيام الثورة والتنوير ثم فصل الدين عن الدولة التي تنضم المجتمع والحياة وتنعكس العلمانية بطبيعة الحال عليها, كل هذا قصته معروفة وأصبحنا نسمعها ليل نهار، لكن يبدو أن الكاتب يجهل الكثير وعلى أساس تلك الظروف التي كانت تعيشها أوروباً إستنتج أن:
"العلمانية كما رأينا آنفاً تعبر عن صفة للدولة أو النظام السياسي فيها، فيقال "نظام حكم علماني" تمييزاً له عن "نظام الحكم الديني"، ولا يصح بالتالي إطلاقها على الأفراد أو المنظمات"
هل يعقل هذا الكلام من محاضر للعلمانية وثمارها؟؟
هل قرأت يا أبا الخيل كتب اللغة؟
هل قرأت قواميسها وبحثت في غورها؟
ألم تسمع فولتير عندما قال "أنا وصاحبي ديدرو مُبَشِرَيْنِ عَلْمَانِيْيَن"
ألم تسمع بالمؤسسات العلمانية والتعليم العلماني والمدارس العلمانية؟؟
ألم تسمع برجال الدين العلمانيين ( les laïc ) ؟
المضحك في الأمر أن هناك جدل في فرنسا معقل العلمانية حول كتابة (علماني) هل تكتب هكذا ( laïc) أو هكذا ( laïque) وأن الأولى تدل على رجال الدين الذي رفضوا أوامر الكنيسة وتدخلها والثانية تدل على العلمانيين بشكل عام, بينما نجد أبا الخيل ينفي وصف الأفراد بالعلمانية نهائياً ولو أنكر على الصحويين فقط لتفهمنا الأمر
نأتي الآن لقضية هل تُطلق صفة العلماني على الفرد أو لا؟
عموماً ليس أبا الخيل ولا غيره من يستطيع أن يمنع إطلاق صفة على شخص أو منظمة أو غيرها
فالصفات ليست حكراً على أحد يستخدم منها لمصلحته ما أحَب ويمنع منها لأهدافه ما كرِه
واللغات عموما إنما تكون باستخدام الناس لها, ولو اصطلح مجموعة من الناس (سواء كانوا صحويين أو غيرهم) على مصطلح فلهم أن يستخدموه دون الرجوع لمجمع أبا الخيل اللغوي.
هذه هي اللغة يا صاح!
وبالرجوع لأشهر القواميس اللغوية في أشهر الدول العلمانية لوجدنا أن كلمة علماني ( laïque) هي صفة بل وفي نفس الوقت تعتبر اسماً ظاهراً بذاته يدل على الشخص مذكراً ومؤنثاً فيقال " علماني وعلمانية"
واستخدام صفة العلماني شائع في الدول الغربية وفي عناوين الكتب والصحف وغيرها
وأنا أتعجب من جرأة أبا الخيل في نفي هذه الصفة وقد أثبتها لنفسه أحد المنتقلين من النقيض إلى النقيض وهو منصور النقيدان الذي قال عن نفسه في مقابلة مع صحيفة انترنتية مشبوهة:
"نعم انا علماني وأؤمن إيمانا لا يخالطه شك انها الحل الوحيد، كما هو اليوم ماثل امامنا في أوروبا واميركا، ولكن هذا شيء والواقع والتعامل معه شيء آخر، مساحة الآمال في انتشار العلمانية في بلادنا تتآكل اليوم، وأكثر دعاتها ومفكريها والمروجين لمفاهيمها، هم في تناقص ونكوص، الجميع اليوم يعيش هوس التأسلم."
والأسئلة التي تطرح نفسها أخيراً بناء على ذلك
هل أكثر دعاة العلمانية ومفكريها والمروجين لمفاهيمها، هم في تناقص ونكوص؟
وأن مساحة الآمال بانتشارها في بلادنا تتآكل اليوم؟
يبدو أن مقال أبا الخيل يؤكد ما ذهب إليه النقيدان
نسأل الله ذلك
ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين
وأن يضرب المفسدين بالمفسدين ويخرجنا بينهم سالمين
تحيتي للجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 04:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
يبدو ان الرجل جاهل جهلا مركبا ... و الله المستعان من رويبضات هذا الزمان.
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 05:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
يبدو ان الرجل جاهل جهلا مركبا ... و الله المستعان من رويبضات هذا الزمان.
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:03]ـ
-
احسن الظن اخي ابا مصعب الرجل مسكين يريد أن يحوز الحسنيين
يمارس قبح فعله و يلتزم اسم الشريعة!
حفظك الله
،،
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:59]ـ
-
احسن الظن اخي ابا مصعب الرجل مسكين يريد أن يحوز الحسنيين
يمارس قبح فعله و يلتزم اسم الشريعة!
حفظك الله
،،
نسأل الله السلامة
بارك الله فيك أخي على تجاوبك مع الموضوع ولك جزيل الشكر
ـ[الخنساء]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 03:56]ـ
لماذا لم ترسلوا له تفنيداتكم المدعومة بالشواهد؟
اليس ذلك أفضل؟؟
قد ينحرف أحدهم عن جادة الحق فترة من الزمن فهل نكرهه ونشهر به (تشفيا) بدلا من أن نخاف عليه ونحاول إيضاح الحق له .. صحيح أنه لابد أن نبين أخطاءه للناس حتى لاينخدعوا به لكن هناك أساليب تحد من تماديه ..
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 02:57]ـ
لماذا لم ترسلوا له تفنيداتكم المدعومة بالشواهد؟
اليس ذلك أفضل؟؟
قد ينحرف أحدهم عن جادة الحق فترة من الزمن فهل نكرهه ونشهر به (تشفيا) بدلا من أن نخاف عليه ونحاول إيضاح الحق له .. صحيح أنه لابد أن نبين أخطاءه للناس حتى لاينخدعوا به لكن هناك أساليب تحد من تماديه ..
حياك الله أختي في البداية
ثم أقول رداً على سؤالك الأول
أنني كتبت ردي هذا على موضوع أبا الخيل في موقع العربية التي نشرت الموضوع
لكن مدعي الشفافية لم ينشروه
كما أنني كتبت مقتطفات من ردي هذا على الموضوع نفسه في موقع جريدة الرياض
لكن مدعي حرية الرأي لم ينشروه
إن كنت تقصدين أن أرسل له رسالة خاصة
فمالفائدة وقد بلغت أفكاره الآفاق ووجب التحذير منها وتوضيحها
وهل هو يرسل تفنيداته المدعومة بالشواهد للصحويين والإخوانيين ووووووو
لا أعرف ماذا تقصدين بالتشهير والكره
لكن أبا الخيل ليس مستجداً في طرح هذه الأفكار ورد عليه الكثير من الأشخاص وهو مصر على أفكاره
وليس هناك خيار سوى التحذير من أفكاره على الملأ كما ينشرها هو أيضاً على الملأ
يعني بصريح العبارة
عندما يتهمني أحد في عرضي وهو يكابر ويصر على كلامه
هل أرسل له رسائل خاصة وأقول أنت أخطأت
أم أوضح كذبه وبهتانه
فما بالك بالدين الذي هو أعظم
أتمنى أن أعرف بالتفصيل الأساليب التي تقولين أنها تحد من تماديه ونناقش هذا الأمر حتى نصل لنتيجة
تحيتي لك(/)
أصول السنة كما رواها عبدوس العطار عن الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 02:54]ـ
قال الشيخ الإمام أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمْداني:
حدثنا الشيخ أبو عبد الله يحيى بن أبي الحسن بن البنا، قال: أخبرنا والدي أبو علي الحسن بن احمد بن البنا، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب أبو العنبر قراءة عليه من كتابه في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري البصري – بتنيس - قال: حدثني عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – رضي الله عنه – يقول:
أصول السنة عندنا:
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسر القرآن، وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.
ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة - لم يقبلها ويؤمن بها - لم يكن من أهلها:
الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها، لا يُقال لِمَ ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُفِيَ ذلك وأُحكِمَ له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث " الصادق المصدوق " ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفاً واحدا ً، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات.
وأن لا يخاصم أحداً ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه، لا يكون صاحبه و إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ويؤمن بالآثار.
والقرآن كلام الله وليس بمخلوق، ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق، فإن كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء مخلوق، وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه، فقال: لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق، وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال: (هو مخلوق)، وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق.
والإيمان بالرؤية يوم القيامة، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح، رواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ ورواه الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحداً.
والإيمان بالميزان يوم القيامه كما جاء، يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة، وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر، والإيمان به، والتصديق به، والإعراض عن من ردّ ذلك، وتركُ مجادلته.
وأن الله يكلم العباد يوم القيامه، ليس بينهم وبينه ترجمان، والتصديق به.
والإيمان بالحوض، وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضا يوم القيامة تَرِدُ عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه.
والإيمان بعذاب القبر، وأن هذه الأمة تُفتَن في قبورها، وتُسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟
ويأتيه منكر ونكير، كيف شاء الله عزوجل، وكيف أراد، والايمان به والتصديق به.
والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوم يخرجون من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحما، فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاء في الأثر، كيف شاء الله، و كما شاء، إنما هو الإيمان به، والتصديق به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإيمان أن المسيح الدجال خارج، مكتوب بين عينيه كافر، والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لُدٍّ.
والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، كما جاء في الخبر: ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)).
ومن ترك الصلاة فقد كفر، وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة، من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله.
وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نُقدّم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد، كلهم يصلح للخلافة، وكلهم إمام، ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر: (كنا نعُدُّ ورسول الله حي وأصحابه متوافرون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت) ... ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة، أولاً فأولا، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرن الذي بعث فيهم.
وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة، أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه، ونظر إليه نظرة، فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، أفضل لصحبتهم من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير.
والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البَرّ والفاجر، ومن ولي الخلافة، واجتمع الناس عليه، ورضوا به، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أميرالمؤمنين.
والغزو ماض مع الأمير إلى يوم القيامه البَرّ والفاجر لا يُترَك.
وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماضٍ، ليس لأحد أن يطعن عليهم، ولا ينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه، بَرّاً كان أو فاجراً.
وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه، جائزة باقية تامة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار، مخالف للسنة، ليس له من فضل الجمعة شيء؛ إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم، فالسنة: أن يصلي معهم ركعتين، ويدين بأنها تامة، لا يكن في صدرك من ذلك شك.
ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين – وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة، بأي وجه كان، بالرضا أو بالغلبة - فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية.
ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.
وقتال اللصوص والخوارج جائز، إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله فله أن يقاتل عن نفسه وماله، ويدفع عنها بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم، ولا يتبع آثارهم، ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين، إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوي بجهده أن لا يقتل أحداً، فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول، وإن قُتِل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله، رجوت له الشهادة، كما جاء في الأحاديث وجميع الآثار في هذا إنما أُمِر بقتاله، ولم يُؤمَر بقتله ولا اتباعه، ولا يجهز عليه إن صُرِع أو كان جريحا، وإن أخذه أسيرا فليس له أن يقتله، ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله، فيحكم فيه.
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح ونخاف عليه، ونخاف على المسيء المذنب، ونرجو له رحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن لقى الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مُصرٍّ عليه، فإن الله يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا، فهو كفارته، كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن لَقِيَه مُصِرّا غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله، إن شاء عذّبه، وإن شاء غفر له، ومن لَقِيَه وهو كافر عذّبه ولم يغفر له.
والرجم حق على من زنا وقد أُحصن، إذا اعترف أو قامت عليه بيّنة، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدون.
ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أبغضه بحدث كان منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعا، حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما.
والنفاق هو: الكفر، أن يكفر بالله ويعبد غيره، ويُظهِر الإسلام في العلانية، مثل المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه فهو منافق)) هذا على التغليظ، نرويها كما جاءت، ولا نفسرها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ترجعوا بعدي كفارا ضُلالا يضرب بعضكم رقاب بعض))، ومثل: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار))، ومثل: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))، ومثل: ((من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما))، ومثل: ((كُفرٌ بالله تَبَرؤٌ من نَسَبٍ وإن دَقّ))، ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحُفِظ، فإنا نُسَلم له، وإن لم نعلم تفسيرها، ولا نتكلم فيها، ولا نجادل فيها، ولا نفسّر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت، لا نردها إلا بأحق منها.
والجنة والنار مخلوقتان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلتُ الجنة فرأيت قصراً ... ))، و ((رأيت الكوثر))، و ((واطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها ... )) كذا، و ((واطلعت في النار، فرأيت ... )) كذا وكذا، فمن زعم أنهما لم تُخلقا، فهو مكذّب بالقرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار.
ومن مات من أهل القبلة مُوَحِداً يُصلّى عليه، ويُستغفر له، ولا يُحجب عنه الاستغفار، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا، أَمرُهُ إلى الله تعالى. آخر الرسالة والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليما.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 05:48]ـ
وقد رواها الإمام اللالكائيُّ - رحمه الله تعالى - في كتاب " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " من طريق عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد (1) الدقَّاق (ابن السمَّاك)، حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب [بن] أبي العَنْبَر - قراءةً .... -، حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري البصري بها ...
وما بين معكوفين زادها الشيخ الألباني - رحمه الله -، وهي زيادةٌ صحيحة، فهذا اسمه، كما في " تاريخ بغداد ".
وهي موجودة - على الخطأ - في طبعة طيبة لتحقيق " شرح أصول اعتقاد ... "، وكذا هي في المخطوطة، وأشار إلى ذلك الشيخ وليد سيف النَّصر، ولم يُصرِّح في النسخة التي بتحقيقه، وشرحه، فجزاه الله خيرًا.
وكذا رواها ابن أبي يعلى في " طبقاته "، ولم أطَّلع عليها!
ـــــــ
(1) قال مُحقِّق " أصول الاعتقاد ": لا أدري: بريد أو يزيد، وفي تاريخ بغداد /بن يزيد الدقَّاق/.
قلتُ: والصواب: يزيد، كما في " السير " أيضًا. والله أعلم.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 01:45]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مالك(/)
أصل أصيل في باب الصفات (من كلام شيخ الإسلام)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 07:31]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (17/ 304):
((ننظر فما وجدنا الرب قد أثبته لنفسه في كتابه أثبتناه، وما وجدناه قد نفاه عن نفسه نفيناه، وكلُّ لفظٍ وجد في الكتاب والسنةِ بالإثبات أثبتَ ذلك اللفظُ، وكلُّ لفظٍ وجد منفيًا نفي ذلك اللفظُ، وأما الألفاظُ التى لا توجد في الكتاب والسنة بل ولا في كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين - لا إثباتها ولا نفيها - وقد تنازع فيها الناس فهذه الألفاظ لا تُثبتُ ولا تنفى إلا بعد الإستفسار عن معانيها فإن وجدت معانيها مما أثبته الرّبُّ لنفسه أثبتت، وان وجدت مما نفاه الرّبُّ عن نفسه نفيتْ وإن وجدنا اللفظ أثبت به حق وباطل أو نفي به حق وباطل أو كان مجملا يراد به حق وباطل وصاحبه أراد به بعضها لكنه عند الاطلاق يوهم الناس أو يفهمهم ما أراد وغير ما أراد فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ (الجوهر) و (الجسم) و (التحيز) و (الجهة) ونحو ذلك من الألفاظ التى تدخل في هذا المعنى فقَلَّ مَنْ تكلم بها نفيًا أو إثباتًا إلا وأدخل فيها باطلا وإن أراد بها حقًا، والسلف والأئمة كرهوا هذا الكلام المحدث لاشتماله على باطلٍ وكذبٍ وقولٍ على الله بلا علمٍ)).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:25]ـ
احسن الله اليك
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
جزاكم الله خيرًا - فضيلة الشيخ - أزيد على هذا فائدة، وهي أن الشيخ العلامة الحير البحر الفهامة ابن تيميَّة - عفا الله عنه، وأدخله فسيح جناته - قام بوضع تفصيل لهذا الأصل الأصيل في كتاب خاص أسماه "التدمرية"، وشرحه العلامة ابن العثيمين في كتابه المسمى "شرح التدمرية"، وهو كتاب نافع جدًّا في هذه القاعدة، وقد فصل فيها الفرق بين: التوحيد، والأسماء، والصفات، والشرع، والأصل في كل منها، ومحله من الشريعة، وبَيَّن اختلافات الفرق والرد على كل فرقة من حيث: الأدلة السمعية، والعقلية، والنظرية، والحسية، فليرجع إلى هذا، فإن فيه من المنافع الكثير، والله المعين على الخير.
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 02:10]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلامُ على الرسول المبعوث رحمة للعالمين، وبعدُ فقد لفت نظري موضوعٌ مهمٌّ، عَرَضَه فضيلة الشَّيْخ علي بن أحمد بن عبد الباقي، ولم أجد كثيرَ مشاركةٍ مع أنَّ الموضوعَ جيد ومفيد، وأستسمحه أن آتي بنصِّ كلامه من مشاركته الأولى، وأزيد عليه لطرحه في المجلس العلمي لعل المنفعة تعم، ويصيبنا الأجر معًا، والله هو الموفق لما فيه الخير.
قال الشيخ - عفا الله عنه، ونفعنا بعلومه في الدارين آمين:
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (17/ 304: (
"ننظُر فما وجدنا الرب قد أثبته لنفسه في كتابه أثبتناه، وما وجدناه قد نفاه عن نفسه نفيناه، وكلُّ لفظٍ وجد في الكتاب والسنةِ بالإثبات أثبتَ ذلك اللفظُ، وكلُّ لفظٍ وجد منفيًّا نفي ذلك اللفظُ، وأما الألفاظُ التى لا توجد في الكتاب والسنة؛ بل ولا في كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين - لا إثباتها ولا نفيها - وقد تنازع فيها الناس فهذه الألفاظ لا تُثبتُ ولا تنفى إلا بعد الإستفسار عن معانيها، فإن وجدت معانيها مما أثبته الرّبُّ لنفسه أثبتت، وإن وجدت مما نفاه الرّبُّ عن نفسه نفيتْ، وإن وجدنا اللفظ أثبت به حق وباطل أو نفي به حق وباطل، أو كان مجملاً يراد به حق وباطل وصاحبه أراد به بعضها؛ لكنه عند الإطلاق يوهم الناس أو يفهمهم ما أراد وغير ما أراد، فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ (الجوهر)، و (الجسم)، و (التحيز)، و (الجهة) ونحو ذلك من الألفاظ التى تدخل في هذا المعنى، فقَلَّ مَنْ تكلم بها نفيًّا أو إثباتًا إلا وأدخل فيها باطلاً، وإن أراد بها حقًا، والسلف والأئمة كرهوا هذا الكلام المحدث لاشتماله على باطلٍ وكذبٍ وقولٍ على الله بلا علمٍ".
قلت: جزى الله الشَّيْخ خيرَ الجزاء، وأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الكلام في باب التَّوحيد والصفات من باب الخبر، وهذا بدوره يدور بين النَّفي والإثبات، المقابَل بالتَّصديق أو التَّكذيب، فإنَّ الخبر يقابل بالصدق والكذب من قبل المخاطَب، والصفات والتوحيد خبر عما يجب لله تعالى من أسمائِه وصفاتِه، وهذا غير الكلام في الشرع والقَدَر فلا دَخْل للخبر فيها، أي لا ينطبق عليها التَّصديق ولا التَّكذيب، وإنَّما هو من باب الطَّلب، وهذا يدُور بين الأمر والنَّهي من قِبَل المُتكلِّم؛ كذلك يقابله المخاطب بالطَّاعة، أو المعصية، أو التنفيذ، وعدم التنفيذ، وهذا ينطبق على الأحكام الشَّرْعية، ومنه قوله تعالى: {وَاعْبُدوا اللَه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، فهذا أمرٌ يُقابَل بالتَّنفيذ وعدمه، فالمُخاطَب يعبُدُ أو لا يعبدُ، وبدوره يتطلب من الآمِر - وهو الله - الجزاء؛ َ إمَّا بالثَّواب أو العقاب .. وهكذا.
أما بالنسبة لباب الصِّفات والتَّوحيد والأسماء؛ فالواجِبُ على العباد إزاءَ هذا الخبر التَّصديقُ والإيمانُ، ففي الصفات نَصِفُ اللَه بما وصف به نفسه، وبما وصفه به الرُّسل، وذلك بدون تمثيلٍ، أو تعطيلٍ؛ وكما قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
ففي هذه الآية نَفْي وإِثْبَات، فنَفَى الله تعالى التَّمثيل عنه، وأَثْبَتَ الأسماء والصِّفات، وفي كلاهما إبطالٌ لمنهج المُمَثِّلَة والمُعَطِّلَة، فالواجِبُ علينا - كما قال العلامة ابنُ تيميَّة - أن نُثْبِتَ مَا أثبته الله تعالى لنفسه، وننفِي ما نفى الله تعالى عن نفسه، من غير تحريفٍ، ومن غير تكييف، ولا تمثيلٍ، وهذا هو المنهج السليم الواجب اتباعه؛؛ ا. هـ.
كذلك فإن الجمع بين النَّفْي والإثبات - ها هنا - واجبٌ؛ وهو حقيقة التوحيد، فلو عَطَّلْتَ أحدهما عن الأخرى فقد خرجت عن المقصود، وأُعْطِيكَ مثالاً على هذا، فلو قلتَ: ليس محمدٌ شجاعًا، فأنْتَ بذلك قد نَفَيْتَ عنه صفة الشجاعة، وعَطَّلْتَه منها.
ولو قلت: محمدٌ شجاعٌ، فبذلك تكون أَثْبَتَّ له صِفَة الشَّجاعة، ولكنَّكَ لم تمنعْ أحدًا في الدُّخول معه والاشتراك معه في هذه الصفة.
ولو قلت: لا شجاع إلاَّ محمد، فأنْتَ بذلك قد أثْبَتَّ الصِّفة لمحمد، ونفيتَ الصفةَ عن أن يدخل فيها أحدٌ أو يشترك معه فيها.
وهذا عين ما أقصد فإنَّك لا بُدَّ منَ الجمع بين النَّفي والإثبات في التَّوحيد.
أقف ها هنا وأُتْبِعُ الحديثَ في حلقةٍ أخرى عن: الاشتراكُ في الأسماء والمُسمّيات، هل يَسْتَلزِمُ التَّماثُل أم لا؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 09:23]ـ
الأخ الفاضل محمد قنديل جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 03:17]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الكريم علي أحمد عبد الباقي أرجو مراجعة بريدكم الخاص
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 01:15]ـ
شكر الله لك أخي علي
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 04:28]ـ
للفائدة
ـ[ابو أحمد السني]ــــــــ[04 - Apr-2010, صباحاً 05:41]ـ
جزاك الله خير اخي المبارك
ونحمد الله ان منّ علينا بالسنة، وسلمنا من الضلالات والبدعة.(/)
«تعليق شيخنا المُحدِّث عبد اللّه السّعد على حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم رحمه الله»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 06:52]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
«تعليق شيخنا المُحدِّث عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّعد
على حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم - رحمه الله -»
وصلة الدُّرُوْسِ:
http://www.aalsaad.net/index.php?option=com_sound&catid=171&Itemid=70
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وزادني وإياكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 07:04]ـ
حمّلتُ الدّرس الأوّل والثّاني أما الباقي فما استطعت.
والله المستعان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:33]ـ
شكر لكم شيخ علي نحن بانتظار البقية
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 04:34]ـ
رفع الله قدركم يا شيخ ابن رجب.
تنبيه: اسمي: سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 05:16]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا سليمان. و أود التنويه إلى أن الدرسين الأول و الثاني فقط هم المتوفرون على الموقع. و مساحات الأشرطة كبيرة جداً. فالشريط الواحد أكبر من 60 ميجابيت.
رجاءاً من الأخوة المشرفين على موقع الشيخ عبدالله السعد أو من يوصل لهم الإهتمام بالموقع , فوالله هذا الموقع لا يليق بطالب علم صغير. فما بالكم بالشيخ السعد. الله الله في مشايخكم , وفُّوهم حقهم عليكم. و الله المستعان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 06:36]ـ
جزاكم اللّه خيرًا وبارك فيكم أخانا الكريم أبا الوليد.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 10:57]ـ
رفع الله قدركم يا شيخ ابن رجب.
تنبيه: اسمي: سلمان بن عبد القادر أبو زيد
واياكم شيخنا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 08:51]ـ
جديد موقع شيخنا:
http://www.alssad.com/publish/cat_index_73.shtml(/)
الرد على الجنيد - للشيخ المحدث عقيل بن محمد المقطري اليماني
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 10:23]ـ
الأخ رئيس تحرير صحيفة الناس حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:-
نشكر لكم ما بذلتموه في تجلية الحق وفضح الباطل أثناء أحداث صعدة وما قبلها وما بعدها، ونشكر لكم نشر المقالات الهادفة والردود المحكمة، وإسهاما مني في هذا السبيل فقد قرأت تلك المقابلة التي أجريت مع السيد محمد يحي عبد المعطي الجنيد في العدد رقم (213) الصادر بتاريخ 28/ 7/1425هـ، فرأيت فيها من الطعن والغمز واللمز لأهل السنة، ولكتب السنة، ورأيته يمجد طريقته الصوفية ويذم غيرها، ويتهم الصحابة بالكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام فأحببت أن أجلي الحقيقة في بعض الأمور وابتدأها بالحديث حول حديث (الأئمة من قريش) الذي ادعى أنه تشريع سياسي. فأقول: (لقد ذهب إلى اشتراط القرشية في الحاكم أهل العلم ممن يعتد بخلافهم من أهل السنة والجماعة بل حكى بعضهم الإجماع على ذلك. وذهبت الشيعة إلى اشتراط هذا الشرط ضمنا حيث يرون أن الخلافة لا تكون إلا في أولاد علي بن أبي طالب على خلاف بينهم في التفصيل، هذا وقد استدل القائلون باشتراط القرشية على صحة ما ذهبوا إليه بالسنة الصحيحة والصريحة و بإلاجماع. أما السنة: فقد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تفيد أن قريشا هم ولاة هذا الأمر (أي الخلافة):-
1 - فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، و كافر هم تبع لكافر هم، تجدون من خير الناس أشد كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه) وفي رواية أخرى عنه رضي الله عنه:- ((الناس تبع لقريش في هذا الأمر)) رواه البخاري في كتاب الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة الحديث رقم (7148) ورواه مسلم في كتاب الإمارة برقم (1818).
2 - عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن هذا ألأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين)) رواه البخاري في كتاب الأحكام باب الأمراء من قريش حديث رقم (7139) وفي كتاب المناقب رقم (3500)
3 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان)) وفي رواية (ما بقي منهم اثنان) رواه البخاري في كتاب الأحكام رقم (7140) ومسلم في كتاب الإمارة برقم (1820)
4 - عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:- ((الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم ولهم مثله،ما فعلوا ثلاثا: إذا استرحموا فرحموا، وحكموا فعدلوا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم (2133) وهو صحيح على شرط الستة (أي البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة) وقد ورد هذا الحديث من حديث مجموعة من الصحابة منهم أنس وعلي وأبو برزة الأسلمي وغيرهم. وقد نص البعض على تواتر هذه الرواية. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله جمعت طرقه على نحو أربعين صحابيا ونص الحافظ (ابن حجر) على تواتره وكذلك الكتاني في (نظم المتناثر في الحديث المتواتر).
5 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر قريش فإنكم ولاة هذا ألأمر ما لم تعصوا الله فإن عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحا القضيب، لقضيب في يده) رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو يعلى الموصلي والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح (انظر مجمع الزوائد ج5ص192)
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة ... كلهم من قريش) رواه مسلم بعدة روايات في كتاب الإمارة انظر رقم (1821) هذه بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن وتركت الكثير منها خشية الإطالة وهذه الأحاديث نصوص صريحة تفيد اختصاص قريش بولاية أمر المسلمين أي الخلافة وقد عبر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ الأمر والشأن بل إنه صرح بأن الأئمة من قريش وأن الدين لا يزال عزيزا حتى يلي أمر الناس اثنى عشر خليفة كلهم من قريش. وهذا ما فهمه جماهير علماء المسلمين من سلف هذه الأمة ولم يشذ عنهم سوى من لا عبرة بخلافه من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة و الروافض. وواضح من نصوص هذه الأحاديث أن اختصاص قريش بالخلافة منوط بأمرين:
الأول: بقاء قريش وهذا واضح من نص (ما بقي منهم اثنين) وقد جاء في الحديث أن قريشا أسرع الناس موتا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أسرع قبائل الناس فناء قريش) رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 10/ 30)، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: (قومك أسرع أمتي لحوقا بي) رواه أحمد و البزار ورجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد 10/ 31) وهنا قد يبرز سؤال وهو: هل يجوز خلو قريش ممن يصلح للإمامة؟ ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز خلو قريش ممن يصلح للإمامة قالوا: وإلا لكانت هذه الأحاديث لغوا ليس لها قيمة وذهب آخرون إلى جواز ذلك وهذا القول محفوظ عن بعض المعتزلة كالجبائي، وفي هذه الحالة ينصب من غيرهم ممن يصلح للخلافة وجعلوا هذا الشرط شرط تقديم فما الذي يمنع من العدول عن القرشي إلى غيره إذا لم يصلح، وقالوا إن المراد بحديث (الأئمة من قريش) إنما هو ضرب من التكليف لأنه لا يجوز أن يريد عليه الصلاة والسلام أن الأئمة منهم من غير اختيار وعقد وإنما يعني وجوب الاختيار والبيعة.
الثاني: قيامها بحق الله عليها وهذا كما في حديث معاوية الذي رواه البخاري (ما أقاموا الدين) وحديث ابن مسعود (ما لم تعصوا الله) وحديث أنس (إذا استرحموا فرحموا، وحكموا فعدلوا، وعاهدوا فوفوا) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (وقد جاءت الأحاديث التي أشرت إليها على ثلاثة أنحاء: الأول: وعيد هم باللعن إذا لم يحافظوا على المأمور به كما في حديث أنس، وليس في هذا ما يشعر بخروج الأمر عنهم. الثاني: وعيدهم بأن يسلط عليهم من يبالغ في أذيتهم – كما في حديث ابن مسعود - وليس في هذا أيضا تصريح بخروج الأمر عنهم وإن كان فيه إشعار به. الثالث:-الإذن في القيام عليهم وقتالهم والإيذان بخروج الأمر عنهم) فتح الباري شرح صحيح البخاري (13/ 125) باختصار. وحديث القحطاني الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) انظره برقم (7117) هذا الحديث شاهد على خروج الأمر عنهم وبه يقوى أن مفهوم حديث معاوية (ما أقاموا الدين) أنهم إذا لم يقيموا الدين خرج الأمر عنهم.
ويؤخذ من بقية الأحاديث أن خروجه عنهم إنما يقع بعد إيقاع ما هددوا به من اللعن أولا وهو الموجب للخذلان وفساد التدبير وقد وقع ذلك في صدر الدولة العباسية، ثم التهديد بتسليط عليهم من يؤذيهم ووجد ذلك من غلبة مواليهم بحيث صاروا كالصبي عليه يقتنع بلذاته ويباشر الأمور غيره ثم اشتد الخطب عليهم فغلب عليهم الديلم فضايقوهم في كل شيء حتى لم يبقى للخليفة إلا الخطبة واقتسم المتغلبون الممالك في جميع الأقاليم ثم طرأ عليهم طائفة بعد طائفة حتى انتزع الأمر منهم في جميع الأقطار ولم يبق للخليفة إلا مجرد الإسم في بعض الأمصار (فتح الباري 13/ 125) هذا وقد تولى الخلافة بعد ذلك سلاطين العثمانيين وهم ليسوا بقرشين وواضح أن الذين اشترطوا القرشية قد اختلفوا حول قيمة هذا الشرط فذهب البعض إلى أنه شرط صحة فلا تكون ثمة خلافة مالم يكن الخليفة قريشاً وذهب أخرون إلى أنه شرط كمال أو تفضيل بحيث لو اجتمع قرشي وغير قرشي متساويان في استكمال الشروط المطلوبة فيقدم القرشي، إما إذا كان غير القرشي أكفأ من القرشي فيقدم غير القرشي لأن العبرة بالكفاءة لا بالنسب
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرشية إحدى مقومات الكفاءة.
والقول بأن اشتراط القرشية شرط كمال هو القول الأقوى. يدل على ذلك حديث (اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي ... ) الحديث وكذلك خروج أمر الخلافة من أيدي القرشيين أيام الخلافة العثمانية وما بعدها من دون نكير أهل العلم المعتبرين.
بل كان الجميع يدينون للحاكم بالسمع والطاعة هذا وقد استدل الجمهور على اشتراط القرشية بالإجماع , قال النووي -رحمه الله – وعلى هذا انعقد الاجماع في زمن الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة (شرح النووي على مسلم 12/ 199) وقال القاضي عياض: (اشترط كونه قرشياً هو مذهب العلماء كافة وقد اجتح به أبو بكر وعمر رضي عنهما على الأنصار يوم السقيفة فلم ينكره أحد وقد عدها العلماء في مسائل الاجماع ولم ينقل عن أحد من السلف فيها قول ولا فعل يخالف ما ذكرناه وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار) (انظر شرح مسلم للنووي الموضع السابق) ولم يخالف في ذلك إلا الخوارج وبعض المعتزلة، ولا يعتبر علماء أهل السنة قول هؤلاء قادحاً في صحة الإجماع، ولا اعتداد بقول النظام ومن من الخوارج أهل البدع أنه يجوز كونه من غير قريش ولا سخافة ضرار بن عمرو في قوله (إن غير القرشي من النبط وغيرهم يقدم على القرشي لهوان خلعه إن عرض منه أمر وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ماهو عليه من مخالفة إجماع المسلمين والله أعلم) (انظر شرح النووي على مسلم 12/ 199) ولا أعلم أحد من المتقدمين من أهل السنة قد خالف في هذا الفهم إلا مايروى عم إمام الحرمين الجويني قوله (وهذا مسلك لا أوتره فإن نقله هذا الحديث معدودون لا يبلغون مبلغ التواتر والذي يوضح الحق في ذلك أنا لا نجد في أنفسنا ثلج الصدور واليقين بصدد هذا من فلق في رسول الله صلى الله عليه وآله سلم كما لانجد ذلك في سائر أخبار الآحاد فإذا لا يقتضي هذا الحديث العلم باشتراط النسب في الإمامة، وقال في معرض آخر، وهذا مما يخالف فيه بعض العلماء وللاحتمال منه عندي مجال والله أعلم بالصواب (انظر غياث الأمم ص 163، والإرشاد ص 427) قلت قد نقلنا فيما مر أن الحديث قد بلغ إلى حد التواتر ولا عبرة بكلام من نفى ذلك ولعل العذر لمن نفى التواتر أنه لم يقف أو لم يتتبع طرق الحديث ثم إن الأحاديث ظاهرها اشتراط (القرشية) والقول بخلافها قول مخالف للنص وأما قولهم إنه خبر آحاد وخبر الآحاد لا يفيد العلم .... إلخ
فهذه مسألة خلافية الراجح أن خبر الآحاد يجب العمل بمقتضاه والقول به وإلا تعطلت الشريعة إذ أن أكثر الأخبار الواردة من هذا النوع.
ثم إن الإجماع قد حكى قبل هؤلاء النفاة فلا عبرة بقول من أراد أن ينقض الإجماع، والله أعلم هذا وإن كان الحافظ ابن حجر قد قال كما في (فتح الباري 13/ 119): ويحتاج من نقل الإجماع إلى تأويل ما جاء عن عمر) إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل) والمعروف أن معاذ بن جبل أنصاري لا نسب له من قريش. ثم قال: فيحتمل أن يقال لعل الإجماع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الخليفة قرشياً أو تغير اجتهاد عمر في ذلك والله أعلم.
قلت أثر عمر هذا الذي ذكره رواه أحمد بن حنبل في مسنده وقد ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه على المسند (1/ 201) رقم (108) وذلك بسبب انقطاع سنده لأن شريح بن عبيد لم يدرك عمر وكذلك راشد بن سعد الحمصي لم يدرك عمر فعلى هذا لا تشويش على مسالة نقل الإجماع والله الموفق.
المذهب الثاني: ـ عدم اشتراط القرشية في المرشح للخلافة وقد ذهب إلى ذلك من المتقدمين الخوارج وبعض المعتزلة كضرار بن عمرو فقد ذهب هذا الأخير إلى تقديم النبطي على القرشي إذا اجتمعا وذلك لهوان خلعه إذا خالف الشريعة بينما ذهب الكعبي إلى أن القرشي أولى بها من الذي يصلح لها من غير قريش فإن خافوا الفتنة جاز عقدها لغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأشاعرة الباقلاني والجويني وذهب جمهور الباحثين في نظام الحكم الإسلامي إلى نفي اشتراط القرشية في المرشح للخلافة وأصحاب هذا المذهب يجدون صعوبة شديدة في تقرير ذلك لكثرة الأحاديث التي تفيد اختصاص قريش بالخلافة وحكاية الإجماع الذي حكاه غير واحد من العلماء ولكنهم في النهاية لا يعدمون رأياً ويذهبون في الاستدلال لرأيهم مذاهب شتى. فمنهم من يطعن في صحة هذه الأحاديث ويرميها بالوضع على اعتبار أنها وضعت لخدمة مذاهب سياسية أو تزلفاً للحكام.
وهذا مسلك كثير من الكتاب في هذا العصر منهم (محمد بن يحي الجنيد) فهو يعرض الحديث على عقله وهواه فما وافقه قبله وإن خالفه رده، وقد رد هو وغيره كثيراً من الأحاديث الصحيحة المعتبرة كبعض أحاديث البخاري ومسلك يتنافى مع الدقة في منهج البحث عند هؤلاء المتأخرين أصحاب العقول المريضة.
بل هذا مسلك من لا بضاعة له في علم الحديث ولا غيره ولا يقول به إلا من جهل هذا العلم أو تعامي عن قبول الأخبار الصحيحة لهوى النفس وهو مسلك خاطئ فهو يؤدي في النهاية إلى رد الاستدلال بالسنة بالكلية.
ومنهم من يرفض الاستدلال بهذه الأحاديث لكونها أخبار أحاد لا تفيد العلم ولا يستدل بها في مباحث العقيدة وهذا مسلك المتكلمين وهذا المسلك من علماء الكلام مرود عند جمهور أهل السنة. ومنهم من يعارض أحاديث اختصاص قريش بالخلافة بأحاديث أخرى صحيحة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله اسمعوا له وأطيعوا).
وقد تأول أهل السنة هذه الأحاديث وبينوا الجمع بينها و هو ما قد قدمنا ه من أنه إذا اجتمع اثنان للخلافة وتوفرت فيهم الشروط وكان أحدهما قرشي قدم القرشي أما إذا تغلب غير القرشي فلا يجوز الخروج عليه، ومنهم من ذهب إلى أن أحاديث اختصاص قريش بالخلافة إنما هي مجر أخبار وليست أوامر تفيد حكماً شرعياً.
ويرد أهل السنة على هذا بأن ما جاء من هذه الأحاديث أوامر في صيغة الخبر وأن غيرها من الأحاديث قد وردت بصيغة الأمر الصريح كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قدموا قريش ولا تقدَّموها) (رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/ 637) وصححه الألباني).
كما أنها لو كانت مجرد أخبار من النبي صلى الله عليه وسلم لتحققت لأن خبر المعصوم الصادق لا بد أن يتحقق ولما ولي الخلافة إلا قرشي إلى يوم القيامة، والواقع يشهد أنه قد تولاها غيرهم فصح أنها ليست بأخبار وإنما هي أوامر.
قال الإمام ابن حزم رحمه الله كما في المحلى (9/ 360) المسالة (1769): (هذان الخبران وإن كانا بلفظ الخبر فهما أمر صريح مؤكد إذ لو جاز أن يوجد الأمر في غير قريش لكان تكذيباَ لخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كفر ممن أجازه). ومنهم من ذهب إلى تعليل هذه النصوص وأن العلة من اختصاص قريش بالخلافة أنهم أهل الشوكة والمنعة وأن عصبتهم كافية لسوق الناس بعصا الغلب إلى ما يراد منهم وأنه حيث كانت العصبية كانت الخلافة، واليوم وقد زالت عصبية قريش بل إن العصبية لم يعد لها مكان في حكم الشعوب وحل محلها رضاء الشعوب عن الحكام وتأييدهم لهم وشرعية السلطة فلا مكان لهذا الشرط، وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون كما في مقدمته ومشى عليه كثير من الكتاب المعاصرين.
وتعليل النصوص بالعصبية أمر غير مسلم أصلاً وذلك لأن الأنصار كانوا أولى قوة وشوكة وكانوا أصحاب الدار (المدينة النبوية) التي يدين لها المسلمون بالولاء وبسيوفهم دخل الناس في دين الله أفواجا بين راغب وراهب فلم يمنعهم عن الخلافة إلا وجود النص على قريش ولذلك رجعوا عن قولهم (منا أمير ومنكم أمير) لقول أبي بكر (الأئمة من قريش).
كما أن الخلافة لم تذهب لأقوى بطون قريش وأقربهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم بنو هاشم أو بنو أمية بل ذهبت إلى بني تميم وليسوا بأعز بطون قريش.
كما أن عصبية قريش لم تمنع العرب من الارتداد عن دين الله بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ولم تعدهم العصبية إلى حظيرة الدين والدولة بل إن العصبية هي التي أدت إلى ردة معظمهم ولم يعودا إلى حظيرة الدين والدولة إلا بقوة إيمان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومنهم من ذهب إلى أن هذه الأحاديث تخالف المبادئ الإسلامية العامة كمبدأ المساواة بين المسلمين ولأن الإسلام قد نهى عن العصبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هؤلاء (محمد يحي الجنيد) كما قال في مقابلته مع صحيفة الناس العدد (213) الصادر في 28/ 7/1425هـ الموافق 13/ 9/2004م حيث قال عن هذه الأحاديث بأنها (تشريع سياسي معروف وكنا قد فندنا قبل سنين وقلنا إن ذلك إدعاء يتنافى مع جوهر الشرع الحكيم ومن أخبارهم السياسية قولهم (الأئمة من قريش) وكان ذلك انقلاب واضح على الأنصار على الأنصار).
كذا قال العلامة الجنيد كما يصفه الصحفيون (وكان انقلاب واضح …) والصحيح أن يقول العلامة الجنيد (انقلاباً واضحاً). أقول لا أدري ماهو المنهج العلمي الذي يتبعه الجنيد في الحكم على الأحاديث هل هي قواعد المحدثين في الحكم على الأسانيد التي بها وصل إلينا القرآن ووصلت سنة النبي عليه الصلاة و السلام أم غير ذلك.
الذي أعرفه أن الجنيد لا يفقه شيئاً في علم الحديث وإنما يعرف ويتقن الضرب بالدف والموالد والحضرات والنحبة) بل ليس له صلة بالعلوم الشرعية لأن الصوفية المعاصرة بضاعتها في العلم مزجاة ولمشكك أن يشكك الأمة بالقرآن كما هو مذهبه المبطن ومذهب الشيعة و الروافض الذين يقولون بتحريف القرآن لأنه حينئذ لا ينضبط الأمر.
لأن الجنيد وأمثاله يحكمون عقولهم المريضة وأهواءهم المضطربة وهذا أيضاً من مذ هب الشيعة فهم يقدمون العقل على النص.
ثم إذا لم يمش الناس وفق قواعد الحديث ومصطلحه تسقط السنة بأكملها بل الأدهى من ذلك أن مذهب الجنيد الآخر (مذهب التصوف) لا يُعمل قواعد الحديث بل هم يسقطون جميع الأسانيد ويدعون أنهم يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أحاديثه مباشرة إما عبر المنامات أو أنه عليه الصلاة والسلام يمر عليهم يقضه ومنهم من يقول في أهل السنة (إن علمكم ميت عن ميت أما علمنا فحي عن حي (حدثني قلبي عن ربي).
إن هذه التشكيكات الشيطانية التي يطرحها الجنيد في كتب السنة ومنها صحيح البخاري ومسلم الذين تلقتهما الأمة بالقبول وهي أصح الكتب بعد كتاب الله.
لم يطعن فيها إلا الروافض ثم هذا يتصادم مع ما وعد الله به (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومعلوم أن حفظ القرآن حفظ السنة لأنها هي الشارحة والمبينة للقرآن قال تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم) وقال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي).
ثم هذا يوصلنا في الأخر إلى التشكيك حتى في نسب الجنيد وأنه من أهل البيت كيف يستطيع أن يثبت لنا هذا هل هو عن طريق السند أم بالهوى أما عن طريق السند فلمشكك وطاعن أن يطعن في نسبه ويضعف أسانيده وإن كنا لا نطعن في نسب أحد لأن ذلك من أمور الجاهلية كما صح في الحديث لكن سيقول هذا الطاعن والمشكك كيف تتجرأ على سنة النبي صلي الله عليه وسلم ولا يتجرأ أحد على اسناد نسبك فنسلك معك نفس مذهبك وإما إذا كان بالهوى فلكل أحد أن يدعي أنه من أهل البيت ثم من هم العلماء الذين سبقوك إلى الطعن في الصحيحين وفي حديث (الأئمة من قريش) وحيث وقد ادعى الجنيد التحرر (يعني الاجتهاد) فنحن نسأله متى يبلغ الإنسان مرتبة الاجتهاد وهل ذلك بالهوى أم لابد أن يسلك سلماً تعليمياً فإن قلت بالهوى ولا أظن أنك تقول ذلك فلا يبقى إلا سبيل العلم فالسؤال ما هي العلوم التي أتقنتها؟ وهل تعاملك مع حديث (الأئمة من قريش) سائر وفق المناهج العلمية؟
و فرق واضح بين ما عرضناه سابقاً في مناهج العلماء ومنهجك ثم قال الجنيد في نفس المقابلة مع الصحيفة (ومن أخبارهم السياسية قولهم (الأئمة من قريش) وكان ذلك انقلاب واضح على الأنصار). ياترى أليس هذا طعناً واحتقاراً لأهل السنة حين قال ومن أخبارهم ثم نسب هذا الخبر إلى السياسة ولم ينسبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقد قدمنا كلام العلماء حول الحديث بل نقل بعضهم أنه متواتر فكلام من يقدم كلام العلماء أم كلام الجنيد ثم أليس هذا طعناً في أبي بكر رضي الله عنه وكأنه يقول هذا خبر كذبه أبوبكر ليضلل على الأنصار ولينتزع منهم الخلافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل بعد هذا الطعن من طعن إنه يظهر مكنون حقده على صحابه رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي لقاء اسبق معه في جريدة الثقافية قال (أما معاوية فلم يقاتل معه سوى الطلقاء الذين أطلقهم الرسول يوم الفتح وأكثرهم جلابيب غلاظ القلوب وهم أصحاب الدنيا) فالجنيد صاحب فكر مهجن (صوفي + شيعي) والمعلوم عند الجميع أن الصوفية في اليمن لم تكن على هذا المنهج بل هي شافعية ولعل الجنيد لم يقرآها على الوجه الصحيح فظنها شيعية) ثم نقول أخيراً على دعوى مخالفة هذه الأحاديث للمبادئ الإسلامية فيه كمبدأ المساواة) نقول إن التفضيل لا يعني إقرار العصبية لأن الإمام ليس له في نظر الإسلام ميزة عما سواه فهو مثلهم إلا أنه أكثرهم حملاً واختصاص البعض بحكم شرعي لا يعني الخروج على المساواة وإقرار مبدأ التعصب المذموم وقد خص الشارع قريشاً بأن الإمامة فيهم وخص بني هاشم بتحريم الصدقة عليهم واستحقاقهم الخمس من الغنائم.
والمعروف عن الجنيد أنه يفخر بأنه (سيد) فهل عمله هذا موافق للمبادئ الإسلامية وهل يجيز لنفسه أن يأكل من (الصدقات) أوساخ أموال الناس.
هذا ما نريده أن يبينه لأنه ذكر أن بعض الناس يعطيه أموالاً هل هذه صدقات أم هبات وهدايا فإن كان سيقول (نحن تحرم علينا الصدقات) قلنا هذا تفضيل لأهل البيت وفارق من الفوارق وإن كان يأكلها فلنا كلام آخر معه!!.
وإما إجابته عن سؤال (أنتم لا تجوزون المسح على القدم في الوضوء لكنكم تجوزون تقبيله من قبل المريدين) استدل على الجواز بحديث (الجنة تحت أقدام الأمهات) فقاس قدمه على قدم الأم بجامع خفض الجناح والترفق بها والاعتراف بالجميل، وهذا من أفسد أنواع القياس لم يقل به أحد من العلماء المعتبرين ونحن نطالب الجنيد بأن يذكر لنا سلفه من العلماء الذين قالوا بقوله.
ثم بالله عليكم من أزكى عند الله وأحب محمد يحي الجنيد أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لا شك أنه رسول الله ومع هذا ما قبل أحد من الصحابة قدمه الشريفة عليه الصلاة والسلام أتراهم كانوا لا يحبونه وهم الذين فدوه بآبائهم وأمهاتهم بل بأرواحهم وقد صح في الحديث كما في مسند الإمام أحمد من حديث أنس رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب الناس إلى الصحابة ومع هذا كانوا إذا رأوه لم يقوموا له) ثم الجنيد لما بين له الصحفي فساد قياسه وأن الواقع أن الناس يقبلون قدميه حاول الجنيد التهرب وقال إن هذا لا يخالف الشرع. والصحيح أن هذا يخالف الشرع بدليل أن هذا لم يفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقاعدة التي يذكرها العلماء معروفة (كل أمر وجد مقتضاه في زمن رسول الله ولم يفعل ففعله بعده بدعة) وتقبيل قدميه عليه الصلاة والسلام وجد مقتضاه في حياته عليه الصلاة والسلام ولم يفعل مع شدة محبتهم له عليه الصلاة والسلام فتبين أن فعله غير جائز.
ومعلوم أن هناك فوارق بين محبة الصحابة للرسول عليه الصلاة السلام ومحبة مريدي الجنيد للجنيد فالصحابة محبتهم خالصة والمريدين محبتهم مرهونة بالمصالح الدنيوية ولو لم يعطهم الجنيد من لعاعة الدنيا لا نفضوا من حوله وهم على مراتب وفي الختام يجب أن أنوه إلى أن الجنيد يستعمل (التقية) التي هي من عقيدة الروافض حتى لا بنسب للحوثي ولا يحسب عليه ومن قرأ تصريحاته ومقالاته قبل الأحداث في (الثقافية) و (الأمة) عرف منهجه، وفي أيام الفتنة لم بنبس ببنت شفة وما تكلم إلا وقد أطفاء الله نار الحرب، وهو يطعن في الصحابة وفي الصحيحين وغيرها، فهذا التراجع منه ليس تغييراً للمنهج إنما هو من باب استخدام (تقية الروافض) ونحن من باب النصح لولاة الأمر بعامة ولقيادة محافظة تعز بخاصة نحذر من أفكار هذا الرجل فلا تغرنكم (نحباته ولا مايقوم به من موالد ولا تظنوه دوريشاً من جملة الدارويش) ..
والله من وراء القصد
وكتب /عقيل المقطري(/)
كلمات سلفية في أركان الإيمان ...
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[16 - May-2007, صباحاً 07:31]ـ
إنَّ الْحمْد لِلهِ نحمده، ونسْتَعينُه، وَنستغفِره، ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفسنا ومنْ سيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يهْده الله فلا مُضلَّ له، ومنْ يُضْللْ فَلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأشْهدُ أَنَّ مُحمدًا عبدهُ ورسُولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} (آل عمران:102).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما} (الأحزاب:70 - 71).
أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النَّار.
إنَّ المتصفح للتاريخ الإسلامي يجد أن هذه الأمة الإسلامية الخاتمة كانت في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، قوية الشوكة، لكنها لما أضاعت أمر ربها، وبدلت سنة نبيها (ص)، وراجت أسواق الشرك والبدع والتبعية؛ صار أمرها إلى إدبار، وعزها إلى إذلال، ومجدها إلى زوال، فهذا حالها لا يخفي على أحد:
من ضياع للهوية، ومن تمييع للقضية، ومن إهدار للأهمية، ومن تجريد من الأفضلية، حتى صارت أمة ذليلة بين الأمم؛ يتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، ولولا أنها الأمة الخاتمة التي تعهد الرب بحفظها؛ لأصبحت تاريخاً دابراً تتحاكاه الأجيال تلو الأجيال؛ ولكنها سنن الله الربانية في الكون التي لا تحابي ولا تجامل أحداً.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11). (ا)
أقول: في خضم هذه الفتن والابتلاءات، وتلك الشبهات والشهوات، ما لمثلي أن تَخُطَ يداه، ثم هو يَزْعُمُ أنه من الناصحين لله، ومن الذابين المدافعين عن سنة رسول الله (ص)، ولكن لِمَا سبق من نية أرجو من الله عليها الإثابة، ومن رغبةٍ أرجو من الله لها استجابة؛ كيما يفيق من هذه الأمة شباب، يعظمون مقام ربهم، ويتمسكون بغرس نبيهم، ويرفعون شأن دينهم، بعقيدة سلفية أثرية، من البدع والأهواء والشبهات نقية، تقودهم في متاهات السبل، وغيابات الطرق، في عصر صار الإعراض عن دين محمد عنوان، وصار لكل شاردة لسان، ولكل شاذة بنان، ولا حول ولا قوة إلا بالله المستعان.
فجمعت - بحول الملك الوهاب - كلمات من وحى الجنان، وخط البنان، من أقوال من سبق ولحق من العلماء الربانيين المحققين، ممن أفنوا في تقرير عقيدة السلف الصالح الأعمار، وسُفِكَتْ من أجل ذلك دماؤهم أنهار؛ فصاروا ممن تُسْتَنْزل بذكرهم الرحمات، وتعلوا بحبهم الدرجات، فجعلت:
أختصر اختصارًا كلام هذا، وأزيد تفصيلاً كلام هذا، وأبين مراد هذا، وخلاصة قصد هذا، وأضم شارد ذاك إلى هذا، ثم آثرت أن لا تخلوا هذه الكلماتب من فرائد الفوائد، ونكت اللطائف، لتكون هاديًا للشريد، ومعينًا للمريد، وزادًا للمستزيد.
وقد رتبتها على سبيل انتهجته، وطريق سلكته، أحسبه قريب من المبتدئين المقتصدين، غير بعيد من المتمرسين الدارسين، فبدأته ببيان لأهمية المعتقد الصحيح، ثم أتبعتها بمباحث رشيدة في كيفية تناول العقيدة، ثم تناولت صلب الكتاب وهو (أركان الإيمان)، بشيء من التفصيل، وذكر وعرض للدليل، وكيف لا أفعل؟! ونحن مع الدليل ندور؛ فنسير معه حيث سار، ونقف أينما حط الرحال. (ب)
هذا؛ وأني - في ذلك كله - على عقيدة السلف الصالح أسير؛ لا أبدل فيها ولا أزيد، ولا أزيغ عنها ولا أحيد، وهذا جهد المقل، وعلى الله ربنا التكلان.
قال الإمام المزني: لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأً، أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه. (ج)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن تجد عيبًا فسد الخللا ... فجل من لا عيب فيه وعلا
وختاما؛ إني لأرجو أن تكون هذه الكلمات زادًا لي إلى إلهي ومولاي، وهادياً لي في ديني ودنياي، وأنيسًا لي في قبري ومثواي، وسببًا في شفاعة الشافعين لي في معادي وأخراي ... (د)
وهذا ما أردت تسطيره، ورمت تقريره، (واستمدادي المعونة والهداية والتوفيق والصيانة - في هذا وجميع أموري - من رب الأرضين والسماوات، واسأله التوفيق لحسن النيات، والإعانة على جميع أنواع الطاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتى الممات، وأن يفعل ذلك بوالدي، ومشايخي، وأقربائي، وإخواني، وسائر من أحبه، أو يحبني فيه، وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا برضاه، ومحبته، ودوام طاعته، وغير ذلك من وجوه المسرات، وأن يطّهر قلوبنا وجوارحنا من جميع المخالفات، وأن يرزقنا التفويض إليه، والاعتماد عليه في جميع الحالات.
اعتصمت بالله، وتوكلت علي الله. ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، حسبي الله ونعم الوكيل). (هـ)
وعنك إشارتي، وإليك قصدي ... ومنك مسرتي، ولك انقيادي
وأنت ذخيرتي، وبك اعتمادي ... وفيك تألهي، وبك انتصاري ......................
(ا) قال الإمام محمد بن جرير الطبري - عليه رحمة الله - في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ): (إن الله لا يغير ما بقوم، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض، فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره) ا. هـ تفسير الطبري.
(ب) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - عليه رحمة الله -: (ولا نعلم أن الله أعطى أحدًا من البشر موثقًا من الغلط، وأمانًا من الخطأ، فيستنكف له منها، بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف والعجلة، فقال: خلق الإنسان من عجل، وخلق الإنسان ضعيفا، وفوق كل ذي علم عليم.
ولا نعلمه خص بالعلم قومًا دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركًا مقسومًا بين عباده، يفتح للآخر ما أغلقه عن الأول، وينبه المقل فيه على ما أغفل عنه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتال يعتبر على ماض، وأوجب على كل من علم شيئًا من الحق أن يظهره وينشره، وجعل ذلك زكاة العلم، كما جعل الصدقة زكاة المال.
وقد قيل لنا: (اتقوا زلة العالم)، وزلة العالم لا تعرف حتى تكشف، وإن لم تعرف هلك بها المقلدون، لأنهم يتلقونها من العالم بالقبول، ولا يرجعون إلا بالإظهار لها، وإقامة الدلائل عليها، وإحضار البراهين، وقد يظن أن هذا اغتياب للعلماء، وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: (اعف عن ذي قبر)، وليس كما ظنوا، لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل لحوم الميتة. فأما هفوة في حرف، أو زلة في معنى، أو إغفال أو وهم أو نسيان، فمعاذ الله أن يكون هذا من ذلك الباب، أو أن يكون له مشاكلا أو مقاربا، أو يكون المنبه عليه آثما، بل يكون مأجورا عند الله، مشكورا عند عباده الصالحين، الذين لا يميل بهم الهوى، ولا تدخلهم عصبية، ولا يجمعهم على الباطل تحزب، ولا يلفتهم عن استبانة الحق حسد.
وقد كنا زمانا نعتذر من الجهل، فقد صرنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم، وكنا نؤمل شكر الناس بالتنبيه والدلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال، ولا ينكر مع تغير الزمان، وفي الله خلف وهو المستعان) ا. هـ "الفرق بين النصيحة والتعيير" نقلا عن "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشريف حاتم (صـ 6،7).
(ج) "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب البغدادي (1/ 6).
(د) هذا: وإني والله الذي في السماء لفي غاية الشوق لتصحيح أخ شفيق، وناصح رفيق، لما نبا عنه البال، وشط به الحال، من خطأ أو عزو أو زلل أو نسيان، فلا تحرمني أخي - مشرفا كنت أو عضوا - أي نصح مما خطر على بالك - أراح الله بالك من الهم والحزن - ولو كان قليلا يسيرا، أو حتى احتمالا، فالمرء بأخوانه، وإنما هي مذاكرة ... أدام الله علينا ستره الجميل في الدنيا والآخرة ...
(هـ) "مقدمة التنقيح في شرح الوسيط" للنووي (1/ 81).
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 11:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 09:47]ـ
الشيخ الفاضل آل عامر جزاك الله خيرا علي مرورك، وبارك في علمك وسعيك ...
(المبحث الأول)
أهمية العقيدة الإسلامية
اتفق علماء الإسلام قديماً وحديثاً على أهمية تناول العقيدة الصحيحة - عقيدة السلف -:
روايةً ودرايةً، علمًا وعملاً، تعلماً وتعليماً، وهذا لما للعقيدة من أهمية عظيمة في الإسلام تتمثل في أنَّ:
1 - العقيدة هي أول الواجبات على المكلفين.
قال - جل وعلا -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (محمد:19).
وقال النبي (ص) لمعاذ بن جبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما بعثه إلى اليمن:
إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ [مِنْ] أَهْلِ [الـ] كِتَابٍ؛ [فَإِذَا جِئْتَهُمْ؛] فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إليه عِبَادَةُ الله،
[- وفي رواية - يُوَحِّدُوا الله]،
[- وفي رواية - شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّي رَسُولُ الله،]
فَإِذَا عَرَفُوا الله، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله فَرَضَ عليهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا (ا)، فَأَخْبِرْهُمْ أَنّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عليهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، [وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله حِجَابٌ]. (ب)
......................
(ا) تدبر - أراك الله الحق - قوله فَإِذَا فَعَلُوا، بعد قوله فَإِذَا عَرَفُوا الأمر الذي ينبيك على أن المكلف بالشرع لن يؤديه على الوجه المرضي عنه إلا إذا كان صاحبه حسن الاعتقاد، فكأن العمل التكليفي المأتي به على الوجه الصحيح دليل وقرينه على ما يستكن في باطن المكلف من معاني الاعتقاد الشريفة.
(ب) متفق عليه: رواه البخاري (1395)، ومسلم (19) من حديث ابن عباس ...
ويبين هذا الحديث الجليل الخطوات التي يجب أن يسلكها الداعي إلى الله، فأول شيء من ذلك هو الدعوة إلى التوحيد، وإفراد الله وحده بالعبادة، والابتعاد عن الشرك صغيره وكبيره، وذلك يكون بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:33]ـ
2 - العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح معه الأعمال، وتقبل به الأقوال؛ فمن صحت عقيدته؛ صح عمله، ومن فسدت عقيدته؛ فسد عمله.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:110). (ا)
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين} (الزمر:65).
وقال رسول الله (ص): أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. (ب)
...................
(ا) (فائدة): اعلم - علمك الله العلم النافع - أن الله لا يقبل من العبد عملا حتى يتوفر فيه شرطان:
أحدهما: الإخلاص وهو شرط الباطن:
قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور} (الملك:2).
وقال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:110)؛ فالعمل الصالح هو الموافق للسنة، والشرك نقيضه الإخلاص.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (النساء:125). فإسلام الوجه هو الإخلاص، والإحسان هو متابعة سنة النبي.
وكان عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئا.
الثاني: متابعة سنة الرسول (ص) وهو شرط الظاهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال (ص): مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ. (متفق عليه: رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة، وله ألفاظ.)
فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، فكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، فقوله: (لَيْسَ عليهِ أَمْرُنَا) إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة؛ فتكون أحكام الشريعة حاكمة علىها بأمرها ونهيها، فمن كان عمله جارياً تحت أحكام الشريعة، موافقاً لها، فهو مقبول. ومن كان خارجاً عن ذلك، فهو مردود، وقد أوجب الله علينا طاعة رسوله؛ فقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر:7).
قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث بن سعد كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء؛ فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.
فقال الشافعي: قصر الليث - رحمه الله -، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء؛ فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب. (شرح العقيدة الطحاوية (1/ 502).)
وقال الإمام العلم الفضيل بن عياض - نور الله ضريحه - في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا} (هود: 7، الملك:2) قال: أخلصه وأصوبه. قيل: يا أبا علي، وما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة. (حلية الأولياء (8/ 95).)
(ب) متفق عليه: رواه البخاري (52)،ومسلم (1599) من حديث النعمان بن بشير.
قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ - وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ-:
إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ؛ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى الله مَحَارِمُهُ. أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ.
وقد أجمع أهل العلم على عظم موقع هذا الحديث وكثرة فوائده وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وسبب عظم موقعه أنه نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها، وأنه ينبغي أن يكون حلالا، وأرشد إلى معرفة الحلال، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإن ذلك سبب لحماية دينه وعرضه، وحذر من مواقعة الشبهات، وأوضح ذلك بضرب المثل بالحمى، ثم بين أهم الأمور وهو مراعاة القلب.
(أهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه) أي: مدهما إليهما ليأخذهما إشارة إلى استيقانه بالسمع. (الحلال بين، والحرام بين) معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بين واضح لا يخفى حله، وحرام بين واضح لا يخفى حرمته، ومشتبهات موجودة بين الحل والحرمة، ولم يظهر أمرها على التعيين، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس، ولا يدركون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو استصحاب أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن فيه نص ولا إجماع؛ اجتهد فيه المجتهد، فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا الحقه به صار حلالا أو حراما، وقد يكون دليله غير خال من الإحتمال، فيكون الورع تركه، ويكون داخلا في قوله: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) أي: حصل له البراءة لدينه من النقص والذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه، و (العرض) هو موضع الذم والمدح من الإنسان. (ألا وإن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه) معناه: أن ملوك العرب وغيرهم يكون لكل مَلِك منهم حمى يحميه عن الناس، ويمنعهم دخوله، فمن دخله أوقع به العقوبة، ولله أيضا حمى وهي محارمه، أي: المعاصي
(يُتْبَعُ)
(/)
التي حرمها الله فمن دخل محارم الله بارتكابه شيئا من المعاصي استحق العقوبة، ومن قاربه يوشك أن يقع فيه، فمن احتاط لنفسه لم يقاربه، ولم يتعلق بشيء يقربه من المعصية فلا يدخل في شيء من الشبهات. (مضغة) المضغة: القطعة من اللحم، سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:51]ـ
3 - التزام المنهج الإسلامي (ا) الصحيح هو طريق النجاة للفرد المسلم، وصلاح الأمة، وتوحيد كلمتها وصفوفها، ومن ثَمَّ التمكين لها في الأرض، والنصر على أعدائها. (ب)
قال - عز وجل -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} (النور:55). (ج)
..............................
(ا) (فصل): (الإسلام) لغة: الانقياد والاستسلام والخضوع.
وشرعا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك ومعاداة أهله.
فالإسلام - بمعناه العام -: هو التعبد لله بما شرع، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة، كما ذكر - جل وعلا - ذلك في آيات كثيرة؛ تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله. قال - جل وعلا - عن إبراهيم - عليه السلام -: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (البقرة:128).
وقال - جل وعلا -: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} (البقرة: 213).
والإسلام بمعناه الخاص- أي: بعد بعثة النبي (ص) -: يختص بما بُعث به نبينا محمد (ص)، لأن ما بعث به النبي (ص) نسخ جميع الشرائع السابقة، فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم، فأَتْباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم؛ فاليّهُود مسلمون في زمن موسى (ص)، والنصارى مسلمون في زمن عيسى (ص)، وأما حينما بعث النبي (ص)، وكفروا به فليسوا بمسلمين. وهذا الدين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله، النافع لصاحبه.
قال - جل وعلا -: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} (آل عمران:85).
(ب) اعلم - علمك الله - أن هذا الالتزام بالمنهج الرباني القويم هو السبيل لوحدة الدعاة إلى الله - جل وعلا -، ومن ثم وحدة المسلمين؛ تلك الوحدة التي ينشدها كل مؤمن مخلص. وكما قيل: كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.
وروي الحافظ ابن عبد البر بسنده إلى إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: كان وهب بن كيسان يقعد إلينا، ولا يقوم أبدا حتى يقول لنا: اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله. التمهيد (10/ 23).
وصاحب الاعتقاد لا يُغْلب على الإطلاق، فقد يكون أصحاب المعتقد قلة ضعيفة إلا أن العاقبة لهم ولا بد، وهذا في الحقيقة هو سر قوة المسلمين.
(ج) قال الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري - طيب الله ثراه -: (يقول تعالى ذكره: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (مِنكُمْ) أيها الناس، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وأطاعوا الله ورسوله فيما أمراه ونهياه؛ (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْض وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) يقول: ليورثنهم الله أرض المشركين من العرب والعجم، فيجعلهم ملوكها وساستها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) يقول: كما فعل منْ قبلهم ذلك ببني إسرائيل، إذ أهلك الجبابرة بالشأم، وجعلهم ملوكها وسكانها، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) يقول: وليوطئنّ لهم دينهم، يعني: ملتهم التي ارتضاها لهم، فأمرهم بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: وعد الله الذين آمنوا، ثم تلقى ذلك بجواب اليمين بقوله: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم) لأن الوعد قول يصلح فيه (أن)، وجواب اليمين كقوله: وعدتك أن أكرمك، ووعدتك لأكرمنك ...
وقوله: (يَعْبُدُونَنِي) يقول: يخضعون لي بالطاعة، ويتذللون لأمري ونهيي، (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) يقول: لا يشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها، بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليَّ دون كل ما عبد من شيء غيري ... ) ا. هـ تفسير الطبري باختصار.
(توضيح): تدبر- أخي الكريم - قوله - جل وعلا -: (يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)؛ فجملة (يَعْبُدُونَنِي) في محل نصب الحال؛ أي: أن الأمة لابد أن تكون في كل أحوالها عابدة لله - جل وعلا -، ثم الجملة الثانية (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) جملة أخري تصف حال الأمة في عبادتها لله - جل وعلا - يجب أن تكون عبودية خالصة خالية من كل شوائب الشرك والبدع والهوى.
(نقل): يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر - حفظه الله -: (العقيدة الإسلامية وحدها هي التي تجيب عن التساؤلات التى شغلت، ولا تزال تشغل الفكر الإنساني، بل وتحيره:
من أين جئت؟ ومن أين جاء هذا الكون؟ وما الموجد؟ وما صفاته؟ وما أسماؤه؟ ولماذا أوجدنا، وأوجد الكون؟ وما دورنا في هذا الكون؟ وما علاقتنا بالخالق الذي خلقنا؟ وهل هناك عوالم غير منظورة وراء هذا العالم المشهود؟ وهل هناك مخلوقات عاقلة مفكرة غير هذا الإنسان؟ وهل بعد هذه الحياة من حياة أخرى نصير إليها؟ وكيف تكون تلك الحياة إن كان الجواب بالإيجاب؟
لا توجد عقيدة سوى العقيدة الإسلامية اليوم تجيب على هذه الأسئلة إجابة صادقة مقنعة، وكل من لم يعرف هذه العقيدة، أو لم يعتنقها، فإن حاله لن يختلف عن حال ذلك الشاعر البائس (أ) الذي لا يدري شيئًا:
جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيت،
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت،
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت،
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ ... لست أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟
هل أنا حر طليق، أم أسير في قيود؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي، أم مقود؟
أتمنى أنني أدري ولكني. ... لست أدري
وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد، أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب، أم الدرب تسير؟
أم كلانا واقف، والدهر يجري؟! ... لست أدري
ليت شعري, أنا في عالم الغيب الأمين،
أتراني كنت أدري أنني فيه دفين،
وبأني سوف أبدو، وبأني سأكون،
أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟! ... لست أدري
أتراني قبلما أصبحت إنسانًا سويًا،
كنت محوًا أو محالًا أم تراني كنت شيئًا؟
ألهذا اللغز حل؟ أم سيبقى أبديا؟
لست أدري، ولماذا لست أدري؟ ... لست أدري
أي حيرة هذه؟! وأي قلق تجلبه هذه المجاهيل للنفس الإنسانية؟! ألا يستحق أبناء هذا القرن الذين فقدوا المعرفة بالحقائق الكبرى التي لا تستقيم حياتهم إلا بها هذه الهموم التي تملأ النفس وتسبب الأوجاع والعقد النفسية؟!
وأين هؤلاء من المسلم الذي يدري، ويعرف معرفة مستيقنة كل هذه الحقائق؟! فإذا به يجد برد اليقين، وهدوء البال، وإذا به يسير في طريق مستقيم إلى غاية مرسومة يعرف معالمها، يدري غايته ...
(لست أدري) تلك هي الإجابة عن التساؤلات الخالدة، ليست قولة شاعر فحسب، (فسقراط) الفيلسوف الذي يعد من عمالقة الفلاسفة، يقول بصريح العبارة: (الشيء الذي لا أزال أجهلة جيدًا أنني لست أدري) (ب)، بل إن (اللاأدرية) مذهب فلسفي قديم.
بالإسلام وحده يصبح الإنسان يدري من أين جاء؟ وإلى أين المصير؟ ويدري لماذا هو موجود؟ وما دوره في هذا الوجود؟ يدري ذلك حقًا وصدقًا، وفرق بين من يدري ومن لا يدري {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} (الملك: 22).)
ا. هـ "العقيدة في الله" (صـ:15، 16، 17).
...........................
(أ) هو إيليا أبو ماضي من قصيدة له طويلة بعنوان (الطلاسم) من ديوانه (الجداول) صـ: 106.
(ب) الدين: لداراز: 69.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:53]ـ
4 - الانحراف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأصولها الثابتة، وأسسها السليمة، وقواعدها المتينة = مهلكة وضياع؛ حيث أنَّ العقيدة الصحيحة هي الدافع إلى العمل الصالح النافع.
فالفرد المسلم بغير عقيدة صحيحة يكون إنسانًا ضائعًا تائهًا، تتخطفه الفتن والأوهام والشكوك والشبهات (ا).
.................
(ا) ذلك لأن العقيدة هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات، ويوجه السلوك، ويتوقف على مدى انضباطها وإحكامها كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التى تساور القلب والمشاعر التي تعمل في جنبات النفس، والهواجس التي تمر في الخيال، هذه كلها تتوقف على هذا الجهاز الحساس، فهي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فسادًا كبيرًا في التصرفات، وانفراجًا هائلاً عن سواء الصراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 11:01]ـ
5 - المنهج العقدي السلفي (ا) ليس منهجًا فكريًا أو ثقافيًا، بل هو منهج متكامل الجوانب، واضح المعالم، صحيح الدليل، قوي الحجة، موافق للفطر السليمة، والعقول الصحيحة، والقلوب السويَّة.
منهج يتحرك به المسلم في العقيدة، والعمل، والعبادة، والدعوة، والسلوك، والأخلاق، والمعاملات؛ ويلتزم به في كل نواحي الحياة.
وإلا فما الفائدة من أن يُحْسِنَ المسلم المسائل العلمية (ب)، وهو لا يُحْسِنُ أن يتق الله.
...............
(ا) (فصل): السلفية:
لغة: نسبة لمن (سلف) أي: مضى؛ فيقال للماضي: السالف، وقال (ص): (أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير) (ا)، فالسلف لغة: هم من تقدمك من آبائك، وذوى قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل.
واصطلاحاً: هي ما كان عليه النبي والصحابة الكرام، والتابعين لهم، وأئمة الإسلام العدول التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، خلفًا عن سلف، مروراً بالأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، والشافعي محمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل، والسفيانين: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والحمادين: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، وتلميذه محمد بن أبى بكر ابن القيم، والحافظ إسماعيل ابن كثير ... إلى عصرنا اليَوْم ... التزاماً بعقيدة أهل السنة والجماعة اعتقادًا وقصدًا وقولاً وعملاً؛ خلافاً للفرق الضالة والمبتدعة، (والتحديد الزمني ليس شرطًا في ذلك؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنَّة في العقيدة والأَحكام والسلوك بفهم السَّلف، فكل من وافق الكتاب والسُّنَة فهو من أتباع السَّلف، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان، ومن خالفهم فليس منهم، وإن عاش بين ظهرانيهم). (ب)
وعليه: فالسلفية تربط المسلم بالسَّلف الصالح من الصحابة الكرام، وبمَن تبعهم على منهجهم القويم، الراسخين في العلم، المهتدين بهدي النبي، الحافظين لسنته، القائمين بأمره، والمدافعين عن دينه؛ فتزيده عزَّةً وإيمانًا وافتخارًا، فهم سادةُ الأولياء بحق، وأئمَّة الأتقياء بصدق؛ أفرغوا فى نصح الأمة نفعهم، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم.
قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} (التوبة:100).
وقد اشترط الله على جميع المسلمين أن تكون عقيدتهم مطابقة لعقيدة الصحابة فقال تعالى: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} (البقرة:137).
والأمر كما قال ابن مسعود: (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه؛ يقاتلون على دينه. فما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيء) (ج).
وكما ورد عن ابن عمر أنه قال: (مَن كان مستنًّا؛ فليستنَّ بمَن قد مات. أولئك أصحاب محمّد كانوا خيرَ هذه الأمة؛ أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم كانوا على الهدى المستقيم، والله ربِّ الكعبة) (د).
(فائدة): أما عن الانتساب إلى مذهب السلف: فقد قال (ص): فعليكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ. (هـ)
فـ (لا عيب على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه باتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا). (و)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا (ولفظ (السَّلفيَّة) أَصبح علمًا على طريقة السلف الصَّالح في تلقي الإِسلام وفهمه وتطبيقه، وبهذا فإنَّ مفهوم السَّلفيَة يطلق على المتمسكين بكتاب الله، وما ثبت من سُنَّة رسول الله - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم - تمسكًا كاملاً بفهم السَّلف) (ز)
(وإذا كان ذلك بعضاً من مزايا المنهج السلفي، فحق لنا أن نقول: نحن أهل سنة بلا فخر، وسلفيون بلا خجل، ونحن نعتقد أن السنة والسلفية ليستا حكرا علينا، بل كل من سلك السبيل، وأعتقد المعتقد الذي عليه سلف الأمة - رسول الله صلى الله عليه، وعلى آله وسلم وصحابته -، ومن تبع سبيلهم من العلماء؛ فهو سني سلفي، لكن ليتفقد كل امرئ نفسه، فإن الأمر دين، والسفر طويل، والعقبة شديدة، والحساب عند الذي يعلم السر وأخفى). (ح)
(فائدة): (السلفية) لم يؤسسها أحدٌ من البشر في أيِّ زمانٍ أو مكان؛ فلم يكن الأئمة الأربعة، ومَن سمَّيْنا من الأئمة، ولا التابعون، ولا أصحاب محمد، ولا محمدا، ولا مَن مضى مِن قبله من النبيين والمرسلين مؤسسين للسلفية، بل هي من عند الله جاءت؛ فالنبيون والمرسلون بلغوا عن الله ما أراده من الشرْع، ومَن بعدهم دعاة إلى الله وِفْق هذه الشَّرْعِية؛ ولهذا فإنه ليس لها مستند سوى (النص والإجماع)، فجميع أقوال الناس وأعمالهم ميزانها عندنا شيئان: (النص والإجماع)؛ فمن وافق نصًّا أو إجماعا قُبل منه، ومن خالف نصًا أو إجماعا؛ رُدَّ عليه ما جاء به من قول أو فعل كائنا مَن كان.
ثم إن كان هذا المخالف أصوله سنية، ودعوته شرعية، فإنَّ خطأَه يرد، ولا يُتابع على زلته، وتُحفظ كرامته، وإن كان ضالاًّ مبتدعا لم يعرف للسنة وزنًا، ولم تَقم لها عنده قائمة، مؤسسًا أصوله على الضلال، فإنه يُرد عليه كما يُرد على المبتدعة الضُلاَّل، ويقابل بالزَّجر والإغلاظ والتحذير منه، إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من التحذير منه.
.....
(ا) متفق عليه.
(ب) الوجيز في عقيدة السلف الصالح (أهل السنة والجماعة) للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري، مراجعة وتقديم الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
(ج) رواه أحمد (1/ 359)، والطبراني في "الكبير" (9/ 112)، وفي "الأوسط" (4/ 58)، والطيالسي (246)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 375).
(د) رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 305).
(هـ) حديث صحيح، ويأتي تخريجه.
(و) مجموع الفتاوي.
(ز) "الوجيز في عقيدة السلف الصالح".
(ح) "أتحاف النبيل بأجوبة أسئلة علوم الحديث والعلل والجرح والتعديل" للشيخ أبي الحسن المأربي السليماني. (1/ 17).
(ب)
(فائدة): اتفق العلماء على أن العلم الشرعي من حيث وجوبه قسمان: فرض العين، وفرض الكفاية:
فرض العين: وهو ما يجب على كل مكلَّف (مسلم بالغ عاقل) أن يتعلمه - على حسب ما يقدر عليه من الاجتهاد لنفسه -، ولا يصح أن ينوب فيه بعض المسلمين عن بعض، وهو العلم الذي لا يتمكن المكلَّف من أداء الواجب الشرعي الذي تعين علىه فعله إلا بتعلمه. وهو نوعان:
1 - ما يجب أن يتعلمه المسلم ابتداءً، وذلك لتكرار وقوعه، وهذا أيضا قسمان:
(أ) - قسم عام (العلم الواجب العيني العام): وهو ما يشترك فيه جميع المكلفين، ويلزمهم معرفته بلا استثناء، كالإيمان المجمل (أصل التوحيد) من معرفة الله، وتوحيده وأسماءه وصفاته، وصدق رسله، وإفراده بالعبادة، وأحكام الطهارة والنجاسة، والصلاة وأركانها، وشروطها، والصيام، ومعرفة الحلال والحرام من المأكل والمشرب والملبس والأموال والدماء والفروج ... إلخ تلك الضروريات.
(ب) - قسم خاص (العلم الواجب العيني الخاص): وهو ما يجب على بعض المكلفين دون بعض:
إما لقدرتهم على أدائه كالزكاة والحج، وإما لشروعهم في عمل من الأعمال اختياراً كالنكاح والتجارة، وإما لتعيّن واجب علىهم كالقضاة وأمراء الجهاد؛ فمن تعيّن عليه واجب أو اشتغل بمباح كالنكاح والتجارة؛ وجب علىه تعلم أحكامه دون غيره.
2 – ما لا يجب أن يتعلمه المسلم ابتداء (النوازل): وهى الأشياء نادرة الحدوث، فإذا ألمت به لامة، ونزلت به نازلة؛ فلابد أن يعلم وجه الحق فيها وذلك: إما بتعلمها - بحثًا واستفراغًا للجهد في إصابة وجه الحق فيها حسب طاقته واستطاعته -، وإما بالسؤال عنها عند وقوعها أو عند توقع وقوعها.
وفرض الكفاية: وهو ما يجب على الأمة الإسلامية ككل تعلمه وحفظه، فإن قام بهذا البعض بما يكفي، كان لهم الفضل والثواب، وسقط الإثم عن الكل، وإن لم يقم به هذا البعض بما يكفي؛ أثم الكل.
ويشتمل هذا العلم تحصيل: ما لا بد للمسلمين منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية (علوم الألات)؛ كحفظ القرآن كله، والأحاديث وعلومها، والفقه، والأصول، واللغة، والسيرة، والنحو، والصرف، والمعاني والبيان، واجتماع العلماء وافتراقهم.
وما لا بد لهم منه في إقامة دنياهم (علوم الصناعات): كالفلاحة، والطب، والتجارة، والهندسة ... إلخ.
انظر "إحياء علوم الدين" للغزالي،
و"الجامع في طلب العلم" للشيخ عبد القادر عبد العزيز.
و"تحصيل المأمول" د. أحمد النقيب.
(تنبيه): واعلم - رحمك الله - أن: (على كل مسلم أن يجتهد ويبذل وسعه في معرفة أحكام الدين التي تتمثل في:
• معرفة الله.
• معرفة النبي (ص).
• معرفة ما شرع الله، وما شرع نبيه (ص).
• معرفة الصحابة الكرام، والترضي عليهم، ونصرتهم ...
• التمييز بين الحق و الباطل، والسنة والبدعة، ومواضع الافتراق والاتفاق ...
والمسلمون في كل هذا على درجات متفاوتة: فمنهم المقلد، ومنهم طالب العلم، ومنهم المتبع، ومنهم العالم، ومنهم المجتهد، وكلهم يجتمعون في أصل الاجتهاد على القدر الذي يوفقه الله فيه؛ كل حسب جهده واستطاعته ... ) من كلمات فضيلة الدكتور أحمد النقيب - حفظه الله.
(تفصيل): تنقسم الديانة (الإسلام) إلى قسمين:
أولاً: إعتقاديات (عقيدة): وهى التي تتعلق بالقلب؛ مثل اعتقاد ربوبية الله، وألوهيته، وبقية أركان الإيمان من الغيبيات والسمعيات.
ثانياً: عمليات (شريعة): وهى الأحكام العملية التي يُخَاطب بها المكلف؛ فهي تتعلق بكيفية العمل مثل: الصلاة و الزكاة والصيام والجهاد وبر الوالدين وسائر الأحكام العملية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 09:48]ـ
7 - العقيدة هي المعيار الواضح الثابت الذي يوزن عليه كل شيء في هذه الحياة،
فعليها - وحدها - يوالي المسلم ويعادي،
وعليها - وحدها - يزن المسلم: الأحداث، والتصورات، والمناهج، والأفكار، والشعائر، والتقاليد، والأوضاع، والأحوال ...
لا على المعايير الفاسدة من معايير الهوى، والمصالح الدنيوية، مما ليس لها في دين الله حظ ولا نصيب.
فعلى كل مسلم أن يزن نفسه على هذا المعيار - معيار العقيدة -، سائلاً نفسه: هل أنا مسلم عقائدي، أم أنا مسلم هوائي دنيوي؟! (ا)
..............
(ا) من كلمات فضيلة الشيخ الدكتور أحمد النقيب -حفظه الله ورعاه -. محاضرة "نبذة عن عقيدة الشيعة".
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 02:42]ـ
8 - علم العقيدة هو أشرف العلوم كلها:
حيث أنَّ شرف كل علم يرجع إلى شرف معلومه، وقدره يعظم بعظم محصوله.
ولذا كان العلم الدال على الله - عز وجل -، والمقرب منه - جل علا -، والمُسَيّر إليه - وفق المنهج الذي شرعه وارتضاه - بين زخارف الحياة الدنيا = هو أشرف العلوم بحق؛
فكان النفع به أعم، والفائدة منه أتم، والسعادة باقتنائه أدوم. (ا)
.........
(ا)
انظر هذه الفائدة في "جامع الأصول" (1/ 36)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 3). و"هداية القاصد لنيل المقاصد" د. أحمد النقيب.
(نقل): قال العلامة بدر الدين بن جماعة - رحمه الله -: (شرف العلم يتبع شرف المعلوم، لكن بشرط أن لا يخرج عن مدلول الكتاب، والسنة الصحيحة، وإجماع العدول، وفهم العقول السليمة، في حدود القواعد الشرعية، وقواعد اللغة العربية الأصيلة) ا. هـ (ا)
(نقل): قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: ( ... فأصل العلم باللَه الذي يوجب خشيته، ومحبته، والقرب منه، والأنس به، والشوق إليه. ثم يتلوه العلم بأحكام اللَه، وما يحبه ويرضاه من العبد، من قول أو عمل أو حال أو اعتقاد؛ فمن تحقق بهذين العلمين، كان علمه علماً نافعًا، وحصل له العلم النافع، والقلب الخاشع، والنفس القانعة، والدعاء المسموع.
ومن فاته هذا العلم النافع، وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي، وصار علمه وبالا، وحجة عليه، فلم ينتفع به، لأنه لم يخشع قلبه لربه، ولم تشبع نفسه من الدنيا، بل ازداد علىها حرصاً، ولها طلباً، ولم يسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه، وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه ... (ب)
هذا إن كان علمه علماً يمكن الانتفاع به، وهو المتلقى من الكتاب والسنة، فإن كان متلقى من غير ذلك، فهو غير نافع في نفسه، ولا يمكن الانتفاع به، بل ضره أكثر من نفعه) ا. هـ (ج)
ونظم هذا المعنى صاحب العقيدة السفارينية فقال:
وبعد: فاعلم أن كل العلم * كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لأنه العلم الذي لا ينبغي * لعاقل لفهمه لم يبتغ
ويعلم الواجب والمحالا * كجائز في حقه تعالى
........................
(ا) "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل".
(ب) يشير رحمه الله إلى ما رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم أن النبي كَانَ يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا.
(ج) "فضل علم السلف على الخلف".
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 02:46]ـ
9 - التعبد لله - جل وعلا - بمعرفته، وتوحيده، ومحبته، ومراقبته، والتقرب إليه، هي جنة الدنيا وصفو نعيمها. (ا)
...........
(ا) (فائدة): اعلم - علمك الله العلم النافع - أن حاجة العباد للتوحيد فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا بد للعبد من معرفة ربه ومعبوده وفاطره بأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا بد من حُبِهِ سبحانه؛ وهذا هو علم التوحيد.
فهذه العقيدة السلفية النقية تَكْفُل لمعتنقيها الحياة الكريمة؛ ففي ظلها يتحقق الأمن والحياة الكريمة؛ ذلك أنها تقوم على الإيمان بالله، ووجوب إفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا هو سبب الأمن والخير والسعادة في الدارين؛ فالأمن قرين الإيمان، وإذا فقد الإيمان فقد الأمن.
قال - عز وجل -: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون} (الأنعام: 82).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل التقوى والإيمان لهم الأمن التام، والاهتداء التام في الأولى والآخرة، وأهل الشرك والمعصية هم أهل الخوف وأولى الناس به، فهم مهددون بالعقوبات والنقمات في سائر الأوقات.
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو من أجمل ما خط بنانه - قدس الله روحه-: ( ... فَإِنِّي - وَاَللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ - فِي نِعَمٍ مِنْ اللَّهِ مَا رَأَيْت مِثْلَهَا فِي عُمْرِي كُلِّهِ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ أَبْوَابِ فَضْلِهِ وَنِعْمَتِهِ وَخَزَائِنِ جُودِهِ وَرَحْمَتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ بِالْبَالِ؛ وَلَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ مَا يَصِلُ الطَّرْفُ إلَيْهَا يَسَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى صَارَتْ مَقَاعِدَ وَهَذَا يَعْرِفُ بَعْضَهَا بِالذَّوْقِ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَمَا هُوَ مَطْلُوبُ الْأَوَّلِينَ والآخرين مِنْ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ: وَانْفِتَاحِ الْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْقُرْآنِيَّةِ كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ: لَقَدْ كُنْت فِي حَالٍ أَقُولُ فِيهَا: إنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي هَذِهِ الْحَالِ إنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ. وَقَالَ آخَرُ: لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ أَوْقَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نَعِيمٌ يُشْبِهُ نَعِيمَ الْآخِرَةِ إلَّا نَعِيمَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ.
ا. هـ "مجموع الفتاوى" (28/ 30، 31).
http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=4189 (http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=4189)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 03:49]ـ
10 - الاعتقاد الصحيح أهم من العمل. (ا)
....................
(أ)
ومثال ذلك أن رجلاً ظل يعبد الله - جل وعلا - طول عمره، وهو يعتقد أن الله فقير، أو ظالم، أو مغلول اليد، فهذا لا تنفعه عبادته ولو شهد الأشهاد من الأنس والجن والملائكة بفضله وعلمه وعبادته - وما كانوا ليشهدوا -!
فنحمده - جل جلاله - على نعمة الإسلام والإيمان والسنة، ونسأله - تعالى - أن يتم علينا ستره الجميل في الدنيا والآخرة.
(فوائد): تعريف الإيمان (أي: من حيث الماهية) عند أهل السنة والجماعة - كما أجمع عليه أئمتهم وعلماؤهم سلفاً وخلفاً -:
(قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه)
فهو (قول القلب، وقول اللسان، وعمل اللسان، وعمل القلب، وعمل الجوارح).
وبعبارة أخرى عندهم: (اعتقاد القلب، إقرار اللسان، عمل الجوارح).
وعليه: فمسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة يطلق على ثلاث خصال مجتمعة: لا يجزيء أحدها عن الآخرى، وهذه الأمور الثلاثة جامعة لدين الإسلام.
وقد حكى الإجماع على ذلك جمع من أهل العلم؛ حتى أصبح هذا القول من مميزات أهل السنة والجماعة، والفارقة بينهم وبين أهل البدع والأهواء.
قال شيخ الإسلام: (ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية). (ا)
وقال: (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح). (ب)
(فقول القلب): هو معرفته للحق، واعتقاده، وتصديقه، وإقراره، وإيقانه به؛ وهو ما عقد عليه القلب، وتمسك به، ولم يتردد فيه، فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء.
قال - عز وجل -: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون} (الزُّمَر:33).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال - عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} (الحُجُرات:15)، وقوله - جل جلاله -: (لَمْ يَرْتَابُوا) أي: لم يشُكُّوا.
و (قول اللسان): هو النطق بالشهادتين، والإقرار بلوازمهما، أي: بما جاء من عند الله - عز وجل -، والشهادة له بالتوحيد، ولرسوله بالرسالة، ولجميع الأنبياء والرسل.
قال - عز وجل -: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون} (البقرة:136).
وأصل الإيمان هو شهادة أن (لا إله إلا الله)، ومن بلغه أن (محمداً رسول الله)، لزمه ذلك، وإلا لم تقبل منه شهادة (لا إله إلا الله)، لكن يتصور وجود شيء من الإيمان بوجود شهادة (لا إله إلا الله)، وهو لا يعلم أن محمداً؛ لعدم بلوغه خبره، أو لأنه كان قبل بعثته، فهو يكون مؤمنًا عند الله، بخلاف من بلغته الدعوة وهو يشرك بالله - عز وجل - فهو كافر.
قال النبي (ص): أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا [ذَلِكَ]؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله) (ج).
فقول اللسان أمر لابد منه، فهو الأصل في ثبوت وصف الإيمان - في الظاهر -.
والمراد بقول اللسان - الذي يكون إيمانًا في الباطن والحقيقة - هو الملازم لاعتقاد القلب، وتصديقه، وإلا فالقول المجرد عن اعتقاد الإيمان ليس إيماناً باتفاق المسلمين، بل هو عين النفاق، والعياذ بالله.
و (عمل القلب): وهو نيته، وإخلاصه، وإذعانه، وخضوعه، وإنقياده، وتوكله، ورجاؤه، وخشيته، وتعظيمه، وحبه، وغيرها من أعمال القلب.
فهو شيء زائد عن مجرد التصديق والعلم واليقين، الذي هو قول القلب.
ومثال ذلك: فرعون وهامان وقارون.
فنحن نعلم ونقر بوجودهم، ولكننا نكرههم ونبغضهم، فالإقرار بوجودهم شيء، ومحبتهم وتوليهم شيء آخر.
فالفرق بين قول القلب وعمل القلب يتمثل في أن قول القلب من التصديق والعلم واليقين شيء، وعمل القلب من محبة وإخلاص وانقياد وغيرها شيء آخر.
قال - عز وجل -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (النساء:65).
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب.
و (عمل اللسان): هو ما لا يؤدى إلا به: كتلاوة القرآن، والدعاء، والدعوة إلى الله، وسائر الأذكار؛ وغير ذلك من الأعمال التي تؤدى باللسان.
قال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (الأحزاب: 41).
و (عمل الجوارح): هو أفعال سائر الجوارح من فعل للمأمورات والواجبات، مثل (الصلاة، والصيام، والقيام، والركوع، والسجود، والصدقات، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من شعب الإيمان ... )،
ومن ترك واجتناب للمنهيات والمحرمات، مثل (القتل، والسرقة، والزنا، والربا، والغلول، والكذب، والغش، والغيبة، والنميمة، والرياء، والحقد، والغل، والحسد ... ).
قال - عز وجل -: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (البقرة:143) أي: صلاتكم.
وقال (ص): الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. (د).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الحافظ البغوي: (واتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان لقوله - تعالى -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون}، فجعل الأعمال كلها إيمانا، وكما نطق به حديث أبي هريرة - يعني حديث الشعب -) ا. هـ.
وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، ولازمة لها؛ فعدم الأعمال الظاهرة ينفي الإيمان الباطن، ولهذا ينفي الله الإيمان عمن انتفت عنه لوازمه، فإن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم، كقوله - عز وجل -: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُون} (المائدة:81).
فالظاهر والباطن متلازمان، ولا يكون الظاهر مستقيماً إلا مع استقامة الباطن، وإذا استقام الباطن، فلابد أن يستقيم الظاهر.
ومن ثم؛ فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله، مقراً بالفرائض، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها.
قال الإمام الأوزاعي: (لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما جمع هذه الأديان اسمها، وتصديقه العمل، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله، فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدق بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين). (هـ)
قال الإمام الحافظ أبو بكر الآجري: (اعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم -: أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا: أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تجزىء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث: كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين). (و)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - طيب الله ثراه -: (وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل. العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها ويصدقه العمل. فمن آمن بلسانه، وعرف بقلبه، وصدق بعمله، فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه، ولم يعرف بقلبه، ولم يصدق بعمله كان في الآخرة من الخاسرين. وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول). (ز)
وقال الإمام ابن القيم: (حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام. والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله) ا. هـ (ح)
* فليس الإيمان كما تقوله الجهمية: هو المعرفة بالقلب فقط.
* وليس كما تقوله الكرامية: قول باللسان فقط.
