ـاختلف العلماء في تحديد الفترة الزمانية التي كانت بين عيسى وحمد صلى الله عليه وسلم فقيل ستمائة عام [وكانوا يعلموننا في المدرسة أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد سنة 571 مـ ـفيما أذكرـ].
ـقوله تعالى (والعمل الصالح يرفعه) قيل والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، وقيل والعمل الصالح يرفعه الله إليه.
ـقوله تعالى (كانوا خاطئين) أي آثمين، وكما في قوله تعالى (خاطئة كاذبة). ولهذا نقل بعض أهل اللغة الاتفاق بأنه لا يقال ْخاطئْ إلا للآثم وجوزه آخرون.
ـالجهمية موجودون بكثرة في عمان [بضم العين] الأردن وسمون الآن الإباضية. هو خوارج في الأصل ولكن في الأسماء والصفات جهمية وفي العمل مرجئة [الشيخ فصل أكثر من ذلك ولكن الصوت كان رديئا].
ـينصح بتكرار كتب شيخ الإسلام وابن القيم فيؤخر كتب ابن عبد البر وابن حجر، لأن كتب شيخ الإسلام وتلميذه أكثر فائدة.
الشريط الثالث عشر
ـحكى ابن عبد البر إجماع أهل العلم أن المراد بالمعية في قوله تعالى (وهو معكم) هي العلم، وقال الإمام أحمد [قال ذلك في الآية فيما يظهر لي ولكن الشيخ ما صرح بذلك] (الآية افتتحها الله بالعلم وختمها بالعلم). وبعض أهل السنة [كإبن تيمية وتابعه الشيخ إبراهيم آل الشيخ وابن عثيمين] يذهبون أنه على حقيقته بشرط أن لا يماثل الله في ذلك.
ـقوله تعالى (إلا هو رابعهم) هذا الأسلوب جائز في اللغة لأن الجنس يغير. وأما قول (ثلاثة زيد رابعهم) فلهذا لا تجوزه اللغة لأن زيدا من جنسهم.
ـقصة إبراهيم لما ألقي في النار وسأله جبريل (ألك حاجة) فقال (أما إليك فلا) هذا الأثر ليس له أصل. والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب.
ـقوله تعالى (والذين هم محسنون) الإحسان هو الإحسان العام ليس الخاص والإحسان العام هو: الإصابة في العمل، الإحسان إلى البهائم والآدميين.
ـالاستواء نوعان: استواء عام وهو قبل خلق السماوات والأرض، واستواء خاص وهو الذي ورد في القرآن بعد ذكر السماوات والأرض.
الشريط الرابع عشر
ـالله جل وعلا عطاؤه كلام وعذابه كلام قال (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
ـكل وصف كمال في الإنسان فالله أحق به فيما جاء به نص، وإن كان ابن تيمية وابن القيم يعمان هذه القاعدة ـأي دون قيد النص ـ وفيه نظر بدليل أن العقل عند الإنسان صفة كمال، ولكن هل نصف الله بأن له عقل؟ لا.
ـ لا يختلف النحاة أنه إذا اجتمع في الجملة اسمان أحدهما فاعل والآخر مفعول به أحدهما مقصور والآخر مظهر فيقدم المظهر لئلا يوهم لبسا، ففي قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) لا يصح أن يكون موسى هو الفاعل.
ـقول العلماء (قال الله حكاية عن ... ) ليس كقول الأشاعرة. معنى العلماء أنه ينقل ويحكي عن غيره. وقول (قال الله عن فلان) أولى لئلا يوهم السامع.
ـبعض علماء في التفاسير الأدبية يقولون: أن ما قال (يقول القرآن، يتحدث القرآن) قول الجهمية، وهذا غير صحيح لا من قريب ولا من بعيد. الجهمية ينفون أن القرآن كلام الله. ومن يقول ذلك ـأي يتحدث القرآن ـ يعني أن الله قال في القرآن الذي يتحدث عن هذا الموضوع وليس المقصود نسبة الأحاديث للقرآن بدليل قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص) أي جاء في القرآن الذي كلم الله به.
ـخبر ابن عباس (نزل القرآن جملة واحدة) صحيح لا إشكال فيه وإن أعله بعضهم.
ـأهل السنة لا يكفرون الأشاعرة لقوة شبههم بالنسبة للجهمية، وحكى بعضهم الاتفاق على ذلك.
ـيحكي ابن حزم أحيانا بعض أقوال المعتزلة ويقول (هو مذهب أحمد)! فدل هذا أنه يبتغي الحق. أبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب السلف بقي شيء عنده من بدعته ولكن كان يظن أنه مذهب أهل السنة.
ـ لا يثبت حديث في صيام يوم الخميس وأما حديث (تعرض الأعمال ... ) فزيادة الخميس شاذة.
ـالقياس في الأسماء والصفات لا يصح أبدا حتى في المرادف.
الشريط الخامس عشر
ـأكثر أهل البدع ينزعون بالقرآن ما لا ينزعون بالسنة، فحين ننظر إلى الجهمية والأشاعرة والمعتزلة تفسير الساق بالشدة لم ينظروا إلى تفسيرها في السنة.
ـيقول النبي صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله) وفي رواية (وسنتي) والرواية الأولى هو المحفوظ.
الشريط السادس عشر
ـكتب شيخ الإسلام العقيدة الواسطية من حفظه من صلاة الظهر إلى العصر، فلذلك نجد فيه بعض الأوهام في روايات الأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـأورد شيخ الإسلام حديث (ضحك ربنا من قنوط عباده) بلفظ (عجب) وهذا وهم منه. ولكن جاء في القرآن إثبات العجب لله في قوله (بل عجبت ويسخرون) فإن في قراءة تفتح التاء. وأما الحديث فقد رواه أحمد وابن ماجه من طريق وكيع بن عدس ـوقيل حدس ـ عن أبي رزين، وقد ضعفه بعض العلماء لجهالة وكيع وحسنه آخرون كإبن تيمية والسيوطي، ولعله الأقرب لأن وكيعا ليس بمجهول، فقد روى الترمذي من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع عن أبي رزين حديث الرؤية ثم قال (هذا حديث حسن صحيح) ولا يعرف هذا الحديث إلا من طريق وكيع بن عدس فهو معروف عند أبي عيسى. ثم الدارقطني ذكر في الأسماء والصفات أنه لا يحتج في هذا الكتاب إلا بما رواه الثقة عن الثقة واتفق عليه العلماء وتلقوه بالقبول [هذا الكلام لم أجده للدارقطني ولا أعلم له مقدمة لكتابه ذكر الشروط لتخريج الأحاديث ثم إنه أورد أخبار فيها رواة مشهورين بالضعف ولم يتلقوه العلماء بالقبول والله أعلم] وقد أورد حديث وكيع بن عدس فهو دليل أنه معروف عند الدارقطني وغيره. وأيضا وكيع لا يأتي بما نكر عليه. وقوله (وقرب غيره) المحفوظ ما رواه أبو داود وابن ماجه (وقرب خيره).
الشريط السابع عشر
ـمن جميل كلام السلف (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك).
ـجزم الحافظ الذهبي في كتاب العلو أن حديث الجارية متواتر، مع أنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا معاوية بن الحكم السلمي، فقد قصد بالتواتر المعروف عند أئمة السلف وهو: ما ثبت إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول كما عرفه الإمام أحمد، بخلاف المتكلمين الذين جعلوا أربعة شروط للمتواتر [إذا أطلق المتكلمون فهو الأصوليون في الغالب كما استفدته من شرح الشيخ عبد العزيز الطريفي لنخبة الفكر].
ـفي حديث الجارية السؤال الأول من شهادة أن لا إله إلا الله، والثاني من شهادة أن محمدا رسول الله.
الشريط الثامن عشر
ـقوله صلى الله عليه وسلم (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق عن يمينه) هذا الحكم مقيد بالصلاة في قول طائفة من العلماء، وذهب آخرون إلى أن هذا ليس مختص بالصلاة، وهذا مذهب طائفة لقوله صلى الله عليه وسلم (من تفل تجاه القبلة جاء تله بين عينيه يوم القيامة) صححه ابن خزيمة، ولما روى أبو داود من حديث السائب (أن رجلا بصق تجاه القبلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يصلى بكم هذا) فحين حضرت الصلاة تقدم ليصلي بهم فمنعه قومه وأخبروه بأن النبي صلى الله عليه وسلم منعه من الإمامة. فحين قضيت الصلاة ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم (إنك آذيت الله ورسوله))، فهذا والذي قبله يفيدان منع البصاق تجاه القبلة في صلاة أو غيرها، وهذا أحوط وأبرأ للذمة. وأخذ بعض العلماء من هذا الحديث جواز البصاق في المسجد لأن الذي يصلي قد يكون في المسجد، فأذن له أن ببصق في اليسار. وهذا حين كانت المساجد من تراب: يبصقها ويدفنها. وذهب أكثر العلماء إلى تحريم هذا في المسجد أو أماكن المسلمين العامة، و حين يفتح هذا المجال لا يكاد يجد في المصلى موضعا يصلي فيه من كثرة البصاق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها).
ـ (اللهم) مجمع الدعاء، فمن قال اللهم فكأنه قال (أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى).
ـقوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) من أقوى الأدلة على إثبات صفة الكلام لله جل وعلا. ولهذا قال سفيان (من قال إن كلام الله مخلوق فإنه كافر لأنه جمع بين ما فرق الله). قال تعالى عن أمره (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) فلم يقل (أن يخلق).
ـفرق بعض العلماء بين (منزل) [بسكون النون وكسر الزين] و (منزل) [بفتح النون وتشديد الزين] فقالوا الأول بدفعة واحدة والثاني على وجه التفريق.
ـمن أدلة رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة قوله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) قال الشافعي (لما حجب الله أعداءه كان هذا دليلا على أن أولياءه يرونه)، قال تعالى (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون).
ـقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي خيارا.
ـالصواب أن صلاة الوسطى هي صلاة العصر وهذا موجود في مصحف عائشة، وفي الصحيحين (شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر) وذهب بعض العلماء أن الصلاة الوسطى هي التوسط بين الشيئين والفضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـالذين يضعفون الأحاديث بمجرد عنعنة المدلس مخطئون [هذا لا شك أنه مذهب المتأخرين] وليس له أصل عن السلف. العلماء يفرقون بين التدليس والعنعنة، يقولون (فلان دلس) ولا يقولون (عنعن). والأصل في عنعنة المدلس القبول ما لم يكن الغالب على حديثه التدليس ـباتفاق المحدثين ـ. ومن ذلك القسم قتادة والأعمش وأبو إسحاق السبيعي وأبو الزبير المكي وابن جريج وهشيم والحسن البصري والوليد بن مسلم.
ـحديث (إن الله حيي ستير) ضعيف.
ـالراجح ـوالله أعلم والخلاف قوي ـأن المنافقين يرون ربهم يوم القيامة كما في خبر أبي سعيد لكنهم يرونه رؤية تحسر.
ـحديث (كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من أربع) منكر، ضعفه أحمد وابن أبي حاتم وأبو زرعة.
ـاختلف العلماء في غسل الكافر إذا أسلم والراجح أنه مستحب.
الشريط التاسع عشر
ـ قوله تعالى (من أوسط ما تطعمون) قال بعض العلماء: من أفضل وأزكى ما تطعمون، وقال بعضهم: (من أوسط) من التوسط وهذا الذي ذكره الشوكاني وغيره.
ـالتيمم يطلق في اللغة على القصد، قال تعالى (ولا تيمموا الخبيث).الخبيث يطلق على الرديء كما في هذا الموطن، ويطلق على المحرم، ويطلق على النجس (لم يحمل الخبث).
ـ (التعطيل) يطلق على الجهمية وعلى طوائف من المعتزلة الذين يقولون إن الله سميع بلا سمع ... ويطلق على الأشاعرة من وجه دون وجه: من وجه نفي اللفظ الحقيقي، ولا يطلق من وجه آخر لأنهم يسمونه محرفا، يحرفون عن لفظ بلفظ آخر وعن معنى بمعنى آخر.
ـروى أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر (وما قدروا الله حق قدره) ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقبضها، فهذا يدل على أن الإمام أحمد يعرف الحديث ولكن يذهب إلى أن هذا خاص به صلى الله عليه وسلم.
ـالرافضة طوائف يجاوزون سبعين فرقة، وغلاتهم معطلة في باب الأسماء والصفات. ونقل السيوطي الإجماع على كفر من لم يؤمن بالسنة.
ـيجب التفريق بين الخوارج الأوائل والأواخر: الأوائل لم يكن عندهم من البدع إلا القليل وأعظمها بدعة التكفير. وأما الأواخر فإنهم جهمية معطلة في باب الأسماء والصفات، بل هم مرجئة في تنزيل النواقض على المعنيين وهذا تناقض عندهم. ولهذا ذهب بعض العلماء ـكالشاطبي والقرطبي والسبكي ـ إلى تكفير الأواخر دون الأوائل.
ـرواية (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص ضعيفة، تفرد بها عبد الرحمن بن زيد بن أنعم الأفريقي وهو سيئ الحفظ، تابعه الفلسطيني عند العقيلي في الضعفاء وهو مترو ك الحديث.
ـروى ابن أبي شيبة من غير وجه عن علي فيمكن أن نحسن بالشواهد أنه سئل (أكفار هم؟ [أي الخوارج على الراجح كما قال الشيخ بعد] قال (من الكفر فروا) فقيل المنافقون قال (المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا) قيل من هم قال (إخواننا بغوا علينا)) [الشيخ لم يجزم بصحة الخبر].
ـ لا شك أن من كفر الصحابة فهو كافر ولكن الخوارج ما كفر الصحابة أعيانهم لقوة شبههم.
ـالبغاة يخرجون على الأئمة بالسلاح ولا يصح أن نسميهم خوارج ـكما يفعله البعض ـ.
ـلا يشترط التوالي في الغسل.
الشريط العشرون
ـقوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) قيل: محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وقيل: جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم.
ـالإجماع نوعان: إجماع قطعي، يكفر من ينكره. وإجماع ظني: يعبر عنه بعض الفقهاء كعند ابن قدامة (لا أعلم فيه خلافا). إجماعات ابن النذر وابن جرير والنووي وإجماعات ابن عبد البر فيها نظر، ولا يكفر من ينكره [أي الإجماع الظني]، وقال الإمام أحمد (من ادعى الإجماع فهو كذب وما يدريك لعلهم اختلفوا) وذهب بعضهم إلى أن الأولى التعبير بـ (لا أعلم فيه خلافا).
الشريط الحادي والعشرون
ـقال تعالى (لو لا أن رأى برهان ربه) الصواب في تفسيره أن البرهان هو الوازع الإيماني في القلب، فلم يجعل الله أهون الناظرين إليه.
الشريط الثاني والعشرون
ـحديث (له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق) معلول باتفاق المحدثين، وصححه الترمذي موقوفا، وذهب الإمام ابن الجوزي إلى تضعيفه مطلقا، وإن ثبت موقوفا فله حكم الرفع.
ـ الأحاديث الواردة في النهي عن تشبيك الأصابع كلها معلولة، وثبت عن ابن عمر النهي عن ذلك في الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـشخص اشترك مع مجموعة في سرقة مال، فتاب واحد من هذه المجموعة، كيف يعيد هذا المال؟ ينظر ما كان من خصته وما أخذه فيرجعه وجوبا إلى صاحبه الشان، ويوصله إليه بأي طريقة، ولا يلزم أن يعلم الطرف الآخر أنه أخذ منه شيئا، وإن عجز عن ذلك فإنه يتصدق بهذا المال بينة الأجر لصاحبه، ويناصح أصحابه برد المال وضرورة ذلك، ويوعظهم ويذكرهم بالله.
ـثبتت توبة الأشعري، وهذا مشهور، فقد ذكر الأولين أنه صعد المنبر، وهذا معروف من كتبه كالإبانة ورسالته إلى الثغر واختلاف المصلين.
ـحكى ابن تيمية الإجماع على أنه لا يكره أحد على قتل أحد، السبب في ذلك أنه ليس دمه بأعلى بدم الآخر وليس دم فلان بأرخص من دم القاتل.
ـحديث (اللهم اقسم لنا من خشيتك ... ) في ختام المجلس جاء من رواية عبيد الله بن زدر [أو بن زحر نسيت] وهو سيئ الحفظ وقد تفرد بهذا الخبر ولهذا أبو عيسى استغرب هذا الخبر في جامعه.
ـقصة الحجاج سأل أنسا عن أشد عقوبة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مشهورة ولكن ليس لها إسناد صحيح ليست صحيحة من كل وجه، ولكن لا إشكال أنه كان يحدث بهذا الحديث.
ـأصح الأقوال في ساعة الجمعة أنها بعد العصر إلى غروب الشمس.
ـلم يثبت ارتضاع الحسن البصري من أم سلمة.
الشريط الثالث والعشرون
ـقال الشافعي رحمه الله (الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد دون الآخر).
ـالقرب نوعان: قربه من سائليه بالإجابة، وقربه من عابديه بالإثابة، إجابة لأنهم يدعونه، إثابة لأنهم يعبدونه. وذهب الحلولية والاتحادية إلى أن هذا القرب بذاته، فمع قلة علمهم وضعف إيمانهم ظنوا الاختلاف بين الأدلة وضربوا بعضها ببعض، وهذا من الجهل يدل على بطلان قولهم حديث (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا) فهذا دليل على أنه فوق سماواته وأنه ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل الآخر.
الشريط الرابع والعشرون
ـالذين يقولون (الأشاعرة من أهل السنة) هذا ضلال ولو قيدنا (في باب الأسماء والصفات). والأشاعرة أقبح من المرجئة في باب الإيمان، فلم يقولون (هو قول) بخلاف المرجئة، وقولهم قول الجهمية، وفي مصدر التلقي عندهم العقل مقدم على الكتاب والسنة. كثير من متأخري الأشاعرة على مذهب الجهمية.
ـقوله تعالى (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) إذن الحديث عن قرب الملائكة وليس قرب الله جل وعلا. وهذه القربة ليست قربة علم وقد أنكرها شيخ الإسلام.
ـقوله تعالى (فإني قريب) هذه هي قرب إجابة وقرب إثابة.
الشريط الخامس والعشرون
ـقد احتج سفيان وأحمد بهذه الآية (ألا له الخلق والأمر) لإثبات صفة الكلام.
ـقال مالك وأحمد وغيرهما (من لم يؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم فليس بمسلم).
ـجاء في باب الرؤية آثار بأن العميان يرون برهم قبل المبصرين جزاء لهم على صبرهم واحتسابهم، قال بذلك بعض السلف ـكإبن سيرين وجماعة ـ، ولكن لا يصح في الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـاختلف العلماء في المنافقين في العرصات: وهذه الرؤية عند الذين يثبتونها هي رؤية تحسر وندم، وقال بعضهم بالعموم، ولكن دل حديث أبي سعيد في الصحيحين استثناء المنافقين.
ـقوله تعالى (لا تدركه الأبصار) فيه قولان: الأبصار لا تحيط به، والقول الثاني لا تراه في الدنيا، والأكثرون على القول الأول [ولعل الأول هو الأقرب للصواب لأنه لو كان القول الثاني هو الصحيح لكانت جملة (لا تدركه الأبصار) غير مؤبدة وجملة (وهو يدرك الأبصار) مؤبدة وهذا غير مستقيم، والعلم عند الله].
ـقال المؤلف رحمه الله (ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى) لأنه لم يرد خبر صحيح في ذلك: هل يرى في اليوم مرة، مرتين، هل يرى في الأسبوع، في الشهر. والآثار الواردة المذكورة في كتب بعض العلماء يرونه يوم الجمعة أحاديث منكرة.
ـحديث (رأيت ربي في أحسن صورة) هذا في المنام، رواه أهل السنن وإسناده جيد، وجاء من غير وجه، جاء من حديث ابن عباس وجابر بن سمرة ومعاذ. وأما حديث (رأيت ربي في صورة شاب) فمنكر، لأنه جاء من رواية حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس وفيها علتان: مرويات حماد بن سلمة عن قتادة ضعيفة، والاضطراب في هذا الخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ رؤية الله في المنام أثبتها بعض العلماء بل حكى ابن تيمية وابن حجر الإجماع، وجاء عن بعض التابعين إثبات ذلك وروي عن الصحابة ولا يثبت، وهناك قول ثاني لكني لا أحفظ له قولا عن السلف لكنه يعلل به، وهذا قد يؤدي إلى أن الناس يمثلون الله وقد يلبسون بعقائدهم.
ـ لا يجوز التورية في التربية، قال صلى الله عليه وسلم (اليمين على ما يصدق به صاحبك) ولا يجوز التورية عند القاضي بالإجماع.
الشريط السادس والعشرون
ـ (من ربك وما دينك ومن نبيك) هذا السؤال يوجه إلى كل ميت: مسلم ومنافق وكافر. قال بعض العلماء كإبن عبد البر: يسأل في ذلك المسلم والمنافق وأما الكافر فلا، وهذا ضعيف. وقد جاء عند الترمذي (ويسأله ملكان أحدهما يدعى بنكير والآخر بمنكر) صحح هذا الحديث الإمام أحمد وغيره، وحسن إسناده الستاري في شرح الحائية لإبن أبي داود.
ـبعض الناس يطلق على اليهود والنصارى (غير مسلمين، يهود، نصارى) لكنهم لا يصرحون بكفرهم، فمن قامت عليه الحجة فهو كافر وأجمع العلماء على ذلك.
ـحين قرأ عمر بن عبد العزيز قوله تعالى (وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) بات ليلة كاملة يبكي، ويردد هذه الآية ويقول (ويل لأهل الرياء من هذه الآية ويل لأهل الرياء من هذه الآية ويل لأهل الرياء من هذه الآية).
ـ لا يصح حديث في فضل موت يوم الجمعة أو ليلتها.
ـيقول العلماء: النفخات ثلاث: نفخة فزع ونفخة صعقة ونفخة إعادة الأرواح، وظاهر آية الزمر أنه ليس هناك أكثر من نفختين لكن بمجموع الأدلة من الكتاب والسنة يفيد أن المجموع ثلاث.
ـ لا يسأل في القبر إلا مكلف. وذهب ابن تيمية إلى أن الجانين يمتحنون يوم القيامة وكذلك الذين لم تبلغ لهم دعوة الرسل لأن الله جل وعلا يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وأما حديث الذي فيه (أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة) فهو مشهور وإن كان فيه خلافا في صحته.
ـلا تنافي بين قوله صلى الله عليه وسلم (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) وقوله جل وعلا (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لأن الله نفى في هذه الآية العقاب، والعذاب غير العقاب، هذا كقوله صلى الله عليه وسلم (السفر قطعة من العذاب) ولم يقل (من العقاب) بمعنى أنه لا يتألم، لأن العذاب أعم من العقاب، فالعقاب أمر شرعي والعذاب قد يكون أمرا كونيا وقد يكون أمرا شرعيا، فقوله صلى الله عليه وسلم (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) معنى أنه يتألم حين يبكي أهله عليه.
ـالقول بالنفختين قال به بعض المعاصرين لكن لا يعرف في ذلك خلاف عند السلف.
ـ الأحاديث الواردة في زأزأ العرش لموت سعد قوية بشواهدها.
الشريط السابع والعشرون
ـذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أنه لا يتصور وجود رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا وحقا ولا يسارع إلا العمل، فحين لا يعمل دل على نفاق في قلبه وعلى تكذيب أو جحد أو استكبار.
ـالصواب أن يوم القيامة يوزن الرجل ومعه عمله، دليله قوله صلى الله عليه وسلم (يأتى بالرجل السمين) وغير ذلك من الأدلة، وقوله صلى الله عليه وسلم (وضعت في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجحت بهم، ووضع أبو بكر في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم أبو بكر، ووضع عمر في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم عمر، ووضع عثمان في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم عثمان ثم رفع الميزان) رواه الإمام أحمد بسند صحيح [أظن أن الشيخ صحح الخبر من رواية ابن عمر لا من حديث أبي أمامة].
ـقوله تعالى (ومن خفت موازينه فأؤلئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) أخذ بعض العلماء أن الكفار توزن أعمالهم لبيان أنه لا ظلم اليوم.
ـالحديث الوارد بأن الذكر يكفر سبعين ذنبا خبر منكر. وحديث (من قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة كفره الله عنه ... ) ضعيف أيضا. وقال معاذ (وما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله) رواه الترمذي وغيره.
ـالصحيح أن عثمان قتل آخر سنة 34 هـ.
الشريط الثامن والعشرون
ـمن أفضل الإيمان الإيمان بالغيب، وقد أثنى الله جل وعلا على عباده المؤمنين في فضل لأجل إيمانهم بالغيب في قوله (الذين يؤمنون بالغيب).
ـالعرصة هو المكان الواسع الذي لا يحيط به عمران أو شيء من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـجزم غير واحد من العلماء أن الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم هو الكوثر، قال تعالى (إنا أعطيناك الكوثر) وهذا على اعتبار أنه يختص به النبي صلى الله عليه وسلم، لا يشركه الأنبياء. وذهب بعض العلماء إلى المغايرة بين الكوثر والحوض، فيرون اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بالكوثر دون الحوض عل اعتبار أن لكل نبي حوضا، ويستدلون على ذلك بالحديث الوارد في جامع أبي عيسى لكنه ضعيف جدا، وحينئذ يصح تخصيص هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم والقول بأن الكوثر هو الحوض.
ـالصواب أن الحوض قبل الصراط والقنطرة بعد الصراط.
ـذهب أكثر الأئمة إلى أن جهنم في الأرض لقوله تعالى (وإذا البحار سجرت) (ثم رددناه أسفل سافلين) وليس في المسألة نص قطعي لا يجوز مخالفته ولذلك اختلف العلماء على قولين.
ـقوله تعالى (حريص عليكم) حريص على هدايتكم في الدنيا، حريص على دخولكم الجنة في الآخرة.
ـليس هناك دليل يمنع الحائض دخول المسجد.
الشريط التاسع والعشرون
ـجاء في الحديث (أمتي كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره) رواه خمس من الصحابة وفي صحته خلاف، والصواب أنه حسن لشواهده.
ـجاء في مراسيل عروة في صحيح البخاري أنه يخفف العذاب لأبي لهب، ولكن لا يصح مرفوعا متصلا فلا يحتج به.
ـأدنى عذاب أبي طالب في جهنم هو بالنسبة للكفار، وإلا فإنه أخف لعصاة الموحدين.
ـقوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) قال الحسن البصري (هذا ولي الله هذا حبيب الله هذا صفوة الله دعاه الله فأجابه).
الشريط الثلاثون
ـقال الإمام أحمد في تعريف القدر (هو قدرة الرحمن) ومعناه لا يمنع من قدر الله شيء، وأشار إلى هذا ابن القيم في النونية فقال
فحقيقة القدر الذي حار الورى ... في شأنه هو قدرة الرحمن
وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد ... لما حكاه عن الرضا الرباني
قال الامام شفا القلوب بلفظه ... ذات اختصار وهي ذات بيان
ـقال ابن القيم عن القدر: هو نظام التوحيد.
ـالقدرية يشبهون المجوس الذين يجعلون للعلم خالقين: خالق للنور وخالق للظلمة. فالقدرية يقولون أن الله خلق الخير ولم يخلق الشر.
ـأفضل كتاب في القدر: شفاء العليل لإبن القيم، وكل من كتب بعده استفاد منه لأن الكتاب جامع في هذا الباب، وتحدث عن هذا الموضوع بقوة. وكذلك كتب في هذا الموضوع بتوسع شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القدر وهو مطبوع موجود في الفتاوى.
ـقوته صلى الله عليه وسلم (أول ما خلق الله القلم) يحتمل هذا أحد معنيين: أن أول خلق الله هو القلم، القول الثاني أن القلم ليس بأول المخلوقات ولكن معنى الحديث أن الله حين خلق القلم قال له اكتب أي حين خلقه، وهذا أصح والقول الأول فيه نظر، وأشار ابن القيم إلى هذا فقال
والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند ابي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت ... ايجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال أكتب كذا ... فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا الى ... يوم الميعاد بقدرة الرحمن
ـقوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام) قال بعض الناس: لا يعلم في بطن الأم من الذكر والأنثى إلا الله وهذا غلط، وقال بعضهم: يعلم ما في الأرحام قبل أمر الملك هذا أيضا فيه نظر، والصواب في المسألة أنه يعلم ما يودع في الرحم من ذكر أو أنثى.
ـذكر شيخ الإسلام أن الاعتماد على الأسباب شرك وترك الأسباب خلل في التوحيد.
ـحديث (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد، جاء من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي مليب الجرشي عن ابن عمر مرفوعا وإسناده جيد، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان سيئ الحفظ ولم يتفرد به، وقد حسن الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـلم يرد تسمية نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وحمد صلى الله عليه وسلم بأولي العزم إلا عن ابن عباس، روى ذلك عنه الحاكم وغيره.
ـالأحاديث الواردة في سورة الواقعة ضعيفة، والواردة في سورة تبارك لا بأس بها عن ابن مسعود ولها حكم المرفوع.
ـذهب بعض العلماء أن من اتفق العلماء أو المسلمون على جلالة قدره وعلو منزلته يشهد له بالجنة ولكن هذا ليس له ضابط، والأولى التوقف.
الشريط الحادي والثلاثون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـقوله تعالى (وهديناه النجدين) قال بعض المفسرين: بينا له طريق الخير وطريق الشر.
ـالفعل يطلق على أداة الشيء وتركه. فعندما أهل السنة يقولون (الإيمان قول وعمل) فليس مجرد قول وعمل، بل هو أيضا ترك المنهيات.
ـالإحسان أخص من التقوى لأنه يشمل التقوى وزيادة.
ـالتشبه بالكفار مراتب: قد يصل إلى الكفر الأكبر، وإلى الكفر الأصغر، و الكبائر والصغائر وما يختلف فيه العلماء، بعضهم يحرمونه وبعضهم يكرهونه، كقوله صلى الله عليه وسلم (اليهود والنصارى لا يصلون في نعالهم)، ذهب بعض العلماء أن الصلاة بالنعال واجبة في بعض الأحيان مخالفة لأهل الكتاب، والجمهور على الكراهة. ومراتب التشبه على النحو التالي: ما ثبت به النص عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا يختلف فيه العلماء، ما كان من خصائصهم ويتميزون على غيرهم في عبادتهم ونحو ذلك هذا أيضا لا يختلف العلماء في تحريمه، أن يتميز به الكفار عن المسلمين ولم يرد به نص ولكن هذا مأخوذ من واقعهم هذا حرام أيضا من ذلك لبس البرنيطة، ما فعله الكفار وفعله المسلمون وهذا قسمان: ما تميز به الكفار وفعله المسلمون ولم يفعله خيارهم فهذا حرام، وما فعله الكفار وفعله خيار المسلمين فهذا يخرج من التشبه.
الظاهر أن الركعات الأربع قبل العصر أن تكون بسلام واحد رواه الترمذي عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفا وإسناده جيد.
الشريط الثاني والعشرون
ـالقدرية أنواع: منهم من ينكر علم الله وهؤلاء كفرهم الشافعي وأحمد، ومنهم من يقول أن العبد يخلق فعل نفسه، ومنهم من يقول الخير من الله والشر من غيره وهم مراتب متعددة.
ـقال تعالى (لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) قال بعض السلف: ما يأتي صاحب بدعة بباطل إلا في القرآن ما ينقضه ويبطله.
ـقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) الجمهور على أن ما موصولة وهذا الذي رجحه شيخ الإسلام، وذهب ابن كثير إلى أنها مصدرية، والقول الأول أعم.
ـيقول ابن القيم: كما أن التوحيد معروف بالفطرة، الشرك قبيح بالفطرة!
ـذكر شيخ الإسلام في الرد على الرافضة في كتابه المنهاج أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن القدرية مجوس هذه الأمة، مع أنه هنا جزم بنسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب الذي عليه أكابر المحدثين أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى القدرية مجوس هذه الأمة، وأن هذا ثابت عن الصحابة كجابر وحذيفة وابن عمر وآخرين رضي الله عنهم.
ـالمجوس متفقون أن خالق النور أعظم من خالق الظلمة.
ـ لا يزال السلف ينهون عن التبرك بآثار الصالحين ويرون أن هذا من البدع، لكن استثنى العلماء التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، هذا من الخصائص التي اتفق عليها العلماء كما ذكر ذلك الذهبي في السير وابن تيمية وغيرهما.
ـمنهج البخاري في ثبوت اللقي لم يصرح به وإنما يفهم من صنيعه، ولكن في الحقيقة الخلاف بين البخاري ومسلم في المسألة ليس بكبير.
ـمسلم ليس بأفضل من البخاري لا في الحفظ ولا في سياق الأحاديث في الصحيح ولا التراجم ولا في الفقه ولا في أي شيء. البخاري لا يقارن مسلم أبدا. والمتأخرون المعاصرون يقولون مسلم يسوق الحديث باللفظ والبخاري بالمعنى هذا ليس له أصل. المعاصرون يقولون مسلم يفرق بين حدثنا وأخبرنا والبخاري لا يفرق بين حدثنا وأخبرنا والعنعنة، هذا هو المذهب الحديثي الصحيح، الفرق بين حدثنا وأخبرنا تصرف من الرواة. ثم يقولون مسلم يفرق بين حدثنا وأخبرنا حتى دقة مسلم في العنعنة وذاك مجرد نظري. حتى الدارقطني أعل ما لا يقل عن خمسين حديثا في مسلم، ثم مسلم لم يبوب صحيحه، ولم يبين الأحاديث وترتيبها: هل الصحيح أولا يذكره أم الثاني؟ البخاري أدق من مسلم بين حدثنا والعنعنة، الأحاديث المعلولة عند مسلم أكثر من عند البخاري، الأحاديث المعلولة عند البخاري تعد بالأصابع، الأحاديث الشاذة في مسلم كثيرة بخلاف البخاري هي نادرة، مسلم ورد حديث (إن الله خلق التربة يوم السبت) وهو منكر باتفاق المحدثين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـالعلم الحديثي خرج من العراق، تأمل في السفيانين: تأمل على ماذا يدور الحديث، تجد الأحاديث غالبها في الكتب الستة تدور على أهل العراق وأهل الحجاز: من أهل الحجاز من قبل الزهري وأطرافه، وعلى أهل العراق من قبل السفيانين والأعمش وأصحاب ابن مسعود وطبقة هؤلاء الأئمة. العلم في المدينة يدور على مالك وعلى تلاميذه كالقعنبي وقتيبة وغيرهم، ثم بعد هذه الطبقة تدور على أهل العراق وهم طبقة الإمام أحمد.
ـصلاة الجماعة واجبة حضرا وسفرا، وذهب الجمهور أن الصلاة في المساجد في الحضر واجب وليس بواجب في السفر.
ـجوز بعض العلماء كإبن عباس والأوزاعي المباهلة بين المسلمين في الأمور الضرورية وقطعيات الشريعة.
الشريط الثالث والثلاثون
ـأول بدعة وقعت هي بدعة الخوارج، ثم مضادة لهذه البدعة بدعة المرجئة.
ـالمعتزلة يعرفون الإيمان بتعريف أهل السنة، والخوارج كذلك ورغم ذلك ضلوا، لأن الكرم على الضبط تنزيل الكليات على الجزئيات، القدرة على تنزيل الأدلة في مواطن الاستدلال. الخوارج حين كانوا يناظرون الصحابة لم يكونوا يحتجون لا بالتوراة ولا بالإنجيل، كانوا يناظرون بالقرآن، ولهذا كان السلف يقولون (إن القرآن حمال للوجوه فخذوهم بالسنة) فإن السنة تفسر القرآن وتبينه ودل عليه وتوضح ما أجمل فيه. وفي الحقيقة أنه لا توجد بدعة في الإسلام إلا ويأتي أهلها بأدلة يوردون حججها، وهذا مأثور عن الأمم السابقة كما قال الله جل وعلا (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا). وللنجاة في هذا الباب الاعتصام بثلاثة أمور: الكتاب على فهم السلف، السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة وأئمة التابعين، والإجماع القطعي الحقيقي، وهناك أمر رابع: مراحل التعامل، كيف كان السلف يتعاملون بالنصوص.
فائدة: أبيات جميلة من نونية ابن القيم كان يذكرها الشيخ في الشرح
فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك أر**تقع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
وكذلك النعمان قال وبعده ... يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه ... فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا ... يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو لا شك في تكفيره ... لله درك من إمام زمان
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... ان المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخليه من أوصافه ... ان المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن من أوصافه ... فهو الكفور وليس ذا ايمان
وهو العزيز فلن يرام جنابه ... أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان
وهو العليم أحاط علما بالذي ... في الكون من سر ومن إعلان
وبكل شيء علمه سبحانه ... فهو المحيط وليس ذا نسيان
أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حملت لمعان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ومن رآى أي خطأ في تعليقاتي أو أراد أن يناقشني فيما رأيته صوابا فلينبهني
ـ[نمارق]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 12:57]ـ
الله يجزاك خير أخي الكريم ...
ـ[ابومالك العبدالكريم]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 11:33]ـ
أشكرك أخي على هذه الفوائد الذهبية ...
,أسأل الله ان يعجل بفك أسر الشيخ وأن يثبته ويريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه ويريه الباطا باطلاً ويرزقه اجتنابه ....
ـ[أم تميم]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 03:28]ـ
أصح ما قيل في السيد: السيد الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم ... [فلم يذكر الشيخ الذي لا جوف له والله أعلم]
لعلَّكم تقصدون الصَّمَد ..
//
حفظ الله الشيخ العلوان وعجَّل بفك أسره ..
كتبَ الله أجركم ..
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 03:39]ـ
بوركت وسددت وقد سمعت هذا الشرح فاستمتعت به ..
وللفائدة: الأخ الفاضل * أبو مهند النجدي* وعد بتفريغه كما في توقيعه في ملتقى أهل الحديث يسر الله إتمامه ..(/)
كتاب (عمر والتشيع) للسياسي العراقي العلوي .. (4) وجهات نظر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء كتاب " عمر والتشيع " للسياسي العراقي حسن العلوي على قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في معرض الكتاب الأخير. ومؤلفه ينتمي لأسرة شيعية معروفة في العراق، إلا أنه يتبنى الطرح العلماني.
فكرة الكتاب: التفريق بين نوعين من التشيع: (التشيع العربي) الذي يمثل حقيقة التشيع، ويؤمن بالمشاركة بين علي رضي الله عنه والخلفاء الراشدين، و (التشيع الصفوي الفارسي القادم من إيران) الذي انحرف بالتشيع إلى المفاصلة، ومعاداة الصحابة وعلى رأسهم عمر رضي الله عنه.
يقول الكاتب: إن "الشيعة الصفوية" أساءت كثيرا للعلاقة الوطيدة بين الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه والخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى وصل بها المطاف إلى اغتيال المرجع الشيعي علي شريعتي لأنه تبنى نظرية "الشراكة" بين علي وعمر.
- إن أبرز محاور هذا الكتاب: العلاقة الوثيقة التي كانت بين الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه والخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على عكس روايات الشيعة الصفويين (الإيرانيين) التي تنفي ذلك، ومن تفاصيل تلك العلاقة الوطيدة بين عمر وعلي 18 ألف صلاة التي أدياها معا، شركاء في مشروع واحد. وأن عليا كان يشاركه في القرارات السياسية، لاسيما وعمر يؤمن بالشورى.
- يعتبر المؤلف أن عمر بن الخطاب هو مؤسس العراق العربي" مشيرا إلى أنه هو باني العراق لأنه فتح أيام خلافته، فقد أسس بلدا وبنى حضار ة رافدية ".
- رد العلوي في كتابه على فئة المتحولين من التصوف إلى التشيع؛ كالتيجاني وغيره، ممن يتكسبون بسب عمر رضي الله عنه.
- يقول العلوي: "الفترة العمرية كانت فترة الحكم المشترك لجميع الصحابة وهذه لم تتكرر، ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن والسنة، وفي زمن أبي بكر كان يميل لأن يتخذ قراراته الصارمة بنفسه بسبب الظروف ويأخذ استشارات عدد قليل من الصحابة، وأما عمر فهو الذي وسع المشاركة وأصبح الرجل يستمع لآراء الصحابة ولذا تشكل الفقه العمري من فقه الصحابة، وإذا عدت مثلا لجذور مواقفه يتبين أنها رأي عثمان أو علي أو صحابي آخر، ولكن كانت تصدر الفتوى باسمه".
ويفرّق الكاتب بين الشيعة الصفويين والشيعة العرب، قائلا إن الشيعة الصفويين لديهم روايات "تتنقص من عمر فضلا عن الهجوم عليه وينفون زواج عمر من أم كلثوم صغرى بنات علي وهو زواج يذكرني بزواج النبي من عائشة والعلاقة الوطيدة التي صارت بين النبي وأبي بكر فيما بعد، وصارت نفس العلاقة بين علي وعمر وكان لهما نسل مشترك هو زيد بن عمر بن الخطاب "
- وعن الدوافع وراء إصدار هذا الكتاب يقول العلوي: الكتاب ليس دفاعا عن عمر لأن الدفاع يأتي عن متهم وعمر ليس متهما، وليس كتابا تاريخيا في عمر لأن عمر من أعضاء التاريخ الإسلامي. هذا الكتاب هو لدرء الأذى عن التشيع إذ يوجد جناح قوي في التشيع يساهم في طعن عمر والتشهير به حتى هذه اللحظة. والوقت السياسي مناسب لإصدار هذا الكتاب عن عمر لأن هناك فقهاء شيعة يشتمون عمر في تلفزيونات عربية ويقدمون مبررا للفئات الأخرى المتطرفة للذبح على الهوية ويعطون المسوغ الشرعي لمن يصدر فتاوى قتل الشيعة، والكتاب ضد الفتنة، وعمر كان يسمى قفل الفتنة أو قفل الأمة.
وجهات النظر تجاه الكتاب: الأولى: أن حسن العلوي رغم أنه شيعي علماني، لكنه منصف مع الصحابة فقد سمى ابنه عمر، وهدفه من الكتاب إنصاف عمر رضي الله عنه.
الثانية: أن حسن العلوي شيعي علماني العقيدة بعثي المنهج, لذلك هو ينطلق من منهجه العلماني (لا الديني) في محاولة التقريب بين السنة والشيعة في العراق ,فهذا الكتاب موجه إلى العراقيين خاصة بعد ما آلت أليه الأمور في العراق, وخاصة إذا علمنا أن الأستاذ حسن العلوي كان من المعارضين لنظام صدام حسين وكان من أشد الداعين إلى إسقاط نظامه ولو بالتدخل الأمريكي الصليبي. فهذا الكتاب هو محاولة من حسن العلوي لتصحيح ما قام به هو ورفاقه المنادين باحتلال العراق لشعورهم بالذنب تجاه ما وصل إليه الحال هنا في العراق الجريح.
الثالثة: أن هذا الرأي خطوة طيبة في الاتجاه الصحيح، لكن للأسف لا يتبناه الشيعة الأمامية ولا مراجعهم.فهو سيبقى رأيًا لا تقيم له المرجعية الشيعية أي وزن ولن يؤثر في الشيعة،
الرابعة: أن الكاتب ينطلق منطلق قومي علماني تمده جذور بعثية يحاول أن يوائم وبطريقة متكلفة بين انتسابه عن طريق والديه للفرقة الشيعية وبين اعتزازه بالحضارة العربية لأنه عربي، ولعل المؤلف اكتشف حقيقة التناقض بين التشيع والعروبة فحاول متكلفا التفريق بين تشيعين " عربي " و " صفوي "!! لكي يُلصق كل انحراف وخيانة بالتشيع الصفوي، ويدافع عن التشيع العربي المنزه عن كل عيب!! وهذا كله خيال في خيال، لأن هذه التفريق لا واقع له، فالتشيع الإمامي واحد، من ركائزه الكبرى: سب الصحابة بل تكفيرهم، وعلى رأسهم أبوبكر وعمر رضي الله عنهما. يقول أحد الشيعة معلقًا على كتاب العلوي في أحد المنتديات: (لايوجد تشيع صفوي .. التشيع واحد .. وهذه بدعة من بدع شريعتي تلاقفها الأعداء لكي يمزقوا المذهب)!
فالكاتب يريد بتفرقته الخيالية أن يبرئ التشيع العربي الذي ينتمي إليه من الخرافة والخيانة والولاء للفرس ولأعداء الإسلام.
فالكتاب في حقيقته: ليس حبًا في عمر ولكن دفاعًا عن التشيع!. فلا فائدة منه لأهل السنة
فما رأي الإخوة؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 06:51]ـ
شيخنا الشيخ سليمان الخراشي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
فقد اشتقنا لكتاباتكم الراقية و المحركة للساحة الثقافية.
كتاب الاستاذ حسن العلوي كما ذكرتم: خطوة طيبة في الاتجاه الصحيح.
و هو و إن كان دفاعًا عن التشيع!. فهناك فائدة منه لأهل السنة و هي هداية كثير من أهل المذاهب المنحرفة للتخلص ممَّا تراكم في تراثهم الطائفي من الخرافات و الخزعبلات التي شطحت بهم عن جادة الحق، و هذا الأمر لا يتم جملة واحدة، بل من خلال جهود متوالية و تمرحل سليم، بارك الله في جهودكم و نفع بعلمكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
نعم أهل السنة في غنا عن هذا الكتاب وما تراه يزيد في ماعندنا عن الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه
ثم أمثال هؤلاء يجب أن نكون في حذر من إطراء مؤلفاتهم لدى كل أحد
أما نشره بين الرافضة فجيد.
ـ[وحي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 01:10]ـ
.
صدى الكتاب عند الرافضة ليس طيباً في العموم فهم ساخطون عليه ..
ويقولون: أنه - أي حسن العلوي - يركب أي موجة توصله لمقاصده فمرة يمتدح البعث
ثم ينقلب عليه ليتحدث عن دولة شيعية، ثم يركب الموجة السعودية ليؤلف كتاباً يتقرب به لولاتها!!
وسؤالي لشيخنا الكريم بارك الله فيه ..
ماذا عن الأسماء الشيعية التي أوردها في كتابه؟
وماذا يريد أن يقول بالضبط عنها / وعن الخميني تحديداً؟
تعلمنا أن نقبل الحق مهما كان قائله، كما تعلمنا أن لا نسمع من طرف واحد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ
اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة 8
هنا الكتاب ..
http://www.almalafpress.net/Omar.doc
.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 12:04]ـ
جزاكم الله خير
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهات النظر تجاه الكتاب: الأولى: أن حسن العلوي رغم أنه شيعي علماني، لكنه منصف مع الصحابة فقد سمى ابنه عمر، وهدفه من الكتاب إنصاف عمر رضي الله عنه. [/ COLOR]
تسميته لأحد أبنائه (عمر)
ليس هدفه الإنصاف!
بل كما صرح كثير من أمثاله الشيعة الذين عملوا في حزب البعث - وربما هو -
حيث سموا بعض أبنائهم (عمر)
وذكروا السبب هو = البقاء والحفاظ على مناصبهم!!
هذا تصريح لأحدهم وليس استقراء او استنتاج.
ويوجد عند بعض رافضة القطيف من يسمي ابنه (عمر)
والمشهور لسبب التسمية عندهم هو التشائم
حين يولد له اكثر من مرة ويموت المولود .. يسمي (عمر) تشائماً
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 01:24]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان ولا عطر بعد عروس ..
إلاَّ أنَّهُ من الظلم أن نقول: ليس في الكتاب فائدةٌ لأهل السنة.
بل فيه فوائد كثيرة لأهل السنة بجميع ألوانهم، منها:
1 - أنَّ هذا الكتاب خير من يرُدّ على الشيعة الذين لايستمعون إلى السنة مهما كان هذا السني، في مسألة عمر بن الخطاب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.وعند أهل السنّة ما هو أعظم في هذه المسألة مما في هذا الكتاب ولكن الفائدة في وصول هذا الصوت والرأي لهم ..
2 - وصول هذا الكلام إلى الطوائف التي أعطت الشيعة دعمًا قويًّا سياسيًا وثقافيًّا من جهة ليست سنيّة ولا وهّابية ولا متطرفة ..
3 - كون المؤلف علماني العقيدة فهو قسيم (في المبادئ) مع علمانية أهل السنة الذين مالوا مع الشيعة -خصوصًا شيعة القطيف-. فهو على أقل الأحوال سيرد عليهم في جوانب كثيرة تكلّم فيها الليبراليون في حق علماء أهل السنة والعقيدة الصحيحة ونالوا منهم في مسائل التكفير والولاء والبراء ..
يبقى الخطر العظيم في هذا الكتاب هو تحسين صورة الشيعة العرب وتبرأتهم من تلك العظائم التي ارتكبوها في حق أهل السنة، وللأسف أنّ هذا الرأي منتشر عند بعض أهل العراق السنة الذين يشتركون مع الشيعة العرب في النسب أو السكن.
ـ[وحي]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 03:49]ـ
.
أيها السادة .. ربما أضاف هذا المقال شيئاً ذا بال ..
عمر والتشيع ... النوايا والمضامين
عبد الستار البيضاني
(يُتْبَعُ)
(/)
من الضروري أن نتذكر عند قراءتنا كتاب (عمر والتشيع) للكاتب حسن العلوي، أنه لايُنتظر من كتاب واحد أن يحل إشكاليات عمرها أكثر من أربعة عشر قرناً، ويكاد ينقطع الأمل بذلك عندما تكون هذه الإشكالية ذات طابع ديني، ونعتقد أن هذا لم يكن غائباً عن تفكير العلوي لذلك يصف كتابه بأنه " سباحة فوق نهرٍ عريض، وصعوداً على جذعٍ طويل، وبحثاً في بستان الأفاعي والعقارب عن مفقودٍ بين البساتين والماء"، ولكن، ما الذي يدفع الكاتب إلى ركوب مغامرة لا يمكن الخروج منها بدون لسعات العقارب وعضات الأفاعي، وربما السقوط من قمة نخلة عيطاء قد تؤدي إلى تشوهات أوعوق في جسده إن لم تؤدِ إلى موته؟! .. وكاتب بمكانة ومستوى حسن العلوي يدرك هذا جيداً ولن يفكر أبداً بأن يكون كتابه من تلك الكتب التي تدخل مناطق المسكوت عنه لإثارة الفرقعة الإعلامية، لذلك ننظر إلى الكتاب بوصفه محاولة على الجبهة الإعلامية والفكرية لتفكيك عوامل الحرب الطائفية التي اقتربت كثيراً من أبواب العراقيين في الأشهر الماضية، وتفسيرنا هذا لنوايا الكاتب لاينسينا الكثير من الأسئلة التي تشوش علينا هذا التفسير، خاصة تلك التي تثيرها طريقة نشر الكتاب والترويج له من قبل بعض الفضائيات، فضلاً عن الأسئلة والملاحظات التي يثيرها مضمون الكتاب .. وبرغم طغيان الجانب التاريخي على المضمون فالعلوي ليس فقيهاً دينياً لكي يعطي آراء بقضية دينية خلافية عمرها أكثر من 1400 سنة تناسلت الخلافات حولها وتشظت حتى ضاع علينا جوهرها، فلانتوقع أن يترك الملايين من المسلمين رجال الدين الذين يتبعونهم ويسيرون خلفه مهما أعطته القضائيات من وقتها، لكن هذا لايمنع من أن يفعل الانسان أي شيء يعتقد أنه ينفع وطنه مادمنا فسرنا النوايا بالنحو السالف.
والحالة بهذا الحدود من التصور جيدة ومهمة فضلاً عن محاولتها إزالة التشويهات التي لحقت بشخصية الخليفة عمر بن الخطاب، ولكن لا يمكن أن ننتظر منها نتائج آنية، فهي مثل المعركة قد تفتح ثغرة بجدار المحضور أو المتراكم من التصورات والتفسيرات الدينية والتاريخية، ولكن الطريقة التي قُدِّم فيها الكتاب والتغيير في موقف العلوي السياسي بعد أن فقد الأمل بتولي منصب سفير العراق بدمشق، ومنهجه في تناول المضامين كلها تشكّل أسساً لتصور نوايا ودوافع مغايرة قد تجعل الكتاب يعطي مردوداً عكسياً ربما يلقي بالعلوي من قمة (العيطاء) التي فاخر بإعتلاء قمة جذعها!.
فما حصل عليه هذا الكتاب من ترويج في الفضائيات قبل وبعد صدوره لم يحصل عليه أي كتاب عربي أو أجنبي، وهذا الترويج والإعلانات ليس بدوافع تجارية بل العكس تماماً إذ أن العلوي ظهر في أكثر من فضائية يسرد فصول كتابه مما جعله متاحاً للجميع، وبإمكان أي شخص الحصول عليه مجاناً من أكثر من موقع الكتروني كما تم تداول نسخه عبر الرسائل الالكترونية الشخصية بكثرة، كيف حدث هذا؟ .. وهل يمكن أن ننظر ببراءة إلى هذه الطريقة في توزيع ونشر الكتاب؟ بمعنى أن العلوي لم يكن وحده يقف خلف كتابه، وإذ نتوصل إلى هذا الاستنتاج نتساءل من هو إذن الذي يقف خلف هذا الكتاب؟.
وقد يعزز هذه الشكوك اعتماد المؤلف على بعض المظاهر الاجتماعية التي انقرضت ويفسرها بطريقة خاطئة تزيد الاحتقان الطائفي بدلاً من أن تقرّب الأفكار، ومنها مايطلق عليه عند بسطاء الشيعة (فرحة الزهرة)، وظاهرة تجسيد شخصية (عمر) في بعض المناطق الشيعية، ففرحة الزهرة مناسبة تتلخص بإعتقاد البعض من العامة أنه بعد شهر صفر فرحت فاطمة الزهراء لأن المختار الثقفي أخذ بثأر ولدها الحسين عندما قتل قتلته ومنهم الشمر بن ذي الجوشن وحرملة ولم تفرح بسبب مقتل عمر بن الخطاب كما يدعي العلوي! وأن الشخصية التي يجسدها العامة بشكل كاريكاتيري في الشوارع هي ليست شخصية عمر بن الخطاب وإنما شخصية عمر بن سعد الذي قاد معركة الطف ضد الحسين وأصحابه، ويصرّ المؤلف على هذا الخطأ عندما يذكر أهزوجة (آكل وألبس جديد وألعن عمر ويزيد) التي كان يرددها الأطفال في بعض المناطق كلما أكلوا ثماراً جديدة ولا أدري كيف فاتت المؤلف وهو المفكر الرصين العلاقة المعروفة بين عمر بن سعد ويزيد بن معاوية وعدم وجود أية علاقة بين يزيد وعمر بن الخطاب؟ .. ومن ثم ما الداعي لذكر ممارسة للسذج من الناس اختفت منذ نهاية الستينيات ولم يعد يتذكرها أي من الأجيال الجديدة في أي منطقة من العراق؟! .. وهنا نسأل هل إننا بذكر هذه التفاصيل وبهذا الوقت سنحقن دماء العراقيين بالبحث عن المشتركات أم أننا سنهدر الكثير من الدماء بإضافة افتراءات جديدة تضاف إلى الافتراءات التي تساق على الشيعة والسنة معاً؟ ... المساحة لا تسمح بإيراد الكثير من الملاحظات، لكني لا أمتلك إلا القول:حتى أنت ياحسن العلوي تصفي حساباتك السياسية من خلال الطائفية؟!.
.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 01:00]ـ
الإخوة الفضلاء: محمد المبارك - آل عامر - وحي - الراية - حسان الرديعان:
شكرًا لمروركم وإضافاتكم القيمة، بارك الله فيكم وفي جهودكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرايه]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 06:31]ـ
صدر حديثاً
كتيب
حوار هادئ
على
صفيح ساخن
د. خالد الغامدي
يتناول كتاب عمر والتشيع
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 08:19]ـ
(حوار هادئ
على
صفيح ساخن
د. خالد الغامدي)
ليتكم تصورونه و ترفعونه ...
جزاكم الله تعالى خيرا ...
ـ[الفارس]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 09:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لكن ما رأبه في أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم .. ؟
ـ[الأصيل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 10:25]ـ
قبل مدة من الزمن عرض في قناة المستقلة برنامج عن الخليفة الراشد/عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان المحاضران هما د/ناصر الحنيني ود/محمد العريفي وداخل في البرنامج حسن العلوي ولقي ترحيبا وإشادة من المتصلين أهل السنة بينما كفره الشيعة بسبب موقفه من عمر ..
وقد أعجبني موقف الشيخ /سليمان كثيرا من الكتاب وبيان هدف الكاتب منه وأنه دفاع للتشيع وليس حبا في عمر فاسأل الله أن يجزي الشيخ/سليمان خير الجزاء على ما أبانه لنا ..
ـ[هديل عماد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 04:16]ـ
اؤيد اخي حسان الرديعان في كل ماقاله فهو حقيقة والله(/)
أسئلة قادت المنصفين من المتصوفة إلى الحق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 04:39]ـ
إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه، و نستغفره ونستهديه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، وصفيه من خلقه و خليله، بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمَّة وجاهد في الله حق جهاده.
أمَّا بعد فإنَّ فسادَ مذهب الغلاة من أهل التصوف لا يحتاج في تبيانِه إلاَّ إلى معرفة ذلك المذهب، لأنَّ جُلَّه ومعظمَه ممَّا تأباه النفوس السليمة و تنفر منه الفِطَر الصحيحة، و تمجُّه الأذواق، وتنبو عنه الأسماع، و ليُعلم أن المراد من هذا البحث ليس أهل "التصوف" الحق المرادف لمعنى "الزهد"، و إنما ما شاع و ذاع في بلاد المسلمين من تلبُّسِ كثير من المتصوفة بالبدع و الضلالات و العقائد الفاسدة، و سيأتي بيانها.
و إن المرء ليعجب من تمكين القوى الاستعمارية للتصوف و أصحاب الطرق و توطئتها للخرافة في العالم الاسلامي في هذا العصر: ـ عصر الإنجازات العلمية ـ في وقتٍ نحن أحوج ما نكون فيه إلى المنطق العلمي و أساليب التقنية الحديثة، و ما ذلك التمكين من أعداء الإسلام لدعاة التصوف إلاَّ لسببين رئيسيين هما:
1ـ أن التصوف الباطل كما هو معلوم يئِدُ روح الجهاد في المسلمين، و يخذِّل المسلمين عن مجابهة عدوِّهم الفعلي.
2ـ أن التصوف هو قنطرةٌ للتشيُّع، و معلوم أنَّ الرافضة ـ مذ كانوا ـ و هم عملاءُ لكلِّ عدوٍّ للاسلام و المسلمين، بل هم كما سمَّاهم شيخ الاسلام ابن تيمية "حمير النصارى" يركبونهم للنيل من الاسلام و أهله، كما هو ماثلٌ للعيان في هذا العصر.
و لذلك فسوف أوجِّه عدة أسئلة لصوفية هذا العصر، لعلَّنا نجد في إجاباتهم شيئاً يفسِّر لنا بعض ما هم عليه من الباطل، و هذه الأسئلة هي رؤوس أقلام فقط، و سأكتفي منها بثلاثين فقط، مع أنَّه بالإمكان الزيادة من الأسئلة بقدْرِ ما أحدثوا من البدع، و لعلَّ الاخوة يزيدون في تلك الأسئلة ما هو أحرى بالتوجيه و أجدر بالطرح، فأقول ـ و بالله المستعان ـ:
1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له؟، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات؟.
2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك؟.
3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟.
4ـ هل الدين يأمر بالكسل و اتخاذ الزوايا و التكايا و ترك العمل؟.
5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة؟ و الله عز و جل يقول:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]
6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع؟
و إن كانت واحدة فليست احداهن بأولى من الباقي، فما الدليل المخصِّص لها؟ و على فرض أن الناجية واحدة فباقي الطرق لا تسلِّم لها بذلك.؟
7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم.
8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ.
9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني (قصة الشيح وحيش، و السيد البدوي ـ؟)، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب!،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله؟.
10ـ ما قولكم في الشركيات التي تنضح بها كتب الصوفية، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلكم الكتب!.
(يُتْبَعُ)
(/)
11ـ ما قولكم فيمن ادعى وصولَهُ لمرتبة اليقين و سقوط التكاليف عنه؟ و أين هم من فعله عليه الصلاة و السلام، و من قولِه حين سألته عائشة رضي الله عنها عن سبب اكثاره من قيام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان ـ مع أن الله عز وجل غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ـ: (أفلا أكون عبدا شكورا)؟ فإن كنتم تعتقدون أن أحداً يصل إلى مرتبةٍ تسقط فيها عنه التكاليف الشرعية فقد هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك!.
12ـ ما قولكم فيمن يدعي تصرف الغوث و الأولياء و الأقطاب و الأبدال في الكون؟ أو ليس
ذلك مشاركة لله عز و جل فغي خلقه؟ أوَ ليس ذلك شركا أكبر مخرجاً من الملة؟ فإن كنتم تعتقدون ذلك هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونه فتبرؤوا ممن يزعم ذلك!.
13ـ ما قولكم فيمن يعمل الموالد، و هل هم أحسن هَدياً من صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام و السلف الصالح، أوَ ليس أول من أحدث ذلك هم الرافضه العبيديون أعداء الاسلام؟.
14ـ أول من تلقب بالصوفي هو جابر بن حيان الشيعي الاسماعيلي، و عبدك الشيعي مما يضع علامات استفهام كبرى حول منشأ تلك النبتة، و لا يُشعِر بحسن نية من أحدثها!.
15ـ ما قولكم فيمن يقوم لما يدعيه من وصول الحضرة النبوية في الموالد، و هل يحضر الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً تلك الموالد في وقت واحد؟، و هل يصح ذلك عقلا؟.
16ـ مصادر التشريع عند المسلمين هما الكتاب و السنة، و عندكم الكشوف والمنامات و الوساوس و الخطرات، و حدثني قلبي عن ربي، فهل هذا هو الدين؟.
17ـ ما قولكم فيمن يأمر المريد باستحضار صورة الشيخ و الاستمداد من قواه الروحية كالنقشبندية، و هو ما يسميه بعضهم بالرابطة بين الشيخ والمريد،، أو ليس هذا شركا أكبر مخرجاً من الملة. (بل و من شرك التعظيم، و له تعلُّقٌ بشرك الاستغاثة و التصرف).
18 ـ ما قولكم في تكفير بعض الطرق بعضها لبعض.
19ـ ما رأيكم في تعاون الصوفية مع المستعمر الأجنبي، و هل ذلك من الاسلام في شيء؟، و أين الولاء و البراء؟.
20 ـ لماذا تتحاشون العلم الشرعي، و تغطُّّون أعين تابعيكم عنه، أم أنَّ ذلك لكونِه يفضح جهلكم أمام أتباعِكم، أو ليس الاسلام يأمر بالعلم و يحث عليه؟
21 ـ هل لبِسَ الرسول عليه الصلاة و السلام الخرقة أو ألبسها أحدا من أصحابه؟.
22ـ لماذا هذا التشابه الواضح بين الصوفية و بعض الفلسفات الوثنية الشرقية القديمة كالغنُّوصية و البراهمة، و هل المنبع واحد؟
23 ـ ما سبب وجود بعض مظاهر الشرك لدى أتباع الطرق الصوفية مثل دعاء الأموات و الطواف بالأضرحة و القباب، و مثل السحر و الشعوذة و ادعاء علم الغيب، و هل ذلك من الاسلام في شيء؟.
24ـ ما سبب التقارب بين الصوفية و أهل التشيع على مر التاريخ الاسلامي، بل إن شيعة هذا العصر صفويي إيران تعود أصولهم إلى الطريقة الصوفية التي تشيعت و شيعت إيران و ما حولها، و هل الروافض يستخدمون التصوف قنطرة لمذهبهم الخبيث؟.
25 ـ لماذا توجد دائما بذور التشيع في التراث الصوفي، مثلا: الطبقات للشعراني، كتابات زيني دحلان، و كتابات بعض الصوفية المعاصرين ... الخ.
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع، مثلاً: أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله.
27ـ لماذا كان التصوف ـ في كثير من الأحيان ـ قنطرةً للإلحاد، مثل: وحدة الوجود، الحلول و الاتحاد، الرفض، الفناء، النور المحمدي، الرابطة، دعاء الأموات و عبادة القبور ....... ألخ.
28ـ لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه؟
أم أنه لم يكن من قبيل الممكن لرافضة إيران التوجه إلى المتلقِّي السني ومخاطبته لسببين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم.
ب ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة.
فلذلك فقد استخدموا دعاة التصوف لنشر التشيع في العالم الاسلامي مع العلم أنَّ ارتباط التصوف بالتشيع ارتباط قديم، فمنذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هو التصوف [نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد]، و قد ألَّف في هذا المعنى العالم الشيعي مصطفى كامل الشيبي كتابه المشهور: (الصلة بين التصوف و التشيع).
واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور:
أَ ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى.
بَ ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال،والإيمان بوحدة الوجود، و غير ذلك.
جَ ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده، فمن اعترض على شيخه حُرِم، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة.
كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها، وارجع في ذلك إلى كتاب (الصلة بين التصوف و التشيع) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي.
دَ ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة.
* ـ و قد كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف.
ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور.
ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد.
ـ و في حضرموت مع أن أكثر أهلها ـ و لله الحمد ـ من أهل السنة و الجماعة فقد استغل الرافضة قبل أكثر من ثلثي قرن ما اقترن بعهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة من محاربة لتدريس العلم الشرعي، فأسَّسوا مدرسةً صوفيةً تميل إلى الرفض، و قد نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل)، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح.
*ثمَّ خرج من ضئضئِه مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة:
1ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية.
2ـ نشر التصوف و الخرافات و الأساطير و الرموز و الاصطلاحات الصوفية،وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب "الطبقات" و غيرهم، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم.
3ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة ـ الذين منهم شيخا الإسلام ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب ـ يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمدا بطلت صلاته.
حتى قال قائلهم في أهل البيت:
يكفيكم في الورى فخرا بأنكم من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له
5ـ تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت.
6ـ الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم.
ــ ثم بعد ذلك نبغ بعض المتعالمين من الصوفية الذين وجهوا أقلامهم و ردودهم للنيل من علماء السلف و كذلك من علماء الدعوة الإصلاحية، لاسيما المعاصرين منهم كالعلامة ابن باز و الشيخ ابن منيع وغيرهم، و من كتبهم في ذلك (الصاروخ الهزاز في الردعلى ابن باز) و (الرد الممتاز) و غيرها.
ـ وفي هذا العصر رأى رافضة فارس أن من أحسن السُّبُل لنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة التنسيق مع دعاة المدرسة الصوفية المتشيعة في سبيل "أمرنة" العالم الإسلامي.
* والذي يظهر أن هؤلاء الدعاة قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم، فعلى رأس هؤلاء المتصوفة الذين نذروا أنفسهم لمحاربة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص:
1ـ السيد محمد "علوي" المالكي المغربي الأصل، و هذا كرَّس نفسه لغرس و رعاية الغلو في الرسول عليه الصلاة و السلام في نفوس الناشئة، و ألف في ذلك الموالد، كما يقوم و معه بعض أتباعه بإقامة الموالد، و من طرائفه في ذلك القيام في موالده بعد الابتداء بالبوصيرية زاعماً أن الرسول يحضر عند ذلك [الجنون فنون].
و له جهودٌ غير مشكورة في بث دعوته في أندونيسيا، كما افتَتَح مؤخرا جامعة (مدينة العلم في علوم أهل البيت) التي أقامها الإيرانيون لبث المذهب الرافضي في أندونيسيا، و للمعلومية فالسيد المالكي قد أعلن منذ زمن أنه وصل إلى مرتبة " اليقين"، وهي مرتبة عندهم تسقط فيها الواجبات عن العبد وتحل له المحرمات؟ حسب مذهبهم و لله الحمد.
2 ـ الحبيب عمر بن حُفَيظ، و هو متخصص في الروحانيات و الرموز و المصطلحات الصوفية، وقد خُصِّصَ َلهُ برنامج دوريٌّ في قناة اليمن، وهو شيخ الجفري و السقاف الآتي ذكرهما، وكلمة الحبيب تعني مرتبة من مراتب الولاية عندهم.
3ـ "حسن" السقاف، و له نشاطٌ غير مشكور في التأليف في بدعته، و هو فيما يظهر مترفض، فقد اعترف على قناة المستقلة بأنه يتبع الوصي؟ و هذا كما هو معلوم مصطلح رافضي، كما أنه يقع في الصحابة ـ عليه من الله ما يستحق ـ، و هو يقيم في الأردن و يملك ويدير هذا الغريب النازح عن وطنه دار النووي للبحوث و النشر؟، و قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، إلاَّ أن هذا السقاف فيما ظهر للناس ساقط علما و خلقاً و تافه لا يُؤبه له، بل يظهر أنه كحال الرافضة يدين الله عزو جل بالكذب، [بل قد سقط سقوطاً ذريعاً و باء بالخزي أمام الأشهاد،وأسقِط في يده، حين كشف الشيخ عدنان عرعور حفظه الله حقيقة مذهبه وجوهر نحلته فأظهر تسجيلاً صوتيا له يحادث فيه علماء الرافضة و يحرِّضهم على المسلمين، ويعرض عليهم خدماته في صياغة أساليب الرد على أهل السنَّة ذاكراً أنه أعلم بالرد عليهم؟].
4ـ الحبيب "علي" زين العابدين الجَفْري و هذا قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و رموزالدعوة الإصلاحية السلفية، و هذا الأخير ممثل مُجيد، و متقمِّصٌ جيد للأدوار المناطة به، وكثيراً ما يفتعل الخشوع و أحيانا البكاء ولو في غير محله، و كثير التباكي على أهل البيت و ما حلَّ بهم من التنكيل ـ فيما يزعم ـ بغرض التوطئة للرفض، و قد جيء بهذا الأخير من حضرموت، ووُطِّئ له في مصر و فُتِحت له الفضائيات لنشر بدعته، مع صغر سنه وقلة علمه حتى في بدعته، مع أن العلماء والدعاة تشيب رؤوسهم و لم يعرفهم أهل بلدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ الصادق المهدي السياسي المعروف و زعيم المعارضة السودانية و هذا الأخير له صلات قويَّة بالخميني، بل و له اتصالات قوية به حتى قبل تسلمه زمام السلطة، ولا تزال صلاته قائمة بالحكومة الإيرانية، ولا أدري هل هو من هذه الزمرة كما تدل عليه كثير من القرائن، أم حاله كحال كثير من الجماعات الإسلامية التي اغترَّت بتلك الدولة الطائفية المارقة من الإسلام.
ـ و هناك غيرهم كثيرٌ لا نرى من المصلحة ذكرهم في هذا الوقت عسى الله أن يهديهم أو يكفَّ شرَّهم عن الإسلام و المسلمين.
* نقاط الإلتقاء بين رافضة فارس والمدارس الصوفية المتشيعة في العالم الاسلامي:
أَـ مصدر التلقي عند الفريقين غير الكتاب والسنة، فعند الشيعة مصادر التلقي هي المرويات المنسوبة لأهل البيت، أو رؤية الغائب وهو المهدي، وعند الصوفية الوجدان، و التروُّح، والانفعالات، والإيحاءات الغيبية المزعومة، و المنامات، و الاتصال بأرواح الأقطاب والأبدال،و الالتقاء بالغائب [و هو ها هنا الخضر أو إلياس، أو الرؤية المزعومة للرسول عليه الصلاة و السلام].
بَ ـ الغلو في آل البيت.
جَ ـ عبادة الأضرحة والقبور.
دَ ـ رفع شعار نشر علوم أهل البيت، [سبحان الله وهل أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً عن أمته و أطلَع عليه أهل بيته، فأين العهد الذي أخذه الله عزوجل على النبيين عليهم السلام أن يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته}].
29 ـ ما سبب وجود كثير من المحرمات لدى أتباع الطرق الصوفية مثل الاختلاط في الموالد بين الرجال و النساء و الغناء و المزامير و صحبة المردان و غير ذلك.
30 ـ عندما أقدمت بعض الأقلام المأجورة و الدول المثبورة على سبِّ النبي عليه الصلاة و السلام لم نجد من أولئك الصوفية المتبجحين بحبِّ النبي عليه الصلاة و السلام أي نكير، و كأن ليس لهم في الأمر ناقة و لا بعير، فأين ما كانوا يتبجحون به من ادعاء استئثارهم بمحبة النبي عليه الصلاة و السلام، مع أنه لا يُتصوَّرُ عقلاً وجود مسلم يؤمن بالله و رسوله و لا يحبهما، فإن ذلك من لوازم الإيمان العقلية كما لا يخفى، و الله أعلم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليماًُ كثيراً.
__________________
ـ[ظاعنة]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 05:45]ـ
هدى الله الجميع
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 12:48]ـ
نعم هدى الله الجميع.
و شكرا على المرور.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 11:51]ـ
أسئلة في محلها، ولقد كنت أحتاج إلى شيء مختصر يفتح لي آفاق البحث حول العديد من المسائل المتعلقة بالصوفية خصوصاً أن عرفت الكثير منهم، وبيني وبينهم صولات وجولات لكن على قدر ما أعطاني الله من علم ...
تقول:
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع، مثلاً: أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله
وأقول: لو نظرت إلى تقرير راند الأخير لوجدت ان التقرير يوصي الحكومة الأمريكية بدعم الإسلاميين التقليديين ويُقصد بهم الذين يقبلون بالصلاة في الأضرحة والقبور ...
الأمر الآخر، لو تأملنا تاريخ الإسماعيلية لوجدنا أن لهم تاريخ مظلم في صفحات التاريخ الإسلامي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي سر العلاقة بين المتصوفة والإسماعيلية، خصوصاً إذا ذكرنا أن المولد تم ابتداعه على يد الدولة الفاطمية الخبيثة. ثم هل بالإمكان عمل بحث موسع حول هذه المسألة أو أنه مجرد إلتقاء عابر لا يستحق عناء البحث والتحري ..
* عوام الصوفية يمقتون الشيعة، لذا فإثبات العلاقة الحقيقية الحميمية بينهما ونشرها بين أتباع المتصوفة أمر قد يجد له صدى وأثر طيب يكون في ميزان حسناتك إن أنت أقدمت عليه ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 12:21]ـ
التصوف بالتنسبة إلى التشيع هو حصان طروادة الذي ينفذ من خلاله إلى عالم أهل لسنة و الجماعة
و أول من لُقِّب بالصوفي جابر بن حيان الشيعي، و كذلك عبدك الشيعي.
و خير مثال حي لتسرب التشيع إلى جسد المجتمع السني من خلال التصوف:
هو محمد سعيد الصحاف الشيعي وزير خارجية العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
فإنه من ذرية عبداللطيف الصحاف الصوفي، والذي كان مفتياً في عهد الشريف حسين، ثم هرب مع فيصل بن الحسين إلى سوريا فالعراق، و هناك تشيع بعض ذريته.
و الصحاف الجد ألف رسائل في الرد على الدعوة السلفية، فانبرى له الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن برسالة أسماها "بالإتحاف في الرد على الصحاف", بين فيها مخالفة الرجل للحق المبين و لمنهج الأنبياء والمرسلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 12:23]ـ
القبعة الحمراء.
شكرا على اثرائكم للموضوع. بارك الله فيكم.
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:43]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
حسبنا الله ونعم الوكيل .... هدى الله الضال وقوم الشارد وأبعد عنا الباطل وجعلنا منصفين في حق التصوف وأهله
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:50]ـ
اتق الله وأنصف ولا تجمل ونقح الكلام الذي كتبته فإن فيه ما لا يخفى من المغالاطات التي حشيت به زورا وعدوانا ولقد قرأته في عدة منتديات فأرجو منك الإتيان بالدليل على هذه الاتهامات من كتب الصوفية أنفسهم المشهود لهم بالصلاح ..
والله الستعان
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 07:54]ـ
بارك الله في الجميع
الأخ أحمد وفقني الله وإياك للصواب
هل فعلا تعرف منهم الصوفية؟!!
أخي الفاضل الأخ محمد وفقه الله لم يذكر إلاالنزر اليسيرعنهم، وإلا فيهم من الشرك والغلو والتعلق بغير
الله ما لايصدقه عاقل
وأقول بين لنا ما الذي تنكره أو فيه تعد عليهم من كلام الأخ محمد
جعلني الله وإياك من أتباع سيد المرسلين وممن هم على نهجه المستقيم
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 12:49]ـ
الأح آل عامر سأرد بإذن الله على ما كان من إجحاف في كلام الأخ ابن المبارك بإذن الله سبحانه ولكن الوقت ضيق والمشاغل كثيرة ... ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله المستعان
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 09:56]ـ
أسأل الله أن يبارك لك في وقتك، وأن يعينك على أشغالك
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 05:07]ـ
يرفع
بارك الله في شيخنا محمد وجعل لعلمه وكشفه عظيم المثوبه وجميل الأثر(/)
«شَرْحُ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ مِن الجَامِعِ الصَّحِيحِ» للشيخ عبد المحسن العبّاد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 03:17]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
«شَرْحُ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ مِن الجَامِعِ الصَّحِيحِ»
للشيخ عبد المحسن العبّاد البدر -سلمه الله-.
[الشريط الأول]
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60272&scholar_id=461&series_id=3307
[ الشريط الثاني]
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60273&scholar_id=461&series_id=3307
[ الشريط الثالث]
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60274&scholar_id=461&series_id=3307
[ الشريط الرابع]
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60275&scholar_id=461&series_id=3307
[ الشريط الخامس]
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60276&scholar_id=461&series_id=3307
أسأل الله -جل وعلا- أن يعلمني وإياكم العلم النافع، وأن يمن علينا بالعمل الصالح، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.(/)
فُضُوح نزار قباني
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فرش
(ومن زُين له أن يصبح دميم القلم، مشوه الفكر، ممسوخ الهوية واللسان، فليقرأ للحداثيين .. )
(الشاعر الكبير الدكتور / عبدالمعطي الدالاتي، من موقع رواء)
(أنا لا أهتم كثيرا أن يكتب هذا الأديب أو ذلك قصيدة شعر عامودي، أو حر، أو نثر شاعري، أو ما شاء من ضروب القول، فذلك حكمه للذوق والتاريخ ومعايير الفن، ولكني أهتم كثيرا، ولا أطيق السكوت إذا رأيت ـ باسم التحديث ـ من يهدم عقيدتي، ويسخر من ديني، ويستأصل لغتي وتراثي)
(الأديب الكبير د. وليد قصّاب، من صيد الخاطر112)
...
زرتُ كتاب الأستاذ الكبير، فضيلة الشيخ الدكتور / سعيد بن ناصر الغامدي ـ رفع الله قدره وأجزل مثوبته ـ (الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها) وقلبت البصر في نصوص الحداثيين الشُّذاذ، فأثخنت قلبي قِحتهم، وملأت نفسي حربا وغضبا عليهم!
فقبحا لهذه الجماجم، التي أنكرت وجود الله، ووصفته بأوصاف النقص والقلة، وتهكمت بملائكته ورسله، وقذّرتهم وكذبتهم، وألحقت الوحي والقرآن بالأساطير، ونفت البعث والغيبيات، وكفرت بالقدر وذمته، وحاربت الإسلام ولغته وأهله، وآمنت بالوثنيات والعقائد المحرفة والخرافات، وسخرت من الأخلاق الإسلامية، وهدمت الحياة الاجتماعية والنفسية، وفسرتها تفسيرات جاهلية حيوانية، ودعت إلى تطبيق النظم السياسية والاقتصادية الجاهلية، واعترفت بعمالتها وأنها ذنب لأهل الكفر والشرك، وخشاش تحت أقدامهم!!
فرأيتُ أنهم أتوا بما لم يأتِ به إبليس، من إلحاد وكفر ووقاحة وجرأة!
وكم أتألم وأنا أبصر إعلامنا الخائن، يُمجد هؤلاء (الأميين) ويَشتطُّ في تليمع (كفرياتهم)، وأنها الجسر الفرد الذي يفضي إلى مشارف النبوغ و قُنن الإبداع!! ويهددنا ـ إن لم نقرأها ونحفظها ونستشهد بها ونعترف بجمالها!! ـ بالجمود ومحاربة الجديد، والضعف الفني، (والإرهاب!!) والسقوط، والتخلف، وقلة الأدب ... إلى آخر هذه التهم المُعلبة!!
مع أن القوم تدابروا، وأخذ بعضهم يلغ في بعض، وكثر الشهود من جحرهم ومخبأهم، وانكشفت عوراتهم ومخازيهم، لكن ما زالوا منتصبين أمام أصنامهم (الأدونيسية)!
...
(الحداثة) عقيدة دنيئة، نبشوا من أجلها مراحيض الفكر الغربي، ولم يزهدهم نتنها!! فبؤسا لهم ولها!!
هذه العقيدة: منجم للباطل، ومغرس للدعارة، جاست دينَنا وعقيدتنا ومقدساتنا ولغتنا وتاريخنا وعقولنا، وناكرت كل حق وفضيلة، بحُجُب واهية مكشوفة، وأسدال عارية مفضوحة، كالتجديد والتطوير وبث الدماء الجديدة ... !!!
...
وهنا أُظهرُ لك على عجل، حفنة من هذه الفُضوح أو (الإبداعات!!) التي يشيب منها رأس الوليد الغِر ... :
وأستفتح بـ (نزار قباني) ويتميز هذا الجنسي المعتوه ـ في العقل الحداثي ـ بأنه (شاعر كبير جدا جدا!!) وأنه (أنصف المرأة وطهرها ورفع منزلتها!!) ...
الجنسي المعتوه في سطور
وترجم له المؤلف في بحثه البليغ فقال: نزار قباني شاعر سوري، ولد سنة 1341هـ / 1923م، درس الحقوق وتخرج سنة 1364هـ / 1945م، وعمل في بعثة دبلوماسية في القاهرة ثم تركيا ثم لندن وبكين، من رواد الحداثة، اشتهر بأنه شاعر المرأة، حيث جعل منها مجرد جسد، وإناء لتفريغ الشهوة الجنسية، يركز على أعضاء الجنس، والملابس الداخلية للنساء، ويأتي بعبارات صارخة مكشوفة جنسيا، ويجاهر بالإلحاد، والتهكم بالله ورسوله والدين والشريعة، ويبغض العرب لفرط شعوبيته. (1/ 145)
فُضوحه أو (إبداعاته!!)
يقول هذا الأميّ: (من بعد موت الله مشنوقا / على باب المدينة / لم تبق للصلوات قيمة / لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة) الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني 3/ 342
ويقول لإحدى عشيقاته: (وجسدك الياسميني يأمر وينهى، ويقول للشيء كن فيكون) السابق: 2/ 922
ويقول متهكما: (إن الله عندي هو دبيب شعري، وإيقاع صوفي في داخلي ... والكفر عندي هو موت صورة الله ... وأفترش شعر حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة ... وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولا جنسيا).
أسئلة الشعر ص:196
ويقول كذلك: (فاليوم أخلق منك إلها وأجعل نهدك قطعة من جوهر) الأعمال الشعرية الكاملة: 1/ 470.
ويقول: (قد كان ثغرك مرة / ربي فأصبح خادمي)
(يُتْبَعُ)
(/)
السابق:1/ 347.
...
ويقول: (ولا تخجلي مني فهذه فرصتي لأكون ربا أو أكون رسولا) السابق: 2/ 761
ويقول عن محبوبته: (امرأة ناهية كالرب في السماء)
السابق: 1/ 597
ويقول: (ويتزوج الله حبيبته) السابق: 2/ 442
ويقول: (حين وزع الله النساء على الرجال / وأعطاني إياك شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إلي / وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها / فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة ... حين عرفني الله عليك / ذهب إلى بيته / فكرت أن أكتب له رسالة ... كنت أريد أن أشكره لأنه اختارك لي / فالله ـ كما قالوا لي ـ / لا يستلم إلا رسائل الحب / ولا يجاوب إلا عليها ... ) السابق: 2/ 404
ويصف ثورا أسبانيا (ويسقط في ساحة الملعب كأي شهيد ... كأي نبي) السابق: 1/ 561 ـ 62
...
ويقول متأثرا بالعقائد المحرفة: (لو كنت في مدريد رأس السنة / كنا ذهبنا آخر الليل إلى الكنيسة / كنا حملنا شمعنا وزيتنا / لسيد السلام والمحبة / كنا شكونا حزننا إليه / كنا أرحنا رأسنا لديه ... ) السابق: 1/ 510 ـ 511
ويقول: (أرجوك يا سيدتي باسم جميع الكتب المقدسة / والشمع والبخور والصلبان / أرجو بالأوثان يا سيدتي / إن كنت تؤمنين في عبادة الأوثان) السابق: 1/ 710 ـ 711
ويقول: (أود لو كان فمي كنيسة ... ) السابق: 1/ 744
ويقول (اصلبيني بين نهديك مسيحيا) السابق: 2/ 20 ـ 21
...
ويقول عن الهذيان المسمى (قصيدة النثر) أن أصولها ترجع إلى القرآن الكريم: (احتمالات النثر لا نهائية، ومن هذه الاحتمالات قصيدة النثر التي نجد لها أصولا في الكتب المقدسة كما في سورة مريم وسورة الرحمن وفي قصار السور القرآنية، كذلك نجدها في نشيد الإنشاد وفي المزامير) قضايا الشعر الحديث ص:243
ويقول: (ويسألونك عن الشعر قل الشعر من علم ربي)
فتافيت شاعر 85.
ويقول منكرا الغيب: (أنا شاعر لا أؤمن بالغيبيات ... ) السابق: 43 ـ 54
ويقول: (وسنلغي سورة الرحمن والفتح / ونغتال يسوع)
الأعمال الشعرية الكاملة 3/ 212
...
ومن إنصافه للمرأة: (تظل بكارة الأنثى / بهذا الشرق عقدتنا وهاجسنا / فعند جدارها الموهوم قدمنا ذبائحنا ... صداع الجنس مفترس جماجمنا / صداع مزمن بشع من الصحراء رافقنا / فأنسانا بصيرتنا، وأنسانا ضمائرنا) السابق: 1/ 639
واسمع: (كنا ثمانية معا / نتقاسم امرأة جميلة / كنا عليها كالقبيلة) السابق: 2/ 123
واسمع استهزاءه بعفاف المسلمات وطهارتهن ورفعتهن: (فأمي (دقة قديمة) ولا تفهم كيف يكون للمرأة / حب أول وثان وثالث وخامس عشر / أمي تؤمن برب واحد وحبيب واحد وحب واحد) السابق: 2/ 728
ويقول مجاهرا: (أنا رجل يرفض أن يلعب الحب خلف الكواليس، ولذلك نقلت سريري إلى الهواء الطلق) أسئلة الشعر: 181
ويقول: (أرى أن فكرة العيب والشرف والعرض تقيم حصارا طرواديا حول الجنس الثاني ... ) أسئلة الشعر: 199
ويقول: (إن الرجولة كما يفهمها مجتمع الرجال لدينا، هي القائمة على الكسر، والقمع وإلغاء الأنثى ... فمن النظام الأبوي إلى النظام الزوجي، تنتقل المرأة من معتقل إلى معتقل ... من رجل مباحث إلى رجل مباحث).المرأة في شعري وفي حياتي:25
فيقول المؤلف ـ أجله الله ورفع قدره ـ: أي أن التحرر الذي يريده للمرأة أن تنتقل من يد داعر إلى يد داعر آخر، ومن سرير زان إلى سرير زان آخر. (3/ 2065)
...
وهنا يتهكم بتعلم العربية وتعليمها: (وتمضغ مرة أخرى / حروف النصب والجر التي كنا مضغناها)
الأعمال السياسية الكاملة 3/ 347
ويقول: (مازلنا نجادل بعضنا بعضا / عن المصروف والمنموع من صرف) السابق: 3/ 351
ثم يهجو العرب (إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب / فحربهم إشاعة وسيفهم خشب / وعشقهم خيانة ووعدهم كذب / إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب / فكلها نحو وصرف وأدب / ليس في معاجم الأقوال قوم اسمهم عرب) فتافيت شاعر ص 13
...
يقول الحق تبارك وتعالى وتقدس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:
(قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد (1) اللَّه الصَّمَد (2) لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4))
ويقول جل جلاله وتباركت أسماؤه وصفاته: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة البقرة].
[ COLOR="Navy"] حسين العفنان ـ حائل الطيبة
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 06:07]ـ
أحسن الله إليك يا ابن بلدتي .. ودمت غصَّةً في حلوق الحداثيين ..
سلمت أناملك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 07:24]ـ
ليتك لم تدنس هذا المكان برجسه
مع أنى لم أقرأ ما نقلته قراءة نصية إلا أنى شعرت بالغثيان.
ـ[قارئ]ــــــــ[24 - Mar-2007, صباحاً 12:28]ـ
جزيت خيرا ومثل هذا الفاجر يحتاج لتعرية وكشف حتى يعرفه الناس على حقيقته
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:47]ـ
بروتوكولات خبثاء الحداثة ( http://nawal.tadwen.net/2007/03/24/hello-world/)
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 10:01]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله
اللهم اننا ندرأ بك من شرورهم
جزاك الله خير ..
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:48]ـ
أحسن الله إليك يا ابن بلدتي .. ودمت غصَّةً في حلوق الحداثيين ..
سلمت أناملك
أهلا بالأستاذ الحبيب / حسان الرديعان
أشم رائحة حائل الطيبة من حروفك
وتشرفت ـ والله ـ بمعرفتك
حفظك الله ورفع قدرك وفضلك
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:49]ـ
ليتك لم تدنس هذا المكان برجسه
مع أنى لم أقرأ ما نقلته قراءة نصية إلا أنى شعرت بالغثيان.
شكرا شكرا شكرا
للأستاذة الكريمة / ظاعنة
رفع الله قدرك وفضلك
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:50]ـ
جزيت خيرا ومثل هذا الفاجر يحتاج لتعرية وكشف حتى يعرفه الناس على حقيقته
شكرا شكرا شكرا
للأستاذ الحبيب / قارىء
رفع الله قدرك وفضلك وجزاك كل خير
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:53]ـ
بروتوكولات خبثاء الحداثة ( http://nawal.tadwen.net/2007/03/24/hello-world/)
شكرا شكرا شكرا
للأستاذ الحبيب / نداء الأقصى
رفع الله قدرك وفضلك
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 02:09]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله
اللهم اننا ندرأ بك من شرورهم
جزاك الله خير ..
شكرا شكرا شكرا
للأستاذ الحبيب / بطل القادسية
رفع الله قدرك وفضلك
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 06:17]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الردود الطببة وأسأل الله أن يلعن هذا الخبيث ما لم يكن قد تاب عن غيه وضلاله وأقول ما لم يكن قد تاب لأن هذه القصيدة تنسب إليه ولم أستطع الحصول عليها كاملة وهي:
عز الورود .. وطال فيك أوام
........ وأرقت وحدي .. والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا
........ وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم .. ولم أكد
........ وتقطعت نفسي عليك .. وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني اغلقت
........ أبواب مدحك .. فالحروف عقام
أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني
........ خجلا .. تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى
........ جل المقام .. فلا يطال مقام
وزري يكبلني .. ويخرسني الأسى
........ فيموت في طرف اللسان .. كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في
........ شوق .. تقض مضاجعي الآثام
أرجوالوصول فليل عمري غابة
........ أشواكها .. الأوزار .. والآلام
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا
........ نفحات نورك .. وانجلى الإظلام
أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي
........ أيرد عن حوض النبي .. هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
........ والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلماما به
........ أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة
........ عصماء قبلي .. سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم
........ أسوار مجدك فالدنو لمام
ودنوت مذهولا .. أسيرا لاأرى
........ حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائر
........ قد عاقه عمن يحب .. زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا
........ فتدفق الإحساس .. والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى
........ وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملءروحي .. وهج حبك في دمي
........ قبس يضيء سريرتي .. وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا
........ حتى أضاء قلوبنا .. الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخش العدى
........ من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فأختفت
........ صور الظلام .. وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي
...... فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة
....... وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن .. أصبح خبزنا فمساؤنا
........ شجن .. وطعم صباحنا أسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا
........ فكأن وجه النيرين .. ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة
....... وعلى القلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا
....... من مهده الأشواك كيف ينام
إلى أن يقول في نهايتها ..
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون
....... ولا مجير وضيعت .. أحلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهم
..... وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة .. وتمزقا
....... فكأنهم بين الورى .. أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم
....... لاغرو .. ضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة
....... تدعى .. بها يستيقظ النوام
والقصيدة لم أطلع عليها في كتاب إنما نسبت إليه في أحد مواقع الإنترنت ونسختها منذ سنة وضيعت الرابط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 11:31]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الردود الطببة وأسأل الله أن يلعن هذا الخبيث ما لم يكن قد تاب عن غيه وضلاله وأقول ما لم يكن قد تاب لأن هذه القصيدة تنسب إليه ولم أستطع الحصول عليها كاملة وهي:
عز الورود .. وطال فيك أوام
........ وأرقت وحدي .. والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا
........ وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم .. ولم أكد
........ وتقطعت نفسي عليك .. وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني اغلقت
........ أبواب مدحك .. فالحروف عقام
أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني
........ خجلا .. تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى
........ جل المقام .. فلا يطال مقام
وزري يكبلني .. ويخرسني الأسى
........ فيموت في طرف اللسان .. كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في
........ شوق .. تقض مضاجعي الآثام
أرجوالوصول فليل عمري غابة
........ أشواكها .. الأوزار .. والآلام
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا
........ نفحات نورك .. وانجلى الإظلام
أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي
........ أيرد عن حوض النبي .. هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
........ والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلماما به
........ أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة
........ عصماء قبلي .. سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم
........ أسوار مجدك فالدنو لمام
ودنوت مذهولا .. أسيرا لاأرى
........ حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائر
........ قد عاقه عمن يحب .. زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا
........ فتدفق الإحساس .. والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى
........ وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملءروحي .. وهج حبك في دمي
........ قبس يضيء سريرتي .. وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا
........ حتى أضاء قلوبنا .. الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخش العدى
........ من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فأختفت
........ صور الظلام .. وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي
...... فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة
....... وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن .. أصبح خبزنا فمساؤنا
........ شجن .. وطعم صباحنا أسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا
........ فكأن وجه النيرين .. ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة
....... وعلى القلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا
....... من مهده الأشواك كيف ينام
إلى أن يقول في نهايتها ..
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون
....... ولا مجير وضيعت .. أحلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهم
..... وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة .. وتمزقا
....... فكأنهم بين الورى .. أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم
....... لاغرو .. ضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة
....... تدعى .. بها يستيقظ النوام
والقصيدة لم أطلع عليها في كتاب إنما نسبت إليه في أحد مواقع الإنترنت ونسختها منذ سنة وضيعت الرابط
أهلا أهلا بالأستاذ الفاضل / علي المحيميد
زادك الله فضلا وخيرا وجزاك كل فضيلة
كنت أظن القصيدة لنزار حتى قرأت للشاعر يحيى توفيق حسن
في جريدة الجزيرة (الثقافية) خطابا بين فيه أن القصيدة له وهي منشورة في موقعه على الشابكة (الإنترنت)
وقد طبعت في أحد دواوينه القديمة.
والنص الذي لا يخالف الشريعة نقبله ولا يهمنا ممن صدر
لأن الأدب الإسلامي أدب نص لا أدب شخص
وهذا أمر فطري لا يحتاج إلى تقرير
وعذرا على الاستطراد أيها الشيخ الكريم
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 11:34]ـ
الديوان يحمل اسم القصيدة: صلى عليك الله صدر عام 1995م
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 05:19]ـ
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين على هذا البيان وليت من اطلع على كامل القصيدة أن يذكرها مشكورا مأجورا.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 11:32]ـ
عذرا أخي الأستاذ الفاضل حسين فلم أنتبه إلى أن المشاركتين لك
ـ[بسومي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:16]ـ
اعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلالة بعد الهداية.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خيراً أخانا (حسين العفنان) .... .
وقد أطال النفس في فضح هذا الزنديق:
فضيلة الشيخ: ممدوح بن عليان الحربي ـ حفظه الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
في كتابه المستطاب " السيف البتار في نحر نزار ومن خلف من المرتدين الفجار "
وافق على نشره كل من:
سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله –
وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
وقرظه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية
الشيخ/عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
المحدث العلامة حمدي السلفي
الطبعة الثانية / دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة
وهذا رابط الكتاب: http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=75
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:43]ـ
شكر الله لك اخي، وشكر الله للدكتور ناصر بن سعيد الغامدي .. فقد فضح القوم وكشف عوارهم، ولكن المؤسف أن كتابه ليس في متناول يد العوام، وددت والله لو تعاونا في تلخيص بعض ما جاء في كتابه ونشره في المنتديات، وبخاصة العامة منها، فوالله إن كثيرا من شبابنا -ذكورا وإناثا - قد أصيبوا بلوثة حداثية، فتجدهم في المنتديات العامة غاية في الانبهار بالقيح والرجس الذي يكتبه أولئك الحداثيون .. !!
ولقد أصابتني الدهشة والجمتني الفاجعة وأنا أقرأ لمراهق فكري ومفتون حداثي من أبنائنا وهو يقول مبررا اعجابه بأحد نصوص درويش الالحادية:
مسألة أخرى: وهي إعجابي بما كتبه الشاعر، أنا بإمكاني أن أنظر مثلاً إلى لوحة يدعي رسامها أنه رسم الله فيها، هو امتهان صريح لقدسيته سبحانه وتعالى لا أقبل به ولا أؤيده، لكن كنظرة فنية للوحة لا تمنعني تلك الإساءة من النظر إلى جماليات اللوحة والإعجاب بتفاصيلها الفنية وقدرات رسامها الإبداعية، رغم رفضي للفكرة أساساً وإيماني بمخالفتها للعقيدة لكني حين أتذوق جمال اللوحة فلست مظطراً لاتباع تلك المخالفة العقدية والقبول بها بل يكفيني تذوق جمال أدواتها الفنية وترك الباقي، ذات الأمر يمكن أن ينطبق على بعض الشعر الحداثي، لكن في النهاية هذا رأيي فقط، وأتفهم امتعاض البعض منه وعدم قبولهم له،
انظروا كيف انطلت حيل الحداثيين على هذا الحدث!!
والله الذي لا إله إلا هو أني قد فجعت وأصبت بذهول عندما قرأت كلامه، وعلمت أنهم قد عاثوا فسادا في عقول شبابنا .. !!
فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به ..
وكلمة أخيرة للاخوة والأخوات هنا ..
لا بد من استفراغ الطاقة في سبيل فضح هؤلاء الحداثيين في منتدياتنا العامة، ولا يقولن أحدكم أو احداكن: نحن طلبة علم لا يليق بنا أن نكتب في منتديات كهذه، فالرسول صلى الله عليه وسلم أتى كفار قريش في منتدياتهم يدعوهم، والله إنه لمن الظلم أن نترك اخوتنا نهبا لسموم الحداثيين، وأخشى والله على من تقاعس وتردد أن يبؤ بشيء من اثمهم فغالبهم صغار السن قليلوا الحيلة فقراء المعرفة جهلة بأمور دينهم، قد لبس عليهم بتمرير هذه النصوص بحجة أن لها ظاهر وباطن وأن معناها مجهول وووالخ
فالله الله بالقيام تجاه هؤلاء بما تبرأ به الذمة ..
وتقبلوا تحياتي واعتذاري ..
ـ[أم عمر]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:32]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم العباد وجزاكم الله خيرا على نقلكم لكلام الدكتور ناصر بن سعيد الغامدي
بالنسبة لما ذكرت فهو مهم جدا لكن إن لم ننقل تلك الصوره للواقع ولمن نحتاج فعلا أن يسمعوه فالأمر كما لم يكتب
لو أننا نحاول أن نعطي جزءا من وقتنا للدخول لعالمهم كما فعل قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأينا للحداثيين مكان يقصدونه للدخول إلى عقول شبابنا
ليس لدي العلم الكافي لكن أحاول جاهده بما أعلم للتصحيح قدر المستطاع إلا أني مازلت أحاول جاهده أن أبعد تلك الأفكار لكن لاجدوى بسبب أني لست ملمه بالقدر الكافي بالمواضيع
نحتاج لكم وبكثره للدخول هناك
فلماذا دائما نجعل هناك حواجز تجعلهم فعلا يؤمنون بما تصلهم من الأفكار ونحن نحاول أن نبعد عنهم خوفا من أن تصلنا بعض الكلمات
لماذا نرى هؤلاء الحداثيين بكل مكان يتواجدون ونحن لا
والله لو اقتبس لكم كلام من ابنائنا لقلتم بأن هذا الكلام لحداثي وهو من شخص لايعرف من هم الحداثيين اصلا لعلمتم بخطرهم في عقول شبابنا
نفع بعلمكم العباد
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 01:44]ـ
جزى الله الكاتب خير الجزاء، وبقية الإخوة والأخوات ...
وأورد كذلك الشيخ سيد بن حسين العفاني في كتابه: أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
شيئًا من غثائه وزندقته وفجوره اللا محدود ... في الصفحات 40 - 48 من المجلد الثاني
وعرّف به فقال: الزنديق شاعر الإباحية ...
وقد طبع الكتاب المذكور في دار ماجد عسيري، ثم قام بعض الإخوة بتصوير الكتاب ...
ـ[عابر السبيل]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 02:31]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد
سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم السؤال التالي فأجاب
المصدر ( http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=9097)
نزار قباني شاعر سوري زنديق ولدية أشعار تقشعر منها الابدان ويشيب منها الرأس لما فيها من الاستهزاء بالله والدين والكفر الصريح وقد جمع فيه الشيخ ممدوح الحربي كتاب اسمة (السيف البتار في نحر الشيطان نزار ومن وراءه المعتدين الفجار) وافق على نشره العلامة الفاضل بن باز وغيره من المشايخ وقد إطلعت انا على هذا الكتاب وقرأتة كذلك قرأت عدة من الفتاوى من مركز الفتوى على ان نزار كافر زنديق .... إلى اخره
سؤالى لكم
ما حكم كتابة شعر نزار قباني في المنتديات أو تداولها عبر رسائل الجوال وانا لا اقصد جميع شعره وإنما الشعر الذي لا قبيح ولا إستهزاء فيه , كذلك أحد الاخوة يقول انه لا شيء في ذلك وإننا ما نأخذه من شعرة هو الطيب منه وليس القبيح وضرب لي مثل ذلك بأننا نأخذ من الغرب والنصارى الشيء المفيد والذي لا يتعدى حدود الشرعية واما غير ذلك فلا نأخذ
هذا ما جعلني اشك بألامر واطلب منكم الايضاح بشكل واضح مفيد
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين، ولكم بمثل ما دعوتم.
الأمر كما ذكرت ونقلت، له أشعار فيها زندقة عليه من الله ما يستحقّ .. ولا يجوز نشر شعره ولا تناقله بين الناس؛ لِعدّة أسباب:
الأول: لأن مِن شأن هذا أن يتساهل الناس في أمْره وأمْرِ مَن هو على شاكلته.
الثاني: تهوين الزندقة في عيون الناس، وتلميع ذلك الزنديق.
الثالث: أن هذا قد يتضمّن التغرير بِمن لا يعرفه، فقد ينقل أو يقرأ مِن شِعْرِه ما فيه زندقة وكُفر، فَيَحْمِل الذي سوّغ له ذلك إثمه وضلاله.
الرابع: أن الحيّ لا تُؤمن عليه الفتنة – كما قال الصحابة رضي الله عنهم -، فقد يُفتن الحيُّ بالهالكِ الزنديق، ويُعجَب بِشِعْرِه، فربما حَمله ذلك على تسويغ ما وقع فيه من زندقة، أو التماس العُذر له!
وهذا أمْر مُشاهَد في حال الإعجاب؛ فإن الإعجاب بالشخص – أيًّا كان – ربما حَمَل الْمُعْجَب إلى التماس الأعذار لِمن أُعْجِب به.
وربما جعله ينظر إلى سيئاته العِظام وكُفره على أنها أمور غير مُهمّة!
ألا ترى إلى بعض الكُتّاب اليوم كيف حملهم الإعجاب بالغرب إلى مُحاولة تلميع الكُفر؟! حتى أصبحنا نقرأ ونسمع عن تسمية الكافر بـ " الآخر " تلميعا وتهوينا من شأن الكُفر!
والله تعالى أعلم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 05:18]ـ
-------
0000000
-------
ـ[سلمان]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 05:26]ـ
الله المستعان ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 06:07]ـ
بسم الله علينا!!
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:20]ـ
شعراء الحداثة إمابعثي او شيوعي
وصدر كتيب مفيد وهو (نحر الشيطان نزار)
بين كاتبه خبث هذا الشيطان وزندقته
نسأل الله العافية.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 06:01]ـ
كيف لايتأثر الشباب بشعره وبزندقته وسخفه التوصيفي للمشاعر والمنادون له ولثقافته من كبار الدعاه حسب مايعرف عامة الناس فكم من مناسبه بجل عائض القرني له وقدم له كمبدع ولايمكن ان يتخلى عن دواوينه وكم أشار سلمان العوده الى ذلك
المشكله ليست في نزار قباني فقد أفضى الى ماقدم ولكن الخطر فيمن لاتعرف على أي بقعه يمكن ان تجمع أفكارهم ورؤاهم فهم مره يهيمون عشقاً في الحضاره الغربيه وحينا يبكيان على عيشة السلف الصالح وبساطتها وتجدهم يمتدحون رؤوس النفاق والشرك حينا ثم لايلبثوا ان يشددوا على أهمية التوحيد
ابدأوا بتطهير جوارنا من المضطربين نفسيا ومن ثم يمكن ان نفرغ لحماية مجتمعنا وشبابنا من التأثير الخارجي ممن بان انحرافه واتضح فسقه
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 06:12]ـ
شعراء الحداثة إمابعثي او شيوعي
وصدر كتيب مفيد وهو (نحر الشيطان نزار)
بين كاتبه خبث هذا الشيطان وزندقته
نسأل الله العافية.
وهذا هو:
http://www.pdfshere.com/up/images/extensions/rar.png (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=1345)
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[أشجعي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 06:18]ـ
جزاك الله خيرا للتنبيه و ...
لعنة الله عليه.(/)
لماذا كان اعتقاد في شيء ليس بسبب شرعا و لا قدرا شركا أصغر؟
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 07:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يذكر العلماء في مسألة الشرك الأصغر أن من اعتقد في شيء أنه سبب لدفع ضر مثلا و هو ليس بسبب شرعا و لا قدرا فقد أشرك شركا أصغر
فلماذا كان هذ من الشرك الأصغر؟ لا سيما على قول من يقول أن الشرك الأصغر هو ما أطلق عليه أسم الشرك و لم يصل إلى حد الشرك الأكبر
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[26 - Mar-2007, صباحاً 12:56]ـ
لأن الشرع يطلق اسم الشيء على أسبابه ..
فيطلق الزنا على النظر والتعطر مثلاً ..
ويطلق على اسباب وذرائع الشرك الأكبر لفظة الشرك لكن الأئمة من السلف فهمومها على أنها شرك أصغر ..
فاعتقاد ما ليس سبباً سبباً هو من نوع خرافات الجاهلية التي كانت سبباً في وقوعهم في الشرك كاعتقادهم النفع بالتميمة مثلاً وتطيرهم بالغراب أو البوم ونحو ذلك .. مما كان يجرهم لصرف شيء من العبادات القلبية لغير الله كالخوف والمحبة ونحوها ..
والله أعلم بالصواب.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2007, صباحاً 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي أبا عمر
فهل معنى هذا أن هذا النوع من الشرك غير النوع الذي سماه الشارع شركا كالرياء و ربما يدل على هذا التقسيم أن العلماء بعضهم يعرف الشرك الأصغر بأنه ما كان ذريعة للشرك الأكبر يقصدون القسم الأول و بعضهم قال الشرك الأصغر هو ما سماه الشارع شركا و لم يصل إلى حد الأكبر و يقصدون القسم الثاني فما تعليقكم بارك الله فيكم؟(/)
هل المخالف في حديث الصورة من جنس ابن خزيمة يصدق عليه أنه قال بقول الجهمية ............
