ـ[ابن عقيل]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 08:05]ـ
أخي الكريم:
لم آتي بشئ من عندي فالذي فرق بينهم هو الله سبحانه وتعالى
فالذي قال جل وعلا ((ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء))
((لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم .. ))
هو من قال جل في علاه
((انك لاتهدي من أحببت))
وهو من قال ((وجعل بينكم مودة ورحمة))
افهم كلام أهل العلم ثم أورده هداك الله
فالمحبة الطبيعية هي الجبلية ولا تسمى ولاء نسبي لأن الولاء لا يكون إلا للمؤمنين وهذا مقطوع به عند أهل الحق وهذا محل النزاع فلا تتهرب منه.
وإن أردت أن تثبت المحبة لأبي طالب فهي إما محبة جبلية التي تكون للوالد أو أنها نسخت بعد النهي الجازم في قوله تعالى {لا تجد قوماً ..... الأية}
ولكنها لا تكون ولاء نسبياً أبداً.
والمحبة الدينية هي الموالاة التي لا تكون إلا للموحدين فقط.
وكلام ربي حق ويصدق بعضه بعضاً, ولكنه سبحانه قد أخبرنا بقوله {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}
وعن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها قالت: «تَلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزلَ عليكَ الكتابَ، منه آياتٌ محكمات هنَّ أمُّ الكتابِ وأُخَرُ مُتشابهاتٌ، فأما الذين في قلوبهم زَيغ فيتبعونَ ما تشابَهَ منه ابتغاءَ الفِتنةِ وابتِغاءَ تأويلِهِ ومَا يعْلَمُ تأْوِلَهُ إِلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الألباب} قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتِ الذين يتبعونَ ما تَشابهَ منه فأولئكَ الذين سمَّى الله، فاحذَروهم».
فإن رمت السلامة فتمسك بالمحكم ودع عنك الأقوال والتأويلات الشاذة والمتشابهات فإن أصحابها قد حذرنا منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم.
هداني الله وإياك ومن نظر
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 12:29]ـ
أخي الكريم ابن عقيل:
اذا عجزت عن الرد في المسألة التي تناولتها معك فلا تأتي بقضية أخرى ((الولاء النسبي)) لم نتطرق لها البته وتزعم بتهربي
ولعل أعيد المسألة التي تطرقت لها معك حتى يكون الكلام مبنيا على الصدق وعدم الوهم
أخي هدانا الله وإياك
أولاً أطالبك بالدليل على هذا التفريق في الحكم على عامة الكافرين والحكم على أعيانهم!؟
ولن تجد سلف صالح لمن يقول بهذا التفريق.
فإن قلت محبة الرسول عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب دليل على هذا التفريق.
أقول لك:
هذه دعوى لا دليل عليها, وقد بينت لك سابقاً أن المفسرين على معنيين لهذه الأية والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وأثبتوا محبة الهداية لأبي طالب.
وهذا المعنى هو الموافق لجميع الآيات الناهية عن محبة الكفار والقرآن يصدق بعضه وبعضاً بارك الله فيك.
وتنزلاً في النقاش أقول لك هذه الأية تجاذبها الإحتمال وعند الإحتمال يسقط الإستدلال كما هو متفق عند أهل العلم.
فسقط دليلك وبقيت الآيات المحكمات النافية والناهية لموالاة الكفار مطلقاً ولو كانوا آباء أو إخوان أو عشيرة وهي أدلة أهل الحق.
وأما قولك عفا الله عنا وعنك:
لم أعلم أحد جزم بهذا المعنى وهو محبة النبي عليه الصلاة والسلام لأبي طالب بل جل المفسرين أوردوا الإحتمالين والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وذلك للقرائن والأدلة المتوافرة بنفي هذه المحبة المزعومة. ولعل من أثبت هذا المعنى الذي تدندن حوله وهو محبه النبي عليه الصلاة والسلام لعمه الكافر هو بناءاً على ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: " أي عم! إنك أعظمهم عليَّ حقا، وأحسنهم عندي يدا ولأنت أعظم حقا عليَّ من والدي " فيصبح أبوطالب بمنزلة الوالد الذي جاء النص ببره والإحسان إليه فلا منافاة عندئذاً.
السر وفقك الله لفهمه
هو ما تقدم ذكره , أو مقابلة الإحسان بالإحسان وليس مقابلة الإحسان بالمودة والموالاة النسبية كما تزعمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأكبر سبب يجعل المؤمن يتبرأ من الكفار هو جحودهم لحق الله عليهم وهذا السبب في كل كافر والله المستعان.
وتقول في موضع آخر عفا الله عن الجميع:
فالمحبة لا تكون من المسلم للكافر أبداً حتى يؤمن بالله وحده, وأما ما ذكر من مودة الزوجة الكتابية أو مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف, فلو سلمنا جدلاً لمن يتعلق بهذين الصنفين فنقول هم مستثنون باستثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما ولا تكون لغيرهما قطعاً.)) انتهى
والجواب على ماسبق اقول
أخي الكريم:
لم آتي بشئ من عندي فالذي فرق بينهم هو الله سبحانه وتعالى
فالذي قال جل وعلا ((ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء))
((لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم .. ))
هو من قال جل في علاه
((انك لاتهدي من أحببت))
وهو من قال ((وجعل بينكم مودة ورحمة))
فالتوفيق بين الايات القرانيه التي ظاهرها التعارض سبيل المؤمنين اسال الله أن نكون منهم
وأن ماقطعت به لمن خرط القتاد ولم يسبقك بهذا أحد فيما أعلم
فحتى العلماء الذين رأوا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((من أحببت))
القصد فيها هدايته لم ينكروا على أصحاب القول الآخر رأيهم وقولهم
وهذه بعض أقوال العلماء في هذا الصدد:
ابن كثير
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب عَمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ يَحُوطهُ وَيَنْصُرهُ وَيَقُوم فِي صَفّه وَيُحِبّهُ حُبًّا شَدِيدًا طَبْعِيًّا لَا شَرْعِيًّا
الطبري
وَلَوْ قِيلَ: مَعْنَاهُ: إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْته , لِقَرَابَتِهِ مِنْك , وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء , كَانَ مَذْهَبًا
ابن عثيمين
وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت) ظاهره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب أبا طالب؛ فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: إما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أويقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرًا.
أويقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب؛ أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذا المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان وإن كنت أبغضه شخصيًا لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله.
البراك
فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي يحب عمه لقرابته مع كفره،
الشيخ الفوزان
وأنزل الله في أبي طالب: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (إِنَّكَ) أيها الرسول، لَا تَهْدِي لا تملك هداية مَنْ أَحْبَبْتَ من أقاربك وعمك، والمراد بالمحبة هنا: المحبة الطبيعية، ليست المحبة الدينية، فالمحبة الدينية لا تجوز للمشرك، ولو كان أقرب الناس: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ فالمودة الدينية تجوز، أما الحب الطبيعي فهذا لا يدخل في الأمور الدينية.
السعدي {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
يخبر تعالى أنك يا محمد ـ وغيرك من باب أولى ـ لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.
فهل يقول قائل بعد هذا بأن العلماء السابق ذكرهم لم يوفقوا في تفسير ذلك!!
فهذا هو فهم كلام أهل العلم لهذه المحبة
أما أنت اخي الكريم فتفسيرك لهذه المحبة ((المودة)) تفسير غريب اذ تقول فيه:
الأخ عبد الرحمن
إذا كانوا مؤمنين محبة وولاء وإذا كانوا كافرين فهي بر وإحسان.
.
مالسر وراء تفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين عميه ((أبو طالب وأبو لهب))
فالأول يحبه لقرابته في أحد قولي أهل العلم
والأخر يبغضه
هل هناك سبب لذلك؟
السر وفقك الله لفهمه
هو ما تقدم ذكره , أو مقابلة الإحسان بالإحسان وليس مقابلة الإحسان بالمودة والموالاة النسبية كما تزعمون.
.
وأعتقد أن السر حول تفريق النبي صلى الله عليه وسلم
أن الأول ((ابو طالب)) كان ينصره ويحميه ولم يكن له من المحاربين
وأما الثاني ((أبو لهب)) فكان من المحاربين للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته
ثم تتطرق الى قضية جديدة وهي ((الولاء النسبي))
فأقول مستعينا بالله:
أن الشيخ سلمان فرق بين الولاء كمصطلح شرعي وبين الولاء النسبي الذي يدخل فيه بعض انواع الولاء كالمحبة
فانظر الى قوله عن الولاء الشرعي:
((إن المقصود بالولاء موالاة المؤمنين بالقرب منهم، ومحبتهم، والإخاء بينهم، والنصرة لهم، والتعاطف معهم، وبدون هذا المعنى لا يمكن أن نتصور أمة مسلمة؛ لأن وجود الأمة الإسلامية هو بوجود هذا العقد القلبي في الولاء بين أفراد هذه الأمة، يقول الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"،))
وانظر الى قوله عن الولاء النسبي:
أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به،
ثم تطرق بعد ذلك الى بعض الامثلة التي تبين ذلك ومنها:
صحبة الأبوين المشركين بالمعروف
أباح الزواج من الكتابيات وسيتبادل الزوجان معاني الحب والرحمة،
محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه
وأخيرا أقول:
لاتظن اخي الكريم ان هذه الردود القصد منها
عصمة سلمان اعوذ بالله أن أكون من الجاهلين
فسلمان بشر يخطئ ويصيب
غفر الله لي ولك ولسلمان
أخي ابن عقيل:
اقرأ بتمعن تعقيبي واعذرني بعدم التعقيب بعد هذا
((ربنا لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 09:14]ـ
[ center]
عصمني الله وإياك أخي من الغشاوة
وخير ما نقلت هو قول الحق ((ربنا لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 03:09]ـ
عصمني الله وإياك أخي من الغشاوة
وخير ما نقلت هو قول الحق ((ربنا لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
آمين
اخي الكريم ابن عقيل
لم أشأ الرد الا عندما رأيت
ملاحظة عقدية بفحش من القول وزورا ((منك استفيد في الرد))))
ارجو ان تتنبه لها وذلك بقولك ((خير مانقلت))
لقد نقلت ايات قرانية غير الاية السابقة ونقلت لك أقوال العلماء في محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه
فالذي ينبغي تعظيم الايات القرانية وعدم حصرها أو الارشاد الى خيرية اية دون ايات اخرى
وفقكم الله
((ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
والحمد لله رب العالمين
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 05:02]ـ
أخبرني أحد الإخوة الفضلاء أنَّ موقع (الإسلام اليوم) نشر حواراً للشيخ سلمان العودة مع
المبتعثين السعوديين إلى أمريكا، ووضع رابط الحوار، وحاولت نسخ الرابط هنا فلم أفلح
والحوار موجود في الموقع ضمن صفحة (قلم المشرف-متابعات إعلامية)
وورد إلى الشيخ ضمن هذا الحوار السؤال الآتي:
27 - العلاقات بين الطلاب المسلمين وغيرهم من غير المسلمين .. كيف يجب أن تكون؟ ما حدود العلاقة وكيف نوفق بينها وبين مبدأ الموالاة والمعاداة؟ لأنه كما تعلم فضيلة الشيخ أن الحب مسألة قلبية .. فأنا أحب من يحسن التعامل معي؟ فكيف أستطيع التحكم بها في محبة أو عدم محبة الكافر؟
ج: مبدأ الولاء والبراء أصل في الدين, فالولاء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله، ولا يتعارض ذلك مع معاملة الكفار وإعطاؤهم حقوقهم الشرعية، كأهل الذمة والمستأمنين والمعاهدين, أومن كنا مقيمين في بلادهم.
وقد قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
ولكن هذا البر والقسط إليهم لا يلزم محبتهم وولاءهم. لأن بغضهم لمخالفة عبادة الله وتوحيده،
ولما هم عليه من كفرهم وشركهم لذا نهانا الله عن الاستغفار لهم، أو مودتهم ومحبتهم أو تولهيم.
فيمكن للإنسان يعامل الكافر بمعاملة حسنة تأليفاً لقلبه ورغبة في دخوله الإسلام، مع قيام مبدأ البراءة منه وبغضه وما هو عليه من الكفر في القلب. والله أعلم.
ـ[محب الخير]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 01:40]ـ
شكرا على التوضيح يا مشرفنا العزيز
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Jun-2007, صباحاً 02:26]ـ
الكلام المستقيم يصل إلى القلب من أقصر طريق.
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا محمد
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:22]ـ
آمين
ارجو ان تتنبه لها وذلك بقولك ((خير مانقلت))
لقد نقلت ايات قرانية غير الاية السابقة ونقلت لك أقوال العلماء في محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه
فالذي ينبغي تعظيم الايات القرانية وعدم حصرها أو الارشاد الى خيرية اية دون ايات اخرى
وفقكم الله
((ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيراً أخي على هذا التنبيه
وأستغفر الله وأتوب إليه على هذا الخطأ الشنيع مني وإن كان بغير قصد.
((ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا))
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 03:29]ـ
أخبرني أحد الإخوة الفضلاء أنَّ موقع (الإسلام اليوم) نشر حواراً للشيخ سلمان العودة مع
المبتعثين السعوديين إلى أمريكا، ووضع رابط الحوار، وحاولت نسخ الرابط هنا فلم أفلح
والحوار موجود في الموقع ضمن صفحة (قلم المشرف-متابعات إعلامية)
وورد إلى الشيخ ضمن هذا الحوار السؤال الآتي:
27 - العلاقات بين الطلاب المسلمين وغيرهم من غير المسلمين .. كيف يجب أن تكون؟ ما حدود العلاقة وكيف نوفق بينها وبين مبدأ الموالاة والمعاداة؟ لأنه كما تعلم فضيلة الشيخ أن الحب مسألة قلبية .. فأنا أحب من يحسن التعامل معي؟ فكيف أستطيع التحكم بها في محبة أو عدم محبة الكافر؟
ج: مبدأ الولاء والبراء أصل في الدين, فالولاء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله، ولا يتعارض ذلك مع معاملة الكفار وإعطاؤهم حقوقهم الشرعية، كأهل الذمة والمستأمنين والمعاهدين, أومن كنا مقيمين في بلادهم.
وقد قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
ولكن هذا البر والقسط إليهم لا يلزم محبتهم وولاءهم. لأن بغضهم لمخالفة عبادة الله وتوحيده،
ولما هم عليه من كفرهم وشركهم لذا نهانا الله عن الاستغفار لهم، أو مودتهم ومحبتهم أو تولهيم.
فيمكن للإنسان يعامل الكافر بمعاملة حسنة تأليفاً لقلبه ورغبة في دخوله الإسلام، مع قيام مبدأ البراءة منه وبغضه وما هو عليه من الكفر في القلب. والله أعلم.
إن كانت هذه الفتوى بعد المقال المسمى الولاء الفطري والنسبي وتعتبر تراجع عنه فأقول:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وإن كان الدكتور لا يرى تناقض بين هذه الفتوى وبين تأصيله الباطل في المقال المذكور
أقول:
هذا تناقض لا يزيله إلا الإصلاح والبيان من الدكتور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:07]ـ
الإخوة الأفاضل أشرف ومحب الخير،، شكر الله لكما
ولا يهمنا البحث والتدقيق في سبب الاختلاف بين هذه الفتوى وذلك المقال
المهم أنَّ هذا الجواب واضحٌ لا لَبْسَ فيه، وذاك يحتمل شيئاً من التأويل وإن لم يكن قوياً
والمقال متقدم، والجواب متأخر
فالحمد لله على صدور هذا الجواب، وأسأل الله للشيخ التوفيق للصواب
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 05:59]ـ
الإخوة الأفاضل أشرف ومحب الخير،، شكر الله لكما
ولا يهمنا البحث والتدقيق في سبب الاختلاف بين هذه الفتوى وذلك المقال
المهم أنَّ هذا الجواب واضحٌ لا لَبْسَ فيه، وذاك يحتمل شيئاً من التأويل وإن لم يكن قوياً
والمقال متقدم، والجواب متأخر
فالحمد لله على صدور هذا الجواب، وأسأل الله للشيخ التوفيق للصواب
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مسألة بحاجة إلى تحرير في العقيدة في قوله تعالى: فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء
ـ[نور الفجر]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة هي ماورد في قوله تعالى: " فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون "
وذلك لأن بعض العلماء ذكر أن المراد بهذه الآية: آدم وحواء، فالشرك لم يقع في العبادة، وإنما وقع في الطاعة.وقد جاء في مسند الإم أحمد " لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لايعيش لها ولد
فقال سمّيه عبدالحارث فإنه يعيش فسمّته عبدالحارث فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ".
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 02:25]ـ
الحديث لا يصح يا نور الفجر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 11:44]ـ
أحسن الله اليكم
للشيخ صالح آل الشيخ كلام مهم في هذه المسألة يراجع
ـ[فهد التويجري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة هي ماورد في قوله تعالى: " فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون "
وذلك لأن بعض العلماء ذكر أن المراد بهذه الآية: آدم وحواء، فالشرك لم يقع في العبادة، وإنما وقع في الطاعة.وقد جاء في مسند الإم أحمد " لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لايعيش لها ولد
فقال سمّيه عبدالحارث فإنه يعيش فسمّته عبدالحارث فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ".
تجد تفصيل وتحرير هذه المسألة في كتاب (حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين) تأليف الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي
صفحة (430، 431، 432، 433)، وإن كان لدي متسع من الوقت أنقل ذلك.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
تجد تفصيل وتحرير هذه المسألة في كتاب (حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين) تأليف الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي
صفحة (430، 431، 432، 433)، وإن كان لدي متسع من الوقت أنقل ذلك.
جزاك الله خيرا أخي فهد
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 08:36]ـ
جاء في كتاب " أسباب نزول القرآن " للواحدي 388 بتحقيقي:.
قال مجاهد: كان لا يعيش لآدم وامرأته ولدٌ، فقال لهما الشيطان: إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الحارث، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث، ففعلا فذلك قوله تعالى: ((فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ …الآية)) [الأعراف: 190].
وقلت في التعليق: أثر مجاهد: أخرجه مجاهد في تفسيره: 198، والطبري في تفسيره 9/ 47.
وقد روي معناه مرفوعاً من طريق عُمَر بن مُحَمَّد بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فَقَالَ: سميه عَبْد الحارث، فسمته عَبْد الحارث فعاش وكان ذَلِكَ من وحي الشيطان وأمره)).
أخرجه أحمد 5/ 11، والترمذي (3077)، وابن عدي في الكامل 6/ 87، والحاكم 2/ 545،وقال الترمذي: ((حسن غريب))، وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد)).
قلت: وهو حديث لا يصح، فيه أربع علل:
الأولى: تفرد عمر بن إبراهيم البصري، وهو ضعيف في روايته عن قتادة خاصة، وقال عنه أبو حاتم: ((لا يحتج به)).
الثانية: إنه معلول بالوقف فقد روي من قول سمرة كما ذكر ابن كثير 2/ 374.
الثالثة: إن الحسن لم يسمع جميع ما رواه عن سمرة، فالثابت أنه سمع بعض الأحاديث ولم يسمع البعض، ثم إنه مدلس وقد عنعن، وعنعنته عن الصحابة تقدح في روايته.
الرابعة: إن الحسن البصري قد فسر الآية بغير هذا التفسير، كما في تفسير الطبري9/ 146، وتفسير ابن كثير 2/ 374 لقوله: ((هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصّروا)).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 2/ 374: ((وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولا سيما مع تقواه وورعه فهذا يدلك عَلَى أنه موقوف على الصحابي ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما)).
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 10:58]ـ
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 2/ 374: ((وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية ولو كان هذا الحديث عنده محفوظاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولا سيما مع تقواه وورعه فهذا يدلك عَلَى أنه موقوف على الصحابي ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما)).
بارك الله فيك
وقد رد الشيخ ابن عثيمين على مخالف هذا القول من سبعة أوجه قوية فليراجع
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 02:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ولكن أيها الإخوة أين نحن من قول ابن جرير في تفسيره: ( ....... وأن المعني بذلك آدم وحواء لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك .............. )(/)
جواب مختصر في الرد على أهل التفويض، استعملته وانتفعت به!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 02:51]ـ
سأل أحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث هذا السؤال:
لدي سؤال
نقول بأننا نؤمن بنزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا
ولا نتكلم في كيفيتها
هذا واضح
لكن ما هو المعنى اللغوي للنزول الذي نثبته
فنحن لسنا من المفوضة الذين يقولون بأننا نؤمن بأن الله ينزل لكن لا نعرف معنى النزول
ونؤمن باللفظ
فهناك من يسأل إذا لم تكونوا تقولون بالحركة ومعنى النزول التحول من علو إلى سفل (او شيء كهذا)، فانتم إذا في الحقيقة تفوضون وإلا فقولوا لنا ما هو المعنى اللغوي الظاهر الذي تثبتونه للنزول؟
فما الجواب بارك الله فيكم
فكان هذا الجواب، والله أعلم وأحكم:
هو المعنى الذي يحصل به التفريق بين الألفاظ المختلفة بحيث لو قيل للمفوض هل صفة "القدم" كصفة "اليد"، فإن قال: لا أدري؟ قلنا: أنت بـ "لا أدريتك" هذه، جعلت احتمالاً لإمكان التماثل [1]، وهذا باطل، لأن عدم العلم يحتمل عدم التناهي [2]، والعلم بالعدم يؤول إلى التناهي
[3]. وإن قال: لا، فهذا هو المطلوب، وإن قال: نعم، فقد أقام على نفسه الحجة بسقوط دعواه، لأن من هذا جوابه لا يؤبه له رأساً.
============================== ========
[1] وهذا يذكرني بقول ابن تيمية في باب الربا: الجهل بالتماثل كالعلم بالتساوي.
[2] أي أكثر من جواب وأكثر من احتمال و لا حدّ لذلك.
[3] أي أن العاقبة القول بجواب أو أجوبة محدودة، ومع ذلك فلا يزال المفوض يصر على "اللاأدريّة"!(/)
مقالاتي التي لم تنشرها صحيفة "الوطن"
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:43]ـ
هنا مجموعة مقالات لم تنشرها صحيفة الوطن، وهي ردود على كتّاب في الصحيفة، نشر منها واحد ولكن مع "القص" و "اللزق" و "الحذف"، والله المستعان، وهم مع ذلك قد أزعجونا بقضية "الأحادية في الرأي" و "احتكار الحقيقة" و "كتم حرية التعبير"!!
لكني أنبه: نظراً لاختلاف طبيعة الجمهور و أحوال المخاطبين، وهم عادة من العامة الذين لا حاجة لهم في التحقيق والتدقيق والتوثيق والتأصل كما لو كانوا طلبة علم أو علماء أو أهل رأي، لمّا كان الأمر كذلك قد يجد القاريء بعض الملحوظات حول الأسلوب الكتابي، والإملاء، والنحو، وما إلى ذلك مما لم أجد الوقت لمراجعته، وتارةً لطبيعة لغة الردود والمقالات الصُحُفية.
المقال الأول
القيمة الحقيقية لأي أمة من الأمم في مبادئها وممارستها الأخلاقية لا مخرجاتها المادية فقط.
قدر لي أن اطلع على ما كتبه الكاتب علي سعد الموسى في صحيفة الوطن، عدد 2207، بتاريخ 23 رمضان 1427 هـ، وكان عنوان مقاله (أمريكا: ساعة انبهار وأخرى للشتم). وقد صدق في مواضع من مقاله وجانب الصواب في جوانب أخرى. وجانب الصواب هو حكايته لواقع التطور في الجانب العلمي والتقني المادي البحت. كذلك من جوانب الصواب قوله عن نفسه بأنه "مفتون بأمريكا أنا؟ نعم"، وهذا ليس بمستغرب أن يكون الكاتب من المصرحين بأنه أحد المفتونين بأمريكا. وقد أوصانا الكاتب – وفقه الله - عقب ذلك فقال "احفظوا هذا الاعتراف الشخصي فقد تحتاجونه لمحاكمتي واتهامي به حين تأخذونه في المستقبل جملة مبتورة من السياق". وأنا بدوري أقول اطمئن فحتى لو لم نحفظ هذا القول فإنك لست بحاجة للمحاكمة لأنك لم تأت بجريمة حيث أن افتتان شريحة كبيرة بأمريكا أضحى ميزة يتقلد أصحابها أوسمة الاحترام والتقدير لمجرد أنهم مفتونون بأمريكا. إن المضطهد في حقيقة الأمر هم غير المفتونين بأمريكا، وهم الذين يتعرضون للمحاكمة كل يوم فقط لأنهم لم يوجد عندهم الافتتان الذي يشفع لهم عند أمريكا. إن القيمة الحقيقية لأمريكا وغيرها من سائر الأمم والطوائف والبشر هي في الجانب الإنساني، جانب الكرامة التي كرم الله بها بني آدم، وأما الجانب الصناعي المادي فيأتي في الدرجة الثانية، بل هو في الحقيقة وسيلة لتحقيق القيم التي يؤمن بها الإنسان، فالقيمة هي الغاية، فكيف نبجل ونحترم الوسيلة قبل النظر في حقيقة الغاية. وعلى هذا فما فائدة الافتتان بالمعامل والمختبرات التي تطور تقنية الدمار للعالم عامة والمسلمين خاصة؟ ما قيمة التطور التقني إذا صارت وسيلة لقتل الأبرياء وسحق مقدرات الأمم واستنزاف خيرات الشعوب بغير وجه حق؟ ولا زالت كثير من الأوساط تتذكر كلمة اينشتاين - عالم الفيزياء الألماني - عندما بلغه أن أمريكا أسقطت القنبلة الذرية على هيروشيما حيث قال متحسراً (لو كنت أعلم أن هذا سيحصل لتمنيت أني كنت صانع أحذية!) انظر كيف تمنى هذا العالم الكبير التنازل عن كل مقامات العلم والمعرفة ليكون صانع أحذية لما علم أن التقنية والعلم يوظفان لهدر كرامة الإنسان. ومع ذلك تقول يا أخ علي – هداك الله – (لأمريكا عشرات الأوجه الجميلة الفاتنة ولكن من سوء حظها وحظنا معها أن وجهها السياسي القبيح يطغى على كل مفتن مبهر في وجه هذه الحسناء) أ. هـ. وأنا أقول: هذه هي المشكلة الكبرى عند كثير من المفتونين بهذه "الحسناء" التي ظاهرها حسن جميل وباطنها قبيح. وقد قال الله لنبيه لما كاد أن يقع في مثل هذه الفتنة وهذا الوهم (ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم). فالمال في هذه الآية يدخل فيه كل الممتلكات المادية سواء عينية أو نقدية، سواء كانت بارعة أم عادية، لأن الغاية في نهاية المطاف ليس ما سبق وإنما القيم والمبادئ التي تهيمن على ما سبق وتسخره. نعم، مهما كانت الأوجه الجميلة كثيرة ومتعددة فإنها تصبح قبيحة بمجرد إزهاق نفس واحدة بريئة ظلماً وطغياناً لأن حياة الإنسان وكرامة الإنسان أهم وأثمن من المختبر الأمريكي والمصنع الأمريكي والعقل المادي الأمريكي، فما بالك بأنفس أمم كاملة بريئة تحت وطأة التكنولوجيا الأمريكية؟ هذا من ناحية السياسة – وهي التي اقتصرت عليها أخي علي – مع أن هناك جانب الأخلاق وجانب الآداب وأمريكا قد ضربت في الجملة أسوأ الأمثلة في هذا الجانب فالجرائم والتحرش وتجارة العهر والفساد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي قد وصلت إلى أرقام مذهلة. وتصوريك في نهاية المقال بأننا في مقام من لا يستطيع الاستغناء عن معطيات الحضارة الأمريكية لساعة واحدة، أقول تصويرك هذا يعد هضماً واختزالاً كبيرين، لقد صورتنا وكأننا طفيليات لا تعيش بدون أمريكا. وقد قال الله للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته (وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله) لما خافوا أن تمنع عنهم قريش المدد المادي والتجارة و البضائع بسبب ما كان بينهم من الهجرة والعداوة. ومع ذلك أقول نحن في الحقيقة نستطيع الاستغناء عن أمريكا على الدوام ولكن بالجد والاجتهاد والاعتماد على النفس وبناء الوطن بأيدي مؤهلة وعقول متعلمة واعدة و طموحة، والصين مثال ليس ببعيد. ولو أخذ شباب الوطن بكلامك لاستسلم وخنع لأمريكا وترك الجد والعلم والعمل وآثر الإتكالية الدائمة عليها لأنها – كما قلت أنت – داخلة في (كل تفاصيل حياتنا)، وهذا إجحاف كبير، فعلى زعمك: ماذا بقي لديننا وتقاليدنا الخاصة بنا وعقول أمتنا إذا كانت أمريكا في كل تفاصيل حياتنا؟ لذلك أختم مقالي بنصيحة أوجهها إليك وإلى كل مفتون فأقول: لا بأس عليك أن تفتتن بالتقنية الأمريكية و الجهاز الأمريكي والمختبر الأمريكي والمصنع الأمريكي ولكن احذر أن تجرك نفسك إلى الافتتان بما وراء ذلك. قال الله تعالى (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون).
وقد نشُر المقال أعلاه، مع بعض الحذف والتبديل في الصحيفة المذكورة على الرابط التالي:
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-22/readers.htm
============================
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:55]ـ
المقال الثاني
حول مصافحة النساء للرجال الأجانب والعكس مع التنبيه على منهج بعض الكتاب في الإشارة للخلافات.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اطلعت على ما كتبه الأخ نجيب يماني – وفقني الله وإياه للعلم النافع والعمل الصالح - حول مصافحة النساء للرجال في مقال نشر يوم جمعة 27 جمادى الأولى 1427هـ، صحيفة الوطن، عدد (2093)، حيث أشار إلى أن مسألة مصافحة النساء للرجال الأجانب مسألة خلافية، وعليه ينبغي عدم التشديد فيها.
وقبل البدء في الحديث حول هذا الموضوع أود الإشارة إلى أسلوب فكري مضطرب بدأ يستشري في الطريقة التي يعالج بها بعض الكتاب بعض القضايا الشرعية وهذا الأسلوب يتمثل في عبارات يطلقونها مثل "هذه المسألة خلافية" او قولهم "هذه فيها خلاف" ونحوها من العبارات المطلقة التي لا تحدد حقيقة الخلاف ومدى قوته ولا مدى المكانة العلمية والحظوة الاعتبارية للقائل به من علماء المذهب، ومعلوم عند العلماء أن الخلاف ينقسم إلى قسمين: معتبر وغير معتبر، ولكن كثير من الكتاب لا يتنبه لهذا ويتمسك بأدنى خلاف مذكور (ويسمى الخلاف أو القول الشاذ) ويصوره خلافاً معتبراً ثم يبني عليه بعد ذلك حكماً بالجواز والإباحة! لذلك فالفقيه الحقيقي والعالم الرباني هو من يميز بين نوعي الخلاف قبل أن يطلق أي عبارة ربما أوحت للقاريء العامي بوجود خلاف معتبرقوي في مسألة من المسائل، ثم بعد ذلك يقوم العالم بتفنيد الأقوال بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قبل الاهتمام بالنقولات من أقوال الرجال.
وقس على ذلك قضايا كثيرة يأتي أحد الكتاب فيلمح أقوالاً مرجوحة ضعيفة لا تمثل المشهور المعتمد من المذهب وينقلها كأنها تمثل المذهب – أياً من المذاهب الأربعة - وهي لا تمثل سوى رأي قائلها في ذلك المذهب لا اختيار إمام ذلك المذهب أوترجيح جمهور أصحابه. ولقد تأملت كتابات الأخ نجيب يماني فترة من الزمن فوجدته كثيراً ما يسلك هذا المسلك حيث يعتني بتقليب كتب الفقهاء وسرد النقولات التي تؤيد وجهة نظره أكثر من تأييدها لصريح وصحيح نصوص الأدلة الشرعية، ورأيته – في أحوال - ربما نقل أدنى خلاف وأقله وجعله مقابل أحاديث وآثار صحيحة صريحة بل غالباً ما تكون ضد المشهور المعتمد من أقوال المذهب، ثم هو – سامحه الله – لا يبين ذلك ولا يشير إليه وإنما ينقل نقل حاطب ليل وهذا ليس من منهج أهل التحقيق في استخراج الأحكام. فكل إنسان يستطيع أن يقتني "حاشية ابن عابدين"، و"المغني"، و"المجموع " و "الفروع" و "بدائع الصنائع"، و غيرها من كتب المذاهب وينقل منها ما يمكن أن "يوهم" بوجود خلاف حقيقي في المسألة، كل من أراد ذلك يستطيع ذلك.
ومسألة مصافحة النساء للرجال الأجانب وردت فيها أدلة كثيرة وأورد العلماء فيها أقوالاً كثيرة لم أرك أخي نجيب نقلتها كما يبنغي أوحاولت الاعتناء بها وذلك من باب العدل والإنصاف وليتبين القاريء مدى قوة أدلة الطرفين.
ومن هذه الأدلة – والأدلة والشواهد كثيرة جدا – على سبيل المثال لا الحصر أنه صلى الله عليه وسلم قال (إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك ويكذبه) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له.
قال النووي – وهو من كبار الشافعية ومن محققي المذهب - في شرحه لهذا الحديث "معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا , فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام , ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله , أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده , أو يقبلها , أو بالمشي بالرجل إلى الزنا , أو النظر , أو اللمس , أو الحديث الحرام مع أجنبية , ونحو ذلك". انتهى كلامه من شرحه على صحيح مسلم (8/ 423).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صلى الله عليه وسلم (لا أمِس يدي النساء) صححه الألباني (الجامع 7054)، قال الشنقيطي رحمه الله بعد أن أورد هذا الحديث (أضواء البيان: 6/ 603) "والله تبارك وتعالى يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فيلزمنا الا نصافح النساء اقتداء به صلى الله عليه وسلم وكونه صلى الله عايه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على ان الرجل لا يصافح المراة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأن أخف انواع اللمس المصافحة، فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها – وهو وقت المبايعة – دل ذلك على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم، لأنه هو المشرع صلى الله عليخ وسلم بأقواله وأفعاله وتقريراته". أ. هـ.
أشرت أخي نجيب إلى أن عدم مصافحة المرأة للأجنبي قد يسبب حرج في أوقات المناسبات الاجتماعية واللقاءات الدبلوماسية وغيرها وقلت أن عدم المصافحة "قد يُفسّر تفسيرات خاطئة وقد يخلق مشاكل لا حصر لها". وأقول ما هو هذا الحرج الذي وصل بنا إلى حد الضرورة المفضي تركها إلى خلق مشاكل لا حصر لها؟!! ولماذا لا حصر لها وكأنها بالفعل مشاكل لا حصر لها – أي ليس لها حد ولا عدد؟!! ولم لا يفسر ذلك على أنه من باب العفة والاعتزاز بالشخصية الاسلامية المقتدية بفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا يكون "توهمنا" و "تخريصنا" باحتمال حصول "تفسيرات خاطئة ومشاكل لا حصر لها" كل ذلك مقدم على المفاسد المترتبة على اللمس والمصافحة بحسب الأدلة الشرعية؟!! أم أن اللمس والمصافحة من التحضر والرقي والناس اليوم - ذكوراً وإناثاُ - عقلاء وفوق مستوى الشهوة الحاصلة بالنظر فضلاً عن اللمس والمصافحة؟!! نعم لو كانوا كذلك لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعف الناس وأملكهم لأربه واتقاهم لرب العالمين هو أولى من غيره بمصافحة النساء. وتبريرك بعذر "المناسبات الاجتماعية أو حفلات الاستقبال الدبلوماسية" و تبريرك بأن ما تقتضيه "الأعراف الدبلوماسية وأصولها (هو) أن تمد المرأة يدها لمصافحة زميل لها أو ضيف أو مصافحة رئيس الدولة المضيفة أو من يمثله أو بالعكس" ... أقول كل ذلك تبرير لا يجد مستنداً من كتاب ولا من سنة بل هو على النقيض تماماً، فلو كانت المناسبات والاجتماعات المهمة واللقاءات الدبلوماسية تتطلب ذلك لكانت مناسبة "البيعة" واللقاء مع الشخصية الفذة وهو الرسول صلى الله عليه وسلم أدعى لحصول المصافحة، فهي مناسبة مهمة والرسول شخصية مهمة – بل وعفيفة بعيدة عن التهمة – والنساء جئن لبيعة مهمة – مع أن البيعة عرفاً تتطلب المصافحة في الغالب – والنساء وفدن عليه صلى الله عليه وسلم والوفود غالباً ما تستقبل بالمصافحة، وفوق ذلك كله هذه مناسبة حرجة لأنها تتطلب - على حد قولك أخي نجيب – تفادي حصول " تفسيرات خاطئة" و "مشاكل لا حصر لها" خاصة وأن النساء حديثات عهد بالإسلام وتأليف قلوبهن عليه أمر مطلوب ... ومع توارد وتواجد كل هذه الظروف والدواعي التي للمصافحة لم يصافحهن بل لم يلمسهن صلى الله عليه وسلم ولم يجعل صلى الله عليه وسلم من هذه العوامل المتوافرة داعياً له لمصافحتهن. ولذلك لما قلن الصحابيات بعد الفراغ من البيعة هلم نبايعك يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة". (رواه النسائي وصححه الألباني)، ولذلك فعبارة الشنقيطي المقاسة على هذه القضية عبارة جيدة، قال:" فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها – وهو وقت المبايعة – دل ذلك على أنها لا تجوز" أ. هـ.
ولذلك قال العراقي الشافعي في طرح التثريب (6/ 1751) "وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته- صلى الله عليه وسلم - وانتفاء الريبة في حقه فغيره أولى بذلك" أ. هـ.
أما على أقوال المذاهب الأربعة فقد اتفق "جميع من يعتبر" قوله من هذه المذاهب على تحريم مس الأجنبية - فضلاً عن مصافحتها – لغير ضرورة.
فمن الحنفية قال الكاساني في بدائع الصنائع (5/ 184) " أما حكم مس هذين العضوين ـ الوجه والكفين ـ فلا يحل مسهما "أ. هـ.
وقال الحصكفي في الدر المختار (6/ 367 حاشية) " أمَّا الأجنبية فلا يحل مسّ وجهها وكفها وإن أمن الشهوة، لأنَّه أغلظ " أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الحنابلة قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 246): " قال ابن منصور لأبي عبد الله: تكره مصافحة النساء؟ قال أكرهه، قال إسحاق بن راهويه ـ كما قال ـ وقال محمد بن عبد الله بن مهران: إن أبا عبد الله سئل عن الرجل يصافح المرأة قال: لا، وشدَّد فيه جداً. قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا .. فهاتان روايتان في تحريم المصافحة وكراهتها للنساء، والتحريم اختيار الشيخ تقي الدين، وعللَّ بأنَّ الملامسة أبلغ من النظر".أ. هـ.
وقال السفاريني في غذاء الألباب (1/ 280): " ... إلا الشابة الأجنبية فتحرم مصافحتها كما في "الفصول" و "الرعاية" وجزم به في "الإقناع" كغيره، لأن المصافحة شر من النظر".أ. هـ.
وعند الشافعية مر بنا كلام الإمام النووي الذي نقلناه من شرحه على مسلم (8/ 423). وأضيف إليه كلام الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 204): "وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعا إني لا أصافح النساء وفي الحديث أن كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة , ومنع لمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة لذلك ". أ. هـ.
قلت: وأرجو ألا يأتي من يقول أن المصافحة "ضرورة" كضرورة التطبيب والعلاج!
إن النقولات المعتمدة والاختيارات المشتهرة المؤيدة للأدلة من الكتاب والسنة أكثر عددا وأقوى حجة من تلك المتأولة للأدلة والعارية عن دليل "صحيح صريح" يؤيد ما ذهبت إليه، ولم أنقل منها إلا القليل اليسير ولا زال الكثير، أقول هذا ليس لاهتمامي وتقديمي لكلام الرجال وإنما لبيان أن من تمسك بظاهر بدلالات النصوص الشرعية أكثر وأقوى في المذهب من غيرهم، فلماذا نثير غبار الشبهة بين الناس البسطاء وعوام المسلمين بحجة التيسير ورفع الحرج واجتناب "التفسيرات الخاطئة" و "المشاكل التي لا حصر لها"، ولا أرى هذه التوهمات المبالغ فيها إلا في ذهن من تخيلها وزاد عليها مثلها، والله المستعان.
============================== =========
وللحديث بقية ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 11:15]ـ
الأخ الكريم / عبدالله الشهري- وفقه الله
مازلنا ننتظر بقية مقالاتك الجميله جملك الله بالإيمان
وبالنسبة للمقال الأول
أقول من قرأ الكتب التي بينت زيف الحضارة الأمريكية ودعواها بالحرية ..
يعلم الوجه الكالح لهذه الدولة التي أسأل الله أن يفكك شملها
ويرى كيف كانت تعامل الهنود أهل البلاد الأصلين ...
ومما يحضرني كتاب (أمريكا التي تعلمنا الدمقراطية والعدل)
وأظن أمثال هذا الكاتب عملاء لهذه الدوله اللعينة
وإلا والله من عاش في هذه الدولة أوزارها يرى الوجه الكالح لها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 10:19]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا وبالتقوى جمّلك.
المقال الثالث
مناقشة وضع الإسلام بإزاء المفاهيم والأنظمة السياسية
مع تعقيب على مقال للكاتب مشبب أحمد آل مشهور بعنوان "الدولة المدنية تحقق مقاصد الشرع وتلبي تطلعات المجتمع" والمنشور يوم الأربعاء 26 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 24 مايو 2006م، العدد (2063)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إن قضية وضع الإسلام بإزاء المفاهيم والأنظمة السياسية تتطلب مناقشة اتجاهين سائدين:
الاتجاه الأول: وينادي بأن الإسلام بحاجة إلى مثل هذه الأنظمة والمفاهيم.
الاتجاه الثاني: وينادي بأن الإسلام ليس بحاجة إليها.
أما الاتجاه الأول فمجرد لفظ "الحاجة" يدل على الضعف والنقص وعدم الكمال، وأنى لنظام كامل – بنص القرآن - أن يكون "محتاجاً"، قال تعالى (وأكملت لكم دينكم)، وقال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، بل لما قيل لسلمان الفارسي رضي الله عنه: علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة، قال سلمان: أجل. والسبب الذي يدفع أمثال هؤلاء لأن يعتقدوا أن الإسلام بحاجة إلى مثل هذه الأنظمة والمفاهيم هو الفهم القاصر للإسلام على أنه عاجز عن تقديم الحلول على المستوى السياسي وربما المدني الداخلي. هو فهم الإسلام على أنه مجرد أركان الإسلام أو أركان الإيمان أو بعضاً منهما أو محراب في مسجد أو بضع شعرات في اللحية مع عود أراك وقليل من الاستياك لا أنه دين شامل متكامل يغني تشريعه عن غيره من أديان الكتب السماوية فضلاً عن أديان ما سوى ذلك فضلاً عن المفاهيم والنظريات البشرية! إن المشكلة الحقيقية التي يجب معالجتها على الفور هي
(يُتْبَعُ)
(/)
مشكلة هذا النوع من الفهم والتفكير، فلنطرح زوبعة "الدولة المدنية" جانباً ولنُخرِج هؤلاء من مأزق الاستيعاب الرديء المنقوص لحقيقة الدين الإسلامي. ولذلك إذا قيل لهؤلاء: قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)، قالوا: هذا الدين .. أكمل الله الدين ولكنه لم يكمل الدولة أو السياسة! ثم هم بعد ذلك يزمجرون فيزعمون أنهم لا يفصلون بين الدين من جهة و الدولة و السياسة من جهة أخرى، كما حصل في الخلفية الثقافية والتاريخية للمجتمعات الغربية. وكما ترى أيها القارئ: هذا الزعم منتقض بالسلوك. وهنا فائدة مهمة لك في الحياة وهي أنك إذا رأيت تناقضاً بين سلوك و أفكار شخص ما فاحذر أن تجعل هذا الشخص مصدراً للنصيحة أومرجعاً للمشورة لأن تناقضه سيسري إلى أفكارك ويختلس اتزانك. من أجل هذا أضحى التوازن النفسي شرط ضروري لفهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً ولذلك كانت كثير من الآيات لا تخاطب إلا من بلغ هذه المرحلة من الجاهزية، قال تعالى (سيذّكر من يخشى)، وقال تعالى (وما يعقلها إلا العالمون)، وقال تعالى (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب)، فهذه الآيات - وأمثالها كثير- توضح أهمية شرط الوعي الناضج كشرط ضروري للانتفاع بما في شرع الله علماً وأدباً وتوجيهاً ونظام حياة. أما من يبرز نفسه و لمّا يبلغ بعد مُدّ هذا الوعي ولا نصيفه فهذا هو الذي يندفع في النهاية للمطالبة بديمقراطية غربية أو دولة مدنية مستوردة، لماذا؟ الجواب: لأنه لاحظ انفصاماً بين الإسلام المطبق اليوم والإسلام المثالي المتكامل الذي نتمنى تحققه فعالج مشكلة الحاضر بافتراض نقص "وهمي" و حاجة "خيالية" لا قوام للإسلام إلا بها، فكانت المحصلة النهائية قوله: نحن – المسلمون – بحاجة إلى الديمقراطية هذه أو الدولة المدنية تلك ... إلى آخر القائمة من الأنظمة والمبادئ الوضعية التي لن تنتهي "تقليعاتها" و "موديلاتها" المتوالية إلا بانقراض النوع البشري من على وجه البسيطة. وهنا منشأ الخطأ واللبس وهو ضعف التفريق بين وضع الإسلام ووضع المسلمين، وذلك أن الإسلام مجموعة قيم ومعتقدات وسلوكيات وإذا لم يوجد من هو أهل لحمل هذا الدين الشامل وتفعيل منظومة قيمه والسعي لتحقيق مقاصده، فكيف سيكون حال الإسلام؟ ولذلك قال الله تعالى (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
أما الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي ينادي بأن الإسلام ليس بحاجة إلى الأنظمة البشرية والسياسات الدنيوية المعاصرة، فكلام هؤلاء يحتاج إلى تفصيل: وهو أن الإسلام ليس بحاجة إلى المفاهيم العميقة والمبادئ الأولية أو قل مصادر التشريع الأساسية التي تنبثق منها الممارسات السياسية المعاصرة، أي أن الإسلام ليست بحاجة إلى عقول إنجلز هيجل و هيوم وميكافيلي و آدم سميث و روسو و ماركس وغيرهم ولكنه بحاجة إلى التنظيم الإجرائي الذي تنتفع به الأمة في زيادة كفاءة سعيها لتحقيق المقاصد الشرعية على شتى المستويات. من هنا وجب التفريق بين "النظام" و "التنظيم". فعلى سبيل المثال الحكومة الديمقراطية تعتبر "نظاماً" وفي المقابل تقنية الحكومة الالكترونية عبر الشبكات الحاسوبية تعتبر "تنظيماً" توظفه الحكومة الديمقراطية لزيادة كفاءة تعاملاتها واتصالاتها اليومية بسائر هياكل الدولة من قطاعات ونحوها، فنستفيد من الأولى ولا حاجة بنا إلى الأخرى، كان هذا مجرد مثالاً واحداً والأمثلة كثيرة على بيان الفرق بين "النظام" و"التنظيم". فنحن إذاً بحاجة إلى التنظيم (الحكومة الالكترونية) لا النظام (الحكومة الديمقراطية)، لأن النظام قد كفله الدين الإسلامي ولله الحمد بالتشريع الرباني الكامل، وهو المراد بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)، أي انه اكتمل كقيم ومعتقدات بما يلازمها من سلوكيات فانتفت الحاجة على هذا المستوى. أما مجرد التنظيم الإجرائي والأدوات المسخرة في هذا الجانب فتدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (أنتم اعلم بأمور دنياكم) ولذا لم يقل عليه الصلاة والسلام: أنتم أعلم بأمور "دينكم"، لأن الأسس والقواعد التشريعية والمنطلقات الفكرية العميقة قد اكتملت وانتهت وبلغت ذروة كمالها بنزول قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) واستطراداً هنا أقول: لذلك يحرم الابتداع في الدين ولكن يجوز الإبداع في الدنيا لتحقيق المقاصد
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرعية العليا. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الغيلة، أخبر عليه الصلاة والسلام أنه نظر في فارس والروم ورأى ذلك – الغيلة– لا يضرهم ثم رخص لأصحابه في ذلك، فانظر كيف استقى الفائدة من نظره إلى صنيع القوم ولم يمنعه كفرهم ووثنيتهم من ذلك. فهذه الواقعة مثال على آحاد التجارب التي يمكن أن يستفاد من غير المسلمين فيها. أما المنظومة القيَميّة والأسس الفكرية والأصول التشريعية فلم يلتفت صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده إلى غير الوحي.
ولكن قد يقول قائل على سبيل الجدل: أما بالنسبة للحرية فنحن بحاجة للديمقراطية الآن أكثر من أي وقت مضى لكثرة الاستبداد وتفاقم المركزية في البلاد العربية. في هذه الحالة نقول لهذا السائل: هذا صحيح ولكن في الحقيقة نحن لسنا بحاجة "لحرية ديمقراطية" وإنما "لحرية إسلامية"، وذلك أن الحرية الإسلامية المنشودة لم تتحقق تحققاً شاملاً منذ عدة قرون لأسباب كثيرة، بل هي شبه مغيّبة. نعم، إن الحرية التي جاء بها الإسلام ودعا إليها مكفولة محفوظة معروفة على المستوى التنظيري، أما على المستوى التطبيقي فهي ترفس في أغلال ثقيلة قد أعاقها خلطها بغيرها من المفاهيم التشريعية المدنية و الأنماط النُظُمية– لا التنظيمية - الغريبة عليها وعلى أهلها بالإضافة إلى كثير من الممارسات الاجتماعية العرفية التي ربما كبلت الشريعة عن تقديم كل ما في جعبتها من خير وحرية. وقراءة متأنية للحرية الإسلامية في الدولة الإسلامية الأولى، في عهده عليه الصلاة والسلام، وقرون ازدهار الصدر الأول من الإسلام – ولاية الخلفاء الراشدين وولاية عمر بن عبد العزيز أنموذجاً - تبين الفرق الشاسع بين الحرية الإسلامية التي نراها اليوم والحرية الإسلامية التي تهفو إليها القلوب في زمان مضى. ولذلك فالمتوجب على هؤلاء هو أن يصرفوا طاقتهم في المطالبة بحرية "غربية" إلى المطالبة الحثيثة بعودة "الحرية الإسلامية" التي لم تأخذ بُعدها الحقيقي بعد ولم يفسح لها المجال "كاملاً" لتنقذ الناس من عبادة العباد والرضوخ لأنظمة الجور الاستبداد. إن الشريعة الإسلامية ليست نظاماً دنيوياً بشرياً نفزع منه إلى غيره وإنما نظاماً ربانياً نفزع منه إليه، فمنه المبتدى وإليه المنتهى في التحاكم والاجتهاد والسياسة والتشريع. ولكن كما ذكرت سابقاً بشأن التفريق بين "النظام" و "التنظيم" نحن بحاجة إلى الاستفادة من الأسباب الإجرائية والتنظيمية الحديثة لتحقيق المقاصد التي حث عليها الشارع الحكيم، في إطار قوله صلى الله عليه وسلم (أنتم أعلم بأمور دنياكم). وعليه يمكن صياغة القاعدة التالية: كل وسيلة "مباحة" يمكن بموجبها تحقيق مقصد شرعي فهي في الحقيقة وسيلة شرعية. لذلك ينبغي هنا مراعاة كون الوسيلة "مباحة" متفقة مع الضوابط والقواعد الإسلامية لا فوضوية عشوائية كما في المبدأ الميكافيلي النفعي: الغاية تبرر الوسيلة. وهكذا أيضاً ينبغي لمن ضاق أفقه وفهمه عن إدراك سماحة دين الإسلام وكماله ألاّ يُحمّل الدين نتيجة هذا القصور الإدراكي المتهالك، بل يلزمه أن يسعى جاهداً - وبكل موضوعية - في رفع الجهل عن نفسه والتفقه في دين الله فإن التفقه في دين الله ليس امتيازاً كهنوتياً محتكراً لفئة معينة وإنما هو حق لكل مسلم متى ما أخذه بحقه وأقبل عليه بإنصاف وتجرّد.
وقبل أن أختم هذا المقال، أود التعقيب في هذه العجالة بكلمات يسيرات على عبارة للكاتب الأخ مشبب أحمد سعد آل مشهور مقتبسة من مقاله المعنون "الدولة المدنية تحقق مقاصد الشرع وتلبي تطلعات المجتمع" والمنشور يوم الأربعاء 26 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 24 مايو 2006م، العدد (2063). أقول لقد وقعت أخي الكريم في تخليط واضح عندما زل قلمك بهذه العبارة (فالسلطة في الإسلام ليست دينية وإنما هي من اختيار البشر، والحاكم شرعيته مستمدة من إرادة الناس وأحكامه ومواقفه غير مقدسة بل قابلة للنقض إذا خالفت الشرع فالدولة الدينية ظاهرة "مسيحية" لا وجود لها في مفاهيم الإسلام القطعية حول الدولة (. وتعليقي عليها يتناول التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من حيث المبدأ يفترض أن تكون السلطة في الإسلام دينية أصلاً، لا بالمعنى الكنسي الكهنوتي المركزي الغربي، ولكن بمعنى أن يكون مرجعها في الحكم والتصرف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونورد هنا كلام أبي بكر الذي استشهدت به في مقالك عندما قال رضي الله عنه (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) فأبو بكر رضي الله عنه جعل المعيار الأول هو طاعة الله من عدمها وهذا هو الدين بعينه، ولكنك علقت بعد ذلك فقلت (وهذا يعني أن اختيار الحاكم يأتي عن طريق إجماع الناس على اختياره والموافقة عليه (وأنا أقول: وهذا يعني أن السلطة في الإسلام سلطة دينية لا قوام لها إلا بالدين، فمتى أطاع الحاكم الله فينا أطعناه ومتى عصا الله فلا طاعة له علينا، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فالحكام والمحكومون يصدرون عن أمر الله وسنة رسوله. أليست السلطة بهذا الاعتبار سلطة دينية؟
2 - قولك أن السلطة في الإسلام (إنما هي من اختيار البشر) فيه تسمّح كبير لأن السلطة في الإسلام هي في المقام الأول (اختيار الله ورسوله)، كيف؟ الجواب: الناس في الإسلام لا يختارون السلطة إلا وفق مراد الله ورسوله اعتباراً بالكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين – وقد رأيتك استشهدت ببعض أقوالهم - وليتك قيدت إطلاقك بهذا القيد، إذ الناس في الإسلام ليسوا أحراراً إلى درجة أنهم يختارون السلطة التي يريدون حتى ولو كانت على غير مراد الشارع. وبهذا الفرق الجوهري يختلف الإسلام عن الديمقراطية التي تجعل اختيار الشعب مقدماً على اختيار الله ورسوله ولذلك قال الله تعالى (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، و قال تعالى (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) ولفظة (من شيء) في الآية صيغة تفيد العموم فلا يخرج شيء من متناول هذه الآية إذ المرجع الأول في التحاكم هو الله بواسطة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ما دام المرجع الذي نتحاكم إليه في كل أمورنا، بما فيها السلطة، هو دين الله أليست هذه سلطة دينية؟ الجواب: نعم بلا أدنى شك ولكن الفرق الوحيد – ولكنه كبير – هو أن ديننا دين عظيم شامل صالح لكل زمان ومكان و إنسان، وغيره من الأديان لم يبلغ مبلغ الإسلام فلذلك لجأ أهل تلك الأديان المحرفة الناقصة أو الوثنية البائدة إلى ترقيع وتكميل أديانهم بشيء من اجتهادات الفكر البشري المبرأ من العصمة!
3 - قولك أخي الكريم (والحاكم شرعيته مستمدة من إرادة الناس وأحكامه ومواقفه غير مقدسة بل قابلة للنقض إذا خالفت الشرع) فيه تجاسر كبير ولكني احسبه سبق قلم. أخي الكريم إن شرعية الحاكم في الإسلام مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أولاً وقبل كل شيء. بعبارة أخرى: لو أن جمهور الناس كانت إرادتهم مخالفة للشرع أو أصل من أصول الشرع فهل يوافقهم الحاكم ويستمد شرعيته من اختيارهم؟ لا أظنك توافق على ذلك. أما كون مواقف الحاكم غير مقدسة فهذا صحيح لأن المقدس الأول هو شرع الله المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله وأما الإنسان فمجتهد غير معصوم، ولكن ينبغي أن نحذر من جعل عبارتك وسيلة إلى تنحية أحكام الحاكم الموافقة للشرع بحجة أن مواقفه غير مقدسة. إن أحكام الحاكم مقدسة إذا وافقت شرع الله وغير مقدسة إذا خالفت شرع الله. وكذلك إرادة الناس المحكومين هي أيضاً مرفوضة إذا خالفت الشرع وهي ليست بمنأى عن شرع الله بل يجب عليهم ضبط اختيارهم وحريتهم بمراد الشارع الحكيم في اختيار الحاكم لا مجرد مراعاة والأهواء الشخصية والاستجابة للرغبات الذاتية المتنوعة التي لا تكاد تتفق إلا في القليل النادر.
4 - قولك (فالدولة الدينية ظاهرة "مسيحية" لا وجود لها في مفاهيم الإسلام القطعية حول الدولة). أما الدولة الدينية كظاهرة "مسيحية" فلا وجود لها في الإسلام وأما الدولة الدينية من حيث كونها تستمد شرعيتها من دين الإسلام وكظاهرة "إسلامية" فيجب أن يكن لها وجود، إذ هذا ما دلّ عليه القرآن والسنة وأقوال الصحابة و أفعالهم وما أفرده الفقهاء والعلماء لذلك من أبواب كاملة في كتبهم، إذاً الدولة الدينية بهذا الاعتبار وجودها ضروري، وإلا أصبحت لا دينية!
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 11:56]ـ
جزاك الله خيراً أخونا عبد الله
لماذا غيّروا ((ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم)) إلى: ولا أجسامهم.
لا بدّ من نكتة بلاغية.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 01:10]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على حسن الملاحظة، وطلباً للإنصاف مهما كان الغريم، فإن الآية من تصحيفي أنا، كتبتها على عجل من الذاكرة، ثم نقلوها كما هي، ثم قمت بتصحيحها فيما بعد.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:01]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخ عبدالله ..
وليتك تواصل تعقب سفهائهم، فإن لم ينشروا لك، ففي الشبكة ومنتدياتها وقرائها سعة عن " تسلطهم "، لا سيما الساحات.
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواضح2]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 01:39]ـ
بارك الله فيك
ورفع الله قدرك
كم نحن بحاجة لجريدة على الشبكة العنكبوتية فالصالحين كثر وأهل الخير في هذه البلاد كثر فمن يتبنى هذا الأمر
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 09:07]ـ
وفيك بارك وقدرك رفع أخي الكريم، بالتفاؤل مع الحذر والرحمة واستيعاب أحوال المخاطبين، نحصل على نتيجة طيبة إن شاء الله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 06:55]ـ
المقال الرابع
حول بغض الكفار
لقد لفت انتباهي مقال الكاتب حمزة المزيني – وفقني الله وإياه للعلم النافع والعمل الصالح - في صحيفة الوطن بعنوان "عذراً يا شيخ صالح" والمنشور يوم خميس 19 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 15 يونيو 2006م، عدد (2085)، حيث أثار عندي بعض التعقيبات التي لا تتناول في الحقيقة موضوعه لذاته وإنما هي تعقيبات وتوضيحات حول عموم هذا النهج في مسألة أثر اختلاف الدين في البغض والمودة والموالاة والمعاداة، والذي أصبح يردده أكثر من كاتب في مقالات ومواضيع سبقت. أقول بغض الكفار درجات وليس شيئاً واحداً لا يقبل الزيادة والنقصان، كما هوالإيمان عند المعتزلة هو شيء واحد إما أن يوجد جملة أو ينتفي جملة ولا مكان للتدرج. ومن خلال استقراء نصوص الشريعة نرى أن بغض الكفار يتأثر بنوع الكافر ودرجة كفره، فمثلاُ:
دلت مفاهيم الأدلة أن بغض الوثني المشرك هو فوق بغض الكتابي من نصراني ويهودي. ولذلك كان المسلمون يتمنون انتصار الروم على فارس مع أن الكل كافرولكن لما كان الروم أهل كتاب كان لهم اعتبار خاص وبشرهم الله بنصر الروم في بضع سنين. وفي هذه الثنائية أيضاً هناك تدرج تفصيلي فبغض الوثني المعتدي هو فوق بغض الوثني المسالم وكذلك بالنسبة للكتابي فبغض اليهودي هو فوق بغض النصراني، وبغض المحارب المعتدي منهما هو فوق بغض من لم يعتد. وما سبق ذكره هو تارة منطوق وتارة مفهوم قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون). وهناك اعتبارات تجعل بغضاً أعظم من بغض في حق الكافر – والكافر هو ببساطة من ابتغى دينا غير الاسلام وإن كان البعض يضيق ذرعاً بهذا الوصف – مثل أن تكون لهذا الكافر أيادٍ بيضاء على المسلمين كما في قصة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا يعقل أن يكون بغض النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب هو كدرجة بغضه للمتمرد المتجبر أبي جهل. ولذلك أقسم عليه الصلاة والسلام ليستغفرن لعمه أبي طالب مالم ينه عن ذلك حتى نزل قوله تعالى (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم). ومع هذا لم يكن حب الرسول صلى الله عليه وسلم مانعاً لعمه أبي طالب من دخول النار نسأل الله النجاة والعفو والسلامة.
إذاً فهناك مستويان من البغض: المستوى الإجمالي فهذا هو ظاهر إطلاقات النصوص الشرعية وهو ذلك النوع من البغض الذي يجعل المسلم أياً كان أقرب وأحب إلينا وخيراً عندنا من الكافر، ولا يمكن هنا أن ننخدع بقول من قال: يجب أن نحب الجميع محبة واحدة متماثلة تحت مظلة الأخوة الإنسانية! وظاهر إطلاقات النصوص بعكس ذلك تماماً. ولذلك كان الإيمان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى البغض في الله والمحبة في الله، قال صلى الله عليه وسلم (أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله). والمقصود هنا - على أقل تقدير - هو تحصيل أقل درجات البغض وهو ذلك البغض الذي لا يجعل المسلم والكافر من حيث المحبة والموالاة على درجة سواء، لا يختلفان ويتمايزان عن بعضهما، وكأن المسلم، من حيث المودة والمحبة، هو الكافر والكافر هو المسلم لا فرق بينهما، ولا يقول بذلك إلا من عميت بصيرته وجهل معاني النصوص الصريحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمستوى الثاني هو المستوى التفصيلي ويتناول الأعيان سواء مجوعات أو أفراد كما أوضحت من خلال بعض الأمثلة في بداية هذا المقال. حيث تبين أن الكفار ليسوا كلهم على قلب رجل واحد فمنهم الوثني ومنهم الكتابي ومن كلا الفئتين هناك المعتدي الحربي وهناك المسالم، بل هناك عامل القرابة كأن يكون الوالدان كافرين فهنا وجوب الإحسان في حقهما آكد من وجوبه في حق غيرهما من الكفار. ومع ذلك ينبغي ألا نتعجل فقد قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) فإبراهيم عليه السلام لم يكتف فقط بالبغض وإنما صرح بالعداوة بل قدمها على البغضاء ثم قال (أبداً) أي دائماً وجعل الغاية التي عندها يزول البغض وتزول العداوة (حتى تؤمنوا بالله وحده). بل جعل الله إبراهيم عليه السلام بصنيعه هذا أسوة حسنة و قدوة لنا في ذلك، فواضح جداً أن البغض والعداء لمجرد الكفر أمر لا مطعن فيه – بل مشروع بدليل الآية - من حيث "الأصل"، أي لا يمكن أن نقول يافلان أبغض ذلك الإنسان لظلمه وتعديه ولكن إياك أن تبغضه لمجرد كفره بالله ورسله بحجة أن ذلك من التعصب والتطرف وإلإلغاء والإقصاء وعدم الإنسانية!! أفيقال هنا عن تصرف إبراهيم عليه السلام: ما هذا التطرف وماهذه الإقصائية والأحادية يا إبراهيم؟ أو يقال لماذا عدم الاعتراف بالآخر يا إبراهيم؟ وغير ذلك مما عم وطم من العبارات "المعممة" و المفاهيم "المجملة" والاصطلاحات "المترجمة الوافدة" المستندة إلى الثقافة العامة والفكر الاجتماعي والسياسي أكثر من استنادها إلى لغة العلم الشرعي ومعاني النصوص. والخلاصة هنا هو أن البغض والاحسان يمكن أن يجتمعان، كيف؟ نقول: يجتمعان إذا اختلفت متعلقات كل منهما، فمثلاً في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب متعلق الحب مختلف عن متعلق البغض فإن الرسول مبغض له لكفره ولكنه محب له لإحسانه ووقوفه معه، فمتى اختلفت المتعلقات أمكن الجمع بين المتضادين لأن محل كل منهما مختلف. فمحل بغض الرسول صلى الله عليه وسلم كفر عمه (العقيدة) ومحل حبه له إحسانه ومؤازرته (الأخلاق)، فمتعلق "الأخلاق" غير متعلق "العقيدة". أما إذا كان المتعلق واحداً فلا يمكن الجمع حينئذٍ بين المتضادين، كأن يكون المتعلق مثلاً في كلا الطرفين هو متعلق "العقيدة" فإنه لا يمكن أن أقول هنا أني أحب فلاناً وأبغضه من أجل "عقيدته"، لأن العقيدة شيء واحد من حيث الماهية (لا من حيث الدرجة)، فالتوحيد هو التوحيد والشرك هو الشرك والكفر هو الكفر، فلا يعقل أن نحب شخصاً ونكرهه من أجل "توحيده"! أو من أجل "شركه"! فشركه هنا محبوب ومبغوض معاً، هذا غير معقول، لأن الشرك والكفر مبغوضان في كل الأحوال، ومن ارتضاهما فهو مبغوض من هذه الجهة – وهي مناط البغض الحقيقي الفاصل بين المسلم وغير المسلم - لامن جهة أنه طويل أو قصير أو بريطاني أو أمريكي أو فنزويلي أو أبيض أو أسود. هذا من حيث الإجمال أما من حيث التفصيل فهناك درجات – كما سبق التمثيل له - من البغض والمعادة والمحبة والموالاة بحسب حال الكافر ونوع المتعلق الذي يتعلق به كل من البغض والمودة. إن هذه المواضيع وأمثالها إذ لم تُتناول بتفصيل وموضوعية وانطلاقاً من قريحة علمية من قبل الكتّاب فإنها ستؤدي إلى خلل حقيقي في الفهم والادراك لطبيعة العلاقة مع ما يسمى ب (الآخر).
ولكن يبقى أني أوافقك على أن تحري العدل والإنصاف في درجات البغض أمر مطلوب بحسب حال المخاطب من غير المسلمين (تلطيف لكلمة "كفار") وأن يكون التعامل والتفاعل معهم بحسب ذلك أيضاً، هذا أمر معقول ومقبول، وإلا فهل يكون بغضنا "لبوش" مثل بغضنا "لمواطنين أمريكيين " يناضلون بطريقتهم الخاصة من أجل التنديد بسياسات الظلم والاستبداد، كلاّ والله! بل نقول للمحسن أحسنت ولو كان كافراً ونقول للمسيء أسأت ولو كان مسلماً، فندور مع الحق حيثما وكيفما دار. و "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" (أخرجه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح).
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:27]ـ
أكثر الله من أمثالكم
ورفع قدركم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 07:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالعزيز، وقدرك رفع وبعلمك نفع.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 01:09]ـ
نفع الله بك ياشيخ عبدالله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 02:31]ـ
وبكم نفع أخي الفاضل، وأسأل الله ان يعينني على سداد الدّين عاجلاً:)
ـ[المثابر]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 01:03]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[الخنساء]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 02:39]ـ
هل تأذنون لنا بنشرها باسمكم في منتدى ليبرالي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 06:52]ـ
-
بعد عدة محاولات نشروا لي بعد الواسطة في احد الجرائد وبعد التنتيف!
وجريدة اخرى كتبت رداً فقصصوه تقصيصاً فرد علي المخالف من حيث قصوا، وكأنهم تواطئوا على القص!
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
،،
ـ[الخنساء]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 07:06]ـ
أين صاحب المقال؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 11:04]ـ
أين صاحب المقال؟
بالتأكيد يمكنم نشرها أينما ترون باسمي، نفع الله بي وبكم وجعلنا مفاتيح للخير.
ـ[علي التمني]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 03:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل عبدالله الشهري،،
اليوم دخلت إلى موقعنا الجميل وقرات موضوعك الأول، وأقول: بارك الله فيك وهنيئا لك هذا الفهم العميق وهذا الطرح المتاسك والرد المقنع، وهو أمر فوق مستوى صحيفة الوطن، تلك الصحيفة التي لم تتعلم - وفي ظني اأها لن تتعلم إلا ما شاء الله - شروط الكتابة الراقية العميقة المفيدة، ولم تقدم للقارئ كاتبا واحدا يدرك خطر رسالة الكلمة وعظم أمانتها، ولم تحترم يوما قارئها فتقدم له ما يعمق انتماءه لهذا الدين ولهذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين، أعزها الله، ولا عجب ففاقد الشيء لا يعطيه.
مرة أخرى وجدت كاتبا فوق مستوى صحيفة الوطن أسلوبا وثقافة وفهما وتحليلا ورقيا في الخلق والكلمة، ولهذا لم استغرب عدم ارتقائها إلى مستوى هذه القامة.
وفقك الله وزادك إخلاصا واتباعا لدينه القويم.
أخوك المحب / علي التمني
18/ 6/1428
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 05:38]ـ
هذه السياسات التي تقوم بها بعض الصحف في إقصاء الآراء الجادة و الهادفة، و محاولة فرض الرأي على العامة بما يوافق آراء القائمين عليها، لم يعد ينطلي على الجمهور، أصبحت أساليبهم معروفة و مكشوفة، و فعلاً مستوى الكاتب الكريم أرقى من صحيفة كتلك المسماة ....
جعلكم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر
ـ[قنديل]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 03:59]ـ
جزاك الله خيرا.
الاخ الفاضل عبد الله الشهري، هل حضرتك الاخ عبد في ملتقي أهل الحديث؟
و عذرا علي السؤال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 05:28]ـ
نعم، ولكني قيدت العبودية المطلقة في ملتقى أهل الحديث بالعبودية لله في ملتقى الألوكة:)
ـ[قنديل]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 07:13]ـ
نعم، ولكني قيدت العبودية المطلقة في ملتقى أهل الحديث بالعبودية لله في ملتقى الألوكة
بارك الله فيك هنا و هناك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 12:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 08:03]ـ
جزاك الله خير على ردودك واهتمامك
ملحوظة
لا أظن أبد انه سينشر لك شيء مستقبلا أو على الأقل مقال يخلو من القص واللزق
لأن ردودك طويله جدا
وكما تعرف ان الصحافة تجعل مساحه صغيره لردود القراء ومناقشتهم للكتاب
فمقالك عن الموسى في حجم زاويته مرتين وأزيد
فأرجوا مراعاة ذلك
ووفقك الله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 10:58]ـ
جزاك الله خير على ردودك واهتمامك
ملحوظة
لا أظن أبد انه سينشر لك شيء مستقبلا أو على الأقل مقال يخلو من القص واللزق
لأن ردودك طويله جدا
وكما تعرف ان الصحافة تجعل مساحه صغيره لردود القراء ومناقشتهم للكتاب
فمقالك عن الموسى في حجم زاويته مرتين وأزيد
فأرجوا مراعاة ذلك
ووفقك الله
عذراً. جاء ردّي متأخراً، واشكر لك التنبيه "الفني"، كما آمل أن يكون طول المقال هو السبب الحقيقي لا محتواه.
ـ[رائد الرائد]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 02:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم عبدالله الشهري واسأل الله لي وله ولجميع الأخوة الأفاضل العلم النافع والعمل الصالح، وأضم صوتي إلى صوت الأخ علي، وإيضا مراعاة ما أشار إليه الأخ ليث من اختصار الردود ما أمكن
وأهيب بجميع الأخوة الذين يجيدون ملكة القلم أن يمطروا هذه الصحف بوابل من المقالات والردود السامية لعلها أن تصحح المسار وتنتشل المجتمع من الغثاء الصحفي الذي يسمونه الثقافي.وفق الله الجميع لما يحب ويرضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 01:13]ـ
مقال لم تنشره الوطن ولكنه نشرته الشرق والأوسط، وهو قديم ولكن موضوعه قائم، أسأل الله أن ينفعني وإياكم به
الأهداف الحقيقية للعولمة .. مطاعم وأكثر من مطاعم!
السبت 10 جمادى الثانى 1421 هـ 9 سبتمبر 2000 العدد 7956
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: بريد القراء
تعقيبا على مقال الكاتب عبد الرحمن الراشد بعنوان «المطاعم والعولمة والهيمنة» المنشور يوم الخميس 1421/ 6/1هـ الموافق 31 اغسطس (آب) 2000 صفحة الرأي بعدد 7947، تعقيبا عليه اضع بين يدي الكاتب نفسه ومعشر القراء الرد التالي مزودا بالبراهين التي تثبت عكس ما ذهب الىه الكاتب في مقاله المذكور:
لقد اختلط امر العولمة على كثير من عوام المسلمين حتى اصبحوا في امر مريج. ولا تثريب عليهم في ذلك لأن الذنب هنا هو ذنب هؤلاء الذين يلوون اعناق الحقائق الواضحات ممن يزعمون انهم مفكرون وكتاب وللاسلام ارباب، ولكن هذا لا يعذر العامي المسلم من الارتقاء بمستوى وعيه بما يحصل من حوله من مستجدات تهمه وتهم امته على حد سواء. عند ذلك سيتحول المسلم من متلقف الى متلق إذ شتان هو الفرق ما بين المتلقف الذي يأخذ ولا يعطي والمتلقي الذي يأخذ ويعطي.
ولكي ننفذ بجلدنا من هذه المتاهات التي وضعها هؤلاء المفكرون والكتاب بأسلوبهم الافلاطوني ومنحاهم الفلسفي في تفسير «العولمة» سأقدم لك ايها القارئ استشهادات اصلية وادلة جلية تضع النقاط فوق الحروف كما يقولون. إذاً ما هي العولمة وماذا تهدف اليه؟ لن ادلي بشيء من عندي ولن اضيف مثقال حبة من خردل من كلمة. فقط سأسرد الاجابات كما نطق بها ارباب العولمة وروادها من الغرب. العولمة كما يعرفها (انتني جدنز) «لا تعني انفتاح الشعوب على بعضها بعضا عملا منها على تحقيق مبدأ التبادل التجاري العالمي فحسب وانما تعني مخاطبة افراد المعمورة خطابا خاصا يتغلغل في الوجدان ويحاور المشاعر والافكار بحيث تتبع ذلك نتيجة ان لم تكن حتمية فيجب ان تكون فورية» (1) هذه هي العولمة كما يعرفها (انتني جدنز) الذي يشغل منصب مدير مدرسة لندن الاقتصادية ببريطانيا.
وفي مقال بعنوان «الغرب حقا هو الافضل» نشر عبر صحيفة (ذي ابزرفر) البريطانية تعرف الكاتبة (بولي توبني) العولمة بأنها «ثقافة غربية امبريالية تسعى للوصول الى اعماق القلوب والانفس والسلوكيات الجنسية والارواح والدين والسياسة وكافة الامم في العالم» (2). هذا هو تعريف الكاتبة مقتبسا من المقال المشهور «العيش مع الرأسمالية» ويلاحظ مدى التقارب بين مضموني التعريفين السابقين. ثم تقول الكاتبة منتشية «نحن مسرورون جدا بانتشار مشروب (الكوكاكولا) بين اوساط الشباب العربي .. ومسرورون كذلك بعزوف الشباب العربي عن تناول الطعام مع اسرهم واتجاههم لمطاعم الوجبات السريعة المعروفة .. ومسرورون ايضا بما نراه من ارتدائهم لقبعات (الكاب) .. !!» (3). وبعد هذه الاعترافات الصارخة يبقى الجزء الاهم من السؤال: ما الاهداف الحقيقية للعولمة؟ يجيب عن هذا السؤال المهم (انتي جدنز) نفسه بقوله «الهدف هو تحرير المرأة من الحواجز التي نصبها بعض الاصوليين بصفة خاصة، وايجاد حرية اكثر لأي امرأة حرة أخرى في سائر بلاد العالم» (4). اما بالنسبة للكاتبة (بولي توبني) فالهدف هو «التبشير بكافة قيمنا بما في ذلك نظامنا الديمقراطي الحر الذي ليس له مثيل في العالم» (5). انني اوافقها في قولها هذا فنظامهم ليس له مثيل في العري والتفسخ والانحلال. ثم تسوق الكاتبة بكل وقاحة التالي كهدف آخر «سيسقط الائمة الدينيون عندما يحل الوقت المناسب». هذا ما كتبته حرفيا «الائمة الدينيون» ومقابل ذلك في المقال نفسه Theocratic Imams. وهناك ايضا هذا المقطع من المقال السابق «ان من اهم اهداف العولمة تحطيم القوانين والاعراف التي تجعل من المرأة خادمة مملوكة لزوجها، اجل ان الهدف الاول هو الغاء البنية الاسرية التقليدية الى الابد». وفي موضع آخر اردفت قائلة «العولمة الثقافية تعني عولمة انثوية، اي تحرير المرأة في كل مكان» (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الخاتمة، انهت المقال بقولها «ان الغرب عاقد العزم على نشر ثقافته في العالم. وعلى الرغم من اننا نكره الاعتراف بما سأقوله إلا اننا حملات تبشيرية تؤمن بأن طريقنا هو افضل طريق وخصوصا عندما يتعلق الامر بالحرية، الديمقراطية، التحرير، التسامح، العدل، التعددية» (7). يفهم من هذا انها تريد عدلا وتحريرا وتسامحا تفسد على اثره السموات والارض .. ! اما المحاضر (انتني جدنز) فقد تذمر قائلا «ان الاصولية اكبر مشكلة تعترض طريق العولمة» (8). من الاستشهادات السابقة نتوصل الى التالي:
ـ ان العولمة كما يعرفها (انتني جدنز) تتزمل بالدثار التجاري لتحقيق هدف ثقافي واسع النطاق وهذا ما اعلنته جهارا (بولي توبني) بما لا يدع مجالا للشك خصوصا عندما نعلم ان (انتني جدنز) هو نفسه مدير مدرسة لندن الاقتصادية، وان (بولي توبني) اقتبست كلامها هذا من المقال المشهور «العيش مع العولمة الرأسمالية». 2 ـ ما هذه المطاعم والألبسة والشعارات و (الماركات) الاجنبية الغربية إلا معايير خفية ومقاييس مدفونة يتم من خلالها جس النبض عن بعد ومتابعة الواقع الذي نعيشه خطوة بخطوة .. يا لها من خطة ويا له من خبث! 3 ـ انه لو اقتصر الامر على ارباح خمسمائة شركة متعددة الجنسيات او الوفاء بالتزامات تجارية مقننة نتيجة الانضمام لمنظمة تجارية عالمية، كما يزعم بعض الكتاب والمفكرين، لهان الامر ولفقدت العولمة احد اهم ما نسجت لأجله: الاستعمار الثقافي. 4 ـ ان العالم الاسلامي هو المستهدف الاول في هذه المؤامرة الكبيرة وهذا واضح من استخدام انتني جدنز تعابير مثل «تحرير المرأة»، «الاصولية»، «الاصوليون» واستخدام (بولي توبني) تعابير مثل «الائمة الدينيون»، «عولمة انثوية» وهلم جرا. 1 إذا كان الامر بهذا الوضوح فلماذا إذاً يصر بعض الكتاب من بني جلدتنا على طمس الحقائق وقضاء مئات الدقائق في تزييف أبين الوثائق؟ لماذا يصورون العولمة وكأنها اتت لتخرج العالم من الظلمات الى النور، مع انها اتت لتخرجهم من الظل الى الحرور؟ هذا بلاغ للمسلمين ولينذروا به وليعلموا انما هو الصراع الازلي بين الحق والباطل فليفيقوا من سكرتهم وليعدوا ما استطاعوا من قوة من قبل ان يستبدلنا الله بقوم آخرين ثم لا يكونوا امثالنا.
= = = = = = = = = = = = = = = = =
الهوامش:
* (1)، (4)، (8): رسالة الجامعة، عدد 681، ص 5، السبت 1420/ 1/29، «تحليل محاضرة مدير مدرسة لندن الاقتصاية» بقلم: عبد الله الشهري، برنامج مذاع عبر سلسلة حلقات «عالم مدير» اذاعة الـ (بي. بي. سي)، مكان المحاضرة: الهند، جمعية دلهي العلمية.
* (2)، (3)، (5)، (6)، (7): صحيفة (ذي ابزرفر)، عدد: غير مذكور، الاحد 25 مارس (آذار) 2000، «الغرب حقا هو الافضل» للكاتبة (بولي توبني) مقتبسا من المقال الطويل «العيش مع العولمة الرأسمالية» تحرير «وول هتن» و «انتني جدنز».
ـ[عارف يماني]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 04:37]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخ عبدالله ..
وليتك تواصل تعقب سفهائهم، فإن لم ينشروا لك، ففي الشبكة ومنتدياتها وقرائها سعة عن " تسلطهم "، لا سيما الساحات.
وفقكم الله ..
نفع الله بك أخي عبدالله وزادك من فضله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2010, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله فيك أخي عارف وأعانني الله وإياك على فعل الخيرات.(/)
شيخ الإسلام يرد على أصحاب حرية الرأي
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 08:17]ـ
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ~: (وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: «كَلٌّ يَعْمَلُ فِي دِينِهِ الَّذِي يَشْتَهِي» فَهِيَ كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ يَجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ مِنْهَا وَإِلاَّ عُوقِبَ؛ بَلْ الإصْرَارُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ يُوجِبُ الْقَتْلَ؛ فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَعْمَلَ فِي الدِّينِ إلاَّ مَا شَرَعَهُ الله وَرَسُولُهُ دُونَ مَا يَشْتَهِيهِ وَيَهْوَاهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}، وقال {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وَقَال: {وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وذَكَر رحمه الله آيات أخرى كثيرة بِهَذا الشَّأنِ، ثم قالَ: (فَتَبَيَّنَ أَنَّ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَتَّبِعَ الْحَقَّ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَلاَ يَجْعَلَ دِينَهُ تَبَعًا لِهَوَاهُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ) انتهى مجموع الفتاوى»، (22/ 240 - 241).
المصدر كتاب تعدى السيل الزبى للشيخ عبد الكريم الحميد
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:52]ـ
يرفع
ـ[أبو حماد]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
أحسنت في هذا النقل بارك الله فيك.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 05:11]ـ
شكر الله لكم هذا النقل المميّز
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 08:35]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الكريم ورحم الله شيخ الأسلام ابن تيمية ولا حرمك الله الأجر.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 08:31]ـ
جزاك الله خيرا نقل موفق والأولى أن تسمة حرية الكفر لا حرية الرأي والفكر(/)
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (2/ 4) ..
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 08:37]ـ
أحبابي في الله ..
نكمل مسيرتنا في الحديث عن
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (2/ 4) ..
لا بد لنا قبل أن نخوض غمار البحث في الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر أن نُلّم ببعض الأمور ذات الصلة القوية بموضوع البحث، لتتضح صورتها أكثر في أذهاننا، فيكون ذلك عوناً لنا وفهماً وتيسيراً للدخول في البحث فنبدأ الحديث عن ماهية الفلسفة, ومنشأها, وتعريفها عند الإطلاق العام, وذكر أشهر الفلاسفة, ومتى دخلت الفلسفة في الإسلام, ونماذج من ضلالات الفلاسفة.
فالفلسفة كلمة أصلها يوناني (فيلا – صوفيا) أي محبة الحكمة، وكانت تطلق على العلم بحقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح.
والفلسفة تعرّف عند الإطلاق بـ " النظر العقلي المتحرر من كل قيد، أو سلطة تفرض عليه من الخارج، بحيث يكون العقل حاكماً على الوصي والعرف ونحو ذلك.
ومن أشهر فلاسفة اليونان (أفلاطون، وأرسطو) ومن المنتسبين إلى الإسلام (الكندي والفارابي وابن سينا وابن عربي .. ) وغيرهم. ومما لا شك فيه أن انتشار الفلسفة في الأمة الإسلامية كان في القرن الثالث الهجري، وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون، ومن أشهر أقوال ومعتقدات الفلاسفة اليونانيين قولهم بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات وأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي أو أعظم، وأن الحشر يكون للأرواح دون الأجساد، وأن الجنة والنار أمثال مضروبة لضبط العامة – تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً –
ودُمتم في رعاية الله وحفظه ..
وللحديث بقية-بإذن الله-
مُحبكم/ مُحب العقيدة ..
صباح الإثنين28/ 3/1428هـ
ـ[النجم]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 03:16]ـ
جزاك الله خيراً, ونفع بك, بنتظار البقية من السلسلة المباركة بشغف.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 10:13]ـ
الأخ محب العقيدة: جزاكم الله خيرًا على مشاركتك ونرحب بمشاركاتكم دائمًا لكن لو نقدنا المشاركتين السابقتين في هذا الموضوع: نجد أن عنوان الموضوع على درجة عالية من الأهمية والجدة والحاجة إلى الكتابة في هذا الموضوع ماسة وملحة ونأمل أن يكون موضوعًا مفيدًا وأن يتفاعل معه الإخوة أصحاب التخصص.
لكن ما كتب في الموضعين حتى الآن يمكن تلخيصه في سطر أو سطرين، فأرجو أخي محب العقيدة أن تجمع نفسك وتكتب قدرًا يمكن الجلوس عليه وفهمه حتى لا يتفرق دم البحث في أكثر من موضوع، وما زلت عند رأيي أن الموضوع هام ومفيد ونرجو الاستمرار في ضوء هذه النصيحة. وجزاكم الله خيرًا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 09:58]ـ
أخي محب العقيدة أين أنت نحن بانتظار مشاركتك بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 08:26]ـ
الأخوة الأفاضل ..
النجم .. علي أحمد عبد الباقي
أشكر مروركم الكريم .. والشكر موصول للإخوة الذين قرؤوا الموضوع ..
أستاذي الغالي ..
علي أحمد عبد الباقي وفقك الله لكل خير .. رأيك في مكانه وبإذن الله سيكون الموضوع الثالث فيه ما يشفي العليل ..
وأنا في الحقيقة هذه الأيام مشغول ولهذا يصعبُ متابعة الموقع والموضوع بإستمرار ولهذا تأخر في الرد عليك ..
سددكم الله لكل خير ...
ودُمتم في رعاية الله وحفظه ..
مُحبكم/ مُحب العقيدة
صباح الأحد5/ 4/1428هـ(/)
يا أهل التوحيد لا يسبقكم الناس الى العراق
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 07:42]ـ
يا أهل التوحيد لا يسبقكم الناس الى العراق
الكاتب: د. طارق الطواري
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
فإن الفقر و الجوع و الدمار الذي يظهره الاعلام اليوم في العراق لاشك أنه يستدعي جهدا جماعيا للاغاثة فنقص الدنيا في حياة الناس كارثة و مصيبة و أما نقص الدين بل ضياعه في حياته لا يستدعي أي وقفة سواء على مستوى الشعوب كالعراق أو على مستوى حيات الافراد.
انك حينما لا تجد وظيفة لابنك أو أخيك تجمع كل طاقتك العقلية و المعرفية من أجل ايجاد الوظيفة و لو رسب في الدراسة لأقمت القيامة و لو مرض لاقترضت لاسعافه و علاجه و لكن قد يمرض قلبه و ينقص دينه بل ربما ارتد فلا أحد يسأل إنه دليل على هوان الدين في النفوس.
أيها الاخوة الكرام إن اللجان الاغاثية تنهال اليوم على العراق لإكمال نقص دنياهم و لكن من منا فكر أن يكمل لهم دينهم و ينقذهم من شركهم و حجهم كما يسمونه الى الاضرحة و القبور إنه اعظم ظلم (إن الشرك لظلم عظيم) أن تشد الرحال لهذه الاضرحة و يطاف بها و تدعى و ترجى من دون الله.
إضف لذلك الانموذج السئ الذي اعطوه للعالم عن خرافية و ضحالة المسلم من خلال الزحف بين قبري العباس و الحسين رضي الله عنهما و جرح النفس و ايذائها.
ايها الاخوة الكرام فرحتنا اليوم ان نمد الجسور مع الصالحين من الدعاة العراقيين في الداخل أو الخارج ليتبوؤوا مكانهم المرموق على المستوى الفردي و المؤسسي لابد من مدهم بالاشرطة و الكتيبات و النشرات لابد من مزاحمة النصارى و مؤسساتهم التنصيرية الاغاثية و الرافضة و حوزاتهم الشركية.
و انني اوجه خطابي الى الندوة العالمية للشباب و لرابطةة العالم الاسلامي و جمعية الاصلاح الاجتماعي و جمعية إحياء التراث الاسلامي و جميع المحسنين للاسراع بفتح مكاتب دعوية و إرسال المواد الاغاثية و العلمية لهذه المكاتب لتغذي الروح و البدن، و ليعود للدعاة مكانتهم بين الناس من خلال إعطاءهم زمام الامر الاغاثي و المالي و الديني و لعل تجربة البوسنة كانت ناجحة في الاعتماد على المكاتب الدعوية في الاغاثة و الدعوة.
و لنفكر جيدا في انشاء مكتبات مقروءة و مسموعة في مساجد العراق قبل ان تحكم من العلمانيين و لا نتبؤ بالغيب و لكن نرسم خريطة لعراق مسلم بإذن الله تعالى.
د. طارق الطواري
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 02:09]ـ
جزاك الله خيرا والشيخ ..
مطلب يحتاج تفعيلا حقيقيا .. من شتّى النواحي .. خصوصا أيضا من ناحية المدّ بالعلوم الشرعية والتواصل معهم ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 02:17]ـ
فعلا أخي يحى فالحرب في هذا الزمان , هي حرب معتقدات قبل أن تكون حرب بالأسلحة.(/)
إلى من طلب المناظرة: انقل هذا (للحاج القدس) - هداه الله -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 07:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب العضو (مطالب بالدليل) أن الشيعي الحاج القدس يرغب في مناظرتي بخصوص كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق) الذي يزعم أنه رد على مافيه.
وأفيده أن المناظرة مع الشيعة لا تُثمر في الغالب بسبب اختلاف المرجعية بين السنة والشيعة، فالسنة يحتكمون إلى القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة بفهم السلف الصالح، أما الشيعة فيرون تحريف القرآن، وإن كان بعضهم لا يعتقد هذا فهو سيقر بالقرآن ولكنه سيفسره بمايوافق هواه ولو كان من المضحكات، كقول بعضهم في تفسير (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) هي عائشة رضي الله عنها!! وهكذا ..
وأما السنة فهم لا يعترفون بها.
فلم يبق إلا الإلزامات المحرجة التي يقر بها العقل الصحيح، وهو ما تضمنه كتاب الأسئلة - ولله الحمد -.
إن قيل إن الحاج قد رد على الإلزامات، فأقول: قد طالعت بعض رده فوجدته - كعادة الشيعة هداهم الله - يقوم على المراوغة والكذب الصريح للأسف، وهذا لم يعد يجدي في عالم اليوم، حيث تكشفت خفايا الجميع.
وأكتفي - هنا - بجوابه عن إلزامي الأول - وقس عليه بقية أجوبته -:
قلتُ في الإلزام الأول:
(يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر:
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران).
فماذا قال الحاج في جوابه؟
قال - بعد أن لف ودار! لأنه يعلم أن الزواج مذكور في كتبهم -:
(نحن نعتقد بعصمة الإمام علي عليه السلام بأدلة قاطعة من القرآن والسنة النبوية ومن حكم العقل الموجب لوجود إمام معصوم وسنتطرق لها لاحقا في محله.
أما رأي الشيعة الإمامية بالشيخين فإنهم يرون بأن ظاهرهما مسلم حسب ما تقرر لدينا أن كل من يشهد الشهادتين ولم ينكر ضروريا من ضرورات الدين فهو مسلم.
إن عمر مسلم ويجوز أن يتزوج من أم كلثوم)!!
هذا جوابه، - ولن ألزمه باللوازم التي تنافي (العصمة) لأنها مذكورة في الكتاب، وظني أن الشيعة لم يتورطوا في أمر كما تورطوا في هذه العصمة التي تتناقض مع ماجاء في كتبهم فضلا عن الحقائق التاريخية -.
إذًا فالشيخان رضي الله عنهما (مسلمان) - في الظاهر - ويعاملان معاملة المسلمين!
حسنًا: يبقى على الحاج أن يجيب عن التالي:1 - كيف يكونان مسلمين في الظاهر لأنهما يشهدان الشهادتين ولم يُنكرا ضروريًا من ضرورات الدين .. وهما ينكران إمامة علي وينازعانه إياها .. وهي من ضروريات دينكم؟؟ ومن لم يقل بها - عندكم -فهو كافر. (إن أردت أقوال الشيعة فيها أتيتك بها).
2 - كيف يعاملهما علي رضي الله عنه بالظاهر أما أنتم فتعاملونهما بالباطن؟! فتكفرونهما وتسبونهما! ألا يسعكم ما وسعه؟
إن قال: نحن لا نكفر ولا نسب .. أتيته بالمراجع الشيعية التي تجعل تكفيرهما والصحابة من أساسات مذهبهم.
فيلزمه هنا - قبل المناظرة -: أن يتبرأ من هذه المراجع ويكتب بيانًا بهذا.
وأيضًا: لابد - قبل المناظرة - أن يحدد:
1 - المرجع الذي نحتكم إليه.
2 - المراجع الشيعية التي يلزمه ما فيها .. مع ((إظهار)) موقفه من المراجع التي لايلزمه مافيها .. لكي نحصر الإلزامات في الأولى دون الثانية، ونعرف مذهب ومراجع الشيعة بالضبط.
3 - أنني رأيته يستدل بما يظنه يوافقه من كتب السنة .. فيلزمه أن يقبل مافيها أيضًا مما لا يوافقه لأنه التزمها. إن قال: أنا ألزمكم بها فقط .. فأقول: ولماذا ترفض ما نلزمك به من كتب الشيعة!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ورزقنا - سبحانه - محبة جميع صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين.
موقع نافع لمن أراد الله هدايته وإنقاذه من النار قبل الممات:
http://www.wylsh.com/
ـ[عبدالله]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 08:25]ـ
كتابك (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق) ترجم باللغة الفرنسية وهو منتشر في باريس ليون إلخ والحمدلله.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيك شيخنا سليمان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 09:46]ـ
أخي: عبدالله: جزاكم الله خيرًا. والكتاب شارك فيه أعضاء شبكة الدفاع عن السنة - بارك الله فيهم -، ومهمتي كانت " جمعه وإعداده والزيادة عليه بما تيسر ".
أخي: زين العابدين: وفيكم بارك الله.
ـ[مطالب بالدليل]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 02:11]ـ
سلام عليكم ورحمة الله
أولا أعجبني فيكم يا شيخنا الكريم تفاعلكم مع الموضوع عسى الله أن يجعله في ميزان أعمالكم
ولكن اسمح لي أن أعلق على نقطة بسيطة
وهي
وأفيده أن المناظرة مع الشيعة لا تُثمر في الغالب بسبب اختلاف المرجعية بين السنة والشيعة
يا شيخنا الكريم أتمنى أن تقبل كلمة مني واعتبرها من طالب علم لديك
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعثه الله على الناس كافة لم يكن لهم مرجعية محددة
فلم تكن هذه حجة للوقوف على الدعوة وإثبات الحق فأتمنى أن تضع هذا في نصب أعينكم
أما بقية ما ذكرته من النقاط والشروط سأقوم بنقلها للحاج القدس وأطلعكم على ردوده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 05:31]ـ
كفيتم ووفيتم يا شيخنا الحبيب سليمان الخراشي، وما ذكرتموه أصل أصيل في طريقة المناظرة مع الرافضة، لئلا يؤدي ذلك إلى تشتت النقاش والحوار، لا سيّما مع قوم لا يعترفون بنقل أو عقل، بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 06:08]ـ
أولاً: أتقدم بالشكر للشيخ الفاضل سليمان الخراشي ووفقك الله تعالى لما فيه نصر لدينه وسنة رسوله
ثانياً: أتوقف مع مشاركة مطالب بالدليل عدة وقفات سريعه.
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعثه الله على الناس كافة لم يكن لهم مرجعية محددة
فلم تكن هذه حجة للوقوف على الدعوة وإثبات الحق فأتمنى أن تضع هذا في نصب أعينكم
أما بقية ما ذكرته من النقاط والشروط سأقوم بنقلها للحاج القدس وأطلعكم على ردوده
الوقفة الأولى:
هذا قياس مع الفارق فلا توافق بين الشيعة - الرافضة - الآن وبين المشركين في عصر الرسالة , حيث أن الرافضة الآن قد تأسس مذهبهم وعرفة كتبهم وتكلم مشايخهم ومراجعهم ولهم أصول يعتمدون عليها كما يزعمون ويدعون كذباً وزوراً أنهم يتبعون الكتاب والسنة فهذه مسألة لابد أن لا نُغفلها.
أما المشركون في زمن الرسالة فلم يدعوا أنهم يتبعون الكتاب والسنة ولم تكن لهم كتب ومراجع وشيوخ أصلوا لهم دينهم أو مذهبهم سوى أنهم أشركوا بالله وساروا على هذا الشرك وأقترن معه جهل عميق كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم (
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ
) فهذا هو حال المشركين السابقين أما الرافضة فكما ذكرنا سابقاً.
الوقفة الثانية: عرف القوم بالكذب وأتباع الهوى كثيراً فكما هو معروف لديهم أن التقية تسعة أعشار الدين ويجوز في دين الرافضة الحلف بالله كذباً وهذا معروف فلابد من الثبات على أرضية ثابته قبل النقاش والدخول في مناظرات والأ أصبح الأمر جدلاً لا فائدة منه - بيزنطي - أما أذا قبل الرافضة بأرضية ثابته للنقاش ومرجعية ثابته يررجع أليها عند الأختلاف والأختصام كان هذا هو الطريق الأسلم للنقاش العلمي والمناظرة المفيده.
الوقفة الثالثة: القدس معروف وهو معروف بعدة خصال هي:
1 - الكذب.
2 - الأسلوب الهمجي البعيد عن أدب الحوار والنقاش.
3 - عدم قبول الحق والرضوخ له وأنما التعالي والتكبر.
ـ[كلمة حق]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:28]ـ
جزاك الله خيرا
اين يمكنني ان اجد كتابك لو سمحت
ـ[مطالب بالدليل]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:28]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ وليد الدبلجي
بالنسبة للإجابة عن الوقفة الأولى
إن كان المشركين وهم الذين - كما قلت - لم تكن لهم كتبا ولا مراجع ولا ....... ولا ..... ولا فكل هذا لم يكن بعائق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل أن الحوار لا يثمر معهم
فمن باب أولى ألا يقال- من وجهة نظري طبعا - أن الحوار مع الشيعة لا يثمر والمراجع معروفة ومحددة عندهم
أتمنى أن تكون فهمت ما أريد أن أصل إليه:)
أما الوقفة الثانية والثالثة فلا يحق لي الرد عليها لكي لا أخرج من دوري - كوسيط خير- فلا أريد أن أزيد أو أنقص على هذا الدور
فكل ما أورد هنا سأبعث لكم برد القدس حال وصوله إن شاء الله
محب الخير لكم ..... مطالب بالدليل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:41]ـ
الأخوين الكريمين: أباحماد - وليد الدلبحي: جزاكما الله خيرًا.
الأخ الكريم: كلمة حق: الكتاب موجود في موقع صيد الفوائد: www.saaid.net
الأخ الكريم: مطالب بالدليل: لن تكون هناك مناظرة إلا إذا أجاب القدس عن الإشكال السابق في الإلزام الأول إجابة يقبلها العقلاء - وأظنك منهم -، فإن قبلوها انتقلنا للإلزام الثاني .. وهكذا.
فإن لم يستطع: فلاداعي للمناظرة، وخيرٌ له منها أن لا يلقى الله بعقيدة تقوم على بغض صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات - رضي الله عنهم وعنهم أجمعين. وهذا حقه علينا أن ننصحه ونحذره العاقبة قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت ..
وفقكم الله ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 01:33]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ سليمان، وأصاب بكم الحق
الأخ مطالب الدليل وفقه الله للحق:
موقع الألوكة والمجلس العلمي مختصٌّ بأهل السنة فقط، وليس من خطَّة الموقع إقامة المناظرات مع المبتدعة فضلاً عن الخارجين عن الدين، أيَّاً كانت ديانتهم
ولذا فقد تم الاتفاق مع فضيلة الشيخ سليمان على التنسيق للمناظرة عبر الرسائل الخاصة
فإن حصل الاتفاق فتكون المناظرة على صفحات (شبكة الدفاع عن السنة) لا في المجلس العلمي
ونستأذن الأحباب في إغلاق الموضوع(/)
دولة العراق الأسلامية تدعوالمقاومة إلى الوحدة
ـ[النجم]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 12:47]ـ
هذا الخبر منقول من موقع الأسلام اليوم , .............
دعا تنظيم ما يسمى بـ" دولة العراق الإسلامية" مسلحيه إلى عدم الانجرار وراء المخططات التي تهدف إلى شق صفهم، مشدداً على ضرورة توحيد المقاومة العراقية وعدم محاربة المخالفين في الرأي وخاصة المجاهدين. وقال أبو عمر البغدادي في تسجيل صوتي بث على شبكة الإنترنت وعرضته فضائية "الجزيرة" إن خلافات ظهرت بين تنظيمه وكتائب ثورة العشرين بسبب مواقف الحزب الإسلامي العراقي، قائلا "لقد نزغ الشيطان بيننا وبينكم، شيطان الحزب الإسلامي وزبانيته" على حد قوله.
كما أشار البغدادي إلى أنه لا يبرئ مسلحي جماعته بما لا يعلم، داعياً الجماعات المسلحة الأخرى إلى المحافظة على وحدتها، قائلاً "يا أبنائي في جيش المجاهدين والجيش الإسلامي لن تسمعوا منا إلا طيبا وإن الود بيننا عميق وما بيننا أقوى مما يظنه بعضهم".ووصف البغدادي في شريطه العراق بأنه أصبح "جامعة للإرهاب" قائلاً: "إذا كانت أفغانستان مدرسة الإرهاب فإن العراق جامعة الإرهاب" على حد تعبيره. وكشف أمير ما تسمى بـ"دولة العراق الإسلامية" عن تخريج ما وصفها بـ"أكبر دفعة في تاريخ العراق لضباط الجهاد في سبيل الله وبالدرجة العالمية العليا، فإن الدراسة متواصلة بلا انقطاع صيفا وشتاء ليلا ونهارا". وقال "إن الخوف من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تلاشى من قلوب المجاهدين الذين أصبحوا آلافا بعد أن كانوا قلة عقب سقوط النظام العراقي السابق".
جدير بالذكر أن هذا التسجيل جاء بعدما طفت على الساحة العراقية الخلافات بين "دولة العراق الإسلامية" وتنظيمات المقاومة العراقية الأخرى،
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حصاد السنين بدولة الموحدين
الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
الله أكبـ ـــر
الله أكبـ ـــر
الله أكبـ ـــر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ..........
أربع سنوات مضت علي هذا الجهاد المبارك بإذن الله – كانت سنوات خير وبركه سنوات نعمة ونعيم سنوات عز وفخار.
هذه السنوات تستدعي أن نقف وقفات سريعة نتأمل فيها حالنا ونفصح عما نتوقعه بتيسير الله من مآلنا مكاسب وخسائر – فأما المكاسب فلأهل السنة في العراق وللمجاهدين وللمسلمين عامة
وأما الخسائر فللكفر العالمي برؤسه الثلاثة
الصليب والمنجل والنجم ة
أولا ماذا كسب أهل السنة من جهاد أربع سنوات؟
هدف واضح ـ خلق الله السماوات والأرض والناس أجمعين لأجله
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
فما هي المكاسب في جانب التوحيد والأخلاق والعبادات عموما؟
أ. جانب التوحيد رأس العبادات الذي لأجله أرسل الله الرسل وأنزل له الكتب وخلق الجنة والنار فالحمد لله أولا وآخرا إذ يسر لنا أن يكون أهل العراق اليوم من أعظم الناس علي وجه الأرض صيانة للتوحيد، فلا صوفية شركية يدعي لها لا أضرحة تزار ولا أعياد بدعية تقام لا شموع توقد ولا حج لوثن يعبد
فقد دمر أهل العراق بأيديهم تلك الأضرحة حتي يعبد الله وحده وبدأ الحكم بشريعة الله ليعود الأصل الشرعي: شريعة الله بدل المسخ الهجين أعني الدساتير الوضعية للغرب الكافر
ب. جانب الأخلاق والآداب العامة: لقد أعاد الجهاد إلي بلاد الرافدين ذكري الفاتحين الأوائل خالد والمثني ونسائم الخلافة الراشدة. فنقب في البلاد لتري كم بقي من محلات تدعو للرذيلة والفساد وكم بقي من سافرات تفتن الشباب وتغري الكهول وتنهشها الذئاب وتغدو كسلعة فيسوق نخاسة. نقب لتري هل تسمع أذنك حفل رقص يغضب الله من فوق سبع سماوات.
الحمد لله – لا شئ من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ. جانب العبادات والمعاملات: فنحمد لله أن عاد الناس إلي ربهم عودة لا رجعة بعدها بإذن الله – فبالأمس كانت مساجدنا تشكو قلة المصلين فلا نري إلا الشيوخ فيها وأما اليوم فروادها هم الشباب أمل الغد ولقد رأينا الراعي في قلب الصحراء يفصل من غنيماته زكاة ماله ويعطيها للمجاهدين ليوزعوها في محلها الشرعي. وذلك تدينا منه ومحبة تماما كما يفعل أهل التجارة والزراعة.
وقبل هذا وذاك فإنه غني عن القول أن أهل السنة والجماعة في العراق هم أهل الجهاد والجلاد – فالجهاد ذروة
سنام الدين ورأس الهرم في هيكل العبادات – فما من بيت إلا وزف منه شهيد بإذن الله في سبيله. أو ينتظر غائبا في غياهب سجون الأعداء. أو يداوي جريحا أصيب من بطش المحتل الكافر .....
فيا أهلنا في بلاد الرافدين لعبد فقير معدم يدخل الجنة خير وأحب إلي الله من ملك غني متكبر يدخل النار.
فالعبرة بمآل الحال إلي الجنة أم إلي النار – وقد وعدانكم بسكب دمائنا زكية قبل دمائكم وتقديم نحورنا دون نحوركم ودفع أبنائنا قبل أبنائكم وعسي أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً. ولربما صحت الأجسام بالسقم وكما جاء في البخاري كنتم خير أمة أخرجت للناس قال خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.
وإنا وإن لم نعدكم قط بالمن والسلوى لكن خير الله قادم بإذن الله.
ثانيا ماذا كسب المجاهدون في أربع سنوات؟
تطور حال المجاهدين بشكل ملحوظ عقديا وتنظيميا وعسكريا وسياسيا
أ. عقائديا:
ففي فترة زمنية قياسية درب جيل كبير من الشباب علي عقيدة الولاء والبراء المنسية – فبينا كنا نسمع في كتب السيرة والتاريخ ونتعجب من قتل ابن الجراح لأبيه وانتظار عبد الله أشارة من نبيه لقتل أبيه أبي ابن أبي سلول – صرنا اليوم نشهد بأعيننا ونسمع بأذننا عجبا عجاب من أبناء الرافدين رغم الشبهات والشهوات – فهذا أب يقتل ابنه الجاسوس بيده – وهذه عشيرة تتبرأ من ابنها شرطي المالكي. والعجيب الغريب أن امراءة تترك زوجها وتوليه الدبر لأنه ارتد مناصر الدولة المالكي وحزبه وأعجب من هذا كله مما لم يكن في حسبان بوش ولا حسبان من خطط لحربه الجوفاء – أن أبناء الرافدين أصبحوا يتسابقون لا لتقديم الورود والطاعة وإنما للشهادة في سبيل الله. فالمئات يطلبون الموت ليحيوا عند الله ولم لا وهم أهل الكرم والشجاعة. والكرم والشجاعة صنوان.
بل إن نساء العراق ذرفن الدموع يطلبن عمليات استشهادية نمنعهن من تنفيذ ما يستطيعه الرجال من أهداف إلا في ظروف خاصة تصعب علي الرجال –
فيا حسـ ـــرة علي من كان في إقدامه دون النساء
ب. تنظيميا:
فقد تطورت تطو ا كبيرا نوعا وكما وكيفا – واتسعت رقعة الأرض التي يمد المجاهدون عليها بساط التحكيم بشرع الله وزاد التلاحم بين المجاهدين و الأمة التي بدأت تعود إلي حالتها الطبيعية كأمة جهاد ودونكم الأعظمية وحيفا والمقدادية والموصل وتل عفر – وغيرهم كثير.
جـ عسكريا:
صدق أحد شياطينهم إذ قال: إذا كانت أفغانستان مدرسة الإرهاب فإن العراق جامعة الإرهاب. فها نحن نعلن عن تخريج اكبر دفعة في تاريخ العراق لظباط الجهاد في سبيل الله وبدرجة عالمية عليا.
فان الدراسة متواصلة بالانقطاع صيفا وشتاء ليلا ونهارا – فالحمد لله علي النجاح والتوفيق
وأما من حيث العدة فحدث عن التطور ولا حرج ففي مجال الإلكترونيات وتصنيع المتفجرات وصناعة العبوات فالفضل ما شهدت له الأعداء وقد رأي العالم صيادي الكاسحات – وأما الطائرات فقد انكسر الصنم المعبود ذلك السلاح الفتاك الذي أرعبوا به العالم واسقطوا به دولة البعث الملحد ..... نعم .. اسقط المجاهدون عددا من طائرات التجسس والمروحيات ونبشر الأمة بخير يثلج الصدور ويغيظ العدا
وفي مجال الأسلحة والمعدات: فنزف للمجاهدين عامة في كافة أنحاء الأرض ولأهل الجهاد في بلاد الرافدين خاصة – أن صاروخ القدس واحد قد دخل حيز التصنيع والإنتاج العسكري وهو بمواصفاته العالية من حيث الطول والمدى ودقة الإصابة لينافس ما حققته دول العالم لنفس الأهداف العسكرية. وصدق الله القائل
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت69
د. سياسيا:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد مرت أربع سنوات ولم يكن للمجاهدين ذكر إلا بسوء وغمز ولمز. وأضحوا والعالم بأسره يترقب مفاجئتهم وبياناتهم وكلمات قادته وما هذا إلا بعز الجهاد
لا بسلم الحلول السلمية
ولا أروقة الاجتماعات البرلمانية
ولا لقاءات مع حكام الدول العربية
وحقا ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا – وبمفهوم المخالفة ما أمسك به قوم إلا عزوا.
وفعلا إذا تكلم اليوم المجاهدون سمعوا وان هددوا أخافوا وان صالحوا أطيعوا وهذا هو منطق السياسة في أيامنا فالعالم لا يحترم إلا أصحاب الأقدام الثقيلة
ثالثا: ماذا كسب العالم الإسلامي من جهاد أربع سنوات في بلاد الرافدين؟
كسب مادي ومعنوي
فإذا كانت حربنا حرب معنوية فحسبنا أن تقوقع المارد الأمريكي المزعوم تحت ضربات المجاهدين ليلا ونهارا وسقطت هيبة المار ينز والتقنية الأمريكية من قلوب شعوب العالم جميعها وسقط قناع ما يسمونه بالحضارة الغربية الخداعة وترسخ العداء في قلوب أبناء الأمة للنظام العالمي الخبيث بكافة مؤساسته وعلي رأسها ما يسمي بمجلس الأمم المتحدة علي الظلم والعدوان وما هذا بعد فضل الله إلا بفضل المجاهدين.
وأما ماديا: فقد أعاد الجهاد العراقي الحيوية لمناطق جهادية فترت قليلا ..
ومهد لغزو دولة اليهود واستعادة بيت المقدس – وكأني بعصائب العراق تخرج من هاهنا لتنصر المهدي المتعلق بأستار الكعبة.
فعادت الحيوية وتضاعف عدد المجاهدين أضعاف مضاعفة بلغ آلاف مؤلفة بعد أن كانوا قلة قليلة بعيد سقوط دولة البعث الكافر
هذه بعض ثمار جهاد أربع سنوات
الأشواك التي قطفها العدو والمرتدون
أولا:
أربع سنوات من الصفعات وكؤوس الذل التي تريق ماء الحياة من هنا وهناك حتى مرغ أنف طاغوت العصر وهبل اليوم أمريكا في التراب بقيادة أحمقهم المطاع بوش
ثانيا:
إرهاق الميزانية الأمريكية علي حساب الضمان الاجتماعي و الصحة والتعليم حتى عجزت أموال حكومات الخليج المتواطئة عن سداد الاحتياجات الأمريكية
ثالثا:
سقوط أركان حكومة بوش ليصيروا في مزبلة التاريخ تلاحقهم اللعنات ومسائلة الشعوب المضللة ولربما نراهم في القريب العاجل فيقفص الاتهام يحاكمون علي جرائمهم كرامسيفلد وجون بولتون وريتشارد بيل وبقي بوش الصغير يصارع الموت وحيدا.
رابعا:
انهيار معنويات الجيش الأمريكي وازدياد حالات الانتحار ومحاولات الفرار والأمراض العضوية والنفسية المزمنة كحالة الرعاش الدائم.
مما يبشر بانهيار كامل في المؤسسة العسكرية الأمريكية برمتها ومن المتوقع تغير الاستراتيجية الأمريكية من التجنيد الطوعي إلي التجنيد الإجباري لتدارك الخلل في الوفيات بسبب أنهم أدركوا أن
الداخل إلي أرض العراق مفقود والخارج مولود
خامسا:
فقد ثقة الشعب الأمريكي بمؤسساته في البيت الأبيض والاستخبارات والتي طالما كذبي علي شعوبها تحت توجيه اليهود وخاصة في حربها علي العراق.
سادسا:
فساد المشروع الأمريكي اليهودي في المنطقة وإيقاف الزحف الأخطبوطي للسيطرة الكاملة علي المنطقة وخاصة منابع النفط
سابعا:
انكشاف خديعة السلام العالمي المزعوم وفضح الرأسمالية العالمية
وما هذا إلا بشيئيين بعد فضل الله وتيسيره
الأول: اتخاذ الجهاد الحل الأول لإخراج الكفار والمرتدين من بلاد المسلمين
الثاني: الاعتصام بحبل الله والجماعة
ومن دواعي الجماعة ثلاثة:
أولا: استجابة للأمر الشرعي الصريح في الكتاب والسنة
فالله أمر بالجماعة والائتلاف ونهي عن الفرقة والاختلاف – قال تعالي
واعتصموا بحبل اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} الأنعام159
وقال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام153
وقال: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَمَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال46
وقال سيد المرسلين: عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد – من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة
وقال يد الله علي الجماعة
قال ابن تيمية رحمه الله: إن التفرق والاختلاف يقوم فيهمن أسباب الشر والفساد وتعطيل الأحكام ما يعلمه من
يكون من أهل العلم العارفين.
وفي صحيح مسلم: أن النبي افطر يوم فتح الحديبية وأراد هذا من الناس فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة
فإذا أنكر عليهم صيامهم مع أنهم يقومون بعبادة لله لكنه الآن يضر بالصالح العام ويضعف عن الجهاد فأيهما أشد ضررا؟! ترك الصيام أم ترك الاجتماع
وقد يشفي غليظ القول داء إذا لم يشفه القول الرفيق
فحقيقة العبادة مهمة جماعية – فلا توجد عبادة من العبد بمفهومها الكامل إلا في الجماعة ولقد أدرك الجيل الأول هذه الحقيقة وأنها جزء من طبيعة هذا الدين – وقد استحكمت الجماعة في نفوسهم حتى أنهم إذا نزلوا بواد انضم بعضهم لبعض حتى انك لتقول لو بسطت إليهم كساء لعمهم
بل إن بركة الجماعة تعدت إلي الطعام فجاء في الحديث الحسن بشواهده: أحب الطعام إلي الله ما أكثرت عليه الأيدي
بل قال صلي الله عليه وسلم مؤكدا أهمية الجماعة: كل ما كثر فهو أحب إلي الله عز وجل
الداعي الثاني:
إن واجبات التغيير لا تقوم إلا بالجماعة – وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
قال تعالي وتعاونوا علي البر والتقوى
وقال ابن القيم: فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا فان العبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه
لذا كانت الجماعة هي أول مفردات القوة في تحقيق مفهوم الإعداد والنصر
الداعي الثالث:
أن الجماعة هي تجسيد عملي لحقيقة الولاء والبراء في الإسلام فارتباط المؤمنين في جماعة واحدة بعد ارتباطهم بالتوحيد هو الذي يجسد هذا الإيمان في واقع الحياة
قال تعالي
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الأنفال74
لذلك كان هذا الولاء أهم مقومات الدفع باعتباره الرد العملي علي التحزب المشكل للولاء الجاهلي
{وَالَّذين َكَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} الأنفال73
ولذا قال ربنا:
َقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً
وليعلم الجميع أن هدفنا واضح إقامة شرع الله والسبيل إليه الجهاد بالمعني ا لموسع – وهذا لا يتم كما ينبغي إلا بالجماعة وقد عرفنا دواعيها وعليه فإني أوجه نداءات
أولا لعموم المسلمين في أقطار الأرض:
قال صلي الله عليه وسلم: ما من امرئ يخذل مسلماً في مواطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصرها الله في موطن يحب فيه نصرته
فالمسلم أخو المسلم وتجمعهم الأخوة الإيمانية إنما المؤمنون إخوة ومهما تعددت الألقاب وتفرقت الديار فالمسلمون تتكافىء دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد علي من سواهم
وليعلم الجميع أن هدفنا واضح إقامة شرع الله والسبيل إليه الجهاد بالمعني الموسع – وهذا لا يتم كما ينبغي إلا بالجماعة وقد عرفنا دواعيها وعليه فإني أوجه نداءات
أولا لعموم المسلمين في أقطار الأرض:
قال صلي الله عليه وسلم: ما من امرئ يخذل مسلماً في مواطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب نصرته، و ما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته
فالمسلم أخو المسلم وتجمعهم الأخوة الإيمانية إنما المؤمنون إخوة ومهما تعددت الألقاب وتفرقت الديار فالمسلمون تكافئ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد علي من سواهم
النداء الثاني: لأهل السنة في العراق خاصة:
اعلموا إن أمريكا عرفت قوتكم وشدة بأسكم فأرادوا كسبكم وترك إخوانكم المجاهدين لوحدهم
أو علي الأقل تحيدكم ولولا المجاهدون لسامكم أحفاد ابن العلقمي سوء العذاب وما يحدث في سجونهم ليس منكم ببعيد
النداء الثالث: لشيوخ العشائر خاصة:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلموا أصلحني الله وإياكم أن كل واحد منكم راع وكل راع مسئول عن رعيته – فلينظر كل واحد منكم من أي المفاتيح هو - إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه.
وقفوا موقف الصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص الثقفي لما توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم – عزمت ثقيف علي الردة فقال لهم عثمان بن أبي العاص الثقفي: يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلاماً، فلا تكونوا أول الناس ردة، فامتنعوا على الردة، وثبتوا على الإسلام
واعلموا إخواني أن نكث العهد الذي بيننا كبيرة من كبائر الذنوب
قال الله تعالي {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} الرعد25
فإياك يا أخي أن تتبع هؤلاء المحتلين وأذنابهم المجرمين فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم
فلا يحملنكم استبطاء الرزق وقطف الثمار أن تطلبوه بمعاصي الله – فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته.
وحيك كلها بعز ولا تأكلها بذل
وإني أقولها لكم ولعامة المسلمين مقالة سيدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم
النداء الرابع: إلي من قف مع المحتل وأعوانه من أبنائنا وعشائرنا
اعلموا إن نبيك مقال: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر اللّه قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك
هل تعلمون يا عباد الله من أسوأ الناس منزلة؟
من أذهب أخرته بدنيا غيره – فلا يغلبنك عدوك علي دينك بالتماس العذر لكل خطيئة وتصدي الفتيا لكل معصية – فالحلال بين والحرام بين
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقي ولا ما نرقع
فطوبي لعبد آثر الله ربه وجاد بدنياه لما يتوقع
والفرصة لا تزال أمامكم يا من تثورون علي شرع الله وعلي عباده وأولياءه المجاهدين الدافعين عن أعراضكم وأموالكم وبلادكم ومن قبلها دينكم
فلسنا نحن يا عباد الله من انتهك أعراض أمهاتكم وأخواتكم وبناتكم في أبي غريب وأخرج ذلك علي شاشات التلفاز إذلالا لنفوسكم.
ولسنا من اغتصب الحرة العفيفة عبير واحرق جثتها – ولسنا نحن من اغتصب وفي وضح النهار صابرين
وإنما الذي فعل ذلك هم من تقفون معهم في حفظ النظام والمحتلين
بل علي العكس فبعدها بأيام اعتقلنا أكثر من تسع وثلاثين مرتدا من هؤلاء وقتلناهم ثأرا لعرضكم و شرفكم وأطلقنا غزو ثأرا لأعراضنا أيضا ومازالت مستمرة إلي يومنا هذا حتى يقضي الله أمرا فيهم.
وأذكركم بقول الشاعر:
كل العداوات قد ترجى مودتها .... إلا عداوة من عاداك في الدين
فتوبوا فإن الله قال:
ولينصرن الله من ينصره ولكنكم تستعجلون.
النداء الخامس: إلي المجاهدين عامة في بلاد الرافدين:
أذكركم بقول الله تعالي:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم والغداة وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْمَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} الكهف28
وإنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا أبدلك الله خيرا منه
وعلموا أن نبينا قال في سنن الترمذي: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة
ولقد أرشدنا ربنا إلي سبب ضعفنا فقال:
{وَأَطِيعُواْ اللّه َوَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ْإِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال46
وقد نهي نبينا عن التحريش بين البهائم أفليس التحريش بين بني آدم أشد وبين المسلمين أشد
وبين المجاهدين أشد وأشد
فعليكم بالجماعة وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا إخواننا في جيش أنصار السنة وجيش المجاهدين إن الود بيننا عميق وأواصر العقيدة والمحبة هي أقوى وأمتن من أن تنال بمكروه ويا أبنائي في الجيش الإسلامي اعلموا أن دمي دون دمائكم وعرضي دون عرضكم ووالله لن تسمعوا منا إلا طيبا ولن تروا منا إلا خيرا فطيبوا نفسا وقروا عينا فما بيننا أقوى مما يظنه بعضهم غفر الله لهم ويا جنود ثورة العشرين نعم - لقد نزغ الشيطان بيننا وبينكم شيطان الحزب الإسلامي وزبانيته لكن عقلاء كتائبكم تداركوا الموقف وجالسوا إخوانهم في دولة الإسلام لنزع فتيل الفتنة وبذر حبة الوداد وإنا على أيديهم عاقلون إن شاء الله فوالله إنا لندين الله بحرمة دمائكم وكل مسلم ما لم يرتكب كفرا بواحا أو دما حراما
فاتقوا الله ولا تنسوا الغاية السامية أن تكون كلمة الله هي العليا لا الوطنية ولا القومية المقيتة فإنما هي نفس واحدة انتم مسئولون عنها يوم القيامة.
فيا عباد الله في كل مكان اعلموا وعلموا إننا متقيدون بالهدي النبوي في الدماء فلقد خطب نبينا في حجة الوداع فقال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في عامكم هذا "
وقال صلى الله عليه وسلم: " المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه"
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء
وفى حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول " ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عن الله عظم من حرمتك، ماله ودمه "
وقال بن عمر رضي الله عنهما:إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله
وعليه فإنا نبرأ إلي الله ونشهدكم أنا لا نسفك دما لمسلم معصوم قصدا – مادام صلي صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا
فوالله لأني بلغني خلاف هذا لأجلسن مجلس القضاء ذليلا لله تعالي أمام أضعف مسلم في بلاد الرافدين حتى يأخذ الحق ولو من دمي فوالله ما تركنا الدنيا لندخل النار لأجل زعامة لا ندري ما الله فاعل بنا فيها غدا فما بالكم بدماء المجاهدين وأصحاب السبق الطيبين فهي عندنا أغلي ..
هذا ابن جر موز يستأذن علي - فقال علي بشر قاتل بن صفية بالنار - ثم قال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل نبي حواري وحواري الزبير.
ولا أبرأ إخواني من جنود الدولة بما لا أعلم – لكني أحسبهم من أكثر الناس ورعا في هذا فقد خبرناهم وجربناهم وما أنا إلا جندي من سوادهم وليسوا خيرا من خالد لما قتل أقواما من أحسنوا أن يعبروا عن إسلامهم
فقال نبينا صلي الله عليه وسلم " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد "
ومع ذلك لم يعزله نبينا ولم يشهر به – فاتقوا الله فيمن هبوا لنصرة دين الله نحسبهم والله حسيبهم
ندائي الأخير:
إلي أبنائي من جنود الدولة الإسلامية: أيها المجاهدون إياكم أن توقفوا نهرا أجريتموه بدمائكم،أو تهدموا صرحا رفعتموه بشهاداتكم، إياكم أن تعدوا كل من خالفكم الرأي خصما، ولا كل من وافقكم خِلاَّ، فقد يكون المخالف من أكثرهم لكم ودًّا، فكونوا كالبحر لا تكدره الدِلاء، واعفوا تكرما، فما زاد الله عبدا بعفو إلا عزًّا
قال الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه:
وحي ذوي الإضغان تسب قلوبهم تحية ذي الحسي فقد يرقع النقل فإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل فإن الذي يؤذيك منه سماعه وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
وإن امرؤٌ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن أحداً
فيا إخواني وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس فأحسنوا وان أساءوا فلا تظلموا
أمة الإسلام
إننا حين أعلنا دولة الإسلام وأنها دولة هجرة وجهاد لم نكن نكذب علي الله ولا علي الناس ولم نكن نتكلم عن أضغاث أحلام لكنا بفضل الله تعالي الأقدر علي فهم سنة الله في هذا الجهاد – هذا الفهم منشأه دماء المجاهدين من مهاجرين وأنصار بعد معيارة أخلاقهم ومنهجهم
إنا حينما أعلنا دولة الإسلام لم نكن فحسب نحاول قطف الثمرة بعد نضوجها بل إن الثمرة سقطت سقوطا حرا فالتقطناها قبل وقوعها في الوحل وصارت في أيدينا أمينة نظيفة
(يُتْبَعُ)
(/)
فما الذي حدث بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؟ لقد وقعت الشعوب الإسلامية فريسة للشيوعية والعلمانية
فما الذي حدث بعدما وقف المجاهدون من مهاجرين وأنصار علي عاصمة الصرب في حرب البوسنة؟ بباسطة إنها اتفاقية سلام مزعوم
وماذا بعد سقوط الثمرة في أفغانستان؟ قتل وخراب ودمار
أمة الإسـ ــــــــــ لام
لقد عزمنا أن لا نكرر المأساة وأن لا تضيع الثمرة فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فإن
دولة الإسلام
**باقيـ ـة**
لأنها بنيت من أشلاء الشهداء ورويت بدمائهم وبها انعقد سوق الجنة
**باقية* *
لأن توفيق الله في هذا الجهاد أظهر من الشمس في كبد السماء
**باقية**
لأنها لم تتلوث بكسب حرام أو منهج مشوه
**باقيـ ـة**
بصدق القادة الذين ضحوا بدمائهم – وصدق الجنود الذين أقاموها بسواعدهم نحسبهم والله حسيبهم
**باقية**
لأنها وحدة المجاهدين ومأوي المستضعفين
**باقية**
لأن الإسلام بدأ يعلو ويرتفع وبدأت السحابة تنقشع وبدأ الكفر يندحر وينفضح
**باقية**
لأنها دعوة المظلوم ودمعة الثكالي وصرخة الأساري وأمل اليتامى
**باقية**
لأن الكفر بكل ملله ونحله اجتمع علينا وكل صاحب هوي وبدعة خوان جبان بدأ يلمز ويطعن فيها
فتيقنا بصدق الهدف وصحة الطريق
**باقية**
لأنا علي يقين أن الله لن يكسر قلوب الموحدين المستضعفين ولن يشمت فينا القوم الظالمين
**باقية**
لأن الله تعالي وعد في محكم تنزيله فقال
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم ْوَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55
والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
أخوكم أبو عمر القرشي الحسيني البغدادي
*******
م ن ق و ل
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 03:45]ـ
أرجو .. أرجو أن يبين لنا المشرفون موقفهم من هكذا خطاب، وهل هم يؤيدون ما يتردد عن قيام ما يسمى بـ ((دولة العراق الإسلامية))، وهل تصح بيعة المجهول؟؟ ومن هم أهل الحل والعقد الذين بايعوه؟؟ وعلى أي قواعد بنيت هذه الدولة؟؟؟
وقد قيل: الساكت عن الحق شيطان أخرس، فيا طلبة العلم: أين أنتم؟
ـ[أبو محمد الحافظ]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 04:54]ـ
هذا شيء طيب، توحيد الصف ضد المحتل وجمع كلمة المجاهدين ضد عدو الله وعدوهم يفرح المسلمين، وقد استجاب المجاهدون لنداء العلماء، والحمد لله.
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 09:22]ـ
أرجو .. أرجو أن يبين لنا المشرفون موقفهم من هكذا خطاب، وهل هم يؤيدون ما يتردد عن قيام ما يسمى بـ ((دولة العراق الإسلامية))، وهل تصح بيعة المجهول؟؟ ومن هم أهل الحل والعقد الذين بايعوه؟؟ وعلى أي قواعد بنيت هذه الدولة؟؟؟
وقد قيل: الساكت عن الحق شيطان أخرس، فيا طلبة العلم: أين أنتم؟
أظن أن لديهم علماء وطلبة علم فهم ليسوا بجهلة وهناك أحد كبار العلماء في السعودية عندما سمع بالخبر بقيام الدولة في العشر الأخير من رمضان سجد شكراً لله تعالى
ـ[النجم]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 09:56]ـ
أظن أن لديهم علماء وطلبة علم فهم ليسوا بجهلة وهناك أحد كبار العلماء في السعودية عندما سمع بالخبر بقيام الدولة في العشر الأخير من رمضان سجد شكراً لله تعالىيبقى أن المعارضين لقيام هذه الدولة من الجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح والمؤيدين لهامن المجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح, متحابين, والخلاف الذي بينهم, لايفسد في الود قضية.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 10:51]ـ
وكشف أمير ما تسمى بـ"دولة العراق الإسلامية" عن تخريج ما وصفها بـ"أكبر دفعة في تاريخ العراق لضباط الجهاد في سبيل الله وبالدرجة العالمية العليا،
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اللهم انصر المجاهدين فى كل مكان
اللهم عليك بالمعتدين وكل من قدم الدعم لهم
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 03:16]ـ
[يبقى أن المعارضين لقيام هذه الدولة من الجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح والمؤيدين لهامن المجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح, متحابين, والخلاف الذي بينهم, لايفسد في الود قضية].
كيف يكونون متحابين!!!؟ والفصائل الأخرى تعاني الأمرين من هذه الدولة "الإسلامية" وبينهم وبينها من القتولات ما لم يحدث حتى في أفغانستان بعد خروج السوفييت!!!!؟
وأرجوا مراجعة حلقة "بلا حدود" مع د. إبراهيم الشمري الناطق باسم "الجيش الإسلامي".
[أظن أن لديهم علماء وطلبة علم فهم ليسوا بجهلة]
تطن!!!!!!!!!؟ غفر الله لك.
ثم إين هم من بيان الشيخ حامد العلي في التخلي عن هذه الفكرة؟؟ ولماذا ينصحهم بالتخلي عنها إن كانت خطوتهم شرعية!!!؟؟؟
أيها الأخوة: بالله عليكم، لا تلدغوا أنفسكم وتلدغونا أكثر من مرة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.
كما أني أرجو من طلبة العلم المعتبرين من العراقيين أن يشاركونا في النصيحة في هذا الأمر الجلل، ولو لا ما يقع عليهم من الحرج والعنت، لطلبتهم بأسمائهم، والدين النصيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 03:35]ـ
[يبقى أن المعارضين لقيام هذه الدولة من الجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح والمؤيدين لهامن المجاهدين وغيرهم من أهل الصلاح, متحابين, والخلاف الذي بينهم, لايفسد في الود قضية].
كيف يكونون متحابين!!!؟ والفصائل الأخرى تعاني الأمرين من هذه الدولة "الإسلامية" وبينهم وبينها من القتولات ما لم يحدث حتى في أفغانستان بعد خروج السوفييت!!!!؟
.معنى ذلك أن بين جيش معاوية رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه كره لأنهم متقاتلين ,معاذ الله أن يقال مثل هذا الكلام, فمازال بينهم محبة الإسلام ,فكيف تنفيها عنهم.
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 01:16]ـ
اللهم انصر المجاهدين في العراق , والحمدلله أمريكا الآن تترنح أمام ضربات المجاهدين , وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة , ولله الحمد والمنة ..
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسّلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فقد رأى الجميع الحملة العالمية ضدّ دولة العراق الإسلامية، ووضع التّهم والافتراءاتِ عليها مما ليس له دليل ولا برهان، وكان لا بد لأهل الإسلام أن ينظروا في شبهات القوم فيردّوها، ولولا ضيق والوقت وقلة العلم لرددتُ على كثيرٍ من شبهات المشككين، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كلّه كما يقال، فلعلّني أختصرُ في هذا الردّ بتبيين بعض أبرز الشّبهات المثارةٍِ حولها والردّ عليها ببعض النّقاط إجمالاً فليسَ المجالُ مَجَالَ توسُّعٍ وإسهاب:-
فمن أبرز التهم والشبهات التي تلقى حول الدولة:
أوّلاً: أنّهم طلاب إمارة ولولا ذلك لما سارعوا لإعلانها
والردّ على هذه الشبهة في عدّة نقاط:-
1 - هذا دخولٌ في النيّات والضمائر، وهو أمرٌ لا يعلمه إلا رب العالمين، ولا دليل عليه ولا برهان، بل هوَ محضُ اتّهامٍ وسوء ظنٍّ على أحسنِ حالٍ.
2 - أنّ من أكبر الأدلة على أنّ دولة العراق وأبطالها وأسودها ليسوا طلاّب إمارة وحُكمٍ، أنّ أكبَرَ فصائلهم وهي تنظيم القاعدة قد دخلت ضمنَ هذه الإمارة مثلها مثل أيّ تنظيمٍ آخر، وأنّ أمير هذا التنظيم –رغم أنّه أميرُ أكبر تنظيم- لمْ يحصًل على إمارة الدّولة.
3 - أنّ الدّولة تعادي الجميع ويرميها الجميع عن قوسٍ واحدةٍ، وليست حربها مع أمريكا فحسب، بل مع الدّول العربية والروافض وأقذار الأنبار والانهزاميين الإخوانيين المرتمين في أحضان أمريكا، فمثلُ هؤلاء كيف يطمعون في إمارةٍ، بل هذه التُّهمَةُ السّخيفة أولى بها غيرُهُم ممّن يتلطّفون مع الأعداء، ويعفونَ عنْ أسراهُم ويظهر التميُّعُ في منهجٍِهِم، والمسالمة مع الدول المرتدّة، والثّقة بالدول التي تحارب الإسلام، وتقتل المسلمين ليل نهار، فهؤلاء أولى أن يقَالَ عنهُم طلابُ دنيا، مِنْ دولة الإسلام.
4 - إذا كانت جماعاتٌ أخرى تتّهمهم بذلك فماذا نسميها نحنُ ما دامت لم تنظمّ إليها، إلا أن نقول إنّهم أيضاً طلابُ إمارةٍ وحُكْمٍ، خاصّةً إذا كان بعضُهُم قد طالبَ النّاس بالانضمام إليه لأنَّهُ أكثرُ عدداً من غيره.
5 - أنّهم قد ساووا في مجلسهم بين جميع الجماعات المجاهدة بغضّ النّظر عن عددها وقوّتها فالحقوق متساوية فيها بين جميع الجماعات ليس لجماعة فضلٌ على الأخرى.
6 - أنّ أميرهم "أبو عمر البغدادي" الذي عيّنوه عليهم لم يكن أميراً مشهوراً ولا قائداً معروفاً، فلو كانوا طلاّب إمارة لاستأثروا بالأمر من دونه، ولَمَا سمَحُوا بإعطائه الإمارة من دونهم.
7 - أنّ قادة الدّولة معروفين أكثر من غيرهم، هذا مدعاةٌ لاستهدافهم، وقتلهم، وأمّا غيرُهُم من القادة فيُخْفُون أنفُسَهُم، فلا يكادُ يعرفهم أحدٌ إلا القليل ممن حولهم، بل حتّى كُنَاهُم لا تُعْرَفُ، فهم أبعدُ عن الاستهدافِ مِن دولة العراق وقادتها، فلو كانت الدولة من طلاب الدّنيا والحُكمِ لَمَا أظهروا أنفُسَهُم بهذا الإظهار، وباختِصَار: فغيرهُم أولَى مِنْهُم بأن تُطلَقَ عليه التّهمة.
8 - أنّه لا بدَّ للمسلمين من دولة تحكمهم وتسيّر شؤونهم، ولمَّا لم يقُم أحدٌ بهذا الأمر حتّى الآن فقد قامت به وبعبئه الدّولة متوكلة على الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - أنّ محاولة قيام جماعاتٍ أخرى بتكوين حلفٍ مناهضٍ لدولة الإسلام أكبرُ دليلٍ على أنّ هذه الجماعات فيها من الدّخَنِ ما تنسبُ الدّولة إليه. فإذا لم تكن هذه الجماعات تبحث عن الإمارة والحكم فلمَ لم تبايع الدولة إذاً.
ثانياً: أنَّهُ ليس لها سيطرة ونفوذ، وأنّ هناك جماعاتٍ أكبر منها عدداً.
والردّ على هذه الشّبهة في عدّة نقاطٍ أيضاً:-
1 - أنّ هذا غير صحيح فالدولة لها سيطرة قد بينتها أشرطتها، ولها مناطق خاصة بها.
2 - أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين أعلن دولة المدينة لم يكن له سيطرة تامّة، فلا تشترط السيطرة، وقد كان المسلمون في المدينة -بعد إعلان دولتهم بسبع سنين- ترجف قلوبهم حتَّى بلغت الحناجر في غزوة الأحزاب. وكانت تشنّ عليهم الغارات وتؤخذ إبل الصدقة ويقتل رعاتُهَا.
3 - أنّ عملياتهم تدل على أن لهم سيطرة عظيمة منها أنّهم طردوا المحتل من عدد من المدن، وأنهم يحكمون بالشريعة، وأنّهم يجبون الزّكاة والصدقات وأنّهم يحمون فلسطيني العراق وقد جهزوا لهم المناطق الخاصة بهم ودعاهم أمير المؤمنين للالتجاء للدولة.
4 - أنها تضم المهاجرين والأنصار فهي أكثر من غيرها بلا شك.
5 - قيامها بالعمليات الاستشهادية المتنوعة .. فهذا دليلٌ على كثرة جنودها وإلا لما رمت بهم في العمليات الجهادية الاستشهادية.
6 - أنّها هي الوحيدة القادرة على استقبال الأنصار، وأما غيرها من الجماعات فقد صرح بعضُ من يدّعون أنّهم أكبر الجماعات أنّهم لا يقدرون على استقبالهم وحمايتهم، وأنهم يشكلون عبئاً عليهم، فكون الدولة تستطيع وغيرها لا يستطيع دليلٌ على أنّ الدولة أثبت قدماً وأكثر جنداً ورجالاً.
7 - أنّ جماعة واحدة ممن انضمت إلى الدولة تضم أكثر من اثني عشر الف مقاتل .. غير من لم تستكمل عدتهم، فكيف ببقية الجماعات.
8 - أنّه قد انضم إليها الآلاف من المجاهدين وزعماء القبائل والعشائر.
9 - أنّ الدولة ظهرت في كثير من الأحيان وقد سيطرت على كثير من المناطق ونشرت وجودها وأظهرت الاحتفالات .. بينما بقية الجماعات لم تفعل ذلك البتّة، إلا نادراً .. فهذا دليلٌ صريحٌ على أن الدولة أقوى وأظهر من غيرها.
10 - أنّ الدولة انضمت إليها تنظيمات عالمية فهي تستمد قوتها وشعبيتها ليس من المسلمين في العراق فحسب بل من جميع أنحاء الدّنيا.
11 - أنّ الدولة هي الوحيدة التي أقامت القضاة الشرعيين، وحكّمت الشريعة في العراق حتى الآن، فهذا يدلّ على سيطرتها بلا شكّ.
12 - أنّ عمليان الدولة أكثر من عمليات غيرها بلا شكّ وأعظم أثراً واكثر عدداً، فالعبرة بالنتائج، وإذا كانت الجماعات الأخرى لا تظهر كلّ عملياتها فمن قال إنّ الدولة تظهر كلّ عملياتها أيضاً.
ثالثاً: أنَّها بيعة لأمير مجهول
والردّ على هذه الشبهة في عدّة نقاطٍ كذلك:
1 - أنّ الإمام يعرفه أهل الحل والعقد الذين بايعوه وليس مجهولاً.
2 - أن في الجماعات الأخرى ممّن لم يبايعوا من يعرفُ الإمام فما حجّتهم.
3 - أنّ الإمام لم يشترط عليهم ألا يعرفونه، فإنّهم لو بايعوه فسيعرفونه بالتأكيد.
4 - أنّه على هذا القول فبيعة جميع الجماعات الجهادية لا تصح لأنها لإمام مجهول، كبيعة جنود الجيش الإسلامي لأميرٍ لا يعرفون حتّى كنيته ولقبه.
5 - أنّه لا يلزم أن يعرف كلّ مسلم الإمام بعينه، بل يكفي أهل الحل والعقد.
6 - أنّ المسلمين في بيعة عمر بن عبد العزيز قد بايعوا جميعاً لإمام مجهولٍ، بل إنّ الإمام قد كان يجهل نفسه، ولا يعلم أنه أمير المؤمنين، فصحَّت البيعة ولزمت الجميع.
رابعاً: أنّه لم يبايع أهل الحل والعقد
والردّ على هذه الشبهة في عدّة نقاط:-
1 - أنّه لا يلزم أن يبايع جميع أهل الحل والعقد إجماعاً، بل يكفي من تحصل بهم الكفاية.
2 - أنّه قد بايع أهل الحل والعقد في أكثر الجماعات الجهاية سيطرة وهي التي كانت في مجلس شورى المجاهدين، وبايع خمسة وسبعون بالمائة من زعماء القبائل فهذا كافٍ بإذن الله.
3 - أنّنا في حالة حرب ويكفي في البيعة تيسُّرُ من يمكن اجتماعهم من أهل الحل والعقد .. كما جرى في بيعة أبي بكر رضي الله عنه فلم يكن من أهل الحل والعقد إلا قليل.
4 - أنّه لو تغلّب إمام وكانت له السيطرة والغلبة عقدت له البيعة، ولا يلزم أن يبايعه أهل الحل والعقد ابتداءً ما دامت شروط الإمام المسلم متحققة فيه.
خامساً: أنّها تقتل الأبرياء وتسفك الدّماء
(يُتْبَعُ)
(/)
والردّ على هذه الشبهة في عدّة نقاط أيضاً:-
1 - أن البينة على المدعي، ولا دليل على هذا إلا الاتهام المجرد.
2 - أن الدولة تعلن أنها لا تجبر الناس على بيعتها، ولا تقتل المسلمين، فمن كان لديه دليلٌ على خلاف ذلك فليثبته.
3 - أثبتوا أن المقتولين قتلتهم الدولة، ثم أثبتوا أنهم أبرياء.
4 - أنه ربما كان من ينفذ عمليات القتل ليسوا من جند الدولة وإنّما هدفهم إشعال الفتن بين المجاهدين.
5 - أنّ الجماعات ومنها الجيش الإسلاميّ قد شهدت فيما سبق بأنّ الدولة إخوان لها وأنه لا قتال بينهم ولا نزاع، وأنّ هذه دعايات المحتل وأعوانه.
6 - أن هذه الاتهامات توجه للمجاهدين في كل زمان ومكان وليست ضدّ الدولة فحسب.
7 - أنه قد يكون الذين قتلتهم الدولة عملاء للمحتل وأعوانه فقتلوا بجريرتهم.
8 - أنّ هناك محاكم شرعية قد نصبتها دولة العراق الإسلامية فيمكن التحاكم إليها للقصاص.
9 - أنّ احداث القتل الفردية إن حدثت من الدولة لا تكون مسبة في القيادة، فقد قتل خالد مسلماً وقتل أسامة كذلك بالخطأ فلم يكن هذا عيباً على الإسلام ولا على نبيه عليه الصلاة والسلام. فمات النبي وخالدٌ من قادة المجاهدين، وأسامة على رأس جيشه المجهّز لقتال الروم.
وبعد هذه الشّبهات التي عرضناها ورددنا عليها يتبيّن أهمية بيعة دولة العراق الإسلامية لأمور عدّة منها:-
1 - لأنّه لا بدّ من بيعة في العراق، ولا بد من جماعة وقيادة موحّدة.
2 - أنّ التفرّق الذي يحدث في العراق اليوم دليلٌ على وجوب الاجتماع والوحدة، حتّى لا يخطف الأعداء ثمرة الجهاد، وما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب.
3 - أنّ الدولة هي أوّل من أعلن الإمارة فهي أحقّ بالبيعة من غيرها.
4 - أنّ الدولة هي أكثُر عدداً وجنداً وأثراً، وأنّه قد بايعها أكبر الجماعات الجهاديّة، وأكثر من 75% من العشائر. والصّغير ينضمّ للكبير.
5 - أنها الأقدر على تحمل أعباء الدولة وهذا واضح من تنصيبهم للقضاة وقيامهم بأعباء الحكم والسياسة والحرب وعظم تأثيرهم على المستوى العام.
6 - أن الدولة معروفة لقادة المجاهدين فقد امتدحها عدد منهم مما يؤكد على أنها معروفة المنهج فهي أولى بالبيعة من غيرها.
7 - أن كثيراً من القادة قد حض الناس على مبايعة الدولة والانضمام لها كالشيخ أيمن وأبو يحيى الليبي وغيرهم. وهم قادة كبار تشهد لهم الأمة بالنصح والصدق.
8 - أنّ منهج الدولة المعلن ليس فيه ما يخالف العقيدة أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة فعدم بيعتها لا وجه له.
9 - أنّهم معروفون أكثر من غيرهم، وأما بقية الجماعات المجاهدة فلا يعرف أحدٌ قيادتها على التعيين أو التقريب، فالدّولة أولى بالبيعة من غيرها لأنّ قادتها معروفين.
10 - أن الدولة أكثرُ عدداً وعُدَدَاً، وهي بجماعاتها أسبقُ جهاداً، ولَهَا ولرجالها وجنودها تجاربَ عظيمة في ديارٍ متعدّدة، فهي أولى من غيرها بالحُكمِ والإمارة، فغيرها لم يعرف عنهم المشاركة في جهادٍ سابق، وتجربتهم غير ناضجةٍ بالمستوى الذي عليه تجربة دولة الإسلام.
11 - أنّ دولة العراق منهجها عالميّ النّظرة، وليس ضيِّقاً مثل بعض الجماعات القطريّة الشعارات والأهداف، فهي أحقّ بالأمر من غيرها.
12 - أنّ الذين يدْعًون إلى عدم إمارة الدّولة تتوافق رؤاهم وأهدافهم مع الصليبيين والروافض والمرتدين المعادين للدولة، فهم إن لم يكونوا مؤيدين لهم، فهم مخدوعون
13 - أنّ الدولة قامت على حلف المطيبين الذي يقول النبي صلى الله عليه وسلم في مثله: لو دعيتُ إلى مثله في الإسلام لأجَبتُ.
14 - أنّ مبايعة الدولة والانضمام إليها فيه تعجيلٌُ للنّصر، وإغاظة للأعداء.
15 - أنّ بعض الجماعات ذكر أنّه لوقامت دولة الإسلام فسيدعمها، فقد قامت.
16 - أنّ الأعداء أكثر ما يخافون من الدولة، ففي دعمها زيادة إرعاب لهم.
17 - أنّ الانضمام للدولة ومبايعتها لا يسبِّبُ إشكاليّاتٍ في الجهاد، ولا يعود بالضرر على المجاهدين والجماعات الأخرى في شيء، فلا يوجد سبب وعذرٌ وجيهٌ لمن لم يبايع.
وفي الختام، قد يطول الكلام، وتكثر التّهم على دولة الإسلام، وتزداد خطط الأعداء، ومكرُ الجبناء، ولكنّنا على ثقة من نصر الله وتمكينه للمؤمنين، وعلى بقاء دولة الموحدين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:46]ـ
أخي الفاضل ياسين البحر ...
والله لقد أثلجت صدري بهذا الرد البديع فلله دَرُّك ...
والمتأمل في تاريخ الدعوة السلفية بنجد وقيام الدولة الأولى يلحظ التشابه الكبير بينها وبين دولة العراق الإسلامية .. ومن أهم ما لفت نظري هو هجوم من ينتسبون إلى العمل الإسلامي على كلا الدولتين ... ومن المعلوم أن مكر هؤلاء أشد على الموحدين من مكر الكفار الأصليين والمرتدين .. ولن يفلح الأعداء في إسقاط دولة الإسلام الفتية إلا عن طريق هؤلاء ...
والله غالبٌ على أمره ولكن المنافقين لا يعلمون ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرعاني]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:42]ـ
الحمد لله
اللهم انصر المجاهدين ووحد صفوقهم واجمع كلمتهم على الحق يارب العالمين
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 07:32]ـ
قال أحد أعضاء الملتقى المبارك إن شاء الله في موضوع مشابه:
هذا أمر دبر بليل ..
عموماً ما يحدث في العراق هو نسخة مكررة لما حدث في أفغانستان وصورة أقرب لما حدث في الجزائر ...
أغلب الجماعات الإسلامية إن لم يكن كلها مخترقة من عدة جهات استخباراتية أجنبية، لذا فهم ينفذون بصورة مباشرة أو غير مباشرة أهداف وخطط المحتل والمخترق للصفوف، فبحسب التغلغل يتم التخطيط والتنفيذ ...
مشكلتنا أننا غرقى بالعاطفة ولا زلنا عطشى لها .. فإلى الله المشتكى ..
فجزاه الله خيراً، وأثابه الجنة، فقد برَّ ونصح.
والفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، فإذا أدبرت عرفها كل جاهل
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
قال الإمام النووي: ((هذا الحديث يبين أنَّ المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوَه من صدور حفّاظه، و لكن معناه: أن يموت حملته و يتخذ الناسُ جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون و يضلون)). شرح النووى لصحيح مسلم (12/ 223 - 224).
نعم ... فإلى المشتكى.
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 05:02]ـ
قال أحد أعضاء الملتقى المبارك إن شاء الله في موضوع مشابه:
فجزاه الله خيراً، وأثابه الجنة، فقد برَّ ونصح.
.
لا أدري أين النصح وأين البر في هذا الكلام وكيف به إذا وقف أمام الله تعالى وسئل عن هذا الكلام؟
رفعوا كلمة لا إله إلا الله وأقام دولة ثم نفول مخترقة سبحان الله أين العقل يا مسلمون
لاشك أن من يقول هذا الكلام جاهل بالواقع جهلاً مطبقاً وأنا أنصحه وأنصح غيره بزيارة هذا الموقع ليعرف ما يحدث على لسان المجاهدين
http://12.47.46.32/forumdisplay.php?f=2
ـ[النجم]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 07:32]ـ
يشهد الله أنني من المحبين للمجاهدين كلهم الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا .......
ومن ضمنهم الجماعات الموجودة في دولة العراق الإسلامية ,لكن هل أنت معهم في من لا يبايع هذه الدولة هو عاصي أم تقول مجتهد يدور بين الأجر والأجرين بمعنى أخر هل تعتبر الشيخ حامد العلي مجتهد أم عاصي ............... ؟
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 08:23]ـ
كلا القولين له حظٌّ من النظر .. ومن تأمل الكتاب الذي أصدرته الدولة سيعلم حينها أنهم مجتهدون وأنهم على خيرٍ إن شاء الله .. ولو تأمل المخالفون ما حصل في تجاربٍ جهاديةٍ سابقة لعذروا إخوانهم ..
ولنعلم أيها الأحبة أن فلول البعث تتربص بالمجاهدين الدوائر, خاصةً بعد تقهقر الصليبيين والمرتدين, ولا بد للمجاهدين من الفطنة والتعامل مع هذه الظروف بحذر, فالبعثيون لما دخل الصليبيون بلاد الرافدين انسحبوا من المواجهة وهم يعلمون يقيناً أن المجاهدين سيتقدمون للقتال, فرأروا التريث حتى ينهزم الصليبيون, ومن ثمََّ سيطرحون أنفسهم كبديل للمجاهدين, وهذا من الأسباب التي عجلت بإعلان الدولة.
ـ[علي العراقي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم اخواني بالله
اما بعد فاني وكما ترون من اسمي فانا عراقي و من اهل محافظة الانبار الصامدة
فوالله اني كنت من الداعين للمقاومه و لكني اوجه سؤال لاخي في الله الذي يقول باننا نحن اهل السنه قد كسبنا في العراق
والله يا اخي لم نكسب شيئا عندما تمكنت امريكا من خرق صفوفنا و اندست بي المجاهدين الحقيقين لله سبحانه وتعالى و لم نحصد غير قتل ابنائنا في بغداد و المحافضات البقيه على يد كلاب الاحتلال
اما بالنسبة الى الاشارة الى حفلات الرقص و غيرها فما اعلمك ما الذي يجري داخل البيوت
فلا تستطيع الحكم على الاشياء من السمع فالحكم يكون على وقائع و دلائل
و اتمنى ان تأخذوا رأيي المتواضع كمتكلم من قلب الحدث
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 02:30]ـ
لن أتكلم عن المجاهدين في العراق لكن أليست دولة العراق الإسلامية هاته هي تنظيم القاعدة الذي رد عليه العلماء والتي تقوم بعمليات في بلاد المسلمين والتي تكفر حكام المسلمين وتستحل الخروج عليهم؟
أليس زعيمها هو من وصفه الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه من المفسدين في الأرض؟
هذا مجرد استفسار
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 10:16]ـ
مجاهدو تنظيم القاعدة سيئاتهم مغمورة في بحار حسناتهم والله أعلم .. هذا ما ظهر لي ...
من اجتمعت عليه الدنيا بأسرها وتُرِك وحده في ميدان مقارعة أمم الأرض لا بد أن يقع في أخطاء .. وهم ليسوا بمعصومين ولكن حسنة قيامهم في نصرة الإسلام في أفغانستان والعراق حسنةٌ عظيمة لا ينكرها إلا جاهلٌ بعظيم جهادهم في تلك البقاع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - Apr-2007, صباحاً 12:43]ـ
مجاهدو تنظيم القاعدة سيئاتهم مغمورة في بحار حسناتهم والله أعلم .. هذا ما ظهر لي ...
من اجتمعت عليه الدنيا بأسرها وتُرِك وحده في ميدان مقارعة أمم الأرض لا بد أن يقع في أخطاء .. وهم ليسوا بمعصومين ولكن حسنة قيامهم في نصرة الإسلام في أفغانستان والعراق حسنةٌ عظيمة لا ينكرها إلا جاهلٌ بعظيم جهادهم في تلك البقاع ...
لا تعليق؟!
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:25]ـ
وهل من حسناتهم استعداء الغرب وجلب الدمار للأمة الإسلامية.
غزوة منهاتن المباركة!!! قادت إلى حرب ضد الإسلام والمسلمين.
تنظيم القاعدة يشوه صورة الإسلام والفصائل الجهادية تشكو من تصرفاته في العراق.
وبعض بلاد المسلمين تعاني إجراءات أمنية مشددة تحد من قدرة الإخوة على الدعوة بسبب تفجيرات يقوم بها شباب مغرر به تبنوا منهج التنظيم.
هل هذه أخي هي الجهود المباركة والحسنات التي تذهب سيئات هذا التنظيم؟
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 01:29]ـ
وهل من حسناتهم استعداء الغرب وجلب الدمار للأمة الإسلامية.
غزوة منهاتن المباركة!!! قادت إلى حرب ضد الإسلام والمسلمين.
تنظيم القاعدة يشوه صورة الإسلام والفصائل الجهادية تشكو من تصرفاته في العراق.
وبعض بلاد المسلمين تعاني إجراءات أمنية مشددة تحد من قدرة الإخوة على الدعوة بسبب تفجيرات يقوم بها شباب مغرر به تبنوا منهج التنظيم.
هل هذه أخي هي الجهود المباركة والحسنات التي تذهب سيئات هذا التنظيم؟
إذا أخي ما رأيك بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي جلب الأذى للصحابة عندما أشهر الدعوة؟
والذي أدى هذا إلى قتل العشرات من الصحابة وتشريد البعض وتعذيبهم ..
ما رأيك؟
البعض يقول أيضا: تبا للقاعدة منعتنا من السياحة في أمريكا ولندن!!
الحمدلله على نعمة العقل!! ..
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:45]ـ
وهل الأذى الناتج عن إشهار الدعوة يقارن بالأذى الناتج عن أعمال طائشة حماسية لا يوافق عليها علماء الأمة.
سامحك الله أخي تقارن أعمال النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال تنظيم حكم عليه العلماء بالزيغ والضلال.
كما أنك أخي الكريم وقفت عند جملتي الأولى وتركت الباقي.
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:57]ـ
الأخ فوزي هل تؤيد أن يلقي دولة العراق الإسلامية السلاح ويرجعوا إلى بيوتهم أم ماذا يصنعون؟؟
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 06:10]ـ
أخي أنا قلت بأني لست ضد الجهاد بل يشهد الله أني أدعو لهم في صلواتي حتى تنظيم القاعدة الذي أنتقد نهجه هنا.
بعد إعلان تنظيم القاعدة الجهاد في العراق لم نتكلم ولم نقل بأننا ضده لكن الكل شاهد النزاعات بين الفصائل ورد الجيش الغسلامي وكتائب ثورة العشرين على التنظيم.
كما أن التنظيم تبنى عمليات قتل للمدنيين فهل هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي تكلم عنه الأخ.
أرجو أن يكون كلامي واضحا لست ضد الجهاد بل ضد هذه التصرفات الطائشة من تنظيم القاعدة
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 08:29]ـ
أرجو من أخي الفاضل فوزي زيماري الإتيان بإثبات للكلام الذي ذكره ومن ذلك:
1. قوله بأن التنظيم حكم عليه العلماء بالزيغ والضلال .. من هم العلماء الذين حكموا بذلك؟
2. قوله بأن التنظيم تبنى عمليات قتل للمدنيين ... متى كان ذلك؟ أنا متابع لإصداراتهم من العراق ولم أجد ما ذكرت .. وأما ما تنقله وسائل الإعلام فهذا لا عبرة به إطلاقاً ولا يليق بطالب علمٍ قبوله لأنه من المعلوم أن وسائل الإعلام محاربةٌ لدين الله ويسرها انخفاضه ...
وأما اتهامات الإخوة في الجيش الإسلامي فلا ينبغي قبولها من أول وهلة لأن البينة على المدعي واليمين على من أنكر .. هذا هو المنهج الحق ... ولو فرضنا أن هناك نزاعات وأن الإخوة في الدولة أخطأوا فليس من مقتضى الأخوة الإيمانية أن ننشر مثالبهم وهم في كرٍّ وفر ينازلون أعداء الله
أكرر وأقول لا يليق بطالب العلم قبول أخبار وسائل الإعلام لأن الأصل فيها الكذب ...
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 04:35]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 قال الإمام بن باز – رحمه الله: ((أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاءعليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذاالشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه.
ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريقالوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبواإلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} وقال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} والآيات في هذا المعنى كثيرة)) مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 7 - 17
2 قال الشيخ مقبل -رحمه الله-: ((أبرأ إلى الله من بن لادن فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر)).جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/ 12/1998
3 ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله "أن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدةوخرج عن طاعة ولي الأمر".جريدة المسلمون والشرق الأوسط - 9 جمادىالأولى 1417هـ
وهناك مقاطع كثيرة في أسطوانة الكلمات النافعة في الفتن الواقعة.
ثم تفجيرات الرياض وتفجيرات الجزائر ألم تعلن القاعدة مسؤوليتها عنها وسمت الشرطة الجزائرية بأنها حرس وثني.
أما تبني التنظيم لعمليات قتل مدنيين فأنا سمعت الناطق الرسمي باسم كتائب ثورة العشرين يستنكر ذلك على التنظيم في لقاء معه على قناة الجزيرة.
كما أن الفصائل الجهادية قد أصدرت بيانات ترد على القاعدة بخصوص هذه العمليات.
ولست بحاجة إلى إثبات كل هذا يكفيني أقوال العلماء في أسامة بن لادن ألم يصفه الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه من المفسدين في الأرض؟
ألم يحذر منه العلماء السلفيون الذين تعلمنا المنهج السلفي منهم؟
يكفيني هذا ولا أحتاج لمتابعة بيانات التنظيم لأتأكد من كل معلومة.
نعم أوافقك أن هناك تضليلا إعلاميا ومبالغات خصوصا في العراق لكن منهج التنظيم واضح وكان واضحا قبل ذلك قبل حتى احتلال العراق.
نوافقهم في جهادهم في العراق ونتمنى لهم النصر ودحر الصليبيين لكن هذا لا يعني أن نوافقهم في أخطائهم التي جعلتهم يستحلون قتل المدنيين في بلاد المسلمين بزعم كفر الحاكم.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 09:33]ـ
على كلِّ حال هم الآن قد نذروا أنفسهم لصد الحملة الصليبية وتحملوا عداوة العالم بأسره فليس من المروءة فت عضدهم بنشر أخطاءهم ...
لنؤجل الخلافات فالحرب على أشدها ..
وفي الحقيقة أنا معجب بثباتهم على مبادئهم ... ويعجبني أيضاً تصريحهم بالتوحيد والبراءة من الشرك والمشركين ...
وتعجبني نكايتهم بالرافضة والصليبيين وسومهم إياهم سوء العذاب حتى طاشت عقولهم ولا أظن أحداً يبلغ مبلغهم في هذه النكاية بدليل إن الرافضة والصليبيين لا يعرفون عدواً إلا هذا التنظيم .. ولما مات قائده قبل عامٍ تقريباً بلغ الفرح بهم كل مبلغ مما يدل دلالةً واضحة على عظيم نكاية هذا التنظيم فيهم ...
وهذا لا يعني قبول الأخطاء لكن الظرف في العراق مختلف ..
وأخيراً فإن حسنة التوحيد وتحقيقه عظيمةٌ جداً ...
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 02:07]ـ
وهذا لا يعني قبول الأخطاء لكن الظرف في العراق مختلف ..
وأخيراً فإن حسنة التوحيد وتحقيقه عظيمةٌ جداً ...
حتى لا أقوّلَك ما لم تقل، فقط أحببت أن أذكر الأحبة قراء الملتقى، بقول الإمام أحمد رضي الله عنه: "الخوارج هم المرجئة".
أقول ذلك: لأن المرجئة يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وبعض خوارج العصر يقول: لا تتكلموا في فلان فهو الذي فعل كذا وكذا، ولا تنتقدوا باطل الأحزاب البدعية المخالفة للكتاب والسنة، فهم يرجون إعادة الخلافة!!!! حتى عدوا من تكلم في رؤوس المبتدعة المعاصرين، مفرقاً للجماعة، بل مرجئاً، بل عميلاً .. الخ من الاتهامات الجاهزة.
وهل كان الخوارج الذين خرجوا على الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا، هل كانوا على زيغ في مسائل الاعتقاد؟؟ أم تظنون أن الخوارج فقط من كفر بالكبيرة، ونحو هذه الأمور؟
أرجو مراجعة ما كتبه علماؤنا عن الخوارج قديماً وحديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 03:51]ـ
أخشى ما أخشاه أنه لو مكن لهؤلاء في العراق فستكون العواقب وخيمة.
كما أخشى أن يحصل بالعراق مثل ما حصل بأفغانستان.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 11:16]ـ
أخي الفاضل فوزي زماري وفقه الله ..