* وليس كما تقوله الأشاعرة: اعتقاد القلب فقط.
* وليس كما تقوله مرجئة الفقهاء: تصديق بالقلب، والإقرار باللسان، وجعلوا أعمال الجوارح ثمرة الإيمان، وليست من حقيقته، وإنما تسمي إيمانا مجازا ..
وقولهم محجوج بالكتاب والسنة، وقد أنكر السلف - رضى الله عنهم - على من أخرج الأعمال من الإيمان، وجعلوه قولا محدثا.
ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديماً وحديثاً ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه، وجعلوا لهذه المسألة باباً خاصاً في كتاب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره.
وقال رحمه الله: (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة).
.............................. ........
(ا) العقيدة الواسطية (صـ:14).
(يُتْبَعُ)
(/)
(ب) مجموع الفتاوى (7/ 170).
(ج) متفق عليه: رواه البخاري (25)، ومسلم (22) من حديث ابن عمر.
(د) متفق عليه: رواه البخاري (9)، ومسلم (35) واللفظ له من حديث أبي هريرة.
(هـ) "شرح أصول الاعتقاد" اللالكائي.
(و) "الشريعة" (1/ 125)
(ز) "مجموع الفتاوى" (7/ 296).
(ح) "حكم تارك الصلاة" (صـ70، 71).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7510
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40588
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[02 - Jun-2007, صباحاً 08:38]ـ
(المبحث الثاني)
خصائص العقيدة الأسلامية
للعقيدة الإسلامية - عقيدة السلف - خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرو في ذلك؛ إذ أن تلك العقيدة تُستَمد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومنها:
1 - سلامة مصدر التلقي: وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة، وإجماع السلف الصالح.
..........................
(ا)
(فائدة): مناهج الاستدلال:
القرآن الكريم: ويشمل جميع الأحرف السبعة والموجود منها الآن القراءات العشر.
السنة: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت عن النبي، ولهذا يعني أهل السنة والجماعة بما صح من السنة النبوية، وبما لم يصح، فلا يستدل في مسائل الاعتقاد، والمسائل العظيمة بما لم يثبت عنه، لأن السنة الصحيحة حجة، فإذا ثبت الحديث بأنْ كان حديثا صحيحًا أو حسنًا؛ فإنه يحتج به، فهذا من التلقي عن رسول الله ...
فهم إذا سمعوا حديثًا من أحاديث رسول الله الصحيحة فكأنهم سمعوه من فِي الرسول؛ فيصدقون به، ويعملون به، ولا يقدمون عليه قولاً، ولا رأيًا، ولا ذوقًا، ولا قياسًا، ولا عقلاً.
الإجماع: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت من إجماع الصحابة أو من بعدهم، فإذا قال أحد العلماء: أجمع العلماء على كذا. فإنه قد يكون له اصطلاح في الإجماع كما كان لابن المنذر اصطلاح في الإجماع، وكما كان لغيره إصلاح لكلمة (أجمعوا) كذلك (اتفقوا على كذا)، فإذا نقل أكثر من عالم هذا الإجماع، ولم يتعقب فإن هذا يدل على صحة هذا الإجماع، وكذلك ما اشتهر من الإجماعات؛ حتى غدا معروفا عند أهل السنة والجماعة بحيث لا يُحتاج فيه إلى إثبات نقل عليه؛ مثل تقديم أبي بكر للخلافة، لتقدمه في الفضل، ثم عمر، ثم عثمان، ثم على، فإننا نعلم أن الصحابة على هؤلاء الأربعة أجمعوا إجماعًا مستفيضًا لا يحتاج إلى النقول.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 08:29]ـ
3 - موافقة الفطرة القويمة، والعقل السليم.
4 - اتصال سندها بالنبي والصحابة والتابعين وأئمة الدين قولاً، وعملاً، وقصدًا، واعتقاداً. (ا)
5 - الوضوح والسهولة والسلامة من الاضطراب والتناقض.
.............................
(ا) (توضيح): هذه الخصيصة من أعظم خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة، وذلك لأنه لا يوجد أصل من أصول أهل السنة والجماعة ليس له مستند من الكتاب والسنة، أو عن السلف الصالح، بخلاف العقائد الأخرى المبتدعة.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 11:32]ـ
6 - قد تأتي العقيدة الإسلامية بالمحار، ولكن لا تأتي بالمحال:
ففي العقيدة الإسلامية ما يبهر العقول، وما قد تحار فيه الأفهام، كأمور الغيب (أ): من عذاب القبر ونعيمه، والصراط، والحوض، وكيفية صفات الله، وغيرها.
فالعقول تحار في فهم حقيقة هذه الأمور، وكيفياتها، ولكنها لا تحيلها بل تُسَّلِّمُ لذلك وتنقاد؛ لأن ذلك صادر عن الوحي المنزل، الذي لا ينطق عن الهوى.
..........
(ا) الغيب: ماغاب عن الحس، فلا يدرك بشيء من الحواس الخمس: السمع والبصر واللمس والشم والذوق.
وعليه فإن جميع أمور ومسائل العقيدة الإسلامية التي يجب على العبد أن يؤمن بها، ويعتقدها غيبي، كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وعذاب القبر ونعيمه، وغير ذلك من أمور الغيب التي يعتمد في الإيمان بها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله (ص).
وقد أثنى الله تعالى على الذين يؤمنون بالغيب، فقال - سبحانه وتعالى - في صدر سورة البقرة: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. (البقرة: 2 - 3).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 10:02]ـ
7 - العموم والشمول والصلاح لكل حال وزمان ومكان. (ا)
..........
(ا) (يتضح شمول العقيدة في الأمور الثلاثة الآتية:
الأول: شمول [العبادة]، فالعبادة: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فالعبادة تشمل العبادات القلبية، كالمحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، وتشمل العبادات القولية كالذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقراءة القرآن، وتشمل العبادات الفعلية كالصلاة، والصوم، والحج، وتشمل العبادات المالية، كالزكاة، وصدقة التطوع.
وتشمل كذلك الشريعة كلها، فإن العبد إذا اجتنب المحرمات، وفعل الواجبات والمباحات مبتغياً بذلك وجه الله تعالى كان فعله ذلك عبادة يثاب عليها. وسيأتي الكلام على هذه المسألة بشيء من التفصيل عند الكلام على توحيد الألوهية.
الثاني: أنها تشمل [علاقة العبد بربه، وعلاقة الإنسان بغيره من البشر]، وذلك في مباحث التوحيد بأنواعه الثلاثة، وفي مبحث الولاء والبراء، وغيرها.
الثالث: أنها تشمل [حال الإنسان في الحياة الدنيا، وفي الحياة البرزخية (القبر)، وفي الحياة الأخروية].)
(خصائص العقيدة الإسلامية أ. د / عبد الله بن عبد العزيز الجبرين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 12:30]ـ
8 - الثبات والاستقرار والخلود: فلقد ثبتت أمام الضربات المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام؛ من اليهود، والنصارى، والمجوس، وغيرهم. (ا)
9 - أنها ترفع قدر أهلها: فمن اعتقدها، وزاد علماً بها، وعملاً بمقتضاها، ودعى الناس إليها أعلا الله قدره، ورفع له ذكره، ونشر بين العالمين فضله.
10 - الألفة والاجتماع:
فما اتحد المسلمون، وما اجتمعت كلمتهم في مختلف الأعصار والأمصار إلا بتمسكهم بعقيدتهم، وما تفرقوا واختلفوا إلا لبعدهم عنها.
............
(ا) فما إن يعتقد هؤلاء أن عظمها قد وهن، ونارها قد انطفأت، حتى تعود جذعة ناصعة نقية؛
فهي ثابتة إلى قيام الساعة، محفوظة بحفظ الله ? تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لا يتطرق إليها التحريف، أو الزيادة، أو النقصان، أو التبديل. كيف لا والله عز وجل هو الذي تكفل بحفظها، وبقائها ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه؟
قال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} (الحجر: 9).
ولذلك تجد أن أهل السنة والجماعة أَعظمُ النَّاس صبرا على أَقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 09:31]ـ
11 - التميز والوسطية:
فهي عقيدة متميزة، وأهلها متميزون، فطريقتهم مستقيمة، وأهدافهم محددة. (ا)
.............
(ا) (فائدة) الوسطية هي أخص خصائص أهل السنة والجماعة، فهم أَهل الوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والجفاء، سواء أكان في أبواب العقيدة أَم الأَحكام والسلوك، فكما أَنَّ الأُمة وسطٌ بين الملل، فأهل السنة وسطٌ بين فرق الأمَّة، وعقيدة أهل السنة والجماعة والتي هي عقيدة الإسلام الصحيحة وسط بين عقائد الفرق الضالة المنتسبة إلى دين الإسلام، فهي في كل باب من أبواب العقيدة وسط بين فريقين آراؤهما متضادة، أحدهما غلا في هذا الباب والآخر قصر فيه، أحدهما أفرط والثاني فرّط، فهي حق بين باطلين،
وأمثلة ذلك أنهم:
* وسط في صفات الله - عز وجل - بين أهل التعطيل وأهل التمثيل:
فأهل التعطيل ينفون صفات الله - عز وجل -، وأهل التمثيل يثبتونها مماثلة لصفات المخلوقين ...
وأهل السنة أثبتوا صفات الله - عز وجل - إثباتًا بلا تمثيل، وينزهون الله تنزيهًا بلا تعطيل.
* وسط في باب أفعال العباد بين الجبرية والقدرية:
فالجبرية يقولون أن العبد مجبور على فعله، والقدرية يقولون أن العبد هو الخالق لأفعاله دون مشيئة الله،
وأهلَ السنة والجماعة وسط بين هاتين الفرقتين فقالوا: إن الله هو الخالق للعباد وأفعالِهِم، والعبادُ فاعلون حقيقة، ولهم قدرة على أعمالهم، والله خالقهم، وخالق أعمالهم وقدراتهم، وأثبتوا للعبد مشيئة واختيارًا تابعين لمشيئة الله.
* وسط في باب وعيد الله بين الوعيدية والمرجئة:
فالمرجئة غلبوا نصوص الرجاء على نصوص الوعيد فقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. فعندهم أن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن مرتكب الكبيرة كامل الإيمان.
والوعيدية غلبوا نصوص الوعيد على نصوص الوعد فقالوا: إن الله يجب عليه عقلاً أن يعذب العاصي، كما يجب عليه أن يُثيب الطائع، فمن مات على كبيرة، ولم يتب منها، فهو مخلد في النار، وهذا أصل من أصول المعتزلة، وبه تقول الخوارج.
أما أهل السنة والجماعة فقالوا: مرتكب الكبيرة إذا لم يستحلها، مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، أو مؤمن ناقص الإيمان، وإن ماتَ، ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه برحمته، وإن شاء عذبه بعدله بقدر ذنوبه، ثم يخرجه من النار.
* وسط في باب أسماء الدين والإيمان والأحكام بين الخوارج والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية:
(أ) الخوارج عندهم أنه لا يسمى مؤمنًا إلا من أدى جميع الواجبات، واجتنب الكبائر، ويقولون أن الدين والإيمان قول وعمل واعتقاد، ولكنه لا يزيد ولا ينقص؛ فمن أتى كبيرة كفر في الدنيا، وهو في الآخرة خالد مخلد في النار، إن لم يتب قبل الموت.
(ب) المعتزلة قالوا بقول الخوارج إلا أنه وقع الاتفاق بينهم في موضعين: نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، وخلوده في النار مع الكافرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووقع الخلاف بينهم في موضعين: الخوارج سموه في الدنيا كافرًا، والمعتزلة قالوا في منزلة بين المنزلتين: فهو خرج من الإيمان، ولم يدخل في الكفر.
والخوارج استحلوا دمه وماله، والمعتزلة لم يستحلوا ذلك.
(ج) المرجئة قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فهم يقولون أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، فمرتكب الكبيرة عندهم كامل الإيمان، ولا يستحق دخول النار، وهذا يبين أن إيمان أفسق الناس عندهم كإيمان أكمل الناس.
(د) الجهمية وافقوا المرجئة في ذلك تمامًا، فالجهم قد ابتدع التعطيل، والجبر، والإرجاء.
(هـ) أما أهل السنة والجماعة فوفقهم الله للوسطية بين هذين المذهبي الباطلين فقالوا: الإيمان قول وعمل (قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)، فمرتكب الكبيرة عند أهل السنة مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا ينفون عنه الإيمان أصلاً، ولا يقولون بأنه كامل الإيمان، أما حكمه في الآخرة فهو تحت مشيئة الله: إن شاء أدخله الجنة من أول وهلةٍ رحمةً منه وفضلا، وإن شاء عذبه بقدر معصيته عدلاً، ثم يخرجه بعد التطهير ويدخله الجنة، هذا إن لم يأتِ بناقض من نواقض الإسلام.
* وسط في أصحاب رسول الله (ص) بين الروافض والخوارج:
فالرافضة غلوا في علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأهل البيت، ونصبوا العداوة لجمهور الصحابة كالخلفاء الثلاثة، وكفروهم ومن والاهم، وكفَّروا من قاتل عليًّا.
والخوارج قابلوا هؤلاء فكفرا عليًّا ومعاوية ومن معهما من الصحابة.
والنواصب نصبوا العداوة لأهل البيت، وطعنوا فيهم.
أما أهل السنة والجماعة: فلم يغلوا في عليٍّ وأهل البيت، ولم ينصبوا العداوة للصحابة، ولم يكفروهم، ولم يفعلوا كما فعل النواصب، بل يعترفون بحق الجميع وفضلهم ويدعون لهم، ويوالونهم، ويكفون عن الخوض فيما جرى بينهم، ويترحمون على جميع الصحابة.
قال الإمام أبو زرعة: إذا رأيت الرجل يتنقص أَحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أَن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإِنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله (ص)، وإِنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة).
* وسط في التعامل مع العلماء:
فأهل السنة يحبون علماءَهم، ويتأدبون معهم، ويذبون عن أعراضهم، وينشرون محامدَهم، ويأخذون عنهم العلمَ بالأدلة، ويرون أن العلماء من البشر غير معصومين، إلا أنه إذا حصل شيء من الخطأ والنسيان والهوى لا ينقص ذلك من قدرهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء، فلا يجوز سبهم ولا التشهير بهم، ولا تَتَبُّع عَثَراتِهم، ونشرها بين الناس، فلحومَ العلماءِ مسمومة، وعادةُ الله في هتكِ أستار منتقصيهم معلومة.
* وسط في التعامُلِ مع ولاة الأمور:
فهم وسط بين المُفْرِطِين والمفرِّطين، فأهل السنة والجماعة يحرمون الخروج على أئمة المسلمين، ويوجبون طاعتهم والسمع لهم في غير معصية الله، ويدعون لِوِلاتهم بالتوفيق والسداد.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 09:41]ـ
12 - أنها تمنح معتنقيها الراحة النفسية والفكرية (ا): لأن هذه العقيدة تصل المؤمن بخالقه - عز وجل -؛ فيرضى به رباً مدبراً، وحاكماً مشرعاً؛ فيطمئن قلبه بقدره، ويستنير فكره بمعرفته. (ب)
..............
(ا) فهذه العقيدة الإسلامية كفيلة بحل جميع المشكلات، سواء مشكلات الفرقة والشتات، أو مشكلات السياسة والاقتصاد، أو مشكلات الجهل والمرض والفقر، أو غير ذلك ...
فلقد جمع الله بها القلوب المشتتة، والأهواء المتفرقة، وأغنى بها المسلمين بعد العَيْلَة، وعلّمهم بها بعد الجهل، وبصّرهم بعد العمى، وأطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف.
(ب) ولذلك تجد أَن أهل السنة والجماعة هم القدوة الصالحة؛ الذين يهدون إِلى الحقِ، ويرشدون إِلى الصراط المستقيم؛ بـ:
• ثباتهم على الحقِّ، وعدم تَقَلُبِهِمْ.
• واتِّفاقهم على أُمور العقيدة.
• وجمعهم بين العلم والعبادة.
• وبين التوكل على الله، والأَخذ بالأَسباب.
• وبين التوسع في الدُّنيا والورع فيها.
• وبين الخوف والرجاء.
• وبين الحب في الله والبغض في الله.
• وبين الرحمة واللين للمؤمنين، والشدةِ والغلظة على الكافرين.
• وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
(نقل) قال شيخ الإسلام في وصف أهل السنة والجماعة: (يأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله (ص): (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)، ويندبون أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفا سفها).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 09:46]ـ
13 - تعترف بالعقل والعاطفة. (ا)
............
(ا) (توضيح): العقيدة الإسلامية تحترم العقل السوي، وترفع من شأنه، ولا تحجر عليه، بل تجمع بين مطالب الروح، والجسد فهي تعترف بالعواطف الإنسانية، وتوجهها الوجهة الصحيحة.
فالعواطف أمر غريزي، ولا يتجرد منه أي إنسان سوي، والعقيدة الإسلامية عقيدة حيَّة، تعترف بالعواطف الإنسانية، وتقدرها حق قدرها، وفي الوقت نفسه لا تطلق العنان لها، بل تُقوِّمها، وتسمو بها، وتوجهها الوجهة الصحيحة، التي تجعل منها أداة خير وتعمير، بدلاً من أن تكون معولَ هدمٍ وتدمير.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 08:31]ـ
المبحث الثالث
(مفهوم العقيدة)
لغةً: مأخوذة من مادة (عَقَدَ) يَعْقِدُ، عَقْداً.
ومنه: (عقدَ العسلُ) أي: غَلُظَ. قال الفارسي: هو من الشدّ والربط (ا).
و (اعْتَقَدْتُ كذا) أي: عَقَدْتُ عليه القلب والضمير.
و (العَقِيدَةُ) هي: ما يدين الإنسان به، ولا يشك فيه.
وله (عَقِيدَةٌ حسنة) أي: سالمة من الشكّ. (ب)
............
(ا) "لسان العرب" (3/ 296) (مادة: عقد). وانظر أيضا " القاموس" (1/ 384).
(ب) "المصباح المنير" (2/ 421).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 08:54]ـ
شرعاً واصطلاحاً (ا):
هي المسائل العلمية من أمور الدين التي ينعقد عليها قلب المسلم تصديقًا لله ورسوله. (ب)
............
(ا) (تذييل): لعلم العقيدة أسماء أخرى ترادفه، وتختلف هذه الأسماء بين أهل السنة وغيرهم، فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة:
العقيدة والاعتقاد، والعقائد: فيقال: عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه ... فيقال: (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني. و (الاعتقاد) للبيهقي.
التوحيد: لأنه يدور على توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً ... فيقال: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن خزيمة. و (التوحيد) لابن منده. و (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
السنة: والسنة هي الطريقة، فأطلق على عقيدة السلف السُّنة؛ لاتباعهم طريقة الرسول وأصحابه في ذلك. وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة ... فيقال: (السنة) للإمام أحمد. و (السنة) لعبد الله بن أحمد. و (السنة) للخلال. و (السنة) لأبي داود. و (السنة) لمحمد بن نصر المروزي. و (شرح السنة) للبربهاري.
أصول الدين وأصول الديانة: والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام، والمسائل القطعية، وما أجمع عليه الأئمة ... فيقال: (الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة. و (الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري.
الفقه الأكبر: وهو يرادف أصول الدين، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية ... فيقال: (الفقه الأكبر) المنسوب لأبي حنيفة!
الشريعة: أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدي وأعظمها أصول الدين ... فيقال: (الشريعة) للآجري.
الإيمان: أي الأصول الستة وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليَوْم الآخر والقدر خيره وشره.
وهذه هي أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع، كبعض الأشاعرة - أهل الحديث منهم خاصة -.
وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق - غير أهل السنة - على هذا العلم من أشهر ذلك:
علم الكلام: وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة من المتكلمين والفلاسفة، كالمعتزلة والأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم ... فيقال: (شرح المقاصد في علم الكلام) للتفتازاني.
الفلسفة: والفلسفة كلمة يونانية دخيلة، مركبة من كلمتين هما: (فيلو) أي: محب، و (صوفيا) أي: الحكمة، فمعناها: محب الحكمة، وقد دخل مذهب الفلاسفة إلى المسلمين بواسطة الكتب التي ترجمت إلى العربية.
وهذا الإطلاق عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة، لأن الفلسفة مبناها على الأوهام، والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب ... ومن آراء معظم الفلاسفة: القول بقدم العالم، وإنكار النبوات، وإنكار البعث الجسمانى.
التصوف: وهذا الإطلاق عند بعض المتصوفة والمريدين والمتزهدين ومن نحا نحوهم، وهو إطلاق مبتدع؛ لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة وخرافاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإلهيات: وهذا الإطلاق عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم، وهو خطأ؛ لأن المقصود بها - عندهم - فلسفات الفلاسفة، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - عز وجل - ... وإلا فشيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب "الإلهيات".
ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا): كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون، ومن نحا نحوهم كما في الموسوعة العربية الميسرة (ميتافيزقيا)، وهي المعرفة بعالم ما وراء الطبيعة - العالم غير المنظور -، وما فيه من قوى الخير المتمثلة في الملائكة، وقوى الشر المتمثلة في إبليس وجنوده من الشياطين، ومنه أيضا المعرفة بعالم الجن.
هذا؛ ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار (عقائد)، وإن كانت باطلة، أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي، فإن للعقيدة مفهوماً صحيحاً هو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة، وإجماع السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة.
وللعقيدة أيضاً مفاهيم باطلة، وهي كل المعتقدات الناتجة عن أفكار وأهواء البشر التي تعارض أو تخالف ما جاء عن الله - عز وجل - وعن رسوله، فإطلاق مفهوم العقيدة كمفهوم الدين، فالدين الحق (دين الله) يسمى ديناً، وكذلك تدين المشركين لغير الله يسمى ديناً. قال - عز وجل -: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين} (الكافرون:6)؛ فالنصراني واليّهُودي كل منهم يعتنق آراءً وأهواءً باطلة، ويسميها عقيدة وديناً.
أما العقيدة الإسلامية إذا أطلقت فهي عقيدة أهل السنة والجماعة، لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده. ونسبة أقوال الناس والفرق ومعتقداتها المخالفة للسلف إلى الإسلام، لا تجعلها من العقيدة الإسلامية الحقة، بل هي معتقدات ُتنسب إلى أصحابها، والحق منها براء، وقد يسميها بعض الباحثين (إسلامية!)، من باب النسبة الجغرافية أو التاريخية، أو لمجرد دعوة الانتماء، أي: أن أصحابها ومعتقديها يدعوّن الإسلام ويسمونها إسلامية، لكن الأمر عند التحقيق يحتاج إلى العرض على الكتاب والسنة في أمر الاعتقاد، فما وافق الكتاب والسنة واستمد منهما فهو الحق، وما لم يكن كذلك فيرد على صاحبه ... راجع (مباحث في العقيدة) د. ناصر بن عبد الكريم العقل - حفظه الله -.
(ب) (تفصيل): العقيدة أمور علمية قلبية يقينية لا تقبل الشك؛ فهي الإيمان الجازم بالله (ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته)، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليَوْم الآخر، والقدر خيره وشره؛ حيث أجاب النبي جبريل - عليه السلام - لما سأله عن الإيمان ... وكذا الإيمان بكل ما جاءت به النصوص من أصول الدين، وأمور الغيب، وما أجمع عليه السلف، والتسليم لله - عز وجل - طاعةً، ولرسوله اتباعاً ...
وبعبارة أخري يمكننا أن نقول أن العقيدة هي عبارة عن وجود (جمل ومسائل علمية، يعرفها المسلم، ثم يحبها، ثم يجمع عليها قلبه، فتكبر في القلب، حتى تغلظ وتشتد - أي: في القلب -، فتكون مع النية والحب والرجاء) ... من كلمات د. أحمد النقيب. وراجع "العقيدة في الله" د. عمر سليمان الأشقر (صـ: 12).
... وهذا المفهوم للعقيدة هو الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله، وجعله وصيته - جل وعلا - للأولين والآخرين؛ فهي عقيده واحدة؛ لا تتبدل ولا تتغير بتبدل الزمان والمكان والأفراد والأقوام.
قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى:13).
وما شرعه الله لنا وللأمم من قبلنا هو أصول العقائد، وقواعد الإيمان، لا فروع الدين وشرائعه العملية؛ فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها، وأحوالها، ومستواها الفكري والروحي. قال - عز وجل -: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة:48).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[21 - Nov-2007, صباحاً 09:03]ـ
(المبحث الرابع)
مصادر العقيدة
(أ)
اعلم - علمك الله العلم النافع - أنَّ العقيدة توقيفية؛ فلا يثبت الاعتقاد إلا بدليل من كتاب الله - عز وجل -، أو من سنة نبيه (ص) الصحيحة. (أ)
وأهل السنة والجماعة (ب) لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة الصحيحة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس لهم إلا هذان الأصلان العظيمان (ج)،
متبعين في فهمهما الفهم الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
...................
(أ) فالنبي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
قال - عز وجل -: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (النجم:1 - 4).
قال الإمام ابن حزم - طيب الله ثراه -: (الوحي ينقسم من الله - عز وجل - إلى رسوله (ص) على قسمين:
(أحدهما): وحي متلو مؤلف تأليفا معجز النظام وهو القرآن.
و (الثاني): وحي مروي منقول غير مؤلف، ولا معجز النظام، ولا متلو، لكنه مقروء، وهو الخبر الوارد عن رسول الله (ص)، وهو المبين عن الله - سبحانه وتعالى - مراده منا.
قال الله - تعالى -: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} (النحل: 44)). ا. هـ " الإحكام " (1/ 93).
(تنبيه): يكفي في إثبات العقائد الحديث الصحيح أو الحسن، حتى ولو كان آحادا فلا يشترط في الحديث أن يكون متواترًا خلافا للمتكلمين، والأدلة على ذلك كثيرة مشتهرة.
(ب) (فصل): (أهل السنة والجماعة)
(السنَة) في اللغة مشتقة من: سَن يَسِن، سَنّا، فهو مَسْنُون. وسَن الأمرَ: بَينَه. والسَنَة: الطريقةُ والسِّيرة، محمودة كانت أَم مذمومة.
وفي الاصطلاح: هي الهديُ الذي كان عليه رسول الله (ص) وأَصحابه، علما، واعتقادا، وقولا، وعملا، وتقريرا.
قال (ص): فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيرى اخْتلافا كَثيرا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسنّتي وسُنّةِ الخلَفَاءِ المَهْدِيينَ الرَّاشِدين.
(الجماعة) في اللغة: مأخوذةٌ من الجمعِ، وهو ضمُ الشيءِ بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ، يُقال: جَمعتُهُ، فاجْتَمَعَ. ومشتقة من الاجتماع، وهو ضد التفَرُّق، والفرْقَة. والجماعة: هم العدد الكثير من النَّاس يجمعهم غرض واحد.
وفي الاصطلاح: هي جماعة المسلمين، وهم سَلَفُ هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تَبعهُم بإِحسان إِلى يوم الدِّين = الذين اجتمعُوا على الكتاب والسُنَة، وساروا على ما كان عليه رسول الله (ص) ظاهرًا وباطنًا.
قال (ص): وَإِن هَذهِ الملة سَتفْتَرقُ عَلَى ثَلاث وَسَبعين، ثِنْتانِ وَسَبعونَ في النَّار، وَوَاحِدة في الجنة، وَهي: الجماعَة.
(أهلُ السُّنَّةِ والجماعة) هم المتمسكون بسُنٌة النَّبِيِّ (ص)، وأَصحابه، ومَن تبعهم، وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل = الذين استقاموا على الاتباع، وجانبوا الابتداع، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة؛ فاتَباعُهم هُدى، وخِلافهم ضَلال.
(ج) (الكتاب): هو القرآن العظيم، كلام رب العالمين غير مخلوق، نزل به الروح الأمين جبريل - عليه السلام -، بلسان عربي مبين، على قلب محمد رسول الله (ص)، ليكون من المنذرين للإنس والجن كافةً في كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم، مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وأما (السنة): فهي أقوال النبي (ص)، وأفعاله، وأوصافه، وتقريراته على الأقوال والأفعال.
(لحق): علوم السنة (الحديث) من حيث الإجمال تنقسم إلى قسمين كلِّيِّين:
(الأول): علم رواية (القص والروى والنقل).
وموضعه: ما أضيف إلى النبي (ص) أو من دونه من صحابي أو تابعي، من جهة العناية بنقل ذلك وروايته وضبطه وتحرير ألفاظه، فهو العناية بمتن الخبر من جهة نصِّه خاصة.
ويندرج تحته أصناف من علوم الحديث، منها: المرفوع، والموقوف، والمقطوع، وغريب الحديث، ومختلف الحديث ...
وصاحب هذا الفن يسمى: (المُسند).
(الثاني): علم دراية (معرفة).
وموضعه: السَّند والمتن من جهة العلم بأحوالهما ...
ويندرج تحته:
حقيقة الرواية: [نقل الرواية وإسنادها إلى صاحبها بتحديث أو اخبار ونحوهما، مثل: حدثنا وأخبرنا وعن وغيرها من صيغ التحمل ... ]،
وشروط الرواية: [تحمل الرواية بسماع أو بعرض أو بإيجاز أو بوجادة ... ]،
وأنواع الرواية: [اتصال وانقطاع ونحوهما]،
وأحكام الرواية: [تمييز المقبول والمردود]،
وحال الرواة: [من جرح وتعديل وتواريخ ... ]،
وشروط الرواة: [في التحمل والآداء]،
وأصناف المرويات: [أنواع المصنفات من مسانيد، ومعاجم، وأجزاء، وأمالي وغيرها ... ]،
وفقة الرواية: [فقة الحديث]،
وعلل الحديث، وغيرها ...
وصاحب هذا الفن يسمى: (المحدث).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 08:33]ـ
(ب)
قال - عز وجل -
: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور:54).
وقال - جل وعلا -
: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (النساء:113).
وقال - عز وجل - لنساء النبي (ص):
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (الأحزاب:34)،
والحكمة: هي سنة النبي (ص). (ا)
.............................. ....
(ا) قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -: (سمعت بعض من أرض من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله (ص)). الاعتقاد للبيهقي (1/ 227).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 08:37]ـ
(ج)
قال (ص):
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ:
طَرَفَهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ؛ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. (ا)
................
(ا) صحيح: رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/ 125)، وعبد بن حميد (483)، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (2302)، وابن حبان (122)، والطبراني في " الكبير " (22/ 188)، والبيهقي في " الشعب " (2013) من حديث أبي شريح الخزاعي.
قال الإمام سليمان بن أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله (ص)، فَقَالَ:
أَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، ُ وَأَنِّي رَسُولُ الله؟
قَالُوا: بَلَى.
قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ الله، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 08:39]ـ
(د)
وقال رسول الله (ص):
أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ.
أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ، [يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي، وَهُوَ مُتَّكِئٌ] عَلَى أَرِيكَتِهِ [أَنْ يُكَذِّبَنِي؛] يَقُولُ: عليكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. [أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله مِثْلَ مَاَ حَرَّمَ الله]. (ا)
....................
(ا) صحيح: رواه أبو داود (4604) والسياق له، والترمذي (2664) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (12)، وأحمد (4/ 133، 132)، وغيرهم من حديث المقدام بن معدي كرب.
وهو مروي عن جمع من الصحابة منهم العرباض بن سارية وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد وجابر ... انظر الرسالة التبوكية تحقيق سليم بن عيد الهلالي صـ (113: 123)
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس الاعتقاد لي، ولا لمَن هو أَكبر منِي؛ بلْ الِاعتقادُ يُؤْخَذ عنْ اللهِ سبحانه وتعالى، ورسُولِه، وما أَجْمع عليه سلف الأمة) ا. هـ
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 09:59]ـ
الشيخ الفاضل ابن رشد: جزاك الله خيرا الجزاء، وبارك فيك،،،
(هـ)
وقال: «كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى».
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَأْبَى؟!
قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبىَ». (ا)
......................
(ا) صحيح: رواه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة ...
(أبى) امتنع عن قبول الدعوة أو عن امتثال الأمر.
(حديث): قال الإمام البخاري – رحمه الله -: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ. حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ -. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ.حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
جَاءَتْ مَلاَئِكَةٌ إِلَى النَّبِىِّ وَهْوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ.
فَقَالُوا إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلاً فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ.
فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِىَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِىَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ.
فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِى مُحَمَّدٌ فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى الله، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ.
صحيح: رواه البخاري (7281) ...
(وأثنى عليه) أي أثنى يزيد على سليم بن حيان والقائل بهذا هو محمد شيخ البخاري. (ملائكة) جاء أنهما جبريل وميكائيل. (مثله) صفته. (مأدبة) وليمة. (داعيا) من يدعو الناس إلى الوليمة. (أولوها) فسروها واكشفوها له كما هو تعبير الرؤيا. (يفقهها) يفهمها ويفهم المراد منها. (فرق) ميز المطيع من العاصي منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:45]ـ
(و)
أما إجماع السلف الصالح فمبناه على الكتاب والسنة. (ا)
وأما الفطرة والعقل السليم فيوافقان الكتاب والسنة، ويدركان أصول الاعتقاد على سبيل الإجمال، لا على سبيل التفصيل. (ب)
......................
(ا) (نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
(فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله، وسنة نبيه، وما اتفقت عليه الأمة: فهذه الثلاثة هى أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه الى الله والرسول، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو الى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة؛ يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون). ا. هـ "مجموع الفتاوى" (20/ 164).
(ب) (فائدة):
العقل والفطرة يدركان وجود الله - عز وجل - وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال على وجه العموم. كما أن العقل والفطرة السليمين يدركان ضرورة النبوات وإرسال الرسل، وضرورة البعث والجزاء على الأعمال، على الإجمال أيضا - لا على التفصيل -؛ ذلك لأن تفاصيل هذه الأمور، وسائر أمور الغيب، لا سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل إلا عن طريق الوحي (الكتاب والسنة)، وإلا لما كانت غيباً.
وتعارض النص الصحيح من الكتاب والسنة مع العقل السليم غير متصور أصلاً، بل هو مستحيل، فإذا جاء ما يوهم ذلك، فإن الوحي مقدّم وحاكم. لأنه صادر عن المعصوم، والعقل لا عصمة له، بل هو نظر البشر الناقص، وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والعجز.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:52]ـ
(ز)
وعليه؛ فالعقيدة لا مجال فيها للرأي أو للاجتهاد؛
فليس لأحد - كائنًا من كان - أن يحدث أمراً من أمور الدين، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده،
فإن الله - عز وجل - قد أكمل الدين لنبيه.
فقال - عز وجل -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3).
وبلغ النبي الكريم (ص) هذه الرسالة أحسن البلاغ؛
فكان خير معلم، وأحسن دليل، كيف لا وهو الذي بعثه ربنا - عز وجل - معلما وهاديا ومبشرا ونذيرا ...
فقال - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2).
وقال - عز وجل -: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ} (التوبة: 128).
وقال - عز وجل -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} (يوسف: 108).
وقال (ص):
«إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ: أُعَلِّمُكُمْ ... ». (ا)
ثم إنه قد انقطع الوحي بموته (ص)،
وختمت النبوة برسالته (ص).
.........................
(ا) حسن: رواه أبو داود (8)، والنسائي (40)، وأحمد (2/ 250)، وغيرهم من حديث أبي هريرة.
(حديث): قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا. وقَالَ زُهَيْر: ٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله (ص) فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله (ص): الصَّلَاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله (ص)
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ:
إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ، فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ؛ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا؛ فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ.
فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ الله آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله (ص)؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَالله يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء:29)، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّه، ِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ الله.
صحيح: رواه مسلم (1844) ...
(ينتضل) من المناضلة وهي: المراماة بالنشاب. (جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. (الصلاة جامعة): هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال. (فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها: يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا. وقيل: معناه يشبه بعضه بعضا. وقيل: يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء. وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. والثاني: فيرقق. والثالث: فيدقق: أي يدفع ويصب.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 02:59]ـ
(ح)
قال رسول الله (ص):
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ». (ا)
وعن العرباض بن سارية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: صَلَّى بِنَا رَسولُ الله (ص) ذَاتَ يَوْمٍ [الصُبْح]، ثمَّ أَقْبَلَ علينَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله! كَأَنَّ هَذِه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إلينَا؟ فَقَالَ:
«[قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ.] أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا [مُجَدّعَاً،] فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي؛ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا. [فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ؛] فَعليكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». (ب)
وعن عبد الله بن مسعودٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خَطَّ رَسُولُ الله (ص) خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ الله مُسْتَقِيمًا».
ثُمَّ خَطَّ [خُطُوطًا] عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:
«هَذِهِ السُّبُلُ [مُتَفَرِّقَةٌ؛] وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عليهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إليه».
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [- للخَطِّ الَأوّلِ -] وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبل ُ [- لِلخطُوط -] فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153). (ج)
............................
(ا) متفق عليه: رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718) - واللفظ له - من حديث عائشة ...
وفي لفظ في الصحيحين أيضا: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (هذا الحديث أصلٌ عظيم من أُصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أنّ حديث: الأعمال بالنيَّات ميزان للأعمال في باطِنها، فكما أنَّ كل عمل لا يُراد به وجه الله - تعالى - ليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كلُّ عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردودٌ على عامله، وكلُّ مَنْ أحدثَ في الدِّين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس مِنَ الدين في شيء).
(حديث): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ.
صحيح: رواه مسلم (6 - المقدمة)، وأحمد (2/ 321، 349)، والحاكم (1/ 184) وقال: هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات، و لم يخرجاه في أبواب الكتاب، وهو صحيح على شرطهما جميعا، ومحتاج إليه في الجرح والتعديل، و لا أعلم له علة. وابن حبان (6766)، وأبو يعلى (6384) من حديث أبي هريرة.
(حديث آخر): قال (ص): إني قد تَرَكْتُ فِيكُمْ شيئين لَنْ تَضِلُّوا بعدهما [مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا]: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَتِي. وَلَنْ يَتَفَرّقَا حَتَى يَرِدَا على الحَوضِ.
رواه الحاكم (1/ 171، 172)، ومن طريقه البيهقي (10/ 114) من حديث ابن عباس أن رسول الله
قال الحاكم: (وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم).
وفيه (إسماعيل بن أبي أويس عبد الله) مشاه بعضهم، وله في الصحيح أحرف منتقاه، وعلى ضعفه كثير من النقاد وأفرط فيه النسائي فتركه، وكذبه ابن معين.
وأبوه (عبد الله بن عبد الله بن أويس المديني) القول فيه قول الحافظ: صدوق يهم.
والآجري في (الشريعة) من طريق أبي بكر بن أبي داود. ثنا عبد الله بن شبيب الربعي. ثنا محمد بن يحيى أبو غسان. ثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عكرمة به، وفيه ثم ذكر الخطبة بطولها ثم قال في أخرها: (ألا وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعده أبدا، كتاب الله، وسنة نبيه) ...
وعلى كل حال فالحديث من رواية ابن عباس مقارب.
هذا وقد رواه البيهقي في (الدلائل) من مرسل عروة بن الزبير - في حجة الوداع - وفيه محل الشاهد، وفيه (ابن لهيعة)، وكذا من معضل موسي بن عقبة.
* قال الحاكم: وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة. وهو الآتي أخرجه الحاكم (1/ 172)، واللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) (89،90)، والبيهقي (10/ 114)، والدارقطني (4/ 245)، وابن عدي في الكامل (4/ 69)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 250) وغيرهم من طريق صالح بن موسى بن عبد الله، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعا.
وفيه: (صالح بن موسي الطلحي) وهو واه ...
* وله شاهد من حديث أنس في (طبقات المحديثن) لأبي الشيخ (4/ 187)، بسند ضعيف جدا.
* وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الخطيب في (الفقية والمتفقة) (1/ 306) بسند ضعيف تالف.
* وله شاهد في (جامع بيان العلم) (2/ 425)، وفي (التمهيد) (14/ 331) من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا، و (كثير) واه الحديث.قال ابن حبان: " روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة ".
* والحديث في (الموطأ) بلاغا (1594)؛ وقال الشيخ الألباني: ( ... إذا عرفت ما تقدم فالحديث - أي حديث كتاب الله وعترتي أهل بيتي - شاهد قوي لحديث (الموطأ) بلفظ: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله، وسنة رسوله). الصحيحة (1671)، وحسنه في المشكاة (186).
* قال الحافظ ابن عبد البر- طيب الله ثراه -: (وهذا أيضا محفوظ معروف مشهور عن النبي (ص) عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد) ا. هـ "التمهيد" (14/ 331).
(يُتْبَعُ)
(/)
(قلت): ويستأنس للحديث بشواهد أخري كثيرة منها:
قوله (ص): (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة ... ما أنا عليه اليوم وأصحابي) حديث حسن.
وقوله (ص): (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، عضوا عليها) وهو حديث صحيح لغيره.
وقوله (ص): (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهو في الصحيحين.
(ب) صحيح بمجموع طرقه: رواه الترمذي (2676) وصححه، وابن ماجة (44)، وأحمد (4/ 126)، والحاكم (1/ 176، 177) متتبعاً طرقه، ثم صححه على شرطهما، وفيه نظر تعقبه الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم في بحث قيم فليراجع، وغيرهم من طريق خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض به ...
* ورواه مقرونا بحجر بن حجر، عن العرباض به مرفوعا أبو داود (4607)، وابن ماجه (43)، وأحمد (4/ 127)، والحاكم (1/ 177) وقال: صحيح ليس له علة - في كلام آخر تعقبه الحافظ ابن رجب أيضا -، ... قالا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيه وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (التوبة:92)، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ، وَعَائِدِينَ، وَمُقْتَبِسِين. فقال: وساق الحديث ...
و (عبد الرحمن) لم يوثقه غير ابن حبان، (وحجر) وثقه ابن حبان، وحشره الحاكم فيمن تابع عبد الرحمن من الثقات الأثبات من أهل الشام. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": (أخرج الحاكم حديثه، وقال: كان من الثقات. وقال ابن القطان: لا يعرف) ا. هـ وقال الذهبي في "الكاشف" (1/ 638) (3277): صدوق ... وصحح حديثه غير واحد من أهل العلم.
وله طرق أخري عن العرباض منها:
• (خالد بن معدانَ، عن عبد الرحمن بن أَبي بلَال) عن عرباضِ به عند أحمد (1/ 127).
• (يحيي بن أبي المطاع القرشيُّ) - ابن أخت بلال- عن العرباض به، عند ابن ماجه (42)، والحاكم (1/ 178)، بسند صحيح، مصرحًا بالسماع من العرباض؛ إلا أن علماء الشام لا يثبتون ليحيي سماعا من العرباض، ويقولون عنها: مرسلة، مخطئين لفظة السماع في السند.
• (مهاصر بن حبيب) عن العرباض به نحوه، عند الطبراني في الكبير (18/ 248)، وفي مسند الشاميين (1/ 402) بسند صحيح، وصحح الشيخ العلامة الألباني هذا الطريق في الصحيحة (2735).
• (جُبَيْرِ بن نُفَيْر) عن العرباض به، عند الطبراني في الكبير (18/ 257) ولا يصح؛ إنما يرجع لطريق خالد بن معدان عن عبد الرحمن ... والله أعلم.
انظر المسند (28/ 368) رقم (17142) الرسالة.
(ج) صحيح: رواه أحمد (1/ 435)، والنسائي في "الكبرى" (6/ 343)، والحاكم (2/ 261،348) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي. من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وقال مرة: عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا.
وعاصم لا يحتمل التعدد، وتابعه منصور بن المعتمر، وسليمان بن مهران الأعمش كلاهما عن أبي وائل به كما في مسند البزار (5/ 78، 94). وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل به ...
ثم رواه البزار من طريق الربيع بن خثيم، عن عبد الله به مرفوعا (5/ 251). وقال: وهذا الكلام قد روي عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبا منه.
* قال الحاكم: وشاهده لفظا واحدا حديث الشعبي، عن جابر من وجه غير معتمد. رواه ابن ماجه (11)، وأحمد (3/ 397) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بنحوه مختصرا. و (مجالد بن سعيد) ضعيف.
(حديث): قال الإمام أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
ضَرَبَ الله مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَفَرَّجُوا. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ؛ قَالَ: وَيْحَكَ!! لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ. وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ. وَالسُّورَانِ حُدُودُ الله - تعالى -. وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ الله - تعالى -. وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ الله عز وجل. وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ الله فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ.
صحيح: رواه أحمد (4/ 183)، والترمذي (2859).
(نقل): قال الإمام العالم ابن القيم – طيب الله ثراه -: (فصل الصراط المستقيم: وأما المسألة العشرون وهي ما هو الصراط المستقيم؟ فنذكر فيه قولاً وجيزًا؛ فإن الناس قد تنوعت عباراتهم فيه، وترجمتهم عنه بحسب صفاته، ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد وهو: طريق الله الذي يرتضيه لعباده، موصلاً لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله موصلا لعباده إليه، وهو: إفراده بالعبودية، وإفراد رسوله بالطاعة؛ فلا يشرك به أحدًا في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحدًا في طاعته؛ فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول.
وهذا معنى قول بعض العارفين: (إن السعادة والفلاح كله مجموع في شيئين: صدق محبته، وحسن معاملته)، وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين، ونكتة ذلك وعقده: أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله؛ فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته:
فالأول يحصل بالتحقق بشهادة أن لا إله إلا الله، والثاني يحصل بالتحقق بشهادة أن محمدًا رسول الله، وهذا هو الهدي، ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل له، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به.
فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها، وقطب رحاها، وهي معنى قول من قال: علوم وأعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مشكاة النبوة. ومعنى قول من قال: متابعة رسول الله ظاهرًا وباطنًا علمًا وعملاً. ومعنى قول من قال: الإقرار لله بالوحدانية، والاستقامة على أمره.
وأما ما عدا هذا من الأقوال، كقول من قال: الصلوات الخمس. وقول من قال: حب أبي بكر وعمر. وقول من قال: هو أركان الإسلام الخمس التي بني عليها. فكل هذه الأقوال تمثيل وتنويع، لا تفسير مطابق له، بل هي جزء من أجزائه، وحقيقته الجامعة ما تقدم. والله أعلم) ا. هـ بدائع الفوائد (452، 453).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:03]ـ
(ط)
وعلى ما دلت عليه هذه النقول؛ انعقد إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب تلقى العقيدة من الوحيين - القرآن، والسنة - بفهم سلف الأمة،
مما صح عن الصحابة، والتابعين،
مما يوضح النص، ويعين على فهمه،
دون التعدي إلى غيرهما. (ا)
......................
(ا) (تفصيل): اعلم - علمك الله - أنّ هناك طوائف كثيرة خالفت هذا المنهج الرباني - منهج الكتاب والسنة - منها:
(أهل الكلام): الذين لا يأخذون معتقدهم إلا من عقولهم، فيجعلون (العقل) وحده أصل علمهم يثبت وينفي، ويجعلون الإيمان والقرآن (السمع والنقل) تابعًا له، معروضاً علىها فما وافق عقولهم من النقول أخذوه واعتمدوه - اعتضاداً لا اعتماداً -، وما خالفه ردوه واتهموه، فتارة يردونه؛ لأنه خبر آحاد، وتارة يردون المعنى بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً، فيثبتون ما أثبتته عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، ويردون ما ترده عقولهم وإن كانت عليه الأدلة المتواترة.
قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -:
كُلُّ الْعُلُومِ سِوَى الْقُرْآنِ مَشْغَلَةٌ /// إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ
الْعِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا /// وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ
(يُتْبَعُ)
(/)
(نقل): قال القرطبي - رحمه الله - في " المفهم شرح صحيح مسلم " - في شَرْح حَدِيث (أَبْغَض الرِّجَال إلى الله الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) -: ( ... وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين، كما يقع لأكثر المتكلمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله، وسنة رسوله ?، وسلف أمته، إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة، وقوانين جدلية، وأمور صناعية؛ مدار أكثرها على آراء سوفسطائية، أو مناقضات لفظية؛ ينشأ بسببها على الآخذ فيها شبه ربما يعجز عنها، وشكوك يذهب الإيمان معها، وأحسنهم انفصالا عنها أجدلهم لا أعلمهم، فكم من عالم بفساد الشبهة لا يقوى على حلها. وكم من منفصل عنها لا يدرك حقيقة علمها. ثم إن هؤلاء قد ارتكبوا أنواعا من المحال لا يرتضيها البله ولا الأطفال، لما بحثوا عن تحيز (الجواهر) و (الألوان) و (الأحوال)، فأخذوا فيما أمسك عنه السلف الصالح من كيفيات تعلقات صفات الله - تعالى -، وتعديدها، واتحادها في نفسها، وهل هي الذات أو غيرها. وفي الكلام: هل هو متحد أو منقسم؟ وعلى الثاني: هل ينقسم بالنوع أو الوصف؟ وكيف تعلق في الأزل بالمأمور مع كونه حادثا؟ ثم إذا انعدم المأمور هل يبقى التعلق؟ وهل الأمر لزيد بالصلاة مثلا هو نفس الأمر لعمرو بالزكاة؟ إلى غير ذلك مما ابتدعوه مما لم يأمر به الشارع، وسكت عنه الصحابة، ومن سلك سبيلهم. بل نهوا عن الخوض فيها لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل؛ لكون العقول لها حد تقف عنده، ولا فرق بين البحث عن كيفية الذات وكيفية الصفات، ومن توقف في هذا فليعلم أنه إذا كان حجب عن كيفية نفسه مع وجودها، وعن كيفية إدراك ما يدرك به فهو عن إدراك غيره أعجز. وغاية علم العالم أن يقطع بوجود فاعل لهذه المصنوعات منزه عن الشبيه، مقدس عن النظير، متصف بصفات الكمال. ثم متى ثبت النقل عنه بشيء من أوصافه وأسمائه؛ قبلناه، واعتقدناه، وسكتنا عما عداه، كما هو طريق السلف، وما عداه لا يأمن صاحبه من الزلل. ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين. فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالا. وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد، وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع، وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها ... ). نقلا عن فتح الباري (13/ 496).
(نقل) قال ابن خلدون في مقدمته (1/ 580 وما بعدها):
(العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها. غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، والآخرة، وحقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال.
ومثال ذلك مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب، فطمع أن يزن به الجبال، وهذا لا يدل على أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن للعقل حد يقف عنده ولا يتعدى طوره، حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته، فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه.) ا. هـ
الصوفية: الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم على الدجل والخرافات والأحاديث الموضوعة والأحلام والمنامات التي لا وزن لها ولا قيمة، ثم هم يذمون العقل ويعيبونه، ويرون أن الأحوال العالية والمقامات الرفيعة، لا تحصل إلا مع عدمه ويقرون من الأمور بما يكذِّبه صريح العقل ...
وما يدعونه من المكاشفات وخوارق العادات هي في حقيقتها أحوال وخرافات شيطانية؛ ضلّل بها إبليس جبلاً كثيرًا من الجن والإنس؛ ولهم في ذلك عجائب يندى لها الجبين، ولعلى أذكر إحدى هذه العجائب كي تدرك أخي الكريم مدى ما يؤول إليه أمر هذه الأمة المحمدية إذا ما راجت أسواق البدع والخرافات ...
فمما ثبت عن بعض علماء الصوفية ممن كان يشار إليه بالبنان؛ أنه ما كان يخطب الجمعة إلا عاريًا، كما ولدته أمه!! ولا تجهد نفسك - أخي الكريم - في تصور مثل هذا الغثاء ... فإنها لا تعمى الأبصار؛ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
(الرافضة): الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم الخبيثة المحرفة على المرويات والنقول الكاذبة المكذوبة على آل البيت التي يستحي البنان أن يخط أمثالها عن أصحاب النبي الكريم، وأزواجه الطاهرات المطهرات ...
وصار مصحف فاطمة، وتحريف القرآن، وخطأ الرسالة، وعصمة الأئمة، وتكفير الصحابة، والتقية - وما خفي كان أدهى وأمر -، وغيرها من المعتقدات الكفرية هي ما يدين به القوم، ويتقربون به إلى رب العالمين ... حتى قال قائلهم - وما أشقاه -: اللهم العن طاغوتي الكفر!! وابنتيهما!! الذين بدلا دينك وحرفا كتابك!!. هل تعلم من هما طاغوتي الكفر، ومن هما ابنتيهما؟! إنهما الصديق والفاروق، وابنتيهما هما عائشة وحفصة!!
والأمثلة غير ذلك كثيرة، وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك - أي حقيقة الانحراف - فتدبر قول النبي (ص): افْتَرَقَتْ اليّهُود عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ....
فهذا الكم الهائل من الفرق كلها ضلت في أمور العقيدة؛ لأنها لم تعتمد في تلقيها لمعتقدها على كتاب ربها، وسنة نبيها (ص).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:10]ـ
الأخوة الكرام الفضلاء رواد المجلس العلمي - حفظهم الله -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تم - بحمد الله - جمع المباحث السابقة وتنسيقها مع مزيد إضافات وتحقيقات على ملفات
(ورد)، و ( Pdf)
وسميتها:
(مباحث عقدية في العقيدة السلفية)
وهي في المرفقات،،،
وأوضح أنها فقط الجزء الأول: (المباحث العقدية)،
يسر الله تمام الكتاب (كلمات سلفية في أركان الإيمان) على خير حال،
ولا تبخلوا على أخيكم بالنصيحة والإرشاد،
ولا تنسوني من دعوات الأسحار،
واسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا، ولا يجعل لأحد فيه شيئا،،،
والحمد لله على نعمه التي نراها بأعيننا ولا نحصيها عدا، فكيف نوفيها شكرا!!
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك(/)
هل من قال بعدم اثبات العينين على التثنية لله عزوجل يعد مبتدعا
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 04:47]ـ
من يثبت صفة العين لله لكنه لا يقول أنها عينين على التثنية هل يعد مخالفا لأهل السنة وهل توجد نصوص عن أحد من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم (من أهل القرون الثلاثة المفضلة) تثبت هذا الصفة على التثنية؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:14]ـ
لعلك تجد هنا فائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=16559#post165 59(/)
بيان مجمع الفقه الإسلامي: الجناح الإيراني بمعرض الكتاب يسعى لهدم الإسلام
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 06:05]ـ
الحمد لله، والصلاة على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فقد فوجئ المواطنون بوجود جناح بمعرض الخرطوم الدولي للكتب -وهو الجناح الإيراني- يحوي مجموعة من الكتب التي تتجه كل مضامينها لهدم الإسلام وعقائد أهله .. تطعن في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، ورواتها من الصحابة رضوان الله عليهم، وترمي أمهات المؤمنين بأقذع الأوصاف، وتطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بداية من أبي بكر وعمر؛ مضيا إلى آخرهم، وتدعو إلى إشاعة الفاحشة والزنا؛ لهدم الأخلاق والقيم، وإفساد المجتمع بما تسميه (نكاح المتعة)، وتدعي بأن هذه الصورة من الزنا هي من سنن الدين.
وهذه نماذج من محتويات تلك الكتب التي تم احتواؤها، ووضع اليد عليها؛ درءا للفتنة التي ظهرت بوادرها؛ وذلك بالتنسيق مع الأجهزة المختصة برعاية المطبوعات؛ ممثلة في المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية:
أولا: تحريفهم للقرآن الكريم كما ورد في هذه الكتب:
النماذج التالية الواردة في كتبهم تعتبر سعيا لهدم الدين، وزعزعة لقواعد الإيمان في النفوس؛ بتحريف القرآن الكريم معنى ولفظا؛ فمن ذلك تحريفهم اللفظي كما جاء في كتاب تفسير القمي (مجلد 1 ص 240) قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) كذا نزلت ..
وفي صفحة 79 من الجزء الأول (مقدمة المؤلف) كتاب (الصافي في تفسير القرآن) تأليف العارف الحكيم والمحدث الفقيه محمد بن المرتضى المعروف بالمولى حسن الكاشاني- جاء ما يلي: وفي رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم؛ كما قد أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلما فتحه أبو بكر خرّج في أول صفحه فتحها فضائح القوم؛ فوثب عمر وقال: يا على! أردده، ثم أحضر زيد بن ثابت -وكان قارئا للقران- فقال له عمر: إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار .. فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر عليٌّ القرآن الذي ألّفه؛ أليس قد بطل كل ما عملتم؟! .. قال عمر: فما الحيلة؟! .. قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة .. فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟! .. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك ..
وفي ص 87 من الجزء الأول مقدمة المؤلف المقدمة السادسة جاء ما يلي: إن القرآن الذي بين أظهرنا منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير ومحرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة؛ منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظ (آل محمد) صلى الله عليه وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها غير ذلك ..
وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم .. وبه قال علي بن إبراهيم رحمه الله؛ قال في تفسيره: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران 110 فقال أبو عبد الله لقارئ هذه الآية: (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسين عليه السلام؟! فقيل له: كيف نزلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! .. فقال: (إنما أنزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس)!! ..
ومثله أنه قرئ على أبي عبد الله عليه السلام: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)؛ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوه عظيما؛ أن يجعلهم للمتقين إماما .. فقيل له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم! كيف نزلت؟! فقال: أنزلت: (وجعل لنا من المتقين إماما) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تحريفاتهم ما جاء في كتاب الكافي 531 كتاب الحجة 531 (باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة، وأنهم يعلمون علمه كله) من أنه: روي عن محمد بن يحيى بسنده عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب؛ وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب (ع) ثم الأئمة من بعده ..
ومثله أيضا ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها عن محمد بن الحسين بسنده عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال: (ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله؛ ظاهره وباطنه؛ غير الأوصياء).
ثانيا: زعمهم وجود ما يسمونه بمصحف فاطمة:
جاء في الأصول من الكافي 551 تحت باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة حديث غريب.
ومما جاء في شأن هذا المصحف المزعوم ما ورد في الصفحة نفسها وهو: (قال عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين في مائة؛ وذلك أني نظرت إلى مصحف فاطمة (ع) قال قلت: ما مصحف فاطمة؟! قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ فأرسل الله إليها ملكا يسلي عنها ويحدثها؛ فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي؛ فأعلمته بذلك؛ فجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع؛ حتى أثبت في ذلك مصحفا .. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام؛ ولكن فيه علم ما يكون.
ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي كتاب فضل القران 2 - 2000م
عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) -وأنا أستمع- حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس؛ فقال أبو عبد الله (ع) كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس؛ حتى يقوم القائم (ع)؛ فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه عليٌّ عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه؛ فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعته من اللوحين .. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن؛ ولا حاجة لنا فيه .. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا .. وإنما كان عَلَيَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه ..
ومن ذلك ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها من قول علي بن الحكم بن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد سبعة عشر ألف آية.
ثالثا: الطعن في الصحابة والحط من شأنهم:
ومن وسائل الشيعة لهدم الإسلام هجومهم على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخص رواة الحديث؛ ليشككوا الناس في المصدر الثاني من مصادر التشريع؛ وهو السنة النبوية ..
ففي كتابه الذي سماه (الصحابة في حجمهم الحقيقي) يبدأ المدعو (الهاشمي بن علي) هجومه على أبي هريرة رضي الله عنه ..
جاء في ص 59 من كتابه المذكور، وتحت عنوان (صحابة تحت المجهر): (ولكي يتبن الصبح لذي عينين؛ نضع بعض الصحابة -الذين كان لهم أعمق الأثر في أن يوجد لدينا اليوم إسلام ذو شكل عجيب وغريب؛ لا يمت إلى إسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صلة؛ اللهم إلا الاشتراك اللفظي- تحت المجهر)
رابعا: أبو هريرة الدوسي:
أبو هريرة .. وما أدراك ما أبو هريرة؟! .. راوية الإسلام الأعظم، واختلف في اسم أبي هريرة اختلافا شديدا، لكن طغى عليه هذا الاسم، وقد أسلم هذا الرجل في السنة السابعة للهجرة؛ بعد غزوة خيبر؛ يعني أنه لم يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مقدار ثلاث سنوات أو أقل؛ لكن العجيب أنه أكثر الصحابة رواية؛ حيث بلغ مجموع أحاديثه (5374) حديثا؛ علما بأن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة -أبو بكر وعمر وعثمان وعلي- عليه السلام هو (1421) حديثا .. ويمضي المؤلف على هذا النهج؛ فيشكك في رواية أبي هريرة على الجملة.
ومن بعد أبي هريرة يوجه هذا الخبيث سهامه على سيف الله خالد بن الوليد؛ فيرميه بكل صفات السوء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بعد خالد يتناول بقلمه الشرير واحدا من الصحابة الأجلاء؛ وهو المغيرة بن شعبة؛ فيقول في ص 79 من الكتاب نفسه: المغيرة بن شعبة هو صحابي، وهو أحد النزاق الفساق الذين فتقوا في الإسلام فتقا لا يجبر إلى يوم القيامة .. ويمضي في إلصاق أقذر الأوصاف على المغيرة رضي الله عنه؛ فينعته بالزنا ثم يقول: (وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشى (أعطى الرشوة) في الإسلام؛ أعطى زيرفاس -حاجب عمر- شيئا حتى أدخله إلى دار عمر) .. ثم يقول بعد هذه العبارة التي ختمها بمجموعة من النقاط: (إن السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق، لكن نقول: العجب من عمر؛ إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده واليا؛ وخيار الصحابة أحياء؛ يرزقون كعلي بن أبي طالب) ..
ثم من بعد الهجوم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء دور النيل من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن؛ فيبدأ هذا الخسيس بالنيل من أم المؤمنين حفصة بنت عمر؛ فيقول في ص 73 من الكتاب نفسه تحت عنوان (صحابيات تحت المجهر):
- حفصة بنت عمر بن الخطاب زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذه المكانة -التي تتمناها كل أنثى- لم تمنع حفصة من ارتكاب الأهوال، ومخالفة الرسول؛ ولا عجب؛ فحفصة أنزل الله فيها وفي عائشة سورة كاملة؛ وهي سورة التحريم؛ فيها -من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما، وبعذاب النار- ما لا يخفى على أي شخص يفهم لغة العرب)
خامسا: تجويزهم نكاح المتعة، والدعوة الصريحة إليه:
ومن ضلالاتهم التي يروجون لها إباحتهم ما يسمونه نكاح المتعة أو (زواج المتعة) ومن أمثلة ما يقولون في ذلك:
(عن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال: لا بأس أن يتمتع بالمرأة على حكمه، ولكن لا بد أن يعطيها شيئا، لأنه إن حدث بها حدث لم يكن له ميراث) كتاب (المتعة) للشيخ (المفيد) المتعة ج 1 ص 14)
(عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) في المرأة الحسناء ترى في الطريق ولا يعرف أن تكون ذات بعل أو عاهر؛ فقال ليس هذا عليك؛ وإنما عليك أن تصدقها في نفسها) ج1 ص 14 وعن جعفر بن محمد بن عبيد الأشعري عن أبيه قال: سألت أبا الحسن (ع) عن تزويج المتعة فقلت: اتهمتها بأن لها زوجا يحل لي الدخول بها؟! قال (ع): أرأيتك إن سألتها البينة على أن ليس لها زوج تقدر على ذلك؟! ج 1 ص 14
وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولوية عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: يستحب للرجل أن يتزوج المتعة ولو مرة .. ج1 ص 7 رسالة المتعة.
وبهذا الإسناد عن ابن عيسى المذكور عن بكر بن محمد عن الصادق حيث سئل عن المتعة فقال: (أكبر للرجل أن يخرج من الدنيا وقد بقيت خلة من خلال رسول الله لم تقض) رسالة المتعة ج1 ص 8.
وبالإسناد عن ابن عيسى عن ابن الحجاج عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لي: تمتعت؟ قلت: لا .. قال: لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنة ج1 ص 8
ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب تهذيب أحكام كتاب جهاد وسيرة الإمام 212017 عن زرارة قال سأل عمار -وأنا عنده- عن الرجل يتزوج العاهرة متعة؛ قال: لا بأس ..
وفيه أيضا ج 212117 وعن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن: نساء أهل المدينة فواسق أفأتزوج منهن؟ .. قال: نعم ..
وفيه أيضا في الصفحة نفسها (عن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد الله قال: قلت: إني تزوجت امرأة متعة؛ فوقع في نفسي أن لها زوجا؛ ففتشت عن ذلك؛ فوجدت لها زوجا؛ قال: ولم فتشت؟)
ومما جاء في شأن هذه المتعة -التي هي الإباحية بعينها- ما جاء في المصدر نفسه ص 21227 عن أبي عبد الله (ع) قال ذكر له المتعة أهي من الأربعة؟؛ قال: تزوج منهن ألفا؛ فإنهن مستأجرات ..
ومن أفظع ما قيل في هذا الباب ما ينسبونه إلى أبي جعفر (ع) أنه من قال: والله يا أبا حمزة الناس كلهم بغايا ما خلا شيعتنا) انظر الروضة من الكافي 11858
سادسا: (أ) الغلو في دعوتهم أن أئمتهم يعلمون الغيب:
ومن طوامهم ما ينسبونه إلى الأئمة من أحوال وصفات تجعلهم فوق مكانة البشر؛ من كونهم يعلمون الغيب، وأنهم يعلمون متى يموتون، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي 602 قوله (عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن محمد بن سنان عن يونس عن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون .. قال: ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه؛ فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز وجل؛ إن الله عز وجل يقول تبيان لكل شيء) 601
(ب) دعواهم أن أئمتهم لا يموتون إلا باختيار منهم:
وقال أيضا في باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون؟ وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم؛ وساق سندا عن محمد بن يحيى إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): أيّ أمام يعلم ما يصيبه وما يصير إليه؛ فليس ذلك بحجة لله على خلقه .. (وساق سندا آخر في الصفحة نفسها: عن أحمد بن محمد بسنده إلى سيف التمار قال: كنا مع أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر؛ فقال علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا؛ فقلنا: ليس علينا عين .. فقال: ورب الكعبة، ورب البنية -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئهما بما ليس في أيديهما؛ لأن موسى والخضر (ع) أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة) ..
ومن هذا القبيل ما جاء في الأصول من الكافي قول أبي جعفر في دعائم الإسلام قال: (بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادى بشيء كما نودي بالولاية؛ فأخذ الناس بأربعة؛ وتركوا هذه) يعني الولاية ..
ولا شك في أن الركن الخامس الذي يدعوا الشيعة إلى تركه والإيمان بأئمتهم هو الركن الأول، والمدخل الأساس للإيمان؛ وهو الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. وهذا من عجائب هؤلاء!! .. فكيف يكون مؤمنا من لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟!
ومن أعظم الافتراء على الله ورسوله ما جاء في المصدر نفسه عن أبي جعفر (ع) قال أمر الله عز وجل ورسوله بولاية عليٍّ وأنزل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي؛ فأمر الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج؛ فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه سلم، وتخوف أن يرتدوا عن دينهم، وأن يكذبوه؛ فضاق صدره، وراجع ربه عز وجل؛ فأوحى الله عز وجل إليه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)؛ فصدع بأمر الله تعالى؛ فقام بولاية عليٍّ (ع) يوم غديرخم؛ فنادى: الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب (انظر الأصول من الكافي في باب الحجة) 671
سابعا: غلوهم في قبور أئمتهم وتشبيهها في الزيارة بالمساجد المفضلة:
ومن ذلك ما جاء في كتاب المزار من تهذيب الأحكام 6 - 1985م قال: عن أبي وهب القصيري قال: دخلت المدينة؛ فأتيت أبا عبد الله (ع)؛ فقلت له: جعلت فداك؛ أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: بئس ما صنعت؛ لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك؛ ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الأنبياء (ع) ويزوره المؤمنون؟! قلت: جعلت فداك؛ ما على ذلك؟! قال: فاعلم أن أمير المؤمنين عند الله أفضل من الأئمة كلهم، وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ..
وجاء في تهذيب الأحكام كتاب المزار 6 - 1991م .. قال أبو عبد الله (ع) من زار قبر الحسين ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. قلت: أي الليالي؛ جعلت فداك؟! قال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى؟ وليلة النصف من شعبان ..
وجاء في نفس الصفحة: عن أبي عبد الله (ع): من زار قبر الحسين (ع) يوم عرفة كتب له ألف حجة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل عبدي الصديق؛ آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق؛ زكاه الله من فوق عرشه) ..
جاء في 1990م من الكتاب نفسه: (عن أبي الحسن الرضا قال: من زار قبر أبي عبد الله (ع) بشط الفرات كمن زار الله فوق عرشه) ..
ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب المزار من كتاب التهذيب باب فضل زيارته (ع) 6/ 7891 قوله: (الكوفة حرم الله تعالى، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرم علي بن أبي طالب (ع)، والصلاة فيها بألف صلاة، والدرهم بألف درهم) ..
ها هي ذي محتويات الكتب التي عرضت في معرض الكتاب الإيراني؛ الذي احتج عليه الناس؛ لما في هذه الكتب من دعوات تشكك في القرآن الكريم، وتسب أصحاب الرسول الكريم، والخلفاء الراشدين، وزوجات النبي الكريم رضي الله عنهم أجمعين .. ونحن نحذر وندعوا إلى اليقظة من نشر هذه الادعاءات الباطلة التي تهدم عقيدة المسلمين، وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على بطلانها.
مجمع الفقه الإسلامي
http://www.meshkat.net/new/*******s.php?catid=13&artid=13030
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف 222]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 09:36]ـ
الرافضة هم الرافضة ومن ظن غير ذلك فقد خسر
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 04:24]ـ
اللهم أرنا في الرافضة يوماً أسود كيوم عاد وثمود
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 03:04]ـ
تواصل
الأخوة الأكارم نظرة ومدد وأبو عبد الرحمن الطائي: جزاكما الله خيراً على مروركما ووقانا وإياكم شر الأشرار وكيد الفجار.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 05:26]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
وفي هذا أبلغ رد على الذين يكذبون ويقولون بأن هذا كان كلام قديم والرافضة الشيعة حسنوا من أنفهسم وتغيروا عن زمان.
فهل هذا المعرض أُقيم زمان أم أقيم الآن؟
وينبغي على أهل العلم التحذير من هؤلاء الخبثاء وتوعية الناس من شرورهم وعداوتهم للمسلمين هم وأولاد عمومتهم اليهود لعنهم الله جميعا
ومعذرة أخي الرابط الذي وضعته أعلاه لا يعمل معي
فأرجو إصلاحه
مع الشكر لك مقدما
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
جزاك الله خيراً على نقلك
وقد كنت قد أدركت آخر أيام معرض الكتاب بالسودان ولكني لم أزره
و حدثني الشيخ عمار صالح -أحد الذين كانوا سبباً في طرد الروافض من المعرض- بأنهم كانوا يبيعون مجموعة مجلدات من كتبهم الكبيرة بسعر مجلد واحد من المجلدات السنية، و ذلك كما لا يخفى لإغراء الشعب الصوفي المسكين الذي لا يزال يظن أن الشيعة يحبون آل البيت
وبفضل الله و رحمته و حكمته ثم بفضل الشباب الغيور على السنة تم إغلاق الجناح الرافضي الشيعي(/)
الأولويات الأساسية التي يحتاجها من يدافع عن معاوية رضي الله عنه
ـ[سائل]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 06:19]ـ
النقاش والحوار حول ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما يدور بين العامة والمتعلمين.
ولكن لابد أن تكون هناك أساسيات في الدفاع عن معاوية رضي الله عنه.
فماهي هذه الأولويات والأساسيات التي يحتاجها من يريد أن يدافع عن معاوية رضي الله عنه؟
وأقصد بالأولويات أي الأشياء العلمية التي يتفق عليها أهل السنة والجماعة
؟؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 11:50]ـ
أولا: معرفة الأحاديث في فضل الصحابة وبالقطع يدخل فيهم خال المؤمنين معاوية رضي الله عنه
ثانيا: معرفة أقوال السلف في حكم من طعن في واحد من الصحابة
ثالثا: معرفة الأحاديث الصحيحة التي خصت خال المؤمنين بالفضل
رابعا: معرفة أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم في فضل معاوية رضي الله عنه
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 05:55]ـ
يعتبر الحديث عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه وأمه بابا مهمّاً لدى أهل السنة والجماعة، يعرفون به أهل البدع ويقيسون به مخالفتهم، فقد كان ولا زال خصماً للكثير من الطوائف الضالة المنحرفة، كالرافضة أو الزيدية، وفي عصرنا هذا لحق بهم المستشرقون والعقلانيون ودعاة الديمقراطية والليبرالية.
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على إثبات صحابته للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه من أعظم ملوك الإسلام، وقد جمع الله عليه القلوب، وحقن به الدماء، وكان مستحقاً للإمامة بعد مقتل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون نزاع بينهم، وما وقع منه من التقصير أو الخطأ فقد وقع من غيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهو إما أن يكون باجتهاد سائغ له ما يبرره، أو يكون خطأ ومعصية لكن يقع مغفورا له لما كان منه من السابقة في الدين، أو يغفره الله له بالمكفرات المعروفة المشهورة، والتي ذكر شيئاً منها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الرافضي.
ومن أهم ما يحتاجه من يرغب الحديث عن معاوية رضي الله عنه، والكشف عن شبهات أعداء الدين حوله، ما يلي:
1 - الحكم بصحابته، وهذا لم يختلف فيه أهل السنة إطلاقاً، وإنما وقع فيه من وقع من الرافضة وغيرهم، وهؤلاء لم يسلم منه لا معاوية ولا غيره ممن هو أولى منه بالتقديم وأفضل كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
2 - الكلام على بعض الأحاديث التي يزعم أصحابها أنها مثالب في حقه، وهذه ما بين صحيح معارض بكونه غير منطبق على دعوى الخصم، وبين باطل منكر لا يصح الاستدلال به على أصل الدعوى، وهي معارضة بما هو أصح منها وأصرح في الدلالة على فضله وصحابته، ومع أن هناك وفرة في الأحاديث التي تروى في فضائله ومناقبه، إلا أن أغلبها باطل وموضوع، ومن إنصاف أهل الحديث وعلماء الإسلام أنهم حكموا ببطلانها وردوها، مع حاجتهم لها ولتصحيحها في مواجهة سيل المبتدعة الذين يجمعون الغث والسمين في فضائل من يعتقدون إمامتهم وولايتهم من الصحابة، كما حصل للرافضة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد جمعوا أبطل ما يمكن روايته من أحاديث الفضائل، وخلطوها بشيء من الصحيح، وجعلوها كلها مناقب ثابتة صحيحة في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولو كان لدى أهل السنة هذا الهوى لحشدوا الكتب بالأحاديث الباطلة المنكرة دفاعاً عن معاوية رضي الله عنه في مواجهة خصومه من أهل الضلالة والزيغ.
3 - ما جرى بينهم وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه، وهذا يحتاج إلى تحرير بالغ، فقد علق بالكثير منه شوائب الوضاعين ودسائس الحاقدين من الرواة المتروكين والكذابين، واستقر بعضه وانتشر على أنه تاريخ ثابت، وهو مكذوب منحول مختلق، حتى وإن ذكره أكابر المؤرخين كالطبري وغيره، فإنهم قد أبانوا عن عذرهم حين أوردوا مثل هذه الأخبار وذكروا أنهم أسندوها إلى أصحابها وساقوها بطرقها، ولهذا لا بد من تحريره قبل الحكم عليه، وذلك يكون بتتبع الطرق والحكم عليها وفق موازين النقد المعتبرة عند أئمة الجرح والتعديل، ثم يبقى ما ثبت عنها، حينئذ ينظر فيه، فما أمكن الاعتذار عنه فيه بأن ظهر مسلكه فهذا لا إشكال فيه، وما لم يظهر المسلك فيه فإنه لم ينفرد بمثله، بل وقع فيه سادات أولياء الله من بقية الصحابة رضوان الله عليهم، بل حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تقع منه المعاصي الصغيرة، ولم يشترط أحد من أهل السنة والجماعة في الصحابة أن لا يقع منه تفريط أو تقصير سواء كان صغيرة أو كبيرة، وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبحضوره وقع من بعض الصحابة ما وقع من الذنوب والتقصير، ولم ينف عنهم اسم الصحبة أو يحكم عليه بالفسق.
وأما التعامل مع هذه الأخطاء، فلا بد من النظر في أصول أهل السنة والجماعة، ويمكن مراجعة كتاب " منهاج السنة " لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأيضاً ما كتبه الدكتور محمد أمحزون، والدكتور محمد صامل السلمي، ومحمود شاكر الحرستاني عند حديثه عن دولة بني أمية، وهناك العديد من البحوث والمقالات التي شرحت هذا الأمر وبينته.
4 - ما وقع بعد إمامته وحكمه، مثل نقله للخلافة الشورية الانتخابية إلى المُلك التوريثي، وتوليته ابنه يزيد، وغير ذلك، وهذه تقديرات محضة، وعلى فرض كونها أخطاء صريحة صحيحة، فإنها تعامل معاملة ما سبق ذكره والإشارة إليه.
كتبت هذا من الخاطر، والأمر يحتاج إلى العناية، لأن الحديث عن هذا الصحابي الجليل ظهر مرة أخرى على السطح.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 09:32]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[سائل]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 08:16]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[النعمان]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 04:50]ـ
اخي الحبيب ..
من ذلك التحصن بقراءة بعض الكتب المهمة عن معاوية رضي الله عنه مثل:
1 - (مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري) للدكتور خالد الغيث.
2 - (دفاع عن معاوية) للشيخ زيد الفياض - رحمه الله -.
3 - (إسكات الكلاب العاوية بفضائل خال المؤمنين معاوية) لمحمود بن إمام بن منصور.
4 - (معاوية بن أبي سفيان , صحابي كبير وملك مجاهد) لمنير الغضبان.
5 - (من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية) للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد.
6 - (سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه) لسعد بن ضيدان السبيعي.
7 - (شبهات حول الصحابة والرد عليها - معاوية بن أَبي سفيان رضي الله عنه) لمحمد مال الله - رحمه الله -.
8 - (الأحاديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي سفيان) لمحمد الأمين الشنقيطي.
9 - (من فضائل وأخبار معاوية دراسة حديثية) لمحمد زياد التكلة.
وغيرها
واغلب هذه الكتب المذكورة توجد في موقع صيد الفوائد للتحميل(/)
مسألة مشكلة في البيعة للأمير؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 01:49]ـ
يُشَاع عندنا أنه لا بيعةَ إلا لخليفة المسلمين أي: الذي يحكم المسلمين جميعا، أما حاكم كل بلد فلا بيعة له، وليس هو المقصود بالأحاديث ....
فأرجو التفصيل في هذه المسألة، وحبذا نقل كلام أهل العلم في هذا.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 09:36]ـ
أخي الكريم:
لو قيل بهذا لفسد الزمان، ولا يخفى ما يترتب على عدم وجود بيعة للحاكم، وديننا منزه أن يقر ما يترتب على ذلك من فوضى وهرج ومرج، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتن آخر الزمان، وما يكون فيها من الاختلاف والملك العضوض، ومع ذلك أمر بلزوم البيعة والصبر على الأذى، وعلماء الإسلام مطبقون على ذلك، فمنذ نشأت الدول بعيدة عن الخلافة وهم يبايعون الحكام، ومما يؤيد ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " مع علمه صلى الله عليه وسلم بفتن آخر الزمان وما يحصل فيه، كما وردت بذلك الأحاديث.
ولعلك أخي الكريم تبين لمن يشيع هذا الكلام ما يترتب على قوله، فإنه سيرجع إلى الحق إن كان طالبا للحق.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيكم وزادكم الله علما ..... قد استدللت على بعضهم بالحديث الذي ذكرت، وبالإجماع على ذلك، لكنني لست متأكدا من الإجماع وإنما سمعت بعض أهل العلم ذكر هذا الإجماع ......
فهل تذكر من نقل الإجماع على ذلك ..... وهل صحيح ما يُنقل عن العلامة الألباني في هذه المسألة من أنه لا يرى البيعة في هذا الزمان؟
وأرجو الإكثار من إيراد الحجج لانتشار الشبهة التي يروجها هؤلاء ....
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 05:29]ـ
وقع خلاف بين العلماء قديماً في هذه المسألة، فذهب الجمهور إلى تحريم تعدد الأئمة، وأن الواجب نصب إمام واحد يبايع، والبقية أمراء على الأقاليم ونحوها، واختار بعض الأئمة جوازه في حال تباعد الأقطار، ويدخل في هذا أيضاً أن يتعذر نصب إمام واحد، فالمناط هو التعذر، سواء كان ذلك في الأقاليم المتباعدة، أو بسبب الأثرة وحظوظ الدنيا، أو بسبب التعذر الواقعي كما هو الحال اليوم بعد تقسيم بلاد المسلمين، وانتشار حكام الاستبداد، والقول بالجواز للحاجة الداعية إليه هو قول الإمام القرطبي فيما ذهب إليه في تفسيره رحمه الله تعالى.
ويمكنك الرجوع إلى كتاب " الإمامة العظمى " للدميجي، فهو مرجع أولي في مثل هذه المسائل المهمة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 11:23]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ أبا حماد، الكلام ليس في جواز تعدد الأئمة، بل الكلام في وجوب البيعة مع وقوع هذا التعدد بغض النظر عن جوازه أو لا. فأرجو منكم الإفادة.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 11:42]ـ
ألا ترى معي أنه إذا ثبت له حكم الإمامة فالأحكام المترتبة على ذلك ثابتة أيضاً، سواءً في الأمر شروط الحاكم، وما يجب عليه ويجب له، ومسألة تعدد الأئمة حاجة تُقدر بقدرها، وتبقى بقية الأحكام ثابتة للإمام وعلى رأسها وجوب البيعة.
والله تعالى أعلم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 12:11]ـ
صحيح، جزاكم الله خيرا، لكن هل من يقول لا يجوز تعدد الأئمة، والواجب هو خليفة واحد، لا يرى بوجوب البيعة والواقع الآن ما تعرفونه؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - May-2007, صباحاً 01:12]ـ
للرفع
ـ[حمد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 02:25]ـ
أما حاكم كل بلد فلا بيعة لهألا يخالف هذا قول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم))
ألا يطلق عليه ولي أمر؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول:
من يقول لا يجوز تعدد الأئمة، والواجب هو خليفة واحد، لا يرى بوجوب البيعة ..
وأقول لك: الخليفة الواحد الذي يجمع الأمة متعذر وجوده في هذا الزمن, والحاصل اليوم هو الملك الجبري وقد أخبرنا بذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوةِ فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبريةً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثمَّ سكت))
وقد بين في حديث آخر بأن الخلفاء سيكثرون , وأمر ببيتعهم, فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((كانت بنو إسرائيل تَسُوسُهم الأنبياء، كلّما هلك نبيٌّ خَلَفَه نبيٌّ، وإنهُ لا نبيَّ بعدي، وسيكونُ خلفاءُ فيكثرون)) قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ((فُوا ببيعةِ الأولِ فالأولِ, أعطوهم حقهم فإن الله سائلهُم عمَّا استرعاهُم))
فمالفائدة المرجوة من عدم المبايعة؟ إن كان أغلب الناس قد بايع من يقوم مقام الإمام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 08:44]ـ
جزاكم الله خيرا.
أخي حمد، أظن - والله أعلم - أن ثم فرقا بين الطاعة والبيعة، فمثلا أمير السفر يُطاع ولا بيعة له.
أخي (وسم المعاني) أرجو منكم ذكر وجه الدلالة من الحديث على صحة مبايعة أكثر من واحد إذا تعددت الأقطار.
بقي استفسار واحد، أرجو منكم بيانه - وقد تقدم طرحه -:
هل أجمع العلماء على وجوب البيعة في حالة تعدد الأمراء في الأقطار، بحيث صار لكل قطر أميرٌ؟؟
وجزاكم الله خيرا على تواصلكم ...
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 08:05]ـ
أخي الكريم
الحديث واضح الدلالة على أنه بعد الأنبياء سيكثر الخلفاء الذي يجب علينا مبايعتهم وإعطائهم حقهم؛ لأن الله سيسألهم عما أسترعاهم , وفيه دلالة على أنهم ((رعاة)) للرعية ..
وقد أوجز الإمام الشوكاني- رحمه الله- فأبلغ في المسألةِ بقوله: " إذا كانت الإمامة الإسلامية مختصة بواحد, والأمور راجعة إليه مربوطة به كما كان في أيام الصحابة والتابعين وتابعيهم, فحكم الشرع في الثاني الذي جاء بعد ثبوت ولاية الأول أن يقتل إذا لم يتب عن المنازعة, وأما إذا بايع كل واحد منهما جماعة في وقت واحد, فليس أحدهما أولى من الآخر بل يجب على أهل الحل والعقد أن يأخذوا على أيديهما حتى يجعل الأمر في أحدهما فإن استمرا على الخلاف كان على أهل الحل والعقد أن يختاروا منهما من هو أصلح للمسلمين, ولا تخفى وجوه الترجيح على المتأهلين لذلك.
وأما بعد انتشار الإسلام, واتساع رقعته وتباعد أطرافه, فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام, أو سلطان, وفي القطر الآخر, أو الأقطار كذلك, ولا ينفذ لبعضهم أمر, ولا نهي في قطر الآخر, وأقطاره التي رجعت إلى ولايته, فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين, ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه, وكذلك صاحب القطر الآخر, فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولايته وبايعه أهله كان الحكم فيه أن يقتل إذا لم يتب, ولا تجب على أهل القطر الآخر طاعته, ولا الدخول تحت ولايته لتباعد الأقطار, فإنه قد لا يبلغ إلى ما تباعد منها خبر إمامها أو سلطانها, ولا يدري من قام منهم, أو مات فالتكليف بالطاعة والحال هذه تكليف بما لا يطاق, وهذا معلوم لكل من له اطلاع على أحوال العباد والبلاد, فإن أهل الصين والهند لا يدرون بمن له الولاية في أرض المغرب فضلاً عن أن يتمكنوا من طاعته, وهكذا العكس, وكذلك أهل ما وراء النهر لا يدرون بمن له الولاية في اليمن, وهكذا العكس, فاعرف هذا, فإنه المناسب للقواعد الشرعية والمطابق لما تدل عليه الأدلة, ودع عنك ما يقال في مخالفته, فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام, وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار, ومن أنكر هذا, فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة؛ لأنه لا يعقلها" (1).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: "السنة أن يكون للمسلمين إمام واحد، والباقون نوابه، فإذا فرض أن الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها, وعجز من الباقين، أو غير ذلك، فكان لها عدة أئمة، لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود, ويستوفي الحقوق، ولهذا قال العلماء: إن أهل البغي ينفذ من أحكامهم ما ينفذ من أحكام أهل العدل، وكذلك لو شاركوا الإمارة وصاروا أحزاباً، لوجب على كل حزب فعل ذلك في أهل طاعتهم، فهذا عند تفرق الأمراء وتعددهم" (2).
وقد ذكر الإمام المجدد- محمد بن عبد الوهاب- الإجماع على أن الحاكم المتغلب يعطى حق الإمام من الطاعة والنصرة, فقال: "الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد- أو بلدان- له حكم الإمام في جميع الأشياء, ولولا هذا ما استقامت الدنيا؛ لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد, و لا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم" (3).
ويقول الشيخ محمد العثيمين- رحمه الله- في الشرح الممتع: " «الإمام»: هو ولي الأمر الأعلى في الدولة، ولا يشترط أن يكون إماماً عامّاً للمسلمين؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة، والنبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ((اسمعوا وأطيعوا, وإن استُعمل عليكم عبد حبشي))
فإذا تأمر إنسان على جهةٍ ما، صار بمنزلة الإمام العام، وصار قوله نافذاً، وأمره مطاعاً، والأمة الإسلامية بدأت تتفرق من عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، فابن الزبير في الحجاز، وابن مروان في الشام, والمختار بن عبيد وغيره في العراق، وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لمن تأمر على ناحيتهم، وإن لم تكن له الخلافة العامة؛ وبهذا يعرف ضلال من يقول: إنه لا إمام للمسلمين اليوم، فلا بيعة لأحد.
فهل يريدون أن تكون الأمور فوضى ليس للناس قائد يقودهم؟ أم يريدون أن يقال: كل إنسان أمير نفسه؟
فهؤلاء إذا ماتوا من غير بيعة, فإنهم يموتون ميتة جاهلية- والعياذ بالله-؛ لأن عمل المسلمين منذ أزمنة متطاولة على أن من استولى على ناحية من النواحي، وصار له الكلمة العليا فيها، فهو إمام فيها" (4).
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
1 - السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار, للعلامة/محمد بن علي بن محمد الشوكاني, تحقيق/محمود إبراهيم زايد, دار الكتب العلمية – بيروت, ط1، 1405هـ, ج4, ص 512.
2 - مجموع الفتاوى, ج34, ص176,175.
3 - الدرر السنية في الأجوبة النجدية, مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام, جمع وترتيب: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم, دار القاسم, ط7, 1425هـ_2004م, ج9, ص5.
4 - الشرح الممتع على زاد المستقنع, للشيخ محمد الصالح العثيمين, اعتنى به: الدكتور/سليمان بن عبد الله بن حمود أبا الخيل, و الدكتور/خالد بن علي المشيقح, مؤسسة آسام, الرياض, الطبعة الأولى, 1417هـ, ج8, ص 13,12 (بتصرف يسير).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 11:12]ـ
نقل ابن كثير الخلاف في المسأله, ثم قال:
وقد حكى أمام الحرمين عن الاستاذ أبي اسحاق أنه جوَّز نصب إمامين فأكثر إذا تباعدت الاقطار, واتسعت الاقاليم بينهما, وتردد امام الحرمين في هذا.
قلت (ابن كثير يقول):وهذا يشبه حال الخلفاء من بني العباس بالعراق, والفاطميين بمصر, والامويين بالمغرب. أهـ
تفسير آية 30 من سورة البقرة
يقول الشوكاني رحمه الله في السيل الجرَّار:
والأصل أن يكون للمسلمين إمام واحد, وأما بعد انتشار الاسلام, فمعلوم أنه قد صار في كل قُطر أمام أو سلطان وفي القُطر الأخر كذلك, ولا ينعقد لبعضهم أمر ولا نهي في قُطر الأخر,
فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين, ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره .....
وهذا معلوم لكل من له أطلاع على أحوال العباد والبلاد, ومن أنكر هذا فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة, لأنه لا يعقلها. أهـ
ويقول الامام احمد في الاحكام السلطانيه:
... ومن غلب عليهم ــ يعني الولاة ــ بالسيف, حتى صار خليفة, وسمي أمير المؤمنين, فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر أن يبيت ولا يراه إماماً, برّاً كان أو فاجراً. أهـ
وكلام الامام هذا وقد كانت هناك دولتين للمسلمين فلم يخصص في قوله رحمه الله , فتنبه!!
وقال الصنعاني في سبل السلام عن حديث أبي هريره: (من خرج عن الطاعة, وفارق الجماعه, ومات فميتته ميتة جاهلية)
قوله رحمه الله عن (عن الطاعة) أي:
طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه, وكأن المراد خليفة أي قطر من الأقطار إذ لم يجمع الناس على خليفة في جميع البلاد الاسلامية من أثناء الدولة العباسية, بل استقل أهل كل أقليم بقائم أمورهم, إذ لو حمل الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الاسلام لقلت فائدته.
وقوله: (وفارق الجماعة) أي:
خرج عن الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم, واجتمعت به كلمتهم, وحاطهم عن عدوهم. أهـ
وقد أجمع أهل العلم عن أسقاط بعض الشروط عند تغلب السلطان بالسيف ومنها ان يكون قرشياً او ان يكون صاحب اجتهاد.
ونستطيع الاستدلال على هذا الاجماع بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي ذر رضي الله عنه: (اسمعوا وأطيعوا؛ ولو كان حبشياً مجدع الأطراف).
هذا الحديث يجعل تولية غير القرشي او غير المجتهد جائزه والطاعة له واجبه.
ونقل الشاطبي في الاعتصام عن الغزالي قوله:
أما إذا انعقدت الإمامه, او تولية العهد لمنفك عن رتبة الاجتهاد, وقامت له الشوكة, وأذعنت له الرقاب, بأن خلا الزمان عن قرشي مجتهد مستجمع جميع الشروط, وجب الاستمرارعلى الإمامه المعقودة إن قامت له الشوكة. أهـ
ويقول الغزالي متمماً الفائده:
فنحن نقضي بنفوذ قضاء أهل البغي في بلادهم لمسيس حاجتهم, فكيف لا نقضي بصحة الإمامه عند الحاجه والضروره. أهـ
راجع كتاب الشيخ عبد السلام آل برجس
معاملة الحكام على ضوء الكتاب والسنة
http://www.burjes.com/burjes_books.php
فإنه نفيس في بابه
فرحم الله الشيخ البرجس وعوضنا بأمثاله
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:00]ـ
الأخ " وسم المعاني " والأخ " ابن عقيل " جزاكما الله خير الجزاء على ما تفضلتم به، ثم إن بعض المشككين تمسوا بكلام للعلامة الألباني رحمه الله ثم وجدت كلام للعلامة الألباني يتكلم في هذه المسألة بمثل كلام من نقلتم كلامه.(/)
كيف دخل الإلحاد بلاد المسلمين
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 03:06]ـ
كيف دخل الإلحاد بلاد المسلمين
لقد دخل الإلحاد في كثير من بلاد المسلمين وما كان له أن يدخل إلا أن هناك أسباباً عديدة مكنت لدخوله في بلاد المسلمين منها:
1 - انحراف كثير من المسلمين عن دينهم ونسيانهم حظاً ما ذكروا به، وإلا فإن الصبر والتقوى كفيلان برد كل باطل {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً} [آل عمران 120].
2 - هزيمة العالم الإسلامي أمام الهجمة الأوروبية، فما كاد الأوروبيون يمتلكون القوة المادية، ويستخدمون الآلة، ويبنون المصانع حتى اتجهوا إلى دول العالم الثالث بحثاً عن الأسواق لبيع منتجاتهم الصناعي، وجلباً للمواد الخام اللازمة للصناعة ولما كانت هذه الدول تطمع في الحصول على ما تريد بأبخس الأثمان أو بلا ثمن أصلاً فإنها استخدمت قوتها العسكرية. ولما كان العالم الإسلامي في غاية التخلف عسكرياً وسياسياً وصناعياً لم يصمد أمام تلك الهجمة وكان للهزيمة العسكرية أثرها في زعزعة العقيدة، ووجود الشعور بالنقص وتقليد الغالب والتشبه بأخلاقه ظناً منهم لفرط جهلهم أن أوروبا لم تتطور إلا عندما اعتنقت الإلحاد ورفضت الدين.
3 - الاستعمار الغربي لكثير من بلاد المسلمين فلقد عانى المسلمون من الاستعمار وويلاته حيث امتص الغرب دماء المسلمين وخيراتهم وأوطانهم.
4 - تركيز الغرب على إفساد التعليم والإعلام والمرأة وتشويه صورة علماء المسلمين مع الحرص على نشر الفوضى الجنسية والإباحية والعري، حيث غرق كثير من الشباب في هذا المستنقع الآسن والإلحاد لا يفرخ إلا في مثل هذا الجو.
5 - انحسار عقيدة الولاء والبراء عند كثير من المسلمين.
6 - انتشار الجهل بدين الإسلام.
7 - انتشار المذاهب الهدامة والفرق الضالة والطرق الصوفية المخذله، التي تقوم على الدجل والخرافة وعبادة القبور والمبالغة في قصص الكرامات كل ذلك استغله الملا حدة ونفذوا من خلاله إلى الطعن في الدين.
8 - الابتعاث وما فيه من مفاسد حيث يذهب إلى بلاد الكفر من هو خالي الوفاض في الغالب فلا علم لديه ولا ورع يزمه ولا تقوى تردعه فيعيش في تلك البلاد ويتأثر بما فيها من أفكار وأخلاق وربما رجع بشهادة الدكتوراه بعد أن يفقد شهادة أن لا إله إلا الله.
9 - التقصير في جانب الدعوة إلى الله.
10 - سقوط الخلافة الإسلامية.
11 - ترك فريضة الجهاد والركون إلى ملذات الدنيا والإخلاد إلى الراحة.