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 08:25]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
وقفت في هذه المسألة على قولين:
الأول: نعم يصدق عليه أنه قال بقول الجهمية،ويدل على ذلك أن أحداً من أهل العلم الذين أفاضوا في تلكم المسألة كشيخ الإسلام لم يحاول نفي ذلك عنه .... بل منهم من يسوق عبارة الإمام أحمد في سياق رده على مثل ابن خزيمة كصنيع الشيخ التويجري .... (وقطعاً مسألة إعذار ابن خزيمة خارجة عن محل البحث فالبحث في مجرد إطلاق هذه العبارة عليه).
الثاني: منع صدق هذه العبارة في حقه،والمانعون يستندون في منعهم إلى الفرق الظاهر بين مأخذ ابن خزيمة ومأخذ الجهمية ومعالم هذا الفرق تشكلها الأمور التالية:
1 - ابن خزيمة يثبت أصل صفة الصورة كما هو ظاهر في تبويبه: ((
باب ذكر صورة ربنا جل وعلا)).
2 - ابن خزيمة يضعف لفظة: ((على صورة الرحمن)) فليست الأدلة في حقه صريحة كصراحتها في حق الجهمية.
ويعضدون ذلك بقولهم أنه لافارق بين هذه المسألة وبين قول من قال بأن الآية لا تثبت صفة الساق ويقتصر على إثباتها بالحديث ولم يكن هذا قدحاً في حقه .. فمن نفى أن الدليل المعين يثبت الصفة ليس كمن ينفي أصل ثبوت الصفة ..
فما هو رأيكم في كلام الفريقين ..
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 09:02]ـ
أولا، ما ضابط كون الشخص جهميا أو لا؟؟
أقول: أي الضابط الذي لا يختل!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 09:10]ـ
ليس هذا هو محل البحث فنحن نبحث في: هل قال بقولهم لا نبحث في: هل هو منهم ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 10:11]ـ
نفع الله بكم
يبدو أنَّ من نظر إلى النتيجة جعله موافقاً لهم
ومن نظر إلى المقدمة التي استند إليها في تقرير القول نفى عنه الموافقة
وأما إطلاق الموافقة لهم ففيها بعد، لما ذكرتم من اعتبارات
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2007, صباحاً 03:37]ـ
/// لا يكون منهم، إذ أساس نفيه ليس كأساسهم.
/// ومثل هذا كثيرٌ، من نفى صفة الهرولة، أو الـ (في)، أو غير ذلك.
- إمَّا لكون الحديث لا يصحُّ عنده مثلًا.
- أو أنَّ لفظته التي بها الخلاف لا تصحُّ عنده.
- أوأنَّ للحديث تأويلًا بقرينةٍ، ولو ضعيفًا عند غيره ... الخ
/// وهذه كلُّها ليست -ابتداءًا- منطلق الجهميَّة في نفي الصِّفات، في مقابل طونه لا ينفي الصِّفات كنفيهم، لا بأدلَّتهم العقليَّة، ولا بالنفي المحض، ولا بأمورٍ تبيِّن المخالفة بينهما.
/// ويظهر أنَّ ما نُقِلَ عن أحمدَ في مثل هذا إنَّما أُرِيدَ به التَّنفير، كما نُقِل عنه أنَّه قال: (من قال: "لفظي بالقرآن مخلوقٌ" فهو جهميٌّ)؛ إذ العبارة محتملةٌ وإن كان الأولى تركها.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:23]ـ
لا يا أخي ابن خزيمة ليس جهمياً لمجرد أنه خالف في حديث الصورة!!!! فهو من أهل الحديث المعروفي وهو ثقة في الحديث.
وإذا قلت أنه من الجهمية يلزمك أن تقول أن الأباني جهمياً والعياذ بالله لأن الالباني ينفي أن يكون آدم خلق على صورة الرحمن كما قال أبو ثور رحمه الله , وذلك لا يخدش في عدالتهم أبداً لأنهم مجتهدين وكل مجتهد قد يصيب وقد يخطىء.
ولكن العلماء على أن آدم على صورة الرحمن منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وابن حجر والذهبي الذين صححوا الحديث.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:17]ـ
المسألة فيها خلاف بين العلماء فمنهم من يُرجع الضمير إلى الله عز وجل، ومنهم من يرجعه إلى اّدم بمعنى أن اّدم خلق على هيئته مرة واحدة ولم يكن نطفة فعلقة ..... إلخ(/)
سؤال في شرح الفوزان للمعة الاعتقاد
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 06:19]ـ
قال الشيخ صالح الفوزان وفقه الله وبارك في عمره في شرح لمعة الاعتقاد:
ثم بعد ذلك يأمر إسرافيل بالنفخ في الصور، فينفخ في الصور – والصور هو القرن الذي فيه الأرواح – فتطير كل روح إلى جسدها، فيحيا هذا الجسد ويتحرك.
أخواني رعاكم الله ما هو مستند الشيخ وفقه الله في هذا القول
((الصور هو القرن الذي فيه الأرواح))
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 11:28]ـ
المراد بالصور عند الجمهور هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، وقال بعض السلف: يوم ينفخ في الصور جمع صورة، وهو قول مرجوح ضعيف.
وراجع كلام المفسيرين كاطبري وابن كثير وغيرهم عند قول الحق تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ} (73) سورة الأنعام
ولعل الشيخ أراد المعنى الثاني وذكره بالمعنى.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Mar-2007, صباحاً 07:48]ـ
شيخناالفاضل: جزاكم الله خيرا،وبارك في علمكم.
كلام الشيخ حفظه الله صريح في أن الأرواح داخل الصور، فمن أين له هذا القول.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Mar-2007, صباحاً 09:10]ـ
كلام الشيخ حفظه الله صريح في أن الأرواح داخل الصور، فمن أين له هذا القول.
أخذَه من حديث الصور الطويل
وهو مركبٌ من أحاديث عدة، وقد ساقه بتمامه السيوطي في الدر المنثور في تفسيره لسورة الزمر، وابن كثير في التفسير، وساق بعضه ابن القيم في الروح
وهو عند الطبراني في المطولات، وأبي الشيخ في العظمة، وابن جرير في التفسير، وابن أبي حاتم كذلك في التفسير، وإسحاق في مسنده، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة، والبيهقي في شعب الإيمان، وغيرهم
ويُنظر:
فتح الباري للحافظ ابن حجر -كتاب الرقاق- باب نفخ الصور؛ ففيه كلامٌ مهم نقله الحافظ عن بعض الأئمة
وضعيف الترغيب للشيخ الألباني (2224)
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Mar-2007, مساء 06:19]ـ
بارك الله فيك أخي الحمادي.
صَلُبتَ عُوداً وَدُمتَ جُوداً **** وَفُقتَ فَرعاً وَطِبتَ أصلاَ(/)
أيهما أفضل خديجة و عائشة رضي الله عنهما؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 09:54]ـ
أيهما أفضل؟
قال ابن كثير رحمه الله:
هذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديماً وحديثاً وتجاذبها طرفا نقيض أهل التشيع وغيرهم لا يعدلون بخديجة أحداً من النساء، لسلام الرب عليها وكون ولد النبي صلى الله علية وسلم جميعهم إلا إبراهيم منها وكونه لم يتزوج عليها حتى ماتت إكراماً لها وتقدم إسلامها وكونها من الصديقات ولها مقام صدق في أول البعثة وبذلت نفسها ومالها لرسول الله صلى الله علية وسلم.
وأما أهل السنة فمنهم من يغلوا أيضاً ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف ولكن تحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق، ولكونها أعلم من خديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها، ولم يكن الرسول صلى الله علية وسلم يحب أحداً من نسائه كمحبته إياها ونزلت براءتها من فوق سبع سموات وروت بعده عنه عليه السلام علماً جماً كثيراًً طيباً مباركاً فيه حتى قد ذكر كثيراً من الناس الحديث المشهور ((خذوا شطر دينكم عن الحميراء))
والحق أن كلاً منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيره والأحسن التوقف في ذلك، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل ومن ظهر له دليل يقطع به، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم والمسلك الأسلم أن يقول: الله أعلم.
البدية والنهاية 3/ 139
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيك
من شرح الواسطية للشيخ البراك:
يقول شيخ الإسلام: وخصوصًا خديجة وعائشة.
فخديجة أم أكثر أولاده؛ لأنها أولى زوجاته، وهي من أسبق السابقين إلى الإسلام، وعائشة التي قال فيها الرسول (ص):"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". (1)
وأهل السنة مختلفون في المفاضلة بينهما، فقوم فضلوا عائشة، وقوم فضلوا خديجة، ومنهم من قال: إن هذه أفضل من وجه، وهذه أفضل من وجه (2)، وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيل خديجة: قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها (3)، وكلهن فُضْليات رضي الله عنهن.
--------------
(1) رواه البخاري (3411) ومسلم (2431) من حديث أبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(2) هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم. مجموع الفتاوى 4/ 393، وبدائع الفوائد 3/ 1104.
(3) وهذا اختيار الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7/ 134.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 02:13]ـ
وجزاك أخي الكريم
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 06:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي إقتراح أود أن تشاركوني فه هل له وجه من الصحة أم لا
ما دام أن خديجة رضي الله عنها خدمت النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف وأن عائشة رضي الله عنها خدمت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فخدمة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من خدمة الأمة كلها وهذا الترجيح بالنسبة لهذا الوجه فقط وأنا أظن أنه يكفي لترجح أفضلة خديجة على عائشة ولكن ملن منهن نحبها ونتقرب بحبها إلى الله عز وجل والله تعالى أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:22]ـ
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:ما أبدلني الله خيرا منها؟ .. هذا رواه أحمد .. وإذا صحّ .. فهو يقطع أي نقاش
وقد قال ابن كثير عن إسناده: لا بأس به ..
.. ولو جمعنا إليه أن الله تعالى أقرأها السلام ..
في حين أن عائشة رضي الله عنها .. ورد أن جبريل عليه السلام قد أقرأها السلام .. كان ذلك مزيد دلالة .. أن خديجة أفضل
وكلام ابن كثير الذي ذكره الأخ الفاضل آل عامر .. كلام قيّم
وعلى أية حال .. الذي تميل إليه النفس .. أن الفرق بينهما دقيق أدق من الشعرة ..
وكلاهما من العظماء ..
والحمد لله رب العالمين
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 01:56]ـ
ترجيح أفضلية خديجة رضي الله عنها يتقوى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما أبدلني خيرا منها. إن صح. والله أعلم
رضي الله عن أمهات المؤمنين جميعا.
وبارك الله فيكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:02]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
قالت عائشة: " استأذنت هالة بنت خويلد - أخت خديجة - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: اللهم هالة، قالت عائشة: فغرت وقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الاول، قد أبدلك الله خيرا منها؟ " هكذا رواه البخاري،
فأما ما يروى فيه من الزيادة: " والله ما أبدلني خيرا منها " فليس يصح سندها.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:06]ـ
الأخ الكريم / أبو عبد المهيمن ...
الأخ الكريم د/ أبو القاسم
الأخ الكريم / كمال ...
شكر الله مروركم، وأحسن إليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:27]ـ
أخي الفاضل آل عامر .. حفظه الله تعالى .. لست دكتورا ..
وبيني وبين "الدكترة" كما بين المشرق والمغرب
وبخصوص الرواية فإنما نقلت حكم ابن كثير في الرواية بالزيادة .. لا بالأصل التي في البخاري
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 06:05]ـ
بارك الله فيك أخي أبا القاسم،
وبيني وبين "الدكترة" كما بين المشرق والمغرب
بل بينها وبينك المفاوز، وأنت أهل لها ....
وقد قال ابن كثير عن إسناده: لا بأس به ..
نعم أنت نقلت الزيادة ولكن ابن كثير قال في سندها ما ذكرت لك أخي
وأنت - حفظك الله - نقلت قوله لا بأس به ..
فهل ضعف ابن كثير هذه الزيادة ثم تراجع أم ماذا ......
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 12:12]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمامُ أحمد رحمه الله تعالى في حديث عائشة من المسند:
25606 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ - قَالَتْ - فَغِرْتُ يَوْماً فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْراً مِنْهَا. قَالَ «مَا أَبْدَلَنِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِى إِذْ كَفَرَ بِى النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِى إِذْ كَذَّبَنِى النَّاسُ وَوَاسَتْنِى بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِى النَّاسُ وَرَزَقَنِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِى أَوْلاَدَ النِّسَاءِ». {6/ 118} معتلى 12135 مجمع 9/ 224
ومبلغُ علمي أن مجالد بن سعيد ضعيفٌ، والله تعالى أجلُّ وأعلم
راجع (سؤالات الميموني 362 و 472 والجرح والتعديل 8/ 1653 والكامل 1901) وذكره البخاري في الضعفاء
وقال الترمذي:
1145 ج - وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَائِمِ لأَنَّ مُجَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ قَدْ ضَعَّفَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. 1119
وقال:
1205 ج - وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِى مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. 1172
وقال:
4357 - وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ ابْنُ أَبِى لَيْلَى لاَ يُحْتَجُّ بِهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ تَكَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ وَغَيْرِهِمَا إِنَّمَا تَكَلَّمُوا فِيهِمْ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِمْ وَكَثْرَةِ خَطَئِهِمْ وَقَدْ رَوَى عَنْهُمْ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ فَإِذَا انْفَرَدَ أَحَدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ بِحَدِيثٍ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ لَمْ يُحْتَجَّ بِهِ كَمَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ابْنُ أَبِى لَيْلَى لاَ يُحْتَجُّ بِهِ إِنَّمَا عَنَى إِذَا تَفَرَّدَ بِالشَّىْءِ وَأَشَدُّ مَا يَكُونُ هَذَا إِذَا لَمْ يَحْفَظِ الإِسْنَادَ فَزَادَ فِى الإِسْنَادِ أَوْ نَقَصَ أَوْ غَيَّرَ الإِسْنَادَ أَوْ جَاءَ بِمَا يَتَغَيَّرُ فِيهِ الْمَعْنَى فَأَمَّا مَنْ أَقَامَ الإِسْنَادَ وَحَفِظَهُ وَغَيَّرَ اللَّفْظَ فَإِنَّ هَذَا وَاسِعٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا لَمْ يَتَغَيَّرِ الْمَعْنَى.
وقال:
650 ج - قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِىِّ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ. وَقَدْ ضَعَّفَ مُجَالِداً بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ كَثِيرُ الْغَلَطِ. 648
والصحيح ما رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء من الصحيح، باب 32
(يُتْبَعُ)
(/)
3411 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِىِّ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ». أطرافه 3433، 3769، 5418 - تحفة 9029 - 193/ 4
وقد وقفت في هذا الباب على حديثٍ آخر رواه الإمام أحمد في المسند، ولم يتسنَّ لي وقت كتابة هذه السطور النظر في أسانيده كما ينبغي
قال الإمام أحمد:
2720 - حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِى الْفُرَاتِ عَنْ عِلْبَاءَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ قَالَ «تَدْرُونَ مَا هَذَا». فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ». تحفة 6159 معتلى 3733 مجمع 9/ 223
وقال:
2957 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عِلْبَاءَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ قَالَ «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ». تحفة 6159 معتلى 3733
وقال:
3014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ قَالَ حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَّ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ ثُمَّ قَالَ «أَتَدْرُونَ لِمَ خَطَطْتُ هَذِهِ الْخُطُوطَ». قَالُوا لاَ. قَالَ «أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ». تحفة 6159 معتلى 3733
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 151)
حدثني محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب، قال: سألت أحمد بن حنبل عن علباء بن أحمر فقال: لا بأس به ما أعلم إلا خيرا
وقال: ذكره أبى عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: علباء بن أحمر ثقة
وقال: سئل أبو زرعة عن علباء، فقال: بصرى ثقة
والله تعالى أجلُّ وأعلم
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:ما أبدلني الله خيرا منها؟ .. هذا رواه أحمد .. وإذا صحّ .. فهو يقطع أي نقاش
وقد قال ابن كثير عن إسناده: لا بأس به ..
.. ولو جمعنا إليه أن الله تعالى أقرأها السلام ..
في حين أن عائشة رضي الله عنها .. ورد أن جبريل عليه السلام قد أقرأها السلام .. كان ذلك مزيد دلالة .. أن خديجة أفضل
وكلام ابن كثير الذي ذكره الأخ الفاضل آل عامر .. كلام قيّم
وعلى أية حال .. الذي تميل إليه النفس .. أن الفرق بينهما دقيق أدق من الشعرة ..
وكلاهما من العظماء ..
والحمد لله رب العالمين
ـ[قلب طيب]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 09:09]ـ
رضي الله عنهما أجمعين و عن أمهات المسلمين أجمعين
أحبهن كلهن
و لكن أمنا خديجة لها وقع خاص في نفسي
أسأل الله أن يحشرني معها
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 12:46]ـ
سبحان الله، والله أعجب لهذا الحرج الذي يجعل البعض مترددا فب تفضيل السيدة خديجة، مع أن النصوص صريحة في هذا الأمر، بل العحب ممن يحاول تفضيل عائشة، فقوله عليه الصلاة والسلام: (والله ما أبدلني الله خيرا منها) حاسم للنزاع، وقد ذكر صلى الله عليه وآله وسلم مبررات هذا التفضيل، فلم هذا التردد الغريب؟
هذا كله مع معرفة فضل الصديقة عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
ـ[من أرض الكنانة]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 09:33]ـ
جزاكم الله خيرا
أمنا خديجة زوجة رسول الله وأم أولاده وأفضالها كثيرة، وأمنا عائشة زوجة رسول الله وأفضالها كثيرة، رضي الله عنهما وجمعنا بهما في عليين، لهما من القدر والمودة والحب في قلوبنا ثنتيهما وزوجات رسول الله جميعهن، مافائدتنا من أيهما أفضل وأرفع؟، ثنتيهما ذكر لنا صلى الله عليه وسلم فضلهما ومكانتهما في قلبه، فعلينا الحب لهما وذكر فضلهما ومواقفهما التي ذكرت لنا ولا نتعارك نحن في قضية ما وراءها سوى الفتنة والتناحر والتعدي، والله أعلم بهذه الأمور لا شأن لنا فيها ولا تعود علينا بفائدة سوى أننا سننقص من قدر إحداهما بسبب مغالاتنا في حب أخرى، بل الضرر في التوسع في هذا الأمر نخشى على أنفسنا من شيء يقع في قلوبنا ضد أحدهما فيقلل من هيبتنا لهما رضي الله عنهما وأرضاهما وجمعنا بهما في الفردوس الأعلى وكفانا شرور أنفسنا(/)
هل النبي قال:- من كنت مولاة فعلي مولاه؟؟
ـ[سلطان المصري]ــــــــ[26 - Mar-2007, صباحاً 12:10]ـ
هل النبي قال:- من كنت مولاة فعلي مولاه؟؟
نعم هذا ما ادعاه الشيعه
تمسكت الشيعه بأن علي ابن ابي طالب هو الاحق بالخلافه وهذا حق الهي فقالوا: ان النبي لما نزل بغدير خم , في مكان بين مكه والمدينه اثناء رجوعه من حجه الوداع , فقام في الناس وخطب فيهم واعلن ان علي ابن ابي طالب: اخي ووصي وخليفتي والامام من بعدي وابلغهم ان الله تعالي انزل الايه الكريمه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة67 - لكن الصحيح ان هذه الايه نزلت في عام الحديبيه عند عوده النبي الي المدينه ولم تنزل في حجه الوداع وبين الحديبيه وحجه الوداع اربع سنوات. لكن التاريخ اثبت لنا بأنهم كذابون لقولهم ان النبي اوصي بخلافه علي بعده , في حين ان الخليفه بعد رسول الله كان ابو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب فعثمان (ولنا تعليق صغير) اذا كان علي رضي الله عنه وارضاه يعلم بأنه خليفه من الله ومنصوص عليها , اذا فلماذا بايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟! فان كان ذلك عن عجز فعجزه ينفي صلاحيته للامامه وان كان عن علم واغضاء فذلك عصيان لله وامره وبقبول علي ابن ابي طالب التحكيم في موقعه صفين يكون قد تنازل عن اقراره بالولايه والوصايه وذلك معناه تأثيم علي كما ان زعم الشيعه بقبول علي التحكيم وقبوله الخلافه من سبقوه من الراشدين كان حقنا لدماء المسلمين , لكن نرد عليهم ونقول لهم انتم كذابين ونسألهم ما رأيكم ايها الشيعه في دماء حروب الجمل وصفين وغيرهما , ويزعم الشيعه ان النبي قال: من كنت مولاه فعلي مولاة , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه , وان كان هذا الحديث صحيحا فهو دعوه الي مناصره علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوه الي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للابد كما يراها الشيعه. أما عن قول نبينا: (لو كان نبي بعدي لكان عمر) وهذا قول شديد التذكيه لعمر واشد وضوحا واكثر دلاله مما قيل في علي. والاشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم:-ان يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الامور الهامشيه – اذا قيست بأمور الخلافه والحكم بدليل تعرضه لامور الطهاره واداب قضاء الحاجه ثم يفوته الاعلان عن تلك الوصيه علي الملا والانسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير. فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك – لو صحت جدلا فانها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي , لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد. والامامه ليست منصبا الهيا , فالامام علي نفسه يقول وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني اميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري (نهج البلاغه ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر؟ ولا يقولن قائل ان سليمان ورث النبوه عن ابيه ام ان اسماعيل ورث النبوه عن ابراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس. فالله لم يجعل الخلافه والحكم امرا يتوارثه الابناء والاحفاد , ولو اراد الله تعالي انتقال الحكم او توريث الخلافه والولايه في عقب النبي الكريم لابقي علي الذكور من ابنائه. اليس من الاولي ان يكون اخبار الله تعالي للنبي بوصايه سيدنا علي بن ابي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران او منصوصا عليها في السنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رؤس الاشهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمساله كلها تتعارض مع اخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام المله. وكيف يوصي النبي بالامامه للاثني عشر اماما , في حين لم يتولها منهم الا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء سته اشهر تولي فيها الخلافه الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاويه – وزعم الشيعه ان اخر ائمتهم قد اختفي في السرداب منذ اكثر من الف سنه , ولم يمت وسوف يعود في اخر الزمان ليحكم الدنيا بالعدل بعد ان ملئت جورا , وما زالوا ينتظرون امامهم عند باب السرداب , ولم يعد ولن يعود. أجل لقد قال الحبيب المصطفي أنه – صلي الله عليه وسلم –مدينه العلم وأن علي ابن ابي طالب بابها. ولكنه قال ايضا ان ابا عبيده بن الجراح امين هذه الامه , وما زعم احد من ابناء ابن الجراح وجوب النص بولايته بمقتضي امانته , ولم يقل اتباعه بأنهم احق بالامامه بزعم ان الامانه اولي من الباب.ويذكر المقريزي في (الخطط -356 - 357) والمعروف عن المقريزي بميوله الشيعيه – أن أبن سبأ هو اول من احدث في زمن علي رضي الله عنه القول بوصيه الرسول صلي الله عليه وسلم لعلي , واحدث القول برجعته بعد موته الي الحياه الدنيا ويري الشيعه ان الحكم لو كان بيد علي وذريته لاكل الناس من فوقهم ومن تحت ارجلهم لبنا وعسلا. والتاريخ يشهد بخلاف ذلك , فمده خلافه علي دامت حوالي خمس سنوات مضت كلها في صراعات دمويه راح ضحيتها الوف من المسلمين , في حين لم يتجاوز عدد شهداء المسلمين في جميع غزواتهم مع الحبيب المصطفي عده مئات من الشهداء. ويقول الشيعه ان النبي صلي الله عليه وسلم حين خرج الي غزوه تبوك خلف علي ابن ابي طالب علي النساء والاطفال في المدينه , في حين قلد محمد بن مسلمه رعايه شؤون المسلمين واداره الحكم في المدينه , فقال له علي: اتخلفني في النساء والصبيان , فقال له النبي: أما ترضي ان تكون مني بمترله هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي. وليس في هذا الكلام ما يفيد اقتصار الامامه والخلافه علي سيدنا علي بن ابي طالب والا صح ذلك دليلا لكل من استخلفهم النبي في غزواته وجازت لهم الخلافه والحكم ومنهم ابو سلمه بن عبد الاسد وذيد بن حارثه , وابن ام مكتوم , ومحمد بن مسلمه وغيرهم , والقياس هنا غير صحيح لان موسي لم يكن حاكما بل كان نبيا ولم يستخلف هارون في الحكم وانما استخلفه في القيام بواجبات النبوه فهارون نبي وليس من سائر الناس , والحكم شئ والنبوه شئ اخر. ولو كان موصي بأستخلاف علي من الله بعد النبي لعهد اليه النبي بأدارة الحكم في جميع الغزوات التي تخلف فيها بدلا من اسنادها الي غيره. ويحكي الشيعه أن سيدنا علي بن ابي طالب قد تصدق وهو يصلي , اذ اعطي خاتمه لاحد السائلين , ويرون في ذلك ثبوت النص علي سيدنا علي بالخلافه بعد رسول الله بنص القران الكريم. ففي الايه 55 من سوره المائده ({إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} - ويرون أن الايه نزلت في حق علي بأتفاق المفسرين حيث اعطي السائل خاتمه وهو راكع في صلاته (وما اشد تهافت هذه الحجه) فحدوث ذلك الامر يطعن في خشوع سيدنا علي اثناء الصلاه , والخشوع شرط صحتها. ولو كانت المسأله صدقه بخاتم تثبت الخلافه , فما احق الخلفاء الراشدين بها , فابو بكر تبرع بكل ماله ولما سألة النبي ما تركت لعيالك , قال الله ورسوله , وكذلك عمر ابن الخطاب تبرع بنصف ماله , وعثمان بن عفان تبرع بقافله كامله من ثلاثمئه بعير والف دينار لتمويل جيش العسره , اين ذلك كله من خاتم دفعة صاحبه زكاة وليس تبرعا؟؟ ومن جهه أخري فالبنيه اللغويه للايه المذكوره تفند ما ذهب الية الشيعه من انها تعني ولايه علي – فكلمة الذين يُقصد بها الجمع لا المفرد , اي ليس المقصود بها سيدنا علي –كذلك فان كلمه انما للحصر , فاذا خصت الولايه لمن يدفع الزكاه وهو راكع فغيره لا , وان كان الحصر هنا يشمل علي ابن ابي طالب , فلا تجوز الولايه لغيره ممن في عقبه. كذلك لم تكن الزكاه واجبه علي سيدنا علي لانه كان فقيرا حتي انه انه لم يجد غير درعه يدفعها مهرا لزوجته فاطمه والتي كانت تسأله خادما يساعدها في شؤون المنزل, ولكنه لم يجد ما يعينه علي ذلك. والله لا يثني علي عبده الا اذا فعل محمودا ,
(يُتْبَعُ)
(/)
واعطاء الذكاة في حال الركوع مكروه ان لم يكن محرما , وحمد الذكاة يكون في المبادره بها لا انتظار الفقير الذي يطلبها والمعني الصحيح للايه المذكوره كما يراه الالوسي في روح المعاني – وهم راكعون حال من فعل الفعلين , اي يعملون ما ذكر من اقامه الصلاه وايتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله تعالي. ويذكر محمد بن يعقوب الكليني – محدثهم الكبير الذي عرض كتابه علي الامام جعفر الصادق فأقره ومدحه – ان ابا جعفر قال: بني الاسلام علي خمس: الصلاة والذكاه , والصوم والحج والولايه ولم ينادي بشئ ما نودي بالولايه يوم الغدير (الكافي في الاصول –باب دعائم الاسلام ص20). ورووا عن ابي عبد الله أنه قال: ولايتنا ولايه الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها (بصائر الدرجات باب 9 ج2وايضل كتاب الحجه من الكافي للكليني) وزعموا أن علي ابن ابي طالب قال: ان الله عرض ولايتي علي اهل السماوات وعلي اهل الارض , أقر بها من أقر , وانكر من انكر , انكرها يونس (عليه السلام) فحبسه الله في بطن الحوت حتي اقر بها (بصائر الدرجات) وحرص الشيعه علي مسأله الولايه شديد فلن تتحقق مساعيهم الارتزاقيه والعدائيه للاسلام واهله , بالامور التعبديه من صلاه وزكاه ,وانما بالسلطه والولايه والنفوذ. ويقصرون معرفه الله وعبادته علي من عرف الامام من الشيعه! وينسبون الي جعفر انه قال: انما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف امامه منا اهل البيت , ومن لم يعرف الله عز وجل ولا يعرف الامام منا أهل البيت , فأنما يعرف ويعبد غير الله (كتاب الحجه من الكافي –باب معرفه الامام) ويزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات) أما عن التخريف: فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانه التي عرضت علي السماوات. ويقولون: ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا (الكافي – كتاب الحجه) ولا يخفي ما في هذا القول من عنصريه شديده ما جاء بها الاسلام الا ليقوض دعائمها وهي تفاضُل الناس بحكم العرق والمولد. والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي , في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز علي الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق , كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعده الابديه في قرانه: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا. ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لائمتهم فيقولون: والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكه وانهم ليدينون بولايتنا (الكافي) ويقولون: ان ولايه علي عليه السلام مكتوبه في جميع صحف الانبياء. ولن يبعث الله رسولا الا بنبوه محمد صلي الله عليه وسلم (الكافي). وكيف يكون امر الوصايه بهذه الاهميه بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها بايه واحده في القران الكريم. عن ابي جعفر قال: لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولايه الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له علي الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من اهل الايمان (الكافي) وفي هذا الكلام تقويض للمله اذ يختصرون الدين كله في مجرد الاعتراف بالامامه , فلا قيمه في نظرهم للصلاه والزكاة والحج –وهي اصول الاسلام وأركانه –دون الاعتراف بالامامه. ويواصلون هذه المزاعم فيقولون: نزل جبريل علي النبي , فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام , ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن , والارضين السبع ومن عليهن , وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام , ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولايه علي عليه السلام , لاكببته في سقر (بحار الانوار) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي. – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين!! سئل ابي جعفر: لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين؟؟ قال: الله سماه , وهكذا أنزل في كتابه (واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين – (اصول الكافي كتاب الحجه ص 479). والشيعه يلوون معاني ايات القران الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم , وانظر ما يرونه في قول الله تعالي: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمه – (اصول الكافي) في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض. وائمة الشيعه لم يتمكنوا من الخلافه غير خلافه علي بن ابي طالب – نحو خمس سنوات – وخلافه ابنه الحسن – سته اشهر – كما تقدم , وهذا يعود بالطعن علي الائمه – لو أخذنا بتفسيرهم – لان الايه تشترط الايمان والعمل الصالح وتحقيق عباده الله وحده من غير شرك لتحقيق الاستخلاف فكأنما يقول الشيعه لائمتهم:لم يستخلفكم الله لانكم لم تحققوا الشرط في. ويفسر الشيعه الايه الكريمه (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى23 - بأنها توصيه المسلمين بالحسن والحسين رضي الله عنهما , وهذا غير صحيح , لان الايه من سوره الشوري وهي كلها مكيه وقد نزلت قبل ان يتزوج علي بفاطمه فزواجهما كان بالمدينه في العام الثاني من الهجره وقبل ميلاد الحسن والحسين , واذ وُلدوافي العامين الثالث والرابع من الهجره. وكيف يكون الاسلام دينا انسانيا للعالم كافه شرقه وغربه شماله وجنوبه , لاسوده وابيضه , ثم نتحدث عن عنصريه وطائفيه واضحتين. كيف نتحدث عن وجوب ان يكون حاكم الامه الاسلاميه من نسل علي بن ابي طالب او قرشيا او حتي عربيا , وهي الامه الانسانيه التي يفترض نظريا انها تمتد لتشمل الالمين. ان الاسلام نظام لا يتفاضل فيه احد علي احد بالعرق او الجنس او اللون , وانما بالتقوي , اي يحكم المسلمين مسلم صح اسلامه ومشهود له بالتقوي ويمتلك القدرات الاداريه التي تمكنه من قيادة الامة. ولما كان ذلك الحُكم هو الممكن الوحيد عقلا وشرعا فكيف يمكن الحديث عن توارث امامه او خلافه في دين عالمي ارتضاه الله تعالي للانسانيه جمعاء. فماذا لو توافرت شروط التفوق والافضليه والخيريه لقوم من اسكتلندا او السويد مثلا مع انتفاء هذه الشروط والصلاحيات عن المسلمين العرب أيكون من الواجب تنصيب حاكم الامه الاسلاميه من البدو المتخلفين لمجرد انهم من العرب أبناء المسلمين الاوائل؟ وكل كلام يصطدم مع عالميه الاسلام يكون كلاما مرفوضا.
(نقولات من امهات الكتب)
ورحم الله كاتبة
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 02:49]ـ
جزاك ربي خيرا يا سلطان المصري
أخوكم أبو عبد الرحمن اليمني(/)
حركة حماس وأحمد ياسين للشيخ اللحيدان
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 03:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال وجه إلى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن حركة حماس وأحمد ياسين (رحمه الله)
إليك المقطع الصوتي
http://www.alukah.net/majles/uploader/950_130_l7edan_yaseen.ram
منقول من موقع الذهبي للإسلام: http://www.islamgold.com/
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 11:30]ـ
رحمه الله وجزاه عنا خيرا، وتقبله فى الشهداء
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:07]ـ
جزاء الله الشيخ خير الجزاء
ورحم الله الشيخ المجاهد البطل احمد يس
ورفع الله عن اخواننا فى فلسطين وحمى الله حماس وقوى الله شوكتهم
...
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:50]ـ
اللهم تقبل الشيخ أحمد ياسين في الشهداء، وأخلف على المسلمين خيراً
جزاك الله خيراً أخي أبا عبدالرحمن
ورفع قدر الشيخ اللحيدان وبارك في علمه(/)
الملاحدة خمس طوائف في توحيد المعرفة والإثبات
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 02:59]ـ
فصل
[الملاحدة خمس طوائف في توحيد المعرفة والإثبات] والملاحدة في توحيد المعرفة والإثبات فرق كثيرة وأشياع متفرقة ولكن رءوسهم خمس طوائف:
الأولى سلبية محضا يثبتون إثباتا هو عين النفي ويصفون الباري تعالى بصفات العدم المحض الذي ليس هو بشئ البتة وليس له عندهم حقيقة غير أنهم يقولون هو موجود لا داخل العالم ولا خارجا عنه ولا مباينا له ولا محايثا وليس على العرش ولا غيره ولا يثبتون له ذاتا ولا اسما ولا صفة ولا فعلا بل ذلك عندهم هو عين الشرك وهذا هو الذي صرح به غلاة الجهمية وقد كان قدماؤهم يتحاشون عنه ويتسترون منه وكان السلف من أئمة الحديث يتفرسون فيهم ذلك وأنهم يبطنونه ولا يبوحون به وقد قدمنا عن جماعة من السلف قولهم في الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله يعبد ويقول بعضهم إنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشئ ولكنه لم يصرح بذلك ويظهره إلا ابن سينا صاحب الإشارات تلميذ الفارابي وهو منسوب إلى أرسطو اليوناني وهو يرجع إلى مذهب الدهرية الطبائعية في المعنى وهو الذي نصره الملحد الكبير نصير الشرك الطواسي وأشباهه قبحهم الله تعالى.
الطبقة الثانية الحلولية الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته وينزهونه عن استوائه على عرشه وعلوه على خلقه ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها وهؤلاء هم قدماء الجهمية الذين تصدى للرد عليهم أئمة الحديث كأحمد بن حنبل وغيره ولهذا قال جهم بن صفوان لما ناظره السمنية في ربه وحار في ذلك ففكر وقدر فقتل كيف قدر فقال هو هذا الهواء الذي هو في كل مكان وكذلك كان يقول كثير من اتباعه ولم يكن ولا هم يريدون ذلك وإنما كانوا يتوسلون به إلى السلب المحض والتعطيل الصرف كما فهمه منهم أئمة الإسلام رحمهم الله كلما أفصحوا به من نفي أسماء الباري وصفاته ورؤيته في الدنيا والآخرة وأفعاله وحكمته وغير ذلك كما تقدم حكايته قريبا ورد شبهاتهم الداحضة.
الطائفة الثالثة الاتحادية وهم القائلون إن الوجود بأسره هو الحق وأن الكثرة وهم بل جميع الأضداد المتقابلة والأشياء المتعارضة الكل شيء واحد هو معبودهم في زعمهم وهم طائفة ابن عربي الطائي صاحب الفتوحات المكية وفصوص الحكم وغيرهما مما حرف فيه الكلم عن مواضعه وتلاعب فيه بمعاني الآيات واتى بكفر لا يشبه كفر اليهود الذين قالوا العزيز ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله وقالوا هو الله وقالوا ثالث ثلاثة فإن النصارى وأشباههم خصوا الحلول والاتحاد بشخص معين وهؤلاء جعلوا الوجود بأسره على اختلاف أنواعه وتقابل أضداده مما لا يسوغ التلفظ بحكايته هو المعبود فلم يكفر هذا الكفر أحد من الناس وكان هذا المذهب الذي انتحله ابن عربي ونظمه ابن الفرض في تائيته (نظم السلوك) وأصل هذا المذهب الملعون انتحله ابن سبعين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر بن محمد بن قطب الدين أبو محمد المقدسي الرقوطي نسبة إلى رقوطة بلدة قريبة من مرسية ولد سنة أربع عشرة وستمائة واشتغل بعلم الأوائل والفلسفة فتولد له الإلحاد من ذلك وصنف فيه وكان يعرف السيمياء ويلبس بذلك على الأغبياء من الأمراء والأغنياء ويزعم أنه حال من أحوال القوم وله من المصنفات كتاب البدو وكتاب الهوى وقد أقام بمكة واستحوذ على عقل صاحبها أبي نمى وجاور في بعض الأوقات بغار حراء يرتجي فيه الوحي أن ينزل عليه كما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بناء على ما يعتقده من العقيدة الفاسدة من أن النبوة مكتسبة وأنها فيض يفيض على العقل إذا صفا فما حصل له إلا الخزي في الدنيا والآخرة إن كان مات على ذلك وكان إذا رأى الطائفين حول البيت يقول كأنهم الحمير حول المدار وأنهم لو طافوا به كان أفضل من طوافهم بالبيت فالله يحكم فيه وفي أمثاله وقد نقلت عنه عظائم من الأقوال والأفعال توفي يوم ثمانية وعشرين من شوال سنة تسع وستين وستمائة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطائفة الرابعة نفاة القدر وهم فرقتان فرقة نفت تقدير الخير والشر بالكلية وجعلت العباد هم الخالقين لأفعالهم خيرها وشرها ولازم القول أنهم هم الخالقون لأنفسهم لأن في قولهم نفي تصرف الله في عباده وإخراج أفعالهم عن خلقه وتقديره فيكون تكونهم من التراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة إلى آخر أطوار التخليق هم بأنفسهم تطوروا وبطبيعتهم تخلقوا وهذا راجع إلى مذهب الطبائعية الدهرية الذين لم يثبتوا خالقا أصلا كما قدمنا مناظرة أبي حنيفة لبعضهم فأسلموا على يديه.
وفرقة نفت تقدير الشر دون الخير فجعلوا الخير من الله وجعلوا الشر من العبد ثم منهم من ينفي تقدير الشر من أعمال العباد دون تقديره في المصائب ومنهم من غلا فنفى تقدير الشر من المصائب والمعايب وعلى كل حال فقد اثبتوا مع الله خالقا بل جعلوا العباد معه خالقين كلهم ونفوا أن يكون الله هو المتفرد بالتصرف في ملكوته وهذا راجع إلى مذهب المجوس الثنوية الذين اثبتوا خالقين خالقا للخير وخالقا للشر قبحهم الله تعالى.
الطائفة الخامسة الجبرية الذين يعتقدون أن العبد مجبور على أفعاله قسرا ولا فعل له أصلا بل إثبات الفعل للعبد هو عين الشرك عندهم بل هو كالهاوي من أعلى إلى أسفل وكالسعفة تحركها الريح لم يعمل باختياره طاعة ولا معصية ولم يكلفه الله وسعه بل حمله ما لا طاقة له به ولم يخلق فيه اختيارا لأفعاله ولا قدرة له عليها بل الطاعة والعصيان من الأقوال والأعمال هي عندهم عين فعل الله عز وجل فرفعوا اللوم عن كل كافر وفاسق وعاص وأنه يعذبهم على نفس فعله لا على أعمالهم القبيحة ثم اعتقدوا أن المعاصي التي نهى الله عنها في كتبه وعلى ألسنة رسله إذا عملوها صارت طاعات لأنهم يقولون أطعنا مشيئة الله الكونية فينا بل لم يثبتوا الإرادة الشرعية البتة ومن يثبتها منهم يقول في الطاعات أطعنا الإرادة الشرعية وفي المعاصي التي سماها الله معاصي أطعنا الإرادة الكونية وأما هم فلم يثبتوا معصية أصلا بل أفعالهم جميعها حسنها وقبيحها كلها عندهم طاعات على أصله هذا الفاسد وفي ذلك رد منهم على الله تعالى أمره ونهيه ووعده ووعيده وفرضه على عباده جهاد الكفار وإقامة الحدود بل في إرساله الرسل وإنزاله الكتب فيجب عندهم تعطيل الشرائع بالكلية والاحتجاج على نفيها بالقدر الكوني ومحاربتها به وإثبات الحجة على الله لكل كافر وفاسق وعاص وهذا كفر لم يسبقهم إليه غير إمامهم إبليس اللعين إذ يحتج على الله تعالى بحجتهم هذه قال {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} والعجب أن هذا المذهب المخذول موروث عن جهم بن صفوان مع تناقضه في إثبات أفعال الله عز وجل فإنه لا يثبت لله تعالى فعلا بذاته أصلا بل أفعاله خارجة عنه قائمة بغيره من المخلوقات ثم ينقض ذلك بجعله أفعال العباد أفعال الله وهذا تناقض لكل عاقل فإن الفعل إنما يضاف إلى من قام به والقول إلى من قاله وكذا السمع والبصر والقدرة وغيرها محال أن تضاف إلى غير من قامت به ومحال أن يسمى فاعلا بدون فعل يقوم به ولو ذهبنا نعد تشعب الفرق من هذه الطوائف ولوازم كل قول مما انتحلوه لاحتاج إلى كتاب مفرد وقد افرد ذلك بالتصنيف غير واحد من الأئمة وقد قدمنا البعض من ذلك وذكرنا أمثلة من تحريفهم النصوص وسيأتي الكلام على الدهرية في الإيمان بالبعث وعلى نفاة القدر الغلاة فيه في باب القدر والكلام على الخوارج والمرجئة والمعتزلة وأشباههم في باب الطوائف التي خالفت في توحيد المعرفة والإثبات مرجعها إلى ثلاث فالحلولية والاتحادية والسلبية ومن في معناهم مرجعهم إلى الطبائعية الدهرية والقدرية النفاة بجميع فرقهم مرجعهم إلى المجوس الثنوية والجبرية الغلاة مرجعهم إلى النزعة الجهمية الإبليسية وقد قدمنا قول المؤمنين أتباع الرسل مبسوطا بما فيه كفاية.
منقول من موقع الدرر السنية
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 09:52]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن اليك.(/)
الأخطار التي تحيط بأهل السنة والجماعة
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 03:05]ـ
مما لا ريب فيه أن المسلمين عموماً تطبق عليهم خطط وتنفذ فيهم مؤامرات قد أحكم حبكها ولا أظن القارئ في حاجة إلى ضرب الأمثلة على هذا الواقع فإن كل شيء يشهد بذلك من الاستعمار الفعلي إلى الاستعمار الفكري إلى التفرق الحاصل بين المسلمين في نظرتهم إلى الأخوة فيما بينهم وإلى ولاءاتهم المختلفة بل المتناقضة وإلى الطوق الغليظ الذي وضعوه في أعناقهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون وهنا أعتذر للقارئ الكريم عن المتابعة والاستفاضة في دراسة جوانب التأثير الذميم النازل بأحوال المسلمين عموماً فقد كتب المصلحون والناصحون والمفكرون ما يشفي ويكفي لو كان السامعون أحياء القلوب إلا أن أكثرهم أصبحوا كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
وتحقق ما نسب إلى الشافعي رحمه الله في قوله:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
نعم أعتذر عن الاسترسال في الكتابة عن هذا المجال فإن حديثه ذو شجون وأحداثه تكاد أن تتكلم عن نفسها فالخطب جسيم والحمل عظيم وإذا لم يفق المسلمون اليوم فإن قوارع الدهر وسنن الله في خلقه ستوقظهم عاجلاً أم آجلاً ولنتحسر مع القائل:
أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
نترك الكلام عن أحوال المسلمين وفرقهم وأحزابهم المتناحرة وولاءاتهم المتناقضة والإهانات التي تواجههم في كل مكان وفي كل يوم على أيدي أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وسائر ملل الكفر والضلال الذين تداعوا على المسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعتها كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
نترك هذا كله لنتجه بالنصيحة إلى البقية والصفوة من المسلمين الذين بقوا قابضين على مفاهيم كتاب ربهم وسنة نبيهم إلى الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيبقون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله مهما كانت قلتهم ومهما كانت حالهم الذين أدركوا أنهم تتهددهم في دينهم وفي دنياهم بل وفي وجودهم أخطار كثيرة تتطلب جمع الكلمة وصدق المؤازرة ونشر النصيحة صافية نقية في جميع الجوانب وهي كثيرة الجوانب جداً وما لا يدرك كله لا يترك كله فعسى أن يكون في التذكير بها فتح باب خير وعودة وثبات إذ من السهولة العودة إلى ما كان عليه المسلمون في ماضيهم من العزة والمنعة حين تكون النيات خالصة والقلوب متوجهة بصدق ومن تلك الأخطار التي بقيت للمسلمين ما أشير إليه هنا بإيجاز سريع.
1 - محاربة المسلمين في تمسكهم بكتاب ربهم تعالى.
2 - محاربة المسلمين في تمسكهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
3 - محاولة دق إسفين بين الكتاب والسنة وذلك بدعواهم أنه يجب الأخذ فقط بالقرآن الكريم دون السنة النبوية.
4 - بتشكيكهم في صلاحية تعاليم ديننا الإسلامي في هذا العصر بزعمهم.
5 - بث الدعايات ضد أهل السنة وتشويه ما هم عليه من المعتقدات الصحيحة.
6 - محاربتهم عن طريق تمجيد العقل وتقديسه وجعله مصدر التشريع.
7 - محاربتهم عن طريق التأويلات الفاسدة للنصوص لإبعادهم عن مدلولاتها.
8 - محاربتهم عن طريق الحرب النفسية وإدخال اليأس والوهن في قلوبهم.
9 - محاربتهم عن طريق تقوية بعضهم على بعض ليضربوا عصفورين بحجر:
1 - إضعافهم مادياً وبشرياً.
2 - دوام حاجتهم إليهم.
10 - إحياء البدع على أعلى المستويات بل ومحاولة إخضاع أهل الحق لها بالترهيب والترغيب.
11 - محاولة حصر مفهوم الإسلام وتعاليمه في القيام بالعبادة فقط دون أن يكون له أي شأن في حياة الناس وسلوكهم وسموه في الجانب الروحي حتى ظن كثير من الناس أن أهل السنة والمتمسكين بالدين لا يعرفون ما وراء المسجد شيئاً عن الحياة.
12 - إشغال أهل الحق بفتن مختلفة ونظريات باطلة بقصد صرفهم عن التوجه إلى نقد المخالفين أو بقصد إشغالهم بالردود عليها.
13 - إشغالهم بدعوات التجديد في الدين أي بإحداث البدع وإحداث أمور في الشريعة الإسلامية ما أنزل الله بها من سلطان خصوصاً وهذه الدعوات تصدر عن أناس يجهلون كثيراً من أحكام الشريعة وحكمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - تأييد كل الدعوات الهدامة والمبادئ المنحرفة كدعوى النبوة ونسخ الشريعة الإسلامية بها مع أنها قضية معلومة من الدين بالضرورة لا يجعلها مسلم سليم الفطرة والعقل وأوتي ولو يسيراً من العلم فإن ختم النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثبتت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية قال الله تعالى: {وخاتم النبيين} وفي أحاديث كثيرة يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه آخر الأنبياء لا نبي بعده ومن ادعاها فهو كاذب مفترٍ على الله تعالى وثبت هذا في قلب كل مسلم فجاء أهل الباطل بتأويلاتهم الفاسدة للنصوص وأفرغوها من مدلولاتها الحقيقية وألبسوها معاني زور هي منها براء كزعمهم أن خاتم بمعنى أفضل أو خاتم الأنبياء المشرعين أو أن خاتم بمعنى زينة كزينة الختم في الورق، لقد أفرغوا معنى ختم النبوة من معناه فذهبوا يدعون أنهم أنبياء وأنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بهم بعد أن شنعوا على أهل السنة والجماعة وكفروهم لعدم انسياقهم مع هذه الضلالات المعلوم بطلانها من دين الإسلام بالضرورة وشغل أهل السنة بمقارعتهم والردود عليهم وذهبت أوقات وجهود كان ينبغي أن تستغل لرفع راية الإسلام خفاقة لو لا تكالب أعداء الإسلام ومخططاتهم الخطيرة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وما حفظه الله فإنه لا يستطيع أحد أن يضيعه.
ثم وضعوا أمام أهل السنة عراقيل كثيرة في حرب ضروس معهم تمثلت من ضمن ما تمثلت فيه بث الفرقة وقيام الأحزاب التي قامت على الهوى والأنانيات البغيضة غير ملتفتين إلى النصوص المتظافرة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بالتحذير من هذه المسالك التي يعج بها العالم اليوم خصوصاً العالم الإسلامي الذين لا يريدون أن يتعظوا بغيرهم بل يريدون أن يكونوا هم العظة وهو ما حصل بالفعل حينما اتبعوا سنن من كان قبلهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو فكر أولئك في دخول جحر الضب لوجد من بعض المسلمين اليوم من يريد ذلك وهذا يدل على الانهزامية الكاملة والانبهار بما عند الغرب أو الشرق من مغريات الحياة الدنيا التي يعلمون ظاهراً منها وهم عن الآخرة هم غافلون مصداقاً لما أخبر الله به من أنه سيريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يعلموا أنه الحق وأن ما هم عليه إنما هو ابتلاء وإقامة للحجة عليهم وإلا فليسوا أقرب إلى رضاء الله من خلّص المؤمنين الذين لا يملكون تلك المادة التي يملكها أعداء الإسلام مع أن الواقع يشهد بما عليه حال أهل السنة من ارتفاع الكلمة والعزة حتى بين أظهر أعداء الإسلام فإن مساجدهم عامرة وشعائرهم قائمة قد حفظ الله بهم دينه وأعلى بهم كلمته وذلك بدون شك أنه بسبب تمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم وسيرهم على ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وهو الطريق الذي يأمن سالكه من التفرقة في السبل المتشابهة الكثيرة المؤدية إلى الضياع والهلاك والتمسك بهدى الصحابة رضوان الله عليهم أولئك الذين امتازوا بالذكاء ورجاحة العقل والأخذ من فم النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يسمع منه مهما كان صلاحه ورجاحة عقله أولئك هم الجماعة وهم الذين بشرهم نبيهم بأنهم ومن يتبعهم سيبقون ظاهرين على الحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...
منقول من موقع: الدرر السنية(/)
ماوجه ارتباط البدع العملية بالاعتقاد؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 04:59]ـ
هناك بدع عملية في الطهارة والصلاة والحج وغيرها
فماوجه ارتباطها بالاعتقاد، وكيف نرد على من يفرق بينها وبين البدع الاعتقادية من كل وجه؟.(/)
«مَعَالِمٌ مِن مِنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ» لصاحب الفضيلة شيخنا صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 09:39]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
«مَعَالِمٌ مِن مِنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ»
لصاحب الفضيلة شيخنا
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه اللهُ ورعاه -
وصلة المحاضرة:
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60454
جزى الله شيخنا العلامة الفوزان خيرًا ونفع بعلمه.(/)
ابن باز: «الإمامُ ابنُ تَيْمِيَّةَ لَم يَسْتَحْسن الاحتفال بالمولد النَّبويّ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 12:31]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إخواني و أخواتي الكرام:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
السؤال: الأخ أ. م. م من الكويت يقول في سؤاله: ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية -رحمه الله - يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ.
ج: «الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - لم يفعله وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعا رضي الله عنهم وهكذا العلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعة ومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله، والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية -رحمه الله- ممن ينكر ذلك ويرى أنه بدعة. ولكنه في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» ذكر في حق من فعله جاهلا ولا ينبغي لأحد أن يغتر بمن فعله من الناس أو حبذ فعله أو دعا إليه كمحمد علوي مالكي وغيره لأن الحجة ليست في أقوال الرجال وإنما الحجة فيما قال الله سبحانه أو قاله رسوله صلى الله عليه وسلم أو أجمع عليه سلف الأمة، لقول الله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ? [سورة النساء الآية 59] وقوله سبحانه: ? وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ? الآية [سورة الشورى الآية 10]. وقوله سبحانه: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ? [سورة الأحزاب الآية 21]
وهو عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك، وقد بلغ البلاغ المبين بأقواله وأفعاله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته،وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد كتبت في ذلك كتابة مطولة بعض الطول، وفي بدع أخرى كبدع الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وقد طبعت كلها في كتيب بعنوان «التحذير من البدع» (1) وهو يوزع من دار الإفتاء ومن وزارة الشئون الإسلامية، وهو موجود في كتابي بعنوان «مجموع فتاوى ومقالات» في المجلد الأول صـ 227 فمن أحب أن يراجع ذلك فليفعل.
ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لمعرفة الحق واتباعه وأن يعيذنا جميعا من البدع والمنكرات ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.» اهـ
المصدر: ((مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِِهِ -)) (ج9/ص 212)
= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
(1) إليكم وصلات هذه الرّسائل:
[حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها]
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=160
[ حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج]
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=161
[ حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان]
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=162
والحمد لله ذي الجلال، والصلاة والسلام على رسول الله وأزواجه والآل.
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 05:40]ـ
الأخ المكرّم / ياسين البحر:
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 01:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 05:30]ـ
شكر اللّه لكم مروركم الكريم.
ـ[أبو رائد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 09:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أخي سلمان
ولكن السؤال هل هناك سقط في كلام سماحة الشيخ رحمه الله
عندما تكلم على كلام تقي الدين في الإقتضاء
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الماضي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 09:46]ـ
حرر من المشرف
ـ[فايز ابو عودة]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 08:32]ـ
السلام عليكم انا احمد الماضي الذي قمتم بحذف مشاركاته ولا اعلم السبب هل لاني اناقشكم باسلوب طلاب العلم ام انكم لا تستطيعون ان تردوا على ما كتبت وهذا يثبت لي ان منتديات الاشاعرة هي المنتديات التي بتسنى لطالب العلم ان يناقش ويناظر فيها لانهم لا يحذفون مشاركات المخالف الا اذا تجاوز ادبيا وانا الحمد لله لم اتجاوز ادبيا على المنتدى با كلمة وكل الذي اثرته هو اسئلة علمية فان كنتم لا تستطيعون الاجابة عن هذه الاسئلة فهذا لا يعطيكم الحق بحذف مشاركتي لانه ليس من اسلوب طلاب العلم فلهذا انا احببت ان يسمع رواد المنتدى الطيب لكي يعرفوا ما لهم وما عليهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 12:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي أحمد: هذه المجالس كما في شروطها لأهل السنة وليس للأشاعرة أو غيرهم من المخالفين. فإن كنت تريد الاستفادة فحي هلا بك. أما إذا كنتَ تريد التشغيب - مهما كان أسلوبك - فنعتذر لك بأننا لن نسمح لك بهذا. ولو فتحنا الباب لك لأتى غيرك.
أخبرتك في تعليق سابق أن بإمكانك التسجيل في قسم المناظرات بملتقى أهل الحديث، وطرح ما عندك من شبهات، وسيجيبك الإخوة إن شاء الله.
وفقك الله ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 08:30]ـ
بارك اللَّهُ فيكم يا شيخ سُليمان؛
وهدى اللَّه الأخ أحمد.
آمين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 08:32]ـ
رَحمَ اللَّهُ الإِمامَ ابنَ بازٍ.(/)
سُئل حذيفة رضي الله عنه: كيف يعرف الرجل منا هل أصابته الفتنة أم لا؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 09:13]ـ
روي أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سُئل:
كيف يعرف الرجل منا هل أصابته الفتنة أم لا؟.
فقال رضي الله عنه:
إن كان مايراه حراما بالأمس يراه حلالا اليوم فقد أصابته الفتنة.
فهل أصابتي وإياك الفتنة؟!.
أسأل الله أن يلطف بنا، ويرحم حالنا، ويستر علينا.
الله المستعان.
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 10:34]ـ
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن.
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 04:04]ـ
ومن كلام النعمان رضي الله عنه:
إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل بالسيئات في زمان البلاء.
يالها من حكمة بليغة يستفيد منها من تدبرها وعقلها.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 12:02]ـ
جزاكم الله خيرا
بيان كلمة الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه -إنْ صحَّت، فإني لم أتتبعها- في قول النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير ... ».
قال أبو بكر ابن العربي -رحمه الله-، في بيان قوله صلى الله عليه وسلم: «يستحلون»:
((يحتمل: أن يكون المعنى: يعتقدون ذلك حلالا.
ويحتمل: أن يكون ذلك مجازا على الاسترسال، أي: يسترسلون في شربها، كالاسترسال في الحلال.
(قال) وقد سمعنا ورأينا مَن يفعل ذلك)).
وقال الحسن البصري -رحمه الله-: «يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، قال: يصبح الرجل محرّما لدم أخيه وعرضه وماله، ويمسي مستحلا له، ويمسي محرّما لدم أخيه وعرضه وماله، ويصبح مستحلا له».
(قيد) بناء هذا الباب على من يُصدر الأحكام الشرعية وفق هواه، دون وازع من علم أو شرع، أما اجتهادات الفقهاء المبنية على البحث العلمي الموضوعي، فهي خارجة عنه، والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 05:35]ـ
روي أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سُئل:
كيف يعرف الرجل منا هل أصابته الفتنة أم لا؟.
فقال رضي الله عنه:
إن كان مايراه حراما بالأمس يراه حلالا اليوم فقد أصابته الفتنة.
فهل أصابتي وإياك الفتنة؟!.
أسأل الله أن يلطف بنا، ويرحم حالنا، ويستر علينا.
الله المستعان.
نفع الله بك أخي الحبيب
المراد بذلك -كما ذكر أخي أشرف- التحوُّل عما يَدينُ اللهَ به من غير دليل
وأما من غيَّرَ رأيَه ديانةً، بناء على دليل ظهر له فهو مأجور
وهذا كله فيما إذا كان أهلاً للاجتهاد
أسأل الله لي ولك ولجميع الأحباب الثبات
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 01:49]ـ
الأخ الكريم / آل عامر
جزاك الله خير الجزاء .... نسأل الله أن يلطف بنا.
الأخوين الكريمين /
أشرف بن محمد
الحمادي
جزاكما الله خير الجزاء.
لا يظهر لي غير ما ذكرتما.
أما من بدا له دليل قد خفي عليه من قبل فلا أظن ما روي عن حذيفة رضي الله عنه ... يقصده أو يدخل فيه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 06:31]ـ
الأخ الكريم / آل عامر
جزاك الله خير الجزاء .... نسأل الله أن يلطف بنا.
الأخوين الكريمين /
أشرف بن محمد
الحمادي
جزاكما الله خير الجزاء.
لا يظهر لي غير ما ذكرتما.
أيها الأخ الحبيب، لم أكتب مشاركتي إلا وأنا أعلم أنك تفطن لما ذُكر
والإشارة لغيرك سلّمك الله.
واشتقنا إليك شيخنا الحبيب الحمادي (ابتسامة)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 02:55]ـ
جاء عند عبدالرزاق في مصنفه برقم (20454) قال:
عن معمر عن قتادة، قال معمر: وكتب به إلي أيوب السختياني أن أبا مسعود الانصاري دخل على حذيفة، فقال: أوصنا يا أبا عبد الله! فقال حذيفة: أما جاءك اليقين؟ قال: بلى وربي، قال: فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم، وإياك والتلون فإن دين الله واحد.
قلت: نعم الوصية لكل من أستقام وهو في عصر الفتن والإنتكاسات
ولكن على الفقيه في دينه أن لا يخلط بين التحول من الإستقامة الى الضلالة وبين الأوبة والعودة من بنيات الطريق الى الصراط المستقيم , صراط الذين أنعم الله عليهم.
فالمعيار هو سبيل المؤمنين في المنهج والعقيدة وبموافقة الأدلة من الكتاب والسنة. والله أعلم(/)
رؤية مستقرأة من النصوص حول كيفية دعوة الشيعة والصوفية
ـ[قسورة]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 10:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقدمة:
إما صراطٌ مستقيم، وإما سبلٌ متفرقة. الصراط المستقيم قرآنٌ وسنة وهو الحق، فمن زاغ أزاغ الله قلبه. والفرق الضالة من أهل الملل والنحل والأهواء والبدع ضلوا بعدولهم عن صراط الله.
تعددت سبل الضلال وإن ركبت دركاتها بعضاً. فمن بعد الكفر: إما مستغنٍ بالإطلاق عن الكتاب والسنة، وإما متجوزٌ لنفسه الخروج عليها، وإما ملتزمٌ إياها مع انحرافٍ متفاوت في الأخذ بها على كل الأحوال، وإما امرؤٌ دخل عليه الشيطان من مدخل خبيث حديث وهو: النظر في الواقع، ثم في الشرع.
العقيدة الواسطية تمكِّن من إدراك أسباب الانحراف عن ذات اليمين وذات الشمال والمقابلة بينهم بسهولة. ومن منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضرب أقوال أهل البدع بعضها ببعض.
فمن أساس الانحراف وهو الزيغ عن صراط الله، ومن هداية الله: العقيدة الواسطية؛ نعرف الضلالات (أسباب الانحراف المشتركة). فهي قابلةٌ للحصر شرط النظر والتدبر في كتاب الله لمعرفتها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لمعرفة كيفية إسقاطها على الواقع والهدي النبوي في معاملتها.
رأيت واحدةً، أطرحها. هي: "طاعة الكبراء".
طاعة الكبراء:
قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} (الأحزاب:67)
تتفاوت بقدر التزامها. فعلى مستوى الضلال المبين توجد لدى: الضالين: النصارى.
قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة:31)
وعلى مستوى الضلال وُجِدَت لدى فرقٍ كثيرة. بقيت منها اثنتان عظيمتان: الشيعة والصوفية. هناك مستوياتٌ بعدها، لكن استقراءً من الهدي النبوي: يكون التعامل مع الضلالات مستوىً مستوىً.
* كيف ندعو المصابين بهذه الضلالة؟
استقراء حول دعوة الناس إلى الحق:
- الطريقة: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
التزام هذه الطريقة يؤدي إلى نتيجتين لا ثالث لهما:
1 - اهتداء الضالين.
2 - استبدال الله إياهم بقومٍ آخرين.
وكلاهما يحتاج إلى قيام الحجة البالغة عبر التذكير المستمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
لماذا؟
بعد القيام بالطريقة المذكورة فإن النفس إما ستتهاوى أهواؤها أمام الحق الذي تراه وهذا سيؤدي إلى هدايتها أو انهزامها أمام الحق أو سيضعف كيدها لاقتناعها أنها ليست على الحق. وإما أنها ستتكبر على الحق بعد استيقانها إياه وهذا يسرِّع عملية أخذ الله لها حتى لا يبقى لها تأثير على الأرض لفترةٍ أطول، فيستبدل الله بهم قوماً آخرين. وفي هذا بشرى من ثلاثة جهات:
1. الدعوة إلى الله لا تفشل أبداً؛ إنما يفشل الداعي لخللٍ في عقيدته أو في نيته –شرطا قبول العمل-.
2. الدعوة إلى الله لا تتطلب أكثر من إعداد النفس. فإن شخصاً واحداً يمكن أن يغير أمةً بأكملها، ولكن بشرط: سلامة العقيدة والنية. لأن الواحد على الحق جماعة، والمجتمعون على الباطل فرقة بضم الفاء وكسرها.
3. على الداعي أن يكثر من ذكر الله تعالى فإن هذا وقوده. فإن كان واحداً فبالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وسواها من الأذكار الشرعية. وإن كانت جماعة فعليهم بذكر الله بـ"التواصي بالحق والتواصي بالصبر". وليحذر المعاصي فهي عونٌ لعدوه عليه.
4. في حال وجود خلل ولو قليل في العقيدة فإن الدعوة وإن واجهت نجاحاً فستفشل. وكم من دعواتٍ رأيناها أبهجت ثم لم يعد لها بعد زمنٍ قليلٍ ذكر. فهي فتنة. وكذا الخلل في النية إلا أنها تستكمل بالاستغفار وسؤال الله الدائم القبول ومراقبة النفس.
- مدة الدعوة:
ظهور الدعوة وتثبيتها: 13 سنة. الفئة العمرية المستهدفة (12 - 25) سنة.
السبب: الفرق بين (12 - 25) سنة 13 سنة.
بعد 13 سنة سينتج أن صاحب الـ (25) سنة قد أصبح (37) سنة. ومن كان في الـ (12)
(يُتْبَعُ)
(/)
قد أصبح في الـ (25) سنة. وبهذا يُضمَنُ لدعوة الحق مكانٌ في عمق جيلٍ بأكمله مع أقل جهدٍ ممكن. كل هذا باستهداف "الشباب" كفئة أساسية والفئات الباقية هي ثانوية.
وهذا استقراءٌ من السنة النبوية باعتبارها الطريقة الأمثل وبالإيمان بثبات سنن الله.
- أسلوب الدعوة:
سؤال: كيف دعا القرآن وتعامل مع أصحاب ضلالة "طاعة الكُبَراء"؟
هذا السؤال لا طاقة لي بإجابته، وإنما هو للباحثين فيه من الدعاة –فقيهاً أو غير فقيه-. ومن فهِم الأسلوب استحق تطبيقه.
لكن تلوح لي بعض الإشارات فأضيفها علّها تنفع:
1. التحريض على السادات والكبراء:
قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} (الأحزاب:67)
باستثارة الإباء على التحكم والتسلطن بغير حق وبمجرد الهوى. فهؤلاء الكبراء ليسوا سوى بشر. فأنى لهم أن يشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله؟
وهذه تظهر فضيلة علماء أهل السنة والجماعة، فكل قولٍ عندهم يُحتجُ له إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتج به.
ملاحظة: واضحٌ أن هذه أكثر تأثيراً على الشباب من غيرهم.
2. طاعة الآباء:
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22)
ملاحظة: واضحٌ أن هذه أكثر تأثيراً على الشباب من غيرهم أيضاً.
ومن تأمل في القرآن وجد مبتغاه.
الخاتمة:
في هذا المقال لون من ألوان الخطاب الذي ينبغي دعوة الشيعة والصوفية به. وكل من استخدم هذا الخطاب بشروطه سيفلح بإذن الله تعالى. فالعبرة باتباع القرآن والسنة بحذافيرها لا باستحداث الأساليب الجديدة من الغرب والواقع والعقل. وهو كما نرى لا يستلزم أكثر من شخصٍ واحدٍ فقط. كل من أراد مخاطبة الشيعة أو الصوفية فعليه عمل شيئين:
1. خطابهم بخطاب: النهي عن "طاعة الكبراء" و"عبادة الأحبار".
2. استهداف الشباب في خطابه.
وله أن يستنبط من القرآن ما يفتح الله عليه به من أساليب حوار الضالين بهذه الضلالة. وله أن يستنبط الضلالات الأخرى المذكورة في القرآن الكريم والتي تتعلق بكل فرقة ضالةٍ.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. ولا تبخلوا علي بـ"النصيحة". أسأل الله لنا ولكم القبول والإخلاص والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.(/)
لماذا كان السؤال عن صفات الله بكيف: بدعة؟
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 03:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مفردات العقيدة عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات هو قولهم أن السؤال عن الكيف بدعة،
وهو مقولة مأخوذة من موقف العالم الرباني؛ مالك بن أنس
الأصبحي ـ رحمه الله، ومنهم من يعلي سندها إلى الحسن البصري، وبعضهم يوقفها على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.
لكن السؤال لم كان السؤال عن الكيف بدعة؟
ما هو المانع الشرعي والعقلي؟ للخوض في هذا الباب " كيفية صفات الله سبحانه"؟
والجواب هو:
إن أهل السنة والجماعة يؤمنون حقا أن لله تعالى صفات تليق بجلاله وكماله سبحانه،
وهم يجرون هذه الصفات على ظاهرها، وظاهرها هو الإثبات على وجه الكمال،
مع علمهم التام أن لهذه الصفات كيفيات وحقيقة لا يعلمها إلا الله تعالى، , قال تعالى:"ولا يحيطون به علما ".
والعلم بكيفية الشيء تثبت بأحد ثلاثة أشياء لا رابع لها؛ وهي:
أولا: رؤية الشيء، فإني حين أسألك: ما كيفية بيت
زيد؟
فإنك تريني إياه؛ فأعرف كيفيته.
ثانيا: رؤية المثيل والشبيه، فإني حين أسألك: ما كيفية
بيت زيد؟ فإنك تقول مثل بيت عمرو، فأعرف الكيفية
بسبب معرفتي للمثيل والشبيه.
ثالثا: خبر الصادق، فإني حين أسألك ما كيفية بيت زيد
فإنك تخبرني ـ وأنت صادق عندي ـ أنه كذا وكذا .. فأعرف
كيفيته.
هذا هو التقسيم العقلي لمعرفة كيفية الشيء لا رابع غيره،
فإذا ما طبقنا هذه القاعدة العقلية على كيفية صفات الله
سبحانه، نجد أننا لم نره ـ سبحانه، وليس له مثيل ولا شبيه
فنقيس عليه ـ سبحانه ـ، ولم يخبرنا الصادق (الكتاب والسنة)
عن كيفية الصفات، بل أخبرنا فقط عن وجودها وإثباتها؛
على الوجه الذي يليق به سبحانه.
بهذا يتحرر الجواب. وليس هذا الكلام من باب ضرب الأمثال لله
سبحانه، كلا. ولكن هو من باب تفصيل المعرفة وتقريبها؛ كما
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" هل تضامون في
رؤية القمر ".والحديث يعرفه الجميع، والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 11:21]ـ
نداء الأقصى
أحسن الله إليك، وبارك في علمك وعملك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 12:47]ـ
جزاكما الله خيراً
للمشاركة في التوضيح
أبو عبيدة الهاني لم أرَه من قبل، فإذا أردتُ معرفةَ صفته الخَلْقيَّة فليس لي سوى طرق ثلاث:
إما أن أراه مباشرة أو بصورة
أو أن أرى شبيهه
أو أن يصفه لي من يعرفه ممن أثق به وبوصفه
وهذا أمرٌ معلوم بداهة
ومراد الأخت صفة الشيء نفسه لا الكلام على آثاره
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 12:51]ـ
يبدو أنَّ الفرق بين مشاركتي ومشاركتك أخي أبا عبيدة ثوانٍ (ابتسامة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 12:16]ـ
نفع الله بكم
و لعلك تراجع الآثار السلفية في هذه المسألة فهي كثيرة جدا و لله الحمد
من الكتب المهمة التي جمعت كثيراً من الآثار عن الصحابة والتابعين وأتباعهم في هذا الباب=كتابان:
اجتماع الجيوش الإسلامية للإمام ابن القيم
والعلو للعلي العظيم للإمام الذهبي
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 12:22]ـ
و هذه بعض النقولات عن السلف و الأئمة الأجلاء رحمهم الله:
قال الإمام حماد بن بي حنيفة (ت:176): ((قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل ((وجاء ربك والملك صفاً صفا))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً وأما الرب فإنا لا ندري ما عني بذلك ولا ندري كيف مجيئة. فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئة، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفا ما هو عندكم!؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب)) رواه أبو عثمان الصابوني ص64 وسنده صحيح.
و كلامه رحمه الله واضح , فقد قال لهم اننا لم نكلفكم ان تعلموا كيف جيئته!!!
و قال أبو عبيدة: (( ... هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيه، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه، وكيف ضحك؟ قلنا: لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات ص41
فلم يقل ان الكيف غير موجود!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الامام الترمذي في سننه لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها":
"هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، وسمع كسمع))
و كلامه واضح , فلا يقال: كيف؟ لأن هذا مما استأثر به الله عز وجل , فلا يعلم كيف هو إلا هو
و سئل الإمام أبو جعفر الترمذي - و هو غير صاحب السنن - عن نزول الرب فقال: ((النزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه.))) تاريخ بغداد (1/ 365)، سير أعلام النبلاء (13/ 547)، أقاويل الثقات (201)، تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات (291 - 300) (ص245)، مختصر العلو (ص231)، وقال الألباني: إسناده صحيح.
و قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً أثر الإمام أبو جعفر الترمذي في النزول: ((صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع و البصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ)) أهـ. العلو ص 156
و بالمناسبة: هذا كلام ابن العربي المالكي:
(((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة ا لاحوذي 3/ 166
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:13]ـ
رأينا أنك ـ بارك الله فيك ـ أنه كلام باطل متكلف، وهذه طريقة المفوضة.
والأمر ظاهر لمن سلمت فطرته من ترهات الجمهية وأذنابهم من الأشاعرة وغيرهم.
ولله تعالى صفات وأفعال حقيقية تليق به، وقد بينها الله تعالى بلسان عربي مبين.
وقاعدة أهل السنة ظاهرة في نفي العلم بالكيفية لا يحتاج في بيانه إلى هذا التمحل والجدل العقيم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 06:10]ـ
جزى الله الجميع خيراً
وليت الأخت الفاضلة إكتفت بالفائدة التي ذكرتها بدلاً من هذا النقاش العقيم ..
قول الإمام مالك: الكيف غير معقول ..
قال ابن تيمية: لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الإجابة عنه.
وقال ايضاً: هذا الجواب من مالك رحمه الله في الإستواء شافٍ كافٍ في جميع الصفات.
ومن المعلوم أيه الأحبة في الله أن أسماء الله وصفاته وأفعاله من جهة كيفيتها من المتشابه الذي يجب الإيمان به والكف عن الخوض فيه، كما قال تعالى: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 07:50]ـ
جزى الله الجميع خيراً
وليت الأخت الفاضلة إكتفت بالفائدة التي ذكرتها بدلاً من هذا النقاش العقيم ..
لعل الأخت أرادت توضيح المسألة للأخ أبي عبيدة
ولم تعلم ما يؤول إليه هذا النقاش
وقد كان النقاش في أول أمره يدور حول طرق العلم بالشيء
فلما اتضح الأمرُ دخل الأخ أبو عبيدة في مسألة الكيفية، وذلك في المشاركة رقم (11) حيث قال:
جيد جزاك الله خيرا ..
بقي أن تعرفي مقصودك بالكيفية الثابتة لصفاته تعالى ...
وكيف نرد على الإمام ابن قدامة في نصه بأنه "لا كيف".
وكيف نفهم رواية الإمام مالك التي يقول فيها: "الكيف منه غير معقول"، فهذا يقتضي نفي الكيفية أصلا كما نص ابن قدامة ... وعلى هذا فمرادهم - والله أعلم - بالكيفية: التقدير والتشكل والتحديد ... وبالجملة: ما له مقدار.
فما رأيك؟
فمن هنا خرج الموضوع عن مساره إلى موضوع آخر
ولعل فيما حصل من نقاش كفاية(/)
استار أكادمي والصنبور المفتوح!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 03:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=724
تدخل منزلك ... تدخل المطبخ .. تفتح صنبور المياه .. وتتركه مفتوحا .. ثم تخرج؟
ماذا تتوقع أن يحدث؟ لا شيء .. بعد خروجك مباشرة لا يزال المطبخ جافا و المنزل نظيف ..
بعد ساعات ... تدخل المطبخ .. تجده قد ابتل بالمياه .. و تدمرت أجزاء متفرقة منه ..
بعد يوم .. الماء يصل إلى الصالة و غرفة الطعام .. والأثاث مبتل .. و الأجهزة الكهربائية لا تعمل ..
بعد أسبوع .. يغرق المنزل بالماء و يعطب جميع أثاث المنزل و تفسد جميع اللوحات و الملابس و الأجهزة الكهربائية ...
بعد شهر .. الماء يصل إلى الحي .. ويدخل على بقية المنازل ..
بعد سنة ... كارثة تحدث في أحد أحياء المدينة .. و هدر كمية هائلة من المياه ..
لمَ العجب؟!!
لمَ الاستغراب والغضب عندما غطت المياه منازل الحي؟!!
فأنت تعلم بأنك تركت صنبور المياه مفتوحا ..
ولم تحرك ساكنا لتغلقه خلال سنة كاملة ...
لمَ الغضب من حجم فاتورة المياه و أنت تشاهد نتائج تركك لمصدر المياه مفتوحاً في منزلك خلال سنة؟
لمَ توجيه الاتهامات إلى شركة المياه و المطافيء و الحكومة وأنت من فتحَ صنبور المياه و أهملته؟
أين عقلك؟
أين المنطق الذي تعيش عليه؟
بل أين العقل البشري الإنساني الذي تمتلكه؟
قوانين العلوم جميعها تنص على أن لكل حدث سبب ...
ففي الكيمياء لا تتحول المادة وتتغير إلا من تفاعل كيميائي أو فيزيائي ..
وفي الفيزياء .. لا تنتقل الكهرباء إلا بتحرك الإلكترونات .. ولا يتحرك الجسم الساكن إلا بوجود قوة مؤثرة عليه ..
و في الكرة الأرضية لا نقف على الأرض إلا لوجود قوة الجاذبية الأرضية ..
فكرة واضحة ..... مبدأ سهل ...
فكر يا أخي .. فكري يا أختي .. فكر أيها القارئ ..
يُولد الإبن ... لا يسمع كلمة (الله) إلا في التلفاز والجرائد و مادة التربية الإسلامية في المدرسة ..
يكبر الطفل .. ولا يعرف بقدوم رمضان إلا بوجود المسلسلات وأفلام الكارتون ..
يكبر الولد .. ولا يعرف الصلاة و الصيام و أن مبدأ التوحيد هو لا إله إلا الله ..
ويكبر الشاب .. ويكبر معه حلمه في أن يكون (كوول - cool ) و (كشخة) و أحسن من (ربعه) ..
ويكبر الشاب .. ويكبر معه حلمه في امتلاك أجمل (موتر ـ سيارة) و يصادق أجمل (بنت) ....
ويكبر الشاب .. ويكبر معه عقله .. و تكبر معه طموحاته في الفوز في لعبة الكوت و فوز القائمة في انتخابات الجامعة ..
يغدو الشاب رجلاً .. يعمل .. يجمع المال .. يتزوج ... يرزق بإبن .. ولا يعلم بواجبه تجاه الإبن سوى تزويده بالمصروف والطلعات ..
تولد البنت ... لا تسمع كلمة (الله) إلا من جدتها عندما تصلي لوحدها في منزلها القديم ...
تكبر الطفلة. . ولا تعرف بقدوم رمضان إلا عندما تجد أمها تلبس الحجاب لتصلي ...
وتكبر البنت .. ولا تعرف الصلاة والصيام و مبدأ التوحيد ...
وتكبر الفتاة .. ويكبر معها حلمها بأن تكون أجمل فتاة بين صديقاتها و تكون أكثر بنت (متحررة)
وتكبر الفتاة .. ويكبر معها حلمها في امتلاك أجمل و (أكشخ) الملابس و الجواهر و الإكسسوارات ..
وتكبر الفتاة .. ويكبر معها حلمها في الزواج من (أغنى) و (أكشخ) و (أجمل) عريس ..
تغدو الفتاة امرأة ... تتخرج من الجامعة .. تتزوج ... ترزق بطفلة .. ولا تعلم بواجبها تجاهها سوى مساعدتها في حل الواجب ..
و شراء أجمل الملابس لها و تعليمها اللغة الإنجليزية منذ صغرها ...
رجل أعمال ... هدفه في الحياة جمع أكبر قدر من الأموال ... اسمه (محمد) و مكتوب! في جوازه (مسلم) ولا يعرف من الدين إلا اسمه ..
لا يحمل في قلبه قيمة إنسانية أو أخلاقية أو دينية أو وطنية ... بل كل ما في (عقله) جمع المال والتجارة والربح .. !!
يجد أمامه فرصة ذهبية بنشر مجلة شبابية خلاعية تدر عليه ربحاً .. أو قناة فضائية ترفيهية ماجنة ترزقه بأموال طائلة ..
أو إخراج أغاني و فيديو كليبات عربية متطورة ومتقنة تدر عليه أرباحا هائلة ..
فهل يفوتها؟ لا طبعا .. لا مانع لديه ... !!
(يُتْبَعُ)
(/)
حاكم عربي ... و وزير مسلم ... و مدير إدارة مواطن (وطني) .. ورئيس تحرير جريدة محترم .. و مدير تحرير مجلة مرموق ..
يعملون من أجل السمعة والمال و الترقية والمكانة الإجتماعية .. على حساب المسؤولية و نشر الرذيلة و الإنفتاح و الإقتداء بالغرب وبث سموم التحرر بين أبناء الشعب ..
ماذا تتوقعون النتيجة؟!! أن يظل المنزل جافاً دون أن يبتل بقطرة ماء؟!!
طبعاً المنزل سيكون غارقاً بالماء ... والشباب والبنات والرجال والنساء غارقين في شهواتهم و في ملذات الدنيا و في السعي وراء المال و المتعة واللذة ..
ماذا تتوقعون النتيجة؟
شباب صالح .. ودعاة و موحدين و رجال دين؟
ماذا تتوقعون النتيجة؟
فتيات محجبات متسترات .. وزوجات حافظات مربيات فاضلات؟!!!
طبعا لا ...
ببساطة ... نظرية منطق .. نظرية عقل .... فكرة سبب ومسبب ... فكرة حدث و سببه ...
لماذا الغضب والعجب من ستا! ر أكاديمي؟
لماذا التعجب من بشار وصوفيا (كرمكم الله) يظهرون على الصفحات الأولى في الصحف العربية .. ؟
لماذا التعجب من نوال و كاتيا (كرمكم الله) يظهرون بشكل دائم في قنوات التلفاز؟ ...
لماذا الإحتجاج على تضخم أعداد المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات و الفاسقين والفاسقات؟
لماذا الذهول من حالات الإغتصاب و الخيانة و العلاقات الغير شرعية؟
لماذا عدم تصديق إحصائيات جرائم المخدرات والخمر و الدعارة و السرقة؟
بالله عليكم .... افتحوا أبواب الفصول في المدارس .. وانظروا حال الطلاب ..
بالله عليكم ... افتحوا أبواب الديوانيات الشبابية ... وانظروا حال (مساكين) اليوم ..
بالله عليكم ... افتحوا أبواب الشاليهات ... وانظروا حال الأسر المسلمة المهدمة!
بالله عليكم ... افتحوا أبواب المنازل ... وانظروا حال الشباب .. والبنات ... والرجال ... والنساء ...
انظروا الى قهاوي مصر .... و نوادي القاهرة .... و استراحات الرياض ... و شاليهات أبو ظبي ... و شوارع المنامة ... وشوارع الكويت ..
وحارات دمشق ... و فنادق تونس ... و مقاهي بيروت .. !. و .. و ....
ادخلوا بيوت المسلمين .. وانظروا حال الآباء والأمهات قبل البنات والأبناء ...
ادخلوا قاعات اجتماعات رجال الأعمال ..
ادخلوا استديوهات الأغاني ..
ادخلوا المجمعات .. والمطاعم ..
أيها القارئ ...
حاول أن تركز في الواقع ...
المشكلة ليست مشكلة ستار أكاديمي ..
المشكلة ليست مشكلة ملايين المسجات المرسلة إلى برنامج ستار أكاديمي ..
المشكلة في منزل وضع ولي أمره دشاً وسمح لسكانه بمشاهدة (ستار أكاديمي)
المشكلة ليست في مكالمة بين شاب وفتاة راح على أثرها ضحايا. .
المشكلة هي مشكلة شاب لا يعرف الصلاة .. وفتاة لا تعرف الحجاب ...
المشكلة ليست مشكلة موت شاب من جرعة زائدة بالمخدر ..
المشكلة هي مشكلة شاب يحذره والده من لجان النشء الإسلامي و لجان الصحبة الصالحة ... وجماعة المسجد!!
أيها القاريء ....
حاول معي ... وحاول أن تفهم قصدي .. أنا لا أهاجم ستار أكاديمي ..
أنا أهاجم كل من استغرب من ستار أكاديمي!
أيها القاريء ...
أرجوك ..
حاول معي ..
وافهمني ..
أنا لا أخاف من منزلٍ مبلل ٍ بالمياه ..
أنا أخاف من صنبور مياه ترك مفتوحاً ...
كلمات صادقة كتبتها من قلبٍ غيور
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 05:58]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك
لماذا التعجب من بشار وصوفيا و زبالة (كرمكم الله) يظهرون على الصفحات الأولى في الصحف العربية .. ؟
لماذا التعجب من نوال و كاتيا و نعال (كرمكم الله) يظهرون بشكل دائم في قنوات التلفاز؟
ارجو الرقي فى اختيار الكلمات اخى الكريم قال تعالى (وجادلهم بالتى هي احسن)
اخى الكريم الرمزية وسيلة من الوسائل التى يتخذها بعض الكتاب ولكنها ضعف في كثير من الاحيان
المشكلة ليست مشكلة ستار أكاديمي ..
المشكلة ليست مشكلة ملايين المسجات المرسلة إلى برنامج ستار أكاديمي ..
المشكلة في منزل وضع ولي أمره دشاً وسمح لسكانه بمشاهدة (ستار أكاديمي)
المشكلة ليست في مكالمة بين شاب وفتاة راح على أثرها ضحايا. .
المشكلة هي مشكلة شاب لا يعرف الصلاة .. وفتاة لا تعرف الحجاب ...
المشكلة ليست مشكلة موت شاب من جرعة زائدة بالمخدر ..
المشكلة هي مشكلة شاب يحذره والده من لجان النشء الإسلامي و لجان الصحبة الصالحة ... وجماعة المسجد!!
اخى الكريم كلامك صحيح ولكنه لا يلمس المشكله الاكبر
المشكله فى من تكفل بضخ كل هذه الملايين لافساد الشعب العربى
المشكله فى من تكفل بتمييع السنة فى لبنان وملاحقة وقتل افراد الجماعة الاسلاميه التى نراهم اليوم يتقربون
من افرادها لاستخدامهم كرادع ضد تنامى خطر الشيعه فى لبنان ولكن بعد فوات الاوان.
المشكله الحقيقه اكبر من المشاكل التى طرحتها ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:15]ـ
حياك الله أخي وبارك الله فيك على التعليق المفيد.
أنا مجرد ناقل أخي الكريم , ولقد ترددت أكثر من مرة بنقل المقال بسبب (و زبالة (كرمكم الله) , نعال (كرمكم الله)) ولكن رأيت نقله كما هو للأمانة العلمية.
صحيح أن كثير من مشاكل الأمة لها أكثر من سبب وأظن أن المقال حاول علاج هذه المشاكل من جهة مهمة , فالتفريط في الصلاة ليس بالأمر الهين , وتركيب - الدش - في المنزل أراه بأنه رأس كل بدعة وفكر منحرف وترك الرفقة الصالحة كمن يرمي بنفسه في البحر وهو لا يعرف السباحة ووو ...
فلنعمل يدا بيد لإزالة هذه المنكرات ولا نستعجل النتائج.
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:17]ـ
شكر الله لك أخي زين العابدين غيرتك وحرصك
وبارك الله في الأخ بطل القدسية على تنبيهه
وقد تمَّ تحرير اللفظتين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيك أخي المحمادي.(/)
خبران باطلان حول الشفاء وسمراء بنت نهيك!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:21]ـ
خبران باطلان حول الشفاء وسمراء بنت نهيك! للشيخ سليمان الخراشي
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مقالا في جريدة الجزيرة اليوم (18/ 1/1426هـ) بعنوان " شيئ من المرأة والانتخابات البلدية " يدعو فيه إلى مشاركة المرأة في الانتخابات (ناخبة ومرشحة) مستدلا على دعواه بخبرين باطلين؛ لو ثبتا فلا تعلق لهما بما يُطالب به. وقد أحببتُ توضيح ذلك في هذا المقال؛ لأني وجدتُ تتابع عدد من الكتاب والكاتبات على الاستشهاد بهما في كثير من المواضيع المتعلقة بالمرأة؛ بمناسبة وبغير مناسبة! وينقل بعضهم عن بعض! إلى أن يصل سندهم إلى بعض الكتب المنحرفة؛ كتحرير المرأة لقاسم أمين، أو تحرير المرأة في عصر الرسالة لأبي شقة، أو غيرها من الكتب التي أخذ مؤلفوها على عاتقهم مهمة إخراج المرأة عما أراده الله لها، مما يناسب طبيعتها وفطرتها، وإقحامها فيما يظنونه يُفيدها.
فإن كان البعض قد يعذر الدعاة الأولين لهذه الفكرة ممن قد لايتبين لهم ما فيها من إفساد للمرأة وللمجتمع .. فما بال من رأى نتيجة تلك الدعوات والأفكار التغريبية عيانًا على أرض الواقع؟! فهل جنت المرأة في الدول التي انساقت خلف ذلك عشرات السنين شيئًا يُغري نساء المؤمنين بمتابعة خطواتها؟! الجواب يعرفه العقلاء ممن يتعظون بمصائب ومشاكل غيرهم.
=======================
يقول آل الشيخ - والتعجب مني -: (وإذا كان من أهم وظائف (المجالس البلدية) الرقابة على المهام المناطة بالبلديات كمراقبة الأسواق مثلاً، فإن هذه المهام كانت في صدر الإسلام مهمات (حسبوية) ان جاز الاشتقاق، أي من المهام المناطة بالحسبة تحديداً، ومن الثابت (!) تاريخياً أن امرأة (صحابية) اسمها (الشفاء بنت عبدالله العدوية) كان قد ولاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مراقبة أسواق المدينة كما ذكر الإمام ابن حزم -رحمه الله- في (المحلى). كما ذكر الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله- في (الاستيعاب) أن (سمراء بنت نهيك الأسدية) كانت تتولى مراقبة الأسواق و (تأديب) المخالفين. معنى ذلك أننا عندما نسمح للمرأة بعضوية المجالس البلدية فإننا في الواقع لا نتجاوز عاداتنا غير الحضارية فحسب، وإنما نحيي سنة من سنن صدر الإسلام كادت تندثر.
والمرأة في كل المجتمعات هي نصف المجتمع عددياً كما هو معروف، وهي في بلادنا ربما أكثر، وبعد مسيرة تعليمها في المملكة التي تجاوزت الآن أكثر من أربعين سنة، لا يمكن إطلاقاً تهميشها، والمطالبة بإبقائها في البيت لا تبرحه قيد أنملة كما يطالب بذلك بعض المتشددين .. ).
إلى أن قال في خاتمة مقاله: (وطالما أننا في المملكة محكومون بالشريعة الإسلامية في كل شؤوننا، وطالما أن الشريعة الغراء لا تمانع من مشاركة المرأة في الشؤون العامة كما شاركت الشفاء بنت عبدالله في الرقابة على سوق المدينة وكما كانت سمراء بنت نهيك أيضاً، فما الذي يمنعنا إذن من التأسي بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ونعيد السيرة العمرية؟) انتهى.
=======================
قلتُ: على كلامه ثلاثة تعقبات:
أولا: خبر " الشفاء بنت عبدالله " لم يذكر له ابن حزم سندًا أو درجة، ولذا قال ابن العربي في أحكام القرآن (3/ 1457) عنه: (لم يصح، فلا تلفتوا إليه، فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث).
وقال الدكتور محمد أبو فارس: (وما ذكره ابن حزم رحمه الله من أن عمر ولى الشفاء – فلا يصلح حجة في هذا المقام، فالخبر لم يثبت؛ فقد ساقه غير مسند وبصيغة التمريض، وهذه الصيغة لا تؤهل النص ليحتج به).
ثم إنه لو صح وثبت فيفهم منه أن عمر اختارها لتقاوم المنكرات المتعلقة بالنساء في السوق وتأمر بالمعروف.
ويؤيد هذا: ماثبت من غيرة عمر رضي الله عنه على نساء المسلمين؛ ومن ذلك أنه كان سببًا في نزول آية الحجاب - كما عند البخاري -. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم له: (رأيتني دخلت الجنة .. ورأيت قصرًا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر. فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك) (أخرجه البخاري).
فكيف بعد هذا يُزعم أنه قد جعل امرأة تُخالط الرجال؛ تأمرهم وتنهاهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: وأما خبر سمراء بنت نهيك فقد ذكره ابن عبدالبر - دون سند - في الاستيعاب بغير النص الذي نقله عنه آل الشيخ! ونصه في الاستيعاب: (كانت تمر في الأسواق وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتضرب الناس على ذلك بسوط كان معها)!
فهو - أولا - خبر دون إسناد؛ فلا يصح. وثانيًا: لو صح لما كان فيه دليلا لما يريده الكاتب لمن تأمل. إنما يدل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه يشمل الرجال والنساء. وقد حمله البعض لو قيل بصحته على مجتمعات النساء.
ثم يلزم الكاتب ثالثًا أن يأخذ بما جاء فيه من ضرب الآمرين بالمعروف الناس بالسياط!! فهل يقول بهذا آل الشيخ؟!
(وانظر للزيادة في الخبرين السابقين: رسالة " المرأة والحقوق السياسية في الإسلام " لمجيد أبوحجير، ورسالة " ولاية المرأة في الفقه الإسلامي " لحافظ أنور).
ثالثًا: قوله في خاتمة مقاله: (فما الذي يمنعنا إذن من التأسي بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ونعيد السيرة العمرية؟). أقول: لن يمنعك أحد إذا ما أردت! بل هذا مما يُسر به المؤمنون أن نقتدي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيما من أمر بالاقتداء بهم. مع تذكير الكاتب بما سبق أن عمر رضي الله عنه هو سبب نزول آية الحجاب، وأنه رضي الله عنه هو أول من سن للأمة تأديب دعاة الفتنة والاختلاف ممن يريدون تفريق صف المؤمنين، وبث الشبهات بينهم، وإشغالهم بما يصرفهم عما فيه خيرهم؛ كما في قصته المشهورة مع (صبيغ بن عسل). (أخرجها الآجري في الشريعة بسند صحيح).
وفق الله الكاتب لما يُحب ويرضى، وجعله ممن يُسخرون قلمهم وجهدهم في نشر الخير.
-------------------------------------------------
أضيف - أيضًا - لإكمال الكلام عن سمراء بنت نهيك - رضي الله عنها - أن الطبراني في الكبير قد ذكر عن يحيى بن أبي سُليم قال: (رأيت سمراء بنت نهيك عليها درع غليظ وخمار غليظ، بيدها سوط تؤدب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر). (قال الهيثمي رجاله ثقات).
فهذا مما يؤكد بطلان ما ذكره آل الشيخ من أنها (تتولى مراقبة الأسواق)!!. إنما كانت تأمر وتنهى بالسوط! وتلبس الحجاب الكثيف! دون ذكر للسوق .. فتأمل.
===========
ممن تتابع على ذكر الخبرين السابقين، وبنى عليهما القصور العوالي! أحمد زكي يماني في كتابه الأخير عن المرأة؛ وهو الذي يعترف في إحدى مقابلاته أن ابنته تقرأ القرآن وتعزف العود!! جمعًا بين التراث والمعاصرة!
يقول يماني: (وقد وصل دور المرأة في المجتمع المدني إلى أعلى المستويات. حين ولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشفاء بنت عبد الله المخزومية على حسبة السوق. والحسبة. في رأينا. تحمل الصفة القضائية والتنفيذية معاً. كما هي تجسيد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والسوق بمعاييرنا المعاصرة هو المركز الرئيس للنشاط التجاري. فكيف تمارس المرأة المسلمة ذلك النشاط المهم لو كانت حبيسة الدار؟
كما أعطى ابن الخطاب رضي الله عنه سمراء بنت نهيك الأسدية. التي تولت المنصب نفسه على سوق مكة. سوطاً تضرب به من يغش في البيع أو الكيل، وهي بذلك قد جمعت بين ما يشبه السلطة القضائية وما يشبه السلطة التنفيذية)!
أرأيت اتباعًا للهوى يفوق هذا؟! حيث تُترك الآيات والأحاديث الصحيحة، ثم تُضخم الحكايات والأخبار الباطلة، وتُجعل هي الأصل والأساس. نعوذ بالله من الهوى واتباعه.
وقال شيخ الأزهر في عصره / محمد الخضر حسين - رحمه الله -: (وما نُسب لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من أنه ولى امرأة الحسبة؛ فإنه قول ليس صحيح وموضوع عليه). " مقالة بعنوان: موقف الشريعة الإسلامية من المرأة، جريدة الأهرام، 27/ 2/1953 " نقلا من فتاوى وكلمات .. ، للدكتور عبدالرزاق الشايجي، ص 158).
كتبه / سليمان الخراشي
-------------
علي التمني
نشر ههنا 24/ 5/1427
ـ[آل عامر]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 11:21]ـ
جزاك الله خيرا،وبارك فيك.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 12:22]ـ
وخيرا جزاك وبارك الله فيك
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 07:49]ـ
جزى الله الكاتب و الناقل خير الجزاء
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 04:00]ـ
وخيرا جزاك
ـ[المديني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 06:03]ـ
كنت قد احترت من خبر الشفاء هذا وانا اسمع العلمانيين يدلسون به على المسلمين حتى قرأت هذا المقال منذ فترة
جزى الله خيرا الشيخ سليمان والاخ الناقل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 01:33]ـ
الحمد لله ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:53]ـ
أخي العزيز:
أظن أنا كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) لمؤلفه عبد الحليم أو شقة
ليس من الكتب المنحرفة
وإن استغله بعض العلمانيين أو الليبراليين
وأظن كذلك أن ما نتكلم عنه هو من باب الاجتهاد.
اتمنى قراءة الكتاب ذو الست مجلدات دون موقف مسبق
وفقكم الله لكل خير(/)
اللعبة الجديدة , من روائع المحاضرات التي فضحت اللبراليون في السعودية!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:42]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللعبة الجديدة محاضرة من أروع المحاضرات التي قيلة في العلمانين واللبراليين في السعودية , حيث أتت لبنيانيهم وهدته من من الأسفل , أنصح الجميع بنشرها والإستماع إليها.
للشيخ / سعد البريك حفظه الله
: للحفظ:
http://www.muslmh.com/modules.php?name=Sounds&l_op=getIt&type=rm&id=459
: أو:
http://www.muslmh.com/modules.php?name=Sounds&l_op=showFile&cid=14&id=459
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 03:40]ـ
جزاك الله خيراً وأثابك
أيضاً الدكتور النجيمي في حوار صريح فضح بعض مواقفهم .. وهنا رابط:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32567
.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 02:27]ـ
بارك الله فيك على المرور وعلى الإضافة الرائعة.(/)
اللبراليون الطائشون!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه محاضرة صوتية لفضيلة الشيخ سليمان الدويش حفظه الله بعنوان:اللبراليون الطائشون هي خطاب موجه إلى الليبراليين والعلمانيين ومن انخدع فيهم عرى بها نهجهم , وبين فضاءحهم وتناقضاتهم .. أسأل الله أن يبارك وينفع بها.
: للحفظ:
http://www.nabd.net/al-d3ah/voice/doeesh/lebralyoon.rm
: أو:
http://www.sofaha.com/index.php?action=showMaqal&id=200(/)
كلام في الفكر السياسي على آثار القمة
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يريد المواطن العربي من القمة؟
قبل ثلاثين عاما أو أقل من ذلك لم يكن المواطن العربي يطالب قادته إذا التقوا أو يأمل منهم بأكثر من شيئين اثنين لا ثالث لهما، الأول: التنمية المتكاملة وضع تحت التنمية ما تشاء من شروحات. الثاني: حل مشكلة فلسطين.
وبعد ثلاثين عاما- وهذا من دواعي الأسف - لم يبق هذان المطلبان على صورتهما الأولى , بل تفاقم ماكان من السوء في هذين المطلبين , كما استجدت بالأمة العربية بلايا أخر لم تكن على بالها بالحسبان وإذا كان القائد العربي قبل ثلاثين عاما يحضر الى القمة وفي حقيبته ورقتان فهو يحضر اليوم بالعديد من الأوراق بل لا يأمن أن تلحق به أوراق جديدة الى مقر القمة. واصبحنا اليوم في وقت لا يتمكن القادة فيه من استيعاب النظر في قضايانا خلال جلسات القمة ذلك أن القضايا تزيد والجلسات على حالها لا تزيد.
ولن آخذ هنا بتعداد القضايا التي ستبحثها القمة والتي يأمل المواطن العربي في حلها لأن هذه القضايا هي اليوم بمثابة المعلوم بالضرورة، بل سأتحدث عن أمر لا يقل أهمية عن تلك القضايا ومع ذلك أجده غائبا عن ذهن المواطن العربي ألا وهو جواب السؤال التالي كيف نوقف هذا التنامي الخطير في مشكلاتنا التي أصبحت تتوالد بكثرة وتتكاثر على العقلاء حتى صار بيت خراش المشهور مثلا لا يفتر من تكراره لسان عاقل.
تكاثرت الضباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
الأمة اليوم في ظرف عصيب لو اقتصر القادة فيه على حل المشكلات العالقة لما انتهوا ولما انتهت المشكلات لأنها كما قدمت مثل السرطان الذي ليس له حل سوى استئصاله من جذوره وإذا لم تعثر على جذوره ظل في داخلنا يتورم ويتورم ويتورم حتى يقضي على نفسه وعلى حامله.
وقد آن لنا أن نعلم بعد التجارب المريرة أن علاج هذا الورم لم يعد بأيدي القادة وحدهم كما كنا نظن قديما، بل أصبح واجبا مشتركا بين القادة والأمة، فعلى الأمة أن تغير وعلى القادة أن يمكنوا لهذا التغيير.
وليس هذا علاجا موسميا أو علاجا لا يصلح إلا عند تفاقم الداء، بل هو العلاج الذي فرطت الأمة فيه بالأمس ولو التفتنا إليه آن ذاك لسعدنا يومنا هذا أيما سعادة , وينبغي اليوم أن لا نفرط فيه كما فعلنا قبل.
إلى أي شئ تتغير الأمة وأنى لها ذلك؟
سؤال هذا موضعه وهنا موضع جوابه.
بين الأمة وبين ربها سبحانه وتعالى عقد وعهد أخذه الله على نفسه ولن يخلف الله وعده ومن أصدق من الله حديثا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55 أليس كل ما تريده شعوب الأمة العربية يتلخص في هذه الآية الكريمة:
1 - الإستخلاف في الأرض.
2 - التمكين للدين.
3 - الأمن بعد الخوف.
بل إن ذلك هو كل ما تريده شعوب العرب والعجم والبشرية جمعاء، ومن تأمل صراعات الأمم وما يراق بينها من دماء من الأزل وحتى يومنا هذا وجد أن كل هذا الصراع الذي أرخصت فيه البشرية أنفسها وأموالها إنما كان سعيا وراء هذه المطالب التي لخصتها الآية.
والعجيب غفلة البشرية عن هذا الثمن الذي صرحت به الآية لمطالبهم رغم أنه أقل تكلفة في الأنفس والثمرات مما بذل لأجلها حتى عصرنا الحاضر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإيمان وعمل الصالحات والإخلاص في العبادة هي الأدوات المثلى للحل الشامل وهي أدوات ليست بأيدي الحكام بل هي بين أيدينا نحن وإن كان الحكام قادرين ولو لبرهة من الزمن على الحيلولة بين شعوبهم وتلك الأدوات , فإن قدرتهم هذه ليست بالقمع والتضييق كما يظن الكثيرون لأن القمع والتضييق طالما قربا بين العبد وربه, بل بإشغالهم عن تناول هذه الأدوات أو إضلاهم الطريق إليها؟ هذا ما يستطيعه الحكام تجاه هذه الأدوات لا غير، ولو أن الشعوب آمنت بهذا وعملت له لما انشغلت عن أدوات عزتها بشئ ولاستدلت إليها دون الحاجة إلى دليل.
ظلت الشعوب حقبا من الزمن لا ترى سوى حكامها وسيلة لتحقيق ما تصبوا إليه في حياتها وكلما بعدت الأمة عن غاياتها كلما زاد سخطها على هذا الحاكم الذي لا ترى سواه سببا لشقائها وكلما تمكنت لديها هذه الرؤية كلما عظم لديها الأمل في التغيير وكيف لا وهي ترى آمالها قائمة أمامها لا يحول بينها إلا الحاكم و أعوانه، والحاكم يموت أو يقتل أما أعوانه فينقلبون أعوانا عليه.
هذه النظرة القاصرة إلى أسباب التغيير جعلت من الحكام أعداء لشعوبهم يتبارون في خنقهم ووأد نتاجهم وتكسير أيديهم، ما دامت هذه الأصوات وهذا الناتج وتلك الأيدي لا تبحث إلا عن عرض الحاكم ومكانه ورقبته.
وقد تنجح الشعوب في تغيير هذا الحاكم المتسلط لنضع مكانه آخر كان هو منها بالأمس ويعرف لا كغيره ما وعدهم به وما أرادوه لأجله لكنه يصدم بعالم جديد عليه وهو اليوم أعجز ما يكون عن التعبير عنه يتلخص في أن أمر الإصلاح الموعود أكبر من الحاكم وحده وأن هناك شركاء في عمل الإصلاح لم يعرفوا دورهم بعد.
وبالتالي لم يقوموا به , فيعود هذا الجديد ليتقمص دور سلفه من أمته.
وتعود الأمة إلى سابق عهدها مع سلفه.
لقد كان على هذه الأمة المغامرة أن تحقق شرائط التمكين الذي وعدها الله به يقودها إلى ذلك مفكروها وأهل الرأي والرشاد فيها بدلا من أن تزعم لنفسها القدرة على تحقيق ما اختص الله سبحانه وتعالى بتحقيقه , حين تقف الأمة من تفريطها في جنب الله تعالى موقف المتفرج المستسلم منشغلة عن الاستعباد له اختيارا كما هي مستعبدة له اضطرارا , فإنها لا تستحق وعد الله لها بإبرام أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية.
وحين ينصرف الحكام عن واجبهم في تمكين الإنسان من إعمار الأرض بالإصلاح كما كلفه الله فإنهم أيضا ليسوا أهلا للتمكين والاستخلاف وسيستبدل الله بهم غيرهم {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} الأحزاب62
قد ينظر من لا يعطي النص القرآني حقه من التأمل إلى ما سلف من القول على أنه تشريع للسكوت عن الظلم بأفكار جبرية تستخدم القضاء والقدر لتخدير الناس لصالح حكام غلاظ الأكباد ينهضون على أجداث شعوب طالما خدرها القضاء والقدر والقسمة والنصيب حتى ألقي بها خارج الحلبة كسيرة منهزمة ليس منها ترمق حلبة الأقوياء و تصفق لهذا تارة ولذاك أخرى.
كلام قيل كثيرا ومازال يقال:
والحق أن السكوت عن الظلم لا يمكن أن يشرع , لكن الاحتجاج عليه لا يمكن أن يكون له طريقة واحدة وحسب , ونحن لا نطالب هنا سوى بالنتأمل في أكثر الطرق نجاحا لرفع الظلم والتمكين في الأرض وأقلها تطبيقا في العالم الإسلامي حاضرا وتاريخا , ألا وهي تحقيق شرائط التمكين التي أخبر الله بها.
وهذه هي المرحلة الأولى والضرورية لتطبيق الشريعة وبإغفالها لن يتحقق ما بعدها.
لقد دأبت الجماعات الإسلامية في طول وطن المسلمين وعرضه منذ أكثر من خمسين عاما على المطالبة بالحكم والسعي لذلك بمختلف أشكال السعي ولم يجد أحدا منهم سوى الفشل بمختلف أشكاله.
ولا أجد لذلك سببا إلا أن الأمة الإسلامية التي تسعى الجماعات الإسلامية إلى تطبيق أحكام الشريعة عليها لم تطبق بعد أحكام الشريعة في أنفسها ومن لا يطبق الشريعة في نفسه لا يمكن أن يرضى عمليا بتطبيقها عليه وإن كان من حيث النظر يدعي محبتها ويتباكى عليها.