قولك (أخشى ما أخشاه أنه لو مكن لهؤلاء في العراق فستكون العواقب وخيمة.): وهل هناك عاقبةٌ أسوأ من تسلط الصليبيين والرافضة على رقاب المسلمين. وما هو الحل في نظرك؟ هل تنصح بأن يترك المسلمون الجهاد المتعين عليهم؟
يا أخي تب إلى الله من هذا الكلام.
ولو سلم المجاهدون من أرباب الدنيا والمغلِّبين مصالح أحزابهم على مصلحة الدين فثق ثقةً تامة أنه لن يحصل شيءٌ من هذا بإذن الله تعالى ..
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 04:03]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل.
يا أخي هل يوجد سلفي يطلب المجاهدين عن إيقاف الجهاد.
أخي كلامي عن تنظيم القاعدة.
لماذا لم يتكلم العلماء عن الجهاد الإسلامي وغيره من الفصائل الجهادية التي لا تتبنى منهج التكفيريين؟
أستغرب كلما تكلم أحد في القاعدة إلا وهوجم بأنه ضد الجهاد.
التصرف الذي نقله الأخ من العراق ألا يجعل الرمء يخشى من تمكن هؤلاء؟
كلنا يتمنى لهم النصر ويتمنى إقامة الدولة الإسلامية لكن حبذا لو من دون تنظيم القاعدة.
أظن أن النقاش يجب أن يتوقف وأستغفر الله من كلامي السابق فليس هذا وقته.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
أخي الفاضل أبا عبد الرحمن الطائي وفقه الله ..
المجاهدون هم من أكثر الناس تحذيراً من رؤوس المبتدعة ولا أعلم أحداً منهم قد نهى عن التكلم في رؤوس المبتدعة المعاصرين .. كما أنهم دائماً يحذرون من أخطاء الإخوان المسلمين ...
وإن أردت أن المجاهدين مبتدعة فلا أظن أحداً من المنصفين يوافقك على هذا الحكم الجائر الظالم ..
الله الله بالتثبت قبل إلقاء التهم فليس هذا من خلق طالب العلم .. مرةً تصفونهم بالخروج ومرةً تصفونهم بالإرجاء وليس عندكم دليلٌ واضحٌ على ذلك ..
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:30]ـ
أخشى ما أخشاه أنه لو مكن لهؤلاء في العراق فستكون العواقب وخيمة.
.
أسأل الله السلامة والعافية
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:59]ـ
أخي الفاضل الموفق أبا مهند النجدي ..
لقد استغفر أخونا فوزي مما قاله فلا نكن أعواناً للشيطان عليه, وأحسِبُ أنه قال ما قال غير قاصدٍ له ..
ويعلم الله يا أبا مهند إنك لمن أحب الناس إلي فلا تبخل عليَّ بدعوةٍ في ظهر الغيب ...
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 11:55]ـ
وإن أردت أن المجاهدين مبتدعة فلا أظن أحداً من المنصفين يوافقك على هذا الحكم الجائر الظالم ..
الله الله بالتثبت قبل إلقاء التهم فليس هذا من خلق طالب العلم .. مرةً تصفونهم بالخروج ومرةً تصفونهم بالإرجاء وليس عندكم دليلٌ واضحٌ على ذلك
تنظيم القاعدة ليسوا من المبتدعة؟؟ وأفعالهم ليست من أفعال الخوارج!؟ ووصفُهم بذلك وصفٌ جائر ظالم ...
وليس لدينا دليل واضح على ذلك!!!
قبل أن أذكر لك كلام أهل العلم في هذا التنظيم؟ قل لي ـ بربك ـ من ترضى من أهل العلم حكماً حتى نبدأ بنقل كلامه هنا؟؟
لكي لا يقال هذا الشيخ كذا، وهذا ـ عندي ـ كذا .. مَن مِن أهل العلم ترضونه حكماً؟؟
الشيخ ابن باز .. الشيخ ابن عثيمين .. الشيخ الألباني .. الشيخ صالح اللحيدان .. الشيخ الفوزان .. الشيخ صالح آل الشيخ .. الشيخ عبد المحسن العباد، وغيرهم.
قولوا لنا لكي ننقل كلامهم، والسلام عليكم.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 03:00]ـ
أخي أبا مهند لم تعطنا رأيك في أقوال العلماء ولم تعلق على الكلام الذي نقله عن معاملة دولة العراق الإسلامية لأحد الإخوة السلفيين.
على ماذا تسأل السلامة والعافية أخي الكريم هل وجدتني مبتلى؟!
هذا التنظيم يكفر الحكام ويخرج عليهم وهو لم يمكن له بعد فما الحال بعد التمكين؟
قد يعلن الحرب على الدول المجاورة بحكم أنها بلاد كفر وحكامها كفرة.
ولا يظنن ظان من كلامي أني ضد إقامة الدولة الإسلامية بل أنا أخشى أن تقام الدولة على تكفيريين أذاقوا الشعوب الإسلامية الويلات وهم مشتتون فما بالك لو ضمتهم دولة.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 05:14]ـ
هذا التنظيم يكفر الحكام ويخرج عليهم وهو لم يمكن له بعد فما الحال بعد التمكين؟
قد يعلن الحرب على الدول المجاورة بحكم أنها بلاد كفر وحكامها كفرة.
ولا يظنن ظان من كلامي أني ضد إقامة الدولة الإسلامية بل أنا أخشى أن تقام الدولة على تكفيريين أذاقوا الشعوب الإسلامية الويلات وهم مشتتون فما بالك لو ضمتهم دولة.
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
ـ[النجم]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 05:27]ـ
هذا التنظيم يكفر الحكام ويخرج عليهم وهو لم يمكن له بعد فما الحال بعد التمكين؟
. لا تعمم الحكم على حكام المسلمين, والله يابعض حكام الدول الإسلامية أنهم أكفر من اليهود والنصارى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 06:07]ـ
أريد نقلاً عن الإمامين الجليلين عبد الله الغنيمان وعبد الرحمن البراك ..
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 07:52]ـ
لحوم المجاهدين مسمومة
قال أحد جنود دولة العراق الإسلامية أن هناك رجل من العراق مدني أصيب جراء غارة أمريكية فقام أحد جنود دولة العراق من المجاهدين بحمله على ظهره وإيصاله إلى المستشفى كم تتوقعون المسافة ....
17 كيلو .......
فاتقوا الله يا مسلمين في المجاهدين هذا وأنتم محسوبون على العلم كيف بالجهال
ثم إنه في خطابات المجاهدين يثنون على العلماء ويقولون لهم تعالوا قاتلوا معنا كما في خطاب أبو حمزة المهاجر أمير تنظيم القاعدة
وهنا تستطيعون تصلون للحق بإذن الله والأخذ من نفس المجاهدين لا من وسائل الاعلام الكافرة
w-n-n.com
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 07:53]ـ
وهل اقتصر العلم على هذين الإمامين؟
هل نضرب بكلام العلماء الآخرين عرض الحائط أم أنهم ليسوا أهلا للحكم أخي الكريم؟
أما الأخ نجم فتكفير المعين ليس لطلبة العلم بل للعلماء الربانيين هذا ما تعلمناه من علمائنا.
في المنتديات نرى تكفيرا للحكام عينا فأعجب ما هذا التسرع في تكفير المعين دون الرجوع للعلماء.
وجزاك خيرا أخي أبا عبد الرحمن.
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 03:38]ـ
في المنتديات نرى تكفيرا للحكام عينا فأعجب ما هذا التسرع في تكفير المعين دون الرجوع للعلماء.
وجزاك خيرا أخي أبا عبد الرحمن.
هل كتاب المنتديات هم من المجاهدين؟؟؟
وأنا أتسائل أخي هل حاكم المغرب أو مصر أو غيره يحكم بالشريعة وماذا تسمي هذا هل هو نفاق أو معصية أم ماذا
وقبل وفاة الشيخ ابن باز بأيام أرسل نصيحة إلى حسني مبارك يدعوه فيها إلى الحكم بالشريعة فرد قائلاً إن الشعب لا يريد فماذا تسمي هذا
وسؤال آخر إذا رأيت رجل مسلم ثم بعد ذلك رأيته يسجد لصنم هل تقول بتكفيره أم لا مع العلم أنه لا يخفى على شريف علمك أن هذه ردة فهل لا بد للرجوع إلى العلماء في هذا الرجل وكلام العلماء معروف لديك ـ وأنا لا أنكر الرجوع للعلماء فهم ورثة الأنبياء ـ
واقرأ هذه الكلمة إلى الإمام ابن القيم:
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في الزاد في معرض ذكره للفوائد المستنبطة من أحداث غزوة الفتح: وفيها أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفر متأولاً وغضباً لله ورسوله ودينه , لا لهواه وحظه , فإنه لا يكفر بذلك , بل لا يأثم به , بل يثاب على نيته وقصده (زاد المعاد 3/ 372).
وأنا أعلم وتعلم أن التكفير أمر خطير وليس أمر بالسهل إذ هو حكم بالتخليد في النار
وأنا أنصحك بالقراءة في كتب أئمة الدعوة النجدية فهم قد بينوا هذا الأمر وأوضحوه مع أن البعض قد يشمئز من هذا الكلام لكن في الحقيقة أن هذا في قبله مرض ولن يسلم أهل الحق أبداً من المعاداة
لا توحشنّك غربة بين الورى فالناس كالأموات في الحسبان
أو ما علمت بأن أهل السنة الغرباء حقاً عند كل زمان
قل لي متى سلم الرسول وصحبه والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق ومحارب بالبغي والطغيان
وتظن أنك وارث لهم وما ذقت الأذى في نصرة الرحمن
وقد قال شيخ الإسلام محمد بن عبدا لوهاب " إنما عودينا من أجل التكفير والقتال " الدرر أهـ
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 05:44]ـ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 09:42]ـ
أخي الفاضل ياسين البحر .. بارك الله فيك ..
ولنتأمل جيداً كلام ابن القيم رحمه الله تعالى المذكور أعلاه (وفيها أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفر متأولاً وغضباً لله ورسوله ودينه , لا لهواه وحظه , فإنه لا يكفر بذلك , بل لا يأثم به , بل يثاب على نيته وقصده) .. فلم لا نعتذر لهم بأنهم متأولون بدلاً من رميهم بالخوارج والتكفيريين؟!!! ..
والأهم من ذلك تأمل الحديث (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ) ..
ولنعلم أن كراهية انتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم أمرٌ خطير وذنبٌ جسيم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 05:18]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل ما ذكرتم فيه كفاية، وكل أبدى ما عنده، ولعلنا هنا نطوي هذه الصفحة، ونلتفت إلى آمر آخر لنا فيه خير جميعا.(/)
موت الغرب وانهيار الحضارة الغربية!
ـ[آفاق]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 02:26]ـ
ظهرت في الساحة الغربية كتب ودراسات كثيرة تحمل عناوين مثيرة وملفتة للنظر، تتحدث عن انهيار الغرب، وسقوط وتلاشي حضارته. بعضها يحمل العنوان نفسه، وبعضها الآخر يتناول هذا الموضوع ضمن فصول خاصة؛ وتتناول الانهيار الأخلاقي والقيَمي في المجتمعات الغربية، وفشل مؤسسة الأسرة، وانتشار واتساع دائرة الجريمة بشتى أنواعها، وعجز الأنظمة المعاصرة عن مواجهة موجات العنف والفوضى الداخلية، وانتشار سُعار الانتحار، وفشل الفلسفات الحديثة في معالجة الروح والرؤى والأفكار المُلحة التي تُطرح على عقل الإنسان الغربي .. الخ.
الحقيقة الظاهرية التي ُتريد تلك الدراسات والكتب إيصالها إلينا، هي كشف الواقع الحقيقي الذي يعيشه الغرب. لكنها في الوقت نفسه تكشف لنا عن الطرح الشفاف والتعاطي الموضوعي والصراحة الشجاعة التي يتعامل بها الغرب مع مشاكله بشتى أنواعها، فهي مشاكل حقيقية، وهي أرقام صادقة وواقعية، وأغلب هذه الكتب والدراسات تقوم على أبحاث ميدانية بأساليب علمية، لإماطة اللثام عن واقع الحياة الغربية الحالي، استشرافاً للمستقبل الغربي.
ولكن الحقيقة الموضوعية هي أن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد بيان وشرح وتعاطٍ منطقي معه من قبلنا نحن، حيث إن هذه الكتب والدراسات ومثيلاتها تقدم لنا معلومات غنيَّة عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والدينية في الغرب لا لأجل الفضائحية، بل تُقدم تحت ضوء النقد وجلد الذات أو قل: (الصراخ أو التفكير الصاخب من أجل استيقاظ الغرب).
ومما يحسن بيانه أن الغرب ينزع منذ القدم نحو رؤية نفسه ونقدها بشكل دوري، والالتفاف حول الذات والتبصر فيها وفي إيجابياتها وسلبياتها. إنه يفكر بصوت عالٍ، وليس هذا بجديد على الغرب، فالكتب التي تتوقع موت وانهيار الغرب؛ هي سلسلة متواصلة من (نقد الذات) والتحذير من مقدمات وبشائر الانهيار الذي قد يضرب الغرب في المستقبل القريب!
لقد كان أهل الفكر والثقافة في الغرب يفكرون بصوت صاخبٍ مستصرخين أقوامهم للنهوض من حالة التردي التي يمرون بها في لحظتهم الآنيَّة، وذلك منذ كتابات ودراسات (غوبون) في كتابه الشهير (سقوط الإمبراطورية الرومانية) والكتاب الشهير (سقوط الحضارة الغربية) أو (تدهور الغرب) للمفكر الألماني (أوزفالد اشبنغل) مروراً بما كتبه الفيلسوف البريطاني (أرنولد توينبي) حول التاريخ، وكتابات الفيلسوف الألماني الشهير (فريدريك نيتشه) وخاصة كتابه المعروف (هكذا تكلم زرادشت) الذي وصف الحضارة الغربية بدقة وبصورة عجيبة ورمزية، وكتاب (موت الغرب) لمؤلفه (باتريك. بوكانن) وغيرهم كثير.
إن هذه الدراسات هي من باب (التصحيح و النقد) وهي وإن كانت صحيحة منطقية، إلا أنها تنزع إلى التركيز على الجانب المظلم أو الخلل، وتغفل الجوانب الإيجابية الكثيرة في الغرب.
ولعل من شهادة الحق التي نشهد بها للآخرين -الحضارة الغربية- هي قدرة الغرب على النهوض السريع بعد كل كبوة وعثرة يتعثر بها، فقدراته الذاتية على نقد نفسه، ومعاودة النهوض من جديد أصبحت سمة راسخة في الغرب، الذي أصبح مدرسة في سرعة إعادة تشكيل ذاته، وسرعته وشجاعته في مواجهة أزماته الداخلية والخارجية، بقدرات ذاتية.
ومما نجده في تراثنا الأصيل عن الغرب، شهادة الصحابي الجليل والعبقري العربي الفذ (عمرو بن العاص) رضي الله عنه، الذي احتك بالغرب في السلم والحرب، وفي القوة والضعف، فقال فيهم مقولة أوجزها بعبقريته الفذة في عبارات بحق توصف بأنها تشخيص لعمل العقل السياسي والاجتماعي الغربي.
قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عمرو: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربع: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك). أخرجه الإمام مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهنا خبر غيبي يخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن آخر الزمان، وأنَّه حينما تقوم الساعة يكون الروم - الغرب - أكثر الناس، وكأنَّ عمرو بن العاص رأى أن للبقاء جملة من الأسباب والأساسيات التي يقوم عليها، ولذا نجده ينظر إلى الروم - وهو الخبير بهم - فيتأمل إيجابياتهم التي مكنتهم من المحافظة على بنائهم وبقائهم، وهذه هي مهمة المثقفين الأولى، والتي تتمثل في تَمثُل الإيجابيات وجلبها، وتَصور السلبيات والتحذير منها، فضلاً عن صناعة وابتكار الإيجابيات، والتنبؤ بالسلبيات واجتنابها.
فعمرو بن العاص - رضي الله عنه - ذكر أولاً: أن الغرب أهل عقل وحلم عند الفتن واختلاط الأمور وتشابهها، وهذه حقيقة واضحة تبدو لمن تصفح تاريخ الغرب.
ثم ثانياً: أنهم أسرع استدراكاً ونهوضاً بعد كبوة أو مصيبة أو كما قال الإمام النووي: (أخبرهم بعلاجها والخروج منها)، وخذ مثالاً (ألمانيا) كيف نهضت بعد الحرب العالمية الثانية قوية فتية كأن لم يمسها بأس!
ثم ثالثاً: أنهم يبادرون إلى العودة إلى ما كانوا عليه بعد تراجع وانحسار.
ورابعاً: التكافل والتضامن الاجتماعي بينهم، ورعايتهم لحقوق بعضهم، وانتصارهم لحقوق ضعفائهم وأصحاب الحاجات عندهم، وهذه ظاهرة في المؤسسات المدنية، وحقوق الإنسان، وحقوق المساواة التي فَضلَ بها الغرب عن الشرق كثيراً.
خامساً: أخلاقهم السياسية وطبائعهم التحررية التي ترفض الاستسلام للظلم، والخنوع للديكتاتورية، فهم من أمنع الناس عن ظلم الحكام والملوك، فترى الشعوب تنتزع حقوقها، وتُقنن حقوقها في دساتيرها بما يضمنها مع تقلب الأحوال.
ولعل ملخص هذه الطبائع يكمن في العدالة الغربية النسبية التي تقوم عليها المجتمعات الإنسانية، بل العدل تقوم عليه السماوات والأرض، ولا تقوم إلا به، ولذا فإن الدول العادلة وإن كانت كافرة فإن الله يقيمها وينصرها، وأما الدول الديكتاتورية الظالمة وإن كانت مسلمة، فإن الله يخذلها، لأنها خذلت أعظم ميزان في السنن الكونية والشرعية، وهو ميزان العدالة والمساواة.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28 - 63): (فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يُروى: الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة).
وقال ابن تيمية - أيضاً - في مجموع الفتاوى (28 - 146): (أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام).
ولذا فإن تلك الدراسات الغربية التي تتحدث عن انهيار وموت الغرب -رغم ما يغلب على أكثرها من طرح علمي، ومنهجي منطقي، وتعاطي عقلاني- إلا أنها أحياناً تحنى منحى ظنياً، أو تطرح رؤى مستقبلية عبارة عن توقعات شخصية لأن غرضها الإيجابي ضرب الواقع الغربي بماس كهربائي كي يراجع نفسه، تحت وطأت (فزاعة) السقوط الوشيك!
فمثلاً: الفيلسوف الألماني (اشبنغل) الذي توقع تدهور وسقوط الغرب، حيث يقول: (إن حضارة الغرب جاوزت مرحلة الشباب والقوة ودخلت في مرحلة التدهور والشيخوخة). هو الذي كتب أيضاً عن توقعاته في وحدة العرب واشتداد شوكتهم قبل انتهاء القرن العشرين!!
إننا يجب أن نتعامل مع هذه الدراسات بمنطقية وعقلانية، حتى لا نقع تحت ضحية (التخدير العقلي) أو (أوهام النصر) الذي يرسم لنا صورة تمثل سقوط (الآخر) في ظل غفوتنا الطويلة عن اللحاق بركب الأمم. لكن البعض يسيء فهم مقصود هؤلاء، أو يجد في كتاباتهم أو مجرد عناوين كتبهم مادة مخدرة لعقله أو لنفسه، ويطلق لنفسه الأماني بسقوط غيره دونما أن يبحث عن ارتقاء نفسه!
إن الغرب يملك شجاعة وصراحة كافية في بيان عيوبه ونقد ذاته - ليس مطلقاً - ويبحث في ذلك، ولا يخافه، ووفق دراسات أكاديمية مدعومة من الجميع حكومة وشعباً، في مقابل سكوت وصمت مجتمعاتنا العربية عن عيوبها الجوهرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن لا نملك إحصائيات حول الجوانب السياسية والاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا العربية، وإن كانت اعتقد أن الواقع ينذر بانهيار في جوانب كثيرة، فحقوق الإنسان في الدول العربية تنذر بخطر كبير، وارتفاع نسب الفقر، وتفشي المخدرات والجريمة وانتشار الخطف والاغتصاب والسطو المسلح، والطلاق، أمر يحذر من كارثة، فهل نحن قوم لا نحب أن نتعاط مع قضايانا بموضوعية أو شفافية، وأم أننا لا نؤمن بالبحث العلمي؟!
إن البحث عن أسباب سقوطنا وموتنا وانهيارنا أولى وأجدر من التلهي بمراقبة سقوط الآخرين، الذي أصبح عائقاً عن البناء ونقد الذات، وهذا هو الانهيار الحقيقي والسقوط الفعلي.
كل الشعوب لها مميزات لا توجد في غيرها ومن تلك ما ذكره عمرو بن العاص في حق الروم، وأمتنا العربية الإسلامية تتميز بميزات لا تتوفر في غيرها من الأمم، كالجوانب الأخلاقية و والاجتماعية والجوانب العلمية التي فيها أساس بقاء وقيام واستمرار الحضارات، كما أن أمتنا تتميز بميزة فريدة لا توجد في غيرها، وهي أنها أمة (الوحي) الذي يعصمها من الانحراف الحضاري ويوحدها حضارياً، وهذه المميزات تحتاج إلى من يستثمرها وينميها كما استثمر الغرب مميزاته ببراعة، كما أنه لم يأت في ديننا الإسلامي ما يمنع من الإفادة مما عند الغرب من خير وعلم وتقدم.
فهل مشكلتنا تنبع من انتظارنا سقوط حضارة (الآخر) دون مبادرة منا إلى البناء؟ وهل هذا هو الذي عطل قدراتنا عن الإعداد للصعود؟!
إنَّ الانتصار الحقيقي لأي أمة ليس بانتظارها سقوط غيرها، بل بنهوضها على أكتاف أبنائها، وصناعتها للمجد وأسباب القوة بإرادتها وقدراتها الذاتيَّة، إن الأمم تنهض وتسقط، وسقوط بعض الأمم الكبيرة لا يعني نهوضنا إذا لم نكن أهلاً سياسياً وعلمياً وثقافياً لسد ذلك الفراغ العالمي، فهل أصبحت أمتنا مجرد متفرج عاطلٍ يشاهد الأمم الناهضة والساقطة في مسرح هذه الحياة؟!
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
بقلم: عائض بن سعد الدوسري
المصدر: صحيفة الجزيرة
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 11:18]ـ
إنَّ الانتصار الحقيقي لأي أمة ليس بانتظارها سقوط غيرها، بل بنهوضها على أكتاف أبنائها، وصناعتها للمجد وأسباب القوة بإرادتها وقدراتها الذاتيَّة، إن الأمم تنهض وتسقط، وسقوط بعض الأمم الكبيرة لا يعني نهوضنا إذا لم نكن أهلاً سياسياً وعلمياً وثقافياً لسد ذلك الفراغ العالمي، فهل أصبحت أمتنا مجرد متفرج عاطلٍ يشاهد الأمم الناهضة والساقطة في مسرح هذه الحياة؟!
.
.
جزى الله الكاتب والناقل كل خير
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 02:58]ـ
مقالة مميزة بحق، فالكتب الصادرة أخيراً خصوصاً موت الغرب الذي أحدث ضجة إعلامية ما هي إلا نقد للذات كما ذكر الكاتب تعود الغرب عليها، فالرجل الغربي يسهل عليه المراجعات والإعتذار عن الخطأ ولا يكابر كثيراً، وهذه ميزة تحسب لصالحهم.
كما أن انتظارنا لوفاة لغرب دون بناء أمر يدعو للضحك، فعلى فرض حقيقة موت الغرب فإن هناك أمماً أخرى تبني لتحصل على ما تستحقه من ثمرة البناء، فالصين على سبيل المثال وشرق آسيا يقفون في أول طوابير الإنتظار على عتبات التسيد والتحكم ..
نعيش اليوم واقع مر، يزيد مرارته أن كثيراً ممن يعدون من أهل الصلاح في أمتنا يمنون أنفسهم بالإنتصار دون عمل، نحن سننتصر لا محالة وهذا مصداق لكلام النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا سعينا إلى ذلك ..
ـ[مرثد]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 06:56]ـ
جزى الله الكاتب والناقل خيرا
وهو تحليل رائع ومميز وقد حفظت بعض فقراته
ومن امتع المكتوب
... ومما نجده في تراثنا الأصيل عن الغرب، شهادة الصحابي الجليل والعبقري العربي الفذ (عمرو بن العاص) رضي الله عنه، الذي احتك بالغرب في السلم والحرب، وفي القوة والضعف، فقال فيهم مقولة أوجزها بعبقريته الفذة في عبارات بحق توصف بأنها تشخيص لعمل العقل السياسي والاجتماعي الغربي.
قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عمرو: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربع: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك). أخرجه الإمام مسلم
.. ولذا فإن تلك الدراسات الغربية التي تتحدث عن انهيار وموت الغرب -رغم ما يغلب على أكثرها من طرح علمي، ومنهجي منطقي، وتعاطي عقلاني- إلا أنها أحياناً تحنى منحى ظنياً، أو تطرح رؤى مستقبلية عبارة عن توقعات شخصية لأن غرضها الإيجابي ضرب الواقع الغربي بماس كهربائي كي يراجع نفسه، تحت وطأت (فزاعة) السقوط الوشيك
.. إننا يجب أن نتعامل مع هذه الدراسات بمنطقية وعقلانية، حتى لا نقع تحت ضحية (التخدير العقلي) أو (أوهام النصر) الذي يرسم لنا صورة تمثل سقوط (الآخر) في ظل غفوتنا الطويلة عن اللحاق بركب الأمم. لكن البعض يسيء فهم مقصود هؤلاء، أو يجد في كتاباتهم أو مجرد عناوين كتبهم مادة مخدرة لعقله أو لنفسه، ويطلق لنفسه الأماني بسقوط غيره دونما أن يبحث عن ارتقاء نفسه!
فهل مشكلتنا تنبع من انتظارنا سقوط حضارة (الآخر) دون مبادرة منا إلى البناء؟ وهل هذا هو الذي عطل قدراتنا عن الإعداد للصعود؟!
إنَّ الانتصار الحقيقي لأي أمة ليس بانتظارها سقوط غيرها، بل بنهوضها على أكتاف أبنائها ..(/)
«حَقِيْقَة شَهَادَة أنّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ» للعلامة عبد العزيز آل الشيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 08:36]ـ
«حَقِيْقَة شَهَادَة أنّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ»
لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ آل الشَّيْخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
- حفظه الله ورعاه -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا اخترنا أن تكون الكلمة في هذا العدد المبارك في مجلة البحوث الإسلامية، حول حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله، وذلك لدعاء الحاجة بل والضرورة لذلك، ولما نرى من جهل كثير من المسلمين، فضلا عن غيرهم بحقيقة شهادة أن محمدا رسول الله، ووقوعهم فيما يخالفها مما يناقضها أو يضاد كمالها أو ينقص به إيمان العبد بها، فكان لزاما أن نبين ذلك نصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم امتثالا لأمر الله سبحانه: ? وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ? [سورة الذاريات الآية 55]، وقوله: ? فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ? [سورة الأعلى الآية 9]، وقوله: ? فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ? [سورة الغاشية: 21 - 22] إلى غير ذلك من الآيات، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قال الصحابة: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». رواه مسلم.
فواجب على كل من عرف الحق بدلائله أن يبينه وينشره بين الناس، سيما في هذه الأزمان التي اشتدت فيها غربة الإسلام، وبات المعروف فيها منكرا والمنكر فيها معروفا، وقل من يرفع رأسه بالحق ويظهره فلا حول ولا قوة إلا بالله وسلوانا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء». [صحيح مسلم الإيمان (145)].
وقبل البدء في ذلك أقدم بمقدمة أرى أنها نافعة فأقول مستعينا بالله:
لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، أمر ملائكته بالسجود له، وكان إبليس من الجن، وليس من الملائكة، وإنما دخل في خطابهم لتوسمه بأفعال الملائكة وتشبهه بهم وتعبده وتنسكه، لكن حين أمروا بالسجود وسجد الملائكة، لم يسجد إبليس اللعين: ? وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ? [سورة البقرة الآية 34]. ويقول سبحانه في سورة الكهف: ? وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ? الآية [: 50]، أبى أن يسجد لآدم كبرا وحسدا وبغيا فكان عاقبته أن طرد من رحمة الله وحلت عليه لعنة الله، لكن الخبيث ازداد بغيه وعظم حقده على آدم وذريته وطلب من الله الإنظار إلى يوم القيامة فأنظره الله، عند ذلك قال - كما قص الله خبره -: ? قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ? [سورة الأعراف: 16 - 17]، والمعنى أنه أقسم أن يضل عباد الله من بني آدم عن طريق الحق وسبيل النجاة لئلا يعبدوا الله ولا يوحدوه ويسلك شتى الطرق لصدهم عن الخير وتحبيب الشر لهم. ومثله قوله تعالى قاصا خبره: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? [سورة الحجر: 39 - 40]، وقوله سبحانه: ? قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا ? الآية [سورة الإسراء الآية 62].
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يزل بآدم عليه السلام وذريته وسوسة وإغواء وإضلالا حتى تسبب في إهباط آدم من الجنة وقتل ابن آدم لأخيه، ولم يكفه هذا فلما مر ببني آدم الزمان وطال عليهم العهد بالنبوة حسن إليهم الشرك وأغواهم فكان له ما أراد، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، ووقعوا في الشرك، وكان أول ذلك زمن قوم نوح حين عبدوا الأصنام ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، وكانت هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت، هذا ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما كما في البخاري. وروى ابن جرير عن محمد بن قيس قال: " كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم أتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم".
هكذا بدأ الشرك في بني آدم، بسبب إغواء إبليس لهم، لكن الله سبحانه بحكمته وعلمه ورحمته بعباده لم يتركهم هملا يغويهم إبليس وجنده، بل أرسل إليهم الرسل لتبين لهم الدين الحق، وتحذرهم من الشرك والضلال رحمة منه بعباده، وإقامة للحجة عليهم: ? لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ? [سورة الأنفال الآية 42] يقول الله سبحانه وتعالى: ? رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ? [سورة النساء الآية 165] ويقول سبحانه: ? وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ? [سورة الأنعام: 48 - 49].
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين»، وفي لفظ آخر: «من أجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه». فأرسل الله الرسل إقامة للحجة على عباده وإعذارا لهم. وهذه الرسالات من نعم الله على خلقه أجمعين؛ إذ حاجة العباد إليها فوق كل حاجة، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، فهم في حاجة إلى الرسالة أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب والدواء، إذ قصارى نقص ذلك أو عدمه تلف الأبدان، أما الرسالة ففيها حياة القلوب والأديان، بل والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -[((مجموع الفتاوى)) (19/ 99)]، أرسل الله الرسل وجعلهم بشرا من أقوام المرسل إليهم وبلسانهم ليبينوا لهم الدين الحق: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [سورة إبراهيم الآية 4]. وكل أمة بعث فيها رسول، قال عز وجل: ? وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ? [سورة يونس الآية 47].
وقال سبحانه: ? وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ? [سورة فاطر الآية 24]. بعثوا جميعا بدين واحد وهو الإسلام؛ إخلاص الدين لله، وتجريد التوحيد له سبحانه، واجتناب عبادة ما سواه: ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ? [سورة النحل الآية 36]، وقال سبحانه: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ? [سورة الأنبياء الآية 25] وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «الأنبياء إخوة، أمهاتهم شتى ودينهم واحد» متفق
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه.
وكذلك أيضا كل رسول يأمر قومه بطاعته إذ هذا مقتضى الرسالة يقول عز وجل: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ? [سورة النساء الآية 64]. ولم تزل الرسل تتابع إلى أقوامهم لدعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك ? ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ? الآية [سورة المؤمنون الآية 44]، إلى أن جاء موسى وبعده عيسى عليهما السلام وظهرت في كتبهما البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل: ? الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ? [سورة الأعراف الآية 157]، ويقول عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? [سورة الصف الآية 6]. وبعد أن رفع عيسى عليه السلام وطال ببني آدم العهد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حمل إبليس بخيله ورجله على بني آدم فأضلهم ضلالا بعيدا، وأوقعهم في الكفر والشرك والضلال بصنوفه إلا قليلا منهم، وبلغ من حالهم أن مقتهم الله سبحانه عربهم وعجمهم إلا القليل، ثم بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة» [سنن الدارمي المقدمة (15)]، بعث والحال كما أخبر به صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه حيث قال - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا. وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان. . .» الحديث. فرفع الله عنهم هذا المقت برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه رحمة للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على الخلائق أجمعين، أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فختم به الرسل، وهدى به من الضلال، وعلم به من الجهالة، وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فأشرقت الأرض بعد ظلماتها، وتألفت بها القلوب بعد شتاتها، فأقام به الملة العوجاء وأوضح بها المحجة البيضاء، رفع الله به الآصار والأغلال وجعل رسالته عامة للإنس والجان، ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ? [سورة سبأ الآية 28]، ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ? [سورة الأعراف الآية 158].
أرسله الله على حين فترة من الرسل ودروس من الكتب حين حرف الكلم وبدلت الشرائع واستند كل قوم إلى أظلم آرائهم وحكموا على الله وبين عباد الله بمقالاتهم الفاسدة وأهوائهم، فهدى الله به الخلائق، وأوضح به الطريق، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وأبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفرق به ما بين الأبرار والفجار، وجعل الهدى والفلاح في اتباعه وموافقته، والضلال والشقاء في معصيته ومخالفته، رؤوف رحيم بالمؤمنين حريص على هداية الخلق أجمعين عزيز عليه عنادهم وتعنتهم: ? لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [سورة التوبة الآية 128].
خلاصة دعوته البشارة والنذارة والدعوة إلى الله ببصيرة وحكمة ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ? [سورة الأحزاب الآية 45].
(يُتْبَعُ)
(/)
هو خاتم الأنبياء وشريعته وكتابه المهيمن على سائر الشرائع والكتب الناسخ لها: ? مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ? [سورة الأحزاب الآية 40]، ويقول عز وجل: ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ? [سورة المائدة الآية 48]. هو - صلى الله عليه وسلم - محمد وأحمد، والماحي يمحو الله به الكفر، والحاشر يحشر الخلائق على قدمه، والعاقب ليس بعده نبي، وهو نبي التوبة ونبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم -، له الحوض المورود والمقام المحمود الذي يحمد عليه الخلائق، وذلك حين يخر ساجدا تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يفتحها عليه، ثم «يقال له - صلى الله عليه وسلم -: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع».
شرح الله صدره ووضع عنه وزره وجعل الذلة على من خالف أمره ورفع له ذكره، فلا يذكر الله سبحانه إلا ذكر معه، وكفى بذلك شرفا، وأعظم ذلك الشهادتان، أساس الإسلام ومفتاح دار السلام، عاصمة الدماء والأموال والأعراف، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
فمعنى لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا الله سبحانه.
وأركانها النفي والإثبات: (لا إله) نافيا جميع ما يعبد من دون الله، (إلا الله) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له. وشروطها: العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة، وزاد بعضهم شرطا ثامنا وهو الكفر بما عبد من دون الله.
وتحقيق هذه الشهادة ألا يعبد إلا الله، وحقها فعل الواجبات واجتناب المحرمات.
هذه جمل مختصرة في شهادة ألا إله إلا الله، أما تفاصيلها فلا تحتملها هذه الكلمة اليسيرة.
أما حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله فهي متضمنة لأمور، رأسها وأساسها الإيمان به، وذلك بالإيمان واليقين التام بأنه رسول الله حقا (محمد رسول الله) وأن رسالته عامة للبشر عربهم وعجمهم يقول الله سبحانه: ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ? [سورة الأعراف الآية 158]، ويقول عز وجل: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ? [سورة سبأ الآية 28].
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» متفق عليه، ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار» رواه مسلم.
بل رسالته تعم الجن أيضا: ? وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ? [سورة الأحقاف الآية 29] إلى قوله تعالى: ? يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ? [سورة الأحقاف الآية 31 - 32].
ومن الإيمان به الإيمان بأنه صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب. ومن الإيمان به الإيمان بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن كتابه القرآن الكريم هو آخر الكتب المنزلة المهيمن عليها، وشريعته هي الناسخة للشرائع قبلها، يقول عز وجل: ? مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ? [سورة الأحزاب الآية 40]، ويقول عز وجل: ? الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ? [سورة الأعراف الآية 157]، ويقول سبحانه: ? وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [سورة آل عمران الآية 85].
وقد أجمع المسلمون على ذلك وهو عندهم من العقائد الثابتة بيقين والإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد جاءت به الآيات صريحة قاطعة للمعذرة يقول الله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ? [سورة النساء الآية 170]، ويقول سبحانه: ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? [سورة الأعراف الآية 158].
ويقول سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ ? [سورة النساء الآية 136]، بل إن الله أخذ ميثاق النبيين على الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ونصرته فلا يسع أحدا منهم لو كان حيا وقت بعثته صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه يقول الله عز وجل: ? وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ *فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ? [سورة آل عمران الآية 81 - 82].
ومن حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر والاستجابة لدعوته - صلى الله عليه وسلم - فقد جعل الله طاعة الرسول طاعة له سبحانه وقرن طاعته بطاعة الرسول في أكثر من موضع في كتابه، يقول عز وجل: ? مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ? [سورة النساء الآية 80]. ويقول سبحانه: ? قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ? [سورة النور الآية 54]. ويقول عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ? [سورة النساء الآية 59].
وعلق الهداية على طاعته - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه: ? قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ? [سورة النور الآية 54]، وجعل من حقق طاعة الله ورسوله في زمرة أشرف الخلق فقال عز وجل: ? وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ? [سورة النساء الآية 69]. بل علق على طاعة الله ورسوله الفوز العظيم ألا وهو دخول الجنات، قال سبحانه: ? وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? [سورة النساء الآية 13].
وأما تصديق خبره فهو حقيقة الشهادة ولا تتم الشهادة إلا بتصديقه وإلا كان كاذبا منافقا وقد أثنى الله على المسلمين بتصديقهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: ? وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ? [سورة الزمر الآية 33].
قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد: الذي جاء بالصدق هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ? وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ? هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ? وَصَدَّقَ بِهِ ? قال: المسلمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذم الله من كفر بالرسول صلى الله عليه وسلم وتوعده بأشد العذاب، قال تعالى: ? فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ? [سورة الزمر الآية 32]، وقال في سورة المدثر فيمن كذب خبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من القرآن يقول الله عز وجل: ? ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا ? إلى أن قال سبحانه: ? إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ *فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ *فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ *سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ?.
بل إن سنة الله فيمن كذب رسله ماضية في نزول العذاب والهوان بهم، يقول الله سبحانه: ? إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ? [سورة ص الآية 14]،ويقول سبحانه: ? ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ? [سورة المؤمنون الآية 44].
ودليل الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ? [سورة الأنفال الآية 24].
فأمر بالاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم وقرنها بالاستجابة لله سبحانه وتعالى، وسمى ما يدعو إليه صلى الله عليه وسلم حياة؛ لما فيه من نجاتهم وبقائهم وحياتهم بالإسلام بعد موتهم بالكفر. وحذر من عدم الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: ? فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? [سورة القصص الآية 50].
ومن حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله محبته صلى الله عليه وسلم ونصرته وموالاته وتعظيمه، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم تكون النصرة لسنته صلى الله عليه وسلم، فدليل محبته صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده»، وفي حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. . .» الحديث.
وتوعد الله سبحانه من قدم محبة أحد كائنا من كان على محبة الله ورسوله فقال سبحانه: ? قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ? [سورة التوبة الآية 24].
ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه» فقال عمر: فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».
(يُتْبَعُ)
(/)
ودليل النصرة والتعظيم قوله تعالى: ? فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [سورة الأعراف الآية 157] وقال سبحانه: ? إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ? [سورة الفتح: 8 - 9]، ويقول سبحانه: ? ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ? [سورة آل عمران الآية 81]
ووصف طائفة من المؤمنين وأثنى عليهم بقوله سبحانه: ? لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ? [سورة الحشر الآية 8]، ويقول سبحانه: ? إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ? [سورة التوبة الآية 40]، ويقول سبحانه: ? لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ? [سورة النور الآية 63]، ودليل الولاية قوله تعالى: ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ? [سورة المائدة: 55 - 56]. ويقول عز وجل: ? إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ? [سورة التحريم الآية 4].
ومما يدخل في حقيقة هذه الشهادة العظيمة التسليم له صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرعه والتحاكم إليه والرضا به، والدليل قوله تعالى: ? فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? [سورة النساء الآية 65]، وقال سبحانه في صفة المؤمنين مثنيا عليهم ومشيدا بهم: ? إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [سورة النور الآية 51].
وقال سبحانه واصفا المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون: ? وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ *وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ *أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? [سورة النور الآية 47 - 50]،وقال سبحانه أيضا فاضحا أمرهم مشددا في ترك طريقهم: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا *وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ? [سورة النساء الآية 60 - 61].
فتحكيم شرع الله وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، الأفراد على أنفسهم وكذلك الحكام وولاة الأمر على رعاياهم ومن تحت أيديهم واجب فرض متحتم لا محيد عنه لمؤمن مسلم بل هو من حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حقيقة هذه الشهادة العظيمة -شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم- الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والرد إليه في حياته عند التنازع، وإلى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وتقديم سنته على رأي كل أحد كائنا من كان والحذر من مخالفته ومشاقته ومحادته صلى الله عليه وسلم. يقول الله عز وجل: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ? [سورة الأحزاب الآية 21]، ويقول عز وجل: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ? [سورة الحشر الآية 7].
ولما ادعى أقوام محبة الله سبحانه أنزل آية الامتحان في سورة آل عمران وهي قوله تعالى: ? قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ? [الآية 31].
ويقول أيضا جل وعلا: ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ? [سورة النساء الآية 59]، ويقول عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ? [سورة الحجرات الآية 1]،ويقول سبحانه وتعالى: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ? [سورة الأحزاب الآية 36]،وقال سبحانه وتعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [سورة النور الآية 63].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر.
وقال الشافعي يرحمه الله: أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
وقال أحمد رضي الله عنه: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. اهـ.
هذا قول أحمد فيمن اتبع رأي سفيان وهو الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه، إذا كان رأيه يخالف الحديث فكيف ممن هو دونه؟!
ويقول الله عز وجل: ? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ? [سورة النساء الآية 115]، وقال سبحانه: ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? [سورة الأنفال الآية 13]،
ويقول عز وجل: ? أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ? [سورة التوبة الآية 63].
هذه هي حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من التفصيل والبيان. وقد أجملها بعض أهل العلم -وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله- فقال في معناها: طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
يتبع - إن شَاءَ اللهُ تَعَالَى -.(/)
نداء عاجل .. إلى علماء مصر
ـ[آفاق]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 02:37]ـ
إلى علماء مصر ..
إلى علماء الأزهر الأجلاء ..
إلى أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
تعلمون -حفظكم الله- أن بلدكم مصر هي من أعظم البلدان الإسلامية مكانة وتأثيراً على الصعيدين العربي والإسلامي، ولها كذلك أثر ملموس عالمياً، وذلك لثقلها العلمي والدولي والثقافي.
ومصر ومنذ أول عهدها في الإسلام وهي حصنه، وأهلها هم جند الإسلام، وكم تحطمت عند أعتاب مصر كتائب الغزاة، فمن مصر انطلق صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله- لتوحيد الأمة الإسلامية في وجه المحتلين، فوحد قلوب العباد والبلاد، وفتح القدس في أعظم صور عرفتها الفتوح. ومن مصر نفسها تجمع جند الإيمان بقيادة القائد قطز وصدوا زحف التتار الذي عجز جميع العالم عن صده، لقد خسر العالم كله، لكن مصر ربحت وحدها. وكذلك قادت مصر الوحدة الإسلامية بينها وبين الشام على يد المجدد الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية، وواجهوا فلول المغول، وفرق الموت الخاصة بالحشاشين الباطنيين.
وهكذا ستبقى مصر –بإذن الله- هي حجر الزاوية، وقطب الرحى، وقلب العالم العربي ودرعه وحصنه.
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
هل سيعيد التاريخ نفسه ويتسلل الباطنيون إلى أرضكم مرة أخرى تحت مزاعم كاذبة ودعاوى ملفقة؟ هل سيقدرون على إعادة الكرة وتكرير حيلهم مرة تلو مرة؟
فلا زالت ذاكرة التاريخ تحتفظ بالملفات السريَّة الخاصة بالباطنيين وإستراتيجيتهم السريَّة في نشر دعوتهم الباطنية الخطيرة باسم حب أهل البيت –رضي الله عنهم- وتلبسهم الظاهري بما ليسوا عليه باطنياً، وهذا أمر ثابتٌ بشهادتهم أنفسهم عليه.
فالباطنيون يروون الأحاديث المكذوبة عن الأئمة –رضي الله عنهم- بما يتوافق مع مخططاتهم المستورة. فهم يروون عن جعفر الصادق –رحمه الله- أنه قال: (التقيَّة ديني ودين آبائي، من لا تقيَّة له فلا دين له) (1).
وكذلك يروون عنه أنه قال: (المذيع لأمرنا كالجاحد له) (2)!
ويروون أيضاً أنه قال: (إن احتمال أمرنا؛ ستره وصيانته عن غير أهله). وقال أيضاً كما يزعمون: (رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا وإلى نفسه فحدثهم بما يعرفون وستر عنهم ما ينكرون، أكتم سرنا ولا تذعه) (3).
ويُعلق الدكتور الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) على هذه الروايات فيقول: (هذا ما جعل الدعاة الإسماعيلية الأُول يحرصون أشد الحرص على أن تظل أسرار دعوتهم بعيدة عن متناول أيدي من ليست لهم علاقة بالدعوة) (4).
وتطبيقاً لهذه الإستراتيجية السريَّة استطاع الباطنيون أن يبثوا جواسيسهم ودعاتهم في البلدان الإسلامية والعربية، واندسوا بين الناس، وكتبوا التقارير السريَّة إلى خليفتهم وإمامهم الباطني عن الحالة الدينية والاجتماعية في البلدان التي أُرسلوا إليها، وعن مدى جاهزيتها لتقبل الدعوة الباطنية.
فهذا الداعية الباطني الشهير (علي بن الفضل) يُرسله حجة إمامه الباطني (أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح) إلى بلاد اليمن ليكتب عنها التقرير السريَّة ويبث فيها دعوته الباطنية. ولما مكث فيها ما شاء الله، كتب تقريراً خطيراً عن بلاد اليمن ومخططاتهم فيها، ومن ذلك ما جاء في كتبهم المعتبرة والسريَّة، حيث أرسل الداعي (علي بن الفضل) رسالة إلى إمامه الباطني جاء فيها ما نصه: (والله إن الفرصة ممكنة في اليمن، وإن الذي تدعون إليه جائز هنالك، وناموسنا يمشي عليهم، وذلك لما أعرف فيهم من ضعف الأحلام، وقلة المعرفة بأحكام الشريعة المحمدية) (5).
فجاءه توجيهٌ من (ابن ميمون القداح) باسم الإمام الباطني بأن يباشر الدعوة الباطنية بسريَّة تامة جداً هو وداعية آخر اسمه (ابن حوشب) وأن يتظاهرا بخلاف ما يبطنا!
يقول الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) عن علي بن الفضل وابن حوشب ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ونهج الدعايان منهجاً واحداً في نشر نفوذهما في بلاد اليمن، وقد اتخذا الدين وسيلة لنشر هذا النفوذ، فأظهر كل منهما الزهد والتقشف والصلاح عملاً بوصية الإمام الحسين إليها، كما تظاهر كل منهم بالتفقه في الدين والتضلع في المذاهب السنيَّة .. فمال إليهما كثير من أهل اليمن، وأقبلوا عليهما من كل فج وخاصة بعد أن أظهرا دعوتهما علناً سنة 270هـ بعد أن قاما بها سراً لمدة سنتين. فأصبح لك منهما جماعة كبيرة تخلص له الإخلاص كُله، وبعد أن قوي حزب كل منهما في جهته عمل على الحصول على الأموال لتنفيذ مخططه) (6)!!
فبثوا دعاتهم في أرض اليمن وما حولها أو قريب منها: كعدن لاعة، وحراز، ونجران، وبلاد يافع الجبلية، واستطاعوا أن يؤثروا على الناس في تلك البلاد لطيبة أهلها وسلامة قلوبهم وصدق نواياهم وكرمهم، وذلك بما كانوا يظهرونه ويدعونه من خير وصلاح ظاهري، فكانت تلك هي البذرة الأولى لدخول كثير من أهل تلك البلاد في مذهبهم الباطني وهم لا يعرفون حقيقته ولا حقيقة هؤلاء الدعاة، ثم تطور الأمر وصارت للباطنية دولة في اليمن!
يقول مصطفى غالب: (لم توجه أي دولة من الدول، أو فرق من الفرق، اهتماماً خاصاً بالدعاية وتنظيمها كما اهتمت بنها الإسماعيلية، فجعلت منها الوسيلة الرئيسية لتحقيق نجاح الحركة في دور الستر والتخفي .. وقد كان للحمام الزاجل الذي برع في استخدامه دعاة الإسماعيلية أثره الفعال في تنظيم نقل الأخبار والمراسلات السرية الهامة) (7).
وقد أكدَّ الإسماعيلي المعاصر (عارف تامر) أن تلك الدعوة الإسماعيلية هي التي صدعت المجتمع الإسلامي وهزت دعائمه إلى الأعماق، وأصابته في روحه وخلاله، وأدت إلى تفككه واضمحلاله، وانتشاره إلى دويلات ومجتمعات ضعيفة متنابذة، استطاع الغرب أن يخضعها تباعاً إلى نفوذه واستعماره، وأن الحركة الباطنية هي التي عجلت بالقضاء على المجتمع الإسلامي (8).
تلك صور تاريخية أو بقايا صور وذكريات بقيت محفوظة من عوامل الزمن في الملفات والمراسلات والكتب السريَّة، وكأنها تريد أن تصرخ بنا وتوقظنا من غفلتنا.
وفي هذه الأيام –وكأن التاريخ يريد أن يُعيد نفسه- يصرح الرئيس المصري حسني مبارك بأن أغلب الشيعة (ولاءهم لإيران وليس لدولهم) (9)، وسبقه الملك عبدالله الثاني ملك الأردن الذي حذر من (الهلال الشيعي). ثم تصريحات الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي –وفقه الله- الذي حذر من تسلط التشيع وتهديده مصر، وكذلك مقاله الدكتور محمد سليم العوا، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اتهم المتشيعين بأنهم يتخذون (الدعوة للتشيع وسيلة للزعامة والكسب المادي) (10). وأخيراً ما كتبه المفكر الإسلامي محمد عمارة –حفظه الله- عن التشيع وتزييفه للتاريخ (11).
وفي المقابل أقدمت بعض الجرائد المتجاوبة مع الدعم الشيعي المالي الكبير، حيث نشرت شتماً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باعتبارها أسوء شخصية في الإسلام، كما شتمت وطعنت في الصحابة، وقامت أخرى بالهجوم والشتم في حق صلاح الدين الأيوبي، وغيرهما كثير، ومع كل أسف جاء مد اللعان والسباب في مصر مع مد التشيع!
ومن كان يتوقع أنه في مصر والتي هي حصن الإسلام سيقوم من يُصفون بالمتشيعين بشتم أم المؤمنين عائشة ووصفها بأنها من أسوء الشخصيات في الإسلام؟! ويشتم معها خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟! وفي الجرائد المصرية يكتب وينشط موظفو السفارة الإيرانية لنشر التشيع؟!
فأين علماء الأزهر الكرام؟ أين علماء مصر؟
ولا بد لعلماء مصر وللمصريين جميعاً أن يعلموا أن هذا المد وهذه البذرة ليست إلا بذرة إيرانية فارسية فمن طلائع المبشرين الأوائل بها محمد تقي القمي الإيراني الذي اندس في صفوف المصريين باسم التقارب والوحدة الإسلامية. ثم في العام 1973 أسس السيد طالب الحسيني الرفاعي، وهو من العراق، (جمعية آل البيت) التي تعتبر واجهة التشييع في مصر.
وهذا أحد الذين يزعمون التشيع أو كما يسمونه (الاستبصار) وهو (أحمد النفيس)، يؤكد تلك الحقيقة، وهي أن البذرة الأولى للباطنية الحديثة كانت على يد فارسية!
يقول المصري المتشيع (أحمد راسم النفيس): (وفي العصر الراهن أنا أعتبر أن من أسس للتشيع في مصر هو آية الله الخميني -رحمه الله-، ذلك الرجل الذي أيقظ ونبّه الغافلين. وهناك مناضلون صغار لا داعي لذكر أسمائهم) (12)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يدعو هذا المتشيع إيران والمؤسسات الشيعية إلى دعم التشيع في مصر، ويستجديهم ويستعطفهم، حيث يقول أحمد النفيس: (إذا بقي حالنا كما هو اليوم، فلن نفلح وسنظل كما لو كنا نحرث في البحر .. أما إذا وجدت هذه النبتة من يتبناها ماديا وثقافيا وسياسيا، فسوف يكون للتشيع مقام ودور آخر بلا شك).
ويقول أحمد النفيس: (على من يهمه أمر التشيع لا في مصر وحدها بل التشيع عموما، أن يأتي إلى الساحة في مصر .. إن مصر هي قلب العالم العربي وقلب العالم الإسلامي، وحاضرة العالم الإسلامي الثقافية والفكرية شاء من شاء وأبى من أبى، الذي يهمه أمر التشيع ويريد أن يقوم لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) قائما، عليه أن يأتي إلى مصر).
وحينما سأله المقدم: ألم تحاولوا التواصل مع الأخوة هنا –إيران- مثلا، وإعلامهم بمشاكل التشيع في مصر، والتنسيق معهم لأعمال ومشاريع مستقبلية، يراعى فيها دعم حركة التشيع في هذا البلد؟
قال: (حاولنا) (13)!
ثم يلمح أحمد النفيس إلى نواياه المخفية وطموحاته الباطنية فيقول: (مصر كانت شيعية قبل الدولة الفاطمية فلماذا الخوف من التشيع) (14).
هذا مع أن جمال الدين الأفغاني الذي اعتقد أنه كان من الشيعة وهو إيراني الأصل، قال عن الدولة الفاطمية: أنها كانت بعقيدتها الباطنية السبب والبداية للانحطاط في التاريخ الإسلامي (15)!
وللأسف فإن المال الشيعي الذي يتدفق على مصر بشكل هائل دون مراقبة كافية كان وراء إغراء ضعاف النفوس من بعض الصحفيين المأجورين وبعض المنتفعين الذين يقدمون مصالحهم ومكاسبهم الشخصية على الدين ومصلحة بلادهم وأمنهم الوطني، فسمحوا بسبب ذلك أن ينشر في صحفهم علانية سب أمهات المؤمنين عليهن السلام، وسب أصحاب الحبيب عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وشتم صلاح الدين الأيوبي، وللأسف دون تحرك يليق بمقام علماء الأزهر أو من علماء مصر المحروسة!
أقول: انظروا إلى ما يقوله المصري المتشيع (صالح الورداني) بعد أن اختلف مع بعض مراجع الشيعة حول المسائل المالية والهبات والأعطيات، ما نصه: (للأسف الشديد أنا أرى أن الأخماس تستثمر من قبل المراجع أو بمعنى أدق من قبل وكلائهم، فأنا أعتقد أن المراجع الشيعية في عزلة عن الجمهور وعن الواقع، والذين يتحركون بأسمهم ويعملون حلقة الوصل هم الوكلاء، وهم للأسف يحتالون وينصبون باسم المراجع، ويكذبون عليهم وعلى الجمهور) (16).
وقال صالح الورداني: (اكتشفت في التشيع العديد من السلبيات والبدع التي لم تأتى في كتاب الله، مثل ولاءهم للمراجع التي يعتبرونها معصومة من الخطأ ووكلاء عن الله.، فهم يجلسون في خلواتهم ولا يسمح لأي شيعي من الوصول إليهم بينما يتم التعامل بينهم وبين الآخرين من خلال وكلاء عنهم يتولون الحصول على (الأخماس) وهى أموال تجمع من الشيعة لتمويل المؤسسات ونشر الفكر الشيعي في البلدان الأخرى، كما أنهم لا يصلون في مساجد واحدة بل لكل مرجع مسجد خاص به يصلى فيه أتباعه) (17).
وعن الشيعة في مصر قال الورداني: (إن الشيعة في مصر منقسمون على أنفسهم وكل مجموعة تعمل بمفردها ولكل مجموعة رئيس يذهب إلى الخارج ليتحدث على أنه زعيم الشيعة ليحصل على أموال بزعم نشر المذهب الشيعي في مصر) (18).
وأكد صالح الورداني أن المتشيع أحمد راسم النفيس يحصل على أموال، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات في إيران (19).
وكشفت مجلة (الحكومة الإسلامية) الشيعية الناطقة بالانكليزية وجود مخطط شيعي لإصدار خمس صحف لنشر التشيع في مصر وبكلفة تتجاوز عشرة ملايين دولار.
وهذا خسرو شاهي هو السفير الإيراني السابق في مصر من يقرأ ما كتب عن نشاطاته المحمومة في مصر يعلم كيف كان دوره الرسالي في نشر التشيع في مصر وحرصه على التواصل مع المفكرين وأساتذة الجامعات وتأليف الكتب المدافعة والمبشرة للتشيع في أوساط السنة (20).
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
ها أنتم هؤلاء سمعتم ورأيتم هؤلاء الباطنية يطعنون -في صحفكم العلنية- في أمكم أم المؤمنين رضي الله عنها، وسمعتم ورأيتم كيف يشتمون الصحابة رضوان الله عليهم، ورأيتم طعنهم وشتمهم في فاتح ومحرر مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه، ورأيتم طعنهم في صلاح الدين الأيوبي!
فإلى متى تسكتون على هؤلاء الذين يكفرون أمهات المؤمنين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولماذا تقفون دون تحرك فعال في وجه من ينشرون ثقافة الكراهية والتفرقة والسب والشتم؟
فهذا هو الخميني الذي يزعم المتشيع (أحمد راسم النفيس) أنه من أسس للتشيع في مصر يقول عن المسلمين غير الشيعة:
(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم) (21).
ثم ذكر الخميني بعد ذلك هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا) (22).
وعلق الخميني عليها قائلاً: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم) (23)!
ولأن هؤلاء الباطنية يعلمون أن مصر وأهلها هم جند الإسلام وحصن الإيمان، فلذلك هم لا يحبونهم، بل يطعنون فيهم، ويضعون باسم أهل البيت –رضي الله عنهم- الروايات المكذوبة في الطعن في أهل مصر وتشويه سمعتهم!
فقد رووا عن أئمة أهل البيت -كما يزعمون- أنهم قالوا: (أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السّلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير) (24).
ورووا كذلك عنهم أنهم قالوا: انتحوا مصر لا تطلبوا المُكث فيها لأنه يورث الدياثة) (25).
وقالوا: (بئس البلاد مصر) (26).
وقالوا: (ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها) (27).
وهم لا يظهرون حقيقة ما يبطنونه لكم، فمن أهم عقائدهم (التقيَّة) التي من خلالها يخادعون الناس، ويجوزون الكذب والحلف على ذلك!
فعن الصادق يزعمون أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية) (28).
وعنه أيضا أنه قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله) (29).
ويقول (الخميني) إمام المتشيع أحمد النفيس: (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم) (30).
وقال الشيخ (بهاء الدين العاملي): (المستفاد من تصفح كتب علمائنا، المؤلفة في السير والجرح والتعديل، أن أصحابنا الإمامية .. كانوا يتقون العامة [يقصد أهل السنة] ويجالسونهم وينقلون عنهم، ويظهرون لهم أنهم منهم، خوفا من شوكتهم، لأن حكام الضلال منهم) (31).
ثم يبين الشيخ (بهاء الدين العاملي) أنه إذا كانت الضرورة غير داعية إلى (التقية) عندها يسلك الشيعي مع المخالف على غير ذلك المنوال، ولذا يجب أن يكون الشيعي في غاية الاجتناب لهم، والتباعد عنهم، لأن الأئمة -عليهم السلام- كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم، ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلاة، ويقولون: إنهم كفار، مشركون، زنادقة، وكتب أصحابنا مملوءة بذلك.
هذا هو حقيقة منهج الباطنية مع المخالفين!
والسؤال المهم الموجه إلى علماء مصر الكرام هو:
هل سيعيد التاريخ الباطني نفسه مرة أخرى في مصر؟ ويتسللون إلى مصر تحت غطاء الخداع والتقية باسم محبة أهل البيت أو باسم التقارب المزعوم؟
هل ستسكتون على شتم أمهات المؤمنين في صحفكم؟ هل يرضيكم ثقافة اللعن والسب والشتم التي أتت مع مد التشيع؟
هل ترضون أن يسب أصحاب نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في وطنكم؟
ألستم علماء الإسلام وحصن العلم والشريعة؟
هل ترضون أن تعود مصر باطنية مرة أخرى؟
يا علماء مصر .. إذا سكتم فمن الذي سوف يتكلم؟!
هوامش:
1ـ دعائم الإسلام- القاضي الباطني النعمان (ص60).
2ـ دعائم الإسلام (ص60).
3ـ دعائم الإسلام (ص 61).
4ـ مقدمة كنز الولد- مصطفى غالب (ص18).
5ـ افتتاح الدعوة – للقاضي الباطني النعمان (ص10)، وزهر المعاني- للداعي الباطني إدريس (ص65). وانظر: مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص22).
6ـ مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص23).
7ـ تاريخ الدعوة الإسماعيلية- مصطفى غالب (ص27).
8ـ عبقرية الفاطميين- عارف تامر (ص18). وانظر: تاريخ الدعوة الإسماعيلية (ص11).
9ـ مقابلة أجرتها معه قناة "العربية" الفضائية في 8 إبريل/نيسان 2006م.
10ـ في ندوة عقدت بنقابة الصحفيين بالقاهرة في 6 سبتمبر/ أيلول 2006م.
(يُتْبَعُ)
(/)
11ـ في موقع (المصريون) كتب الدكتور محمد عمارة مقال بعنوان: (التاريخ السني والشيعي!) بتاريخ: 9 - 4 – 2007، ومقال آخر بعنوان: (تاريخ أهل السنة النضالي) بتاريخ 16 - 4 – 20.
12ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
13ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
14ـ في جريدة العربي المصرية 15/ 10/2006م.
15ـ انظر: موقع المصريون، مقال بعنوان: تاريخ أهل السنة النضالي. للدكتور. محمد عمارة، بتاريخ 16 - 4 – 2007م.
16ـ مقابلة في موقع العربية. نت: بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر 2006م.
17ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
18ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
19ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م
20ـ مجلة مختارات إيرانية عدد 48 يوليو 2004 م
21ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
22ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
23ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
24ـ بحار الأنوار (60/ 208)، تفسير القمّي (ص596).
25ـ بحار الأنوار (0/ 211).
26ـ بحار الأنوار (60/ 210)، تفسير العياشي (1/ 305)، البرهان (1/ 457).
27ـ بحار الأنوار (60/ 208 - 209)، قرب الإسناد (ص 220)، تفسير العياشي (1/ 304)، البرهان (1/ 456).
28ـ البحار (75/ 394 - 395)، والخصال (2/ 153) وعيون أخبار الرضا (2/ 124) والوسائل (15/ 49،50).
29ـ البحار (75/ 397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار (ص 257)، ورسائل الخميني (2/ 185).
30ـ المكاسب المحرمة (2/ 162).
31ـ مشرق الشمسين- الشيخ بهاء الدين العاملي (273 - 274).
بقلم:
عائض بن سعد الدوسري.
المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=33158&Page=1&Part=11
ـ[آفاق]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 05:52]ـ
للأسف كنا نرجو تواصل علماء الأمة ودعاتها مع بعضهم للتواصي والمناصحة وشد الأزر والتثبيت
والوقوف بوجه المد الشيعي في مصر وغيرها
السودان ومصر تواجهان مداً شيعيا قوياً ومن شاهد معارض الكتاب الدولية الأخيرة في المنطقة ـ السودان، مصر، السعودية ـ يدرك حجم الخطر المحدق!
لكن لا أسمع حتى الآن سوى صوت الأستاذ عايض ومبادرته وفقه الله ونفع به وكلل مساعيه بالسداد والرشاد والتوفيق
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:47]ـ
الإشكال أن بعض من ذكرت في مقالك النافع أصبحوا أبواقا للشيعة أو أدوات تخدير للأمة حتى لا تشعر بخطرالشيعة وراجع إن شئت كلام الدكتور العوا في وسائل الإعلام في التهوين من خطر المعتقد الشيعى وأن الأمر لا يعدو خلافا في بعض المسائل الفقهية مثل السجود على التربة الحسينية الذى فسره بأنه راجع لكون الشيعة لايرون السجود إلا على الأرض بل إن سائلا سأله على الهواء مباشرة هل يعد الشيعة من الفرق الضالة التى يشملها الحديث المشهور فنفى ذلك بقوة والعجب إذا لم يكن هؤلاء من الفرق الضالة فلا وجود لهذه الفرق في أرض الواقع
نعم كان للدكتور القرضاوي تصريحات ومواقف أكثر صراحة ولا انسى قوله كيف أجلس فى مجلس أقول فيه أبوبكر رضى الله عنه ويقول الآخر أبوبكر لع ..........................
ولذلك ضاق صدر بعض هؤلاء المتشيعين المصريين به فألف كتابا سمه القرضاوي وكيل الله أم وكيل بنى أمية كما كان موقف الدكتور القرضاوى واضحا في لقائه مع رافسنجاني عندما طالبه بوقف سب الصحابة ووقف القول بتحريف القرآن ووقف قتل أهل السنة وقرر إن إيران ضالعة في ذلك ومسؤولة عنه
فمثل هذه المواقف تحمد وتشجع ويحرص أهل السنة على ألا أمثال هؤلاء يخسروا العلماء والمفكرين فإن لهؤلاء جمهورهم وتأثيرهم في الرأي العام المسلم الذي انبهر بالنموذج الشيعى زمن الحرب الأخيرة على ولم ير أبعد من ظاهر الصورة
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 02:58]ـ
الاختراق الشيعي لمصر .. إلى أين؟!
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
فاجأت تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي وتحذيره من الاختراق الشيعي لمصر المراقبين ومحبي الشيخ لما عرف عنه من حرصه على التقريب بين السنة والشيعة، وسارع المقربون منه إلى محاولة التبرؤ من تلك التصريحات أو التقليل من شأنها، غير أن المتابعين كانوا يدركون أنه لابد من أمر جلل ومعلومات خطيرة وصلت للشيخ دفعته للتخلي عن خطابه التقريبي المعهود، وتساءل البعض هل ثمّة محاولات شيعية لاختراق مصر؟! لم يطل السؤال كثيرًا, إذ ما سرعان نشرت صحيفة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة المصرية كتابًا لأحد علماء الشيعة اللبنانيين، وبعدها بأيام نشرت صحيفة الغد التابعة لحزب الغد مقالاً تطاولت على السيدة عائشة أم المؤمنين وعلى عثمان بن عفان وغيرهما من الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ولم تكد تمر ثلاثة أيام حتى انضمت للجريمة صحيفة الفجر التي نشرت ملحقًا تطاولت فيه على أم المؤمنين ونصرت المذهب الشيعي، الأمر الذي أكد بما لا يتيح مجالاً للشك وجود لوبي شيعي أو مجموعة من أصحاب النفوذ الذين يفتحون الطريق أمام غزو شيعي لمصر، فهل تشهد مصر موجة جديدة من موجات الغزو الشيعي؟! هذا ما نحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
موجات الاختراق الشيعي لمصر:
منذ بدايات التشيع، والشيعة ينظرون إلى مصر نظرة خاصة, فلِما لها من ثقل ودور في العالم العربي والمسلم كان الشيعة يأملون في نشر مذهبهم بها، ونجحت إحدى طوائف الشيعة في إنشاء الدولة الفاطمية العبيدية، التي يثنى عليها الشيعة المعاصرون وما فتئوا يذكّرون بها ويسبون القائد البطل صلاح الدين الأيوبي لدوره في إنهاء الدولة الفاطمية وتوقف انتشار المذهب الشيعي في مصر.
ولابد أن نشير هنا إلى أن الدولة الفاطمية حاولت نشر المذهب الشيعي بين عامة المصريين، يقول حسن إبراهيم حسن في كتاب [[تاريخ الدولة الفاطمية]]: [عندما اعتلى الفاطميون الحكم في مصر في عام 909 نسبوا أنفسهم إلى السيدة فاطمة الزهراء. وقاموا ببناء الجامع الأزهر لنشر المذهب الشيعي في عام 972، وكان زعماء هذه الأسرة يرون أن الوقت مناسب لنشر الدعوة المذهبية عن طريق العلم ولذلك قاموا بإنشاء دار الحكمة وهي مركز ثقافي كانت مهمته هي نشر التعاليم الشيعية].
غير أن الحكومة الفاطمية فشلت في نشر المذهب الشيعي, فلجأت إلى منع قراءة كتب المذاهب الأخرى وعملت على تهميش أهل السنة.
وبعد نجاح صلاح الدين الأيوبي في إنهاء الدولة الفاطمية عمل على إعادة المذهب السني في البلاد، غير أن الشيعة لم يفقدوا الأمل في مصر، وظل دعاتهم يأتون إلى مصر ويلتقون بعلمائها في محاولة للتأثير عليهم، منذ أن جاء أحد دعاتهم إلى مصر في عهد الإمام جلال الدين السيوطي الذي تصدى لأباطيله.
ومع الصحوة التي شهدتها الحركة الشيعية في التاريخ المعاصر، زاد اهتمامهم بمصر يقودهم حنينهم للدولة الفاطمية، وفي أربعينيات القرن العشرين أرسل المرجع الشيعي 'محمد حسن بروجردي' نائبًا عنه إلى مصر هو 'محمد تقي قمي' الذي اتصل بعلماء الأزهر، ولتساهل الأزهر في موضوع الشيعة أنشئت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية سنة 1947م في القاهرة, وساهم في تأسيسها من شيوخ الأزهر محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق, ومن الشيعة محمد تقي القمي – الذي كان أميناً عاماً للدار - وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي.
ونجح الشيعة في الحصول على فتوى من الشيخ شلتوت بجواز تدريس المذهب الشيعي في الأزهر، وهو ما أعد إنجازًا مهمًا لهم خاصة مع معارضة العديد من علماء مصر لهذا الأمر.
غير أن الشيعة فشلوا على الرغم من ذلك في نشر دعوتهم بين صفوف الشعب المصري السني، وفترت تلك الدعوة وإن بقيت تعمل بشكل سري وهادئ، حيث يقول صالح الورداني أحد كبار المتشيعين بمصر: 'وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينيات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. '. [الشيعة في مصر: 155].
ونظرًا للعلاقة المتميزة بين الرئيس المصري أنور السادات وشاه إيران في تلك الفترة، فقد تم تأسيس بعض الجمعيات والهيئات الشيعية مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان دعاة الشيعة يفدون على مصر، ومن بين هؤلاء مرتضي الرضوي الذي قام برحلتين لمصر سجلهما في إحدى كتبه، يقول الورداني: 'وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموزالإسلامية والثقافية في مصر, فكان لا يطبع كتابًا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز, ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلاميةوالثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافةوبعض الصحافيين]. [الشيعة في مصر: 127].
وبمثل هؤلاء بدأ التسلل الشيعي لأهل الفكر والثقافة في مصر خاصة مع جهل كثير من رموز الثقافة بحقيقة الشيعة والفارق بينهم وبين أهل السنة.
ومع قيام الخميني بثورته في إيران، توترت العلاقات بين إيران ومصر، إلا أن ذلك لم يمنع وجود بعض المتشيعين الجدد مثل صالح الورداني والذي أسس مكتبة "دار الهدف" لنشر كتبه في عام 1989، ومع تولي خاتمي الرئاسة الإيرانية والتقارب مع الدول العربية عاد الحديث مجددًا عن الاختراق الشيعي والذي بلغ ذروته في الأعوام الماضية بعد إعلان محمد الدريني عزمه تأسيس حزب للغدير يمثل شيعة مصر، وبجانب ذلك عمل الشيعة على اختراق النشاط الثقافي في مصر, وفيما يبدو أن محاولات الشيعة في ذلك الصدد بدأت تؤتي ثمارها في الآونة الأخيرة.
لماذا يتشيعون؟!
يحاول كثير من المتشيعين الإيهام بأن تشيعهم جاء نتيجة اقتناع فكري وقناعة عقلية، غير أن الناظر في حركة التشيع يدرك أن أسبابًا كثيرة تقف وراء عملية التشيع قد يكون آخرها في كثير من الأحيان القناعة الفكرية، ولسنا بصدد مناقشة تلك الأسباب، غير أنه لابد أن نشير أن الأموال الخارجية تعد عاملاً مهمًا وراء عملية التشيع، وفي أوائل العام الجاري اندلعت خلافات بين اثنين من رموز التشيع في مصر واتضح وقتها للجميع أن تلك الأموال هي السبب في الخلافات.
ونشير هنا إلى أن إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت نشرت مقالاً كشفت عن أن أحد أسباب التشيع الرئيسة في مصر هي الرغبة في الحصول على الأموال، ومما جاء في هذا المقال عند الحديث عن 'محمد الدريني' رئيس المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت: من المعروف أن محمد الدريني حتى سنة 1999 لم يكن له أية علاقة بالشيعة، وكان يصدر جريدة شبه ناصرية تدعى [صوت يوليو] ذات منحى بعثي موالٍ للرئيس العراقي صدام حسين، وقد اعتادت توجيه اتهامات وطعون للإمام الخميني ووصفه بالعميل للصهيونية، وشهد العدد الرابع نوع من التغير مع بروز مقال لشخص مجهول يدعى أبا حمزة يتحدث فيه عن النسب النبوي لصدام حسين والإمام الخميني، كما بدأت تظهر مقالات تتحدث عن أهل البيت لبعض الأشراف الذين أيدوا تحركاته ضد نقيب الأشراف.
ويكشف المقال عن أن 'أبا حمزة' سعى لاستمالة محمد الدريني كي يفسح له المجال لكتابة المقالات ووعده بالأموال التي ستنهمر عليه من المرجعيات التي ستمول نشاطه إذا ما سمح لهذه المقالات بالظهور، ومن ثم تحولت صوت يوليو إلى صوت آل البيت وتم توزيعها أثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2001 م, والذي يتميز بكثرة دور النشر الشيعية، سعياً لكسب التأييد والشهرة خاصة أن بعض دور النشر على اتصال بمرجعيات دينية، وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
ويكشف المقال عن شخصية أخرى تكسبت من وراء إدعائها التشيع، وهي رجب هلال حميدة، الذي يشتبه بتورطه في الملحق الذي نشرته صحيفة الغد، حيث يقول المقال: إن حميدة تظاهر لفترة بادعائه التشيع وقامت مرجعية السيد الشيرازي بتمويل نشاطاته في مصر رغم شكوك العديد من المخلصين الشيعة في عمالته للأمن، وتحول فجأة إلى أحد كبار رجال الأعمال، واستخدم هذه التمويلات التي بلغت مليون دينار كويتي لتمويل حملته الانتخابية ونجح بالفعل في اجتياز الانتخابات.
وفي لقاء مع إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت، يقول صالح الورداني: 'مرحباً بأي ممول ولكن ليس لنشر التشيع بالمفهوم المذهبي الحاد وإنما تحت لواء أهل البيت, مصر الآن تعيش مرحلة فكرية مفتوحة لا توجد أية ضغوط نعاصرها أو نعيشها الآن والأنشطة الثقافية والفكرية كثيرة ومتعددة في مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والباب مفتوح أمام أية مؤسسة أو جهة أو شخصية يقيم أي مشروعات ثقافيةفكرية في مصر, نحن على استعداد لتبني أي مشروع يخدم الدعوة في مصر 'مشروع ثقافي طبعاً'، بداية من إنشاء مكتبة إلى إنشاء دار نشر إلى إنشاء مطبعة إلى إنشاء مكتبةعامة إلى إنشاء دار مناسبات [حسينية] '.
ويكشف لنا صاحب المقال المذكور عن أن 'المرجعيات والهيئات الشيعية اعتادت على منح الأموال لكل طالب لها بحجة السعي لنشر المذهب في مصر دون البحث عن الكيفية التي تنفق بهاهذه الأموال، الأمر الذي أدى لإيجاد حالة من الانتهازية لدى بعض ممن يعتنقون المذهب'.
وقد حذر الدكتور محمد سليم العوا في بيانه عن تصريحات الشيخ القرضاوي من خطورة الأموال التي توجّه إلى التشيع، مشيرًا إلى أن 'السبب في ذلك هو أن خمس مال كل شيعي يذهب على سبيل الزكاة لمؤسسات تسعى إلى نشر الدعوة إلى المذهب الشيعي'.
ولعل هذه الحقائق والتصريحات، تكشف لنا كيف نجحت أيدي التشيع في الوصول إلى عدد من الصحف المصرية ودفعها إلى نشرها مقالات تعلم أنها ستجلب عليها غضب الشارع السني، كما أنها تكشف لنا أن ما يردده هؤلاء المتشيعون عن الاقتناع والرضا بالفكرة ليس إلا محض افتراء, فالسر وراء التشيع يكمن في 'أموال الخمس'.
الصلة بين الشيعة والعلمانيين والماركسيين:
يعرف عن العلمانيين والماركسيين المصريين عداؤهم الشديد للحركات الإسلامية، وهو العداء الذي يدفع بعضهم للوقيعة في الإسلام، غير أن العجيب أننا وجدنا في الآونة الأخيرة توافقًا بين الشيعة وبقايا الماركسيين والعلمانيين، وإذا وضعنا 'أموال الخمس' جانبًا، فنستطيع أن نقول: إن السبب في الصلة بين الشيعة وبقايا الماركسيين هو اتفاق الفريقين على الطعن في الإسلام والصحب الكرام، فأحمد فكري رئيس تحرير 'الغد' والذي يدّعي أنه كاتب الملف يرجع السبب في اختيار الشخصيات التي أساء إليها إلى ما زعمه 'خطرها على الحياة الإسلامية، فهي التي أجهضت الحلم الديمقراطي في الحياة الإسلامية أو توقف عندها حكم الخلفاء الراشدين، والذين يمكن اعتبارهم مجموعة الشركاء في حادث الفتنة الكبرى'، وهذا الكلام بنصّه ومعناه تكرار لمقولات الشيعة عن الصحب الكرام وتطاولهم عليها.
ولابد من أن نشير هنا إلى أن الشيعة عملوا منذ تاقت أعينهم إلى مصر على استمالة الصحافيين والمتنفذين في وسائل الإعلام والثقافة [وجلّهم من غير الإسلاميين]، فهذا أحد دعاتهم الجدد في مصر يكتب إلى شخصية مشهورة منهم عن نشاطهم في مصر: ' ... من هنا جعلنا من مكتب دار الهدف نقطة التقاء لشيعة مصر، وأصبح بمثابة حسينية مؤقتة أقمنا فيه الكثير من اللقاءات، وأحيينا الكثير من المناسبات مثل: عاشوراء، ويوم الغدير لأول مرة في مصر منذ زمن طويل، وتمكنا من خلال نشاط المكتب أن نفتح الحوار مع عدة تيارات سياسية، مثل: التيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين الذين كانوا يتوافدون على مكتب الهدف. وقد أحدث هذا النشاط ضجة إعلامية واسعة في الوسط الإعلامي والسياسي في مصر، فحتى مدة قريبة لم يكن أحد من أفراد هذا الوسط يتصور أن الشيعة لهم وجود في مصر، وأن هناك صورة أخرى للإسلام هي أكثر مرونة وفاعلية من تلك الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع'. [مجلة الشراع اللبنانية، العدد: 757، 25/ 11/1996].
وهكذا يتضح لنا كيف نجح الشيعة في اختراق عدد من الصحف المصرية عبر 'أموال الخمس' وشراء الذمم الخربة.
توصيات لمواجهة الموجة الشيعية:
إذا كانت أموال الخمس قد نجحت في شراء بعض الذمم من العلمانيين والماركسين، فإننا على يقين من أنها لن تستطيع شراء ذمم المسلمين الطيبين من أهل السنة، إلا إنه لابد من وقفات أمام ضد هذه الموجة الشيعية؛ وفيما يلي بعض التوصيات لإيقاف تلك الموجة الشيعية:
1 - من أمن العقاب أساء الأدب:
في العام الماضي حاول رئيس تحرير صحيفة الفجر التعرض لبعض معتقدات النصارى الأقباط، فكان الرد من جانبهم سريعًا حيث قدموا ضده بلاغا للنائب العام ولم يرضوا إلا باعتذار واضح وصريح، فلابد لأهل السنة من وقفة قوية جادة ضد هؤلاء المتطاولين تبدأ بمقاطعة المتطاولين على الصحب الكرام ومقاضاتهم والتحذير من صحفهم وكتاباتهم، حتى يعلموا أن للصحب الكرام قوم يدافعون عنهم ولا يرضون لهم الإساءة.
2 - تبيان خطر الشيعة وبطلان دعوة التقريب:
فلا يصح السكوت عن الشيعة وبيان خطرهم بدعوة التقريب والوحدة، وذلك لأن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف في الأصول والعقائد وليس في الفروع، كما أن دعوة التقريب اتضح أنها تسير في اتجاه واحد هو تشييع أهل السنة أو فتح معاقل السنة للزحف الشيعي.
3 - الانتباه لخطر التشيع السياسي:
والذي اتضحت معالمه بشكل لافت عقب حرب 'حزب الله' مع إسرائيل، حيث اعتبر كثير من المراقبين أن الشيعة حاولوا استغلال تلك الحرب لاستئناف مشروعهم في نشر المذهب الشيعي عقب التوقف الذي أصابه لجرائمهم في العراق، لهذا كان الشيخ القرضاوي موفقًا في تحذيره من الخطر الشيعي إلا إن ذلك ليس كافيًا خاصة أن المقربين حاولوا التقليل من تلك التصريحات.
4 - الانتباه لخطر الصوفية والاحتماء بالعلم:
الصوفية هي قنطرة الشيعة لقلوب المسلمين السنة، ولا سبيل لمواجهتها سوى بالعلم والالتفاف حول العلماء السنة، وإذا كان للشيعة مراجع، فلا بد للسنة من هيئات علمية تتخصص في مواجهة الخطر الشيعي وتبيان مزالق الصوفية.
5 - تبيان فضل الصحابة وحقيقة ما شجر بينهم:
من مداخل الشيعة لقلوب المسلمين السنة، هو الحديث الدائم عن ما شجر بينهم، فيجب على أهل السنة تبيان فضل الصحابة وذكر حقيقة ما جرى بينهم حتى لا يكون ذلك مدخلاً للشيعة وغيرهم من أعداء الإسلام للطعن في الصحب الكرام.
منقول: منتديات لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 03:00]ـ
الاختراق الشيعي لمصر .. إلى أين؟!
--------------------------------------------------------------------------------
فاجأت تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي وتحذيره من الاختراق الشيعي لمصر المراقبين ومحبي الشيخ لما عرف عنه من حرصه على التقريب بين السنة والشيعة، وسارع المقربون منه إلى محاولة التبرؤ من تلك التصريحات أو التقليل من شأنها، غير أن المتابعين كانوا يدركون أنه لابد من أمر جلل ومعلومات خطيرة وصلت للشيخ دفعته للتخلي عن خطابه التقريبي المعهود، وتساءل البعض هل ثمّة محاولات شيعية لاختراق مصر؟! لم يطل السؤال كثيرًا, إذ ما سرعان نشرت صحيفة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة المصرية كتابًا لأحد علماء الشيعة اللبنانيين، وبعدها بأيام نشرت صحيفة الغد التابعة لحزب الغد مقالاً تطاولت على السيدة عائشة أم المؤمنين وعلى عثمان بن عفان وغيرهما من الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ولم تكد تمر ثلاثة أيام حتى انضمت للجريمة صحيفة الفجر التي نشرت ملحقًا تطاولت فيه على أم المؤمنين ونصرت المذهب الشيعي، الأمر الذي أكد بما لا يتيح مجالاً للشك وجود لوبي شيعي أو مجموعة من أصحاب النفوذ الذين يفتحون الطريق أمام غزو شيعي لمصر، فهل تشهد مصر موجة جديدة من موجات الغزو الشيعي؟! هذا ما نحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
موجات الاختراق الشيعي لمصر:
منذ بدايات التشيع، والشيعة ينظرون إلى مصر نظرة خاصة, فلِما لها من ثقل ودور في العالم العربي والمسلم كان الشيعة يأملون في نشر مذهبهم بها، ونجحت إحدى طوائف الشيعة في إنشاء الدولة الفاطمية العبيدية، التي يثنى عليها الشيعة المعاصرون وما فتئوا يذكّرون بها ويسبون القائد البطل صلاح الدين الأيوبي لدوره في إنهاء الدولة الفاطمية وتوقف انتشار المذهب الشيعي في مصر.
ولابد أن نشير هنا إلى أن الدولة الفاطمية حاولت نشر المذهب الشيعي بين عامة المصريين، يقول حسن إبراهيم حسن في كتاب [[تاريخ الدولة الفاطمية]]: [عندما اعتلى الفاطميون الحكم في مصر في عام 909 نسبوا أنفسهم إلى السيدة فاطمة الزهراء. وقاموا ببناء الجامع الأزهر لنشر المذهب الشيعي في عام 972، وكان زعماء هذه الأسرة يرون أن الوقت مناسب لنشر الدعوة المذهبية عن طريق العلم ولذلك قاموا بإنشاء دار الحكمة وهي مركز ثقافي كانت مهمته هي نشر التعاليم الشيعية].
غير أن الحكومة الفاطمية فشلت في نشر المذهب الشيعي, فلجأت إلى منع قراءة كتب المذاهب الأخرى وعملت على تهميش أهل السنة.
وبعد نجاح صلاح الدين الأيوبي في إنهاء الدولة الفاطمية عمل على إعادة المذهب السني في البلاد، غير أن الشيعة لم يفقدوا الأمل في مصر، وظل دعاتهم يأتون إلى مصر ويلتقون بعلمائها في محاولة للتأثير عليهم، منذ أن جاء أحد دعاتهم إلى مصر في عهد الإمام جلال الدين السيوطي الذي تصدى لأباطيله.
ومع الصحوة التي شهدتها الحركة الشيعية في التاريخ المعاصر، زاد اهتمامهم بمصر يقودهم حنينهم للدولة الفاطمية، وفي أربعينيات القرن العشرين أرسل المرجع الشيعي 'محمد حسن بروجردي' نائبًا عنه إلى مصر هو 'محمد تقي قمي' الذي اتصل بعلماء الأزهر، ولتساهل الأزهر في موضوع الشيعة أنشئت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية سنة 1947م في القاهرة, وساهم في تأسيسها من شيوخ الأزهر محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق, ومن الشيعة محمد تقي القمي – الذي كان أميناً عاماً للدار - وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي.
ونجح الشيعة في الحصول على فتوى من الشيخ شلتوت بجواز تدريس المذهب الشيعي في الأزهر، وهو ما أعد إنجازًا مهمًا لهم خاصة مع معارضة العديد من علماء مصر لهذا الأمر.
غير أن الشيعة فشلوا على الرغم من ذلك في نشر دعوتهم بين صفوف الشعب المصري السني، وفترت تلك الدعوة وإن بقيت تعمل بشكل سري وهادئ، حيث يقول صالح الورداني أحد كبار المتشيعين بمصر: 'وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينيات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. '. [الشيعة في مصر: 155].
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرًا للعلاقة المتميزة بين الرئيس المصري أنور السادات وشاه إيران في تلك الفترة، فقد تم تأسيس بعض الجمعيات والهيئات الشيعية مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م.
وكان دعاة الشيعة يفدون على مصر، ومن بين هؤلاء مرتضي الرضوي الذي قام برحلتين لمصر سجلهما في إحدى كتبه، يقول الورداني: 'وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموزالإسلامية والثقافية في مصر, فكان لا يطبع كتابًا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز, ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلاميةوالثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافةوبعض الصحافيين]. [الشيعة في مصر: 127].
وبمثل هؤلاء بدأ التسلل الشيعي لأهل الفكر والثقافة في مصر خاصة مع جهل كثير من رموز الثقافة بحقيقة الشيعة والفارق بينهم وبين أهل السنة.
ومع قيام الخميني بثورته في إيران، توترت العلاقات بين إيران ومصر، إلا أن ذلك لم يمنع وجود بعض المتشيعين الجدد مثل صالح الورداني والذي أسس مكتبة "دار الهدف" لنشر كتبه في عام 1989، ومع تولي خاتمي الرئاسة الإيرانية والتقارب مع الدول العربية عاد الحديث مجددًا عن الاختراق الشيعي والذي بلغ ذروته في الأعوام الماضية بعد إعلان محمد الدريني عزمه تأسيس حزب للغدير يمثل شيعة مصر، وبجانب ذلك عمل الشيعة على اختراق النشاط الثقافي في مصر, وفيما يبدو أن محاولات الشيعة في ذلك الصدد بدأت تؤتي ثمارها في الآونة الأخيرة.
لماذا يتشيعون؟!
يحاول كثير من المتشيعين الإيهام بأن تشيعهم جاء نتيجة اقتناع فكري وقناعة عقلية، غير أن الناظر في حركة التشيع يدرك أن أسبابًا كثيرة تقف وراء عملية التشيع قد يكون آخرها في كثير من الأحيان القناعة الفكرية، ولسنا بصدد مناقشة تلك الأسباب، غير أنه لابد أن نشير أن الأموال الخارجية تعد عاملاً مهمًا وراء عملية التشيع، وفي أوائل العام الجاري اندلعت خلافات بين اثنين من رموز التشيع في مصر واتضح وقتها للجميع أن تلك الأموال هي السبب في الخلافات.
ونشير هنا إلى أن إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت نشرت مقالاً كشفت عن أن أحد أسباب التشيع الرئيسة في مصر هي الرغبة في الحصول على الأموال، ومما جاء في هذا المقال عند الحديث عن 'محمد الدريني' رئيس المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت: من المعروف أن محمد الدريني حتى سنة 1999 لم يكن له أية علاقة بالشيعة، وكان يصدر جريدة شبه ناصرية تدعى [صوت يوليو] ذات منحى بعثي موالٍ للرئيس العراقي صدام حسين، وقد اعتادت توجيه اتهامات وطعون للإمام الخميني ووصفه بالعميل للصهيونية، وشهد العدد الرابع نوع من التغير مع بروز مقال لشخص مجهول يدعى أبا حمزة يتحدث فيه عن النسب النبوي لصدام حسين والإمام الخميني، كما بدأت تظهر مقالات تتحدث عن أهل البيت لبعض الأشراف الذين أيدوا تحركاته ضد نقيب الأشراف.
ويكشف المقال عن أن 'أبا حمزة' سعى لاستمالة محمد الدريني كي يفسح له المجال لكتابة المقالات ووعده بالأموال التي ستنهمر عليه من المرجعيات التي ستمول نشاطه إذا ما سمح لهذه المقالات بالظهور، ومن ثم تحولت صوت يوليو إلى صوت آل البيت وتم توزيعها أثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2001 م, والذي يتميز بكثرة دور النشر الشيعية، سعياً لكسب التأييد والشهرة خاصة أن بعض دور النشر على اتصال بمرجعيات دينية، وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
ويكشف المقال عن شخصية أخرى تكسبت من وراء إدعائها التشيع، وهي رجب هلال حميدة، الذي يشتبه بتورطه في الملحق الذي نشرته صحيفة الغد، حيث يقول المقال: إن حميدة تظاهر لفترة بادعائه التشيع وقامت مرجعية السيد الشيرازي بتمويل نشاطاته في مصر رغم شكوك العديد من المخلصين الشيعة في عمالته للأمن، وتحول فجأة إلى أحد كبار رجال الأعمال، واستخدم هذه التمويلات التي بلغت مليون دينار كويتي لتمويل حملته الانتخابية ونجح بالفعل في اجتياز الانتخابات.
وفي لقاء مع إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت، يقول صالح الورداني: 'مرحباً بأي ممول ولكن ليس لنشر التشيع بالمفهوم المذهبي الحاد وإنما تحت لواء أهل البيت, مصر الآن تعيش مرحلة فكرية مفتوحة لا توجد أية ضغوط نعاصرها أو نعيشها الآن والأنشطة الثقافية والفكرية كثيرة ومتعددة في مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والباب مفتوح أمام أية مؤسسة أو جهة أو شخصية يقيم أي مشروعات ثقافيةفكرية في مصر, نحن على استعداد لتبني أي مشروع يخدم الدعوة في مصر 'مشروع ثقافي طبعاً'، بداية من إنشاء مكتبة إلى إنشاء دار نشر إلى إنشاء مطبعة إلى إنشاء مكتبةعامة إلى إنشاء دار مناسبات [حسينية] '.
ويكشف لنا صاحب المقال المذكور عن أن 'المرجعيات والهيئات الشيعية اعتادت على منح الأموال لكل طالب لها بحجة السعي لنشر المذهب في مصر دون البحث عن الكيفية التي تنفق بهاهذه الأموال، الأمر الذي أدى لإيجاد حالة من الانتهازية لدى بعض ممن يعتنقون المذهب'.
وقد حذر الدكتور محمد سليم العوا في بيانه عن تصريحات الشيخ القرضاوي من خطورة الأموال التي توجّه إلى التشيع، مشيرًا إلى أن 'السبب في ذلك هو أن خمس مال كل شيعي يذهب على سبيل الزكاة لمؤسسات تسعى إلى نشر الدعوة إلى المذهب الشيعي'.
ولعل هذه الحقائق والتصريحات، تكشف لنا كيف نجحت أيدي التشيع في الوصول إلى عدد من الصحف المصرية ودفعها إلى نشرها مقالات تعلم أنها ستجلب عليها غضب الشارع السني، كما أنها تكشف لنا أن ما يردده هؤلاء المتشيعون عن الاقتناع والرضا بالفكرة ليس إلا محض افتراء, فالسر وراء التشيع يكمن في 'أموال الخمس'.
الصلة بين الشيعة والعلمانيين والماركسيين:
يعرف عن العلمانيين والماركسيين المصريين عداؤهم الشديد للحركات الإسلامية، وهو العداء الذي يدفع بعضهم للوقيعة في الإسلام، غير أن العجيب أننا وجدنا في الآونة الأخيرة توافقًا بين الشيعة وبقايا الماركسيين والعلمانيين، وإذا وضعنا 'أموال الخمس' جانبًا، فنستطيع أن نقول: إن السبب في الصلة بين الشيعة وبقايا الماركسيين هو اتفاق الفريقين على الطعن في الإسلام والصحب الكرام، فأحمد فكري رئيس تحرير 'الغد' والذي يدّعي أنه كاتب الملف يرجع السبب في اختيار الشخصيات التي أساء إليها إلى ما زعمه 'خطرها على الحياة الإسلامية، فهي التي أجهضت الحلم الديمقراطي في الحياة الإسلامية أو توقف عندها حكم الخلفاء الراشدين، والذين يمكن اعتبارهم مجموعة الشركاء في حادث الفتنة الكبرى'، وهذا الكلام بنصّه ومعناه تكرار لمقولات الشيعة عن الصحب الكرام وتطاولهم عليها.
ولابد من أن نشير هنا إلى أن الشيعة عملوا منذ تاقت أعينهم إلى مصر على استمالة الصحافيين والمتنفذين في وسائل الإعلام والثقافة [وجلّهم من غير الإسلاميين]، فهذا أحد دعاتهم الجدد في مصر يكتب إلى شخصية مشهورة منهم عن نشاطهم في مصر: ' ... من هنا جعلنا من مكتب دار الهدف نقطة التقاء لشيعة مصر، وأصبح بمثابة حسينية مؤقتة أقمنا فيه الكثير من اللقاءات، وأحيينا الكثير من المناسبات مثل: عاشوراء، ويوم الغدير لأول مرة في مصر منذ زمن طويل، وتمكنا من خلال نشاط المكتب أن نفتح الحوار مع عدة تيارات سياسية، مثل: التيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين الذين كانوا يتوافدون على مكتب الهدف. وقد أحدث هذا النشاط ضجة إعلامية واسعة في الوسط الإعلامي والسياسي في مصر، فحتى مدة قريبة لم يكن أحد من أفراد هذا الوسط يتصور أن الشيعة لهم وجود في مصر، وأن هناك صورة أخرى للإسلام هي أكثر مرونة وفاعلية من تلك الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع'. [مجلة الشراع اللبنانية، العدد: 757، 25/ 11/1996].
وهكذا يتضح لنا كيف نجح الشيعة في اختراق عدد من الصحف المصرية عبر 'أموال الخمس' وشراء الذمم الخربة.
توصيات لمواجهة الموجة الشيعية:
إذا كانت أموال الخمس قد نجحت في شراء بعض الذمم من العلمانيين والماركسين، فإننا على يقين من أنها لن تستطيع شراء ذمم المسلمين الطيبين من أهل السنة، إلا إنه لابد من وقفات أمام ضد هذه الموجة الشيعية؛ وفيما يلي بعض التوصيات لإيقاف تلك الموجة الشيعية:
1 - من أمن العقاب أساء الأدب:
في العام الماضي حاول رئيس تحرير صحيفة الفجر التعرض لبعض معتقدات النصارى الأقباط، فكان الرد من جانبهم سريعًا حيث قدموا ضده بلاغا للنائب العام ولم يرضوا إلا باعتذار واضح وصريح، فلابد لأهل السنة من وقفة قوية جادة ضد هؤلاء المتطاولين تبدأ بمقاطعة المتطاولين على الصحب الكرام ومقاضاتهم والتحذير من صحفهم وكتاباتهم، حتى يعلموا أن للصحب الكرام قوم يدافعون عنهم ولا يرضون لهم الإساءة.
2 - تبيان خطر الشيعة وبطلان دعوة التقريب:
فلا يصح السكوت عن الشيعة وبيان خطرهم بدعوة التقريب والوحدة، وذلك لأن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف في الأصول والعقائد وليس في الفروع، كما أن دعوة التقريب اتضح أنها تسير في اتجاه واحد هو تشييع أهل السنة أو فتح معاقل السنة للزحف الشيعي.
3 - الانتباه لخطر التشيع السياسي:
والذي اتضحت معالمه بشكل لافت عقب حرب 'حزب الله' مع إسرائيل، حيث اعتبر كثير من المراقبين أن الشيعة حاولوا استغلال تلك الحرب لاستئناف مشروعهم في نشر المذهب الشيعي عقب التوقف الذي أصابه لجرائمهم في العراق، لهذا كان الشيخ القرضاوي موفقًا في تحذيره من الخطر الشيعي إلا إن ذلك ليس كافيًا خاصة أن المقربين حاولوا التقليل من تلك التصريحات.
4 - الانتباه لخطر الصوفية والاحتماء بالعلم:
الصوفية هي قنطرة الشيعة لقلوب المسلمين السنة، ولا سبيل لمواجهتها سوى بالعلم والالتفاف حول العلماء السنة، وإذا كان للشيعة مراجع، فلا بد للسنة من هيئات علمية تتخصص في مواجهة الخطر الشيعي وتبيان مزالق الصوفية.
5 - تبيان فضل الصحابة وحقيقة ما شجر بينهم:
من مداخل الشيعة لقلوب المسلمين السنة، هو الحديث الدائم عن ما شجر بينهم، فيجب على أهل السنة تبيان فضل الصحابة وذكر حقيقة ما جرى بينهم حتى لا يكون ذلك مدخلاً للشيعة وغيرهم من أعداء الإسلام للطعن في الصحب الكرام.
منقول: منتديات لك(/)
جريدة الأخبار القاهرية: (تصور .. اللجنة العالمية لمركز المرأة تطالب بممارسة الجنس الآمن
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: جزاكم الله خيرا على المجهود المبذول فى هذا القسم وبارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم. أما بعد: فقد نشرت جريدة الأخبار القاهرية بتاريخ 9 _3 _ 2007 هذا الموضوع وأرسله لكم بالنص.تصور .. اللجنة العالمية لمركز المرأة
تطالب بممارسة الجنس الآمن والمثلي للمراهقين وتجريم عذرية الفتاة
مطلوب من المسلمين والمسيحيين التعاون لمواجهة هذا التيار
كتبت ألفت الخشاب:
تقرير خطير أصدرته لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة حول قضية القضاء علي جميع أشكال العنف والتمييز ضد الطفلة الأنثي يحتوي علي توصيات وبرامج لتطبيق التوصيات علي أن يكون مرجعا للوثيقة التي سيتم مناقشتها في الجلسة الرسمية لهذه اللجنة حيث تطالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالتوقيع عليها وضمان تطبيق ماورد فيها.
اللجنة الاسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة شاركت في هذه الاجتماعات وبعد دراستها لهذا التقرير وجدت انه يحتوي علي كثير من النقاط التي تتعارض تعارضا سافرا مع الشريعة الاسلامية حيث تقول الدكتورة كاميليا حلمي رئيس اللجنة ان التقرير أوصي بتوفير معلومات الصحة الجنسية للطفلة وتوفير احتياجات الصحة الانجابية للمراهقين وتعليمهم ممارسة الجنس الآمن، وتعرض لحقوق الشواذ في الفقرة 96 تحت عنوان 'الفتيات السحاقيات' فأكد علي الحفاظ علي الحق في تحديد الهوية الجنسية للفتيات أي أن تختار الفتاة جنسها وتختار جنس الشريك ومراعاة حق الشاذات في التعبير عن آرائهن حول الشذوذ وحقهن في الحصول علي شركاء مثلي الجنس لهن وقد بلغ تدخل التقرير في شئون الدول مواد في الفقرة 49 عندما اعتبر ان الدين خاصة في الدول التي يعتبر فيها اساسا للتشريع يحد من فرص المساواة ويزيد من العنف، وطالب بجهود ضخمة لتغيير المعتقدات والأعراف التي تدعو لذلك، وطالب التقرير بتغيير ما أسماه بالقوالب الجذرية النمطية إشارة الي قيام المرأة بدور الزوجة والام التي يراها من الاسباب الرئيسية للعنف واعتبر ان التركيز الشديد علي عذرية الفتاة كبتا جنسيا وشكلا من أشكال التمييز ضد الطفلة الأنثي، وتعرض التقرير لما أسماه الهياكل الطبيعية في ادارة البيت اشارة الي القوامة، حيث جاء فيه انها تمنح الحقوق والقوة للرجل أكثر من المرأة ممايجعل النساء ذليلات تابعات للرجال، واعتبر هذه القوانين تحد من قدرة المرأة علي التطور الاقتصادي خاصة قوانين الميراث وطالب بالمساواة التامة فيها بين النساء والرجال، ووصل الأمر الي وضع مادة تدعو الصبية الي تحدي التقاليد الاجتماعية وقدم نموذجا لحملات اقيمت لتوعية الصبية بحقوق الفتيات ومن ضمنها الحديث مع الصبية عن أسباب التخوف من الجنس المثلي وتشجيعهن عليه!!
واعتبر التقرير في الفقرة 49 منه ان المهر شكل من أشكال العنف ضد الفتاة وأسماه ثمن العروس، وطالب بسن قوانين تمنع المهر، بل ان عمل الفتاة دون الثامنة عشرة في منزل أهلها يعتبره التقرير أحد أسوأ أشكال عمالة الأطفال وطالب منظمة العمل الدولية بتجريمه دوليا واعتباره عنفا ضد الطفلة. وقد طالب ائتلاف المنظمات الاسلامية الوفود الرسمية المشاركة في المؤتمر التحفظ علي كل مايتعارض مع الشريعة الاسلامية واهاب بالمؤسسات المعنية بالأسرة والطفلة والمجتمع التصدي لهذه الأفكار التي تهدد كيان الأسرة وهوية الأمة.
الباحثة الاسلامية خديجة النبراوي صاحبة موسوعة حقوق الانسان في الاسلام ترد علي هذه النقاط المضادة للفطرة السليمة قائلة: ان هذه البنود لاتناسب أصحاب الديانات والقيم الفاضلة فضلا عن أصحاب الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها. وفي هذا المقام يحضرني قول الامام سعيد النورس، انه ينبغي علي المتدينين من المسلمين والمسيحيين التعاون لمواجهة تيار الالحاد القادم، كما قال، انه ليس عبثا ان الله اختار الشرق لنزول الديانات، واذا كان المصلحون في الغرب يعتمدون علي التفكير المنطقي والفلسفة القائمة علي الحكمة فنحن نحاورهم من ذلك المنطلق أما المفسدون فلامجال للتحاور معهم، فضلا عن تنفيذ مبادئهم التي تهدم المجتمعات وترد
(يُتْبَعُ)
(/)
خديجة النبراوي علي الادعاء بأن المهر عنف ضد الفتاة يجعلها سلعة تباع وتشتري قائلة .. اذا كان هذا بالنسبة للزواج فماذا يكون القول عن أجر البغاء ومع ذلك فان المهر في الشريعة الاسلامية ليس الزاما علي المرأة أن تقبله، بل هو دليل علي جدية الرجل في الزواج وتقديره لتلك المرأة وبرهان علي قدرته علي تحمل تبعات المعيشة، والمرأة التي تعجب برجولة الرجل الي حد كبير وتعرف عدم مقدرته علي دفع هذا المهر وتسامحه علي ذلك، الاسلام لايمنعها من ذلك. أما اعتبار عمل الفتاة في منزل أهلها أسوأ أشكال العمالة ويجب تجريمه فتقول عنه خديجة النبراوي .. اذن فماذا نقول عن أصحاب الحرف الذين يستغلون الأطفال ويوجهون لهم أسوأ الاهانات ويمنحونهم أضعف الأجور ويحرمونهم من الاستمتاع بأغلي سنوات عمرهم، ان عمل البنت في منزل أهلها ترجمة للتعاون الذي يميز كل المجتمعات المتحضرة،.
وعن الدعوي بأنه قيام المرأة بدور الأم والزوجة سبب رئيسي للعنف تقول خديجة النبراوي، هذا قول لايقول به الا ناقصي العقول أو أصحاب الدوافع الخبيثة في تشجيع الشذوذ الجنسي الذي لاينتج عنه أطفال فالأمومة غاية كل أنثي، ولن يتحقق هذا الهدف بصورة مثالية تحقق للأنثي والطفل الأمن والاستقرار إلا عن طريق الزواج، أما العنف فينتج عنه أطفال الشوارع واللقطاء الذين لايجدون مصدرا للدفء والحنان المتمثل في الأسرة السوية، وقد اعتبرت زعيمة الحركة النسائية في أوروبا جيرمان عزيار التي دعت الي إنهاء مؤسسة الزواج التقليدي وآلفت كتاب اسمه 'الأنثي المخصية' .. أن حماسها للحركة في عنوان الشباب لم يكن يطابق الواقع، فنقول: الأمر الذي يقلقني اليوم هو نتائج حركة التحرر الجنسي، فعدد الفتيات اللواتي يستخدمن أقراص منع الحمل منذ بلوغهن الثانية والثالثة عشر من أعمارهن وعدد المراهقات اللاتي حملن في الخامسة والسادسة عشر في تزايد مستمر، ونقول: الجنس يعني شيئا مختلفا بالنسبة للرجال، فيمكنهم ان يمارسوا الحب وينصرفوا، ويمكنهم حتي يحين وقت الذهاب الي الجامعة أن يبدأوا دراساتهم بكل سهولة، أما النساء فأحسيسهن مختلفة، فهن يمارسن الحب بعقولهن وقلوبهن وأجسادهن، وهن يتحطمن بتحطم قصة حب واحدة وقد رأيت هذا يحدث لنسوة قريبات وهو شيء مروع. أما اعتبار عذرية المرأة كبتا جنسيا فتقول عنه خديجة النبراوي انها رمز لعفة المرأة وعدم المساس بها من قبل، والعفة مطلوبة من الرجل والمرأة معا. حيث هناك أمراض خطيرة تصيب الرجل في حالة الممارسات الجنسية الخاطئة وتؤكد ان الدعوة المستمرة لانحلال المرأة ليست في صالحها لانها ستمارس ذلك باسم الحب. فاذا اكتشفت خيانة المحب فإن الآثار النفسية عليها ستصبح أشد وطأة ألف مرة من الآثار النفسية علي الرجل علاوة علي انتشار الأمراض الخطيرة.
www.elakhbar.org.eg/issues/17124/0114.html - 51k
ويمكن البحث على جوجل ولكن لا يظهر الموضوع إلا إذا كتب كل العنوان المكتوب فى أول الرسالة
وشكرا.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 04:52]ـ
لأعضاء الأفاضل: السلام عليكم:
وموضوعنا هذا ليس وليد اليوم ولكن يخطط له منذ وثيقة بكين عام 1995 ومن قبلها مؤتمر القاهرة الدولى للسكان عام 1994ثم بعد ذلك مبادرة الشرق الأوسط الكبير التى أطلقها الرئيس الأمريكى بوش عام 2004 وأخيرا هذا التقرير الذى أصدرته الأمم المتحدة والهدف منه هو تغير النظام العربى وفقا للمنظور الأمريكى وهذا يتم عن طريق آليات محددة ذكرها الدكتور حسن أبو طالب رئيس تحرير التقرير الأستراتيجى العربى فى نقطتين:
أولاهما: آليات تغير سلمية يمكن أن تقوم بها دول المنطقة بمفردها أو بمساعدة مباشرة من المؤسسات الأمريكية أو بالأمرين معاً وذلك لمساعدتها على إجراء التغييرات المطلوبة فى نظمها التعليمية والإعلامية وأوضاعها الساسية والاقتصادية على النحو الذى يتماشى مع الرؤية الأمريكية وذلك بالتنسيق مع حكومات تلك الدول عبر المنح والمعونات وبرامج المشاركة الاقتصادية.
ثانيهما: آليات غير سلمية تتمثل فى عقوبات إقتصادية و ضغوط سياسية متنوعة المستويات وضغوط عسكرية عبر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بالفعل.
[ COLOR="DarkOliveGreen"] ويؤكد الأستاذ توفيق الشريف مدير عام المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثةعلى هذا الكلام بقوله: أن العالم الإسلامى يتعرض لغزو ثقافى خارجى ولهذا يؤكد المجلس على أهمية مشاركة المسلمين كافة فى صد خطر هذه المؤتمرات.
كما يؤكد على أن هذه الإتفاقيات والمواثيق يتم تمريرها من خلال الضغوط السياسية والمصالح الإقتصادية , موضحا أن هناك هجوماً يتم من خلال السياسة الناعمة والأموال الضخمة وأن هذا الهجوم له مؤسساته وخططه وخبراؤه مشيراً فى الوقت نفسه أن مثل هذه الضغوط لاتقع إلا على الحكومات , أما المجتمع المدنى فله دور كبير
لصد مثل هذه الهجمات ولذلك تتجه هذه المنظمات الدولية نحو المنظمات الأهلية لإختراقها بأفكارها المسمومة.
هناك نقطة هامة جداً بل شديدة الأهمية وهى (تغيير المصطلحات) أو اللعب بالمصطللحات وبمشيئة الله للحديث بقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 10:52]ـ
شركة أمريكية توزع "فوط صحية" وتعطي دروسًا في "الجنس الآمن" للطالبات بإحدى مدارس البحيرة
كتب صالح شلبي (المصريون):: بتاريخ 2 - 5 - 2007
يستعد مجلس الشعب لفتح ملفات الفساد والقضايا الأخلاقية من خلال مجموعة من البيانات وطلبات الإحاطة التي تقدم بها عدد من أعضاء الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان" المسلمين".
وتقدم النائب إبراهيم الجعفري بطلب إحاطةٍ عاجل لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف حول مدى دستورية ما قامت به الحكومات المصرية المتعاقبة من تعيين خبير أمريكي مستشارًا للحكومة المصرية طوال 25 عامًا.
وقال الجعفري إن هذا المستشار ويدعى "جراهام بازمان" يقدم للحكومة المصرية استشارات سياسية واقتصادية، مبديًا تخوفه من تأثير ذلك على القرارات الداخلية والخارجية.
وتساءل: كيف صدر قرار بتعيينه، وما ملابسات هذا الأمر؟ في الوقت الذي تتمتع فيه مصر بكوكبة من الأساتذة والعلماء في كافة المجالات ولكن لا يتم الاعتماد عليهم.
وأثار تساؤلاً عما إذا كان لهذا الأمر علاقة بالمعونة السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر، فيما يراه فرض قرارات سيادية على مصر، حسب قوله.
كما تقدم الجعفري بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم الدكتور يسري الجمل حول سماح وزارته لشركة أمريكية بتوزيع "فوط صحية" خاصة للسيدات على طالبات المدارس، وإعطاء دروس للطالبات حول ثقافة الجنس الآمن وممارسته دون أن تنجب الطالبة.
ودلل الجعفري على ذلك بما حدث بإحدى مدارس البنات الإعدادية بمحافظة البحيرة بشكل أثار حفيظة أولياء الأمور، خاصة أن الذين قاموا بترويج هذه البضاعة مجموعة من الشباب.
وأشار إلى أن هذا الأمر يخالف المادة 12 من الدستور، التي تنص على "وجوب التزام المجتمع برعاية الأخلاق وحمايتها"، وعلى "مراعاة المستوى الرفيع للتربية الدينية والقيم الخلقية" على أن "تلتزم الدولة باتباع هذه المبادئ والتمكين لها".
وطالب الجعفري بسرعة النظر في هذه "المخالفة الأخلاقية"، والعمل على وقفها والتصدي لعدم تكرارها مرة أخرى.
من جهة أخرى، تقدم النائب أحمد عبده شابون بطلب إحاطةٍ لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزير الدولة للتنمية المحلية اللواء عبد السلام المحجوب يتهم فيه محافظ بورسعيد مصطفى كامل بـ "التورط" مع 11 مديرًا بالجمارك في "علاقاتٍ مشبوهة" مع مستثمرين في تهريب بضائع، ومنها شحنة رخام، إضافة إلى 120 ألف ثوب قماش تم إخفاؤها تحت شحنة تحميل قصاصات قماشية.
من ناحية أخرى، طالب النائب محسن راضي بفتح ملفات "انحرافات" الرقابة على المصنفات الفنية بعد منحها تراخيص لأفلام تحرض على الفسق وخدش الحياء العام بموافقتها على عرض فيلم "ما تيجي نرقص" للمخرجة إيناس الدغيدي رغم احتوائه على 13 مشهدا جنسيا بالإضافة إلى احتوائه على رقصات ذات دلالات جنسية.
وتساءل النائب: أين نحن من دولة الكويت التي قررت وقف كافة الأعمال الفنية التي تخالف أخلاقيات المجتمع وأعراف الشعوب الإسلامية.
كما تساءل: أين الرقابة على المصنفات الفنية المصرية من رقابة الأفلام بوزارة الإعلام الكويتية التي رفضت عرض الفيلم ذاته لتعارض مشاهدة الإباحية مع قيم ومبادئ المجتمع، ورفضها في السابق عرض فيلم "الباحثات عن الحرية" للمخرجة نفسها.
واعتبر النائب رفض الرقابة الكويتية لعرض فيلم "ما تيجي نرقص" وصمة عار للرقابة المصرية بعد سماحها على مدار السنوات الأخيرة الماضية بإجازة أفلام خالية القيمة والمضمون وأفلام إباحية تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي القويم.
وتساءل: كيف تسمح الرقابة على المصنفات المصرية لإحدى المخرجات المصريات على خدش حياء المجتمع المصري وتقديم أفلام تخالف العادات والتقاليد وتدعو للانحلال وتمرير الانحلال الجنسي والأخلاقي تحت مسمى الحب حتى أصبح اسمها شعارا على سينما العرى.
وطالب النائب في خطاب أرسله إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بضرورة التدخل بصفة خاصة حرصا على سمعة مصر وعلى قيم وهوية المجتمع المسلم صاحب التراث الرائع الأصيل.
فيما اعتبر النائب أن قرار الرقابة الفنية بالكويت الذي يمثل ضمير كل مسلم يمثل وصمة عار لمشيخة الأزهر الشريف لصمته وسكوته وإساءة بالغة لمجلس الشعب المصري الذي تقاعس عن دوره تجاه مناظر ضمت الإباحية والفجور، كما قال في بيانه.
إلى ذلك، تقدم راضي بطلب إحاطة عاجل إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء حول عدم فاعلية المؤسسة الدينية تجاه الإساءة للدين الإسلامي، مطالبا بضرورة وضع حل للفرق بين الرأي وحريته وبين أسس ومبادئ الدين وقيمه التي تمثل ثوابت الدين الحنيف.
وحذر النائب في طلبه، من أن تقاعس الأزهر عن دوره في نشر الفضيلة والقيم والعلم سيكون سببا في انتشار الأفكار والسلوكيات التي لا تتناسب وقيم الإسلام، وما يقوم به الفنانون طبقا لأهوائهم من أفكار تحرم وتحلل، بعد أن صرحت أحدى الفنانات في أحد قصور الثقافة بأن الرقص ليس بغريب على المجتمع المصري وأن المشكلة الحقيقية أن الناس ينظرون بشكل سلبي على أنه عيب أو حرام أو شيء يقلل من الاحترام.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=33788
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 10:59]ـ
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن
حين ترك الناسُ الحراب
نطقتْ كلُّ الكلاب
حين ترك الناس الكتاب
صارتِ الدنيا خراب
فحسبنا الله ونعم الوكيل(/)
حكم العقود التي يشترط فيها التحاكم للمحاكم الوضعية؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 09:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, أما بعد
فقد سبق وضع هذا التساؤل في موضوع بملتقى أهل الحديث - المنتدى الشرعي العام, ولما لم يجب عليه بجواب شاف حتى الآن, أعيد وضعه هنا, لعل الله يقيض له من يحل مشكله:
بسم الله الرحمن الرحيم
صورة المسألة: رجل يريد أن يستأجر منزلا أو دكانا أو يتعاقد مع شركة لغرض ما: صيانة أو أي خدمات أخرى, وفي العقد بند ينص على أنه في حالة حصول نزاع فإنه يحال إلى المحاكم الوضعية, والرجل يدين الله بأن التحاكم للطواغيت من نواقض الإسلام, والنواقض لا يرخص لمرتكبها إلا إذا أكره وقلبه مطمئن بالأيمان .. فهو عاقد النية على أنه إذا وقع عليه ظلم سيترك حقه مهما أمكن ما لم يقع عليه إكراه, فالأشكال والمسألة ليست مفروضة في أن رجلا سيتحاكم للطاغوت, ولا أريد النقاش أن ينصب في هذا الجانب الذي سبق الكلام عليه من بعض الأخوة في هذا الملتقى, بل السؤال هو: هل يجوز له إبرام هذا العقد مع تضمنه لهذا الشرط, وهو عاقد العزم على أنه لن يتحاكم
فهل يقال أن هذا من إظهار الرضا بهذه القوانين الكفرانية فلا يجوز له ذلك, أم يقال أنه ما دام لن يتحاكم فإنه يبرم العقد وهو يبطن الكفر بهذه القوانين من باب عموم البلوى بها وقلة العقود التي تخلو منها بل ربما ندرتها وربما استحالتها بحسب البلد
علما بأن هناك بند آخر ينص على أن العقد يخضع لقوانين تلك الدولة وهي دولة تحكم بالقوانين الوضعية ..
أرجو أن يتركز الكلام في صورة المسألة ولا يتفرع لمسائل أخرى غيرها مهما أمكن ..
فما قول الأفاضل ..
---------
ـ[ابن رشد]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 12:23]ـ
ربما والله اعلم هذه المسألة لاتخلو من احوال:
1_أن يكون المتعاقدان قد أبطنوا عدم الخضوع لهذا الشرط,,فيكون هذا عقدا صوريا ,يختلف حكمه باختلاف الأسباب المؤدية إليه
,,وينظر"صيغ العقود في الفقه السلامي"للدكتور صالح الغليقة
2_أن يكون احد العاقدين استبطن عدم العمل بهذا الشرط ,,,ان كان مكرها فهو جائز ويقاس على بيع التلجئة ,,وان كان غير مكره,,فلايجوز العقد,,والله اعلم,,
وهذه مدارسة ومحاولة وليست فتوى
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 10:04]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا
إذا كنا سنجعل المسألة من باب الإكراه, فعلينا أن نتسائل: إذا كانت أغلب العقود في بلده على تلك النحو, و يخشى من إظهار اعتقاده بطلان ذلك الشرط لأن في إظهاره ذلك تعريضا له للبطش من قبل المتسلطين, أيعد في إظهاره الموافقة على الشرط مكرها شرعا؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 06:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: فإن هذه النازلة مما يعم بها البلوى وليست المسالة متعلقة بالصورة الواردة في السؤال بل إن الذي ينظر إلى شروط القوانيين الوضعية الذي شرعها الطواغيت المتغلبين على كثير من بلاد الإسلام لاسيما ما يتعلق بشروط أوراق أثبات الهوية الشخصية كجواز السفر مثلاً يجد أن من أهم البنود القانونية التي تلزم حامل تلك الوثيقة هي أن يعترف بشرعية الطاغوت ويقر له بالولاء ولا يخرج عن حكمه وإلا صار خائن يعاقب بموجب قانون الطاغوت وهذا الشرط قد يكون تصريحاً أو ضمناً .. وإذا علم هذا فهل يلزم من هذا أن يقال بكفر من يحمل مثل تلك الوثائق الشخصية؟ .. والذي أراه أن هذا مما تعم به البلوى لا حرج على من يلتزم بتلك الشروط في الظاهر فقط كما أفتى العلماء بجواز النزول عند حكم الكافر المتغلب .. وهكذا الكلام في مسألتنا فإن الذي يلتزم بذلك الشرط الذي عمت به البلوى في الظاهر بدون الرضا القلبي لا يمكن تكفيره لأنه لم يقصد إلى الكفر إختياراً ولو قيل له هلم إلى حكم الطاغوت لرفضه ولم يقبله أصلاً فكيف يكفر والحالة كذلك .. والحاصل أنه يكفر بفعله التحاكم إلى الطاغوت لا بمآله .. وهناك كلام جيد في مسألة التحاكم قاله العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله في كتابه العبرة مما جاء فى الغزو والشهادة والهجرة فراجعه فإنه مهم جداً .. هذا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 03:54]ـ
جزاك الله خيرا أخي "الإمام الدهلوي" ..
هل من الممكن أن تستطرد أكثر في نقطة النزول عند حكم الكافر المتغلب ..
وهناك إشكال آخر لكن أرجأه لعله أن يكون في استطرادك - إن تفضلت به - حلا له
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 03:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: أخي الكريم أعتذر لك على التأخير وعلى عدم وضوح الكلام بشكل أوسع في المرة السابقة .. وسوف أبدأ معك الأن في تأصيل الحكم الشرعي في هذه النازلة التي نتباحث عن حكمها الشرعي بحسب ما أظن أنه الحق والصواب إن شاء الله تعالى .. ويمكن أن أضيف على ما قلته سابقاً أن حكم هذه النازلة إنما يؤخذ مما قاله العلماء في كتب العقائد والفقه عند كلامهم على حكم السفر إلى دار الكفر لغرض من الأغراض المشروعة كالتجارة أو الهروب من بطش سلطان ظالم أو غير ذلك من الأسباب المشروعة شرعاً .. وقد أفتى العلماء في هذه المسألة كما لا يخفى على مثلك بجواز ذلك أو التحريم أو الكراهية كل حكم بحسبه ولم يطلقوا حكم الكفر أبداً مع أن الداخل عليهم يعلم بأن أحكام الكفر سوف تجري عليه ولم يقل أحد من العلماء أن هذا يلزم منه الرضى بالكفر أختياراً ومن ثم يكفروا من هاجر إلى دار الكفر طوعاً .. وهذا الأمر واضح جداً كما ترى والقياس عليه حاصل .. وغاية قول من يطلق حكم الكفر في صورة العقود التي تسأل عنها أنه بناه على قاعدة الرضا بالكفر مستنداً على قوله تعالى في آية التحاكم إلى الطاغوت: يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به .. الآية .. فقالوا: أن الله كفرهم بمجرد الإرادة دون فعل التحاكم نفسه .. وهذا لا ينطبق على صورة المسألة التي نتكلم عنها لأن أؤلئك القوم الوارد ذكرهم في الآية السابقة كما جاء في أسباب النوزل وهي تعين في تفسير القرآن الكريم قد أعرضوا عن حكم الله بعد أن وقفوا عليه واختاروا بأفعالهم تقديم حكم الطاغوت عليه ولهذا كفرهم الله عزوجل .. وقد كنت سابقاً أتحاور مع أحد الغلاة في مثل هذا النازلة فزعم أن مجرد الموافقة على العقد دون فعل التحاكم عند حصول النزاع كفر مخرج من الملة الإسلامية لا يعذر فاعله أبداً فعجبت لهذا الغلو والشطط فقلت له يلزم منه أن تتسلسل في التكفير حتى ترجع على نفسك بحكم الكفر لأنك أنت تقر بصور كثير من العقود القانونية التي تلزمك بالتحاكم إلى الطاغوت دون أن تشعر فأنت تحمل جواز السفر و عندك ورقة إثبات الهوية الشخصية وهلم جرا وهذه كلها تنص بنود قوانينها على شرعية الإعتراف بالطاغوت والرضا بأحكامه الوضعية والرضا بالكفر كفر على قولك فعندها حار جواباً ولم يجد ما يرد به .. وقلت له أيضاً حتى لو سلمنا لك أن هذا الأمر يلزم منه الكفر فإنه لا يجوز لك أن تكفر المعين مباشرة دون مراعاة الشروط والموانع ونقلت له ما قاله العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله في جوابه على حكم مسألة: من خُوصم وطلب حكم الشرعية وحكمت عليه الشريعة وقال الآخر أنا من رعية النصارى وأريد حكم النصارى، هل ماله حلال وهو مرتد أم لا؟ فأجاب: إن قال الرعوي للنصارى ذلك كارهاً لحكم الشرعية مستحلاً حكم النصرانية كفر وصار مرتداً تجري عليه أحكام الردة المقررة في بابها، وإن قال ذلك من غير قصد ولا استضلال كان فاسقاً يجب تعزيره بما يراه حكم الشريعة، وعلى الاول حمل قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... الآية وهذا الكلام موجود في كتاب العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة .. فقلت له إذا كان أهل العلم لم يكفروا أبتداءً من طلب حكم الطاغوت مع وجود حكم الشرعية عنده وعذروه ونظروا إلى قصده ومراده فكيف تكفر أنت المعين في هذه الصورة دون أي أعتبار؟! .. هذا إن سلمنا لك أن المسألة كفر على قولك فكيف ونحن نعتقد أن نازلتنا خارجة عن أحكام الكفر أصلاً .. بقي أن أوضح لك قصدي من مسألة النزول عند حكم الكافر المتغلب وأعني بذلك ما ذكره الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلطان رحمه الله في كتابه قواعد الأحكام عندما قال بأنه لو استولى الكفارعلى أقليم عظيم فولوا القضاء لمن يقوم بمصالح المسلمين العامة فالذي يظهر إنفاذ ذلك كله ... إلخ فهذه هي
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة النزول على حكم الكافر المتغلب والله أعلم وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد
فأولا أخي الكريم اعلم أني أحبك في الله, وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الهداية للحق وللالتزام به حتى نلقى الله وهو راض عنا
بالنسبة لمسألتنا فيجب أن نفرق بين عدة مسائل:
المسألة الأولى: جريان أحكام الكفار على المسلم
المسألة الثانية: التحاكم للقاضي الذي نصبه الكافر المتغلب إذا كان يحكم بالشريعة
المسألة الثالثة: التحاكم للقاضي الذي نصبه الكافر المتغلب إذا كان طاغوتا يحكم بغير ما أنزل الله
المسألة الرابعة: التوقيع (أو إظهار الموافقة) على عقد يتضمن اشتراط كون الطواغيت هي الجهة التي تفصل في النزاع إذا وقع.
فالذي يظهر أنه لا يلزم من جريان أحكام المشركين على المسلم أنه يتحاكم إليهم, فجريان الأحكام أمر يحصل بوجود المسلم تحت قهر الكافر وهو أمر لا اختيار له فيه, ما لم يترك الهجرة حيث قدر عليها, فلذلك لا يلزم من جريان أحكام المشركين على المسلم أنه ممن {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} , لأنه يمكن عقلا وواقعا أن تجري عليه أحكامهم مع امتناعه عن التحاكم إليهم.
مثلا: تجري عليه أحاكمهم فيمتنع عن أمر معين تعاقب عليه قوانينهم من باب عدم تعريض نفسه للعقوبة لا من باب الرضا, ولأنه مضطر للمكث تحت حكمهم فرارا من ظلم أو عجزا عن هجرة ونحو ذلك. ولكنه لا يذهب لمحاكمهم الكفرية ولا يرضى بها.
فالمسألتان - مسألة جريان الأحكام ومسألة التحاكم للطاغوت - منفكتان, ولا يلزم من تفريع حكم تحت أحدهما أن يتفرع نفس الحكم تحت الأخرى.
وأما التحاكم للقاضي الذي يحكم بالشريعة ولكنه منصب من قبل الكافر المتغلب فكذلك منفكة, وانظر الكلام عنها في آخر هذا الرد.
وأما العلاقة بين مسألة التحاكم للطاغوت ومسألة التوقيع على العقود التي تشترطه فمحل بحث.
ويمكن أن أضيف على ما قلته سابقاً أن حكم هذه النازلة إنما يؤخذ مما قاله العلماء في كتب العقائد والفقه عند كلامهم على حكم السفر إلى دار الكفر لغرض من الأغراض المشروعة كالتجارة أو الهروب من بطش سلطان ظالم أو غير ذلك من الأسباب المشروعة شرعاً .. وقد أفتى العلماء في هذه المسألة كما لا يخفى على مثلك بجواز ذلك أو التحريم أو الكراهية كل حكم بحسبه ولم يطلقوا حكم الكفر أبداً مع أن الداخل عليهم يعلم بأن أحكام الكفر سوف تجري عليه ولم يقل أحد من العلماء أن هذا يلزم منه الرضى بالكفر أختياراً ومن ثم يكفروا من هاجر إلى دار الكفر طوعاً .. وهذا الأمر واضح جداً كما ترى والقياس عليه حاصل ..
أخي الكريم هنا يأتي المقصود من ما قدمته من التفريق بين المسائل الأربعة. فإن سُلِّمَ لك جواز دخول دار الحرب للتجارة, فلا يسلم لك أن يتفرع عن ذلك الترخيص في التحاكم للطاغوت لمن دخل دار الحرب, فلا تلازم بين الأمرين, وجريان الأحكام غير التحاكم.
وإنما قلت لك (فإن سلم جواز دخول دار الحرب للتجارة) لأن في المسألة خلاف, والمالكية مذهبهم عدم جواز دخول دار الحرب للتجارة, ولا نريد أن نتوسع في الكلام في هذه المسألة لأن مسألتنا لا تتفرع عليها, ولكن هذه بعض النقول عن علماء المالكية:
نص كلام الإمام مالك نقلا عن ابن رشد, وهو موجود في المدونة وليست عندي الآن:
" كره مالك رحمه الله الخروج إلى بلاد الحرب للتجارة في البر والبحر كراهية شديدة, قال في سماع ابن القاسم وقد سئل عن ذلك فقال قد جعل الله لكل نفس أجلا تبلغه ورزقا ينفذه, وهو تجري عليه أحكامهم فلا أرى ذلك. < انتهى كلام مالك والآتي لابن رشد >وأصل الكراهية لذلك, أن الله أوجب الهجرة على من أسلم ببلاد الكفر, إلى بلاد المسلمين حيث تجرى عليه أحكامهم, فقال تعالى: ? والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ? , وقال تعالى: ? إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ? ".
نص كلام ابن رشد:
" فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا وجب بالكتاب والسنة وإجماع الأمة على من أسلم ببلد الحرب أن يهاجر ويلحق بدار المسلمين ولا يثوي بين المشركين ويقيم بين أظهرهم, لئلا تجري عليه أحكامهم, فكيف يباح لأحد الدخول إلى بلادهم حيث تجرى عليه أحكامهم في تجارة أو غيرها, وقد كره مالك رحمه الله تعالى أن يسكن أحد ببلد يسب فيه السلف, فكيف ببلد يكفر فيه بالرحمن وتعبد فيه من دونه الأوثان, لا تستقر نفس أحد على هذا إلا وهو مسلم سوء مريض الإيمان
فصل
ولا يجوز لأحد من المسلمين دخول أرض الشرك لتجارة ولا لغيرها إلا لمفاداة مسلم, فإن دخلها لغير ذلك طائعا غير مكره كان ذلك جرحة فيه تسقط إمامته وشهادته ... لأنه يبعد أن تجاز شهادة من سافر إلى أرض الحرب للتجارة وطلب الدنيا – وهو عارف بأن ذلك لا يجوز له, وأن أحكام الشرك تجري عليه, وبما هو أدنى من هذا يجرح الشاهد وتسقط شهادته
فصل
فواجب على والي المسلمين أن يمنع من الدخول إلى أرض الحرب للتجارة ويضع المراصد في الطرق والمسالح لذلك, حتى لا يجد أحد السبيل إلى ذلك ... ". انتهى
قال ابن عبد البر: " وكيف يجوز لمسلم المقام في دار تجري عليه فيها أحكام الكفر, وتكون كلمته فيها سفلى ويده وهو مسلم؟ هذا لا يجوز لأحد ". انتهى من التمهيد: الوصية
والخلاصة أن القول بجواز دخول دار الحرب ليس بمجمع عليه, بل مذهب المالكية له وجاهته, مع أن القوال بالجواز لا يستلزم القول بالترخيص في التحاكم للطاغوت.
وغاية قول من يطلق حكم الكفر في صورة العقود التي تسأل عنها أنه بناه على قاعدة الرضا بالكفر مستنداً على قوله تعالى في آية التحاكم إلى الطاغوت: يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به .. الآية .. فقالوا: أن الله كفرهم بمجرد الإرادة دون فعل التحاكم نفسه ..
أخي الكريم لسنا بصدد الكلام عن كفر أو تكفير من يوقع تلك العقود, وإنما نتحدث في حكم ذلك هل يجوز أم لا, لأن هناك فرق بين من يوقع ذلك العقد وهو يعتقد أن بعض شروطه باطلة ويضمر نية عدم تطبيقها, وبين من يقوم بفعل التحاكم للطاغوت, وحتى هذا الأخير دخل على الناس فيه شبهة وتأويل من كثرة ما يرخص فيه المفتين اليوم, حتى جعلوه أهون من الربا وكثير من المحرمات مع أنه من الكفر بالطاغوت الذي هو من شروط لا إله إلا الله.
وهذا لا ينطبق على صورة المسألة التي نتكلم عنها لأن أؤلئك القوم الوارد ذكرهم في الآية السابقة كما جاء في أسباب النوزل وهي تعين في تفسير القرآن الكريم قد أعرضوا عن حكم الله بعد أن وقفوا عليه واختاروا بأفعالهم تقديم حكم الطاغوت عليه ولهذا كفرهم الله عزوجل ..
إذا تقرر أن ذات التحاكم عبادة وصرفها لغير الله شرك, وأن التحاكم للطاغوت ناقض من نواقض الإسلام, فلا يشترط في كون صرفه للطواغيت كفرا أن يكون المتحاكم معرضا عن حكم الله بعد أن يقف عليه, نعم إن كان الشخص مكرها على التحاكم فحينها يرخص للمكره كما يرخص له في باقي النواقض بشروط الإكراه المعروفة.
وقد كنت سابقاً أتحاور مع أحد الغلاة في مثل هذا النازلة فزعم أن مجرد الموافقة على العقد دون فعل التحاكم عند حصول النزاع كفر مخرج من الملة الإسلامية لا يعذر فاعله أبداً فعجبت لهذا الغلو والشطط فقلت له يلزم منه أن تتسلسل في التكفير حتى ترجع على نفسك بحكم الكفر لأنك أنت تقر بصور كثير من العقود القانونية التي تلزمك بالتحاكم إلى الطاغوت دون أن تشعر فأنت تحمل جواز السفر و عندك ورقة إثبات الهوية الشخصية وهلم جرا وهذه كلها تنص بنود قوانينها على شرعية الإعتراف بالطاغوت والرضا بأحكامه الوضعية والرضا بالكفر كفر على قولك فعندها حار جواباً ولم يجد ما يرد به .. وقلت له أيضاً حتى لو سلمنا لك أن هذا الأمر يلزم منه الكفر فإنه لا يجوز لك أن تكفر المعين مباشرة دون مراعاة الشروط والموانع
على ذكر الغلاة, نبرأ ونعوذ بالله من الغلو, من أن ننزلق فيه أو نكون ممن أخذ ردة فعل من حصوله فجنح للتفريط.
نحن نريد أن نتناقش هل يلزم من توقيعه على العقد الرضا بحكم الطاغوت أم لا يلزم؟ وإذا كان يلزم فهذا لا يعني أنه لا يرخص له حيث صدق عليه وصف الإكراه, وهذه مسألة تحتاج لتحرير أيضا, ولها كثير من الفروع في زمن الاستضعاف الذي نعيشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فدعنا نبقى في دائرة حكم التوقيع على عقد يشترط فيه التحاكم للطاغوت, ومن مباحثه - وليست وحدها- مسألة: هل يلزم الرضا أو لا يلزم.
وأريد أن أطرح تساؤلا عليك قبل أن ننتهي من هذه النقطة, وهو: هل يلزم من حمل جواز سفر أو بطاقة هوية لرجل يعيش تحت حكم الكفار أنه راض بالكفر؟ وليس في المسألة توقيع ولا أخذ إقرار منه على أنه يوافق على أحكامهم قبل أن يحصل على الجواز, غاية ما في الأمر أنه ستجري عليه أحكامهم قهرا, وهذا لا اختيار له فيه, ولا يمكنه أن يترك الجواز أو البطاقة وإلا عاش ملاحقا طريدا معدما فقيرا, وهنا نقترب من صورة الإكراه. كما يجدر أن نتنبه إلى أنهم يجرون أحكامهم بالقهر على كل من يعيش تحت سلطتهم سواء استصدر بطاقة وجواز أم لا, فليس استصداره لهذه الأوراق الثبوتية هو الموجب لدخوله تحت حكمهم, فبالتالي, فتكييف مثل هذه الصور على أنها عقود وأن المستصدر لها راض فيه نظر. (تنبيه: هذه الفقرة كلها محل تأمل وبحث, وهناك اعتراضات ومناقشات تطرئ على بالي ولكن لا أريد أن أفرع الكلام)
مسألة يعذر أو لا يعذر فهي كذلك مسألة أخرى تبحث تحت عنوان (العذر بالجهل وضوابطه) , وهي مسألة مهمة حصل فيها إفراط وتفريط, ونتج عنه إدخال فئام من المشركين العتاة في مسمى الإسلام وإخراج فئام من الموحدين من مسمى الإسلام إلى مسمى الكفر, وهذه المسألة على أهميتها أرجو أن نفصلها عن حوارنا حتى لا يتسلسل, وقد كثر الكلام فيها وسودت فيها مئات بل آلاف الصفحات.
ونقلت له ما قاله العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله في جوابه على حكم مسألة: من خُوصم وطلب حكم الشرعية وحكمت عليه الشريعة وقال الآخر أنا من رعية النصارى وأريد حكم النصارى، هل ماله حلال وهو مرتد أم لا؟ فأجاب: إن قال الرعوي للنصارى ذلك كارهاً لحكم الشرعية مستحلاً حكم النصرانية كفر وصار مرتداً تجري عليه أحكام الردة المقررة في بابها، وإن قال ذلك من غير قصد ولا استضلال كان فاسقاً يجب تعزيره بما يراه حكم الشريعة، وعلى الاول حمل قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... الآية وهذا الكلام موجود في كتاب العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة ..
الذين أدين الله به في هذه الصورة أن الآية منطبقة تماما على ذلك الرعوي الخبيث - إن لم يكن قد تاب -, فقد ترك باختياره حكم الله وعدل إلى الطاغوت, ولو قرأت التفاسير كلها ستجد كلام المفسرين في آية {ألم تر إلى الذين يزعمون} منطبقا تماما على هذه الصورة.
والذي أفهمه من كلام الشيخ رحمه الله أنه لا يعتبر التحاكم للطواغيت ناقضا من نواقض الإسلام بذاته, بل إذا انضم إليه استحلال أو كراهية لحكم الشريعة, وأما إذا خلا عن ذلك فهو لا يعدو كونه فسقا.
وأنا عندي إشكال في هذا التأصيل, فظاهر الأدلة الشرعية أن التحاكم للطاغوت كفر أكبر, وكلام ابن كثير والإجماع الذي نقله في حكم التحاكم للياسق وللكتب المنسوخة واضح في كونه كفرا أكبرا, فلعل هذه مجرد زلة منه؟
وعلى كل حال كلام كثير من المعاصرين في الترخيص في التحاكم للطواغيت للضرورة يلزم عليه أن التحاكم ليس كفرا لذاته, لأن الضرورات تبيح المحرمات لا الكفريات التي لا يرخص فيها إلا للمكره, فهذا لازم لكلامهم وهو لازم فاسد يفسد قولهم, هذا الذي ظهر لي من البحث في هذه المسألة لفترة ليست بالقصيرة.
فقلت له إذا كان أهل العلم لم يكفروا أبتداءً من طلب حكم الطاغوت مع وجود حكم الشرعية عنده وعذروه ونظروا إلى قصده ومراده فكيف تكفر أنت المعين في هذه الصورة دون أي أعتبار؟! .. هذا إن سلمنا لك أن المسألة كفر على قولك فكيف ونحن نعتقد أن نازلتنا خارجة عن أحكام الكفر أصلاً ..
لا يا أخي, العلماء يكفرون من طلب حكم الطاغوت مع وجود حكم الشريعة, واقرأ التفاسير في آية التحاكم, وكلام ابن كثير في الياسق وغيره.
لو كنت مكانك لناقشت هذا الذي تحكي عنه هذا القول بأمرين:
هل يلزم الرضا إذا كان الرجل أظهر الموافقة على العقد لعموم البلوى به مع إبطان اعتقاده ببطلان الشروط المحرمة ومنها هذا الشرط؟ ثم إن قلنا بلزومه فهناك مانع التأويل, ولولا خشية التسلسل لاستطردت في مسألة التأويل وكيف هو معتبر هنا.
بقي أن أوضح لك قصدي من مسألة النزول عند حكم الكافر المتغلب وأعني بذلك ما ذكره الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلطان رحمه الله في كتابه قواعد الأحكام عندما قال بأنه لو استولى الكفارعلى أقليم عظيم فولوا القضاء لمن يقوم بمصالح المسلمين العامة فالذي يظهر إنفاذ ذلك كله ... إلخ فهذه هي مسألة النزول على حكم الكافر المتغلب والله أعلم وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي هذه المسألة لا علاقة لها بمسألتنا, فالمقصود بها قضاة مسلمين يحكمون بالشرع ولكن التولية لهم كانت من غير أهل, فاغتفر كون المولي غير أهل لعموم البلوى ولئلا تتعطل أقضية الناس, ولنفس هذا السبب تكلم الفقهاء في تنفيذ أقضية البغاة والخوارج واختلفوا في ذلك ومن جوز علل بمراعاة تعطل الأقضية, ولكن لم يجوز أحد تنفيذ أقضية الكفار ولا اعتبارها, ولو بحثت في كتب الفقه ووجدت شيئا من ذلك أخبرني, وقد نص ابن عابدين على أن قضاء الدرزي لا ينفذ, وهو يعلم أن هذا يؤدي لتعطل أقضية بعض المسلمين ولكنه لم يعتبر ذلك لأن مفسدة التحاكم للطاغوت أعظم, وهذا فقه المصالح والمفاسد الذي يستغله الكثيرون في تمييع الدين لقلة الفقه أو استحكام الهوى والرضوخ للأمر الواقع الذي يجبنون عن مواجهته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخي الحبيب أبو فاطمة أحبك الله الذي أحببتني فيه .. وجزاك الله خير على ما تقدم لي من تصويب وتصحيح .. ثم أقول أخي الكريم الذي يظهر أنه قد حصل لبس في فهم كلامي السابق ذلك أني لا اتكلم عن مسألة التحاكم إلى الطاغوت أصلاً ولا أجوز لنفسي فعل هذا الأمر الشنيع على الإطلاق كما أني لا أقيس أو أفرع المسائل بعضها على بعض وغاية ما قصده في كلامي سابق هو بيان حكم النازلة التي حصل الحوار عليها وهي هل يجوز التوقيع على العقد التي يتضمن شرط باطل مثل التحاكم إلى الطاغوت في حال حصول النزاع مع أن الذي يوقع على ذلك العقد لا يتحاكم إلى الطاغوت عند حصول النزاع أصلاً ونحن نتفق على أن هذه النازلة مما تعم بها البلوى وليست صورة النازلة خاصة بهذه الحالة فقط بل تتعداه إلى صور أخرى والذي قلته أن التوقيع على مثل هذا العقد إن كان ضرورياً دون فعل التحاكم نفسه لا يمكن أن يوصف بأنه رضاً بالكفر كما أن الداخل إلى دار الكفر سوف تجري عليه أحكام الكفر ولا يمكن أن يوصف بأنه قد رضا بالكفر فهذا غاية ما أقوله ولا دخل لمسألة فعل التحاكم هنا لأننا نتكلم فقط عن حكم الموقع على العقد فانتبه لهذا جيداً .. وفي تفصيلك عند الكلام عن المسألة الأولى: جريان أحكام الكفار على المسلم ما يوافق ما قلته لك سابقاً لولا أنك أخطأت فظننت أني أجوز فعل التحاكم قياساً على هذه المسألة وهذا غير صحيح .. والله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 04:51]ـ
والذي قلته أن التوقيع على مثل هذا العقد إن كان ضرورياً دون فعل التحاكم نفسه لا يمكن أن يوصف بأنه رضاً بالكفر كما أن الداخل إلى دار الكفر سوف تجري عليه أحكام الكفر ولا يمكن أن يوصف بأنه قد رضا بالكفر فهذا غاية ما أقوله
أخي الكريم الذي أفهمه أنك هنا تقيس, فعندنا في القياس ما يلي:
الأصل: دخول دار الكفر حيث تجري على المسلم أحكام المشركين للضرورة
الفرع: التوقيع على عقد يتضمن اشتراط التحاكم للطاغوت إذا حصل النزاع للضرورة
الحكم: عدم لزوم الرضا من الفعل
الجامع: الاضطرار للفعل
فيقال: كما أن الاضطرار جعل دخول دار الحرب حيث تجري أحكام المشركين على الداخل لا يلزم منه رضاه بها, فكذلك التوقيع على العقد الذي يتضمن اشتراط التحاكم للطاغوت إذا اضطر المرأ إليه لا يلزم منه الرضا بحكمه والتحاكم إليه بجامع الاضطرار في كليهما.
ولكن قد تتوجه القوادح التالية على هذا القياس:
1 - قادح منع كون الوصف الموجود في الأصل هو علة الحكم. فيقال: إن كون الداخل لدار الحرب مضطر لدخولها ليس هو علة عدم لزوم الرضا بالكفر, بل لأن مجرد جريان أحكام المشركين عليه دون أن يظهر علامات الرضا والإقرار أمر سلبي لا يلزم عليه أي رضا, لا أن الاضطرار هو الذي أدى لعدم لزوم الرضا.
ويجاب عن ذلك: بأن دخوله دار الحرب هو فعل فعله باختياره وهو يعل أنه يترتب عليه جريان أحكام المشركين عليه, ولذلك منع بعض العلماء الدخول لدار الحرب لئلا تجري أحكام المشركين على المسلم.
2 - قادح المعارضة في الأصل. فقد يقال أن علة الاضطرار معارضة بعلة أخرى تصلح لتعليق الحكم عليها وهي الحاجة, فدخول دار الحرب يجوز للحاجة على قول. وهذا القدح ينبني على القول بتجويز دخول دار الحرب للحاجة, فمن جوز ذلك صلح له أن يجعل العلة هي الحاجة ويصح له هذا القادح. ولا يخفى أنه إن صح هذا القدح - ولا أميل لذلك - وصح أن العلة هي الحاجة, فالضرورة فوق الحاجة وأولى.
فإن قيل: فلم يسمى هذا قادحا ما دام لا يلغي كون الاضرار موجب للحكم؟ فالجواب أنه يقدح في استقلال الاضطرار في إيجابه للحكم, والعلة لا بد أن تستقل بذلك في قول بعض الأصوليين, وقال آخرون بعدم اشتراط ذلك, وهؤلاء لا يرون أن المعارضة قادح صحيح.
3 - قادح المعارضة في الفرع. وتعرف المعارضة في الفرع بأنها إبداء المعترض في الفرع ما يمنع لحوق الحكم به من دليل خاص أو وصف. (روضة الناظر 3/ 950 ت. د عبد الكريم النملة ط. مكتبة الرشد). فقد يقال أن في الفرع هنا وهو توقيع العقد الذي يتضمن اشتراط التحاكم للطاغوت عند حصول النزاع فيه وصف يمنع لحوق الحكم به, وهو كون العقد أصرح في الدلالة على الرضا لأن العقود شرعت لتحقيق التراضي فمبناها على التراضي, بينما جريان الأحكام مبناه على القهر ولذلك دلالته على الرضا فيها ضعف.
وهذا الفرق قد يكون مانعا من صحة القياس, وهذا يحتاج لمزيد تأمل فيما إذا كان يمكن الجواب عن هذا القادح أم لا.
فما رأيك أخي الإمام الدهلوي ..
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:41]ـ
يرفع للأخ عبد العزيز بن سعد والأخ " الإمام الدهلوي "
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 10:43]ـ
ألا يمكن أن نأخذ من خروج أبي بكر رضي الله عنه للتجارة في بلاد الروم، أن التجارة من الحاجة العامة التي تنزل منزلة الضرورة، فيصح للمستورد المسلم أن يوقع على عقد استيراد لبضاعة مثلا وفيه اشتراط التحاكم، من باب أنه أولى بالجواز من سفره لبلاد الكفر، وشرائه مباشرة، مع أن الخلافات ستحل بحكم الطاغوت ...
وهل يفرق بين الدولة المسلمة التي تحكم بالطاغوت = القانون الوضعي، وبين الدولة الكافرة؟
مع العلم - واعذرني على تكرار ذلك - أن جميع عقود الاستيراد بلا استثناء، وعقود التمويل الجماعي بين البنوك وكبار المستثمرين، وعقود الإنشاءات الضخمة - مثل إنشاء مصانع سابك وينساب والتحلية وأرامكو وغيرها - فيها اشتراط التحاكم وفق القانون الإنجليزي، والذي يعتمد على تفسير العقد بدرجة أولى، وعلى السوابق القضائية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القانونى]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه آخر للقضية يمثل جوهر القضية على وجه التحقيق على الرابط التالى، فى ردى على سؤال الأخ عبد العزيز بن سعد فى حكم التحاكم إلى القانون الإنجليزى:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4564
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 12:03]ـ
ألا يمكن أن نأخذ من خروج أبي بكر رضي الله عنه للتجارة في بلاد الروم، أن التجارة من الحاجة العامة التي تنزل منزلة الضرورة، فيصح للمستورد المسلم أن يوقع على عقد استيراد لبضاعة مثلا وفيه اشتراط التحاكم، من باب أنه أولى بالجواز من سفره لبلاد الكفر، وشرائه مباشرة، مع أن الخلافات ستحل بحكم الطاغوت ...
أخي الكريم:
أولا:
ما هو تخريج أثر أبي بكر؟ أذكر أن هذا السؤال طرحه أحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث ولم يخرج؟
ثانيا: السفر لبلاد الكفر أقل حرمة من إظهار الرضا بقوانين الكفر, فلا قياس أولى هنا, وأما قياس المساواة, فقد يقال أن العقد أصرح في الدلالة على الرضا, لأن العقود شرعت لتحقيق التراضي فمبناها على التراضي, بينما جريان الأحكام على المسافر لبلاد الكفر للتجارة مبناه على القهر, ولذلك دلالته على الرضا فيها ضعف.
وأما كون الخلافات ستحل بحكم الطاغوت إذا سافر لدار الكفر, فهذا لا يسلم, فإن على من ذهب لدار الكفر أن لا يخضع لأحكام المشركين فإن ذلك لا يجوز له من أجل عرض من الدنيا, فليتجر في دار الإسلام إن علم أنه قد يقع في هذا المحذور العظيم, ولهذا حرم الإمام مالك وأتباعه الاتجار في دار الكفر لأن المتجر فيها تجري عليه أحكام المشركين, وقد نقلت بعض أقوالهم في الردود السابقة, فراجعها غير مأمور
وهل يفرق بين الدولة المسلمة التي تحكم بالطاغوت = القانون الوضعي، وبين الدولة الكافرة؟
مع العلم - واعذرني على تكرار ذلك - أن جميع عقود الاستيراد بلا استثناء، وعقود التمويل الجماعي بين البنوك وكبار المستثمرين، وعقود الإنشاءات الضخمة - مثل إنشاء مصانع سابك وينساب والتحلية وأرامكو وغيرها - فيها اشتراط التحاكم وفق القانون الإنجليزي، والذي يعتمد على تفسير العقد بدرجة أولى، وعلى السوابق القضائية.
وهل يجتمع الإسلام مع الحكم بالطاغوت؟
هذا زعم أبطله الله {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}
أما انتشار تلك العقود, فهذا هو سبب بحثنا في هذه المسألة, ونحتاج لمن يحررها, وما أحسن الرخصة إذا كانت بدليل, أما التحليل والتحريم فيحسنه كل أحد ..
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 01:12]ـ
الأخ المكرم ابا فاطمة وفقه الله
ما هو المناط المكفر في مسالة التحاكم للطاغوت؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 08:51]ـ
للرفع
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 07:55]ـ
اختلفت الأنظار على اتجاهين:
الأول: أن التحاكم عبادة، لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه، وصرفها لغير الله من الشرك.
الثاني: أن التحاكم ليس عبادة، بل هو وسيلة للدفاع عن الحق، أو تحصيله، فيجوز للحاجة.
ولكل وجهة هو موليها ...
وقد حصل نقاش طويل في موضوع سابق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 01:31]ـ
الأخ المكرم عبد العزيز وفقه الله
العبادة والمعاملة قوامهما الاستسلام والخضوع لله سبحانه وتعالى،وكما قال أهل العلم: العبادة حق خالص لله وهي أمر غير معقول المعنى والأصل فيها المنع والمعاملة غير ذلك فهي قد تكون أمر معقول المعنى فيها حق للمخلوق وحق لله والاصل فيها الإباحة إلى غير ذلك من خصائص كما هو معلوم ..
وقد اختلف في الاباحة كونها من أقسام التكليف فهي ليس امرا مطلوب تركه أو فعله على سبيل الندب أو الالزام! ومع ذلك فالتكليف فيها هو التشريع المطلق الذ لا يحق لأحد أن ينقله عن الإباحة إلى الحظر أو الايجاب ...
ومن هنا يتصور دخول المعاملات التي أصلها على إلاباحة في إطار التشريع العام لله سبحانه وتعالى،وموقف المكلف منها هو قبول شرعه فيها كما الإيجاب والتحريم وباقي الأحكام ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وسواء قلنا أنه عبادة أو معاملة فحق الله الخالص فيها هو قبول شرعه والإستسلام لأمره، - مع اعتقادي أن كونها أمرا عبادي قد يبعد لما سبق - ولربما يغلب على الظن أن من قال عنه أنه عبادة هو من هذه الحيثية بمعنى القبول والاستسلام لشرع الله والله اعلم ..
وهنا يتوجه السؤال مرة ثانية عن المناط المكفر في مسالة التحاكم ..
والله الموفق
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 02:49]ـ
وهنا يتوجه السؤال مرة ثانية عن المناط المكفر في مسالة التحاكم ..
والله الموفق
أخي الكريم, لم أر المشاركة إلا اليوم, فمعذرة على التأخير ..
المناط المكفر في مسألة التحاكم هو ذات التحاكم للطاغوت, فقد دل قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا) على أن التحاكم للطاغوت من نواقض الإيمان
ومن أوجه دلالة هذه الآية على ذلك ما يلي:
1 - أن الله جل وعلا أضاف في هذه الآية ذكر التحاكم للطاغوت, والطاغوت ما عبد من دون الله, فدل على أن التحاكم للطاغوت عبادة له من دون الله.
2 - أن الله جل وعلا سمى ادعاء المتحاكم الإيمان زعما, والزعم الكذب, فدل على أن التحاكم ينقض الإيمان ويصيره زعما لا حقيقة له.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه: (تيسير العزيز الحميد ص 419): ((وفي الآية دليل على ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض، وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم)).
3 - دل قوله تعالى {وقد أمروا أن يكفروا به} على أن من تحاكم إلى الطاغوت لم يكفر به, ومن لم يكفر بالطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.
يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ عند ذكر قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ..... ) الآية قال: ((وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به)). (فتح المجيد ص 345).
- وأما ذكر الإرادة في الآية {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} واستدلال البعض به على أن المناط المكفر هو إرادة التحاكم للطاغوت, فيناقش من وجهين:
أولا: أن الإرادة لا تنتفي إلا بالإكراه الملجئ, فالمتحاكم أراد التحاكم للطاغوت طلبا لحقه أو ردا لمظلمته من غير إكراه, فيصدق عليه أنه أراد التحاكم {يريدون أن يتحاكموا}
ثانيا: أن الله ذمهم بإرادة التحاكم, وقد أرادوا التحاكم وفعلوه طلبا لدنياهم, وإما إرادة الطاغوت لذاته محبة له وانقيادا فلم يعلق الذم عليها وإن كانت مذمومة بطريق الأولى. وفي ذم الله إرادتهم التحاكم نكتة تبين أن التحاكم للطاغوت مذموم بكل حال, وإلا لم يصح تعليق الذم على فعل التحاكم للطاغوت دون تقييده بقيد يبين كونه مذموما في أحوال دون أحوال.
وقد سبق نحو هذا في موضوع آخر كما أشار الأخ عبد العزيز وفقه الله ..
ـ[السليمان]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوه الافاضل
لدي بعض الاستفسارات
اولاً لماذا لا ننظر ماذا لدى الغرب من قوانين ربما نجد عندهم مايتطابق مع مالدينا.
ثانيا لماذا يتم الاتجاء الى القوانين الغربية في حالة النزاع؟ هل هو بسبب قصور القضاء لدينا (الدول الاسلامية)
ثالثا اقرب الدول الى تطبيق الشريعة الاسلامية هي المملكة العربية السعودية؟؟؟
عذراً فالعلم بحر وما زلت اطلب العلم افيدوني
شكراً
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اولاً لماذا لا ننظر ماذا لدى الغرب من قوانين ربما نجد عندهم مايتطابق مع مالدينا.
لأن الله كفانا بخير كتبه وأتم علينا نعمته بهذه الرسالة الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} , ولا يجوز لنا أن نبتغي ما عندهم من قوانين ولو وافق بعضها ما عندنا, لأن قوانينهم مع كونها لا تخلو من موافقة للشرع فإننا مع ذلك نهينا عن التحاكم إليهم كما في آية التحاكم في سورة النساء وغيرها, والكفر بطاغوت الحكم واجب حتى مع كون بعض أحكامه قد توافق الشرع بغير خضوع وانقياد منه له, وإنما اتباعا لهواه أو لمصدر آخر غير الشرع, وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن من مصادر الياسق (وهو قانون وضعه جنكيز خان للتتار) الإسلام, فبعضه أحكام الياسق مستمدة منه, ولكنه مع ذلك نقل الإجماع على كفر المتحاكم إليه
ثانيا لماذا يتم الاتجاء الى القوانين الغربية في حالة النزاع؟ هل هو بسبب قصور القضاء لدينا (الدول الاسلامية)
إذا كنت تقصد في العقود, فلأن القضاء الشرعي الملزم للخصوم يكاد يكون مغيبا بالكلية في هذا الزمان, لأن كفار العالم اجتمعوا على محاصرة الشريعة الإسلامية ومنع تحكيمها وتجريمهم كل من يدعو لذلك ويسعى إليه واعتباره متطرفا رجعيا, وليس ذلك لقصور في القضاء الشرعي لا من جهة الأحكام ولا من جهة التطبيق, فمن جهة الأحكام ديننا كامل, ومن جهة التطبيق لم يسمح به أصلا حتى نرمي المسؤولية عليه ونقول هناك قصور في التطبيق
وليست هناك محاكم شرعية تحترم أحكامها ويلزم بها الخصوم وتنفذ بواسطة صاحب قدرة متمكن, وذلك في في الأعم الأغلب, ولذلك فحتى المسلم الموحد يعجز في الغالب عن أن ينص على محكمة شرعية يتحاكم إليها في العقد, اللهم إلا أن نص على مُحكِّمٍ يحكم بالشرع ووافق خصمه, وإلا كان عليه أن يترك العقد أو يوافق عليه على ما فيه من شرط باطل محرم
وهذا الكلام مني هو مجرد ذكر للسبب الذي يفضي بالكثيرين لتمشية التنصيص على محكمة غير شرعية في العقد, ولا يراد بهذا الكلام تبرير هذا الفعل أو تجويزه, فذلك محل بحث في هذا الموضوع كما هو ظاهر في أول مشاركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ الفاضل أبي فاطمة و ساءر الإخوة حياكم الله جميعا و بعد، سأنقل لكم نص سؤال توجهت به إلى بعض المشاءخ:
" هل التوقيع له حكم التلفظ في جميع أحواله؟ و هل يخضع لما يخضع له اللفظ من أحكام؟ كجواز استعمال المعاريض.
و أقصد بالذات حالة وجود بعض البنود الفاسدة بل الكفرية في عقود هي في الأصل صحيحة: كإجارة الكهرباء و الغاز و الخطوط الهاتفية، و من هذه البنود ما ينص على منح كلا طرفي العقد حق الترافع عند المحاكم الوضعية؟
- و هل تصح التورية في التوقيع كما تصح في الكلام في حالات مخصوصة كقصة مقتل كعب بن الأشرف و ما فعله محمد بن مسلمة رضي الله عنه، و حديث الحلاج بن علاط السلمي عند أحمد و غيره و ما فعله من أجل استرجاع ماله من كفار قريش؟
و قصدي بالتورية في الكتابة كأن يكتب "لا" داخل التوقيع أو ضمنه معبرا عن رفضه لذاك البند الكفري دون أن ينتبها إليه الطرف الآخر للعقد؟
فقد سألت الشيخ أحمد العيسوي فأجازه حالة الضرورة و لعلي أرفق اللف الصوتي مستقبلا إن شاء الله.
كما سألنا الشيخ أبا مريم عبدالرحمن الشمري وفقه الله للحق، فأجازه حالة الضرورة.
و هذا نص السؤال الموجه للشيخ أحمد دون الشيخ عبدالرحمن، فقد سأله أحد الإخوة بعبارات مختلفة لا لا تغير مضمونه و سأنزلها إن شاء الله.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 10:32]ـ
الذي عليه علماؤنا وعلى رأسهم سماحة شيخنا الإمام ابن باز - رحمه الله - جواز دراسة القانون الوضعي والاستفاة منه، وأخذ ما لا يخالف الشرع، مثل أنظمة المرور، وغيرها كثير.
وللشيخ ابن باز رحمه الله فتوى موسعة في دراسة القوانين، فقد سئل عن حكم دراسة القوانين الوضعية، وتدريسها؟.
فأجاب: الحمد لله
" لا ريب أن الله سبحانه أوجب على عباده الحكم بشريعته والتحاكم إليها، وحذر من التحاكم إلى غيرها، وأخبر أنه من صفة المنافقين، كما أخبر أن كل حكم سوى حكمه سبحانه فهو من حكم الجاهلية، وبين عز وجل أنه لا أحسن من حكمه، وأقسم عز وجل أن العباد لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا من حكمه بل يسلموا له تسليما، كما أخبر سبحانه في سورة المائدة أن الحكم بغير ما أنزل كفر وظلم وفسق، كل هذه الأمور التي ذكرنا قد أوضح الله أدلتها في كتابه الكريم، أما الدارسون للقوانين والقائمون بتدريسها فهم أقسام:
القسم الأول:
من درسها أو تولى تدريسها ليعرف حقيقتها، أو ليعرف فضل أحكام الشريعة عليها، أو ليستفيد منها فيما لا يخالف الشرع المطهر، أو ليفيد غيره في ذلك، فهذا لا حرج عليه فيما يظهر لي من الشرع، بل قد يكون مأجورا ومشكورا إذا أراد بيان عيوبها وإظهار فضل أحكام الشريعة عليها، وأصحاب هذا القسم حكمهم حكم من درس أحكام الربا وأنواع الخمر وأنواع القمار ونحوها كالعقائد الفاسدة، أو تولى تدريسها ليعرفها ويعرف حكم الله فيها ويفيد غيره، مع إيمانه بتحريمها كإيمان القسم السابق بتحريم الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة لشرع الله عز وجل وليس حكمه حكم من تعلم السحر أو علمه غيره.