من كتاب رسائل في العقيدة
للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد
ـ[الجندى]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 10:51]ـ
جزاك الله خيراً أخى آل عامر
ولمن أراد التوسع فى معرفة الإلحاد ونقضه فعليه بهذا الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=31737&postcount=2
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 12:36]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل المفيد.
ولا ننسى كذلك دور الاتحاد السوفيتي ومبادئه الشيوعية الاشتراكية، فقد تماهى كثير من العرب والمسلمين حينها في قوته ونبوغه وتقدمه، مما سمح بإنشاء الجمعيات والأحزاب الشيوعية والاشتراكية، الأمر الذي أدى إلى شيوع الفكر الإلحادي وانتشاره في بعض البلاد الإسلامية، وصار الاتحاد السوفيتي الملاذ الأول لكل من أعلن إلحاده وخروجه عن الدين.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 04:37]ـ
جزيت خيراً
غزو الفضائيات بعد أن وطد دعائمه في إفساد الغرائز
بدأ بالخطوة التالية في إفساد العقائد بصور شتى
من يتأمل حورات قناة العربية في موقعها وماتثيره من زعازع يعرف إلى أين تريد الاتجاه
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:27]ـ
بقلم الاخ فتى الادغال
تجتاحُ العالمَ العربيَّ منذ ُ بداياتِ هذا القرن ِ، موجة ٌ من الإلحادِ والرّدةِ، لم تعرفْ لها المنطقة ُ مثيلاً، في الوقتِ الذي بدأتْ فيهِ هذه المذاهبُ بالانحسار ِ في العالم ِ الغربيِّ، وأخذتِ الناسُ تناغمُ بينَ العلم ِ والدين ِ، وتُهادنُ بينهما، بعدَ مرحلةِ قطيعةٍ كبرى بينهما، نشأتْ في منتصفِ القرن ِ الثامن عشر الميلاديِّ، وأدّتْ إلى اجتياح ِ الإلحادِ والكفر ِ، في أوساطِ المفكّرينَ والفلاسفةِ، واجتياح ِ النظام ِ العلمانيِّ للحياةِ العامّةِ في أوروبا، بعدَ أن هيمنتْ عليها الكنيسة ُ قروناً
(يُتْبَعُ)
(/)
طويلة ً من الزمان ِ.
الإلحادُ يحملُ أحدَ معنيين ِ:
أوّلهما: إنكارُ وجودِ الخالق ِ، والقولُ بأزليّةِ المادّةِ، وأنّها خالقة ٌ مخلوقة ٌ.
ثانيهما – وهو من إضافاتِ أفلاطونَ -: إثباتُ وجودِ خالق ٍ أو صانع ٍ، ولكنّها لا تُعنى بشيءٍ من حياةِ الخلق ِ، فهي موجدة ٌ للخلق ِ، لكنّها تركتْ التصرّفَ في الكون ِ، وتفرّغتْ في حياتها المثاليّةِ، وقد كانَ يقولُ بهذا القول ِ من الفلاسفةِ: أبيقور.
لم تعرفِ الأرضُ انتشاراً للإلحادِ، ونفوذاً قويّاً لهُ، إلا في العصور ِ المتأخرةِ، فقد كان يوجدُ منهم فئامٌ وأشتاتٌ، ولكنّهم قلائلُ، ولا يجمعهم مذهبٌ، أو يُقيّدهم فكرٌ، وإنّما بحسبِ ما يعنو للواحدِ منهم ويظهرُ، وقد كانوا يسمّونَ قديماً بالدهريينَ، وحكى الإمامُ الشهرستانيُّ في كتابهِ " الملل ِ والنِحَل ِ " أنّ الدهريينَ من كفّار ِ مكّة َ وغيرها، كانوا أقلّ النّاس ِ، وإنّما غلبَ على أهل ِ مكّة َ وجزيرةِ العربِ الشركُ، وعبادة ُ غير ِ اللهِ معهُ، مع إثباتِ أنّهُ الخالقُ وحدهُ، خلافاً للمانويّةِ الذين يُبتونَ خالقين ِ أحدهما النورُ وهو خالقُ الخير ِ، والآخرُ الظلامُ وهو خالقُ الشرِّ.
يذكرُ الدكتورُ جعفر شيخ إدريس أنّ أوّلَ كتابٍ مُصرّح ٍ بالإلحادِ، وداع ٍ لهُ، ظهرَ في أوروبا في سنةِ 1770 م، وهذه الفترة ُ الحرجة ُ هي الفترة ُ التي بدأتْ فيها الشعوبُ الأوربيّة ُ تضجُّ من حكم ِ الكنيسةِ، وتدعو للثورةِ عليهِ، وقد تبنّى الفكرَ الإلحاديَّ في أوروبا كبارُ الفلاسفةِ والمؤرخينَ، من أمثال ِ: نيتشة، وفولتيير، وكارل ماركس، وإنجلز، وراسل، وكونت، وغيرهم من كِبار ِ الفلاسفةِ وعلماءِ الاجتماع ِ والتأريخ ِ، ممّا حدا النّاسَ إلى الوثوق ِ بهم، والتحوّل ِ إلى آرائهم، كردّةِ فعل ٍ للمواقفِ المُتسلّطةِ للكنيسةِ، وكذلكَ ظهور ِ مجموعةِ من التناقضاتِ بينَ الدين ِ النصرانيِّ المُحرّفِ، وبينَ بعض ِ المُخترعاتِ والمُكتشفاتِ العلميّةِ.
ومع ظهور ِ بوادر ِ الإلحادِ، نشأتْ العديدُ من المدارس ِ والمذاهبِ الفكريّةِ والاجتماعيّةِ، والتي تصُبُ في مصبِّ الإلحادِ، وتستلهمُ منهُ مادّتها، وترسّخُ مبادئهُ، ومن أشهر ِ تلكَ المذاهبِ والمدارس ِ:
- العلمانيّة ُ: وهو مذهبٌ كفريٌّ، نشأ في ظروفٍ عصيبةٍ في أوروبا، خلالَ القرن ِ الثامن عشر، وذلكَ بسببِ طغيان ِ الكنيسةِ، وتبرّم ِ الناس ِ منها ومن نفوذِ رجالها، ومُحاربةِ الكنيسةِ للعلوم ِ الطبيعيّةِ، خاصّة َ بعدَ تطوّر ِ ونموِّ الحركاتِ العلميّةِ والبحوثِ، وخلاصة ُ العلمانيّةِ أنّها حركة ٌ جديدة ٌ تهدفُ إلى إقصاءِ الدين ِ عن الحياةِ، وبناءِ مؤسساتِ المجتمع ِ على أصول ٍ مادّيةٍ بحتةٍ، لا دخلَ للدين ِ فيها من قريبٍ أو بعيدٍ.
- الوجوديّة ُ: وهي مذهبٌ معاصرٌ ذو جذور ٍ قديمةٍ، يقومُ على أساس ِ إبراز ِ قيمةِ الفردِ، والتأكيدِ على حرّيتهِ، وأنّهُ هو أساسُ كلِّ شيءٍ ومنطلقهُ، وهي مذهبٌ إلحاديٌّ، أسّسها قديماً كير كجرد، وفي العصر ِ الحاضر ِ قامَ أبو الوجوديّةِ جان بول سارتر بإرساءِ دعائم ِ هذا المذهبِ، وإقامةِ أصولهِ، وبناهُ على الإلحادِ والكفر ِ بكلِّ المُثُل ِ والقيم ِ، وأنّ للإنسان ِ أن يفعلَ ما شاءَ، دونَ وازع ٍ أو رقيبٍ.
- الشيوعيّة ُ: وهي مذهبٌ فلسفيٌّ مُعاصرٌ، أنشأهُ اليهوديُّ كارل ماركس، يدعو إلى تعظيم ِ المادّةِ، وأنّها أزليّة ٌ، ويُفسّرُ كارل ماركس التاريخَ تفسيراً ماديّاً بحتاً، ولهم شعاراتٌ عدّة ٌ من ضمنها: لا إلهَ والحياة ُ مادّة ٌ، وقد انتشرتْ الشيوعيّة ُ بالقوّةِ والاستعبادِ، واجتاحتْ بثوراتها أغلبَ أرجاءِ الأرض ِ، حتى أذنَ اللهُ بسقوطها، وبقاءِ بعض ِ فلولها مشتتة ً هنا وهناكَ.
- الوضعية ُ: وهي مذهبٌ فلسفيٌّ إلحاديٌّ، يُنكرُ وجودَ أي معرفةٍ تتجاوزُ التجربة َ الحسّية َ، أسّسهُ اوغست كونت، ودعى حينَ تأسيسهِ إلى قيام ِ دين ٍ جديدٍ، يقومُ على أساس ِ عبادةِ الإنسانيّةِ، وإحلالها محلَّ الأديان ِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الداروينيّة ُ: نسبة ً إلى شارلز داروين، أقامَ مدرستهُ هذه على أساس ِ أنّ الأحياءَ جميعاً لم تُخلقْ كلُّ واحدةٍ منها خلقاً مُستقلاً، بل كانَ لها أصلٌ واحدٌ وهو الخليّة ُ البسيطة ُ، ثمّ أختْ تتطوّرُ وترتقي من طور ٍ إلى طور ٍ آخرَ، حتى نشأتِ البشريّاتُ والإنسانُ، وأنّ الطبيعة َ هي التي كانت تختارُ الأصلحَ للبقاءِ، وذلكَ ما عبّرَ عنهُ بمصطلح ِ: الانتخابِ الطبيعيِّ، أو بقاءِ الأصلح ِ، ومدرسة ُ داروين تجمعُ في ثنياها كبارَ ملاحدةِ العالم ِ، والذين يرونَ أنّ الإنسانَ لا خالقَ لهُ، وأنّهُ وليدُ ملايين ِ السنواتِ من التطوّر ِ الطبيعي، والنشوءِ والارتقاءِ بينَ الأنواع ِ المختلفةِ، وبالرغم ِ من عدم ِ وجودِ أي دليل ٍ علميٍّ، يُبتُ صحّة َ نظريّةِ داروين، إلا أنّها اجتاحت العالمَ الغربيَّ اجتياح ٍ غريباً، وأثرتْ فيهِ وفي ثقافتهِ، حتى بدأتْ تنحسرُ في الآونةِ الأخيرةِ.
وهناكَ العديدُ من المدارس ِ غيرُ ما ذُكرَ، وكذلكَ النظريّاتِ، سواءً ما كانَ منها علميّاً بحتاً، أو اجتماعيّاً، أثّرتْ أو تأثرتْ بالإلحادِ، وقامت بترسيخ ِ مفاهيمهِ، ودعتْ إليهِ.
ومن المؤسفِ حقّاً، أنّ الإلحادَ حينما صبغَ الحياة َ العامّة َ في أوروبا، أصبحَ أمرُ التديّن ِ، والتمسّكِ بدين ٍ، أو الإيمان ِ بالخالق ِ، شيئاً غريباً!، وظاهرة ً تدعو إلى العجّبِ!، بعد أن كانت هي السائدة ُ على نظام ِ الحياةِ، ومؤسساتِ الحُكم ِ، وإن كانَ ثمَّ شيءٌ يدعو إلى التعجّبِ والاستغرابِ، فهو انتشارُ الإلحادِ في تلكَ الفترةِ، وانحسارُ الإيمان ِ باللهِ، وتعلّقُ الناس ِ بالمادّةِ والطبيعةِ، ووصفهم للدين ِ بأنّهُ تخلّفٌ ورجعيّة ٌ.
هذا كانَ عرضاً موجزاً عن بداياتِ الإلحادِ في العالم ِ الغربيِّ، فماذا عن العالم ِ العربيِّ والإسلاميِّ!.
الكلامُ عن حركاتِ الإلحادِ المنظّمةِ في العالم ِ العربيِّ، وكذلكَ المُجاهرة ُ بهِ، وإعلانُهُ على الملأ، نشأ بعدَ منتصفِ القرن ِ التاسعَ عشرَ، حينما بدأ العالمُ الإسلاميُّ والعربيُّ، يتّصلُ بالعالم ِ الغربيِّ، عن طريق ِ إرسالياتِ الدراسةِ، أو التدريبِ، وتسبّبَ ذلكَ في رجوع ِ مجموعةٍ من الطلاّبِ متأثّرينَ بالفكر ِ الأوربيِّ الماديِّ، والذي كانَ يقومُ على أساس ِ تعظيم ِ علوم ِ الطبيعةِ، ورفع ِ شأن ِ العقل ِ، وكذلكَ تنحية ُ الدين ِ والشرع ِ، عن حكم ِ الحياةِ والناس ِ وإدارةِ شئونهم.
في بدايةِ الأمر ِ لم يكن ثمَّ دعوة ٌ صريحة ٌ للإلحادِ أوالرّدةِ، وإنّما كانتْ هناكَ دعواتٌ للتحرّر ِ، أو التغريبِ، أو فتح ِ المجال ِ أمامَ العقل ِ، ومُحاكمةِ بعض ِ النصوص ِ الشرعيّةِ إلى العقل ِ أوالحسِّ والواقع ِ، ومحاولةِ إنشاءِ خلافٍ وهميٍّ، وصراع ٍ مُفتعل ٍ، بينَ العقل ِ والشرع ِ.
ومع مرورِ الوقتِ، وزيادةِ الاتصال ِ بالغربِ وتراثهِ، وانتشار ِ موجةِ التغريبِ بينَ الناس ِ، ظهرتْ بعضُ الدعواتِ الصريحةِ للإلحادِ وفتح ِ بابِ الرّدةِ، باسم ِ الحريّةِ الفرديّةِ.
وحينما نشطَ اليهودُ في تركيا، ودعوا إلى إقامةِ قوميّةٍ تركيّةٍ، تحُلُّ محلَّ الرابطةِ الدينيّةِ، ظهرتْ مظاهرُ عدّة ٌ في الواقع ِ، تدعو إلى نبذِ الدين ِ، وتظهرُ العداءَ لبعض ِ شعائرهِ، ومع مرورِ الوقتِ، تطوّرتْ هذه الحركة ُ، حتى جاءَ مصطفى كمال أتاتورك، وقامَ بإلغاءِ الخلافةِ، وأنشأ الدولة َ التركيّة َ العلمانيّة َ، وحاربَ جميعَ العلماءِ وسجنهم، وراجَ على إثرَ ذلكَ الكفرُ والإلحادُ، وظهرتْ عدّة ُ كتبٍ تدعو إلى الإلحادِ، وتطعنُ في الأديان ِ، ومنها كتابٌ بعنوان ِ " مصطفى كمال "، لكاتبٍ اسمهُ قابيل آدم.
هذه الجرأة ُ في تركيا قابلها جرأة ٌ مماثلة ٌ، في مصرَ، سمّيتْ ظلماً وزوراً عصرَ النهضةِ الأدبيّةِ والفكريّةِ، بينما هي في حقيقتها حركة ٌ تغريبيّة ٌ، تهدفُ إلى إلحاق ِ مصرَ بالعالم ِ الغربيِّ، والتخلّق ِ بأخلاقهِ، واحتذائها في ذلكَ حذوَ تركيّا، التي خلعتْ جلبابِ الحياءِ والدين ِ، وصبغتْ حياتها بطابع ِ العلمانيّةِ والسفور ِ والتمرّدِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
في تلكَ الحقبةِ في مصرَ، ظهرَ العديدُ من المفكّرينَ والأدباءِ، يدعونَ إلى التغريبِ والإلحادِ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ، باسم التنوير ِ تارة ً، وباسم النهضةِ الأدبيّةِ تارة ً أخرى، ومرّة ً باسم الحرّياتِ الفكريّةِ، وتلقّفتْ مصرُ – في تلكَ الفترةِ - دونَ تمييز ٍ، جميعَ أمراض ِ المجتمع ِ الأوربيِّ، وكذلكَ أخلاقهُ المنحلّة َ، وأصبحتْ قطعة ً من أوروبا، ومن فرنسا تحديداً، وعاثَ في أرضها بعضُ المستشرقينَ فساداً وإفساداً، ثمّ سلّموا دفّة َ الإفسادِ إلى بعض ِ المصريينَ، ممن لم يتوانوا في نشر ِ الكفر ِ والإلحادِ، وسعوا سعياً حثيثاً إلى إلغاءِ الفضيلةِ والأخلاق ِ الإسلاميّةِ، وإحلال ِ النفعيّةِ والماديّةِ محلّها، حتّى أصبحَ دُعاة ُ الإسلام ِ والمُحافظةِ غرباءَ على المُجتمع ِ دُخلاءَ عليهِ، ويوصفونَ بالجمودِ والتخلّفِ والعداءِ للحضارةِ!!.
وبما أنّ مصرَ هي رئة ُ العالم ِ في ذلكَ الوقتِ، فقد انتقلتْ حمّى الردةِ والإلحادِ، إلى جميع ِ دول ِ الجوار ِ، ابتداءً من الشام ِ، ومروراً بالعراق ِ، والخليج ِ بما فيها السعودية ُ، وانتهاءً ببلادِ اليمن ِ.
وسأذكرُ الآنَ بعضَ أشهر ِ الملاحدةِ والمرتدينَ، الذينَ نبذوا الدينَ جانباً، واستبدلوا بهِ الإلحادَ أو اللادينيّة َ أو كفروا بكلِّ شرائع ِ الإسلام ِ، من الذينَ كانوا في تلكَ الفترةِ، أو بعضَ من يعيشُ في عصرنا الحاضر ِ، والذين أعملوا معاولَ الهدم ِ والتخريبِ، في الأخلاق ِ والدين ِ، وأرادوا جعلَ المجتمعاتِ نماذجَ مكرّرة ً من الدول ِ الأوربيّةِ المُنحلةِ الفاسدةِ، وحاولوا صُنعَ فجوةٍ بينَ العلم ِ والدين ِ، وأوهموا أنّ الدينَ يُعارضُ العلمَ والواقعَ، ويقفُ دونَ الانطلاق ِ إلى آفاق ٍ جديدةٍ، ويُحرّمُ الإبداعَ، ويدعو إلى الكهنوتيّةِ والتقوقع ِ.
فمن أشهرهم:
- جميل صدقي بنُ محمدِ بن ِ فيضي الزهاوي، شاعرٌ من شُعراءِ العراق ِ، وُلدَ سنة َ 1279 هـ في بغدادَ، وكانَ أبوهُ مُفتي بغدادَ في تلكَ الفترةِ، وقد تنقّلَ كثيراً في المناصبِ والوظائفِ، وهو أحدُ أعمدةِ التشكيكِ في شعرهِ وآراءهِ، وقد كانَ ينحى منحى الفلاسفةِ، ويُقرّرُ طريقة َ الفلاسفةِ في التعامل ِ مع الأديان ِ، ومع الغيبياتِ، حتّى سمّاهُ النّاسُ زنديقاً!، وقد كانَ من المفتونينَ بالعالم ِ الماديِّ، وبالظواهر ِ الطبيعيّةِ، مُعظّماً لها، وصنّفَ في ذلكَ الكثيرَ من الرسائل ِ والكُتبِ.
- إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنُ إسماعيلَ، والمعروفُ اختصاراً بإسماعيل أدهم، أحدُ أبأس ِ الملاحدةِ، وأشقاهم، وأكثرهم مأساوية ً وشقاءً، كانَ من دُعاةِ الشعوبيّةِ، تنقّلَ في الدراسةِ بينَ مصرَ وتركيّا وروسيا، وتخصّصَ في الرياضياتِ، وحصلَ على شهادةِ الدكتوراةِ فيها، وكتبَ وألّفَ العديدَ من الرسائل ِ، وفي سيرتهِ أشياءُ كثيرة ٌ من نبوغهِ وتقدّمهِ، منها أنّهُ كانَ يعرفُ العديدَ من اللغاتِ، وكذلكَ حصلَ على العديدِ من الشهاداتِ العلميّةِ، وبعدَ موتهِ حصلَ تشكيكٌ كثيرٌ في ذلكَ وتكذيبٌ لها، وقد طعنَ فيهِ الناسُ في حياتهِ وبعدَ موتهِ، وشكّكوا كذلكَ في رسائلهِ وبحوثهِ، وهو أحدُ كُتّابِ مجلّةِ الرسالةِ والمقتطفِ المصريتين ِ، وقد كانَ من دعاةِ الألحادِ، يطعنُ في المسلّماتِ، ويُشكّكُ في الكثير ِ من الأمور ِ، وألّفَ رسالة ً أسماها " لماذا أنا مُلحدٌ "!، طُبعتْ في مصرَ بمطبعةِ التعاون ِ سنة َ 1937 م، كان عزوبيّاً، أصيبَ بالسلِّ، وتعبَ من الحياةِ، فآثرَ الموتَ منتحراً غرقاً في الاسكندريّةِ سنة َ 1940 م، وعثرَ البوليسُ في جيبِ معطفهِ على رسالةٍ يذكرُ فيها أنّهُ ماتَ منتحراً، كراهية ً في الحياةِ، وطالبَ فيها كذلكَ بإحراق ِ جُثّتهِ، وعدم ِ دفنها بمقابرِ المُسلمينَ، وأن يُشرّحَ رأسهُ!، نعوذُ باللهِ من الخذلان ِ والهوان ِ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إسماعيل مظْهر بنُ مُحمّد بن ِ عبدالمجيدِ، كان أحدَ دعاةِ الداروينيّةِ في العصر ِ الحاضر ِ، ومن دعاةِ الشعوبيّةِ، أنشأ مجلّةِ العصور ِ في مصرَ وذلكَ في سنةِ 1927 م، وجعلَ من مجلّتهِ باباً للطعن ِ في الدين ِ، ونشر ِ الشعوبيّةِ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ و الإلحادِ، كانَ معظّماً لليهودِ، وداعياً للسير ِ على نهجهم وطريقتهم، وكانَ يُسمّي نفسهُ: صديقَ دارون، وألّفَ في الانتصار ِ لنظريّةِ داروين مجموعة ً من المؤلفاتِ، ثمّ اعتنقَ الفكرَ الشيوعيَّ، وأنشأ حزباً أسماهُ حزبَ الفلاح ِ، جعلهُ منبراً لنشر ِ الشيوعيّةِ والاشتراكيّةِ، ثمّ في آخر ِ عمرهِ أعرضَ عن كلِّ ذلكَ، ورجعَ عن الكثير ِ من آراءهِ، وألّفَ كتاباً أسماهُ " الإسلامُ لا الشيوعيّة ُ "، وقد كانتْ وفاتهُ سنة َ 1381 هـ بينما ميلادهُ سنّة َ 1308 هـ.
- أحمدُ لطفي بنُ السيّدِ أبي علي، أحدُ دعاةِ التغريبِ الكبار ِ، من المُعادينَ للعالم ِ الإسلاميِّ، وأحدُ الذين يُحاربونَ الفُصحى، ويُحاربونَ الرابطة َ الدينيّة َ، ولهُ مواقفُ تدلُّ على كرههِ الشديدِ للتعاليم ِ الدينيّةِ، وللتديّن ِ عموماً، وهو من دعاةِ العلمانيّةِ البارزينَ، وهو الذي قامَ بترجمةِ كتبِ أرسطو إلى اللغةِ العربيّةِ، فاتحاً باباً جديداً للتغريبِ، ولم يكن يقصدُ من ذلكَ نشرَ المعرفةِ والعلم ِ، وإنّما أرادَ نشرَ الثقافةِ الغربيّةِ، وأصولهم المعرفيّة َ، حتى يبتعدَ المسلمونَ عن دينهم، ويقتفونَ أثرَ الغربِ، وكانتْ لهُ مواقفُ مخزية ٌ، منها أنّهُ سافرَ إلى إسرائيلَ، وألقى محاضرة ً في الجامعةِ العبريّةِ، وكانَ أحدَ من استقبلَ الوفدَ اليهوديَّ بمصرَ، وضيّفهم عندهُ، ولهُ مواقفُ سافرة ٌ يدعو فيها إلى التعاون ِ مع البريطانيينَ إبّانَ احتلالهم لمصرَ، ويبحثُ لهم عن المسوّغاتِ والمبرّرات ِ لسياستهم الاحتلاليّةِ، ويسمّيهِ بعضهم أستاذَ الجيل ِ، وتولّى آخر ِ عمرهِ رئاسة َ مجمع ِ اللغةِ العربيّةِ بالقاهرةِ وظلَّ رئيساً لها مدّة َ 18 عاماً، وقد توفيَ سنة َ 1382 هـ بالقاهرةِ، بينما كانَ مولدهُ سنة َ 1288 هـ.
- طه بنُ حسينَ بن ِ علي بن ِ سلامة َ، الأديبُ المصريُّ الشهيرُ، وأحدُ روّادِ ما يُسمّى بالنهضةِ الأدبيّةِ في مصرَ، ومن كِبارَ التغريبيينَ، وأحدِ أعمدةِ مدرسةِ التشكيكِ، لم يكن يؤمنُ بشيءٍ إلا الغربَ وقيمَهُ وتعاليمَهُ، كانَ مُتشكّكاً وحائراً، ووصفَ فتحَ المُسلمينَ لمصرَ بأنّهُ احتلالٌ غاشمٌ!، ودعا إلى تحرير ِ وتجريدِ مصرَ من هوّيتها العربيّةِ والإسلاميّةِ، وهو من الذينَ يقفونَ موقفاً عدائياً ضدَّ جميع ِ حركاتِ المقاومةِ الشعبيّةِ، ضدّ المُحتلِّ والغازي، بل كانَ يدعو الأوربيّين لاحتلال ِ العالم ِ العربيِّ، حتى يستفيدَ العربُ من علومهم وتطوّرهم، وقد أشيعَ أنّهُ تنصّر في فرنسا، وزوجتهُ فرنسيّة ٌ، وهو كذلك أحدُ أخلص ِ طلاّبِ وأتباع ِ مرجليوث اليهوديُّ الحاقدُ على الدين ِ، ولطه حسين مواقفُ معادية ٌ للدين ِ وأهلهِ، كفّرهُ فيها جمعٌ غفيرٌ من العلماءِ، وأصولهُ أصولُ الملاحدةِ في أكثرِ ما يكتبهُ وينشرهُ، توفيَ سنة َ 1393 هـ، بينما كانت ولادتهُ سنة َ 1307 هـ.
- صادق جلال العظم: أحدُ أساطين ِ الفكر ِ الشيوعيِّ الماديِّ، ومُلحدٌ من كِبار ِ الملاحدةِ، ممّن أخذَ يُجاهرُ بالإلحادِ، ويدعو إليهِ، قضى عمره في السخريّةِ من المُسلمينَ ومن دينهم، وكفرَ بكلِّ شيءٍ إلا المادّة، وألّفَ كتاباً يقرّرُ فيهِ الإلحاد أسماهُ " نقد الفكر ِ الدينيِّ "، وقد حشاهُ بالمغالطاتِ والسفسطةِ، وزعمَ أنّهُ أقامَ فيهِ براهينُ تُبتُ عدمَ وجودِ اللهِ، وأنّ كلَّ ذلكَ من الأوهام ِ والأساطير ِ، وقد ردَّ عليهِ الكثيرونَ، من أشهرهم الشيخُ: عبدالرحمن حبنّكة الميداني، في كتابهِ " صراعٌ مع الملاحدةِ حتى العظم ِ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- عبداللهِ بنُ عليٍّ القصيميُّ: أحدُ أشهر ِ الملاحدةِ المُعاصرينَ، وأكثرهم غلواً وتطرّفاً، وأوقحهم جرأة ً وتبجّحاً، وأقساهم عبارة ً، وأقلّهم أدباً، كانَ قبلَ إلحادهِ صاحبَ علم ٍ، وقد كتبَ في شبابهِ مجموعة ً من الكُتبِ والبحوثِ العلميّةِ، كانَ بعضها بطلبِ علاّمةِ الحجازِ الشيخ ِ: محمد حُسين نصيف – رحمهُ اللهُ -، ومن أشهرها كتابهُ " الصراعُ بينَ الوثنيّةِ والإسلام ِ "، وقد ألّفَ الجزءَ الأوّلَ منهُ في وقتٍ يسير ٍ جدّاً، وقد طُبعَ في المكتبةِ السلفيّةِ، ولهُ كتبٌ أخرى في فترتهِ تلكَ، ولا تخلو كتبهُ من لغةِ الكبرياءِ والغرور ِ، وظهور ِ سقطاتٍ تدلُّ على سوءِ طويّةٍ، واحتقار ٍ للنّاس ِ، وهذا ما ظهرَ مع مرورِ الزمن ِ، إذا قامَ بإعلان ِ ردّتهِ وإلحادهِ، وألّفَ كتابهُ " هذه الأغلالُ "، وجاهرَ بدعوتهِ الجديدةِ، ولقيَ أذىً كثيراً، وخرجَ متغرّباً بينَ البلدان ِ، وعاشَ في حيرةٍ وقلق ٍ كبيرين ِ، دعتهُ إلى محاولةِ الانتحار ِ ثلاثَ مرّاتٍ، واستقرّ آخرَ حياتهِ بمصرَ، وألّفَ مجموعة ً كبيرة ً من الكتبِ الداعيةِ للتحرّر ِ من سلطةِ الدين ِ والفضيلةِ والأخلاق ِ، ولهُ منهجٌ غلا فيهِ كثيراً، حتّى تحاماهُ النّاسُ وأعرضوا عنهُ بسببهِ، وهو من دعاةِ الصهيونيّةِ العربِ، ولهُ مقالاتٌ وعباراتٌ بشعة ٌ في حقِّ اللهِ وحقِّ رسلهِ، لم تصدرْ إلا من أوقح ِ النّاس ِ وأخبثهم قلباً وسريرة ً، فلعنهُ اللهُ ما كان أقسى قلبهُ وأشدَّ جرأتهُ على خالقهِ ومولى نعمهِ!، من أكثر ِ كتبهِ تطرّفاً كتابهُ " أيّها العقلُ من رآكَ؟ " وكتابُ " الإنسانُ يعصي لهذا يصنعُ الحضاراتِ "، توفّي سنة َ 1422 هـ بالقاهرةِ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ.
- فهدُ بنُ صالح بن ِ محمّد ٍ العسكرُ: شاعرٌ كويتيٌّ ماجنٌ، وداعية ٌ إلى التمرّدِ على الأخلاق ِ والفضيلةِ، ومن كبار ِ المتشككّينَ والساخرينَ بالأديان ِ في شعرهِ، نشأ وترعرعَ في كنفِ أبيهِ، وكانَ في شبابهِ مُحافظاً، ثمَّ قرأ في مجموعةٍ من الكتبِ والدواوين ِ الفكريّةِ، ممّا أوجبَ لديهِ الحيرة َ والشكَّ، فمالَ معها، وتعاطى الخمرَ وأدمنها، وطفحَ شعرهُ بالكفر ِ والاستهزاءِ والعهر ِ والمجون ِ، ولمّا زادَ أمرهُ واستفحلَّ تبرّأ منهُ أهلهُ، فاعتزلَ النّاسَ بغرفةٍ صغيرةٍ مُظلمةٍ، وأصبحَ سميرهُ فيها الخمرُ والشعرُ والقلقُ والحيرة ُ، عميَ في آخر ِ عمرهِ، ونصحهُ الأطباءُ بتركِ الخمرةِ فأبى، فساءتْ صحّتهُ جداً، وأدخلَ المُستشفى فماتَ بعدَ فترةٍ، ولم يُصلِّ عليهِ أحدٌ من أهلهِ، وقاموا بإحراق ِ جميع ِ أوراقهِ وبقايا شعرهِ، توفّي سنة َ 1370 هـ بالكويتِ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ.
- زكي نجيب محمود: فيلسوفٌ مصريٌّ مُعاصرٌ، من روّادِ المدرسةِ الوضعيّة المنطقيّةِ المُلحدةِ، والتي أسّسها اوجست كونت، ومن زعماءِ التغريبِ في العالم ِ العربيِّ، وقد حملَ لواءها بعد هلاكِ طه حُسين، وعملَ على إرساءِ دعائمها، محارباً كلَّ دعوةٍ للتمسّكِ بالتراثِ الأصيل ِ، وداعياً إلى بتر ِ العلاقةِ بينَ الشعوبِ، وبينَ ماضيها، ولهُ مصنّفٌ في الغيبِ سمّاهُ " خرافة َ الميتافيزيقيا "، أنكرَ فيهِ الغيبياتِ، ودعى إلى تقديس ِ العقل ِ، واعتبارهِ أساسَ المعرفةِ، كما أنّ لهُ كتاباتٍ تدعو إلى أحياءِ فكر ِ الباطنيّةِ والشعوبيّةِ، وقد تقلّدَ عدّة َ مناصبَ في حياتهِ، وتولّى رئاسة َ بعض ِ المجلاّتِ، توفّي سنّة َ 1414 هـ، بينما كانتْ ولادتهُ في سنةِ 1323 هـ.
- عليٌّ بنُ أحمدَ بن ِ سعيدٍ المعروفُ بأدونيسَ: صنمُ الحداثةِ المُعاصرُ، ورأسها في العالم ِ العربيِّ، وأحدُ الملاحدةِ المشاهير ِ، تسمّى باسم ِ أدونيسَ، وهو أحدُ أصنام ِ الفينيقيينَ، كانَ في أوّل ِ أمرهِ نُصيرياً، ثمّ أنتحلَ الطريقة َ الشيوعيّة َ، وأعلنَ إلحادهُ، وهو من دعاةِ الحداثةِ الكبار ِ، ولهُ مؤلفاتٌ تضجُّ بالكفر ِ الصُراح ِ، وبالإلحادِ والكفر ِ بكلِّ شيءٍ، مع ما فيها من الجرأةِ السافرةِ، والتطاول ِ المقيتِ على ذاتِ اللهِ جلَّ وعلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاءِ هم بعضُ روّادِ الإلحادِ والرّدةِ في العالم ِ العربيِّ، ولهم أتباعٌ ومحبّونَ ومريدونَ، وهناكَ من يُعظمُ هؤلاءِ ويُقدسهم، ويجعلهم في أعلى المراتبِ والمنازل ِ، وينشرُ كُتبهم ويّذيعُ أخبارهم، ويدعو إلى انتهاج ِ طرقهم، وخلع ِ أكبر ِ الأوصافِ والنعوتُ عليهم!.
عندما نقرأ في سير ِ وكتبِ هؤلاءِ الملاحدةِ، فإنّنا نجدُ فيها قواسمَ مشتركةٍ، تتجلّى بوضوح ٍ لكلِّ قارئ، ومن أبرز ِ ذلكَ:
- إنكارهم للغيبِ جملة ً وتفصيلاً، وقصرهم الإيمانَ بحدودِ الملموس ِ والمحسوس ِ – فقط -، دونَ ما غابَ عن العين ِ، أو لم يُمكن إدراكهُ بالحسِّ.
- استهزائهم بالشعائر ِ الدينيّةِ جميعها، ووصفهم لأهلها بالرجعيينَ والمتخلّفينَ، ومحاربة ُ أي دعوةٍ تدعو إلى التديّن ِ، أو صبغ ِ الحياةِ بمظاهر ِ الدين ِ.
- ميلهم نحوَ احتقار ِ العربِ، واحتقار ِ عاداتهم وسلوكهم، ومدحهم للشعوبيّةِ والباطنيّةِ.
- دعوتهم للتغريبِ والالتحاق ِ بالغربِ، والأخذِ بجميع ِ ثقافاتهم وأمورهم الحياتيّةِ، والتعلّمُ منهم ومن سلوكيّاتهم.
- حربهم الشرسة ُ على الأخلاق ِ والعاداتِ الحميدةِ، وادّعائهم أنّهُ لا يوجدُ شيءٌ ثابتٌ مُطلقاً، وأنَّ الحياة َ والأخلاقَ والعاداتِ، في تطوّر ٍ مستمرٍّ، وأنّ الثباتَ على الشيءِ إنّما هو من شأن ِ الغوغائيينَ والمُتخلّفينَ والرجعيينَ.
- تعظيمُ المادّةِ والطبيعةِ، وكذلكَ تعظيمُ جميع ِ العلوم ِ الطبيعيّةِ، وجعلهُ أساسَ كلِّ الحضاراتِ، وافتعال ِ صراع ٍ مزعوم ٍ بينَ الدين ِ والعلم ِ التطبيقيِّ.
- منعهم من محاربةِ الاحتلال ِ، ووقوفهم دائماً ضدّ المقاوماتِ الشعبيّةِ، ووصفها بصفاتٍ بشعةٍ، والدعوة ُ إلى مهادنةِ الغازي والتعايشُ معهُ.
- تعاونهم الوثيقُ مع الصهيونيّةِ والماسونيّةِ، ومدحهم اللامحدودَ لليهودِ وللصهاينةِ، وهذه سمة ٌ غالبة ٌ على جميع ِ الملاحدةِ والمرتدّينَ، حيثُ يجعلونَ إسرائيلَ أفضلَ أهل ِ الأرض ِ، ويميلونَ إليهم ويمدحونهم، ويدعونَ إلى التعايش ِ معهم وقبولهم، ويقدحونَ في حركاتِ المقاومةِ وفي أطفال ِ الحجارةِ.
- يدّعي الملاحدة ُ أنّ الدينَ سببٌ للتناحر ِ ونشر ِ البغضاءِ في الأرض ِ، وأنّهُ تسبّبَ في إشعال ِ وإذكاءِ نار ِ الحروبِ، في الكثير ِ من بقاع ِ الأرض ِ، وقد حانَ الوقتُ لتركهِ والتخلّي عنهُ.
أيّها الإخوة ُ الكرامُ: إنّ القراءة َ في سير ِ هؤلاءِ المرضى، والوقوفُ على دقائق ِ حياتهم، ومدى ما كانوا يعيشونهُ من أمراض ٍ وشكوكٍ وساوسَ وحيرةٍ وقلق ٍ، ليدعونَ إلى التسائل ِ: ما الذي جنوهُ من إعراضهم عن الدين ِ غيرَ الهمِّ والغمِّ والنكدِ!، ولمذا كفرَ هؤلاءِ بالإسلام ِ، ثمّ آمنوا باليهودِ وبقوّتهم، وأصبحوا صفّاً واحداً مع اليهودِ، ضدَّ العربِ والمسلمينَ!.
إنّ انتشارَ الإلحادِ والرّدةِ ورواجهما، لا يعني بحال ٍ من الأحوال ِ صحّةِ هذا النهج ِ، وبخاصّةٍ ونحنُ نرى كيفَ تحوّلَ هؤلاءِ إلى مسوخ ٍ، تُدارُ بيدِ اليهودِ، ويستغلّها اليهودُ لصالحهم، وكيفَ أصبحوا ضدّ شعوبهم، وضدّ أوطانهم في صفِّ الغازي والمُحتلِّ، وما انتشارُ الإلحادِ والرّدةِ، إلا مثلُ انتشار ِ السرقةِ والزنا والخنا والفجورَ، كلاهما سوءٌ وشرٌّ انتشرَ، والنّاسُ تهوى التحرّرَ، وتعشقُ التمرّدَ، وتُحبُّ الانفلاتَ، سواءً كانَ في الأخلاق ِ، أو كانَ في الأفكار ِ، وهذا هو ما يُفسّرُ لنا سببَ شرع ِ الحدودِ، والدعوة َ إلى إقامتها، ذلكَ أنّ الحدودَ حائلة ٌ بينَ النّاس ِ وبين انفلاتهم، ومانعة ٌ لهم من التمرّدِ على القيم ِ والفضائل ِ، ورادعة ٌ لهم عن كلِّ ما يسبّبُ لهم الحيرة َ والاضطرابَ ولو بدا في منظر ٍ حسن ٍ وبهيٍّ.
إنّ الحدودَ لم تُشرعْ حتّى يتشفّى الحاكمُ في المحكومينَ، أو شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الحرّياتِ، كلاّ، إنّما شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الفوضى الفكريّةِ، والفوضى السلوكيّةِ، وحائلاً بينَ الإنسان ِ وبينَ مشابهةِ البهائم ِ، والتي تعيشُ بلا هدفٍ وبلا قيدٍ أو ضابطٍ، ولو أنّ كلَّ شخصٍ تُركَ على هواهُ ومبتغاهُ لفسدتِ الأرضُ، وفسدتِ الأعراضُ، وانتشرتِ الرذيلة ُ.
أليسَ حدُّ الرّدةِ وتطبيقهُ، والأخذُ على يدِ السفهاءِ من الملاحدةِ والزنادقةِ، بأولى أن يُطبقَ من حدِّ الزنا وحدِّ الحرابةِ!.
أليسَ العدوُّ الصائلُ الذي يُغيرُ على الأديان ِ، بأولى أن يُكفَّ، من العدوِّ الذي يصولُ على الأموال ِ والأبدان ِ!.
أليسَ الأمنُ الفكريُّ، والانضباطُ المعرفيُّ، أولى بالتشريع ِ والمحافظةِ، من المُحافظةِ على الأملاكِ العامّةِ وعلى القطع ِ الأثريةِ وبقايا الحصون ِ والقلاع ِ!.
وأنا إذ أرى هذه الموجة َ الغريبة َ، الجانحة َ نحوَ نبذِ الدين ِ، ونبذِ جميع ِ الموروثِ منهُ، لأتعجبُ إذ أقرأ إحصائية ً نُشرتْ في أمريكا، حيثُ قمّة التطوّر ِ، وبلوغ ِ الغايةِ القصوى من الحضارةِ والتكنولوجيا، أجرتها مجلّة ُ نيويورك تايمز، في عددها الصادر ِ بتاريخ ِ 27/ 2/1993 ص 6، ذكرتْ هذه الإحصائية ُ أنّ عددَ الأمريكان ِ الذين يؤمنون بوجودِ اللهِ، يشكّلونَ ما نسبتهُ 96 % من الشعبِ الأمريكيِّ.
لاحظوا ارتفاعَ النّسبةِ، في دولةٍ هي أكبرُ دولةٍ صناعيّةٍ ومتحضّرةٍ في العالم ِ، فأينَ أوهامُ الملاحدةِ وظنونهم الداعية ُ إلى نبذِ الدين ِ والإيمان ِ بالغيبِ، لأنّهُ يُعارضُ الحضارة َ، ويجعلَ من الشعوبِ متخلّفة ً ورجعية ً!!.
ربّنا لا تُزغْ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهبْ لنا من لدنكَ رحمة ً إنّكَ أنتَ الوهّابُ.
دمتم بخير ٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 04:21]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم
ولكن هؤلاء العقلانيون المعاصرون ليسوا على وتيرة واحدة في الفكر ولا في المنهج ولا في الاعتقاد، وهذه القواسم المشتركة المذكورة ليست في الحقيقة قواسم مشتركة بين هؤلاء، ويبدو أن كاتب المقال لم يقرأ كتب هؤلاء، وإنما قرأ عنهم في كتب نقادهم، وهذا خطأ كبير، فمثلا (جميل صدقي الزهاوي) لم ينكر الغيب جملة وتفصيلا، ولم ينكر الأخلاق، بل كان من أكبر الدعاة إلى الأخلاق، ولكن مفهوم الأخلاق عنده يختلف عن المفهوم الشرعي، وأما الغيبيات فالكثير منها مقبول عنده، مع أنه رفض بعضها.
وهكذا في كل واحد من هؤلاء تجد تباينا في الفكر والاعتقاد والآراء، فلا يصح التعميم المذكور.
ويمكن أن يضاف لهم كثير من الأعلام المشهورة، مثل (جمال الدين الأفغاني) و (محمد عبده) و (لويس عوض) وغيرهم كثير(/)
الشيخ آل طالب: خطر الفتنة في العراق
ـ[حفيدة محمد]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 08:15]ـ
من خطب الشيخ صالح آل طالب في المسجد الحرام ..
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهَد أن لاَ إلهَ إلا الله وحدَه لاَ شَريك له الملك الحقّ المبين، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله المصطفى الأمين ورحمة الله للناس أجمعين، صلّى الله علَيه وعَلى آله وصَحبه أجمعين.
أمّا بعد: أيها المسلمون، لا بدَّ من وقفةٍ مع ما يجرِي في بلاد الرافدين تقتضِيها أمانةُ الكلمة، ويدفعها ألَمٌ يبرّح الجوانِح وحالٌ تُشكى إلى الله.
إنَّ أكثرَ ما يوغِرُ الصدور ويشقّ الصفوفَ التعرّض لمقدّسات الأمَم ودورِ العبادة فيها، أيًّا كانتِ القناعات تجاهَها والرأي فيها. وما حدَث قريبًا في العِراق من استفزازٍ صريح واستعداءٍ صارخ لفئةٍ على فئةٍ أخرى بالاعتداءِ على قبرين هو استفزازٌ واستعداءٌ لا يقِرّه دينٌ ولا تَرعاه مصلحةٌ راشدة، وإنما هي إثارةٌ للفِتنة واستنزاف للدم المسلم وإثخانٌ في جسد العراق المنهَك، والذي صار يمسي على جرح ويصبِح على ذبح، يبيت على خَطف وتشرِق شمسه على نَزف، ليس من مَصلَحةِ العراق كلِّه الاستعجالُ في الاتهام فضلاً عن المبادرة بالانتقام، ولئِن كان المعتدِي على حرمةِ القبر مجهولاً فكيف يجوز أن يكونَ المعتدِي على المساجدِ وأئمّتِها معلومًا؟! كيف تقابَل حادثةٌ تتعدَّد احتمالات منفذِّيها بجريمةٍ فاعلُها كاشِف الوجه ظاهرُ الرّأس؟! كيف يُنتَقَم من الاعتداءِ على قبورِ عِباد الله بالاعتداءِ على بيوتِ الله، وأن يكونَ المساسُ بمراقِدِ أحفادِ رسول الله رَدّةُ فِعله حَرقٌ لِكتابِ الله وقتلٌ للمسلمين ومَنعٌ للصلاة؟! ما لكم كيف تحكمون؟! أفلا تعقِلُون؟! وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة:114].
مِائةٌ وسَبعون مَسجدًا تحرَّق وتخرَّب، ويقتَل المصلّون فيها، ويسحَلون في الشّوارع!! حسبنا الله ونِعم الوكيل، حسبنا الله ونِعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ما هِيَ واللهِ إلاّ فِتنٌ يوقِد نارَها المجرمون، ويصطلِي بعذابها الآمِنون، وما دام المحتلُّ جاثمًا والكلِمَة متفرّقة والأضغان تنفث سمومَها فإنّ الواقع يثور.
إنَّ العراقيين وهم في هذه المرحلة الحاسمةِ من تاريخهم في حاجةٍ لكظمِ الغيظ وضبطِ النفس وتغليبِ المصلحةِ العامّة على المصلحة الخاصّة والبُعد عن المساس بما يزيد بلادهم إنهاكًا وأرواحهم هلاكًا، وإلا فإنَّ الشرَّ إذا وقع فلَن يتخيّر طائفةً دون أخرى، ولن يلحقَ قومًا ويدَع آخرين.
يا أهلَ العراق، إنَّ إخوانَكم المسلمين يناشدونَكم الله أن تكفّوا أيدِيَكم وتضَعوا أسلحتَكم، وأن تتقّوا الله وتصلِحوا ذاتَ بينكم.
اللّهمّ أصلح أحوالَ المسلمين في العراق، واحقن دماءَهم، وأظهر أمنَهم، واهدِهم سبل السلام، واكبِت عدوّهم، يا حيّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
ثم صلّوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيّدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله.
اللهم صلِّ وسلِّم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم اسلل سخائم قلوبنا، واشرح صدورنا ...
ـ[قارئ]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 08:27]ـ
جزاه الله خيرا
فعلا هناك أفعال تؤدي للفتنة حتى لو كان المقصد للفاعلين حميدا(/)
البرمجة العصبية
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم استخدام البرمجة العصبية فى حفظ القرءان وكافة المجالات الشرعية؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 10:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أختي الفاضلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا كنت تنتفعين بها حقا فاحفظي القرآن الكريم بواسطتها فتكون وسيلة لهذا الخير العميم ولأجر العظيم بغض النظر عن البرمجة اللغوية العصبية من حيث جدواها وعدم جدواها. ولي حول البرمجة اللغوية العصبية كلام ومشاركات في غير هذا الملتقى المبارك لا أود أن أثبط همتك لعلك جربت فانتفعت أو أُخبرت عن ثقة بتجربته فتكون لديك أنها وسيلة نافعة للحفظ والله يرعانا وإياكِ
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 12:21]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن انا اسال عن الحكم الشرعى
ومارايكم بهذه الطريقة؟
1.التهيئةالنفسية: والتي تعتبر الأرضية في حفظ القرآن الكريم ,ونقصد بها تفريغ القناعة السابقة بان حفظ القرآن صعب كما لا يجب ان أقصر نفسي على الحفظ قصرا ,ثم يأتي بعدها التشويق الدماغي كأن أقول لنفسي:كم أنا رائع عندماأحفظ القرآن وأستحضر في نفس الوقت فضل الله ,قيمة القرآن, الأجر العظيم و أحاديث الحبيب المصطفى.تجربة: قبل النوم قل لنفسك:ان شاء الله نويت أن أستيقظ فجرا لأحفظ كذا ................. وبذلك ستشوق دماغك. فالكلمة التي يلقيها الانسان تذهب مباشرة الى الدماغ وتبدأ في الإتساع الى أن تغطيه كاملا .............. لذلك احترس في الكلمات التي ترسلها الى دماغك (الرسائل السلبية و الرسائل الإيجابية).
2.التخيل: حرك الخيال الذي عندك أي تخيل دائما أنك تحفظ القرآن حفظا متقنا وترتله ,وتخيل هيئتك حينها.
3.التسخين: بمعنى أنه قبل أن تحفظ القرآن ,ابدأ بمراجعة ما تحفظه لمدة 4أو 5 دقائق ,دماغك هنا سيقول أعطني شيئاجديدا.
4.التركيز: تخيل أن عينك حلقةتصوير ,لذلك يجب أن تحركها بهدوء حتى لا يكون التصوير مشوشا ,وبهذا ستحفظ الآيةبشكل صحيح.وبعد ذلك أغلق عينيك و حاول أن تقرأ من لوح خيالك.
5.التنفس: أي خد نفسا ثم اقرأالآية.
6.التنغيم: الدماغ يحفظ الأشياءالمتنغمة الإيقاعية أسرع من المنثورة غير الإيقاعية ,فاذا فتحت القرآن احفظ بطريقةايقاعية وهي الترتيل و التجويد (على الأقل الحد الأدنى الذي تصح به القراءة:الغنة –المد ....................... ).
7.التكرار: اذ أن التكرار ينقل الحفظ من الذاكرة قصيرة المدى الى الذاكرة طويلة المدى.
8.الترابط: أي أن تربط آخر الآيةبأول الآية التي تليها .............. ربطا سمعيا ,بصريا أو حسيا.
9.التثبيت والمراجعة: اذ أن حفظ القرآن سهل على النفس البشرية ,لكن المشكلة هي في المراجعة, ولهذا بين آونة وأخرى راجع ماتحفظه.
10.التوكل على الله: وهو عماد كل هذا و أساسه.
"""ان لم يكن للمرء على الله توكل ............ فأول ما يقضي عليه اجتهاده""".
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 02:06]ـ
أغلب ما ذكرته الأخت لؤلؤة الإسلام عرفناه من غير البرمجة اللغوية العصبية!!
فهل لدى البرمجة اللغوية العصبية شيئًا جديدًا في القراءة والحفظ؟!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 08:32]ـ
أغلب ما ذكرته الأخت لؤلؤة الإسلام عرفناه من غير البرمجة اللغوية العصبية!!
فهل لدى البرمجة اللغوية العصبية شيئًا جديدًا في القراءة والحفظ؟!
نعم، غالب ما ذكرته رعاك الله موجود في برامج تيسير الحفظ وأساليب التنشئة على الضبط، لم تنفرد به البرمجة العصبية أو تستقل بمعرفته وبيانه، فإذا كانت هذه هي البرمجة اللغوية العصبية فإنها لم تأت بشيء جديد، أما لو كانت مشتملة على باطل في ثوب حق ومنكر في لباس معروف فهو الذي يجب رده وبيان خطره وخلله.
الخلاصة أن البرنامج الآنف المذكور للحفظ لم يظهر لي فيه مايعارض الشريعة أو يصادم أحكامها، بل هي من الوسائل المشروعة للوصول إلى البغية المنشودة، هذه وجهة نظري حيال الموضوع طرحتها للمذاكرة.
والله تعالى أعلم.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 09:36]ـ
انا لا اعرف شيئ عن البرمجة العصبية ولكن هناك اخت تريد استخدامها مع الاخوات فى التحفيظ فاريد ان اعرف حكمها؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: أختي الفاضلة ليس في ما ذكرته ما فيه ما يحرم هذى الصنيع ولكن هل في هذا فائدة مجربة إن كان الجواب بنعم فنشجعك ونشجع الأخت التي أرادت استخدامها وإن كان لا جدوى من ذلك فلا تهدر وقتها به والحقيقة أنني لم أجرب مثل هذا الأمر وإنما سمعت من قال إنه انتفع بهذا الأمر وهذه وسيلة ليس فيها أمر نُصَّ على حرمته فلذلك فهي جائزة لأن الأصل في الأشياء الإباحة كما قرر كثير من علماء الإسلام وأنا إذ أقول لك ذلك أقوله من وجهة نظري الفقهية لا غير وإن كان لدى بعض الإخوة شيء مما يدل على عدم جواز ذلك فاليتحفنا به مشكورا مأجورا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 12:22]ـ
أرى أن تستعينى على حفظك بالدعاء والصبر والمتابعة، وسيعينك الله ما علم منك الصدق ..
وفقك الله ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 04:43]ـ
إذا كان هذا مرادها فلا إشكال فيه، وأسأل الله أن ينفع بها
والناس متفاوتون في مقدار الحاجة إلى التهيئة النفسية لكثير من الأعمال والمشاريع(/)
نقض عبارة (منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)!!!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 07:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:.
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية قال: هي الجماعة , يد الله على الجماعة ".
فالفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة. ولكي نكون من الناجين علينا معرفة هذه الفرقة وهؤلاء الجماعة. فالفرقة هم: أهل السنة والجاعة.
* فالسنة: هي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقلات.
* والجماعة: فالمراد بهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين الذين اجتمعوا على الحق الصريح من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشتهروا ببدعة ولم يتهموا في الدين.
وهم الفرقة الناجية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم " ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ". فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية ب: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.فأي شيء كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وبما أن الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم سلف هذه الأمة فيجب علينا معرفة أصولهم ومبائهم.
* السلف والسلفيون *
يطلق لفظ السلف على: الجماعة المتقدمين ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}.
اصطلاحا: اسم لكل منَ يُقلد مذهبه في الدين ويتبع أثره كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل فإنهم سلف لنا والصحابة والتابعون سلف لهم.
وقد لجأ بعض العلماء إلى تحديد السلف زمنيا بأنهم: من عاشوا قبل القرن الخامس الهجري.
ويحدد الغزالي السلف: بالصحابة والتابعين. وبعضهم يزيد على تعريف الغزالي بأهل القرون الأولى.لقوله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم (قال عمران رواي الحديث: فلا أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة) ".
السلف من الناحية العقدية: فالمراد بهم الصحابة والتابعون والعلماء بأصول السنة وطرائقها, وهم حراس العقيدة وحماة الشريعة الواعون لأصولها العاملون بها قولا وعملا واعتقادا وباطنا. وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فالسلفيون هم: من قالوا نؤمن بما آمن به المسلمون الأوائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما آمن به أئمة الدين المشهود لهم بالخير والبر والتقوى والفهم السليم لدين الله عز وجل , فهم الذين سلكوا طريقهم واقتفوا اثرهم.
ومفرده " سلفي " وهو: من سلك طريقهم بإرجاع الأحكام الشرعية إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* الخلف *
الخلف: هم الذين خلفوا المسلمين الأوائل واختلفوا معهم في المنهج والتطبيق وتأثروا بمناهج الفلاسفة والمتكلمين فقدموا العقل على النقل وصرفوا النصوص عن ظاهرها وعدلوا عن الوقوف عند ظاهر النص وتعللوا في عدولهم عن طريق السلف بأن طريق السلف سليم ولكنه غير عليم, فجعلوهم بمنزلة الأميين وسموهم خطأ مفوضين. مع أن حقيقة السلف أنهم فقهاء في المعاني يفقهونها ويعلمونها أكثر مما يعلمها غيرهم. ومع ذلك يقولون:" منهج السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم وأعلم".
وهذا التعبير ليس صواب , إذ لا يُعقل أن يكون الخلف أعلم من السلف وأحكم منهم على اعتبار أن السلف هم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان فهل يتصور أن أحدا أعلم من الصحابة وأحكم في أمور الدين ولو أنفق الواحد ممن خلفهم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. بل لو وزن إيمان أحدهم - كأبي بكر- بإيمان الأمة كلها لرجحت كفته.
يكفي أنهم نهلوا من موارد الوحي الأمين وعاشوا خير القرون ويكفي أن النجاة لمن اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واثرهم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أوتي الوحيين الكتاب والسنة , والصحابة رضي الله عنهم ما زادوا على ذلك وما نقصو ,فكانت عقيدتهم أن هذا الدين لا يؤخذ بالرأي لأنه أكبر وأجل وأنه وحي.فهل ثبت عن الصحابة استعمال الراي في الوحي والغيبيات؟ أم أن الكتاب والسنة فوق مستوى العقل فهما وحي؟ والوحي غيب وليست الغيبيات من مجالات العقل حتى يلج فيها ويتحكم عليها فيعطلها أو يؤولها أو يزيد عليها أو ينقص منها.
فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة.
وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها. فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
" من ثمرات القراءة "(/)
حوار ماتع مع فضيلة الشيخ عبد المجيد الريمي أستاذ العقيدة في مركز الدعوة العلمي بصنعاء
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 08:45]ـ
الشيخ الريمي: نشاط شيعي في اليمن .. لن نعمل بالسياسة .. خلافنا محدود مع الزيدية
في خضم الأحداث الدموية التي تمر باليمن جراء تمرد الحوثيين، والاضطرابات المواكبة لعملياتهم ضد الجيش اليمني، والتفاعلات الفكرية التي تترافق مع نمو هذا النشاط المشبوه لحركة تمتد شبكة علاقاتها خارج الحدود اليمنية وتتماس مع مصالح قوى لا تريد الخير لأهل السنة في اليمن، كان لابد وأن نلتقي مع أحد المعايشين للهم الإسلامي في اليمن، فكان لقاء موقع (المسلم) مع فضيلة الشيخ عبد المجيد الريمي، أحد العلماء والدعاة السلفيين المعروفين في اليمن، من أجل استجلاء الموقف وتوضيح رؤية التيار السلفي هناك للأحداث وإصراره على عدم خوض غمار السياسة، ودوره في مواجهة دعوات التشيّع والصوفية، ونظرته لخطر الأحزاب والتيارات الليبرالية على الإسلام والمسلمين
ما هو تقييمكم لمستوى العمل الإسلامي في اليمن؟ وما مدى التغير الذي حصل للشعب اليمني خلال عشر السنوات الأخيرة، في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية التي واكبت الحملة الغربية للقضاء على ما يسمى الإرهاب؟ كيف تقيمون مستوى التدين لدى الشعب اليمني؟ وهل ترون مؤشرات إيجابية أم سلبية في هذا الشأن؟
العمل الإسلامي ذو المنهج السليم الصحيح هو أحسن حالاً مما كان عليه، بل أصبح عملاً مؤسسياً، بحيث يجتهد القائمون عليه في الدعوة إلى الله _عز وجل_ في عدة مجالات وعدة محاور. فتجد تركيزاً على العلم والعمل الخيري والوعظ والإرشاد والتربية والدعوة وغير ذلك، وأستطيع أن أقول إن هناك تقدماً على المستوى الدعوي أو مستوى المتدينين والملتزمين، هذا التقدم تجد فيه نوعاً من الوعي والثقافة الدينية أو الشرعية، التي تتطور يوماً بعد يوم، وأما على المستوى العام، فهناك اختلاف بين الناس .. فتجد منهم من ازداد سوءاً وانحرافاً. وعندما تجد تنامياً للتيار الإسلامي، تجد على الطرف الآخر تحدياً أكبر في محاربته والتضييق عليه، وتنامياً في الانحراف لدى بعض الناس. وهناك تأثر بالجانب السلبي من الفضائيات، حيث تأثر كثير من الناس بالفساد الأخلاقي والقيم المنحطة التي تعرضها الفضائيات، وكلنا يسمع عن الكثير من القضايا والأمور الإعلامية التي تخل بالجانب الأخلاقي والجانب القيمي في هذه الأمة.
وعلى كل حال، نستطيع القول أيضاً أن الفضائيات شاركت في تنمية الوعي السياسي والوعي بالمؤامرات بين الناس، وساهمت في نقل الأحداث والوقائع إلى الناس، وربطت الشعب اليمني بإخوانه المسلمين في أكثر من بلد، بل ووضعت العالم بين يديه ليتابع الأحداث .. لذلك أجد أن فيها إيجابيات، وسلبيات كذلك.
أما بالنسبة للمستوى السياسي، ففعلاً نجد في اليمن نوعاً من الخضوع والانقياد كسائر الأنظمة للغرب، وهي تتشارك في هذه المظاهر مع ما يشهده العالم الإسلامي، الذي تبدو الضغوطات التي تمارس عليه واضحة عليه، وأنه يستجيب لمثل دعوى محاربة الإرهاب والتزمت والغلو. ولكني في نفس الوقت لا أبرئ الحركة الإسلامية في اليمن من أنها دخلت في صراع سياسي مع الحكومة، وجعلت الناس يعتبرون أن العلماء أو الدعاة أو المتدينين هدفهم السياسة والوصول إلى الحكم، لذلك أرى أن نوعاً من التشويش قد حدث بين الناس جراء ذلك.
وفي اليمن جوانب إيجابية تبشّر بالخير، وأخرى سلبية كما ذكرت. وقد حدثت استجابة بين الناس للتيار الإسلامي السلفي، الذي اتخذ طابع العمل المؤسسي. وزاد من هذه الاستجابة ما يشاهده الناس في العراق من أحداث، أظهرت مخاطر الرافضة، وبدأ وعي الناس يزداد وأخذوا حذرهم من أحزابها ومن المذاهب والعقائد المنحرفة، وأجد أنه هناك قبولاً كبيراً لأهل السنة ولدعوة أهل السنة في اليمن، ونحن نرجو الله _عز وجل_ أن ينصر الإسلام وأن ينصر الدعاة إلى الله _عز وجل_.
هل نفهم ضمنياً من جوابكم السابق أنكم تعارضون الأعمال السياسية أو ما يسمى بالمؤسسات المدنية لصالح الدعوة الإسلامية، بعيداً عن مجالات التربية والدعوة المباشرة؟ وهل ترى أن الاشتغال بمثل هذه الجوانب قد يضعف الحركة بدلاً من أن يقويها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لنا في اليمن على الأقل، أنا أعتقد أن جهودنا وقدراتنا وطاقاتنا محدودة، ونرى أن العمل التربوي والدعوة هو أهم الأعمال الإسلامية، ونعتبر بمن تقدّم ومن جرّب هذا الطريق، أين انتهى؟ ماذا حصل؟ ماذا جمع؟ فنجد أن المعالم والأفكار تشوهت، وقلب أهل الدعوة الإسلامية الذين كانوا يدعون إلى منهج أهل السنة والجماعة كثير من المفاهيم إلى العقلانية وما يسمى "القبول بالآخَر"، و خير فعل في هذا الباب هو أن تقول كلمة حق أو أن ترشد إلى حق.
إن الإشكالية في ظل الأجواء الديمقراطية وفي ظل الظروف والشروط التي تفرض علينا، هو أن رأيك لا يعتبر مقدساً، حتى لو استندت واحتججت بآيات أو أحاديث تبرؤك من الآراء التي تُقبل وتُرد، وهذه أجدها إشكالية في العمل السياسي، وبالذات في الأنظمة الديمقراطية التي تضع القوانين واللوائح وتعتمد الأحزاب وما إلى ذلك، فهي تنظم هذه القوانين والتجمعات والأحزاب تنظيماً تجعلها تصب كلها في تأييد المنهج الديمقراطي كفكرة وكأصل من أصول الثقافة الغربية. فنحن ننصح دائماً إخواننا هناك بأن الأمة بحاجة إلى التربية وإلى الدعوة وإلى العلم، وهناك مجال واسع تستطيع أن تغير فيه الخرافات والعقائد الفاسدة، والساحة أمامك مفتوحة والإمكانيات ميسّرة والناس يستجيبون، فلماذا لا تجتهد في دحض هذا.
كما أن هناك أموراً لا تستطيع أن تقف بوجهها، ويمكننا أن نتحدث عن السياسة من حيث أصول السياسة في الإسلام، وقواعد السياسية في الإسلام، ومرجعية السياسة في الإسلام, ومصدر الأحكام ووظيفة الحاكم وشروط الحاكم وواجبات الدولة، وغيرها، وهذا كمنهج لأهل السنة والجماعة يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو ضروري.
فحين تأتي المناهج الديمقراطية وتسود فيجب بالمقابل أن يفهم الناس مواصفات رجل الدولة وولي أمر المسلمين، ورجال الشورى والوظائف، وماهية الولايات وشروطها في الإسلام.
لكن أحياناً أنت لا تملك أن تحدد أولوياتك، وفي أحيان كثيرة لا تملك أن تحدد احتياجات الناس، والناس قد يحملون للدعاة تساؤلات ومطالب نابعة من احتياجات فكرية وثقافية، تحتم أحياناً على العلماء وطلبة العلم والدعاة أن يخوضوا في هذا المجال مع الحفاظ على منطلقاتهم الشرعية، بمعنى أن يتعدى الأمر من التنظير إلى ما يسمى بالسياسة الشرعية، والرجوع إلى ما كُتب فيها من التراث الإسلامي إلى الدخول في هذا المعترك واستغلال الجو الديمقراطي بالتأسيس لأعمال إسلامية سواء في الميدان الدعوي أو الميدان الاجتماعي أو الإغاثي أو الإعلامي أو حتى السياسي إن تيسر ذلك؟
نحن نغتنم هذه المجالات ولله الحمد، إذ لم يكن يسمح قبل دخول النظام الديمقراطي لليمن، بتجمعات خيرية، أم الآن فإنه يوجد العديد من الجمعيات والمؤسسات، وللعمل الدعوي في اليمن جمعيات منها جمعية الحكمة، وجمعية الإحسان، بالإضافة إلى عدة مؤسسات، وهناك مؤسسات تعنى بالجانب التعليمي، وأخرى تعنى بالجانب الخيري أو الإغاثي، وكذلك الصحي، وفي جوانب خيرية عدة.
أما الجانب السياسي، كما أشرت سابقاً، فإني أعبّر عن وجهة نظري بالقول: إن هناك قانون يسمى قانون الأحزاب، وإذا وافقت عليه الأحزاب الجديدة، فإن الشرط سيحدد لها أن لا يكون فيها تكثيف مخالف، وأن تسلم وترضى بقرار الأغلبية، وأن تسلّم بنتائج صناديق الاقتراع، وهي برأيي افتراضات غير مقبولة شرعاً، وتؤدي لتراجع الالتزام الشرعي، وهو ما عايشناه من خلال أحزاب سابقة، دخلت المعترك السياسي بحماس كبير للدين، والتزام كبير بالقواعد الشرعية والأصولية، إلا أن هذه القيم انهارت أمام هذه القوانين وهذه الشروط.
وماذا عن التأثر الثقافي بشكل عام في اليمن، برأيك ما هي المحددات الأساسية لهذا التأثر، بمعنى الفكر الغالب أو القادم إلى اليمن سواء كان فكراً تغريبياً أو فكراً شرعياً؟؟ بمعنى آخر، ما هي مصادر هذا التغيير؟ هل هي دول مجاورة؟ أم دول إقليمية؟ هل هناك توجه نحو مدارس معينة سواء أكانت مدارس شرعية أم مدارس فكرية تغريبية؟ بمعنى هل هناك رموز يمنية لها ولاءات فكرية مثلاً لبلد دون آخر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أن اليمن تأثرت كثيراً بالأفكار التي حولها، منها تأثرها بالثورة والحركة الناصرية، والتي كان لها تلاميذها وكان لها دعاتها في اليمن، كذلك هناك تأثّر بحركة القوميين العرب، وبالاشتراكية، والبعثية، وكذلك الباطنية، ومنهم من تأثر أفكار من الهند، وهناك حركة الإخوان المسلمين في اليمن التي تأثرّت بالحركة في مصر، كذلك هناك من تأثر بالدعوة السلفية، ومن تأثّر بدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبالدعوة السلفية المعاصرة ورموزها من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني والشيخ مقبل، فالتيارات هذه كلها موجودة، وكذلك الزيدية كفرقة من فرق الشيعة، إلا أن الزيدية هي أقرب إلى السنة، حيث إن مراجعهم ومصادرهم هي الكتاب والسنة، السنة التي نعرفها نحن البخاري ومسلم وغيرها، مع العلم أن لديهم في عقيدتهم ميل إلى أصول المعتزلة، وهو ما قد نجده أيضاً لدى بعض المنتسبين إلى السنة.
كذلك أرى مؤخراً وجود من تأثروا بأفكار الاثنى عشرية الجعفرية، وقد بدأت تنتشر التجمعات والتنظيمات التي تنهج منهج "حزب الله" ومنهج ما يسمى بـ"الشباب المؤمن" وغيرها من ذات القبيل، وقد دخلت الدولة في صدام مع هؤلاء وخاضوا حروباً متعددة ولكن للأسف الشديد ليس هناك توجه عام، بل هناك توجه شخصي محدود، وهو ربما بسبب غياب التوجه الحكومي من الدولة لمواجهة هذا الفكر بمناهج وبخطط مدروسة، وعبر دعوة شاملة ومتكاملة ودعم قوي مناسب. فالأصل في اليمن قابلية تأثره ببعض الأفكار، خاصة تحت شعار حب أهل البيت وغيرها.
ما هو موقف أئمة الزيدية من حركة الحوثي وأتباعه؟
الكثير من الأئمة كفّروا هذه الفئة، وقالوا بضلالها، وبعمومهم فإنهم وقفوا ضدها.
ما حقيقة المقولة التي تشير إلى أن الزيدية ربما كانت البوابة التي تدخل منها إيران إلى اليمن؟
هذه مقولة قد تكون صحيحة، خاصة وأنهم يدعون إلى حب أهل البيت وغيرها، وهو ما يوافق جميع المسلمين، وأيضاً بسبب وجود قواسم مشتركة مع الصوفية في اليمن، التي أيضاً تدعو إلى تعظيم أهل البيت والتبرك بهم.
ما هو الموقف العلني لأئمة الزيدية وشيوخهم وقياداتهم، مما يجري من الاثني عشرية وفي إيران؟
بشكل عام، هم يحسون بمخاطر هذه التحركات من الجعفرية، ولكنهم رغم ذلك لا يعتبرونها خطراً كبيراً، مقابل ما يعتقدونه بوجود خطر حقيقي عليهم من الوهابية والسلفية كما يقولون، وهو ما تجده لدى الكثيرين منهم من أصاب الجهل وقلة الدين والعقل، من يقول منهم إنهم يميلون إلى الاثني عشرية لمواجهة "الوهابية".
في مقابل ذلك، هل أصبح لدى الحركة الإسلامية رؤية علمية وعملية في مواجهة المد الرافضي في اليمن؟
لا أرى أحد من الحركات الإسلامية في الساحة سوى السلفيين، أما الحركات السياسية الإسلامية الأخرى، فإنك تجد فيها تحالفات مع بعض الجهات، عبر ما يعرف هناك باسم " اللقاء المشترك".
وما الخطوات التي قامت بها الحركة السلفية لتوعية الناس بمخاطر ذلك في اليمن.؟
توجد الآن في اليمن مراكز رصد وبحث تعنى بدراسة ما يجري، وتقيم أنشطة وبرامج، وهناك بحث يتناول بناء المساجد والجمعيات الخيرية في وسط المحيط الشيعي، وهناك كتب تُطبع وتُوزع، فضلاً عن وجود محاضرات وبيانات عديدة. أي أنك تجد أنشطة متعددة في مواجهة المد الرافضي، أما قضية الزيدية فأعتقد أن العقلاء والفاهمين لهذه المسألة يرون أن لا وجود لخطر كبير أو مشكلة حقيقية معهم، فنحن نتعايش معهم، ويصلي بعضنا خلف بعض في المساجد دون أي مشكلة.
هل يمكنكم تلخيص الأولويات التي تضعها الحركة الإسلامية في اليمن لنفسها في هذه الفترة، وما هي الاحتياجات الأشد في هذا الوقت حسب رأيها؟
برأيي أن أشد الاحتياجات هي دعم التوجه الشرعي والعلمي والتربوي، والاهتمام بنشر منهج أهل السنة والجماعة، وبناء المساجد والمراكز العلمية في المناطق التي يكثر فيها التصوف ويكثر فيها التشيع، ودعم الأعمال والأنشطة المتعلقة بهذا الأمر، ومن أولويات الدعوة أيضاً السعي لدى الحركات الإسلامية الأخرى والشخصيات الدعوية البارزة لتوحيد العمل وتوحيد الدعوة والتعاون. وكذلك التركيز على المراكز العلمية، وتخريج العلماء والدعاة لنشرهم في مختلف البلدان، والمحافظات للدعوة إلى الله _عز وجل_ وتعريف الناس بدينهم، وكذلك مواجهة التيارات البدعية بالحكمة والموعظة الحسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
والأسلوب الحسن، وأيضاً التعامل مع سائر الدعاة في مواجهة التيار التغريبي والعلماني بقدر الاستطاعة.
هناك من يقول إن الشارع اليمني لديه حساسية لكل ما هو سعودي، على الصعيد الفكري أو السياسي أو غيرها، فهل هذا واقع حقيقي في اليمن؟ وإذا كان كذلك، فما هو تفسيركم لوجوده في ظل التقارب الجغرافي وكثرة الجالية اليمنية في السعودية واحتكاكها بالمجتمع وثقافته، خاصة أن ذلك ربما ينم عن انفصال فكري وثقافي بين هذين البلدين المتجاورين.
أعتقد أن هذا الكلام كان واقعياً خلال فترة السبعينات والثمانينات، أي في بداية ما يسمى بالديمقراطية، أما بعد ذلك، حين بدأت تدخل أفكار إلى اليمن كالاشتراكية والبعثية والناصرية وما يدعمها من صحف ومجلات وغيرها، فإن هذا التوجه قد زال، إذ لا يمكن السماح لكل ذلك والوقوف أو محاربة الدعوة السلفية أو "الوهابية" فقط.
أنا أقصد على مستوى الإنسان اليمني العادي؟
لا أعتقد وجود ذلك، بل بالعكس، صحيح أن هناك حساسية ضد التيارات البدعية سواء أكانت من الصوفية أم الشيعة، لكن عموم الناس تجدهم متأثرين بعكس ذلك، فتجد أن قناة المجد مثلا تصل إلى كل جبل، كما أن إذاعة القرآن الكريم لها فعلها وتأثيرها في ثقافة المجتمع اليمني، بل حتى إن المغتربين الذين ذهبوا إلى السعودية ودرسوا التوحيد، تجدهم عادوا إلى اليمن وقد تأثروا بالعلماء وطلبة العلم الذين درسوا على يديهم في السعودية، وهم بالمئات هنا، فتجدهم يعودون إلى اليمن، ويقومون بنشر السنة والتوحيد بين الناس.
في النهاية، هل يمكن أن تقدم لنا عرضاً لبعض الأنشطة التي تقومون بها من خلال عملكم الدعوي عبر المؤسسات والمناشط الإعلامية والشرعية التي تساهمون بها في اليمن؟
أنا رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة وأدرّس في مركز الدعوة، الذي هو صرح علمي في صنعاء، يضم كوكبة من العلماء، ولديه موقع على الإنترنت يمكن الرجوع إليه، وينطلق من منهج تعليمي وتربوي، ويضم مشايخ من أمثال الشيخ محمد العامري البيضاني.
في ختام هذا الحوار، هل من كلمة توجهها لقراء موقع (المسلم) خاصة ولقراء هذا الحوار بشكل عام؟
أوصي بالاعتناء بطلب العلم، وبمتابعة التقنيات الحديثة والاستفادة منها في خدمة الدعوة إلى الله، وخاصة المواقع .. ومن بينها موقع (المسلم) وموقع (الإسلام اليوم) و (أنا المسلم) وغيرها من المواقع التي استفاد منها طلبة العلم ويستفيد منها العلماء.
ونوصي كذلك بالدعوة إلى الله _عز وجل_، والعمل لهذا الدين، والإخلاص له، والسعي لجمع شتات المسلمين تحت راية أهل السنة والجماعة، ودعوة المخالفين لهذا المنهج بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحوار وبالتي هي أحسن، ونستعين بالله تبارك وتعالى، ونجدّ في نصرة هذا الدين، ونلتف حول علمائنا ودعاتنا ومنهجنا ورايتنا، هذه الراية العظيمة راية أهل السنة والجماعة، ونجدّ ونجتهد في تثبيتها ونشرها بين الناس، خاصة أن أهل الباطل يعملون ليلاً ونهاراً، ويستفيدون من كل الوسائل المتاحة، لذلك، لا بد لنا أن نجتهد وأن نجدّ في هذا الباب.
المصدر: http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_conv_main.cfm?id=170(/)
معضلة د الأحمري (منقول)
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 02:30]ـ
معضلة رؤية الأحمرى!!
أسامة شحادة
عقب حلقة "إضاءات" في قناة العربية التي شارك بها الدكتور محمد الأحمري، أرسلت له أسأله عن كتابه الذي يعده عن إيران، فرد علي بأنني قد أرى بعض فصوله قريباً، والحقيقة أنني كنت متشوقاً لمعرفة رأيه في إيران لكن بعد نشره لمقالته الأخيرة "رؤية في المعضلة الشيعية" والتي قد تكون احد فصول الكتاب ما عدت راغباً بصدوره!!
وكان هذا المقال حلقة في "ثلاثية" الدكتور الأحمري: " خدعة التحليل العقدي " و" حصاد التحليل العقدي " وأخيرا "رؤية في المعضلة الشيعية".
والحقيقة أن عنوان مقاله الأخير لا ينطبق على محتواه، فقد ركز د. الأحمري على موضوعين هما: الصراع الغربي الإيراني، ووضع التجمعات الشيعية في الدول السنية.
جلد الذات:
والمقالة كانت مليئة بجلد الذات والمسلمين وبالأخص أهل السنة وللأسف بغير حق، وهذا مما يزيد الألم في قلوب المحبين للدكتور الأحمري، فقد اتهم أهل السنة بجملة من الاتهامات الباطلة مثل:
- اتهام المشايخ والعلماء بـ " إشعال نار الخلاف الطائفي لاينطلق كله من حاجتهم، وقد لا تكون هذه الرؤية رؤيتهم، وربما دون إدراك واع منهم، بلهذه إستراتيجية للمحتلين معلنة ومطلوبة لتدمير الوحدات المضادة للاحتلال مثل: العراق، وإيران ولبنان، ومناطق الخليج". وهذا القول خبط من د. الأحمري، فموقف أهل السنة من الخميني ودعوته وثورته، تشكل قبل أن يتحول الموقف الأمريكي من الحياد أو الدعم غير المعلن إلى العداء بعد مشكلة احتلال السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن بطهران.
أما في العراق فقد وقف أهل السنة ضد تحريض القوى الشيعة للمحتل على غزوه، وفي الوقت الذي كانت فيه القوى الشيعية في أحضان الأمريكان كانت القوي السنية في الميدان، وكان المبصرون من علماء السنة الذين يحذرون من غدر الشيعة يلاقون الصد والإعراض من الحركات السنية كالإخوان وغيرهم أو من الحكومات العربية. أما لبنان فقد كان جزاء أهل السنة الذين ساعدوا الشيعة في صعودهم، الذل والهوان، حتى وصل الأمر بمنعهم من المقاومة!! فعن أي "الوحدات المضادة للاحتلال" تتحدث يا دكتور: هل من ساعد الأمريكان على غزو العراق وأفغانستان، أو سكت ودعم ميليشيات الموت في بغداد يصنف عندك" الوحدات المضادة للاحتلال "؟!
- يقول د. الأحمري " بدأت في مناطق إيرانية أعمال تستهدف إيران، وتستخدم الأقليات السنيةوالعرقية -وبتمويل قيل إنه عربي- لتفجير الخلافات بين الأقليات وبين الحكومةالإيرانية."
طبعا ً د. الأحمري يعلم قبل غيره – وللأسف -عجز الحكومات العربية عن التحرش بحزب الله أو حتى حزب الدعوة أو فيلق بدر، فكيف بإيران؟؟ لقد أطلق الملك عبد الله
الثاني والرئيس المصري حسني مبارك تصريحات حول الشيعة وتعرضا بسبب ذلك لهجوم عنيف ولم يستطيعا الدفاع عنها.
ثم أليس من العجيب أن يدين د. الأحمري تحركات لم يثبت على العرب بعد القيام بها
ويتغاضي عن كل جرائم إيران في العراق ولبنان!! أم لم يثبت بعد عند د. الأحمري تدخل إيران في العراق؟؟؟
- يتهم د. الأحمري علماءنا " بالبقاء على كراسي التحريض والراحة والمعرفة التاريخية الورقيةبالآخرين .... بل العمل تبين الموقف أولا ثم الذهاب للناس، ولقاء الفرس .... ويفتح بابالمعرفة، ولو لم يتغير مذهب أحد، فإنه يوقف الناس على الكثير من الحقائق، ويزيل عنرؤوس الطرفين الأوهام والخرافات المتبادلة التي يصنعها النكران والبعد والوحشة منالمخالف الغريب". وهذا اتهام عجيب، فما هي الخرافات والأوهام التي نروجها عن الشيعة؟!
- حاول د. الأحمري نفي قضية تبني الشيعة تحريف القرآن، فكان كلامه مما يسيء له ولمكانته، فلماذا لا يدفع الشيعة عن أنفسهم هذه الفرية، بتبنى حله وهو إصدار فتوى بتكفير كل من قال بتحريف القرآن من أي جهة كانت قديماً وحديثاً وفي قادم الأيام؟؟ ألم يشاهد الدكتور دفاع الشيعة في مناظرات قناة المستقلة عمّن تبنى تحريف القرآن؟؟ ألم يقرأ الدكتور وهو واسع الإطلاع على كتابات الشيعة المقرة بالتحريف؟ ألم يشاهد الدكتور المقاطع المبثوثة للعديد من رجالات الشيعة في عصرنا وهم يقرؤون آيات محرفة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الدكتور في نفيه لوجود أو دور ابن سبأ اليهودي، كمن يحاول تغطية الشمس بكفه!! ولو بقي د. الأحمري على موقفه القديم " قد سبق لهذه الأمور العقدية والمنهجية جهابذة، أغنونا عن تكرار القول " (مجلة المنار الجديد عدد9 شتاء 2000م)، أقول لو بقي د. الأحمري على هذا القول لأصاب و سلم من نقد لاذع بحق من كثير من أصدقائه وأحبابه.
- اتهم الدكتور التعصب العربي بأنه سبب عودة اللغة الفارسية، وقد يكون لهذا دور لكنه ليس الدور الوحيد كما يحب الدكتور أن يرى القضايا، لكنه يزول حين يجلد المرء ذاته!! وهل هذا التعصب العربي كان حكراً على اللغة الفارسية فقط أم شمل ما عداها؟؟
- يرى الدكتور أننا والشيعة لا نزال نعيش في حفر التاريخ!! وهذا اتهام باطل جداً، فكيف يساوى الدكتور بين الجاني والضحية!! الشيعة لا تزال تمارس ما سماه د. الأحمري " ثقافة الحزن " عبر طقوس عاشوراء، ولذلك تروج وتنشر الخرافات والأكاذيب، ونحن نضطر لتوضيح الحقيقة للناس كلما احتك السنة بالشيعة، ولذلك تجد أن غالبية أهل السنة حتى المتدينين منهم لا يعلمون ما جرى في التاريخ في أي لقاء عفوي مع الشيعة، بعكس الشيعة الذين يحفظون الأكاذيب بالصفحة والسطر!!
- يرى د. الأحمري أن أهل السنة في إيران، عارضوا الثورة الإيرانية حباً في التبعية والاحتلال، بعكس مواطنيهم الشيعة التواقين للحرية والاستقلال!! كما في قوله: " فلما استقل الشعب الإيراني وأصبحت له حكومتهرفع في مناطق سنية عديدة التحذير من الشيعة، وكأنهم يدخلون التاريخ لأول مرة، وكانالسبب الحقيقي استخدام التنافر العقدي لترسيخ التبعية للغرب، فأصبح الأمر وكأنالتشيع محرر، والتسنن يصنع التبعية والخضوع ".
وقول د. الأحمري هذا تسطيح استغرب صدوره منه، فلمصلحة من يتعامى الدكتور عن استبداد الخميني وزمرته، وخيانتهم وخداعهم للسنة الذين ناصروهم، وتحويل الثورة الشاملة لكل القوي ضد استبداد الشاه، لثورة شيعية متعصبة ترفض كل الأطياف سوى زمرة الخميني!!
هذه نماذج من التهم التي لا يسندها دليل ولا تحليل سياسي مركب قام د. الأحمري بقذف إخوانه بها دون وجه حق، فلماذا؟؟
وهم الاستقلال الإيراني:
د. الأحمري في هذه المقالة وغيرها لا يريد أن يري سوى فجر التحرر والإنعتاق من رقبة المستعمر، ولكون هذا الحلم في هذا الزمان صعب المنال، فإنه حاول العيش في فجر متخيل على يد إيران، فقام بنفي كل مساوئها ومخازيها، وأوجد لها محاسن لم تخطر ببالها ليكتمل مشهد الفجر ويستمر للشروق!!
فسبب الصراع بين إيران والغرب هو استقلال إيران! ولذلك كرر هذه الفكرة أكثر من مرة فقال مثلاً: " يواجه الغرب إيران ويعاديها –ليس لأنهاشيعية أو سنية، ولا لكونها تقية أو فاجرة- بل بسبب استقلال إيران، وتقوية نفسهاخارج حظيرة الاحتلال، وبسبب سلاحها النووي أخيراً ".
ويطالب د. الأحمري الدول السنية بتقليد إيران في استقلالها فيقول: " وكان التعامل الصحيح ليس شتم الشيعة، ولا البحثعن شتائم في قواميس القرون، والتنقيب عن المثالب، بل وضع برنامج استقلال منالعبودية، والإفادة من استقلالهم لا من عقيدتهم ".
ودون خوض في تفاصيل استقلال إيران وما يتميز به عن غيره، فهل من الاستقلال المشرف قمع غالب القوى الإيرانية في الداخل، سواء كانوا من السنة أو الشيعة العرب في الأحواز وغيرهم لكونهم مخالفين للزمرة الحاكمة!!
هل من الاستقلال المشرف التسهيل للمحتلين احتلال دول الجوار السنية، لزيادة النفوذ الشيعي الإيراني بها!!
هل من الاستقلال المشرف التوسع على حساب دول الجوار السنة كالإمارات والعراق!!
هل من الاستقلال المشرف التعاون مع النصارى الأرمن ضد الأذريين الشيعة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يبدو أن د. الأحمري - الذي لا يجهل هذه الحقائق بالتأكيد – يجعل القنبلة النووية سبباً للتجاوز عن كل هذه الخطايا والخطيئات، فنجده يقول: " الغرب يخاف أشد الخوف من سلاح نووي إيراني، يعيد شيئا منالتوازن في العالم، ويهدد الشر الصهيوني في العالم، والخوف من أنه قد يعطي المسلمينسلاحا نوويا بعد أن أخرج مشرف سلاح الباكستان من أيدي الباكستانيين. فالخوف من سلاحإيران حقيقي"، ولا نعرف من أعطي د. الأحمري عهداً أن يكون هذا السلاح للمسلمين؟؟ وهذا السلاح النووي لن يكون ضد الصهيونية والغرب بالتأكيد لكنه سيكون ضد المسلمين من جيرانه؟
بل يواصل د. الأحمري إيراد حلم جميل بقوله: " فإن وجود قوة منافسةللصهاينة سوف يخفف من شرهم، ويقلل من نفوذهم، وربما يخفف من جرائم المذابحالصهيونية للعرب في فلسطين، ويقلل من تطلعاتهم في الأرض والتجارة والنفط والمياه، ويعطي للعرب الباقين مساحة من الخلاص من العبودية التامة لأحد الطرفين، وبخاصة أنهليس هناك برنامج عربي منظور للاستقلال، ولا للسيادة، هذا في حال اعتبار إيران مجردمنافس للصهاينة وللغرب، ولا تربطه علاقات أخرى أحسن ولا أسوأ بالعرب".
والغريب أن د. الأحمري يورد مطالبة إيران على لسان لاريجاني أنهمن الممكن أن تتنازل إيران عن السلاح النووي مقابل ثمن لائق، فطلب منه سولانا توضيحذلك، فوضح له بأنهم يريدون هيمنة إيرانية على بقية شواطئ الخليج، لأن هذه مناطقشيعية وثروتها تذهب لحكام سنة!! "وبعد ذلك يطالبنا د. الأحمري بعدم العداء لإيران أو التحذير من الفكر الشيعي التوسعي والمسيطر في إيران!!
ومن اللافت للنظر قيام د. الأحمري بتبرير مطامع إيران التوسعية في المنطقة، بل يكاد يحرضها على ذلك بدل تحذير إيران من مغبة مطامعها الشيعية في البلاد العربية والمسلمة إذ يقول: " فكيف يفترض عاقل أن التوسع واحتلالالبلدان حق فقط للنصارى، وللصهاينة، ولا يجوز لغيرهم تحرير أرضه، ولا الدفاع عنعرضه، ولا التوسع في سواها، فنتهم الشيعة بالطموح في إمبراطورية، ونطالبهم أنيخنعوا مثلنا للمستعمرين؟ "،" دولة قوية طامحة متماسكة وترى نفسها دينية وديمقراطية ترنو للمزيد، وبجوارها مستعمرات أو شبه مستعمرات خائفة وممزقة، فهل تلام على ضعفهم؟ " ولا أجد ما أعلق به على كلام د. الأحمري.
تبرئة المجرم:
رغم أن د. الأحمري ينطلق في مقالته هذه من أن هناك دراسات إستراتيجية غربية تروج لإسلامين (سني وشيعي) وأن التعاون مع الشيعة سيكون في صالح الغرب لأن الإسلام الشيعي متمدن (بروتستاني) بينما الإسلام السني متحجر (كاثوليكي)، ويورد بعض الأمثلة من هذه الدراسات ويبين لنا أن الذين أعدوها هم من الشيعة (والي نصر وراي تقية)، إلا أن الملوم هم السنة!! والذين يجرون الأمة للصراع الطائفي هم السنة!!
ويورد د. الأحمري أن من مصلحة الصهاينة الدخول في جدال سني شيعي حالياً، ولا ندري هل نشر التشيع حالياً في فلسطين ومصر وبلاد المغرب، سيعجل بعودة القدس عند د. الأحمري مثلاً؟؟
يحذرنا د. الأحمري أيضا من تضخيم الغرب للخطر الإيراني على البلاد العربية فيقول: " بالغ المحتلون في ترويع الحكومات العربية من الشيعة، ومن الإسلام، ليتمكن النفوذ الصهيوني في مفاصل الأمة، وليقام تحالف: "الشرق الأوسط الجديد" المسمى: 6+ 2 ولكن الرقم الأهم مضمر، يفعل ويؤثر ولا ينطق به أحد، وهو تحالف يرادمنه: مواجهة إيران، وإدخال الصهاينة في البنية السياسية العربية لمواجهة إيران، ولنسيان النازية والبربرية الصهيونية، التي ترهب كل يوم وتبيد ولا يرتفع ضد إرهابهاصوت، ولتنضم الكيانات العربية في صلح يسمح بقتل الفلسطينيين وحصارهم وتجويعهم بحجةأنهم إرهابيون ما لم يقبلوا بالاستسلام للصهاينة، ويؤيدوا إنهاء الممانعة الإيرانيةواللبنانية والسورية، لأن رفض الإرهاب الصهيوني النازي يصبح هو الإرهاب، والاستسلامله هو عين السلم والتمدن والتحضر".
ولكن ما هو موقف د. الأحمري من ممارسات إيران الحقيقية على أرض الواقع في العراق من التعاون مع المحتل الأمريكي وقتل الفلسطينيين ببغداد؟؟
لماذا بغداد التي تعج بالاستخبارات الإسرائيلية لا يتعرض لهم أحد من رجالات إيران وهم بالألوف أو القوى "المضادة للمحتل " على حد تعبير د. الأحمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
نود سؤال د. الأحمري لمن كان يجب توجيه خطابك: إلى السنة الذين يتحركون بردة الفعل المتأخرة غالباً ولا تتميز بطول النفس، أم لإيران وأتباعها بالكف عن تنفيذ المخططات الاستعمارية والطائفية؟
من الذي يتبنى سياسات العنف كمؤسسات دينية وسياسية السنة أم الشيعة؟
من الذي سخر الفتوى لتنفيذ مطالب الاحتلال بتمرير الدستور والانتخابات السنة أم الشيعة؟
من الذي يحرك الطائفية والمطالب التعجيزية في وجه الدولة والنظام تجمعات الشيعة أم الأقلية السنية في إيران؟
من الذي رفض المشاركة في لقاء مكة لتحريم الدم العراقي السنة أم الشيعة؟
من الذي سخر الدولة العراقية لنفي الآخر السنة أم الشيعة؟
من الذي شحن اتباعه بالطائفية المقيتة واستحضر التاريخ ليسقطه على الواقع قنوات الشيعة العديدة أم قنوات الرقص السنية للأسف؟
أسئلة طويلة وكثيرة يجب على د. الأحمري أن يجيب عليها حتى يعرف لمن يجب أن يوجه خطابه.
الأقليات في المجتمعات:
نوافق د. الأحمري بشكل عام على دعوته لعدم حصار الأقليات الشيعية في المجتمعات السنية، وهو في الواقع غير حاصل ففي بعض الدول لا تستطيع الأكثرية السنية إغضاب الأقلية الشيعية لما لها من نفوذ وقوة، بعكس حال الأقلية السنية في إيران التي تعاني من كافة أشكال الحرمان والاضطهاد.
ونحن نرى أن مد الجسور مع هذه الأقليات ودعوتهم وبيان حقيقة موقفنا من التشيع كفيل بإنقاذهم من الطائفية المقيتة التي يعيشون فيها.
ملاحظة منهجية:
في مقالة د. الأحمري الأولى " خدعة التحليل العقدي " خلل منهجي كبير، وهو تقزيمه لدور العقيدة والفكر في التحليل السياسي وتضخيمه لدور المصلحة، وهذا خلط منهجي فاضح فمن أين يمكن تحديد المصلحة؟
أليست المبادئ / العقائد / الأفكار هي التي تحدد المصالح!!
فإذا أمكن تحديد المبادئ و العقائد الحاكمة لأي تيار أو حزب أو دولة أمكن تحديد مصالحها وسياساتها، ولا نقع في فخ مزاعمها وأكاذيبها.
خاتمة:
د. الأحمري في "ثلاثيته" هذه مأجور لاجتهاده أصاب أم أخطأ، كما أنه مأجور لحثه الكثيرين على التفكير والبيان حول معضلة كبرى نعيشها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 05:01]ـ
كيف يكون مأجورا في اجتهاده مع هذه المخالفات للحقائق التاريخية والشرعية الواضحة؟!
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 06:18]ـ
كيف يكون مأجورا في اجتهاده مع هذه المخالفات للحقائق التاريخية والشرعية الواضحة؟!
إي وربي أي أجر!!!
هل يعقل هذا الرجل
والله لولا ثقتي به لقلت عميلا وضعته هذه الدولة الصفوية
هل أهل السنة هم من يشعل الطائفية
هل يخفى على مثله ما تفعله إيران في البحرين، والكويت، والسعودية ...
من إثارت للفت والقلاقل والمظاهرات بل وزعزعت أمن تلك البلاد
هل نسي من جلب الويلات للمسلمين عامة ولدول الخليج خاصة
بل لولاها ما تمكنت أمريكا من دخول العراق و ..
نسأل الله الهدية والصلاح
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 03:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ يريد بعضهم أن يجعل الأمة على قلب رجل واحد، أو تسير في اتجاه واحد نحو هدف واحد. وهي غاية ساذجة، تجهل التاريخ، وتعمى عن الواقع، ولا تفقه حال النفوس ومكر أعداء الأمة بها. لأمور: ــ التحزب الداخلي، أعني الفرق والمذاهب، بعضه ـ أو كله ـ من مكر الأعداء، فجميع المذاهب المبتدعة في أصل الدين جميعها منشأها من الكافرين، ويزكي نارها الكافرون.!