أنا لا أصدق الشعوب الإسلامية عندما تدعي الرغبة في أن تكون محكومة بالإسلام وهي بعيدة عن تطبيقه في حياتها اليومية كما ينبغي , لأن من يرغب في تطبيق الإسلام كنظام للحكم وسياسة الأمة رغبة حقيقة لا يقصر في تطبيقه على نفسه وأسرته ومحيطه القريب , سواء أكان في مجال العبادة أم المعاملة أم الاعتقاد ,
وما تردده الشعوب والجماعات الإسلامية من مناداة الحكام بتطبيق الشريعة
أفسره بحب موروث لهذا الدين لكن محبة هذا الدين نظريا لا تعني تحمل أعباء تطبيقه والدليل على ذلك من أوضح الأدلة وهو عجز الأفراد ومنهم كثير من المتدينين عن تطبيق الدين على أنفسهم كما ينبغي.
نظريا كل المسلمين دون استثناء يتمنون أن يحكمهم رجل مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكن من حيث التطبيق لو تولى هذا الرجل لن يكون مصيره بين المسلمين وهم على ما هم عليه من البعد عن الإسلام أسعد من مصير علي رضي الله عنه في عصره.
والسبب في ذلك: أن الشريعة ليست أمرا هينا , ليست قانونا يلبي رغبات الناس واحتياجاتهم ويحمي حرياتهم وحسب؟ بل هي نسيج من الأنظمة التي تغطي حياة الفرد من ولادته حتى وفاته , وتحكم تصرفات المجتمع والدولة , نسيج من الأنظمة أعدى عدو لها الهوى والشهوة والأنانية وحب الذات , نسيج من الأنظمة لا تقبل أن يعترض عليها معترض من منطلق العقل وحده أو منطلق المصلحة وحدها مالم يكن العقل والمصلحة منضبطان بضوابطها أي أنها أنظمة لا تقبل الاعتراض عليها إلا بها.
هذه هي حقيقة الشريعة الإسلامية والحكم الإسلامي المحض فهي في ظرف الأمة الراهن أثقل من قدراتها.
إن شريعة هذا وصفها لا بد أن تنشغل الأمة بكل فعالياتها بتربية الناس تربية طويلة المدى على القدرة عليها بدلا من المطالبة بها وهم عاجزون عن تحملها.
كما ينبغي على الحكام أن لا يحولو بين الأمة وبين تربية نفسها.
د/ محمد بن إبراهيم السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بمكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 05:22]ـ
مرحباً بكم وأهلاً يا دكتور محمد
وبارك الله في جهودكم
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 07:32]ـ
طيب يا دكتور
الأن مثلاً تضع أعذار للحكام العرب
عندما تهجم على الشعوب بهذه الطريقة!!!!!
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 10:35]ـ
الأمة اليوم في ظرف عصيب لو اقتصر القادة فيه على حل المشكلات العالقة لما انتهوا ولما انتهت المشكلات لأنها كما قدمت مثل السرطان الذي ليس له حل سوى استئصاله من جذوره وإذا لم تعثر على جذوره ظل في داخلنا يتورم ويتورم ويتورم حتى يقضي على نفسه وعلى حامله.
وقد آن لنا أن نعلم بعد التجارب المريرة أن علاج هذا الورم لم يعد بأيدي القادة وحدهم كما كنا نظن قديما، بل أصبح واجبا مشتركا بين القادة والأمة، فعلى الأمة أن تغير وعلى القادة أن يمكنوا لهذا التغيير
ليس لدى الشعوب امكانيه للمشاركة فى ظل وجود الكثير من الانظمة العربيه وإن كانت هذه الشعوب تتنظر ان يمكن لها
حكامها المشارك الفاعله (فلتنتظر) وهى جالسه حتى لا يتعبها الوقوف
وقد تنجح الشعوب في تغيير هذا الحاكم المتسلط لنضع مكانه آخر كان هو منها بالأمس ويعرف لا كغيره ما وعدهم به وما أرادوه لأجله لكنه يصدم بعالم جديد عليه وهو اليوم أعجز ما يكون عن التعبير عنه يتلخص في أن أمر الإصلاح الموعود أكبر من الحاكم وحده وأن هناك شركاء في عمل الإصلاح لم يعرفوا دورهم بعد.
وبالتالي لم يقوموا به , فيعود هذا الجديد ليتقمص دور سلفه من أمته.
وتعود الأمة إلى سابق عهدها مع سلفه.
الحاكم فى معظم الدول العربيه هو الذى يصنع الشعوب والشعوب العربيه تتقبل ما يقوله الحاكم فما بالك اذا كان
المشروع الذى يتبناه الحاكم يحاكي نبض الشعب
التجارب الفاشله فى التغيير من وجة نظرى لا يتحملها الشعب بل يتحملها الحاكم الذى تخلى عن كل ما وعد به
وجعله سببا للتغير ..
ثم ان التجارب الفاشله لا ينبغى ان تؤدى الى الاحباط والاستسلام.
أنا لا أصدق الشعوب الإسلامية عندما تدعي الرغبة في أن تكون محكومة بالإسلام وهي بعيدة عن تطبيقه في حياتها اليومية كما ينبغي , لأن من يرغب في تطبيق الإسلام كنظام للحكم وسياسة الأمة رغبة حقيقة لا يقصر في تطبيقه على نفسه وأسرته ومحيطه القريب , سواء أكان في مجال العبادة أم المعاملة أم الاعتقاد ,
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 11:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك خي خلف الكواليس أنا لم أعذر الحكام ولا يوجد في هذا المقال ما يدل على ما فهمته كما أنني لم أهجم على الشعوب بل حكيت واقهم هل ترى أنت أن واقع الشعوب العربية العبادي والقعقدي واقع مشرق إن كنت لا ترى ذلك فأنت تشاركني في الرأي.
شكرا أيضا بطل القادسية: أنا لا أقصد بالمشاركة سوى الالتزام ما أمكن بتعاليم الدين عبادة وعقيدة هذه هي المشاركة المطلوبةمن الشعوب ليتحقق الوعد الأكيد من الله تعالى
كما أن التجارب الفاشلة ينبغي أن تؤدي إلى تلمس أسباب الفشل ومن أسباب الفشل في تقديري أننا أغفلنا مسؤلية الشعوب في التغيير والمتمثلة في عودتها إلى ما يؤهلها لنيل وعد الله بالتمكين وهو التدين
ولا يستطيع حاكم أن حول بين فرد وبين دينه
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:51]ـ
أنا لا أقصد بالمشاركة سوى الالتزام ما أمكن بتعاليم الدين عبادة وعقيدة هذه هي المشاركة المطلوبةمن الشعوب ليتحقق الوعد الأكيد من الله تعالى
"كيفما تكونوا يولَ عليكم"
ألا يصح هذا المعنى هنا؟
ولمن يُنسب؟
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 04:58]ـ
أنا لا أقصد بالمشاركة سوى الالتزام ما أمكن بتعاليم الدين عبادة وعقيدة هذه هي المشاركة المطلوبةمن الشعوب ليتحقق الوعد الأكيد من الله تعالى
دعنى اورد كلامك بشكل اكثر تفصيلا ووضوحا على حد فهمى
جميل .. المشاركة هى الالتزام بتعاليم الدين ولكن ليس كل تعاليم الدين بل بالتوحيد وبالصلاء والصوم والحج
قال تعالى (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
باللّه واليوم الاخر وجهد في سبيل اللّه لا يستوون
عنداللّه)
ولا يستطيع حاكم أن حول بين فرد وبين دينه
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بروق أندسية: كما تكونوا يول عليكم يصلح للاستشهاد به هنا وهو مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد ضعيفة ونصه كما في فيض القدير ج6/ص404
لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك وإن جاروا لأن منصبه يصان عن السب والامتهان ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق فإنكم إن فعلتم ذلك يعطف الله قلوبهم عليكم فاستقيموا يستقيموا وكما تكونوا يول عليكم وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل
بطل القادسية قولك:المشاركة هى الالتزام بتعاليم الدين ولكن ليس كل تعاليم الدين بل بالتوحيد وبالصلاء والصوم والحج
, قول صحيح لكنه ناقص أضيف عليه اجتناب المناهي ففعل المعاصي يدني من الهلكة أكثر من فعل الطاعات
شكرا على التنبيه على الخطأ الطباعي تصويبه: (أن يحول بين فرد ودينه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 01:26]ـ
"كيفما تكونوا يولَ عليكم"
ألا يصح هذا المعنى هنا؟
ولمن يُنسب؟
رُوي هذا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكرة، ومرسل أبي إسحاق السَّبِيعي
فأما حديث أبي بكرة فرواه ابن جُميع في معجم شيوخه، وإسناده ضعيف جداً، بل ألحقَه بعض أهل العلم بالأحاديث الموضوعة
وأما مرسل أبي إسحاق، فرواه البيهقي في شعب الإيمان بإسناد ظاهر الضعف إضافة إلى إرساله
ولذا لا تصح نسبته إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
ورُوِيَ نحوه من قول عمر بن الخطاب، وكعب الأحبار، والحسن البصري، وأبي مسلم الخولاني
ذكرها البيهقي في شعب الإيمان، وتفتقر إلى النظر في أسانيدها
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 01:20]ـ
أخي الحمادي شكرا لمرورك والإضافة الجليلة(/)
أول من أحدث بدعة المولد النبوي رجل يسمى: (كوكبوري).
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 01:45]ـ
فائدة من مُلح العلم
كنت اقرأ في كتاب الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تعالى والمسمى:
(تقييد الشوارد من القواعد والفوائد)
فوقعت على هذه الفائدة في ص 98، حيث قال الشيخ وفقه الله تعالى:
(أول من أحدث بدعة المولد النبوي رجل يسمى: (كوكبوري) في القرن الخامس أو السادس الهجري.
وقيل في عهد الدولة الفاطمية، والقرون الأربعة الأولى لم تعرف منها هذه البدعة) أ. هـ.
وقد ذكر الشيخ صالح الفوزان وفقه الله تعالى في بيان له عن المولد، فقال:
(فأول من أحدثه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما.
وقال أبو شامة: وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.
قال الحافظ ابن كثير في البداية (البداية والنهاية، (13/ 137)) في ترجمة أبي سعيد كوكبوري: "وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً).أ. هـ.
قلت: لعل كوكبوري هو من نشرها بسبب قوة السلطة، إذ يظهر من كلام أبي شامة أن كوكبوري قد اقتدى بالشيخ عمر بن محمد الملا، ولم يبتدعها ابتداءا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 06:58]ـ
الأخ الفاضل / المسيطير .... المحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرًا
وبارك في علمكم.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 07:04]ـ
جزاك الله خير اخى الكريم
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 08:56]ـ
الأخوين الفاضلين /
سلمان أبازيد
بطل القادسية
جزاكما الله خير الجزاء.
---
قال الأخ زكرياء توناني وفقه الله تعليقا على الموضوع:
ذكر الشوكاني في " رسالة في حكم المولد " أن أبا سعيد كوكبوري سلطان إربل هو أول من أحدث بدعة المولد، و أظن أنه نقل الإجماع على أنه أول من أحدثها.
فتعقبه الشيخ صالح العصيمي في تعليقه على هذه الرسالة - و هو موجود في البث الإسلامي المباشر - بأن في المسألة خلافا، و أن أهل العلم اختلفوا في أول من أحدث المولد على قولين:
1 - أنه أبو سعيد كوكبوري.
2 - أنهم العبيديون، المسمون غلطا بالفاطميين، و رجح الثاني.
و الله أعلم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 09:16]ـ
.....
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 09:18]ـ
أحسن إليكم أبا محمّد.
2 - أنهم العبيديون، المسمون غلطا بالفاطميين، و رجح الثاني.
و الله أعلم
العلامة عبد المحسن العبّاد رجح الثاني أيضا في دروسه.
إليكم وصلة تعليقات فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي -سلّمه الله - على رسالة العلامة الشوكاني في حكم المولد.
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10061
وفقكم الله.
ـ[ابو قدس الجزائري]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 03:19]ـ
بارك الله فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 12:33]ـ
الأخوين الفاضلين:
سلمان أبازيد
أباقدس الجزائري
جزاكم الله خير الجزاء.
لا عدمناكما، ولا حرمنا فوائدكما.
---
فائدة:
كلمة "كوكبوري " تركية معناها ": الذئب الأزرق، وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه.
-
ـ[كوردي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 06:53]ـ
اخواني السلام عليكم من اربل
انا احدى القاطنات في اربل مظفر الدين الكوكبري اردت ان اضيف معلومة وهي انه مازال اهل اربل يحيون ذكرى مولد النبي الاكرم واذا اردتم كيفية الاحتفال اليكم طرق الاحياء:
- توزيع الصدقات على الفقراء
- اقامة مجالس دينية منذ الصباح في هذه المدينة ويكون مجلس كل فئة على حدة كمجلس البزازين والصاغة والقصابين والنجار والحداديين ....................... الخ،ويقراون القرآن وبالاخص الايات التي جاء فيه ذكر المصطفى عليه افضل الصلوات والتسليم
- توزيع الحلوى في هذه المجالس وفي الحارات ويقفل الاسواق في هذا اليوم حيث ان هذه المجالس تقام في الاسواق ولايشترك فيها سوى الرجال والاطفال
-ان هذا اليوم عطلة رسمية في بلادنا (العراق -اقليم كوردستان) ولكن يشارك المسؤولون في الدولة فيها احيانا
- يكون هذا اليوم مجالا لعلماء الدين ليوعظوا الناس في خطبهم في تلك المجالس.
واخيرا ترى هل ان كوكبري صهر صلاح الدين الايوبي سن سنة حسنة له اجره واجر من عمل بها ام استحدث امرا فيه رد؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 08:29]ـ
جزاكم الله خيرا ,,
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 04:55]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام البخاري في كتاب الصلح، باب 5:
2697 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ». رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِىُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِى عَوْنٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. تحفة 17455
وقال الإمام مسلم في كتاب الأقضية، باب 8
4589 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلاَلِىُّ جَمِيعاً عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». تحفة 17455 - 1718/ 17
واخيرا ترى هل ان كوكبري صهر صلاح الدين الايوبي سن سنة حسنة له اجره واجر من عمل بها ام استحدث امرا فيه رد؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه ترجمة صاحب اربل فى سير الاعلام النبلاء للحافظ الذهبى رحمه الله
صاحب إربل * * السلطان الدين الملك المعظم مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن علي ابن بكتكين بن محمد التركماني صاحب إربل وابن صاحبها وممصرها الملك زين الدين علي كوجك، وكوجك هو اللطيف القد، كان كوجك شهما شجاعا مهيبا، تملك بلادا كثيرة، ثم وهبها لاولاد صاحب
الموصل، وكان يوصف بقوة مفرطة، وطال عمره، وحج هو والامير أسد الدين شيركوه بن شاذي، وتوفي في سنة ثلاث وستين وخمس مئة، وله أوقاف وبر ومدرسة بالموصل.
فلما مات تملك إربل ابنه هذا وهو مراهق، وصار أتابكه مجاهد الدين قيماز، فعمل عليه قيماز وكتب محضرا بأنه لا يصلح للملك وقبض عليه وملك أخاه زين الدين يوسف، فتوجه مظفر الدين إلى بغداد فما التفتوا عليه، فقدم الموصل على صاحبها سيف الدين غازي بن مودود، فأقطعه حران، فبقي بها مديدة، ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين، وغزا معه، وتمكن منه، وأحبه، وزاده الرها، وزوجه بأخته ربيعة واقفة الصاحبية، وأبان مظفر الدين عن شجاعة يوم حطين، وبين، فوفد أخوه صاحب إربل على صلاح الدين نجدة فتمرض ومات على عكا فأعطى السلطان مظفر الدين إربل وشهرزور، واسترد منه حران والرها.
وكان محبا للصدقة، له كل يوم قناطير خبز يفرقها، ويكسو في العام خلقا ويعطيهم دينارا ودينارين، وبنى أربع خوانك للزمني، والاضراء، وكان يأتيهم كل اثنين وخميس ويسأل كل واحد عن حاله ويتفقده ويباسطه ويمزح معه.
وبنى دارا للنساء، ودارا للايتام، ودارا للقطاء، ورتب بها المراضع.
وكان يدور على مرضى البيمارستان، وله دار مضيف ينزلها كل وارد، ويعطى كل ما ينبغي له.
وبنى مدرسة للشافعية والحنفية وكان يمد بها السماط، ويحضر السماع كثيرا، لم يكن له لذة في شئ غيره.
وكان يمنع من دخول منكر بلده، وبنى للصوفية رباطين، وكان ينزل إليهم لاجل السماعات.
وكان في السنة يفتك أسرى بجملة ويخرج سبيلا للحج، ويبعث للمجاورين بخمسة آلاف دينار، وأجرى الماء إلى عرفات.
وأما احتفاله بالمولد (1) فيقصر التعبير عنه، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتنصب قباب خشب له ولامرائه وتزين، وفيها جوق المغاني واللعب، وينزل كل يوم العصر فيقف على كل قبة ويتفرج، ويعمل ذلك أياما، ويخرج من البقر والابل والغنم شيئا كثيرا فتنحر وتطبخ الالوان، ويعمل عدة خلع للصوفية، ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أمولا جزيلة.
وقد جمع له ابن دحية " كتاب المولد " فأعطاه ألف دينار.
وكان متواضعا، خيرا، سنيا، يحب الفقهاء والمحدثين، وربما أعطى الشعراء، وما نقل أنه انهزم في حرب، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان واعتذر من التقصير.
مولده في المحرم (2) سنة تسع وأربعين وخمس مئة بإربل.
قال ابن الساعي: طالت عليه مداراة أولاد العادل، فأخذ مفاتيح إربل
وقلاعها وسلم ذلك إلى المستنصر في أول سنة ثمان وعشرين، قال: فاحتفلوا له، واجتمع بالخليفة وأكرمه، وقلده سيفين ورايات وخلعا وستين ألف دينار.
وقال سبط الجوزي (3): كان مظفر الدين ينفق في السنة على المولد ثلاث مئة ألف دينار، وعلى الخانقاه مئتي ألف دينار، وعلى دار المضيف [مئة] (4) ألف.
وعد من هذا الخسف اشياء.
وقال: قال من حضر المولد مرة: عددت على سماطه مئة فرس (1) قشلميش، وخمسة آلاف رأس شوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومئة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلواء.
قلت: ما أعتقد وقوع هذا، فعشر ذلك كثير جدا (2).
وقد حدث عن حنبل المكبر.
قال ابن خلكان (3) مات ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلاثين وست مئة، وعمل في تابوت، وحمل مع الحجاج إلى مكة (4)، فاتفق أن الوفد رجعوا تلك السنة (5) لعدم الماء، فدفن بالكوفة رحمه الله تعالى، وعاش اثنتين وثمانين سنة (6).
وعاش أبوه فوق المئة، وعمي، وأصم، وكان من كبار الدولة الاتابكية، ما انهزم قط، ومدحه الحيص بيص، فقال: ما أعرف ما تقول، ولكني أدري
أنك تريد شيئا! وأمر له بخلعة وفرس وخمس مئة دينار. انتهى
سير اعلام النبلاء ج22 الشاملة
مماتجدر الاشارة اليه ان الاحتفال بما يسمى بالمولد النبوى ماخوذ باحتفال النصارى بمولد عيسى عليه السلام ممايسمونه ب (النويل)
فى راس السنة الميلادية
ـ[أسماء]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم على الافادة
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:15]ـ
جزيت الجنة(/)
لماذا لا أكون مسلما ليبراليا؟
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال نشرته قبل أشهر في بعض المواقع ولما جرى حديث بعض الإخوة عن محاضرة الدكتور سعد البريك عن اليبرالية رأيت من المناسب نشره وسماع الانطباع عنه والتحاور مع الإخوة في مضمونه
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا أكون مسلما ليبراليا
لماذا لا أكون مسلما ليبراليا؟
هذا سؤال يطرحه رجلان:
أحدهما: مؤمن بالليبرالية يلقيه مقررا, والآخر مناهض لها يسوقه منكرا, فالأول يقول: إن الليبرالية توجُهٌ فكريٌ وأخلاقي لا يتنافى مع روح الإسلام إلا في أجزاء من نسخته الغربية ويمكننا أن نصنع منه نسخة أخرى متوافقة مع الشريعة الإسلامية , وكما ساغ لنا أن نتكلم عن اقتصاد إسلامي وسياسة إسلامية وإدارة إسلامية فلا بأس أيضا أن نتكلم عن ليبرالية إسلامية فكان ماذا؟
ويقول الآخر: الإسلام دين كامل شامل لجميع أوجه الفكر و الحياة لا يستوعب توجها مغايرا إلا إذا صنعنا منه نسخة أخرى , ولا يجوز في الإسلام أن نستخدم نسخة غير أصلية.
أما من يقف بين هذين الرجلين ويتساءل: إلى أيهما يتجه , فهو ينطلق في تفكيره من مسلمتين , إحداهما: كمال الدين الذي يشمل مفهومه كل توجه فكري أو أخلاقي لا يتناقض مع تعاليمه حالا , أو مآلا , يسير ضمن موكب الإسلام وينتهي إلى حيث ينتهي. أما إذا خالف هذا الموكب في أي مرحلة من طريقهما فهو توجه غير إسلامي وإن وافق الإسلام عرضا في بعض الطريق.
ومبعث هذا التسليم آيات قاطعة في دلالتها على أن كل مخالفة لتعاليم الدين تعد معصية سواء أكانت تلك التعاليم فيما يتعلق بالمقاصد أم الشريعة أم مصادر التلقي أم مناهجه وذلك من أمثال قوله تعالي: (اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وقوله: (وأن هذا سراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
ألمسلمة الأخرى: أن مفهوم الدين لدى هؤلاء يتسع لكل تصرفات الإنسان من حين يستيقظ إلى أن يعود إلى نومه مرة أخرى بل إن النوم أيضا يدخل في الدين من باب النية والاحتساب , و حتى الجهد الفكري وسائر العمل غير المنظور لا تخرجه عن الدين شدة خصوصيته وعدم مساسه بالآخرين ويستمسكون بآيات قاطعة في دلالتها على هذه الحقيقة كقوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذالك أمرت وأنا أول المسلمين) وقوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا) (وكل شئ فصلناه تفصيلا) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
فالدين عبادة والإنسان لا يخرج عن وصف العبودية بحال من الأحوال , فهو إما عبد لله اختيارا , كالمخاطبين بقوله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما 00) أو عبد لله اضطرارا كما في قول الله تعالى في الحديث القدسي: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر)
فإذا كانت الليبرالية الإسلامية -كما يقولون- تنطلق من هاتين المسلمتين , ولا تتعارض مع حكم آخر من أحكام الشريعة فقد انحصر الخلاف بين الفريقين في استخدام المصطلح وهو خلاف مآله إلى الزوال.
فهل اليبرالية كذلك؟
التعريفات الكثيرة لهذا التوجه الفكري لا تخدمنا في الوصول إلى نتيجة لما نحن بصدده لأن هذه التعريفات تنطلق من الأصل اللغوي للمصطلح وهو الحرية وبذلك لا يمكن الجزم بمعاداة هذا التوجه للدين أو موافقته له من خلال التعريف فقط , وبرأيي أن من يحاول معاداة الليبرالية من خلال تعريفاتها وحسب لن يكون موقفه أكثر قوة من ذلك الذي أحبها من أجل التعريف وحده لأن كليهما قادر على تأويل التعريفات كما يهوى.
والصواب في فهمنا لليبرالية وموقف الإسلام منها: أن ننظر في أصل نشأتها وواقع روادها في أرضها التي ترعرعت عليها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى مطلعا أن أصل نشأتها: الثورة على ربط الفكر الإنساني بنصوص الكتاب المقدس – التوراة والإنجيل – بعد أن أصبح الدين ورجاله عائقين عنيدين أمام التطور الفكري والسياسي والاقتصادي , لاسيما وقد اكتسبت تفسيرات الكنيسة الإنسانية صفة مقدسة أدت إلى الحكم بالموت على كثير من العلماء والمفكرين لمخالفتهم هذه التفسيرات.
إن حكاية هذا المخاض للليبرالية حري وحده أن يجعلنا نتوقف كثيرا قبل أن ننسبها إلى الإسلام أو أن ننسب الإسلام إليها إذ لا يسوغ بحال ذهابنا إلى تحرير الفكر من تعاليم القرآن وتفسيراته النبوية , لأن هذا التحرر خلاف مقتضى الاستعباد المطلق لله عز وجل والذي من معالمه أن يكون النص القرآني منطلقا ومآلا لكل مفكر إسلامي , وكل ثمرة فكرية تتعارض مع المحكمات من كتاب الله تعالى تعد في نظر الإسلام فاسدة (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (قلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (ألمص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) وروى الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن) قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال:) كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله 00) (ثمَُّ جَعَلنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتَّبِعها وَلا تتَّبِع أَهواءَ الذِينَ لا يَعلَمُون)
وكثيرة هي النصوص الدالة على فرضية الالتزام بالقرآن الكريم فكرا وعملا والتي لا يمكن معها أن يكون إسلاميا من يقول بتحرر تفكيره عن نصوص هذا الكتاب الحكيم.
أما روادها الأوائل من أمثال: جان جاك روسو بفرنسا وإيمانويل كانط بألمانيا وآدم سميث وجيرمي بانثام بإنجلترا فكان هذا هو منهجهم في التعامل مع نصوص كتابهم المقدس على تفاوت درجاتهم في التدين الذي يختلفون معنا في مفهومه.
فالدين في نظر رواد الليبرالية الأوائل محكوم بالعقل الفردي فما لا يمكن أن يستجيب له عقلك لا يمكن أن يكون دينا بل لا بأس عليك لو لم يستجب عقلك لفكرة الدين اصلا.
أما نحن فلا نؤمن أبدا بتعارض بين العقل والشرع وإذا تقرر في الشرع أمر فلا يسأل العقل عنه إلا من باب التدبر والسعي وراء الحكم والمقاصد , لأننا نؤمن أن ما يظهر من خفاء بين العقل والنقل أمر مؤقت وأن تجليه أمر محتوم يظهر بالتدبر الذي أمر الله به في كثير من آيات كتابه الحكيم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وليس الأمر بالتدبر مقتصرا على طائفة من الناس دون أخرى بل التدبر واجب خوطب به الجميع من علماء وغيرهم لكنهم مطالبون باستصحاب التسليم بصدق القائل وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
بل لا يمكن أن نرى الخلاص الأخروي والدنيوي بدين غير الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه).
وبكل ما تقدم نصل إلى أن الليبرالية في أصل منشئها وكما أراد لها روادها الأول في ديارها تتعارض كليا مع مسلمات الإسلام فهل عند دعاة الإسلام الليبرالي فهما آخر لها؟
لأحد أن يقول: إن الليبرالية في أصل نشأتها أيضا دعوة صادقة للحرية الفكرية والعناية بالفرد وحماية حقوق الإنسان وهذه مثل لا يمكن المنازعة في أن الإسلام قد دعى إليها فإذا اجتزأنا هذه الخصال من الليبرالية وضممناها إلى ما عندنا فقد سقطنا عندها على الإسلام اليبرالي وليبرالية الإسلام.
وفي هذا الكلام تناقض يدعونا إلى إساءة الظن بقائله فهو إن كان يعتقد اشتمال الإسلام حقا على هذه المثل فأين الحاجة إلى اللبرالية.
أما إن كان يرى الإسلام دينا خاليا من هذه المثل مع مسيس حاجة المجتمعات إليها فقد انتقض على إحدى المسلمتين التين تقدم البرهنة عليها وهي كمال الدين والمصادق عليها بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
وخاتمة هذه المقالة أنني أستطيع الآن الإجابة على سؤالي الأول: لماذا لا أكون مسلما ليبراليا؟ بجواب واضح وهو أنني لا يمكن أن أكون مسلما وليبراليا في آن معا.
د محمد بن إبراهيم السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بمكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 05:08]ـ
لو أن الليبرالية حق فهي موجوده في الإسلام!!
جزاك الله خيراً يا دكتور
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
رائع!
ربما أعود
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 07:44]ـ
بارك الله فيكم .. ولعل جواب هذا السؤال: لماذا لا أكون مسملا ليبراليا يمكن اختصاره في جملة واحدة
كالتالي
المسلم من سلم رقبته طائعا مختارا لقيد الخضوع لحكم الله وشريعته ..
والليبرالي من كان دينه التحرر من كل قيد!
فكيف تجتمع الكلمتان (مسلم) و (ليبرالي) في صفة واحدة؟؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:43]ـ
(اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وقوله: (وأن هذا سراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
أرجو من أحد المشرفين تصحيح الآيتين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 01:10]ـ
جزيت خيرا يا دكتورنا الفاضل ..
ولو جعلت العنوان: لماذا لا أكون مسلما كافرا .. لصح!
أختي شذى: هذه قراءة صحيحة .. والعرب قد تبدل السين صادا
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 09:21]ـ
الليبرالية بمعناها الفلسفي هي كالعلمانية بمعناها الفلسفي هي كالحداثة بمعناها الفلسفي
والاختلاف في التعريف لايهدم منشأ التعريف ولايلغي الغرض منه!
فاصل هذه التعريفات كلها هو الاستقلال عن الله ورفض المصدر الخارجي ان صح التعبير
لكن في حوارنا مع الليبراليين قد يقول الليبرالي شيء لايتعارض مع الاسلام فنقول له هذا الشيء موجود اصلا في الاسلام الا ان له قاعدة ربانية ترفضها انت كما ان له ارتباطات مع كامل المعرفة الاسلامية التي تقوم هي الاخري علي مصدر الوحي الالهي الصحيح الغير مخالف للعقل الصريح الصحيح
لقد حاور شيخ الاسلام من قال بالجسد او من نفي الجسد في القضية الخلافية المشهورة بين من نفي الجسد ونفي بنفيه صفات إلهية ومن اثبت الجسد واثبت بثبوته عنده امور ليست من صفات الله ولا من كمال الله تعالي
فتفتق ذهن ابن تيميه وعقله الذي شرب من معين حكمة القرآن العظيم وحكمة الرسول العظيم وفهم الصحابة الكرام عن منهجية علمية فقال باننا يجب ان نحاور حول المعاني فان كان منها موافق للاسلام قلنا ان الاسلام لاينكره حتي لاننكر الحق والباطل معا اما المصطلح فياتي الكلام عليه في مرتبة أخري فان كانت الفكرة تقوم علي تاسيسات باطلة فعلينا بيان موقف الاسلام من هذا الباطل!
وهكذا الامر مع الفلسفة الغربية فهي فلسفات اغلبها مادية الا ان فيها امور لاينكرها الاسلام فيجب بيان الامرين من غير ان نجلب هذه المصطلحات المحملة بمعاني مختلطة -من الحق القليل والباطل الكثير- الي علومنا وفهومنا وواقعنا
اخوكم طارق منينة
صاحب كتابي الرد علي العلمانيين العرب
اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 01:42]ـ
خي الأستاذ طارق: ماهي الفلسفات الغربية التي لا يردها الإسلام؟
أعتقد أن جميع الفلسفات الغربية يردها الإسلام
أما الذي لا يرده الإسلام ففهي كثير من الأفكار الاجتماعية والرؤى التربوية والنفسية , وبما السياسية.
أما الفلسفات الغربية , وأعني الرؤى الفلسفية الغربية المحضة فقد حاولت أن أتذكر شيئا منها لا يرده الإسلام فلم أستطع لذلك سبيلا , أرجو إفادتي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:09]ـ
خي الأستاذ طارق: ماهي الفلسفات الغربية التي لا يردها الإسلام؟
أعتقد أن جميع الفلسفات الغربية يردها الإسلام
اخي الدكتور محمد السعيدي
كل الفلسفات الغربية يردها الاسلام لانها قائمة كما بينت علي قاعدة غربية هي قاعدة الاستقلال عن الله بحسب تعبيرات العلمانيين انفسهم
وانا فيما تقدم قلت عنها كلها
والاختلاف في التعريف لايهدم منشأ التعريف ولايلغي الغرض منه!
فاصل هذه التعريفات كلها هو الاستقلال عن الله ورفض المصدر الخارجي ان صح التعبير
اي انه مهما اختلفت الفلسفات الغربية فان اصلها واحد وجذرها واحد وقاعدتها واحدة والاسلام يرفضها كلها مهما اختلفت التعريفات لان نشئتها واحدة وغرضها واحد فالنشأة مادية والغرض الدنيا وحتي الدنيا فانه ليس من فلسفة في الغرب عندها حلول حقة وعادلة ومنظمة لامور الانسان علي الارض بل بها نتجت مفاسد في الارض والانسان والحياة والطبيعة(/)
«حقوق الراعي والرعية ولزوم جماعة المسلمين» للشيخ الشثري علّق على المحاضرة المفتي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 11:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«حقوق الراعي والرعية ولزوم جماعة المسلمين»
محاضرة
لصاحب الفضيلة العلامة د. سعد بن ناصر الشثري -حفظه الله تعالى-
تفضل سماحة المفتي الشيخ العلامة / عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله تعالى - بالتعليق عليها والإجابة على الأسئلة.
وإليكم وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34524
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح، إنه على كل شيء قدير.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 05:52]ـ
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34787
تنبيه: وقع خلل تقني في الموقع ....(/)
ضوابط تصرف ولي الأمر في المال العام (1/ 2)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 11:50]ـ
ضوابط تصرف ولي الأمر في المال العام (1/ 2)
د. خالد الماجد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين، أما بعد:
ضوابط تصرف ولي الأمر في المال العام، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول: ضابط مراعاة المصلحة في الإنفاق.
يوصف المال العام بأنه مال المصالح، ومال المصالح العامة، وفي هذه الإضافة إشارة إلى ضابط في غاية الأهمية من ضوابط الإنفاق العام، بل هو أساسها، وهو: المصلحة، وهي ضد المفسدة، فلا بد أن يحقق الإنفاق مصلحة للمسلمين ويشترط في هذه المصلحة ثلاثة شروط:
الشرط الأول: كونها خالصة أو راجحة، فإن كانت المصلحة مساوية للمفسدة فلا يشرع الإنفاق حينئذٍ، وكذا لو كان لا يحقق أي مصلحة من باب أولى.
الشرط الثاني: كون المصلحة عامة: فلا يكفي للحكم بمشروعية الإنفاق أن يكون على مصلحة، بل حتى تكون هذه المصلحة عامة، يعود نفعها على المسلمين، كبناء المساجد والمدارس، وإنشاء الطرق، أو على طائفة منهم لا تعيين لأشخاصهم بل لصفاتهم، كرواتب موظفي الدولة أو عطاء أهل الحاجات الذين لم يسد حاجاتهم مال الزكاة، فإن الإنفاق على هؤلاء من المال العام وإن كان ظاهره إعطاء أفراد، إلا أن الإعطاء لم يكن لذواتهم، بل إما لقيامهم بمصالح المسلمين، فيجب على المسلمين القيام بكفايتهم نظير ما قاموا به من مصالحهم، أو لما قام بهم من الحاجة التي يجب على المسلمين سدها، والمال العام محل ذلك، إن لم يكف مال الزكاة (1).
والمصلحة التي تتوقف على رجحانها مشروعية الإنفاق تشمل مصالح المسلمين الدينية والدنيوية، فالإنفاق على الدعوة إلى الله، ونشر العلم الشرعي، والجهاد لإعلاء كلمة الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك من الإنفاق المشروع، بل الواجب؛ لأنها مصالح متعلقة بالدين، ولا شك أن مصالح المسلمين الدينية – التي يحصل برعايتها العزة والتمكين في الدنيا والنجاة في الآخرة – من أولى ما يجب على الدولة الإسلامية توجيه الإنفاق العام إليه، بما يضمن تحصيلها.
والإنفاق على توفير العيش الكريم، وعلى تعليم العلم الدنيوي، كالطب، والهندسة، والعلوم، التي بها تحفظ الأبدان، ويستعد بالقوة العلمية والعسكرية، والإنفاق على بناء المصانع والمرافق العامة، كالطرق، وصيانة المنشآت، وغير ذلك من مصالح المسلمين الدنيوية، كل هذا من الإنفاق المشروع؛ لأنه لا قيام للدين إلا بالدنيا، إذ هما توأمان، لا يستغني أحدهما عن الآخر (2).
وهذا الضابط يمثل قيداً لتصرفات ولي الأمر – وغيره – في المال العام، وهو من فروع القاعدة الكبرى التي تضبط تصرف ولي الأمر في شؤون الرعية كلها المالية وغيرها، وهي: تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة.
ولقد جاء في كلام أهل العلم التأكيد على أهمية رعاية المصلحة؛ لضمان حسن التصرف في المال العام من جميع المتصرفين فيه، ويمكن بيان هذا من خلال النقاط الآتية:
أولاً: النص على أن مصرف المال العام المصالح العامة: قال الماوردي: يُحْمَل ما يفضل من مال الخراج إلى الخليفة؛ ليضعه في بيت المال العام، المعد للمصالح العامة (3)، وعلل البهوتي إيجاب فداء الأسير المسلم من بيت المال بأنه موضوع لمصالح المسلمين (4).
ثانياً: النص على عدم إباحة صرفه إلى الجهات التي لا يتحقق بالصرف إليها مصلحة للمسلمين، ولا دفع حاجة؛ إذ قد تقدم أن الاستحقاق من المال العام يكون بأحد أمرين، إما حاجة في الآخذ لم تسد من مال الزكاة، أو قيامه بمصلحة للمسلمين، وما سوى هذين فقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز تخصيص أحد بشيء من المال العام من دون المسلمين، قال الغزالي: لا يجوز صرف المال إلا لمن فيه مصلحة عامة، أو هو محتاج إليه عاجز عن الكسب (5)؛ معللين ذلك بأنه لا مصلحة في إعطاء غير المستحقين (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما منعوا الولاة من إعطاء غير المستحقين حرَّموا على هؤلاء الأخذ، قال البلاطنسي: والمأخوذ حرام على الآخذ غير المستحق (7) ولما ساق النووي الخلاف في حكم قبول عطية السلطان قال: والصحيح أنه إن غلب الحرام فيما في يد السلطان حرمت، وكذا إن أعطى من لا يستحق (8) ثم قال: وإن لم يغلب الحرام فمباح إن لم يكن في القابض مانع يمنع من استحقاق الأخذ (9).
فأنت ترى أن الاستحقاق شرط في إباحة المأخوذ، سواء غلب الحرام فيما في يد السلطان أو لم يغلب، وهذا صريح في تحريم أخذ غير المستحقين من المال العام.
ولقد عد بعض أهل العلم الاستئثار بالأخذ من المال العام من غير اتصاف بصفة استحقاق بدعة أضرت بمصالح المسلمين في دينهم ودنياهم (10).
ثالثاً: القاعدة الفقهية: تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة (11) وهذه القاعدة أشبه بالمجمع عليها، قلَّ أن يغفل من تكلم في القواعد الفقهية عن ذكرها، وهي تعد الصياغة الفقهية الشرعية لما يجب على ولي الأمر وغيره فعله في شؤون المسلمين كلها، ومنها المال العام، وعلى هذا فحيث تجد الفقهاء يطلقون التخيير لولي الأمر في شؤون المسلمين، كقولهم: الحكم في الأسرى، وفي تفريق أموال بيت المال، وفي تولية القضاء، فإنهم لا يعنون – بحال – إطلاق الاختيار له، بحسب هواه، بل تقييده بمقتضى هذه القاعدة، وهو اختيار الأصلح (12). وتسميتهم ذلك خيرة يقصدون به أنه لا يتحتم عليه قبل الفكر والنظر فعل خصلة من الخصال، وإنما يجب عليه أن يبذل غاية الجهد في اختيار ما هو أصلح للمسلمين (13)، فإذا استوعب الفكر والنظر في وجوه المصالح، فوجد مصلحة هي أرجح للمسلمين، تحتم عليه تحصيلها، وأثم بتفويتها (14).
فمثلاً معنى تخييره في صرف أموال بيت المال: أنه يجب عليه الاجتهاد والنظر في تعيين مصالح الإنفاق، والأخذ بالراجح، وتقديم الأهم، واجتناب كل ما يؤدي إلى إضاعة المال، أو حرمان المستحقين من حقوقهم فيه، أو إيثار شخص أو طائفة به.
ويلخص ذلك العز بن عبد السلام بقوله: وكل تصرف جر فساداً، أو دفع صلاحاً فهو منهي عنه، كإضاعة المال بغير فائدة (15).
وقد اشتد نكير أهل العلم على من ظن أن لولي الأمر أن يتصرف في مال المسلمين العام بحسب هواه، اعتقاداً منهم أنه ملكه، يتصرف فيه بما شاء، قال البلاطنسي: واعتقد الجهال أن للسلطان أن يعطي من بيت المال ما شاء لمن شاء، ويقف ما شاء، على من يشاء، ويرزق ما يشاء، لمن يشاء، من غير تمييز بين مستحق وغيره، ولا نظر في مصلحة، بل بحسب الهوى والتشهي، وهو خطأ صريح، وجهل قبيح، فإن أموال بيت المال لا تباح بالإباحة (16).
وتقييد التصرف بالمصلحة يظهر أكثر وضوحاً من خلال تتبع فروع المسائل التي يذكرها الفقهاء تحت هذا الباب – تصرف الإمام في شؤون الرعية – حيث تجدهم يقيدون كل تصرف بظهور المصلحة فيه، ومن أمثلة ذلك:
أنهم قيدوا جواز الوقف من بيت المال (17)، والبيع (18)، والإقطاع (19)، والحكم في الأسرى (20)، وفي حد المحارب (21)، والإبراء من حق واجب لبيت المال (22)، والزيادة في مقدار الخراج المضروب على الأرض والنقصان منه (23)، وتنفيل بعض المقاتلين من الغنيمة (24)، وجواز الصلح مع الكفار (25)، وفي مقدار التعزير (26)، قيدوا ذلك كله بكونه الأصلح للمسلمين (27).
وقد اشترط الفقهاء في المصلحة المعتبرة لمشروعية التصرف في المال العام أن تكون متحققة أو يغلب الظن بتحققها، ولا يكفي مجرد الظن، قال ابن جماعة وأما من ليس في عطائه مصلحة عامة، بل قصدت مصلحة خاصة، كمن يعطى لمجرد ظن صلاحه؛ لوجاهته، من غير حاجة .. فلا يجوز صرف مال المسلمين إليه (28) ووجه ذلك: حتى لا تتخذ المصلحة ستاراً يوارى به التصرف الضار بالمال العام.
رابعاً: عدم نفاذ كل تصرف لا مصلحة فيه، وإبطاله إذا كان مما يقبل الإبطال، قال القرافي: الأئمة معزولون عما هو ليس بأصلح، حتى وإن كان صالحاً (29)، وقال علاء الدين الإمام: ليس للإمام أن يقطع ما لا غنى للمسلمين عنه .. ولو فعل فالمُقْطَعُ وغيره سواء (30) أي سواء في الانتفاع بالإقطاع، وهذا إبطال للتخصيص لما كان غير مشروع، وقال الشافعي – بعد أن قرر ما يجب على ولي الأمر فعله في أرض العنوة-: وكل ما وصفت أنه يجب قسمه فإن تركه الإمام، ولم يقسمه .. أو تركه لأهله، رد حكم الإمام فيه؛ لأنه مخالف للكتاب والسنة (31)، واستدل البلاطنسي
(يُتْبَعُ)
(/)
على صحة الحكم بالبطلان بأن مقتضى قول الله – جل وعلا -: "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (الأنعام: 152) وقوله صلى الله عليه وسلم: ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح، إلا لم يدخل معهم الجنة (32). مع قوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد (33) أن يكون جميع المتصرفين من الولاة ونوابهم – وغيرهم – ممنوعين عن المفسدة الراجحة، والمصلحة المرجوحة، والمساوية، وما لا مفسدة فيه ولا مصلحة لأن هذه الأقسام الأربعة ليست مما هو أحسن، وتكون الولاية إنما تتناول جلب المصلحة الخالصة أو الراجحة، أو درء المفسدة الخالصة أو الراجحة (34)، ويكون تصرفهم بغير ذلك – لو تصرفوا – باطلاً، غير نافذ.
وليعلم أن هذا الضابط – التصرف بالمصلحة – غير خاص بتصرف ولي الأمر، بل هو قيد عام على كل متصرف في شيء من المال العام، ممن أذن له بالتصرف فيه، من آحاد الناس، كما تفيده القاعدة الفقهية بأن كل متصرف عن الغير فيجب عليه أن يتصرف بالمصلحة (35).
أدلة اعتبار ضابط مراعاة المصلحة العامة في الإنفاق العام:
الدليل الأول: عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته (36) ومقتضى الرعاية فعل الأصلح بالرعية في شؤونهم كلها، ومن أهمها المال العام.
الدليل الثاني: عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني – في مرضه الذي مات فيه-، فقال معقل: إني محدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو علمت أن لي حياة ما حدثتك به، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت – يوم يموت – وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة (37).
وجه الدلالة: أن عدم فعل الأصلح – مع القدرة عليه – غش للأمة؛ لأنه يناقض أمر الله – عز وجل-، ويناقض مقتضى الولاية والرعاية، والغش محرم؛ لأن مثل هذا الوعيد الشديد لا يكون إلا على أمر محرم؛ بل كبيرة من الكبائر؛ فإذا كان الاكتفاء بالفعل الصالح وترك الفعل الأصلح غشاً للأمة، كان فعل ما لا مصلحة فيه أعظم غشاً.
الدليل الثالث: أوجب الله – جل وعلا – على ولي اليتيم فعل الأحسن في مال اليتيم، حين نهاه أن يقربه إلا بالتي هي أحسن، في قوله سبحانه: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (الأنعام: 152) ومعنى الأحسن: تحصيل المصلحة الخالصة، أو الراجحة، وعدم الاكتفاء بالصالح مع إمكان الأصلح، فضلاً عن الفساد. فكان الواجب على ولي الأمر في مال المسلمين نظير الواجب على الولي في مال اليتيم؛ لأنه بمنزلته، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم. والولايات كلها سواء من حيث وجوب التصرف بالمصلحة في حق المولَّى عليهم، قال القرافي: كل من ولي الخلافة فما دونها إلى الوصية لا يحل له أن يتصرف إلا بجلب مصلحة، أو درء مفسدة (38) بل إن وجوب فعل الأصلح على ولي الأمر في المال العام آكد من وجوبه على ولي اليتيم في مال اليتيم؛ لأن اعتناء الشرع بمصالح العامة أوفر وأعظم من اعتنائه بمصالح الخاصة (39).
وأخيراً فإن مراعاة المصلحة في إنفاق المال العام تعد ضابطاً هاماً من ضوابط حسن التصرف في المال العام، تمنع إذا توفرت لها الضمانات من استغلال السلطة في ما لا يحل.
الفرع الثاني
ضابط العدل في الإنفاق العام
معنى الضابط: المراد: تحقيق العدل في المال العام بين المسلمين استحقاقاً وقسماً.
أدلة مشروعية ضابط العدل في الإنفاق:
دل على مشروعية هذا الضابط، بل على وجوبه، الكتاب والسنة والمعقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: من الكتاب: قول الله – عز وجل-: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل:90). فهذا أمر بإقامة العدل، والعدل اسم جامع لكل ما قام في النفوس أنه مستقيم (40)، وهو ضد الجور، ومما يتضمنه اسما لعدل، العدل في الأموال – عطاءً وتقديراً – فيكون مأموراً به، بل دخول المال في الآية أولوي؛ لعظم مكانة المال في النفوس، وشدة الشح به، وهو من أخطر أسباب التباغض والشحناء (41).
ثانياً: من السنة:
1 – الأحاديث التي دلت على عقوبة من لم يعدل في رعيته، ومنها:
أ – عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، لا يفكه إلا العدل، أو يوبقه الجور (42).
ب – وعن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من والي أمة – قلَّت أو كثرت – لا يعدل فيها إلا كبَّه الله تبارك وتعالى على وجهه في النار (43).
دل الحديثان على وجوب عدل ولي الأمر في شؤون رعيته، وتحريم الجور فيها؛ إذ مثل هذا الوعيد الشديد لا يمكن أن يكون إلا على فعل كبيرة من كباشر الذنوب، ولا شك أن من آكد شؤون المسلمين التي يجب العدل فيها المال؛ فإنه قسيم النفس، قال ابن حجر في بيان ما يقع به الجور ويحصل ذلك بظلمه لهم، وبأخذ أموالهم، أو سفك دمائهم، أو انتهاك أعراضهم، وحبس حقوقهم .. (44) ونقل عن ابن بطال قوله: .. وهذا وعيد شديد على أئمة الجور، فمن ضيع من استرعاه الله، أو خانهم، أو ظلمهم، فقد توجه إليه الطلب بمظالم العباد يوم القيامة، فكيف يقدر على التحلل من ظلم أمة عظيمة.
2 – الأحاديث التي دلت على فضيلة الإمام العادل في رعيته، والأجر العظيم الذي ينتظره يوم القيامة، ومنها:
أ – عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأدناهم منه مجلساً، إمام عادل، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة، وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر (45).
ب – عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل ... (46).
ج – عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن – وكلتا يديه يمين – الذي يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما ولوا (47).
ففي هذه الأحاديث حث عظيم لأهل الولايات على العدل فيما ولوا، وهو يشعر بمدى أهمية العدل في الولاية، حتى وعد المتصف به بكل هذه الفضائل التي قل أن تجتمع في شيء، قال النووي شارحاً قوله صلى الله عليه وسلم: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا: معناه: أن هذا الفضل إنما هو لمن عدل فيما تقلده من خلافة، أو قضاء، أو حسبة، أو نظر ... (48)، والمال مما يليه ولي الأمر للمسلمين، فكان من جملة الأمور التي يترتب على إقامة العدل فيها هذا الأجر العظيم.
ثالثاً: من المعقول:
أ – إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالعدل في القسم بين الأولاد، ونهى أن يخص الأب أحدهم بشيء دون الآخر، وعد التخصيص بالعطية جوراً (49). فإذا كان المرء مأموراً بالعدل ومنهياً عن الظلم في ماله الذي يملكه، وبين أولاده الذين مالُهم مالُه، فأولى أن يثبت هذا الأمر والنهي في حق ولي الأمر، الذي يتصرف على من ليسوا بأولاد، ولا هم إخوة، وفي مال ليس بماله، بل مالُهم جميعاً.
ب – إنه إذا تقرر وجوب أن يتصرف ولي الأمر في المال العام بالأصلح للمسلمين – كما تقدم – فإن مقتضى ذلك العدل بينهم في قسم مالهم؛ لأن هذا أصلح لهم.
ما يتحقق به العدل في إنفاق المال العام: يتحقق العدل في المال العام بما يأتي:
أولاً: إعطاء كل ذي حق حقه:
(يُتْبَعُ)
(/)
كل من ثبت استحقاقه في المال العام وجب على ولي الأمر أن يعطيه حقه؛ لأن ذلك جزء من المسؤولية المنوطة به في المال العام، فإن الله – عز وجل – قد خوله قسم المال بين مستحقيه، فإن منع الحق عن مستحقه فقد أخل بمسؤوليته، بل إن من مسؤوليته البحث عن المستحقين، وإيصال حقوقهم إليهم. قال ابن تيمية: فعلى ذي السلطان ونوابه في العطاء أن يؤتوا كلَّ ذي حق حقه (50). وعليه إعطاء الحق كاملاً غير منقوص، فإن كان المستحق من أهل المصالح وجب إعطاؤهم ما يقوم بكفايته، وإن كان من أهل الحاجات وجب إعطاؤه ما يسد حاجته، قال السرخسي: فعلى الإمام أن يتقي الله في صرف الأموال إلى المصارف، فلا يدع فقيراص إلا أعطاه حقه من الصدقات، حتى يغنيه وعياله (51).
ثانياً: أن يكون ثبوت الاستحقاق في المال العام وفق الشرع:
ويثبت الاستحقاق في المال العام بأحد أمرين:
1 – الحاجة. 2 – المصلحة.
وما عدا هذين فلا يستحق به أحد شيئاً من المال العام – كما تقدم-.
وعلى هذا فليس لولي الأمر أن يثبت لأحد حقاً في المال العام بسبب آخر غير هذين السببين، ككونه قريباً له، أو من أعضاء جماعته، أو حزبه، أو لما بينهما من مصالح خاصة؛ لأن ذلك ظلم ينافي العدل الواجب في المال العام، وكما ليس له ذلك، فليس له أن يخصه بعطاء وإن لم يُثْبِت له استحقاقاً – دائماً – لأنه خلاف العدل، قال ابن تيمية: لا يجوز للإمام أن يعطي أحداً ما لا يستحقه؛ لهوى نفسه، من قرابة بينهما، أو مودة ونحو ذلك (52).
ثالثاً: التسوية في العطاء:
والمراد: التسوية بين المسلمين في دفع الحاجات، لا في قدر العطاء؛ لأن المقصود الأعظم بالإنفاق دفع حاجات الناس، وحاجاتهم تتفاوت من حيث مقدار ما تندفع به، فما تندفع به حاجة فقير لا يعول إلا نفسه لا تندفع به حاجة فقير آخر ذي زوجة وذرية. فكان العدل أن يعطى كل امرئ ما تندفع به حاجته، وإن ترتب على ذلك زيادة مقدار ما يعطى على مقدار ما يعطاه غيره؛ لأنه وإن كان تفضيلاً في صورته إلا أنه تسوية وعدل في حقيقته (53).
قال العز بن عبد السلام: تقدير النفقات بالحاجات مع تفاوتها عدل وتسوية (54) وقال الشافعي وإن فضل بعضهم على بعض في العطاء فذلك تسوية إذا كان ما يعطى لكل واحد منهما لسد خلته (55).
فإذا تساوت الحاجات حرم التفضيل؛ لزوال سببه الموجب له (56).
وحيث تبين أن المعتبر في قدر الاستحقاق من المال العام الكفاية، فإنه يعتبر في قدرها ثلاثة أمور:
1 – عدد من يعولهم المستحق من المال العام.
2 – حال البلد من حيث الغلاء والرخص.
3 – حال المستحق (57).
ففي اعتبار عدد من يعول يقول أبو يعلى – مبيناً ما على ولي الأمر اعتباره عند تقدير عطاء الجند-: ويعرف قدر حاجاتهم، وكفايتهم، ويزداد ذو الولد من أجل ولده، وذو الفرس من أجل فرسه ... (58).
وفي اعتبار حال البلد من حيث الغلاء والرخص يقول الشافعي: ويختلف مبلغ العطايا باختلاف أسعار البلدان، وحالات الناس فيها، فإن المؤنة في بعض البلدان أثقل منها في بعض .. (59)، وقال ابن قدامة: .. وينظر في أسعارها في بلدانهم؛ لأن أسعار البلدان تختلف، والغرض الكفاية .. (60) وكذا يعتبر في الكفاية حال المستحق، فيفرض له ما يليق بمثله في بلده، إذ الناس متفاوتون في أقدارهم ومسؤولياتهم، وما يترتب على ذلك من تبعات، فليس عطاء الأمير الملتزم بما يلزم الأمير عادة كعطاء الموظف الخفيف الحمل من تلك الالتزامات، ولا عطاء القاضي الذي يفصل بين الناس ويصلح بينهم، وربما تحمل في ذلك تبعات مالية، كعطاء من لا يسأل إلا عن نفسه. فلكل من هؤلاء عطاء يليق بمثله، وقد ذكر الله – عز وجل – في كتابه تفاوت درجات الخلق في الدنيا فقال: "وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً" (الزخرف: من الآية32) فسرت الآية بأن الله – سبحانه – فاضل بين الخلق، فجعل بعضهم أفضل من بعض في الدنيا بالرزق والرياسة والقوة والحرية والعقل والعلم (61).
قال الشافعي – منبهاً ولي الأمر إلى اعتبار حال المستحقين عند قسم الأرزاق والعطايا-: ويعرف قدر نفقاتهم، وما يحتاجون إليه في مؤناتهم، بقدر معاش مثلهم .. (62).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدخل في هذا تقسيم الوظائف العامة للدولة إلى درجات (سُلَّم وظيفي) إذا بلغ أي موظف درجةً استحق مرتبها المالي، ويكون العدل المطلوب – حينئذ – العدل بين الموظفين في استحقاق درجات السلم الوظيفي، وذلك بوضع معيار لاستحقاقها، يخضع له جميع الموظفين، ولا يكون للاعتبارات الشخصية أثر في الاستحقاق، بحيث تكون الفرصة متاحة لكل موظف يريد أن يثبت كفاءته.
وأما الأمور التي يجب تحقيق الكفاية فيها فهي كل ما يحتاجه الإنسان لحياته وحياة من يعوله حياة كريمة، من غير سرف ولا تقتير، وبحسب توفر المال العام.
وما تقدم من وجوب التسوية بين المستحقين في دفع الحاجات بقدر الكفاية هو ما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين، ومنها:
الدليل الأول/ عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الفيء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظاً (63).
وجه الدلالة: تمييز النبي صلى الله عليه وسلم بين المتزوج والعزب في قدر العطاء دليل على اعتبار كفاية المستحق، حيث اعتبر حاجة الزوجة إلى الكفاية، وليس هذا الاعتبار خاصاً بالزوجة، بل يدخل فيه غيرها، ممن تلزم نفقته على المستحق، قال الشوكاني: فيه دليل على أنه ينبغي أن يكون العطاء على مقدار أتباع الرجل الذي تلزمه نفقتهم من النساء وغيرهن؛ إذ غير الزوجة مثلها في الاحتياج إلى المؤونة (64).
الدليل الثاني/ إن النبي صلى الله عليه وسلم فاضل في قسم الغنائم بحسب الحاجة، فقسم للراجل سهماً وللفارس ثلاثة أسهم، فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهماً وفسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم (65)؛ وذلك لأن حاجة الفارس أكثر من حاجة الراجل، فإن للراجل حاجة واحدة – وهي حاجة نفسه – فجعل له سهماً واحداً، وأما الفارس فله ثلاث حاجات: حاجة لنفسه، وأخرى لفرسه، وثالثة لسائس فرسه (66). ففي هذا ما يدل على اعتبار قدر الكفاية في الاستحقاق.
الدليل الثالث/ عن مالك بن أوس قال: ذكر عمر يوماً الفيء فقال: ما أنا أحق بهذا الفيء منكم، وما أحد منا أحق به من أحد، إلا أنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه، والرجل وعياله، والرجل وحاجته .. حيث اعتبر عمر في قدر العطاء أموراً، منها:
1 – عدد العيال. 2 – قدر الحاجة.
الدليل الرابع/ إن عمر بن الخطاب كان يفرض لعماله عطاءً متفاوتاً بحسب حاجة كل منهم، فقد أعطى عماراً أمير العراق كل يوم نصف شاة، وأعطى ابن مسعود ربعها، ولعل ذلك بسبب تفاوت حاجتهم (67).
المفاضلة بحسب المصلحة:
وكما تجوز المفاضلة في قدر العطاء بحسب الحاجة، كذلك تجوز بحسب المصلحة العامة العائدة على المسلمين (68)، وهذا يتفق مع ما سبق تقريره من وجوب مراعاة المصلحة في الإنفاق، وهو ما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، كلَّ إنسان منهم مئة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فأنشد عباس شعراً، فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة (69).
حيث فضلهم النبي صلى الله عليه وسلم على غيرهم؛ نظراً منه إلى المصلحة، وهي التأليف؛ لأنهم كانوا سادة أقوامهم؛ ويدل لهذا أنه لما توقف تأليف عباس بن مرداس على إتمام عطائه مئة أتمه له، فدل على جواز التفضيل بحسب المصلحة العامة.
المفاضلة في العطاء لغير حاجة ولا مصلحة:
اختلف أهل العلم في حكم التفضيل في العطاء من المال العام، لغير حاجة، ولا مصلحة، بل لمقتض آخر، هو الفضيلة الدينية، كالعلم، وعظم البلاء للدين بالدعوة والجهاد، وكان خلافهم على قولين:
القول الأول: لا يجوز التفضيل في العطاء بالفضيلة الدينية، وهذا قول أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – وعطاء (70)، وهو قول الشافعي (71)، وقول عند الحنفية (72)، ورواية عن مالك (73)، ورواية عن أحمد (74).
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثاني: يجوز التفضيل. وهذا قول عمر وعثمان (75) – رضي الله عنهما – والقول الثاني عند الحنفية (76)، ونسبه ا بن تيمية إلى مذهب مالك (77)، والرواية الثانية عن أحمد اختارها ابن قدامة (78).
الأدلة:
أولاً: استدل القائلون بعدم جواز التفضيل: بالآتي:
الدليل الأول: إن الله – عز وجل – قسم المواريث على العدد، ولم يفضل بعض الأبناء على بعض، مع كونهم متفاضلين في الغناء عن الميت، والصلة في الحياة، والحفظ بعد الموت، فكذلك لا تفضيل في العطاء (79).
الدليل الثاني: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أربعة أخماس الغنيمة على الغانمين، ولم يفضل، مع تفاضلهم في الغناء، فإن منهم من يغني غاية الغناء، حتى يكون الفتح على يديه، ومنهم من يكون حضوره إما غير نافع، وإما ضرراً على المسلمين بالفرار والجبن والتخذيل، ن فإذا لم يجز التفضيل بين الغانمين فكذلك بين مستحقي العطاء (80).
ونوقش بأمرين:
المناقشة الأولى: قياس ميتحقي العطاء على الورثة والغانمين قياس مع الفارق؛ لأن الميراث والغنيمة مستحقان بسب، لا بعمل، وأما العطاء فمستحق بعمل (81).
ويمكن أن يجاب عن هذه المناقشة بأنه لا يسلم أن قسم الغنيمة مستحق بسبب، بل هو مستحق بعمل، وقد قال الله – عز وجل -: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ) (الأنفال: من الآية41) فجعل الغنيمة من عملهم (82).
المناقشة الثانية: لا يسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفضل بعض الغانمين على بعض، بل ثبت ذلك، حيث كان يفضل بعضهم بالنفل زيادة على سهمه في الغنيمة (83).
الدليل الثالث: إن الفضل ثوابه على الله – عز وجل – وأما العطاء فمعاش، فالأسوة فيه خير من الأثرة (84).
ويمكن أن يناقش: بأنه مع التسليم بأن الفضل ثوابه على الله – عز وجل – إلا أن ذلك لا ينافي جواز الإثابة في الدنيا.
ثانياً: أدلة أصحاب القول الثاني القائلين بالجواز:
الدليل الأول: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فضل بعض الغانمين على بعض من أربعة أخماس الغنيمة على عظم البلاء، ومما ثبت في هذا:
1 – عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفَّل الربع، وإذا أقبل راجعاً وكلَّ الناس نفَّل الثلث (85).
دل الحديث على جواز التفضيل من وجهين:
1 – أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل بعض الغانمين على بعض من أربعة أخماس الغنيمة لبلائهم؛ إذ النَّفل زيادة على سهم الغنيمة، قال ابن تيمية: وهذا تفضيل لبعض الغانمين من أربعة الأخماس (86).
ب – أنه صلى الله عليه وسلم أجرى المفاضلة بين من فضَّله بالنفل – أيضاً – حيث نفَّل السرية إذا أغارت والجيش قد قفل راجعاً من الغزو أكثر مما نفلها به إذا أغارت في مبتدأ الغزو والناس مقبلون عليه؛ نظراً منه صلى الله عليه وسلم إلى شدة البلاء؛ لأن الإغارة عند قفول الجيش أشق عليهم وأعظم خطراً؛ لقوة الظهر عند دخولهم، وضعفه عند خروجهم، وهم في الأول أنشط للسير والإمعان في بلاد العدو، بينما عند القفول أضعف، وأفتر، وأشهى للرجوع إلى بلادهم، فزادهم لذلك (87).
2 – وعن سلمة بن الأكوع حديث غزوة ذي قُرَد، حين أغار عبد الرحمن الفزاري على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه .. وفيها أبلى سلمة بن الأكوع وأبو قتادة بلاءً عظيماً، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خيرَ فرساننا أبو قتادة، وخيرَ رجالتنا سلمة قال سلمة ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل، فجمعهما إليَّ جميعاً (88).
فإعطاؤه صلى الله عليه وسلم سلمة سهم فارس نفل؛ لأن سلمة إنما يستحق سهم راجل؛ لكونه في تلك الغزوة كان راجلاً، وما كانت هذه الزيادة إلا لعظم بلائه.
فإذا جاز التفضيل في الغنيمة – مع أن مستحقيها معينون – جاز في العطاء من المال العام؛ لأن مستحقيه غير معينين.
الدليل الثاني: قول عمر – حين قسم المال -: ولكنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمة رسول الله، فالرجل وبلاؤه، والرجل وقدمه، والرجل وحاجته، والرجل وعياله، فقول عمر ولكنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمة رسول الله فيه إشعار بأن التفضيل لم يقع من عمر اجتهاداً، بل بما علمه من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (89).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونوقش بأن أبا بكر قد خالفه، ويبعد أن تخفى عليه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القضية مع شدة متابعته للرسول، فلو كانت سنة ما تركها، ولعل هذا فهم من عمر لم يوافق عليه، فلا حجة فيه مع مخالفة أبي بكر.
الترجيح/ الراجح أن الأصل التسوية، ويجوز التفضيل، على أن يتحرى فيه ولي الأمر العدل والنصفة، بحيث لا يفضل لهوى؛ وذلك للآتي:
1 – إن أدلة المانعين ليس فيها ما يدل على عدم الجواز – مطلقاً – وإنما غاية ما فيها إثبات أن الأصل التسوية، وهذا لا ينافي ثبوت التفضيل – أحياناً – لاعتبارات صحيحة.
2 – إن المنافسة على الخير، وتحصيل الفضائل الدينية، والاجتهاد للدين وأهله، من مقاصد الشرع التي ندب إليها، وأثاب عليها، ومن الناس من لا ينبعث إلى الخير إلا مع حظ من الدنيا، فجاز التفضيل؛ تحقيقاً لمقاصد الشرع، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الأجرين الموعود بهما المجاهد الغنيمة، وهي حظ دنيوي؛ ليحصل مقصود الشرع، وهو إقامة الجهاد.
فإذا تبين أن التفضيل في العطاء لا يكون إلا لحاجة، أو مصلحة، أو فضيلة مردها إلى تقديم من قدمه الله ورسوله، فيحرم على ولي الأمر تفضيل أحد ليس في تفضيله مصلحة، ولا دفع حاجة، ولا رعاية فضيلة دينية، فإن فضل لهوى فقد أعطى ما لا يجوز له إعطاؤه، وكان الآخذ آخذاً ما لا يستحق، قال ابن تيمية: وإذا عرفت أن العطاء يكون بحسب منفعة الرجل، وبحسب حاجته في مال المصالح .. فما زاد على ذلك لا يستحقه الرجل إلا كما يستحقه نظراؤه .. (90). ويكون المأخوذ – حينئذ – أمانة في يد الآخذ، يجب ردها لبيت المال، قال البلاطنسي: ولو أطلق (لأحد) من بيت المال فوق ما يستحقه؛ إما غلطاً من الإمام، أو جوراً، فإن ذلك الزائد لا يستحقه المطلق له، بل يبقى في يده أمانة شرعية، يجب ردها لبيت المال (91) ويكون المعطي المفضِّل لهوى مسيئاً بهذا التفضيل، مستحقاً للطعن فيه، قال ابن تيمية: وإنما يطعن في تفضيل من فضل لهوى (92)؛ وذلك لأنه تصرفَ فيما لا يملك تصرُّفَ المالكين.
وسيأتي بإذن الله في القسم الثاني بيان ما بقي من الفروع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________________
() الموافقات للشاطبي (2/ 367)، وإحياء علوم الدين للغزالي (2/ 138).
(2) إحياء علوم الدين (2/ 138).
(3) الأحكام السلطانية (74).
(4) كشاف القناع (3/ 55).
(5) إحياء علوم الدين (2/ 138).
(6) المهذب مع تكملة المجموع للشيرازي (19/ 382)، والفروع لابن مفلح (6/ 290). وتحرير المقال للبلاطنسي (91).
(7) تحرير المقال (206).
(8) شرحه على صحيح مسلم (7/ 134 - 135).
(9) شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 134 - 135).
(10) تحرير المقال، البلاطنسي (89).
(11) الأشباه والنظائر للسيوطي (233)، ولابن نجيم (123)، وشرح القواعد الفقهية لمصطفى الزرقاء (247) برقم (57)، المواهب السنية للجوهري (2/ 123).
(12) الأحكام للماوردي (329)، ولأبي يعلى (142)، الكشاف للبهوتي (3/ 53)، والاستخراج لابن رجب (459) تحرير المقال للبلاطنسي (141).
(13) تحرير المقال للبلاطنسي (141)، المبسوط (10/ 63).
(14) تحرير المقال (141).
(15) قواعد الأحكام (2/ 252).
(16) تحرير المقال (148).
(17) تحرير المقال للبلاطنسي (207 - 208).
(18) شرح فتح القدير لكمال ابن الهمام (6/ 34).
(19) الخراج لأبي يوسف (66)، ومواهب الجليل للحطاب (2/ 336)، ونهاية المحتاج لشمس الدين الرملي (5/ 333).
(20) المقدمات والممهدات لابن رشد الحفيد (1/ 367).
(21) المصدر السابق (3/ 230).
(22) الخراج لأبي يوسف (86).
(23) المصدر السابق (84).
(24) مواهب الجليل للحطاب (2/ 367) ,
(25) فتح الباري لابن حجر (6/ 318).
(26) شرح فتح القدير لابن الهمام (5/ 331).
(27) تحرير المقال للبلاطنسي (202، 203، 204).
(28) تحرير الأحكام لابن جماعة (100)، وينظر: المبسوط للسرخسي (3/ 19).
(29) الفروق للقرافي (4/ 36)، رقم 223.
(30) الدر المنتقى مع مجمع الأنهر (2/ 561).
(31) الأم (4/ 181).
(32) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش النار، مسلم بشرح النووي 2/ 166.
(33) أخرجه مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – في الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، مسلم بشرح النووي (12/ 16).
(34) تحرير المقال (143).
(يُتْبَعُ)
(/)
(35) الأشباه والنظائر للسبكي (1/ 310).
(36) أخرجه البخاري في النكاح باب المرأة راعية في بيت زوجها فتح الباري (13/ 210)، وأخرجه مسلم بلفظ ألا كلكم راع في الإمارة باب فضيلة الأمير العادل، مسلم بشرح النووي (12/ 213).
(37) أخرجه البخاري في الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح، فتح الباري (13/ 135)، وأخرجه مسلم في الإيمان باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، مسلم بشرح النووي (2/ 165).
(38) الفروق (4/ 36)، رقم 223.
(39) قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (252)، وانظر كشاف القناع للبهوتي (3/ 53)، والاعتصام للشاطبي (2/ 122).
(40) لسان العرب لابن منظور مادة (عدل) ص (11/ 430).
(41) ولقد استدل العز بن عبد السلام بهذه الآية على وجوب دفع رغيف إلى مضطرين متساويين في الحاجة والفضل، وعدم جواز تخصيص أحدهما به فقال معللاً حكمه ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل والإنصاف، والعدل التسوية، فدفعه إليهما عدل وإنصاف وإحسان مندرج في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ" قواعد العز بن عبد السلام (1/ 55).
(42) أخرجه أحمد في مسنده، الفتح الرباني (23/ 14)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 208): رواه البزار والطبراني في الأوسط .. ورجال .. البزار رجال الصحيح وللحديث شواهد منها: عن أبي أمامة أخرجه أحمد الفتح الرباني (23/ 15)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 208): رواه أحمد .. وووفيه يزيد بن أبي ملك وثقه ابن حبان وغيره، وبقية رجاله ثقات. ومنها: عن سعد بن عبادة وعن أنس وعن عمر بن الخطاب، تنظر في مجمع الزوائد (5/ 208).
(43) أخرجه أحمد، الفتح الرباني (23/ 14)، وأخرج البخاري ومسلم عن معقل نحو هذا الحديث وقد تقدم تخريجه ص (51). وللحديث طرق وشواهد كثيرة تراجع في مجمع الزوائد للهيثمي (5/ 215 - 216).
(44) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري (13/ 137).
(45) أخرجه الترمذي في الأحكام باب ما جاء في الإمام العادل، وقال: وفي الباب عن ابن أبي أوفى، حديث أبي سعيد حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه جامع الترمذي مع تحفة الأحوذي (4/ 559 - 560)، ثم أخرج حديث ابن أبي أوفى وقال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان. وأخرج حديث أبي سعيد أحمد في مسنده، الفتح الرباني (23/ 14)، وقال البنا: فيه فضيل وعطية، وقد ضعفوهما، وقال القطان الحديث حسن وانظر تقريب التهذيب لابن حجر.
(46) أخرجه البخاري في الزكاة، باب الصدقة باليمين، صحيحه مع فتح الباري (3/ 344)، ومسلم في الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، مسلم بشرح النووي (7/ 120 - 121).
(47) أخرجه مسلم في صحيحه، باب فضيلة الإمام العادل، مسلم بشرح النووي (12/ 212).
(48) شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 212).
(49) الحديث نصه: عن النعمان بن بشر أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمَّه – بنت رواحة – أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بشر ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم قال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا قال: فلا تشهدي إذاً؛ فإني لا أشهد على جور أخرجه البخاري في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور، فتح الباري (5/ 306)، ومسلم في الهبات باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة، مسلم بشرح النووي (11/ 68) وهذا لفظه.
(50) ابن تيمية في السياسة الشرعية (39).
(51) المبسوط (3/ 18).
(52) السياسة الشرعية (55).
(53) قواعد الأحكام (2/ 211) تحرير الأحكام (118).
(54) قواعد الأحكام (1/ 57).
(55) الأم (4/ 156).
(56) المنثور في القواعد للزركشي (1/ 309).
(57) الأم (4/ 145) الأحكام السلطانية للماوردي (344).
(58) المغني (7/ 310).
(59) الأم (4/ 154).
(60) المغني (7/ 310).
(61) فتح القدير للشوكاني (4/ 554).
(62) الأم (4/ 154).
(63) أخرجه أبو داود في الخراج، والفيء، باب في قسم الفيء، سننه مع عون المعبود (8/ 169 - 170)، وأحمد في المسند (6/ 25)، وقال البنا في الفتح الرباني (14/ 86) سنده جيد والبيهقي في قسم الفيء، باب ما جاء في قسم ذلك على قدر الكفاية، السنن الكبرى (6/ 346)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 344): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ولكن زاد الطبراني في الحديث زيادة استنكرها الهيثمي.
(64) نيل الأوطار، للشوكاني (8/ 82).
(يُتْبَعُ)
(/)
(65) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة خيبر برقم (4228) فتح الباري (7/ 553). ومسلم في الجهاد، باب كيفية قسمة الغنيمة، مسلم بشرح النووي (12/ 83)، ولكن ليس فيه قول نافع، وبدل للراجل للرجل.
(66) قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (1/ 239).
(67) ينظر مسند الفاروق لابن كثير (2/ 486)، وينظر ابن سعد في الطبقات (3/ 279 - 280) فلقد ذكر أصل القصة لكن لم يذكر إعطاء عمر لهم.
(68) القرطبي الجامع لأحكام القرآن (18/ 16).
(69) أخرجه مسلم في الزكاة باب إعطاء المؤلفة ومن يخاف على إيمانه، مسلم بشرح النووي (7/ 155).
(70) الأم (4/ 155)، الأحكام السلطانية للماوردي (338 - 339)، مجموع الفتاوى (28/ 582)، ومنهاج السنة (6/ 101 - 102) والمغني (7/ 309).
(71) الأم (4/ 155)، المهذب (19/ 382) والأحكام السلطانية الماوردي (339)، قواعد الأحكام للعز (1/ 55).
(72) الأشباه والنظائر لابن نجيم (123)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/ 102).
(73) الكافي لابن عبد البر (1/ 478) الأحكام السلطانية للماوردي (339).
(74) منهاج السنة (62/ 102).
(75) ما سبق من الممصادر قبل حاشيتين.
(76) الأشباه والنظائر لابن نجيم (123 - 124)، وهو لمتأخريهم، والأحكام السلطانية للماوردي (339).
(77) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/ 102).
(78) الأحكام السلطانية لأبي يعلى (240)، والمغني (7/ 309)، ومنهاج السنة (6/ 102).
(79) الأم (4/ 155)، المغني (7/ 309)، منهاج السنة لابن تيمية (6/ 102).
(80) الأم (4/ 155)، المغني (7/ 309)، المنهاج (6/ 102).
(81) المنهاج (6/ 102).
(82) هذا جواب فضيلة د. عبد الله الركبان.
(83) سيأتي ذكر الدليل على هذا في أدلة القول الثاني.
(84) الخراج لأبي يوسف (42)، والأحكام السلطانية للماوردي (338 - 339)، وهذا ما احتج به أبو بكر على عمر.
(85) أخرجه أحمد – وهذا لفظه – في المسند، الفتح الرباني (14/ 85)، وأخرجه الترمذي وحسنه في السير، باب النفل، جامع الترمذي (4/ 130)، وابن ماجه، في الجهاد، باب النفل، سننه (2/ 146)، وله شاهد عن حبيب بن مسملة، أخرجه أبو داود في الجهاد، باب فيمن قال الخمس قبل النفل، سننه مع عون المعبود (7/ 424 - 425)، وابن ماجه في الجهاد، باب النفل، سننه (2/ 146)، وأحمد في المسند، الفتح الرباني (14/ 85)، ومعنى الحديث: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت، وإذا فعلت ذلك عند عودة العسكر نفلها الثلث، عون المعبود (7/ 425).
(86) منهاج السنة النبوية، لابن تيمية (6/ 100).
(87) مسلم في الجهاد، باب غزوة ذي قرد وغيرها، مسلم بشرح النووي (12/ 178) وأخرج أصل القصة البخاري في المغازي باب غزوة ذات القرد، الفتح (7/ 526) لكن ليس في حديثه تنفيل سلمة.
(88) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/ 101).
(89) نيل الأوطار (8/ 85).
(90) السياسة الشرعية لابن تيمية (55).
(91) تحرير المقال للبلاطنسي (155).
(92) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/ 104).
نشر في موقع المسلم - 21 / صفر / 1428 هـ
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2030
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 01:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
د. خالد الماجد
رسالته الماجستير من كلية الشريعة بالرياض في هذا الموضوع
وكانت باشراف معالي الشيخ عبدالله الركبان
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 09:27]ـ
جزاكم الله خيرا
وهل طبعها؟
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:06]ـ
لا اعلم
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:49]ـ
لا. لم يطبعها!
ولا أظن ذلك!! وقد حصلت إشكالات في الجامعة حول هذه الرسالة!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 01:42]ـ
إذًا هذا المقال، وأخوه ملخص للرسالة جزاه الله خيرا، ونفع بما قال.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 07:33]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس وفقه الله
ما هي موارد المال العام في السابق والحاضر؟
وجزاك الله خيراً(/)
الرافضة أغبياء ولكن ......
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم الى يوم الدين اما بعد:.
وانت تنظر الى الموضوع اول ما يتبادر اليك اخي الكريم هو سؤال: من هم؟
وانا اقول سؤال وجيه وجوابه هو ...
هؤلاء القوم هم كما قلنا أغبياء ولكن .. قال فيهم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية (1\ 8) (والقوم من أكذب الناس في النقليات ومن أجهل الناس في العقليات يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل ويكذبون بالمعلوم من الأضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلا بعد جيل ولا يميزون في نقلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب أو الغلط أو الجهل بما ينقل وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار) هذا هو كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقصد به الرافضه.
نعم أغبياء ولكن ... غبائهم بلا حدود
اخواني الكرام الذين قصدناهم هم الرافضه ولا تتعجب اخي الكريم لا من الموضوع ولا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لأن هذا الامر مشاهد ومعروف.
في هذه المشاركة بأذن الله سوف نتطرق للرافضه في قسمين:
1 - الحماقات والغباء المطبق لدى الرافضه.
2 - الجهل في النقليات والشرك في العبادات لديهم. وهذا موضوع سوف افرد له مشاركه اخرى.
واني متأكد ان الموضوع الاول فقط لوحده سوف يأخذ منا وقتا كبيرا حيث ان القوم قد اشتهروا به وعرفوا به على مر التاريخ وهي سمه ثابته لهم.
الرافضه و العقل:
يدعي الرافضه انهم يحكمون عقولهم وهذا ضرب من الكذب ومناقضه الواقع حيث ان الذي يحكم عقله لابد ان يكون هذا الامر مستمرا معه فأذا حكم عقله في كتاب الله فلابد ومن باب اولى ان يحكم عقله في باقي اموره فأذا كان كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يحكمون عقولهم فيه ويردون كثيرا من اياته واحكامه بسبب مصادمتها لعقولهم الفاسده فغيره من باب اولى فكيف لقوم يحكمون عقولهم ان يؤمنوا ويعتقدوا انه يوجد رجل حي يرزق في سرداب سامرا ولد قبل اكثر من 1200 سنه ومازال مختبئ في السرداب!!!
فلله العجب هل هذا بشر ام ماذا ثم ان كان بشرا الا يفعل ما يفعله البشر الا يأكل الا يشرب الا يقضي حاجته وكل هذا في سرداب؟ لا اقول الا اين منقبي الاثار عن هذا الرجل؟
والرافضه مع انهم يعتقدون بهذا المعتقد الفاسد والمناقض للعقل وللفطره الا انهم يعتقدون في هذا المهدي المزعوم امورا لا تحصل الا في عالم الخيال والرسوم المتحركه .. حتى لو وضعت في الرسوم المتحركه لن يصدقها إلاطفال الذين يعانون من نقص في العقل شافاهم الله.
ومن جملة ما يعتقدون في مهديهم المزعوم.
يقولون انه يحكم 7000 سنه!!! عجيب 7000 سنه وهو لم يخرج إلى الآن يعني زياده على أنه ولد قبل 1200 سنه سوف يحكم 7000 سنه!!! والله إن الخرافه تتوقف عند هذا متعجبه مستنكره إذ أن هذا تجاوز ميزان الخرافه إلى ما لا حدود ..
استمع.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=MNkFfcegd
ومن جملة ما يعتقدون في مهديهم المزعوم أيضا.
الصحون الطائره وسرها الخفي لدى الرافضه وعلاقتها بمهدبهم المزعوم
استمع وقرر. (أسلحه فتاكه)
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=ghDqpMxxs
ومن جملة معتقداتهم في مهديهم المزعوم
لمهديهم المزعوم مقر حربي يتمركز فيه ويحارب منه ولا أعلم متى يكون هذا وكيف يكون إذا كانت الصحون الطائره هي أسلحته!! وهل مثلث برمودا يخرج في جوجل ايرث أو أنه محجوب بسبب أنه مركز حربي للمهدي المزعوم؟!!
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=PQnvUR241
وزد عجبا وذهلا مما ستسمعه الآن أيضا في مثلث برمودا
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=ab5VUsPoK
وإن كنت أخي الكريم تريد أن تفرح وتزداد تيقنا من أن الرافضه أغبى خلق الله فاستمع إلى هذه الماده التي يقرر الرافضه فيها أن أم مهديهم المزعوم اسبانيه الاصل وزيادة على ذلك فأن أئمة الرافضه قد جمعوا جيمع الجنسيات والبلدان والاقطار عن طريق الوالدات فالله المستعان.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=bc7bA5SQq
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تعلم وفقك الله أن مهدي الرافضه رصد في الفضاء عن طريق التلسكوب!!!!
نعم عن طريق التلسكوب فأنا أتسائل هل هو في رحلة عمل يعني (انتداب) أو أنها رحلة ترويح عن النفس وزيادة على ذلك يجتمع علماء ووزراء واختلفوا في هذه الصورة التي التقطت عجيب! تقرير لمسأله مشكله لدى العالم أسئلة لا بد من إجابة عليها.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=MNkFfcegd
هذا ما قرره الرافضه في مهديهم المزعوم وبعض الخيالات وأفلام الأكشن وقصص الخرافه فيه وبعد هذا ننتقل إلى بقية الخرافات والأمور التي إنما تدل على غباء عند القوم ويدلك عليه أن علمائهم ومعمميهم يتكلمون ويقصون عليهم من الحكايات والقصص ما لا يستطيع الإنسان العاقل أن يصدق ولا جزء بسيط منه فإذا بك تتعجب وتقف مذهولا عندما تسمع (اللهم صلي على محمد وآل محمد) من الجمهور المستمع أمام هذا الرجل المتحدث صيحات تأييد وفرح بما يسمعون فلله العجب.
الرافضه لديهم في عقيدتهم الموالي وهو الذي يحب ويوالي آل البيت وشيعتهم أي من يحبهم فهو موالي من يعادي أو يبغضهم و أعني بهم الرافضه أي الشيعه فهو معادي وهي عقيدة لدى القوم فنرى ونسمع وفقكم الله إلى الموالي والمعادي عند الرافضه ونقيسه على العقل وهل الرافضه يحكمون عقولهم أو لا كما يزعمون.
هل تعلم وفقك الله أن البطيخ فيه موالي ومعادي! لا تتعجب هذا جائز لدى القوم فلابد أن تتبين أخي الكريم قبل شراء البطيخ وخصوصا نحن الآن ندخل في فصل الصيف وهو موسم البطيخ فلابد أن تكون لديك آليه في معرفة البطيخ الموالي والبطيخ المعادي حتى لا تقع في المحظور لدى الرافضه.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=02ygFCPTO
هل تعلم وفقك الله أن الحصان منه موالي ومنه معادي!
قد تجد في نفسك أخي الكريم حرج من تقبل هذا الكلام لأنك تحكم عقلك لكن لا تعجب من أن الرافضه يقبلوا هذا الكلام بكل صدر رحب ويصيحون (اللهم صلي على محمد وآل محمد)
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=fgC21yBFb
والمقياس للمعرفه أنه موالي أو معادي ....
الآتي:
حصان يطؤ صدر الحسين هذا معادي .....
وحصان يقرأ العزاء على موت الحسين هذا موالي!!!!!! والله عجيب ولكن العجب الأكبر هي على أي لغه يقرأ هذا الحصان العزاء وهل هذه القراءة مترجمه أو أنها مشفرة!!؟
أخي الكريم هل تعلم أنه يوجد مسمار موالي ومسمار معادي؟
نعم يوجد ولو أنها لا تصدق ولكن صدقوا لأن الرافضه يؤمنون بهذا ولنسمع إلى المسمار الموالي والمسمار المعادي ... وتذكر أخي الكريم الموحد أن تشكر الله على نعمة العقل.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=BC8RRoNPm
هل تعلم وفقك الله أن بابا الفتكان هتك الله ستره يزور قبر فاطمه! أين؟ ومتى؟ هذا تكتشفونه في هذه المادة والقصه الخرافيه العجيبه! هل النصارى يعبدون المسيح أم فاطمه؟
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=tuQ760IIH
وفي ختام هذه المشاركه البسيطه نقدم لكم وفقكم الله مثال حي وموجود لعلماء الرافضه وماهم فيه من الأخلاق السيئه في دروسهم ولقائاتهم وهو شيخهم حسن شحاته مصري رافضي خبيث.
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=yzVfeB57z
الخاتمه:.
في الختام لابد من التعريج على عدة نقاط وهي:.
1 - هذه المشاركه تبيين ما لدى القوم من حماقات في دينهم وموثق بالصوتيات وابتعدنا عن الكتب والإحالات لأسباب منها:.
* أن القوم لا يرضخون للحق ولا يقبلونه وهذا مجرب فلو قلنا لهم هذا في كتاب كذا قالوا لا نؤمن بهذا الكتاب أو ليس بصحيح.
* أن القوم يحرفون وينقصون ويزيدون في كتبهم ومراجعهم وهذا مجرب وموجود ومشاهد.
2 - ما كتبناه من تعليقات بسيطه انما هي مداعبه للأخوان وتبيين الحماقات التي لدى القوم.
3 - اقصرت في هذه المشاركه على الحماقات وفي المقال الثاني بإذن الله سوف يكون في الشركيات لدى القوم مدعما بالدليل من مراجع وعلماء وشيوخ القوم ومبتعدين عن الكتب والإحالات وليس ابتعادنا عنها لقلت العلم بها أو لعدم التمكن منا أو الحصول عليها كلا ولكن للأسباب التي ذكرت سابقا.
والله أعلم وأحكم وهو الهادي إلى سواء السبيل واسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 09:40]ـ
بارك الله فيك أخي وليد
والله إنهم هم الخطر الحقيقي
اللهم رد كيدهم في نحورهم، واشغلهم في أنفسهم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 06:37]ـ
وفيك بارك اخي الكريم آل عامر وصدقت هم الخطر والعدو وفي المشاركه الاخرى بأذن الله تعالى سوف نبين كفر القوم ووقوعهم في الشرك على نمط هذه المشاركة ان شاء الله تعالى وجزاك الله خير
ـ[احمد محمود محمد]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... اخى وليد
جزاك الله خير
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:58]ـ
جزاك الله خيراً، وكتب الله لك العون والتوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 06:12]ـ
ههههههههههههه
والله شىء غريب
الحمد لله على نعمة الاسلام
ـ[الجزيرة]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 01:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 07:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
معذرة أنا أخالفك في وصفهم بالغباء لأن الوصف بالغباء قد يوحي إلى ضعف العقل أو قلة تفكيره أو بلادة الذهن لكن يبقى أن هناك عقل حتى وإن كان متوقفا عن العمل.
لكني في الحقيقة أرى أنهم حيوانات تساق لو قيل لها: القمر سينزل منه شاي بحليب كل يوم جمعة بعد العصر مثلا لخرجت هذه الحمير بأكوابها وأوانيها تنتظر هبوط الشاي بحليب من سطح القمر في الموعد المحدد.
وأنا أرى أن المسألة كلها مؤامرة على الإسلام عن طريق التآمر على أهل البيت أولا وادعاء حبهم ليسهل قتلهم كما فعلوا في الحسين بن علي رضي الله عنهما
وبعد هذا يسهل الطعن في الإسلام كله
وهذا ما جرى ويجري
فالروافض يكفرون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمه العباس وغيره من آل البيت ويكذبون حينما يدعون أنهم يحبون آل البيت.
خلاصة الكلام: أنا أرى أنهم ليسوا بأغبياء لأن هذا تشريف لهم في الحقيقة وأرى أنهم حمير بقرنين
وهذا خاص بزعماء العصابة عندهم لكن عوام الرافضة وعوام الشيعة فهم في واد آخر وأكثرهم مغلوب على أمره نسأل الله لهم الهداية
مشكور أخي على مشاركتك الجميلة مع أني أخالفك فقط في مسألة الغباء وأرى أنه تشريف لهم والصواب أن تقول: حمير بقرنين
مشكور أخي
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 08:49]ـ
أخواني الكرام
آل عامر، احمد محمود محمد، بطل القادسية، الجزيرة، شتا العربي
جزاكم الله خير وبارك فيكم وشكرا على المرور والتفاعل لا حرمكم الله الأجر
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 04:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي وليد على الموضوع وكثر الله من أمثالك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 12:28]ـ
أحسن الله اليكم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[15 - May-2007, صباحاً 08:14]ـ
أبو عبد الرحمن اليمني، ابن رجب
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير على المرور وجزاكم الله خير
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:04]ـ
لا أظن الأمر يتعلق بالذكاء أو الغباء القضية أن البدعة واتباع الهوى داء عضال أو قل إنه فيروس مدمر يأتي على الإيمان ويفسد قلب صاحبه ,وكل صاحب فطرة سليمة لا يقبل الجهالات والبذاءات والفحش الذى تغص به كتب هؤلاء, ولم يقبل هؤلاء هذا إلا بعد أن فسدت فطرهم نسأل الله العافية وأن يرد من علم الله فيه خيرا منهم إلى صراطه المستقيم.
ـ[معاذ]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 04:12]ـ
هؤلاء هم الرافضة .... و لا عجب فكل ما يطلق عليهم من أوصاف يستحقونه و بجدارة .......
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 08:03]ـ
لا أظن الأمر يتعلق بالذكاء أو الغباء القضية أن البدعة واتباع الهوى داء عضال أو قل إنه فيروس مدمر يأتي على الإيمان ويفسد قلب صاحبه ,وكل صاحب فطرة سليمة لا يقبل الجهالات والبذاءات والفحش الذى تغص به كتب هؤلاء, ولم يقبل هؤلاء هذا إلا بعد أن فسدت فطرهم نسأل الله العافية وأن يرد من علم الله فيه خيرا منهم إلى صراطه المستقيم.
صدقت أخي الكريم ولكن الحمق والغباء في بعض الأمور له دور كبير حيث انه يسمع قصص لايمكن للصغير سماعها حتى فضلاً عن تصديقها وهم يصدقونها بل ويتأثرون بها فهذه هي المعضلة وقد أخذوا من هذا الطريق ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
بارك الله فيك وفي الأخ معاذ وجزاكم الله خير على مروركم الكريم.
ـ[سيف الهاشمي]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:12]ـ
صدقت أخي الكريم ولكن الحمق والغباء في بعض الأمور له دور كبير حيث انه يسمع قصص لايمكن للصغير سماعها حتى فضلاً عن تصديقها وهم يصدقونها بل ويتأثرون بها فهذه هي المعضلة وقد أخذوا من هذا الطريق ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
بارك الله فيك وفي الأخ معاذ وجزاكم الله خير على مروركم الكريم. نعم لا شك أنهم مؤهلون نفسيا وعقليا لتصديق الخرافة وجعلها عقيدة يتعبدون بها
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 12:35]ـ
/
^
^
^
يُرْفَع ..
لِ يَزْدَادَ انحِطَاطَاً مِحْوَرُه!!
/
الفاضل ..
وليد ..
طَرَحْتُم وأَجَدْتُم وأَصَبْتُم!!
فـ بُوركَ لكُم مَا ملَكتُم ..
ودُمْتُم بـ ارتِقَاء ..
والرافِضَةُ هَبَاء ..
أخي الكريم ..
/
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
11/رجب/1428هـ ***** 25/يوليو/2007م
(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 10:35]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيك ... جزاك الله خير الجزاء
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 10:24]ـ
بارك الله فيكم وشكر الله لكم مروركم الكريم إخواني الأعزاء، الفضلاء.(/)
نظم الأحسائي لعقيدة ابن أبي زيد القيرواني
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 03:59]ـ
نظم الاحسائى لمقدمة الرسالة
نظمها الشيخ احمد بن مشرف الاحسائى
المتوفى سنة 1285هجرية
الحمدُ لله حمدا ليس منحصِرًا ## على اياديهِ ما يَخْفَى وما ظهرا
ثُم الصلاة وتسليم المهيمن ما ### هب الصبا فادر العارض المطرا
على الذى شاد بنيان الهدى فسما ### وساد كل الورى فخرا وما افتخرا
نبينا احمد الهادى وعترته ## وصحبه كل من اوى ومن نصرا
وبعد فالعلم لم يظفر به احد ### الا سما وباسباب العلا ظفرا
لاسيما اصل علم الدين ان به # سعادة العبد والمنجى اذا حشرا
باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن من واجب امور الديانات
واول الفرض ايمان الفؤاد كذا نطق ## اللسان بما فى الذكر قد سطرا
ان الاله اله واحد صمد ## فلا اله سوى من للانام برا
رب السموات والارضين ليس لنا ## رب سواه تعالى من لنا فطرا
وانه موجد الاشياء اجمعها ## بلا شريك ولا عون ولا وزرا
وهو المنزه عن ولد وصاحبة ## ووالد وعن الاشباه والنظرا
لا يبلغن كنه الله واصفه ##ولا يحيط به علما من افتكرا
وانه اول باق فليس له بدء###ولا منتهى سبحان من قدرا
حى عليم قدير والكلام له ###فرد سميع بصير من اراد جرى
وان كرسيه والعرش قد وسعا ##كل السموات والارضين اذ كبرا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقنا ###بذاته فاسال الوحيين والفطرا
ان العلو به الاخبار قد وردت### عن الرسول فتابع من روى و قرا
فالله حقا على الملك احتوى وعلى ال##عرش استوى وعن التكييف كن حذرا
والله بالعلم فى كل الاماكن لا ##شىء سميع شاهد ويرى
وان اوصافه ليست بمحدثة## كذاك اسماؤه الحسنى لمن ذكرا
وان تنزيله القران اجمعه ##كلامه غير خلق اعجز البشرا
وحى تكلم مولانا القديم به ## ولم يزل من صفات الله معتبرا
يتلى ويحمل حفظا فى الصدوركما ## بالخط يثبته فى الصحف من زبرا
وان موسى كليم الله كلمه#### الهه فوق ذاك الطور اذ حصرا
فالله اسمعه من غير واسطة#### من وصفه كلمات تحتوى عبرا
حتى اذا هام سكرا فى محبته ##قال الكليم الهى اسال النظرا
اليك قال له الرحمن موعظة ##انى ترانى ونورى يدهش البصرا
فانظر الى الطور ان يثبت مكانه## اذا راى بعض انوارى فسوف ترى
حتى ماتجلى ذو الجلال له ##تصدع الطور من خوف وما اصطبرا
فصل فى الايمان بالقدر خيره وشره
وبالقضاء والاقدار اجمعها####ايماننا واجب شرعا كما ذكرا
فكل شىء قضاه الله فى ازل## طرا وفى لوحه المحفوظ قد سطرا
وكل ما كان من هم ومن فرح ##ومن ضلال ومن شكران من شكرا
فانه من قضاء الله قدره ##فلا تكن انت ممن ينكر القدر
والله خالق افعال العباد وما ##يجرى عليهم فعلى امر الاله جرا
ففى يديه مقادير الامور وعن## قضائه كل شىء فى الورا صدرا
فمن هدى فبمحض الفضل وفقه ##ومن اضل بعد منة قد كفرا
فليس فى ملكه شىء يكون سوى ##ماشاء الله نفعا كان او ضررا
فصل فى عذاب القبر وفتنته
ولم تمت قط من نفس وما قتلت## من قبل اكمالها الرزقالذى قدرا
وكل روح رسول الموت يقبضها ##باذن مولاه اذ تستكمل العمرا
وكل من مات مسئول ومفتتن## من حين يوضع مقبورا ليختبرا
وان ارواح اصحاب السعادة فى## جنات عدن كطير يعلق الشجرا
لكنما الشهداء احياء وانفسهم## فى جوف طير حسان تعجب النظرا
وانها فى جنات الخلد سارحة## من كل ما تشتهىتجنى بها ثمرا
وان ارواح من يشقى معذبة## حتى تكون الجثمان فى سقرا
فصل فى البعث بعد الموت والجزاء
وان نفخة اسرافيل ثانية## فى الصورحقا فيحيى كل من قبرا
كما بدا خلقهم ربى يعيدهم ##سبحان من انشا الارواح والصورا
حتى اذا ما دعا للجمع صارخه## وكل ميت من الاموات قد نشرا
قال الامام قفوهم للسؤال لكى## يقتص مظلومهم ممن له قهرا
فيوقفون الوفا من سنيهم ##والشمس دانية والرشح قد كثرا
وجاء ربك والاملاك قاطبة## لهم صفوف احاطت بالورى زمرا
وجىء يومئذ بالنار تسحبها ##خزانها فاهالت كل من نظرا
لها زفير شديد من تغيظها## على العصاة ترمى نحورهم شررا
ويرسل الله صحف الخلق حاوية## اعمالهم كل شىء جل او صغرا
فمن تلقته باليمنى صحيفته## فهو السعيد الذى بالفوز قد ظفرا
ومن يكن باليد اليسرى تناولها## دعا ثبورا وللنيران قد حشرا
وزن اعمالهم حقا فان ثقلت## بالخير فازت وان خفت فقد خسرا
(يُتْبَعُ)
(/)
وان بالمثل تجزى السيئات كما ##يكون فى الحسنات الضعف قدوفرا
وكل ذنب سوى الاشراك يغفره ##ربى لمن شا وليس الشرك مغتفرا
وجنة الخلد لا تفنى وساكنها ##مخلد ليس يخشى الموت والكبرا
اعدها الله دارا للخلود لمن## يخشى الاله وللنعماء قد شكرا
وينظرون الى وجه الاله بها## كما يرى الناس شمس الظهر والقمرا
كذلك النار لا تفنى وساكنها## اعدها الله مولانا لمن كفرا
ولا يخلد فيها من يوحده ##ولو يسفك دم المعصوم قد فجرا
وكم ينجى الهى بالشفاعة من ##خير البرية عاص بها سجرا
فصل فى الايمان بالحوض
وان للمصطفى حوضا مسافته## ما بين صنعا وبصرى هكذا ذكرا
احلى من العسل الصافى مذاقته ##وان كيزانه مثل النجوم ترى
ولم يرده سوى اتباع سنته## سيماهم ان يرى التحجيل والغررا
وكم ينحى وينفى كل مبتدع ##عن وروده ورجال احدثوا الغيرا
وان جسرا على النيران يعبره ##بسرعة من لمنهاج الهدى عبرا
وان ايماننا شرعا حقيقته## قصد وقول وفعل للذى امرا
وان معصية الرحمن تنقصه## كما يزيد بطاعات الذى شكرا
وان طاعة اولى الامر واجبة## من الهداة نجوم العلم والامرا
الا اذا امروا يوما بمعصية## من المعاصى فيلقى امرهم هدرا
وان افضل قرن للذين راوا## نبينا وبهم دين الهدى نصرا
اعنى الصحابة رهبان بليلهم ##وفى النهار لدى الهيجا ليوث شرا
وخيرهم من ولى منهم خلافته ##والسبق فى الفضل للصديق مع عمرا
والتابعون باحسان لهم وكذا ##اتباع اتباعهم ممن اقتفى الاثرا
وواجب ذكر كل من صحابته## بالخير والكف عما بينهم شجرا
فلا تخض فى حروب بينهم وقعت## عن اجتهاد كن ان خضت معتذرا
والاقتداء بهم فى الدين مفترض## فاقتد بهم واتبع الاثار والسورا
واترك ما احدثه المحدثون فكم## ضلالة تبعث والدين قد هجرا
ان الهدى ماهدى الهادى اليه ##ومابه الكتاب كتاب الله قد امرا
فلا مراء وما فى الدين من جدل ##وهل يجادل الا كل من كفرا
فهاك فى مذهب الاسلاف قافية## نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
يحوى مهمات باب فى العقيدة## من رسالة ابن ابى زيد الذى اشتهرا
والحمد لله مولانا ونساله## غفران ما قل من ذنب وما كثرا
ثم الصلاة على من عم بعثته ##فانذر الثقلين الجن والبشر
ودينه نسخ الاديان اجمعها ##وليس ينسخ مادام الصفا وحرا
محمد خير كل العالمين به ##ختم النبييين والرسل الكرام جرى
وليس من بعده يوحى الى احد## ومن اجاز حل قتله هدرا
والال والصحب ما ناحت على## فنن وما غردت قمريةو سحرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 12:21]ـ
شكرا لك ... وبارك الله فيك ...
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولك بمثله يا شيخ عبدالرحمن(/)
هل هناك تلازم بين الليبرالية والديمقراطية حيث المناداة للحرية.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 05:02]ـ
الليبرالية منهجها الحرية المطلقة، وكذلك الحال بالنسبة للديمقراطية.
فهل هما مترادفان؟ أم متلازمان؟ أم متغايران؟.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوابا عن سؤالك أخي الكريم أقول
العلاقة بين الديمقراطيةوالليبرالية أنهما من نتاج أمة واحدة فقط أما التلازم فلا تلازم بينهما وهناك عدد من مفكري أوربا ديمقراطيين وليسوا ليبراليين , لن أذهب بعيدا جورج بوش رئيس أمريكا ديمقراطي ليس ليبرالي بل هو صاحب فكر سياسي واجتماعي ديني , يمكنك مراجعة الموسوعة السياسية الكويتية(/)
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (1/ 4)
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 11:58]ـ
* أحبابي في الله أعضاء هذا المجلس المبارك ..
أحييكم بتحية أهل الإسلام وتحية أهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
بكل مصداقية أفتخر بالانضمام معكم ..
في هذا الموقع العلمي المُتميز ..
إخوتي الكرام أطرح لكم المشاركة الأولى ..
وهي فكرة بحثية كتبتها منذُ حُقبة من الزمن أحسب أنها مُتواضعة في بابها وتعبر عن رأي كاتبها, أطرحها هنا ليستفيد منها الإخوة الأفاضل في هذا الموقع الميمون, ويتفضلون علي بمرئياتهم وتقويمهم الإيجابي ...
أسأل الله لي ولكم الإخلاص في القول والعمل, و العلم النافع إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
والمشاركة هي بعنوان:
الأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (1/ 4)
وسيكون البحث عبر النقاط التالية:
•المقدمة.
•ماهية الفلسفة, ومنشأها, وتعريفها عند الإطلاق العام, وذكر أشهر الفلاسفة, ومتى دخلت الفلسفة في الإسلام, ونماذج من ضلالات الفلاسفة.
•الإلحاد تعريفه , وأسبابه , وجذوره.
•أبرز شخصيات وأعلام الإلحاد وعلاقة الملحدون المعاصرين بالسابقين.
•بعض المراجع لمن.
المقدمة ... (1/ 4)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين وبعد .. فقد لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وترك المسلمين على المحجة الواضحة ليلها كنهارها، وترك فيهم كتاب الله وسنة رسوله، من تمسك بهما لا يضل أبداً عن الصراط المستقيم.
وظل المسلمون على الوحدة الإسلامية القوية، والعقيدة الخالصة الراسخة إلى عهد الخلفاء الراشدين – فكانت نهاية الخلافة الراشدة هي الحد الفاصل بين الكمال وبين مخالطة الضلال.
وكادت حجب الشرك والجهل والضلال أن تحجب التوحيد الإسلامي الخالص وانتشرت البدع والخرافات حتى شغلت قدراً كبيراً من حياة المسلمين وشغلتهم عن الدين الصحيح.
لقد سمح بعض المسلمين لعقولهم وأهوائهم أن تتدخل في أمور الدين بطريقة لا يقرها الشرع، ولا يستسيغها العقل، بنية حسنة أو نية سيئة، فأضر كلاهما بالإسلام وعقيدته، ومزق الوحدة الدينية في أمته، وكان ما كان من المذاهب الإسلامية التي ضلت وأضلت غيرها , باعث بعضها واضح في فكرها، وبعض منها يجتهد في إخفاء بواعثه وعدم إظهارها، فتجد من المذاهب الدينية ما قد يكون الباعث عليها غير ما ظهر من تعاليمها, أضف إلى ذلك تنوع الأفكار، وتعدد الآراء، ومدى صلتها بما سبقها من مذاهب وأفكار.
ففي هذا الزخم الهائل ظل صراع النظرية المادية الإلحادية مثار اهتمام الكثير من المفكرين والباحثين المعاصرين الذين انطلقوا من أسس ومبادئ الملحدين السابقين (اليونانيين) ولعل هذا الاهتمام بهذه المادية الإلحادية لارتباطها الوثيق بوجودية كثير من الأشياء, بيد أن الاحتدام الحقيقي لهذا الصراع الفلسفي بدأ عند المعاصرين بظهور النظرية المادية الشيوعية.
وللحديث بقية بإذن الله ...
مُحبكم/ مُحب العقيدة ..
أكاديمي وباحث متخصص في قسم العقيدة والمذاهب والمعاصرة ..
ضحى الأحد13 - 3 - 1428هـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:12]ـ
حيّاك الله يا أخي محب العقيدة، وسوف نكون متابعين بشغف لبقية السلسلة.
حفظك الله وبارك فيك.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:26]ـ
أحسن الله إليك
بانتظار البقية ..
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:33]ـ
حياك الله اخي الكريم محب العقيدة واسعدتنا بما كتبته وفقك الله ونحن في شغف وانتظار لما سيأتي منكم حفظكم الله ويشرفنا ان تكون معنا ونستفيد منكم في هذا المجلس المبارك فحياك الله واسأل الله تعالى ان لا يحرمك الاجر وأسأله ان يجزل لك المثوبة والعطاء وفي انتظار البقيه منكم حفظكم الله تعالى.
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 07:00]ـ
الإخوة الأفاضل ..
أشكر مروركم الكريم ..
ـ[مُحب العقيدة]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 11:21]ـ
* أحبابي في الله ...