لأن السحر محرم لذاته لما فيه من الشرك وعبادة الجن من دون الله فالذي يتعلمه أو يعلمه غيره لا يتوصل إليه إلا بذلك أي بالشرك بخلاف من يتعلم القوانين ويعلمها غيره لا للحكم بها ولا باعتقاد حلها ولكن لغرض مباح أو شرعي كما تقدم.
القسم الثاني:
من يدرس القوانين أو يتولى تدريسها ليحكم بها أو ليعين غيره على ذلك مع إيمانه بتحريم الحكم بغير ما أنزل الله، ولكن حمله الهوى أو حب المال على ذلك فأصحاب هذا القسم لا شك فساق وفيهم كفر وظلم وفسق لكنه كفر أصغر وظلم أصغر وفسق أصغر لا يخرجون به من دائرة الإسلام، وهذا القول هو المعروف بين أهل العلم وهو قول ابن عباس وطاووس وعطاء ومجاهد وجمع من السلف والخلف كما ذكر الحافظ ابن كثير والبغوي والقرطبي وغيرهم، وذكر معناه العلامة ابن القيم رحمه الله في كتاب (الصلاة) وللشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله رسالة جيدة في هذه المسألة مطبوعة في المجلد الثالث من مجموعة (الرسائل الأولى).
والمعلمون للنظم الوضعية والمتعلمون لها يشبهون من يتعلمون أنواع الربا وأنواع الخمر والقمار أو يعلمونها غيرهم لشهوة في أنفسهم أو لطمع في المال مع أنهم لا يستحلون ذلك، بل يعلمون أن المعاملات الربوية كلها حرام، كما يعلمون أن شرب المسكر حرام والمقامرة حرام، ولكن لضعف إيمانهم وغلبة الهوى أو الطمع في المال لم يمنعهم اعتقادهم التحريم من مباشرة هذه المنكرات وهم عند أهل السنة لا يكفرون بتعاطيهم ما ذكر ما داموا لا يستحلون ذلك.
القسم الثالث:
من يدرس القوانين أو يتولى تدريسها مستحلا للحكم بها سواء اعتقد أن الشريعة أفضل أم لم يعتقد ذلك فهذا القسم كافر بإجماع المسلمين كفرا أكبر. لأنه باستحلاله الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة لشريعة الله يكون مستحلا لما علم من الدين بالضرورة أنه محرم فيكون في حكم من استحل الزنا والخمر ونحوهما، ولأنه بهذا الاستحلال يكون قد كذب الله ورسوله وعاند الكتاب والسنة، وقد أجمع علماء الإسلام على كفر من استحل ما حرمه الله أو حرم ما أحله الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ومن تأمل كلام العلماء في جميع المذاهب الأربعة في باب حكم المرتد اتضح له ما ذكرنا.
"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (2/ 325 - 331) باختصار).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 01:22]ـ
لبعض العلماء كالشيخ محمد الأمين كلام في التفريق بين النظام الإداري والتشريعي من جهة الاستفادة من النظم الإدارية البحتة واستلهام الأفكار الجيدة منها مع النظر والتمحيص, وأما من جهة التحاكم إليها فلم يفرق بينهما
وللشيخ محمد بن إبراهيم كلام واضح في نظام الموظفين في أول مجلد القضاء وكان يستنكر جعل التحاكم في قضايا الموظفين لجهة غير القضاء الشرعي, وإن كان لا ينكر النظام كتنظيم ما لم يخالف الشرع, وله كلام بنحو هذا في أنظمة أخرى جار على نفس التأصيل
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ الفاضل أبي فاطمة و ساءر الإخوة حياكم الله جميعا و بعد، سأنقل لكم نص سؤال توجهت به إلى بعض المشاءخ:
" هل التوقيع له حكم التلفظ في جميع أحواله؟ و هل يخضع لما يخضع له اللفظ من أحكام؟ كجواز استعمال المعاريض.
و أقصد بالذات حالة وجود بعض البنود الفاسدة بل الكفرية في عقود هي في الأصل صحيحة: كإجارة الكهرباء و الغاز و الخطوط الهاتفية، و من هذه البنود ما ينص على منح كلا طرفي العقد حق الترافع عند المحاكم الوضعية؟
- و هل تصح التورية في التوقيع كما تصح في الكلام في حالات مخصوصة كقصة مقتل كعب بن الأشرف و ما فعله محمد بن مسلمة رضي الله عنه، و حديث الحلاج بن علاط السلمي عند أحمد و غيره و ما فعله من أجل استرجاع ماله من كفار قريش؟
و قصدي بالتورية في الكتابة كأن يكتب "لا" داخل التوقيع أو ضمنه معبرا عن رفضه لذاك البند الكفري دون أن ينتبها إليه الطرف الآخر للعقد؟
فقد سألت الشيخ أحمد العيسوي فأجازه حالة الضرورة و لعلي أرفق اللف الصوتي مستقبلا إن شاء الله.
كما سألنا الشيخ أبا مريم عبدالرحمن الشمري وفقه الله للحق، فأجازه حالة الضرورة.
و هذا نص السؤال الموجه للشيخ أحمد دون الشيخ عبدالرحمن، فقد سأله أحد الإخوة بعبارات مختلفة لا لا تغير مضمونه و سأنزلها إن شاء الله.
أخي الكريم جهودك تشكر عليها, والمهم بارك الله فيك أن يعلل الحكم بالترخيص في مثل هذه المسائل تعليلا واضحا بحيث يقتنع المرأ بصحة ذلك
بوركت
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:41]ـ
أخي الفاضل بالنسبة للشيخ عبدالرحمن فقد علل الجواز بما يأتي:- استنبطت هذاخلال محاورته في مساءل مشابهة يأتي إن شاء الله ذكرها-
. يجوز في حالة الضرورة و الاستضعاف ما لا يجوز في غيرها
. الكتابة فرع عن الكلام
. ما ثبت في الأصل يثبت من باب أولى في الفرع
. التورية و المعاريض رخصة شرعية في حالات مخصوصة
. ما فعله محمد بن مسلمة و الحلاج بن علاط السلمي من باب المعاريض و إن كان لازمه الرضا بالكفر فلا يكفر الإنسان بتلك اللوازم وإنما بصريح القول أو الفعل.
أظن ما سبق مقدمات الحكم المتوصل إليه ... و الله أعلم
و من تلك المساءل مشابهة لموضوعنا:
.جواز الموافقة على عقد اشتمل على البند التالي: " وأي نزاع يحل بالطرق الشرعية" فمعلوم أن الشرعية المقصودة غير الشريعة و لكن ما دام اللفظ قد يطلق على معنى موافق للشرع، فيجوز التوقيع و يقصد ذاك المعنى لأنه إن جاز التورية في الكلام المحتمل عند الضرورة بإنشاء العبارة فإظهار الموافقة عليها من باب أولى و لو كان بكلام مسموع فبالتالي يكون التوقيع أولى بالحكم ... و الله أعلم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:39]ـ
الموضوع مهم جدا
والحاجة إليه ماسة
فلو أن أحدا رفعه إلى سماحة مفتي المملكة العربية السعودية لإصدار فتوى من اللجنة الدائمة
أو رفعه إلى معالي رئيس رابطة العالم الإسلامي لعرضه على المجمع الفقهي
فالفتوى الجماعية لها من القوة ما لغيرها من الفتوى الفردية ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 04:40]ـ
أخي الفاضل بالنسبة للشيخ عبدالرحمن فقد علل الجواز بما يأتي:- استنبطت هذاخلال محاورته في مساءل مشابهة يأتي إن شاء الله ذكرها-
استنبطت قوله بالجواز (خرجته على كلامه في مسائل أخرى ترى أنها مشابهة)؟ أم استنبطت التعليلات هذه من تعليله لمسائل أخرى ترى أنها مشابهة؟
ولماذا الاستنباط والتخريج على كلامه في مسئلة أخرى وهو موجود, وقد ترى أن المسألتين متشابهتين ويرى هو أن بينهما فرق .. آلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هو الشيخ عبد الرحمن ولو باختصار؟؟
على كل حال سأتناول هذه التعليلات بغض النظر عن قائلها
. يجوز في حالة الضرورة و الاستضعاف ما لا يجوز في غيرها
هذه قاعدة صحيحة, ولكن هناك قاعدة أخرى تعارضها في هذا الموطن: الترخيص في إظهار الكفر لا يجوز إلا في حال الإكراه
فكيف الجمع بينهما في حالتنا هذه عندك أو عند شيخك
. الكتابة فرع عن الكلام
لم أفهم وجه الاستدلال على مسألتنا
. ما ثبت في الأصل يثبت من باب أولى في الفرع
أين الأصل وما الذي ثبت فيه وما هو الأصل؟ مزيد من التوضيح بارك الله فيك
. التورية و المعاريض رخصة شرعية في حالات مخصوصة
جيد, هل التوقيع على عقد فيه نص صريح على التحاكم للطاغوت عند وجود النزاع هو من قبيل التورية والمعاريض؟ كيف يكون ذلك وما وجهه؟
. ما فعله محمد بن مسلمة و الحلاج بن علاط السلمي من باب المعاريض و إن كان لازمه الرضا بالكفر فلا يكفر الإنسان بتلك اللوازم وإنما بصريح القول أو الفعل.
محمد بن مسلمة والحجاج بن علاط استئذنا النبي صلى الله عليه وسلم في أن يقولا فيه قولا, وذلك حق له أن يأذن فيه إن شاء صلى الله عليه وسلم
وأما الكفر بعامة فلم يأذن فيه جل وعلا إلا لمن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ..
ثم عبارات العقود غالبا ما تكون صريحة في تعيين الجهة الطاغوتية التي يكون رفع النزاعات لها كما هي عادة القانويين في التفصيل الشديد والتوضيح, ففي هذه الحالات لا يتأتي الحديث عن معاريض وتورية ..
و من تلك المساءل مشابهة لموضوعنا:
.جواز الموافقة على عقد اشتمل على البند التالي: " وأي نزاع يحل بالطرق الشرعية" فمعلوم أن الشرعية المقصودة غير الشريعة و لكن ما دام اللفظ قد يطلق على معنى موافق للشرع، فيجوز التوقيع و يقصد ذاك المعنى لأنه إن جاز التورية في الكلام المحتمل عند الضرورة بإنشاء العبارة فإظهار الموافقة عليها من باب أولى و لو كان بكلام مسموع فبالتالي يكون التوقيع أولى بالحكم ... و الله أعلم
البحث هنا في نقطتين:
1 - هل يجوز التورية بما ظاهره الكفر للمضطر؟ (لاحظ: المكره لا إشكال فيه)
2 - هل هناك مجال للتورية في حال العبارات الصريحة كقولهم (يحال النزاع لمحكمة كذا وكذا بالأسم والمكان)!!؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 06:19]ـ
تنبيه: قد أرسلت الرد في المشاركة السابقة قبل تحريرها سهوا مني فاعذروني
أخي الفاضل بالنسبة للشيخ عبدالرحمن فقد علل الجواز بما يأتي فيما يظهر و ذلك من خلال محاورات عدة في مساءل مشابهة سأذكر بعضها إن شاء الله (1):
. يجوز في حالة الضرورة و الاستضعاف ما لا يجوز في غيرها
. الكتابة فرع عن الكلام
. ما ثبت في الأصل يثبت من باب أولى في الفرع
. التورية و المعاريض رخصة شرعية في حالات مخصوصة
. ما فعله محمد بن مسلمة و الحلاج بن علاط السلمي من باب المعاريض و إن كان لازمه الرضا بالكفر فلا يكفر الإنسان بتلك اللوازم وإنما بصريح القول أو الفعل.
.لايدل دلالة قطعية على الرضا بالكفر الذي أصله في القلب إلا أقوالا و أفعالا قطعية الدلالة
أظن ما سبق مقدمات الحكم المتوصل إليه ... و الله أعلم
و لعل بعض المقدمات فاتتني لعلي أذكرها لاحقا بإذن الله ...
(1) كجواز الموافقة على عقد اشتمل على البند التالي: " وأي نزاع يحل بالطرق الشرعية" فمعلوم أن الشرعية المقصودة غير الشريعة و لكن ما دام اللفظ قد يطلق على معنى موافق للشرع، فيجوز التوقيع و يقصد ذاك المعنى لأنه إن جاز التورية في الكلام المحتمل عند الضرورة بإنشاء العبارة فإظهار الموافقة عليها من باب أولى و لو كان بكلام مسموع فبالتالي يكون التوقيع أولى بالحكم ... و الله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 09:58]ـ
لكن ما ورد في مشاركة 27 من تساؤلات واعتراضات يرد على هذا أيضا, فينبغي النظر في ذلك بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 10:52]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
لمعرفة حكم هذه المسألة لا بد أن نتصور هذه المسألة حتى نعرف حكمها و تصور هذه المسألة من جهتين من جهة الواقع و من جهة الشرع و مجال بحثنا هنا الحكم الشرعي أما الواقع فإنه صوره كثيرة متعددة بعضها يدخل تحت الحكم الشرعي الذي نبحثه الآن و بعضها لا يدخل تحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الألى: هل التحاكم إلى الطاغوت كفر أكبر أم لا؟
و هذه المسألة أدلتها كثيرة جدا و قدر ذكر أبو فاطمة الحسني طرفا منها و غيرها كثيرا جدا يدل على أن التحاكم إلى الطاغوت عبادة له لأن الحكم و التحاكم عبادة من العبادات لا يجوز صرفها إلا لله تعالى {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} الأنعام57
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف67
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف26
و بعضهم قد يقول لو أن صاحب حق خاصمه أحدهم في حقه و تنازل عن حقه هل هو آثم أم لا؟
نقول أن من تنازل عن حقه لا يجب عليه التحاكم الحاكم المسلم في هذه المسألة حينها تنتفي حقيقة المحاكمة فالمحاكمة تكون لفصل النزاع أما إذا فصل النزاع سقط التحاكم و لكن لو أراد التحاكم لا يجوز له التحاكم إلى غير حكم الله و التحاكم إلى صورتين:
الصورة الأولى: إذا طلب أحدهم صاحبه للتحاكم إلى ما أنزل الله فأبى الآخر و أعرض عن التحاكم إلى ما أنزل الله فهذه من صفات المنافقين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} النساء61
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} آل عمران23
و قال تعالى (وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) النور.
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65
فمن دعي إلى كتاب الله ثم أبى و أعرض هذا كافر و ليس مسلم.
و الصورة الثانية: صورة التحاكم إلى حكم الطاغوت فالصورة الأولى هي صورة الإعراض عن حكم الله و الثانية هي التحاكم إلى الطاغوت فمن تحاكم إلى الطاغوت كذلك ليس بمسلم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
(يُتْبَعُ)
(/)
و باجتماع الصورتين تتحقق لا إله إلا الله فمن أعرض عن التحاكم إلى ما أنزل الله عند التنازع لم يعبد الله بل أبى و استكبر عن عبادة الله و هذا يناقض لا إله إلا الله و من تحاكم إلى الطاغوت عبد غير الله و هذا يناقض لا إله إلا الله و لا يتحقق الإسلام إلا بعبادة الله و ترك عبادة غير الله قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
فكل نبي يأتي قومه يأمرهم بعبادة الله و ترك عبادة غير الله فمن الناس من حقق هذا الأمر بأن عبد الله تعالى و ترك عبادة غير الله فكان ممن هدى الله و منهم من لم يحقق هذا فترك عبادة الله أو عبد غير الله فكان ممن حقت عليه الضلالة فالهداية لا تتحقق إلا بعبادة الله تعالى و ترك عبادة غيره.
قال شيخ الإسلام (ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]. وقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: من الآية64]. وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: من الآية31]. وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45].، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: من الآية13]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51].، {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]. فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، والأنبياء إخوة لعلات وإن أولى الناس بابن مريم لأنا ; إنه ليس بيني وبينه نبي) , وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينًا غيره لا من الأولين ولا من الأخرين فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام قال الله تعالى عن نوح {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [يونس: من الآية71]. إلى قوله: {وأمرت أن أكون من المسلمين}. وقال عن إبراهيم: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: من الآية130]. إلى قوله ; {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131، 132]. إلى قوله: {فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: من الآية: 132]. وقال عن موسى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]. وقال في خبر المسيح: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111]. وقال فيمن تقدم من الأنبياء: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: من الآية: 44]. وقال عن بلقيس أنها قالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: من الآية: 44]. فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده ; فمن استسلم له ولغيره كان مشركا ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده. فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره).
فإذا علمنا هذا الأصل و أن الصد و الإعراض عن حكم الله أو التحاكم إلى الطاغوت يناقض لا إله إلا الله نستطيع التفريع مسألتنا على هذا الأصل.
و للحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 11:16]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
لمعرفة حكم هذه المسألة لا بد أن نتصور هذه المسألة حتى نعرف حكمها و تصور هذه المسألة من جهتين من جهة الواقع و من جهة الشرع و مجال بحثنا هنا الحكم الشرعي أما الواقع فإنه صوره كثيرة متعددة بعضها يدخل تحت الحكم الشرعي الذي نبحثه الآن و بعضها لا يدخل تحته.
المسألة الألى: هل التحاكم إلى الطاغوت كفر أكبر أم لا؟
و هذه المسألة أدلتها كثيرة جدا و قدر ذكر أبو فاطمة الحسني طرفا منها و غيرها كثيرا جدا يدل على أن التحاكم إلى الطاغوت عبادة له لأن الحكم و التحاكم عبادة من العبادات لا يجوز صرفها إلا لله تعالى {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} الأنعام57
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} يوسف67
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف26
و بعضهم قد يقول لو أن صاحب حق خاصمه أحدهم في حقه و تنازل عن حقه هل هو آثم أم لا؟
نقول أن من تنازل عن حقه لا يجب عليه التحاكم الحاكم المسلم في هذه المسألة حينها تنتفي حقيقة المحاكمة فالمحاكمة تكون لفصل النزاع أما إذا فصل النزاع سقط التحاكم و لكن لو أراد التحاكم لا يجوز له التحاكم إلى غير حكم الله و التحاكم إلى صورتين:
الصورة الأولى: إذا طلب أحدهم صاحبه للتحاكم إلى ما أنزل الله فأبى الآخر و أعرض عن التحاكم إلى ما أنزل الله فهذه من صفات المنافقين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} النساء61
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} آل عمران23
و قال تعالى (وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) النور.
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65
فمن دعي إلى كتاب الله ثم أبى و أعرض هذا كافر و ليس مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الصورة الثانية: صورة التحاكم إلى حكم الطاغوت فالصورة الأولى هي صورة الإعراض عن حكم الله و الثانية هي التحاكم إلى الطاغوت فمن تحاكم إلى الطاغوت كذلك ليس بمسلم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
و باجتماع الصورتين تتحقق لا إله إلا الله فمن أعرض عن التحاكم إلى ما أنزل الله عند التنازع لم يعبد الله بل أبى و استكبر عن عبادة الله و هذا يناقض لا إله إلا الله و من تحاكم إلى الطاغوت عبد غير الله و هذا يناقض لا إله إلا الله و لا يتحقق الإسلام إلا بعبادة الله و ترك عبادة غير الله قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
فكل نبي يأتي قومه يأمرهم بعبادة الله و ترك عبادة غير الله فمن الناس من حقق هذا الأمر بأن عبد الله تعالى و ترك عبادة غير الله فكان ممن هدى الله و منهم من لم يحقق هذا فترك عبادة الله أو عبد غير الله فكان ممن حقت عليه الضلالة فالهداية لا تتحقق إلا بعبادة الله تعالى و ترك عبادة غيره.
قال شيخ الإسلام (ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]. وقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: من الآية64]. وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: من الآية31]. وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45].، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: من الآية13]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51].، {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]. فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، والأنبياء إخوة لعلات وإن أولى الناس بابن مريم لأنا ; إنه ليس بيني وبينه نبي) , وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينًا غيره لا من الأولين ولا من الأخرين فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام قال الله تعالى عن نوح {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [يونس: من الآية71]. إلى قوله: {وأمرت أن أكون من المسلمين}. وقال عن إبراهيم: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: من الآية130]. إلى قوله ; {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131، 132]. إلى قوله: {فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: من الآية: 132]. وقال عن موسى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]. وقال في خبر المسيح: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111]. وقال فيمن تقدم من الأنبياء: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: من الآية: 44]. وقال عن بلقيس أنها قالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: من الآية: 44]. فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده ; فمن استسلم له ولغيره كان مشركا ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده. فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره).
و للحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 07:59]ـ
الأخ عبد الله الجنوبي وبقية الإخوة,
بانتظار إكمال ما تفضلتم به ..
ـ[أبو موسى]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 08:39]ـ
لا يجوز التورية بما ظاهره الكفر إلا عند الإكراه ولا يجوز للمضطر ولا أعلم أحدا من العلماء رخص في الأمر
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدلائل
اعلم رحمك الله: أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم: خوفاً منهم، و مداراة لهم و مداهنة؛ لدفع شرهم. فإنه كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين. هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك
انتهى
ولا شك أن الإنسان الذي يستعمل التورية بما ظاهره الكفر يظهر الموافقة على الكفر
وقال شيخ الإسلام بن تيمية
(وأما قوله تعالى ? إلا أن تتقوا منهم تقاة ?
[سورة آل عمران: 28]
قال مجاهد إلا مصانعة والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي فإن هذا نفاق ولكن أفعل ما أقدر عليه كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه و إلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون و امرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس! من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه وفرق بين الكذب و بين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره)
والتورية بما ظاهره الكفر كفر كما بينه الأخ أبو شعيب في بعض مشاركاته إذ يقول
سُئل شيخ الإسلام رحمه الله عن رجلٍ لعن اليهود ولعن [دينهم]، وسب التوراة، فهل يجوز لمسلم أن يسب كتابهم أم لا؟
* * *
الجواب:
الحمد لله.
ليس لأحد أن يلعن التوراة.
بل من أطلق لعن التوراة؛ فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
وإن كان ممن يعرف أنها منزلةٌ من عند الله، وأنه يجب الإيمان بها؛ فهذا يقتل بشتمه لها، ولا تقبل توبته - في أظهر قولي العلماء -.
وأما إن لعن دين اليهود - الذي هم عليه في هذا الزمان -؛ فلا بأس به في ذلك، فإنهم ملعونون، هم ودينهم.
وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها، مثل أن يقال: " نسخ هذه التوراة مبدلةٌ، لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدلة والمنسوخة فهو كافرٌ ".
فهذا الكلام ونحوه حقٌ، لا شيء على قائله.
والله أعلم
[مجموع الفتاوى: ج18/ص121]
تأمل كيف جعل ابن تيمية - رحمه الله - إطلاق لعن التوراة كفراً مخرجاً من الملة .. ولم يقل إن كانت نيته التوراة المحرفة فهو مسلم، وإن كانت نيته التوراة المنزلة من عند الله فهو كافر ..
كذلك تأمل قوله: (وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها) .. اشترط بيان قصده حتى يجوز قوله .. ولم يشترط النية.
كذلك، جاء عن ابن حزم - رحمه الله - في الفصل (3/ 253) أنه قال:
اقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
" لو أن إنساناً قال: إن محمداً - عليه الصلاة والسلام - كافر وكل من تبعه كافر وسكت، وهو يريد كافرون بالطاغوت، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
وكذلك لو قال إن إبليس وفرعون وأبا جهل مؤمنون، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر، وهو يريد أنهم مؤمنون بدين الكفر .. " اهـ.
انتهى من كلام الأخ
وقد أجابني الأخ عبد الرحمن المخلف على سؤالك بما يلي
التحاكم إلى القوانين كفر أكبر مخرج من الملة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف26
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
فمن تحاكم إلى الطاغوت فقد جعل لله ندا في التحاكم ومنن جعل لله ندا فهو مشرك.
فمن رضي بقوله أن يجعل لله ندا في الحكم فقد رضي بالشرك و من رضي بالشرك فهو كافر فإن الرضا بالكفر كفر بإجماع المسلمين.
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) سورة محمد.
{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الحشر11
فحكم الله عليهم بالكذب في قولهم أنهم لا يطيعون في الكفار أحدا و مع ذلك جعلهم الله إخوانا للكفار فالموافقة للكفار حتى لو باللسان كفر أكبر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} آل عمران149
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} آل عمران100
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} النساء51
فإذا كان الشرط في هذا العقد صريح في التحاكم إلى الطاغوت عند الخلاف فمن وافق على هذا الشرط من غير إكراه فهو كافر.
أما مسالة الموافقة على عقد مع وجود شرط غير معتبر عند الطرفين و لا معمول به فهذه موافقة على الشروط المعمول بها لا الشروط غير المعمول بها فكل شرط تعورف عليه انه غير معتبر فالأصل أنه غير معتد به فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا عند أهل العلم فكل شرط مطلوب العمل به و هو كفر لا يجوز الموافقة عليه و الموافق عليه من غير إكراه كفر و كل شرط غير مطلوب العمل به و متعارف على أنه غير معتبر عن الطرفين فإن الموافقة هنا لا تكون على هذا الشرط إنما على ما باقي الشروط غير المخرجة من الملة
انتهى
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:39]ـ
لا يجوز التورية بما ظاهره الكفر إلا عند الإكراه ولا يجوز للمضطر ولا أعلم أحدا من العلماء رخص في الأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الدلائل
اعلم رحمك الله: أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم: خوفاً منهم، و مداراة لهم و مداهنة؛ لدفع شرهم. فإنه كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين. هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك
انتهى
ولا شك أن الإنسان الذي يستعمل التورية بما ظاهره الكفر يظهر الموافقة على الكفر
وقال شيخ الإسلام بن تيمية
(وأما قوله تعالى ? إلا أن تتقوا منهم تقاة ?
[سورة آل عمران: 28]
قال مجاهد إلا مصانعة والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي فإن هذا نفاق ولكن أفعل ما أقدر عليه كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه و إلا فبقلبه مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون و امرأة فرعون وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ولا كان يكذب ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل كان يكتم إيمانه وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمه الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد يحتاج إلى أن يلين لناس! من الكفار ليظنوه منهم وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه وفرق بين الكذب و بين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار كمؤمن آل فرعون وأما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره)
والتورية بما ظاهره الكفر كفر كما بينه الأخ أبو شعيب في بعض مشاركاته إذ يقول
سُئل شيخ الإسلام رحمه الله عن رجلٍ لعن اليهود ولعن [دينهم]، وسب التوراة، فهل يجوز لمسلم أن يسب كتابهم أم لا؟
* * *
الجواب:
الحمد لله.
ليس لأحد أن يلعن التوراة.
بل من أطلق لعن التوراة؛ فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
وإن كان ممن يعرف أنها منزلةٌ من عند الله، وأنه يجب الإيمان بها؛ فهذا يقتل بشتمه لها، ولا تقبل توبته - في أظهر قولي العلماء -.
وأما إن لعن دين اليهود - الذي هم عليه في هذا الزمان -؛ فلا بأس به في ذلك، فإنهم ملعونون، هم ودينهم.
وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها، مثل أن يقال: " نسخ هذه التوراة مبدلةٌ، لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدلة والمنسوخة فهو كافرٌ ".
فهذا الكلام ونحوه حقٌ، لا شيء على قائله.
والله أعلم
[مجموع الفتاوى: ج18/ص121]
تأمل كيف جعل ابن تيمية - رحمه الله - إطلاق لعن التوراة كفراً مخرجاً من الملة .. ولم يقل إن كانت نيته التوراة المحرفة فهو مسلم، وإن كانت نيته التوراة المنزلة من عند الله فهو كافر ..
كذلك تأمل قوله: (وكذلك إن سب التوراة التي عندهم، بما يبين أن قصده ذكر تحريفها) .. اشترط بيان قصده حتى يجوز قوله .. ولم يشترط النية.
كذلك، جاء عن ابن حزم - رحمه الله - في الفصل (3/ 253) أنه قال:
اقتباس:
" لو أن إنساناً قال: إن محمداً - عليه الصلاة والسلام - كافر وكل من تبعه كافر وسكت، وهو يريد كافرون بالطاغوت، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر.
وكذلك لو قال إن إبليس وفرعون وأبا جهل مؤمنون، لما اختلف أحد من أهل الإسلام في أن قائل هذا محكوم له بالكفر، وهو يريد أنهم مؤمنون بدين الكفر .. " اهـ.
انتهى من كلام الأخ
حاصل كلامك المنع من التورية بما ظاهره الكفر إلا للمكره
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يمكن إيراده هنا هو قياس المضطر على المكره بطريقين:
الأولى: قياس العلة, ومفاده أن المضطر كالمكره في جواز التورية بإظهار الكفر متى بلغ الضرر بالمضطر مبلغ ما يقع عنده اسم المكره على الشخص, وذلك لأن علة الترخيص للمكره رفع الضرر الواقع عليه, وهي موجودة في المضطر.
فإن قيل: العلة في المكره رفع الضرر الواقع من المكرِه, ولا ثمة من مكرِه يوقع الضرر على المضطر.
أجيب: بمنع كون وجود المُكرِه مؤثرا بحيث ينعدم لعدمه الحكم, وإنما اطرد تعليق الرخصة في إظهار الكفر بالإكراه لأن الغالب أن المضطر لا يلجأ إلى الكفر, وإنما يلجأ لمحرم, وليس في الفروع مضطر لكفر إلا في مسألتنا هذه, فوجب إعطائه حكما خاصا وأن يسلك بها للمضطر مسلك الإكراه.
الثاني: القياس بنفي الفارق: وذلك أن الفرق بين المضطر والمكره هو وجود المُكرَه الذي يمارس الوعيد وإيقاع الضرر على المُكرَه في الإكراه, ولا ثمة فرق من جهة جنس الضرر الواقع على المضطر والمكره, وليس من شأن الشارع بالنظر لمقاصده أن يفرق بين شخصين وقع عليهما ضرر واحد لمجرد وجود شخص يمارس إيقاع الضرر والوعيد به في أحدهما دون الآخر, فالمناسبة هي في الضرر الواقع لا وسيلة وقوعه وصورتها
تنبيه: هذه الطرح من قبيل المدارسة لا تبني هذه المحاججة واعتقاد ما ينبني عليها, بل هي محل تأمل
فمن رضي بقوله أن يجعل لله ندا في الحكم فقد رضي بالشرك
كيف رضي بقوله؟ الإنسان يكون راضيا بقلبه لا بقوله, وإنما القول يدل على الرضا ويكون الظاهر حينها حصول الرضا من القائل بما قال إذا كان بغير معارض معتبر
فالظاهر أن مراد هذا القائل أن الموقع يكون ظاهره الرضى بما وقع عليه وقاله بغير إكراه واقع عليه
وهذا يرد عليه ما تقدم من القياس
فإذا كان الشرط في هذا العقد صريح في التحاكم إلى الطاغوت عند الخلاف فمن وافق على هذا الشرط من غير إكراه فهو كافر.
ومن لا يوافق لكنه يوقع مع إبطان الكفر بهذا الشرط, وقد يصرح بعدم رضاه به ولكن يصر الخصم ويقول له: وقع فهذا روتين .. فيوقع صورة وهو يعلم أن هذا التوقيع لا أثر له, لأنه سيتجنب الخلافات وإن وقعت لن يتحاكم
أما مسالة الموافقة على عقد مع وجود شرط غير معتبر عند الطرفين و لا معمول به فهذه موافقة على الشروط المعمول بها لا الشروط غير المعمول بها فكل شرط تعورف عليه انه غير معتبر فالأصل أنه غير معتد به فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا عند أهل العلم فكل شرط مطلوب العمل به و هو كفر لا يجوز الموافقة عليه و الموافق عليه من غير إكراه كفر و كل شرط غير مطلوب العمل به و متعارف على أنه غير معتبر عن الطرفين فإن الموافقة هنا لا تكون على هذا الشرط إنما على ما باقي الشروط غير المخرجة من الملة
انتهى
والله أعلم
تصور هذا الكلام تطبيقيا ليس بواضح, فضلا عن أنه نظريا ليس بذاك الوضوح
والحقيقة أن هذه المسألة مشكلة جدا, فقد أصبح وجود مثل هذا الشرط في هذه العقود أمر غالبا تندر السلامة منه, فمن أين السكنى بلا عقد إيجار ومن أين التوظف والتكسب, هل نطالب الناس بالعيش في الخيام والتكسب من طريق التجارة وكثير منهم بلا رؤوس أموال؟
ألا يوجد مخرج شرعي يجمع بين رفع الحرج وعدم تمييع القضية التي تمس التوحيد؟؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا فاطمة هذه مشاركة للشيخ عبدالرحمن في منتدى آخر أنقلها لكم إتماما للفاءدة، علما أن الشيخ سيتم إن شاء الله مشاركته في المنتدى:
"التحاكم إلى القوانين كفر أكبر مخرج من الملة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} النساء60
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف26
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يوسف40
فمن تحاكم إلى الطاغوت فقد جعل لله ندا في التحاكم ومنن جعل لله ندا فهو مشرك.
فمن رضي بقوله أن يجعل لله ندا في الحكم فقد رضي بالشرك و من رضي بالشرك فهو كافر فإن الرضا بالكفر كفر بإجماع المسلمين.
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) سورة محمد.
{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الحشر11
فحكم الله عليهم بالكذب في قولهم أنهم لا يطيعون في الكفار أحدا و مع ذلك جعلهم الله إخوانا للكفار فالموافقة للكفار حتى لو باللسان كفر أكبر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} آل عمران149
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} آل عمران100
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} النساء51
فإذا كان الشرط في هذا العقد صريح في التحاكم إلى الطاغوت عند الخلاف فمن وافق على هذا الشرط من غير إكراه فهو كافر.
أما مسالة الموافقة على عقد مع وجود شرط غير معتبر عند الطرفين و لا معمول به فهذه موافقة على الشروط المعمول بها لا الشروط غير المعمول بها فكل شرط تعورف عليه انه غير معتبر فالأصل أنه غير معتد به فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا عند أهل العلم فكل شرط مطلوب العمل به و هو كفر لا يجوز الموافقة عليه و الموافق عليه من غير إكراه كفر و كل شرط غير مطلوب العمل به و متعارف على أنه غير معتبر عن الطرفين فإن الموافقة هنا لا تكون على هذا الشرط إنما على ما باقي الشروط غير المخرجة من الملة بل لعل العقد نفسه غير معتبر كما هو في الموافقة على العمل ببعض البرامج فإن العقد نفسه غير معتبر فضلا عن الشروط و الشركات تعلم أن هذه العقد غير معتبر و أن من يوافق يدخل اسماء غير حقيقة و لا يمكن المطالبة بمن خالف هذه الشروط بالتحاكم و لا يمكن إلزامه بهذه الشروط فأصبح هذا العقد غير معتبر شرعا و أن من وافق إنما يوافق على العمل بهذه البرامج لا الموافقة على هذا العقد و ما يتضمنه من شروط."
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:43]ـ
بل لعل العقد نفسه غير معتبر كما هو في الموافقة على العمل ببعض البرامج فإن العقد نفسه غير معتبر فضلا عن الشروط و الشركات تعلم أن هذه العقد غير معتبر و أن من يوافق يدخل اسماء غير حقيقة و لا يمكن المطالبة بمن خالف هذه الشروط بالتحاكم و لا يمكن إلزامه بهذه الشروط فأصبح هذا العقد غير معتبر شرعا و أن من وافق إنما يوافق على العمل بهذه البرامج لا الموافقة على هذا العقد و ما يتضمنه من شروط."
ادعاء أن الشركات تعلم أن العقد غير معتبر هو خلاف الظاهر, فعلى من ادعاه الاثبات, والظاهر أن الشركات تستند لتلك الاتفاقية في ملاحقة من ينتهكها لا سيما ما يتعلق بما يعرف بحقوق التأليف, ولا أظن أن عند تلك الشركات وقت تضيعه في صياغة عقود غير معتبرة!
ـ[ابو خويلد]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 03:10]ـ
للرفع
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 08:44]ـ
السلام عليكم،
أخي (أبو فاطمة الحسني)،
أود أن أنبه إلى بضعة أمور تتعلق بالموافقة على اتفاقيات الاستعمال الخاصة بالبرامج.
1 - أننا نحكم على الأمور بمعتقدنا ونيتنا، وليس بنية ومعتقد الغير ..
فمثلاً .. عندما يطلب منا صاحب البرنامج الضغط على زر (التالي) تأكيداً على الموافقة على الاتفاقية، فصاحب البرنامج يرى هذا الفعل موافقة، وأنت تراه مجرد ضغطة زر حتى تنتقل إلى الواجهة التالية من تنصيب البرنامج.
فمجرد (ضغط الزر) ليس فعلاً كفرياً، إلا إن نجم عنه فعل كفري، وهو هنا "الموافقة" .. وهذه منوطة بالنية ما دام أن الفعل مجرداً ليس بكفر، ولا ينجم عنه كفر ظاهر ..
فهو كمن قال لك: إن كنت تحب النصرانية فاشرب هذا الكوب من الماء .. فهل إذا شربته وأنت مبغض للنصرانية تكفر؟ ..
فهل نحكم على الأمور بما يعتقده الغير فيها أم بما نعتقده نحن؟
2 - تستطيع ببعض الحيل إن كان لك باع في التعامل مع البرامج تغيير نص الاتفاقية، فتجعلها إسلامية، ثم تضغط موافق، ولا أظن أنك قد تجادل في جواز ذلك.
وهناك حيلة أخرى مثل كتابة اتفاقية أخرى على الورق، وتكتب عليها: اضغط موافق إن كنت توافق على هذه الاتفاقية .. فتصبح لديك اتفاقيتان، الأولى كفرية والثانية إسلامية .. وكلتاهما تطلبان منك الضغط على نفس الزر للموافقة عليهما. فعندئذ اعقد النية على الموافقة على الإسلامية فتسلم .. مع الأخذ في الاعتبار أن البرنامج لا يسجّل موافقتك على الاتفاقية، ولن يكون عليها توقيعك أو اسمك أو أي شيء.
هذا والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم،
أخي (أبو فاطمة الحسني)،
أود أن أنبه إلى بضعة أمور تتعلق بالموافقة على اتفاقيات الاستعمال الخاصة بالبرامج.
1 - أننا نحكم على الأمور بمعتقدنا ونيتنا، وليس بنية ومعتقد الغير ..
فمثلاً .. عندما يطلب منا صاحب البرنامج الضغط على زر (التالي) تأكيداً على الموافقة على الاتفاقية، فصاحب البرنامج يرى هذا الفعل موافقة، وأنت تراه مجرد ضغطة زر حتى تنتقل إلى الواجهة التالية من تنصيب البرنامج.
فمجرد (ضغط الزر) ليس فعلاً كفرياً، إلا إن نجم عنه فعل كفري، وهو هنا "الموافقة" .. وهذه منوطة بالنية ما دام أن الفعل مجرداً ليس بكفر، ولا ينجم عنه كفر ظاهر ..
فهو كمن قال لك: إن كنت تحب النصرانية فاشرب هذا الكوب من الماء .. فهل إذا شربته وأنت مبغض للنصرانية تكفر؟ ..
فهل نحكم على الأمور بما يعتقده الغير فيها أم بما نعتقده نحن؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أبا شعيب, وجعلنا وإياك من عباده المتقين وحزبه المفلحين
أخي الكريم إذا كنت ترى أن هذا البرنامج ملك لصاحبه, وأن انتقاله لملكك كان بموجب عقد هبة مشروط, فالذي بينكما من شروط يعتبر فيه العرف والظاهر, وليس لك في العقود أن تنوي نية تخالف الظاهر والمتعارف عليه, بل عليك أن تجري على الظاهر والعرف ما لم تعلم صاحبك بذلك ويحصل التراضي من الطرفين, لأن الحق لا يعدوكما في الأصل
والقياس على شرب الكأس مع الفارق, إلا إذا كان مالكا للكأس ووهبك الماء هبة مشروطة بأن تحب النصرانية ليبيح لك شربه, فهذا قياس صحيح, ويقتضي تحريم هذه العقود, فالبرنامج كالكأس حينئذ فيما يظهر
بالنسبة لضغطة الزر, فقد يقال أنها كالتوقيع, إذا كان العرف يدل على أنها تقتضي الموافقة فذاك, وإن لا فلا
والأمر بحاجة لمزيد من النظر, فالله أعلم
يخطر ببالي أحيانا أن البرنامج إذا حملته وصار في جهازك تكون قد حزته وصار ملكا لك, فليس في الأمر عقد أو اتفاقية البتة, وعندها يمكن أن ينظر في كونك تضغط الزر بنية أخرى
وهذا مبني على إباحة مال المأخوذ منه البرنامج, وكونه حربيا
ويشكل على هذا أمرين:
الأول: إذا لم تتمكن من تحميل البرنامج حتى تضغط على الزر الاتفاقية في موقع صاحب البرنامج قبل أن تحوزه دونه
الثاني: في البرنامج التي تتصل بموقع صاحبها بغية تنزيل التحديثات, هل يلزم من ذلك أنك رضيت بالاتفاقية؟
والمسألة برمتها محل إشكال, وما الكلام فيها إلا من قبيل تفتيح الأذهان فحسب .. وأعوذ بالله من القول عليه بغير علم
2 - تستطيع ببعض الحيل إن كان لك باع في التعامل مع البرامج تغيير نص الاتفاقية، فتجعلها إسلامية، ثم تضغط موافق، ولا أظن أنك قد تجادل في جواز ذلك.
للأسف لا أعرف الطريقة, وكذلك كثير من المسلمين
وهناك حيلة أخرى مثل كتابة اتفاقية أخرى على الورق، وتكتب عليها: اضغط موافق إن كنت توافق على هذه الاتفاقية .. فتصبح لديك اتفاقيتان، الأولى كفرية والثانية إسلامية .. وكلتاهما تطلبان منك الضغط على نفس الزر للموافقة عليهما. فعندئذ اعقد النية على الموافقة على الإسلامية فتسلم .. مع الأخذ في الاعتبار أن البرنامج لا يسجّل موافقتك على الاتفاقية، ولن يكون عليها توقيعك أو اسمك أو أي شيء.
هذه ترجع لقضية إضمار نية تخالف الظاهر والعرف, فيقال فيها ما قيل سابقا
ويا أبا شعيب, مرحبا وسهلا بأي مناقشة تخالف ما طرحت, فمن مثلكم نستفيد ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 06:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, أما بعد
فقد سبق وضع هذا التساؤل في موضوع بملتقى أهل الحديث - المنتدى الشرعي العام, ولما لم يجب عليه بجواب شاف حتى الآن, أعيد وضعه هنا, لعل الله يقيض له من يحل مشكله:
بسم الله الرحمن الرحيم
صورة المسألة: رجل يريد أن يستأجر منزلا أو دكانا أو يتعاقد مع شركة لغرض ما: صيانة أو أي خدمات أخرى, وفي العقد بند ينص على أنه في حالة حصول نزاع فإنه يحال إلى المحاكم الوضعية, والرجل يدين الله بأن التحاكم للطواغيت من نواقض الإسلام, والنواقض لا يرخص لمرتكبها إلا إذا أكره وقلبه مطمئن بالأيمان .. فهو عاقد النية على أنه إذا وقع عليه ظلم سيترك حقه مهما أمكن ما لم يقع عليه إكراه, فالأشكال والمسألة ليست مفروضة في أن رجلا سيتحاكم للطاغوت, ولا أريد النقاش أن ينصب في هذا الجانب الذي سبق الكلام عليه من بعض الأخوة في هذا الملتقى, بل السؤال هو: هل يجوز له إبرام هذا العقد مع تضمنه لهذا الشرط, وهو عاقد العزم على أنه لن يتحاكم
فهل يقال أن هذا من إظهار الرضا بهذه القوانين الكفرانية فلا يجوز له ذلك, أم يقال أنه ما دام لن يتحاكم فإنه يبرم العقد وهو يبطن الكفر بهذه القوانين من باب عموم البلوى بها وقلة العقود التي تخلو منها بل ربما ندرتها وربما استحالتها بحسب البلد
علما بأن هناك بند آخر ينص على أن العقد يخضع لقوانين تلك الدولة وهي دولة تحكم بالقوانين الوضعية ..
أرجو أن يتركز الكلام في صورة المسألة ولا يتفرع لمسائل أخرى غيرها مهما أمكن ..
فما قول الأفاضل ..
---------
الحمد لله، أرى و الله أعلم أن العقد صحيح ما توفرت أركانه و شروطه، و أما الشرط فباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 06:57]ـ
مع ما في هذا العقد من شرط ينص على تنصيب جهة غير الشرع تحكم بين المتعاقدين, هل يجوز الدخول فيه ابتداءا يا أبا محمد
للربط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=824845
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيراً على حسن خلقك وطيب محتدك.
أنا لا أجادل هنا في مسألة التأثيم أخي الكريم، بل أجادل في مسألة التكفير ..
هل يكفر من ضغط على زر "موافق" أو "التالي" وهو يضمر خلاف ما أراده صاحب البرنامج؟ .. قد يأثم صاحبنا في ذلك، حيث إن ذلك قد يعد غراً وخديعة، ولكن ماذا عن كفره؟
وتقول أخي:
ويشكل على هذا أمرين:
الأول: إذا لم تتمكن من تحميل البرنامج حتى تضغط على الزر الاتفاقية في موقع صاحب البرنامج قبل أن تحوزه دونه
الثاني: في البرنامج التي تتصل بموقع صاحبها بغية تنزيل التحديثات, هل يلزم من ذلك أنك رضيت بالاتفاقية؟
هو يعتبرها موافقة منك على الاتفاقية، وأنت تعتبرها تغريراً به وخداعاً .. وحيث إنك لم تكتب كفراً أو تنطق به، وكل ما فعلته هو أنك ضغطت على زر "موافق"، والتي قد تعني أموراً كثيرة، كلها منوطة بالنية، فهل هذا يشفع لأحدهم في رفع حكم الكفر عنه؟
وأقول في الثاني ما أقول في الأول .. ستكون عندهم كمؤمن آل فرعون (ابتسامة) .. موافق معهم ظاهراً (دون نطق أو فعل كفر) وباطناً مؤمن بالله.
ما رأيك؟
للأسف لا أعرف الطريقة, وكذلك كثير من المسلمين
إذن شاهد ما عملته في اتفاقية الياهو:
http://img292.imageshack.us/img292/8566/yyaaej9.gif
ويا أبا شعيب, مرحبا وسهلا بأي مناقشة تخالف ما طرحت, فمن مثلكم نستفيد ..
ومن مثلك نتعلم يا أخي الفاضل.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 11:41]ـ
أضحك الله سنك أبو شعيب ( damn kuffar's laws ) !!
حديثي منصب على التأثيم, ومن المبكر قبل توضيح هذه المسألة وتجليتها أن نتجاوز ذلك للكلام في تحقيق المناط, هذا إن لم نجد لها تكييفا بخرجها عن كونها عقد يلزم الضاغط للزر أنه راض بشروطه
النية نعتبرها من جهة انبناء التأويل الذي يدرأ الكفر عليها, أما كونها تؤثر في تكييف الضغط - متى قررنا أنه يعتبر موافقة حسب العرف - فيكون للضغط معنى آخر يتحدد حسب النية, فلا يظهر, لأنه كما تقدم: إذا كان العرف جاري بأنه تعد من قبيل الموافقة, فقد حصلت الموافقة في الظاهر, وإن ألغي حكمها باطنا للتأويل عند النظر في تحقيق المناط, ولكن نحن في مقام التأصيل (الكلام في حكم المسألة من حيث الأصل) لا في مقام تحقيق المناط
أخيرا إذا أمكن ارسل لي الطريقة التحفة التي قمت بها لتعديل الاتفاقية على الخاص, وجزاك الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - May-2008, مساء 09:29]ـ
بارك الله فيك أخي .. توضحت الصورة .. وأوافقك الرأي.
ويبقى مسألة كون صاحب هذا البرنامج حربياً (قل إسرائيلياً)، فهل يجوز لنا خداعه بذلك؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيراً على حسن خلقك وطيب محتدك.
أنا لا أجادل هنا في مسألة التأثيم أخي الكريم، بل أجادل في مسألة التكفير ..
هل يكفر من ضغط على زر "موافق" أو "التالي" وهو يضمر خلاف ما أراده صاحب البرنامج؟ .. قد يأثم صاحبنا في ذلك، حيث إن ذلك قد يعد غراً وخديعة، ولكن ماذا عن كفره؟
وتقول أخي:
هو يعتبرها موافقة منك على الاتفاقية، وأنت تعتبرها تغريراً به وخداعاً .. وحيث إنك لم تكتب كفراً أو تنطق به، وكل ما فعلته هو أنك ضغطت على زر "موافق"، والتي قد تعني أموراً كثيرة، كلها منوطة بالنية، فهل هذا يشفع لأحدهم في رفع حكم الكفر عنه؟
وأقول في الثاني ما أقول في الأول .. ستكون عندهم كمؤمن آل فرعون (ابتسامة) .. موافق معهم ظاهراً (دون نطق أو فعل كفر) وباطناً مؤمن بالله.
ما رأيك؟
إذن شاهد ما عملته في اتفاقية الياهو:
http://img292.imageshack.us/img292/8566/yyaaej9.gif
ومن مثلك نتعلم يا أخي الفاضل.
الحمد لله
حيا الله إخواننا الافاضل
بورك في هذا المدارسة .. آمين
هلا علمتنا أخي الفاضل كيف نفعل مثلك جزاك الله خيرا.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 02:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, أما بعد
صورة المسألة: رجل يريد أن يستأجر منزلا أو دكانا أو يتعاقد مع شركة لغرض ما: صيانة أو أي خدمات أخرى, وفي العقد بند ينص على أنه في حالة حصول نزاع فإنه يحال إلى المحاكم الوضعية,
الحمد لله
جزاك الله خيرا على فتح باب هذا الموضوع أخي أبا فاطمة، وجزى الله كل من أدلى بدلوه ليفيد
أو يستفيد.
وهاهنا نكتة لاحت لي أعرضها عليكم، وهي: أنه كان ينبغي قبل هذه المسألة أن نعلم حكم التوقيع
على عقد فيه شرط أو شروط باطلة، و لا شك أن دائرة الباطل أوسع من دائرة الكفر، فالباطل
هو مخالفة الوحي، ولهذه المخالفة درجات بدءا بالصغائر ومرورا بالكبائر الى أسفل سافلين من دركات الكفر و النفاق أعاذنا الله واياكم والمسلمين من ذلك.
فلو بدانا بحكم توقيع المسلم على عقد مشروط بشرط أو شروط باطلة: ما حكمه؟ هل يجوز ام لا يجوز أم فيه تفصيل، وليكن أساس المدارسة أحاديث الباب كقوله صلى الله عليه وسلم ما معناه:
كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، ومثل ذلك.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 10:11]ـ
أخي المجلسي بارك الله فيك,
أرى أنك محق في ما قلته, فلو طرحت مسألة التوقيع على عقد فيه شروط باطلة يمكن إلغاؤها وتصحيح العقد, لكان ذلك مقدمة مهمة للكلام في موضوعنا الأكثر حساسية, وستجد من يتكلم في هذه المقدمة أكثر ممن يتكلم في مسألتنا, وربما اتضحت الصورة من خلال ذلك.
فهل ترون أن يفتح لذلك موضوع مستقل حتى لا يحصل ترابط بين المسألتين ونخسر بعض الباحثين ممن قد يحجم عن الكلام في هذه المسألة تورعا أو غير ذلك؟؟
أو نكمل في هذا الموضوع نفسه؟
وجزاكم الله خيرا على التفاعل
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:17]ـ
مع ما في هذا العقد من شرط ينص على تنصيب جهة غير الشرع تحكم بين المتعاقدين, هل يجوز الدخول فيه ابتداءا يا أبا محمد
للربط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=824845
ما فهمته من سؤالك – أخي أبا فاطمة - أن هناك متعاقدان يريدان إجراء عقد شرعي بينهما إلا أن هناك شرطاً محرما في هذا العقد، فالدخول فيه ابتداء لا شك أنه محرم لأنه أكل لأموال الناس بالباطل، هذا أمر، لكن لو وقع هذا العقد، فهل نصحح العقد أم نعتبره باطلاً فلا تترتب عليه آثاره: ما أراه أن هذا الشرط يعتبر من قبيل الشروط الفاسدة التي لا تعود على العقد بالبطلان فيصحح العقد و يَبطل الشرط ..
و أما الرضا بهذا الشرط فمبني على مسألة التحاكم إلى غير حكم الله و فيه تفصيل معلوم يرجع فيه إلى مظانه و لا علاقة لها بصحة العقد من عدمه ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 02:38]ـ
ما فهمته من سؤالك – أخي أبا فاطمة - أن هناك متعاقدان يريدان إجراء عقد شرعي بينهما إلا أن هناك شرطاً محرما في هذا العقد، فالدخول فيه ابتداء لا شك أنه محرم لأنه أكل لأموال الناس بالباطل، هذا أمر، لكن لو وقع هذا العقد، فهل نصحح العقد أم نعتبره باطلاً فلا تترتب عليه آثاره: ما أراه أن هذا الشرط يعتبر من قبيل الشروط الفاسدة التي لا تعود على العقد بالبطلان فيصحح العقد و يَبطل الشرط ..
و أما الرضا بهذا الشرط فمبني على مسألة التحاكم إلى غير حكم الله و فيه تفصيل معلوم يرجع فيه إلى مظانه و لا علاقة لها بصحة العقد من عدمه ...
أخي أبا محمد, قد يكون المتعاقدان راغبين في إجراء عقد شرعي, أو يكون أحدهما من كتب العقد على وجه غير شرعي والآخر يريده على وجه شرعي فلا يقبل صاحبه, أو غير ذلك ..
المهم أن عندنا عقد فيه شرط مخالف لكتاب الله, وهذا الشرط قد انتشر وعم وطم ودخل في كثير من العقود التي يحتاج الناس إليها, ولا يقدرون في كثير من الصور على تغيير شروط العقد, لا سيما في ما يعرف بعقود الإذعان, فإما توقع أو تشوف غيرنا, ولات ثمة غير في كثير من الأحوال, فحالهم من بعض
فالدخول فيه ابتداءً هو الذي يهمنا الآن, فنحن نتكلم عن الحكم التكليفي لا الوضعي (صحة أو فسادا أو بطلانا)
هذا أمر ..
الأمر الآخر هو الرضا, فأراك تشير إلى مسألة التحاكم لغير حكم الله وأن فيه تفصيل ونحو ذلك, أقول لك أخي الكريم:
حتى لو قيل تنزلا بأنه يرخص في ذلك التحاكم للمضطر مثلا في حالات, فإن ذلك لا يعني أنه يجوز له الرضا بغير حكم الله, بل من يرخص له في التحاكم يأمره بإتيانه مع البغض له والبراءة من غير حكم الله والكفر به {وقد أمروا أن يكفروا به}
إذا تقرر ذلك, فإن من يوقع هذا العقد مع وجود هذا الشرط فيه, يجب أن يكون غير راضيا بتنصيب جهة غير الشرع يرد لها النزاع بالإجماع, لأن الرضا بذلك من عمل القلب, والله عز وجل يقول: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} , فلا بد للمكره من اطمئنان قلبه بالإيمان بالله والكفر بالطاغوت, فيوقع هذا العقد وقلبه مطمئن بالله ربا لا يتحاكم إلا إليه, وكافرا بالطاغوت مجتنبا لحكمه الجاهلي, ولكن هل هذا ممكن؟! هذا هو السؤال!
والإشكال أن ظاهر فعله مع عدم وجود الإكراه يقتضي رضاه بتنصيب غير الشرع حاكما في حال وجود النزاع, فإذا كان غير مكره وقعنا في الإشكال, لأن الله لم يستثن إلا المكره, وغير المكره باطنه مرتبط بظاهره
فالحاصل مما تقدم, أنه لا تلازم بين المسألتين, وقد سألت أحد المشايخ عن مسألة التحاكم في بلاد الغرب للمضطر, فأجاب بما حاصله أنه يأخذ حقه, فقلت له: العقود التي ينص فيها على أن الجهة التي تفصل هي هذه المحاكم, ما حكم التوقيع عليها؟ فقال: لا يجوز, هذا يوقع باختياره. فقلت: عمت بها البلوى فأين سيسكن وكيف سيتوظف؟ فقال: يهاجر. فقلت: يهاجر إلى أين وقد عم هذا البلاء في أكثر الأرجاء؟ فقال: من يتق الله يجعل له مخرجا. وانتهى الحوار على ذلك, وكنت قبلها أزور في نفسي أنه لا تلازم بين المسألتين, فتبين لي أن انفكاك التلازم واقع فعلا عند بعض المشايخ, والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق المسلم]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أردت أن أضع لكم بعض الفتاوى للشيخ ضياء الدين القدسي في هذه المسألة حصلت عليها من احد الاخوة بارك الله فيه وقد استفدت منها كثيرا
الفتوى الأولى
حكم توقيع العقود التي بها بند تحمل المسؤولية القانونية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن من مصر علي وجه التحديد
ولنا سؤال هام كثر الخلاف عليه بين الأخوة
ما حكم توقيع العقود التي بها بند تحمل المسؤلية القانونية.
وهذه العقود مثل:-
عقد ايجار الشقة.
عقد ادخال الكهرباء.
عقد ادخال الماء.
عقد ادخال الغاز.
عقد ادخال التليفون. أو التليفون المحمول.
التوقيع علي استمارة طلب بطاقة شخصية.
التوقيع علي استمارة طلب جواز السفر.
التوقيع علي أي عقد للشراكة في التجارة وغير ذلك.
التوقيع علي ايصال امانة أو شيك عند تقسيط بعض السلع الهامة والضرورية.
وغير ذلك الكثير والكثير والكثير. فما حكم كل مسألة وكل عقد.
وهل التعهد علي شئ ظاهرياً فقط وليس علي الحقيقة وبدون قصد التحاكم ودون وقوعه هو
كالتحاكم لغير شرع الله الصريح.
وما المخرج منه اذا كان كفر.
ماذا نفعل ما الحل بالنسبة لكل سؤال علي حده.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب:
المقصود من تحمل المسؤولية القانونية عند الإخلال بشروط العقد: يعني إذا أخل المتعاقد بأي شرط من شروط العقد فهو يقبل أن يتحمل الجزاء الذي يرتبه عليه قانون الدولة من غرامة مالية أو سجن أو ما شابه.
إذا كان العقد وشروطه لا تخالف شرع الله وكان الجزاء المترتب على الإخلال بهذه الشروط لا يخالف شرع الله، يجوز للمتعاقد أن يتعهد بأن يتحمل هذا الجزاء إذا أخل بأي شرط من شروط العقد. فهذا العقد مثله ومثل أي عقد يحصل بين مسلم وكافر.
مثال: تعاقدت أنت وكافر على استئجار آلة منه وكان من شروط العقد أنك إذا أخللت بأي شرط من شروط عقد الإيجار أن تتحمل جميع الأضرار الناتجة عن ذلك. وطلب منك الكافر أن يكون تحديد الأضرار كما حدده قانون بلده، فنظرت إلى هذا القانون فوجدت أن ما حدده هذا القانون لا يخالف شرع الله، فيجوز لك في هذه الحالة أن تقبل الشرط، فسواء حدد الجزاء الكافر نفسه أو أحاله على قانون بلده فلا فرق، في هذه الحالة ينظر لهذا الجزاء فإذا لم يخالف شرع الله يجوز القبول به. فلا فرق في هذا العقد بين أن تتعاقد من الكافر أو تتعاقد مع شركة تابعة لدولة الكافرة. المهم أن لا يكون الشرط الذي قبلته مخالف لشرع الله. ولا يعني قبولك تحمل المسؤولية القانونية في هذا العقد قبولك بجميع القوانين في الدولة أو الاعتراف لها بحق الحكم، بل فقط يعني قبولك للإمتثال بما ينص عليه القانون المتعلق بمسألتك إذا أخللت بشروط العقد، لأنه غير مخالف لشرع الله وليس لأنه وضعه الكافر، وهو كقبولك بالشرط الذي يضعه الكافر في العقد بينك وبينه إذا كان هذا الشرط لا يخالف شرع الله. وهو مثل قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم شرط الكفار لإلغاء كتابة كلمة رسول الله في صلح الحديبية.
وقبوله عليه الصلاة والسلام بهذا الشرط ومسحه الكلمة في الاتفاقية لا يدل على أنه قد وافقهم في أنه ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يدل على أنه قَبِل أن يتعاقد معهم ويعمل معهم صلح وهم لا يقرون بأنه رسول الله. وهناك فرق كبير بين المسألتين.
وهنا أقول: الدولة الكافرة تعمل عقود مطبوعة (عقد إيجار، عقد كهرباء، عقد ماء، عقد غاز وما شابه) وتضع في هذه العقود شروط وتقول في حال الإخلال في هذه الشروط يتحمل المشترك جميع المسؤولية القانونية. يعني ما يفرضه عليه القانون من جزاء مادي أو غيره يتحمله دون أي اعتراض.
في هذه الحالة ننظر لهذه المسؤولية القانونية، فإذا كانت لا تخالف الإسلام فلا ضرر من قبول إلتزامها. مثلاً إذا كانت المسؤولية القانونية هي دفع غرامة مالية مقدرة بكذا وكذا، فلا ضرر من قبول الدفع عند الإخلال بالشروط.
أما إذا كانت هذه المسؤولية القانونية فيها ما يخالف شرع الله فلا يجوز له في هذه الحالة قبولها أو التعهد بقبولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل: أن يتعهد بقبول حكم وقرار المحكمة الكافرة.أو يتعهد بالمثول أمام المحكمة الكافرة لتحاكم وما شابه ذلك.
إذا وقع المسلم على عقد صحيح وكان للعقد شروط فمعنا ذلك أن المسلم قد قبل هذه الشروط ولا ينفعه بعد ذلك قوله أنني غير موافق على الشروط.
فإذا كان في عقد الإيجار أو الكهرباء أو الماء أو الغاز أو التلفون أو أي عقد شروط وهذه الشروط مخالفة لشرع الله فلا يجوز للمسلم أن يقبل هذه العقود دون إلغاء الشرط المخالف للشرع.
وإلغاء الشرط يكون إما بشطبه أو تغير صيغته.
مثلاً هنا يكتب: يتحمل المسؤولية القانونية التي يجيزها الشرع.أو لا تخالف الشرع.
لهذا يجب على كل مسلم قبل أن يوقع على أي عقد أن يقرأ جميع شروطه لأنه إذا لم يقرأ الشروط فلا عذر له لأن الشروط ملزمة لمن يوقع على العقد حتى ولو لم يقرأها.
عقد الإيجار سهل ويمكن إبطال الشرط مع المؤجر أو عمل عقد غير مطبوع.
أما عقد الكهرباء والماء والغاز وما شابه: فيجب قراءة الشروط بشكل جيد وإذا كان هناك أي شرط يخالف شرع الله يجب إلغائه قبل التوقيع عليه وإلا فهو ملزم للموقع عليه. ولا يقال أن الموقع في حالة ضرورة تبيح له قبول الشرط الكفري. فلا يبيح الكفر إلا الإكراه بشروطه.
وحتى نحكم على الشرط الموجود في العقد بأنه يخالف شرع الله لا بد من دراسة كل عقد على حده. لهذا نطلب من الأخ السائل أن يرسل لنا صورة عن الشروط الموجودة في العقود التي في بلده لنبين له ما هو الشرط المخالف لشرع الله مع دليله وكيفية التخلص من هذا الشرط.
وننصح الأخوة أن لا يتسرعوا في الحكم على أي شرط قبل الرجوع لخبير في هذا المجال. لأن أي تغيير في أي كلمة يغير المعنى فقد تكون المادة المكتوبة ليست شرطاً في صحة العقد بل هي إخبار وليست إلزاماً. والشرط هو ما كان ملزم. فمثلاً إذا قيل في العقد للمتعاقدين: في حالة الخلاف لكم أن تراجعوا المحكمة الفلانية. فهذا ليس شرطا بل هو تخيير.
ولكن إذا كان النص هكذا أو ما شابه: في حال الخلاف المحكمة الفلانية هي التي تفض النزاع.
في هذه الحالة هذا شرط ملزم لا يجوز للمسلم أن يقبله لأن قبوله يعني قبول التحاكم لغير شرع الله وهذا كفر والعياذ بالله.
أما مسالة البطاقة الشخصية وجواز السفر فلا أظن في الاستمارة أي شروط غير أن يكون تعهد من قبل كاتب الاستمارة بأنه كتب جميع المعلومات بالشكل الصحيح.
يعني الشخص الذي يريد البطاقة الشخصية أو جواز السفر يملأ استمارة فيها معلومات شخصية ويطلب منه أن تكون صحيحة. فلا يوجد في ذلك أي مخالفة شرعية أو شرط يخالف شرع الله. هذا حسب علمي هو الموجود في كثير من الدول، ولكن إذا كانت هناك أي شروط تخالف شرع الله: مثلاً: أن يلزم الشخص بأن يوافق على دستور البلاد أو قوانين البلاد المخالفة لشرع الله فلا يجوز له في هذه الحالة أن يوقع، فهو كفر إلا في حالة الإكراه.
أما القول بأن مجرد طلب جواز سفر أو بطاقة شخصية من الدولة الكافرة فهو يعني قبولنا بها وبجميع قوانينها فهذا الكلام غير صحيح.
أما عن مسالة التوقيع على أي عقد للشراكة في التجارة وغير ذلك، فهذا يجب أن يخضع للشروط الإسلامية فلا يجوز لمسلم أن يعمل عقد شراكة مع كافر إلا شراكة المضاربة بشرط أن يستلم المسلم إدارة العمل. يعني المسلم هو الذي يتولى التجارة، فقط للكافر أن يدفع المال والتحكم بالشغل وإدارته تكون للمسلم.
الشركات في الإسلام على ثلاثة أنواع:
1 - شركة مفاوضة: يعني أن يكون كل شي بالمناصفة ويكون كل شريك وكيل وكفيل للشريك الأخر. وهذه الشراكة لا تجوز إلا بين المسلمين.
2 - شركة العنان: وهي أكثر أنواع الشركات اليوم. وهي أن تعطى الأرباح حسب رأس المال. ويكون فيها أيضاً الشركاء وكلاء وكفلاء لبعضهم البعض بما يتعلق في الشركة إلا إذا وضعت شروط إضافية.
3 - شركة المضاربة: وهي: أن يقوم طرف بتقديم المال والطرف الأخر يتاجر به بجهده بدون أن يقدم أي مال. يعني على طرف رأس المال وعلى طرف الشغل. ويتفقا على نسبة الربح. في هذا النوع من الشركات يجوز أن يتفق مع كافر بأن يتاجر في ماله مقابل ربح معين بشرط أن يكون المسلم هو الذي بيده مفاتيح التجارة حتى لا يدخل للمال حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما شركة العنان: فتجوز بشرط أن يشترط المسلم أن يكون هو المتولي لجميع إدارة الشركة من صرف شيكات وغيره حتى لا يعمل في هذه الشركة أي شي مخالف لشرع الله.
فإذا تولى هذه الأمور الكافر فعمله في هذه الشركة ملزم لشريك المسلم. مثلا ً: وقع الشريك الكافر باسم الشركة عقد يحوي كفراً فقد لزم الشريك المسلم لأن في هذه الشركة الشركاء وكلاء وكفلاء لبعضهم البعض فيما يتعلق في الشركة.
لهذا المسلم يجب عليه أن لا يشارك الكافر شركة مفاوضة وإذا أراد أن يشاركة شركة عنان يشترط عليه أن يعلمه بكل عقد وأي ورقة يراد توقيها باسم الشركة وأن أي ورقة وقعت بدون إذنه فهي لا تلزمه.
فإذا قبل الطرف الكافر هذا الشرط يجوز للمسلم في هذه الحالة أن يدخل معه في شركة عنان.
أما شركة المضاربة فكما قلت سابقاً يتولى الإدراة والتوقيع والشراء والبيع المسلم.
- أما بالنسبة لتوقيع على إيصال أمانة أو شيك عند تقسيط بعض السلع الهامة والضرورية.
فأقول بعون الله: قبل توقيع على أي إيصال أمانة يجب قراءة الشروط الموجودة في هذا الإيصال. فإذا كان فيها أي شرط يخالف الشريعة يجب إلغاؤه لأنه ملزم لمن وقع على الإيصال.
وفي المكان الذي أعيش فيه إيصالات الأمانة المطبوعة لا يوجد فيها أي شي يخالف شرع الله، ولكن لا أدري ما هو الحال عندكم.
أما بالنسبة للشيكات. فهذا يعتمد على الشروط التي كانت موجودة عند أخذ دفتر الشيكات، لأن دفتر الشيكات لا يوجد فيه شروط، الشروط تكون عند أخذ هذا الدفتر من البنك. لهذا يجب على المسلم قبل أخذ دفتر الشيكات أن ينظر في الشروط فإذا كانت مخالفة للشريعة فيجب أن يلغيها أو لا يأخذ دفتر الشيكات.
هذا طبعاً لمن سيكتب الشيك ولكن لمن يأخذ الشيك من صاحبه فلا تلزمه الشروط التي وافق عليها صاحب الشيك.
المسلم ملتزم بما يوقع عليه. فإذا وقع على أي عقد أو ورقة تحتوي شروط فهو قد قبل بهذه الشروط، والمسلم يجب عليه أن لا يقبل أي شرط يخالف شرع الله.
أما بيع التقسيط: فقد أجازه كثير من العلماء. لهذا يجوز الشراء بالتقسيط والبيع بالتقسيط حسب الشروط الإسلامية الخالية من المعاملات الربوية.
س: وهل التعهد على شئ ظاهرياً فقط وليس على الحقيقة وبدون قصد التحاكم ودون وقوعه هو كالتحاكم لغير شرع الله الصريح.
ج- الأمور والأحكام على ظاهرها. فمن وقع على عقد تجاري يحوي شروط فهو قد قبل هذه الشروط ولا يقبل منه قوله بأنه لم يقبلها.
ومن وقع على عقد فيه: أن من وقع على هذا العقد يقبل التحاكم لغير شرع الله. فقد قبل التحاكم حتى ولو لم يتحاكم، وحتى ولو لم يقصد قبول التحاكم أو لم ينو التحاكم. فما دام النص والشرط واضحاً بلغة الموقع فهو يلزمه.
وليس فقط الكفر هو التحاكم بل إرادة التحاكم وقبول التحاكم وطلب التحاكم لغير شرع الله كفر حتى ولو لم تحدث محكمة.
فالله سبحانه وتعالى يقول:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.
إنظر لقوله تعالى وتأمل به: هنا في هذه الآية إرادة التحاكم كانت كافية بنفي الإيمان قبل التحاكم. ثم انظر ماذا قال الله عنهم في الآية التي بعدها:
(كَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)
هنا في هذه الآية يبين الله ما قدموه من أعذار في إرادتم التحاكم لغير شرع الله.
ماذا قالوا؟ قالوا مع حلفهم اليمين:"إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا "
ادعوا أن قصدهم الإحسان والتوفيق. ومع ذلك لم يقبل منهم.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:" {ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً} أي يعتذرون إليك ويحلفون ما أردنا بذهابنا إلى غيرك، وتحاكمنا إلى أعدائك إلا الإحسان والتوفيق، أي المداراة والمصانعة لا اعتقاداً منا صحة تلك الحكومة." أهـ
وموضوع التحاكم بتفاصيله سوف يكون له رسالة خاصة بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما هنا فأقول: أي عقد يحتوي على شرط قبول التحاكم لغير شرع الله يجب على المسلم أن لا يوقع عليه مهما كان قصده ونيته.
س- وما المخرج منه إذا كان كفر.؟
ج- إذا أرتكب المسلم أي كفر نتيجة لعقد: فإذا ما زال العقد ساري المفعول فيجب عليه أن يلغي هذا العقد أو يلغي الشرط المكفر فيه ويستغفر الله ويحظر أن يقع بمثله ..
أما إذا انتهى العقد فما عليه إلا أن يستغفر الله ويحظر أن يقع بمثله.
س- ماذا نفعل ما الحل بالنسبة لكل سؤال على حده.؟
ج- كل مسالة تدرس على حده حسب البلد وحسب قوانينها وحسب الشروط الموجودة في العقد. من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
كتبه: ضياء الدين القدسي
مجموعة من الفتاوى تابعة للمسألة:
عقد إيجار محل من صاحبه بما فيه من أجهزة ومعدات مثل محل سوبر ماركت:
والبند هو (أى نزاع بخصوص هذا العقد من إختصاص محاكم كذا وهى يقصد أسم المحكمة ومكان تواجدها فى المدينة).
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الجواب: هذا البند بند معلوماتي وليس إلزامي. يعني إذا حدث نزاع وأريد فضه عن طريق المحكمة فهذه المحكمة هي المختصة لذلك وليس غيرها. فهذا البند وضع لتنظيم مكان الدعاوي لمن أراد أن يرفع قضية عند النزاع. فهو بند معلوماتي.
فمن وقع على عقد يحوي هذا البند لا يعني أنه قبل بهذه المحكمة.
ضياء الدين القدسي
عقد بيع سيارة:-
بند رقم (19 - أي نزاع يقام بخصوص هذا العقد موضوع مبايعة السيارة سالفة الذكر يكون من اختصاص المحكمة التابع لها.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب: هذا البند بند معلوماتي أيضاً وليس إلزامي، فهو شبيه لما قبله فله نفس الحكم.
ضياء الدين القدسي
عقد إيجار أملاك:-
بند (اتفقا الطرفان وقبلا من الآن بدون معارضة اختصاص قاضي الأمور المستعجلة بالحكم في مسألة ترك المستأجر للمحل إذا لزم سواء كان لمخالفته شروط هذه الإيجارة أو لسبب مضي مدته بدون تجديد الكتابة لمدة أخرى أم ما يتعلق بوضع طلب قيمه الإيجار أو الطلب والمصاريف ما أشبه هذا يكون من خصائص المحكمة المدنية المختصة بحسب القانون وقد تحرر هذا العقد من صورتين تحت يد كل من الطرفين نسخة للعمل بموجبها.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب: هذا الشرط ملزم وفيه صراحة قبول مُقدم مع عدم المعارضة لمحكمة الطاغوت وحكمها. فمن قبل بهذا الشرط فقد قبل بهذه المحكمة لفض النزاع وهذا كفر.
فيجب إلغاء هذا الشرط أو تعديله.
ضياء الدين القدسي
عقد الغاز:-
بند (21 - تخضع أحكام هذا العقد لنصوص وأحكام القانون المصري؛ وفي حالة نشوء أي نزاع بسبب أو بمناسبة هذا العقد فإن محاكم القاهرة بمختلف درجاتها دون غيرها تكون هي المختصة بنظر النزاع.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب: لون كان البند ينص فقط على التالي:" تخضع أحكام هذا العقد لنصوص وأحكام القانون المصري "
في هذه الحالة قبل الحكم عليه يجب معرفة أحكام ونصوص القانون المصري بهذا الشأن. فإذا كانت لا تخالف شرع الله فلا بأس في قبوله.
أما وقد أضيف للبند النص التالي: "وفي حالة نشوء أي نزاع بسبب أو بمناسبة هذا العقد فإن محاكم القاهرة بمختلف درجاتها دون غيرها تكون هي المختصة بنظر النزاع."
فقد أصبح هذا البند مخالف لشرع الله،وهو بند ملزم وليس مُعلم،وخاصة بنصه صراحة على التالي " دون غيرها "
فيجب على المسلم أن لا يقبل مثل هذا الشرط. بأن يعدله أو يلغيه أو يرفضه.
ضياء الدين القدسي
عقد شركات التليفون المحمول:- فوادفون - موبينيل – اتصالات:-
البند قبل الأخير:- هذا العقد محكوم بالقوانين المصرية تحل المنازعات المتعلقة بهذه الخدمة بالطرق الودية، وما لم يتمكن الطرفان من ذلك، تكون محاكم القاهرة دون غيرها مختصة بنظرها والفصل فيه طبقا لأحكام القوانين المصرية السارية.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب: وهذا البند شبيه لما قبله فله نفس الحكم.فيجب على المسلم أن لا يقبل مثل هذا الشرط. بأن يعدله أو يلغيه أو يرفضه
- صيغة أخري (يتم التعاقد في هذا العقد على مسئولية أطرافه مدنيا و جنائياً.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: هذا الشرط مخالف لشرع الله لا يجوز قبوله. لأنه يعني قبولك للمسؤولية التي تقررها محكمة الكفر. ضياء الدين القدسي
أما بالنسبة لاستخراج البطاقة
فتحتوي الأوراق المقدمة لوزارة الداخلية [استمارة بطاقة الرقم القومي] لاستخراج البطاقة على:
أ-الإقرار بالتحاكم للطاغوت في حالة ثبوت تقديم معلومات خاطئة في الاستمارة،
تحتوي البطاقة المستخرجة على بعض المظاهر الكفرية والتي منها: شعارات الدولة الطاغوتية وهي النسر والعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
الجواب: لو تذكر لي النص أفضل لأني لا أستطيع أن أحكم بفهمك. يجب أن نحكم حسب النص المكتوب.
أما قولك: " تحتوي البطاقة المستخرجة على بعض المظاهر الكفرية والتي منها: شعارات الدولة الطاغوتية وهي النسر والعلم."
فهذا لا يضر لأن احتوائها على مثل هذه الشعارات لإثبات أنها ورقة رسمية صادرة عن جهة حكومية. فهي بمثابة روزيت تعريفي أو ترويسه. كما تحوي أي ورقة تابعة لأي شركة أو مؤسسه لتعريف بالجهة الصادرة عنها. فهي ليست لها علاقة بمن يكتب عليها، ولا تعني أن كل من يكتب عليها قد قبل بهذه الشعارات. وشعار الدولة التي يوضع على ورقة البطاقة الشخصية أو جواز السفر لا يعني أن من يحمل هذه البطاقة وهذا الجواز أنه يعترف بهذه الدولة وإنما يعني أنه صادر عن هذه الدولة الموجود شعارها عليه. وكذلك ورقة تقديم الطلبات في الدوائر الحكومية، إذا وجد عليها شعار الدولة فهو لدلالة أنها صادرة عن هذه الدولة.
ضياء الدين القدسي
الفتوى الثانية
حكم الموافقة على الإتفاقية التي تظهر أثناء تثبيت البرامج على الجهاز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياشيخ ماحكم الموافقة على الشروط الكفرية التي تظهر أثناء تثبيت أغلب برامج الكبيوتر وتظهر أيضا أثناء تسجيل بريد إلكتروني جديد
مثال من هذه الوثيقة أنه يطلب منك الموافقة على شروط كإحترام قانون الدولة أو عدم مخالفة قانون الدولة
وهذه إحدى نصوص الإتفاقية:
(القوانين المطبّقة: تخضع هذه الاتفاقية لأحكام ومبادئ ونصوص القوانين الدولية ويتم تفسيرها حسب مبدأ حُسن النية. ويُشار هنا إلى مبادئ وقوانين الإنترنت والأعراف المتبعة بين مواطني ومستخدمي شبكة الإنترنت. ولا يُفسر امتناع المالك عن تطبيق أي من الحقوق المنصوص عليها والمعطاة له بمقتضى هذه الاتفاقية أنه تنازل عنها. كما ولا تُسمع أية دعوى عن هذه الخدمة إلا خلال مدة سنة من تاريخ نشوء سبب الدعوى
بمجرد تسجيلك في البريد يعتبر توقيع وموافقة علي هذه.)
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
إن ألفاظ المتكلمين مع مقاصدهم لا تخلو من ثلاثة أحوال:
الحال الأول: أن يكون القصد مطابقاً للفظ تمام المطابقة ولا يخالفه.
الحال الثانية: هو أن نعلم أن المتكلم لم يقصد المعنى ألبتة.
الحال الثالثة: أن يكون الكلام محتملاً.
قال الشاطبي رحمه الله: " فالعمل إذا تعلق به القصد تعلقت به الأحكام التكليفية، وإذا عري عن القصد لم يتعلق به شيء منها. فلو فرضنا العمل مع عدم الاختيار كالملجأ، والنائم والمجنون. فلا يتعلق بأفعالهم مقتضى الأدلة، فليس هذا النمط بمقصود للشارع، فبقي ما كان مفعولا بالاختيار لا بد فيه من قصد " (الموافقات للشاطبي: 2/ 327)
وهناك قاعدة شرعية تقول: " العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني "
العقود في الإسلام مبنية على الإيجاب والقبول القطعيين.
وإذا وقع الاحتمال في الإيجاب أو القبول لم ينعقد البيع حتى نعرف قصد الشخص.
قبول الشروط في المواقع على النت يعبر عنها بكبسة مكتوب عليها " أقبل" أو وضع علامة صح بجانب أقبل. ولا يتم الاستفادة من الموقع أو الميل إلا إذا تم الكبس على هذا الزر أو وضعت علامة صح.
فالفعل المجرد هو الكبس على الزر أو وضع علامة الصح في المربع المخصص لها. وهذا العمل يختلف عن كتابة الشخص بشكل صريح أقبل.
فالكبس على الزر أو وضع علامة صح يحتمل أكثر من معنى: فهو يحتمل أن الشخص قبل الشروط ويحتمل أيضاً أنه فقط أراد الدخول بدون القبول بهذه الشروط.لأن طريق الدخول لا يتم إلا بهذا العمل. لهذا يجب أن نعرف قصد الفاعل حتى نحكم عليه. " "فالعبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني " وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى تتضح المسالة نضرب مثالا: شخص له بيت لا يريد أن يدخله أحد إلا إذا وافق على شروطه ولكونه لا يستطيع أن يتواجد دائماً في البيت، كتب على باب البيت شروط وبعد ذلك وضع كبسة على الباب من خلالها يستطيع أي شخص أن يدخل البيت بسهولة، ولكن كتب على هذه الكبسة عبارة: "من يضغط على هذه الكبسة للدخول للبيت يكون قد قبل بالشروط المكتوبة على الباب " أو كتب " إذا كنت توافق على هذه الشروط وتريد أن تدخل البيت أكبس على هذه الكبسة."
وترك البيت هكذا بدون أن يتحرى من الداخلين لهذا البيت هل هم قبلوا الشروط بضغطهم على الكبسة أو الزر أم لم يقبلوا وفقط استعملوا هذه الكبسة للدخول للبيت لأمور أخرى كالاستفادة مما في داخله.
في هذه الحالة هل نستطيع أن نحكم على كل من يضغط على هذه الكبسة أو الزر أنه قد قبل بهذه الشروط المدونة على الباب أم أن هذا العمل لأنه يحتمل أمور أخرى فلا بد من معرفة قصد الفاعل.؟
ما دام العمل بحد ذاته يحتمل أكثر من معنى لهذا يجب النظر لقصد الفاعل.
العمل هو الضغط على الكبسة أو الزر.
فهذا العمل قد يكون معناه الموافقة على الشروط للدخول وقد يكون فقط بقصد الدخول دون إعتبار لهذه الشروط المكتوبة.
مثال آخر: فلو كتب صاحب هذا البيت لأجل أن يبعد المسلمين عن هذا البيت " من يكبس على زر دخول البيت فقد قبل الكفر بالله أو فقد قبل دخول الدين النصراني أو اليهودي " فهل سنحكم على كل من كبس على هذا الزر للدخول بأنه قبل الكفر بالله العظيم أو أنه قبل الدخول بالنصرانية أو اليهودية أم ننظر لقصده؟
الجواب الصحيح هو أن في هذه الحالات المحتملة قصد الفاعل من الفعل مهم جداً. طبعا هذا في الأفعال والأقوال التي تحتمل أكثر من معنى.
والكبس على زر الدخول عمل له أكثر من معنى كما بينت ذلك.
وهذا هو الحال في المواقع والنوادي الموجودة على النت: فصاحب الموقع أو المنتدى يضع شروطاً لمن يريد أن يصبح عضواً في الموقع أو المنتدى ويستفيد من محتويات المنتدى أو يستعمل المنتدى أو الموقع.
الغاية من وضع هذه الشروط طبعا لتنظيم الموقع أو المنتدى وللتخلص من المسؤولية القانونية لأصحاب المنتديات. فمثلا لو استخدم هذا المنتدى أحد واعتدى على شخص ما وأقام هذا الشخص دعوى على المنتدى فسيدافع عن نفسه بأن يقول إنظروا لشروط المنتدى فهذا المعتدي دخل بدون أن يوافق على هذه الشروط دخل بدون إذن صاحب المنتدى فهو الملام من الناحية القانونية وليس صاحب المنتدى لأنه لم يلتزم بشروط المنتدى. أو لأجل إذا تم إلغاء عضوية أي شخص لأنه لم يلتزم بالشروط فلا يحق له أن يحاسب أصحاب المنتدى أو الموقع.
فالكبس على زر دخول الموقع أو المنتدى عمل يحتمل أكثر من احتمال. فهو يحتمل أن الشخص قد قبل الشروط وعلى هذا الأساس كبس على الزر أو أنه لم يقبل الشروط وكبس على الزر لدخول الموقع أو المنتدى.
وأصحاب المنتدى والموقع طبعاً لا يتحرون قصد كل داخل فإنهم يفترضون أنه قبل الشروط. ولا يجازونه بالفصل من المنتدى إلا إذا صدر منه ما يخالف الشروط وكان معلوماً لديهم ذلك. ومعظم المنتديات والمواقع تضع هذه الشروط للتخلص من طائلة المسؤولية القانونية في حين حصل شكاية عليها من قبل من يتضرر من سوء استعمال الموقع.
وبناءا على ذلك ولأن العمل وهو الكبس على الزر لدخول الموقع يحتمل أكثر من معنى فيجب قبل الحكم على من كبس على زر الدخول معرفة قصده من هذا العمل.
كتبه: ضياء الدين القدسي
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 04:39]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم لقد تأنيت و تربثت كثيرا قبل الدخول عليكم حتى لا أشوش عليكم و على نقاشكم الهادئ و كنت بادئ ذي بدء أظن أنكم لا تستمعون الى قول المدونة و ابن رشد و ابن عبد البر الخ ... و أنكم تعتبرون التحاكم اليها من التحاكم الى الطاغوت كما يظن ذلك البعض و لما كنتم تجدونها حجة فاعلموا أن البيوع و العقود الأصل فيها الجواز و لا يحرمنها الا ما نصت عليه آية صريحة أو حديث صحيح صريح و ما عدى الحدود التي تولى الله حكمها و بينه في القرآن فغيرها من المخالفات الشرعية انما هي تعزيرات تركت لمن ولاه الله أمر المسلمين يرفع منها و يخفض انطلاقا من صلاح الأمة و فسادها وكذلك نريد الاشارة الى أن جل البيوع و العقود الفرنسية مأخوذة من المدونة و التبصرة أخذها نابليون من مصر لما غزاها و ترجمها و جعلها أساس القانون الفرنسي الا أنهم طوروا هذه القوانين و أضافوا فيها حسب المستجدات فرأيي في المسألة و الله تعالى أعلم ينظر في هذه القوانين المنظمة للعقود فان كانت موافقة للشريعة فلا مانع من التحاكم اليها في حالة التنازع و لا ريب في ادراجها في نصوص التعاقد و ان كان بعضها يوافق الشرع و البعض يخالفه ففيه دخن لأننا نجد بعض نصوص المراجع الشرعية كالمدونة و ابن رشد و خليل فيها مواد مخالفة للنصوص الصريحة للحديث الصحيح لا مجال لسردها الآن و ان كانت كلها مخالفة للشريعة و واضعها لا يهتم بالشريعة أو يراها بالية أو متاخرة عن روح العصر أو ما ذهب اليه أفضل منها فهذا الذي يسمى الطاغوت و الكفر به و اجب و الرضى به كفر و تركه أولى الا للمضطر و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تأنيت و تربثت كثيرا قبل الدخول عليكم حتى لا أشوش عليكم و على نقاشكم الهادئ و كنت بادئ ذي بدء أظن أنكم لا تستمعون الى قول المدونة و ابن رشد و ابن عبد البر الخ ... و أنكم تعتبرون التحاكم اليها من التحاكم الى الطاغوت كما يظن ذلك البعض و لما كنتم تجدونها حجة ...
أولا: لا تشويش ما دمت ملتزما بالموضوع وبالآداب العلمية للحوار .. وهذا الأصل في رودا هذا المنتدى إن شاء الله.
ثانيا: صيغة الجمع في مثل قولك (عليكم) و (نقاشكم) ولا (تستمعون) لم يتضح لي تقصد بها من؟ فليتك تعتبر كل مشارك في هذا الموضوع مسئول عن نفسه, وتجتنب وضع الجميع أو البعض مع البعض في سلة واحدة
ثالثا: ما ظننت من عدم الاستماع للمدونة ونحوها ظن خاطئ, فنحن نستمع لكل عالم من علماء هذه الأمة رحمهم الله, ولكنه استماع العاقل المتجرد, الذي يبحث عن الحق بدليله, ويعرض أقوال الرجال على الكتاب والسنة, فيأخذ بالموافق منها ويترك المخالف, حسب ما يترجح له, وهذا ما عليه أكابر العلماء قديما وحديثا, وفي المسألة كلام لا يحتمله المقام, وتكفي الإشارة إن شاء الله.
رابعا: ليس الرجوع للمدونة وغيرها من كتب أهل العلم من التحاكم للطاغوت, إلا إن كان على سبيل تنزيل منزلة أصحابها منزلة رب العالمين في التشريع, أو منزلة رسوله في التبليغ. هذا مع اعتبار التأويل للمقلدة ومن نحى نحوهم ممن يحصل منه مبالغات يقع فيها, بسبب إرادته التوصل عبر تقليد هؤلاء الأئمة العظام إلى معرفة الحكم الشرعي لظنه في نفسه العجز عن الترجيح والنظر في الأدلة مباشرة دون واسطة.
وكذلك نريد الاشارة الى أن جل البيوع و العقود الفرنسية مأخوذة من المدونة و التبصرة أخذها نابليون من مصر لما غزاها و ترجمها و جعلها أساس القانون الفرنسي الا أنهم طوروا هذه القوانين و أضافوا فيها حسب المستجدات
هذه التقدمة التي قدمت بها لرأيك لي معك فيها وقفتان:
الوقفة الأولى: حديثنا عن المحاكم الوضعية بمختلف مدارسها سواء كانت فرنسية أو غيرها, ولسنا نقتصر في البحث على الفرنسية.
الوقفة الثانية: أن اعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر من مصادر القانون مع جعل غيرها معها هو اتخاذ للأنداد المتحاكم إليها مع الله, فهذا من التنديد والعياذ بالله. ومع هذا فإن أخذ هؤلاء الكفرة لهذه الأحكام من كتب الفقهاء ليس على سبيل التحاكم للشرع والانقياد لمشرعه وهو أحكم الحاكمين. كم انه ليس من طلب التوصل لذلك كما يفعله مقلدة الأئمة حين يحكمون بنصوص المدونة. بل مراد هؤلاء القانونيين أخذ ما يوافق أهوائهم مما يرونه مناسبا لهم على سبيل التحاكم لعقولهم, فما استحسنته تلك العقول أخذوه, وفقا لمقاييسهم هم لا وفقا للأمر الشرعي على وجه الامتثال, فعاد الأمر إلى كونه حكما لهم لا لرب العالمين. ولذلك فهم طواغيت, ولا يعتد بموافقتهم للشرع دون قصد الانقياد له. ومن تأمل واقع قوانينهم ومعاملاتهم اليوم وجدها تطفح بإباحة بالربا والكبائر وعظائم الأمور, وذلك نتيجة لعدم اهتدائهم بحكم الله سبحانه وتعالى.
وقد بين الإمام العلامة الشيخ أحمد شاكر أن القوانين الوضعية تعتبر تشريعا جديدا ودينا جديدا سواء منها ما وافق الشرع أو خالفه فيقول: " وصار هذا الدين الجديد هو القاعدة الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام ويحكمون بها، سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئا من أحكام الشريعة وما خالفها وكله باطل وخروج؛ لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة، لا اتباعا لها، ولا طاعة لأمر الله وأمر رسوله،، فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة، يقود صاحبه إلى النار، لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى به " انتهى المقصود (حكم الجاهلية ص 35, ط. دار الاستقامة).
إذا تقرر ذلك, فإن ما يتكرر على بعض ألسنة أساتذة القانون أو نحوهم ممن يريدون هدم الحواجز بين حكم الله وحكم الجاهلية من تهوين وتوهين للموقف من هذه الأحكام الجاهلية الطاغوتية بحجة أن بعضها أخذ من بعض كتب المالكية لهو أمر مرفوض.
وما تقدم سيق لمناسبته للمقام الذي جر إليه الكلام, وليس بالضرورة موجها لشخصك, فلنعد إلى رأيك إذا:
(يُتْبَعُ)
(/)
فرأيي في المسألة و الله تعالى أعلم ينظر في هذه القوانين المنظمة للعقود فان كانت موافقة للشريعة فلا مانع من التحاكم اليها في حالة التنازع و لا ريب في ادراجها في نصوص التعاقد
لا حاجة بي للتعليق على هذا سوى لفت النظر لعدم واقعيته, لأنه لا يمكن تصور أحكام من يستند في قوانينه لمصادر غير الشريعة, أن تقع كلها موافقة لها. ومحل الكلام إنما هو في محاكم وضعية لا شرعية تتحاكم للكتاب والسنة.
و ان كان بعضها يوافق الشرع و البعض يخالفه ففيه دخن لأننا نجد بعض نصوص المراجع الشرعية كالمدونة و ابن رشد و خليل فيها مواد مخالفة للنصوص الصريحة للحديث الصحيح لا مجال لسردها الآن
أولا: لا أفهم بوضوح مقتضى قولك (ففيه دخن) , هل يعني ترك توقيع هذه العقود أو العكس أو تفصيل آخر تراه .. ؟
ثانيا: لا مجال للمقارنة بين القوانين الجاهلية وبين المدونة وغيرها مما ألفه علماء أخيار كان مقصدهم التحاكم للشرع وتحري حكم الله في المسائل والاحتياط الشديد في ذلك, ووقوعهم في الخطأ إنما هو لتأويلات كثيرة ذكرها ابن تيمية رحمه الله في رفع الملام. فأما طواغيت القوانين فلا والله لا يرفع للملام عنهم, ولا يجوز التحاكم إليهم ولا كرامة, وقد قدمنا الرد على شبهة موافقة بعض قوانينهم للحكم الشرعي على سبيل المصادفة احتكاما لعقولهم لا لشريعة ربهم الذي كفروا به وولوا ظهورهم لحكمه.
و ان كانت كلها مخالفة للشريعة وواضعها لا يهتم بالشريعة أو يراها بالية أو متاخرة عن روح العصر أو ما ذهب اليه أفضل منها فهذا الذي يسمى الطاغوت و الكفر به واجب و الرضى به كفر و تركه أولى الا للمضطر و الله أعلم
كلامك عن واضع هذه القوانين وتقييدك لحكمك على هذا القسم من القوانين بذكر الواضع لها مع أوصاف أخرى كعدم اهتمامه بالشريعة ونحو ذلك لا يخلو عن أمرين:
إما أن يكون له مفهوم مخالفة فينعدم وجوب الكفر به مع انعدام هذه الأوصاف - إن فرض أنه يمكن انعدامها - أو لا يكون له مفهوم. فإن كان له مفهوم, فليس يشترط للحكم المخالف الجاهلي أن ينظر لواضعه وأوصافه قبل أن يكفر به ويترك التحاكم إليه. فإن لم يكن له مفهوم, فيبقى أن قولك في تركه أنه أولى تقليل من شأن المسألة, فكيف يكون ذلك من باب الأولى ونحن نتكلم عن الكفر بالطاغوت والتحاكم للطاغوت ونحو ذلك, فهل هانت هذه الأمور التي عظم الشرع خطرها حتى أصبحت من المكروهات ومن باب الأولى؟!
فزن عباراتك يا أخي وانظر في المقام الذي تسوق له الكلام, واعلم أني على نصحك حريص, ولست أريد تنفيرك وإغضابك, بل أني كتبت ردي هذا بعد انقطاع كنت أنوي أن يستمر لفترة طويلة, ولكن ما حيلة المضطر إلا ركوبها, فمثلك ممن يحسب على طلبة العلم يعز علي أن أرى خلل في كلامه ولا أرشده إليه, وفقنا الله وإياك لمعرفة الحق وقبوله والعمل به, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 11:53]ـ
الأخ الكريم أبو فاطمة الحسني حياك الله وبياك
لقد أشتقنا لك وكلامك الطيب .. لقد فقدنا وجدك في المنتدى منذ فترة .. الحمد لله على العودة.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 02:28]ـ
أخي الإمام جعل الله لك من اسمك أعظم النصيب, جزاك الله خيرا على إحسانك الظن بي, والله أسأل أن يتجاوز عني برحمته
طالب العلم كلما تقدم خطوة شعر بخطورة العلم وحاجته لرفع الجهل عن نفسه أكثر, ومن ثم يكون أقدر على التصدي لبيان بعض المسائل التي تشكل كثيرا وتحتاج لإعداد علمي قبل الكلام فيها, فأنصح نفسي وإخواني بالاجتهاد في إعداد العدة العلمية فالأيام حبلى منذ زمان بمسائل شائكة عمت الحاجة لبيانها وأشكلت كثيرا, بل الإيام قد حبلت منذ زمن طويل ناهيك عما قد يأتي .. والله المستعان
وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين ..(/)
العقلانيون أصحاب الباطل المُشرق!؟
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 05:21]ـ
العقلانيون، أصحاب الباطل المُشرِق!!؟
حمداً لربي أن شرع لنا ديناً قويماً، وأرسل نبياً أميناً، تركنا على البيضاء،لايزيغ عنها إلا هالك،فصلوات ربي وسلامه عليه
وبعد
التجديد والإصلاح، مع العقل والتنوير، حلوَا العلانية،شهيَّ الدعوى،لكنه من غير أهله،مر العاقبة،ومآل أمره خسرا
يقدم عليهما كل من أراد ولوج التغيير قصدا أو هزوا،يمشي جهده فيعثر، ويروب فيخثر، إن قام أقعى، وإن كتب حكى الأفعى
ولا تملك للكثير من هذا الجنس، إلا تعويذة بمن تساوى عنده السر والنجوى، أن يحول بينه وبين العلم والثقافة، أنْ كان يكتب فيه،وكأنه غاضب عليه، يُحمِّله ما يرى أو يُرى له، من مسالك الجهل وشذوذ العلم، وخرق سقف الثقافة بالحرية حينا،والعقل حينا، والتنوير في أحايين كثيرة
يرى أنه لم يفعل شيئا إذا لم يأت بمثير، وعصرنا عصر الإثارة، ولو عقل لعلم أن من لم يبتلى بنظرته الزاهية،يعرف بجلاء تام، عِظم خطيئته وأنها مما لا تقبل التجزئة والمخاصمة، فضلا عن المخالفة المتاحة
قيل للامام ابن مهدي: كيف تعرف الصواب من الكذب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون (الإرشاد للخليلي ج2)
ولك أن تأخذ أصلاً واحدا فقط، أليس في زماننا توسعاً دقيقاً في التخصصات، مع احترامها غالبا؟
فلماذا كان حمى دين الله ــ عز وجل ــ متاحاً للعقول، أخذاً ورَدَّاً،نشراً إذا هوى،وطياً إذا غوى
أليس أولى الحمى حمى الله؟
فمالك لاترى إلا خدشاً في ثابت،هو يَرَاه متحركا؛؛ لأنه يهواه،والهوى هوان ........
إذا كانت هذه هي البوابة التي يلج منها المتكلم، فما بالك بأسس عدة كخيط العنكبوت هشاشة وخُلوا،
أُراك عندما تتأمل، وتقرأ لهم، تستمر في تناقضات دعوى العقلانية، ثم تعدُّ منها ولا تعددها ...
وبعد
هي نبتةٌ غريبةًٌ في زماننا، انحدرت من سُلالات هجينة، جامعة من شُبهات عقول المضلين، من منتسبي الملة؛ رسْمُها (العقلانية التنويرية)) ومعهم مَن لفَّ لفهم ممن حمل لواء تجديد التراثِ بالتياث،
وللشرع مسمى فيهم،لكني آثرتُ لقبهم المزوَّر (1)؛لتقع النقاط على الحروف، وإلا فما أبعدهم عن العقلِ المفهِم للحق، والنورِ الدال على الصراط المستقيم (لأن العقل ما يؤدي إلى قبول السنة، فأما ما يؤدي إلى إبطالها فهو جهل لاعقل) (2)
هؤلاء الفئة القليلة في عددها،الكثيرة في ظهورها، يُلبسون الباطل لبوس الحق، ويمعنون في التجني على ثوابت المِلَّة، ورواسخ الدين؛ يُغرُّون بباطلهم عقولاً ناشئة (على العلم والمعرفة) أو (على الحق والسُّنة النبوية) فتردد ــ تلك ــ النظرَ يوماً بعد يوم، في أقاويلهم الزاهية بغير حق، فتقبله وتعجب به؛
ولقد سألت نفسي عن عدد يسير، لايتجاوز أصابع اليد الواحده، ممن انتسب إلى العلم الشرعي، كيف اغترَّ بهذا المشرب، فأخذ يرتوي منه، ويدعو إليه، مع التعصب؛
وأنا أتأمل الجواب،إذ بالإمام الخطابي يذكره مفصَّلاً، دون أن يدع مقالاً لمن بعده، فلله درُّه.
والأولى ــ أُخَيَّ ــ أن يَمُرَّ المرءُ بخاطره عليهم سلاماً،فضلاً عن أن يذكرهم قلم،أو ينطق بهم لسانٌ (3)، لولا أن حمل لواءهم ـ كما قلتُ ــ فئام تمسحت بالعلم الشرعي زمنا، ثم نأت عنه (4) (قدجاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ........ ) الآية
فجاء من عقلية بعضهم، قولُ أحدِهم: ينبغي في كل نص، أيّاً كان هذا النص، أن يُقرأ عِدَّةَ قراءات؛لأن فيه إثراء له إ. هـ بمعناه ــ هدانا الله وإياه ــ (5) ما أكثر الفهم المنحرف من قراءات الباطنية للقرآن العظيم، أفيكون جميع الفهوم عن القرآن والسنة صحيحا؟!، حينئذ لم تكن السنة تبيانا للقرآن،ولا مفسرة له،مادام أن اللفظ مفتوح لتعدد الأفهام،مِن كل مَن علِمَ أبا جاد،وكتب بما يُعاب
ولم يكن للعلم الذي يرفع الله صاحبه درجات،مزية،إذْ كل عاقل له فهم
ولقد صدقت الحكمة القائلة (عقول الناس على قدر زمانهم)
ثم زاد الطين بِلَّة، أن تلقفت بعضَ هذه الأفكار، بعضُ المنابر المنتسبة للإسلام، احتواء وتبجيلاً،والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم تكن حوادثنا ــ والسابق ذكره منها ــ من مستجدات زماننا، فالتاريخ يتكرر في أحداثه، ويتَّحِدُ في نتائجه،ورحم الله العلامة الإبراهيمي ت 1385هـ حيث قال: (لامُحَلِّلَ للأحداثِ كالتّاريخ).
وإليك ــ رعاك الله ــ كلام الإمامِ الخطابي ت388هـ فيما نقله عنه الإمام قوَّام السُّنة أبو القاسم الأصبهاني ت535هـ ــ رحم الله الجميع ــ:
((فنحن اليوم في ذلك الزمان وبين أهله (6)، فلا تنكرْ ما تشاهدُه منه، وسَلِ اللهَ العافيةَ من البلاء، واحمده على ما وهب لك من السلامة، ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه؛ أن الشيطان صار بلطيف حيلته يسوّل لكل مَن أحسّ من نفسه بفضل ذكاء وذهن، يوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهرٍ من السُّنة، واقتصر على واضح بيان منها، كان أُسوة العامة، وعُدَّ واحداً من الجمهور والكافة، فحرّكهم بذلك على التنطُّع في النظر، والتبدع بمخالفة السنة والأثر، ليَبينوا بذلك عن طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، واختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة، وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها، وتاهوا في حقائقها، ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس، ولا قبلوها بيقين علم، ولما رأوا كتاب الله تعالى ينطق بخلاف ما انتحلوه، ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه، ضربوا بعض آياته ببعض، وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم، واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم، ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسننه المأثورة عنه، وردّوها على وجوهها، وأساءوا في نقلتها القالة، ووجهوا عليهم الظنون، ورموهم بالتزيد، ونسبوهم إلى ضعف المنة، وسوء المعرفة بمعاني ما يروونه من الحديث، والجهل بتأويله، ولو سلكوا سبيل القصد، ووقفوا عند ما انتهى بهم التوقيف؛ لوجدوا بَرْدَ اليقين، وروح القلوب، ولكثرت البركة، وتضاعف النماء، وانشرحت الصدور، ولأضاءت فيها مصابيح النور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
واعلم أن الأئمة الماضين، والسلف المتقدمين، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر، عجزاً عنه، ولا انقطاعاً دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة، وأفهام ثاقبة؛ وكان في زمانهم هذه الشبه والآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركوا هذه الطريقة، وأضربوا عنها؛ لما تخوفوه من فتنتها (7)، وحذروه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينةٍ من أمرهم، وعلى بصيرةٍ من دينهم، لما هداهم الله به من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور معرفته، ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غنى ومندوحة عما سواهما، وأن الحجة قد وقعت بهما، والعلة أُزيحت بمكانهما ..... )) (8).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ:" كلُّ مَن أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية؛ فإنه لابُدَّ أن يضلَّ، ويتناقض، ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" (9)
وقال ابن عقيل الحنبلي ت هـ ـ رحمه الله ــ: " ... وأنا أنصحُ بحكم العلم والتجارب:إيَّاكَ أن تتبع شيخاً يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يعزي إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه وسلم ...... ثم ذكرَ وصف السُّني في نصيحةٍ مطوَّلةٍ نفيسة (10)
وختاماً: العقل نوعان: عقل أُعين بالتوفيق، وعقل كيد بالخذلان (11)
ثم الصلاة والسلام على خير الأنام، ومن تبعه بإحسان.
* تذكرة:/
(ومَنْ لمْ يَجعلِ اللهُ لهُ نُورَاً فمالَهُ مِن نُور) (12) سورة النور
كتبه:/
إبراهيم بن عبدالله المديهش
الرياض
4/ 1428هـ
الهوامش:/
1. انظر مقالاً للعلامة: محمد الخضر حسين، عن استعمال الألفاظ في غير مواضعها، ومضاره الاجتماعية (الهداية ص117)،وانظر: فقه النوازل للشيخ بكر أبو زيد 1/ 152،والحقيقة الشرعية لبازمول
2. الحجة لقوَّام السنة 2/ 549
3. يُنظر كتاب د. ناصر العقل (الاتجاهات العقلانية الحديثة) ص337،و (العصرانيون) للناصر، الإسلام والحضارة الغربية د. محمد حسين ص52،127، ولم يُخلِهم من قلمه اللاذع العلاّمةُ:أبو فهر محمود شاكر، فقد سماهم أصحاب الباطل المشرق،وهم أخطر من الباطل المظلم، فانظرفي جمهرة مقالاته 1/ 588ــ598،2/ 943، 1051، وللدكتور المسند مقالٌ في الشبكة عن (الليبراليون والدعوة إلى نقد الثوابت) فيه نقولٌ عن الدعوى مُوثقة.
4. وقد أبدى نهاية أسفه،العلاّمة محمد الخضر حسين،مِن صِنفٍ تبوأَ مقعدَ الدعاة المصلحين، ثم اشترى بضاعة الإزدراء بالدين، وعلمائه المخلصين، فارجع إليه مستبصراً محوقلاً، في رسائل الإصلاح2/ 100
5. قال محمد الخضر حسين ــ رحمه الله ــ: (الآراء الفاسدة والشُبه المغوية، تُربي في النفوس الضعيفة أذواقاً سقيمة) رسائل الإصلاح 1/ 99
6. يعني به ما جاء في الحديث الوارد قبل هذا الكلام (إن الدين بدأ غريباً وسيعود كما بدأ .... )
7. ينظر كتاب (هجر المبتدع) للشيخ:بكر أبو زيد ــ ألبسه الله لباس الصحة والعافية وأمد في عمره على طاعته ــ ص 11، 48
8. الحجة في بيان المحجة 1/ 404،وانظر 1/ 347، 2/ 124، 237
9. درء التعارض 5/ 356
10. نقلها شيخ الإسلام في درء التعارض 8/ 67
11. الحجة 2/ 315
12. لا تنس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً .... الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 09:32]ـ
مقال مميز و رائع، بارك الله في علمكم، و نفع بجهودكم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 09:52]ـ
جميل بارك الله فيك.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 12:24]ـ
أحسن الله إليك ونفع بك .. مقال مفيد
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 10:19]ـ
لا تنس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً .... الحديث
صدقت جزاك الله خيرا
(ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)
اللهم لاتحرمنا وإخواننا نورك وتوفيقك
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:56]ـ
مقال مفيد جزاك الله خير الجزاء(/)
فضح أكبر شريحة معادية للهيئة!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن السواد الأعظم من مبغضي الهيئة هم الرافضة
لكن ما سر هذا العداء و سر بغضهم للهيئة
هذا ما نستعرضه هنا في جولة في فكر الشيعة المتنافي مع وجود الهيئة
ونعرض اماكن الاتفاق بيننا و الإختلاف
اولاً
لا يجوز للهيئة ان تقبض على رجل اختلى بامرأة
او اقام حفلاً ودعى اليه بعض النسوة ليتمتع بهن!!
(عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكرت له المتعة، أهي من الأربع؟.
فقال: تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات) الكافي 5 – 452
عن إسحاق بن جرير قال: قلت لأبي عبدالله: إن عندنا بالكوفة امرأة معروفة بالفجور، أيحل أن أتزوجها متعة؟ قال: رفعت راية (أي: دلالة على المجاهرة بالبغاء) قلت: لا، لو رفعت راية لأخذها السلطان قال: نعم تزوجها متعة. قال (أي إسحاق): ثم أصغى (أي أبوعبدالله) إلى بعض مواليه فأسرّ إليه شيئاً، فلقيت مولاه فقلت له: ما قال لك؟ قال: إنما قال لي: (ولو رفعت راية ما كان عليه في تزويجها شيء إنما يُخرجُها من حرام إلى حلال). التهذيب (7/ 485) والوسائل (21/ 29) وقد افتى بذلك الخميني في تحرير الوسيلة،،
وقيل لأبي عبد الله - عليه السلام -: هل للمتمتع ثواب؟ قال: (إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366).
(ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا)، من لا يحضره الفقيه ج3 ص458
والمقصود بالكرة رجعة الإمام الغائب
فهذا يبين ان المتعة عندهم من اصول عقيدتهم فالهيئة بذلك تحرمهم اصلاً من اصول دينهم يتعبدون الله به، فلا تعجب من بغضهم للهيئة ورجالها،،
واذا رأى رجل الهيئة رجلاً خلى بطفلة صغيرة في حالة مريبة فلا يحق له ان يتحقق ويتدخل فالمسألة فيها خلاف فقهي ما بين الرضيعة الى ابنة العشر سنوات!!:
"وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة" الخميني، تحرير الوسيلة ص241 مسالة رقم 12
،،،،،،،،،،،،
ثانياً
لا يحق للهيئة ان تتثبت و تلاحق المنكرات
عن فضل مولى محمد بن راشد قال: قلت لأبي عبدالله: إني تزوجت امرأة متعة، فوقع في نفسي أن لها زوجاً؟ ففتشت عن ذلك فوجدت أن لها زوجاً؟ قال: (ولم فتشت)؟ التهذيب (7 - 253)
اذا المتمتع لا يحق له ان يفتش فما بالنا بالهيئة!!
فلذلك لا تعجب حين يقول الرافضة ان الهيئة يتجسسون فهم يسمون التثبت الذي امر الله به في كتابه تجسساً،،
،،،،،،،،،،،
الأمر الثالث
لا يحق للهيئة مصادرة الأفلام الإباحية ومحاربتها!!
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار) الكافي 6 – 512
يقول فضل الله " فلو أنّ النساء قد اعتادت الخروج بلباس البحر جاز النظر إليهن بهذا اللحاظ ...... وفي ضوء ذلك قد يشمل الموضوع النظر إلى العورة عندما تكشفها صاحبتها، كما في نوادي العراة أو السابحات في البحر في بعض البلدان أو نحو ذلك كتاب (النكاح 1 - 66)
،،،،،،،،،،،
الأمر الرابع
لا يحق للهيئة انكار مظاهر تفسخ الألبسة لدى الرجال!!
عن عبيد الله الدابقي قال: " دخلت حماما بالمدينة ... فقلت: لمن هذا الحمام؟ فقال لأبي جعفر محمد بن علي عليه السلام فقلت: كان يدخله؟ قال: نعم فقلت: كيف كان يصنع؟ قال كان يدخل يبدأ فيطلي عانته وما يليها ثم يلف على طرف إحليله ويدعوني فأطلي سائر بدنه، فقلت له يوماً من الأيام: الذي تكره أن أراه قد رأيته " (الكافي 6/ 508)
عن أبي الحسن موسى الكاظم أنه قال:
العورة عورتان القبل والدبر، أما الدبر فمستور بالإليتين وأما القبل فاستره بيدك" "الفروع الكافي" كتاب الزي والتجمل ج6 ص501
،،،،،،،،،،
الأمر الخامس
لا يحق للهيئة ان تنكر على العابثين بفروجهم بحسن نية!!
سؤال 784: هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر، ومن المرأة لعورة أخرى، لمجرد اللعب والمزاح، مع فرض عدم إثارة الشهوة!
الخوئي: لا يحرم في الفرض والله العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات ج3 (مسائل في الستر والنظر والعلاقات) للخوئي
،،،،،،،،،،،
الأمر السادس
لا يحق للهيئة اغلاق المحلات لصلاة الجماعة
وقد ذكروا خلافاً هل الصلاة على وجوب التخيير ام التعيين وكذلك خلافاً حول صلاة الجمعة وأن وجوبها يكون اذا قائم القائم وتفاصيل في ذلك، و هم يرون جواز جمع الصلوات في سفر وحضر مما يتعارض مع عمل الهيئة،،
،،،،،،،،،،،
وهناك مسائل اخرى تجاوزناها كالمسائل العقدية ومنع الزحف الى القبور والتطبير و منع مظاهر الشرك وغير ذلك
و كذلك اقتصرت على بعض النصوص مما اوردناه ا بغية الإختصار،،
،،،،،،،،،،،
هناك امر يتفقون معنا فيه وهو تحريم الخمور
وإن كان وجد عندهم قولاً بجواز الشرب مع عدم السكر!!
وعن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى حرم على شيعتنا المسكر من كل شراب وعوّضهم من ذلك المتعة، 3 - 151 من لا يحضره الفقيه،،
،،،،،،،،،،،
هذه بعض الأسباب وبعض مرويات الشيعة والتي تجعل الهيئة في نظر الشيعي ممن يحاربون الله ورسوله وآل البيت،،،،
،،،،،،،،،،
لكن هل يجوز الكذب على اهل السنة
الخميني يجيب فيقول: (عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ان بعض اصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال الكف عنهم اجمل ثم قال يابا حمزة ان الناس كلهم اولاد بغاة ما خلا شيعتنا .... ثم قال: [والظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم]، وعلة ذلك عنده عدم وجود الأخوة (ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتاً .. ) المكاسب المحرمة،،
طبعاً الرئيس الإمام الخميني في دولته لم يجعل جهازاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسبب لأنه لا حاجة لوجود هذا الجهاز في ايران لما سبق ذكره،،
،،،،،،،،،،
فلا تعجب من انتشارهم في المنتديات لإثارة الشبه و التحامل على اهل السنة و اظهار الشكوى والتظلم متناسين شنائع افعالهم التاريخيه في الدولة الصفوية و الدولة الخمينية مع انهم يعاملون كأي مواطن الا ان هدفهم مزاحمة الحكم، حتى طلب الصفار بكل صراحة ان يكون هناك وزيراً رافضياً
معتبراً ان ذلك من الحقوق المسلوبة، وهم بذلك يريدون اختراق مجلس الوزراء لفرض دسائسهم،،
ولا تعجب من ذمهم وبغضهم للهيئة و اثارة الكذب عليها فما اسرع الرافضي ان يروي قصة يقول فيها: انا حدث لي كذا وكذا، والهيئة فعلت بجاري وزوجته كذا وكذا، حتى يقتدي بهم المغفلون من اهل السنة ويصدقونهم وحتى ييشوهون صورة اهل السنة في السعودية فتكون المثل الأسوء بين الشعوب تحت دعاوى الوهابية،،
ولا تعجب من استعدائهم لدول الغرب على الأمة والتبطح تحت اقدامهم ورفع شكاوى التظلم اليهم، وحملتهم ازدادت سعاراًً وانكشف ما كانوا ينكرونه وظهر ما يبطنونه بعد دخول امريكا للمنطقة، وصدق شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله حين ذكر في منهاج السنة انه اذا كان لليهود او غيرهم دولة في العراق ونحوه كان الرافضة من اشد اعوانهم!!
و عندما نحاور الرافضة ونستدل ونبين الأمر يجادلون ويكذبوننا ويرموننا بالتخلف والجهل و الشتائم واللمز والغمز
فهم بذلك يوافقون امم الغرب في كثير من التحرر الأخلاقي فيرون انفسهم متقدمين وان اهل السنة اتباع الصحابة متخلفين وثنيين!!
وكما قيل: اذا عرف السبب بطل العجب،،
أبو عمر القرشي(/)
كيف نقول أن الآحاد تفيد الظن ونستدل بها في العقائد؟!
ـ[النجم]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 05:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة: وبعد ........ من نعم الله علينا أن منّ الله علينا بهذا المجلس المبارك
نتدارس فيه العلم ,ونطرح فيه مايشكل علينا ,فهذا يأتي بمعلومة والأخر كذلك, فتجتمع لدينا مادة علمية ,بجهد أقل كلفة مَن لو أراد الواحد منا أن يقوم به لوحده لأخذ وقتاً وكلفة أكثر.
وعلى كل حال هذا سؤال أتمنى من الإخوة الأفادة فيه, أقر في كثير من كتب أصو الفقة من يجعل من الفروق بين الأحاديث المتواترة والآحاد , أن المتواترة تفيد الخبر اليقين والعلم الضروري , أما الآحاد عند البعض تفيد الظن والبعض الأخر يقول تفيد الظن الراجح أما الظاهرية تقول أنها تفيد العلم
وعلى هذا يكون الإشكال كيف تفيد الظن, وأهل السنة والجماعة تستدل بها في العقائد والعقائد
لابد فيها من الإيمان القطعي ..... ؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 12:08]ـ
هذا كلام المتكلمين
وهذه التقسيمات أصلاً حادثة
قال تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم))
هذه الآية تشمل الأحكام والعقائد
وقد تواتر عمل الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين بأخبار الآحاد في الأحكام مما يدل على أنهم كانوا يعتبرونها علماً
وقال تعالى ((فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار))
هنا أطلق العلم على معرفتنا بإيمانهن وهي معرفة أقصاها الظن الغالب لأننا لا نعلم بما في البواطن
فدل على أن الظن الغالب علم
ثم ليس كل أخبار الآحاد تفيد الظن
بل ذهب جماعة كبيرة من العلماء إلى أن خبر الآحاد المحتف بالقرائن يفيد العلم
وأخيراً أقول قبل الكلام في أي مسألة ينبغي أن نقرأ ما كتبه أهل السنة في هذه المسألة
بدلاً من أن نقرأ كلام المتكلمين ونتكلم بألسنتهم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 12:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من باب الفائدة: كتاب
أخبار الآحاد
في الحديث النبوي
لفضيلة شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين - أثابه الله -.
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=715
الكتاب منشور أيضا في موقع الشيخ الرسمي:
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=2&book=55&toc=3174
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 11:54]ـ
هذه المسألة حصل فيها خلط كثير للمتكلمين وأيضا لغير المتكلمين من المنتسبين لأهل السنة
فقد وضعوا قبل الكلام أصلا يرجعون إليه، وهو أن (مسائل الاعتقاد لا بد أن تكون قطعية)
ثم بنوا على هذا الأصل تقسيم الأخبار إلى متواتر وآحاد
ثم زعموا أن المتواتر فقط يفيد العلم دون الآحاد
ثم استنبطوا من ذلك أن الآحاد لا يستدل به في العقائد؛ لأنه يفيد الظن ولا بد في العقائد من القطع!
فجاء بعض أهل السنة فسمعوا هذا الكلام فردوه بكلام باطل أيضا، فقالوا: بل خبر الآحاد يفيد القطع!
وكل ما سبق خطأ؛ لأننا نسأل ابتداء: ما الدليل على أن مسائل الاعتقاد لا بد فيها من القطع؟
إن كان الجواب أن مسائل الاعتقاد ينبني عليها الكفر والإيمان فنقول: بل كثير من مسائل الاعتقاد لا يكفر المتأول فيها، وبعض مسائل الاعتقاد فيها خلاف لا يكفر صاحبه، بل بعض مسائل الاعتقاد فيها خلاف بين أهل السنة أنفسهم!
وكذلك فالكفر والإيمان لا يختص بمسائل الاعتقاد، فهناك مسائل عملية كثيرة ينبني عليها الكفر.
وأما قول من قال من أهل السنة إن خبر الآحاد يفيد القطع، فهذا قول باطل واضح البطلان لمن تأمل حال السلف في قبولهم للأخبار؛ لأن تفاوت الأخبار في القوة والضعف بحسب عدد المخبرين وثقتهم وعدالتهم أمر لا ينازع فيه أحد إذا كان صحيح العقل، فلو كان خبر الآحاد يفيد القطع لم يكن للمتواتر مزية عليه ولا فضل، ولم يكن هناك فرق بين إخبار مائة من الثقات وإخبار واحد، ولم يكن هناك فرق بين تفرد ثقة ورواية جماعة من الثقات.
والله أعلم
ـ[النجم]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 11:55]ـ
اشكرك أخي سليمان لقد أستفدت من كتاب شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين كثيراً , ولو أني كنت أتمنى أن يذكر رأيه في من يأخذ خبر الآحاد بشروط مثل الأمام مالك وأبو حنيفة هل يرى أنهم يدخلون ضمن الا جتهاد أم يعتبر عملهم شذوذ لا يجوز الأخذ به , كما أشكر أخي عبد الله على هذا المرور وهذه تساؤلات على مشاركته ..... هذا كلام المتكلمين ........... ثم ليس كل أخبار الآحاد تفيد الظن مامعنى هذاالعبارة , ليس كل خبر الآحاد صحيحة كذلك منها الضعيف ومنها الموضوع لكن ماقصدته الصحيح منها لذلك لم أفهم ماتريده من هذه العبارة ....... بل ذهب جماعة كبيرة من العلماء إلى أن خبر الآحاد المحتف بالقرائن يفيد العلم أولاً هؤلاء الجماعة من المتكلمين أم من أهل السنة, ثانياً معنى ذلك أن لم يكون متحف بالقرائن وهو صحيح السند فهو ظن ...... فأنت تورد من يرد عليك. هذا على الأقل ما فهمته من هذا الكلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 12:05]ـ
هذه المسألة حصل فيها خلط كثير للمتكلمين وأيضا لغير المتكلمين من المنتسبين لأهل السنة
فقد وضعوا قبل الكلام أصلا يرجعون إليه، وهو أن (مسائل الاعتقاد لا بد أن تكون قطعية)
ثم بنوا على هذا الأصل تقسيم الأخبار إلى متواتر وآحاد
ثم زعموا أن المتواتر فقط يفيد العلم دون الآحاد
ثم استنبطوا من ذلك أن الآحاد لا يستدل به في العقائد؛ لأنه يفيد الظن ولا بد في العقائد من القطع!
فجاء بعض أهل السنة فسمعوا هذا الكلام فردوه بكلام باطل أيضا، فقالوا: بل خبر الآحاد يفيد القطع!
وكل ما سبق خطأ؛ لأننا نسأل ابتداء: ما الدليل على أن مسائل الاعتقاد لا بد فيها من القطع؟
إن كان الجواب أن مسائل الاعتقاد ينبني عليها الكفر والإيمان فنقول: بل كثير من مسائل الاعتقاد لا يكفر المتأول فيها، وبعض مسائل الاعتقاد فيها خلاف لا يكفر صاحبه، بل بعض مسائل الاعتقاد فيها خلاف بين أهل السنة أنفسهم!
وكذلك فالكفر والإيمان لا يختص بمسائل الاعتقاد، فهناك مسائل عملية كثيرة ينبني عليها الكفر.
وأما قول من قال من أهل السنة إن خبر الآحاد يفيد القطع، فهذا قول باطل واضح البطلان لمن تأمل حال السلف في قبولهم للأخبار؛ لأن تفاوت الأخبار في القوة والضعف بحسب عدد المخبرين وثقتهم وعدالتهم أمر لا ينازع فيه أحد إذا كان صحيح العقل، فلو كان خبر الآحاد يفيد القطع لم يكن للمتواتر مزية عليه ولا فضل، ولم يكن هناك فرق بين إخبار مائة من الثقات وإخبار واحد، ولم يكن هناك فرق بين تفرد ثقة ورواية جماعة من الثقات.
والله أعلم
أشكرك على مرورك ........... من ينكر خبر الواحد الصحيح ويرده هل هو مسلم أم يعد كافر ..... ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 12:44]ـ
هناك فرق بين التكفير، وبين إفادة القطع والظن
لأن إفادة القطع والظن أمر إضافي كما قرر أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، بمعنى أنه قد يحصل القطع بشيء لبعض الناس دون بعض، فأهل الحديث والأثر قد يتواتر عندهم من الأخبار والأحاديث ما يخفى على كثير من غيرهم، والصحابي الذي سمع الحديث بنفسه من النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بعلمه، ودونه التابعي الذي سمع من الصحابي، ودونه تابع التابعي الذي سمع من التابعي، وهكذا.
ولذلك ذكر أهل العلم أن القرائن قد تحتف بخبر الواحد فتجعله يفيد اليقين، مثل تلقي الأمة له بالقبول، وشهرته عندهم بلا نكير، ومثل توارد النصوص على معنى واحد، وهو ما يسمى بالتواتر المعنوي.
والذي يرد الحديث لمجرد الرد بلا شبهة عنده في رده فهذا ما يُتكلم في كفره سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
وأما الذي يرد الحديث لشبهة عرضت له أو لتعارض الأدلة لديه، فهذا لا يكفر سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
وينبغي أيضا أن نفرق بين نوعي القطع، وهما: قطعية الثبوت وقطعية الدلالة
وأما منكر قطعي الثبوت والدلالة فهذا يُتكلم في كفره، وهو ما يسمى بالمعلوم من الدين بالضرورة.
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:29]ـ
لأن إفادة القطع والظن أمر إضافي كما قرر أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، بمعنى أنه قد يحصل القطع بشيء لبعض الناس دون بعض .........
جزاك الله خيرا
لما قرأت هذا الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله استوقفني كثيرا وقلت هل يخفى هذا الأمر على فحول العلماء وكثرة المتكلمين منهم في هذه المسألة
لأنه أمر لا يحتاج إلى شدة بحث وتنقيب إذ مثله لا يخفى عليهم رحم الله الجميع
فأعدت النظر في كلام أبي العباس رحمه الله فظهر لي أن كلامه في غير محل النزاع والله أعلم
لأن هناك قدرا متفق عليه بين العقلاء ليس أمرا إضافيا والكلام في المسألة حوله وعليه
ومعلوم أن القطع في مواطن الظن أو ما هو دونه حمق من قائله وعناد
فالمسائل التي كثر فيها الخلاف وقويت فيها أدلة الفريقين تورث غلبة الظن وما هو دونه فإذا قطع البعض فيها لم يكن مصيبا بل كان معاندا لأنه مخالف لما يجده في حقيقة نفسه لأن مثل هذا الخلاف يورث الظن عند العقلاء والله أعلم
ولقد عاب العلماء صنيع ابن حزم رحمه الله عند قطعه في المسائل الكبار ومعارك الأقران ولا يقال هذا لقوة حجته فليس هذا محله والله أعلم
المقصود أن ثمت قدر متفق عليه بين العقلاء وحدا محدودا لديهم لا يدعي أحد منهم القطع عنده إذا كان مورثا للظن ولا يدعي أحد منهم الظن عنده إذا كان مورثا للقطع والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:41]ـ
أخي الكريم
كثير من أهل العلم يقطع بقوله في أمور كثيرة مع شهرة الخلاف فيها، بل مع قطع مخالفيه بضد قوله!
وكون الأمر واضحا لا يدل على أنه لا يخفى على كثير من أهل العلم، كما خفي كثير من مذاهب السلف عن الفرق المختلفة مع أنها واضحة شديدة الوضوح!
بل إنك تجد عند بعض الناس كالمعتزلة والجهمية والصوفية وغيرهم أقوالا لا يمكن أن تصدر من عاقل صحيح العقل!
وكم من عالم خفي عليه كثير من الأمور مع وضوحها في العقل وصحتها في الدليل
فقولك إن الكلام إنما وقع في القدر المشترك بين العقلاء لا أراه صحيحا؛ لأن العقلاء لو اتفقوا على قدر مشترك لم يتصور بعد ذلك أن يختلفوا فيه أصلا
والصواب في هذه المسألة أن يقال: إن التواتر والآحاد المعتد به هو عند أصحاب كل فن من الفنون، لأنهم هم أهله المعتنون بمعرفته وإليهم المرجع فيه، فالتواتر في الحديث يعرف من أهل الحديث، والتواتر في اللغة يعرف من أهل اللغة، والتواتر في القراءات يعرف من أهل القراءات، وهكذا.
ولذلك إذا وجدنا من يقدح في قراءة متواترة لا نقبل قوله، ولا نجعل قوله قادحا في تواترها، ولكنه إن كان من أهل القراءات فإن قوله قد يقدح في تواترها
وكذلك إذا وجدنا من المتكلمين من يقدح في حديث من الأحاديث، فهذا لا يقدح في تواتره، ولكن إذا قدح فيه أمثال الإمام أحمد وابن معين فإنه يقدح فيه
وهكذا في كل علم من العلوم
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:50]ـ
لأننا نسأل ابتداء: ما الدليل على أن مسائل الاعتقاد لا بد فيها من القطع؟
إن كان الجواب ........
لعلّ الجواب _ ولم أقرأه في كتب القوم _ أن غلبة الظن أو ما هو دونه لا يكفي _ مثلا _في إثبات وجود الصانع _ بلغة أهل السنة (إثبات وجود الله) _بل لا بد من القطع لأنه إن لم يقطع كفر وكذا لا تكفي غلبة الظن في إثبات النبوة والرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ومثله كثير لأن عدم وجود القطع فيها يؤدي إلى الكفر
فقالوا هذا شأن مسائل الإعتقاد بخلاف المسائل العملية
ولا يعترض علينا بما شذ عن نظرائه كمسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا ونحو تلك المسائل التي وقع فيها خلاف معتبر ببين أهل السنة
وكذا في الجانب العملي كوجوب الصلاة ونحوها
لأن العبرة بالغالب أولا
وثانيا لأن الأصل في تلك المسائل _من الجانب العلمي _ القطع لكن لوجود الخلاف المعتبر اكتفي فيها بغلبة الظن لأن الخلاف المعتبر القوي يتعذر معه اليقين
وكذا في تلك المسائل العملية الأصل فيها الاكتفاء بغلبة الظن أو الظن لكن لعدم وجود الخلاف المعتبر فيها كان لابد فيها من القطع والله أعلم
ومعلوم أن معنى كلمة "عقيدة" في الاصطلاح: الإعتقاد الجازم فهذا شأن مسائل الإعتقاد والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:52]ـ
تكلم ابن حجر في النكت على ابن الصلاح ونزهة النظر على المحتف بالقرائن
وهو الحديث المخرج في الصحيحين ويستثنى منه الأحاديث التي انتقدها الجهابذة
ويدخل فيه الحديث الصحيح المجمع عليه لاتفاق العلة
والنوع الثاني هو الحديث المشهور المستفيض
والنوع الثالث ما رواه أئمةٌ أثبات وكان مسلسلاً بهم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:56]ـ
أخي أمجد
هل تريد أن تقول: إن هذا عرف بالاستقراء؟ أو بالقياس؟
إن كان الأول فهو غير صحيح؛ لأن الاستقراء هنا لا يفيد القطع، فكيف نستنبط وجوب القطع من دليل غير قطعي أصلا!
وإن كان الثاني فهو لا يفيد القطع اتفاقا!
وكون كلمة (عقيدة) تفيد الجزم في الاصطلاح، فهذا لا يفيد شيئا؛ لأن الاصطلاح لا يحتج به؛ لأنه تواضع على الألفاظ ولا مشاحة فيه.
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 03:57]ـ
هناك فرق بين التكفير، وبين إفادة القطع والظن
لأن إفادة القطع والظن أمر إضافي كما قرر أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، بمعنى أنه قد يحصل القطع بشيء لبعض الناس دون بعض، فأهل الحديث والأثر قد يتواتر عندهم من الأخبار والأحاديث ما يخفى على كثير من غيرهم، والصحابي الذي سمع الحديث بنفسه من النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بعلمه، ودونه التابعي الذي سمع من الصحابي، ودونه تابع التابعي الذي سمع من التابعي، وهكذا.
ولذلك ذكر أهل العلم أن القرائن قد تحتف بخبر الواحد فتجعله يفيد اليقين، مثل تلقي الأمة له بالقبول، وشهرته عندهم بلا نكير، ومثل توارد النصوص على معنى واحد، وهو ما يسمى بالتواتر المعنوي.
والذي يرد الحديث لمجرد الرد بلا شبهة عنده في رده فهذا ما يُتكلم في كفره سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
وأما الذي يرد الحديث لشبهة عرضت له أو لتعارض الأدلة لديه، فهذا لا يكفر سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
وينبغي أيضا أن نفرق بين نوعي القطع، وهما: قطعية الثبوت وقطعية الدلالة
وأما منكر قطعي الثبوت والدلالة فهذا يُتكلم في كفره، وهو ما يسمى بالمعلوم من الدين بالضرورة.
والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله
هذه قواعد مهمة ..
وقد استفدت منها.
وأرجو منكم يا شيخ أن تضرب لنا مثلا من كل نوع من أنواع رد الأحاديث لكي يتبين لنا أكثر من يتكلم في كفره المخرج من الملة من غير المخرج.
وهل المتكلمين في ردهم أحاديث الآحاد التي تخالف قواعدهم العقلية يتكلم في كفرهم أم هم معذورون في ذلك لكون الشبهة قوية؟؟ وهي تعارض الأدلة العقلية والنقلية.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 04:21]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الإمام مالك رحمه الله رد بعض الأحاديث لأنها تخالف عمل أهل المدينة، ولم يفسق بذلك بالاتفاق فضلا عن الكفر.
والإمام أبو حنيفة رد بعض الأحاديث لأنها لم تعم بها البلوى، ولم يفسق بذلك فضلا عن الكفر.
وهناك قصة مشهورة عن بعض الناس أنه قد استهزأ بأهل الحديث وقال: خففوا الوطء على ظهور الملائكة!
فعاقبه الله بعاجل عقابه، لأنه استهزأ بنص من نصوص الشرع، مع أنه ظني ليس متواترا.
والجهمية أنكروا كثيرا من الصفات الخبرية مع أنها واردة ورودا قطعيا ولذلك كفرهم أهل العلم، ولكنهم لم يكفروا من أنكر بعض الصفات المختلف فيها، كالبيهقي والخطابي وغيرهم ممن لهم نوع تأول.
وينبغي أيضا أن نفرق بين الكفر من حيث هو حكم على الفعل، وبين الكفر من حيث هو حكم على الفاعل، فإن الفعل قد يكون كفرا، ولكن المتلبس به لا يُحكم بكفره لعدم قيام الحجة عليه أو غير ذلك، وكذلك البدعة لا يشترط أن يحكم على المتلبس بها بأنه مبتدع، وهكذا.
والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 04:32]ـ
نورك الله بالعلم يا شيخ.
نفهم من ذلك أن الجهمية كفار لغلوهم في التأويل؟؟
ولكن الذي أعلمه أن البيهقي أول كل الصفات الخبرية وليس البعض.
وحتى مفهمه للصفات مغاير لمفهوم السلف. فهو ينفي بشكل قاطع الصفات الاختيارية ويجعلها منفية كليا بالمفهوم الذي يثبته السلف وبينه شيخ الإسلام. فما حكم آرائه؟؟ هل هي الكفر المخرج من الملة أم لها حكم خاص؟
هل هنالك ظابط يا شيخ في التمييز بين الجهمية الكفار والجهمية الغير كفار .. أو الآراء الجهمية الكفرية والآراد الجهمية الغير الكفرية؟
وسع الله صدوركم للجواب .. فكثيرا ما تلتبس علينا معاشر طلاب العلم مثل هذه الإشكالات! فإنا نعتقد في العالم السنة والحقية .. ثم نجد أنه في باب الصفات والأسماء مخالف بشكل صريح لما عليه علماء الحديث والسنة والسلف.
ـ[النجم]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 04:51]ـ
.
والذي يرد الحديث لمجرد الرد بلا شبهة عنده في رده فهذا ما يُتكلم في كفره سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
وأما الذي يرد الحديث لشبهة عرضت له أو لتعارض الأدلة لديه، فهذا لا يكفر سواء أكان الحديث ظنيا أو قطعيا
أتأسف لعدم وضوح السؤال, السؤال بعبارة أخرى حديث صحيح السند واضح الدلالة لكن رده لمجرد أنه ظني, هل يكفر ..... لان العلماء يقولون من أنكر قطعي الدلالة وقطعي الثبوت فهو كافر, طيب إذا كان ظني الثبوت وقطعي الدلالة, إذا كان الجواب نعم فلماذا هذا الفرق.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 06:30]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ أبا مالك العوضي
لكن بماذا نجيب على استدلال ابن حزم عى أن خبر الواحد قطعي الثبوت بقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
فابن حزم يستدل بهذه الآية على حفظ الذكر ومنه خبر الواحد فيقول هو إذن يفيد العلم لا الظن لأنه محفوظ من عند الله تعالى
فما الجواب؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 06:50]ـ
ابن حزم ذكر أن خبر الواحد إذا لم يطعن فيه أحد، ولم يعرف أحد من الأمة أنه قد أخطأ، فيستحيل أن يكون باطلا.
وبهذا يظهر لي أن خلاف العلامة ابن حزم لفظي - والله أعلم - لأن هذه القرائن المذكورة إذا احتفت بخبر الواحد أفادته القطع على القول الراجح.
ثم إن الاحتجاج بهذه الآية بعيد عن محل النقاش؛ لأن المسألة مبنية على إثبات القطع والظن، ودلالة الآية على ما يقول إن صحت فهي ظنية، فلا يصح إثبات القطع بالظن.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 08:56]ـ
لكن ابن حزم يعتقد أن دلالة الآية قطعية فلا يلزمه أن يقال كيف نثبت القطع بالظن
ولا خلاف على ما أظن - بيني وبينك أخي الفاضل- أن من خبر الواحد منه ما يفيد القطع ومنه ما يفيد غلبة الظن ومنه ما يفيد الظن العادي ومنه ما يفيد الشك ومنه ما يفيد الوهم
لكن ابن حزم يريد أن يجعل خبر الواحد المنقول بنقل العدل الضابط الثقة يفيد القطع قولا واحدا
واستدل بالآية على مراده
فأنا أخي الفاضل ما زلت محتاجا لرد استدلال ابن حزم على أساس أن خبر الواحد من الذكر المحفوظ إذن لا بد أن يفيد القطع والعلم هذا هو تقرير ابن حزم
في انتظار ردك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:11]ـ
أخي الكريم
أرجو أن تتنبه لهذا الأمر، ابن حزم يحتج بشيء على شيء، يحتج بالآية على إثبات قطعية خبر الواحد، ومن المعلوم أن الحجة لا بد أن تكون مسلمة عند الخصم، ومن المعلوم كذلك أنه لا يصح الاستدلال بنفس المسألة المتنازع عليها، فهذا واضح لا أظنه يماري فيه أحد.
فأخبرني على من يحتج ابن حزم بالآية؟ الجواب: أنه يحتج على مخالفيه الذين يقولون بأن خبر الواحد لا يفيد القطع، وحينئذ فعليه أن يستدل بشيء يوافقونه عليه، وإلا كان احتجاجه لازما له هو فقط، ولا يلزم المخالفين، وإذا كان الأمر كذلك فهو لا يحتاج لاستدلال من الأصل؛ لأنه مقتنع بقوله.
أرجو أن يكون كلامي واضحا؟
وبيان ذلك بما يلي:
أولا:
كون الآية قطعية الدلالة هذا محض ادعاء لم يذكر دليلا عليه، وهو يشبه الاستدلال بالمسألة المتنازع عليها.
ثانيا:
فرضنا أن دلالة الآية قطعية، فهي استدلال بالعموم على أفراده، ودلالة العموم على أفراده ظنية، فإن كان يقول بقطعية دلالة العموم على أفراده فيحتاج هذا أيضا لدليل عليه، ويشبه أيضا المسألة المتنازع عليها.
ثالثا:
فرضنا أن دلالة الآية قطعية، وفرضنا أن دلالة العام قطعية، فيحتاج إلى إثبات أن هذا الفرد داخل في أفراد هذا العام، وهو أيضا ما ننازعه فيه، ولم يذكر دليلا عليه.
رابعا:
فرضنا أن هذا الفرد داخل في عموم الآية، فلا يلزم من حفظ الذكر أن يكون جميعه محفوظا بالنصوص القطعية، بل يمكن أن يكون محفوظا بالظن الراجح، فإن خالف في ذلك فقد خالف في محل النزاع أصلا.
خامسا:
فرضنا أن حفظ الذكر مقطوع به، فلا نسلم أن هذا الحديث بعينه مما يلزم الأمة معرفته ليكون داخلا في حفظ الدين، فهناك أحاديث كثيرة ليست مما يلزم الأمة معرفته بالاتفاق كأحاديث الشمائل وفضائل الصحابة وأحاديث الفتن وغيرها.
سادسا:
فرضنا أن هذا الحديث بعينه يلزم الأمة معرفته، فابن حزم اشترط أن لا يخطأ راويه ولا يطعن فيه أحد، وهذا اعتماد على النفي، وهذا مما ناقض فيه ابن حزم نفسه؛ لأنه يذهب إلى أن الإجماع ليس بحجة إلا إجماع الصحابة، مع أنه هنا استند إلى إجماع سكوتي لا يقول هو أصلا به!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:49]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العيدان]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:11]ـ
يبدو أن الكلام هنا جر بعضه بعضاً، و لعلي أتساءل هل هذه القضية لها علاقة بالتصويب و التخطئة؟، و ما أبرز من تكطلم عن التصويب و التخطئة.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 10:22]ـ
الأخ الفاضل أبا مالك
كلامك مفيد جدا
لكنك قد ذكرت حكاية عن ابن حزم " أن خبر الواحد إذا لم يطعن فيه أحد، ولم يعرف أحد من الأمة أنه قد أخطأ، فيستحيل أن يكون باطلا. وبهذا يظهر لي أن خلاف العلامة ابن حزم لفظي - والله أعلم - لأن هذه القرائن المذكورة إذا احتفت بخبر الواحد أفادته القطع على القول الراجح."
فأنا أكاد أوفقك في النتيجة لكن أسأل لو كان هناك خبر واحد صحيح لا مطعن في رجاله البتة فأنك تريد أن تقول أخي الفاضل أن هذا يفيد القطع في هذه الحالة خاصة ويكون الخلاف بيننا وبين ابن حزم لفظي فقد يعترض على ذلك بأن احتماية الوهم والتسيان ثابتة في الراوي وغن كان الأصل عدم الوهم والنسيان لكن هذا الاحتمال قائم بذاته وإن لك يكن عليه دليل أفترى أن كون احتمال الوهم والنسيان في الراوي ثابت - إذ هو ليس بمعصوم - وإن كان احتمالا عقليا مجردا يطعن في القول بأن خبر الواحد الصحيح الذي لا مطعن في رجاله يفيد العلم؟؟
طبعا السؤال ليس عن خبر الواحد المتلقى بالقبول ولا عن خبر الواحد المحتف بالقرائن ولا عن خبر الواحد الذي في الصحيحين ولا عن الذي يؤيده عموما القرآن بل السؤال عن خبر واحد إسناد رجاله ثقات ولا مطعن في رواته هل يفيد العلم لعدم وجود دليل على احتمال خطأ الراوي الثقة العدل الضابط أم يفيد الظن أو غلبة الظن وغن كان الراوي ثقة لأن احتماية الوهم والنسيان ثابتة في الراوي إذ هو ليس بمعصوم؟؟؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 11:42]ـ
سؤال آخر إضافة لما أوردته في المشاركة السابقة
لو قلنا أن خبر الواحد الصحيح يفيد غلبة الظن هل يقال لا يجوز نسخ القرآن به أم لا؟؟
وهذا يبنبي هل النسخ رفع حكم شرعي أم تخصيص للحكم الشرعي ببعض الزمان؟؟
لا حظ أن الحنفية ومن وافقهم القائلين بعدم تخصيص خبر الواحد لعموم القرآن - بغض النظر هل هو صواب أم خطأ - متفقون مع أصولهم ولم يتناقضوا فيمنعون من باب أولى نسخ خبر الواحد بالقرآن سواء كان النسخ رفع حكم ام تخصيص للحكم ببعض الزمان
أما الشافعية وخصوصا من يقول منهم أن النسخ ما هو إلا تخصيص للحكم في بعض الزمان فيلزمهم جواز نسخ خبر الواحد بالقرآن كما يخصصون القرآن بخبر الواحد
ويعود السؤال خبر الواحد العدل الضابط الثقة الذي يفيد غلبة الظن هل يصلح لنسخ القرآن أم لا؟؟ ولماذا؟
ـ[حازم كمال]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 12:53]ـ
كثرة المداخلات أثرت الموضوع ... ولكن قد يتشتت العقل من مسألة التداخل بين القطعي والظني لان كلام العلماء يعتمد على التقسيمات العلمية للدلالة على تفرقة بين مستويين من المعرفة فيقال عن القرآن قطعي الثبوت وظني الدلالة ويقال عن السنة ظنية الثبوت وقطعية الدلالة ... وذلك لأعطاء السنة مرتبة في الثبوت وخاصة الأحاد منها مرتبة أقل من مرتبة ثبوت القرآن ولكن مسألة العلم في السنة قد تكون اعلى رتبة للقرائن التي تدل على المعنى .. والقرائن هي مثلا اتصال السند ورواية العدل الضابط وعدم الشذوذ وعدم وجود العلة وتلقي الامة له بالقبول ... قلا يوجد علم بشري اطلاقا اعتمد مثل هذه القرائن لثبوت المعنى وهذه القرائن تطبق على كل حديث بعينه مما جعل حديث الآحاد يمر على معمل التنقيب والبحث قبل ان يأخذ درجة الصحيح او الحسن وقامت في ذلك جهود جبارة مثل علوم الجرح والتعديل والطبقات ومعرفة احوال الرجال (علم التاريخ وعلم الأنساب) وتاويل مختلف الحديث وعلوم الاسناد وغيرها مما يعد مفخرة لتراثنا الاسلامي الذي قدم نوذجا فريدا لمعرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالحديث يفيد العلم بعد عرضه على كل هذه القرائن ولا يملك الأنسان الا التصديق به والعمل به ...
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك أخانا حازم
لكن هل من إجابة واضحة لسؤالين هذين:
1 - السؤال ليس عن خبر الواحد المتلقى بالقبول ولا عن خبر الواحد المحتف بالقرائن ولا عن خبر الواحد الذي في الصحيحين ولا عن الذي يؤيده عموما القرآن بل السؤال عن خبر واحد إسناد رجاله ثقات ولا مطعن في رواته هل يفيد العلم لعدم وجود دليل على احتمال خطأ الراوي الثقة العدل الضابط أم يفيد الظن أو غلبة الظن وإن كان الراوي ثقة لأن احتمالية الوهم والنسيان ثابتة في الراوي لكونه إنسان بشري إذ هو ليس بمعصوم؟؟؟
2 - أن خبر الواحد الصحيح يفيد غلبة الظن هل يقال لا يجوز نسخ القرآن به أم لا؟؟
وهذا يبنبي هل النسخ رفع حكم شرعي أم تخصيص للحكم الشرعي ببعض الزمان؟؟
مع اعتبار ما أوردته عن الحنفية والشافعية في المشاركة السابقة لي
وجزاكم الله خيرا(/)
الأندية الرياضية النسائية
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 06:05]ـ
د. يوسف بن عبدالله الأحمد *
13/ 3/ 1428
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فقد اطلعت على ما نشر في عدد من الصحف حول المطالبة بالأندية الرياضية النسائية، وأن تكون تابعة للرئاسة العامة للشباب، وأن يكون لها المشاركة في الدوري الرياضي النسائي في كرة القدم والسلة والفروسية والتنس وغيرها، وأن مجلس الشورى سيناقش مشاركة المرأة في الدورات الأولمبية القادمة (عام 2010). وقد ذيلت كثير من هذه المطالب بقولهم: "وفق الضوابط الشرعية". أو: " ولا يوجد مانع شرعي من مشاركة المرأة".
ورأيت أن من الواجب الشرعي بيان الحق في هذه المسألة في الآتي:
أولاً: أن إنشاء النوادي النسائية ومشاركة المرأة في الدورات الرياضية المحلية أو الأولمبية محرم شرعاً؛ فمشاركتها من أعظم وسائل مشروع إفساد المرأة، ضمن مخطط دعاة التغريب في إبعاد شريعة الله تعالى عن الهيمنة في بلادنا. فكيف يرضى المؤمن أن يكون معيناً لهم في تطبيع المجتمع على تقبل هذا الانحراف.
المفسدة الثانية: أن مشاركة المرأة فيما ذكر ينافي القرار في البيت الذي أمرها الله تعالى به إلا لحاجة، والدوري الرياضي ليس بحاجة شرعية. قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} (الأحزاب 33). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " أخرجه الترمذي بسند صحيح. والشاهد في قوله فإذا خرجت، وهو يفيد أن أول ما يتحقق به ستر العورة هو القرار وعدم الخروج. والمنافقون تعتريهم حالة من القلق والتوتر حين سماعهم لهذه الآية وهذا الحديث.
المفسدة الثالثة: أن مشاركة المرأة فيما ذكر يلزم منه ترك الجلباب الشرعي الذي أمر الله تعالى به في كتابه العزيز، والجلباب هو الذي يسمى بالعباءة أو الملاءة التي توضع على الرأس. قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " (الأحزاب 59).
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " لَمَّا نَزَلَتْ "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ " أخرجه أبوداود بسند صحيح.
المفسدة الرابعة: أن من لوازم مشاركتها غالباً، وقوعها في الاختلاط المحرم بالرجال، والأدلة على تحريم الاختلاط كثيرة جداً، ومنها:
1. حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" متفق عليه.
2. حديث ابن عمر رضي الله عنهما - في تحديد باب للمسجد مختص بالنساء - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تركنا هذا الباب للنساء. قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات " أخرجه أبو داود بسند صحيح.
3. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال " أخرجه البخاري. قال ابن شهاب (وهو الزهري): "فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم".
لا يجوز عرض هذا الموضوع للتصويت في مجلس الشورى؛ لأن التصويت إنما يكون في المباحات أما موضوع الأندية النسائية ومشاركة المرأة في الدوري الرياضي الأولمبي أو المحلي فهو محرم شرعاً
وفي رواية للبخاري تعليقاً بصيغة الجزم أنها قالت:" كان يسلم فينصرفُ النساء، فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ثانياً: تذييل المطالبة بمشاركة المرأة في الدورات الأولمبية بقولهم: وفق الضوابط الشرعية، ونحوها من العبارات: نوع من الاستهزاء بالشريعة. وينطلي ذلك على البسطاء والسذج من الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: لا يجوز عرض هذا الموضوع للتصويت في مجلس الشورى؛ لأن التصويت إنما يكون في المباحات أما موضوع الأندية النسائية ومشاركة المرأة في الدوري الرياضي الأولمبي أو المحلي فهو محرم شرعاً لما فيه ذلك من المحاذير الشرعية الظاهرة. والأمر المحرم شرعاً لا يجوز عرضه للتصويت في مجلس الشورى ولا غيره وإلا لكان تشريعاً من دون الله.
ولو فرضنا أن المسألة محل اختلاف بين أهل الاختصاص الشرعي، فلابد من تحريرها ومعرفة الراجح فيها بالدليل من خلال عرضها على ذوي التخصص الشرعي كهيئة كبار العلماء، أو اللجنة الدائمة للإفتاء، أو المجمع الفقهي، أو الأقسام الفقهية في الكليات الشرعية فإذا ثبت حله جاز التصويت عليه. ومن الخطأ البين أن يكون المقرر للحكم الشرعي هم عوام الناس من كتاب الصحف أو غيرهم.
وعليه فإن عرض هذا الموضوع في مجلس الشورى مخالف للشرع، ومخالف كذلك لنظام مجلس الشورى.
رابعاً: أدعو كل من خطت يده، أو نطق بلسانه في نصرة مطالب دعاة الفساد والتغريب أو مناوأة العلماء والمصلحين، أو الاستهزاء بالدين، إلى التوبة إلى الله تعالى، وباب التوبة مفتوح حتى للمنافقين. وأن يتأملوا قول الله جل وعلا: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً" (النساء147).
خامساً: استعمل بعض المطالبين بتغريب المرأة وسيلة الضغط على المجتمع السعودي بدعواهم أن اللجنة الأولمبية تشترط مشاركة المرأة السعودية لانضمام المملكة للدوري الأولمبي لعام (2010). فلو فرضنا جدلاً صحة هذا الخبر فإنه ليس مسوغاً لمشاركة المرأة، وإني لأتعجب من أقوام يقبلون بضياع الأعراض، وترك أوامر الله تعالى في مقابل المشاركة في الأولمبياد.
سادساً: كل مسلمة رغبت أو دعيت إلى ناد أو دوري رياضي، فلتحذر كل الحذر من المشاركة، وألا تكون طُعماً يَصطادون به وآلةً يستعملونها في معصية الله ورسوله، وعليها أن تقدم الخوف من الله جل وعلا على رغبات النفوس، قال الله تعالى:"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً" (الأحزاب36).
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ علينا بلادنا ونساءنا بالإسلام والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 08:12]ـ
وقد ذيلت كثير من هذه المطالب بقولهم: "وفق الضوابط الشرعية". أو: " ولا يوجد مانع شرعي من مشاركة المرأة".
شيء مضحك!! .. كيف للمرأة المشاركة في الدورات الأولمبية وفق الضوابط الشرعية؟!!. وأول ما سينزع هو الحجاب مع وجود الكاميرات ولجنة التحكيم!! ..
بارك الله فيك على هذا النقل المبارك. وليتك ذكرت المصدر.
ووفق الشيخ الأحمد لكل خير.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:23]ـ
ولماذا تمنعون المرأة من المشاركة في الأولمبيات وفق الضوابط الشرعية؟!
ألا تعرفون الشرعية؟
والضوابط الشرعية؟
أذكرها لكم باختصار شديد جدا.
الضابط الأول: يتم اصطفاء المدرب للجميلات فقط فيقربهن منه ويبعد عنه السمراء الشمطاء العوراء فلا يقربها ولا تقربه!.
الضابط الثاني: لا يجوز التمرد على مطالب سيادة المدرب ومطالبه وإلا ستظل الجميلة (!) على كرسي الاحتياطي مدى الحياة حتى ينزلها ملك الموت للقبر (بدل الملعب) وسيكون هذا النزول هو الأول والأخير لها!.
أرى بعضكم لا يصدق بهذين الضابطين؟
انظروا بأنفسكم في سيرة الفنانين والفنانات الأحياء منهم والأموات وغير ذلك مما يندى له الجبين.
هل صارت إحداهن نجمة الجماهير إلا بالتزامها بالضابطين المذكورين؟.
يعني يا جماعة وبدون لف ولا دوران كتير نلخص لكم المسألة في سطر واحد مفيش غيره:
بدل حرام وحلال وتضييق على الفاجرين والفاجرات يبقى الانحراف علني وبدون حياء بس يكون اسمه أندية ستات وسبعات.
أما عن رأيي الشخصي في المسألة وبدون تدخل في الإفتاء فأنا أقول: اللهم خذ هذه الأندية ومن يفتحها أو يشترك فيها أو يفكر في فتحها خذهم جميعًا أخذ عزيز مقتدر واجعلهم عبرة لمن يعتبر.
ألا يستحي هؤلاء وقد رأوا بأعينهم ما حصل ويحصل في سائر الدول من جرائم يندى لها الجبين؟
ألهؤلاء عقول كعقول البشر؟
مالهم لا يعقلون ولا يعتبرون؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 01:52]ـ
بارك الله فيكم أخي محمد وفي الشيخ يوسف
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 08:55]ـ
أنا مع المراكز الرياضية الخاصة بالنساء
أما اندية وفرق ومشاركات هذا مرفوض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 11:56]ـ
أنا مع المراكز الرياضية الخاصة بالنساء
بارك الله فيكم: قل أنا مع توجيه ربنا جل وعلا (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله)
وقل أنا مع قول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وبيوتهن خير لهن)
يا أخي: أنت في عافية فلم تجعل نفسك في مصاف أهل البلاء قل ما قاله الله ورسوله ذلك خير وأحسن
أتفهم وجهة نظرك ولكن رأيي أن من كان في عافية عليه أن ينوي الخير وينوي المتابعة والله يقضي بالحق
ألا توافقني
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 04:53]ـ
الشيء بالشيء يذكر ذكرني تعليق شيخنا المقرئ كلمة ذهبية للأستاذ المفكر سيد رحمه الله يقول فيها:
"فلا يقل أحد غير ما قال الله ...
لا يقل أحد إن الاختلاط, وإزالة الحجب, والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب, وأعف للضمائر, وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة, وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك .. إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين.
لا يقل أحد شيئا من هذا والله يقول: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) .. يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات، أمهات المؤمنين، وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ...
وحين يقول الله تعالى قولاً، ويقول خلق من خلقه قولاً، فالقول لله -سبحانه– وكل قول آخر هراء, لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد!
والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله, وكذب المدعين غير ما يقوله الله. والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول.
وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط الحر فيها أقصاه أظهر في هذا وأقطع من كل دليل. [وأمريكا أول هذه البلاد التي آتى الاختلاط فيها أبشع الثمار] ".
ـ[عاشق الحور]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 07:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جواكم الله خير
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 02:26]ـ
الأخ / عاشق الحور
وجزاك ربي
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 09:32]ـ
إذا رأيتَ أهلَ العلمنة والنفاق يُكثرون، ويحرصون، ويؤكدون على أمرٍ ما!! ......
فاعلم أن وراء الأكمة ما وراءها .....
وأنهم لا يهرولون عبثا ...... فالذئاب - كما يقال - لا تهرول عبثا!!.
ولنعلم جميعا علم اليقين بل حق اليقين بأنهم لن يريدوا بالأمة خيرا .....
وإن قالوا ذلك بألسنتهم ....
فألسنتهم قد تعودت على الكذب، وقلوبهم قد ران عليها الران، وأعينهم قد ابتليت بالخيانة والله تعالى (يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور).
وقد قال الله تعالى في إخوانهم من أهل النفاق:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
فهل بعد هذا البيان .... بيان؟!.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 09:48]ـ
أستاذنا الفاضل آل عامر
جزاك الله خيراً وبارك بيك
أنا مع المراكز الرياضية الخاصة بالنساء
أما اندية وفرق ومشاركات هذا مرفوض
أنت مع ماذا؟ مع كشف العورات دون حياء أو خجل، أم مع الكاميرات المخفية التي تصور الغافلات!! هل دخلت يوماً أحد هذه المراكز ورأيت ما يحدث فيها؟
معظم النار من مستصغر الشرر أخي، عافانا الله وإياك
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 06:23]ـ
وفيك بارك ربي أختي الكريمة
ـ[النجم]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 12:16]ـ
هذا الخبر منقول من أحد كتاب الساحة العربية وهو فارس الأندلس نقلته هنا عل الله أن ينفعى به, بسم الله الرحمن الرحيم
من أين أبدأ وماذا أقول فالموضوع جد خطير فاللهم سلم سلم 0
الموقع / المنطقة الغربية المدينة / جدة الحي / حي الزهراء بجوار مستشفى السعودي الألماني المكان / نادي جولدز جيم للسيدات بجدة
مشاهد ومناظر مخزية / دخلت إحدى السيدات إلى النادي المشار إليه أعلاه بعدما سمعت أن هناك نية إقامت إندية نسائية وفق الضوابط الشرعية، فرأت العجب العجاب الذي يُذهب بالألباب وهذا ما رأت:/
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - دخلت السيدة إلى الأستعلامات للأستفسار عن الأشتراك ومشاهدة الأنشطة والأقسام التي يحتويها النادي
2 - هناك قسم لممارسة المشي على السير مع إمكانية مشاهدة أحدث الأفلام السنمائية الخليعة (عند الطلب لتستمتع بها المتدربة خلال تمرينها) وهذا كله وفق الضوابط الشرعية
3 - تعليم الرقص الشرقي والغربي في بلاد الحرمين وحسب الضوابط الشرعية
4 - مسبح يسبحن فيه النساء (بالبكيني) ويقع في سطح المبنى ويوجد أسرة للتشميس وفق الضوابط الشرعية
5 - ملاعب رملية (كرة طائرة وكرة يد) بالطبع ملابسهن وفق الضوابط الشرعية
6 - أحدث أجهزة لرفع الأثقال وأجهزة للتخسيس طبعاً وفق الضوابط الشرعية
7 - النادي مفتوح خلال الأربع والعشرين ساعة وقد ذكر لي أحد الزملاء بأن بعض الصيدليات في جدة تغلق أبوابها بعد الساعة الثانية صباحاً ولكن النادي لديه تصريح للعمل خلال الأربع والعشرين ساعة لأنه وفق الضوابط الشرعية
نداء 000 نداء 000 نداء
إلى كل مسئول هذه عينة من الأندية النسائية التي ينعق بها أهل العلمنة والإفساد في مجتمعنا المحافظ وقد نُحر وذُبح العفاف والحياء عند النساء على عتبة بوابات هذه الأندية وقد ذُبحت على الطريقة الإسلامية أيضاً وتلك هي ضوابطهم الشرعية. وذكر في أحد ردوده على موضوعه الكلام التالي .......
وصلني هذا التقرير عن النادي ويصف حالته من الداخل وقد كتبته أحد الأخوات الفاضلات الغيورات /
دخلت إلى نادي جولدز جيم وكان ما شاهدته كالتالي: /
1 - عند المدخل كانت هناك مجموعة من الصور الجدارية لرجال يمارسون بعض الرياضات وبعضها لنساء إحداهن كانت فاضحة ((صورة إمرأة من الرأس حتى البطن وهي ترتدي فقط حمالة صدر))
2 - الكثير من المشتركات لا يلتزمن باللباس الشرعي الساتر فمنهم من يلبسن البرمودا ومنهم من يلبسن الشورتات القصيرة أما القمصان فقد تدرجت من نصف الكم إلى الكت وصولاً بالعلاقي.
3 - هناك صالة للايروبكس وهي لممارسة الرياضة على أنغام الموسيقى والغناء الشرقية والغربية.
4 - هناك مكتبة مرئية تحتوي على سيديهات أفلام وأغاني تختار منها العضوة في النادي ما تود مشاهدته حيث توجد شاشات ضخمة 40بوصة أو أكثر توزعت في أرجاء النادي لهذا الغرض.
5 - المسبح موجود بالسطح وقد وضعت له أسوار عالية جداً بحيث لا تطل عليه المباني المجاورة.
6 - في السطح كانت هناك إحدى الفتيات تدخن وقد أشارت لها المسئولة بأنه لا مانع من ذلك.
7 - هناك عدد من الكراسي بجانب المسبح معدة لأخذ حمام الشمس ((تشميس)) وقد أستلقت إحدى السيدات على إحدى الكراسي وهي ترتدي حمالة الصدر وشورت قصير جداً.
((قالت المسئولة بأن نظام النادي يمنع لبس البكيني من الساعة 3 ظهراً إلى الساعة 12 ليلاً لأن هناك لجنة لمراقبة هذه الأمور وباقي الأوقات تستطيع المتدربة أن تلبس ما تريد من شورتات وبكيني و تتشمس بلبس فاضح كما تريد لأن اللجنة لاتعمل باقي الوقت وعمل النادي 24 ساعة))
8 - هناك عدد 2 مروش معدة لما بعد السباحة، المراوش كانت منفصلة عن بعضها ولكن قد استبدلت أبوابها بستائر فقط.