الشيعة بدأت بابن السوداء، والجعد بن درهم تعلم من يهودي، ومعبد الجهني وسْوَسَ له بالقدر سَوْسَنْ النصراني، والنصرانية لعب في أصلها بولس اليهودي وفلاسفةُ اليونان فحرفوها وجعلوها مسخا من الوثنية مشوبا بشيء من التعاليم السماوية، وجاءت يهود ثانية فشقتها بدعوى الإصلاح وأخرجت منها المحتجين على جمود الكنيسة، وهم ما عرفوا بالبروتوستانت لاحقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعداوة بين أبناء الملة الواحدة ممن يُكَفِّرُ بعضهم بعضا تكون شديدة أشد من عداوتهم لمن يكفر بدينهم كليةً. ربما قرب المكان يكون له دور. وهذا واقع مشاهد، يُحكى عن كل بني الإنسان، فاليهود يقتلون أنفسهم ويخرجون فريقا منهم من ديارهم يظاهرون عليهم بالإثم والعدوان، والنصارى أمرهم أشهر من أن نتكلم عنه. وكذا (المسلمون)، الشيعةُ والعلمانيون في صف الكافرين في كل حال بالأمس واليوم. وهم أشد عداوة للذين آمنوا ـ أعني أهل السنة والجماعة ـ من الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن عباد الشجر والحجر والبقر والبشر.
وسل الواقع والتاريخ هل نزل الكفر بساحتنا إلا على ظهر المنافقين، أو المخالفين من أبناء الأمة؟. وسل الواقع والتاريخ حين تتراص الصفوف للقتال مع من يكون المخالفون؟ ... شيعة ومنافقون خاصة .. مع الكافرين أم مع المؤمنين؟
تخبرك بغداد مرتين بالأمس حين دخلها التتار واليوم حين دخلها الأمريكان، ومصر (الفاطمية) وقد استدعت عباد الصليب لغزو بلاد المسلمين، وتركيا العثمانية وقد وقف الشيعة الصفويون كالشوكة في ظهرها مرات عديدة كلما خرجوا لجهاد الكافرين في أوروبا، والشام النصيرية، وغيرهم من بلاد المسلمين.
فدعوى توحيد أبناء الملة الواحدة وخاصة من يُكَفِّر بعضهم بعضا، دعوة ساذجة لم تقرأ تاريخا ولم تفقه واقعا.
ونسأل كل ذي عقل:
العِلْمانيون مع من؟ وهم منتسبون للإسلام. وصرح من يشيدون؟
والشيعة حين تمتاز الصفوف في صف من يقاتلون؟
والخوارج حين تكون لهم شوكة على من يشتدون؟
وليس الأمر إحن تاريخية ومشدات كلامية، وإنما هو واقع، وهي ثقافة تمثل الشخصيات، ونفسيات يرث بعضها بعضا.
ومن قلة الوعي أن يحسب المثقف أن نفرا أو نفرين ممن يتظاهرون بالعدل والإحسان ضمن المنحرفين من أبناء الملة أو المنحرفين كلية عن الملة قد يغيرون مجرى الأحداث فإن هذا لم يكن، ولا نرى له تأثيرا على واقع قومهم، بل ما نفهمه أن هذا الفصيل من (المعتدلين) يستعمله إخوانه المجرمون في تهدئة الأوضاع حين يحتاج ذلك، وخداع بعض الساذجين وتحقيق بعض الأغراض. فهم إذا في فلكهم، وجهدهم يصب في إناءهم. ولولا ذاك لخرجوا من بينهم وانضموا إلى غيرهم.
الناس هذا حالهم، لا ينفكون من هذا الأمر أبد الدهر، وهي مشيئة الله يضل الفاسقين ويهدي المؤمنين.
ـ ومثقف اليوم يجعل من الوقوف في وجه الحضارة الغربية وبناء صرح إسلامي في مواجهة صرح غربي هدف يجب على الجميع التحرك نحوه والعمل من أجله، وهو يعمى عن أن كثيرا من أبناء الأمة هواهم مع الغرب، يحبون صَرْحَهُ ويرجون وصله.
ـ ثم أي صرح نبنيه؟
نحن أمة أخرجت للناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعرف معروف هو توحيد الله، وأنكر منكر هو الكفر بالله ورسوله وتحريف الكلم عن مواضعه. وعمارة الدنيا إحدى ثمار الاستقامة على طاعة الله. والتمكين في الأرض شرطه الإيمان وعمل الصالحات. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
فالسبب المباشر للتمكين هو الإيمان بالله واليوم الآخر ـ ويدخل في ذلك الأخذ بأسباب النصر التي تحدثت عنها الشريعة ـ والهدف من التمكين (يعبدونني لا يشركون بي شيئا). وهي الغاية الوحيدة التي من أجلها خلقنا.
ـ ودعوى الحوار والتقارب، دعوى عوراء عرجاء كلحاء لا يرضى بها بصير، ولا يقربها نزيه.!!
ما نعرفه هو دعوة إلى الله، والحوار دعوة مشبوهة، كانت ولا زالت، وثقافة نادى بها وقام عليها أدعياء الوسطية ممن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وخدعة عصرية، وشجرة خبيثة، أيسر ما جنيناه منها، أن توقفت الدعوة، بعد أن أعطى المتحاورون رسالة للكافرين و (المرتدين) بأنكم على صواب وأن الأمر شطط من بعض رجالنا.
ومثقف اليوم عقليته من جنس عقلية الخوارج، تتجه للداخل ولا نرى لها بأسا مع الخارج ... سهامه إلى نحور علماء الأمة تنتقصهم وتستنزلهم من علياءهم، وتشكك في قدراتهم، وتقلب عليهم العامة، وترسم لهم صورة الأرمد الذي يرتاح للظلماء ويخاف النور.
ولا أدري على من ينطبق هذا الكلام من شيوخ صحوتنا، على أصحاب (فقه الواقع) أم على من (كشفَ الغمة عن علماء الأمة) أم على أصحاب (واقعنا المعاصر)؟
كلهم فوق مثقف اليوم!!، علما شرعيا ودراية بالواقع.
ـ ومثقف اليوم يحسب أن العدل مع الأقليات كفيل بأن يذهب بما في صدرها، والعدل واجب شرعي مع كل الناس، ولكنه لا يذهب بما في صدر من يخالفك العقيدة فإن الأقليات لا ترضى حتى تكون أكثرية، يدين الناس بدينها، يحلون حلالها ويحرمون حرامها، لذا تتواطأ مع الغريب، وتنقلب حين تتمكن. وتظهر الإحن التي في الصدور، وسل شيعة العراق ماذا جنى الصغار والنساء حتى ينشرون ويحرقون وفي القمامة يرمون.
ـ إن المشكلة الكبرى التي نعاني منها هو ضعف الإيمان، وقلة الصادقين، فإن وجدت فئة مؤمنة صابرة محتسبة فكل ذلك ليس بشيء. ما أغنت عنا أموال كالجبال. وأعداد كالرمال. وأسلحة في كل مكان، حتى نذهب نستكثر من العدد ونطلب من الشيعة المدد. لا نبحث إلا عن الصادقين الباذلين للغالي قبل الرخيص، أولئك رجال المرحلة، يأخذون بزمام الأمة ويخرجوها من السبل إلى الصراط المستقيم، من هذا المستنقع الآسن والظلام البهيم إلى المرتع الزكي والنور الوضيء.
بقلم / محمد جلال القصاص
الرابط ( http://82.96.75.104/sahat?128@124.1kwefjeti4v.0@.3 baa1383)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 04:58]ـ
د / محمد السعيدي جزاك الله خيرا، ولعل مما يسبب ارتباك من يسمون بالمفكرين الإسلاميين عدم صفاء مصدر التلقي عندهم، وزعمهم الحيادية في البحث، ووقوفهم أمام الأزمات وكأنها تبحث لأول مرة ولم يسبق فيها كلام، مع أمر آخر مهم جدا وهو أن معظمهم يكون نظرية أو رأيا ثم يذهب يبحث عن أدلة له - مما يحسبه الظمآن ماء - وكلما كانت النتائج غريبة والأدلة شاذة كلما ترقى المفكر في فكره وخرج من ربقة التقليد - زعموا- وهذا ما ينعاه الأحمري وغيره على العلماء فهو يعتبر موقفهم من الشيعة هذا تقليدا للسابقين ... إلخ هذا الهراء.
أمر ثانٍ: وهو تلقي هؤلأ المفكرين لكثير من الآراء من كتب الشيعة أنفسهم ومصادرهم ومعروف أنهم من أكذب الناس، وأفكارهم لا تروج إلا على المفلسين والمنهزمين، وكثير مما نقل في المقال السابق هو من آراء الشيعة عن أهل السنة.
أمر ثالث: وهو ضعف الولاء والبراء عند هؤلأ أو قيامه لا على أساس عقدي بل على أمور أخرى مما يسبب الخبط والتناقض في آرائهم.
وعلى كل حال: فأرجو أن يفقه من كانوا يدافعون عن الأحمري- في مواضع سبقت في هذا المنتدى- هذا المقال ويعلموا مدى الفتنة في كلام الرجل وما ستظهره الأيام أعظم- ونرجو ألا يحدث ذلك- ولكن أقول لكثير ممن لا يدققون في الأمور وحفظوا كلاما يرددونه عند كل نقد لأي شخص يحبونه ويظنون أنه سلاح فعال سيوقف دراية أهل السنة وفقههم أقول لهم كما قال بعض علماء السلف:" الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، فإذا أدبرت عرفها الجهال".
وأسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 05:18]ـ
بقي أمر مهم ويساعد كثيرا في التقليل من هذه الشذوذات ألا وهو: الرد العلمي المنصف باستمرار كلما ظهرت مقالة شاذة أو أفكار شاذة فلا نتوانى في الرد عليها وبيان الخطأ فيها، وهذا له فوائد كثيرة بعضها يعود على الكاتب نفسه لعله يبدأ التفكير بعمق ويتبين له وجه الخطأ قبل أن يدخل في طريق اللاعودة الذي دخله كثيرة من المفكرين! بسبب الشهرة والظهور والأضواء وتبني المؤسسات المنحرفة لهم الوسوسة لهم بما يريدون ثم يخرج من أقلام هؤلأ مذبوحا على الشريعة الإسلامية!!
وقد بين الشيخ بكر أبوزيد عافاه الله وحفظه في كتابه الرائع الردود أهمية وقيمة الردود العلمية على الأخطاء وارتباطها بأصل الدين، وأدعو الذين لم يقرأوه من إخواني أن يراجعوه فهو يزيل كثيرا من تلبيس من يعيبون على أهل السنة كثرة ردودهم ولا يعيبون كثرة الأخطاء والشذوذات على من يشذ!
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 09:49]ـ
شكر الله للجميع مشاركتهم
وقد أعجبني هذا المقال فأحببت أن أتحف به أحبتي
ورأيي أن الدكتور محمد الأحمري متأثر كثيرا بالأستاذ محمد الكاتب الذي تراجع عن التشيع ومع ذلك ما زال يصر على تسطيح الخلاف بين السنة والشيعة
كما أن هناك عيبا في كثير من الكتاب وهو أنهم يحملون المقالات مالا تحتمل
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:15]ـ
ورد مقالي في الرد، على لسان الدكتور أحمد الزهراني (ابو عمر الكناني). وأحببت أن أضيف جملة.
أقول: الانحرافات الفكرية ترسخ وتستقر بالوسطيين أصحاب الأيدي النظيفة. . . أصحاب النوايا الطيبة، وخاصة حين يشتد الجدال بين أهل الحق وأهل الباطل، وغالبا يستريح لقولهم (الوسطييون) العامة (عامة المثقفين أعني) وهنا يستقر الباطل.
حصل هذا مع النصرانية. . . اللوجس .. وما ترتب عليه من عقائد. وحصل في الفكر الإسلامي فيما عرف بعلم الكلام إذ كان وسطا بين التجهم وما يلحق به وأهل السنة.
وما تراه عيني هو أن د. الأحمري يشق طريقا جديدا، قد يرفع اللوم عن شخصه حسنُ نيته ولكن حسنَّ النية لا يكفي لتبرير قولة وتمريره. ويجمل هنا أن نذكر قول السلف الصالح (إنا لنرد رواية قوم وإنا لنرجوا شفاعتهم).
.
ـ[الأصيل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:28]ـ
للأسف مقال الدكتور الأحمري (رؤية للمعضلة الشيعية) أعجب الشيعة وقد رأيت الصفار في أحد الفضائيات يتبجح بهذا المقال(/)
دول أبادت أهل السنة*1
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 09:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...
قال الشاعر:
اقرؤوا التاريخ فإن فيه العبر * * * ضل قوم لا يدرون الخبر
على مر التاريخِ الإسلامي، ومن خلالِ القراءةِ فيه للعبرة نجدُ جلياً وواضحاً أنه متى قامت دولةٌ شيعية بدأت في حربِ إبادةٍ للسنةِ فيها، وبطرقٍ بشعةٍ لا يفعلها اليهودُ ولا النصارى في حين أن العكس غيرُ صحيحٍ، ولعلي أكتفي بشاهدين من التاريخِ الإسلامي.
• الشاهد الأول: الدولةُ العبيدية لا الفاطمية كما هو مشتهرٌ، ونسبتهم إلى البيت النبوي كذبٌ وزور كما أشار إلى ذلك المؤرخون منهم الإمامُ الذهبي في عدةِ مواضع من " السير ".
قال (15/ 214): " قَالَ أَبُو شَامَة: كَانَ مِنْهُم ثَلاَثَةٌ بِإِفْرِيْقِيَةَ: المَهْدِيُّ، وَالقَائِمُ، وَالمَنْصُوْرُ، وَأَحَدَ عَشَرَ بِمِصْرَ آخرهُم العَاضد، ثُمَّ قَالَ: يدَّعُون الشَرَفَ وَنِسْبَتُهم إِلَى مجوسِي أَوْ يهودِي، حَتَّى اشْتَهَرَ لَهُم ذَلِكَ. وَقِيْلَ: الدَّوْلَة العَلَوِيَّة، وَالدَّوْلَة الفَاطمِيَة، وَإِنَّمَا هِيَ الدَّوْلَة اليَهودَّيَة أَوِ المَجُوْسِيَّة المُلْحِدَةُ البَاطنيَّةُ. ثُمَّ قَالَ: ذَكَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ الأَكَابِرِ، وَأَنَّ نَسَبَهُمْ غَيْرُ صَحِيْحٍ. بَلِ المَعْرُوْف أَنَّهُمْ بنو عُبَيْد. وَكَانَ وَالد عُبَيْد مِنْ نسل القَدَّاح المَجُوْسِيّ المُلْحِد. قَالَ: وَقِيْلَ: وَالده يهوديٌّ مِنْ أَهْلِ سَلَمِيَّة، وَعُبَيْد كَانَ اسْمُه سعيداً، فَغيَّره بعُبَيْد اللهِ لَمَّا دَخَلَ إِلَى المَغْرِبِ، وَادَّعَى نَسباً ذكر بُطلاَنه جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأَنْسَابِ، ثُمَّ ترقَّى، وَتَمَلَّك، وَبنَى المَهديَّة. قَالَ: وَكَانَ زِنْدِيقاً خَبِيْثاً، وَنشأَتْ ذُرِّيّتهُ عَلَى ذَلِكَ، وَبَقِيَ هَذَا البلاَءُ عَلَى الإِسْلاَم مِنْ أَوَّلِ دولتهِم إِلَى آخرِهَا.
قُلْتُ: وَكَانَتْ دولتُهم مَائَتَي سنَةً وَثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَدْ صَنَّفَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ البَاقِلاَّنِي كتَاب (كَشْفِ أَسرَار البَاطنيَّة) فَافتتحه ببُطْلاَنِ انتسَابهِم إِلَى الإِمَام عَلِيٍّ، وَكَذَلِكَ القَاضِي عَبْدُ الجَبَّارِ المُعْتَزِلِيُّ ".ا. هـ.
أما ما فعلتهُ الدولةُ العبيديةُ في أهل السنةِ من قتلٍ لهم في سبيل عدم الترضي عن الصحابة فقال الإمامُ الذهبي في " السير " (15/ 146): " قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسيُّ، صَاحِبُ (الملخَّص): إِنَّ الَّذِيْنَ قَتَلَهُم عُبَيْدُ اللهِ، وَبنوهُ أَرْبَعَة آلاَفٍ فِي دَارِ النَّحْرِ فِي العَذَابِ مِنْ عَالِمٍ وَعَابِدٍ ليرُدَّهُمْ عَنِ التَّرَضِّي عَنِ الصَّحَابَةِ، فَاختَارُوا المَوْتَ.
فَقَالَ سهل الشَّاعِر:
وَأَحَلَّ دَارَ النَّحْرِ فِي أَغْلاَلِهِ * * * مَنْ كَانَ ذَا تَقْوَى وَذَا صلوَاتِ
وقتلوا أيضاً من العلماء ابن البردون الإفريقي المالكي وأبي بكر بن هذيل، قال الإمامُ الذهبي (14/ 217): " وَكَانَ منَاقضاً لِلْعرَاقيِّيْن، فَدَارت عَلَيْهِ دوَائِر فِي أَيَّامِ عُبَيْد اللهِ، وضُرِبَ بِالسِّيَاط، ثُمَّ سَعَوا بِهِ عِنْد دُخُوْل الشِّيْعِيِّ إِلَى القَيْرَوَان، وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ تمِيلُ إِلَى العِرَاقيِّين لموَافقتِهِم لَهُم فِي مَسْأَلَةِ التفْضِيْل وَرخصَة مَذْهَبهم، فرفَعُوا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ: أَنَّ ابْنَ البَرْدُوْنَ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ هُذَيل يطعنَان فِي دولتِهِم، وَلاَ يفضِّلاَن عَلِيّاً. فَحَبَسَهُمَا، ثُمَّ أَمرَ مُتَوَلِّي القَيْرَوَان أَنْ يضربَ ابْنَ هُذيل خَمْسَ مائَةِ سَوْط، وَيضربَ عُنُق ابْنِ البردُوْنَ، فَغَلِطَ المُتولِّي فَقتلَ ابْنَ هُذيل، وضربَ ابْنَ البردُوْنَ، ثُمَّ قتلَه مِنَ الغَدِ. وَقِيْلَ لاِبْنِ البردُوْنَ لَمَّا جرِّد لِلْقتل: أَترجعُ عَنْ مَذْهَبِك؟ قَالَ: أَعنِ الإِسْلاَم أَرجِع؟ ثُمَّ صُلِبا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَأَمر الشِّيْعِيُّ الخَبِيْثُ أَنْ لاَ يفتَى
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمَذْهَبِ مَالِكٍ ".ا. هـ.
والإمام ابن خيرون المعافري القرطبي، قال الذهبي (14/ 218): " قَالَ بَعْضُهُمْ: كُنْتُ جَالِساً عِنْد ابْن أَبِي خِنْزِير فَدَخَلَ شَيْخٌ ذُو هَيْئَة وَخشوع، فَبَكَى ابْن أَبِي خِنْزِير وَقَالَ: السُّلْطَان - يَعْنِي: عُبَيْد اللهِ - وَجَّه إِلَيَّ يَأْمرنِي بِدَوْس هَذَا حَتَّى يموت. ثُمَّ بَطَحَهُ، وَقَفَزَ عَلَيْهِ السُّودَانُ حَتَّى مَاتَ، لِجِهَادِهِ وَبُغْضِهِ لِعُبَيْدِ اللهِ وَجُنْدِهِ ".ا. هـ.
والإمامُ مُحَمَّدُ بنُ الحُبُلِيِّ قَاضِي مَدِيْنَةَ بَرْقَةَ لأنه خالفهم في الفطر على رؤيةِ الهلالِ لا بالحسابِ، قال الإمامُ الذهبي (15/ 375): " أَتَاهُ أَمِيْرُ بَرْقَة، فَقَالَ: غداً العِيْد. قَالَ: حَتَّى نرَى الهِلاَل، وَلاَ أُفَطِّر النَّاس، وَأَتقلَّد إِثمَهُم، فَقَالَ: بِهَذَا جَاءَ كِتَاب المَنْصُوْر - وَكَانَ هَذَا مِنْ رَأْي العُبَيْدِيَّة يفِّطرُوْنَ بِالِحسَاب، وَلاَ يعتبرُوْنَ رُؤْيَة -فَلَمْ يُرَ هِلاَل، فَأَصبح الأَمِيْرُ بِالطُّبولِ وَالبُنُودِ وَأُهبَةِ العِيْد. فَقَالَ القَاضِي: لاَ أَخرج وَلاَ أُصَلِّي، فَأَمر الأَمِيْرُ رَجُلاً خَطَبَ. وَكَتَبَ بِمَا جرَى إِلَى المَنْصُوْر، فَطَلَبَ القَاضِي إِلَيْهِ، فَأُحضِر. فَقَالَ لَهُ: تَنَصَّلْ، وَأَعفو عَنْكَ، فَامْتَنَعَ، فَأَمر، فَعُلِّق فِي الشَّمْس إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ يَسْتَغيث العطشَ، فَلَمْ يُسقَ. ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ. فلعنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالمِين ".ا. هـ.
والإمام مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قال الإمامُ الذهبي (16/ 149): " قَالَ أَبُو ذرٍ الحَافِظُ: سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ، وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ، سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يذكُرُهُ، وَيَبْكِي، وَيَقُوْلُ: كَانَ يَقُوْلُ، وَهُوَ يُسْلَخُ: " كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً " [الإِسرَاء: 58].
قَالَ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ: أَقَامَ جَوهرُ القَائِدُ لأَبِي تَمِيمٍ صَاحبِ مِصْرَ أَبَا بَكْرٍ النَّابُلسِيَّ، وَكَانَ ينزلُ الأَكواخَ، فَقَالَ لَهُ: بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يَرْمِيَ فِي الرُّوْمِ سَهْماً، وَفينَا تِسْعَةً. قَالَ: مَا قُلْتُ هَذَا، بَلْ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَهُ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يرمِيَكُمْ بِتِسعَةً، وَأَنْ يَرمِيَ العَاشرَ فِيْكُمْ أَيْضاً، فَإِنَّكُم غيَّرْتُم الملَّةَ، وَقَتَلْتُم الصَّالِحِيْنَ، وَادَّعَيْتُم نورَ الإِلهيَّةِ، فشهرَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ، ثُمَّ أَمرَ يَهُودِيّاً فَسَلَخَهُ.
قَالَ ابْنُ الأَكفَانِيِّ: تُوُفِّيَ العَبْدُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّابُلسِيِّ، كَانَ يَرَى قِتَالَ المغَاربَةِ، هَرَبَ مِنَ الرَّملَةِ إِلَى دِمَشْقَ، فَأَخَذَهُ مُتَوَلِّيهَا أَبُو محمودٍ الكُتَامِيُّ، وَجعَلَهُ فِي قفصِ خشبٍ، وَأَرسَلَهُ إِلَى مِصْرَ، فَلَمَّا وَصلَ قَالُوا: أَنْتَ القَائِلُ، لَوْ أَنَّ مَعِيَ عَشْرَةَ أَسهُمٍ ... وَذَكَرَ القِصَّةَ، فسُلِخَ وَحُشِيَ تِبْناً، وَصُلبَ.
قَالَ مَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيَادٍ الصُّوْفِيُّ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سُلِخَ مِنْ مفرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى بُلِغَ الوَجْهُ، فَكَانَ يذكُرُ اللهَ وَيَصْبرُ حَتَّى بلغَ الصَّدْرَ فَرَحمَهُ السَّلاَّخُ، فوكزَهُ بِالسِّكِّينِ مَوْضِعَ قلبِهِ فَقضَى عَلَيْهِ ".ا. هـ.
هذا غيضٌ من فيضٍ، وبما جرى به القلم، وما لم نذكرهُ عن الدولةِ العبيديةِ في الجوانب الأخرى كثير، ولعلنا نتأملُ في هذا التاريخِ جيداً لنأخذ منه العبرةَ
ومع دولةٍ أخرى، وجرائمها في حقّ أهلِ السنةِ
للأمانة .. منقول
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 06:54]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وننتظر المزيد
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 04:15]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 10:00]ـ
الأخوان
آل عامر ومحمد عبدالمجيد
بارك الله لي ولكما والمسلمين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 09:34]ـ
للفائدة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 10:44]ـ
اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر .......... ضل قوم ليس يدرون الخبر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 08:25]ـ
بورك سعيك أبا مالك(/)
الدعوةُ السَّلَفِيَّةُ بَيْنَ حَقائِقِ (الحَصَافَة) وَطَرائِقِ (الصَّحَافَة)!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:14]ـ
الدعوةُ السَّلَفِيَّةُ
بَيْنَ حَقائِقِ (الحَصَافَة) وَطَرائِقِ (الصَّحَافَة)!
خِلالَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ: رَأَيْتُ لِعَدَدٍ مِن كُتّابِ (الصَّحافَةِ) –بِكَثْرَةٍ! – اهتِماماً كبيراً في الكلام حول (الدعوةِ السلفِيَّةِ)، وَمَنْهَجِهَا –جَهْلاً أو عِلْماً–، ما بين مادحٍ وقادحٍ، وما بين مُستَبشِرٍ خيراً وَمُتَأَبِّطٍ شَرّاً! بَل ما بَيْنَ كذبٍ وَصِدْقٍ –فَوَا أَسَفِي الشَّدِيد-!!
وفي طَيِّ ذلك –كُلِّهِ- ذِكْرُ أوصافٍ وتقسيماتٍ للدعوةِ السلفيَّةِ ليست ذاتَ صِلَةٍ بماضٍ ولا حاضرٍ، وأستبعدُ أن يكونَ (المستقبل) مُدْنِياً لها بسببٍ!
فَمِنْ واصِفٍ للسّلفيَّةِ بِ (الرجعية!)، ومِن مُطَوِّرٍ للوصفِ ذاتِهِ إلى (الماضويّةِ!)، ومِن مُقَسِّمٍ لها إلى (الإصلاحِيةِ) و (التقليديةِ)، ومِن مُغَيِّرٍ إلى (العلميةِ) و (الجهاديةِ)!!!
ومِن مُفَرِّطٍ مُدَّعٍ لانْقِطاعِ السَّلفيَّةِ عن الحاضِرِ، وعدم استفادَتِها مِنْ مُسْتَجَدَّاتهِ وأسبابِهِ وأبوابِهِ، ومِن مُتَفائِلٍ مُفْرِطٍ (!) بِأَنَّ الزَّمانَ القادِمَ هو الزَّمانُ السَلَفِيُّ!
ولم يُفاجِئْني شيءٌ مِنْ ذلك –كُلِّهِ-؛ فَجُلُّ-إنْ لم يكُنْ (كُلُّ) - هذهِ الاتهاماتِ والتَّقسيماتِ: قَدِيمَةٌ مُتَكَرِّرَةٌ مُجْتَرَّةٌ، وجاهِزَةٌ- مُعَلَّبَةً وطازجةً! - تُقَدَّمُ للراغِبينَ (!) بِحَسَبِ الأهواءِ! وتَنَوُّعِ المذاقاتِ!! وباختِلافِ السِّياساتِ!!!
وإنَّما الذي فاجَأَنِي –حَقَّاً- خَبَرٌ تُنُوقِلَ، لا مَقالٌ كُتِبَ، أو مَقُولَةٌ تُدُووِلَتْ! وهو خَبَرُ أنَّ (مَشايِخَ السَّلَفِيِّينَ)، أو (جماعةَ السَّلَفِيِّينَ) - هكذا! - في غَزَّةَ- قَتَلُوا وفَجَّرُوا، ثُمَّ هَدَّدُوا بالتَّدميرِ و .. و ... !!
وجميعُ العُقَلاءِ –مِن ذَوِي (الحَصَافَةِ) وَالإنِْصَاف- يَعلَمونَ –يقيناً- أنَّ مِثْلَ هذهِ التَّوصيفاتِ لهؤلاءِ الفاعِلينَ لا تَخرُجُ حَقِيقَتُها عن حالَيْنِ:
الأَوَّل: انتِحالُ الفاعِلينَ –أنفُسِهِم-لهذه النٍّسْبَةِ (السلفيَّةِ)؛ إمْعاناً في التَّضليلِ، وإغراقاً في التَّغريرِ.
الثاني: خَلْعُ خُصُومِ الدعوةِ السَّلَفِيَّةِ (الحَقَّةِ) عَلى أولئكَ الفاعِلينَ الوَصْفَ بـ (السَّلَفِيَّةِ)؛ طَمَعاً في بعثَرَةِ الأَوراقِ، وخَلْطِ الحقائِقِ، وبخاصَّةٍ أنَّ (الجميعَ) يَعلَمُ أنَّ الدعوةَ السَّلَفِيَّةَ ليست تنظيماً حزبِيًّا،ولا حَرَكَةً مُؤَطَّرةً، فَضْلاً عَن أنْ تَكُونَ جَمَاعَةً سياسيةً مُهَدَّفةً؛وإنَّما هي دعوةٌ عِلمِيَّةٌ هادئةٌ هادِيَةٌ.
ولستُ أَكتُبُ في هذا السياقِ- مُدافِعاً عن أَحَدٍ بِعَينِهِ، ولا مُتَكَلِّماً باسْمِ غيري، وَلا مُصادِراً رأيَ سِوايَ؛ وإنَّما أكتُبُ بَياناً حَقًّا خالِصاً لِمَا أعرِفُهُ عن هذه الدعوةِ –يقيناً- منذ نحو ثلاثين عاماً-عِشْتُها طالبَ عِلمٍ – تحصيلاً، ودعوةً، وَكِتابةً – مع شُيوخِ هذه الدعوةِ، وأعلامِها الكِبارِ، وبخاصَّةٍ شَيخَنا العَلاَّمَةَ الإمامَ محمد ناصر الدِّينِ الألباني- رحمهُ اللهُ-.
إن الدعوةَ السَّلَفِيَّةَ قائمةٌ –جَذْراً وفرعاً- على تأصيل الأمنِ والإيمانِ؛ كما قال الله – تعالى-: (الذينَ آمَنوا ولَمْ يَلْبِسوا إيمانَهُمْ بظُلمٍ أولئك لَهُمُ الأَمْنُ وهُم مُهتَدون):
فهي دعوةٌ تَعلَمُ حقيقةَ قيمةِ دمِ المُسلمِ عند ربِّهِ، وأنَّهُ أعظَمُ عندهُ –سبحانه وتعالى- مِنْ بيتِهِ المُحرَّمِ؛ فلا تُبيحُهُ، ولا تَهدُرُهُ، ولا تتهاونُ في قليلٍ منه أو كثيرٍ.
وهي دعوةٌ تَعرفُ لِوَلِيِّ الأَمرِالمسلمِ حَقَّهُ وحُقُوقَهُ- ضمنَ طاعةِ اللهِ وطاعةِ رسولهِ-؛ مِنْ غيرِ غُلُوٍّ ولا تَقصيرٍ، ومِنْ غيرِ نِفاقٍ ولا تَبَدُّلِ وُجُوهٍ – حقَّاً شَرعيَّاً، وولاءً دينِيَّاً-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي دعوةٌ تَنْأَى بنفسِها –عَدلاً لا جَوْراً، وحَقَّاً لا جُبْناً- عن الدخولِ في لُعبةِ السياسةِ وَمُعْتَرَكِ السَّاسَةِ- اللَّذَيْنِ قد يكون للوُلوجِ فيهِما أوَّلٌ، ولا يكونُ لَهُ آخرٌ-؛ في الوقتِ الذي تَحرِصُ فيهِ الحِرْصَ كُلَّهُ –عِلماً وعَمَلاً- على مصلحةِ الأُمَّةِ-عموماً-، والوطنِ -خصوصاً- بما لا يتعارضُ مع الشرعِ الحكيمِ، ومقاصدهِ العَلِيَّةِ.
وهذا – كُلُّهُ- مُقَدِّماتٍ ونتائجَ –هو (السياسةُ الشرعيةُ) التي دعا إليها أئمَّةُ هذه الدعوةِ السَّلَفِيَّةِ عبرَ العصورِ؛ منذ عهد شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ- قبلَ ثمانيةِ قرونٍ-إلى وقتنا الحاضر، وبتوجيهاتِ مشايخِها الأكابر ...
إنَّ الدعوةَ السَّلَفِيَّةَ وهي تستَمِدُّ أسبابَ وجودها، وعواملَ استمرارها مِنَ الإسلامِ النَّقِيِّ، ومصادره الأصليةِ- دون اعتقادِ احتكارِ الحقِّ لِنَفْسِهَا دون غيرها – لَتُثْبِتُ مِن خلالِ مَواقِفِها الجادَّةِ، وحقائقها الثابتةِ أنَّ مسارَها البيانِيَّ لم يتَذَبذَب، وأنَّ نقاءَ فِطرتها وَصَفاءَ طَريقِها لم يتلوَّن أو يتكدَّر، وأنَّها كانت –ولا تزال- مُتَخَندقةً في مصافِّ مصلحةِ الأمّةِ والوطنِ – ضمن أصولِ الشرعِ – ضِدَّ جميعِ الانحرافاتِ المُوَجِّهَةِ حِرابَها نحوها؛سواءً أكانت مِنَ العدُوِّ الخارجيّ المعادي –بِوَقاحة- لِرَبّ العالَمِين، أو من العَدُوِّ الداخليّ المُنْتَسِبَ لِهَذا الدّين، وَالمُتَكَلِّم بِاسْمِ الإِسلامِ والمسلمين، في الوقتِ الذي يُمارِسُ فيه أشنعَ الأفعالِ، وأبشعَ الخِلالِ؛ كأولئك (التكفيريينَ): الذين شَوَّهوا -بِسَفَهِهِم وجهلِهِم- حَقائِقَ الإسلام، وَدَقائِقَ الشَّرْع، أو كهؤلاء (الصفوِيِّين): الذين يَجِدُّونَ وَيَجْتَهِدُونَ في تصديرِ ثورَتِهِم الفارسِيَّةِ الرافِضِيَّةِ الدّخيلةِ؛ ليوصِلوها إلى بلاد الشام- وبخاصَّةٍ منها قَلْبَهَا النّابِضَ بلدَنا السُّنِّيَّ الطَّيِّب (الأُرْدُنّ) - تحت شعاراتٍ جَذَّابَةٍ: ظاهرُها فيه الرحمةُ، وباطنُها مِن قِبَلِهَا العذاب ...
والكُلُّ يشهدُ- والله خيرُ الشاهدينَ- وَهَذا مِن فَضْلِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ وَحْدَه- أنَّه لم يَقِف أَحَدٌ –بِقُوَّةٍ وَثَبَاتٍ- في وجهِ هذهِ الأفكارِ، ودُعاتِها الكِثَار: بِقَدْرِ ما وَقَفَ حَمَلَةُ هذه الدعوة السَّلَفِيَّةِ النَّقِيَّةِ؛ لا تَأَثُّراً بتقَلُّباتٍ سياسيّةٍ! أو تأثيراً على حملاتٍ انتخابيةٍ!! وإنما مِن منطلقاتٍ شرعيةٍ، وأُسسٍ عَقَديَّةٍ؛ ثَبَتَت ورسخت، واتَّضَحت وصَفَت-فلم تتغَيَّر، ولم تتبدَّل-؛ لا نَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلاَّ رضا اللهِ –عَزَّ وَجَلّ-، والحَفَاظَ عَلى عَقِيدَتِنا الصَّحِيحَةِ السَّلَفِيَّة، نَقِيَّةً بَهِيَّة ...
فَلْيَكْتُب مَن شاءَ ما شاءَ –بِإِمْلاءٍ (!) أو إِنْشَاء! -؛ فَالأَمْرُ كَما قَال اللهُ
-سُبْحانَهُ-: {بَلِ الإِنْسَانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَة وَلَوْ أَلْقَى مَعاذِيرَه}، وَالحقُّ أَبْلَج، وَالباطِلُ لَجْلَج ...
وَلْيَتَّقِ اللهَ –تعالى- أولئك الذين يعرفون الحقَّ، ويَحرِفونَ عنه، ويَخْلِطونَ أوراقَهُ، وكذلك أولئك الخائضونَ بغيرِ عِلمٍ ولا هدىً، الجاعلونَ حركةَ أقلامِهِم بحسبِ اتجاهِ إعلامِهِم! و {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} ...
وَحَسْبُنَا اللهُ ونِعمَ الوكيل، وهو بِكُلِّ جميلٍ كفيل.
[شبكة الأصالة]
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 05:38]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عثمان
إن هذه التهم لن تنقطع، لأن هذا الدين
لايرض بالتنازلات التي تحقق لهم شهواتهم الشيطانية
نعم حَسْبُنَا اللهُ ونِعمَ الوكيل، وهو بِكُلِّ جميلٍ كفيل.(/)
هل اختلف العلماء في فهم قصيدة البردة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: إلى جميع طلبة العلم الكرام أرجوا منكم أن تفيدونا ما هو رأي الإمام القسطلاني والفقيه ابن حجر الهيتمي والملا علي القاري في قصيدة البردة الشهيرة التي نظم أبياتها الشاعر البوصيري وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:37]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين.
ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم!
يقول في قصيدته:
1 - يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} [يونس: 106].
(أي المشركين) لأن الشرك ظلم عظيم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
{من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار} رواه البخاري.
(الند: المثيل).
2 - فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه:
{وإن لنا للآخرة والأولى}
فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال:
{لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله} رواه البخاري.
3 - ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل:
{وإذا مرضتُ فهو يشفين} [الشعراء: 80].
والله تعالى يقول:
{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} [الأنعام: 17].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله} رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
4 - فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد؟
ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:
{سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً} رواه البخاري.
5 - لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم
ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى:
{إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف:56].
والله تعالى يقول:
{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف: 156].
6 - وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول:
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى:
{وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [الحجر: 99].
7 - أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
{من حلف بغير الله فقد أشرك} حديث صحيح رواه أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:
8 - لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!
وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه
- وهذا كذب وافتراء- حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح.
علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:
ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
{أجعلتني لله نداً؟ قل ما شاء الله وحده} رواه النسائي بسند جيد.
والند: المثل والشريك.
فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كتاب"معلومات مهمة عن الدين" للشيخ محمد جميل زينوا
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:40]ـ
ويقول العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام: (فإن من جودك الدنيا وضرتها) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس كل جوده، فما الذي بقي لله عز وجل، ما بقي لله عز وجل، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وكذلك قوله: (ومن علومك علم اللوح والقلم) ومن: هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب.
ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة:
(قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي) (الأنعام: 50)
وما أمره الله به في قوله:
(قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) (الجن: 21)
وزيادة على ذلك:
(قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً) (الجن: 22)
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:45]ـ
هناك من تأول له في بعض الأبيات وصرفها لمعنى سائغ, ولكن بعض الأبيات لا يمكن تأويلها, كقوله:
ما سامني الدهر يوما واستجرت به * إلا ونلت جوارا منه .. آلخ لا أذكر باقي البيت
فهذا لا يمكن تأويله والله أعلم
(الأخ " الإمام الدهلوي " بانتظار إكمال النقاش في موضوع " حكم العقود التي يشترط فيها التحاكم للمحاكم الوضعية " فراجعه بارك الله فيك)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخي الكريم أبو فاطمة الحسني سوف أرجع مرة أخرى لكي نكمل الحوار على الموضوع السابق وأعتذر لك عن التأخير .. وأما بالنسبة لهذا الموضوع فأنا أبحث عن رأي أؤلئك الأئمة الذين ذكرت أسمائهم في قصيدة البردة فقط ولا أبحث عما تضمنته البردة من غلو في بعض أبياتها فهذا لا أشكال فيه عندي فأرجوا من الإخوة الكرام أن يفيدونا في الموضع المقصود من السؤال بالتحديد وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 03:51]ـ
وليس كل خلاف جاء معتبراً .......... إلا خلاف له حظٌّ من النظرِ
البردة مليئة بالشرك الصريح، والكفر البواح، ولو كان قائلها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما عذره أبداً، ولو أن كل قائل قال قولة كفريّة فوجد من يعتذر له لما ثبت الكفرُ في حق أحد، فإنه ما من قائل يقول قولاً إلا ويجد من يبرّر له ويسوّغه، وهذه المقولات الكفرية التي نشأت في أول الأمر ما نشأت إلا بألسنة أقوام من أهل الإسلام، ومع ذلك ما عذرهم أحد، أو تأول لهم، بل حكموا عليهم بالكفر دون تردد، اللهم إلا من كانت بدعته تحتمل أو عنده نوع من الشبهة أو نشأ في ديار لا تعرف السنة، أما من كان في ظهراني العلماء، أو ناقض أصلاً صريحاً صحيحاً من أصول الدين، أو عاند وكابر، فهذا لا شك في انحرافه وضلاله، وهو بحسب بدعته وقوله، فيكفر إن كانت مكفرة، ويبدّع إن كانت بدعة.
نعم، هناك من قد يلتبس حاله على بعض أهل العلم ويخفى أمره، لكونه لم يطلع على كلامه، أو يقف على حقيقة حاله، فهذا يعذر، أما أن يقف على كلامه الصريح في مناقضة الدين ومنابذة أهله، ثم يعتذر له ويسوّغ ويبرّر، فإن هذا ولا شك مخالف لأصول العلماء الذين وقفوا في وجه المد البدعي في عصور الإسلام الأولى.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 04:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقرأ في هذه الصفحة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8642
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 05:18]ـ
وليس كل خلاف جاء معتبراً .......... إلا خلاف له حظٌّ من النظرِ
البردة مليئة بالشرك الصريح، والكفر البواح، ولو كان قائلها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما عذره أبداً، ولو أن كل قائل قال قولة كفريّة فوجد من يعتذر له لما ثبت الكفرُ في حق أحد، فإنه ما من قائل يقول قولاً إلا ويجد من يبرّر له ويسوّغه، وهذه المقولات الكفرية التي نشأت في أول الأمر ما نشأت إلا بألسنة أقوام من أهل الإسلام، ومع ذلك ما عذرهم أحد، أو تأول لهم، بل حكموا عليهم بالكفر دون تردد، اللهم إلا من كانت بدعته تحتمل أو عنده نوع من الشبهة أو نشأ في ديار لا تعرف السنة، أما من كان في ظهراني العلماء، أو ناقض أصلاً صريحاً صحيحاً من أصول الدين، أو عاند وكابر، فهذا لا شك في انحرافه وضلاله، وهو بحسب بدعته وقوله، فيكفر إن كانت مكفرة، ويبدّع إن كانت بدعة.
نعم، هناك من قد يلتبس حاله على بعض أهل العلم ويخفى أمره، لكونه لم يطلع على كلامه، أو يقف على حقيقة حاله، فهذا يعذر، أما أن يقف على كلامه الصريح في مناقضة الدين ومنابذة أهله، ثم يعتذر له ويسوّغ ويبرّر، فإن هذا ولا شك مخالف لأصول العلماء الذين وقفوا في وجه المد البدعي في عصور الإسلام الأولى.
والله تعالى أعلم.
لا شك بعض الأبيات شرك صريح كقوله:
ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
ولكن بعض العلماء ذكر احتمال آخر لبعض الأبيات الأخرى التي رأوا أنها حمالة أوجه, كقوله:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فبعضهم قال أن الحادث العمم هو الذي يعم, أي يوم القيامة حين ينتظر الناس الحساب وينتظرون شفاعته صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك, لا أنه يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يغيثه عند النوازل ونحو ذلك من الشرك, ولهذا قال بعدها: (يوم المعاد)
وأما الدنيا وضرتها أي الآخرة, فالمقصود عند هؤلاء الذين اعتذروا للبوصيري أن ما يحصل للمؤمن من علم وخير في الدارين هو صلى الله عليه وسلم سبب فيه {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
وأما اللوح والقلم, فالمقصود بكونها من علومه أنه أوتي من علمها لا أنه أحاط بها, فقد أطلعه الله على كثير من المغيبات واختصه بذلك من دون الناس, وليس المقصود الإحاطة
هذا ما أفاد به أحد الإخوة في نقاش معه, ولكن عندما أتيته بهذا البيت عجز أن يأوله:
ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
وقد ذكر لي أن بعض شراح البردة هم الذين ذكروا هذه الاعتذارات, فالله أعلم
والمسألة لا تتعلق بقيام الحجة يا أخ أبو حماد حتى تقول أن صاحبها لا يعذر, بل المسألة تتعلق بفهم كلامه وهل المقصود به الشرك قطعا أم له محمل آخر
وعلى كل حال فالأبيات الصريحة الأخرى التي في القصيدة تجعل من إضاعة الوقت تتبع بقية الأبيات ومحاولة حملها على غير محملها بقصد عذر الرجل ونفي وقوعه في الشرك
نسأل الله العفو والعافية, وأن يختم لنا بالتوحيد ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 05:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: اخي الكريم أبو حماد على رسلك ما هكذا تبحث المسائل الشرعية أو تطلق الاحكام الدينية فانا سؤالي كان بالتحديد عن موقف العلماء الذين ذكرت اسمائهم من قصيدة البردة .. ولا ابحث عن قضية تكفير زيد او عمرو بعينه .. ويكفي يا اخي الكريم ان تعلم ان أئمة الدعوة النجدية الذين تكلموا عن قصيدة البردة واعتبروا أن أبياتها شركية لم يكفروا البوصيري بذاته بل اعتذروا له وراجع في هذا إن أردته كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى أهل القصيم وكيف تبرا فيها من تكفير البوصيري ومثله كلام العلامة أبو بطين النجدي في رسالته الرد على البردة وكذا الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ في كتابه توحيد الخلاق ومثله كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في نفس الموضوع فإن اقوالهم قد اتفقت على عدم تكفير البوصيري وإنما هم أنكروا على كلامه وحسب وهذا تبعاً لأصول أهل السنة والجماعة في أحكام التكفير حيث يفرقوا دائماً بين التكفير المطلق وتكفير المعين وانه لا تلازم بين الامرين لافرق في ذلك بين الأصول والفروع فانتبه لهذا الامر جيداً وجزاك الله خير الخزاء.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 05:38]ـ
عفوا على الخطأ جزاك الله خير الجزاء واحسن الله إليك على حرصك الشديد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 07:59]ـ
والمسألة لا تتعلق بقيام الحجة يا أخ أبو حماد حتى تقول أن صاحبها لا يعذر, بل المسألة تتعلق بفهم كلامه وهل المقصود به الشرك قطعا أم له محمل آخر.
القصد باب آخر، وليس من شرط كون الفعل كفراً أن يقصد به صاحبه الكفر، ولو شرطنا هذا لما كفر أحد، خاصة من يعتقد صحة مذهبه وأنه دين وقربى.
وأما التمحّل في التأويل فهذا باب شر عظيم، تأول بعض العلماء مثله لابن عربي، وابن الفارض، والحلاج، وابن سينا، والفارابي، وإخوان الصفا، وأبي حيان، وأبي العلاء المعري، وهم أئمة في الضلالة، وحكم على غالبيتهم أهلُ العلم بالردة والكفر، لما اشتملت عليه مقالاتهم من الكفر الصريح، الذي لا يمكن أن يرده بارد التأويل.
على كل - أيها المحب - المبحث ليس في كفر البوصيري، وإنما في كفر عباراته، فهي عبارات شركية، قصد بها الشرك أو لم يقصد، ولعلك تراجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله في ردوده على أهل الضلال، فقد كان يعتمد على ظواهر كلامهم في الرد عليهم وبيان باطلهم، ويرفض التأويلات التي يتأول بها البعض لهم.
يقول شيخ الإسلام: " وأيضا فنبهوا بذلك على ما ذكره الله تعالى، من كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم، وأن الله تعالى حل في بطن مريم، فإن هذا تكفير لكل من قال في بشر أنه الله بطريق الأولى، فمن قال في الوجود كله ذلك أكفر وأكفر.
ولهذا اجتمع جماعة عظيمة بدمشق في سماع، فأنشد فيه القوال شعرا لابن اسرائيل، و كان شاعرا من شعراء الفقراء في شعره، إيمان وكفر، وهدى و ضلال، و في شعره كثير من كلام الاتحادية، لكن التلمساني و ابن الفارض أحذق في الاتحاد منه.
فأنشد القوال له:
وما أنت غير الكون بل أنت عينه ......... ويفهم هذا السر من هو ذايق
وكان هناك شيخ يعرف بالشيخ نجم الدين بن الحكيم صحب الشيخ إسماعيل الكوراني، فأنكر ذلك وتلا قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم}، و التفت إلى القوال و قال له: قل:
وما أنت عين الكون بل أنت غيره .......... و يشهد هذا الأمر من هو صادق
وهي واقعة مشهورة حدثني بها غير واحد ممن شهدها، ولقد أحسن هذا الشيخ التالي لهذه الآية في الرد على هذا الشعر الذي هو من أقوال الملاحدة و الاتحادية ".
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 08:09]ـ
أخي الإمام الدهلوي لا أريد أن نخرج عن الموضوع, ولكن لا علاقة بالأصول والفروع عند من لا يعذر بالجهل في هذه المسائل, وإنما مستندهم الظهور والخفاء, فهم يفرقون بين المسائل الظاهرة سواء كانت فروعا أو أصولا, وبين المسائل الخفية سواء كانت فروعا أو أصولا .. فالشرك الأكبر كدعاء غير الله والسجود لغيره مثلا هو من مسائل الدين الظاهرة ..
على كلٍ هذه مسئلة طال الكلام والبحث فيها وألف في ذلك الشيء الكثير ..
وإنما أردت بكلامي السابق من باب المذاكرة أن هناك من تأول للبوصيري بعض ابياته بحيث تنصرف لمعاني غير شركية, وهذا لا علاقة له بالعذر بالجهل, فإن الموانع تبحث بعد ثبوت وقوع المعين في الكفر وثبوت أن فعله أو قوله كفر, فهذا المقام يأتي أولا وهو محل كلامي
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 08:24]ـ
القصد باب آخر، وليس من شرط كون الفعل كفراً أن يقصد به صاحبه الكفر، ولو شرطنا هذا لما كفر أحد، خاصة من يعتقد صحة مذهبه وأنه دين وقربى.
ومن تحدث عن اشتراط قصد الكفر أخي الكريم؟؟ هذا مخالفة عقدية أبرأ إلى الله منها, فلا تتسرع أخي وتمعن ..
أن ما أريده هو أن كلام الشاعر إذا احتمل معنيين - احتمالا ممكنا بلا تمحل -, أحدهما شرك, والآخر ليس بشرك, فهل الشاعر يقصد هذا أو يقصد ذاك؟ هذا هو محل كلامي, ولا علاقة لنا بمسألة قصد الكفر, فتلك مسألة ترد بعد ثبوت أن الكلام محكم لا يحتمل إلا الكفر
وكلامي حيث احتمل الكلام معنيين, ولذلك لا يرد قولك:
وأما التمحّل في التأويل فهذا باب شر عظيم، تأول بعض العلماء مثله لابن عربي، وابن الفارض، والحلاج، وابن سينا، والفارابي، وإخوان الصفا، وأبي حيان، وأبي العلاء المعري، وهم أئمة في الضلالة، وحكم على غالبيتهم أهلُ العلم بالردة والكفر، لما اشتملت عليه مقالاتهم من الكفر الصريح، الذي لا يمكن أن يرده بارد التأويل.
وهل كل الأبيات التي انتقدت على البوصيري لا تحتمل إلا المعنى الباطل بحيث يكون متأولها متمحلا؟
تحتاج تأمل ونظر, وقد تختلف فيها الأنظار, ولكن المؤكد أن بعض الأبيات لا تحتمل التأويل, هذا لا شك فيه عندي خصوصا البيت التي ذكرته لك
أتفهم حرصك على أن لا يفتتن أحد بهذه القصيدة بحجة أن أبياتها يمكن حملها على محمل حسن, ولكن لا يلزم من ذلك أن لا نتذاكر كطلبة علم بعض الأبيات التي زعم بعض الناس أن البوصيري ما قصد بها المعنى الشركي, وأن مخالفيه ممن يسمونهم " الوهابية " لا يفهمون مقصده, ولا يحسنون الظن, ولا يستصحبون قرينة أنه مسلم .. آلخ الكلام الذي نسمعه في حواراتنا, و حتى يتحقق القول فيها ويكون أحدنا متمكنا من الحجة إذا جادل البوصيريين!!
وأنا فهمت من العنوان (هل اختلف العلماء في فهم قصيدة البردة) أن صاحب الموضوع يريد ما أشرت إليه من التأويلات, ولكن اتضح أنه يريد آراء علماء معينين, فأترك المجال لغيري ممن يعرف أقوالهم, وصلى الله على نبينا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 08:50]ـ
بارك الله فيكم ونفع بهذه المذاكرة
أخي أبا فاطمة وفقه الله:
لعل الشيخ أبا حماد وقع في خاطره أنك تريد بكلامك قصد الكفر من قولك:
والمسألة لا تتعلق بقيام الحجة يا أخ أبو حماد حتى تقول أن صاحبها لا يعذر, بل المسألة تتعلق بفهم كلامه وهل المقصود به الشرك قطعا أم له محمل آخر ...
فلو استُبدِلت لفظة (المقصود) بلفظة أخرى أدلَّ على المعنى
بارك الله فيكم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 10:31]ـ
الضمير في (المقصود به) يعود على الكلام, أي مقصده بهذا الكلام الاستغاثة مثلا فحينها يكون شركا
من شروط التكفير: تحقق قصد الفعل أو القول المكفر لا قصد الكفر بذلك الفعل أو القول فالأخير لا يشترط وإنما يشترط الأول
فالذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح, فتخلف شرط قصد القول الكفري, لا أنه قصد الكلام الكفري ولم يقصد الكفر به, فتنبه ..
والكلام إذا كان يحتمل معنيين أحدهما كفري والآخر ليس بكفري, يشترط للتكفير أن يتحقق قصده للقول بمعناه الكفري, لا أنه يشترط إذا أراد المعنى الكفري أن يريد الكفر به
مثال: رجل قال لأحد آل البيت لعن الله جدك - والعياذ بالله
فهذا كلام يحتمل معنى كفري إذا أردا بالجد خير من وطئ الثرى صلى الله عليه وسلم, ويحتم الفسق لا الكفر إذا أراد به جدا دونه, فيشترط لتكفير هذا القائل أن يتحقق قصده إرادة النبي صلى الله عليه وسلم بالجد - والعياذ بالله - لا أنه يشترط قصده للكفر بسب النبي صلى الله عليه وسلم بأمي هو وأمي والناس أجمعين
وأما كون كلمة مقصود توقع في اللبس, فلا بد منها لأنه متى دار الكلام بين احتمالين فأكثر فالمتكلم يقصد أحدهما بلا شك
والأمر سهل أخي الحمادي, إن وجدت تعبيرا أبعد عن اللبس فأفدنا به حتى نعدل إليه, وجزاك الله خيرا
مع وافر التقدير والاحترام لكل الإخوة الأفاضل ..
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 10:38]ـ
الأمر واضح وفقك الله بالنسبة لي
ولكني أحببت تنبيهك لما قد يكون سبباً لكلام أخينا أبي حماد
ودوماً أوصي نفسي وإخواني بالدقة في الكلام، والعدول عن التعبيرات المحتملة قدر الاستطاعة
هو تنبيهٌ عارض لا أكثر
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 05:55]ـ
قراءة في بردة البوصيري وشعره للشيخ: علوي السقاف
http://www.dorar.net/files/bosairi.doc
من أفضل ما قرأت سهل وميسر(/)
لماذا لا ننظر بعينين لواقع الفكر الشيعي
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا ننظر بعينين لواقع الفكر الشيعي
مع أننا لا نكف عن الاستدلال بقوله تعالى (ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هوأقرب للتقوى) عندما نرد على خصومنا إلا أن هذا الاستدلال يغيب عنا كثيرا حين نكون في أمس الحاجة إليه , وهذا الإغفال أو النسيان من أظهر صور المجافاة للعدالة , إذ إن العدالة هيئة راسخة في النفس تتوجه بأمرها أدوات البصيرة الظاهرة والكامنة لاستيعاب محيطها قبل الحكم عليه أو تجاوزه.
ومن صور العدالة التمييز في الأحكام وتخصيصها وإيراد القيود التي تمنع تعديها إلى غير أهلها , وكل هذا إذا عدم في حكم ما أثمر غيظ الطرف المظلوم أو المتجاهل وبالتالي انضمامه شعر أو لم يشعر إلى الشريحة التي يصدق فيها هذا الحكم.
وهذا يفسر كيف أن كثيرا من أعدائنا في العصر الحاضر كانوا صناعة أيدينا , إذ إنهم في وقت من الأوقات لم يكونوا ضدنا ولما لم نستثنهم بخطابنا كما ينبغي ولم نأخذ بأيديهم إلى صفنا وجدوا أنفسهم في صف خصومنا مختارين أو مضطرين.
نريد من هذا الخطأ أن لا يتكرر مع الأزمة الطائفية في العراق , فنحن نرى أن سرقة التشيع من قبل التيار الصدري وكتائب بدر تحضى بمصادقة كاملة من قبلنا وذلك بخطابنا العام ضد الشيعة حين نستنكر ما يحصل لإخواننا من أهل السنة من مذابح.
ولا يقدح في هذا التعميم عبارات الاستثناء التي يتضح جليا من السياق الذي توضع فيه أنها غير مرادة حقيقة أو أنها وضعت تحرزا أو مجاملة أو ذكاء أو تقية.
فالواقع على أرض العراق لا يدل على أن كل الشيعة يقتلون السنة كما لا يدل على أن كل الشيعة راضون عن قتل السنة , بل إن الواقع يشير إلى أن من الشيعة من يقتلون لأنهم غير راضين عن قتل السنة , ولا أدل على ذلك من قتل شيخ مشايخ بني تميم الشيخ حامد بن سهيل وهو شيعي أرادت كتائب الصدر جره إلى قتال أهل السنة وجر قبيلته بني تميم التي تعتنق في العراق المذهب الشيعي إلى قتال السنة , ومع ذلك لم يحض قتله بما يستحقه من تغطية إعلامية سواء على مستوى القنوات الإخبارية أم على مواقع الإنترنت.
كما لا تحضى الفتاوى التي تصدر باستمرار عن آية الله حسين المؤيد بما يناسبها من دراسة وتحليل على المستوى الإعلامي والثقافي.
وكذلك المواقف الصريحة منذ بداية الاحتلال الأمريكي لرموز التيار الخالصي , ولا يخفى أن مواقف المؤيد والخالصي تميزت بالصراحة في مناصرة أهل السنة ولا أصرح في تقديري من أن يعترف مرجع شيعي بأن هناك مؤامرة يجب الوقوف أمامها ضد أهل السنة ويعلن هذا الموقف على أكثر الفضائيات العربية انتشارا في العالم.
كما لا نجد أي تغطية إعلامية لمواقف عقلاء الشيعة ضد تصفية أهل السنة ويترك عبء نشر هذه المواقف ملقى على عاتق أصحابها فقط , ونحن نعلم أن كثيرا من العقبات والتحديات تحول بينهم وبين نشر مواقفهم , وليس لهم من معين على نشرها إلا من يفترض كونهم أكثر المستفيدين منها وهم نحن أهل السنة. لأننا حين لا نذكر إلا مواقف أولئك المصرحين بعداوتنا أو أولئك الذين ينكرون هذه المذابح دون أن يستنكرونها بغية المداراة عليها فإننا نساهم في ترويج هذه المواقف الخبيثة على أنها هي الموقف الشيعي وبذلك نكون قد سعينا بجد إلى إقناع المواطن الشيعي بأن عداوة السنة وقتلهم هي الحكم الشرعي الذي ينبغي أن يتعبد الله به حيث لا يسمع من حوله إلا هذا القول.
أما إذا ساهمنا في نشر فتاوى مراجع الشيعة المعتدلين وكتابهم المنصفين والتي تعترف بهذه المذابح وتستنكرها فإننا حينذاك نقدم لإخواننا السنة في العراق أكبر العون حين نخفف الوطأة عليهم ونسعى في فك الحصار المضروب حولهم.
لا يخفى علي أبدا: أن في مذهب الشيعة الإثنعشرية الكثير من الأقوال المعتبرة في كتبهم المعتمدة تشرع الكراهية والقتل ولا يخفى علي أبدا أن من يمارس القتل والتعدي على أهل السنة لا يعدو أمره أن يكون عاملا بما هو مسطور عنده في الكتب المعتمدة.
ولكن من العدل والعقل أيضا أننا حين نجد من يدين هذا القتل ويدين من وراءه بصراحة ودون تلاعب بالألفاظ نرحب بقوله ونستنصر به ونفتح له مواقعنا نشرا وأقلامنا تحليلا وإشادة وتأييدا.
كنا قبل أسابيع قليلة خلت نحاول نشر مقالات عن مذهب التشيع وفضائحه لنساهم في الوقوف أمام فتنة تشييع السنة في مصر وسوريا والمغرب وغيرها من البلاد ثم لا نجد من المواقع إلا القليل ممن يستجيب لمثل هذه المقالات من شدة الافتتان بالشيعة والخوف على مشاعرهم , واليوم نجد أن الأمر أصبح سيئا ولكن من الجهة المقابلة فنجد أن كثيرا من الكتاب وأهل العلم استغلوا ما فشا من فضائح الشيعة في العراق للتشفي من التشيع وبدعه وضلالاته.
وهذا التصرف فيه كثير من الانتصار للنفس حيث لا يفوت كل من يتكلم الآن عن فضائح الشيعة أن يقول كنت أنا قبل سنوات أحذر من التشيع وأهله وقد عرف فضل قولي اليوم ولا شك أن الانتصار للنفس فطرة إنسانية ولكنها في مثل هذه الأزمات يجب أن تكون مضبوطة بضوابط المصلحة والمفسدة.
والعقل والمصلحة تشير إلى ضرورة إشاعة أقوال المعتدلين من الشيعة فنحن على يقين أننا لا نستطيع إلغاء التشيع من واقع الأمة ولا القضاء على الشيعة , وإذا كان الأمر كذلك فلا أقل من أن ندرأ خطرهم عنا بتأييد عقلائهم وتبني نشر اتجاهاتهم التي هي أكثر رشادا ومسالمة.
د: محمد بن إبراهيم السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية
بكلية المعلمين بمكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 04:02]ـ
الموضوع يستحق التأمل والمناقشة، والنظر إليه من باب فقه المصلحة والمفسدة.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 11:04]ـ
((وهذا يفسر كيف أن كثيرا من أعدائنا في العصر الحاضر كانوا صناعة أيدينا , إذ إنهم في وقت من الأوقات لم يكونوا ضدنا ولما لم نستثنهم بخطابنا كما ينبغي ولم نأخذ بأيديهم إلى صفنا وجدوا أنفسهم في صف خصومنا مختارين أو مضطرين)).
لو لم يكن في المقال إلا هذه العبارة لكفى ..
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 07:58]ـ
أوافقك أن العدل مطلوب
لكن أخشى أن يظن البعض أن المقصود هو نشر محاسن الشيعة (والإشادة بمعتدليهم) مع تحفظي على وصف (المعتدلين)
فهل الشيعي المعتدل فقط هو من يرفض (قتال أهل السنة)؟
أم الشيعي المعتدل هو من يجافي (الجور) العقدي على الشيخين وسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نعم نشكر للمحسنين منهم إحسانهم قياماً بالعدل
لكن ليس بالضرورة أن نروج لمحاسنهم عند عوام لايفقهون سوى (حب المسالم) وبغض المقاتل!
حتى أخرجوا طوائف من الإسلام لمجرد أنهم (قاتلوهم)، وأدخلوا بعض الشيعة في صميم أفئدتهم لمجرد أنهم (سالموهم)!!
لا أعتقد أننا سنجافي العدل أو الحكمة حين ننشر في هذا الوقت بالذات ـ إذ تواتينا الفرصة ـ مكامن الجور العقدي عند الشيعة
فالصمت الذي لفها في فترة مضت كان كافياً بما فيه الكفاية
ذلك الصمت كاد يأتي على ماتبقى من معالم حب السنة في قلوب كثير من العوام
ومن الحكمة أن نتحدث اليوم (بما يعيد التوازن) للأنام الذين غلوا في التقارب مع الشيعة ـ وهم كثير ـ
ولن يقدح في هذا قضية العدل مادمنا لانتهم أحداً بما لم تجنه يداه
واقع الفكر الشيعي يُفترض أن نربي الناس في التعامل معه على أساس (الحب في الله والبغض في الله) ـ الذي لايتنافى بالتأكيد مع العدل ـ
لا أن نربيهم على التعامل معه على أساس (هل هم من أهل مسالمتنا أم أهل حربنا) فهنا يكون البغض لأجل سلامة (النفس)، والحب كذلك .. ولايخفى مافي هذا من الموالاة والبراء لأجل المصالح الخاصة.
وفقكم الله لمافيه الخير
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 01:29]ـ
ألأخوين: أبا حماد وأبا عمر شكر الله لكما
أخي بروق أندلسية لو تأملت قولي: ومن صور العدالة التمييز في الأحكام وتخصيصها وإيراد القيود التي تمنع تعديها إلى غير أهلها , وكل هذا إذا عدم في حكم ما أثمر غيظ الطرف المظلوم أو المتجاهل وبالتالي انضمامه شعر أو لم يشعر إلى الشريحة التي يصدق فيها هذا الحكم.
لو تأملت هذا الكلام لعلمت مرادي بالعدل وضوابطه في تصوري وهي إن شاء الله تدرأ ما تخشاه
ـ[معاذ]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 04:57]ـ
نظرة بسيطة في أعظم كتاب للشيعة ترفع الإشكال برمته
ماذا تجد في هذا الكتاب غيرالطعن في الصحابة و تكفيرهم خصوصا الشيخين و ام المؤمنين عائشة
و ماذا تجد في هذا الكتاب غير القول على الله بالبداء و هو نسبة الجهل لله تعالى الله عن ذلك علوا كثيرا
و ماذا تجد فيه غير الغلو في الائمة و التنقص من خير البرية
ماذا تجد فيه غير الطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم
و ماذا تجد فيه غير الطعن في أهل السنة و هدر دمائهم
و ماذا تجد فيه غير نبز أهل السنة و الطعن في أعراضهم. و القافلة تطول من المعتقدات الباطلة، و أبطلها هو ما لا يتنبه له الكثير من أهل السنة، و هي عقيدة التقية؛ التي كانت سببا في اغترار الكثير بهم و باقوالهم، و هي العقيدة التي لا يمكن لشيعي نكرانها و لا يسعه إلا اعتناقها.
و مما لا شك فيه أن من كان هذا حاله، التحذير منه و من عقائده واجب يفرضه الدين، و لا يذكر شيء من محجاسنه و لا كرامة، و هو ما لم يخالف فيه أحد من علماء السنة.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 11:38]ـ
أعتقد أن بعض الإخوة فهم عن الدكتور خطأ ..
هناك سؤال يجب أن نسأله لأنفسنا قبل أن نتحدث عن هذه المواضيع ..
هل الشيعة داخلون فيمن أُمر المسلم بدعوتهم ونصحهم؟
لا أظن عارفاً بالكتاب والسنة يقول: لا.
وإذا كان كذلك، فلا بد لمن يرد على الشيعة أو غيرهم من المخالفين أن يترك لهم الباب موارباً ليلحق به من أراد منهم ذلك.
لا باس بالقسوة أحياناً وبيان الشناعات لكن ليس في سياق يشعر الشيعي أنها صفاته التي خلقه الله عليها ولن يتغير .. فتكون النتيجة حرمانه من نعمة الاهتداء وصده عن الحق ..
أنا أدرس في مدرستي بعض الطلبة الشيعة ..
هناك بعض الحمقى من المعلمين يشحنون طلابهم ضدهم ..
مع أن هؤلاء مساكين في الحقيقة يحتاجون إلى الرفق بهم ودعوتهم ومعاملتهم بالحسنى ..
على الأقل إن لم يهتدوا يظلون يحتفظون بذكرى لمن أحسن معاملتهم من أهل السنة ..
على الأقل يتم تحييدهم من أي صراع طائفي يحدث فيكونون هم حطبه ..
نعم قد يكبرون ويكبر معهم حقدهم وإصرار بعضهم لكن هذا ليس حجة لنا لنخالف الشرع في معاملتهم ودعوتهم والإحسان إليهم خصوصاً العامة منهم والصغار وغير المعاندين ..
وفي معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في عهده أسوة ..
فبقدر ما كانوا يحيكون ويدبرون ويخططون ويتآمرون فقد كان صلى الله عليه وسلم يتألفهم ويصبر على أذاهم ..
وما قاله الدكتور من إشاعة قول المعتدل منهم وتأييده ونشره لا يعني ولا يلزم منه مخالطتهم ومودتهم في المجالس ومدحهم والثناء عليهم ..
هذا ما أراه والله أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 03:50]ـ
كلامك أخي ينطبق على عوام الشيعة أما معمميهم الذين تربوا على هذه الكتب، و تشبثوا بهذه المعتقدات؛ فلا اظن احدا منهم يعدل في قضية إلا تُقية -فالتقية ثلثي الدين كما يعتقد كل شيعي- أو نادرا، و إذا عدل في مسألة كعدم قوله مثلا بتحريف القران فلا يخلو من عقائد اخرى هدامة، الكثير منها قد يخرجه من دائرة الإسلام. و منها هذه العقائد التي لا أظن معمما ينزع عنها: التنقص من أهل السنة و سبهم و البعض يكفرهم؛ و كذا الطعن في الصحابة و امهات المؤمنين و تكفير فريق كبير منهم خصوصا الشيخين و عثمان و عائشة و حفصة رضي الله عنهم جميعا، و ما ذلك إلا لعقيدتهم في الولاء و البراء الذي تقتضي التبرؤ من كل من عادى أهل البيت حسب زعمهم.
أما الدعوة و أسلوبها فلا شك أن الأصل أن تكون بالحكمة و الموعظة الحسنة سواء مع العامة، او مع المعممين او من هم أعلى منهم كالحكام. لكن هناك استثناءات قد نحتاج فيها إلى الشدة.
و نحن إذ نطلق الحكم أحيانا بوصفهم بأحد الأوصاف فهذا جريا على الغالب، و إلا فإن من الطوائف الأخرى بل حتى من اليهود و النصارى من لا يعتقد ببعض معتقدات أهل ملته، و لا يرضى ببعض تصرفاتهم لكن هذا لا يدفعنا إلا الإشادة به أو التوافق معه، ناهيك عن البدعة الجديدة التي خرج علينا أهلها يدعون إلى حوار الأديان؛ و آخرون يدعون إلى المقاربة بين السنة و الشيعة،و لست أدري أي مقابرة يزعمون مع هؤلاء؟
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 06:58]ـ
أخي معاذ بل كلامي ينطبق على بعض معمميهم وبعض من ليس من علماء الشريعة من مثقفيهم وقد مثلت ببعضهم
ولا شك أن التقية دين في أصل مذهب الرافضة ولكننا يمكن أن نستثمر هذه التقية لصالحنا بدلا من أن نجعلها عقبة وحجر عثرة أمام أي مكاسب نسعى إليها , كما أنه ليس من العقل أن نقول لككل من تراججع منهم أنت صاحب تقية فنرده على عقبه بدلا من أن نحتويه
سأل الأخ أبو عمر سؤالا أرجو من الذين يخالفون في فكرة المقال أن يجيبوا عنه
ـ[معاذ]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:15]ـ
أخي محمد السعيدي ردي الأخير كان على الأخ الكناني.
و أما بخصوص المعممين فلا أعتقد أحدا منهم يتراجع عن معتقداته من أجل سواد أعيننا، و إن أظهر عكس ما يبطن، و إلا لم يكن شيعيا.
فبالله عليك هل يمكن لمسلم سني مثلا أن يُنسب إلى اهل السنة و هو يخالفهم في معتقداتهم؟ لا و الله.
و كذالك الشأن بالنسبة للشيعة الإمامية منهم بالخصوص فهم السواد الأعظم للشيعة اليوم.
فالإمامة عندهم ركن من اركان الإيمان و عقيدتهم أن من أنكر هذا الركن كفر ..... نعم كفر، هكذا يقولون و هذه هي عقيدتهم، و أما من وصف منكر الإمامة بالعامي، فقد أقر بأنه لا يطلق عليه وصف الكفر في الدنيا و أنه يوم القيامة يدخل النار مع الكفار خالدا مخلدا.
و لك أن ترجع إلى كتب عقائدهم للمزيد.
و هناك مسألة اخرى يجب التنبه لها و هي: ان مثل هذا الكلام قد يغرر ببعض المفتونين و ضعاف القلوب، كما أنه قد يخدع بعض الشيعة و يعتبره إشادة بهم و بمذهبم فليتنبه رعاكم الله.
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:12]ـ
أخي معاذ بارك الله فيك ..
أين في المقال أو في كلامي أنا ما فيه (رائحة) الإشادة بمذهب الشيعة أو برجالاتهم؟
يا أخي لا يخالف أحد في شناعة مذهب الشيعة ..
نحن نتكلم عن أنّ من حق الشيعي علينا أن يأخذ حضّه وحقه من الدعوة ..
أنا والله أتعجب من البعض يترفق باليهود والنصارى ويرجو هدايتهم ..
أما الشيعة فإنهم يُعزلون عزلاً اجتماعياً حتى إني لم يمر بي طيلة حياتي أن الدعاة ذهبوا إليهم في تجمعاتهم أو ملتقياتهم لدعوتهم بالحسنى، بينما نرى نفس الدعاة يطوفون الشرق والغرب يتحاورون مع اليهود والنصارى ..
ولولا الفضائيات ووسائل الاتصال لربما ظل بعض الشيعة حتى يموت لم يسمع كلمة حق واحدة ..
بل الأمر يتجاوز بنا حين يقع بين أيدينا أطفالهم في المدارس، ترى المعلمين يتهامسون إذا مر بهم أحد الطلاب (ترى هذا شيعي) أو يشيرون بحركات معينة معروفة ..
وبعضهم يسميهم مسميات ويشيعها بين زملائهم من الطلبة ويشحنهم ضدهم، ويتخرج الطالب من المدرسة ولم ينصحه معلم واحد من هؤلاء ..
بالله عليك هذا من منهج النبي صلى الله عليه وسلّم؟
دعك من عنادهم أو إصرارهم أو كفرهم أو شناعاتهم التي يعتقدونها ..
أنا أتحدث عن واجب تجاه هؤلاء الناس وحق لهم علينا لم نقم بجزء يسير منه ..
وبعض الناس يخالف شرع الله في دعوتهم ثم يقول: انظر إلى إصرارهم على الباطل!
بالله عليك كيف ترمي شخصاً في وجهه بأنه وقومه أبناء الزنى ولقطاء الشوارع: ثم ترجو قبوله منك؟
ترميه بالكفر والزندقة وأنهم كلهم أعداء الله وأن كل شيعي هو عدو للسنة ..
فإذا سمع خطابك هذا بعض من هو متردد في مذهبه أو قريب من الهداية ورأى أنك لا تفرق بينه وبين الشيعي الغالي المصر فإنك بذلك قطعت الصلة بينه وبينك فكيف يمد يده إليك وكيف يبصر ويتبصر الحق إذن؟
كل هذا نقوله ونكرره وليس فيه الإشادة بمذهبهم أو بالشيعة أنفسهم كما ترى .. وليس فيه أيضاً إقرارنا لمساعي التقريب الفاشلة ولا مسالك الحوار المعاصرة التي لا تزيد على أن يقر كل شخص بحق الآخر في المعتقد .. كل هذا لا نقره وندين الله ببطلانه ..
لكن هذا شيء ما ندندن حوله شيء آخر.
أرجو أن أكون أوضحت رأيي بشكل أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:55]ـ
أخي معاذ بل كلامي ينطبق على بعض معمميهم وبعض من ليس من علماء الشريعة من مثقفيهم وقد مثلت ببعضهم
الدكتور السعيدي وفقه الله
لا بد من تقييد هذا الطرح بعوام الشيعة وإن قلت عوام الرافضة لا أخالفك ويدخل في ذلك التعميم مثقفيهم الثقافة العامة وعلماءهم من أصحاب العلوم الدنيوية كالطب والهندسة وما إلى ذلك ويخرج منهم المعممين أصحاب عقيدة الرفض ومريديهم.
فالتقية هي أكبر حاجز بيننا وبين هولاء الرافضة - المعممين ومريديهم- في التصديق بتوبتهم.
والزهد في توبتهم حراسة للسنة وأهلها وديارها خير من العيش مع الأوهام والأحلام الزائفة.
فالقوم يخططون ونحن نائمون والله المستعان.
فهذا الصنف من السذاجة بمكان الطمع بتوبتهم إلا أن يشاء الله والله يفعل ما يشاء.
قال تعالى {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
قال الشوكاني رحمه الله:
وإخبار له أنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، وقوله: "ومن كان في ضلال مبين" عطف على العمي: أي إنك لا تهدي من كان كذلك، ومعنى الآية: أن هؤلاء الكفار بمنزلة الصم الذين لا يعقلون ما جئت به، وبمنزلة العمي الذين لا يبصرونه فإفراطهم في الضلالة وتمكنهم من الجهالة. أهـ
قال ابن كثير رحمه الله:
أي ليس ذلك إليك إنما عليك البلاغ وليس عليك هداهم, ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو الحكم العدل في ذلك.أهـ
فليس من الحكمة التهاون مع هذا الصنف من الأعداء , بل الواجب الحذر والتحذير منهم وترقب أذيتهم فهي حاصلة لا محالة ما قدروا على فعلها تجاهنا والتاريخ خير شاهد.
فطرحكم الكريم يوجه التوجية الصحيح لئلا يفرح به دعاة التقريب فيأخذه البعض فيطبقه مع الكائدون للدين أعداء المؤمنين وأمهم رضي الله عنهم أجمعين.
فالحذر الحذر
ـ[منذر سليمان الأسعد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 02:26]ـ
هذا كلام نفيس ومطلب شرعي فبارك الله فيك والحق واجب علينا في كل حال
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 04:44]ـ
أهتبلها فرصة للترحيب بالكاتب القدير منذر بن سليمان الأسعد، حفظكم الله وبارك فيكم وجزاكم خيراً، فمرحباً بكم بين إخوانكم ومحبيكم في مجلسكم المجلس العلمي.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 10:59]ـ
العبرة في الأحكام إنما تكون للغالب الشائع لا للقليل النادر.
والمتأمل في حال الشيعة يجد أن "متدينهم! " لا يمكن أن يكون "متديناً! " ملتزماً بمذهبه ودينه إلا بالتولي والتبري، بالتبرؤ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن أهل السنة جميعاً، والتولي لمن عادى الصحابة ولو كان من أفجر القوم.
أما أن نقول: ليس كل الشيعة يقرون قتل أهل السنة، فنعم. لكن هل منهم من يتبرأ من السيستاني والخميني، والصدر، والكليني، والقمي وغيرهم؟؟
مَنْ مِنَ القوم يجرؤ على التبرؤ من الخميني؟ أو الكليني من قبله؟؟
ليس الحكم على الشيعة بما يظهر فحسب، بل ينبغي النظر في العبارة التالية: "قل لي من تحب أو تكره، أقل لك من أنت".(/)
إسكات المخاصم بمناقشة الشيخ أبوعاصم "في إثباته صفة (العينين) لله عز وجل".
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 10:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أشارك المشايخ وطلاب العلم في هذا المنتدى فالله أسأل أن يوفق القائمين عليه.
فهذه رسالة أحب أن أطرحها في أو مشاركة وهي بعنوان __اسكات المخاصم بمناقشة أبوعاصم__
وأحب أن أرى رأي المشايخ وطلبة العلم فيها بكل حق وتفصيل فالحق ضالة المؤمن.
_________________
إسكات المخاصم
بمناقشة الشيخ أبوعاصم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اِهتدى بهداه ..
اللهم رب جبرائيل وميكائيل واٍسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبدك فيما كانوا فيه يختلفون اِهدني لما اٍختلف فيه من الحق باٍذنك اٍنك تهدي من تشاء اٍلى صراط مستقم ..
لقد قرأت رد الشيخ أبي عاصم – وفقه الله – وتعليقاته على كلام الشيخ مشهور –حفظه الله- فوجدته تحميلاً للنصوص ما لا تحتمل ومن باب إظهار الحق فالسلفيون أحب الناس للحق ولا يهمهم الأشخاص فالحق أحق أن يتبع فهذه مناقشه لا أكثر مع تعليقات الشيخ ابي عاصم وما وضعتها هنا الى بعد عجزي عن مكالمته والوصول اليه فلا بد من إظهار الحق وخاصة في مثل المنتديات السلفية وفقها الله لخدمة السنة وقال أبوعاصم –وفقه الله – في إحدى رسائله (( ... إني أقول لإخواننا راجعوا أنفسكم وتراجعوا للحق وانظروا ماعليه علماؤكم ولاتخالفوهم فتحدثوا فجوة كبيرة بين الناس وبين علمائها وطلاب العلم فيها وليكون لدينا النصح لإخواننا والمحبة لهم وتسديد الثغرات وإبعاد النعرات والسباب والشتائم والتتبع البغيض لكل أحد ... )) نعم وهذا طلب مني ليراجع نفسه. نعم ... يجب أن يكون لدينا النصح لإخواننا ومن هذا الباب أقول أن الشيخ مشهور –حفظه الله – يخاطب طلاب علم في مبحث ومسائل حديثيه وهو صرح أكثر من مرة بإثبات صفة العينين لله عز وجل والذي يقصده الشيخ أن ليس هناك أي حديث صحيح يثبت تثنية العين- أي ذكر العدد- وإنما أعتمد السلف على حديث الدجال وكما لا يخفا أن حديث الدجال ليس فيه التصريح وانما هذا مافهمه السلف فقال: ((أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به)) فما أدري على ماذا تتبع الشيخ حفظه الله رغم أنه قال: حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به)) وقال أيضاً: لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
وهذه الكلمات هي محل عرض، اطلب من الجميع الوقوف موقف السلفي العادل المنصف المتبع للحق لا المتعصب لرأي المشايخ فان السلف ذموا التعصب لأرائهم فأقول والله المستعان
قال عفا الله عنا وعنه:
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد:
فقد اطلعت على كلام مخالف لما عليه السلف في عقيدتهم في صفة العينين لله وذلك في مقال للشيخ مشهور حسن سلمان في أحد المواقع السلفية -ولعلهم سيحذفوه إن شاء الله تعالى - والمقال فيه:
1 - اضطراب وتردد فمرة يقول بالإجماع ومرة يرده
2 - وفيه أمور أخرى ليس هنا مقام تفصيلها والله المستعان
أقول:
قولك كلام مخالف لما عليه السلف في عقيدتهم في صفة العينين لله.
لا أدري أين المخالفه والشيخ مشهور –حفظه الله- يقول ((ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.)) كما أنه صرح بإثبات صفة العينين لله تعالى بقوله ((: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به))
1 - قولك فيه اضطراب فأنت – بارك الله فيك – لم تبين أين الاضطراب والتردد كما انك لم تبين برد الشيخ مشهور حفظه الله للاجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قولك أمور أخرى – كان منك من باب النصح ان تبين الخطأ أن وجد أما مجرد الكلام والهروب من التفصيل فهذا لا يسلم لك لأن الباحث عن الحق لا يكتفي بقول فلان وعلان وانما البرهان والدليل لحسم المسأله.
- وهنا وقفه مع كلام أبوعاصم ((2 - وفيه أمور أخرى ليس هنا مقام تفصيلها والله المستعان))
هذه العبارة توهم القارئ أن هناك أمور طامة ومخالفات أخرى ولكن موضعها ليس في هذا البحث وهذا مما لا ينبغي لانه قد يساء الظن بالشخص ويرمى بما ليس فيه وهل كان السلف على هذا المنهج؟ والله المستعان ..
قال:
وأنبه على أمر أن الشيخ مشهور لاينفي العين مطلقا لله لكن لايقول بالعينين أو كأنه مضطرب فيها كما يظهر في آخر مقاله
أقول: الانصاف كل الانصاف في بيان الحق ولو مع المخالف فهذا كلام الشيخ مشهور – حفظه الله – واضح وجلي فأحكم أيها القارئ الكريم ((ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.)) وقال ((أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به)) وقال ((صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله))
- تصريح واضح بإثبات العينين لله عزوجل فلا أدري ما يقصد أبو عاصم أو أنه تعجل بالحكم أو أساء الفهم.
وكان المفترض على الشيخ ابوعاصم أن يأخذ بكلام الشيخ مشهور حين قال: ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً.
قال الشيخ مشهور
اقتباس:
ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.
قلت أبو عاصم: كلام عام وهنا في هذا المقال لم يظهر ماقلته والله المستعان
أقول: نعم الله المستعان، كلام الشيخ مشهور –حفظه الله- واضح ولا يحتاج لأي تعليق وهو ظاهر وواضح في معتقد الشيخ فأين الخطأ ... !
قال الشيخ مشهور
اقتباس:
وتذكرت بهذه المناسبة كلام كنتُ قد قرأتُه لشيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء الثالث في حكاية مناظرة «الواسطية»، وأنقل لكم شيئاً يسيراً لنعلم حجمنا ونعلم من نحن أمام مسألة صفات الله -جلَّ في علاه
قال: وأن أجمعَ الفقهاء والقضاة ويتباحثون في ذلك. فقلت -وأنا أُردد معه، وربي يشهد أني أحبُّ شيخ الإسلام حباً لولا مهابة الإمام أحمد لقلت إنه إمام أهل السنة والجماعة- يقول: فأمَّا الاعتقاد فلا يؤخذ مني ولا يؤخذ ممن هو أكبر مني وإنما يؤخذ من كتاب الله، وسنَّة رسول الله، وما أجمع عليه سلف الأمّة».
الاعتقاد لا يؤخذ من أحد،
قلت أبو عاصم: هذا كلام صحيح والشيخ يقول بالإجماع ولم يرده فقد أخذت بالقاعدة العامة الكتاب والسنة وذكرت الإجماع ولكن في مكان لم تقل به وفي مكان اضطربت فيه.
أقول كلام صحيح وتصريح من أبي عاصم –وفقه الله – واعتراف مع تناقض في آخره الا يكفي تصريح الشيخ في أول عبارة ذكرتها بل وفي آخر المقال بعد قوله حفظه الله خلاصةُ ما أقول ومعذرة على الإطالة؛ حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به؛ ولكن هذا شيء والبحث في التصحيح والتضعيف في بعض النصوص شيءٌ آخر.
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
والمباحث في العقيدة دقيقة ولا يمكن لكلّ أحدٍ أن يفهمها فهماً دقيقاً
قلت أبو عاصم: العكس صحيح والحمد لله فالعقيدة التي لم تختلط بعلم الكلام والفلسفة سهلة جدا لاتحتاج لفلسفات كثيرة والحمد لله
ثم لدينا علماء وضحوا العقيدة بأحسن عبارة والحمد لله. وكتبنا مشهورة والحمد لله كأصول اللالكائي والسنة للخلال والسنة لعبد الله بن أحمد وغيرها فأين الصعوبة في ذلك؟!!
أقول: قال الشيخ حفظه الله قبل هذه الجمله ((الاعتقاد لا يؤخذ من أحد)) وقبلها كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ثم ذكر بعد العبارة المنقوله ((وقلت وما زلت أقول: الأحاديث التي تثبت العينين لله -عزَّ وجل- لم يَثْبُت منها شيءٌ من حيث الصنعة الحديثية))
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ يتكلم على الصنعة الحديثية ومباحثها في العقيدة وأبوعاصم-وفقه الله – يتكلم عن المبحث في العقيدة نفسها –فما يضرني اذا لم تفهمني –.
قال الشيخ مشهور
اقتباس:
وقلت وما زلت أقول: الأحاديث التي تثبت العينين لله -عزَّ وجل- لم يَثْبُت منها شيءٌ من حيث الصنعة الحديثية؛ فَوَرَدَ عند ابن حبان والعقيلي من حديث أبي هريرة أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عينيّ الرحمن» وهذا الحديث مداره -في كل طرقه- على إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، هذا الإسناد ضعيف جداً.
قلت أبو عاصم: لدينا احاديث صحيحة والحمد لله وإجماع العلماء.
أقول: لا أدري ما يريده الشيخ أبوعاصم –وفقه الله – مع أن كلام الشيخ مشهور واضح جدا وانه لا يوجد حديث صراحة بلفظ العينيين يصح وأن علماء السلف يستدلون بظاهر حديث الدجال ويزيد وضوح قول الشيخ مشهور حفظه الله أنه ضرب مثلاً ...
فما يريد ابوعاصم؟ لا ادري!!!!
ومع أن الشيخ مشهور يقر بالاجماع ويعيده عدة مرات الا انه لايقبل منه لماذا؟؟؟!!!!
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
فهذا الذي يسمى عند العلماء بالتنكيت والتدقيق والبحث في العبارات هذا أمر دقيق لا يمكن أن يقف عليه أي إنسان، لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
قلت أبو عاصم: فمامعنى كلامك هنا ومخالفة الإجماع؟!!
أقول: سبحان الله يقول الشيخ مشهور: لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
وقول ابي عاصم هنا غير واضح وفيه نظر للتناقض بين ما يفكر فيه وبين كلام الشيخ مشهور وتحميل كلامه ما لا يحتمل. والمفترض عليه ان يبين متى خاف الشيخ مشهور الاجماع! رغم أنه يعيد ويكرر ويقول بالاجماع وقال الشيخ مشهور في آخر كلامه نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به ألا يكفي هذا بأنه لم يخالف الاجماع.
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
فالمراد -بارك الله فيكم-: أني أدقق في أن العينين الأحاديث التي وردت صراحةً مضافةً لله -عزَّ وجلَّ- لم يثبت منها شيء،
قلت أبو عاصم: بل ثبتت عند العلماء والحمد لله فيما قدمنا ذكره وماذكرته من ادلتهم.
أقول: عفواً ...... ابوعاصم! الذي تقصده يثبته الشيخ مشهور وأورده هنا وسوف تعلق عليه الا انك حملته على غير مراده ألم يقل الشيخ بهذا ((فالمراد -بارك الله فيكم-: ...... وأما ما أثبته السلف من العينين فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ فيها من حيث التوجيه فيها نزاع مِن مثل: «إن ربكم ليس بأعور» والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور» عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.))
على هذه ومثلها أعتمد السلف والغريب أن كلام الشيخ واضح فكيف أوضح الواضح؟!!!
واعلم رحمك الله أن الشيخ يدقق في الاحاديث التي ورد فيها ذكر العينين صراحة وذكرها أهل العلم وضعفوها.
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
وأما ما أثبته السلف من العينين
فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ
فيها من حيث التوجيه
فيها نزاع مِن مثل:
قلت أبو عاصم: نزاع عند من من العلماء الثقات السلفيين؟
أقول: لاأدري ما أقول والشيخ ابو عاصم –وفقه الله- هو قائل هذه العبارة (( ..... وهل أحد منا يسلم من العيوب؟!!
هل نحن معصومون؟
هل عرفنا كل أبواب الدين عقيدة ومعاملة وشريعة الخ ….))
فجوابي له لا ... لا أحد يسلم من العيوب ونحن ليس بمعصومين وما عرفنا كل أبواب الدين وأجعل هذا –بارك الله فيك- من الباب الذي لم تعرفه فقد قال أبو القاسم السهيلي –رحمه الله-في الروض الأنف 1\ 166
"باب إضافة العين إلى الله
وفيه: قومهم أعلى بهم عينا أي: أبصر بهم أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم فالعين ها هنا بمعنى الرؤية والإبصار لا بمعنى العين التي هي الجارحة وما سميت الجارحة عينا إلا مجازا؛ لأنها موضع العيان وقد قالوا: عانه يعينه عينا إذا رآه وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة والأشهر في عنت أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام لتعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة وأنها إذا أضيفت إلى الباري سبحانه فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين
(يُتْبَعُ)
(/)
؟ وفي التنزيل: " ولتصنع على عيني " وقد أملينا في المسائل المفردات: مسألة في هذا المعنى وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين وفيها الرد على من احتج بقول النبي عليه السلام: إن ربكم ليس بأعور وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء وأتبعناه بمعان بديعة في معنى عور الدجال فلينظر هنالك"- وقال الشيخ عبدالرحمن البراك في كتابه توضيح مقاصد العقيدة الواسطية:
يقول أهل السنة -1 - : إن لله عينين، وإن كان لفظ العينين لم يرد في القرآن، ولم يصح به حديث فيما أعلم وإن ذكر فيه حديث لكن في ثبوته نظر-2 - ، لكن أهل السنة فهموا من كلام الله، وسنة رسوله صلى الله علية وسلم أن لله عينين كما يدل عليه مفهوم ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم)) إن تبارك وتعالى ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية)) 3
ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا.
1 - مقالات الاسلامية ص211و290 وبيان تلبيس الجهمية1\ 397و2\ 27 ومجموع الفتاوي 4\ 174 و الصواعق المرسلة 1\ 254 - 262.
2 - رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل رقم508 والعقيلي في الضعفاء 1\ 70 من طريق ابراهيم الخوزي عن عطاء بن أبي رباح سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن ........ ))
3 - إبراهيم الخوزي هو ابن يزيد الخوزي شديد الضعف ضعفه عامة المحدثين أنظر تهذيب الكمال 2\ 242 وميزان الاعتدال 1\ 75 وهذا من منكراته وانظر الضعيفة للمحدث الالباني 1024
وهذا الشاهد بارك الله فيك. والمقصود أن هناك من نازع في توجيه الحديث كما أن نقل الشيخ البراك قول أهل السنه أنه لا يصح فيه حديث وانما فهموا من حديث الدجال.
ثم ذكر أدلتهم فقال:
اقتباس:
1 - «إن ربكم ليس بأعور»
قلت أبو عاصم: مامعنى أنه ليس بأعور؟
أليس فيه دليل صريح على العينين وهذا فهم العلماء؟
أقول: الشيخ لم يرد الحديث بل أثبته بل أكد على هذا فجاء بحديث آخر يظهر به اثبات العينين أقوى وأوضح فقال:
((، وأما ما أثبته السلف من العينين فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ فيها من حيث التوجيه فيها نزاع مِن مثل: «إن ربكم ليس بأعور» والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور» عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.
------------------
ثم قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور»
2 - عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.
قلت أبو عاصم: ألا تكفيك هذه كأدلة صحيحة صريحة؟!!
أقول: نعم صحيحة ليست صريحة في اثبات العدد أنه اثنين مبحث الشيخ في الصنعة الحديثية ويقصد لفظ عينيين صراحة فهذا بعيد عما يعلق عليه أبوعاصم –وفقه الله- والشيخ كما ذكرت انه يثبت الصفة ومر معنا كلامه وهو ((، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به ((
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
ومع هذا فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إجماع السلف على إثبات العينين لله -عزَّ وجلّ- وكما سمعتم كلامه -رحمه الله تعالى- مِن أن العقيدة (لا تؤخذ عني ولا عمن فوقي وإنّما تؤخذ من كتاب الله وسنّة رسول الله وكلام السلف بإجماعهم)،
قلت أبو عاصم: وقال الشيخ أي ابن تيمية - بالإجماع فلماذا لم تقل به أنت؟
أقول: بل قال به وماذا تفهموا أنتم من هذا الكلام ((إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به)) و ((ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-. ((
سبحان الله .... سبحان الله ....
--------------
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
فالمبحث قائم، وأنتم طلبة علم حديث، فابحثوا في الكتب، وانظروا ويا ليتنا نجد شيئاً؛ لأني أرى أن الإجماعَ لا يمكن ان يتحقق إلا مع وجود نص
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أبو عاصم:
سبحان الله!!
العقيدة بحاجة لنظر جديد؟!! والبحث؟!!
اقول لا ... لاتحتاج لبحث وهذا كلام الشيخ مشهور ((وهذا يجعلنا نقول أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره ...... فتنبه بارك الله فيك
والمبحث قائم؟!! وفيم؟ قي عقيدتنا؟!!
اقول: يريد الشيخ النظر في النصوص وصحتها من حيث الصنعة الحديثية التي فيها إضافة العينين صراحة إلى الله و كلام الشيخ واضح ولكن تحميله مالا يحتمل ألم يقل الشيخ: والبحث لم يقل بالعقيدة ... وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره ....
وهذا يعني تخطئة كل من تقدم والتشكيك في عقيدتنا
والنظر في أسانيدها من جديد وعدم الأخذ بإجماعاتهم
وتلقيهم بالقبول؟!!