قبل ما نعرض الموضوع الثاني للأساس الفلسفي للإلحاد في الفكر المعاصر (2/ 4) ...
أحب أن أرفع الموضوع لتعم الفائدة ..
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:40]ـ
جزاكم الله خيراً، اختيار موفق لموضوع البحث، خاصة أننا بحاجة ماسة لمثل هذه البحوث الآن، ننتظر البقية ونرجو أن لا يطول انتظارنا
صادق الدعاء بالتوفيق
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 03:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وفى انتظار البقية ......... فالموضوع هام ...... خاصة أنه يتعلق بالفكر المعاصر
______________________________ _______
دعوة للمشاركة فى هذا الموضوع: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=36(/)
عالم الرافضة الشيرازي: الشيوعي الكافر أفضل بمليار مرة من أبي بكر وعائشة
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:29]ـ
*
أخي المسلم ,, أختى المسلمة /
تستمعوا الأن لأحد ((حاخامات)) علماء الرافضة الكبار أية الله مجتبى الشيرازى وهو يجهر بعقائدهم دون تفية ,,
استمعوا اليه وأحكموا على هذا الدين واتباعه وعلى كل من يدعو للتقارب مع هؤلاء الكفرة!!!
http://www.alukah.net/majles/uploader/950_tkfirsuhabaa.rm
منقول من منتدى السرداب الإسلامي
أصل الموضوع للأخ (ساجد لله)
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 01:39]ـ
الله المستعان ليس بعد الكفر ذنب اخي الكريم وهؤلاء القوم عرفناهم كما عرفهم الناس فقد فضحهم الله تعالى وهم اكذب خلق الله واغبى خلق الله ولا اعلم على وجه الارض اغبى من الرافضه الا اخوانهم الصوفيه فالله المستعان وهذا الزنديق له من التسجيلات الفاضحه لعقيدتة ما لا يستطيع الموحد ان يستمع له دقيقه كامله من قبح ما يتكلم به وشناعة ما يهرف به.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 04:45]ـ
يقول هذا الرافضي الخبيث:
(الشيوعي الكافر أفضل من مليار من أمثال أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة ... )
تنبيه:
الحديث الذي عزاه هذا الرافضي إلى تاريخ دمشق لابن عساكر موجودٌ فيه بالنصِّ، لكنَّ هذا الخبيث تجاهل أنَّ ابنَ عساكر ذكرَ عقب رواية الحديث أنَّ في الإسناد عدداً من الرواة المجاهيل
فالحديث منكر الإسناد، حيث تفرد به جملة من الرواة المجاهيل عن الفضل بن موسى عن وكيع عن الأعمش!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 11:52]ـ
لم يتجاهل، بل قال: ابن عساكر معتمد عندهم!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 12:00]ـ
لم يتجاهل، بل قال: ابن عساكر معتمد عندهم!!
تريد أنه زاد الأمر تلبيساً وتدليساً(/)
السراب و المنهج السلفي
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 05:30]ـ
سنون عدة مضت منذ أن تفتحت عيني الإنسان على الفكر السلفي و منذ أن تشرب عقيد السلف أصحاب الحديث و هو يحاول عبثا أن يفهم الشق الثاني من هذا الفكر و هو المنهج
يقول أحدهم العقيدة السلفية بنيان و المنهج هو السور الذي يحمي البنيان
تصوير بلاغي بديع إذا هذا الرجل مرجعا في هذا الأمر و لكني أنظر كطالب علم و إذ بعلماء سلفيين يحذرون من هذا الرجل لأن كتبه تحوي الإرجاء
آخر أضاع سنين ليقنن المنهج السلفي و كيفية تعامله مع المبتدعه و الحزبيين و السياسيين و غيرهم من طوائف المجتمع و ما إن بدئنا نقرر ما أصله هو وشيخ المحدثين في عصره و إذ بنا نفاجئ أنه أخرج من دائرة المنهج السلفي لا لفساد في عقيدته لكن لإنحراف منهجه-زعموا-
صار الأمر لقطبيين يديرا دفة المنهج و لكننا نفاجئ أيضا بأنهم بدع بعضهم بعضا
هذا حزبي
هذا مميع
هذا مضيع
هذا و هذا وهذا
وجامع كل ما فات أن كل هذه التهم لا تمس عقيدة الرجال و لكنها تمس شيئا هلاميا زئبقيا اسمه المنهج
عشرات الرجال كانوا يقررون لنا المنهج و إذ بهم قد أخرجوا كلهم و الأصح أنهم أخرج بعضهم بعضا
ما أجمل العموميات
كتاب و سنة بفهم سلف الأمة كل هؤلاء الذين أخرجوا و ظاهر بعض في إخراجهم يقولون كتاب و سنة بفهم سلف الأمة
التوحيد الإتباع التزكية كلهم يقولونها
تعظيم الألباني و العثيمين و ابن باز-رحمهم الله-كلهم يعظمونهم
إذا أين الخلل؟
إتباع القرون الثلاثة الخيرية الأول كلهم يقررون هذا
في الرياض لا يوجد سلفي إلا واحد و قد مات هل هذا دين؟
في مصر أعان الله أهل مصر على غربتهم هل هذا منهج؟
قالو لي ظهر عندنا عالم قلت في القران قالوا لا قلت في السنة قالوا لا قلت في الحديث قالوا لا قلت في العقيدة و الرد على الأشاعرة و المعتزلة و الخوارج و العلمانيين و النصارى
قالوا لا
قلت ففيما
قالوا في المنهج؟ من يعظم من الأحياء لا أحد
ماذا يقرر
كتاب و سنة بفهم سلف الأمة
المنهج عند هؤلاء و الإرهاب عند الغربيين اشتركا في أنهما ليس لهما حد جامع مانع و أنهما صفة لكل من خالفني فصار حدهما عندي (إما الموافقة و إما المفارقة) أو (من لم يكن معنا فهو علينا)
أرجو أن أستفيد من مشاركتكم
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 05:37]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم وحد صفوف المسلمين ولا تشغلهم عن اعدائهم بانفسهم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 06:33]ـ
أخي الكريم إن قناعتنا بالإسلام كدين لا يزعزعها ما وصل إليه كثير من المسلمين من سلوكيات شائنة وانحرافات وأشياء يندى لها الجبين وعليه فأقول- اختصارا لكثير من المجادلات في هذا الباب-: إن قناعتنا كذلك بالمنهج السلفي منهج أهل السنة والجماعة لا تزعزعها النتوءات التي تخرج هنا أو هناك ممن ينتسب لهذا المنهج ظاهرا وهو بعيد عنه كل البعد إذا حاكمناه بمقتضى قواعد وأصول هذا المنهج العظيم ... ففرق كبير بين المنهج الصحيح وبين من ينتسب إليه وهذا هو مقتضى الأحاديث التي وصفت غربة الإسلام فأهل المنهج غرباء بالنسبة لغيرهم- وإن كانوا ولله الحمد كثيرين- وهم منتشرون في بلاد الله الواسعة.
كذلك التفريق بين المنهج السلفي كمنهج وبين الأحزاب التي يريد البعض إقامتها ويسميها باسم السلفية ويخرج من السلفية من ليس معه فيها ويدخل فيها من يوافقه على آرائه.
وبمعرفة ما ذكرته تنحل عقد كثيرة لاسيما وأن هذه الاختلافات والمنازعات شوهت وجه هذا المنهج الصافي عند كثير ممن لا يعلمه وكذلك جرأت الحاقدين عليه وتندروا به في مجالسهم وحاربوا أهله.
ولموضوع طويل ويحتاج طالب العلم عند الكلام على هذه المواضيع الكبيرة الجليلة الشأن يحتاج إلى علم وعدل وإنصاف وعدم استقلال بفهم الأمور الكبيرة والرجوع لأهل العلم الثقات والتحاور معهم وعدم تشقيق المسائل لمجرد المشاركة فقط فلتكن مشاركاتنا جادة ومحررة حتى نستفيد جميعا ونخرج بما تقر به أعيننا وينتصر به منهجنا والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 08:12]ـ
لافض فوك أخي الحبيب، ولا شلت يمينك.
والله ثم والله يأخي إنك لمست جرحا مؤلماً.
كنت أتحدث مع أحدهم فتطاول على الشيخ / محمد المختار وقال: فيه ميل لأهل التصوف،ثم أراد الله
أن أحضر درساً له في الحرم النبوي؛ فتكلم على الصوفيه بكلام جميل وأخذ يذمهم حتى وصل إلى تكفير بعضهم، فقلت لا إله إلا الله ماذا يريد القوم؟!!
ولكن أخي الحبيب كما قال العالم اليمني علي حنش:
الناس على طبقات ثلاث
فالطبقة العالية:العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل
وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة:عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق
وهم أتباع من يقتدون به إن كان محقا كانوا مثله ,وإن كان مبطلا كانوا كذالك.
والطبقة المتوسطة:هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في
الدين, وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى, ولا تركوه
حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول
ما يعرفونة مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فوقوا إلية سهام التقريع ,ونسبوه
إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعندا
ذلك تقوم الفتن الدينية على سا ق ا-هـ
البدر الطالع 1/ 323
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له.
وسبحان الله ما أكثر أهل هذه الطبقة - الوسطى – في أيامنا هذه، فترى الواحد يلمز العالم، والداعية،في دينه وعقيدته، وإذا سألته لا تجد لديه جوابا شافيا إلا أن ذلك العالم تكلم بما يخالف هواه.ا-هـ
اللهم اجمع شملنا على كتابك وسنة نبيك،اللهم لا تشمت بنا الأعداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 08:23]ـ
أخي بطل القادسية اللهم آمين
أخي أبا عمرو المصري إن تغميض العين ليس حلا و لكنه نصف حل أنت مصري فمن هم أعلام المنهج السلفي بمصر؟
أبو إسحاق الحويني اتهمه أصحاب المنهج بما تعرف
المقدم حسان يعقوب العفاني برهامي سلفية الأسكندرية العدوي عبد المقصود فوزي وغيرهم من أعلام الدعوة لعقيدة السلف حتى القوصي كل هؤلاء جرحوا من أصحاب المنهج الزئبقي و الأن من هو العالم الذي اجتمعت عليه خناصر المنهج الزئبقي بمصر
لن تجد لأن هؤلاء لا يعرفون ماذا يريدون صدقني أخي
أغلب هذه الأسماء على مدار ثلاثين سنة يدافعون عن عقيدة السلف و إذ بأصحاب المنهج يطردونهم و هذا حزبي و هذا تراثي و هذا حسني بالله عليك هل هؤلاء عقلاء ما هذه التسمية
الذي و صلت إليه أن طالب العلم يمضي في طلبه للعلم الكفائي-بعد أن أنهى طلبه للفروض العينية من تثبيت الإعتقاد و غيره- و لدراسته لعلوم الشريعة على المتخصصين فيها و إن قيل فيهم أنهم على غير المنهج طالما أنه قد صح اعتقادهم على اعتقاد أهل السنة و الجماعة لأن المنهج عند هؤلاء لا حد له و هم كل يوم في نقصان
أخي آل عامر حياك الله بالإيمان
والله يا أخي لما سمعت هذه المقولة عن بقية السلف الشيخ محمد مختار منذ سنوات لعنت قائلها -دون أن أشعر-و استغفر الله من هذا لكني ما تمالكت الرجل سمعنا له مئات الأشرطة و نحن بمصر نشم رائحة الصوفي من بعيد و لم نجد أدنى أثر لهذا و هل يحضر ابن باز -رحمه الله-لصوفي و لكن القوم لا يعرفون ماذا يريدون
و لا زلنا ننتظر بقية الإفادات من إخواننا الأكارم(/)
السنة. وسيد شباب اهل الجنة (الحسين) رضى الله عنه
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 06:13]ـ
بمـ ـا اااه ا لرحمن ا لرحيم
اخوانى الكرام الموضوع مطروح للتساؤل (وارجو من المشرفين النظر الى ضعف اسلوبى بعين الرحمة)
متفقون على عدم الخوف بما حدث بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
متفقون على عدم تفضيل احدهم على الاخر الا بما اتفق عليه جمهور اهل السنة
ولكن ما دفعنى الا كتابه هذا لموضوع
هو احد الاشخاص الذين تواصلت معهم
وهو شخص لبنانى من جنوب لبنان كان (رافضيا) فهداه الله تعالى
يقول هذا الشخص ان (علمائهم) كانوا يوصلون اليهم ان اهل السنه يكرهون اهل البيت
ويناصبونهم العداء
وان اهل السنة ينضرون الى سيدنا الحسين على انه خارجى شق عصى الطاعه
واقول انا من باب التساؤل (ربما) ان علماء السنه ودعاتهم يتحملون جزءا كبيرا في عدم
رد هذه الادعائات خاصة فى هذه الايام التى نلاحظ فيها تفاقم الخطر (الرافضى)
السبب الثانى الذى دفعنى لكتابه هذا الموضوع
اننى شهدت مناقشه حدثة بين اثنين من اصدقائي احدهم كان (شيعيا) والاخر (سنيا)
ولعلكم تعرفون الطرق التى يتبعها الشيعه اثناء مناقشتهم
مما حدى بصديقى (السنى) على التهكم على سيدنا الحسين بعبارات لا استطيع حتى من ذكرها
ـ فاين دور علمائنا ودعاتنا فى انقاذ جماهير الشيعه وتوعيه جماهير السنه على مكانه
سيدنا الحسين والتأدب مع اهل البيت ـ
وما هو موقف اهل السنه من ولاية سيدنا الحسين
افيديونى باركـ اااه ــــفيكمـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 08:38]ـ
أخي الكريم وفقك الله:
إخوانك من المشرفين لا ينظرون إلى ضعف الأسلوب، أو قلة الحظ من اللغة وعلومها، فهذه منح ربانية وأفضال إلاهية، ورب رجل فُتح له في الفقه وعلم الشريعة، لم يُفتح له في العربية، أو لم يُعط حظاً من حسن السياق وإيراد الكلام، وكم من عالم بالعربيّة وفنونها يكون جاهلاً في أصول الشرع وعلومه.
نحن هنا أخوة، يكمّل بعضُنا نقص بعض، ونجبرَ الكسر ونسد الخلة، ونأسو ما أمكننا ذلك، وإن وجدت من أحد قسوة أو غلظة أو ما شابهه، فلربما خانه التقدير، أو حمله على ذلك حب الخير لغيرك ممن قد لا يرضيه بعض ما طرحته، فثق أن هناك الكثيرين يؤيدون المشرف في حزمه ضد بعض المقالات والتوجهات، وهناك من يخالفه أيضاً، والعبرة في حسن المقصد وسلامة النيّة، والهدف من هذا المجلس المبارك أن يكون مأرزاً للنقاش العلمي الرصين، بأنفس متوادة متصافية، بعيداً عن أجواء الشحن والتوتر أو طرق المواضيع التي لا ثمرة من وراءها، إضافة إلى ذلك فإننا نصبوا أجمعينَ إلى سلوك طريق الجادة في مسائل العلم، عبر استلهام روح المعرفة، والكتابة بلغة العلم الرصينة، والخطو على طريق التأصيل والضبط، دون إرسال الكلام على عواهنه، أو تحميله ما لا يحتمل.
ولعلك تطلع على شروط المجلس، لترى فيها أصول الكتابة.
وإن أنست من نفسك ضعفاً أو قلة علمٍ، فإن الواجب عليك حينها أن تبحث عما يقويك ويزيد من علمك ومعرفتك، ولعلك إن أدمنت النظر في المسائل العلمية المثارة هنا، وأكثرت من الدخول إلى المشاركات الجادة الهادفة، سوف ترى فيها ما يشرح صدرك، ويملأ عينك، وتقر به صدرك، من حسن العرض، وتأصيل المعلومة، وتوثيق الكتابة، وسلامة المنهج، وحُسن المقصد - إن شاء الله -، وهي من أدوات المعرفة الصحيحة.
بارك الله فيك، وأجزل لك المثوبة والأجر، وشرح صدرك، وجعلنا جميعاً إخوة متحابين فيه جلَّ وعلا.
والموضوع يستحق وقفة خاصة، أجعلها في حينه إن شاء الله تعالى.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 09:32]ـ
، سوف ترى فيها ما يشرح صدرك، ويملأ عينك، وتقر به صدرك، من حسن العرض، وتأصيل المعلومة، وتوثيق الكتابة، وسلامة المنهج، وحُسن المقصد - إن شاء الله -، وهي من أدوات المعرفة الصحيحة.
بارك الله فيك، وأجزل لك المثوبة والأجر، وشرح صدرك، وجعلنا جميعاً إخوة متحابين فيه جلَّ وعلا.
والموضوع يستحق وقفة خاصة، أجعلها في حينه إن شاء الله تعالى.
ما أطيب كلامك أسأل الله أن يطيب لسانك من نعيم الجنة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 10:24]ـ
إذا قالت حذام فصدقوها * فإن القول ما قالت حذام
إلى حين عودة الشيخ الكريم أبي حماد إلى إجابة سؤالك، لعلي أبلغك بشيء قد يسد الرمق.
صاحبك الذي تهكم بالسيد الكبير الحسين رضي الله عنه غالط باغ مذنب أهل السنة من فعله براء.
وأهل السنة قد بينوا بجلاء مكانة أصحاب نبيهم كما بينوا مكانة اهل بيته ونصوا على ذلك كما تجده في كتب الحديث الجوامع في أبواب الفضائل، وفي كتب العقائد، وفي كتب التراجم بل إن بعضهم ألف في فضائل أهل البيت.
ولعلك تعيد النظر بوصف الصداقة للشيعي، فالرافضة لا تجوز مصادقتهم بل يجب بغضهم في الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد السالم]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 01:29]ـ
هذه أمثلة سريعة على تقدير الحسين -رضي الله عنه- ومكانته عند أهل السنة، ولو بحثنا في الكتب التي تتحدّث عن مكانة عموم آل البيت بين أهل السنة لوجدتَ شيئاً كثيراً، ولكن هذه النقولات الآتية تبيّن تقدير ذات الحسين رضي الله عنه، وقد أخذتُها من منتدى الدفاع عن السنة
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=27159
1 ـ قال إبراهيم النخعي في الاصابة (2/ 248): ((لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحيت ان انظر الى وجه رسول الله صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم))
2ـ قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب جامع المسائل (3/ 91) ((ومن ذلك ان اليوم الذي هو يوم عاشوراء الذي اكرم الله فيه سبط نبيه وأحد سيدي شباب الجنة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء، وكان ذلك مصيبة عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الاسلام. وقد روى الامام احمد وغيره عن فاطمة بنت الحسين وقد كانت قد شهدت مصرع ابيها عن ابيها الحسين بن علي رضي الله عنهم عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ((ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وان قدمت فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر يوم أصيب بها)) فقد علم الله ان مثل هذه المصيبة العظيمة سيتجدد ذكرها مع تقادم العهد فكان من محاسن الاسلام ان روى هذا الحديث صاحب المصيبة والمصاب به أولا، ولاريب ان ذلك إنما فعله الله كرامة للحسين رضي الله عنه ورفعا لدرجته ومنزلته عند الله وتبليغا له منازل الشهداء والحقا له بأهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء))
3ـ وقال شيخ الاسلام في صفحة (92) ((وشقي بقتله من أعن عليه او رضي به فالذي شرعه الله للمؤمنين عند الإصابة بالمصائب وإن عظمت ان يقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون)).
4ـ وقال شيخ الاسلام في صفحة (95) ((ويستحب صوم التاسع والعاشر ولا يستحب الكحل والذين يصنعون من الكحل من اهل الدين لايقصدون به مناصبة أهل البيت وإن كانوا مخطئين في فعلهم ومن قصد منهم اهل البيت بذلك او غيره او فرح او استشفى بمصائبهم فعليه لعنة الله الملائكة والناس اجمعين فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((والذي نفسي بيده لايدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي))
5ـ وقال شيخ الاسلام في صفحة (376) ((هذا مع ان عاشوراء لم يشرع فيه غير الصوم باتفاق علماء المسلمين فكل ما يُفعل فيه غير ذلك من الاختضاب والكحل والتزين والاغتسال والتوسع على العيال غير العادة فيه من حبوب او غيرها هو من البدع المحدثه في الدين، لم يستحبها احد من العلماء ولا السلف بل كل ماروي فيها من الاحاديث المرفوعة فهي احاديث موضوعة)).
6ـ وقال شيخ الاسلام في كتاب مقتل الحسين تحقيق السيد الجميلي صفحة (200) ((ووقع القتل حيث اكرم الله الحسين ومن اكرمه من اهل بيته بالشهادة رضي الله عنهم وارضاهم، واهان بالبغي والظلم والعداون من اهانه بما انتهكه من حرمتهم واستحله من دمائهم {ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} وكان ذلك نعمة الله على الحسين وكرامة له لينال منازل الشهداء)).
7ـ وقال في صفحة (201 - 202) ((ولما كان الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وكانا قد ولدا بعد الهجرة في عز الاسلام ولم ينلهما من الاذى والبلاء ما نال سلفهما الطيب فأكرمهما به من الابتلاء ليرفع درجاتهما وذلك من كرامتهما عليه لا من هوانهما عنده، كما اكرم حمزة وعليا وجعفرا وعمر وعثمان وغيرهم بالشهادة)).
8 - قال ابن تيمية رحمه الله:
(والحسين رضي الله عنه قتل مظلوماً شهيداً، وقتلته ظالمون معتدون) مقتل الحسين وحكم قاتله – ص 77.
9 - وقال رحمه الله:
((وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا ً)) مجموع الفتاوى 4/ 487 – 488
10 - وقال ابن تيمية كما في مجموع فتاواه (4/ 511)
(يُتْبَعُ)
(/)
((والحسين رضي الله عنه أكرمه اللهُ تعالى بالشهادةِ في هذا اليوم (أي يوم عاشوراء)، وأهان بذلك مَن قتله أو أعان على قتلِه أو رضيَ بقتلِه، وله أسوةٌ حسنةٌ بِمَن سبقه من الشهداء؛ فإنَّه (هو) وأخوه سيِّدَا شباب أهل الجَنَّة، وكانا قد تربَّيَا في عزِّ الإسلامِ، لَم ينالاَ من الهجرة والجهاد والصَّبر على الأذى في الله ما ناله أهلُ بيتِه، فأكرمهما اللهُ تعالى بالشَّهادةِ تكميلاً لكرامتِهما، ورَفعاً لدرجاتِهما.
وقتلُه مصيبةٌ عظيمةٌ، والله سبحانه قد شرع الاسترجاعَ عند المصيبة بقوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ})).
11 - قال ابنُ عبدالبر رحمه الله في الاستيعاب (1/ 377) حاشية الإصابة ((وكان الحسين فاضلاً ديِّناً كثيرَ الصَّومِ والصلاةِ والحجِّ ((
12 - وقال فيه الذهبيُّ - رحمه الله - في السير (3/ 280)
)) الإمام الشريفُ الكاملُ، سِبطُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورَيْحانتُه من الدنيا ومَحبوبُه، أبو عبدالله الحسين بن أمير المؤمنين أبى الحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ابن عبد مَناف بن قُصَي القرشي الهاشمي ((.
13 - وقال ابنُ كثير ـ رحمه الله ـ في البداية والنهاية (11/ 476)
((والمقصودُ أنَّ الحسين عاصَر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وصَحِبَه إلى أن توفي وهو عنه راضٍ، ولكنَّه كان صغيراً، ثم كان الصِّدِّيقُ يُكرمُه ويُعظِّمه، وكذلك عمر وعثمان، وصحب أباه وروى عنه، وكان معه في مغازيه كلِّها، في الجَمَل وصِفِّين، وكان معظَّماً مُوَقَّرا)).
14 - قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى ((وإنما المشروع الدعاء له بالمغفرة والرحمة، غفر الله له ورضي عنه، فقد قتل مظلوما فيدعى له بالمغفرة والرحمة، ويرجى له خير كثير، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهما وأرضاهما، ومن عرف قبره وسلم عليه ودعا له فلا بأس، كما تزار القبور الأخرى، من غير غلو فيه ولا عبادة له، ولا يجوز أن تطلب منه الشفاعة ولا غيرها كسائر الأموات؛ لأن الميت لا يطلب منه شيء وإنما يدعى له ويترحم عليه إذا كان مسلما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة
15ـ وقال السيد الجميلي في تحقيقه لكتاب مقتل الحسين لشيخ الاسلام ابن تيمية صفحة (14) ((وصفوة القول ان الحسين قد افضى الى ربه شهيدا مجاهدا من اجل انتشال الامة من كبوتها وعثرتها ولكن الشهادة سعت إليه وهو يذب عن شرف امته وكرامتها من وجهة نظره وطالم اخلص النية فإن جزاءه عليها ينتظره في جنات النعيم رضي الله عنه وارضاه والحقنا بالصالحين في دار المقامة)).
16ـ وقال الشيخ عثمان الخميس في كتاب حقبة من التاريخ صفحة (121) حين ذكر موقف الناس من قتل الحسين، ذكر هنا موقف اهل السنة والجماعة: ((الطائفة الثالثة وهو أهل السنة والجماعة قالوا قتل مظلوما ولم يكن متوليا للأمر اي لم يكن إماما ولا قتل خارجيا بل قتل مظلوما شهيدا كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) وذلك ان الحسين أراد الرجوع او الذهاب الى يزيد في الشام ولكنهم منعوه حتى يستأسر لابن زياد)).
أقول: أرجو الاطلاع على الكتب التي تبيّن مكانة الصحابة عند أهل السنة، لأن الحسين وبقية الصاحبة من آل البيت لهم حقّ الصحبة ومكانتها ووزنها، فضلاً عن مكانة كونهم من البيت النبوي وفي هذا يُرجع للكتب التي تبيّن مكانة آل البيت، وهي كثيرة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 05:54]ـ
سبحان الله صديق شيعي
قرأت كلام بطل ..
ولكن لم أنتبه إلى تلك الكلمة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لا إله إلا الله أين قول الله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
شكر الله لشيخنا الفاضل السديس، أسأل الله أن يبصره في دينه.
وبارك الله في الأخ الفاضل / خالد السالم على ما نقل وبين
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:38]ـ
إخوانك من المشرفين لا ينظرون إلى ضعف الأسلوب، أو قلة الحظ من اللغة وعلومها، فهذه منح ربانية وأفضال إلاهية، ورب رجل فُتح له في الفقه وعلم الشريعة، لم يُفتح له في العربية، أو لم يُعط حظاً من حسن السياق وإيراد الكلام، وكم من عالم بالعربيّة وفنونها يكون جاهلاً في أصول الشرع وعلومه.
نحن هنا أخوة، يكمّل بعضُنا نقص بعض، ونجبرَ الكسر ونسد الخلة، ونأسو ما أمكننا ذلك، وإن وجدت من أحد قسوة أو غلظة أو ما شابهه، فلربما خانه التقدير، أو حمله على ذلك حب الخير لغيرك ممن قد لا يرضيه بعض ما طرحته، فثق أن هناك الكثيرين يؤيدون المشرف في حزمه ضد بعض المقالات والتوجهات، وهناك من يخالفه أيضاً، والعبرة في حسن المقصد وسلامة النيّة، والهدف من هذا المجلس المبارك أن يكون مأرزاً للنقاش العلمي الرصين، بأنفس متوادة متصافية، بعيداً عن أجواء الشحن والتوتر أو طرق المواضيع التي لا ثمرة من وراءها، إضافة إلى ذلك فإننا نصبوا أجمعينَ إلى سلوك طريق الجادة في مسائل العلم، عبر استلهام روح المعرفة، والكتابة بلغة العلم الرصينة، والخطو على طريق التأصيل والضبط، دون إرسال الكلام على عواهنه، أو تحميله ما لا يحتمل.
زاك الله خير اخوى على هذا الكلام الطيب ونحن كما قلت اخوه في الله
وإن أنست من نفسك ضعفاً أو قلة علمٍ، فإن الواجب عليك حينها أن تبحث عما يقويك ويزيد من علمك ومعرفتك، ولعلك إن أدمنت النظر في المسائل العلمية المثارة هنا، وأكثرت من الدخول إلى المشاركات الجادة الهادفة، سوف ترى فيها ما يشرح صدرك، ويملأ عينك، وتقر به صدرك، من حسن العرض، وتأصيل المعلومة، وتوثيق الكتابة، وسلامة المنهج، وحُسن المقصد - إن شاء الله -، وهي من أدوات المعرفة الصحيحة.
وهذا هو الهدف من مشاركتى لكم فى هذا المنتدى المبارك ... بارك الله فيكم
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:50]ـ
صاحبك الذي تهكم بالسيد الكبير الحسين رضي الله عنه غالط باغ مذنب أهل السنة من فعله براء.
وأهل السنة قد بينوا بجلاء مكانة أصحاب نبيهم كما بينوا مكانة اهل بيته ونصوا على ذلك كما تجده في كتب الحديث الجوامع في أبواب الفضائل، وفي كتب العقائد، وفي كتب التراجم بل إن بعضهم ألف في فضائل أهل البيت.
اخي الكريم انا اتحدث عن طرق ايصال هذه الدعوات الى جماهير اهل السنة وجماهير الشيعه خاصه عن طريق وسائل الاعلام
التى اصبحت الطرق الاجدى والاكثر انشارا لتعرييف الناس وتوعيتهم ..
جزاك الله خير شيخ عبد الرحمن
قال إبراهيم النخعي في الاصابة (2/ 248): ((لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحيت ان انظر الى وجه رسول الله صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم))
2ـ قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب جامع المسائل (3/ 91) ((ومن ذلك ان اليوم الذي هو يوم عاشوراء الذي اكرم الله فيه سبط نبيه وأحد سيدي شباب الجنة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء، وكان ذلك مصيبة عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الاسلام. وقد روى الامام احمد وغيره عن فاطمة بنت الحسين وقد كانت قد شهدت مصرع ابيها عن ابيها الحسين بن علي رضي الله عنهم عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ((ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وان قدمت فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر يوم أصيب بها))
جزاك الله خير اخوى خالد ... صدقنى لو اننى عرضت ماقلته على صديقى السنى لاتهمنى بالتشيع
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:59]ـ
سبحان الله صديق شيعي
قرأت كلام بطل ..
ولكن لم أنتبه إلى تلك الكلمة ..
ولعلك تعيد النظر بوصف الصداقة للشيعي، فالرافضة لا تجوز مصادقتهم بل يجب بغضهم في الله
اخوانى لماذا توصون بمقاطعتهم لماذا لاتكون صداقتنا لهم سبب لهدايتهم بإذن الله
لماذا لا نسمعهم مالدينا بدلا ان نترك (اسيادهم) يواصلون الكذب عليهم وعلى اهل السنه
لماذا لا نوعيهم بالحقيقه بدلا من مقاطعتهم
انا اكاد اعتقد جازما ان الكثير منهم غير مقتنع بما يقوله اسيادهم لانه ينافى العقل والمنطق قبل ان ينافى الاسلام ولكن
عندما لا يجدون من يوعيهم فلا يلكون الا ان يتخندقوا مع اسيادهم
ولعلى احاول اقناع صديقى (الشيعى) بقراءة هذا الموضوع لما جاء فيه من معلومات قيمه عن مكانه سيدنا الحسين عند اهل السنه
جزاكم الله خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 09:06]ـ
اخوانى لماذا توصون بمقاطعتهم لماذا لاتكون صداقتنا لهم سبب لهدايتهم بإذن الله
لماذا لا نسمعهم مالدينا بدلا ان نترك (اسيادهم) يواصلون الكذب عليهم وعلى اهل السنه
لماذا لا نوعيهم بالحقيقه بدلا من مقاطعتهم
يا أخي ـ هداك الله ـ لم نوصك بمقاطعتهم، ولكن نهيناك عن صداقتهم، وهناك فرق بين دعوتهم وبين صداقتهم.
فهل نبينا عليه الصلاة والسلام حين دعا أبا جهل وأضرابه من كفرة قريش صادقهم؟!
وقس على ذلك، فلا يلزم من دعوتهم ونقاشهم =صداقتهم أو محبتهم.
ولا بد أن ينتبه إلى أن مقام الدعوة يحتاج أن يكون الداعي ذا بصيرة بدينه ودين ومذهب من يدعوه.
وصداقة أعداء الله ومحبتهم ـ ولو كانوا أقرب الناس للمرء ـ من كبائر الذنوب والنصوص على ذلك كثيرة في القرآن والسنة.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 02:50]ـ
وما هو موقف اهل السنه من ولاية سيدنا الحسين
وما هو موقف اهل السنه من ولاية سيدنا الحسين
وما هو موقف اهل السنه من ولاية سيدنا الحسين؟؟؟(/)
«شَرْحُ رسالة في أن القرآن غير مخلوق للإمام إبراهيم الحربيّ» لشيخنا الرّاجحيّ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 12:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
شَرْحُ «رسالة في أن القرآن غير مخلوق للإمام إبراهيم بن إسحاق الحربيّ»
لصاحب الفضيلة شيخنا عبد العزيز بن عبد الله الرَّاجحيّ
- سلّمه الله -
الدَّرْسُ الأَوَّلُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34754
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34775
الدَّرْسُ الثَّالِثُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34791
الدَّرْسُ الرَّابِعُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34840
تم الشرح بحمدلله
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وزادني وإياكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:01]ـ
جزاك الله خيرا لكن الروابط ليست للشيخ الراجحي
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:10]ـ
بارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:41]ـ
انظر هنا ـ بارك اللَّه فيك ـ:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=114381#post11 4381
ـ[أبو منصور التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 05:48]ـ
جَزَاكَ اللهُ خيْراً.
ولكن حتى الرابط الآخر لا تعلق له بالموضوع نرجو إفادتنا بالرابط الصحيح وشكراً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 10:50]ـ
والرسالة لا تصح نسبتها للحربي ...
قال أخونا الفاضل المتقن (العاصمي):
رسالة (!) في أن القرآن غير مخلوق، أُلصق غلطا بالإمام أبي إسحاق إبراهيم الحربي.
أول ما يواجه متصفّح هذا الجزء المنحول: حكاية غريبة عجيبة مرويّة من طريق إبراهيم الحربي، عن الإمام أحمد، مختومة بمنام مشهور، قد روي من طرق أخرى فيها غرابة ...
ثم يلي تيك الحكاية: رواية عن الإمام أحمد في افتراق الجهمية، ثم جواب له في التحذير من حسين الكرابيسي، ثم يلي ذلك أخبار عن بعض السلف في التحذير من أهل الأهواء والخصومات، منقولة - كلّها - من رسالة الإمام أحمد إلى الخليفة المتوكّل في مسألة القرآن، وهي مرويّة في مسائل صالح عن أبيه (ص251 - دار الوطن) وغيرها.
وينتهي ذلك الجزء المنحول المُلصق بإبراهيم الحربي بقول الإمام أحمد: " ... ولست بصاحب [كلام]، ولا أرى الكلام في شيء من هذا ... "، وهو آخر ما كتب به إلى المتوكّل، وهو موجود في مسائل صالح ص253.
وبهذا يظهر لكلّ نابه أنّه ليس لإبراهيم الحربي في ذاك الكتاب المُلصق به ناقة ولا جمل، ولم يخطّ فيه سطرا ولا حرفا، وإنّما جاء ذكر إبراهيم في سند حكاية مرويّة عن الإمام أحمد، ثمّ يلي هاتيك الأقصوصة ما نصّه:
" أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق ... المصري، ثنا أبو الحسين بوانة بن أحمد بن عيسى بن بوانة الموصلي ... ثنا محمد بن الحسن هارون بن بدينا؛ قال: ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد ... ".
وأخشى ما أخشاه: أن يظنّ مهنبث أنّ إبراهيم الحربيّ هو القائل بين يدي أكثر الآثار المرويّة في ذاك الجزء المنحول: " أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق ... المصري، ثنا أبو الحسين بوانة بن أحمد بن عيسى بن بوانة الموصلي ... ثنا محمد بن الحسن هارون بن بدينا؛ قال: ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد ... "!
فإن وجد من يعتقد ذلك - وأرجو مخلصا ألاّ يوجد -؛ فلا أملك إلاّ أن أقول: واغوثاه بالله!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 11:38]ـ
جَزَاكَ اللهُ خيْراً.
ولكن حتى الرابط الآخر لا تعلق له بالموضوع نرجو إفادتنا بالرابط الصحيح وشكراً.
الأخ أبا منصور التّميميّ: الرابط صحيح.(/)
تركي الحمَد والليبراليَّةُ التي يُبشِّر بها في المجتمعِ السعودي
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 03:18]ـ
تركي الحمَد والليبراليَّةُ التي يُبشِّر بها في المجتمعِ السعودي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد نشرت جريدة " الشرق الأوسط " تركي الحمَد والليبراليَّةُ التي يُبشِّر بها في المجتمعِ السعودي مقالاً لتركي الحمد، تحت عنوان " خواطر حول الليبرالية "، وذلك في عددها المنشور يوم الأحد 30 محرم، 1428 هـ / الموافق 18 فبراير 2007 م.
ولما كانت الجريدة المذكورة أعلاه واسعة الانتشار في المجتمع السعودي وغيره .. وكان كاتب المقال سعودياً يعني بالأساس من مقاله المسلمين في المجتمع السعودي قبل غيرهم .. لعلمه أن الليبرالية لا تزال تواجه نفوراً ومعارضة من قبل المجتمع السعودي المحافظ المتدين .. بخلاف غيره من المجتمعات التي لم تعد الليبرالية مشكلة كبيرة في حياتها .. لذا رأيت أن أعني مقاله هذا بشيء من الرد والتعقيب نصحاً لأهلنا وإخواننا في الجزيرة العربية بخاصة .. والمسلمين في بقية الأمصار بعامة.
وردي هذا ليس هو رد عليه وحسب، بل هو رد على جميع القائلين بالليبرالية، المروجين لها، والمبشرين بها في بلاد المسلمين .. وبخاصة بعد أن أصبحت كلمة " الليبرالية "؛ هي المصطلح الأكثر رواجاً واستخداماً من قبل المستغربين المتأثرين بثقافة وعادات وقيم الغرب .. من أبناء جلدتنا .. للترويج عن بضاعتهم الفاسدة الكاسدة .. بعد أن وجدوا مصطلح الديمقراطية ممجوجاً ومرفوضاً .. قد فقد بريقه وجاذبيته لدى الشعوب المقهورة ـ التي تعيش كضحية من ضحايا الديمقراطية الأمريكية الغربية ـ لم يعد يؤدي وظيفته والغرض المرجو منه .. لإدراك الشعوب أن الديمقراطية لا يمكن أن تخرج عن مجرد كونها وسيلة لتحقيق مصالح ومآرب أمريكا ودول الغرب في بلاد المسلمين .. ولو خرجت عن هذا المسار .. وجاءت نتائجها بخلاف ما يريده ويشتهيه حماة وأرباب الديمقراطية العالمية .. سرعان ما تتحول هذه الديمقراطية إلى ديكتاتورية .. وإرهاب .. وكيانٍ شرير .. ينبغي على المجتمع الدولي الديمقراطي المتحضر الحر أن يحاربه ويُحاصره .. ويستأصله .. ويُميته في أرضه!
من هؤلاء المستغربين المبهورين بقيم وعادات الغرب الليبرالي .. المروجين لليبرالية في بلاد المسلمين .. كاتب المقال المشار إليه أعلاه ـ مثير الجدل ـ تركي الحمد!
والكاتب ـ ليسوِّق كلامه في مجتمعه المحافظ ـ لم يفته أن يربط ـ بتكلف ممجوج .. كما هو شأن غيره من الليبراليين المنافقين في بلاد المسلمين ـ بين الدين والليبرالية .. وبين الأخلاق والليبرالية .. وكأنهما يخرجان من مشكاة واحدة لا تعارض ولا تنافي بينهما، وكل منهما يؤدي إلى الآخر .. وهذا كله ـ كما قلنا ـ ليجد من المسلمين .. من يصغي إليه .. وإلى مقاله ودعوته .. وتبشيره بالليبرالية التي ستنقذ مجتمعات المسلمين .. من التخلف .. والجهل .. وعقدة الدين .. والتدين .. والتزمّت .. كما يزعمون!
وقبل أن ننشغل بالرد والتعقيب عليه وعلى مقاله يُستحسن أن نضع بعض فقرات مقاله التي سنعنيها بالرد؛ ليحسن القارئ الربط بين الرد وبين ما جاء في مقاله المذكور أعلاه.
قال كاتب المقال:"
الغاية من هذه المقالة هي بعض تأملات في جوهر الليبرالية، وكيف أنها في النهاية إنسانية المحتوى، غير متناقضة لا مع دين ولا مع أخلاق، بل قد تكون في النهاية دينية الأساس، أخلاقية المنبع .. المنطلق الرئيس في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس، بصفته الكائن الملموس للإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً .. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة .. ومن حق الحياة والحرية هذا تنبع بقية الحقوق المرتبطة: حق الاختيار، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد، لا كما يُشاء له، وحق التعبير عن الذات بمختلف الوسائل، وحق البحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه .. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك الحجر، سواء كنا نتحدث عن هوبز أو لوك
(يُتْبَعُ)
(/)
أو بنثام أو غيرهم .. أن يكون الإنسان متمتعاً بحرية الاختيار لا يعني أن يكون الأمر مطلقاً. ففي «ليفايثون» هوبز كان الإنسان مطلق الحرية في «حالة الطبيعة»، ولكن هذه الحرية كانت تعني حرية القتل والدمار فيما عنت من حريات، ومن هنا «اختار» الإنسان أن يتنازل عن بعض حريته لكائن جبار (ليفايثون، أو الدولة) من أجل أن يستطيع التمتع ببقية حقوقه وحرياته الطبيعية .. الحرية، أو لنقل حرية الاختيار تحديداً، وإن كانت في معناها الأصلي انتفاء القيد، إلا أنها مجبرة أن تكون مقيدة بقيدين أساسيين من أجل ذات الحرية، إذا كان الحديث عن مجتمع متمدن: حرية وحقوق الآخرين، والقانون الذي يشكل خريطة الحقوق والحريات، وبالتالي المحدد لتلك الدوائر التي يستطيع الفرد أن يتحرك في إطارها ممارساً لحريته، دون أن يكون معتدياً على حريات الآخرين .. وإذا لم تؤطر هذه الحقوق والحريات بإطار يبين متى تبدأ حرية هذا وتنتهي حرية ذاك، فإن حالة الطبيعة الهوبزية هي المآل، وليس العراق اليوم إلا مثلاً على ذلك، حيث تسود حرية مطلقة تسمح بكل شيء، بما فيها حرية القتل. المجتمع الأميركي أو البريطاني أو الفرنسي هي مجتمعات ليبرالية إلى حد كبير، للفرد أن يفعل فيها بحرية ما يشاء، ولكن دون اعتداء على حرية الآخرين، أو استفزازهم، فالكل هنا متساوون أمام قانون مهمته تنظيم العلاقات الناجمة عن حرية الاختيار .. حرية الاختيار، وإن عنت في بعض جوانبها ممارسات غير مرضي عنها أخلاقياً، إلا أنها تعني أيضاً حرية الرأي دون قمع، حرية البحث دون قيود، حرية القول دون تكميم، حرية الصحافة دون توجيه، حرية التعبير بلا حدود، حرية النقد دون تابوهات، حرية المعتقد دون كبت .. وفي العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضاً، وهو أيضاً ما بشرت به كافة الأديان: «قد تبين الرشد من الغي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ولكن أن تفرض معتقدك على الآخرين، فهذا ليس من شأنك، بل اعتداء على دوائر الآخرين وحرية الاختيار لديهم ..
فبفرض اعتقادك على الآخرين، لسبب أو آخر، فإنك قد تحولهم إلى معتقدك ظاهراً، ولكن هل يتحول الضمير باطناً؟ هذا هو السؤال، وهنا يكمن الفرق بين المجتمع الليبرالي والمجتمع الشمولي أو الثيوقراطي أو السلطوي: الليبرالية تسمح بتوافق الظاهر والباطن، فيما بقية الأشكال تجعل التناقض هو أساس العلاقة بين الظاهر والباطن (ظاهرة النفاق) .. الفرق بين الحالة الليبرالية وغيرها، حيث تنتفي ظاهرة النفاق في الحالة الليبرالية، وينسجم الظاهر مع الباطن، وتنتفي الأقنعة "ا- هـ.
هذا مجمل ما جاء في مقاله .. نعقب عليه في النقاط التالية:
أولاً: قوله" المنطلق الرئيس في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس ... ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً "ا- هـ.
أقول: هذا قول باطل يُرد عليه من أوجه:
منها: أنه كلام نظري معسول أكثر منه واقعي وعملي ـ يُراد منه إغواء الفرد .. ونفخه .. وتضخيمه أكثر مما ينبغي .. وإشعاره أنه شيء كبير وهو ليس كذلك .. واستمالته إلى ساحتهم وما يدعونه إليه ـ يكذبه واقع أعرق دول العالم ليبرالية!
تضخيم النزعة الفردية كما في الأنظمة الليبرالية .. تأتي لتواكب وتلبي أطماع وطموحات ومصالح مجموعة من الأفراد العمالقة الكبار القلائل .. الذين يتحكمون باقتصاد وسياسة ومؤسسات وتوجهات الدولة والمجتمع .. على حساب ومصالح السواد الأعظم من صعاليك أفراد المجتمع .. الذين يعيشون على موائد وفتات ورحمة العمالقة الكبار .. ولو تضاربت ـ في مرحلة من المراحل ـ مصلحة ملايين من الأفراد .. مع مصلحة قلة من الأفراد المتنفذين المتملكين .. تجار الموت والسلاح .. المتسلطين هؤلاء .. فالليبرالية ـ كما هي في أمريكا وبلاد الغرب ـ تلبي حاجة القلة من هؤلاء الأفراد العمالقة ولو جاءت على حساب مصالح ملايين من أفراد
(يُتْبَعُ)
(/)
المجتمع المغمورين!
ومنها: هذا التضخيم الهائل للنزعة الفردية؛ بحيث يكون الفرد هو الأساس الذي تدور حوله " فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً .. "؛ هو ارتفاع بالإنسان الفرد من مقام العبودية لله -عز وجل- التي فُطر عليها .. إلى مقام الألوهية والربوبية .. الذي منه تُستمد وتنبع القيم والمفاهيم التي تحدد ما ينبغي تبنيه من الفكر والاعتقاد والسلوك .. مما ينبغي تركه .. وهذا عين الطغيان .. والغلو .. والتجبر .. والعدوان .. والكذب في آنٍ معاً!
ولما كان من المستحيل أن يُمارس هذه الألوهية والربوبية؛ الممثلة في هذا الطغيان والعلو، والتجبر والعدوان .. مجموع أفراد المجتمع .. لأن هذا الطغيان له أسبابه وحاجياته ومتطلباته .. لا يقدر عليه أي أحد .. عُلم أن هذا الطغيان والتجبر والعلو في الأرض .. لا يتمتع به ـ كما في المجتمعات الليبرالية ـ سوى نفر من الأفراد القلائل المتملكين والمتنفذين والمتسلطين .. وعلى الأفراد الآخرين ـ رضوا أم كرهوا ـ الدخول في طاعتهم وخدمتهم .. وعبوديتهم!
ومنها: أن هذا التضخيم الزائد للنزعة الفردية ـ كما في الثقافة الليبرالية ـ تتعارض مع كون الإنسان كائناً اجتماعياً بطبعه وفطرته .. لا يُمكن أن يعيش أو أن ينظر لمصلحته بعيداً عن مصلحة الجماعة التي ينتمي إليها، أو المجتمع الذي يعيش فيه!
لا يُمكن للفرد أن يجد نفسه، ويحصل على كامل حقوقه .. ويتمتع بها بصورة صحيحة وسليمة .. مع التفريط بحقوق الجماعة التي يعيش معها .. أو حقوق المجتمع الذي يعيش فيه .. أو حقوق الأمة التي ينتمي إليها .. فالحقوق تؤدَّى للجميع .. وبتناسق وتلازم يُعطي كل ذي حق حقه من غير إفراط ولا تفريط!
ومنها: هذا الطغيان والتضخم الزائد للنزعة الفردية .. الموهوم .. تلزم الثقافة الليبرالية وأتباعها وحسب؛ أي لا يُقبل من الليبراليين المستغربين من أبناء جلدتنا أن ينسبوا ليبراليتهم هذه إلى الإسلام، ومبادئ الإسلام .. ليوقعوا في شباكهم وحفرهم بعض المغفلين من جهلة المسلمين .. فالإسلام ومبادئه الربانية العليا في شِقٍّ وواد .. والليبرالية المزعومة هذه في شِقٍّ ووادٍ آخر، لا تلاقي بينهما البتَّة!
فالعقيدة الإسلامية إذ تُعطي الفرد كامل حقه .. فهي لا تغفل عن حق الأسرة .. وحق الجماعة .. وحق الدولة .. وحق السلطان .. وحق المجتمع .. وحق الأمة .. فتعطي كل ذي حق حقه، ومن غير جنوح إلى إفراط أو تفريط .. ومن دون عدوانٍ على الحقوق الأخرى.
بل ـ عند التعارض واستحالة التوفيق ـ فمصلحة الجماعة .. والدولة .. والأمة .. مقدمة على مصلحة الفرد أو مجموعة من الأفراد .. والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة المحدودة .. وهذا الذي دل عليه النقل والعقل .. ويمارسه جميع العقلاء!
الإسلام .. لا يكذب على الفرد ـ كأتباع الثقافة الليبرالية الكاذبة ـ فيجعل منه إلهاً مزعوماً .. وطاغوتاً معبوداً .. وطاووساً منفوشاً متكبراً .. فيحمله على الطغيان والتجبر، والاستعلاء، ومخاصمة الخالق -سبحانه وتعالى- في خصائصه وصفاته .. وعلى أن يتشبع بما لم يُعط وليس فيه .. كلابس ثوبي زور .. كما أنه لا يُغيّب شخصيته ووجوده .. وخصوصياته .. وحقوقه المصانة المحترمة .. التي حدَّها له خالقه ومالكه -سبحانه وتعالى-.
ومنها: أن عقيدة الإسلام وثقافته تقوم على مبدأ أن المعبود المألوه المطاع بحق؛ الذي منه تُستمد جميع القيم، والمفاهيم، التي تحدد وتميز الحق من الباطل .. والحلال من الحرام .. والمباح من المحظور .. والجميل من القبيح .. والنافع من الضار .. هو الله سبحانه وتعالى وحده ـ لأنه هو الخالق والعليم بما خلق ويخلق؛ الذي وسع علمه كل شيء .. وأحاط علماً بكل شيء .. والقادر على كل شيء .. الذي له الكمال المطلق في جميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا .. والتي من مقتضاها أن لا يصدر عنه -سبحانه وتعالى- إلا العدل المطلق، والحق المطلق، والحكمة المطلقة ـ وليس الإنسان المخلوق ـ الذي تعتريه صفاة النقص والضعف والجهل .. والعجز .. وهو مهما أوتي من العلم .. فهو في ميزان الله تعالى لم يؤتَ من العلم إلا قليلاً ـ أو الفرد من البشر وما يلبي نزواته ورغباته .. وأهواءه .. كما تدعي الثقافة الليبرالية المزعومة .. وكما يصور ويريد صاحب المقال، ومن كان على شاكلته من
(يُتْبَعُ)
(/)
الليبراليين!
قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} يوسف:40.
وقال تعالى: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} الكهف:26.
وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} غافر:20.
وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} المائدة:44.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} الزخرف:84. هذه هي عقيدة الإسلام .. بينما الليبرالية والليبراليون يقولون: الله هو الإله في السماء فقط .. وهذا الاعتقاد لا نلزم به أحداً .. أما في الأرض فالإله هو الإنسان .. هو الفرد .. هو الطاغوت .. ولا نقبل غير ذلك!
وقال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} الأعراف:191. وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} النحل:17. الليبراليون يقولون: نعم؛ بل للمخلوق .. للإنسان .. للفرد .. من السيادة والكلمة .. في الأرض .. ما ليس لله -عز وجل- .. وما يحق له لا يحق لله -عز وجل-!
وبالتالي فإن قول الكاتب:" الليرالية غير متناقضة مع دين ولا مع أخلاق، بل قد تكون في النهاية دينية الأساس، أخلاقية المنبع .. " قول كاذب ومردود .. فيه غش وتزلف .. ونفاق للسواد الأعظم من المسلمين.
ثانياً: قوله:" حق الاختيار، بمعنى حق الحياة كما يَشاء الفرد، لا كما يُشاء له، وحق التعبير عن الذات بمختلف الوسائل، وحق البحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه .. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية ... حرية الاختيار تعني أيضاً حرية الرأي دون قمع، حرية البحث دون قيود، حرية القول دون تكميم، حرية الصحافة دون توجيه، حرية التعبير بلا حدود، حرية النقد دون تابوهات، حرية المعتقد دون كبت"ا- هـ.
أقول: هذا قول باطل يُرد عليه من أوجه:
منها: أنه قول نظري غير واقعي .. وهو غير مطبق في أرقى الدول ليبرالية وديمقراطية؛ إذ طاحونة الإعلام الضخمة المسيَّسة والمبرمجة .. والتي تلاحق جميع أنفاس وأوقات الفرد الذي يعيش في تلك المجتمعات الليبرالية .. لا تسمح له أن يعيش كما يشاء .. ولا أن يُفكر كما يشاء .. ولا أن يختار ما يشاء .. بل هو يعيش، ويفكر، ويختار .. كما يُشاء له أن يعيش، ويفكر، ويختار!
فإذا أضفنا إلى وسائل الإعلام الضخمة المسيَّسَة والمبرمجة .. وسائل التربية والتعليم والتثقيف المسيَّسة والمبرمجة .. ووسائل اللهو واللعب والتسلية والترفيه المسيَّسة والمبرمجة .. ووسائل المجون والفسوق والفجور المسيسة والمبرمجة .. المبذولة للجميع .. وفي كل زاوية أو ناحية من نواحي المجتمع .. والدعاية الضخمة التي ترافق وتخدم تلك الوسائل .. أدركنا كم هذا الإنسان الفرد ـ الذي يعيش في تلك المجتمعات ـ يعيش مستعبداً .. منقاداً .. مسلوب الحرية والاختيار والقرار .. لصالح حفنة من الأحبار والرهبان والساسة الكبار .. التي تتحكم بتلك الوسائل وتملكها .. والتي تكمن مصالحهم الخاصة من وراء تلك الوسائل الضخمة، والواسعة الانتشار، والأثر .. لذا تراهم لا يترددون أن يُنفقوا في سبيل تلك الوسائل مليارات الجنيهات والدولارات .. ما دامت تحقق لهم هذه النتيجة؛ وهي تعبيد العبيد لحفنة قليلة من العبيد المتنفذين المتسلطين المستكبرين!
الحديث عن حرية الاختيار والقرار، والاعتقاد، والتفكير .. التي يتمتع بها الفرد في تلك المجتمعات الليبرالية والتي يتباها بها الليبراليون المستغرِبون .. هو ضرب من الوهم .. والظن .. والكذب .. والخداع .. وهو أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع المعايش!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المكر العظيم المتمثل في تلك الوسائل الآنفة الذكر، التي تُحيط بالفرد .. والإنسان .. من كل حدب وصوب .. والتي تُمارَس عليه عبر جميع القرون والأزمان .. وفي جميع الأنظمة الأرضية الوضعية على تباين فيما بينها .. قد خصها الله تعالى في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سبأ:33. فهو ليس مكر الليل أو النهار وحسب .. بل مكر متواصل لا يهدأ ولا يكل .. يربط الليل بالنهار .. والنهار بالليل .. الغرض النهائي منه {أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً}؛ ومن الأنداد أولئك المستكبرين الذين يستعبدون العبيد .. لأنفسهم وأهوائهم .. وشهواتهم .. وشرائعهم .. وقانونهم .. من وراء تلك الوسائل الضخمة الآنفة الذكر!
ومنها: أن الإنسان ابن بيئته، ومن طبعه أن يتأثر ويؤثِّر بالظروف المحيطة به .. وبالتالي فالحديث عن الحريات المطلقة التي يتمتع بها الفرد في ظل المجتمعات والأنظمة الليبرالية .. بعيداً عن الضغوطات والتوجيهات والإملاءات .. والمؤثرات الخارجية .. هو حديث نظري غير واقعي كما تقدم، مما يدل على هذا المعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-:" ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يُمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء .. حتى تكونوا أنتم تجدعونها " البخاري. ولم يقل -صلى الله عليه وسلم- ويُسلمانه؛ لأنه يولد على الفطرة، والإسلام، والتوحيد .. ولو تُرك يعيش حراً بعيداً عن تلك الضغوطات والمؤثرات الخارجية .. لظلَّ على فطرته، وإسلامه، وتوحيده لربه وخالقه -سبحانه وتعالى-.
ومنها: أننا لو راجعنا في قواميس معاني الإباحية .. وبحثنا في تاريخ الحركات الإباحية؛ كالحركات الباطنية، والقرامطة التي ابتليت بها الأمة دهراً من الزمن .. نجد أن الإباحية التي تدعو إليها تلك الحركات الباطنية القرمطية .. هي نفسها الحريات المطلقة التي يدعو إليها الليبراليون .. ويعيشونها في مجتمعاتهم .. وهي نفسها التي يعنيها الليبراليون المستغربون من أبناء جلدتنا .. عندما يتحدثون عن الليبرالية .. والتي يريدون لها أن تعيش وتسود في بلاد ومجتمعات المسلمين!
راجع كلمات الليبرالي المستغرِب كاتب المقال الآنفة الذكر أعلاه، تجدها لا تخرج عن هذا المعنى الذي أشرنا إليه:" يختار ويعيش كما يَشاء الفرد، لا كما يُشاء له .. وله الحق أن يعبر عن ذاته بمختلف الوسائل .. ويبحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه .. حرية الاختيار تعني أيضاً ـ في الفلسفة الليبرالية ـ حرية الرأي دون قمع، حرية البحث دون قيود، حرية القول دون تكميم، حرية الصحافة دون توجيه، حرية التعبير بلا حدود، حرية النقد دون تابوهات، حرية المعتقد دون كبت .. "! إباحية مطلقة سبقت الحركات الإباحية القرمطية سبقاً بعيداً .. وهذا يعني أن الحركة الليبرالية المعاصرة .. كما يعيشها الليبراليون .. وكما يريدون لها أن تكون .. ليست حركة عصرية حديثة متطورة قد اكتشفها الإنسان المتطور المتقدم المعاصر .. لتواكب حياته المتطورة المعاصرة ـ كما يصور الليبراليون ـ بل هي حركة قديمة تمتد جذورها وأصولها لعصور التخلف والظلم .. والجهل .. والفجور .. والعدوان .. التي عُرفت بها حركات القرمطة والإباحية .. والتي سادت في بعض البلدان برهة من الدهر والزمن!
ولو قيل لي، ولكل باحث عاقل منصف: ما هي الكلمة العربية المقابلة والمرادفة لليبرالية والليبراليون؟!
أقول: هي الإباحية والإباحيون أو القرمطة، والقرمطيون .. فبئس الخلف لشرِّ من سلَف!
ومنها: أن القول بأن الفرد ينبغي أن يَعيش في هذه الحياة الدنيا كما يشاء لا كما يُشاء له .. كمن يقول: للضيف أن يتصرف في بيت مُضيفه كما يحلو له ويشاء .. ومن دون إذن مضيفه .. ومن دون أدنى مراعاة لأدب وقوانين الضيافة!
كيف ... ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: قد دل النقل والعقل على أن الإنسان مملوك ومخلوق لخالقه وربه -سبحانه وتعالى- .. وأن هذا الإنسان يعيش في مملكة الخالق -سبحانه وتعالى- .. وعلى مائدته ورزقه .. ومن لوازم وشروط العيش والتنعم والاستفادة والتمتع بهذه المائدة العظيمة المفروشة بالخيرات .. المبذول خيرها وعطاؤها للجميع ـ وهي الأرض وما أودع الله فيها من الخيرات، والتنوع الفريد البديع الجميل ـ أن يعيش هذا الإنسان المملوك المخلوق .. في هذه الأرض المملوكة المخلوقة .. وفق مشيئة وإذن المالك الخالق -سبحانه وتعالى- .. فيستأذنه في كل ما يتناوله .. أو يريد أن يفعله أو يُحدثه .. فيقدم على المباح والحلال ـ وما أوسع ساحته وأكثر أنواعه ـ ويُحجم عن المحظور والحرام ـ وما أضيق ساحته وأقل أنواعه ـ وهذا من تمام العدل والحق .. وكمال أدب الضيافة!
لذلك نجد الخالق -سبحانه وتعالى- يُنكر على هؤلاء الكافرين للنعمة .. الجاحدين لأدب الضيافة .. الذين يعيشون في مملكته وعلى مائدته .. ويتنعمون برزقه .. ثم هم لا يشكرون .. وهم مع ذلك يريدون أن يعيشوا في هذه الأرض كما يشاؤون ويشتهون .. وأن يحللوا ويحرموا .. ويحسنوا ويُقبحوا .. ما شاؤوا من تلقاء أنفسهم .. وما تهوى أنفسهم وتشتهي .. ومن دون سلطان ولا إذن من المالك الحقيقي لهذه الأرض، وهذا الوجود كله .. والخالق له، كما في قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} يونس:59. فالذي أنزل الرزق وخلقه هو الله -سبحانه وتعالى- وحده .. وبالتالي هو وحده الذي له كامل الحق في أن يقول: هذا حرام وهذا حلال .. فكيف يا أيها الإنسان الكافر لنعم وفضل ربك عليك .. تتجرأ من تلقاء نفسك .. ومن دون إذنٍ من ربك؛ رب السماوات والأرض ومن فيهن .. ورب ما أنزل إليك من رزق، فتقول: هذا حرام وهذا حلال {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ}؟!!
الليبراليون الغربيون الكافرون أكثر انسجاماً مع أنفسهم وطروحاتهم .. وليبراليتهم .. وهم لكي يخرجوا من هذا الإحراج والتناقض وسوء الأدب المشار إليه .. جحدوا الخالق -سبحانه وتعالى- .. وقالوا: الإنسان هو المالك الحقيقي لنفسه وللأشياء .. فهو السيد في هذه الأرض، لا تعلو سيادته سيادة .. وبالتالي يحق له أن يتصرف بنفسه والأشياء التي يملكها كيفما يشاء .. وبالطريقة التي يشاء .. ومن دون أن يُسأل عما يفعل؛ لأنه هو المالك الحقيقي لها .. وله أن يتصرف فيها كيفما يشاء ويهوى!
بينما الكافرون الليبراليون الشرقيون ـ في لونهم وجلودهم .. ولغتهم .. الغربيون في ثقافتهم وقيمهم .. وعاداتهم .. وسلوكهم ـ يفتقدون مثل هذا الانسجام؛ فهم من جهة يقرون ـ وبعضهم يقر نفاقاً للسواد الأعظم من المتدينين والمسلمين ـ بأن الله تعالى هو الخالق المالك لهذه الأرض ومن فيها .. وأن الإنسان مخلوق ومملوك لربه .. ومع ذلك ينبغي لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض أن يعيش فيها كما يشاء .. لا كما يشاء الله له .. وهذا لعمر الحق أشد كفراً وجحوداً ومروقاً .. وخروجاً عن حدود الأدب!
قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} التكوير:29.
ومنها: فإن عُلم هذا الذي تقدم، أقول: لا يوجد دين، ولا مذهب، ولا نظام، ولا قانون .. يحرص على أن يعيش الإنسان حراً بعيداً عن الضغوطات، والمؤثرات، والموجهات الخارجية التي تؤثر سلباً على حرية اختياره وقراره .. كالإسلام.
من أعظم مقاصد الإسلام الخمسة التي جاء للحفاظ عليها وحمايتها .. والقتال دونها .. العقل .. وحماية العقل .. مصدر الاختيار، وإصدار أي قرار؛ لذا نجد الإسلام حرَّم الخمر والمسكرات .. حتى المفترات فقد حرمها .. لأنها تمنع العقل من أن يؤدي وظيفته في هذه الحياة على الوجه الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام رفع القلم والحرج عن المجنون .. والنائم .. والمكره فيما يُكره عليه .. والخطأ غير المقصود .. لأن العقل في هذه الحالات يكون غائباً مسلوب الإرادة والحرية والقرار .. ولأن التكاليف كلها يُشترط لها سلامة العقل .. لذا نجد الإسلام يحرص أشد الحرص على أن يبقى العقل في كامل قواه ويقظته .. وحيويته .. بعيداً عن جميع الضغوطات والمؤثرات الخارجية الجانبية التي تؤثر سلباً على أدائه ووظيفته التي خُلق لأجلها.
الإسلام لا يحتاج إلى ضغوطات وموجهات، ومؤثرات خارجية طارئة .. تعينه على أن يبقى الإنسان في دائرته وساحته .. أو تعينه على ترغيب الناس به .. الإسلام لا يحتاج إلى شيء من ذلك؛ لأنه دين الله؛ الدين الحق .. الذي لا تعارض بينه وبين العقل السليم .. والفطر السليمة .. فالعقل السليم لا مناص له إلا أن يخضع وينقاد لهذا الدين ويُسلِّم له .. ويؤمن به .. والعاقل المتحرر من المؤثرات والموجهات والضغوطات الخارجية .. لا يستطيع أن يُقاوم جاذبية وقوة هذا الدين الحق .. لذا يجد نفسه مباشرة داخلاً فيه، مصدقاً به، متبعاً لتعاليمه .. وبالتالي الدين الوحيد الذي يستفيد من تحرر الإنسان من الضغوطات والمؤثرات والموجهات الخارجية .. هو الإسلام لا غير [1].
الغرب الليبرالي ينفق ـ كما تقدمت الإشارة ـ مليارات الدولارات والجنيهات على المخدرات والمسكرات .. والمفترات .. وغيرها من الوسائل والضغوطات الخارجية التي تؤثر سلباً على العقل وحرية قراره واختياره .. حتى لا يجد الإنسان الفرصة الكافية للخلود إلى الراحة والتأمل والتفكير السليم .. الذي يحمله على التفكير في الغاية من وجوده، والغاية من وجود هذا الخلق الفسيح .. وفي الدين الحق الذي ينبغي عليه أن يتبعه ويدخل فيه!!
ومع ذلك .. ورغم ضخامة المكر والكيد المتواصل والمبرمج والمسيَّس ـ الذي تقدمت الإشارة إليه ـ يجد الإسلام سبيله إلى قلوب كثير من صفوة الطبقة المثقفة من أبناء الغرب الليبرالي .. وما خبر العشرات .. والمئات .. بل والآلاف من أبناء الغرب الليبرالي الذين يدخلون الإسلام بكامل حريتهم واختيارهم سنوياً .. عن مسامعنا ببعيد!
الإسلام ـ مهما كان أتباعه ضعفاء ـ فهو قوة بذاته .. يتحرك بذاته .. يعمل بذاته .. يفرض نفسه على الآخرين بذاته .. مستعص على المقاومة .. والذوبان .. أو التحريف .. وذلك لأنه الدين الحق الخاتم ـ الذي تكفل الله بحفظه ـ لا تعارض بينه وبين العقل السليم، والفطر السليمة .. لذلك يخافه الأعداء .. ويصنفوه على أنه العدو الأول لهم، ولجاهليتهم، وقيمهم، وثقافاتهم، وحضارتهم!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 03:19]ـ
ثالثاً: قوله:" أن يكون الإنسان متمتعاً بحرية الاختيار لا يعني أن يكون الأمر مطلقاً. ففي «ليفايثون» هوبز كان الإنسان مطلق الحرية في «حالة الطبيعة»، ولكن هذه الحرية كانت تعني حرية القتل والدمار فيما عنت من حريات، ومن هنا «اختار» الإنسان أن يتنازل عن بعض حريته لكائن جبار (ليفايثون، أو الدولة) من أجل أن يستطيع التمتع ببقية حقوقه وحرياته الطبيعية .. الحرية، أو لنقل حرية الاختيار تحديداً، وإن كانت في معناها الأصلي انتفاء القيد، إلا أنها مجبرة أن تكون مقيدة بقيدين أساسيين من أجل ذات الحرية، إذا كان الحديث عن مجتمع متمدن: حرية وحقوق الآخرين، والقانون الذي يشكل خريطة الحقوق والحريات ... "ا- هـ.
أقول: يُرد ويُعقب على كلامه هذا من أوجه:
منها: أن يتنازل الإنسان عن بعض حريته لكائن جبار " ليفايثون أو الدولة " .. فهذا عند الليبرالين المشركين .. حق وحرية وتقدم وإنسانية .. أما عندما يُقال على الإنسان أن يتنازل عن بعض حرياته طاعة للخالق الجبار .. الذي خلقه والعالم بأحواله وما يناسبه مما لا يُناسبه .. فهذا عندهم ظلم وتخلف وتحجر ورجعية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ذكرت الحرية كما يراها ويريدها " هوبز، أو لوك، أو بنثام، أو جاك ريسّو .. "؛ أو غيرهم من آلهة الحرية في بلاد الغرب الليبرالي .. فالحرية حينئذٍ حق، وتقدم، ورقي، وتواكب طموحات الإنسان .. والحديث عن القيود والكوابح وخريطة الحقوق والحريات حينئذٍ يكون حقاً وضرورة لا تعارض بينها وبين الحرية المنشودة .. بينما إذا قيل أن الذي يحدد معالم وحدود الحرية التي يتمتع بها الإنسان هو خالقه .. هو الله -سبحانه وتعالى- .. اشمأزت نفوسهم وتبرموا .. وعدوا ذلك تخلفاً .. ومن الظلم والتعدي على الحقوق والحريات!
صدق الله العظيم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} الزمر:45.
وقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} الصافات:35.
ومنها: عند التأمل والتدقيق نجد أن الحرية المعمول بها عند الليبراليين الديمقراطيين .. تكرس عبودية العبيد للعبيد .. وتجعل حرية العبد الفرد تبعاً لحرية وهوى ومصلحة فرد أو مجموعة أفراد أخرى .. وذلك أننا لو سألنا الليبراليين من الذي يحدد حدود ومعالم الحرية للإنسان ـ كما هو مطبق ومعمول به في الأنظمة الليبرالية ـ وما هو المسموح منها وما هو الممنوع .. ومن الذي يسن القوانين ذات العلاقة بالحريات .. لأجابوك على الفور بأنه الإنسان .. فرد آخر .. أو مجموعة أفراد آخرين منوطة بهم مهمة سن التشريعات والقوانين، وبيان ما هو مباح، وما هو محظور وممنوع؛ ورسم خريطة الحقوق والحريات .. أي أن الإنسان العبد الجاهل الضعيف ـ بحسب ما يرى ويهوى ـ هو الذي يقول للإنسان العبد الآخر .. أنت حر في كذا .. وغير حر في كذا .. يسمح لك كذا .. ولا يُسمح لك كذا .. والآخر ليس له إلا أن يُطيعه وينقاد إلى حكمه وتحديداته وتقسيماته، وتشريعاته!
ولو أردنا أن نتكلم عن عبودية العبيد للعبيد .. ونتتبع شروحاتها ومعانيها .. لما وجدناها تخرج عن المعنى الآنف الذكر .. وهذا مما يجعلنا نشك ونشكك بمصداقية الحرية كما يراها الليبراليون العلمانيون الديمقراطيون!
بينما الحرية في الإسلام الذي يحدد معالمها ومساحتها .. وما يجوز منها وما لا يجوز .. وما يناسب منها وما لا يناسب .. هو الله تعالى العليم الخبير القدير وحده .. خالق الإنسان ومالكه .. والإنسان عندما يدخل في طاعة خالقه ومالكه، فيلتزم بما حدَّ له من حدود .. فهذا من جهة حق وعدل .. ومن جهة ثانية فهو شرف ورفعة للإنسان ومجد له .. فإخلاص عبودية العبيد لربهم وخالقهم ومالكهم .. شرف وعزة ورفعة ومجد .. وتحرر من العبودية للعبيد والطواغيت .. لا يأنف منها الكبار والعظماء .. بينما عبودية العبيد للعبيد، ولعبيد قد يكونون أقل من العبيد قدراً وشأناً .. فالعبودية هنا ذل، وعار، واعتداء على كرامة وحقوق وحرية الإنسان .. يأنف منها صغار الناس .. مهما ظهر للعيان خلاف ذلك!
من الكلمات المأثورة عن سلفنا الصالح مقولة الصحابي ربعي بن عامر -رضي الله عنه- لرستم قائد جيش الفرس، عندما سأله الآخر عن سبب غزو المسلمين لبلاد فارس:" لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. ".
والأعلى والأجل من مقولة الصحابي قول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران:64. وقوله تعالى: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}؛ أي لا يُشرع بعضنا لبعض؛ فريق يشرع ويقنن، ويحلل ويحرم، وفريق آخر يدخل في طاعة واتباع تلك التشريعات والقوانين التي شرعها له الفريق الأول .. فإن حصل ذلك ورضينا به .. فقد اتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحو ذلك قوله تعالى عن أهل الكتاب: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} التوبة:31. وذلك يكون بطاعتهم واتباعهم فيما يحللون ويحرمون .. ويحسنون ويقبحون .. من تلقاء أنفسهم، بغير سلطان ولا أذن من الله تعالى .. هذا معنى اتخاذهم لأحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله.
ومنها: من خصائص وصفات الحرية كما في الأنظمة الليبرالية .. أنها غير ثابتة .. فهي قابلة للتغير والتطوير على مدار الأزمنة والأوقات؛ فتارة تتسع في مجال، وتارة تضيق في مجال آخر .. بحسب ما يرى المشرِّع الإنسان، وتظهر له المصلحة من ذلك، وبخاصة مصلحة العمالقة الكبار من ذوي النفوذ، والسلطة، ورأس المال!
والإنسان في ظل هذه الأنظمة الليبرالية هو مجرد حقل تجارب، فتارة يزيدون له في حبل الحرية قدراً معيناً، وتارة أخرى يشدون الحبل، ويقصرون المسافة عليه .. ويحظرون عليه بعض ما كان مسموح له من قبل .. بحسب ما يرى شقيقه الإنسان الآخر، الذي أنيطت به مهمة التشريع وسن القوانين، وبحسب ما تتراءى له المصلحة من وراء ذلك .. ومشرعهم الإنسان هذا ـ بحكم قسوره وضعفه وجهله ـ فما يرى فيه مصلحة اليوم قد يراه في اليوم التالي ضرراً فيمنعه ويحظره .. وما يرى فيه اليوم ضرراً قد يرى فيه في اليوم التالي نفعاً فيبيحه!
وهكذا لا تستطيع أن تجد حداً ثابتاً معلوماً من الحرية تستطيع أن تعتبره حقاً ثابتاً لك غير قابل للمساس والتغيير، بل القوم في كل يوم يصدرون القوانين الجديدة التي تغير من قدر الحرية المسموح بها في بلادهم .. وكان من آخر هذه القوانين تلك القوانين التي تحد من الحريات العامة والخاصة سواء .. ذات العلاقة بموضوع الإرهاب، كما يزعمون!
وقول صاحب المقال عن الحرية الليبرالية بأنها:" حرية الرأي دون قمع، حرية البحث دون قيود، حرية القول دون تكميم، حرية الصحافة دون توجيه، حرية التعبير بلا حدود، حرية النقد دون تابوهات، حرية المعتقد دون كبت .. " هو مجرد حبر على ورق .. ومجرد تخيلات وأوهام .. وأحلام .. أما في الواقع المشاهد والملموس فالمرء أصبح يُعتقل .. ويُتخطف من بين أهله .. ويُغيب في غياهب السجون .. السنين الطوال .. بالظن والشبهات .. والمحتملات .. ولمجرد كلمات قليلات .. تُقال من دون أن يُلقى لها بالاً .. حتى لو قيلت هذه الكلمات على وجه اللعب والتسلية والترفيه كما هو عادة بعض الشبان .. وهذا كله يُمارس في أمريكا وأرقى دول الغرب ليبرالية [2]!
كم من شاب أفرج عنه من سجون جوانتنامو الأمريكية الرهيبة .. بعد أن قضى فيها عدة سنوات .. عاش فيها قمة التعذيب والقهر والإذلال .. يُفرج عنه بعد تلك المدة وذلك التعذيب الرهيب تحت عنوان " بريء " ... لم يثبت عليه شيء!
كم هم الذين تُداهَم بيوتهم من قبل زوار الليل والصباح المبكر .. فيرعبون أطفالهم ويخربون عليهم منازلهم .. بفعل وشاية كاذبة تقدم بها ليبرالي جاسوس خسيس .. وبعد أن يتم الاعتداء .. ويتم الترويع والإرهاب .. ويتم الاعتقال لأسابيع .. وربما لأشهر .. وأحياناً لسنوات .. يعتذرون للمغدور به .. بأنه بريء، ولم يثبت عليه شيء ... وهذا كله يحصل في أرقى البلاد والدول حرية وليبرالية وديمقراطية .. كما يزعمون .. والليبرالي كاتب المقال الذي جعل الغرب قبلة له من دون مكة والكعبة .. يعلم كل ذلك، وأكثر!
بينما في الإسلام معالم الحرية، وحدودها، ومساحتها، والمسموح منها من الممنوع ثابت غير قابل للتغيير والتبديل؛ ولو اجتمع الإنس والجن حاكمهم ومحكوميهم .. على أن يغيروا شيئاً منها زيادة أو نقصاناً .. فلن يستطيعوا .. ولو غيروا شيئاً من معالم وحدود الحرية التي منحها الله تعالى لبعباده .. فتغييرهم هذا لا شرعية له ولا قيمة .. ولا يُلتفت إليه .. وذلك لأن من خصائص الخالق وصفاته سبحانه وتعالى الثبات والكمال في جميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ فصفاته وأفعاله كلها لا تعرف القصور في أي جانب من حوانبها .. وبالتالي فهي غير قابلة للتتغير أو التبديل [3].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أسمائه الحسنى وصفاته العليا -سبحانه وتعالى- أنه العليم، الخبير، القدير، الحكيم، الحكَم، العدل، الجميل .. وهذه الأسماء والصفات من لوازمها ومقتضاها أن لا يصدر عنه -سبحانه وتعالى- إلا الحق المطلق، والعدل المطلق، والجمال المطلق، والخير المطلق لبني الإنسان .. سواء علم الإنسان ذلك أم لم يعلم .. وبالتالي فالإنسان لا يجد نفسه مضطراً لتغيير شيء مما حده الله له وأذن له به .. لأن الله تعالى أعلم به وبما يناسبه مما لا يُناسبه .. وبما ينفعه وما يضره .. من نفسه، وأرحم به من نفسه .. إضافة إلى أن مقام العبودية يقتضي من العبد أن يرضى بحكم ربه -عز وجل-، ويُسلم له تسليماً، كما قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} النساء:65.
رابعاً: قوله:" وإذا لم تؤطَّر هذه الحقوق والحريات بإطار يبين متى تبدأ حرية هذا وتنتهي حرية ذاك، فإن حالة الطبيعة الهوبزية هي المآل، وليس العراق اليوم إلا مثلاً على ذلك، حيث تسود حرية مطلقة تسمح بكل شيء، بما فيها حرية القتل. المجتمع الأميركي أو البريطاني أو الفرنسي هي مجتمعات ليبرالية إلى حد كبير، للفرد أن يفعل فيها بحرية ما يشاء، ولكن دون اعتداء على حرية الآخرين، أو استفزازهم فالكل هنا متساوون أمام قانون مهمته تنظيم العلاقات الناجمة عن حرية الاختيار .. "ا- هـ.
أقول: يُرد على كلامه الباطل أعلاه من أوجه:
منها: أن هذه الحالة " الهوزبرية " كما يحلو لكاتب المقال أن يسميها .. السائدة والمنتشرة في العراق .. من المسؤول عنها؟!
من المسؤول عن قتل عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف .. وتهجير الملايين من بيوتهم .. من أبناء العراق؟!
من المسؤول عن تدمير العراق .. ومؤسساته .. وبنيته التحتية، وتحت التحتية .. ؟!
من المسؤول عن نهب العراق وخيراته وثرواته ... ؟!
من المسؤول عن الجرائم التي تفوق كل تصور وخيال .. التي حصلت في سجن " أبو غريب "، وغيره من سجون العراق التي يرعاها الغزاة المحتلون .. ولا تزال تحصل؟!
أليست هي الليبرالية الأمريكية والبريطانية .. وغيرها من الدول الليبرالية الغربية التي شاركت في غزو العراق؟!
أم أن جرائم الليبراليين في بلاد المسلمين .. وقتلهم لمئات الآلاف من أبناء المسلمين .. حق وتحضر ورقي .. وحرية .. لا يمكن أن يُصنَّف في خانة الإجرام والإرهاب؟!
من الذي يقتل الطفولة ويُشوهها في مهدها في كثير من بلاد المسلمين .. من الذي يقتل معاني الإنسانية في نفوس الناس .. أليست الليبرالية الأمريكية والغربية .. أم أن عصبية الكاتب لليبرالية وأوليائه الليبراليين .. أعمت بصره وبصيرته .. وجعلته ـ أعشى الليل والنهار ـ ينظر للظلم والإجرام والعدوان .. والقتل الحرام ـ وإن كان المغدور بهم من أبناء جلدته ووطنه وقومه ـ على أنه قمة في التقدم والحرية والإنسانية؟!
لعل كاتب المقال الليبرالي ـ ومن معه من الليبراليين المستغرِبين ـ يردون علينا بقولهم: يوجد فرق بين ممارسات الليبرالية والليبراللين في بلادهم، وخارج بلادهم وأوطانهم؛ فإذا كانوا في بلادهم وضمن حدودها .. كانوا قمة في التحضر والإنسانية، واحترام حقوق الإنسان .. أما إذا خرجوا من حدود بلادهم .. وغزوا البلاد الأخرى ليبشروا بليبراليتهم وديمقراطيتهم .. تحولوا في تلك البلاد إلى وحوش كاسرة ضارية .. يقتلون ويدمرون .. وينتهكون جميع الحقوق والحرمات .. وكل شيء يُصبح لهم حينئذٍ مباحاً وحلالاً .. فالليبرالية وتطبيقاتها يُنظر إليها ضمن حدود دولها .. وليس خارجها!
ونحن نقول لهؤلاء اليبراليين المستغربين: بئست هذه الليبرالية .. وهذه الأخلاق .. التي تبشرون بها في بلاد المسلمين .. التي تجعل من صاحبها في موضع إنساناً محترماً .. وفي موضع آخر وحشاً كاسراً .. ومجرماً قاتلاً .. متجرداً من جميع معاني الأخلاق والشرف والإنسانية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: قوله أن للفرد أن يفعل في المجتمعات الليبرالية .. ما يشاء .. قد تقدم الرد عليه .. وبينا أن هذه الحرية المزعومة .. مبالغ فيها .. وهي في طريقها نحو التضييق والاختناق باستمرار .. ونضيف هنا ما يزيد وضوحاً بطلان هذا الادعاء، موقف فرنسا الليبرالية الحاد وغيرها من الدول الغربية الليبرالية تجاه حجاب المرأة المسلمة .. والقوانين التي سنوها مؤخراً بهذا الخصوص، والتي تقضي بمنع النساء المحجبات من أن يدخلن إلى المدارس والجامعات وكثير من مؤسسات الحكومة والمجتمع .. ما دمن ملتزمات بغطاء الرأس فقط .. مجرد غطاء الرأس .. فإذا كان هذا الحد الأدنى من الحقوق والحرية الشخصية لم يعد متوفراً للأفراد في أرقى بلاد الغرب ليبرالية وديمقراطية .. فما هي هذه الحرية الشخصية أو الفردية التي يتباها بها كاتب المقال .. وأين حقوق الفرد التي يزعم أنها موجودة في البلاد الليبرالية؟!
ومما يُذكر كذلك أن في البلاد الديكتاتورية المتخلفة .. يضطرون للتجسس على العباد، وعلى كلماتهم، وهمساتهم، وحركاتهم .. وأكلاتهم .. أن يوظفوا أمام كل بيت جاسوساً يتجسس بعيني رأسه على عورات صاحبه .. وعلى الداخل والخارج .. بينما في الدول الليبرالية المتقدمة تكنولوجياً .. فهي لا تحتاج لشيء من ذلك .. فهي يكفيها أن تنشر عشرات الكاميرات الالكترونية الدقيقة والصغيرة الحجم المتصلة بمراكز المراقبة .. في كل شارع .. وكل زاوية .. وأمام كل بيت .. وفي كل مسجد .. ترصد الهمسات .. والكلمات .. والغمزات .. والداخل والخارج .. وربما تطلع على عورات البيوت من الداخل .. وهذا أسوأ .. إضافة إلى التكنولوجيا التي تمكنهم من التجسس على هواتف الناس .. وعلى مكالماتهم الخاصة .. وهذا كله يقع في أرقى الدول الغربية ليبرالية وديمقراطية .. والسؤال الذي يطرح نفسه .. أين الحرية المزعومة .. وأين احترام خصوصيات الفرد .. وحرياته .. كما يزعم الليبرالي المستغرِب صاحب المقال؟!
خامساً: قوله:" وفي العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك .. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضاً، وهو أيضاً ما بشرت به كافة الأديان: «قد تبين الرشد من الغي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ولكن أن تفرض معتقدك على الآخرين، فهذا ليس من شأنك، بل اعتداء على دوائر الآخرين وحرية الاختيار لديهم .. "ا- هـ.
أقول: يُرد على قوله الباطل أعلاه من أوجه:
منها: في هذه قد صدق الرجل لما قال: أن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد؛ أن يكون في قمة التفسخ والانحطاط الأخلاقي، أو أن يكون ملحداً .. شيوعياً .. فهذا شأنه .. والليبرالية تضمن له هذا الحق .. وهذه الحرية .. هذا هو حظ الفرد من الليبرالية .. وهذا النوع من الليبرالية هو الذي يُبشر به ـ كاتب المقال ـ في بلاد المسلمين .. ويريده أن ينتقل إلى بلاد المسلمين .. لأن المسلمين لا ينقصهم ـ في نظره ونظر الليبراليين من أمثاله ـ سوى هذا التفسخ، والانحلال، والإباحية، والإلحاد .. والفجور .. فإن تحقق لهم ذلك عندها يفرح الليبراليون الإباحيون بفتنتهم وما حققوه لليبراليتهم وإباحيتهم وقرمطيتهم من نصر، وانتشار في بلاد المسلمين!
ومنها: كاتب المقال ـ وكذلك الليبرالية والليبراليون ـ يحصرون مفهوم الضرر؛ بالضرر المادي الجسدي الذي يُمارسه الفرد بصورة مباشرة نحو الآخرين .. وما سوى ذلك لا يدخل في الضرر المحظور .. بل هو من الضرر المباح .. وللفرد أو لجماعة من الجماعات كامل الحق في أن تُمارسه .. وهذا الضرر من جملة الحريات التي تبشر وتدعو لها الليبرالية!
أقول: وهذا خطأ وإجرام بحق الإنسان والإنسانية .. وفق جميع المقاييس والمفاهيم المعتبرة المعقولة .. باستثناء مقاييس القرامطة الليبراليين، الشريرين الإباحيين!
(يُتْبَعُ)
(/)
فعند الليبراليين القرامطة مثلاً .. هذه المرأة التي تتعرى كاملاً أو تلبس ما يستر عوراتها المغلظة وحسب .. وتتعدى ذلك لأن تمارس الجنس مع من تشاء على قارعة الطريق وعلى مرأى ومسمع من الناس .. فهذا الفعل رغم ما يسبب للناس ولعواطفهم ومشاعرهم .. من أذى .. وفتنة .. وإثارة .. وحرج .. وضرر .. فهو لا يُمكن أن يُصنف في عرف الليبرالية والليبراليين على أنه ضرر ممنوع .. فهو عندهم من الحرية الشخصية، والحقوق المصانة!!
هذه المرأة التي تتعرى .. وتتفنن في التعري والإغواء على الملأ .. وتلبس ما يزيد عريها فتنة وإغواءً .. فهذا ليس من الضرر المحظور .. بل هو من الحريات الشخصية المباحة .. لكن لو اقترب من هذه المرأة ـ والتي تقول من خلال لباسها .. وكل حركة من حركاتها قد هيت لك ـ رجل أو شاب قد فقد أعصابه وصوابه ولمسها من دون إذنها .. مجرد لمس .. فهذا هو الضرر فقط الذي يُجرّم صاحبه ويُعاقَب عليه .. وفق النظرية الليبرالية ومفهومها للحرية والحريات .. والضرر المسموح به من الضرر غير المسموح به!
الليبراليون يمنعون الاغتصاب .. لكن لا يمنعون الأسباب التي يقيناً ستؤدي إليه .. وما أكثر حالات الاغتصاب والاعتداء على النساء .. في الدول التي يصنفها صاحب المقال على أنها أرقى دول العالم ليبرالية وديمقراطية .. ربما قد لا تمر ساعة واحدة في تلك البلاد إلا وتُسجَّل حالة اغتصاب واعتداء في دوائر الشرطة المختصة .. ليُضاف كرقم إلى الرقم الضخم .. ليستفيد منه ـ فيما بعد ـ الباحثون الإحصائيون المصابون بهوس إحصاء كل شيء [4]!
يقولون للرجل اشرب الخمر إن شئت .. وكما شئت .. وحتى الثمالة وفقدان عقلك .. والبول على نفسك ـ كما يقول الإباحي الليبرالي صاحب المقال ـ فهذا حقك الشخصي .. ومن ضمن حرياتك .. لا حرج عليك .. لكن لو تعديت على حريات وخصوصيات الآخرين ـ وأنت في هذه الحالة ـ بأي نوع من أنواع الأذى والتحرش .. تكون في هذه الحالة فقط قد خرجت عن حدود اللباقة .. وحدود حرياتك وحقوقك الشخصية .. وبالتالي تتعرض للعقوبة والمساءلة!
يُفقدونه كامل عقله ووعيه ـ باسم الحرية الشخصية ـ ثم يُطالبونه بما يُطالبون به العقلاء الذين هم في كامل وعيهم ورشدهم [5]؟!
يكبلون يديه ورجليه بالسلاسل الثقال .. ثم يلقونه في وسط اليم .. ثم يقولون له إياك إياك أن تغرق .. ولو غرقت لعاقبناك وحاسبناك .. هذه هي حدود الضرر كما في المفهوم الليبرالي .. وهكذا يفهم الليبراليون الضرر .. وهكذا يتعاملون معه .. وهكذا يريدوننا أن نتعامل معه في بلادنا!
بينما لو نظرنا إلى الإسلام كيف يتعامل مع الضرر، وكيف يُعالجه، ويُحاصره في أديق دائرة له لوجدنا قمة الرشد، والحق، والعدل، والرفق والرحمة بالإنسان .. ولأدركنا الفارق الضخم بين الإسلام والليبرالية؛ كالفارق تماماً بين الحق الساطع الأبلج، والباطل الخبيث اللجلج!
الإسلام يمنع الضرر .. المادي منه والمعنوي .. والضرر الشخصي الخاص أو العام سواء .. ويُحاصر أسبابه وكل ما يؤدي إليه قبل أن يُعاقب على نتائجه وهذا ما يُعرف في الشريعة بقاعدة سد الذرائع.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-:" لا ضَرر ولا ضِرار " شامل لجميع أنواع الضرر والضرار .. وكل ما يؤدي إلى الضرر والضرار.
الإسلام ينظر للإنسان على أنه مخلوق مملوك لخالقه -سبحانه وتعالى- .. وهذا الإنسان مستخلف من قِبَل خالقه فيما مَنَّ عليه من نعم وخير وعطاء .. وبالتالي هو سيسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه فيما أفناه، وعن ماله فيما اكتسبه وأنفقه .. وعن كل ما استرعاه الله عليه .. هل تصرف بنفسه وماله وما استُخلِف واسترعاه عليه وفق تعاليم خالقه ومالكه ومشيئته أم لا .. ؟!
كما في الحديث، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته .. " البخاري.
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه ـ وفي رواية: وعن جسده ـ فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يحق للإنسان ـ وفق عقيدة الإسلام ـ أن يتصرف بنفسه أو ماله كيفما يشاء؛ كأن يُنزل الضرر بنفسه وجسده .. أو يكتسب ماله أو ينفقه .. في سبل الفساد والحرام .. والإجرام .. وفي غير الأوجه المسموح والمأذون بها شرعاً أن يكتسب أو ينفق .. وعِلة ذلك أنه وماله مملوك للمالك الحقيقي ألا وهو الله -سبحانه وتعالى- .. والإنسانُ مجرد راعٍ مستأمَن ومستخلف .. سيُسْأل عما استؤمِن واستُخلِف عليه .. وبالتالي ليس من حقه أن يتصرف فيما لا يملك كما يشاء ومن دون إذن المالك الحقيقي الذي أمَّنه واستخلفه.
وهذا بخلاف ما عليه الليبرالية التي تقول أن الإنسان هو المالك الحقيقي لنفسه .. ولما في يده من مال .. وله أن يتصرف بنفسه .. وماله .. كيفما يشاء .. وبالطرق التي يشاء .. حتى لو أراد أن يقتل نفسه فله ذلك .. ولو كان عنده عشرة من الأبناء وكلب صيد .. وشاء أن يورِّث ماله كله لكلبه .. ويحرم أبناءه العشرة فله ذلك .. والقانون الليبرالي يسمح له بذلك .. ويعللون لك ذلك أنه هو المالك الحقيقي لماله وبالتالي من حقه أن يتصرف به كما يشاء وفي الأوجه التي يشاء .. ومن دون أدنى مساءلة .. أو أن يُقال له هذا حلال وهذا حرام .. هذا يجوز وهذا لا يجوز .. هنا يكمن الفارق .. وهنا يكمن الخلاف .. وهذا ما حاول الكاتب الليبرالي الإباحي تركي الحمد أن يخفيه ويتهرب من ذكره .. غشاً ونفاقاً للسواد الأعظم من المسلمين في بلده ومجتمعه .. وحتى لا يظهر في أعينهم كداعية صريح إلى الكفر والجحود والإلحاد!!
مثل الإسلام والليبرالية .. والمسلمون والليبراليون .. هو المثل الذي ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفينة تتلاطمها الأمواج في وسط البحر، فقال -صلى الله عليه وسلم-:" مثل ُالقائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلهاَ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً "البخاري.
وفي رواية:" مثل القائم على حدود الله، والمدهن فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتؤذونا، فقالوا: لو أنا خرَقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ مَن فوقَنا، فإن يتركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم، نجوا ونجوا جميعاً ".
الليبراليون الإباحيون يقولون دعوا هؤلاء السفهاء أن يخرقوا السفينة .. فهذا حقهم .. ومن ضمن الحقوق والحريات الشخصية الفردية التي كفلتها لهم الليبرالية .. وليكن بعدها ما يكون .. بينما المسلمون ـ وهم مثلهم في الحديث القائمين على حدود الله بالرعاية والحماية ـ الذين ينظرون إلى العواقب والمآلات .. يقولون: لا؛ لا بد من الأخذ على أيديهم بالمنع والزجر .. فإن تركناهم وما يريدون .. تغرق السفينة .. وينهار المجتمع ويتفسخ .. ونهلك جميعاً!
والله تعالى يقول: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} الإسراء:16.
ومنها: أي مما يُرد على كلامه أعلاه .. أنه جعل هذه الإباحية .. وهذه الحرية في اختيار الارتداد والإلحاد .. لمن شاء .. هو مما بشرت به الأديان .. ومن الأديان بالطبع التي يعنيها الإسلام، وبخاصة أنه استدل بنص من نصوصه .. مما يدل على جهله المركب بالإسلام، وقواعده، ومبادئه، ومقاصده .. حتى النص الذي ذكره لم يُحسن نقله، إذ قال:" أن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضاً، وهو أيضاً ما بشرت به كافة الأديان: «قد تبين الرشد من الغي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» " ا- هـ.
والنص ليس هكذا كما في القرآن الكريم .. وإنما هو مقتطع من آيتين كل آية في سورة مختلفة عن الأخرى، كما قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} البقرة:256.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} الكهف:29.
فهو أخذ واقتطع من الآيتين ما يُناسب هواه بظنه وجعل ما اقتطعه وكأنه نص واحد، فأخذ من الآية الواردة في سورة البقرة: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}، ومن الآية الثانية الواردة في سورة الكهف: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}؛ وجعلهما في نص واحد وكأنهما آية واحدة .. وهذا من تلبيسه وجهله بهذا الدين ومقاصده.
ومن حقده لم يرد هذا المقتطع من الآيتين الكريمتين للقرآن الكريم، ولقوله تعالى .. وإنما رده عمداً لجميع الأديان .. بما فيها الوثنية .. ومن دون استثناء .. حتى لا يخص الإسلام بأدنى إنصاف أو ثناء من دون بقية الأديان الأخرى .. وهذا أيضاً من الغش والكذب والجهل، وعدم الإنصاف!
ونحن نقول لهذا الرجل: لا تتكلم فيما ليس لك به علم .. تكلم إن شئت عن آلهتك وأربابك؛ آلهة وأرباب الحرية الليبرالية " هوبز، أو لوك، أو بنثام، أو غيرهم .. "، ممن تتباها بهم في مقالاتك .. فهذا اختصاصك عما يبدو .. وهذا الذي تصلح له .. ولكن لا تتكلم عن الإسلام، والمسلمين .. فأنت لست منهم ولا من أتباع دينهم وقيمهم وحضارتهم، وإنما من أتباع ودعاة الليبرالية الإباحية الكافرة الملحدة الماجنة .. تريد أن تجدد عهد ومجد وإباحية سلفك من القرامطة الأوائل!
ونقول له ولإخوانه الليبراليين المستغربين: اسألوا التاريخ كله؛ القديم منه والمعاصر .. مَن الذي حمى اليهود والنصارى من عدوان وظلم واضطهاد الطواغيت المستكبرين من أبناء دينهم وجلدتهم .. وحافظ عليهم وعلى مصالحهم من دون أدنى مساس يُسيئها .. ومن دون أن يُكرهوا على ترك دينهم واعتناق دين الإسلام .. وذلك لمَّا رضوا أن يدخلوا ـ أحراراً مختارين ـ في ذمة، وعهد، وسلم، وأمان الإسلام والمسلمين .. وفق شروط الإسلام ومبادئه الربانية العادلة!
لو كنا نتوقع الحديث عن احترام كرامة الإنسان .. واحترام حقوقه وخصوصياته المصانة والمحترمة .. كما هي في الإسلام .. ينفع الليبراليون الملحدون الإباحيون المتحاملون .. لتوسعنا في الشرح والبيان والحديث .. لكن لا نظنهم طلاب حق .. ولا طلاب علم يبحثون عن الحقيقة .. وإنما هم طلاب فتنة، ومكر، وخداع، وكفر، وإلحاد، وتحلل، ودياثة .. عَمَرَ الحقدُ صدورَهم .. وأعمَى بصائرهم .. فصدَّهم عن السبيل .. لذلك تعين التحذير منهم، ومن دعوتهم، ومقاصدهم الهدَّامة .. وهذا الذي رجوناه من ردنا هذا!
سادساً: قوله:" ولكن أن تفرض معتقدك على الآخرين، فهذا ليس من شأنك، بل اعتداء على دوائر الآخرين وحرية الاختيار لديهم .. فبفرض اعتقادك على الآخرين، لسبب أو آخر، فإنك قد تحولهم إلى معتقدك ظاهراً، ولكن هل يتحول الضمير باطناً؟ هذا هو السؤال، وهنا يكمن الفرق بين المجتمع الليبرالي والمجتمع الشمولي أو الثيوقراطي أو السلطوي: الليبرالية تسمح بتوافق الظاهر والباطن، فيما بقية الأشكال تجعل التناقض هو أساس العلاقة بين الظاهر والباطن (ظاهرة النفاق) .. الفرق بين الحالة الليبرالية وغيرها، حيث تنتفي ظاهرة النفاق في الحالة الليبرالية، وينسجم الظاهر مع الباطن، وتنتفي الأقنعة "ا- هـ.
أقول: مرة ثالثة .. ورابعة .. وعاشرة .. يعود الرجل إلى الكذب والدجل وتزيين الباطل في أعين الناس .. ليروج لدينه الجديد ـ المسمى بالليبرالية ـ في بلاد المسلمين .. وكلامه أعلاه يُرد عليه من أوجه:
منها: أن النفاق مصطلح شرعي إسلامي؛ يعني إضمار الكفر في القلب، وإظهار الإسلام على الجوارح .. فرَقاً من الإسلام والمسلمين .. وقد يكون لغرضٍ من أغراض الدنيا الساقطة .. أو لغرض خبيث من أغراض الغش والخداع والفتنة والمكر في نفوس المنافقين .. فإذا أطلق هذا المصطلح " النفاق " فإنه يعني هذا المعنى لا غير .. والإسلام قد بغَّض النفاق إلى نفوس المؤمنين .. وحذَّر منه ومن عواقبه .. وعده من أسوأ ما يتخلق به المرء!
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام يقبل من الكافر أو المشرك الذي يدخل في ذمة وعهد وأمان الإسلام والمسلمين وفق شروطه أن يبقى على كفره وشركه .. بل ويحميه .. ويُدافع عنه .. ويُحسن جواره ومعاملته .. ويمنع من الإساءة إليه وإلى دينه في شيء .. ولا يُجيز أن يُكره على ترك دينه ليدخل في الإسلام أو أي دين آخر .. لكن لا يقبل من هذا الكافر المشرك الذي يدخل في الإسلام حراً مختاراً من غير إكراه .. ولا خوف .. ولا إجبار .. ولا شيء من ذلك .. ثم يكون في نفس الوقت غير صادق في دخوله في الإسلام .. ويكون إسلامه الظاهر خداعاً ومكراً .. وعن نفاق لغرض خبيث في نفسه .. فالإسلام يمنع من ذلك، ويبغضه، ويُحاربه!!
والرجل لجهله بالإسلام ومصطلحاته حمل معنى هذا المصطلح " النفاق " المذموم شرعاً وعقلاً على جميع حالات وأجواء الخوف التي تحمل الإنسان أحياناً على " التقيَّة "؛ والتي تعني مداراة الظالمين ظاهراً .. لدفع ظلمهم .. وبالقدر الذي يدفع الضرر والظلم والأذى عن أنفسهم .. والتظاهر لهم بالتسليم .. مع إضمار الحق أو الإيمان في القلب، كما قال تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} آل عمران:28. وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} النحل:106.
فالنفاق إضمار الكفر في القلب وإظهار الإسلام .. بينما التقية عكس ذلك؛ فهي تعني إضمار الإيمان أو الحق في القلب وإظهار الكفر أو ما يُضاد الحق من قول لضرورة دفع الضرر والأذى .. بالقدر الذي يدفع الضرر والأذى من غير زيادة .. وهذا الذي لم يحسن كاتب المقال التمييز بينه .. وأنَّى له .. لذا وجدناه قد عمم معنى النفاق على الوصفين والحالتين!
ومنها: أن ما من دولة ولا نظام .. بما في ذلك الأنظمة الليبرالية الأمريكية والغربية ـ قبلة الليبراليين في العالم ـ إلا ويفرض عقيدته، ومبادئه وثقافته ـ الممثلة في الدستور، ومجموع القوانين والشرائع التي تنظم سلوك وحياة الإنسان وتبين ما يجوز له وما لا يجوز من لحظة استيقاظه إلى وقت نومه ـ على الناس .. والناس عن إكراه أو رضى، بقناعة أو غير قناعة .. بخوف أو من دون خوف .. شاؤوا أم أبوا .. يجب عليهم أن يلتزموا بهذه العقيدة .. وهذه الدساتير والقوانين والتعاليم والمبادئ!
لا يجوز ولا يُقبل أن نقول أو أن نفترض جميع أفراد المجتمع الليبرالي يلتزمون بقوانين ودساتير بلادهم عن حب واختيار ورضى وقناعة تامة بها .. كما لا نستطيع أن نقول أن من يشرع في تلك الأنظمة الليبرالية يمثلون أكثرية أفراد المجتمع .. بل هم يمثلون أكثرية الأقلية التي شاركت في التصويت لا غير .. ولا أدل على ذلك من تلك الحالات التي يغيب فيها القانون بعض الوقت عن المراقبة .. كأن تنطفئ الكهرباء لساعة أو ساعتين مثلاً .. فتنطفئ معها كاميرات المراقبة والتصوير .. ويتحول كثير من الناس ـ الذين كانوا قبل قليل يُنظر إليهم على أنهم من صفوة المجتمع الليبرالي ـ إلى شلة من اللصوص والحرامية .. وقطاع الطرق!
بل ومن دون أن تغيب رقابة القانون .. فإن هؤلاء اللصوص .. والمجرمون .. متواجدون بنسب كبيرة .. ومتفاوتة .. في تلك المجتمعات .. وغيرهم الكثير ممن يتحايلون على القانون بطريقة لبقة تتناسب مع شرف المحتال وحجمه ـ وما قصص الفساد المالي والاختلاسات الكبيرة التي تتسرب أخبارها عن كبار القوم والساسة إلا دليل من جملة الأدلة على ما ذكرناه ـ وهم لو التزموا بالقانون ظاهراً يلتزمون به وهم له كارهون .. منه خائفون .. هذا موجود في أرقى الدول ليبرالية وبصورة ملفتة للنظر .. لا يمكن تبرأة المجتمعات الليبرالية منها كما حاول أن يصور صاحب المقال .. وما حمله على ذلك إلا عصبيته العمياء لليبراليته ولإخوانه وأسياده الليبراليين!
الفرد في المجتمعات الليبرالية .. لكي يخرج من بيته إلى جامعته .. أو مصنعه .. أو متجره .. أو مقر عمله .. ومن ثم يعود في نهاية النهار إلى بيته .. يجب عليه أن يلتزم بمئات القوانين والتعليمات والإرشادات والتوجيهات .. والتي بدورها تشكل عنده عقيدة ومبادئ وثقافة يومية يجب عليه أن يلتزم بها .. رضي بها أم لم يرض .. اقتنع بها أم لم يقتنع .. فإن لم يفعل يُعرَّض للمساءلة والعقوبة .. هذا موجود .. ويمارس في جميع الأنظمة .. وعلى جميع المستويات!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه المرأة المسلمة التي تُجبر على مخالفة اعتقادها بخلع حجابها .. خوفاً ورهبة من القانون .. ومن عواقب مخالفة القانون .. يحصل ذلك في أرقى الدول والمجتمعات الغربية ليبرالية وديمقراطية .. هل هذا السلوك الظاهر متوافق ومطابق مع باطن صاحبته .. كما زعم صاحب المقال؟!
حتى على مستوى السلوك الشخصي الفردي .. لم يعد كثير من الشباب المسلم الذي يعيش في بلاد الغرب الليبرالي حراً في أن يلبس ما يشاء .. أو حتى يرخي لحيته .. حتى لا يُصنَّف .. ويؤخذ بتهمة الإرهاب المزعومة التي أصبحت جاهزة ضد كل من لا يروق لليبراليين منظره وشكله .. والسؤال هنا يتكرر كذلك: هل هذا السلوك الظاهر متوافق ومطابق مع باطن أصحابه .. كما زعم صاحب المقال المفتون بالليبرالية؟!
ولو أردنا أن نتكلم عن أوجه التناقض بين الظاهر والباطن في السلوك الإنساني ـ والتي مردها إلى الخوف والإرهاب المقنن المنظم ـ والسائدة في الدول الليبرالية التي يتماجد بها صاحب المقال لطال بنا المقام .. وفيما تقدمت الإشارة إليه يكفي كدليل على ما ذكرناه وقررناه .. ولمن نشد معرفة الحق وإنصافه.
خلاصة القول: لا يُقبل من كاتب المقال ولا غيره من الليبراليين أن يرمي جميع المجتمعات والأنظمة .. بالنفاق .. وأنها تكرث ثقافة النفاق والخوف بين الناس .. باستثناء الأنظمة الليبرالية التليدة!!
ومنها: أن الكاتب عندما تكلم عن فرض اعتقاد ما على الآخرين فإنه بذلك يُعرِّض ويغمز بالإسلام .. لكن نفاقه يمنعه من التصريح بذلك .. فأطلق أحكامه العامة على المجتمعات الشمولية، والثيوقراطية، والسلطوية .. ليبقى صراحة المعنى في قلبه مدفوناً مقبوراً .. وحسرة عليه وندامة يوم القيامة.