9 - لا توجد غرفة مخصصة كمصلى ولكن خصصت ثلاث أماكن متفرقة في أنحاء النادي للصلاة ووضعت بها مفارش تفرش وقت الصلاة.
10 - إذا حان وقت الصلاة وحسب كلام مسئولة النادي تتوقف الأغاني وتتوقف جميع الأنشطة.
11 - هناك فناء رملي خارجي لمارسة النساء لكرة الطائرة وكرة اليد.
ومن هذا المنبر نهيب بالأخوة الغيورين على دينهم أن يتأكدوا من هذا الوضوع وأن يرفعوا لولاة الأمر لأغلاق هذا الفساد العظيم, والشر المستطير, أسأل الله أن يصلح أحوالنا وأن يجعلنا ممن ينكرون المنكر ويأمرون بالمعروف أنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 02:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 03:37]ـ
: قل أنا مع توجيه ربنا جل وعلا (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله)
وقل أنا مع قول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وبيوتهن خير لهن)
يا أخي: أنت في عافية فلم تجعل نفسك في مصاف أهل البلاء قل ما قاله الله ورسوله ذلك خير وأحسن
صدقت والله
الله المستعان
افكار غربت وتنازلت تدريجيا عن ثوابت ديننا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:38]ـ
الشيء بالشيء يُذكر:
خصلة شعر ذهبية وفق الضوابط الشرعية!
للكاتبة: أمامة بنت عبدالغني مليباري
تابعت كما تابع غيري مجريات الملتقى الثالث للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، وتعجبت وأنا أستمع عبر قناة العربية لسلسلة المطالب التي لا يمكن أن تكون هي تعبير المرأة السعودية، وأكبرت حلم العلماء عن هذه الصفاقة والتعدي على الأعراف المرعية والأوامر الربانية، وتعجبت أكثر عندما شرحت لي والدتي المشاركة في الحوار كل القضية، فناديت لجلسة طارئة أسرية لوضع خطة عملية لمقاومة هذا التمييز والعنف ضد منهجية الفكر وضد الشريعة الربانية تحت شعارات الحرية ومشاركة المرأة في نهضة البلاد الاقتصادية. وأسفرت المداولات الكلامية عن هذه المقامة الأدبية نبيّن خلالها أبعاد القضية:
هناك من يتباكون على المرأة السعودية ويزعمون أنها مسلوبة الحرية، ترزح تحت نير الخصائص الأنثوية مهمشة في مجتمع له صبغة الذكورية، ويتم تزويجها بمؤامرة أسرية، يشترك فيها أبوها وأخوها والعادات القبلية، وتمضي حياتها مضطهدة تحت قيود الولاية والقوامة الشرعية مع التقاليد والعادات البدوية، والفتاوى المخالفة لإجماعات المجامع الفقهية.
إنها محرومة من أبسط حقوق الإنسانية .. ولها ألف قضية وقضية تحتاج إلى تضافر أقطاب العلمانية وربيبات الليبرالية، لتكوين جمعية دولية تأخذ بيدها لتوصلها إلى جوار أختها الغربية، ومن تبعها من بنات الدول الإسلامية حيث المساواة الحقيقة بعيداً عن عقدة الخصوصية، فتمارس حياتها بحرية وتختار مستقبلها بعيداً عن القيود الفكرية والثقافة المحلية، فلها سواعد فتية تمكنها من ممارسة الحفر والتنقيب في مصانع محلية، ولها قوام رشيق يساعدها على اعتلاء السقالات للمساهمة في نهضة البلاد العمرانية، ومن طموحاتها أن تكون مربية لدجاج الشركات الوطنية، أو ساقية في المطاعم والمنتزهات عوضاً عن العمالة الفلبينية، وما المانع أن تشارك أخاها الرجل في أعمال الصيانة وسباكة المصارف الصحية، ولم لا تتولى المناصب الوزارية لتتمكن من إدارة شئون الرعية بمهاراتها الكامنة الخفية، فتقود البلاد لنهضة حقيقية لا فرق فيها بين ذكر وأنثى إلا بالفحوصات الطبية.
العجيب في الأمر أن أصحاب هذه الدعوات يرفعون عقيرتهم بـ "وفق الضوابط الشرعية" في ذات الوقت الذي يتعدون فيه على فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث الشرعية، ويطالبون بحجاب خارج عن جميع الآراء الفقهية، وليس داخلا ضمن أيّ اختلافات مذهبية منطلقين فيه من فتوى كشف الوجه إلى كل أمور السفور والتبرج بكل المقاييس العقلية التي لايختلف فيها الحنابلة عن الحنفية ولا الشافعية والمالكية ..
يريدون عباءة مزينة ملونة مزركشة ولكنها شرعية، ووجه مكشوف مزين بمساحيق تجميلية مراعاة لغريزة حب التزين الأنثوية التي هي خصيصة مرعية تشهد لها الآية القرآنية "أومن ينشأ في الحلية"، ولابأس بإبداء خصلة شعر ذهبية وأخرى كستنائية فالدين يسر ومسألة الحجاب يمكن تكييفها بحسب الناحية الذوقية مراعاة لحق المرأة في الحرية ففتوى الحنفية يمكن توسيعها أكثر مراعاة للثقافة العالمية.
أما إذا كانت المرأة رشيقة طويلة فمن أبسط حقوقها، ومن مقتضى العدالة الاجتماعية المستقاة من روح الديانة الإسلامية أن تأخذ حقها في إبداء مياسة قدها بعباءة مخصّرة فرنسية. أما عطرها فلابد من تغيير فتوى منعه وتحريمه فالأنظمة تمنع التمييز ضد المرأة السعودية، ومن التمييز منعها من ممارسة حقها في أن تنشر روائحها العطرية كأختها الأجنبية، ولا ينسوا لإخفاء صفاقتهم العلنية أن يضيفوا عبارتهم الدعائية "وفق الضوابط الشرعية".
ومسألة الولي والقوامة تحتاج عندهم إلى إعادة النظر، فمن المعلوم أن الفتوى تتغير مع تغيير الزمان والمكان، وقد تغير الزمان حقاً وذابت فيه الفروق بين الذكر والأنثى فلابد من تمكين المرأة من التحرك بحرية فتدخل وتخرج وتسافر وتتزوج وتطلق بدون قيود الولاية والقوامة وبـ "مراعاة الضوابط الشرعية".
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تعليمها فيجب أن يتحرر من النظرة الدونية التي حصرت التخصصات فيما يتناسب مع الطبيعة الأنثوية أو بعض الفتاوى الفقهية بنظرة بعيدة عن الواقعية فحرمتها من تخصص الطيران وأنواع الهندسة الميكانيكية، وأغفلت في تعليمها الموسيقى والفنون المسرحية مما سبب مشكلة بطالة نسوية وتأخر عن المدنية واتهام للدين بالرجعية، فلابد من إعادة هيكلة تعليم البنات ليكون على مبدأ الإعداد لسوق العمل لا الإعداد لرسالة الحياة اليومية، ولابد "من مراعاة الضوابط الشرعية " في كل تطوير فمطالبنا بالسفور والموسيقى والخلوة والاسترجال لا تعني أننا نساوم على ثوابتنا العقدية ولا نقبل بغير الشريعة الإسلامية.
والعجيب أنهم يطالبون باعتماد آرائهم الشاذة دستوراً للبلاد السعودية، وينادون بتعديل التعليم، والقضاء، وتغيير النظم الاجتماعية، وتغيير الثقافة العامة، وتعديل القيم والأعراف والحقائق الدينية ولم ينسوا أن يتشدقوا مع هذا كله بعبارتهم المهمة الضرورية: "وفق الضوابط الشرعية ومع مراعاة الثوابت الإسلامية".
إن الغريب في الأمر أن هؤلاء المستغربات مع من وافقهن من أصحاب المطالب الخاصة لا يشعرون بغضاضة وهم يمارسون هذا العنف ضد جماهير النساء المحجبات بمطالباتهم بسلب حقهن في التزين، وممارسة حياتهن بحرية في بيئة تضمن لهن الخصوصية، ويريدون أن يجعلوا الاختلاط هو السياسة المحلية فيصبح الخيار بين المحجبات اللاتي هن الأغلبية إما ارتداء كامل حجابهن طيلة الحياة اليومية في كل محاضن البلاد العلمية وتجمعاتها التربوية ومؤسساتها الحكومية، أو البحث وراء الرخص الشرعية، أو اللحاق بركب أدعياء المدنية حتى لا يصبحن في عزلة اجتماعية تمنعهن من المشاركة في الحياة الاقتصادية وتقديم دليل المشاعر الوطنية، أو يتركن العمل والتعليم ويتفرغن للبيت ولتحقيق معاني العبودية والرضا باختيار رب البرية .. وليتهن عندها سيسلمن .. كلا فيصبحن عالة في الحياة الاجتماعية، وسيرمين بالتنكر للوطنية وستطالهن الملاحقات القانونية فالتعليم المنظم له صبغة الإلزامية، وعملهن في المنزل تعطيل للقوى البشرية حسب آخر التقارير الاقتصادية ..
إنها حملة إرهاب حقيقية تحت شعارات الحرية للتضييق على المرأة السعودية التي نشأت على التزام هدى خير البرية، واتباع خطى أمهات المؤمنين المرضية ..
إنه عنف موجه ضد من مارست حياتها بحرية متمتعة ببيئة تحوطها بالخصوصية مراعية ديانتها الإسلامية، وشروط الحجاب الشرعية، فوصلت ـ بفضل الله - إلى أعلى المراتب العلمية، وشاركت في نهضة البلاد الاقتصادية ولها حضورها في الصروح الطبية والإسهامات العلمية، وفي المشاركات الدولية مع ما تعيشه من سعادة قلبية بطاعتها لرب البرية وبعدها عن مظان السوء، ومكامن الشهوات الدنية التي هتكت بالمجتمعات الغربية ومثيلاتها الشرقية ...
والعجيب أنهم وهم يهمشون الأغلبية يتباكون على أقلية في قرية نائية لم يتمكن نساءها من الانخراط في سلك الوظائف الرسمية وكأن العمل لايكون إلا بترك الحياة الأسرية الواجبات المنزلية والإبداعات التربوية وممارسة أي وظيفة خارجية، لتكون مستقلة من الناحية الاقتصادية فالحقوق في منظورهم هي التي تنادي بها الأجندة الغربية في مؤتمرات المرأة العالمية.
إن ملتقى الحوار الثالث جمع مع أصحاب المعالي والفضيلة وكبار الدعاة والتربويين أفرادا من جميع التوجهات الفكرية، والآراء الشاذة والغربية وأتاح لهم أن يعرضوا مطالبهم بحرية، وذكّرهم رعاته الأفاضل بمواعظهم الإيمانية ضرورة مراعاة شرف الجوار من الحجرات النبوية، والتأدب بآداب الشريعة المحمدية دون أن يأطروهم على الحق ويجبروهم على خفض أصواتهم عند صوت النبي، ولكن كما قال الشاعر:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا) أ. هـ.
منقول للفائدة من موقع (لها أون لاين)
ـ[دكتور نت]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:55]ـ
السلام عليكم
بالخير
أنا قرأت الموضوع وقمت بالتسجيل لطرح بعض الكلمات من غيرتي على ديني وأسأل الله إخلاص النية لي ولكم.
أحبتي الأخ الكريم قال:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلف الكواليس
أنا مع المراكز الرياضية الخاصة بالنساء
أما اندية وفرق ومشاركات هذا مرفوض
هل تعلمون ما هي المراكز الرياضية!!
هل منكم أحد قبل أن يندفع بالرد عليه واستخدام آيات القرآن الكريم والأدلة من الأحاديث والسبنة والقياس وكلام العلماء!!
من فعل ذلك فليتكرم بالرد.
كلامه واضح المراكز الرياضية الخاصة بالنساء أي مراكز نشاط رياضية لمحاربة السبمنة ومحاربة أمراض السكري والقلب والضغط والأمراضي النفسية والترفيه الاجتماعي .. إلخ
وهي أندية خاصة بالنساء والقائمين عليها نساء
كاميرات!
أندية رياضية!
مسابقات أولمبية!
هل قال ذلك!
لماذا الاندفاع صدقوني هذا ما يضيع درجة العلم ويخلق الشتات.
لست إلا انسان بسيط لا أملك من العلم إلا ما أسأل الله أن يكون لي حجاب يوم القيامة.
أنت مع ماذا؟ مع كشف العورات دون حياء أو خجل، أم مع الكاميرات المخفية التي تصور الغافلات!! هل دخلت يوماً أحد هذه المراكز ورأيت ما يحدث فيها؟
معظم النار من مستصغر الشرر أخي، عافانا الله وإياك
أنصحك إذا ذهبت مع عائلتك إلى فندق أو شقق أو سكن جديد أن تُحَلِّف صاحب تلك الأماكن أنه ليس هناك كاميرا.
عافانا الله وإياك.
هنا أقول مثل شعبي ينطبق على البعض معتذراً
(ضيع مشيته ومشية الديك).
من وجهة نظري أن استثمار مثل هذه الأمور لما فيه صلاح ومنفعة وأن يكون هناك ضوابط وتوعية وإرشاد, واستغلاله كفرصة لتوجيه الدروس العلمية من أخوات فاضلات صاحبات علم في الرسالة الإسلامية وصاحبات علم في التوجيه الاجتماعي والتربوي والنفسي.
فالدين والذكر هو الحجاب الأقوى عن المنكرات والمحرمات من تلك الجدران في ذلك المنزل.
فهناك جمعيات نسائية يمكن أن تكون هذه المراكز تحت إشرافها المباشر دون تدخل من بلديات ودفاع مدني وغيره فالمرجع يكون تلك الجمعيات النسائية.
وفقني الله وإياكم لما فيه صلاح لي ولكم.
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 11:13]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
تناقلت عدد من الصحف المطالبة بالأندية الرياضية النسائية و مشاركة المرأة في الدوري الرياضي النسائي , فما حكم الشرع في مثل هذه الأندية و جزاكم الله خيرا؟
الجواب الحمد لله .. أما بعد:
فإن المطالبة بفتح أندية رياضية للنساء مخالفة ظاهرة لما جاءت به الشريعة – شريعة الله لا الشرعية الدولية – من أحكام قويمة فيها صيانة كرامة المرأة المسلمة عن التدنس بأخلاق الجاهلية , قال تعالى ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) [الأحزاب: 33]. و في لزوم المرأة المسلمة و إلزامها بالآداب الشرعية سلامة المجتمع من شر فتنة النساء و طهارته من شيوع الفاحشة و أسبابها , قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) [النور: 19] , و لا ريب أن الذين يطالبون بفتح هذه الأندية النسائية لهم نصيب من هذا الذم والوعيد , فإن فتح هذه الأندية من أعظم الأسباب و أوسع الأبواب لإشاعة الفاحشة. و لهذا نحذر عموم المسلمين من الانخداع بالدعايات المضللة لهذه الأندية , و نحذر أولئك المطالبين من سخط الله و عقابه لما يتسببون فيه من شر على هذه الأمة و ما يجنونه على المرأة و المجتمع من مفاسد هذه الأندية عاجلة و أجلة. و إننا نذكر الجميع بالله الذي سنقدم عليه و نقف بين يديه كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يجد إلا ما قدم و ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم).
و والله الذي لا إله إلا هو إن افتتاح هذه النوادي ليس عملاً صالحاً , بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة , فالمرأة في كل زمان و لاسيما هذا الزمان أحوج ماتكون إلى القرار الذي أمر الله به نساء نبيه صلى الله عليه وسلم ; في قوله تعالى ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)).
و ما يُذكر من شبهة خروج بعض النساء للرياضة بالدوران على بعض المباني:
هو خطأ من قلة من النساء لا يصح أن يعالج بخطأ أعظم منه وهو فتح أبواب واسعة لخروج المرأة في كل نواحي المملكة , و معلوم أن هذه الأندية لا تحقق الرياضة إلا للمشارِكات في المباريات , وهذا لا يتاح إلا لقلة من النساء كما هو الشأن في أندية الشباب , و سائرهن يحضر للتفرج والتشجيع كل لفريقه , كما أن من المعلوم أنه لن يرتاد هذه الأندية من النساء إلا من تكون قليلة الحياء أو عديمته.
و على هذا فهذه الأندية حقيقتها ملاعب و ملاهي , و ستنضاف مفاسد هذه الأندية النسائية أخلاقية و أمنية إلى ما تعانيه الأمة من مفاسد أندية الشباب.
هذا ويجب أن يُعلم أن تحريم فتح هذه الأندية ليس تحريماً لجنس الرياضة, فللمرأة أن تمارس الرياضة في بيتها بالوسائل المتاحة لها و هي كثيرة , و لها أن تسابق زوجها في مكانٍ خالٍ كالبرية و نحوها , كما سابق النبي صلى الله عليه وسلم; عائشة مرتين , رواه أبو داود و ابن ماجه وأحمد. ومن العجب أن يُجعل ذلك دليلاً على فتح الأندية.
نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير و الصلاح لهم و لرعيتهم , وأن يرزق الجميع البصيرة في الدين و الاستقامة عليه , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=20345
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 06:29]ـ
و والله الذي لا إله إلا هو إن افتتاح هذه النوادي ليس عملاً صالحاً , بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة , فالمرأة في كل زمان و لاسيما هذا الزمان أحوج ماتكون إلى القرار الذي أمر الله به نساء نبيه صلى الله عليه وسلم ; في قوله تعالى ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)).
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=20345
صدق الشيخ وفقه الله،وبارك في عمره وعمله.
وأحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن
ـ[السليم]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 05:35]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه منا قشة هادئة للشيخ الفاضل الغيور يوسف الأحمد -وفقه الله- في تحريمه للأندية النسائية غير المختلطة وليس في تحريم المشاركة في الألومبيات ونحوها "فتنبه"
د. يوسف بن عبدالله الأحمد *
13/ 3/ 1428
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فقد اطلعت على ما نشر في عدد من الصحف حول المطالبة بالأندية الرياضية النسائية، وأن تكون تابعة للرئاسة العامة للشباب، وأن يكون لها المشاركة في الدوري الرياضي النسائي في كرة القدم والسلة والفروسية والتنس وغيرها، وأن مجلس الشورى سيناقش مشاركة المرأة في الدورات الأولمبية القادمة (عام 2010). وقد ذيلت كثير من هذه المطالب بقولهم: "وفق الضوابط الشرعية". أو: " ولا يوجد مانع شرعي من مشاركة المرأة".
ورأيت أن من الواجب الشرعي بيان الحق في هذه المسألة في الآتي:
أولاً: أن إنشاء النوادي النسائية ومشاركة المرأة في الدورات الرياضية المحلية أو الأولمبية محرم شرعاً؛ فمشاركتها من أعظم وسائل مشروع إفساد المرأة، ضمن مخطط دعاة التغريب في إبعاد شريعة الله تعالى عن الهيمنة في بلادنا. فكيف يرضى المؤمن أن يكون معيناً لهم في تطبيع المجتمع على تقبل هذا الانحراف.
[الفرق بين النوادي النسائية وبين ومشاركة المرأة في الدورات الرياضية المحلية أو الأولمبية فرق كبير والجزم بتحريم الأول شرعاً مطلقاً مبالغة في سد الذرائع]
المفسدة الثانية: أن مشاركة المرأة فيما ذكر ينافي القرار في البيت الذي أمرها الله تعالى به إلا لحاجة، والدوري الرياضي ليس بحاجة شرعية. قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} (الأحزاب 33). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " أخرجه الترمذي بسند صحيح. والشاهد في قوله فإذا خرجت، وهو يفيد أن أول ما يتحقق به ستر العورة هو القرار وعدم الخروج. والمنافقون تعتريهم حالة من القلق والتوتر حين سماعهم لهذه الآية وهذا الحديث.
[جمهور الفقهاء على أن الأمر بالقرار في البيت ليس للوجوب حقاً لله بل نص الجمهور على الجواز بإذن الزوج خلافاً لمن حرّمه كابن نجيم الحنفي، فهذه المفسدة المذكورة ليست كافية للتحريم]
المفسدة الثالثة: أن مشاركة المرأة فيما ذكر يلزم منه ترك الجلباب الشرعي الذي أمر الله تعالى به في كتابه العزيز، والجلباب هو الذي يسمى بالعباءة أو الملاءة التي توضع على الرأس. قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " (الأحزاب 59).
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " لَمَّا نَزَلَتْ "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ " أخرجه أبوداود بسند صحيح.
[وهل يجب على المرأة لبس الجلباب بين النساء؟!!، إذن هذه لا تدل على تحريم الأندية النسائية]
المفسدة الرابعة: أن من لوازم مشاركتها غالباً، وقوعها في الاختلاط المحرم بالرجال، والأدلة على تحريم الاختلاط كثيرة جداً، ومنها:
1. حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" متفق عليه.
2. حديث ابن عمر رضي الله عنهما - في تحديد باب للمسجد مختص بالنساء - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تركنا هذا الباب للنساء. قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات " أخرجه أبو داود بسند صحيح.
3. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال " أخرجه البخاري. قال ابن شهاب (وهو الزهري): "فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم".
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يجوز عرض هذا الموضوع للتصويت في مجلس الشورى؛ لأن التصويت إنما يكون في المباحات أما موضوع الأندية النسائية ومشاركة المرأة في الدوري الرياضي الأولمبي أو المحلي فهو محرم شرعاً
وفي رواية للبخاري تعليقاً بصيغة الجزم أنها قالت:" كان يسلم فينصرفُ النساء، فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
[هذا يتوجه للمشاركة في الألومبيات ونحوها ولا علاقة له بالأندية النسائية غير المختلطة]
ثانياً: تذييل المطالبة بمشاركة المرأة في الدورات الأولمبية بقولهم: وفق الضوابط الشرعية، ونحوها من العبارات: نوع من الاستهزاء بالشريعة. وينطلي ذلك على البسطاء والسذج من الناس.
[هذا يتوجه للمشاركة في الألومبيات ونحوها ولا علاقة له بالأندية النسائية غير المختلطة]
ثالثاً: لا يجوز عرض هذا الموضوع للتصويت في مجلس الشورى؛ لأن التصويت إنما يكون في المباحات أما موضوع الأندية النسائية ومشاركة المرأة في الدوري الرياضي الأولمبي أو المحلي فهو محرم شرعاً لما فيه ذلك من المحاذير الشرعية الظاهرة. والأمر المحرم شرعاً لا يجوز عرضه للتصويت في مجلس الشورى ولا غيره وإلا لكان تشريعاً من دون الله.
ولو فرضنا أن المسألة محل اختلاف بين أهل الاختصاص الشرعي، فلابد من تحريرها ومعرفة الراجح فيها بالدليل من خلال عرضها على ذوي التخصص الشرعي كهيئة كبار العلماء، أو اللجنة الدائمة للإفتاء، أو المجمع الفقهي، أو الأقسام الفقهية في الكليات الشرعية فإذا ثبت حله جاز التصويت عليه. ومن الخطأ البين أن يكون المقرر للحكم الشرعي هم عوام الناس من كتاب الصحف أو غيرهم.
وعليه فإن عرض هذا الموضوع في مجلس الشورى مخالف للشرع، ومخالف كذلك لنظام مجلس الشورى.
[لا يصح أن تلزم الناس بوجهة نظرك والفرق بين الأندية غير المختلطة وبين الألومبيات شاسع]
رابعاً: أدعو كل من خطت يده، أو نطق بلسانه في نصرة مطالب دعاة الفساد والتغريب أو مناوأة العلماء والمصلحين، أو الاستهزاء بالدين، إلى التوبة إلى الله تعالى، وباب التوبة مفتوح حتى للمنافقين. وأن يتأملوا قول الله جل وعلا: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً" (النساء147).
[شكراً]
خامساً: استعمل بعض المطالبين بتغريب المرأة وسيلة الضغط على المجتمع السعودي بدعواهم أن اللجنة الأولمبية تشترط مشاركة المرأة السعودية لانضمام المملكة للدوري الأولمبي لعام (2010). فلو فرضنا جدلاً صحة هذا الخبر فإنه ليس مسوغاً لمشاركة المرأة، وإني لأتعجب من أقوام يقبلون بضياع الأعراض، وترك أوامر الله تعالى في مقابل المشاركة في الأولمبياد.
[هذا يتوجه للمشاركة في الألومبيات ونحوها ولا علاقة له بالأندية النسائية غير المختلطة]
سادساً: كل مسلمة رغبت أو دعيت إلى ناد أو دوري رياضي، فلتحذر كل الحذر من المشاركة، وألا تكون طُعماً يَصطادون به وآلةً يستعملونها في معصية الله ورسوله، وعليها أن تقدم الخوف من الله جل وعلا على رغبات النفوس، قال الله تعالى:"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً" (الأحزاب36).
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ علينا بلادنا ونساءنا بالإسلام والحمد لله رب العالمين.
شكر الله للشيخ على مقاله
ولكن ينبغي التفريق بين المسائل التي تحتمل الاجتهاد وبين القطعيات
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 11:55]ـ
جزاكم الله خيراً ... أنا أعد منذ فترة موضوعاً بهذا الخصوص ... و سأنشره ابتداءاً بمنتداكم بإذن الله ... و عسى الله ييسر و يبارك في الوقت
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 08:38]ـ
الأخت الكريمة
بارك الله فيك وأعانك
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 07:43]ـ
جزاكم الله خيراً ... أنا أعد منذ فترة موضوعاً بهذا الخصوص ... و سأنشره ابتداءاً بمنتداكم بإذن الله ... و عسى الله ييسر و يبارك في الوقت
وفقك الله وأعانك
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - Jul-2007, صباحاً 11:07]ـ
أما بالنسبة لمدينة جدة فحدث ولاحرج؛ فساد وانحلال رأيته بأم عيني .. رأيت النساء يمتطين الدبابات البحرية بالمايوه والله المستعان ..
لكن أهيب بمن يستطيع الوصول للمسؤلين أن ينقل لهم فضائح الفساد في بلد الحرمين ..
رغمت أنوف المنافقين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العجمي]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 09:35]ـ
أسأل الله أن يصلح الأحوال ..
أما المسؤولين فيمكن إيصال ذلك إليهم عن طريق:
1/الإبراق .. وذلك بالاتصال على969 إذاكان الجوال باسمك وتذكر لهم رقم بطاقتك .. وتتبع التعليمات، وبإمكانك تبرق للملك وولي العهد والأمير نايف وغيرهم .. وهي أسرع من الخطابات.
2/الخطابات ..
ـ[صاحبة السمو]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 11:33]ـ
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=4758
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 10:45]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بعض النقاط أذكرها تعليقاً عما ذكره بعض الإخوة والأخوات أعلاه:
حديث "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ضعيف مرفوعاً.
لا يلزم من النوادي النسائية وقوع الاختلاط بالرجال، فهذه النوادي مخصصة للنساء ولا دخل للرجال فيها.
أجمع العلماء على جواز خروج المرأة من بيتها للتزاور وللصفق في الأسواق ولغير ذلك من حاجاتهن. قال الإمام ابن حزم: "انهم لا يختلفون في أنه لا يحل منعهنّ من التزاور، ومن الصفق في الأسواق، والخروج في حاجاتهن." بل قد أباح أبو حنيفة للمرأة السفر وحدها، والمسير في الفيافي والفلوات مسافة يومين ونصف، ولم يكره لها ذلك.
تعليم الرقص الشرقي للنساء ليس محرماً، إذ لا مانع شرعاً أن ترقص المرأة أمام زوجها.
عورة المرأة عند الجمهور هي بين السرة إلى الركبة (وهناك من قال أقل من ذلك، كالظاهرية وبعض الحنابلة) وأضاف الحنفية لذلك البطن والظهر.
سماع الموسيقى (المعازف) محرم عند جمهور العلماء، لكن وقوع تجاوز في بعض النوادي لا يعني تحريم النوادي التي لا يقع فيها تجاوز!
والثابت في الإسلام أنه لا يحلّ عِقابُ من لم يُحدِث من أجل من أحدث! فمن الباطل أن يمنع من لم يحدث من أجل من أحدث، والله تعالى يقول: {ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى}. وهذا الإحداث إنما هو لبعض النساء –بلا شك– دون بعض. ومن المحال منع الخير عمن لم يُحدِث من أجل من أحدث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العجمي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:05]ـ
أحسن الله إليكم يا ابن الأمين ..
لكن تعلمون وفقكم الله أن الشريعة جاءت بسد الذرائع .. وتعلمون مايحاك للمرأة السعودية من مخططات قد تلبَّس اللباس الشرعي .. فليست قضيتنا جواز أو عدمه! المسألة باختصار مخطط لإفساد المرأة السعودية ..
فلا تكن عونا لأهل الشر ..
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 12:21]ـ
لا أشك بأن هناك مخططاً لإفساد المرأة المسلمة (والرجل كذلك) وقد تكون تلك المخالفات المذكورة مقصودة ذلك، لكن لو سلم النادي من المخالفات فلا يصح منع الخير عمن لم يُحدِث من أجل من أحدَث أو لتوهم أنه قد يُحدِث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العجمي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أحسن الله إليكم ..
كلام جميل، ولكن كل هذا لم يكن خافيا على سماحة المفتي آل الشيخ والشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ والشيخ صالح الفوزان والشيخ الراجحي والبراك والجبرين الذين أفتوا بحرمتها في بيان خرج عن الأندية النسائية .. وذلك لما ذُكر من سد الذرائع وغيرها من الأمور التي ينظر إليها هؤلاء الجبال بنظر ثاقب .. ولا يعني هذا أن المرأة لاتمشي ولاتفعل الرياضة، فالنبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة.(/)
هل حقا جمال البنّا مفكر إسلامي؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:12]ـ
المصدر:
http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/Mabrouk.htm
وانظر التعليق عليه عليه هنا أيضًا:
http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/Hussny.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الأولى
هل حقا جمال البنّا مفكر إسلامي؟
بقلم: محمد إبراهيم مبروك
ما الذي يمكن أن نفعله تجاه تلال من الزيف تجمعها عشرات الكتب ومئات المقالات لكي ندحضها ونبرز ما فيها من ضلالات؟
أعتقد أن الحل الوحيد هو أن نصبر على معظمها ونعمد مباشرة إلى المنظومة الأساسية التي تنطلق منها لنكشف عن أسرارها.
هذا ما جال بخاطري وأنا بصدد مناقشة أفكار الأستاذ جمال البنا الذي تتجاوز كتبه المائة ويبلغ الكثير منها حجم المجلدات وتتجاوز مقالاته الألف يشغل الكثير منها الصفحات الكاملة. وليس دافعي للقيام بهذه المهمة عمق هذه الأفكار أو تأثيرها الكبير على عقول الماس أو حتى ما حققته من استياء ونفور في نفوس من قرأها من المسلمين. فلقد عاش الأستاذ جمال البنا ثمانين عاما لا يكاد يعرف به أحد أو تصنع أفكاره – على الرغم من كل هذه الكتب والمقالات – أثرا ذا شأن لدى القراء ولا حتى المتخصصين، وهو ما ظل يشكو هو نفسه أمام الكثيرين (ولنا ان ندرس مدى تأثير ذلك على توجهاته خصوصا لو ربطنا بينه وبين إدراكه الذكي لمدى ما بلغه أخوه الإمام حسن البنا من شهرة ومجد وتأثير على تاريخ العالم) ولكن منذ عامين فقط أدرك الماركسي القديم الأستاذ صلاح عيسى بذكاء لا يحسد عليه مدى ما يمكن حصده من ثمار خلال توظيف جمال البنا لتوجهات التيار العلماني الذي ينتمي إليه. ليس فقط استغلالا لاسم الرجل الذي يرتبط بأخوته للإمام حسن البنا أو حتى لصفة المفكر الإسلامي الملتصقة به. ولكن وقبل كل ذلك لأنه فهم مشكلة الرجل ومن هنا أتاح له الفرصة عبر صحيفته "القاهرة" أن يقول كل ما يريده، بل وكل ما يريده هو أيضا. وحتى إلى هذا الحد فليست هناك مشكلة ذات بال. فالجريدة تكاد تكون حكرا على العلمانيين واما توزيعها فحدث عنه ولا حرج. وبعض الإسلاميين الذين كانت تفزعهم آراء وفتاوى البنا في أول الأمر سريعا ما صاروا يقرؤونها من باب الطرائف والعجائب ولكن يبدو أن هذا الأمر ذاته أثار غضب الأستاذ البنا وعناده فقرر أن يعلن في الآونة الأخيرة عن أفكار أشد حدة وإثارة مثل كون الإسلام دينا علمانيا وانه ليس دينا ودولة وبطلان الجهاد في الإسلام وأن الحضارة الأمريكية حضارة رائعة رغم لوثاتها وأن على المسلمين أن يطوروا عقائدهم ومناهجهم الدينية استجابة لطلب بوش والإدارة الأمريكية. وبذلك حقق للتيار العلماني وللقوى التي يخدمها أكثر مما يريدون.
ورغم كل ما سبق فإن ما أفزعني حقا ودعاني للقيام بهذه المهمة أنه قد بدأنا نرى من يظهر في القنوات التلفزيونية الحكومية وغير الحكومية مطلقا مثل هذه الأفكار مدعيا أنه يستند في ذلك إلى مفكر إسلامي مستنير هو الأستاذ جمال البنا. وعلى هذا فإنني – كما قدمت – سأعمد مباشرة إلى مناقشة ما يمكن تسميته بالمنظومة الفكرية للأستاذ البنا لنرى ماذا بها من صفة الإسلامية لأن فكر الرجل إذا كان في حقيقته مجردا من تلك الصفة لم تعد هناك أهمية كبيرة لمناقشة كل تلك الأفكار التي يطلقها فهو لن يعدو حين ذاك سوى مجرد واحد من الكتاب العلمانيين المنتشرين في البلاد.
المرجعية الإسلامية وموقفه من السنة النبوية
المرجعية الإسلامية الملزمة حقا – كما يحددها الأستاذ جمال البنا – "القرآن الكريم والصحيح المنضبط من السنة النبوية أما أحكام الفقهاء وأئمة المذاهب والصحابة إلخ .. فلا تعد ملزمة" (ما هي المرجعية الإسلامية الملزمة: القاهرة 15/ 8/2000). وهكذا جاءت الأجزاء الثلاثة لكتابه الأساسي في هذا الموضوع (الفقه الجديد) على هذا النحو (فهم الخطاب القرآني – السنة النبوية – أصول الفقه التقليدي وأصول الفقه الجديد) ولكننا بخلاف هذا الترتيب سنبدأ بمناقشة مفهومه للسنة النبوية أولا لأن ذلك بحسب تصوري هو المدخل الحقيقي لفهم فكر جمال البنا.
يذهب الأستاذ جمال البنا إلى رفض منهج العلماء في إثبات صحة الأحاديث النبوية ويستند على ذلك على ذلك إلى عدة أشياء أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هناك اختلافا بين العلماء أنفسهم على الأحاديث التي تنطبق عليها صفة الحديث الصحيح. فكما ينقل البنا عن الإمام الحاكم فإن "عدد من خرج لهم البخاري في الجامع الصحيح ولم يخرج لهم مسلم أربعمائة وأربعة وثلاثون شيخا وعدد من احتج بهم مسلم في المسند الصحيح ولم يحتج بهم البخاري في الجامع الصحيح ستمائة وخمسة وعشرون شيخا" ويضيف إلينا إلى ذلك في كتابه (السنة) "أن هناك اختلافا في تحديد مضمون كلمة ثقة من بعض المحدثين والبعض الآخر كما يظهر من قبول البخاري لمن رفضه مسلم والعكس بالعكس".
وظاهر الخلاف هنا يبدو وكأنه يدور حول الصحة والضعف. ولكن الحقيقة هي أنه يدور حول الصحة وزيادة التوثيق من هذه الصحة. فقد اشترط البخاري في رجال صحيحة العدالة الضبط واللقيا بينما اشترط مسلم العدالة والضبط والمعاصرة. ومعنى ذلك أن مسلم كان يكتفي لصدق الحديث معاصرة الشيخ للشيخ الذي يروى عنه بينما البخاري لا يكتفي بذلك بل يشترط التحقق من التقاء الشيخ بالشيخ الذي يروي عنه. فالمسألة تعني الزيادة في التأكد عند البخاري دون أن تعني ضعف منهج مسلم في تحقق الصحة.
أما حكاية اختلاف الثقة في الشيوخ بين إمام وآخر، فهذا يتعلق بمدى تحقق كل إمام من ثقة الشيخ المروي عنه بحسب درجة تحفظه في مدى توفر تلك الثقة والتي كانت تبلغ درجة من التشدد في التحفظ عند البعض لا يعيب البعض الآخر أن يتخفف منها. فقد كان يسقط الكثير من الأئمة الثقة عن بعض الرواة لمجرد أنه يأكل في الأسواق أو يصيح فيها. وللزهري (إبراهيم بن سعد) الذي ولي قضاء بغداد واتفق الكثير من الرواة على عدالته (وهو غير الزهري التابعي الشهير) قصة لها أهميتها الخاصة حيث يروي عنه الإمام ابن القيسراني في كتابه السماع. أنه كان يفتي بتحليل الغناء (وهو أمر يتفق معه فيه أئمة آخرون كابن حزم والغزالي بعكس ما يعتقد البعض من الاتفاق على تحريمه) وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه فسمعه يتغنى فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فأما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا. قال إذن لا أفقد إلا شخصك. أ. هـ. ولا نعتقد أن من يترك على سبيل المثال تلك الدرجة من التحفظ في أخذ الأحاديث يكون في حديثه ضعف بسبب ذلك.
ويستدل البنا على موقفه أيضا في رفض منهج العلماء في إثبات صحة الحديث بما يذهب إليه من تعذر التوصل ولو إلى حديث واحد متواتر (أي رواه جميع من الثقات عن جمع من الثقات) تواترا لفظيا (158). ويضرب لذلك مثلا بحديث "من كذب علي .. إلخ" حيث يذكر من رواياته الروايات التالية:
1 - من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
(وهذه في معظم الروايات التي رويت عن مائة صحابي).
2 - من كذب علي فيلتمس لجنبه مضجعا من النار.
(وهذه لقتادة رضي الله عنه).
3 - من كذب علي متعمدا ورد أو رد شيئا مما أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم. (وهذه عن أبي بكر).
ترى لو جاء عن أحد الزعماء انه قال: "أننا سنحارب الأعداء بكل عزم وقوة" في عشر روايات. وقال في غيرها "أننا سنحارب اعداءنا بكل قوة وعزم" فهل يحق لنا أن تسقط هذا الكلام ونبقي روايته عن هذا الزعيم ولا يشك العالم اجمع في قوانا العقلية؟
ولكن ماذا نفعل إذا كان الأستاذ جمال البنا يعلق على الروايات السابقة للحديث المذكور بقوله: "فإذا كان هذا هو المثال الذي يضربونه بالمتواتر والذي نرى أن تواتره اللفظي غير قائم. وأن تواتره المعنوي متفاوت فكيف يمكن الوثوق في حديث متواتر؟ " (السنة: ص140).
ويستدل الأستاذ على موقفه أيضا بأن علماء الحديث اهتموا بسند الحديث (الرواة) دون المتن (مدى صحة نص الحديث نفسه. وينقل في ذلك عن الدكتور إسماعيل منصور من كتابه (تبصير الأمة بحقيقة السنة) قوله: " أن ما وضعه المحدثون من ضوابط في السند صرفت المحدثين عن العناية الواجبة بالمتن في حين أن هذه لن يعنوا بالمتن إلا بالبحث عن العلة القادحة أو الشذوذ من باب إتمام الأمر لا من باب تأسسه أو حتى المساواة بين الأمرين مما جعل ضوابط حكمهم على الحديث ما هي إلا مجرد ضوابط شكلية لا تمثل قيمة بالنسبة لصحة المرويات" (السنة: 52 - 53) ويقول البنا تأكيدا لذلك عند إنكاره لبعض الأحاديث المتواترة في هذه الموضوعات مع وجود علل في روايات بعض الأحاديث التي تعالج أصولا هامة يصور جريرة التعويل على السند وليس المتن" (السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ص158).
أقول أن اتهام علماء الأمة بالاهتمام بالسند دون المتن اتهام شديد البطلان ومن يطلع على كتب علوم الحديث التي تتعدى الخمسين علما يحد العجائب الذكية في نقد العلماء للأحاديث من خلال المتن يقول الإمام داؤد بن علي: "من لم يعرف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سماعه ولم يميز صحيحه من سقيمه فليس بعالم" (كتاب السماع لابن القيسراني: ص89). لقد ألف العلماء الكثير من الكتب في ذلك ووضعوا علامات عديدة للوضع في المتن منها: ركاكة اللفظ – مخالفته لبدهيات العقول – مخالفته للقواعد العامة في الحكم والأخلاق – مخالفته للحس والمشاهدة – مخالفته للبدهي في الطب والحكمة – مخالفته لسنن الله في الكون والإنسان – إشتماله على سخافات يصان منها العقول – مخالفته للحقائق التاريخية المعروفة عن عصر النبي – إخباره عن أمر وقع بمشهد عظيم وينفرد راو واحد بروايته" (راجع د. مصطفى السباعي: السنة وأثرها في التشريع الإسلامي):
وللإمام ابن القيم كتاب رائع العمق والطرافة في ذلك هو كتاب (المنار المنيف في الصحيح من الضعيف) يقول فيه: "ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا. فمنها اشتماله على المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله ? (أحاديث تكافئ الناس على جملة يقولونها أو على بضع ركعات نافلة تكافئهم بعجائب المكافآت التي لا يعلمها الأعلام الغيوب). ومنها تكذيب الحس لخا كحديث "الباذنجان لما أكل له .. ومنها مخالفة الحديث صريح القرآن. ومنها أحاديث المناقب للأشخاص أو البلدان" وذكر ابن القيم عشرين علامة من علامات الحديث الموضوع يمكن إدراكها من المتن يكفي الاعتماد عليها لإبطال ما يشاع من أحاديث تجافي العقل دون التضحية بالسنة النبوية كلها إرضاء للأستاذ البنا ومن يذهبون مذهبه.
ويقف الأستاذ البنا كثيرا عند الأخذ بحديث الآحاد (وهو ما يرويه الثقة عن الثقة حتى يصل إلى الرسول ? لاحتمال تطرق الخطأ إليه. والسؤال المطروح هنا: هل إفادة حديث الآحاد الظن الراجح دون اليقين الذي لا يتطرق إليه الشك لا يقتضي العمل به في الشريعة؟. إننا لو أخذنا بذلك فإننا نبطل حركة الحياة في الكون كله. فمدار العلم في تأريخ الدنيا يقوم على الظن الراجح وليس اليقين، وكما يقول البروفيسور سوليفان: "إن معنى نظرية علمية صحيحة أنها فروض علمية ناجحة ومن الممكن تماما أن تكون سائر النظريات العلمية باطلة ذلك أن النظريات التي نعتبرها اليوم حقيقة ليست إلا قياسا على وسائلنا المحدودة للملاحظة، (نقلا عن وحيد الدين خان: الإسلام يتحدى).
وهنا قد يقال: ولكننا الآن أمام دين ولينا أمام علم والدين لا يتصور فيه غير الثبات تعكس العلم. وأرد على ذلك بأن المسألة هنا في الفروع وليست في الأصول ومن هنا كان الاجتهاد. فالاجتهاد ليس في القدرة على التطبيق فقط ولكن في اعتماد أدلة الفروع. ولكن المشكلة الكبرى هي في اعتقاد البعض أن الأمور منتهية وكل شيء على ما يرام.
إن كل المقدمات والأسانيد التي بنى عليها الأستاذ جمال البنا موقفه حتى لو كانت كلها صحيحة لا تكفي بأية حال من الأحوال لأن تأتي بهذه النتيجة الكبرى وهي رفض الأخذ بالأحاديث النبوية بناء على منهج العلماء. ومن ثم فإن الظاهر أن هذه النتيجة محددة سلفا وأن كل هذه المقدمات والأسانيد ما هي إلا محاولة للوصول إليها. وهنا نقف على قضية القضايا في موقفه من السنة النبوية وهي: هب أن كل الأحاديث الموجودة لدينا صحيحة السند والمتن فهل يكفي هذا عنده للإستدلال بها؟ أقول أنه سوف يرفضها أيضا بناء على موقفه من قضية تدوين السنة.
فهو يذهب استنادا إلى بعض الأحاديث (ويا للعجب في ذلك) إلى أن الرسول ? نهى عن كتابة الأحاديث، وبناء عليه فقد ذهب الأستاذ البنا إلى أن "الدلالة الوحيدة التي تستخلص من هذه الوقائع أن الجميع: الرسول والخلفاء الراشدين من هذه الوقائع أرادوا عدم تأييد ما جاءت به السنن من أحكام رغم التزام جيل الرسول والأجيال بعده ما لم تمثل عنتا أو حرجا. أو جاءت هذه الأجيال بعوامل لم تكن معهودة لجيل الرسول. ففي هذه الحالات يجتهد للتوصل إلى حلول تتفق مع الثوابت القرآنية حتى وإن خالفت الأحكام السنية." (السنة: ص 202). والثابت أنه قد جاءت الأحاديث أيضا التي تذكر أن الرسول ? قد أذن لبعض الصحابة بكتابة بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
الأحاديث ويستدل بعض المدافعين عن السنة من ذلك بأن الإذن بالكتابة قد نسخ النهي عنها ويرى آخرون منهم أن النهي خاص بمن لا يؤمن عليه الغلط والخلط بين القرآن والسنة. أما الإذن فهو خاص بمن أمن عليه ذلك. واستجلاء الأمر عندي فيما يمكن فهمه من ذلك أو بمعنى أدق فيما تقتضيه طبيعة الإرشاد النبوي هو أن ما كان يهدف إليه الرسول ? هو حفظ قداسة القرآن بإحاطته بسياج من الخصوصية تفصل بينه وبين كلام النبوة وكانت الكتابة من بين ذلك في الوقت الذي يشق فيه في حفظ السنة النبوية عن طريق السمع والذاكرة والرواية لأن هذا هو الطريق الذي عرفه العرب في حفظ علومهم وحين تأكد له ذلك سمح بكتابة السنة رويدا رويدا. ومن ثم فلا علاقة على الإطلاق بين ذلك النهي عن الكتابة وعدم اهتمامه ? بحفظ السنة ومن بتلك الاستنتاجات الشاطحة التي يذهب إليها البنا وغيره.
فإذا كان هذا هو موقفه من السنة فترى ما هو موقفه من القرآن؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية
هل حقا جمال البنّا مفكر إسلامي؟
موقف جمال البنا من القرآن وقواعد أصول الفقه
بقلم: محمد إبراهيم مبروك
يقول الأستاذ جمال البنا " أن المرجعية الإسلامية الملزمة حقا هي القرآن الكريم والصحيح المنضبط بالقرآن من السنة النبوية" (القاهرة: 15/ 8/2000). وقد رأينا في الحلقة السابقة موقفه من منهج العلماء في إثبات صحة السنة حيث رأى أنه "ليس من معيار يمكن أن يفصل لنا في هذا سوى القرآن فالموضوع هو حديث الرسول وليس هناك ما يسامي هذا في أقوال البشر - ولا بد من أن نذهب إلى القرآن رأسا حتى تطمئن القلوب وتزول ما يمكن أن يعرض لها من غضاضة أو تردد". (السنة: 245).
إن ابسط ما يقتضيه هذا الموقف الذي يذهب إليه البنا هو أن يضع لنا منهجا في استنباط الأحكام الفقهية وإلتماس المعايير التي يتحدث عنها للفصل في صحة الأحاديث أو ضعفها. فترى ماذا فعل الأستاذ البنا من أجل ذلك؟
بادئ ذي بدء فإن فإن البنا يرفض كل تفسيرات المفسرين بل والمذاهب الفقهية ايضا حيث يقول في ذلك: "نحن نرى أن هذه التفسيرات وكذلك المذاهب الفقهية تميل لأن تكون نوعا من الأفتيات والإسقاط البشري على القرآن" (القاهرة: 15/ 8/2000).
وهو يقف بالمفسرين كل من مرصد فهم في زعمه قد حشوا التفاسير بالإسرائيليات. يقول البنا في ذلك: "إن الفقهاء وليس المحدثين – رأوا ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخه ناسخ في الإسلام وهذه الروح المنفتحة الطلقة السمحة هي التي تفسر لنا كيف تقبل المفسرون الأساطير الإسرائيلية وكيف حشوا بها تفسيراتهم" (فهم الخطاب القرآني: ص102). وهو يسقط أيضا أسباب النزول "نكاد نقطع بأن معظم ما جاء عن "أسباب النزول" منحول أو موضوع أو مروي بالمعنى الذي ينال من مصداقيته ولكن المفسرين تلقفوا هذه الأحاديث لأنها حلت لهم مشكلتهم حتى وإن قالوا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" (فهم الخطاب القرآني: ص103) فإذا تجاوزنا مناقشة صحة أو خطأ ما يقول ونحينا كتب التفسير وأسباب النزول أيضا فإلى أي شيء نلتجئ لفهم القرآن؟. إن ابن رشد مثلا الذي يعترض على منهجه أمثالي يذهب إلى أن قواعد اللغة العربية هي الحدود التي لا ينبغي أن يخرج عنها تفسير أو تأويل. فهل رضي جمال البنا بالوقوف عند تلك الحدود؟. أقول إن جمال البنا يرفض ذلك أيضا حيث يقول: "عز على اللغويين أن يبدع القرآن لغته الخاصة وصياغاته المميزة وظنوا – وبعض الظن إثم – أن عليه أن يتبع قواعدهم! فأخذوا يفتاتون عليه" (فهم الخطاب القرآني: ص104). ويقول في موضع آخر:" وفكرة أن القرآن نزل بلغة العرب وبالتالي تأثر باللغة العربية وأثر فيها – هو مما لا يجوز المبالغة فيه، لأن القرآن نزل بلغة العرب وأستهدف التأثير أولا على هؤلاء العرب فإن هذا لم يكن إلا بداية لهدف كبير أراده الله هو هداية البشرية كلها والذين يعلمون اللغة العربية فيها قلة. كما أن القرآن لم يتأثر بلغة العرب قدر ما أبدع لغته الخاصة" (فهم الخطاب القرآني: ص106).
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى ما هي هذه اللغة الخاصة التي يتهم اللغويون – حتى يبرر تنحيتهم عن التفسير – بأنهم أرادوا إخضاعها لقواعدهم بينما الحقيقة أنهم استقوا تلك القواعد من القرآن نفسه .. أتكون هي اللغة التي لا يهمها سوى جمال البنا فقط؟ وحتى لا يتهمني أحد بالتهكم فلننظر كيف يجيب المفكر الكبير عن السؤال المطروح: كيف نفسر القرآن يجب أن يكون بالقرآن وتبعا لروحه ومقاصده وليس تبعا للقواعد أو الأصول التي يضعونها أو حتى المعنى الحرفي للكلمة. لأن للقرآن معانيه الخاصة التي يضفيها على الكلمات". هل قال البنا بذلك شيئا؟ هل أجاب على السؤال؟!. ولكنه في موضع آخر يقول: "والنظر في القرآن ككل هو ما يقربنا إلى روح القرآن ومضامينه العامة التي نستلمها في وضع القواعد واستنباط الأحكام" (القاهرة: 12/ 9/2000) فيظل السؤال مطروحا: ما هو المنهج الذي نستخدمه في تفسير القرآن ووضع تلك القواعد؟!. إن البنا لا يقول في ذلك شيئا إلا مطلقات في مطلقات (القرآن ككل – روحه ومقاصده العامة – تفسير القرآن بالقرآن).
لقد ذبح البنا الأحاديث النبوية جميعا إلا ما أدعى اتفاقه مع صريح القرآن، فهل قال لنا شيئا عما هو هذا الصريح من قواعده؟. إنه بعد أن يتهكم على ما وضعه الأصوليون من قواعد في فهم النص القرآني يقول: "وقد تكون هناك فصيلة واحدة من فصائل "الألفاظ الواضحة" وهي المحكم وهي التي ينطبق عليها "لا إجتهاد في النص" ويضربون لها المثل بقوله تعالى بالنسبة لمرتكبي جريمة القذف "ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا". وحتى هذا ظهر من يقبل الشهادة بعد التوبة لقوله تعالى: إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم". (فهم الخطاب القرآني: ص82). وهكذا قرر البنا أنه ليس هناك محكم في القرآن نفسه. ومن ثم فقد بنى على ذلك أنه "لا مفر في النهاية من أن إعمال النص والتعرف عليه هو أمر من أمور العقل والفهم والفكر والتقدير مهما كانت مظنة وضوح وقطعية النص" (المرجع السابق: ص80).
وهكذا في ضربة واحدة أنهى البنا على كل القواعد الثابتة في الدين. هذه المسألة التي عالجها البنا في بضعة سطور تمثل قضية القضايا في الدين كله وهي قضية الثابت والمتغير في الإسلام والتي يجب أن نعرض لها من منظورين: منظور أصول الفقه والمنظور الفلسفي. فمن المنظور الأول فلا تناقض في معنى الآيتين اللتين ذكرهما لأنهما ليسا منفصلتين كما يوهم حديثه بهذا وإنما هما جاءتا متتابعتين في سورة النور هكذا "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون. إلا الذين من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" والمعنى الواضح الذي لا أملك سوى أن أكرره هو أن هؤلاء لا تقبلوا لهم شهادة أبدا إلا إذا أعلنوا توبتهم.
وأما مسألة المحكم والمتشابه في القرآن فهي مسألة ما كان يملك جمال البنا – الذي يعلن أنه لا يؤخذ عن كتب الأصول القديمة بدعوى أن كتب الأصول المعاصرة تغني عنها – أن يتعمق فيها خصوصا أنه يريد مادة تسعفه في الإعلان على القواعد الثابتة في الدين أمام الجماهير واستباحة حكامه للهوى العقلي. وما لا يدركه جمال البنا – الذي لا يمل من التسفيه من كل علماء وأئمة الإسلام في التاريخ الذين يتهمهم بعدم فهمهم لحقيقة الدين بينما فهمها هو وحده – إن هؤلاء المعاصرين لم يؤخذوا عن القدماء إلا شذرات من إبداعهم العقلي في أصول الفقه وهو القدر الذي لا يسمح لغيره إدراك المعاصر لعلوم الإسلام في ظل حالة التغريب التي تعيشها وما أذهب إليه أن مشكلتنا الأساسية في الاجتهاد المعاصر ليس في تحديد أصول الفقه بقدر ما هي في تفعيل الإبداعات العظيمة في أصول الفقه للقدماء تطبيقيا على الواقع المعاصر. ومن هنا كان هذا التلاعب بقواعد الاسلام بكل هذا التسطيح الذي يحدث. ولو رجع البنا لابن حزم في الأحكام في أصول الأحكام، أو للشاطبي في الموافقات لوجد التالي: المعنى الأساسي لهذا الموضوع جاء في قوله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب" فيقول الإمام الشاطبي عن
(يُتْبَعُ)
(/)
المحكمات "قوله "هن أم الكتاب" يدل على أنها المعظم والجمهور. وأم الشيء معظمه وعامته كما قالوا "أم الطريق" بمعنى معظمه "وأم الدماغ" بمعنى الجلدة الحاوية له الجامعة لأجزائه ونواحيه. "والأم" ايضا الصل" وهذا المعنى الأخير ركز عليه الكثير من العلماء على اساس ان المحكمات هن الأصل الذي تقاس عليه الأحكام. وبناء على ما سبق يذهب ابن حزم والشاطبي إلى أن الآيات المحكمات هن الأعم الأغلب من آيات القرآن، ويحتجان على ذلك بأن المتشابه لو كان كثيرا لكان الالتباس والإشكال كثيرا وعند ذلك لا يطلق على القرآن أنه بيان وهدى. كقوله تعالى "هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين".
ولكن الوعي بذلك يقتضي عدة تقسيمات ويفرق الإمام ابن حزم بين المتشابهات في القرآن والمشتبهات في الأحكام التي جاءت في قول الرسول ?:"الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات" فإذا كان تم النهي عن تطلب معاني مشتبهات القرآن كالحروف المقطعة في أوائل السور أما المشتبهات من الأحكام فقد حث الشارع على فقهها وتبيينها وعند ذلك تصير هي نفسها من المحكمات. ويذهب الشاطبي إلى نفس المعنى حيث يرى ن المتشابه الأول هو الذي لم يجعل لنا إلى علمه سبيل، أما المشتبهات في الأحكام فهي التي تصير الاجتهاد عن بيانها فإذا تم له ذلك صارت من المحكمات. وبناء على ذلك فإن المحكمات نفسها تنقسم إلى قسمين محكمات بحسب الأصل كما جاءت كالأحكام المتعلقات بالتوحيد وأصول الدين وكبائر المحرمات. كتحريم القتل والزنا والسرقة، ومحكمات بحسب المآل، كالعام بعد تخصيصه، مثل تخصيص قوله تعالى في القرآن "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" بما جاء في الحديث "لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا". والمطلق بعد تقييده مثل تقييد الدم الذي جاء مطلقا في قوله تعالى:"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" بصيغة المسفوح التي جاءت في قوله تعالى: "قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس" (يراجع فيما سبق، أحكام الأحكام، الباب الحادي والعشرون، والموافقات، القسم الرابع).
أما من المنظور الفلسفي، فإن الإسلام ينقسم إلى ثوابت ومتغيرات يدور تحديدها في إطار الثوابت. وأما القول بانتفاء الثوابت فهو يعني إلغاء الإسلام نفسه وتحوله إلى مادة تأويلية لتبرير هوى العقل، وهو الأمر الذي سنعمل على شرحه في حلقة قادمة بإذن الله.
فالمهم الآن أن الأستاذ جمال البنا أحالنا في معرفة السنة إلى الصريح من القرآن، ثم انتهى في فهمه للقرآن أنه ليس به صريحا. لقد كتب البنا فصلا من خمسين صفحة بالضبط عن فهم الخطاب القرآني كما يجب أن يكون. قرأته مرارا وتكرارا بحثا عن أي منهج لهذا الفهم فلم أجد شيئا سوى قوله "ومن مفاتيح الفهم السليم للقرآن أن نتعرف عل معنى المعجزة بالنسبة للقرآن لأن مدلولها ومضمونها يختلفان عن مدلول ومضمون المعجزات في الأديان الأخرى" (المرجع السابق، ص153) وتحت هذا المعنى كتب كلاما جميلا في عشرات الصفحات عن التأثير النفسي للقرآن وعن الموسيقى القرآنية. ووجدت قوله أيضا "إعمال العقل في كل ما يتعلق بالدنيا والإيمان بالقيم والمبادئ النبيلة السامية" وكل هذا مطلقات وكلام إنشاء وأتحدى أن يشير لي البنا نفسه عن أي موضع في هذا الفصل أو في كتابه كله عن أي منهج وقواعد لذلك الفهم القرآني الذي يجب أن يكون بحسب تصوره. لأننا كلما بحثنا في كتاباته لا نجد في النهاية سوى حكم العقل والعقل وحده وما كل ما يتحدث عنه من منهج فقهي جديد في فهم الإسلام سوى سلسلة من المراوغات التي لا تنتهي والتي يمكن الاحتماء بها إذا تمت مواجهته بأنه ينحي الشريعة كلها جانبا. ولكنه مع ذلك يترك بعض الثقوب بين تلك الستر الكثيفة من المراوغة ليصرح من خلالها بأفكاره الحقيقية دون أي مواربة ومن بين ذلك قوله:"إن كل ما يتعلق بالشريعة من علاقات يفترض أن تتفق مع العقل أولا ولا يكون الوحي إلا مؤكد ومكللا له. أي إعمال العقل في فهم النص وهذا يجعل العقلانية هي المرجعية الإسلامية فيما يتعلق بالشريعة" (القاهرة: 15/ 8/2000).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الأستاذ الكبير بعد أن يسطر مئات الصفحات في جزئيه الأول والثاني من كتابه (الفقه الجديد) عن القرآن والسنة يقرر في الجزء الثالث أن أصول الشريعة عنده هي العقل أولا ثم القيم الإسلامية ثانيا، ثم تأتي بعد ذلك بقية المصادر الأخرى (وما الضرر في ذلك ما دام سيتم تأويلها بما يتفق مع هذين الأصلين الجماليين (نسبة إلى جمال البنا) الأولين. بل قل الأصل الأول وهو العقل لأن الأصل الثاني لا يعني شيئا سوى مطلقات سيتم إرجاعها إلى الأصل الأول كما سنرى). وبعد أن يذكر أن اصله الأول هو العقل وأنه يقدم العقل على النقل يورد اعتراض العلماء على ذلك ويوجزه في نقطتين: الأولى: أن الله أعلم بالمصلحة من الإنسان. والثانية: أن العقول نسبية وأن هناك عقلي وعقلك. ويرد على النقطة الأولى بأن الله تعالى لا يريد للمؤمنين أن يكونوا صما وعميانا وقد وهبهم الله تعالى العقل الثمين لكي يستخدموه لا لكي يهملوه .. وشبه الذين لا يتدبرون بالأنعام "بل هم أضل أولئك هم الغافلون" (الجزء الثالث: ص208) وطبعا لن يعدم الأستاذ البنا استخدام الآيات في غير محلها حيث أن منهجه الأساسي هو تأويل الآيات للاتفاق مع حكم العقل ونحن هنا أمام عقله هو. فكون الله أمر المؤمنين باستخدام عقولهم لا يعني ذلك أنه أمرهم بإلغاء شرعه بدعوى استخدام العقل. فنحن أمام مصلحين شرعية ومصلحة عقلية عند من يرون ذلك، فهل نترك حكم الله من أجل تقدير بعض العقول؟ وإذا كان في ذلك امتثال لأمر الله بالتدبر والتعقل فلماذا شرع شرعه أصلا؟ أما كان يكفي أن يأمر المؤمنين بالتفكر والتدبر دون أن يشرع لهم شرعا؟ ويجيب البنا على النقطة الثانية بأن كون العقول نسبية ومختلفة فإن هذا مما يثري الموضوع لأنه يكشف عن كافة جوانبه وليس هذا الموضوع هو "طبقك المفضل" الذي يخضع للذوق الشخصي ولكنها قضايا عامة يعالجها الكتاب والعلماء والمفكرون والفقهاء وكل يدلي بدلوه وكل يكشف عن جانب منها وفي النهاية يتبلور الحل الأمثل أو الحل الأقل سوءا او تعرف جوانب القوة والضعف وتتكشف المحاذير والمزالق". (المرجع السابق: ص209). والذي نقوله أنه إذا كان الأمر هكذا فالأصح إذن أن نعود لنقطة الأصل عند البنا وهي تحكيم العقل فقط ولا داعي المشرع في شيء وليجلس هؤلاء يفكرون ويتدبرون وما ينتهون إليه يكون هو الشرع وهذا هو الذي يقوله العلمانية بالضبط فما الداعي إذن للزج بالكتاب والسنة في حديث لا ينتهي ما دام الفصل في النهاية سيكون لما ينتهي إله هؤلاء؟!.
يقول البنا أنه يجب الإهتداء في ذلك بالقيم القرآنية مثل الحق والعدل والتيسير والرحمة والتوبة! فمن قال أن هذه القيم هي قيم قرآنية فقط؟! إن أغلب الأديان والفلسفات تقول بتلك القيم أيضا ولا جدوى لوجود تلك القيم دون أن تكون لها محددات واضحة، وإلا فماذا يفرق الإسلام عن غيره من تلك الأديان والفلسفات؟ إنه "الدور" الذي يتحدث عنه الفلاسفة القدماء حيث نبدأ بنقطة ونلف وندور كثيرا ثم نعود إليها مرة أخرى. فالواقع الذي نحن بصدده أننا – كما قلت سابقا- أمام علمانية حقيقية تتستر بأردية لا نهائية من المراوغات المصطبغة بالشرع وإن كانت تتكشف بشكل صريح في بعض الفجوات التي يتعمد جمال البنا تركها ليصرح من خلالها بأفكاره الحقيقة. ولكننا بعد أن كشفنا هنا عن حقيقة منهجه المدعي نستطيع الآن أن نفسر تلك الآراء والفتاوى العجيبة التي يصرح بها وذلك في الحلقة القادمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة
جمال البنّا: هل هو مفكر إسلامي أم علماني؟
غرائب وعجائب آراء وفتاوى جمال البنا
بقلم: محمد إبراهيم مبروك
يلاحظ القاريء الذي يتتبع مقالتي السابقتين كثرة علامات التعجب فيهما وكنا ما زلنا نتناول ما يقوله الأستاذ جمال البنا في قواعد أصول الفقه الإسلامي ولم نتعرض للأكثر إثارة من آرائه وفتاويه بعد .. ومن ثم، فليعذرني القاريء إذا طغت هذه العلامات في مقالنا الحالي الذي يتناول الكثير من تلك الآراء والفتاوى. وعلى المستوى الشخصي فأنا أتسامح تماما مع وجود أي قدر من علامات الاستفهام في كتابات أي كاتب يكتب عن الأستاذ جمال البنا حتى ولو شغلت نصف مساحة ما يكتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما كان هناك أي قدر من العجب لو كان ما يكتبه أو يقوله الأستاذ البنا باسم العلمانية ولكن العجب كله يأتي من كونه يقوله باسم الإسلام. وليسمح لي القاريء أن استطرد قليلا لأوضح مسألة خطيرة في الموضوع وهي أن مصدر العجب لا يأتي من أكذوبة المفكر الإسلامي المستنير التي يتستر فيها بعض العلمانيين بالإسلام لتمرير أفكارهم التي تعمل على تفريغ الإسلام من محتوياته وهي قضية قديمة تناولتها منذ أكثر من عشرة سنوات في كتابي (تزييف الإسلام وأكذوبة المفكر الإسلامي المستنير) والذي تناولت فيه أفكار حسن حنفي ومحمد أحمد خلف الله وزكي نجيب محمود، ولكن العجب يأتي من كون البنا يبدو وكأنه مقتنع بما يقوله بالفعل وان هناك من سيصدق بالفعل أن هذا الذي يقوله ويسقط به كل قواعد وشرائع الدين هو فكر إسلامي حقيقي خصوصا أنه مطالب بالتسليم مسبقا بتلك المقولة التي تتردد دواما في كتابات البنا وهي أن علماء الإسلام وأئمته على امتداد أربعة عشر قرنا لم يفهموا الإسلام على حقيقته وفهمه هو وحده!!!!.
هل أتقول على الرجل؟ هل أتجرأ عليه بالتهكم؟ سيعلم القاريء الذي يتابع هذه المقالة وما بعدها أنني أبعد ما أكون عن ذلك.
أول العجائب التي نذكرها هنا هي قول الأستاذ البنا أن الإسلام دين علماني وهو قول يتفق تماما مع القول بأن الشيء موجود وغير موجود في نفس الوقت، أي الاصطدام مع قانون عدم التناقض الذي قام عليه الفكر الإسلامي كله!. ولكي نشرح للقاريء ذلك نقول: أن الفكر العلماني هو سبة يتميز بها الفكر اليوناني (الذي هو اصل الحضارة الغربية) بوجه خاص، فبعكس كونفوشيوس في الحضارة الصينية وجوتاما بوذا في الحضارة الهندية، وزرادشت في الحضارة الفارسية، وإخناتون في الحضارة المصرية، الذين أقاموا افكارهم على قاعدة من الدين، فإن قادة الفكر في الحضارة الغربية أقاموا أفكارهم حتى بالنسبة للدين نفسه على اساس العقل المجرد. ولا يختلف معنا الأستاذ البنا في هذا الذي ذكرناه حيث يقول: "مما لا يخلو من دلالة اننا لا نجد في التاريخ الأوروبي – من اليونان حتى اليوم – ذكرا للرسل والأنبياء، فقد حل الفلاسفة والأدباء والمفكرون محلهم" نحو علمانية إسلامية: القاهرة 11 ديسمبر).
فالعلمانية تحديدا هي الاقتصار على العقل البشري وخبراته في تصور حقائق الوجود وتصريف شئون الحياة وهذا يعني استبعاد الدين بمعناه المقدس (الوحي) عن أن يكون مصدرا لتصور حقائق الوجود أو التدخل في وضع النظم والقوانين التي تدير شؤون الحياة. ليس هذا فقط بل أن الدين نفسه ينبغي تصوره على هذا الأساس العقلاني. فقد يعتقد المفكر أو الفيلسوف العلماني بوجود الله أو بعدم وجوده، فإذا أعتقد بوجوده فهو الذي يحدد تصوره أو كونه واحدا أو اثنين أو حتى عشرة. فليس حقيقيا ما يشاع من كون العلمانية تنحي الدين جانبا فقط عن التدخل في نظام الحكم وإنما هي تنحية تماما عن التدخل في أي شأن من شؤون الحياة. غاية ما في الأمر أن تعطي الحق كل إنسان في ان يتصور الدين بالطريقة اتي يراها او لا يتصوره على الإطلاق. وتنقسم العلمانية بعد ذلك في موقفها من الدين إلى علمانية محايدة تمنح الناس الحرية فيما يعتقدون كالعلمانية الغربية في بلادها بوجه عام، وعلمانية متطرفة تقهر الناس على ترك الدين كلية كما حدث في الاتحاد السوفيتي، وهو الاتجاه الذي ينتمي إليه أغلب العلمانيين العرب، والذي يبدو جليا عند تمكنهم من الحكم. أما الإسلام فهو دين شمولي قائم على الوحي المقدس "وما فرطنا في الكتاب من شيء". "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". بل ويقرر الإسلام أن الإيمان ببعضه والكفر بالبعض الآخر، هو الكفر الصراح، كما جاء في قوله تعالى: "افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" بل أنه يقرر أن عدم قبول أي جزء منه هو بمثابة الكفر"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم" ومع ذلك تبرز عقلانية الإسلام في اتجاهين (طبعا بعد حرية الإيمان أو عدم الإيمان به) الأول في التعامل مع حقائق الطبيعة والثاني في الاجتهاد في ربط العلاقة بين الأحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية والواقع (هذا غير العلاقة الجدلية بين التفكير في الوجود والإيمان بالله ذاته، وهو أمر شديد العمق لا يسمح المجال هنا بشرحه).
ومع كل ما سبق فلا يرى الأستاذ جمال البنا في المشكلة سوى مجرد التباس، حيث ان هذا الالتباس يعود في نظره (ولكل قاريء ان يضع علامات التعجب كما يشاء بالنسبة للكلام القادم) إلى أن كل علماء وأئمة الإسلام على امتداد تاريخه كله لم يفهموه ولم يفهموا موقفه من العلمانيين لأنهم اعتقدوا الأحكام التي فهموها هم والأمة جمعاء من الدين هي التي تمثل احكام الدين، بينما أحكام الدين الحقيقية (كما فهمها البنا والتيار العلماني الذي أطلقه علينا من خلال صحيفة القاهرة) هي عدم وجود أحكام للدين. يقول البنا في ذلك: "نشأ هذا اللبس من اعتبار الأحكام التي اسسها الفقهاء والأئمة منذ ظهور المذاهب في القرن الثالث الهجري (ملحوظة هنا: المذاهب ظهرت في القرن الثاني لا الثالث وإن كان الإمام أحمد بن حنبل كان لا يزال شابا حتى نهاية ذاك القرن) ومن ظهر بعدهم من المجددين مثل ابن تيمية وابن حزم في القرن الثامن (ملحوظة: من الصعب جدا تصور جهل أي مثقف عادي بالتراث بتاريخ عصر الإمام ابن حزم الذي هو واحد من أبرز المفكرين الإسلاميين بل والعالميين في التاريخ والذي توفي في منتصف القرن الخامس وقامت على فقهه دولة الموحدين بالأندلس والمغرب العربي في القرن السادس الهجري). والشوكاني في القرن الحادي عشر ومحمد عبده في القرن الرابع عشر الهجري حتى زعماء الحركات الإسلامية المعاصرة (المودودي – حسن البنا – سيد قطب) هي الآراء التي تمثل وجهة نظر الإسلام في العلمانية وغيرها وهذا لبس مفهوم فاساتذة الجامعات الدينية يرون في هؤلاء أساتذتهم العظام كما أن أساتذة الجامعات المدنية والمستشرقين (وهنا عجب خاص فحتى المستشرقين الذين لا تفترض فيهم عقلا تهمة التقليد لم يسلموا من هذا الجهل) يرون في هؤلاء الأئمة الطبيعيين للفكر الإسلامي: القاهرة: 18 ديسمبر 2001. ولكن ترى ما السبب الذي جعل هؤلاء جميعا يجهلون الحقائق التي علمها البنا! (أرجو أن لا يعتقد القاريء انني خرجت عن نطاق الدراسة إلى الحديث عن مسرح اللامعقول عند بيكيت على سبيل المثال) يذكر لنا هذا السبب فيقول: "والحقيقة أن هؤلاء جميعا حتى المتقدمين منهم كأئمة المذاهب الأربعة خضعوا لمناخ سياسي واجتماعي وثقافي معين وتأثروا تأثرا عميقا ببيئاتهم" ولا أدري كيف يمكن القول على التاريخ الإسلامي كله: مناخ اجتماعي وثقافي معين. ولكن البنا يضيف إلى ذلك سببا آخر ناقشناه طويلا في بداية هذه الحلقات هو سقوط هؤلاء الأئمة جميعا في خطأ الأخذ بالأحاديث النبوية التي يشكك البنا في صحتها جميعا إلا ما يعتقد فيها أنها تتفق مع حكم العقل.
ولأن المسألة ليست إلا مجرد لبس في النزاع الحادث بين الإسلام والعلمانية فإن الاقتراح الذي يقدمه لحل ذلك "ظهور صورة شرقية من العلمانية تحتفظ بالقيم الإسلامية ويستلهمها المجتمع بنسبة تفوق كثيرا استلهام المجتمع الأوروبي للقيم المسيحية وبهذا يحدث نوع من التوازن ما بين عناصر الحفاظ والثبات وقوى التقدم والتطور ويفترض أن يرضى الذين يمثلون الدعوة الإسلامية بهذه القسمة، وليست هي بالقسمة الضيزة وان يصرفوا النظر تماما عن إعادة عقارب الساعة أو إحياء الماضي كما كان فهذا ليس ممكنا .. وقد لا يكون مطلوبا" (القاهرة: 18 ديسمبر 2001).
وهكذا يتم حل المشكلة بالنسبة للبنا بمجرد استلهام القيم الإسلامية (بعد تأويلها طبعا) لتتوافق مع العلمانية التي تكون لها القيادة الفعلية في المجتمع. فهل من الممكن ان يكون هذا الحل مقبولا لدى الإسلام الذي يعتبر أن التفريط في أي جزء منه هو خروج عن الدين؟ وكفر به وهل من الممكن أن يتحدث احد بذلك ويقول أن هذا هو الفهم الإسلامي الصحيح؟!. ثم ما الفرق إذن بين ما يقوله البنا وبين ما يقوله العلمانيون الصرحاء والذين ربما تكرموا علينا بالاحتفاظ بقدر أكبر من الإسلام. إن مشكلتنا مع جمال البنا هي قوله عن نفسه أنه يمثل الفكر الإسلامي الصحيح أما إذا أعلن صراحة أنه مجرد فكر علماني ولم يستخدم الشكل الإسلامي في تبرير افكاره فإنه يكون قد أراحنا وأراح نفسه منا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هل يتوقف العلمانيون عند حد إقصاء الدين عن التدخل في الحكام الدنيوية كما يدعون؟.كما قلت سابقا فإن أغلب العلمانيين العرب لا يهون عليهم ذلك وللنظر ماذا فعل البنا نفسه.
يقول البنا عن العقيدة الإسلامية: "لو أقحمت الدولة الإسلامية العقيدة في اهتماماتها فيغلب ان تسيء إلى العقيدة وإلى نفسها" (القاهرة: 20/ 7/2000) ولنا أن نتساءل: كيف يمكن وصف الدولة بالإسلامية دون إقحام العقيدة الإسلامية؟!!! .. ليس هذا فقط بل أنه يتدخل في الأعمال التعبدية أيضا إلى الدرجة التي تؤدي إلى إلغائها. فهو يذهب إلى أن التيسير في الإسلام يسمح باختصار الصلوات الخمس المفروضة إلى صلاتين فقط وذلك استنادا (ويا للعجب في ذلك) إلى حديثين نبويين (ويبدو أن عقل الأستاذ البنا لا يقبل إلا الأحاديث التي يؤدي تأويلها عنده إلى إلغاء قواعد الدين) حيث يقول: "بل وصل التيسير إلى الصلاة المقدسة فقد روى ابو داؤد عن عبد الله بن فضالة عن أبيه قال: "علمني رسول الله ? وكان فيما علمني، وحافظ على الصلوات الخمس فقلت إن هذه ساعات لي فيها اشغال فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزأ عني، فقال حافظ على العصرين، وما كانت من لغتنا. فقلت وما العصران؟ قال: "صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها" ومثل هذه الرواية "أن رجلا أتى النبي ? فاسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل ذلك" ".
والرواية الأخيرة لا تهمنا في شيء فهي حديث منقطع عند الإمام أحمد. أما الحديث الأول الذي رواه أبو داؤد والنسائي وغيرهما فإن المسألة بالغة الوضوح كما ذكرها العلماء وهي أن قوله ?: "حافظ على العصرين" لا يقصد به سوى الحفاظ على وقت العصرين دون أن يعني ذلك إهدار القيام بالصلوات الأخرى وإنما التيسير في وقت أدائها فقط. ولو كان أحد في تاريخ الأمة فهم من الحديث ما فهمه البنا لأجاز ذلك في نفسه ولكن ماذا نفعل في أهواء العلمانيين؟.
ويبدو أنه لخطورة الكلام القادم فإن صلاح عيسى قد نشره في القاهرة بطريقة شديدة المراوغة تعبر عن مدى إدراكه لما جاء فيه من خطورة وإصراره على نشره في نفس الوقت. فقد نشر هذا الكلام في العدد 117 تحت عنوان (نواصل الحوار حول بيان المثقفين) في الصفحة الرابعة على صورة حوار وكتب فقط اسم المحاور ولم يكتب أي اسم للمحاور معه وإنما نشر فقط صورة الأستاذ البنا وصورة الشيخ القرضاوي الذي يتم الرد عليه في الحوار. بينما نشر في العد السابق مباشرة لهذا لعدد وفي نفس الصفحة وتحت نفس العنوان مناقشة البنا لبيان المثقفين وهو الأمر الذي يفهم منه مباشرة أن المنشور في العدد 117 هو استكمال لما قاله البنا في العد السابق دون أن يذكر اسمه مباشرة، ومع ان هذا الحديث يتفق تماما مع أسلوب البنا في تناوله للأحكام الإسلامية ولكن أيا ما كان الأمر فإن التعرض لهذا الحديث يدخل في سياق موضوعنا حول موقف العلمانيين من أحكام الإسلام .. من بين ذلك القول بأن "الكثيرين يظنون أننا نذبح باسم الله لأننا نذكر اسم الله عند الذبح ويتصور هؤلاء أن الله أمرنا أن نذكر اسمه عندما نذبح وهو تصور خاطيء لأن الله تعالى لو اراد ذلك لقال لنا مثلا "يا أيها الذين آمنوا إذا ذبحتم فأذكروا اسم الله" .. ومن جهة اخرى فإن الذبح معاش وليس من المتوقع ان يكون للدين دخل به" وهكذا لا يعتقدون أن من المتوقع أن يتدخل الله في الأمور المعاشية ولهذا يتم إلغاء هذه الشعيرة تبعا لذلك. ليس هذا فقط، وإنما يجيء في هذا لحديث ايضا المواظبة على ذكر اسم الله عند فعل كل شيء أمر غير مشروع لأنه نوع من الكذب على النفس لأننا لم نكن لنكف عن الأكل والشرب والسفر وغير ذلك من الأمور المعاشية لو كنا كافرين". وهكذا يغدوا الذاكرين لاسم الله عند كل موضع هم الكاذبين والذين لا يذكرونه هم الصادقين. ولم يتم الاكتفاء بذلك بل يدعو أيضا إلى إبطال شريعة القصاص "لم يأمر النص القرآني بقتل القاتل بل يفهم منه (من هذا لذي يفهم؟! أجيبوني يرحمكم الله) الترغيب في عدم القتل حيث اعتبر إصرار الولي على قتل القاتل إسرافا في القتل. قال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا" وبيان الإسراف في القتل هنا أن إصراره على قتل القاتل ينتهي بوجود قتيلين بدلا من واحد". وطبعا ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
مهما في شيء أن كل أمة الإسلام فهمت أن المقصود بهذا الإسراف تعدي القاتل إلى قتل غيره لأن الأمة كلها كما يقول الأستاذ البنا لم تفهم حقيقة الشرع حتى لو روي ذلك عن الرسول ? نفسه فسوف يتم الرد علينا ببساطة أن هذا الحديث حديث كاذب!!! ..
ولننظر ماذا أدت إليه عقلانية البنا، أو علمانيته كما ينبغي ان نقول، في قضية مثل قضية حجاب المرأة. فهو يفسر قوله تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن .. " كالتالي: "أن القرآن الكريم لم يامر صراحة إلا بستر الجيوب أي فتحات الصدور وإدناء الأزياء" (المرأة المسلمة: ص34). أما خمار المرأة "فقد تقبله للنساء كما تقبل العمامة للرجال – كزي لتغطية الراس ووقايتها دون البعد العبادي" (ص 34) "لأن الآية – وإن اقرت الخمار فإنها لم تأمر به – والإقرار به هو إقرار بعادة" (29) فإذا كان قوله تعالى: "وليضربن بخمورهن على جيوبهن" ليس امرا بالاختمار فعلينا أن نلغي قواعد اللغة العربية هي الأخرى. ثم يفسر قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" بأنه كل ما لم يامر القرآن بستره وهو لم يأمر صراحة إلا بستر فتحة الصدر وإدناء الثوب" والخلاصة هنا أنه يبطل فريضة الحجاب ايضا ولا نستطيع أن نرد عليه تفسير العلماء ذلك لأنه ليس هناك علماء غيره ولا بمحاورته الأحاديث عن الحجاب لأنه سيتهمها بالضعف. والحقيقة أن إنكاره للعملاء والأحاديث يقتضي علينا منطقيا ألا نناقشه في أي حكم من الأحكام خصوصا بعد أن أكدنا علمانيته بل نستطيع القول أن رأي البنا في أي حكم من أحكام الإسلام هو أنه حكم باطل ورغم أن ذلك يتنافى مع أي عقل ولكن بحسب الشكل الإسلامي الذي يتستر به فإنه يكفي لأن يستخدم فكره كآلية من قبل العلمانيين الذين فسحوا له صحيفة كاملة فيسألونه ما رأيكم كمفكر إسلامي مستنير في حكم كذا؟ فيجيبهم هذا باطل وليس من الإسلام. ثم في حكم كذا؟ فيجيب وهذا باطل .. وحكم هذا؟ فيجيب وهذا باطل وهكذا قاعدة قاعدة وحكم حكم من قواعد واحكام الدين. ويبدو أن جمال البنا شعر أنه من الممكن أن يتعب من هذا الأمر فأراد أن يضع قاعدة عامة تبطل الدين بكامله بمجرد إعمالها وتريحه من هذا التعب، هذه القاعدة هي حرمة إفتاء الفقهاء عن الحلال والحرام بل وحرمة سؤال الناس عن ذلك من أصل (وأقسم للقاريء أنني لم أترك موضوع المقال لأنقل له جزءا من فيلم شهير لإسماعيل يس) فالآية التي تقول: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون" والتي يفهم الناس منذ نزول الوحي وحتى الآن أن المقصود منها هو زجر من يحرمون أو يحللون ما لم ينزل الله به سلطانا، هذه الآية استخدمها البنا للتدليل على حرمة حديث الفقهاء عن الحلال والحرام بإطلاق أي من خلال التفسير والفقه والاجتهاد وإنما الذي عليهم هو نقل فقط ما حرمه الله وما حلله الله إلى الناس ولم يقل البنا ما الذي سيتم نقله من هذا الحلال والحرام! هل هو الذي فهمه البنا فقط؟!!! … ولذلك أراد أن يحسم الأمر من الأساس فقرر أن الناس لا يحق لها أن تسأل عن الحلال والحرام "لأن هناك نهيا عن السؤال جاء في القرآن "يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم" " (القاهرة: 26/ 9/2000) مع أن الآية نفسها تقرر أن السؤال مشروع بعد نزول القرآن وقد نزل القرآن بالفعل واكتمل الوحي فلما يحرم السؤال؟!!!!!!!.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة
جمال البنّا: هل هو مفكر إسلامي أم علماني؟
لماذا يدعو البنا إلى الاستجابة للطلب الأمريكي بتغيير المناهج الدينية
وكيف يغدو دعاة التقارب بين الإسلام والعلمانية أمريكيين في النهاية؟
بقلم: محمد إبراهيم مبروك
لماذا يتبنى جانب كبير من العلمانيين العرب الآن نفس التوجهات الأمريكية بالنسبة للإسلام والعالم الإسلامي خصوصا إذا كان الذين يقودونهم هم بعض الماركسيين القدماء الذين كانوا على التناقض – فيما هو معلن – لعهود طويلة مع الفكر الأمريكي فغدوا الآن براجماتيين كاملين؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر في الحقيقة لا يتعلق كثيرا بما تقتضيه الموضوعية الفكرية أو الوعي بمتغيرات الواقع وانعكاسات ذلك على التطوير الفكري للآراء والمذاهب الفلسفية لكي تتوائم مع ما كشفت عنه تجارب الشعوب من حقائق واحتياجات جديدة إنما الأمر يتعلق عندنا في عمومه بقوم رأوا في الانتماء للماركسية السبيل الوحيد لتحقيق ذواتهم في عصر كانت الدعوة فيه إلى الفكر الماركسي قرينة بالدعوة إلى العلمية والعقلانية والنضال والشرف والحقيقة ذاتها .. وسريعا ما ارتقى الذين انغمسوا في هذا الفكر إلى أعلى المناصب ونالوا أعز الأوسمة وصاروا روادا للفكر العربي المعاصر. وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وزوال ما كان للفكر الماركسي من مكانة وسند وجد هؤلاء الماركسيون مكانتهم في أجهزة الثقافة والإعلام كقادة مميزين للفكر العلماني لهم سمعتهم الخاصة في العداء المتطرف لحركة الإسلامية.
وبحسب نظريتي عن تفسير الصراع العالمي والتي طرحت في كتابي (الإسلام والغرب الأمريكي) فإن هذا الصراع يؤول باطراد إلى الاستقطاب الشديد بين طرفي نزاع هما الإسلام والغرب الأمريكي أو بوجه أكثر دقة إلى الصدام بين الرؤية الإسلامية للوجود التي تعلم على تلبية الحاجات الإنسانية الدنيوية المادية والروحية معا بالطريقة التي تؤدي إلى سعادة الإنسان في الآخرة. وبين الرؤية المادية البراجماتية الأمريكية التي تتمحور حول المنفعة واللذة وإلهاء الإنسان عن الإجابة عن الأسئلة المصيرية للوجود. وفي ظل هذا الاستقطاب فلابد أن يلتقي هؤلاء العلمانيون والماركسيون القدامى مع التوجهات الأمريكية في العداء للفكرة الإسلامية ولمن يحملون مهمة الدعوة إليها.
ولابد أن تتوقع أن مآل دعاة التقارب بين الإسلام والعلمانية سيكون في النهاية هو الانضمام إلى المعسكر الأمريكي. وبناء على ما سبق فقد كان من الطبيعي أن تدفع جريدة القاهرة الأستاذ جمال البنا إلى إصدار هذا المانشيت العريض: (ندعو الله أن لا تنهار الحضارة الأمريكية لأنها رائعة رغم كل لوثاتها). ثم ليبطل الجهاد في الإسلام في خطوة تالية ثم ليقرر في خطوة أخيرة ضرورة الإستجابة للتدخل في تغيير المناهج الدينية في مدارسنا حيث يقول في ذلك: "إذا لم تقابل الأفكار الأمريكية بحساسية مرهفة أو بحماسة طائشة أو بمعارضة مبدئية على اساس أن هذا تدخل في صميم الأمور الداخلية في الدولة .. إلخ. فأي الموضوعات يظن أنهم يريدون الحديث فيها .. ؟
يبدو أنها موضوعات مثل الحقوق الأساسية للإنسان والديمقراطية وحرية الفكر وقضية المرأة، وكذلك تلك الأفكار التي اشاعتها جماعات الرفض مما ليس له أصل في الإسلام مثل الجهاد كوسيلة لنشر الدين أو الإبقاء على نظم قديمة عفى عليها الزمن – ولم تكن أصلا من الإسلام" (القاهرة: 10 سبتمبر 2002).
ترى هل يهم الأمريكان في شيء تطوير التعليم الديني من اجل قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الفكر وقضية المرأة وهم الذين يعملون على مساندة ودعم الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة لنها الأنظمة الوحيدة التي يضمنون استمرار تأييدها للتوجهات الأمريكية من أجل الحفاظ على تلك المساندة والدعم وهو ما يعترف به مارتن أنديك (السفير الأمريكي السابق في إسرائيل وأحد أهم مستشاري السياسة الأمريكية الآن) فيقول: "في الماضي ساد إدراك بأن ديناميات التغيير في المجتمعات التقليدية يمكن أن تفضي إلى زعزعة الاستقرار. وطرحت واشنطن الخيار إما بين الفساد أو الفوضى .. وأختارت مساندة حكومات فاسدة لأنها خشيت من سوء عاقبة البديل على المصالح الأمريكية". ومن ثم فليست هذه هي القضايا الأساسية التي تهم القيادات الأمريكية في تعليمنا الديني وإنما الذي يهمهم في ذلك هو جوهرها العقائدي الذي يحتم الصدام بين الرؤية الإسلامية والرؤية الأمريكية البراجماتية في الوجود والذي يربط رباطا عضويا بين إيمان الإنسان وبين التطبيق العملي له على الواقع الأرضي خصوصا في مجالي نظام الحكم والجهاد ضد اعداء الإسلام "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه". "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك يركز الغربيون على مواجهة بعض الدعوات الفكرية بوجه خاص مثل الوهابية، وغاية ما في الوهابية أنها تركز على غرس العقيدة الإسلامية بنقائها وصفائها في نفوس الناس وليست لها موقفا خاصا من الأمريكيين أو غيرهم من أجناس البشر. لكن المشكلة التي يعيها الأمريكيون أن ذلك الغرس العقائدي سريعا ما يبرز التناقض في نفوس الناس بين الإيمان بالله في الإسلام والارتضاء بالنظم العلمانية الغربية في الحكم، وبين ذلك الإيمان وبين عدم جهاد الاحتلال الصهيوني لبلاد المسلمين .. ومن ثم كان تركيز الأميركيين على إضعاف هذا البعد العقائدي في التعليم الديني للمسلمين. ولكن المشكلة تبلغ عمقها في اعتقاد هؤلاء أن الأمر أمر كمي قابل للتجزئة، ومن ثم إمكانية التفاوض على بعض أجزائه، ويتجاهلون أن أي فصام بين إيمان الناس الاعتقادي وتطبيقه العملي في بعدي النظم الحاكمة والجهاد ضد أعداء الإسلام، هو أمر يعني القضاء على إيمان الناس ذاته بالإسلام. ومن ثم فمن غير المعقول مطالبة الناس بالتخلي عن إيمانهم ذاته إرضاء للغرب وإن كان هذا يرضي أشد الرضا دعاة العلمانية عندنا ومن هنا كان التقاء الهدف بينهم وبين الأمريكيين. ولهذا ينشط أمثال جمال البنا في الدعوة للاستجابة لمطالب الأمريكيين في تغيير المناهج الدينية ويعلن الرجل للاسلاميين أنه ليس أمامهم الآن سوى قبول دعوته لما يقدمه لهم من إسلام بلا إسلام. أي إسلام بلا قواعد ولا شرائع ولا أحكام بل مجرد بعض الشعائر بحسب المزاج والطلب .. ومن ثم فإنه يرى أن المعترضين على هذا الطلب الأمريكي "لن يعسر عليهم أن يأتونا بنصوص من أقوال الفقهاء توقع عقوبة الموت على المرتد وتقرر مصادرة كل فكر مختلف .. ولن يعسر عليهم أن يقدموا نصوصا عن دونية المرأة وفرضية الحجاب عليها وتحريم المناصب العليا .. أما الحدود من قطع يد السارق ورجم الزاني فإنها بالطبع ستكون في صدارة ما يقدمون" (القاهرة: 10 سبتمبر 2002). والدليل على أنه يعلن للاسلاميين بل للمسلمين عامة أنهم ليس لهم سوى قبول ما يتفضل علينا به من إسلامه العجيب هو أننا لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا تجاه الأمريكيين لأن ما يعترضون عليه "هو بالفعل أقوال أئمة المذاهب وفقهاء السلف الصالح فإذا أعادته المؤسسات الدينية فإن ذلك سيكون مصداقا لاتهامات الأمريكيين وهذا هو المأزق الذي سيجد فقهاؤنا أنفسهم فيه وكانوا في غنى عنه ومخلص منه لو" وأقف هنا وأقول: لو ماذا؟ لو ألغينا عقولنا واعتقدنا أن الإسلام الذي يقدمه جمال البنا ومن يقف وراءه من غلاة العلمانيين الحاقدين له أدنى علاقة بالإسلام. ذلك الإسلام الذي بلا تفسير ولا سنة ولا قواعد للحكم ولا جهاد في سبيل الله ولا حد ردة ولا حد زنى ولا حد سرقة ولا قصاص ولا حجاب ولا صلوات خمس وإنما صلاتان فقط ولا شعائر ذبح ولا شعائر ذكر ولا أي شيء على الإطلاق من قواعد الدين وأحكامه وهذا الذي يكمل به كلمة لو فيقول" لو أخذوا بما عرضناه مرارا وتكرارا وما سجلناه في "نحو فقه جديد" و"الإسلام وحرية الفكر وعشرات الكتب الأخرى" (نفس المقال السابق).
وربما كان البنا قد أعلن عن علمانيته بوضوح لما أثار اهتمام أحد ولفات على العلمانيين ما يحققونه الآن من ثمار إنتشار هذه الأفكار الشاذة. ولهذا انصب اهتمامنا هنا على تجريد أفكاره من تلك الصفة الإسلامية بوجه خاص وتقديم الأدلة والبراهين على ذلك ليكون التركيز على نفي هذه الصفة هي المهمة الأساسية لمن يواجهون بمثل تلك الأفكار من قبل بعض المدعين من العلمانيين استنادا على جمال البنا.
ولا يهمنا بعد ذلك تتبع افكار الرجل والعمل على دحضها ليس فقط لهشاشتها وبعدها عن العمق ولكن وقبل ذلك أنه لم يقبل الاعتراف بأية معايير يمكن الاحتكام إليها. فكيف يمكن تقديم إقامة حوار موضوعي بلا معايير ضابطة؟ إن غاية ما يمكن أن يقدمه تيار أكذوبة الفكر الإسلامي المستنير هو الإجتهاد في إبداع تأويلات احتيالية جديدة يمكن بها تقديم الأفكار العلمانية للناس باسم الاسلام وهو الأمر الذي يقتضي كشف هذه الاحتيالات الجديدة من جانب الإسلاميين وتكون النتيجة هي ضياع جانب كبير من الجهود الفكرية للأمة في كشف هذا الاحتيال الأمر الذي يعبر عن مدى ما نمر به من انحطاط فكري في هذه المرحلة. فالفضيلة الأساسية لصراع الأفكار هو التطور الفكري، ولكن السمة الأساسية لذلك الفكر الاحتيالي هي الوهن الشديد لأنه يدور في منطقة الزيف المقطوعة الصلة عن الأعماق الحقيقية لاهتمامات الإنسان. وهو الأمر الذي يجعله يؤثر سلبا على التطور الفكري للمفكر الذي يناقشه. ولذلك فأنا أعلم جيدا أن الكثيرين من المفكرين الجادين حتى العلمانيين منهم سيلومونني على قيامي بهذا الدور ولذلك فأنا أعترف أنني فعلت ذلك قياما بواجبي الدعوي وليس الفكري وأحتسب عند الله ما أصاب فكري من عور نتيجة تلك المعايشة الطويلة في مناقشة فكر جمال البنا وتيار الفكر الاحتيالي بوجه عام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 03:58]ـ
وقال الدكتور محمد عباس عندما نقل الدراسة السابقة:
http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/Hussny.htm
كما أحيل القراء أيضا إلى الدراسة بالغة القيمة التي كتبها المفكر العميق الأستاذ محمد إبراهيم مبروك بعنوان:
هل حقا جمال البنّا مفكر إسلامي؟
أرجو من القارئ الرجوع إليه في هذا الرابط:
رابط محمد إبراهيم مبروك
وأناشد أصحاب المواقع أن ينشروا هذه الدراسة على أوسع نطاق لفضح جمال البنا، فلقد لاحظت حصارا لها كالحصار المضروب حول بروتوكولات حكماء صهيون .. الذي يوشك جمال البنا أن يكون منهم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Apr-2007, صباحاً 04:02]ـ
وقال الدكتور محمد عباس قبل ذلك ما نصه:
http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/Hussny.htm
انكشف أعلى صوت للدفاع عن الدولة المدنية في مصر: الدكتور سعد الدين إبراهيم وهو يطالب بإلغاء المادة الثانية من الدستور و أن يتضمن الدستور هيمنة الجيش لكي يصبح هدفه وواجبه منع وصول الإسلاميين إلى الحكم ولو عن طريق صندوق الانتخاب!! .. ولتكون للجيش مهمتان: حماية إسرائيل في الخارج .. وحماية أعوانها في الداخل .. أما عدوه الاستراتيجي فهو الإسلام ..
انكشف واحد كالعامل جمال البنا (أصل مهنته عامل .. وليس في كينونة العامل أي عار .. العار فيمن يدعي أنه عالم .. وهو عامل!!) .. جمال البنا الذي أظن أن الأجهزة المولعة باصطياد آل الشهداء قد اصطادته (انظروا بأسي إلى ابن شقيق الشهيد عبد القادر عودة: الدكتور جهاد عودة) .. اصطادته كي تستغله لهدم الإسلام مستغلة أنه شقيق الإمام الشهيد رغم أنه ليس من أهله .. فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين نبي الله نوح عليه السلام وابنه ..
تذكرت بمرارة كيف أن أحد السياسيين المرموقين قد عاتبني عندما أشرت إلى تقارير مجمع البحوث الإسلامية التي تحكم بكفر بعض كتب جمال البنا، وكنت قد حصلت على إذن من صحيفة السبيل الأردنية لنشر سلسلة مقالات للكاتب المرموق محمد إبراهيم مبروك عن جمال البنا في صحيفة الشعب المصرية، ويكاد محمد مبروك أن يصل إلى نفي الإسلام عن الرجل جملة وتفصيلا .. و أظنني أوافقه .. تحدث مبروك عن موقف جمال البنا حين راح يعلن للإسلاميين بل للمسلمين عامة أنهم ليس لهم سوى قبول ما يتفضل علينا به الغرب من إسلامه العجيب هو أننا لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا تجاه الأمريكيين لأن ما يعترضون عليه "هو بالفعل أقوال أئمة المذاهب وفقهاء السلف الصالح فإذا أعادته المؤسسات الدينية فإن ذلك سيكون مصداقا لاتهامات الأمريكيين وهذا هو المأزق الذي سيجد فقهاؤنا أنفسهم فيه وكانوا في غنى عنه ومخلص منه لو" وأقف هنا وأقول: لو ماذا؟ لو ألغينا عقولنا واعتقدنا أن الإسلام الذي يقدمه جمال البنا ومن يقف وراءه من غلاة العلمانيين الحاقدين له أدنى علاقة بالإسلام. ذلك الإسلام الذي بلا تفسير ولا سنة ولا قواعد للحكم ولا جهاد في سبيل الله ولا حد ردة ولا حد زنى ولا حد سرقة ولا قصاص ولا حجاب ولا صلوات خمس وإنما صلاتان فقط ولا شعائر ذبح ولا شعائر ذكر ولا أي شيء على الإطلاق من قواعد الدين وأحكامه وهذا الذي يكمل به كلمة لو فيقول" لو أخذوا بما عرضناه مرارا وتكرارا وما سجلناه في "نحو فقه جديد" و"الإسلام وحرية الفكر وعشرات الكتب الأخرى"
وبعد أن تم نشر هذه الدراسة العميقة وبالغة الأهمية في الشعب الإليكترونية عاتبني المسئول الكبير فوضحت له حقيقة جمال البنا فاقتصرت إجابته على كلمتين:
ولكنه صديقنا ..
وتوسط لرفع المقال من صحيفة الشعب .. ورفع وأزيل من الأرشيف!! ..
...
المؤكد أن جمال البنا قد حصل على الشهادة الابتدائية، و أنه رسب في المدرسة الثانوية في عامه الأول بها، ليرفض مواصلة الدراسة، ثم تأتي على لسانه جملة غامضة أنه – تحت ضغط الأسرة- حصل على شهادة من مدرسة التجارة العليا ليختصر طريق التعليم (!!)، فكيف دخل المدرسة العليا دون شهادة التعليم الثانوي: الثقافة أو الثانوية أو البكالوريا .. وهل المقصود دبلوما متوسطا أم شهادة عليا؟ ثم أن ذاك و ذلك يتناقض مع التحاقه بعضوية نقابة عمال الغزل والنسيج بالقاهرة عام 1950، وذلك على خلفية عمله لبعض الوقت في أحد مصانع النسيج. و أن هذا الرجل .. العامل .. الذي يحمل في الأغلب شهادة بالرسوب في الصف الأول الثانوي وشهادة متوسطة في التجارة .. هذا البنا أنتج (أو أنتج له) مائة وخمسة كتاب بعضها ضخم، و أنه على الرغم من ذلك ظل غير معروف حتى تبناه صلاح عيسى في صحيفة وزير الثقافة لينشر فتاوى شاذة من أن الحجاب ليس فرضا .. و أن التدخين لا يفسد الصوم .. !! و أن الزواج يتم بلا ولي ولا شهود .. وحق المرأة في إمامة الصلاة .. وحق المسلمة في الزواج من مسيحي أو يهودي وعشرات من التخاريف .. (من حق القارئ أن لا يصدق أن الأمر وصل بالرجل إلى هذا المدى .. وعلى هؤلاء –فقط- أن يبحثوا على الشبكة العنكبوتية لتأتيهم الإجابات بعد نصف دقيقة) .. لكنني هنا أتساءل: إذا كان الرجل غير معروف .. و إذا كنت أشك أن أي طبعة من كتبه توزع أكثر من خمسين أو مائة نسخة (الكاتب المشهور في مصر لا يوزع أكثر من خمسمائة نسخة .. وهو الرقم الذي وزعه أهم كتب صلاح عيسى و أكثرها توزيعا: كتاب مثقفون وعسكر .. وقد وزع خمسمائة نسخة على مدى ثلاث سنوات). فإذا افترضنا أن متوسط تكلفة الكتاب الواحد من كتب جمال البنا هو خمسة آلاف جنيه فإن ذلك يعني أن التكلفة الكلية تتجاوز نصف مليون جنيه .. و أظن أن جمال البنا لا يملك هذا المبلغ فمن الذي أنفق على كتبه؟ ..
من؟؟ ..
ولمصلحة من؟
ولحساب من؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:00]ـ
للأسف ردود متروك ضعيفة علمياً، وليس باحثاً عميقاً ولا يحزنون.
وشاهدت الحوار بين متروك والبنا على قناة الجزيرة، والبنا يقول إن متروك طلب منه تقديم أول كتاب له،
ثم تكلم متروك وذكر أنه لم يتهم البنا بالعمالة للأمريكان وأنه يجله عن ذلك (وذلك بخلاف المقالات التي هنا)
بالإضافة إلى أن بضاعة متروك المزجاة لاتفرق كثيراً عن بضاعة البنا، ويزيد عليه البنا بحسن البيان وهدوء الأعصاب والابتعاد عن الحركات التمثيلية.
وختاماً، فهيئة متروك ليست هيئة باحث إسلامي ولا حتى مباحث إسلامي.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 10:28]ـ
شكرا لمرورك ومساهمتك.
لا أعرف هذا ولا ذاك إلا من خلال المكتوب.
ولم أر اللقاء المنوّه إليه في قناة الجزيرة.
ولكن الذي أعرفه يقينا أن جمال البنا (من خلال كتبه ومقالاته) لا يمت للفكر الإسلامي بصلة وهذا نفس ما ذكره مبروك في مقالاته السابقة هنا وهذا المراد.
والرجل قد نقل من كتب ومقالات جمال البنا وهذا هو المعتمد أما اللقاءات فغالبا ما يحوطها بعض المجاملات وخلافه.
والبنا لم يكتب شيئا بنفسه ولا يعرف شيئا أصلا ليكتبه حتى يقال هدوء أعصاب أو حسن بيان وإنما هو كغيره من العملاء الذين تُستخدم أسماؤهم لا أكثر ..
كالعير في البيداء يقتلها الظما .... والماء فوق ظهورها محمول
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:07]ـ
يا أخ شتا،
أنا لا أدافع عن الضال جمال البنا، لكني لا أريد أن يكون الموضوع تلميعاً لمتروك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:24]ـ
جمال البنا أكيد مفكر؟.
بمعنى انه:
مفكر إنه مفكر ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:35]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
هنا مقال قديم لي في فكر جمال البنا - هداه الله -:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128305
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 01:46]ـ
يا أخ شتا،
أنا لا أدافع عن الضال جمال البنا، لكني لا أريد أن يكون الموضوع تلميعاً لمتروك.
وأنا لم أقصد اتهامك بالدفاع على الأفاك جمال البنا.
ولكن كتبت التوضيح المذكور حتى لا يظن أحدهم بك هذا الظن بارك الله فيك.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الأخ المبارك:
هو لم يظن نفسه مفكرا ولكنهم صنعوه كما صنعوا أحمد صبحي منصور الذي كفره الأزهر وحكم بردته وطرده من جامعته.
والغريب أن مركز ابن خلدون الذي ضم كل هؤلاء الكفرة الفجرة بالقاهرة هو نفسه الذي يتزعم مسألة التجديد في الدين ويجد التمويل والارتياح من أعلى الجهات الخارجية خاصة الأمريكان.
ولا يقتصر دور هذا المركز على البلد التي هو فيها هناك (أعني القاهرة) ولكنه يتعدى الحدود إلى سائر الشرق الأوسط كله وقد أصدر عدة تقريرات عن مناطق عديدة في المنطقة العربية منها العراق على سبيل المثال.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 01:54]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
هنا مقال قديم لي في فكر جمال البنا - هداه الله -:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128305
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
مقال رائع فضيلة الشيخ بارك الله فيكم.
لكن في ترجمة الأفاك جمال البنا التي نقلتموها هناك ما يفيد أنه قد حاضر في الجامعة! وهذا غريب جدا لأن الذي ذكره الدكتور محمد عباس في المنقول هنا أعلاه (ويمكننا أن نقول بأنه ينقل من واقع جمال البنا نفسه) أنه راسب أولى ثانوي.
وشكك الدكتور عباس فيما يبدو من عبارته في مؤهلات جمال البنا بعد ذلك.
والظاهر أنهم أعطوه شهادة مع ما أعطوه من شهرة وألقاب لا تمت للواقع بصلة!.
وليس هذا بغريب فهناك شخصيات مرموقة لم تدخل مدرسة يوما ما ثم تعلمت كيف تكتب اسمها وكلمتين لاتيني وبعد أيام بدأنا نسمع عن شهادات دكتوراه حصلوا عليها.
الظاهر دي أصبحت (موضة)!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 04:55]ـ
لم أسمعهم يقولون يوماً عن الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين مفكر إسلامي!
مفكر إسلامي عندهم معناها: صحفي أو مثقف بالمعنى العام أباح لنفسه أن يخوض في عرى الإسلام بلا مؤهلات ولا ضوابط!
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 11:22]ـ
في قناة المستقلة حوار بين د محمود سيد الدغيم وجمال البنا حول مقاصد الشريعة وحقوق الأنسان
ـ[مرحبا]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 10:29]ـ
حيوان مفكر
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 05:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جمال البنا هداه الله كان قبل اليوم أقوم حالا ولم تكن كتاباته بهذه الدرجة من الانحراف ولعل عقدة شهرة أخيه الإمام حسن البنا
قد أثرت كثيرا في نفسيته فأراد أن يكون شيئا دون أن يملك من مؤهلات ذلك شيئا سوى أن أخاه حسن البنا, والرجل بين الرفض الإسلامي أو الحذر مما يكتب والاستقطاب العلماني مع عدم تمكنه من العلوم الشرعية الضرورية إضافة إلى الجرأة في القول
والغرور العلمي بأنه قد أتى بما لم يأت به الأوائل فكانت تلك هي العاقبة المؤلمة نسأل الله للجميع حسن الخاتمة
أرجو من الإخوة الأفضل عدم الانجراف في هاوية السب واللمز بوصفهم الرجل أنه حيوان مفكر أونبذ الآخر بقولهم متروك بدلا من مبروك فليس هذا من الإسلام فى شىء
وبالمناسبة فإن كتابا للأستاذ محمد إبراهيم مبروك قد صدر منذ أكثر من عشرين عاما بتقديم جمال البنا والكتاب هو أمريكا والإسلام النفعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 05:36]ـ
في مجلة (المنار الجديد) إصدار شهر محرم 1429 مقال جيد لخباب بن مروان الحمد بعنوان:
فوضى التفكير الإسلامي. . جمال البنا نموذجا. ولعل أحد الإخوة يضعه هنا، والأجر على الله.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 11:16]ـ
-
اتجاهه فلسفي ومنهجه اشبه بالفلاسفة الباطنية ولعله تأثر ببعض كتبهم ورسائلهم
من آخر كلامه على قناة دريم في مقابلة مع برنامج عم يتساءلون قال فيما معناه عن عذاب القبر:
ده المحاكم البشرية ما تعزبش كده، إزاي ربنا بيعزب كده، ده ربنا غفور رحيم
ويحتج أن عذاب القبر لم يرد في القرآن وهذا كذب
لكن احتجاجه الأول بأن الله لا يعذب بهذه الطريقة يدل على انكاره عذاب النار اصلاً مع وروده في القرآن
،
بارك الله فيكم
،
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 01:44]ـ
الشيطان ايضا مفكر بل من اكبر مفكرين الدينا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 03:28]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلا شك أن جمال البنا مفكر، والدليل على ذلك من كتاب الله تعالى: الآية 18 من سورة المدثر،
والله تعالى أجل وأعلم.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 08:17]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9825
ـ[لامية العرب]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 03:38]ـ
اتجاه غريب وفتاوى تشمئز منها النفوس
اللهم ثبتنا على الحق
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 08:01]ـ
جزى الله خيراً الإخوة جميعاً
لكن بدل هل جمال البنا مفكر إسلامي؟
هل يوجد شيء اسمه مفكر إسلامي؟
لأن الإسلام عقيدة و شريعة و ليس فلسفة حتى يكون عارفها مفكراً
جوابي لا يوجد شيء اسمه مفكر و لا يوجد شيء اسمه إسلامي حتى
إنما يوجد شيء اسمه عالم شرعي، و هو من تعلم العقيدة و الشريعة
فكلمة مفكر تطلق على من يعرف الفلسفة، و كلمة عالم تطلق على من يعرف العلم
و كلمة إسلامي إقحام لكل شيء في الإسلام، و إنما الصحيح شرعي و هي تأتي بمعنى الشرع و معنى المشروع
و الله أعلم
فالعلم يؤخذ عن العلماء الشرعيين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
في مجلة (المنار الجديد) إصدار شهر محرم 1429 مقال جيد لخباب بن مروان الحمد بعنوان:
فوضى التفكير الإسلامي. . جمال البنا نموذجا. ولعل أحد الإخوة يضعه هنا، والأجر على الله.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9825
ـ[الجندى]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:09]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9062&highlight=%CC%E3%C7%E1+%C7%E1% C8%E4%C7
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 08:58]ـ
مثل هذا الرجل يعرض على السيف فإن تاب وإلا ضرب عنقه وارتاح المسلمون من شره
ـ[أبو حسين علي]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 10:40]ـ
مثل هذا الرجل يعرض على السيف فإن تاب وإلا ضرب عنقه وارتاح المسلمون من شره
وهل تكالبت علينا الأمم إلا من هذه العقليات
الرجل طرح فكراً
ولم يرم سهماً أو يطعن بخنجر
فلماذا نواجه الفكر بالسيف
ألا يدل هذا خوف شديد وشعور بالضعف
لا يفل الحديد إلا الحديد
ولا يرد الفكر إلا الفكر
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 02:37]ـ
مثل هذا الرجل يعرض على السيف فإن تاب وإلا ضرب عنقه وارتاح المسلمون من شره
جزاك الله خيرا وسيرتاح المسلمين من كثير من عقول المفسدين الضالين المضلين
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 02:38]ـ
وهل تكالبت علينا الأمم إلا من هذه العقليات
الرجل طرح فكراً
ولم يرم سهماً أو يطعن بخنجر
فلماذا نواجه الفكر بالسيف
ألا يدل هذا خوف شديد وشعور بالضعف
لا يفل الحديد إلا الحديد
ولا يرد الفكر إلا الفكر
قول الأستاذ البنا أن الإسلام دين علماني وهو قول يتفق تماما مع القول بأن الشيء موجود وغير موجود في نفس الوقت
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلمانية تحديدا هي الاقتصار على العقل البشري وخبراته في تصور حقائق الوجود وتصريف شئون الحياة وهذا يعني استبعاد الدين بمعناه المقدس (الوحي) عن أن يكون مصدرا لتصور حقائق الوجود أو التدخل في وضع النظم والقوانين التي تدير شؤون الحياة. ليس هذا فقط بل أن الدين نفسه ينبغي تصوره على هذا الأساس العقلاني. فقد يعتقد المفكر أو الفيلسوف العلماني بوجود الله أو بعدم وجوده، فإذا أعتقد بوجوده فهو الذي يحدد تصوره أو كونه واحدا أو اثنين أو حتى عشرة. فليس حقيقيا ما يشاع من كون العلمانية تنحي الدين جانبا فقط عن التدخل في نظام الحكم وإنما هي تنحية تماما عن التدخل في أي شأن من شؤون الحياة. غاية ما في الأمر أن تعطي الحق كل إنسان في ان يتصور الدين بالطريقة اتي يراها او لا يتصوره على الإطلاق. وتنقسم العلمانية بعد ذلك في موقفها من الدين إلى علمانية محايدة تمنح الناس الحرية فيما يعتقدون كالعلمانية الغربية في بلادها بوجه عام، وعلمانية متطرفة تقهر الناس على ترك الدين كلية كما حدث في الاتحاد السوفيتي، وهو الاتجاه الذي ينتمي إليه أغلب العلمانيين العرب، والذي يبدو جليا عند تمكنهم من الحكم. أما الإسلام فهو دين شمولي قائم على الوحي المقدس "وما فرطنا في الكتاب من شيء". "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". بل ويقرر الإسلام أن الإيمان ببعضه والكفر بالبعض الآخر، هو الكفر الصراح، كما جاء في قوله تعالى: "افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" بل أنه يقرر أن عدم قبول أي جزء منه هو بمثابة الكفر"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم" ومع ذلك تبرز عقلانية الإسلام في اتجاهين (طبعا بعد حرية الإيمان أو عدم الإيمان به) الأول في التعامل مع حقائق الطبيعة والثاني في الاجتهاد في ربط العلاقة بين الأحكام الإسلامية والواقع (هذا غير العلاقة الجدلية بين التفكير في الوجود والإيمان بالله ذاته، وهو أمر شديد العمق لا يسمح المجال هنا بشرحه).
مارأيك فى النصوص التالية
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
عن أنس بن مالك {أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها؟ ففعلوا , فصحوا , ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام , وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم فأتي بهم , فقطع أيديهم وأرجلهم , وسمل أعينهم , وتركهم في الحرة حتى ماتوا}
عن عبد الله بن عباس أن عمر يعني ابن الخطاب رضي الله عنه خطب فقال
إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده وإني خشيت إن طال بالناس الزمان أن يقول قائل ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصنا إذا قامت البينة أو كان حمل أو اعتراف وايم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتها
(من بدل دينه فاقتلوه)(/)
((مرضانا)) بين [[الأطباء النفسيين]] و [[الرقاة الشرعيين]] ..
ـ[السياسي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فالحديث عن المرضى ذو شجون ٍ وشجون ...
يثير العبر والعبرات ..
ويسيل المدامع ,,
وحسبنا أن في المرض والألم:
التكفير ,,
والتمحيص .. وحط السيئات ,,
و رفع الدرجات ..
فإذا علم المسلم ذلك هان الأمر عليه ورضي به وحمد الله عليه ..
فاللهم لك الحمد على كل حال ..
أحبتي:
هذه مقابلة ٌ صاخبة ومقارعة ٌ ضاربة ...
وإن شئت فقل حوار ٌ هادىء ٌ لطيف ٌ ..
أو
محادثة موجزة بسيطة بين صاحب لنا و صاحب لهم ,,
-- وكلاهما إن شاء الله أصحاب وأخوة لنا ولكم ولهم --
نحب لهم الخير ونسأل الله لهم ولنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد
في هذه المقابلة الطيبة المباركة - ان شاء الله -
عبر ٌ وعبرات ,,
وآلام ٌ وعظات ,,
وفوائد مهمات ,,
ودروس وتنبيهات ..
وتحذيرات ٌ مهمات ..
وفيها الفضح ُ والكشف ُ عما يدور هنا وهناك ..
بين سراديب الظلام ...
ودهاليز الظلم ,,
وخلف كواليس لصوص المال ,,
وأصحاب الجشع ممن لا قلوب في أجسادهم ولا إيمان في قلوبهم التي ليست أصلا ً في أجسادهم ..
فأعطني سمعك وبصرك وفؤادك ,,
وتحملني قليلا ً ..
وخذ نفسا عميقا ً ,,
ولاتسرع في القراءة ..
ولا تتعجل الإكمال ..
ولا تطلب نهاية المقال ..
حتى لا يصدك ذلك عن الهدف المنشود والأمل المعقود ..
وأرجو أن لا يغضب َ عليّ أحد ٌ البته ..
سواء ً من أصحابنا أو من أصحابهم ..
فنحن في خندق واحد ..
وديننا واحد ..
ومطلبنا واحد ..
وأعتذر مقدما ً عن كل كلمة قاسية ,,
أو عبارة جارحة ,,
أو تهمة جائرة ..
أو تعد ٍ سافر ٍ
أو ظلم وجور وبهتان ..
فالتمسوا لأخيكم العذر ..
وسددوا وقاربوا ..
والقصد َ القصد َ تبلغوا ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ..
آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
صاحبهم:
وبعد كل هذه المقدمة ..
اخلص علينا ..
ماذا تريد؟
ترى عندنا مواعيد وحجوزات من 3 و 4 شهور لعدد من المرضى ..
صاحبنا:
أبد والله ماعندي شيء ..
إن كانك مستعجل على العيادة وضايق صدرك على مرضى المسلمين خلاص رح وبعدين نتفاهم ونلتقي لرنتقي ..
بس لحظة تعال:
هالحين مع كل هالزحمة من المرضى كيف بتجلسون مع كل واحد جلسات نفسية علاجية .. !! يمديكم؟؟
صاحبهم:
أضحكتني أيها الصاحب .. لا ليس كذلك فليس الأمر كما تظن وليس كل ما تسمع صحيحا ..
سؤالان أو ثلاثة بالكثير .. !! ثم نصرف لهم العلاج ,, علبة أو علبتين .. ونشفط جيبه ,, ونمسكه الباب ..
صاحبنا:
امممممممممممممم .. الآن فهمت ,,
وهل الناس أغبياء إلى هذه الدرجة .. !!
أم أنكم أنتم حرامية ولا تخافون الله .. ؟؟
صاحبهم:
لا هذا ولا هذا ..
ولكن ألا تعلم أن المريض يتعلق بالقشة ..
ويبحث عن أي علاج يتداوى به .. وأي طبيب يداويه ,, فتراه يُسلم ُ نفسه لك وينطرح ُ بين يديك ..
صاحبنا:
إذن أنتم -- مع احتراماتي وتقديراتي وتحياتي -- حرامية وأصحاب جشع ولا تخافون الله ..
صاحبهم:
أعوذ بالله ..
لا يا أخي .. رويدك علينا ..
فلسنا كذلك , بل نحن قوم متمعلمون أشد التمعلم .. درسنا وتعبنا وسهرنا ..
وترى حنا أفضل من غيرنا ..
وبعدين ترى حنا أفضل من الاطباء البشريين بوااااااااااااااجد وكثيييييييييييييرة م1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رة م1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رة ...
ودعني أوضح لك لماذا نحن أفضل منهم مع أنك لم تطلب ذلك ولكن لقافة ً مني ..
في الطب البشري: التقدم والتطور وسرعة الأداء والتميز كل ذلك إنما هو بفضل المهندسين الذين يصنعون الآلات والمناظير والأشعة والأبر .. وغيرها .. وليس للأطباء البشريين فضل سوى استخدام هذه الآلات والتي أكرر والتي صنعها لهم المهندسون بكل مهارة واحتراف وابداع ..
((صاحبنا:
سبحانك هذا بهتان عظيم ..
أيكون كذلك الوفاء ..
ماهذا الكلام السخيف ..
تبا ً لهذه السخرية الممجوجة ..
وتبا ً لكلام معوج فارغ من الحقيقة ..
أيها الصاحب الجاهل قصدي المتمعلم:
هل لك أن تأيني بأي رجل أو امرأة من الشارع .. مهندس .. معلم .. ميكانيكي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أو ربما حتى طبيب نفسي مثلك ليستخدم هذه الآلات الدقيقة ..
اتق الله يا رجل .. واعرف لأهل الفضل فضلهم .. ))
نستمر والكلام لصاحبهم:
تعبنا ودرسنا وتخرجنا .. وافتحنا عيادات واشترينا أجهزة وأتينا بالكوادر الطبية وخسرنا الكثير من الجهد والوقت والمال .. وهو المهم ..
أترى كثيرا علينا أن نأخذ مبلغا بسيطا من المال لا يقل عن (300) ريال لكل كشفية و (150 - 200) ريال لكل مراجعة وذلك لكل مريض .. !!
لماذا لا ترى هؤلاء الرقاة وهم يضحكون على الناس ويأخذون مالا على الرقية ويبيعون الماء والزيت بـ فلوس كثير ..
صاحبنا:
ما بالك أيها الصاحب الساحب بدأت تتنكر وترمي التهم جزافا ..
قد اتفقنا أنكم حرامية وليتكم اكتفيتم بالحرامية بل زاد شركم وضرركم إلى الأدوية والحبوب والعقاقير المهلكة .. , وهذه نقطة مهمة سنعود إليها ..
نعود لكلامك:
تقول بأنهم يأخذون ((فلوس كثير)) على الرقية وعلى الزيت والماء ... نعم كل هذا صحيح ,,
ونحن لا ننكر هذا أبدا , فهم يأخذون وهذا من حقهم .. وأخذ المال على الرقية جائز وله أصل في قصة اللديغ المعروفة ,,
لكن لو حصل تجاوز من بعضهم فطمعوا وجشعوا وأصابتهم عدوى الحرامية منكم بالطبع فأخذوا فلوس كثير ..
فهذه حالات قليلة ونادرة وشاذة في مجتمع الرقاة .. والشاذ لا حكم له .. وإلا فالأصل المطرد والغالب عند الرقاة أنهم لا يأخذون شيئا .. أو يأخذون شيئا قليلا ..
وأما عندكم فالأصل المطرد هو الطمع والجشع وأكل أموال الناس بالباطل ..
والشاذ عندكم من لا يأخذ شيئا أو يأخذ شيئا قليلا .. والشاذ لاحكم له ..
صاحبهم:
اتق الله واعدل يا رجل ..
فنحن ايضا أحيانا وفي حالات قيلية ونادرة لا نأخذ شيئا ً .. ونعالج بدون مقابل ..
صاحبنا:
هكذا بدون شروط .. تفتحون عياداتكم للجميع بدون مقابل .. !!
صاحبهم:
لا , طبعا ليس كذلك ,
بل نشترط أن يكون المريض مسكينا فقيرا لا يجد قوت يومه ..
وأيضا لا بد أن يكون لم يذق طعاما منذ عامين .. حتى يكون جلدا ً على عظم ... ويثبت لنا ذلك بالأشعة المقطعية والمغناطيسية والطب الشرعي والجنائي والطب البديل ..
عند ذلك فوالله إننا نعالجة مباشرة ً لوجه الله ولا نأخذ منه شيئا ولا نطلب أي مبلغ أبدا ..
لكن لو أعطانا هو من نفسه فلا مانع لدينا ..
صاحبنا:
أظني قد ظلمتكم -- أستغفر الله وأتوب إليه -- أرجوكم سامحوني ..
كنت أحسبكم لاتعالجون الفقراء ..
حسنا ً لو تبين لكم فيما بعد أن ذلك المريض نصاب ومحتال وليس فقيرا ً .. !!
أو قال لكم بدون شعور وبدون قصد أثناء العلاج أنه سافر مرة الى سويسرا .. !!
فماذا تصنعون؟؟
صاحبهم:
الويل له ثم الويل .. نطرده بعد ما نتحاسب معه ونأخذ حقنا ومستحقنا ..
صاحبنا:
يا أيها الصاحب الذي ليس كريم .. بل هو جشع ٌ لئيم ..
هل تعلم أنه في مجتمع الرقاة الذين لا يأخذون شيئا وهم كثير ..
لايهمهم أكان المريض غنيا ً أم فقيرا ً ..
أم كان قد سافر الى سويسرا أو حتى إلى منفوحة .. !!
أو بلغ سطح القمر .. !!
بل يرقونه لوجه الله ويسألون الله أن يشفيه ويعافيه ..
صاحبهم:
حسنا ..
دعنا نتجاوز نقطة الدراهم فيبدو أنني قد غلبت فيها بجدارة ..
فلنتكلم عن بعض الأخطاء والتجاوزات الأخرى عندكم فهي كثير .. أم أنك لا تحب أن أذكرها ..
صاحبنا:
أَضحك الله سنك .. هات ِ ماعندك .. لنرى أحقا أم باطلا ..
فأنتم مُفلسون .. سبيلكم الوحيد لتسويق بضاعتكم الكلام في الرقاة وتسليط الاضواء على أخطائهم ..
صاحبهم:
أولا:
أنكم تضربون المريض أحيانا ضربا مبرحا .. بحجة أنكم تضربون الجني .. وثانيا: أنكم ..
صاحبنا:
لحظة من فضلك دعنا نأخذها واحدة واحدة:
تقول بأن الرقاة يضربون .. وأقول ليس هذا بصحيح وإن وجد فهو نادر وشاذ ..
ونقر بأنه خطأ ..
ولكن تعال لأخبرك بسر ٍ خطير ٍ أظنك لا تعرفه:
حتى لو أخطأ الراقي وضرب المريض الذي بين يديه وأوجعه قليلا .. فإن ضرر ذلك لا يتجاوز أن يتألم المريض قليلا ويحمر جلده قليلا .. من خمس إلى عشرين دقيقة ثم يزول كل ذلك .. أليس كذلك؟
صاحبهم:
بلى.
صاحبنا:
ولكن لو أخطأ طبيب ٌ نفسي .. فما رأيك؟
صاحبهم:
يوجد ذلك بكثرة .. لأنهم بشر .. يخطؤون ويصيبون وليسوا معصومين .. فهذا شيء طبيعي ..
صاحبنا:
لا .. لا .. ليس كذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أخطأ الطبيب وخصوصا النفسي فهذه مصيبة وكارثة وطامة وبلية وجريمة. . . .!!!
صاحبهم:
أوف .. !! أوف .. !! أوف .. !! يا إلهي .. لماذا؟؟ وكيف؟
صاحبنا:
قد اتفقنا على أن الراقي إذا أخطأ وضرب فهذا الخطأ سرعان ما يزول ويختفي أثره , لأنه مجرد ضرب ..
ولكن لو أخطأ الطبيب النفسي فشخّص المرض تشخيصا خاطئا ً .. !!
وعلى ضوء ذلك صرف العلاج الغير مناسب بالخطأ!!
لأن كشفه وتشخيصه كان بدون قصد بالخطأ .. !!
وأخذ المريض المسكين يتناول هذه العقاقير والحبوب المهلكة بالخطأ!!
وظل فترة ً طويلة ً من الزمن يتناولها بالخطأ .. !!
والطبيب مرة ً يزيد في الجرعة ومرة ينقص منها ..
فقل لي بربك ما الذي سيصيب هذا المريض المسكين الذي ساقه قدره لمجرم ٍ مثلك .. ؟؟!!!
هل سيصيبه تليف ٌ كبدي .. ؟
أم فشل كلوي؟
أم إدمان ٌ على هذه الحبوب .. !!
أم هلوسة ٌ وجنون .. !!
أم صرع ٌ وصراع ٌ نفسي .. ؟؟
صاحبهم:
لا تهول الأمور ..
ولا تكشف المستور ..
ولا تكبر المشاكل والمصائب. . لو سمحت ..
ثم اعلم أن الطبيب النفسي إذا أخطأ في التشخيص وصرف العلاج .. فإنه سيعرف ذلك حتما ً في الجلسة القادمة للمريض .. ويغير العلاج .. ويتدارك الخطأ الشنيع ..
صاحبنا:
ومتى تكون الجلسة الثانية .. ؟؟
بعد شهر أو شهرين .. !!
وبعد أن تنتهي علبة أو علبتين .. !!
وبعد أن يبتلع المريض ثلاثين أو ستين حبة .. ؟؟
صاحبهم:
((أسقط في يده .. وفغر فاه ولم يحر جوابا ً .. فأخذ يصرف ويحيد يمنة ويسرة ويحاول أن يغير الموضوع أو ينتقل لأخطاء الرقاة الأخرى ,, ولكنه فضّل أن يذكر هذه القصة العجيبة -- وقد سمعته بأذني وهو يقولها --
و التي تدل على ذكاء وحنكة ... فقال: ... ))
... في مرة من المرات .. علمت ُ أن هناك راقيا ً يرقي الناس ..
فقلت أذهب وأرى ماعنده ..
وهل هو راق ٍ بارع أو لا ..
يقول والكلام له:
فتلثمت حتى لا يعرفني .. وأظهرت له أنني مريض .. واشتكيت ُ له من بعض الألم ..
-- ولاحظوا كيف يكذب!! --
فقال لي:
أنت فيك كذا وكذا .. وأنا سليم ٌ معافى .. فاكتشفت أنه نصاب ٌ محتال .. !! ....
صاحبنا:
يا إلهي .. ما هذا الدهاء والذكاء والمكر العظيم ... !!
ما هذا الكذب الصريح والنفاق النفسي .. !!
اسمح لي:
طبيبكم هذا غبي ٌ وجاهل ٌ مركب ..
يستطيع أي فرد من الناس وأراهن على ذلك
-- بشرط أن يبطن نية السوء ويكون بارع في النصب والتمثيل --
أن يدخل على صاحبكم أو على أي طبيب نفسي وبدون أن يتلثم أيضا ..
ويقول له:
أنا تعبان ومريض وضايق صدري وأحس باكتئاب وأشعر بصداع برجلي وصرع ببطني ..
وأخاف أسافر لحالي ,,
ولا أقدر أركب المصعد ..
ثم يضحك شوي ويصيح شوي ..
صدقني لن يكمل حديثه وتمثيله الكاذب .. إلا وصاحبكم قد انتهى من كتابة العقاقير والحبوب المهلكة مباشرة ً ومن أول جلسة .. وبلا تردد و 300 ريال حق الكشفية ...
صاحبهم:
وماذا تقول عن الرقاة الذين يقرأون على النساء بدون محرم ويختلون بهن .. !!!
صاحبنا:
مشكلتكم أنكم تعممون .. وقليلا ما تصدقون وتنصفون ..
ولا تذكرون أخطاءكم البته ..
ما ذكرته غير صحيح .. وإن وجد فلا نرضاه أبدا ..
بل أغلب الرقاة يشترطون الستر الكامل المحتشم ..
ويشترطون أيضا أن يكون مع المرأة محرم ..
فلا تدندنون حول الأمور الشاذة وتضخمونها وكأن جميع الرقاة كذلك ..
ثم أنتم ألا تختلون بنساء المسلمين .. ؟؟
ثم هل فيكم من يشترط أن يكون مع المرأة محرم.؟؟
صاحبهم:
يوجد هذا وهذا أكيد ..
ولكن دعنا من هذا الحوار المؤلم .. لانريد تبادلا ً للتهم ِ ورميا ً للأخطاء ..
أظننا لن نجني من هذا ثمرة ولا فائدة ..
دعنا نتفق على كلمة سواء ..
((تعالو إلى كلمة سواء))
صاحبنا:
نعم صدقت أيها الصاحب الكريم ..
دعنا نضع النقاط على الحروف ..
ونتوصل إلى الحل الذي يرضي الجميع ..
ولنكتب اتفاقيتنا .. ولنعلنها على الملأ ..
تعال وامسك هذا القلم معي .. لنكتب سويا ً .. ناولني يدك .. هيا .. أحسنت ,,
بسم الله .. توكلنا على الله:
-- ليسامح كل واحد منا الآخر .. وليغض الطرف .. ولينصح صاحبه بالتي هي أحسن.
-- ليقلع الجميع عن إساءة الظن ,, ورمي التهم جزافا ً .. وليحسن كل واحد ظنه بصاحبه.
-- ليقلع كل واحد عن التدخل في خصوصيات الآخر وتخصصه وشأنه .. وليقلع عن تحقيره أو التقليل من شأنه ..
-- نعتقد ونجزم يقينا ً أن هناك من الحالات المرضية ما لا يصلح معها إلا الطب النفسي .. كما أنه هناك بعض الحالات التي لا ينفع معها إلا الرقية والقرآن .. ولا ينفعها الطب النفسي شيئا .. ولا مانع من اجتماع الرقية والطب النفسي في بعض الحالات ..
-- إذا لم يعرف الراقي لهذا المريض ولم تنفع الرقية .. فليدله على طبيب نفسي .. وكذلك الطبيب النفسي إذا وجد أن مريضه ليس به مرض نفسي .. فليدله على راق ٍ شرعي ..
-- نحن لا نبرأ أحدا ً من الخطأ لا الرقاة الشرعيين ولا الأطباء النفسيين .. ولا نقول بأن أحدا ً منهم معصوم .. بل نقول هم مجتهدون .. يصيبون ويخطؤون ..
-- الاعتدال أمر ٌ مطلوب .. والأمانة واجبة على الجميع .. والدين النصيحة .. والصدق واجب .. وإحسان الظن واجب ..
-- نحن لا ننكر أهمية الطب النفسي وضرورته - أحيانا ُ - ومنفعته وفائدته .. للمرضى النفسيين ,, ولكن الطب النفسي ليس مقصورا على تلك العقاقير المرعبة والتي امتلأت بها بيوت المرضى النفسيين من أطبائهم النفسيين ..
-- ليس لأحد غنى ً عن كتاب الله ..
-- الجميع بحاجة إلى الدعاء .. المريض والصحيح .. الكبير والصغير ..
-- لا مانع أن يرقي المريض نفسه .. وهو الأفضل .. أو يرقيه أخوه أو أبوه ..
-- عدم التشهير بالأخطاء .. وخصوصا تلك التي بدون قصد ...
-- وختاما ً:
((المرضى أمانة في أعناقكم جميعا ..
المرضى مسؤولية .. وستسألون عنها ..
المرضى ليسوا حقلا ً للتجارب ..
فاتقوا الله معاشر الرقاة والأطباء))
اللهم اشف ِ مرضانا ومرضى المسلمين ..
اللهم اشفهم وعافهم واكشف ضرهم وارفع البلاء عنهم ..
اللهم ألبسهم لباس الصحة والعافية ..
آمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
التلاعب بالمرضى وعدم النصح لهم منتشر
أسأل الله أن يصلح الأحوال
ـ[السياسي]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 01:21]ـ
آمين
بوركت أخي الكريم
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 01:09]ـ
ممتاز أخي الكريم
ولكن لي ملاحظة بسيطة أتمنى تقبلها:
في حوارك على لسان الطبيب النفسي ذكرتَ جمل وعبارات وردت عن طبيب نفسي مشهور وخاصة في سفر المريض لسويسرا! .. فلو أنك غيرّت قليلا في العبارات، وأحسبك قادر على ذلك؛ فهذا أفضل.
وأنا أرى أن الطبيب النفسي لا يقارن بالراقي من حيث قبض الأجر، فالطبيب النفسي تعب في تحصيل الشهادات مثل المهندس والجراح، أفلا يحق له أن يأخذ ثمن أتعابه؟. المجتمع الآن يريد طبيبا نفسيا بارعا بالمجان!!. هذا محال.
نقطة الاختلاف بين الأطباء النفسيين والرقاة هي: سعيهم في القدح في بعض، وخاصة من جانب الأطباء أما الرقاة فعلى حسب علمي لم أسمع منهم قدحا في الأطباء.
بعض الأطباء النفسيين يرضى بالخلوة مع المرأة وهذا معروف واسألوا النساء. احدى الأخوات متزوجة، اختلى بها طبيب (مشهور في المعالجة بالرسم) وبدأ بالهمسات واللمسات حتى عشقته، لكنها تداركت نفسها. (وهذه القصة وصلتني بسند متصل ثقة) عن المريضة نفسها عن إحدى الأخوات الداعيات إلي مباشرة.
كفانا الله شرهم.
جزاك الله خيرا أخي السياسي.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 01:50]ـ
لم أقرأ ما سبق، لكنى سمعت كلاما جميلا للدكتور طارق الحبيب يدعو فيه إلى مؤتمر يجمع الأطباء النفسيين والرقاة، بحضور العلماء الشرعيين ..
لا بد من وقفة جادة ومنهجية مدروسة للحد من المشاكل التى نعانى منها الآن.
ـ[السياسي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:20]ـ
ابن المغيرة
ظاعنة
شكرا لكما
وجزاكما الله خيرا
ـ[أبومحمود القادري]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 08:54]ـ
أخي السياسي:
ما أجمل الإتفاق الأخير .. و لو أنك كتبته وحده لكان خيرا للجميع ... أما الحوار بين صاحبكم و صاحبهم .. فقد أجزلت فيه الذم و ععمت فيه القدح على أصحابهم .. .. و منهم من يخاف الله و يتقيه.
و بما كتبته تبين لي أن الإتفاق مجاملة منك و أن الحوار قبله بما اشتمل عليه من أفكار هو ما أردت بيانه.
و السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[السياسي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 02:52]ـ
أبا محمد القادري ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
عفا الله عنك .. وجزاك خيرا ..
لو لم أرد الاتفاق لما كتبته في النهاية ولاكتفيت بما سبق.
لكن هناك أمور لابد من بيانها وحقائق لابد من كشفها ..
وفقك الله وبارك فيك وأسعدك بطاعته ..
آمين.
******************
وأعتذر عن التأخر في الرد ..(/)
مهتم بالإعلام التلفزيوني .. يحتاج عونكم
ـ[فانتازيا]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 11:43]ـ
.
السادة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إعلامي ومساري في التلفزيون / والفضائيات وأتمنى سد ثغرة في هذا، خاصة في مجال الإعلام الإسلامي ..
والحقيقة لا أريد أن يكون بحث الماجستير لمجرد كونه بحث، بل أطمح أن يكون نافعاً، خاصة ولي صلة بالعلم الشرعي والدعوة ..
أريد عونكم في عناوين لبحوث إعلامية في التلفزيون / أو القنوات الفضائية ..
لم تُسد ويكون أثرها طيب ..
طرح عليّ الدكتور عنوانين لكني لم أقتنع بجدواهما
إلا إذا كنت سأعمل عليها لمجرد الحصول على الماجستير فقط .. وهذا ما لا أريده ..
.(/)
هل وافق الشوكاني الشيعة في الوصية بالخلافة لعلي - رضي الله عنه -؟ (مبحث)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشوكاني – رحمه الله – رسالة بعنوان (العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين)، يُفهم منها أنه يذهب مذهب الشيعة والزيدية في إثبات وصية النبي صلى الله عليه وسلم (بالخلافة) لعلي – رضي الله عنه -، وقد أشكل هذا على البعض بسبب تعارض مافي الرسالة المذكورة مع أقوال الشوكاني في كتبه الأخرى، التي جاءت موافقة لعقيدة أهل السنة.
وقد رأيت الباحث الأخ خالد الدبيان – حفظه الله - قد حل هذا الإشكال في رسالته الجامعية التي لم تُطبع حسب علمي: " قضايا العقيدة عند الإمام الشوكاني "، رغم مناقشتها عام 1412هـ، فأحببت نقل ذلك فيما يلي:
قال – وفقه الله -: " إن الحديث عن موقف الشوكاني لا ينفصل عن تحديد منهجه، وذلك كما بين سابقاً أن الإمام الشوكاني قد عاش في بيته ساد الفكر الزيدي عليها (1)، والعالِمُ فرد من أفراد المجتمع يؤثر فيه كما أنه يتأثر به.
ولهذا نجد أن الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى، لم يغفل هذه المسألة التي طال فيها النزاع، فقد صنف رسالة في ذلك أسماها (العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين) (2).
ففي هذه الرسالة عالج الإمام الشوكاني قضية إثبات وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب، وقسم الرسالة إلى مبحثين:
المبحث الأول: إثبات مطلق الوصية منه صلى الله عليه وسلم، وذكر لذلك عدة أمثلة؛كقوله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة وما ملكت أيمانكم) و (أن لا يجتمع في جزيرة العرب دينان) ... الخ (3).
المبحث الثاني: إثبات تقييد الوصية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذكر الأحاديث التي تفيد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصي للرسول صلى الله عليه وسلم، مثال: (وصي ووارثي ومنجز موعدي علي بن أبي طالب) و (لكل نبي وصي ووارث وأن علياً وصي ووارثي) و (هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا) ... الخ (4). وهذا المبحث هو مجال حديثنا.
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: (والواجب علينا الإيمان بأنه – أي عليا - عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلزمنا التعرض للتفاصيل الموصى بها، فقد ثبت أنه أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وعين له علاماتهم وأودعه جملاً من العلوم وأمره بأمور خاصة كما سلف، فجعل الموصى بها فرداً منها ليس من دأب المنصفين).
فالشوكاني رحمه الله تعالى، يثبت أن علياً رضي الله تعالى عنه وصي للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه يرى أن هذه الوصية يجب ألا تخصص في شيء من الأشياء، فهي تشمل كل ما أوصى به صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب. مع أنه رحمه الله تعالى أورد في رسالته من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب قوله: (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا) وأيضاً: (ألا أرضيك يا علي؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي) (5) فعلي رضي الله عنه على رأي الإمام الشوكاني أنه منجز الوعد، وقاضي الدين، ووارثه، ووزيره، وخليفته في الصحابة من بعده صلى الله عليه وسلم.
ويؤيد هذا ما ختم به رسالته (العقد الثمين) بقوله: "اعلم أن جماعة من المبغضين للشيعة عدوا أن علياً عليه السلام وصي لرسول الله من خرافاتهم، وهذا تعنت يأباه الانصاف، وكيف يكون الأمر كذلك وقد قال بذلك جماعة من الصحابة كما ثبت في الصحيحين أن جماعة ذكروا عند عائشة أن علياً وصي، وكما في غيرهما. واشتهر الخلاف بينهم في المسألة وسارت به الركبان" (6).
وبهذا يُفهم أن الشوكاني –رحمه الله تعالى- يذهب أيضاً إلى جواز إمامة المفضول بوجود من هو أفضل منه، وذلك في شرحه لكتاب (حدائق الأزهار)، فقد قال على شرط صاحب المتن (7) (بأن الإمام يجب أن يكون علوياً فاطمياً): "العلوي الفاطمي هو خيرة الخيرة من قريش، وأعلاها شرفاً وبيتاً، ولا ينفي ذلك صحّتها في سائر بطون قريش كما تدل عليه الأحاديث المصرحة بأن الأئمة من قريش" (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله: "العلوي الفاطمي هو خيرة الخيرة من قريش، وأعلاها شرفاً وبيتاً، ولا ينفي ذلك صحتها في سائر بطون قريش كما تدل عليه الأحاديث" يفهم منه فضل النسب العلوي الفاطمي واستحقاقه بالإمامة، ولكن هذا لا ينفي أن يتولى الإمامة من هو أقل فضلاً من العلوي الفاطمي، شريطة أن يكون قرشياً كما دلت الأحاديث على ذلك.
و" القول بجواز إمامة المفضول، ذهب إليه أكثر أهل السنة والجماعة وأكثر المعتزلة وأكثر الخوارج " (9) "إذ المعتبر في ولاية كل أمر معرفة مصالحة ومفاسده وقوة القيام بلوازمه ورب مفضول في علمه وعمله هو بالزعامة أعرف وبشرائطها أقوم" (10).
وسئل الإمام أحمد: "عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو وأحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف مع أيهما يغزو؟ فقال: أما الفاجر القوي، فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيغزو مع القوي الفاجر" (11).
والقول "بجواز إمامة المفضول بوجود من هو أفضل منه هو أحد أقوال الشيعة الزيدية" (12).
وكذلك نجد الإمام الشوكاني يثبت إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فحين استعرض طرق انعقاد الإمامة قال: "ومن طريقها أن يعهد الخليفة للآخر كما وقع مع أبي بكر لعمر ولم ينكر ذلك الصحابة، ومن طرقها أيضاً أن ينص الإمام الأول على واحد من جماعة يتوالون عليه ويبايعون كما فعل عمر إلى أولئك النفر من الصحابة ولم ينكر ذلك عليه" (13) فاعتباره بطريقة تولي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دليل على إثبات خلافتهما رضي الله عنهما.
مناقشة موقف الإمام الشوكاني من الإمامة:
بعد عرض موقف الإمام الشوكاني –رحمه الله تعالى- من الإمامة، نريد أن نناقش هذا الموقف الذي اتخذه في هذه المسألة.
من الملاحظ أن رسالة الإمام الشوكاني (العقد الثمين) كانت مجالاً لدراسة بعض الدارسين في تحديد منهج الإمام الشوكاني، ومدى اتفاقه أو اختلافه مع فرقة الشيعة الزيدية، فيرى البعض أن الشوكاني زيدي المذهب، قبل، وبعد اجتهاده، وحتى وفاته، وقد استدل صاحب هذا الرأي بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي رضي الله عنه التي أفرد لها الشوكاني رسالة خاصة سماها "العقد الثمين في إثبات الوصية لأمير المؤمنين"، وأشار إلى أن تفتحه على أهل السنة أو إعراضه عن علم الكلام، يمثل تسامح المذهب الزيدي، وتجديد أصوله (14).
فإذاً كانت الرسالة عند صاحب هذا الرأي هي الحكم الفاصل في بيان منهج الإمام الشوكاني، وأنه زيدي المذهب، لأن فيها إثبات الوصاية بالإمامة وغيرها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ما يقول به الشيعة الزيدية، وكذلك الدفاع عن المنهج الشيعي في قولهم بالوصاية.
- بينما يرى البعض أن رسالة "إثبات الوصية" لم تُثبت الإمامة أو الخلافة لسيدنا علي رضي الله عنه، بل أوردت وصايا عامة للمسلمين كأداء الصلاة، والزكاة، وعدم مفارقة الجماعة، والطاعة، والتحذير من الفتن وغيرها، ووصايا خاصة لسيدنا علي رضي الله عنه تضمنت اهتمامه بريحانتيه الحسن والحسين رضي الله عنهما، وبتغسيله، وقضاء دينه، وغيرها، ولم تتضمن الوصية بالخلافة في الحكم (15). وبنفس الفكرة قال محقق كتاب (قطر الولي) (16).
- ويرى بعض الدارسين بأن الشوكاني لا يتقيد بالمذهب الزيدي، ولا بمذاهب أهل السنة الأربعة المشهورة، ولا بالمذهب الأشعري أو المعتزلي، وإنما ديدنه البحث عن الدليل، بمنهج علمي، خال من التمذهب المسبق (17).
هذا عن موقف الدارسين من رسالة الإمام الشوكاني (العقد الثمين)، والذي يراه الباحث أن الرسالة تفيد إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما هو مسماها، ولكن الخلاف في تحديد هذه الوصية (18).
والقول بأنها لا تفيد إثبات الإمامة لعلي رضي الله عنه يدحضه أن مفهوم الوصية عند الزيدية والإمامية هو الوصية بالإمامة (19) ورغم أن تفصيل الشوكاني في مسألة الوصية قد يوهم أنه لا يريد الوصية بالإمامة خاصة، إلا أن استشهاده بالأحاديث التي استدل بها الشيعة عموماً ضعفت من هذا الاحتمال، وتدل على أن الشوكاني قد قال بقول الشيعة في الإمامة، وأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصي للرسول صلى الله عليه وسلم.
نفي السلف رحمهم الله وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالخلافة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد تقرير هذا يقال: وردت أحاديث في نفي الوصية من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفهم السلف رحمهم الله تعالى منها أن المراد بالنفي، نفي الوصية بالخلافة.
من هذه الأحاديث: عن طلحة بن مصرف قال: سألت عبدالله بن أبي أوفى، هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، لم يوص) (20).
قال السلف: قوله (لم يوص) معناه: "لم يوص بثلث ماله ولا غيره، إذ لم يكن له صلى الله عليه وسلم مال، ولا أوصى إلى علي رضي الله عنه، ولا إلى غيره بخلاف ما يزعمه الشيعة. وقد تبرأ علي من ذلك (21) وأما الأحاديث الصحيحة في وصيته بكتاب الله ووصيته بأهل بيته، ووصيته بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وبإجازة الوفد، فليست مرادة بقوله (لم يوص) إنما المراد به ما قدمناه وهو مقصود السائل عن الوصية" (22).
وقالوا: "ويؤيد هذا الاحتمال ما وقع في رواية الدارمي (23) وابن ماجة (24): قال طلحة فقال لهزيل بن شرحبيل: (أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ود أبو بكر أنه كان وجد عهداً من رسول الله فخزم أنفه بخزام) وهزيل هذا أحد كبار التابعين ومن ثقات أهل الكوفة. فدل هذا على أنه كان في الحديث قرينة تشعر بتخصيص السؤال بالوصية بالخلافة" (25).
ومن الأحاديث أيضاً: حديث عائشة رضي الله عنها أنهم ذكروا عندها أن علياً رضي الله عنه كان وصياً، فقالت: متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري –أو قالت: حجري- فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات، فمتى أوصى إليه (26).
وقد بين السلف رحمهم الله تعالى أن القائل بالوصية عند عائشة رضي الله عنها هم الشيعة (27)، "فذكروا عندها أنه أوصى له بالخلافة في مرض موته، فلذلك ساغ لها إنكار ذلك، واستندت إلى ملازمتها له في مرض موته إلى أن مات في حجرها، ولم يقع منه شيء من ذلك، فساغ لها نفي ذلك، لكونه منحصراً في مجالس معينة لم تغب عن شيء منها" (28).
ومن الأحاديث قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قيل له: ألا تستخلف؟ قال: "إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم" (29).
قالوا: "كأن عمر رضي الله عنه قال: إن أستخلف فقد عزم صلى الله عليه وسلم على الاستخلاف فدل على جوازه، وإن أترك فقد ترك فدل على جوازه، وفهم أبو بكر رضي الله عنه من عزمه الجواز فاستعمله، واتفق الناس على قبوله" (30)
واستدل السلف أيضاً بحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، فأكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قوموا) قال عبيد الله: سمعت ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب لهم الكتاب لاختلافهم ولغطهم (31).
وقالوا: "إن قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتبه، قد جاء مبيناً، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: (ادعي لي أباك وأخاك أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم ( .. لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ويدفع الله ويأبى المؤمنون).
وقد اشتبه هذا على عمر، هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض، أو كان من أقواله المعروفة، والمرض جائز على الأنبياء. ولهذا قال: (ماله؟ أهجر؟) فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر، والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لاسيما وقد شك بشبهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضاً فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض، أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله. وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة، فلما رأى أن الشك قد وقع، علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة، وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال: (ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة، أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه، وأما الشيعة القائلون بأن علياً كان هو المستحق للإمامة، فيقولون: إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصاً جلياً ظاهراً معروفاً، وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب" (32).
ومن أدلة السلف في نفي الوصية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ما ورد عن علي رضي الله عنه، فقد سئل رضي الله عنه: هل خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: "ما هو إلا كتاب الله وفهم يؤتيه الله من شاء في الكتاب" (33).
وقد قال رضي الله عنه لما ظهر يوم الجمل: "يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا في هذه الإمامة شيئاً" (34).
وقيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا توصي؟ قال: "ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فأوصي، اللهم إنهم عبادك فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم" (35).
وقال أبو الطفيل عامر بن وائلة: "كنت عند علي رضي الله عنه فأتاه رجل فقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك؟ قال: فغضب وقال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئاً يكتم الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع. فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: (لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غير منار الأرض) " (36).
ومع استدلال السلف رحمهم الله تعالى بهذه الآثار في نفي الوصية، فقد استدلوا من جانب النظر والعقل، فقد قالوا: إن هناك "برهان آخر ضروري وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وجمهور الصحابة رضي الله عنهم حاشا من كان منهم في النواحي يعلم الناس الدين، فما منهم أحد أشار إلى علي رضي الله عنه بكلمة يذكر فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص عليه، ولا ادعى ذلك قط لا في ذلك الوقت ولا بعده، ولا ادعاه له أحد في ذلك الوقت" (37).
- وبعد إبطال السلف رحمهم الله تعالى لدعوى الوصية لعلي بن أبي طالب بالخلافة يظهر من تتبع ما كتبه الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى، من شرح لبعض الأحاديث سابقة الذكر والتعليق عليها، قد يكون تراجع عن هذا الرأي (الوصية لعلي بن أبي طالب) إذ أن رسالة (العقد الثمين) كتبت في شهر شعبان من عام خمس ومائتين وألف (1205) من الهجرة النبوية (38) فإذا كان تاريخ وفاة الإمام الشوكاني عام خمسين ومائتين وألف من الهجرة (1250) فإنه بين التأليف والوفاة فترة طويلة جداً، فقد يكون كتابته للرسالة في أوائل الطلب، مع عدم إغفال التأثر بالمجتمع المحيط به والغالب عليه الفكر الزيدي. إضافة إلى أن الرسالة قد أثبتت الوصية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم تفرق بين قضاء الدين ونحوه وبين الخلافة، ولكن نجد الإمام الشوكاني قد فرق بين الوصية بالخلافة وبين الوصية بأمور عامة، وذلك عند شرحه لقول عائشة رضي الله عنها (متى أوصى وقد مات بين سحري ونحري) وقول ابن أبي أوفى رضي الله عنه (إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص) فقد قال: "المراد بنفي الوصية منه صلى الله عليه وسلم نفي الوصية بالخلافة لا مطلقاً، بدليل أنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم الوصية بعدة أمور" (39) وبلا شك فإن هذا النص الذي يفيد التفريق يناقض ما ذكره في رسالته، مما يدل على أن الإمام الشوكاني قد تراجع عن قوله السابق.
ويؤكد تراجع الإمام الشوكاني عن إثبات الوصية، أنه قال عند شرحه لقول عمر رضي الله عنه: (فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبدالله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف).
قال الشوكاني: (يعني أنه سيقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في ترك الاستخلاف ويدع الاقتداء بأبي بكر وإن كان الكل عنده جائز، ولكن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الترك أولى من الاقتداء بأبي بكر في الفعل) (40) فالشوكاني رحمه الله يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك ولم يستخلف، وهذا ما يقول به علماء السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن حادثة تولي عثمان رضي الله عنه للإمامة، وقول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: لك من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه وبايعه علي، وولج أهل الدار فبايعوه.
قال الشوكاني: " وفي هذا الأثر دليل على أنه يجوز جعل أمر الخلافة شورى بين جماعة من أهل الفضل والعلم والصلاح، كما يجوز الاستخلاف وعقد أهل الحل والعقد " (41) فلم يتعرض الشوكاني إلى القول بالوصية، وأن علياً رضي الله عنه أفضل وأحق كما تفعله الشيعة، وإنما أجاز انعقاد الإمامة بالشورى، وبعقد أهل الحل والعقد.
ويؤكد تراجع الشوكاني –رحمه الله- عن القول بالوصية لعلي رضي الله عنه، أنه كثيراً ما كان يتراجع عن آراء اتخذها، وصنف كتاباً في تأييدها والدعوة إليها، وقد أشار إلى بعضها (42).
فمن خلال ما سبق يتبين لدى الباحث من موقف الإمام الشوكاني ما يلي: أولاً: إن رسالة العقد الثمين، فيها إثبات الوصية بالخلافة وغيرها، بل كونها إلى الخلافة أقرب من غيرها، لأن النزاع بين أهل السنة والجماعة والشيعة في الإمامة، فالشوكاني كان يقول بقول الشيعة في الوصية.
ثانياً: تعتبر رسالة العقد الثمين، من الكتب المبكرة في الحياة العلمية لدى الإمام الشوكاني، فهي تمثل الموقف الذي كان عليه سابقاً من الإمامة.
ثالثاً: يكون الرأي المختار والذي يوصف بأنه الموقف المتأخر للإمام الشوكاني من الإمامة، هو قوله بأن الإمامة تنعقد بالشورى وبعقد أهل الحل والعقد والعلم والفضل، وليس بالوصية أو بالنص، كما هو مبين في كتابه نيل الأوطار، وهو رأي أهل السنة والجماعة.
رابعاً: لم يقدح الإمام الشوكاني –رحمه الله تعالى- في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تفعله الشيعة، بل كان موافقاً لما ذهبوا إليه من طرق انعقاد الإمامة.
_________________________
(1) انظر: الإمام الشوكاني حياته وفكره – د/ عبدالغني الشرجي- 76.
(2) العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين – الشوكاني- ضمن مجموعة الرسائل اليمنية (الرسالة الثانية) - المطبعة المنيرية، القاهر- 1348هـ.
(3) العقد الثمين – 6 – 8.
(4) العقد الثمين – 8 - 10.
(5) العقد الثمين 8 - 9.
(6) العقد الثمين – 10.
(7) هو الإمام الهادي أحمد بن يحيى المرتضي. انظر: كتاب قطر الولي -55.
(8) السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار –الشوكاني- 4/ 506.
(9) الإمامة العظمى – 299.
(10) المواقف –للإيجي- 413.
(11) السياسة الشرعية – ابن تيمية – 21 - دار الكتاب العربي. وانظر: منهاج السنة النبوية – 6/ 475
(12) الملل والنحل – الشهرستاني – 1/ 154.
(13) السيل الجرار – الشوكاني – 4/ 511.
(14) الزيدية – أحمد محمود صبحي – 727 – 728.
(15) الشوكاني المفسر –رسالة دكتوراه- لم تنشر – قسم التفسير وعلوم القرآن- كلية أصول الدين- جامعة الأزهر- 1977م (نقلاً من كتاب الشوكاني حياته وفكره- 28).
(16) مقدمة قطر الولي – إبراهيم هلال – 107.
(17) الإمام الشوكاني حياته وفكره – عبدالغني الشرجي – 291.
(18) انظر البداية والنهاية 5/ 200.
(19) كتاب الأمامة والرد على الرافضة – للحافظ أبي نعيم الأصبهاني – تحقيق الدكتور/ علي بن محمد الفقيهي- 232 - مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة- الطبعة الأولى- 1407هـ.
(20) أخرجه البخاري – 3/ 186 - كتاب الوصايا – باب الوصايا. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه – 3/ 1256 - برقم (1634) – كتاب الوصية- باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه. وأخرجه الترمذي في السنن – 4/ 376 - برقم (2119) – كتاب الوصايا – باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص.
(21) شرح الإمام النووي على صحيح مسلم – النووي- 11/ 88. وانظر: معالم السنن – لأبي سليمان الخطابي – 4/ 144 – تحقيق محمد حامد الفقي- دار المعرفة- بيروت – لبنان.
(22) شرح الإمام النووي على صحيح مسلم – النووي- 11/ 88.
(23) انظر سنن الدارمي – 2/ 291 - برقم (3184) كتاب الوصايا – باب من لم يوص.
(24) سنن ابن ماجة – 2/ 900 – برقم (2696) – كتاب الوصايا – باب هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(25) فتح الباري – ابن حجر – 5/ 425. وانظر: كتاب الأمة والرد على الرافضة – أبي نعيم الأصفهاني – 233.
(26) صحيح البخاري – 3/ 185 - كتاب الوصايا – باب الوصايا. وأخرجه مسلم في صحيحه – 3/ 1257 - برقم (1636) - كتاب الوصية – باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه. وأخرجه الإمام أحمد في المسند – 6/ 32.
(27) انظر: فتح الباري – ابن حجر – 7/ 757.
(28) فتح الباري –ابن حجر – 5/ 426. وانظر: كتاب الأمة – أبي نعيم الأصفهاني – 232. وشرح الإمام النووي على صحيح مسلم – 11/ 88.
(29) صحيح البخاري – 8/ 125 - كتاب الأحكام- باب الاستخلاف. وأخرجه مسلم في صحيحه – 3/ 1454 - برقم (1823) - كتاب الإمارة – باب الاستخلاف وتركه.
(30) فتح الباري – 13/ 219.
(31) معالم السنن 4/ 198
(32) أخرجه مسلم (2385).
(33) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – 5/ 137 – كتاب المغازي – باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته. وأخرجه الإمام مسلم – 3/ 1257 - برقم (1637) - كتاب الوصية – باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في المسند- 1/ 325. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة – 7/ 225.
(34) منهاج السنة النبوية – ابن تيمية – 6/ 23 - 25. وانظر: كتاب الأمة –لأبي نعيم الأصفهاني – 234 - 235. والبداية والنهاية – ابن كثير – 5/ 200. وشرح العقيدة الطحاوية – 2/ 223.
(35) صحيح البخاري – 1/ 36 - كتاب العلم – باب كتابة العلم.
(36) أخرجه الإمام أحمد في المسند. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة – 7/ 223.
(37) أخرجه عبدالله بن أحمد – السنة – 2/ 538 - برقم (1249). وأخرجه الخلال في السنة – 273 - برقم (332). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة – 7/ 223.
(38) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – 3/ 1567 - برقم (1978) - كتاب الأضاحي.
(39) الفصل في الملل والأهواء والنحل – ابن حزم- 4/ 161.
(40) رسالة العقد الثمين – الشوكاني – 10.
(41) نيل الأوطار – الشوكاني – 6/ 40.
(42) التحف في مذاهب السلف – الشوكاني – 57. والبدر الطالع – الشوكاني – 2/ 37.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً يا شيخ سليمان وبارك الله في الأخ خالد الدبيان
وبحث طيب رأيته بشكل سريع وأعجبني ونرجوا من الله أن نتمكن من المرور مرة آخر عليه ونكتب بعض المشاركات لتفعيل هذا الموضوع وبارك الله فيكم
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 05:29]ـ
بارك الله فيكم .. ونفع بكم.
وجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 06:08]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، ورحم الله الشيخ المجدد أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن محمد صلاح إبراهيم محمد العفيف محمد بن رزق الشوكاني الخشني الصنعاني اليماني: {1250:ت}
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 08:08]ـ
- وكذلك نجد الإمام الشوكاني يثبت إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فحين استعرض طرق انعقاد الإمامة قال: "ومن طريقها أن يعهد الخليفة للآخر كما وقع مع أبي بكر لعمر ولم ينكر ذلك الصحابة، ومن طرقها أيضاً أن ينص الإمام الأول على واحد من جماعة يتوالون عليه ويبايعون كما فعل عمر إلى أولئك النفر من الصحابة ولم ينكر ذلك عليه" (13) فاعتباره بطريقة تولي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دليل على إثبات خلافتهما رضي الله عنهما.
- ويؤكد تراجع الإمام الشوكاني عن إثبات الوصية، أنه قال عند شرحه لقول عمر رضي الله عنه: (فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبدالله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف).
قال الشوكاني: (يعني أنه سيقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في ترك الاستخلاف ويدع الاقتداء بأبي بكر وإن كان الكل عنده جائز، ولكن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الترك أولى من الاقتداء بأبي بكر في الفعل) (40) فالشوكاني رحمه الله يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك ولم يستخلف، وهذا ما يقول به علماء السلف.