أقول هذا القول بعيد عن الإنصاف والصواب لأن الشيخ حفظه الله يمشي على منهج السلف ولم يصرح او يلمح بشيء من هذا الكلام لتحميله ما لم يقل فهذا بهتان عظيم وترديد عبارة عدم الاخذ بالاجماع دعوى ليس لها نصيب من الصواب.
وقول الشيخ مشهور حفظه الله ((لأني أرى أن الإجماعَ لا يمكن ان يتحقق إلا مع وجود نص))
وأرى أن هذه العبارة هي التي أشكلت على الشيخ أبوعاصم – وفقه الله – فأقول مقصد الشيخ مادام الاجماع متحقق فلا بد من وجود نص مستند عليه ولهذا قال الشيخ في خطابه لطلبة علم الحديث وحثهم على البحث في المخطوطات ويدل على هذا قوله ((وأنا أدعو –أيضاً- ويا ليتني أجد وقتاً لأن أدرس حديث: «فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» فإن ثبت هذا الحديث فقد يكون هذا مستنداً قوياً لما أجمع عليه السلف، ولا يلزم من صحة الإجماع إبراز الدليل النقلي مِن الكتاب والسُّنة.
ثم أليس في هذا الكلام اضطراب وتردد؟
اقول: أين الاضطراب والتردد؟!! فالشيخ حفظه الله يتكلم في مبحث حديثي ونظر وبحث وهو يخاطب طلبة علم وكلامه واضح فلا أدري لما الفهم السيء هنا.
قال الشيخ مشهور:
اقتباس:
وهذا يجعلنا نقول أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره. . .، ومن قال أن المخطوطات هذه لسنا بحاجة لها وهذه الأجزاء لسنا بحاجة لها والنصوص قد انتهت هو مخطئ.
قلت أبو عاصم:
وسبحان الله ومن تقدم من علماء الأمة لم ينظروا في الأسانيد؟!!
حتى جاء هذا العصر فاحتجنا لمن يعيد النظر في عقيدتنا فاللهم غفرا اللهم غفرا
أقول: هذا كلام غريب من أبي عاصم!!! ومن قال بهذا الكلام؟ ان علماء الامة لم ينظروا في الاسانيد!!! فمازالوا العلماء وفقهم الله ينظرون في المخطوطات ويفتشون عن الدرر من كتب اهل العلم. ويلزم من قولك أن نتوقف في البحث عن مخطوطات العلماء ونكتفي بما هو موجود ولا ندرس الاسانيد ونكتفي في الموجود فلم تعب العلماء وصححوا وضعفوا لو كان هذا تفكيرك ما فائدة كتب الحديث ودراستها .... !
وكلام الشيخ واضح فلم التأويل والبتر والفهم الخاطئ فالشيخ لم يقل ما قلته فاحتجنا لمن يعيد النظر في عقيدتنا انما قال: أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره. . .
ليس في أصل عقيدتنا
ليس في أصل عقيدتنا
ليس في أصل عقيدتنا
وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره
وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره
وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره
وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره
فأقول للشيخ أبوعاصم –حفظه الله- عليك بالتأني والتروي وعدم التعجل في إطلاق الأحكام.
و مما ينبه عليه أنه يجب قبول الحق من كل أحد،ذلك لأن الحق ضالة المؤمن أنى وجدها تمسك بها، وإن من مداخل الشيطان على بعضهم عدم قبول الكلام بل وحتى سماعه إذا جاء ممن يخالفه في الرأي وعلى النقيض من ذلك تراه يفتح صدره قبل بيته لسماع من يوافق رأيه ناهيك عن قبول كلامه دون التحري فيه وهذا عياذا بالله من اتباع الهوى ويخشى أن يكون ممن زين له سوء عمله فالحذر الحذر.
وأخيراً أقول ان الواجب على طالب العلم الحرص على الحق والانصاف كل الإنصاف مع أقوال الاخرين كما يجب عليه فهم العبارات والبحث الجاري في الموضوع فكما يظهر لنا هنا أن الشيخ مشهور –حفظه الله – يخاطب طلاب حديث ويتكلم مع طلاب علم في مباحث حديثية إلا أن وجدنا من يفهمه على غير قصده ويحمله ما لم ينص عليه وكما أن تقطيع الكلام وفهمه على الهوى فليس من فعل السلف فالواجب ربط العبارات ونقلها بوضوح ولو مع المخالف فكما بينا عندما ربطنا كلام الشيخ فهم -ولله الحمد- على ما كان الهدف منه فالله أسال أن يوفقنا لطاعته ويحفظ علماؤنا وطلبة العلم ويرشدنا إى الطريق المستقيم والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبومحمـ ـــــــــد الأثري
عفا الله عنه
Alalem909@hotmail.com
---------------
وجزاكم الله خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 11:33]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم , لكن الشيخ أبو عاصم كتب بعد ذلك مقالا يعترف فيه إثبات الشيخ مشهور لصفة العينين.
نسأل الله التوفيق والسداد
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 03:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
أين نجد المقال؟؟؟؟
بارك الله فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 11:31]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
وليت الشيخ مشهور - وفقه الله - لم يخض في هذه المسألة، (يقال بأن عبدالله الجديع سبقه إليها). ومثلها تضعيفه لقصة خالد القسري مع الجعد التي تلقاها السلف بالقبول.
وفق الله الجميع ...
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
لا يهم من سبق ما دام هو موافق الصواب
اما بالنسبة لقصة خالد القسري هذا موضوع آخر بعيد عن هذا ..... وصحت القصة وضعفها م لها كلام آخر والله الموفق.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 09:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أي صواب - عفى الله عنك -؟
سبق طرح هذه المسألة كثيرًا، وبين بعض الإخوة الصواب فيها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13981&highlight=%D5%DD%C9+%C7%E1%DA% ED%E4%ED%E4
وأتمنى أن لا يُخاض فيها من جديد.
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير يا شيخ
الصواب الذي أقصده هو اثبات صفة العينين لله عزوجل وهذا باجماع السلف
أما قول الجديع فلا أعلمه لو توضحه لنا -بارك الله فيك -
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 08:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا سليمان وفقك الله هذا نص السؤال الذي وجه للعلامة البراك حفظه الله ..
س: يذهب بعض الناس في هذا العصر (1) إلى القدح في إثبات أهل السنة صفة العينين لله تعالى, زاعماً أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق، فهل هذا المذهب والزعم صحيح؟ أفيدونا أثابكم الله.
1ويقصد به الجديع!!! بارك الله فيك هل هذا القول مثل قول من يقول: ((إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به)) و ((ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.))
اعذري بس حبيت أوضح لك الصورة وجزاك الله خير أخوكم عفا الله عنه.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 09:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ..
للفائدة: قال الأشعري في مقالاته (1/ 290): (الاختلاف في العين .. قال أصحاب الحديث .. وعينان بلا كيف .. وقال عبدالله بن كلاب: أطلق اليد والعين والوجه خبرًا لأن الله أطلق ذلك، ولا أطلق غيره).
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ياشيخ ...
وجزاك الله خير
ـ[الصحاري]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 10:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
«هجر المبتدع» لصاحب الفضيلة العلاَّمة الشَّيخ بكر بن عبد اللَّه أَبو زيد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 12:03]ـ
هجر المبتدع
لصاحب الفضيلة العلاَّمة
الشَّيخ بكر بن عبد اللَّه أَبو زيد
- سلّمهُ اللّه تعالى -.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه في حال من انفتاح ما كان يخشاه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته في قوله عليه الصلاة والسلام: (أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) (1).
وانفتاح العالم بعضه على بعض، حتى كثرت في ديار الإسلام الأخلاط، وداهمت الأعاجم العرب، وكثر فيهم أهل الفرق، يحملون معهم جراثيم المرض العقدي والسلوكي.
وفي وسط من تداعي الأمم كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ... ) (2) وأمام هذا: غياب رؤوس أهل العلم حينًا، وقعودهم عن تبصير الأمة في الاعتقاد أحيانًا، وفي حال غفلة سرت إلى مناهج التعليم بضعف التأهيل العقدي، وتثبيت مسلمات الاعتقاد في أفئدة الشباب، وقيام عوامل الصد والصدود عن غرس العقيدة السلفية وتعاهدها في عقول الأمة.
في أسباب تمور بالمسلمين مورًا، يجمعها غايتان:
* الأولى: كسر حاجز (الولاء والبراء) بين المسلم والكافر، وبين السني والبدعي، وهو ما يسمى في التركيب المولَّد باسم: (الحاجز النفسي)، فيكسر تحت شعارات مضللة: (التسامح) (تأليف القلوب) (نبذ: الشذوذ والتطرف والتعصب)، (الإنسانية) (3) ونحوها من الألفاظ ذات البريق، والتي حقيقتها (مؤامرات تخريبية) تجتمع لغاية القضاء على المسلم المتميز وعلى الإسلام.
* الثانية: فُشو (الأمية الدينية) حتى ينفرط العقد وتتمزق الأمة، ويسقط المسلم بلا ثمن في أيديهم وتحت لواء حزبياتهم، إلى غير ذلك مما يعايشه المسلمون في قالب: (أزمة فكرية غثائية حادة) أفقدتهم التوازن في حياتهم، وزلزلت السند الاجتماعي للمسلم (وحدة العقيدة)، كلٌّ بقدر ما علَّ من هذه الأسباب ونهل، فصار الدخل، وثار الدخن وضعفت البصيرة، ووجد أهل الأهواء والبدع مجالًا فسيحًا لنثر بدعهم ونشرها، حتى أصبحت في كف كل لافظ، وذلك من كل أمر تعبدي محدث لا دليل عليه (خارج عن دائرة وقف العبادات على النص ومورده).
فامتدت من المبتدعة الأعناق، وظهر الزيغ، وعاثوا في الأرض الفساد، وتاجرت الأهواء بأقوام بعد أقوام، فكم سمعنا بالآلاف من المسلمين وبالبلد من ديار الإسلام يعتقدون طرقًا ونحلًا محاها الإسلام. إلى آخر ما هنالك من الويلات، التي يتقلب المسلمون في حرارتها، ويتجرعون مرارتها، وإن كان أهل الأهواء في بعض الولايات الإسلامية هم:
مغمورون، مقموعون، وبدعهم مغمورة مقهورة، بل منهم كثير يؤوبون لرشدهم، فحمدًا لله على توفيقه، لكن من ورائهم سرب يحاولون اقتحام العقبة، لكسر الحاجز النفسي وتكثيف الأمية الدينية في ظواهر لا يخفى ظهور بصماتها في ساحة المعاصرة وأمام العين الباصرة.
والشأن هنا في تذكير المسلم بالأسباب الشرعية الواقعية من "المد البدعي، واستشرائه بين المسلمين، والوعاء الشامل لهذه الذكرى": القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، والتبصير في الدين، وتخليص المنطقة الإسلامية من شوائب البدع والخرافات والأهواء والضلالات، وتثبيت قواعد الاعتقاد السلفي المتميز على ضوء الكتاب والسنة في نفوس الأمة.
ومن أبرز معالم التميز العقدي فيها، وبالغ الحفاوة بالسنة والاعتصام بها، وحفظ بيضة الإسلام عما يدنسها:
(يُتْبَعُ)
(/)
نصب عامل "الولاء والبراء" فيها، ومنه: إنزال العقوبات الشرعية على المبتدعة، إذا ذكروا فلم يتذكروا، ونهوا فلم ينتهوا، إعمالًا لاستصلاحهم وهدايتهم وأوبتهم بعد غربتهم في مهاوي البدع والضياع، وتشييدًا للحاجز بين السنة والبدعة، وحاجز النفرة بين السني والبدعي، وقمعًا للمبتدعة وبدعهم، وتحجيمًا لهم ولها عن الفساد في الأرض، وتسرب الزيغ في الاعتقاد، ليبقى الظهور للسنن صافية من الكدر، نقية من علائق الأهواء وشوائب البدع، جارية على منهاج النبوة وقفو الأثر، وفي ظهور السنة أعظم دعوة إليها ودلالة عليها، وهذا كله عين النصح للأمة.
فالبصيرة إذًا في العقوبات الشرعية للمبتدع: باب من الفقه الأكبر كبير، وشأنه عظيم، وهو رأس في واجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصل من أصول الاعتقاد بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، ولهذا تراه بارز المعالم في كتب الاعتقاد السلفي "اعتقاد أهل السنة والجماعة".
كل هذا تحت سلطان القاعدة العقدية الكبرى (الولاء والبراء) (4) التي مدارها على الحب والبغض في الله تعالى، الذي هو (أصل الدين) وعليه تدور رحى العبودية.
وهذه العقوبات الشرعية التي كان يتعامل بها السلف مع أهل البدع والأهواء، متنوعة ومتعددة في مجالات:
الرواية، والشهادة، والصلاة خلفهم وعليهم، وعدم توليتهم مناصب العدالة كالإمامة والقضاء، والتحذير منهم ومن بدعهم وتعزيرهم بالهجر، إلى آخر ما تراه مرويًا في كتب السنة والاعتقاد، مما حررت مجموعه في "أصول الإسلام لدرء البدع عن الأحكام".
وما في هذه الرسالة هو في خصوص (الزجر بالهجر للمبتدع ديانة) (5) لأهميته في: التميز، والردع، وعموم المطالبة به، ولأنه أصبح في الغالب من (السنن المهجورة)، تحت العوامل المذكورة في صدر هذه المقدمة، لهذا رأيت إفراده بهذه الرسالة إحياءً لهذه السنة، ونشرًا لها بضوابطها الشرعية التي تحفظ للمبتدع كرامته مسلمًا، وتكشف بدعته بوصفه مبتدعًا، ما لم تكن مكفرة كبدعة: القدر (6) والباب، والبهاء ... وتحفظ على أهل السنة والجماعة كف بدعته ومداخلتها في صفوفهم، وهذا واجب باتفاق المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيان وجوب النصح لصالح الإسلام والمسلمين:
ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبيَّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً اهـ (7)
هذا وما سيمر نظرك عليه في هذه الرسالة، فإنه ينتظم في جملته: أحكام الهجر الشرعي للكافر والمبتدع الضال ببدعته والعاصي المجاهر بمعصيته، لكن صار نسج الكلام وجلب الروايات والنقول في "هجر المبتدع"، لأن ضرره أعظم وخطره أشد، كما مر بك في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ويأتي له نظائر إن شاء الله تعالى.
وتجد رؤوس المعتبرات في هذه الرسالة على ما يلي:
1 - مقاصد الإسلام في الهجر.
2 - أنواعه.
3 - شروطه.
4 - صفته.
5 - منزلة هجر المبتدع من الاعتقاد.
6 - الأدلة العلمية من الكتاب والسنة والإجماع.
7 - إعمال الصحابة فمن بعدهم له في مواجهة المبتدع.
8 - ضوابط الهجر في الشرع.
9 - عقوبة من والى المبتدعة.
10 - التحذير من إشاعة البدعة.
فاللهم (ارزقنا هديًا قاصدًا) (8) و (جنِّبنا منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء).
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) انظر: فتح الباري 6/ 58 2، 263.
(2) السلسلة الصحيحة برقم / 956، وصحيح الجامع الصغير برقم / 8035.
(3) عن "مذهب الإنسانية" انظر: مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب: 589 604، وفي: معجم المناهي اللفظية، حرف الألف، ومقدمة طه العلواني لكتاب: النهي عن الاستعانة والاستنصار في أمور المسلمين بأهل الذمة والكفار، لمصطفى الوارداني.
(4) هذه القاعدة مبحوثة في كتب الاعتقاد، وقد أفردت بمؤلفات منها: تحفة الإخوان للشيخ حمود التويجري، سبيل النجاة، للشيخ حمد بن عتيق، الولاء والبراء، للشيخ محمد سعيد القحطاني، الموالاة والمعاداة للشيخ محمد الجلعود، الولاء والبراء للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وخمستها مطبوعة.
(5) للسيوطي رسالة باسم (الزجر بالهجر) ولم أقف عليها، وللشيخ محمد الزمزمي بن محمد الصديق الغماري رسالة باسم: "إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين" طبعت بتطوان بلا تاريخ، رد بها على أخيه عبد الله في رسالته: (القول المسموع في بيان الهجر المشروع)، وكان الزمزمي قد قاطع آخاه عبد الله لما لديه من الدعوة إلى القبوريات وإلى بناء المساجد على القبور، وخدمة زاوية أبيه، في سلسلة يطول ذكرها من البدع المضلة، فبلغت الصورة الغضبية مبلغها من عبد الله فألف رسالة: (النفحة الزكية) هجر فيها دلالة النصوص على الهجر، وخرق إجماع الأمة عليه، وهي من الباطل الذي لا يلتفت إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(6) ما أحسن ما قاله الحربي أبو إسحاق رحمه الله تعالى: من لم يؤمن بالقدر لم يتهنَّ بعيشه انظر: ولاية الله للشوكاني /396
(7) الفتاوى 28/ 231 232
(8) اقتباس من حديثين مرفوعين رواهما ابن أبي عاصم في "السنة" برقم / 13، 95، وانظر: ظلال الجنة 1/ 12، 46.
يتبع - إن شاء اللّه تعالى -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 12:14]ـ
[المبحث الأول: مقاصد الإسلام في الهجر]
فوائد الهجر للمبتدع التي قصدها الشرع كثيرة، منها ما يعود إلى الهاجرين القائمين بهذه الوظيفة الشرعية العقدية، ومنها ما يعود إلى المهجور وإلى عامة المسلمين، وإلى حماية السنن من البدع والأهواء، فالهجر الشرعي ومنه (هجر المبتدعة):
عقوبة زجرية متعددة الغايات والمقاصد الشرعية المحمودة، وهي على ما يلي:
1 - أن (الزجر بالهجر) عقوبة شرعية للمهجور، فهي من جنس الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، وأداء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقربًا إلى الله تعالى بواجب الحب والبغض فيه سبحانه وتعالى.
2 - بعث اليقظة في نفوس المسلمين من الوقوع في هذه البدعة وتحذيرهم.
3 - تحجيم انتشار البدعة.
4 - قمع المبتدع وزجره، ليضعف عن نشر بدعته، فإنه إذا حصلت مقاطعته والنفرة منه بات كالثعلب في جحره. أما معاشرته ومخالطته، وترك تحسيسه ببدعته: فهذا تزكية له، وتنشيط وتغرير بالعامة، إذ العامي مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالبًا، فلابد إذًا من الحجر على المبتدع استصلاحًا للديانة وأحوال الجماعة، وهو ألزم من الحجر الصحي لاستصلاح الأبدان.
وبعد أن نقل الشاطبي رحمه الله تعالى بعض الآثار في النهي عن توقير المبتدع، قال:
(فإن الإيواء يجامع التوقير، ووجه ذلك ظاهر، لأن المشي إليه والتوقير له تعظيمٌ له لأجل بدعته، وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره وإهانته وإذلاله بما هو أشد من هذا، كالضرب والقتل، فصار توقيره صدودًا عن العمل بشرع الإسلام. وإقبالًا على ما يضاده وينافيه، والإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به والعمل بما ينافيه.
وأيضًا فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام:
* أحدهما: التفات العامة والجهال إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنة على سنتهم.
* والثانية: أنه إذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على انتشار الابتداع في كل شيء. وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه ا هـ (1)
5 - إعطاء ضمانة للسنن من شائبة البدع ومداخلتها لصفاء السنن. والله أعلم.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) الاعتصام 1/ 114.
يتبع - إن شاء اللّه تعالى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 12:52]ـ
[المبحث الثاني: أنواع الهجر]
وهي ثلاثة:
* الأول: الهجر ديانة، أي: (الهجر لحق الله تعالى) وهو من عمل أهل التقوى، في: هجر السيئة، وهجر فاعلها، مبتدعًا أو عاصيًا.
وهذا النوع من الهجر للفجار على قسمين:
1 - هجر ترك: بمعنى هجر السيئات، وهجر قرناء السوء الذين تضره صحبتهم إلا لحاجة أو مصلحة راجحة. قال الله تعالى: ? والرُّجْزَ فَاهْجُرْ ?، وقال سبحانه: ? واهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ?. وقال تعالى: ? وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ ? (1) وقال تعالى: ? وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ ?
وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
2 - هجر تعزير: وهذا من العقوبات الشرعية التبصيرية التي يوقعها المسلم على الفجار كالمبتدع، على وجه التأديب، في دائرة الضوابط الشرعية للهجر، حتى يتوب المبتدع ويفيء.
وهذا القسم هو الذي تدور عليه الأبحاث في هذه الرسالة المباركة.
وهذا النوع بقسميه من أصول الاعتقاد، والأمر فيه أمر إيجاب في أصل الشرع، ومباحثه في كتب السنن والتوحيد والاعتقاد وغيرها.
- تنبيه في هجر الكافر:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (قال الطبري: قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي، وقد
(يُتْبَعُ)
(/)
استشكل كون هجران الفاسق أو المبتدع مشروعًا ولا يشرع هجران الكافر، وهو أشد جرمًا منهما لكونهم من أهل التوحيد في الجملة. وأجاب ابن بطال: بأن لله أحكامًا فيها مصالح للعباد وهو أعلم بشأنها وعليهم التسليم لأمره فيها، فجنح إلى أنه تعبد لا يعقل معناه. وأجاب غيره: بأن الهجران على مرتبتين: الهجران بالقلب، والهجران باللسان، فهجران الكافر بالقلب وبترك التودد والتعاون والتناصر لاسيما إذا كان حربيًا، وإنما لم يشرع هجرانه بالكلام لعدم ارتداعه بذلك عن كفره، بخلاف العاصي المسلم فإنه ينزجر بذلك غالبًا، ويشترك كل من الكافر والعاصي في مشروعية مكالمته بالدعاء إلى الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما المشروع ترك المكالمة بالموادة ونحوها) ا هـ (2)
والظاهر ما قاله النووي رحمه الله تعالى من أن للمسلم هجر الكافر من غير تقييد (3) لما هو معلوم من الأصل الشرعي العام من تحريم موالاة الكفار، والتحذير من موادتهم وتعظيم ما يؤدي إلى ذلك، ونصب الأسباب الموصلة إلى ظهور المسلم عليهم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) رواه أحمد ومسلم وغيرهما. والنصوص في تحريم موالاة الكافرين من الكتاب والسنة وآثار السلف كثيرة مشهورة، والله أعلم (4)
* الثاني: الهجر لاستصلاح أمر دنيوي، أي (الهجر لحق العبد): وفيه جاءت أحاديث الهجر بما دون ثلاث ليال، رواها جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، بأسانيد في الصحيحين وغيرها (5) وجميعها تفيد أن الشرع لم يرخص بهذا النوع من الهجر بين المسلمين إلا بما دون ثلاث ليال، كما لم يرخص في إحداد غير الزوجة أكثر من ثلاث.
ومن الهجر هنا: هجر الوالد لولده، والزوج لزوجته، وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرًا.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال).
وبعد أن بين الخطابي رحمه الله تعالى: أن ما وراء الثلاث على المنع قال: (فأما هجران الوالد ولده والزوج لزوجه، ومن كان في معناهما فلا يضيق أكثر من ثلاث، وقد هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرًا). ا هـ. (6)
وهذا النوع من الهجر من مباحث الرقاق والآداب.
* النوع الثالث: الهجر قضاء، وهو من العقوبات التعزيزية للمعتدين، وهذا يبحثه الفقهاء في باب التعزيز (7)
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) الفتح 28/ 211 213، 216 217، 203، فتح الباري 10/ 497 الترغيب والترهيب 3/ 454 462، الدرر السنية 4/ 216 208.
(2) فتح الباري 10/ 497.
(3) فتح الباري 10/ 496.
(4) انظر: تحفة الإخوان، فهو مهم في هذا، والدرر السنية 4/ 135، 140 143، 20، 208 216، ومن النظر فيها يتبين أن ما استشكله الطبري غير مشكل والله أعلم.
(5) الترغيب والترهيب 3/ 454 - 462.
(6) معالم السنن 4/ 112.
(7) وانظر: كتاب التعزيز، لعبد العزيز عامر، ص (237)، وما بعدها.
يتبع - إن شاء اللّه تعالى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:17]ـ
[المبحث الثالث: شروط الهجر]
الهجر الشرعي للفجار من المبتدعين، والفساق (عبادة)، والعبادة لابد من توفر ركنيها:
1 - الإخلاص، وهو ميزان الأعمال في باطنها.
2 - والمتابعة، وهو ميزان الأعمال في ظاهرها.
فلابد من أن يكون الهجر: خالصًا صوابًا، فالهجر لهوى النفس: ينقض الإخلاص، والهجر على خلاف الأمر: ينقض المتابعة. والله أعلم.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:18]ـ
[المبحث الرابع: صفات الهجر (1)]
الأصل في الهجر هو الإعراض بالكلية عن المبتدع والبراءة منه.
ومن مفرداته:
1 - عدم مجالسته.
2 - الابتعاد عن مجاورته.
3 - ترك توقيره. ترك مكالمته.
4 - ترك السلام عليه.
5 - ترك التسمية له.
6 - عدم بسط الوجه له مع عدم هجر السلام والكلام.
7 - عدم سماع كلامه وقراءتهم.
8 - عدم مشاورتهم.
وهكذا من الصفات التي يتأدى بها الزجر بالهجر، وتحصل مقاصد الشرع.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) انظر: فتح الباري 8/ 123124، 10/ 497 ? وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 1/ 114150، ومبحث الآثار من هذه الرسالة.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:19]ـ
[المبحث الخامس: منزلة الهجر من الاعتقاد]
يؤصل علماء الإسلام (هجر المبتدع ديانة) تحت القاعدة العقدية الكبرى (قاعدة الولاء والبراء) (1)
ومفهوم هذه القاعدة الشريفة لدى أهل السنة والجماعة هو: الحب والبغض في الله، فهم يوالون أولياء الرحمن، ويعادون أولياء الشيطان، وكلٍ بحسب ما فيه من الخير والشر.
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره المرء أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) متفق عليه (2).
وعن أبي إمامة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قال: ((من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، فقد استكمل الإيمان)) رواه أبو داود والضياء (3)
يحيى بن معاذ: ((حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر، ولا ينقص بالجفاء)) (4)
وهذه القاعدة من مسلمات الاعتقاد في الإسلام، لكثرة النصوص عليها من الكتاب والسنة والأثر (5) ومن أولى مقتضياتها التي يثاب فاعلها ويعاقب تاركها البراءة من أهل البدع والأهواء، ومعاداتهم، وزجرهم بالهجر ونحوه، على التأبيد حتى يفيئوا، وهذا موفور في عامة كتب اعتقاد أهل السنة والجماعة (6)
وأكتفي بما أصله الإمام أبو إسماعيل الصابوني م سنة 449 هـ رحمه الله تعالى إذ قال: (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الديني، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان قَرّت بالآذان وقرت بالقلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: ? وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ ?.
ثم ذكر علامات أهل البدع، وعلامات أهل السنة، ثم قال: (واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم…) ا هـ (7)
والعقوبة بالهجر للمبتدع إحدى العقوبات الشرعية التي ينزلها أهل السنة بالمبتدعة، حسب البدع والأهواء التي يتلبسون، بها، ومنها ما تقدمت الإشارة إليه والله أعلم.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) تنبيه مهم: هذه القاعة مشتركة لفظا بين أهل السنة والجماعة وحقيقتها لديهم كما علمت، وبين الخوارج (لا ولاء إلا ببراء) أي لا موالاة لأبي بكر وعمر رض الله عنهما إلا بالبراءة من أميري المؤمنين عثمان وعلي رض الله عنهما وبين الشيعة (لا ولاء إلا ببراء) إي لا ولاء لعلي وآل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم ومعتقد أهل السنة والجماعة موالاة جميع الصحابة رضى الله عنهم بتزكية الله لهم تنبيه آخر: ولدى أهل السنة والجماعة كذلك (بدعية الولاء والبراء) من وجه: بمعنى أن يتبرأ من قوم هم على دين الإسلام والسنة، ويتولى من ليسوا كذلك، كما ذكره ابن بطة رحمه الله تعالى في الشرح و الإبانة، ص (341) رقم /472.
(2) فتح الباري 1/ 606.
(3) السلسلة الصحيحة 2/ 380.
(4) فتح الباري 1/ 62.
(5) الدرر السنية 4/ 208 216، تحفة الإخوان/431.
(6) كما في: العقيدة للصابوني م سنة 449 هـ رحمه الله تعالى/100 2 0 1 , وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 1/ 114150 ,وفي كتاب السنة للخلال: باب مجانبة من قال القرآن مخلوق كما في الفتاوى 28/ 210 213، والاعتقاد للبيهقي: باب النهي عن مجالسة أهل البدع ومكالمتهم /145، والشرح والإبانة لابن بطة/54 1، 275276، 282.
(7) رسالته في العقيدة /100، 112.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:41]ـ
[المبحث السادس: الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة]
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التأصيل العقدي: الزجر بالهجر للمبتدع ديانة، مستمد من دلائل: الكتاب، والسنة، والإجماع
وإلى بيان بعض منها:
* أولًا الكتاب العزيز:
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله، والمعاداة فيه، في سور: البقرة، وآل عمران، والأنعام، والنساء، والمجادلة وغيرها (1) ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور: الأنعام، والنساء، وهود، والمجادلة، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية، وهذا هو المعتبر دون خصوص السبب، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب، والمجالسة، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم.
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث، إذ يشمل تفسيرها الأمرين:
الأول: ما هي نص فيه.
الثاني: ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله، وكما في حديث الصحيفة المشهور. (أو فهمًا يؤتيه الله رجلا في كتابه).
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) (2)
وإلى بيانها:
1 - ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام: 68 (3): ? وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ ? وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين،. ويصوبوا آرائهم تقية، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال: لا تجالسوا أهل الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
قال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل.
قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا،
قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو، وكنائسهم، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ (4) (5)
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون. كلام الله، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون، به شبهة يشبهون بها على العامة، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر. وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه، وبلغت إليه طاقتنا، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها: علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه، فيعمل بذلك مدة عمره، ويلقى الله به معتقدًا أنه من الحق، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر) ا هـ (6)
2 - ومنها قوله تعالى: النساء 140: ? وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ إنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ?
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله: (فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: ? إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ ? فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى (7)
وروى جويبر عن الضحاك قال: (دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) (8) وقال القرطبي أيضًا رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى: ? وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?، ومضى في النساء، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال: ? وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا ? الآية، ثم بين في سورة النساء، وهي مدنية. عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال: ? وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَاب? الآية، فألحق من جالسهم بهم.
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم: أحمد بن حنبل والأوزاعي، وابن المبارك، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع، قالوا: ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم، يعنون في الحكم) (9)
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى: (وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب:
دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيرًا من أسراء التقليد…) (10).
3 - ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113: ? ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ?.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: (الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم أي طرفة بن العبد: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في: آل عمران، والمائدة، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار، والله أعلم) (11).
4 - ومنها قول الله تعالى: ? لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم ? [المجادلة: 22].
قال القرطبي رحمه الله تعالى: (استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية، وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: ? لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ ورَسُولَهُ ? قلت: وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان) (12).
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) انظر في جمع هذه الآيات مع وجوه الاستدلال بها في: الدرر السنية 4/ 57 68 ذكر عشرين آية، وتحفة الإخوان/4 15 ذكر ست عشرة آية
(2) الاعتصام ا/62 67، 102103، 2/ 258 وكتاب حد الإسلام للشيخ عبد المجيد الشاذلي/388 389 وتفسير ابن كثير لقوله تعالى: ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا ? الآية/103 - 104 وفي الفوز الكبير للدهلوي/26 قال: (وبالجملة إذا قرأت القرآن فلا تحسب أن المخاصمة كانت مع قوم انقرضوا بل الواقع انه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجرد اليوم بطريق الأنموذج بحكم الحديث: لتتبعن سنن من قبلكم).
(3) انظر: تفسير القرطبي 7/ 1213 فتح القدير للشوكاني 2/ 122.
(4) تفسير القرطبي 7/ 12 - 13.
(5) ستأتي في توظيف الصحابة لهذه السنة.
(6) فتح القدير 2/ 122.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) ذكر قول الكلبي في نسخها وأن قول عامة المفسرين أن هذه الآية محكمة.
(8) تفسير القرطبي 5/ 418.
(9) تفسير القرطبي 7/ 142 وبحثه مطولًا من 7/ 137، 142.
(10) فتح القدير1/ 448.
(11) تفسير القرطبي 9/ 108.
(12) تفسير القرطبي 17/ 308.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 06:37]ـ
ثانيًا ومن السنة النبوية:
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب:
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى: باب الهجرة وقول رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ -: ((لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث))، وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى، وباب من لم يسلم على من اقترف ذنبًا، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي؟ وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر (1).
.
ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء أو بغضهم، وباب ترك السلام على أهل الأهواء (2).
ج - وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى: باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق (3).
د - وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء (4).
هـ - وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى: الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب (5).
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قال: ((سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم)) رواه مسلم في مقدمة صحيحه (6).
قال البغوي رحمه الله تعالى بعده: (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته، وسنة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلًا يتعاطى شيئًا من الأهواء والبدع معتقدًا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حيًا وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق) (7).
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ.
2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قال: ((لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم)). رواه أحمد، والطبراني والحاكم (8).
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة، وأبي الدرداء، وعبد الله بن عمرو، وعمر، وابن عباس، وغيرهم رواها جميعًا الإمام أحمد في مسنده، وشاركه في رواية بعضها: أبو داود، والترمذي، والحاكم، والطبراني، وغيرهم. والله أعلم ..
3 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - هذه الآية: ? هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? قالت: قال رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ -: ((فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) متفق عليه (9).
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال، وقد حذر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - منهم بقوله: ((فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وفيه: ((المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... )) الحديث متفق عليه (10).
5 - حديث: ((سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض)) (11) رواه الترمذي.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قال: ((ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) رواه مسلم (12).
7 - الأحاديث المتكاثرة في: هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا، ثبت ذلك في وقائع متعددة، رواها عن النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم: كعب بن مالك، وابن عمرو روى حديثين، وعائشة وأنس، وعمار، وعلي، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم (13).
* فهجر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك، واستمر هجرهم خمسين ليلة، حتى آذن رسول الله ? بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما).
* وهجر - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - زينب بنت جحش رضي الله عنها قريبًا من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية تعنى صفية رضي الله عنها. رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها.
* وهجر - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها. رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه.
* وهجر - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - عمار بن ياسر رضي الله عنه بتركه - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - رد السلام عليه لملابسته الخلوق حتى غسله. رواه أبو داود في سننه والطيالسي كلاهما من حديث عمار رضي الله عنه.
* وهجر - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - رجلًا بالإعراض عنه؛ لأنه كان متخلقًا بخلوق .. رواه البخاري في: الأدب المفرد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
* وهجر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - رجلًا رأى في يده خاتمًا من ذهب حتى طرحه، وكان هجره له بالإعراض عنه. رواه أحمد والبخاري في: الأدب المفرد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ونحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي إلى عنه (رواه النسائي والبخاري في: الأدب المفرد).
* وهجر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - رجلًا بترك رد السلام عليه وذلك لأن عليه ثوبين أحمرين (رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
فهذه الأحاديث وما في معناها نص في مشروعية هجر العاصي المجاهر بمعصيته حتى يتوب ويفيء، وعليه: فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع هو من باب الأولى في الدلالة على: مشروعية هجره ديانة لاسيما وهو المخصوص بأوصاف: البدعة في الدين، والإحداث والضلال، دون العاصي،
وإلى هذا أشارت تراجم جماعة من المحدثين على هذه الأحاديث وما في معناها كما تقدم في صدر هذه الأدلة
من السنة، والله أعلم.
8 - توظيف الصحابة رضي الله عنهم فَمَن بعدهم لهذه السنة النبوية.
والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم تقفوا أثر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء. ورد ذلك عن جمع غفير منهم (14): عمر، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن المغفل المزني، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وسمرة بن جندب، وشيخ من أصحاب النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وغيرهم رضي الله عنهم.
وعن سعيد بن جبير، وابن سيرين، وعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وأحمد بن حنبل، وزياد بن حدير، ويزيد بن أبي حبيب، وغيرهم رحمهم الله تعالى ..
فإلى ذكر بعضها مختصرًا:
* فهجر عمر رضي الله عنه: زياد بن حدير لما رأى عليه طيلسانًا وشاربه عافيةً، إذ سلم زياد فلم يرد عليه عمر السلام حتى خلع الطيلسان وقص شاربه. رواه أبو نعيم في الحلية.
تنبيه: كيف بنا اليوم، ونحن نتهلل بالحفاوة لمن يحلق لحيته ويعفي شاربه ويتشبه بلباسه.
* وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. كان يعتقل أصحاب النرد غدوة ونحوها، وينهى عن السلام عليهم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وترجم له بقوله: باب من لم يسلم على أصحاب النرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وهجر عبد الله عمر رضي الله عنهما رجلًا رآه يخذف بعدما أعلمه أن النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - كان ينهي عن الخذف. وقال: والله لا أكلمك أبدًا. رواه الحاكم.
* وهجر عبد الله بن المفضل رضي الله عنه: رجلًا يخذف في نحو قصته.
* وهجر شيخ من أصحاب رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ -: فتى كان يخذف. رواه الدارمي.
* وعبادة بن الصامت رضي الله عنه هجر معاوية رضي الله عنه في مخالفته له في مسألة ربوية وقال عبادة: أحدثك عن رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وتحدثني عن رأيك لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة، ولما خرج شكاه إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه عمر: لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قاله فإنه هو الأمر. رواه ابن ماجه.
* ونحو هذه الرواية وقعت لأبي الدرداء مع معاوية رضي الله عنهما. رواها مالك، والشافعي.
* وهجر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجلًا رآه يضحك في جنازة، فقال: والله لا أكلمك أبدًا. رواه أحمد في الزهد.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) فتح الباري 10/ 491، 498، وانظر ص 481، 11/ 40، وانظر الأدب المفرد: باب من لم يسلم على أصحاب النرد، وتراجم أخرى مهمة.
(2) 5/ 6، 8 رقم /4599 - 4602
(3) رياض الصالحين /609 - 611
(4) شرح السنة للبغوي 1/ 219 - 230
(5) الترغيب والترهيب للمنذري
(6) مقدمة صحيح مسلم 1/ 6، وعن: شرح السنة للبغوى 1/ 223
(7) شرح السنة 1/ 224
(8) الفتح الرباني 1/ 140 - 144 شرح أصول الاعتقاد لللالكائي 1/ 118، مسند أحمد 1/ 30، سنن أبي داود برقم 4692، كتاب شرح السنة منه ابن أبي عاصم في السنة برقم 330 ورقم 338، 339، 340، 342.
(9) صحيح البخاري 8/ 157، صحيح مسلم برقم 2665وشرح السنة 1/ 219 - 222.
(10) انظر في تخريجه: إرواء الغليل 4/ 250 - 251 رقم / 1058.
(11) جامع الترمذي.
(12) صحيح مسلم برقم / 80 كتاب الإبمان، مع شرح النووي 2/ 21 - 22 وصحيح الجامع الصغير برقم /5666 وانظر: تاريخ نجد لابن غنام /ص461، والأدلة القاطعة /ص10.
(13) مذكورة بتمامها في: تحفة الإخوان / 5256 وص 39 وانظر: مصادرها مفصلة في صدر هذا البحث: الأدلة من السنة النبوية.
(14) مذكورة بتمامها في: تحفة الإخوان ص / 57 64، 4145 وانظر: مصادرها مفصلة في صدر: الأدلة من السنة النبوية.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 06:47]ـ
* ثالثًا: الإجماع:
حكاه جماعة منهم: القاضي أبو يعلى، والبغوي، والغزالي.
- قال القاضي أبو يعلى رحمه الله تعالى: (أجمع الصحابة والتابعون على مقاطعة المبتدعين).
- وقال البغوي رحمه الله تعالى بعد حديث كعب بن مالك رضي الله عنه (1): (وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول الله -صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا من الخروج معه، فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - براءتهم، وقد مضت الصحابة والتابعون، وأتباعهم، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة، ومهاجرتهم).
- وقال الغزالي رحمه الله تعالى: (طرق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي، وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظَّلَمة والمبتدعة، وكل من عصى معصية متعدية إلى غيره).
- وقال ابن عبد البر (2) رحمه الله تعالى: (أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز، ورُب هجر جميل خير من مخالطة
مؤذية).
- وقال أيضًا في الاستدلال من حديث كعب بن مالك وهجر النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - له هو والمسلمون (3): (وهذا أصل عند العلماء في مجانبة مَن ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه، وقد رأى ابن مسعود رضي الله عنه رجلًا يضحك في جنازة فقال: والله لا أكلمك أبدًا).
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) شرح السنة، 1/ 226 - 227
(2) فتح الباري، 10/ 496
(3) بواسطة تحفة الإخوان، 45
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 07:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[المبحث السابع: إعمال الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم لهذه القاعدة في حياتهم العملية في مواجهة المبتدعة]
لما ذَرَّ قرن الفتنة بكسر قفلها، وقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وبدأ المندسون يبدون ما كانوا يضمرون من كيد للإسلام والمسلمين، أخذوا ينفخون في كير الفتنة، وينشرون الهوى وينفثون البدعة، بدع: القدر، والخوارج والرفض، والإرجاء، وهكذا تتوالى، كلما بعد الناس من عهد النبوة وأنوارها، حتى داخلت البدع والمحدثات شعائر التعبد وصارت مفرداتها كحَب منثور في كف كل لاقط.
لما كان الأمر كذلك واجه العلماء رضي الله عنهم فمن بعدهم هذه المحدثات العقدية والعملية، بإيمان مستكمل، وعلم جم، وبصيرة نافذة فأظهروا من أنوار الشريعة الماحية لظلمة الضلال ما اكتسح هذه الأهواء، وقضى على نابتها، وأعملوا فيهم العقوبات الشرعية، حتى قلموهم، وأجهزوا على محدثاتهم في الدين، وكان الزجر بالهجر مما وظفوه رضي الله عنهم في حياتهم العملية ضد البدعة ومبتدعيها تأسيسًا على قاعدة (الولاء والبراء) والحب لله والبغض لله.
ومازال هذا النهج السوي شارعًا في حياة الأمة يعتمدونه في مواجهة المبتدعة، مدونًا بأسانيده في كتب السنة، وهذه جملة من المرويات في هذه الوظيفة الشرعية بخصوصها عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم:
* فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما أخبره يحيى بن يعمر عن القدرية قال: (إذا رجعت إليهم فقل لهم: ابن عمر يقول لكم: إنه منكم بريء، وأنتم منه براء) رواه مسلم وغيره (1)
* وعن مجاهد قال: قيل لابن عمر: إن نجدة يقول كذا وكذا؛ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء (2).
* عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: (إياكم وما يحدث الناس من البدع فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة، ولكن الشيطان يحدث له بدعًا حتى يخرج الإيمان من قلبه، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فريضة في الصلاة، والصيام، والحلال والحرام، ويتكلمون في ربهم عز وجل فمَن أدرك ذلك الزمان فليهرب. قيل يا أبا عبد الرحمن: فإلى أين؟!، قال: إلى لا أين، قال: يهرب بقلبه ودينه، لا يجالس أحدًا من أهل البدع) (3)
* وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: (ما كان شرك قط إلا كان بُدُوّه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا كان بدوه تكذيب بالقدر، وإنكم ستبلون بهم أيتها الأمة! فإن لقيتموهم فلا تمكّنوهم؛ فيدخلوا عليكم الشبهات) (4).
* وعن الفضيل بن عياض قال: (من جلس مع صاحب بدعة فاحذره، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يُعطَ الحكمة، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل مع صاحب البدعة) (5).
* وعن الفضيل بن عياض: من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق (6).
* وعنه أيضًا: في النهي عن مجالستهم (7).
* وعنه أيضًا: في النهي عن مجالسته ومشاورته (8)
* وعنه أيضًا: في النهي عن مجالسته وأنها من علامات النفاق (9)
* وعنه أيضًا قال: أدركت خيار الناس، كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع (10).
* وعنه آثار أُخر كما في ترجمته من (الحلية لأبي نعيم) (11)
* وعن ابن المبارك: وإياك أن تجالس صاحب بدعة (12)
* وعن سفيان الثوري رحمه الله تعالى أنه قال: (من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها يعني إلى البدع). ذكره البربهاري في شرح السنة (13).
* وروى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال: (لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحِلَق، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين) (14).
* وعن ابن أي الجوزاء قال: لأن يجاورني قردة وخنازير، أحب إليَّ من أن يجاورني أحد منهم يعني أصحاب الأهواء (15).
* وعن طاوس: جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزليًا يتكلم (16).
* وعبد الرزاق: امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي، وقال: لأن القلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب (17)
* وعن محمد بن النضر الحارثي: النهي عن الإصغاء إلى كلام المبتدعة (18).
* وعن يونس بن عبيد: لا نجالس سلطانًا ولا صاحب بدعة (19).
* وعن يحيى بن أبي كثير: إذا كنت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
* وعن إبراهيم بن ميسرة: ومن وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام (21).
* وعبد الله بن عمر السرخسي: هجر ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة (22).
* وقال سلاَّم: وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة، فولى أيوب وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين يشير بإصبعيه (23).
* ومثله عن أبي عمران النخعي (24).
* وعن الحسن البصري قوله: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم (25).
* وعن محمد بن سيرين: في عدم سماع قراءتهم (26).
* وعن أبي قلابة: تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيرًا مما تعرفون (27).
* وعنه أيضًا: ولا تمكّن أهل الأهواء من سمعك (28).
* وأما الإمام أحمد رحمه الله تعالى فالروايات عنه في ذلك من فعله، وقوله، وفتواه بلغت مبلغًا عظيمًا.
* وقال مالك: لا يسلم على أهل الأهواء،
* قال ابن دقيق العيد: يكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم (29)
* وقال النووي: وأما المبتدع ومن اقترف ذنبًا عظيمًا ولم يتب منه فلا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام، كما قال جماعة من أهل العلم (30).
* وقال أيضًا: السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم،
* قال ابن العربي: ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة، وبمجلس فيه عدول وظَلمة، وبمجلس فيه محب ومبغض (31).
* وقال الخطابي رحمه الله تعالى: (إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق (32).
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) صحيح مسلم 1/ 27، مصنف عبد الرزَّاق 11/ 114 برقم: 20072.
(2) اللالكائي برقم 199.
(3) المصدر السابق برقم 196.
(4) المصدر السابق برقم 200، والطبراني في الأوسط، كما في مجمع الزوائد 7/ 204.
(5) اللالكائي 3/ 638 برقم 1149، والبربهاري برقم 130 والحلية لأبي نعيم 8/ 103.
(6) اللالكائي برقم 261.
(7) المصدر السابق برقم 262، 263، وابن بطة في الإبانة 1/ 32 ب.
(8) المصدر السابق برقم 264، وابن بطة في الإبانة 1/ 42 أ.
(9) المصدر السابق برقم 265، وابن بطة في الإبانة 1/ 42 ب.
(10) المصدر السابق برقم 267.
(11) الحلية 8/ 84 وما بعدها.
(12) المصدر السابق برقم 260، والآجري في الشريعة 1/ 64.
(13) ص/60.
(14) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 636، رقم 1140.
(15) اللالكائي برقم 231، وابن بطة 1/ 43 ب.
(16) المصدر السابق برقم 248، وعبد الرزاق في المصنف برقم 20099 وابن بطة في الإبانة 1/ 40 ب.
(17) اللالكائي برقم 249، وابن بطة في الإبانة 1/ 40 أ.
(18) المصدر السابق برقم 252، وابن بطة في الإبانة1/ 42 أ.
(19) المصدر السابق برقم 253.
(20) المصدر السابق برقم 259، والآجري في الشريعة 1/ 64.
(21) المصدر السابق برقم 273.
(22) المصدر السابق برقم 274.
(23) المصدر السابق برقم 291.
(24) المصدر السابق برقم / تفسير القرطبي 7/ 13.
(25) اللالكائي برقم 240، والدارمي برقم 470، وابن بطة في الإبانة 1/ 40 أ.
(26) اللالكائي برقم 242، وابن وضاح، 53، والآجري 1/ 57، وابن بطة في الإبانة 1/ 40 ب.
(27) اللالكائي برقم 242، وابن وضاح ص53، والآجري 1/ 57، وابن بطة في الإبانة 1/ 40 ب.
(28) اللالكائي برقم 246، وابن بطة في الإبانة 1/ 40 أ، ب.
(29) فتح الباري 1/ 40.
(30) فتح الباري 1/ 41.
(31) فتح الباري 1/ 41 وترجمة البخاري: (باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين).
(32) معالم السنن 4.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 07:35]ـ
[المبحث الثامن: الضوابط الشرعية للهجر]
هذا بيان (لميزان الشرع في الهجر) وهو من أهم أبحاث هذا الواجب الشرعي، وعليه: فإذا علمنا أن الزجر بالهجر للمبتدع حتى يتوب إلى الله تعالى، قد قامت عليه أدلة بخصوصه، وأنه من أولى مفردات قاعدة الشريعة المطردة (الولاء والبراء) أي الحب والبغض في الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلمنا أيضًا: أن المقصود بالهجر: زجر المهجور، وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله، إلى آخر مقاصد الإسلام من مشروعية الهجر كما تقدم. وأن الهجر الشرعي لحق الله تعالى (عبادة) من جنس الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعبادة لا بد من توفر ركنيها: الإخلاص، والمتابعة، أي بأن يكون الهجر (خالصًا صوابًا) خالصًا لله، صوابًا وفق السنة، وأن (هوى النفس) ينقض ركنية (الإخلاص)، كما أن ركن المتابعة ينقضه (عدم موافقة الهجر للمأمور به).
إذا تقرر جميع ذلك: فليعلم أن الشرع الشريف يزن الواقعات والأحوال الداخلة تحت قاعدته العامة (الولاء والبراء) بميزان قسط، وقسطاس مستقيم، وسطًا عدلًا بين جانبي الإفراط والتفريط، فلا تزيد عن حدها ولا تنقص عنه، فتلتقي العفوية للمبتدع بالهجر مع مقدار بدعته باعتبارات مختلفة، وما يحف بذلك من أحوال تنزل على قاعدة رعاية المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، فنقول إذًا:
الأصل في الشرع هو: هجر المبتدع لكن ليس عامًا في كل حال ومن كل إنسان ولكل مبتدع. وترك الهجر والإعراض عنه بالكلية، تفريط على أي حال، وهجر لهذا الواجب الشرعي المعلوم وجوبه بالنص، والإجماع، وأن مشروعية الهجر هي في دائرة ضوابطه الشرعية المبنية على رعاية المصالح ودرء المفاسد، وهذا مما يختلف باختلاف البدعة نفسها واختلاف مبتدعها واختلاف أحوال الهاجرين، واختلاف المكان والقوة والضعف، والقلة والكثرة، وهكذا من وجوه الاختلاف والاعتبار التي يرعاها الشرع وميزانها للمسلم الذي به تنضبط
المشروعية هو: مدى تحقق المقاصد الشرعية من الهجر: من الزجر، والتأديب، ورجوع العامة، وتحجيم المبتدع وبدعته وضمان السنة من شائبة البدعة ..
هذا محصل الضوابط الشرعية للهجر (1) لكن ليحذر كل مسلم من توظيف (هوى نفسه) وتأمير (حظوظها) على نفسه، فإن هذا هلكة في الحق، وهو شر ممن يترك الهجر عصيانًا لأنه يعصي الله تعالى بترك الهجر الشرعي للمبتدع، وإظهاره ترك الهجر باسم الشرع تحت غطاء وهمي باسم (المصلحة) و (تأليف القلوب) وهكذا، فالتزام الهجر الشرعي للمبتدع بضوابطه الشرعية لا غير. وعلى هذا التأصيل تتنزل كلمات الأئمة كالإمام أحمد وغيره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المسلك الحق في الهجر: (فإن أقوامًا جعلوا ذلك عامًا، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهي الكاره، أو وقعوا فيها، وقد يتركونها ترك المنتهي الكاره، ولا ينهون عنها غيرهم، ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجابًا أو استحبابًا، فهم بين فعل المنكر أو ترك المنهي عنه، وذلك فعل ما نهوا عنه وترك ما أمروا به، فهذا هذا، ودين الله وسط بين المغالي فيه والجافي عنه، والله سبحانه أعلم) (2).
* فباعتبار اختلاف مرتبة البدعة من الإثم هو من عدة جهات (3):
- من جهة كونها كفرًا أو غير كفر:
# فالمكفرة مثل: البابية، والبهائية، والقاديانية، وغلاة البريلوية.
# وغير المكفرة مثل: عامة البدع في العبادات حقيقية كانت أو إضافية.
* ومن جهة كون صاحبها مستترًا بها أو معلنًا لها، ففرق بين المعلن لبدعته الداعي لها، وبين الكاتم لها لأن الداعية، والمعلن لها، أظهرها فاستحق العقوبة بخلاف الكاتم فإنه ليس شرًا من المنافقين الذين كان النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله تعالى، هذا وهم في الدرك الأسفل من النار (4).
* ومن جهة كونها حقيقية أو إضافية فالبدعة الحقيقية هي: البدعة التعبدية المحدثة استقلالًا كصلاة الرغائب،
وليست بدعة إضافية، ومثل القول بالقدر، وصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان، وبدعة الموالد، والأعياد الحكومية، وعيد غدير خم لدى الشيعة، وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- والبدعة الإضافية: هي الأمر المبتدع مضافاُ إلى ما هو مشروع أصلًا بزيادة أو نقص، مثاله: الدعاء الجماعي بعد الصلاة، فالدعاء مشروع وجعله جماعيًا بدعة مضافة لم يرد بها النص، وبناء العبادات على التوقيف، وسجود الشكر جماعة، واتخاذ التبليغ خلف الإمام سنة راتبة مع عدم الحاجة إليه، وهكذا.
* ومن جهة كونها بينة أو مشكلة، أي كونها ظاهرة المأخذ فهي بدعة متمحضة كبدع المآتم والموالد، وصلاة الرغائب ...
أو بدعة فيها احتمال لاستشباه مأخذها، مثاله: القنوت في صلاتي العشاء والصبح فإنه كان ثم نسخ وبقي المشروع فيها عند النوازل، وشبهة الخلاف لا تصيره مشروعًا راتبًا.
والحقيقة أن هذا الوجه: صوري لا حقيقي إذ البدع مشكلة المأخذ يلحق بها من الإشاعة والتعصب ما يجعلها بينة، والله أعلم (5).
* ومن جهة اجتهاده فيها أو كونه مقلدًا: فالمجتهد مفترع للبدعة، فالزيغ أمكن في قلبه من المقلد، وإن كان كل منهما موزورًا لكن أثم من سن سنة سيئة أعظم وزرًا، والله أعلم (6).
* ومن جهة الإصرار عليها أو عدمه: أما الإصرار عليها فيجعلها من باب: الدعوة إليها فيكون داعية معلنًا لها، وأما عدم الإصرار فهو من باب كونها: فلتة، وزلة عالم، إذا كانت منه ثم لم يعاودها (7).
* ويختلف باختلاف حال المبتدع وما فيه من خير وشر: (وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة: استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة و الجماعة ... ) (8).
* وفرق بين عالم تشربت نفسه بالبدع، لكنه لم يختلط بعلماء أهل السنة ولم يتلق عنهم، وبين عالم تلقى عن المبتدعة فنالت منه منالًا، ثم خالط أهل السنة وعلماءهم وجاورهم مدة بمثلها يحصل برد اليقين بل يكون عاشرهم عشرات السنين، ثم هو يبقى على مشاربه البدعية يعملها، ويدعو إليها، ويصر عليها، فهذا قامت عليه الحجة أكثر، واستبانت له المحجة فما أبصر. فهو من أعظم خلق الله فجورًا، وغيضًا على أهل السنة.
فالأول في تأليف قلبه وتودده للرجوع إلى السنة مجال، أما الثاني: فلا والله، بل يتعين هجره، ومنابذته وإبعاده، وإنزال العقوبات الشرعية للمبتدعة عليه، وأن يُهجر ميتًا كما هُجر حيًا فلا يصلي أهل الخير عليه، ولا يشيعون جنازته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حق بعض العصاة المظهرين لفجورهم: (وأما إذا أظهر الرجل المنكرات، وجب الإنكار عليه علانية، ولم يبق له غيبة، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره، فلا يسلم عليه، ولا يرد عليه السلام، إذا كان الفاعل لذلك متمكنًا من ذلك من غير مفسدة راجحة.
وينبغي لأهل الخير والدين أن يهجروه ميتًا، كما هجروه حيًا، إذا كان في ذلك كف لأمثاله من المجرمين فيتركون تشييع جنازته، كما ترك النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - على غير واحد من أهل الجرائم، وكما قيل لسمرة ابن جندب: إن ابنك مات البارحة، فقال: لو مات لم أصل عليه، يعني لأنه أعان على قتل نفسه، فيكون كقاتل نفسه، وقد ترك النبي - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - الصلاة على قاتل نفسه. وكذلك هجر الصحابة الثلاثة الذين ظهر ذنبهم في ترك الجهاد الواجب حتى تاب الله عليهم، فإذا أظهر التوبة أظهر له الخير ... ) (9).
* وفرق في حال المهجور: بين القوي في الدين وبين الضعيف فيه، فإن القوي يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ به الضعيف في الدين كما في قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم (10).
* وكذلك بالنسبة للأماكن: ففرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع، كما كثر القدر بالبصرة، والتنجيم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك.
وهذا على ما أفتى به الأئمة أحمد وغيره بناء على هذا الأصل: رعاية المصالح الشرعية (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
* (ويختلف باختلاف الهاجرين أنفسهم في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم) (12) فإذا كانت الغلبة والظهور لأهل السنة كانت مشروعية هجر المبتدع قائمة على أصلها، وإن كانت القوة والكثرة للمبتدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله فلا المبتدع ولا غيره يرتدع بالهجر ولا يحصل المقصود الشرعي، لم يشرع الهجر وكان مسلك التأليف، خشية زيادة الشر. وهذا كحال المشروع مع العدو (القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح) (13).
ومن أهم المهمات هنا: إذا كانت الواجبات لدى أهل السنة مثل: التعليم، والجهاد، و الطب، والهندسة، ونحوها متعذر إقامتها إلا بواسطتهم، فإنه يعمل على تحصيل مصلحة الجهاد، ومصلحة التعليم وهكذا، مع الحذر من بدعته، واتقاء الفتنة به وبها ما أمكن، وبقدر الضرورة، فإذا زالت عاد أهل السنة إلى الأصل في الهجر، وأبعد لمبتدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في جوابه المحرر في الهجر المشروع: ( .. فإذا لعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرًا من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) (14)
هذا وإن الناظر في أحوال المبتدعة من وجه ما هم عليه من الشناعات، وإماتة السنن، والنشاط في غير هدى والنصرة لغير حق، وأنهم يفسدون على أهل السنة صفاء الإسلام، رآهم مستحقين لما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في أهل الكلام: (حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام).
(وإذا نظرت إلى المبتدعة بعين القدر، والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم، وترفقت بهم، أوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، وأعطوا فهومًا وما أعطوا علومًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة ? فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصَارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ?) (15)
وختامًا: احذر المبتدع، واحذر بدعته، وأعمل الولاء والبراء معه، وتقرب إلى الله بذلك، وبهجره الهجر الشرعي منزلًا له على قواعد الشريعة وأصولها في رعاية المصالح ودفع المفاسد، وإياك ثم إياك من تأمير الهوى هجرًا أو تركًا، والسلام.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) وهذا طرد لقاعدة الشريعة في العقوبة على قدر الجرم كما في تنوع عقوبات المحاربين لتنوع أحوالهم، والفرق بين عقوبة السارق والمغتصب، والفرق بين عقوبة الزاني المحصن وغير المحصن، وهكذا في سائر العقوبات الشرعية يقدر الجرم وما يحف به من أحوال.
(2) الفتاوى 28/ 213، وانظر منه: ص / 6 0 2.
(3) انظر بسط هذه الجهات الست في: الاعتصام للشاطبي رحمه الله تعالى 1/ 167 174.
(4) الفتاوى 24/ 175، 28، / 205.
(5) انظر الاعتصام 1/ 172 173.
(6) وانظر الاعتصام 1/ 167 168.
(7) وانظر الاعتصام 1/ 174.
(8) الفتاوى 28/ 209، وانظر ص / 228، بأبسط من هذا.
(9) رواه أحمد في: الزهد.
(10) الفتاوى 28/ 217 - 218.
(11) انظر: فتح الباري 8/ 123، كتاب المغازي.
(12) الفتاوى 28/ 206 - 207، وانظر ص / 212 - 213 فهو مهم
(13) الفتاوى 28/ 206
(14) الفتاوى 28/ 212
(15) الفتاوى 5/ 119
.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 07:43]ـ
[المبحث التاسع: عقوبة مَن والى المبتدعة]
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال أبو علي الدقاق (م سنة 406 هـ) رحمه الله تعالى (1).
وقد شدد الأئمة النكير على من ناقض أصل الاعتقاد فترك هجر المبتدعة، وفي معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى على (الاتحادية) قال (2): (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم أو معاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا ويصدون عن سبيل الله ... ) (3).
فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة آمين، فإن هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة، فكل من ظاهر مبتدعًا فعظمه أو عظم كتبه، ونشرها بين المسلمين، ونفخ به وبها، وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد، إن من فعل ذلك فهو مفرط في أمره، واجب قطع شره لئلا يتعدى إلى المسلمين.
وقد ابتلينا بهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتهم، ولا يحذرون من سقطاتهم وما هم عليه من الضلال، فاحذر أبا الجهل المبتدع هذا، نعوذ بالله من الشقاء وأهله.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) شذرات الذهب 3/ 80، وفيات سنة 406هـ.
(2) الفتاوى 2/ 132.
(3) انظر الفتاوى 14/ 463 468، مهم 28/ 215، 28/ 217، مهم كالقاعة هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 07:50]ـ
[المبحث العاشر: إشاعة البدعة]
نصيحتي لكل مسلم سلم من فتنة الشبهات في الاعتقاد، أن البدعة إذا كانت مقموعة خافتة والمبتدع إذا كان منقمعًا مكسور النفس بكبت بدعته فلا يحرك النفوس بتحريك المبتدع وبدعته؛ فإنها إذا حركت نمت وظهرت، وهذا أمر جبلت عليه النفوس، ومنه في الخير: أن النفوس تتحرك إلى الحج إذا ذكر الحجاز، وعرصات الوحي، ومواطن التنزيل ... وفي الشر: إذا ذكرت النساء والتغزل والتشبيب بهن تحركت النفوس إلى الفواحش. وهذا الكتمان والإعراض من باب المجاهدة والجهاد فكما يكون الحق في الكلام فإنه يكون في السكوت والإعراض، والله أعلم.
تمّت الرّسالة والحمدلله رب العالمين.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 04:19]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 06:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 06:54]ـ
الأخ الحبيب / أبا علي الذهيبي:
حفظكم اللّه وجزاكم خيرً.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 06:57]ـ
الأخ الكريم / أبا الحارث الشامي - سلّمه اللّه تعالى -:
جزاكم اللّه خيرًا وبارك فيكم.
ـ[أبو عاصم البركاتي المصري]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهد طيب ومشكور جزاكم الله خيرا(/)
{الهرفي} و مقال موضوعي عن {الإرهاب}
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 02:52]ـ
http://ruowaa.com/vb3/images/bs.gif
الإرهاب وتصفية الحسابات
بقلم الأستاذ الكبير / محمد علي الهرفي
جريد الوطن العدد (2426)
:
يتفق كل العقلاء في الأرض وبغض النظر عن أديانهم أو انتماءاتهم الطائفية أو الفكرية على إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله واعتباره عملا مقيتا ينافي الكرامة الإنسانية فضلا عن مخالفته للأديان السماوية وللشرائع الأرضية.
ولا يختلف هؤلاء على تعريف الإرهاب، وإن كانوا يختلفون على طريقة معالجته والتعامل مع الأفراد الذين يمارسونه، وهذا الاختلاف حق بشري فالناس قد يختلفون على الحكم على أشياء أقل من الإرهاب فكيف بمن يمارس الاعتداء على الآخرين.
ولكن طائفة من الناس تريد أن تقلب حقائق الأمور وبدهياتها لمصالح خاصة أو لفهم عقيم فتجعل - مثلا - احتلال بلاد الآخرين وقتل الآلاف منهم ليس عملا إرهابيا وإنما هو هدايا ثمينة تقدم لأهالي تلك البلاد المنكوبة، هذا الفهم ليس حكرا على المحتلين وإنما يتعدى ذلك لبعض الأتباع من هنا وهناك.
ومع أن الإرهاب الذي حدث في بلادنا أنكره كل قادر على الإنكار بحسب الوسائل التي تتاح له إلا أن بعض الكتاب وجدوا في ذلك العمل المشين فرصة للتشفي من آخرين باعتبار أن أولئك - حسب ز**** - من روج للإرهاب أو سكت عنه.
ما كنت أحب أن يكون بيننا من يستغل جراحنا لتصفية حسابات قديمة أو جديدة أو محاولة النيل من ثوابت ديننا بحسن نية أو بسوئها لأن الموقف يستدعي الوحدة والتكامل فالمصيبة - لو وقعت - ستصيب الجميع مهما كانت انتماءاتهم الفكرية.
قرأت مجموعة من المقالات التي تصب في هذا الاتجاه، بعضها استطعت أن أفهمه والبعض الآخر استعصى على فهمي ولم أستطع أن أحدد مراد كاتبه بدقة في المجمل من مقاله فاكتفيت بإشارات قليلة مما كتبه، ولعلي هنا أنصح الكل أن يكونوا دقيقين وواضحين لكي يعرف قراؤهم ماذا يريدون.
أول هؤلاء الزميل عبدالله المطيري الذي كتب مقالين حول الإرهاب، في صحيفة "الوطن" أحدهما في 15/ 4/1428هـ والآخر في 29/ 4/1428هـ وأعترف أنني فشلت في فهمهما بالكامل رغم أنني أستاذ جامعي منذ أكثر من ربع قرن وأناقش الرسائل العلمية مقوما لها وناقدا لكل كلماتها.
على أية حال الزميل عبدالله رأى أن النظام التعليمي السعودي يخلو من أي لمسة تسامحية، كما يرى أيضا أن حملات الوعظ تقليدية مفلسة وأنها جزء من مشكلة الإرهاب، هذه المقولة "المفلسة" ليست جديدة فقد قالها آخرون وطرحها بهذه الصورة لا يحل المشكلة - إن كان هناك مشكلة أصلا - وكان الأجدى لمن يطرح هذه المقولة أن يخرج من حيز التعميم إلى التخصيص فيحدد بدقة الإشكالات التي يراها "تكفيرية" ولماذا حكم عليها بذلك، وهل يتفق معه علماء بلادنا أم يخالفونه الرأي.
ويستمر السيد المطيري في توزيع الاتهامات هنا وهناك فحلقات تحفيظ القرآن والمخيمات الصيفية تتعرض للحملات التكفيرية، وهذا الاتهام ليس بجديد أيضا فهو مسبوق إليه، ولعله لا يعرف أن هذه الحلقات وتلك المخيمات تشرف عليها الدولة بالكامل وأن قيادتنا السياسية تفخر بها كثيرا ويكفي ما قاله سمو الأمير سلمان عن حلقات تحفيظ القرآن، ومع هذا كله فلو قال شيئا مفيدا عنها وحدد بدقة مكمن المشكلة لقبلنا ذلك منه ولوضع لبنة حقيقية في طريق الإصلاح، ولكنه - للأسف - لم يفعل شيئا من ذلك.
الشيء - الأسوأ - أن السيد المطيري قال ما نصه: "نربي أبناءنا على الفخر بكثير من الأفعال التي تتضمن العنف والاعتداء على الآخرين ثم نصنف من يفعلها اليوم بالإرهاب".
الشيء الوحيد الذي فهمته من هذه الجملة أنه يريد القول إن الفتوحات الإسلامية لا تختلف مطلقا عن الاحتلال الأمريكي للعراق أو الصهيوني الفلسطيني. ورجح قوله ذلك عندما قال: "إن هناك من يستنكر عملا إرهابيا في السعودية ويبارك مثله في بلد آخر بحجة الوضع السياسي، ليته قال: أين هذا البلد الآخر؟ لكنني أفهم من قوله أنه يشير إلى المقاومة المشروعة في العراق أو فلسطين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الخضم كتب السيد محمد المحمود في مقال في صحيفة الرياض يوم 30/ 4/1428هـ تحت عنوان "المتطرفون وصناعة خطاب الجهل: الموقف من الليبرالية نموذجا"، وقد حمل على هؤلاء "المتطرفين" الذين لا يعرفون معنى الليبرالية ولذلك فهم يهاجمونها، وقال: إن التكفيريين يرون أنهم الممثلون الشرعيون الوحيدون للدين وأنهم يريدون من العلماء والمثقفين أن يركعوا لهم طالبين المغفرة حتى يتم تعميدهم من جديد كمؤمنين.
كنت أتمنى من السيد المحمود أن يشرح لهؤلاء المتطرفين معنى الليبرالية حتى ينقذهم من سوء الفهم وسوء الظن لكنه للأسف لم يفعل ولست أدري لماذا ترك البيان في وقت وجوب إظهاره، مرة أخرى ليته أفصح عن مواصفات التكفيريين الذين تنطبق عليهم تلك الصفات "النصرانية" التي أوردها؟ ليته ذكر واحدا أو أكثر لكي يقنع قراءه بفكرته.
الحديث عن تبرير الإرهاب وأن هناك فئة "تكفيرية" أو "صحوية" تحاول هذا الفعل كثر ولكن - مرة أخرى - بصورة عائمة لا تخدم أصحاب هذه الفكرة ولا تنبئ عن وعي دقيق للتعامل مع هذه الظاهرة.
لا أعرف أحدا برر فعلا إرهابيا فالذي قام بعمل إجرامي من حق الدولة أن تحيله للقضاء، وللقضاء أن يقول كلمته في ذلك الفعل.
ولكن الذي أعرفه أن الاختلاف يحصل في محاولة فهم الدافع لارتكاب تلك الجرائم وكذلك طريقة التعامل مع الذين لم يرتكبوا جريمة أصلا وإنما يحملون أفكارا متطرفة.
هذا النوع من الاختلاف ليس محصورا في دائرة "التكفيريين" كما يحلو للبعض أن يسميهم، ولا في دائرة "الصحويين" كما يقول البعض الآخر، بل تعدى هؤلاء وأولئك إلى من قد يوصفون بـ "الليبراليين".
وبالمناسبة فإن الحديث عن "الصحويين" وإرهابهم وخطرهم كان من اختصاص السيد محمد آل الشيخ في مقاله في صحيفة الجزيرة يوم 28/ 4/1428هـ، تحت عنوان: "شيء من خطاب الإرهاب الإعلامي" والذي قال فيه: إن الإرهاب كله خرج من تحت عباءة "الإخوان المسلمين" ولعل الأخ لا يعرف أن في البحرين وقطر والكويت والأردن "إخوانا مسلمين" ولم نسمع أن هؤلاء كانوا "إرهابيين" وعلاقتهم مع حكوماتهم ممتازة، فلماذا يكون هناك تعميم غير مدعوم بأي دراسة علمية؟!
من الطريف أن السيد محمد يؤكد أن "كل إرهابي صحوي" كنت أتمنى أنه أعطانا مواصفات "الصحوي" لنتمكن من التعرف عليه لأن المصطلحات العائمة يمكن أن تلصق بكل أحد ويدعيها كل أحد، لكن ـ ومع أنني لا أعرف معنى "صحوي" إلا أنني أتساءل: هل كان جهيمان صحويا؟ وهل لدى السيد محمد إحصائية دقيقة عما ذهب إليه من أن كل الذين مارسوا الإرهاب كانوا "صحويين"؟
مرة أخرى: إطلاق التهم جزافا لا يخدم الفكرة، بل يضعفها، ولا يخدم قضية محاربة الإرهاب، بل يضعفها أيضا.
وفي المقالة نفسها يتحدث السيد محمد عن فئة تحاول تبرير الإرهاب وأن هذه الفئة هي كمن يمارس الإرهاب.
ليته حدثنا عن هذه الفئة أو عن أفرادها لكنه لم يفعل واكتفى بالتعميم الذي لا يفيد أحدا.
لقد قلت إن آراء الناس جميعا تختلف في محاولة فهم دوافع الإرهاب ومن حق الناس أن يختلفوا ويتحاوروا ليصلوا إلى فهم مشترك يكون الأقرب للصواب.
من الذين تحدثوا عن دوافع الإرهاب "الصحوي" الدكتور تركي الحمد في مقالة له في "الشرق الأوسط" يوم 20/ 5/2007، تحت عنوان "لكيلا تتآكل الطبقة الوسطى"، حيث قال: "فالتحول من حالة الازدهار إلى حالة الفاقة أو ما هو قريب منها، وانحدار الأفراد من مرتبة اجتماعية معينة إلى مرتبة أدنى ينشر الشعور بالغبن والحقد والاستغفال والتوتر وكلها مشاعر تتحول إلى مزيج قنبلة اجتماعية موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة عندما تنصهر في بوتقة واحدة خاصة عندما تجد تعبيرا لها في هذه الأيديولوجيا أو تلك من أيديولوجيا التطرف اليميني منها أو اليساري على السواء".
الدكتور قال إن الفقر قد يسبب الإرهاب والتطرف، فهل نقول عنه: إنه يبرر للإرهاب؟ هل نصفه بأنه "صحوي" ونزيد أن كل صحوي إرهابي محتمل؟
الدكتور الحمد لم يكن وحده من قال هذا الكلام أو سواه في محاولة فهم أسباب ظاهرة الإرهاب فلماذا يكون التحامل على فئة معينة إذا حاولت أن تجتهد هي الأخرى في فهم هذه الظاهرة؟
الشيء الذي أود قوله بوضوح: إن عقلاء بلادنا جميعا أنكروا الإرهاب وإن التجني بتلك الطريقة لا يخدم أحدا، بل أجزم أنه يسيء لبلادنا، كما أن تكرار الحديث عن التعليم ومدارس تحفيظ القرآن والمخيمات الصيفية بتلك الطريقة الفجة لن يقنع أحدا، على من يتحدث أن يضع النقاط على الحروف وأن يسمي الأشياء بأسمائها. أما الحديث ـ بالمطلق ـ فكل يجيده، وكل قادر على اتهام الآخرين بتلك الطريقة.
الإرهاب آفة يجب أن يتعاون الجميع على محاربتها. أما تصفية الحسابات فدعوها لموضوع آخر إن كان ولا بد.
:
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 03:00]ـ
بارك الله فيكم أخي حسين ..
بودي لو تكتبون عن كتب الأدب الشهيرة وماقيل فيها وكيف يُستفاد منها وماهي الملحوظات عليها: العقد، البيان، الأغاني، الكامل .. الخ.وتكون في سلسلة. أظنها ستكون نافعة وكالمرجع لأهل السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 02:31]ـ
بارك الله فيكم أخي حسين ..
بودي لو تكتبون عن كتب الأدب الشهيرة وماقيل فيها وكيف يُستفاد منها وماهي الملحوظات عليها: العقد، البيان، الأغاني، الكامل .. الخ.وتكون في سلسلة. أظنها ستكون نافعة وكالمرجع لأهل السنة.
أستاذنا الكبير
رفع قدركم وزادكم شرفا وتوفيقا وهدى
وغفر لكم حسن ظنكم بابنكم
فهنا وهناك من هو أجدر مني ـ والله ـ بهذه المهمة الجليلة
وأشكر لكم اهتمامكم بمقالتي عن (العقد الفريد)
شيخنا القدير
كتبت عن بعضها لكن لم تر النور حتى الساعة
وسأضاعف الجهد ـ إن شاء الله تعالى ـ لتخرج تامة الحسن(/)
يرجى لمن عنده علم والمختصين في علم العقائد الدخول رجاء منكم جزام الله خيرا
ـ[الأندلسي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 06:18]ـ
يرجى لمن عنده علم بالعقيدة الدخول إلى الرابط: http://www.atourath.com/montada/showthread.php?t=1173
والرد على الشبهات المثارة هناك وفقكم الله. والله عز وجل يجزيكم خيرا،
مع العلم أن الرد يجب أن يكون علميا خاليا من السب والشتم والتنقص ...
السلام عليكم
ـ[الأندلسي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 06:24]ـ
أتمنى أن يبارد أحد الطلبة النجباء للرد على الشبه، وأن لا تخذلوا إخوانكم ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 07:53]ـ
تم إعلام أحد المختصين بالأشاعرة. والمدعو (عدنان زهار) تلميذ للمدرسة الغمارية القبورية، سبق نقاش الإخوة له في ملتقى أهل الحديث، فلعلك تستفيد منها بالبحث عنها.
وفقكم الله ..(/)
صفات قوم لوط موجوده حالياً؟ ام نحن نتخيل؟
ـ[محمد العلاوي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 12:04]ـ
صفات قوم لوط موجوده حالياً؟ ام نحن نتخيل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسرد لكم اربع من صفات قوم لوط ,, موجوده حالياً بين شبابنا من بنين وبنات
1 - التصفير ... حيث كان صفة قوم لوط استدعاء الرجل للآخر لفعل الفاحشة
معه عن طريق التصفير بالفم
ونجد شبابنا اليوم يتبعون نفس الامر فى نداء بعضهم
2 - الوقوف على النواصى .. لاصطياد الفرائس من الرجال
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف على قارعة الطريق وذكر للصحابة انهم
اذا فعلوا ذلك لأى غرض نبيل فعليهم اعطاء الطريق حقه وهو ... غض البصر، غض السمع،
رد السلام، افساح الطريق
ونحن نرى الشوارع اليوم تكتظ بالشباب الذين يقفون لمعاكسة الفتيات
ويملئون الطريق ولا يهتمون بالافساح للمارة
3 - فتح صدر القميص ... وكان قوم لوط رداءهم يشبه القميص الباكستانى
الحالى وكانوا يفتحون صدره تباهيا بأنفسهم
والحين ماشالله نشوف بعض الشباب الصدر طالع للتباهي بكبر صدورهم وكثرة الشعر فيه
4 - انزال البنطال الى ما قرب عظم الحوض وهي صفة الشباب الشاذين
في قوم لوط ممن يفعل بهم الفاحشه ..
وهى موضة منتشرة جدا بين الشباب والبنات من دون ان يعرفوا معناها
والاخطر انها موضة مستوردة من الغرب ابتدعها مصمم ازياء اوروبى معروف صاحبه بالشذوذ الجنسى
وقد قتل من صديق له بسبب هذا الشذوذ
((قبل ان تتبعوا الموضة اعرفوا مصدرها ومعناها كفانا ترديد دون وعى))
هذا ما اكتشفنا معناه وأصله وكم من عادات منتشرة ولا نعرف اصلها ومعناها ........
اللهم احفظ شباب المسلمين البنات منهم والبنين ,,, اللهم آآآمين
بصراحه موضوع غايه في الاهميه وحبيت منكم نقاش عليه
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 05:14]ـ
بارك الله فيك.
وأسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين.
سؤال /
هل وردت أدلة صريحة صحيحة على ما تفضلت بالإشارة إليه؟.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 05:20]ـ
نعم كما أشار الشيخ المسيطير، لو تمَّ توثيق هذه المرويّات والأخبار، فهو أفضل.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 12:21]ـ
راجع تاريخ دمشق لابن عساكر.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ا لأخ الفاضل محمد العلاوي ........... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..........
-فتح صدر القميص ... وكان قوم لوط رداءهم يشبه القميص الباكستانى
الحالى وكانوا يفتحون صدره
في هذا الكلام خطأ ظاهر ........
فقد وردت سنة فتح الأزرار عن النبي - صلى الله عليه و سلم - و عن غير واحد من الصحابة و أئمة السلف ..........
راجع - فضلا - هذا الرابط ........
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2559&highlight=%C7%E1%D3%E4%E4+%C7% E1%E3%E5%CC%E6%D1%C9
و أقل ما يقال فيها أنها من سنن العادات , فلا وجه - مطلقا - للانكار على فاعلها , فضلا عن وصفه بالتشبه بقوم لوط!!
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 04:41]ـ
تاريخ دمشق (50/ 322): أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا أبو إسحاق حدثنا القعنبي حدثنا مروان بن معاوية عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن علي قال من أخلاق قوم لوط الجلاهق والصفير والخذف ومضغ العلك أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا محمد بن عبد الله ابن الحسين ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص قالا أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن زياد البلدي حدثنا مروان بن معاوية عن سعد (1) بن طريق الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال قال علي إن في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط ستا الجلاهق والبندق والصفير والخذف ومضغ العلك وحل الإزار وقال ابن البنا وجر الإزار أخبرنا أبو الفضل الكلابي وأبو تراب المقرئ وأبو الحسن الخشوعي إذنا قالوا أنبأنا أبو بكر الخطيب لفظا أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر أخبرني سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق (2) والخذف ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول الشارب والصفير والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها أمتي بخلة إتيان النساء بعضهن بعضا.
ـ[محمد العلاوي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 07:13]ـ
بارك الله فيكم جميعا(/)
سؤال / هل في عصرنا علماء جرح وتعديل .... ؟
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 06:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شغل طلاب العلم في الفترة الاخير علم الجرح والتعديل فهل يوجد الآن علماء جرح وتعديل؟
سئل العلامة السلفي صالح الفوزان -حفظه الله- هذا السؤال ....
سماحة الشيخ من هم علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر؟
الجواب:
((والله ما نعلم أحداً من علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر، علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن، ولكن كلامهم موجود في كتبهم كتب الجرح والتعديل.
والجرح والتعديل في علم الإسناد وفي رواية الحديث، وماهو الجرح والتعديل في سبِّ الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة وليس هو الجرح والتعديل.)).
وذلك بتأريخ:
14 - 1 - 1427 هـ
بجامع الأمير متعب بن عبدالعزيز،
أثناء دروس شرح السنة للبربهاري
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 11:30]ـ
والجرح والتعديل في علم الإسناد وفي رواية الحديث، وماهو الجرح والتعديل في سبِّ الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة وليس هو الجرح والتعديل
بارك الله في الشيخ صالح وجزاه خيرًا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 11:44]ـ
قال أبو الربيع محمد بن الفضل البلخي: سمعت أبا بكر محمد بن مهرويه، سمعت علي بن الحسين بن الجنيد، سمعت يحيى بن معين، يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مئتي سنة.
قال ابن مهرويه: فدخلت على ابن أبي حاتم، وهو يقرأ على الناس كتاب " الجرح والتعديل "، فحدثته بهذه الحكاية، فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب من يده، وجعل يبكي، ويستعيدني الحكاية، أو كما قال.
رحم الله علماء الجرح والتعديل
ـ[الباجي]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 01:18]ـ
شغلكم هذا الحديث حتى عن ردّ السلام.
فأقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وطالما وجد من يقول: قال الله ... قال رسول الله (ص) ... فهناك رجال الجرح والتعديل ... فهو داخل في جملة حفظ الشريعة ... ولكن هل كل من يحاول ذلك يوفق إليه؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 01:20]ـ
جزى الله فضيلة الشيخ / صالح الفوزان - حفظه الله - خير الجزاء، وبارك في علمه، ونفعنا به.
ولتوضيح كلام الشيخ صالح - حفظه الله -، أقول:
أولًا: كلام الشيخ - حفظه الله - يعني به: طلبة العلم الذين يبتدئون طلبهم للعلم بالانشغال بالرد، والكلام على العلماء الكبار، أو حتى المبتدعة، أو من تلبَّس ببدعةٍ، وينصرفوا عن العلم النافع الذي هو من أوجب الواجبات عليهم؛ مثل: علم التوحيد، والعبادات، وغير ذلك.
فهؤلاء الأصاغر الذين لم يأخذوا من العلم شيئًا إلا فُتاتًا لا يُعدُّ من العلم شيئًا، يظلُّون يتكلَّمون في فُلان، وفي عِلَّان، وهذا مبتدع، وذاك ضالٌّ مُضلٌّ، وكلمات أخرى يتورَّع الأئمة الكبار - أئمة الجرح والتعديل - عن التلفُّظ بنصفها، ولا حتى عُشْرها.
علماء الجرح والتعديل لا يطلقون ألسنتهم في أحدٍ إلا أن يخلصوا نياتهم لله - جلَّ وعلا -، على أنَّ هذا من الدين، وهذا من الذَّبِّ عن سُنَّة سيِّد المُرسَلين - صلى الله عليه وسلَّم -.
فإذا قال الواحد منهم في أحد الرواة: كذَّاب، وضَّاع ... إلخ، فهو - فِعْلًا -: كذَّابٌ، بعدما اتَّضح لهم كذِبُهُ.
أما أهل عصرنا، فإلى الله المُشتكى من أقوالهم، وإطلاقاتهم؛ تجدهم:
1 - إما مُفْرطٌ في التعديل - إن صحَّ التعبير -، والغُلُوّ في المشايخ بما لا يُرضي هؤلاء المشايخ أصلًا.
2 - أو مُفرِّطٌ جافٍ، تجده يتَّهم النَّاس بالكذب، ويتقوَّل عليهم، ولا يتورَّع من إطلاق لسانه في أحد.
فاللهَ اللهَ إخواني الكرام في التوسُّط والاعتدال في الأحكام، بعدما يتعلَّم الطالب العلمَ، ويعمل بعلمه حتى يجد بركة هذا العلم، وإلَّا حُرِمَها - والعياذ بالله -.
أما مسألة عدم وجود علماء جرح وتعديل في عصرنا؛ فهذا ليس بصوابٍ؛ لعدَّة أسباب:
1 - أنَّ أهل البدع في كلِّ زمانٍ ومكان؛ بل في عصرنا هذا أكثر، وكما ورد أنَّ كلَّ يومٍ يأتي على النَّاس فإنَّ الذي بعده أسوأ منه، وأشرّ، سيقوم - إذن - العلماء بهذه المهمَّة، وإلَّا تلبَّس الأمر عند العامَّة - ومعهم الطلبة الصغار - بهؤلاء المبتدعة.
2 - سيتفرَّع عن ذلك وجود علماء جرحٍ وتعديل؛ كيف لا، والمبتدع يُعدُّ مجروحًا عند العلماء خاصَّةً الداعي إليها، الموالي والمعادي عليها.
وأقرب مثالٍ على ذلك: الجزء المكذوب الذي وضعه الواضعون - كذبًا وزورًا - في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -، في " مُصنَّف عبد الرزَّاق "؛ إن سكت العلماء عن بيان هذا الجزء الموضوع؛ لُبِّس على النَّاسِ - إلا من رحِم -، ونظنُّوا أنَّه من حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.
3 - أليس الردُّ على ذلك - وغيره - من الواجب على العلماء؟ أليس الذي يردُّ على ذلك يكون - حينئذٍ - في حكم المُجرِّح الذي يبيِّن للناس أنَّ هذا الرجل - أو الرجلين - كذَّابان، وغير ذلك ....
وعلى الجانب الآخر؛ نجد أنَّ هناك أهمية تزكية العلماء لعالمٍ ما، أو طالب علمٍ، حتى يتعرَّف عليه العلماء، أو العوام، ويطمئنوا لما يقوله من علمٍ، خاصَّةً في هذا الزمان، الذي كثُرَ فيه أصحاب الشهادات، وتمسَّك الناسُ بأنَّ فُلانًا - هذا - من الأزهر، أو من كذا، وكذا، فلو عُدِّل من قِبَل جامعةٍ معتبرةٍ، أو عالمٍ مشهورٍ، معروفٍ بالعدالة والتقوى، والعلم والفضل؛ أليس هذا تعديلًا؟!
وهكذا ... سنجد أنْ لا مفرَّ لنا من القول بوجود: علماء جرح وتعديل.
هذا ما عندي الآن ...
نسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما يُحبُّه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 01:00]ـ
نرجو من الإخوة الأفاضل الدخول في صلب الموضوع المطروح وعدم الخروج عنه، و أن يكون النقاش علمياً بعيداً الأشخاص والمهاترات وشكراً.
ـ[صاحب الدليل]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله المشرف على التنبيه وأرى الوقوف هنا لانه قد يتسبب لذكر الاشخاص ويتسع الامر
فأرجوا من المشرف اوقافه ان امكن
وجزاكم الله خير
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 01:12]ـ
أُوقف الموضوع بنائاً على طلب صاحب الموضوع وشكراً.(/)
63 نقلا ًمن القرآن والسنة وأقوال السلف والعلماء في حكم معاونة الكافرين
ـ[علي أكرم]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 09:32]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
فهذه نقولات من القرآن و الحديث و التفسير و عن أهل العلم تبين حكم مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالسلاح أو المال أو الرأي. وقد جاء النص الصريح من كتاب الله عز وجل على أن من اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين أنه: منافق .. لا يؤمن بالله ولا بالنبي وما أنزل إليه .. وأنه من جملة الكفار الذي والاهم ونصرهم.
1 - قال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا". [النساء:138،139].
2 - وقال تعالى: " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة:80، 81].
3 - وقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم …" إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اله يقوم يحبهم ويحبونه …" الآيات، [المائدة 51 - 57].
4 - وقال تعالى: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ". [آل عمرن:28] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى، المؤكدة له، تأكيدا يمنع تأويل الجاهلين، وتحريف المبطلين.
5: قال ابن جرير الطبري رحمه الله: في تفسير قوله " لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ": (والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان). وقال: (القول في تأويل قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" يعني تعالى ذكره بقوله "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم؛ فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه).
6: وقال الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ". (وهذا نهي من الله عز وجل المؤمنين أن يتخذوا الكفار أعوانا وأنصارا وظهورا ولذلك كسر "يتخذ" لأنه في موضع جزم بالنهي، ولكنه كسر الذال منه للساكن الذي لقيه وهي ساكنة. ومعنى ذلك: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني بذلك: فقد برىء من الله وبرىء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. "إلا أن تتقوا منهم تقاة ": إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل).
7: وقال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138): (صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين).
8: نصّ القرطبي في تفسيره (6/ 217) على أن الآية دليل على ردّة من يتولاّهم، وأنّ المقصود بالمولاة هنا أي النصرة
(يُتْبَعُ)
(/)
9: وقال شيخ الإسلامابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/ 17،18) (ومثله قوله تعالى "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع [انتفاء] الشرط انتفاء المشروط، فقال "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ" فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه.
10ومثله قوله تعالى (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمنا، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم، فالقرآن يصدق بعضه بعضاً).
11 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، في "اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 241 ت: في التعليق على حديث " من تشبه بقوم فهو منهم ": (وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله " ومن يتولهم منكم فإنه منهم").
12: وقال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم " أيضا: (فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم).
13 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/ 300، بعد ذكر قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه …": (فالمخاطبون بالنهى عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة، وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئا، بل سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيتولون المؤمنين دون الكفار ويجاهدون فى سبيل الله لا يخافون لومة لائم، كما قال في أول الأمر "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها كافرين"، فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه لا يضرون الإسلام شيئا بل يقيم الله من يؤمن بما جاء به رسوله وينصر دينه إلى قيام الساعة).
14 وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 28/ 192 - 193 (فصل في الولاية والعداوة … فذم من يتولى الكفار من أهل الكتاب قبلنا، وبين أن ذلك ينافي الإيمان " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين "… وقال "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم إسرارهم". وتبين أن موالاة الكفار كانت سبب ارتدادهم على أدبارهم. ولهذا ذكر في سورة المائدة أئمة المرتدين عقب النهى عن موالاة الكفار قوله "ومن يتولهم منكم فإنه منهم").
15 وقال شيخ الإسلام في اختياراته: (من جهز إلى معسكر التتر، ولحق بهم ارتد، وحل ماله ودمه) نقله الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، الدرر السنية 8/ 338، مجموعة الرسائل النجدية 3/ 35
16 وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله: (وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم، وهو صريح قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم").
(يُتْبَعُ)
(/)
17: وقال ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة: 1/ 195 [ط. رمادي للنشر]: (أنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية بل إما الإسلام أو السيف فإنه مرتد بالنص والإجماع).
18: وقال ابن القيم رحمه الله في " أحكام اهل الذمة " أيضا: 1/ 479 (ثم انتبه الآمر [الآمر بالله، الخليفة العباسي المتوفى سنة 467] من رقدته وأفاق من سكرته وأدركته الحمية الإسلامية والغيرة المحمدية فغضب لله غضب ناصر للدين وبار بالمسلمين وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التي أمر الله تعالى أن ينزلوا بها من الذل والصغار، وأمر ألا يولوا شيئا من أعمال الإسلام وأن ينشئوا في ذلك كتابا يقف عليه الخاص والعام فكتب عنه ما نسخته (… وقطع الموالاة بين اليهود والنصارى وبين المؤمنين وأخبر أنه من تولاهم فإنه منهم في حكمه المبين فقال تعالى وهو أصدق القائلين "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وأخبر عن حال متوليهم بما في قلبه من المرض المؤدي إلى فساد العقل والدين فقال "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" ثم أخبر عن حبوط أعمال متوليهم ليكون المؤمن لذلك من الحذرين فقال تعالى "ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين"، ونهى المؤمنين عن اتخاذ أعدائه أولياء وقد كفروا بالحق الذي جاءهم من ربهم وأنهم لا يمتنعون من سوء ينالونهم به بأيديهم وألسنتهم إذا قدروا عليه فقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق" إلى قوله "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون"، وجعل سبحانه لعباده المسلمين أسوة حسنة في إمام الحنفاء ومن معه من المؤمنين إذ تبرءوا ممن ليس على دينهم امتثالا لأمر الله وإيثارا لمرضاته وما عنده فقال تعالى "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده". وتبرأ سبحانه ممن اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين وحذره نفسه أشد التحذير فقال "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" …).
19 وقال العلامة البرزلي رحمه الله، في نوازله (أحفظ أن المعتمد بن عباد استغاث بهم [أي النصارى] في حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة، فاستفتى فيه الفقهاء فأكثرهم أفتى أنها ردة، وقاضيه مع بعضهم لم يروها ردة، ولم يبح دمه بالردة، فأمضى ذلك من فتواه ولم يبح دمه وأخذ بالأيسر ونقله إلى أغمات وأسكنه بها إلى أن مات بها) نقلا عن " النوازل الصغرى " للعلامة محمد المهدي الوزاني (1/ 415،428)، وهو بنصه في النوازل الكبرى، له، المسماة ب" المعيار الجديد الجامع المعرب عن فتاوى المتأخرين من علماء المغرب " (3/ 23).
20 فتوى أبي العباس بن زكري رحمه الله: جاء في النوازل الصغرى (1/ 419) (وقد سئل أبو العباس بن زكري عن قبائل المغرب الأقصى امتزجت أمورهم مع النصارى وصارت بينهم محبة، حتى إن المسلمين إذا أرادوا الغزو أخبر هؤلاء القبائل النصارى، فلا يجدهم المسلمون إلا متحذرين، وربما قاتلوا مع النصارى. فأجاب: ما وصف به القوم المذكورون يوجب قتلهم كالكفار الذين تولهم، ومن يتول الكفار فهو منهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
21: فتوى الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصارى رحمه الله: جاء في النوازل الصغرى (1/ 419): (وسئل الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري عن أناس سكنوا بأوطانهم، والنصارى يجاورونهم، وهم على ثلاثة أقسام: … وقسم نيتهم أن يسكنوا ببلدهم ويغرموا للنصارى. فأجاب: الجواب عن المسألة الهائلة التي هدت بها أركان الإسلام، وطمست بها عيون الليالي والأيام … وأما الثلث الثالث فبئس الثلث، لأنه خسر دينه ودنياه، وخالف ما أمره به مولاه، فهؤلاء يستحقون العقوبة العظيمة، إلى أن قال: وأما الذين يتجسسون على المسلمين فالمشهور أن دم الجاسوس مباح، وأنه يقتل، ويكون قاتله مأجورا، وأما إن شهر السلاح مع النصارى ويأتي في عسكرهم، فهذا القسم قد مرق من الدين، فحكمه حكم النصارى في دمه وماله).