قد تقدمت الإشارة إلى أن الإسلام ـ رغم أنه دين الله تعالى المنزل، يتمثل فيه الحق المطلق، والعدل المطلق، والخير المطلق؛ لأنه صادر عن رب له الكمال المطلق في جميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا ـ لا يفرض نفسه على غير أتباعه .. من الملل الأخرى .. ممن يرضى أن يدخل في ذمته أو أمانه وعهده .. وفق شروطه .. وعلى هؤلاء يُحمل قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} البقرة:256. وقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الكهف:29. هذا المعنى من أجلى المعاني وأوضحها في الإسلام، لا يُماري في ذلك إلا جاهل أو مكابر حاقد.
لكن بقي أن نشير ـ وهذا الذي ينبغي أن يعرفه الليبراليون .. وغيرهم من الناس .. كل الناس ـ إلى أن الله تعالى ابتعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين بالدين المُنقِذ .. وأنزل عليه الكتاب الخاتم هدى ونوراً للبشرية جمعاء .. لغاية واحدة فقط: ألا وهي إخراج العباد من عبادة العباد والطواغيت .. ومن العبودية للعبيد .. إلى عبادة رب العباد وحده .. ومن جور الشرك ورجاسته إلى عدل التوحيد وطهارته .. وتحريرهم من مكر الليل والنهار .. والقيود والضغوطات الثقال التي يفرضها ويمارسها عليهم الطواغيت، والمستكبرون من الأحبار والرهبان والساسة المتنفذين .. والتي تُحيل بينهم وبين معرفة الحق أو اختياره .. ليحسنوا بعد ذلك الاختيار وإصدار القرار .. ولهم كامل الخيار .. كما قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة:251. وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج:40. بعد عملية المدافعة هذه ـ التي بها تحيى الأرض وتسلم ـ وتحطيم الأوثان .. وتكسير القيود .. وإزالة العقبات الحؤول .. وتأمين الطرق من القراصنة المجرمين وقطاع الطرق الذين يُرهبون الناس، ويُفسدون عليهم دينهم وحياتهم .. بعد ذلك كله ـ وليس قبله ـ يُقال للجميع: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} البقرة:256. ويُقال لهم: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الكهف:29.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُقال كذلك لا حرية للارتداد عن الدين .. فليس من الحرية المتاحة في الإسلام أن يدخل المرء في الإسلام ـ حراً مختاراً ـ ثم يرتد عنه وقت يشاء .. فمن دخل في الإسلام حراً مختاراً .. وعن قناعة تامة ومن دون أن يُمارَس عليه أدنى ضغط أو إكراه .. ثم تُساوره نفسه الأمارة بالسوء ـ لغرض من الأغراض ـ أن يرتد عن دينه .. وينقلب عليه وعلى أهله .. وآثر الاستمرار في الارتداد وإعلان المحاربة والمحاددة .. والمشاققة .. وأبى التوبة والإياب إلى الحق .. يُقال له ما قاله سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه:" من ارتد عن دينه فاقتلوه ".
هذا هو دين الله تعالى .. الذي لا يُماري فيه إلا جاهل .. وهذه هي معالمه .. وغايته .. وطريقته .. فمن رضي فله الرضى .. ومن سخط فله السخط .. ولا يضرنَّ إلا نفسه.
بانتهائي من هذه الفقرة ينتهي ـ بفضل الله تعالى ردي وتعقيبي ـ على بعض ما ورد في مقال الليبرالي السعودي المستغرِب تركي الحمد المشار إليه في أول هذا المقال .. وعنيت من ردي عليه الرد على الليبرالية ذاتها .. وعلى كل من يقول بها من أبناء جلدتنا الليبراليين المستغربين .. ويعمل على توريدها إلى بلاد المسلمين.
فإن علمت ذلك أيها القارئ .. بقي عليك أن تعلم أن مثير الجدل " تركي الحمد " هذا، الذي جند نفسه وقلمه لنشر العلمانية، والإباحية، والليبرالية في بلاد المسلمين، وبخاصة منها الجزيرة العربية .. بدلاً من أن يُزجَر ويُنهى عن غيه وضلاله وفتنته وفساده .. يقوم الملك السعودي؛ الملك عبد الله بإهدائه قلمه الخاص ـ كما أفاد بذلك تركي الحمد نفسه في مقابلة له مع العربية ـ تعبيراً منه عن دعمه وتشجيعه وتأييده، ومباركته له فيما ينشط له من مجون وإباحية وكفر وإلحاد في المجتمع السعودي .. كما يقول حمَد نفسه عن هذه الهدية:" قد كان هذا الإهداء لفتة جميلة منه لدعمي وتشجيعي "!
الملك ـ راعي التوحيد كما يزعمون ـ يهدي قلمه للعلماني الإباحي الليبرالي .. تركي الحمد ـ الذي اعتدى على الذات الإلهية في أكثر من موضع من رواياته الساقطة ـ ليتمادى بالاعتداء على دين الله، وعلى الذات الإلهية؛ لكن هذه المرة ليس بقلمه، ولكن بقلم الملك .. بينما في المقابل الملك ونظامه: يكسِّر أقلام الموحدين .. ويعتقل علماءهم .. ويُكمم أفواههم .. ويُطارد شبابهم؟!
إهداء كهذا لا يُمكن أن يُفسَّر كصدقة أو كنوع من أنواع المن والإحسان .. لا؛ ليس شيئاً من ذلك .. وإنما يُفسر كدعم وتأييد للرجل وما عليه من باطل .. وتشجيعٍ له في أن يستمر فيما هو عليه من نهج وشذوذ وكفر وانحراف .. وإفساد!
الملك يريد أن يوصل رسالة تطمينية لأمريكا ولحلفائها في بلاد الغرب ـ من وراء هذا الإهداء ـ مفادها: أن ملوك السعودية، والمسؤولون عن النظام السعودي .. هكذا يُكرِّمون ويتعاملون مع دعاة الليبرالية، والعلمانية، والإباحية والمجون .. ونحن قادمون نحو التغيير إلى الديمقراطية، والليبرالية، ونحو مزيد من الإباحية والتفلت من قيود الدين .. ولا بد .. ولكن اصبروا علينا .. خطوة خطوة .. بحسب ما تسمح به عادات وتقاليد المجتمع .. وبحسب التطور والنضج الذي يصل إليه الناس .. ويجعلهم يتفهمون مثل هذا التغيير والتبديل .. والتحلل والانقلاب!
دعاة الكفر والإلحاد الذين يتطاولون على الإسلام .. وعلى الذات الإلهية .. يُكرَّمون .. ويُمجَّدون، ويُحترمون ـ في النظام السعودي ـ وتفتح لهم كامل الأبواب .. وتُتاح لهم كامل الوسائل .. للتعبير عن مناهجهم وضلالاتهم وعقائدهم .. ليفتنوا الناس عن دينهم .. بينما دعاة الحق التوحيد .. تُكسَّر أقلامهم .. وتُصادر أوراقهم .. وتُكمم أفواههم .. ويجرَّمون ويُغيبون في غياهب وظلمات السجون .. ويُحجر عليهم أي نشاط دعوي أو ثقافي .. حتى يدخلوا في الولاء والطاعة العمياء؟!
لكن ألا يحق لنا أن نسأل ـ عسى أن نجد عند القوم جواباً عما نسأل عنه ـ: أهكذا تكون نصرة الدين والتوحيد .. كما يزعمون ويدعون؟!
أهكذا تكون دولة العقيدة والتوحيد .. كما يزعمون ويدعون؟!
أهكذا تكون الدولة التي تحكم بما أنزل الله .. كما يزعمون ويدعون؟!
أهكذا يكون الإصلاح .. ومحاربة الفساد والمفسدين .. كما يزعمون ويدعون؟!
المشكلة أنه لا يزال أناس من بني قومي وديني من يصدق ذلك .. ويُجادل عن ذلك .. اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
((منقول مع تصرف بسيط))
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 04:44]ـ
بارك الله فيك، على هذا النقل الطيب،
ولقد قرأت ـ من قبل ـ مقالة الحمد هذه في موقع الشرق الأوسط، وآلمني الكثير من الردود المؤيدة
والجذلة به ـ وبمقالته.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 05:12]ـ
بارك الله فيك أخي أبا جهاد
نقلٌ موفق، واسمح لي بشيء من التعديل لتمييز المقال عن الرد
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 12:25]ـ
نداء الأقصى - بارك الله فيك -: سبق لي أن نقلت رد الشيخ سليمان الخراشي على أحد الليبراليين .. ومع ذلك رفضت جريدة الرياض أن تظهر الرد.!
الشيخ / الحمادي: وفيك بارك
** وكاتب الموضوع الأصلي هو / عبد المنعم مصطفى حليمة أبو بصير الطرطوسي
والله الموفق(/)
علاقة الإسلام بنشأة العلمانية والليبرالية والديمقراطية
ـ[قسورة]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بيان طرف من التاريخ الأوربي ونشأة العلمانية
قصة الحق الكنيسة ونشأة العلمانية.
حقيقة ما جرى في أوربا:
ليس بعد الهدى إلا الضلال. واتباع الضلال باتباع شيئين أحدهما أو كلاهما: الظن والهوى.
وجدت أوربا أن دين النصارى ليس دين الحق، فطاشت حلومهم. فقالوا: ما هو الحق إذاً؟
فذهب كل حزبٍ يقول عن الآخر: ليست الأحزاب على شيء. فاختلف الأحزاب من بينهم واقتتلوا.
فقالوا: ما الدليل على الحق؟
فقال كل حزبٍ: هذا دليلنا على أننا على الحق.
فقال كل حزبٍ للآخر: وما دليلكم على أن هذا الدليل الذي قدمتموه هو دليلٌ على الحق أصلاً؟
وهكذا دخلوا في دوامةٍ أخرى من الضلال.
فاقترحوا اقتراحاً مرضياً لهم جميعاً. كان هو: العلمانية.
قالوا: أيها الناس، إنما ضلالكم هو في بحثكم عن الحق، وليس ثمة ما يسمى بالحق أصلاً. إنما هو صوابٌ وخطأ –وشتان بين الحق والصواب-. الحقيقة نسبية.
وسبيل النجاة هو "الحوار" و"تقبل الآخر". فما تراه أنت صواباً أراه أنا خطأً والعكس. فلا أحد مخطئ، بل الكل مصيب!
قالوا: إن سبب شقاء الناس هو الله –تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا- الذي اختلفتم فيه. فاصطلحوا فيما بينكم كبشر بعيداً عن ربكم –الذي فيه تختلفون-.
انبذوا عنكم الدين فهو سبب المشاكل، واتفقوا على الإنسانية. وعاملوا الإنسان على أنه إنسان بغض النظر عما يعتقده.
انسوا الآخرة التي اختلفتم فيها واعملوا للدنيا التي أجمعتم على حبها.
لا تكونوا ربانيين -مثاليين-، كونوا علمانيين -واقعيين-.
وقالوا: الإنسان هو معيار الخطأ والصواب. ويَعرف المرء الصواب والخطأ بـ"الضمير" وهو ما يحسه من "نفسه". فما أحسست به أنه الصواب لا يمكن أن يكون خطأً. وبحسب قوة إحساسك يكون "إيمانك" بما تعتقد من الصواب والخطأ.
وما هذا الضمير إلا مزيجٌ من الظن والهوى. فحقيقة ما يقولون: ما غلب من "الظن" أو "الهوى" مجتمعين أو أحدهما على "النفس" فهو الصواب. وأحسنهما لا يغني عن الحق شيئاً.
ومن هنا نتجت عندهم: "حرية الرأي" وهي حرية الدعوة إلى "الظن". و"حرية التعبير" وهي حرية الترويج لـ"الهوى". وهي طلع زقوم ثقافة "الحوار" و"تقبل الآخر" و"تبادل الآراء" و"التقاء الحضارات".
وقالوا: أما "المجتمع" فيعرف الصواب والخطأ بـ"الديمقراطية" وهي خليطٌ ناتجٌ من عملية "التصويت" –والذي هو خليط الظنون – من حرية الرأي، و"الرأي العام" –الذي هو خليط الأهواء – من حرية التعبير.
فقالت طائفةٌ منهم: فما بال من غُلبوا على آرائهم؛ كيف للديمقراطية أن تضَع آراءهم ويُرغموا على ما لا يعتقدون؟
هب أن رجلاً أراد الزواج من أخيه، بل من أمه، بل حتى أبيه. هب أنه أراد الزواج من كلبه أو أن يورِّثه. فكيف لـ"التصويت" أو"الرأي العام" أن يمنعه؟
عليكم بالليبرالية! فما هي؟
قالوا: هي الاعتراف بـ"الحرية الفردية" فإن "الديمقراطية" يجب ألا تحكم "الأقلية". وهي دركةٌ أدنى في الضلالة.
----------------------------
ولهذه القصة طرفٌ مقابل هو الذي حرك هذا كله. إنه "الإسلام".
فإن فتح الأندلس جعل أوربا تحس بالخطر. فلجأت إلى "الكنيسة" آويةٍ إلى ركنٍ شديد، كالعنكبوت إلى بيتها. ولذلك كانت الحروب الصليبية. والآن أعد قراءة القصة مرةً أخرى ثم أكمل ....
حلم التائهين
جبلت النفوس على محبة الحق. وأوضح ما يكون الحق عند الأطفال. فكل مولودٍ يولد على الفطرة.
ولكن هذه الفطرة هي معرفةٌ مجملة للحق وليست معرفةً تفصيلية. فإذا بلغ الطفل بدأ التكليف وهُديَ النجدين. فإما سبيل المؤمنين، وإما سبيل المجرمين.
دك الإسلام حصون أوربا، ورأوا الحق الذي كان غائباً عنهم فعرفوه، واستيقنوا أنه من ربهم.
ولكنهم رفضوه! أنكروه!
فلماذا؟
لنرجع إلى القرآن الكريم. قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة:109)
كيف للرجل الأوربي الأبيض أن يتبع الحق إذ جاءه من الرجل العربي الأسمر؟ بل ويتساوى مع الرجل الحبشي الأسود؟
فكان أن قالوا: إن اختلفتم ففيما بينكم، ولكن لا تختلفوا في عدوكم، لئلا تكون السيادة في غيركم.
ولهذا عجب بعض الناس من الازدواجية في تطبيق الديمقراطية. وما علموا أن الديمقراطية ما وُجِدَت إلا لتحارب الإسلام. فإن اليهود والنصارى والملحدين ما اجتمعوا عليها إلا لكي تحتوي خلافاتهم من تفريق جمع أبدانهم المشتتة قلوبها في حربها ضد عدوها: الإسلام.
أما الإسلام فإنه دين الله الذي أذن أن يعبد به سبحانه وتعالى وهو الحق.
فإن قالوا: ما هو الحق؟ قلنا: لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله.
فإن قالوا: وما برهانكم؟ قلنا: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
فإن قالوا: وما الدليل على أن دليلكم هو الحق؟ قلنا: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
ولا يزال التحدي قائماً!
الحق أبلج والباطل لجلج، وهذه قصة الحق والباطل، قصة الإسلام والعلمانية، قصة الدين واللادينية.
فلمرضى القلوب قولوا: فكفى عبثاً بلي الدلالات ليتفق الإسلام مع الديمقراطية والليبرالية والإنسانية فهذا لن يكون. وكفى عن محاولات التقريب فهذا لن يحصل. فالعالم كله قائمٌ على الباطل ما عدا المسلمين. وإن الطريق وإن كان شاقاً، فلمشي شبرٍ في سبيل الحق أحق. ومن أراد أن يبيع دينه لأجل عرضٍ من دنياه فما أخسر تجارته.
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
أسلمة العلمانية ..
ـ[الجندى]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 02:59]ـ
بقلم الدكتور احمد إدريس الطعان
المصدر:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3482
بسم الله الر حمن الرحيم
أسلمة العلمانية:
هناك ثلة من المفكرين يسعون إلى أسلمة العلمانية، وذلك من أجل الحصول على مشروعية لاستيرادها أو جواز عبور لمرورها، وبطاقة إقامة لها في العقل المسلم، ولذلك تحاول تعريفاتهم وتنظيراتهم أن تردم الهوة، أو على الأقل تقوم بتمويهها بين الإسلام والعلمانية.
فالعلمانية عند نصر حامد أبو زيد ليست مروقاً أو كفراً أو إلحاداً وإنما هي "" التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين، وليست ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة "" ()، باختصار إن العلمانية عند نصر حامد هي التأويل. وسوف نجد أن التأويل يحتل المساحة الرئيسة في الفكر العلماني.
وإذا كان نصر حامد يبرئ العلمانية من الإلحاد ويعتبرها الفهم الحقيقي للدين فإن محمود أمين العالم يذهب إلى أكثر من ذلك عندما يأمل أن تكون العلمانية منطلقاً صالحاً للتجديد الديني نفسه بما يتلاءم ومستجدات الواقع. ذلك لأن العلمانية عنده هي: رؤية وسلوك منهج. وهذه الرؤية تحمل الملامح الجوهرية لإنسانية الإنسان، وتعبر عن طموحه " الثنائي " الروحي والمادي للسيطرة على جميع المعوقات التي تقف في طريق تقدمه وسعادته وازدهاره ().
ولكن إذا كان كل المنظرين للعلمانية إسلاميين وعلمانيين يتفقون مع أمين العالم على أن العلمانية تعبر عن الطموح المادي للإنسان وتتطرف في هذا إلى حد التأليه للمادة، فإنه لا أحد يتفق معه على أن العلمانية تعبر عن الطموح الروحي للإنسان، فالعلمانية لا تعترف بالروح أصلاً، وإذا اعترفت بها فإنها تحولها إلى مادة وتتعامل معها على هذا الأساس، إن العلمانية تُهْدِر الجانب الروحي في الإنسان، وتُهدر المقاصد الروحية له، وتُلغي كل ما تطمح الروح إليه من خلود وعبودية وسعادة دائمة.
أما د. حسن حنفي فالعلمانية عنده مصطلح وافد، وبما أنه كذلك فإن الرفض هو ما سيواجَه به، فلماذا لا ندع إلى الإسلام الحقيقي، والإسلام الحقيقي هو إسلام علماني في جوهره لا حاجة له إلى علمانية زائدة عليه مستمدة من الخارج ().
نلاحظ أن حسن حنفي لا يرفض مضمون العلمانية، وإنما يرفض المصطلح لأنه بضاعة المستعمر، ولكن المضمون أيضاً بضاعة المستعمر، ولا يكفي أن نلبسه لباساً إسلامياً، أو نعطيه صبغة ذاتية. إن الثقافة الغازية يراد لها أن تتمكن في ذواتنا ولكن من أجل التخلص من عقدة النقص نضفي عليها غطاءً إسلامياً، وتبريراً فكرانياً، ونطلق على الإسلام بأنه دين علماني في جوهره.
إنها نفس النتيجة التي يصل إليها د. عابد الجابري فالمصطلح مثقل بالأفكار والمعاني الغربية الوافدة، والتي تدفع إلى ردة فعل لدى الإسلاميين تجعلهم يسارعون إلى رفضه، والمصطلح البديل لديه هو: الديمقراطية والعقلانية "" فالديمقراطية تعني حفظ الحقوق، حقوق الأفراد والجماعات، والعقلانية تعني الصدور في الممارسة والسياسة عن العقل ومعاييره المنطقية والأخلاقية وليس عن الهوى والتعصب وتقلبات المزاج "" ثم يضيف الجابري: "" بأنه لا الديمقراطية ولا العقلانية تعنيان بصورة من الصور استبعاد الإسلام "" (). فهو أيضاً لا يرفض مضمون العلمانية وإنما يرفض الشعار لأنه شعار مزيف ملتبس يجب استبعاده من قاموس الفكر العربي (). والعقلانية الجابرية باعترافه هي على النقيض من سيرة السلف الصالح لأن عقلانيتهم تقوم على مبدأ أن الدنيا قنطرة الآخرة وهو منطق قد أدى وظيفته يوم كان العصر عصر إيمان فقط، وليس عصر علم وتقنية وأيديولوجيا وهو ما يعني إذن أن الإيمان يتناقض مع العلم والتقنية ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن يقال هنا بأن الديمقراطية والعقلانية " المطلقة " كلاهما مصطلحان وافدان والخلاف بشأنهما بين الإسلاميين والعلمانيين لا يقل عن الخلاف بشأن العلمانية. ولذلك لم يحاول حسين أمين أن يرفض المصطلح بل إن المصطلح ومضمونه لا يناقضان الإسلام، لأن العلمانية تولي الحياة الدنيا اهتماماً أكثر مما تفعل المسيحية ولذلك وقعت في صدام معها، أما الإسلام فإنه يهتم بالحياة الدنيا ويعطي لكل من الدارين نصيبها () ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ? () و? وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيا? () ??قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ? ().
ولكن نسي أنه ينقض رؤيته هذه عندما يعرف العلمانية بأنها: "" محاولة للاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة وعن المسلمات الغيبية "" ()، ذلك لأن الإسلام يرفض أن يستقل العقل عن الوحي في أهم الأسئلة التي تواجه الإنسان، إنها الأسئلة المصيرية الكبرى التي تتعلق بالغيب.
وعلى كل حال يسعى أغلب العلمانيين العرب لكي يؤسلموا العلمانية، ويجعلوها متحالفة مع الدين، أو أن الدين علماني في جوهره ""الكلام على العلمانية لا يعني ألبتة نفي الدين بما هو إرث وتاريخ وتجربة أي بما هو حقيقة واقعة لا مجال لإنكارها وتجاوزها "" () "" ولكن لا يخلو هذا التنظير في كثير من الأحيان عن التناقض فعلى سبيل المثال: يقول د. فتحي القاسمي "" إن العلمانية تصور وضعي لمختلف أنشطة الإنسان بعيداً عن التأويلات المفارقة"" ثم يقول مباشرة ""وليس في ذلك بالضرورة تحامل على الدين "" ()، ثم يقول في نفس الصفحة "" لقد جعلت العلمانية الدين في وضع جديد، يسوده الحرج، ولم تلغه، وإنما قيدت مجال نشاطه "" ().
إن كلام القاسمي هذا يعبر عن سذاجة أو استيذاج للآخرين، لأن آخر الكلام ينقض أوله فعندما تكون العلمانية تصور وضعي، والدين قرار إلهي، والعلمانية تصور مادي، والدين فيه مساحة واسعة للغيب، أو ما يسميه " التأويلات المفارقة " فكيف لا تكون العلمانية في هذه الحالة متحاملة على الدين؟
وكذلك عندما يطرح الدين رؤيته الشاملة للوجود، ومنهجه الكامل للحياة، فتحد العلمانية من هذه الرؤية وترفض هذا المنهج، وتضع الدين في وضع حرج، وتقيد فاعليته، كيف لا تكون متحاملة على الدين في هذه الحالة؟ وكيف لا تكون - العلمانية - كذلك وهي بنظر القاسمي نفسه تَعتَبر المقولات الثابتة للدين متطرفة مهترئة لا يصدقها العقل ().
وبالرغم من هذا التناقض الواضح يظل هؤلاء يصرون على أن الإسلام دين علماني كما طرح حسن حنفي () والجابري () ونصر حامد أبو زيد () وحسين أحمد أمين () وعبد المجيد الشرفي () وفتحي القاسمي () ومحمد أركون () وطيب تيزيني () وطارق حجي () ولكن كيف يكون الإسلام ديناً علمانياً عند هؤلاء؟
أ - لأنه اهتم بالحياة الدنيا كما سبق ورأينا عند حسين أحمد أمين ()، ولأنه لم يعرف في تاريخه كنيسة أو نظاماً كهنوتياً، ولم يحكر المعرفة والنظر على أحد (). ولأن النبي ? كان ملِكاً وعاش ملكاً، ومات ملكاً، وحبب إليه من الدنيا ثلاث النساء والطيب والصلاة وانخرط في الواقع الدنيوي المعيش. () وقال للناس: " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " ().
ب - ولأنه قاصر على الأخلاق والقيم، وليس فيه نظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي عند طارق حجي ()، أو بتعبير طيب تيزيني ومحمد سعيد العشماوي لأنه دين الهداية والرحمة، وليس دين العلم والتشريع ()، أو بتعبير آخر للتيزيني لأن القرآن "" يقول كل شيء ولا يقول شيئاً "" لأنه كتاب مودة وأخلاق (). أو لأن القرآن على حد تعبير محمد أركون "" مجازات عالية "" ومن الوهم اعتقاد الناس بتحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون فعال، أو شريعة واقعية ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - ولأنه تخلص من أقوى أعراض المقدس: الأسرار والمعجزات، وأعلى من قيمة العقل حتى تُكُلِّم عن معقولية الشريعة وهذا يعني أن بوادر العلمنة تكمن في داخله ().
د - ولأن الإنسان هو محور الكون في القرآن، فقد ذُكر في خمس وستين آية، والدنيا ذُكرت في مائة وخمسٍ وعشرين مرة، وهي ليست إفلاساً كما يصورها المغالون وإنما هي مليئة بالطيبات والخيرات، والقطوف الدانية. ().
هـ - " ولأن أسس التشريع في الإسلام انطلاقاً من مصادره الكبرى تتوفر على قسط كبير من الأريحية والقابلية للتشكل والتلون بما يسعد الإنسان في الأرض حتى وإن بلغ ذلك حد تعطيل المفروض من الأحكام، وتجميد نصوص شرعية (). إن هذا النص لا يختلف عما قرره أركون وطيب تيزيني آنفاً وهو ما يعني أيضا أن "" القرآن كل شئ فيه متحرك ومتموج ومفتوح ومليء بالاحتمالات "" ().
و - ولأن الرسول ? " لو قُدّر له أن يعيش بين ظهرانينا حيناً من الدهر، وفي وسطنا المُعلمَن لعدل كثيراً من المواقف ولنسخ العديد من أقواله، لأنه كان مؤمناً بجدلية العلاقة بين المفاهيم الدينية التشريعية، والواقع البشري النسبي والمتطور على الدوام، ولكننا ما نزال نرتطم بالرافضين لذلك (). "" ولا يزال النص يسيطر على حساب الفكر "" ().
ز - " وما قام به علماء المسلمين عبر العصور من اجتهادات جريئة وطريفة يدل على أنه يمكن في الإسلام علمنة المقدس بما يلائم وضع المسلمين، ولا يتناقض ذلك مع مقاصد الشرع، وما دام في إطار المصلحة " (). فالاجتهاد في الإسلام ممارسة عقلانية ذات طابع علماني تنويري يجعل الشريعة والأحكام ناسوتية لأن العقل هو الذي يؤسسها ويصبح أولى من النص، مما يجعل الحقائق متعددة كما نرى في كثرة الاختلافات والمذاهب ().
ونتساءل هنا: كيف لا تتناقض علمنة المقدس مع مقاصد الشرع؟
إن الإجابة عند فتحي القاسمي نفسه "" لقد سبقنا الفقهاء والأصوليون إلى تطويع جريء للشريعة، ولكننا منذ عصر النهضة إلى الآن لم نجترئ على إحداث سنة ثقافية إسلامية جديدة داخل المنظومة الإسلامية قادرة على فرقعة كثير من الثوابت التي أضفيت عليها قداسة لم تزدها عصور الانحطاط والتخلف إلا ترسخاً، فهل ذلك يكون بواسطة العلمانية؟ "" (). وخصوصاً إذا كانت العلمانية "" هي أساس الوحي، فالوحي علماني في جوهره، والدينية طارئة من صنع التاريخ، وتظهر في لحظات تخلف المجتمعات وتوقفها عن التطور "" ().
ونعيد السؤال الذي أجاب عنه فتحي القاسمي ولكن بطريقة تكشف موطن التناقض والمغالطة فنقول: هل يمكن في الإسلام فرقعة كثيرٍ من الثوابت دون أن يتناقض ذلك مع مقاصد الشريعة؟ ذلك ممكن في العلمانية فعلاً كما يأمل فتحي القاسمي، لأنه في العلمانية "" كل شيء يجوز""!! "" كل شئ يجوز "" أقترحه تعريفاً للعلمانية، وليس فيه من جديد إلا طريقة التعبير، لأنه مضمن لدى من يزاوج بين العلمانية والنسبية كمراد وهبة على سبيل المثال.
ح - ولأن التاريخ الإسلامي يفيض بالعلمنة ففيه الشعر الماجن والدنيوي، والتراث يفيض بالدنيوية وتصوير الحياة الاجتماعية، وخصوصاً حياة القصور على أنها مملوءة بالملذات والشهوات، والإقبال على الدنيا ()، والخمر كان شائعاً ومنتشراً في مجمل العالم الإسلامي ()، وانتشار ظاهرة الزندقة في أوساط المسلمين واستفحالها حتى وُصِم بذلك بعض الخلفاء مثل الوليد بن يزيد [88 هـ 126 هـ] والمهدي [158هـ، 169 هـ] وإعلان الزنادقة لآرائهم بكل شجاعة وصراحة دون خوف. ().
إن كل هذا يؤكد – بنظر الخطاب العلماني – على أن الإسلام أجاز لأبنائه في التنظير والممارسة بعض أشكال العلمانية ()، ويؤكد "" أن العلمنة في المجتمع الإسلامي القديم ليست بدعاً، أو رجماً بالغيب، وإنما واقع عايشه المسلمون واستأنسوا به أكثر من استئناسهم بالشريعة "" ()!!!.
5 - تعقيب:
المقولات العلمانية السابقة والتي من خلالها يتوصل العلمانيون إلى القول بأن الإسلام دين علماني، ويقبل العلمنة تتركز حول المحاور التالية:
أولاً: أن الإسلام اهتم بالحياة الدنيا.
ثانياً: جعل الإنسان مركزياً في هذا الكون.
ثالثاً: تخلص من المقدس.
رابعاً: تخلص من المعجزات.
خامساً: الاستدلال بالتاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
سنُعرض عن الرد على المحور الخامس لأنه قائم على البحث في القمامة، ولا يجدي شيئاً، ويكفي أن نقول: لو أن الأمة بأكملها أعرضت عن الإسلام واختارت العلمانية، وانغمست في الدنيوية فإن هذا لا يعني أن الإسلام دين علماني، لأن الحكم على الإسلام لا يأتي من خلال قبول الناس له أو عدم قبولهم، وإنما يأتي من خلال مبادئه ومثله ورؤيته التي يطرحها في مصادره.
ونناقش المحاور الأربعة الأولى بعون الله عز وجل فنقول:
أولاً: لقد أوْلى الإسلام بالفعل عناية بالحياة الدنيا ولكن بقدر، ويبدو أن الإسلام يبالغ في الاهتمام بالحياة الدنيا إذا ما قُورن بالمسيحية المزوّرة التي دعت إلى الرهبنة، وتطرفت في قمع الفطرة الإنسانية المحتاجة إلى البلاغ في طريق الآخرة.
ولكن المغالطة العلمانية تقوم على الإغفال والإبراز:
فيستدل العلماني بأن الدنيا ذُكرت في القرآن 115 مرة وهذا يعني أن الدنيوية " العلمانية " لها أصولها القرآنية وهذا هو الإبراز، أما الإغفال فيقوم على طمس وتجاهل أن الدنيا عندما ذُكرت في القرآن غالباً تذكر بالذم والامتهان والتحذير من بهرجها وزخرفها، وأن المستدل بالآيات يغالط دون أن يخجل بل إنه عندما يقول: إن الدنيا ليست في القرآن مصدر إفلاس كما يصورها المغالون، يعلم أنه يتجافى عن الحقيقة وهي إلى جواره، لأنه لو تأمل في الآيات التي قام بإحصائها لوجد أن القرآن هو الذي يحكم على الحياة الدنيا بأنها ? مَتَاعُ الْغُرُورِ? () و ?هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ? () وليس المغالون.
إن الأصل في دعوة القرآن هي الآخرة ? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? () والدنيا بُلْغة إلى الآخرة، ووسيلة لا بد من الأخذ بها، ولا بد من الإعمار والقيام بالأمانة، ولكن الآخرة في النهاية هي الغاية وهي الجوهر. ?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ? () ولكن الآخرة هي المراد والمقصد ? وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ? () إن الأصل في دعوة القرآن الابتعاد عن الانخراط الأعمى في الدنيوية من شهوات وملذات، والاكتفاء بـ َالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ، والحلال الذي فصله الله عز وجل في كتابه.
ثانياً: وأما أن الإسلام دين علماني لأنه جعل الإنسان محور الكون، فالمقدمة صحيحة، والنتيجة كاذبة، فالإنسان فعلاً هو محور الكون في القرآن الكريم فهو " الخليفة ? إني جاعل في الأرض خليفة ? () وهو حامل الأمانة ? إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ? ().
ولكن ههنا مغالطة أخرى أيضاً تقوم على الإغفال والإبراز:
الإبراز هو الإشادة بالموقف الإيجابي للقرآن من الإنسان، والإغفال هو تجاهل موقف القرآن من الإنسان المنحط والمغرور. الإنسان المحور في القرآن الكريم هو الإنسان الذي حُبِي بالعقل والعلم ? وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا? () وشُرّف بالتكليف ? وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ? () وكرم بالرسالة ? قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ? () وأُجيب على كل أسئلته حتى لا يتخبط في الظلام، واُمر بالعبادة لتشبع روحه، ودُعي إلى التفكر والنظر ليشبع عقله، ورُخّص له التمتع بالطيبات ليشبع جسده، وحُذّر من الإسراف والانحراف حتى لا تنزو نفسه، وتجمح غريزته، ويعسر عليه حينئذ حفظ الأمانة التي رضي بحملها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان في القرآن يمكن أن يسمو حتى يقترب من الملأ الأعلى، ويصبح أسمى من الكون، وأشرف من كل ما فيه، ويصدق عليه عندئذ قول الحق عز وجل: ? وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ? () و ? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? () ولكنه يمكن أيضاً أن ينحط ويهوي في مدارك الشقاء حتى يصبح في ? أسفل سافلين ? () ويقول:? يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا? () ويصبح أسوأ من البهائم ? أُوْلئكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ? () هذا ما يغفله الخطاب العلماني ليكرس مركزية الإنسان في الكون، وسيادته المطلقة فيه كما أرادت العلمانية الغربية في مرحلة من مراحلها.
"" إن الإنسان في القرآن الكريم ليس مخلوقاً ساقطاً خاطئاً منذ البداية كما هو في الرؤية المسيحية "" ()، وليس هو ذلك الإنسان المتمرد الجبار العنصري النازي الذي أرادته فلسفة التنوير كما طرحها ماكيافللي ونيتشه وداروين ومارسها هتلر وستالين وموسوليني. إنه في القرآن الإنسان المتوازن الذي استُخلف في الكون، ووُكِلت إليه عمارته، وأُمر بالعبادة والتقوى والعمل الصالح.
ثالثاً: وأما القول بأن الإسلام تخلص من المقدس فهو أمر في غاية العجب! كيف ذلك؟ وأين الأدلة؟ والمقدسات في الإسلام كثيرة فالكتاب الكريم مقدس، والبيت الحرام مقدس، والنبي ? مقدس، والمسجد مقدس، والعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج مقدسة، والجهاد مقدس، وهكذا فالمقدس يحتل مساحة واسعة في الرؤية الإسلامية لا يمكن اختراقها، والمسلم مأمور بالدفاع عن مقدساته حتى أن روحه لا تساوي شيئاً في سبيلها ? إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? ()
إلا إذا كان المقصود هو التخلص من المقدسات الخرافية التي كانت سائدة عند الفراعنة، واليونان، كتقديس الكواكب والنجوم، وظواهر الطبيعة، واتخاذ آلهة للقمر، وآلهة للشمس، وآلهة للمطر وغير ذلك فإن الإسلام بالفعل جرّد الطبيعة من هذه القداسة الخرافية والوهمية.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الإسلام في الوقت الذي سلَب فيه من الطبيعة قداستها الزائفة، إلا أنه لم يجرد الطبيعة من مغزاها الروحي والرمزي، لأنه رأى في الخليقة كلها المتمثلة في السماوات والأرض وما بينهما والشمس والقمر والكواكب واختلاف الليل والنهار، والرياح اللواقح، والغيث النازل، والسحاب المسخر، والبحار المالحة، والأنهار العذبة، والجبال الأوتاد، رأى في كل ذلك آيات بينات لله عز وجل في الكون، وبصائر للإنسان ().
إن الطبيعة في القرآن ذات مغزى كوني تستوجب احترام الإنسان لها وتقديرها، لأجل صلتها الرمزية بالله جل شأنه، وتعامُله معها يجب أن يقوم على أساس العدل والتناغم والانسجام لأنه خليفة مؤتَمَن عليها، وضعها الله عز وجل تحت مسئوليته ليستفيد منها، وهي إلى جانب ذلك كتاب مفتوح منظور، إلى جانب القرآن الكريم الكتاب المقروء وفي كل منهما آيات بينات، ودلالات مشاهدات، ودروس واضحات يأخذ منها الإنسان الموعظة والعبرة ().
إن هذا التجريد الإسلامي تجريد إيجابي ينفي الخرافة، ويستبقي الدلالة، بعكس التجريد العلماني فإنه يقوم على سلب المغزى الكوني والدلالي من الطبيعة، وقطع العلاقة الرمزية بينها وبين الخالق عز وجل ()، وبالتالي تصبح الطبيعة - في الرؤية العلمانية - بلا غاية، وبلا هدف، وكذلك بلا حماية أو رعاية، فينتج عن ذلك عدم احترام الإنسان لها، وخيانته للأمانة التي أوتمن عليها، وتصبح علاقة الإنسان مع الطبيعة قائمة على الانتقام أو اللامبالاة، وهو ما يؤدي أو سيؤدي إلى كوارث كونية تنتظرها البشرية برعب لم يسبق له مثيل، كالتلوث البيئي والنفايات النووية والأوزون وأخطار أسلحة الدمار الشامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى فيما سمي بلاهوت الأرض أو لاهوت الطبيعة فإن علاقة الإنسان مع الطبيعة علاقة صراع وقهر وسيطرة، وليست كما هي في الإسلام علاقة تسخير وحب وتقدير. إن الإسلام يحول بين الإنسان والطغيان الذي يساوره بسبب غرور العلم أو غرور القوة ويذكره دائماً ? إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعى ? () ().
رابعاً: والقول بأن الإسلام تخلص من المعجزات لا يقل عجباً عن سابقه، فإنا إذا غضضنا الطرف عن المعجزات الحسية التي رويت بالتواتر المعنوي لسيدنا رسول الله ? مثل الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه ?، وحنين الجذع، فإن القرآن الكريم نفسه يفيض بالحديث عن المعجزات كانفلاق البحر، وانقلاب العصا، وانبجاس الماء من الحجر لسيدنا موسى عليه السلام، وشفاء المرضى، وإحياء الموتى، والكلام في المهد لسيدنا عيسى عليه السلام.
إن إنكار كل هذه المعجزات أو التعسف في تأويلها ليس إلا لوناً من أو ألوان الصلف والمكابرة والجحود.
والآن بعد أن كشفنا المغالطات التي يبني عليها الخطاب العلماني رؤاه وتصوراته ونتائجه يمكننا أن نقول: "" إن العلمنة ليست فقط رؤية غير إسلامية للوجود، بل إنها تقف موقفاً مناهضاً للإسلام نفسه، ولذلك فالإسلام يرفض العلمنة ومآلاتها النهائية ما ظهر منها وما بطن "" ()، يرفضها نظراً وعملاً لأنها الدنيوية المحضة، والدهرية الخالصة، والمادية المطلقة، وهي مقولات جاء الإسلام لمحاربتها، وإنقاذ الإنسان من ظلماتها وأزماتها.
ونختم بالقول: إن الأسلمة وليست العلمنة هي التي تحرر الإنسان من الأساطير والخرافات، والأرواح الشريرة، والشعوذة التي يُظَن أنها تتحكم في مصير الكون ()، وتحرره كذلك من الأنانية والنفعية والمادية، وتقيم توازناً بين الجوانب المختلفة في كيانه "" وعندما يتحرر الإنسان على هذا النحو فإن وجهة حياته وسيرها يكونان نحو تحقيق طبيعته الأصلية، تلك الطبيعة المتوائمة مع طبيعة الكائنات، ومع الوجود كله ألا وهي الفطرة، وهو كذلك يتحرر من العبودية لدوافعه الحيوانية النزاعة إلى ما هو دنيوي، وإلى ما من شأنه أن يكون ظلماً وتعدياً على جوهر كيانه وعلى روحه، ذلك أن الإنسان بما هو كائن مادي يغلب عليه نسيان طبيعته الحقة، فيجهل هدفه الحقيقي الذي من أجله خُلق، وبالتالي يزيغ عنه "" ().
هذا التحرير للإنسانية قد تحقق بالوحي، وهو يتجلى في أكمل صوره في الرسالة الخاتمة التي ضَمِنت للإنسانية التحرر والتقدم والرقي. كل ما علينا أن نتمثل هذه الرسالة ونتفاعل معها بكل ثقة وطمأنينة ونقبل عليها طائعين مختارين.(/)
التوسع في سد الذريعة ........ أنتج اللبراليين في مجتمعاتنا ... !
ـ[النجم]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 03:56]ـ
هل صحيح أن بني لبرال في مجتمعاتنا الإسلاميةردة فعل للذين توسعوا في باب سد الذرائع ...... ؟
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 08:25]ـ
أخي نجم أتفق معك فيما تقوله
ربما لم ينتج لبراليين لكن أنتج أناس أصحاب نوايا طيبة ولكن بفعل الظغط عليهم وإستخدام سد الذريعة في جميع الامور
ردة فعل أيدوا فيها توجهات بعض اللبراليين
فيجب أن ينتبه أهل الدين والعلم إلى هذا الأمر وأن لا يطلقوا باب سد الذريعة كيفما شاء وعلى أي شيء
يجب أن نعلم الناس الرقابة الذاتية والخوف من الله
لا أن نغلق في وجيههم ونحاول أن نظهرهم بأن مفسدين أصلاً لذالك نسد عليه قبل أن يفسد
وهذا سبب ضرر كبير في المجتمع فعندما يذهبون شبابنا وبناتنا إلى الخارج ولا توجد رقابة السلطة
فتجده يتحرر من كل شيء لانه لم تكن لديه رقابة غير رقابة سلطة الدولة ولم تزرع في داخله رقابة الخوف من الله
والرقابة الذاتية
لذالك تجده يتذمر ويتنكر وتبدأ لديه إتجاهات وأفكار مختلفة
لذالك أتمنى أن لا يتوسعوا في باب سد الذرائع
لكي لا نجد مجتمع في ظهاره كأنه مجتتمع نقي
وباطنه يعيث فساداً لا يعلمه إلا الله
شكرا أخي وبارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 09:11]ـ
هذه مقولة كاذبة فاجرة، وهؤلاء الخبثاء أصحاب الشهوات موجودون وبكثرة في مجتمعات لا تعرف للذرائع سدا.
وهم أمتداد لأمم قد خلت من عباد الشهوات مع اختلاف التسميات وتقارب الحقائق.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 11:18]ـ
يا أخي الليبراليون هم العلمانيون ولكنهم افتضحوا وارادوا تخيف بعض قبحهم فسوقوا لليبرالية وليكتسبوا بعضا من مغفلي مثقفينا ومفكرينا تحت هذه الدعوى البراقة عند أصحاب الهوى والشهوة وحب الظهور والعبرة بالحقائق لا بالمسميات.
ومن هنا نعلم خطأ من يرجع - لا أقول: ظهور ولكن أقول: إعادة إظهار- الليبراليين لمناهجهم الخبيثة للتوسع في سد الذرائع كما يزعمون.
وكذلك هناك من يتأفف من المجتمعات التي لا زالت فيها خير ويريد أن يأتي هو بما ينكره العلماء في مجتمعه فيدندن على هذه الشبهة حتى تخف عنه القيود والردود وليتصف بما يسمونه الانفتاحية ... إلخ ما يشقشقون حوله.
ولمن يريد أن يعلم كذب هذه الفرية فلينظر في مناهج هؤلأ ومدى مخالفتهم وخروجهم عن الشريعة هل هي في الموضوعات التي هي سد للذرائع أم أنها تشمل مخالفات للنصوص القطعية من القرآن والسنة والإجماع أيضا.
ـ[النجم]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 01:42]ـ
نحن نعلم أن اللبراليية منهج غربي ظهر في الغرب في ظروف معروفة ومعلومة لدينا .....
وأن التوسع في باب سد الذرائع أمر فاسد وتطرف لاينبغي كما قرر ذالك العلماء ........
لكن كان سؤالي ماالذي جعل هذا الفكر الفاسد ينتقل من المجتمع الغربي الى مجتمعاتنا هل التوسع في باب سد الذرائع [ولاحظ كلمة التوسع] كان سبباً تاريخياً ........... ؟
وأخشى أنهُ فُهِمَ من السؤال عدم لوم القوم ........
معاذ الله أن نقول هذا ............ ! فنحن نقرأ في كتب العقيدة أن مذهبَ المرجئة كان من أسباب
ظهوره تاريخياًردة فعل ضد الخوارج ........ وكل العلماء يلومون المرجئة بل يكفرون بعضهم ........
وأتمنى أن أعرف من الأخ الكريم عبد الرحمن السديس أين الفجور في هذه الكلمة ............. ؟
وهذا لايعني أن التوسع في سد الذرائع قد يكون سبباً ......... لكن من قال أنه سبب عن أجتهاد منه
لا نقول أن مقولته فجوراً ,هذا على الأقل من وجهة نظري ........ وشكراً للجميع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 01:15]ـ
نحن نعلم أن اللبراليية منهج غربي ظهر في الغرب في ظروف معروفة ومعلومة لدينا .....
هؤلاء أمتداد لهم، وفي الأمة من فجر الرسالة إلى اليوم منافقون وعباد للشهوات في قلوبهم غل على الدين، يبغضونه ويبغضون أهله، وهؤلاء يركبون أي مركب، ويحملون أي سلاح، ويستغلون أي منهج يخدمهم، وهذا منه.
وأن التوسع في باب سد الذرائع أمر فاسد وتطرف لاينبغي كما قرر ذالك العلماء
المجتمعات المسلمة بها أمم تولت زمام القيادة العلمية والفتيا وهي لا تعمل هذا الأصل بل عرفت بالتساهل بل وبعضهم بالتوسع نحو إرضاء هؤلاء أو غيرهم!
وفي المقابل أمم من العلماء السلفيون الذي كانت فتاواهم على الجادة ولم تكن هناك ظاهرة للتوسع المذكور حتى ينتج عنها ردة فهل كهذه.
وأتمنى أن أعرف من الأخ الكريم عبد الرحمن السديس أين الفجور في هذه الكلمة ............. ؟
قلت: إنها مقولة (كاذبة)؛ لأنها خلاف الواقع (وفاجرة) تأكيد لكذبها؛ ولأن فيها تهمة باطلة.
وعذرا إن كان الكلام جرحا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 01:45]ـ
يا أخي الليبراليون هم العلمانيون.
الأخ الكريم ابو عمرو
توخى الحذر وفقك الله في إطلاق كلمة علماني , لأن العلمانية كفر صريح فمن زعم بأنه علماني فقد أقر بالكفر والعياذ بالله ومن نصفه بالعلماني فقد وصفناه بالكفر.
أما الليبراليون فهذه صفة اليوم لبعض من يتكلم بإسم الدين للأسف , ويدعون لها بلسان الحال إن لم يكن بلسان المقال.
ولا أشك بأن من في قلبه زيغ ممن أمن بالعلمانية قد تلبس لباس الليبرالية حتى يفر من حكم الله فيه ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ولكن الإنصاف من الإيمان
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 01:52]ـ
ما أنتجهم إلا سنوات من الفضائيات الخبيثة، أكثر من خمسة عشر عاما والفضاء ينهال علينا بالفجور،
والدياثة، والتهاون بالدين، وزعزعة الثوابت، وتحسين الباطل، وتصوير الفاحشة بأحلى صورة،
ورمي الفضيلة بأقبح منظر،
أنتجهم أن إعلامنا لا يمثلنا، ولكنه يمثل مباديء عدونا.
وكذلك أنتجهم سوء تمسك بعض الملتزمين بالدين، وشراسة أخلاقهم، وهذا واقع لا ينكر،
وهؤلاء كانوا المعين الأكبر لمن في قلوبهم دغل على أهل الدين والمستقيمين.فقد شوهوا سمعة الدين
فاتخذ المنافقون أخلاقهم السيئة ذريعة لضرب الدين، والمطالبة بتحجيم دوره.
أنتجهم سوء معاملة المرأة، ـ وهذا موجود لا ينكره إلا جاهل أو مكابرـ فربطوا بين الحجاب
والقرار في البيت بهذه الوحشية في التعامل،بخبث طوية، ليسوغ لهم انفكاك المجمتع عن الدين.
والله أعلم.
ـ[النجم]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 06:06]ـ
أخي عبد الحمن السديس ..... لكن لعلنا نتفق على هذا الأصل ,لو أنه حصل خلل وخطاء من بعض علماء السلفية المباركة مع صلاح هؤلاء العلماء وعدم الإنشقاق من النهج كلياً, أن نتمنى من العلماء الأخرين الرد والتبرؤ من هذا الفعل أو القول أن كان قولاً ...... مع بقاء مودتهم.
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال اللهم أني ابرؤ إليك مما فعل خالد .......
وهو الذي سماه سيف الله المسلول ..............
نحن في الحقيقة كان عندنا أخطاء ........... ولهذا ظهرت دعوت الصحوه المباركة على هذا المنهج السليم ...........
وسمعت كثيراً من المفكرين الإسلاميين ....... المشهود لهم بالصلاح, أنه في الثمانيات كان هناك مبالغة في باب سد الذرائع حتى أنهم حرموا كثيراً من الأشياء المباحة ,وقضية المؤامرة على الأسلام ...... وهذا, لا يعني أن هذا المنهج غير سليم بل هذا يدل على بركته وشفافيته ....... وشكراً للجميع
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 06:20]ـ
يا إخوان نحن نعرف خبث العلمانين وأفكارهم هذا ليس بالشيء الجديد
لكن لماذا لا نعترف بأخطائنا
لماذا ننكر بأنه يوجد إستخدام خاطيء لباب السد الذرائع والبعض إستغله وتوسع به
نحن نرفض التشدد المقيت والمنفر الذي يؤدي إلى الإنسلاخ في النهاية
ونرفض أيضاً تمييع الدين
لذالك يجب أن نكون قوماً وسطاً
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 12:45]ـ
أيها المنصفون العقلاء لماذا لا تقرأون قبل الكلام والتعليق فهذا يطالب بتوخي الحذر وهذا يطالب بالاعتراف بأخطائنا ... إلخ
ماذا يحدث هل تتكلمون عن الدعاة والعلماء أم عن اللبراليون؟ يا أنتم سألتم عن اللبرالية ونحن أجبنا بما نعلمه ويعلمه العلماء فلماذا هذا الجهل أو الغفلة؟ لقد ذهلت من ردود الأخوة هنا وصدمت، وحق على من يجهل شيئا أن يتعلم قبل أن يقتحم ما لا علم له به وستكتب شهادة كل من يتكلم وسوف يسأل عنها .. ماذا يجري؟!!
وسوف أضع هنا رسائل لمن أراد معرفة مذهب اللبراليين وهل هم حقا العلمانيون أم أنهم كما يخدعون الجهال: مفكرون إسلاميون تقدميون لا رجعيون ولا ظلاميون أمثالنا نحن السلفيين معشر أهل السنة والجماعة- وبالمناسبة قولي بأن اللبراليين هم العلمانيون لم أقله دون سلف من العلماء المحققيين ومن سلفي في هذا الإطلاق الشيخ الفاضل حامد العلي حفظه الله وكثيرون جدا-
وهذا تعريف بسيط لليبرالية حتى تعلموا عن ماذا نتكلم:
تعريف الليبرالية
هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد، وينادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهب وأفعاله، شرط المعاملة بالمثل. والليبرالية السياسية تقوم على التعددية الإيدلوجية والتنظيمية الحزبية. والليبرالية الفكرية تقوم على حرية الاعتقاد؛ أي حرية الإلحاد، وحرية السلوك؛ أي حرية الدعارة والفجور، وعلى الرغم من مناداة الغرب بالليبرالية والديمقراطية إلا أنهم يتصرفون ضد حريات الأفراد والشعوب في علاقاتهم الدولية والفكرية. وما موقفهم من الكيان اليهودي في فلسطين، وموقفهم من قيام دول إسلامية تحكم بالشريعة، ومواقفهم من حقوق المسلمين إلا بعض الأدلة على كذب دعواهم.ينظر للزيادة: الموسوعة السياسية 5/ 566
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تعريف لها وسؤال عنها من موقع علماء الشريعة:
السؤال
ما هي الليبرالية، وهل هي كفر؟! ولكم جزيل الشكر.
أجاب عليه/ الشيخ د. سعيد بن ناصر الغامدي
الجواب
اتجاهات الليبرالية عديدة ومتنوعة، تجتمع تحت عنوان (التحرر من الضوابط والمعايير عموما، والدينية على وجه الخصوص).
أنواع الليبرالية:
1 - فكري: وهو قناعات فكرية بالمناهج والمذاهب التغريبية وبالمسالك العملية مثل:
- البنيوية.
- التمركز حول الأنثى.
- الحداثة.
-العلمانية (وهي أعم وأشمل وتشكل المعتقد الأصولي لليبرالية)
- العصرانية.
2 - عضوي: وهو انتماء إلى حركة معينة أو إلى مذهب له أعضاء أو إلى دولة غربية سراً أو علانية.
* حركة مثل:
- الماسونية.
- حركة الاستنارة.
- الفرنكفونية.
- الأندية المشبوهة (روتا ري--ليونز--)
* مذهب مثل:
- الماركسية.
- الوجودية.
* دولة والارتباط بها يكون:
-سراً مثل: المخابرات. (قد يظهر الارتباط بواجهة تعاون ثقافي مع السفارات أو البعثات)
- علناً مثل الشخصيات التي تعلن عن ذلك مثل:
علي آل حمد، شاكر النابلسي، مأمون فندي، عبد الرحمن الراشد، أحمد الربعي.
3 - سلوكي.
وفق القناعات الفكرية. ووفق الإنتماء العضوي. وتقليد ومحاكاة.
مجالات الليبرالية:
1 - الفكر. وهي منظومة من الأفكار أو المناهج أو المذاهب تشكل قناعات فعلية توجه أصحابها وتسيطر على نظراتهم ومعاييرهم.
2 - المشاعر: وهي مجموعة من المقاصد والمشاعر والو لاءات والعداءات, تظهر من خلال الميول والحب والرغبة والاعتزاز والانتماء ..
3 - الأعمال و الممارسات:
مسيرة مسلكية علمية يسير صاحبها وفق القناعات الفكرية و الميولات القلبية أو بسبب التقليد والمحاكاة.
المعالم الرئيسية لما يريد أصحاب الليبرالية تثبيته:
1 - الغرب مصدر وأصل.
2 - تسويق المبادئ والأفكار الغربية.
3 - تحسين كل ما يأتي من عنده.
4 - الدفاع عن مواقفه في القضايا المختلفة-تبرير المنطلقات والمقاصد.
5 - تشجيع الدول والأفراد للحاق بالغرب.
6 - الإشاعة والضرب على وتر أن الحضارة الغربية الليبرالية سائرة نحو تعميم نفسها على مختلف مناطق العالم.
عملهم داخل المجتمع:
1 - بث المذاهب الفكرية.
2 - تركيزهم الدائم أنه لا يوجد شيء اسمه غزو فكري.
3 - كسر جوزة المسكوت عنه وتحليل مابداخلها.
عملهم في مجال السياسة:
1 - المصلحة هي الأساس-البراجماتية-.
2 - الدولة المدنية هي البعيدة عن أي تأثير ديني.
3 - عدم الحرج من الاستعانة بالقوى الخارجية لدحر الدكتاتورية العاتية واستئصال جرثومة الاستبداد وتطبيق الديمقراطية الغربية، في ظل عجز النخب الداخلية والأحزاب الهشة .. وهذه ليست سوابق تاريخية، فقد استعانت أوروبا بأمريكا لدحر النازية والفاشية .. وقامت أمريكا بتحرير أوروبا كما قامت بتحرير الكويت والعراق.
4 - لا حرج في أن يأتي الإصلاح من الخارج .. سواء أتى على ظهر جمل عربي أو على دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أوغواصة فرنسية.
5 - لا حل للصراع العربي مع الآخرين في فلسطين وغيرها إلا بالحوار والمفاوضات والحل السلمي.
6 - الإيمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء.
7 - الاعتراف بالواقعية السياسية مثل:
أ - اتفاقية كامب ديفيد 1979.
ب - اتفاقية أوسلو1992.
ج - اتفاقية وادي عربة 1994.
د - يجب أن تصبح اتفاقات شعبية.
كلامهم في الدين الدين:
1 - التدين تحجر وقسوة وظلام وتكفير.
2 - الدين علاقة بين الفرد وربه لا غير.
نظرتهم للمرأة:
مساواة المرأة مع الرجل مساواة تامة في الحقوق والواجبات والإرث والشهادة وتبني مجلة الأحوال الشخصية التونسية 1957 وهي نموذج أمثل لتحرير المرأة كتاب الليبراليون الجدد، النابلسي-ص25.
مفاهيم يتبنونها باستمرار:
1 - حتمية الليبرالية والديمقراطية لأنها حركة تاريخية شاملة جارفة كاسحة.
2 - الترويج المستمر أن الليبرالية الجديدة مع القيم الإنسانية الكونية ومع التعددية الفكرية والعقائدية، ومع حرية الضمير، ومع التفاعل الحضاري و الإنساني.
3 - التصريح والتأكيد أن مبادئ الليبرالية الجديدة: حرية الفكر المطلقة-حرية التدين المطلقة-التعددية السياسية-المطالبة بإصلاح الدين-فصل الدين عن الدولة-إخضاع المقدس والتراث للنقد العلمي- تطبيق الاستحقاقات الديمقراطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
من مطالب الليبراليين الجدد:
1 - المطالبة بإصلاح التعليم العربي الظلامي (الديني).
2 - إخضاع المقدسات والقيم الأخلاقية والتشريعات للنقد العلمي باستخدام الجينالوجيا القائمة على (من؟ ولماذا؟).
3 - يجب عدم الاستعانة مطلقاً بالمواقف الدينية التي جاءت في الكتاب المقدس (القرآن) تجاه الآخرين قبل 15 قرناً.
4 - الأحكام الشرعية وضعت لزمانها ومكانها، وليست عابرة للتاريخ.
5 - تبني الحداثة الغربية تبنياً كاملاً، باعتبارها تقود للحرية.
6 - الوقوف إلى جانب العولمة وتأييدها باعتبارها أحد الطرق الموصلة إلى الحداثة الاقتصادية والسياسية والثقافية.
المرجعية لديهم:
1 - تقديس العقل والتشكيك في الغيب.
2 - تثبيت فكرة المرجعية الإنسانية ومركزية العقل الإنساني.
3 - تثبيت أن الطبيعة كل مادي ثابت له غرض وهدف و هي مستودع القوانين المعرفية والأخلاقية والجمالية ومنها يستمد الإنسان معياريته.
4 - نظرية المعرفة تقوم على العقل والحس فقط.
5 - الإله: معزول وبعيد (مقدس بشكل إقصائي) , وسواء أكان موجوداً أو غير موجود فهذا أمر هامشي لا علاقة له بمناشط الإنسان العملية والاجتماعية.
المعالم الرئيسية لما يريد أصحاب الليبرالية نفيه وإزالته:
أولا: فيما يتعلق بالغرب:
1 - عدم الالتفات لعيوب الغرب وممارساته الاستبدادية الظالمة.
2 - المجتمع. جحد الدور الحضاري للأمة.
3 - الاستخفاف باللغة العربية.
4 - في الجانب السياسي تقوم السياسة عندهم على. محاربة الحكم الإسلامي باسم محاربة الإسلام السياسي.
5 - محاربة الدين.
6 - إسقاط التاريخ الإسلامي وتشويهه.
7 - تدنيس المقدسات.
8 - الإعراض والتشكيك في كون الوحي مصدراً للمعرفة.
9 - النيل المتواصل من علماء الإسلام والزعم أن علماء الإسلام والوعاظ كما يسمونهم منغلقون عن العلم الحديث.
10 - الحملة العدائية المنظمة والمتواصلة على التيار الإسلامي ومشجعوه واتهامه بأنه تيار غوغائي ديماغوجي.
11 - اتهام التيار الإسلامي والزعم أنه ضد القيم الإنسانية وضد التعددية الفكرية والعقائدية وضد حرية الضمير وضد التفاعل الحضاري والإنساني.
12 - اتهام التعليم الديني بأنه تعليم ظلامي.
13 - الحملة على الأحكام الشرعية وزعمهم المتواصل أنها محصورة بزمانها.
14 - الحرب على الفكر الديني الذي جاء به علماء الدين وفقهاؤه ورجاله هو حجر عثرة.
15 - الهجوم على العلماء المتبوعين ورميهم بأنهم أعداء العقل كابن تيمية والسيوطي وابن القيم. ويسخرون منهم بزعم أنهم استبدلوا العلوم المعاصرة بالطب النبوي، حتى أصبح النبي أحذق من أبي الطب أبو قراط.
ثانيا: فيما يتعلق بالمرأة:
- الاعتداء على حصانة المرأة باسم الحرية والتحرر.
ومن مفاهيم التي يروجون لها.
1 - محاربة نظرية المؤامرة.
2 - لا يمكن إنتاج الحاضر بتاريخ الماضي.
3 - الاتجاه للماضي للاستعانة به لبناء الحاضر هو أسوأ الخيارات.
4 - على العرب التخلي عن المثل الأعلى الموهوم.
5 - تحرير النفس العربية من ماضيها ومن حكم الأسلاف الذين مازالوا يحكموننا من قبورهم.
6 - المرجعية لا وجود لعلم مطلق .. ولا مرجعية للمقدس إلا ما يتوافق مع العقل.
هذه جملة من المفاهيم والمعتقدات الليبرالية والمتفحص لها يجد أنها لا تخالف الإسلام فقط بل تقف ضده بشراسة وتعتبره وأهله والداعين إليه والمدافعين عنه عناصر ظلم وظلام وتخلف ورجعية، وتصور هذا كاف في معرفة حكم الليبرالية، ألم يستحق إبليس وصف الكفر ونار الخلد برده على الله أمرا واحدا فكيف بمن يرد جملة ضخمة من أحكام الدين بل من نصوص القرآن العظيم؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 12:47]ـ
وفي هذه الصفحة http://saaid.net/mktarat/almani/r.htm
من موقع صيد الفوائد تجدون هذه الأبحاث:
الليبرالية نشأتها ومجالاتها
نظرة في: " .. الليبرالية .. " من الداخل
الليبراليون في عصر النبوة
دعاة اللبرلة .. عقول محتلة ... أم ولاءات مختلة؟
لماذا .... نكره ...... اللبرالية ... ؟
الليبرالية الضائعة
الليبراليون الجدد .. عمالة تحت الطلب
الإسلام والليبرالية (حقيقة التوجه الأمريكي وإمكانية الالتقاء الفكري)
الليبراليون المؤدلجون .. والليبراليون الداجون!!
الإسلام الليبرالي أو الضوء الذي يخفي الحقائق
الليبراليون العرب هل هم حقاً ليبراليون؟
الليبرالية العربية .. هدم «النص» والسقوط في التبعية .. !
العمائم الليبرالية وحصان طروادة .. الأسطورة والحقيقة!
بيانٌ ناري من د. سعيد بن ناصر الغامدي ضد شانئيه والمستعدين عليه
"ليبرالي السعودية" لم ينجح أحد!
لماذا فشلت الليبرالية العربيَّة ونجحت الليبرالية الغربية؟
الليبراليون وحديث الإفك
وفي السعودية ...... (لحى ليبراليه)!!
الليبرالية .... النبت اليهودي!!
" المجتمع المدني " الموضة الجديدة لأصحاب " اللحى الليبرالية "
الليبراليون الجدد .. في حِقبة ما (تحت) الحداثة!
"التنويريون السعوديون" .. قراءة هادئة وسط الضجيج
مواقف الليبراليين تجاه سبِّ الرسول
خريف الليبراليين نظرات في أزمة الليبراليين مع حدث الاستهزاء بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم
شئ من الغثاء الليبرالي .. رد على مقال (الدنمارك مرة أخرى: ماذا بعد؟!) لمشاري الذايدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 12:54]ـ
والله لا زلت أتعجب إلى الآن من الأخوة الذي تكلموا في هذا الموضوع ولا يقبل منهم بعد أن سألوا عن شيء محدد وهو اللبرالية أن يقولوا: قصدنا كذا أو كذا .. من لايعرف شيئا لا يتكلم فيه وسوف أنقل عن الشيخ الفاضل سليمان الخراشي عافاه الله ما يتعلق بما نحن فيه الآن وأرجو القراءة بتمهل والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
ثقافة التلبيس (4)
" المجتمع المدني " الموضة الجديدة لأصحاب " اللحى الليبرالية "
سليمان بن صالح الخراشي
التبشير " بالمجتمع المدني " هو الموضة الجديدة على ألسنة وأقلام العلمانيين والعصرانيين من ذوي " اللحى الليبرالية "!؛ فلا يكاد يخلو حديث أو مقال لهم دون الإشارة أو الدعوة إليه بصفته البلسم الشافي لجميع أدواء الأمة وخلافاتها، وإنقاذها من " الماضويين " " السلفويين " ... الخ!!
وهذا " المجتمع المدني " - كما سيأتي - مخلف آخر من مخلفات و " استوكات " المجتمع الغربي العلماني المصدرة إلينا - كالعادة - ليتلقفها الأذناب ويروجوا لها تمهيدا لإدخال مجتمعاتنا ومسخها داخل المنظومة الغربية .. فلا عجب أن يحتفي به " بنو علمان " من متبعي سنن من كان قبلنا حذو القذة بالقذة، حتى قال قائلهم: (إن المجتمع المدني والعلمانية مطلوبان في المجتمع العربي)! (المجتمع المدني والعلمنة، محمد كامل الخطيب،ص 31).
ولكن العجب أن يتابعهم على هذا: أفراد الطائفة المخذولة المسمون " بالعصرانيين " أصحاب " اللحى " من مدعي الأسلمة!!
ويلزمهم - في نظري - أمران:
1 - إما أن يكونوا يجهلون حقيقة هذا المصطلح " العلماني "، ومصادمته الصريحة للإسلام، ولكنهم سمعوا القوم يرددونه فرددوه تبعًا لهم كالببغاء عقله في أذنيه!، وهذه مصيبة؛ أن يدعوا إلى أمر لايعلمون حقيقته.
2 - وإما أن يكونوا يعلمون حقيقة هذا المصطلح، فهم يتبنونه عن علم، ومع سابق الإصرار والترصد. وهذا ما أميل إليه!! واعذروني على إساءة الظن بهم؛ لأن مقالاتهم وأحوالهم التي ظهرت وتبينت للمسلمين تؤكد ظني، فلم يعد هناك مجال للمجاملة أو إحسان الظن .. فلا فرق بين الطائفتين " العلمانية، والعصرانية " سوى هذه " اللحى " التي هي شعار تتطلبه هذه المرحلة! - وإلا فالجميع - كما تبين في مواقف عديدة - بسبب تضخم الحياة الدنيا في عقولهم يأملون باستبعاد الإسلام وأحكامه عن دنياهم .. ظانين أنهم بهذا الفعل يلحقون بركب الغرب، غير متعظين بتجارب إخوانهم في بلاد إسلامية كثيرة حكموها بعلمانيتهم وبتحجيمهم للإسلام وأهله، فلم يخلفوا بعدهم سوى البؤس الديني والدنيوي، متجاهلين عن عمد فشل إسقاط النموذج الغربي على الإسلام الذي لم يكن في يوم ما معارضًا لأي تقدم دنيوي مفيد.
بل إنني أرى أن أصحاب " اللحى الليبرالية " أخطر وأخبث من " بني علمان "؛ نظرًا لإنخداع المسلمين بظواهرهم، وخلفيتهم الشرعية. ولهذا تجد " بني علمان " قد سلموا لهم راية الإفساد، ومكنوهم من المنابر، وأغرقوهم بالمديح والثناء في مقالات وكلمات تجمع عندي منها الكثير .. ليس حبًا فيهم، ولكن ليتخذوهم حصان (بل حمار!) طروادة يغزون به حصون الأمة من داخلها.
.............................. .............................. .............................. ... البقية تأتي
البقية تأتي
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 12:55]ـ
وقد أعجبتني كلمة - مناسبة لهذا المقام - قالها الشيخ سلمان العودة في رده القديم على الغزالي؛ قال (ص 88): (فرح بكتب الشيخ هذه كثير من أصحاب الفكر المنحرف؛ سواء كانوا يساريين أو علمانيين، أو غيرهم، فطاروا بها كل مطار، وصوروها ونشروها، ووزعوها ونشروا مقتطفات منها في كل وسيلة. وهم يعتبرون فكر الشيخ " مرحلة مؤقتة يواجهون بها الدعاة في هذه المرحلة .. وبعدما تتجاوز المرحلة هذا الأمر سوف يتجاوز هؤلاء فكر الشيخ، ويعتبرونه فكرا قديما عفى عليه الزمن، وينتقلون إلى كاتب آخر يكون أكثر تحررا وانفتاحا، ومرونة من فكر الشيخ).
المجتمع المدني:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أحببت أن أبين - بإيجاز - لإخوتي الكرام: حقيقة هذا المصطلح الوافد الذي بدأ يشنف أسماعنا وأبصارنا صباح مساء، لكي لا يغتر أحد " بدسمه " ويغفل عن " سمه "، ونكون على حذر من مكر أعداء الإسلام ممن يتمنون أن يحصروه داخل المسجد، كما حصره أسيادهم داخل الكنيسة. وليهلك - بعد هذا - من هلك عن بينة.
وسيكون هذا التوضيح والبيان بواسطة نقولات صريحة عن مفكرين متنوعين هضموا هذا المصطلح، وجهر كثير منهم بمناقضته للإسلام واتكائه على " العلمانية " " اللادينية ":
نشأته وماهيته:
- نشأ هذا المصطلح لدى الغرب بعد صراعهم المرير مع الكنيسة وما يسمونه " الحكم بالحق الإلهي "؛ يهدفون من خلاله إلى تنحية دينهم " المحرف " عن شؤون الحياة الدنيا؛ لأنه يعارضها.
- يقول الدكتور كمال عبداللطيف: (من بين المفاهيم السياسية التي أصبحت تستعمل بوفرة في الكتابات السياسية العربية المعاصرة؛ مفهوم المجتمع المدني، ولا شك أن اتساع دائرة استعماله في حقل هذه الكتابة يندرج ضمن دائرة العناية المستجدة في الفكر السياسي العربي بالمنظومة الليبرالية). (المجتمع المدني، ملاحظات حول تشكل المفهوم وتطوره،، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، عدد 55، ص 64).
-ويقول - أيضًا -: (اقترن المجتمع المدني بالمجال الدنيوي، حيث يتخلص مجال السياسة من إرث العصور الوسطى المسيحي الكنسي، أي من هيمنة المقدس، وتصبح الدولة والقوانين والمؤسسات نتاجاً للتجربة التاريخية المستقلة عن مجال الروحي في صورته الدينية). (السابق، ص 66).
- و (قد أوضح كل من جون لوك وجان جاك رو سو أهمية المجتمع المدني كمحصلة للتعاقد في تنظيم المجتمع، انطلاقاً من شرعية المصلحة، وضد كل وصاية سماوية). (السابق، ص 66).
- (قد دخل المجتمع المدني في أوروبا حوالي عام 1400م بجملة دلالات أتى بها الخطيب والأديب الروماني ماركوس توليوس شيشرون في القرن الأول قبل الميلاد). (من عناوين المجتمع القادم، سهيل عروسي، ص 157).
- لقد (ظهرت فكرة المجتمع المدني مقابلاً ونقيضاَ للسلطة الدينية المسيحية ولنموذج الدولة الشمولية. ولقد نشأ هذا المفهوم في مناخات الصراع مع الكنيسة وأنموذج الدولة الشمولية تواصلاً مع مفهوم الديمقراطية وحرية الفرد وتشجيعاً لمبادراته باعتبار الأصل، وحدأ من تمدد الدولة والكنيسة معاً بعد أن تم تحرير الدولة باعتبارها نشاطاً دنيوياً محكوماً بالعقل والقانون، وبعد أن انتقلت فكرة السيادة المطلقة التي كانت للكنيسة باعتبارها تجسيداً للمسيح الذي تجسد فيه الرب). (مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني، الغنوشي، ص 54).
- (يرتبط ظهور مصطلح " المجتمع المدني " بظهور نظريات العقد الاجتماعي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر في المجتمعات الغربية للدلالة على مجتمع المواطنين الأحرار الذين اختاروا بإرادتهم الطوعية حكومتهم، وظل هذا المصطلح متداولاً في أوساط المفكرين الاجتماعيين وبخاصة هيغل وماركس إلى أواخر القرن التاسع عشر، ثم انحسر عن الحياة الفكرية والسياسية وانطوى في زوايا النسيان طوال القرن العشرين، وعاد إلى اللمعان والظهور وبقوة في العقد الأخير من القرن العشرين، حيث شاع استعماله في أدبيات العلوم الاجتماعية، وراج في الأوساط الأكاديمية والعلمية سواء على المستوى العالمي أو العربي). (الأستاذ عبد الحميد الأنصاري:نحو مفهوم عربي إسلامي للمجتمع المدني،، مجلة المستقبل العربي عدد 272ص 95).
- لقد (ظهر مصطلح " المجتمع المدني " في مقابل " المجتمع الطبيعي "من ناحية، "والمجتمع الديني" من ناحية أخرى، وذلك في أول نشأة المصطلح في سياق نظريات التعاقد خلال الفترة الممتدة من النهضة إلى القرن الثامن عشر في أوربا وكان المصطلح محملاً بشحنه دنيوية أرضية ضد فكرة الحق الإلهي التي كانت تحكم المجتمع الأوربي). (السابق، ص 96).
- (إن المجتمع المدني قد تبلور في سياق نظريات التعاقد كما نادى به فلاسفة العقد الاجتماعي إبان القرن الثامن عشر، تعبيراً عن المجتمعات التي تجاوزت حالة الطبيعة، وتأسست على عقد اجتماعي). (السابق، 103).
(يُتْبَعُ)
(/)
- (إن المجتمع المدني نشأ من خلال نضال المجتمعات الغربية ضد السلطة التي كانت تجمع بين المدني والكنسي بهدف الفصل بينهما، وهو المبدأ الذي عارضه الإسلام باعتباره نظاماً كلياً شمولياً). (السابق، 102).
- (إن المجتمع المدني يجد أساسه الأيدلوجي في تفاعل ثلاثة أنظمة من القيم والمعتقدات: الليبرالية والرأسمالية والعلمانية، وهي لا تتحقق مع القيم الإسلامية). (السابق، 102).
- (يقوم المجتمع المدني على قيم نسبية تسمح بالاختلاف والتنوع، ولا توجد للمجتمع المدني قيم مطلقة .. بينما قيم المؤسسات الدينية والأحزاب الإسلامية مطلقة، وتقوم على حراسة قيم مطلقة). (السابق، 102).
- (يشكل المجتمع المدني البنية التحتية للديمقراطية، وهو أشبه بالشرايين والقنوات التي يجري فيها السائل الحيوي للديمقراطية، وهما وجهان لعملة واحدة هي " الحرية ". وإذا كان من المسلمات أنه لاتنمية من دون ديمقراطية، فكذلك لاديمقراطية من غير مجتمع مدني يكون كالأب الشرعي أو الأم الحاضنة التي تضمن للديمقراطية النمو والاستمرار والازدهار). (السابق، 97).
- (المجتمع المدني هو بالأساس ذلك المجتمع غير الديني، أي المجتمع المنعتق سياسياً من السلطة المطلقة الدينية التيوقراطية). (المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي،توفيق المديني، ص 45).
- (العلمانية روح المجتمع المدني). (السابق، ص 67).
- (المجتمع المدني مؤسس على العقلانية والعلمانية). (السابق، ص 68).
- (إن الحرية الفردية تشكل أساس المجتمع المدني). (السابق، ص 68).
- (إن التحرر السياسي في المجتمع المدني قد قاد إلى تحرر الإنسان من الدين). (السابق، ص 69).
- (يقيم – أي المجتمع المدني – الدولة على أساس دنيوي، ملغيًا المفهوم القديم القائم على الحكم بالحق الإلهي). (مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي د / أحمد شكر الصبيحي، ص 120).
- (إن المجتمع المدني قرين الفكر الغربي). (السابق، ص 17).
- (إن المجتمع المدني يجد أساسه الأيدلوجي في تفاعل ثلاثة نظم من القيم والمعتقدات: أولها: الليبرالية، وثانيها: الرأسمالية، وثالثها: العلمانية. وهذه القيم والمعتقدات الثلاثة بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا تتفق مع القيم الإسلامية). (السابق، ص 41).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 12:58]ـ
- (كان مجرد تعبير عن انتقال مبدأ السيادة من السماء "الحكم بالحق الإلهي" إلى الأرض "الحكم على أساس العقد الاجتماعي"). (المجتمع المدني، دراسة نقدية، د/ عزمي بشارة ص 12).
- و (يرى مجدي حماد - أيضًا -: أن المجتمع المدني يجد أساسه الأيدلوجي في تفاعل ثلاثة نظم من القيم والمعتقدات: أولها الليبرالية، وثانيها الرأسمالية، وثالثها العلمانية). (إشكالية مفهوم المجتمع المدني، د كريم أبوحلاوة، ص 150).
- (ومن هنا يُعرف المجتمع المدني أو العلماني بأنه المجتمع المستقل في تنظيم حياته المدنية ـ الاجتماعية عن أية افتراضات مسبقة عن، ولوجود الإنسان ومجتمعه. ومن هنا كذلك ينبغي أن تكون علاقات العيش الإنساني ـ الاجتماعي في المجتمع المدني محكومة بنواظم العقل ـ العلم البشري، حسبما تقوله العلمانية، لكن نواظم العقل متبدلة بتبدل مراحل العيش والارتقاء الإنساني، ومتغيرة بتغير المكان والزمان وإن كانت محكومة بمبدأ أساسي هو الحفاظ على مبدأ الوجود واستمراريته، ومن ثم الوجود الآمن والعادل. في مثل هذه الحال تكون الاعتقادات الإيمانية الأيديولوجية الفكرية شأنا خاصاً من شؤون الضمير الفردي في اعتقاداته وآرائه الفكرية والإيمانية والاجتماعية والسياسية، وإلا فإن فرض رأي ضمير على ضمير آخر هو بداية التسلط، ومن ثم العنف المتبادل، فالمجتمع المدني إذن، آو العمران على لغة ابن خلدون، يفترض فكرة " العقد الاجتماعي " بين أطراف المجموعة الاجتماعية وبين البشر عموما، وفي مثل هذه الحالة يمكن للحكومة أن تكون حكما ومراقبا، وليس مجرد ممثل لأيديولوجية آو طبقة مسيطرة). (المجتمع المدني والعلمنة، محمد كامل الخطيب،ص 26 – 27).
(يُتْبَعُ)
(/)
- (ومن هنا نستطيع القول إن المجتمع المدني ترتيب جديد للمجموعات الاجتماعية لا يأخذ بعين الاعتبار رغبة أي من التنظيمات والعقائد الاجتماعية والشخصية الموروثة في فرض نفسها على المجتمع، حتى وإن تماسست في مؤسسات، كالدين والطائفية والعشيرة، بل والحزب السياسي، بل ويقاوم رغبة أو محاولة أية مجموعة اجتماعية السيطرة على باقي المجموعات باسم الصحة المطلقة لعقيدتها، وفي المقابل تحاول العلمانية والمجتمع المدني ترتيب علاقات وحياة المجموعات سلميا، وجعل العقل والعلم والدين والمصلحة المشتركة، أي الاعتراف المتبادل بالمصالح وحرية الاعتقاد ووجوب الاحتكام إلى المؤسسات التمثيلية البشرية غير المقيدة بأية صفة إطلاقية دينية كانت أم دنيوية، فالعلمانية لا تتطلب التخلي عن العقيدة والرأي بل وتعرف أن هذا غير ممكن، لكنها تريد الامتناع عن فرض هذا الرأي بأي شكل من أشكال العنف والضغط أو الإكراه، حتى ولو كان ذلك علي شكل ترغيب أو ترهيب). (السابق، ص 27).
- (المجتمع المدني هو نقيض المجتمع الديني كما هو معروف). (السابق، ص 29).
معوقات تحقيق المجتمع المدني لدى العلمانيين:
- (دون تحقيق مجتمعات مدنية في بلداننا العربية عوائق شتى، يحصرها بعض الباحثين في أربع نقاط:
الأولي: ..... الثانية: .......
الثالثة: منظومة العلاقات والتفاعلات القائمة على الدين الإسلامي)!!. (الواقع العربي وعوائق تكوين المجتمع المدني، فهمية شرف الدين، مجلة المستقبل العربي، ص 42).
- (لا يختلف معظم المحللين والباحثين الاجتماعيين على أن المنظومة التربوية السائدة في المجتمعات العربية هي سبب رئيسي من أسباب تأخر المجتمعات العربية). (تقف منظومة تربوية متكاملة تبدأ من الأسرة وتنتهي في شبكة العلاقات السياسية أي في تلك العلاقة مابين " رب البيت " و " رب الوطن " و " رب العالمين " يجمع بينها جميعها مفهوم الطاعة الذي ينتج الولاء و التبعية، وعندما تكون الطاعة هي القيمة الأولي في المجتمع تنتفي الإرادة، وينحسر الاختيار الحر).!! (السابق، 46، 47).
حكمه:
- " المجتمع المدني " مجتمع علماني كما سبق باعتراف أهله والمعجبين به، فهو يساوي بين الإسلام والديانات المحرفة أو البشرية، ويهمشه، ويبعده عن مجالات الحياة؛ وهذا كفر لاشك فيه. وليطالع من يريد الزيادة: رسالة (العلمانية) للشيخ سفر الحوالي - حفظه الله - (فصل: حكم العلمانية في الإسلام). وكتاب (كسر الصنم العلماني) للأستاذ محمد شاكر الشريف - سلمه الله -.
- (إن مفهوم المجتمع المدني (أوروبياً) مرتبط بجدلية التاريخ الأوربي، ولا يجوز ترجمة تطور هذا المفهوم على دولة الإسلام في مختلف مراحلها ذلك أن دولة الإسلام دولية موضوعية جمعت الدين والدنيا). (مجلة الفيصل، العدد 202، العرب والمجتمع المدني، د / عمر فوزي نجاري، ص 19).
تنبيهات:
التنبيه الأول: قال العلماني محمد كامل الخطيب: (بالنسبة للمجتمع العربي تحديداً، فالدعوة للمجتمع المدني العلماني، ما تزال جديدة جدة عملية التمدين، وربما يمكن تأريخ ابتدائها بتلك الرسالة التي أرسلها إبراهيم باشا ابن محمد علي إلى متسلم اللاذقية في 24 ربيع الثاني 1248، (1809 م) وفيها يقول:
" الإسلام والنصارى جميعهم رعايانا، وأمر المذهب ماله بحكم السياسة، فيلزم أن يكون كل بحاله، المؤمن يجري إسلامه والعيسوي كذلك، ولا أحد يتسلط على أحد ".
وبعد إبراهيم باشا، الذي قارب العلمانية لأسباب إدارية وسياسية، أتى المفكرون؛ فدعا للعلمانية والمجتمع المدني كتاب ومفكرون من أمثال شبلي شميل ولطفي السيد وعبد الرحمن الكواكبي وعلي عبد الرازق وطه حسين وجبران خليل جبران وعبد الرحمن الشهبندر وسلامة موسى وقسطنطين زريق وغالبية المفكرين القوميين والماركسيين، وربما كانت الأنظمة العربية التي تحكم باسم الفكر القومي من آثار الدعوة للمجتمع المدني والعلمانية في العصر الحديث، على الرغم من أنها لم تستطع ممارسة وتحقيق إلا القليل القليل من سمات المجتمع المدني، ومن العلمانية، بل إنها، وفي حالات كثيرة ناقضت المجتمع المدني والعلمانية في ممارساتها وسياساتها، فمزقت المجتمع وعملت على تهديده). (مرجع سابق، ص 28 – 29).
(يُتْبَعُ)
(/)
التنبيه الثاني: فتن بعض الإسلاميين بالمجتمع المدني كما فتنوا قبله بالديمقراطية!! كل هذا لأجل الهرب من تسلط الدول العربية التي عاشوا فيها؛ كمصر وتونس وغيرها؛ فأصبحوا كما قيل: كالمستجير من الرمضاء بالنار!
والعجب أن صراخهم ملأ الفضاء دعوة وتبشيرًا بالدولة الإسلامية التي يسعون إليها! فيما هم - في الواقع - يلمعون الأنظمة الكفرية (الديمقراطية، المجتمع المدني .. )، فماهذا التناقض؟! (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)؟
ألا يدل هذا على أنهم لا زالوا غير مقتنعين بالحكم الإسلامي؟!
وأنهم لازالوا يخلطون بينه وبين " الحكم الديني " الذي وجد في الغرب؟!
وإلا فلماذا يتجاوزونه ويجتهدون في " ترقيع " أفكار الغرب، وجلبها لديار المسلمين؟! أليس هذا من الخيانة والتلبيس على الأمة؟!
والمضحك أن هؤلاء الإسلاميين عندما تبنوا أفكار الغرب زعموا أنهم سيجرون عليها بعض " التعديلات " لتكون مناسبة لنا!
فزعم بعضهم (كالقرضاوي) المفتون بالديمقراطية أن (السلطة المنتخبة لاتملك حق التشريع فيما لم يأذن به الله. لا يملك أن تحل حرامًا أو تحرم حلالا)!! (انظر: كتابه: الحلول المستوردة، ص 77 - 78). وأن (لا مجال للتصويت في قطعيات الشرع)!! (انظر: فتاوى معاصرة 2/ 646).
وهل سيقر لك سدنة الديمقراطية بهذا التحكم في ديمقراطيتهم؟! إنك إن فعلت ذلك لن يكون " المعدل " ديمقراطية!! وإنما سيكون إسلاما! فريح بالك وادع للإسلام مباشرة! (انظر الرد عليه تفصيلا في كتاب: القرضاوي في الميزان).
ثم جاء آخر من " الترقيعيين " وهو الغنوشي مبشرًا بالمجتمع المدني الذي سيخلصنا من " الدول المتسلطة " وألف كتابًا بعنوان (مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني) أتى فيه بما لم تستطعه الأوائل! حيث خالف إجماع العارفين بالمجتمع المدني وأهله عندما قال (ص 104): (لاتعتبر العلمانية فكرة مساعدة على نشأة المجتمع المدني)!!، وعندما زعم (ص 108): (أن فكرة العلمانية .. ضد المجتمع المدني)!! كل هذا لأجل تلميع صورة هذا المجتمع العلماني بين المسلمين.
قد يقول قائل: لماذا لانعذر القرضاوي والغنوشي في دعوتهم للديمقراطية والمجتمع المدني، وهم قد عاشوا في مجتمعات جمعت بين الحكم بالطاغوت والظلم، فبعض الكفر أهون من بعض؟ وكفر الديمقراطية والمجتمع المدني قد يقبله العالم بخلاف الدعوة للحكم الإسلامي؟
أقول:
1 - لو سلك هؤلاء المسلك الشرعي في التعامل مع الحكام - كافرهم أو ظالمهم - لما تعرضوا لما تعرضوا له، ولما اضطروا لقبول هذه الكفريات. (وتفصيل هذا يطول) وقارن حالهم بحال دعاة السنة في تلك البلاد كيف أثمرت دعوتهم، لولا أن أفسدها هؤلاء عليهم بحماقاتهم.
2 - أنهم - من واقع حالهم - غير مضطرين أبدا لهذه الكفريات كلها، التي تقضت أعمارهم في سبيل تقريرها في بلاد المسلمين. فلوا ركزوا جهودهم على بيان أهمية الحكم بالشريعة، وحسنوه للحكام وللناس لكان خيرا لهم، فإن قبل منهم وإلا فهم معذورون ........ ولكن: فاقد الشيئ لايعطيه!
3 - أنهم عندما دعوا لما سبق من كفريات لم يقروا بمخالفتها للإسلام، وأنهم إنما أكرهوا عليها. بل ادعوا أنها لاتنافي الإسلام مجرين عليها تعديلاتهم الخيالية. وهذا تلبيس ومكابرة.
ماعذر الحامد والفالح والطريفي؟!
أولئك عاشوا في بلاد متسلطة لم تحكم بالشرع، ولم يعذروا بانحرافهم عن المنهج الشرعي في التعامل مع الولاة الذي قادهم إلى تلكم الكفريات. فماظنك بأناس يعيشون في بلاد التوحيد والدعوة، التي يحكم فيها بالشرع، وتظهر فيها السنة وأهلها، والفضيلة وحماتها .. ثم يستبدلون هذا كله بالدعوة والتلميع لذلك المجتمع المدني " الكفري "؟!
أما الحامد: فهو الدكتور عبدالله الحامد، " الأديب " المعروف الذي جعل ديدنه في كل لقاء يعمل معه: المناداة بهذا المجتمع المدني الذي سيخلصنا من الإستبداد و .. و .. الخ الشعارات! (انظر لقاءه مع قناة الجزيرة مثلا). وقد ألف لأجل هذا كتابيه: " المجتمع المدني سر نهوضهم وانحطاطنا "!! و " نظرية المجتمع المدني في الإسلام ". ولي معه جولة قادمة - إن شاء الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الفالح: فهو الدكتور متروك الفالح، أحد دكاترة جامعة الملك سعود، ألف كتابًا " وصفيًا " بعنوان " المجتمع والديمقراطية والدولة في البلدان العربية - دراسة مقارنة لإشكالية المجتمع المدني في ضوء تريف المدن ". حاول فيه كغيره اجراء " تعديلات " و " تحكمات " على مجتمعه المدني ليتوافق مع واقعنا. (انظر ص 151 من كتابه).
وأما الطريفي: فهو عادل بن زيد الطريفي، كاتب صحفي مغرم بالتعالم ولوك المصطلحات الغربية، بدأ من صحيفة المحايد، ثم انتقل إلى جريدة الوطن. كتب مقالا بعنوان " أين هو المجتمع المدني في مشروعات الإصلاح العربية؟ " (الوطن / 1279): يبشر فيه الدول العربية بفوائد الأخذ بالمجتمع المدني! ويحذرهم من " الأصولية الدينية "!! و" الانغلاق السلفوي "!! وقد رد عليه الأستاذ سعيد الغامدي - وفقه الله -.
قد يقال: عذرهم أنه يوجد في مجتمعنا " أثرة "، وقد وقع على بعضهم " ظلم " فروا منه إلى هذه الأفكار التي تقيهم من التسلط.
فأقول: سبحان الله! أيفر من " الظلم " إلى " الكفر "؟!
أيفر من دولة إسلامية فيها أثرة، لكن أعلام التوحيد والشريعة والفضيلة فيها ظاهرة مرفوعة، أهلها مجتمعون ... إلى " مجتمع مدني كفري " ترتفع فيه أعلام الكفر والبدعة، والتحزب والتفرق، ويرتع فيه أرباب الخنا والرذيلة بقوانين تحميهم!!
عجبًا لكم!
أليست (الفتنة أشد من القتل)؟!
ثم أقول: لو التزم هؤلاء المسلك الشرعي في التعامل مع ولاتهم لما وقع عليهم هذا الظلم. فلماذا الإثارة ومنازعة الأمر أهله؟ وقد تبين وتأكد للعقلاء عبر التاريخ أن هذا المسلك التصادمي يفسد ولا يصلح، والواقع شاهد.
ولو اشتغل هؤلاء بالدعوة إلى دين الله وتوحيده وناصحوا من ولاه الله أمرهم؛ لبوركت جهودهم وأثمرت كغيرهم ممن نفع الله بهم البلاد والعباد. لكنهم أشغلوا أنفسهم فيما حذرهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من " عدم منازعة الأمر أهله " فضروا أنفسهم وأضروا غيرهم. ثم لجؤا إلى هذه الدعوات " الكفرية " التي ظنوها تنقذهم مما هم فيه، حتى أشربوها في قلوبهم - والعياذ بالله -
وأقول لهم أيضا: ومايدرينا أنكم لو تسلطتم علينا أن لا تظلموا ولاتستأثروا!! وحال إخوانكم في دول أخرى تمكنوا منها لا يبشر بخير!
ختامًا: أسأل الله أن يبصر شباب الإسلام بانحرافات من يزعمون " الإصلاح " ومجابهة الظلم والأثرة وهم يقودونهم إلى " الكفر " والإنسلاخ من الدين وهم لايشعرون .. وأن يجعلهم متنبهين لما يراد بهم: لاتخدعهم زخارف الألفاظ ولا تدغدغهم الشعارات الكاذبة.
والله الموفق.
وهذا رابط المقال وسلسلة الشيخ كلها في الرد على ثقافة التلبيس وأنصح بشدة بقراءتها.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 01:08]ـ
هذه هي اللبرالية أيها السادة فهل تجنيت على أصحابها؟ وهل كانت مقولة الشيخ عبد الرحمن السديس عن الشبهة التي ذكرها السائل بأنها: شبهة فاجرة ولم يعلم الأخ ذلك واستنكر على الشيخ هذا القول وطلب منه الإيضاح فهل كانت هذه مبالغة؟ وهل ظهر للأخ السائل وغيره من المعلقين لماذا ذكرنا ما ذكرنا؟!!
لعل بعض الأخوة لا يدري ويتعجب من غضبي وسوف أذكر حديثا واحدا فقط وأطلب ممن يتعجب أن يتأمله ليعرف لماذا غضبت.
روى البخاري ومسلم من حديث حُمَيْد بْن أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي
والأمر وموضع الشاهد واضح مع أن هؤلأ الصحابة الأبرار لهم تأويلات ولا يقصدون إلا الخير ولا يحاربون بهذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا .. ولا ... بعكس اللبراليين ومع هذا ماذا قال لهم؟! وماذا يريد البعض منا أن نقول لليبراليين؟!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
أشكرك على الفائدة
ونعوذ بالله من كافة هذه الأهواء , وأعلم بأني كافراً بكل فكراً في الدين لا يقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج سلفنا الصالح.
وكذلك أربى بك يا ابوعمرو عن هذا الأسلوب المتعالي على إخوانك فأتق الله
وتنبيهي لك بتوخي الحذر يصبح سؤال:
هل من قال لك أني ليبرالي تحكم عليه بالكفر , كمن قال لك أنا علماني؟
أرجو الإجابة أن تكون محدده ثم إن شئت فصّل!!
هدانا الله وإياك الى ما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 04:03]ـ
أولا: أنا لا أحسب نفسي شيئا حتى أتعالى على أحد.
ثانيا: كوني أنصح بعد الرد والخوض في أي مسألة قبل التعلم هذا ليس تعاليا أو تكبرا وإلا فلماذا لا يكون من يريد الكلام بعلم وبغير علم هو من يتكبر؟!
ثالثا: هناك فرق بين الإطلاق والتعيين في مسائل التكفير وأنت تخلط بينهما فقد تكون المقولة كفرا وقائلها لا يحكم عليه بالكفر لأن الحكم بالكفر أو الفسق ونحوهما لا يكون إلا عند تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هو معلوم من مذهب أهل السنة والجماعة.
رابعا: التكفير حكم شرعي وليس بهوى أحد والحملات التي يشنها العلمانيون والليبراليون لإلغاء الحكم بالكفر على المعين حتى ولو كان نصرانيا مجمعا على كفره ويوافقهم في هذا كثير من دعاة العصرنة والعقلانيون هذه كلها حملات باطلة وقد تابعهم كثير من الدعاة الذين غيروا مناهجهم تحت ضغوط الواقع وما كثرة المؤلفات التي تحذر من التكفير - وليس الغلو في التكفير أو التكفير بالباطل- عنا ببعيد مع.
خامسا: لو كان من يقول عن نفسه إنه ليبرالي ويفهم معنى ليبرالي وما تدعو إليه اللبرالية وما يلزم من نادى بها واعتقدها وأصر على هذا فهو كافر.
سادسا: أنت بعد كل ماذكرته عن الليبرالية تأتي وتسألني هذا السؤال!! فإما أنك لا تعلم مذهب الليبراليين أو أنك الكلام عندك منصب على أشخاص تعتبرهم ليبراليين وتحسن فيهم الظن وتظنني أتحث عنهم وليكون كلامي أكثر وضوحا أسألك بدوري سؤالا:
ماذا تقصد بالليبرالي الذي لا أجعله مثل العلماني في الحكم؟ وماهي معتقداته؟ وهل من قال بالليبرالية التي وضعت نقولا هنا في بيانها وبيان منهجها وروابط توضحها هل من قال بهذا لا تجعله مثل العلماني؟!
أرجو الجواب بوضوح أخي الكريم ... وأخيرا إن كان أحد من إخواني يظن أنني أتكبر عليه أو بدرت مني كلمة جرحته فأنا أستغفر الله من ذلك وماقصدت إلا خيرا إن شاء الله.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 04:17]ـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما معنى اللبرالية ياشيخنا الفاضل وجزاكم الله خيرا؟
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
باختصار وتبسيط:
هذا أخطر مذهب عرفته البشرية , لانه يحول الانسان إلى إله نفسه، ويلفي عقيدة الايمان بالله تعالى الاله الحق الذي يحاسب البشر يوم القيامة، وهو والعلمانية وجهان لعملة واحدة.
وقد بدأ ينتشر في الكويت عن طريق بعض الكتاب والمثقفين، وحاصل المذهب أن الانسان يجب أن يكون حرا لايقيده شرع، ولا إله، وإنما يسير على هواه، ويتبع ما يدله عليه عقله، وأنه لا حساب ولا عقاب بعد الموت، والاديان كلها قيود تقيد حرية الانسان، والواجب أن لا تتحكم الشريعة الالهية بالبشر، وإنما تكون علاقة شخصية بين الانسان وما يعتقد فحسب.
والاديان كلها سواء لا فضل لواحد منها على الاخر، والاسلام لايعدو كونه واحدا منها، لافضل له على ما سواه، فكل إنسان يظن أن دينه هو الحق، ومحمد صلى الله عليه وسلم مصلح عربي فقط.
ومن اعتقد هذه العقيدة الليرالية فهو كافر، ولكن للاسف كثير من الكتاب في الصحافة يعتقدون هذه العقيدة، وإذا صدر منهم مدح للدين فهو مجاملة فقط، ويخفون كثير من حقيقتهم حتى لا يحاربهم الناس والله أعلم
هذه الفتوى للشيخ حامد بن عبد الله العلي وهي منشورة في موقعه:
http://www.h-alali.info/f_open.php?id=54784e6a-dc0b-1029-a62a-0010dc91cf69
ـ[النجم]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 05:06]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا عمرو المصري على هذه المعلومات القيمة لهذا الفكر القبيح ...........
يجب أن تعلم أنه ليس كل المجتمع يعرف هذه المعلومات ....... فمن الممكن أن يضكوا عليهم
لكن ماهو اللباس الذي يتخذونه لستر الوجة الكالح لهم ....... لخداع المجتمع, وقبل ذلك دخول هذا المجتمع كيف كان ..... ؟
هل من الممكن أننا اعطينهم فيزة دخول بأخطائنا ومنها التوسع في باب سد الذائع, هذا هو السؤال منذ البداية ....... أن كان هناك من معلومات تفيدنا بها نكون لك من الشاكرين.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 05:12]ـ
سؤال النجم واضح
هل التوسع في قاعدة سد الذرائع أنتج الليبراليين في مجتمعاتنا؟
بمعنى هل برّر الليبراليون أعمالهم بذلك؟
فيجب قطع مايحتجوا به.
ـ[النجم]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 05:47]ـ
عيني عليك باردة, يا سفير الحق ......... هذا ماقصدته ...........
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 11:14]ـ
في الثمانيات كان هناك مبالغة في باب سد الذرائع حتى أنهم حرموا كثيراً من الأشياء المباحة
هل من الممكن أننا اعطينهم فيزة دخول بأخطائنا ومنها التوسع في باب سد الذائع, هذا هو السؤال منذ البداية
لكن لماذا لا نعترف بأخطائنا
لماذا ننكر بأنه يوجد إستخدام خاطيء لباب السد الذرائع والبعض إستغله وتوسع به
إخواني الكرام
هذه التي تذكرونها أنا أزعم أنها (دعوى) لا وجود لها!
وأنتم تثبتونها، والبينة على المدعي، فهل تملكون بينة على هذه الدعوى؟
هل تتكرمون وتثبتوت ما احتوت عليه هذه الاقتباسات من مشاركاتكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 11:15]ـ
سؤال النجم واضح
هل التوسع في قاعدة سد الذرائع أنتج الليبراليين في مجتمعاتنا؟
بمعنى هل برّر الليبراليون أعمالهم بذلك؟
فيجب قطع مايحتجوا به.
تأويل بعيد جدا
فكيف تكون برر بمعنى أنتج؟!
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:34]ـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما معنى اللبرالية ياشيخنا الفاضل وجزاكم الله خيرا؟
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
باختصار وتبسيط:
هذا أخطر مذهب عرفته البشرية , لانه يحول الانسان إلى إله نفسه، ويلفي عقيدة الايمان بالله تعالى الاله الحق الذي يحاسب البشر يوم القيامة، وهو والعلمانية وجهان لعملة واحدة.
وقد بدأ ينتشر في الكويت عن طريق بعض الكتاب والمثقفين، وحاصل المذهب أن الانسان يجب أن يكون حرا لايقيده شرع، ولا إله، وإنما يسير على هواه، ويتبع ما يدله عليه عقله، وأنه لا حساب ولا عقاب بعد الموت، والاديان كلها قيود تقيد حرية الانسان، والواجب أن لا تتحكم الشريعة الالهية بالبشر، وإنما تكون علاقة شخصية بين الانسان وما يعتقد فحسب.
والاديان كلها سواء لا فضل لواحد منها على الاخر، والاسلام لايعدو كونه واحدا منها، لافضل له على ما سواه، فكل إنسان يظن أن دينه هو الحق، ومحمد صلى الله عليه وسلم مصلح عربي فقط.
ومن اعتقد هذه العقيدة الليرالية فهو كافر، ولكن للاسف كثير من الكتاب في الصحافة يعتقدون هذه العقيدة، وإذا صدر منهم مدح للدين فهو مجاملة فقط، ويخفون كثير من حقيقتهم حتى لا يحاربهم الناس والله أعلم
هذه الفتوى للشيخ حامد بن عبد الله العلي وهي منشورة في موقعه:
http://www.h-alali.info/f_open.php?id=54784e6a-dc0b-1029-a62a-0010dc91cf69
الأخ ابو عمرو هدانا الله وإياه
ربما تكون الليبرالية كما وصفتها من حيث الأصل ولكن مبحثنا وأختلافنا مع أصحابها وهم الأولى بتعريف ما يزعمون الدعوة إليه.
وليس لك أن تلزم غيرك بما تعتقده تعريفاً لما يسمى بالليبرالية.
فماذا تقول لمن يعرف الليبرالية بأنها تقوم على أصول صحيحة تنبع من القرآن والسنة؟
راجع هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1851
فمن البغي إلزامهم بالتعريف الصحيح منها وأنها شقيقة العلمانية إن لم تكن هي نفسها
لوجود التأويل عند بعضهم أو الجهل عند البعض الأخر وخصوصاً العوام منهم أو أشباه العوام!!
فأنت تعرف بأن من يؤمن بهذه الليبرالية الجديدة منهم من كان لا يتكلم إلا بالسنة يدعوا الناس إليها بل وينظم المسابقات في حفظها وهو اليوم ليبرالي إسلامي كما يعتقد!!
وأنا سيء الظن جداً في هذا الصنف أكثر من الصنف الأخر الشهواني!
فلا تعتقد بأني في طور لدفاع عن من تعتقد , ولكني أنبهك الى أن إطلاق التكفير بدون تمييز للمسميات وبدون تفصييل للمعاني هو من البغي بل وسيتبعك أخرون على هذا الفهم.
وأما التكفير بحق فليس هذا المنبر موطنه بل هناك عند أهل العلم الراسخين أهل الفتيا والبصيرة وإقامة الحجة.
وأما الكلام على الفعل فهذا هو الذي أعنيه بارك الله فيك وأكرر بأنك تستطيع أن تقول العلمانية كفر لأن تعريفها مستقر بين العامة قبل الخاصة بأنها فصل الدين عن الحياة وهذا كفراً بواح من نطق به.
وأما من قال لك أنا أدعو الى الليبرالية وهو يعني تعدد الأراء والأفكار والفرق بدون نكير وهو منهج فاسد لا شك ولاريب , وأنت في نفس الوقت تعتقد بأن الليبرالية ما بينته لنا وتحكم على ضوء ذلك المعتقد الخبيث فتقع الزلة فيكفر الناس بعضهم بعضاً!!؟
فالشائع اليوم بين الناس هو ما يسمونه بثقافة الحوار وهي الليبرالية في عيون هولاء بينما هي في نظرك كفراً بواح فأفهم ما أرجو بيانه.
وفقك الله
ـ[النجم]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 07:58]ـ
أولاً أن طرحت سؤالاً ..... ولم أدعي ..... صحيح لم يكن واضحاً .... لكني أوضحته فيما بعد .....
ورغم ذلك قال الأخ عبد الرحمن السديس [إنها مقولة (كاذبة)؛ لأنها خلاف الواقع]
معنى ذلك أن من قال من أسباب ظهور اللبرالية في عالمنا الإسلامي التوسع في قاعدة سد الذرائع أومن قال أن هناك في العالم الإسلامي ظاهرة توسع لهذه القاعدة ... فقد خالف الواقع ....... أيضاً هذه دعوى تحتاج منك الإثبات لأن إدراك الواقع أمرٌ نسبي ........ ولايمكن أدراك الواقع كله ........ وشكراً للجميع.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 08:19]ـ
بعد كل ما قيل في اللبرالية وما ذكره العلماء وطلبة العلم من بحوث فيها وفي بيان حكمها هل يمكن أن يأتي من يسمي نفسه: بالداعية الليبرالي وهو غير ليبرالي فعلا؟!!
هؤلأ يتحاشون بل وينفرون عن منهج السلف ويردون على من ينتسب للسلف مع أن هذا هو الحق ولا يريدون أن يصفهم أحد بالانتساب إلى السلف ثم ينتسبون لإلى الليبرالية مع ما قيل فيها!!!
فهل حقا منهج السلف صار قبيحا عند هؤلأ حتى يفضلوا الانتساب إلى نحلة ومذهب- حتى وإن كانوا لا يقولون بما فيه من كفريات- ذمه العلماء وعدوا اعتقاده والدعوة إليه من نواقض الإسلام!!! هذا حقا أمر عجيب!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 08:20]ـ
مثال وليس للحصر
عندما قالوا بوضع حصة رياضة مدرسية للبنات مع أنه أمر بسيط ولا يستلزم هذا الإهتمام
لكن الرفض الذي تم ومحاربته من العلماء والشيوخ ومحاربته في الإنترنت
لماذا هل سيرتكبون إثماً عظيماً؟؟
فإستغل العلمانيون هذا الحدث
وأصبح أغلب الطالبات يقولون لماذا يتم المنع بالعكس فكرة جميلة لأننا نريد الحركة وإحنا كلنا بنات
ولأن ما شاء الله أغلب فتياتنا يعانون من السمنة رحبوا بهذه الفكرة
أليس المنع الأن سبب تؤيد هولاء الفتيات إلى كلام العلمانين بعد أن قاموا للدفاع عن الفكرة وأن البنات يحتاجون
الى الرياضة.
هذه إحدى إستخدامات باب سد الذرائع في أمر ليس به منكر ولكن التشدد الغير مسئول!!!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 08:46]ـ
أولاً أن طرحت سؤالاً ..... ولم أدعي ..... صحيح لم يكن واضحاً .... لكني أوضحته فيما بعد .....
إنما كتبتُ هذا الطلبَ بعد إيضاحك، وأنت ـ بارك الله فيك ـ ذكرت أن المراد ليس التبرير، أنسيت تمثيلك بردة الفعل في الخوارج والمرجئة؟!
معنى ذلك أن من قال من أسباب ظهور اللبرالية في عالمنا الإسلامي التوسع في قاعدة سد الذرائع أومن قال أن هناك في العالم الإسلامي ظاهرة توسع لهذه القاعدة ... فقد خالف الواقع أيضاً هذه دعوى تحتاج منك الإثبات لأن إدراك الواقع أمرٌ نسبي .......