- وبعد إبطال السلف رحمهم الله تعالى لدعوى الوصية لعلي بن أبي طالب بالخلافة يظهر من تتبع ما كتبه الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى، من شرح لبعض الأحاديث سابقة الذكر والتعليق عليها، قد يكون تراجع عن هذا الرأي (الوصية لعلي بن أبي طالب) إذ أن رسالة (العقد الثمين) كتبت في شهر شعبان من عام خمس ومائتين وألف (1205) من الهجرة النبوية فإذا كان تاريخ وفاة الإمام الشوكاني عام خمسين ومائتين وألف من الهجرة (1250) فإنه بين التأليف والوفاة فترة طويلة جداً، فقد يكون كتابته للرسالة في أوائل الطلب.
رحم الله الإمام العلامة المجتهد الشوكاني، وأعلى درجته في دار الخلد جنات النعيم ..
------------------------------------------------
(13) السيل الجرار – الشوكاني – 4/ 511.
(40) رسالة العقد الثمين – الشوكاني – 10.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Jan-2010, صباحاً 05:29]ـ
لاأدري لم اتبث ان الشوكاني يقول بالوصية في الامامة في هذه الرسالة مع انه لم يصرح بذلك .. و ترجيح الكاتب الذي انحصرفي تبريرين يبدو لي ضعيفا .. اذ دلل على ذلك بايراد الشوكاني للأحاديث التي استدل بها الشيعة و قال بانها ترجح انه يقول بوصية الامامة بينما فيمايبدو لي أن الأمر على العكس ... اذ عامتها احاديث عامة قابلة للتأويل عند الشوكاني نفسه .. فأن يكون ايرادها من قبيل التألف وجر الخصم الى القول بالوصية المطلقة أقرب و ارجح ... يؤيده فساد التبرير الثاني فيما أظن .. و هو قوله ان الشوكاني قال ذلك تأثرا بالبيئة الطاغية بالتشيع من حوله .. و هذا على العكس ايضا ... اذ لو كان الامام الشوكاني معتقدا بصحة الوصية لكان المتحتم ان يجهر باعتقاده و يصرح اذ لا مانع يمنعه من التصريح .. بل على العكس البيئة ستكون في صالحه محفزة لأن يجهرو يصرح و لما كان شيئ ليلجئه الى الالغاز و الاجمال كمافي الرسالة ... فكون الرسالة انما هي تأليف والتكلم باقوال مجملة للخصم دون تصريح بالمخالفة, في محاولة تقريب البيئة الشيعية الى قول اهل السنة الذي صرح به ... هو الاحتمال الأقوى و الأصح فيما يبدولي .. و هي سياسة عظيمة تدل على كمال عقل هذا الامام .. و المقصود اننا لا يجب ان نقول بأن له قولين الا ان استويا اواقتربا من الاستواء في درجة التصريح و التخصيص .. اما ان يكون احدهما مجملا مطلقا عاما- تقتضيه شؤون سياسة العلم كشأن الاقوال المجملة الماثورة عن من عاشوا تحت ضغط البيئة الشيعية كابن الجوزي وغيره- و الآخر مبينا مقيدا مخصصا فنعمد الى القول بالنسخ قبل التحقق من واقعية الجمع و حمل المطلق و العام على المقيد و المخصص .. يبدو لي تسرعا من الباحث في بحثه العلمي و اغفالا لمنهج اساسي من مناهج البحث و الله اعلم
ـ[أم تميم]ــــــــ[15 - Jan-2010, صباحاً 11:10]ـ
بارك الله فيكم وأجزلَ لكم الله الأجر والمثوبة ..
وجزى الله الأخ الباحث خالد الدبيان خيرًا على هذا البحث القيِّم ..(/)
الرد على كتيب ((ابن تيمية في صورته الحقيقية)) المبحث الأول
ـ[الواضح2]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رد على كتيب لأحد الروافض منشر في المواقع الرافضية ويستدل به الرافضة ومن وافقهم للطعن في شيخ الأسلام فأحببت أن أنشر الرد على شكل مباحث حتى تسهل مطالعته ويسهل تصحيحه والتعديل عليه ولم أذكر المراجع في هذا المبحث حتى أرى وجهات نظركم ولم أكتب المقدمة بل بدأت بالردود مباشرة ولكم مني جزيل الشكر
أولاً: كلام الرافضي
1 - ابن تيمية والحديث الشريف
هل كان حقا ما يقوله مقلدوا ابن تيمية: إنه كان إماما في الحديث؟
أم أن الحق مع الآخرين الذين أعرضوا عن طريقته في التعامل مع الحديث ووصفوه بالتسرع وعدم التثبت واتباع الهوى؟
لا ينبغي أن يطلب الجواب من هؤلاء ولا من أولئك، وإنما من كلامه هو الذي يظهر فيه بوضوح أسلوبه في التعامل مع الحديث الشريف. . وإليك من بطون مصنفاته هذه النماذج:
أ - في التوسل بالنبي (ص) في الدعاء: نقل ابن تيمية جملة من الأحاديث التي شهد على صحتها وردت عن بعض الصحابة والتابعين في توسلهم بالنبي
(ص)، كالدعاء المشهور: " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي " ونحو، ونقل عمل السلف بها عن البيهقي وابن السني والطبراني،
ثم قال: وروي في ذلك أثر عن بعض السلف، مثل ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (مجاني الدعاء). . . فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في (منسك المروزي) التوسل بالنبي (ص) في الدعاء. (التوسل والوسيلة: 105 - 106) ولكنه
في الصفحات الأولى من هذا الكتاب نفسه كان يقول: إن أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين لم يطلب من النبي (ص) بعد موته أن يشفع له!! ولا سأله شيئا! ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم!! (المصدر: 18) فأين إذن ما نقله هناك
عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وابن السني والبيهقي والطبراني حتى صرح أنه كان من فعل السلف التوسل بالنبي
الجواب
أولاً: يجب أن نعرف ماهو التوسل الذي يقصده بن تيمية فالتوسل أنواع وهي
1 - التوسل بدعاء الصالحين?.
ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقَون.
ومعنى قول عمر: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى الله بدعائه، والآن وقد انتقل ?صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائنهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته ?صلى الله عليه وسلم: (اللهم بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
2 - التوسل بالأعمال الصالحة
وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيته قوله تعالى: ?الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار?] سورة آل عمران: الآية 16 [
3 - التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا
ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل: ?ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها?] سورة الأعراف: الآية 180 [.والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى. ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا الطلب، لأن أسماءه الحسنى سبحانه صفات له، خصت به تبارك وتعالى. فهذه الأنواع الثلاثة جائزة بلا ريب والخلاف في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهوالذي يقصده ابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لخص ذلك شيخ الإسلام بقوله (، أما التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه فهو مشروع باتفاق المسلمين وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يتوسلون به في حياته وتوسلوا بعد موته بالعباس عمه كما كانوا يتوسلون به.
وأما قول القائل: "اللهم إني أتوسل إليك به" فللعلماء فيه قولان) الفتاوى الكبرى الجزء1 المسألة199
أما الحديث الذي صححه شيخ الإسلام (اللهم إني أتوجه إليك
بنبيك نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك (فهو في التوسل الشرعي وهو التوسل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكان في حيات رسول الله
الدليل" أن توسل إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم
أولاً: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم? ليدعو له، وذلك قوله: (أدعُ الله أن يعافيني) فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه ?صلى الله عليه وسلم، لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم? أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي ?صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي ?، ويطلب منه الدعاء له، بل كان يقعد في بيته، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً:
(اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن يشفيني، وتجعلني بصيراً). ولكنه لم يفعل، لماذا؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم، ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة، يذكر فيها اسم الموسَّل به، بل لابد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة، وطلب الدعاء منه له) ""التوسل للألباني".
فيتضح أن الكاتب لايفرق بين أنواع التوسل ويخلط بينها
فيتهم شيخ الإسلام بالتناقض
أما ماذكره مما ورد عن إبن أبي الدنيا وأحمد فقد رد عليه شيخ الإسلام فقال وروى فى ذلك أثر عن بعض السلف مثل ما رواه ابن أبى الدنيا فى كتاب [مجابي الدعاء]، قال: حدثنا أبو هاشم، سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول: جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد بن أبجر فجس بطنه فقال: بك داء لا يبرأ. قال: ما هو؟ قال: الدُّبَيْلة [الدبيلة: داء فى الجوف. انظر: القاموس المحيط، مادة [دبل]].
قال: فتحول الرجل فقال: الله، الله، الله ربى لا أشرك به شيئا، اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم تسليما، يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربك وربى يرحمنى مما بى. قال: فجس بطنه فقال: قد برئت، ما بك علة.
قلت: فهذا الدعاء ونحوه قد روى أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل فى منسك المروزى التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى الدعاء، ونهى عنه آخرون. فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع، وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول.
وليس مجرد كون الدعاء حصل به المقصود ما يدل على أنه سائغ فى الشريعة، فإن كثيرا من الناس يدعون من دون الله من الكواكب والمخلوقين ويحصل ما يحصل من غرضهم
أما ماذكره من قول ابن تيمية (إن أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له!! ولا سأله شيئا! ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم!! فهناك فرق بين طلب الشفاعة منه وبين التوسل المختلف فيه وإليك النص كاملاً من كلام شيخ الإسلام حتى يتبين الفرق
((ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين، فإن أحداً منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم? بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم، وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه)).
((فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم، وخطاب تماثيلهم، هو من () أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب، وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات مالم يأذن به الله تعالى، قال الله تعالى () (42: 21): {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}. فإن دعاء الملائكة والأنبياء بعد موتهم وفي مغيبهم وسؤالهم والاستغاثة بهم والاستشفاع بهم في هذه الحال - و [نصب] تماثيلهم بمعنى طلب الشفاعة منهم - هو من الدين الذي لم يشرعه الله ولا ابتعث به رسولاً ولا أنزل به كتاباً، وليس هو واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين/ لهم بإحسان، ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين، وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد، ويذكرون فيه حكايات ومنامات، فهذا كله من الشيطان. وفيهم من ينظم القصائد في دعاء الميت والاستشفاع به والاستغاثة، أو يذكر ذلك في ضمن مديح الأنبياء والصالحين، فهذا كله ليس بمشروع لا واجب ولا مستحب باتفاق أئمة المسلمين. أهـ
فهاك فرق بين طلب الشفاعة منه وسؤاله بعد موته وبين التوسل المختلف فيه
هذا والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواضح2]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 02:22]ـ
أتمنى أن تفيدوني بارك الله فيكم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 04:04]ـ
أحسن الله إليك، نقول موفقة في قالب مهذب، ولو أكملتها بذكر رقم الصفحات في الإحالة لكانت نوراً على نورٍ، ونحن في متابعة ما تكتب تباعاً إن شاء الله تعالى.
ـ[الواضح2]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:13]ـ
المشكلة أني تهاونت في أمر الصفحات حتى كثرت علي لكن سأستدرك مافاتني ولاتنسوني من توجيهاتكم فلازلت في بداية الطلب
رفع الله قدركم
ب - في زيارة قبر النبي (ص) وقبور الأنبياء والصالحين: قال ما نصه: ليس عن النبي (ص) في زيارة قبره ولا قبر
الخليل حديثا ثابتا أصلا. (كتاب الزيارة 12 - 13) وقال: " والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أصحاب السنن المتبعة منها شيئا ". (كتاب الزيارة: 22، 38)
ومع قوله هذا فهو ينقل بين الموضعين الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة والدارقطني في سننه أيضا عن رسول الله (ص) أنه قال: " من زارني بعد مماتي كأنما زارني في حياتي "!! لكنه يعود فيتنكر له ويقول: لم يرو أحد من الأئمة في ذلك شئ ولا جاء فيه حديث في السنن
أولا يجب أن نعلم أن الزيارة للقبر تنقسم الا قسمين زيارة شرعية وزيارة بدعية الزيارة الشرعية كزيارة القبور لأخذ الغضة والعبرة ونستدل على شرعيتها بما ورد من الأحاديث الصحيحة مثل مارواه مسلم عن بن بُرَيْدَةَ عن أبيه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (نَهَيْتُكُمْ عن زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَنَهَيْتُكُمْ عن لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَأَمْسِكُوا ما بَدَا لَكُمْ وَنَهَيْتُكُمْ عن النَّبِيذِ إلا في سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا في الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا ولا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا) صحيح مسلم ج2/ص672
فيلزم أن نعرف
أن شيخ الإسلام رحمه الله لم ينه عن الزيارة الشرعية للقبور مطلقاً، أو قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنما نهى عن الزيارة غير الشرعية وهي ما ينهى عنه الإسلام، وقد أنصفه ابن عابدين (93) في قوله: (وما نسب إلى الحافظ ابن تيمية الحنبلي من أنه يقول بالنهي عنها - أي زيارة قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم -، فقد قال بعض العلماء: إنه لا أصل له، وإنما يقول بالنهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثلاث (94)، أما نفس الزيارة فلا يخالف فيه لزيارة سائر القبور) (95).
وقد ذكر شيخ الإسلام كلام فصل فيه وبين الأدلة على مايقول قال في إقتضاء الصراط المستقيم (وزيارة القبور جائزة في الجملة، حتى قبور الكفار، فإن في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزورقبرها فأذن لي".
وفيه أيضاً عنه قال: "زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت".
الإذن بزيارة القبور بعد النهي عنه
وفي صحيح مسلم عن بريدة "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها". وفي رواية لأحمد والنسائي: "فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجراً". وروى أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة". فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارتها بعد النهي، وعلل ذلك بأنها تذكر الموت، والدار الآخرة، وأذن إذناً عاماً، في زيارة قبر المسلم والكافر.
والسبب الذي ورد عليه هذا اللفظ يوجب دخول الكافر، والعلة -وهي تذكر الموت والآخرة- موجودة في ذلك كله. وقد كان صلى الله عليه وسلم يأتي قبور أهل*البقيع والشهداء للدعاء لهم والاستغفار، فهذا المعنى يختص بالمسلمين دون الكافرين. فهذه الزيارة وهي زيارة القبور، لتذكر الآخرة، أو لتحيتهم والدعاء لهم، هو الذي جاءت به السنة، كما تقدم.
حكم السفر لزيارة القبور عند أصحاب أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختلف أصحابنا وغيرهم، هل يجوز السفر لزيارتها؟ على قولين، أحدهما: لا يجوز، والمسافرة لزيارتها معصية، ولا يجوز قصر الصلاة فيها، وهذا قول ابن بطة وابن عقيل، وغيرهما، لأن هذا السفر بدعة، لم يكن في عصر السلف، وهو مشتمل على ما سيأتي من معاني النهي، ولأن في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".
ما ورد في النهي عن السفر لغير المساجد الثلاثة
وهذا النهي يعم السفر إلى المساجد والمشاهد، وكل مكان يقصد السفر إلى عينه للتقرب، بدليل أن بصرة بن أبي بصرة الغفاري، لما رأى أبا هريرة راجعاً من الطور الذي كلم الله عليه موسى قال: لو رأيتك قبل أن تأتيه لم تأته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"،فقد فهم الصحابي الذي روى الحديث، أن الطور وأمثاله من مقامات الأنبياء، مندرجة في العموم، وأنه لا يجوز السفر إليها، كما لا يجوز السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة. وأيضاً فإذا كان السفر إلى بيت من بيوت الله -غير الثلاثة- لا يجوز، مع أن قصده لأهل مصره يجب تارة، ويستحب أخرى، وقد جاء في قصد المساجد من الفضل ما لا يحصى- فالسفر إلى بيوت عباده أولى أن لا يجوز.
أجاز السفر لغير المساجد الثلاثة طائفة من المتأخرين
والوجه الثاني: أنه يجوز السفر إليها، قاله طائفة من المتأخرين، منهم أبو حامد الغزالي، وأبو الحسن بن عبدوس الحراني والشيخ أبو محمد المقدسي. وما علمته منقولاً عن أحد من المتقدمين، بناء على أن الحديث*لم يتناول النهي عن ذلك، كما لم يتناول النهي عن السفر إلى الأمكنة التي فيها الوالدان، والعلماء والمشايخ، والإخوان، أو بعض المقاصد، من الأمور الدنيوية المباحة. (اقتضاء الصراط المستقيم - الجزء الثاني 180ص
أما الحديث (من زارني بعد مماتي كأنما زارني في حياتي) فلننضر كلام أهل العلم فيه
(حَدِيثُ رُوِيَ أَنَّهُ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال من زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي في حَيَاتِي وَمَنْ زَارَ قَبْرِي فَلَهُ الْجَنَّةُ هَذَانِ حَدِيثَانِ مُخْتَلِفَا الْإِسْنَادِ أَمَّا الْأَوَّلُ فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ من طَرِيقِ هَارُونَ أبي قَزَعَةَ عن رَجُلٍ من آلِ حَاطِبٍ عن حَاطِبٍ قال قال فَذَكَرَهُ وفي إسْنَادِهِ الرَّجُلُ الْمَجْهُولُ وَرَوَاهُ أَيْضًا من حديث حَفْصِ بن أبي دَاوُد عن لَيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ عن مُجَاهِدٍ عن بن عُمَرَ بِلَفْظِ وَفَاتِي بَدَلَ مَوْتِي وَرَوَاهُ أبو يَعْلَى في مُسْنَدِهِ وابن عَدِيٍّ في كَامِلِهِ من هذا الْوَجْهِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في تلخيص الحبير ج2/ص266الْأَوْسَطِ من طَرِيقِ اللَّيْثِ بن بِنْتِ اللَّيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ عن عَائِشَةَ بِنْتِ يُونُسَ امْرَأَةِ اللَّيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ عن لَيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ وَهَذَانِ الطَّرِيقَانِ ضَعِيفَانِ أَمَّا حَفْصٌ فَهُوَ بن سُلَيْمَانَ ضَعِيفُ الحديث وَإِنْ كان أَحْمَدُ قال فيه)
فنخلص على أنه لايوجد حديث صحيح في جواز شد الرحال لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم(/)
هل ابن كثير أشعري ?
ـ[عبدالله]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
قرأت في كتاب السيرة باللغة الفرنسية في مقدمة الذي ترجمة الكتاب أن ابن كثير أشعري والذهبي شيخ شيخ الإسلام هل هذا صحيح ?
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
ليس بصحيح والذهبي تلميذ شيخ الإسلام لا شيخه.
ـ[عبدالله]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل هذا الشخص نأخذ هذه ترجمة منه أم لا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:25]ـ
أنا لا أعرفه لكن الذي سطر هذا لا تأخذ منه، وترجمة هؤلاء الأئمة كثيرة منتشرة جدا.
ـ[عبدالله]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:34]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:48]ـ
من يقول مثل هذا الكلام لا أنصحك بالأخذ عنه، كما ذكر الشيخ السديس
وفي غيره غُنية إن شاء الله
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 08:20]ـ
بوركت يا شيخ عبد الرحمن ..
لكن الأشاعرة يحتجون علينا بالتفويض الصريح الذي نطق به ابن كثير غفر الله له في تفسيره .. ويقولون بأنه كان أشعريا على طريقة السلف في تفويض ترجيح المعنى لا الكيف!! أي على منهج السلف كما يدعيه الأشاعرة!!
فكيف ندفع هذه الشبهة!
ويحتجون علينا بما جاء في ترجمة القيرواني للإمام الذهبي حيث قال ليته ترك لفظ بذاته في قوله استوى واصفا ذلك اللفظ بالتشغيب مع أنه هو اللفظ الفاصل بين الإثبات والتعطيل!!
فكيف يكون الرد عليهم؟
ـ[الفارس]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 10:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ومن طريف ما يذكر ماجرى بين برهان الدين ابراهيم ابن العلامة ابن قيم الجوزية وبين ابن كثير رحمهم الله تعالى جميعاً منازعة فقال له ابن كثير: أنت تكرهني لأنني أشعري! فقال له: لو كان من رأسك إلى قدميك شَعْر ما صَدّقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيميّة! (الدرر الكامنة).
وهذا إثبات لسلفيته لا أشعريته كما يظهر للمنصف، وما جرى له في حياة شيخه ابن تيمية رحمه الله من حوادث، وكذا تتلمذته عليه وذكره له في تاريخه وذبه عنه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 11:53]ـ
لكن الأشاعرة يحتجون علينا بالتفويض الصريح الذي نطق به ابن كثير غفر الله له في تفسيره ..
ابن كثير قرر الحق في الصفات في مواضع لا تحصى وقرر أنه على مذهب السلف وأختاره، وكيف لا يكون كذلك وهو تلميذ ابن تيمية وابن القيم وصهر أبي الحجاج المزي؟
وهنا كلام طويل على هذه القضية لعل فيه فائدة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27486)
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 11:32]ـ
بوركت يا شيخ عبد الرحمن ..
لكن الأشاعرة يحتجون علينا بالتفويض الصريح الذي نطق به ابن كثير غفر الله له في تفسيره ..
اين نطق بالتفويض الصريح غفر الله لك؟؟؟
قال رحمه الله في في تفسير سورة الأعراف الآية رقم (54): (وأما قوله تعالى: ثم استوى على العرش فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه و ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى) (2/ 294)
فرحم الله الإمام ابن كثير
و قد ذكره الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن ابن عبدالهادي الشهير بابن المبرد – ت 909 هـ - في كتابه جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر في الفصل الذي عقده في ذكر جماعة من الائمة و العلماء المجانبين للأشاعرة من زمن الأشعري الى زمنه فقال:
" الشيخ الكبير الحافظ المؤرخ المحدّث إسماعيل بن كثير الشافعي "
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 12:50]ـ
، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه و ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [/ COLOR]"
غفر الله لي ولك شيخنا المقدادي.
وهذا النص الذي ذكرته هو عين ما يحتج به علينا الأشاعرة .. فنحن نقطع بأن الظاهر المتبادر لنا من قوله تعالى استوى هو استقر .. وليس لأذهاننا ظاهر متبادر أقرب من هذا على حد علمي .. فهم يقولون أن ابن كثير رحمه الله وغفر له نفى هذا المعنى الظاهر المتبادر وهو الاستقرار بدعوى أن الاستقرار من صفات ذوات الجثث الحسية! وهم يدعون أن مذهب مالك والثوري وغيره إمرار تلك الصفات على مراد الله المخفي عنهم بعد أن يصدقوا بأن لها معاني غير المعاني التي سلكتها المؤولة .. وأنهم بذلك خالفوا المعطلة حيث نفوا أن لها معاني خاصة غير القدرة إلخ ..
فبقي كلام ابن كثير رحمه الله ناهضا في تقرير التفويض بالمعنى المذكور .. أو على الأقل فيه إجمال دعى الأشاعرة إلى التمسك به .. وكما هو ظاهر ليس فيه نص على عقيدة السلف من حمل الاستواء على الاستقرار دون علم كيفية تلك الاستقرار .. وكان يمكنه رحمه الله وغفر له التصريح بذلك .. لكنه لم يفعل وترك كلامه أقرب لتوجيه المفوضة!
فماذا نقول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 01:56]ـ
نعم نسأل الله ان يغفر لي و لك يا شرف الدين
فإمامنا و كبيرنا ابن كثير رحمه الله قال كلاماً رائقا لا يفهمه الأشاعرة!! و يفوتهم دائما قوله: " المتبادر الى اذهان المشبهين " لا الموحدين!!! و هذه ضربة قاصمة منه رحمه الله لظهور المتمشعرة لانهم قاسوا الخالق بالمخلوق فشبهوا صفاته بصفات المخلوقين ثم عطلوا صفاته بدواعي التشبيه!!!
فقوله هذا نفيٌ للتشبيه لا نفي للمعنى , فالمشبه حين يسمع قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) يعتقد ان له يدين كأيدي خلقه و العياذ بالله , و كلامه هنا دقيق رحمه الله , فالمشبه على ضربين: إما مشبه أصلي اي يعتقد ان صفات الله تعالى كصفات خلقه والعياذ بالله , أو مشبه غير أصلي - سمه ما شئت - و هو المعطل الذي يتبادر الى ذهنه عند سماع ايات الصفات ان صفات الله تعالى كصفات خلقه فيهرب من التشبيه و يقع في التعطيل!!! و هذا ما يعنيه إمامنا و كبيرنا ابن كثير رحمه الله , فهو يرد على الجهمية و اضرابهم ممن وافقهم من متأخري الاشاعرة , و هذا دليل على قوة تحقيقه لمذهب و عقيدة السلف رحمه الله , فما أحسن كلامه و ما أقواه! و ما أردى مذهب المفوضة و ما اوهاه!!!!
و ليس ذنب الإمام ابن كثير ان لم تفهم كلامه - فهذا امر خاص بك - او جعلتَ الاشاعرة يتلاعبون بكلامه و انت حاضر ولا تعرف كيف ترد عليهم لانك لم تفهم ما يقصده الامام ابن كثير!!!!
و اربأ بك ان تكون أشـ .....
و الله من وراء القصد
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 02:13]ـ
المباحثة شيقة جدا معك شيخنا المقدادي ..
لذا سأتجرأ على طرح ما علق في ذهني من شبهات الأشاعرة عسى أن تلقى حلا عندك فتنقذني من الارتماء في أحضانهم ..
إذا اعتبرنا أن الأشاعرة مشبهة من الصنف الغير الأصلي الذي وصفته بأنه شبه ثم عطل .. فالسؤال الواقع لا محالة: لماذا لم يشبهوا في الصفات الغير الخبرية من العلم والقدرة والإرادة والحياة إلخ مع أنها يتبادر منها التشبيه بصفات المخلوق بأن يكون علم الخالق كعلمنا وإرادته وقدرته إلخ؟؟! فلماذا شبهوا في نحو الاستواء والجنب واليد ولم يشبهوا في الباقي؟ هل كل ذلك تحكم!؟ إذا كان كذلك فكيف وقع فيه العديد من جهابذة العلماء؟؟
السؤال الثاني شيخنا المقدادي هو هل يوجد مشبه أصلي قال بأن صفاته تعالى مماثلة تماما من كل وجه لصفات البشر حتى يعتبر كلام ابن كثير رحمه الله موجه إليهم؟؟!
لو أنقذتني يا شيخنا من ورطة التمشعر سأكون لك من الشاكرين ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 02:50]ـ
اولا: انا لستُ شيخاً
ثانيا:
لماذا لم يشبهوا في الصفات الغير الخبرية من العلم والقدرة والإرادة والحياة إلخ مع أنها يتبادر منها التشبيه بصفات المخلوق بأن يكون علم الخالق كعلمنا وإرادته وقدرته إلخ؟؟! فلماذا شبهوا في نحو الاستواء والجنب واليد ولم يشبهوا في الباقي؟ هل كل ذلك تحكم!؟
لو وجّهت هذا السؤال لهم لكان اجدى! فهم أصحاب الشأن! و صاحب الدار ادرى بما فيه كما يقال
و ان اردت جوابي: فهو تحكم منهم!!! لا دليل نقلي و لا عقلي و لا فطري لهم في ذلك!
على انني لا اترك هذا المقام خاليا من امور لو تدبرها العاقل لعرف الحق من الباطل
1 - ان الاشاعرة يفرّقون في التعامل بين صفة و اخرى , فليتدبر العاقل المنصف:
ما هو مقياس التفريق بين الصفات عندهم؟ لماذا هذه تحتمل التشبيه فيتأولونها و تلك لا تحتمل التشبيه فيبقونها؟
هل هو المقياس العقلي؟؟؟
2 - هل سمعنا او وصلنا عن السلف رضوان الله عليهم انهم فرّقوا بين صفة و اخرى؟ هل قالوا: الاستواء لا نعلم معناه اما السمع فنعلم معناه و هو كذا و كذا
ان كان ذلك: فهاتوا الدليل!
3 - ايضا: هل قال السلف ان الاستواء - و هو العلو و الارتفاع لا الإستيلاء - يستلزم التركيب و بالتالي فهو منفي عن الله؟؟؟
ان كان ذلك: فهاتوا الدليل!
4 - هل كان السلف يسمون فوقية الله تعالى على خلقه: تحيزا؟؟؟
ان كان ذلك: فهاتوا الدليل!
فإن لم تستطيعوا و لن تستطيعوا! فلم يبقَ إلا التسليم بعقيدة السلف و ترك عقيدة الخلف المستمدة من اهل المنطق و اليونان
فالمصطلحات هذه: التركيب و التحيز و الجوهر الفرد ... ألخ انما اتت من اليونان , فأخذها اهل الكلام و صاغوها بطريقتهم ثم رموها على عقيدة المسلمين , و اصبحت هي المقياس لعقيدة الإسلام!!!
فالله تعالى ليس: بجوهر و لا عرض و لا كذا و لا كذا ........ ألخ
فهل عرف هذه العقيدة سلفنا رحمهم الله ثم اخفوها الى ان جاء اهل الكلام و بعثوها من مرقدها؟؟؟؟
السؤال الثاني شيخنا المقدادي هو هل يوجد مشبه أصلي قال بأن صفاته تعالى مماثلة تماما من كل وجه لصفات البشر حتى يعتبر كلام ابن كثير رحمه الله موجه إليهم؟؟!
لو أنقذتني يا شيخنا من ورطة التمشعر سأكون لك من الشاكرين ..
بارك الله فيك
لا شك انهم وُجدوا فكتب مقالات الفرق تذكر ذلك , فراجعها تجد ما يفيدك
اما كلام ابن كثير فليس موجها لهم عفا الله عنك!
بل هو موجّه لاهل التعطيل ممن شرحنا طريقتهم في التعاطي مع نصوص الصفات
ختاماً:
اوصيك بالتمسك بعقيدة الاسلاف و ترك عقيدة الخلوف , ممن دخلوا في متاهات اهل الكلام و لم يستطيعوا الخروج منها
و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 04:40]ـ
بارك الله في الشيخ المقدادي
سبق التنبيه مراراً بعدم السماح في (المجلس العلمي) بالخروج عن عقيدة السلف، ولا قبول الحوار في هذا
وأظن شروط المنتدى ظاهرة
فإن ناسبتك يا أخ شرف وإلا ففي بقية المنتديات سعة
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 10:54]ـ
استميح الأخ الحمادي في إجابة سؤال الأخ شرف الدين وهو:
. فالسؤال الواقع لا محالة: لماذا لم يشبهوا في الصفات الغير الخبرية من العلم والقدرة والإرادة والحياة إلخ مع أنها يتبادر منها التشبيه بصفات المخلوق بأن يكون علم الخالق كعلمنا وإرادته وقدرته إلخ؟؟! فلماذا شبهوا في نحو الاستواء والجنب واليد ولم يشبهوا في الباقي؟ هل كل ذلك تحكم!؟ إذا كان كذلك فكيف وقع فيه العديد من جهابذة العلماء؟؟
السؤال الثاني شيخنا المقدادي هو هل يوجد مشبه أصلي قال بأن صفاته تعالى مماثلة تماما من كل وجه لصفات البشر حتى يعتبر كلام ابن كثير رحمه الله موجه إليهم؟؟!
.
الجواب الأول:
السبب الذي جعل المعطلة ومنهم الأشاعرة لا يقعون في التشبيه من جهة الصفات السبعة التي يثبتونها هو أصلهم الفاسد بتقديم العقل على النقل!!
فهم لما أثبتوا الصفات السبعة من جهة العقل وليس من جهة الخبر , لم يتنجسوا بالتشبيه المؤدي للتعطيل.
ولكن عندما سمعوا قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} وأمثال هذه الصفات الخبرية , لم تستوعبها عقولهم الفاسدة , فذهبت الى التشبيه ومن ثما الى التعطيل .. نعوذ بالله من الضلال.
الجواب الثاني للأخ شرف الدين هداه الله لدراسة العقيدة الصحيحة نحسبه والله حسيبه أنه من أهلها إن شاء الله:
نعم وفقك الله وجد في سالف الزمان مشبهه أصليين شبهوا الخالق بالمخلوق والعياذ بالله منهم داود الجواربي واشباهه كما ذكر ذلك شارح الطحاوية.
وأخيراً قد جزم الأخ شرف الدين بأن المعنى المتبادر من كلمة (استوى) بمعنى أستقر وهذا غلط
فالثابت عن السلف الصالحين بأن معنى استوى أي علا
فمن أين جاءك هذا المعنى المتبادر الخاطئ عفا الله عنك!!؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 01:31]ـ
شكر الله لك المشاركة في الجواب أخي ابن عقيل
ومرحباً بكل من يكشف شبهة ويوضح عقيدة السلف
وأما إثارة الشبهات والجدال عن أهلها فهذا الذي نرفضه
وقد بدا لي من الأخ شرف الدين أنه مدرك الأمر جيداً وليس ملتبساً عليه كما يوهم ذلك كلامه
ومن كان على طريقة السلف فليلزم غرزهم ولا يُصغِ للشبهات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 06:07]ـ
وأخيراً قد جزم الأخ شرف الدين بأن المعنى المتبادر من كلمة (استوى) بمعنى أستقر وهذا غلط
فالثابت عن السلف الصالحين بأن معنى استوى أي علا
فمن أين جاءك هذا المعنى المتبادر الخاطئ عفا الله عنك!!؟
جزاكم الله خيرا.
نعم أخي معنى الاستقرار أثبته أهل السنة، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى - في نونيته:
ولهم عبارات عليها أربع ******** قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر، وقد علا، وكذلك **** ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذ ي هو رابع ***** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ****** أدرى من الجهمي بالقرآن
قال الشيخ ابن جبرين في " الإرشاد .. ":
[التفسير الأول: استوى: استقر، وذلك مشهور عنهم، ومع ذلك فالنفاة قد أخذوا يوردون عليه إيرادات وحشية فرضية ... ] وارجع لبقية كلام الشيخ في شرحه للمعة، فإنه كلام نفيس.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[26 - Apr-2007, صباحاً 05:26]ـ
جزاك الله خير يا أخي علي على تصويب أخوك فيما قصر فيه علمه
واستغفر الله رب العالمين
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 09:43]ـ
تتبعت مرة عددا من عبارات ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآيات الصفات وتأملتها فوجدتها محرّرة تحريرا ممتازا؛ فكما ذكر الأخوة، هي موافقة لمذهب السلف في الباب مقرّرة له، لكنها خرجت مخرج تأصيل وتقعيد لا مخرج شرح وتفصيل، وكأنه رحمه الله كان يخشى أن يصيبه ما أصاب شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية قبله، فجاءت عباراته على هذه الصفة
وكما ذكر الأخوة، لا دليل في عباراته البتة على أنه كان أشعريا أو مفوّضا ...
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:20]ـ
بارك الله في الاخوة القائمين على هذا المجلس,
وجزاك الله خيرا اخي الحمادي على هذه الكلمة:
(بارك الله في الشيخ المقدادي
سبق التنبيه مراراً بعدم السماح في (المجلس العلمي) بالخروج عن عقيدة السلف، ولا قبول الحوار في هذا
وأظن شروط المنتدى ظاهرة
فإن ناسبتك يا أخ شرف وإلا ففي بقية المنتديات سعة) انتهى.
ولكن معذرة اخي,
توجد مشاركات فيها طعن في عقيدة اهل السنة, مثل مشاركات المدعو (خلوصي")! ففي مشاركاته يدعو الى التصوف بطريق غير مباشر! ويدعو الى الخروج مع جماعة التبليغ الصوفية! ويدعي اشياء فاءذا قطع من المناقشة لا يجاوب ويتهرب! و يتكلم كما يشاء ولم يتم ايقافه!
وكذلك توجد مشاركات فيها طعن بالعلامة العثيمين!؟ والعلامة الفوزان!؟
فارجو النظر في هذا الموضوع, وشكرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 06:10]ـ
جزى الله القائمين على هذا الموقع خيرا و أتابهم دثورا أما بعد فقد لاحظت اثارة بعض الصفات من حين لآخر للمراء أو لأسباب أخرىو الذي أريد هنا أن أنبه اليه هو أن صفات الله كلها صفات و هي فرع من الذات قال شيخنا بداه: فمن باينت ذاته الذوات باينت صفاته الصفات قال ذلك في رسالته في التفويض التي يرد فيها على المقرى و الأشاعرة الذين يقولون: و النص ان اوهم غير اللآئق بالله رب الخلائق فاصرفه عن ظاهره اجماعا فبين فرج الله عنه ما يعانيه من أسقام أنه ليس اجماعا مسلما بل مخالف لاجماع السلف الصالح و بالتالي فالأشاعرة تنجسوا بحس التشبيه فعطلوا صفات الله و أولوها و سواء مخافة تشبيه الله بما لا يليق به من صفات المخلوقات أو لعجز و عدول عن منهج السلف الصالح فانهم غير معذورين في اثبات صفات لله و نفي صفات اخرى لأن الصفات كلها ينطبق في حقها:ليس كمثله شيء و هو السميع البصير فأثبت لذاته السمع و البصر مع مخالفته لخلقه في هذا السمع و البصر بقوله تعالى ليس كمثله شيء لذلك قال الامام أحمد بن حنبل: كل ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك فالواجب على كل مسلم أن يثبت لله كل صفة وردت في القرآن أو وردت في الحديث الصحيح الصريح على مراد الله بها فانت بوصفك مخلوقا لن يخطر ببالك الا صفة مخلوق مثلك سواء في الضخامة أو القوة أو .... لذلك قال السلف أمروها كما جاءت من دون تشبيه و لا تعطيل و لا تأويل
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 04:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم تجد مناقشة هذه الدعوى الفجة ولغيرها من نظائرها في كتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) تأليف فيصل الجاسم(/)
[الفوائد الحسان من شرح الشيخ سليمان العلوان على العقيدة الواسطية__ 200 فائدة]
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وأشهد ألا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً
أما بعد ...
فقد من الله سبحانه وتعالى عليَّ بالاستماع إلى شرح شيخنا الحبيب المحدِّث: الشيخ سليمان بن ناصر العلوان على العقيدة الواسطية .. والواقع في 33 شريطاً، ولكن الشيخ لم ينهِ الشرحَ وقد توقف عند [باب الإيمان].
ويأتي شرح الشيخ حفظه الله متميزاً عن غيره من بعض الشروح من حيث الاستفادة الكبيرة التي تقع للطالب من الناحية الحديثية خاصة فضلاً عن تطرقه حفظه الله في كثيرٍ من الأحيان إلى الواقع ومسائله .. وهذا شأن العلماء العاملين الذين أُخِذَ عليهم الميثاق، ومما لفتَ نظري أنه حفظه الله كأنه يستظهر نونية ابن القيم رحمه الله حيث كان يستشهد بها كثيراً و في معظم الأبواب ...
و قد كنتُ أحرصُ على تدوين بعض الفوائد من كلام الشيخ حفظه الله .. ثم بعد الانتهاء رأيتُ أنه قد تجمع لدي عددٌ كبيرٌ منها فرتبتها وهذبتها وقلتُ أفيدُ إخواني الأحبة بها .. [بلغوا عني ولو آية]
و قد جاءت بعد التهذيب والترتيب في حوالي الـ 200 فائدة وهي غيض من فيض ما تكلم به الشيخ الحبيب .. فلم آتِ على جميعها وإنما وضعتُ ما رأيتُ أنه فائدة .. والله أعلم
فمن وجدَ خيراً فليحمد الله وليدعو لشيخنا بالثبات والفرج .. ولي بالمغفرة، ومن وجد غير ذلك فليحمده سبحانه أيضاً وليدعو لشيخنا الحبيب بالثبات وبالفرج .. وليتجاوز عن زلتي وليدعُ لي بالمغفرة والهداية، وقد سميتُ هذه الفوائد بـ
الفوائد الحسان من شرح الشيخ سليمان العلوان على العقيدة الواسطية
ملاحظة: حوالي 99% من الكلام المكتوب هو للشيخ حفظه الله وربما احتاج الأمر في بعض المواضع إلى بعض الإضافات مني لكي تستقيم الجملة فقط، وقد رتبتها أدناه حسب رقم الشريط ..
هذا والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
الشريط الأول
1) اعتنى شيخ الإسلام في هذه العقيدة بذكر الأسماء المتفق عليها بين أهل السنة والجماعة ولم يذكر بعض الأسماء مع ورود الأدلة عليها بل هو يراها في مواضع أخرى من كتبه إلا أنه التزم إيراد ما هو متفق عليه بين أهل السنة والجماعة
2) قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الشافية الكافية
أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حملت لمعان
بعض الأسماء قد تُطلَق على الله تعالى لكنها لا تحمل صفة المدح، فهي عند ذلك ليست باسم له سبحانه كما في الحديث (إن الله هو المسعِّر)!!
3) إثبات الأشاعرة ومتكلمة الصفاتية ليس كإثبات أهل السنة وإلا للزمهم إثبات غيرها – وهو لازم لهم على كل حال
4) اسم العزيز يأتي بثلاث معاني: ذكرها ابن القيم في النونية:
-الذي لا يرام جنابه
- القاهر الغلاب
- ذو العزة أي ذو القوة .. قال ابن القيم رحمه الله تعالى
وهو العزيز فلن يرام جنابه ... أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان
5) غلط من يقول [إن أمره بين الكاف والنون] فأمره سبحانه بعد قوله (كن) أي بعد النون! أي حتى يأمر به سبحانه.
6) الإرادة الكونية القدرية مرادفة للمشيئة
7) لا يجوز إثبات اسمٌ لله تعالى بالقياس، ولا بالمرادف على أصح قولي العلماء
8) عند المالكية أن كل داع إلى بدعة بوجه مخالف للكتاب والسنة فيجوز لأهل الحل والعقد التضييق عليه واستتابته وإلا قتل تعزيراً ومرجع هذا لأهل التقوى والورع والعلماء الصادقين والفقهاء المعنيين بضبط الحلال والحرام،
9) الرد على الاشاعرة في صفة المحبة وقولهم أنها (علامة على الرضا): بل هذا - أي الرضا - أثرٌ من آثارها
10) الجعد بن درهم تلقى بدعته عن اليهود ثم تلقاها عنه الجهم بن صفوان وإليه نسبت الجهمية
الشريط الثاني
11) الذنوب تؤدي بالعبد إلى سوء الخاتمة وقد ذكر ابن دقيق العيد أن أكل الربا مُجرَّبٌ وهو علامة على سوء الخاتمة و من ذلك أيضاً الغيبة والنميمة والتتبع لعثرات الناس و الذين يذمونهم فهؤلاء يبتلون بسوء الخاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
12) في قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم أن العمل داخل في مسمى الإيمان وفيه الرد على المرجئة، والرد كذلك على الكرامية والأشاعرة والجهمية والسالمية وطوائف أهل البدع
13) من ادعى الإسلام بلسانه وهو مُقْدِمٌ على الشرك وحرب الشريعة وتحاكَمَ إلى هيئات الكفر العالمية فهؤلاء كذبة فالإسلام ليس كلمة فقط وإلا لقالها أبو طالب وإنما قال (على ملة عبد المطلب)، وملة عبد المطلب خير من الكفر الدولي وهيئات الكفر العصرية
14) إن الذين يلصقون بالمجاهدين كل تهمة ويتحدثون عنهم مالا يتحدثون عن اليهود والنصارى .. و حين يتخلف الإنسان عن نصرتهم – أي المجاهدين - ثم يتباكى على أحداث سبتمبر إلى عاشوراء .. إما على اليهود والنصارى وإما على مشركي الوثنين من الرافضة فهؤلاء مخذولون منهزمون عقدياً وسياسياً. يتكلمون بألفاظ ما يطلقونها على أعداء الدين كدعوى أن هؤلاء فجرة أو أن هؤلاء يستفردون بآراء العقلاء أو أنهم سفهاء أو أنهم فجرة، وهذه لا يطلقونها على مشركي عاشوراء الذين يأكلون لحم الصحابة دون الموحدين .... و لكنه الظلم والبغي والعدوان وسوء المنهج
15) الرافضة أخبث من الجهمية في باب الأسماء والصفات
16) المنفي في القرآن هو التماثل ليس كمثل شيء دون التشابه فإنه لم يُنفى لأنه نسبي وهذا ما وضحه شيخ الإسلام في مناظرته على العقيدة الواسطية
17) الدهرية تقول (أرحام تدفع وأرض تبلع)
18) منازعة الله تعالى اسمه الحَكَم في هذا الزمن ممن يُنَصَّبُون .. فـ رئيس لجنة التشريع وهذا نائبه وهذا وزيره فهؤلاء عَلِقَ بهم اسم الطاغوت ولا يعرفون إلا بالطواغيت ولهذا أمر الله بالكفر بهم
19) إثبات الأشاعرة يختلف عن إثبات أهل السنة لصفة العلم
20) الرحمة نوعان (مخلوقة .. وغير مخلوقة والثانية من صفات الله تعالى ومن قال أنها مخلوقة فهو كافر)
21) الأشاعرة يفسرون الرحمة بالرقة ثم ينفونها عن الله تعالى فهم واقعون في التشبيه أولاً ثم في التعطيل ثم في التشبيه مرة ثانية
22) من يقول قال أهل السنة (كالنووي و القرطبي و الخطيب البغدادي ... ) فهم غالباً يقصدون الأشاعرة
23) ((حسبنا الله وهو نعم الوكيل)) إن النماذج الحية موجودة إلى عصرنا. و هذا شيخ الإسلام حين ذهب إلى البلاد المصرية و تواطئ أهل مصر على قتله فجاءه أحد المحبين يقول له .. إن القوم أعدوا عددهم يريدون قتلك وكان متوسداً على طرف من الحصى فاستقام – ولو قيلت لبعض الناس لاحمر وجهه واصفر وربما أغمي عليه في مكانه – استقاد وأخذ تراباً فنفخ على التراب وقال إن هم إلا كالذباب (أو كالتراب) ... و الواحد منا إذا سُجِن بحث عن واسطة لتخرجه ويدعو يا رب أخرجني/ غلط! بل قل ربِّ ثبتني فكم شخص سجن وخرج وصار منحلاً عن عقيدته منحرفاً ضالاً زنديقاً أو فاسقاً أو عاراً على أهل الحق وسل الله الثبات ولا حرج من أن تسأل الله الخروج بعد ذلك .. وهذا أثر من آثار الإيمان بالأسماء والصفات
الشريط الثالث
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الشريط الرابع
24) الأشاعرة يثبتون الألفاظ المجردة و يحرفون معانيها إلى معاني أخرى
25) الفرق بين الاسم والصفة أن: الصفات تشتق من الأسماء فكل اسم يؤخذ منه صفة
26) التعبيد بأسماء المخلوقين يكون بالأسماء دون الصفات مالم تضف إلى الذات فلا يصح أن تقول (عبد الوجه) هذا غلط لأن الوجه صفة من صفات الله وليس اسماً
27) الأصل في الكلام الحقيقة دون المجاز و حكاه ابن عبد البر في مج 7 من كتابه التمهيد اتفاقاً. ولو لم يكن كذلك لكن الناس في افتراض فلا يكون للحقيقة معنى. ثم إن المجاز لم يكن له في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ذكرٌ ولم يكن معروفاً في القرون المفضلة. وقد تم تعريفه بتعاريف مثل (ما أمكن نفيه أو ما ليس له حقيقة ... الخ)!!!
الشريط الخامس
28) المسائل الفقهية المُعَلَّلةُ يدخلها القياس دون المسائل الغير معللة وكذلك في الأسماء والصفات، فيجب التقيد باللفظ دون المرادف لأن المرادف قد يكون أقل معنىً
(يُتْبَعُ)
(/)
29) في قوله تعالى ويبقى وجه ربك فيه تفريق بين الوجه و الذات خلافاً لأهل البدع الذي يقولون أنه مرادف للذات ويؤكد هذاالقول – أي أن هناك تفريق - قوله صلى الله عليه وسله في الحديث ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)) رواه أبو داوود بإسناد جيد
30) الرد على الأشاعرة في إثبات صفة الوجه لله تعالى من وجهين:
1 - إن المضاف إلى الله نوعان: أعيان قائمة بنفسها (وهذا من إضافة المخلوق إلى خالقه كقولك كعبة الله .. الخ) وصفات قائمة بغيرها كصفاته الذاتية سبحانه – فصفات الله تعالى من الله فهي ليست مخلوقة وكفَّر الإمام مالك من قال إن صفات الله مخلوقة
2 - أن الله أضاف صفة الوجه إليه سبحانه فلا يصح أن يقال بل ذات ربك
3 - لا يصح أن يقال رحمة ربك أو ثوابه لأن الموصوف بالجلال والإكرام هو وجهه سبحانه كما في الآية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فـ ذو الجلال والإكرام صفة لـ (وجه) .. ولو كانت صفة لـ (ربِّكَ) لقيل (ذي الجلال والإكرام)
الشريط السادس
31) الأصل في إثبات الصفة إثباتها أولاً ثم تفسيرها بلوازمها
32) من قام بنصر دين الله ... فإن الله ينصره ويحفظه وليس معنى النصر أنه لا يصاب بأذى فإنه سبحانه تعالى قال (إنا للنصر رسلنا) وبعض الأنبياء قُتِلَ فسماه الله نصراً فأعظم انتصار هو انتصار المبادئ!
وفي محنة الإمام أحمد قال رجل للإمام أحمد أرأيتَ يا إمام كيف انتصر الباطل على الحق؟! فقال له كلا لم ينتصرْ. فمادامت القلوب ثابتة فالحق هو المنتصر ... وفي القرآن لم يرد الفوز الكبير إلا مرة واحدة في سورة البروج وقد قيلت في أصحاب الأخدود الذين أبيدوا عن آخرهم فانتصروا بمبادئهم .. فهذا هو النصر الحقيقي فالدنيا ساعة فلا بد أن نجعلها طاعة.
33) من قال بالمجاز من أهل السنة في القرآن فإنه لا يقول به في الصفات
34) بالحملات التي يشنها أهل الباطل على أهل الحق يتبين من يعبد الله حقيقة ممن يعبد الله على حرف!
35) كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطبعلىالمنبر فقال وهو السميع البصير وأشار الى أذنه وعين. وفي جواز فعل ذلك أقوال:-
الأول: قال ابن القيم رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن صفاته سبحانه على الحقيقة وكان أبو هريرة والأعمش يفعلانه ....
الثاني أن بعض السلف كان يحرم فعل هذا كالإمام أحمد عندما فعل ذلك رجلٌ في مجلسه فقال له: (قطع الله يديك) ثلاث مرات ...
الثالث التفصيل .. يجوز أن يقصد الذات على الحقيقة، بشروط في مجتمع يقبل ويفهم ..
وجميع هذه الأقوال من أقوال أهل السنة
الشريط السابع
36) ليس في القران كلامٌ إلا وهو دال على الله تعالى إما بدلالة التضمن أو المطابقة أو بدلالة الالتزام ولعل هذا معنى قوله تعالى [إن ربي على صراط مستقيم]
37) قوله تعالى إن الله كان عفواً قديراً – قديراً لأن العفو يمكن أن يكون عن ضعف لكن عفو الله تعالى مع القدرة ولذلك ذكر ابن القيم في جلاء الافهام أنه لا تُختَم آية في القرآن إلا ولها مناسبة بما جاء في الآية
38) إن العفو مع القدرة – عند البشر - لدى بعض السلف كالإمام أحمد وابن تيمية رحمه الله يدل على أمور ..
- نقاوة القلوب
– معرفة الدنيا وحقيقتها وتقلبها
– حقيقة الإيمان والتمعن في أسماء الله وصفاه
– مراعاة باب المصالح والمفاسد
الشريط الثامن
39) بقدر ما تعفو بقدر ما يتجاوز الناس عن هفواتك وبقدر ما تتبع أخطاء الناس بقدر ما يتتبع الناس ذلك منك
40) العزة تتمثل بأمور: – طاعة الله وطاعة رسوله – قوة الشخصية والمسارعة إلى ما يحبه الله – البعد عن طاعة المخلوق في معصية الخالق فمن فعل ذلك فلا يستحق وصف العزة ... ومن تعلق بالخالق كان عزيزاً ومن تعلق بالمخلوق كان ذليلاً ولو بلغ منصباً عالياً والأصل في العزة تعلق القلب بالله تعالى - ومن معانيها الصبر على البلاء والشكر في الرخاء – فالذليل من رق قلبه لغير الله ومن لجأ فؤاده إلى غير الله ...
41) من قول الله تعالى عن إبليس عليه لعنة الله فبعزتك جواز القسم بالصفات إذا أضيفت إلى الذات فهناك فرق بين الصفات اللازمة والمتعدية
(يُتْبَعُ)
(/)
42) لا يصح قول العبد تبارك فلان أو تبارك ماله أو تبارك بيته فالعلماء يفرقون بين (بارك) و (تبارك) فالمخلوق قد يكون مباركاً وهذا من الفعل (بارك) – كما قال تعالى عن يحيى عليه السلام وجعلني مباركاً أما (تبارك) فهذا لا يطلق إلا على الله تعالى ومعناه تعاظم وتعالى سبحانه
43) لعظمة الله تعالى فإن له أسماءً متعددة وكل اسم من هذه يحمل معنىً غير الآخر وكلها دالة على الله سبحانه
44) اسم أحد في الإثبات لا يطلق إلا على الله (قل هو الله أحد) ـ أما في النفي والنهي فيطلق على المخلوق –
الشريط التاسع
45) خطأ من يقول (شاءت الأقدار) لأنها تنسب إلى من تقوم به المشيئة وليس إلى من يقوم بالمشيئة – أو قول (زارتنا البركة) وإنما يقال حلت به البركة أو يقال في البيت بركة بوجود فلان وإن كان العامة يقصدون بالبركة هو فلان ولا يقصدون من قامت به من المعنى فاللفظ غلط لكن المعنى واضح عند العامة
الشريط العاشر
46) قوله تعالى والذين آمنوا أشد حباً لله يؤخذ منه إثبات فعل العبد والرد على أهل البدع وأن فعل العبد مخلوق لله تعالى
47) قوله تعالى ولم يكن له ولي من الذل هذا القيد دليل على بلاغة القرآن: أي لم يكن له ولي بسبب الذل فسبحان الله رب كل شيء ومليكه
48) قوله تعالى له ما في السموات وما في الأرض تقدمت السموات على الأرض في الذكر لأنها أعظم وأفضل من الأرض مع أن الأرض خُلقت قبل كما في قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، (ثم استوى إلى السموات فسواهن سبع سموات). قال تعالى (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) وذلك لأن في السموات الملائكة و الجنات – على قول الجمهور – والله سبحانه مستو على سماواته
49) القول بجواز مس القرآن بدون وضوء قول قوي و الأحوط قول الجمهور أنه لا يجوز بدون طهارة
50) القول أن قبر علي رضي الله عنه في النجف ليس له أصل وهو مختلف فيه إن كان في المدينة أو في العراق وأكثر العلماء أنه في العراق لكن أن يكون في النجف فهذا لا أصل فيه
الشريط الحادي عشر
51) الفرق بين صفتي الاستواء والعلو أن صفة العلو ثابت بالفطرة وبالعقل و بالنقل بينما صفة الاستواء ثابتة بالنقل فقط
52) أهل السنة يفسرون الاستواء بأربع كلمات ذكرها ابن القيم في نونيته
فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك أر**تقع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
53) بعض التفاسير التي سارت على الجادة في تفسير الاستواء مثل: ابن جرير-ابن ابي حاتم – ابن المنذر – عبد بن حميد – البغوي – ابن كثير – وجملة من تفاسير المتأخرين كابن السعدي بينما ذهبت بعض التفاسير إلى أقاويل أهل البدع كـ زاد المسير لابن الجوزي – ابي السعود – الزمخشري – الفخر الرازي – الجلالين وهو على مذهب الاشاعرة والمفروض ألا يوزع في المساجد حتى لا يتلقى المبتدئ هذه الأخطاء
54) في قوله تعالى خلق السموات والأرض لعل سائلاً يسأل: لماذا أُفرِدت الأرض وجمعت السموات؟
- الله سبحانه خلق سبع ارضين كما خلق سبع سموات وحديث من ظلم من شبر ارض طوقه يوم القيامة من سبع ارضين حديثٌ متفق عليه.
55) في قوله تعالى في ستة أيام أي من أيام الله ذكره الإمام احمد وذلك لقوله تعالى وإن يوماً عند ربك كألف سنةٍ مما تعدون
56) لا حرج في التماس الحكمة مالم نعارض نصاً أو دليلاً – أي الحكمة الربانية من الحكم أو الفعل -
57) المجلدان 5 – 6 من فتاوى شيخ الإسلام لا بد لطالب العلم أن يقرأهما أكثر من مرتين وثلاث ليطلع على طرق أهل البدع في الاستدلال. وكذلك قراءة الصواعق لابن القيم ومختصره أكثر من مرة أو مرتين، والرد على الجهمية لابن الدارمي وابن منده وكتاب المحجة للأصبهاني والشريعة للآجري وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللاكلائي وغيرها
58) الفرق بين اسمي الله تعالى الخالق و المصور أن الخالق بمعنى الموجد على غير مثال سابق أما المصور فـ هو أعطى كل خلق شكلاً .. يعني ميَّزَ.
59) وافق صاحب الظلال قول الأشاعرة ... و هذا القول خطأ سواء صدر من مفكر أو أديب أو غير ذلك لكن إذا صدر من شخص له قدر صدق في الإسلام فنحاول نعتذر له ونلتمس له العذر أياً كان!
الشريط الثاني عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
60) عندما ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام يصلي مأموماً خلف إمام مسلم لما جاء في الحديث وإمامهم منهم .. ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال غلاة الأحناف إنه عندما ينزل سيكون حنفياً ذكر ذلك ابن عابدين في مقدمة حاشيته وطوائف يقولون شافعياً .. !
61) نصح الشيخ سليمان حفظه الله كثيراً بقراءة كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية
62) الإباضية في التنظير خوارج وفي التطبيق مرجئة!! ففي الأمور النظرية يكفرون أما عند التطبيق الواقعي فهم مرجئة!!! فلا يكفرون حتى من ناصر الكفار على المسلمين!!
ومن هؤلاء – أي من يبقى في الأمور النظرية دون العملية الواقعين تحت تأثير الواقع - اليوم في مجتمعنا من الذين يبدعون ويضللون – حتى في العلماء وطلبة العلم – لكن فيمن حارب الشريعة لا يتعرض له بشيء بل وربما عظموه ورأوا أنه هو من ينصر الدين!!
63) أشد المذاهب الأربعة تكفيراً هم الأحناف فيقولون من يقول (مُصَيْحِب) كافر ومن يقول (مُسّيِّد) كافر ... ثم عند التطبيق العملي يقولون لا إنه لم يستحل!! لم يجحد!! فهم متوسعون لفظياً لكن عندهم النزعة الإرجائية.
الشريط الثالث عشر
64) لأهل السنة في بيان معية الله تعالى قولان: -
1 - العلم
2 - معية حقيقة تجرى على ظاهرها بشرط ألا يتوهم السامع اختلاطاً أو اتحاداً – والعياذ بالله .. لذلك لا يصح القول (معنا بذاته) مهما يقصد القائل من معنى وذلك لأسباب
1/أن هذا اللفظ يوهم هذا المعنى الفاسد
2/ هذا اللفظ لم يرد في كلام الله أو كلام رسوله – في هذا الموضع – أو كلام السلف ... وما قاله ابن تيمية رحمه الله أنه حق على حقيقته فقصده أن اللفظ يجرى على ظاهره ... والآية التي في المجادلة وهو معكم أينما كنتم ابتدأها بالعلم واختتمها بالعلم لذلك قال كثير من اهل العلم أن المقصود بهذه المعية العلم ... وحكى غير واحد من العلماء الإجماع على هذا
65) الأثر المروي أن جبريل عرض لإبراهيم أثناء إلقائه في النار. لا أصل له
66) قوله تعالى إن الله مع الصابرين: معية خاصة للصابرين ..
الماديون والسطحيون يظنون أن الإسلام اليوم لن ينتصرالآن في حروبه مع الصليبيين لقلة عددهم وعتادهم ... ونحن لا نخشى القلة لا في العدد ولا في العدة وإنما نخشى ضعف التوحيد و ضعف الإيمان في القلوب .. فلو وجد هذا فلو كان هناك ثمة رجل واحد لانتصرنا .. وهذا وعد الله تعالى وفي الحديث عند مسلم ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة و لا تتصوروا الآن أن خذلان العلماء وطلبة العلم للجهاد والمجاهدين أن هذا يضرهم، لا لن يضرهم وإنما ما يضرون إلا أنفسهم – أي المخذلون - وهذا من البشائر يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم إشارة إلى أهل الخذلان كتهيئة للنفوس ولا من خالفهم إشارة إلى أناس يحالفونهم في أفعالهم وطريقتهم ومنهجهم .. وأنه لا يضرهم لا من خذلهم ولا من خالفهم .. فسيروا على بركة الله .. حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ..
والحق منصور وممتحن فلا ... تعجب فهذي سنة الرحمن
وبذاك يظهر حزبه من حزبه ... ولأجل ذاك الناس طائفتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ ... كفار مذ قام الورى سجلان
لكنما العقبى لأهل الحق أن ... فأتت هنا كان لدى الديان
67) الاستواء عند أهل السنة نوعان ...
أحدهما عام وذلك قبل أن يخلق السموات والأرض وكان عرشه على الماء ... وهو عبارة عن أربع معاني
فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك أر**تقع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
كما قال تعالى ثم استوى إلى السماء وهي دخن فسوهن سبع سماوات .. الآية
الثاني الاستواء الخاص عقب خلق السموات والأرض ثم استوى على العرش.
68) لا يجوز التكفير باللوازم وإنما يستعمل في المناظرات لتبيين التناقض والاضطراب وهو أمر جميل، وهو من باب إقامة الحجة.
الشريط الرابع عشر
69) في قوله تعالى وكلّم اللهُ موسى تكليماً: تأكيد الكلام بالمصدر يؤكد أن المراد بـ الكلام هو الحقيقة، وليس المجاز ..
الشريط الخامس عشر
70) كان أهل السنة يوصون بمناظرة أهل البدع في السنة لأن غالب أهل البدع ينزعون في بدعهم بالقرآن ما لا ينزعون في السنة!
71) حكى السيوطي في مقدمة كتابه (الاحتجاج بالسنة) الإجماع على كفر من قال نأخذ بالقرآن و لا نأخذ بالسنة
72) الرافضة لا يؤمنون بالسنة لا جملة ولا تفصيلاً لأنها – بنظرهم – جاءت من طريق مرتدين .. وهم يعتبرون بهذا كفرة فجرة وهم أبعد الناس عن الإيمان بالسنة وهم أخبث ممن لا يؤمن بالسنة لاعتقاده أنها تفيد الظن، فهم لا يؤمنون بها لكفر رواتها وهذا أغلظ ... فإذا كان العلماء يجمعون على كفر من لا يؤمن بالسنة حتى قال السيوطي أنه يُلقى في المزابل حتى لا يتأذى منه أهل الكتاب لأنه أكفر من أهل الكتاب فكيف بالذي لا يؤمن بالسنة تحت غطاء أنهم كفرة وفجرة فهذا أشد كفراً وأعظم؟؟؟
إضافة إلى ما عندهم من عبادة الأوثان و نواقض الإسلام التي تتجاوز المئات كالشرك وغيره، لذلك لا يتوقف في كفر الرافضة إلا من هو جاهل و لا يفهم في التوحيد .. بصرف النظر عن عوارض الأدلة كوجود الجهل أو العامة وغير ذلك لكن الأصل في مذهبهم الكفر والردة عن الدين لعبادة القبور والأوثان و إنكار السنة ولعن الصحابة والحكم بردتهم وقذف عائشة بالإفك ونسبتهم البداء إلى الله تعالى وكفرهم بتوحيد الأسماء والصفات وعبادة الأوثان والتقرب إلى الأولياء والدعوى أنهم يعلمون الغيب و العصمة لأئمتهم وتعظيم أئمة الشرك كنصير الدين الطوسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:42]ـ
) ذكر الإمام أحمد أن الحديث الصحيح إذا تلقاه العلماء بالقبول وقابلوه بالتسليم يعد متواتراً والمتكلمون يضعون شروطاً للمتواتر لا في الكتاب ولا في السنة وهي 4 عندهم – أي المتكلمون -:
-عدد كثير من الرواة
-كثرتهم في جميع طبقات السند
-تحيل العادة تواطؤهم على الكذب
-أن يكون مستندهم الحس!
وهي شروطٌ غير معروفة عند أهل العلم من أهل السنة ومثل هذا الكلام يتكلم به أهل البدع.
74) في حديث بعْث معاذٍ إلى اليمن ليدعو أهل الكتاب إلى الإسلام ... كان أهل الكتاب أعقل بكثير من الجهمية والمعتزلة و الأشاعرة حيث لم يرفضوا خبر الواحد!
75) في الحديث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الآخر .. الحديث الصواب من أقوال العلماء أن النزول يستمر إلى طلوع الفجر الثاني وليس إلى طلوع الشمس وجاء الأثر باستمراره إلى طلوعها ولكنه ضعيف.
الشريط السادس عشر
76) في الحديث عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ خَيْرِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ أَزِلينَ قَنِطِينَ, فَيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ لم يرد الحديث بقول (عجب ربنا) وإنما ورد بقوله (ضحك ربنا). وقد ضعفه بعض العلماء لأن مداره عندهم على رجل " مجهول " في السند يقال له (وكيع بن عُدُس) والأقرب أن الحديث حسن لأن أبا عيسى الترمذي رحمه الله خرج لهذا الرجل في كتابه فوكيع بن عُدُس ليس بمجهول ... بالإضافة إلى أن الدارقطني رحمه الله في كتابه الأسماء والصفات قال أنه لا يحتج في كتابه إلا بما رواه الثقة عن الثقة وتلقاه العلماء بالقبول .. ثم روى لـ وكيع بن عُدُس .. فذلك إشارة إلى أنه صحح حديثه ..... ثم أن وكيعاً لم يأتِ بما يُنكَرُ عليه.
الشريط السابع عشر
77) في صفة العلو لله تبارك وتعالى:- فإن بعض المنتسبين لأبي حنفية رحمه الله – كالماتريدية – يأخذون عنه الفقه ويخالفونه في عقيدته! ((فهو رحمه الله كان يثبت أن الله تعالى عالٍ على خلقه)) بعكس ما يدعون اتباعه!!
78) كان السلف يحذرون من أماكن أهل البدع والتلقي عنهم وكانوا يقولون للذين يجالسون أهل البدع هؤلاء يريدون الجمع بين ألحق والباطل ..
وهذا في زماننا كذلك، ثم اتسع الأمر فيما بعد فأصبحوا يجالسون الكفار والمرتدين أيضاً والذين يريدون أن تكون بلاد المسلمين بؤرة فساد ومرتع رذيلة تحت غطاء حرية الرأي والتسامح وسماع الرأي والرأي الآخر وهؤلاء ليسوا من العلماء ولا من طلبة العلم ولا من أهل الحل والعقد وأصحاب هؤلاء الفكر ضلوا ضلالاً بعيداً .. وهم يريدون أن تضلوا سواء السبيل .. كما أنهم يأتون بالكفر بمسمى حرية الأديان وبالبدع والضلالات بمسمى حرية الرأي ويجالسون الكفار والمرتدين تحت غطاء روح التسامح ويحاربون الجهاد و المجاهدين تحت غطاء محاربة التطرف والعنف والإرهاب ... وهم أهل الإرهاب وحماته لكنه إرهاب من وجه آخر .. إنه إرهاب منظم في الصحافة والإعلام وغير ذلك.
79) في حديث الجارية: حديث معاوية بن الحكم السلمي حينما جاء بجارية إلى النبي صلى الله وعليه وسلم فسألها النبي أين الله فقاتلت في السماء ثم سألها من أنا فقالت رسول الله فقال أعتقها فإنها مؤمنة في هذا الحديث جواز امتحان الناس في عقائدهم حين تدعو الحاجة إلى ذلك ... كما حصل من شيخ الإسلام عندما سُئَل عن عقيدته فكتب الواسطية ومثله الطحاوي رحمهم الله جميعاً
80) حديث أفضل الإيمان أن تعلم الله معك حيثما كنت هذا الخبر في إسناده ضعف وقد جاء عن رواية ( .. الخزاعي) [ماسمعتُ الاسم الأول جيداً] وقد أعرض عنه الشيخان عمداً وقال عنه أبو داود له 20 حديثاً ليس لها أصل .. وفي إسناده عثمان وهو غير معروف! ومعنى الحديث: تحقيق مرتبة الإحسان!
الشريط الثامن عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
81) في الحديث المتفق عليه إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ; فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ, وَلَا عَنْ يَمِينِهِ; فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ, وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ, أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ يؤخذ منه عدم جواز البصاق إلى القبلة في الصلاة أما في غيرها فقد ورد في قوله صلى الله عليه وسلم من تفل تجاه القبلة جاء تفله بين عينيه يوم القيامة و صححه ابن خزيمة و رواه أبو داوود من حديث السائب أن رجلا بصق تجاه القبلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يصلي بكم هذا فحين حضرت الصلاة تقدم ليصلي بهم فمنعه قومه فأخبروه أن النبي صلى الله عليه وسلم منعه من الإمامة فحين قضيت الصلاة ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له إنك آذيتَ الله ورسوله فهذان يفيدان منع البصاق تجاه القبلة في صلاة أو في غيرها وهو الأحوط.
الشريط التاسع عشر
82) الأحاديث الواردة أن [القدرية مجوس هذه الأمة] معلولة و الصواب وقفها على الصحابة رضي الله عنهم ولا يصح من المرفوع شيء.
83) الذنوب أنواع:-
-ذنب ينافي أصل الإيمان ويخرج من الملة
-ذنب ينافي كمال الإيمان الواجب وهذا له مرتبتان (يوجب الفسق – يوجب العصيان) ففقر الله بينهما [وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان] .. والفسق في القرآن نوعان: مخرج من الملة وغير مخرج من الملة وهذا لا يُكفر فاعله حتى يستحله ... وينقص هذا من إيمانه وهو معرض للوعيد
-ذنب ينافي كمال الإيمان المستحب ومن ذلك (المكروه)
ويحرص أهل السنة على حفظ هذا الباب (أي باب الإيمان) فأهل السنة لا تدفعهم غيرتهم على دين الله إلى تكفير أصحاب المعاصي ولا يمنعهم ورعهم عن تكفير من ثبت كفره
84) بعض الناس في هذا العصر يسارع إلى التكفير دون دليل وهذه خصلة من خصال الخوارج .. وآخرون يقولون لا نكفر أحدهم حتى الذي قامت عليه الحجة وانتفت عنه الشبهة .. وهذا ضلال ... ويربط هذا الباب بأهل العلم الذين يفهمون معنى إقامة الحجة وإزالة الشبهة لأن طالب العلم المبتدئ قد لا يفهم هذا ولا يميز .. لكن الفقهاء المعنيون بضبط الحلال والحرام هم أهل القدرة على تنزيل العام على الخاص ووضع الأدلة في مواضعها وهذا لا يتأتى لطالب العلم الصغير.
85) نواقض الإسلام تدرس و تعلم للناس وتحفظ لهم لأنها في الحديث عن النوع دون العين ... وذلك من أجل أن يحذروها ويتجنبوا الوقوع فيها أما عند تنزيلها على فلان وعلان فالعامي يخرج عن هذا ويقيد هذا بأهل العلم ... ما لم يكن العامي مقلداً لعالم يروى دينه و ورعه و وعلمه في هذا الباب.
86) الرافضة يبلغون حوالي 70 فرقة وهم مراتب .. فمنهم الغلاة كالإمامية وهم الغالب في هذا العصر وهؤلاء وثنيون والأصل في مذهبهم دعاء غير الله .. وكلكم رأى في الصور ما صنع مشركو عاشوراء .. بالإضافة إلى تكفيرهم الصحابة واستثنوا بعضهم – كأبي ذر و آل البيت وسلمان والمقداد – و قد ذهب متأخروهم إلى تكفير هؤلاء – أما دعوة تحريف القرآن فيكاد يتفق عليها أئمتهم .. ولذلك لا يتجاسرون على كتاب لأحد شيطانهم (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)
87) نصح الشيخ بقراءة كتاب بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود – وهو مطبوع في مجلدين
88) الخوارج الأول لم يكن عندهم من البدع إلا القليل أما الأواخر مثل من في عُمان الآن فهؤلاء جمعوا إضافة إلى ذلك بدع أخرى في الأسماء والصفات بالإضافة إلى أنهم مرجئة في تنزيل الأسماء على الواقع وقد ذهب إلى تكفير هؤلاء المتأخرين بعض أهل العلم كالشاطبي و السبكي والقرطبي وغير هؤلاء ..
89) لم يعامل الصحابة رضي الله عنهم الخوارج الأوائل معاملة المرتدين بل لم يفتِ صحابي قط أن تسبى نساؤهم أو تغنم أموالهم ... وقد ورد عن علي رضي الله عنه من وجوه كثيرة [إخواننا بغوا علينا] والصحيح أنها قيلت في الخوارج وليس في طائفة معاوية رضي الله عن الجميع ويبقى التحقيق في صحة هذا الأثر
90) كان ابن تيمية رحمه الله يكفر الجهمية لكنه لا يكفر أعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة فكان يناظرهم ويزيل الشبهة وكان يرى أنهم يبحثون عن الحق وليس عن عناد أو خبث ... وبنفس الوقت لا يمتنع عن تكفير من قامت عليه الحجة .. وهذا ليس من الورع
(يُتْبَعُ)
(/)
كالتورع عن تكفير من ادعى النبوة وتكفير من قال أن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة بل بلغ أن أخرج هذا مقالاً يقول فيه (أني بطل مروياتي) وفي نفس الوقت نوظر وأقيمت عليه الحجة .. فمثل هذا لا ورع في تكفيره والعامة يقلدون العلماء ... ففرق بين من كان أصله دينياً وبين من كان أصله الهوى فيكتب ما يريد .. وفي هذا الباب الامتناع عن تكفير المأمون لأنهم كانوا ينطلقون من منطلق ديني ...
91) أئمة الروافض قامت عليهم الحجة وزالت عنهم الشبهة و لا إشكال في تكفيرهم
92) مر الإمام أحمد بقبر المأمون فقال هذا قبر كافر ... ورد هذا في السنة للخلال و لعل الإمام أحمد لم يكفره في حياته خشية من الفتنة وحمل السلاح ولكن لما زالت الفتنة ومات المأمون كفره الإمام أحمد!
الشريط العشرون
93) تعريف الإيمان أنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان قول جيد لكنه ناقص إذ ينقصه عمل القلب .. وقال البخاري رحمه الله أدركتُ ألف شيخ كلهم يقول أن الإيمان قول وعمل .. وهذا القول أكمل ومتفق عليه بخلاف السابق وقد قال الشافعي الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد دون الآخر .. والمقصود بذلك الجنس .. يعني لا يجزئ جنس القول عن جنس العمل ولا جنس العمل عن جنس الاعتقاد لذلك اتفق أهل السنة وأجمعوا على أن تارك جنس القول أو تارك جنس العمل كافر ولا يختلفون في ذلك وقد حكى إجماعهم الإمام الآجري في كتابه الشريعة
94) وُصِفَ حديثُ معاوية بن الحكم السلمي عند مسلم بالتواتر رغم أنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره وقد صرح الذهبي أنه متواتر ... وهذا الصحيح في تعريف المتواتر .. فلا يقيد هذا بعدد معين!
95) الإجماع نوعان:
-الإجماع القطعي يكفر مخالفه وناكره .. كالإجماع أن الصلوات خمس وعدد الركعات في كل صلاة ومن ذلك تحريم الزنا وتحريم ربا النسيئة ونكاح الأم والأخت .. والعياذ بالله .... الخ ولا يختلف في شيء منها العلماء
-إجماع ظني وليس بقطعي .. وهذا ما يعبر عنه بعض الفقهاء كقول ابن قدامة في المغني (ولا أعلم في ذلك خلافاً) وغيرها من الألفاظ المشعرة بأن هذا الإجماع غير قطعي
وبعض الإجماعات فيها نظر مثل إجماعات ابن المنذر وابن جرير والنووي فهؤلاء لا يعتدون بمخالفة الواجد والاثنين وبعض إجماعات شيخ الإسلام وابن عبد البر فليست كلها صحيحة من كل وجه ... وهذا الإجماع لا يكفر مخالفه ...
أما القول أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه فهو من الإجماعات القطعية دل عليه الكتاب والسنة و الإجماع الذي حكاع ابن خزيمة و ابن عبد البر والطومنكي وغيرهم
96) إذا قيل هذا نص في كذا .. فمعناه أنه لا يحتمل معنيين وإنما معنىً واحداً فقط .. مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فهذا لا يحتمل إلا معنىً واحداً وهو أن الله تعالى مستو على عرشه
الشريط الحادي والعشرون
97) اسم الله تعالى (الرقيب) هو بمعنى المهيمن والمهيمن يقتضي 3 أمور:-
- أن يكون سميعاً بأقوال العباد وأفعالهم وحركاتهم
- أن يرى أفعالهم وحركاتهم وسكناتهم ولا يغيب عن رؤيته شيء أبداً صغيراً أو كبيراً
- القدرة عليهم
98) المسلم يعيش بين جناحي طائر (الخوف والرجاء) واختلف العلماء في أيهما يُغلِّب عن الموت .. والله تعالى يقول في الحديث القدسي [أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء]
99) أبو الحسن الأشعري رحمه الله بعد تركه لمذهب المعتزلة رجع إلى مذهب أهل السنة في الجملة وبقيت عنده بقية التحريف لبعض الأسماء والصفات وبعض الأفعال الاختيارية لأفعال الله تعالى .. أما أصحابه فانقسموا إلى قسمين:
قسم بقي على مذهبه القديم وهؤلاء غلاتهم،
وقسم آخر من أخذ بمذهبه الجديد وبقي على مذهب الأشعري .. وكلهم على ضلال .. لكن المتأخرون من هذا القسم الثاني الذين لا يأخذون بمذهب الغلاة لا يأخذون بمذهب أبي الحسن الأشعري الذي رجع إليه واستقر أمره عليه ..
الشريط الثاني والعشرون
100) سئل شيخ الإسلام في الفتاوى عن رجل يريد الانتساب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري دون أن يأخذ بأصول الأشاعرة .. فذمَّه شيخ الإسلام وقال إنه لا يجوز الانتساب إلا إلى الكتاب والسنة .. قال الشيخ سليمان العلوان: وأنا أعتقد أنه لو مد الله تعالى بعمره – أي بعمر أبي الحسن الأشعري – لاتبع مذهب أهل السنة بتمامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
101) رداً على سؤال: هل المدينة أفضل من مكة؟
قال الشيخ العلوان: بل مكة أفضل من المدينة حتى في السكنى .. و النبي صلى الله عليه وسلم خرج من بلد لا يستطيع أن يقيم فيه شرع الله إلى بلد يستطيع فيها ذلك .. وكان من الممكن أن يكون مهاجره نجد .. كما ورد في البخاري
102) كيف بأهل العلم الذين يقولون (إن من أصول أهل السنة السكوت عما جرى بين الصحابة) ثم يراهم يفصِّلون في هذا والحديث عنها؟؟
فأجاب لا إشكال أن أهل العلم يتحدثون ولكنهم يتحدثون بعلم ويفصلون بما لا يوغرون فيه الصدور مع حفظ مكانتهم وسلامة ألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالحديث عن ذلك بعلم لا إشكال فيه وعلي رضي الله عنه هو الذي كان على الصواب بالإجماع ولكن يبقى نحن نعذر عن الآخرين ونلتمس لهم المعاذير .. ونترضى عنهم ونقول بأن المصيب له أجران والمخطئ له أجر، لكن ينهون عن التعمق والتوغل في التفاصيل وتخطئة المجتهدين و محاولة تضليلهم أو تجهيلهم أو الاعتماد على بعض المرويات المكذوبة كمرويات (أبي مخنف يحيى الرافضي الخبيث) فزيادة على ضعفه وكذبه فهو رافضي أو الاعتماد على سيف بن عمر الناصبي .. فلا نعتمد لا على هذا ولا على هذا بل نعتمد على الآثار والأحاديث الصحاح في محاولة تقريب القلوب والتماس الأعذار
103) جاء في الأثر [ .... 40 يوماً كتبت له براءتان براءة من نفاق وبراءة من النار] [لم أسمع بداية الحديث جيداً وبعد البحث وجدتُ أنه هناك أكثر من لفظ فأحجمتُ عن التخرص فيه] حديث معلول باتفاق المحدثين وأعله أبو عيسى وغيره ورجح أبو عيسى وقفه ومال ابن الجوزي إلى ضعفه وقفاً ورفعاً فإذا ثبت وقفه فله حكم الرافع
104) منزلة سنن أبي داوود أرفع عند العلماء من منزلة سنن ابن ماجه وهذا بشكل عام
105) الأحاديث الواردة عن تشبيك الأصابع كلها معلولة .. لكن قد ورد عن ابن عمر النهي عن تشبيك الأصابع في الصلاة .. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شبك أصابعه عندما قام إلى جذع في المسجد .. بعد أن سها و سلم من ركعتين!
106) ينصح الشيخ كل طالب علم بقراءة مقدمة الشيخ أحمد شاكر على سنن الترمذي لما فيها من الرد القوي على العلمانيين والمبتدعين
107) رد حفظه الله تعالى وثبته على من قال [من أراد الصحة في البخاري ومن أراد الترتيب في مسلم] أن البخاري حاز الترتيب وحاز الصحة ومسلم لا يتقدم على البخاري في شيء لا في الترتيب ولا في التبويب و ولا في الفقه ولا في القدرة على التعليل ولا حتى في الصناعة والذين ينادون بها الآن ويقولون إن البخاري يروي بالمعنى ومسلم باللفظ فهذا لا أصل له.
الشريط الثالث والعشرون
108) قال تعالى فإني قريب القرب نوعان: قربه من سائليه بالإجابة وقربه من عابديه بالإتابة
109) في الحديث ((فإنه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)) هذا قرب إجابة لأنهم يسألونه، وقرب إتابة لأنهم يعبدونه.
110) قوله رحمه الله [فهو سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته] أي في أسمائه وصفاته وأفعاله
111) في قوله تعالى [ونحن أقربُ إليه من حبل الوريد] قال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله أي بملائكتنا وهذا يقوله من كان معظماً – كالملك الذي يقول فعلتُ هذا بجنودي مثلاً ولله المثل الأعلى .. وهذا المثال مني - وأيضاً لأن السياق في هذا والآيات التي بعدها تؤكد أنها في الملائكة .. وقد أنكر شيخ الإسلام قول من قال أن ذلك بـ العلم وكذا رد على من قال إن ذلك بالذات .. تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً
الشريط الرابع والعشرون
112) قال ابو عمر الطومنكي رحمه الله أجمع العلماء على أن الله تعالى مستوٍ على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ..
113) تارك الصلاة يُعامل معاملة المنافقين والمنافقون لا يلزم مفارقة زوجاتهم لهم لأنهم يظهرون الإسلام و يبطون الكفر كعبد الله بن أبي فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته أن تفارقنه. وكذا المنافقين .. فالرجل إذا لم يكن يصلي فله حالتان:
- زوجته لا تجزم أنه يصلي فهذا لا يجوز للمرأة أن تفارقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أما إن جزمت بأنه لا يصلي فيجب عليها أن تفارقه ولكن لا يحق لها أن تجبر غيرها على ذلك .. والدليل أن حذيفة رضي الله عنه – وقد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين – كان يمتنع عن الصلاة على هؤلاء ولكنه لم يكن يمنع أحداً أبداً من الصلاة عليهم لأنه يترتب عليه منكرات كثيرة ..
الشريط الخامس والعشرون
114) في قول المصنف رحمه الله عن كلام الله تعالى [ولا يجوز إطلاق القول بأنه عبارة عن ... ] .... الفرق بين ما (لا يجوز) وبين ما (يحرم): على ألسنة الفقهاء لا تختلف أما على ألسنة النحاة فلا يعنون بقولهم ((لا يجوز)) التحريم
ولا يجوز أعم من لفظة التحريم فكل محرم لا يجوز وليس كل شيء لا يجوز .. فهو محرم.
115) الآثار الواردة أن الله تعالى يُرَى يوم الجمعة أو غيره (أي في الجنة) فهي معلولة كلها ... ولم يثبت شيء صحيح في هذا الباب بل ثبت فقط أنهم يرونه سبحانه.
116) لا يجوز التورية باليمين وإنما كما في الحديث [يمينك على ما يصدقك به صاحبك] عند مسلم - فلا يجوز التورية في اليمين عند القاضي
الشريط السادس والعشرون
117) الأدلة الصحيحة الصريحة تفيد سؤال المؤمن والمنافق والكافر كلهم في القبر خلافاً لما قاله ابن عبد البر أن الكافر لا يُسأل
118) جاء عند أبي عيسى الترمذي أن الملكين الذين يسألان في القبر اسميهما (نكير – منكر) وقد صحح هذا الحديث الإمام أحمد وغيره وحسن إسناده (وذكر اسم عالمٍ لكني لم أسمع الاسم جيداً) في شرحه لحائية أبي داوود
119) أهل السنة يؤمنون بأن العذاب في القبر يكون على الجسد وعلى الروح سواء دفن أو لم يدفن
120) أهل القبلة قد يعذبون في القبر إلى أن تقوم الساعة وقد يعذبون زمناً قصيراً وقد لا يعذبون
121) أعظم الناس نعيماً في القبر بعد الرسل هم المجاهدون في سبيل الله كما تواترت الأدلة بذلك ولذلك المرابط المجاهد يؤمن الفتان وهذا الفضل لا يحظى به غير المرابط في سبيل لله
122) أسئلة القبر: من ربك (من هنا للعالم) ولا يُقال في حق الله تعالى أن من هي لـ (العاقل)!
123) أجمع العلماء أنه من بلغه الإسلام ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه كافر مخلد في الجحيم والذين يمتنعون عن تسمية اليهود والنصارى كفاراً هؤلاء ضالون منحرفون ومن قامت عليه الحجة يُكفَّر هو أيضاً فالله سبحانه وتعالى سماهم كفاراً في القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم حكم عليهم بالجحيم وبعض المنحرفين عقدياً يقولون عنهم (الغير أو اليهود والنصارى ولا يقولون كفار) ..
فمن امتنع عن تسمية اليهود والنصارى كفاراً فهو كافر بإجماع المسلمين ولا يختلف أحد من العلماء في كفره وقد جاء في عقائد المسلمين من لم يكفر الكافر أو شك في كفره أو صحح مذهبه فهو كافر وحكى الأشعري الإجماع على هذا
124) وقد يُبتلى العبد في قبره لسوء أعماله وفساد طويته وضلال سلوكه وانحرافه إما بموالاته الكافرين أو بسبب الرياء والسمعة فلا يكون مخلصاً لله تعالى في قوله ولا عمله ولا اعتقاده أو بارتكابه ناقضاً من نواقض الإسلام فلا يصلي ولا يعرف المساجد ولا يهتدي إلى طرقها أو بضلالات أخرى تستوجب سوء الخاتمة.
125) المرتاب كالمنافق والكافر و الساب لدين الله تعالى كلهم يقولون في القبر ها ها وتستعصي عليهم الإجابة [سمعت الناس يقولون قولاً فقلتُه] يؤخذ منه أن لا يجوز التقليد في العقائد
126) الأحاديث الواردة في فضل الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها كلها معلولة
127) لا يُسْأَل في القبر إلا المكلف فقط أما غير المكلف فلا يسأل .. وذهب ابن تيمية وغيره أن المجانين يمتحنون يوم القيامة وكذا من لم تبلغه دعوة الإسلام .. وقد ورد حديث مشهور وإن كان فيه خلاف في صحته وهو حديث الأربعة الذين يحتجون يوم القيامة، وهم: الأصم، والأحمق، والهرم، ورجل مات في فترة.
128) من أنكر عذاب القبر بالجملة فهو في الحقيقة مكذب لكلام الله وكلام رسوله ..
129) الجمع بين حديث أن [الميت يعذب ببكاء أهله عليه] وبين قوله تعالى [لا تزر وازرة وزر أخرى]:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك فرق واضح بين العذاب والعقاب.فالله تعالى نفى العقاب، و العذاب غير العقاب .. كقوله صلى الله عليه وسلم (السخط قطعة من العذاب) ولم يقل العقاب .. فالعقاب أمر شرعي والعذاب قد يكون أمراً كونياً وقد يكون شرعياً ... وهنا يعذب أي يتألم.
130) ضغطة القبر نوعان:
1 - للمؤمنين وهي ثابتة بالأحاديث الصحاح وقد صححها الذهبي وهي ضمة رحمة واستبشار بقدوم المؤمن وهي كضمة الأم لابنها
2 – للكافر ضمة تختلف فيها الأضلاع لأنها ضمة عذاب
131) الفزع غير الصعق لذلك فالظاهر من الأحاديث أن النفخات ثلاث وهذا ما يعرف عن السلف! – وهنا الصوت لم يكن مفهوماً – ولعلي أخطأتُ!
132) هناك تقليد ممدوح وهناك تقليد مذموم وهو التعصب .. باستثناء الأصول فلا تقليد فيها ...
133) صبيان اليهود إذا لم يبلغوا فهم غير مكلفين والأقوال فيهم 3 أقوال:
– منهم من قال إنهم في الجحيم لقوله صلى الله عليه وسلم (هم تبع آبائهم)
– ومنهم من قال الله أعلم بما كانوا عاملين – أي أنهم يمتحنون في العرصات –
– ومنهم من قال إنهم في الجنة أي أنهم في حضانة إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم وقد مال البخاري وغيره من العلماء إلى هذا وهو قول قوي ولكن يعاملون في الدنيا معاملة الكفار والسر في هذا (أي أنهم في حضانة ابراهيم) أنهم غير مكلفين .. فهم ولدوا على الفطرة ...
وحتى لو وجد منهم الإعراض فهم غير مكلفين وهم يعدون في حضانة إبراهيم .. أما لو بلغوا وقامت عليهم الحجة فإنهم يعاملون كالكفار في الدنيا و الآخرة ... و كذا الكافر الذي لم تبلغه الدعوة في الدنيا فإنه يعامل في الدنيا فقط معاملة الكفار.
134) الأحاديث الواردة في اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد رضي الله عنه قوية بشواهدها .. أما غيرها فلم يثبت وأما حديث إذا ركب الذكر الذكر اهتز عرش الرحمن فهذا حديث منكر
135) الذي يمتنع من تسمية اليهود والنصارى بالكفار فهذا الكفر بعينه ومن يمتنع لظرف معين فهذا يكون مبتدعاً أو منهزماً أو ضالاً أما الذي يمتنع لجزئية واحدة فقط فهذا لا حرج منه (كأن يكون في خطاب خاص أو معين)
الشريط السابع والعشرون
136) العمل سبب لدخول الجنة (جزاءً بما كانوا يعملون) وفي الحديث عند البخاري ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى .... ومن عصاني فقد أبى))
فالامتناع عن طاعة الله موجب لعذاب الله سواء كان ذلك الامتناع بالجحد أو بالاستكبار أو بالاعتقاد أو بترك العمل وهذا من أقوى الأدلة لأهل السنة في هذا الباب لذلك لا يختلف أهل السنة أن تارك جنس العمل كافر ذكره الإمام الآجري في الشريعة وقد ذكر اين تيمية أنه لا يتصور وجوز رجل يشهد الشهادتين صدقاً وحقاً ولا يسارع إلى العمل فحين لا يعمل فهذا دليل على نفاق في قلبه وعلى تكذيب أو جحد أو استكبار فلا يتصور النطق بالشهادتين مع التخلف عن العمل
137) [في نصب الموازين يوم القيامة] اختلف أهل السنة في الموزون فقال بعضهم توزن أعمال العباد وقال بعضهم تجسم أعمالهم على شكل أجسام وتوزن وقال آخرون يوزنون هم بأعمالهم وما يحملون من إيمان ولعل هذا الأخير هو الأصوب فالأوليان لا دليل عليهما بخلاف هذا الأخير .. والآثار الواردة في وزن الأعمال لا يلزم منها أن صاحبها لا يوزن معها
138) في قوله تعالى [ومن خفت موزينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خلدون] أخذ بعض العلماء أن الكفار توزن أعمالهم أيضاً يوم القيامة ليكونوا شهداء على أنفسهم ولتبيان أن الله تعالى لا يُظلم عنده أحد
139) الذين يأخذون كتابهم باليمين هم الموحدون أما الكفار فيأخذوه بالشمال من وراء الظهر تحقيراً له
140) الأثر الوارد عن عثمان رضي الله عنه [إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن] منقطع .. وقد رواه عنه قتادة و قتادة وُلِدَ 60هـ وقتل عثمان رضي الله عنه سنة 36هـ فالإسناد منقطع ..
141) اتفق العلماء أن الإنسان يأثم إذا حرق حيواناً أو كوى حيواناً .. ولذلك في صحيح مسلم [إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته] وقال لما رأى حماراً في وجهه وسمُهُ [لعن الله من وسم هذا]
142) الغيب نوعان:
- مطلق: ويختص بعلمه الرب جل وعلا ويطلع على شيء من ذلك بعض رسله [إلا من ارتضى من رسول]
(يُتْبَعُ)
(/)
- مقيد: وهو ما غاب عنك. فقد يكون غيباً عند عمروٍ حاضراً عند زيدٍ والحديث في الواسطية لا علاقة له بهذا النوع الأخير
الشريط الثامن والعشرون
143) جزم غير واحد من العلماء أن الحوض المورود هو " الكوثر " وهذا على اعتبار أنه مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يختص به الأنبياء غيره .. وذهب بعضهم إلى المغايرة باعتبار أن لكل نبي حوضاً وبالتالي فالكوثر غير الحوض عندهم وبه يتميز الرسول صلى الله عليه وسلم واستدلوا بحديثٍ عند أبي عيسى الترمذي ولكنه حديث ضعيف جدا و لم يثبت أن لكل نبي حوضاً وحينئذٍ يصح تخصيص هذا بالنبي صلى الله عليه وسلام والقول بأن الكوثر هو الحوض
144) جاء في بعض الآثار أن الحوض من أيلا إلى عدن
145) الروايات في الحوض جاءت في رواية ما لا يقل عن 50 صحابياً وجميع من ألف في المتواتر يذكر أحاديث الحوض و قد تقدم الحديث عن المتواتر عند أهل السنة و عند المتكلمين
146) الحوض يأتي قبل الصراط والقنطرة بعد الصراط .. وذكر ابن عبد البر في التمهيد أنه ممن يُذادُ عن حوضه صلى الله عليه وسلم أهل البدع كالخوارج والرافضة وأهل الكبائر المصرين عليها كأكلة الربا وغيرهم .. اهـ
ولا يختلف أهل السنة أن من مات على بدعة أو معصية لا تخرجه من الإسلام فهو تحت المشيئة وهم لا يخلدون في النار .. وهم معرضون للوعيد .. فالله تعالى لا يُخلِفُ وعده بالإجماع ولكنه تعالى قد يخلف وعيده لأن هذا من صفات الكمال
147) من شرب من الحوض فلن يظمأ بعدها أبداً وفي هذا مقدمة للبشرى لأن من شرب من هذا النهر فسوف يعبر الصراط
148) من نَصْبِ الصراط على جهنم أخذ بعض العلماء أن جهنم في السماء وكذلك أخذوا هذا من حديث الإسراء، وذهب أكثر العلماء أن جهنم في الأرض لقوله تعالى [وإذا البحار سُجِّرَت] وقوله تعالى [ثم رددناه أسفل سافلين] وليس في المسألة نص قطعي
149) في قول المصنف رحمه الله (وَالصِّرَاطُ مَنْصُوبٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ, وَهُوَ الْجِسْرُ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ, يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ) على قدر أعمالهم – أي إيمانهم والذي هو قول وعمل فلربما كان رجلٌ أكثر من آخر أعمالاً لكن تصديق الثاني أكبر فالثاني يكون أسرع منه.
150) من يُلقى في جهنم قسمين: الكفار ويرمون من أول وهلة، و المسلم الموحد الذي رجحت سيئاته على حسناته.
الشريط التاسع والعشرون
151) كيف الجمع بين ((أن أول من يدخل الجنة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث فيقول – أي ملك الجنة - بك أمرتُ ألا لأفتح لأحد قبلك)) وبين حديث ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع دفي نعلي بلال في الجنة))؟
هناك جوابان:-
-الجواب الأول ذكره ابن القيم في حادي الأرواح حيث قال إن بلالاً يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا الشأن في الملوك والأكابر حيث يتقدم الطريق ويفتح لهم الأبواب فهو بمنزلة العبد مع سيده وهذا ليس لفضلهم وهذا الجواب صحيح إذا قلنا أنه – أي بلال - لا يدخل باب الجنة ابتداءً وإنما الأبواب الأخرى!
-الثاني يحتمل قوله (ما استفتحتُ) أي حين دخول الجنة أما الدخول فلا يسبقه إليه أحد لأن الملَك قال (بك أمرتَ ألا أفتح لأحدٍ قبلك)
152) النبي صلى الله عليه وسلم له شفاعات أكثر مما ذكر المؤلف رحمه الله – وهو ذكرها على سبيل الإجمال – أما على سبيل التفصيل فهي نوعان:-
-عامة: وهي شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم
-خاصة وهي خاصة بشفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب ... ولم يشفع النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف عذاب أحد غير أبي طالب، وقد جاء في مراسيل عروة في صحيح البخاري أنه يخفَّفُ العذاب عن أبي لهب حين أعتق ذويبة لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لم يثبت مرفوعاً موصولاً لهذا لا يُعتَمَدُ عليه .. وهذا أيضاً لا دليل عليه أنه يخفف عنه أبداً
-الثالثة شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة وأدلتها متواترة ولا يدخل الجنة أحد قبله صلى الله عليه وسلم
-الرابعة في قوم دخلوا الجنة أن تُرفَع منازلهم (قال صلى الله عليه وسلم في أبي سلمة وارفع درجته في المهديين)
(يُتْبَعُ)
(/)
-الخامسة شفاعته فيمن استحق النار ألا يدخلها وذكر ابن القيم في تهذيب السنن أنه لم يقف على نص في هذه المسألة وهذا حق فلم يرد نص صريح عدا حديث ضعيف رواه أبو نعيم في الحلية وجاءت الأدلة العامة في هذا الباب
-السادسة فيمن دخل النار أن يخرج منها وهذه التي يكابر بها أهل البدع كالمعتزلة والخوارج ... وأحاديثها متواترة أكثر من 40 حديثاً
الشريط الثلاثون
153) الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة
154) الاحتجاج بالقدر على المعاصي نوعان:
-أن يجعل القدر مبرِّرَاً لفعل المعاصي وهذا لا يختلف العلماء على تحريمه
-الثاني أن يبذل جهده ويبذل الأسباب لكن ترتب على ذلك فعل المعصية لخروج ذلك عن قدرته فهذا لا حرج أن يقول هذا قدره الله عليّ كما قال آدم لموسى (هذا قدر قدره الله علي)
155) كيف الجمع بين حديث (من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثرهفليصل رحمه) و حديث أن (الله تعالى قدر مقادير الخلق وكتبها عنده في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بـ 50 ألف سنة)؟
إن الذي يتغير ويتبدل هو الذي في علم الملائكة وصحفهم أما العلم الموجود في اللوح المحفوظ فهذا لا يتبدل ولا يتغير قال تعالى وعنده أم الكتاب
156) في حديث ((أولُ ما خلق الله القلم)) معنيين::
-الأول أن أول خلقٍ لله تعالى هو القلم
-والثاني أن ذلك معناه حين خلقه ... وهذا أصح لأن العرش أثناء الكتابة كان مخلوقاً وقرر ذلك ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال
والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند ابي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت ... ايجاده من غير فصل زمان
157) الإعراض نوعان:
-إعراض عن قبول الحق يحمله عليه جاه أو منصب أو كبر
-وإعراض عن البحث عن الحق
158) الأحاديث الواردة في سورة الواقعة أنها تمنع الفاقة ضعيفة .. أما الواردة في فضل سورة تبارك فلا بأس بها و هي من وراية ابن مسعود ولها حكم المرفوع
الشريط الحادي و الثلاثون
159) العمل عند أهل السنة نوعان: إما تجاوب وإما ترك
160) التشبه بالكفار مراتب:
منه من يصل إلى الكفر الأكبر ومنه من يصل إلى الكفر الأصغر و منه يصل إلى الكبائر أو الصغائر و منه من يختلف العلماء فيه (فمنهم من يقول أنه محرم ومنهم أنه مكروه كقوله صلى الله عليه وسلم [صلوا في نعالكم فإن اليهود لا يصلون في نعالهم] فذهب بعض العلماء أنه واجب وذهب الجمهور أنه مستحب وكذا في صبغ اللحية حيث اختلفوا فيها ... الخ .. والحاصل:-
1) ما ثبت به نص أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه فهذا لا يختلف فيه العلماء في تحريمها .. كلبس المعصفر [و في صحيح مسلم أن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها]
2) ماكان من خصائصهم و يتميزون به عن غيرهم في عباداتهم وغير ذلك فهذا لا يختلف العلماء في تحريمه وهو مراتب فمنه كفر أكبر كلبس الصليب .. ومنه دون ذلك وهذا لا يختلف العلماء في تحريمه
3) ما كان يتميز به الكفار عن المسلمين ولم يرد به نص وإنما مأخوذ ذلك من واقعهم فهذا حرام أيضاً ومنه لبس البرنيطة ومن ذلك ملابس النساء الوافدة .. وهؤلاء الذين يجلبون لباس اللباس أبغض الناس إلى الله تعالى لحديث [أبغض الرجال إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلبٌ دم امرئ مسلم ليريقه بغير حق]
4) ما فعله الكفار وفعله المسملون وهو قسمان
-ما تميز به الكفار وفعله فسقة المسلمين وهذا حرام ولا عبرة بالفسقة
-ما فعله الكفار وفعله خيار من المسلمين فهذا يخرج عن حيز التشبه. [والتسجيل انقطع هنا ولعل الشيخ فصل أكثر .. .. والله المستعان]
161) الأمر الذي يتعلق بالفطر وفعله المسلمون هذا خرج عن حيز التشبه
162) الكافر إذا أسلم نأمره بتغيير زيه إذا كان زيه من خصائص الكفار أما الاسم فإذا كان لا يخالف أسماء المسلمين فلا يغير
(يُتْبَعُ)
(/)
163) كرة القدم هي من أعظم التشبه بالكفار .. فلو أن طائفتين يلعبان الكرة – مع تغطية العورة ومن غير سب ولا شتم – ولكن غيروا نظام الكرة فلا يكونون متقيدين بالنظام العالمي (الكورنر – فاول – 11 لا عب - .. الخ) فهذا من التشبه بالكفار ... ولكنها الآن أبعد عن هذا فهي الآن تحاكم إلى الطاغوت فهي خطة ماسونية .. ولو أن لا عباً تزحلق على لاعب متعدماً وكسر قدمه – وهذا يوجد إذا كان اللاعب موهوب فيحسدونه ويحصل إذا انطلق اللاعب لتسجيل هدف أو نحو ذلك – فإذا قال المسلم نريد تطبيق الشرع لقالوا له ما في شرع في هذا وإنما تتحاكم إلى القانون الدولي وهذا تحاكم إلى الطاغوت .. فإذا تم تغيير نظام اللعبة فلا حرج
164) الشنقيطي في أضواء البيان يرى أن التصوير في الحرم من الإلحاد
165) ظاهر الأثر الوارد في الأربع ركعات قبل العصر تكون بسلام واحد وهي عن علي رضي الله عنه بإسناد جيد يحتج بمثله
166) لما وقع القتال بين ابن الزبير والحجاج في الحرم فهذا كان بتأويل لأن ابن الزبير هو الحاكم حقيقةً ذكره الذهبي و هو رأي الجمهور وبالتالي كان يزيد بن معاوية والحجاج هما الباغيين عليه ..
الشريط الثاني والثلاثون
167) جُرْم الجبرية أعظم من جرم القدرية
168) أهل البدع أقل الناس عقولأً مع دعوتهم إليها وهم يتخذونها ستاراً للوصول إلى مآربهم
169) التوحيد معروف حُسْنُه وكذلك الشرك معروف قبحه وذلك بالفطرة
170) لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم – وهو الثابت عند أكابر المحدثين – أنه سمى القدرية مجوس هذه الأمة .. وقد ذكر شيخ الإسلام في رده على الرافضة [منهاج السنة] أنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا الباب مرفوعٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. رغم جزمه بالحديث هنا حيق قال ((الَّذِينَ سَمَّاهُمْ النَّبِيُّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ,))! والصحيح أنه لم يثبت شيء مرفوع
171) الجهمية يخرجون أفعال الله تعالى عن الحكمة!
172) لم يثبت عن الإمام أحمد شيء من الآثار بخصوص التبرك بالصالحين .. التبرك بذواتهم وآثارهم فهذا ليس له أصل وهو بدعة – إلا فيما يخص النبي صلى الله عليه وسلم
173) العلم الحديثي خرج من العراق خاصة ... فالكتب الستة تدور على رجالات أهل العراق وأهل الحجاز
الشريط الثالث والثلاثون
174) بقدر ما يكثر خلط العبد في باب الإيمان بقدر ما يكثر خطؤه وغلطه في الأبواب الأخرى
175) لا توجد بدعة في الإسلام إلا واحتج أصحابها بالقرآن كما قال تعالى (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات، فرحوا بما عندهممن العلم، وحاق بهمماكانوا به يستهزؤون)
176) النجاة من هذا الباب بالاعتصام ب3 أمور:
-الكتاب على فهم السلف فلا يستقل عبد بفهمه فتزل قدم بعد ثبوتها
-السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة والتابعين
-الإجماع القطعي الثابت
-و رابعة يحتاجها العلماء وطلبة العلم وهي مراحل التعامل فينظر مراحل تعامل الأئمة مع هذه الأدلة في واقعهم .. كيف يتعاملون مع الأحداث المشابهة لأحداثهم .. وهلم جراً
177) أهل السنة في أهل البدع كـ (الشعرة البيضاء في الثور الأسود) وفي الحديث (لا يضرهم من خالفهم) والاحتجاج بالكثرة احتجاج أهل الجهل والذين يقولون عن موسى وأصحابه (إنهم لشرذمة قليلون) والحق إنما يعرف من الباطل بالكتاب والسنة على فهم الصحابة والتابعين
178) لا يلزم أن يكون من وقع في بدعة من بدع الخوارج المرجئة المعتزلة الجمهية .. أن يكون كذلك وربما يكون من أهل السنة وخالف في اجتهاده .. فإن كانت أصوله أصول أهل السنة وأخطأ في باب فها لا يُنسَب إلى المبتدعة لكن إن كانت أصوله هي أصولهم فنعم ينسب إليهم.
179) الذنوب مرتبتان:
-ذنب ينافي كمال الإيمان الواحب
-وذنب ينافي أصل الإيمان كالشرك سب الله وسب الرسول صلى الله عليه وسلم سباً صريحاً
180) المرجئة: تقول لا يضر مع الإيمان ذنب
والخوراج يقولون إذا ذهب بعض الإيمان ذهب كله مثل من شرب الخمر ومات على ذلك فهو في النار
الجهمية: تقول هو المعرفة وهو قول القدرية أيضاً
أنا الأشعرية فيقولون هو التصديق
181) المرجئة مراتب منهم غلاة وهم الجهمية ومنهم دون ذلك الذين يقولون إنه قول واعتقاد
(يُتْبَعُ)
(/)
المعتزلة يقولون عن الإيمان أنه قول وعمل واعتقاد وهو قول الخوارج ولكنهم يجعلون كل عملٍ شرطاً للإيمان بخلاف أهل السنة الذين يجعلون جنس العمل شرطاً للإيمان
182) قول مرجئة الفقهاء وهم أهل الرأي أن (الإيمان قول واعتقاد) قول مبتدع .. ويعذر عمن قال بهذا القول كأبي حنيفة رحمه الله لأنه يقصد بالاعتقاد الذي تنبعث منه أعمال الجوارح – وهذا الاعتذار لأنه ثابت عنه أن يؤثم أصحاب الذنوب والمعاصي ... وهذا حسن الظن بمن عُرِفَ منهجه وطريقته و شهد له من الأمة بالخير هذا مطلب من مطالب الشريعة
183) منهج عام:
من عُلِمَ صدقه وعلم مذهبه وكان من أهل السنة وأتى بعبارة موهمة فمن سلمت طويته وحسن قصده و علم إخلاصه حَمَل العبارة على ما يتوافق مع مذهب أهل السنة، ولا حرج أن يقول: إن كان يقصد كذا فالجواب كذا وكذا .. وإن كان يقصد كذا وكذا فالجواب كذا كما روى ابن سيرين عن عمر [لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شراً وأنتَ تجد لها في الخير محملاً] فإن لم توجد بها محملاً فبأدب واحترام حتى يتم التبليغ .. وليس كما يحصل من البعض أن يهجر فيسوي المسلم بالكافر وإذا غضب سوى السني بالمبتدع
184) المتأخرون من أصحاب أبي حنيفة لا يقولون بهذا التأويل – أي للإيمان - والقول بقول أبي حنيفة وإنما أخرجوا الأعمال من مسمى الإيمان وهذا قول عامة الماتريدية و المعاصرون منهم على مذهب الأشاعرة
185) الخوارج هم الذين يكفرون بالذنوب فمن قال أنه من ارتكب كبيرة فهو كافر .. فهذا خارجي ولاشك، ومن وقعت عنده شبهة في مسألة وقال إن هذه ليست من الكبائر وإنما هي من نواقض الإسلام فلا تجوز نسبته إلى الخوارج حتى ولو أخطأ في المسألة
186) مثال:- الحكم بغير ما أنزل الله ..
حكى ابن حزم في الإحكام وابن تيمية في الفتاوى وابن كثير في البداية والنهاية الإجماع أن من غير دين الله وحكم بالقوانين الوضعية فهذا مرتد عن الدين .. ولنفترض أن هذا القول غلط فلا ينسب من قال بهذا القول إلى الخوارج.
والعجيب في الواقع الآن أن من قال بظاهر الآية قالوا هذا من الخوارج .. فلم تكن بدعة الخوارج أنهم يكفرون من حكم بغير ما أنزل الله ومن قال ذلك؟! ولكنهم كفّروا الصحابة علياً و عثماناً ويقولون لا حكم إلا الله فلا يعرف عن أحد من الصحابة أنه حكم بغير ما أنزل الله حتى يقال أن الخوارج ينزلون هذه الآية عليه!! فهم أخطؤوا في الاستدلال بوجه مشروع
187) ما أُثر عن ابن عباس أنه كفر دون كفر فهو منكر حيث جاء من طريق هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس .. وهشام ابن حجير ضعيف ضعفه الإمام أحمد وابن معين والعقيلي وغيرهم من الأكابر وبنفس الوقت جاء عن ابن عباس ما يخالفه هذا الأثر (فعن عبد الرزاق قال حدثني معمر قال حدثني عبد الله بن طاووس عن أبيه قال حدثني ابن عباس قال: هي به كفر) بمعنى أن الآية على على إطلاقها وكما قال ابن تيمية فإذا عُرِّفَ الكفر بالألف واللام فلا يحتمل إلا الأكبر ..
ومن قال أن هذا كفر دون كفر ولم يظهر له المسألة و كان عن اجتهاد وبحث و اطلاع و لم يكن عن خبث طوية ولا عن فساد ولا عن تأصيل فاسد وكان يقول إن هذا ما توصلتُ إليه باجتهادي لا نقول عنه أنه من علماء الإرجاء لأنه بحث المسألة و استنفذ وسعه ولا يُقال عنه أنه مرجئ
188) إنما يقال عنه إنه مرجئ لو قال أن كل عمل لا يكفر به أحد،
ولكن لو قال لأنه قول ابن عباس فنقول بقول ابن عباس – و ليس من باب أنه عمل – فهؤلاء ليسوا بمرجئة
189) قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (من حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه فإنه كافر مرتد باتفاق الفقهاء) والعجيب في هذا العصر أنه من قاتل يُكفَّر ومن بدل لا يُكفَّر .. فهم يعكسون الإجماع
190) لا يجوز لأحد أن يقول عن الكافر (أخي) ثم يقول أنا أقصد الإخوة الطينية .. فإذا أطلقت الإخوة في القرآن في الشريعة فهي الأخوة الإيمانية ... ومثل هذا الكلام تلبيس ولا يجوز ويحرم ... و قد قال تعالى إنما المؤمنون إخوة فـ (إنما) دليل على الحصر
(يُتْبَعُ)
(/)
191) بعض الآثار الواردة في بعض كتب أهل السنة في مذهب أبي حنيفة رحمه الله لعلها تكون ضعيفة أو تكون من باب الحسد .. وقد أثنى السلف على أبي حنيفة كأحمد والشافعي ولم يثبت في الفتاوى لشيخ الإسلام أنه ذم أبا حنيفة .. ولم يثبت عنه رحمه الله بإسناد صحيح أنه قال بخلق القرآن .. أو كما قيل عنه [من عبد الله وعبد النعل فلا يختلف] والعياذ بالله فهذا كله لم يثبت عنه رحمه الله
192) الخلاف بين مذهب مرجئة الفقهاء ومذهب السلف في الإيمان ليس خلافاً لفظياً بل هو خلاف عقدي
193) لا يختلف العلماء (أجمعوا) أن من احتمى بشوكة وامتنع عن أداء ركن من أركان الإسلام يكفر
194) جار الله – مد الله – جميل الرحمن - هي أسماء جامدة (أي غير مشتقة) و أصحابها لا يقصدون حقيقتها
195) المناظرات تكون على شقين:
-الأول- مناظرة من يبحث عن الحق ..... فنعم!
-الثاني الذي يريد أن يشوه فتحرم مناظرته سواء خاص أو عام قال النبي لعائشة رضي الله عنها في الذين يتبعون المتشابه ((إذا رأيتهم فأولئك الذين سمى الله فاحذريهم)) وهي من هي في علمها وتقواها .. وعمر أيضاً رضي الله عنه كان قادراً على مناظرة (صبيغ) ولكنه علاه بالدرة وأدمى رأسه
196) فعل عمر هذا لأن تلك الأمور عقائد فالله تعالى يقول والفتنة أشد من القتل .. [ولا أعظم من الافتتان في العقيدة] فهم اليوم يعظمون الدماء لكن لماذا لايعظمون ما هو أعظم من الدماء؟؟؟ وهو هدم العقائد والذين يكتبون في الصحف والجرائد و يقولون (إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) فلماذا يطرد ويحارب الطرف الآخر إذاً؟؟؟ و كما قال تعالى [و إن عدتم عدنا]
197) ما روي عن الإمام أحمد أنه يجوز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم فهي ضعيفة لأنها من رواية حنبل وهو يغلط على الإمام أحمد والرواية المتأخرة عنه رحمه الله أن لا يرى جواز الحلف بغير الله تعالى لحديث [لا تحلفوا بآبائكم] ... وحتى لو ثبت ذلك فما هو الدليل على الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ والآثار المروية في ذلك شاذة وضعيفة كما وضحه ذلك ابن عبد البر في التمهيد
198) قال الشيخ – جواباً على سؤال - وسنتكلم إن شاء الله عن هذا الأمر في الدرس القادم غداً الخميس .. إذاً يكون السبت إن شاء الله ..
(وهذه الأخيرة وردت في الشريط الأخير لكن ليس على هذا الترتيب وقد آثرتُ وضعها في الأخير ... !)
199) هذا و لله الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلنيو وآله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم احفظ شيخنا الحبيب الأريب محدث الجزيرة الشيخ أبا عبد الله سليمان بن ناصر العلوان وثبته على الحق والإيمان يا رب العالمين
محب الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ابو الوليد الشامي
صباح يوم السبت الجمعة 4/ ربيع الأول / 1428 هـ
الموافق ــــ21/ 4/ 2007
تم بحمده سبحانه
ـ[علي أكرم]ــــــــ[24 - Apr-2007, صباحاً 01:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 05:33]ـ
فرج الله عن الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
وبارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - May-2007, صباحاً 11:41]ـ
فرج الله عن الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
وبارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[علي أكرم]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الغُندر]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:45]ـ
جزاك الله خير لكن لي ملاحظات:
1_ ابو عمر الطلمنكي وليس (الطلومنكي)
2_ قول الامام احمد ان في ال6 ايام انها من ايام الله تعالى عقب الشيخ بان ليس عليه دليل.
3_ قال الشيخ ان ابن كثير ذكر ان الخليفة هو عبدالله بن الزبير وليس (الذهبي) كما ذكرت.
ـ[الغُندر]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:42]ـ
يا شيخ يا سين قولك ان الشيخ قال ((لا يختلف العلماء (أجمعوا) أن من احتمى بشوكة وامتنع عن أداء ركن من أركان الإسلام يكفر)) ليس بصحيح بل قال العلماء يقولون!!!
والشيخ قال ان سبب كفر ما نعي الزكاة هو قتالهم وهو اجماع من الصحابة رضي الله عنهم.(/)
موقف الصنعاني من الصحابة رضي الله عنهم .. (مبحث من رسالة مخطوطة)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 06:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مبحث منتزع من رسالة الأخ نعمان بن محمد شريان – وفقه الله -: " ابن الأمير الصنعاني ومنهجه في الاعتقاد "، نوقشت عام 1417هـ في كلية أصول الدين بجامعة الإمام، ولم تُطبع حسب علمي.
المطلب السادس: مناقشة بعض المآخذ على ابن الأمير:
سبق في مطلب العدالة الآنف الذكر أن ابن الأمير يُخرج من عدالة الصحابة من ظهر منه اختلالها بمفسق وغيره، ويقصد بذلك إخراج أربعة من الصحابة من العدالة، وقد أشار إليهم بقوله: (والمحدثون وإن أطلقوا أن كل الصحابة عدول، فقد ذكروا قبائح جماعة لهم رؤية تخرجهم من عموم دعوى العدالة، كما قال الحافظ الذهبي في النبلاء في مروان بن الحكم (1) ما لفظه ... إلى أن قال ابن الأمير: وكتأويل من تأول لمعاوية (2) في فواقره أنه مجتهد أخطأ في اجتهاده مع أنه قد نقل العلامة العامري الإجماع على أنه باغ، والباغي غير مجتهد في بغيه .. إلى أن قال ابن الأمير: هذا وقد خالف ابن حجر المحدثين فإنهم صرحوا بفسق من له رؤية كبسر بن أرطاة (3)، قال الدارقطني: كانت له صحبة ولم تكن له استقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال ابن الأمير: وكذلك الوليد بن عقبة (4) قال الذهبي في النبلاء في ترجمته: كان يشرب الخمر، وحد على شربها، ... إلى أن قال: والقصد من هذا بيان أن قول الحافظ: إن ثبتت رؤية لمروان، فلا يعرج على من تكلم فيه أنه جعل الرؤية كالعصمة، وكلامه خلاف ما عليه أئمة الحديث ... ) (5).
ويمكن مناقشة هذا النص في الأمور الآتية:
الأمر الأول: يقال: لعل ابن الأمير قد أورد هؤلاء الأربعة للكلام عليهم كأمثلة لمن خرمت عدالتهم، لا لإخراجهم من الصحبة، وقد تقدم الإشارة إلى أن الصحابة كلهم عدول، ولااعتبار إن وجد شواذ، ولا يسلم من المعاصي إلا الأنبياء، ثم إن الصحابة أسرع الناس إلى التوبة، ثم إن الموقف مما شجر بينهم السكوت عن ذلك، وأن تلك فتن قد طهر الله أيدينا منها فلنطهر قلوبنا وألسنتنا من الإساءة إليهم رضي الله عنهم أجمعين.
الأمر الثاني: مما ذكره محقق ثمرات النظر في تعليقه على كلام ابن الأمير هذا قوله: لقد قال الشيخ المعلمي كلاماً طيباً في الرد على من شنع على أهل الحديث في إخراجهم لمروان قال (رحمه الله): (اعتبر البخاري أحاديث مروان فوجدها مستقيمة معروفة لها متابعات وشواهد، ووجد أن أهل عصر مروان كانوا يتقون بصدقه في الحديث ... ).
أما الوليد بن عقبة فلم يثبت أن الوليد روى حديثاً يزكي به نفسه، أو يبرز ما نسب إليه، وليس له حديث في الصحيحين.
أما بسر بن أرطاة فقد ذكر ابن عدي فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في التهذيب أنه ليس له صحبة، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فلم يسمع منه، وكذلك الذهبي في النبلاء قال: في صحبته تردد ... ) (6).
أما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لا يُسَلِّم أحد للمؤلف أن معاوية رضي الله عنه في النار، لأن أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد بجنة ولا نار إلا بوحي من الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الحسن بن علي قد تنازل عن الخلافة لمعاوية وبايعه ... والذي لا يُشك فيه أنها فتنة خاض فيها أناس مبشرون بالجنة ورجال لا يمكن أن يكونوا في النار، ثم هل للمؤلف دليل حتى من الإمام على رضي الله عنه بتكفير معاوية، وهو الذي لم يكفر الخوارج ولا الصحابة الذين ساروا مع معاوية، أما معاوية ورواية الحديث، فإنه مشهود له أثناء الحرب بأنه لم يضع حديثاً، أو يكذب لصالح نفسه، وأحاديثه في الصحاح، وقد ذكرها السيد محمد بن الوزير، ولم يشنع عليه فيها بل تعجب لمن شنع على أهل الصحاح برواية هذه الأحاديث (7).
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثالث: بالنسبة لموقف ابن الأمير من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وولده يزيد، فقد ورد عن ابن الأمير في أكثر من موضع بأن معاوية بن أبي سفيان من الظلمة البغاة في اغتصابه مقام الخلافة، وأن الفئة المحقة علي ومن في حزبه، والفئة الباغية معاوية ومن في حزبه (8)، وقد ورد في بضع مواضع لعن معاوية ويزيد ابنه، وفي بعضها لا يكون اللفظ من كلام ابن الأمير إنما يكون نقلاً عن غيره كابن أبي الحديد وغيره، كما في الروضة الندية شرح التحفة العلوية (9)، أما في الديوان حيث جاء القول: (قال يزيد بن معاوية لعنهما الله أبياته المعروفة) (10)، فليس من قول ابن الأمير، وكذلك أبياته في الديوان (11) لا تخرج عن كلامه في أنه من البغاة، وهذا الكلام عن معاوية وابنه يزيد ثابت عن ابن الأمير (غفر الله له).
الأمر الرابع: أما مسألة كون معاوية من البغاة فيقال: ربما أن ابن الأمير قد استند إلى حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: رضي الله عنه "تقتلك الفئة الباغية" (12) وهو حديث ثابت، ورواه مسلم، وقد أشار ابن الأمير نفسه إلى جملة طرقه في توضيح الأفكار (13)، وشرحه في كتابه سبل السلام (14)، وتكلم عن مسألة قتال البغاة وأنه إجماع لقوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي). وإذا كان كلامه (رحمه الله) من باب الكلام في قتال البغاة، فهذا قد يقال إنه من باب الاجتهاد، ومن باب وقوع الاختلاف في المسألة، أما تعيينه بأن رأس البغاة ورأس النواصب معاوية وابنه يزيد (15) فهذا مما كان ينبغي لابن الأمير أن لا يخوض فيه، وكان الأولى به (غفر الله له) القول بقول الله تعالى: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
والعمل بما قرره نفسه في مواضع من تحريم سب الأموات أو لعنهم أو النيل منهم حيث قال في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (16). قال: ظاهره العموم للمسلم والكافر (17).
وكذلك قوله: (والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب واللعن، إلا أنه يستثني من ذلك لعن الكافر، وشارب الخمر، ومن لعنه الله ورسوله) (18).
وفي إيقاظ الفكرة بعد أن نقل عن ابن قيم الجوزية في كتابه الجواب الكافي في تعداد من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عرفت هذا، فليس لمن قاتل الباغي مثلاً أن يلعنه ويسبه وينال منه، إن لم يرد ذلك عن الشارع ... وقد ورد فيمن جلده صلى الله عليه وسلم على الخمر أنه سبه بعض الصحابة، فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم" (19)، وأنه ليس لنا التصرف في عباد الله في أموالهم ولا في أعراضهم ولا دمائهم إلا بالإذن الشرعي، فالأصل منع الإضرار فلا ينتقل عنه إلا بالدليل) (20).
وفي ختام هذا المبحث أشير إلى أن العليمي، قد ذكر بعض الانتقادات التي وجهت إلى ابن الأمير ورد عليها (21)، من ذلك: قول ابن الأمير بعد ذكر اسم علي بن أبي طالب –عليه السلام- قال العليمي: (والمتأمل لهذا الأمر يرى أن الصنعاني –رحمه الله- قال: (واختلفوا أيضاً في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقاً، وقيل: تبعاً ولا يفرد بواحد لكونه صار شعاراً للرافضة، ونقله النووي عن الشيخ محمد الجويني، قلت –أي ابن الأمير-: هذا التعليل بكونه صار شعاراً لا ينهض على المنع؛ والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم "السلام عليكم دار قوم مؤمنين" (22).
قال العليمي: إن قول الصنعاني –عليه السلام- بعد ذكر علي لا تعني أكثر من معناها الذي تدل عليه اللغة، ولا ينبغي تحميلها أكثر من ذلك؛ لأن الصنعاني وغيره كابن الوزير لم يستعملاها لعلي فقط، بل يطلقانها على غيره والأمر كما قال العليمي لا ينبغي إعطائها أكثر من حجمها، والله أعلم.
ومما ذكره من الانتقادات أيضاً: عدم ترضيه عن بعض الصحابة أو الترجمة لهم وهذا إما سهواً من ابن الأمير أو اختصاراً ولا يقصد من وراء ذلك شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً ما نسب إليه من سب لبعض الصحابة، وهذا قدم تقدم الإشارة إليه قريباً، وأيضاً ذكر انتقادات ابن الأمير لاجتهادات عمر رضي الله عنه وقد ذكر العليمي أمثلة مما يوضح أن ابن الأمير مجتهد يتبع الدليل، وأنه قد يتبع عمر بن الخطاب إذا صح الدليل على ما ذهب إليه أو قد ينتقده إذا لم يكن الدليل مع عمر رضي الله عنه (23).
- وأشير إلى شيء في باب الصحابة مما يؤخذ على ابن الأمير وهو إطلاقه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه لفظ (الوصي) ولم يشر إلى هذا العليمي، وهذا ثابت عن ابن الأمير في مواضع من ديوانه، وفي مواضع من مؤلفاته الأخرى، وهذا اللفظ من إطلاقات الرافضة، حيث يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى بالخلافة لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وقد وضع الشيعة أحاديث في هذا الأمر، وقد أشار الشوكاني أن أحاديث وصايا علي بن أبي طالب كلها موضوعة (24).
وعلى العموم فإن ابن الأمير مع هذه الهفوات التي ربما كانت في فترة سابقة من حياته، فإنه يترضى عن جميع الصحابة، وأن الغالب على أهل ذلك العصر الصدق، ويقدم أبا بكر وعمر ويترضى عنهم، ولا يمكن نسبته إلى التشيع ولا إلى الاعتزال لكلام قليل في مواضع قليلة نادرة، نسأل الله له العفو والعافية.). (ص 721 - 727).
============================== ====
(1) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي، يكنى أبا القاسم وأبا الحكم. قيل: له رؤية، وذلك محتمل ومن كبار التابعين، قال الذهبي: (استولى مروان على الشام ومصر تسعة أشهر، ومات خنقاً من أول رمضان سنة 65هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 476.
(2) تقدمت ترجمته ص 272.
(3) هو بسر بن أرطاة الأمير أبو عبدالرحمن عمر بن عويمر بن عمران القرشي العامري الصحابي نزيل دمشق. قال الذهبي: (كان فارساً شجاعاً، فاتكاً من أفراد الأبطال، وفي صحبته تردد) وقال ابن حجر: (من صغار الصحابة. مات سنة 86هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 409؛ ابن حجر: التقريب (121 برقم 663).
(4) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأمير، أبو وهب الأموي، له صحبة قليلة، ورواية يسيرة، وهو أخو أمير المؤمنين عثمان بن عفان لأمه. من مُسْلمة الفتح. قال الذهبي: (وكان مع فسقه –والله يسامحه- شجاعاً قائماً بأمر الجهاد وله أخبار طويلة في تاريخ دمشق ولم يذكر وفاته). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 412.
(5) انظر: ابن الأمير: ثمرات النظر 53 - 56.
(6) انظر: المصدر السابق: المقدمة 36 - 37 من كلام المحقق: أحمد عبده ناشر.
(7) انظر: ابن الأمير: ثمرات النظر 34 - 35 المقدمة؛ وانظر كلام ابن الوزير في نقل أحاديث معاوية التي رواها وهي: ستاً وثلاثين ومائة حديث، في توضيح الأفكار 2/ 435.
(8) انظر على سبيل المثال: ابن الأمير: سبل السلام 3/ 524 - 525؛ منحة الغفار 4/ 2479، 2491، 2555، الروضة الندية في مواضع منها 73، 76، 85، 86، 133، التنوير شرح الجامع الصغير 4/ 379 (مخ). قال النووي –رحمه الله-: (قال العلماء: هذا الحديث ظاهرة في أن علياً رضي الله عنه كان محقاً مصيباً، والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك) انظر: شرح مسلم 18/ 56 شرح حديث (2915).
(9) انظر: ابن الأمير: الروضة الندية 125، 141، 184، 241.
(10) انظر: الديوان ص 368.
(11) انظر: الديوان ص 196.
(12) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (شرح النووي 18/ 56 - 57 برقم 2916) بلفظه وله روايات عدة.
(13) انظر: ابن الأمير: توضيح الأفكار 2/ 448 - 453.
(14) انظر: ابن الأمير: سبل السلام 3/ 523 - 524.
(15) انظر: ابن الأمير: التنوير 2/ 202 (مخ)، فتح الخالق 1/ 110 (مخ).
(16) رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات (الفتح 3/ 304 برقم 1393) بلفظه، وتقدم تخريجه 17.
(17) انظر: ابن الأمير: سبل السلام 2/ 239 - 241، 4/ 378.
(18) المصدر السابق 4/ 378.
(19) أخرجه البخاري في كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة (الفتح 12/ 67، 77 برقم 6777، 6780، 6781).
(20) انظر: ابن الأمير: إيقاظ الفكرة 2/ 640، وانظر في تحريم سب الصحابة (رضوان الله عليهم) د. ناصر بن علي عائض حسن الشيخ: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام 2/ 831 وما بعدها، فقد ذكر تحريم سبهم بنص الكتاب والسنة ومن كلام السلف، وبين حكم ساب الصحابة وعقوبته، وقد أجاد في ذلك وأفاد، وكذلك رده على الفرق المنحرفة في باب الصحابة في الباب الرابع في الجزء الثالث. مع العلم أن ابن الأمير –رحمه الله- لا يجهل تلك النصوص والأحكام، ولعلها كبوة في حقه يغفرها الله له بجانب حسناته الكثيرة. والله أعلم.
(21) انظر: العليمي: الصنعاني وكتابه توضيح الأفكار 95 - 103.
(22) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (شرح النووي 7/ 58 برقم 974) بلفظه.
(23) انظر: العليمي: المرجع السابق 103 – 108.
(24) انظر: الشوكاني: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق، عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (بيروت، المكتب الإسلامي ط3، 1407هـ =1987م) ص 366 تحت عنوان: (بحث آخر في النسخ الموضوعة) بعد حديث رقم (1230)؛ (193) في فضائل القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 06:26]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم, ولكن الكاتب وفقه الله لم يفصل في عدم إثبات الصحبة لمروان مع أن هذا هو الذي رجحه أئمة الحديث في كافة كتب التراجم إلا من شذ.
ثم إن البخاري لم يرد به ذكر لمروان إلا في حديث الحديبية مع المسور بن مخرمة رضي الله عنه وذكر الحافظ أن الرواية بالنسبة لمروان مرسلة لأنه ليس له صحبة فأين خرج البخاري لمروان غير هذا الموضع لأنني فهمت من الكلام الذي ذكر عن المعلمي رحمه الله أن البخاري خرج له لأنه ... إلخ.وجزاكم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 09:22]ـ
وجزاكم ربي بمثله ..
الذي فهمته من مقدمة الفتح للحافظ أن له أكثر من حديث في البخاري. وقال: إن ثبتت صحبته فلا عبرة بمن قدح فيه - أو نحو هذا -، فهو لم يجزم بالصحبة من عدمها. ومنكم نستفيد. والله أعلم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 11:52]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وحفظكم الله، نعم قال هذا الحافظ في مقدمة الفتح وكان منه تردد في القطع بنفي الصحبة عن مروان ولكنه
قطع بعد ذلك بنفي الصحبة عنه في الفتح في شرحه للحديث الذي أشرت إليه سابقا فقال:"قوله: (عن المسور بن مخرمة ومروان أي بن الحكم قالا: ... ) خرج هذه الرواية بالنسبة إلى مروان مرسلة لأنه لا صحبة له، وأما المسور فهي بالنسبة إليه أيضا مرسلة لأنه لم يحضر القصة "إلخ.
وبالنسبة لرواية مروان في البخاري فنعم له في مواضع أخرى وقد وهمت في كلامي السابق فمعذرة وأستغفر الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 01:38]ـ
وبالنسبة لرواية مروان في البخاري فنعم له في مواضع أخرى وقد وهمت في كلامي السابق فمعذرة وأستغفر الله
وفقك الله وسددك
ما أحوجنا لمثل هذا الخلق العالي
الاعتراف بالخطأ لا ينقص من قدر صاحبه
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 01:39]ـ
ولا أنسى شكر أخي الشيخ سليمان على ما أفاد به
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 06:14]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم.(/)
هل النووي وابن حجر أشاعرة
ـ[الرابية]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نسمع كلاما كثيرا عن معتقد علمين من أعلام الأمة الإسلامية ابن حجر والنووي والقول أنهم أشاعرة
وهل هذه الدعوى صحيحة
لقد تبنا الإجابة عن ابن حجر رحمه الله الشيخ الفاضل سفر الحوالي في كتابه القيم منهج الاشاعرة في العقيدة
وذكر كلاما نفيسا ذكرت ما يهمنا عن ابن حجر وتركت الكثير المفيد ومن ذلك أنه تكلم عن سبب نسبة بعض العلماء إلى الأشاعرة وهم من غير الأشاعرة
أما النووي فقد تكلم عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث الثامن والعشرون من الأربعين فحري أن ترجع لما قاله الشيخ عن النووي وابن حجر رحمهما الله وقد نقلت آخر كلام الشيخ في هذه المقالة لعدم الإطالة
قال الشيخ سفر حفظه الله
موقف ابن حجر من الأشاعرة
إن الحافظ في الفتح قد نقد الاشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلا خالفهم في الإيمان وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير ونقدهم في مسألة المعرفة وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره {الفتح1\ 46 (3\ 357ـ361 (13\ 347ـ350
كما انه نقد شيخهم في التأويل (ابن فورك) في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح وذم التأويل والمنطق ومرجحا منهج الثلاثة القرون الأولى كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة (نفس المواضع في الإحالة) وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا
والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله-أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في درء تعارض العقل و النقل ووصفهم بمحبة الآثار و التمسك بها لكونهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ضانين صحتها عن حسن نية ............. )
المرجع (منهج الأشاعرة في العقيدة)
ويقول ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين289
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وامثالهما للأشاعرة ونقول هما من الأشاعرة
الجواب لا لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة
وما أحسن ماكتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ............ )
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:41]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الرابية]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 08:25]ـ
وإياك يااخي ال عامر وجميع المسلمين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 09:57]ـ
في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ البراك حفظه الله
السؤال: هذا سائل يسأل عن الحافظ ابن حجر والنووي ...... الكلام عنهما.
الجواب: على كل حال رحمهما الله إمامان مجتهدان وعالمان صالحان، ولكنهما دخلا عليهما ما دخل على غيرهما ممن قبلهما وبعدهما من أهل العلم من المذاهب الكلامية، كتأويل كثير من الصفات، فنقول: رحمهما الله وعفا عنهما، ولا يجوز اتباعهما فيما غلطا فيه من تأويل كثير من الصفات، فلا يجوز التحامل عليهما، ولا اتخاذهما غرضا، وليس من التحامل عليهما، وليس من عدم احترامهما بيان خطئهما؛ فبيان الخطأ ليس طعنا في المخطئ إذا علم أنه مجتهد ومتحر للحق ومتحر للهدى، والنووي وابن حجر رحمهما الله على هذا السبيل.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 10:03]ـ
هذا ما كتبته في تسفيه أدعياء التنزيه
((وذكر السقاف شرح كتاب التوحيد من فتح البخاري على أنه من الكتب التي ينصح بها لتعلم العقيدة الصحيحة _ انظر ص79_
قلت عقيدة الحافظ ابن حجر غير عقيدة السقاف
وإليك البراهين
البرهان الأول: قال الحافظ في الفتح (13/ 410) ((قال ابن بطال اختلف الناس في الاستواء المذكور هنا فقالت المعتزلة معناه الاستيلاء بالقهر والغلبة واحتجوا بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير ودم مهراق وقالت الجسمية معناه الاستقرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بعض أهل السنة معناه ارتفع، وبعضهم معناه علا، وبعضهم معناه الملك والقدرة ومنه استوت له الممالك، يقال لمن أطاعه أهل البلاد، وقيل معنى الاستواء التمام والفراغ من فعل الشيء، ومنه قوله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى) فعلى هذا فمعنى استوى على العرش أتم الخلق، وخص لفظ العرش لكونه أعظم الأشياء وقيل إن " على " في قوله على العرش بمعنى: إلى، فالمراد على هذا انتهى إلى العرش أي فيما يتعلق بالعرش لأنه خلق الخلق شيئا بعد شيء، ثم قال ابن بطال: فأما قول المعتزلة فإنه فاسد لأنه لم يزل قاهرا غالبا مستوليا، وقوله "ثم استوى " يقتضي افتتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، ولازم تأويلهم أنه كان مغالبا فيه فاستولى عليه بقهر من غالبه، وهذا منتف عن الله سبحانه، وأما قول المجسمة ففاسد أيضا، لأن الاستقرار من صفات الأجسام ويلزم منه الحلول والتناهي، وهو محال في حق الله تعالى، ولائق بالمخلوقات لقوله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) وقوله (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) قال وأما تفسير استوى: علا فهو صحيح وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي))
قلت في هذا النص فوائد
الفائدة الأولى اعتبار تفسير الإستواء بالعلو من أقوال أهل السنة وهذا ما لا يرتضيه السقاف ولا أشاعرة الحواشي
الفائدة الثانية جعل تفسير الإستواء بالإستيلاء من أقوال المعتزلة _ وهو كذلك _ وهو جمهور مؤولة الأشاعرة وهذا يثبت أن الأشاعرة يتابعون المعتزلة في العديد من بدعهم التي أنكرها عليهم السلف، بل وجماعة من متقدمي الأاعرة
البرهان الثاني: قال الحافظ (13/ 372) ((الذي يظهر من تصرف البخاري في " كتاب التوحيد " أنه يسوق الأحاديث التي وردت في الصفات المقدسة فيدخل كل حديث منها في باب ويؤيده بآية من القرآن للإشارة إلى خروجها عن أخبار الآحاد على طريق التنزل في ترك الاحتجاج بها في الاعتقاديات، وإن من أنكرها خالف الكتاب والستة جميعاً))
قلت في هذا النص فوائد
الأولى هي أن البخاري عقد كتاب التوحيد لإثبات الصفات ولا يخفى على المتابع لتبويباته أن عقد باباً في الإستواء وآخر في صفة اليد وآخر في صفة الوجه
الثانية هي إثبات الحافظ أن مذهب البخاري الإحتجاج بأخبار الآحاد في العقيدة غير أنه يتنزل مع الجهمية المنكرين لذلك
البرهان الثالث:قال الحافظ في الفتح (13/ 314) ((وقال الكرماني قيل المراد بالوجه في الآية والحديث الذات أو الوجود أو لفظه زائد أو الوجه الذي لا كالوجوه، لاستحالة حمله على العضو المعروف، فتعين التأويل أو التفويض.
وقال البيهقي: تكرر ذكر الوجه في القرآن والسنة الصحيحة، وهو في بعضها صفة ذات كقوله: إلا رداء الكبرياء على وجهه وهو ما في صحيح البخاري عن أبي موسى، وفي بعضها بمعنى من أجل كقوله (إنما نطعمكم لوجه الله) وفي بعضها بمعنى الرضا كقوله (يريدون وجهه)، (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) وليس المراد الجارحة جزما والله أعلم))
قلت انظر كيف أقر البيهقي على كلامه وجعله آخر ما يختم به الكلام على صفة الوجه وقد تقدم الكلام على إثبات البيهقي للوجه وما يلحقه من الزاماتٍ للأشاعرة
البرهان الرابع:نقل الحافظ في (13/ 401) عن البيهقي قوله ((قال ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال: أحدها أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل، والثاني أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود، والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى.
وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب العقيدة له، أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين، فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى، قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال غيره لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه من طريق صحيح التصريح بوجوب تأويل شيء من ذلك ولا المنع من ذكره، ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم) ثم يترك هذا الباب فلا يميز ما يجوز نسبته إليه مما لا يجوز مع حضه على التبليغ عنه بقوله " ليبلغ الشاهد الغائب " حتى نقلوا أقواله وأفعاله وأحوله وصفاته وما فعل بحضرته، فدل على أنهم اتفقوا على الإيمان بها على الوجه الذي أراده الله منها، ووجب تنزيهه عن مشابهة المخلوقات بقوله تعالى (ليس كمثله شيء) فمن أوجب خلاف ذلك بعدهم فقد خالف سبيلهم وبالله التوفيق))
قلت في هذا النص فوائد
الفائدة الأولى المباينة بين مذهب الإثبات والتفويض واعلم البيهقي قد اختار المذهب الأول
الفائدة الثانية اقرار الحافظ للإجماع الذي نقله الطيبي على اثبات الصفات
الفائدة الثالثة اقرار الحافظ لمن يقول ببدعية التأويل
البرهان الخامس: قال الحافظ (13/ 469) ((وقالت الأشاعرة كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأثبتت الكلام النفسي، وحقيقته معنى قائم بالنفس وإن اختلفت عنه العبارة كالعربية والعجمية، واختلافها لا يدل على اختلاف المعبر عنه، والكلام النفسي هو ذلك المعبر عنه، وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن، وأما الصوت فمن منع قال إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحجرة، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال لي أبي: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره))
قلت في هذا النص فوائد
الأولى نقض شبهة منكر صفة الصوت
الثانية اظهار التباين بين عقد الأشاعرة وعقد الإمام أحمد
الثالثة عدم وصف الحافظ لمثبت الحرف والصوت بالتجسيم
البرهان السادس قال الحافظ في الفتح (13/ 405) ((قال ابن بطال: في هذه الآية إثبات يدين لله، وهما صفتان من صفات ذاته وليستا بجارحتين خلافا للمشبهة من المثبتة، وللجهمية من المعطلة، ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة، أنهم أجمعوا على أن له قدرة واحدة في قول المثبتة ولا قدرة في قول النفاة، لأنهم يقولون إنه قادر لذاته ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن في قوله تعالى لإبليس (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود فلو كانت اليد بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وإبليس فرق لتشاركهما فيما خلق منهما به وهي قدرته، ولقال إبليس وأي فضيلة له علي وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك، فلما قال خلقتني من نار وخلقته من طين) دل على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه، قال ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان، لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق، لأن النعم مخلوقة ولا يلزم من كونهما صفتي ذات أن يكونا جارحتين))
قلت في هذا النص فوائد
الأولى انكار التزام مثبت اليدين باثبات الجوارح وبالتالي لا يلزمه الجسيم
الثانية نقض تأويل اليد بالنعمة أو القدرة
وهذه النصوص كلها أتيت بها ن شرح كتاب التوحيد من فتح الباري الذي ينصح به السقاف وهناك نصوص أخرى تركتها بغية الإختصار
واعلم أن هذا لا يعني أننا ننكر أن الحافظ قد وقع في زلاتٍ عقدية ولكنه كان معتدلاً في انحرافه عن الحق ومختلفاً عن الأشاعرة المعاصرين))
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 11:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الحمْدَ للهِ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون?
?يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا?
(يُتْبَعُ)
(/)
?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما?
أما بعد:
فقد استمعت لتسجيل صوتي للشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن بن سلمان -وفقه الله- ضمن سلسلة شرحه لصحيح مسلم تكلّم فيها عن عقيدة النووي، ولخصته فيما يلي:
1. قرر النووي في غير موضع أن مذهب السلف يدور بين التفويض -أي تفويض المعنى والتأويل.
2. وقع منه تأويلٌ لبعض الصفات في كتبه، وخصوصاً شرح صحيح مسلم.
3. بعض نساخ شرح مسلم ممن كانت عقيدتهم سلفية حذفوا من الكتاب تأويله للصفات، وقد أغاظ هذا ابن السبكي وشنّع عليهم بقوله في طبقات الشافعية: (وقد وصل حال بعض المجسمة فى زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيى الدين النووى وحذف من كلام النووى ما تكلم به على أحاديث الصفات فإن النووى أشعرى العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذى صنفه مصنفه، وهذا عندى من كبائر الذنوب فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما فى أيديهم من المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه وقد كان فى غنية عن كتابة هذا الشرح وكان الشرح فى غنية عنه) أ. هـ.
فائدة: ابن العطار تلميذ النووي، وكان يسمَّى (مختصَر النووي) هو أخو الإمام الذهبي من الرضاعة، وقد أدرك شيخ الإسلام.
فائدة: النووي أدرك المجد ابن تيمية ولم يدرك تقي الدين ابن تيمية.
4. في تاريخ الإسلام للذهبي: (وكان مذهبه في الصفات السمعية السكوت وإمرارها كما جاءت. وربما تأول قليلاً في شرح مسلم، رحمه الله تعالى.) وفي بعض النسخ زيادة في الهامش: (والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه) لكن هذه الزيادة ليست للذهبي، وليست في بعض النسخ، ونقل السخاوي عن الذهبي قوله: (وكان مذهبه في الصفات السمعية السكوت وإمرارها كما جاءت. وربما تأول قليلاً في شرح مسلم) ولم يزد عليها.
5. بقي النووي متأثراً ووقع في كلامه بعض التأويل.
6. في دار الكتب المصرية كتاب اسمه (ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) وفي آخره: (فرغنا من نسخه يوم الخميس محرم سنة 676).
7. فائدة: ابن العطار لما لقي ابن تيمية رجع عما أخذه عن النووي، وقرر عقيدة السلف في كتابه (الاعتقاد في نفي الشك والارتياب) ورد فيه عن الأشاعرة.
8. ابن العطار له ترجمة مطوّلة للنووي سمّاها (تحفة الطالبين في ترجمة الشيخ محيي الدين) ذكر فيها أنّ وفاة النووي كانت رجب 676، فيكون بين وفاة النووي وتأليف هذا الكتاب قريب من 7أشهر.
9. ذكر الشيخ نقولات عن الإمام النووي من كتابه آنف الذكر تُثبت رجوعه إلى مذهب السلف.
10. قال ابن تيمية: (وَلَمَّا اجْتَمَعْنَا بِدِمَشْقَ وَأَحْضَرَ فِيمَا أَحْضَرَ كُتُبَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ: مِثْلَ " الْمَقَالَاتِ " وَ " الْإِبَانَةِ " وَأَئِمَّةِ أَصْحَابِهِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَابْنِ فورك والبيهقي وَغَيْرِهِمْ. وَأَحْضَرَ كِتَابَ " الْإِبَانَةِ " وَمَا ذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي كِتَابِ " تَبْيِينِ كَذِبِ الْمُفْتَرِي فِيمَا نُسِبَ إلَى الْأَشْعَرِيِّ " وَقَدْ نَقَلَهُ بِخَطِّهِ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ.) وفيه إثبات مذهب السلف وقد نقله النووي بخطه.
11. قال النووي في روضة الطالبين: (لو قال [أي الكافر] لا إله إلا الله الملك الذي في السماء أو إلا ملك السماء كان مؤمناً قال الله تعالى "أأمنتم من في السماء")
12. قرر النووي في مسألة أول واجب على المكلّف خلاف ما قرره الأشاعرة.
فائدة: قال الشيخ كان عندي سؤالان أسأل عنهما المشايخ: (1) لماذا إذا وجد الناس على الأرض خبزاً رفعوه، وإذا وجدوا بندورة أو غيرها لم يرفعوه؟ (2) لماذا إذا وجد الناس حذاء مقلوباً عدّلوه؟، ثم وجدت جواب السؤال الأول في حديث (أكرموا الخبز)، وجواب السؤال الثاني في كلام لشيخ الإسلام في أنّ النفس مفطورة على تعظيم العلو.
تنبيه/ هذا تلخيص وليس تفريغ قعهدته علي لا على الشيخ مشهور
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 11:40]ـ
فبيان الخطأ ليس طعنا في المخطئ إذا علم أنه مجتهد ومتحر للحق ومتحر للهدى، والنووي وابن حجر رحمهما الله على هذا السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك عند المنصفين من صحة كلام الشيخ البراك في ابن حجر والنووي رحمهما الله بأنهما بالرغم من أخطاءهما في باب الصفات فهما من أهل العلم والإجتهاد والتحري للحق.
ومثال ذلك:
يقول النووي رحمه الله في شرحه كتاب الإمارة - باب فضيلة الإمام العادل من صحيح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا» أما قوله: ولوا فبفتح الواو وضم اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية، المقسطون هم العادلون وقد فسره في آخر الحديث، والاقساط والقسط بكسر القاف العدل، يقال: أقسط اقساطاً فهو مقسط إذا عدل، قال الله تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} ويقال: قسط يقسط بفتح الياء وكسر السين قسوطاً وقسطاً بفتح القاف فهو قاسط وهم قاسطون إذا جاروا، قال الله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} وأما المنابر فجمع منبر سمي به لارتفاعه، قال القاضي: يحتمل أن يكونوا على منابر حقيقة على ظاهر الحديث، ويحتمل أن يكون كناية عن المنازل الرفيعة، قلت: الظاهر الأول ويكون متضمناً للمنازل الرفيعة فهم على منابر حقيقة ومنازلهم رفيعة.
يقول ابن عقيل:
لاحظ أخي القارئ بأن النووي رحمه الله هنا تكلم بموجب قواعد أهل السنة بقبول الأخبار وتصديقها وإجراءها على ظاهرها ما لم يصرفها صارف, فرجح المعنى الأول من كلام القاضي عياض بقوله (فهم على منابر حقيقة)!!
وهذا دليل على تجرده للحق وإجتهاده في طلبه.
ثم يقول النووي عفا الله عنه:
و أما قوله صلى الله عليه وسلم: عن يمين الرحمن فهو من أحاديث الصفات وقد سبق في أول هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد وأن لها معنى يليق بالله تعالى، وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين. والثاني أنها تؤول على ما يليق بها وهذا قول أكثر المتكلمين، وعلى هذا قال القاضي عياض رضي الله عنه: المراد بكونهم عن اليمين الحالة الحسنة والمنزلة الرفيعة، قال: قال ابن عرفة يقال أتاه عن يمينه إذا جاءه من الجهة المحمودة، والعرب تنسب الفعل المحمود والإحسان إلى اليمين وضده إلى اليسار، قالوا: واليمين مأخوذة من اليمن. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: وكلتا يديه يمين فتنبيه على أنه ليس المراد باليمين جارحة تعالى الله عن ذلك فإنها مستحيلة في حقه سبحانه وتعالى.
يقول ابن عقيل:
لاحظ أخي الكريم الفرق بين النووي رحمه الله في إثباته معنى المنابر في الحديث وإنها منابر حقيقية , وبين النووي رحمه الله عندما أتى على ذكر قوله عليه الصلاة والسلام (وكلتا يديه يمين) فأختلفت العبارة وذهب لقول من يقلدهم في هذا المبحث العظيم وتجاهل القواعد الصحيحة لأهل السنة في إجراء النصوص على ظواهرها ما لم يصرفها صارف مع الإيمان والإقرار بمعنايها مع اعتقادنا بالتباين بين الكيفيات كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.
وكذلك في صفات الله عز وجل فنثبت ما ثبت له جل وعلا في الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تمثيل وننفي عنه عز وجل ما نفاه عن نفسه في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل.
الخلاصة:
أن النووي رحمه الله إمام مجتهد متحري للحق ولا ينقصه العلم ومؤالفاته تشهد بذلك ومع ذلك وقع في هذا الخطأ الشنيع وفي المعتقد بل في أعظم مبحث من مباحث المعتقد!!
لماذا؟
السبب:
أنه رحمه الله كان في محيط يغلب عليه هذا الفكر وهذه العقيدة الباطلة وقد تتلمذ على هذا النحو وتشرب هذا المعتقد ومجتمعه ينضح بهذه الفكرة, فمن الصعب على الرجل مهما بلغ في العلم والإجتهاد من مخالفة من حوله إلا من أعانه الله وتوكل عليه سبحانه وتحمل الأذى في سبيل الحق.
ولا أتهم الائمة بذلك حاشاهم فربما لهم من العذر ما لم نحط به علماً و ربما مات النووي رحمه الله وقبل أن يتبين له الحق , علماً بأنه توفى رحمه الله تقريبا وهو في العقد الرابع من عمره.
فهذا الإمام عبرة لكل طالب علم , بأن يتحرى المعلم التقي النقي في العقيدة والمنهج أولا قبل سعة العلم والإطلاع , وكذلك أن لا يغتر بكل من كثر علمه وخبث معتقده ومنهجه , ثم لا يخجل من مراجعة شيخه فيما ظهر له من الخطأ البين بالأدب والعلم وكذلك أن يتقي الله في طلب الحق من مصادره وهما الكتاب والسنة ولا يتجمد على أقوال الرجال خصوصا من يثق بهم ولا يتعدهم إلى غيرهم.
وقد أورد الحافظ ابن حجر في الإصابة هذه القصة:
ان رجلا قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك
قال رضي الله عنه: إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدم وكانوا ممن يواري حلومهم الجبال فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأنكروا عليه فلذنا بهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا حق بين فوقع في قلبي الإسلام.
فتبصروا يا أولي الألباب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 01:35]ـ
((فائدةٌ))
وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في مقدِّمة " المجموع ":
" فرعٌ: اختلفوا في آيات الصفات وأخبارها؛ هل يُخاضُ فيها بالتأويل، أم لا؟
فقال قائلون: تُتأوَّلُ على ما يليق بها. وهذا أشهر المذهَبَيْن للمتكلمين.
وقال آخرون: لا تُتأوَّل؛ بل يُمسَكُ عن الكلام في معناها، ويُوَكَّل علمها إلى الله تعالى، ويُعتَقَدُ مع ذلك تنزيه الله تعالى، وانتفاء صفات الحادث عنه.
فيقال - مثلًا -: نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى، ولا نعلمُ حقيقةَ معنى ذلك والمراد به، مع أنَّا نعتقدُ أنَّ الله تعالى (ليس كمثلهِ شيءٌ)، وأنَّهُ مُنزَّهٌ عن الحُلُولِ، وسِماتِ الحُدُوثِ. وهذه طريقة السلف، أو جماهيرهم، وهي أسلم؛ إذ لا يُطالبُ الإنسانُ بالخوض في ذلك، فإذا اعتقدَ التَّنزيهَ؛ فلا حاجة إلى الخوض في ذلك، والمخاطرة فيما لا ضرورة - بل لا حاجة - إليه، فإن دَعَتِ الحاجةُ إلى التَّأويلِ لِردِّ مُبتدعٍ ونحوه تأوَّلوا حينئذ، وعلى هذا يُحملُ ما جاء عن العلماء في هذا، والله أعلم ". اهـ كلامه - رحمه الله -.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 10:07]ـ
((فائدةٌ))
وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في مقدِّمة " المجموع ":
فيقال - مثلًا -: نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى، ولا نعلمُ حقيقةَ معنى ذلك والمراد به، مع أنَّا نعتقدُ أنَّ الله تعالى (ليس كمثلهِ شيءٌ)، وأنَّهُ مُنزَّهٌ عن الحُلُولِ، وسِماتِ الحُدُوثِ. وهذه طريقة السلف، أو جماهيرهم، وهي أسلم؛.
قوله غفر الله له: ولا نعلمُ حقيقةَ معنى ذلك.
هذا هو التفويض المذموم , تفويض المعاني وليس هذا مذهب السلف
فالسلف يقولون: الإستواء غير مجهول أي معلوم المعنى
فالمعنى معلوم لنا ولكن الكيف هو المجهول ولا يعلمه إلا الله جل في علاه.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:08]ـ
أخي الكريم / عبد الله.
أنا أعلم ذلك - بارك الله فيك -، لذا لوَّنته، وذلك لأنَه نسبها للسلف.
هذا فقط!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 08:13]ـ
حسناً فعلت بالتلوين بارك الله فيك ابو مالك
ولو أكملت التوضيح بالبيان كان أحسن لئلا يُفهم غير الحق
وفقك الله(/)
مجمل أقوال أئمة السلف في ذم الإرجاء وأهله
ـ[علي أكرم]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 12:25]ـ
مجمل أقوال أئمة السلف في ذم الإرجاء وأهله
* * *
قال الذهبي رحمه الله: (غلاة المعتزلة، وغلاة الشيعة، وغلاة الحنابلة، وغلاة الأشاعرة، وغلاة المرجئة، وغلاة الجهمية، وغلاة الكرامية قد ماجت بهم الدنيا وكثروا، وفيهم أذكياء وعباد وعلماء، نسأل الله العفو والمغفرة لأهل التوحيد، ونبرأ إلى الله من الهوى و البدع، ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، إنما العبرة بكثرة المحاسن) [سير أعلام النبلاء].
* * *
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالمتأمل في كتابات المعاصرين من الإسلاميين يحسب أن فرق الضلالة التي حذر منها المصطفى صلى الله عليه وسلم قد اختفت من الساحة ولم يبقى منها إلا فرقة الخوارج، فهذه الفرقة تمثل الشغل الشاغل للجماعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، وكأن الأرض عندهم قد طُهّرت من الكفر والردة والزندقة العلمانية ولم يبق فيها إلا ضلال الخوارج! وكأن خوارج اليوم ألوف مألفة وجنود مجندة تستعد للانقضاض على الخلافة الراشدة التي ينعم تحت ظلها أهل الإسلام!
الخوارج في زماننا، لمن عرفهم، شرذمة متفرقة محدودة التأثير بالمقارنة مع بقية الفرق الضالة، يرون أن الأصل في الناس اليوم هو الكفر ويتوقفون أو يكفرون من يُظهر الإسلام ولا يَظهر عليه ناقض من نواقضه، مع فضاضة وغلظة في الطبع وكبر يذكر بسلفهم من أهل النهروان، فكم عدد هؤلاء على الساحة الإسلامية اليوم وكم نسبة ضحاياهم مقابل ضحايا العلمانين وأنصار الصليبيين الذين لا يكادون يذكرون بسوء؟
أمّا تهمة الخارجية، فهي تهمة قديمة تلاحق أهل السنة و التوحيد في كل زمان ومكان و لم يسلم منها الإمام أحمد ولا ابن تيمية و لا ابن عبد الوهاب ولا كل من سار على منهجهم واتبع طريقتهم واقتدى بإبراهيم عليه السلام ومن معه في البراءة من الشرك والمشركين. وأهل الباطل من كفرة مرتدين ورهبان ضالين يجدون في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج مطية لصد الناس عن كل دعوة إصلاحية بتهمة الحرورية، جاهلين أو متجاهلين أن سبب تعدد ذكرهم في الأحاديث الصحيحة ليس لأن خطرهم بهذه الدرجة التي يصورها المبطلون، إنما هو لأنها أول فرقة ظهرت في من ينتسب للإسلام، فسن بها صلى الله عليه وسلم سنة التعامل مع غيرها من فرق الضلالة. وقد زامنها وجاء من بعدها من الفرق ما يفوق ضلالها أضعافا مضاعفة بل ويخرجها من الملة بالكلية، ورغم ذلك لم يأت فيها أي حديث صحيح. فهذه السبئية قد زامنت ظهور الخوارج و فرخت الرفض والباطنية اللذان يجران على المسلمين إلى اليوم أشد الويلات بسبب دولهم التي رعت هذا الإلحاد على امتداد العصور المتأخرة. وقل مثل ذلك عن بدعة القدر التي أدركها صغار الصحابة وكفروا مبتدعيها، وبدعة التجهم التي صارت تعصف بالأمة في الإيمان والتوحيد ولم يسلم منها إلا من رحم الله، بلوغا إلى بدعة التصوف التي أفرزت بدع الطرقية و شركيات القبورية. فهل الخوارج أضل من هؤلاء؟
وقد رأيت مستعينا بالله جمع ما يمكن جمعه من أقوال أئمة السلف المتقدمين في التحذير من هذا المذهب الباطل وبيان خطره على الأمة، خاصة أن الكثير من دعاته اليوم لا يستحي من نسبة أقواله للسلف بل و لخيارهم من الصحابة رضوان الله عليهم، فكان بذلك تلبيسهم أشد وضررهم أعظم.
وسأذكر قبل ذلك - بعون الله سبحانه - نبذة مختصرة عن أبرز أصول الإرجاء القديمة والمعاصرة في مسمى الإيمان والكفر، حتى تتضح صورة هذا المذهب الخبيث أمام القارئ ويتوقاه أضعاف ما يتوقى مذهب الخوارج لأن خطره كما بين السلف أشد، لما فيه من تمييع للدين يتماشى مع طبيعة البشر في التساهل والتنصل من التكاليف الشرعية.
فنقول وبالله التوفيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
الإرجاء لغة هو التأخير و قد سمي المرجئة مرجئة لتأخيرهم العمل وإخراجه من مسمى الإيمان، وهذا غير المذهب المنسوب إلى الحسن بن محمد بن الحنفية في إرجاء أمر عثمان وعلي رضي الله عنهما وعدم الشهادة لهما بالجنة، كما جاءت الأحاديث في ذلك.
وأول من ظهر من فرق الإرجاء في الإيمان مرجئة فقهاء الكوفة من الأحناف القائلين بأن الإيمان هو الاعتقاد والقول وأن العمل ليس من الإيمان، وقد ألزم السلف الصالح مرجئة الفقهاء بإخراج الأعمال من المكفرات كما أخرجوها من الإيمان. فلجأوا إلى القول بأن الأعمال المكفرة دليل على كفر القلب، لعدم قدرتهم على إنكار ما أجمعت الأمة على كفر فاعله، فهم يتفقون مع السلف في التكفير بالمكفرات، بل هم أكثر من توسع فيها في أبواب الردة من كتب الفقه دفعا لتهمة الإرجاء. لكنهم يجعلون الأعمال المكفرة دليلا على الكفر ولا يجعلونها كفرا مجردا كما دلت نصوص الكتاب والسنة وكما أجمع علماء الأمة، فالخلاف معهم خلافُ تصورٍ لعلة الحكم وليس خلافا في الحكم نفسه، وهذه مسألة هامة يجب مراعاتها حتى لا ننسب لمرجئة الفقهاء من هم منه براء.
وقد أعقبهم وزاد عليهم في الضلالة مرجئة الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة وأن الكفر هو التكذيب والجحود، ولهم قول يوافق مرجئة الفقهاء في التكفير بالمكفرات و اعتبارها دليلا على الكفر، إلا أن المشهور من مذهبهم عدم التكفير بالمكفرات والشركيات وإلحاقها بالمعاصي التي دون الكفر، كالزنا والسرقة والشرب. وهؤلاء يسمون أيضا غلاة المرجئة وقد كفرهم السلف كنافع و وكيع وأبي عبيد واحمد بن حنبل والحميدي وابن القيم و غيرهم، رحمهم الله جميعا.
ومن فرقهم أيضا مرجئة المتكلمين من أشاعرة وماتريدية، وهم يقولون بقول الجهمية في تعريف الإيمان بالتصديق وبقول مرجئة الفقهاء في جعل المكفرات دليلا على كفر الباطن وانتفاء التصديق.