22: فتوى العلامة محمد بن مصطفى الطرابلسي رحمه الله: جاء في النوازل الكبرى (3/ 78 - 81): (وسئل أيضا عن بلدة استولى عليها الكفار وتمكنوا منها فانضم إليهم بعض القبائل والعشائر، وصاروا يقاتلون معهم المسلمين وينهبون مالهم، وينصحون الكفار ويعينونهم على أذى المسلمين، فكانوا أشد ضررا على المسلمين من الكفار، فما الحكم فيهم وهذا حالهم؟ فأجاب: إني لم أقف على حكم هؤلاء في كتب مذهبنا معشر الحنفية ولكن وقفت على حكمهم في كتب بعض السادات المالكية، قال في فتح الثغر الوهراني: لما دعا الناس سلطان الجزائر إلى جهاد الكفار الذين استولوا على ثغر وهران، جاءوا إليه من كل فج عميق، وكان هذا غير حال القبائل العامرية، وأما بنو عامر فإنهم كانوا في ذلك على فرق، منهم من نجا بحصون العدو مدافعا عن نفسه ومعينا للعدو بسيفه وفلسه، فكانوا يقاتلون المسلمين مع عدوهم ويدفعون عنه، ويغزون على الحجلة المنصورة بالله تعالى، حتى إنهم كانوا على المسلمين أشد ضررا من الكافرين، وهكذا كان بعض القبائل؛ والظاهر أن حكم هؤلاء حكم أهل دار الحرب في قتلهم وأخذ مالهم …) إلى أن قال: (ومنه تعلم أن من يدخل تحت جوارهم وأمانهم من غير إعانة لهم بنفسه ولا بماله، ولا يكون لهم عينا ولا ردءا دونهم، لا يباح قتله، وإنما هو عاص بمعصية لا تبيح ما عصمه الإسلام من دمه وماله) إلى أن قال (ومنهم من لجأ للمسلمين وصار يقاتل العدو معهم وهو مع ذلك يعين العدو خفية، ويعلمه بأحوال عساكر المسلمين، ويطلعه على عوراتهم، ويتربص بهم الدوائر، وقد اطلع لهم على كتب كتبها في ذلك الوقت كثير من مشايخهم المعروفين عندهم بالأجداد، يذكرون العدو وعهده، ويعلمونه ببقائهم عليه، وانتظارهم الفرج، مع تضعيفهم لجيوش المسلمين وتوهينهم إياهم؛ وحكم أولئك حكم الزنادقة، إن اطلع عليهم قتلوا وإلا فأمرهم إلى الله تعالى). قال الطرابلسي تعليقا: (فليحفظ فإنه مهم، وقواعد مذهبنا لا تأباه، والله تعالى أعلم.).
23: فتوى العلامة الونشريسي صاحب المعيار رحمه الله: جاء في النوازل الكبرى (1/ 94 - 99) قول صاحب المعيار (وأما مقتحموا نقيضه [أي الجهاد] بمعاونة أوليائهم على المسلمين؛ إما بالنفوس وإما بالأموال فيصيرون حينئذ حربيين مع المشركين، وحسبك من هذا مناقضة وضلالا).
24: فتوى العلامة التسولي رحمه الله: وقد استفتاه الأمير عبد القادر الجزائري حول من يداخل الفرنسيين ويبايعهم [من البيع] ويجلب إليهم الخيل، ويدلهم على عورات المسلمين، ما حكم الله في أنفسهم وأموالهم؟
قال الأستاذ الحسن اليوبي في كتابه " الفتاوى الفقهية في أهم القضايا من عهد السعديين إلى ما قبل الحماية " ص 232 (وقد نص الفقيه التسولي في جوابه على أن أولئك العملاء إذا أظهروا الميل للعدو الكافر وتعصبوا به، فيقاتلون قتال الكفار ومالهم فيء. وبعد أن ساق ما أفتى به بعض الفقهاء من وجوب محاربة القبائل التي تقوم بقطع الطرقات ونهب أموال المسلمين وغير ذلك من الأعمال المنضوية تحت الحرابة عقب على ذلك بقوله: " وإذا كان يقاتل من أراد إفساد الكروم وغابة الزيتون فكيف بمن يريد إفساد الدين بالكتم على الجواسيس، ونقل الأخبار، ومبايعة الكفار، فهم أسوأ حالا من المحاربين، لأنهم تولوا الكفار، ومن تولى الكفار فهو منهم".) قال الأستاذ الحسن اليوبي معلقا (وهو حكم صائب، فإذا كان الفقهاء قد رأوا قتل الجاسوس وهو الذين يعين
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعداء بنقل أخبار المسلمين إليهم، وإذا كان الإمام الونشريسي قد أفتى بأن مجرد الدعاء للكفرة بالبقاء وطول المدى " علم على ردة الداعي وإلحاده وفساد سريرته واعتقاده، لما تضمنه من الرضى بالكفر، والرضى بالكفر كفر" فكيف بمن يحمل السلاح إلى جانبهم، ويدافع عنهم، ويقتل إخوانه المسلمين، ويفعل بهم ما يفعله الأعداء من أسر ونهب، وفوق ذلك يمكن الكفار من التسلط على أراضي المسلمين ورقابهم).
25: وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة … الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".). الدرر السنية 10/ 92، الطبعة الخامسة، مجموعة التوحيد ص 23، الطبعة الرابعة. وقال الشيخ أيضا، في شرح ستة مواضع من السيرة: (فإذا عرفت هذه عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض، كما قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"). مجموعة التوحيد ص 19
26: وقال الشيخ أيضا: (إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين - ولو لم يشرك - أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين). الرسائل الشخصية ص 272 الحادي والعشرون: وقال الشيخ أيضا: متحدثا عن أعدائه الذين يقاتلهم ويكفرهم: (النوع الرابع: من سلم من هذا كله، [أي فعل الشرك، وتفضيل المشركين على الموحدين، وكراهية أهل التوحيد] لكن أهل بلده يصرحون بعداوة التوحيد واتباع أهل الشرك ويسعون في قتالهم، وعذره أن ترك وطنه يشق عليه، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده، ويجاهد بماله ونفسه، فهذا أيضا كفر، لأنهم لو أمروه بترك صيام رمضان ولا يمكنه ذلك إلا بفراق وطنه فعل، ولو أمروه أن يتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه مخالفتهم إلا بفعل ذلك فعل) 0 مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/ 301
27: وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (الدليل الثامن عشر: قوله تعالى " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنك والله يشهد إنهم لكاذبون " … فإذا كان من وعد المشركين في السر بالدخول معهم، ونصرهم والخروج معهم إن جلوا، نفاقا وكفرا وإن كان كذبا، فكيف بمن أظهر ذلك صادقا؟ وقدم عليهم ودخل في طاعتهم، ودعا إليها ونصرهم، وانقاد لهم وصار من جملتهم، وأعانهم بالمال والرأي؟ هذا مع أن المنافقين لم يفعلوا ذلك إلا خوفا من الدوائر، كما قال تعالى: " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " [المائدة: 52] وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين في هذه الفتنة، فإن عذر كثير منهم هذا، هو العذر الذي ذكره الله عن الذين في قلوبهم مرض، ولم يعذرهم الله به …). الدرر السنية 8/ 137، مجموعة التوحيد ص 209
28: وقال الشيخ سليمان أيضا: (الدليل الثامن: قوله تعالى: " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" [المائدة:51] فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان فهو منهم …
29: و قال أيضا (الدليل التاسع: قوله تعالى " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون" [المائدة:80] فذكر تعالى أن موالاة الكفار موجبة لسخط الله والخلود في النار بمجردها وإن كان الإنسان خائفا إلا المكره بشرطه، فكيف إذا اجتمع ذلك مع الكفر الصريح وهو معاداة التوحيد وأهله، والمعاونة على زوال دعوة الله بالإخلاص، وعلى تثبيت دعوة غيره؟!.)
(يُتْبَعُ)
(/)
30: و قال (الدليل العاشر: قوله تعالى " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون " [المائدة:81] فذكر تعالى أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ومن لم يخف، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم، كثير منهم فاسقون، فجر ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك.). الدرر السنية 8/ 127 - 129، مجموعة التوحيد 203، 204
31: وقال الشيخ سليمان أيضا: (إن كانت الموالاة مع مساكنتهم في ديارهم، والخروج معهم في قتالهم ونحو ذلك، فإنه يحكم على صاحبها بالكفر، كما قال تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم "…). الدرر السنية 8/ 159، مجموعة التوحيد ص 97
32: وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: (وله نواقض ومبطلات تنافي ذلك التوحيد: فمن أعظمها أمور ثلاثة: … الأمر الثالث: موالاة المشرك والركون إليه ونصرته وإعانته باليد أو اللسان أو المال، كما قال تعالى " فلا تكونن ظهيرا للكافرين " [القصص:86] … وقال تعالى" ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هو خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة:80،81] فتأمل ما في هذه الآيات وما رتب الله سبحانه على هذا العمل من سخطه والخلود في عذابه وسلب الإيمان وغير ذلك. وقال شيخ الإسلام في معنى قوله تعالى "ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء" فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان). الدرر السنية 11/ 300 - 304، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/ 291
33: وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن أيضا: (وأما إيواؤهم ونقض العهد لهم، ومظاهرتهم ومعاونتهم، والاستبشار بنصرهم، وموالاة وليهم، ومعاداة عدوهم من أهل الإسلام: فكل هذه الأمور زائدة على الإقامة بين أظهرهم، وكل عمل من هذه الأعمال قد توعد الله عليه بالعذاب والخلود فيه وسلب الإيمان، وحلول السخط به وغير ذلك ما هو مضمون الآيات المحكمات التي قد تقدمت) الدرر السنية 11/ 343
34: وقال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في " الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع " (ص32): (وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين).
35: وقال الشيخ أيضا: (فنهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود والنصارى، وذكر أن من تولاهم فهو منهم، أي: من تولى اليهود فهو يهودي، ومن تولى النصارى فهو نصراني، وقد روى ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال: قال عبد الله بن عتبة: ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر. قال: فظنناه يريد هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " إلى قوله " فإنه منهم " … الآية، وكذلك من تولى الترك فهو تركي، ومن تولى الأعاجم فهو عجمي، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار). سبيل النجاة والفكاك ص 35 (ت: الوليد الفريان"، ومجموعة التوحيد ص 220
36: وقال الشيخ حمد بن عتيق أيضا: (الأمر الثالث: مما يصير المسلم به مرتدا: موالاة المشركين، والدليل قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء" فذكر في الآية الأولى أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم، وظاهرها أن من تولاهم فهو كافر مثلهم، ذكر معناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى) سبيل النجاة والفكاك ص 77، مجموعة التوحيد ص 242
(يُتْبَعُ)
(/)
37: وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله (وتعزيرهم وتوقيرهم كذلك، تحته أنواع أيضا، أعظمها: رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام، وتصويب ما هم عليه. فهذا وجنسه من المكفرات، ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه).
38: وقال الشيخ عبد اللطيف أيضا: (وقال تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة " [آل عمران:28] وقد جزم ابن جرير في تفسيره بكفر من فعل ذلك. قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" [المجادلة:22] فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم، فإنه يتبين له – إن وفق وسدد – أنها تتناول من ترك جهادهم، وسكت عن عيبهم، وألقى إليهم السلم. فكيف بمن أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام أو أثنى عليهم، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم، وأحب ظهورهم، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق). الدرر السنية 8/ 325 - 326، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/ 53
39: وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن حسن رحمه الله وقد سئل عن الفرق بين الموالاة والتولي، فأجاب: (التولي كفر يخرج من الملة وهو كالذب عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب، كبل الدواة أو بري القلم أو التبشش لهم، أو رفع الصوت لهم).
40: وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف أيضا: (من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأشرك به؛ ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة). الدرر السنية 10/ 429
41: وقال عبد الله بن عبد اللطيف أيضا في شأن أهل الخليج الذين دخلوا تحت الحماية البريطانية في القرن الماضي وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم، واطمئنوا إليهم، وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم، وهذابلا شكّ أنه من أعظم أنواع الردّة واستدلّ بقوله تعالى: ترى كثيرا منهم يتولّون الذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.
ثمّ قال في آخر فتواه رحمه الله: كل من دخل في طاعتهم وأظهر موالاتهم، فقد حارب الله ورسوله، وارتدّ عن دين الإسلام، ووجب جهاده ومعاداته. (الدرر السنية 8/ 11)
42: وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف رحمه الله: (وقال صلى الله عليه وسلم " من جامع المشرك أو سكن معه فإنه مثله " فلا يقال إنه بمجرد المجامعة والمساكنة يكون كافرا، بل المراد أن من عجز عن الخروج من بين ظهراني المشركين، وأخرجوه معهم كرها، فحكمه حكمهم في القتل، وأخذ المال لا في الكفر. وأما إن خرج معهم لقتال المسلمين طوعا واختيارا، أو أعانهم ببدنه وماله، فلا شك أن حكمه حكمهم في الكفر). الدرر السنية 8/ 456
43: وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: (وكون الولاة مرتدين عن الدين بتوليهم الكفار، وهم مع ذلك لا يجرون أحكام الكفر في بلادهم، ولا يمنعون من إظهار شعائر الإسلام، فالبلد حينئذ بلد إسلام، لعدم إجراء أحكام الكفر، كما ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف رحمه الله عن الحنابلة وغيرهم من العلماء) إلى أن قال (وأما الولاة المذكورون، فإنهم قد حصل منهم موالاة وتول للكفار وموافقة، ومظاهرة على المسلمين، فلا شك في ردتهم، والمتأخرون منهم إما راضون بأفعالهم، أو معينون لهم، ولم يظهر منهم مخالفة لمن قبلهم ولا عيب على أفعالهم، فحكمهم حكمهم، إلا أن يكون قد تبين لكم منهم خلاف ما عليه أسلافهم). الدرر السنية 8/ 491 - 494
(يُتْبَعُ)
(/)
44: وقال بعض علماء نجد: (الأمر الثالث: مما يوجب الجهاد لمن أتصف به مظاهرة المشركين، وإعانتهم على المسلمين بيد أو لسان أو بقلب أو بمال، فهذا كفر مخرج من الإسلام، فمن أعان المشركين على المسلمين، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختيار منه فقد كفر). الدرر السنية 9/ 292
45: وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "كلمة الحق": (أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس. وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز وعن حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون).
46: وقال (ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم [أي الفرنسيين] حكمه حكم التعاون مع الإنجليز: الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه).
47: وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) مجموع الفتاوى والمقالات 1/ 274
48: وقال الشيخ عبد العزيز بن باز أيضا: (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"). فتاوى إسلامية 0 جمع محمد بن عبد العزيز المسند ج4 السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901.
49: وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: (ومن مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة نعوذ بالله من ذلك). الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ص 351.
50: وقال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله: (وأما الوقوف مع دول الكفر على المسلمين ومعاونتهم عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم " والآيات في هذا كثيرة.)
51: وقال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي حفظه الله: (أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا …)
52: وقال أيضا (و بناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم).
53: وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: (فإنه مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذُكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة، فكيف بمناصرة الكفار عليهم، فإن ذلك من تولي الكافرين؛ قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقد عدّ العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية).
54: وقال الشيخ عبد الله السعد حفظه الله: (وقد حذر الله تعالى من موالاة الكافرين أشد تحذير، بل حكم بالكفر والردة على من تولاهم فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة51
(يُتْبَعُ)
(/)
والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا). وقال: (وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضا من نواقض الإسلام، دلّ على ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونص عليه أهل العلم رحمهم الله، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر).
55:قال الشيخ حامد العلي أنه قطعا لا يجوز معاملة هذا الاحتلال الصليبي الخبيث على العراق المسلم إلا بمجاهدته، وطرده منها، ومن يقر علو الكفار على أي بلد مسلم، حتى لوكان بقرار الأمم المتحدة، فهو مرتد عن دين الإسلام، مرتكس في النفاق، لان ذلك يتضمن موالاة الكفار، والإقرار بحكم الجاهلية، وشرعة الطاغوت، ولا يخفى هذا على مؤمن بالتوحيد الذي أرسل الله به المرسلين، وبعث به النبيين.
56: وقال الشيخ ناصر العمر حفظه الله: (رابعاً: حرمة مظاهرة المشركين واليهود والنصارى، وإعانتهم على المسلمين، وأن من فعل ذلك عالماً بالحكم طائعاً مختاراً غير متأول فقد برأت منه ذمة الله، حيث إن المظاهرة والمناصرة أعظم أنواع التولي والموالاة).
57: وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله،في بيانه عن الأحداث: (إن نصرة الكفار على المسلمين بأي نوع من أنواع المناصرة ولو كانت بالكلام المجرد هي كفر بواح، ونفاق صراح، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام - كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء).
58: وقال الشيخ بشر بن فهد البشر حفظه الله: (ومما سبق يتبين أن التعاون مع أمريكا في العدوان على أفغانستان سواء كان بالرجال أو المال أو السلاح أو الرأي هو من قبيل مظاهرة الكفار على المسلمين، وهو كفر وردة عن الإسلام، وهذا الحكم يشمل الأفراد والجماعات وغيرهم).
59: وقال الشيخ علي الخضير حفظه الله: (أما مسالة مظاهرة الكفار فأعظم من بحثها هم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفر والنفاق والردة والخروج عن الملة وهذا هو الحق ويدل عليه الكتاب والسنة والإجماع…).
60: وقال الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف في " نواقض الإيمان القولية والعملية " ص 381،382 (وأما مظاهرة الكفار على المسلمين، فالمقصود بها أن يكون أولئك أنصارا وظهورا وأعوانا للكفار ضد المسلمين، فينضمون إليهم، ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان، فهذا كفر يناقض الإيمان. وهذا ما يسميه بعض العلماء ب"التولي" ويجعلونه أخص من عموم الموالاة، كما هو عند بعض أئمة الدعوة السلفية في نجد، مع أن جمهورا من المفسرين يفسرون التولي بالموالاة) إلى أن قال: (وعلى كل فلا مشاحة في الاصطلاح، فالمهم أن مظاهرة الكفار ونصرتهم والذب عنهم يناقض الإيمان سواء سمي ذلك توليا أم موالاة. إن مظاهر الكفار ضد المسلمين خيانة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين).
61: وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله: (وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى ** ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية وقتل القادة المخلصين).
62: وقال الشيخ سليمان العلوان أيضا: (والحذر الحذر من مناصرة الكفار على المسلمين بأي نوع أو وسيلة من وسائل النصرة فهذا من التولي وهو كفر ونفاق ومرض في القلوب وفسق. وليس من شروط الكفر أن تكون مظاهرته للكفار محبة لدينهم ورضى به، فهذا مذهب ضعيف لأن محبة دين الكفار والرضى به كفر أكبر دون مظاهرتهم على المسلمين. فهذا مناط آخر في الكفر ولو ادعى المظاهر محبة الدين وبغض الكافرين فإن كثيراً من الكفار لم يتركوا الحق بغضاً له ولا كراهية للدين إنما لهم طمع دنيوي ورغبة في الرياسات فآثروا ذلك على الدين قال تعالى ** ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.)
(يُتْبَعُ)
(/)
63:وقال الشيخ أيضا: (قال تعالى ** وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وذلك لأنهم دخلوا في طاعتهم ونصروهم وأعانوهم بالمال والرأي. ومن ذلك مشاركة الجنود المسلمين الموظفين في الحكومة الأمريكية في قتال الأفغان المجاهدين في سبيل الله فهذا من أكبر الذنوب وأعظمها منافاة لأصل الإيمان. وتجويز هذا العمل بدليل الإكراه غير صحيح، فإن للإكراه ضوابط وشروطاً وهي غير متوفرة في هذه الصورة. فإن هؤلاء العسكريين يسعون لمصالحهم وتثبيت مناصبهم وكسب الأموال في سبيل قتل الأبرياء من المسلمين وهدم ديارهم وهذا لا يجيزه عاقل. وقد يهددون بالقتل وهذا غير مسوَّغ للمشاركة لأنه لا يجوز شرعاً أن تبقي نفسك في سبيل هلاك الآخرين وقتل المظلومين فليست دمائهم بأرخص من دمائكم ولا دماؤكم بأغلى من دمائهم. قال تعالى ** وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}. فإن المظاهرة أي مظاهرة الكفار على المسلمين من المسائل المجمع على تحريمها وقد سمى الله ذلك كفراً وقد تقدم وسمى ذلك نفاقاً فقال تعالى ** بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}. وسمى ذلك مرضاً في القلوب فقال تعالى ** فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}. وسمى ذلك فسقاً فقال تعالى ** تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. والإجماعات المنقولة في هذا الباب كثيرة، وقد حررت ذلك في غير موضع وبينت الفرق بين الموالاة والتولي، وأن التولي كفر أكبر وأما الموالاة فمنها ما هو مرادف للتولي، ومنها ما هو دون ذلك والله أعلم.).
ـ[علي أكرم]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 05:15]ـ
يرفع(/)
(تأثير الإتجاه التغريبي) للشيخ د عبدالرحيم بن صمايل السلمي
ـ[نور الفجر]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 12:37]ـ
تأثير الاتجاه التغريبي
مقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
فإنّ من أقوى المخاطر التي تواجه الإسلام والمسلمين في هذا الزمان خطر الاتجاه التغريبي ويعود ذلك إلى قوّة السيطرة العالمية للدول الصناعية الغربية في العالم.
فاليوم يسيطر العالم الغربي على العالم الإسلامي وغيره سيطرة عسكرية وسياسية واقتصادية وفكرية , وهذا أمر لا تكاد تخطئوه العين ولا يرتاب فيه المتابع.
وهذا الخطر الداهم يقدح في أصل الدين وأساسه , ولهذا فإن اهتمام العلماء به يجب أن يكون كبيراً لما يترتب عليه من أضرار على عقائد الناس وأخلاقهم , وهو يهدد وجود المجتمع الإسلامي في عقيدته وأخلاقه , ويقف رأس حربة لكافة أعداء الأمة وخصومها. وعند ترتيب الأعداء بحسب الخطورة وقوّة التأثير نجد أن هذا الاتجاه أبرزها وأشدها خطورة وأكثرها تأثيراً في المجتمع.
ومن هنا جاءت هذه الورقة لتناقش تأثير هذا الاتجاه من حيث مظاهره وأسبابه وبعض التوصيات في المعالجة.
لمحة موجزة:
بدأت حركة التغريب من خلال العلاقات التجارية والثقافية والخاصة مع بعض الدول العربية المجاورة (لاسيما مصر والخليج) (1) التي كانت تعيش صراعاً فكرياً قوّياً بين " أنصار القديم والحديث " أو " التراث والمعاصرة " (2) أو نحو ذلك من العناوين التي ظهرت في تلك الفترة لبيان الصراع بين الأمة الإسلامية ودعاة التغريب واللحاق بالحضارة الغربية فكراً وسلوكاً.
وقد كان للعوائل التجارية والصحف والمجلات أثر بارز في تبني بعض الشباب لآراء وأفكار المذاهب الفكرية السائدة في تلك الفترة.
فقد كانت لمؤلفات طه حسين (197م) , وأحمد أمين (1954م) , والعقاد (1964م) , وأدباء المهجر مثل جبران خليل جبران (1931م) , وميخائيل نعيمة (1982م) وغيرهم وكذلك مجلة الهلال والمقتطف والأهرام وغيرها دور مؤثر في إقناع الشباب بالاتجاه التغريبي.
ثم جاءت حركة الابتعاث وقد كانت على مرحلتين: المرحلة الأولى: بعثات إلى مصر عام 1927م للدراسة في المدارس والكليات, وقد نشأت الحركة الثقافية والأدبية (رسمياً وشعبياً) متأثرة بالتجربة المصرية بصورة كبيرة ,فقد اتبعت المدارس السعودية المناهج المصرية في التعليم, واستقدم عدد كبير من المدرسين العرب (مصريين, فلسطينيين ... ) وكان لهذه المرحلة تأثير على الطلاب والشباب بدرجات متفاوتة, أما المرحلة الثانية: فكانت في السبعينيات وهي من أخطر المراحل وهذه المرحلة هي: البعثات للدول الغربية, وجاءت في وقت حراك فكري كبير لاسيما من طرف الفكر الشيوعي والاشتراكي حتى على المستوى الغربي. وقد تكونت في هذه الفترة أحزاب ومنظمات تبنت التغريب سواءً بالفكر الليبرالي أو الشيوعي و منها: الأمراء الأحرار أو ما يعرف أحياناً "بالأمراء الدستوريين" (3) , و" نجد الفتاة " (4) , و" جبهة التحرير العربية السعودية ", و " حركة القوميين العرب / فرع السعودية " , و" حزب البعث / فرع السعودية (1955م) " (5) , و" شباب الطليعة " وهو تجمع من البعثيين والناصريين (عام 1964م) , وقد قدّموا عريضة للملك فيصل يطالبونه فيها " بالحرية والاشتراكية ودعم المد القومي الثوري التحرري ".
وقد ظهرت الأحزاب القومية في الخمسينات وهي فترة نشاطها على المستوى العربي.
وكانت هذه التنظيمات تتلقى دعماً مادياً ومعنوياً من الرئيس جمال عبد الناصر, وقد تعددت التنظيمات الناصرية والقومية في العقدين الخامس والسادس الميلاديين لكنها زالت وجمدت بعد موت عبد الناصر. وقد ظهرت في هذه الفترة تنظيمات ماركسيّة مثل" جبهة التحرير الوطني" (1953م) , و"الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير الجزيرة العربية" (196م) , و"منظمة الشيوعيين السعوديين" (1961م) , و"الجبهة الاشتراكية لتحرير الجزيرة العربية" (1963م) , و"رابطة أبناء الجزيرة العربية السعودية في الخارج" (1969م) (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت فترة السبعينات هي القمة في صعود التيار التغريبي ولكن بعد نكسة حزيران عام 1967م تراجع وضعف وانقرضت أغلب منظماته. ثم بدأ مرحلة جديدة وهي العمل على تغريب المجتمع من داخل بعض مؤسسات الدولة ذاتها, فتنازل عن فكرته القديمة وهي ضرورة تغيير السلطة والكلام في الديمقراطية كبديل للنظام الملكي واتجه للحديث عن تحرر المجتمع اقتصادياً واجتماعياً.
و قد كانت فترة الثمانينات تتميز بالتغلغل في بعض المؤسسات الرسمية والمنظمات الإقليمية وتوظيفها في خدمة التغريب فكراً وسلوكاً , أما فترة التسعينات فقد تميزت باجتماع كافة التيارات التغريبية على مذهب الليبرالية فالقوميون الاشتراكيون وكذلك الماركسيون تراجعوا عن أفكارهم الثورية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واتجهوا للفكر الليبرالي وتخلوا عن كل آرائهم السابقة (7).
وبعد أحداث 11 أيلول 21م زادت قوّة هذا التيار وزاد تأثيره يسنده في ذلك الانفتاح الإعلامي الهائل, والتقارب الكبير مع الدول العربية والغربية , وهذه الانفتاح والتقارب لابد أن يكون له آثار فكرية وسلوكية على المجتمع , وهو يعد داعماً قوياً لبرامج التغريب المحلي ومشاريعه.
كما أنّ للوجود الأمريكي في المنطقة ورعايته لهذا التيار ودعمه المباشر له دوره في شعور التغريبيين بأن هذه المرحلة استثنائية قد لا تتكرر ولهذا حرصوا على الاستفادة منها فقاموا بالهجوم الشامل على كل مظاهر الدين ومؤسساته والمطالبة بفك الارتباط بين الدولة والتزامها الديني من خلال المطالبة "بالدولة المدنيّة " وزادت قوّة تأثير هذا الاتجاه بعد انضمام بعض المنتكسين إلى صفّه , وقد صرح "القصيبي" في مقابلة له في إحدى المنتديات أن هؤلاء هم الذين يعرفون التطرف على حقيقته, وأشاد برواية " الإرهابي2 " لعبد الله ثابت, وهي رواية تحكي أوضاع الشباب المتدين من الداخل تحمل كثيراً من المغالطات والتأويل الفاسد. ولعل من أبرز ما يميّز المرحلة الحالية للاتجاه التغريبي أنه لم يعد ذا تأثير فردي أو ممارسة جزئية بل تعدى ذلك إلى قيامه على مؤسسات تعمل على صياغة المجتمع فكرياً واجتماعياً, ومن الناحية الفكرية المجردة يعتبر الاتجاه التغريبي ضعيفاً من حيث القوة العلميّة، وسطحياً في طرحة ومناقشته , ورواده مابين كاتب صحفي أو مفكر ينقل من الفكر الغربي فيترجم اتجاهاته (8).
وقد أشار الدكتور سعد البازعي إلى أنه لا توجد حركة فكرية في السعودية, وأن التنوير سطحي فيها, وأن الموجود مجرد مثقفون يتبنون آراء في العالم العربي والغربي (9). (الوطن3ربيع الأول1426هـ (1656)). وهذا يدل على أن هذا الاتجاه هزيل من حيث العمق الفكري, ولكنه خطير من حيث القوة الإعلامية والنفوذ الحكومي.
مظاهره:
مظاهر التغريب كثيرة, وليس المقصود هنا إحصاؤها, لذا فسأكتفي بذكر أبرزها:
أولاً: تغلغل هذا الاتجاه في بعض مؤسسات الدولة, وصياغة أنظمتها وفق النموذج الغربي, والعمل من خلال السلك الحكومي على تغريب المجتمع, والوصول إلى مناصب قوية التأثير, والقرب من أصحاب القرار (وزراء , مستشارون ,حاشية وبطانة ... ) لهذا الغرض. والعمل على التأثير على أصحاب القرار و المسئولين وذلك بتبني قرارات أو مواقف أو أنظمة تدعم التوجه التغريبي وحركته في المجتمع مثل قرارات العمل الأخيرة, وتغيير المناهج, والانفتاح الإعلامي السلبي, وتطبيق أوجه من الفكر الرأسمالي في الاقتصاد الوطني, وإضعاف دعم الدولة للدعوة الإسلامية في الداخل والخارج ... ونحو ذلك.
وكلّ ذلك بدعم من بعض المسئولين تحت ذريعة أن القوّة العالمية اليوم هي للغرب وحلفائه, والاتجاه التغريبي سوف يحمى الدولة من كيد الغربيين وتربصهم لكنه لم يلبث أن أصبح استمتاعاً حقيقياً بين الجميع. ولا ريب أن المسؤولية تقع على الذين مكنوا لهذه الفئة المنحرفة مع علمهم بها, وانكشاف أمرها, ونصح العلماء وتحذيرهم من خطرها على الدولة والمجتمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: صياغة جوانب من الاقتصاد الوطني على أسس الفكر الليبرالي الحر تناغماً مع التوجه العالمي نحو الرأسمالية , ومن ذلك جعل (الربا) من أسس التعامل الاقتصادي محلياً مع الشركات والأفراد, وعالمياً مع مؤسسات المال والشركات الدولية الكبرى, فالبنك المركزي (مؤسسة النقد) والبنوك المرتبطة به لا تزال تمارس الربا ليس ممارسة عملية فقط بل هي نظام معتمد وقانون نافذ.
وكذلك التوسع في الخصخصة, وعدم وضع القوانين الصارمة على سوق الأسهم مما سبّب كوارث مالية كبرى لها آثار اجتماعية خطيرة, فالطريقة التي تّم التعامل بها مع سوق المال هي ذات الطريقة الغربية في عدم تنظيم الدولة للاقتصاد, وأصبح سوق المال لدينا لا يختلف عن أيّ سوق مال عالمي لا ينضبط بضوابط الشريعة ويقوم على الاحتيال لأكل أموال الناس بالباطل.
وهذه قضية يجدر بالعلماء الاهتمام بها, فقد أصبح الاقتصاد المحلي في مجمله اقتصاد رأسمالياً مبنى على الفلسفة الليبرالية المتوحشة.
ويدخل في ذلك رعاية المعارض الدولية والمنتديات الاقتصادية مثل منتدى جدة الاقتصادي ومن يطلع على البرنامج الفكري للمنتدى لا يشك في كونه ترويجاً وترسيخاً للفكر التغريبي ولهذا تّم مناقشة موضوع الحريات وقضايا المرأة وحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية وغيرها مما ليس له علاقة مباشرة في الاقتصاد.
ثالثاً: العمل على إخراج المرأة وتغريبها من بوابة " العمل ", واستغلال حاجة الناس والرغبة في المال لإخراج المرأة من بيتها بحجة العمل, وتوسيع مجالات العمل دون مراعاة لخصوصية المرأة, وتقنين ذلك ليشمل المجتمع بأكمله, وقوانين وزارة العمل الأخيرة وعمل مكاتبه في توظيف الفتيات في كافة الشركات والمؤسسات شاهدة على ذلك.
رابعاً: السيطرة على وسائل الإعلام المحلية سيطرة محكمة, وتوجيهها لخدمة أفكارهم والتأثير على المجتمع.
خامساً: امتلاك مؤسسات إعلامية مستقلة ممولة بملايين الريالات ومن أبرزها: مجموعة "الشركة السعودية للأبحاث والتسويق" ويصدر عنها: صحيفة "الشرق الأوسط", وصحيفة " الاقتصادية " و"عرب نيوز", ومجلة " المجلة ", ومجلة " سيدتي ", وكذلك مجموعة " الإم بي سي " وهي مجموعة قنوات فضائية ذات برامج متنوعة مثل: قناة "العربية الإخبارية ", و" إم بي سي (1 - 2 - 3 - 4) ", ومجموعة"روتانا" (وهي قنوات فضائية غنائية وسينمائية) , ومجموعة " آي آر تي " (وهي قنوات فضائية منوّعة) , ومجموعة " إل بي سي, وصحيفة الحياة وغيرها, وكل هذه الإمبراطوريات الإعلامية لها مواقع على الانترنت. ومن مواقعهم على الانترنت: جريدة "إيلاف الإلكترونية" (عثمان العمير) , وموقع "التجديد العربي" (يوسف مكي) , وموقع "جدل" (سعود السرحان, يوسف الديني) , ومجموعة من منتديات الحوار منها: "الليبراليون السعوديون", و"الشبكة الليبرالية السعودية", و"جسد الثقافة", و"منتدى طومار", و"منتدى الإقلاع" و"منتدى الحرية" (1) وغيرها.
سادساَ: السيطرة على النوادي الأدبية والثقافية وتوظيفها لنشر التغريب من خلال الأمسيات الشعرية, والندوات النقدية, بهدف كسب الشباب المحبين للأدب والثقافة (11).
سابعاً: بناء مراكز فكرية لنشر أفكارهم من خلال مطبوعات أو مجلات أو ندوات ومؤتمرات وورش عمل, ومن الأمثلة على ذلك: مؤسسة الفكر العربي ومجلته (حوار العرب) , ومركز دراسات الوحدة العربية ومطبوعاته الشهيرة وغيرها, وقد تّم هذا بالتنسيق مع العلمانيين العرب.
ثامناً: التعاون مع دعاة التغريب من بقية الدول العربية والخليجية بصفة خاصة في تسويق أفكارهم محلياً.
تاسعاً: إقامة اللقاءات الثقافية ومناقشة كيفيّة تغريب المجتمع والقضاء على دينه وقيمه باسم التطوير والتجديد ومواجهة الإرهاب ومن ذلك: مهرجان الجنادرية, وفعاليات معارض الكتب, وأخيراً: أسبوع كلية اليمامة الثقافي.
عاشراً: صياغة أنظمة لوزارة الصحة تحاكي الأنظمة الغربية دون مراعاة لخصوصية المرأة سواءً كانت طبيبة, أو ممرضة, أو مريضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حادي عشر: تمرير الفكر التغريبي من خلال المصطلحات العامة المجملة المشتملة على معانٍ صحيحة من حيث معناها اللغوي وباطلة من حيث دلالتها الاصطلاحية الخاصة. ومن ذلك: الحرية, والتعددية, وحقوق الإنسان, والتسامح, والآخر ونحوها, فمثلاً: "التسامح": يقصدون به عدم القطع واليقين بصحة ما تعتقده من العقائد لأن هذا يستلزم اعتقاد بطلان عقيدة الآخر, ويعدّون ذلك من التعصب المنافي للتسامح, وعدم اليقين والقطع يشمل أصول الإيمان كما يشمل الرأي المجرد في أي أمرٍ دنيوي, وهذا المفهوم أخذوه من "جون لوك" في كتابه "التسامح الديني", وقد لخصه "خالد الغنّامي" في مقالات بعنوان "التسامح" في صحيفة الوطن, ويمكن مراجعة كلام الدكتور باقادر في مجلة "دراسات إسلامية معاصرة" وكذلك موقع "جدل" ففيه تقرير ما تقدم دون أدنى مواربة.
ثاني عشر: كتابة "الروايات الأدبية" ذات الطابع المحلي التي تستعمل مفردات محلية مثل أسماء المدن والأحياء والشوارع وأصناف الأكل واللباس والعادات ونحوها مما يُشعر القارئ بواقعيّة الرواية, وهي ذات تأثير قوي في النفس, وإدخال مفاهيم الفكر التغريبي من خلالها, وعرض طبيعة مختلفة عن طبيعة المجتمع الحقيقيّة ليعيش القارئ المجتمع بالصورة التي يرغبها هؤلاء, ومن ذلك: "سعوديات" سارة العليوي, و"ملامح" زينب الحفني, و"بنات الرياض" رجاء الصانع, و"انتحار" آلاء الهذلول, و " الآخرون", و"الأوبة" وردة عبد الملك, و"شباب الرياض" للعتيبي و"المطاوعة" لدعيلج وغيرها.
ثالث عشر: التعاون مع السفارات الأجنبيّة والاتصال بالإعلام الغربي, والشكوى لبعض المسئولين الغربيين من الوضع الداخلي وضرورة الإسراع في التغيير. ومن ذلك مقابلة وزير الخارجية السابق "كاولين باول" لبعض الكُتّاب في السفارة الأمريكية وشكواهم له بضعف حركة الإصلاح (التغريب) وضرورة الضغط على الدولة لهذا الغرض.
رابع عشر: بناء مؤسسات تعليميّة لتخريج جيل يقوم بعملية التغيير, وقد بدؤوا بالفتيات, ومن هذه المؤسسات "كلية دار الحكمة", و"كلية عفت", وقد بنيت على النموذج الأمريكي, ونشرت جريدة عكاظ الوظائف المطلوبة في كلية دار الحكمة وهي تتضمن شرطاً في كل وظيفة أن تكون شهادته من إحدى الجامعات الأمريكية.
خامس عشر: الجرأة الإعلاميّة في الهجوم على مقومات البلاد الشرعية مثل دروس المساجد, وحلقات التحفيظ, والجمعيات الخيرية, والقضاء, ولاشك أن الهدف ليس تصحيح أخطاء واقعة وإنما تدمير مكاسب الدعوة والإصلاح, وهذه الجرأة في عامة الصحف المحلية, ومن ذلك إنشاء مجلات نسائية محلية جرئيه مثل: مجلة "رؤى" ومجلة"ليالينا".
سادس عشر: تبني الشباب والفتيات في مجال الفن الغنائي والسينمائي والروائي ممن يملك جرأة في مخالفة العقيدة الإسلامية أو الأخلاق, والتركيز على المرأة السعودية لإبراز فتيات سعوديات متحررات، ويدخل في ذلك الأفلام السعودية التي تعرض في دبي والبحرين وتغطيها الفضائيات ـ لاسيما التي تتبع الوليد بن طلال ـ وكذلك الصحافة المحلية.
سابع عشر: مواصلة الابتعاث للدول الغربية بأعداد كبيرة من الشباب والفتيات, وكان الابتعاث قاصراً على طلاب الدراسات العليا, ولكن الابتعاث اليوم أصبح بعد المرحلة الثانوية وهي مرحلة عمرية خطيرة.
ثامن عشر: تبنّي الفرق الضالة كالصوفية والشيعة باسم التعددية وحقوق الأقليات والتعايش مع الآخر، ومن الأمور الملفتة للنظر أن الليبراليين الذين يعودون إلى الأصول الشيعيّة لا يطعنون في مذهبهم أو آياتهم بل يعرضون أحوالهم على أنهم مظلومون ومضطهدون بعكس الليبراليين الذين يعودون إلى عوائل سنيّة نجد أنهم يطعنون في السنّة ويحاربون علماءها، ويمكن مراجعة مواقع المعارضة الشيعيّة التابعة لحمزة الحسن لمعرفة هذه الحقيقة مثل: شبكة الراصد، وقضايا الخليج، والحجاز وغيرها.
أسبابه:
يعود تأثير الاتجاه التغريبي إلى طائفة من الأسباب من أبرزها ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: غياب مفاهيم الرقابة والمحاسبة من جهة الأمة، وتَرَتّب عليه أن المشاريع التغريبية الصادرة عن بعض الجهات الحكومية لا توجد آلية معينة لمحاسبة القائمين عليها فليس هناك جهة مستقلة تمثل العلماء أو الأمة يمكن لها مساءلة الجهات الحكومية وإيقاف ما يخالف الشريعة الإسلامية أو يؤثر على مصالح الناس. فوجود الاستبداد يُعد فرصة للاتجاه التغريبي في فرض مشاريعه من خلال المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص (12) فكل المشاريع التغريبية تخالف النظام الأساسي للحكم, والسياسات العليا لكافة الوزارات, ولكن غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة المستقلة جعلهم يتصرفون دون تردد, ويوظفون موارد الدولة وإمكاناتها لخدمة أفكارهم المنحرفة.
ثانياً: تراجع دور العلماء وضعفه وعدم وجود رابطة مستقلة منظمة لهم، وقد جاء هذا التراجع على صعيد نشر العلم الشرعي والاحتساب وقيادة الأمة، فالعلماء شركاء للأمراء في قيادة الناس، ولهذا فُسِّر أولوا الأمر " بالعلماء والأمراء"، وهذا الضعف يتيح فرصة لأعداء الأمة بالتوسع والضغط في اتجاه تغريب المجتمع تحت مسميات التحديث والتطوير ومواكبة الحضارة.
ثالثاً: دعم بعض المسئولين لهذه الفئة المنحرفة من خلال اتخاذهم وزراء ومستشارين والسكوت عن تمرير المشروع التغريبي من خلال المؤسسات الرسمية حتى أصبح المعارض لهذه المشاريع معارض للمؤسسة الرسمية.
رابعاً: الدعم الرسمي من قبل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية وقد أوصى تقرير"الإسلام الديمقراطي" الصادر عن مؤسسة راند (14) بدعم هذه المجموعات التغريبية مادياً ومعنوياً وهذه المؤسسة على صلة وثيقة بوزارة الدفاع الأمريكية [البنتاغون] والعلاقات الوثيقة بين الاتجاه التغريبي والحكومات الغربية أوضح من الاستدلال عليها.
خامساً: وجود فئة من الدعاة تتبنى الفكر العصراني (15) تحاول التقريب بين التغريب والإسلام وترى ضرورة التعايش مع الواقع كما هو وتقول بمقالات مقاربة للفكر التغريبي وقديماً قال ألبرت حوراني (16) عن مدرسة الشيخ محمد عبده:" أراد محمد عبده أن يبني سداً بين الإسلام والعلمانية فبنى جسراً تعبر عليه العلمانية وتحتل المواقع تلو الأخرى .... (16) ". وأصبحت هذه الفئة معبراً وقنطرة بين المجتمع الإسلامي والاتجاه التغريبي البعيد عنه فكراً وسلوكاً.
سادساً: ضعف التخطيط والتفكير الاستراتيجي عند الدعاة والانشغال بالأعمال الفردية وإهمال بناء المؤسسات والتفرق والاختلاف وعدم القدرة على العمل الجماعي.
سابعاً: ضعف روح المقاومة والاحتساب على المنكرات بما فيها البرامج التغريبية, أحياناً للخوف وأحياناً لعدم معرفة الوسائل الشرعية المتاحة في مقاومتها مما لا يشكل خطراً على الدعوة أو الداعية.
ثامناً: الانفتاح العام في مجال الإعلام أو الاتصال والسفر والعلاقات مع البلاد العربية والغربية مما يدعم حركة التغريب الداخلية ويرفدها.
توصيات في العلاج:
يعتبر الاتجاه التغريبي من أبرز وأقوى التحديات والمخاطر التي تواجه الدعوة الإسلامية ومواجهته ضرورة حتمية للحفاظ على عقائد المجتمع وأخلاقه وفي هذه الفقرة سوف أذكر توصيات مقترحة في المواجهة وليس المقصود بالمواجهة مجرد الرد والنقد فالبناء يعد من أهم عناصر المواجهة وهذه التوصيات هي:
أولاً: العمل على إيجاد جهات شرعية مستقلة للاحتساب على الجهات الحكومية وغير الحكومية ومحاسبتها، وإقناع المسئولين بأنّ في ذلك مشاركة بنّاءة للمجتمع وأن إلزام الناس بالآراء الفردية قتل لإبداعهم وإمكانياتهم كما أن في المشاركة ما يمنع تمرير المخالفات الشرعية أو البرامج ذات الأهداف الخفية. وهذه الجهات المستقلة يمكن أن تكون رابطة مستقلة للعلماء أو تفعيل مجلس الشورى ليكون منتخباً وله صلاحيات واسعة ويملك الرقابة والمحاسبة, لأن في ذلك تقييد لاستعمال التغريبيين لسلطة الدولة في فرض أفكارهم المنحرفة على المجتمع.
ثانياً: إيجاد (مرصد فكري) يقوم برصد الاتجاهات الفكرية ويستعمل الآليات الحديثة ويقوم على أسس علمية دقيقة في الرصد والتحليل، ويخرج عنه تقرير سنوي يبيّن الحجم الحقيقي للتيارات الفكرية المناهضة منهج أهل السنة، ويرصد له ميزانيات عالية ويعتمد التوظيف للكفاءات العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: توجيه طلاب الدراسات العليا للكتابة حول الاتجاهات الفكرية المعاصرة لاسيما أهل الاختصاص في العقيدة أو الأصول، ومناقشة الأفكار الجديدة بمنهج علمي رصين ودراسة اتجاهات التجديد في مناهج الاستدلال, والتعامل مع النص الشرعي، وإبراز علم الأصول كعلم معياري يضبط التلاعب في النصوص وإلغائها بالتأويلات الفاسدة.
رابعاً: إقامة مراكز دراسات متخصصة في الفكر والثقافة لبناء فكر معاصر صحيح يوافق النصوص الشرعية، وتقويمه على أصول أهل السنة الجماعة، ومع الأسف فإنّ أهل السنة في هذا العصر متأخرون في مجال مراكز الدراسات المتخصصة.
خامساً: إقامة منتديات فكرية في المدن الرئيسية تستقطب الشباب المهتمين بهذا الشأن، وقيام طلبة العلم المتخصصين عليها، وتهدف للحوار والمناقشة للأفكار المعاصرة لأن الواقع يشهد إقبالاً وتزايداً للقراءة والبحث في الفكر المعاصر، وإذا تأخر طلبة العلم المتخصصين عن احتواء هذه القضية فقد نقع في أزمة في المستقبل، لاسيما مع تزايد حالات التحويلات الفكرية، وقد لاحظت بنفسي حيرة واضطراباً من قبل عدد غير قليل من الشباب في قضايا من المسلمات.
سادساً: تأليف كتاب جماعي يُجِيبُ على كافة الأسئلة المطروحة في الساحة حول القضايا الفكرية يُكتب بمنهج علمي قوي، ويوضح الموقف السلفي حولها ثم تسويقه وتدريسه والدعاية له.
سابعاً: تنمية روح الاحتساب في المجتمع، والتدريب عليه وعقد الدورات التأهيليّة فيه، وتحويله إلى عمل مؤسسي وإقامة مكاتب متخصصة فيه والعمل على تطبيعه في المجتمع وتوسيع نطاقه إلى أعلى المستويات وإخراج الطاقات الاحتسابية المنضبطة.
ثامناً:تقوية دور العلماء وإقامة المكاتب الخاصة لترتيب أعمالهم، وفتح أبوابهم للناس، وربط العلاقات الاجتماعية بينهم وبين سائر شرائح المجتمع، وترتيب اللقاءات الدورية لهم وتحويل أعمالهم من أعمال فردية إلى عمل مؤسسي منظم.
تاسعاًً: تحرير المصطلحات الفكرية وبيان غموضها وإظهار المعاني الصحيحة من المعاني الفاسدة في مدلولها وتحذير المجتمع منها والتذكير بجناية المصطلحات الكلامية والفلسفية على الأمة.
عاشراً: ضرورة استثمار الشبكة العالمية (الانترنت) وإقامة رابطة تنسيقية بين المواقع الإسلامية, وتبني كل موقع مجموعة من طلبة العلم المتخصصين لمناقشة ورصد جانب من الأفكار المعاصرة، وهي أسهل نافذة إعلامية يمكن العمل عليها.
حادي عشر: إقامة رابطة للمتخصصين في العقيدة لدراسة الاتجاهات التغريبية وكيفية مواجهتها. ثاني عشر: فضح رموز الاتجاه التغريبي وتعريتهم، والتركيز على تناقضهم وآثار أفكارهم ونتائجها ومناقشتها بمنهج علمي رصين، والبعد عن السب والشتم وما لا فائدة فيه من المنطق والفعل.
ثالث عشر: توسيع الدعوة في صفوف النساء لأن إفساد المرأة جزء مركزي في المشروع التغريبي ومواجهته تقتضي العمل على بناء المرأة المسلمة علمياً ودعوياً وفكرياً وسلوكياً.
رابع عشر: المناصحة المستمرة للمسئولين وتذكيرهم بخطورة التغريب ومسؤوليتهم على الأمة وأن التمكين لهذه الفئة المنحرفة ستكون عاقبته وخيمة عليهم في الدنيا والآخرة. خامس عشر: البعد عن التفرق والاختلاف, ومعالجة الخلاف الواقع بين الدعاء بالنصح والمناقشة والحوار، والتمييز بين الخلاف الذي لا يعذر فيه المخالف والاجتهاد الذي يعذر فيه المخالف وبين الزلة الجزئية والمنهج الكلي ونحو ذلك.
خامس عشر: إبراز ارتباط الاتجاه التغريبي بالأعداء وبالولايات المتحدة على وجه الخصوص وتلقيه الدعم المباشر منها, واستعداء الصليبين على الدولة والمجتمع استعجالاً في عملية التغيير والشعور بالإحباط من عدم تقبل المجتمع وانقياده للمشروع التغريبي وأي متابعة بسيطة لقناة العربية وصحيفة الشرق الأوسط وغيرها من الصحف والقنوات المرتبطة بالاتجاه التغريبي المحلي يدرك وقوفهم مع المشروع الأمريكي في العراق وفلسطين وغيرها ويحاول قراءة الأحداث وتوصيف المشهد بما يبرر الاحتلال والاضطهاد الأمريكي للأمة بطريقة مخادعة وكاذبة.
سادس عشر: إنشاء وتفعيل مجالس وملتقيات طلبة العلم في المناطق, وتطويرها من الناحية الإدارية, والاستفادة من التجارب السابقة, والتنسيق وتوزيع الأدوار بين الملتقيات وتجنب التكرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
سابع عشر:العمل على كسر احتكار هذه الفئة المنحرفة للصحافة واللقاءات الثقافية, فالثقافة ليست حكراً على فئة ذات توجه معين دون غيرها, ومطالبة الدولة بإتاحة الفرص والمشاركة الفاعلة في كل وسائل الإعلام, والمطالبة بإصدار صحف تعبّر عن توجه المجتمع الحقيقي. تاسع عشر: تفعيل القرارات الرسمية والأنظمة النافعة والعمل على تنقيح الأنظمة والاتفاقات الدولية من كل المواد المخالفة للشريعة الإسلامية.
ثامن عشر: محاصرة الاتجاه التغريبي من خلال الرصد والمتابعة الدقيقة, والفضح والكشف لخططه وأساليبه, ومواجهة القائمين على مؤسساته بمخالفاتهم الشرعية والآثار السلوكية والأمنية والاجتماعية المترتبة عليها.
تاسع عشر: التحذير من الأفكار العصرانية التي تهوّن من خطورة المد التغريبي, وتحاول التقرب منه, وكذلك بيان خطورة بعض الأفكار الدعوية الانهزامية التي تسكت عن باطل التغريبيين باسم الحوار أو المصلحة الوطنية في الوقت الذي تهاجم فيه الدعوة الإسلامية بحجة إصلاح الأخطاء وتصحيح المسار, و لا ريب أن التصحيح ضرورة واجبة ولكن الخلل في السكوت عن الباطل, والنقد الجارح للدعوة وهي معادلة لها آثار خطيرة في المستقبل.
عشرون: القيام بمشروع كتاب في تحرير المصطلحات الفكرية والثقافية الرائجة, وبيان حقيقتها وتميّز ما فيها من الحق والباطل وتوضيح الموقف الشرعي منها ثم طباعة ذلك بعد مراجعة ثلة من العلماء المتخصصين.
ـــــــــــــ
الهوامش:
(1) يلاحظ أن عدداً من رموز التغريب كانت لعائلاتهم ارتباطات ببعض الدول العربية الأخرى وربما ولد فيها مثل: عبد الرحمن المنيف, وتركي الحمد, وكانت الحجاز بصفة خاصة لها ارتباط وثيق بمصر.
(2) انظر في تاريخ هذا الصراع في تلك الفترة كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر/ محمد محمد حسين.
(3) وهم الأمراء: طلال , وبدر , وفواز , وعبد المحسن.
(4) من أبرز أعضاء هذا التجمع: عبد الله الطريقي (أول وزير للبترول) , عبد الله بن معمر, فيصل الحجيلان, وناصر المنقور, وناصر السعيد.
(5) مرّ الحزب بمرحلتين: أحدهما: الالتزام الفكري دون العمل التنظيمي, واستمرت هذه المرحلة حتى نهاية الخمسينات, ثم بدأ التنظيم بالدرجة الأساسية في الشرقية من عدد من عمال النفط , وهم من أبرز المكونات في إنشاء الفكر التغريبي.
(6) انظر حول الأحزاب والتنظيمات السابقة كتاب " التيارات الفكرية في الخليج العربي " د/ مفيد الزيدي , وكتاب " التيارات السياسية في الخليج العربي " صلاح العقاد , وغيرها.
(7) من الأمثلة على ذلك: تحول تركي الحمد من حزب البعث الاشتراكي إلى الليبرالية والديمقراطية.
(8) يوجد في بعض الدول العربية الأخرى مفكرون وفلاسفة لهم مؤلفات في التنظير للفكر التغريبي مثل زكي نجيب محمود وحسن حنفي, ونصر أبو زيد ومحمد أركون وهذا ما ليس موجوداً في الاتجاه التغريبي المحلي.
(9) جاءت شهادة د. البازعي في بداية محاضرة " خطاب التنوير" ضمن فعاليات مؤتمر اللغات والترجمة بجامعة الإمام, والبازعي معدود من المفكرين السعوديين البارزين وهو شخصية نقدية وليس مقلداً للفكر الغربي ويظهر من كتابه "دليل الناقد الأدبي".
(1) يوجد مواقع حوارية تم إغلاقها لهذه الفئة منها: " منتدى طوى" و "منتدى إيلاف" و"منتديات دار الندوة".
(11) يراجع كلام عبد الله الغذامي في كتابه " حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية".
(12) الأمثلة على ذلك كثيرة منها تصريح القصيبي بأن قرارات العمل الجديدة لا رجعة عنها, وممارسات وزير الإعلام التي يخالف فيها السياسة العليا للإعلام.
(13) انظر ترجمة رسمية للتقرير في موقع راند على الشبكة العالمية الانترنت www.rand.org
(14) المقصود بالعصرانية طائفة تؤول النصوص والأحكام الشرعية وتلوي أعناقها لتوافق الحداثة ومقتفيات العصر، وليس المراد هنا الاجتهادات الدعوية أو الآراء الاجتهادية لدى بعض الدعاء التي يخالف فيها الجمهور أو السائد المعهود من ما يتحمل الاجتهاد المشروع حتى لو كان مرجوحاً أو يعد أحيانا من قبيل الزلة.
(15) مؤرخ ومستشرق بريطاني من أصل لبناني, يعد كتابه (الفكر العربي في عصر النهضة) من أهم المراجع في تاريخ التغريب في العالم العربي.
(16) الفكر العربي في عصر النهضة.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 12:46]ـ
شكر الله لك.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 04:23]ـ
أشكر الإخوة المشرفين على تثبيت هذا الموضوع المهم ...
وللإستدراك والتوثيق هذا رابط الموضوع الذي نقلتُه من شبكة القلم الفكرية ..
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=374
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:02]ـ
موضوع قيم وطرح موفق من أخينا الشيخ عبدالرحيم السلمي وفقه الله في الدارين وجزاه خير الجزاء، والشكر أيضاً للأخ نور الفجر على نقله للمجلس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:10]ـ
-
رائعة حق لها أن تكون معلقة على باب كل منتدى
وصف شامل وعميق ومختصر مع بعض الحلول المميزة
حفظ الله الشيخ
بارك الله فيكم
،،
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 10:30]ـ
جميل ورائع , بقي الدور علينا من نشر وتطبيق التوصيات التي أوصى بها الدكتور على أرض الواقع.
ـ[مصلح]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله في شيخنا د. عبدالرحيم
وشكرا للناقل ...
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 09:08]ـ
بسم الله
بارك الله في الشيخ عبدالرحيم السلمي وفي الناقل.
والخطر أيها الأخوة هو وصول التغريب إلى عقول وقلوب بعض المحسوبين على الدعوة: الهزيمة النفسية.
12/ 8/1428
ـ[عبدالله المشيقح]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 07:17]ـ
يُرفَع لإيضاح أمر القوم، والاجتهاد في تطبيق التوصيات لا سيما بعد فتوى الشيخ اللحيدان، فتوصيات الدكتور بحاجة إلى تطبيق في أرض الواقع.
أسأل الله تعالى أن ينصر الاسلام وأهله.(/)
كتابان مهمان .. لمن أراد النقاش مع دعاة تغريب المرأة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام: يسعدني أن أعرض لكم كتابين مهمين يختصان بالقضايا التي يثيرها التغريبيون في كل بلاد الإسلام عن المرأة، فيهما النقاش العلمي لأفكار القوم، في نظري لا يستغني عنهما كل مهتم بهذه القضايا:
أولهما: رسالة (المرأة والحقوق السياسية في الإسلام) للباحث مجيد أبو حجير.
والثانية: رسالة (ولاية المرأة في الفقه الإسلامي) للباحث حافظ أنور.
http://www.kabah.info/uploaders/Almarah.jpg
http://www.kabah.info/uploaders/Almarah.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Wlayatalmarah.rar
http://www.kabah.info/uploaders/Wlayatalmarah.jpg
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 11:28]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخ الحبيب / سليمان بن صالح الخراشي ... المحترم:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أجزل الله لكم المثوبة والأجر.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:56]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسن لكم العاقبة
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 01:02]ـ
وما رأيك ب (حصوننا مهددة من الداخل) د. محمد حسين
خاصة أن التجربة في مصر، مماثلة لما يحدث هنا
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 07:12]ـ
-
بعد مناقشة الكثير منهم في المنتديات قبل فترة اكتشفت انهم روافض اثني عشرية و اسماعلية يتظاهرون بالعلمانية واللبرالية و عند التضييق عليهم يتظاهرون باللادينية خصوصاً الإسماعلية،،
حفظكم الله
،،
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 10:41]ـ
تم التحميل
بارك الله فيكم
ـ[أبو حافظ]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:42]ـ
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:12]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 04:30]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل، وبارك فيك ..
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[17 - Dec-2007, مساء 11:18]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وأتمنى ان تتفضلوا بوضع منهج متكامل لدراسة القضايا الفكرية
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 04:32]ـ
للفائدة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 08:08]ـ
جزاكم الله خيرا، وقد بدأ الترويج للفكر العصراني في هذا المنتدى، والدفاع عنه بدعاوى شتى، ونظرة سريعة للموضوعات والتراجم والألقاب التي يضيفها بعض من أشرب قلبه حب هذا التميع؛ تظهر لنا خطورة هذا الفكر على هذا المنتدى، لا لأن له حجة أو منطقا، بل لعزوف الكثيرين عن التعليق على هذه الموضوعات لضيق الوقت تارة، ولسلاطة لسان كاتبيها تارة، وهناك أسباب أخرى أرجو أن يتنبه لها أولو الرشد والعلم في هذا المنتدى المبارك، وقد ضيق على بعض هؤلأ في ملتقى أهل الحديث، وأسأل الله أن يهديهم، أو يصرفهم عن هذا المنتدى، فما زادوا إيمان أحد في مكان حلوا فيه أبدا بل صدوا من يريد الخير عن الخير، وأغروا من هو قائم بالخير برخصهم الشاذة فتركه طلبا للوسطية والاعتدال زعموا!(/)
الوسطْ ... الغلطْ: (السيخ - الأشعري - حسن البنا) - أنموذجًا -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 10:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة التلبيس (14): الوسطْ .. الغلطْ
يعتقد البعض أن (الوسط) ممدوح في جميع الحالات، مما يوقعهم في أخطاء - سواء بنية حسنة أو تعمد، هذا لايهم -، ويغيب عنهم أن هذا الاعتقاد منهم مجانب للصواب، وأن (الوسط) لا يُمدح في كل القضايا، إنما يُمدح إذا كان وسطًا بين طرفين مذمومين. أما إذا كان وسطًا بين (حق) و (باطل)؛ فإنه يُذم كالباطل، لأنه أصبح تلبيسًا على الناس، وتكون النتيجة بعكس ما أراد صاحب هذا الوسط الغلط عندما أراد التقريب بين الحق والباطل بوسطيته المذمومة.
وقد أردتُ أن أذكر نماذج لمن غلطوا في فهم (الوسط) الصواب، وتوهموه يصدق في كل القضايا؛ فكانت النتيجة ضررًا على الأمة:
المثال الأول: فرقة (السيخ) الذين ظهروا في الهند. فمؤسس هذه الفرقة (المدعو ناناك) عندما رأى الخلاف بين " المسلمين " و " الهندوس " ساءه ذلك؛ فاتخذ طريقة (وسطًا) بينهما، فأحدث فرقة (السيخ) التي تخلط في تعاليمها بين الإسلام والهندوسية! فأصبحت هناك فرقة (ثالثة)! ثم مع الوقت أصبحت هذه الفرقة من أشد أعداء المسلمين. (يُنظر: كتاب: السيخ العدو الخفي، للشيخ محمد الشيباني).
المثال الثاني: مؤسس فرقة الأشاعرة (أبو الحسن الأشعري)، رأى الخلاف قائمًا في عصره بين الحق المتمثل في أهل السنة، والباطل المتمثل في فرقة المعتزلة، فأراد (التوسط) بينهما! فخلط بين الحق والباطل، وكانت النتيجة: إحداث فرقة جديدة! بل قال الإمام أبونصر السجزي في رده على الأشاعرة (ص 177): " والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضررًا على عوام أهل السنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تُموه .. فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء "، أي بخلاف الأشاعرة المُلبسين بخلطهم الحق بالباطل.
المثال الثالث: حسن البنا، الذي كان أهل السنة في عصره ظاهرين معروفين؛ سواء تمثلوا في أنصار السنة أوغيرهم من العلماء، وكان هناك أهل البدع، فأراد (التوسط) بينهما ليؤلف بين المختلفين - في زعمه -، فكانت النتيجة إحداث فرقة ثالثة تخلط الحق بالباطل!
والسبب .. الوقوع في (الوسط) (الغلط).
الخلاصة
1 - أن (الوسط) يُمدح إذا كان وسطًا بين طرفين مذمومَين.
2 - ويُذم إذا كان (وسطًا) بين الحق والباطل. وتكون النتيجة بعكس ما أراد صاحبه، كما قال الشاعر:
يُحللون بزعم منهمو عُقدًا
وبالذي وضعوه زادت العُقدُ!
3 - ويُذم الوسط - أيضًا - إذا كان في الأمور المتدرجة، ضعفًا وقوة، أو علوًا وسفلا .. مثال ذلك: لو قال أحد الطلاب: أنا سأختار الوسط فأحرص على أن يكون تقديري (جيد جدًا) لأنه (وسط) بين (جيد) و (ممتاز)! نقول: أخطأت؛ لأن هذا من الأمور المتدرجة. مثال آخر: مسلم يقول: أنا أتمنى أن أكون من أصحاب اليمين لأنهم (وسط) بين المقربين وأصحاب الشمال! نقول - أيضًا - أخطأت .. وقس عليه.
والله الموفق ..
رابط الحلقات السابقة من ثقافة التلبيس
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 05:29]ـ
ما شاء الله، أحسنت جداً يا شيخ سليمان. كلمات مضيئة على ما فيها من اختصار، أسأل الله أن يثقل بها موازين حسناتك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:27]ـ
الأخ الكريم: خالد: جزاكم الله خيرًا ..
تنبيه: التشابه بين الأمثلة الثلاثة السابقة هو في اختيار (الوسط) الغلط فقط.
فهو كقوله صلى الله عليه وسلم: (عُرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة ابن خندف يجر قصبه في النار وكان أول من غير عهد إبراهيم وسيب السوائب وكان أشبه شيء بأكثم بن أبي الجون الخزاعي) فقال الأكثم: يا رسول الله هل يضرني شبهه؟ فقال: (إنك مسلم وهو كافر) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
أقول هذا لأن بعض من علق على المقال في الساحات قال: لماذا تجمع السيخ الكفرة مع الأشعري والبنا المسلمَيْن! ولم يفهم مقصد المقال.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 12:18]ـ
جزاك الله خيراً أصبتم كبد الحق
وهذا هو داء أكثر الفضلاء هذه الأزمان فيريد التوسط فيقع في معاداة الحق وأهله بحجة التوسط.
فهناك من يعتقد العقيدة الصافية الصحيحة , ولكنه ينبهر بأفعال بعض الزائغين عن هذه العقيدة في باب من أبوابها فيتأول له ويذب عنه ويبغض أهل الحق بسببه وهو في هذا يعتقد أنه متوسط بين الطرفين والله الهادي إلى سواء السبيل.
فحظوظ النفس تتحكم في الإنسان شاء أما أبى إلا من كمل إيمانه وهم قليل والله المستعان (اللهم أجعلني منهم ومن قال آمين).
فجزاك الله خيراً مرة أخرى
وصلي اللهم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل سليمان براك الله فيكم وزادكم الله بسطة في العلم
سؤالي هو ما رأي الشيخ في العقيدة الأشعرية من خلال كتاب الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري
أفيدونا بارك الله فيكم و جزاكم عني كل خير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 11:38]ـ
الأخ الكريم: ابن عقيل: وجزاكم ربي بمثله.
الأخ الكريم: صالح: وفيك بارك الله.
الأشعري رحمه الله وافق السنة بكلام مجمل في كتابه الإبانة إلا أنه خلط ذلك ببقايا اعتزاله القديم.
وأفضل من رأيته تكلم عن هذه المسألة، الدكتور عبدالقادر صوفي في رسالته الفذة (الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات .. )، 3 مجلدات، قال في ختامها: (تبين لي أن الأشعري بقي على كلابيته ولم يتحول إلى مذهب السلف، لكن ميله إلى مذهب الإمام أحمد هو الذي حمل بعض الباحثين على القول بالطور الثالث، وهو سلوك منهج السلف، وهذا القول لا دليل عليه، وما ذكر في آخر كتبه: الإبانة ورسالة إلى أهل الثغر: كلام مجمل لا يحمل على القطع بأنه تحول عن مذهب ابن كلاب) (ص 319 - 320).
ولعلك تعود للرسالة لمعرفة التفاصيل. وقريبًا إن شاء الله ستكون مصورة في موقعنا، كما أخبرني بذلك أحد الإخوة.
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 12:59]ـ
الشيخ سليمان الخراشي ـ جزاك الله خير الجزاء ـ على مشاركاتك العلمية النافعة (كتب،ومقالات)
جعلها الله في موازين حسناتك
بانسبة لمقالك أعلاه (ساءني جداً) قصور الفهم، وعدم الإدراك، من قراء الساحات،،، مع أنك قد وضحت لهم بحديث قطع الصلاة بالمرور إلا أن .....
((سر على بركة الله وإعانته))
الشيخ سليمان:/ من أجمل ما رأيت لكم (نظرات شرعية في فكر منحرف) ولقد سرني جداً، وأحسبه من أعظم أبواب الجهاد كما قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة وفي الزاد (عن جهاد المنافقين)
أمنيتي ألا يثنيك عن هذه السلسلة،من يرى العدول عن (الردود على المخالفين) آمل أن أرى قريباً العدد الثاني في مجلدين أيضاً
أتمنى رؤيتك قريباً مع (حسان الفاضل) ـ إن شاء الله ـ
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 10:19]ـ
شيخنا الكريم الخراشي بارك الله فيك
أجمل ما يعجبني فيك (وكلك يعجبني حقيقة) هو اختصارك الطريق في مشاركاتك والوصول للهدف مباشرة.
سِرْ على بركة الله وسدد خطاك فنحن بحاجة لمثل هذا الطريق المختصر لكبد الحقيقة دائما فالقارئ العربي والإسلامي لم يعد يملك من الوقت والجهد ما يقرأ معه المطولات التي غالبا ما تكون (ندبا وعويلا على لا شيء).
حفظك الله شيخنا الكريم وأثابك عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 04:59]ـ
اثابك الله ياشيخ سليمان
لاأستطيع أن أقول بعد قراءتي لهذه الكلمات المضيئة إلا:
ان قراءة هذا المقال يكفي عن قراءة مجلد
أحسنت أيها الشيخ المبدع
ـ[وجيب]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 05:48]ـ
هداك الله يا شيخ سليمان
يعني الشيخ حسن البنا بعد كل جهاده وتعبه واستشهاده
وبعد كل ما قدمه للاسلام والمسلمين
بعد كل ده
هو عندك لا شيء لانه يخالف فكرك انت؟؟!!
اذا كان الشخ عمل على لم كلمة المسلمين
ونجح في بناء جماعة بالالاف ما تزال شوكة في حلق العلمانيين وذيول الشيوعيين في مصر والعالم
هل يكون جزاءه الظلم والانتقاص!!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 06:27]ـ
الأخ الكريم وجيب ..
لعلك تقرأ تعليقي الأول على المقال.
والشيخ حسن رحمه الله نشكر جهوده في رفع راية الإسلام .. ونتجنب اجتهاداته الخاطئة.
وفقكم الله ..
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 03:00]ـ
الشيخ سليمان .. أحسن الله إليك
رأيت لناب (آل الشيخ) مقال قديم تعرضك فيه .. هل رددت عليه أو علقت عليه؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 03:16]ـ
الأخ الكريم: حسان - أحسن الله إليه -:
رددت على مقالاته بمقالين تجدهما في صفحتي بصيد الفوائد.
ـ[عبدالله أحمد ال علي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 06:25]ـ
بارك الله فيك ايه الشيخ الفاضل
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 03:57]ـ
لا أشك أبدا أن الأخ الخراشي طالب علم ومثقف مطلع - وصاحب نية حسنة إن شاء الله أحسبه كذلك ولاأزكي
أحدا على الله - لكن الذي يزعج المنهج العلمي: هو ملاحقته للأسماء والأعلام ومحاولة حشرها في بعض موضوعاته
وإن كان أصل الفكرة صحيحا كما في هذا المقال ..
أدعو أخي الكريم لمراجعة منهجيته هذه، حتي يصل غيثه لمداءات أوسع، فمثله تعقد عليه الخناصر،،،
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 04:48]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا.
أخي المحب الكبير: نصيحتك مشكورة. لكن ما الذي يضيرك إذا ما ذُكرت الأسماء ونُقدت نقدًا علميًا؟ ولابد لبيان الفكرة من أمثلة على الواقع.
وفقك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 05:59]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان، ونفع بكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 06:40]ـ
أذكر لطيفة قرأتها للدكتور محمد العبدة
الوسطيه هى الوسط والاعلى هى النقطة الاعلى فى المثلث
وبالنسبة لتجنب الاسماء ارى انه الافضل واعلم فيه فتوى للشيخ سلمان العودة لان ذكر الاسماء قد يثير الفتن وقد يفهم المبتدئ ان المتكلم يجحف بالاسم الذى ذكره فالافضل عدم ذكر الاسماء وكان الشيخ محمد اسماعيل يعتذر عن العلماء الذين ينتقدهم نقد علمى بقوله (لو كنا فى زمانهم ما كنا ماذا كنا سنفعل فان كما تعلمون الفتن اذا اقبلت يكن الجو مغيما واذا ادبرت تتضح الصورة (ستعلم اذا انجلى الغبار أفرس تحت رجلك أم حمار) والغبار الذى كان ايامهم انجلى بالنسبة لنا فعند انتقادنا لهم لا يعنى اننا افضل منهم فى هذه المسائل المنتقدة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 10:29]ـ
جزاك اله خيرا
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:فى أهل البدع والاهواء
ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذبّ عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم أو عُرِف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم، بأنّ هذا الكلام لا يُدرَى ما هو؟ أو من قال إنّه صنّف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عَرَف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإنّ القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدُّون عن سبيل الله.
مجموع الفتاوي: 2/ 132
وقال ابن رجب الحنبلي في "الفرق بين النصيحة والتعيير" (ص 10 – 12) "فردُ المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله، ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية"، إلى أن قال: "وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامّتهم، وذلك هو الدين كما أخبر به النبي "
وقال أيضًا: "وقد بالغ الأئمة الورعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الرد، كما كان الإمام أحمد ينكر علي أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم، هذا كله حكم الظاهر "
وقال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه "إصلاح غلط أبي عُبيد" (ص 46 – 47) قال: "وقد يظن من لا يعلم من الناس، ولا يضع الأمور مواضعها أن هذا اغتياب للعلماء وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: اعف عن ذي قبر، وليس كما ظنوا لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل لحوم الموتى، فأما هفوة في حرف أو زلة في معنى أو إغفال أو وهم ونسيان، فمعاذ الله أن يكون هذا من هذا الباب".
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 01:14]ـ
الشيخ الخراشي حفظه الله, أسمحلي
الأ ترى معي أيها الشيخ الفاضل أن قياسك حسن البنا رحمه الله ومنهجه, بطائفة الكفر "السيخ" من أبطل القياس؟ إلا إن كنت ترمي من قياسك هذا إلى القول بأن طائفة الإخوان في المسلمين هي كطائفة السيخ في الهنود ... وهل السيخ طائفة إسلامية مزجت بين الإفراط والتفريط أو خلطت بين السنة والبدعة حتى نقارنها في المماثلة والتناظر بالإخوان الذين خلطوا بين السنة والبدعة في منهجهم؟
ثم أتساءل -بارك الله فيك- أنت قلت: "وقد أردتُ أن أذكر نماذج لمن غلطوا في فهم (الوسط) الصواب" طيب حسن جدا ... قل لنا وفقك الله ما هو الوسط الصحيح في ديانة السيخ أو الهندوسية حتى يرضى الشيخ الخراشي عنها ويقول هذا هو الوسط الصحيح والمطلوب من السيخ او الهندوس.
أليست السيخ يا شيخ ديانة كفر؟ سواء توسطوا أو غلوا أو فرطوا ... بل هل لو كانت تعاليم السيخ كلها مأخوذه من الإسلام فهل نقول عنها هذا هو الدين السيخ الصحيح؟ أو نقول هذا هو الإسلام الصحيح؟
ليس دفاعا عن الإخوان أيها الشيخ الفاضل (فحالهم اليوم لايسر) ولا حتى دفاعا عن الشيخ حسن رحمه الله ولكن أكره الغلو في انتقاد الشيخ حسن بحيث تكون مقارنتك توحي بانه يماثل شيخ طائفة السيخ في الهند وحسن البنا لايستحق منك ذلك يقينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 03:11]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ سليمان وبارك فيكم وإني أحبكم في الله.
ولكن نرجو منكم ذكر الأمور التي توسط فيها الشيخ حسن البنا رحمه الله بين الحق والباطل؟ لأن الشيخ رحمه الله - على حسب علمي - ما توسط إلا في الأمور التي حدث فيها خلاف بالفعل بين أهل السنة كمسألة التوسل ومسألة البدعة الإضافية ونحو ذلك، لكن لم يتوسط في دعاء القبور والمقبورين ونحو ذلك من القضايا، وكان يحيل كثيرا على ردود لعلامة محب الدين الخطيب رحمه الله على الروافض قاتلهم الله.
حتى في قضية الأسماء والصفات رجح الشيخ مذهب السلف - وإن كانت العبارات بها ماّخذ وأغلب الظن وأحسنه أنها قلة تحرير من الشيخ وليس اتباعا لعقيدة التفويض -، لكنه قال من اتبع رأي الخلف (الأشاعرة) لا نرميه بكفر أو فسوق، ومن منا يستطيع أن يرمي الأشاعرة بالكفر أو الفسوق؟ ولقد سألتُ الشيخ العلامة ابن جبرين حفظه الله - بعد نقاش دار يني وبين أحد الإخوة الذي يقول إن من لم يفسق الأشاعرة فليس سلفيا - هذا السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ محمد العبادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد…
وردنا سؤالكم التالي:
(15498)
سؤال: عندنا بعض الإخوة في مصر عقيدتهم سلفية في جل الأمور، إلا أنهم يقولون إن الأشاعرة ليسوا فساقًا إنما مخطئون فحسب، فما حكم الشرع فيهم؟
الجواب: نقول: أحبكم الله الذي أحببتمونا له، ورزقنا وإياكم حبه وحب من يحبه، والعمل الذي يقرب إلى حبه، فنقول: عقيدة الأشاعرة هي أقرب إلى عقيدة السنة، وقد اعتنقها الكثير من الأمة ومن العلماء في القرون الماضية، ممن يعتبرون علماء أجلاء، ولا نحكم بفسقهم، ولكنا نقول إنهم مخطئون، وعليهم أن يرجعوا إلى السنة، فقد انتشر معتقد الأشاعرة من القرن الرابع، وتمكن في البلاد الإسلامية، وأصبح معتقد السلف الصالح خفيًا لا يتجرأ أحد على إعلانه، حتى أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية، فصرح بمذهب أهل السنة في الأسماء والصفات، وفي القضاء والقدر، وأبدى الأدلة وأيدها، وتأثر به بعض أهل زمانه، كابن القيم من الحنابلة، وابن كثير، والذهبي من الشافعية، وتأثر بابن كثير ابن أبي العز شارح الطحاوية، وهو من الحنفية، ولم يقبل منه الكثير من أهل زمانه، ولكن أصبحت العقيدة السلفية ظاهرة جلية، فيجب نصح من هم على هذه العقيدة، لعلهم يرجعون ويتوبون. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
1/ 9/1427هـ
فتقريبا هذه أهم النقاط التي يأخذها البعض على الأستاذ البنا رحمه الله، وإن كانت لكم أمور لا أدري بها، فليتكم تنبهونني حفظكم الله وبارك فيكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 04:22]ـ
الإخوة الكرام: جزاكم الله خيرًا جميعًا ..
الأخ الكريم: آلبوصيلي: بارك الله فيك. ارجع لتعليقي رقم 3 ففيه جوابك وتعلم منه أن لا غلو في المقال.
والحق الذي في السيخ هو ما وافقوا فيه الإسلام. وهذه لا تحتاج إلى سؤال.
الأخ الكريم: العبادي: بارك الله فيك.
المقال عن " الوسط الغلط "، ولا أريده أن يتحول إلى البنا - رحمه الله -. وستجد المؤاخذات عليه في مواقع وكتب كثيرة. والوسط الغلط ليس محصورًا على عقيدته، بل يشمل منهجه التجميعي.
وقولك: (وكان يحيل كثيرا على ردود لعلامة محب الدين الخطيب رحمه الله على الروافض قاتلهم الله). ليتك تذكر نماذج لهذه الإحالات.
وقولك: (حتى في قضية الأسماء والصفات رجح الشيخ مذهب السلف - وإن كانت العبارات بها ماّخذ وأغلب الظن وأحسنه أنها قلة تحرير من الشيخ وليس اتباعا لعقيدة التفويض). شكرًا لحسن ظنك. ولكنه في غير محله، فالبنا مفوض دون شك. وعباراته واضحة في هذا؛ سواء في " العقائد "، أو في فتواه عن الخلاف في الصفات في مجلة المنار. العدد الأخير أو الذي قبله تقريبًا. وهي مصورة عندي لكنها بعيدة عني.
وفقكم الله ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 04:49]ـ
للشيخ البنا كلام جيد في مسائل الصفات قرأته في أحد المواقع حيث قال:
(والذي يجب إن يتفطن له المؤمن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله.تبارك وتعالى. يختلف اختلافا كليا عن المعنى الذي يقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين، فأنت تقول، الله عالم والعلم صفة لله تعالى، وتقول، فلان عالم والعلم صفة لفلان من الناس، فهل ما يقصد بلفظه العلم في التركيبين واحد؟ حاشا أن يكون كذلك، وانما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله، ولا يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه، وكذلك الحياة، وكذلك السمع، وكذلك البصر وكذلك الكلام، وكذلك القدرة والإرادة. فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا؟ لأنه تبارك وتعالى لا يشبه أحدا من الخلق فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق. ولست مطالبا بمعرفة كنها، إنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك. والله نسأل العصمة من الزلل وحسن التوفيق).
و في هذا الكلام تحرير منه لمسألة القدر المشترك و رد على المفوضة فيُحمل ما أجمل فيه من جملة او جملتين على هذا النص المحكم من كلامه و لم يحرر كلامه جيدا في تلك المواضع و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 05:27]ـ
للشيخ البنا كلام جيد في مسائل الصفات قرأته في أحد المواقع حيث قال:
(والذي يجب إن يتفطن له المؤمن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله.تبارك وتعالى. يختلف اختلافا كليا عن المعنى الذي يقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين، فأنت تقول، الله عالم والعلم صفة لله تعالى، وتقول، فلان عالم والعلم صفة لفلان من الناس، فهل ما يقصد بلفظه العلم في التركيبين واحد؟ حاشا أن يكون كذلك، وانما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله، ولا يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه، وكذلك الحياة، وكذلك السمع، وكذلك البصر وكذلك الكلام، وكذلك القدرة والإرادة. فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا؟ لأنه تبارك وتعالى لا يشبه أحدا من الخلق فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق. ولست مطالبا بمعرفة كنها، إنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك. والله نسأل العصمة من الزلل وحسن التوفيق).
و في هذا الكلام تحرير منه لمسألة القدر المشترك و رد على المفوضة فيُحمل ما أجمل فيه من جملة او جملتين على هذا النص المحكم من كلامه و لم يحرر كلامه جيدا في تلك المواضع و الله اعلم
حفظك الله يا شيخنا المقدادي وإن كنت أتحاشى في بعض الأحيان الحديث في مثل هذا خشيت أن يغضب متعصب بعاطفةٍ بعيدةٍ عن التحقيق العلمي الذي كان أولى بمنتسبي العلم ولما رأيت تعليقك أحببت أن أباحثك في ما نقلت.
أولا: الموقع الذي على النت من أين أتى بهذا الكلام؟
ثانيا: ألا تلاحظ أن الصفات التي تكلم عنها رحمه الله وغفر لنا وله هي فقط الصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة؟
ثالثا: أقول للإخوة الذين انتقدوا أ, دافعوا هلا قرأتم كتاب مذكرات الدعوة والداعية!
رابعا: هذا نقل من كتاب الشيخ أحمد بن عبدالرحمن القاضي (مذهب أهل التفويض) عند رده على عصام البشير - السوداني- الذي حاول أن يبرأ الشيخ حسن البنا رحمه الله من التفويض (وكم نتمنى أن يكون ما رمى إليه البشير صحيحا، وأن نلتمس عذرا للإمام البنا رحمه الله سيما وهو من بُناة الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، والناصحين لأمة محمد (ص) بعلمه وعمله وجهاده ودعوته، ولكن القضية من الوضوح بمكان لا يدع مجالاً لحمل كلامه على غير ما يحتمل.) اهـ
أعوذ بالله من أن نكون ممن يوالي على غير الحق ويعادي
شكر الله لإخوتي سلفاً
محبكم
أبو الحسن الأثري
عافاه الله وعفا عنه
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 05:36]ـ
حياك الله أخي الكريم و لا تخاطبني بلفظ الشيخ و نحوه
أولا: هذا الكلام قالوا انه منقول من رسالته في العقائد
ثانيا: انا هنا لست في مقام الدفاع عن البنا رحمه الله و لكن أحببت نقل هذا الكلام الجيد له , و قد كان شيخ الإسلام رحمه الله لما يذكر عقيدة أحد من المخالفين يقول انه أقرب الى السنة لأنه يثبت كذا و كذا , فيذكر الحق الذي معه و ينكر باطله , و هذا غاية في الإنصاف منه رحمه الله
ثالثا: هذا النص قال فيه الشيخ البنا " المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله - تبارك وتعالى - " فهو عمم هنا مسألة القدر المشترك في صفات الله و ان ضرب أمثلة على نحو ما ذكرتم إلا ان كان يعتبر اليد و الوجه و غيرها ليست من صفات الله فهذا أمر آخر , و لا علم لي به
و الله اعلم
ملاحظة:
هناك ألفاظ و جمل مجملة قد قالها بعض المشايخ و العلماء توحي بتفويض المعنى , و المحمل الحسن بهم الأخذ بمحكم كلامهم و النظرة الى منهجهم فإن كانوا يدافعون عن مذهب السلف و يرجحونه و ظهور قرائن اخرى تدل على تمسكهم بمعتقد السلف فنقول ان ما قالوه وهلة منهم و الله اعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 06:09]ـ
معذرة إن كان لفظة الشيخ أزعجتك:) إنما هي من باب التودد لإخواني وفقك الله
الأمر الآخر راجع رسالة القاضي وهي أطروحة علمية طبعها مطولة و مختصره و لا أدري هل حذف منها الكلام الآنففي اختصاره أم لا طلبا للإختصار، و أحمد الله إليك أني لست ممن يفرح بزلة حسن البنا أو غيره من الناس. ولكن مقتضى النصح حملني على أن أسود ما سودته، و على كل حال فعسى أن يكون قد حط رحاله في الجنة، ولكن هذا ما منع الأولين ولن يمنع الأخرين من أهل السنة من تبين الحق.
ملاحظة:
حمل الكلام على أحسن المحامل خصلة وإنصاف طيب لكن تحميل الكلام ما لا يحتمل من قبيل الاعتذار ليس كذلك وعلى كل حال لن يسوى حسن البنا بأئمة الكفر والضلال نسأل الله العافية وإن أخطأ وأخرجه خطأه من دائرة السنة فتنبه أنه لا تلازم
محبكم
أبو الحسن الأثري
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 06:14]ـ
بارك الله فيك
اما ملاحظتي السابقة فلا أقصد البنا بعينه , بل أقصد بعض علماء السنة المشهورين قالوا بعبارات توحي بتفويض المعنى فلو جاز لمحاجج ان يحاجج لقال: هؤلاء مفوضة أيضا!
و قد قالها بعض المخالفين في الشبكة و ان ما يلزم الشيخ البنا يلزم مشايخنا أيضا و تم الرد عليهم و تبيان غلطهم حسب القاعدة التي ذكرتها آنفا في ردي أعلاه
فالإنصاف ان يقال ان الشيخ البنا لم يحرر هذا الموضع جيدا و ان ما قاله وهلة منه تبع فيها بعض اهل العلم و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 06:28]ـ
يظهر لي يا أخي الكريم أنك لم تتطلع على كلام الشيخ رحمه الله وغفر له
قال رحمه الله في كتاب العقائد (أما السلف رضوان الله عليهم قالوا نؤمن بهذه الأيات والأحاديث كما وردت - إلى أن قال - وكل ذلك بمعان ٍ لا ندركها، ونترك لله تبارك وتعالى الإحاطة بعلمها ... ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى با الاتباع)
قال قبله بأسطر (فالتحكم بتحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير.)
أرجوا قبل الرد أن تتجرد هل الأئمة الذي أوهم كلامهم التفويض نقل عنه في غير ما موضع تقرير عقيدة السلف فإن كان نعم، فلا خلاف، وإن كان لا ولا يعرف عنهم سوى تقرير التفويض فلن أعتذر كما فعلت مع حسن البنا رحمه الله فهو وغيره عندي في هذا سواء!!
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 06:43]ـ
اخي الفاضل ذكرتُ لك سابقا انني لست في مقام الدفاع عن البنا و عقيدته فلا معنى لقولك " ان تتجرد ... "
انا اذكر لك ما وقفت عليه و ذكرت خلاصة كلامي أعلاه ,,,,
ثم ان بعض الائمة الذين أوهم كلامهم التفويض لبعضهم كلام محكم في موضع اخر فنرد كلامهم هذا إليه و بعضهم لم أقف على كلام لهم في تقرير عكسه و الله اعلم
فأحد أئمتنا قال: " بل أقروها كما جاءت؛ وردوا علمها إلى قائلها، ومعناها إلى المتكلم بها؛ وأخذ ذلك الآخر عن الأول؛ ووصى بعضهم بعضا بحسن الأتباع، وحذروه من اتباع طريق أهل البدع والاختلاف "
فهل هو مفوض عندك؟ علما بأنني اجتهدت لأقف على كلام له في تقرير إثبات المعنى فلم أجد
اما ما نقلته عن البنا فقد اخبرتك سابقا ان له نصوصا محكمة منها ما هو في تفويض الكيفية و الكنه و قبله تقريره لمسألة القدر المشترك و لربما حاججك محاجج بأن قوله: " ذلك بمعان ٍ لا ندركها " إنما في إدراك كنه الصفات , و علم المعاني أي المعنى المختص بالله تعالى من فهناك معنى مشترك نفهمه و هناك معنى مختص نفوضه كما لا يخفى و هو الذي نصطلح عليه بالكيفية , و لكان لكلامه وجه و قد وردت امثال هذه العبارات عن غير واحد من أهل العلم , و لا ازعم انني مطلع على كلام البنا كله و لكني ذكرت ما اعجبني من كلامه مما وقفت عليه , و المسألة قابلة للمباحثة فمن قال انه مفوض لكلامه وجه قوي و من اعتذر له بأنه لم يحرر كلامه جيدا و له كلام اخر في نقض التفويض لكلامه وجه ايضا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Sep-2007, صباحاً 10:55]ـ
ألا يمكن أن يقال بأن الوسط هو قمة بين قاعين
لقول الله تعالى:" وكذلك جعلناكم أمة وسطا" أي خيارا عدولا
فيكون الوسط من المشترك اللفظي
والمحمود منه هو المنزلة العالية من الفضل واتباع الحق
وأما أن يكون منتصفا بين مهجين
فهل ورد في النصوص الثناء عليه بإطلاق؟
وفي أول الواسطية ذكر لكون أهل السنة وسط بين الرافضة والخوارج ... إلخ
فهل تقرير الإمام ابن تيمية رحمه الله يقصد به الثناء على الوسطية بإطلاق؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 03:12]ـ
أما أنا فأدافع عن البنا فليس الدفاع عنه بعار حتى يتخلص منه جميع الإخوة! فالرجل له دين في رقبة الأمة جميعا لا سيما أهل مصر، فقد ظهر في وقت مليء بالظلمات فأعاد للأمة بصيص الأمل، ثم بعد ذلك فتح الله بالعلم والمنهج الصحيح، فأخذنا من الشيخ البنا ما عنده من صواب - وهو أغلب منهجه - وتركنا بعض المخالفات - وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث -.
-أما إحالات الأستاذ البنا على كتابات الشيخ الخطيب فلم أقصد بها إحالات في كتبه لكن أقصد إحالات أثناء حياته كما سمعتُ بأذني غير مرة من شيخي الدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله.
- أما مسألة التفويض فالجواب من وجوه باختصار شديد نظرا لضيق الوقت جدااا في هذا الشهر:
1 - أولا أن حسن الظن بالعلماء والفضلاء وحمل الكلام على أحسن وجه هو الأولى ل هو الواجب المتعين.
2 - أن الأستاذ البنا ذكر أنه رضي عقيدة السلف وذكر أسماء للسلف هم أنفسهم من ذكرهم شيخ الإسلام ابن تيمية وهم من أخذت عنهم عقيدة السلف، أسيروج المفوض للمجسمة على حد تعبير المفوضة؟؟
3 - أن بعض السلف ذكروا تفويض المعنى فلعل الأستاذ البنا اقتبس الكلمة من عباراتهم مباشرة، ورغم ذلك تأولنا لهم كلامهم فلنتأول أيضا للبنا وللشيخ أبي بكر الجزائري - وراجعوا الإيمان بالأسماء والصفات في منهاج المسلم -.
4 - أن هناك مواضع من كلام البنا ذكر فيها الإثبات؛ لذلك تحمل جميع عباراته المتشابهة على هذا الكلام المحكم:
يقول الدكتور ياسر برهامي حفظه الله (المنة شرح اعتقاد أهل السنة حاشية ص57): (الأستاذ حسن البنا في كتاب العقائد قال في باب الأسماء والصفات: إن أسلم شيء هو التفويض تفويض المعنى، ونحن ما نظن أنه يقصد هذه العقيدة البدعية ولكن اللفظ لم يكن دقيقا علميا وقد يفهم خطأ على ظاهره فيكون خطيرا وينسب الرجل بسببه إلى بدعة منكرة فلهذا نبهنا عليه)
وقال - بمعناه - أثناء تعليقه على هذه الجملة في شرحه للكتاب - وقد حضرت هذا المجلس والأشرطة موجودة بموقعه - (لكن كلامه رحمه الله في الأصول العشرين هو منهج السلف).
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 08:07]ـ
يا مقدادي كلامك ضعيفٌ جداً
إذ أن هناك فرق بين من يقول ((نكل علمها إلى قائلها)) ومن يقول ((لا نحدد معاني للصفات))
ثم إن النص الأول يفهم منه التفويض غير أن النصوص الأخرى للعالم تبين مقصده
وإلا فقد أنكر الشيخ ابن باز هذه اللفظة على الصابوني إذ أن فيها اطلاقاً موهماً
والعبارة الثانية لم يتلفظ بها أحد من السلف
وما ذكرته عن حسن البنا إنما كان في الصفات الثبوتية عند الأشاعرة
وهم يسمونها صفات الله ويعنون بذلك الحصر ويقررون فيها ما يقرر أهل السنة بمثل ما قال البنا وأحسن
قهل سيصبحون عندك أهل إثبات؟
وأما إيجاب أن يحمل كلام العلم على أحسن المحامل فهذا صحيح إذا كان ذلك لا يخرج بنا إلى المبالغة في التأويل بدون قرائن معتبرة
فكل من قال ((نفوض)) قلنا ((هو يقصد الكيف))
فالحافظ ابن حجر والنووي اولى بهذا التأويل من البنا
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 08:38]ـ
قال الاستاذ البنا رحمه الله في كتاب العقائد ص57 «وردت في القرآن آيات وفي السنة المطهرة أحاديث توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك وتعالى لخلقه في بعض صفاتهم»
كلام من هذا يا مقدادي؟
كلام أهل السنة أم كلام غيرهم؟
من قال هذا الكلام لا يستغرب منه التفويض يا شيخنا الفاضل
بل إنه حكم على نصوص العلو بأنها تفيد التحيز والجهة
ويقول في ص75 «ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخلف بين الطريقين لا تحتمل شيئا ... وأن البحث في مثل هذا الشأن مهما طال القول فيه القول: لا يؤدي في النهاية الا الى نتيجة واحدة: هي التفويض لله».
وذكر «أن مذهب السلف في الآيات والأحاديث أن يمروها على ما جاءت عليه، ويسكتوا عن تفسيرها أو تأويلها، وأن مذهب الخلف أن يؤولوها بما يتفق مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه، والخلاف شديد بين أهل الرأيين حتى أدى بينهما الى التنابز بالألقاب».
أولا: اتفق الفريقان على تنزيه الله.
ثانيا: كل منهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله غير ظواهرها التي وضعت لها هذه الألفاظ في حق المخلوقات. وذلك مترتب على اتفاقهما على نفي التشبيه»
ويقول قال ((واذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل، وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيث ألجأتهم ضرورة التنزيه الى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتا))
يا سلام الخلاف بين السلف والخلف لا يستحق ضجةً ولا إعناتاً
وقال «ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني الى الله أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل». أضاف «ونعتقد الى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق»
كذا يجعل المسألة مثيلة للخلافيات الفقهية الإجتهادية
ويقول في 77 و78 «وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف الى التأويل في عدة مواطن وهو الامام أحمد بن حنبل. من ذلك تأويله لحديث «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» وحديث «إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن» وحديث «قلب المؤمن بين صبعين من أصابع الرحمن» (ص 76 - 77). وزعم أن مما يقرب الخلاف بين الرأيين أن الخلف قيدوا تأويلاتهم أن يكون جائزا عقلا وشرعا بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين.