هذا تهرب، وليس جوابا!
فهلا أثبت دعواك ثم طالبت مخالفك بما ادعى فإن دعواه مبنية على دعواك، مع أن في كلامه حين قال شيء من إثبات ذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 08:52]ـ
مثال وليس للحصر
عندما قالوا بوضع حصة رياضة مدرسية للبنات مع أنه أمر بسيط ولا يستلزم هذا الإهتمام
لكن الرفض الذي تم ومحاربته من العلماء والشيوخ ومحاربته في الإنترنت
لماذا هل سيرتكبون إثماً عظيماً؟؟
فإستغل العلمانيون هذا الحدث
وأصبح أغلب الطالبات يقولون لماذا يتم المنع بالعكس فكرة جميلة لأننا نريد الحركة وإحنا كلنا بنات
ولأن ما شاء الله أغلب فتياتنا يعانون من السمنة رحبوا بهذه الفكرة
أليس المنع الأن سبب تؤيد هولاء الفتيات إلى كلام العلمانين بعد أن قاموا للدفاع عن الفكرة وأن البنات يحتاجون
الى الرياضة.
هذه إحدى إستخدامات باب سد الذرائع في أمر ليس به منكر ولكن التشدد الغير مسئول!!!
قبل أن أطالبك بإثبات أنه فعلا وضع حصة رياضة كما تقول، ثم أفتى بمنع ذلك، وهل ما قاله صحيح من جهة الشرع أم لا ومن هو المؤهل لتغليطه، وهل ما قاله من باب سد الذرائع أو له دليل آخر ... قبل ذلك كله أعود بك إلى ما نحن فيه فأقول:
هل هذا من الأسباب التي أنتجت الليبرالية؟!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:26]ـ
الأخ خلف الكواليس: لماذا لا تترك موضوع الليبراليين وتضع لنا ما عندك أو ما سمعته من شبهات وأشكل عليك ونتناقش فيه أنفع من العمل خلف الكواليس ولنكن واضحين في الطرح .. الليبرالية معروفة ومن عرفها بتعريف إسلامي فهو جاهل أو مغرض .. والعلمانية معروفة ... والديمقراطية معروفة .... والعصرانيون والعقلانيون وأهل الأهواء معروفون ويتشكلون في كل وقت وزمن بما يناسبه مع استخدام التكتيك والمرحلية في نشر خبثهم ... وأعداء كل من سبقوا وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح معروف منهجهم.
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:39]ـ
أنا لم أتكلم عن نتاج اللبراليين فهم نتاج فكر غربي منحل
أنا أتكلم عن أبناء وبنات هذا الوطن وكيف نصدهم عن تأييد أفكار العلمانيين
لأنه عندما يكون هناك تشدد في المباح يؤدي هذا التشدد الى نفور الشباب والفتيات
وعندها يبدأ العلمانيين بإستغلال هذا النفور
فعندما قلت مثال حصة الرياضة للبنات كان هذا الموضوع مطروح لكن هب المشائخ وهب الملتزمين إلى محاربة
هذه الفكرة حتى الإنترنت رأينا كيف حاربوا هذه الفكرة
كأنه إرتكاب محرم
يا إخوان نحن عندما نقول هذا الكلام حباً في المشائخ وأهل العلم
وليس تأيداًً للعلمانيين
ـ[سفير الحق]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:46]ـ
تأويل بعيد جدا
فكيف تكون برر بمعنى أنتج؟!
ياشيخ عبدالرحمن:
نحن نعلم - بما فينا النجم وخلف الكواليس - أن الليبراليين هنا في المجتمعات الإسلامية أتباع وأذناب للغرب، والغرب يريد أن ينتج ليبراليين في منطقتنا. هذا الأصل، ولولا وجود تبريرات لليبراليين لتأخر مشروعهم ونداءاتهم إلى الكفر الصريح.
وللأسف وجدوا تبريرات كالتوسع في باب سد الذرائع عند بعض العلماء وغير ذلك من القضايا
وإن لم توجد لهم تبريرات فكيف ينتجون.
هذا الذي فهمته من كلام الأخ النجم. وإن كان مايريده كذلك فلا أظن أنك تخالفه، لأنه معلوم لدى أي متابع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 10:03]ـ
أخي الكريم سفير الحق
الرجل لم يتحدث عن ما ذكرت بل يريد أسباب الوجود وهذا صريح في كلامه الذي أعقب مشاركته الأولى.
الأخ خلف الكواليس وفقه الله
أنت إنما كنت تتحدث تحت هذا الموضوع وأثر التوسع في سد الذرائع في إنتاج اللبراليين فلا تخرج عنه وتشتت الكلام، وإن أردت الكلام في مواضيع أخر فافتح موضوعا آخر ناقش فيه ما تريد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 10:23]ـ
أولاً أرجوا أن تهدأ قليلاً
أنت طلبت مثال وأعطيتك هذا المثال ولم ترد عليه أبدأ ولم تقل رأيك فيه هل صحيح أو خطأ
ثانيا عندما يتبع أناس قوم فمن الطبيعي أن يحملوا فكرهم سواء سريعاً أو بشكل بطيء لكن
في الاخير يحملوا فكرهم
وعندما ننفر الشباب والفتيات بالتشدد والتوسع في باب سد الذريعة
من الطبيعي يوافقون الرأي الاخر وهذا على حسب ثقافة الشخص
لكن نحن نتكلم عن عامة الشعب وفئة المراهقين اللتي تتأثر سريعاً
فعندما يوافقون أراء العلمانين في المباح مثلاً كحصة الرياضة
يأتون في الاخير يوافقون اراء العلمانيين في غير المباح
وهذا طبيعي لسن المراهقة الذي يمكن التأثر فيه بسهولة
وهكذا ينتج علمانيين
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 01:05]ـ
أين أدعائي ......... في جميع مشاركتي ........ حتى أثبتها لك ........ !. سوي قص ولصق لكن لاتبترها كما جعلتني, أنا من قال أنه في الثمانيات كان هناك توسع في قاعدة سد الذرائع ....... الخ
لونظرتَ إلى الكلام الذي قبله لعلمتَ أنه ليس أدعائي ...... وشكراً للجميع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 01:14]ـ
أولاً أرجوا أن تهدأ قليلاً
هل حين أطالبك بعد تشتيت الموضوع والتركيز على النقاش فيه أكون غير هادئ؟!
المهم:
أنت طلبت مثال وأعطيتك هذا المثال ولم ترد عليه أبدأ ولم تقل رأيك فيه هل صحيح أو خطأ
أنا لم أطلب مثالا وإنما طالبت بإثبات دعوى أن هناك توسعا في سد الذرئع = أنتج اللبرالين.
وقد أجبتك سابقا بما نصه:
قبل أن أطالبك بإثبات أنه فعلا وضع حصة رياضة كما تقول، ثم أفتى بمنع ذلك، وهل ما قاله صحيح من جهة الشرع أم لا، ومن هو المؤهل لتغليطه، وهل ما قاله من باب سد الذرائع أو له دليل آخر ...
قبل ذلك كله أعود بك إلى ما نحن فيه فأقول:
هل هذا من الأسباب التي أنتجت الليبرالية؟!
ولم أرك عرجت على كلامي وكأن الأمر لا يعنيك!
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:58]ـ
أخي الكريم سفير الحق
الرجل لم يتحدث عن ما ذكرت بل يريد أسباب الوجود وهذا صريح في كلامه الذي أعقب مشاركته الأولى.
كيف تحكم علي بذلك
وأنا أقول:
لكن كان سؤالي ماالذي جعل هذا الفكر الفاسد ينتقل من المجتمع الغربي الى مجتمعاتنا هل التوسع في باب سد الذرائع.
فأنا لم أقل يوجد، وإنما ينتقل
وهذا الذي جعل الأخ سفير الحق يقول:
ياشيخ عبدالرحمن:
وللأسف وجدوا تبريرات كالتوسع في باب سد الذرائع عند بعض العلماء وغير ذلك من القضايا
وإن لم توجد لهم تبريرات فكيف ينتجون.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 09:53]ـ
كيف تحكم علي بذلك
وأنا أقول:
فأنا لم أقل يوجد، وإنما ينتقل
وهذا الذي جعل الأخ سفير الحق يقول:
حكمت عليك بما قلته قبل ذلك
ألم تكن قلتَ: أنتج ثم قلتَ: هل صحيح أنهم ردة فعل، ثم قلت هذه العبارة في المشاركة رقم 5، ومن نظر في العبارات يرى أنه لا فرق بين معان هذه العبارت في سياق كلامك.
وكلام الأخ سفير الحق مخالف لكلامك وإن كنت قد فرحت به!
إلا أن الغريب أنك تركت ما اعترض عليك به والتقطت هذه العبارة وعلقت عليها بهذا التعليق.
والظاهر أنه لم يبق شيء يناقش وأرانا قد دخلنا في ما لا ينفع.
ولذا أقول: اللهم أغفر لي ولأخواني.
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:05]ـ
عندما يتبع أناس قوم فمن الطبيعي أن يحملوا فكرهم سواء سريعاً أو بشكل بطيء لكن
في الاخير يحملوا فكرهم
وعندما ننفر الشباب والفتيات بالتشدد والتوسع في باب سد الذريعة
من الطبيعي يوافقون الرأي الاخر وهذا على حسب ثقافة الشخص
لكن نحن نتكلم عن عامة الشعب وفئة المراهقين اللتي تتأثر سريعاً
فعندما يوافقون أراء العلمانين في المباح مثلاً كحصة الرياضة
يأتون في الاخير يوافقون اراء العلمانيين في غير المباح
وهذا طبيعي لسن المراهقة الذي يمكن التأثر فيه بسهولة
وهكذا ينتج علمانيين
كان ردي واضحاً
ينتج علمانيين لكن بالتدرج طبعاً
تبدأ من التوسع في باب سد الذرائع
لأن العلمانيين لن يكسبوا أصواتاً وتأيداً في الحرام إلا قليل منحرف
لكن المشكلة حين يكسبون أصواتهم في الحلال فتبدأ الثقة بهم
أتمنى أن تكون فهمت مقصدي الان
والرد كان واضحاً
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 12:07]ـ
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=2008
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 06:13]ـ
جزاك الله خير اخوى النجم فلقد اصبت في مقتل
يعطيك العافيه يا اخوان
اقول ربما اننا اليوم نمر في مرحله خطيره ومنعطف تاريخي
شيخنا الكريم (عبد الرحمن السديس) الاسلام دين يحاكي فطرة الناس ويتملس حاجاتهم
ونحن اخي الكريم والله مانريد الا تطبيق ديننا الحنيف
بعيدا عن التوسع فى القياس وبعيدنا عن اقحام باب سد الذراع في غير محله
هل هذا من الأسباب التي أنتجت الليبرالية؟!
اخي الكريم المشكله ليست فى الليبراليه فهم قوم نعرفهم ونعرف ما يريدون الوصول اليه مهما كانت طرقهم الملتويه
ولكن المشكله في ان الناس بدأت اخي الكريم وبكل صراحه تفقد الثقه في بعض العلماء وفى بعض الفتاوى
مما قد يؤدى الى تقبلوهم الى افكار هؤلاء القوم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 10:12]ـ
هذه مقولة كاذبة فاجرة، وهؤلاء الخبثاء أصحاب الشهوات موجودون وبكثرة في مجتمعات لا تعرف للذرائع سدا.
.
حقاً يثير الدهشة أنهم لايعرفون للذرائع سداً لامن قريب ولامن بعيد ويقولون لاتتوسعوا فيها!!
يريدون أن يجعلوا ما "حام حول الحمى" عذباً طيباً زلالاً!
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 10:17]ـ
هل هذا من الأسباب التي أنتجت الليبرالية؟!
يعني أن سد الذرائع هو الذي قيّد الحرية الليبرالية؟
الليبرالية: مناداة بـ الحرية التي تدوس الذرائع وماخلفها ومادونها (حرية: تريد القفز فوق كل شيء لكن "سد الذرائع" عقبة أزعجتها لاتستطيع القفز إلا بكسرها)
ـ[النجم]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 08:31]ـ
بروق أندلسية نحن كلنا مع قاعدة سد الذرائع هذه القاعدة الجليلة والعظيمة ولا أحد يقول غير ذلك, ولو كان أحد من أعضاء هذا المنتدى المبارك يقول هذا لما تنشره أدارته المباركة, لكن الكلام في أن هؤلاء القوم يحاربون هذه القاعدة ويحاولون أن يقنعوا الناس لكن كيف يفعلون ذلك هذه القاعدة ليس الدين الذي يجيزها فقط وأنما العقل كذلك أيضاً يقبلها لذلك يحاولون أن يجدوا ثغرات للذين يمارسون تطبيق هذه القاعدة لأن مبدأ الحرية المطلقة عندهم يناقض هذه القاعدة
فكان الكلام أن هذا الفكر أنتشر في كثير من شبابنا أنتشار النار في الهشيم فمن الطبيعي أن تكون هناك عوامل وأسباب لهذا الإنتشار طرحت سؤالاً هل أنتاجه" في بعض شبابنا" وأنتشاره"في بعض شبابنا" وأنتقاله "إلى بلداننا وبتالي في شبابنا ورجالنا ونساءنا" كان من أسبابه التوسع في هذه القاعدة قال البعض نعم وقال البعض لا, وليس في الأصل هناك ظاهرة لتوسع في القاعدة, فمن الخطأ أن نقول على الذين قالوا نعم أن مقولتهم كاذبة وبتالي هي فاجرة ولكن نقول هي دعوى تحتاج إلى بينه. أما أنا فأتوقع أنها ليست من الأسباب ,وشكراً للجميع
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 12:06]ـ
كتبت الرد على عجل على أمل أن أعود فأجد إثراء فيما يتعلق بالسؤال الذي طرحته الأخ النجم
أعني مايتعلق بقاعدة سد الذرائع لنستفيد من تدارس هذه الشبهة والردود عليها لاسيما من المختصين في الفقه وأصوله
فالمنحرفين من علمانيين وليبراليين في اعتقادي أنهم كانوا في السابق يلوون أعناق النصوص، لكنهم يفشلون لما يمكن أي مسلم من العودة لشروح النصوص من السنة أو تفسير القرآن الكريم ومعرفة تحريفهم للمعنى أو عدم دلالاتها على مزاعمهم
فكان الرجوع إلى شروح الكتاب والسنة أمراً لايصعب على أي مثقف مسلم
لكن الآن وجدوا أن هذه الطريقة لاتخدمهم فاستدلالهم بالقرآن والحديث ينقلب ضدهم ـ كما قال شيخ الإسلام في كلام مامعناه أنا أتعهد أن لايستدل أحد بدليل صحيح إلا كان فيه مايدل على نقض باطله ـ
ولذلك عدلوا عن الاستدلال بالنصوص إلى الاستدلال بقواعد فقهية (لايعرفها إلا المتمرسين في علم أصول الفقه)
فيذكرون رأس القاعدة ((مبهما)) تلبيساً على العوام بأن لهم باعاً في العلم الشرعي!
ويظن العامي المسكين المخدوع أنهم أعلم وأفهم حتى من هيئة كبار العلماء!
بل يصل الأمر لبعض المغبونين أن يلغي فتاوى ابن باز وابن عثيمين لأجل معرف مجهول في الإنترنت يزعم أنه (المفتي السمح) لأجل مايطلقه من قواعد مجملة مبهمة يلويها عن تطبيقاتها الصحيحة تلبيساً وتشدقاً بالفقه!
هي طريقة يفطن لها أي عاقل له عقل يردعه عن تتبع صغار المتفيقهين
لكن رغم هذا يبقى هناك غوغاء ينبري أحدهم بقوله: (صُدمت) لما عرفت أني كنت أعيش في تشدد!!!!
فيالله ماأكثر (الصدمات) عند هؤلاء المهزوزين من أدعياء الثقافة!
وإن كان رمي العلماء بالتشدد في سد الذرائع حيلة نعرفها من المنحرفين كما أشار الأخ النجم
لكن لازلت أتمنى أن نجد دراسة وافية لهذا الموضوع وفق الله الجميع
وفي طريق ذلك وردت عبارة:
وسمعت كثيراً من المفكرين الإسلاميين ....... المشهود لهم بالصلاح, أنه في الثمانيات كان هناك مبالغة في باب سد الذرائع حتى أنهم حرموا كثيراً من الأشياء المباحة
فهل حقاً كان من كبار العلماء من حرم الأشياء المباحة، أم أنها كانت إطلاقات فردية من بعض من ينسب إلى الإخوان مثلاً؟
أم لم يحصل هذا ولاذاك وإنما كان مجرد كراهة وتورع من البعض صخمه العلمانيون ليجعلوه تحريماً
هذه مسألة تحتاج تحرير ووضع نقاط على الحروف لاسيما في أمور:1) ماهي الأمور التي حرموها؟
2) والأهم من ذلك: من هم هؤلاء الذين صدر منهم التحريم؟ ـ حتى لايلتبس التعميم ـ
3) هل كان ثمة تراجع في هذه المسائل، وإن وجد فما سببه وماهي الظروف والملابسات التي أحاطت بقول التحريم أو التراجع؟
هذه مسائل تحتاج توثيق حتى لاتلتبس العبارات المبهمة بأكابر العلماء، أو تلتبس بمواقف لها إطارها الخاص الذي بمجرد زواله زال مايتبعه.
وأعني ب (الإطار الخاص) مثلاً كما كان في التلفاز حسب ماسمعت ممن عاشوا فترة ظهوره أنه لم يكن فيه (فلترة) لما يعرض من أفلام فيها مشاهد شائنة، ثم استحدثت الفلترة فيما بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 12:53]ـ
-- تعدّي بعض الإسلاميين على المتغيرات أدّى إلى تعدّي بعض الفاسقين [1] على الثوابت --
=======
[1] لا زلت أطلب من كثير من طلبة العلم توخي الحذر في إطلاق المسميات، فمثلاً: ليس كل من يدعوا إلى إخراج المرأة من بيتها أو دعوتها لكشف الوجه علمانياً، أي قد اختط لنفسه قضية الفصل بين الدين والدنيا أو السياسة، وإنما قد يصح أن يقال فيه "فاسق" والفسق هو الخروج عن طاعة الله، فالذي يحكم بغير ما أنزل الله ولكنه لا يجحد حكم الله ولا يفضل غير حكمه عليه أو يعدله به يسمى "فاسق" مرتكب لكبيرة من الكبائر، والمسمى الشرعي مقدّم على الحادث لعدم خلو الحادث من بعض الدلالات الزائدة على المعنى الشرعي. وبعض الناس في قلبه هوى وحب للفاحشة وهو مع ذلك مسلم. وفي القرآن إيماء إلى هذا المعنى (فيطمع الذي في قلبه مرض)، و أداة الوصل في هذا السياق تقتضي الإطلاق، قد يكون المقصود "منافقاً" أو "مسلماً" وهو الأظهر لأن الآية حول أزواج النبي وما يجب عليهن من الستر و البعد عن مواطن الريبة ولا يكاد يأتيهن رضي الله عنهن إلا صحابي سائل أو مستمع.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 04:01]ـ
سؤال للنجم:
هل قاعدة (سد الذرائع)
قاعدة أصولية؟
أم قاعدة فقهية؟
ـ[النجم]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 06:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك موضوع مهم لم يُبحث، وهو بحاجة إلى بحث
الموضوع " اختيارات وآراء ابن اللحام الأصولية والفقهية "
وتستطيع أن تُقيّد ذلك فتحذف (الفقهية)، وأيضا تستطيع أن تربطها بكتابه (القواعد) وهو محقَّق يُسهّل عليك الأمر.
وابن اللحام - رحمه الله - عالِم جليل وهو حنبلي وآراؤه واختياراته بحاجة إلى دراسة.
وفق الله الجميع.
هذا الموضوع هو لك نقلته من المجلس الشرعي ويتضح منه أنه لديك معلومات لابأس بها في أصول الفقة هذا أن لم أجازف وأقول أنه تخصصك.
فكيف يخفى عليك هذا السؤال ولا تستطيع البحث فيه وأنت الذي تعرف البحوث التي لم تبحث في هذا العلم.
لكن نحن أمرنا الله بأحسن الظن بالأخرين وأنطلاقاً منه سأجيبك عليه فيما أعلم والله تعالى أعلم.
هذه القاعدة متداخلة ومتراوحة فإذا نظر إليها باعتبار موضوعها دليلاً شرعياً كانت قاعدة أصولية. وإذا نظر إليها باعتبارها فعلاً للمكلف كانت قاعدة فقهية.
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 11:50]ـ
-[ص:1]-
=======
[1] لا زلت أطلب من كثير من طلبة العلم توخي الحذر في إطلاق المسميات، فمثلاً: ليس كل من يدعوا إلى إخراج المرأة من بيتها أو دعوتها لكشف الوجه علمانياً، أي قد اختط لنفسه قضية الفصل بين الدين والدنيا أو السياسة، وإنما قد يصح أن يقال فيه "فاسق" والفسق هو الخروج عن طاعة الله،.
انتبه قضية جواز كشف وجه المرأة قضية خلافيه الخلاف فيها ثابت بين الائمة كما أن خروج المرأة من بيتها بحد ذاته ليس حرام انما النهي عن كثرة الخروج أي لا تكون المرأة خرّاجه ولاّجه لذى اقتضى التنويه
ـ[نور الفجر]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك موضوع مهم لم يُبحث، وهو بحاجة إلى بحث
الموضوع " اختيارات وآراء ابن اللحام الأصولية والفقهية "
وتستطيع أن تُقيّد ذلك فتحذف (الفقهية)، وأيضا تستطيع أن تربطها بكتابه (القواعد) وهو محقَّق يُسهّل عليك الأمر.
وابن اللحام - رحمه الله - عالِم جليل وهو حنبلي وآراؤه واختياراته بحاجة إلى دراسة.
وفق الله الجميع.
هذا الموضوع هو لك نقلته من المجلس الشرعي ويتضح منه أنه لديك معلومات لابأس بها في أصول الفقة هذا أن لم أجازف وأقول أنه تخصصك.
فكيف يخفى عليك هذا السؤال ولا تستطيع البحث فيه وأنت الذي تعرف البحوث التي لم تبحث في هذا العلم.
لكن نحن أمرنا الله بأحسن الظن بالأخرين وأنطلاقاً منه سأجيبك عليه فيما أعلم والله تعالى أعلم.
هذه القاعدة متداخلة ومتراوحة فإذا نظر إليها باعتبار موضوعها دليلاً شرعياً كانت قاعدة أصولية. وإذا نظر إليها باعتبارها فعلاً للمكلف كانت قاعدة فقهية.
أخي النجم:
أشكرك على نقل ما تفضلتَ به، ولوجود كثير من الشباب يتكلمون عن قضايا لو نسألهم عن أبجدياتها لاترى عندهم شيئاً يُذكر من العلم، وهذا سبب سؤالي، فقبل أن أناقشك حول الموضوع
ومن عادتي أن أستفسر عن أبجدياته ..
وأنت قلتَ في قاعدة سد الذرائع: " فإذا نظر إليها باعتبار موضوعها دليلاً شرعياً كانت قاعدة أصولية. وإذا نظر إليها باعتبارها فعلاً للمكلف كانت قاعدة فقهية. "
هل تتفضل بالتمثيل لذلك؟ وتتفضل بالشرح؟ حتى نتناقش على أسس علمية صحيحة.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ابن عقيل وفقه الله
قلت: أما الليبراليون فهذه صفة اليوم لبعض من يتكلم بإسم الدين للأسف , ويدعون لها بلسان الحال إن لم يكن بلسان المقال.
, وهنا آمل أن تسمح لي في أن أنبهك إلى أمر
لا فرق بين العلمانية والليبرالية في الكفر فالعلمانيون بعض الليبراليين
كل من يقول إنني ليبرالي مع علمه بأصول الليرالية فهو كمن يقول أنا كافر سواء بسواء
لكننا نعذر إخواننا وأبناءنا الذين يتشدقون بالليبرالية وهم لا يعلمون معناها بل هم مصابون بعقد الشعور بالنقص أمام كل مصطلح غربي
آمل مراجعة مقالي لماذا لا أكون مسلما ليبراليا وإعطائي تعليقا عليه هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 12:49]ـ
أخي النجم:
أشكرك على نقل ما تفضلتَ به، ولوجود كثير من الشباب يتكلمون عن قضايا لو نسألهم عن أبجدياتها لاترى عندهم شيئاً يُذكر من العلم، وهذا سبب سؤالي، فقبل أن أناقشك حول الموضوع
ومن عادتي أن أستفسر عن أبجدياته .. نصيحة جيدة لذلك أريدوا أن أسألك سؤالاً متبعاً في ذلك نصيحتك الجيدة لأني أخشى أن تكون منهم, يبدوا من سؤالك الأول أن هناك فرق بين القاعدة الفقهية والأصولية فماهو الفرق مع التمثيل والشرح ........ ؟ لكن أخشى أن تقول أنا طرحت سؤالاً ولم أطرح موضوعاً أقول لك الموضوع الذي طرحته كذلك كان سؤالاً مع ذكر فرضية تحتاج إلى بحث. وأنت قلتَ في قاعدة سد الذرائع: " فإذا نظر إليها باعتبار موضوعها دليلاً شرعياً كانت قاعدة أصولية. وإذا نظر إليها باعتبارها فعلاً للمكلف كانت قاعدة فقهية. "
هل تتفضل بالتمثيل لذلك؟ وتتفضل بالشرح؟ حتى نتناقش على أسس علمية صحيحة. نتناقش على ماذا لم يكن لي أي رأي في الموضوع فلماذا خصيتني بالسؤال, غير فرضية تحتاج إلى بحث كما قلت لك سابقاً
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:21]ـ
انتبه قضية جواز كشف وجه المرأة قضية خلافيه الخلاف فيها ثابت بين الائمة كما أن خروج المرأة من بيتها بحد ذاته ليس حرام انما النهي عن كثرة الخروج أي لا تكون المرأة خرّاجه ولاّجه لذى اقتضى التنويه
تنبيه: أترك لك أخي الفاضل فرصة إعادة النظر في كلامي لتقف على حقيقة السياق: هل أنا مقُرّر أم ناقل لما يقال على ألسنة البعض، أما مسألة البحث في حكم كشف الوجه و ضابط الأمر في خروج المرأة من بيتها فليس هذا محله بالنسبة لي.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 02:15]ـ
الأخ النجم لم تجب عن سؤالي المرتبط بموضوعك!
طرحت السؤال لنتصور العمومات التي تطلق مبهمة من أفواههم كيف هي؟
وفي طريق ذلك وردت عبارة:
أرسل أصلا بواسطة النجم
وسمعت كثيراً من المفكرين الإسلاميين ....... المشهود لهم بالصلاح, أنه في الثمانيات كان هناك مبالغة في باب سد الذرائع حتى أنهم حرموا كثيراً من الأشياء المباحة
فهل حقاً كان من كبار العلماء من حرم الأشياء المباحة، أم أنها كانت إطلاقات فردية من بعض من ينسب إلى الإخوان مثلاً؟
أم لم يحصل هذا ولاذاك وإنما كان مجرد كراهة وتورع من البعض صخمه العلمانيون ليجعلوه تحريماً
هذه مسألة تحتاج تحرير ووضع نقاط على الحروف لاسيما في أمور:1) ماهي الأمور التي حرموها؟
2) والأهم من ذلك: من هم هؤلاء الذين صدر منهم التحريم؟ ـ حتى لايلتبس التعميم ـ
3) هل كان ثمة تراجع في هذه المسائل، وإن وجد فما سببه وماهي الظروف والملابسات التي أحاطت بقول التحريم أو التراجع؟
هذه مسائل تحتاج توثيق حتى لاتلتبس العبارات المبهمة بأكابر العلماء، أو تلتبس بمواقف لها إطارها الخاص الذي بمجرد زواله زال مايتبعه.
وأعني ب (الإطار الخاص) مثلاً كما كان في التلفاز حسب ماسمعت ممن عاشوا فترة ظهوره أنه لم يكن فيه (فلترة) لما يعرض من أفلام فيها مشاهد شائنة، ثم استحدثت الفلترة فيما بعد
ولازلت أتمنى أن أجد الجواب
ـ[نور الفجر]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 02:47]ـ
أسجل تأييدي وموافقتي لسؤال بروق أندلسية ,,,,,,,,,,,, فأين التوثيق يا النجم
اقتباس من مشاركة بروق أندلسية:
" هذه مسائل تحتاج توثيق حتى لاتلتبس العبارات المبهمة بأكابر العلماء، أو تلتبس بمواقف لها إطارها الخاص الذي بمجرد زواله زال مايتبعه. "
ـ[النجم]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 02:37]ـ
وسمعت كثيراً من المفكرين الإسلاميين ....... المشهود لهم بالصلاح, أنه في الثمانيات كان هناك مبالغة في باب سد الذرائع حتى أنهم حرموا كثيراً من الأشياء المباحة ,وقضية المؤامرة على الأسلام ...... وهذا, لا يعني أن هذا المنهج غير سليم بل هذا يدل على بركته وشفافيته ....... وشكراً للجميعنقلي لهذا الكلام مقصده أن هؤلاء مشهود لهم بالصلاح ومع ذلك يقولون هذا الكلام يعني ليسو من أهل الفجور لكن هذا لايعني أن اثقى بعلمهم على الرغم من صلاحهم لذلك لم أرد على أحد يخالف هذا القول لأني لاعلم لدي في هذا الموضوع هل كان هناك توسع أم لم يكن لكن أن أشاطرك الرأي في أن من يقول بالتوسع عليه أن يجيب على أسألتك وأسألتك في محلها وننتظر الإجابة من الذين يوافقون هؤلاء المفكرين ونقول لهم لاتخافوا لن نصفكم بالفجار لكن هاتوا برهانكم.(/)
الحضارة الغربية لدى العلامة محمد الأمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:14]ـ
يقول كناسة المجتمع الإسلامي، أتباع النجاسة الغربية
الذين تمردو على دينهم، وعاداتهم، ومجتمعاتهم:
أن هؤلاء العلماء -علماء الشريعة -لايعرفون عن الحضارة
الغربية شيء وأنهم يرفضون كل تطور وتقدم يأتي من قبلهم
وقد حدثني الشيخ صالح المغامسي عن أحدهم
قال: أخذ ذلك المخذول المبهور بحضارة الغرب
يلمز الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة
ويقول هم سبب تأخر الأمة وحرمان أبناءها من التقدم
وأنظر إلى ماقال هذا الأمام رحمه الله عن هذه الحضارة.
يقول الشيخ العلامة محمد الأمين رحمه الله:
والاستقراء الصحيح دل على أن الحضارة الغربية فيها نافع غاية
النفع، وضار غاية الضرر، أما النافع منها فهو ما أنتجته في الميادين
الحيوية في الماديات والتنظيمات، وما خدمت به الإنسان من حيث
أنه جسم في جميع أنواع الحياة، والضار منها: هو الإفلاس الروحي
والتمرد على نظام السماء الذي وضعه خالق الكون – جل وعلا -، فإذا
عرفنا أن منها نافع ومنها ضار فنضرب لذلك الأمثال – مثل الموقف
الطبيعي منها – مثل رجل بعيد من العمران في آخر رمق من
العطش، وجد سما فتاكا وما عذبا زلالا، فالعقل الصحيح يحصر
الأقسام عنده في أربعة: إما أن يشرب السم والماء معا، أو يتركهما
معا، أو يشرب السم ويترك الماء، أو يشرب الماء ويترك السم.
فإن شربهما معا لم ينتفع بالماء؛ لأن السم يهلكه، وإن تركهما معا
مات في الطريق ولم يلحق بالقافلة، وسقط دون الركب، وإن
شرب السم وترك الماء فهو رجل أحمق أهوج لا يدري خيرا من
شرا، وإن كان عاقلا فطبعا أنه يشرب الماء ويترك السم، ونحن
يؤسفنا كل الأسف أن المنتسبين للسياسة الذين يحركون دفة الأمور
عكسوا القضية، فشربوا من الحضارة الغربية سمها القاتل الفتاك
وهو ماجنته من الانحطاط الخلقي والرذالة والتمرد على نظام
السماء، وتركوا نافعها وهو التقدم الدنيوي في ميادين الحياة؟؟
(الرحلة إلى إفريقيا)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 11:47]ـ
رحمهم الله بذلك العلم سادوا .. جزيتم خيراً
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 01:05]ـ
وجزاك أخي الكريم
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 02:14]ـ
رحم الله العلامة الأمين
جزيت خيراً أخي الكريم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم محمّد آل عامر:
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 06:31]ـ
الشيخ/ الحمادي. وفقه الله
الأخ / سليمان. وفقه الله
وفيكم بارك ربي ونفع.(/)
لن أقبل هذا "الآخر" ... !
ـ[الجندى]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 11:37]ـ
لن أقبل هذا "الآخر" ... !
المصدر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4649
زماننا عجيب، وأعجب مافيه ليس هواننا و إنكسارنا، ولا ضعفنا وضياع عزتنا، فهذا ثمن ندفعه لإختياراتنا المشبوهة، وإنما العجب العجاب كان فى رضانا بهذا العار و ترويجنا له، فقد ينكسر الفارس ويكبو به جواده، وقد يمرض الجسد القوى و يرقد مستكينا، وقد تلهو القرود بشوارب الأسد يوما حين خارت قواه و نام عليلا .. فكل ذلك لا غرابة فيه، أما أن نكتب قصائد الغزل فى روث البهائم الذى غطى رؤوسنا حين إنكسرت هامتنا فصرنا تحت حوافرهم، أما أن نحجز لأنفسنا مكانا دائما فى مزابل التاريخ لكوننا أقل عدة وأضعف عتادا، فذاك هو الذى يفتت قلبى ويفرى كبدى حزنا على ما صارت إليه أحوالنا.
تخنقنى العبرات أحيانا حين أقرأ لهالك فاجر يضحك من جراحنا، ويهزأ بصراخنا، ويقول لأمة قد تكالبت عليها الضباع والكلاب تنهش أحشائها المندلقة فى كل أرض .. هل من مزيد، فما زال هناك الكثير من دمائنا و أعراضنا لم نقدمه بعد، أهرب من هذا الواقع الذليل وأسرح بخيالى قليلا، فلم أعد أملك مكانا طاهرا خاليا من ضجيج القوادين سواه، فأرانى وقد علقّ كل (رويبض) من لسانه على مداخل البلاد، أطوف بينهم ضاحكا مستبشرا .. أنكأ وجوههم وأمسحها بطين الأرض التى أرادوا أن نبيعها يوما لأعدائنا بثمن زهيد هو أرواحنا. منتفضة ممتعضة عقولنا من فرط الغيظ والغضب، وعقدت خيوط الدهشة ألسنتنا، فلم نعد ندرى بماذا نجيب على مثل هذاالكلام الذى لوّث آذاننا .. هل بغليان الصمت، أم بغباء التجاهل، أم بكلمات مازلنا نبحث عنها فى كل قواميس السفالة والإنحطاط لنرد بها على أصحاب العقول التى تآكلت وتعفنت فى قبور الليبرالية النتنة ..
تمكن الإشمئزاز من قلبى حين صار الكلام يدور الآن على (قبول الآخر) و (التعايش مع الغير)، أخى فى الله .. هذا الحديث عن قبول (الآخر) موجه لى ولك .. موجه لكل مسلم ومسلمة، أنا وأنت وكل من ينتمى لهذا الدين مطالبون الآن بعد إنتهاء مرحلة السحل والسلخ بقبول القاتل .. أقصد (الآخر)، هذا هو خلاصة آلاف الأطنان من الورق ومئات الجالونات من الأحبار النجسة كتبت بها تفاصيل المرحلة الجديدة من الإذلال لأمتنا .. أن نقبل (الآخر) .. بمغايرته لفكرنا ومعتقداته الخاصة وحقه فى إختيار الحياة التى يهواها، بدون إنكار منا وبلا أدنى محاولة لفرض أفكارنا على هذا (الآخر) (بالقوة)، هذا هو المطلوب فى هذه المرحلة، ولا أخفى أن هذا الأمر قد أثار فى نفسى حزمة من التساؤلات البلهاء و التى لابد و أن يكون مصدرها جهلى الشديد بما يدور فى عقل خنزير صغير يأكل روثه، ولكن ربما نفهم شيئا سويا، أيها (الآخر) من أنت؟! .. من هذه الشخصية (الآخرية) التى نحاصرها بأفكارنا و نرفض قبولها و ننكر عليها معتقداتها و زبالاتها الفكرية ونحاربها إن لزم الأمر لفرض آرائنا عليها؟! .. صفوهم لنا يا من أخزاكم الله، لا أعلم أى (آخر) تعاملة الأمم بهذه الوحشية الفكرية و العنف العقدى إلا (نحن) .. أمة المسلمين، لا يوجد أى إنسان يتنفس هواء هذه الأرض و يحيا على ظهرها يعامل بمثل هذا النفى و الإبادة إلا صاحب الهوية المسلمة، فقط أمة المسلمين هى التى تصادر حرياتها، وتلغى إرادتها، وتفرض عليها الآراء من غيرها، وتتجرع رغما عنها ثقافة (الآخر) .. فعن أى شئ يتحدثون! .. نحن الذين تفرض علينا حروب (الآخر) و تجفف منابع ثقافتنا و تراثنا بالقوة لصالح فكر هذا (الآخر) .. فماذا تريدون منا أيها الهالكون؟ .. هذا (الآخر) قتل أبنائنا و إغتصب أرضنا و أذاقنا صنوف العذاب وحوّل ديارنا إلى ساحات للقتال وسلخانات جماعية، هذا (الآخر) الذى صورتموه فى كتاباتكم كأنه (آخر) ضعيف مسكين، تلفظه عقولنا وتأباه نفوسنا، مع أنه هو الذى إقتحم عقولنا بدباباته وأزهق نفوسنا بطائراته، فمن المطالب بقبول من؟! ..
ألا يكفيكم هذا الدمار الذى طال كل شئ فى بلادنا من هذا (الآخر) .. أم تريدون أن نموت ونحن نسبح بحمده .. كما تفعلون؟! .. أم ترغبون أن تطير رؤوسنا وعليها إبتسامة الثناء و الشكر لهذا (الآخر) .. أم أنه أصابه وأصابكم الهم ّ حين بصق البعض فى وجهه فبكيتم جميعا لأننا لم نقبله (كآخر)، له علينا حقوق (المؤاخرة) و التى من أهمها ألا نصدر صوتا كريها عند ذبحه إيانا! .. لم لا توجهون دعوتكم هذه إلى أصدقائكم (الآخرين) ليقبلونا و يتعاملون معنا (كآخر)، فيرحلون عن ديارنا و يكفون عن قتلنا ويتقبلون ديننا و ثقافتنا كثقافة (مغايرة) .. لهم كفرهم و لنا ديننا؟!، نحن لا نرفض أن نتعايش مع الآخرين حتى وإن كانوا ينكحون آبائهم وأمهاتهم، فهذا لا شأن لنا به، ولكن فى المقابل هل لنا أن نطلب من هذا (الآخر) أن يقبلنا و يتعايش معنا بشئ (آخر) غير الدبابات و الصواريخ! ..
آسف أيها (الآخر) .. لن أقبلك حتى تضع السكين من يدك، لن أتعايش معك حتى تقبل ثقافتى و فكرى وتحترمها إحترامك لمن يعبدون البقر والفئران، ونحن نعدك ونعاهدك إن أخذت بضاعتك الثقافية إلى بلادك و رفعت يد الوصاية عن عقولنا و تركتنا وديننا أن نفعل معك الشئ نفسه، ونفكّ عنك حصارنا الفكرى و العسكرى لتعيش آمنا مطمئنا تأكل وترتع كأحسن بعير!
مفروس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 06:39]ـ
إقبل بالاَخر راضياً
ولا تقبل به مجبوراً (ابتسامة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:27]ـ
شكر الله لك أخي الكريم(/)
حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - مقال لمحمد علوي مالكي - كيف نرد عليه؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 01:58]ـ
قرأت هذا المقال لمحمد علوي مالكي في أحد المنتديات وأريد الرد عليه علميا لأضعه في الموضوع وجزاكم الله خيرا
حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
بقلم
محمد بن علوي بن عباس المالكي (رحمه الله)
كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي , و ما كنت أود أن أكتب شيئاً في هذا الموضوع , و ذالك لأن ما شغل ذهني و ذهن العقلاء من المسلمين اليوم أكبر من هذه القضية الجانبية التي صار الكلام عنها أشبه ما يكون بالحولية التي تقرأ في كل موسم و تنشر في كل عام حتى مل الناس سماع مثل هذا الكلام.
لكن لما أحب كثير من الإخوان أن يعرفوا رأي بالخصوص في هذا المجال , و خوفاً من أن يكون ذالك من كتم العلم , أقدمت على المشاركة في الكتابة عن هذا الموضوع سائلاً المولى عز و جل أن يلهم الجميع الصواب آمين.
و قبل أن أسرد الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد الشريف و الاجتماع عليه أحب أن أبين المسائل الآتية:
الأولى: أننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و الاجتماع لسماع سيرته و الصلاة و السلام عليه و سماع المدائح التي تقال في حقه , و إطعام الطعام , و إدخال السرور على قلوب الأمة.
الثانية: أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة , بل من اعتقد ذالك فقد ابتدع في الدين , لأن ذكره صلى الله عليه و سلم و التعلق به يجب أن يكون في كل حين , و يجب أن تمتلئ به النفوس.
نعم إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لإقبال الناس و اجتماعهم و شعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض , فيتذكرون بالحاضر الماضي و ينتقلون من الشاهد إلى الغائب.
الثالثة: أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله , و هي فرصة ذهبية ينبغي أن لا تفوت.
بل يجب على الدعاة و العلماء أن يذكروا الأمة بالنبي صلى الله عليه و سلم بأخلاقه و آدابه و أحواله و سيرته و معاملته و عبادته.
و أن ينصحوهم و يرشدوهم إلى الخير و الفلاح و يحذروهم من البلاء و البدع و الشر و الفتن , و إننا دائماً بفضل الله ندعو إلى ذالك و نشارك في ذالك و نقول للناس: ((ليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات و المظاهر , بل إن هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة و هي كذا و كذا , و من لم يستفد شيئاً لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف)).
أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم:
الأول: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح و السرور بالمصطفى صلى الله عليه و سلم , و قد انتفع به الكافر.
فقد جاء في البخاري أنه يخفف عن أبي لهب كل يوم الإثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه و سلم.
و يقول في ذالك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي:
إذا كان هذا كافراً جاء ذمه ** بتبت يداه في الجحيم مخلداً
أتى أنه في يوم الإثنين دائماً ** يُخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره ** بأحمد مسروراً و مات موحداً
الثاني: أنه صلى الله عليه و سلم كان يعظم يوم مولده , و يشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه , و تفضله عليه بالوجود لهذا الوجود , إذ سعد به كل موجود , و كان يعبر عن ذالك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أب قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: ((فيه ولدت , و فيه أنزل علي)) رواه مسلم في الصحيح في كتاب الصيام.
و هذا في معنى الاحتفال به إلا أن الصورة مختلفة , و لكن المعنى موجود سواء كان ذالك بصيام أو إطعام طعام , أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم , أو سماع شمائله الشريفة.
الثالث: أن الفرح به صلى الله عليه و سلم مطلوب بأمر القرآن من قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} (58) سورة يونس. فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة , و النبي صلى الله عليه و سلم أعظم رحمة قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) سورة الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت و انقضت , فإذا جاء زمان الذي وقعت فيه كان فرصة لنذكرها , و تعظيم يومها , لأجلها و لأنه ظرف لها.
و قد أصل صلى الله عليه و سلم هذه القاعدة بنفسه كما صرح في الحديث أنه صلى الله عليه و سلم: لما وصل إلى المدينة و رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له: إنهم يصومون لأن الله نجى نبيهم و أغرق عدوهم فهم يصومونه شكراً لله على هذه النعمة , فقال صلى الله عليه و سلم: نحن أولى بموسى منكم فصامه و أمر بصيامه.
الخامس: أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه و سلم , فهو بدعة , و لكنها حسنة لاندراجها تحت الأدلة الشرعية و القواعد الكلية , فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية , لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي كما سنعلم ذلك تطبيقاً إن شاء الله.
السادس: أن المولد الشريف يبعث على الصلاة و السلام المطلوبين بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56) سورة الأحزاب
و ما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً , فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية , و إمدادات محمدية , يسجد القلم في محراب البيان عن تعداد آثارها و مظاهر أنوارها.
السابع: أن المولد الشريف , يشمل على ذكر مولده الشريف و معجزاته و التعريف به , أولسنا مأمورين بمعرفته و مطالبين بالاقتداء به , و التأسي بأعماله , و الإيمان بمعجزاته و التصديق بآياته , و كتب المولد تؤدي هذا المعنى تماماً.
الثامن: التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة , و أخلاقه الفاضلة , و قد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه و سلم بالقصائد و يرضي عملهم و يجزيهم على ذلك بالطيبات و الصلات , فإذا كان يرضى عمن مدحه , فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة , ففي ذلك التقرب له عليه السلام , باستجلاب محبته ورضاه.
التاسع: أن معرفة شمائله و معجزاته و إرهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة و السلام , و زيادة المحبة , إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل خلقاً و خُلقا علماً و عملاً , حالاً و اعتقاداً , و لا أجمل و أكمل و لا أفضل من أخلاقه و شمائله صلى الله عليه و سلم , و زيادة المحبة و كمال الإيمان مطلوبان شرعاً فما كان يستدعيهما مطلوب كذلك.
العاشر: أن تعظيمه صلى الله عليه و سلم مشروع , و الفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور و وضع الولائم و الاجتماع للذكر و إكرام الفقراء , من أظهر مظاهر التعظيم و الابتهاج و الفرح و الشكر لله , بما هدانا لدينه القويم , و ما من به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة و التسليم.
الحادي عشر: يؤخذ من قوله صلى الله عليه و سلم في فضل يوم الجمعة , و عد مزاياه , و فيه ولد آدم , تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء عليهم السلام , فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين و أشرف المرسلين؟ و لا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً و لنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة , شكراً للنعمة , و إظهاراً لمزية النبوة و إحياء للحوادث التاريخية الخطيرة ذات الإصلاح المهم في تاريخ الإنسانية و جبهة الدهر و صحيفة الخلود , كما يؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه نبي من أمر جبريا عليه السلام النبي صلى الله عليه و سلم بصلاة ركعتين ببيت لحم ثم قال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا , قال: صليت ببيت لحمٍ حيث ولد عيسى.
الثاني عشر: أن المولد أمر استحسنه العلماء و المسلمون في جميع البلاد , و جرى به العمل في كل صقعٍ فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن , و ما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح) أخرجهُ أحمد.
الثالث عشر: أن المولد اجتماع ذكرٍ و صدقةٍ و مدحٍ و تعظيمٍ للجناب النبوي فهو سنة , و هذهِ أمور مطلوبة شرعاً و ممدوحة , و جاءت الآثار الصحيحة بها و بالحث عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع عشر: أن الله تعالى قال: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (120) سورة هود , يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك. و لا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه و أخباره أشد من احتياجه هو صلى الله عليه و سلم.
الخامس عشر: ليس كل ما لم يفعله السلف و لم يكن في الصدر الأول فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها و يجب الإنكار عليها , بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع , فما اشتمل على مصلحة فهو واجب أو على محرم فهو محرم , أو على مكروه فهو مكروه , أو على مباح فهو مباح , أو على مندوب فهو مندوب , و للوسائل حكم المقاصد , ثم قسم العلماء البجعة إلى خمسة أقسام:
واجبة: كالرد على أهل الزيغ , و تعلم النحو.
و مندوبة: كإحداث الربط و المدارس , و الأذان على المنابر و صنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول.
و مكروه: كزخرفة المساجد , و تزويق المصاحف.
و مباحة: كاستعمال المنخل , و التوسع في الأكل و المشرب.
و محرمة: و هي ما أحدث لمخالفة السنة و لم تشمله أدلة الشرع العامة و لم يحتو على مصلحة شرعية.
السادس عشر: ليست كل بدعة محرمة و لو كان كذلك لحرم جمع أبي بكر و عمر و زيد رضي الله عنهم , القرآن و كتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم , و لحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمامٍ واحدٍ في صلاة القيام مع قوله نعمت البدعة هذه , و حرم التصنيف في جميع العلوم النافعة و لوجب علينا حرب الكفار بالسهام و الأقواس مع حربهم لنا بالرصاص و المدافع و الدبابات و الطائرات و الغواصات و الأساطيل , و حرم الأذان على المنابر , و اتخاذ الربط و المدارس و المستشفيات و الإسعاف و دار اليتامى و السجون , فمن ثم قيد العلماء رضي الله عنهم حديث (كل بدعة ضلالة) بالبدعة السيئة , التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه و سلم.
و نحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف. و ذلك كجمع الناس على إمامٍ واحدٍ في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح , و كختم المصحف فيها , و كقراءة دعاء ختم القرآن , و كخطبة الإمام ليلة سبع و عشرين في صلاة التهجد , و كنداء المنادي بقوله صلاة القيام أثابكم الله , فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم و لا أحد من السلف , فهل يكون فعلنا له بدعة؟
الثامن عشر: قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ما أحدث و خالف كتاباً أو سُنة أو إجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة , و ما أحدث من الخير و لم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود.
و جرى الإمام العز بن عبد السلام و النووي كذلك و بن الأثير على تقسيم البدعة إلى ما أشرنا إليه سابقاً.
التاسع عشر: كل ما تشمله الأدلة الشرعية و لم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة و لم يشتمل على مُنكرٍ فهو من الدين.
و قول المتعصب: إن هذا لم يفعله السلف ليس هو دليلاً لهُ , بل هو عدم دليلٍ كما لا يخفى على من مارس علم الأصول , فقد سمى الشارع بدعة الهدى سنة و وعد فاعلها أجراً , فقال عليه الصلاة و السلام: (من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها , و لا ينقص من أجورهم شئ).
العشرون: إن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه و سلم و ذلك مشروع عندنا في الإسلام , فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة و مواقف محمودة , فالسعي بين الصفا و المروة و رمي الجمار و الذبح بمنى , كلها حوادث ماضية سابقة , يحيي المسلمون ذكراها بتجديد صورتها في الواقع.
واحد و عشرون: كل ما ذكرنا سابقاً من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الإنكار عليها , أما إذا اشتمل على شىءٍ مما يجب الإنكار عليه كاختلاط الرجال بالنساء و ارتكاب المحرمات و كثرة الإسراف , مما لا يرضى به صاحب المولد الشريف صلى الله عليه و سلم , فهذا لا شك في تحريمه و منعه لما اشتمل من المحرمات لكن تحريمه حينئذٍ يكون عارضياً لا ذاتياً كما لا يخفى على من تأمل ذلك.
مفهوم المولد في نظري
إننا نرى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليست له كيفية مخصوصة , لا بد من الالتزام و إلزام الناس بها , بل إن كل ما يدعو إلى الخير و يجمع الناس على الهدى و يرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم و دنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النبوي.
و لذلك فلو اجتمعنا على شيء من المدائح التي فيها ذكر الحبيب صلى الله عليه و سلم و فضله و جهاده و خصائصه , و لم نقرأ قصة المولد النبوي التي تعارف الناس على قراءتها و اصطلحوا عليها حتى ظن بعضهم أن المولد النبوي لا يتم إلا بها , ثم استمعنا إلى ما يلقيه المتحدثون من مواعظ و إرشادات و إلى ما يتلوه القارئ من آيات.
أقول: لو فعلنا ذلك فإن ذلك داخل تحت المولد النبوي الشريف , و أظن أن هذا المعنى لا يختلف عليه اثنان , و لا ينتطح فيه عنزان. انتهى
وكما تلاحظون فالمقال قد يؤثر في العوام فأرجو سرعة الرد والتوضيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 02:35]ـ
أخي أبافراس: لعلك تستفيد من هذه الرابط المتكامل:
http://saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm
وفقكم الله ..
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 05:58]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان وهو والله شرف لي أن تمر على موضوعي
حفظك الله ورعاك
ـ[أم مريم]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:27]ـ
مناظرة بين الإمام الإلباني رحمه الله وأحد الذين يرون الاحتفال بالمولد
الشيخ الألباني:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ:
خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ:
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني:
هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ:
التوحيد.
الشيخ الألباني:
أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذل فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام: 1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.
صحيح أم لا؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ:
معك تماماً.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ:
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني:
(يُتْبَعُ)
(/)
عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ:
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني:
هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ:
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني:
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:
الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ:
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني:
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد.
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ:
لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني:
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.
الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين،
كيف خفي هذا الخير عليهم؟!
لابد أن نقول أحد شيئين:
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!
؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _:
((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح:
((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.
" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة م لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ:
الحمد لله.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.
وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟
ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟
أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام.
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".
وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟
قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.
متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!
فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فمالم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:
((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".
بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:
((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به)).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:
أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟
قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟
كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.
الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟
لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون.
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ:
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني:
نعم
محاور الشيخ:
فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني:
كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟
أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ:
لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني:
قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
((لما سمع عدي بن حاتم هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى. رقم الشريط 94/ 1
((منقول من موقع الشيخ الألبانى رحمه الله))
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 11:48]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة أم مريم على النقل الطيب وجزاك الله خيرا
ـ[أبوخالد]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على النقل وأحسنت اختيارا بارك الله فيك(/)
عندما تكون المرأة ساذجة .. وينقلب الرجل طفلاً أغر .. !!
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 03:12]ـ
لماذا يستفيد كل العالم من تجارب الغير إلا عرب اليوم؟!!
أطرح هذا التساؤل وفي صفحات ذاكرتي عشرات التجارب العالمية على مر التاريخ التي هدفت إلى قلب الميزان الإلهي عبر طرق الكذب والتزوير وإختلاق الأعذار والتبريرات المائعة لإنجاح مشروعٍ هو باطلٌ في أصله، قبيحٌ في رسمه، وشاذ عن أصل ومعدنه. تلكم التجارب يا سادة هي تجارب إبراز المرأة عارية عن الحشمة والحياء، كاشفة لما أوجب الله عليها ستره، يطلّع على مفاتنها كلُ أحد، فهي لكل أحد، قل المُطلعُ عليه أو كثر، فما بين كاشفة عن شيء من الشعر والوجه إلى كاشفة عن الردفين والساقين مروراً بمن اختارت طريق بيع ما حرم الله في سوق النخاسة والهوى، وهذا المرور زعموا أنه ليس بواجب لأن البيعان بالخيار فإن لم يكن هناك ثمن مقبوض ووجد الخيار فلا بيع ولا تجارة وإن حصل ما حرم الله ونهى، فإنما هي حرية لا دعارة، وأما إن لم يكن هناك مرور فهو المقصود بـ ليس بواجب. فلا تتشددوا ولا تقطبوا وتعبسوا، فإنكم ما فهمتم مقاصد الشريعة وبغيتها من التحريم والتحليل، ذلك أن عقولكم عنها قاصرة وأفهامكم جامدة.
من رأى أو سمع منكم هذه التجربة من بدايتها إلى مرحلة النضج الجنسي لعرف أنها تسبح في نفس الوحل وإن اختلفت آلة السباحة، فأمة تسبح بسفينة أصلها في القاع وفرعها تحت السطح بثلاثة سنتيمترات، وأخرى ممتطية ً جلد جدي أسك، تظن أن به النجاة وعليه التكلان، فبئس القرار إن شاء الله.
والذين صنعوا السفينة الخالدة تحت المستنقع الموحل هم الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة، ومن قال ذلك هل يرجى من وراءه خيراً، أو يؤمل أن يصنع للعالم طوق نجاة فضلا عن أن يصنعه لنفسه، قاتلهم الله أنى يؤفكون. ولكي أختصر المسافة عبر التاريخ أحكي للقارئ الذي شاهد مثلي بالتأكيد - سواءً بالمعاينة أو من خلال المشاهدة المتلفزة- كيف تقذف المرأة الأوربية وتفعص بأقدم جزمة –أكرم الله القارئ- إذا ترهلت الأرداف والساقين، وسقط الشعر والخدين. فلقد كانت من المناظر التي شاهدتها كثيراً عندهم، خروج المرأة العجوز من بيتها برفقة كلبٍ أو كلبين بل ربما والله عشرة، تمضية للوقت، وقتلا للوحشة، وهروباً من الواقع المر.
ثم خلفهم في ساعة الإحتضار، خلفٌ تبرأت الحمير من أفعالهم، وأبت الخنازير إلا البصق في وجوههم، تقدمهم بقرة لا تدر خيراً ولا نفعاً، بل هي شمطاء أقرب في الخلِقة إلى الجن منها إلى الأناسي والدواب. سعت بكل ما أوتيت من قوة لنشر العري والفساد، وصفقت حين اجتاح بلدها السفور وخلع الحجاب!! قيل اسمها هدى أو نوال ولكن إلى ضلال بعيد، فلا بارك الله في جسد لم يأخذ من اسمه نصيب، وروح ٍ أرجى ما تكون مع من رمي في القليب ..
لا أظنكم بحاجة إلى مزيد تفصيل .. فقد تعب قلبي من هذا الغباء الذي ينخدع به الكثير من بني قومي، ويمشي خلفه نساءٌ رؤوسهن كأسنمة البخت وأشباه رجال .. فسحقاً لامرأة آمنت بمبدأ حريتهم المزعومة .. وتف على رجلٍ سعى خلف هذا المشروع .. !!
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 08:15]ـ
مقال قيم وعبارات متينة وأسلوب راثق
وفقكم الله
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 10:35]ـ
إنهم في سكرتهم غارقون.
بارك الله في هذا القلم الرائع.
ـ[طيف إنسان]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 10:46]ـ
اسلوب مميز جدًا ما شاء الله .. لكن بعد إذنك هل توفيت تلك الدكتورة؟؟(/)
الفوزان:الحبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ من الإيمان به! حول الاحتفال بالمولد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 05:59]ـ
شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه اللهُ ورعاه -:
«الحبّ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - يبدأ من الإيمان به»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قرأت في جريدة الجزيرة في العدد 12602 الصادر يوم السبت 12 ربيع الأول مقالاً للدكتور محمد عبده يماني بعنوان: (من هنا يبدأ الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم) يحث فيه على إقامة الاحتفال المبتدع بمناسبة مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - زاعماً - كما يظهر من عنوانه - أن حبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يبدأ من الاحتفال بمولده. ومقتضى هذا أن الذي لا يحتفل بهذه المناسبة لا يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتداءً بأصحابه الكرام والقرون المفضلة التي أثنى عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها لا تحتفل بهذه المناسبة.
ونقول للدكتور: إن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من مقتضى الإيمان به وبرسالته، وهو من حقوقه - صلى الله عليه وسلم - علينا؛ قال الله تعالى: ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ? [سورة المائدة الآية 55]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))، وفي حديث آخر أنه لا بد أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحبّ إلى المؤمن من نفسه، كما في حديث عمر - رضي الله عنه -.
ولكن ليس علامة حبه إحياء مناسبة مولده؛ لأن هذا بدعة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - حذرنا من البدع؛ فقال: (( ... وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ... ))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ))، وفي رواية: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ))؛ أي مردود عليه عمله. والله جلّ وعلا يقول: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? [سورة الحشر الآية 7].
والاحتفال بالمولد بدعة محدثة بعد القرون المفضلة، ولا دليل عليه من الكتاب والسنة؛ فهو عمل مردود، ومعصية للرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه من جملة المحدثات التي نهى عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال الدكتور: ليتنا نخصص يوماً للسيرة النبوية.
ونقول له: المسلمون ما زالوا يدرسون السيرة النبوية في المدارس والمساجد على مدار العام، وتخصيص يوم لدراستها يدخل في نطاق البدعة، ويقلل من أهمية السيرة؛ حيث إنها لا تدرس إلا في يوم واحد من السنة، هو يوم الاحتفال بالمولد.
قال الدكتور: فقد دأبت أمم الأرض كلها على الاحتفال بالأحداث العظام التي تمرّ بها في تاريخها وتحتفل بذكرى العظماء من رجالها ومفكريها وقادتها.
ونقول للدكتور: إن القدوة لنا هو رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم -؛ فلم يكونوا يحتفلون بما ذكرته.
وأمم الأرض ليست قدوة؛ قال تعالى: ? وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? [سورة الأنعام الآية 116].قدوتنا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
ثم ذكر الدكتور جملة من صفات نبينا - صلى الله عليه وسلم - وما أجرى الله على يديه من الخير الكثير للأمة، ثم قال بعد ذلك: هذا النبيّ الكريم ألا يستحق من أمته أن تحتفي بيوم مولده؟
ونقول له: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يرضى بذلك؛ لأنه بدعة وغلو في حقه، وقد نهانا عن البدع والمحدثات؛ فنحن متبعون لا مبتدعون.
ثم أعاد الدكتور الحث على دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتدريسها للطلاب.
وهذا متحقق - ولله الحمد -؛ فالمسلمون يدرسون سيرة نبيهم، ويدرسونها لأولادهم في المدارس، وتقرأ على العموم في المساجد، وفي وسائل الإعلام المختلفة.
والدكتور يريد تقليص ذلك وتخصيصه باليوم الذي يزعم أنه يوم المولد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الدكتور - أنطقه الله بالحق - قال: إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدوة والأسوة والخلق العظيم أكرمنا الله به، وجعلنا من أمته، وأمرنا باتباعه والاقتداء به ومحبته. وهذه ذكرى عطرة تمرّ بنا يوم مولده.
ونقول له: ما دام أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوتنا وأمرنا الله باتباعه، فهل كان - صلى الله عليه وسلم - يحيي هذه المناسبة كلَّ عام في يوم معين؛ حتى نقتدي به في ذلك؟ الجواب: لا، بل ترك ذلك، وما تركه تركناه، ونهانا عن البدع، وما نهانا عنه ننتهي عنه، ومن ذلك بدعة إحياء المولد.
وما ذكره الدكتور من أنه كان يفرح بيوم مولده ويحتفي به ويهتم به.
نقول له: أين الدليل على ذلك؟
واستدلال الدكتور بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم يوم الاثنين، ويقول ذلك يوم ولدت فيه.
فنقول له: أولاً، الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بيوم مولده، وإنما صامه فقط؛ فالصيام فيه سنة؛ لأن الرسول فعله، والاحتفال فيه بدعة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تركه.
ونقول: ثانياً، صيامه - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ليس لأنه ولد فيه فقط، وإنما لأنه أيضاً تعرض فيه أعمال العباد على الله، وهو - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يعرض عمله على الله وهو صائم، كما صح ذلك عنه، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم يوم الخميس من أجل ذلك.
ثم قال الدكتور: ومن هنا فإن من واجبنا - ونحن نحتفي بسنته ونتتبع سيرته - أن نقتدي به ونفعل كما فعل.
نقول له: أحسنت، وهذا هو بيت القصيد، فهل من الاقتداء به في فعل ما يفعل إحداث شيء لم يفعله ولم يأمر به؟ إن هذا يعدّ مخالفة للاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - وابتداعاً في دينه.
وأقول: يا دكتور - وفقك الله - إن الإشادة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه وأعماله الجليلة تكون بما شرعه الله في حقه؛ حيث رفع له ذكره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره؛ فجعل ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرفع مع ذكره في الأذان والإقامة في اليوم والليلة خمس مرات، وفي التشهد في الصلاة، بل جعل الله - سبحانه - الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله. وكل ما عمله المسلم من عمل صالح فإن للرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل أجر العامل؛ لأنه هو الذي دلّه على ذلك.
ثم ختم الدكتور مقاله فقال: وفي الختام لا بد أن نؤكد أن الحب الحقيقي لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما يبدأ باتباع سنته والسير على هداه وجعله القدوة والأسوة في كل أعمالنا.
ونقول له: صدقت، ولكن هل من اتباعه والاقتداء به إحداث شيء في حقه لم يشرعه لنا مثل إحداث الاحتفال بمناسبة المولد؟ هل هذا من سنته؟
اللهمَّ وفقنا والدكتور محمد وجميع المسلمين للعمل بسنة نبيك وترك ما يخالفها؛ إنك سميع مجيب الدعاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
المصدر: ((صحيفة الجزيرة)) الاثنين 14 ربيع الأول 1428 هـ العدد 12604
http://www.al-jazirah.com/1242021/fe2d.htm
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:31]ـ
شكر الله لك أخي سلمان
وجزى الله شيخنا الشيخ صالحاً خيراً ونفع به
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 08:30]ـ
الشيخ الحبيب / عبد الله الحمادي - سلّمه الله -:
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
وصلة الرّد بخط شيخنا في موقعه الرّسمي:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=38
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيك اخي سلمان , ونفع الله بالشيخ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 01:03]ـ
الموقر العزيز / زين العابدين الأثري:
حفظكم الله وجزاكم خيرًا.
دمتم بخير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
رفع اللَّهُ قدر شيخِنا الفَوْزان.(/)
ضوابط تصرف ولي الأمر في المال العام (2/ 2)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 01:58]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين، أما بعد:
هذه تكملة لما سبق طرحه في البحث السابق ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1863)
الفرع الثالث
ضابط التوسط في الإنفاق العام
معنى الضابط: أن يكون الإنفاق العام وسطاً بين الإسراف والتقتير، بما يحقق القوام (1).
وليتضح معنى القاعدة فلا بد من بيان هذه الكلمات الثالث: الإسراف، والتقتير، والقوام.
أولاً: الإسراف: الإسراف في اللغة: مجاوزة القصد (2).
وأما الإسراف المنهي عنه في الشرع: فقد اختلف أهل العلم في المراد به على قولين:
الأول: إن الإسراف مجاوزة الحد في النفقة، كمعناه في اللغة (3).
الثاني: إن الإسراف الإنفاق في المعصية، أو في غير طاعة الله – عز وجل - (4).
وبين المعنيين فرق؛ إذ الإسراف على المعنى الأول يشمل الإنفاق في الخير إذا جاوز الحد، وأما على المعنى الثاني فيختص الإسراف بالإنفاق في المعاصي أو في غير طاعة الله مهما قلَّ، وأما الإنفاق في الخير وفي طاعة الله فليس بإسراف مهما كثر.
ويظهر أن المعنى الأول هو الأقرب، وأن الإسراف يعم الإنفاق في الخير إذا جاوز الحد؛ للآتي:
1 – قول الله – جل وعلا -: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) (الإسراء:26) حيث عقب الله – عز وجل – على أمره بالإنفاق على ذوي القربى – وهو طاعة – بالنهي عن التبذير – وهو إسراف – فأشعر ذلك أن الإنفاق في الخير إذا جاوز الحد كان إسرافاً.
2 – موافقته لمعنى الإسراف اللغوي.
3 – شموله.
4 – كون الحديث عن المال العام، الذي يتفق الجميع على وجوب إنفاقه في الأصلح، ومجاوزة الحد بالإنفاق خلاف الأصلح، حتى ولو كان الوجه المنفق عليه خيراً.
وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز لولي اليتيم أن يتبرع بشيء من مال اليتيم على وجه خيري، ولا أن يسامح فيه؛ لأن ذلك خلاف مصلحة اليتيم، وولي الأمر في المال العام بمنزلة الولي في مال اليتيم.
ثانياً: التقتير: ومعناه في اللغة: التضييق في الإنفاق، والقصور عن حد الكفاية (5)، وهذا هو المعنى المراد في الآية (6).
ثالثاً: القوام: بفتح القاف معناه: العدل بين الشيئين. وبالكسر معناه: ما يقام به الشيء، يقال أنت قوامنا بمعنى: ما تقام به الحاجة، لا يفضل عنها، ولا ينقص (7).
والمعنيان متفقان؛ إذ الاعتدال في النفقة بين الإسراف والتقتير قيام بالحاجة بما لا يفضل عنها، ولا ينقص. وهذا المعنى هو ما يراد بالتوسط في الإنفاق في هذا الضابط.
وقد حدّ ابن كثير النفقة المأمور بها في الشرع بحد حسن، أصبح من أركان الاقتصاد في العصر الحديث، وهو تحقيق الموازنة بين الدخل والإنفاق، بحيث لا يزيد الإنفاق على الدخل، قال في تفسير قول الله – عز وجل – (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) (الإسراء: 29): أي: ولا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقعتك، وتخرج أكثر من دخلك، فتقعد ملوماً، محسوراً (8).
ومما تقدم يمكن تحديد مفهوم الوسطية في الإنفاق في أمرين:
الأول: عدم الإسراف والتبذير؛ لأنهما إضاعة للمال بلا منفعة.
الثاني: عدم الشح والتقتير؛ لأنهما يعطلان وظيفة الإنفاق في سد الحاجة، وتحقيق نمو المجتمع (9).
وقد اعتبر الفقهاء هذا الضابط في النفقة العامة، باعتباره مقتضى وجوب فعل الأصلح في المال العام، ولذا جعلوه من ضمن واجبات ولي الأمر، قال الماوردي وهو يعدد واجبات الإمام تجاه الأمة: الثامن: تقدير العطايا، وما يستحق في بيت المال، من غير سرف، ولا تقتير (10)، وجعل البلاطنسي ذلك من المسؤوليات التي أناطها الشرع بولي الأمر فقال: والشرع قد أناط حفظ تلك الأموال، وصرفها، وتقديرها بالأئمة والولاة، على الوجه المأذون لهم فيه شرعاً، من غير سرف، ولا تقتير (11).
أدلة اعتبار ضابط التوسط في الإنفاق:
أولاً: الكتاب: دل القرآن الكريم على اعتبار هذا الضابط من خلال النصوص التي حثت على انتهاج التوسط في الإنفاق، وهي وإن كانت في النفقة الخاصة – كما يفيد ظاهرها – إلا أن دلالتها على ثبوت ذلك في النفقة العامة أوَّلية، لأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – كون الواجب في إنفاق المال العام رعاية الأصلح، والتوسط في الإنفاق الذي حثَّ عليه القرآن هو الأصلح.
2 – إن ما ثبت من أمر بإصلاح المال الخاص ثبت نظيره للمال العام بطريق الأولى؛ لأنه متعلق بالعامة، وعناية الشرع بما يتعلق بالعامة، أعظم من عنايته بما يتعلق بالخاصة. ومن تلك الآيات التي دعت إلى مبدأ الوسطية في النفقة:
1 – قوله – جل وعلا -: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67) جاءت هذه الآية في معرض بيان صفات المؤمنين، فوصفت نفقتهم بأنها قوام، لا إسراف فيها ولا تقتير، وهو نتيجة انتهاج مبدأ التوسط في النفقة، الذي لا يتجاوز الكفاية، ولا يقصر عنها، قال ابن كثير: في تفسيرها أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم، فلا يكفونهم، بل عدلاً خياراً، وخير الأمور أوسطها (12).
2 – قول الله – تبارك وتعالى -: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) (الإسراء:26).
وجه الدلالة: إن الله – عز وجل – جمع في الآية الأمر بالإنفاق والنهي عن الإسراف، فدل على وجوب التوسط بينهما.
3 – قال الله – جل وعلا -: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (الإسراء:29).
نهى الله – عز وجل – نبيه وأمته من بعده عن التقتير والإسراف، وعبر عنهما بغل اليد وبسطها، كناية عن الإمساك الذي يصير فيه مضيقاً على نفسه وعلى أهله، والتوسع بما لا حاجة له فيه فيصير به مسرفاً، وبين أن عاقبة الغَلِّ والتضييق لوم الأهل والناس وذمُّهم له، ثم استغناؤهم عنه، وأن عاقبة البسط والإسراف الحسرة، حين يقعد المسرف بلا نفقة، ولا مال (13)، فأفاد ذلك الأمر بنهج التوسط بين إطلاق اليد وقبضها.
ثانياً: من السنة: عن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة قال: أملى عليَّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال وإضاعة المال، وكثرة السؤال ... (14) دل الحديث على تحريم إضاعة المال، والإسراف إضاعة؛ لأنه نفقة بلا عائد، فكان حراماً (15).
ثالثاً: من المعقول: دليلان:
1 – إذا تقرر أن الواجب في المال العام إنفاقه على الوجه الأصلح، اقتضى ذلك وجوب التوسط في الإنفاق؛ لأنه الأصلح.
2 – إن الله عز وجل أمر بالحجر على السفيه المسرف الذي يبذر ماله في المعاصي، أو يجاوز به الحد في المباح؛ مراعاة لمصلحته؛ لئلا يضيع ماله (16)، فكذلك يثبت المنع من الإسراف في إنفاق المال العام، سواء أكان المتصرف ولي الأمر أم غيره؛ لئلا يضيع مال المسلمين.
ما تتحقق به الوسطية في الإنفاق: لتحقيق التوسط في الإنفاق لا بد من معرفة ما يقع به الإسراف والتقتير؛ إذ بمعرفة ذلك يمكن لمنفق المال العام أن يجتنبه فيكون قد حقق التوسط. وفي ضوء ما تقدم في معنى هذا الضابط يمكن حصر ما يقع فيه الإسراف والتقتير في أمرين:
الأول: أصل النفقة.
الثاني: قدرها (17).
أولاً: الإسراف والتقتير في أصل النفقة:
أ – الإسراف: يحصل الإسراف في أصل النفقة بإنفاق المال العام على جهات يحرم الإنفاق عليها؛ إما لما فيها من محادة الله ورسوله، كإمداد الكفار بالمال ليستعينوا به على المسلمين، أو إنشاء بنوك الربا، أو لما فيها من إفساد العقول والأبدان، كالمسكرات، أو لما فيها من إفساد الأعراض والأخلاق، كإنشاء مسارح الرقص والغناء أو شراء وإصدار الأشرطة والمجلات الماجنة، أو لما فيها من الظلم كاستئثار أفراد بشيء من المال العام بغير حق. فإنفاق اليسير على هذه المحرمات ونظائرها إسراف، بل إنه مناقض لأصل جواز التصرف في المال العام، وهو التصرف بالأصلح.
ويشتد التحريم إذا أدى الإنفاق على هذه المحرمات إلى ترك أو إهمال الإنفاق على مصالح المسلمين.
ب – التقتير في أصل النفقة: يقع التقتير في أصل النفقة بعدم الإنفاق على مصالح المسلمين، كعدم بناء المدارس – مثلاً – ويعد هذا الترك تضييعاً للمسؤولية التي حملها الله ولاة الأمور، وتفريطاً في بعض المصالح التي من أجلها وجب قيام الدولة الإسلامية (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المعنى للإسراف والتقتير في أصل النفقة هو ما فسرهما به كثير من المفسرين، حتى عده النحاس من أحسن ما فُسرا به، فقال: ومن أحين ما قيل في معنى الإسراف، من أنفق في غير طاعة فهو الإسراف، ومن أمسك عن طاعة فهو الإقتار، ومن أنفق في طاعة الله فهو القوام (19)، وقال ابن عباس في تفسير قوله – عز وجل -: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) (الفرقان: من الآية67) قال: هم المؤمنون لا يسرفون فينفقوا في معصية الله، ولا يقترون فيمنعوا حقوق الله (20)، ولا شك أن الإنفاق على المحرمات، وعدم الإنفاق على مصالح المسلمين من منع حقوق الله – جل وعلا -.
ثانياً: الإسراف والتقتير في قدر النفقة:
يقع الإسراف في قدر النفقة بالإنفاق على مصرف مستحق من مصارف المال العام فوق الكفاية (21).
ويقع التقتير في قدر النفقة بالتقصير في الإنفاق على المصالح، أي قصور الإنفاق عن حد الكفاية.
وكل من الإسراف والتقتير إخلال بضابط الوسطية في الإنفاق؛ لأن الإسراف إضاعة للمال العام فيما لا حاجة إليه ولا مصلحة فيه، والتقتير ترك لبعض الواجب، وتعطيل للمال عن وظيفته.
فالواجب على ولي الأمر أن يكون إنفاقه على مصارف المال العام على قدر الكفاية، بما يسع المصارف كلها، ويحقق المصالح كلها (22).
وتشتد الحاجة إلى مراعاة عدم الزيادة على قدر الكفاية إذا ضعفت موارد المال العام عن تغطية النفقات العامة (23)، وهوما يسمى بالعجز (24). ومما تقدم يمكن إجمال ما تتحقق به الوسطية في إنفاق المال العام في الآتي:
1 – عدم الإنفاق على المرحمات وما لا نفع فيه من المباحات.
2 – الإنفاق على مصالح المسلمين، بقدر الكفاية.
الفرع الرابع
ضابط اعتبار الأولوية في الإنفاق العام
المراد: مراعاة المصرف الأهم عند إنفاق المال العام.
ما تتحقق به مراعاة الأولوية: يختلف ما تتحقق به المراعاة بحسب توفر المال العام وعدم توفره.
1 – ففي حال توفر المال العام بحيث يتسع للإنفاق عل المصارف كلها، تكون مراعاة الأولوية بتقديم المصرف الأهم منها؛ لأنه ربما عجزت الدولة عن توجيه النفقات كلها دفعة واحدة إلى مصارفها، فتضطر إلى تفريقها على فترة زمنية طويلة أو قصيرة فيراعى المصرف الأهم منها.
2 – وفي حال عدم توفر المال العام: أي نقص المال العام بحيث لا يمكنه تغطية نفقات المصارف كلها، بل بعضها، وهنا تختلف المعالجة:
أ – فإن أمكن الإنفاق على جميع المصارف لكن مع تحقيق الحد الأدنى لما يحتاجه كل مصرف، فهذا هو الواجب الذي تتحقق به مراعاة الأولوية؛ لأن ما زاد على قدر الواجب في مصرف فهو مندوب، فلا يراعى المندوب الزائد على قدر الواجب في هذا المصرف، وتترك مراعاة القدر الواجب في مصرف آخر.
ب – وإن عجز المال العام عن تحقيق الحد الأدنى في النفقة على مصارفه مجتمعة وقدر على تحقيقه في بعضها، فمراعاة الأولوية تقضي – هنا – بتوجيه النفقة إلى الأهم منها.
ما يعتبر في معرفة الأولوية: يعتبر لمعرفة الأولوية في الإنفاق المصلحة، فمتى كان الإنفاق على جهة أصلح للمسلمين كان الأولى الإنفاق عليها، وهذا ينظر فيه إلى جهتين:
الجهة الأولى: المصرف: بأن يكون أهم المصارف، ويحدد ذلك الحاجة، فأي المصارف كانت حاجة المسلمين إليه أشد فهو الأهم، والحاجة المعتبرة نوعان:
1 – حاجة دينية، كبناء المساجد، ونشر الدين بالدعوة والجهاد.
2 – حاجة دنيوية، كإيصال خدمة الكهرباء، والهاتف، وإنشاء المرافق العامة.
وعند المفاضلة بين الحاجات بنوعيها – الدينية والدنيوية – لمعرفة الأهم، قد تكون المفاضلة بين حاجات نوع واحد، كالمفاضلة بين التعليم وبين إيصال خدمة الهاتف، وقد تكون المفاضلة بين حاجات النوعين، كالمفاضلة بين بناء مسجد وبين سد عوز مسلمين الدولة، فالإنفاق على التعليم أولى منه على الهاتف، والإنفاق على سد فقر المسلمين أولى منه على بناء المساجد، وعلى هذا فليست الحاجة إذا كانت دينية كانت أهم مطلقاً ولا العكس – أيضاً – بل المعتبر في هذا حاجة المسلمين، فمتى كانت حاجتهم إلى مصرف ديني أو دنيوي أشد فهو الأهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجهة الثانية/ بيت المال: مصلحة بيت المال معتبرة عند المفاضلة، بيان ذلك: إذا كان الإنفاق على مصرف يدفع عن بيت المال تحمل تبعات مالية مرهقة لو وجه الإنفاق إلى غيره فإن ذلك المصرف أولى بتوجيه النفقة إليه، مثال ذلك: يذكر الفقهاء أن مصارف المال العام تنقسم من حيث استحقاق الإنفاق عليها مع يسار بيت المال وإعساره قسمين:
الأول: مصارف تستحق النفقة عليها من المال العام مع يسار بيت المال، وإعساره، فإن كان موسراً وجب الإنفاق، وإن كان معسراً بقى ديناً عليه لهذه المصارف، وذلك كمتبات موظفي الدولة.
الثاني: مصارف تستحق النفقة عليها من المال العام مع يسار بيت المال، دون إعساره، فإن كان موسراً وجب الإنفاق، وإن كان معسراً سقط الوجوب، ولا يبقى ديناً على بيت المال، كبناء مرفق عام.
فإذا عجز بيت المال عن الإنفاق على هذين المصرفين فأولاهما بتوجيه النفقة إليه مرتبات الموظفين؛ لأنها إن لم توف بقيت ديناً على بيت المال، وفي هذا إثقال عليه، وهو خلاف مصلحة المسلمين (25).
ومما تقدم يمكن القول بأن الأولوية من موارد الاجتهاد؛ لأن مدارها على المصلحة، وهي تختلف بحسب ما تقدم، وبحسب الزمن والمكان – أيضاً – فقد يترجح اعتبار مصرف في وقت دون آخر، أو مكان دون مكان، ولذا فإن من الواجب العناية بتحقيق المفاضلة بين المصارف، ويحصل هذا بأمرين:
1 – العهد بمسؤولية المفاضلة إلى مجموعة من المختصين، بحسب أنواع الحاجات الواجب الصرف إليها.
2 – قيام من يسند إليهم بمسؤولية المفاضلة بوضع خطة دقيقة تتضمن قواعد محددة يعمل بمقتضاها عند إجراء المفاضلة.
مشروعية مراعاة الأولوية في الإنفاق:
عني الفقهاء بإبراز الأولوية ضابطاً هاماً من ضوابط الإنفاق العام، حتى جعلوها مما يجب على ولي الأمر عند إنفاق المال العام، قال ابن تيمية: فالواجب أن يبدأ في القسمة بالأهم، فالأهم من مصالح المسلمين العامة” (26) وقال البلاطيسي يجب عليه (17) أن ينظر في مصالح الصرف، ويجب عليه تقديم أهمها، فأهمها، ويحرم عليه العدول عن ذلك (28) ونص البهوتي وشمس الدين الرملي عند حديثهما عن كيفية إنفاق ولي الأمر المال العام على أنه يقدم الأهم فالأهم، وجوباً (29) وعد العز بن عبد السلام فيما يقدم من الحقوق – لرجحان ذلك في جلب المصالح ودرء المفاسد - تقديم ذوي الضرورات على ذوي الحاجات فيما ينفق من الأموال العامة (30).
ويراعي الفقهاء الأولوية حتى في أفراد المصرف الواحد، فإذا صرف من المال العام إلى جنس المحتاجين كالعاجزين عن الاكتساب، فإنه يقدر منهم الأحوج، فالأحوج (31)، وفي هذا مزيد اهتمام بهذا الضابط.
الأدلة على مشروعية مراعاة الأولوية في صرف المال العام على مصارفه:
الدلي الأول: عن أم الحكم بنت الزبير – رضي الله عنها – قالت: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم سبياً، فذهبت أنا وأختي فاطمة نسأله، فقال: سبقكما يتامى بدر (32).
الدليل الثاني: عن علي بن أبي طالب أنه وفاطمة – رضي الله عنهما – أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت (33) حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي (34)، وقد جاءك الله بسبي، وسعة، فأخدمنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أعطيكما، وأدع أهل الصفة تَطْوَى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم (35).
وجه الدلالة من الحديثين: أن علياً وفاطمة وأهل الصفة من مستحقي السبي؛ لأنهم من أهل خمس الغنيمة، وقد آثر النبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء أهل الصفة؛ لكونهم أشد حاجة إلى النفقة، فدل ذلك على أمرين:
1 – اعتبار الأولوية في الإنفاق.
2 – اعتبار الحاجة في معرفة الأولى.
قال ابن حجر – معلقاً على حديث علي - في هذا الحديث أن للإمام أن يؤثر بعض مستحقي الخمس على بعض، ويعطي الأوكد، فالأوكد (36).
الدليل الثاني: عن ناشر بن سُمَيّ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية – وهو يخطب الناس -: إن الله جعلني خازناً لهذا المال، وقاسماً له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا باد بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم، ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ...
وعن محمد بن عجلان قال: لما دون لنا عمر الدواوين قال: بمن نبدأ؟ قالوا: بنفسك فابدأ، قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامنا، فبرهطه نبدأ، ثم بالأقرب، فالأقرب (37).
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه الدلالة من الأثرين: أن عمر - رضي الله عنه - راعى الأولوية في تقديم مستحقي العطاء، وجعل المعتبر في المراعاة القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تعظيماً لحقه، ولم يقع التقديم اتفاقاً، بل قصداً، كما يفيده الأثر الثاني، فدل ذلك على اعتبار الأولوية في الإنفاق، وإذا اعتبرت في الأولوية الفضيلة والشرف فاعتبار الحاجة فيها آكد.
الدليل الثالث: إن الأخذ بالأولوية يحقق العمل بضوابط الإنفاق المتقدمة؛ لأن فيه عملاً بالمصلحة، وتحقيقاً للعدل في القسم بين المستحقين، وفيه ترشيد للنفقة بما يحقق الوسطية في الإنفاق، وهذا يجعل لها من المشروعية والاعتبار ما لتلك الضوابط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. خالد الماجد.
المصدر ( http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2043)
ـــــــــــــــــ
(1) المذكور في قوله – عز وجل -: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67).
(2) لسان العرب (9/ 148)، مادة (سرف).
(3) جامع البيان لابن جرير (19/ 37)، والجامع للقرطبي (13/ 73)، وتفسير ابن كثير، (3/ 338)، والكشاف للزمخشري (3/ 100)، وفتح القدير للشوكاني (4/ 86).
(4) المصادر السابقة.
(5) لسان العرب (5/ 71) مادة (قتر).
(6) جامع البيان لابن جرير (19/ 36)، والجامع للقرطبي (13/ 73)، وتفسير ابن كثير (3/ 338)، والكشاف للزمخشري (3/ 100)، وفتح القدير (4/ 86).
(7) الكشاف للزمخشري (3/ 100)، والجامع للقرطبي (13/ 74).
(8) تفسير القرآن العظيم (3/ 40).
(9) مالية الدولة الإسلامية لمحمد الشباني (138).
(10) الأحكام السلطانية (52).
(11) تحرير المقال (100).
(12) تفسير ابن كثير (3/ 338).
(13) تفسير القرآن العظيم ابن كثير (3/ 40)، في فتح القدير الشوكاني (3/ 222).
(14) أخرجه البخاري في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، فتح الباري (13/ 278 - 279)، ومسلم في الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل، مسلم بشرح النووي (12/ 11 - 12).
(15) ينظر السياسة المالية لعمر بن عبد العزيز، لقطب محمد (132).
(16) العقود، لابن تيمية (18).
(17) العقود لابن تيمية (18).
(18) العقود لابن تيمية (18).
(19) إعراب القرآن للنحاس (3/ 168).
(20) أخرجه ابن جرير بسنده عن ابن عباس، جامع البيان (19/ 37).
(21) العقود لابن تيمية (18).
(22) ينظر الأشباه والنظائر لابن نجيم (123).
(23) السياسة المالية لعمر بن عبد العزيز قطب محمد (132).
(34) العجز هو: زيادة النفقات عن الإيرادات بالنسبة للموازنة العامة. موسوعة المصطلحات الاقتصادية والإحصائية عبد العزيز فهمي كيلان مصطلح عجز ص (207)، أو هو: زيادة مجموع الإنفاق الجاري والاستثمارات عن الإيرادات التي تحصل عليها الحكومة، موسوعة المصطلحات الاقتصادية، حسن عمر (148).
(25) تحرير الأحكام لابن جماعة (150).
(26) السياسية الشرعية (54).
(27) أي: ولي الأمر.
(28) تحرير المقال (142).
(29) كشاف القناع (3/ 101)، نهاية المحتاج (6/ 136).
(30) قواعد الأحكام (1/ 125).
(31) نهاية المحتاج للرملي (6/ 137).
(32) أخرجه أبو داود في الخراج، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، سننه مع عون المعبود (8/ 212)، وقال في عون المعبود: سكت عنه المنذري (8/ 213)، والحديث الذي بعده شاهد له.
(33) أي: استقيت الماء بمعنى أنه كان يجلب الماء بنفسه، لسان العرب مادة (سنا) ص (14/ 404).
(34) أي: نفطت وصلبت وثخن جلدها من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة، لسان العرب مادة (مجل) ص (11/ 616).
(35) أخرجه أحمد في مسند علي، وقال أحمد شاكر: صحيح الإسناد (2/ 149) برقم (838)، وأخرج البخاري عن علي نحوه ولم يذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الصفة، في كتاب الخمس – باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتح الباري (6/ 248 - 249).
(36) فتح الباري (6/ 250).
(27) أخرجه أبو عبيد في الأموال برقم (549) ص (236).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 07:59]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن على هذا النقل.(/)
الطريقة الشرعية في تنصيب الحاكم .........
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 02:33]ـ
هل الشرع جعل لأختيار الحاكم طريقة معينة ...... ؟
وأن كان أهل "الحل والعقد " هم الذين ينصبون الحاكم فمن الذي ينصبهم ....... ؟
هل الأنتخاب" على تحكيم الشرعة" .......... هو الحل .......... ؟
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:16]ـ
الظاهرُ من طريقةِ جمهورِ أهلِ العلمِ من أهلِ السنّةِ والجماعةِ - عليهم رحمةُ اللهِ - أنّهم يتعاملونَ مع قضيّةِ الإمامِ وطريقةِ تنصيبِهِ بالواقعيّةِ والجانبِ العمليِّ، فليسو جامدينَ جمودَ الخوارجِ والمعتزلةِ الذين يرونَ أنَّ الإمامةَ لا تنعقدُ مطلقاً إلا بالبيعةِ الخاليةِ من الإكراهِ، كما أنّهم ليسو على طريقةِ الرافضةِ في قصْر التنصيبِ على النصِّ، ولهذا كان لهم طرقٌ يسلكونها في تصحيحِ الإمامةِ، تخضعُ للواقعِ ومراعاةِ الحالِ، فعندهم أنَّ الإمامةَ تنعقدُ بالنصِّ كما هو الحالُ في أبي بكرٍ رضي الله عنهُ، وتنعقدُ بالاستخلافِ كحالِ أبي بكرٍ مع عمرَ رضي اللهُ عنهما، وتنعقدُ بالعهدِ إلى الأصولِ والفروعِ إن خلا من الشبهةِ وكان المعهودُ إليهِ من أهلِ الحزمِ والديانةِ، وتنعقدُ بالغلبةِ والقهرِ.
وهذه الطرقُ بعضُها أولى من بعضٍ، والحكّامُ درجاتٌ فيها، فمنهم من يأتي على رأسِ القائمةِ وهو الحاكمُ الذي اختارهُ أهلُ الحلِّ والعقدِ، وأهلُ الحلِّ والعقدِ لا يشتبهُ على النّاسِ حالهم، فهم العلماءُ والوجهاءُ ورؤوس النّاسِ، ممن خبروا الحياةَ وعرفوا أمورَ الناسِ، وهم موجودونَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ويسهلُ الاهتداءُ إليهم ومعرفتهم، وللعلماءِ بحوثٌ في شروطهم وطرقِ اختيارهم وأهمِّ وظائفهم، وذلك منثورٌ في كتبِ الأحكامِ السلطانيّةِ وغيرها، ويدخلُ ضمنَ اختيارِ أهلِ الحلِّ والعقدِ الاختيارُ بالانتخابِ المباشرِ، فيما لو كان الانتخابُ بين أشخاصٍ على قدرٍ متساوٍ من الديانةِ والعلمِ بتصريفِ الأمورِ وسياسةِ النّاسِ، فالإمامةُ ليستْ علماً شرعيّاً فحسب، بل تحتاجُ إلى الحزمِ والخبرةِ، وإضافةً إلى انتخابِهم ومفاضلتِهم بين المرشّحينَ للإمامةِ، فإنَّ لهم حقَّ العزلِ أيضاً.
وهكذا تنزلُ الدرجاتُ حتى تتناهى إلى الغلبةِ والقهرِ، وهي أضعفُ طرقِ التنصيبِ، وإنّما قبلتْ بها الشريعةُ من بابِ التعاملِ مع الواقعِ وحقنِ الدماءِ وضبطِ الأمورِ، خروجاً من الفتنةِ، وشرعتْ في أثناءِ ذلك كلّهِ أمْرَ ذلك الحاكمِ المستبدِ بالمعروفِ والطاعةِ، ونهيهُ عن المُنكرِ والبغْي، وجعلتْ ذلك من أعظمِ أنواعِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى، فللفردِ المسلمِ أن يقاومَ الحاكمَ المستبدَ المتسلّطَ بنفسهِ وروحهِ ويجودُ بها، لكن لا يحلُّ لهُ أن يدفعَ بالأمةِ في مواجهتهِ إلا إن علِمَ يقيناً قدرتهم على التغلّبِ عليه والعودةِ بالحكمِ إلى الجادةِ، فحينئذٍ يكونُ للأمرِ حكمٌ آخر.
يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميّةَ - رحمهُ اللهُ تعالى -:" والقدرةُ على سياسةِ الناسِ إمّا بطاعتِهم لهُ، وإمّا بقهرهِ لهم، فمتى صارَ قادراً على سياستِهم بطاعتِهم أو بقهرهِ، فهو ذو سلطانٍ مطاعٍ إذا أمرَ بطاعةِ اللهِ" منهاج السنّةِ 1/ 142، وقال الإمام الشافعيُّ - رحمهُ اللهُ تعالى -:" كلُّ من غلبَ على الخلافةِ بالسيفِ حتّى يُسمّى خليفةً، ويجمع الناس عليه، فهو خليفةٌ " مناقبُ الشافعي 1/ 449.
ويرى بعضُ الباحثينَ أنَّ الشريعةَ لم تأتِ بحكمٍ عامٍّ في قضيّةِ التغلّبِ، وإنّما تُنظرُ كلِّ حالةٍ على حدةٍ، فمن الأحوالِ ما يصحُّ معهُ القولُ بصحةِ إمامةِ المتغلّبِ، ومنها ما يُشرعُ فيهِ مقاومتهُ وإعادةُ الحكمِ إلى أهلهِ، وكلُّ ذلك مرجعهُ إلى رأي العلماءِ وأهلِ الخبرةِ في النازلةِ بعينها، وهذا الرأي وجيهٌ وسديدٌ، وهو أولى الأقوالِ بالاعتبارِ، بين رأي من يقولُ بعدمِ صحةِ الإمامةِ بالتغلّبِ، وبين رأي من يرى صحتها بهِ مطلقاً.
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:30]ـ
أشكرك أخي العزيز فتى الأدغال على هذا التقرير المتميز الذي استفدتُ منه كثيرا، فبارك الله فيك، وأكثر من أمثالك.
لكن ما يخص الإنتخابات الرئاسية وبالتحديد في مساواة الأصوات للناخبين مابين عالِم وجاهل، ومابين مراهق وراشد، ومسلمٍ وكافر هل ذلك مما يتحقق به المصلحة خصوصا إن علمنا أن الفوز لصالح المسلم الحق .. فنبتدىء وبكل تأييد الإنتخابات ونحث عليها، دون أن نجعلها واقعا قد فُرض علينا - كما حصل في الإنتخابات البلدية - وغيرها مما هو موجود في بعض البلدان الإسلامية
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:39]ـ
في ثنايا حديثي أشرتُ لكَ إلى القاعدةِ الكليّةِ في ذلكَ، وهي مراعاةُ الواقعِ والحالِ، فالانتخاباتُ حين التلجئةِ والاضطرارُ تكونُ طريقاً لتنصيبِ الحاكمِ، كما هو الحالُ في تغلبهِ وقهرهِ، وفي حالِ وجودِ الانتخاباتِ ينظرُ للضابطِ في الشخصِ المُنتخِبِ والمنتخَبِ، فللعلماءِ شروطٌ في الحاكمِ أو الشخص الذي سوف يتولّى الإمامةَ، ولهم شروطٌ في أهلِ الحلِّ والعقدِ، وكذلكَ يُمكنُ ضبطِ الحالِ للشخصِ المنتخِبِ، ومن تتبّعَ كتبُ الأحكامِ المتعلقةِ بالإمامةِ أو كتبَ السياسةِ الشرعيّةِ وقعَ على ما يبهرهُ من دقةِ التفصيلِ وإحكامِ المسائلِ.
مع وافرِ الشكرِ والامتنانِ لدعواتكَ الطيبةِ ومشاعركَ النيبلةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 04:10]ـ
نعم، يبقى السؤالُ: لو كان ثمّة حاكمٌ مستبدٌ كافراً كانَ أو مسلماً، قهرَ النّاسَ وغلبهم بالسيفِ، وكانَ في طلبِ الانتخاباتِ والدعوةِ إليها شعبياً ما سوف يعودُ على الأمّةِ بالخيرِ ويخلّصهم من ذلك المستبدِ لكونهم هم الأغلب والأكثريّة الكاثرة، فإنَّ الدعوةِ إليها والسعْي في طلبِها أمرٌ مشروعٌ، بل قد يجبُ أحياناً.
قالَ شيخُ مشايخنا العلامةُ عبدالرحمن بن سعدي - نوّرَ اللهُ مرقدهُ وجادهُ بالرحمةِ والرضوانِ -:" ومنها: أنَّ اللهَ يدفعُ عن المؤمنينَ بأسبابٍ كثيرةٍ، قد يعلمونَ بعضها، وقد لا يعلمونَ شيئاً منها، وربّما دفعَ عنهم بسبب قبيلتِهم، وأهلِ وطنهم الكفار، كما دفعَ اللهُ عن شعيبٍ رجمَ قومهِ بسببِ رهطهِ، وأنَّ هذه الروابطَ التي يحصلُ بها الدفعُ عن الإسلامِ والمسلمينَ، لا بأسَ بالسعي فيها، بل ربّما تعيّنَ ذلك، لأن الإصلاحَ مطلوبٌ على حسبِ القدرةِ والإمكانِ.
فعلى هذا لو سعى المسلمونَ الذين تحت ولايةِ الكفّارِ، وعملوا على جعلِ الولايةِ جمهوريّةً، يتمكّنُ فيها الأفرادُ والشعوبُ من حقوقِهم الدينيّةِ والدنيويّةِ، لكانَ أولى من استسلامِهم لدولةٍ تقضي على حقوقِهم الدينيّةِ والدنيويّةِ، وتحرصُ على إبداتِها، وجعلهم عمَلَةً وخدماً لهم، نعم إن أمكنَ أن تكونَ الدولةُ للمسلمينَ وهم الحكّامُ، فهو المتعيّنُ، ولكن لعدمِ إمكانِ هذه المرتبةِ، فالمرتبةُ التي فيها دفعٌ ووقايةٌ للدّينِ والدنيا مقدمةٌ، واللهُ تعالى أعلمُ " تيسير الكريم الرحمن 2/ 389.
وهذا نقلٌ عزيزٌ ونفيسٌ، وفيه تأصيلٌ لمثلِ هذه المسائلِ المستجدّةِ.
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 04:37]ـ
أخي العزيز فتى الأدغال
نفع الله بك، وبارك فيك، وأعلى منزلتك.(/)
الجيش الإسلامي في العراق يوجه نداءات "قادة ومنتسبي تنظيم القاعدة" في العراق والعالم
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:07]ـ
وجّه الجيش الإسلامي في العراق نداءات إلى ما سمّاه "قادة ومنتسبي تنظيم القاعدة" في العراق ,والعالم، وعلى رأسهم زعيم التنظيم "أسامة بن لادن" أن يتحملوا مسئوليتهم عن مايقوم به التنظيم من "ابتزاز للناس، والاعتداء عليهم، ورميهم بالكفر".
وصرّح الجيش الإسلامي ـ في بيانٍ له ـ بأن سكوته عن ما سمّاه "تجاوزات تنظيم القاعدة" يرجع إلى انشغاله بالجهاد، ضدّ قوات الاحتلال الأمريكية ,و"الصفويين". .
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=67037
انتهى الخبر مخلفا كثيرا من التساؤلات:
هل مازال تنظيم القاعدة يحب الخلاف والتشتت في المواجهة ..
العدو واحد (الأمريكان والشيعة) ويُقتل حارث الضاري السني على أيدي تنظيم القاعدة ..
كم تحمّل المجاهدون المقاومون العراقيون هذا التنظيمَ الذي أرهقهم وأزعجهم كثيرا
وكم صبروا عليهم، لكن طفح الكيل، وللصبر حدود - كما يقال -
أسأل الله صلاح إخواننا من تنظيم القاعدة ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 10:37]ـ
الرابط لا يعمل وهذا البيان بتمامه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)،أما بعد:-
فإن الله تعالى يقول: (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يونس:109)،ويقول سبحانه: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)،ويقول: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (لأعراف:87) إنه لمما يثير الأسى والحزن، أنه كلما مر يوم على الناس، وهم يقتربون من نصر الله تعالى، وقد أزف رحيل المحتلين وهم يجرون أذيال الهزيمة ويتجرعون سم الخزي والعار، كلما ازداد نزغ شياطين الإنس والجن، وكيدهم ليوقعوا بين المجاهدين، حيث يبذلون قصارى جهدهم، من إثارة الأحقاد والضغائن، إلى استثارة دواعي العجب والتفاخر، إلى محاولة تشتيت الصفوف، وتمزيق اللُّحمة، وتبديد القوة، وتفريق الكلمة وذلك كي ينشغل المسلمون بصراع داخلي، يشتت ثمار الجهاد المبارك، بعدما رفع الله راية المجاهدين وأذاق أعداءه العذاب الأليم والخزي المبين.
ومنذ تأسيس جماعة الجيش الإسلامي في العراق وإلى هذا اليوم وهي تسير على خطى واضحة المعالم تتمثل في:
1) العمل الجاد المبني على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الذي يجمع بين الأصالة والتجديد في كل الميادين.
2) استثمار كل الطاقات لرد الأعداء الصائلين من الأمريكان ومن معهم من الإيرانيين والصفويين وعدم التفريط بأي جهد مشروع ينفع في هذه المعركة.
3) بذل كل الطاقات واستفراغ الوسع لجمع الكلمة على الحق ورص الصفوف ولم الشمل لنصل جميعا إلى أهدافنا المنشودة في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
4) مراعاة الأولويات في العمل والتركيز على الهدف وعدم تشتيت الرؤية، في سنن ابن ماجة،عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِى أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِى أَىِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ] (صحيح الجامع6189).
(يُتْبَعُ)
(/)
5) الواقعية مع الطموح المتزايد لبلوغ الأحسن والأكمل،فكل مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها بحيث تسلم الى المرحلة التي تليها وهذه من سمات ديننا الحنيف. وإن كان بعض الذين يسوقون النصوص القرآنية للاستشهاد بها على منهج هذا الدين في الجهاد لا يراعون هذه السمة فيه ولا يدركون طبيعة المراحل التي مر بها هذا المنهج وعلاقة النصوص المختلفة بكل مرحلة منها.
6) إعتماد منهج العدل ووسطية الحق بين الغلو والجفاء فلا إفراط ولا تفريط في كل قول وعمل،قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة:143) والعدل هو الالتزام بالإسلام كله قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (البقرة:208) فلا نعني به التمييع والتفريط، قال تعالى: (وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) (المائدة: من الآية13)،كما لا نعني به الغلو والجفاء المخالف لمنهج النبوة قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة:77) فقد حذر ربنا تعالى من المسلكين في هذه الآية الكريمة.والوسطية والعدل في المعتقد والإتباع والسلوك والجهاد، والوسطية في الحكم على الناس سواء كانوا أفرادا أو طوائف أو جماعات، والوسطية في كل نواحي الدين والدنيا، فهذه الأمة وسط بين الأمم وأهلها هم الخيار والعدول بين الناس.
7) التلازم في العمل بين الدعوة والجهاد فلا يقصر بأحد الأمرين على حساب الأخر (كتاب هاد وسيف ناصر) قال تعالى: (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان: من الآية31)
8) التجمع على أساس المنهج والشرع، لا حول الأشخاص والأسماء المجردة.
9) الرجوع لأهل العلم والحكمة والخبرة والسابقة المشهود لهم بالصدق والاستقامة والثبات والتاريخ الناصع والإكثار من مشاورة أهل الحل والعقد أولي الأحلام والنهى من أهل العلم في كافة الاختصاصات.
10) الاجتهاد في إسقاط الأدلة وكلام العلماء على الواقع المناسب لها،وأي مسألة يرد فيها أكثر من قول معتبر لأهل العلم فإن الجماعة تتبنى ما ترجح عندها، ويصبح هذا القول ملزماً للجماعة وتعذر من خالفها خلافا سائغا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (20/ 207): مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه وإذا كان في المسألة قولان فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين. أهـ
11) الإستفادة من أخبار السلف تراعى فيها الأحوال والعوائد التي كانت في زمنهم قال ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 205): فإنَّ الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعوائد والأحوال وذلك كله من دين الله أهـ.
12) النأي بأنفسنا عن نهج التعجل بالتكفير دون تثبت أو بينة، ولو ثبت أن الفعل كفر فإنه ليس كل من أتى بمكفر يكفر بعينه، حتى تتوفر فيه الشروط وتنتفي الموانع، ولا نكفر بالمآل أو بلازم القول، ثم إنه ليس كل كافر يجب قتله،وقد يقتل من ليس بكافر على وفق الأدلة الشرعية كما هو مفصل في كتب أهل العلم. كما لا نحكم بالقتل على أحد من أهل القبلة إلا إذا وجب في حقه بدليل قطعي تبرأ به الذمة مع مراعاة حال الاستضعاف والتمكين والحرب والسلم. وكل ذلك - مما يتعلق بأحكام الدنيا - فهو مبني على الظاهر والله يتولى السرائر.
13) الاستفادة من تجارب الجماعات التي سبقتنا بأخذ إيجابياتها وطرح سلبياتها واستكمال نقاط القوة فيها.
14) التحلي بالأخلاق الكريمة وعلى رأسها الصدق والوفاء واجتناب الأخلاق الرذيلة ومن أقبحها الكذب والغدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
15) الحرص على إصلاح النية التي تمثل رأس الأمر وعموده وأساسه الذي يبنى عليه، وهي روح العمل وقائده وسائقه، يصح بصحتها، ويفسد بفسادها، وبها يستجلب التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء18 - 19) وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة، ففي الصحيحين عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ].وإن النجاة العظمى وإحراز الربح الأسمى ومجاورة الرب الكريم في دار السرور والنعيم، لا يحصل إلا بالإخلاص في العبادة وإرادةِ وجهِ الله فيما شرعه لعباده. قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110) ويتأكد الإخلاص في ساحات الوغى لأنها مظنةُ القتل وذَهابُ النفس، فإن الأعمال كلها وإن تنوعت واختلفت أسبابها وأنواع العبادات وإن اختلفت مقاصد أصحابها، إذا صدر منها شيء مشوباً بالرياء والنفاق أمكن أن يصدر منها في وقت آخر على وجه الإخلاص والوفاق، وأمكن أن يأتيَ العاملُ بما يكفر تلك الزلة، أو يتوب الله عليه مادام في الأجل مهلة،بخلاف من ذهبت نفسُه في القتال، إذ ليس له إلا رضا الله ذي العزة والجلال أو العذاب الشديد والنكال، فمن خَسِرَ نفسَه لم يبق له نفس أخرى يربحها، ومن أفسد خاتمتَه فليس له خاتمة أخرى يصلحها.
ومن الإخلاص إرادةُ ما عند الله وعدم الالتفات لشيء من حظوظ الدنيا فإنَّ مَن أراد بجهاده عرَضاً من الدنيا لا يكون مجاهداً، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (هود:15 - 16)، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ]، قال شيخ الإسلام (17/ 492): بل من قاتل فيها (أي المعركة) لأجل المال لم يكن مجاهداً في سبيل الله.أهـ
16) الذلة والانكسار والضعف بين يدي الله القوي العزيز الجبار فإن الحول والقوة بيده وحده، فلا يجوز الاغترار بقوة أو جمع،كما لا ينبغي الاستكانة والتراجع إذا قل الناصر وخذلنا الصديق وضاق بنا الحال، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلَب لم يبطُر وإن انكسر لم يجزَع بل يصبر، وقد مرت عليه أنواع الابتلاءات وهو صابر محتسب ودخل مكة في أعظم فتح متواضعا لله مطأطئاً رأسه تضرب لحيتُه رحلَه.