أما المرجئة المعاصرون، أدعياء السلفية، فهم من شر طوائف البدع المنتسبة إلى الإسلام وخطرهم أشد من خطر غيرهم لأنهم ينسبون بدعتهم إلى السلف الصالح ويزعمون إتباع الأثر والحديث ويشتغلون بنشر تصانيف السلف النافعة فيدسون فيها سمهم الزعاف، ويصدون عن مذهب السلف بأقوال السلف أنفسهم في التحذير من أهل البدع من أمثالهم، فتلبس حالهم على الكثير من الناس، والله المستعان. يقولون بقول السلف في تسمية الإيمان و يشرحونه بتعريف مرجئة الفقهاء، ويتخبطون في مسألة الكفر على أقوال: فمنهم من لا يرى الكفر بالقول و العمل إطلاقا، وينكر التكفير بالمكفرات المجمع على التكفير بها، ومنهم من يرى أنها دليل على الكفر، ومنهم من ينتقي من المكفرات، فيرى أن بعضها مخرج من الملة والبعض الآخر غير مخرج، مجاراة لهوى الطواغيت المشرعين مع الله سبحانه! فالتشريع واستحلال المحرمات القطعية والتحاكم إلى طواغيت الشرق والغرب والمظاهرة الصريحة للكفار في قتال المسلمين عندهم كفر دون كفر، وهم في المقابل يتشددون في شركيات العوام، وبعضهم لا يعذرهم بعذر إطلاقا بل ويعتبرهم كفارا أصليين! وقد أضافوا إلى هذا شناعات أخرى مثل تكفير الدعاة بمحض التوحيد و الجهاد واستحلال دمائهم وتحريض الطواغيت عليهم وتأثيم نواياهم والحكم على خواتيمهم عند الله سبحانه، رغم أنهم لا يعتدّون بالحكم على الظواهر في تكفير المرتدين، و يحرمون دماء المشركين من غير ذمة ولا عهد صحيح! وأحمق من رأيت منهم دعيّ علم زنيم يعتبر جملة من أعيان مشايخ التوحيد المعاصرين طواغيتا لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله - على حد زعمه -، ويقصد بذلك الخلافات العلمية، بينما يرى أن تشريع و تحكيم القوانين الوضعية الطاغوتية كفر دون كفر! فأيّ ضلال فوق هذا الضلال؟
وقد أحدث هؤلاء الجهمية ضوابطا وشروطا للتكفير لا يقوم عليها دليل ولم يسبقهم إليها عالم معتبر، كاشتراط قصد الكفر لتكفير من جاء بالكفر مختارا، و الامتناع من تكفير الأعيان والاقتصار على تجريم الفعل والتكفير العام دون الفاعل أو تعليق حكم التكفير على شيخ أو شيخين دون غيرهم من علماء الأمة، فعطلوا بذلك حكم الردة وتوابعه من أحكام فقهية وولاء وبراء وهجرة وجهاد، وفتحوا الأبواب للزنادقة للتحكم في رقاب المسلمين، فكانت بذلك الفتنة والفساد الكبير الذي توعد الله به من ترك معاداة أهل الكفر ومناصرة أهل الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبقية الفرق الإسلامية لا تخرج عن هذا الواقع في فهم الإيمان مع ما اختصت به من ضلالات أخرى قد تبلغ أحيانا الكفر الصراح، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما عوام المسلمين اليوم فهم في الغالب لا يعرفون ولا يثبتون للإسلام ناقضا! ويكتفون بمجرد الشهادة في إثبات حقيقة الإيمان، جهمية خلّص لا ينكرون الصلاة على من مات يسب الله ورسوله، وبعضهم لا يرى حتى كفر اليهود والنصارى تبعا لمشايخ الضلال الذين رفعهم الطاغوت لخدمته وسخر لهم وسائل إعلامه، فضربوا في البلاد وضيعوا دين أهلها، فالله نسأل أن يريح الأمة من هذه الشرور وأن يمكن لأهل التوحيد من نشر عقيدة السلف خالصة من شوائب الإرجاء والتجهم التي أفسد بها هؤلاء البلاد والعباد.
وإليك في الختام؛ أخي الموحد مجمل أقوال السلف الصالح في ذم الإرجاء وأهله، مع التنبيه أن أكثرها كما هو ظاهر مقصود به مرجئة فقهاء الكوفة، وهم أهون فرق المرجئة ضلالا، وكان فيهم – عفا الله عنهم - فقهاء وعبّاد وزهّاد ومجاهدين في سبيل الله، فلا تلتفت إلى ما يتناقله المعاصرون - دون فهم - عن شيخ الإسلام ابن تيمية في اعتبار الخلاف بين السلف ومرجئة الفقهاء "خلافا لفظيا" فكلامه رحمه الله ليس على إطلاقه، فهو في إثبات الوعيد لأهل الكبائر، و الخلاف بينهم وبين السلف حقيقي من أكثر من وجه، وحسبك من ذلك إثباتهم إسلام من مات مصرا على ترك الفرائض - كما يروج مرجئة العصر - ورد الأحاديث الثابتة في وصف الأعمال بالإيمان، و ما كان السلف ليغلظوا عليهم بمثل هذه الشدة في خلاف لفظي كالخلاف في التفريق بين مسمى الإيمان ومسمى الإسلام.
فكيف بمن كان حاله كحال من ذكرت عن المعاصرين! نسأل الله السلامة والعافية.
سعيد بن جبير رحمه الله (ت 95):
عن عطاء بن السائب قال: ذكر سعيد بن جبير المرجئة فضرب لهم مثلا قال: (مثلهم مثل الصائبين، إنهم أتوا اليهود فقالوا: ما دينكم؟ قالوا: اليهودية، قالوا فما كتابكم؟ قالوا: التوراة، قالوا فمن نبيكم قالوا: موسى، قالوا فماذا لمن تبعكم؟ قالوا: الجنة، ثم أتوا النصارى فقالوا: ما دينكم؟ قالوا: النصرانية، قالوا فما كتابكم؟ قالوا: الإنجيل، قالوا فمن نبيكم قالوا: عيسى، ثم قالوا فماذا لمن تبعكم؟ قالوا: الجنة، قالوا فنحن بين دينين) [1].
وعن المغيرة بن عتيبة عن سعيد بن جبير قال: (المرجئة يهود القبلة) [2].
وعن أم عبد الله بن حبيب عن أمه قالت سمعت سعيد بن جبير وذكر المرجئة فقال: (اليهود) [3].
وعن أيوب قال: قال سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكرا ذاك له: (لا تجالس طلقا). يعني أنه كان يرى رأي المرجئة. وفي رواية أخرى قال: قال لي سعيد بن جبير: (ألم أرك مع طلق؟) قلت: بلى، فما باله؟ قال: (لا تجالسه فإنه مرجئ)، قال أيوب: وما شاورته في ذلك ولكن يحق للمسلم إذا رأى من أخيه ما يكرهه أن يأمره وينهاه [4].
وطلق هو طلق بن حبيب كان يرى الإرجاء.
قال عنه أيوب: ما أدركت بالبصرة أعبد منه ولا أبر بوالديه منه.
وعن العلاء بن رافع أن ذرا - أبا عمر - أتى سعيدا بن جبير يوما في حاجة فقال: (لا، حتى تخبرني على أي دين أنت اليوم أو رأي أنت اليوم، فإنك لا تزال تلتمس دينا قد أضللته، ألا تستحي من رأي أنت اليوم أكبر منه؟) [5].
وعن أبي الحجاف قال: قال سعيد بن جبير لذر: (يا ذر ما لي أراك كل يوم تجدد دينا؟) [6].
وعن أبي المختار الطائي قال: شكى ذر سعيد بن جبير إلى أبي البختري فقال: مررت فسلمت عليه فلم يرد، فقال أبو البختري لسعيد بن جبير فقال سعيد: (إن هذا يجدد كل يوم دينا، والله لا أكلمه أبدا) [7].
وعن حبيب ابن أبي ثابت قال: كنت عند سعيد بن جبير في مسجد فتذاكرنا ذرا في حديثنا فنال منه، فقلت: يا أبا عبد الله إنه لواد لك بحسن الثناء إذا ذكرك، فقال: (ألا تراه ضالا كل يوم يطلب دينه؟) [8].
إبراهيم النخعي رحمه الله (ت 96):
عن سعيد بن صالح قال: قال إبراهيم: (لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة) [9].
وعن حكيم بن جبير قال: قال ابراهيم: (المرجئة أخوف عندي على أهل الإسلام من عدتهم من الأزارقة) [10].
والأزارقة فرقة من فرق الخوارج، نسبة لنافع بن الأزرق.
وعن مسلم الملائي عن ابراهيم قال: (الخوارج أعذر عندي من المرجئة) [11].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن مؤمل قال سمعت سفيان يقول: قال إبراهيم: (تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري) [12].
والثوب السابري نوع من الثياب رقيق.
وعن أبي يحيى النخعي عن أبيه عن إبراهيم قال: (ما أعلم أحمق في رأيهم من هذه المرجئة، لأنهم يقولون مؤمن ضال ومؤمن فاسق) [13].
وعن الحسن بن عبيد الله قال: سمعت إبراهيم يقول لذر: (ويحك يا ذر ما هذا الدين الذي جئت به؟) فقال ذر: ما هو إلا رأي رأيته. قال ثم سمعت ذرا يقول: إنه لدين الله عز وجل الذي بعث به نوحا عليه السلام! [14].
وذر، هو الهمداني وكان مرجئا مع زهد وتعبد. قاتل الحجاج مع ابن الأشعث.
وعنه أيضا قال: (مر ابراهيم التيمي بإبراهيم النخعي فسلم عليه فلم يرد عليه) [15].
وعن ميمون بن أبى حمزة قال: قال لي إبراهيم النخعي: (لا تدعوا هذا الملعون يدخل علي بعد ما تكلم في الإرجاء) – يعني حمادا – [16].
وحماد هو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وكان رأسا في الإرجاء.
وعن أبي حمزة التمار قال قلت لإبراهيم: ما ترى في رأي المرجئة فقال: (أوّه، لفقوا قولا فأنا أخافهم على الأمة، والشر منهم كثير فإياك وإياهم) [17].
ووقال منصور عن ابراهيم: (كفى به عمى الذي يعمى عليه أمر الحجاج) قال وذكر الحجاج فقال: (ألا لعنة الله على الظالمين) [18].
قلت: فكيف بمن يعمى عليه أمر الطواغيت المشرعين الذين يتولون اليهود والنصارى؟
مجاهد بن جبر رحمه الله (ت 104):
عن الوليد بن زياد قال: قال مجاهد: (يبدؤون فيكم مرجئة ثم يكونون قدرية ثم يصيرون مجوسا) [19].
قلت: ما أبعد نظره رحمه الله، فقد قال أحدهم في كتاب واحد أن العبد مؤمن وإن اجترح كل المعاصي! و دعى لترك الجهاد حتى يخرج المهدي! ثم قال عن قول المجوس "دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، أنها "كلمة حكيمة"!
نافع مولى ابن عمر رحمه الله (ت 117):
عن معقل بن عبيد الله العبسي قال: قلت لنافع: إنهم يقولون نحن نقر بالصلاة فريضة ولا نصلي وإن الخمر حرام ونحن نشربها وأن نكاح الأمهات حرام ونحن نفعل، قال فنتر يده من يدي ثم قال من فعل هذا فهو كافر [20].
ميمون بن مهران رحمه الله (ت 117):
عن أبي المليح قال: سئل ميمون عن كلام المرجئة فقال: (أنا أكبر من ذلك) [21].
محمد بن علي بن الحسين رحمه الله (ت 118):
عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين: (ما ليل بنهار أشبه من المرجئة باليهود) [22].
قتادة بن دعامة رحمه الله (ت 118):
عن الأوزاعي قال: كان يحيى وقتادة يقولان: (ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء) [23].
محمد بن مسلم الزهري رحمه الله (ت 124):
عن الأوزاعي عن الزهري قال: (ما ابتُدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من هذه) [24]- يعني الإرجاء -
أبو إسحاق السبيعي رحمه الله (ت 127):
قال معمر بن راشد: كنا نأتي أبا إسحاق فيقول: من أين جئتم؟ فنقول: من عند حماد، فيقول: (ماذا قال لكم أخو المرجئة؟) فكنا إذا دخلنا على حماد قال من أين جئتم؟ قلنا: من عند أبي إسحاق، قال: إلزموا الشيخ فإنه يوشك أن يطفى، قال معمر: فمات حماد قبله [25].
يحيى بن أبي كثير رحمه الله (ت129):
عن الأوزاعي قال: كان يحيى وقتادة يقولان: (ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء) [26].
أيوب السختياني رحمه الله (ت 131):
عن سلام بن أبي مطيع قال: كنت مع أيوب السختياني في المسجد الحرام فرآه أبو حنيفة فأقبل نحوه، فلما رآه أيوب قال لأصحابه: (قوموا بنا لا يعدنا بجربه، قوموا بنا لا يعدنا بجربه) [27].
وقد أنكر عامة السلف على أبي حنيفة قوله بقول شيخه حماد بن أبي سليمان في الإيمان، ويذكر أنه رجع عن هذا القول، وهو حري بذلك رحمه الله.
وعن سلام بن أبي مطيع قال: قال أيوب: (أنا أكبر من المرجئة) [28].
منصور بن المعتمر رحمه الله (ت 133):
عن جعفر الأحمر قال: قال منصور بن المعتمر في شيء: (لا أقول كما قالت المرجئة الضالة المبتدعة) [29].
عن مفضل بن مهلهل عن منصور بن المعتمر قال: (هم أعداء الله، المرجئة والرافضة) [30].
مغيرة بن مقسم الضبي رحمه الله (ت 133):
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الأسود بن عامر قال: سمعت أبا بكر بن عياش ذكر أبا حنيفة وأصحابه الذين يخاصمون - أي في الإيمان - فقال: كان مغيرة يقول: (والله الذي لا إله إلا هو لأنا أخوف على الدين منهم من الفساق) [31].
وقال جرير: كان المغيرة يقول: (حدثنا حماد قبل أن يصير مرجئا وربما قال قبل أن يفسد) [32].
سليمان الأعمش رحمه الله (ت 148):
عن الأسود بن عامر قال: سمعت أبا بكر بن عياش ذكر أبا حنيفة وأصحابه الذين يخاصمون فقال: حلف الأعمش قال: (والله الذي لا إله إلا هو ما أعرف من هو شر منهم) [33].
قال جرير: ذكر الإرجاء عند الأعمش فقال: (ما ترجو من رأي أنا أكبر منه) [34].
محمد بن عجلان رحمه الله (ت 148):
قال الحميدي: حدثنا يحيى بن سليم أن سعيد بن سالم قال لابن عجلان: أرأيت إن أنا لم أرفع الأذى عن الطريق، أكون ناقص الإيمان؟ فقال: (هذا مرجئ، من يعرف هذا؟) قال: فلما قمنا عاتبته، فرد علي القول، فقلت: هل لك أن تقف فتقول يا أهل الطواف إن طوافكم ليس من الإيمان، وأقول أنا بل من الإيمان، وننظر ما يصنعون؟ قال: تريد أن تشهّرني؟ قلت: فما تريد إلى قول إذا أظهرته شهّرك؟ [35].
عكرمة بن عمار رحمه الله (ت 159):
عن أبي عاصم قال: جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد فدق عليه الباب وقال: (أين هذا الضال؟)، يعني بالإرجاء [36].
سفيان الثوري رحمه الله (ت 161):
عن عبد الله بن نمير قال سمعت سفيان وذكر المرجئة فقال: (رأي محدث أدركنا الناس على غيره). وفي رواية الخلال قال: سمعت سفيان يقول: (دين محدث دين الأرجاء) [37].
وعن محمد بن يوسف قال: دخلت على سفيان الثوري في حجره المصحف وهو يقلب الورق فقال: (ما أحد أبعد منه من المرجئة) [38].
وعن أبي نعيم الفضل بن دكين قال: كنا مع سفيان جلوسا في المسجد الحرام، فأقبل أبو حنيفة يريده فلما رآه سفيان قال: (قوموا بنا لا يعدنا هذا بجربه)، فقمنا وقام سفيان. وكنا مرة أخرى جلوسا مع سفيان في المسجد الحرام فجاءه أبو حنيفة فجلس ولم نشعر به، فلما رآه سفيان استدار فجعل ظهره إليه [39].
وعن وكيع قال: لما تكلم أبو حنيفة في الإرجاء وخاصم فيه قال سفيان الثوري: (ينبغي أن ينفى من الكوفة أو يخرج منها) [40].
عن إبراهيم بن المغيرة قال: سألت سفيان الثوري، أصلي خلف من يقول الإيمان قول بلا عمل؟ قال: (لا، ولا كرامة) [41].
عن ابي نعيم قال: (مرت بنا جنازة مسعر بن كدام منذ خمسين سنة ليس فيها سفيان ولا شريك) [42].
ومسعر بن كدام هو ابو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل نسب إلى الإرجاء.
شريك بن عبد الله القاضي رحمه الله (ت 177):
قال حجاج سمعت شريكا وذكر المرجئة فقال: (هم أخبث قوم، وحسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله) [43].
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: بلغني أن شعبة قال لشريك: كيف لا تجيز شهادة المرجئة؟ قال: (وكيف أجيز شهادة قوم يزعمون أن الصلاة ليست من الإيمان؟) [44].
عن ابي نعيم قال: (مرت بنا جنازة مسعر بن كدام منذ خمسين سنة ليس فيها سفيان ولا شريك) [45].
مالك بن أنس رحمه الله (ت 179):
حدث الحميدي عن معن بن عيسى أن رجلا بالمدينة يقال له أبو الجورية يرى الإرجاء فقال مالك بن أنس: (لا تناكحوه) [46].
شهاب بن خراش الشيباني رحمه الله (ت 179):
قال هشام - بن عمار -: لقيت شهابا وأنا شاب في سنة أربع وسبيعن فقال لي: (إن لم تكن قدريا ولا مرجئا حدثتك، وإلا لم أحدثك)، فقلت: ما فيّ من هذين شيء [47].
عبد الله بن المبارك رحمه الله (ت 181):
عن علي بن الحسن بن شقيق قال قال رجل لعبد الله بن المبارك يا معشر المرجئة، فقال عبد الله: (رميتني بهوى من الأهواء) [48].
عن إسحاق بن راهوية قال: سمعت معاذ بن خالد بن شقيق يقول لعبد الله بن المبارك: أيهم أسرع خروجا الدجال أو الدابة؟ فقال عبدالله: (استقضاء فلان الجهمي على بخارى أشد على المسلمين من خروج الدابة أو الدجال) [49].
وفلان هو عبد الله بن أبي حنيفة وكان مرجئا.
الفضيل بن عياض رحمه الله (ت 187):
قال محمد بن علي بن الحسن، سمعت الفضيل يقول: (أهل الإرجاء يقولون: الإيمان قول بلا عمل. وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل) [50].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدت في كتاب أبي رحمه الله قال: أخبرت أن الفضيل بن عياض قال: (قول أهل البدع: الإيمان الإقرار بلا عمل والإيمان واحد وإنما يتفاضل الناس بالأعمال ولا يتفاضلون بالإيمان. ومن قال ذلك فقد خالف الأثر ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" وتفسير من يقول أن الإيمان لا يتفاضل يقول أن إن فرائض الله ليس من الإيمان، ومن قال ذلك فقد أعظم الفرية أخاف أن يكون جاحدا للفرائض رادا على الله عز وجل أمره ... فما أسوأ هذا من قول وأقبحه فإنا لله وإنا إليه راجعون) [51].
وكيع بن الجراح رحمه الله (ت 196):
قال: (أحدثوا هؤلاء المرجئة الجهمية، الجهمية كفار والمريسي جهمي، وقد علمتم كيف كفروا: قالوا يكفيك المعرفة وهذا كفر، والمرجئة يقولون الإيمان قول بلا فعل وهذا بدعة) [52].
وقال أيضا: (قالت المرجئة: الإقرار بما جاء من عند الله عز وجل يجزئ من العمل، وقالت الجهمية المعرفة بالقلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل وهذا كفر) [53].
سفيان بن عيينة رحمه الله (ت 199):
سئل رحمه الله عن الإرجاء، فقال: (الإرجاء على وجهين: قوم أرجوا أمر علي وعثمان، فقد مضى أولئك. فأما المرجئة اليوم فهم يقولون الإيمان قول لا عمل. فلا تجالسوهم ولا تؤاكلوهم ولا تشاربوهم، ولا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم) [54].
وعن سويد بن سعيد الهروي قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقال: (يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر، كفر. وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وأمر إبليس وعلماء اليهود، أما آدم فنهاه الله عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من دون كفر، وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا، وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم وأقروا باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارا، فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء، وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله، وتركها على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود، والله أعلم) [55].
قال التونسي: ومذهب مرجئة العصر في ترك الفرائض لا يخرج عن ما قرره سفيان بن عيينة في مرجئة زمانه مع ما أضافوا عليهم، فأي سلفية هذه؟
يزيد بن هارون رحمه الله (ت 206):
عن محمد بن أسلم قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: (من كان داعية إلى الإرجاء فإن الصلاة خلفه تعاد) [56].
وعن إسحاق بن بهلول قال: قلت ليزيد بن هارون: أصلي خلف الجهمية؟ قال: (لا)، قلت: أصلي خلف المرجئة؟ قال: (إنهم لخبثاء) [57].
جعفر بن عون رحمه الله (ت 207):
قال إسحاق: قال لي ابن عون: (كان حماد بن أبي سليمان من أصحابنا حتى أحدث ما أحدث). قال أحدث الإرجاء [58].
عبد الرزاق بن همام الصنعاني رحمه الله (ت 211):
قال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق فجاءنا موت عبد المجيد، وذلك في سنة ست ومائتين، فقال: (الحمد لله الذي أراح أمة محمد من عبد المجيد) [59].
عبد المجيد هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد.
قال عنه أبو داود: كان عبد المجيد رأسا في الإرجاء.
وقال هارون بن عبد الله الحمال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكانت عبد المجيد أخشع منه. قال الذهبي رحمه الله: خشوع وكِيع مع إمامته في السنّة جعله مقدّما بخلاف خشوع هذا المرجئ - عفا الله عنه - أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة.
وقال الحسن بن وهب: قدم عبد العزيز بن أبي روّاد وهو شاب فمكث فينا أربعين أو خمسين سنة , لا يُعرف بشيء من الإرجاء، حتى نشأ ابنُه عبد المجيد , فأدخله في الإرجاء، فكان أشأم مولود ولد في الإسلام على أبيه.
عبد الله بن يزيد المقرئ رحمه الله (ت 213):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن السرماري: سئل المقرئ، فقيل له: إن رجلا ببخارى يقال له أحمد بن حفص يقول: الإيمان القول، فقال: مرجئ. وكنت قدامه فقلت: وأنا أقول كذلك، فأخذ برأسي ونطحني برأسه نطحة وقال: (أنت مرجئ يا خرساني) [60].
عبد الله بن الزبير الحميدي رحمه الله (ت 219):
قال حنبل: حدثنا الحمدي قال: (وأخبرت أن أناسا يقولون: من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيء حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا، إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه وكان مقرا بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين. قال تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}).
وقال حنبل سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: من قال هذا فقد كفر بالله ورد عليه أمره وعلى الرسول ما جاء به عن الله [61].
قلت: فانظر عدد من يقول بهذا اليوم ممن ينتسب زورا وبهتانا إلى السلف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إسحاق بن راهويه رحمه الله (ت 238):
عن حرب بن إسماعيل قال سمعت إسحاق وسأله رجل قال: الرجل يقول أنا مؤمن حقا؟ قال: (هو كافر حقا) [62].
أحمد بن حنبل رحمه الله (ت 248):
روى الخلال عن أبي داوود قال: قلت لأحمد: يُصلى خلف المرجئ؟ قال: (إذا كان داعية فلا تصلي خلفه) [63].
وعن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (المرجئ إذا كان يخاصم فلا يصلى خلفه) [64].
وعن إسحاق بن منصور أنه قال لأبي عبد الله: المرجئ إذا كان داعيا؟ قال: (إي والله يجفى ويقصى) [65].
وحدث أبو حارث أن أبا عبد الله قال: (إذا كان المرجئ داعية فلا تكلمه) [66].
وفي كتاب السنة ورسالة الإصطرخي عنه قال: (المرجئة: وهم الذين يزعمون أن الإيمان مجرد النطق باللسان وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم واحد وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الإيمان ليس فيه استثناء، وأن من أمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا. هذا كله قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل). وقال: (وأما المرجئة فيسمون أهل السنة شكاكا، وكذبت المرجئة بل هم بالشك أولى وبالتكذيب أشبه) [67].
حدث الحسن بن علي بن الحسين الأسكافي أنه سأل أبا عبد الله عن حديث من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن قال أبو عبد الله: من سرته سيئته فأي شيء هو؟ سلهم! [68].
حدث حمدان بن علي الوراق حدثهم قال سألت أحمد وذكر عنده المرجئة فقلت له إنهم يقولون إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن فقال: (المرجئة لا تقول هذا بل الجهمية تقول بهذا المرجئة تقول حتى يتكلم بلسانه و "إن لم" تعمل جوارحه والجهمية تقول إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه وهذا كفر إبليس قد عرف ربه فقال {رب بما أغويتني}، قلت فالمرجئة لو كانوا يجتهدون وهذا قولهم؟ قال: البلاء) [69].
حدث أبو الحارث قال: قال أبو عبد الله: (كان شبابة يدعو إلى الإرجاء وكتبنا عنه قبل أن نعلم أنه كان يقول هذه المقالة كان يقول الإيمان قول وعمل فإذا قال فقد عمل بلسانه، قول رديء).
وفي رواية الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له شبابة أي شيء يقول فيه؟ فقال شبابة كان يدعو إلى الإرجاء، قال: وقد حكى عن شبابة قول أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت أحدا عن مثله قال: قال شبابة إذا قال فقد عمل. قال الإيمان قول وعمل كما يقولون فإذا قال فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين تكلم ثم قال أبو عبدالله: هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقول به ولا بلغني [70].
حدث إسحاق قال: قال أبو عبدالله قال شعبة قلت لحماد بن أبي سليمان هذا الأعمش وزبيد ومنصور حدثونا عن شقيق عن عبدالله عن النبي سباب المسلم فسوق فأيهم نتهم أنتهم الأعمش أنتهم منصور؟ (قال لا، أتهم أبا وائل) قال إسحاق قلت لأبي عبدالله وأيش إتهم من أبي وائل؟ قال: (إتّهمَ رأيه الخبيث)، يعني حمادا بن أبي سليمان [71].
محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله (ت 256):
عن الحسين بن محمد بن وضاح ومكي بن خلف بن عفان قالا: سمعنا محمد بن إسماعيل يقول: (كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة ولم أكتب إلا عن من قال الإيمان قول وعمل، ولم أكتب عمن قال الإيمان قول) [72].
جماعة من السلف: أبو البختري وميسرة وأبو صالح والضحاك وبكير الطائي رحمهم الله جميعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن سلمة بن كهيل قال: (اجتمع في الجماجم، أبو البختري وميسرة وأبو صالح والضحاك المشرقي وبكير الطائي فأجمعوا على أن الإرجاء بدعة، والبراءة بدعة والشهادة بدعة) [73].
جماعة من السلف: عطاء بن أبي رباح وميمون بن مهران والزهري ونافع والحكم بن عتييبة وعبد الكريم بن مالك الجزري رحمهم الله جميعا:
عن معقل بن عبيد الله العبسي قال: قدم علينا سالم الأفطس بالإرجاء فعرضه فنفر منه أصحابنا نفارا شديدا وكان أشدهم ميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك فأما عبد الكريم فأنه عاهد الله عز وجل أن لا يأويه وإياه سقف بيت إلا المسجد، فحججت فدخلت على عطاء بن أبي رباح في نفر من أصحابي فإذا هو يقرأ سورة يوسف، قال فسمعته يقرأ هذا الحرف {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة، قال: قلت إن لنا إليك حاجة فاخلوا لنا ففعل، فأخبرته أن قوما قبلنا قد أحدثوا وتكلموا، وقالوا أن الصلاة و الزكاة ليستا من الدين، فقال: أوليس يقول الله عز وجل {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة} فالصلاة والزكاة من الدين، قال فقلت له: إنهم يقولون ليس في الإيمان زيادة، قال أوليس قد قال الله عز وجل في ما أنزل {فزادتهم إيمانا} فما هذا الإيمان الذي زادهم؟ قال، قلت: فإنهم قد انتحلوك وبلغني أن ذرا دخل عليك في نفر من أصحاب له فعرض عليك قولهم فقبلته وقلت هذا الأمر. فقال لا والله الذي لا إله إلا هو ما كان هذا - مرتين أو ثلاث -.
قال ثم قدمت المدينة فجلست إلى نافع فقلت له يا أبا عبد الله إن لي إليك حاجة، قال أسر أم علانية؟ قلت لا بل سر، فقال رب سر لا خير فيه، فقلت له ليس من ذاك، فلما صلينا العصر قام وأخذ بيدي وخرج من الخوخة ولم ينتظر القاص، فقال: ما حاجتك؟ قلت أخلني من هذا، فقال تنح يا عمرو، فذكرت له بدو قولهم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أضربهم بالسيف حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، قال قلت: إنهم يقولون نحن نقر بالصلاة فريضة ولا نصلي وإن الخمر حرام ونحن نشربها وأن نكاح الأمهات حرام ونحن نفعل، قال فنتر يده من يدي ثم قال من فعل هذا فهو كافر.
قال معقل ثم لقيت الزهري فأخبرته بقولهم فقال: سبحان الله، أو قد أخذ الناس في هذه الخصومات؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حيت يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهم مؤمن ولا يشرب الخمر شاربها حين يشربها وهو مؤمن".
قال معقل ثم لقيت الحكم بن عتيبة فقلت: إن ميمونا وعبد الكريم بلغهما أنه قد دخل عليك ناس من المرجئة فعرضوا عليك قولهم فقبلته، قال فقبل علي ذلك ميمون وعبد الكريم؟ قلت: لا، قال: دخل علي منهم اثنا عشر رجلا وأنا مريض فقالوا: يا أبا محمد بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل بأمة سوداء أو حبشية فقال يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، أفترى هذه مؤمنة؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ " قالت نعم، قال:" وتشهدين أني رسول الله" قالت: نعم، قال:"وتشهدين أن الجنة حق وأن النار حق" قالت: نعم، قال:" أتشهدين أن الله يبعث بعد الموت؟ " قالت: نعم قال:" فأعتقها فإنها مؤمنة". قال فخرجوا وهم ينتحلوني.
قال معقل: ثم جلست إلى ميمون بن مهران فقيل له يا أبا أيوب لو قرأت لنا سورة ففسرتها؟ قال: فقرأ {إذا الشمس كورت} حتى إذا بلغ {مطاع ثم أمين} قال: (ذاك جبريل صلوات الله عليه، والخيبة لمن يقول أن إيمانه كإيمان جبريل) [74].
جماعة من السلف حفظ عنهم يعقوب بن سفيان رحمه الله (ت 277):
قال رحمه الله: الإيمان عند أهل السنة: الإخلاص لله بالقلوب والألسنة والجوارح وهو قول وعمل يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والكوفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
منهم: أبو بكر الحميدي وعبد الله بن يزيد المقري في نظائرهم بمكة. وإسماعيل بن أبي أويس وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون ومطرف بن عبد اليساري في نظائرهم بالمدينة. ومحمد بن عبد الله الأنصاري والضحاك بن مخلد وسليمان بن حرب وأبو الوليد الطنافسي وأبو النعمان وعبد الله بن مسملة في نظائرهم بالبصرة. وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأحمد بن عبد الله بن يونس في نظائرهم كثير بالكوفة. وعمر بن عون بن أويس وعاصم بن علي بن عاصم في نظائرهم بواسط. وعبد الله بن صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم والنضر بن عبد الجبار ويحيى بن عبد الله بن بكير وأحمد بن صالح وأصبغ بن الفرج في نظائرهم بمصر. وابن أبي إياس في نظائرهم بعسقلان. وعبد الأعلى بن مسهر وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن إبراهيم في نظائرهم بالشام. وأبو اليمان الحكم بن نافع وحيوة بن شريح في نظائرهم بحمص. ومكي بن إبراهيم وإسحاق بن راهويه وصدقة بن الفضل في نظائرهم بخرسان،
كلهم يقولون (الإيمان القول والعمل ويطعنون على المرجئة وينكرون قولهم) [75].
وفي هذا القدر إن شاء الله كفاية من كلام الأئمة الذين لا يستوحش بذكرهم، في ذم هذا المذهب و ذم من قال به، مع ما كان عليه الكثيرون منهم من علم وفضل و ديانة، فأين مرجئة اليوم من مرجئة الأمس بصدقهم وخشوعهم وورعهم ونصرتهم للدين وجهادهم في سبيل الله ومفارقتهم للظلمة، وكيف لو أدرك السلف ما نحن عليه اليوم؟
فحري بمن قرأ هذه الورقات أن يكون حذرا على دينه منهم وأن يجتنب هذه البدعة وأهلها حق الاجتناب، حتى لا تصيبه عدواهم، ولا يغتر بما هم عليه من علم أو عبادة ماداموا على هذه الحال من السكوت عن الطواغيت أو مناصرتهم والذب عنهم، فإنه يَخشى على نفسه أن يضل كما ضلوا، والمرء على دين خليله، فكم من مؤلف في الإرجاء والتحذير منه صار يرى أن الدخول في البرلمانات الشركية لا شيء فيه! وأن مناصرة الصليبيين في حروبهم علينا معصية دون الكفر! تبعا لشيوخه وأقرانه، وكم منهم قد عادى إخوانه ووضع يده في يد المشرعين من دون الله ليرقع باطلهم وهم لا يرقبون فيه إلا ولا ذمة ويتربصون به الدوائر.
فلا تغتر بأسمائهم و ألقابهم وكثرة مريديهم، فليسوا هم بأكثر علم وعبادة من سلفهم في الضلالة، والأولى هجر دعاتهم واجتناب الصلاة وراءهم بل و ترك كلامهم و سلامهم حتى يتوبوا، تأسيا بمن سلف.
واعرف - وفقني الله وإياك - أهل السنة الحق وناصرهم وانصرهم وكثر سوادهم وادفع عنهم ماداموا على ما كان عليه سلفنا الصالح عسى الله أن يكتبنا معهم، واسأل الله الثبات وحسن الخاتمة فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء و قد كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).
وما أحسن ما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذا، حيث قال: (فالله الله يا إخواني، تمسكوا بأصل دينكم، أوله وآخره وأُسه ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناه وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله تعالى بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم، فالله الله يا إخواني تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم وأنتم لا تشركون به شيئاً. اللّهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين).
نسأل الله جل وعلى أن يرنا الحق حقا ويرزقنا أتباعه و أن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يتوفنا على سنة نبيه غير مبدلين، وللأهواء مجانبين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[كتبه إيمانا واحتسابا راجي عفو ربه؛ أبو عبد الله 3/ 8 / 1425 هـ]
[1] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 312 - 324 الآجري 3/ 680 واللالكائي5/ 1063 وابن بطة 1/ 377.
[2] رواه عبد الله بن أحمد1/ 341 واللالكائي5/ 1061 وابن بطة 1/ 377
[3] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 323 وابن بطة 1/ 377
[4] رواه أبو عبيد 34 وعبد الله بن أحمد 1/ 314 الآجري 3/ 681 واللالكائي5/ 1062 وابن بطة 1/ 378
[5] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 326 وابن بطة 1/ 378
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 328 واللالكائي5/ 1062 وابن بطة 1/ 379
[7] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 328 واللالكائي 5/ 1062 وابن بطة 1/ 379
[8] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 333
[9] رواه عبد الله بن أحمد1/ 313 والخلال3/ 562 و الآجري 3/ 678 واللالكائي5/ 1061 وابن بطة 1/ 378
[10] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 313 و الآجري 2/ 678 وابن سعد 6/ 274 وابن بطة 2/ 376
[11] رواه عبد الله بن أحمد1/ 337
[12] رواه عبد الله بن أحمد1/ 313 وابن سعد 6/ 274 واللالكائي5/ 1061
[13] رواه عبد الله بن أحمد1/ 341
[14] رواه عبد الله بن أحمد1/ 335
[15] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 327 وابن بطة 1/ 379 واللالكائي5/ 1061
[16] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 365
[17] رواه الآجري 3/ 678 وابن بطة 1/ 379
[18] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 327
[19] رواه اللالكائي 5/ 1060
[20] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 382 و اللالكائي 5/ 1024 وابن بطة 1/ 340 ويأتي بتمامه
[21] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 318 والخلال واللالكائي 5/ 1073 وابن بطة 1/ 378
[22] رواه اللالكائي5/ 1064
[23] رواه عبد الله بن أحمد1/ 318 - 345 والآجري 3/ 682 و اللالكائي5/ 1064 وابن بطة 1/ 376
[24] رواه أبو عبيد34 والآجري 3/ 676 وابن بطة 1/ 376
[25] أورده الذهبي في السير 5/ 233
[26] رواه عبد الله بن أحمد1/ 318 - 345 والآجري 3/ 682 و اللالكائي5/ 1064 وابن بطة 1/ 376 وقد تقدم
[27] رواه عبد الله بن أحمد1/ 189
[28] رواه اللالكائي 5/ 1075
[29] رواه عبد الله بن أحمد1/ 312 والآجري 3/ 682 و اللالكائي 5/ 1064 وابن بطة 1/ 376
[30] رواه اللالكائي 5/ 1064
[31] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 190
[32] رواه اللالكائي 5/ 1075
[33] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 190
[34] رواه اللالكائي 5/ 1075
[35] أورده الذهبي في السير 8/ 320
[36] رواه اللالكائي 5/ 1064
[37] رواه عبد الله بن احمد1/ 311 والخلال 3/ 563 والآجري 3/ 681 وابن بطة 1/ 385 و اللالكائي 5/ 1075
[38] رواه اللالكائي 5/ 1067
[39] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 199
[40] رواه عبد الله بن أحمد1/ 222
[41] رواه اللالكائي 5/ 1064
[42] رواه اللالكائي 5/ 1067
[43] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 312 والآجري 3/ 683 واللالكائي 5/ 1066 وابن بطة 1/ 377
[44] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 334 والخلال 3/ 585
[45] رواه اللالكائي 5/ 1067 وقد تقدم
[46] رواه اللالكائي 5/ 1067
[47] أورده الذهبي في السير 8/ 285
[48] رواه عبد الله بن أحمد1/ 336
[49] رواه عبد الله بن أحمد1/ 214
[50] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 347
[51] رواه عبد الله بن أحمد1/ 374
[52] رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص15
[53] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 232 وابن بطة 1/ 385
[54] رواه الطبري في تهذيب الآثار 2/ 181
[55] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 348
[56] رواه اللالكائي 5/ 1067
[57] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 123
[58] رواه الخلال 3/ 599
[59] ذكره الذهبي في السير 9/ 436
[60] ورده الذهبي في السير 13/ 36
[61] رواه اللالكائي 5/ 957 والخلال 3/ 587
[62] رواه الخلال 3/ 569
[63] المسائل والرسائل 2/ 370
[64] المسائل والرسائل 2/ 370
[65] المسائل والرسائل 2/ 371
[66] المسائل والرسائل 2/ 371
[67] المسائل والرسائل 2/ 371
[68] رواه الخلال 3/ 570
[69] رواه الخلال 3/ 570
[70] رواه الخلال 3/ 571
[71] رواه الخلال 3/ 599
[72] رواه اللالكائي 5/ 959
[73] رواه أبو عبيد34 وعبد الله بن أحمد 1/ 326 واللالكائي 5/ 1050 وابن بطة 1/ 386
[74] رواه عبد الله بن أحمد 1/ 382 و اللالكائي 5/ 1024 وابن بطة 1/ 340
[75] رواه اللالكائي 5/ 1035
منقول
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله فيك أخي علي ونفع بك
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 01:42]ـ
شكر الله سعيك وضاعف لك المثوبة أخي علي
ولعلي أعود -بقراءة متأنية- للإفادة من البحث
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 10:58]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله
يقول هذا الأخ:
ومنهم من ينتقي من المكفرات، فيرى أن بعضها مخرج من الملة والبعض الآخر غير مخرج، مجاراة لهوى الطواغيت المشرعين مع الله سبحانه! فالتشريع واستحلال المحرمات القطعية والتحاكم إلى طواغيت الشرق والغرب والمظاهرة الصريحة للكفار في قتال المسلمين عندهم كفر دون كفر، وهم في المقابل يتشددون في شركيات العوام، وبعضهم لا يعذرهم بعذر إطلاقا بل ويعتبرهم كفارا أصليين! وقد أضافوا إلى هذا شناعات أخرى مثل تكفير الدعاة بمحض التوحيد و الجهاد واستحلال دمائهم وتحريض الطواغيت عليهم وتأثيم نواياهم والحكم على خواتيمهم عند الله سبحانه، رغم أنهم لا يعتدّون بالحكم على الظواهر في تكفير المرتدين، و يحرمون دماء المشركين من غير ذمة ولا عهد صحيح!
هل يقصد الائمة ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله؟؟؟
والأشنع من هذا قوله:
. أما عوام المسلمين اليوم فهم في الغالب لا يعرفون ولا يثبتون للإسلام ناقضا! ويكتفون بمجرد الشهادة في إثبات حقيقة الإيمان، جهمية خلّص
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم
نعوذ بالله من هكذا فكر!!؟(/)
(رُؤيَةٌ لِلمُعضِلَةِ الشِّيعِيَّة) ((مَقَالٌ)) للدكتور محمد بن حامد الأحمري
ـ[نور الفجر]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 03:27]ـ
هذه الدراسة توضح أن الكثير من صراعات المنطقة مملاة عليها من خارجها، وبالتالي فالمواقف المتخذة بشأنها ليست دائما من أجل أهلها، وقد لا تصب في مصلحتهم، فالمحتل يستخدم الدين والسياسة والاقتصاد والمذهب والعرق والشيخ والليبرالي في حرب دائمة تضمن انتصاره دائما مع بقاء الضحية ناقة حلوباً في إنائه، وخاسرة لمصلحتها، والاستبصار هنا يقوم على تعديل في اتجاه الخطاب، وتغيير لبعض محتوياته، فالعالم سيستفيد في المستقبل من هذه المنطقة إذا كانت آمنة يسودها السلم والثقة، ومن الخير للمسلمين عاجلا وآجلا أن ينزعوا فتيل الفتنة، وألا يجعلوا من بلادهم منطقة تبعث فيها خلافات الماضي الداخلية، ولا منابر الأحقاد من الخارج، وعليهم أن يدركوا أن في تعصبهم لبعض أفكارهم أو أفكار أسلافهم ضعفاً، يدمر حاضرهم ومستقبلهم، ولا يقل عما يذوقونه من عدوان الخارج، ومن الخير لهم أن يروا العالم كما هو، ثم يوجهوه لما يخدم مصالحهم التي هي ليست بالضرورة مضادة لمصالح غيرهم.
منطلقات
في الأشهر الماضية خرجت كثير من الدراسات الإستراتيجية الغربية التي تتحدث عن التعامل مع المسألة الشيعية، ومع الإسلام، ومع إيران، وعن الأقليات الشيعية في العالم السني، وسبل استثمار تلك الخلافات العقدية والسياسية.
و من المجدي أن يشار إلى بعض هذه الدراسات والمناقشات التي حاولت أن تعطي صورة لكل جهة، ومن بين تلك الدراسات ذات القيمة كتابان أولهما لوالي نصر، "انبعاث الشيعة،" والثاني لـ: راي تقية: "إيران الخفية"، ويبدو أن كليهما من أصول شيعية، وأنهما يحملان الجنسية الأمريكية، ثم هناك بعض حلقات البحث التي جرت مع المؤلفين وغيرهما، بعضها في مجلس العلاقات الأمريكية وبعضها خارجه.
ما يميز الدراستين أنهما تحملان رؤية عملية لما يجب أن يكون عليه المستقبل الغربي في علاقاته مع المسلمين، وبخاصة ما يهم الشأن الشيعي عموما والإيراني خصوصا.
ولعل من أهم ما يستحق التنبه له في هذه الدراسات وفي حلقات التخطيط المستقبلي التي صاحبت الكتابين: سياسة تقسيم الإسلام إلى قسمين: إسلام سني وإسلام شيعي، سياسة سبق أن أثارها كثير من المتعصبين ضد المسلمين، "من أمثال فريدمان الذي يزعم أن السنة كانوا يحتلون العراق، وأن أمريكا جاءت لتحرير الأكثرية من الأقلية!! ومن المتعصبين المذهبيين الزاعمين أنهم يكتبون إستراتيجية للعلاقات "الشيعية الأمريكية"، كما ينصح كتاب: "انبعاث الشيعة" الذي يقوم على نظرية أن الإسلام إسلامان وليس إسلاماً واحداً، أحد الإسلامين يشبه الكاثوليكية وهو الإسلام السني بجموده وتقليديته وتخلفه وخطره على الغرب وثقافته، الإسلام الذي بصورة صديق للغرب وهو في الحقيقة عدو له، والإسلام الثاني "الإسلام الشيعي" وهو عنده يمثل "بروتستانت الإسلام" أي التيار المتنور الديمقراطي العقلاني الواقعي المتصالح فكريا ومستقبليا مع الغرب، والذي كان يظهر للغرب أنه عدو له وفي الحقيقة يحمل بذور الصداقة والعلاقة الإستراتيجية.
قد يكون هدف الفكرة السابقة تقريب الغرب للشيعة وتقريب الشيعة للغرب، وتقوية الأقلية ضد الغالبية، وبناء ولاء أعمق من السياسة، ولكن الغرب قد يفيد منها عاجلا وآجلا، وهذا التوجه إحياء لأفكار قديمة استعمارية نجحت في الماضي، وقد يكون مرحبا بها في صياغة وشكل ومكان جديد، فمسيرة استرقاق العالم العربي والإسلامي مريحة، ومُفكّر فيها، ومدروسة مسبقا، يقول أهل هذا الرأي: كما أفادوا ذات يوم من تقسيم المسلمين إلى عرب وأتراك وكانت تلك غنيمة النصارى الكبرى في مطلع القرن العشرين، فإن الغنيمة الكبرى الجديدة تقسيم الإسلام نفسه إلى شيعة وسنة، بتنفيذ من الغرب، وبرغبة من المسلمين، وتهييج عقدي، فكما كان للتهييج القومي الطوراني والعربي والأرمني جدواه في تمزيق الوحدة الإسلامية والدولة العثمانية فلتقم العقيدة ـ وبحجة التصحيح والتنقية والتهييج المذهبي ـ بدورها اليوم في تقطيع بقية الأوصال. وكما كانت القوميات العربية والطورانية التركية سلاحا استعماريا نافذا فليكن الإسلام نفسه سلاحهم اليوم ضد أهله، ثم يستمتعون بالغلبة على كيانات ممزقة، ودين مستولى عليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
أو بحجة الدفاع عنه، "كما كان الشعار الذي رفعه بوش الأب" فقد تقوم اليوم عقائد -بنية صالحة لها- بتقديم مصلحة المستعمرين بلا وعي على مصالحها، وعلى مصالح المسلمين.
وبالتالي فبروتستانت الإسلام "الشيعة" سيكون لهم مستقبل تنويري وسياسي ديمقراطي كبير وهم المؤثرون والمقبولون والمرغوبون في التفكير الغربي والعالمي، ويزعمون أن لهم الجاذبية ولهم المستقبل في داخل العالم الإسلامي.
تقوم الإستراتيجية من الطرف الغربي على أساس آخر مهم، هو أن تدمير الإسلام بالإسلام هو خير طريقة للتعامل مع الإسلام الصاعد، وأن الدول المعتدلة في العالم الإسلامي لا تختلف في فلسفة مجتمعها ومستقبل تطلعاته عن الدول والجماعات المتطرفة، وأن السلوك المناسب هو في إبقاء هذه الدول والجماعات في صراعات داخلية دائمة، فالخلاف في الرأي يصبح مصيريا وحاسما وعقديا، والخلاف يكبر أيضا مع الأقليات فيها، ومع المخالفين لعقائدها من خارجها، وعلى الغرب أن يحسن علاقاته بالطرفين، ويجعل كل طرف قادرا على تدمير الآخر، أو متحفزا، أو يخشى خيانته. والمجتمع القلق المتوجس لا يصل لشيء في المستقبل إلا إلى الخوف.
-إبعاد العناصر الوطنية الصادقة دينية كانت أو ليبرالية عن مواقع القرار؛ بحجة أنها متشددة، أو غير عملية، أو وطنية أو قومية أكثر من الحاجة، وربما اتهموها بما يرددون في السنوات الأخيرة: "إيديولوجية". ويتجهون نحو الاستفادة من العناصر المتدينة التي تثير القلق والحرب المذهبية لتستخدم وقت الحاجة في معارك إسلامية داخلية، وتأييد الليبرالية الغربية الولاء التي ترمي ببلادها في أحضان الغرب والصهاينة، ولهذا تحدث "بعضهم" مؤخرا عن فائدة العلاقة الجيدة بالصهاينة؛ لأنهم سوف يحملون الانفتاح والديمقراطية والحرية للشعوب المجاورة، وزعموا أن العرب تأخروا في الاستفادة من الجوار الصهيوني التقدمي، ويعزب عن علم هؤلاء -أو يبعدون عمدا- التجربة الفلسطينية مع الصهاينة، وهي حقيقة صارخة كالشمس وضوحا، فقد كان الفلسطينيون الإسرائيليون في حال سيئة بالرغم من حمل الجنسية الإسرائيلية، فالعنصرية هي النظام، ويعاملون كطبقة دنيا مكروهة ومتهمة دائما، وأما في الضفة وغزة فالإبادة والتدمير والإفقار والطرد هي السياسة، ولما جاءت الديمقراطية "المحاصرة" بمن يكرهون أكثر، كان التجويع والتقتيل هو الحل، ولن ينال العرب البعيدون خيراً مما ناله القريبون من الصهاينة.
-الإصرار على علاقات مؤثرة أو ضاغطة على الجميع، ففي الوقت الذي يواجه الغرب إيران ويعاديها –ليس لأنها شيعية أو سنية، ولا لكونها تقية أو فاجرة- بل بسبب استقلال إيران، وتقوية نفسها خارج حظيرة الاحتلال، وبسبب سلاحها النووي أخيراً، أو بسبب طموحاتها الإمبراطورية، فإنه توجد أيضا علاقات غربية جيدة مع الأقليات الشيعية في الكيانات السنية، فالغرب يهمه وجود معارضة للأصدقاء "المعتدلين، وإن لم تكن هذه المعارضة موجودة فإنه يصنعها، للاستفادة من هذه المعارضة وقتما يحتاج الغرب أن يخوّف وأن يُذل أو ربما يصفع بهم الصديق المعتدل. "سياسة العصا والجزرة، أو الابتسامة والسوط" ولا يحترم الغرب الأقليات في المستعمرات، ولا الخلاف الديني ولا القومي، بل هو يصنع من كل هذه التمزقات فرصا للتسيد والغلبة، وقهر المقاوم؛ ومن الأمثلة الكبيرة ما كان من تقريب كيسنجر للأكراد، وتشجيع ثورتهم في أوائل السبعينيات الميلادية، وتمويلهم عندما كانت هناك حاجة للضغط على صدام إلى أن وقّع اتفاقية الجزائر عام 1975م، حتى إذا دخل في بيت الطاعة -مؤقتا- كشف الغطاء عن الملا مصطفى البارزاني، وأصبح يكتب ويلجأ لكيسنجر ويرسل، ولا يرد عليه إلا بما يهمله ويذله. ولما عادت الحاجة بعد نحو من عقدين عادت العلاقة مع البارزاني الابن.
وبعد دخول أمريكا للعراق، واحتلالها كانت مسألة التفريق والخلاف المذهبي والعرقي حاجة حقيقية لاستقرار الاحتلال، فعراق موحد ضد الاحتلال لا يمكن أن يكون مقبولا، ولا قابلا بالإذلال. ولهذا تحدث مارتن إنديك في الأيام الأولى للاحتلال واعدا وملزما بسياسة فرق تسد كما تقول "الحكمة القديمة" ومشكلة صهاينة أمريكا من أمثال أنديك أنهم بالغوا في استخدام النار المذهبية والقومية المشبوبة من قبلهم فنالتهم نيرانها كما نالت العراقيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الطريف أنه ذات يوم في الدوحة خرج مارتن إنديك وتوماس فريدمان والصحفي ماهر عبد الله -رحمه الله- من حلقة من حلقات نقاش المؤتمر السنوي الذي ينظمه إنديك وغيره عن العلاقات الإسلامية الأمريكية في الدوحة، قال ماهر: أخذ إنديك بيدي وبيد فريدمان وقال: "هذا – مشيرا إلى فريدمان- عولمي أصولي، وأنت: -يعني ماهر- إسلامي أصولي، وأنا صهيوني أصولي، شئنا أم أبينا نحن بحاجة إلى أن نتفاهم." وقد حدّث ـ رحمه الله ـ بهذه الحادثة عددا من أصدقائه، فهذه القائمة من صهاينة واشنطن لا تخفي أنها تعمل للحركة الصهيونية قبل كل شيء، وقد تخفي أحيانا آراءها وتدعي العمل لمصلحة أمريكا، بينما توجه السياسة في المنطقة والعالم لخدمة الصهاينة فقط، ضد مصلحة المجتمع الأمريكي وغيره.
ولهذا فإقدام بعض المشايخ وبعض المثقفين على إشعال نار الخلاف الطائفي لا ينطلق كله من حاجتهم، وقد لا تكون هذه الرؤية رؤيتهم، وربما دون إدراك واع منهم، بل هذه إستراتيجية للمحتلين معلنة ومطلوبة لتدمير الوحدات المضادة للاحتلال؛ مثل: العراق، وإيران ولبنان، ومناطق الخليج، حتى تضعف هذه الوحدات أو تستمر ضعيفة، وتجد في المحتل حلا لمشكلاتها، فتبقى دائما خائفة مروعة فتأوي للمحتل وتسلم له أمرها، وتجعل منه حاميها وأملها، ومصدر استقرارها، لأن في الجوار أخاً يرعبها، ولابد في سبيل المفاصلة مع هذا القريب أن نجعل من دينه وخلقه وجنسه وأرضه شرا محضا، و بالتالي فالمحتل خير حام، وأبر صديق موال.
ولا حاجة لتكرار "مقولة عامة" عنصرية أو فكرة سيئة مسبقة عن الشعوب الأخرى، لأنها ليست صحيحة، ولأن كل محتل سيجد فرقا وطوائف وأسباباً لخلافات في كل مجتمع مغلوب. والمجتمع القوي النابه يتفوق على أمراضه وأقسامه وفرقه وعقائده، ويصنع عدلا وقسطا يخفف من قدرة العدو على تدميره من داخله.
ومنذ قتل محمد باقر الحكيم كتبت مخوفاً من هذا الطريق، طريق الحرب الأهلية المذهبية، الطريق الذي يدمر الجميع، ولا يخدم سنة ولا شيعة، فإن كان قتل الشيعة من إستراتيجية القاعدة فهو ضرر بالغ آنذاك والآن. ولا يهم من بدأ بالأمر، فالواجب إيقاف هذه الحرب الاستعمارية المذهبية والمجازر التي يخسر فيها العراقيون أجمعون.
فقد بدأت في مناطق إيرانية أعمال تستهدف إيران، وتستخدم الأقليات السنية والعرقية -وبتمويل قيل إنه عربي- لتفجير الخلافات بين الأقليات وبين الحكومة الإيرانية، بحجة الاختلاف في المذهب والجنس كالفتنة التي ظهرت في بلوشستان، بعض هذا أشار له مايكل هيرش في مقالته: "إعادة توجيه" ومستقبلا في عربستان وسوف يستخدمون الأذريين في إيران وفي أذربيجان، والأكراد. بحجة تحريرهم من الشيعة أو الفرس، وهناك دعم مطلق لليبراليين الإيرانيين لتحريرهم من الحكومة الدينية، بقيادة متغربين وبقية من الموالين لابن الشاه.
وإيران تعاني من أزمات داخلية قيادية فلم يعد يؤيد أحمدي نجاد إلا قلة من الكبار منهم خامنئي، وهناك أصوات وخلافات يقودها رفسنجاني ضد خصمه نجاد، بعضها توحي بغزل يتبناه رفسنجاني للغرب، وزاد من تأكيد هذا لقاءات رفسنجاني مع وسطاء مؤثرين، وهو يشكو من تشدد واندفاع وفردية وشعبوية نجاد، وبعض النقد من برلمان يرى في نجاد شخصا فاشلا في برنامجه الاقتصادي الموعود، وأنه أشغل شعبه، وهيج العالم بمغامرات كلامية ومواقف لا فائدة منها مثل: مؤتمر إعادة النظر في مذبحة اليهود، وفي ذهابه لأمريكا الجنوبية لتأييدها ضد الشمالية، وإهمال الوعود الاقتصادية التي قطعها على نفسه وانتخب بسببها.
وقد استطاعت العصابة الصهيونية من المحافظين الجدد أن يؤثروا على الثقافة السياسية وعلى توجهات الجماهير في بريطانيا وأمريكا، وبالتالي كثير من الغربيين ويروّعوهم من خطر العالم الإسلامي على مستقبل الغرب ومصالحه، فالإسلام عندهم هو العقيدة المتحدية الوحيدة التي بقيت في العالم ترى أن لها فلسفة في الحياة تخالف الغرب –هكذا يرى مؤلف نهاية التاريخ- ولهذا فإن الخلاف الأمريكي الأوربي والأمريكي الصيني أو الروسي مجرد خلاف اقتصادي يحل بسهولة، بينما صوروا الخلاف مع المسلمين بأنه خلاف وجود أو عدم، مع عالم إسلامي صاعد ماليا وسكانيا وعقديا، يهدد الغرب كما هدد الإمبراطورية الرومانية سابقا، وأخذ منها الشرق وشمال إفريقيا، وهذا التفسير مما يرغب الحاقدون
(يُتْبَعُ)
(/)
الصهاينة على ترسيخه في المخيلة المسيحية. وبالتالي بناء الإستراتيجية المستقبلية بناءً على هذه الوجهة، ولعل من طريف الإقرار بذلك ما كتبه "مورافيتش" في مجلة السياسة الخارجية "فورن بولسي" وهو من الصهاينة المسيّرين لسياسة حكومة بوش المعروفين بـ: "المحافظين الجدد" فقد ذكر أن المحافظين تعرضوا للانكشاف والإبعاد من الحكومة، ولكن لا يملك غيرهم في أمريكا أفكاراً ذات قيمة يمكن أن تسير عليها الأمة الأمريكية، وبالتالي فهم الوحيدون الذين يستطيعون أن يصنعوا الفكر والسياسة.
ولهذا فالموقف الغربي ثابت على علويته فوق الضعفاء المسلمين، فلم يسمح لأكثر من خمسين دولة إسلامية، ولا لمليار وثلث من البشر أن يفكوا الحصار عن إخوانهم الفلسطينيين، المضروب عليهم من قبل أربعة ملايين صهيوني!!
وهو ثابت على حرمان المسلمين من التقدم العلمي، يسانده خور القيادات وغياب الشعوب، فالغرب لم يكن ليسمح لمدينة دولة كـ "سنغافورة" بالصناعة لولا مواجهات شديدة، سجلها كوان لو في كتابه: "من العالم الثالث إلى العالم الأول"، ولكن الإرادة الصادقة تحطم القيود. ففي السنوات الأخيرة استورد عدد من الدول البترولية -ومنها إيران ودول عربية- البنزين ومنتجات النفط من مصانع التكرير في سنغافورة.
والغرب يخاف أشد الخوف من سلاح نووي إيراني، يعيد شيئا من التوازن في العالم، ويهدد الشر الصهيوني في العالم، والخوف من أنه قد يعطي المسلمين سلاحا نوويا بعد أن أخرج مشرف سلاح الباكستان من أيدي الباكستانيين. فالخوف من سلاح إيران حقيقي، وقد فشل الغرب في حصار إيران، كما يقول راي تقية: "إن الشواهد في الدوائر السياسية في واشنطن تقول: لم ينجح إلا الفشل" ويقول: "إنهم يضغطون على إيران لتقتحم العقبة وتعد القنبلة" إيران الخفية، ص 220 - 222. ويرى بأن الضغط الخارجي يقوي الداخل الإيراني ويصنع تماسكه. بل واستطاعت كسر الحصار عليها، فإيران تبادلت علاقات جيدة اقتصادية وعامة مع الصين والهند وروسيا، بل واستطاعت إلى حد كبير تحسين العلاقات مع الخليجيين فقد كان هذا استجابة لرغبات إيران مقابل أن توقف دعم معارضيهم.
وقد يظهر أن الصين وروسيا تعارضان أي عمل عسكري، أو تشدد غربي ضد إيران، ذلك ما يبدو بسبب كراهية هذه الدول للهيمنة الأمريكية على العالم، وبخاصة على النفط، والتجارة وطرقها، وأزمة السيادة في آسيا، ولكن ألا تحبذ روسيا والصين أن تتورط أمريكا ورطة كبرى في إيران؟ الواضح أن الصينيين والروس استفادوا فائدة كبيرة من ورطة أمريكا في حملتها على الإسلام والمسلمين، وفي الحرب على الإرهاب، فهي أشغلت أمريكا، وشوهت سمعتها، ودمرت الكثير من مواردها، وتفرغت الصين وروسيا للتنمية، وترويج اقتصادها، وسمعتها، واستفادتا من شعار الحرب على الإرهاب في قمع المسلمين بلا ضجة ولا عتاب في سينكيانج –البلدان الإسلامية في غرب الصين- وأعطت الروس فرصة قمع الشيشان وغيرهم.
وليس سرا أنه في محضر النقاش الذي جرى بين سولانا مسؤول الخارجية الأوروبية ولاريجاني المسؤول الإيراني عن الملف النووي، فذكر لاريجاني أنه من الممكن أن تتنازل إيران عن السلاح النووي مقابل ثمن لائق، فطلب منه سولانا توضيح ذلك، فوضح له بأنهم يريدون هيمنة إيرانية على بقية شواطئ الخليج، لأن هذه مناطق شيعية وثروتها تذهب لحكام سنة!!
وهذا مما يجعل خيار الحل السلمي صعبا، فإننا نجد على الجبهة الأمريكية استبداد المتعصب المسيحي "تشيني" نائب الرئيس بالقرار في المنطقة من خلال أتباعه المتنفذين، قد يؤدي لضرب إيران بطائرات صهيونية وحماية أمريكية، أو ضربة أمريكية مباشرة، ولكن يغفل المروجون للحروب أنها قد تنتهي في غير صالحهم، وتهرب أمريكا وراء المحيطات، وتصلى المنطقة نيرانا طويلة المدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يقبل الأمريكان نصائح تقيه وبريجنسكي بفتح علاقات جيدة مع إيران، تنتج حصارا للمتشددين، وتحل الخلافات الكبرى، وتعيد نفوذ إيران للخليج ولا يكونون فيه عامل إرباك، يتعاونون مع أمريكا فيه ولا يتنافسون، وسوف يستطيع الأمريكان بالتعاون مع الإيرانيين -كما يرى- حل مشكلات كثيرة كالعراق بحسن العلاقة، ويرد على أن تصور إيران مثل شرق أوروبا مجرد وهم، فمع وجود رغبات غير دينية وليبرالية في البلاد ولكنها ليست كالحالة في شرق أوروبا، فهناك علاقات جيدة بين الحكم والشعب، أو على الأقل قسم كبير منه، والموقف الإيراني من إسرائيل بعضه بقية من ثقافة الثورة، وخلاص من مشكلات داخلية، وحماية من بعيد للداخل، سوف تضعف هذه اللغة عندما تكون العلاقة جيدة مع أمريكا، وسيكون لها دور في تلطيف الموقف، بل وعلاقة مستقبلية بما يسمى "القوى الناعمة" كالدين والحوزات، والنخبة والتجارة. تلك بعض النصائح المهمة التي تسدى للحكومات الغربية، وقد لا تكون بعيدة عن تبنيها.
أما وجود السلاح النووي في إيران فله آثاره النفسية على غرور ممتلكيه، وليست الأهمية من السلاح ذاته، ولكن من المهابة التي يعطيها لمن حازه، وعقلية الترويع والردع في تركيبة السياسة الحديثة، وقد تكون له آثار سلبية مثل فرض الهيمنة الإيرانية السياسية والدينية على المشرق العربي، وربما أبعد في كل الاتجاهات، وقد تكون له فائدة أخرى؛ فإن وجود قوة منافسة للصهاينة سوف يخفف من شرهم، ويقلل من نفوذهم، وربما يخفف من جرائم المذابح الصهيونية للعرب في فلسطين، ويقلل من تطلعاتهم في الأرض والتجارة والنفط والمياه، ويعطي للعرب الباقين مساحة من الخلاص من العبودية التامة لأحد الطرفين، وبخاصة أنه ليس هناك برنامج عربي منظور للاستقلال، ولا للسيادة، هذا في حال اعتبار إيران مجرد منافس للصهاينة وللغرب، ولا تربطه علاقات أخرى أحسن ولا أسوأ بالعرب.
وبما أننا لا نرى مستقبلا ملحوظا قريبا في المنطقة إلا لتركيا وإيران، فإن الغرب سيحرص على توريط تركيا، وتدمير نهضتها بخصومات جانبية كردية وإيرانية مثلا، أما مصر الكبيرة فقد صغّرها "الصغار جدا"، وأوهنوا مكانتها، حتى أصبحت على أحسن حال تتطلع إلى مجرد دور وسيط غير موثوق بين حماس وفتح!! وقد تعوض هذه الحكومة الضعيفة في مصر أن تصعد الخلاف مع العرب لتبني مكانا تعوض به عن تدهور مكانتها، مع أن مصر تملك أكثر مما يتخيل حكامها الآن، ولكن قبولهم بالاستضعاف والامتهان الصهيوني وتسليم قيادة البلاد للوكلاء ولعساكر هرمين وخائفين وربما فاسدين، وللسفراء الأجانب، وانحسار دور الحكومة في تطمين الغرب بأنها تمسك بزمام البلد، وتحافظ عليه تحت الطلب، وتطارد الإسلام فيه، هذه السياسة أو الكارثة، أخرجت بلدا قياديا عن دوره ومساره وهويته العربية الإسلامية واستطاعوا تجميده، أو ليكون دوره مجرد مكتب للقوى العظمى ـ بل وللصغرى جداً-، وإشغالها بالصغائر والتوافه وقسر الأمة على الاشتغال بمواجهات داخلية دائمة، ومنع الشعب من اختيار قيادته، وإلهاء الناس بهمّ قوتهم اليومي عن مكانة بلادهم، وعن إمكانات البلاد ودورها الأممي.
رؤية مستقبلية
موقف العلماء والمثقفين
خطاب التثقيف للناس عامة وخاصة أمانة متبادلة، وواجب على الجميع نحو الجميع، ولا يهون الحق في أمة، ولا تغيب معرفة المصالح إلا عندما يموت الحوار السياسي والفكري حول مصالحها، وشر ما يصل إليه مجتمع هو أن يتظاهر بإجماع دائم على تأييد مواقف حكومته!! فزعاً منها أو نفاقاً لها.
وبما أن حكومات العالم المتخلف تطيع وتسمع فقط للغرب، ثم تبلغ الشعب ببعض مرادات الغرب منها ومن الناس، بعد أن تصوغ رغبات المستعمرين بلغات مفهومة محلية، وبدوافع محلية أيضاً، بحيث تصبح مناصرة المستعمرين مقبولة لهم، ثم تجندهم في حروب المستعمرين، فإن امتلاك العالم والمثقف لفهم قضايا أمته سوف يعينه على القيام بدوره، وسيكون في ذلك خير للجميع، وأول السبل إلى الفهم المعرفة أو "العلم"، وثانيها الفحص فالنقاش.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلماء والمثقفون منقذون لا موقدون للنزاع، والمعضلة الشيعية مما يستحق البحث قبل الاندفاع في خطوات قد تكون صادقة ولكنها قصيرة المدى، وعاجلة المعالجة، قد تفيد قليلا ولكنها تضر الطرفين كثيرا على المدى البعيد، قد تفيد في تخويف السنة من التشيع، وتحجزهم عنهم، ولكنها في الوقت ذاته تحجز الشيعة وتبعدهم عن المغالين في نقدهم، وسوف تزيد من تمزيق الأمة، ولا تخدم الملة، وتنشر التعصب وتهيج المذابح، وتصب غنائمها في أيدي الحاقدين.
البقاء على كراسي التحريض والراحة والمعرفة التاريخية الورقية بالآخرين ولوم التشيع وشتم الفرس ليس عملا في الأزمة، بل قد يكون حلبا في آنية الخصوم، بل العمل تبين الموقف أولا ثم الذهاب للناس، ولقاء الفرس والعرب البدو والحضر، والمثقفين والعامة، فهذا عمل هداية وسيخفف من الحنق، ويجلو الحق، ويفتح باب المعرفة، ولو لم يتغير مذهب أحد، فإنه يوقف الناس على الكثير من الحقائق، ويزيل عن رؤوس الطرفين الأوهام والخرافات المتبادلة التي يصنعها النكران والبعد والوحشة من المخالف الغريب.
وهناك حاجة للحوار، وفي القرآن حوار وتنزل للمعارض، "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" ودائما ستكون هناك قلة من الطرفين تصغي لنداء الحق، ونتائج الحوار، وتخفف من نصيب الذات، وحقارة الجدل. ولكن الدعوة هي الطريق الأولى والأصح، والأكثر تأثيرا، الدعوة للعامة وللبسطاء وللصادقين خير من الجدل مع رؤوس الشغب، وقد انتصر السويدي في مؤتمر النجف في حواره مع علماء الشيعة –ووثق ذلك كبير مثقفي العراق علي الوردي وهو شيعي الأصل- ولكن الحق وظهوره بالحجة والبيان لا يكفي عن معاونة الناس على معرفته بنشره، فزاد التشيع بعد الانتصار العلمي ولم ينقص.
سأل أحدهم شيخ قبيلة عربية تشيع وقومه لماذا تشيعوا؟ فقال: لا نرى أو لا يمر بنا في هذه البوادي إلا ذوو العمائم السوداء!
موقف علماء الإسلام من المهم أن يراعى فيه أمور تلح في زماننا هذا بما لم يسبق أن كانت أكثر أهمية، منها أن وضوح المعضلة السياسية لديهم لم تعد إحدى القضايا التي يجب أن يهتموا بها، لا بل هي من أسس دورهم في الوعي والتوجيه، وكما يشاركون في الدعاية أو النقد فإن عليهم أن يصرفوا وقتا كافيا لتفهم الحاضر قبل أن يستجلبوا حلا من التاريخ، أو من الخصم. والنوازل السياسية أشد تنوعا واختلافا وتضاربا في التوجهات واتهاما للمخالف من غيرها. بسبب غياب كثير من أدواتها ومعلوماتها وأهداف أهلها عمن يطالب بالرأي فيها.
فدور العلماء دور إنقاذ للأمة لا إيقاد للفتنة، وهداية لا تأليب على قضايا عرف منها طرف وغاب منها عنه أطراف. إن العلماء هداة لأمتهم وللأمم الأخرى، وليسوا موقدين لحروب غيرهم، التي لا يدركون دوافعها، ولا أهداف مثيريها، نعم إنهم في الإسلام قادة؛ يشتركون في الحرب والسلم وليسوا معزولين، أما اليوم فإن المستعمرين قد عزلوهم في الزوايا، وحذّروا منهم، وأصبحت المعلومات تحجب عنهم، ويحرمون من المشاركة في القرارات، ثم يطلب منهم فقط أن يوقعوا على صحة مواقف السياسيين في بلدانهم أو في غيرها، ويطلب منهم الترويج للقرارات وللمواقف مباشرة أو من وراء حجاب، كبقية وسائل الإعلام الثانوية، فهذه المهمة ليست مهمتهم وليس هذا الدور دوراً شريفاً ليشاركوا فيه، ولا يليق بهم، وهم في هذه الحال أقرب لأن يكونوا ضحايا لسوء الفهم ولنقص المعلومة.
فإيقاد المواجهات المذهبية لن تكون لصالح أي مذهب، وليس من اللائق رفع شعارات شعوبية جديدة من أي من الجهتين، مع أن الشعوبية شعار قديم رفعه منحرفون فرس وغيرهم ضد الأمة، فليس حقا اليوم أن نحاصر الفرس أو غيرهم في موقف قومي ولا "شعوبية جديدة" لا عربية ولا فارسية، لأن خطرها على الدين وعلى الشعوب أكبر مما يتخيل من يبدأ هذه الدعايات، وقد كانت الشعوبية أذى مدمرا في الماضي، وبقيت لديها السموم السيئة القديمة، بوسائل ولغة جديدة أفتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبقى هناك العامل الكبير والمؤثر في الصراع وهو التوجيه والتأثير السياسي الخارجي على المثقفين في مجتمعاتنا، وهو -في أكثر الأحوال- الذي يصنع بيئة الموقف العام، من هذه القضية ومن غيرها، فالمثقفون والعلماء في المناطق الخاضعة للغرب متأثرون في الغالب وليسوا مؤثرين، ومن أهم الأدوار المنوطة بهم – بوعي ودونه-هو صياغة موقف معاد لأفكار الحرية والاستقلال، ولكل دولة ولكل جماعة أو حزب أو طائفة تحاول الاستقلال والتحرر، وتصنع لها المتاعب والحصار والدعاية السوداء، وتهمة الإرهاب جاهزة لكل متحرر من ربقة المحتلين؛ وهناك صناعة ثقافية متقدمة، ومهارة جبارة لصنع عقلية التبعية الجامعة، وإنتاج تفلسف ومنافع ومصالح وهمية غالبا تحسن للمثقفين ولشعوبهم منافع أن يبقوا عبيدا أبد الدهر في حقول المستعمرين.
والغربيون نجحوا في سياسة الترويع لنا دائما من أنفسنا ومن أفكارنا ومن الآخرين المخالفين لهم، إنهم يروعوننا ليل نهار حتى يضمنوا أن تبقى المجتمعات الإسلامية والثروات في أحضانهم أطول مدة ممكنة، فكلما زاد التخويف والترويع من إيران أو من صدام قبلها ضعف التصرف والقرار الداخلي، وأسلمت هذه المناطق أنفسها وثروتها وعقولها للقوى الغربية، وتقبل بالشلل وبالتبعية، وتخضع لسماسرة توزيع العبودية. فهذه الخدمات لها وسطاء يربحون من نشرها ومن تقييد المجتمعات بها.
ولهذا نشاهد موت الحياة السياسية في المناطق الخاضعة، وضعف القدرة على طرح القضايا الكبرى، فقد أصبحت محرمة، وساد بدلا منها ثقافة التبعية بألوانها، وسادت ثقافة الأوهام، أو التكبير جدا من القضايا الصغيرة جدا.
أما المشايخ فتصور لهم الأمور بأكثر من الواقع، ولديهم رصيد معرفي تاريخي يلجؤون إليه وهو مليء بالخلافات المذهبية والصراعات العنصرية، فكل أخبار الباطنية والمنحرفين في شتى العصور جاهزة، أو هي تاريخ حي يمسك بالعقول فلا تستطيع الوعي، ويمسك باللغة فلا تخرج عن المفردات القديمة؛ فينتج هذا –غالبا دون قصد- المساندة السياسة للقوى الاستعمارية، لأن من لديه الاستراتيجية للحل يستطيع أن يحصد مواقف الآخرين وإن كانوا مخالفين، أو رأس مالهم كلام، فيستثمرها من يصنع منها قوة سياسية وعسكرية وفكرية
وليس القصد هنا اتهام أي جهة فهذا لا يليق أن يطلق قول على عمومه، ولكن المثقف الواعي لا يفوته، وليس صحيحا اعتبار الشيخ ولا السياسي قادما من لا مكان ولا زمان ولا عاطفة ولا مصلحة ذاتية كانت أم ذات صفة عامة، وقد يريد الجميع الخير ولا يوفقون له، وطلب الحق يجب أن نسعى إليه ولا ندعيه، وفي هذه القضايا المصلحية ليس معنا ولا مع غيرنا نصوص.
وعلى الموجهين والمؤثرين أن يدركوا أن بأيديهم أسلحة هي أخطر في أثرها مما يظنون، فلا يطلقوا العنان في لحظة نشوة، ويغفلوا آثار الدهور القادمة، وما يمكن أن يزرعه موقف في غير مكانه من سلبيات يثمر بها. كنقد الفرس عامة، وإبعادهم عن الإسلام، وجمع الأخبار المضرة، والأساطير القديمة، فالفرس قديما خرج منهم جلة من علماء المسلمين ومبدعيه، وكانوا ثمرة للوحدة الفكرية التي كانت تتعالى على العنصرية وتمجد إنتاج الأفراد، ولا تسألهم عن نسب جداتهم ولا أبشارهم، وكانت تلك ولم تزل سلوك الأمم القوية، فالأمريكي في ذروة قوته لم يسأل ولم يفكر في أن يقف عند نسب الذين صنعوا له القنبلة النووية، وأنهم ألمان ومن دولة تقتلهم صباح مساء. والأمة المسلمة في ذروة قوتها لم تسأل أبا حنيفة ولا الغزالي ولا صلاح الدين ولا غيرهم عن نسب آبائهم. فقد كان كثير من مجد المسلمين العلمي والإداري من هذه الشعوب غير العربية.
تقسيم الإسلام والموقف منه
1 - إن الإسلام واحد، وليس هناك إسلام سني وإسلام شيعي، وليس التقسيم صحيحا في منظوره الإسلامي، ولا يؤدي دوره بعد تغييره، فإن المسلمين عندما واجهوا الانقسامات فقد كانوا يتحدثون عن الإسلام دين جمهور الأمة، أو "الجماعة " -المصطلح غلب استخدامه في المغرب الإسلامي- أما الفرق والطوائف المخالفة فإنها تولد وتموت، وتهتدي وتتطرف، ولكن المسلمين لا يغيرون تسمية أنفسهم من أجلها، فهي في قاموسهم طوائف، ونحل، وأهواء، عليها تسمية أنفسها بما يميزها عن الأمة عموما، أما الإسلام فهو واحد فقط، وقد كانت هذه إجابة علماء الإسلام قديما، إن الطوائف تسمي نفسها شيعة معتزلة قدرية
(يُتْبَعُ)
(/)
جبرية، أو ما شاءت، أما المسلمون فاسمهم مسلمون فقط، "هو سماكم المسلمين من قبل". فإن كانت هذه النازلة قد واجهها علماء الإسلام قديما بهذا الحل، فأبقوا على وحدتهم، وعلى أصولهم من التبديل، فهذا أولى في زماننا، بعد أن دخل غيرنا على قائمة تصنيفنا وتسمياتنا، ودخلت عوامل أكبر وأخطار تحاول العبث بالتسميات والمسميات، فداخل المجتمع المسلم من أي مذهب يمزقونه إلى معتدل ومتطرف! وتسميات أخرى تصب في التصنيف الهادف لصناعة الولاء والعمالة والنفاق. فمجرد التشيع لآل البيت أي تقديرهم وإنصافهم، والاعتراف بما لهم من حقوق هو مذهب المسلمين على مدار القرون، والانتصار لعلي كخليفة رابع راشد ليس منطقة خلاف عند المسلمين. وما زاد عن ذلك فهو تطرف، يحتاج صاحبه أن يسمي نفسه بما يريد من تسمية زائدة، ولا يقسم الإسلام بحسب رغبته.
وإن لهذا التقسيم في طوره الجديد آثارا سلبية عديدة منها: الإقرار بصحة القسمين، وبعدم البحث فيهما فقد استقرا، بلا تراجع شامل، ثم إن على المسلم الجديد أن يحدد قبل اعتناقه وبعده أي دين يختار التسنن أو التشيع، فلا يعود هناك دعوة للإسلام عامة.
2 - من نتائج الإيقاد المعاصر للفتنة التحول من الخلاف الديني "الإسلامي اليهودي" مثلا، إلى الصراع الإسلامي- الإسلامي" وما كان لنا من حقوق أو خلاف ديني فإن الخلاف المذهبي أصبح بديلا له، ويصبح الخلاف المذهبي خلافا مصيريا أشد من الخلاف الديني، وقد تبين في الأزمات الأخيرة أن لدى الكثير من الناس في العالم الإسلامي استعداداً سريعاً لأن يحاربوا على جبهات مذهبية إسلامية متخاصمة ويسكتوا عن السيطرة عليهم من أمم أخرى.
3 - سيكون الكيان الصهيوني في مأمن وسلامة بأن يمارس الإرهاب المستمر والعنصرية النازية وهو مطمئن، لأن الخلاف المذهبي بين المسلمين أصبح أكبر من الخلاف الملي مع الصهاينة. وقد كادت حرب الصيف السالفة ضد لبنان أن تظهر هذه المآسي. وسينظر المسلمون إلى أي احتلال واسترقاق نصراني أو غربي لهم بأنه مقبول ومحبوب، لأنه سوف ينقذهم من المذهب القريب. ولهذا فهل سترى الأقليات المذهبية الإسلامية بين المسلمين بان الاحتلال الأممي خير لها من الكيانات الإسلامية، وقد صوّر الإسلام بأنه أصبح دينا مخالفا لهم.
4 - لمواجهة هوس الأقليات المذهبية في العالم الإسلامي، وخوفها وأوهامها فليست الطريقة الموجودة "في وجود مجتمعات مغلقة عليهم" هي طريقة صحيحة ولا مجدية عقديا ولا سياسيا، ولا لمصلحة هذه الفرق، ولا الدول ولا الأمة، وستثمر المرار مستقبلا، فإن حصارها ثقافيا واجتماعيا وماليا، والتقليل من فرصها في حياة كريمة، سوف يزيد من ركونها للخارج، وإقبالها على الطائفة المغلقة، والصدور عن آرائها وفتاواها، ومواقفها السياسة التاريخية والخارجية، والبحث عن الحل في المجتمع الآمن المغلق الصغير، وهذا الانغلاق والعزلة قد يساعد بعض قادتها أن يستسيغوا ربطها بدول مذهبية في مناطق أخرى، معرفيا وسياسيا، بل وقد تربطها بالمستعمرين، لأنها تؤمل من المحتل التحرير والتعويض، والسيادة في كيان خاص، وإلا على أقل حال إعطائها المزيد من الحقوق والمميزات وإن لم تكن مستحقة لها، أو وإن كانت مدلّة في مطالباتها لأنها تركن لقوى من الخارج يملي مطالب لا تهدف لعدل ولا حق، بل رائدها الابتزاز، في بلدان تغيب عنها الشفافية والعدالة والحقوق. ولهذا فإن إدماج هذه الأقليات، والعدل معها وانسياحها في المجتمع تبعا لمصالحها ولمصالح المجتمع، والإصرار على أن تنال حقوقها، سوف ينهي المزاج العقلي الذي يفكر به الإنسان المحاصر، وسوف يبدي حسنات المجتمع الواسع وسيئآته كما هي، وسيعلم كم الآخرون مظلومون أو كاسبون لحقوقهم، وسيقلل من مزاج الخوف من القريب وصرف الولاء للبعيد.
5 - المجتمع المفتوح المختلط بلا طبقات ولا عنصريات ولا تراتبيات يبني من أفراده شخصيات متحابة وقوية ومتآلفة، ويصنع الثقة، فحيث لا تظالم فلا تخوين، ولا خوف، ولا ولاء للخارج من أجل اغتيال الداخل. أما سياق المجتمع الطبقي المتمايز المتراتب العنصري فإنه يسمح لكل وجوه الشر بالوجود من الجميع ضد الجميع. فإذا شعرت هذه الأقليات بالعدل والثقة، والانفتاح والاعتراف بحقوقها –وهذا لا يعني تصحيح آرائها- فإنها سوف تقبل الجدل السياسي والمذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الاضطهاد أو شبحه قد لا ينهي المشكلة، بل يصنع المزيد منها، ويهولها، وقد ينبت ما لا يتوقع ظهوره من ردود فعل أكبر من الأخطاء التي مورست في حق طرف، فتأتي الاستجابة بخلاف قصد من مارس الاضطهاد. إن نشوة القوة واليد المنفلتة المضرة بالأقليات وبالمضطهدين لا تحسب وقت قوتها حسابا لردود الأفعال، ولكن بقاء السخط والعزلة، والاستياء المنظم قد يكون هو الرد المؤثر الذي ينهي العنجهية وقوتها المهيمنة على إقليم أو على العالم، فما كانت روسيا تأبه بالفقراء الأفغان الضعاف وهي تزحف بقوتها فوق رقابهم، ولا تأبه بحركة التضامن البولندية، وكان ستالين يسخر من البابا ويقول كم فيلقا عسكريا تحت قيادة البابا؟ ثم انتهت القوة العظمى –دون تهوين من الدور الغربي-تحت ضربات الصغار أو الضعفاء، والذين بلا فيالق.
وقد كتب أحد مفكري إيران كلاما مهما عن أسباب عودة بلاد فارس للغة الفارسية بعد أن تعرب مثقفوها وضعفت اللغة الثقافية الفارسية في المدن وبقيت في الريف-والريف كثيرا ما يبقى مخزنا للغة وللثقافة- فقال: إن من الأسباب المهمة لصعود اللغة الفارسية وعودة الكتابة الأدبية بها كان التعصب العربي المتأخر ضدها وضد أهلها وإصدار قرارات بمواجهتها، ولهذا رد الفردوسي بأن كتب الشاهنامة بالفارسية. وكم من صاحب حق أساء عرضه فأعطى خصمه فرصة.
6 - هناك إشكالية للأقليات الشيعية تضعف من ولائهم لبلدانهم، وهي التبعية الدائمة للمرجعية الدينية البعيدة، وذهاب ولائها الفكري لإيران، ألم يكن من المجدي أن يطوروا مدارسهم الدينية في بلدانهم، لتصبح لهم مرجعياتهم المحلية أيضا، ولا تبقى الأهمية ولا المهابة الفكرية ولا التبعية السلوكية والنفسية والعقلية وراء الحدود دائما. وقد تبين أن شخصيات شيعية عربية عملاقة في الفكر الشيعي من أمثال محمد باقر الصدر وفضل الله من ذوي القدرة العلمية والانفتاح والمعاصرة أقل تزمتا وأقل خرافات من مراجع آخرين، بعضهم يساير الجماهير في رغباتها، أكثر من توجيه الجماهير للحق –كما كتب مطهري-.
7 - تأييد المعتدلين الشيعة فيما توصلوا إليه من رؤى ومواقف أنحت باللائمة على المتشددين والعنصريين الفرس، ولكل أمة متعصبوها، ولكل مذهب غلاته، فقد كان هناك من علمائهم ومفكريهم المجددين موسى الموسوي، وهناك اليوم فضل الله، وكان عدد كبير من المفكرين الإيرانيين والعراقيين الشيعة ممن سخر بالابتداع الصفوي في التشيع، منهم علي شريعتي الذي كتب: "التشيع العلوي والتشيع الصفوي"، وعالج قضايا ذات خطورة كبيرة، ومن أهمها التفريق بين ما سماه بالتشيع العلوي والتشيع الصفوي، التشيع القائم على حق علي في الخلافة، وحق الأمة في الاختيار، وما أضافه التشيع الصفوي من حقد عنصري على جنس العرب، حتى أنه كان هناك من يشتم العرب بأنهم قوم عبد الرحمن بن ملجم، وشمر بن ذي الجوشن الأول قاتل علي والثاني قاتل الحسين، ورد على كثير مما ابتدعه الصفويون من طقوس لا سابقة لها في الإسلام، ولدى مرتضى مطهري جهود رائدة في هذا الباب سبق بها شريعتي وغيره. وكان مهتما بإعادة الشيعة للقرآن وللغة العربية، حتى اتهمه بعضهم بالوهابية واغتالته مجموعة شيعية متطرفة تدعى "فرقاني" واتهمته بالوهابية؟ وما فكرة ولاية الفقيه وما أدت إليه من رفض فكرة: "السلبية السياسية حتى يأتي الإمام الغائب" إلا هدم ذكي لركن الإمامة، وتحول منقوص إلى الديمقراطية وما ولاية الفقيه إلا تنازل وتغيير للبنية الإمامية السابقة، وقد عدها بعضهم -كليم صديقي- خطوة نحو التسنن.
وقد كان للصراع مع الإخباريين آثاره الجيدة في يقظة العقل عند المتأخرين، وقد أشار فضل الله إلى أن الشيعة يعيشون مرحلة تجديدية غير مسبوقة في ثقافتهم، ولا يساويها إلا ما كان لدى السنة من حركة اجتهاد في القرن الثاني الهجري، كما يشير.
واليوم موقف حسن العلوي في كتابه عمر والتشيع، وهو موقف قديم له فله ابن يبلغ أكثر من الأربعين عاما اسمه عمر، أي من قبل هذه المناكفات الجديدة، ولكثير من شيعة العراق وإيران مواقف معتدلة تستحق التأييد والبحث فيما بعدها.
نصرة الاجتهاد والتجديد
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - يعد العاملي من أقوى من خرقوا جدار السلبية السياسية لدى الإمامية، وذلك بقوله وترويجه لمسألة ولاية الفقيه، ثم النائيني، دعا لحل عملي هو حكومة المشروطية أي "الشورى" ثم نفذ الخميني صيغة ولاية الفقيه، "وهذه مرحلة متأخرة من تحولاته الفكرية"، وكل هذا يعتبر تجديدا واقترابا من الحلول الإسلامية بل والفطرية الطبيعية، مع أنه لم يبلغ أحد من هؤلاء مبلغ أحمد الكاتب لاحقا، من المعرفة بقصة الإمامة والجرأة في نقدها، والحقيقة أن الاجتهاد، والمزيد من الإنصاف سيقرب الفرق من الموقف الإسلامي العام، ووجود الاجتهادات يخرق جدران العزلة، ويكسر التقوقع داخل آراء غير عملية، تصلح لمضطهد مطارد، يحتج بها سرا في زاوية، أو يجند لأفكار خيالية وانتظارية هائمة، تعزل أصحابها عن المشاركة في مسيرة الأمم، ولا تستطيع الحياة تحت شمس العقل، ولا عملية الحياة. فكما حدث يوما في المذهب الزيدي أيام الإمام ابن الوزير الكبير الذي نشأ على الزيدية ثم أصبح من كبار مجتهدي الأمة، وكسر الطوق الزيدي، وأنهى العزلة، وشق للمسلمين في اليمن ولغيرهم نهجا اجتهاديا تجاوز الانغلاق والحيرة المذهبية، وأنتج دربه أمثال المقبلي والشوكاني والصنعاني، وفي أيامنا هذه آل الأكوع وغيرهم من العلماء المجتهدين الذين يحترمون المذاهب الإسلامية ولم يتخلوا عما رأوه حقا في الهادوية، هذا النهج صنع بيئة علمية أقل تشنجا، ومع ذلك فلن يخلو الموقف من مستغلين ومزايدين على الفرق والمذاهب ما بين حين وآخر. وهذا الطريق أليق بالإمامية أن يعتبروا به، وقد كانت هناك تحولات جذرية من قبل شخصيات أكثر جرأة وشجاعة من أمثال البرقعي، غير أنها بقيت ضعيفة ولم تصبح تيارا، واليوم في المذهب الشيعي مجتهدون مؤثرون وأكفاء من أمثال الأستاذ أحمدالكاتب، وقد نشأ شيعيا حركيا، ثم ذهب ليكمل دراسته العليا في قم، وسجل مسألة "الإمامة" موضوعا لرسالة دكتوراه في الحوزة في قم، ثم ساقه تجرده للمعرفة وبحثه الجاد في مسألة الإمامة إلى أنها إحدى الخرافات المتأخرة التي دخلت على التشيع، فقد وجد أن جعفر الصادق كان ينادي بالشورى؛ فأي نص على الإمامة؟ بل وأشار إلى أن بعض خلفاء السنة كانت لهم حاجة سياسية من الترويج لقصة الإمامة وكان بعضهم وراء الترويج لهذه الدعوى. ولهذا فالشخصيات العالمة الجادة غير المقلدة، سوف تصنع الوعي والاعتدال، وسيكون من وجودها المؤثر جوانب تفيد الطرفين جميعا، والمجتهدون الجادون يحتاجون أن ينبّهوا على الأخطاء التي وقعت من قبل مدرستهم قبل أن ينبهوا على أخطاء المدارس الأخرى.
ذلك لأن النفس تميل فطرة إلى تزكية الذات والغفلة أو العفو عن الخطأ الصادر منها، وكلما كان الآخر نائيا كانت أخطاؤه أكبر، وحسناته قليلة أو معدومة. فعادة الناس أنَّ: "نحن" مزكى أهلها، و"هم" مخطئ أهلها.
فمن الخطر أن يقف علماء ومثقفون موقفا جبريا تجاه مسألة التشيع، وكأنه موقف يبقى أبد الآبدين، ليس كذلك بل عرف صعودا وتموجات وهبوطا وانسجاما مع مواقف الأمة ومفارقة لها في مواقف عديدة، ولعل مما يجدر أن نفكر فيه أن الآراء والاجتهادات الجديدة أكثر جاذبية من ترداد القديم والاستسلام له، فكما رأينا الشيعة وغيرهم من الأقليات ينسجمون في الحركة القومية والبعثية بلا فوارق فإنهم أجدر أن يجتمعوا على الإسلام متى قلت التعصبات على الفروع وحول المشايخ والسياسات والأهواء، فلم يزل القرآن واحدا.
9 - الخلاص من مشجب بل مذبحة التاريخ المنصوبة لنا في كل زاوية، فالمسلمون متهمون بتقديم الثلاثة الخلفاء على علي، ويذوقون منذ نحو من ألف وأربعمائة عام وإلى اليوم وربما إلى قرون طويلة تالية عقوبة الشورى، ونتائج الاختيار الحر بين عمالقة الإسلام، فجل من حضر السقيفة وناقش في اختيار الإمام كان مؤهلا قادرا، ثم نصبوا لهم أيضا قتل الحسين، مشنقة أخرى، ثم مصائب صدام، وكأننا شهدنا أو شاركنا، أو من سيأتي من قرون. ويوازي هذا المشنقة المنصوبة للشيعة والتهم الموجهة لهم، وأنهم خانوا المسلمين مع ابن العلقمي والطوسي، وغدروا ببغداد قديما للتتار، وحاضرا على يد الشلبي!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما آن لنا أن نخرج أنفسنا ونخرجهم معنا من حفر التاريخ؟ التي تسمم حياتنا حاضرها ومستقبلها؟ وتضعف من قدر وقدرة الإنسان وعقله تجاه هذا التاريخ القاتل. الذي يحيا ويردد بهدف التدمير، واللوم والبحث عن أسوأ المواقف –لو صحت- فكيف وقد أصبحت عروشا من الأوهام والخرافات.
وبما أننا نطالب الآخرين بالاجتهاد والانفتاح الثقافي والفكري فلا يفوت هنا التنبيه إلى بعض المواقف التي تحتاج فعلا للمراجعة وللتفكير، والتحدث فيها يخيف بسبب الخصومة، لا بسبب الحق والباطل، ومن ذلك الترديد باتهام الشيعة بالقول بتحريف القرآن، ومسألة أخرى وهي قضية التهويل لدور ابن سبأ-كما سيأتي-. ففي زمن التحدي والعناد يصبح ذكر خطأ من الصف أشبه بالغدر، وذكر حسنة للمخالف تهمة أشبه بالخيانة، والعاقل من أي ملة من مهماته أن يسعى جادا لجعل هذا العالم الذي يعيش فيه، والذي يشاركه فيه البشر الآخرون عالما أقل أوهاما وأصدق مطابقة بين الفكرة والممارسة، وأسعد وأليق بأن يحياه الإنسان سعيدا، لا مهددا ولا قلقا خائفا من رأيه.
عندما قامت الثورة في إيران لم يفرق المسلمون في بعض المناطق بين مركبات هذه الثورة، وأعجبهم التعميم البسيط، فخلطوا التشيع الصاعد، بالاستقلال السياسي، ثم قدموا -بسبب العوامل الخارجية-مسألة التشيع على الحقيقة الأكبر وهي أن دولة بحجم إيران حققت الاستقلال، فانصاعوا لترك الاستقلال والتحذير منه، تبعا للتحذير من التشيع!!
وكان التعامل الصحيح ليس شتم الشيعة، ولا البحث عن شتائم في قواميس القرون، والتنقيب عن المثالب، بل وضع برنامج استقلال من العبودية، والإفادة من استقلالهم لا من عقيدتهم.
لقد كانت علاقة الكثير من كيانات السنة بالشاة علاقات ودية جدا بسبب جامع الخضوع للغرب في كل من الطرفين، ولأنه كان حارس مصالح الغرب في الخليج، فلما استقل الشعب الإيراني وأصبحت له حكومته رفع في مناطق سنية عديدة التحذير من الشيعة، وكأنهم يدخلون التاريخ لأول مرة، وكان السبب الحقيقي استخدام التنافر العقدي لترسيخ التبعية للغرب، فأصبح الأمر وكأن التشيع محرر، والتسنن يصنع التبعية والخضوع، وزاد الغرب من ترويع السنة وبخاصة في منطقة الخليج من خطر الشيعة والتشيع، وقد تكون: "كلمة حق أريد بها باطل" أي التخويف ليستكمل العقل العربي المشرقي خنوعه للمستعمرين، فالتهويل من الشيعة من مقاصده كمال العبودية للغرب. "روّعوهم لتملكوهم" وغاب عن كثير من العلماء صناعة استراتيجية تعامل مع غازٍ مستغل عابر، وبين مخالف مقيم شريك في الماضي في بنائه وفي خلافه ووفاقه، وسوف يشارك في كثير من المستقبل.
فهل يبقى العرب ينتظرون تحول إيران إلى كيان نفعي يتخلص من كثير من مواقفه، ومن كثير من أوهام الثورة، ويبادل الغرب ويصالحه، ويستعيد بعض نفوذه أو كله في القيام بما هو أكثر من دور حراسة الخليج!
بالغ المحتلون في ترويع الحكومات العربية من الشيعة، ومن الإسلام، ليتمكن النفوذ الصهيوني في مفاصل الأمة، وليقام تحالف: "الشرق الأوسط الجديد" المسمى: 6+ 2 ولكن الرقم الأهم مضمر، يفعل ويؤثر ولا ينطق به أحد، وهو تحالف يراد منه: مواجهة إيران، وإدخال الصهاينة في البنية السياسية العربية لمواجهة إيران، ولنسيان النازية والبربرية الصهيونية، التي ترهب كل يوم وتبيد ولا يرتفع ضد إرهابها صوت، ولتنضم الكيانات العربية في صلح يسمح بقتل الفلسطينيين وحصارهم وتجويعهم بحجة أنهم إرهابيون ما لم يقبلوا بالاستسلام للصهاينة، ويؤيدوا إنهاء الممانعة الإيرانية واللبنانية والسورية، لأن رفض الإرهاب الصهيوني النازي يصبح هو الإرهاب، والاستسلام له هو عين السلم والتمدن والتحضر.
-أما الذين يرددون ويكررون القول بأن الشيعة يحرفون القرآن ويرونه مبدلا فهؤلاء موقفهم في غاية الخطأ، لأسباب منها أن القرآن الذي يقرأه الشيعة اليوم هو القرآن نفسه الذي بأيدي المسلمين في كل مكان، ومن شك فليذهب بنفسه لأقرب تجمع أو مسجد أو منزل لهم وسيجده القرآن الذي عنده، وليس على وجه الأرض غيره، ولم يعلم أنه وجد سواه، فما الفائدة من تحميل غالبيتهم قولا ضعيفا عندهم، أو يقول به قلة، أو دفعهم للكفر؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الكتاب الذي يدعى: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" فهو كتاب منبوذ عندهم، وغير مطبوع –إلا طبعة حجر في الهند قديمة يعيد بعض أهل السنة تصويرها للأسف-ولا متداول لدى عمومهم، فكيف يحرص رجال منا على القول بأن أمة من المسلمين- ومن يصنفهم رجال السنة -كابن تيمية- من أهل القبلة- لهم قرآن آخر!!
عجبي من هذا لا ينتهي كيف يروج مسلمون للدعاية المضادة لكتابهم بالتحريف، بل وأنه يقول بذلك عشر المسلمين افتراء عليهم، وعلى كتاب الله، والمخرج الأولى أن نقول قولا واحدا لا خلاف عليه أن من يرى القرآن محرفا فقد كفر كائنا من كان. وقد قال بذلك ابن حزم لما ناقشه النصارى واحتجوا بمن قال بتحريف القرآن فكان جوابه أنه إنما يحاجهم بالموقف الإسلامي وبعقيدة المسلمين ومن كان يرى تحريف القرآن فليس منا فلا تحاجّونا به، ولن يدافع عنه، وهو موقف نحتاج تجديده ووضوحه في زماننا، فليس من مصلحتنا أن نقول عن طائفة مسلمة كبيرة إنهم يحرفون القرآن. بل الموقف الأصوب أن نعتبرهم بالاعتبار الشرعي القديم الجديد أنهم: "من أهل القبلة" ومن خالف في مسائل كتحريف القرآن فليس في دائرة الإسلام، وليس في دائرتهم أيضا، لأننا نعتبرهم أهل قبلة. ومن رفض من علمائهم تكفير القائل بالتحريف أو اكتفى بالتخطئة ففي تأويل قوله وفي التفصيل متسع، ولم يسلم غيرهم من ورطات النقول للروايات التي لم يمحصوها.
أما ما يقال بأنه: "مصحف فاطمة" فقد قرأت عنه كتابا طبع في لبنان فقال إن مصحف فاطمة مجرد أدعية نسبت لفاطمة، وإنه غير موجود، بل أدعية مفقودة، ألا فليكن ذلك؟ ألا يكفينا أن هذا دعاء صحابية وقد فقد، ولا نجعل لهذه الخرافات أهمية عندهم تحجبهم من الحق وتزيد من الشحناء.
ومن الطريف هنا أن ندرك أن معركة الأصوليين والآثاريين عندهم لا مثيل لها عندنا، فكلما كثر الكذب، وقع التساهل في الأخذ والرد، وقل التشدد في القبول والرفض، فما يراه علماء السنة والحديث كارثة هنا؛ لأن مقاييسهم عالية، ورواياتهم أقل اضطرابا لا يراه غيرهم بالأهمية نفسها بسبب كثرة الكذب.
10 - تعامل العرب مع العراق وفارس ينسي أحيانا الثقافة القديمة، والطبيعة الفارسية، وهي طبيعة حزينة، وقديما يرونها شهوانية وربما كما قال بعضهم "غضبية"، وظاهرة الحزن تجدها في قراءتهم للقرآن، بنبرة حزينة، وتجدها في موسيقاهم، فالموسيقى الفارسية أكثر أنواع الموسيقى حزنا منذ القدم، وتجدها في شعر السياب، أما مواسم البكاء فهي مواسم قديمة منذ أيام بابل وآشور، ومنذ ما قبل الإسلام، وما البكاء على الحسين إلا ثقافة قديمة سابقة على الإسلام، ألبسوها الحسين!! –راجع كتاب الشيبي "العلاقة بين التصوف والتشيع؟ ". أما ضرب الجسم وتعذيبه بالحديد وإسالة الدماء فشعار تطهر روحي قديم مارسته الكنيسة ثم تسرب للشيعة، كما تسربت عادة المسبحة الكاثوليكية للمسلمين.
وهذا أمر متكرر في ثقافات الشعوب، فالغيرة المتطرفة -أحيانا- عادة راسخة عند العرب قبل الإسلام، وبخاصة في الجزيرة العربية، وقد يستعينون بالدين لتأكيد ثقافتهم، أحيانا أكثر من مقتضى دينهم، وفي وادي النيل وشرق إفريقيا كبرت مشكلة الخفاض الفرعوني للنساء – وهو زائد عن الختان-وهي عادة بالغوا في علاقتها بالإسلام، وقد كانت مشكلة مستمرة منذ الفراعنة وفي بعض مناطق إفريقيا، وهي ليست بالمقصودة في الآثار، في أغلب الممارسات، ولا تجدها مهمة عند المسلمين في معظم مناطق العالم بما في ذلك الجزيرة العربية، بل قسوتها في المجتمعات المتأثرة بثقافة وادي النيل وشرق إفريقيا.
وهكذا ثقافة المجتمع العشائري، مشكلة راسخة في عدد من المجتمعات العربية كالمجتمع العراقي، ومجتمع الجزيرة العربية والصومال وبوادي المغرب الكبير كليبيا، وكنت قد قرأت عن رسوخ هذه الظاهرة في كتاب: "طبيعة المجتمع العراقي" وتوقعت أن تلك موجة قديمة ذهبت، وطمستها الحداثة والبعث والمدنية، ولكن المفاجأة أنها عادت راسخة ومؤثرة، كما لم يخطر ببال من يعطي التحديث العربي أكثر من حجمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا المزاج الشهواني الفارسي الزائد عن مجاوريهم، ظاهرة ملاحظة قديمة، ففي "المقابسات" نقل عن أحد الحكماء: قال: "نزلت الحكمة على عقول الروم، وعلى ألسنة العرب، وعلى قلوب الفرس .. " فمزاج العاطفة من الحب والكره والحزن والشعر والولاء والعزاء تكون عند شعب أكبر منها في شعب آخر. وبرودة الرأس والتفكير النفعي يغلب على شعب، ورب كلام يذهب بحق أمة، والبراعة في المهنة، أو السحر والحيلة تزيد في مكان عن آخر.
11 - أما في موضوع التقية فلها جانبان ثقافي وسياسي، فالشخصية التي عاشت تحت ما تراه قمعا ملوكيا منذ الأكاسرة القدماء، ثم ما رأوه من قمع الخلفاء الذين ألبسوهم اللباس الكسروي نفسه، فقد أكد هذا سلوكا متوارثا ينصح دائما الفارسي بـ: "أخف ذهبك ومذهبك" وقد عالج كثيرون هذه الظاهرة، عرب وفرس وأجانب منهم جراهام فولر في كتابه المهم: "إيران مركز الكون". أما اليوم فقد أصبح الإمامية يحكمون بلدا بهذا الحجم والقوة، ويطبقون فهمهم على أنفسهم وغيرهم، ولم يعودوا يرهبون حاكما عليهم من سواهم، يتقونه، وهؤلاء أئمتهم يحكمونهم، فعقيدتهم أظهروها، أما طموحاتهم فلا شك أنها أوسع مما يملكون اليوم، ولهم طموح إمبراطوري واسع جدا، ولكن هل هذا يعاب على أحد؟ ولم لا يكون لخصومهم طموحات أكثر منهم، إن لواذ بعض المسلمين تحت القوة النصرانية أصبح يصوغ عقولهم صياغة يائسة جبرية خائرة، ويجعل الحقائق مقلوبة تماما.
فكيف يفترض عاقل أن التوسع واحتلال البلدان حق فقط للنصارى، وللصهاينة، ولا يجوز لغيرهم تحرير أرضه، ولا الدفاع عن عرضه، ولا التوسع في سواها، فنتهم الشيعة بالطموح في إمبراطورية، ونطالبهم أن يخنعوا مثلنا للمستعمرين؟ ونتهمهم أنهم يدافعون عن أمنهم الوطني خارج حدودهم، وما الذي لا يجعل لغيرهم أمنا في الخارج إلا الهوان، إن لم تكن صاحب همة ولا أمل ولا طموح، فلماذا تتصور أن الآخرين خلو منها؟ نقل عن الملك حسين ملك الأردن السابق قال: جاء إلى جونسون وحدثه عن المظالم الصهيونية للعرب وأخذهم لأرضهم بالقوة أو بالشراء، وتجريدهم منها، فانحنى عليه جونسون وقال: سيدي، وهل تؤخذ الأرض إلا بالقوة أو الشراء؟
دولة قوية طامحة متماسكة وترى نفسها دينية وديمقراطية ترنو للمزيد، وبجوارها مستعمرات أو شبه مستعمرات خائفة وممزقة، فهل تلام على ضعفهم؟
12 - كما أن إغراق الجميع في معضلات التاريخ نوع من الهروب من التحديات الواقعية التي تستحق المواجهة والوعي والتصرف، لا إلى حمل التاريخ على الظهور، منقذا من مشكلات العصر، والتاريخ لن ينفع اجتراره طرفا، بل قد يستعمل كأهم ضمانات التفرق والضياع وغياب الوعي بالذات وبالآخرين. أذكر مما قرأت لأحد الكتاب العرب أنه كان مع صديق له أمريكي في مدينة ديترويت، وشب خلاف بين شيعي وسني وكان الخصام بالعربية، فسأله الأعجمي عن السبب؟ قال صراع بين حزبين، قال: حزبان قائمان هنا أم في بلادهم؟ قال: لا، بل حزبان وجدا قبل أربعة عشر قرناً؟
إن الفقر الثقافي، وضعف الفكرة، وغياب التجديد، يجعل الناس يهجرون زمانهم المعوز إلى زمن أغنى، ولحظتهم الفارغة إلى لحظة تاريخية أرحب، وحينما يعانون قمعا وذلة فإن ذكرياتهم تعبر القرون إلى زمن عزة كزمن هارون: "أمطري فسوف يأتيني خراجك" ولهذا فنحن مسئولون عن صناعة الفكرة، وتجديد الموقف، والتأمل في حل، وليس أن تفرض علينا مواقف غيرنا.
وهنا اليوم من يتسامح مع النازية والإرهاب الصهيوني والاحتلال الأسوأ والفصل العنصري ليوجه التحدي مع الإيرانيين بأسباب ليست من نتاج عقله، ولا تأمله ولا تفسيره بل مفاهيم تدخل لرؤوسنا قسرا ليغيب الوعي بالشر الأقرب، وبالقتل اليومي فنترك الشر المتحقق ونطارد المحتمل، و لنذهب بعيدا هناك في محاربة التاريخ أو مصارعة من له تفسير يخالفنا للتاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - وهناك مسألة أخرى حدث فيها مبالغة بسبب المكايدات المذهبية وهي مسألة: "ابن سبأ"، فمنهم من أنكر وجود شخص بهذا الاسم، ومن الناس من أعطاه دورا كبيرا نفخ فيه، حتى صور أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجلة التابعين وكأن هذا اليهودي يسوقهم كما يشاء، وفي هذا طعن مبطن في الصحابة، فليس من الحق التاريخي ولا العقل أن نعطي هذا الشخص فوق قدره، ولا أن نقول إنه وأتباعه -إن كان له أتباع- كانوا يسوقون الصحابة والتابعين وراءهم في مذابح وفتن لا تنتهي، وليس من العدل أن نشنق ملايين من المسلمين عبر القرون على مقصلة هذا اليهودي، ولا إلزامهم بأنهم أتباع لشر ذاك اليهودي الفتان. وعلينا أن نتجاوز الرغبة في التعيير، لأنها تضر بالإسلام، ولأن علماءنا يذكرون تفصيلات عديدة عن تلك المرحلة، وعن الأشخاص، ومنهم من ينكر وجوده، وإن قبلنا وجوده فلا ننفخ في قصته.
14 - إن لدى المسلمين القدرة على الاجتماع على الأصول المجمع عليها، طريقا أوليا للوصول لما بعد ذلك، ثم البحث فيما احتمل الخلاف عندهم قديما، وقد يكون هذا العمل تحت أسماء جديدة تخفف الضغط التاريخي، وتخفف من الحروب الكلامية والطرد السريع السهل من الملة؛ وقد وجدنا أن العالم العربي ومنه العراق قد خضع أو بعضه قبل في الأمس القريب لفكرة البعث، وللقومية -وهي أفكار هشة، ومستنبتة في غير أرضها- فتوحد ودافع عن بلاده في وجه الغزاة تحت رايات تغلبت أو تجاوزت الخطاب الطائفي بخطاب ضعيف كالخطاب البعثي! أليست لو جدّدت في دينها، وصقلت أفكارا وحدوية -إقليمية كانت أو أممية- بقادرة على صناعة حياة أرقى وأسلم وأقل خلافا وعدوانية؟ بلى والإمكانات موجودة.
ونحن نعلم أن الأفكار الجديدة أكثر فاعلية وتأثيرا، وأخف حملا من المدارس المثقلة بالتجارب والتفاصيل والتصويبات والاعتراضات، وهذه المذهبيات كثير منها ليست الدين، بل تراث لا يلزم أحدا، والقطعيات ليست مما تحتكره مدرسة، ولهذا فإن أمام شجعان العقول والقلوب مساحات لا تحد من التجديد والتصويب والهداية.
وبما أننا نريد أيضا الخير للعالم المحيط بنا فإن على الغربيين أن يعلموا أن القتل والإبادة للمسلمين لن تجعل حياتنا فقط جحيما، وتستمر في أن تصنع لهم جنة على وجه الأرض، لأن عالمنا الإسلامي يتسع لنحو ثلث البشر، وراسخون في قارتين كبيرتين، ودروب التجارة والمال والنفط عندنا أو تعبر من عندنا، وهذه المنطقة العربية الإسلامية عليها دروب الحضارات الكبيرة، التي كانت والتي قد تأتي، فالعلاقة يجب أن تخرج من دائرة قاتل ومقتول، ومستعمر ومستضعف، فالعالم يسمح اليوم للناس بالتبادل واحترام حقوق الإنسان، وعليهم أن يتعاملوا معنا على أننا بشر من الناس، وليس مجرد كائنات تسكن فوق غنائم وثروات، والموقف منها إبادتها أو تشتيتها والتحكم بها.
فالناس في بلادنا يزدادون وعيا وعددا، وتتضح لهم مصالح، وتظهر لهم الأضرار الكبيرة، وابتسار الموقف والمقاومة في القاعدة أو في البعثيين أو في الشيعة خداع للنفس يخدع به الغرب نفسه مؤقتا، ولكنه يضع نفسه لعقود وربما قرون قادمة على خط النار مع أمم تأبى العبودية أبد الدهر، وإن ضعفت زمنا فلا يعني أن هذا قدرها، وليقلل الغرب من زراعة الأحقاد الدينية والعنصرية الجامحة، فليس رصيدا يعتز به أبناؤه، ولا مهاداً يصلح الانطلاق منه للمستقبل.
وسيتغير موقفهم نحو ما نحب عندما تكون لنا مواقف معقولة لنا قبل أن يتعقلها غيرنا. خمس مئة مليون في أوروبا من شتى اللغات والأديان، يجتمعون ويعملون ويتنقلون بلا حواجز، بينما تفري في أحشائنا قبائل وتاريخ وأوهام، ولا نرتفع فوق شيء.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=9072
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 02:15]ـ
مقال طعم أوله بالعسل ثم ملأه بالسم الزعاف
والله لا أكاد أصدق الا يعلم الأحمري مدى خطورة الرافضه
وأنهم لن يرضوا أبدا بالمصالحة مع أهل السنة
سبحان الله
هل العقيدة هي سبب للخلاف
أيريد أن نتنازل أونتخلى عن عقيدتنا ليرضى عنا الرافضي والصوفي والعلماني واللبرالي ...
هل يريد هذا الرجل تميع العقيدة
أجتماع الملاين من أوروبا لا لتنازلاتهم فالكفر ملة واحده ولكن من أجل هذه الحياة الفانية
أسأل الله له الهداية والصلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 02:18]ـ
عموما المقال يحتاج إلى من يتفرغ لقراءته والرد عليه
ففيه من الشبه والمغالطات الشيء الكثير
ـ[الخالدي]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=784
مقال للأخ بندر الشويقي ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:59]ـ
جزاك الله خيراً أخي الخالدي
مناقشة الشيخ بندر موفقة
نفع الله به
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 12:03]ـ
وفيما يلي نصُّ المقال، مأخوذ من الرابط الذي أحال عليه أخونا الخالدي وفقه الله:
تاريخ الإضافة: 02/ 05/2007 ميلادي - 14/ 4/1428 هجري
زيارة: 118
لم أجد أنسبَ من هذا العنوان لأكتب تحته هذه الخواطر المتعلِّقة بطريقة صديقنا أبي عمرو د. محمد بن حامد الأحمري في معالجة الإشكالات المتعلقة بالمسألة الشيعية.
وفي البدء أودُّ القولَ: إن من أثقل المواقف على النفس أن يضطرَّ المرء ليكتب محذِّراً من رأيٍ بالغ الخطورة يتبناه فاضلٌ صادق النية، ناصحٌ لأمته، مريدٌ للخير والإصلاح.
غير أن مما يهوِّن الموقف أن الدكتور - وفقه الله - اتَّخذ لنفسه نهجاً ثابتاً في تضعيف عقول مخالفيه، و وصْفِهم بالغفلة وعدم الإدراك والاستغراق - جهلاً وسذاجةً - في خدمة مصالح الصهيونية والعدو المحتل. ففي ظني أني مهما قلتُ ـ بعد هذا ـ وكتبتُ، فلن أبلغَ مبلغَ الدكتور، ولن أباريه في ازدراء عقل ورأي مخالفه.
أثناء القصف اليهودي الأخير للبنان، كتب دكتورُنا الفاضل مقطوعةَ هجاءٍ شهيرةً عنوانها: "خدعة التحليل العقدي". رمى فيها حِمَماً بركانيةً على حمقى أغبياء مغفَّلين يقال لهم: "العقديون". ثم أتبع مقطوعته تلك بمعلَّقةٍ هجائيةٍ ثانيةٍ تدور حول المعنى نفسه عنوانها "حصاد التحليل العقدي".
ولما سُئل في برنامج (إضاءات) عن فكرة هاتين المقالتين ذكر أن الوضع في لبنان كان وضعَ حربٍ مع اليهود، ولم يكن وقتَ إثارة قضايا عقدية.
انتهت الحرب. وسكتت المدافع. وهدأت لبنان. لكن موقف الدكتور لم يتغيَّر، ومدافعه لم تسكُت. وكما كتبَ أثناء الحرب عن "خدعة التحليل العقدي"، وعن "حصاد التحليل العقدي"، إذا به يعود من جديد ليكتب لنا مقالةً مطولةً عنوانها "رؤية في المعضِلة الشيعية"، حذَّر فيها من خطورة "التهييج العقدي"!!
فالدكتور - عافاه الله - ينتهي من "خدعة التحليل العقدي" ليكتُب عن "حصاد التحليل العقدي". وما إن يفرغ من ذلك حتى ينبري للحديث عن خطورة "التهييج العقدي". من غير أن يخطر له أن يمرَّ في طريقه بشيءٍ اسمه خطورة الإغضاء عن "الانحراف العقدي"، وعن أثر "التضليل العقدي" في ضياع الأمة.
والحجة - دائماً - لدى الدكتور أن العدو يسعى لاستثمار الخلافات العقدية، فيجب ألا نخدم أهدافه بإثارتها!! فلتذهبْ ـ إذاً ـ عقائد المسلمين، وليأخُذ الشيعة وقتهم في نشر باطلهم، وليُمعِنوا في اختراق الوسط السني، وتشييع السذَّج الغافلين. وعلى "العقديين" مقابلَ ذلك أن يتجنبوا "التهييج العقدي" حتى لا يخدموا أمريكا وإسرائيل بوقوفهم في وجه إخوانهم الشيعة!
هذا المنطق الذي يتحدث به د. الأحمريُّ هو الذي أوحى إليَّ بالحديث عن (خدعة التحليل السياسي). فقد رأيتُ الدكتور أغرقَ نفسه في تتبع السياسة وتفاصيلها حتى صار ينطبق عليه ما ذكره هو في مقالة (حصاد التحليل العقدي) حين قرَّرَ أن: "المندمِج بقضيةٍ ما ينغرسُ فيها، ويصعُب عليه الرؤية خارجها. لأنه كرَّر موقفه على نفسه مراراً، حتى لم يعُد يسمح لها بالتفكير خارج الصندوق الذي وضعها فيه".
دكتورنا - أعزَّه الله - وضع نفسه في صندوق السياسة، فلم يعُد يسطيع السماح لعقله بالتفكير خارج ذلك الصندوق، حتى لو كان صندوقاً مشتملاً على أغلى ما تملكه الأمة، وهو عقيدتها وتوحيدها.
وصاحبُ "التحليل السياسي" الذي لا يبصر إلا السياسية، كثيراً ما تتشبع نفسه بالتهوين من العامل العقدي ومدى تأثيره في تسيير المواقف من حيث لا يشعر. بل ربما رفع صوته معلناً (بلسانه) عن يقينه بدور العامل العقدي في تحليل بعض المواقف، لكن عند التطبيق فهو لا يبصر شيئاً سوى السياسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الأحمري يملك كمَّاً هائلاً من المعلومات والمعارف السياسية، غير أنه حين يكتب يغرق في معلوماته تلك، فيعجز عن توظيفها للخروج بفكرةٍ متوازنةٍ، بسبب عدم قابليته للنظر برويةٍ فيما لدى الآخرين، مما له وقعٌ بالغ في القضية التي يتصدى للحديث عنها.
وقد رأيته في واحدةٍ من مقاطع هجائه يذكر أن مِن الناس: مَنْ يُريح نفسه من عناء التفكير والفهم بوضع الآخرين في صناديق أو مجموعات، وأحزاب ومواقف. فيجعل هذا ليبرالياً، وذاك عقلانياً. ليسقط عن نفسه مشقة التفصيل والفهم.
فليتَ دكتورنا تنبَّهَ ـ أيضاً ـ إلى أن من الناس من يريح نفسه من عناء التفكير والفهم بوضع مخالفيه في صندوقٍ كُتبتْ عليه عبارة: "عقديون مغفَّلون".
دكتورنا الفاضل يرى أن "التحليل العقدي، والتفريق بين الناس بناءً عليه، كانَ ولم يزلْ أداةً مهمةً من أدوات المستعمرين". ويقول: "كم شيخٍ يقول وهو لا يدري أبعاد قوله، ويحلب في قدح المحتل الصهيوني أو غيره، وهو يرى أنه ينصر طائفةً أو عقيدةً أو مذهباً أو يدَّعي أنه ينير الطريق للأمة. بينما هو يرتكس بأتباعه في الظلمات، ويستعيدُ معارك الفرق والتاريخ ويغيب عن الشهود ومصالح الحاضر".
فالدكتور ـ سلَّمه الله ـ منزعجٌ من شيوخٍ سُذَّجٍ يرتكسون بأتباعهم في الظلمات، ويحلبون في القدح الصُّهيوني من خلال إثارة معارك تاريخية تغيبهم عن مصالح الحاضر!
وقد تعِبَ الناسُ - وكاتب هذه الأحرف منهم - ليشرحوا للدكتور أن استغلال العدو للخلاف السُّني الشيعي أمرٌ معروفٌ وليس بخافٍ عنهم. لكنهم يرون أن تجاهل أو تهوين الخطر الشيعي ليس حلاً. بل هو مما يزيد الواقع سوءاً وتدهوراً.
غير أن الدكتور يصرُّ ـ دائماً ـ على أن كلَّ من لا يرى رأيه فهو لا يعرف خطط الأعداء الصهاينة الأمريكان. وإنما هو "عقديٌّ" مغفَّلٌ يحرث التاريخ لينبش خلافاتٍ ميتةً، يتلهَّى بها عن مشاكل العصر الحقيقية.
يقول الدكتور هذا مع علمه أن التشيُّع والرَّفض لم يكن في يومٍ من الأيام مشكلةً تاريخيةً تحتاج إلى نبشٍ وتفتيش، بل هي قضيةٌ حاضرةٌ أمام أعين الجميع، إلا إذا كان من رأي الدكتور أن الانحرافات العقدية تسقط بالتقادُم!
في مقالته "حصاد التحليل العقدي" يقول د. الأحمري مخاطباً مخالفيه: "للنظر السياسي يا إخواننا تقسيماتٌ أُخَر، بعضها من بضاعتكم وبعضها تقع خارج ثقافتكم، وإلا لما صحَّ وجود سياسي وعقدي، ووجود رجل دين ورجل دولة أو سياسة".
في هذا الكلام نرى د. الأحمري يسند موقفه ويعضد رأيَه بالتنبيه إلى قاعدة احترام التخصُّص. فبما أنه صاحب سياسة، فعليكم معاشر "العقديين" التنحِّي عن طريقه كي يشرح للناس رؤيته هو للمعضلة الشيعية. لكن لو سألنا دكتورنا: ماذا لو سلَّم لك "العقديون" نظرك السياسي، فهل ستسلِّم لهم نظرهم العقدي؟!
الجواب بالتأكيد: لا .. فالدكتور يدرك استحالة فصل القضايا بهذه الصورة السَّطحية التي يطرحها ويعلم ضعفها. غير أنه يريد الوصول إلى إخراس من يسميهم "عقديين" وحسبْ، فمن أجل ذلك فزع للحديث عن التخصُّص.
كلامُه في الظاهر معناه: (أنتم مجالكم "النظر العقدي" فدعوا عنكم السياسية). لكن حقيقة موقفه: (أنتم لا تفهمون السياسة، فاسكتوا حتى عن العقائد).
وقد رأيتُه في كثيرٍ من كلامه لا يستطيع البعد عن "النظر العقدي"، ولا يقوى على تركه لأهله، مع أنه حين يتعرَّض لمناقشة مسائله يقع في أخطاء فادحة لها أثرها في تقييم الواقع، وبالتالي في معالجته.
سمعتُه في برنامج (إضاءات) يقول: "كيف نُشغل الطالب مثلاً لمدة سنتين أو ثلاث في قضية خلق القرآن. ما عندنا أحد الآن يقول بهذه القضية. نحتاج أن نتحدث عن قضية من قضايا الحريات أو قضايا مفاهيم جديدة".
هذا ما قاله الأستاذ الدكتور - سامحه الله-. وعن نفسي فإني لا أعرفُ أحداً من لدُنْ آدم وإلى اليوم يشتغل سنتين أو ثلاث بتدريس قضية خلق القرآن! بل هي مسألة ضمن أبواب الاعتقاد يمرُّ عليها الطالب المتخصِّص ويتعلمها في مجالس معدودة. غير أن ضِيقَ صدر الأستاذ بالمباحث العقدية هو الذي يدفعه لمثل هذا التهويل.
وأغرب من تهويله قوله بثقةٍ تامةٍ: (ما عندنا أحد يقول بهذه القضية)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام من الدكتور يظهر منه أثر الاستغراق في "التحليل السياسي" وما يؤدي إليه من ضعفٍ في "النظر العقدي"، فالقول بخلق القرآن - لو علِمَ الدكتور - هو قولُ الشيعة الإمامية الذين منَعَنا من إزعاجه أثناء معالجته لمعضلتهم!
الشيعة الإمامية، ومعهم الشيعة الزيدية، ومثلهم إباضية عمان والمغرب. دعْ عنك جملةً من زنادقة أدباء الحداثة الذين يعتبرون القرآن نصاً أدبياً مخلوقاً قابلاً للنقد. كل هؤلاء يقولون بخلق القرآن إلى اليوم. لكنَّ الأستاذ لا يدري عن ذلك شيئاً بسبب صندوق السياسة المحكم الأقفال الذي حبسَ نفسه فيه، فلم يعُدْ قادراً على معرفة ما في سائر الصناديق.
على أني أقطع أن دكتورنا حتى لو علِمَ بذلك، فلن يختلفَ موقفه. لأن المسألة عنده في الأصل ليست ذاتَ بالٍ. والمشكلة لديه لا علاقة لها بوجود تلك الأقوال أو انقراضها. بل هي نابعةٌ من خصلةٍ واضحةٍ لدى الدكتور تتعلق بضيق صدره بالمباحث العقدية عموماً.
الدكتور يريد السياسة ولا شيءَ غير السياسة. هو يريد حديثاً عن (الحرية، وعن خطر الاستبداد السياسي، وعن الانتخابات والمشاركة الشعبية). فهذه القضايا هي العقائد القطعية والركائز اليقينية التي يقوم عليها بنيان الإسلام في نظر "المحلل السياسي".
أما شهادةُ ألا إله إلا الله، ونقضُ الشيعة لها بممارساتهم الشركية. وشهادةُ أن محمداً رسول الله، ونقضهم لها بعقيدة الإمامة والعصمة، فكلُّ هذا مما يمكن احتماله والتهوين من أمره، وبالإمكان اعتبار تفاصيله قضيةً تاريخيةً عفا عليها الزمن. لكن الذي لا يجوز السكوت عنه بحالٍ، هو "الانحراف السياسي"، وما يتفرَّع عنه.
وقد رأينا القصور في "النظر العقدي" يبرُز أثناء معالجة الدكتور "للمعضلة الشيعية". فحين تطفَّل على صندوق "العقديين"، وعاب عليهم رميَ الشيعة بالقول بتحريف القرآن، رأيناه يقول: إن هذا الموقف "في غاية الخطأ، لأسبابٍ: منها أن القرآن الذي يقرأه الشيعة اليوم هو القرآن نفسه الذي بأيدي المسلمين في كلِّ مكان. ومن شكَّ فليذهب بنفسه لأقرب تجمُّعٍ أو مسجدٍ أو منزلٍ لهم وسيجده القرآن الذي عنده".
فهاهو ضعف "النظر العقدي" يتحدث عن نفسه. فالدكتور دخل للتحكيم في مسألة لا يملك تصوراً لأبعادها الحقيقية لأنها غير موجودة في صندوق السياسة الذي يهوى الدوران فيه. هو - بالتأكيد - لن يستوعب مذاهب وآراء الشيعة في القرآن ما دام مستغرقاً في متابعة تصريحات "تشيني" و"مارتن إنديك"، وكتابات "فوكوياما"، ومقالات "فريدمان".
الدكتور أتى هنا بحجةٍ يراها قاطعةً في تبرئة الشيعة من ظلم "العقديين". فهو يقترح أن يذهب "العقديون" لمساجد الشيعة وتجمعاتهم، وينظروا في مصاحف الشيعة ليتأكدوا أن الذي يقرأونه هو نفسه القرآن الذي يقرأه السنة.
ولو أن دكتورنا أنصت قليلاً لإخوانه "العقديين" لربما أخذه الحياء من ذكر مثل تلك الحجة. فالعقديون يعلمون أن أكثر الشيعة القائلين بالتحريف يؤمنون بهذا القرآن الموجود عندنا. لكن موضع الإشكال أنهم يعتقدون نقصَه، وأن الصحابة الكرام حذفوا منه آيات ولاية علي بن أبي طالبٍ ـ رضي الله عنه ـ، وفضائل آل البيت، ومثالب الصحابة!
قد لا تعني هذه المسألة الكثير بالنسبة للدكتور، لكن لو أنه أعطى "العقديين" - الذين يعانون اضطهاده - فرصةً ليسمع منهم، لأراح نفسه من عناء الذهاب إلى مساجد وتجمعات الشيعة ومقارنة مصاحفهم بمصاحف أهل السنة.
وقد رأيتُه في غمرة إصراره على تخطئة فرقة "العقديين"، وبيان ظلمهم للشيعة يذكرُ أن كتاب (فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب) كتابٌ منبوذٌ عند الشيعة، وغير متداوٍل حتى إنه لم يطبعْ إلا مرةً واحدةً، وفي الهند.
ولو أن دكتورنا ـ غفر الله ـ تواضع قليلاً لإخوانه "العقديين" هنا أيضاً، لعلمَ أن ذاك الكتاب القذر لم يُطبعْ في الهند قطْ. وإنما طُبعَ في إيران مركز التشيع والرَّفض.
ولو أنه أرعى سمعه وعقله لشرح له "العقديون" أن المشكلة ليست محصورةً في كتاب (فصل الخطاب)، ولا في مكان طبعه.
فسواءٌ طُبعَ الكتاب في الهند أو نجازاكي أو في زُحَل.
وسواءٌ طُبعَ طبعةً واحدةً أو اثنتين. أو لم يُطبَع قطْ.
بل لو أن ذاك الكتاب لم يُخلَق في هذه الدنيا، ولا خُلِق مؤلفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كلُّ ذلك لا قيمة له ولا تأثير في المسألة التي يدرك "العقديون" وحدهم أبعادها وخطورتها. كتاب (فصل الخطاب) - لو عَلِم الدكتور - لا جديدَ فيه، فمؤلفه لم يزدْ على جمع المتفرِّق في كتب أعيان الشيعة القائلين بتحريف القرآن. تلك الكتب التي لا زالتْ تطبع إلى اليوم بالآلاف في طهران وفي قُم من غير أن يشعر الدكتور. وهي كتبٌ متداولةٌ وليست منبوذةً. بل هي محلُّ حفاوة علماء الشيعة. ومؤلفوها محلُّ تقديرٍ وإجلالٍ. بل هم معدودون عندهم من أئمة الإسلام وأعيانه المبرَّزين.
أقول هذا الكلام وأنا في شكٍّ كبيرٍ من فائدته في تغيير موقف الدكتور، فالتحقُّق من موقف الشيعة المعاصرين من القول بتحريف القرآن مبحثٌ "عقدي"، فهو - بالتالي - ليس من محتويات صندوق دكتورنا الفاضل.
لكنَّ "العقديين" - باعتبارهم يتحدثون في فنِّهم، ولأنهم ينطلقون من قواعد شرعية محكمة - لا يكفيهم أن يقول المعمَّم الشيعي: (أنا لا أقول بالتحريف)، سواءٌ صدق في قوله أو كذب. بل يريدون موقفاً واضحاً وحازماً من كلِّ من تجرَّأ على الطعن في دستور الأمة. فلا أقلَّ من الاتفاق على كفر القائل بذلك الفجور والتبرِّي منه.
قد يرى د. الأحمري في هذا الموقف شيئاً من المبالغة والتشدُّد، لكنَّ "العقديين" يريدون أن يفهم الدكتور أن للقرآن الكريم عندهم منزلةً عاليةً وأهميةً بالغةً. فهو عندهم أهمُّ من المفاعل النووي الإيراني الذي يُشفِق عليه الدكتور من الدَّمار، و يريد أن يكون له دورٌ في إحداث توازن في المنطقة، وردع إسرائيل عن أطماعها التوسعية، وتخفيف مذابحها ضد الفلسطينيين!
وكما قلتُ في مسألة "خلق القرآن"، أقول في مسألة "تحريف القرآن"، فسواءٌ قال الشيعة بالتحريف أو لم يقولوا، فموقف الدكتور ـ غالباً ـ لن يتغير. بل لو أطبقَ الشيعة كلهم على القول بالتحريف، فالدكتور ـ وإن اعتبر هذا القول كفراً ـ فإنه سيوجب على "العقديين" الكفَّ عن "التهييج العقدي"، والبعد عن إثارة الخلاف المذهبي، لئلا يستفيد العدوُّ الصهيونيُّ الأمريكي من ذلك. فالموقف السياسي هو وحده الحاضر في عقل الأستاذ!
من آثار "خدعة التحليل السياسي" احتفاء د. الأحمري ببروز فكرة "ولاية الفقيه" لدى الشيعة، فهي - في تصوره - "هدمٌ ذكيٌّ لركن الإمامة في المذهب الشيعي"! كما أنها تمثِّلُ "تجديداً واقتراباً من الحلول الإسلامية بل والفطرية الطبيعية". وقد استشهد في كلامه بقول أحد الكتاب: إن "ولاية الفقيه" خطوةٌ نحو التسنُّن!
هذا التصور الساذج الذي طرحه الدكتور ما هو إلا نتيجة مباشرة للاستغراق التام في "التحليل السياسي". فالدكتور - سلمه الله - نظر فقط للأثر السياسي لفكرة "ولاية الفقيه" على الواقع الشيعي، فأداه نظره إلى أنها تمثل هدماً ذكياً لركن الإمامة لدى الشيعة، بل وتمثل تجديداً وخطوةً نحو التسنُّن! ولو أن أستاذنا اعتنى بـ "النظر العقدي" لربما كان له رأيٌ ثانٍ. ولأدرك حينها أثر "خداع التحليل السياسي" في اختلال الموازين الشرعية، وفي تغييب أصول المعتقد!
"ولاية الفقيه" عند من يعرف بعدها العقدي أبعد ما تكون عن المفاهيم السُّنية، بل هي ـ في ذروة نضجها ـ أقرب إلى المفهوم الكنسي منها إلى المفاهيم الإسلامية!
قبل "ولاية الفقيه" كانَ الشيعة يقولون: (من ردَّ على الإمام المعصوم، فقد ردَّ على رسول الله، ومن ردَّ على رسول الله، فقد ردَّ على الله). أما بعد بروز فكرة ولاية الفقيه، فقد أصبح أنصارها يقولون: (الرَّد على الولي الفقيه، كالردِّ على الإمام المعصوم! والرَّد على الإمام كالرَّد على رسول الله، والرَّد على الرسول كالرَّد على الله)!!
والنتيجة النهائية لهذا الزيغ أن من ردَّ قول "الولي الفقيه"، فقد ردَّ على الله!!
فهل هذا هدمٌ ذكي لمبدأ الإمامة، أو أنه إحياء خبيثٌ لها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولاية الفقيه" في محصَّلها ترسيخٌ لمبدأ الإمامة في العقل الشيعي. والذين اخترعوا الفكرة إنما أرادوا تفعيل عقيدة الإمامة وتوظيفها لهدف إقامة دولة رافضية، يتمُّ فيها إحكام السيطرة على قطعان الشيعة الضالة بنَصب طاغوتٍ لهم يشركون به مع الله. وحسبَ هذه النظرية - عند أمثال الخميني - فإن "الولي الفقيه" له الطاعة المطلَقة، ليس في الشأن السياسي وحسبْ، بل حتى في جانب التشريع، فمن حقه تعليق وإيقاف أحكامٍ شرعيةٍ قطعيةٍ من مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج!
فأينَ هُدِمَت فكرة الإمامة في مثل هذه الزندقة المكشوفة؟!
هذه الضلالات المتراكمة لدى الشيعة الروافض من العسير جداً تصوير خطرها وحجمها الحقيقي لمن أغلق على نفسه صندوق السياسة. فمن أصعب المهام إقناع "المحلل السياسي" أن قوة الأمة في اجتماعها على معتقدها، وأن الخطر الخارجي - مهما يكن - فإنه لا يسوِّغ التهوين من شأن تلك الضلالات التي تستهدف الأمة في أعز ما تملك.
شيءٌ واحدٌ يمكن أن يؤمن الدكتور بضرورة إثارته، وتفريق الأمة عليه، وتشتيت وحدتها من أجله، حتى لو كان في ذلك خدمةً للعدو الصهيوني الأمريكي!
فإذا كان الدكتور يعتبر إثارة الخلاف العقدي مع الشيعة حلباً في قدح العدو المحتل، فلنجرِّب أن نقول له: يجب عليك - إذاً - أن تكفَّ عن انتقاد الاستبداد السياسي للحكومات، وأن تمسك قلمك ولسانك عن المطالبة بالانتخابات والمشاركة الشعبية. لأن هذه المطالب هي عينها مطالب العدو الغربي الصهيوني الذي يضغط ويبتزُّ الحكومات بإثارتها، ليحملها في النهاية على تقديم تنازلات تضر بشعوبها.
بالطبع الدكتور لن يقبل مثل هذا الكلام، فهو لا يرى مانعاً أن يحلب في قدح العدو المحتل، لأجل تفعيل محتويات صندوقه. بل لا مانع لديه أن يهبَ عدوَّه البقرة كلها، متى ما تعلَّق الأمر بالرُّكن الأهم عنده: "السياسة"، و"الانتخاب". أما قضايا التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والهدى والضلال، فالمغفَّل من يخدم العدو بإثارتها، وهي - في نظر دكتورنا - قضايا تاريخية تنتمي لعصر أحمد بن حنبل على حدِّ تعبيره في برنامج (إضاءات)!
من مظاهر الضَّعف الكبرى في نهج "المحلل السياسي"، أنه يطرح أراءً واقتراحاتٍ من كدِّ عقله دون أن يكلِّفَ نفسه التوقف عند حكم الشرع فيها. وقد رأيتُ د. الأحمري يقترح ـ من أجل حلِّ المعضلة الشيعية ـ دمجَ الشيعة في المجتمع السُّني عن طريق رفع ما سماه بـ "الحصار الثقافي" عنهم، وفسح الحرية لهم في ممارسة دينهم المنحرف والدعوة إليه، وعدم إشعارهم بفروق بينهم وبين أهل السنة. بل رأيته يتمنَّى لو وُجد في البلاد السُّنية مراجع شيعية محلية، حتى يخفَّ ولاء الشيعة للمراجع الخارجيين!
ومع تقديري لحسن مقصد الدكتور، فإن الذي يقرأ مثل هذه المقترحات يشعر وكأنه يقرأ لمحللٍ ليبرالي أو علماني لا يرجعُ لأصلٍ ولا دينٍ، ولا تعنيه الانحرافات الدينية لدى الشيعة، إلا بقدر إضرارها بالجانب السياسي للدولة!
هو يتحدث عن الشيعة وكأنه يتكلم عن قبيلةٍ أو عِرْقٍ أو حزبٍ سياسي يريد أن يدمجه في المجتمع وحسب، فلا يخطر ببال الدكتور - وهو يطرح رؤيته - أن الشيعة فرقة منحرفة ضالة يتعين - شرعاً - تحجيمها ما أمكن، و السَّعي في معالجة ضلالاتها بدلاً من تعميقها وترسيخ وجودها في المجتمع السُّني.
أقول هذا وعجبي يطول من مناداة الدكتور بإقامة مرجع شيعي (طاغوت) من صنعٍ محلي، ليعلِّم الناس الضلال وعقائد الحقد الأسود على خيار الأمة. بدلاً من أن يتعلموها من طاغوت مستورد!
فهل توقَّف الدكتور -قبل أن يتكلم بهذا- عند مدى شرعية مثل هذا المقترَح؟!
وهل نظر في أدلة الكتاب والسنة ليعرفَ إن كان عقله أصاب ههنا أو أخطأ؟!
أو أن النظر في الكتاب والسنة أصبح - أيضاً - نبشاً في التاريخ؟!
على أن الحل الذي يقترحه الدكتور - مع مناقضته للشرع -، فإن الواقع يُثبت عدم جدواه. لأن انتماء الشيعي لمرجعه انتماءٌ دينيٌّ تحكمه عوامل واعتبارات كثيرة، تأتي الحدود السياسية في آخرها. فها هو العراق أمام ناظري الدكتور متشبِّعٌ بالمراجع الشيعية المحلية، فهل منع ذلك من تبعية الشيعة للمراجع الإيرانية؟! وهذا لبنان يوجد به مرجع محليٌّ معروفٌ، ومع ذلك فإن أكثر اللبنانيين ينتمون لمراجع خارجية معارِضة ومعادية للمرجع المحلي!
(يُتْبَعُ)
(/)
أمرٌ آخر لا أدري هل تفطن له الدكتور أو لا. فتنصيب مرجع محلي - لو حصل - فلن يكون للشيعة المحليين رأيٌ في اختياره حسب النظام الداخلي للعصابات الشيعية. فالمراجع خارج الحدود هم من يملك حقَّ تنصيب وإضافة مراجع جدُد. وهم - بالتأكيد - لن يسمحوا بوجود مرجعٍ خارج عن منظومتهم. وبالتالي فإن الثمرة النهائية لاقتراح الدكتور ستكون فتح قاعدة متقدِّمة للروافض داخل العُمق السُّني!
هذا الكلام أقوله على سبيل التنزل والاستطراد، وإلا فإن الميزان أولاً وآخراً للشرع الحنيف. وما كان الله ليرضى عن أمةٍ لا تمانع من ممارسة بعض أفرادها للكفر أوالفسوق العقدي علناً، بل والدعوة إليه بحمايةٍ من القانون كما هو مطلب الأستاذ.
دكتورنا - سدَّد الله قلمه - كمَّمَ أفواه "العقديين"، ثم فشل في القيام مكانهم. فالخلل في كلامه لم يقتصر على ضعف "النظر العقدي"، بل تجاوز ذلك إلى ضعفٍ في معرفة واقع الشيعة القائم. وقد رأيته في تعريفه بالباحث الشيعي أحمد الكاتب يذكر أنه (نشأ شيعياً حركياً، ثم ذهب ليكمل دراسته العليا في قم، وسجَّل مسألة "الإمامة" موضوعاً لرسالة دكتوراه في الحوزة في قم).
لا أدري كيف يتكلَّم بهذا من يتحدَّث دائماً عن جهل "العقديين" بواقع عصرهم. وكم أتمنى لو أن الشيعة لا يطَّلعون على مثل هذا الكلام لئلا يكون دكتورنا محلًَّ تندُّرهم. أحمد الكاتب لم يتقدَّم ـ يوماً من الأيام ـ لنيل درجة الدكتوراه ولا الماجستير من حوزة قم، وذلك لسببٍ بسيط، وهو أن الحوزات الشيعية لا يوجد فيها شيء اسمه دكتوراه ولا دراسات عليا. هذه الألقاب ـ لو علمَ دكتورنا ـ لا وجود لها في عالم الحوزات الأسود. والذي يتخرَّج في الحوزة الشيعية إنما يتأهل لوضع العمامة على رأسه، والتزين بألقاب من مثل: حجة الإسلام، وآية الله. ونحو ذلك من ألقاب متعضدٍ ومعتَمدِ. وكلام الدكتور عن دراسات عليا ودكتوراه في حوزات قم، يشبه قول القائل: إن فلاناً سجل أطروحة دكتوراه في جامع الرياض الكبير!
الدكتور - غفر الله - سَخِر من "العقديين"، واتهمهم بالجهل بالواقع، ثم أقام نفسه مقامهم في علاج المسألة الشيعية، ليكشف بعد هذا عن ضعف معرفته بواقع الشيعة، ومعتقداتهم، ونظام المرجعية عندهم، فضلاً عن منهجية التعليم في حوزاتهم السوداء.
بقي أن أنبِّهَ إلى أن د. الأحمري حين يشرح رؤيته للمعضلة الشيعية، فإنه لا يطرح أفكاره بصفتها حلولاً طارئة لوضعٍ استثنائي مؤقت. فهو حين ينادي بتطبيع التشيُّع داخل المجتمع السني، لا يفعل ذلك اضطراراً، وحذراً من الخطر الخارجي المحدِق. وإنما يقول هذا باعتباره الأصل، انطلاقاً من قاعدة كبرى يؤمن بها تمام الإيمان.
الدكتور -غفر الله له - يؤمِن بالحرية الفكرية بمفهومها الغربي. فمن رأيه ومذهبه أن الحرية الفكرية وحرية التعبير يجب أن تكون مصانةً ومتاحةً للجميع. فليس الرافضيُّ وحده الذي يجب أن تتاحَ له الفرصة لممارسة ضلاله والدعوة إليه. بل حتى الكافر الصَّريح، والشيوعي الملحد، من حقه ألا يُقمَع ويُقصَى، بل يجب أن يكون حرَّاً في إبداء رأيه والدعوة إليه. بل إن دكتورنا يذهب لما هو أبعد من ذلك، فلا مانعَ لديه من أن تفسحَ الدولة المسلمة لأحزابٍ سياسيةٍ تقوم على مبادئ الكفر والضلال!! فلا نهضة للأمة - حسب الدكتور - مالم يتسع صدرها لمثل هذه الحرية المترامية الأطراف!
هذا ما يقرِّره الأستاذ ويؤمن به. وقد سبقَ لي بحثٌ معه حول هذا المنحَى الخطير. ثم سمعته بعد ذلك ببرنامج (إضاءات) يذكر أن الإسلاميين "إذا كان عندهم استعدادٌ لوقف الآخرين وكبت حرياتهم فهذه قضية سيئة جداً"!
فليتَ شعري إذا لم يكن من هدف الداعية والمصْلِح إيقاف الباطل وإقصاءُ أهله، فما فائدة دعوته وإصلاحه إذاً؟!
حين أذكرُ هذا الكلام عن الدكتور - أصلح الله باله - فإني أريد بيان الزاوية التي نظر من خلالها وهو يتصدى لعلاج "المعضلة الشيعية". فهو لا يبني فكرته من خلال ملابسات الواقع القائم، بل من خلال قناعةٍ داخلية راسخةٍ لا علاقةَ لها بتآمر الغربيين ضدنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور ـ رعاه الله ـ ينطلق من مجموعة تصورات ومفاهيم تجمعها كلمة "ديمقراطية". ويخطئ من يظنُّ أنه عالج "المعضلة الشيعية" من خلال معرفته الواسعة بتعقيدات الوضع القائم كما يبدو من ظاهر الأمر، بل وكما يجتهد الدكتور في تصوير ذلك. فحديثه الدائم عن الحرية، و عن العقديين وصناديقهم المقفَلة، وكلامه عن ضرورة استيعاب مشاكل العصر، والبعد عن الاستغراق والتعصُّب لآراء الأسلاف، والتشاغل بالخلافات التاريخية. كل هذا الكلام يتجه إلى مصبٍّ واحد، ينتهي عند دلتا "الديمقراطية".
ودكتورنا -سلمه الله- لم يكن الأول في هذا الطريق، ولا أظنه سيكون الأخير. فهو من أناسٍ أرهقهم ضغط الواقع السياسي لأمتهم، فالتبستْ عليهم المسالك، واشتبهتْ عليهم الدروب، فاستبدلوا بالدعوة للتوحيد الدعوةَ للتعددية، واعتاضوا عن تحكيم الشرع بتحكيم صناديق الاقتراع ورأي الأكثرية، فصاروا يركضون طلباً لدولة الحرية بدلاً من السعي لإقامة دولة الملة الحنيفية. وقد كان لستةَ عشر عاماً قضاها في أمريكا (أرضَ العدو المحتل) أبلغَ الأثر في تشبُّع نفسه بمثل هذا التوجُّه.
ومن المفارقات أن تقرير مؤسسة (راند) الأخير جعلَ من أهم مواصفات الحليف والعميل الأمريكي: الإيمان بالديمقراطية والحرية الدينية والفكرية. والدكتور - بحسن نيةٍ - ممن يؤمن بذلك ويدعو إليه، وفي الوقت نفسه يتهم مخالفيه بخدمة مخططات العدو، والحلب في قدحه، وإلى الله المشتكى!
مما توقفتُ عنده قول الدكتور في برنامج (إضاءات) إنه يتحفظ على السلفية المعاصرة لأنها "أصبحت تقليداً للمرحلة التي عاشها الإمام أحمد وخصومه". ولأن "السلفيَّ في العصر الحديث لا بدَّ أن يبحثَ عن المعتزلة حتى يخاصمَهم، ولا بدَّ أن يبحث عن الأشعرية حتى يخاصمهم، ولا بد أن يبحث عن الشيعة حتى يخاصمهم ".
ومع ما في هذا الكلام من مبالغةٍ وخللٍ، فإني حين قرأته حمدتُ الله - عز وجلَّ - أن جعل النهج السَّلفي الأصيل هو الغالب والسائد بين أهل العلم وطلابه في بلدي، مع ما في تطبيقهم له من خللٍ وقصور ظاهرين. و لو أن الناس أطاعوا د. الأحمري لأضاعوا الدين ولم يصلحوا الدنيا. ولو آمن دعاة السنة بما يدعو إليه الدكتور لخسروا دولتهم، ولم يفلحوا في التخلُّص من النفوذ الأجنبي الذي يريد منا الدكتور تقديم السنة ثمناً للهرب منه.
ومن خلال تتبعِ النشاط الشيعي في المنطقة، فأنا على يقينٍ من أن الطرح الذي يقدِّمه د. الأحمري لا يشكل أيَّ إزعاجٍ أو قلقٍ لا لدعاة الرفض والتشيع، ولا للصهاينة الأمريكان. بل إنه يمهد الأرضية التي يستطيعون غرس باطلهم فيها.
فالشيعة يستطيعون التعامل مع أمثال الدكتور بيُسرٍ وسهولةٍ، ولا يجدون أدنى مشقةٍ في تلهيته بشعارات الاتحاد في وجه العدو المشترك. لأنه لا ينطلق من قواعد شرعية واضحةٍ في نظرته إليهم، وإنما يتعامل معهم وفقَ ألاعيب السياسة التي يتقن شياطين الشيعة فنونها.
أما الدعوة السَّلفية - فمع ما فيها من ضعفٍ وانقسامٍ - فإنها تمثِّل الحاجز الأكبر، والسدَّ المنيع في وجه المدِّ الرافضي باعتراف أهله. فالروافض لا شكوى لهم اليوم إلا من "الوهابية" التي عجزوا عن اختراقها، فلجأوا للالتفاف عليها عن طريق العبث بأصحاب "التحليل السياسي" المبهورين ببطولات "حزب الله"، والمشفقين على مفاعل إيران النووي!
ومن الجانب الآخر إذا نظرنا للهيمنة الأمريكية الصهيونية التي تشغل الدكتور، فإن العدوَّ يعترف ويقرُّ - والدكتور يعرف هذا - أن السلفية تمثل التحدي الأكبر له. في حين أنه لا يحسب حساباً لأمثال الدكتور، إلا بقدر اتفاقه مع الطريقة السلفية، وتقرير (راند) لم يكن الشاهد الأول على ذلك.
بقيَ أن أقول في الختام: إني أؤيد الدكتور تماماً فيما ذكره في مقالته عن "المعضلة الشيعية" من التأكيد على ضرورة التوجه لعامة الشيعة بالدعوة والتوجيه. لكن هذا كله لا يلغي ضرورة تحصين المسلمين بتحذيرهم وتنفيرهم من الرَّفض وأئمته، فالمحافظة على رأس المال أولى من البحث عن مكاسب جديدة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 12:24]ـ
الأخ الفاضل الخالدي - وفقه الله
الشيخ الحبيب الحمادي - وفقه الله
جعل الله للخير عليكم دليلا ... ولا جعل للشر إليكم سبيلا
ـ[الخالدي]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 03:30]ـ
جزاك الله خيرا ً شيخي و عزيزي الحمادي، أخي آل عامر جزاك الله خيراً و غفر الله للدكتور محمد و سدد خُطاه ..
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 01:27]ـ
وهذا رد طيب ومبارك، رصدته من الراصد، ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6178)
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 08:59]ـ
يبقى كلام الدكتور الأحمري محل توقير واحترام
فقد حلل وأصاب في أكثره
وكثير ممن ناقشه كالدكتور الشويقي بعيد عن الفكره الاساسية بل ناقش الجزئيات البسيطه!!
ووصف الحال وتشخيص الداء لايعني الاخذ به مطلقا بل للتقريب إلى الأذهان
مثل تبيين صورة المسألة
ولأن الموضوع سياسي ديني تاريخي فيحتاج من المحلل الأدوات الأساسية للتحليل
فالأحمري يمتلك أدوات كثيره للتحليل
والجهل بالتاريخ والإخفاق بالسياسه لاتعني ابعادهما وإحلال فهم واحد وهذا الذي يقصد به العقدي البحت.(/)
قاعدة أهل السنة والجماعة في رحمة أهل البدع والمعاصي
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 11:59]ـ
قاعدة أهل السنة والجماعة في رحمة أهل البدع والمعاصي
ومشاركتهم في صلاة الجماعة قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد ابن تيمية رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى وتقدس) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (قال ابن عباس وغيره: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة) فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون (.
وفي الترمذي عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج " أنهم كلاب أهل النار " وقرأ هذه الآية) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (قال الإمام أحمد: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه.
وقد خرجها مسلم في صحيحه وخرج البخاري طائفة منها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم.
وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم.
يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية - وفي رواية - يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ".
والخوارج هم أول من كفر المسلمين بالذنوب.
ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله.
وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم في بدعتهم.
وأهل السنة وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فعاقب الطائفتين.
أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار وطلب قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر.
وروي عنه من وجوه كثيرة أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر.
ورواه عنه البخاري في صحيحه.
فصل ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات لا يدعون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم فإن كان الإمام مستوراً لم يظهر منه بدعة ولا فجور صلي خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين ولم يقل أحد من الأئمة أنه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره بل ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور ولكن إذا ظهر من المصلي بدعة أو فجور وأمكن الصلاة خلف من يعلم أنه مبتدع أو فاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره فأكثر أهله العلم يصححون صلاة المأموم وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وهو أحد القولين في مذهب مالك وأحمد.
وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة.
وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل الإسلام بلا خلاف عندهم.
وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعفه على سبيل الاستحباب كما نقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله.
ولم يقل أحد أنه لا تصح إلى خلف من عرف حاله.
ولما قدم أبو عمرو عثمان بن مرزوق إلى ديار مصر وكان ملوكها في ذلك الزمان مظهرين للتشيع وكانوا باطنية ملاحدة وكان بسبب ذلك قد كثرت البدع وظهرت بالديار المصرية - أمر أصحابه أن لا يصلوا إلا خلف من يعرفونه لأجل ذلك ثم بعد موته فتحها ملوك السنة قبل صلاح الدين وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة ثم صار العلم والسنة يكثر بها ويظهر.
فالصلاة خلف المستور جائزة باتفاق علماء المسلمين ومن قال أن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون خلف من يعرفون فجوره كما صلى عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط وقد كان يشرب الخمر وصلى مرة الصبح أربعاً وجلده عثمان بن عفان على ذلك.
وكان عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة يصلون خلف الحجاج بن يوسف.
وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف ابن أبي عبيد وكان متهماً بالإلحاد وداعياً إلى الضلال.
فصل ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه
ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة فإن الله تعالى قال) آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم.
والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين.
واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار.
ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم فلا يحل لإحدى هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها وإن كانت فيها بدعة محققة فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ.
والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خطبهم في حجة الوداع " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا " وقال صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه " وقال صلى الله عليه وسلم " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله " وقال " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار " قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال " أنه أراد قتل صاحبه " وقال " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " وقال " إذا قال المسلم لأخيه لا كافر فقد باء بها أحدهما " وهذه الأحاديث كلها في الصحاح.
وإذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر بن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة " يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق " فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " وهذا في الصحيحين.
وفيهما أيضاً: من حديث الأفك: أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: أنك منافق تجادل عن المنافقين واختصم الفريقان فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهم.
فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم أنك منافق ولم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم لا هذا ولا هذا بل شهد للجميع بالجنة.
وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبره وقال " يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله " وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ.
ومع هذا لم يوجب عليه قوداً ولا دية ولا كفارة لأنه كان متأولاً ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذاً.
فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضاً من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض أخوة مؤمنون وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضاً موالاة الدين لا يعادون كمعاداة الكفار فيقبل بعضهم شهادة بعض ويأخذ بعضهم العلم من بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه " أن لا يهلك أمته بسنة عامة أعطاه ذلك وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطاه ذلك وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يعط ذلك " وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً.
وثبت في الصحيحين لما نزل قوله) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم (قال " أعوذ بوجهك ") أو من تحت أرجلكم (قال " أعوذ بوجهك ") أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض (قال " هاتان أهون ".
هذا ما أن الله أمر بالجماعة والائتلاف ونهى عن البدعة والاختلاف وقال) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء (وقال النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة " وقال " الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد " وقال " الشيطان ذئب فالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم وإن رأى بعضهم ضالاً أو غاوياً وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلك وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وإذا كان قادراً على أن يولي في إمامة المسلمين الأفضل ولاه وإن قدر أن يمنع من يظهر البدع والفجور منعه.
وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه الأسبق إلى طاعة الله ورسوله أفضل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح " يؤم القوم أقرأم لكتاب الله.
فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.
فإن كانوا سواء فأقدمهم هجرة.
فإن كان في الهجرة سواء فأقدمهم سناً " وإن كان في هجره لمظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجره كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا حتى تاب الله عليهم.
وأما إذا ولي غيره بغير إذنه وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية كان تفويت هذه الجمعة والجماعة جهلاً وضلالاً وكان قد رد بدعة ببدعة.
حتى أن المصلي الجمعة خلف الفاجر اختلف الناس في إعادته الصلاة وكرهها أكثرهم حتى قال أحمد بن حنبل في رواية عبدوس: من أعادها فهو مبتدع.
وهذا أظهر القولين لأن الصحابة لم يكونوا يعيدون الصلاة إذا صلوا خلف أهل الفجور والبدع ولم يأمر الله تعالى قط أحداً إذا صلى كما أمر بحسب استطاعته أن يعيد الصلاة.
ولهذا كان صح قولي العلماء أن من صلى بحسب استطاعته أن لا يعيد حتى المتيمم لخشية البرد ومن عدم الماء والتراب إذا صلى بحسب حاله والمحبوس وذوو الأعذار النادرة والمعتادة والمتصلة والمنقطعة لا يجب على أحد منهم أن يعيد الصلاة إذا صلى الأولى بحسب استطاعته.
وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة صلوا بغير ماء ولا تيمم لما فقدت عائشة عقدها ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة بل أبلغ من ذلك أن من كان يترك الصلاة جهلاً بوجوبها لم يأمره بالقضاء فعمرو وعمار لما أجنبا وعمرو لم يصل وعمار تمرغ كما تتمرغ الدابة لم يأمرهما بالقضاء وأبو ذر لما كان يجنب ولا يصلي لم يأمره بالقضاء والمستحاضة لما استحاضت حيضة شديدة منكرة منعتها الصلاة والصوم لم يأمرها بالقضاء والذين أكلوا في رمضان حتى يتبين لأحدهم الحبل الأبيض من الحبل الأسود لم يأمرهم بالقضاء وكانوا قد غلطوا في معنى الآية فظنوا أن قوله تعالى) حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (هو الحبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما هو سواد الليل وبياض النهار " ولم يأمرهم بالقضاء والمسيء في صلاته لم يأمره بإعادة ما تقدم من الصلوات والذين صلوا إلى بيت المقدس بمكة والحبشة وغيرهما بعد أن نسخت بالأمر بالصلاة إلى الكعبة وصلوا إلى الصخرة حتى بلغهم النسخ لم يأمرهم بإعادة ما صلوا وإن كان هؤلاء أعذر من غيرهم لتمسكهم بشرع منسوخ.
وقد اختلف العلماء في خطاب الله ورسوله هل يثبت حكمه في حق العبيد قبل البلاغ على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره.
قيل يثبت وقيل لا يثبت وقيل يثبت المبتدأ دون الناسخ.
والصحيح ما دل عليه القرآن في قوله تعالى) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (وقوله) لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (وفي الصحيحين " ما أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ".
فالمتأول والجاهل المعذور ليس حكمه حكم المعاند والفاجر بل قد جعل الله لكل شيء قدراً.
"منقول"
من الجزء الخامس من جامع الرسائل لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني رحمة الله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 03:25]ـ
بارك الله فيكم، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية ورفع درجته في جنات النعيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 02:25]ـ
وفيك بارك أخي الكريم
وجزى الله شيخ الإسلام عنا خير الجزاء(/)
ظاهرة الهجوم على منهج السلف
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 03:15]ـ
ظاهرة الهجوم على منهج السلف
الشيخ د/ عبدالرحمن المحمود
7/ 4/1428
المقدمة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فالهجوم على منهج ومذهب السلف ليس جديداً، بل هو قديم قدم نشوء البدع والافتراق في هذه الأمة، حيث كانت كل طائفة ترى في مذهبها الحق وتعادي من يخالفه، ولما كان السلف هم الوسط المخالفين لأهل الغلو والجفاء والإفراط والتفريط نالهم من كافة الطوائف المنحرفة ما نالهم، وصبت عليهم كل فئة حادت عن الطريق المستقيم غضبها. وكان ذلك – من فضل الله – سبباً في رسوخ الحق وعلوه ونشره، وفي رفعة رجاله الحاملين للوائه وذيوع ذكرهم في الأمة وقبولهم عند الناس، مع ما لهم عند ربهم من مزيد الأجر والحسنات وحسن الثواب.
والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن إتباع هذه الأمة من سبقها من الأمم وافتراقها كما افترقت أمر بإتباع ما كان عليه هو وأصحابه وأمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وأمر بالعض عليها بالنواجذ ونهى عن البدع والمحدثات في الدين. وكل هذا لأجل خطورة مثل هذا الافتراق والبدع.
ولما كانت كل طائفة تدعي أن مذهبها الحق وأنه يقوم على دلائل الكتاب والسنة أو على الأقل لا تعارضها جاء الأمر مع اتباع سنته وما كان عليه صلى الله عليه وسلم باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وفي هذا بيان لمسألة – قد يغفل عنها البعض – خاصة في الأزمنة المتأخرة فيظن أنه ينبغي الرجوع إلى الكتاب والسنة دون الالتفات إلى ما وقع من افتراق في هذه الأمة ونشوء طوائف في كل زمن وعصر، وأن تجاوزها شرط لوحدة الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها. وهذا كلام طيب وحسن وهو أمنية كل مسلم ولكن شرطه أن تتخلى كل فرقة وطائفة عن معتقداتها المنحرفة لترجع إلى ما جاء في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل أو إلحاد.
أما والواقع غير ذلك فلا بدّ من تمييز منهج السلف عن مناهج غيرهم كما فعل الأئمة منذ عهد الصحابة – رضوان الله عليهم – وإلى يومنا، ولا بد من نشره والدفاع عنه والرد على المنحرفين وأهل البدع جميعاً، ونصحهم وأمرهم بالتوبة والرجوع إلى الله وتحذير الأمة كلها من هذه البدع والضلالات، مع بيان العقيدة الصحيحة وشرحها وتوضيحها لهم، والردود والمناقشات بحسب أحوال هذه البدع وانتشارها وعموم خطرها.
والخلاصة:
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن تقليد هذه الأمة لغيرها وعن افتراقها وقد وقع هذا فلا داعي لإنكار ما ورد في ذلك، خاصة ممن يريد جمعها بأيّ شكل وعلى أي منهج.