وذكر أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة.
فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز في الشرع: وهو هين كما ترى، وأمر لجأ اليه بعض السلف اليه أنفسهم. وأهم ما يجب أن تتوجه اليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف»
بالله عليكم أين هذا من منهج السلف الذين بدعوا المؤولة حتى قال يزيد بن هارون ((من زعم أن الله لم يستو على العرش فهو جهمي)) أو كما قال
ونسب الإمام أحمد منكري الصوت للتجهم
وغيرها من الأمور التي لا تخفى عليك يا مقدادي
وقد عرفناك أعلم وأعقل من هذا
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 08:54]ـ
على رسلك اخي عبدالله و لا تخلط بين مقامين: مقام انه مفوض من عدمه و مقام انه خالف حكم أهل السنة فيمن خالف عقيدتهم
و معظم ما ذكرته تم نقاشه أعلاه و ذكرتُ خلاصة كلامي أعلاه:
اما ما نقلته عن البنا فقد اخبرتك سابقا ان له نصوصا محكمة منها ما هو في تفويض الكيفية و الكنه و قبله تقريره لمسألة القدر المشترك و لربما حاججك محاجج بأن قوله: " ذلك بمعان ٍ لا ندركها " إنما في إدراك كنه الصفات , و علم المعاني أي المعنى المختص بالله تعالى من فهناك معنى مشترك نفهمه و هناك معنى مختص نفوضه كما لا يخفى و هو الذي نصطلح عليه بالكيفية , و لكان لكلامه وجه و قد وردت امثال هذه العبارات عن غير واحد من أهل العلم , و لا ازعم انني مطلع على كلام البنا كله و لكني ذكرت ما اعجبني من كلامه مما وقفت عليه , و المسألة قابلة للمباحثة فمن قال انه مفوض لكلامه وجه قوي و من اعتذر له بأنه لم يحرر كلامه جيدا و له كلام اخر في نقض التفويض لكلامه وجه ايضا
و ما ذكرته من قوله: " توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك وتعالى لخلقه في بعض صفاتهم»
مشكل حقا و لذلك قلتُ سابقا انه لم يحرر المسألة في مواضع من كلامه رغم إطلاعه على بعض كتب العقيدة السلفية
هذا ما لدي و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 09:04]ـ
لم أخلط ولكني استرسلت
ثم إن في ذكر ذلك فائدتين
الأوى أن الفوضة يحتملون غالباً الخلاف مع المؤولة
والثانية أن من كان جاهلاً في حكم السلف فيمن خالفهم لا يستبعد أن يكون جاهلاً باعتقادهم
والرجل نصوصه تدل على التفويض صراحةً وكلامه في الإثبات مقتصر على الصفات الثبوتية عند الأشاعرة
وبعض نصوصه السابقة تنصر التأويل في مواطن فتأمل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 09:27]ـ
منصفو الإخوان أثبتوا " تفويض " البنا وردوه. كالشيخ الفاضل عمر الأشقر. وليراجع كتاب العجمي " وقفات مع كتاب للدعاة فقط "، ففيه مزيد.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 01:18]ـ
ليست المشكلة في شي إلا بعض ما يستحضره بعض الإخوان من فضائل أثناء النقاش العلمي والدفاع عن رجل معين في مسألة لم يحرروا فيها محل النزاع مما يزيد الخلاف ولا ينقصه البته!
أرجوا أن يفرق الإخوان بين مقامين مقام الرد ومقام الترجمة! في أثناء الرد لا يصلح أن تذكر الفضائل والمناقب! بخلاف الترجمة!
ومن نعتقد مخالفته لجادة أهل السنة في مسائل لا نفرح بخطأه وأن الغاية عندنا هو إثبات الخطأ بقدر أن يثبت الحق على ما هو عليه من غير ليّ لأعناق الكلام وتأويلاته المستكرهة بحجة أنه كان ممن نصر الدين، فلكثيرٍ ممن تعدونهم ونعدهم مبتدعة بلا خلاف مواقف مشرفة مع الإسلام والذب عن حياضه ومع ذلك بيّن الخطأ ولم يحابوا على فضلهم ومكانتهم لأن الدين أعظم والحق أكبر منا ومنهم!
قال بن تيمية رحمه الله: (إذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق نشأ ضلال الحق وإضلال الخلق) فتأمل.
ـ[المديني]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة التلبيس (14): الوسطْ .. الغلطْ
المثال الثاني: مؤسس فرقة الأشاعرة (أبو الحسن الأشعري)، رأى الخلاف قائمًا في عصره بين الحق المتمثل في أهل السنة، والباطل المتمثل في فرقة المعتزلة، فأراد (التوسط) بينهما! فخلط بين الحق والباطل، وكانت النتيجة: إحداث فرقة جديدة! بل قال الإمام أبونصر السجزي في رده على الأشاعرة (ص 177): " والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضررًا على عوام أهل السنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تُموه .. فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء "، أي بخلاف الأشاعرة المُلبسين بخلطهم الحق بالباطل.
[ COLOR="DarkGreen"] رابط الحلقات السابقة من ثقافة التلبيس
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
جزاك الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
بئسما قلت يا شيخ الخراشي ..
ما كنت أظن قلمك يذهب به الحيف إلى هذا الحد
فإنه لمن سوء العلم أن يجمع بين السيخ والأشعري وحسن البنا!
وهو من الإجحاف في تحقيق المسائل ..
ومع أني أحترم قلمك في مجابهة العلمانية ورموزها .. غير أنك أبعدت النجعة
هنا وذلك لتسقط الشناعة المعتملة في ذهنك عن دعوى الوسطية .. فلم يستقم ذلك لديك إلا بجمع كفار أقحاح
مع مسلمين .. فضلاء ونبلاء ..
ولا شك عندي قط أنه وإن صح أن البنا أو الأشعري عمد إلى التوسط هكذا .. كما صورته
لمجرد التوفيق المحض على حساب الدين
أقول إن صح هذا جدلا .. ولا يمكن إثباته
فإنه من سوء التقدير أن يوضع السيخ الكفار الأقحاح الوثنيون بإزاء مسلمين فضلا عن نبلاء كالأشعري وحسن البنا
ولقد كان ابن عمر-كما في البخاري-يستنكر تنزيل آيات الكفار على المسلمين
ثم هذا المقال المجرد عن المادة العلمية .. فيه اختزال شديد لفضل هذين العلمين
أما الأول .. فقد أثنى عليه وعلى رجوعه لجادة الحق حين تبين كبار أهل الجرح والتعديل من أمثال الذهبي
وأما الثاني فأثني عليه وسماه إماما كبار علماء عصرنا كابن جبرين والحوالي والعقلا وغيرهم
وأرجو عدم حذف ردي إن كنا في جو يسوده الحرية العلمية
غفر الله لك
والله المستعان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 11:32]ـ
قال الشيخ عبد الله الجبرين من موقع سيد قطب
إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين، ومن أهل الدعوة .. وقد نفع الله بهما وهدى بدعوتهما خلق كثير، ولهما جهود لا تنكر. لأجل ذلك شفع الشيخ عبدالعزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل، فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال عبدالناصر – عليه من الله ما يستحق -، ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار. ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله بها ولم يطعن أحد فيها منذ أكثر من عشرين عاما، وإذا وقع منهما أخطاء يسيرة في التأويل ونحوه فلا يصل إلى حد التكفير، فإن العلماء الأولين لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني وأمثالهم كثير.
وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ..
وكذلك تحامل على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ***** ولكن عين السخط تبدي المساويا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:18]ـ
إخواني و أساتذتي الكرام:
أرجو أن لا يغيب عن أفهامنا الفرق بين حالتين في التوسط:
1 - حالة اختيار الوسط العلمي (لتوحيد الكلمة) كأن أرى قوما يصلون التراويح عشرين و آخرين يصلونها ثمانية و بسبب ذلك تعادوا!!!!!! و هذا موجود بيننا مستجلب لنقمة الجليل.! فآتي لأقول: لا إن الحق أن تصلى 14 ركعة!
2 - حالة اختيار الوسط العملي (لتوحيد الصف) كأن أرى الخطر محدقا بنا .. لا بالبصر القاصر .. أي و قد وصل لدمائنا و أعراضنا و كيان أمتنا برمته و كرامة قرآننا نفسه .... لا بل بالبصيرة النافذة التي ترى إلى ما بعد خمسين عاما فتحضر النفوس و القلوب و العقول له و لما يتطلبه الأمر ......... فآتي لأكون جماعة عملية اجتمعت على دفع الخطر الذي بالباب و أنا أعلم اختلافاتهم " العلمية " فلذا أقول لهم " و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " فأنا أعلم باختلاف الكلمة " العلمية " و أطالبهم بوحدة الصف .... فكيف سيتوحد الصف إلا على خطة؟ فهل يسوغ أن نأتي لنقول بعد هذا: لا لا هذه وسطية لتمييع الدين؟
إخواني: إن في السيرة العطرة أمثلة عجيبة يندهش أحدنا و قد استقرت في فؤاده معان و " أوهام " ل " الولاء و البراء .... أن تكون في السيرة .... ؟
إعرضوا إن شئتم للتجربة كتاب الشيخ الحميدي " الرسائل الشمولية " على كثير من طلاب العلم حولكم و سترون المصداق!
اقرؤوا لمن ينكر على " الجاهل " خروجه للدعوة عشرات الحوادث من سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه .... سيدنا أبو بكر أسلم على يديه في الايام الأولى من إسلامه 5 أو 6 من المبشرين بالجنة .. ! كم آية كان معه و كم حديثا؟؟
يا عجبا من أحوال " العلماء "! يركزون على " مذهب السلف " و ينسون مذاهب الصحابة؟؟!!
و الفروق بينها كبيرة لا يتسع المقام و لا الوقت الآن لها.!!
تحياتي للجميع ..
أحبكم في الله
فإذا أبغضتموني في الله .....
زاد حبي لكم!!
لأنكم إنما لحبكم ربنا أبغضتموني فيه!؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:20]ـ
أعتقد أن المسلمين ليسو في حاجة -اليوم- إلى محاسبة الأحفاد عما فعل الأجداد إذ كل إنسان خلق لزمان غير الذي خلق له الآخر، أولئك تعاملوا مع محيطهم وفق ما أوصلهم إليه اجتهادهم والمجتهد مأجور في كلا الحالتين ... إن على المسلمين أن يترفعوا عن أحقاد الماضي مع أننا لو أردنا أن نلتمس لهم الأعذار لوجدنا الشيء الكثير ولو أردنا في المقابل أن نبحث عن أخطائهم لوجدنا الشيء الكثير ...
إن الأمة في حاجة ماسة وملحة إلى من يوحد كلمتها ويجمع شملها وينظر لمستقبلها و يهتم بهموم الناس و آلامهم ويعمل من أجل تحقيق آمالهم وأحلامهم من منطلق الدين الحنيف ومبادئه السمحة بشكل يجعل المسلمين في مستوى الظرف الدقيق التي تمر منه الأمة اليوم وما يتهددها من خصومها المتربصين بها الدوائر
هل يعقل أن تظل مواجهات ما بعد استشهاد الخليفة الراشد الرابع الإمام علي كرم الله وجهه قائمة إلى اليوم يحاسب أحفاد كل فريق أحفاد الفريق الآخر ويقف في كل مرة القوي منهم من الضعيف موقف الذئب من الحمل الصغير
وبعد فهذا مجرد رأي قابل للنقاش، لكن في كل الأحوال يجب ألا نشغل أنفسنا إلا بما ينفع والله ولي التوفيق
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:24]ـ
جزاك اله خيرا
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:فى أهل البدع والاهواء
ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذبّ عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم أو عُرِف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم، بأنّ هذا الكلام لا يُدرَى ما هو؟ أو من قال إنّه صنّف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عَرَف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإنّ القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدُّون عن سبيل الله.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الفاضل غبد الباسط استغربت فعلا أن يعزب عنك تحقيق هذا النص على غير ما اعتدناه في مشاركاتكم فهذا النص على هذا الشكل المقتطع بذكاء يتداوله على هذا الشكل أقوام جعلوه حجتهم لتبرير "مجارزهم " ضد كل من خالفهم في تقييم الناس سواء كان من اهل السنة أم من أهل البدع .. و النص ان رجعتم اليه و جدته في أهل الاتحاد و الحلول ممن كفرهم واضح بين للناس فيه من الله ألف برهان فقبل النص مباشرة يقول:"وهكذا هؤلاء الاتحادية فرؤسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة فإنه من أعظم الزنادقة الذين يظهرون الإسلام ويبطنون أعظم الكفر وهم الذين يفهمون قولهم ومخالفتهم لدين المسلمين ويجب عقوبة كل من انتسب اليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم ....... " فأخذ هؤلاء النص و اقتطعوه من سياقه و جعلوه فيمن هو من أهل القبلة عظم زلله أو دق حسنت نيته أو ساءت كثرت حسناته أم قلت ساغ تأويله أم لم يسغ قرب من عهد النبوة أم بعد ... ولا يخفاكم طريقة من هذه ... أما كلام شيخ الاسلام في أهل البدع من اهل القبلة فمعروف و منتشر و منه هذا و هو مفيد أيضا في توضيح مسألة الخلل في التوسط و بالمناسبة أراك أخطأت أستاذي أبا القاسم في انكارك لجواز التنبيه على اشتراك المبتدع و الكافر بل و السني أحيانا في نفس الخطأ فهذا أدعى لحسن تصور مسار الخلل و تطوره و بالتالي حسن معالجته كشأن الطبيب المحنك ينبه طلبته على أوجه التشابه بين علل الأمراض البسيطة و المركبة و منه قول بعض السلف من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى و من فسد من علماءنا ففيه شبه من اليهود فالتنبيه على الاشتراك في نفس أصل الخطأ هو ما عناه من قال أن أن آيات أهل الكتاب تنزل علينا و التنبيه على الفرق في آثار الخطأ هو و الله اعلم ما يقصده من أنكر ذلك
و هذا نص شيخ الاسلام من درء التعارض
وقد ذكر ذلك الشيخ أبو حامد و القاضي أبو الطيب و أبو إسحاق الشيرازي وغير واحد بينوا مخالفة الشافعي وغيره من الأئمة لقول ابن كلاب و الأشعري في مسألة الكلام التي امتاز بها عن ابن كلاب و الأشعري عن غيرهما وإلا فسائر المسائل ليس لابن كلاب و الأشعري بها اختصاص بل ما قاله قاله غيرهما إما من أهل السنة والحديث وإما من غيرهم بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام وأتبعه عليه الأشعري فإنه لم يسبق ابن كلاب إلى ذلك حد ولا وافقه عليه من رؤوس الطوائف وأصله في ذلك مسألة الصفات الاختيارية ونحوها من الأمور المتعلقة بمشيئته وقدرته تعالى: هل تقوم بذاته أم لا؟ فكان السلف والأئمة يثبتون ما يقوم بذاته من الصفات والأفعال مطلقا والجهمية من المعتزلة وغيرهم ينكرون ذلك مطلقا فوافق ابن كلاب السلف والأئمة في إثبات الصفات ووافق الجهمية في نفي قيام الأفعال به تعالى وما يتعلق بمشيئته وقدرته
ولهذا وغيره تكلم الناس فيمن اتبعه ك القلانسي و الأشعري ونحوهما بأن في أقوالهم بقايا من الاعتزال وهذه البقايا أصلها هو الاستدلال على حدوث العالم بطريقة الحركات فإن هذا الأصل هو الذي أوقع المعتزلة في نفي الصفات والأفعال
وقد ذكر الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر بباب الأبواب أنه طريق مبتدع في دين الرسل محرم عندهم وكذلك غير الأشعري ك الخطابي وأمثاله يذكرون ذلك لكن مع هذا من وافق ابن كلاب لا يرى بطلان هذه الطريقة عقلا وإن لم يقل: إن الدين محتاج إليها فلما رأى من رأى صحتها لزمه: إما قول ابن كلاب أو ما يضاهيه
وهذا الذي نقلوه - من إنكار أبي حامد وغيره على القاضي أبي بكر الباقلاني - هو بسبب هذا الأصل وجرى له بسبب ذلك أمور أخرى وقام عليه الشيخ أبو حامد و الشيخ أبو عبد الله بن حامد وغيرهما من العلماء من أهل العراق وخراسان والشام وأهل الحجاز ومصر مع ما كان فيه من الفضائل العظيمة والمحاسن الكثيرة والرد على الزنادقة والملحدين وأهل البدع حتى إنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب و الأشعري أجل منه ولا أحسن كتبا وتصنيفا وبسببه انتشر هذا القول وكان منتسبا إلى الإمام أحمد وأهل السنة وأهل الحديث والسلف مع انتسابه إلى مالك و الشافعي وغيرهما من الأئمة حتى كان يكتب في بعض أجوبته: محمد بن الطيب الحنبلي وكان بينه وبين أبي الحسن التميمي وأهل بيته وغيرهم من التميميين من الموالاة والمصافاة ما هو معروف كما تقدم ذكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك ولهذا غلب على التميميين موافقته في أصوله ولما صنف أبو بكر البيهقي كتابه في مناقب الإمام أحمد - و أبو بكر البيهقي موافق لابن البقلاني في أصوله - ذكر أبو بكر اعتقاد أحمد الذي صفنه أبو الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي وهو مشابه لأصول القاضي أبي بكر وقد حكى عنه: أنه كان إذا درس مسألة الكلام على أصول ابن كلاب و الأشعري يقول: (هذا الذي ذكره أبو الحسن أشرحه لكم وأنا لم تتبين لي هذه المسألة) فكان يحكى عنه الوقف فيها إذ له في عدة من المسائل قولان وأكثركما تنطق بذلك كتبه ومع هذا تكلم فيه أهل العلم وفي طريقته التي أصلها هذه المسألة مما يطول وصفه كما تكلم من قبل هؤلاء في ابن كلاب ومن وافقه حتى ذكر أبو إسماعيل الأنصاري قال: سمعت أحمد بن أبي رافع وخلقا يذكرون شدة أبي حامد - يعني الإسفرايني - على ابن الباقلاني قال: وأنا بلغت رسالة أبي سعد إلى ابنه سالم ببغداد: إن كنت تريد أن ترجع إلى هراة فلا تقرب الباقلاني قال: وسمعت الحسين بن أبي أمامة المالكي يقول: سمعت أبي يقول: لعن الله أبا ذر الهروي فإنه أول من حمل الكلام إلا الحرم وأول من بثه في المغاربة
قلت: أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به وكان قد قدم إلى بغداد من هراة فأخذ طريقة ابن الباقلاني وحملها إلى الحرم فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم ك أبي نصر السجزي و أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين لما ليس هذا موضعه وهو ممن يرجح طريقة الصبغي و الثقفي على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث وأهل المغرب كانوا يحجون فيجتمعون به ويأخذون عنه الحديث وهذه الطريقة ويدلهم على أصلها فيرحل منهم من يرحل إلى المشرق كما رحل أبو الوليد الباجي فأخذ طريقة أبو جعفر السمناني الحنفي صاحب القاضي أبي بكر ورحل بعده القاضي أبو بكر بن العربي فأخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل وخيار الأمور أوساطها
وهذا لي مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: 10)
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه و سلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة: 286)
ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صوابا بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفة للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أو وأعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه فقل من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين لكثرة الاشتباه والاضطراب وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والارتياب ولهذا تجد كثيرا من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم: أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لاختلاف نظره واجتهاده
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجملة التي يظن الظان أنه لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أو يستفصل المتكلم بها - كما كان السلف والأئمة يفعلون - صار متناقضا أ مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر ...
وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الإسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذا لو كانت كذلك لم تكن باطلا ولا تكون باطلا محضا لا حق فيها إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولا كن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل: إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه وإلحاد
كما قال تعالى: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم} (التوبة: 47 (فأخبر أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالا ولكانوا يسعون بينهم مسرعين يطلبون لهم الفتنة وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم: إما لظن مخطىء أو لنوع من الهوى أو لمجموعهما فإن المؤمن إنمايدخل عليه الشيطان بنوع من الظن واتباع هواه ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: [إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات]
وقد أمر المؤمنين أن يقولوا في صلاتهم: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (الفاتحة: 6 - 7) فالمغضوب عليهم عرفوا الحق ولم يعملوا به والضالون عبدوا الله بلا علم
ولهذا نزه الله نبيه عن الأمرين بقوله {والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى} (النجم: 1 - 2) وقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} (ص: 45)
----------------------
... و هذا هو الخطأ المنهجي الذي ارتكبه من سعى للوسطية مع المخالف ممن ذكروا في المقال أو غيرهم اذ قبلوا منهم أشياء سلموها لهم دون ردها الى كتاب الله و رسوله لتحقيق شرط الهيمنة فانقلب نفع الوسطية الى مضرة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 09:18]ـ
أعتقد أن المسلمين ليسو في حاجة -اليوم- إلى محاسبة الأحفاد عما فعل الأجداد إذ كل إنسان خلق لزمان غير الذي خلق له الآخر، أولئك تعاملوا مع محيطهم وفق ما أوصلهم إليه اجتهادهم والمجتهد مأجور في كلا الحالتين ... إن على المسلمين أن يترفعوا عن أحقاد الماضي مع أننا لو أردنا أن نلتمس لهم الأعذار لوجدنا الشيء الكثير ولو أردنا في المقابل أن نبحث عن أخطائهم لوجدنا الشيء الكثير ...
إن الأمة في حاجة ماسة وملحة إلى من يوحد كلمتها ويجمع شملها وينظر لمستقبلها و يهتم بهموم الناس و آلامهم ويعمل من أجل تحقيق آمالهم وأحلامهم من منطلق الدين الحنيف ومبادئه السمحة بشكل يجعل المسلمين في مستوى الظرف الدقيق التي تمر منه الأمة اليوم وما يتهددها من خصومها المتربصين بها الدوائر
هل يعقل أن تظل مواجهات ما بعد استشهاد الخليفة الراشد الرابع الإمام علي كرم الله وجهه قائمة إلى اليوم يحاسب أحفاد كل فريق أحفاد الفريق الآخر ويقف في كل مرة القوي منهم من الضعيف موقف الذئب من الحمل الصغير
وبعد فهذا مجرد رأي قابل للنقاش، لكن في كل الأحوال يجب ألا نشغل أنفسنا إلا بما ينفع والله ولي التوفيق
وذلك وغيره مما جعلنى أدعو الشيخ سليمان للمراجعة
وأيضا مجتمع الاخوة الملتزمين مع بعضعهم ومع اقربائهم ومن يلاقوهم فى الشوارع والمواصلات نحتاج فيه لفقه مفصل فى طريقة التعامل ونريد الشئ الكثير من مقالات ودروس فى هذا الجانب
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 10:16]ـ
المسألة والله ليست مسألة سيد قطب أو حسن البنأ أو محمد قطب رحمهم الله إنما هي هوى واتباع النفس .... الله المستعان
وكل كلام يأخذ منه ويرد إلا كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أنا لأتعصب علشان أسماء لكن والله أتعصب فيمن يحصر مسألة الاسلام باإكمله في أشخاص وهذا هو قمة اتباع الهوى فمن كان في صف هذا العالم احبه وان كان ليس ممن يرى رأيه يبغضه ويتتبع زلاته بل ويتفنن في ابراز مثالبه وإنا لله وإنا إليه راجعون ووالله نريد مشايخنا الكبار هيئةكبار العلماء وكبار المشايخ ويقولوا منهج أهل السلف الحق رضوان الله عليهم
ثم أختم واقول والله لن تقوم للدين قائمة ونحن هكذا اللي مع شيخي انا أواليه وأحبه وووو ... فما بالكم اذا اتى العدو وباغتنا نتحزب نصبح مثل الفرق كل فرقه يترأسها شيخ واصبح مسلماً يعادي مسلماً وانا لله وانا إليه راجعون
والله هذا كلام في القلب فاأخرجته
واقول اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح احمد]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 12:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اريد ان اتحدث عن بعض النقاط التي وردت في هاذ الموضوع
اولا اذا اراد احد ان يتحدث عن العلماء مثل الامام ابي الحسن الاشعري فعليه ان يلتزم بالادب والاخلاق
ثانيا يجب الاعراض عن الخلافات بين العلماء وعن الردود التي بينهم فالمؤمن كيس فطن وللا يكن مثل الذباب لايقع الا على القذر
ثانيا ان حسن البنا وتلاميذه وجماعنه قدمت اعظم الخدمات للاسلام والمسلمين
كفانا من التعصب المقيت
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:33]ـ
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
وكما قيل
ولي كبدٌ مقروحةٌ من يبيعني .... بها كبداً ليست بذات قروح
أباها على الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح
اللهم ارحم ضعفنا وتجاوز عن عثراتنا وارزقنا لسان صدق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:34]ـ
ووالله ان الانسان ليعجب ممن يشد وطأته فى النقد على أمثال هؤلاء ولم يعرف عنهم امامة فى العلم الشرعى بيد أنك تجد الامام محمد رشيد رضا امام فى العلوم الشرعية انظر كيف كانت بدايته غير السنية بل مات على شئ من الضلالات التى تخالف منهج اهل السنة
وأيضا الامام ابو المعالى محمود شكرى الالوسى سلي عائلة كلها علماء وألف وهو سنه 21 سنة انتقل من الصوفية الصرف الى خليط بينها وبين السلفية ثم السلفية الصرف وهؤلاء كانوا احرارا ائمة فى العلوم
فكيف بمن كانت حياته مسجون معذب ثم أنه التزم على كبر ثم انه ليس من اهل العلوم الشرعية والله ان الفرق هذا مع ما نراه من نقد يجعل الانسان الحليم عقله ويذهب ويرى ما وصلت اليه الامة وشبابها من سوء الاحوال والبأس بينهم ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 06:43]ـ
أخي ابن الرومية .. لعلك لم تقع على مرادي ولم يغب عني ما استدركته من كلام سفيان بن عيينة .. وغيره
ولن أرد عليك هنا
بل أتركها للخاص
والله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:17]ـ
الإخوة الكرام: تكرمًا لتكن تعليقاتكم في صلب موضوع المقال و (فكرته) .. وهي التنبه إلى نوع من (الوسط) مثل الفجر الكاذب؛ يُظن وسطًا وهو غلط .. وأبعدونا عن هذه التحزبات التي لا علاقة لمقالي بها.
وإلى أصحاب البكائيات؛ كالأخ رمضان عوف، ليته يبوح بما عنده بوضوح، لنتناقش بعلم. وإلا فليرحمنا من أشعاره وفهمه " الغلط "! وليتكلم فيما يُحسن ..
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ..
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 09:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ سليمان الخراشي على ماأكرمني باتهامه وأسأل الله أن يسخره ليكون مفتاح خير
ولكنه لايحسن في مثل هذه الظروف إثارة مثل هذه الأمور فهي تفرق ولاتجمع وتؤذي ولاتنفع
فهذه متاهات لا تنفع المسلمين اليوم، " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ".(/)
لمن أعيش؟
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 01:27]ـ
هذه كلمة نافعة للإمام باديس شيخ المجاهدين ـ رحمه الله ـ
لمن أعيش؟
أيها الاخوة ..
ينبغي لكل قوم جمعهم عمل أن يفهم بعضهم بعضا كما ينبغي أن يفهموا العمل الذي هم متعاونون عليه ليكونوا في سيرهم على بصيرة من أنفسهم وعملهم. فقد يجتمع قوم على عمل مع اختلاف منازعهم فيأخذ كل واحد ليجذب إلى ناحية فتقع الخصومة ما بينهم وينقطع حبل عملهم وربما انتهى بهم الأمر إلى افتراق وعدوا، لو أنهم في أول الأمر تفاهموا لما تخاصموا.
فنحن – أيها الاخوة – الذين اجتمعنا على التربية والتعليم من معلم ومتعلم علينا أن يفهم بعضنا بعضاً. والمعلم هو الذي يجب أن يفهمه المتعلمون ويفهمهم هو في نفسه لأنه هو الذي انتصب ليبث فيهم أفكاراً وأخلاقاً وآداباً وهو مؤثر عليهم أثراً ما لا محالة، فمن واجب نصحه لهم أن يفهمه في نفسه لينْظروا في قبول التأثر به فيستمرون معه، وعدم قبوله فيفارقونه، وليكون من قبلوا واستمروا مجتمعين على شيء قد فهموه واتفقوا على البقاء فيه والتعاون عليه.
وأنا أظن نفسي مفهوما عند من يتصلون بي مثلكم ولو كان ذلك في زمن قليل لأنني ما فتئت أعلن عن فكرتي التي أعيش لها وغايتي التي أسعى إليها في كل مناسبة. واليوم – وقد كان تباين ما في بعض من يتصلون بي – رأيت من الواجب أن ألقي عليكم هذا البيان مختصراً في سؤال وجواب ثم أقفّي عليه بشيء من الشرح والتفصيل:
س: لمن أعيش أنا؟
ج: أعيش للإسلام والجزائر
قد يقول قائل: إنّ هذا ضيق في النظر، وتعصب للنفس، وتصور في العمل، وتقصير في النفع. فليس الإسلام وحده ديناً للبشرية، ولا الجزائر وحدها وطن الإنسان ولأوطان الإنسانية كلها حق على كل واحد من أبناء الإنسانية، ولكل دين من أديانها حقه من الاحترام.
فأقول: نعم إن خدمة الإنسانية في جميع شعوبها، والحديث عليها في جميع أوطانها، واحترامها في جميع مظاهر تفكيرها ونزعاتها، هو ما نقصده ونرمي إليه، ونعمل على تربيتنا وتربية من إلينا عليه، ولكن هذه الدائرة الإنسانية الواسعة ليس من السهل التوصل إلى خدمتها مباشرة ونفعها دون واسطة فوجب التفكير في الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذه الخدمة وإيصال هذا النفع.
ونحن لما نظرنا في الإسلام وجدناه الدين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها فيقول: [وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ] (2) ويقرر التساوي والأخوة بين جميع تلك الأجناس ويبين أنهم كانوا أجناساً للتمييز لا للتفضيل وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول: [يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقَنْاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعوباً وقَبائلَ لِتعَارَفُوا إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أتْقَاكُمْ] (3) ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول: [يَا أيُّهَا النّاسُ اتقُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحدةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثيراً ونِساء وَاتقُوا الله الذِي تساءلون بِهِ وَالأرْحَام] (4). ويقرر التضامن الإنساني العام بأن الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع، والإساءة إلى واحد إساءة إلى الجميع فيقول: [مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْر نَفْسِ أو فَساد في الأرضِ فَكَأنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمنْ أحْياهَا فَكأنَّمَا أحْيَا النّاسَ جَميعًا] (5). ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: [لَكُمْ دِينكُمْ وَلِي دِينِ] (6). ويقرر شرائع الأمم ويهون عليها شأن الاختلاف ويدعوها كلها إلى التسابق في الخيرات فيقول: [لكلّ جَعَلنَا مِنْكُم شَرْعةً وَمنْهاجاً وَلْو شَاءَ الله لجَعَلكُمْ أمَّةً وَاحدةً وَلكنْ ليبلوَّكُمْ فِي مَا آتاكُمْ فاستبقُوا الخَيْراتِ إلى الله مَرجعكُمْ فَينّبئكُمْ بِمَا كُنتم فِيهِ تَخْتلِفُونَ] (7). ويأمر بالعدل العام مع العدو والصديق فيقول: [وَلاَ يَجْرِمَنّكُمْ شَنآن قَوْم عَلَى ألاّ تَعْدلُوا] (8). ويحرم الاعتداء تحريما عاما على البغيض والحبيب فيقول: [وَلاَ يَجْرُمَنّكُمْ شَنآن قَوم أنْ صدُّوكُمْ عَن المَسْجِد الحَرَام أنْ تَعْتَدوُا] (9). ويأمر بالإحسان العام فيقول: [إنَّ الله يأمُرُ بِالعَدْلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
والإحْسَانِ] (10). ويأمر بحسن التخاطب العام فيقول: [وَقُولُوا لِلنّاسِ حٌسْناً] (11).
فلما عرفنا هذا وأكثر من هذا في الإسلام – وهو الدين الذي فطرنا عليه الله بفضله – علمنا أن دين الإنسانية الذي لا نجاة لها ولا سعادة إلا به، وأن خدمتها لا تكون إلا على
أصوله، وأن إيصال النفع إليها لا يكون إلا من طريقه، فعاهدنا الله على أن نقف حياتنا على خدمته ونشر هدايته، وخدمة كل ما هو بسبيله ومن ناحيته. فإذا عشت له فإني أعيش للإنسانية لخيرها وسعادتها، في جميع أجناسها وأوطانها وفي جميع مظاهر عاطفتها وتفكيرها، وما كنا لنكون هكذا إلا بالإسلام الذي ندين به ونعيش له ونعمل من أجله.
أما الجزائر فهي وطني الخاص الذي تربطني بأهله روابط فهذا – أيها الأخوان – معنى قولي: «إنني أعيش للإسلام» كل مقوماتي الشخصية ممتدة منه مباشرة. فأرى من الواجب من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص، وتفرض عليّ تلك الروابط أن تكون خدماتي أول ما تتصل بشيء تتصل به مباشرة. وكما الروابط لأجله – كجزء منه – فروضا خاصة، وأنا أشعر بأنني كلما أردت أن أعمل عملاً وجدتني في حاجة إليه: إلى ماله وإلى حاله وإلى آلامه، كذلك أجدني إذا عملت قد خدمت بعملي ناحية أو أكثر مما كنت في حاجة إليه. هكذا هذا الاتصال المباشر أجده بيني وبين وطني الخاص في كل حال وفي جميع الأعمال. وأحسب أن كل ابن وطن يعمل لوطنه لا بد أن يجد نفسه مع وطنه الخاص في مثل هذه المباشرة وهذا الاتصال.
نعم إن لنا وراء هذا الوطن الخاص أوطانا أخرى عزيزة علينا هي دائما منا على بال، ونحن فيما نعمل لوطننا الخاص نعتقد أنه لا بد أن نكون قد خدمناها، وأوصلنا إليها النفع والخير من طريق خدمتنا لوطننا.
وأقرب هذه الأوطان إلينا هو المغرب الأدنى والمغرب الأقصى اللذان ما هما والمغرب الأوسط إلا وطن واحد لغة وعقيدة وآداباً وأخلاقاً وتاريخا ومصلحة ثم الوطن العربي والإسلامي ثم وطن الإنسانية العام.
ولن نستطيع أن نؤدي خدمة لشيء من هذه كلها إلا إذا خدمنا الجزائر.
وما مثلنا في وطننا الخاص – وكل ذي وطن خاص – إلا كمثل جماعة ذوي بيوت من قرية واحدة. فبخدمة كل واحد لبيته تتكون من مجموع البيوت قرية سعيدة راقية. ومن ضيع بيته فهو لما سواها أضيع. وبقدر قيام كل واحد بأمر بيته تترقى القرية وتسعد، وبقدر إهمال كل واحد لبيته تشقى القرية وتنحط.
فنحن إذا كنا نخدم الجزائر فلسنا نخدمها على حساب غيرها ولا للأضرار بسواها – معاذ الله - ولكن لنفعها وننفع ما اتصل بها من أوطان الأقرب فالأقرب.
هذا – أيها الإخوان – هو مرادي بقولي: «أنني أعيش للجزائر».
والآن – أيها الإخوان – وقد فهمتموني وعرفتم سمو فكرة العيش للإسلام والجزائر فهل تعيشون مثلي للإسلام والجزائر؟.
نعم .. نعم .. بصوت واحد
فلنقل كلنا: ليَحْيَي الإسلام: لتحيا الجزائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1 - الشهاب: ج10، م 12، ص: 424 - 428.
2 - سورة الإسراء، الآية: 70.
3 - سورة الحجرات، الآية: 13.
4 - سورة النساء، الآية: 1.
5 - سورة المائدة، الآية: 32.
6 - سورة الكافرون، الآية: 6.
7 - سورة المائدة، الآية: 48.
8 - سورة المائدة، الآية: 8.
9 - سورة المائدة، الآية: 2.
10 - سورة النحل، الآية: 90.
11 - سورة البقرة، الآية: 83.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:59]ـ
قد يقول قائل: إنّ هذا ضيق في النظر، وتعصب للنفس، وتصور في العمل، وتقصير في النفع. فليس الإسلام وحده ديناً للبشرية، ولا الجزائر وحدها وطن الإنسان ولأوطان الإنسانية كلها حق على كل واحد من أبناء الإنسانية، ولكل دين من أديانها حقه من الاحترام.
فأقول: نعم إن خدمة الإنسانية في جميع شعوبها، والحديث عليها في جميع أوطانها، واحترامها في جميع مظاهر تفكيرها ونزعاتها، هو ما نقصده ونرمي إليه، ونعمل على تربيتنا وتربية من إلينا عليه، ولكن هذه الدائرة الإنسانية الواسعة ليس من السهل التوصل إلى خدمتها مباشرة ونفعها دون واسطة فوجب التفكير في الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذه الخدمة وإيصال هذا النفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقرر التساوي والأخوة بين جميع تلك الأجناس ويبين أنهم كانوا أجناساً للتمييز لا للتفضيل وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول: [يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقَنْاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعوباً وقَبائلَ لِتعَارَفُوا إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أتْقَاكُمْ] (3) ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول: [يَا أيُّهَا النّاسُ اتقُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحدةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثيراً ونِساء وَاتقُوا الله الذِي تساءلون بِهِ وَالأرْحَام] (4). ويقرر التضامن الإنساني العام بأن الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع، والإساءة إلى واحد إساءة إلى الجميع فيقول: [مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْر نَفْسِ أو فَساد في الأرضِ فَكَأنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمنْ أحْياهَا فَكأنَّمَا أحْيَا النّاسَ جَميعًا] (5). ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: [لَكُمْ دِينكُمْ وَلِي دِينِ] (6). ويقرر شرائع الأمم ويهون عليها شأن الاختلاف ويدعوها كلها إلى التسابق في الخيرات فيقول: [لكلّ جَعَلنَا مِنْكُم شَرْعةً وَمنْهاجاً وَلْو شَاءَ الله لجَعَلكُمْ أمَّةً وَاحدةً وَلكنْ ليبلوَّكُمْ فِي مَا آتاكُمْ فاستبقُوا الخَيْراتِ إلى الله مَرجعكُمْ فَينّبئكُمْ بِمَا كُنتم فِيهِ تَخْتلِفُونَ] (7). ويأمر بالعدل العام مع العدو والصديق فيقول: [وَلاَ يَجْرِمَنّكُمْ شَنآن قَوْم عَلَى ألاّ تَعْدلُوا] (8). ويحرم الاعتداء تحريما عاما على البغيض والحبيب فيقول: [وَلاَ يَجْرُمَنّكُمْ شَنآن قَوم أنْ صدُّوكُمْ عَن المَسْجِد الحَرَام أنْ تَعْتَدوُا] (9). ويأمر بالإحسان العام فيقول: [إنَّ الله يأمُرُ بِالعَدْلِ والإحْسَانِ] (10). ويأمر بحسن التخاطب العام فيقول: [وَقُولُوا لِلنّاسِ حٌسْناً] (11).
فلما عرفنا هذا وأكثر من هذا في الإسلام – وهو الدين الذي فطرنا عليه الله بفضله – علمنا أن دين الإنسانية الذي لا نجاة لها ولا سعادة إلا به، وأن خدمتها لا تكون إلا على
أصوله، وأن إيصال النفع إليها لا يكون إلا من طريقه، فعاهدنا الله على أن نقف حياتنا على خدمته ونشر هدايته، وخدمة كل ما هو بسبيله ومن ناحيته. فإذا عشت له فإني أعيش للإنسانية لخيرها وسعادتها، في جميع أجناسها وأوطانها وفي جميع مظاهر عاطفتها وتفكيرها، وما كنا لنكون هكذا إلا بالإسلام الذي ندين به ونعيش له ونعمل من أجله.
عبثًا حاولتُ أن أجمع بين النّصّين المقتبسين ولكنِّي لم أفلح!(/)
هل من منهج لقراءة الكتب الفكرية؟!
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
تزخر المكتبات التجارية بكم هائل من الكتب الفكرية .. مما يوقع طالب العلم في حيرة بماذا يبدأ؟ وأين ينتهي؟؟!!
وأحسبُ أن على طالب العلم أن يكون على دراية بما يطرح فيها وألا يغفل بناءه الفكري - طبعاً بعد التأصيل العقدي -!!
فهل من منهج لقراءة المفيد من هذه الكتب؟!!
أظن أن هنالك أمَّات في هذه الكتب لا يليق بطالب العلم ألا يطالعها ..
أو على الأقل ..
هل أجد من يذكر لنا أبرز الكتب الفكرية المفيدة والسليمة؟!!
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 12:00]ـ
أو على الأقل ..
هل أجد من يذكر لنا أبرز الكتب الفكرية المفيدة والسليمة؟!!
؟!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 09:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما المقصود بالكتب الفكرية التي تريد؟ في أي مجال؟ حدد.
ـ[عبد العزيز السهيلي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 03:01]ـ
تضلع أولا بعلوم الأسلام من كتب نقية. ثم افرأ ما شئت. وستجد نفسك تقتصد فيما تقرأ. وستكتشف كم الغث. وستصدم. وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. ولا تيأس. فنحن بحاجة لمن يقرأ ويهضم ويأتينا بخلاصة مفيدة على أن ينقي نفسه باستمرار. خشية الزلل.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 04:56]ـ
أ. د. ناصرالعمر
الكتب الفكرية إما أن تندرج ضمن الكتب الشرعية أو لا تندرج تحتها، فأما التي تندرج تحتها فتشمل عادة رؤى في قضايا معاصرة أو آراء منهجية أو تحليلات متنوعة، ويكون مبنى ذلك في الغالب الاجتهاد في فهم النصوص الكلية والقواعد العامة، ومن ثم يأتي التعليل أو التحليل أو تأتي الرؤية الواقعية على ضوئها.
فإذا كانت الكتب الفكرية من هذا القبيل أعني الكتب التي تتناول ما يُسمى بالفكر الإسلامي فإنه يمكن تقسيم هذه الكتب من حيث الدعوة إلى مطالعتها إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
1 - كتب لا تجوز قراءتها إطلاقاً إلا لكبار العلماء والمتخصصين، وهي كتب أصحاب مناهج الانحراف والأهواء والفتن؛ لأنه لا يميز ما فيها من خير عما اختلط به من الباطل إلا أهل العلم والمختصين، فينقلوا ما فيها من فوائد ويُعرضوا عما فيها من الغثاء.
2 - كتب لكتّاب ومؤلفين معروفين من أهل سلامة العقيدة والمنهج فيقرؤها كل أحد ولا سيما من احتاج إلى معرفة ما تعلق الكتاب بموضوعه، مع مراعاة أن كلاً يؤخذ من قوله ويُترك حتى في مثل هذه القضايا.
3 - كتب لكتّاب مسلمين لا تخلو من انحرافات خاصة وعامة ويقرؤها من بلغ درجة من الفهم والعلم، وعرف سلامة المنهج وصحة العقيدة، حتى يميّز بين غثها وسمينها، ولا يسمح للمبتدئين بقراءتها حتى لا تؤثر عليهم أخطاؤها؛ لعدم إدراكهم لذلك لقلة بضاعتهم في العلم.
ومن أشكل عليه شيء من ذلك فليرجع لمن هو أعلم منه حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها.
أما إذا كانت الكتب الفكرية غير متعلقة بالفكر الإسلامي أو القضايا الشرعية كالكتب التي تحلل الأسباب التي قادت الغربيين مثلاً إلى هذا الطور من التحلل الأخلاقي، أو الكتب التي تتحدث عن شؤون بعض الأمم فأمر قراءتها أيسر، وإن كنت لا أنصح غير المتخصص – والتخصص يختلف باختلاف الكتاب – بمطالعتها فليس فيها كبير فائدة لغير المختص والأولى الاشتغال بما هو أنفع.
ـ[أبو ريان]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 02:32]ـ
هل أجد من يذكر لنا أبرز الكتب الفكرية المفيدة والسليمة؟!!
كتب الإستاذ سيد قطب و أخيه محمد قطب ... هي من خير الكتب الفكرية و أيضاً كتب الأستاذ أبو يعلى المودودي.
و هناك كتب لا ينصح بها ككتب فتحي يكن و يوسف القرضاوي و غيرهم لأنها تبث الإنهزامية في قلب المسلم ... أما كتب سيد و أخوه محمد و أبو يعلى المودودي فميزتها أنها تبث روح القوة في قلب المسلم و روح العزة بدينه.
طبعاً الأخطاء موجودة فيها لكن سددوا و قاربوا ...
و نصيحتي لك أجعل لك ورد يومي تقرأ فيه كتاب "في ظلال القرآن" فستشعر بتذوق عجيب لآيات القرآن فسيد رحمه الله عاش فعلاً في ظلال القرآن نحسبه كذلك ...
يقول رحمه الله في مقدمه كتابه الذي بلغة شهرته الآفاق ....
"لقد من الله علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ذقت فيها من نعمته مالم أذقه قط في حياتي. ذقت فيها النعمة التي ترفع العمر و تباركه و تزكية" ... إلى آخر ما كتبه رحمه الله.
رحم الله سيد و رحم الله من أحب سيد و رحم الله من كف لسانه عن سيد.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 01:51]ـ
كتب محمد محمد حسين رحمه الله من أحسن الكتب الفكرية
وأشهرها ثلاثة:
حصوننا مهددة من داخلها
الإسلام والحضارة الغربية
الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر
ـ[أم الفضل]ــــــــ[19 - Jun-2007, صباحاً 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ أوان الشد أريد معرفة مصدر كلام أ. د ناصر العمر في المنهج في قراءة الكتب الفكرية بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[20 - Jun-2007, صباحاً 05:07]ـ
مصدر كلام الشيخ / ناصر العمر هنا:
http://www.almoslim.net/tarbawi/show_question_main.cfm?id=3423
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 01:16]ـ
المرحلة الأولى (وهي لمن تجاوز المرحلة الأولى على الأقل من دراسة العلوم الشرعية خاصة العقيدة)
1 - رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لأبي فهر محمود محمد شاكر.
2 - أباطيل وأسمار لنفس المؤلف.
3 - حصوننا مهددة من داخلها.
4 - الإسلام والحضارة الغربية.
5 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر.
6 - واقعنا المعاصر لمحمد قطب على أخطاء فيه.
المرحلة الثانية:
1 - نظرات شرعية في فكر منحرف لسليمان الخراشي.
2 - أجنحة المكر الثلاثة للميداني.
3 - مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب.
4 - ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
5 - العلمانية لسفر الحوالي.
6 - هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادة القدس لماجد عرسان الكيلاني وهو نفيس جداً ..
أرى أن يكتفي الطالب بهذا مع قراءة ما يستجد مماينصح به أهل العلم من هذه الكتب إن وجد ...
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 10:57]ـ
أن أعرض عليك طريقة للمطالعة، لم أعرضها على أحد إلا استحسنها ثم هجرها!
ولكنها هي هي.
ذاكر (طالع) مواضيع وليس كتب.
أضرب لك مثال:
قضية (الاستحلال) كيف ندرسها؟
الخطوة الأولى: مشاورة أهل الاطلاع والدراية على المصادر المفيدة في هذا الموضوع.
الخطوة الثانية: بالتعوان مع أهل الدراية يتم تحديد مصدر عمدة في الموضوع، ومذاكرته مذاكرة جيدة جدا .. دراسة، وسأشرح لك كيفية المذاكرة بعد.
وهو في هذا الموضوع (دروس الإرجاء للدكتور سيد العربي موجودة بموقع طريق الإسلام، ودروس الإيمان والكفر للشيخ محمد اسماعيل المقدم وكتاب الشيخ المحمود الحكم بغير ما أنزل الله أحكامه وأحواله) هذه الجرعة قوية جدا. تجعل كل ما بعدها مكرر
الخطوة الثالثة: الاطلاع على البحوث الفرعية والآراء المطروحة في المقالات والحوارات عن طريق النت أو ارشيف المجلات (كالبيان مثلا) وتحصيل هذا الأمر سهل جدا من المواقع الجادة مثل صيد الفوائد.
طريقة المذاكرة أو الاطلاع.
تسمع ـ أو تقرأ ـ وتلخص كل ما تكتب حتى لو كنت تعرفه .. تكتب خطوط عريضة .. .ليس فقط تسمع، وليس فقط تدون المفيد لك. لماذا؟!
لأن هذا يعطيك قراءة لعقلية المحاضر وينفعك فيما بعد في إعداد محاضرة أو درس أو خاطرة.
ثم بعد ذلك قم بتلخيص ما كتبت في هيئة سطور ... مفاهيم بسيطة جدا.
بهذه الطريقة لن ترحل المعلومة من رأسك إلا أن يشاء الله.
مثال تاني أسهل شوي ... نريد مطالعة موضوع مثل أعمال القلوب. كيف؟
أولا: نسأل أهل الاطلاع في هذا الباب على المصادر، وأنا ادلك.
الشيخ فوزي السعيد له فيها 25 محاضرة، وشرحها بتفصيل تام، والشيخ خالد السبت والشيخ سفر الحوالي
هؤلاء أخذوا الموضوع من زواياه كلها. وحين تسمع تعلم، وكل من تكلم بعدهم فمن كلامهم. ولا نقول في غيرهم إلا خيرا.
ـ ثالثا: تطالع أقوال غيرهم من أرباب المقالات والطروحات البسيطة.
ـ رابعا تطالع أقوال الشاذين ممن تكلم في أعمال القلوب .. مرجئة وصوفية .. وخاصة الصوفية. وتعرضه على ما عرفت.
ـ وطريقة المذاكرة كما سبق لا تغيرها ولا تبدلها.
مثال ثالث أسماء الله وصفاته. وهكذا
سهلة مش كده؟
هي دي طريقتي في الاطلاع. وارجو ان تكون طريقتك بعد.
هذه الطريقة لا تعرف فكر ولا يحزنون، بل تتناول الموضوع من كل زوايه وتعطيك تأصيل للموضوع وعرض للموافق فيه والمخالف.
.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 09:44]ـ
للرفع.
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 12:44]ـ
الأستاذ أنور الجندي حباه الله بموهبة عظيمة وقدرة هائلة في عمل تصور شبه كامل لما كتب عن الإسلام في مجال الفكر المعاصر في القرنين الأخيرين
وهو بهذا غربل كل هذه المؤلفات وبيان أوجه الفساد في عدد منها.
فعليك أن تجتهد في التعرف على ملامح منهج أنور الجندي في تناول هذه المؤلفات.
هذا موقع الأستاذ أنور الجندي وفيه عرض لمؤلفاته مع إمكانية التحميل لعدد منها
http://anwaralgendi.com (http://anwaralgendi.com)
التعريف به على ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(يُتْبَعُ)
(/)
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%...86%D8%AF%D9%8A (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%B1_%D8%A 7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8 A)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 12:48]ـ
أن أعرض عليك طريقة للمطالعة، لم أعرضها على أحد إلا استحسنها ثم هجرها!
.
وماسبب هجره لها بعد استحسانها:)
صراحة يا اخوة هذا الموضوع ذو شجون
وان تُكلم فيه بمايرضى الله فسيسبب فتنة (أعتقد انها واجب ايقادها باعتبار اختيار أخف الضررين)
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 01:00]ـ
من كلمات الأستاذ أنور الجندي:
يجب ألا تستغرقنا التفاصيل والجزئيات وأن نظل دائما قادرين على امتلاك ناصية الأصول العامة والمسائل الرئيسة والمواقف الأساسية وجمع الخطوط الكبرى في تكوين متكامل يجعلنا قادرين على النظرة الكلية الدائمة وذلك هو مفهوم التكامل الذي علمنا الإسلام إياه.
كان علي أن أواجه الاستشراق الغربي والماركسي والصهيوني وأن أواجه التبشير (التنصير) الذي كان يرسم خططه لاحتواء الأمة الإسلامية من جميع أقطارها وكذلك كان من الضروري الكشف عن زيوف الأسماء التي صنعها التغريب والغزو الثقافي وفي مقدمتها الأسماء المسماة بأسمائنا.
لقد تبين من خلال الدراسة الموسوعية كم هي خطيرة تلك المؤامرة التي رسمها التغريب والاستشراق والتبشير والغزو الفكري من أجل تزييف مفهوم الإسلام واحتوائه وتفريغه من قيمه في دائرة الفكر البشري للحيلولة بينه وبين العطاء الحقيقي وتبليغ رسالة الله تبارك وتعالى بوصفه الدين العالمي الخاتم.
أستطيع أن أقول إنني عشت مرحلة نقد المجتمع من 1940 – 1950، ثم عشت مرحلة معالجة الواقع 1950 – 1964، وفي هذه المرحلة تناولت قضايا الوطنية والقومية، وهي مرحلة تقبلت فيها بعض المفاهيم المطروحة قبل أن أعرف خفاياها التي اتضحت لي من بعد. ثم بدأت من 1964 مرحلة جديدة لتصحيح المفاهيم بعد سيطرة الشيوعية على بلاد الإسلام، وفي هذه المرحلة استطعت أن أكشف كثيرا من الحقائق.
فلنحذر هذا البريق، ولنحذر من الأسماء اللامعة، والكلمات الغامضة لنضع هؤلاء الكتاب على مقاييس علم الجرح والتعديل ولا ننظر في آرائهم حتى نتأكد من أن شخصياتهم كانت مثلا عاليا في الخلق والكرامة.
أنور الجندي
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 11:57]ـ
هناك كتاب قمة يلزم كل طالب علم برأي القاصر ان يقرأه و هو كتاب حاضر العالم الاسلامي لجميل المصري طبعة العبيكان
و كتاب موسوعة الاديان و المذاهب الفكرية المعاصرة الي اخرجتها الندوة العالمية للشباب الاسلامي
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[19 - Aug-2009, صباحاً 02:48]ـ
هل أجد من يذكر لنا أبرز الكتب الفكرية المفيدة والسليمة؟!!
من افضل ما يشفي غليك من الكتب الفكرية كتب جمال سلطان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Aug-2009, صباحاً 06:43]ـ
من شوية سمعت الشيخ المقدم يقول أن فى رأيه أنه اول كتاب فى الفكر كتاب الاتجاهات الوطنية ثم كتاب الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارهما في حياة الأمة للأستاذ علي بن بخيت الزهراني فى مجلدين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Aug-2009, صباحاً 07:01]ـ
من افضل ما يشفي غليك من الكتب الفكرية كتب جمال سلطان
بخصوص الاستاذ جمال هو لاشك صاحب فضل الا ان كل الناس محكومون بالمنهج العلمى ولا احد فوق النقد
انظر الكلام المخطط من المقال التالى ثم أدعو لأخيك خالد دعوة بظهر الغيب أن يهديه
ظاهرة النقاد الصحويينكتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد عرف التاريخ الإسلامي الكثير من صور الجهد الجماعي على هيئة مدارس فقهية أو حديثية أو تربوية أو على هيئة جماعات للحسبة، إلا أن الأمر في عصور ما بعد سقوط آخر خلافة إسلامية كان أظهر وأوضح فيما عرف بالجماعات الإسلامية؛ والتي تنوعت رؤيتها في الخروج من المأزق؛ الذي وجدت الأمة فيه نفسها بعد سقوط الخلافة وتعطيل تطبيق الشريعة ليس في القضاء فحسب؛ بل في كثير من نواحي الحياة، وفي حملات الغزو الفكري والعسكري التي تعرض لها العالم الإسلامي وما زال يتعرض لها حتى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان للاختلاف بين هذه الاتجاهات أثر سيء ولا شك، وتمت عدة محاولات لوضع أسس للحوار وميثاق للتعامل كان منها كتاب (فقه الخلاف ( http://www.salafvoice.com/article.php?a=2457)) للشيخ ياسر برهامي.
بيد أن الواقع في النهاية يظل هو الواقع من وجود الخلاف؛ والذي ينتمي بعضه إلى نوعية الخلاف السائغ المقبول، وينتمي الكثير منه إلى الخلاف غير السائغ، كما يمكن أن تجد ذلك مفصلا في كتاب (فقه الخلاف ( http://www.salafvoice.com/article.php?a=2457)) المشار إليه آنفًا.
وكنتيجة لذلك ظهرت فكرة تبناها عدد لا بأس به من المهتمين بالشأن الإسلامي، وهو أنهم نأوا بأنفسهم عن الدخول في غمار أي جماعة من الجماعات ليكسبوا ثقة الجميع، وبدءوا المساهمة في العمل الإسلامي بكتابات عن الأزمة التي تعيشها الأمة والمواجهة مع الغرب ومع أذنابه في بلاد المسلمين من علمانيين وغيرهم، وباختصار: كتب هؤلاء في الموضوعات التي تمثل المساحة المشتركة بين الإسلاميين؛ بما في ذلك الاتجاهات شديدة الغلو كالتكفير والتوقف.
وحاز بعض هؤلاء المفكرين القبول العام الذي كانوا يرجونه؛ ومن ثمَّ انطلقوا إلى الخطوة التالية وهي قيادة عملية توحيد الجماعات الإسلامية، وحيث إن عملية التوحيد عبر المناظرات كانت قد قُتلت بحثًا ومحاولة، فقد لجأ كثير من هؤلاء المفكرين إلى تبني وجهة نظر في مسائل الخلاف تميل إلى اعتبار كل الأطروحات مقبولة بما في ذلك المواجهة المسلحة -وكان ذلك في فترة التسعينات التي شهدت صعودًا في منحنى العمليات المسلحة-؛ بل وقبل بعضهم أفكار التكفير المعدلة كالقول بعدم العذر بالجهل في مسائل التوحيد وكالتوقف والتبين.
وبالجملة فقد اتبع هؤلاء طريقة في تقدير الخلاف السائغ من غيره تعتمد على موازين حركية في المقام الأول، ومن ثمَّ أخذ معظم هؤلاء موقفًا متحفظًا تجاه السلفيين؛ لكونهم من أكثر الناس رفضًا لفكرة الموائمة، ما لم يكن الأمر بالفعل خلافًا سائغًا وفقًا للموازين الشرعية، لا الموازين الحركية.
والعجيب أن معظم هؤلاء قد غيَّر موقفه من المواجهة المسلحة، وأدخلها نطاق الخلاف غير السائغ بعد مراجعات الجماعة الإسلامية ومراجعات سيد إمام، موافقين بذلك ما سبق أن انتقدوه على السلفيين، إلا أنهم -وفي ذات الوقت- بدؤوا حملة أخرى ضد السلفيين؛ لكي يقبلوا بالاتجاه العقلاني المسمى بالاتجاه الوسطي، وليس هذا مقام تفصيل ذلك، وإنما المقصود بيان أنه وُجد في وسط الصحوة مفكرون إسلاميون لا ينتمون لجماعة إسلامية، ورغم أن لكل واحد من هؤلاء رؤيته في الإصلاح؛ إلا أنها كلها في الأعم الأغلب تدور حول توحيد الجماعات الإسلامية بصورة أو بأخرى.
ومما لا شك فيه أن بُعد هؤلاء عن ممارسة العمل الدعوي واستيعاب صعوباته كان له أكبر الأثر في أن يكون كلامهم نظريًّا؛ لا سيما فيما يتعلق بأوراق العمل التي اقترحوها على فصائل الصحوة الإسلامية. ومن الكتب التي تمثل رؤية هذه المدرسة في مرحلتها الأولى بغض النظر عن انتماء أصحابها: (الثوابت والمتغيرات) للدكتور صلاح الصاوي، و (فقه الحركة) و (فقه الخلاف) لجمال سلطان. وهناك عدد من المنابر التي تمثل رؤية هذه المدرسة في مرحلتها الجديدة منها (مجلة المنار). (قلت خالد أن رئيس تحرير المجلة هو جمال سلطان
وكان بجوار هؤلاء المفكرين الإسلاميين يوجد من يطلق عليهم (باحثون في شئون الجماعات الإسلامية) وهو لقب كان منذ فترة حكرًا على الأكاديميين السياسيين المعنيين بدراسة الحركات الإسلامية دون أن ينتموا إليها واقعًا؛ بل ربما كان من شروطه ألا يكون من المنتمين إلى الحركة الإسلامية كأن يكون علمانيًّا أو على الأقل قوميًّا وكان هؤلاء يقدمون أيضًا أوراق عمل للحركة الإسلامية في صورة نصائح هي في واقع الأمر إملاءات بالقبول بالعلمانية أو القومية على الأقل إذا أرادوا أن يقبلهم المجتمع المدني على المستوى المحلى والنظام العالمي على الصعيد الدولي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن ومع تطور المساحة الإعلامية المتاحة للإسلاميين وجد جيل جديد ممن يمثلون هجينًا من الفريقين المشار إليهما آنفًا حيث إنهم يحملون لقب باحث في شئون الجماعات الإسلامية؛ ولكنهم في ذات الوقت ينتمون إليها انتماءً عامًّا، وحتى من كان له توجه خاص حرص على إخفائه حتى لا ينتقل من خانة باحث في شئون الجماعات الإسلامية إلى خانة أنه أحد كتاب الاتجاه الفلاني أو العلاني.
واستعار هؤلاء كثيرًا من أساليب النقاد الأدبين والرياضيين ونحوهم في عالم الإعلام؛ حيث يستر الناقد انتماءه ويدعي حيادًا مزعومًا ثم يوزع مدحه وذمه بالتساوي ظاهريًّا؛ وإن كان هذا لا يمنع القراء من اكتشاف الانتماء الحقيقي للناقد من ثنايا كلامه.
وإذا كان كلام فئة المفكرين المستقلين نظريًّا في الأعم الأغلب إلا أنه في النهاية كان يمثل رؤية يمكن أن تقبل منها وتدع؛ بل حتى نصائح الأكاديميين كانت تمثل شروطًا لاندماج الإسلاميين في المجتمع المدني قبلها من قبلها ورفضها من رفضها، وما أحراها بالرفض!
ولكن كلام جيل النقاد لا تكاد تجد فيه فائدة تذكر إلا لمز كل العاملين في الساحة الإسلامية، وإلا تكرار ما يأخذه كل فصيل إسلامي على الآخر؛ علمًا بأن كل فريق إسلامي له رؤيته المتكاملة، فإذا أخذ الإخوان على السلفيين السلبية من وجهة نظرهم فإنهم ينخرطون في أعمال محددة يرونها إيجابية، وهي أعمال يرى السلفيون عدم جدوى معظمها، في حين يرون البعض الآخر من خلاف التنوع الذي يؤيد السلفيون فيه الإخوان؛ بل ويشاركونهم فيه وإن لم يكن بنفس الدرجة كأعمال الإغاثة وغيرها.
وحينما يأخذ السلفيون على الإخوان عدم الاهتمام الكافي بالتأصيل النظري، بل والقبول بالمساومات على الصعيد العملي فإنهم يقدمون مشروعهم العلمي والدعوي والتربوي.
وأما إخواننا النقاد فهم يتناقلون النقد المتبادل بين الاتجاهين، وكأن الإعلام الإسلامي صار صورة من صفحات النقد الأدبي والفني والرياضي في الصحف العامة.
ونحن بدورنا نسأل إخواننا النقاد الصحويين المنتمين إلى الصحوة (1):
هل لكم رؤية محددة في قضايا العمل الإسلامي؟ فإذا كانت الإجابة: لا .. فتلك هي المصيبة العظمى أن ينصح الناصح وهو لا يدرى الوجهة التي يريد أن يوجه المنصوح إليها.
وإنها لكارثة أن يتعامل الإنسان مع قضايا أمته بحياد فلا يرى في ذلك رأيًا. إن الحياد إن ادُّعي من ناقد رياضي ربما تُصور ذلك منه مع أن معظم الناس لا يصدقون ذلك الحياد المزعوم. وأما أن يُدَّعى من مهتم بأمر أمته فهذا في غاية البعد لا سيما ونحن نتكلم عن أفكار وليس عن عواطف.
وإن كانت الإجابة: بنعم .. فنقول لهم: "لم لا تعلنون رؤيتكم واضحة في كل قضية وإن لم يلزم أن تكون كل رؤاكم موافقة لرؤية فصيل إسلامي معين فقط؟ عندما تتناولون موضوعًا وضِّحوا فيه رؤيتكم بأدلتها ثم عرِّجوا على الرؤى الأخرى بمناقشة أدلتهم؛ بدلا من الوصف المحشو باللمز والذي يضر ولا ينفع".
والخلاصة:
أنه من المتصور وجود كاتب إسلامي له رؤيته الخاصة؛ ولكن من غير المتصور وجود ناقد إسلامي ينقد الجميع دون أن يبين البديل من وجهة نظره؛ مع أن الكتاب الإسلاميين قد لا يكون لكلامهم الأهمية الكبرى؛ لا سيما فيما يتعلق بالحركة والدعوة والتربية إلا إذا خاضوا غمار التجربة العملية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1) السؤال غير موجه إلى أحد بعينه، وإن كان أكثر المعنيين به مواقع الانترنت التي تُعنى بشئون الجماعات الإسلامية، والمواقع الإخبارية المعنية بالشأن الإسلامي.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Aug-2009, صباحاً 08:20]ـ
من شوية سمعت الشيخ المقدم يقول أن فى رأيه أنه اول كتاب فى الفكر كتاب الاتجاهات الوطنية ثم كتاب الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارهما في حياة الأمة للأستاذ علي بن بخيت الزهراني فى مجلدين
واسمعوا كلام الشيخ المهم جدا جدا وثنائه البالغ عليه هنا فى الدقيقة 49.30
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66935&scholar_id=33&series_id=3735
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 07:34]ـ
من افضل ما يشفي غليك من الكتب الفكرية كتب جمال سلطان
وفعلا الاستاذ جمال مجدد فى مجاله واذا تطلع طالب العلم الى التنوير فلن يستغنى عن مقالات جمال سلطان وأخوه محمود
ونهنئ كل المسلمين على وجود هذين الرجلين بيننا فقد أبليل بلاءا حسنا بشنهم حملة ضد عصابة فاروق حسنى والقمنى وأثبتوا تزوير القمنى للدكتوراة
فلله رهما من أخوين مجددين لما اندرس من معالم التنوير والتجديد والثورة وملاحقة أئمة الكفر والفساد
الا اننى نبهت على انحراف عندهم فقط من باب كل يُؤخذ من قوله ويترك وان الحق اكبر من الجميع والمنهج فوق الجميع
ـ[أكليل]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 05:40]ـ
كلام رائع وجميل ان يجعل المثقف قرآته تحت محك النقد
ويكون لدية حس ومعرفة بما يختلج في صدرو بعض الكتاب
هداهم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 06:39]ـ
طلبت من الأخ" المفكر" المغمور سعيد بن سعد آل جبران القحطاني منهجا في قراءة الكتب الفكرية " الإسلامية " فأرسل لي هذه الرسالة الفريدة
تنبيه كتبها الأخ عام 1419 تقريبا وهو الآن يعيد صياغتها و ويجدد فيها مع إضافات في منهجية القراءة للمختصين في نقد الفكر الغربي
* التربية الفكرية تكسب أهميتها من قيمة الفكر الذي يصل إليه العقل، وأثره على حياة الإنسان، فقيمة الفكر تظهر في حصيلة المعارف والتصورات التي وصل إليها عقل الإنسان بعد جهد بذله في معالجة مشكلة استثارته أو اضطرته، ثم يتبع ذلك انعكاس أثرها على حياة الإنسان في الوجهة
والسلوك [1].
والتربية الفكرية " تمر بمستويات متدرجة، متجهة نحو الكمال والنضج [2] " ولكي يتحقق هذا النوع من التربية لا بد من جهد تربوي ضخم ـ ويمكن أن يرجع إلى الكتب التي ذكرت هذه المستويات ـ والجهود المبذولة تكون " من مربّ يشرف على هذا اللون من التربية ... أو من مجهود ذاتي من الشخص في تربية فكره وتنميته وتوسيع مداركه [3] " ولما كان المقصود هو التركيز على الجهد الذاتي في هذه الكلمة، فلن يُذكر جهود المربين والدعاة والمصلحين وما يطلب منهم إذ ليس الحديث عن التربية بشكلها الواسع، مقصوداً هنا، إنما المقصود هو الكلام عن وسيلة واحدة من وسائل البناء الفكري ألا وهي القراءة بشكلها العام " والقراءة تعد من أعظم وسائل المعرفة، إذ لم تكن هي أعظمها [4] "
والقراءة في الكتب الفكرية بشكل خاص له أثر في بناء التربية الفكرية للفرد المسلم. فمن منطلق هذا الأثر للقراءة في هذا النوع من الكتب حَسُنَ ذكر انطباع خاص في كيفية التعامل مع هذه الكتب.
إذ عدم إدراك ما سوف يذكر قد يعطي تربية فكرية غير سليمة. فإن الكتابات الفكرية التي تطرح في ساحتنا الثقافية، متعددة المنطلقات، ومختلفة الاتجاهات، وكثير من الاتجاهات الفكرية التي تطفح بها كثير من كتب الفكر تخالف الاتجاه الفكري الصحيح الذي ينبثق من التصور الإسلامي الأصيل.
فتناول كتب الفكر والقراءة فيها بغير ضابط، يفقد الشخص في كثير من الأحيان الاتجاه الصحيح " ولا يختلف فقد الاتجاه ـ في كثير من الأحيان ـ عن فقد الوجود [5] ".
وكلمة فكر من الناحية الاصطلاحية من غير إضافة تعني فلسفياً " الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات، أي: النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو ذلك [6] " وتعني " كذلك المعقولات نفسها، أي: الموضوعات التي أنتجها العقل البشري [7] ".
وسوف يكون التركيز على ما تم إنتاجه في الجانب الفكري في مجال التأليف فقط، أما الكلام عن قضية إعمال العقل بشكله الواسع فهذا يحتاج إلى جهد آخر، وكذلك الكلام عن الموضوعات التي أنتجها العقل البشري.
وعلى هذا يكون الإنتاج الفكري يختلف من أمة إلى أمة فكل فكر له مقوماته، وخصائصه، وذلك راجع إلى القاعدة التي ينبثق عنها ذلك الفكر، ويمكن تقسيم الإنتاج الفكري إلى قسمين:
القسم الأول: الفكر الإسلامي.
القسم الثاني: الفكر غير الإسلامي.
ولكي يتم البناء الفكري بشكل متكامل قلا بد من إدراك بعض الأسس المنهجية، قبل القراءة في الكتب الفكرية بعامة، لكي يسلم القارئ من " انحراف النظرة [8] " ويصل إلى نتاج علمية متوافقة مع طبيعة تكوينه، ومتلائمة مع رسالته في الحياة [9] ".
وهذه الأسس قد لا تربطها وحدة موضوعية، ولكنها انطباعات، ولدتها، بعض الدوافع النفسية.
فمن هذه الأسس إدراك أن القاعدة التي ينبثق منها الفكر الإسلامي " تمتاز بتفردها عن بقية القواعد فهي من تشريع العليم الخبير، وتنفرد كذلك باستقرارها وثبوتها، في لا تعرف التغيير أو التبديل، لأن مصادرها ثابتة قطعية كتاب الله تعالى وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " [الحجر: 9] وهذان المصدران يلزم طاعتهما ولا يسع أحد الخروج عن هديهما، قال الله تعالى:" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [النور: 51] "لكن هذا الثبات لا يقتضي الجمود والسكن؛ بل ثبوت يقتضي الخلود والملائمة .. [10] "
(يُتْبَعُ)
(/)
" فالفكر الإسلامي قائم على الإسلام، أي الكتاب والسنة، فقد استمد وضوحه من ذاك، فكان واضحاً قريباً إلى الفطرة السوية، خلافاً لأفكار أخرى تمتاز بالإبهام، والانغلاق أومنافرة الفطرة الإنسانية أو المثالية التي تتجاوز الطبيعة الإنسانية [11] "
" الأصول العقدية في الإسلام ... هي الأساس الذي يقوم عليه الفكر الإسلامي ويتعدد به مساره في جوانب حركته.
وهذا الأساس العقدي نال به الفكر الإسلامي مقاماً فريداً، لا تحظى به جميع الأفكار الأخرى [12] "
"كما أن العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه الفكر في الإسلام وينطلق منه، فإن الشريعة هي الإطار الحاكم لهذا الفكر، والمحدد لمنهجه، والضابط لحركته، والمقوم لنتاجه قبولاً ورداً [13] ".
" الفكر الإسلامي قائم على اللغة العربية يمتاز بأنه يرتكز على مصطلحات محددة تؤخذ من اللغة العربية [14] ... ولقد وعى قادة الفكر الإسلامي هذه الخاصية وخطورة التفريط فيها فاستدركوا هذا الأمر بتقعيد منهجي تبرر قيمة الانتماء اللغوي للعربية في الفكر الإسلامي [15] " ومن هنا فاللغة " هي أداة للتوصيل ... وأداة لتشكيل الفكر أيضاً، إنها شكل ومضمون في آن واحد، وهي مع هذا وذاك مرآة حقيقية للفكر والوجدان والتكوين التراثي والتاريخي والرمزي للأمة!! [16] ".
بعد ذكر هذه الأسس ما هي غاية الفكر في الإسلام؟
"الفكر في الإسلام ليس تائهاً كبعض أنماط الفكر التي لا غاية محددة لها؛ أو لا غاية له سوى الفكر ذاته "الفكر للفكر والعلم للعلم" أو التي تحصر غايته في النفع المادي العاجل فقط، شخصياً أو جماعياً.
إن الفكر الإسلامي وسيلة لتحقيق غاية عظمى هي: العبودية لله سبحانه وتعالى [17] " فعند إدراك هذه الأسس وغيرها مما لم يذكر، يكون الفكر ذا طبيعة إسلامية واعية، ويتحقق الهدف من وراء القراءة في كتب الفكر، ويكون القارئ قد حقق بعض البناء الفكري الناضج، ويكون لديه بعض الاستعداد لإدراك بعض الأفكار المغايرة للفكر الإسلامي الأصيل.
هذا فيما يتعلق بالفكر الإسلامي، أما الفكر غير الإسلامي، فلا بد من التريث في كيفية التعامل معه، إذ القضايا التي يطرحها الفكر الإسلامي، والفكر الآخر تكون في بعض الأحيان هي نفس القضايا. ولكن تختلف المعالجة اختلافاً جذرياً، لاختلاف المنطلقات، واختلاف المنظومة الفكرية لكل من الفكر الإسلامي، والفكر المضاد له.
فمثلاً ما تعانيه الأمة من تخلف حضاري ... تختلف معالجة هذه القضية من كلا الفكرين في إيجاد الحل للخروج من هذا التخلف، وهذا التردي، فمثلاً التيار العلماني يرى أن المخرج هو اللحاق بالغرب، بينما الفكر الإسلامي يعالج القضية من منطلق آخر ـ يتفق مع مقرارات العقيدة الإسلامية ـ ألا وهو تصحيح المعتقدات والتصورات. فإن ما أصاب الأمة وما يصيبها من خلف تخلف وتردي ما هو إلا عقوبة إلاهية، على ترك الأمة لدينها بصفته الشمولية، وعلى الخلل العقائدي الذي تحياه الأمة في واقعها لمعاصر.
فاختلاف المعالجة من كلا الفكرين، تختلف اختلافاً جوهرياً، وإن كان كلا الفكرين يشعر بهذا التخلف ويبحث له عن مخرج.
فالاتفاق بين الفكر الإسلامي، والفكر الآخر في طرح قضية من القضايا ليس كافياً، في فهم كتاب فكري بناء على هذا الاتفاق، ولا أن يصبغ بالصبغة الإسلامية إذ تشابه القضايا يوهم بجدوى معالجة الفكر غير الإسلامي لها، وهي في الحقيقة غير ذلك. خاصة ما تحمله الكتب الفكرية غالباً من أسلوبية توهم، بجدوى فكرة من الأفكار، وهي في الحقيقة الأمر غير مجدية.
وعلى هذا لابد من دراسة الفكر غير الإسلامي دراسة نقدية هادفة، من قبل كتّاب إسلاميين يملكون قدرة اجتهادية عالية، مصحوبة بتربية إيمانية وعقائدية صافية، لكي يحسن عرض ونقد كل أصول الأفكار المضادة للفكر الإسلامي، ويكون النقد لهذه لأفكار نقداً موضوعياً عادلاً.
وبهذا يتسنى لشباب الصحوة الإسلامية الإطلاع على الفكر غير الإسلامي بصورته الحقيقية من خلال كتابة الأقلام الإسلامية الواعية.
وهنا لابد من إدراك خطورة قراءة كل كتاب فكرياً لكل شاب، فلا بد من التدرج تدرجاً متزناً في كيفية التعامل مع الكتب الفكرية بعامة، وهنا تبرز أهمية الكتب التي تعرض الفكر الإسلامي الأصيل كما مر في المحاور السابقة، وأهمية الكتب التي تعرض الفكر المنحرف، وتنقده نقداً أميناً وموضوعياَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد فهنا إشارات لابد من ذكرها:
· أن القراءة المكثفة في الكتب الفكرية تحتاج من القارئ طاقة إيمانية عالية لكي يجد القارئ لذة وحلاوة ما يقرأ، وكذلك يحتاج إلى حساسية مرهفة لكي يدرك الفكر الأصيل والدخيل.
· ألا ينتج عن القراءة في الكتب الفكرية العزوف عن الكتب الإسلامية الأصيلة مما أنتجته الحضارة الإسلامية في كافة ميادين العلم والمعرفة. فإن الأسلوبية التي تغلب على الكتب الفكرية جذابة وسهلة.
أما الأسلوبية التي تغلب على الكتب العلمية فهي تتسم بالرصانة وقوة السبك، فإذا بدأ عزوفاً عن كتب العلم على كتب الفكر فهذا هدم للتربية الفكرية، وينم عن سوء البناء الفكري لذلك الشخص.
· أهمية إدراك معاني المصطلحات التي تعج بها كتب الفكر، وذلك من خلال إيجاد معاجم وموسوعات تحل بعض الإشكاليات حول بعض المصطلحات.
· ألا يفهم من خلال قراءة كتب الفكر أن الصراع القائم الآن بين الشرق والغرب أنه صراع فكري لا علاقة له بصراع العقائد، بل الأفكار هي نتيجة عقائد فالصراع الفكري مظهر من مظاهر الصراع العقائدي ولابد.
--------------------------------------------------------------------------------
والآن سيتم سرد بعض الكتب الفكرية مع بعض اللمحات حول بعض المؤلفين وبعض المؤلفات، والله المعين والميسرـ سبحانه وتعالى ـ.
أولاً: الكتب الفكرية التي جُل تركيزها تأصيل الفكر الإسلامي تمثل في عدة مدارس فكرية؛ بل قل لربما أن عدد المدارس الفكرية بعدد المفكرين أنفسهم، فهناك مفكرين تعد كتاباتهم ومقالاتهم مدارس فكرية مستقلة.
وهذا الكلام لا يكون منطبقاً على بعض المفكرين الذين لم يتحرروا تحرراً كافياً من الأفكار المضادة للفكر الإسلامي، وإن عد من المفكرين الإسلاميين، فهذا الوصف لا يعد كافياً، إذ الأسماء لا تغير من حقائق الأشياء شيئاً.
ومن أبرز المفكرين الذين لهم إسهام في تأصيل الفكر الإسلامي الذي تعد كتاباتهم رائدة في هذا المجال:
سيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ وأخيه محمد قطب، وإن كان هناك بعض النقد لما كتبه سيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ فإن الأخطاء التي وقع فيها هي "أخطاء نشأت بسبب عدم التحرر من خيوط الثقافة التي نشأ في جوها، مع الأوج الذي بلغه في تجرده الصادق لله في طلب الحق، والوقوف عنده، والتخلي عما يخالفه، ... ومع هذا لم يسلم من الوقوع في الخطأ، كما في عدم اعتداده بخبر الآحاد في العقائد، وبعض الأخطاء الجزئية، فضلاً عن انسياقه في أسلوبه الأدبي إلى استخدام صياغات أصبحت مثار توهم لدى بعض قارئيه لأفكار غير سليمة، رغم وضوحه في مواضع أخرى، مما يدل على النقص في التعبير لا في التقرير [18] ".
ومن أبرز المفكرين الذين لهم كتابات في الفكر الإسلامي المودودي، والندوي، ومحمد البهي، ومصطفى السباعي، ويوسف القرضاوي، ومحمد الغزالي وغيرهم كثير.
"وهذا الإنتاج الثر الغزير يحتاج إلى غربلة وتصحيح إذ أنه نتاج العقل والنظر، وليس وحياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والفكر لا يقف عند حد معين لا يتعداه، لا يقف عند هذا الحد إلا حين تتعطل العقول، وتضعف المدارك، فيصبح هم القارئ هو التلقي والتسليم دون جدل أو مناقشة [19] "
ولكن ليس هنا مجالاً لأعطى دراسة نقدية مفصلة عن كل كاتب وكتاب فهذا مشروع مستقل.
ولكن سوف يذكر هنا بعض الكتّاب، وبعض كتبهم، التي يُرى أنها متميزة، فمن المفكرين الإسلاميين البارزين:
أـ محمد محمد حسين ـ رحمه الله تعالى ـ ومن كتبه:
1) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر.
2) الإسلام والحضارة الغربية
3) حصوننا مهددة من الداخل
4) أزمة العصر
5) الروحية الحديثة ـ حقيقتها وما هيتها
وكتاباه: "حصوننا ... " و " الاتجاهات .. " من الكتب الأدبية والفكرية والثقافية المهمة جداً التي لابد من الاطلاع عليها لمن أحب أن يعرف الأسرار الثقافية خلف الكواليس وأسباب اتجاهاتها ودوافعها الحقيقية [20] ".
انظر ترجمته ـ رحمه الله تعالى ـ في:
1ـ إتمام الأعلام " ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي" ص 266 ت: د/نزار أباظة ومحمد المالح.
2ـ تتمة الأعلام للزركلي (2/ 134ـ135) ت: محمد خير رمضان يوسف
3ـ ذيل الأعلام (/199) ت: أحمد العلاونة
ب ـ جمال سلطان ـ حفظه الله تعالى ـ ومن كتبه:
1) أدب الردة
2) أزمة الحوار الديني
(يُتْبَعُ)
(/)
3) تجديد الصحوة الإسلامية
4) تجديد الفكر الإسلامي
5) ثقافة الضرار
6) جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث
7) جهادنا الثقافي ـ موقف وإشارات
8) دفاع عن ثقافتنا
9) الغارة على التراث الإسلامي
10) غزوة من الداخل
11) فقه الحركة ـ الأصول المقدمات
12) فقه الخلاف ـ مدخل إلى وحدة العمل الإسلامي
13) كلمتي للمثقفين
14) مقدمات في سبيل مشروعنا الحضاري
15) أزمة المثقفين في ديار الإسلام
16) الصحوة الإسلامية وآثارها في الفكر والمجتمع
17) الإسلام ومأزق الفكر القومي
" مع إدراك أن قوة الأسلوب في عرض فكرة ما يفوق القوة النقدية المطلوبة في كتب جمال سلطان ـ حفظه الله ـ مع ما فيها من سلامة الفكر وأصالته. " فهذا الذي ذكر لا يُعد مأخذ ينقص من فكر الرجل ـ حفظه الله "
جـ ـ الشيخ عبدالرحمن بن حسن حبنكة الميداني:
له سلسلته المعروفة:" فسلسلة أعداء الإسلام" وهي مكونة إلى الآن من سبعة كتب:
1) مكايد يهودية عبر التاريخ
2) صراع مع الملاحدة حتى العظيم
3) أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها/ التبشير ـ الاستشراق ـ الاستعمار. دراسة وتحليل وتوجيه
4) الكيد الأحمر/ دراسة واعية للشيوعية وجذورها وأفكارها
5) غزو في الصميم/ دراسة واعية لغزو الفكري والنفسي والخلقي والسلوكي في مجالات التعليم: المنهجي ـ والتثقيف العام ـ ونظرة عامة للتعليم في العالم مع توجيهات، وتوصيات خاصة وعامة.
6) كواشف زيوف/ في المذاهب الفكرية المعاصرة/ دراسة علمية نقدية تحليلية بمنظار إسلامي لزيوف كبريات الآراء والمذاهب الفكرية لمعاصرة وأئمتها.
7) ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في التاريخ ـ مجلدين.
وله غير هذه السلسلة:
8) التحريف المعاصر في الدين / تسلل في الأنفاق بعد السقوط في الأعماق ـ وهو رد على المهندس الشيوعي "د. محمد شحرور"
وللمؤلف عدة مؤلفات أخرى في مجالات أخرى.
"وهنا لابد من إدراك ما يلي:" فعلى الرغم من سعة الدائرة الفكرية التي يتحرك فيها المؤلف رجوعاً إلى القرآن، وتفاعلاً مع الفكر المعاصر، إلا أنه لم يخرج من دائرة المنهجية الأشعرية في طابعة العام [21] "
د: الكاتب، الصحفي، الباحث، المفكر، محمد جلال كشك ـ رحمه الله تعالى ـ فقد " أخرج للمكتبة العربية أكثر من أربعين كتاباً، منها ما أصبح قطباً في الحياة الثقافية والفكرية العربية [22] " فمنها:
1. ألا في الفتنة سقطوا ـ تحليل علمي بالوثائق للفتنة الطائفية
2. جهالات عصر التنوير ـ قراءة في فكر قاسم أمين وعلي عبدالرزاق.
3. الحق المر.
4. خواطر مسلم عن الجهاد، القليات، الأناجيل.
5. الغزو الفكري.
6. قراءة في فكر التبعية ... مع ملحق تعلي على محاضرة صمويل هنتنغنتون عن حرب الحضارات.
7. ودخلت الخيل الأزهر " وهذا الكتاب يمور بالفوائد [23] " والذي كشف فيه أوراق أخطر محاولات التزوير الثقافي والحضاري في كتابة تاريخ مصر الحديثة على يد نفر من العلمانيين والطائفيين المقنعين الذين حاولوا تصوير الغزو الفرنسي البربري لمصر على أنه كان " فتحاً حضارياً" أدخل " التنوير" إلى مصر وأخرجها من ظلمات القرون المظلمة " الإسلامية" فجاء كتاب محمد جلال كشك لغير مسار الضلالة الفكرية ويرشد وجهة الفكر التاريخي من بعد وينجي الأجيال الجديدة بفضل الله من أعظم حركة تضليل ثقافي في التاريخ العربي الحديث [24] "
8. ثورة يوليو، " وهو من كتاباته الوثائقية الفذة [25] ".
9. السعوديون والحل الإسلامي. وهو من كتبه الفذة كذلك وقد أثنى عليه الشيخ سفر الحوالي ...
وهناك كتب آخر له كثيرة منها " سلسلة كتبه عن الغزو الفكري والتي أزعم أنها فريدة تماماً في بابها، لا يشبهها شيء مما كتب بالعربية في موضوعها [26] ".
وبعد فإن المفكر محمد جلال كشك ـ رحمه الله تعالى ـ " لديه اجتهادات غير مقبولة في إنتاجه الفكري، في قضايا شرعية، وفيها جرأة، لم يقل بها غيره، ولكنها طبائع الفكر البشري [27] ". فنحسب هذا الرجل ما قدم للأمة، ولشبابها على الخصوص، من جهود فكرية خلاقة، كان لبعضها الفضل في تحويل مسارات كاملة في الوعي العربي الجديد [28] ".
هـ ومن المفكرين الإسلاميين. د. مصطفى حلمي ـ حفظه الله تعالى ـ ومن كتبه ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية. دراسة حول كتاب "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة" لشيخ الإسلام مصطفى صبري.
2) الإسلام والمذاهب الفلسفية.
3) أضواء على ثقافة المسلم المعاصر.
4) أعمال القلوب بين الصوفية وعلماء أهل السنة.
5) السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية.
6) الصحوة الإسلامية عودة إلى الذات.
7) الفكر الإسلامي في موجهة الغزو الثقافي في العصر الحديث.
8) قواعد المنهج في الفكر الإسلامي.
9) مع المسلمين الأوائل في نظرتهم للحياة والقيم.
10) مناهج البحث في العلوم الإنسانية بين علماء الإسلام وفلاسفة الغرب.
والدكتور مصطفى حلمي كثير التركيز في معالجة القضايا الفكرية على المنهج السلفي الذي يتمثل في الحركات التجديدية السلفية من الإمام أحمد بن حنبل إلى مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ إلى دعوة محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ، وهذه قضية منهجية مهمة ... "
و ـ ومن المفكرين الإسلاميين الدكتور أكرم ضياء العمري ـ حفظه الله تعالى ـ ومن كتبه ما يلي:
1) الإسلام والوعي الحضاري.
2) التربية الروحية والاجتماعية في الإسلام.
3) التراث والمعاصرة.
4) الثقافة الإسلامية والقراءة المنهجية.
5) الحياة الاقتصادية والاجتماعية في عصر النبوة.
6) قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي، نشر في جزئيين.
7) مناهج البحث وتحقيق التراث.
8) منهج النقد عند المحدثين مقارناً بالمنهج الغربي.
9) موقف الاستشراق من السيرة والسنة النبوية.
وقد تميزت كتاباته " بعمق التحليل، وسلامة الأسلوب وأصالته [29] "
ز ـ ومن المفكرين الإسلاميين كذلك عمر عبيد حسنة ومن مؤلفاته ما يلي:
1) تأملات في الواقع الإسلامي.
2) حتى لا تكون فتنة.
3) الشاكلة الثقافية/ مساهمة في إعادة البناء.
4) نحو إعادة ترتيب العقل المسلم.
" مع إدراك أن قراءته التحليلية لكتب المفكرين العلمانيين تتسم بالسطحية والضعف وذلك واضح في كلامه عن الدكتور زكي نجيب محمود ... في كتابه "حتى لا تكون فتنة" ص 254 ولكن يمكن أن يستفاد من الفكر الأصيل الموجود في كتبه"
ح ـ ومن المفكرين الذين تميزوا العلامة محمود محمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ فهو يعد " واحداً من مفكري الإسلام في العصر الراهن [30] " ومن كتبه:
1) كتابه الشهير "أباطيل وأسمار [31] "
2) " رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" صدرت لأول مرة كمقدمة لكتابه المتنبي ثم نشرت بعد ذلك عدة نشرات منفصلة.
" والأستاذ شاكر يعالج ... القضايا المختلفة مسلطاً عليها المجهر الإسلامي ووصل بعد معالجتها إلى نتائج تنسجم انسجاماً تاماً مع معطيات الفكر الإسلامي. [32] "
ط ـ ومن المفكرين كذلك الدكتور عماد الدين خليل، وله مؤلفات كثر منها:
1) ابن خلدون إسلامياً.
2) الإسلام والوجه الآخر للفكر الغربي "قراءات".
3) أضواء جديدة على لعبة اليمين واليسار.
4) الإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام (465 ـ 812 هـ / 1072 ـ 1409م) أضواء جديدة على المقاومة الإسلامية للصليبيين والتتر.
5) حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي.
6) التفسير الإسلامي للتاريخ.
7) تهافت العلمانية.
8) دراسة في السيرة.
9) العقل المسلم والرؤية الحضارية.
10) العلم في مواجهة المادية ـ قراءة في كتاب "حدود العلم لسليفان"
11) فوضى العالم في المسرح الغربي المعاصر.
12) في التاريخ الإسلامي ـ فصول في المنهج والتحليل.
13) في النقد الإسلامي المعاصر.
14) قالوا عن الإسلام.
15) كتابات إسلامية.
16) لعبة اليمين واليسار.
17) مدخل إلى موقف القرآن الكريم من العلم.
18) مدخل إلى نظرية أدب الإسلامي.
19) مؤشرات إسلامية في زمن السرعة.
20) مؤشرات حول الحضارة الإسلامية.
21) مع القرآن في عالمه الرحيب.
22) مقال في العدل الاجتماعي.
23) ملاح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
24) التطور التاريخي في فكر سيد قطب.
25) نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله.
26) حول إعادة تشكيل العقل المسلم.
27) في إسلامية المعرفة: بحوث ومقترحات.
28) رؤية إسلامية في قضايا معاصرة.
29) نور الدين محمود وتجربته الإسلامية.
30) هجمات مضادة ي التاريخ الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
" وهناك نقد لكتابه " في إسلامية المعرفة: بحوث ومقترحات" في كتاب " أسلمة العلوم الإنسانية/ عنوان وهمي لا واقع موضوعي له للشيخ عثمان عبدالقادر الصافي من ص 195 إلى ص 204" وقد أُنتقد في كتابه " التفسير الإسلامي للتاريخ " تركيزه على نصوص القرآن وإغفاله السنة النبوية ... "
ي ـ وكذلك من المفكرين الدكتور السيد أحمد فرج ـ حفظه الله تعالى ـ ومن كتبه:
1) أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب.
2) جذور العلمانية.
3) المؤامرة على المرأة المسلمة ـ تاريخ ووثائق.
4) اليهودية واليهودية ـ التاريخ والعقيدة والأخلاق.
ك ـ ومن المفكرين كذلك الشيخ عثمان عبدالقادر الصافي، ومن كتبه:
1) أسلمة العلوم الإنسانية / عنوان وهمي لا واقع موضوعي له.
2) أخطار على المراجع العلمية/ لأئمة السلف.
ل ـ ومنهم كذلك المفكر محمد حامد الناصر ـ حفظه الله تعالى ـ ومن كتبه:
1) المرأة بين الجاهلية والإسلام/ دراسة مقارنة على ضوء الإسلام، وهذا بالاشتراك مع المؤلفة خولة درويش.
2) الحياة الدينية عند العرب بين الجاهلية والإسلام/ دراسة مقارنة، وهذا بالاشتراك مع المؤلفة خولة درويش.
3) الحياة السياسية عند العرب دراسة مقارنة على ضوء الإسلام. تأليف مستقل لمحمد الناصر.
4) أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام/ دراسة مقارنة على ضوء الإسلام. مستقل لمحمد الناصر.
5) " وهذه سلسلة بعنوان:" الجاهلية في الشعر الجاهلي"
ومن كتبه استقلالاً ما يلي:
6) بدع الاعتقاد وأخطارها على المجتمعات المعاصرة ـ الأرجاء، الغلو في الدين، التطرف، التصوف.
7) الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري، عهد نور الدين وصلاح الدين دراسة مقارنة مع الواقع المعاصر.
8) العصرانيون، بين مزاعم التجديد وميادين التقريب.
ومن مؤلفاته في التربية وهي بالاشتراك مع خولة درويش.
9) تربية الأطفال في رحاب الإسلام، في البيت والروضة.
10) تربية المراهق في رحاب الإسلام.
11) تربية الموهوب في رحاب الإسلام.
م ـ ومن المفكرين الإسلاميين جمال عبدالهادي، بالاشتراك مع د. وفاء محمد رفعت و أ: محمد عبدالمنعم و أ: لطفي حسن عوض و أ: علي أحمد لبن، ضمن سلسلتين.
الأولى: نحو تأصيل إسلامي للتاريخ:
1) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ منهج كتابة التاريخ الإسلامي لماذا؟ وكيف؟ د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
2) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ تاريخ الأمة المسلمة الواحدة منذ أقدم عصورها وحتى القرن السابع قبل الهجرة في مصر والعراق. د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
3) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ الإسلام دين الله في الأرض والسماء. د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
4) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ جزيرة العرب "جـ1" سيرة هود وصالح وشعيب وسلمان عليهم السلام ... د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
5) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ جزيرة العرب "جـ2" سيرة إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام ... د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
6) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/استخلاف أبو بكر الصديق د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
7) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ إفريقيا التي يراد لها أن تموت جوعاً. د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
8) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/ جزيرة العرب "جـ1" سيرة هود وصالح وشعيب وسلمان عليهم السلام ... د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت.
9) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/مصر بين الخلافة العثمانية والاحتلال الإنجليزي د: جمال عبد الهادي، و د. وفاء محمد رفعت و أ: علي أحمد لبن.
10) أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ/الطريق إلى بيت المقدس " القضية الفلسطينية". ثلاثة أجزاء / د. جمال و د. وفاء.
السلسة الثانية: الغزو الفكري في المناهج الدراسية:
1) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على الإسلام فيما كتبه د. طه حسين (1) رواية الشيخان المقررة على طلاب الثانوية العامة. د. جمال وَ د. وفاء وَ أ. علي أحمد لبن.
2) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على الإسلام فيما كتبه د. طه حسين (2) الشعر الجاهلي وغيره. د. جمال وَ د. وفاء وَ أ. علي أحمد لبن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على التعليم والعلم. أ. حسن جود وَ أ. محمد خفاجه و أ. أحمد العدل وأ. صلاح الدين محمد و أ. محمد يوسف صبيح و أ. عبدالفتاح غالي.
4) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ السيد البدوي ـ دراسة نقدية. د. عبدالله صابر.
5) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على الإسلام فيما كتبه د. طه حسين (1) رواية الشيخان المقررة على طلاب الثانوية العامة. د. جمال وَ د. وفاء وَ أ. علي أحمد لبن.
6) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على الأزهر ومعلميه. أ. علي أحمد لبن.
7) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ تطوير أم تضليل ـ في مناهج اللغة العربية. د. جمال و أ. محمد طبل و أ. محمد بدوي و أ. كامل حمدي و أ. أحمد محفوظ.
8) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ المؤامرة على الأخلاق في كتب اللغات الأجنبية. أ. عبد المنعم أبو الخير و أ. عبدالوهاب سالم و أ. عادل المرزوقي و أ. إسلام هاشم.
9) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ تطوير أم تضليل ـ في التاريخ الإسلامي (1)، (2) د. جمال وَ د. وفاء وَ أ. محمد عبد المنعم وأ. لطفي حسن عوض.
10) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ تطوير أم تضليل ـ في التاريخ الإسلامي (1)، (2) د. جمال وَ د. وفاء وَ أ. محمد عبد المنعم وأ. لطفي حسن عوض.
11) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ تطوير أم تضليل ـ في العلوم الإنسانية (2) في العقيدة "الفلسفة" دراسة نقدية لما كتبه د. زكي نجيب محمود والإشادة بعودته إلى الفكر الإسلامي. د. جمال عبد الهادي و أ. علي أحمد لبن.
12) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ تطوير أم تضليل ـ في العلوم الإنسانية (3) في العقيدة "الفلسفة والمنطق" دراسة نقدية لما كتبه د. التفتازاني وغيره واقتراح منهج بديل. د. جمال عبد الهادي و أ. علي أحمد لبن.
13) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ دعوة لإنقاذ التعليم، نماذج من الغزو الفكري في مجال التعليم. د. جمال عبد الهادي وَ أ. محمد بدوي وَ أ. محمد عبد المنعم و أ. أمين سعد و أ. علي أحمد لبن.
14) أين ضمير الأمة؟ أين نقابة المعلمين؟ موجات الكيد اليهودي، الوجه الأولى تحت ستار التشيع وحب آل البيت (1) الكيد لعثماني بن عثمان. د. جمال عبد الهادي وَ د. وفاء محمد وَ أ. محمد عبد المنعم و أ. لطفي حسن عوض و أ. علي أحمد لبن.
15) الغزو الفكري في المناهج الدراسية / أولاً: في العقيدة / في الرد على ذكي نجيب محمود / ت / أ: علي لبن.
16) دعوة لإنقاذ التعليم ... التاريخ بين الحقيقة والتضليل (1) من آدم إلى بعثة محمد ـ عليهما الصلاة والسلام. د. جمال عبد الهادي وَ د. وفاء محمد و أ. علي أحمد لبن.
17) دعوة لإنقاذ التعليم ... "الحل الإسلامي" التاريخ بين الحقيقة والتضليل ـ الداء والدواء. د. جمال عبد الهادي وَ د. وفاء محمد و أ. علي أحمد لبن.
18) دعوة لإنقاذ التعليم / التطوير بين الحقيقة والتضليل (1) ـ الداء والدواء. د. جمال عبد الهادي وَ د. وفاء محمد و أ. علي أحمد لبن.
--------------------------------------------------------------------------------
وهناك كتب فكرية متميزة وإن كانت مجموعة منها ذات طابع أكاديمي تخصيصي على شكل رسائل ماجستير ورسائل دكتوراه ومنها ما يلي:
1) منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير. د. فهد الرومي ـ رسالة دكتوراه.
2) موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية. أ: الأمين الصادق ـ رسالة ماجستير.
3) موقف المدرسة العقلية الحديثة من الحديث النبوي الشريف ـ دراسة تطبيقية على تفسير المنار. أ: شفيق بن عبد بن عبدالله شقير ـ رسالة متممة مقدمة لنيل درجة الماجستير.
4) المعرفة في الإسلام ـ مصادرها ومجالاتها. د. عبدالله بن محمد القرني. رسالة دكتوراة ـ وهي دراسة فكرية رائدة.
5) مفهوم تجديد الدين ـ أ: بسطامي محمد سعيد ـ رسالة ماجستير.
6) موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين. لشيخ الإسلام مصطفى صبري.
7) مختصر الكتاب السابق ـ القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون. لشيخ الإسلام مصطفى صبري.
مع إدراك أن المؤلف رحمه الله تعالى ماتيريدي العقيدة ويرى عقيدة الجبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
8) محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة. أ. سليمان بن صالح الخراشي. وهي دراسة نقدية مأصله.
9) الإسلام بين الشرق والغرب. أ: علي عزت بيجوفيتش ـ رئيس البوسنة والهرسك ـ رحمه الله تعالى ـ وهذا الكتاب واحد من أعظم الكتب الفكرية في هذا القرن، حيث تصدى هذا المفكر الشجاع لنقد النظرية المعرفية، بما تشتمل عليه من عقائد وأخلاق وعلوم، وفنون في مجمل الثقافات الإنسانية، وخلص إلى أن الإسلام هو الكفيل بإخراج الإنسان من أزمته الروحية والأخلاقية التي تعصف بكيانه وتدمره، فاقرأه، وتدبره فإنه مفيد، ولا تعرض عنه بسبب بعض الأخطاء التي ربما يعذر فيها من يعيش في مثل ظروف أهل " البوسنة"
وهذا الكلام من كلام الشيخ: شعيب الأرنؤوط والشيخ عمر القيام في تحقيقهما على كتاب ابن مفلح ـ رحمه الله تعالى ـ " الآداب الشرعية" (1/ 9) هامش رقم (2ـ3).
وبعد، فهناك كتب كثيرة لم تذكر في مجال الكتب الفكرية الإسلامية، وما تم ذكره هنا من كتب الفكر فلا تُعطى التزكية المطلقة، ولكنها حسب تصور كاتب هذه تحمل أفكاراً إسلامية أصيلة. نسأل الله النفع والتوفيق.
والكتب التي تم الرجوع إليها في كتابة المقدمة قبل سرد كتب الفكر هي:
1ـ ثقافة الطفل المسلم ـ مفهومها ـ وأسس بنائها. إعداد: إحمد بن عبدالعزيز الحليبي. في هذا الكتاب "الفصل الثاني" عن "البناء الفكري" وذلك من ص 253 ـ ص 293.
2ـ مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة. إعداد: عدنان حسن صالح با حارث. في هذا الكتاب " الفصل الثالث" عن " مسؤولية الأب في التربية الفكرية" وذلك من ص 303ـ ص 357.
3ـ الفكر التربوي عند ابن القيم. تأليف د. حسن بن علي بن حسن الحجاجي. وفي هذا الكتاب "الفصل الثالث" عن "التربية الفكرية" وذلك من ص 251 ـ ص 275.
4ـ حقيقة الفكر الإسلامي ـ دراسة تأصيلية لمفهوم الفكر الإسلامي ومقوماته وخصائصه. د: عبدالرحمن زيد الزنيدي.
5ـ فصول في التفكير الموضوعي. د: عبدالكريم بكار. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ثقافة الطفل المسلم (261)
[2] نفس المصدر السابق (279)
[3] الفكر التربوي عند ابن القيم (253)
[4] مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد (345)
[5] فصول في التفكير الموضوعي
[6]،7 حقيقة الفكر الإسلامي (10)
[8]، 9 ثقافة الطفل المسلم (117)، (272)
[10] ثقافة الطفل المسلم (121)
[11] حقيقة الفكر الإسلامي
[12] حقيقة الفكر الإسلامي (46)
[13] حقيقة الفكر الإسلامي (67)
[14] حقيقة الفكر الإسلامي (128)
[15] حقيقة الفكر الإسلامي (132)
[16] فصول في التفكير الموضوعي
[17] حقيقة الفكر الإسلامي (126، 127)
[18] مناهج البحث في العقيدة الإسلامية في العصر الحاضر (183) نقلاً من كتاب: في ظلال القرآن في الميزان (29)
[19] في حوار هادئ مع محمد الغزالي (5)
[20] من كلام: محمد خير رمضان يوسف، عند كلامه عن مؤلفاته. انظر: تتمة الأعلام (2/ 15)
[21] مناهج البحث في العقيدة الإسلامية في العصر الحاضر ()
[22] كلمتي للمثقفين ـ جمال سلطان (96)
[23] انظر: ذيل الأعلام ـ لأحمد العلاونة (172)
[24] كلمتي للمثقفين ـ جمال سلطان (96) وهذا الكلام نقله محمد خير رمضان من غير أن يشير. انظر: تتمة الأعلام للزركلي (2/ 59)!!
[25] كلمتي للمثقفين ـ جمال سلطان (96)
[26] من كلام جمال سلطان (96) من كلمتي للمثقفين.
[27] انظر: تتمة الأعلام. محمد خير رمضان (2/ 59) وهذا الكلام في أساسه لجمال سلطان!!
[28] كلمتي للمثقفين. جمال سلطان (97)
[29] جائزة الملك فيصل العالمية ودلالتها الحضارية (/100)
[30] دراسات عربية وإسلامية (/432) بحثاً عن العلامة محمود شاكر بعنوان "محمود محمد شاكر، مفكراً مسلماً" إعداد الدكتور محمد حسن عواد.
[31] ذكر كتابه بهذا الوصف في جائزة الملك فيصل العالمية ودلالتها الحضارية (/110)
[32] دراسات عربية وإسلامية (/
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 05:27]ـ
جزاك الله خيرا
ولى عودة لقراءة تلك الرسالة القيمة
ـ[أكليل]ــــــــ[24 - Aug-2009, صباحاً 05:13]ـ
الموضوع ممتاز جداً حداً
فجزاكم الله خير نحن بحاجة الى توعية في زمن اختلطت فيه الرؤى
وتعددت فيه الطروحات فيجب إستجلاء الحقيقة وبعث ركام هذه الكتب
وفي نظري انهذا زمانها في هذا الوقت بالذات.
ولكي لانبني معرفتنا على جدار مهزوز.
وفقكم الله وسدد خطاكم(/)
الشيخ العبيكان يقول أن ابن باز رحمه الله كان يقول بجواز فك السحر بالسحر ولكن للخاصة
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 05:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان في الاسبوع الماضي برنامج على قناة اقرأ وكانت الحلقة عن السحر وحكمه وكان الضيف الشيخ راشد الزهراني وتحدث عن حرمته بأدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء، لكن الغريب أنه كانت هناك مداخلة للشيخ العبيكان حول فك السحر بالسحر (وفتواه معروفة) لكن الصدمة كانت عندما قال أن الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله كان يقول بفك السحر بالسحر ولكن بفتاوي خاصة لبعض الشيوخ وقال أن عنده الأدلة لأثبات هذا الكلام ..
وجاء الجزء الثاني ليلة البارحة الخميس، فما هي إلا لحظات وإذا المتصل هو أحد كبار طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله، وهو الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله، فأنكر هذا القول وقال لم أسمع هذا القول من شيخنا ابن باز رحمه الله، وإنما كان يقول بفك السحر بالرقية الشرعية فقط ..
وفي الأخير الشيخ العبيكان يتحدى أن يخرج أحد معه من العلماء في مناظرة حول الموضوع وأن يثبت حرمته ...
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:18]ـ
وفي الأخير الشيخ العبيكان يتحدى أن يخرج أحد معه من العلماء في مناظرة حول الموضوع وأن يثبت حرمته ...
عجيب أمر هذا الشيخ!!! حتى إنه ليخيل إليك أن الذهاب إلى السحرة لفك السحر واجب شرعي!! ولو إشتغل بمناصحة أهل الضلال من علمانويين وأهل التفجير وأهل الفسق , لكان خيراً له.
أسال الله أن يهديه.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:30]ـ
هذه الزبدة والعمدة:
فما هي إلا لحظات وإذا المتصل هو أحد كبار طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله، وهو الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله، فأنكر هذا القول وقال لم أسمع هذا القول من شيخنا ابن باز رحمه الله، وإنما كان يقول بفك السحر بالرقية الشرعية فقط ..
أحسن الله إليك شيخنا الكريم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 11:51]ـ
بارك الله بالشيخ الراجحي الذي بين كذب المقولة.
وهدى الله العبيكان الذي كثرت شواذه. وآخرها إباحة الاختلاط في الغرف التجارية!
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 04:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأفضل أن ينقل قوله بالضبط و أدلّته ثم يناقش بالدليل و يبيّن أين أخطأ بالدليل
أما مجرد الدعاوى هكذا فالفائدة منها قليلة هذا إن لم نقل أنّ ضررها أقرب من نفعها
فإذا كان الشيخ يتحدى و يبدو عليه أنّه مقتنع بقوله و من ينكر عليه لا يقدّم الدليل. فما يصلح هذا؟!
يعني هذا يشبه الإستفزاز بغير حق منه إرادة الحق للشيخ
فلماذا لا تقبل دعوة الشيخ في المناظرة أو يستهزىء بها؟ إن كان الهدف إظهار الحق سواء له أو لغيره.
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 05:20]ـ
الأفضل أن ينقل قوله بالضبط و أدلّته ثم يناقش بالدليل و يبيّن أين أخطأ بالدليل
أخي الكريم الكلام ليس على ما يذهب إليه العبيكان ويراه، رغم أنه شذوذ ومخالفة واضحة لصريح الكتاب والسنة، لكن الكلام حول نسبة القول إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وهذه النسبة غير صحيحة ومردودة، ولا شك عندي أنها من كيس الشيخ.
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 05:28]ـ
يبدو أنك أيها الناصح الصادق تحتاج إلى الوقوف مع نفسك فيما بينك وبين ربك وقفة محاسبة، فأنت كثيرًا ماتكون في الاتجاه المعاكس، إذا كان لايروق لك توجه هذا المنتدى فاذهب إلى غيره، أوما علمت أن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى له رسالة بأكملها في تحريم إتيان الكهنة والسحرة، وأنه يردّ على القائلين بالجواز، ثم أما علمت أن مقولة العبيكان تمثل منهجًا خطيرًا جدًّا، وهو أن أهل السنة عندهم تقية، فابن باز يمنع الناس من هذا ويكتب فيه رسالة، ثم يبيحه للخاصة؟! انتبه يارجل!!
ثم إن ابن عبيكان لايُعرف بالحضور في دروس الشيخ ابن باز رحمه الله، فأين هذا العلم الذي وجده هذا الغريب، وغاب عن كبار تلاميذ الشيخ؟!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 05:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
إن كان الأخ الناصح الصادق هو من كان يكتب في الكاشف فأقول له: لعلك تستفيد من هذا الملتقى العلمي وتفيد، لكن دون تتبع للشذوذات أوإشغال للقراء بمسائل جدلية. أظن سياسة الموقع تمنع هذا.
تواضع .. وأفد .. واستفد .. بالكلام العلمي الراقي.
وفقك الله وسدد خطاك ..
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 06:58]ـ
رغم أنه شذوذ ومخالفة واضحة لصريح الكتاب والسنة،
الأخ الفاضل:
قرأت فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب: وصايا وتوجيهات لطلاب العلم لمجموعة من العلماء، جمعها د سليمان أبا الخيل. المجلد الأول ص 133/
الفتوى: سماحة الشيخ: شخص أصابه مس من السحر وتأثر حتى كره الطاعات وفعل بعض المنهيات عياذا بالله، وهو قبل هذا على درجة عالية من الاستقامة، هل يجوز له الذهاب إلى الساحر ليفك عنه سحره، وهذا من باب الضرورات تبيح المحرمات؟
الجواب: ............... ولكن على هذا المسحور أن يستعمل قبل كل شيء القراءات النافعة سواء قرأ بنفسه على نفسه، أو بواسطة من يثق بدينهم وأمانتهم.
فإذا لم يُجْدِ ذلك شيئا فقد اختلف العلماء في الذهاب إلى السحرة لفك السحر إذا كان ذلك لضرورة. فالمشهور في مذهب الإمام أحمد كما في الروض المربع وغيره: أنه يجوز حل السحر بالسحر للضرورة. وممن قال من المتقدمين: سعيد بن المسيب حين سئل عن رجل به طب أي: سحر، فهل ينشر عنه، يعني بالسحر أو لا. قال: لا بأس به إنما يريدون به الاصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. ذكر ذلك عنه شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد. لكن مع ذلك لا أقول بهذا القول على وجه الاطلاق؛ لأنه لابد من دراسة القضية المعينة دراسة تامة حتى يحكم لكل قضية بحكم خاص، فلا تأخذوا عني أني مبيح لهذا الشيء، بل لابد من نظر لكل قضية بعينها وحينئذ يتبين للإنسان هلا يفتي بالجواز أو لا يفتي. اهـ.
ولا أدري عن فتوى العبيكان عن حل السحر بالسحر بالضبط، فلم أطلع عليها. وهل قال بجواز فك السحر بالسحر ولو من غير ضرورة. لكني أوردت فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لعدم وصفه فك السحر بالسحر حال الضرورة بالشذوذ.
وأرجو ألا يفهم من كلامي أني مؤيد للشيخ العبيكان، أبدا أبدا لست أؤيده.
بارك الله فيكم
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 07:56]ـ
-
الفتوى بالنشرة تستلزم جواز وجود السحرة وعدم التضييق عليهم لأن ذلك فيه منفعة للمسلمين!
أما بالنسبة للشيخ العبيكان فبالغ في المخالفة في عدة مسائل ولو ترخص في واحدة او اثنتين لأحسن الظن فيه
فمما افتى به تحريم المقاومة في العراق فبربك اتفق العقلاء على تحريم الإنبطاح و أن يدافع الإنسان عن نفسه
بل حتى من لا عقل له عرف بالضرورة وجوب الدفاع عن نفسه!
وفرح عباد الصليب بفتواه بل نشروها كرامة للعبيكان!
هل يتصور أن تلقى فتوى العبيكان مصداقية في قلب من:
تغتصب اخته ومن يداس اباه ومن يقتل ابنه ومن يسلب داره ومن يستحل دمه بحجة افتى (العبيكان)!
هل يرضى الشيخ ان يفتي احد بذلك لو كان في مكانهم وكأنها فتوى شامت لا ناصح
وقد حمل الشيخ اكثر من مرة في الإعلام على الدعاة والمشائخ واصفاً اياهم بالجهل تارة و سوء الطوية تارة ووضع يده بيد بني علمان وكأنه لا يدري أنه في نارهم يحطب وفي كيرهم ينفخ!
لذلك انصح بأن ينصح الشيخ ويراجع فإن لم يرجع فعلى علماء الأمة التحذير من فتنته، ولكن لعل الله أن يغفر له بشيء من امره فقد اقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن ابي بلتعة،،
حفظكم الله
،،
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 08:01]ـ
نأمل من الأحباب عدم الخروج عن الموضوع
الموضوع عن نسبة الشيخ العبيكان للشيخ ابن باز القولَ بجواز النشرة
وأما مناقشة هذه المسألة، أو فتاوى الشيخ العبيكان الأخرى= فليست داخلة في الموضوع
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:06]ـ
الإخوة الكرام:
تحية طيبة وبعد
والشكر الجزيل لأخينا المبارك ابن المبارك لفتحه هذا الموضوع.
وأقول بعد حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ..
أما ما نسب إلى شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله بأنه قال بجواز فك السحر بالسحر في حال الضرورة، فغير صحيح، ومن جالس الشيخ وعرفه، عرف شدة إنكاره لهذا الأمر، وأنه لا يقول بما نسب إليه.
والشيخ عبد المحسن العبيكان هداه الله للصواب، منذ زمن وهو يقول بأن ابن باز قال بذلك، ولي حول هذا الأمر وقفات:
الأولى: أن الشيخ عبد المحسن العبيكان، لم ينسب لشيخنا ابن باز هذا الكلام إلا بعد وفاته رحمه الله!؟
الثانية: أن الشيخ لم يأت ببينة على هذه النسبة ولن يستطيع إلى ذلك سبيلا ولو جمع الجن والإنس ليأتوه ببينة لخارت قواهم وانعدمت حيلهم، ولقالوا يا شيخ عبد المحسن لا تحملنا ما لا نطيق.
الثالثة: أن الشيخ يقول: إن شيخنا ابن باز أفتى بذلك في حالات خاصة، حسنا. ياشيخ العبيكان، أين هم الذين أُفتوا بذلك؟ هات لنا واحدا يقول إن ابن باز أفتاني بذلك، هات لنا مويدا لك ونصيرا من طلاب الشيخ ومن عرفوه وعرفهم؛ لأنه يا شيخ من غير المعقول أن الشيخ ابن باز لا يفتي هؤلاء إلا بحضورك وحدك دون بقية الخلق، فإذا جاءه من يحتاج لهذه الفتوى قال: انتظروا الشيخ العبيكان، ثم تأتي، ويخرج الناس وربما أخرج المريض معهم، وتبقى وحدك ليفتي بهذه الفتوى، فلم يعلم بهذا إلا أنت دون غيرك من المؤمنين.
الرابعة: للشيخ من الطلاب المتميزين النابهين القريبين الملازمين له في حله وترحاله الكثير ولم يأت منهم من ينسب إلى الشيخ ما نسبته، والشيخ العبيكان مع احترامنا له ـ ولا زلنا نحترمه ونقدره ـ ولكن الحق أحب إلينا، ليس من طلاب الشيخ ولا من المقربين له، فيقال لعل الشيخ أباح له بما لم يبحه لأحد من العالمين.
يا شيخ عبد المحسن (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:37]ـ
-
انا احمل كلام الشيخ عبدالمحسن على الوهم في فهم بعض كلام الشيخ عبدالعزيز بن باز،
فلا اظن أن يبلغ به السوء أن يتعمد الكذب،،
والله اعلم
،،
اخي الكريم - الحمادي
اعتذر منكم اذ خرجت عن الموضوع قليلاً
حفظكم الله
،،
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 09:43]ـ
للإحاطة: سألتُ الشيخ عبدالله بن مانع - وفقه الله - أحد أبرز تلاميذ الشيخ ابن باز - رحمه الله -، والمهتم بتعليقاته على الكتب عن ما نسبه الشيخ العبيكان - هداه الله - للشيخ ابن باز من أنه يُجيز حل السحر بالسحر للضرورة. فأخبرني أن هذا كذب على الشيخ، وقال:
(أنا بنفسي سألته عن حكم حل السحر بالسحر في حال الضرورة، فقال: مايجوز .. مايجوز)
وفق الله الجميع ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 10:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
إن كان الأخ الناصح الصادق هو من كان يكتب في الكاشف فأقول له: لعلك تستفيد من هذا الملتقى العلمي وتفيد، لكن دون تتبع للشذوذات أوإشغال للقراء بمسائل جدلية. أظن سياسة الموقع تمنع هذا.
تواضع .. وأفد .. واستفد .. بالكلام العلمي الراقي.
وفقك الله وسدد خطاك ..
صدقت شيخ سليمان., وهذا الكلام للجميع فالملتقى يجب ان يحفظ ماء وجهه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:14]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا.
وصلة مفيدة:
جامع فتاوى ومقالات العلماء في حكم النشرة «حل السحر بسحر»
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=103
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:01]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 05:34]ـ
فليسمح لي الأخوة المشرفين فإن هذا مما لا يرتضى، ويعلم الله أنني لم أحب أن أشارك في هذا الموضوع لأن غلط الشيخ العبيكان _عفا الله عنه_ ظاهر في ما ذهب إليه، وأحسب أن ذلك مما لا شك فيه عنذ طلاب العلم.
ولكن أيها الأخوة أين ذهب " حسن الظن " الذي ما انفك كثيرٌ منا يردده في كل موضوع تشم منه رائحة الخلاف؟!
فهل هذا من العدل والإنصاف أيها الأخوة الأكارم وفقنا الله وإياكم للصواب؟
لم لا يستطيع بعضنا أن يناقش أو يرد ما يعتقد أنه باطل بالتي هي أحسن؟ وهل الخلاف في مسألة ساغ الخلاف فيها من هم أعدل وأصدق منّا يوجب أن ينتهي بنا المقال إلى الفرقة والمنابذة.
كفانا فرقة أيها الأخوة.
وكذب الشيخ من عدمه لا يثبت بسؤال غيره عن ما يدعيه هو، فتأملوا بارك الله فيكم. أقول هذا مع أني أكاد أجزم بأن الشيخ وهم في ما حكاه عن الشيخ ابن باز _رحمه الله_، ولكن أن يصل الأمر ببعضنا إلى حد اتهامه بالكذب فهذا والله من أشد الغيبة في حق العوام، فكيف بمن يوصف بأنه من أهل العلم.
مرة أخرى أستميح مشائخنا الكرام عذراً من هذه المداخلة، ولكنها والله من أخٍ لكم في الله قد يكون أدناكم منزلةً في العلم، ولكن أحسب أن المفضول قد يباح له الكلام في حضرة الفاضل. والله المستعان.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 05:45]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا إخوة اتقوا الله
الشيخ العبيكان ثقة و الأصل فيه العدالة
و بالتالي فالأصل فيما ينسبه للشيخ عبد العزيز بن باز أنّه صحيح
و لا يشترط في الرواية عن شخص كثرة المجالسة أو وجود أقوال مؤيّدة
فيمكن كان للشيخ عبد العزيز بن باز قولين في المسألة
فوجود قول للشيخ عبد العزيز بن باز لا يعني بأنّه لم يقل القول الآخر الذي أثبته عبد المحسن العبيكان
و بالنسبة لكلام الأخ وليد الدلبحي
أخي الكريم الكلام ليس على ما يذهب إليه العبيكان ويراه، رغم أنه شذوذ ومخالفة واضحة لصريح الكتاب والسنة، لكن الكلام حول نسبة القول إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وهذه النسبة غير صحيحة ومردودة، ولا شك عندي أنها من كيس الشيخ.
فأقول: قبل كلامي يوجد هذا الكلام:
وهدى الله العبيكان الذي كثرت شواذه. وآخرها إباحة الاختلاط في الغرف التجارية!
فالكلام يا أخي هنا ما هو أهو كلام على حول نسبة القول إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
هذا مع التنبيه أنّ الشيخ عبد العزيز الراجحي ادعى بقي هل دعواه صحيحة أم لا؟!
من الناحية العلمية لكي يرد دعوى الشيخ عبد المحسن العبيكان إما ينبغي أنّ يثبت بأنّه غير ثقة أو يأتى بقول للشيخ عبد العزيز بن باز في آخر حياته ينفي أنّه قال بالقول الذي ينسبه إليه عبد المحسن العبيكان
أما مجرد ادعاء أنّ هذا لم يعرف عن الشيخ ممن لازمه فلا يكفي؟!
أيضا يا وليد الدلبحي
عجيب أمر هذا الشيخ!!! حتى إنه ليخيل إليك أن الذهاب إلى السحرة لفك السحر واجب شرعي!! ولو إشتغل بمناصحة أهل الضلال من علمانويين وأهل التفجير وأهل الفسق , لكان خيراً له
فالكلام يا أخي هنا ما هو أهو كلام على حول نسبة القول إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
يا أخي اتّقي الله؟!
فأنت كثيرًا ماتكون في الاتجاه المعاكس،
العبرة بالدليل
أوما علمت أن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى له رسالة بأكملها في تحريم إتيان الكهنة والسحرة، وأنه يردّ على القائلين بالجواز، ثم أما علمت أن مقولة العبيكان تمثل منهجًا خطيرًا جدًّا، وهو أن أهل السنة عندهم تقية، فابن باز يمنع الناس من هذا ويكتب فيه رسالة، ثم يبيحه للخاصة؟! انتبه يارجل!!
ثم إن ابن عبيكان لايُعرف بالحضور في دروس الشيخ ابن باز رحمه الله، فأين هذا العلم الذي وجده هذا الغريب، وغاب عن كبار تلاميذ الشيخ؟!!
علمت ذلك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
إن كان الأخ الناصح الصادق هو من كان يكتب في الكاشف فأقول له: لعلك تستفيد من هذا الملتقى العلمي وتفيد، لكن دون تتبع للشذوذات أوإشغال للقراء بمسائل جدلية. أظن سياسة الموقع تمنع هذا.
تواضع .. وأفد .. واستفد .. بالكلام العلمي الراقي.
وفقك الله وسدد خطاك ..
هذا الذي أتّبعه
و بالنسبة لسياسة المنتدى فمن مطالعتي لهذا الموقع فلم أجد أنّها تمنعه في كل شيء
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّوجل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اقتبس من مشاركتي السابقة ما يلي:
الشيخ العبيكان ثقة و الأصل فيه العدالة
و بالتالي فالأصل فيما ينسبه للشيخ عبد العزيز بن باز أنّه صحيح
و لا يشترط في الرواية عن شخص كثرة المجالسة أو وجود أقوال مؤيّدة
فيمكن كان للشيخ عبد العزيز بن باز قولين في المسألة
فوجود قول للشيخ عبد العزيز بن باز لا يعني بأنّه لم يقل القول الآخر الذي أثبته عبد المحسن العبيكان
من الناحية العلمية لكي يرد دعوى الشيخ عبد المحسن العبيكان إما ينبغي أنّ يثبت بأنّه غير ثقة أو يأتى بقول للشيخ عبد العزيز بن باز في آخر حياته ينفي أنّه قال بالقول الذي ينسبه إليه عبد المحسن العبيكان
أما مجرد ادعاء أنّ هذا لم يعرف عن الشيخ ممن لازمه فلا يكفي؟!
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محب العلم]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:00]ـ
* العبيكان ليس ثقة، وقد انتفت عنه صفة العدالة؛ بكذبه على الشيخ عبد العزيز بن باز؛ ويؤيد هذا: ما قاله أهل العلم الذين هم أوثق منه، وأصدق، وأعلم، وهم من ملازمي الشيخ ابن باز، وما عرف العبيكان إلا بالشذوذ في المسائل التي خالف فيها الإجماع، والراجح، والحق الذي لا مناص منه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:02]ـ
أخطأ الشيخ العُبيكان في نسبة هذا القول إلى الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ
وإن كان ثقة حافظاً!
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما ذكر لا يصلح أن يكون دليلا على أنّ العبيكان قد كذب عن عمد مما يسبب فقدان عدالته
و ما علمته من أقوال العبيكان كلها كان له فيها سلف من العلماء
و أما مخالفة من خالف العبيكان في ما نسبه لعبد العزيز بن باز فلم أرى من قدّم دليلا على كلامه (أي أنّ العبيكان إما وهم أو كذب على عبد العزيز بن باز).
و لكي لا يقبل كلام عبد المحسن العبيكان
فإما أن يثبت بأنّه ليس بعدل أو يثبت بأنّ عبد العزيز بن باز نفى في آخر حياته ما ينسبه إليه العبيكان
و إلى غاية إثبات ذلك فكلام العبيكان يحمل بأنّه قد كان للشيخ عبد العزيز بن باز قول مثل هذا
و أنّ للشيخ قولين تراجع عن أحدهما و لم يعلم بقول من القولين كثير ممن لازمه كثيرا
هذا ما دام أنّ عبد المحسن العبيكان ثقة و قد و ثقه علماء
هكذا يكون البحث العلمي
و الله أعلم
أما مسألة هل أخطأ العبيكان في ما يفتي به في هذه المسألة أم لا؟ فهذ مسألة أخرى تحتاج موضوعا آخر يقدّم فيها ما استدل به العبيكان مع قوله بالتفصيل ثم تناقش بالدليل لنستفيد و نرى هل ما افتى به العبيكان خطأ أم لا
فكما هو معلوم ليس كلّ ما ادّعي بأنّه شاذ و خطأ فهو صحيح حتى و إن كثر المدّعين
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:30]ـ
الإخوة الكرام وفقهم الله وسددهم
تم تحرير وحذف كل مشاركة مخالفة
والأمل كبير في الالتزام بالحوار العلمي المنصف، بعيداً عن إدخال موضوع في آخر،
ولا الطعن في الأشخاص من غير بيِّنة، بل يكون التركيز على القضية العلمية
وهي هنا: هل هذه الفتوى ثابتة عن الشيخ ابن باز أم لا؟
ـ[محب العلم]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:33]ـ
الناصح الصادق، أراك توثق العبيكان، فهل تعرف ما أتى به العبيكان من طوام، ومصائب، وفي نفس الوقت، تُعرض طرفك عن أصل المسألة، وهي أن العبيكان نسب قولاً للشيخ ابن باز، وابن باز ليس بشخص، مجهول، أو مغمور، أو لا يعرف، بل هو معروف، وكلامه منقول، وله طلاب هم من كبار طلابه، وملازميه، فأين فتاوى الشيخ، وأين أشرطته، ودروسه، ومحاظراته، كل هذا لا يوجد به شيئ؛ الا ما لدى العبيكان!!!؟
وهو ممن عرفوا بعدم ملازمة للشيخ، ولا حتى بقربه منه، فأن سِرنا على خطاك، وما تقرره بأن العبيكان لم يكذب! في هذه النسبة فإن هذه المسألة عند المحدثين تعد من الشواذ، حيث يروي شخص ثقة!؟ -على فرض أن العبيكان ثقة- عن عالم من العلماء، وخالفه كبار طلاب العالم، وكبار أصحابه، وذكروا غير ما ذكر هذا الرجل، فهذا يسمى شذوذ لدى المحدثين، وهذا أكبر دليل على ان العبيكان كذب على الشيخ ابن باز في نسبة القول له، بل وأشد من ذلك، وأنكى أن العبيكان يتاجر بإسم الشيخ في الأونة الأخيرة، وهذه المسألة خير دليل، وشاهد عليه والله يصلح الحال.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:34]ـ
نفى صحة نسبة الفتوى إلى الشيخ ابن باز أكثر من شخص ممن لازم الشيخ ابن باز سنوات طويلة
كالشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالله بن مانع وغيرهما
وهما ألصق بالشيخ وأعرف بفتاويه من الشيخ العبيكان الذي لم يُعرف بملازمة الشيخ
ومما يؤكد نكارة نقل الشيخ ووهمه في ذلك وجود الفتاوى الصريحة من الشيخ ابن باز في المنع
من حَلِّ السحر بالسحر
فهذا هو الأصل فيما يُنسب إلى الشيخ
والمحدثون يحكمون بنكارة الخبر ولو كان راويه ثقةً إذا وجدت قرائن تدل على ذلك
كتفرُّده عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر، ومن باب أولى مخالفته لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:39]ـ
أنّ للشيخ قولين تراجع عن أحدهما و لم يعلم بقول من القولين كثير ممن لازمه كثيرا
الأخ الكريم / الناصح الصادق:
وعليكم السّلام و رحمة الله و بركاته:
أحسنتم بقولكم (كثير).
يبقى مَن هم - من تلاميذ ابن باز - الذين وفقوا العبيكان على هذه (النسبة)؟
في نظري الشَّيخ ابن باز له قول واحد في هذه المسألة:
إما الجواز أم الحرمة؛
والذي ثبت في كتب وأشرطة الإمام ابن باز هو (الحرمة).
وهذا التفرد من الشيخ العُبيكان لا يقبل ما دام كثير من تلاميذ الشيخ ابن باز قد أنكروا نسبة هذا القول إلى الإمام ابن باز وهم ثقات وحفاظ و على رأسهم الشيخ عبدالله بن مانع وشيخنا الكريم العلامة عبد العزيز الرّاجحي.
وفقكم اللّه وأعانكم أخانا الكريم (الناصح الصادق).
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:46]ـ
نفى صحة نسبة الفتوى إلى الشيخ ابن باز أكثر من شخص ممن لازم الشيخ ابن باز سنوات طويلة
كالشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالله بن مانع وغيرهما
وهما ألصق بالشيخ وأعرف بفتاويه من الشيخ العبيكان الذي لم يُعرف بملازمة الشيخ
ومما يؤكد نكارة نقل الشيخ ووهمه في ذلك وجود الفتاوى الصريحة من الشيخ ابن باز في المنع
من حَلِّ السحر بالسحر
فهذا هو الأصل فيما يُنسب إلى الشيخ
والمحدثون يحكمون بنكارة الخبر ولو كان راويه ثقةً إذا وجدت قرائن تدل على ذلك
كتفرُّده عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر، ومن باب أولى مخالفته لهم
ما شاء اللّه!!!
أحسن الله إليكم
وشكر لكم تعقيبكم (العِلمي) يا شيخ عبد اللّه.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 06:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
والمحدثون يحكمون بنكارة الخبر ولو كان راويه ثقةً إذا وجدت قرائن تدل على ذلك
كتفرُّده عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر، ومن باب أولى مخالفته لهم
أقول:
و كذلك محدثون لا يحكمون بنكارة الخبر إذا كان راويه ثقةً إذا وجد تفرُّد في النقل عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر.
و كذلك علماء لا يردون قول عالم من العلماء بقول له آخر مخالف في المسألة بل تحمل الأقوال على التعدد و إختلافه في الرأي
فقد ثبت أنّ للشافعي مثلا في مسألة من المسائل أقوال مختلفة متضادة حملت على تراجعه في بعضها و هكذا
فالأصل أنّ خبر الثقة مقبول
و لا يوجد أي مانع عقلا بأنّه يمكن أن يقول شيخ ما قول ما في زمن ما يطّلع عليه شخص واحد في حين أنّه كان يفتي بعكسه دهرا كبيرا من الزمن أمام من لازمه
فما المانع و الدليل على الحكم بنكارة ما نسبه عبد المحسن العبيكان للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله؟!
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محب العلم]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:04]ـ
و كذلك محدثون لا يحكمون بنكارة الخبر إذا كان راويه ثقةً إذا وجد تفرُّد في النقل عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر.
وأنا أقول هذا عند محدثي جزر الواق واق .....
هذا في خيالك يا الناصح الصادق، وليتك تكون صادقاً مع نفسك قليلاً، ومعنا، وتحترم عقولنا، وتحترم أهل العلم المتواجدين في هذا الموضوع، بقليل من الإنصاف، والكلام المقنع بالأدلة الواضحة.
عجباً لك أخي الكريم، نقول لك العبيكان أتى بهذا من كيسه - أي كذب محض - على الشيخ ابن باز وتقول، نقل الثقة مقبول، أي نقل، وأي ثقة، إذا كان السبيل إلى بلاد وراء النهر، قارب مخروم، فلا حاجة لنا أن نخوض البحر بهذا القارب المخروم، بينما توجد سُفن جديدة نضيفة كبيرة صالحة لخوض البحر.
هذا مثال لعلك تفهمه، إن إستعصى عليك فهم الحجة الواضحة البينة، ولتعلم أن علاقة المثل بكلامنا، هو أن البلد التي خلف البحر هو ابن باز، والقارب المخروم، هو العبيكان، والسفن هم طلاب وملازمي الشيخ، فلا تترك كبار طلاب الشيخ وملازمية لأجل العبيكان الذي ماترك غثاً، ولا سميناً الا وأتى به.
فهل يحتاج النهار إلى دليلاً، فلله العجب وعليه التوكل وإليه الإنابة.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:08]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا أخي لم أقتنع بقولكم
و لا أرى بأنّكم قدّمتم أدلّة مقنعة على مذهبكم
هذا رأيي فاعذرني يا أخي
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[خالد العامري]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:11]ـ
نفى صحة نسبة الفتوى إلى الشيخ ابن باز أكثر من شخص ممن لازم الشيخ ابن باز سنوات طويلة
كالشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالله بن مانع وغيرهما
وهما ألصق بالشيخ وأعرف بفتاويه من الشيخ العبيكان الذي لم يُعرف بملازمة الشيخ
ومما يؤكد نكارة نقل الشيخ ووهمه في ذلك وجود الفتاوى الصريحة من الشيخ ابن باز في المنع
من حَلِّ السحر بالسحر
فهذا هو الأصل فيما يُنسب إلى الشيخ
والمحدثون يحكمون بنكارة الخبر ولو كان راويه ثقةً إذا وجدت قرائن تدل على ذلك
كتفرُّده عن شيخ مكثر له تلاميذ كثر، ومن باب أولى مخالفته لهم
ما شاء الله، بمثل هذا فلتكن الردود.
جزاكم الله خيراً، وجعلكم خير مثال ونفع الله بعلمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:12]ـ
إذا أعملنا التجويز العقلي في نقد الأخبار فسننسف قواعد علم الحديث
فالصدوق قد يقع منه الكذب! والكذوب قد يقع منه الصدق!
فالتجويز العقلي مرفوض في نقد الأخبار
ولذا لم يلتفت إلى هذا التجويز علماء الحديث أجمع
وإذا ثبت عن عالم قولان صح أن ينسبا إليه، فإن أمكن معرفة القول الذي استقر عليه وإلا نسبا إليه دون ترجيح
ولكن الشأن في مسألتنا يدور حول إثبات نسبة هذه الفتوى الشاذة إلى الشيخ عبدالعزيز الذي لم يكن يفارق
الناس يوماً، وكان مجلسه ومسجده عامراً، وطلابه ممن عرفه ولازمه كثير
وقد طعن بعض الحفاظ في رواية محمد بن الحسن الشيباني عن مالك في الموطأ حديث (الأعمال بالنية)
إذ لم يروه عن مالك في الموطأ أحدٌ من أصحابه الملازمين له
وإن كان من صحيح حديثه، ورواه عنه ثقات أصحابه لكن في غير الموطأ
ولهذا أمثلة أخرى كثيرة في صنيع الأئمة ونقدهم
وأما قبول بعض المحدثين -وأنا أتكلم عن أئمة النقد لا عن بعض المناهج المعاصرة- لتفرد الثقة عن الشيخ المكثر
فاعلم أنه ليس كل ثقة يقبلون حديثه، بل لابد أن يكون معروفاً بالأخذ عن الشيخ الذي تفرد عنه
فإذا روى راو ثقة غير معروف بالأخذ عن عالم مكثر فلا يمكن قبول روايته
ولو سلَّمنا قبول روايته في هذه الحال، فلا يمكن بحال التسليم بقبولها عندما يخالف من هم أوثق منه وأثبت
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:25]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فإذا روى راو ثقة غير معروف بالأخذ عن عالم مكثر فلا يمكن قبول روايته
ما دليلهم؟! مع العلم أنّ الأصل قبول خبر الثقة
مع التنبيه أنّ هذه المسألة مختلف فيها بين العلماء.
ولو سلَّمنا قبول روايته في هذه الحال، فلا يمكن بحال التسليم بقبولها عندما يخالف من هم أوثق منه وأثبت
يصح هذا في نظري إذا ادعى الروايين أنّ هذا الكلام المنسوب لشخص ما أنّه كان في نفس اللحظة. و أما في غير هذا فالأصل حملها على أنّه قد قال القولين
إذا أعملنا التجويز العقلي في نقد الأخبار فسننسف قواعد علم الحديث
فالصدوق قد يقع منه الكذب، والكذوب قد يقع منه الصدق
فالتجويز العقلي مرفوض في نقد الأخبار
ولذا لم يلتفت إلى هذا التجويز علماء الحديث أجمع
العقل وسيلة مهمة اعتمدها علماء الحديث في وضع قواعد الحديث
و بالعقل فهمنا بأنّ الأصل قبول خبر الثقة و العمل به حتى و إن كان يحتمل الخطأ
فلا يمكن الإنفصال عن العقل في تقريراتنا و أدلتنا
و من شروط من ينظر في الأدلة أن يكون عاقلا
فلا يوجد أي نسف لقواعد علم الحديث بإستخدام العقل و فيما يجوزه العقل
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محب العلم]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:30]ـ
الناصح الصادق
أنت لا تريد الحق، وإنك لمعاند متكبر، تعرض عن الحق لا لشيء سوى للمخالفة أو إتباع الهوى والسير خلف الشبه وأصحابها.
والله الهادي.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:35]ـ
لا حاجة للبحث في أدلتهم حتى لا يذهب النقاش بعيداً
والعقل وسيلة مهمة أعملها علماء الحديث، وقرروا الأصول والقواعد التي يُتَعامَل بها مع الأدلة
ومن هذه الأصول التي قرروها
(عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
فهل لك أن تفيدني في هذه المسألة تحديداً -وهي لبُّ مسألتنا- بمخالفٍ من الأئمة المتقدمين
الذين أصَّلوا لهذا العلم؟
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
غير صحيح ما ذكرت أخي (محب العلم)
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:43]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
فهل لك أن تفيدني في هذه المسألة تحديداً -وهي لبُّ مسألتنا- بمخالفٍ من الأئمة المتقدمين
الذين أصَّلوا لهذا العلم؟
القاعدة التي ذكرت: (عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
أعلم أنّ العلماء طبقوها في إطار معيّن
و هو ما دلّت عليه القرائن
و لا أعلم أنّ العلماء قد أطلقوا هذه القاعدة في كل شيء و جعلوها مطّردة في كل شيء
و مسألة العبيكان هذه أنا لا أرى أنّ ما ذكر من القرائن كاف للعمل بهذه القاعدة: (عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
فأنا لست بمخالف لهذه القاعدة ضمن إطارها
و لكن لا أرى أنّه يصلح تطبيقها في ما يخص مسألتنا هذه حول العبيكان
إذ أني أرى بأنّ ما ذكره العبيكان في ما نسبه إلى عبد العزيز بن باز خارج عن الإطار الذي ينبغي أن تطبق فيه تلك القاعدة.
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 07:58]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القاعدة التي ذكرت: (عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
أعلم أنّ العلماء طبقوها في إطار معيّن
و هو ما دلّت عليه القرائن
و لا أعلم أنّ العلماء قد أطلقوا هذه القاعدة في كل شيء و جعلوها مطّردة في كل شيء
و مسألة العبيكان هذه أنا لا أرى أنّ ما ذكر من القرائن كاف للعمل بهذه القاعدة: (عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
فأنا لست بمخالف لهذه القاعدة ضمن إطارها
و لكن لا أرى أنّه يصلح تطبيقها في ما يخص مسألتنا هذه حول العبيكان
إذ أني أرى بأنّ ما ذكره العبيكان في ما نسبه إلى عبد العزيز بن باز خارج عن الإطار الذي ينبغي أن تطبق فيه تلك القاعدة.
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لم يخب ظني فيك منذ حاورتك أول مرة
لا بأس؛ اذكر بارك الله فيك تلك القرائن مع توثيق ما تذكر من كلام الأئمة النقاد
ثم تطبيق ما تذكر على كلام العبيكان
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 09:11]ـ
و أما مخالفة من خالف العبيكان في ما نسبه لعبد العزيز بن باز فلم أرى من قدّم دليلا على كلامه (أي أنّ العبيكان إما وهم أو كذب على عبد العزيز بن باز).
نسبته الفتوى للشيخ باطلة من عدة وجوه، منها:
- أنه اخبر بذلك بعد وفاة الشيخ ولم يجد من العلماء الثقات من يعضده بل اتفقوا على خلافه، فاحتمال وهمه وارد، واذا تطرق للدليل الإحتمال سقط به الإستدلال، مع ان كلام الشيخ عبد العزيز لا يعد دليلاً الا اذا كان بدليل،،
- أن الخبر كان في مسألة اتفق عليها علماء البلد وشذ عنهم العبيكان واحتج بادلته ورد عليه ومات الشيخ عبد العزيز ولم ينقل عنه احد في حياته ما يخالف ما عرف عنه مع كثرة طلبته واهتمام الشيخ بالتدوين لقطع السبيل على المفترين والواهمين خصوصاً في مثل هذه المسائل،
- أن ادلة الشيخ عبدالعزيز بن باز ارجح وابين واظهر من ادلة العبيكان فكيف يرجع الشيخ لأدلة كان يعرفها مع كونها مرجوحة بأدلة صريحة ظاهرة،
- أن دعوى العبيكان بأن كلام الشيخ فتوى معينة فهي ضده لا له، كون المعين لا يعمم على الناس جوازه ولا ينشر بين الناس كفتوى عامة، و الأعيان التي افتاها الشيخ عبدالعزيز مجاهيل لا يعتضد بهم، هذا على فرض صحة نقل الشيخ العبيكان،
-
و لكي لا يقبل كلام عبد المحسن العبيكان
فإما أن يثبت بأنّه ليس بعدل أو يثبت بأنّ عبد العزيز بن باز نفى في آخر حياته ما ينسبه إليه العبيكان
كيف يثبت الشيخ بعد وفاته!، ومع ذلك نقول الشيخ عبدالعزيز نفى كلام العبيكان بايراد الأدلة المخالفة للعبيكان قبل نسبة الفتوى الى الشيخ،
و إلى غاية إثبات ذلك فكلام العبيكان يحمل بأنّه قد كان للشيخ عبد العزيز بن باز قول مثل هذا
و أنّ للشيخ قولين تراجع عن أحدهما و لم يعلم بقول من القولين كثير ممن لازمه كثيرا
هذا ما دام أنّ عبد المحسن العبيكان ثقة و قد و ثقه علماء
الحي لا تؤمن عليه الفتنة، فالجرح والتعديل في الأشخاص يتم بعد وفاتهم، أما في حال حياتهم فإنه يتعلق بظاهر حالهم ومسلكهم،،
هكذا يكون البحث العلمي
و الله أعلم
أما مسألة هل أخطأ العبيكان في ما يفتي به في هذه المسألة أم لا؟ فهذ مسألة أخرى تحتاج موضوعا آخر يقدّم فيها ما استدل به العبيكان مع قوله بالتفصيل ثم تناقش بالدليل لنستفيد و نرى هل ما افتى به العبيكان خطأ أم لا
فكما هو معلوم ليس كلّ ما ادّعي بأنّه شاذ و خطأ فهو صحيح حتى و إن كثر المدّعين
شذوذه لضعفه، و نقاش هذه المسألة لا يخفى على احد اليوم،،
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرد باللون الأحمر
ولو سلمنا بثبوت كلامه الى الشيخ رحمه الله فلا حجة باستدلاله بالشيخ لظهور الدليل على خلافه، كما ان الشيخ عبد العزيز ابعد ما يظن انه يقول بمثل هذا القول لما عرف عنه من نصرة العقيدة و سد ذرائع الشرك وبغضه لوجود المنكر كالسحر والسحرة،
أما توثيق الشيخ العبيكان ففيه نظر فمما يؤخذ عليه حمله على بيان العلماء مع فتواه بحرمة المقاومة، وهذا مما يكفي في جرح العدالة لما فيه من نصرة اليهود والنصارى ومعاونة الظالم على ظلمه، ومما يؤخذ عليه في عدالته مخالفته لمسلك اهل النصيحة واصطفافه مع المعادين لهم فكان اهل الزيغ والضلال الى قلبه اقرب من اهل النصيحة، ويؤخذ عليه هجومه المستمر على الدعاة والعلماء وتأليب السلطان عليهم، ويؤخذ عليه حمله على كل من خالفه بأنه جاهل او ضال او يتبعون التيار السائد و (ينافقون) الناس كسباً لرضاهم، وهذا فيه اتهام للنوايا التي لا يعلمها الا الله،،
فكيف يحكم بمن هكذا حاله بأنه ثقة؟
وليس معنى عدم توثيقه أنه من اهل الزيغ والضلال
غفر الله لنا وله
،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 03:05]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع مبارك إن شاء الله
كتبت حقيقة هذا الموضوع قديما في ملتقى اهل الحديث وبحثت عنه كثيرا فلم أجده
حتى بحثت في محرك البحث قوقل الخاص بالملتقى ولم أجده أيضا
فوجدت أوراقا قد كتبت بها ما عنونت به موضوعي
ففوجئت بأن الموضوع أُغلق ووجدت إشارة لأبي محمد المسيطير نقلا عن الشيخ سليمان الخراشي عن الشيخ عبدالله مانع عن الشيخ ابن باز رحمه الله وأشار أبو محمد إلى هذا الموقع المبارك
فأردت وبنصيحة من الشيخ عبدالرحمن السديس في إخراج هذه المناقشة
الآن، وكنت مترددا وذلك لكثرة ترديد الشيخ العبيكان هذا الأأمر وقبله العزو الباطل للشيخ رحمه الله في جواز الضرب على الطبل!
وكان ترددي لأن علم الشيخ موجود وطلبته متوافرون بل بعضهم هم من كبار أهل العلم
ولإعتبارات أخرى لم أجد داعيا في الرد بل إماتة قوله وتهميشه كان الأولى
إلا لما رأيت من الظهور الإعلامي المتكرر وبقوة مرئيا ومكتوبا
فأصبح من المتعين الرد ليس لأن الشيخ رحمه الله فتاواه غير معروفة أو محصورة في أناس دون غيرهم
بل لئلا تنطلي تلبيسات الشيخ العبيكان على كثير ممن يشاهد القنوات ويقرأ الصحف
ولما للشيخ من مكانة وقبول عند الناس، أورد هذه المناقشة
التي أغفلها الشيخ العبيكان للأسف
أترككم مع المناقشة في هذا الموضوع الهام:
الشيخ عبدالرحمن البراك:
مسألة هاللي تعم بها البلوى وتفاقم أمرها مسألة الذهاب للسحرة لحل السحر
الشيخ ابن باز رحمه الله: لا يجوز منكر
البراك: والذي في الروض او الزاد
عبدالمحسن العبيكان: في الروض
ابن باز: إن كان قاله فهو غلط
العبيكان: ذكره نص الإمام أحمد على هذا
البراك: نص على ايش؟
العبيكان: على الجواز
البراك: الإمام أحمد!
العبيكان: وسعيد ابن المسيب
ابتسم الشيخ ابن باز وقال:سعيد بن المسيب و كلامهم مطلق
البراك: كلامهم مجمل
ابن باز: النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان
العبيكان: وقول عائشة ألا تنشرت!
ابن باز: تنشر بغير السحر
العبيكان: قوله ولا أحب أن اثير على أحد من الناس شئ
ابن باز: (كلام غير واضح بسبب تداخل سؤال الشيخ البراك ... ) .. لبيد بن الأعصم
البراك مداخلا: هل يجوز ان تعرض عليه عائشة أن يتنشر بعمل ساحر
ابن باز: لا ما يمكن
البراك: هذا أعتقد أنه ممتنع في شأن في جناب الرسول صلى الله عليه وسلم
ابن باز: ليس منا من سحر ومن سحر له الحديث
البراك: عفا الله عنك
ابن باز: وإذا كان الكاهن لا يؤتى فالساحر من باب أولى
الكاهن والعراف لا يؤتى ن من أتى عرافا لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة كيف بالساحر الذي يعبد الجن والشياطين
البراك: عفا الله عنك يحتجون بالضرورة يقولون ضااروورة (قالها ممدودة جدا تهكما)
ابن باز: الدواء مهوب ضرورة، مهوب ضرورة، العلاج مهوب ضرورة العلاج طب، العلاج سنة مستحب
العبيكان: بعض السحر معاد يصلي ومعاد
البراك مداخلا: أشبه بالمجنون
العبيكان: ضرورة أقصى من ضرورة الجوع وضرورة العطش ومعاد يصلي صلاة ومعاد ومعاد واصبح ينفر من أهله
البراك: ولا هو محقق، عفا الله عنك الحل، كثير منهم يذهب للسحرة ولا يخرج بنتيجة ويبوء بالإثم
ابن باز: لا وبعضهم وساوس وأشياء يتخيلها مهيب سحر يُبتلى بلعب الشيطان، وساوس الشيطان
الفريان: أوهام
العبيكان: بعض السحرة يسحرونه عشان يدفع لهم دراهم دايمه!
ابن باز: مهوب بعيد، ما يؤمنون نسأل الله العافية
العبيكان: هذا يحصل في المغرب وفي ... (غير واضح)
ابن باز: أنا أعتقد أن أكثرها كلها وساوس وأوهام ووساوس شيطان ونقول لهم دائما استعملوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما سُحر قل هو الله احد والمعوذتين، ما تعوذ متعوذ بمثلهما، ثلاث مرات عند النوم يقرأ في كفيه ويمسح على وجهه وصدره ثلاث مرات ويزول عنه البلاء
العبيكان: لكن السحر أحسن الله إليك انتشر كثير حتى ينطق الجن على ألسنتهم
ابن باز: هذا مهوب سحر هذا مس من الجن
العبيكان: ايه بس مربوط بس
ابن باز: يدعي هذا يكذب، كذاب هو كذاب هو الجن اذا قال مربوط كذاب هو
البراك: احسن الله إليك الله يحفظك والله يلعبون على هالمقرئين ذولا
ابن باز:لو يصمّل عليه يقول اما ان تخرج والا قتلتك، لا بد يكون عندهم قوة مثل ما كان عند الشيخ قوة تقي الدين رحمه الله توعده أنه سوف يفعل ويفعل، لكن على بصيرة، بعض الناس يضرب على غير بصيرة
انتهى المقصود من النقاش (نهاية الوجه أ من شريط عقيقة عبدالعزيز)
ـ[محمد العويند]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 03:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن اخي الكريم
القول بفك السحر بالسحر ليس مقصورا على العبيكان
وانما هو لأبن تيمية رحمه الله
وسمعنا نحن اهل القصيم ان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يفتي لمن عجز عن فك السحر بفكه بالسحر
لكن فتواه سرية ويرجعها لشيخ الأسلام
اقصد من سرية انه لا يفتي لكل احد وإنما لبعض الأشخاص وعلى انفراد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب العلم]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 08:29]ـ
محمد العويند
مازلنا نردد ونقول اين براهينكم على ان ابن باز قال بهذا.
وأقول اين الدليل على ان العثيمين قالها، وشيخ الإسلام ايضاً.
أصبح علماء السنة لكم مرماً تصوبون إليهم سهام الكذب.
ـ[محمد العويند]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 10:59]ـ
أصبح علماء السنة لكم مرماً تصوبون إليهم سهام الكذب.
ماذا تقصد من نحن
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 12:33]ـ
محمد العويند
مازلنا نردد ونقول اين براهينكم على ان ابن باز قال بهذا.
وأقول اين الدليل على ان العثيمين قالها، وشيخ الإسلام ايضاً.
أصبح علماء السنة لكم مرماً تصوبون إليهم سهام الكذب.
رفقاً بارك الله فيك
أليس هناك احتمال آخر سوى الكذب!
قد يكون الأخ واهماً، والوهم في نسبة الأقوال يقع كثيراً
وقد يكون مخطئاً في فهمه لكلام ذلك العالم
فلا ينبغي التعجل باتهام إخوانك بالكذب
وأنتهز هذه الفرصة للترحيب بأخينا الفاضل عبدالله المحمد نفع الله به
فمرحباً به في المجلس العلمي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:02]ـ
الأخ عبدالله: جزيت خيرًا ..
هذه المناقسة هل هي في شريط عندكم أو موجود بالأسواق؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:10]ـ
وإياك، بل هي موجودة بالتسجيلات وخاصة القديمة
وللأسف الان تجد تسجيلات ضخمة في المبنى والديكور
ولا تجد ركنا للشيخ بل دخلت بعضها فلم أجد شريطا واحدا للشيخ رحمه الله
===========
وهي أصلها عقيقة للشيخ بدر المشاري وسمى ولده عبدالعزيز ودعى إليها العلماء وعلى رأسهم الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:01]ـ
.
أهلا بالأخ عبد الله المحمد وجزاه الله خيرا على نقله.
القول بفك السحر بالسحر ليس مقصورا على العبيكان
وانما هو لأبن تيمية رحمه الله
المصدر بارك الله فيك.
من يعرف الشيخ العلامة ابن باز وحضر دروسه ومجالسه = لا يخطر في باله ولا خاطر أن قول العبيكان صحيح بل لا شك في بطلانه ونكارته.
ورأي الشيخ معروف مشهور قرره عشرات السنين، ومما يدل على بطلانه أن العبيكان لم يأت به إلا الآن.
ـ[محب العلم]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:19]ـ
أخي الحمادي
وفقك الله أخي الكريم، يعلم الله أني أحبكم، وأحب المشايخ، وطلاب العلم القائمين على هذا المجلس المبارك.
أخي الكريم، نحسن الظن بإخواننا في الله هذا مطلب، وهو ما أُمرنا به، ولكن بالله قل لي كيف نحسن الظن بشخص كذَّبَ، بل وكِذْْبُه واضح ومفضوح، بل كشف الله كذبه أمام الناس في قناة فضائية، ووالله ما زلت أقول وأعيد وأزيد - العبيكان يكذب على شيخنا ابن باز رحمه الله - والذين طالبناهم أن يأتوا بدليل على أن العثيمين رحمه الله تعالى قال بهذا، لم يأتُوا بشيءَ إلى الآن بل نسبوا لشيخ الإسلام ما نسبوه للشيخ ابن باز وابن عثيمين، والحجة التي تمسكوا بها و القشة التي كسرت ظهورهم هي كلمة - هذا ما يفتي به للخاصة - قلت: لله العجب!
أوَما عرف المشايخ هؤلاء إلا أنتم، ولا يجلس معهم في جلسات خاصة إلا انتم؟
فأصبحت فتاواهم عندكم على نسق من قالوا: الخاصة وخاصة الخاصة والعامة.
أي لعب بالعقول كهذا الذي نسمع ونقرأ؟
بالله ترفعوا عن الحمق الذي تقعون فيه باستمرار كفى سقوطاً وتهاوياً في السقوط يا قوم.
رسالة إلى الناصح الصادق، اتق الله تعالى، وأعلم أن العبيكان لا ينفعك أمام الله، ولن ينفعك أمام الله إلا عملك وما قدمت، وأنت تقيس الدين وعلومه على عقلك، فلم توافقه؟
فأعلم أن عقلك به شيء؛ لأن - العقل السليم لا يخالف النقل الصريح - هذا ما عليه أهل الحق.
أخي الحمادي، أليس الله أمر بالحجة والبرهان، فأين الحجة والبرهان التي طالبناها منهم، وأين الحق الذي يدعونه؟
أخي الحمادي، المسألة ليست: ما قول المحدثين في قبول رواية الثقة الذي شذ بروايته عن الثقات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام في كذب العبيكان على الشيخ ابن باز، فهذا الرجل قد افتضح أمره وذهبت عدالته منذ سنين، ولزلا أنه أتخذ الفضائيات له مقعداً ينشر ما لديه من مصائب، متوكئاًً على الشيخ ابن باز وغيره من الأموات، لما كتبنا هذا البيان، ولتركناه في غيه يتخبط لوحده، ولكن لما نشر واستمر ولم يقبل النصح، ولا الردع، وجب علينا تبيين ما لديه من أمور يشيب لهولها الغلمان، والله المستعان.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:29]ـ
وللأسف الان تجد تسجيلات ضخمة في المبنى والديكور
ولا تجد ركنا للشيخ بل دخلت بعضها فلم أجد شريطا واحدا للشيخ رحمه الله
جزاك الله خيراً، وهذا واقع للأسف الشديد.
وجزاك الله خيراً على النقل المفيد أعلاه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:47]ـ
أخي الحمادي
وفقك الله أخي الكريم، يعلم الله أني أحبكم، وأحب المشايخ، وطلاب العلم القائمين على هذا المجلس المبارك.
أحبك الله الذي أحببتني فيه
وأسأل الله أن يجمعني وإياك وجميع الأحباب في جنة عدن
أخي الحمادي، المسألة ليست: ما قول المحدثين في قبول رواية الثقة الذي شذ بروايته عن الثقات؟ الكلام في كذب العبيكان على الشيخ ابن باز، فهذا الرجل قد افتضح أمره وذهبت عدالته منذ سنين، ولزلا أنه أتخذ الفضائيات له مقعداً ينشر ما لديه من مصائب، متوكئاًً على الشيخ ابن باز وغيره من الأموات، لما كتبنا هذا البيان، ولتركناه في غيه يتخبط لوحده، ولكن لما نشر واستمر ولم يقبل النصح، ولا الردع، وجب علينا تبيين ما لديه من أمور يشيب لهولها الغلمان، والله المستعان.
أخي الحبيب:
اتهام الشخص بالكذب يسير، ويحسنه كلُّ أحد، فما أيسرَ أن يُقالَ لشخص إنه كاذب
ولكن الشأن في إثبات هذا الكذب، وفي إقناع القرَّاء والمتابعين بأنَّ هذه الفتوى كذب
أنا لا شك عندي في بطلان هذه الفتوى، ولكني أسلك السبيلَ العلميَّ لمحاجَّة الطرف الذي
يدعي صدقَ هذه الفتوى لا أكثر
وهذا الإقناع لابد أن يقوم على أساس علمي لا على اتهامات هشَّة
أما الحكم بكذب الشيخ العبيكان فلا أستطيع الجزمَ به، فإن هذا له توابعه أمام الله وأمام الناس
ولكن أقول: لعله وهم، أو فهم عن الشيخ ابن باز خطأً
وأرجو منك أخي محبَّ العلم أن تسلك طريق أهل العلم في المحاورة، وأن تتأنى في كيل الاتهامات مهما
بلغ يقينك بصحتها، فإن اليقينَ الذي ظهر لكَ في قضية ما قد يكون باطلاً -أو مشكوكاً فيه- عند غيرك
ومن أعزِّ صفات المؤمنين الخلقيَّة (حفظ اللسان)
ولي عودةٌ -بمشيئة الله- بعد العاشرة مساء
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 03:32]ـ
لم يخب ظني فيك منذ حاورتك أول مرة
لا بأس؛ اذكر بارك الله فيك تلك القرائن مع توثيق ما تذكر من كلام الأئمة النقاد
ثم تطبيق ما تذكر على كلام العبيكان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القرائن سبق و أن ذكرتها فيما يخص مسألة العبيكان
و أما غير مسألة العبيكان فكل حالة و قرائنها
و لا أعلم عالما أطلق تلك القاعدة في كلّ شيء
فإن كنت تعلم فأعطنا مثال واحد يشبه مسألة العبيكان هذه مع كلام العلماء القدامى الذين أصلوا هذه القاعدة؟
و على الأقل الشيخ العبيكان لا يوافقك فيما تذهب إليه
و قد سبق لي و أن بينت لماذا لا يصلح تطبيق هذه القاعدة هنا
و أعط مثال:
أنا شخصيا كانت عندي أراء يعرفها كثير من يلازمني كثيرا إلا أنّه في بعض الأحيان أتراجع عن بعض تلك الأراء أمام شخص ليس ممن يلازمي لإقتناعي بأدلّة أخرى لم تظهر لي من قبل ثم أنسى الأمر
و بعد مدّة يأتي شخص و يقول لي هل قلت هذا القول فيسارع كثير ممن يلازمني كثيرا في ردّ هذا القول عني و لكن لما أرى هذا أبيّن
فماذا لو توفيت قبل أن أبين؟!
فالذي يظهر لي و الله أعلم أنّ تكذيب ما نسبه العبيكان لعبد العزيز بن باز على حسب المنهج الذي سلك في هذا الموضوع و في مشاركات الإخوة غير صحيح
و لم يقدم حتى الآن الإخوة دليل واضح على بطلان دعوى العبيكان هذه حسب ما أنا أراه
و لم أعلم و لا أحد من العلماء القدامى طبّق القاعدة المشار إليها في مشاركات الإخوة على مثل حادثة العبيكان هذه
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ وجل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القرائن سبق و أن ذكرتها فيما يخص مسألة العبيكان
و أما غير مسألة العبيكان فكل حالة و قرائنها
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ وجل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عذراً، تحمَّلني بارك الله فيك
أريد منك القرائن في تصرفات الأئمة النقاد أولاً
ثم تطبيقها على مسألتنا ثانياً
وأعتذر لإزعاجك بطلب إعادة ذكرها ثانيةً، رغبة في استمرار الحوار ما دمتَ من الراغبين
في الحق المحبين له
وسأعود -بمشيئة الله-بعد سويعات لمتابعة الحوار معك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 03:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد منك القرائن في تصرفات الأئمة النقاد أولاً
ما تطلبه مني خارج عن محلّ هذه المسألة بالنسبة لي فأنا لا أرى هذه القاعدة صالحة هنا و أعتبر الحديث عنها هنا خروج عن الموضوع و من يدخلها هو من عليه أن يثبت لماذا هي داخلة و قد بينت ذلك بما ذكرته و بالمثال الواقعي الذي و ضعته و أنّ العقل يجوز ما ذكرت و أنّ الأصل في خبر الثقة القبول فلست بحاجة لذكر تصرفات الأئمة النقاد في تلك القاعدة كي لا يتشت الموضوع. و ما ذكرته أنا أولى بالرّد عليه قبل السؤال الذي سألت
و مع ذلك سأنقل لك مستقبلا مثال - إن شاء الله - بعد أن أرى أنّ الأمر يقتضيه فلا أريد أن أشتت الموضوع فهناك أطروحات قد طرحتها لم يرد عليها إلى الآن و إلى حينها فقد سبق لي و أن سألت عن بعض ما أوردته أنت و لم تجب بحجّة أنّ الموضوع غير هذا
و بما أنّك أنت من تطبق هذه القاعدة: (عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
في مسألة رد ما يدّعيه العبيكان هنا و مع سؤالك التالي لي:
عدم قبول مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عدداً)
فهل لك أن تفيدني في هذه المسألة تحديداً -وهي لبُّ مسألتنا- بمخالفٍ من الأئمة المتقدمين
الذين أصَّلوا لهذا العلم؟
و الذي بينت لك فيه بأني لست مخالفا لهذه القاعدة في إطارها
و لكن مخالف لتطبيقها خارج عن إطارها
و بما أنّك تركز بقولك: "مخالفٍ من الأئمة المتقدمين"
فمن الأدب قبل أن تسألني أن تجيب على أسئلتي أولا لأنّه لدي أسئلة لم تجب عنها قبل أن تسأل؟
فأرجو أن تجيب على هذا السؤال قبل أن تسألني سؤالك السابق و الذي سبق و أن وضعته:
فإن كنت تعلم فأعطنا مثال واحد يشبه مسألة العبيكان هذه من كلام العلماء القدامى الذين أصلوا هذه القاعدة؟
و بإختصار أنا أرى أنّه من الخطأ تطبيق هذه القاعدة هنا و دليلي في ذلك سبق و ضعه مع تقديمي لمثال واقعي
و بما أنّك أنت من تستدل بهذه القاعدة فعليك لردّ مذهبي ما يلي:
- الردّ على مثالي الواقعي الذي وضعته و على ما يجوزه العقل فيما ذكرت سابقا
- مع تقديم مثال من كلام العلماء القدامى في تطبيق تلك القاعدة في مثل ما يشبه مسألة العبيكان هذه.
فأعذرني على هذا الأسلوب و لكنك:
- أنت من قال أولا ما يلي:
لم يخب ظني فيك منذ حاورتك أول مرة فما الطريقة التي تريد أن أحاورك بها؟!
- و تتهرب على الإجابة على ما سألت بحجّة الخروج عن الموضوع ثم تسألني أسئلة أنا أعتبرها خروج عن الموضوع؟!
ثم تطلبي مني أن أتحملك فيا أخي أنا سأعاملك بالمثل فأرجو أن تتحملني أنت أيضا
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّوجل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بقيت مسألة وهم العبيكان في ما ينسبه لعبد العزيز بن باز
أو عدم فهمه لكلام عبد العزيز بن باز
فأقول: الأصل عدم ذلك فالشيخ عبد العزيز العبيكان عالم وثقه علماء يفهم الكلام العربي و يفهم كلام العلماء
و لا يمكن أن نترك الأصل لإحتمال لا دليل عليه و إلا للزم من ذلك ردّ كثير من الأخبار بغير حقّ
تنبيه: قد يتعجب بعض الإخوة خصوصا المتدينين الجدد لماذا الإهتمام بهذا الموضوع فأقول: كثير من الناس يريد أن يستغل قول العبيكان هذا مطيّة للطعن في الشيخ أو في عدالته لأنّ الشيخ العبيكان قد زلزل أركان كثير من المنحرفين
- و أيضا هذا الموضوع مهم لأنّه تندرج تحته قواعد لها إرتباط بالرواية فتحرير هذه القواعد هنا جيّد
اقتضى هذا التنبيه مراعاة أحوال من يشاهد هذا الموضوع
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا وتبارك الله عزّ وجل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[هيا]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله ان ينفعنا بالعلم التافع والعمل الصالح
ويرزقنا الاخلاص في القول والعمل
آمييييييييييييييييين
هذا رابط موقع فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
وقد قمت بعمل بحث عن مقالات عن السحر وفتواي لفضيلته
تفضلوا على هالرابط بارك الله فيكم
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=rs&page=1&search_word=+%C7%E1%D3%CD%D1+&domain=3&s1=%C7%C8%CD%CB
الكلمات المراد البحث عنها: [السحر]
تم البحث في: العنوان والمحتوى
عدد نتائج البحث: [44]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:37]ـ
أخي الفاضل عبدالله المحمد وفقك الله عزوجل ...
هل تستطيع أن تضع لنا الحوار الذي دار بين العلامة ابن باز رحمه الله والعلامة البراك حفظه الله والشيخ العبيكان وفقه الله للخير بملف صوتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ (ابو عمر القرشي) لم أنتبه لردّك فقد كنت اعتبره اقتباس لكلامي
و أقول كتعليق على ما و أردته علي:
- بالنسبة لقولك:
نسبته الفتوى للشيخ باطلة من عدة وجوه، منها:
- أنه اخبر بذلك بعد وفاة الشيخ ولم يجد من العلماء الثقات من يعضده بل اتفقوا على خلافه، فاحتمال وهمه وارد، واذا تطرق للدليل الإحتمال سقط به الإستدلال، مع ان كلام الشيخ عبد العزيز لا يعد دليلاً الا اذا كان بدليل،،
- أن الخبر كان في مسألة اتفق عليها علماء البلد وشذ عنهم العبيكان واحتج بادلته ورد عليه ومات الشيخ عبد العزيز ولم ينقل عنه احد في حياته ما يخالف ما عرف عنه مع كثرة طلبته واهتمام الشيخ بالتدوين لقطع السبيل على المفترين والواهمين خصوصاً في مثل هذه المسائل،
- أن ادلة الشيخ عبدالعزيز بن باز ارجح وابين واظهر من ادلة العبيكان فكيف يرجع الشيخ لأدلة كان يعرفها مع كونها مرجوحة بأدلة صريحة ظاهرة،
- أن دعوى العبيكان بأن كلام الشيخ فتوى معينة فهي ضده لا له، كون المعين لا يعمم على الناس جوازه ولا ينشر بين الناس كفتوى عامة، و الأعيان التي افتاها الشيخ عبدالعزيز مجاهيل لا يعتضد بهم، هذا على فرض صحة نقل الشيخ العبيكان،
بالنسبة لما يلي: "أنه اخبر بذلك بعد وفاة الشيخ ولم يجد من العلماء الثقات من يعضده بل اتفقوا على خلافه، فاحتمال وهمه وارد، واذا تطرق للدليل الإحتمال سقط به الإستدلال، مع ان كلام الشيخ عبد العزيز لا يعد دليلاً الا اذا كان بدليل"
فأقول: صحيح يوجد هذا الإحتمال و لكن الأصل أنّ خبر الثقة مقبول فنبقى على الأصل و هو قبول خبر الثقة.
بالنسبة لقولك: "أن ادلة الشيخ عبدالعزيز بن باز ارجح وابين واظهر من ادلة العبيكان فكيف يرجع الشيخ لأدلة كان يعرفها مع كونها مرجوحة بأدلة صريحة ظاهرة "
فأقول: و ربما اقتنع بها و رجع و ربما ما ينسبه إليه العبيكان كان قبل أن يفتي عبد العزيز بن باز بالحرمة و ربما أخطأ الشيخ عبد العزيز بن باز و لم يحسن التعبير في فتوى من فتاواه فقرر ما لا يريد تقريره من غير قصد فإذا كانت كل هذه إحتمالات فلا يمكن بهذه الإحتمالات أن يرد قول العبيكان فيما يرويه عن عبد العزيز بن باز
بالنسبة لقولك: "أن الخبر كان في مسألة اتفق عليها علماء البلد وشذ عنهم العبيكان واحتج بادلته ورد عليه ومات الشيخ عبد العزيز ولم ينقل عنه احد في حياته ما يخالف ما عرف عنه مع كثرة طلبته واهتمام الشيخ بالتدوين لقطع السبيل على المفترين والواهمين خصوصاً في مثل هذه المسائل"
فأقول: يمكن للشخص يا أخي أن يعرف عنه قول و ينتشر بين من لا زمه و بين من لم يلازمه و يقول في أحوال خاصة بقول عكس ما كان يقرره إما عن خطأ أو عن تراجع في فتواه أو أو أو ثم يتوفى قبل أن يعرف قوله الثاني و ينتشر فإذا كان هذا الإحتمال موجود فيبقى خبر الثقة الذي ينقل الخبر الغير معروف مقبول لأنّ هذا هو الأصل و لا يترك الإحتمال لأصل.
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:47]ـ
يبدو لي أني متجاوبٌ معك إلى الغاية
وقد أجبتك عن تساؤلاتك، وإنما أعرضتُ عما ليسَ هو من صميم مسألتنا
لا هروباً من الجواب، فالجوابُ متوفر وقريب بحمد الله، ولكن لأني أعرفك بكثرة الكلام
وكثرة المراء، ومحاولة إيجاد المخارج التي تستطيع من خلالها الفرار، فأحببتُ حصرَ النقاش في النقطة
الجوهرية التي هي في صميم مسألتنا
ومع هذا أقول لك:
قاعدة ردِّ رواية الثقة إذا خالف من هم أوثق منه وأثبت= قاعدةٌ مجمعٌ عليها بين أئمة النقد
وكتب علوم الحديث في مبحث الشاذ تبيِّن هذا
ولإعمال العقل في نقد الأخبار -والذي سبق أن ذكرتَ أنه ركيزةٌ مهمة في التعامل معها- أقول:
نقل الشيخ العبيكان ينطبق على القاعدة المذكورة، فإنَّ الشيخ العبيكان وإن كان ثقة إلا أنه
قد خالف من هم أحفظ منه، وأطول ملازمة للشيخ، وأكثر عدداً
بل خالف فتاوى الشيخ الصريحة المتوفرة في رسائل الشيخ وفتاويه
ومثل هذا النقل لا يتوقف علماء النقد في وصفه بالنكارة والبطلان
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يلزم من هذا كذب الشيخ العبيكان أو سقوط عدالته، فهذه مسألةٌ أخرى
وأما احتمال صدور هذه الفتوى من الشيخ، وأنه أسرَّ بها في أذن بعض الناس (كالعبيكان) فهذا
ممكن من حيث التجويز العقلي، ولكنه لا يصح الاستناد عليه
وقد أخبرتك بهذا سابقاً
والسبب في هذا أنَّ بابَ التجويز العقلي مرفوضٌ في نقد الأخبار
إذ يلزم منه قبول خبر الكذاب لاحتمال صدقه، ورد خبر الصدوق لاحتمال كذبه
وقد نص على هذا كله علماء الحديث، وبيَّنوه غاية البيان
ثم إنَّ الشيخ ابن باز يأتيه الكثير من الناس يومياً، بل لا يكاد يفارق الناسَ في حال يقظته إلا
عند قضاء حاجته، كما هو معلوم
فكيف لا يسرُّ بمثل هذه الفتوى إلا للعبيكان!!
علماً أن الشيخ قد سئل عن هذه المسألة تحديداً بحضور الشيخ العبيكان وشيخنا الشيخ البراك
وغيرهما فمنع منها، وأنكر القولَ بجوازها، كما نقله أخونا عبدالله المحمد في مشاركته رقم (41)
كلُّ هذا الكلام أخي الحبيب (الناصح الصادق) لإقناع القراء بوهاء كلامك
وليس لإقناعك أنتَ
فأنا أعلم جيداً أنك لن تقتنع، على الأقل فيما تُظهِر للناس
لأنك تحبُّ المماراة والجدال، ولأنَّ كثرةَ البيِّنات لا تزيدك إلا شغفاً بمزيد من الجدال
ويبدو أنَّ هذا الخلقَ أصبح سجيَّةً لك
فأمثالك لا فائدةَ تُرجَى من الحوار معه
بل من وراء هذا ضياعُ وقت من يحاورك ومن يتابع الحوار من طلاب العلم
ولذا أكرر ما قلته سابقاً:
لم يخب ظني فيك منذ أول مرة حاورتك فيها قبل أشهر، وأخبرتك حينها أني لن أحاورك
حفظاً للوقت
وقد ألحَّ بعض المشرفين في طردك من المجلس لهذه الصفة فيك، ولتعالمك وكثرة شذوذاتك
وقرار الطرد محلُّ اتفاق بين المشرفين، غير أنَّ بعضهم يؤكد على التعجيل بتنفيذ هذا القرار
ولذا أستسمحك في تنفيذه
سائلاً الله أن يصلح حالي وحالك، ناصحاً لنفسي وإياك بتقوى الله، وبالبعد عن الجدال
فقد روي أنه ما ضلَّ قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ـ[الخالدي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 05:13]ـ
خيراً فعلت شيخي الحمادي في الأولى و الثانية .. جزاكم الله خيراً و غفر لأخينا و هداه ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يجوزون حل السحر بالسحر للضرورة، لا يجوزون أن يشرك الساعي في هذا الأمر بإن يسجد للشيطان أو يذبح له، إنما صورة المسألة عندهم أن تدفع مالا للساحر وهو يقوم بحل السحر. ومسألة حل السحر بالسحر للضروة هي فرع من مبحث التدواي بالمحرمات، وما هو ضابط المحرم الذي يمكن أن يفعل للتدواي، فهل انقاذ النفس من التهلكة يبيح ارتكاب الشرك! لاشك أن هناك صور متفق عليها مثل صورة المكره بالقول و إما أن يقتل أو يقول الكفر، فهذه صورة جائزة بالاتفاق، واختلفوا في الإكراه بالفعل بإن يسجد للصنم أو نحوه لانقاذ نفسه من القتل قولان لأهل العلم واختيار ابن تيمية أن الإكراه بالفعل كالإكراه بالقول.
أما بخصوص مسألتنا وهي نسبة هذه الفتوى للشيخ ابن باز! فالذي يظهر أن هذا من أوهام الشيخ العبيكان لأنه سبق أن حصل نقاش بينه وقديم في هذه المسألة ونسب هذا القول لابن عثيمين رحمه الله أنه كان يفتي سراً بجواز حل السحر بالسحر للضرورة، ولو كانت عند الشيخ العبيكان فتوى لابن باز لذكرها في تلك الأيام، وأما الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فقد نسب له من غير واحد من طلاب العلم هذا القول فليس السند له هو الشيخ العبيكان
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:29]ـ
علماً أن الشيخ قد سئل! عن هذه المسألة تحديداً بحضور! الشيخ العبيكان وشيخنا الشيخ البراك
وغيرهما فمنع منها، وأنكر القولَ بجوازها، كما نقله أخونا عبدالله المحمد في مشاركته رقم (41)
عفوا شيخنا الكريم أرجو التأمل أكثر في المناقشة
فالسائل والمناقش هو العبيكان بنفسه بالإضافة إلى الشيخ البراك حفظه الله
ويتضح من النقاش أيضا لمن تأمل أن العبيكان يعتقد ذلك لكنه أتى به على طريقة السؤال والنقاش
لذا سأضع خط تحت أي نقاش ومداخلة للشيخ العبيكان توضيحا وتسهيلا للقارئ
الشيخ عبدالرحمن البراك:
مسألة هاللي تعم بها البلوى وتفاقم أمرها مسألة الذهاب للسحرة لحل السحر
الشيخ ابن باز رحمه الله: لا يجوز منكر
(يُتْبَعُ)
(/)
البراك: والذي في الروض او الزاد
عبدالمحسن العبيكان: في الروض
ابن باز: إن كان قاله فهو غلط
العبيكان: ذكره نص الإمام أحمد على هذا
البراك: نص على ايش؟
العبيكان: على الجوازالبراك: الإمام أحمد!
العبيكان: وسعيد ابن المسيبابتسم الشيخ ابن باز وقال:سعيد بن المسيب و كلامهم مطلق
البراك: كلامهم مجمل
ابن باز: النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان
العبيكان: وقول عائشة ألا تنشرت! ابن باز: تنشر بغير السحر
العبيكان: قوله ولا أحب أن اثير على أحد من الناس شئابن باز: (كلام غير واضح بسبب تداخل سؤال الشيخ البراك ... ) .. لبيد بن الأعصم
البراك مداخلا: هل يجوز ان تعرض عليه عائشة أن يتنشر بعمل ساحر
ابن باز: لا ما يمكن
البراك: هذا أعتقد أنه ممتنع في شأن في جناب الرسول صلى الله عليه وسلم
ابن باز: ليس منا من سحر ومن سحر له الحديث
البراك: عفا الله عنك
ابن باز: وإذا كان الكاهن لا يؤتى فالساحر من باب أولى
الكاهن والعراف لا يؤتى ن من أتى عرافا لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة كيف بالساحر الذي يعبد الجن والشياطين
البراك: عفا الله عنك يحتجون بالضرورة يقولون ضااروورة (قالها ممدودة جدا تهكما)
ابن باز: الدواء مهوب ضرورة، مهوب ضرورة، العلاج مهوب ضرورة العلاج طب، العلاج سنة مستحب
العبيكان: بعض السحر معاد يصلي ومعاد
البراك مداخلا: أشبه بالمجنون
العبيكان: ضرورة أقصى من ضرورة الجوع وضرورة العطش ومعاد يصلي صلاة ومعاد ومعاد واصبح ينفر من أهله
البراك: ولا هو محقق، عفا الله عنك الحل، كثير منهم يذهب للسحرة ولا يخرج بنتيجة ويبوء بالإثم
ابن باز: لا وبعضهم وساوس وأشياء يتخيلها مهيب سحر يُبتلى بلعب الشيطان، وساوس الشيطان
الفريان: أوهام
العبيكان: بعض السحرة يسحرونه عشان يدفع لهم دراهم دايمه!
ابن باز: مهوب بعيد، ما يؤمَنون نسأل الله العافية
العبيكان: هذا يحصل في المغرب وفي ... (غير واضح)
ابن باز: أنا أعتقد أن أكثرها كلها وساوس وأوهام ووساوس شيطان ونقول لهم دائما استعملوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما سُحر قل هو الله احد والمعوذتين، ما تعوذ متعوذ بمثلهما، ثلاث مرات عند النوم يقرأ في كفيه ويمسح على وجهه وصدره ثلاث مرات ويزول عنه البلاء
العبيكان: لكن السحر أحسن الله إليك انتشر كثير حتى ينطق الجن على ألسنتهمابن باز: هذا مهوب سحر هذا مس من الجن
العبيكان: ايه بس مربوط بسابن باز: يدعي هذا يكذب، كذاب هو كذاب هو الجن اذا قال مربوط كذاب هو
البراك: احسن الله إليك الله يحفظك والله يلعبون على هالمقرئين ذولا
ابن باز:لو يصمّل عليه يقول اما ان تخرج والا قتلتك، لا بد يكون عندهم قوة مثل ما كان عند الشيخ قوة تقي الدين رحمه الله توعده أنه سوف يفعل ويفعل، لكن على بصيرة، بعض الناس يضرب على غير بصيرة
انتهى المقصود من النقاش (نهاية الوجه أ من شريط عقيقة عبدالعزيز)
الأخ ابن المبارك هي موجودة معي مسجلة على الجوال
لكن بالجوال قليلا غير واضحة
وإذا شئتم أن أرفعها رفعتها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 01:59]ـ
نقل أخونا الفاضل أبو لجين إبراهيم في الساحة عن سماحة المفتي هذا الكلام:
تكلم سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة حفظه الله بكلام عن من أجاز حل السحر بالسحر وذكر الأدلة من الكتاب والسنة وقال أنك بقولك بجواز حل السحر وأن المريض يلجأ إلى السحرة والكهنة فمعناه أننا أعطيناهم اعترافاً رسمياً، وجعلناهم مصدر تقدير وتكريم ورضينا بهم وبشركهم وباطلهم بالذبح لغير الله ودعاء غير الله والاستغاثة بغير الله والالتجاء بغير الله ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى كاهنا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) ويقول (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم)
ثم قال: ليت شعري كيف يقولون بجواز حل السحر هل يريدون أن نأتي بالسحرة الكفرة الفجرة الظالمين ونجعلهم أطباء مختصين ونعطيهم وساماً ونجعل لهم تشجيعاً ومكاناً، والله عز وجل يخبرنا بأنهم لا يفلحون أبدا ونبينا يخبرنا بقتلهم وخلفاءه الراشدين هكذا يعاملونهم فنحن إذا أبرزناهم وجعلناهم أطباء مختصين وعهدنا إليهم بحل السحر فمعنا أننا راضون بأقوالهم راضون بأفعالهم راضون بتصرفاتهم الخاطئة ونحن نبرأ إلى الله منهم ومن حالهم وماهم عليه، وهؤلاء الذين يروجون هذا الباطل وينسبونه إلى مشائخ المسلمين كذباً وزوراً وبهتاناً هؤلاء افتروا الكذب على الله والله يقول: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ)
شيخنا بن باز سمعناه وقرأنا مسائله لا يجيز حل السحر وينكر ذلك إنكاراً كلياً، فالذي ينسب عنه خلاف ذلك فقد كذب وافترى عليه وقال عليه ما يبرؤه الله منه.
وهكذا مشائخ المسلمين وأئمة الهدى فليتق المسلمون ربهم فيما يقولون وليتأملوا مآلات ما قالوا والنتائج المترتبة على ماقالوا ليعلموا أن قولهم قول باطل وقول خاطئ وقول لا يقره شرع ولا دين ولكن الأهواء تعصف ببعض الناس وصدق الله: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
http://82.96.75.104/sahat?23@12.w7W8fs2PyTp.0@44%4 0w7W8fs2PyTp
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 05:04]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 12:11]ـ
سألت الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه اليوم وهو من طلاب العلامة ابن باز وبدأت ملازمته له في عام 1369هـ واستمر قريبا منه إلى وفاة العلامة ابن باز عام 1420هـ يعني أكثر من خمسين سنة.
أقول سألته (عن مَن) نسب إلى الشيخ ابن باز أنه أجاز فك السحر بالسحر: فقال: كَذِبٌ.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 02:40]ـ
سألت الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه اليوم وهو من طلاب العلامة ابن باز وبدأت ملازمته له في عام 1369هـ واستمر قريبا منه إلى وفاة العلامة ابن باز عام 1420هـ يعني أكثر من خمسين سنة.
أقول سألته (عن مَن) نسب إلى الشيخ ابن باز أنه أجاز فك السحر بالسحر: فقال: كَذِبٌ.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على هذه الإضافة المهمة
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 08:43]ـ
-
الشيخ ابن باز يغلب عليه اللين
والشيخ العبيكان يغلب عليه الإلحاح
فلعل العبيكان الح على الشيخ فسكت، فاحتج العبيكان بسكوته وعده سكوت اقرار وموافقه!
بارك الله في الجميع
،،،
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:13]ـ
-
الشيخ ابن باز يغلب عليه اللين
والشيخ العبيكان يغلب عليه الإلحاح
فلعل العبيكان الح على الشيخ فسكت، فاحتج العبيكان بسكوته وعده سكوت اقرار وموافقه!
بارك الله في الجميع
،،،
في المقطع الذي نشره الفاضل عبد الله المحمد إلحاج ومحاولة لإخراج فتوى من الشيخ بالجواز ولكن هيهات.
ثم إنه يشكل على تخريجكم أخي الكريم:
كانت هناك مداخلة للشيخ العبيكان حول فك السحر بالسحر (وفتواه معروفة) لكن الصدمة كانت عندما قال أن الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله كان يقول بفك السحر بالسحر ولكن بفتاوي خاصة لبعض الشيوخ وقال أن عنده الأدلة لأثبات هذا الكلام ..
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:59]ـ
تركت الجهاز مفتوحا ورأيت فجأة هذه المشاركة
-
الشيخ ابن باز يغلب عليه اللين
والشيخ العبيكان يغلب عليه الإلحاح
فلعل العبيكان الح على الشيخ فسكت، فاحتج العبيكان بسكوته وعده سكوت اقرار وموافقه!
بارك الله في الجميع
،،،
ابن باز رحمه الله يغلب عليه لين مع فطنة فتنبه!
والشيخ لم يسكت رحمه الله بل قد بين ما يدين الله به للشيخ البراك
وهو السائل عن الضرورة
وأجاب المناقش العبيكان عن النشرة والمراد بها وأجاب عن عزوه لها في الروض
بأن إن "كان قاله فهو غلط "
وأجاب:" ليس منا من سحر ومن سحر له"
وعن " سعيد بن المسيب وأن كلامه مطلق "
وحديث لما سئل عن النشرة" هي من عمل الشيطان"
ووو ... الخ
وغير ذلك تبيانا لما عرضه العبيكان من استشكال!
أبعد هذا يقال سكوت!
عجبا والله
والشيخ أراد فوق هذا أن يوضح للعبيكان بأن أكثرهم وساوس
عندها " دق العبيكان ريوس " وقال:"بعض السحرة يسحرونه عشان يدفع لهم دراهم دايمه! "
فمن الذي لان الآن، لينه الشيخ بقال الله قال رسوله
فلما سمع الشيخ منه ذلك
ماذا قال!: (أنا أعتقد أن أكثرها كلها وساوس وأوهام ووساوس شيطان ونقول لهم دائما استعملوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما سُحر قل هو الله احد والمعوذتين، ما تعوذ متعوذ بمثلهما، ثلاث مرات عند النوم يقرأ في كفيه ويمسح على وجهه وصدره ثلاث مرات ويزول عنه البلاء)
نصح من ابتلي بذلك بالرقية " إشارة إلى عدم التعلق بالذهاب للسحرة للعلاج ضرورة، فأفاده ثلاث فوائد أولا مفهوم النشرة وعدم جواز حل السحر بسحر
ثانيا أن أكثرهم وساوس وأوهام لما رآه يكرر معاد ومعاد!
ثالثا نصحه بمن ابتلي بذلك بأن يرقي نفسه بالرقية وليس بالسحر والعياذ بالله "
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 01:11]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سئل الشيخ صالح الفوزان:
س: أحسنَ الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سؤال وقد تكرر -يقول أحدها هناك من يقول أن الشيخ ابن باز رحمه الله كان يفتي قبل موته على أن حاطب بن أبي بلتعة قد وقع في الكفر بعمله وينشر ذلك بين الناس فهل هذا القول صحيح عن الشيخ ابن باز وماحكم نقله وإشاعته؟
الشيخ صالح الفوزان: برّأ الله الشيخ ابن باز ونزهه عن هذا الكلام الخبيث
هذا يكذب على الشيخ ابن باز
ونحن خالطنا الشيخ ابن باز وعملنا معه وجالسناه إلى آخر لحظة وهو على فراش الموت ولا سمعنا منه هذا الكلام ولا يمكن يصدر هذا من الشيخ بن باز أبدا
ولكن هذا كذاب ودجال، نعم
الشيخ توفي وعالم أنه ماهو برادٍ عليه فراح يكذب عليه، نعم
شرح كتاب شرح السنة
للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
صفحة الدرس في البث المباشر وقت السؤال في الشريط الساعة الأولى وتسع دقائق و47 ثانية
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31574
والذي لا إله إلا هو لم يساورني أدنى شك بأن فتوى العبيكان ونسبته للشيخ ابن باز كذب وناقلها أول من يعرف ذلك
وفتياه هذه قد يخرج بها بأي مخرج كأن يقول افتاني الشيخ ولم يكن معنا أحد والمسألة بها ضرورة وإذا قال أن معه شيوخ فلا أستبعد أن يكونوا ميتين، ومع ذلك فلن يقبل منه فجميع الأدلة والقرائن وطلاب الشيخ بخلافه، لكن أقول قد يقول أنه أفتاه سرا ولم يكن معه أحد وهذه مسألة ضرورة وو ..
والسؤال إن كانت هذه ضرورة فهل نسبته الفتوى للشيخ بجواز الطبل ضرورة أيضا
هل التطبيل ضرورة يتعين أن يخفيها الشيخ ابن باز ويسرها للعبيكان!
فليس في اي من فتاويه تجويز هذا الأمر بل إن الشيخ لا يجيز ضرب الدف للرجال مطلقا فضلا عن الطبل الذي صرح بتحريمه في كثير من فتاويه ودروسه
يقول الشيخ العبيكان أن الشيخ ابن باز رحمه الله سأله هو عن الطبل والعرضة فأجابه ابن باز بأن: الأصل الحل! وطلب من العبيكان أن ينظر في صحة سند حديث يبيح الطبل!
إنا لله وإنا إليه راجعون
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)