(يُتْبَعُ)
(/)
17) المحافظة على الأخوة الإسلامية وحقوقها،والترفع عن الانتقاص أو الكلام السيئ على أي جماعة،قلّت أو كثرت، إلا ما كان نصحاً وتسديداً على وفق ما ثبت في الكتاب والسنة، مع تجنب إلغاءِ جهود الآخرين، مبتعدين كل البعد عن المزايدات بالباطل والمهاترات والفحش والسب والتحقير فإن الله تعالى يقول: (وما مَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) (المدثر: من الآية31)،وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا] وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ [بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ].
وبناءا على ما تقدم فإننا لم نحرص على إظهار قوة الجماعة وعملياتها ومكاسبها إلا بالقدر الذي فيه نكاية بالعدو بحيث لا يضيّع علينا المصالح الأخروية الكبرى والمصالح الدنيوية المعتبرة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف:10 - 13) وفي الصحيحين عن سَعْد بْن أَبِى وَقَّاصٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ]،وفي المختارة للضياء المقدسي أنه عليه الصلاة والسلام قال: [من استطاع منكم أن يكونَ له خبءٌ من عملٍ صالحٍ فليفعل] صحيح الجامع (6018)،وفي مسند الإمام أحمد وسنن البيهقي عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى] السلسلة الصحيحة (3287)، بحيث لا تضيع حقوق المسلمين في دنياهم، قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:77). ومع كل ما يحصل في الساحة من أخطاء وتجاوزات فإننا آثرنا النصح والترشيد بعيدا عن التعيير والتشهير مهتدين بهدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن المؤمنين نصحة والمنافقين غششة، ثم إن وقوع الأخطاء أمر طبيعي وإصلاحه سهل ما لم تكثر الأخطاء فتفحش، أو أن تكون في قضايا كبيرة تتعلق بالتشريع وأصول الدين أو المحرمات العظمى كالدماء والأموال والأعراض، ومن هذا القبيل ما حصل من الإخوة في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
هذا:
ومع أن كثيرا من الناس يحمّلون المجاهدين عامة والجيش الإسلامي خاصة إثم السكوت على ما يقوم به بعض الإخوة في تنظيم القاعدة من تجاوزات شرعية، غير أننا نبرر ذلك بـ:
1 - انشغالنا بقتال أعداء الله تعالى من الأمريكيين والصفويين ومن يعينهم،
2 - الحفاظ على إخوة الإسلام والدين مع كافة المجاهدين،
3 - الحفاظ على المشروع الجهادي الذي هو ملك الأمة جميعا،
4 - الحذر من استغلال ذلك من قبل أعداء الإسلام والمسلمين،
5 - إعطاء فرصة كافية للإصلاح والرجوع للحق،
(يُتْبَعُ)
(/)
فآثرنا معاملتهم بالحكمة والصبر الجميل، في البخاري عن أنس قال: [لم يكن رسول الله فاحشا ولا لعانا ولا سبابا كان يقول عند المعتبة ماله ترب جبينه]،مع إسداء النصح الواجب. غير أن هذا لم يجدِ نفعا، فأصبحوا ومن أهم ما يهمهم النيل من هذه الجماعة المباركة بإذن الله، بشتى الوسائل والأساليب ومنها:
* رمي الجماعة بشتى التهم الباطلة الجائرة فمرة ينسبونها للبعث، ويعلمون ويعلم القاصي والداني أنه ليس في الجماعة بعثي واحد ولا يوجد أي ارتباط بأي شكل من الأشكال بيننا وبين حزب البعث أو البعثيين لا فكري ولا تنظيمي ولا ميداني، ومرة ينسبون الجماعة إلى مناهج وتيارات إسلامية أخرى وهو محض كذب، وأخرى حيث ينسبونها إلى جهات مخابراتية، وفي كل مرة يحق الله الحق ويتبين بطلان هذه الدعاوى فيزداد المجاهدون وتزداد العمليات وتعم البركة على هذه الجماعة ويزداد قبول الناس لها وانتشارها حيث تسير على نهج قويم وعدل وطريق مستقيم،
وكان الواجب أن تنشرح صدورهم ويدعوا لنا بالخير والتوفيق وحسن الخاتمة كما نفعل تجاههم في مواقفنا سرا وعلنا، في الصحيحين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى]،وفيهما عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: [لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ]
* إتهام قيادة الجماعة بتهم واهية واهنة كبيت العنكبوت،وفي الصحيحين عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [لاَ يَرْمِى رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ، إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ]، وفي مسلم: [وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ. وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ]،يعني رجع عليه. وفي البخاري ثَابِت بْن الضَّحَّاكِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهْوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهْوَ كَقَتْلِهِ]،وفي سنن أبي داود عن ِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [وَمَنْ خَاصَمَ فِى بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ] صحيح الجامع (6196)،ورَدغةُ الخَبال: عصارةُ أهلِ النار.كما في صحيح مسلم.
* ومن ذلك تهديد بعض أفراد الجماعة بالقتل إن لم يبايعوا القاعدة أو أسمائها الأخرى وكنا ندفع بالتي هي أحسن لحسم مادة الشر وحصر الصراع ليكون مع الأعداء فقط بل وتحييد بعض الأعداء ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)، وقد حصل هذا مرارا ولم نكترث له حتى لا يشمت بنا الأعداء.
* ومن ثم تطاول هؤلاء الناس فقتلوا بعض الإخوة ظلما وعدوانا من المجاهدين في هذه الجماعة تجاوز عددهم الثلاثين حتى الآن، ولم يكتفوا بذلك بل ناصبوا الجماعات الجهادية الأخرى العداء، وتحول هذا العداء إلى مواجهات مع بعض الجماعات مثل كتائب ثورة العشرين ولا تزال إلى هذه الساعة مواجهات بينهم بين الحين والآخر في أبو غريب، كان من أحدثها قتل أحد قادتهم الميدانيين وهو الأخ حارث ظاهر الضاري تقبله الله تعالى، وقتلوا بعض أفراد جيش المجاهدين وبعض أفراد أنصار السنة، وهددوا الجبهة الإسلامية (جامع)، فتحملت كل الجماعات أعباءا هائلة صيانة للمشروع الجهادي كي لا ينحرف عن مساره وأهدافه،
(يُتْبَعُ)
(/)
- غير أن هذا الصبر الجميل جرّأهم أكثر، فاستحلوا قتل طائفة من المسلمين وخاصة الأهداف السهلة مثل أئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة ومنهم أعضاء في هيئة علماء المسلمين،وقد ثبت في البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِى فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا]، وفي الصحيحين عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا]،وفي الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: [يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِى جَوْفِ رَحْلِهِ]، قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ. ورواه ابن ماجة مرفوعا وهو في السلسلة الصحيحة (3420). بل أصبح عامة أهل السنة هدفا مشروعا لهم وخاصة الأغنياء فإما أن يدفع لهم ما يريدون أو يقتلوه، وكل من ينتقدهم أو يخالفهم ويبين خطأهم في مثل هذه الأفعال فإنهم يسعون لقتله فالقضية سهلة وتبريرها أسهل.
- وأصبح الاعتداء على بيوت الناس وأخذ أموالهم أمرا سائغا.
- وأصبح رمي الناس بالكفر والردة أمرا مألوفا مشاعا.
- ثم لم يرق لهم إلا التشهير في الإعلام ومن ذلك ما ظهر في خطابي الأخ أبي حمزة وخطابات الأخ أبي عمر حيث أكثر من كيل التهم والمجازفات، حتى تجاوز الكتاب والسنة وأوغل في مخالفة منهج سلف الأمة بدعايات يعلم عدم صحتها.
ولم نسارع في رد ما اتهمنا به انتظارا لرد العلماء الربانيين لينصحوهم ويبينوا الأخطاء والتجاوزات الشرعية الواردة وخاصة في الخطاب الأخير حتى نضيع الفرصة على أعدائنا من الأمريكيين والصفويين ومن معهم، ولتكون نصيحة وبلسما شافيا للجميع، ولكن لم يتكلم أئمتنا فكان لابد من بيان بعض الأمور حتى لا يظن ظان أن ماورد من المسائل أو التهم صحيح،
- ومن ذلك قوله (كيف حال الجهاد في بلاد الرافدين لو لم يكن هناك مجلس شورى المجاهدين ولا دولة الإسلام؟ وكيف تصير الأمور لو ترك كل أبناء الدولة الإسلامية السلاح، وقعدوا عن الجهاد؟ الجواب معروف ... إستباحة للعرض، وإبادة للحرث والنسل)، قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ] وفي البخاري عَنِ طَرِيفٍ أَبِى تَمِيمَةَ قَالَ شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهْوَ يُوصِيهِمْ فَقَالُوا هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - قَالَ - وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقِ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]،فَقَالُوا أَوْصِنَا،فَقَالَ: [إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَأْكُلَ إِلاَّ طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ]. وفي الصحيحين عَنْ أَسْمَاءَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: [الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ]،والله تبارك وتعالى لم يضيّع صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة إلى الكعبة واعتبرها إيمانا،أفيضيع عند الله الكريم المنان جهاد شرعي لأربع سنين متواصلة ملئت بالتضحيات، ثم ما هو مبرر هذا التعالي على المسلمين المجاهدين؟ ومحاولة
(يُتْبَعُ)
(/)
إلغاء جهاد الآخرين إلا من تبعهم أليس هذا من التحزب المذموم؟!،
- مع تحد لكل المجاهدين من غير القاعدة بأن يأتوا بعملية واحدة على قاعدة أمريكية، اللهم غفرانك، وهل يحتاج النهار إلى دليل،فإن الأصدقاء والأعداء علموا وشهدوا ببعض ذلك، وما خفي عنهم كان أعظم وما قامت به جماعة الجيش الإسلامي من اقتحامات لقواعد وثكنات عسكرية يبلغ بالعشرات وأسقطت قواعد كبرى بفضل الله أولا وآخرا ومنها أكبر قاعدتين وهما القاعدة الذهبية في جرف الصخر التي أصبحت من أخبار الغابرين في عام 2003 قبل أن يتأسس تنظيم القاعدة في العراق، وقاعدة الصقر التي أصبحت أثرا بعد عين في 2006، وقواعد الأوكرانيين حتى هربوا إلى بلادهم خائبين خاسرين، والكثير من العمليات التي تجاوز معدلها هذه الأشهر الألف عملية في الشهر الواحد نسأل الله القبول والتسديد. ولم نرد ذكر هذا إلا بيانا للحق فقد أغنانا الله تعالى عن كثرة الكلام بكثرة الفعال وحسنها بلطفه وتدبيره.
- وكذلك فإن الجماعات الأخرى تقوم بعمليات مباركة تفوق الحصر يراها ويسمع بها القاصي والداني وفق الله الجميع لطاعته. فكيف يتم شطبها جميعا!!.
- ومن ذلك اتهام الجماعة بالتآمر مع الصحفي (يسري فوده) والموساد بكلام سمج وهو فرية علينا لو مزجت بماء البحر لأفسدته.
وللمفارقة فإن نفس الصحفي قد التقى بقادة تنظيم القاعدة وعمل لهم برامج وأفلاما وذهب إلى أماكنهم ومقراتهم فماذا كان؟ هل كان هؤلاء القادة -حاشاهم- من أعوان الموساد المتآمرين؟ مثل خالد شيخ ورمزي بن الشيبة فك الله أسرهم، أم أن صفة الموسادية تأتي معه إذا التقى بجماعة الجيش فقط؟
ونحن نتعامل مع كل إعلامي فردا كان أو وسيلة بما يخدم قضايا أمتنا وخاصة قضية الجهاد في العراق بغض النظر عن الحكم عليهم، المهم عندنا أن لا يكون أي خرق أمني سوء على الجماعة أو على أي مجاهد أو أي مسلم من الجهة التي نتعامل معها قدر تعلق الأمر بنا.
أما قلة الرجال وكشف الطريق فكل الناس يعلم بطلانها فإن طريق عبور المجاهدين ليس بخاف على أحد، فماذا يقول عن التقارير والأفلام المعدة بعلم القاعدة وخطابات قادتها التي لم تترك تفصيلا إلا ذكرته، فلسنا من ذكر تفصيلات 11/ 9 ولسنا من يخبر بأماكن تواجد أفراد القاعدة في البلاد العربية وغير العربية بل كل ذلك مذكور في خطاباتهم؟ فهل هذا تعاون مع الموساد؟.
ونحن نذكر هؤلاء الإخوة بأن يراقبوا الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم وان لا يجازفوا بآخرتهم بثمن بخس لا قيمة له في ميزان الله تعالى.
- وأما تسميته المجاهدين بحزب الله السعودي فنحن بحمد الله تعالى لم نكن تبعا لأي حكومة أو حزب أو جهة لا داخلية ولا خارجية وقد عانينا كثيرا مثلما عانى إخواننا السلفيون في العراق وخاصة في العقد الأخير من القرن الماضي، من الاتهام بالارتباط بالوهابيين والسعوديين كما يسمونهم والعجيب أنهم يضيفون لهم الموساد أيضا!!!!! وبعد الاحتلال زادت الأوصاف فأصبحت،، وهابي إرهابي .... الخ، ثم يأتي أخونا ليتهم إخوانه ومن معه في الخندق ضد الأعداء بنفس التهم التي يتهمنا بها أعداء الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل
ونحن بحمد الله لم نتلق أي دعم من أية حكومة إلى هذه الساعة لا من الحكومات العربية ولا من إيران، ولم نسع لتحصيل دعم للجهاد من أي دولة عربية إلا ما كان دعما لعموم المسلمين في العراق، ومع ذلك فما تزال جميع الحكومات تقدم خطوة وترجع ألف خطوة منتظرة إذنا أمريكيا صحيحا صريحا مؤكدا!!!! لدعم أهل السنة في العراق. أما ما يزعم من أموال النفط فلم يصل شيء منها للمجاهدين لا من نفط العراق ولا ومن نفط أي دولة أخرى لا بطريق مباشر ولا غير مباشر. ثم من هؤلاء كهنة الطاغوت وتجار الدين؟ ولم هذه الطلاسم؟ وماذا بقي من التهم للخطابات القادمة وماذا ترك أخونا لقوات غدر وجيش الدجال والجلبي وعلاوي وغيرهم. ولو وقف الأمر عند هذا الحد لما احتاج الأمر إلى رد لوضوحه بحمد الله تعالى لكن الأخ أبا عمر تجنى على الأمة جميعا وعلى منهج سلف الأمة وعلى علمائها بإيراد أحكام وقضايا عجيبة،
- ومن ذلك اعتبار ديار الإسلام جميعا ديار كفر. ثم ما حكم دولته تحت سلطة الصليبيين ومن عاونهم؟.
- وقوله أن قتال جيوش الحكومات العربية أوجب من قتال المحتل الصليبي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
- والقول بأن الجهاد فرض عين ـ بهذا الإطلاق ـ منذ سقوط الأندلس قول غير محرر.
- وحكمه على طوائف أهل الكتاب في بلادنا بأنهم أهل حرب لا ذمة لهم، مَن من العلماء من يقول بهذا الأطلاق؟
- ثم إنه حكم على جميع أبناء الجماعات الجهادية بأنهم عصاة، وهذه مجازفة غير مبررة، وذكر أنها تدعوا عشائرها وأصحابها إلى الدعة والراحة!!! سبحان الله وهل في العراق دعة وراحة؟ وسمى بيعته بواجب العصر وهذا خطير جدا لمن فهمه!!
- ثم اتهم الجماعات بالانخراط القوي والانضمام إلى خنجر ثلاثي الرؤوس ....... الخ وهم (ج) طائفة الحساد واستدل بحديث ضعيف،، وإن العجب لينقضي من الجرأة على إخوانه من المجاهدين الذين تحملوا كل التهم وسكتوا على كل التجاوزات مراعاة لمصلحة الجهاد، فالله المستعان.
- واتهم الجماعات بأنها تريد معاهدات مع الأمريكيين والظاهر عدم التفريق بين المفاوضات المشروطة المنضبطة بضوابط الشرع وبين معاهدات الاستسلام التي يسعى لها الخائبون، واشترط إذن دولته فمن اعترف بها حتى يشترط إذنها؟
- وفيما يخص جماعة الجيش الإسلامي فإنه مع قولنا بمشروعية التفاوض مع الأعداء إلا إننا لم نفاوض أي عدو لا الأمريكيين ولا الصفويين ولا غيرهم إلى هذه الساعة، وشروط المفاوضات ذكرت كثيرا حتى أغنى عن إعادة ذكرها، كما لا نعلم أي جماعة جهادية كبرى فاوضت الأمريكيين ومن معهم إلا ما كان من بعض العالة على الجهاد وأمرهم مفضوح.
- ثم جعل الأخ أبو عمر تحريم الدش وتغطية وجه المرأة من الثوابت التسعة عشر التي ذكرها، هذا مع أنه يعلم ما يحصل في العراق فهو شيء آخر فإن الأخوات المسلمات المنتقبات يتعرضن لمضايقات كبيرة من تفتيش واعتداء قد يصل إلى الاعتقال من قبل أعداء الله تعالى من الحرس الوثني والشرطة الصفوية وقد حصل هذا في حوادث كثيرة جدا وخاصة في بغداد ومحيطها الجنوبي مما حمل الأخوات على ترك النقاب في الأماكن التي قد يتعرضن فيها لمثل هذه البلايا، وهو تضييق لما وسع الله على عباده ولو كان الأمر في بلد آمن عليهن لكان الأمر هينا.
وبهذه المناسبة فإننا نوجه نداءات ملحّة:
النداء الأول: إلى علماء الأمة بأن يقوموا بواجبهم الشرعي لتدارك المشروع الجهادي في العراق وحقن دماء المسلمين بإصدار الفتاوى الشرعية في المسائل الهامة والنوازل بعد معرفة الواقع على حقيقته، وعدم السكوت وخاصة في المسائل التي تعم بها البلوى والمسائل المستجدة والتي لا يجد المجاهدون جوابا لها معلنا، وقد أخذ الله تعالى عليهم الميثاق بأن يبينوا الحق.
النداء الثاني: إلى قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله تعالى الذي اشتهر عنه التحرز الشديد من دماء المسلمين وأعراضهم واشتهر بزهده وورعه وخوفه من الحساب يوم الدين، أن يستبرأ لدينه وعرضه وأن يتحمل مسؤوليتة عن تنظيم القاعدة الشرعية والتنظيمية، وأن يستقصي الحقائق ويتثبت ليكون على بينة من أمره، فإنه ومن معه من إخوانه قادة القاعدة مسئولون يوم القيامة عن ما يحدث من قبل أتباعهم، ولا يكفي البراءة من الأفعال بل لابد من تصحيح المسار، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ]، ويقول الفاروق رضي الله عنه: لو عثرت دابة في جبال العراق أو الشام لظننت أن الله سيحاسبني عنها، لِمَ لم تعبد لها الطريق؟.
النداء الثالث: إلى كل منتسب إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بأن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله تعالى فإن الله موقفهم فسائلهم عما كانوا يفعلون. ولمن اقترف حراما بأن يسارع بالتوبة إلى الله الغفور الرحيم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)، وقال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: من الآية31)،وأنه لابد من رد حقوق الناس قدر المستطاع، فإنها لا تسقط بالتقادم، وإن الله تبارك وتعالى يعفو عن حقه وأما حق
(يُتْبَعُ)
(/)
العباد فلهم حتى يصفحوا ويعفوا، في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى الدِّمَاءِ]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ] والبوائق: الغوائل والشرور، وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: [الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ]،وفي رواية للبخاري: [وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ]. وفي البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ].
النداء الرابع: إلى كافة الجماعات والفصائل الجهادية أن يناصحوا إخوانهم في تنظيم القاعدة وهذا واجب شرعي لإصلاح أمر الجهاد. في البخاري: باب عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ.وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ. وَقَوْلُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ).
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه دينك وأهله ويذل فيه الكفر وأهله،اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم اهزم الأمريكان ومن معهم والصفويين ومن معهم،اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم جميعا اللهم ألف بين قلوبنا واجمع صفوفنا ووحد كلمتنا ووفقنا لطاعتك وأعنا ولا تعن علينا وكن لنا ولا تكن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وأحسن ختامنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وآثرنا ولا تؤثر علينا وتقبل قتلانا شهداء عندك وارفع درجاتهم في عليين وفك أسرانا وثبتهم يارب العالمين وسدد رمينا إنك على كل شيء قدير وسامحنا إنك أنت الغفور الرحيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجيش الإسلامي في العراق
ـ[ابو جوهر]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 12:18]ـ
جزاك الله خيرا واخشى ما اخشاه ان تتحول القاعدة الى اداة للاحتلال اكثرمن اهتمامها بكنس الاحتلال والله ما خفي كان اعظم
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 03:39]ـ
ومن ثم تطاول هؤلاء الناس فقتلوا بعض الإخوة ظلما وعدوانا من المجاهدين في هذه الجماعة تجاوز عددهم الثلاثين حتى الآن،
غير أن هذا الصبر الجميل جرّأهم أكثر، فاستحلوا قتل طائفة من المسلمين وخاصة الأهداف السهلة مثل أئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة ومنهم أعضاء في هيئة علماء المسلمين
هذا يرفضه العقل والمنطق والواقع
كيف بأناس باعوا أرواحهم ووضعوها على راحة أيديهم تقرباً لله ولنيل الشهادة والدفاع عن أخوانهم وأخواتهم
يقتلون أئمة مساجد وعزل ومن أهل السنة!!!!
وهم من تقطعت أجسادهم في الفلوجة
وتناثرت أجزائهم في بغداد
وسالت دمائهم في الرمادي
كيف كيف قليلاً من العقل؟؟
ـ[النجم]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 06:41]ـ
هذا يرفضه العقل والمنطق والواقع
كيف بأناس باعوا أرواحهم ووضعوها على راحة أيديهم تقرباً لله ولنيل الشهادة والدفاع عن أخوانهم وأخواتهم
يقتلون أئمة مساجد وعزل ومن أهل السنة!!!!
وهم من تقطعت أجسادهم في الفلوجة
وتناثرت أجزائهم في بغداد
وسالت دمائهم في الرمادي
كيف كيف قليلاً من العقل؟؟
هذا بسبب الشبهات التي لاتُرَد إلى أهل العلم حتى يبينوها لهم .....
فنحن نعلم أن قصدهم حسن ...... ولاشك في ذلك.
اللهم اجمع كلمتهم على الحق المبين, واهدي اخواننا من تنظيم القاعدة إلى الحق القويم
ـ[نياف]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:22]ـ
ياأخوان ينبغي عدم الأستعجال ونشر مثل هذه البيانات والحكم على الناس بسبب صدور بيان
ويجب علينا أن لاتأخذنا العاطفة في مثل هذه الأمور بل علينا أن نلتزم الحكمة وأن نتثبت من الخبر وأن نتعلم من الماضي
وأنا لاأدافع عن أحد أبدا بل هذ الذي أمرنا به.
وأخشى أن يكون هذا البيان تم صياغته لكي يختلف أهل السنة وتذهب ريحهم كما حدث في أفغانستان بعد رحيل الأتحاد السوفيتي والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 08:00]ـ
نعم أخي نياف صدقت
لأن هذا البيان به من المغالطات والإتهامات الخطيرة
وتصوير المجاهدين بأنهم يسفكون دماء المسلمين
أستغفر الله العظيم كيف يسفكون دماء المسلمين وهم أحرص الناس عليها ولولا حرصهم عليها
لما باعوا أنفسهم لأجلها.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 09:15]ـ
هل قتل الشيخ حارث الضاري؟؟؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 10:05]ـ
لأن هذا البيان به من المغالطات والإتهامات الخطيرة
وتصوير المجاهدين بأنهم يسفكون دماء المسلمين.
من يتابع شأن العراق يعلم أن هناك خلافا بين الفصائل، وهذا البيان صادر من الجيش الإسلامي، وهي جهة جهادية أيضا.
أما وصفها بأنها مغالطات و ... فهذا بحسب مبلغ كاتبها من العلم، ولا يلزم أن تكون هي كذلك.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
ـ[الناصح]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 10:22]ـ
تنظيم القاعدة ذهب صيته وبريقه حينما جعل القتال في داخل المجتمعات الإسلامية.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 10:29]ـ
اللهم ألف بين قلوب المجاهدين وأهمهم رشدهم وقهم شر أنفسهم وشر عدوهم وأصلح ذات بينهم ووحد كلمتهم ... ويا أيها الأحباب الكلام في الفتن أشد من وقع السيف فلابد من العدل والإنصاف والعلم وعدم التعجل مع الذب عن أعراض إخواننا ما أمكن، ولا نذب عن عرض أحد على حساب عرض آخر وتبقى المسألة بينهم وأهل مكة أدرى بشعابها، ومن يكتب في غرفته بين أهله وأحبابه آمنا في سربه عنده قوت سنة أو سنين لا ينبغي أن يتساهل في الكلام والتخطئة بل يتبين ويحاول أن يكون مفتاح خير، فقد أكلنا وأحرقنا الخلاف ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم (يخربون بيوتهم بأيديهم) ونسأل الله النصر للمجاهدين في كل مكان وأذكر بقوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91)
وبقوله صلى الله عليه وسلم "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ" رواه البخاري (6952)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 12:37]ـ
الغريب في هذا البيان أنه لم يُذيَّل باسم الناطق الرسمي في الجيش الإسلامي .. والأغرب أن في البيان جاء قولهم (ثم لم يرق لهم إلا التشهير في الإعلام ومن ذلك ما ظهر في خطابي الأخ أبي حمزة وخطابات الأخ أبي عمر حيث أكثر من كيل التهم والمجازفات، حتى تجاوز الكتاب والسنة وأوغل في مخالفة منهج سلف الأمة بدعايات يعلم عدم صحتها) وأنا من المتابعين للخطابات الصادرة من دولة العراق الإسلامية ولم أجد فيها شيئاً من ذلك, بل إن أبا حمزة المهاجر قد أثنى على الجيش الإسلامي بقوله (فيا أبطال جيش أنصار السنة، ويا أسود الجيش الإسلامي، ويا فلذات أكبادنا في جيش المجاهدين، يا من كنتم الشوكة التي أدمت العدو، وأمالت رايته وطمست هيبته، وأذاقته من البأساء ما أثخن فيه الجراح، وأسال منه الدماء، يا من نغصتم على العدو أيامه، وأنسيتم جيوشه أوهامه، يا قادة الأنصار وجيش المجاهدين وبقية المخلصين فقد اشتاقت أنفسنا إليكم وحنت أحضاننا لودكم فإن إخوانكم يدعون الله أن يحفظكم وان تبشروهم باليوم الذي تعلنون فيه ما عودتموهم عليه من صفاء المنهح ووضوح الهدف فتباركون دولة العراق الإسلامية وتبايعون الشريف أميرا، فلسنا بخير منكم حتى نقدم وتبطئون فأنتم أسبق منا جهادا وأزهد إمارة وأطوع جنودا ونحسبكم أخلص لله دينا، فلقد علمتم أن ذلكم مما يغيظ العدى ويفرح الصديق ويفوت على العدو فرصة شق الصف وتفريق الكلمة ويرد خنجره في صدره وصدر من جالسه سرا وضيع دينه وأهله. وأذكّر إخواني جنود الدولة بقول الله تعالى: (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)) ...
وأبو عمر وصفهم بالطيبين ولم يشر لهم من قريبٍ ولا من بعيد ...
وأخشى أن الأمر مدبَّر من قِبَل الصليبيين لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي يخرجون به من المأزق ..
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 05:11]ـ
هذا أمر دبر بليل ..
عموماً ما يحدث في العراق هو نسخة مكررة لما حدث في أفغانستان وصورة أقرب لما حدث في الجزائر ...
أغلب الجماعات الإسلامية إن لم يكن كلها مخترقة من عدة جهات استخباراتية أجنبية، لذا فهم ينفذون بصورة مباشرة أو غير مباشرة أهداف وخطط المحتل والمخترق للصفوف، فبحسب التغلغل يتم التخطيط والتنفيذ ...
مشكلتنا أننا غرقى بالعاطفة ولا زلنا عطشى لها .. فإلى الله المشتكى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 05:56]ـ
اللهم وحد صفوف المسلمين
انا اعتقد ان المستفيد من صدور هذا البيان (الغير موثق) هي حكومة الصفويين التى حاولة اكثر من مره تأليب ابنا عشائر الرمادي علي اخوانهم المجاهدين من تنظيم القاعده وقد نجحت هذه الحكومة على شراء ذمم بعض اهالى تلك القبائل
ولكن الغالبيه العضمى منهم يقفون مع اخوانهم المجاهدين من تنظيم القاعده
انا استغرب نشر هذا المقال فى هذا المنتدى وترويج ما اراده العدو ان يروج
الكلام على اهل الثغور يجب يدقق وحتى لو فرضنا ان هذا الكلام به شىء من الصحة فلا يجب ان ينش1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
وشكرا ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 06:14]ـ
انا استغرب نشر هذا المقال فى هذا المنتدى وترويج ما اراده العدو ان يروج
الكلام على اهل الثغور يجب يدقق وحتى لو فرضنا ان هذا الكلام به شىء من الصحة فلا يجب ان ينشرر
لا تستغرب فالبيان نشر في أمكان كثيرة جدا، ولا يعني السماح بنشره الترويج له كما تقول ـ هداك الله ـ فهو حدث مطروح يمسح أمرا مهما من أهم أمور الأمة.
وأرجو من الجميع التحفظ وعدم الكلام بلا علم، بالنفي أو الإثبات، أو اتهام غيرهم سواء من في الثغور أو من شارك في الموضوع، وليس كل ما يخطر في بالك يحسن أن تضعه هنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:14]ـ
صدور هذا البيان (الغير موثق).
الصواب: (غير الموثق).
وهذا المصدر ( http://www.iaisite.info/index.htm)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:14]ـ
إن هناك التباس كبير بين الممارسات الانتهاكية لحُرَم ودماء المسلمين من قبل تنظيم القاعدة مقابل مواقف أخرى مضطربة وملتبسه إلتباساً شديداً، تتراوح ما بين نفي، أو تسويغ شرعي، أو صمت، أو دفاع من قبل أطراف أخرى من المؤيدين من خارج دائرة الجماعة ...
إلا أنه رغم ذلك فإن الإطار العام والملامح لشخصية الجماعة يتضح شيئاً فشيئاً نحو ثبوت ما ينسن إليها، يدعمه شهود من أطراف متعددة، وإجماع متزايد ضدها ..
يزيد المشكلة تعقيداً ومخافة أن هناك إيغال في الاتجاه نحو الغلو والممارسات الذرائعية والاستبدادية المقيته، وكأنك تشاهد مراحل التجربة الجزائرية أو الأفغانية تتكرر في المشهد العراقي ..
وهكذا تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع نحو الاحتراب وضياع ثمرة الجهاد العراقي الذي ننتظر أوان قطافه ...
الكلام يستدعي استرسالاً وتركيزاً حول قضايا: عوامل تزايد الغلو في القاعدة، ومسببات الاختلاف في المراحل الأخيرة من التجارب الجهادية، ودور الأطراف الخارجية في تأجيج الصراع والانفصال في فصائل أخرى، وصحة من يقال عن الاختراق، ومسؤولية العلماء والقادة من داخل العراق وخارجه في استباق الكارثة، ومبررات سكوتهم وتراخيهم ...
كل ذلك يحتاج إلى بحث ونقاش ومدارسة عميقة للمشاركة في العلاج.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:28]ـ
هذا مقال هام يتصل بالموضوع:
معلومات تنشر لأول مرة: الوضع الأمني في العراق انحرافات خطرة وآمال قريبة
بقلم عبد الرحيم الشمري
أربعة أعوام مرت على الحرب الصليبية على العراق، والتي شنتها الولايات المتحدة الأميركية ومن تحالف معها من صليبيين ونفعيين من كل حدب وصوب، اجتمعوا لقتال المسلمين، مصداقا للحديث الذي رواه ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) (حديث صحيح) ..
أربعة أعوام عجاف، أهلكت الحرث والنسل، وأضرت بشعب حُرم أدنى مقومات الحياة ... خاصة في مناطق أهل السنة، الذين تسلطت عليهم شرور، تزول من هولها الجبال الراسيات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فخطة بغداد الأمنية شرّقت بالعراقيين وغربت وغيرت الكثير في الواقع الأمني العراقي، ولا يمكن بحال إنكار منافع جناها أهل السنة من هذه الخطة، مع ما فيها من مساوئ وشرور، فتقييد حركة الميليشيات، رغم وجود خروقات كبيرة بين الحين والآخر، أعطى متنفسا لأهل السنة، ليتحركوا في مناطق كانوا قد هجروها بالكلية أو انحازوا بعيدا عنها، خوفا من الميليشيات، وكذلك إقامة قواعد للاحتلال في مناطق شيعية لم يسبق لها أن لاقت معاملة الأعداء منذ أربعة أعوام، كمدينة الثورة (الصدر)، ومناطق كالبنوك والشعب والحرية والشعلة وغيرها، حيث استوطنت قوات الاحتلال في تلك المناطق، واتخذت في بعضها قواعد، بعد أن حصلت على تعاون ملحوظ جدا من القيادات الشيعية، لتغيير سياستها حاليا وإخفاء ملامح ميليشياتها إلى درجة كبيرة، تلك المناطق التي تعودت مغازلة قوات الاحتلال لها، وعدم الجدية في ملاحقتها حتى هذه اللحظة، إلا أن مجرد منع المعالم الظاهرة للميليشيات، يعتبر مكسبا كبيرا لأهل السنة على المدى المنظور.
ومن هذه القواعد، قاعدة ( FORD)، التي اتخذتها قوات الاحتلال في مركز شباب البنوك للرياضة في حي البنوك الملاصق لمدينة الثورة، وكذلك قاعدة ( kalahan) في مدخل الصليخ في مبنى الأسواق المركزية مقابل مؤسسة الدفاع المدني ..
والنية قائمة لإقامة قاعدة في مدينة الصدر معقل جيش المهدي .. بينما تستمر عمليات اعتقال الكثير من قيادات جيش المهدي، فقبل أقل من أسبوع، تم اعتقال أحد أبرز قياديي جيش المهدي من زعماء فرق الموت الطائفية، وهو حسن گيطان الملقب (أبو زهراء) في منطقة البنوك، بعد مطاردة لعدة أيام، انتهت بإلقاء القبض عليه في منزل له هناك، تبع ذلك في يوم الأحد الماضي 24/ 3/2007م، إلقاء القبض على قيادي آخر من جيش المهدي أيضا، هو المدعو وسام حكومة، كما يطلق عليه عوام الشيعة الخاضعين لسيطرته، والملقب أيضا (أبو درع)، تيمنا وتشبيها له بأبي درع السفاح الشيعي المعروف، الذي تبنى الجيش الإسلامي في العراق القضاء عليه في مدينة بلد شمال بغداد .. والكثير من القادة الميدانيين والمسئولين المباشرين لعصابات الموت ..
إلا أن أحدا منهم لم يظهر حتى الآن، ولو لمرة واحدة في وسائل الإعلام، ليعترف بجرائمه ضد أهل السنة، كما يجري في برنامج قناة العراقية الحكومية (الإرهاب في قبضة العدالة)، كون العدالة في مفهوم الحكومة العراقية هو (العدالة الشيعية) لا القضاء والقانون.
ومن محاسن هذه الخطة أيضا، الانتشار الكبير لقوات البشمرگة الكردية في شوارع بغداد، وهي قوات موالية للاحتلال، وفي تأريخها بصمات السوء والغدر بأهل الدين والدعاة، وكذلك العرب سنة وشيعة، وهي فصيل مسلح، مبني على أساس عنصري قبلي وميول شيوعية إلحادية واضحة ... إلا أنه في الوقت ذاته ينزع إلى انتماء مذهبي سني، يشكل بالتالي نوعا من الموازنة مع طائفية قوات الأمن والجيش العراقيين .. مع أن البشمرگة لا يوالون أصلا أي ميليشيا أو مجموعة مسلحة سنية.
وقد انتشرت هذه الميليشيات الكردية بشكل جيد وسط بغداد خاصة، وأخذت دورا في عمليات قوات الاحتلال ضد المناطق الشيعية ... وهو بالتالي نوع من الشر يُخَفَفُ به الشر، مصداقا لقوله تعالى ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ)) الحج 4.
وقد أدت التحركات الأمنية الأخيرة تجاه النفوذ الشيعي غير المنضبط، والخارج عن القانون عبر مجموعة مظاهر، كالميليشيات، والتغلغل الأمني الخطر، والسيادة المطلقة على أجهزة الدولة، وخاصة محافظات الجنوب، والسيطرة على الملفات السياسية والاقتصادية كافة، وتخلف القيادات الشيعية عن الحكمة في الإمساك بالعصا من وسطها، بل الميل بقوة وصراحة باتجاه المصالح الشيعية والإيرانية خاصة .. أدت إلى انحسار المد الشيعي ولو بشكل مؤقت، وفتح الباب أمام حلول بديلة لم تكن قد طرحت على مستوى جدي، وعلى رأسها، حكومة الظل بقيادة إياد علاوي .. الزعيم الأقرب لطريقة صدام حسين في الحكم في الدكتاتورية والحزم وضعف الميل الطائفي، ولكن مع انصياع تام للمحتل الأميركي، وممارسة كاملة لحيل السياسة ودهائها، مع الرغبة الشديدة في استعادة مكانته التي لم تحفظها له مرجعيته الشيعية، التي ينتمي إليها كشيعي، أو الفارسية التي ينتمي إليها ككردي فيلي إيراني الأصول ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إضافة إلى أنه أثبت، عبر معركته مع التيار الصدري إبان حكمه للعراق كرئيس وزراء الحكومة غير المنتخبة الأولى، استعداده لمقاتلة الشيعة، مع أنه لم يوقع بهم عُشر معشار ما أوقعه بأهل السنة حينها، حتى إن علاوي هو المؤسس الأول للقوات الطائفية واستمداد ساسة العراق الجدد البركة من المرجعية والتعويل عليها .. وأول من أطلق الحرب علنا على ما يسمى بالسلفية الجهادية.
لكن الشعب العراقي بعد أن جرب ويلات الميليشيات والأحزاب الشيعية ـ إيرانية الولاء والطاعة ـ وسفاهة تنظيم القاعدة وسفكه الدماء وهتكه الأعراض والحرمات، وسكوت باقي فصائل الجهاد عليه، إلا بردود محدودة لم تحفظ للناس دينهم وكرامتهم، بدأ يرضخ فعليا لأي حلول بديلة تُطرح من قبل قوات الاحتلال أو الحكومة الموالية لها .. وهذه إحدى أخطر المراحل التي تواجه أهل السنة بخصوص مشروعهم الكبير في توحيد صفوف المجاهدين والعودة لحكم مناطق أهل السنة، والتمهيد لمرحلة سياسية جديدة يسترجعون فيها مكانتهم، ولو في مناطق أهل السنة حصرا.
أما الشق الأعظم في المرحلة الراهنة، فهو الحرب التي شنها تنظيم القاعدة بعد إعلانه دولته على كل منطقة تصل إليها يده من مناطق أهل السنة، والدخول في معارك مع العشائر وبعض الفصائل أيضا، أو قواطع محددة من كافة الفصائل.
وقد استثمرت قوات الاحتلال حالة البغض الشديدة، التي تسود أوساط أهل السنة وعشائرهم ضد تنظيم القاعدة، لدخول معارك حاسمة ضده، بعد أن تحيدت فصائل الجهاد في أي هجوم من قبل أي جهة ضد تنظيم القاعدة، ولم تعد تشارك في التصدي له، مادام يرتكز ضد تنظيم القاعدة، الذي يعلن ردتها وعصيانها، ويقاتلها ما استطاع غيلة وعلانية في بعض الأحيان ..
ومن أمثلة استغلال قوات الاحتلال لهذا الأمر، معاركها التي طردت فيها أفراد تنظيم القاعدة من ذراع دجلة وإبراهيم بن علي والبو علوان والگرمة وبني زيد والقراغول ومحامدة الذراع (المصالحة) ... في قاطع كبير يشمل مناطق شمال غرب بغداد (خارج)، وهو عقر دار القاعدة، بعد أن طُردت من اليوسفية، ومن ثم الرضوانية على يد العشائر بمساعدة غير مباشرة من الجيش الإسلامي، ومن ثم لجأت إلى الزيدان، فطُردت من معظمها، وأُحرج وجودها في دويليبة على يد كتائب ثورة العشرين، فانتقلت إلى ذراع دجلة والگرمة، مستغلة بعض التفكك الذي أصاب جيش المجاهدين لفترة محدودة، بدأت قيادة الجيش في تجاوزها مؤخرا وبقوة .. ولا وجود قط لتنظيم القاعدة الآن في هذه المناطق أبدا .. كما حدث في هيت أيضا.
وقد ضاعف تنظيم القاعدة في الأيام الأخيرة من جرعات الضغط على مناطق أهل السنة، واستهدف عشيرة زوبع تحديدا، بعد أن وقفت ضد وجوده في قراها ومناطقها غرب بغداد خاصة، فقام بقصف عدة قرى في زوبع بالهاونات، وأحال حياة الناس فيها إلى جحيم، وعلق رؤوس المعدومين بـ (الگنارات)، التي يستعملها القصابون، وتجاوز ذلك إلى فرض زيجات إجبارية لأمرائه العرب على أهالي المناطق الخاضعة لنفوذه, وفي 23/ 2/2007م، فجر صهريجا محملا بالكلور وسط سوق شعبي بالقرب من مدينة الحبانية بعد صلاة الجمعة، عندما انتقد خطيب مسجد هناك تنظيم القاعدة وإساءته للمسلمين، مما أدى إلى تدمير المسجد وقتل 45 شخصا وجرح 110 آخرين، وكانت هذه بداية ضد حرب من يسمون بالطوائف الممتنعة، ففي المجمع السكني لعامرية الفلوجة، فجر انتحاري نفسه داخل شاحنة، كان يقودها محملة بقناني غاز الكلور يوم الجمعة 16/ 3/2007م عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة، فقتل ثمانية وأصاب 350 شخصا من سكان المنطقة بإصابات مختلفة، اختناقا بالمادة السامة، وقد حصل التنظيم على الكلور من مصنع للكلور في أبو غريب، وكذلك فعل انتحاري آخر في الفلوجة في نفس الوقت، قرب مضيف الشيخ خميس الحسناوي، قُتل من جرائه شخصان وأصيب ستة آخرون اختناقا أيضا جميعهم من أسرة الشيخ الحسناوي .. بينما تلوثت المنطقتان على مدى كبير جدا، وانتقلت الأبخرة السامة على مسافة خمسة كيلومترات من نقطتي الانفجاريين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أصدر تنظيم القاعدة بيانا، زعم فيه أن قوات الاحتلال هي من اعتدى على المنطقة، وزعم أيضا أنه حرر رهائن مدنيين سقطوا بيد أهالي المنطقة من شرطة عشيرة البو عيسى، والحقيقة أن تنظيم القاعدة أعلن كفر وردة أهالي المنطقة، وأقام حصارا عليها، لم ينقذ أهلها منه بعد الله عز وجل إلا أبناء عشيرة البو عيسى، بعد أن مر نحو أسبوع على حصار المنطقة وضربها بالكلور، وتخاذل بعض فصائل الجهاد عن إنقاذ المدنيين خشية الاصطدام بتنظيم القاعدة.
أما في تصفية الخصوم، فقد اغتال تنظيم القاعدة السيد مظفر العاني نائب رئيس المجلس البلدي في مدينة الأعظمية السنية وسط بغداد، وأحد قادة الجيش الإسلامي المشهود لهم بالجهاد طيلة سنين الحرب الماضية، والذي أعاد البنية التحتية للمدينة، ولم يتصدى لهذا المنصب إلا برغبة من أهلها وعامة فصائل الجهاد، مع اثنين من حراسه أثناء خروجه من منزله في 14/ 3/2007م، ثم اغتال تنظيم القاعدة في 25/ 3/2007م براق جاسم الگعود، نجل شيخ عشيرة زوبع لدى مروره في (شارع 60) بحي 17 تموز في محافظة الموصل، ثم قتل حارث ظاهر الضاري في أبو غريب في 26/ 3/2007م، وهو أحد مساعدي الشيخ الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين والمقربين له وابن عمه، وأحد أكبر قادة كتائب ثورة العشرين ..
وحاول قبلها اغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي سلام زگم الزوبعي بعد صلاة الجمعة 23/ 3/2007م في مصلى داخل بيته عن طريق انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، مما أدى إلى أصابته إصابة خطرة ومقتل شقيقه عبد الرحمن الزوبعي ونائبه لشؤون الجنوب (مفيد عبد الزهرة) وسكرتيره وأربعة من مرافقيه وإمام المسجد، وتبنى تنظيم القاعدة العملية في بيان رسمي، رغم أن موقف باقي فصائل الجهاد يرتكز على عدم التعرض للسياسيين السنة أيا كانوا، لأن في تصفيتهم إضرارا بأهل السنة، ما داموا غير مقاتلين لأهلهم، وأن من مصلحة إيران والصفويين فقط تصفيتهم
وكذلك الأستاذ عبد الرحمن العاني المستشار الهندسي لرئيس ديوان الوقف السني، وأربعة من أفراد حمايته أثناء خروجهم من داره الكائن في الاعظمية في 26/ 3/2007م، والشيخ عبدالعليم سعيد الجميلي وأخوه عبدالستار سعيد الجميلي (أخوي الشاعر الإسلامي المعروف محمد سعيد الجميلي)، حيث قتلا في كمين للقاعدة وهما في طريقهما إلى المسجد لأداء صلاة المغرب في عامرية الفلوجة، أما في مدينة الفلوجة ذاتها، فقد اغتال تنظيم القاعدة عضو مجلس علماء المدينة، أحمد سرحان الراوي عندما كان داخل سيارته في حي الجمهورية، ليلتحق بالشيخ حمزة عباس مهنا العيساوي مفتي الفلوجة الذي اغتيل في 2005م من قبل أعضاء في القاعدة وهم يكبرون .. الله أكبر .. الله أكبر!! بينما غادر مدينة المساجد (الفلوجة) أكثر من 45 إماما وعالما إلى خارج العراق.
وفي تلعفر، كان لأهل الموصل موعد مع مذبحة مزدوجة، بدأت بفتنة صنعها انتحاري من القاعدة، دخل إلى حي شيعي، يقع ضمن منطقة محاصرة من قبل الشرطة الشيعية في المدينة وعناصر من تنظيم القاعدة منذ خمسة أشهر، فكدس في شاحنته، نوع (سكانيا قاطرة ومقطورة) كمية من الدقيق، تستقر تحتها أربعة أطنان من المتفجرات، فلما اجتمع حولها الناس فجرها، وكذلك فعل انتحاري آخر قريبا منه، فدمرا نحو مئة منزل وقتلا نحو 85 شخصا وأصاب 183 آخرين وقيل أكثر ..
فما كان من شرطة المدينة إلا أن هاجموا أهل السنة المدنيين، الذين لا ذنب لهم في هذه الجريمة النكراء، وأخذوا يقتلونهم في الشوارع والبيوت، فكانت نتيجة ذلك مقتل 70 شخصا وجرح 30 واختطاف 40، لم يعثر لهم على أثر، فهم لا شك قتلى، وربما تعرضوا على عادة الميليشيات الشيعية إلى التعذيب والتثقيب، بينما صرحت الحكومة بكل وضوح، أنها أطلقت سراح 13 من أفراد الشرطة المتورطين بعمليات الإعدام الجماعية في أهل السنة، بحجة أنهم منهارون نفسيا، وأن لديهم قتلى سيشيعونهم!
كل هذه الأحداث مجتمعة وحالة الانهيار التي يمر بها العراق باستمرار، دفعت فصائل الجهاد في العراق إلى مراجعة واقعها والمخاطر التي تواجهها جميعا، خاصة بعد أن كشر تنظيم القاعدة لها عن أنيابه، وقتل من قادتها من قتل، وعمل على تفريقها طيلة أربعة أعوام الماضية، فبان لهذه الفصائل أنه أراد من تفرقها، تسلطه واجتماعها تحت رايته، لا مصلحتها ومصلحة الجهاد في البلاد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فقررت الالتقاء والاجتماع تحت راية واحدة مجاهدة جهادا شرعيا صحيحا، يقره علماء الأمة وكبار الأئمة، تصلح أن تكون راية حاضنة لعامة أهل السنة، ومؤهلة لقيادتهم وإخراجهم من مأوق، ضيقه عليهم خصومهم من صفويين وصليبيين وسفهاء مارقين. هذا المشروع الكبير، الذي تشارك فيه عدة فصائل مجاهدة، ومر عبر عدة لقاءات بين أكبر قياداتها، وصل إلى مرحلة متقدمة جدا، وهو قاب قوسين أو أدنى من إعلانه.
وقد شمل في مرحلته الأولى الجيش الإسلامي، وهو حتما أكبر فصيل جهادي في العراق، إلا أنه بحاجة ماسة إلى متابعة كافة قواطعه وكتائبه القتالية والإعلامية والشرعية، قبل أن يعلن هذا الإعلان الهام، بعد أن حصلت تداخلات بينه وبين تنظيم القاعدة، فانفلتت منه بعض المجاميع وانضمت إلى القاعدة، بينما التحقت به مجاميع أخرى جاءته من القاعدة، خاصة في شمال وجنوب بغداد، وكذلك جيش المجاهدين، الذي تعرض لبعض الانقسامات، التي نتوقع تجاوزها خلال الأيام القليلة القادمة، وقد عقدت قيادته العزم على تحمل مسؤوليتها في ذلك، ولمّ شمل من انفلت عنها، وقد سمعنا من بعض المنشقين كل خير، وكذلك جماعة أنصار السنة، التي دخلت عبر هيئتها الشرعية كاملة، بشيوخ العلم وأميرها الشرعي وأمير التنظيم ومن التف حولهم من قادة القواطع والمناطق، عدا قلة قليلة من المتشددين الأقرب وصفا إلى تنظيم القاعدة، ومنهم زعيمها الغائب منذ زمن بعيد والأكثر تشددا حتى من تنظيم القاعدة نفسه .. وبدأت فعليا بتوزيع وثائق الوحدة بين قواطعها ... ويترقب آلاف المجاهدين ساعة الصفر، التي انتظروها منذ سنين، لمكر أُريد بهم من قوات الاحتلال والحكومات الشيعية المتتالية وتنظيم القاعدة بأجندته المعروفة، ليلتحق الكثير منهم بالفصيل الجامع الجديد، الذي لن يطول به العمر لتذوب كل الفصائل فيه ...
فكتائب ثورة العشرين بشقيها، وجيش الراشدين وجيش الفاتحين وعصائب العراق الجهادية، راغبون، وقد أبدوا استعداهم فعليا للانضمام إليه .. بل إن من قادة الفصائل الكبرى، من قال لإخوانه والله حسيبه في ما قال: "أذهبوا وأتموا اتفاقكم ثم آتوني، فخذوني ومن معي، فإنا لا نفاوض في جيش للمسلمين، بل نحن بإذن الله جنده".
الأمر الذي بدا واضحا في كلمة أبي زيد خالد المشهداني (المكنى أبو عمر البغدادي) الأخيرة، والمسجلة بعنوان (نصر من الله وفتح قريب)، كما جرت العادة بصوت محارب الجبوري، المعلن أنه وزير إعلام الدولة المزعومة، والذي ركز على نقد فصيلين .. الأول، أسماه حزب الله السعودي، ويقصد به الفصيل الجديد، الذي يعلم أنه لا ينوي أن يصطدم بمصالح دول الجوار، ولا يقحم نفسه في ما لا طاقة له به من معارك خارج حدود العراق، ويريد تحرير البلاد والعباد ... وأما الثاني، فهو الجيش الإسلامي، الذي نعته البغدادي بوصف صريح، أراد به جرحه، وتقديم المعركة معه في مرحلة أولية، قبل إعلانها لتصبح واقعا تتناقله الأخبار قبل البيانات الرسمية، وسلط على الجيش الإسلامي سفهاءه، ليروجوا أخبارا كاذبة عن انقسامه، وأن الفصيل الجديد الذي أطلق على نفسه (حماس) منفصل عنه .. بينما الجيش الإسلامي أكثر فصائل العراق تماسكا وقوة وأكبرها حجما، وله قبول جماهيري كبير، وقد بايعته على الحق أغلب العشائر العراقية، التي اختارت الجهاد في سبيل الله.
وفي إعلان الفصيل الجديد قريبا بعون الله تعالى تغيير للساحة العراقية بطولها وعرضها، وتحول في سياسة أهل السنة، تعتمد الفصل بين الحرب ضد المحتل الصليبي وأعوانه وحياة عامة أهل السنة، الذين كانوا ولا زالوا المتضرر الأكبر، ولابد أن تعود إليهم حياتهم، بينما هم يجاهدون عدوهم ..
والتحرير قريب كما يراه من يعرف الشأن العراقي بتفصيله، وخروج المحتل من مدن أهل السنة أضحى قاب قوسين أو أدنى، لا يمنعه إلا مخالفات بعض المتشددين المخالفين للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، الذين يظنون أن الجهاد هو جر العدو إلى بيوت المسلمين، وجر البلاد إلى فتن كقطع الليل المظلم .. يخوض فيها الجاهل والفاجر والحاقد وصاحب الهوى على حد سواء، فيشيع القتل وهتك الأعراض والحرمات ويقتل الناس بغير بينة لأنهم فقط .. "يبعثون على نياتهم" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقريب يتحقق أمل العراقيين السنة ليستعيدوا عافيتهم، وينفضون عن أنفسهم غبار الأزمة، ويجنون ثمار جهادهم وتضحياتهم "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" الروم 4.
منقول: عن مجلة العصر
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2007, صباحاً 06:11]ـ
نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين ويجنبهم الفرقة وهذا بيان صادر عن البراق التابعة للجيش يستنكر البيان وجدته في شبكة أنا المسلم
بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]
البيان الرابع (4) لشبكةِ البُراقِ الإسلاميّة
الجمعة 19 ربيع الأول 1428 هـ
الموافِق 6 أبريل 2007 م
إنّ الله يَأمُر بالعَدلِ و الإحْسَان
الحمدُ للهِ الذي أعزّ أمّتهُ بالجهادِ و أكرمها بالاستشهاد ..
و الصلاةُ و السّلامُ على حبيبنا و قائدنا مُحمّد صلى الله عليه و سلم
أما بعد:
فَقَد وقفنا كَمَا وقفَ المسلمونَ على بيانِ الجيشِ الإسلاميّ في العراق الصّادر مساء يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأوّل 1428 للهجرةِ و هو بعنوان (ردّ الجيش الإسلاميّ في العراقِ على خطابَاتِ الأخ أبي عُمر البغدادي).
فهذا بيانٌ من إخوانكم في شبكةِ البرُاق الإسلامِية يُسجّل و يُفصّل موقفَ إدارتها مِمّا جاءَ في البيان.
و قَبل المُضيّ في ذلك يُجدرُ بنا ان نؤكّدَ على الأمورِ التالية:- إنّ سياسة الشبكةَ منذُ تأسيسها أن تكونَ منبراً إعلاميّاً يتنبنى قضايا المسلمينَ و يدعمُ المجاهدين الموّحدينَ الصادقينَ في العالمِ كلّه.
- لقَد اختارَ الإخوةُ في هيئة الإعلامِ المركزيّ للجيشِ الإسلامي أن تكونَ شبكةُ البُراقِ الإسلاميّة، و من ثمّ مؤسسةُ البراقِ الإعلامية، النافذةَ التي يُطلُّ منها الجيشُ على العالم في الشبكةِ العنكبوتيّة.
- تفَانَتْ شبكةُ البراقِ في دعمِ الإخوة في الجيش الإسلاميّ على جميعِ الأصْعدة، و نحْسبُ أنّها بيّضَت وجوههم في مسيرتها منذُ عامٍ و نصف. فقد حملت رسالتهم بثباتٍ و وضوحٍ للعالم، و دافَعت عنهم في مواطنِ الظلم، و بَرعَت في مجال الإعلامِ فأثبتَتْ تميّزاً يشهدُ عليه القاصي و الداني أثّر إيجابياً في الرسالة الإعلامية ككل للجيش الإسلاميّ.
- كذلكَ كانَتِ الشبكةُ و مازلت خيرَ واحةٍ يستظلُّ بها أنصارُ المجاهدين، فلا مكان للإرجافِ و التخذيلِ و الخبرِ المكذوب، و المصداقيّةُ للخبرِ الجهاديّ هي حرفتُنا التي احترفناها.
- تحمّلتِ الشبكة الكثيرَ من الأذى و التشكيكِ خلالَ قيامها بهذهِ المهامِ و إلى الله المُشتكى.
- جاءَ البيانُ في الوقتِ الذي تسعى فيهِ الشبكةُ جاهدةً و منذ وقتٍ طويلٍ على تأليفِ القلوب و اجتماع الكلمةِ بين دولةِ العراقِ الإسلامية و الجيشِ الإسلاميّ في العراقِ و هذا ما يشهدُ عليه الإخوة في مؤسسةِ الفرقانِ و في هيئة الإعلامِ المركزيّ.
- التأخّر في توقيت صدورِ هذا البيانِ يعودُ لفترةِ التريّثِ و التباحث قبل إصداره.
فأمّا موقفنا من البيان و ما يحملهُ من معاني:-يجدُرُ التنويهُ إلى عدمِ علمِ الشبكةِ و إدارتها مُسبقاً بنزول هذا البيان.
-لم تحصل مراجعةٌ من قبل الإخوةِ معنا بعد هذا البيانِ إلى هذه اللحظة.
-نرفُضُ رفضاً قاطعاً صدورَ هذا البيان بشكلهِ و محتواهِ الحالي و في هذا التوقيت تحديداً.
-نرى أن الإخوةَ في الجيش الإسلاميّ أخطأوا بإصداره و المصلحةُ كانت في عدمِ نشره.
-نرى أن هذا البيان لا تعودُ مصلحتُهُ إلا للكفّار اليهودِ و النصارى المُحاربين لدينِ الله و من ارتدَّ إلى صفِّهِم من الحكومات العربيةِ و أجهزتها الأمنيّة و العسكرية و المخابراتيّة و كل طاغوت وقفَ حائلاً بين الناس و بين دعوةِ التوحيد.
-نَرى أنّه تجنّى على الإخوة في دولةِ العراقِ الإسلامية و ظلمهم بما لم يفعلوا.
-نَرى أنه كان بالإمكان أن تكونَ صيغةُ البيانِ أكثرُ تراحماً و لُطفاً مما كان.
-البيانُ يُحرّر.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل-90].
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانتِ للجيشِ الإسلاميّ غايتهُ و دوافعهُ في إصدارِ هذا البيان، فهذا يجعلنا نبحثُ فيه بكلّ حكمةٍ و حياديّةٍ و تعقّل عن مواطن الإصابة و الإخفاق، لننصفهم و نُنصفَ الإخوة في دولة العراقِ الإسلامية دون محاباةٍ لأحدٍ على حسابِ الآخر وذلك من بابِ العدلِ و الإحسان.
الأماكنُ التي نتفقُ فيها مع البيان:-فإننّا نشهدُ للإخوةِ في الجيشِ الإسلاميّ في العراق نقاء المنهجِ و حُسنَ الجهادِ و إنشغالهم بمُناجزَةِ الأعداءِ و تذلّلهم لإخوانهم المجاهدينَ و عامّةِ المسلمين و لا نُزكّيهم على الله. و نسأله تعالى القبول.
-وَ نشهدُ لهم بالانضباطِ و الإخلاصِ و التفاني في العمل و التحلّي بالأخلاقِ و الكرمِ و الصبر و نسأله تعالى أن يتقبل صالحَ أعمالهم.
-نشهدُ أن ما يُنسبُ للجيشِ الإسلاميِّ من تبعيةٍ لحزبِ البعثِ هو افتراءٌ تعرَّض له الجيشُ طويلاً.
-نُقرُّ بوقوعِ خلافاتٍ على الأرضِ و في الميدان، و بحصولٍ أحداثٍ مؤلمة و اشتباكاتٍ بينَ بعضِ الفصائلِ و لكننا تعاملنا معها بالإنكارِ و عدم التهويل و التشهير، فإنَ وقوع مثل هذه الحوادثِ لا يصحُّ لأن يكون عثرةً أمام تحقيقِ الهدف الأول و المشروعِ الأكبر.
-يحقُّ لأي جماعةٍ .. و كلّ جماعة، أن تطلبَ و تطالبَ بإحقاق الحق و تطبيق العدالة الرّبانية حال حدوث أي خسائرَ في الأرواحَ أو الممتلكات جرّاء هذه الأحداث، و معرفةِ المُسبّب و العمل على عدمِ تكرارِ حدوثه، دون تجن أو سعي في تشويه سمعة الطرف الآخر فالمخُطىء يُقتصّ منه و لا يُشهّر به.
الأماكنُ التي لا نتفقُ فيها مع البيان:-صيغةُ الخطابِ القاسيةِ على الإخوة في دولةِ العراقِ الإسلامية.
-نخالفُ تماماً ما صرّحَ به البيان حولَ عدمِ كفر الجيوشِ العربيّةِ؛ فهي جيوشٌ طاغوتيةٌ حكمها الظاهرُ هو الرّدةُ، و يدخلُ في هذا الحكمِ الكارهونِ للانخرِاطِ في الجيوش ... و أما ما قد يقولُ به البعضُ من وجودِ أهل الخيرِ فيهم و بينهم، فنحن لا نعلمُ أينَ هُم و من هُم و ما هُوَ الخيرُ في نواياهُم و هذه سرائرُ يتولاها المولى سبحانه و تعالى و نحنُ علينا الظاهر. و هي افتراضاتُ لا تدحضُ اليقين بكفرِ و طغيانِ هذه الجيوش.
و قتالُ هذه الجيوش أوجبُ من قتال الكفّار الأصليين المحاربين، و من غيرَ هذه الجيوشِ حال دونَ جموعِ المسلمين و نصرةِ العراق و الشيشان و أفغانستان؟!
-نُخالفُ تماماً ما صرّح به البيانُ حولَ عدمِ وجوبَ الجهادِ على عُمومِ المسلمين منذُ سقوطِ الأندلس، و نقول: إنّ الجهادَ هو أوجبُ الأعمالِ اليوم بعدَ شهادة لا إله إلا الله على كلّ بالغٍ عاقلٍ لم يتوفّر عنده مانعُ القيامِ بالجهاد، يَخرجُ الولدُ دون إذنِ أبيه، و المدينُ دون إذنِ دائنه.
-إنّ ما قاله البيانُ حول اعتداءِ رجالِ الدولةِ على بيوتِ و متاعِ الناس و استحلالِ دمهم هو افتراءٌ غيرُ مقبول على الإطلاق، لمَ نرضهُ لكم و لن نرضاه منكم على إخوانكم.
-إنّ الخلافَ بين المسلمينَ حول أمرٍ شرعيٍّ كوجوبُ النقابِ او حُرمة "الستالايت" ليس مكانه شبكة الانترنت، و داخل بيانٍ سياسيٍّ بين جماعة الجيش الإسلامي في العراق و دولة العراق الإسلامية.
-إن كلامَ الشيخ أبي عمر البغداديّ حفظه الله حول الخنجرِ الثلاثيّ و حزبِ الله السعوديّ هو صحيح. و لكن هذا لا يعني أن يقصد جماعةَ الجيشِ الإسلاميّ في العراق.
- نرْفضُ صيغة الاستخفافِ و بعضَ الألفاظِ التي لا يصحّ أن تصدرَ من أفواه الإخوة لأيّ مسلمٍ فضلا ً عن أن تصدر إلى دولة العراق الإسلامية.
تعليقنُا على البيان: إنّ الجيشَ الإسْلاميّ في العراق لم يفاوضَ الصليبيين أو مندوبين عنهم، و لكن هذا البيان وفّر على أمريكا عناء التفاوضِ لأنها كانت في كل الأحوال ستسعى لصدور مثلَ هذا البيان.
و إنّ تفاعُل الحكوماتِ العربية الخائنة مع بعضِ الفصائلِ إيجاباً لهو نابعٌ من عمالتها المفرطةِ مرة، و من تعاستها و إفلاسِها مرةً أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الحكّام العربِ و حكوماتهم لا يرفضُونَ للكفار أمراً، لأنهم والَوا الكفار موالاةً تامةً فضربَ الله عليهم الذُلّ و المهانة .. فإِنّ انتصار أمريكا على المجاهدينَ و من ثمّ الإسلام، يعني أنه لا حاجةَ بعدُ لوجودِ العملاءِ و الخونة، فترَى الحكّام يخافونَ من انتصارِ أمريكا الساحقِ على المجاهدينَ لأنهم لا يعلمونَ ماذا ستكونُ الخطوةُ القادمة، خصوصاً و هم يرونَ كيف أن الحربَ ستحلّ بإيران وهي أوّل و اكبر جاسوسٍ للكفرة.
و في نفسِ الوقتِ، يعلمُ هؤلاءُ أن المجاهدين لمّا يغلبوا الكفرَ فسينزلونَ بإذن الله المصير المحتوم على رقابِ هؤلاء العملاء ... فانظروا أيّ بؤسٍ و أي جنونٍ تعيشُهُ الأنظمةُ المرتدّة.
و هذا مما دفعَ تركيّا (و هيَ معقلٌ من معاقلِ الماسونيّة في العالم) إلى احتضانِ مؤتمرِ نصرِة المسلمين في العراقِ في الثالث عشر و الرابعِ عشر من كانون الثاني الفائت، حيث صرّحوا و للمرة الأولى رسمياً و بعد 4 سنوات .. بأن هناكَ معاناةً للمسلمينَ في العراقِ على يدِ الرافضةِ، فإذا كان العلماءُ يعلمون منذُ سنين بالنار التي تكوي سنّة العراق فلماذا سكتوا كل هذه المدّة عن نصرةِ المسلمين و تحريضِ الناس على الجهاد و تنبيههم لخطر الرافضة؟!.
و هذا يُفسّر بعضَ تخبّطاتِ النظامِ السّوريّ -مثلاً- بين خوفهِ من أمريكا و خوفه من المجاهدين.
لهذا يجبُ على المجاهدينَ الحذرَ كل الحذر لما تسعَى تلك الأنظمة الطاغوتيّة على لعبِ دورِ المغفّل معها بالسكوت على تحريضِ علماءِ السوء و الدعاة و الإعلام لفصيلٍ دونَ فصيل، و إشعارِ فصيلٍ ما بأنه مرغوبٌ و قتاله مشروع و بالتالي لا بأسَ بدعمه .. فإنّ الذي يحكم بصحةِ عملِ فصيلٍ ما و جهادهِ هو مدى اتباعِهِ لأمر الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و سعيه في تطبيق حكم الله عز و جل على الأرض.
و هذا هو صُلبُ المشروعِ الكفريّ الجديد لتقويضِ الجهاد التوحيديّ في العراق، بتشجيعِ الجهادِ الملوّث ليحلّ مكانه و من ثم القضاءُ على الأخير فتدميرُه سيكون سهلاً جداً.
و إنّنا نرى أنّ بيانَ الجيشِ الإسلاميِّ قد دفعَ بهذا المخطّطِ للأمام و إن كانَ بغيرِ قصد ... و أنّنا كنا سنتفهّم أكثر لو كان الحديثُ يدورُ فقط عن تجاوزاتٍ لا يرضى عنها.
فلو كان البيان مُخصّصاً فقط لطلب توضيحٍ حول وقوعِ أحداثٍ أدت لضحايا من الطرفين، فإن هذا كما أسلفنا من حقّهم و يجبُ أن يدفعَ المُخطىءُ الثمن؛ كان جاسوساً مدسوساً أو عناصرَ طاشَتْ من الجيشِ أو الدولةِ.
لكنّ هذه النقطة كانت جزءاً صغيراً من البيان و الله المستعان.
و استجابةً لهذا البيانِ نوضّحُ موقفنا:- نطالبُ الجيشَ الإسلاميّ في العراق بوضعِ الأدلةِ الدامغةِ على النقاطِ التي اختلفنا معهم فيها خاصةً مسألةَ استباحة الحرمات و الاعراضِ و الدماء.
- إننّا نظنّ في جموعِ جُندِ الجيش الإسلاميّ في العراقِ لوكان الأمر بيدِ الواحدِ منهم لما صدرَ هذا البيان.
- إن مؤسّسةَ البراقِ الإعلاميّة، و منذُ تاريخِ هذا البيانِ، ليست مُلزمةً بالعمل الإعلاميّ لصالحِ هيئة الإعلامِ المركزيّ؛ من تخطيطٍ و تدبيرٍ ونشرٍ و توزيعٍ و تنظيم .. حتى تقدّم الأدلة التي طلبناها.
- سيبقى منتدى بياناتُ الجيشِ الإسلاميّ في العراق مفتوحاً لإدارجِ البياناتِ اليوميّةِ و الخاصة وذلك تقديراً منا لجهاد ابناء الجيش الإسلامي وعرفانًا منا بحقهم وجهدهم الذي بذلوه، فلن نأخذ الكل بجريرة البعض، والأفراد بخطأ قياداتهم وهذا من باب (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، و إننا نرَى أن توقيفَ نشرِ البياناتِ العامة أو حذفها في منتدياتٍ أخرى عملٌ متسرّعٌ استبقَ ظهور الحجة و كشف اللبس.
- إن شبكةَ البُراقِ الإسْلاميّة غير ملزمةٍ بأوامرِ و سياساتِ الجيش الإعلاميّة منذ تاريخ هذا البيان، حتى يظهر الحقّ و يُرفع اللبس.
- لسنا مسؤولين عن أي شيء يُنشر في الموقع الرسمي للجيش الإسلاميّ في العراق، فلسنا من يديره أساساً و نبرأ إلى الله من أي شيءٍ يثير الفرقة و الفتن بين المجاهدين يُنشر على الموقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
- تبقى الشبكةُ على عهدها و حالها في دعم جميعِ المجاهدينَ طالما أن ذلكَ لإعلاءِ كلمةِ الله، سنقفُ معكم جميعاً أبراراً و فُجّار .. لن نتخلى عنكم، و لن نسكتَ على تكالبِ الأعداءِ عليكم، و لن نفرحَ بما يصيبكم من أذى، دعمكم و تصويبُكم و نُصحكم واجبٌ علينا، لن ننتقصَ من جهادِكم و لن نتجاهَل حاجَتَكُم و لن نكونَ أوّل من يترِكَكُم.
سنستر عوراتِكم و ندعو لهدايتكم و وِحْدتِكُم بإذن الله.
لا حبُّ الدولةِ يُحكُمُنا و لا الحرجُ من الجيشِ الإسلاميّ يثبّطنا، سنعاملكُم بميزانِ الولاءِ و البراءِ الذي يحكمُ علاقة المسلمينَ ببعضهم.
يقولُ تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40]
و يقول تباركَ وتعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7، 8]
فإنّ الله تباركَ و تعالى لن يضيّع للمسلمِ عمله الصالحَ و جهاده إذا جاهد و إن عصى و فَجَر، طالما أنه لم يلتبس بِـ"مُحبط الأعمال": الشرك و العياذ بالله.
فالأجدر بكم أيها الناسُ العبيدُ لله أن لا تمسحوا جهادَ إخوانكم و أفضالهم على هواكُم و بعواطفكم، و لا تكونوا قوماً ظالمين.
- الأعمال القادمة للشبكةِ بإذنِ الله ستُظهِرُ هذا العهد على أرضِ الواقعِ و نسألُ الله السداد و التوفيق لمصلحة و خير الأمّة.
إرشاداتٌ نوجّهها لأعضاء المنتديات الجهاديّة:
- لقد لاحظنا في شبكتنا أن أعناقاً من النفاقِ قطعناها منذُ زمنٍ طويلٍ عادت و اشْرأبّت تطعنُ في دولةِ العراقِ و في تنظيمِ القاعدةِ ظنّاً منهم أننا سنغطي عليهم بعد هذا البيان.
فنقول لهم خَسِئتُم و خَسأ كلّ من يتطاولُ على المجاهدينَ في شبكتنا.
- ندعو الأعضاء جميعاً لعدمِ افتعالِ التصرفاتِ العاطفيةِ التي تتعمّدُ إغاظةَ طرفٍ معين؛ فمن أراد ان يدعم الدولة الأبيّة فليفعلها لله و ليس من أجل إرضاء الدولةِ أو إغاظةِ الجيشِ الإسْلاميّ.
- يُمنعُ منعاً باتاً التجريحُ في دولة العراقِ الإسلامية و الجيش الإسلاميّ في العراق.
- ندعو الأعضاء إلى التوقّف تماماً عن التأويلِ و التفصيلِ في أمر هذا البيان، و أن ينشغلوا بالدعاءِ للهِ أن يحقنَ دم المسلمين و يحفظ لهم دينهم و أعراضهم و أموالهم و يجنّبهم الفتن و النوازل.
- كلمةً أخيرة لكل عضو يظنُّ في نفسه الإفتاءَ أو حُسنَ التحليل:
تذكّر أنك قد تكتبُ كلمةً تظن أن فيها مصلحةَ المسلمين، لكنها قد تتسبب في إراقة الدمّ فاسكت خيراً للمسلمين ... حتى يتكلم المعنيون بهذا الأمر في المقام الأول وهم دولة العراق الإسلامية.
كلمة أخيرة لأسيادنا في الجيش الإسلاميّ في العراق:
ندعُوكم لمبايعةِ دولة العراقِ الإسلاميّة
توحّدوا و التحموا إذا كُنتم ترجُون نصراً على الكفر
توحّدوا إن أردتم صدقاً أن يعود حرّاً مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم
الله الله في الجيش الاسلامي وإن أخطأ
الله الله في إخوانكم فمن لهم بعد الله إلا انتم ناصحا
رحم الله من عرف الحق فلزم وأمسك عن الشر فسلم وأعتصم بحبل الله فغنم
و الله تعالى المستعانُ و عليه التكلان
لا تنسوا إخوانكم في شبكة البراق الإسلامية من وافرِ الدعاء
و الحمدُ لله رب العالمين
لتحميل البيان:
http://www.al-boraq.com/upload/alboraq/bayan04.rar
إدارة شبكة البراق الإسلامية
www.al-boraq.com
الجمعة 19 ربيع الأول 1428 هـ
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 01:17]ـ
أساليب العدو لإسقاط الجهاد وأهله:
1) المفاوضات:
يحاول العدو جر المجاهدين والجماعات المقاتلة إلى طاولة المفاوضات للتخلي عن السلاح، فالعدو في أول المعركة لا يرضى ولا يقبل بأي حال من الأحوال التفاوض مع الإرهابيين، لأنه في هذه المرحلة يجرب الحل العسكري فإذا فشل انتقل إلى المفاوضات وذلك لأمور:
أ. تفريق صفوف الجهاد وأهله، فالذي في قلبه مرض يتوجه إلى المفاوضات، والثابت على دينه القابض على الجمر يبقى على ثباته.
ثم يحاول العدو ضرب المتساقطين بالثابتين، واستخدام المتساقطين كأداة بقدر الإمكان لضرب الثابتين، شعروا أم لم يشعروا.
ب. كسب الوقت، وكشف الأوراق:
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا الوقت من بدء المفاوضات يزيد العدو من نشاطه الاستخباراتي لكسب مزيد من المعلومات عن مراكز المجاهدين، وكشف أوراقهم، وفي كل الأحوال إذا نجحت المفاوضات فقد تم الذي أراده العدو من إيقاف عجلة الجهاد أو جزء منها مع انتكاسة من انتكس، وإذا فشلت المفاوضات فقد كشفت الأوراق، وليستلم المفاوض المخدوع بقية الضربات، وأيضاً فإن المفاوضات تكسب العدو مزيد من الوقت ليلتقط أنفاسه، ويرتب صفوفه، ويغير تكتيكاته، ومن ثم يعود للقتال بشكل جديد.
ويجب على أهل التوحيد والجهاد أن لا يردوا على العدو مجرد الرد عند طلبه المفاوضات، فالمفاوضات هي ثاني مصائد العدو بعد الانسحاب التكتيكي، بل عليهم تكثيف عملياتهم وهذا خير رد.
وليحذر اللبيب من مغبة المفاوضات، فإنما هو الانسلاخ من الدين، ونقضه عروة عروة، وليعلم كل من أراد ولوج هذا النفق المظلم، أنها النهاية .. والنهاية القريبة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضَِ) الرعد: 17.
فإذا استمر ركب الجهاد على خطه الأصيل، وحافظ على السببين الإيماني والمادي انتقل العدو إلى فخ آخر عظيم _ بعد أن فشل الحل العسكري، ثم فشل أول حل سياسي (المفاوضات) _ وهذا الفخ هو.
2) تشكيل جماعة أو جماعات قتالية لها صبغة جهادية في الظاهر موالية للعدو في الباطن:
يعمد العدو لتشكيل جماعة لها طابع جهادي وذلك لضرب المجاهدين، ولإضعاف تركيز عملياتهم تجاه المحتل والعملاء، فإذا ظهرت جماعة من هذا النوع بدأت أولاً بتوجيه ضربات خفيفة للعدو وذلك لكسب التأييد الشعبي، ثم بعد هذه المرحلة تبدأ هذه الجماعة بالعمل ضد المجاهدين في خطين مهمين:
الأول: جمع المعلومات عن المجاهدين وأماكن تمركزهم وتزويد العدو بها.
والثاني: محاولة التحرش بالمجاهدين والتخطيط لعمليات اغتيال للمجاهدين ورموزهم.
ومع شدة التحرش تبدأ هذه الجماعات بالتلويح بالسلاح، وأنهم سيقاتلون المجاهدين التكفيريين الذين يقتلون الأبرياء _ويقصدون بالأبرياء الشرطة والحرس الوطني والعملاء _ ثم ما إن تحصل أدنى مشكلة مفتعلة من هذه الجماعة مع أهل التوحيد، إذا بهم يرفعون السلاح وتبدأ الحرب التي لم تكن في الحسبان، فهؤلاء القوم كانوا في يوم من الأيام يقفون في صف المجاهدين، وفجأة وبدون مقدمات إذا بهم في موقف العدو المناوئ لأهل التوحيد.
هذه المصيدة التي صنعها العدو هي من أخطر المصائد وذلك لأمور:
1. قبل أن تبدأ المعارك بين الجماعة العميلة وجماعات الجهاد تعمل الجماعة العميلة جاهدة لتشويه صورة المجاهدين وتدعي أن الموحدين يقتلون الأبرياء _ أي الشرطة والعملاء _، وفي هذه الفترة تكسب الجماعة العميلة ولاء كل شرطي وجندي وعميل وكل مبغض للجهاد وأهله.
2. ثم عند بدء المعارك بين أهل التوحيد والمرتدين [الجماعة العميلة] يقول هؤلاء المرتدون لجماهير العامة: انظروا كيف أن هؤلاء التكفيريين يقاتلون المسلمين ويقتلونهم _ ويقصدون بذلك أنفسهم _ وليس للمجاهدين خيار إلا أن يقاتلوا المرتدين وينصروا الدين، أو يتركوهم إرضاءً للعامة وحفاظاً على التأييد والرصيد الشعبي فيسقط الدين، وتندثر معالمه، ويقتل أهل التوحيد حتى لا يبقى منهم إلا أسيرٌ أو طريدٌ، فيختار أهل التوحيد إرضاء المعبود حتى لو سخط العبيد، فيقل التأييد والرصيد حتى لا يبقى مع أهل التوحيد إلا من كان على عقيدتهم ومنهاجهم.
3. وفي أثناء القتال يضطر أهل التوحيد عند قتالهم لأهل الردة أن يحولوا تكتيكهم العسكري من حرب عصابات إلى حرب شبه نظامية، فتكشف مراكز المجاهدين وطرق تحركهم و تعرف هوياتهم، ثم بعد هذه المرحلة يأتي دور العدو.
4. بعد أن كان المجاهدون جسماً مختفياً يضرب العدو ويتلاشى أصبح جسماً ظاهراً واضح المعالم، فعندما يخوض المجاهدون معارك مع المرتدين يأتي العدو المحتل ويضرب قواعدهم الخلفية وخطوط إمدادهم ثم يكثف العدو عملياته العسكرية ضد المجاهدين فالجسم مكشوف، والفرصة قد حانت، والمرتدون يتربصون، ثم يشتد البلاء.
فيكثف المرتدون من عملياتهم فيضطر المجاهدون لمواصلة قتالهم ودفع غائلتهم، فيعود العدو ليضرب المجاهدين من الخلف، فيقع المجاهدون في كماشة حتى يتم الاستنزاف الكامل لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. بعد سقوط المجاهدين وسيطرة المرتدين على هذه المناطق، إذ بهؤلاء المرتدين وفي لمحة بصر يتحولون من مدعين للجهاد إلى رجالات شرطة وجيش يحمي العدو ويقيم دولته.
و بعد كل ما سبق فإن تعدى أهل التوحيد والجهاد هذه الابتلاءات، وكتب الله لهم النصر على عدوهم، انتقل العدو إلى مصيدة جديدة أشد خطراً مما سبق، مع التنبيه أن العدو قد يستخدم هذه المصيدة والتي تليها في آن واحد.
والمصيدة التالية هي:
3) تحريك العملاء والخونة من مشايخ القبائل ورجالات الدين:
هذا الأسلوب من أخطر الأساليب، و أنكاها بالمجاهدين، فمشايخ القبائل ورجالات الدين لهم أتباع يتأثرون بهم، وهنا مربط الفرس.
وهذا الأسلوب على شقين:
أ. حملة دعائية قوية بعدة وسائل تطلق من العدو _ لتشويه المجاهدين والتقليل من رصيدهم الشعبي _ وهذه الوسائل كالتالي:
- إعلام مرئي.
- إعلام مسموع.
- إعلام مقروء.
- منشورات ملقاة جواً عبر الطائرات.
ب. تهييج شعبي يثيره ويتبناه رجالات دين منافقين ومشايخ قبائل خونة لإحداث ثورة شعبيه ضد المجاهدين، مع رفع شعارات (هم سبب الدمار)، (هم قتلة الأبرياء).
وهذه المرحلة تعتبر مرحلة مخاض للجهاد وأهله، فإما أن يولد الجهاد ميتاً فيقطف الثمرة أهل الكفر والعلمنة، وإما أن يولد حياً وضاءً يقطف ثمرته أهل التوحيد والجهاد، فينعمون بهذه الثمار، ويتفيئون ظلال الدين.
فإذا اندحر العدو في هذه المرحلة، وتجاوز المجاهدون كل العقبات، انتقلوا إلى المرحلة الثانية من مراحل حرب العصابات.
المرحلة الثانية من مراحل حرب العصابات:
مرحلة المساواة:
مما يعلمه كل عسكري أن المجاهدين لن يصلوا إلى هذه المرحلة إلا بعد اندحار العدو الأمريكي أو سقوطه بالكلية، ولن يصل المجاهدون إلى هذه المرحلة إلا بعد سيل من الدماء الطاهرة، ومهجٍ إلى الله صاعدة، ودعواتٍ لله صادقة، فبغيرها والله .. لا وصول.
ومن أبرز مميزات هذه المرحلة:
1. سيطرة المجاهدين على أجزاء من أرض المعركة.
2. قوة أهل الجهاد المتزايدة.
3. للمجاهدين مراكز ثابتة، كما أن للعدو مراكز وقواعد ثابتة.
4. تقلص جسم العدو الملحوظ وانكسار معنوياته بسبب الاستنزاف العسكري والبشري والمادي الذي لحق به.
وعلى المجاهدين في هذه المرحلة توخي الحذر، فربما عاد العدو مرة أخرى بعد انسحابٍ دَبّرهُ مسبقاً.
ومن الواجب على أهل الجهاد أن يُبقوا تشكيلاتهم العسكرية وأطقمهم القديمة على ما هي عليه، وبنفس الأسلوب الماضي _ الاستنزاف _ مع ضم عناصر جديدة.
ومهمة العناصر الجديدة إقامة الحرب شبة النظامية ضد العدو، والسبب من ذلك أنه لو قُدِرَ أن العدو داهم هذه المناطق بقواته العسكرية الضخمة، فعلى المجاهدين العودة للعمل تحت ظل المرحلة الأولى، وعلى المجاهدين أن لا يواجهوا العدو وجهاً لوجه، وإذا ما استمر أهل التوحيد والجهاد على العمل بنفس الوتيرة فإن العدو سيصيبه اليأس والانكسار المعنوي، ومن ثم سيضطر لإخلاء بعض المناطق فعلياً.
وقد يعرض العدو التفاوض _ في هذه المرحلة _ وعلى المجاهدين رفض تلك المفاوضات بالكلية لأنهم بحمد الله في صعود، والعدو في نزول.
المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل حرب العصابات:
مرحلة الحسم.
أبرز مميزات هذه المرحلة:
1. اليأس والإحباط الشديد وانكسار الروح المعنوية للعدو، بسبب الاستنزاف البشري والفشل العسكري.
2. ضعف اقتصاد العدو وذلك بسبب الاستنزاف المادي.
3. انسحاب العدو المتتابع من الأرض.
4. المعنويات المرتفعة، والانتصارات المتتابعة، مع القوة الظاهرة للمجاهدين.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 01:53]ـ
هذا ما قاله احد مجاهدي الأنبار بحق الدولة والجيش الإسلامي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الفارس العربي
اخي الكريم ليس من باب الانصاف اتهام الاخوه في الجيش الاسلامي بانهم ليسو من المجاهدين
بل كلنا يعلم مدى قوة وبسالة اخواننا في الجيش الاسلامي نصرهم الله
ولاكن ما المني حقا هو تصديقهم لاتهامات قد تبرأت منها الدوله الاسلاميه
فيا اخي الكريم كلنا في العراق وفي الانبار خاصه نعلم ان ابطال الدوله الاسلاميه لم ولن يقومو باي شيء يؤذي المواطنيين
وقد تعجبت من كونهم اي الجيش الاسلامي نصره الله قد قالو ان اعضاء القاعده يقومون باختطاف اثرياء اهل السنه ونراهم عندنا يعيلون اكثر من 280 عائله ذهب ولاتها في سبيل الله ومعظمهم من انصار السنه والعصائب فكيف بهم يسرقون او ينهبون الاموال
ونراهم من اشد الناس حرصا على تنفيذ شريعة الله وسنة نبيه في كل شيء ونراهم قامو بتشكيل المحاكم او لفض الخصومات حسب شرع الله وسنة نبيه
وما اغاضني حقا انهم اتهمو الدوله باغتيال الشهيد باذن الله الضاري احد قادة الكتائب وقد شارك العديد من قادة الدوله الميدانيين بتشيعه فكيف كان هاذا؟؟؟؟
والله لا اعلم ماذا اقول غير اسال الله ان يوحد الصفوف ويقينا من الفتنه
فيا اخوتي اقسم بالله ان الجيش الاسلامي فيه من الرجال والمجاهدون ما يفخر به الاسلام
وفي الدوله الاسلاميه المباركه رجال هم خير من يكون ممثلا للاسلام
والله اننا في الانبار لم نرى من الطرفين الا الخير واقول وهاذا احاسب عليه يوم القيامه ان كنت مخطئا
نفذنا العديد من الطلعات مع اخواننا في الجيش الاسلامي
فكانو خير عون وخير مسند والله انهم الرجال الرجال
والله انهم اهل المهمات المستحيله
ولا يوجد اختلاف بيننا وبينهم الا في التسميات فقط فلنا ولهم نفس المنهج
وهو منهج السلف الصالح وسنة نبينا الكريم
نسال الله ان يقي المجاهدين شر الفتنه
اخوتي هناك لقاءات بين القيادات ادعو الله ان يوحد الصفوف
اللهم امين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 05:36]ـ
رسالة المضطهد من العراق - أحد جنود دولة العراق الإسلامية أعزها الله
--------------------------------------------------------------------------------
منذ ثلاثة أيام والفتنة تعصف بالانترنت والمنتديات طولا وعرضا وعلى الأرض لا يوجد أي شيء ولله الحمد، قد لا أجيد الكتابة وعندي أخطاء إملائية في كلامي هذا لكني ارجوا ان تفهموا قصدي فلست من اهل الاقلام
الجيش الاسلامي اصلحه الله تعالى نشر بيان كله غير صحيح على اخوته في دولة العراق الاسلامية وكان البيان عبارة عن تراكم مشاكل صغيرة على مدار السنوات السابقه خرجت في وقت واحد بهذا الشكل وكلها غير صحيحه حتى هذه التراكمات غير صحيحة
تم توجيه بيان من قائد الجيش الاسلامي ولا اقول افراد الجيش الاسلامي نعم من رجل واحد يا اخوة تم توجيه الى الاف الجنود والى دولة العراق الاسلامية قيادة واركان فيه اتهام غير صحيح وغير معقول لدولة اسست على دماء واعلنت على دموع الدعاء لله تعالى ان يسخر لنا دولة اسلامية كما كانت قبل قرون تحكم بشرع الله تعالى وان يكون لنا حاكم كعمر ابن عبد العزيز فاستجاب الله تعالى الدعاء وهيئ لنا مقومات دولة وهو الجيش والعقيدة الصادقة والشعب المسلم الموحد المحب للجهاد واهله والارض
وانتهى شوط اقامة الدولة ودخلنا في الشرط الثاني او الجزء الثاني وهو استكمال تطهير الدولة من الغزاة فقامت القيامة على اعداء الله وبات الضرب والطعن فيهم من كل جانب وسمع عويلهم وبكائهم في كل حي على يد جنود الدولة عراقيين وأردنيين فلسطينيين وسوريين خليجين ومصرين وجزائريين وليبين ومغربيين وتونسيين وغيرهم جاءوا الى العراق وباعوا أرواحهم لله تعالى اقل رجل فيهم يحفظ نصف القران تدبرا معاني وكلمات وحروف وأحكام
ولما علم الصليبين بخطر الامر ومصابه عليهم سخر كل إعلامه والكل سخر نفسه من حيث يدري ولا يدري على هذه الدولة حتى الإسلامية منها مع الأسف الدولة تقتل السنة الدولة تقتل بالغاز الدولة تقتل على الشبهة الدولة تقتحم منازل الناس القاعدة مخترقه من ايران الدولة تحرم الستلايت بالقوة الدولة تفرض أحكام طالبان الدولة تقتل المخالفين بالراي الدولة تحرم بيع الماء والثلج الدولة تحاصر المدن
وهكذا وكما قال المثل اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس بات الناس يصدقون مع الاسف هذا الامر وبما ان الدولة منشغلة بكيفية القتال وإعداد الخطط والكمائن وتثبيت أركان خلافتها الإسلامية زاد الطعن على الرغم من نفيها المتكرر لكل حادثة ومع تلك الكذابات والاتهامات اراد العدو ان يجعل منها ما هو حقيقي للمشكك فبث فرق مسلحه تقتل البريء وتضرب المسكين وتقتحم منازل الآمنين وتقول نحن من جنود الدولة فصدق الناس وصدق الجيش الإسلامي وغيره هذه الامور وتعدى الامر الى الاتهام المباشر لجنود الدولة وباتت صيغة كريهة جدا جاهزة للكل من اهل السنة المحبين للجهاد او المجاهدين الذين ركبو موجة الإشاعة وصدقوا الاتهامات وهي (نناشد اسامة ابن لادن التدخل لردع القاعدة) وكان الشيخ اسامة ابن لادن قد نام في كهفه ولا يدري ما يحدث ولا يعلم ما تصنع الدولة
اليوم يا اخوة الاميركان والرافضة اعلنوا انهم متفائلين جدا جدا من الوضع في العراق والقاعدة بدات تفقد مواردها واصدقائها على حد زعمهم بعد بيان الجيش الاسلامي
بالامس كان اخي يحدثني ويقول لي ماذا لو انصف قائد الجيش الاسلامي مع الدولة وارسل الى جنوده الذين يشاركون جنود الدولة نفس المدينة او المنطقة وسألهم هل جنود الدولة يقتلون على الشبهه ويقتحمون المنازل ويضربون الاسواق ماذا لو توجهه الى امير المؤمنين وهو يعلم جيدا كيفية الوصول اليه وجلس لدية وصلى الضهر عنده جماعة وشربوا الشاي وجلسوا وقال له ما قاله في البيان وخرج بعد ذلك وبينهم من المحبه والود والاخلاص ما لو قسم على العالم لنال كل شخص من هذا الحب نصيب
(يُتْبَعُ)
(/)
الان على الارض لا يوجد شيئ. في بغداد الان وباحد احيائها على سبيل المثال العامرية هناك الجيش الاسلامي وهناك دولة العراق الاسلامية وهناك ثلاث مجاميع اخرى هي للعصائب والانصار وجيش المجاهدين يصلون في نفس المساجد ويحضرون نفس المعارك وتتقارع اصوات اكتافهم عند هجوم الرافضه والاميركان عليهم قتل رجل من الجيش قبل مدة وكانت السيارة التي حمل عليها نعش الشهيد تابعة للدولة وكان رجال الدولة اول من قال للشهيد في تشيعه ((زفوا الشهيد لبيته الثاني الله الله الله)) والبكاء يملا عيونهم
الم يقل لك جنودك يا شيخي بهذا الحادثة لو سالتهم لاخبروك والله، ألم يخبرك جنودك يا شيخي الشمري بان قصف مبنى الجرائم الكبرى واقتحامها من قبل الدولة قبل مدة في العامرية كان بسبب اسر ثلاثة مجاهدين من رجالك وتم تحريرهم ولله الحمد، الم تسمع عن عملية الدولة في حي الفرات وكيف استشهد اثنين من جنودها من اجل اخلاء احد جرحا جنودك، لو اخبرتهم لقالوا لك ذلك بلا شك انا لم اسمع بهذه القصه الا قبل يومين فقط
الم تسمع بقصة ابو احمد الفلوجي الذي اخلى جريح مدني سني من الصقلاوية الى الفلوجة مشيا على الاقدام على ضهره لمسافة 17 كيلو متر وان سمعت بها يا شيخ الم تسال نفسك وتقول هل يعقل ان يقتل هذا الجندي الناس بالغازات ويقتحم المنازل على الناس وهو من سار بجريح قاعد عن الجهاد 17 كيلو متر كي يوصله الى المستشفى وينقذ حياته
يا شيخ نحن لا نقتل على الهوية ولا على الشبهه ولا نجبر مجاهد على البيعة لانهم بايعونا منذ زمن فهم احب الناس الينا ونحن نحبهم وهذا هو الاساس، يا شيخ لقد ظلمتنا غفر الله تعالى لك ولن تجد منا في ظلمك لنا الا الدعاء لك والسكوت بعدها
يا شيخ لو عدت وتمعنت في الصحيحين للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لوجد ان الدولة هي الحق ولوجدت نفسك قد استعجلت في الاتهام واخطات في التصريح على العلن
يا شيخ انت تعرف ونحن نعرف ان ما يفكر به الاعداء من اقتتال فيما بيننا هو ضرب من الخيال وامر مستحيل مستحيل مستحيل لكنهم يا شيخ نجحوا في تثبيت الاتهام ضدنا عن طريق اتهامك لنا لكنهم يا شيخ نجحوا في ابقائنا فصائل تحت رايات مختلفه
يا شيخ الم تتريث قبل ان تعلن بيانك هذا وتذكر غزوة الصويرة ووقفه الدولة معكم ونصرتها لكم ام انك لم تتذكر المحمودية او ابو غريب ام بادوش التي حررنا منها العشرات وكان من رجالك اكثر من عشرين وقلنا انهم رجالنا لان كل من جاهد في سبيل الله تعالى موحد صادق مخلص في نيته لله وحده لا وطنية ولا قومية ولا حزبية ضد الكفر والطاغوت هو من رجال الدولة
يا شيخ الم تذكر وتعلم ان الاحتلال والرافضه لديهم مخابرات واجهزة لتشويه سمعة الدولة ورجالها من سنة العراق يعملون لديها في مدننا على تشويهنا
يا شيخ بما انك لم تذكر هذا كله
فما عندك لنا الا الدعاء لك بالمغفره والحفظ والتسديد
وهذا من اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام ومن صفات العبد الذي مكنه الله على ارضه
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 07:03]ـ
ما نقلتَه أخي أبا هاجر يدلُّ على أنَّ البيانَ ثابتٌ صحيح
ولكن قد يكون هناك خلل ما في بعض ما قيل
أسأل الله أن يوحد صفوف المجاهدين، ويكفيهم شرور أنفسهم وأعدائهم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
فهذا بيانٌ من إخوانكم في شبكةِ البرُاق الإسلامِية يُسجّل و يُفصّل موقفَ إدارتها مِمّا جاءَ في البيان.
-نخالفُ تماماً ما صرّحَ به البيان حولَ عدمِ كفر الجيوشِ العربيّةِ؛ فهي جيوشٌ طاغوتيةٌ حكمها الظاهرُ هو الرّدةُ، و يدخلُ في هذا الحكمِ الكارهونِ للانخرِاطِ في الجيوش ... و أما ما قد يقولُ به البعضُ من وجودِ أهل الخيرِ فيهم و بينهم، فنحن لا نعلمُ أينَ هُم و من هُم و ما هُوَ الخيرُ في نواياهُم و هذه سرائرُ يتولاها المولى سبحانه و تعالى و نحنُ علينا الظاهر. و هي افتراضاتُ لا تدحضُ اليقين بكفرِ و طغيانِ هذه الجيوش.
و قتالُ هذه الجيوش أوجبُ من قتال الكفّار الأصليين المحاربين، و من غيرَ هذه الجيوشِ حال دونَ جموعِ المسلمين و نصرةِ العراق و الشيشان و أفغانستان؟!
هذا كلام خطير وباطل، وهناك أمم من علماء أهل السنة أهل لأن يقلدوا وتبرؤ الذمة بتقليدهم= لا يكفرون بعض الحكومات، والجيوش تابعة لها، وهذه الجيوش غالبهم عوام، وهم تبع لعلمائهم وتبرؤ ذممهم بمتابعتهم.
وأما زعمهم أن الجيوش هي التي منعت من الجهاد، وهو وإن كان فيه نظر من حيث الواقع، فالحكم أيضا باطل، فمنهم من منع لوجود معاهدات بينهم وبين تلك الدول، أو لمصالح رأوا أنها أولى بالتحقيق، ومفاسد أولى بالدفع، وبغض النظر عن صحة رأيهم من عدمه؛ فإن هذا = مانع قوي من التجرؤ على تكفير هذه الأمم من الناس.
-نُخالفُ تماماً ما صرّح به البيانُ حولَ عدمِ وجوبَ الجهادِ على عُمومِ المسلمين منذُ سقوطِ الأندلس، و نقول: إنّ الجهادَ هو أوجبُ الأعمالِ اليوم بعدَ شهادة لا إله إلا الله على كلّ بالغٍ عاقلٍ لم يتوفّر عنده مانعُ القيامِ بالجهاد، يَخرجُ الولدُ دون إذنِ أبيه، و المدينُ دون إذنِ دائنه.
هذا الأمر الخطير يخص كل مسلم على وجه الأرض كما قالوا، وما كان كذلك، فإن المرجع فيه ليس شبكة البراق، ولا غيرها من الشباب، ولا المجاهدين؛ بل مرده إلى العلماء الذي رسخت أقدامهم في العلم، ولا يصلح أن ينبري كل من علم من العلم شيئا للكلام في أمور تخص عامة المسلمين كهذه ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يألف بين قلوبهم وأن ينصرهم على عدوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجم]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 01:33]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن السديس ,نفع الله بك ,وجزاك الله خيراً ,على الرد الموفق.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 05:26]ـ
جزاكم الله خير يا شيخ عبد الرحمن قصدي من إيراد البيان أن شبكة البراق تابعة للجيش الإسلامي ولم توافق عليه لأجل الوحدة ولا أدري لماذا قام الأخ النجم بوضعه هنا فإن المصلحة عدم نشره فإن هذا يزيد الفرقة والإختلاف سواء بقصد أو بغير قصد وليس كل شيء طُرح من المصلحة نقله ....
أما بالنسبة للنقطة الثانية حول وجوب الجهاد منذ سقوط الأندلس فهم لم يأتوا بشيء جديد من عند أنفسهم بل هذا كلام العلماء ومصطر في الكتب وكلامكم يا شيخ غير واضح لذا أترك لكم التوضيح أكثر ومعرفة رأيكم في المسألة وإن كان رأي أن يغلق هذا الموضوع ويفتح موضوع آخر للنقاش فإن الإنسان محاسب على ما خطته يداه والرد سيكون رفعاً لهذا الموضوع الذي أرى عدم نشره فإن هذا يصب في صالح الصليبين وهذا ما تريده مؤسسة راند ...
وبارك الله في أخونا أبو هاجر على هذه البشرى من إخواننا الذين يعيشون واقعهم
وأعجبني قول الأخ المضطهد ((وكما قال المثل اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس))
صدق والله وسيجدون من يصدقهم ...
نسأل الله أن يلطف بإخواننا ويجنبهم الفرقة والاختلاف فإن العدو أمله في هذا بعد فشل مخططاته
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 06:07]ـ
وفي هذا الموقع نص لدراسة مؤسسة راند الذي ينبغي أن يقرأه إخواننا في العراق
http://www.w-n-n.com/forumdisplay.php?f=3
و فرضاً إذا كان هناك خلاف مع أنني لا أعتقد هذا مما ذهب لإعلاء كلمة الله فإن الإنسان مطالب بالسكوت وعدم إشعال الفتنة فهذا أقل شيء نقدمه لهم جزاء ما قاموا به من إيقاف الحملة الصليبية التي كان يؤمل فيها عباد الصليب أن يأتوا إلى غير العراق ومن ضمنها بلادنا
واسمحوا لي بعدم العودة للرد على هذا الموضوع
وأتمنى من الإخوة عدم التعليق أيضاً وإيقاف هذا الموضوع
الذي يفرح بوش وأعوانه
ـ[تلميذ]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:02]ـ
الحمد لله ثمّ الحمد لله. .
و الصلاة والسلام على رسول الله. .
و بعد،،
فهذا رد الشيخ عطية الله على خطاب الجيش الإسلامي. .
و قبل قراءة البيان، أشهد الله تعالى لو كان بجنبي أحد مُجاهدي الجيش الإسلامي لغسلت قدمه التي اغبرت بغبار المعارك. .
فنحن لا نعادي مجاهدي الجيش الإسلامي، و الكلام هنا فقط على كاتب البيان الأثيم ومن أيده
* *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله صحبه والتابعين.
وبعد / فلما قرأنا البيان الصادر عن الجيش الإسلامي في العراق بعنوان رد الجيش الإسلامي على خطاب أبي عمر البغدادي، أشار عليّ بعض الإخوة أن أكتب بعض التعليقات لعل الله ينفع بها، ويدفع بها بعض السوء ويهيئ بها لمعالجة متعقلةٍ للأمر، بعونه تعالى ولطفه.
فتأملتُ الأمر فرأيت فيه خيرا، فهذه بعض التعليقات على أهم ما جاء في البيان وهو لبه وعصبه، وهو ما يتعلق بالاتهامات التي ساقها أصحاب البيان ورموا بها إخواننا في القاعدة في العراق، ودولة العراق الإسلامية.
لافتا النظر إلى أنها تعليقات سريعة مختصرة لم تستقص كل شيء، والمقصود: الذب عن إخواننا في القاعدة وفي دولة العراق الإسلامية، والنصح للمسلمين ومنهم كاتبو البيان أصلحنا الله وإياهم أجمعين.
التعليقات موضوعة بين معكوفين بلونٍ أزرق:
((هذا، ومع أن كثيرا من الناس يحمّلون المجاهدين عامة والجيش الإسلامي خاصة إثم السكوت على ما يقوم به بعض الإخوة في تنظيم القاعدة من تجاوزات شرعية، غير أننا نبرر ذلك بـ:
1 - انشغالنا بقتال أعداء الله تعالى من الأمريكيين والصفويين ومن يعينهم.
[المقصود انشغال الجميع بذلك، وإلا فإن الإخوة في القاعدة ودولة العراق الإسلامية لاشك أنهم أكثر أو من أكثر الناس انشغالا بقتال أعداء الله من الصليبيين والمرتدين الذين يحب أصحابُ البيان تسميتهم باسم الصفويين لغاية وملحظ معروفٍ، ونختار تسميتهم بالمرتدين]
2 - الحفاظ على إخوة الإسلام والدين مع كافة المجاهدين،
3 - الحفاظ على المشروع الجهادي الذي هو ملك الأمة جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
[نعم لا شك أنه ملك للأمة جمعاء، وهكذا يقول ويعتقد كل إخواننا في القاعدة ودولة العراق الإسلامية، وحرصهم ومزيد غيرتهم وقوة حميتهم لهذا المشروع لأنهم من أخص الناس به لأنهم طليعة جنوده والقائمين به الممارسين لشؤونه الرافعين لرايته في صفاءٍ معتقد وتوحيدٍ، لا يعني أنهم يظنون أنه مشروعهم هم وحدهم، بل إن من صميم منهجهم ويقينهم أنهم طليعة الأمة وجنودها وجزء منها لا ينفصل عنها، وليسوا بديلا عنها، فليتنبّه لهذا، حتى لا يقع الإيهام والغلط]
4 - الحذر من استغلال ذلك من قبل أعداء الإسلام والمسلمين.
5 - إعطاء فرصة كافية للإصلاح والرجوع للحق.
فآثرنا معاملتهم بالحكمة والصبر الجميل، في البخاري عن أنس قال: [لم يكن رسول الله فاحشا ولا لعانا ولا سبابا كان يقول عند المعتبة ماله ترب جبينه]،مع إسداء النصح الواجب.
غير أن هذا لم يجدِ نفعا، فأصبحوا ومن أهم ما يهمهم النيل من هذه الجماعة المباركة بإذن الله، بشتى الوسائل والأساليب ومنها:
[لا أدري عن جهود الإخوة في الجيش الإسلامي لـ "إسداء النصح الواجب" والإصلاح، ولكن الذي أعلمه أن اتصالاتهم بإخواننا في القاعدة وفي دولة العراق الإسلامية قليلة جدا في هذا الصدد في العراق، وأما خارج العراق حيث القاعدة الأصل فلم أعلم أنهم اتصلوا بهم أو كتبوا وقد عرفت من الشيخ أبي يحيى وغيره أنهم ليس عندهم شيء من هذا، فلا أدري أين السعي للإصلاح وإسداء النصح؟ في حين أننا قد علمنا ما كان يمارسه الإخوة من قيادات ومندوبي الجيش الإسلامي على الأقل منذ شهر رمضان الفائت ثم في موسم الحج وما بعده إلى الأيام الأخيرة، من جهود واتصالات مكثفة بالمشايخ في الأقطار وبالمحسنين المتبرّعين وبسائر أعيان الناس، للتنفير من إخواننا (القاعدة والدولة) وتشويه صورتهم بحملة شديد من الاتهامات غير المحققة، والتي جزء كبيرٌ منها كذب وبهتان من أصله، وروايات باطلة، وبعضها له أصلٌ لكنه محرّف مزيد في روايته ومنقوص منه، وبعضها الحقُ فيه مع إخواننا أصلا، وإنما يسوقونه لمن يناسبُ سوقه له، كما ساق أصحاب البيان هنا مسائل من قبيل: يكفرون الجيوش العربية، ويحكمون على الديار بالكفر ... إلخ. والمقصود أن الإصلاح والسعي له، له طريق واضح وأصولٌ، نسأل الله لنا ولكم الهداية والسداد]
رمي الجماعة بشتى التهم الباطلة الجائرة فمرة ينسبونها للبعث، ويعلمون ويعلم القاصي والداني أنه ليس في الجماعة بعثي واحد ولا يوجد أي ارتباط بأي شكل من الأشكال بيننا وبين حزب البعث أو البعثيين لا فكري ولا تنظيمي ولا ميداني،
لا والله ما سمعنا من إخواننا في القاعدة والدولة مَن ينسبكم إلى البعث، فهذا غلطٌ بلا شك على إخواننا، نعم سمعنا اتهاماتٍ لكم أخرى، أما البعث فلم نسمعها لا سراً ولا جهاراً، فهذا من الدلائل على عدم الدقة وأنكم تعتمدون غيرَ المعتمدِ]
ومرة ينسبون الجماعة إلى مناهج وتيارات إسلامية أخرى وهو محض كذب،
[نعم هذا حاصلٌ، ينسبكم الكثير من إخواننا إلى الجماعة المعروفين في عبارات بعض إخواننا بـ "السرورية" على معنىً من معاني النسبة والإضافة، وعلى كل حال فالمهم هو قول الحق والعمل به، والله الموفق]
وأخرى حيث ينسبونها إلى جهات مخابراتية،
[هذا غيرُ صحيح بلا شك، إن كان بمعنى أنكم استخبارات وأنشأتكم الاستخبارات مثلا، لا سمح الله، وحاشاكم، وأعاذنا الله وإياكم من ذلك، هذا لم يقله الإخوة عنكم أبدا، وإنما الذي قيل -مما قيل وهو كثير وبيانكم هذا للأسف سيفتح عليكم باباً كبيرا كان مغلقا بستر الله- ويحتاج منكم إلى نفي وصدق ومجانبة للتهمة والريب فيه: أنكم اتصلتم بجهات مخابراتية عربية وجلستم معهم ... !]