2 - أنه لا تعارض بين الشرع والقدر – كما قرر ذلك الأئمة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بل نؤمن بهما جميعاً فنؤمن ونصدق ما جاءت به الأخبار من الافتراق في هذه الأمة، ونتبع الشرع في اجتنابها والإعراض عن بدعها واتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والقرون المفضلة.
أما من أراد أن يلغي الشرع باعتبار الافتراق أمراً قدرياً فنرضى بهذه الفرق ونقبلها، أو أراد أن يلغي القدر وينفي وجود هذا الافتراق لأن الله لا يحبه ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا من الخطأ البيّن الذي يجب أن يحذره الجميع وخاصة طلاب العلم.
3 - عقيدة ومنهج السلف باقيان إلى آخر الزمان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور أنه لا تزال طائفة من أمته باقية على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وهذا مع ما سبقت الإشارة إليه من الأمر باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين، فيه الدلالة القاطعة على وجوب اتباع منهج السلف في كل وقت ومنه وقتنا هذا في فتنه وعولمته ومتغيراته.
وقد عجبت لعبارة شيخ الإسلام ابن تيمية حين ذكر في أول العقيدة الواسطية ما يفيد هذا حيث قال: أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة إلى يوم القيامة، فقوله: إلى قيام الساعة تنبيه للأمة في زمنه، وهو تنبيه لنا في هذه الأيام مقتضاه أن الحق واحد باق، لا يتغير ولا يتبدل.
4 - وعلى هذا فما يجري في هذه الأيام من هجوم على منهج السلف هو جزء من سنة الله تبارك وتعالى في الصراع بين الحق والباطل، وهي سنة باقية ولا تتغير ولا تتبدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - والصراع قد يشتد في زمان دون زمان أو في مكان دون مكان حسب قوة الباطل وحسب قيام أهل الحق بما أوجب الله عليهم، ولكن العاقبة للمتقين المتبعين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم – نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم -.
وهذه الكلمات المختصرات جعلتها في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف. القسم الثاني: مظاهر الهجوم على منهج السلف.
القسم الثالث: العلاج ووسائله. وأسأل الله أن ينفع بها.
القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف: لقد عظمت الحملة في هذه الأيام على منهج وعقيدة السلف الصالح واشتد أوارها إلى حدّ لم نعهده في زماننا المتأخر – خاصة في بلاد الحرمين المملكة -. وأسباب ذلك معلومة لا تخفى، ولا بأس من أن نشير إليها باختصار من باب التذكير، ويمكن تقسيمها إلى أسباب عامة وأسباب خاصة:
أولاً: الأسباب العامة:
1 - سنة الله في الصراع بين الحق والباطل.
2 - اتباع الهوى.
3 - التباس الحق بالباطل لدى بعض الناس [فتن الشبهات].
4 - ضعف التقوى وكثرة التفريط وانتشار المنكرات [فتن الشهوات].
5 - الجهل، والخوض في مسائل الدين بلا علم.
6 - عدم القيام بالواجب من جانب بعض أهل العلم والدعوة.
7 - عداوة اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين والعلمانيين ورؤوس البدع للمسلمين عامة ولأهل السنة خاصة.
8 - العولمة ووسائل الإعلام والاتصال التي ساهمت في نشر الباطل وفشوه ودخوله إلى كافة بلاد المسلمين ومدنهم وقراهم وبيوتهم إلا ما عصم الله. [مع ملاحظة أن بعضها ساهم في نشر الخير والعقيدة الصحيحة والدفاع عنها].
ثانياً: الأسباب الخاصة:
1 - تنامي ظاهرتي الإفراط والتفريط: فمن جهة ظهور الغلو عند البعض وعدم ضبط مسائل الإيمان والكفر، وما ترتب على ذلك وغيره من وقوع التفجيرات التي أفرحت أعداء هذه العقيدة في داخل المملكة وخارجها، ومن جهة ظهور التفريط عند بعض ممن تأثر بمذاهب المرجئة حتى أخلوا بمسائل الإيمان وربما صحح بعضهم دين اليهود والنصارى والمشركين. ومن ذلك التفريط الخطير غلو العلمانيين في نشر مبادئهم الإلحادية وحربهم على ثوابت الدين وأصوله.
2 - الحرب العالمية الصليبية على الإسلام ركزت على عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة – ولم تطل الحرب أهل البدع من الرافضة والصوفية ومن شاكلهم – وقد تركزت الحرب بشكل أخص على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى هذه البلاد المنتسبة إليها – وخاصة بعد أحداث نيويورك.
3 - ظهور العلمانيين والحداثيين وأهل البدع [لأسباب معروفة] وعلو صوتهم في كثير من وسائل الإعلام ومجاهرتهم بالكثير من أفكارهم دون رادع – مما شجعهم على المضيّ سريعاً في نشر أفكارهم ومذاهبهم.
4 - الناظر في الموقف الرسمي مما يجري يرى الليونة والضعف – وقد يقول البعض إنه تخلٍّ – عن أعظم ميزة تميزت بها هذه البلاد وهي العقيدة السلفية الصحيحة والتي لا يخفى تاريخها في هذه البلاد منذ عشرات ومئات السنين. وهذا شجع الملاحدة وأهل الأهواء وأصحاب البدع على أن تعلو أصواتهم في نشر ضلالاتهم في الرد والطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة ومصادرها وعلمائها قديماً وحديثاً. كما أنه أصاب أهل السنة بالضعف والوهن.
5 - وجود عدد من المنتكسين والناكصين على أعقابهم – لأسباب كثيرة – حيث حمل هؤلاء لواء الهجوم على العقيدة والشريعة وأصولهما وقواعد العلم الشرعي المعروفة. وقد استخدم العلمانيون والمفسدون هؤلاء شر استخدام فروّجوا لهم في وسائل الإعلام وكرروا وأعادوا وزادوا وعملوا على تحويلهم إلى ظاهرة فكرية يحاربون بها دين الله عموماً وعقيدة ومنهج السلف خصوصاً.
6 - ظهور المدرسة [العصرانية] – مدرسة أهل الأهواء – حيث تبنى بعض أسس هذه المدرسة من قد ينتسب إلى العقيدة الصحيحة ممن تأثر بهذه المدرسة، فصار بعض هؤلاء يروجون لهذه المدرسة في بعض مقولاتها وأسسها. وهذه المدرسة من أخطر المدارس على الإسلام وقد أدرك هذا العلمانيون وأهل البدع المعروفون من الرافضة والصوفية ونحوهم، فوطدوا العلاقة مع هذه المدرسة وصاروا ينشرون فكرها، ويعلون من شأن كل من تأثر بها أو تبنى بعض مقولاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - تراجع بعض من كان ينتسب إلى عقيدة السلف من تبنيها، وفي المقابل صار يظهر الميل وأحياناً الانتساب إلى ما يخالفها، فهذا يظهر مذهب المعتزلة وذاك يقول بمذهب الأشاعرة، وهذا يدعو إلى التصوف ويراه حقاً ... الخ
القسم الثاني:
مظاهر الهجوم على منهج السلف: من خلال ما سبق ذكره من الأسباب الخاصة والعامة تظهر جملة من مظاهر الهجوم على عقيدة ومنهج السلف – رحمهم الله – بشكل عام.
ويمكن أن تذكر هنا جملة من هذه المظاهر لعلها تكفي في إعطاء التصور الواضح للمشكلة، وأما الإحاطة بذلك أو بجله، فمما يُعلم صعوبته.
فمن هذه المظاهر: أ/ عالمياً أخذ الهجوم على منهاج السلف وعقيدتهم – أو على الإسلام – لكن يقصد به من يعتمد هذا المنهج – شكلاً لم يعهد من قبل [بسبب وسائل الإعلام المتقدمة]. وقد اتخذ هذا المحاور التالية:
المحور الأول:
الهجوم الصليبي والغربي على الإسلام واتهام أتباعه بالتطرف والأصولية والإرهاب ... إلخ. وتتبع مظاهر ذلك مما لا يمكن حصره، ولكن يكفي فيه أن الإسلام صار متهماً في عقيدته وفي شريعته، وفي أعلامه، وفي مظاهره [من سمت إسلامي، وحجاب، ولحية، ... إلخ]، وفي نشاطاته الإسلامية، وفي جمعياته الخيرية ... ولم يسلم من هذا إلا أهل البدع المرضيّ عنهم من جانب الصليبيين.
المحور الثاني:
وسائل الإعلام – وخاصة المحطات الفضائية – التي تتبع إما أهل البدع وأما أن أصحابها أذناب للغرب الكافر من العلمانيين والمنافقين والمفسدين في الأرض، فقد شنت هذه الوسائل حروباً متتالية وبأساليب متنوعة على عقيدة السلف ومصادرها ورجالها وأئمتها.
ونماذج ذلك ظاهرة للعيان في تلك المحطات التي تبث بالعربية لتنشر الفكر المنحرف والبدعي وتحارب بشكل صريح الإسلام وعقيدة السلف.
المحور الثالث:
إعادة التجمعات والروابط الجاهلية على مستوى الأمة، حيث إنه بعد الفشل الذريع للأفكار العلمانية من يسارية وقومية ونحوها في المرحلة السابقة [ولا تزال والحمد لله] أخذت بعض القوى من أجل حرب الإسلام وعقيدته الصحيحة تعيد تنظيم صفوفها أو ابتداع منظومات فكرية جديدة.
1 – فهناك مراكز بحوث في لندن وبيروت وعمان وغيرها يقوم عليها أناس مشبوهون، حيث عرف عنهم تبني قواعد وأسس مخالفة للعقيدة والمنهج الصحيح. 2 – ومؤسسة الفكر العربي تنشأ في ظل هذه الظروف وتمول ويشرف عليها أناس معروفون في حقدهم وحربهم للعقيدة الصحيحة ... 3ـ إضافة إلى مراكز البحوث والدراسات العلمانية التي كانت موجودة سابقاً، فأعادت ترتيب أمورها مدعومة مادياً بشكل قوي من قوى صليبية وعلمانية وغيرها.
ب/ ومن المظاهر: الشدة والقسوة في الهجوم على عقيدة ومنهج السلف، في هذه البلاد حيث بلغت حداً لم يعهد من قبل، وجرأة لم ير مثيل لها فيما سبق.
ومن أمثلة ذلك: - اتهام عقيدة السلف بأنها تكفيرية إرهابية – هكذا -. - اتهام الأئمة المعروفين المعتبرين بذلك. - الدعوة الصريحة إلى إلغاء بعض أصولها – كالولاء والبراء، ونواقض الإسلام. - الدعوة الصريحة إلى إحياء الآثار الجاهلية وغيرها والدعوة إلى إعادة بناء الأضرحة على القبور. - سب العقيدة بأنها تفرقنا وتمزقنا والدعوة إلى وطنية جاهلية مفرغة من العقيدة. - الدعوة الصريحة إلى العلمانية والليبرالية الغربية وتبنيها. - تحدي الأمة في المسائل المتعلقة بالمرأة ودعوتها قولاً وفعلاً إلى التمرد على دينها وشريعتها. - التبجح بالفكر الحداثي والافتخار به، والتسابق إلى الإعلان عن رواده ودعاته وتنافسهم في ذلك. - مدح الحضارة الغربية وثقافتها وفكرها ونظمها بشكل لا أظن أنه وقع قبل ذلك.
وهكذا .. والأمثلة لا تكاد تنتهي.
ج/ ظهور أهل البدع وعلوّ صوتهم وتحديهم للأمة: 1 – فالرافضة لا يخفى أمرهم على أحد لا من ناحية أهدافهم أو خططهم ولا من ناحية أعمالهم وأفعالهم. [والكلام حولهم يطول: ولعل فيما كتب عنهم من ملفات ما يكفي لبيان حالهم وخطرهم].
2 – والصوفية بدؤوا يظهرون المخفيّ عندهم، وصاروا يعملون بكل ما أوتوا من وسائل لاستباق كل عائق حتى ينشروا تصوفهم وخرافاتهم بل وشركياتهم الصريحة.
ويمكن أن نذكر هنا ما يلي من نشاطهم: 1) الدعوة إلى التصوف صارت علناً لا يتدسس بها أصحابها.
2) نشر مقالاتهم وحججهم وشبههم على صفحات الصحف مثل المدينة وعكاظ والوطن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
3) إقامة الموالد والمناسبات الصوفية علناً في البيوت والاستراحات.
4) السعي إلى إحياء الآثار في مكة والمدينة والدعوة إلى تعظيمها والتبرك بها.
5) العداء السافر من كثير منهم لأهل السنة أصحاب العقيدة السلفية ورميها بما سبق أن رُميت به من التهم.
6) وآخر قصص جرأتهم ما جرى أخيراً في النادي الأدبي في المدينة النبوية حيث ألقيت محاضرة تدعو إلى إحياء الآثار والتبرك بها.
3 - والأشاعرة أخذوا يدعون إلى مذهبهم داخل شباب أهل السنة، ويحمل لواء ذلك أشاعرة كانوا يخفون مذهبهم ثم أظهروه، وأناس تمشعروا بعد أن كانوا سلفيين. والملاحظ أن هذا الصنف من أهل البدع عادوا إلى ما عُرف عن شيوخهم من التصاقهم بالصوفية، ودعوتهم إلى الأصول الكلامية، والعداء لأهل السلف ولكتبهم قديماً وحديثاً، مع المهادنة لبقية أهل البدع، كما أن حرصهم على نشر كتب الأشاعرة نشط كثيراً.
4 – مدرسة الاعتزال والتجهم تعود هنا وهناك، وتُنشر كتبها وآراؤها التي يتبناها للأسف جمهرة من العقلانيين والعلمانيين وغيرهم.
د/ ظهور أصحاب الفكر المنحرف – في هذه البلاد – من الحداثيين والعلمانيين على مختلف مدارسهم المعروفة من ماركسية وقومية وبعثية وحداثية وليبرالية وغيرها.
وقد عملوا على: إظهار رموزهم – دون خجل – على أنهم رواد الفكر والثقافة والتوجيه في المجتمع، كما عملوا على استقطاب عدد كبير من المتأثرين بهم من الشباب والصحفيين وتجييشهم بأساليب مختلفة حتى يسايروا الخط الذي يسيرون عليه. ومما يؤسف له أن يقع هؤلاء فريسة لهذه الأفكار المنحرفة عن وعي وعن غير وعي. وهذا تشخيص لما يجري، وإلا فهم يتحملون مسؤولية ما يكتبون. [وهؤلاء كالرافضة والصوفية يحتاجون إلى من يتتبع أفكارهم ونشاطهم، وهناك جهود في هذا ولكنها قليلة إذا ما قورنت بعظم خطرهم على الأمة وعلى العقيدة والشريعة].
ونحن هنا نشير إلى أبرز مظاهر نشر فكرهم وحربهم للدين عقيدة وشريعة وخلقاً كما يلي:
1 – أغلب هؤلاء العلمانيين كانوا أصحاب تنظيمات سرية كانت معروفة في السابق في البلاد العربية ومنها ما كانوا يسمونه فرع الخليج العربي [البحرين – عمان – الكويت – السعودية]. وأبرز هذه التنظيمات [الشيوعيون، والبعثيون، وحركة القوميين العرب، والناصريون، والقوميون القدامى، الوحدويون]. والحداثيون هم خليط من هؤلاء، وإن كانوا في الغالب ينتمون إلى التيارين: الشيوعي والليبرالي الغربي.
وأغلب هؤلاء غلب عليهم الفكر الثوري واليساري. وهناك التيار الغربي العلماني الليبرالي ويقود هذا مجموعة من الدارسين في الغرب الذين تشربوا فكره وأصبحوا من أدواته. والملاحظ أن هؤلاء يعيدون ترتيب صفوفهم وشيئاً من تنظيماتهم السابقة، ويتحالف بعضهم مع بعض، وينتقل الواحد منهم في لحظة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ما دامت المصلحة الشخصية تقتضي ذلك.
2 – بدؤوا يجاهرون بأفكارهم ويفاخرون بتاريخهم السابق من شيوعي وبعثي وغيره. [ونحن نخشى أن يأتي اليوم الذي يقف فيه الواحد من هؤلاء أمام وسيلة إعلامية رسمية ليشرح بكل فخر قصة انتسابه للفكر الشيوعي ودخوله في تنظيمه، وقصة انتسابه لتنظيم البعث أو الناصرية وغيرها كما فعل بعثيوا العراق وسوريا وشيوعيوا عدن وغيرهم حين صارت لهم سلطة ودولة].
3 - حولوا مراكز نفوذهم إلى منابر لنشر أفكارهم المنحرفة ومحاربة من يخالفهم وهذا واضح جداً في بعض الصحف، وغيرها التي شنوا من خلالها حرباً لا هوادة فيها على العقيدة ومنهج السلف وشريعة الإسلام.
4 – استولوا من جديد – بطريقة ثورية انقلابية – على أغلب إن لم نقل كافة الأندية الأدبية في المملكة عن طريق نفوذهم في وزارة الإعلام وما فوقها.
5 - شنوا حملة شعواء على الشريعة، وإقامة الحدود، وعلى القضاء والقضاة والإفتاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكم سخروا من كثير من القضايا – آخرها موضوع هلال رمضان.
6 – عملوا على تعطيل الأحكام الشرعية التي أصدرت على أصحابهم من الزنادقة وأشباههم لأنهم يريدون إضعاف قاعدة الحسبة على هؤلاء وهو الإحالة للقضاء، ولأنهم يضعون خط دفاع عنهم؛ لأنه لو نفذت الأحكام فالدور عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 – استولوا على المهرجانات الثقافية: كالجنادرية، ومعرض الكتاب والمناسبات الثقافية، وحاولوا من خلال معارض الكتاب الدولية، ومن خلال المراقبين في الإعلام إدخال كتب الفساد والانحلال والفكر المنحرف على مختلف مدارسه، إلى هذه البلاد ونشرها وبيعها. وفي مقابل ذلك حاربوا الكتاب الإسلامي ومنعوا الكثير منها من الفسح والدخول إلى المملكة.
8 – وفي الشبكات العنكبوتية لهم مواقعهم الصريحة في العلمنة والإلحاد وحرب الدين والاستهزاء الصراح به. وصاروا ينشرون فيها ما لا يستطيعون نشره في صحفهم ووسائل إعلامهم المعروفة.
9 – أما أخطر مجالات عملهم التغريبي والإفسادي للعقيدة وللأمة فهو المثلث العلماني الخطير، وهو: أ – التعليم. ومحاولة إفراغه من محتواه الإسلامي إلى تعليم علماني، وما الهجوم على المناهج الشرعية ونقد عملية الحفظ، والدعوة إلى الاختلاط وابتعاث الشباب إلى بلاد الغرب، وطلب إلغاء سياسة التعليم، والدعوة إلى إلغاء التخصصات الشرعية من الجامعات والدعوة إلى حذف مقررات الإسلام واللغة العربية من التخصصات العلمية ... إلا جزء من هذه الحرب.
ب – الإعلام. وقد قفز هؤلاء بوسائل الإعلام قفزات إفسادية سريعة تشتمل على نشر الأغاني والتبرج والاختلاط في البرامج وعلى نشر الفكر المنحرف، والهجوم بأشكال متفاوتة على الدين، وهذا في الإعلام الرسمي أما الصحف والإعلام الخارجي فحدث ولا حرج عن عبث هؤلاء بدين الأمة وعقيدتها وشريعتها وأخلاقها.
ج – المرأة. وقد رموا بثقلهم حتى تتحول إلى قضية يومية في كافة وسائل الإعلام، وأصبح إفساد المرأة وتبرجها واختلاطها بالرجال وتمردها على دينها وعلى ولي أمرها مطالب تتكرر عند هؤلاء كل ساعة وفي أية مناسبة.
10 – الدعوة إلى الوطنية والحوار الوطني بعد إفراغها من العقيدة. وقد تحول ذلك – وللأسف – إلى تمكين لأصحاب البدع وربان العلمنة أن يعلنوا عن آرائهم ومذاهبهم الفاسدة بكل جرأة.
11 – وأخطر ما يفعله العلمانيون وأصحاب هذه التيارات محاولات شق الصف الإسلامي من خلال: 1) الاستهزاء بالمشايخ والقضاة وهيئة كبار العلماء والإفتاء ورميهم بالجمود والتحجر والسخرية منهم. 2) إعلاء شأن كل من ينتسب إلى العلم إذا كان صاحب شواذ في أقواله وفتاويه، ونقل كلامه الذي يناسبهم ومدحه والثناء عليه، وإذا كان هذا يقال في الصحف علناً فماذا هم قائلون للشيخ إذا انفردوا به؟ 3) تبني المدارس الإسلامية المنحرفة فهم يعظمون الرافضة ويلينون للصوفية، ويعلون من شأن المدارس العقلانية العصرانية ويرفعون شأن كل من ينتسب إليها.
4) الهجوم على المشايخ والدعاة الصادقين والحط من شأنهم في كل مناسبة، والتمكين من الردود عليهم. وهذا واضح في الردود على المشايخ صالح الفوزان، وصالح اللحيدان، وسماحة المفتي، وبعض الدعاة.
هـ/ ومن مظاهر هذه الحرب على العقيدة: 1 – تشجيع الناكصين على أعقابهم حتى صاروا كتّاباً في صحف متعددة وضيوف منتديات إذاعية وتلفزيونية يستضاف هؤلاء على أنهم من كبار الكتاب والمفكرين وقد ركز هؤلاء الناكصون على أعقابهم على أمور: أ – إظهار تجاربهم الشخصية السابقة بمظهر ساقط وسافل لما كانوا مستقيمين. ب – الكذب على أهل الخير واختلاق الحكايات التي لم تقع وكل ذلك من باب التشويه لأهل الدين. جـ - إبراز نكوصهم على أنه مراجعات فكرية عقلانية وتصوير ذلك على أنه عودة إلى المنهج الصحيح مع أنه منهج منحرف ساقط. د – شن الهجوم على العقيدة وحملتها في كل مناسبة وصارت مقالاتهم متخصصة في هذه الجوانب ولا تكاد تقرأ مقالة لواحد من هؤلاء أو تسمع له مقابلة أو مشاركة في ندوة إلا ولبّها وموضوعها الرئيس الهجوم على الثوابت والاستهزاء بالدين وبأهله والرفع من شأن كل صاحب بدعة وضلالة وفكر منحرف.
هـ - التعاون والتفاعل من العلمانيين في هذه المجالات فكل منهم يمدح الآخر ويرفع من شأنه تشابهت قلوبهم.
2 – ومن المظاهر المؤلمة – في الفترة الأخيرة – وجود بعض من ينتسب إلى العلم أو من الشباب الذين نشأوا على العقيدة الصحيحة – الذين مالوا أو تبنوا بعض مناهج أهل البدع. مثل من مال إلى الصوفية وصار من دعاة هذا المذهب وهو يشعر أو لا يشعر. ومثل من مال إلى المدرسة العصرانية وصار يقدم أفكاراً توافق أصولهم. ومثل من مال إلى مذهب الأشاعرة وصار يدعو إلى مذهبهم ويغض من مذهب أهل السنة. ويؤسفنا أن أهل البدع فرحوا بهذه الفئة وطاروا بها وبأقوالها في كل ناد، وصاروا يحتجون بهؤلاء على صحة مذاهبهم وبطلان مذهب وعقيدة أهل السنة. ويا ليت هؤلاء – إن كانوا يفقهون ويريدون حقاً أن يدافعوا عن دينهم وعقيدتهم – يدركون مقدار جنايتهم على أمتهم وعلى عقيدة السلف والصف الإسلامي الذي فتحوا فيه ثغرات وثغرات، والله المستعان.
http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=2116
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 05:52]ـ
الشيخ آل عامر ـ أحسن الله إليك كما أحسنت صنعاً بهذا النقل النفيس
الذي أتمنى أن يكون متنا يُحفظ عند طلبة العلم،وطالبي الثقافة و ((الحوار)) و ((قبول الآخر))،
جزى الله الشيخ د. عبدالرحمن خير الجزاء ووفقه ونفع به المسلمين
أمنية أخرى أن يثبت الموضوع في المجلس العام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 07:22]ـ
جزاك الله خيرا علة نقل هذا المقال النفيس
وجزى الله الشيخ المحمود على نصحه وبيانه.
ـ[الفارس]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 09:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاك الله خيرا على نقلك هذا الكلام الذي يكتب بماء الذهب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:38]ـ
الأخ الفاضل / أبراهيم - وفقه الله
الشيخ الكريم / عبدالرحمن - وفقه الله
الأخ الفاضل /الفارس _ وفقه الله
ثبتني الله وإياكم على الحق
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 02:47]ـ
ياليت قومي يعلمون
أحسنت أخي أل عامر
ـ[الجندى]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 01:23]ـ
جزاك الله كل خير على هذا المقال القيم(/)
{ولاتَلبِسُواْ الحَقَّ بِالبَاطِل وَتَكْتُمُواْ الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلمُونَ}
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:36]ـ
تعالى: {وَلاَ تَلبِسُواْ الحَقَّ بِالبَاطِل وَتَكْتُمُواْ الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلمُونَ}
- فيه أنّه لا يجوز للعالم ولا الداعية أن يكون في كلامه أو فِعاله ما يلبس الحق بالباطل.
وهذا اصل أصيل في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه من السلف والخلف، ولهذا جاء الشرع بالقتال والتمسك بالمبادئ، ولو كان مقابل تضحيات جسيمة، من أجل الحفاظ على نقاء وصفاء الدعوة وثوابتها أصولاً وفروعاً.
ومن أفعال الداعية التي تدخل في التلبيس أن يكون ممالئاً مخالطاً لأهل الأهواء، ولو كان في أصل قوله على منهج السلف، ولهذا لم يكن السلف يفرقون بين المبتدع وبين من يجالسه ويكرمه ..
وفيه آثار كثيرة .. فعن يحيى بن سعيد قالَ: لمّا قدم سفيانُ الثّوري البصرةَ جعلَ ينظرُ في أمرِ الرّبيعِ بن صُبَيح، وقدرِه عند النّاس، سأل أيّ شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبُه إلاّ السّنّة، قالَ: من بطانتُه؟ قالوا: أهلُ القدرِ، قالَ: هو قدرِيّ.
وقيلَ للأوزاعيّ: إنّ رجلاً يقولُ: أنا أجالِسُ أهلَ السنةِ، وأجالِسُ أهلَ البِدَعِ، فقالَ الأوزاعِي: هذا رجلٌ يريدُ أن يساوِيَ بين الحقِّ والباطِلِ، قالَ ابنُ بطّةَ: معلِّقاً: كثُر هذا الضّربُ مِن النّاسِ في زمانِنا هذا، لا كثّرَهمالله (1).
عن عقبة قالَ: كنتُ عند أرطأةَ بنِ المنذرِ فقالَ بعضُ أهلِ المجلسِ: ما تقولونَ في الرّجلِ يجالِسُ أهلَ السّنّةِ ويخالِطُهم، فإذا ذُكِرَ أهلُ البدعِ قالَ: دعونَا مِن ذكرِهم، لا تذكروهُم (2)، قالَ أرطأةُ: هوَ مِنهم، لا يلَبِّس علَيكم أمرَه، قالَ فأنكرتُ ذلكَ مِن قولِ أرطأةَ، قالَ: فقدِمتُ علَى الأوزاعِيّ وكانَ كشّافاً لهذهِ الأشياءِ إذا بلَغَته، فقالَ: «صدقَ أرطأةُ، والقولُ ما قالَ، هذا يَنهىَ عن ذكرِهم، ومتَى يُحذَرُوا إذا لم يُشادَ بذكرِهم؟!» (3).
وقال الفُضيلُ بنُ عِياض: «لا يمكنُ أن يكونَ صاحبُ سنّةٍ يمالئُ صاحبَ بدعةٍ إلاّ مِن النّفاقِ».
وقالَ عبدالله بن عون: «من يجالِسُ أهلَ البدعِ أشدّ علينا مِن أهلِ البدَعِ» (4).
قالَ الإمامُ محمّد بن الحسينِ الآجُرّيّ:» وبعد هذا نأمرُ بحفظِ السننِ عن رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، وسننِ أصحابهِ رضي الله عنه م، والتابعينَ لهم بإحسانٍ، وقولِ أئمّةِ المسلمين مثلِ مالكِ بن أنَس، و الأوزاعِي، و سفيانَ الثّوري، و ابنِ المبارك، وأمثالهم، والشافعيِّ، و أحمدِ بن حنبل، و القاسمِ بن سَلام، ومن كانَ على طريقةِ هؤلاءِ منَ العلماءِ ـ رضي الله عنه ـم، وننبذُ مَن سِواهم، ولا نناظِر، ولا نجادِل ولا نخاصِم، وإذا لقيَ صاحبَ بِدعةٍ في طريقٍ أخذَ في غيرِه، وإن حضرَ مجلساً هوَ فيه قامَ عَنه، هكَذا أدّبَنا من مَضى من سلفِنا» (5).
وهذا الّذي نقلتُه عَن أئمّة السّلَفِ هوَ حقيقةٌ قرآنيّةٌ، وأصلٌ إيمانيٌّ متعلّقٌ بالغضبِ للهِ والرضاِ له، وبالولاءِ للمؤمنينَ، والبراءِ من المجرمين والخارجينَ عن صراطِ الله تعالى، وإلاّ كيفَ تصحُّ دعوَى محبّةِ اللهِ ورسولِه والسنّةِ النبويةِ والسلفِ الصّالحِ، من شخصٍ بطانتُه ورفقاؤه من أعداءِ هذا المنهَج؟!
وكيفَ يصِحُّ منهُ الثناءُ على المخالِفينَ للسنّةِ من أهلِ الأهواءِ، ومحبّتُهم، والمجاهرةُ بتزكيتِهم، والسكوتُ عن منكراتِهم، في نفسِ الوقتِ الّذي يدّعِي انتسابَه وولاءَه للسنّةِ ومنهجِ السّلفِ الصّالحِ؟!
يقولُ الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون* وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُون} [المائدة:81]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقَد جاء تفسيرُه في السّنةِ، فعَن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ ـ رضي الله عنه ـ قالَ: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أوّلَ ما دخلَ النّقصُ على بنِي إسرائيلَ؛ كانَ الرّجلُ يلقَى الرّجلَ، فيقولُ: يا هذَا اتّقِ اللهَ ودَعْ ما تصنَع؛ فإنّه لا يحِلُّ لَك، ثمّ يلقَاه منَ الغدِ فلا يمنعُه ذلكَ أن يكونَ أكيلَه، وشريبَه، وقعيدَه فلمّا فعلُوا ذلِكَ ضربَ اللهُ قلوبَ بعضِهِم بِبَعض» ثمّ تلا الآية (6)، فإذا كانَ هذا في المعاصِي والعصاةِ، الّذينَ يعلمونَ أنّهم يأتونَ معصيةَ اللهِ، ولا يتّخذونَها ديناً، فكيفَ بالبِدَعِ وأهلِ البدعِ؟!
ثمّ تأمّل كيفَ أنكرَ اللهَ على أولئكَ الملعونينَ جمعَهم بين دعواهُم الإيمانَ باللهِ والرّسولِ وبينَ اتخاذِهم الكفّارَ أولياءَ، لتعرِف ما في ذلكَ من التناقُض.
وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء:140].
قالَ الإمامُ العلاّمةُ أبو جعفرٍ محمّد بنُ جريرٍ الطّبريّ: «يعني: فأنتُم إنْ لَم تقومُوا عنهُم في تلكَ الحالِ مثلُهم في فِعلِهم، لأنّكُم قد عَصَيتُم اللهَ بجلوسِكُم معَهم، وأنتُم تسمَعُونَ آياتِ اللهِ يكفَرُ بِها ويُستهزأُ بِها، كَما عصَوهُ باستهزائِهِم بآياتِ اللهِ، فقد أتيتُم مِن معصيةِ اللهِ نحوَ الّذيِ أتَوهُ مِنها، فأنتُم إذاً مثلُهم فيِ رُكوبِكم معصيةَ اللهِ، وإتيانِكم ما نهاكُم اللهُ عَنهُ، وفي هَذهِ الآيةِ الدّلالَةُ الواضِحَةُ علَى النّهيِ عَن مجالسةِ أهلِ الباطِلِ مِن كلّ نوعٍ مِن المبتدعةِ، والفسَقَةِ، عندَ خوضِهم في باطلِهم» (7).
وقالَ تعَالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير} [البقرة:120]
قال العلاّمةُ الشّوكانِي ـ رحِمَه اللهُ ـ: «فيهِ مِن التّهدِيدِ العظيمِ، والزّجرِ البليغِ ما تقشعرُّ لَه الجلودُ، وترجُفُ منه الأفئِدَةُ، وإذا كانَ الميلُ إلى أهويةِ المخالِفينَ لهذِه الشّريعةِ الغرّاءِ، والملّةِ الشّريفةِ، مِن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم ـ الّذي هوَ سيّدُ ولدِ آدمَ ـ يوجِبُ علَيه أَن يكونَ ـ وحاشاهُ ـ مِنَ الظّالمِين، فما ظنّكَ بغيرِه مِن أمّتِه، وقَد صانَ الله هذِهِ الفِرقةَ الإسلامِيّةَ بعدَ ثُبوتِ قدمِ الإسلامِ، وارتفاعِ منارِه عَن أَن يمِيلُوا إلى شَيءٍ مِن هوَى أهلِ الكتابِ، ولم تبقَ إلاّ دسيسةٌ شيطانِيّةٌ، وَوسِيلةٌ طاغوتيّةٌ، وهيَ ميلُ بعضِ مَن تحمّلَ حُجَجَ اللهِ إلى هوَى بعضِ طوائِفِ المبتدعةِ، لما يرجوهُ من الحطامِ العاجِلِ من أيديهِم، أو الجاهِ لدَيهِم، إن كانَ لهم فيِ النّاسِ دَولَةٌ، أو كانُوا مِن ذوِي الصّولَةِ، وهذَا الميلُ ليسَ بدونِ ذلكَ الميلِ، بَل اتّباعُ أهويةِ المبتدعةِ تُشبِهُ اتّباعَ أهويةِ أهلِ الكتابِ، كما يشبِهُ الماءُ الماءَ، والبيضةُ البيضةَ، والتّمرةُ التّمرةَ، وقَد تكونُ مفسدةُ اتباعِ أهويةِ المبتدعةِ أشدّ على هذِه الملّةِ مِن مفسدَةِ اتّباعِ أهويةِ أهلِ المِلَلِ، فإنّ المبتدِعةَ ينتمُونَ إلى الإسلامِ، ويُظهِرونَ للنّاسِ أنّهم ينصُرونَ الدّينَ، ويتّبعُونَ أحسنَه، وهُم على العكسِ مِن ذلكَ، والضدِّ لما هنالِك، فلا يزالونَ ينقلُونَ مَن يميلُ إلى أهويتِهم مِن بِدعةٍ إلى بِدعةٍ، ويَدفعونَه من شنعةٍ إلى شنعةٍ، حتى يسلخُوه من الدّينِ، ويخرجُوه مِنه، وهوَ يظنّ أنّه مِنه في الصّمِيم، وأنّ الصّراطَ الّذِي هُو علَيهِ هوَ الصّراطُ المستقِيم، هذا إن كانَ في عدادِ المقصّرينَ، ومِن جملةِ الجاهِلينَ، وإن كانَ من أهلِ العلمِ والفَهمِ، المميّزينَ بينَ الحقِّ والباطلِ، كانَ في اتّباعِه لأهويتِهم مِمّن أضلّهُ اللهُ على عِلم، وختمَ علَى قلبِهِ، وصارَ نقمةً على عبادِ اللهِ، ومصيبةً صبّها اللهُ علَى المقصّرينَ، لأنّهم يعتقِدُونَ أنّه في عِلمِه وفَهمِه لا يميلُ إلاّ إلى حقٍّ، ولا يتبعُ إلاّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصّوابَ، فيضِلّونَ بضلالِه، فيكونُ علَيهِ إثمُهم وإثمُ مَن اقتدَى بهِ إلى يومِ القيامةِ» (8).
وقال تعالى أيضاً: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين} [الأنعام:68].
قال الشوكاني: «الخِطابُ للنبّيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو لكلِّ مَن يصلُح لَه، .. والمعنَى: إذا رَأيتَ الّذينَ يخوضُونَ في آياتِنا بالتّكذيبِ والرّدِّ والاستهزاءِ فَدَعْهُم، ولا تقعُدْ معَهم لسَماعِ مثلِ هذَا المنكرِ العظيمِ، حتّى يخوضُوا في حديثٍ مغايرٍ لَه، أمرَه اللهُ سبحَانَه بالإعرَاضِ عَن أهْلِ المجالِسِ الّتيِ يُستهانُ فيهَا بآياتِ اللهِ إلى غايةٍ، هيَ الخوضُ في غيرِ ذلِك.
وفي هذهِ الآيةِ موعِظةٌ عظيمةٌ لمن يتسمّحُ بمجالسةِ المبتدعةِ الّذينَ يحرّفونَ كلامَ اللهِ، ويتلاعَبُونَ بكتابِه وسنّةِ رسولِه، ويردّونَ ذلكَ إلى أهوائِهم المضلّةِ وبدعِهم الفاسدَةِ، فإنّه إذا لم ينكِرْ علَيهِم ويغيّرْ ما هُم فيهِ، فأقلّ الأحوالِ أن يترُكَ مجالستَهُم، وذلكَ يسيرٌ علَيهِ غيرُ عسيرٍ.
وقَد يجعلونَ حضورَه معَهُم ـ مَعَ تنزّهِهِ عمّا يتلبّسونَ بهِ ـ شبهةً يشبّهونَ بها علَى العامّةِ، فيكونُ في حضُورِه مفسدةٌ زائدةٌ على مجرّدِ سماعِ المنكرِ.
وقَد شاهَدْنا من هذهِ المجالِس الملعونةِ ما لا يأتيِ علَيهِ الحصرُ، وقُمنَا في نصرةِ الحقِّ ودفعِ الباطِلِ بما قدِرْنا علَيهِ، وبلغَت إليهِ طاقتُنا، ومَن عرفَ هذِه الشّريعةَ المطهّرةَ حقَّ معرفتِها، عَلِمَ أنّ مجالَسةَ أهلِ البدَعِ المضلّةِ فيِها مِن المفسدَةِ أضعافُ أضعافُ مَا في مجالسةِ من يعصِي اللهَ بفعلِ شَيءٍ مِن المحرّماتِ، ولا سيمّا لمن كانَ غيرَ راسِخِ القدمِ في عِلمِ الكتابِ والسنّةِ، فإنّه ربّما ينفُقُ علَيهِ مِن كذباتِهم وهذيانِهم ما هوَ مِن البطلانِ بأوضَحِ مكانٍ، فينقدِحُ في قلبهِ ما يصعبُ علاجُه ويعسُرُ دفعُهُ، فيعملُ بذلكَ مدّةَ عمرهِ، ويلقَى اللهَ بهِِ معتقداً أنّه مِن الحقِّ، وهوَ مِن أبطلِ الباطِلِ وأنكرِ المنكرِ» (9).
=============
(1) انظر الإبانة الكبرى (2/ 453 ـ 457).
(2) سبحان الله!، قارن هذا بما تسمعه الآن من كثير من المعاصرين، ما إن يأتي ذكر مبتدع ليُحذر منه ويُبيّن زيغه وزيفه حتّى تكفهرّ الوجوه وتزيغ الأعين ويُقال للمتكلم: اتق الله، أعرض عن ذكر الناس، أعراض الناس مصانة، لماذا لا تنصحه بينك وبينه؟ لماذا لا ترد عليه وترسل له الرد؟ أليس له حسنات؟ لا تبخس الناس حسناتهم؟ وهكذا في سلسلة من الاعتراضات الّتي تبيّن مدى تأثير هذه الشبهة في تفكير المسلمين اليوم، وهذا بسبب الابتعاد عن منهج السلف وطريقتهم ـ رضي الله عنهم ـ.
(3) تاريخ دمشق (8/ 6).
(4) الإبانة الكبرى (رقم486).
(5) الشريعة (1/ 457 ـ 458).
(6) أخرجه الترمذي في التفسير (ح3048)، وأبوداود في الملاحم (ح4336)، وابن ماجه في الفتن (ح4006).
(7) جامع البيان في تفسير القرآن (4/ 328).
(8) فتح القدير للشوكاني (1/ 291).
(9) فتح القدير للشوكاني (2/ 181).
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 06:45]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد كثر الله أمثالك
ــ فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ــ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 07:58]ـ
بارك الله فيك أخي أباعمر ونفع بك
وللأسف أصبح الكثير لا يبالي في مجالستهم وحضور حفلاتهم ..
وهذا ما جعل كثير من العامة يلتبس عليه أمر هؤلاء المبتدعة
وقد حدثني الشيخ سمير المالكي وهو ابن عم محمدعلوي مالكي الصوفي الهالك
قال كان بعض اقاربي يستمع لنصحي حينما ابن لهم خطأمحمدعلوي مالكي
ثم لما قام بعض العلماء بزيارته يقول الشيخ سمير فأخذ اقاربي ينفرون
من قول في محمد علوي ويقولون لو كان قولك حق ما زاره العالم الفلاني .....
يقول فخسرة مابنيت بسبب ذلك العالم السلفي(/)
النظم المفيد في مهمات الإيمان والتوحيد
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 02:12]ـ
هذا نظم للعبد الفقير في العقيدة للمبتدئين حوى مهمات وأصول المسائل،أسأل الله أن ينفع به وأن يتقبله مني بقبول حسن.
وأرجو من الإخوة الأفاضل أن يناصحوا أخاهم فيما بدا لهم من مؤاخذات أو ملاحظات.
http://www.alukah.net/majles/uploader/217_ç لنùمçلم ي ïü م îï وم éü.doc
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 03:07]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ملاحظة طفيفة في استعمالكم كلمة (سُعْدَى) بمعنى السعادة
فأنا لم أقف عليها بهذا المعنى، فلعلكم تراجعون
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 07:59]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
أريد من فضيلتكم التوجيه المنهجي والعروضي.
وبالنسبة لسعدى فيمكن استبدالها ب"بشرى"أو "طوبى".
وثمة أمر آخر وهو:
هل يصح استعمال "مدنف" في مرض الجهل؟
وآخر وهو:
هل تستعمل قط في المستقبل في الأفصح؟(/)
موقع يعلن الحرب على السنة النبوية
ـ[أبو عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 07:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني لقد ظهر موقع على الشبكة باسم "موقع أهل القرآن" يشرف عليه وللآسف أحد الدكاترة المتخرجين من الأزهر (اسمه أحمد صبحي منصور -لا بارك الله فيه) همه الوحيد القدح في السنة والحديث والقدح في الرواة من الصحابة وغيرهم وبه العشرات من البحوث والمقالات في هذا الصدد وإن من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان يشعر بالأسى والحزن لما آلت إليه الأمة حتى تصدى هؤلاء المخنثون فكريا للقدح في سنة سيد المرسلين بحجة الدفاع عن الدين ووضع القرآن الكريم في مكانته التي تليق به وكأن السنة أخذت مكانته واستولت عليه.
والمطلوب يا إخوان أن نجد حلا لمثل هذه الدعوات سواء بكتابة البحوث والمقالات أو حتى الأطروحات في رد الشبه التي يتلقفها هؤلاء لإضعاف أعتقاد عامة المسلمين في سنة نبيهم ورغم وجود بعض الكتب إلا أن حجم النشاط المبذول من هؤلاء الضلال يقتضي بذل نشاط أكبر من أهل السنة والحديث لدحض باطلهم والقضاء على هؤلاء المارقين والزنادقة المعاصرين.
والله إنها لمسؤولية الجميع والله تعالى سوف يسألنا يوم القيامة مذا فعلنا لنصرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم
فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبو عبد الله الجزائري
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 08:56]ـ
باستخدام (بحث) وجدت لك هذه الروابط:
هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729
أحمد صبحي منصور ونظرية المؤامرة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3804
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ: كلمة عن أحمد صبحي منصور
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4164
قاصمة الظهر وواصمة الدهر! (مع كتاب "القرآن وكفى" لأحمد صبحى منصور)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3631
وموضوعات أخرى كثيرة تجدها هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3731
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3730
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3710
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3659
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3661
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30&page=5&order=desc
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3732
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4090
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3722
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4389
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3721
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4362
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4717
ـ[الجندى]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 01:21]ـ
يوجد فى منتدى التوحيد قسم خاص بالدفاع عن السنة النبوية والرد على منكريها، وستجد فيه مقالات كالتى وضعها الأخ شتا وكتب وابحاث وكذلك مناظرات مع منكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 02:00]ـ
وإن كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الحجر مثقالا بدينار
ـ[الجندى]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
المشكلة يا أخ فوزى ان الكلاب كثرت وتعددت انواعها، فهذا منكر للسنة صراحة يرفض السنة كلياً وبثير حولها الشبهات علانية، وذاك ليبرالى يطالب بتنقية كتب السنة مما فيها، واخر علمانى يدعونا لإعادة النظر فى كتب البخارى ومسلم، ولا يمر علينا يوم بدون ان نسمع دعوى جديدة، فما عاد يمكن السكوت على هذه الهجمة الشرسة المتعددة الوجوه.
والله المستعان
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيك على غيرتك على السنة ... ونسأل الله أن يرد كيده في نحره.
استفسار
هل هذا الرجل أحمد صبحي منصور هل هو نفسه الذي يظهر في قناة (الشر) الجزيرة القطرية الذي يدير برنامج بلا حدود؟!!!!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 06:05]ـ
هل هذا الرجل أحمد صبحي منصور هل هو نفسه الذي يظهر في قناة (الشر) الجزيرة القطرية الذي يدير برنامج بلا حدود؟!!!!
لا ليس هو، وهذه المواقع وغيرها من مواقع الفتنة، توجب على أهل المعرفة من العلماء وطلبة العلم، أن يبذلوا المزيد في سبيل دفع الشبه، والتأصيل للمنهج الحق، وكشف زيوف أولئك، فكثرتهم الآن، وامتلاكهم للوسائل المعينة على نشر باطلهم، توجب علينا عدم السكوت والركون إلى خفائهم أو غموض حالهم، بل يجب الرد عليهم، نعم قد لا نحتاج إلى التسمية وذكر الأشخاص أحياناً، لكن ذكر الحق وضوابطه وأصوله واجب على كل أحد بحسب قدرته واستطاعته.
والله تعالى أعلم.(/)
أريد ردود الشيخ ابن تيمية التفصيلية على برهان التطبيق الذي استدل به بعض المتكلمين
ـ[شرف الدين بن علي]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أبحث عن ردود الشيخ ابن تيمية التفصيلية على برهان التطبيق الذي استدل به بعض المتكلمين على استحالة تسلسل الآثار .. فهل من خبير بكتبه يرشدني إلى مظان تلك الردود؟؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 07:34]ـ
لستُ من الخبراء لكن انظر منهاج السنة 1/ 432 ـ 436.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 07:47]ـ
احرص على رسالة: (الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات) للدكتور عبدالقادر صوفي (3 مجلدات)، ففيها بغيتك إن شاء الله.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 11:33]ـ
لو تتفرغ لدراسة كتاب درء تعارض العقل والنقل فالشيخ قد فصل في هذا الباب فيه والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 01:36]ـ
هذا الكتاب لعله يفيدك:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
وكتاب "وموقف ابن تيمية من الأشاعرة " 3/ 996
ذكر فيه كثيرا من المواظن التي تكلم فيها الإمام عن قدم العالم وتسلسل الحوادث ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 01:37]ـ
الأخ شرف الدين هل تريد مسألة "تسلسل الحوادث" إن كان كذلك فهناك كتاب تناول هذه القضية وهو: ((تسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام بن تيمية والمتكلمين)) لكاملة الكواري وقدم له فضيلة الشيخ سفر الحوالي، إن لم تكن خانتني الذاكرة في استحضار عنوان الكتاب.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 03:32]ـ
انتهت المؤلفة إلى تبرئة شيخ الإسلام وهذا هو الحق لأن شيخ الإسلام دقيق النظر ولديه أسلوب خاص في الرد على الفلاسفة يعجزون عن الإتيان بمثله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Sep-2007, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أبحث عن ردود الشيخ ابن تيمية التفصيلية على برهان التطبيق الذي استدل به بعض المتكلمين على استحالة تسلسل الآثار .. فهل من خبير بكتبه يرشدني إلى مظان تلك الردود؟؟
خلاصة الردود: أن التطبيق باطل وليس ذلك ببرهان أصلا على نفي التسلسل.
بل ما هو إلا حيلة - بقصد أو بغير قصد. لأن كلا من الخطين متناه في أحد جانبيه!
ألا ترى أن "الزمن الأول" منتاه عند "الطوفان"، و"الثاني" متناه عند "الهجرة"؟!(/)
تكحيل العينين في تقرير شيخنا مشهور لإثبات صفة العينين
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 10:16]ـ
تكحيل العينين
في تقرير شيخنا مشهور
لإثبات صفة العينين
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان –حفظه الله- في درس (شرح صحيح مسلم) يوم الخميس 1/ربيع الثاني/1428هـ الموافق 19/ 4/2007م:
«جاءتني أسئلة كثيرة من أخوة لعلّهم بلغهم شيئاً عن كلامي في بعض صفات الرب -عزَّ وجل- في إثبات صفة العين لله –جلَّ في علاه- والكلام طويل وكثير، ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.
وتذكرت بهذه المناسبة كلام كنتُ قد قرأتُه لشيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء الثالث في حكاية مناظرة «الواسطية»، وأنقل لكم شيئاً يسيراً لنعلم حجمنا ونعلم من نحن أمام مسألة صفات الله -جلَّ في علاه- يقول شيخ الإسلام في (3/ 161) من «مجموع الفتاوى»: «أمر الأمير بجمع القضاة الأربعة -قضاة المذاهب الأربعة- وغيرهم من نوابهم والمفتين والمشايخ ممن لهم حُرمة وبه اعتداد، وهم لا يدرون ما قَصَدَ بجمعهم في هذا الميعاد، وذلك يوم الإثنين ثامن رجب المبارك عام 705هـ فقال لي: هذا المجلس عقد لك -عُقِدَ ليفحص عقيدة ابن تيمية، الأمير جمّع العلماء والمشايخ وقضاة من المذاهب الأربعة ليفحصوا عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ورد مرسوم السلطان بأن نسألك عن اعتقادك؟ وعمّا كتبت به إلى الديار المسلمين من الكتب التي تدعو بها الناس إلى الاعتقاد؟ وأظنه قال: وأن أجمعَ الفقهاء والقضاة ويتباحثون في ذلك. فقلت -وأنا أُردد معه، وربي يشهد أني أحبُّ شيخ الإسلام حباً لولا مهابة الإمام أحمد لقلت إنه إمام أهل السنة والجماعة- يقول: فأمَّا الاعتقاد فلا يؤخذ مني ولا يؤخذ ممن هو أكبر مني وإنما يؤخذ من كتاب الله، وسنَّة رسول الله، وما أجمع عليه سلف الأمّة».
الاعتقاد لا يؤخذ من أحد، والمباحث في العقيدة دقيقة ولا يمكن لكلّ أحدٍ أن يفهمها فهماً دقيقاً، وقلت وما زلت أقول: الأحاديث التي تثبت العينين لله -عزَّ وجل- لم يَثْبُت منها شيءٌ من حيث الصنعة الحديثية؛ فَوَرَدَ عند ابن حبان والعقيلي من حديث أبي هريرة أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عينيّ الرحمن» وهذا الحديث مداره -في كل طرقه- على إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، هذا الإسناد ضعيف جداً.
ومناسبة مبحثي بهذه المسألة أني من فترة طويلة بعد أن يسر الله لي أن خدمت «الموافقات» للشاطبي، يسر الله لي أن علمت قيمة كتاب «قواعد الأحكام» للعز بن عبدالسلام، ومما وجدته في كتاب العز يقول: «وأما ما ورد في القرآن مِن إثبات العينين لله -عزَّ وجل-. . .» ثمّ يتأوَّل، فوجدت بعد فَهم وبحث وفتش أنّ الأشاعرة راجت بسبب رجلين -عفا الله عنهما وغفر الله لهما-: العز في المشرق والباجي في المغرب، الباجي جعل جميع المالكية أشاعرة حتى أصبح الأشاعرة يتكاثرون على أهل السنّة، وكل من في المغرب مِن القضاة والعلماء كلهم أشاعرة، وبسبب الباجي -أبو الوليد الباجي-، وسبب ترويج الأشعرية في المشرق وكان للعز هيبة ولا سيما بين عيني النووي وغيرهم؛ فراجت هذه الأشياء حتى تمالكوا أنفسهم، وقد يسر الله لي مخطوطاً نادراً للبلقِيني فيه تعقب للعز بن عبدالسلام اسمه «الفوائد الجسام»، وثمَّ تعقبتُ العزَّ بالمنقاش، قرأتُ الكتاب مرات وقابلته على عدة مخطوطات وتعقبته بالمنقاش، فمما قلتُ: أنه لم يثبت آية ولا حديث ولا نص فيها إثبات العينين لله -عزَّ وجل- ما في آية: القرآن كل اللي في القرآن إثبات إمّا العين وإمّا الأعين، والعز ماذا يقول؟ يقول: ما ورد في القرآن من إثبات العين، طيب أين الآيات؟! الآيات محدودة معروفة، فهذا الذي يسمى عند العلماء بالتنكيت والتدقيق والبحث في العبارات هذا أمر دقيق لا يمكن أن يقف عليه أي إنسان، لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمراد -بارك الله فيكم-: أني أدقق في أن العينين الأحاديث التي وردت صراحةً مضافةً لله -عزَّ وجلَّ- لم يثبت منها شيء، وأما ما أثبته السلف من العينين فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ فيها من حيث التوجيه فيها نزاع مِن مثل: «إن ربكم ليس بأعور» والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور» عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.
ومع هذا فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إجماع السلف على إثبات العينين لله -عزَّ وجلّ- وكما سمعتم كلامه -رحمه الله تعالى- مِن أن العقيدة (لا تؤخذ عني ولا عمن فوقي وإنّما تؤخذ من كتاب الله وسنّة رسول الله وكلام السلف بإجماعهم)، فالمبحث قائم، وأنتم طلبة علم حديث، فابحثوا في الكتب، وانظروا ويا ليتنا نجد شيئاً؛ لأني أرى أن الإجماعَ لا يمكن ان يتحقق إلا مع وجود نص، وهذا يجعلنا نقول أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره. . .، ومن قال أن المخطوطات هذه لسنا بحاجة لها وهذه الأجزاء لسنا بحاجة لها والنصوص قد انتهت هو مخطئ.
وأنا أدعو –أيضاً- ويا ليتني أجد وقتاً لأن أدرس حديث: «فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» فإن ثبت هذا الحديث فقد يكون هذا مستنداً قوياً لما أجمع عليه السلف، ولا يلزم من صحة الإجماع إبراز الدليل النقلي مِن الكتاب والسُّنة.
فهذا الكلام لا أسامح ولا أجوّز لأحدٍ يقوم فيقول: فلان يقول كذا، وفلان يخالف عقيدة السلف، انظروا معي مثلاً إلى إثبات صفة الساق مَنْ أوّل مثلاً قول الله -تعالى-: {يوم يُكشف عن ساق} فأثبت الصفة من نصٍّ آخر أو أوَّل أو ضعّف حديث «فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن»، فأثبت الصورة من حديث آخر، هذا يقال فيه: أخطأ، ما يُقال فيه ضال ولا يُقال فيه خالف عقيدة السلف، هذه دقائق ومسائل ينبغي لطلبة العلم أن يعرفوها.
خلاصةُ ما أقول ومعذرة على الإطالة؛ حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به؛ ولكن هذا شيء والبحث في التصحيح والتضعيف في بعض النصوص شيءٌ آخر.
وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم».
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هدى الله الأخ الشيخ مشهور حسن!
قال سماحة الشيخ العلاّمة المحقق عبد الرحمن بن ناصر البرّاك - حفظه الله ورعاه -:
«وقوله: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? في موسى يربى في بيت فرعون على عين الله والله -تعالى- يرعاه ويحفظه ويحرسه -سبحانه وتعالى- من كيد الكائدين ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي? ? وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ? والله -تعالى- يحبه وحببه إلى من شاء من عباده هذه الآية على إثبات العين لله لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين هذا فهم خاطئ لا يخطر إلا للجاهل بدلالات الكلام جاهل فكما أن قوله -تعالى- بِيَدِهِ الْمُلْكُ هل تدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة كما يقوله المخالفون والغالطون والمتخلفون ليس لله إلا يد واحدة بيده لا مَن كان له يدان.
يقال: هذا بيده أخذ هذا بيده ولا يدل على أفراد اليد إذن قوله: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? لا يدل على أنه ليس لله إلا عين يعني لا يفهم كل من كان على الفطرة وفطرته على عيني لا يدل على أنه ليس لله إلا عين يعني لا يفهم كل من كان على الفطرة وفطرته نقية سليمة من الشبهات وسليمة من الخلجات ووساوس الشيطان أبدًا ما يتبادر إلى ذهن العامي الذي على الفطرة لا يفهم أنه ليس لله إلا عين حاشا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا قوله -تعالى-: ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعين كما أن قوله -تعالى-: ? مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ? لا يدل على أن لله أيدي كثيرة والحقيقة أنه يعني لولا وجود بعض الأفكار والوساوس والتساؤلات لما كان يعني هناك داعٍ لهذا التوقف لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها من تكلم بها من أهل البدع وتكلم بها من تكلم من جهال الناس مما عملت أيدينا هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أيدي.
إذن ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? لا يدل على أن لله أعين؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع يذكر بلفظ الجمع قال: أهل العلم كقوله -تعالى-: ? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ? والسارق والسارقة تقطع أربع أيدي لهما؟ يدان من السارق ويدان من السارقة وهكذا قوله -تعالى-: ? فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? للمرأتين قلوب أم قلبان هذه قصة عائشة وحفصة ? إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? إذن الجمع لا يدل عدد كبير من القلوب إذن هذه الآيات استدل بها أهل السنة على إثبات العينين لله -سبحانه وتعالى- ولا يجوز التوقف في هذا البتة لا يتوقف بهذا إلا جاهل بما عليه السلف الصالح وجاهل بما عليه السلف الصالح وجاهل بدلالات الكلام فيجب الإيمان بكل هذه الصفات على ما يليق به سبحانه لا تشبه صفة من صفاته صفات المخلوقين ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ? لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا يعلم العباد كيفية شيء من هذه الصفات.
فلا يجوز أن نتخيل وجهه أو كيفيته أو كيفية العينين له -تعالى- لا تفكر فيما لا سبيل إليه فهذا من العبث ومن الهوس ومن التشاغل، ومن فتح أسباب الأفكار فلا تفكر في ذلك نؤمن بأنه -تعالى- ذو سمع وذو بصر فهو سميع وسمعه واسع لجميع أسراره وذو بصر كما تقدم واسع بصره نافذ لجميع المخلوقات وأن له -تعالى- عينين يرى بهما كيف يشاء وله عينينا تلقيا به حقيقة كما أن له يدين حقيقية كما أن له علمًا وقدرة وحياة حقيقة كل ذلك للرب -تعالى- على ما يليق به ويختص به لا يماثله شيء من صفاته». اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:39]ـ
صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله
س: يذهب بعض الناس في هذا العصر (1) إلى القدح في إثبات أهل السنة صفة العينين لله تعالى, زاعماً أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق، فهل هذا المذهب والزعم صحيح؟ أفيدونا أثابكم الله.
الجواب:
الحمد لله قال الله تعالى: "تجري بأعيننا" (القمر) وقال سبحانه: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" (الطور) وقال: "ولتصنع على عيني" (طه)
ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين، ولم يقل أحد منهم بأنه ليس لله إلا عين واحدة أو له أعين.
فإنّ ذكر العين مفردة ومجموعة في هذه الآيات لا يدل على ذلك، وسبب هذا أنه يصح في اللغة أن تقول: رأيت بعيني، وإن كان لك عينان، ومن قواعد لغة العرب ذكر المثنى بلفظ الجمع إذا أضيف إلى صيغة الجمع أو التثنية، كقوله تعالى: "فبما كسبت أيديكم" وقوله: "فقد صغت قلوبكما"
ونظير هذه الآيات في العينين في الجمع والإفراد قوله تعالى في اليدين: "مما عملت أيدينا" (يس) وقوله: "بيده الملك" (الملك)
والجمع والإفراد لليدين في الآيتين لا ينافي التصريح بأن لله تعالى يدين، كقوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان" (المائدة)، لأن الجمع والإفراد في الخبر عن المثنى له في اللغة أساليب تقتضيه كما تقدم.
والسلف والأئمة أعلم باللغة التي نزل بها القرآن وجاءت بها السنة. فهم أعلم بدلالات الكتاب والسنة وأعلم بمراد الله من كلامه وبمراد رسوله صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، فكل فَهْمٍ في القرآن أو في السنة يخالف فهم السلف فهو باطل مردود.
هذا؛ وقد استدل بعض أئمة السنة على إثبات العينين لله بقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إن ربكم ليس بأعور، وإن الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية" (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن نص على إثبات العينين لله تعالى واستدل بالحديث: أبو محمد بن قتيبة (3) وعثمان ابن سعيد الدارمي (4)،وأبو بكربن خزيمة (5)، وأبو بكر الباقلاني في كتابه (الرد على من نسب إلى الأشعري خلاف قوله) كما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية (6) , واللالكائي (7) , وأبو عمرو الداني (8) , وشيخ الإسلام ابن تيمية (9)، وابن القيم (10) , رحمهم الله جميعا.
وممن نص أيضاً على إثبات العينين لله تعالى أبو الحسن الأشعري (11) , وأبو إسماعيل الهروي (12) , رحمهم الله جميعا.
وزَعْمُ المعترض أن"أهل السنة اعتمدوا في هذا الاستدلال على قياس الخالق على المخلوق" زعم باطل، وقول قبيح، وافتراء على أئمة السنة، كيف وهم أعظم الناس إنكاراً على أهل التمثيل، وأبعد الناس عن هذا القياس الباطل.؟
وهل يقول المعترض: إن سمع الله إدراك الأصوات، وبصره إدراك المرئيات، أو لهما معنى آخر, أو لا يُعلم معناهما؟
فإن قال بالأول لزمه ما يزعم أنه من قياس الخالق على المخلوق.
وبعد فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
الأول: أن لله عيناً واحدة.
الثاني: أو له أعين كثيرة.
الثالث: أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة.
والرابع:- مما يلزم المعترض- أن ينفي العين لله مطلقاً، وهذا سبيل الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة والأشاعرة, الذين لايثبتون لله عينين ولا وجهاً ولا يدين.
وأما قول ابن حزم: "إن لله عينا واحدة وله أعين" (13)، فهذا من غلوه في ظاهرتيه. ولهذا يصرح بأنه "لا يقال: له سمع وبصر وحياة" (14).ومن ذلك يُعلم من مذهبه في الصفات أنه لا يثبت عينا ولا أعينا صفة قائمة به سبحانه وتعالى تكون بها الرؤية. فحقيقة قوله إثبات هذه الألفاظ لورودها في القرآن، فابن حزم -رحمه الله- ممن لا يعتدُّ بقوله في باب الاعتقاد خصوصا في باب الأسماء والصفات، وهذا نظير قوله: "إن لله يدا ويدين وأيديا" (15) , ومقصوده إثبات ألفاظ القرآن، ولا ينازعه أحد في ذلك، فإن جميع المسلمين يؤمنون بأن هذه الألفاظ جاءت في القرآن، ولا يجحدها إلا كافر بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به. ومعلوم أن من سلك هذا المسلك لا يثبت لله يدين يكون بهما الفعل كخلق آدم بيديه سبحانه، وأخذه السماوات والأرض بيديه يوم القيامة. فحقيقة مذهب ابن حزم مذهب المعطلة من الجهمية ومن وافقهم.
فعلى هذا المعترض أن يوضح مذهبه في ذلك وفهمه للآيات.
ولاريب أنه في هذه المسألة التي خالف فيها أهل السنة قد اتبع غير سبيل المؤمنين. فالله يهدينا ويهديه إلى معرفة الحق واتباعه, والله الهادي إلى سواء السبيل.
وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا
10/ 4/1427هـ
ـــــــــــــ ــــــــ
(1) ومنهم الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابيه تيسير علم أصول الفقه (378) والمقدمات الأساسية في علوم القرآن (365)
(2) رواه البخاري 4/ 1598 (4141) ومسلم1/ 155 (169) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(3) الرد على بشر المريسي (ضمن عقائد السلف406).
(4) الرد على المريسي (48)
(5) التوحيد (1/ 101) تحقيق د. عبدالعزيز الشهوان.
(6) بيان تلبيس الجهمية (2/ 34)
(7) شرح أصول اعتقاد السنة (3/ 471)
(8) الرسالة الوافية (49) تحقيق د. محمد القحطاني.
(9) الجواب الصحيح (4/ 413)
(10) مختصر الصواعق المرسلة (1/ 66)
(11) الإبانة (129) ط. الجامعة الإسلامية.
(12) كتاب الأربعين في دلائل التوحيد (64) تحقيق د. ناصر القيهي.
(13) المحلى (1/ 33) ط. المنيرية
(14) السابق (1/ 34).
(15) السابق (1/ 33).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:57]ـ
الأخ سلمان وفقك الله هذا النقل الذي تفضلتم به من الواسطية النسخة القديمة
وهو في المطبوع ص 100:
ويقول أهل السنة (1): إن لله عينين، وإن كان لفظ العينين لم يرد في القرآن، ولم يصح به حديث فيما أعلم، وإنْ ذُكِر فيه حديث لكن في ثبوته نظر (2)، لكن أهل السنة فهموا من كلام الله، وسنة رسوله (ص) أن لله عينين كما يدل عليه مفهوم ما ثبت في الصحيحين عن النبي (ص):" إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية". (3) ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} في موسى عليه السلام يُرَبّى في بيت فرعون على عين الله، والله تعالى يرعاه، ويحفظه، ويحرسه سبحانه وتعالى من كيد الكائدين، وهذه الآية تدل على إثبات العين لله، لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين، هذا فهم خاطئ لا يصدر إلا من جاهل بدلالات الكلام، فكما أن قوله تعالى: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} لا يدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة، لا كما يقوله المغالطون الغالطون المتحذلقون: ليس لله إلا يد واحدة.
مَن كان له يدان يقال: أخذ هذا بيده، ولا يدل أفراد اليد على أنه ليس لله إلا يد؛ إذًا قوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} لا يدل على أنه ليس لله إلا عين، و لا يَفهم مَن كانت فطرته نقية سليمة من الشبهات، ووساوس الشيطان من هذا الكلام أنه ليس لله إلا عين واحدة حاشا.
وهكذا قوله تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعينا، كما أن قوله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} لا يدل على أن لله أيدي كثيرة.
والحقيقة أنه لولا وجود بعض الأفكار والوساوس والتساؤلات لما كان هناك داعٍ لهذا التوقف، لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها مَن تكلم بها من أهل البدع، وتكلم بها من تكلم من جهال الناس.
إذًا {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} لا يدل على أن لله أعينًا؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع، أو صيغة الجمع فإنه يذكر بلفظ الجمع، كقوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} [(38) سورة المائدة] والسارق والسارقة هل تقطع لهما أربع أيد؟
يدان من السارق، ويدان من السارقة؟
الجواب: لا بل من السارق يد، ومن السارقة يد.
وهكذا قوله تعالى {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [(4) سورة التحريم] للمرأتين قلوب؟ أم قلبان؟
وهذه قصة عائشة، وحفصة [رواه البخاري (5267)، ومسلم (1474) من حديث عائشة رضي الله عنها] {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} إذًا الجمع لا يدل على عدد كبير من القلوب.
ولا يجوز التوقف في هذا البتة، لا يتوقف بهذا إلا جاهل بما عليه السلف الصالح، فيجب الإيمان بكل هذه الصفات على ما يليق به سبحانه، فلا تشبه صفة من صفاته صفات المخلوقين {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا يعلم العباد كيفية شيء من هذه الصفات.
فلا يجوز أن نتخيل كيفية وجهه، أو كيفية العينين له تعالى، لا تُفكِر فيما لا سبيل إليه، فهذا من العبث و الهوس، نؤمن بأنه تعالى ذو سمع، وذو بصر، فهو سميع، وسمعه واسع لجميع الأصوات، وذو بصر واسع نافذ لجميع المخلوقات، وأن لله تعالى عينين تليقان به حقيقة يرى بهما كيف يشاء، كما أن له يدين حقيقة، كما أن له علما، وقدرة، وحياة حقيقة كل ذلك للرب تعالى على ما يليق به، ويختص به لا يماثله شيء من صفات خلقه.
--------------
(1) مقالات الإسلاميين ص211و290، وبيان تلبيس الجهمية 1/ 397 و2/ 27، ومجموع الفتاوي 4/ 174، و الصواعق المرسلة 1/ 262.
(2) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل رقم (508)، والعقيلي في الضعفاء 1/ 70 من طريق إبراهيم الخوزي عن عطاء بن أبي رباح سمعت أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال: رسول الله (ص) " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن، فإذا التفت قال له الرب يا بن آدم إلى من تلتفت إلى خير لك مني أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه ".
إبراهيم الخوزي هو ابن يزيد الخوزي شديد الضعف، ضعفه عامة المحدثين. انظر: تهذيب الكمال 2/ 242، وميزان الاعتدال 1/ 75. وهذا من منكراته. وانظر: الضعيفة للمحدث الألباني (1024)
(3) البخاري (3439)، ومسلم (169) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:58]ـ
شكر الله لكم أيها الشيخ الفاضل عبد الرحمن هذا النقل العزيز.
حفظني الله وإياكم، وسدد خطانا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 11:59]ـ
الأخ سلمان وفقك الله هذا النقل الذي تفضلتم به من الواسطية النسخة القديمة
وهو في المطبوع ص 100:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أهل السنة (1): إن لله عينين، وإن كان لفظ العينين لم يرد في القرآن، ولم يصح به حديث فيما أعلم، وإنْ ذُكِر فيه حديث لكن في ثبوته نظر (2)، لكن أهل السنة فهموا من كلام الله، وسنة رسوله (ص) أن لله عينين كما يدل عليه مفهوم ما ثبت في الصحيحين عن النبي (ص):" إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية". (3) ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا.
وقوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} في موسى عليه السلام يُرَبّى في بيت فرعون على عين الله، والله تعالى يرعاه، ويحفظه، ويحرسه سبحانه وتعالى من كيد الكائدين، وهذه الآية تدل على إثبات العين لله، لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين، هذا فهم خاطئ لا يصدر إلا من جاهل بدلالات الكلام، فكما أن قوله تعالى: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} لا يدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة، لا كما يقوله المغالطون الغالطون المتحذلقون: ليس لله إلا يد واحدة.
مَن كان له يدان يقال: أخذ هذا بيده، ولا يدل أفراد اليد على أنه ليس لله إلا يد؛ إذًا قوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} لا يدل على أنه ليس لله إلا عين، و لا يَفهم مَن كانت فطرته نقية سليمة من الشبهات، ووساوس الشيطان من هذا الكلام أنه ليس لله إلا عين واحدة حاشا.
وهكذا قوله تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعينا، كما أن قوله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} لا يدل على أن لله أيدي كثيرة.
والحقيقة أنه لولا وجود بعض الأفكار والوساوس والتساؤلات لما كان هناك داعٍ لهذا التوقف، لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها مَن تكلم بها من أهل البدع، وتكلم بها من تكلم من جهال الناس.
إذًا {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} لا يدل على أن لله أعينًا؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع، أو صيغة الجمع فإنه يذكر بلفظ الجمع، كقوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} [(38) سورة المائدة] والسارق والسارقة هل تقطع لهما أربع أيد؟
يدان من السارق، ويدان من السارقة؟
الجواب: لا بل من السارق يد، ومن السارقة يد.
وهكذا قوله تعالى {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [(4) سورة التحريم] للمرأتين قلوب؟ أم قلبان؟
وهذه قصة عائشة، وحفصة [رواه البخاري (5267)، ومسلم (1474) من حديث عائشة رضي الله عنها] {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} إذًا الجمع لا يدل على عدد كبير من القلوب.
ولا يجوز التوقف في هذا البتة، لا يتوقف بهذا إلا جاهل بما عليه السلف الصالح، فيجب الإيمان بكل هذه الصفات على ما يليق به سبحانه، فلا تشبه صفة من صفاته صفات المخلوقين {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا يعلم العباد كيفية شيء من هذه الصفات.
فلا يجوز أن نتخيل كيفية وجهه، أو كيفية العينين له تعالى، لا تُفكِر فيما لا سبيل إليه، فهذا من العبث و الهوس، نؤمن بأنه تعالى ذو سمع، وذو بصر، فهو سميع، وسمعه واسع لجميع الأصوات، وذو بصر واسع نافذ لجميع المخلوقات، وأن لله تعالى عينين تليقان به حقيقة يرى بهما كيف يشاء، كما أن له يدين حقيقة، كما أن له علما، وقدرة، وحياة حقيقة كل ذلك للرب تعالى على ما يليق به، ويختص به لا يماثله شيء من صفات خلقه.
--------------
(1) مقالات الإسلاميين ص211و290، وبيان تلبيس الجهمية 1/ 397 و2/ 27، ومجموع الفتاوي 4/ 174، و الصواعق المرسلة 1/ 262.
(2) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل رقم (508)، والعقيلي في الضعفاء 1/ 70 من طريق إبراهيم الخوزي عن عطاء بن أبي رباح سمعت أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال: رسول الله (ص) " إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن، فإذا التفت قال له الرب يا بن آدم إلى من تلتفت إلى خير لك مني أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه ".
إبراهيم الخوزي هو ابن يزيد الخوزي شديد الضعف، ضعفه عامة المحدثين. انظر: تهذيب الكمال 2/ 242، وميزان الاعتدال 1/ 75. وهذا من منكراته. وانظر: الضعيفة للمحدث الألباني (1024)
(3) البخاري (3439)، ومسلم (169) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 12:19]ـ
بارك الله فيكم
خلاصةُ ما أقول ومعذرة على الإطالة؛ حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به؛ ولكن هذا شيء والبحث في التصحيح والتضعيف في بعض النصوص شيءٌ آخر.
وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم».
ما دام الشيخ مشهور يثبت صفة العينين لله تعالى فحسن، ويبقى القصور في استدلاله على ذلك
وجوابُ شيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك ظاهر، وهو جواب عالم راسخ في أبواب الاعتقاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 12:27]ـ
الأخ سلمان وفقك الله هذا النقل الذي تفضلتم به من الواسطية النسخة القديمة.
عندي نسخة من ((توضيح مقاصد العقيدة الواسطية))
ولكن كانت بعيدا عني.
وبهذه المناسبة أود تقديم جزيل الشكر والعرفان إلى فضيلتكم فقد
خرج هذا الكتاب النفيس بأحسن صورة وأجمل حلة.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 12:31]ـ
جزاكم الله خيراً
نلفت الأنتباه الى أن الشيخ مشهور عفا الله عنه مع أنه قد اخطأ في تقريره لهذه المسألة , ولكن لا يقول منصف بأنه ينكر صفة العينين لله أو حتى أنه يقول بقول الذين يقولون " أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق".
ولكن الشيخ مشهور عفا الله عنه من ناحية الصنعة الحديثية ينكر ثبوت العدد من جهة الحديث النبوي تصريحاً , وليته أقتصر على هذا من دون زيادة عليه.
لأن هذه المسألة عليها الإجماع بدلالة حديث الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما وكذلك من جهة أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع، أو صيغة الجمع فإنه يذكر بلفظ الجمع كما في قوله تعالى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم:4]
فالواجب على الشيخ مشهور عفا الله عنه الوقوف حيث وقف القوم وأن يسعه ما وسعهم , خصوصاً وأنه لا سلف له فيما يقول, والله أعلم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 01:07]ـ
قال الأخ معاذ بن يوسف الشّمّريّ:
فهذا نقلُ نصِّ كلام (مشهورٍ بن حسنٍ) من (التّسجيل)
مشهور: نعم (!).
السّائل: السّلام عليكم.
مشهور: و عليكم السّلام.
السّائل: الشّيخ مشهور؟.
مشهور: نعم.
السّائل: حيّاك الله (!)، كيف حالك - يا شيخ (!) -؟!.
مشهور: تفضّل؛ الله يحييك (!).
السّائل: بارك الله فيك، - شيخ (!) - فيه مسألة أريد أن أتحدّث. . .
مشهور - مقاطعًا -: تفضّل (!).
السّائل: و نعلم رأيك فيها - يا شيخ (!) -.
مشهور: تفضّل (!).
السّائل: شيخ (!)؛ أنا ليبيّ؛ أتيت من (ليبيا)؛ و الآن جالسٌ في (الأردن)؛ كما أعلم عنك - عن قولك -، أنت و شيخنا ناصر الألبانّي - رحمة الله عليه - في مسألة: نثبت لله عين؛ كيف نثبت لله عين؟.
مشهور: إيه هيه (!).
السّائل: فناقشتُ أحد الإخوة - هنا-؛ يقول: شيخُنا () يقول: نثبت لله عينين؛ فنريد منك - شيخ (!) -. . .
مشهور - مقاطعًا -: نسكت عن العدد؛ لا يوجد دليلٌ صريحٌ في العدد (!!!).
السّائل: نعم.
مشهور: نثبت الصّفة لله؛ و نسكت عن العدد.
السّائل: نعم.
مشهور: هذا هو الجواب (!).
السّائل: شيخ (!)؛ نريد، نريد - شيخنا (!) - نريد دليل، دليل؛ عن كلام شيخنا الألبانيّ؛ في كتاب، أو كذا، حتّى نُلزم، حتّى نُلزم هذا الأخ (!!!).
مشهور: الّذي يريد أن يُحدّد هو الّذي يأتي بالدّليل (!).
السّائل: نعم.
مشهور: الّذي يريد أن يُحدّد هو الّذي يأتي بالدّليل (!).
السّائل: نعم.
مشهور: و بارك الله فيك (!).
السّائل: وفيك بارك (!)؛ يعني، يعني: ماذا نقول له - شيخ (!) -؟، ماذا نقول له؟!.
مشهور: نقول ما سمعت (!).
السّائل: نعم.
مشهور: أنّنا نثبت لله ما أثبته لنفسه.
السّائل: نعم.
مشهور: و نثبت لله ما أثبته له رسوله - صلّى الله عليه و سلّم -.
السّائل: نعم.
مشهور: و بعد ذلك نسكت (!)؛ هذا مذهب أهل السّنّة و الجماعة.
السّائل: نعم.
مشهور: فلا يجوز أن نُثبت من رؤوسنا (!!!).
السّائل: نعم.
مشهور: ولا يجوز أن نقيس المخلوق بالخالق () (!).
السّائل: نعم، نعم - يا شيخ (!) -.
مشهور: بارك الله فيك (!).
السّائل: و فيك بارك - يا شيخ (!) - (!)، جزاك الله خير - يا شيخ (!) - (!).
مشهور: و إيّاك (!)، السّلام عليكم.
السّائل: و عليكم السّلام و رحمة الله.
و بعد انتهاء الاتّصال قال السّائل: سجّلتُ هذه المكالمة يوم: الجمعة؛ بعد صلاة العصر؛ بتاريخ: 11 / ربيعٍ الثّاني / 1426هـ ا. هـ
و سابعًا:
فأقول:
الله أكبر (!) ما أحرأ الرّجل على مخالفة اعتقاد أصحاب الحديث (!).
و ما أجرأه على الكذب على إمامنا الألبانيّ - رحمه الله - (!!!).
و إليكم نقلاً واحدًا - من عدّة نقولٍ - عن شيخنا الإمام الألبانيّ - الّذي نحن أولى به ممّن كذب عليه - يُكذّب ما نسبه إليه موافق الجهميّة من أدعياء السّلفيّة:
جاء في شريط (317 / بداية الوجه الأوّل / سلسلة الهدى و النّور):
السّائل: نؤمن أنّ لربّنا - سبحانه و تعالى - عينًا، فهل هناك دليلٌ على تثنية العين بالنّسبة لله؟
الجواب:
ليس هناك نصٌّ سوى حديث الدَّجَّال المعروف، و ذلك يستلزم أنَّ الله المقطوع بأنَّ له صفةَ الكمال، أنَّ له عينين، لكن لا أستحضر إذا كان نصٌّ صريحٌ فِي ذلك، إنِّما هذا من العقائد المتلقّاة خلفًا عن سلف، و هذا مستندٌ واضحٌ فِي ذلك، إلاّ ما يكون هو أوضح، وهذا ما لا أستحضره.
و ثامنًا:
فالنّصوص الواضحة الصّريحة في تثنية عيني ربّنا - سبحانه و تعالى -؛ غير حديث الدّجّال كثيرةٌ وفيرةٌ.
و لقد جمعتها - بحمد الله -، و رتّبتها؛ في كتابي في الرّدّ على ابن حزمٍ، و مشهورٍ، و إحسان العتيبيّ، و عبد الله بن يوسف الجديع؛ في هذه المسألة.
و هو كتابي المسمّى " عون الواحد الأحد في إثبات عيني ربّنا الصّمد و الرّدّ على الجهميّة المنكرين في العينين العدد "
= = = = = = = =
فهل الشيخ مشهور له قولان أم ماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 01:22]ـ
ولكن كانت بعيدا عني.
=
كانت بعيدة عني
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 01:16]ـ
الأخ سلمان وفقه الله ورعاه
إن ثبتت هذه المكالمة مع الشيخ مشهور غفر الله له فهو مخطئ كما قلت سابقاً , ولم يخفى عليّ بأنه كان يقرر ذلك وأن ه يثبت العين صفة لله ولا يثبت العدد وقد أستقى هذا التقرير من الجهة الحديثية.
وهو مخطئ في هذا وقد جازف أي مجازفة لأنه أهمل الإجماع المنعقد في المسألة وقال بقول ليس له فيه سلف.
ولكنه بكلام الأخير - الشيخ مشهور - الذي نقله أخونا عبد الله صاحب هذه المشاركة في أصلها قد تراجع عفا الله عنه عن كل أقواله بل وأثبت العدد بالإجماع المنعقد كما قال بأنه دليل معتبر يؤخذ به فهذا القول ينسخ ما أوردته من كلام مؤرخ بتاريخ 1426 هـ
فالأوبة هي ديدن أهل السنة السلفيين نحسب الشيخ مشهور منهم والله حسيبه ولا نوافقه في غلطه والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 01:20]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم أخي سلمان.
كنت سألت الشيخ عبدالرحمن البراك هل سمعت أن أحدا سبق الجديع إلى هذا القول المنكر؟
فقال: قد حدثني الطلاب في الكلية قديما أن أحد الأشاعرة ممن درسهم أثار هذه وأنكر العدد! اهـ
وكنتُ كتبت ردا على الجديع في نقاش مع أحد الإخوة حين نقل قوله لعلي أضعه هنا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 03:37]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخ الكريم / عبد الرحمن بن صالح السّديس ... المحترم:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أجزل الله لكم المثوبة والأجر.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[عبدالله]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 06:19]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 09:53]ـ
للرفع والمناقشة، وإتمام الفوائد من شيخنا عبد الرحمن السديس
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 01:43]ـ
الأخ سلمان شكر لله لكم التنبيه.
ولعل الذي يظهر رجوع الشيخ مشهور عن رأيه الأول في المكالمة الهاتفية إلى إثبات صفة العينين بصريح هذا المنقول عنه هنا، ولعله استفاد من تقريرات العلامة عبدالرحمن البراك فتكاد تكون مطابقة.
والشيخ مشهور فيما نقل عنه هنا (في أصل المقال المعلق أولاً) لم يذهب شططاً، فدلالة الأدلة الموردة غير الإجماع ونصوص السلف من الأئمة التي لم يعلم لها مخالف من أهل السنة الجدل فيها له وجه وظهورها ليس بذاك، لكن الاجماع ونصوص السلف تقطع ما يورد عليها من احتمالات.
وأما من قال بهذا القول قبل هؤلاء فقد وقرأت كلاماً للغماري يقرر فيه إثبات أعين لا عينين، وينصر ذلك، ولعلي لونشطت نقلته.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 04:09]ـ
لكن الإجماع ونصوص السلف تقطع ما يورد عليها من احتمالات.
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
بعض الإخوة في أهل الحديث طعن في هذا الإجماع، بل ذكر أن هذا الأمر لم يعرف قبل الأشعري واللالكائي ونحوهما.
ومن المعروف أن ابن حزم يخالف في ذلك.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 12:17]ـ
شكر الله لكم شيخنا الحبيب ..
الإجماع نقله غير واحد وحكاية إثبات العينين عن أهل السنة جملة سبق شيخ الإسلام إليها أبو الحسن الأشعري، قبل أن يولد ابن حزم رحمه الله، وهو مقتضى إثبات إمام الأئمة ابن خزيمة قبله، فهو وضع كتاب التوحيد لإثبات صحة مذهب أهل الآثار، وصرح بإثباتها غيرهما.
فابن حزم رحمه الله مسبوق بإجماع وبعده استمر إجماع أهل السنة لم يخالف فيهم مخالف.
وبعد فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
الأول: أن لله عيناً واحدة.
الثاني: أو له أعين كثيرة.
الثالث: أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة.
ويجتمع مع هذا دلالة الأدلة فهي وإن لم تكن شديدة الظهور غير أن فيها دلالة كافية.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 12:55]ـ
والشاهد في الجواب السابق أن الأشعري وغيره ذكروا إثبات الصفة في مقام النقل والتقرير لاعتقاد أهل السنة لاينشئون ويقررون من تلقاء أنفسهم.
ومن أمثلة ذلك قوله: هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنّة: جملة ما عليه أهل الحديث والسنّة ... وأن له عينين بلا كيف ...
فلا وجه للاعتراض على قول الأشعري بأنه لم يقل به أحد قبله -وقد نص عليه قبله أئمة- لكن إن أراد المعترض اتهام أبي يعلى واللالكائي والأشعري وابن خزيمة بالكذب في النقل عن أهل السنة أو الغلط فهذا شيء آخر، الجدل معه فيه له وجه آخر.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 12:32]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،ونَفَعَ بِكُم يا شَيْخ (حَارث الهمام).(/)
رسالة إلى شيعي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 10:20]ـ
رسالة إلى شيعي
الحمدلله رب العالمين والصلاة على أفضل المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد/ إلى …… .. أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا صراطه المستقيم ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
قلت في رسالتك: (المذهب الشيعي الذي نتهمه بالشرك) أقول: الأشياء تتبين وتتضح وتظهر أذا أظهرنا ضدها كما قال الشاعر: وبضدها تتبين الأشياء، وقال آخر: والضد يظهر حسنه الضد؛ والشرك ضده التوحيد، والتوحيد: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادات، من صلاة أو صيام أو صدقة أو نذر أو ذبح أو دعاء أو طواف بالكعبة أو توكل على الله عزوجل، فهذه العبادات وغيرها من العبادات لابد أنك تتفق معي على أن من صرفها لغير الله عز وجل فقد جعل مع الله مشاركا في تلك العبادات، فخذ مثلا (التوكل) فالتوكل عبادة جليلة من العبادات التي يجب ألا توجه ولا تصرف إلا لله عز وجل قال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وقال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} وقال تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى: {فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} أي غير المؤمنين وغير المسلمين يتوكلون على غير الله؛ أو من توكل على غير الله فليس بمؤمن ولا مسلم، وقال تعالى {وإذا عزمت فتوكل على الله}، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} إذا الذي يموت لا تتوكل عليه؛ وقال تعالى: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} يعني لا تتوكل على الذي لا يراك لأنه إن كان لا يراك فجدير ألا يعينك ولا ينفعك، ولا تتوكل على الضعيف الذي يغالب ويمرض ويقتل ويموت؛ وجزما أنت تتفق معي أن الذي يتوكل على غير الله فهو مشرك أليس كذلك؟ إذاًماتقول فيمن يتوكل علي (علي) رضي الله عنه؟! ستقول لي: كيف يتوكل على (علي)؟!! أقول لك: أنت ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا الله):ماذا تريد من الله؟ حتما ستقول: أريد أن يحفظني من الشرور وغوائل الطريق والحوادث وأن يعينني على سفري؛ طيب ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا علي) ماذا تريد من علي رضي الله عنه؟! فأنت حينئذ ستقول: لي أحد ثلاثة احتمالات: الاحتمال الأول/ أن تقول واسطة وشفاعة بينك وبين الله وبالتالي تكون قد شابهت المشركين الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال الله فيهم (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) يونس (18) فهل الإله؛ الله تبارك وتعالى يحتاج إلى من يعلمه بما لا يعلم في السماء أوفي الأرض حتى يشبهه بملوك الأرض الذي يحتاجون الحاجب والجاسوس ليعلمهم بأخبار ما خلف باب قصرهم؟!! وقال الله تبارك وتعالى (ألا لله الدين الخالص؛ والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لايهدي من هو كاذب كفار) الزمر (3) 0 وتأمل
قوله تعالى (أولياء) في الآية 0فلا فرق بين أولئك وهؤلاء في الاعتقاد بالأولياء من هذا الجانب 0
الاحتمال الثاني/ أن تقول إنما هو لغو وعبث وهذا بعيد أي إنك لن تقول هذا الاحتمال؛ لأن العبث واللغو الدائم لايصدر من عاقل وإنما يصدر من سفيه أو مجنون؛ وهذا كما لايخفى عليك يقول فيه عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة .. وعن المجنون حتى يفيق) 0
الاحتمال الثالث/ أن تقول هذا يصدر من الجهال؟ فنقول لك لقد سمعنا هذا يصدر من متعلمي الشيعة ومن علمائهم فلا داعي لهذا العذر؛ ثم كم عدد هؤلاء الجهال؟!! إنهم ملايين!! والتوحيد هل جاء لأفراد قليلين؛ أم جاء للعالمين؟!! 0 فتأمل ولا تتعجل0
خذ مثالاثانيا/الدعاء، فالدعاء من أخص العبادات لله عز وجل، قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) فلوجاز لأحد أن يدعو
أحدا غير الله لبين الله ذلك في كتابه ولأمر الله عز وجل أن يدعا معه في كتابه الكريم، بل قال لك: إني قريب فاستجب لى وادعنى إن كنت مؤمنا؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى (وقال ربكم أدعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى .. عبادتي) لذافأنا أظنك متفقا معى على أن دعاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله شرك،لذا قال تعالى (قل إنماأدعوربى ولاأشرك به أحدا) إذا فالذي يدعو غير الله فقد أشرك معه أحدا، بل والأصرح من ذلك قول الله عز وجل (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم) فتأمل لفظة (عباد) أي إنهم عباد مثلكم: (عيسى عليه الصلاة والسلام وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وعلى والحسين والعباس وعبد القادر الجيلاني والجنيد عباد أمثالكم) يدعون الله ويتضرعون له ويعبدون الله فلم لاتتوجهون إلى الواحد الذي توجهوا إليه.
وهكذا قل في كل عبادة فإنها يجب أن تصرف لله وحده لاشريك له؛
فهل مازلت مصرا على قولك (إن المذهب الشيعي الذي نتهمه بالشرك)؟ وأختم كلامي على عبارتك هذه بكلام لأمير المؤمنين علي بن أبى طالب
- رضى الله عنه- وهذا الكلام في نهج البلاغة ج3 ص47 - ونهج البلاغة هو من الكتب الموثقة عند الشيعة- قال- رضي الله عنه -: (اعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض
قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة وأمرك
أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل
بينك وبينه من يحجبه عنك، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه)!!! هذا هو كلام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب نفسه –رضي الله عنه- عسى الله أن يجعل لك فيه عظة وعبرة.
قال رضى الله عنه
قولك: إنهم أي الأئمة (منصوص عليهم من البارى)
كلام مردود فهذا القرآن الكريم من الجلدة إلى الجلدة ليس فيه ذلك،ولا تقل لى إنما جاء في السنة، وإنما الذى في السنة هو إثبات (12) خليفة أو أميرا من قريش، فأنت لو جاءك شخص وقال لك سيأتيك اليوم اثناعشررجلاً من العرب،ثم اتضح لك أنهم كلهم من العراق، فستقول حتما هذا خلاف الفصاحة، والمقصود هو كيف يريد النبي صلى الله عليه وسلم (12) خليفة من بنى (هاشم)،فيقول من (قريش)؟!! وهو الذى أوتي جوامع الكلم وهو أفصح الناس،كيف يقول من قريش؟ ومن قريش بني عدى وبني تميم وبني أمية وبني هاشم وغيرهم، فهل هذا من الفصاحة في شىء؟!! ثم إن الأحاديث التى جاءت تخبرعن (12) خليفة جاء فيها أن أمر هذا الدين لايزال عزيزا إلى اثني عشر خليفة، فأولا/أين هذه العزة وأنتم تقولون: إن أئمتكم مظلومون مقهورون؟
ثانيا/ من بعد الإمام رقم (11) والى أن يظهر الإمام رقم (12) فهل الدين عزيز أم في انتكاس؟
ما من عاقل إلا سيقول إنه في ضعف وذلة وانتكاس،نقول حينئذ هذا مخالف للحديث،
فالحديث يقول: (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة).
كذلك يقال / إن هذا القرآن حجة الله على خلقه في كل زمان ومكان؛ والشيعة تقول/إ ن الإمامة ركن من أركان الدين،نقول لهم هل يعقل أن تكون الإمامة ركن من أركان الدين وأن من لم يؤمن بعلي فهو كافر وكذلك من لم يؤمن باثني عشر إماماً فهو كافر، أقول هل يعقل هذا والقرآن من الجلدة إلى الجلدة ليس فيه ذكر اسم (علي)؟!!!،يذكر أمرا هو أقل بكثير خطورة من الإمامة
ألا وهو ذكر (زيد) بالاسم في مسألة زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بزينب بنت جحش التي طلقها (زيد)، قال الله تعالى: {فلما قضى منها زيد وطرا زوجناكها}،
فهل يعقل أن يذكر القرآن قضية زواج يذكر فيها اسم (زيد) بالحرف ثم في قضية كفر وإيمان- كما تزعم الشيعة- لا يذكر (عليا) بالاسم ولا حتى في آية واحدة؟!! إنها لإحدى الكبر!!.
كذلك الأئمة الاثنا عشر، فهل يعقل أن يذكر القرآن الاثني عشر نقيبا من نقباء موسى، وليس هو من أصول الإيمان التى يتوقف عليها إيمان المرء، ثم لا يذكر الاثني عشر إماما ولو مرة واحدة! ولو في آية واحدة! 000هل هذا يعقل؟
الآن أسوق لك ألفاظاأخرى للحديث الذي ذكرت في عدة الخلفاء:-
1 - (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة رقم6.
2 - (لا يزال الإسلام عزيزاًإلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش) رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة7.
3 - (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم10.
4 - (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى ا ثني عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم كتاب الإمارة رقم 9.
ولاحظ أن ألفاظ الحديث تدل على أن هؤلاء الاثني عشر يحكمون الناس ويتأمرون عليهم وهذا ظاهر ,وأنت تعلم يقينا أنه لم يحكم من أئمة الشيعة الاثني عشر إلا علي والحسن - رضي الله عنهما-.
ولاحظ كذلك من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذا الدين يبقى عزيزا منيعا حتى ينتهي حكم الاثني عشر خليفة وفي اعتقاد الشيعة أن الثاني عشر لم يخرج بعد مع ما يعيشه المسلمون اليوم من ذل وضعف حتى تسلط الكفار عليهم وساموهم سوء العذاب ,وعلم الله أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما كذب ولا كذب.
وأقول لك إن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يريد علياً وأبناءه في الحديث السابق لقال لهم: (علي وأبناؤه) وحتى لو قال: كلهم من بني هاشم، لما كانت بليغة، فبنو هاشم كثر وقريش أكثر والرواية جاءت فيهم.
وأخيرا أقول لو أردنا أن نحدد العدد باثني عشرأميرا فهذا لايتوافق مع التناقض الذي في بعض كتب الشيعة فانه في بعض كتبهم عدد الأئمة ثلاثة عشر إماما!! وانظر إن شئت كتاب أعلام الوري لأبي الفضل الطبرسي ص (366) , ص (369) ,وأصول الكافى (1/ 534).
وفي نهاية رسالتي هذه أسال الله تبارك وتعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه سبحانه، إنه ولى ذلك والقادر عليه, وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 07:35]ـ
يرفع، عل شيعيا يقرأه، فيهديه الله تعالى إلى الحق، فأفوز فوزا عظيما.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 07:15]ـ
ما شاء الله تعالى، تصلح مطوية.
بارك الله فيكم يا الفضلي.
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 11:48]ـ
كلام لطيف، ومنطق حكيم، لكن غالبية الشيعة عقولهم مغلقة لم تتعود إلا على روايات الأساطير والخرافات، وهناك أدلة كثيرة أخرى تُسقط الإمامة إلى الأبد، ومنها:
عندما استُشهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، أراد الصحابة مبايعة علي بن أبي طالب، فقال لهم "دعوني والتمسوا غيري" وهذا بنص مصحف الشيعة "كتاب نهج البلاغة"، وهو مما أشكل على أصحاب العقول التي تفكر من الشيعة، فهل قال علي بن أبي طالب ذلك صادقا أم كاذبا؟ إن كان صادقا (وهو صادق بلا ريب)، فقد أسقط الإمامة بنفسه، لإنه لو كان إماما منصّبا من الله ما طلب التنازل عن الخلافة، وإن كان كاذبا (وحاشاه)، فقد اسقط العصمة التي يزعمها الشيعة للإئمة، لأن المعصوم لا يكذب، وفي كلا الحالتين سقطت العصمة والإمامة بلا ريب ..
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 02:13]ـ
جزاك الله خيرا(/)
اللباس الأحمق؟!
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 01:21]ـ
نحن اليوم نعيش عصراً غير الذي سبق، وزمناً غير الذي اعتاد عليه الآباء والأجداد، فنحن نُصبّح بباقعة، ونُمسّى بأخرى أشد وأطم. أعلم أن ما سأتطرق إليه ليس أول الأمر ولا مبدأه، بل ولا منتهاه وغايته، فالمجتمع المسلم اليوم يمضي في جانب مشرق من جهة ومن جهة أخرى يسير في جانب مظلم مقفر وكأنما يتردى من جبل.
لست بصدد الحديث عن أمر شاع بين أمة تعبد الوثن، ولا عن أخرى تقدس الصليب، أو بين أمة لا تاريخ لها تتكأ عليه أو منهج ترتوي منه. أكتب وكلي جرح لا يندمل أبداً ولو طلبت له جراحي وأطباء العالم كله بمختلف تخصصاتهم، أكتب بغيض شديد، بلوعة وحسرة، وألم وحرقة، لست أبالغ في حرف كتبته أو كلمة سأسطرها بين ثنايا هذا المقال.
والقصة باختصار تتعلق بصورة رأيتها أكثر من مرة، كلما تكررت على ناظري، أحسست بغثيان شديد، وسخط كبير فهي تحكي لنا وباختصار معيار الثقافة التي يعتني بها صاحب الصورة، ونوع الفكر الذي يحمله صاحبنا.
إذا رأيتم الصورة تتكرر كثيراً يا سادة، فسبب تخلفنا معلوم، وسبب هزائمنا المتتالية كذلك معلومة. إذا رأيتم تلك الصورة فستعرفون لماذا اغتصبت فلسطين لأكثر من خمسين سنة، ولماذا دهستنا أمريكا واحتلت أفغانستان، بل سنعرف يا سادة لماذا ذهب بلاد الرافدين شذر مذر، ولماذا يُذبح الأخوة والأخوات هناك ذبح النعاج، ولماذا أيضاً يُذبحون ويشردون في الشيشان.
أأوجعت قلوبكم؟!! ليس بعد ..
يا أبناء أمتي، أنا أنقل لكم صورة عن بعض أبناء أمتي ممن ترونهم في الشوارع والطرقات يلبسون ما يبدي عوراتهم المغلظة أو قل على أقل تقدير ما يبدي السراويل الداخلية التي أصبحت ذات ألوان زاهية. لا يذهب الظن بأحدكم أنني أتحدث عن استعراض عارضات الأزياء في دور الفجور وعلى صفحات المجلات .. لا لا، بل أنا أحدثكم عن شيء رأيته بأم عيني. فنحن كنا نشتكي من ظاهرة استعراض بعض الفتيات هداهن الله بتلك العباءات المخصرة والمطرزة ونقول قد بلغ السيل الزبى، وأصبح الأمر غايةً في الخطورة، فإذا بشبابنا يستعرضون بمؤخراتهم في الأسواق والطرقات، بل والله في المساجد.
لا أدري حقيقة ما الفائدة من ذلك اللباس الأحمق؟!! فإذا كان صاحب هذا اللباس ينفي عن نفسه تهمة الشذوذ واللواط أجلكم الله والبحث عنهما، فلماذا يصر على هذا التشبه البغيض؟!! ولماذا لا يربأ بنفسه ويترفع عن مثل ذلك.
لماذا في كل مرة نبحث عن شواذ الغرب وسفلتهم وأحقر الطبقات عندهم لنتشبه بهم؟!!
يا أبناء حمزة وابن الزبير، يا أحفاد طلحة والحسين، يا جيل الأمة، يا أملها وساعدها القوي، هلا عدتم إلى الرشد قليلاً وتأملتم عزكم أين هو؟ وكرامتكم من سلبها؟ آه ثم آه ثم آه على سنوات قضيتموها ركضاً خلف أولئك السفلة، وأعمار أفنيتموها سيراً وراء سرابهم فلا حضارة وصلوا والله ولا عزاً ملكوا.
إن الحضارة هي التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام وما دونها تحت الأقدام .. إن العز هو الذي بناه عليه الصلاة والسلام بدموعه الحارة وألمه وسهره وتعبه ونصبه بأمي هو وأمي وما سواه تحت الأقدام. أنسيتم حصار الشعب؟!! أنسيتم الحجارة التي ربطت على أمعاءه من الجوع؟!! أنسيتم الدم الذي سُكب في أحد؟!! أنسيتم سلى الجزور الذي وُضع فوقه؟!! أنسيتم .. أنسيتم .. أنسيتم ..
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه) .. فأين الشباب يا شباب محمدٍ عليه الصلاة والسلام ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 06:24]ـ
جزاك الله خيرا صدقت والله ياأخي
وهذا مايريده الأعداء
وكما يقول أحدهم إن الإسلام عملاق ولكنه نائم
ـ[مرحبا]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 08:32]ـ
جزيتما خيرا
الأخ القبعة، العنوان يخدش الحيا.
الأخ آل عامر، الإسلام ليس بنائم.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 09:27]ـ
نعم حبذا لو يغير العنوان أخي الكريم.
أما المضمون فللأسف هذا حالنا الأمة غارقة في ما هو أكثر من ذلك فالله المستعان وعليه والتكلان.
جزاك الله خيرا أخي.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 09:36]ـ
أخي آل عامر،
جزاك الله كل خير على حضورك وكما قال أخونا أن الإسلام ليس بنائم وإن غفا أهله اليوم ..
....................
أخوي الكريمين مرحبا وفوزي:
أحترم رأيكما لكن بالنسبة للعنوان فهو يوافق الواقع وهي الرسالة التي أريد من خلالها أن يتنبه شبابنا أنهم بهذا الفعل وإن كانوا لا يقصدون الإستعراض إلا أنه استعراض حقيقي للناظر إليهم ..
وهذا للأسف ناتج طبيعي للتشبه والتهور دون علم ..
______________________________ __________________
# الإشراف # تم تغيير العنوان من "استعراض المؤخرة! إلى ما ترون، ونأمل من صاحب الموضوع عذرنا في ذلك#
______________________________ __________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:14]ـ
أخي القبعة الحمراء:
معذرةً ولكن هل المقصود باستعراض المؤخرة البنطال أم أمر آخر؟؟
رجاءً الايضاح, ومن ثم لنا حديث ..
وفقك الله ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:20]ـ
هذه مقوله أتيت بطرفها وأظنها لأحد وزراء دولة فرتسا وظننت علمكم بها
وليست من قولي
يقول ذلك الوزير الأسلام عملاق نائم ويجب أن يظل نائم لأنه إذا استيقظ
قضى على مجدكم وحضارتكم.
وهو يقصد الأسلام الذي كان عليه سلفنا الصالح
عزوف عن الدنيا
بعد عن المعاصي
محافظة على العبادات
إجتناب للمنكرات
حب للجهاد والشهادة في سبيل الله
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 10:32]ـ
أخي الكريم أبوإبراهيم:
هي موضة ابتلي بها الكثير من الشباب اليوم ممن تأثروا بالغرب الكافر وحثالة حضارتهم وذلك بأن يلبسوا بنطالاً يكون نازلا إلا حد تنكشف معه العورة المغلظة (المقعدة)، فمنهم من تنكشف عورته حقيقة ومنهم من يكشف النطال عن ملابسهم الداخلية ذات الألوان الزاهية المقصودة .. يعني لا تستغرب أن سروال داخلي لونه زهري لشاب من هذه الأمة أو آخر عليه رسومات على شكل قلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
صدقوني يا أخوة ان العنوان وصف حقيقي للواقع المر لأولئك الشباب هداهم الله وإن كانت شهادتي مجروحة ..
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 12:18]ـ
أخي الكريم أبوإبراهيم:
هي موضة ابتلي بها الكثير من الشباب اليوم ممن تأثروا بالغرب الكافر وحثالة حضارتهم وذلك بأن يلبسوا بنطالاً يكون نازلا إلا حد تنكشف معه العورة المغلظة (المقعدة)، فمنهم من تنكشف عورته حقيقة ومنهم من يكشف النطال عن ملابسهم الداخلية ذات الألوان الزاهية المقصودة .. يعني لا تستغرب أن سروال داخلي لونه زهري لشاب من هذه الأمة أو آخر عليه رسومات على شكل قلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
صدقوني يا أخوة ان العنوان وصف حقيقي للواقع المر لأولئك الشباب هداهم الله وإن كانت شهادتي مجروحة ..
سبحان الله, وقد ابتلاني الله يوماً فرأيت نساء الفرنجة يلبسنه وهو غاية في القبح. ولم أر من ذكورهم من يرتدي مثل ماتصف, فلعلنا سبقناهم مجوناً ..
ـ[مرحبا]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 01:37]ـ
الأخ آل عامر،
(قال مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:
إن العالم الإسلامي عملاق مقيَّد، ... فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي، والفني، حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير ... ). اهـ من المجلة المشؤومة روزال يوسف، لعام 1963، نقلا عن قادة الغرب يقولون ... .
وقال ابن جوريون:
(نحن لا نخشى الاشتراكيات، ولا الثوريات، ولا الديموقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلا، وبدأ يتململ من جديد).اهـ من أجنحة المكر الثلاثة، نقلا عن عودة الحجاب، القسم الثالث.
والأخ القبعة، قد أدرك الفرق بين الحرفين.
والسلام.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 10:35]ـ
الأخ الكريم أبو إبراهيم:
وليس شيء يسر أن أزيدك بأن بعض الأخوة أفادني أن مثل هذه الملابس غالية الثمن، وفي العادة تكتب عليها كتابات شاذة مشينة بل الأدهى أن هذا البنطال يعرف باسم بنطلون طيحني (بصيغة الأمر) .. شذوذ ما بعده شذوذ، فهل تتحرك وزارة التجارة ومن تقع عليهم المسئولية في منع مثل ذلك ..
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 11:45]ـ
سدّد الله رميكم .. أيّها الفاضل.
أحسنتم .. أحسن الله إليكم، و نصر بكم الدين و أهله ..
سبحان الله! منذ مدة من الزمن، أردتُ الكتابة في هذا الموضوع، فإذ بي أرى ما تفضلتم به يا رعاكم الله .. إنها لصورة مشاهدة تغلي لها الدماء في العروق، هذا .. و الحال في مجتمع النساء، فكيف بشباب الأمة المحمدية! شباب العزّة و النصر القادم بإذن الله ..
لقد عاينتُ الأمر في مجتمع النساء بين بعض المراهقات خاصة .. و منهنّ من تنتمي إلى الطبقة المُخملية في المجتمع، فرحمتُ حالهنّ، قلتُ: ليتهنّ يعلمن من صاحبات هذه الموضة في الغرب؟!
تذكرتُ يوماً و قد كنتُ جالسة ً في صالة الاستقبال في أحد فنادق الدول العربية، فمرّت من أمامي امرأةً سافرة ً، لا يبدو على ملامحها أنها عربية، كانت تلبس هذه الموضة بشكل مقزّز .. و كفى كرامةً للقارئ ... و الله المستعان!
* فهل علمتِ يا غالية الإسلام و يا عرضه الثمين، بمن تتشبهين؟!
و للمعلومية .. البعض ممن يحرص على إظهار ملابسه الداخلية، لديه عقدة " الماركات العالمية " حتى في تلك الملابس ... اللهم ثبّتنا ...
و لكن إن حدث هذا من بعض المراهقات اللاتي لم يسلمن من طيشٍ، فما بال فِتياننا .. الذين نُعلّق عليهم _ بعد الله تعالى _ أمل الأمة؟!
و كيف بمن يلبس " الخصر النازل "، سيمسك بيده رشاشاً أو بندقية؟!
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " و لو دخلوا جُحر ضبٍّ لدخلتموه ".
أختكم: إيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 02:46]ـ
القبعة الحمراء
لعل تنبيهك هنا يستفيد منه الفضلاء في توجيه الشباب ومعرفة مايدور في واقعهم
لكن حبذا نشر المقال في المنتديات الشبابية المشهورة لتكون الاستفادة منه أكثر من الفئة المعنية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 09:43]ـ
يقول الكاتب إبراهيم عاصي في كتابه اللطيف «للأزواج فقط، وألوان من النقد الإجتماعي» ط2، ص196 - 197:
((إنّ المتتبع لحركة الأزياء (رجالية ونسائية) خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، ليلاحظ بكل وضوح: «أنّ محور الاهتمام في التصاميم ينحصر في أماكن الإثارة الجنسية دون سواها، وبشكل متدرج مع الأيام، حتى إنه -أي: الاهتمام- بات مستقرا على موضع بذاته من الجسم لا يبارحه إلى ما سواه!».
ففي أواخر الخمسينات وأوائل الستينات كانت (موضة) البدلة بالنسبة إلى الرجال، أن تكون السترة قصيرة جدا ومشمورة إلى فوق حتى تبدو المؤخّرة كمؤخّرة التيس! وأن يكون البنطال ضيّقا جدا من تحت، وحزامه واطيء من فوق يلامس عظمَيْ الوركين تماما، بحيث إذا مشى الماشي بدت عجيزته في تخلعها كما لو أنها عجيزة راقصة!! ...
ولكن ماذا حصل بعد ذلك، أي بعد حوالي عشر سنين (أواخر الستينات وأوائل السبعينات)؟
الذي حصل بالنسبة للزيّ الرجالي هو ظهور ما سُمِّي ببنطال (الشارلستون) وهو يقوم على مبدأ التعريض الشديد لفتحة الكم من تحت -كما هو معروف-، والتضييق الشديد على منطقة الفخذين والردفين، مع الإلحاح على أن تكون الحافة العلوية لهذا البنطال مع مستوى الوركين تماما ودون السرة، وأن يكون الحزام عريضا جدا! والتجسيم كاملا لشقَّيْ الالية من الخلف! وللجهاز البولي التناسلي من أمام! بحيث إذا أقبل عليك لابس هذا البنطال قلت في سرك: إنه رقيع ابن رقيع! وإذا أدبر عنك قلت في جهرك: إنه -حقا- رقاص ابن رقاص!! هذا إن كنت تنظر إليه بعينَي رجل، أما إذا كانت الناظرة أنثى، فلا أدري ماذا تقول؟! ... )). إلخ كلامه.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 09:30]ـ
الأخت الكريمة إيمان:
نعم هو الجحر، دخلوه وما زالوا ينتقلون من جحر إلى آخر حتى يعيد الله إليهم عقولهم وقلوبهم ..
أشكر لك مداخلتك القيمة ونسأل الله أن يقي نساءنا شر التبرج والسفور ..
...........................
الأخت الكريمة بروق أندلسية:
"لكن حبذا نشر المقال في المنتديات الشبابية المشهورة لتكون الاستفادة منه أكثر من الفئة المعنية"
أبشرك بأن المقال نشر في عدد من تلك المنتديات ووجد تفاعل طيب بعكس ما توقعت، ولقد سرني كثيراً عدد القراء والمتفاعلين في المنتدى الخاص بطلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فنسأل الله أن يصلح أحوال شبابنا ..
.........................
الأخ الفاضل أشرف بن محمد:
أشكر لك إضافتك القيمة أخي الكريم، وهي كما نقلت لنا تتمحور حول مناطق معينة من الجسد فهل يعي الناس المنخدعين بتلك الألبسة خطورتها ..
ـ[أمل*]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 09:01]ـ
هل نحن في المجلس العلمي أم في منتدى اّخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 01:44]ـ
قليلاً من الماء البارد ينسكب فجأة على مقدمة الوجه ثم نتفاجأ بأننا في المجلس العلمي - قسم القضايا (المعاصرة) ..
إذا لم نستطع النقاش حول تلك الأفكار التي يستوردها شبابنا ويضعونها في قالب اللباس والألفاظ الغريبة فعلى الدنيا السلام ..
تمنيت أن تعرضي وجهة نظرك بتواضع أكثر، ولعلي أكتفي بهذا وأعيد قلمي إلى غمده:) ..
شكراً لأنك أخرجت مقالتي من الأرشيف ..
سلام قولا من رب رحيم ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيرا على التنبيه إلى هذا الخطأ الذي كثر بينت شبابنا وللأسف حتى أصبح الشباب كالإناث نسأل الله العافية.
لكنك أخي لو اخترت عنوانا أفضل من هذا وتكامت أثنائه بما يفهم بدون مبالغة في التصريح لكان أحسن فاللغة العربية غنية بالمفردات والكنايات والاستعارات وهي طريقة القرآن والسنة إلا فيما يحتاج إليه صراحة من إقامة حد أو بيان حكم لجاهل بخصوصه عند الحاجة فعندها يستعمل الصريح من القول والعاقل يفهم المراد بدون تدقيق ودخول في تفاصيل الكلام.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 09:31]ـ
جزاك الله كل الخير أخي أبو حازم ..
العنوان اخترته لأنبه على أن لبس تلك الألباس تفسر على هذا النحو، فيتنبه الشاب وينببه أهله ومن حوله، لأن أصل هذا اللباس كان في الغرب لهذا المقصد نسأل الله السلامة والعافية .. وعلمت أن الشباب عندنا يتضايقون من هذا المعنى لوجود الخيرية فيهم فأحببتهم استفزازهم ووخزهم علهم يصحون. فأنا لم أبالغ فيما ذكرت أبداً فاللبس صُمم ليلبسه أهل هذه الفئة الشاذة فلماذا يلبسه من هو ليس بشاذ؟!!
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت .. وأشكر لك كلماتك الطيبة ..(/)
المرأة في الإعلام السعودي هل تخطت الخط الأحمر؟
ـ[وحي]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 12:30]ـ
.
«أنت والحدث»: المرأة في الإعلام السعودي هل تخطت الخط الأحمر؟!
قبيل اعلان التشكيل الوزاري الجديد في السعودية وزارة الاعلام تتعرض لانتقادات حادة تحت قبة مجلس الشورى فهل وجود المرأة السعودية على الشاشات يخالف الشرع فعلا"؟ وهل خرج الإعلام السعودي الرسمي عن الخط الأحمر؟
من يحدد هذا الخط؟ وما هو مصير خطة تطوير الاعلام السعودي؟
واخيرا" ما هي اهداف هذه الحملة في هذا التوقيت الحساس؟
سجّلت حلقة "أنت والحدث" الأحد 25 مارس على شاشة ال "ال بي سي" مواقف حادة وصريحة لما يحمله موضوعها من حساسية، وهو ظهور المرأة السعودية على شاشات التلفزيون الرسمي، خصوصا" بعد الانتقادات التي وجهت الى وزارة الاعلام من قبل أعضاء في مجلس الشورى قبل أيام.
وخلال الحلقة انقسم الضيوف الى فريقين: من جهة، محمد آل زلفة، عضو هيئة الثقافة والإعلام في مجلس الشورى، د. خالد الدخيل استاذ علم الاجتماع السياسي والاعلامية بثينة النصر.
أما الفريق الثاني، فتمثل بالشيخ د. ناصر الحنيني، استاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود ود. وليد الرشودي، رئيس قسم الدراسات الاسلامية في كلية المعلمين في الرياض.
وكانت أكثر المحطات حدّة في مسار الحلقة، السجال الذي دار بشكل خاص بين د. الرشودي والإعلامية بثينة النصر، التي شاركت اختبارها للمرة الاولى كونها أول مذيعة سعودية تقرأ أخبارا" عبر قناة الإخبارية.
وطرح د. خالد الدخيل علامات استفهام حول نتيجة الاستفتاء عبر الانترنت الذي أجراه البرنامج وشارك فيه أكثر من 68 ألف مشاهد. وذلك لأن نتائجه رفضت بشدّة ظهور المرأة وجاءت مغايرة للآراء التي سجّلتها كاميرا "أنت والحدث" في الرياض وجدة. وهذه جاءت مناصفة بين الرفض والقبول. وعزا د. الدخيل ذلك الى التنظيم الشديد الذي يحظى به التيار المحافظ.
هل ظهور المرأة في الاعلام الرسمي السعودي هو تجاوز للخط الاحمر؟
Total number of votes: 68457
65082/68457 - 95.07% نعم
3375/ 68457 - 4.93% لا
.
.
شاهد الحلقة ( http://66.118.142.82/ ... tv/Politics/intawilHadath/March25_07_1.wmv)
تفضلوا بمشاهدة قضية خاصة بالمجتمع السعودي يناقشها الليبراليون على قناة LBC
والتي ما فتئت تتدخل في خصوصيات مجتمعنا كمثيلاتها
ولا أدري من الأولى بحل قضاياه وأزماته لبنان أم السعودية؟!
الحلقة مكيدة من أولها إلى آخرها ..
الحلقة احتفى بها موقع ميموري الصهيوني كالعادة وهذا جزء من الحلقة مترجم ..
مشاهدة ( http://switch5.castup.net/frames/20041020_MemriTV_Popup/video_480x360.asp?ai=214&ar=1420wmv&ak=null)
اللهم انصر الحق وأهله واقمع الباطل وأهله ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
آمين ..
.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 05:44]ـ
هناك عمليات تغريب واضحة للمرأة في المملكة، وذلك لما وجدوه من تمسكها وحفاظها وتدينها، وأيقنوا أن الطريق إلى اختراق هذا المجتمع المتدين المحافظ هو التسلل عبر بوابة المرأة والسعي في تحريرها وسلخها من قيود المحافظة والتدين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 06:08]ـ
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً)
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 05:43]ـ
اللهم أحفظنا بحفظك
والله إنها بداية السقوط وزوال النعم
ـ[وحي]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 10:17]ـ
.
الحل ليس دعاء فقط ومثلكم لا يعلمه مثلي ..
لقد اُستهلك الخطاب الإسلامي الموجه للمرأة لسبب يسير وهو أنه كان دائما لا يراوح مكانه
ويركز أن المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة
أرجوكم أنا امرأة وأعرف النساء جيدا
هذا الخطاب كان جيدا في حين لكنه لم يكن بانيا ومربيا بل هو أشبه بالمنوم والمسكن
ولذا ولج الأعداء إلينا من طريق المرأة وسيفعلون لأنها لا تمتلك وعيا حرا يفكر باستقلال
لا تعرف ما لها ولا ما عليها
رسالتها في الحياة حصرت في أمور لن أقول إنها سطحية ولكنها ليست أولويات
المرأة التي تربت على تعظيم الله وشرعه قبل كل شيء
لن تحتاج أن تذكر بحقوق زوجها أو تربية أبنائها أو حرمة السفور والتبرج بشكل مكرر
كان ينبغي أن يكثف الخطاب الإيماني الذي يخاطب روح المرأة وعقلها وعاطفتها
والمرأة سهل انقيادها جدا لمن أحسن إليها ورفع الظلم عنها (الظلم الاجتماعي لدى البعض)
وهي تابعة للرجل بالفطرة ولو استنكفت - عنادا - لن تستطيع الاستمرار بدونه
ستسقط في الطريق وتعود للفطرة إلا إن تلقفتها أيدٍ خبيثة ..
ومن خلال جلوسي مع بعض الإعلاميات في الصحافة السعودية وجدت أنهن على خير ويسدون ثغرة
ويرفضن بشدة مثل هذه الأطروحات التي تتبناها شيعية مثل: بثينة النصر أو ليبراليين كالدخيل وآل زلفة ومن وراءهم من نساء ...
اعتقد يكفينا سكوتا عن هذا التدخل السافر في تغريب المرأة عندنا
ومجرد الكلام وحده لا يكفي ..
لن أذهب بعيدا إن قلت: أن بعض النساء مصابة بعقدة نقص تجاه أكوام اللحوم البشرية النسائية على الفضائيات
وانجرار كثير من شبابنا وراءهن، وميلهم إليهن مما جعل المسكينة تفقد ثقتها بما هي عليه من تميز وخصوصية ..
الخلاصة:
أن الإسلاميين هم الوحيدون المخولون بالحديث عن المرأة
وأنا هنا لا أقصد الذكور منهم بل الجميع رجالا ونساءً .. لماذا؟
لأنهم وحدهم من يملك مشاريع صادقة .. ربما لا يملكون قرارات لكن بيدهم أمور كثيرة
إن صدقوا مع الله تعالى فلهم القبول لدى الناس ..
.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 11:00]ـ
.
الحل ليس دعاء فقط ومثلكم لا يعلمه مثلي ..
لقد اُستهلك الخطاب الإسلامي الموجه للمرأة لسبب يسير وهو أنه كان دائما لا يراوح مكانه
ويركز أن المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة
أرجوكم أنا امرأة وأعرف النساء جيدا
هذا الخطاب كان جيدا في حين لكنه لم يكن بانيا ومربيا بل هو أشبه بالمنوم والمسكن ولذا ولج الأعداء إلينا من طريق المرأة وسيفعلون لأنها لا تمتلك وعيا حرا يفكر باستقلال
لا تعرف ما لها ولا ما عليها
رسالتها في الحياة حصرت في أمور لن أقول إنها سطحية ولكنها ليست أولويات
المرأة التي تربت على تعظيم الله وشرعه قبل كل شيء
لن تحتاج أن تذكر بحقوق زوجها أو تربية أبنائها أو حرمة السفور والتبرج بشكل مكرر
كان ينبغي أن يكثف الخطاب الإيماني الذي يخاطب روح المرأة وعقلها وعاطفتها
بارك الله فيك، ومن أجل هذا حرصت على طرح هذا الموضوع لمعالجة هذه القضية: شخصية العالم و طالب العلم "اليوم" ... مفاهيم لا بد أن تتغير http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2676
ـ[ظاعنة]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 01:08]ـ
وهل ترى خطاً أحمر؟
العمل الإعلامي يعتبر الخطوط والحدود قيودا تحد من نجاحه، ألم تقرئى لأحدهم قوله:
الكاتب الحقيى مثل إسرائيل، ليس له حدود واضحة!(/)
«شَرْحُ رسالة في أن القرآن غير مخلوق للإمام إبراهيم الحربيّ» لشيخنا الرّاجحيّ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 04:24]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شَرْحُ «رسالة في أن القرآن غير مخلوق للإمام إبراهيم بن إسحاق الحربيّ»
لصاحب الفضيلة شيخنا عبد العزيز بن عبد الله الرَّاجحيّ
- سلّمه الله -
الدَّرْسُ الأَوَّلُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35088
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35280
الدَّرْسُ الثَّالِثُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35308
تم الشرح بحمدلله
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وزادني وإياكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[ابن السائح]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 06:00]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ ونفع بعلمه
لكن هل يصح أن ينسب ذاك الكتاب إلى الإمام أبي إسحاق الحربي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 03:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:12]ـ
لكن هل يصح أن ينسب ذاك الكتاب إلى الإمام أبي إسحاق الحربي
الجَوَابُ: لا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:22]ـ
فضيلة الأستاذ / أبا حَاتِمٍ (ابنَ رَجَبٍ):
شكر اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم، وزادكم فضلًا،ونبلًا،وتوفيقًا.آمين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:39]ـ
للفائدة ....(/)
دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة ...........
ـ[ابو الهمام الأردني]ــــــــ[01 - May-2007, صباحاً 10:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة
شاء من شاء وأبى من أبىدولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة
مولانا أبو عمر البغدادي حفظه الله: أقول لإخواني جنود دولة الإسلام اتقوا الله في إخوانكم المجاهدين فلا يسمعوا منكم إلا طيبا ولا يرو منكم إلا خيرا فلا زلنا في طور البناء وأحكام الدولة يجهلها الكثير فالرفق الرفق يا عباد الله (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة).
الشيخ أبو عمر البغدادي حفظه الله: ولانكفر امرأ من المسلمين صلى إلى قبلتنا بالذنوب كالزنى وشرب الخمر والسرقة مالم يستحلها (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة).
ومن هاهنا أقول أن مولانا أبو عمر البغدادي حفظه الله أصدق عندي من كل خالف كلامه عن تعامله مع المجاهدين فهذه النقطة الأولى التي أريد أن أنطلق منها حول موقف الشيخ حفظه الله.
وأما النقطة الثانية وهي الأساس هي أنه لم يعد يوجد شيء اسمه تنظيم القاعدة و أقول لأولئك الذين يتهمون تنظيم القاعدة حفظهم الله بقتل المجاهدين والمسلمين عامة إنني أتحدى أي شخص أن يستطيع تمييز العناصر الجهادية بعضها من بعض في دولة الإسلام أعزها الله ولكنني أقومبكتابة هذا الكلام وأجزم بأنهم يعلمون ذلك كله بل أكثر من هذا الذي قلته ولكنني أقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
مولانا أبو عمر البغدادي حفظه الله: لقد عزم رجالك أن يقيموا للإسلام دولته يحكموا فيها شرعه ويطيعوا فيها أمره ويجتمع فيها جنده (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة).
الشيخ أبو عمر البغدادي حفظه الله: وهاهو البنيان بدأ يعلو يراه كل محب وحاقد مما حدا بعدو الله بوش بعد ظهورها المبارك أي دولة العراق الإسلامية إلى قول إنهم يهدفون إلى إقامة دولة إسلامية من الصين إلى إسبانيا صدق وهو الكذوب (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة)
أمير تنظيم القاعدة في دولة العراق الإسلامية الشيخ المجاهد أبو حمزة المهاجر حفظه الله موجها خطابا لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله: بايعتك على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة).
أمير تنظيم القاعدة في دولة العراق الإسلامية الشيخ المجاهد أبو حمزة المهاجر حفظه الله موجها خطابا لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله: نيابة عن إخواني في المجلس أي مجلس شورى المجاهدين نضع تحت سلطة دولة العراق الإسلامية كل التشكيلات التي أسسناها بما فيها مجلس شورى المجاهدين (دولة العراق الإسلامية لا تنظيم القاعدة).
واعذروني إخوتي في الله لأنني لم أقوم بسرد كل التصاريح المباركة بإذن الله وذلك أنها كثيرة جدا ولكنني قمت بسرد البعض منها ففي هذا القدر الكفاية لمن أراد الهداية.
ومن ها هنا أيضا أريد أن أسأل كل من سيقرأ موضوعي هذا سؤالا واحدا كي نقطع الشك باليقين لمن لم يقتنع بكلامي السابق بعد وهو:
نحن نسلم بأن أي مجاهد في تنظيم القاعدة الذي يتهمونه هم بقتل المسلمين الأبرياء و المجاهدين لاحظ المجاهدين هو أفضل إيمانا من أي واحد منا بآلاف المرات إن لم يكن أكثر وقد ترك الواحد منهم أهله وماله و ضحى بنفسه في سبيل رفع كلمة الله في الأرض.
والسؤال هنا بعد سرد كل هذه المعلومات أتقوم أنت أخي قارئ الموضوع المبارك بإذن الله بقتل إنسان مسلم لا يضرك بشيء أتقتله هكذا لمجرد القتل أتقتله وأنت الذي لم تذهب لنصرة المجاهدين وأنت الذي لم تجاهد بمالك أو نفسك في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض فاسمحوا لي إخوتي أن أفترض جوابا وهو لا وألف لا وأعوذ بالله من ذلك وأعتقد هذا هو جواب جل القارئين فأقول لكم إخوتي في الله أفيعقل أن أولئك المجاهدين يفعلون ذلك حاشاهم وألف ألف حاشاهم.
وفي الختام أوجه رسالة إلى أولئك الذين اتهموا أسيادنا وتاج رؤوسنا أبناء دولة العراق الإسلامية حفظهم الله وأقولها بملء الفم لن تثنينا هذه الأباطيل عن مناصرتهم فلا تحاولوا في ذلك فهي من المسلمات لدينا إن شاء الله لأن ذلك سينعكس عليكم وذلك أن الله لا يحب الظالمين فاتقوا الله في مجاهدي الدولة الإسلامية أدامها الله.
للأمانة العلمية المقال منقول ...................
الله أكبر ...... الله أكبر ....... والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
(أبو الهمام الأردني)(/)
تفرق أهل السنة والجماعة في هذا العصر لصالح من؟؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 12:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله لا يخفى عليكم ما وصل إليه أهل السنة والجماعة من التشتت والتفرق وتبديع بعضهم بعضا وتفسيق بعضهم يعضا وكل فرقة تظلل الأخرى وهذا يعود إلى الجهل بحقيقة منهج أهل السنة والجماعة وعدم إرتباط الشباب بأهل العلم الكبار أمثال المفتي والفوزان واللحيدان وغيرهم ممن عرف عنهم الورع والتقوى والزهد وكذلك من أسباب التشتت إسأة الظن بالأخرين والإستعجال بإطلاق الأحكام الجائرة على المخالف (أعنى من أهل السنة) وغيرها من الأسباب
إخواني في الله لقد إستغل أعداء أهل السنة والجماعة من هذه الفرقة والتشتت وأخذوا يطعنون بمنهج أهل السنة والجماعة مستدلين بأقول أهل السنة أنفسهم للأسف وما موقع [***** حرر] عنكم ببعيد ذلك الموقع الخبيث الذي يبث سمومه وخبثه في الطعن في علماء أهل السنة والجماعة أمثال بن باز والعثيمين والألباني
[***************]
إخواني في الله نقلي لهذا الموضوع ليس معنى السكوت عن المخالف حتى وإن كان من أهل السنة والجماعة لكن أن يكون الرد عشوائي ومجرد من الورع والتقوى وإطلاق الأحكام دون مراعاة لإحوال المخالف فلا وألف لا المعروف عند أهل السنة والجماعة أنهم يردون على المخالف بحسب مخالفته للسنة دون إفراط أو تفريط (وذلك أن يكون الرد بعلم وحلم ولا يكون إلا من أهل العلم الموثوقين بعلمهم أو من طلبة العلم المعروفين بالعلم ..... فإن إصبت فمن الله وحده وله الفضل والمنة وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان الهوى ...
أخوكم في الله / أبو عبد الرحمن اليمني
ـ[الباحث 1]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 06:53]ـ
أقول هذا الكلام عن تجربة:
لقد خضتُ في هذه الخلافات والصراعات سنواتٍ طويلة، ولم أستفد شيئاً إلا قلنا وقالوا.
وقد خرجتُ بنتائج مهمة:
- أعمل عقلك قبل أن تتعصب لأحد، ولا يغرنك التهويل.
- النفع الحقيقي للأمة في نشر الخير والعلم والدعوة إلى الله، لا الانشغال بالتحذير والجدل العقيم.
- لا يوجد أحد معصوم، حتى المشايخ الذين كنتُ آخذ منهم (المنهج!)، وجدتُ نفسي أتعصب لهم بغير قصد، لذا الواجب كف اللسان عن الجميع، مع بيان الخطأ بأدب واحترام ودعاء بالهداية للمخطئ إنْ دعت الحاجة.
- كثير من نقدنا حقيقته: (حقد) وغيبة محرمة وتشفي، وإن لم نشعر بذلك.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ومن أعظم التقصير: نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس، ثم يُعتبر أحد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر ... ) مجموع الفتاوى (31/ 114).
من منا طبَّق هذا القول مع (كل) متكلم؟!
- واقعنا: مصائب مشايخنا: زلات، وزلات مشايخهم: مصائب!
لله دره من إنصاف عجيب!
- راقب نفسك قبل أن تراقب غيرك، ولن تجد وقتاً بعد ذلك لمراقبة الغير.
أسأل الله أن يغفر لي ويرحمني، فكم من شخص وداعية وطالب علم وعالم اغتبتُه وطعنتُ فيه وأسأتُ الظن به ظناًّ مني أن هذا هو (منهج السلف)!
هاأنا أعترف أمامكم، وما أشد مرارة الاعتراف.
ولكني نذرتُ نفسي خادماً للعلم وأهله وطلابه، فلا معارك تافهة بعد اليوم!
أسأل الله لي الرحمة والمغفرة وأن يقرّبني من الجنة وأن يباعدني عن النار.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:51]ـ
أقول هذا الكلام عن تجربة:
لقد خضتُ في هذه الخلافات والصراعات سنواتٍ طويلة، ولم أستفد شيئاً إلا قلنا وقالوا.
وقد خرجتُ بنتائج مهمة:
- أعمل عقلك قبل أن تتعصب لأحد، ولا يغرنك التهويل.
- النفع الحقيقي للأمة في نشر الخير والعلم والدعوة إلى الله، لا الانشغال بالتحذير والجدل العقيم.
- لا يوجد أحد معصوم، حتى المشايخ الذين كنتُ آخذ منهم (المنهج!)، وجدتُ نفسي أتعصب لهم بغير قصد، لذا الواجب كف اللسان عن الجميع، مع بيان الخطأ بأدب واحترام ودعاء بالهداية للمخطئ إنْ دعت الحاجة.
- كثير من نقدنا حقيقته: (حقد) وغيبة محرمة وتشفي، وإن لم نشعر بذلك.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ومن أعظم التقصير: نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس، ثم يُعتبر أحد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر ... ) مجموع الفتاوى (31/ 114).
من منا طبَّق هذا القول مع (كل) متكلم؟!
- واقعنا: مصائب مشايخنا: زلات، وزلات مشايخهم: مصائب!
لله دره من إنصاف عجيب!
- راقب نفسك قبل أن تراقب غيرك، ولن تجد وقتاً بعد ذلك لمراقبة الغير.
أسأل الله أن يغفر لي ويرحمني، فكم من شخص وداعية وطالب علم وعالم اغتبتُه وطعنتُ فيه وأسأتُ الظن به ظناًّ مني أن هذا هو (منهج السلف)!
هاأنا أعترف أمامكم، وما أشد مرارة الاعتراف.
ولكني نذرتُ نفسي خادماً للعلم وأهله وطلابه، فلا معارك تافهة بعد اليوم!
أسأل الله لي الرحمة والمغفرة وأن يقرّبني من الجنة وأن يباعدني عن النار.
لله درك أخي.
ليت الشباب الذين انساقوا وراء هذه الفتن يعون هذا الكلام جيدا.
والله أعرف شبابا صار الولاء والبراء عندهم على مشايخ وعلى شخصيات محددة.
يسأل السائل ما قولك في فلان إن أفتاه الشيخ بما يدين الله به أسقطه من المشيخة وكال له من التهم المعدودة مسبقا ما لم يقم به من هم خارج المنهج السلفي وإن أفتاه بما يوافق هواه صار هو الشيخ عنده.
هنا أحكي لكم بعض ما سمعته من أحد الإخوة عندنا في المغرب لتعرفوا فداحة ما وصل إليه الأمر.
سمعنا أن بعض المشايخ في المملكة العربية السعودية دعوا إلى تبليغ الأمن عن التكفيريين وبما أنه هناك بعض المشايخ قالوا في الشيخ [*****] حفظه الله بأنه تكفيري صار بعض الشباب هداهم الله يبلغون عن الشباب الذين لم يتبرؤوا من الشيخ بدعوى أنهم تكفيريون لأنهم أتباع شيخ تكفيري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 07:19]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
جزاكم الله خير الجزاء وبررتم فيما تفضلتم به.(/)
هل يجوز للرقاة استخدام الذئب لإخافه الجن؟ أم أنه جعل ماليس بسببٍ سبباً؟؟
ـ[الفقير إلى ربه]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 02:25]ـ
هذه مسأله كثر الكلام حولها وقد نقل لي بعض الإخوة السعوديين أن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- قال أنه لابأس بهذا إذا كان الذئب كاملا, أما إذا كان ذلك بجلد الذئب فقط فلا يجوز لأنها أشبه بالتميمة, وقال غيره من أهل العلم والتجربة أن هذا غير صحيح وليس بسببٍ محسوس وإنما هو توهمات .. !!
والمسألة بشكل أوضح تتوقف على أنه هل للذئب أثر حسي في إخافة الجني المتلبس بالإنسي أم لا؟ فإذا كان له أثر حسي فجائز, وإذا كان سبباً مُتوَهماً فيكون استخدامه شركاً أصغر لأنه جعل ماليس بسببٍ سبباً .. والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 05:44]ـ
جزاكم الله خيرا.
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم تعليق عين الذئب على شكل تميمة خوفاً من الجن ويقولون: أنها تطرد الجن, وهل يعذر بالجهل؟
الجواب:
[هذا لا يجوز؛ لأن هذا ليس سبباً شرعياً ولا طبيعياً, فهو من التمائم التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها شرك, ثم من قال: إن الجن يهربون من الذئب؟! نسمع هذا كثيراً لكن لا ندري هل هذا حقيقة أو لا, ولهذا بعض الناس يجعل عنده شيئاً من جلد الذئب ويعلقه في بيته ويدعي أن الجن لا تدخل البيت إذا كان ذلك فيها, ولكن هذا خطأ, الذي يمنعك من الجن حقيقة هو قراءة آية الكرسي, (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح). السائل: نفس السؤال يا شيخ! من قال: إنه كفر مخرج من الملة ولا يعذر بالجهل؟
الشيخ: لا. هذا غير صحيح, هو لا يخرج من الملة, بناءً على ما اشتهر ظن أن هذا سبب فيقال: هذا ليس بسبب شرعي وتعليقه من الشرك؛ لكنه من الشرك الأصغر. السائل: يعذر بالجهل يا شيخ؟!
الشيخ: نعم, لا شك أنه يعذر بالجهل, كل إنسان معذور بالجهل رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] فقال الله: قد فعلت].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 05:51]ـ
السؤال: فضيلة الشيخ! بعض الناس يقصون جلدة جبهة الذئب ويحضرونها عند الذي أصابه مس ثم يَخرج هذا الجني بقولهم، وبعض الناس يضع هذه الجلدة في البيت حرزاًَ من الجن حتى لا يدخل بيته. فما الحكم في المسألتين؟
الجواب:
[الحكم في المسألتين: أن هذا لا أصل له، ولا صحة له، ولو كان هذا كذلك لكانت الذئاب بأغلى الأثمان، هذا لا صحة له.
السائل: هل هذا من جنس لبس الحلقة لدفع البلاء؟
الشيخ: إي نعم، يكون هذا من جنس لبس الحلقة ونحوها لدفع البلاء أو رفعه، أوهام لا صحة لها.
السائل: وإذا ثبت يا شيخ؟
الشيخ: لا يثبت، أوهام! احضر لك ذئباً وضعه حول الجن وانظر ماذا يحصل.
السائل: عندنا شخص في حائل عنده ذئب.
الشيخ: أنا أعرف إنساناً ممن كان يقرأ على المصابين بالمس، وأخذ معه ذئباً، والذئب لا يأكل إلا من أطيب اللحم، وصار يشتري له اللحم دائماً، ولكن لا فائدة. الجني يرقص إذا رأى الذئب].
لقاء الباب المفتوح. الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 06:09]ـ
السؤال:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول: هل يجوز استخدام الذئب في علاج المس من الجن علما بأنه جرب ذلك وكان له تأثير قوي في خروج الجني؟
الجواب:
[ما يجوز استعمال الذيب، أو قطعة من جلد الذيب، هذا من الخرافات، هذا من الخرافات، والاستعانة بالسباع، ما يجوز هذا الشي].
الشيخ العلامة صالح الفوزان. رقم الفتوى 2902(/)
تركيا الإسلامية .. هل تخاف من الإسلام؟
ـ[وحي]ــــــــ[03 - May-2007, صباحاً 10:01]ـ
.
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2404/photos/3004.pol.p1.n100.jpg
طفلة تحمل صورة الهالك كمال أتاتورك خلال مسيرة المعارضة للمرشح الإسلامي للرئاسة عبدالله جول في إسطنبول
هذه الصورة حملتها إلينا إحدى الصحف المحلية التي ترفع لواء الليبرالية وتنافح عنها
ولذا وجدت من واجباتها إظهار هذه الطفلة البريئة في صفحتها الأولى .. !
وكأنها تريد أن تقول:
حتى أنا يا رجب طيب اردوغان .. يا عبد الله جول .. يا حزب التنمية والعدالة سأتدخل لحماية العلمانية بتركيا!
وهنا تقوم وسائل الإعلام بما يسمى صياغة الواقع لنا كجمهور متلقي سواءً كان واقعا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا!
ويقصد بالواقع ذلك الجزء المعروض لنا فقط وكأنه هو الطبيعي وهو الواقعي بينما الحقيقة خلاف ذلك
فالشعب التركي مسلم ويحب الإسلام ولا يريد إلا الإسلام خاصة بعد الصفعات المتوالية والإهانات المدوية من الاتحاد الأوروبي لتركيا
ولو لم يكن الإسلام هو اختيار الشعب التركي لما تدخل الجيش لإبطال الديمقراطية!
هذه الصورة النمطية التي أطلق مفهومها (والتر ليبمان) تصلح أساساً لكل عمليات التأثير التي يستهدف بها الإعلام ذهن الإنسان .. أي إنسان ..
والصورة الذهنية أو ذلك التصور المحدود أو الانطباع الذي يحتفظ به الإنسان في ذهنه
عن إنسان أو بلد أو شيء ما .. هذا التصور يختزل تفاصيل كثيرة غائبة في مشهد واحد ..
ووسائل الإعلام بهذا توظف (مفهوم الصورة الذهنية) لتصيغ واقعاً غير أصلي وغير واقعي.
باختصار: الحقيقة ليست دائما ما يتم عرضه على الجمهور، بل هي ذلك الشيء الذي لا يتم عرضه ..
كما أن أكثرنا تأثراً بهذه الصورة النمطية واندفاعا وراءها هو الذي لا ينوّع مصادر معلوماته، ومن أهم المعلومات المؤثرة اليوم في الرأي العام الأخبار ..
.
.
.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 09:13]ـ
فعلاً الإعلام هو القوة الناعمة لاحتلال المفاهيم واستعمار القيم تمهيداً لاستعمار العباد والبلاد.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 07:28]ـ
بارك الله فيك
60% من الإعلام التركي تسيطير عليه الأحزاب العلمانية هناك بدعم من الجيش، والباقي ما بين اشتراكيين ومعارضين غير إسلاميين.
لايمكن جعل نظام تركيا إسلامي إلا بثورة أياً كانت هذه الثورة، أما جعل نظام تركيا إسلامي وهو يحمي علمانية الكماليين خصوصا فلا يمكن أن تحصل أبداً.(/)
مستقبل الحجاب في السعودية!
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 05:23]ـ
مستقبل الحجاب في السعودية!
حامد العُمري
تعد قضية المرأة من أكثر القضايا حساسية في الصراع الليبرالي الإسلامي, ويعود السبب في ذلك إلى معرفة كل فريق بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع، ففي الوقت الذي ينظر إليها الليبراليون على أنها مفتاح التغيير الأهم, نجد الفريق المقابل يشبهها ب (قضية القدس)، والتي مهما حدث من تنازلات في غيرها من القضايا إلا أنها تبقى عصية على التنازلات.
ومحور حديثي في هذا المقال هو عن أحد الموضوعات المرتبطة بالمرأة، والذي طالما دارت حوله العديد من المعارك بين الجانبين، ألا وهو (الحجاب).
وسأحاول في هذا المقال استعراض نظرة كل فريق تجاه هذا الموضوع وكذلك الخطوات التي يبذلها تجاهه انطلاقا من نظرته الخاصة، و من ثم سأحاول تقييم مدى نجاح كل فريق في فرض رؤيته والترويج لمشروعه.
أولاً: (التيار الليبرالي):
ينظر التيار الليبرالي إلى الحجاب على أنه أمرٌ (نابع من العادات والتقاليد وليس واجب ديني) (1)، وانه (ظاهرة تنطلق من أيديولوجية التخوين الاجتماعي التي يعيشها الفرد مع نفسه قبل أن يعيشها مع محيطه) (2) بل ويعترف بعض من ينتمي إلى هذا التيار بعدم ارتداء الحجاب خارج الوطن (3)، ويؤكد كذلك على أن الحجاب (قد ساهم بشكل مباشر في تعطيل بعض المهارات الأساسية عند المرأة؛ فالكلام الحر الطبيعي أصبحت العباءة تمنعه وتستبدله بكلام منخفض متقطع لا يشكل جملة مفيدة وإنما هو مجرد وصوصة وهمهمة لا تفهم بوضوح) (4).
وبسبب وجود هذه النظرة تجاه الحجاب عند هذا التيار فقد كان من الطبيعي أن يبذل جهوداً حثيثة لمناهضته والحد من انتشاره.
غير أن من اكبر العوائق التي تقف في طريق تحقيق هذا الهدف هو أن هذا التيار يعيش وسط مجتمع شديد التدين ليس عنده استعداد (على الأقل في هذه المرحلة) لتقبل فكرة نزع الحجاب بالكلية، وهذا ما يجعل بعض من ينتمي لهذا التيار يصابون بالإحباط مما يدفعهم أحياناً إلى مهاجمة هذا المجتمع الرافض لأطروحاتهم في كثير من الأحيان.
تقول إحدى الكاتبات وبلغة لا تخلو من التشنج: (وصل الحد إلى درجة تنتهك فيه المرأة حقها بنفسها وذلك خوفا من - التغريب - ونقصا في العلم والمعرفة والخبرة السياسية والاجتماعية والحقوقية) (5)، وذلك في تعليقها على نتيجة دراسة أثبتت أن 97 بالمائة من مجموع 400 امرأة وفتاة سعودية تتراوح أعمارهن بين 15 عاما إلى اكبر من 45 عاما، اعتبرت هذه الفئة قيادة المرأة للسيارة أمرا غير مقبول، فيما بلغت نسبة الرافضات للعمل المختلط أكثر من 86 بالمائة، أما الرافضات لسفر الفتيات للدراسة بالخارج من دون محرم فقد بلغ 92 بالمائة (6).
بينما تصف كاتبة أخرى ما قامت به إحدى الطالبات من رفض لقيادة المرأة للسيارة خلال ندوة نظمتها إحدى الكليات الأهلية وحضرتها وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية بالأمر المحبط، بل تهجمت على تلك الطالبة التي عبرت عن رأيها بحرية بقولها: (إنها مراهقة ينقصها الإدراك بواقع مجتمعها الذي تعيش فيه ويتوقع منها هذا النوع من النزق .. ) (7).
إلا أن هذا التيار وبعد أن فهم صعوبة المهمة، فقد سعى إلى التدرج في طرح رؤيته المتعلقة بالحجاب وعمد إلى بعض الأساليب والطرق التي قد لا تسبب له اصطدما مباشراً مع المجتمع, ومنها:
1. التركيز على نزع غطاء الوجه.
وفي هذا الصدد تقول إحدى الصحفيات في مقابلة مع إحدى الفضائيات ورداً على السؤال الآتي: هل تحبين أن ترين المرأة السعودية وقد ارتدت الجينز وحلت شعرها كما تفعل غيرها في دول العالم؟
فكان الجواب: المهم أن تكشف الوجه والباقي نتحدث عنه لاحقاً (8).
ومما يلاحظ على هذا التيار في هذا الصدد استخدام ما يلي:
• تقديم نماذج محلية تخلت عن غطاء الوجه وإبرازها عبر وسائل الإعلام سواءً المرئي أو المقروء، حتى أصبح من المألوف رؤية بعض من ينتمين إلى بعض الأسر المعروفة بشدة المحافظة وقد تخلين عن غطاء الوجه.
• الاستفادة من الانقسام المتزايد في الأوساط الإسلامية (بما فيها الوسط المحلي) حيال موضوع كشف الوجه، واللجوء في بعض الأحيان إلى الخطاب الشرعي كونه الأكثر تأثيراً في المجتمع وذلك بالانتصار للقول بجواز كشف الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
• المطالبة بالاستفادة من النموذج المطبق للحجاب في بعض البلدان الإسلامية مثل (ماليزيا)، والقول بأن ذلك النموذج أكثر عملية وملائمة للعصر الحالي.
2. الدعوة إلى نبذ العباءة (ذات الطراز المحلي).
و محاولة إثبات أن هذا الطراز يمثل مشكلة بالنسبة للمرأة السعودية لأن (العباءة السوداء بطرازها السعودي المتداول اليوم تخلق بشكل معين نمطا من الشخصية الخنوعة الخائفة التي تشعر بأنها قطعة جنسية, وكذلك فإن عباءة الرأس تحول المرأة وكأنها مخلوق مختلف وربما تكون أشبه بطائر ضخم يمشي. أما عباءة الكتف فهي تشغل المرأة بكثرة القطع التي تلف على الكتف وأخرى على الرأس وأخرى على الوجه حتى لا تتمكن لابستها من التحرك بسهولة) (9) , ويكثر التساؤل: (إلى متى ستستمر النساء في بلادي باتشاح السواد الحزين، والتواري في المقاعد الخلفية كالشياطين) (10).
3. إيجاد جيل من الكاتبات والصحفيات والمذيعات والروائيات يتولين أمر المطالبة بنزع الحجاب باعتباره حقاً من حقوقهن.
4. الاستفادة من الضغوط الخارجية،
ومن أمثلة ذلك الدعوة الأخيرة لفتح نوادي نسائية تجنبا لتجميد العضوية السعودية في اللجنة الأولمبية الدولية.
5. إيجاد البيئات المناسبة لتطبيق النموذج الليبرالي للمرأة (المتجردة من الحجاب بالكلية والمختلطة بالجنس الآخر) على المرأة السعودية, والتسويق له إعلاميا.
ولصعوبة إيجاد مثل هذه البيئات في الداخل فقد يُلجأ إلى إيجادها في الخارج، ومن ذلك استغلال المناسبات ذات الطابع العالمي أو الإقليمي (رياضية, اقتصادية, علمية، وغيرها) لهذا الغرض, وقد يتم التنسيق في ذلك مع بعض الجهات الأجنبية الداعمة لهذا التيار، ومثال ذلك ما حدث في دورة ألعاب الخليج الأخيرة من حضور لبعض الطالبات السعوديات (الدارسات في الجامعة الأمريكية في دبي) إلى المدرجات والاختلاط بالجماهير واعتراف بعض منظمي رحلة التشجيع المختلطة بدور تلك الجامعة بقولهم: (هذه الجامعات المنفتحة لم تمدنا بالمعرفة والمناهج العلمية فحسب, إنها ربّتنا على قيم التعاون والاعتداد بالذات والقدرة على التنظيم .. وحصّنت كل منا بالثقة تجاه الآخر أياً كان، فلا فرق بين فتاة وشاب في تعاملنا ونظراتنا لبعضنا") (11) , ومن الأمثلة أيضا ما يحدث في بعض الملتقيات العلمية أو البعثات الطلابية.
ويهدف هذا الأسلوب إلى كسر الحاجز النفسي عند المجتمع والذي لم يألف رؤية مثل تلك النماذج المحلية، إلا ما كان من حالات يغلب عليها الطابع الفردي.
ومع أن هذا الأسلوب يعد من الأساليب الحديثة التي ينتهجها هذا التيار, إلا أنه يعد أقواها في الترويج للنموذج الليبرالي للمرأة كونه يمثل الجانب التطبيقي لمشروع نزع الحجاب، ولذلك فلا يستبعد التركيز على هذا الأسلوب مستقبلاً.
ثانياً: (التيار الإسلامي):
ينظر التيار الإسلامي للحجاب على أنه فريضة ربانية وأمرٌ إلهي لا يمكن مخالفته، ويستندون في ذلك إلى ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويرى هذا التيار أن في الحجاب عصمة للمجتمع من الانجرار إلى كثير من المشكلات الأخلاقية، وكذلك فإن فيه حماية للمرأة وصوناً لها ودلالة على تكريم الإسلام لها، ولست هنا بصدد ذكر ما يستند إليه هذا التيار من أدله.
وبسبب وجود هذه النظرة تجاه الحجاب عند هذا التيار فقد كان من الطبيعي أن يبذل جهوداً حثيثة للدعوة إليه والسعي لتطبيقه.
ويمكننا القول إن هذا التيار قد نجح كثيراً في الدعوة إلى الحجاب ونشر الوعي بأهميته عبر السنوات الماضية, و نتيجة لذلك فقد اختفت العديد من مظاهر السفور التي وجدت في بعض المناطق نتيجة للجهل ولوجود بعض التقاليد السائدة هناك, كما أن من أعظم النجاحات التي حققها هو مشروع تعليم البنات من الابتدائية وإلى مراحل التعليم العالي، وكذلك إيجاد فرص عمل كثيرة للمرأة، كل ذلك مع وجود الحجاب، مما أثبت بطلان نظرية أن الحجاب يتعارض مع تعليم المرأة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من أهم العوامل التي ساعدت هذا التيار في النجاح في دعوته هو أن هذا التيار يعتبر (صاحب الأرض والجمهور) إن صحت التسمية، وأقصد أن هذا التيار لم يجد صعوبة بالغة في إقناع المجتمع بضرورة الالتزام بالحجاب وذلك لأن هذا المجتمع متدين بفطرته، وكذلك فإن من طبيعته الغيرة على المحارم، بالإضافة إلى أن الدولة التي تحكمه قامت في الأصل على تطبيق الشريعة الإسلامية، وقد عمد هذا التيار إلى الأساليب التالية في الدعوة إلى الحجاب:
1. نشر العلم بأهمية الحجاب وتوعية المجتمع عبر وسائل الدعوة المختلفة.
2. تحذير المجتمع من العادات والتقاليد المنافية للكتاب والسنة.
3. تحذير المجتمع من دعوات تحرير المرأة ونبذ الحجاب.
4. الدعوة إلى أخذ العبرة من المجتمعات الإسلامية التي سبقت إلى التحرر من الحجاب، حيث لم يسهم ذلك في تطورها وزيادة الصناعات فيها، بل زادها انحطاطا ومشكلات أخلاقية.
5. إبراز نماذج واقعية لمتحجبات حصلن على أعلى الدرجات العلمية في تخصصات مختلفة.
6. الاستشهاد بأقوال بعض الغربيين عن الحجاب.
كما تقول إحدى الأمريكيات والتي كانت تعمل ممثلة وعارضة أزياء: (كامرأة، غير مسلمة سابقا، أنا أصر على حق جميع نساء الأرض أن يتعرفن على الحجاب وأن يعرفن فضائله، لنساء الأرض جميعهن الحق كل الحق أن يعرفن مدى السعادة والطمأنينة التي يضفيها الحجاب على حياة النساء المحجبات كما أضفاها على حياتي) (12).
وبعد هذا الاستعراض الموجز لمواقف الفريقين، وبنظرةٍ واقعية لما نعيشه ونلحظه اليوم فإننا يمكننا القول بأن التيار المناهض للحجاب وبالرغم من عدم استناده على قاعدة شعبية صلبة، وبالرغم أيضاً من كل ما يثار حوله من علامات استفهام كثيرة، فإنه قد حقق نجاحات نوعية في محاولاته لتغيير واقع المجتمع فيما يتعلق بالحجاب، ولا أدلّ على ذلك مما يشاهد اليوم عبر وسائل الإعلام المحلية المختلفة، فقد تم تأنيث العديد من البرامج التلفزيونية، وتم أيضا تحقيق (الاكتفاء الذاتي) من فتيات الغلاف! بمعنى انه لم تعد فتاة الغلاف مطربة عربية أو ممثلة خليجية، بل أصبحت فتاة نجدية أو حجازية!
كذلك فإن من الإنصاف الاعتراف بجرأة هذا التيار في طرح رؤاه الخاصة، خاصة بعد الأحداث العالمية والمحلية المتأخرة، مما ينبئ بحدوث تغيرات أوسع قد يفاجأ بها البعض، إلا أنه وبالنظر إلى بعض المعطيات الحالية فإنها قد تبدو للبعض الآخر طبيعية!
وهذا الأمر قد يُصعِّب من مهمة التيار الإسلامي في ظل وجود ما يمكن أن نسميه بحالة (انقسام) حيال بعض الموضوعات والتي كانت تعد بالأمس مسلمات ومنها الحجاب! فقد أصبحنا نسمع من يهون من شان الخلاف في هذه القضية، أومن يجيز كشف الوجه للمرأة عند السفر إلى خارج هذه البلاد، بل أصبح هناك من يحِلُ ضيفاً على بعض البرامج التلفزيونية التي يتولى تقديمها مذيعات كُنَّ بالأمس محل نقد واعتراض هذا التيار! وكما ذكرت فقد استغل الطرف الآخر هذا الانقسام باحترافية عالية.
وفي هذا الصدد فإن هناك جملة من النصائح التي يقدمها البعض للتيار الإسلامي ويرون انه يلزمه العمل بها متى ما أراد أن يحد من التقدم الليبرالي المتسارع، والذي شرع في تغيير واقع المرأة في هذه البلاد، ومنها:
1. وضع خطة استشرافية لواقع المرأة عامة في المملكة في السنوات الخمس أو العشر القادمة خاصة وأن المجتمع مقدمٌ على الكثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
2. الأخذ بزمام المبادرة ووضع الخطط الاستباقية وعدم الاكتفاء بسياسة إطفاء الحرائق والتي أثبتت عدم جدواها خاصة في ظل ما ذكرته من سرعة وقوة طرح الطرف المقابل لرؤاه ومشاريعه.
3. علاج الانقسام الحادث حول عدد من القضايا ومن بينها مسألة الحجاب والسعي لإزالة الشبهة العلمية الكبيرة المتعلقة بهذا الموضوع عبر التواصل والتحاور الايجابي المؤصل.
4. زيادة التواصل والتعاون والتلاحم مع ولاة الأمر والذين عُرف عنهم العمل للدين ونصرته, مما يساعد على التعريف بخطورة المشاريع التغريبية.
5. تكثيف البرامج الموجهة للمرأة ومحاولة تحدثيها والخروج بها عن حالة الرتابة والجمود.
6. تفعيل دور المسجد.
7. العمل على إيجاد كوادر نسائية مؤهلة تتولى الدفاع عن قضايا المرأة وفق المنظور الإسلامي.
8. التخلي عن النظرة السوداوية للمستقبل والتي يعاني منها بعض من ينتمي إلى هذا التيار، والتحلي في المقابل بروح التفاؤل وبث الأمل بمستقبل أفضل.
و يبقى السؤال منطقياً ومؤرقاً للكثيرين: ما هو مستقبل الحجاب في السعودية؟
________________
(1) http://www.elaph.com/Elaph ... /Interview/2006/5/150922.htm
(2) مقال بعنوان (الحجب)؟
(3) http://www.elaph.com/Elaph ... /Interview/2006/5/150922.htm
(4) مقال بعنوان (شخصية العباءة (.
(5) مقال بعنوان (تغيير المرأة السعودية)
(6) مجلة " الإرشاد"، الصادرة عن جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني السعودي.
(7) مقال " لقاء طالبات دار لحكمة مع وكيلة وزارة الخارجية ".
(8) في مقابلة مع قناة المستقلة " تطلعات المواطن السعودي خلال الفترة المقبلة.
(9) مقال بعنوان (شخصية العباءة ( ..
(10) مقال "المرأة السعودية بين المصالح والأهواء"
(11) مقابلات بعنوان (سعوديات مع الأخضر .. هل أنتم محصنون ضد الحريم؟!) _ صحيفة عكاظ _ يوم الثلاثاء 11/ 1/1428هـ.
(12) (رحلتي من البكيني إلى النقاب الرمز الجديد لحرية المرأة)، لسارة بوكر: ممثلة وعارضة ومتسابقة كمال أجسام وناشطة سابقا، وهي الآن مديرة قسم الاتصالات في حركة مسيرة العدالة ( The March For Justice)، ومؤسسة للشبكة العالمية للأخوات ( The Global Sister’s Network)، ومخرجة الوثائقي الشهير. ( The March Shock & Awe gallery) "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:41]ـ
اللهم رد كيد الكائدين من اهل العلمنة والمنافقين في نحورهم واكف الامة الاسلامية شرورهم
آمين
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 08:59]ـ
ما هو مصدر المقالة بارك الله فيك؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 10:26]ـ
مرحبا وأهلا بالأخ / أبا حماد
يزين هذا المنتدى بمثلكم زينك الله بزينت الإيمان
http://saaid.net/female/h74.htm
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 12:31]ـ
هؤلاء التائهون المؤدلجون لا يبصرون الشمس!!
يمنُّون النفوس بزوال الحجاب من جزيرة العرب، ويضحكون على أنفسهم وقرّائهم حين يتصوَّرون أن المرأة السعودية تريد السفور وتتحجَّب تبعاً للتقاليد!!
ولو نظروا - وهم يزعمون أنهم فقهاء الواقع!! - لرأوا أن الحجاب يعود الآن بقوة إلى مصر وسائر بلاد الإسلام.
وطبعاً لا يصحّ على أرض الواقع إلا الصحيح، والميَّة تكذّب الغطّاس كما يقول أهل العزيزة المحروسة!!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 03:40]ـ
أخي الكريم آل عامر:
جزاك الله خيراً على كريم لفظك ونبيل طبعك.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 11:38]ـ
((لن يضروكم الا اذى))
لايزال الناس بخير وهذه طغمة نشاز لم يخل منها بلد ولا زمن ولكن الاعلام يفعل الكثير
واذا اعتزوا الى البشر من اهل الفكر النحرف فنحن نقول
حسبنا الله ونعم الوكيل(/)
شيخنا صالح الفوزان - حفظه اللهُ ورعاه -: «لابد من تعلم التوحيد وتعليمه» 15/ 4/1428هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 08:14]ـ
شيخنا صالح الفوزان - حفظه اللهُ ورعاه -:
«لابد من تعلم التوحيد وتعليمه»
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت في إحدى وسائل الإعلام إلى امرأة تعلق على مناهج التعليم في المدارس وما يخص منها مقرر العقيدة – عقيدة التوحيد- وتقول بسخرية: في مقرر السنة الرابعة في التوحيد (أن المشركين كانوا مقرين بتوحيد الربوبية ولم يدخلهم ذلك في الإسلام لأنهم لم يقروا بتوحيد الألوهية ولذلك قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم)
وتقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاتلهم حتى قاتلوه. ولم يستحل أموالهم بدليل أنه لما هاجر إلى المدينة خلف عليا رضي الله عنه في مكة ليرد الأمانات التي عنده للناس من أهل مكة. ثم تردف وتقول: هل يصلح هذا أن يدرس للأطفال وينشئوا على الإرهاب. هكذا شعور هذه المرأة هداها الله نحو العقيدة التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وأمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويأتوا ببقية أوامر الدين قال الله تعالى: ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ? [[سورة الأنفال الآية 39] وقال تعالى: ? فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ? [سورة التوبة الآية 5] فأمر بقتالهم حتى يدخلوا في دين الله ويتركوا عبادة ما سواه، وهذا هو الجهاد في سبيل الله الذي هو سنام الإسلام وأحد دعائمه.
والقصد منه مصلحة المشركين لإخراجهم من الكفر والنار إلى الإسلام والجنة ولحماية الدين وإصلاح العقيدة التي هي أساس الدين ومحل اهتمام الرسل، قال الله تعالى: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ? [سورة الأنبياء الآية 25].
فهل ترى هذه المرأة هداها الله أن الإقرار بتوحيد الربوبية يكفي.وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاتل المنكرين لتوحيد الألوهية فهذا إنكار للواقع ولما جاء في القرآن الكريم لكنها لعلها لم تتأمل قبل أن تتكلم أو غاب عنها ذلك ولم يكن كلامها هذا في وسيلة إعلامية يسمعها القاصي والداني لما رددت عليها ولما بينت في كلامها.
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله،فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) ولم يقل: أقاتل من قاتلني. و أما قولها: إن الرسول صلى الله عليه وسلم: لم يستحل أموالهم فنقول نعم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستحل أموالهم إلا بالجهاد في سبيل الله عن طريق المغنم فقد قال الله: ? وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ? الآية، وقال تعالى: ? فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا ? [سورة الأنفال الآية 69] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) لأن ذلك مما يضعف الكفار ويقوي المسلمين. وأما رده صلى الله عليه وسلم للأمانات فهو عمل بقوله تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ? [سورة النساء الآية 58] والأمانات ليست مغانم ففرق بين هذا وهذا.
وأما قولها هل يصلح ذلك أن يدرس للأطفال. نقول نعم:إن لم ندرس أطفالنا العقيدة المأخوذة من الكتاب والسنة فماذا ندرسهم هل ندرسهم سيرة عنترة وقصة ألف ليلة وليلة.
والله تعالى يقول: ? فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ? [سورة محمد الآية 19] وليس هذا تنشئة للأطفال على الإرهاب كما تخيله وإنما تعليم للعقيدة التي تجب على كل مسلم و مسلمة.
هذا ما أردت التعليق به على مقالة المذكورة. واسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياها في دينه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
15/ 4/1428هـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=43(/)
منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه أما بعد:
فقد كان الناس في السنين الغابرة محجوبين عن المشاركة الجادة، والمستمرة في وسائل الإعلام خصوصا المقروء منها، ولما أنفجر صبح الشبكة العنكبوتية، وفتحت ملايين المواقع = أقبلت الجماهير الغائبة تلك السنين على المشاركة في كل صغير وكبير.
وبدأت هذه المشارك بطابع التستر تحت الأسماء المستعارة في غالب المشاركين = لتعطيهم هامشا من الحرية، والجرأة في معالجة ما يريدون؛ بل وربما للنكاية بمن يخالفهم! أو لغيرها من الأسباب.
ولما كانت المشاركة في هذه الشبكة متاحة للجميع ضمت بين جنبيها أمما من الناس على اختلاف نحلهم ومذاهبهم ومشاربهم وتوجهاتهم خصوصا في المنتديات المفتوحة للجميع.
وهؤلاء الكتاب على درجات متفاوت في: التعليم، والتربية، والفهم، والخلق .. وغيرها.
وهذا البون الشاسع في نوعية الكتاب، وقدراتهم، وأخلاقهم، ومصداقيتهم، والممارسات الخاطئة لكثير منهم في معالجة القضايا المختلفة = حجب ثقة معظم الناس في كثير من الكتاب!
وأعطى الثقة لجماعة من الكتاب استطاعوا مع تصرم الأيام أن يثبتوا تقدمهم الفائق في الطرح المثمر الجاد البناء المصاحب للأدب، والمصداقية، والوضوح.
وحيث إن هذا الوضع هو المتاح الآن = وجب السعي بكل قوة للرقي بمستوى، ومحتوى المطروح، وتدارس، ونشر أدبيات الإعلام، ولغة الخلاف، و الحوار.
وحتى يتضح الأمر أكثر لا بد أن تحدد معالم، وأدبيات يجب على الجميع الالتزام بها = ليكون الحوار مثمرا وبناء وممتعا.
ومن أهم هذه المعالم:
* حسن الخلق: ففي الحديث عن النبي (ص) أنه قال:" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ". رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.
وعن أسامة بن شريك قال:" قالوا يا رسول الله ما أفضل ما أعطي المرء المسلم؟ قال: حسن الخلق". رواه أحمد وصححه ابن حبان.
وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي (ص) فاحشا، ولا متفحشا، وكان يقول:" إن من خياركم أحسنكم أخلاقا".
وأحسب أن مدح حسن الخلق من الأمور المتفق عليها بين العقلاء في جميع الأمم، فلا بد أن تكون حواراتنا على مستوى من الأدب، ومجانبة للفحش و البذاء؟!
* الجدية في الطرح والحرص على المفيد:
تخلفت الفائدة في كثير من المواضيع؛ لأنها دارت على: قيل وقال .. !، و بئست المطية، وقد جاء الزجر عن هذا؛ فقال رسول الهدى (ص):" إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال .. "الحديث. متفق عليه.
ولذا أوصيك أخي في الله، ونفسي: أن تنتبه لما تكتب، وتوازن بين المصالح والمفاسد، ولا تكن مهذارا ثرثارا، متكثرا، غير مكترث بما تقول وتنقل، وكأنك قد برئت من تبعة ما تكتب، وضمنت السلامة في الدارين.
و أذكرك ـ وأنت اللبيب الفطن قبل أن تكتب عن أحد، أو تلمزه أو تطعن فيه ـ أن حقوق العباد مبنية على المشاحة، ومن كان منهم في دائرة الإسلام = فهو محرم العرض، محمي الجناب، معظم الحرمة، تحرم الوقيعة فيه إلا بالضوابط الشرعية المقررة عند العلماء، مع مراعاة المصالح، والمفاسد، وحسن قصدك حين الكتابة.
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه! = فهذا من عمل الشيطان، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه. مجموع الفتاوى 28/ 221.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا عند قوله تعالى: ... (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) فجعل جهة التحريم كونه أخا أخوة الإيمان، ولذلك تغلظت الغيبة بحسب حال المؤمن؛ فكلما كان أعظم إيمانا كان اغتيابه أشد، ومن جنس الغيبة الهمز، واللمز فإن كلاهما فيه عيب الناس، والطعن عليهم كما في الغيبة. مجموع الفتاوى 28/ 225.
ومما يلحظ من بعض الناس تسرعه في الأحكام على عباد الله، وتصنيفهم، وتبديعهم لأدنى احتمال يلحظه من كتابته، وهذه جرأة عظيمة، وتقحم على المهالك، والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن تفحص سقطات غيره ونشرها، ولا جرم أن تمزيقَ أعراضِ العباد حمق لا يقع من متيقظ.
وإن لم يكن بد من الكلام في شخصٍ ما لسبب شرعي، فلا بد من العدل، والإنصاف، والأمانة، والصدق؛ فالكذب على الناس حرام كله سواء كان الرجل مسلما أو كافرا، برا أو فاجرا.
وإن كان المتكلَم فيه من أهل العلم و (علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم، والتأثيم له فإن الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته، ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء، ودعاء، وغير ذلك.
وإن علم منه النفاق .. فهذا يذكر بالنفاق.
وإن أعلن بالبدعة، ولم يعلم هل كان منافقا، أو مؤمنا مخطئا = ذكر بما يعلم منه، فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصدا بذلك وجه الله تعالى، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، فمن تكلم في ذلك بغير علم، أو بما يعلم خلافه كان آثما ... ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية، ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل). مجموع الفتاوي 28/ 234 - 235.
وقال الإمام مالك رحمه الله: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص193.
قال الإمام عبد الله بن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن. سير أعلام النبلاء 8/ 398
واحذر أن تعيش في وهم القوامة، والتدبير للعبادِ، والبلاد، والتدخل فيما لا تحسن!
فمن القبيح المزري بالمرء كلامه فيما لا يعرفه ولا يعنيه.
ومن أهم مقومات الرقي بالكتابة مراعاة:
العدل، والإنصاف، والصدق، والأمانة، الورع، والتثبت، وإحسان الظن، والحلم على الجاهل، وحسن الفهم، ومعالجة القضايا بحكمة، والرفق بالمخطئ، والصبر على الأذى، وتلمس حاجات الناس، ونصر قضاياهم، ومحاولة رفع الظلم عنهم، وتبيين الحق لهم، وتحذيرهم مما يكاد لهم، والبعد عن نشر خصوصيات الناس .. وغيرها ..
وفق الله الجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولذا أوصيك أخي في الله، ونفسي أن ننتبه لما نكتب، ونوازن بين المصالح والمفاسد، ولا يكن أحدنا مهذارا ثرثارا، متكثرا، غير مكترث بما تقول وتنقل، وكأنك قد برئت من تبعة ما تكتب، وضمنت السلامة في الدارين.
و أذكرك ـ وأنت اللبيب الفطن قبل أن تكتب عن أحد، أو تلمزه أو تطعن فيه ـ أن حقوق العباد مبنية على المشاحة، ومن كان منهم في دائرة الإسلام = فهو محرم العرض، محمي الجناب، معظم الحرمة، تحرم الوقيعة فيه إلا بالضوابط الشرعية المقررة عند العلماء، مع مراعاة المصالح، والمفاسد، وحسن قصدك حين الكتابة.
.
جزاك الله خيرا
لا شلت يمينك، ولا فض فوك ولله أنت وأبوك
أسأل الله أن ينفعني وأخواني بهذه النصائح الغالية
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 12:31]ـ
بورك فيكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:01]ـ
وفيك أخي سلمان
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 11:30]ـ
جزاك الله خيرا،
الله المستعان،
أصلح الله أحوالنا آمين
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 01:42]ـ
مقال نفيس.
جزاكم الله خيرا.
ـ[الباحث 1]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 01:48]ـ
المنتديات الإسلامية يكثر فيها - للأسف - الحوارات العقيمة المكررة في مسائل معينة وأشخاص معينين وجماعات وأحزاب معينة لسنوات طويلة ودون جدوى ولا ثمرة!!
فمن المسائل: مسائل التكفير والتبديع بكافة تفاصيلها - الموقف من الجماعات الإسلامية.
ومن الأشخاص: الشيخ سلمان العودة - الشيخ سفر الحوالي - الشيخ ربيع بن هادي - الشيخ فالح الحربي - الأستاذ سيد قطب - الشيخ حسن البنا - الشيخ يوسف القرضاوي.
ومن الجماعات: الإخوان المسلمون - التبليغ - السرورية - التكفير - الجامية - القطبية - المدخلية،،،، وألقاب وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.
ولي عودة على هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 01:12]ـ
الإخوة الفضلاء الكرام
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم ونفعني وإياكم بما نقول.
ونسأله تعالى أن يهدينا فيمن هدى وأن يجعل أعمالنا مثمرة نافعة وأن يجنبنا ما لا ينفع.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 08:24]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا ونفعنا بعلمكم.
مقال نفيس.
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:11]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المقال القيم بالغ الأهمية اللهم انفعنا به وقنا شر الشطط والزلل في الأقوال والأفعال واسلك بنا سبيل أهل الاعتدال
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 08:20]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / عبدالرحمن السديس
بارك الله فيكم، ونفعنا بما قلتم.
وأسأل الله أن يصلح حالنا ومآلنا.
والسلامة لا يعدلها شيء.
ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله.
ومن دل على سيئة فعليها وزرها ووزر من عملها إلى يوم القيامة.
وما يُكتب دائم بداوم الشبكة العنكبوتية.
فليكتب أحدنا ما يسره يوم الحساب.
والسعيد من مات وعمله الصالح مستمر.
والشقي من مات وعمله السيء مستمر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 11:46]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء الكرام شكر الله لكم وبارك فيكم ونفعني وإياكم بالعلم.
ـ[بدور]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 08:03]ـ
جزاك الله خير(/)
[بيان المنهج الصحيح في الدعوة ونقد المناهج المخالفة] محاضرة لشيخنا الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 12:03]ـ
[بيان المنهج الصحيح في الدعوة ونقد المناهج المخالفة]
محاضرة
لصاحب الفضيلة شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه اللهُ ورعاه -
[15/ 4/1428 هـ]
http://www.al-daawah.net/page.php?pg=media_desc&media_id=584&cat_id=68
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 02:42]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 08:05]ـ
وفيكُم باركَ، وَجزاكُم خَيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 08:41]ـ
http://www.archive.org/download/ManhajNaqd/manhajnaqd.mp3
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:53]ـ
حفظ الله شيخنا الحبيب(/)
الشيخ/حامد العلي .. لاوجود للقاعدة بالعرآق وإنما انظم لتنظيم دولة العراق الإسلامية
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 06:03]ـ
في لقائه مع قناة الجزيرة «مباشر» شن الشيخ حامد بن عبد الله العلي - الأمين السابق للحركة السلفية في الكويت - هجوماً لاذعاً على النظام الإيراني، وأثنى في الوقت ذاته على الشعب الإيراني - المكوَّن من خليط بين الشيعة والسنة -. وشدد العلي على أن إيران خطر كبير يهدد المسلمين والعرب مما يجب التصدي له بحزم.
وقال مجيباً على سؤال وجهه إليه المذيع حول ما أصبحت تُعرف «دولة العراق الإسلامية» بأنه لا وجود الآن لـ «تنظيم القاعدة» في العراق، وأن هذا التنظيم قد حل نفسه وانضم إلى «دولة العراق الإسلامية»، وبدا العلي منصفاً حيث أثنى على جهود هذه «الدولة» في مقاومة الإحتلال الأمريكي والصفوي في العراق وقال بأنها جهودٌ «كبيرة، يُشكرون عليها، ولا يجحدها مسلم عادل».
وتمنى العلي أن يتوحد الجهاديون في «بلاد الرافدين»، وقال بأنهم مسؤولون أمام الله عن هذا النصر الذي أحرزوه في العراق ضد أعتى الدُّوَل ويجب أن يحافظوا عليه بتوحدهم وتآلفهم، ودعا المسلمين إلى الدعاء لهم، وقال بأنه ليس هناك على وجه الأرض اليوم أعظم صفاءً من الجهاد في العراق وطالبان، وأن أغلب عناصر المقاومة العراقية هم من العراقيين، وقال بأن الجهاد فرض عين على العراقيين أصحاب الأرض المحتلة فما دونهم، وقال بأن مناصرتهم بالنفس شرف عظيم في إشارة منه إلى مخالفته فتاوى العلماء الرسميين بتحريم ذهاب الشباب إلى العراق لمساعدة العراقيين في مقاومة المحتل.
وكان استفتاء تم عرضه من قِبل بعض الكتاب على منتدى «أنا المسلم» - وهو منتدى إسلامي معتدل يضم جميع الشرائح والأطياف مقارنة بغيره من المنتديات الإسلامية الأخرى التي تبدو جهادية خالصة -، ومع ذلك فقد ظهر أن 93 % من مجموع المصوتين «469» في هذا المنتدى المعتدل من مؤيدي ما أصبَحَت تعرف بـ «دولة العراق الإسلامية»!.
وفي كلمته الأخيرة الموسومة بـ «حصاد السنين بدولة الموحدين» - التي رفض فيها بشكل قاطع حل «دولة العراق الإسلامية» - زادت شعبية «البغدادي» - أمير هذه الدولة - الذي بدا حكيماً في خطبته لطيفاً مع الفصائل الجهادية الأخرى العاملة على أرض العراق.
وتخشى «راند» - وهي مؤسسة دراسات أمريكية تقدم المشورة للعسكريين الأميركيين - من أن تكون خطابات الفصائل الجهادية في العراق على هذه الصيغة العقلانية الهادئة البعيدة عن النقد الجارح لبعضها البعض، لأن هذا يحول بين هذه المؤسسة الأمريكية وبين تحقيق طموحاتها في إحداث تناحر بين هذه الفصائل وإشغالها عن مقاومة المحتل الأمريكي ورفقائه من الشيعة
للفائدة الجماعات التي انضمت لدولة العراق الاسلامية
تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين
جيش الطائفة المنصورة
جيش أهل السنة والجماعة
جيش الفاتحين (4كتائب من أصل5 في حلف المطيبين)
جماعة جند الصحابة
سرايا الجهاد الإسلامي
سرايا فرسان التوحيد
سرايا ملة إبراهيم
كتائب كردستان
كتائب المرابطين
كتائب أنصار التوحيد
كتائب أنصار التوحيد والسنة
كتائب الأهوال
كتائب الغرباء
كتائب من الجيش الإسلامي وأنصار السنة وجيش المجاهدين وثورة العشرين والعصائب
وكتائب من جيش ابي بكر الصديق السلفي
ـ[النجم]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:38]ـ
وأيضاً قال حفظه الله قرأت بيان جبهة الجهاد والإصلاح وأعجبني وعيهم وأتمنى من المجاهدين الإنظمام إليهم ......
وقال الشيخ عبد الله الجنابي في برنامج, في الجزيرة, وجود عمل لتوحيد المقاومة وسوف نسميه جيش المسلمين ....... قال وطلبوا مني أن أتزعمه وأنا ليس لديه مانع.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:48]ـ
الردّ على ما جاء في كلام عبد الله الجنابي وبيان بطلانه
بقلم الشيخ / عبد العزيز بن محمّد العراقي
- حفظه الله تعالى -
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئات أعمالنا. مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم.أمّا بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا ردّ على بعض ما جاء في كلام عبد الله الجنابي في اللقاء الذي أجرته معه قناة الجزيرة أُحرره بمشيئة الله تعالى على عجالة، ولم أستقص كلّ ما جاء في كلامه لاشتغالي بغيره وضيق الوقت عن ذلك، ولكن لا بدّ مِن بيان الحقّ للناس حتّى لا ينساقوا وراء التلبيس والمغالطات التي تضلّهم وتتفرّق بهم عن سبيل الله، وهي نصيحة للجنابي لعلّه أن يتوب ويرجع إلى الحقّ. فأقول:
ذكر الجنابي أن الإعلان عن دولة العراق الإسلاميّة هو مما انتُقد على أهله، وكلامه يدلّ على أنّه لا يقرّ هذا الأمر وأنّه في نظره مخالف للشرع!! وأنّ هنالك فصائل كثيرة فلماذا يعلن هؤلاء عن الدولة الإسلاميّة!! إلى آخر ما ذكره مما لا تطيب النفس بالاسترسال في ذكره.
فأقول: لمّا سمعتُ كلامه وانتقاده ما زلتُ أعجب وأتفكّر كيف أنّ الفتن تمحّص الصفّ وتميّز بين الثابث على المنهج الصحيح وبين غيره، نسأل الله تعالى العافية والسلامة والثبات على المنهج، فما الذي ينقمه الشيخ! مِنهم، هل ينقم مِنهم إلا أنّهم دعوا الناس إلى التوحّد والإجتماع على راية شرعيّة واحدة، وعلى قيادة واحدة، إمثالاً لأمر الله عزّ وجلّ (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا). ولقوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا مِن بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم). فهذا هو حقيقة ما دعوا الناس إليه، لم يدعوهم إلى اختلاف وتفرّق، ولا إلى بدعة وعصبيّة، ولا إلى راية عمياء.
ولو كان الأمر بالعكس لتوجّه الانتقاد عليهم، فلو أنّ الفصائل الجهاديّة كانت مجتمعةً على راية شرعيّة واحدة لا تعدد فيها، ثمّ خرج الذين ينتقدهم الجنابي بما يدعون الناس إليه مِن الانضمام إليهم لكان قد توجّه عليهم اللوم والانتقاد، فكيف والأمر بخلاف هذا، كانت الفصائل الجهاديّة متعددة على الساحة، والقيادات متنوّعة، وكلّ جماعة لها أميرها ولها شأنها الذي يفصلها عن بقيّة الفصائل، وكلّ هذا مِن التعدد والاختلاف الذي لا يقرّه الشرع، ومَن نسب إلى الشرع إقراره لهذا فهو كاذب وإن كان ممّن ينتسب إلى العِلم.
والمقصود أنّهم دعوا الناس إلى الانضمام إلى الدولة الإسلاميّة، وأنّ يجتمعوا على قيادة شرعيّة واحدة تخلّصاً مِن واقع التعدديّة المرفوض الذي لا يرضاه الشرع.
والسؤال هنا: هل الإشكال عند هؤلاء الطاعنين في الدولة الإسلاميّة هو في دعوتهم إلى الجماعة الواحدة، أم الإشكال الحقيقيّ عندهم هو في تنازع الإمارة، وفي عين مَن يكون أميراً؟
فإن كان الأوّل فهو إشكال عقائديّ خطير، وذلك لأنّ الجماعة الواحدة هي مِن أبرز سمات أهل السنّة والجماعة، وهذه كتب العقيدة تدلّ على تقرير هذا الأمر وتبيّن أنّ أهل السنّة هم أهل جماعة وائتلاف لا أهل تفرّق وبدعة واختلاف.
فمِن الضلال المبين ومِن التقوّل على الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم وعلى دينه وشرعه أنْ نقول كما يقول هؤلاء: لِيعمل كلٌّ على حِدَته، ونسكت على هذا التعدد في الفصائل والجماعات الجهاديّة. فهذه الدعوة في حقيقتها هي الدعوة المفرّقة للجماعة والمخالفة لِما أمر الله تعالى به ورسوله عليه الصلاة والسلام.
ولهذا أقول: لا أظنّ أنّ أحداً ممّن ينتسب إلى الجهاد وبغيته الحقّ يشكك في وجوب الجماعة الواحدة، ولكنّ الذي أحسبه أنّ أمر هؤلاء المفرّقين المتفرّقين دبّ إليه داء الهوى وحبّ النفس والعُجب بها والحسد والبغضاء، أعاذنا الله تعالى مِن هذه الأمراض التي تفتك بأصحابها.
فعندهم: لماذا تكون الإمارة لفلان مِن الناس، ونحن هنا على الساحة نعمل ونعمل!!، فهذا ما ينطق به لسان حالهم، وفي لسان مقالهم ما يلوّح به.
فبالله عليك يا مَن بغيته الحقّ، هل بِمثل هذه التلبيسات الشيطانيّة يُرَدّ حُكم الشرع بالاجتماع والائتلاف على راية شرعيّة واحدة؟؟! ولكنّه الهوى الذي يعمي ويصمّ.
وإذا كان الأمر في حقيقته يتعلّق بشخصِ وبعينِ مَن يكون أميراً، فمَن التلبيس على الناس ومِن الخداع المنافي للنصح أن نُلبس هذه النزعة الشيطانيّة لباس الحكمة والمعرفة بالشرع كما يدّعون.
(يُتْبَعُ)
(/)
فههنا صورتان: صورة لجماعة واحدة وقيادتها قيادة شرعيّة واحدة، وصورة لمجاميع مختلفة بقيادات متعدّدة، فأيّ الصورتين يرضاهما الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام. لا شكّ أنّها الأولى. وإذا كان كذلك فهذا هو عين ما دعا إليه المجاهدون في دولة العراق الإسلاميّة، فالواجب علينا أن نتوحّد معهم بدلاً مِن هذا التفرّق والاختلاف الذي لا يرضي إلا أعداء الله ورسوله، والواجب علينا أن ننصحهم فيما بيننا وبينهم بدلاً مِن أن نشهّر بهم هنا وهناك، والواجب علينا أن نترك أهواء النفوس ونزغات الشيطان ونكون كلّنا يداً واحدة على أهل الكفر والنفاق.
ثمّ ألا يعلم الشيخ! الجنابي أنّ (دولة العراق الإسلاميّة) هي في حقيقتها إمارة مِن إمارات الدولة الإسلاميّة، وأنّ أمير العراق يجب عليه طاعة أمير المؤمنين الملا محمّد عمر أعزّه الله. ـ في طاعة الله عزّ وجلّ ـ. فالمجاهدون في أفغانستان أقاموا الجهاد ورفعوا رايته قبل أن يعرفه أهل العراق بسنوات كثيرة، ثمّ نصرهم الله ومكنّهم ورفعوا راية التوحيد وطمسوا الشرك وأهله، وأعلنوا عن قيام الدولة الإسلاميّة وعودة الخلافة إلى واقع الأمّة. وهذا من الواجب على الأمّة أن تجتمع على خليفة واحد وأمير واحد ولا يكون الأمر هكذا: لا خليفة لهم ولا أمير كما عهده المسلمون اليوم بسبب ما فرضه عليهم أهل الكفر مِن التمزّق والتشرذم وتقسيمهم إلى دُول وحكومات وفَصْل البلاد الواحدة بحدود وهميّة حتّى نسي المسلمون أنّ هناك خلافة واحدة وإمارة واحدة وأنّ بلاد الإسلام كلّها بمنزلة البلدة الواحدة.
وهنا أسأل الجنابي: أنتم حديثوا عهد بالجهاد بالنسبة للمجاهدين في أفغانستان فلماذا تتجاهلون سَبْقهم في هذا الباب، ولا تعبأون بهم وقد أعلنوا قبلكم عن الدولة الإسلاميّة؟؟. فلماذا اختلف موقفكم، فأنتم بالأمس أنكرتم تجاهل المجاهدين في الدولة الإسلاميّة لبقيّة الفصائل ـ بزعمكم ـ. ثم أنتم هؤلاء تقعون في هذا الأمر.
فإن قيل: أولئك في أفغانستان ونحن هنا في العراق. فأقول: هذا والله هو الضلال المبين، فمتى كانت الدولة الإسلاميّة دويلات وحكومات وحدود فاصلة لكلّ دولة منها شأنها الخاص كما يقولون؟؟!!
فهل كان أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه أميراً للمؤمنين وخليفةً راشداً على المدينة فحسب؟؟ وهل كان عمر وعثمان وعليّ رضي الله تعالى عنهم كذلك؟؟.
أم أنّ وضع هذه الحدود هو مِن فعل اليهود والنصارى، ومِن فعل هيئة الكفر الملحدة التي قسّمت البلاد إلى دويلات ووضعت لها الحدود الوهميّة ونصّبت في كلّ بلد طاغوتاً.
وقد عدّ الجنابي ما فعله المجاهدون مِن الإعلان عن دولة العراق الإسلاميّة تجاهلاً لبقيّة الفصائل، فها هو ذا ومَن على شاكلته يتجاهلون مَن هم أسبق مِنهم في باب الجهاد بسنوات عديدة، ولا يعبأوون بما أعلنوا عنه، أليس السبق له شأن يميّزه لا بدّ مِن اعتباره ما دام أن الجماعة جماعة مرضيّة شرعاً.
ثمّ ما هو التجاهل الذي يصف به المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة؟ أليس قد كرّروا دعوة غيرهم إلى الإنضمام إليهم والإجتماع على راية شرعيّة واحدة ونصحوهم مراراً بهذا الأمر الذي فيه عزّ الأمّة وخيرها؟؟
ثمّ إنّ مِن التناقض الواضح في كلام الجنابي أنّه ذكر أنّهم يعدّون لمرحلة ما بعد خروج المحتل، ثمّ هم مع هذا قد أغفلوا أصلاً عظيماً مِن الأصول التي ينبغي لهم تحقيقها وهو أصل الإجتماع، فأنكروا على الأخوة المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة.
وإنّي لأعجب مِن فعل الجنابي هذا وقد خرج علينا الآن بجماعة جديدة ذكر أن أفرادها اجتمعتْ عليه ورضيت به!!! فهذا والله مما يُستحيا مِنه، أنْ يقوم رجل بِمثل سنّه بهذا الفعل ثمّ هو يذكره ويفخر به أمام الناس، فهو بالأمس قد نقم على المجاهدين تشكيل دولة العراق الإسلاميّة ومدح مِن سواهم مِن بقيّة الفصائل، فعلى أصله ينبغي له أن لا يخرج عن بقيّة الفصائل إذا كانوا مرضيين عنده ولم يأتوا بِما يُنتَقدون عليه!!. فما المبرر عنده لابتداع راية جديدة ما دام في الفصائل الموجودة كفاية؟؟.
ومِن هذا تعلم أنّ انتقاده لدولة العراق الإسلاميّة هل كان باعثه الشرع ومرضاة الله تعالى، أم أنّ حبّك الشيء يعمي ويصمّ. أدع الجواب للقارىء اللبيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا زعم الجنابي أنّ أمير دولة العراق الإسلاميّة شخص غير معروف ـ أو عبارة نحوها ـ فأقول: هذه مغالطة مكشوفة، فهب أنّه غير معروف عند بعض الناس فقد عُرف لدى الكثير مِنهم، ثمّ إنّه يكفي في معرفته معرفة الجماعة التي هو أميرها له، وهم مِمَن نحسن الظنّ بهم، ثمّ إنّ هذا الكلام يتوجّه على كثير مِن الفصائل الجهاديّة، فكثير مِن المجاهدين لا يعرفون أمراءهم، فليطعن إذن في إمارتهم بمقتضى كلامه.
فماذا يريد الجنابي؟ هل يريد أن يظهر أمير دولة العراق على شاشة التلفزيون ويذكر تاريخه ونسبه وما قدّمه!! هذا كلام عجيب.
وأمّا بالنسبة لما اتخذه الجنابي ذريعة للطعن في تنظيم القاعدة ثمّ الطعن في دولة العراق الإسلاميّة بذكر ما يقعون فيه مِن أفعال مخالفة للشرع.
فنقول: ومَن قال لك إنّ كلّ ما يقوم به كلّ فرد مِن أفراد الجماعة صواب موافق للشرع؟ وهذا ليس خاصّاً بهم بل لا تخلوا جماعة مِن الجماعات مِن أفعال تخالف الشرع تصدر مِن الأفراد. لكنّ الواجب في مثل هذا مناصحتهم سرّاً وعدم التشهير بهم مع علمه ـ إن كان يدري بما يصنع ـ أنّ التشهير بهم مما يخدم أهل الكفر.
وليس هذا مبرراً لترك الجماعة الواحدة، فأيّهما خير: الدخول معهم ودعوتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليمهم وإرشادهم، أم منابذتهم والطعن فيهم والوقوع في منكر أعظم مما فرّوا مِنه بزعمهم.
ويلزم على أصلهم أنّ الأمير المسلم إذا صدر مِنه ظلم مما لا يبلغ به الكفر يلزم عليه على أصلهم أن ينابذوه ويتركوه وينشقّوا عنه، ولا يخفى أنّ هذا مِن المنكرات عند أهل السنّة والجماعة. هذا مع أنّ صدور هذا الظلم مِن الأمير والخليفة أشدّ خطراً وأعظم ضرراً مِن صدوره مِن آحادٍ مِن الجند، الظنّ بهم أو قل بالكثير مِنهم أنّهم لو سمعوا الموعظة الحسنة وعرفوا الحقّ ما عدلوا عنه، بدلاً مِن الطعن المجرّد فيهم وذكر عيوبهم والتشهير بهم مما يفسد الصدور ويخالف بين القلوب ويُلقي البغضاء بين المسلمين الذين يجب أن يكونوا أخوة متحابّين متآلفين كلّ فرد منهم ينصح لأخيه ويحبّ له ما يحبّ لنفسه.
ثمّ اعلم أنّ هذا الباب قد دخل فيه مِن الكذب عليهم، ومِن نسبة ما هم بريئون منه إليهم شيء كثير، وسببه الحسد والبغضاء واتّباع هوى النفوس والانسياق وراء التُهَم الباطلة بغير علم.
ثمّ ما هذا الكلام الذي ذكره الجنابي أنّ كلّ حكومة تضمن للإنسان إنسانيّته!!! فهو يرضى بها، ولمّا سُأل عن الرضى بالحكومة وإن كانت شيعيّةً تلعثم وتلكّأ وذكر تلك العبارة الغريبة!!!
فهل يرضى الشيخ! الجنابي بالحكومة الشيعيّة؟؟!! وهل هو مِن دعاة التعايش الوطني والوحدة الوطنيّة بمختلف العقائد والملل وأنواع الكفر والإلحاد؟؟!!، فعند هؤلاء ما دام أنّ الكلّ أهل بلد واحد فهم إخوة، ولطالما سمعنا تلك المقالة الكفريّة منهم.
فهل ميزان الولاء والبراء في كتاب الله تعالى هو البلد والعرق والنسب والجنس والوطن والقوميّة ونحوها مِن شعارات أهل الكفر والإلحاد؟؟ أم أنّ ميزان الولاء والبراء هو الدين.
فالعراقيّون ليسوا إخوة. معاذ الله أنْ يكون الموحّد السنيّ المسلم المستقيم على طاعة الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، معاذ الله أن يكون أخاً لِمَن سواه مِن رافضيّ نجس مشرك، أو نصرانيّ عفن ضال، أو قوميّ أو علمانيّ أو بعثيّ. أو نحوهم مِن أهل الكفر والفسوق والعصيان.
وهذا الأمر كثيراً ما تميّز بسببه المنتسبون للجهاد هنا في العراق. فالولاء والبراء وحقيقته الشرعيّة ضلّ عنها الكثير ممّن يلبس لباس المجاهدين وهو لا يفقه عقيدة الولاء والبراء التي لا يكون الإنسان مسلماً إلا بها. ولهذا رَمَوا المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة عن قوسٍ واحدة لأنّ هؤلاء المتفرّقين لا يفقهون هذه العقيدة العظيمة، وأُشربوا في قلوبهم حبّ التخاذل والمداهنة والولاء على أصول فاسدة ما أنزل الله بها مِن سلطان.
وبعد. فهذا ردّ مختصر على بعض ما جاء في كلام الجنابي، ولم استقصِ كلّ ما يُرَدّ عليه فيه، للعجالة التي أنا فيها الآن، ولكن فيما ذكرته تنبيه على غيره لِمَن شرح الله صدره للحقّ المبين.
وإنّي أكرر هنا نصيحتي لهؤلاء بأن يتّقوا الله ويراقبوه، وأن يطرحوا أهواء النفوس خلف ظهورهم، فالأمر جدّ، والإجتماع الذي أمر الله تعالى به ورسوله عليه الصلاة والسلام مِن أسباب النصر على الكفّار. (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين).
(واتّقوا يوماً تُرجَعون فيه إلى الله ثمّ تُوَفّى كلُّ نفسٍ ما كسبتْ وهم لا يُظلمون).
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على إمامِ المجاهدين الأُسوةِ الحسنة نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
عبد العزيز بن محمّد (أبو أسامة العراقيّ)
ربيع الثاني 1428 للهجرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من قيادة جماعة أنصار السنة إلى جبهة الجهاد والإصلاح
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إلى جبهة الجهاد والإصلاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماكنا نكتب رسالتنا هذه لكم وأنتم في أيامكم الأولى من العمل إلا بعد أن رأينا خطأً فاضحاً وإتهاماً لا مبرر له حيث ذكرتم في بيانكم التأسيسي لهذه الجبهة أنها تضم (كتائب الهيئة الشرعية لجماعة أنصار السنة).
فنقول:
أولا: ليس في الجماعة شيءٌ بإسم (الهيئة الشرعية) بل هو (ديوان الشرع والقضاء) والديوان قائم بفضل الله.
ثانياً: إن الكتائب العسكرية لم تكن يوما تابعة أو ضمن (ديوان الشرع والقضاء) بل هي من ضمن (ديوان الجند).
ثالثاً: إن ذكر المسألة على هذا النحو إنما يدل على التخبط الموجود عند الإخوة الذين دخلوا إلى الجبهة المذكورة بهذا الإسم والمسألة في الحقيقة هي عبارة عن خروج شخصين من قيادتنا وهما (أبو سجاد وأبو هند) من الجماعة ولقد ذكرنا الموضوع بشيء من التفصيل في البيان السابق قبل أيام وذلك عندما أعلنا عن خروجهما من الجماعة وقد أعطيا لنفسيهما إسما جديدا لكي لايكون خروجهما خروجاً مجرداً فنقول لكم:
إتقوا الله ولا يجوز لكم أن تذكروا أموراً لم تكن موجودة في عملنا وان كنتم تريدون مرضاة الله بعملكم فإلتمسوا من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الطريق الصحيح في بداية عملكم من أجل الوصول إلى إقامة البنيان والتمكين لهذا الدين ونرجوا أن تكون هذه من الخطأ والنسيان عندكم حتى لا نقع فيما يغضب الله سبحانه وننشغل عن الجهاد والقتال بوسائل الإعلام والرد بمثل هذه الأخطاء فيما بيننا فنرجوا إصلاح الخطأ، نسأل الله أن يوفقنا للحق والصواب وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
وفق الله جميع المسلمين للعمل بكتاب الله وسنة رسوله، اللهم إحفظ المسلمين من الفتن ماظهر منها وما بطن إنه جواد كريم وبالإجابة قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قيادة جماعة أنصار السنة
16/ربيع الثاني/1428
3/ 5/2007
بشير السنة (جماعة أنصار السنة)
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
والبيان السابق الذي يقصدة المجاهدين في جيش أنصار السنة فهو هذا البيان ..
18 - 4 جماعة أنصار السنة/ بيان تكذيب
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان تكذيب
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على قائد المجاهدين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .. و بعد:
فأوصيكم و نفسي بتقوى الله تعالى و لزوم طاعته و تقديم كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم على ما عداهما فإن من ظفر بهما فقد نجا و من تركهما فقد ضل و غوى.
من / أبي عبد الله أمير جماعة أنصار السنة
إلى/ من تبلغه هذه الرسالة من المسلمين و المجاهدين في كل مكان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نخط لكم هذه الكلمات من ثغور القتال و ساحات المعارك بأرض العراق المجاهدة و يعلم الله كم أحزننا و نحن نطلع على خبر في أحد القنوات الفضائية ورد فيه بأن (الهيئة الشرعية) للجماعة أعلنت استقلاليتها عن الجماعة, و من دافع بيان الحق نجد أنفسنا مضطرين للرد على تلك المعلومة الخاطئة إنصافا للحق.
للتوضيح نقول بأن الذي حصل هو خروج شخصين من قياداتنا و هما (أبو سجاد و الشيخ أبو هند والذين ذكرناهما في بيان سبق نشره) لاجتهاداتهما الشخصية، و حتى لا تختلط الأمور على المسلمين بسبب ما في الخبر من أسلوب غير واضح و تشويش على القارئ نقول ونكرر أننا ننفي هذا الخبر وهو عار عن الصحة تماماً و أن (ديوان الشرع و القضاء) في الجماعة لا يزال كما كان من قبل و أن موضوع الاستقلالية لا وجود له البتة.
و ما كنا نرد على شيء احتراما لكبركما في السن لولا ما في الخبر من أسلوب و وسيلة مهيجة للمسلمين و المجاهدين, فيا إخواننا أدركوا ما تؤول إليه أعمالكم و اتقوا الله في دينكم و المسلمين و نحذركم من مغبة السنة السيئة فإن المرء يتحمل وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة, و الله المستعان.
قال تعالى (} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) النساء 59.
قال شارح العقيدة الطحاوية: (و قد دلت نصوص الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة أن ولي الأمر و إمام الصلاة و الحاكم و أمير الحرب و عامل الصدقة يطاع في مواضع الاجتهاد و ليس عليه أن يطيع أتباعه في موارد الاجتهاد بل عليهم طاعته في ذلك ... ) المكتبة الإسلامية ص 424.
فنقول: أن الأمر الذي أخرجكما من الجماعة هو قضية اجتهاد لم آخذ بها و ذلك لفقدانها للضوابط الشرعية عندنا و من الأمثلة على ذلك (الدعوة من قبلكم إلى التجميع بين عدة جماعات ... مع أننا نرى أن موضوع الوحدة من حيث المبدأ واجب شرعي و عملنا لها منذ بداية الأحتلال) و لكن كنا نجد من بين تلك الجماعات (جماعة) غير ملتزمة بالضوابط الشرعية في ممارساتها و تعاملاتها و يثيرون المشاكل التي لها نتائج سلبية على وحدة الصف و صفاء القلوب ومع ذلك أنتم تصرون عليها.
و نذكر أن ما تقدم من البيان لا يمنعنا من أن نحفظ لإخواننا فضلهم و مكانتهم فإن لهم فضلا علينا و لا يجحده إلا ظالم.
فنعوذ بالله من الظلم و الجور و نسأله تعالى أن يغفر لهما و يعفو عنهما و أن يجعل من حسناتهما الكثيرة ما تجب سيئاتهما و تمحها, إنه تعالى سميع مجيب.
و الله أسأل عز و جل أن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان و أن يوفقهم للعمل بعوامل النصر و أسبابه و الإخلاص في القول و العمل و الرغبة فيما عند الله من الثواب العظيم و التجارة الرابحة و الفوز بسعادة الدنيا و الآخرة.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
دون بتأريخ: 18/ 4/2007
المصدر: (مركز الفجر للاعلام)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:51]ـ
بعد بيان (جماعة أنصار السنة) التي أعلنته أمس الخميس 17/ 4 / 1428هـ ضد ما تُسمى (جبهة الإصلاح والجهاد) التي أعلنها (الجيش الإسلامي في العراق) وما قال إنه تحالف جديد مع (جيش المجاهدين) ومن أسماها بـ (كتائب الهئية الشرعية لأنصار السنة)، ثم أعلنت (جماعة أنصار السنة) عدم صحة تحالفها مع هذه الجبهة وأنه ليس سوى اثنين انشقا عن الجماعة وأسميا أنفسهما بـ (الهيئة الشرعية)!، أعلن (جيش المجاهدين) بدوره ظهر اليوم الجمعة 18/ 4 / 1428هـ وعبر قناة الجزيرة في نشرة (منتصف اليوم) إنشقاق (30) من كتائبه عن هذه الجبهة وقال إنها اجتهادات من بعض المنتسبين لـ (جيش المجاهدين) أدت لهذا التحالف في (جبهة الإصلاح والجهاد) مع (الجيش الإسلامي)، وقال الناطق الرسمي باسم (جيش المجاهدين) في بيان نشرته الجزيرة بأنه لم ينضم إلى هذه الجبهة التي أعلنها (الجيش الإسلامي) إلا بعض الكتائب من (جيش المجاهدين) بينما (30) كتيبة من كتائبه لم تنضم إلى هذه الجبهة وسيبقى (جيش المجاهدين) يعمل على الساحة العراقية باستقلالية تامة وأن مراده طرد الإحتلال الأمريكي من العراق ونصرة الإسلام - حسب قوله - وأن جماعة (جيش المجاهدين) قد بايعت أميراً جديداً لها أسمته بـ (الشيخ أبي جندل).(/)
كشف الدجل الإعلامي وبيان كذب وسائل الإعلام على المجاهدين في بلاد الرافدين
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 02:00]ـ
انطلاقاً من قوله عليه الصلاة والسلام (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ) أسوق لكم مقتطفاتٍ من كلمة وزير الحرب بدولة العراق الإسلامية تبين أن ما رُمِيَت به دولة الإسلام الفتية من التساهل في أمر الدماء وتكفير المسلمين إنما هو محض افتراءٍ وكذب, وتبيِّن كذب وسائل الإعلام التي ما فتئت تهوِّل أمر الخلاف بين الجماعات الجهادية, حتى إنه ليُخَيَّل للسامع أنه ليس في الساحة إلا المعارك بين هؤلاء المجاهدين, وتبيِّن أيضاً الخطأ الذي وقع فيه بعض الطيبين من ترديد أكاذيب القنوات والصحف حيث لم يمتثلوا الأمر الرباني (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين):
قال الوزير حفظه الله: إننا نفرّق بين قادة الحزب وبين أتباعهم وأنّا ندينُ الله و نعلنها للملأ و حتى لا يكذبُ أحدٌ علينا أننا لا نرى كفر و ردة أتباع الحزب الاسلامي، و نرى أنهم وقعوا فريسة حملة التضليل الكبيرة التي قادها أئمة هذا الحزب.
قلت: الشيخ يعني بالحزب الحزب الإسلامي في العراق الذي تعاون مع الصليبيين ضد المسلمين, فهو هنا على الرغم من الجرم الكبير الذي وقع فيه المنتسبون إلى الحزب فقد فرَّق بين القادة والأتباع, فلم يُجْرِ الحكم على الأتباع إعمالاً للقاعدة الشرعية في التكفير وهي أنه لا يجوز تكفير الشخص بعينه حتى تثبت في حقه الشروط وتنتفي في حقه الموانع, فهو هنا حفظه الله يرى أن حملة التضليل التي قام بها القادة مانع من تكفير الأتباع, وبهذا يتبين افتراء الخصوم على دولة العراق الإسلامية ووصفهم بالتكفيريين.
وقال الوزير حفظه الله على الرغم من جرائم هذا الحزب: و نقول لقادة الحزب الإسلامي نعم؛ إننا ندين الله فيكم بما سبق ذكره، إلا أننا لا نرى البدء بقتالكم ما لم تجبرونا على ذلك.
وقال الوزير حفظه الله مخاطباً الكتائب المسلحة التابعة لتيار الإخوان المسلمين والتي يستغلها الحزب الإسلامي لشق صف المجاهدين: نقول لإخواننا في الكتائب المسلحة التابعة لتيّار الإخوان المسلمين أننا قرأنا الحدث جيداً ... ففي نفس اليوم الذي اعلن فيه فصيلان تابعان للحزب الإسلامي و تنظيمه اتحادهما، أعلن قادة الحزب الإسلامي الحرب على التكفيريين و يعنون بذلك المجاهدين من تيار السلفية الجهادية، و إلى هؤلاء الإخوة نقول:
إن هؤلاء القوم ما كانوا ليجرؤوا على هكذا إعلان إلا بعدما ظنوا من أنفسهم قوةً بهذا الاتحاد، و كذلك ظنوا أنكم رهن إشارتهم في حربهم ضدّ الإسلام و المسلمين، و نقول لكم و بكل ألم ٍ و حزن و حسرة إنا و الله لا نحبّ أن تسفكوا منا دماً أو نسفك منكم قطرة دمٍ واحدةٍ ما لم تنخرطوا ضمن جنود دولة المالكي، فهل يرضكم يا عباد الله أن نحكمكم بالإسلام!؟.
فوالله لا يضرنا أن يحكمنا بالإسلام كائنٌ من كان، إخواننا ... لا نريد منكم شيئاً؛ فقط دعونا و العدو فإن انتصرنا عليه فهو عزّ الدنيا و الآخرة لنا و لكم، و إن قضي علينا فهي شهادةٌ لنا و تكونوا قد استرحتم منا و لن تلقوا الله بدماءنا.
قلت: تأملوا قول الوزير (لا نريد منكم شيئاً؛ فقط دعونا و العدو فإن انتصرنا عليه فهو عزّ الدنيا و الآخرة لنا و لكم، و إن قضي علينا فهي شهادةٌ لنا و تكونوا قد استرحتم منا و لن تلقوا الله بدماءنا) , وتأملوا أيضاً وصفه هؤلاء بالإخوة, فأين من يدعي احتدام القتال بين الجماعات؟!!!!
قال الوزير حفظه الله: بمدينة الموصل نشط مجموعةٌ من العصابات المجرمة فقطعوا الطريق و روّعوا الآمنين باسم الجهاد و المجاهدين منتحلين أسماء جماعاتٍ جهاديةٍ معروفة، فأعددنا لهم كمائنَ محكمةٍ بحول الله و قوته سقط على إثرها الكثير منهم و طهّرنا البلاد و أرحنا العباد من شرّهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: تأمل قوله حفظه الله (باسم الجهاد والمجاهدين) , وبهذا يتبين لماذا آثرنا الوقوف والتثبت لما سمعنا هذه الأعمال تصدر عن أناس ينسبون أنفسهم إلى الجهاد, لأنا نعلم أن مثل هذا لا يمكن أن يصدر من مجاهدٍ ألبتة, ونعتب على بعض الإخوة الذين صدقوا مثل هذه الأكاذيب وراحوا يروجون لها من غير تثبت, وبعضهم هداه الله لما كان له موقف من السلفية الجهادية وأنهم خوارج لما حصل على هذه الأخبار سُرَّ بها كثيراً ليتشفى بها من المجاهدين وليقول (ألم أحذركم من هؤلاء الخوارج الضلاَّل؟).
وقال الوزير حفظه الله: فهاهُم نصارى العراق لم نستهدفهم على الجملة قط، أو نحاصر أماكنهم. وقال أيضاً: و نعلن لجميع نصارى العراق أننا نقبل حقن دماءهم و تأمينهم و لكن وفقاً لشروط عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأن شرطه سنةٌ مستمرةٌ و بها عمل الأئمة بعده و احتج بها الفقهاء و أوجبوا إبقاءها كما قال ابن القيم رحمه الله.
قلت: وكان النصارى قد طلبوا من الدولة تأمينهم, فإذا كان هذا في النصارى فما بالك بالمسلمين؟!! والجميع يعلم أن المجاهدين في الدولة هم من هبوا لنصرة المستضعفين من أهل السنة, وما نصرتهم لأختنا عبير وأختنا صابرين وسعيهم الحثيث لفكاك أسرى أهل السنة إلا برهانٌ واضحٌ على كذب من يزعم أن المجاهدين يستهدفون الأبرياء.
وختم الوزير كلمته برسالةٍ مهمة قال فيها: إن ما تسمعونه في أخبار الفضائيات من قتالٍ بيننا و بين الجماعات الجهادية او عشائرنا المباركة إنما هو محضُ كذبٍ و افتراء و محاولةٌ يائسةٌ أخيرةٌ لشق الصف الجهادي، و إنا لما اعلنا دولة الإسلام كنا نتوقع هذا و زيادة فإن مشروع الكفر برمته اليوم يتعرض إلى زلزالٍ يهزّ أركان عرشه فبدأ الطاغوت الأكبر – فرعون العصر- يجمع كل سحّارٍ عليم، فجاءت "العربية" و "العراقية" و "الحرة" و "الجزيرة" و كل صاحب بدعة ٍ و هوى .. كلٌّ يحاول أن يقنع الناس أن جنود دولة الإسلام كذابون يقتلون الأبرياء و المساكين و هم من يعلمون كذب ما يقولون، و قريباً ذاك اليوم الذي ينقلبوا فيه صاغرين.
فمن أسقط الطائرات؟!! و من اقتحم السجون و المعتقلات؟!! و من دمّر الكاسحات و الدبابات؟!! و من جعل معسكرات الأمريكان قاعاً صفصفاً؟!! و ما مجرزة الأمريكان بديالى عنكم ببعيد.
و أحب ان اطمئن كل مسلم ٍ غيور ٍ على حالة دولة الإسلام الفتية المباركة، فإننا و باعتراف العدوّ نفسه صباح مساء ... نسيطر على اكثر من ثمانين في المائة من ديالى و الموصل و صلاح الدين، و نملك زمام المبادرة بالأنبار و توجع ضربتنا المحتلين في بغداد و كركوك.
قلت: وقد انكشف بهذا حرص قناة الجزيرة على بث الأكاذيب, وكان الناس يثقون فيها, إلا أنها بحمد الله بان عوارها لكل ذي لب, وأما غيرها من القنوات فقد سار بخبر عمالتها الركبان فلا حاجة إلى التدليل على كذبها.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 08:56]ـ
المطلوب من المجاهدين نصرهم الله أن تكون لهم منابر إعلامية محترفة، تجمع بين الدقة والموضوعية وبين الاحتراف والمهنية، ويجب عليهم أن يلينوا بأيدي أخوانهم، وأن يغلّبوا جوانب السلامة والعفو على المؤاخذة والحكم، لاسيّما مع وضع يزداد سوءً، وعدو متربص حاقد حانق له عملاء ووسائل إعلام.
علاوة على ذلك فإن النقد يجب أن يتقبله الجميع، سواءً من المجاهدين أو غيرهم، وقد بالغت عائشة رضي الله عنها في النكير على زيد بن أرقم رضي الله عنه حين باع بالعينة، بل حكمت بأن جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم قد حبط مالم يتب، وفي الكتاب العزيز حكم من الباري جل وعلا على مقاصد بعض من شارك في الجهاد بأنه كان يريد الدنيا، وهذا عوارض تعرض في كل الأعمال جهاداً كانت وغيره، وهي تستحق الكشف والبيان والمراجعة والتصحيح بعد عرضها على محك النقد الصحيح السليم.
وقبل هذا كله فإننا مع المجاهدين قلباً وقالباً في معركتهم ضد العدو الصليبي المحتل، نصرهم الله وكسر بهم شوكة العدو وشفى قلب المؤمنين وأذهب غيظ قلوبهم.
ـ[وحي]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 08:32]ـ
.
أسأل الله تعالى أن يُعلي كلمته وينصر جنده ويقمع الباطل والشرك وأهله ..
أخي فقط للاستفسار: هل خيّر المجاهدون نصارى العراق بين الإسلام أو الجزية أو القتل؟
مع ما عليه حال الناس في العراق من حاجة وضعف ..
.(/)
خدعة التحليل السياسي .. للشيخ بندر بن عبدالله الشويقي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 10:27]ـ
خدعة التحليل السياسي
بندر بن عبدالله الشويقي
لم أجد أنسبَ من هذا العنوان لأكتب تحته هذه الخواطر المتعلِّقة بطريقة صديقنا أبي عمرو د. محمد بن حامد الأحمري في معالجة الإشكالات المتعلقة بالمسألة الشيعية.
وفي البدء أودُّ القولَ: إن من أثقل المواقف على النفس أن يضطرَّ المرء ليكتب محذِّراً من رأيٍ بالغ الخطورة يتبناه فاضلٌ صادق النية، ناصحٌ لأمته، مريدٌ للخير والإصلاح.
غير أن مما يهوِّن الموقف أن الدكتور - وفقه الله - اتَّخذ لنفسه نهجاً ثابتاً في تضعيف عقول مخالفيه، و وصْفِهم بالغفلة وعدم الإدراك والاستغراق - جهلاً وسذاجةً - في خدمة مصالح الصهيونية والعدو المحتل. ففي ظني أني مهما قلتُ ـ بعد هذا ـ وكتبتُ، فلن أبلغَ مبلغَ الدكتور، ولن أباريه في ازدراء عقل ورأي مخالفه.
أثناء القصف اليهودي الأخير للبنان، كتب دكتورُنا الفاضل مقطوعةَ هجاءٍ شهيرةً عنوانها: "خدعة التحليل العقدي". رمى فيها حِمَماً بركانيةً على حمقى أغبياء مغفَّلين يقال لهم: "العقديون". ثم أتبع مقطوعته تلك بمعلَّقةٍ هجائيةٍ ثانيةٍ تدور حول المعنى نفسه عنوانها "حصاد التحليل العقدي".
ولما سُئل في برنامج (إضاءات) عن فكرة هاتين المقالتين ذكر أن الوضع في لبنان كان وضعَ حربٍ مع اليهود، ولم يكن وقتَ إثارة قضايا عقدية.
انتهت الحرب. وسكتت المدافع. وهدأت لبنان. لكن موقف الدكتور لم يتغيَّر، ومدافعه لم تسكُت. وكما كتبَ أثناء الحرب عن "خدعة التحليل العقدي"، وعن "حصاد التحليل العقدي"، إذا به يعود من جديد ليكتب لنا مقالةً مطولةً عنوانها "رؤية في المعضِلة الشيعية"، حذَّر فيها من خطورة "التهييج العقدي"!!
فالدكتور - عافاه الله - ينتهي من "خدعة التحليل العقدي" ليكتُب عن "حصاد التحليل العقدي". وما إن يفرغ من ذلك حتى ينبري للحديث عن خطورة "التهييج العقدي". من غير أن يخطر له أن يمرَّ في طريقه بشيءٍ اسمه خطورة الإغضاء عن "الانحراف العقدي"، وعن أثر "التضليل العقدي" في ضياع الأمة.
والحجة - دائماً - لدى الدكتور أن العدو يسعى لاستثمار الخلافات العقدية، فيجب ألا نخدم أهدافه بإثارتها!! فلتذهبْ ـ إذاً ـ عقائد المسلمين، وليأخُذ الشيعة وقتهم في نشر باطلهم، وليُمعِنوا في اختراق الوسط السني، وتشييع السذَّج الغافلين. وعلى "العقديين" مقابلَ ذلك أن يتجنبوا "التهييج العقدي" حتى لا يخدموا أمريكا وإسرائيل بوقوفهم في وجه إخوانهم الشيعة!
هذا المنطق الذي يتحدث به د. الأحمريُّ هو الذي أوحى إليَّ بالحديث عن (خدعة التحليل السياسي). فقد رأيتُ الدكتور أغرقَ نفسه في تتبع السياسة وتفاصيلها حتى صار ينطبق عليه ما ذكره هو في مقالة (حصاد التحليل العقدي) حين قرَّرَ أن: "المندمِج بقضيةٍ ما ينغرسُ فيها، ويصعُب عليه الرؤية خارجها. لأنه كرَّر موقفه على نفسه مراراً، حتى لم يعُد يسمح لها بالتفكير خارج الصندوق الذي وضعها فيه".
دكتورنا - أعزَّه الله - وضع نفسه في صندوق السياسة، فلم يعُد يسطيع السماح لعقله بالتفكير خارج ذلك الصندوق، حتى لو كان صندوقاً مشتملاً على أغلى ما تملكه الأمة، وهو عقيدتها وتوحيدها.
وصاحبُ "التحليل السياسي" الذي لا يبصر إلا السياسية، كثيراً ما تتشبع نفسه بالتهوين من العامل العقدي ومدى تأثيره في تسيير المواقف من حيث لا يشعر. بل ربما رفع صوته معلناً (بلسانه) عن يقينه بدور العامل العقدي في تحليل بعض المواقف، لكن عند التطبيق فهو لا يبصر شيئاً سوى السياسة.
د. الأحمري يملك كمَّاً هائلاً من المعلومات والمعارف السياسية، غير أنه حين يكتب يغرق في معلوماته تلك، فيعجز عن توظيفها للخروج بفكرةٍ متوازنةٍ، بسبب عدم قابليته للنظر برويةٍ فيما لدى الآخرين، مما له وقعٌ بالغ في القضية التي يتصدى للحديث عنها.
وقد رأيته في واحدةٍ من مقاطع هجائه يذكر أن مِن الناس: مَنْ يُريح نفسه من عناء التفكير والفهم بوضع الآخرين في صناديق أو مجموعات، وأحزاب ومواقف. فيجعل هذا ليبرالياً، وذاك عقلانياً. ليسقط عن نفسه مشقة التفصيل والفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليتَ دكتورنا تنبَّهَ ـ أيضاً ـ إلى أن من الناس من يريح نفسه من عناء التفكير والفهم بوضع مخالفيه في صندوقٍ كُتبتْ عليه عبارة: "عقديون مغفَّلون".
دكتورنا الفاضل يرى أن "التحليل العقدي، والتفريق بين الناس بناءً عليه، كانَ ولم يزلْ أداةً مهمةً من أدوات المستعمرين". ويقول: "كم شيخٍ يقول وهو لا يدري أبعاد قوله، ويحلب في قدح المحتل الصهيوني أو غيره، وهو يرى أنه ينصر طائفةً أو عقيدةً أو مذهباً أو يدَّعي أنه ينير الطريق للأمة. بينما هو يرتكس بأتباعه في الظلمات، ويستعيدُ معارك الفرق والتاريخ ويغيب عن الشهود ومصالح الحاضر".
فالدكتور ـ سلَّمه الله ـ منزعجٌ من شيوخٍ سُذَّجٍ يرتكسون بأتباعهم في الظلمات، ويحلبون في القدح الصُّهيوني من خلال إثارة معارك تاريخية تغيبهم عن مصالح الحاضر!
وقد تعِبَ الناسُ - وكاتب هذه الأحرف منهم - ليشرحوا للدكتور أن استغلال العدو للخلاف السُّني الشيعي أمرٌ معروفٌ وليس بخافٍ عنهم. لكنهم يرون أن تجاهل أو تهوين الخطر الشيعي ليس حلاً. بل هو مما يزيد الواقع سوءاً وتدهوراً.
غير أن الدكتور يصرُّ ـ دائماً ـ على أن كلَّ من لا يرى رأيه فهو لا يعرف خطط الأعداء الصهاينة الأمريكان. وإنما هو "عقديٌّ" مغفَّلٌ يحرث التاريخ لينبش خلافاتٍ ميتةً، يتلهَّى بها عن مشاكل العصر الحقيقية.
يقول الدكتور هذا مع علمه أن التشيُّع والرَّفض لم يكن في يومٍ من الأيام مشكلةً تاريخيةً تحتاج إلى نبشٍ وتفتيش، بل هي قضيةٌ حاضرةٌ أمام أعين الجميع، إلا إذا كان من رأي الدكتور أن الانحرافات العقدية تسقط بالتقادُم!
في مقالته "حصاد التحليل العقدي" يقول د. الأحمري مخاطباً مخالفيه: "للنظر السياسي يا إخواننا تقسيماتٌ أُخَر، بعضها من بضاعتكم وبعضها تقع خارج ثقافتكم، وإلا لما صحَّ وجود سياسي وعقدي، ووجود رجل دين ورجل دولة أو سياسة".
في هذا الكلام نرى د. الأحمري يسند موقفه ويعضد رأيَه بالتنبيه إلى قاعدة احترام التخصُّص. فبما أنه صاحب سياسة، فعليكم معاشر "العقديين" التنحِّي عن طريقه كي يشرح للناس رؤيته هو للمعضلة الشيعية. لكن لو سألنا دكتورنا: ماذا لو سلَّم لك "العقديون" نظرك السياسي، فهل ستسلِّم لهم نظرهم العقدي؟!
الجواب بالتأكيد: لا .. فالدكتور يدرك استحالة فصل القضايا بهذه الصورة السَّطحية التي يطرحها ويعلم ضعفها. غير أنه يريد الوصول إلى إخراس من يسميهم "عقديين" وحسبْ، فمن أجل ذلك فزع للحديث عن التخصُّص.
كلامُه في الظاهر معناه: (أنتم مجالكم "النظر العقدي" فدعوا عنكم السياسية). لكن حقيقة موقفه: (أنتم لا تفهمون السياسة، فاسكتوا حتى عن العقائد).
وقد رأيتُه في كثيرٍ من كلامه لا يستطيع البعد عن "النظر العقدي"، ولا يقوى على تركه لأهله، مع أنه حين يتعرَّض لمناقشة مسائله يقع في أخطاء فادحة لها أثرها في تقييم الواقع، وبالتالي في معالجته.
سمعتُه في برنامج (إضاءات) يقول: "كيف نُشغل الطالب مثلاً لمدة سنتين أو ثلاث في قضية خلق القرآن. ما عندنا أحد الآن يقول بهذه القضية. نحتاج أن نتحدث عن قضية من قضايا الحريات أو قضايا مفاهيم جديدة".
هذا ما قاله الأستاذ الدكتور - سامحه الله-. وعن نفسي فإني لا أعرفُ أحداً من لدُنْ آدم وإلى اليوم يشتغل سنتين أو ثلاث بتدريس قضية خلق القرآن! بل هي مسألة ضمن أبواب الاعتقاد يمرُّ عليها الطالب المتخصِّص ويتعلمها في مجالس معدودة. غير أن ضِيقَ صدر الأستاذ بالمباحث العقدية هو الذي يدفعه لمثل هذا التهويل.
وأغرب من تهويله قوله بثقةٍ تامةٍ: (ما عندنا أحد يقول بهذه القضية)!!
هذا الكلام من الدكتور يظهر منه أثر الاستغراق في "التحليل السياسي" وما يؤدي إليه من ضعفٍ في "النظر العقدي"، فالقول بخلق القرآن - لو علِمَ الدكتور - هو قولُ الشيعة الإمامية الذين منَعَنا من إزعاجه أثناء معالجته لمعضلتهم!
الشيعة الإمامية، ومعهم الشيعة الزيدية، ومثلهم إباضية عمان والمغرب. دعْ عنك جملةً من زنادقة أدباء الحداثة الذين يعتبرون القرآن نصاً أدبياً مخلوقاً قابلاً للنقد. كل هؤلاء يقولون بخلق القرآن إلى اليوم. لكنَّ الأستاذ لا يدري عن ذلك شيئاً بسبب صندوق السياسة المحكم الأقفال الذي حبسَ نفسه فيه، فلم يعُدْ قادراً على معرفة ما في سائر الصناديق.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أني أقطع أن دكتورنا حتى لو علِمَ بذلك، فلن يختلفَ موقفه. لأن المسألة عنده في الأصل ليست ذاتَ بالٍ. والمشكلة لديه لا علاقة لها بوجود تلك الأقوال أو انقراضها. بل هي نابعةٌ من خصلةٍ واضحةٍ لدى الدكتور تتعلق بضيق صدره بالمباحث العقدية عموماً.
الدكتور يريد السياسة ولا شيءَ غير السياسة. هو يريد حديثاً عن (الحرية، وعن خطر الاستبداد السياسي، وعن الانتخابات والمشاركة الشعبية). فهذه القضايا هي العقائد القطعية والركائز اليقينية التي يقوم عليها بنيان الإسلام في نظر "المحلل السياسي".
أما شهادةُ ألا إله إلا الله، ونقضُ الشيعة لها بممارساتهم الشركية. وشهادةُ أن محمداً رسول الله، ونقضهم لها بعقيدة الإمامة والعصمة، فكلُّ هذا مما يمكن احتماله والتهوين من أمره، وبالإمكان اعتبار تفاصيله قضيةً تاريخيةً عفا عليها الزمن. لكن الذي لا يجوز السكوت عنه بحالٍ، هو "الانحراف السياسي"، وما يتفرَّع عنه.
وقد رأينا القصور في "النظر العقدي" يبرُز أثناء معالجة الدكتور "للمعضلة الشيعية". فحين تطفَّل على صندوق "العقديين"، وعاب عليهم رميَ الشيعة بالقول بتحريف القرآن، رأيناه يقول: إن هذا الموقف "في غاية الخطأ، لأسبابٍ: منها أن القرآن الذي يقرأه الشيعة اليوم هو القرآن نفسه الذي بأيدي المسلمين في كلِّ مكان. ومن شكَّ فليذهب بنفسه لأقرب تجمُّعٍ أو مسجدٍ أو منزلٍ لهم وسيجده القرآن الذي عنده".
فهاهو ضعف "النظر العقدي" يتحدث عن نفسه. فالدكتور دخل للتحكيم في مسألة لا يملك تصوراً لأبعادها الحقيقية لأنها غير موجودة في صندوق السياسة الذي يهوى الدوران فيه. هو - بالتأكيد - لن يستوعب مذاهب وآراء الشيعة في القرآن ما دام مستغرقاً في متابعة تصريحات "تشيني" و"مارتن إنديك"، وكتابات "فوكوياما"، ومقالات "فريدمان".
الدكتور أتى هنا بحجةٍ يراها قاطعةً في تبرئة الشيعة من ظلم "العقديين". فهو يقترح أن يذهب "العقديون" لمساجد الشيعة وتجمعاتهم، وينظروا في مصاحف الشيعة ليتأكدوا أن الذي يقرأونه هو نفسه القرآن الذي يقرأه السنة.
ولو أن دكتورنا أنصت قليلاً لإخوانه "العقديين" لربما أخذه الحياء من ذكر مثل تلك الحجة. فالعقديون يعلمون أن أكثر الشيعة القائلين بالتحريف يؤمنون بهذا القرآن الموجود عندنا. لكن موضع الإشكال أنهم يعتقدون نقصَه، وأن الصحابة الكرام حذفوا منه آيات ولاية علي بن أبي طالبٍ ـ رضي الله عنه ـ، وفضائل آل البيت، ومثالب الصحابة!
قد لا تعني هذه المسألة الكثير بالنسبة للدكتور، لكن لو أنه أعطى "العقديين" - الذين يعانون اضطهاده - فرصةً ليسمع منهم، لأراح نفسه من عناء الذهاب إلى مساجد وتجمعات الشيعة ومقارنة مصاحفهم بمصاحف أهل السنة.
وقد رأيتُه في غمرة إصراره على تخطئة فرقة "العقديين"، وبيان ظلمهم للشيعة يذكرُ أن كتاب (فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب) كتابٌ منبوذٌ عند الشيعة، وغير متداوٍل حتى إنه لم يطبعْ إلا مرةً واحدةً، وفي الهند.
ولو أن دكتورنا ـ غفر الله ـ تواضع قليلاً لإخوانه "العقديين" هنا أيضاً، لعلمَ أن ذاك الكتاب القذر لم يُطبعْ في الهند قطْ. وإنما طُبعَ في إيران مركز التشيع والرَّفض.
ولو أنه أرعى سمعه وعقله لشرح له "العقديون" أن المشكلة ليست محصورةً في كتاب (فصل الخطاب)، ولا في مكان طبعه.
فسواءٌ طُبعَ الكتاب في الهند أو نجازاكي أو في زُحَل.
وسواءٌ طُبعَ طبعةً واحدةً أو اثنتين. أو لم يُطبَع قطْ.
بل لو أن ذاك الكتاب لم يُخلَق في هذه الدنيا، ولا خُلِق مؤلفه.
كلُّ ذلك لا قيمة له ولا تأثير في المسألة التي يدرك "العقديون" وحدهم أبعادها وخطورتها. كتاب (فصل الخطاب) - لو عَلِم الدكتور - لا جديدَ فيه، فمؤلفه لم يزدْ على جمع المتفرِّق في كتب أعيان الشيعة القائلين بتحريف القرآن. تلك الكتب التي لا زالتْ تطبع إلى اليوم بالآلاف في طهران وفي قُم من غير أن يشعر الدكتور. وهي كتبٌ متداولةٌ وليست منبوذةً. بل هي محلُّ حفاوة علماء الشيعة. ومؤلفوها محلُّ تقديرٍ وإجلالٍ. بل هم معدودون عندهم من أئمة الإسلام وأعيانه المبرَّزين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول هذا الكلام وأنا في شكٍّ كبيرٍ من فائدته في تغيير موقف الدكتور، فالتحقُّق من موقف الشيعة المعاصرين من القول بتحريف القرآن مبحثٌ "عقدي"، فهو - بالتالي - ليس من محتويات صندوق دكتورنا الفاضل.
لكنَّ "العقديين" - باعتبارهم يتحدثون في فنِّهم، ولأنهم ينطلقون من قواعد شرعية محكمة - لا يكفيهم أن يقول المعمَّم الشيعي: (أنا لا أقول بالتحريف)، سواءٌ صدق في قوله أو كذب. بل يريدون موقفاً واضحاً وحازماً من كلِّ من تجرَّأ على الطعن في دستور الأمة. فلا أقلَّ من الاتفاق على كفر القائل بذلك الفجور والتبرِّي منه.
قد يرى د. الأحمري في هذا الموقف شيئاً من المبالغة والتشدُّد، لكنَّ "العقديين" يريدون أن يفهم الدكتور أن للقرآن الكريم عندهم منزلةً عاليةً وأهميةً بالغةً. فهو عندهم أهمُّ من المفاعل النووي الإيراني الذي يُشفِق عليه الدكتور من الدَّمار، و يريد أن يكون له دورٌ في إحداث توازن في المنطقة، وردع إسرائيل عن أطماعها التوسعية، وتخفيف مذابحها ضد الفلسطينيين!
وكما قلتُ في مسألة "خلق القرآن"، أقول في مسألة "تحريف القرآن"، فسواءٌ قال الشيعة بالتحريف أو لم يقولوا، فموقف الدكتور ـ غالباً ـ لن يتغير. بل لو أطبقَ الشيعة كلهم على القول بالتحريف، فالدكتور ـ وإن اعتبر هذا القول كفراً ـ فإنه سيوجب على "العقديين" الكفَّ عن "التهييج العقدي"، والبعد عن إثارة الخلاف المذهبي، لئلا يستفيد العدوُّ الصهيونيُّ الأمريكي من ذلك. فالموقف السياسي هو وحده الحاضر في عقل الأستاذ!
من آثار "خدعة التحليل السياسي" احتفاء د. الأحمري ببروز فكرة "ولاية الفقيه" لدى الشيعة، فهي - في تصوره - "هدمٌ ذكيٌّ لركن الإمامة في المذهب الشيعي"! كما أنها تمثِّلُ "تجديداً واقتراباً من الحلول الإسلامية بل والفطرية الطبيعية". وقد استشهد في كلامه بقول أحد الكتاب: إن "ولاية الفقيه" خطوةٌ نحو التسنُّن!
هذا التصور الساذج الذي طرحه الدكتور ما هو إلا نتيجة مباشرة للاستغراق التام في "التحليل السياسي". فالدكتور - سلمه الله - نظر فقط للأثر السياسي لفكرة "ولاية الفقيه" على الواقع الشيعي، فأداه نظره إلى أنها تمثل هدماً ذكياً لركن الإمامة لدى الشيعة، بل وتمثل تجديداً وخطوةً نحو التسنُّن! ولو أن أستاذنا اعتنى بـ "النظر العقدي" لربما كان له رأيٌ ثانٍ. ولأدرك حينها أثر "خداع التحليل السياسي" في اختلال الموازين الشرعية، وفي تغييب أصول المعتقد!
"ولاية الفقيه" عند من يعرف بعدها العقدي أبعد ما تكون عن المفاهيم السُّنية، بل هي ـ في ذروة نضجها ـ أقرب إلى المفهوم الكنسي منها إلى المفاهيم الإسلامية!
قبل "ولاية الفقيه" كانَ الشيعة يقولون: (من ردَّ على الإمام المعصوم، فقد ردَّ على رسول الله، ومن ردَّ على رسول الله، فقد ردَّ على الله). أما بعد بروز فكرة ولاية الفقيه، فقد أصبح أنصارها يقولون: (الرَّد على الولي الفقيه، كالردِّ على الإمام المعصوم! والرَّد على الإمام كالرَّد على رسول الله، والرَّد على الرسول كالرَّد على الله)!!
والنتيجة النهائية لهذا الزيغ أن من ردَّ قول "الولي الفقيه"، فقد ردَّ على الله!!
فهل هذا هدمٌ ذكي لمبدأ الإمامة، أو أنه إحياء خبيثٌ لها؟!
"ولاية الفقيه" في محصَّلها ترسيخٌ لمبدأ الإمامة في العقل الشيعي. والذين اخترعوا الفكرة إنما أرادوا تفعيل عقيدة الإمامة وتوظيفها لهدف إقامة دولة رافضية، يتمُّ فيها إحكام السيطرة على قطعان الشيعة الضالة بنَصب طاغوتٍ لهم يشركون به مع الله. وحسبَ هذه النظرية - عند أمثال الخميني - فإن "الولي الفقيه" له الطاعة المطلَقة، ليس في الشأن السياسي وحسبْ، بل حتى في جانب التشريع، فمن حقه تعليق وإيقاف أحكامٍ شرعيةٍ قطعيةٍ من مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج!
فأينَ هُدِمَت فكرة الإمامة في مثل هذه الزندقة المكشوفة؟!
هذه الضلالات المتراكمة لدى الشيعة الروافض من العسير جداً تصوير خطرها وحجمها الحقيقي لمن أغلق على نفسه صندوق السياسة. فمن أصعب المهام إقناع "المحلل السياسي" أن قوة الأمة في اجتماعها على معتقدها، وأن الخطر الخارجي - مهما يكن - فإنه لا يسوِّغ التهوين من شأن تلك الضلالات التي تستهدف الأمة في أعز ما تملك.
(يُتْبَعُ)
(/)
شيءٌ واحدٌ يمكن أن يؤمن الدكتور بضرورة إثارته، وتفريق الأمة عليه، وتشتيت وحدتها من أجله، حتى لو كان في ذلك خدمةً للعدو الصهيوني الأمريكي!
فإذا كان الدكتور يعتبر إثارة الخلاف العقدي مع الشيعة حلباً في قدح العدو المحتل، فلنجرِّب أن نقول له: يجب عليك - إذاً - أن تكفَّ عن انتقاد الاستبداد السياسي للحكومات، وأن تمسك قلمك ولسانك عن المطالبة بالانتخابات والمشاركة الشعبية. لأن هذه المطالب هي عينها مطالب العدو الغربي الصهيوني الذي يضغط ويبتزُّ الحكومات بإثارتها، ليحملها في النهاية على تقديم تنازلات تضر بشعوبها.
بالطبع الدكتور لن يقبل مثل هذا الكلام، فهو لا يرى مانعاً أن يحلب في قدح العدو المحتل، لأجل تفعيل محتويات صندوقه. بل لا مانع لديه أن يهبَ عدوَّه البقرة كلها، متى ما تعلَّق الأمر بالرُّكن الأهم عنده: "السياسة"، و"الانتخاب". أما قضايا التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والهدى والضلال، فالمغفَّل من يخدم العدو بإثارتها، وهي - في نظر دكتورنا - قضايا تاريخية تنتمي لعصر أحمد بن حنبل على حدِّ تعبيره في برنامج (إضاءات)!
من مظاهر الضَّعف الكبرى في نهج "المحلل السياسي"، أنه يطرح أراءً واقتراحاتٍ من كدِّ عقله دون أن يكلِّفَ نفسه التوقف عند حكم الشرع فيها. وقد رأيتُ د. الأحمري يقترح ـ من أجل حلِّ المعضلة الشيعية ـ دمجَ الشيعة في المجتمع السُّني عن طريق رفع ما سماه بـ "الحصار الثقافي" عنهم، وفسح الحرية لهم في ممارسة دينهم المنحرف والدعوة إليه، وعدم إشعارهم بفروق بينهم وبين أهل السنة. بل رأيته يتمنَّى لو وُجد في البلاد السُّنية مراجع شيعية محلية، حتى يخفَّ ولاء الشيعة للمراجع الخارجيين!
ومع تقديري لحسن مقصد الدكتور، فإن الذي يقرأ مثل هذه المقترحات يشعر وكأنه يقرأ لمحللٍ ليبرالي أو علماني لا يرجعُ لأصلٍ ولا دينٍ، ولا تعنيه الانحرافات الدينية لدى الشيعة، إلا بقدر إضرارها بالجانب السياسي للدولة!
هو يتحدث عن الشيعة وكأنه يتكلم عن قبيلةٍ أو عِرْقٍ أو حزبٍ سياسي يريد أن يدمجه في المجتمع وحسب، فلا يخطر ببال الدكتور - وهو يطرح رؤيته - أن الشيعة فرقة منحرفة ضالة يتعين - شرعاً - تحجيمها ما أمكن، و السَّعي في معالجة ضلالاتها بدلاً من تعميقها وترسيخ وجودها في المجتمع السُّني.
أقول هذا وعجبي يطول من مناداة الدكتور بإقامة مرجع شيعي (طاغوت) من صنعٍ محلي، ليعلِّم الناس الضلال وعقائد الحقد الأسود على خيار الأمة. بدلاً من أن يتعلموها من طاغوت مستورد!
فهل توقَّف الدكتور -قبل أن يتكلم بهذا- عند مدى شرعية مثل هذا المقترَح؟!
وهل نظر في أدلة الكتاب والسنة ليعرفَ إن كان عقله أصاب ههنا أو أخطأ؟!
أو أن النظر في الكتاب والسنة أصبح - أيضاً - نبشاً في التاريخ؟!
على أن الحل الذي يقترحه الدكتور - مع مناقضته للشرع -، فإن الواقع يُثبت عدم جدواه. لأن انتماء الشيعي لمرجعه انتماءٌ دينيٌّ تحكمه عوامل واعتبارات كثيرة، تأتي الحدود السياسية في آخرها. فها هو العراق أمام ناظري الدكتور متشبِّعٌ بالمراجع الشيعية المحلية، فهل منع ذلك من تبعية الشيعة للمراجع الإيرانية؟! وهذا لبنان يوجد به مرجع محليٌّ معروفٌ، ومع ذلك فإن أكثر اللبنانيين ينتمون لمراجع خارجية معارِضة ومعادية للمرجع المحلي!
أمرٌ آخر لا أدري هل تفطن له الدكتور أو لا. فتنصيب مرجع محلي - لو حصل - فلن يكون للشيعة المحليين رأيٌ في اختياره حسب النظام الداخلي للعصابات الشيعية. فالمراجع خارج الحدود هم من يملك حقَّ تنصيب وإضافة مراجع جدُد. وهم - بالتأكيد - لن يسمحوا بوجود مرجعٍ خارج عن منظومتهم. وبالتالي فإن الثمرة النهائية لاقتراح الدكتور ستكون فتح قاعدة متقدِّمة للروافض داخل العُمق السُّني!
هذا الكلام أقوله على سبيل التنزل والاستطراد، وإلا فإن الميزان أولاً وآخراً للشرع الحنيف. وما كان الله ليرضى عن أمةٍ لا تمانع من ممارسة بعض أفرادها للكفر أوالفسوق العقدي علناً، بل والدعوة إليه بحمايةٍ من القانون كما هو مطلب الأستاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
دكتورنا - سدَّد الله قلمه - كمَّمَ أفواه "العقديين"، ثم فشل في القيام مكانهم. فالخلل في كلامه لم يقتصر على ضعف "النظر العقدي"، بل تجاوز ذلك إلى ضعفٍ في معرفة واقع الشيعة القائم. وقد رأيته في تعريفه بالباحث الشيعي أحمد الكاتب يذكر أنه (نشأ شيعياً حركياً، ثم ذهب ليكمل دراسته العليا في قم، وسجَّل مسألة "الإمامة" موضوعاً لرسالة دكتوراه في الحوزة في قم).
لا أدري كيف يتكلَّم بهذا من يتحدَّث دائماً عن جهل "العقديين" بواقع عصرهم. وكم أتمنى لو أن الشيعة لا يطَّلعون على مثل هذا الكلام لئلا يكون دكتورنا محلًَّ تندُّرهم. أحمد الكاتب لم يتقدَّم ـ يوماً من الأيام ـ لنيل درجة الدكتوراه ولا الماجستير من حوزة قم، وذلك لسببٍ بسيط، وهو أن الحوزات الشيعية لا يوجد فيها شيء اسمه دكتوراه ولا دراسات عليا. هذه الألقاب ـ لو علمَ دكتورنا ـ لا وجود لها في عالم الحوزات الأسود. والذي يتخرَّج في الحوزة الشيعية إنما يتأهل لوضع العمامة على رأسه، والتزين بألقاب من مثل: حجة الإسلام، وآية الله. ونحو ذلك من ألقاب متعضدٍ ومعتَمدِ. وكلام الدكتور عن دراسات عليا ودكتوراه في حوزات قم، يشبه قول القائل: إن فلاناً سجل أطروحة دكتوراه في جامع الرياض الكبير!
الدكتور - غفر الله - سَخِر من "العقديين"، واتهمهم بالجهل بالواقع، ثم أقام نفسه مقامهم في علاج المسألة الشيعية، ليكشف بعد هذا عن ضعف معرفته بواقع الشيعة، ومعتقداتهم، ونظام المرجعية عندهم، فضلاً عن منهجية التعليم في حوزاتهم السوداء.
بقي أن أنبِّهَ إلى أن د. الأحمري حين يشرح رؤيته للمعضلة الشيعية، فإنه لا يطرح أفكاره بصفتها حلولاً طارئة لوضعٍ استثنائي مؤقت. فهو حين ينادي بتطبيع التشيُّع داخل المجتمع السني، لا يفعل ذلك اضطراراً، وحذراً من الخطر الخارجي المحدِق. وإنما يقول هذا باعتباره الأصل، انطلاقاً من قاعدة كبرى يؤمن بها تمام الإيمان.
الدكتور -غفر الله له - يؤمِن بالحرية الفكرية بمفهومها الغربي. فمن رأيه ومذهبه أن الحرية الفكرية وحرية التعبير يجب أن تكون مصانةً ومتاحةً للجميع. فليس الرافضيُّ وحده الذي يجب أن تتاحَ له الفرصة لممارسة ضلاله والدعوة إليه. بل حتى الكافر الصَّريح، والشيوعي الملحد، من حقه ألا يُقمَع ويُقصَى، بل يجب أن يكون حرَّاً في إبداء رأيه والدعوة إليه. بل إن دكتورنا يذهب لما هو أبعد من ذلك، فلا مانعَ لديه من أن تفسحَ الدولة المسلمة لأحزابٍ سياسيةٍ تقوم على مبادئ الكفر والضلال!! فلا نهضة للأمة - حسب الدكتور - مالم يتسع صدرها لمثل هذه الحرية المترامية الأطراف!
هذا ما يقرِّره الأستاذ ويؤمن به. وقد سبقَ لي بحثٌ معه حول هذا المنحَى الخطير. ثم سمعته بعد ذلك ببرنامج (إضاءات) يذكر أن الإسلاميين "إذا كان عندهم استعدادٌ لوقف الآخرين وكبت حرياتهم فهذه قضية سيئة جداً"!
فليتَ شعري إذا لم يكن من هدف الداعية والمصْلِح إيقاف الباطل وإقصاءُ أهله، فما فائدة دعوته وإصلاحه إذاً؟!
حين أذكرُ هذا الكلام عن الدكتور - أصلح الله باله - فإني أريد بيان الزاوية التي نظر من خلالها وهو يتصدى لعلاج "المعضلة الشيعية". فهو لا يبني فكرته من خلال ملابسات الواقع القائم، بل من خلال قناعةٍ داخلية راسخةٍ لا علاقةَ لها بتآمر الغربيين ضدنا.
الدكتور ـ رعاه الله ـ ينطلق من مجموعة تصورات ومفاهيم تجمعها كلمة "ديمقراطية". ويخطئ من يظنُّ أنه عالج "المعضلة الشيعية" من خلال معرفته الواسعة بتعقيدات الوضع القائم كما يبدو من ظاهر الأمر، بل وكما يجتهد الدكتور في تصوير ذلك. فحديثه الدائم عن الحرية، و عن العقديين وصناديقهم المقفَلة، وكلامه عن ضرورة استيعاب مشاكل العصر، والبعد عن الاستغراق والتعصُّب لآراء الأسلاف، والتشاغل بالخلافات التاريخية. كل هذا الكلام يتجه إلى مصبٍّ واحد، ينتهي عند دلتا "الديمقراطية".
(يُتْبَعُ)
(/)
ودكتورنا -سلمه الله- لم يكن الأول في هذا الطريق، ولا أظنه سيكون الأخير. فهو من أناسٍ أرهقهم ضغط الواقع السياسي لأمتهم، فالتبستْ عليهم المسالك، واشتبهتْ عليهم الدروب، فاستبدلوا بالدعوة للتوحيد الدعوةَ للتعددية، واعتاضوا عن تحكيم الشرع بتحكيم صناديق الاقتراع ورأي الأكثرية، فصاروا يركضون طلباً لدولة الحرية بدلاً من السعي لإقامة دولة الملة الحنيفية. وقد كان لستةَ عشر عاماً قضاها في أمريكا (أرضَ العدو المحتل) أبلغَ الأثر في تشبُّع نفسه بمثل هذا التوجُّه.
ومن المفارقات أن تقرير مؤسسة (راند) الأخير جعلَ من أهم مواصفات الحليف والعميل الأمريكي: الإيمان بالديمقراطية والحرية الدينية والفكرية. والدكتور - بحسن نيةٍ - ممن يؤمن بذلك ويدعو إليه، وفي الوقت نفسه يتهم مخالفيه بخدمة مخططات العدو، والحلب في قدحه، وإلى الله المشتكى!
مما توقفتُ عنده قول الدكتور في برنامج (إضاءات) إنه يتحفظ على السلفية المعاصرة لأنها "أصبحت تقليداً للمرحلة التي عاشها الإمام أحمد وخصومه". ولأن "السلفيَّ في العصر الحديث لا بدَّ أن يبحثَ عن المعتزلة حتى يخاصمَهم، ولا بدَّ أن يبحث عن الأشعرية حتى يخاصمهم، ولا بد أن يبحث عن الشيعة حتى يخاصمهم ".
ومع ما في هذا الكلام من مبالغةٍ وخللٍ، فإني حين قرأته حمدتُ الله - عز وجلَّ - أن جعل النهج السَّلفي الأصيل هو الغالب والسائد بين أهل العلم وطلابه في بلدي، مع ما في تطبيقهم له من خللٍ وقصور ظاهرين. و لو أن الناس أطاعوا د. الأحمري لأضاعوا الدين ولم يصلحوا الدنيا. ولو آمن دعاة السنة بما يدعو إليه الدكتور لخسروا دولتهم، ولم يفلحوا في التخلُّص من النفوذ الأجنبي الذي يريد منا الدكتور تقديم السنة ثمناً للهرب منه.
ومن خلال تتبعِ النشاط الشيعي في المنطقة، فأنا على يقينٍ من أن الطرح الذي يقدِّمه د. الأحمري لا يشكل أيَّ إزعاجٍ أو قلقٍ لا لدعاة الرفض والتشيع، ولا للصهاينة الأمريكان. بل إنه يمهد الأرضية التي يستطيعون غرس باطلهم فيها.
فالشيعة يستطيعون التعامل مع أمثال الدكتور بيُسرٍ وسهولةٍ، ولا يجدون أدنى مشقةٍ في تلهيته بشعارات الاتحاد في وجه العدو المشترك. لأنه لا ينطلق من قواعد شرعية واضحةٍ في نظرته إليهم، وإنما يتعامل معهم وفقَ ألاعيب السياسة التي يتقن شياطين الشيعة فنونها.
أما الدعوة السَّلفية - فمع ما فيها من ضعفٍ وانقسامٍ - فإنها تمثِّل الحاجز الأكبر، والسدَّ المنيع في وجه المدِّ الرافضي باعتراف أهله. فالروافض لا شكوى لهم اليوم إلا من "الوهابية" التي عجزوا عن اختراقها، فلجأوا للالتفاف عليها عن طريق العبث بأصحاب "التحليل السياسي" المبهورين ببطولات "حزب الله"، والمشفقين على مفاعل إيران النووي!
ومن الجانب الآخر إذا نظرنا للهيمنة الأمريكية الصهيونية التي تشغل الدكتور، فإن العدوَّ يعترف ويقرُّ - والدكتور يعرف هذا - أن السلفية تمثل التحدي الأكبر له. في حين أنه لا يحسب حساباً لأمثال الدكتور، إلا بقدر اتفاقه مع الطريقة السلفية، وتقرير (راند) لم يكن الشاهد الأول على ذلك.
بقيَ أن أقول في الختام: إني أؤيد الدكتور تماماً فيما ذكره في مقالته عن "المعضلة الشيعية" من التأكيد على ضرورة التوجه لعامة الشيعة بالدعوة والتوجيه. لكن هذا كله لا يلغي ضرورة تحصين المسلمين بتحذيرهم وتنفيرهم من الرَّفض وأئمته، فالمحافظة على رأس المال أولى من البحث عن مكاسب جديدة.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 11:36]ـ
بارك الله فيكم، والعجيب أن هذه المطالب والتنازلات العقدية لا تُطلب إلا من أهل السنة أما الشيعة فلهم الحرية الكاملة في تكفير أهل السنة والتنكيل بهم والله المستعان!!!
ـ[نور الفجر]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 11:50]ـ
لدي ملاحظة حول جزئيةٍ ذكرها الشيخ بندر وهي قوله (والحجة ـ دائماً ـ لدى الدكتور أن العدو يسعى لاستثمار الخلافات العقدية، فيجب ألا نخدم أهدافه بإثارتها!! فلتذهبْ ـ إذاً ـ عقائد المسلمين، وليأخُذ الشيعة وقتهم في نشر باطلهم، وليُمعِنوا في اختراق الوسط السني، وتشييع السذَّج الغافلين. وعلى "العقديين" مقابلَ ذلك أن يتجنبوا "التهييج العقدي" حتى لا يخدموا أمريكا وإسرائيل بوقوفهم في وجه إخوانهم الشيعة!)
هل نشر الشيعة لمذهبهم، وتشييع المغفلين من لوازم قول د. الأحمري؟؟!!
ليس الأمر كذلك، والشيخ بندر جعلها كذلك.
وإنما الدكتور الأحمري يرى وقف التهييج العقدي والنقاشات العقدية من الطرفين (الشيعة والسنة)، وإذا كان الشيعة لايوقفون ذلك فهم ممايشملهم قوله (خدعة التحليل العقدي، وحصاد التحليل العقدي)، وكذلك السنة.
فلولم تكن هذه الجزئية في مقاله لكان أفضل وأتم.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 12:27]ـ
مقالة غاية في الإبداع وإن كنت أتفق مع ما ذكره أخونا نور الفجر ..
ومن أراد التحليل السياسي من أهل السياسة ممن يرون بمنظار سياسي هادئ وراكز غير مندفع فعليه أن يقرأ المقال التالي لسعود المعيقلي، حيث أجاد التحليل كعادته فهو كاتب على قدر كبير من الإطلاع في أمور السياسة رزين الفكر:
http://82.96.75.104/sahat?128@245.PgEieBd4135.0@.3 baa0860
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:06]ـ
لدي ملاحظة حول جزئيةٍ ذكرها الشيخ بندر وهي قوله (والحجة ـ دائماً ـ لدى الدكتور أن العدو يسعى لاستثمار الخلافات العقدية، فيجب ألا نخدم أهدافه بإثارتها!! فلتذهبْ ـ إذاً ـ عقائد المسلمين، وليأخُذ الشيعة وقتهم في نشر باطلهم، وليُمعِنوا في اختراق الوسط السني، وتشييع السذَّج الغافلين. وعلى "العقديين" مقابلَ ذلك أن يتجنبوا "التهييج العقدي" حتى لا يخدموا أمريكا وإسرائيل بوقوفهم في وجه إخوانهم الشيعة!)
هل نشر الشيعة لمذهبهم، وتشييع المغفلين من لوازم قول د. الأحمري؟؟!!
ليس الأمر كذلك، والشيخ بندر جعلها كذلك.
وإنما الدكتور الأحمري يرى وقف التهييج العقدي والنقاشات العقدية من الطرفين (الشيعة والسنة)، وإذا كان الشيعة لايوقفون ذلك فهم ممايشملهم قوله (خدعة التحليل العقدي، وحصاد التحليل العقدي)، وكذلك السنة.فلولم تكن هذه الجزئية في مقاله لكان أفضل وأتم.لكن هذا لايعني أن فكرة الدكتور الأحمري صحيحة ......
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:18]ـ
بارك الله في الشيخ بندر الشويقي، وأثابه خير الثواب على ما كتب فقد أثلج صدورنا بهذه المناقشة، ومنذ قرأت مقالة الأحمري الأولى عن التحليل العقدي وأنا أنتظر منه رداً لا لشيء إلا لقناعتي أن تناولكه لمثل هذه القضايا يشفي الغليل.
* * * *
في مقال الأحمري الأخير انبعثت في ذهني إشكالية بنى عليها الدكتور تحليله – مثل ما بنى على وهم التحليل العقدي – وهي أنه يصور الصراع المتصاعد أخيراً بين السنة والشيعة مسؤولية مشتركة، يشترك فيها الطرفان بذات القدر من المسؤولية سواء بسواء، ثم ينعطف على أهل السنة " العقدين " بالتأنيب واللوم – باعتباره يخاطبهم – مطالباً إياهم عدم " إيقاد المواجهات المذهبية " , وأنهم بذلك إنما " يحلبون في قدح الأعداء ... ".وحينما أتأمل في مثل هذا الكلام أحاو أن أستعيد الأحداث والظروف التي انبعث فيها الصراع المذهبي ونجم , فأعجب كيف لم يدرك الدكتور أن المبادرة في التحرك نحو التمدد والهيمنة والتغلغل واستغلال ظروف الاحتلال الأخيرة وتمكينهم من قبل الاحتلال، كل ذلك من طرف واحد هم الرافضة.
إن المتأمل مهما حاول التجرد والنظر بحيادية فلن تغادر ناظره أن الرافضة اضطلعوا مؤخراً بمهمة " إمبريالية " في الشرق الأوسط؛ فهم من بعث جمر الأحلام التوسعية من تحت الرماد المخبوء من أيام الدولة الصفوية والثورة الخمينية، وما إن جاء الاحتلال ومكنهم قصداً في العراق حتى جاشت المنطقة بممارساتهم الفجة في الداخل العراقي بسب الصحابة وأهل السنة على المنابر وأمام الملأ , وخاضت في الدماء وأقامت المجازر ونصبت المشانق وقننت القتل على الهوية الطائفية.
إن كل ملامح الفعل المنهجي والتخطيط والجهد المدعوم من الدولة ظاهر في الجانب الرافضي بصورة جلية لا ينكرها إلا أعمى أو متعامي.
وأنا أتساءل وأسأل الدكتور بإلحاح: أين تجد مثل ذلك أو ما يدانيه عند الطرف السني؟؟
لانجد مقابل ذلك عند علماء أهل السنة – " العقديون" منهم فقط – سوى محاولات لإيقاف هذا التغول.
فالمتأمل بإمعان في محاولات علماء أهل السنة ودعاتهم يجد أنها متجهة نحو التحذير من مخططات الاختراق للوسط السني من قبل الشيعة، والتذكير بضلالاتهم وانحرافاتهم مقابل هجمتهم (التبشيرية الرافضية) مزورين لمعتقداتهم وأحقادهم وأهدافهم البعيدة والقريبة الماثلة للعيان ....
بمعنى أن موقف دعاة أهل السنة لم يكن سوى الممانعة والحيلولة دون البغي الرافضي ..
ثم بالاساليب التي اتخذها أسلافهم من أئمة أهل السنة في كشف ضلالات أهل البدع ,:
- ولم يكن فيها أساليب خبيثة من الكذب والبهتان , وتلبيس التهم ,
واختلاق الأخبار والروايات المكذوبة.
- ولم يكن فيها مقابلة بالمثل في الهجوم على الأئمة الإثنى عشر وانتهاك
حرماتهم كما بين ذلك الكاتب حسن العلوي في كتابه (عمر والتشيع).
- بل ولم يكن فيها – كما لمست - غلواً ولا مبالغة في درجة التحذير أو
تضخيم خطرهم أو كثرة تناول موضوعهم مقابل الاستطالة الفضيعة
من قبل الجانب الرافضي في الداخل السني وفي الساحات الملتهبة
وفي تحريك الضغائن الصفوية.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:38]ـ
بسم الله،
للأسف فقد عجز بندر الشويقي عن الوصول لمستوى الأحمري، بله الرد عليه ونقض كلامه.
يجب أن لا نحكم على المقالتين بناء على موقفنا نحن، وأي المقالتين أقرب لمذهبنا وعقيدتنا، بل يجب أن نقول لبندر أوسع على نفسك، ورد بعلم، ###
جميع ما أتى به بندر لا يعدو كونه ممحاكات خطابية، وجدل ... لكنه عجز تمام العجز عن نقض أي فكرة أو مقولة أتى بها الأحمري،
والله المستعان على عجز وسكوت أهل الحق.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 07:22]ـ
الأخ سعيد، دلل على كلامك، حتى لاتكن كلماتك مماحاكات أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 05:08]ـ
الأخ \ سعيد العباسي.
ما زعمت عن مقال الشويقي أنه "لا يعدو كونه ممحاكات خطابية " , وأنه "عجز تمام العجز عن نقض أي فكرة أو مقولة أتى بها الأحمري "
فيه تجنٍ على المقال والشيخ , ولم تورد ولو شيئاً يسيراً تثبت أنه " لم ينقض كلامه وأنه مجر د مما حكات خطابية"!!
يا أخي في المقال ردٌ بحجج علمية، ونقضٌ بمنطقٍ عقلي على الفكرة الأساسية في مقالات الأحمري، وهي (تضخيم السياسي وتهوين العقدي في تحليل الوقائع والأحداث ... ).
عدا ما بين وصحح ما وقع فيه من أخطاء علمية وتاريخية .. ، كل ذلك لا تخطئة عين القارئ حتى المؤيد للأحمري قد يبقى على قناعته بعد قراءة مقال الشويقي ولكنه لن يصل به الحال أن يصف جهد الشويقي بأنه مجرد " مماحكات خطابية " وأنه " عجز تمام العجز عن نقض أي فكرة ".
لقد عرض المقال قبل نشره على عدد من المشائخ وطلبة وحظي منهم بالقبول، بل وتكاثرت الردود والتعقيبات عليه في الساحات وحظي في أكثرها بالتأييد والتفاعل الجيد، ولم يكتب مثل ما كتبت إلا القليل ..
بل إن الأحمري نفسه قد تحاور مع الشيخ بندر مرات عدة، وبينهما احترام متبادل ولم يصف آراء الشويقي أبداً بما وصفت.
يسعك أن تقول أنك لم تقتنع بحجج الشويقي، ولكن أن تتحامل عليه بهذه الحدة والمبالغة، فهذا يدل على شيء آخر سوى النظرة الموضوعية والمحايدة.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 09:32]ـ
بسم الله،
أحب أن أقول أن ما سأكتبه لا يعني دفاعاً عن الدكتور الأحمري، ولا موافقة على آرائه، ولكنها ملاحظتي على ما كتبه بندر الشويقي:
1 - مقالة الشويقي، بدءاً من عنوانها ومروراً ببنيانها، تدخل فيما يسمى بالحجج الخطابية، فهو يأخذ كلام الأحمري ويبدل (السياسة) بـ (العقيدة). فلم يؤسس أية فكرة مستقلة أو حجة علمية قائمة بذاتها، أو يهدم فكرة بنقضها.
2 - طرح الأحمري عدة قضايا في محاولة تحييد الشيعة، ولم يصنع الشويقي فيها شيئاً. (= دعم المعتدلين من الشيعة، احتواء الأقليات، وجود مرجعيات داخلية ذات ولاء داخلي ... ).
3 - القضية الأساس في أطروحة الأحمري: احتواء الشيعة في صراعنا مع اليهود، وليس تبديد الجهود في صراع داخلي وإهمال العدو الخارجي.
وهذه القضية لم يتعامل معها الشويقي.
4 - لم يقدم الشويقي أية أطروحة في كيفية التعامل مع الشيعة وكيفية إدارتنا للصراع مع اليهود.
5 - الشويقي في رده يدور حول الأطروحة، ويفرح باستعراض معلوماته في جزئيات لا تؤثر في الأطروحة (فصل الخطاب طبع في الهند أم إيران .. )، لكنه يعجز عن مناقشة الأطروحة الرئيسة .. وحتى الأفكار المهمة في الأطروحة.
هذا رأيي، وليس لي أية علاقة بالأخوين الأحمري أو الشويقي.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 09:21]ـ
فيما يقال عن الحجج الخطابية: هل ما كتبه د. الأحمري طاعنا على أصحاب التحليل العقدي خارج عن دائرة الحجج الخطابية؟! فليس في كلامه على ما قرره من خطأ التحليل العقدي دليل لا من القرآن ولا من السنة ولا من الإجماع ولا برهان عقلي يستند إليه، إنْ هو إلا رأي رآه، فرد عليه بندر بما رأى، أيعاب على الراد إنْ رد بكلام من جنس كلام صاحب المقال، ولا يعاب على صاحب المقال ابتداؤه الطعن في أصحاب التحليل العقدي بلا دليل ولا برهان؟!
وأما القول بأنه لم يؤسس أية فكرة مستقلة أو حجة علمية قائمة بذاتها، أو يهدم فكرة بنقضها وكذلك: القضية الأساس في أطروحة الأحمري لم يتعامل معها الشويقي فبالتأمل البسيط في المقال نجد الفكرة الأساسية ولب المقال في قوله: (استغلال العدو للخلاف السُّني الشيعي أمرٌ معروفٌ [عند العلماء] وليس بخافٍ عنهم. لكنهم يرون أن تجاهل أو تهوين الخطر الشيعي ليس حلاً. بل هو مما يزيد الواقع سوءاً وتدهوراً).وقوله: (التشيُّع والرَّفض لم يكن في يومٍ من الأيام مشكلةً تاريخيةً تحتاج إلى نبشٍ وتفتيش، بل هي قضيةٌ حاضرةٌ أمام أعين الجميع).
ثم لماذا يُنتقد الشويقي في استعراض معلوماته في جزئيات لا تؤثر في الأطروحة؛ مع أن جل مقال الأحمري تيه في تلك الاستطرادات , وحجم مقاله يفوق مقال الشويقي بكثير.
وتتبع الشويقي لهذه الاستطرادات إنما كان بقصد نقض الشواهد التي يتوهمها الأحمري داعمة لفكرته الرئيسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك فقد عقب الشويقي بتعقيب مهم بعد رده على إحدى أقواله , حينما قال:
(على أني أقطع أن دكتورنا حتى لو علِمَ بذلك، فلن يختلفَ موقفه. لأن المسألة عنده في الأصل ليست ذاتَ بالٍ. والمشكلة لديه لا علاقة لها بوجود تلك الأقوال أو انقراضها. بل هي نابعةٌ من خصلةٍ واضحةٍ لدى الدكتور تتعلق بضيق صدره بالمباحث العقدية ... ).
ـ[أبو ذؤيب]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 08:23]ـ
السلام عليكم
أثاب الله الشيخ بندر على تناول هذا الموضوع، والذي آمل أن يناقشه الأخوة بشكل علمي و جاد لتعم الفائدة.
من المفارقات العجيبة أخي الكريم، في حين أن الدكتور الأحمري –هداه الله- لم يكتف بمسألة التعايش مع أهل البدع والأفكار المنحرفة وفقا للضوابط الشرعية مع عدم تمكينهم،،،
لكنه تجاوز ذلك بالمطالبة بكفالة حقهم بنشر باطلهم، بل وتشجيعهم على تطوير مدارسهم، كما يطالب بـ "الكفِّ عن "التهييج العقدي، والبعد عن إثارة الخلاف المذهبي، لئلا يستفيد العدو الصهيوني الأمريكي من ذلك" و "يعتبر إثارة الخلاف العقدي مع الشيعة حلباً في قدح العدو المحتل".
وفي المقابل نجد أن الدكتور يُغفل ذكر أمرٍ من أهم وسائل وخطط العدو الصهيوني الأمريكي المستخدمة في حربه الفكرية ضد الاسلام وضد بلاد التوحيد على وجه الخصوص
ألا وهي الترويج لفكرة قبول التعددية الدينية والفكرية، وحرية نشرها والدعوة إليها في البلد الاسلامي.
في هذا الصدد، يقول تقرير راند الأخير:
"إن بناء الشبكات المعتدلة يمكن أن يتم على ثلاثة مستويات: (1) تقوية الشبكات الموجودة حالياً، (2) التعرف على الشبكات التي يتوقع قيامها وتشجيعها على البدء والنمو، (3) رعاية و تنمية الظروف التي تؤدي إلى التعددية والتسامح، والمفيدة لنمو الشبكات السابق ذكرها."
ثم بين التقرير، أنه وعلى "الرغم من أن هنالك عدد من البرامج للحكومة الأمريكية لها آثار على المستويين الأول والثاني، إلاّ أن أغلب الجهود الأمريكية حتى يومنا هذا تقع ضمن المستوى الثالث".
أنظرترجمة إسلام ديلي (لملخص التقرير المرفق في أوله) على الرابط
http://www.islamdaily.net/AR/*******s.aspx?AID=5576
أو أنظر أصل التقرير بالانجليزية
Building Moderate Muslim Networks, page xvii & 44
على الرابط
http://www.rand.org/pubs/monographs/2007/RAND_MG574.pdf
ومن المعلوم أن أهم مكان يحرص العدو على تأكيد و ترويج فكرة التعددية المطلقة فيه هو بلاد الحرمين؛ نظرا لمكانتها الشرعية، ولأن الحكومة السعودية تمنع نشر البدع وتعليمها بشكل رسمي، فضلا عن منع التعددية الدينية.
لذلك نجد دعوة الدكتور الأحمري إلى السماح بفكرة التعددية المذهبية و الفكرية والسياسية (بغض النظر عن مدى توافقها أو تصادمها مع الشريعة)
هي ذاتها جزءٌ خطيرٌ من المخطط السياسي للعدو الصهيوني الأمريكي -الذي يحاربه الدكتور- و تكون في النهاية حلبا في قدح العدو و تحقيقا لمصالحه في المنطقة لاسيما في بلاد الحرمين.
بارك الله في الشيخ بندر و بالدكتور الأحمري
و وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه.
محبكم
أبو ذؤيب
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - May-2007, صباحاً 12:55]ـ
أشكر الشيخ الفاضل بندر الشويقي على هذا الطرح الجميل، وهذا ليس بجديد على الشيخ الفاضل الشويقي فقد أمتعنا بمداخلاته القديمة في قناة المستقلة، كما كان له موقف مشرف حينما وقف وقفة قوية أمام الأستاذ حسن المالكي الذي صفق له الشيعة وأعداء دعوة أهل السنة.
ـ[الفلوجة]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 12:42]ـ
العاطفة حين تلبس ثوب (التحليل السياسي).
أن تكونَ محلِّلاً سياسياً بارعاً، فمعنى هذا أن ظواهرَ الأمورِ لا تخدعك، والخطب الجماهيرية لا تقوى على العبثِ بعقلك، وموقفك مما يدورُ حولك تحكمه المعرفةُ و البصيرةُ وليس الانفعال العاطفي.
ليس من المستغربِ أن تتحرك عواطف الدَّهماء مع خطبِ وعنترياتِ (حسن نصر الله)، في ظلِّ واقعٍ أليمٍ يتسمُ بالتخاذل والانكسار والافتقار للنماذج البطولية الصادقة. لكن الذي يستغربُ أن تلبس هذه العواطف الثائرة ثوبَ الخبرة والتحليل السياسي!
(يُتْبَعُ)
(/)
مرةً ثانيةً، وبالطريقة نفسها عادَ صاحبي لتناولِ الأزمة اللبنانية الأخيرة في مقالةٍ له بعنوان: (الحرب بعد فعلِ الحزب). وقد ذكر الصاحبُ في مطلع مقالته: أن الذين أدمنوا الهزيمةَ والتبعيةَ استبشروا بأن السلاحَ وقعَ في نحورِ أهلِ السُّنةِ، لا فرحاً بموت السنةِ ربما، ولكن فرحاً بخطأ المقاومة.
و ذكرَ الصاحبُ: أن هؤلاء يفرحون بما يسرُّ الغزاةَ، لأنهم أصبحوا من إعلام الغزاةِ ثقافةً ومصيراً، ولأنهم يفرحون بمزالقِ المقهورينَ الباحثين عن النجاةِ والصاعدين من رمادِ الهزائمِ.
هذا ما قاله صاحبي، و لا جديدَ عندي في كلامهِ. فهو بالأمسِ وصف المحذِّرين من الأهداف الطائفية لحزب (حسن نصر الله)، بأنهم يحلبون في قدحِ العدو ويخدمونَ مشاريعه، و اليومَ عادَ ليؤكِّدَ أن هؤلاء يمثلونَ إعلامَ الغزاة، و يستبشرونَ بوقوعِ السلاحِ في أهل السنة، ويفرحونَ بمزالق المقاومة الشريفة!
لو قارنا هذه الهجائيات بخطب (حسن نصر الله) زعيم الحزب، فسنرى تطابقاً يكاد يكون تاماً. فالاثنان كلاهما يصور الوضع في لبنان وفيما جاوره على أنه صراعٌ محصورٌ بين طرفين:
طرف يمثل العدو الأمريكي الصهيوني. وهؤلاء على حد تعبير الصاحب ليس لديهم (من عقيدة متفق عليها إلا الطاعة لما يشتهيه السادة في واشنطن وتل أبيب).
يقابل هؤلاء طرفٌ آخر يمثلُ مقاومةَ الشرفاء النظيفين (الباحثين عن النجاةِ والصاعدين من رمادِ الهزائمِ).
هذه الصورة التي يرسمها (نصر الله) في خطبه، لا يوجَد فيها سوى لونين: (أبيض نقي طاهر)، يقابله (أسود حالك مظلم).
و من الواضحِ أن هذه الخطبَ فعلت فعلها في وعي صاحبي، فصارَ يعيد و يكرِّرُ صياغتها في مقالاته ذات الصبغة العاطفية، التي يكتبها تحت عنوان (التحليل السياسي)!
لن أعترضَ على حديثه عن اللون الأسود، فذاك لونٌ بتنا نصبح ونمسي ونحن نراه يجلِّلنا من كل جانبٍ. لكنْ اعتراضي على أوهامِ اللون الأبيض النقيِّ الطاهر الذي يحاولُ صاحبي أن يخرجه من مخيلته إلى عالم الوجودِ في أرضِ لبنان.
يقولُ صاحبي معلقاً على اعتداءات حزب (نصر الله) الأخيرة في بيروت: (ما إن فرح العربُ بالمقاومة فإذا هي تنعطف للجهة الخطأ). ويقول: (لما انعطف التوجه فتغير، فستتغير النظرة ما لم يكن للحزب قدرةٌ على التخلص من العيب).
هذا ما قاله الصاحب ـ رضي الله عنه ـ فهل أصابَ في توصيفه؟ وهل حدث ـ بالفعل ـ انعطافٌ حقيقي أو تغيرٌ في أهداف الحزب؟ أو أن ظروف المرحلة تغيرت، مما فرضَ بروز الأهداف الحقيقية على السطح؟
إذا تركنا العواطف جانباً، فلن نرى تغيراً مفاجئاً في أهداف الحزب وسياساته. كل مافي الأمرِ أن الطرفَ الآخرَ المقموعَ استشعرَ بعض القوةِ، فتجرأ و رفع صوته، عند ذلك ظهرت الصورة الحقيقية لـ (المقاومة النظيفة) التي لم يكن يبصرها المحلِّل العاطفي. أعني بذلك: حقيقة أن عملَ الحزبِ الحقيقي موجَّهٌ للداخلِ أكثر مما هو موجَّهٌ للخارج، كما أنه مدفوعٌ من الخارجِ أكثر مما هو مدفوعٌ من الداخل. غير أنه فيما مضى لم يكن بحاجةٍ لإشهار السلاح بالداخل علناً كما وقعَ ذلك في الأحداثِ الأخيرة.
حينَ كان نصر الله يقسم ويؤكد أن سلاح المقاومة سلاحٌ نظيفٌ موَجَّهٌ فقط للعدوِّ الصهيوني، وحين كان يعلن أنه لا يمكن أبداً أن يتوجَّه هذا السلاح للإخوة والأشقاء في الداخل، حينذاكِ لم يكن ثمة أحدٌ يستطيعُ تحدي الحزبِ، و لم تكن هناك حاجةٌ لرفع السلاح في وجه (الأشقاء!). فكان من السهلِ عليه إطلاق مثل هذه الأيمان والأقسام المغلظة.
لكن مع تغير الموازين في الداخل بعد انسحاب الجيش السوري، وبعد الدعم الذي حضي به الحريري ورفاقه، لم تكن أيمانُ نصر الله القديمة لتمنعه من رفع السلاحِ وتوجيهه للأشقاء (!)، كي يحافظ على نفوذه ومكاسبه التي جناها برفعه شعار مقاومة الصهاينة.
موقف الحزبِ لم يفاجئ العارفين بأهدافهِ. لكن الذين أغمضوا أعينهم عن انتماءاته السياسية، وتركيبته الطائفية، و ولاءاته الخارجية، تجاهلوا ذلك كله، و بنوا تصوراتهم على ما يسمعونه من خطبٍ عصماء عن نظافة المقاومة، وعن اللحمة الوطنية اللبنانية. فهؤلاء هم الذين يتحدثون اليومَ عن (انعطاف المقاومة للجهة الخطأ)!
(يُتْبَعُ)
(/)
من المؤلمِ لنا أن يتحدثَ فاضلٌ مثل صاحبنا عن فرحنا بتحول السلاحِ إلى نحورِ أهلِ السُّنةِ، ونحن الذين لم نتحدث ولم نكتب إلا شفقةً من مثلِ هذا اليوم، وخوفاً على تلك الدماء البريئة التي كان صاحبنا يعُد خوفنا و إشفاقنا عليها تحليلاً عقدياً ساذجاً، وحلباً في قدحِ العدو، و خدمةً لأهدافه.
وصاحبنا في مقالته الأخيرة عاد لتلك الأسطوانةِ الأولى، فلم ينسَ الحديثَ عن أوهامِ الذين يصنِّفونَ الصراع في لبنان على أنه صراعٌ بين سنة وشيعة. و أكد أن (مواقف أتباع الصهاينة أكثر انسجاماً مع باطلهم وأنفسهم، من مواقف كثيرٍ من المتديِّنة العقائديين الغارقين في تناقض لا يثمر علماً ولا عقلاً ولا مصلحةً).
والحجة القاطعة التي يقدمها صاحبنا في نفي البعد الطائفي عن الصراع اللبناني: أن هناك حكوماتٍ سنية تقف ضد منظمة حماس وجماعة الجهاد السنيَّتين، في حين هناك شيعة يؤيدونَ الحركتين. وأن الحكومة المصرية السُّنية ترسل النفط لإسرائيل، وتحارب حماس السنية في غزة. و أن حسني مبارك السنيَّ يبدأ انتخابات كل سنة بسجن الإخوان المسلمين السنة، وأن حزبَ الحريريِّ والسنيورة يتضمن اشتراكيين ودروزاً ومسيحيين. كما أن هناك مشايخ سنة مع حزب الله مثل فتحي يكن وقسم من الإخوان المسلمين، وقسمٍ من الدروز و المسيحيين.
وبناءً على وجودِ هذه التحالفات نفى صاحبي البعد الطائفي عن الصراع القائم في لبنان. ثم سمَّى كلامه هذا تحليلاً سياسياًً!!
ففي رأي صاحبي وتحليله السياسي: لا يمكن ـ أبداً ـ أن يكونَ هناك بعدٌ طائفي لما يجري بلبنان، حتى يتوقف حسني مبارك عن سجن الإخوان المسلمين، وحتى يكفَّ عن محاصرة حماس في غزة، و حتى يخرجَ الدروز والنصارى من تكتلِ سعد الحريري، وحتى ينسحب فتحي يكن ومن معه من صف حزب نصرالله. فإذا تمحَّضت الصفوفُ، ولم يبقَ إلا جيشٌ سنيٌّ خالصٍ يقابله جيشٌ شيعيٌّ خالصٌ، فعند ذلك من الممكن أن يستخدمَ صاحبي أدواته في التحليل السياسي كي يكتشفَ البعدَ الطائفي للصراع!
وأخشى لو وقع هذا كلُّه أن يكتب الصاحبُ عن أوهام العقديين، الذين يتصورون أبعاداً طائفية للصراع في لبنان مع أن الملك محمد السادس (السُّني) في المغرب يضيق على جماعة العدل و الإحسان السُّنية، وزين العابدين بن علي (السُّني) في تونس يطارد فلولَ حزب النهضة، و الحكومة السعودية (السُّنية) تقيم علاقاتٍ رسميةً مع إيران الشيعية، و تخوضُ صراعاً دامياً مع تنظيم القاعدة السُّني!
هذا هو المنطق الذي يتحدَّثُ به الصاحب!
وهو نفسه المنطقُ المحكومُ على من لا يقبله بالجهل و السذاجة!
تلك التحالفات في لبنان التي يتكئ عليها الصاحب في تحليلاته يوجد مثلها بالعراق، ولا أظنُّ أحداً ينفي البعد الطائفي للصراع الدائر هناك. فحكومة المالكي ـ بحرسها الوطني ـ حكومة طائفية بامتيازٍ، و مع ذلك يوجد في صفوفها سنة من الإخوان المسلمين ومن الأكراد، ومن النصارى أيضاً. والجيش الأمريكي بأكمله يدعمها، وكذلك جملةٌ من الحكومات السنية، ومعهم الحكومة الإيرانية الشيعية. ويوجدُ بين تلك الحكومة وبين التيار الصدري الشيعي عداءٌ ودماءٌ. فهل يعني هذا أنها حكومةٌ بريئةٌ من الطائفية، أو أنه لا يوجد بالعراق صراعٌ سني شيعي؟!!
أوضح من ذلك أن الحرب التي اشتعلت في لبنان في السبعينات الميلادية كانت حرباً طائفية باتفاق الجميع، وكان يوجد فيها مثل هذه التحالفات التي يجعلها الصاحبُ دليلاً قاطعاً على أوهام من يتحدَّث عن بعدٍ طائفي للصِّراع الحالي في لبنان.
نعم ليس كل ما يجري بلبنان يدور حول ثنائية (سنة، وشيعة) كما يصر صاحبنا أن يضع مثل هذا الكلام في أفواه من يسميهم (عقديين). كما أن ما يجري في العراق لا يمكن أن يكون كله صراعاً حول ثنائية (سنة، شيعة). فليس هذا مقصود من يتحدث عن البعد الطائفي للأحداث. فهناك صراعاتٌ أسبابها وأهدافها مختلفة، لكنها تدفع باتجاه توسيع رقعة التشيع، لتحقيق مكاسب قد لا يكونُ لها بالضرورة علاقة بالعقائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجميع في لبنان يسعى لحراسة مصالحه، بدءاً من الصهاينة والأمريكان، وانتهاءً بالروافض. وحين يتحدثُ أهل السنة عن مصالحهم الخاصة، يبرز من صفوفهم من يصف صنيعهم بالطائفية وضيق الأفق، ويظلُّ يجتر حديثاً حالماً عن ضرورةِ الاتحاد في وجه العدو المشترك. ولعل جميعَ الأطراف هناك قد صنَّفت أهلَ السنة عدواً مشتركاً.
لبنان منذ ما يقربُ من نصف قرنٍ و هو ساحة صراع للدول والطوائف. و في ظني أنه لا يوجد في العالم الإسلامي كله أوضح من التقسيمات الطائفية الصارخة في لبنان. وحزب (نصر الله) لم يخرج قط عن هذا السياق، فالبعد الطائفي فيه واضحٌ كلَّ الوضوحِ، لا من جهة تركيبته، ولا من جهة تصريحات قادته، ولا من جهة مبادئه، ولا من جهة امتداده الخارجي. غير أن الذلَّ الذي تعيشه الأمة المسلمة جعل لمنطق القوة الذي يتحدث به (نصر الله) بريقاً غطى أعين الكثيرين عن الحقيقة الواضحة أمامهم. وهذه الصورة تكاد تطابقُ نظيرتها القديمة، حين كانت خطب عبدالناصر وعنترياته تجعل كلَّ معارضٍ له عميلاً للعدو.
الحقيقةُ التي يعلمها الجميع، ويتجاهلها الكثير: أن حزب نصرالله بعد الحرب الأخيرة مع اليهود، وقَّع اتفاقية وقف إطلاق النار، و ابتعد عن الحدود مع دولة اليهود، وحلت مكانه القوات الدولية، والتزم بعدم إطلاق قذائفه على الشمال الإسرائيلي. فأصبحَ موقفه بالتالي مطابقاً لموقف سائر الحكومات العربية. وحيثُ لم تعُد ورقة المقاومةِ صالحةً لتبريرِ بقاء الحزبِ واستمراره كياناً مستقلاً (دولة داخل دُويلة)، توجه الحزب للداخل للمحافظة على مكاسبه، فأشهر سلاحه (النظيف!) بوجه (الأشقاء!)، بحجة أن: (اليد التي تمتد لسلاح المقاومة سوف تقطع). وهي المقاومة التي وقعت على اتفاق عدم المقاومة!
لديَّ سؤالٌ أتمنى من صاحبي ومن يوافقه أن ينظروا فيه:
نحن جميعاً نتفق على أن حكومة السَّنيورة ورفاقه حكومة علمانية خالصة تبحث عن السلامة، و لا تحمل همَّ المقاومةِ ضد الصهاينة، و لا يختلف موقفها عن موقف سائر الحكومات العربية المنبطحة للعدو.
بينما (حسن نصر الله) ورفاقه يحملونَ شعار المقاومةَ، ويرفعون راية قتال الصهاينة.
لكنهم يفعلون هذا ما داموا في المعارضة.
فماذا لو وقفَ نصر الله يوماً من الأيام على رأس الحكومة اللبنانية؟
هل سيستمر في المقاومة وإطلاق صواريخ الكاتيوشا؟ أو سيأخذ دوره في الانبطاحِ و مقاومةِ المقاومة؟؟
--------
المصدر: موقع محمد بن سيف ( http://www.bin-saif.net/index.php?do=show_ar_d&id=53)(/)
فضيحة جديدة للنظام الايراني وللخميني!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 05:53]ـ
مهدي خروبي رئيس مجلس الشورى الإيراني يطلق فضيحه جديدة من فضائح عهد الخميني البائد
فضيحة جديدة للنظام الايراني وللخميني
(في سعيه للترشح للرئاسة الايرانية اتهم خروبي المخابرات الايرانية بانها كانت وراء خطة هجوم على مكة المكرمة عام 1986م .. وانها كانت السبب في مقتل حوالي 500 ايراني في الاضطرابات التي حدثت في مكة ايضا عام 1987م ..
واشار الى انه كان ممثلا عن الحجاج الايرانيين عام 1985م واقاموا عددا من الاحداث في مكة والمدينة .. ولكن في عام 1986م لاحظنا احتجاز احدى طائراتنا والتي تحمل حوالي 110 حاجا ايرانيا .. وبعد التقصي اكتشفنا ان عددا من الاجهزة الايرانية قد تعاونت مع من كانوا ينوون شن هجمات في مكة المكرمة وقاموا بتزويدهم بالمتفجرات .. وبعد ذلك قامت السلطات السعودية باحتجاز هؤلاء الاشخاص .. وابلغتني كوني ممثلا ومسؤولا عن الحجاج الايرانيين بانهم سيحتجزون هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل الغير شرعي .. وانني يجب ان استمر في عملي وانهم سوف يتعاملون مع هؤلاء الاشخاص ..
وأضاف بأن من خطط لهذا العمل هم الان من مناصري امريكا .. وانهم عملوا في السابق من اجل الاساءة للعائلة السعودية الحاكمة مضحين بالمصلحة الايرانية الوطنية من اجل عقليتهم المتصلبة .. وان هذا تسبب فيما حدث في العام حيث تغير اسلوب المعاملة السعودية!!)).
http://www.khomainy.com/inside/articles.php?ID=132
ـ[ظاعنة]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 10:21]ـ
ليسوا بحاجة إلى فضائح ليثبتوا سوء طويتهم وخبث معتقدهم ..
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 04:09]ـ
هم من قبل يعادون أهل السنة ويضعون يدهم في يد المحتل سعياً في تطهير الأرض منهم، ولو وجدوا فرصة في سفك دمه وهتك عرضه ما ترددوا، والتاريخ شاهد على ذلك، وما أحداث مكة زادها الله حرمة وشرفاً عنا ببعيدة، وهذه أرض الرافدين يقُتّلُ أهلَ السنة فيها الشيعةُ تقتيلاً عظيماً ما بلغ مثله المحتلُّ الأجنبيُّ.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:34]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
((ليسوا بحاجة إلى فضائح ليثبتوا سوء طويتهم وخبث معتقدهم .. ))
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 07:49]ـ
((ليسوا بحاجة إلى فضائح ليثبتوا سوء طويتهم وخبث معتقدهم .. ))
بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وأقول لابد من نشر كل فضيحة لهم
حتى يعلم قومنا - مفكر إسلامي -
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 01:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وأقول لابد من نشر كل فضيحة لهم
حتى يعلم قومنا - مفكر إسلامي -
بارك الله فيكم.(/)
فتوى للشيخ عبد الرزاق عفيفي في حديث: "خلق الله آدم على صورته".
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:08]ـ
سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي: عن حديث: ((خلق الله آدم على صورته)).
فقال الشيخ – رحمه الله -: ((أي على صورة الرحمن كما ثبت في الرواية الأخرى، خلافًا للألباني ولنسيب الرفاعي. والصورة ثابتة لله تعالى في الصحيحين أنه تعالى يأتي على صورته وعلى غير صورته)).
رحم الله الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمة واسعة.
والسؤال: نريد أن نقف على كلام الشيخ الألباني بخصوص (صفة الصورة)، فمن يتحفنا به، بارك الله فيكم؟ هل هو - رحمه الله - من المثبتين لهذه الصفة، أم ماذا؟
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:45]ـ
تفضل شيخي الفاضل
(خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه؛ قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن]. (صحيح) _ (فائدة): قال الحافظ في الفتح: وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينتقل في النشأة أحوالا، ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته، بل خلقه الله رجلا كانلا سويا من أول ما نفخ فيه الروح. قلت: وأما حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن؛ فهو منكر، كما بينته بتفصيل في الضعيفة برقم 1175 و 1176.)
سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول بقسميه
رقم الحديث:449
صفحة:810
ولعلي ءاتيك بمزيد إن شاء الله
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:52]ـ
إليك الآخر
[إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته]. (صحيح) فائدة: يرجع الضمير في قوله: على صورته إلى آدم عليه السلام: لأنه أقرب مذكور؛ ةلأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة بلفظ: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، وقد مضى تخريجه برقم 449، وأما حديث: ... على صورة الرحمن فهو منكر كما حققته في الكتاب الآخر 1176.
سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني
رقم الحديث 862
الصفحة 518
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 07:20]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ جابر: وقد قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (14/ 129 – تحقيق نظر فريابي): ((قوله: "خلق الله آدم على صورته" تقدم بيانه في بدء الخلق واختلف إلى ماذا يعود الضمير:
فقيل: إلى آدم أي خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات دفعًا لتوهم من يظن أنه لما كان في الجنة كان على صفة أخرى أو ابتدأ خلقه كما وجد لم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حالة إلى حالة.
وقيل: للرد على الدهرية أنه لم يكن إنسان إلا من نطفة ولا تكون نطفة إنسان إلا من إنسان ولا أول لذلك فبين أنه خلق من أول الأمر على هذه الصورة.
وقيل: للرد على الطبائعيين الزاعمين أن الإنسان قد يكون من فعل الطبع وتأثيره.
وقيل: للرد على القدرية الزاعمين أن الإنسان يخلق فعل نفسه.
وقيل: إن لهذا الحديث سببا حذف من هذه الرواية وإن أوله قصة الذي ضرب عبده فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال له: ((إن الله خلق آدم على صورته)) وقد تقدم بيان ذلك في كتاب العتق.
وقيل: الضمير لله وتمسك قائل ذلك بما ورد في بعض طرقه على صورة الرحمن والمراد بالصورة الصفة والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك وان كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء)).
هنا انتهى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله، وقد سكت عن الترجيح، وإن كان تقديمه وتأخيره لعله يشير إلى شيء، والكلام على مذهب ابن حجر رحمه الله في باب الصفات ليس هذا موضعه.
وقد علق فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك على ذلك فقال: ((قوله: ((وقيل: الضمير لله .... )) هذا هو الذي عليه أئمة أهل السنة، ومن مذهبهم إثبات الصورة لله حقيقة، وأنها لا تماثل صورة أحد من المخلوقات)) (فتح الباري 14/ 129 – حاشية 3).
والسؤال هل صحت صفة الصورة عند الشيخ ناصر الألباني بدليل آخر، أم هو ممن ينفي هذه الصفة؟
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 10:57]ـ
العلماء الذين خالفوا في هذا الحديث ابتداء من ابن خزيمة إلى الألباني وغيرهم لا يخالفون في إثبات صفة الصورة لله تعالى، إنما مخالفتهم في إثبات ما تضمنه هذا الحديث من أن الله خلق آدم على صورته عزوجل.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:22]ـ
نعم جزاك الله خيرًا، لكن أريد من وقف للشيخ الألباني - رحمه الله - على كلام في إثبات صفة الصورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 04:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجع غير مأمور الشريطين رقم 295 و 296 من سلسلة الهدى والنور.
ومن ضمن ما جاء في الشريط 295 الدقيقة 47 قول الشيخ ناصر _رحمه الله_:
" أنا أقول مثلاً لله صورة (شايف؟) لله صورة، أخذاً من حديث المحشر، فأنا إذا أرجعت الضمير إلى آدم ما أنكرت الصورة بصورة عامة مطلقة ". . .
والذي سمع الشريط لا يشك لحظة بأن الشيخ _رحمه الله_ ينفي أو يشكك في إثبات الصورة صفةً لله، ولكن الخلاف هو في تأويل المقصود بقوله _صلى الله عليه وسلم_ (على صورته)، هل المقصود على صورة الله؟ أم على صورة آدم؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 07:50]ـ
بارك الله فيك يا شيخ خالد ونفع الله بك، ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة، هذا هو المطلوب، بارك الله فيكم.
ـ[الجذع]ــــــــ[09 - May-2007, صباحاً 10:52]ـ
كلام جميل الله ينفع بك وينفعك وشكرا على هذا الطرح الميسر المبسط
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم هذه الروابط للعلها تفيدكم في الموضوع بارك الله فيكم
http://www.alalbany.name/audio/089/089_03.rm
http://www.alalbany.name/audio/229/229_17.rm
http://www.alalbany.name/audio/295/295_01.rm
http://www.alalbany.name/audio/328/328_23.rm
http://www.alalbany.name/audio/365/365_01.rm
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 07:24]ـ
للفائدة:
حديث الصورة رواية ودراية
بقلم الشيخ الدكتور بندر بن نافع العبدلي
جامعة الإمام بالقصيم
قسم السنة
مجلة الحكمة العدد 27
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32911&highlight=%C7%E1%D5%E6%D1%C9
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 08:22]ـ
الذي عليه الشيخ الألباني - رحمه الله - أن الضمير يعود إلى آدم صلى الله عليه وسلم.
وقد سئل - رحمه الله - إلى من يرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله خلق آدم على صورته)
فأجاب - رحمه الله -: هذا الحديث لا يحتاج في علمي إلى تأويل لأن الإمام البخاري رواه في صحيحه بتتمة تغني عن التأويل , وهي (إن الله خلق آدم على صورته , طوله ستون ذراعاً) فالضمير لا يعود إلى الله وإنما على آدم.
أما الحديث المذكور في بعض كتب السنن بلفظ (وإن الله خلق آدم على صورة الرحمن ... ) فهذا ضعيف بهذا اللفظ , لأنه من رواية حبيب بن أبي ثابت وهو مُدلس , وقد رواه معنعناً في كل الطرق التي وقفت عليها , وكلها تدور عليه.
فتاوى المدينة رقم 76
نقلا عن كتاب: الشيخ الألباني ومنهجه في تقرير مسائل الاعتقاد , أبي عبدالرحمن محمد بن سرور شعبان , (دار الكيان - الرياض , مكتبة ابن تيمية - الشارقة)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 07:33]ـ
الأخ العوضي بارك الله فيك، وبحث الشيخ بندر بحث مفيد، ما شاء الله، نفع الله بكم وبارك الله فيكم، وفي جميع الإخوة الذين تفاعلوا مع الموضوع.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 12:44]ـ
الأخ علي أحمد عبد الباقي وفقه المولى
هل يثبت الشيخ الألباني صفة الصورة لله عز وجل على طريقة أهل السنة والجماعة أم لا؟
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 03:03]ـ
الحمد لله
سأحضر لكم كتاب رائعاً فيه تفصيل الامر لذلك بعد الصلاة إن شاء الله.
وهو من كتاب إعلام الموقعين. لابن القيم الجوزية.
في احد صفحاته , مع أحد الحواشي ...........
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:04]ـ
الحمد لله
سأحضر لكم كتاب رائعاً فيه تفصيل الامر لذلك بعد الصلاة إن شاء الله.
وهو من كتاب الشريعة للآجري رحمه الله.
في احد صفحاته , مع أحد الحواشي ...........
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 07:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين *) , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين , وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
لما رأيت الموضوع الذي عرض في الساحة , تذكرت أني قرأت عنه قبل أيام في أحد الكتب التي كانت في مسجدنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا انقل لكم الآن ما قرأته.
الكتاب: الشريعة (المجلد الأول).
المؤلف: أبي القاسم محمد بن الحسن الآجري (ت 387ه).
المحقق: د. عبدالله بن عمر الدميجي (أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى).
الطبعة الثالثة. 1428 ه __ 2007م
الناشر: دار الفضيلة للنشر والتوزيع
الرياض ..........
توزيع: دار الهدي النبوي للنشر والتوزيع
مصر _ المنصورة ............
ملاحظة: اسمحوا لي لأني لن أنقل السند كاملاً لأنه طويل ولإختصار الوقت ولكني سأذكر صحة وضعف الإسناد على حسب ما ذكره المحقق. وقد أذكر تخريجه من الصحيحين إن كان فيهما فقط ولا أتعرض للمزيد وإن لم يكن في كليهما فقد أذكر منهما ما يستطيب به الخاطر. ومن أراد التخريج كاملاً فليراجع الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ (ص 687__ص 692) ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
{687}
53_ باب
الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف
721_ حدثنا .......... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله _عز وجل _ خلق آدم على صورته) [1].
_____________
721_ صحيح __ تخريجه: رواه مسلم 2612 (4/ 2016) .............
رواه البخاري في الفتن ح: 2559 (5/ 182) .................. وغيرهما ..... فليرجع للكتاب.
ـــــــــــــ
[1] للعلماء في هذا أربعة مواقف , نجملها في ما يلي:
الأول: إنكار ثبوت الحديث , والنهي عن التحدث به , روى ذلك العقيلي ذلك في الضعفاء الكبير (2/ 201_202) عن الإمام مالك _رحمه الله _ ونقل ذلك الذهبي في الميزان (2/ 419).وقد رد عليه وبين ثبوت الحديث , وذكر طرق الحديث. منها: ما ذكره المصنف هنا.
والثاني:إرجاع الضمير إلى آدم عليه السلام: ونسب ابن قتيبة هذا القول إلى قوم من أهل الكلام ((تأويل مختلف الحديث (ص219) وقال الحافظ ابن حجر: ((اختلف إلى ماذا يعود الضمير , فقيل:إلى آدم؛ أي: خلقه على صورته التي أستمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات دفعاً لتوهم من يظهر أنه كان في الجنة كان على صفة أخرى. أو ابتدأ خلقه كما وجد. ولم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حال إلى حال .... إلخ)). فتح الباري (11/ 3) , واستدلوا على ذلك: برواية أبي هريرة عند البخاري (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ... ) الحديث [الفتح 11/ 3]. وقال الحافظ: ((وهذه الروايه تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم)) [الفتح (6/ 366)].
الثالث: إرجاع الضمير إلى المضروب. وهذا ما ذهب إليه ابن خزيمة في التوحيد (ص37) , وقال الحافظ ابن حجر: ((الأكثر أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه , ولو لا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها)). [الفتح (5/ 183)].
الرابع: أرجاع الضمير إلى الرحمن _ سبحانه وتعالى _ كما جاء مصرحاً به في رواية ابن عمر _ انظر =
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
{688}
.............................. .............................. .......................
ـــــــــــــــــ
= ح 725_ وروايه أبي هريرة _ وهو ما ذهب إليه المصنف_ رحمه الله.
وقد حكم بصحة هذه الزيادة (في صورة الرحمن عز وجل) إسحاق وأحمد عن حرب الكرماني في كتاب السنة. كما صححها الحافظ الذهبي في الميزان (2/ 420). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 183): ((رجاله ثقات)). وانظر تخريجه ح 725.
.............................. .............................. .............................. .............................. ............ هذا كلام لم أكتبه للإختصار .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............................. =
(يُتْبَعُ)
(/)
= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _ في كتابه ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلاميه)) أو ((نقض تأسيس الجهمية)) في رده على أساس التقديس للرازي في الجزء الذي لم يطبع بعد , والمتعلق بموضوع حديث الصورة والذي اختصره فضيلة الشيخ: حمود التويجري ونشره مع كتابه عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) , طبع دار اللواء بالرياض, في عام 1407ه.
قال_ رحمه الله_: ((والكلام على ذلك: أن يقال: هذا الحديث لم يكن بين السلف نزاع في أن الضمير عائد إلى الله. فإنه مستفيض من طرق متعددة , و عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديثكلها تدل على ذلك .... )) [عقيدة أهل الإيمان (ص54)].
ثم قال: ((لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة , جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى , حتى نُقِلَ ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمور دينهم , كأبي ثور , وابن خزيمة ,وأبي الشيخ الإصفهاني. ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة .. )) [نفس المرجع (ص55)].
وممن رد على ابن خزيمة. الإمام أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكَرجي الشافعي في كتابه الذي سماه ((الفصول في الأصول على الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول)).
وذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما فيما جمعه من مناقب الإمام قوّام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي, قال: ((سمعته يقول: أخطأ محمد بن اسحاق بن خزيمة في حديث الصورة , ولا يطعن عليه بذلك. بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب)). [المرجع السابق (ص61)].
وقد رد شيخ الإسلام في هذا الجزء المذكور بعاليه على من أعاد الضمير إلى غير الله تعالى, وفند جميع التأويلات التي يمكن أن يؤول بها الحديث؛ تأويلات ابن خزيمة. ثم من جاء من بعده من المتكلمين كالرازي_الذي ألف الكتاب رداً عليه_ والغزالي وابن عقيل. =
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ {689}
/722_ وأخبرنا ................... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبحوا الوجه , فإن الله _ عز وجل _ خلق آدم على صورته)).
723_ وحدثنا ........................
______________
722_ اسناده: صحيح. تخريجه: تقدم في الحديث السابق.
723_ اسناده: صحيح. تخريجه: تقدم في ح: 721.
ـــــــــــــ
= كما رد على من طعن في صحة الحديث, ومنهم: ابن خزيمة _ رحمه الله تعالى. كما جمع جمع الشيخ حمود التويجري أطراف الأحاديث الواردة في المسألة , وفند الكعن الواردة عليها قديماً وحديثاً.
وجمع أقوال العلماء في المسألة ذاتها.
كما أن لفضيلة الشيخ حمَّاد بن محمد ال، صاري الأستاذ بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية مقال بعنوان: ((تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن)) نشرها في مجلة الجامعة الإسلامية في الهند في ذي القعدة سنة 1396ه المجلد الثامن , العدد الرابع , وقد نقلها فضيلة الدكتور علي الفقيهي في هامش كتاب الصفات للدارقطني بتحقيق _ تكلم الشيخ عن حديث الصورة من حيث المتن والسند , و من خرّجه , و من صححه , وخلاصة البحث. وخلص بقوله: ((نعم , قد تبين مما ذكرنا أعلاه أن هذا الحديث صججه ائمة الحديث: الإمام أحمد بن حنبل وزميله إسحاق بن راهويه , والحافظان الذهبي وابن حجر العسقلاني , وكفى في بهؤلاء قدرة في هذا الشأن , وليس مع من أنكر صحة هذا الحديث حجة يدلي بها إلا عدم إلفه لهذا اللفظة, كما قال ابن قتيبة. والله أعلم)) اه. [هامش (ص62) من كتاب الصفات للدارقطني].
.............................. ....................... كلام لم أتطرق إليه للإختصار ...............
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .................. =
= ولهذا فالواجب الإيمان بها كما جاءت مع نفي التشبيه كسائر بقية الصفات , كما ذهب إلى ذلك المصنف وغيره من علماء السلف_ رحمهم الله تعالى.
وأقول كما قال لإمام الذهبي: (أما معنى حديث الصورة , فنرد علمه إلى الله ورسوله , ونسكت كما سكت السلف , مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء)). [الميزان (2/ 420)] ,
(يُتْبَعُ)
(/)
والله _ عز وجل _ أعلم وأحكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ {690}
.............................. .... عن أبي هريرة , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وابن عجلان , عن سعيد , عن أبي هريرة ...
قال: قال أبو الزناد في حديثه _, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضربتم فاجتنبوا الوجه , فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)).
/ وقال ابن عجلان , عن سعيد , عن أبي هريرة , قال: ((لا تقل قبح الله وجهك , ولا وجه من أشبه وجهك , فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)).
724_ وحدثنا ........................ .................... عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه , فإن الله _ عز وجل _ خلق آدم على صورته)).
725_ وأخبرنا .............................. ............ =
_____________
724_ إسناده: صحيح. ...............
تخريجه: تقدم في ح: 721.
725_ اسناده: رجاله ثقات
تخريج: .................... طال كلام المحقق والزبدة أنه صحيح أو حسن , وليرجع للكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ {691}
......................... عن ابن عمر رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله عليع وسلم: ((لا تقبحوا الوجه , فإن آدم خلق على صورة الرحمن جل وعز)).
/ قال محمد بن الحسن (المؤلف): هذا من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها , ولا يقال كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق , وترك النظر , كما , قال من تقدم من المسلمين.
/ 726_ حدثنا .............................. . كلام للإمام أحمد عن الأحاديث التي تردها الجهمية ..................
_________________
726_ اسناده: فيه شيخ المصنف مجهول الحال. تقدم في حديث:255.
تخريجه: ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 56) في ترجمة أبي بكر المرَوُّذِيّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ {692}
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............ كلام للإمام أحمد ..........................
.............................. .............................. ................. ....... فقال أبو عبدالله: ((حدثوا بها , فقد تلقاها العلماء بالقبول , وقال أبو عبدالله: تسلم الأخبار كما جاءت)).
54_ باب
..............................
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............................
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
هذا ما تيسر لي أن أكتبه من الكتاب وأرجو أن تعذروني على بعض الإختصارات لأن الكلام يطول. ومن أراد البحث فعليه بالكتاب.
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبرهيم إنك حميد مجيد). (سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين *).
واللهَ أسئل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنه هو الجواد البر الرحيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنسونا من صالح دعائكم
حواري الرسول: sgaar_a3ms@hotmail.com
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 07:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين *) , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين , وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
لما رأيت الموضوع الذي عرض في الساحة , تذكرت أني قرأت عنه قبل أيام في أحد الكتب التي كانت في مسجدنا.
وأنا انقل لكم الآن ما قرأته.
الكتاب: الشريعة (المجلد الأول).
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤلف: أبي القاسم محمد بن الحسن الآجري (ت 387ه).
المحقق: د. عبدالله بن عمر الدميجي (أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى).
الطبعة الثالثة. 1428 ه __ 2007م
الناشر: دار الفضيلة للنشر والتوزيع
الرياض ..........
توزيع: دار الهدي النبوي للنشر والتوزيع
مصر _ المنصورة ............
ملاحظة: اسمحوا لي لأني لن أنقل السند كاملاً لأنه طويل ولإختصار الوقت ولكني سأذكر صحة وضعف الإسناد على حسب ما ذكره المحقق. وقد أذكر تخريجه من الصحيحين إن كان فيهما فقط ولا أتعرض للمزيد وإن لم يكن في كليهما فقد أذكر منهما ما يستطيب به الخاطر. ومن أراد التخريج كاملاً فليراجع الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ (ص 687__ص 692) ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ص {687}
53_ باب
الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف
721_ حدثنا .......... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله _عز وجل _ خلق آدم على صورته) [1].
_____________
721_ صحيح __ تخريجه: رواه مسلم 2612 (4/ 2016) .............
رواه البخاري في الفتن ح: 2559 (5/ 182) .................. وغيرهما ..... فليرجع للكتاب.
ـــــــــــــ
[1] للعلماء في هذا أربعة مواقف , نجملها في ما يلي:
الأول: إنكار ثبوت الحديث , والنهي عن التحدث به , روى ذلك العقيلي ذلك في الضعفاء الكبير (2/ 201_202) عن الإمام مالك _رحمه الله _ ونقل ذلك الذهبي في الميزان (2/ 419).وقد رد عليه وبين ثبوت الحديث , وذكر طرق الحديث. منها: ما ذكره المصنف هنا.
والثاني:إرجاع الضمير إلى آدم عليه السلام: ونسب ابن قتيبة هذا القول إلى قوم من أهل الكلام ((تأويل مختلف الحديث (ص219) وقال الحافظ ابن حجر: ((اختلف إلى ماذا يعود الضمير , فقيل:إلى آدم؛ أي: خلقه على صورته التي أستمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات دفعاً لتوهم من يظهر أنه كان في الجنة كان على صفة أخرى. أو ابتدأ خلقه كما وجد. ولم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حال إلى حال .... إلخ)). فتح الباري (11/ 3) , واستدلوا على ذلك: برواية أبي هريرة عند البخاري (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ... ) الحديث [الفتح 11/ 3]. وقال الحافظ: ((وهذه الروايه تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم)) [الفتح (6/ 366)].
الثالث: إرجاع الضمير إلى المضروب. وهذا ما ذهب إليه ابن خزيمة في التوحيد (ص37) , وقال الحافظ ابن حجر: ((الأكثر أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه , ولو لا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها)). [الفتح (5/ 183)].
الرابع: أرجاع الضمير إلى الرحمن _ سبحانه وتعالى _ كما جاء مصرحاً به في رواية ابن عمر _ انظر =
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
{688}
.............................. .............................. .......................
ـــــــــــــــــ
= ح 725_ وروايه أبي هريرة _ وهو ما ذهب إليه المصنف_ رحمه الله.
وقد حكم بصحة هذه الزيادة (في صورة الرحمن عز وجل) إسحاق وأحمد عن حرب الكرماني في كتاب السنة. كما صححها الحافظ الذهبي في الميزان (2/ 420). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 183): ((رجاله ثقات)). وانظر تخريجه ح 725.
.............................. .............................. .............................. .............................. ............ هذا كلام لم أكتبه للإختصار .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............................. =
(يُتْبَعُ)
(/)
= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _ في كتابه ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلاميه)) أو ((نقض تأسيس الجهمية)) في رده على أساس التقديس للرازي في الجزء الذي لم يطبع بعد , والمتعلق بموضوع حديث الصورة والذي اختصره فضيلة الشيخ: حمود التويجري ونشره مع كتابه عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) , طبع دار اللواء بالرياض, في عام 1407ه.
قال_ رحمه الله_: ((والكلام على ذلك: أن يقال: هذا الحديث لم يكن بين السلف نزاع في أن الضمير عائد إلى الله. فإنه مستفيض من طرق متعددة , و عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديثكلها تدل على ذلك .... )) [عقيدة أهل الإيمان (ص54)].
ثم قال: ((لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة , جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى , حتى نُقِلَ ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمور دينهم , كأبي ثور , وابن خزيمة ,وأبي الشيخ الإصفهاني. ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة .. )) [نفس المرجع (ص55)].
وممن رد على ابن خزيمة. الإمام أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكَرجي الشافعي في كتابه الذي سماه ((الفصول في الأصول على الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول)).
وذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما فيما جمعه من مناقب الإمام قوّام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي, قال: ((سمعته يقول: أخطأ محمد بن اسحاق بن خزيمة في حديث الصورة , ولا يطعن عليه بذلك. بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب)). [المرجع السابق (ص61)].
وقد رد شيخ الإسلام في هذا الجزء المذكور بعاليه على من أعاد الضمير إلى غير الله تعالى, وفند جميع التأويلات التي يمكن أن يؤول بها الحديث؛ تأويلات ابن خزيمة. ثم من جاء من بعده من المتكلمين كالرازي_الذي ألف الكتاب رداً عليه_ والغزالي وابن عقيل. =
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ {689}
/722_ وأخبرنا ................... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبحوا الوجه , فإن الله _ عز وجل _ خلق آدم على صورته)).
723_ وحدثنا ........................
______________
722_ اسناده: صحيح. تخريجه: تقدم في الحديث السابق.
723_ اسناده: صحيح. تخريجه: تقدم في ح: 721.
ـــــــــــــ
= كما رد على من طعن في صحة الحديث, ومنهم: ابن خزيمة _ رحمه الله تعالى. كما جمع جمع الشيخ حمود التويجري أطراف الأحاديث الواردة في المسألة , وفند الكعن الواردة عليها قديماً وحديثاً.
وجمع أقوال العلماء في المسألة ذاتها.
كما أن لفضيلة الشيخ حمَّاد بن محمد ال، صاري الأستاذ بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية مقال بعنوان: ((تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن)) نشرها في مجلة الجامعة الإسلامية في الهند في ذي القعدة سنة 1396ه المجلد الثامن , العدد الرابع , وقد نقلها فضيلة الدكتور علي الفقيهي في هامش كتاب الصفات للدارقطني بتحقيق _ تكلم الشيخ عن حديث الصورة من حيث المتن والسند , و من خرّجه , و من صححه , وخلاصة البحث. وخلص بقوله: ((نعم , قد تبين مما ذكرنا أعلاه أن هذا الحديث صججه ائمة الحديث: الإمام أحمد بن حنبل وزميله إسحاق بن راهويه , والحافظان الذهبي وابن حجر العسقلاني , وكفى في بهؤلاء قدرة في هذا الشأن , وليس مع من أنكر صحة هذا الحديث حجة يدلي بها إلا عدم إلفه لهذا اللفظة, كما قال ابن قتيبة. والله أعلم)) اه. [هامش (ص62) من كتاب الصفات للدارقطني].
.............................. ....................... كلام لم أتطرق إليه للإختصار ...............
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .................. =
= ولهذا فالواجب الإيمان بها كما جاءت مع نفي التشبيه كسائر بقية الصفات , كما ذهب إلى ذلك المصنف وغيره من علماء السلف_ رحمهم الله تعالى.
وأقول كما قال لإمام الذهبي: (أما معنى حديث الصورة , فنرد علمه إلى الله ورسوله , ونسكت كما سكت السلف , مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء)). [الميزان (2/ 420)] ,
(يُتْبَعُ)
(/)
والله _ عز وجل _ أعلم وأحكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ {690}
.............................. .... عن أبي هريرة , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وابن عجلان , عن سعيد , عن أبي هريرة ...
قال: قال أبو الزناد في حديثه _, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضربتم فاجتنبوا الوجه , فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)).
/ وقال ابن عجلان , عن سعيد , عن أبي هريرة , قال: ((لا تقل قبح الله وجهك , ولا وجه من أشبه وجهك , فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)).
724_ وحدثنا ........................ .................... عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه , فإن الله _ عز وجل _ خلق آدم على صورته)).
725_ وأخبرنا .............................. ............ =
_____________
724_ إسناده: صحيح. ...............
تخريجه: تقدم في ح: 721.
725_ اسناده: رجاله ثقات
تخريج: .................... طال كلام المحقق والزبدة أنه صحيح أو حسن , وليرجع للكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ {691}
......................... عن ابن عمر رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله عليع وسلم: ((لا تقبحوا الوجه , فإن آدم خلق على صورة الرحمن جل وعز)).
/ قال محمد بن الحسن (المؤلف): هذا من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها , ولا يقال كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق , وترك النظر , كما , قال من تقدم من المسلمين.
/ 726_ حدثنا .............................. . كلام للإمام أحمد عن الأحاديث التي تردها الجهمية ..................
_________________
726_ اسناده: فيه شيخ المصنف مجهول الحال. تقدم في حديث:255.
تخريجه: ذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 56) في ترجمة أبي بكر المرَوُّذِيّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ {692}
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............ كلام للإمام أحمد ..........................
.............................. .............................. ................. ....... فقال أبو عبدالله: ((حدثوا بها , فقد تلقاها العلماء بالقبول , وقال أبو عبدالله: تسلم الأخبار كما جاءت)).
54_ باب
..............................
.............................. .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............................
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
هذا ما تيسر لي أن أكتبه من الكتاب وأرجو أن تعذروني على بعض الإختصارات لأن الكلام يطول. ومن أراد البحث فعليه بالكتاب.
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبرهيم إنك حميد مجيد). (سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين *).
واللهَ أسئل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنه هو الجواد البر الرحيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنسونا من صالح دعائكم
حواري الرسول: sgaar_a3ms@hotmail.com
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 10:04]ـ
للفائدة
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=592&highlight=%C7%E1%D5%E6%D1%C9
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين *) , والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين , وعلى آله وصحبه الغر الميامين. أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أراد الجواب الكافي والدواء الشافي للمسألة فعلية الرجوع للكتب التالية:
الأول:كتاب الشريعة (المجلد الأول).
المؤلف: أبي القاسم محمد بن الحسن الآجري (ت 387ه).
المحقق: د. عبدالله بن عمر الدميجي (أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى).
الطبعة الثالثة. 1428 ه __ 2007م
الناشر: دار الفضيلة للنشر والتوزيع
الرياض ..........
توزيع: دار الهدي النبوي للنشر والتوزيع
مصر _ المنصورة ............
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
الثاني: كتاب الميزان.
المؤلف: الذهبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
الثالث: كتاب عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن.
المؤلف: حمود التويجري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب: الفصول في الأصول على الأئمة الفحول إلزاماً لذوي الابدع والفضول.
المؤلف: الإمام أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكَرجي الشافعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب (مقالة): تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن. {نشرها في مجلة الجامعة السلفية في الهند في ذي القَعدة سنة 1396هـ المجلد الثامن , العدد الرابع}.
المؤلف: الشيخ حمَّاد بن محمد الأنصاري. الأستاذ بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
كتاب: الصفات للدارقطني [هامش صـ63ــ]. بتحقيق: علي الفقيهي.
المؤلف: الدارقطني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
هذا والله أعلم وأحكم.
هذا ما تيسر لي أن أجمعه للفائدة , وأرجو أن تعذروني للتقصير. وبارك الله فيكم , وجزاكم الله خيراً على كل ما قدمتموه من طرح جيد لهذه المسئلة.
{{اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ,كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد}}.
((سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العلمين *)). الصافات ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 05:54]ـ
وشيخنا ابن باز رحمه الله يرى أن الصواب في " على صورته " أي على صورة الرحمن.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 06:29]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية تكلم عن هذه المسألة باستفاضة في (بيان تلبيس الجهمية) في المجلدين السادس والسابع
وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تفسير الحديث بأنه (على صورة آدم) خطأ محض.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 05:23]ـ
حديث الصورة رواية ودراية
بقلم الشيخ الدكتور بندر بن نافع العبدلي
جامعة الإمام بالقصيم
قسم السنة
مجلة الحكمة العدد 27
طابعه أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي
ahalalquran@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل , بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) () فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه , ولا يحرفون الكلم عن مواضعه , متبعين في ذلك كتاب الله والسنة وما ورد عن سلف الأمة , ثم هم ينكرون على من حرَّف صفات الله أو مثَّل الله بخلقه , لأن ذلك تعدٍّ على النصوص وقول على الله بلا علم , إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فكما أنه عز وجل لم يخبرنا عن كيفية ذاته , فكذلك لا نعلم كيفية صفاته , لكننا نثبتها كما يليق بجلاله وعظمته.
قال نعيم بم حماد الخزاعي (من شبه الله بخلقه فقد كفر , ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر , وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه).
وقال الإمام مالك - لما سئل عن الاستواء كيف هو – (الاستواء معلوم , والكيف غير معقول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة) ثم قال للسائل (ما أراك إلا مبتدعا) فأمر به فأُخرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله رحمه الله (والسؤال عنه بدعة) أي السؤال عن الكيفية بدعة , لأن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين ما سألوا عنها , وهم أتقى لله وأحرص منَّا على العلم.
ولكن لا شك أنهم – أعني السلف – كانوا يفهمون معاني ما أنزل الله على رسوله من الصفات , وإلا لم يكن للأمر بتدبر القرآن فائدة , وقد نقلت عنهم عبارات تدل على ذلك. فقد أخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم (875) عن الوليد بن مسلم أنه قال (سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية , فقالوا: أمرَّوها بلا كيف).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية ص (41) بعد ذكره عبارات الأئمة في هذا المعنى (ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه – على ما يليق الله – لما قالوا: الاستواء غير مجهول , والكيف غير معقول , ولما قالوا: أمرُّوها كما جاءت بلا كيف , فإن الاستواء حينئذٍ لا يكون معلوماً بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم , وأيضاً: فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى , وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات , وأيضاً: فإن من ينفي الصفات الخبرية , أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول: بلا كيف , فمن قال: إن الله على العرش , لا يحتاج أن يقول: بلا كيف , كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا: بلا كيف , وأيضاً فقولهم: أمروُّها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه , فإنها جاءت ألفاظ دالة على معانٍ , فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمرُّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد , أو أمرُّوا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة , و حينئذٍ فلا تكون قد أمرت كما جاءت و لا يقال حينئذ: بلا كيف , إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول) ا هـ.
فتبين من كلام الشيخ رحمه الله أن سلف الأمة يثبتون لآيات الصفات وأحاديثها معنى من وجهين:
الوجه الأول: من قولهم (أمروها كما جاءت) وهي لم تأت عبثاً , بل جاءت لمعنى , فإذا أمروها كما جاءت لزم من ذلك أن يثبت لها معنى.
الوجه الثاني: من قولهم (بلا كيف) لأن نفي الكيفية بدل على إثبات أصل المعنى , إذ نفي الكيف عما ليس لغو وعبث.
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن صفات الله عز وجل تنقسم إلى صفات ذاتية: وهي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها , وصفات فعلية وهي المتعقلة بالمشيئة , وذكروا أن الصفات الذاتية تنقسم إلى معنوية مثل: الحياة والعلم والقدرة وغيرها , وخبرية مثل: اليدين , والوجه , والعينين , وما أشبه ذلك مما مسماه بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض , وبسط هذه الصفات وأدلتها من الكتاب والسنة في كتب العقيدة.
وقد وقع في بعض أحاديث الصفات خلاف بين الأئمة في إثبات ما دلَّت عليه لله من عدمه من أن جمهورهم على إثبات ما دلت عليه مع نفي التمثيل والتكييف.
ومن هذه الأحاديث حديث (إن الله خلق آدم على صورته) فقد كثر الكلام حول هذا الحديث , واختُلف في مرجع الضمير في قوله (صورته) على من يعود؟ وإني في هذا البحث المختصر أُبين تخريج الحديث وبيان ألفاظه وطرقه , وخلاف الأئمة في تفسيره مع بيان القول الذي اختاره جمهور أئمة أهل السنة , وأسأل الله العون والتوفيق والتسديد , إنه جواد كريم.
وقد جعلت هذا الموضوع في ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: سرد حديث الصورة بطرقه وألفاظه.
المبحث الثاني: كلام الأئمة على الضمير في قوله (على صورته) إلى من يعود؟
المبحث الثالث: في إثبات الصورة لله جل جلاله.
ـــــــــــــ
المبحث الأول
سرد حديث الصورة بطرقه و ألفاظه
هذا الحديث ورد من عدة طرق:
1. فقد ورد من طريق عبدالرزاق , حدثنا معمر , عن همام بن منبه , عن أبي هريرة بلفظ (خلق الله عز وجل آدم على صورته , طوله ستون ذراعاً , فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر – وهم نفر من الملائكة جلوس – فاستمع ما يحيُّونك , فإنها تحيتك وتحية من بعدك ... ) الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه عبدالرزاق (19435) والبخاري (3326 , 6227) , ومسلم (2841) , وابن خزيمة في التوحيد (1/ 93 – 94) وابن حبان (6162) وابن منده في الرد على الجهمية ص (41 – 42) و اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (711 , 712) و البيهقي في الأسماء والصفات (635 , 636) و البغوي في شرح السنة (3298).
2. ومن طريق سفيان بن عيينة ,عن أبي الزناد , عن الأعرج , عن أبي هريرة بلفظ (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورته).
أخرجه الحميدي (1121) , ومسلم (2612) , وأحمد (2/ 244) , وابنه عبدالله في السنة (496) وابن حبان (5605) , و الآجري في الشريعة (721) , و البيهقي في الأسماء والصفات (638) , وفي السنن (8/ 327). ولفظ مسلم مختصر ليس فيه (فإن الله ... ).
3. ومن طريق المثنى بن سعيد , عن قتادة , عن أبي أيوب , عن أبي هريرة بلفظ (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورته).
أخرجه مسلم (2612 , 115) و الطيالسي (2681) , وإسحاق بن راهويه في مسنده (131) , وأحمد (9961) , وابن خزيمة في التوحيد (1/ 84) و البيهقي في الأسماء والصفات (637).
ورواية الطيالسي وابن راهويه مقتصرة على الشطر الأول فقط.
وأخرجه أحمد (8556 , 9962) من طريق همام بن يحيى عن قتادة به.
4. ومن طريق محمد بن عجلان , عن سعيد المقبري , عن أبي هريرة.
أخرجه الحميدي (1120) , و أحمد (2/ 251 – 434) وابن أبي عاصم (532) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 82 – 83) , و الآجري في الشريعة (724) , و اللالكائي (715) , و البيهقي في الأسماء و الصفات (639) والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 220 – 221) من طريق يحيى بن سعيد القطان , وابن أبي عاصم (531) و, وابن خزيمة (1/ 81) من طريق الليث بن سعد كلاهما عن ابن عجلان به.
لفظ حديث يحيى (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه , ولا يقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك , فإن الله تعالى خلف آدم على صورته).
ولفظ الليث (لا يقولن أحدكم لأحد قبح الله وجهك , ووجها أسبه وجهك , فإن الله خلق آدم على صورته).
5. ومن طريق الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر بلفظ (لا تقبحوا الوجه , فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن).
أخرجه عبدالله بن أحمد في السنة (498) , وابن أبي عاصم في السنة (529) , وابن خزيمة في التوحيد (1/ 85) , و الآجري في الشريعة (725) و الدارقطني في الصفات (45 , 48) , و البيهقي في الأسماء والصفات (640) كلهم من طريق جرير عن الأعمش به.
وقد أعل ابن خزيمة هذا اللفظ من هذا الطريق بثلاث علل:
إحداها: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده , فأرسله الثوري ولم يقل – عن ابن عمر -.قلت: أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 86) من طريق سفيان الثوري , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء مرسلاً , لم يذكر فيه ابن عمر.
وفي المنتخب من العلل للخلال لابن قدامة ص (265) قال المروذي: قلت لأبي عبدالله: كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (خلق آدم على صورته؟)
قال الأعمش: يقول: عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر (إن الله خلق آدم على صورته) فأما الثوري فأوقفه – يعني حديث ابن عمر.
قلت: وهذا مشكل , اللهم إلا أن يكون مراد الإمام أحمد بالموقوف أي المرسل , يعني الراوي وقف به عند عطاء ولم يجاوزه , أو يكون هذا من اختلاف الرواة على الثوري.
الثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
الثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء.
وقد ذكر الألباني رحمه الله هذه العلل في " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ".
وزاد علة رابعة , وهي: جرير بن عبدالحميد فإنه وإن كان ثقة , فقد ذكر الذهبي في ترجمته من الميزان أن البيهقي في سننه في ثلاثين حديثاً لجرير بن عبدالحميد قال (وقد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ) ومما يؤيد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (530) – وكذا اللالكائي برقم (716) – بلفظ (على صورته) ولم يذكر (الرحمن) وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة ().
(يُتْبَعُ)
(/)