وفي كل مرة يحق الله الحق ويتبين بطلان هذه الدعاوى فيزداد المجاهدون وتزداد العمليات وتعم البركة على هذه الجماعة ويزداد قبول الناس لها وانتشارها حيث تسير على نهج قويم وعدل وطريق مستقيم،
وكان الواجب أن تنشرح صدورهم ويدعوا لنا بالخير والتوفيق وحسن الخاتمة كما نفعل تجاههم في مواقفنا سرا وعلنا،
[وقد فعلوا سراً وجهاراً والله، لكن لعلكم لم تركزوا]
(يُتْبَعُ)
(/)
في الصحيحين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى]،وفيهما عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: [لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ]
* إتهام قيادة الجماعة بتهم واهية واهنة كبيت العنكبوت
[أنا شخصيا لم أسمع بشيء مما يمكن أن يشار إليه بمثل هذه الألفاظ في حق قيادة الجيش الإسلامي، ولم يبلغني شيء، اللهم إلا بعض الكلام في متحدثكم الرسمي "الشمري" وبعض كلامه الذي صرح به في مناسبات معينة، ونحو ذلك، وهو لا يتناول كل القيادة، والقيادة غير معروفة لدينا أصلا، فلعل الذي بلغكم هو شيء من حواشي القوم ومن غير ذوي الأحلام منهم، وهذا يوجد في كل الطوائف والجماعات وغيرها]
وفي الصحيحين عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [لاَ يَرْمِى رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ، إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ]، وفي مسلم: [وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ. وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ]،يعني رجع عليه. وفي البخاري ثَابِت بْن الضَّحَّاكِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهْوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهْوَ كَقَتْلِهِ]،وفي سنن أبي داود عن ِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [وَمَنْ خَاصَمَ فِى بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ] صحيح الجامع (6196)،ورَدغةُ الخَبال: عصارةُ أهلِ النار.كما في صحيح مسلم.
ومن ذلك تهديد بعض أفراد الجماعة بالقتل إن لم يبايعوا القاعدة أو أسمائها الأخرى
[ليس للقاعدة أسماء أخرى، وإشارتكم واضحة، لكنها ليست صحيحة ولا مناسبة، سامحكم الله، وأما التهديد بالقتل لمن لم يبايع القاعدة أو مجلس شورى المجاهدين أو الدولة، فهو غير صحيح، قطعا بلا شك، بالمعنى الرسمي المعتمد والمركزيّ، فإن كان حصل من بعض الأفراد فهو خطأ يحسب على فرد منتمٍ إلى طائفة، ومن الظلم حسابُه على الطائفة وهي تنهى عنه وتنفيه وتتبرأ منه، وكان ينبغي أن تحلّّ هذه المشاكل، بين القيادات ويحصل التثبّت منها والتحقيق فيها والانفصال بشيء واضح عنها، فأنا أسأل الإخوة أصحاب البيان وقد قلتم إن هذا حصل مراراً: مَن هذا الذي هددكم؟ ومتى؟ وأين؟ وكم مرة حصل هذا؟ وما عبارته؟ وفي أية حالٍ؟ ... والأسئلة كثيرة، وأخشى أننا عند التحقق لا نجد إلا روايات أن شخصا منتميا للقاعدة أو للدولة أو من أنصارها قال وقال وزعم ... ]
وكنا ندفع بالتي هي أحسن لحسم مادة الشر وحصر الصراع ليكون مع الأعداء فقط بل وتحييد بعض الأعداء ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)، وقد حصل هذا مرارا ولم نكترث له حتى لا يشمت بنا الأعداء.
* ومن ثم تطاول هؤلاء الناس فقتلوا بعض الإخوة ظلما وعدوانا من المجاهدين في هذه الجماعة تجاوز عددهم الثلاثين حتى الآن،
[أما أنا فلا علم لي بذلك، ولكن أقول هذه دعوى، وأنتم أقرانٌ وخصومٌ ومتنافسون، والحسدُ واردٌ ونزغات الشيطان، وحيثُ وقعتِ الدعوى فلابد من السماع من الخصمِ، على قانون القضاء، فالله أعلم، وحين يجلس الخصمان في مجلس القضاء واقعا أو تقديرا، سيقع السؤال: عن أعيانهم، وطلب بينات المدعي، ولماذا قتلوهم لو ثبت أنهم قتلوهم؟ وغير ذلك، ومعلومٌ أنكم في ساحة حربٍ شأنها القتل والقتال ... نسأل الله أن يعصم دماء المسلمين وأن يعافينا .. آمين]
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يكتفوا بذلك بل ناصبوا الجماعات الجهادية الأخرى العداء، وتحول هذا العداء إلى مواجهات مع بعض الجماعات مثل كتائب ثورة العشرين ولا تزال إلى هذه الساعة مواجهات بينهم بين الحين والآخر في أبو غريب، كان من أحدثها قتل أحد قادتهم الميدانيين وهو الأخ حارث ظاهر الضاري تقبله الله تعالى، وقتلوا بعض أفراد جيش المجاهدين وبعض أفراد أنصار السنة، وهددوا الجبهة الإسلامية (جامع)، فتحملت كل الجماعات أعباءا هائلة صيانة للمشروع الجهادي كي لا ينحرف عن مساره وأهدافه
ولم لا تكون بعض هذه الجماعات هي المعتدية، ونحن أيضا عندنا دعاوى مشابهة من إخواننا في القاعدة والدولة، فيها أن بعض تلك الفصائل أعانت المرتدين على الإخوة، وبعضها تعاون على إخواننا مع مجلس إنقاذ الأنبار، وبعضها كان مندساً فيه جماعات مجرمون منتمون إلى الحزب الإسلامي (حزب طارق الهاشمي) متعصبون له، سعوا في قتل إخواننا والخذيل بينهم وإثارة الفتنة ففطن لهم إخواننا وتيقنوهم فضبطوهم وقتلوهم ... وتصلنا دعاوى عليكم بأنكم قتلتم وشاركتم وفعلتم كذا وكذا، ونحن في كل ذلك نتحفظ ونحاذر من الحكم عليكم وعلى غيركم بشيء لم نحققه، ونقول علّ ولعلَ.! والحاصل أن هذه كلها دعاوى، لا غير، ولا يمكن أن تثمر فائدة حين تساق في بيان هكذا، فما تقولون الآن لو أن إخواننا في الدولة أخرجوا بيانا مشابهاً وساقوا فيه عليكم من الدعاوى سيلاً جارفاً .. ؟ ستتعادلون وستكونون في قفص الاتهام وستحتاجون إلى فصل قضاء، وأما دون ذلك فلستم أنتم بأصدق عندنا منهم!]
غير أن هذا الصبر الجميل جرّأهم أكثر، فاستحلوا قتل طائفة من المسلمين وخاصة الأهداف السهلة مثل أئمة المساجد والمؤذنين
يا سبحان الله!! هذا قتْلُ الأئمة، قلنا لعلهم يمارسون عملا خطابيا ضد المجاهدين أو ضد القاعدة أو نحو ذلك كما يدعيه الحزب الإسلامي الخائب وإخوانه كثيرا في الفلوجة وغيرها من أن إخواننا قتلوا بعض الأئمة لمجرد أنهم انتقدوهم، مع أن ذلك كله دعاوى كسائر الدعاوى من عدو وخصم، وقولنا فيه كما سبق، ولكن ما شأن المؤذنين؟ رجل يؤذن للصلاة، يذهب إخواننا فيقتلونه؟! وكيف تعتبرهم إخوانا بعد ذلك، وكيف كنت تصبر عليهم كل هذه المدة إذن، والله لو صح ما تقول وكنتُ مكانك ما صبرتُ عليهم يوما واحداً بل ولا ساعة، وهل خرجنا وجاهدنا وتعرّضنا للصعاب والمشاق لكي نقتل المؤذنين الذين يؤذنون في بيوت الله؟! يا سبحان الله، لكن هذا والله كذبٌ محضٌ لا شك فيه].
والعزّل من أهل السنة ومنهم أعضاء في هيئة علماء المسلمين
[دعوى كسائر الدعاوى، ومادمتم قد فتحتم على أنفسكم هذا الباب فلا أدري والله ما ينتظركم وينتظرنا جميعا، نسأل الله أن يجعل عاقبته خيراً ورحمة ولطفاً، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.]
وقد ثبت في البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِى فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا]، وفي الصحيحين عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا]،وفي الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: [يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِى جَوْفِ رَحْلِهِ]، قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ. ورواه ابن ماجة مرفوعا وهو في السلسلة الصحيحة (3420).
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أصبح عامة أهل السنة هدفا مشروعا لهم وخاصة الأغنياء فإما أن يدفع لهم ما يريدون أو يقتلوه، وكل من ينتقدهم أو يخالفهم ويبين خطأهم في مثل هذه الأفعال فإنهم يسعون لقتله فالقضية سهلة وتبريرها أسهل.
[وهذه من أعرض الدعاوى في هذا البيان، ووالله إننا لا نشك أنها كذبٌ وبهتانٌ، والعياذ بالله، {إنه لا يفلح الظالمون} {ستكتب شهادتهم ويسألون} {إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذبَ الذين لا يؤمنون بآيات الله وأؤلئك هم الكاذبون}]
- وأصبح الاعتداء على بيوت الناس وأخذ أموالهم أمرا سائغا.
[وهذه كسابقتها، من أعرض الدعاوى في هذا البيان، وهذا كله لا شك أنه كذب وبهتان، ولا نقول إلا: سبحانك هذا بهتان عظيم، وهذا إفك مبين .. والردّ والله مقدور عليه، ونعلم من تفاصيل حال إخواننا في دولة العراق الإسلامية ما يبين بطلان هذا الكلام كله وأنه افتراء محضٌ .. ! لكن نتركه لإخواننا إن شاءوا أن يدفعوا عن أنفسهم، أو يتركوه للأيام، والله المسعان، أسأل الله لهم التسديد والتوفيق، وأن يربط على قلوبهم، ويأخذ بأيديهم إلى الخير والصلاح. ولكن أقول: هل هذا إلا كما كان يقال عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في وقته، وإلا كما يفتري الرافضة على أبي بكر وعمر مثلا وعلى معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وعن جميع الصحابة، وهكذا ما كان ولا زال يفتريه المفترون الكاذبون على الشيخ أسامة وعلى طالبان في وسائل إعلام الكفرة والمنافقين؟!]
- وأصبح رمي الناس بالكفر والردة أمرا مألوفا مشاعا.
[هذا فيه إيهام وتلبيسٌ وتهويل، وهي للأسف اسطوانة معتاد سماعها، ومعروف عازفوها، فرويدكم أيها الإخوة، وحققوا الحق: فمَن هم الناس؟ هل المقصود الرافضة مثلا، فإخواننا يختارون القول بتكفيرهم، وهو مذهب جملة من علمائنا، وقولٌ معتبرٌ قويّ، ولا سيما الآن في ساحة العراق، أو المقصود طوائف المرتدين الموالين للصليبيين وللحكومة المرتدة، وما أكثرهم اليوم في العراق؟ أو غيرهم؟ فما المقصود؟ نعم لابد أن يلاحظ الملاحظُ أن التكفير واستعمال ألفاظه ومرادفاته كثيرٌ، لأنك أنت في ساحة يكثر فيها الكفرُ حقا .. فما هو معقد الخطأ؟ وأين بالتحديد؟ بيّنوا لنا وحققوا لنا الأمر جزاكم الله خيرا، وتعالوا نحقق الحق في القضية، وأما أنا فغالب ظني أننا لو حققنا في الأمر لوجدنا الحق مع إخواننا ناصعا بيّناً، ومع ذلك لا نبرئ إخواننا المجاهدين عموما في الدولة وغيرها من الأخطاء في هذا الباب، وهي لعلها في ساحات الجهاد أكثر منها في غيرها، لأسباب تحتاج إلى شرح وتفهيم، ولكن هي ابتلاء للناس، وفتنة للظالمين الذين لا يحققون الحق ولا ينصفون، وينجّي الله الذين اتقوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله]
- ثم لم يرق لهم إلا التشهير في الإعلام ومن ذلك ما ظهر في خطابي الأخ أبي حمزة وخطابات الأخ أبي عمر حيث أكثر من كيل التهم والمجازفات، حتى تجاوز الكتاب والسنة وأوغل في مخالفة منهج سلف الأمة بدعايات يعلم عدم صحتها.
[لم أستغرب ذكركم لخطاب أبي عمر، ولكن ما شأن خطاب أبي حمزة، هذا مستغربٌ، وأما تجاوز الكتاب والسنة والإيغال في مخالفة منهج سلف الأمة، فتهويلٌ ومبالغة، وإلا فعند التحقيق فليس هناك شيء مما يستحق أن يوصف بذلك، وإن وجدتْ أخطاء، فهي من الصغائر وليس فيها شيء مخالف لمعلوم قطعا من الدين أو مخالفٍ لنصّ من كتابٍ أو سنةٍ، فاتقوا الله وأنصفوا، وكونوا قوّامين بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على آلا تعدلوا اعدوا هو أقربُ للتقوى]
ولم نسارع في رد ما اتهمنا به انتظارا لرد العلماء الربانيين لينصحوهم ويبينوا الأخطاء والتجاوزات الشرعية الواردة وخاصة في الخطاب الأخير حتى نضيع الفرصة على أعدائنا من الأمريكيين والصفويين ومن معهم، ولتكون نصيحة وبلسما شافيا للجميع، ولكن لم يتكلم أئمتنا فكان لابد من بيان بعض الأمور حتى لا يظن ظان أن ماورد من المسائل أو التهم صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن ذلك قوله (كيف حال الجهاد في بلاد الرافدين لو لم يكن هناك مجلس شورى المجاهدين ولا دولة الإسلام؟ وكيف تصير الأمور لو ترك كل أبناء الدولة الإسلامية السلاح، وقعدوا عن الجهاد؟ الجواب معروف ... إستباحة للعرض، وإبادة للحرث والنسل)، قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ] وفي البخاري عَنِ طَرِيفٍ أَبِى تَمِيمَةَ قَالَ شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهْوَ يُوصِيهِمْ فَقَالُوا هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - قَالَ - وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقِ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]،فَقَالُوا أَوْصِنَا،فَقَالَ: [إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَأْكُلَ إِلاَّ طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ]. وفي الصحيحين عَنْ أَسْمَاءَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: [الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ]،والله تبارك وتعالى لم يضيّع صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة إلى الكعبة واعتبرها إيمانا،أفيضيع عند الله الكريم المنان جهاد شرعي لأربع سنين متواصلة ملئت بالتضحيات، ثم ما هو مبرر هذا التعالي على المسلمين المجاهدين؟ ومحاولة إلغاء جهاد الآخرين إلا من تبعهم أليس هذا من التحزب المذموم؟!
[بغض النظر عن موافقتي لأبي عمر في حُسن إيراد هذا الكلام في خطابه، فإن كلامكم أيضا فيه بعض التحامل، فالرجل كان بصدد بيان فكرة هي: أن إخواننا في الدولة ومن قبلها في شورى المجاهدين وفي القاعدة، هم أهم الطوائف والفصائل التي حفظ الله بها الجهاد، وهذا والله حق لا نشك فيه، وليس في كلام أبي عمر أن جهاد الآخرين ضائع أو غير مقبول عند الله أو ما يقارب ذلك، فهذا خارج عن الموضوع .. ! وأما حملكم كلام الرجل على التسميع والمباهاة فهو تعسّف ومبالغة، فالرجل لا يتكلم عن نفسه ولكن عن دولة يدعو إليها ويحث على الانضمام إليها واللحاق بركبها وهو بصدد بيان قوتها وتمكنها وأنها فعلت وتملك أن تفعل من الجهاد والخير، فهذا لونٌ والتسميع لونٌ، والله أعلم، ونسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا ويحسن ختامنا]
- مع تحد لكل المجاهدين من غير القاعدة بأن يأتوا بعملية واحدة على قاعدة أمريكية، اللهم غفرانك، وهل يحتاج النهار إلى دليل.
[حسب ما أذكر أنه تكلم عن عمليات مخصوصة، وهي عمليات الاقتحام، وكل ذلك ذكره في سياق بيان قوة جماعته (دولة العراق الإسلامية) وهو يدعو إليها، وأنها القوة الضاربة القائمة بالنصيب الأوفر الأكبر من الجهاد والنكاية في العدو، فهذه هي الفكرة، والله أعلم]
فإن الأصدقاء والأعداء علموا وشهدوا ببعض ذلك، وما خفي عنهم كان أعظم وما قامت به جماعة الجيش الإسلامي من اقتحامات لقواعد وثكنات عسكرية يبلغ بالعشرات وأسقطت قواعد كبرى بفضل الله أولا وآخرا ومنها أكبر قاعدتين وهما القاعدة الذهبية في جرف الصخر التي أصبحت من أخبار الغابرين في عام 2003 قبل أن يتأسس تنظيم القاعدة في العراق، وقاعدة الصقر التي أصبحت أثرا بعد عين في 2006، وقواعد الأوكرانيين حتى هربوا إلى بلادهم خائبين خاسرين، والكثير من العمليات التي تجاوز معدلها هذه الأشهر الألف عملية في الشهر الواحد نسأل الله القبول والتسديد.
ولم نرد ذكر هذا إلا بيانا للحق فقد أغنانا الله تعالى عن كثرة الكلام بكثرة الفعال وحسنها بلطفه وتدبيره.
- وكذلك فإن الجماعات الأخرى تقوم بعمليات مباركة تفوق الحصر يراها ويسمع بها القاصي والداني وفق الله الجميع لطاعته. فكيف يتم شطبها جميعا!!.
[ومن الذي شطبها أيها الإخوة؟ ومَن يقدر أن يشطب، ولمَ هذا التحميل للكلام أكثر مما يحتمل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل لنا أن نقول لو أردنا التعسفَ: ولماذا -وأنتم المخلصون إن شاء الله- ثارت ثائرتكم حين انتقدتم وحين قال لكم الناس إنهم قاتلوا أكثر منكم، فقمتم تفاخرونهم وساويتموهم بإبراز مفاخركم معتذرين بأن كلامكم جاء اضطراراً وبياناً للحق؟؟ وهل هذا يدخل تحت حدّ الإخلاص عند العارفين وأهل الفقه في الدين؟!]
- ومن ذلك اتهام الجماعة بالتآمر مع الصحفي (يسري فوده) والموساد بكلام سمج وهو فرية علينا لو مزجت بماء البحر لأفسدته.
[حسب ما فهمت من خطاب أبي عمر فإن الكلام كان منصبا على الصحفي نفسه وتآمر الأعداء من خلال هذا الصحفيّ، ولم يتهم الجيش الإسلامي بالتآمر مع الموساد ولا مع الصحفي المذكور، فكلامكم تحامل هداكم الله]
وللمفارقة فإن نفس الصحفي قد التقى بقادة تنظيم القاعدة وعمل لهم برامج وأفلاما وذهب إلى أماكنهم ومقراتهم فماذا كان؟ هل كان هؤلاء القادة -حاشاهم- من أعوان الموساد المتآمرين؟ مثل خالد شيخ ورمزي بن الشيبة فك الله أسرهم، أم أن صفة الموسادية تأتي معه إذا التقى بجماعة الجيش فقط؟
[هذه ليست مفارقة أيها الأخ، وهذا شيء معروف، لكن أبو عمر يرى أن الصحفي المذكور عدوّ وأنه يتعامل مع الاستخبارات العالمية، ثم كيف يجيبُ أبو عمر على ما سبق من تعامل إخواننا في القاعدة في باكستان مع هذا الصحفي؟ لا أدري؛ لعله يقول يعتذر عن الإخوة بأنهم كانوا ساعتها لا يعرفونه جيدا، ووثقوا فيه بتزكية معينة انخدعوا بها، أو لعله يقول إن الصحفي صار بعد ذلك يعمل مع الاستخبارات لما أن وجد لبضاعته مشترين، أو نحو ذلك ... ]
ونحن نتعامل مع كل إعلامي فردا كان أو وسيلة بما يخدم قضايا أمتنا وخاصة قضية الجهاد في العراق بغض النظر عن الحكم عليهم، المهم عندنا أن لا يكون أي خرق أمني سوء على الجماعة أو على أي مجاهد أو أي مسلم من الجهة التي نتعامل معها قدر تعلق الأمر بنا.
[هذا جيد وحق، جزاكم الله خيرا]
أما قلة الرجال وكشف الطريق فكل الناس يعلم بطلانها فإن طريق عبور المجاهدين ليس بخاف على أحد، فماذا يقول عن التقارير والأفلام المعدة بعلم القاعدة وخطابات قادتها التي لم تترك تفصيلا إلا ذكرته، فلسنا من ذكر تفصيلات 11/ 9 ولسنا من يخبر بأماكن تواجد أفراد القاعدة في البلاد العربية وغير العربية بل كل ذلك مذكور في خطاباتهم؟ فهل هذا تعاون مع الموساد؟.
[على كل حال فأظن أن هناك فرقا واضحا بين الحالين، ووضوحه يغني عن التطويل بشرحه]
ونحن نذكر هؤلاء الإخوة بأن يراقبوا الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم وان لا يجازفوا بآخرتهم بثمن بخس لا قيمة له في ميزان الله تعالى.
- وأما تسميته المجاهدين بحزب الله السعودي فنحن بحمد الله تعالى لم نكن تبعا لأي حكومة أو حزب أو جهة لا داخلية ولا خارجية وقد عانينا كثيرا مثلما عانى إخواننا السلفيون في العراق وخاصة في العقد الأخير من القرن الماضي، من الاتهام بالارتباط بالوهابيين والسعوديين كما يسمونهم والعجيب أنهم يضيفون لهم الموساد أيضا!!!!!
وبعد الاحتلال زادت الأوصاف فأصبحت،، وهابي إرهابي .... الخ، ثم يأتي أخونا ليتهم إخوانه ومن معه في الخندق ضد الأعداء بنفس التهم التي يتهمنا بها أعداء الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
[ذلك الماضي شيء لم يتكلم فيه أحد، ولا نعرفه ولا ننقب فيه، وإنما الكلام في الحاضر أيها الأخ، وأنتم تتهمون بتهمٍ تحتاجون إلى تبيين الحق فيها وتطمين إخوانكم، فاتقوا الله أنتم أيضا، وأنصفوا وحققوا الحق، ثم لا يضركم بعد ذلك من يتهمكم لو اتهمكم بالباطل، إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. وحزب الله السعودي الذي ذكره أبو عمر، لا أعرف والله مَن هو، ولكن قد سألني بعض إخواني بعد سماع خطاب أبي عمر هل يقصد فيمن يقصد به الجيش الإسلامي؟ فاستبعدتُ ذلك، وظننتُ أنه ربما قصد قوما من منحرفي العقائد المائلين إلى ما يسمى بالحزب الإسلامي ونحوهم، فإن الأمريكان بصدد تهيئة الجو لقوىً يسمّونها معتدلة يطمئنون إلى أنها ستملأ الفراغ في العراق حين ينسحبون خائبين، ويوسّطون في ذلك دول الاعتدال السني كما سموها، وعلى رأسها السعودية، فهذا معنى إشارة أبي عمر، وما كنا نظن أنه يقصدكم، فهذا تخمين منكم وظنٌ فاستغفروا الله فلعله من الظن السيء، ولكن ما رأيكم أنتم في الفكرة؟ أعني فيما قلتُ إن أبا عمر يعنيه بعبارة حزب الله
(يُتْبَعُ)
(/)
السعودي؟؟]
ونحن بحمد الله لم نتلق أي دعم من أية حكومة إلى هذه الساعة لا من الحكومات العربية ولا من إيران،
[نعم قد يخشى بعض الناس أنكم تتلقون دعما ما من حكومة آل سعود، ولو دعماً سلبيا كالإغضاء والسكوت والمتاركة، ولكن لم يتهمكم أحدٌ بأنكم تتلقون شيئا من إيران، فهل هذه إشارةٌ كما قد وقع في القلب عند قراءتها، أو هي فلتة وليس وراءها معنى مقصود؟! فإن كان وراءها المعنى المحتملُ فسيكون هذا أيضا اتهاماً آخر وتصعيداً، ووالله إن القائل به لظالم باغٍ، وسيبين له بإذن الله ما يُخزيه ويندّمه!! ولكن الاخلاص الذي سقتم أعلاه بعض الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في بابه، يقتضي تحقيق الحق والقيام بالقسط، لا مجرد البحث عن تهمة نردّ بها على خصمنا، من جنس تهمة خصمنا، ولو بالباطل وبدون برهان، فهذا فجورٌ في الخصومة، وهو لا يغني شيئا في ميزان أهل التقوى، فأنت إن كنت اتهمتَ أخاك بالباطل فلا يلبث أن يظهر الله كذبك وينصره عليك، وشواهد الشرع والقدر على ذلك مستيقنة، والله غالبٌ على أمره]
ولم نسع لتحصيل دعم للجهاد من أي دولة عربية إلا ما كان دعما لعموم المسلمين في العراق، ومع ذلك فما تزال جميع الحكومات تقدم خطوة وترجع ألف خطوة منتظرة إذنا أمريكيا صحيحا صريحا مؤكدا!!!! لدعم أهل السنة في العراق.
أما ما يزعم من أموال النفط فلم يصل شيء منها للمجاهدين لا من نفط العراق ولا من نفط أي دولة أخرى لا بطريق مباشر ولا غير مباشر.
ثم من هؤلاء كهنة الطاغوت وتجار الدين؟ ولم هذه الطلاسم؟
وماذا بقي من التهم للخطابات القادمة وماذا ترك أخونا لقوات غدر وجيش الدجال والجلبي وعلاوي وغيرهم.
ولو وقف الأمر عند هذا الحد لما احتاج الأمر إلى رد لوضوحه بحمد الله تعالى لكن الأخ أبا عمر تجنى على الأمة جميعا وعلى منهج سلف الأمة وعلى علمائها بإيراد أحكام وقضايا عجيبة،
- ومن ذلك اعتبار ديار الإسلام جميعا ديار كفر. ثم ما حكم دولته تحت سلطة الصليبيين ومن عاونهم؟.
[بل ما قاله أبو عمر صوابٌ ومعناه ومحمله واضح، واستغرابكم له هو العجبُ، ودولته هو هو فيها في سجال مع عدوه، مستعلٍ بدينه وجهاده وسلاحه، يطبق فيها ما يقدر عليه مما علمه الله، وليس يستطيع أحدٌ أن يفرض عليه حكماً .. ! ولكن ما الحاجة لهذا الإيراد؟ وهل هو هدىً؟!]
- وقوله أن قتال جيوش الحكومات العربية أوجب من قتال المحتل الصليبي؟!
[وهذا أيضا حق وصوابٌ، فإن المرتد أغلظ كفرا من الكافر الأصلي بالإجماع، وقتاله
-من حيث الأصل وهو الذي يقصده أبو عمر- أوجب من قتال الكافر الأصلي، وإنما اقتضت موجِباتٌ أخرى ترجع إلى مصلحة الحرب والتدبير البداءة بالكافر الأصليّ، فكلام أبي عمر لا إشكال فيه
- والقول بأن الجهاد فرض عين ـ بهذا الإطلاق ـ منذ سقوط الأندلس قول غير محرر.
نعم لأن التحرير له محل آخر، ولكن لابأس بإطلاق هذه العبارة، وهي حق وصدقٌ، وتحمل على المحمل اللائق المحرّر والمبيّن في مواضعه، وهذه العبارة كان يقولها الشيخ عبد الله عزام رحمه الله وكفى به قدوة في هذا، ويقولها علماء آخرون، والحمد لله]
- وحكمه على طوائف أهل الكتاب في بلادنا بأنهم أهل حرب لا ذمة لهم، مَن من العلماء من يقول بهذا الأطلاق؟
[أما كلامه فحق، وأما أن التصريح في الخطاب الرسمي بهذا الكلام من الناحية السياسية جيد أو لا، فهذا مبحث آخر، ورأيي أنه لم يكن مناسباً، لكن أنتم لم تنتقدوا ذكره هذه المسألة في الخطاب، لكن انتقادكم انصبّ على المسألة في نفسها، ولم تصيبوا، والتساؤل بنحو: مَن يقول هذا؟ لا يفيد! فهاتِ أنتَ المفيد .. ]
- ثم إنه حكم على جميع أبناء الجماعات الجهادية بأنهم عصاة، وهذه مجازفة غير مبررة، وذكر أنها تدعوا عشائرها وأصحابها إلى الدعة والراحة!!! سبحان الله وهل في العراق دعة وراحة؟ وسمى بيعته بواجب العصر وهذا خطير جدا لمن فهمه!!
[الله المستعان، نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل طاعته ورضوانه، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، الله أعلم بمن يطيعه وبمن يعصيه، وأنا أدعو أمير المؤمنين أبا عمر سدده الله إلى عدم وصف الإخوة بذلك، ويترك الحكم عليهم، لما للناس من رأي يصدرون عنه، وهذه مسائل اجتهاد، والله أعلم]
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم اتهم الجماعات بالانخراط القوي والانضمام إلى خنجر ثلاثي الرؤوس ....... الخ وهم (ج) طائفة الحساد واستدل بحديث ضعيف،، وإن العجب لينقضي من الجرأة على إخوانه من المجاهدين الذين تحملوا كل التهم وسكتوا على كل التجاوزات مراعاة لمصلحة الجهاد، فالله المستعان.
- واتهم الجماعات بأنها تريد معاهدات مع الأمريكيين والظاهر عدم التفريق بين المفاوضات المشروطة المنضبطة بضوابط الشرع وبين معاهدات الاستسلام التي يسعى لها الخائبون، واشترط إذن دولته فمن اعترف بها حتى يشترط إذنها؟
- وفيما يخص جماعة الجيش الإسلامي فإنه مع قولنا بمشروعية التفاوض مع الأعداء إلا إننا لم نفاوض أي عدو لا الأمريكيين ولا الصفويين ولا غيرهم إلى هذه الساعة، وشروط المفاوضات ذكرت كثيرا حتى أغنى عن إعادة ذكرها، كما لا نعلم أي جماعة جهادية كبرى فاوضت الأمريكيين ومن معهم إلا ما كان من بعض العالة على الجهاد وأمرهم مفضوح.
كان عندنا معلوماتٌ أن أناساً منكم جلسوا مع الأمريكان (الوفد الرباعي) في آواخر سنة ألفين وخمسة، وأكثر من جماعة (قياداتها) ذكروا عنكم ذلك، وأنكم كنتم في بعض المرات بصدد الجلوس للمفاوضة مع العدوّ، وأنتم الآن تنفون، فلعله كان شيئا لا يمثلكم رسمياً. وعلى كل حال، كلامُكم يوهِم أن الإخوة في القاعدة والدولة يحرّمون التفاوض مع العدوّ ومحاورته، لذاته، وهذا غلط عليهم إن كنتم قد فهمتم ذلك، وإنما الكلام في الوجه السياسي للمسألة لا غير، فإن التفاوض مع العدو في وقت مبكرٍ من عمر الحرب والعدوّ في حال فورته وتمكنه وقوته، والمفاوض المسلم قليل ضعيفٌ .... إلى غير ذلك من الأحوال المعروفة، يُخشى منه أن هذا المسلم المفاوض ينجرّ إلى ترك الجهاد والرضى ببعض الفتات وينخدع وتحصل الفتنة والعياذ بالله، ويضر بالجهاد والمجاهدين، والتجارب في هذا كثيرة، فمن هنا يرفض الإخوة التفاوض إلا والعدو الصليبي الغازي مدحورٌ مكسورٌ مريدٌ للخروج وكلمتنا هي الأعلى وموقفنا هو الأقوى ... وبالله التوفيق
- ثم جعل الأخ أبو عمر تحريم الدش وتغطية وجه المرأة من الثوابت التسعة عشر التي ذكرها، هذا مع أنه يعلم ما يحصل في العراق فهو شيء آخر فإن الأخوات المسلمات المنتقبات يتعرضن لمضايقات كبيرة من تفتيش واعتداء قد يصل إلى الاعتقال من قبل أعداء الله تعالى من الحرس الوثني والشرطة الصفوية وقد حصل هذا في حوادث كثيرة جدا وخاصة في بغداد ومحيطها الجنوبي مما حمل الأخوات على ترك النقاب في الأماكن التي قد يتعرضن فيها لمثل هذه البلايا، وهو تضييق لما وسع الله على عباده ولو كان الأمر في بلد آمن عليهن لكان الأمر هينا.
[الاعتذار لأبي عمر سهلٌ علينا والله إن شاء الله، لكن فرق بين كلام المحب الناصح وبين كلام الخصم العائب، وعندي أن النظر إنما هو من جهة أن ذكر هذه المسألة في خطاب القائد علاوة على ذكرها في سياق الثوابت ليس بسديد حقاً، ولعلها مجرد هفوة فاتت التأمل، والله الموفق، أما المسألة في نفسها فالكلام فيها معروف والخلاف وتفاصيل أحوال الضرورات وغيرها]
وهذا ما حضر من التعليق على ما ظننته أهم ما يحتاج إلى تعليق، وتركت التدقيق، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها، ويجعلها عونا على الصلاح والإصلاح ومفتاحا للخير مغلاقا للشر.
وقبل الختام:
أدعوا إخواني في الدولة إلى مراجعة صارمة وتفتيش دقيق لكل ما تحت أيديهم، وألا يهملوا شيئا قد قيل أبدا، فساحات الجهاد تتعرّض للمندسين ولكيد عظيم من الأعداء والمنافقين، والفجّار المتاجرين باسم الجهاد والمبتزّين للناس بسطوة الانتساب إليهم، كما يحصل فيها الجهل والتفريط من بعض المجاهدين فيفسدون، فلا بد من الأخذ الحازم على أيديهم، وأيضا لابد من ردّ وتوضيح وجوابٍ لكثير من التهم وتبرئة النفس في الأحوال التي يكون الاتهام فيها محتملا، قد يصدقه السامعُ ولا سيما البعيد الذي لا يعرفكم، واعلموا أنه لا شيء كالصدق التام إن وقع خطأ {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} والإنصاف من أنفسكم، {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط}.
وأنتم أهل الخير والصدق نحسبكم كذلك، و {إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم} {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوّان كفور}.
وفقكم الله ونصركم.
ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المؤمنين ويصلح ذات بينهم ويجمع كلمتهم على الحق.
وأن يرزق إخواننا في الجيش الإسلامي فيئة إلى الحق ويجنبهم الزلل، وأن يوفق إخواننا في دولة العراق الإسلامية لحسن العمل ويربط على قلوبهم ويسددهم ويجنبهم الزلل، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين .. آمين
والحمد لله رب العالمين.
كتبه عطية الله
الجمعة 18ربيع الأول1428هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:54]ـ
فإن المصلحة عدم نشره فإن هذا يزيد الفرقة والإختلاف سواء بقصد أو بغير قصد وليس كل شيء طُرح من المصلحة نقله ....
هذا رأيك وله وجه، لكن البيان نشر في كل مكان، ومناقشة ما فيه وإظهار الحق ووجه الصواب أمر لا بد منه، «كيف وقد قيل».
أما بالنسبة للنقطة الثانية حول وجوب الجهاد منذ سقوط الأندلس فهم لم يأتوا بشيء جديد من عند أنفسهم بل هذا كلام العلماء ومصطر في الكتب وكلامكم يا شيخ غير واضح لذا أترك لكم التوضيح أكثر ومعرفة رأيكم في المسألة
كلامي رد على زعمهم أن الجهاد فرض عين.
ولذا قلت:
هذا الأمر الخطير يخص كل مسلم على وجه الأرض كما قالوا، وما كان كذلك، فإن المرجع فيه ليس شبكة البراق، ولا غيرها من الشباب، ولا المجاهدين؛ بل مرده إلى العلماء الذي رسخت أقدامهم في العلم، ولا يصلح أن ينبري كل من علم من العلم شيئا للكلام في أمور تخص عامة المسلمين كهذه ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 05:33]ـ
[ quote= عبد الرحمن السديس;12672] كلامي رد على زعمهم أن الجهاد فرض عين.
Quote]
أولاً:: أستغفر الله من الدخول في هذا الموضوع مرة أخرى
ثانياً:: يا شيخ عبد الرحمن تقول كلامي رد على زعمهم أن الجهاد فرض عين.
إذا لم يكن الجهاد الآن فرض عين فمتى يكون؟؟
فقد نص العلماء على أنه يتعين على من حضر العدو بلده وهذه مسألة لا تخفى عليكم أبداً
وقد قالوا إنه تتسع دائرة الوجوب ـ طبعاً إذا لم يكتفوا ـ إلى البلدان المجاورة وهكذا حتى يعم جميع الأرض وهي مسألة معروفة
كيف لا يكون فرض عين وفلسطين تحت وطأة اليهود والعراق وأفغانستان والصومال تحت وطأة الصليبين.
ـ[النجم]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:00]ـ
جزاكم الله خير يا شيخ عبد الرحمن قصدي من إيراد البيان أن شبكة البراق تابعة للجيش الإسلامي ولم توافق عليه لأجل الوحدة ولا أدري لماذا قام الأخ النجم بوضعه هنا فإن المصلحة عدم نشره فإن هذا يزيد الفرقة والإختلاف سواء بقصد أو بغير قصد وليس كل شيء طُرح من المصلحة نقله ....
"أليس هذا الكلام ينطبق عليك, فلماذا نقلت كلام الإخوة في مؤسسة البراق الإسلامية أليس هذا يزيد الفتنة أم انه أنساق مع هواك, هذا الكلام التالي الذي بالون الإسود كلام مؤسسة البراق" نَرى أنّه تجنّى على الإخوة في دولةِ العراقِ الإسلامية و ظلمهم بما لم يفعلوا.
-نَرى أنه كان بالإمكان أن تكونَ صيغةُ البيانِ أكثرُ تراحماً و لُطفاً مما كان.
أليس هذه قسوة في الخطاب فكيف ينكرون على القوم ماوقعوا فيه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:12]ـ
إذا لم يكن الجهاد الآن فرض عين فمتى يكون؟؟
فقد نص العلماء على أنه يتعين على من حضر العدو بلده وهذه مسألة لا تخفى عليكم أبداً
وقد قالوا إنه تتسع دائرة الوجوب ـ طبعاً إذا لم يكتفوا ـ إلى البلدان المجاورة وهكذا حتى يعم جميع الأرض وهي مسألة معروفة
كيف لا يكون فرض عين وفلسطين تحت وطأة اليهود والعراق وأفغانستان والصومال تحت وطأة الصليبين.
بارك الله فيك.
ليس من هدفي مناقشة المسألة وقد بينت رأيي وهذا هو قول جماهير العلماء المعاصرين بل إني لا أعرف عالما قال إنه الآن فرض عين على عموم المسلمين.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:44]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السديس وفقه الله ..
على حدِّ علمي أن الشيخ حمود بن عقلا قد قال بأن الجهاد في هذه الأزمان فرضٌ على الأعيان ..
وعلى كل حال فلعل من ذهب إلى هذا القول أراد أن يبين أن هذا هو الحكم في الجملة ويختلف من شخصٍ لآخر .. مع الجزم بأن من يقول ذلك لا يحكم بتأثيم المسلمين جميعاً على تركهم هذا الواجب لأنه بصدد تقرير الحكم من حيث الجملة كما قدمت ..
أضف إلى ذلك أن من قال بهذا يرى أن قضية الاستطاعة لها حظٌّ من النظر, فهم يقررون أنه على فرض كون الأمة لا تستطيع الجهاد فلا أقل من الاعتناء بشأن الإعداد ..
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبدالله عزام رحمه الله قال بفرضية العين على المسلمين بالنسبة للجهاد
ومن سبق من العلماء قالوا: متى ما دخل الكفار أرضا للمسلمين وجب عليهم النفير حتى يخرج المدين دون إذن دائنه والمرأة تخرج دون إذن زوجها والأبن دون إذن أبويه وهكذا على من كان حولهم فإن لم يستطيعوا وجب على من بعدهم حتى يعم الأرض جميعا
ولاسبيل لإنكار ذلك إلا بمنهجية ملتوية نسأل الله أن يهدي أصحابها
وأقول لكم بالنسبة للقاعدة {لايستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ... وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما () درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما}
فأقلوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ
أو سدوا المكان الذي سدوا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
فليكن الشيخ عبد الله عزام والشيخ حمود قالوا بذلك وهم قد توفوا من زمن = فهل اختيارهم الفقهي هذا سيستمر إلى قيام الساعة؟!
ثم هل يعاب على الجيش الإسلامي أن يختار قولا جنح له عموم العلماء سوى هذين الشيخين؟!
أما اتهام من قال بخلاف ذلك بمنهجية ملتوية ... فهذا مبلغ صاحبها من العلم وظنه السيء بعموم ورثة الأنبياء.
وأما النص الفقهي المنقول فهو بحاجة إلى معرفة فقه قبل الاحتجاج به، وهل هو مؤيد للدعوى أو أنها أعم منه.
وأما قول: أقلوا ... الخ.
فالجيش الإسلامي قد أبلى بلاء حسنا أجرهم فيه على الله ... ثم هذا من الإلزام بما لا يلزم، أريت إن كان مخالفك يرى أن عليهم غلطا في المنهج أو التطبيق أو ...
أيجب عليه إما أن يكون مجاهدا بالسنان ويعمل أعمالهم = أو لا يحق له بيان حكم الله في أفعالهم؟!
لا أعرف أحد قال بهذا من أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:53]ـ
أخي في الله عبدالرحمن
وهل قول أولئك العلماء ملزم لنا؟
ومن خالفهم كان من أهل الغلو والتشديد و ... و ...
واعلم أن مسائل الجهاد تكررت وعلمائنا رحمهم الله لم يتركوا شيئا إلا ذكروا لطالب الحق مايهتدي به
وقولهم أوضح من الواضح وعجبا لمن ينتسب لأهل العلم ثم نجده يفزع للتقليد هربا من مماوجد من الحق عجبا والله عجبا ...
وقبل ذلك الله في كتابه ورسوله في سنته بينوا ذلك
فليس هناك حل إلا: {فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر}
أما عن قولي الذي اقتسبتَ منه أنه لا سبيل لرد ذلك إلا بمنهجية ملتوية
فنعم أقولها وبملئ فيَّ وهذا هو الواقع وإن سموها بغير اسمها: مصالح , مفاسد , خطر , ضياع , عدم راية , من الأمير؟ , لايوجد إمام , ... , ... , ...
والمقام لا يتسع لذكر أدلة فرضية الجهاد ووجوبه عينيا على المسلمين في هذا الزمان فهي أكثر من أن تُحصر
فإن شئت فافتح موضوعا في ذلك وستجدني معك بحول الله تعالى
وأما عن قولي ((أقلوا ... ))
فإني أخاطب القاعدين أمثالي نسأل الله أن يعفوا عنّا
فلايحق لنا أن نطعن في أولئك الذين لولا الله ثم إياهم لكانت جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم مرتعا لخنازير كلاب الروم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 12:28]ـ
وهل قول أولئك العلماء ملزم لنا؟
ومن خالفهم كان من أهل الغلو والتشديد و ... و ...
من قال هذا؟
وقولهم أوضح من الواضح وعجبا لمن ينتسب لأهل العلم ثم نجده يفزع للتقليد هربا من مماوجد من الحق عجبا والله عجبا ...
من فعل هذا؟
أما عن قولي الذي اقتسبتَ منه أنه لا سبيل لرد ذلك إلا بمنهجية ملتوية
فنعم أقولها وبملئ فيَّ وهذا هو الواقع وإن سموها بغير اسمها: مصالح , مفاسد , خطر , ضياع , عدم راية , من الأمير؟ , لايوجد إمام , ... , ... , ... والمقام لا يتسع لذكر أدلة فرضية الجهاد ووجوبه عينيا على المسلمين في هذا الزمان فهي أكثر من أن تُحصر
لو كان الأمر كذلك= لما ضل عنها أكثر المؤمنين.
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ * عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
فلايحق لنا أن نطعن في أولئك الذين لولا الله ثم إياهم لكانت جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم مرتعا لخنازير كلاب الروم
هذا رجم بالغيب، ولم تكن ـ والحمد لله ـ مرتعا لخزير قبل وجودهم.
وصدق الله إذ قال:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلاها فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}
ـ[النجم]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 12:45]ـ
يأخي الدعوة بأن الجهاد فرض عين على كل مسلم هي الدعوة بالنفير العام من دون عدة ولا أستعداد و هو منافي العقل والشر ع والواقع يأخي معنى ذلك أن نبرز للعدو, وأنتم رأيتم الإخوة في أفغانستان لما برزوا لهم ماذا حصل ...... ,يأخي رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ,يأخي دعوها حرب عصبات, فرقة تحارب على خفاء وأخرى تدعم بخفى لأشغال العدو وفي هذا الواقع نبني أنفسناثم نعلن عليهم النفير والبروز لهم .... لكن هذكذا دون فهم للواقع نخبطها خبط عشوا
هذا الذي لاينبغي في تصوري.
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 10:21]ـ
أخ عبد الرحمن
لا أعرف لماذا تريد الإنتقاص من تنظيم القاعده
نحن نقول كلهم مجاهدين وفيهم الخير ونتمنى أن يجتمعون على كلمة واحدة
ونقول ليس من المعقول مجاهدين يقتلون عزل ومؤذنين المساجد فهم بذالك يناقضون المبدأ من أصله وإلا لما
ذهبوا إلى العراق أليس للدفاع عن هؤلاء العزل
ومع ذالك قلنا بأنه يجب أن ندعي لهم بأن لا يتفرقوا ولم ننتقص من دور الجيش الإسلامي
لكن أنت مصر على أنت تنتقص من المجاهدين من تنظيم القاعدة!!
فأظهر لنا سبب إصرارك بأنهم أناس مخطئون؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء عاجل للمجاهدين في العراق
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ...
يقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا) [آل عمران:103].
ويقول سبحانه (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) [آل عمران:105].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال: 46]
ويقول سبحانه (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) [الحجرات: 10].
وبعد،،،
فإن الناظر في أحوال العراق اليوم يرى المخاطر العظيمة تحيط بالإسلام وأهله من قبل أعدائهم من الكفرة والمنافقين، وإن أعظم ما يكيد به العدو للمجاهدين في القديم والحديث هو إشعال الفتنة بينهم، ولا سيما إذا رأى نفسه منهزماُ وخاسراً.
أيها المجاهدون في بلاد الرافدين: (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً).
اتقوا الله في أنفسكم فلا تظلموها، واتقوا الله في جهادكم فلا تضيعوا مكتسباته العظيمة بافتراقكم، واتقوا الله في أمتكم التي تؤمل فيكم النصر ورفع الذل والمهانة عنها فلا تحطموا آمالها وتصيبوها بالإحباط والهزيمة.
إن بوادر النصر تلوح في الأفق، وهزيمة العدو تبدو للعيان، وإن النصر مع الصبر، وإن من الصبر كظم الغيظ وضبط النفس وبذل المناصحة والحذر من إضرام الفتنة بينكم، والتي يحرص عليها عدوكم خاصة في هذه الأيام التي يترنح فيها للسقوط ويسعى فيها للخروج من مأزقه وتحويل هزيمته إلى نصر.
فيا أيها المجاهدون: اتقوا الله عز وجل ولا تعطوا العدو فرصته الأخيرة لإنقاذ نفسه بتفرقكم وتناحركم وانشغالكم ببعضكم، فإنه لم يبق للعدو من حبل لكي ينقذ نفسه إلا بالتحريش وإشعال الفتنة بينكم.
أيها المجاهدون: إن السعيد لمن جنب الفتن، وإن الفتنة إذا اشتعلت فإن الأحلام والعقول تطيش وتغيب، وقد وصفها صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، بأنها أشد إذهاباً للعقول من الخمر حيث يقول (ما الخمر صِرْفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة) [حلية الأولياء1/ 247].
وإن ما يجري هذه الأيام من الفرقة بين المجاهدين في العراق لينذر بالخطر العظيم، وإننا في هذا البيان نناشد جميع الفصائل المجاهدة بأن يتقوا الله عز وجل، وأن يسعى أولوا العقل والعلم والتقى في تطويق هذه الفتنة وإخمادها قبل أن لا يمكنهم ذلك.
كما نناشد من هم خارج العراق من أهل القلم والكلمة أن يتقوا الله عز وجل، وأن لا يزيدوا هذه الفنتة اشتعالاً وإضراماً بما يكتبونه أو يقولونه على هذا الفصيل أو ذاك، لا سيما كتاب (الإنترنت)، بل عليهم أن يكونوا مصلحين حريصين على جمع الكلمة، فإن من استشرف الفتنة استشرفته. والواجب في مثل هذه الظروف إمساك اللسان إذا لم يمكن الإصلاح وجمع الكلمة. فإن فعل اللسان أيام الفتن قد يكون أشد من السيف.فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف) [أبو داود (4264)].
وإن المتأمل في أحوال سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، يجدهم قد نأوا بأنفسهم عن الفتن واعتزلوها عندما خرجت عن السيطرة. وهذا هو المتعين في أي فتنة تحصل بين المسلمين.
ولذا فإنا نقول للمجاهدين في العراق –ولو كانت هذه المقولة مرة وصعبة على قلوبنا – نقول لهم: إذا انتهى أمر الجهاد مع الأعداء إلى أن يكون بين المجاهدين أنفسهم، ولم يكن للإصلاح مكان –لا كان ذلك – فتلك المصيبة العظمى الفاجعة، وخير للمجاهد في هذه الأحوال أن يذهب إلى بيته وينشغل بخاصة نفسه وأهله، وألا يراق بسببه كف دم من مسلم معصوم. ولنا أسوة في مواقف سلفنا الصالح أيام الفتن:
• فهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه مع أنه أولى بالحق في قتاله لمعاوية رضي الله عنهما، فقد قال مادحاً لعدم مشاركة سعد بن أبي وقاص و عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في الفتنة: (لله منزل نزله سعد بن مالك و عبدالله بن عمر، والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور،ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور) [الطبراني 1/ 106].
• وعن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه أنه قال له: يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأساً؟! لا والله حتى أُعطى سيفاً إن ضربت به مؤمناً نبا عنه، وإن ضربت به كافراً قتله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب الغني الخفي التقي) [الحلية1/ 94 وأصله في مسلم].
(يُتْبَعُ)
(/)
• وعن سلام بن مسكين: سمعت الحسن يحدث، قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه، قالوا لابن عمر رضي الله عنهما إنك سيد الناس وابن سيدهم فاخرج يبايع لك الناس. فقال لئن استطعت لا يهراق فيِّ محجمة. قالوا: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فأعاد قوله. قال الحسن أطمعوه وخوفوه فما قدروا على شيء منه) [سير أعلام النبلاء 3/ 239].
• وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد فإني مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني، الحمد لله الذي شفاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان. وسمى الرجل عامر بن ربيعة رضي الله عنه [الحلية 1/ 178].
• وعن عمرو بن مرة: عن الشعبي قال: كان مسروق إذا قيل له: أبطأت عن علي وعن مشاهده يقول: أريتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) [النساء 29]، أكان ذلك حاجزاً لكم. قالوا نعم، قال: فو الله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء). [سير أعلام النبلاء4/ 68] (سنن سعيد ابن منصور) (622)
• وقال مطرف بن عبدالله: إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس، ولكن تأتي تنازع المؤمن عن دينه، ولأن يقول الله لم لا قتلت فلاناً أحب إلي من أن يقول: لم قتلت فلاناً. [الحلية 2/ 204].
• وعن عامر الشعبي قال: لما قاتل مروانُ الضحاكَ بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: إنا نحب أن تقاتل معنا. فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرا فعهدا إلي أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك. فقال: اذهب، ووقع فيه وسبه، فأنشأ أيمن يقول:
ولست مقاتلا رجلا ii يصلي
له سلطانه وعلي إثمي
أقاتل مسلما في غير ii شيء
على سلطان آخر من ii قريش
معاذ الله من جهل وطيش
فليس بنافعي ما عشت عيشي
[مجمع الزوائد 7/ 579].
وفي الختام نؤكد على جميع فصائل المجاهدين بوجوب المبادرة إلى إصلاح ذات البين،وذلك بأن ينتدب كل طرف من أعيانهم ليعقد مجلس بينهم لتقريب وجهات النظر واحتواء الفتنة، ووأدها في مهدها عسى أن يكون في ذلك باباً إلى جمع الكلمة و وحدة الصف.
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن كما نسأله سبحانه أن يوحد صفوف المجاهدين ويؤلف بين قلوبهم وأن يجعل جهادهم في سبيله، ولإعلاء كلمته. والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
1 - الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك
2 - الشيخ العلامة / عبدالله بن محمد الغنيمان
3 - فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن صالح المحمود
4 - فضيلة الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي
5 - فضيلة الشيخ د / ناصر بن سليمان العمر
6 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن ناصر الجليل
7 - فضيلة الشيخ / فهد ين سليمان القاضي
8 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
9 - فضيلة الشيخ د / سعد بن عبدالله الحميد
10 - فضيلة الشيخ د / عبدالعزيز بن محمد ال عبداللطيف
11 - فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
12 - فضيلة الشيخ د / عبدالله بن ابراهيم الريس
13 - فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 11:22]ـ
http://www.almoslim.net/show_article4all.cfm?id=2085
ـ[الشامي]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 11:49]ـ
أخي خلف الكواليس، إليك بعض الأسباب للانتقاص من القاعدة:
1 - غزوة مانهاتن المباركة والتي ما زلنا حتى هذه اللحظة نتجرع نتائجها المرة: مئات آلاف القتلى من المسلمين، دمار العراق و أفغانستان، ضرر كبير على القضية الفلسطينية، إيقاف الكثير من النشاطات الدعوية، حرب إعلامية و تشويه للإسلام ... مقابل ماذا؟ 3000 قتيل أمريكي + تأكيد أن أمريكا هي عدو للمسلمين!!! ما شاء الله .. ما هذا النصر الكاسح؟
2 - التفجيرات و العمليات الخرقاء داخل الدول العربية و الإسلامية (تفجيرات عمّان مثلاً)
3 - الفكر التكفيري المتطرف الإقصائي الذي لا يرى رأياً لمخالف، ولا يحسن الظن بالمسلمين حتى صرنا نرى من يتهم حركة حماس بالعمالة و الركون إلى الطواغيت.
4 - الاستخفاف بدم العامة في العراق و إن كانوا من الشيعة، و انظر إلى التفجير الأخير في الموصل الذي تبنته "الدولة الإسلامية" في العراق و الذي دفع أفراد الشرطة للانتقام و إعدام حوالي سبعين شاباً من أهل السنة. باختصار قتل عبثي لا طائل من ورائه. هذا ليس جهادأ، و أغلب أطياف المقاومة في العراق تدينه لأنه ليس في مصلحة أحد.
صدقوني، إن نموذج القاعدة هو نموذج كارثي للجهاد، وأنا لا أستغرب على من يتبنى هذا المنهج أن يقتل الأئمة و المؤذنين، وهو فعلاً ما فعلوه في الجزائر، إنه الفكر الخارجي عينه!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 12:03]ـ
أخ عبد الرحمن
لا أعرف لماذا تريد الإنتقاص من تنظيم القاعده
...
لكن أنت مصر على أنت تنتقص من المجاهدين من تنظيم القاعدة!!
فأظهر لنا سبب إصرارك بأنهم أناس مخطئون؟
وأنا يا أخي لا أعرف لماذا أنت مصر على ألا تفهم الكلام على وجهه؟
فإنك منذ البداية لم تفهم كلام الجيش الإسلامي وسبب خلافهم مع إخوانهم، كما أنك لن تفهم كلامي وثم جئت تحملني وزر ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إدارة المجلس]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 12:50]ـ
يبدو أن هذا الموضوع أخذ حظه من النقاش، وأبدى كل طرف وجهة نظره
ولذا نرى إغلاق الموضوع بعد بيان مشايخنا الذي نقله الأخ الشيخ حارث الهمام في المشاركة رقم (40)
نسأل الله أن يؤلف قلوب المسلمين على طاعته(/)
في زمن المتغيرات: نريد صحوة ذكية حكيمة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يتبادر إلى أذهان البعض أن المقصود بكلمة "صحوة" – عنوان هذا المقال - هو المعنى الذي طالما صنعته أيام خلت وأعوام مضت من الرغبة الجامحة في إصلاح أحوال الأمة. ولكن لكل منا تجربة خاصة أوانطباع شخصي يضفيه على معنى هذه الكلمة، لأن كل واحد منا له طريقته في إكمال المعنى وتفسيره من خلال مخزونه الثقافي الذي يحمله. فلا يمكن أن يكون المعنى المراد بكلمة "صحوة" قطعي الدلالة، مجمع عليه، إذا كان في مفهومه الواسع ليس إلا خبرة او تجربة مرت بها الأمة ومعلوم ان إدراك الخبرات والتجارب يختلف من شخص لآخر وكل منا يرى الخبرة ويفسرها على حسب السجايا الفكرية التي تهيمن على معتقداته وقيمه الشخصية. ولذلك فإن تعريفي لها لن يضيف سوى وجهة نظر شخصية جديدة تقف في طابور طويل جداً من وجهات النظر المختلفة لتأخذ حضها – وقد لا تأخذه – من قبول القراء أو نقدهم.
هذا إذا كنت أتحدث عن الصحوة كتجربة ماضية. ولكن هذه المرة سيكون حديثي عن الصحوة كمشروع او ورقة عمل من نوع آخر ... في صورة جديدة، و نريد من الجميع - إن امكن – التكاتف لإنجاح هذا المشروع وتطبيق توصيات هذ الورقة. ولكن قبل ذلك أذَكِر القراء بمختلف فئاتهم ان محاولة فهم هذا المشروع "الصحوي" المقترح من خلال الإنطباعات الشخصية والتفسيرات المرحلية الماضية لن يكون مجديا لأنه سيؤدي إلى إرتجال واستباق تفسيري لما لم يذكر بعد من المقال. لذلك حاولوا قدر الإمكان أن تطرحوا الإيحاءات المترسبة في أذهانكم عن كلمة "صحوة" لأن مقالي وبكل وضوح لن يكون عن تلك المفاهيم التي طالما تبادرت إلى أذهانكم عند سماع هذه الكلمة او رؤيتها.
أولا أود ان أطرح مجموعة من الفرضيات. ولأنها فرضيات فإن ذلك لا يلزم أحداً بقبولها كحقيقة. وهذه هي المشكلة في كثير من حواراتنا ومناقشاتنا مع بعضنا البعض. ألا وهي طرح آرائنا على صورة مسلمات أو على الأقل على نحو يوحي بالقطعية والإعتداد بالرأي الشخصي الذي لا ينثني مع أننا نعلم أنه ليس وحياً يوحى.
الفرضية الأولى: تقول أننا نحتاج إلى صحوة (لا تنسوا: بمعناها الجديد كما سترون لا حقاً) إصلاحية كبرى لأوضاع الأمة لأن أوضاعها لا تسر الناظرين.
الفرضية الثانية تقول: أن طبيعة المتغيرات التي تمر بها الأمة يستلزم صحوة من نوع آخر صحوة توازي وتضارع في حلها للمعضلات تعقيد هذه المتغيرات.
الفرضية الثالثة تقول: أن هذه الصحوة يجب أن تكون صحوة ذكية.
وهنا نتوقف لنفسر المقصود بهذه "الصحوة الذكية" قبل أن تنشأ الشكوك والظنون ... لنربط على بعض القلوب ونقول لها اربعي ولن تراعي!
المقصود "بالصحوة الذكية" أيها الأخوة والأخوات التالي:
"حركة واعية وعصرية يحفزها صدق الرغبة في الإصلاح بما يخدم المقاصد العليا للشريعة الإسلامية"
هذا التعريف قد لا يكون شاملا ولكن أرجو أن يكون قد أبرز لكم معظم المعنى الذي أريد ابرازه.
اسمحوا لي جزاكم الله خيرا أن أوضح مفردات هذا التعريف. أولا المقصود بكلمة "حركة".من المعلوم أن الكل يتحرك. ولكن كل واحد له حركة من نوع خاص: فهناك الحركة الثورية وهناك الحركة التهورية وهناك الحركة الإرتجالية وهناك الحركة العلمانية والحركة التغريبية والحركة العنصرية القبلية والحركة القومية ... إلى آخره من الحركات المتنوعة، ولكنها إن لم تخدم المفاسد العليا فإن بعضها على الأقل لا يخدم إلا المقاصد المرجوحة للشريعة الإسلامية فضلا عن المصالح الراجحة. والسبب هو افتقاد بعضها او كلها لبعض أو كل عناصر التعريف أعلاه، وهي:
1 - الوعي.
2 - العصرية.
3 - صدق الرغبة في الإصلاح.
4 - تحقيق المقاصد العليا للشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحركات الإرتجالية الثورية وردود الأفعال التهورية الإنقلابية وإن سخرت لنفسها شرط العصرية وحققت شرط الوعي و صدق الرغبة إلا أنها تفقد شرطاً مهماً جداً ألا وهو شرط خدمة المقاصد العليا للشريعة. ولهذا كان من أهمية شرط تحقيق مقاصد الشريعة أنه ينير وعي الشخص العادي ببصيرة الشريعة وعلمها لفهم مقاصدها العليا وهذا مفتقد هنا. ومن الأمثلة الواقعية على هذه الحركات الوعظ والإفتاء بغير علم والتفجير والتخريب والقتل وإهلاك الحرث والنسل بنية الجهاد وقمع الطاغوت وكذلك نشرالحزبية الدينية والتعصب للمذاهب والتقليد الأعمى والتصوف الممقوت وزرع جو من الخوف والرعب بين المسلمين والآمنين وقد حصل هذا بالفعل وإن زعم متبعوا هذا السبيل أنهم لم يقصدوا إلا الخير. وهذا صحيح لأن الله تعالى قال:"أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا" الآية. هذه هي المشكلة، رغبة صادقة وحماس متقد ولكن بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
نتيجة للحركة السابقة وكنوع من ردة الفعل لتصرفاتها ظهرت بعض الحركات العلمانية والتغريبية رافعة شعار الليبرالية ومستغلة الحدث للمناداة بمبدأ المساواة و الحرية، مهرولة لإنقاذ الأمة ممن يسمونهم "بالظلاميين". هذه الحركات العلمانية التغريبيبة وإن كانت عصرية وواعية و صادقة (على الأقل لخدمة أهدافها) فإنها لا تحقق المصالح العليا لأمة المسلمين كما قررها القرآن وبينتها السنة النبوية، بل كثيراً ما تعمل هذه الحركات في الإتجاه المعاكس. والمفارقة هنا هو أن بعض هؤلاء التغريبيين قد تجاوز المرحلة التغريبية وترقى إلى مرتبة الإستشراق ميمماً حينئذٍ وجهه شطر العالم الإسلامي والعربي ليمقته بعبارات "تقززية" تطفح بنبرة نرجسية متعالية ومع ذلك يعتبر نفسه مصلحاً مشفقا وناصحاً رحيماً وابناً باراً لأمته العظيمة! هذا من أعجب ما رأيت ومن أغرب ما سمعت. إن فقدان شرط السعي لتحقيق مقاصد الشريعة هنا يسلخ الأدوات الباقية من هويتها الإسلامية. بل لا أستبعد حرمانها من شرط الوعي لأنها حركات تبعية والتابع عطل شرط الوعي بالنفس ... التابع مقلد وليس واع إلا ان يكونوا واعين بتبعيتهم لغيرهم فهذه تركيبة عجيبة. إنها فئة لم تفهم مقاصد دينها العميقة واستنتجت لنفسها قاعدة سطحية مفادها:"كن غربياً تكن متحضراً" كما أختطت لنفسها منهج "كن مستغرباً تكن مستنيراً" ومن الأمثلة الواقعية على هذه الحركات الدعوة المنفلتة إلى تغيير المناهج الدينية وإقفال حلقات تحفيظ القرآن وتحرير المرأة. وهذه العبارات التعميمية الإطلاقية "متكلفة وممثلة تمثيلاً مسرحياً مبالغ فيه" theatrical and dramatized)) - إذا اضطررنا إلى استعمال مصطلحاتهم في التعبير - ليس فيها تشخيص دقيق ناصح خالص واضح محدد للشيء الذي يحتاج بالضبط إلى تغيير وإقفال وللمرأة التي تحتاج إلى تحرير. لا يفهم السامع من هذه العبارات إلا شيئاُ واحداُ: "المناهج الدينية"، "حلقات التحفيظ "، " المرأة" والسؤال:"أي منهج ديني وأي حلقة تحفيظ وأي مرأة؟ " (عندما طرحت السؤال الأخير على أحدهم أجاب:"المقصود بالمرأة هنا المرأة السعودية!! " معتقداً أنه بجوابه هذا قد خصص التعميم وقيد الإطلاق!!). والعجيب أن لهم مناورات ينتقدون فيها الإعلام الغربي بأنه شوه صورة الإسلام ولم يفهم حقيقته وهم يمدونه كل يوم بالعبارات التي تجرئه لفعل ذلك: الصيحات لتغيير المناهج، وإقفال حلقات القرآن، و تحرير المرأة ... ماذا سيفهم كل من الإعلام والجمهور الغربي من هذه العبارات؟
أما الحركات العنصرية القبلية ووالثورات القومية فإنها وإن كانت صادقة الرغبة، فإنها حركات جاهلية وشعارات فارغة لا يعترف بها العقلاء في كل مكان وذلك لأنها لا تحقق شرط الوعي ولاشرط العصرية ولا تحقق المقاصد الشرعية للأمة (وإن كانت أحياناً تسخر المعطيات العصرية لتحقيق أهدافها البالية فإن العبرة بالمقصد والوسائل لها أحكام المقاصد). إنها غير واعية لأن تفكيرها محلي وأقليمي وغير عصرية لأنه لا فرق بين عربي و أعجمي ولا أبيض ولا أسود ولاتحقق مقاصد الشريعة لأنها تفرق المسلمين وتثير الأحقاد والظغائن ولذلك فلا يميز هذه الحركة إلا الصدق ولكنه صدق اسمه الحمية الجاهلية. ومن الأمثلة الواقعية على مثل هذه الرحكات: تقديس رابطة العروبة وإجلال الإنتماءات القبلية والتفاخر
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأصول وإحياء االعادات الخرافية والموروثات الأسطورية وإلباس التقاليد الجاهلية لبوس التعاليم الإسلامية وهكذا دواليك يوم لك ويوم عليك!!
وبقيت هناك حركة من نوع خاص. إنها الحركة المادية الشهوانية الترفية التي تتحرك بنهم وشجع من مطعم إلى مطعم ومن مقهى إلى مقهى ومن سوق إلى سوق ومن ملهى إلى آخر ومن دولة إلى دولة لماذا؟ لغرض الفائدة العلمية؟ لغرض الندوات الثقافية أوالمؤتمرات الأكاديمية التي تعود علينا بالفائدة؟ على أقل الأحوال: لغرض التجول لإستطلاع المناظر الطبيعية والآثار الشعبية؟ الله أعلم. سيماؤها السمنة والفراغ والملل والسأم ... إلى آخر القائمة. إن كان هؤلاء يظنون أنهم يحققون مقاصد أمتهم فقد أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل!
استعرضنا فيما سبق "صحوات" متنوعة. ورغم تنوعها إلا انها كلها على شاكلة واحدة من حيث فشلها ولو نسبياً في تحقيق "المصالح العليا للأمة". إنها صحوات مرفوضة بهذا الشكل ويجب أن يرفضها الجميع إن كانوا يريدون لأمتهم تقدماً وازدهاراً. والقائمون على هذه الصحوات من طبقات متنوعة ومن مناصب متفاوتة ويتحملون وزر هذا التفرق والتشتت الحاصل بين عامة المسلمين. ولكن تبقى كلمة "أمة" مصطلح يضيق به ذرعاً من ساهم مساهمة كبيرة في جعلنا غثاء كغثاء السيل. وللأسف، فقد حقق غير المسلمين بعض مقتضيات هذا المصطلح علىأنفسهم ونحن نحطم أكثر مقتضياته مع مرور الوقت. خذ على سبيل المثال:"الاتحاد الأوروبي" و "ودول الثمان أو الجات". وآخر تحركاتهم لتحقيق مصطلح "الأمة" على نطاق واسع هي تفعيل "العولمة" عبر "تكتلات اقتصادية" و "تحالفات عسكرية" و "موجات فكرية ثقافية" متنوعة الوسائل ومتحدة الغرض كما أشار إلى ذلك بوضوح كل من بولي توبني الكاتبة الصحفية المشهورة و انتني جدنز مدير مدرسة لندن الإقتصادية. وللقاريء ان يقول بغير ذلك ويصف كل هذه التآلفات الغربية بأنها سطحية وأن الناظر يحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وهذا صحيح ولكن الله أخبرنا في المقابل بأن بعضهم أولياء بعض وأخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنهم "يتداعون" علينا - أي يجتمعون - كما يتداعى الأكلة على القصعة.
ولذلك فقليل جداًهم الذين يعملون بدأب. الجنود المجهولون الذين لا يحبذون الأضواء والزخارف ولا يبحثون عن الألقاب والأوسمة. ولا يحسنون تزويق الكلام. الذين يعملون بشكل "واع" و"صادق" ويستسخرون مخرجات "العصرالحديث" لتحقيق "المقاصد الشرعية العليا" لأمتهم. الذين يشفقون على أمتهم ويعتزون بدينهم ويحبون لإخوانهم وأخواتهم ما يحبون لأنفسهم كل هذا ليدفعوا بأمتهم نحوالريادة والسيادة. سيادة إحسان ونفع وعدل للأرض لأن من أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. إنها صحوة إتزان وعلم وانضباط وحكمة. هذه هي الصحوة الذكية الدؤوبة. الصحوة التي يصعب بل يستحيل إيقافها لأنها لا تجعل لأحدٍ عذراً عليها ولا تتخذ موقفاً يمكن يحسب ضدها فيعيق مسيرتها. صحوة نافعة تستلهم شخصيتها من عموم قوله تعالى:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وبذلك تحرج من يحاول إعتراض طريقها إحراجاً وتخرس أفواه أعدائها بحيث لا يتربص بها إلا من أراد وقصد "متعمداً" أن يعتز با لإثم ويتمادى في الطغيان، والله الهادي إلى سواء السبيل.
كتبه: عبدالله بن سعيد بن علي الشهري.
ـ[حيدره]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 09:26]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 10:05]ـ
وإياك بارك الله فيك. واعتذر أن ظهر لي بعض الأخطاء اللغوية في المقال لمن تأمله!(/)
مجموعة أبحاث ومقالات في فضح (الليبرالية) .. أتمنى نشرها بين شباب الأمة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 02:25]ـ
[ B] بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام: في الرابط التالي صفحة متعلقة بالفكر (الليبرالي) ومخالفته للإسلام .. بودي أن تنتشر بين شباب الأمة؛ لكي لا يغتر بعضهم - إما محبة للظهور أو التميز - بهذا الفكر .. فيقع في الكفر وهو لا يشعر .. والله الهادي.
http://saaid.net/mktarat/almani/r.htm
ـ[الناصح]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 10:17]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
جزاك الله خيرا، والحمدلله هناك رسالة علمية (دكتوراه) في موضوع: الليبرالية وموقف الإسلام منها للشيخ د/ عبدالرحيم السلمي.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 11:46]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
جزاك الله خيرا، والحمدلله هناك رسالة علمية (دكتوراه) في موضوع: الليبرالية وموقف الإسلام منها للشيخ د/ عبدالرحيم السلمي.
الرسالة نوقشت بجامعة أم القرى في شهر شوال الماضي - كما أخبرني أحد الأصدقاء -، فهل ستُطبَع؟
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 09:40]ـ
جزاكم الله خير ووفقكم
ولكن لي ملاحظة لعموم الإخوة الفضلاء المهتمين بهذا الاتجاه
وهي أن يسعوا بارك الله فيهم إلى تعميم التأثير من قِبلهم في الأوساط المتأثرة بالليبرالية بنفس الأدوات (أو من ذات الثغرات)
لأن الذي تأثر بها عن طريق الفضائيات قد لايعلم بأخطائها إلا إذا نشرت أيضاً في فضائيات أخرى مثلا (كالمجد)
والذي تأثر بآرائهم في الصحافة قد لايسمع أي تنبيه حولها إلا عن طريق الصحافة ذاتها
والذي تشرب توجهاتهم عن طريق الأدب والروايات قد لانصل إلى إيقاظه إلا عن طريق رواد هذا الميدان من أدباء الدعوة الإسلامية الصافية.
هذه كأمثلة فقط
وإلا فالمهم حالياً من وجهة نظري على الأقل تفعيل مواجهة الليبرالية من خلال الفضائيات الإسلامية وبرامج الحوار
حيث أعتقد أن الشريحة الأكبر من المخدوعين هم ممن ينتسبون للثقافة ويستسلمون للحوارات الفضائية مغترين بما يبديه أصحابها من منطق واستدلالات ووقائع محرفة.
وللصحف أيضاً دور في التأثير
ثم المرحلة التالية: بالنسبة لهؤلاء المثقفين المخدوعين
أنهم يشكلون نسبة لابأس بها في الإنترنت ـ حتى في المواقع الإسلامية ـ في الانتصار لآراء الليبرالية وتمثيل مواقفها بلا شعور
والمرحلة الثالثة (من مراحل النشر واتساع الرقعة):
في تلقف الشباب والأحداث في الإنترنت آراء هؤلاء المخدوعين المحسوبين على الثقافة والالتزام في نفس الوقت
فلا تسأل عن مسخ أفكار جيل بأكمله بمنشأ تلك البذور
الكتب والدراسات موجودة في كل المراحل لكن من يعود لها ويعدل مساره من هؤلاء إلا قلة؟
نحتاج أن نبرزها لهم بطريقة أو بأخرى في برامج حوارية وطرق عرض جذابة وحيوية تستقطب جماهيرهم
على سبيل المثال: من اطلع على حلقة (إشكالية الديمقراطية والبدائل الإسلامية) من برنامج ساعة حوار
أو حلقة (مواجهة مع د. النجيمي) في برنامج الدائرة
يلحظ طرق عرض تناسب عامة المثقفين،لكنها غير كافية أبداً أن تكون حلقات يتيمة داخل برنامج
لماذا لاتكون هي ذاتها محور برنامج أسبوعي يعالج قضاياها بطريقة غير مباشرة ومدعمة بدلائل حيوية من هنا وهناك
لماذا لايتم استثمار ضحايا الليبرالية أو من عايشها في الغرب وأثبت دونيتها من الغربيين أنفسهم أو من اعتنق الإسلام منهم
سواء بتقييم هذا الاتجاه عموماً، أو تقييم بعض مايسرب باسمه من قضايا تحرير المرأة وغيرها ومعالجة كل قضية على حدة
الفضائية الإسلامية هنا كـ (دار نشر) ضخمة الامتداد والفروع
ستوزع كثير من هذه الأبحاث بإذن الله عن طريق هذه القناة إن أخرجناها في طباعة متقنة تشد "قراء الشاشة"
جهد موفق ياشيخ سلمان بوركتم
وماملاحظتي إلا طمع بالمزيد وفقكم الله وإخوانكم لمافيه خير الإسلام والمسلمين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان , والرابط لا يعمل , ولعلك تقصد هذا.
http://saaid.net/mktarat/almani/index.htm
ـ[منبع الكلمة]ــــــــ[08 - Apr-2007, صباحاً 08:49]ـ
بارك الله فيك
ـ[أريب العرب]ــــــــ[08 - Apr-2007, صباحاً 11:44]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 01:08]ـ
بل يعمل
وجزاك الله خيرا شيخ سليمان
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الرابط يعمل بفضل الله وجزى الله فضيلة الشيخ (سليمان الخراشى) خيرا.
الأخ الفاضل: بروق أندلسية برجاء إخبارنا عن برنامج (ساعة حوار) ... فى أى القنوات هو ... وساعة إذاعته.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 04:18]ـ
جزاكُم الله خيرًا يا شيخ سليمان الخراشيّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 10:00]ـ
الأخت أمة الرحمن عنيتُ برنامج (المجد) بارك الله فيك فلا يذهب التفكير بعيدا حفظك الله
وضعت لك رسالة خاصة في صندوقك أتمنى أن تكون وصلت
ـ[الجندى]ــــــــ[10 - Apr-2007, صباحاً 02:25]ـ
اضيف إلى مجموعة مقالات الشيخ الخراشى مجموعة مواضيع ونقاشات مع ليبراليين وغيرهم حول الليبرالية
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=31746&postcount=11
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله تعالى
قرأت مقالتكم عن اللحى الليبرالية ولم أجد ما كنت أريد آمل أن يكتب فضيلتكم عن هذه اللحى من حيث
الأفكار التي ينادونبها
توجهاتهم الأصيلة
أبرز أسمائهم ونتاجهم العلمي
ولك خالص تحياتي ومحبتي
ـ[فهد همام]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:04]ـ
بارك الله فيكم وفي مجهوداتكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:52]ـ
الإخوة الكرام جميعًا .. بارك الله فيكم.
الأخ الكريم د محمد السعيدي: مقالي كان لفتة عابرة عن تشابه ما عندنا بما عند المصريين. هناك عمائم وهنا لحى. أما ما ذكرته فهناك من كتب عنه من الباحثين بعنوان (التطرف المسكوت عنه)، وسيطرحه قريبًا في الأسواق إن شاء الله.
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Oct-2009, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 01:19]ـ
بودي أن تنتشر بين شباب الأمة؛ لكي لا يغتر بعضهم - إما محبة للظهور أو التميز - بهذا الفكر .. فيقع في الكفر وهو لا يشعر ..
جزاك الله كل خير يا شيخ وبارك فيك
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 04:20]ـ
هنا أيضاً مجموعة كتب في نفس الموقع
http://saaid.net/book/search.php?do=title&u=%C7%E1%E1%ED%C8%D1%C7%E1%ED% C9
نتمنى أيضاً حصر جميع الكتب التي تطرقتت لليبرالية
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 07:48]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم ..
تعريف الليبرالية
هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد، وينادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهب وأفعاله، شرط المعاملة بالمثل. والليبرالية السياسية تقوم على التعددية الإيدلوجية والتنظيمية الحزبية. والليبرالية الفكرية تقوم على حرية الاعتقاد؛ أي حرية الإلحاد، وحرية السلوك؛ أي حرية الدعارة والفجور، وعلى الرغم من مناداة الغرب بالليبرالية والديمقراطية إلا أنهم يتصرفون ضد حريات الأفراد والشعوب في علاقاتهم الدولية والفكرية. وما موقفهم من الكيان اليهودي في فلسطين، وموقفهم من قيام دول إسلامية تحكم بالشريعة، ومواقفهم من حقوق المسلمين إلا بعض الأدلة على كذب دعواهم.
ينظر للزيادة: الموسوعة السياسية 5/ 566
وكثير ممن ينتسب للإسلام يحمل بعض أفكارهم، و الله المستعان.(/)
المدخل المقاصدي والمقاربة العلمانية: نصوص الوحي للدكتور أحمد الطعان
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 06:59]ـ
تمهيد:
تتناول هذه الدراسة إحدى القضايا ذات الأهمية الخاصة التي يحاول الخطاب العلماني أن يتسلل من خلالها [لخلخلة] الثوابت الإسلامية، متقنعاً بثوبٍ إسلاميٍ يمكِّنه من ذر الرماد في العيون، إنه مبدأ المقاصد ذلك المبدأ الذي اتفق المسلمون على أنه مبدأ أساسيٌّ في فهم الشريعة واستنباط الأحكام من نصوصها، فالشريعة بالاتفاق جاءت لتحقيق مقاصد سامية في حياة الإنسان والمجتمع والأمة، ولكن مقاصد من؟!
هل هي مقاصد الله عز وجل وعلى صعيد الدارين الدنيا والآخرة؟ أم مقاصد الإنسان الغارق في دنيويته المحضة، ويريد تطويع كل شيء لخدمة هذه الدنيوية؟
وكيف نصل إلى هذه المقاصد؟
هل يتم ذلك عبر القراءة المتدبرة للنص والتي تريد معرفة مراد الخالق عز وجل منه؟ أم عبر القراءة المستَلبَة للواقع والمصلحة، والتي لا تقبل من النص أي قولٍ خلاف ذلك، فإن أراد النص أن يُقوِّم مرادات الإنسان وأهواءَه، ويُهذِّب واقعَه وسلوكَه فإن النص يُلوى عنقه عبر ذريعة المقاصد، ويُحرَّف مضمونه عبر وسائل القراءة كـ الهرطقة أعني الهرمينوطيقا (1) لكي يستجيب لما تمليه عليه إرادة القارئ.
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي الاستنتاجي حتى لا أُتهم بالتجني والتحامل.
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة، وأحلت إليها في الهوامش، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني.
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية عموماً في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية.
أما ما يبدو في البحث على أنه نزعة عدوانية متشنجة تجاه الخطاب المدروس فيمكن أن يفهم على أنه صراحة شديدة لم تستطع التقنع بالدبلوماسية البحثية، كما أنها لم توفر جهداً في عرض النصوص مهما كانت صادمة وذلك لفضح التنكر والمناورة.
وقد جاءت هذه الدراسة في مبحثين وخاتمة:
المبحث الأول: القضية المقاصدية كما يتداولها الخطاب العلماني.
المبحث الثاني: مراجعة نقدية.
الخاتمة: النتائج.
المبحث الأول: القضية المقاصدية كما يتداولها الخطاب العلماني العربي
أولاً - كلمات حق يراد بها باطل:
يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعددة مثل: المقاصد (2) والمصالح (3) والمغزى والجوهر والروح (4) والضمير الحديث (5) والضمير الإسلامي والوجدان الحديث (6) والمنهج (7) والرحمة (8).
وهي كلمات حق يراد بها باطل لأن بينها مفاهيم إسلامية يراد بها استئناس الضمير الإسلامي، مثلها مثل الكلمات التبجيلية التي يتداولها العلمانيون أثناء الحديث عن القرآن الكريم تمهيداً لإقصائه عن الحياة والتشريع وذلك كقولهم:
- "" القرآن كتاب هداية وبشرى، يقول كل شيء ولا يقول شيئاً "" (9).
- القرآن كتاب هداية وإقحامه في كل أمورنا الحياتية ليست من تخصصه إنه ليس كتاباً في الطب والفيزياء (10).
- "" والخطاب القرآني خطاب تثقيفي تربوي من أوله إلى آخره "" (11).
- "" القرآن كتاب هداية وبشرى ورحمة، وليس كتاب قانون تعليمي "" (12).
- "" القرآن ليس كتاب علم، وإنما خطاب ديني روحي أخلاقي كوني "" (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
- "" القرآن كتاب دين وإيمان وليس كتاب تقنين وتشريع بعكس التوراة "" (14). - "" شريعة موسى الحق، وعيسى الحب هي الرحمة "" (15).?، ومحمد
وعلى هذا السبيل تُستخدم المقاصد والمصالح والتأويل وعلوم القرآن كما سنرى.
ثانياً - إبراز الشاطبي وتصفية الشافعي:
لقد أخذ الجابري على الأصوليين اهتمامهم الشديد بالمباحث اللغوية والمسائل النحوية، واعتبرهم غفلوا عن المقاصد الشرعية، وصنع من ذلك إشكالية جعلها محور دراسته وهي إشكالية اللفظ والمعنى (16) فقال: "" إن أول ما يلفت الانتباه في الدراسات والأبحاث البيانية سواء في اللغة أو النحو أو الفقه أو الكلام أو البلاغة أو النقد الأدبي هو ميلها العام الواضح إلى النظر إلى اللفظ والمعنى ككيانين منفصلين، أو على الأقل كطرفين يتمتع كل منهما بنسبة واسعة من الاستقلال عن الآخر "" (17).
وحَكَم الجابري على علم الأصول منذ الشافعي إلى الغزالي بأنه كان يطلب المعاني من الألفاظ (18) "" فجعلوا من الاجتهاد اجتهاداً في اللغة التي نزل بها القرآن، فكانت النتيجة أن شغلتهم المسائل اللغوية عن المقاصد الشرعية، فعمقوا في العقل البياني وفي النظام المعرفي الذي يؤسسه خاصيتين لازمتاه منذ البداية: الأولى هي الانطلاق من الألفاظ إلى المعاني، ومن هنا أهمية اللفظ ووزنه في التفكير البياني، والثانية هي الاهتمام بالجزئيات على حساب الكليات - الاهتمام باللفظ وأصنافه الخ - على حساب مقاصد الشريعة "" (19)، وهو ما سبب مشاكل من التأويلات المتعارضة والمتناقضة التي وظفت حسب المذاهب المختلفة (20).
والبديل لديه هو مقاصد الشريعة كما مهد لها ابن حزم ثم ابن رشد ثم ابن خلدون (21) ثم الشاطبي الذي دشن نقلة إبيستمولوجية " معرفية " في علم المقاصد (22).
وهكذا حظي الشاطبي بكثير من الإطراء والثناء على حساب الشافعي وغيره من الأصوليين (23)، واعتُبر مؤسس علم المقاصد وقواعده الكلية (24)، واعتبرت نظريته في المقاصد "" جديدة كل الجدة "" (25)، وقيل بأن الجديد فيها أنها تجعل المقاصد حاكمة على الوسائل (26)، وأن العبرة – على ذلك - ليست بخصوص السبب ولا بعموم اللفظ وإنما بالمقاصد (27)، بل وصل الأمر إلى حد القول بان مقاصد الشريعة الشاطبية تقدم المصلحة على النص (28).
كانت هذه الإشادة بالشاطبي تتوازى مع نقدٍ شديد للإمام الشافعي الذي وُصِم بأنه مكرس "" الإيديولوجية العربية ""! (29) "" إن الشافعي وهو يؤسس عروبة الكتاب ... كان يفعل ذلك من منظور أيديولوجي ضمني في سياق الصراع الشعوبي الفكري والثقافي ... لقد انحاز إلى العروبة فقط بل إلى القرشية تحديداً "" (30).
ولأن الشافعي رفض الاستحسان اعتُبر بأنه كان يناضل "" للقضاء على التعددية الفكرية والفقهية وهو نضال لا يخلو من مغزى اجتماعي فكري سياسي واضح "" (31)، و""استطاع الشافعي عن طريق هذا الأسلوب البسيط في تركيب الحقائق أن يُعمم الصيغ والقوالب التيولوجية الشعبوية العنيدة والرازحة ويجعلها فاعلة ومؤثرة حتى يومنا هذا "" (32)، وهو الذي ابتدأ في احتكار الوظيفة القانونية والتشريعية ومن بعده أجيال العلماء التقليديين (33)، وأصّل بذلك لهيمنة الدين والعقيدة على كل مجالات الحياة (34)، لأنه بمنهجه الأصولي كان محكوماً بهاجس "" توسيع مجال النصوص لتضييق مجال الاجتهاد العقلي"" (35)، وهو ما أدى إلى "" إغلاق باب العقل والرأي والاجتهاد بذرائع شرعية ومقولات إسلامية، وبهذا يكون العقل الإسلامي فيما يتعلق بالفقه والتشريع قد ضُرب تماماً، وأُغلق بصورة شبه نهائية، فشروط الشافعي أغلقت باب الاجتهاد فعلياً منذ عهده "" (36)، وليست رسالته إلا "" الحيلة الكبرى التي أتاحت شيوع ذلك الوهم الكبير بأن الشريعة ذات أصل إلهي "" (37) " فكان منظّر المنهجية التقليدية بقوله: "" جهة العلم الخبر "" (38). وكان ? وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ?يستخدم طريقة ملتوية في فهم الآية (39) (40).
ذلك "" من تسميه التقاليد إماماً مجتهداً ""!! (41) كان هو"" المشرع الأكبر للعقل العربي "" (42)، لأنه جعل "" النص هو السلطة المرجعية الأساسية للعقل العربي وفاعلياته، وواضح أن عقلاً في مثل هذه الحالة لا يمكن أن ينتج إلا من خلال إنتاج آخر "" (43).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فمن غير المقبول اليوم أن نتمسك بمنهج الشافعي الأصولي، إذ فهم الكتاب والسنة على نحو فهم الشافعي وتأويله لا يؤديان إلا إلى مأزق منهجي لا عهد للأسلاف به (44).
هذه بعض النماذج لموقف الخطاب العلماني من الإمام الشافعي وهناك نماذج أخرى (45).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:04]ـ
ثالثاً - الطوفي ومصلحته:
كما أبرز العلمانيون الشاطبي ومقاصده إبرازاً فكرانياً كذلك يبرز الطوفي ومصلحته ويتم التأكيد على أن الطوفي من القائلين بتقديم المصلحة على النص في حال تعارضهما (46)، وأنه يتصور إمكانية التعارض بين النص والمصلحة فيقترح التوفيق بينهما ولكن "" على وجه لا يخل بالمصلحة ولا يفضي إلى التلاعب بالأدلة أو بعضها "" (47)، كما يرى تقديم المصلحة المقطوعة على النص القطعي إن تعذر ذلك التوفيق (48)؛ لأنه يعتبر المصلحة أصلاً مستقراً يحكم على الأصول الأخرى برمتها بما فيها الكتاب والسنة (49)، وإن كان يفرق بين جانبين فيرى التعويل على النصوص والإجماع في العبادات والمقدرات، وعلى اعتبار المصالح في المعاملات وباقي الأحكام (50).
وخلاصة رأي الطوفي - كما يرى الخطاب العلماني - أنه يقول بنسخ النصوص وتخصيصها بالمصلحة، لأنه يعتبر المصلحة أقوى وأخص أدلة الشرع (51) يقول الطوفي: "" قد قررنا أن المصلحة من أدلة الشرع، وهي أقواها وأخصها فلنقدمها في تحصيل المصالح "" (52) ويُعتبر كلام الطوفي هذا فتحاً عقلياً عظيماً (53)، لأن المصلحة أساس التشريع (54) والنص تابع لها لأن النص ثابت والمصلحة متغيرة (55). ""وهذا هو عين الصواب وأقرب الكلام من حقيقة الأحكام القرآنية ومن روح الإسلام"" (56).
رابعاً – توظيف المنهج كبديل للفهم السلفي للقرآن:
بدلاً من مفهوم المقاصد والمصالح تُطرح قضية المنهج وهي الرؤية التي صاغها أبو القاسم حاج حمد وتتمثل بولادة جديدة للإنسان العربي ""وليست عودة إلى عنعنات ابن كثير وإلى ما ثبت وما لم يثبت من أحاديث الرسول "" (57) الكريم عليه الصلاة والسلام. إذ "" العالمية الثانية والجديدة ليست تجديداً للأولى بأي حال من الأحوال، وإنما هي تاريخ حضاري جديد متواصل، والعالمية في نشوئها وتكوينها تستمد من القرآن ولأول مرة منهجه الكلي بكافة الشمولية والاتساع كما يستطيعها الإنسان "" (58).
وهي - أي العالمية الثانية - لا ترث عن العالمية الإسلامية الأولى مفهومها السلفي والتطبيقي للقرآن، ولا ترث عنها مفهومها التأويلي بل تستعيض عن السلفية التطبيقية والتأويلية الباطنية بمفهوم منهجي جديد للقرآن في وحدته العضوية ودلالاته الكونية، وهذه الاستعاضة تأتي من قبيل التجاوز التاريخي للمرحلة البدوية العربية المتخلفة (59).
ومن هنا فإن "" التبصر بالمنهج القرآني الكلي يدفع بنا عميقاً إلى المكنونات، ويكشف لنا عن أن الكيفية التي فُهم بها القرآن في مرحلة تاريخية معينة لا تعني أن الفهم كان خاطئاً بالقياس إلى تلك المرحلة، فذلك حظهم من القرآن ضمن خصائص واقعهم وأبعاده التاريخية، ولكن الخطأ في تطبيق مفهومية التجربة السلفية على خصائص واقع مغاير بأبعاد تاريخية مغايرة. وتحسباً لهذه المتغيرات التاريخية في الواقع، مع بقاء القرآن كما هو مستمراً وخالداً، فقد جعل الله عز وجل المنهج مرادفاً للقدوة النبوية، وجعل النفاذ إلى المكنون بالمنهج هو البديل عن الفهم السلفي للقرآن "" (60).
"" فهي ليست رسالة ثانية (61) كما ادعى بعضهم، وإنما عالمية ثانية تأخذ محتواها الجديد لا من تطبيقات سلفية ومفهوم سلفي، ولكن من تجريد منهجي قرآني يهيمن على معاني التطبيق في المرحلة السابقة "" (62). لأن هذا التجريد المنهجي يعلو على كل الخصائص المحلية، والتجربة النبوية تأتي في إطار المراعاة الكاملة لخصائص المرحلة الموضوعية تاريخياً واجتماعياً وفكرياً، لأنه ما من مرحلة تستطيع أن تحتوي تطبيقياً وبالوعي الكامل المنهج الإلهي، فإن المنهج يرقى على النبوة لأن القرآن محتوى هذا المنهج (63).
ولكن ما هو هذا المنهج؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه بنظر حاج حمد "" الناظم المقنن لإنتاج الأفكار ذات النسق الواحد "" أو "" خروج العقل من حالة التوليد الذاتي للمفاهيم إلى اكتشاف النسق المرجعي "" (64). هذا هو المنهج الحاج حمدي بشكل عام أما المنهج القرآني الحاج حمدي فهو تركيبة تتكون من "" المعنى القرآني + المنهج + الخصائص العالمية "" (65).
ومن هنا نتبين – بنظر الخطاب العلماني (**) - نسبية التشريع المنزل تبعاً للحالات التاريخية والأوضاع الاجتماعية المختلفة، فعقوبات مثل القطع والرجم كانت سارية المفعول في ذلك العصر التاريخي بسبب ملاءمتها للأحوال الاجتماعية آنذاك (66)، حيث المجتمعات بدوية بدائية متنقلة فلا توجد سجون ولا جدران وإنما خيام، فكيف يسجن السارق؟ وكيف تحفظ الأموال؟ لا بد من عقوبة تميز السارق وتجعل الناس يحذرون منه أما اليوم فقد تغير الحال (67).
وما دام القرآن يوضح لنا لِكُلٍّ?نسبية التشريع في علاقته مع بيئته التاريخية الحاملة له بقوله: "" (68) فإن الثابت إذن هو مبدأ العقوبة أو?جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا الجزاء، أما الأشكال التطبيقية لهذا المبدأ فموكولة إلى كل عصر حسب أوضاعه وأعرافه وقيمه، وبذلك تظل التشريعات تفاصيل تطبيقية مشدودة إلى كلية المنهج (69). وبهذا يستوعب القرآن متغيرات العصور، ويبقى كما أراد الله صالحاً لكل زمان ومكان (70).
هذا المنهج الحاج حمدي يختلف مع منهج العشماوي في الوسائل والمقدمات ولكنهما يؤولان إلى نفس المآل إذ "" الإسلام يُعنى بالإنسان ولا يهتم بالنظم والنظريات "" (71) "" وإن ما تفردت به الشريعة حقيقة ليس الأحكام التي نصت عليها، ولا القواعد التي استخلصت من هذه الأحكام، وإنما المنهج الحركي القادر على التجديد الدائم والملاءمة المستمرة "" (72). وإن الذي أفسد المسلمين هو استبدالهم للقواعد والنصوص والأحكام بالمنهج والروح، فتركوا الأصل واستبدلوه بالفرع (73).
والمنهج هو الشريعة، والشريعة هي المنهج، لأن معنى الشريعة في القرآن هو المنهج والمدخل والسبيل، وليست الشريعة القواعد والأحكام التفصيلية (74)، ذلك لأن (75) المنهج قادر على الحركة الدائمة مع الواقع أما الأحكام التفصيلية فهي نسبية مرتبطة بظروفها (75)، ولذلك يخطئ الكثيرون عندما يظنون أن تطبيق الشريعة يعني تطبيق أحكامها وتفاصيلها، والحق أنه تطبيق روحها (76)، وروحها هو المنهج الذي يتقدم باستمرار (77)، أما تفاصيل المعاملات وغيرها فليست هي الشريعة، وإنما هي أحكام الشريعة (78).
إن تطبيق الشريعة يعني إعمال الرحمة في كل شيء (79) لأن القرآن يقوم على منهج الرحمة أو التجديد والمعاصرة (80)، ومن هنا ما دامت الرحمة هي المنهج، والمنهج هو الرحمة، فإن القانون المصري بكل فروعه المدنية والتجارية الآن موافق لشريعة الإيمان وروح القرآن (81). ونظام الربا في الإسلام يؤكد ذلك فقد تغير الحال ولم يعد الأمر كما كان استغلالاً لحاجة المدين يؤدي إلى إعساره وإفلاسه (82)، ولم يعد ثمة نظام للربا وإنما نظام لحساب الفوائد على الديون في مجتمع يقوم فيه المشرع بدور الرقابة على المعاملات، ويحدد الفائدة بحيث لا تغني الدائن ولا تستغل المدين (83).
ونظام الحدود في الإسلام يؤكد ذلك أيضاً فالشروط التي وضعها الفقهاء لإدانة السارق أو الزاني وإقامة الحد عليه يصعب أن تتحقق (84)، كما أن تطبيق حد الرجم يبدو (85)، وأيضاً فإن هذه العقوبات لا تتفق مع روح?أنه من خصوصيات الرسول الله الإسلام وأحكامه، لأنها تقرنه بالعنف والتشدد والقسوة أمام الرأي العام العالمي (86)، ولذلك فتطبيق هذه العقوبات باسم القرآن خيانة له (87)، وأقوم الطرق أن نبحث عن الجوهر (88)، إذ لا يجب التمسك بحرفية النصوص وإنما بروحها ومغزاها ومقاصدها، وهو ما يكفل لنا الحفاظ على مصداقية الإسلام (89) وصلاحه لكل زمان ومكان، ووفائه لمقتضيات الضمير الحديث (90)، والوجدان الحديث (91)، دون خوف من معارضة المسلمات بدعوى أنها من المعلوم من الدين بالضرورة، ما دام الوفاء لجوهر الرسالة المحمدية قائماً (92)، وما دام "" التشبع بروح الإسلام "" حاصلاً (93).
خامساً- توظيف أفعال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: في مثل السياق الذي تحدثنا فيه " المقاصد – المصلحة – المنهج " يوظف العلمانيون اجتهادات سيدنا عمر رضي الله عنه للقول بأن المقاصد أو المصالح هي الحاكمة على النص القرآني، وأن النص يدور معها وجوداً وعدماً، أو يُوقف أو يُعطّل إذا حصل تعارض بينهما، وأن الاجتهادات الجريئة التي صدرت من عمر في القضايا المستجدة أبلغ دليل على ذلك، مثل إيقافه لحد السرقة عام الرمادة، وإيقافه لسهم المؤلفة قلوبهم، وإمضائه الطلاق الثلاث في مجلس واحد ثلاثاً. ونشير هنا إلى بعض ما يقوله الخطاب العلماني في ذلك:
- لقد فعل عمر ذلك عملاً بنور العقل المنهجي (94).
- عمر ألغى بعض الفرائض، وأوقف بعض الأحكام (95).
- ألغى عمر حصة المؤلفة قلوبهم اتباعاً لمقاصد الشرع (96).
- عمر أوقف العمل بنصوص ثابتة (97).
- يمكن للاجتهاد المطلق أن يخصص العام، ويقيد مطلقه، وأن يوقف العمل بنصوص ثابتة، وقد فعل عمر ذلك (98).
- لقد أبطل عمر القطع عام المجاعة، وقطع سهم المؤلفة قلوبهم، وأبطل قول المؤذن الصلاة خير من النوم (99).
- ألغى عمر حد السرقة، وسهم المؤلفة قلوبهم (100).
- حَكَم عمر بما لا يطابق النص القرآني (101).
- أصبح عمر أكثر مرونة في التعامل مع النصوص (102).
- لقد أوقف عمر بن الخطاب حد السرقة، وسهم المؤلفة قلوبهم (103).
- وعمر لم ينصع للآيات في سهم المؤلفة قلوبهم، وحد السرقة (104).
- عمر أبطل مفعول آيتين من القرآن، وهو موقف مستنير (105).
- خرج عمر إلى المسلمين بتأويل في قضية الزواج بالكتابيات وأحله محل التشريع (106).
- لقد غير عمر شرائع ثابتة في القرآن والسنة مثل حد الخمر وحد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم (107).
- - الخطاب الديني يتجاهل مقاصد الشريعة كما جاءت في أفعال عمر بن الخطاب عندما ألغى حد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم وهي ثابتة بالنص (108).
- أوقف عمر حد السرقة عام المجاعة، وسهم المؤلفة قلوبهم مع أن النصوص ثابتة لم تنسخ (109).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:06]ـ
المبحث الثاني: مراجعة ونقد
التعميم، التلفيق، المغالطة، المجازفة والارتجال (110) ممارسات تغلب على الخطاب العلماني، ولا يكف عن تعاطيها في أكثر الأحوال، والمفاهيم التي نحن بصددها من أبرز الأمثلة على ذلك.
أولاً - المقاصد:
1 – الشاطبي والأصوليون قبله:
هل كان الشاطبي مُبدعاً في قضية المقاصد؟ وهل كان متفرداً في ذلك؟
إن قول الجابري بأن ما جاء به الشاطبي كان جديداً كل الجدة – كما سبق ورأينا – نوع من المجازفة والارتجال، لأن الشاطبي –لاشك – كان له إضافات مهمة في علم المقاصد ولكنه كان يبني على أسس وقواعد أسّسها وقعّدها السلف والأصوليون والعلماء قبله، وهو ما يعتز به الشاطبي نفسه لأن هذا يعني بنظره أنه متبع وليس مبتدعاً، ولذلك فإنه يرى أن ما جاء به "" أمر قررته الآيات والأخبار، وشد معاقله السلف الأخيار، ورسم معالمه العلماء الأحبار، وشيّد أركانه أنظار النظار "" (111).
"" الذين عرفوا مقاصد?ويأتي في طليعة هؤلاء أصحاب رسول الله الشريعة فحصلوها وأسسوا قواعدها وأصَّلُوها "" (112)، ثم الأصوليون كالجويني والغزالي اللذَين قسما المصالح إلى خمس ضرورية: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال (113). ويبدو الغزالي من أكثر الأصوليين الذين يذكرهم الشاطبي في كتابه الموافقات (114)، فقد ذكره أكثر من أربعين مرة في أغلبها موافقاً ومؤيداً ومستدلاً بآرائه، ومحيلاً إلى كتبه (115). كما استفاد كثيراً من الرازي والعز بن عبد السلام والقرافي (116).
ولا بد أيضاً من الإشارة هنا إلى أن علم مقاصد الشريعة كان مستعملاً قبل الشاطبي بحقب طويلة (117) لفظاً ومضموناً عند الحكيم الترمذي " أبو عبد الله محمد بن علي، " والماتريدي ت: 333 هـ وأبو بكر القفال الشاشي " القفال الكبير " ت: 365 هـ وأبو بكر الأبهري ت: 375هـ والباقلاني ت: 403 هـ والجويني، ت: 478 هـ، والغزالي ت: 505 هـ والرازي ت: 606 هـ والآمدي ت: 631هـ وابن الحاجب ت: 646 هـ والبيضاوي ت: 685هـ والإسنوي ت: 772هـ وابن السبكي ت: 771 هـ وعز الدين بن عبد السلام ت: 660هـ وابن تيمية ت: 728 هـ (118).
والإمام الجويني هو صاحب الفضل والسبق في التقسيم الثلاثي لمقاصد الشارع إلى ضروريات وحاجيات وتحسينيات كما أنه من ذوي السبق في الإشارة إلى الضروريات الكبرى في الشريعة (119). وقد كشف الباحثون عن أوجه الإبداع والاتباع في نظرية المقاصد الشاطبية بما فيه كفاية فلا نطيل هنا (120).
2 – الشاطبي والشافعي:
ولكن السؤال: هل أحدث الشاطبي كما يزعم العلمانيون "" قطيعة إبيستمولوجية حقيقية مع طريقة الشافعي والأصوليين الذين جاؤو من بعده ""؟ (121).
في الواقع إن "" الشاطبي لا يقوم ولا يقعد ولا يقدم ولا يؤخر إلا بأمثال الجويني والغزالي وابن العربي وابن عبد السلام والقرافي "" (122)، وكل العلماء الأصوليين والسلف الصالح كما ذكر الشاطبي نفسه (123)، فإذا كان الشافعي قال: "" ليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها "" (124). وقال بأن استنباط الأدلة يكون إما بنص قرآني أو سنة نبوية أو ما فرض الله على خلقه من الاجتهاد وفي طلبه (125)، فإن الشاطبي يقول: إن القرآن فيه بيان كل شيء من أمور الدين "" والعالم به على التحقيق عالم بجملة الشريعة، ولا يعوزه منها شيء "" (126) "" وعلى هذا لا بد في كل مسألة يراد تحصيل علمها على أكمل الوجوه أن يُلتفت إلى أصلها في القرآن "" (127).
وقال: "" وأيضاً فإذا نظرنا إلى رجوع الشريعة إلى كلياتها المعنوية وجدناها قد تضمنها القرآن على الكمال وهي الضروريات والحاجيات والتحسينيات "" (128)، وقال مستشهداً بقول ابن حزم: "" كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة نعلمه والحمد لله .. "" (129).
(يُتْبَعُ)
(/)
وظل الشاطبي يلح ويؤكد دائماً على أن العقل تابع للنقل بعكس ما يريد العلمانيون، أو بعكس ما يتجاهلون فيقول: "" إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعاً، ويتأخر العقل فيكون تابعاً، فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل "" (130). "" والعقل إنما ينظر من وراء الشرع "" (131) ويقول في الاعتصام: "" فالعقل غير مستقلٍ ألبتة، ولا ينبني على غير أصل، وإنما ينبني على أصل متقدم مسلم على الإطلاق … ولا أصل مسلم إلا من طريق الوحي "" (132) "" لأن العقل إذا لم يكن متبعاً للشرع لم يبق له إلا الهوى والشهوة "" (133). ويضيف الشاطبي "" وإذا ثبت هذا وأن الأمر دائر بين الشرع والهوى تزلزلت قاعدة حكم العقل المجرد فكأن ليس للعقل في هذا الميدان مجال إلا من تحت نظر الهوى فهو إذاً اتباع للهوى بعينه في تشريع الاحكام "" (134).
3 – الشاطبي والأزمة البيانية:
هل كان الشاطبي يشعر بأزمة بيانية أصولية تتمثل في الإشكالية التي صاغها الجابري بين اللفظ والمعنى؟ بمعنى آخر: هل تجاوز دلالات الألفاظ العربية بناء على نظريته في المقاصد؟ أو بعبارة أخرى: كيف يمكن الوصول إلى المقاصد عند الشاطبي؟ وكيف تتم معرفتها؟ أبنفس طريقة الأصوليين البيانية أم أن له منهجاً مختلفاً؟
يجيب الشاطبي نفسه فيقول:
"" إن هذه الشريعة المباركة عربية لا مدخل فيها للألسن العجمية ... والمقصود هنا أن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة لأن الله تعالى ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?يقول (136) ... فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يُفهم? بلسان عربي مبين ? (135) وقال ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة "" (137). إن مقارنة هذا النص مع أطروحة الجابري تبين أنه ينقضها تماماً!!.
ثم ينقل – الشاطبي - الأصول التي قررها شيخه الشافعي في الرسالة فيقول: فإن العرب "" فيما فُطرت عليه من لسانها تخاطب بالعام يُراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في وجه، وبالعام يراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر، وكل ذلك يُعرف من أول الكلام أو وسطه أو آخره. وتتكلم بالكلام ينبئ أوله عن آخره، أو آخره عن أوله، وتتكلم بالشيء يعرف بالمعنى كما يعرف بالإشارة، وتسمي الشيء الواحد بأسماء كثيرة، والأشياء الكثيرة باسم واحد، وكل ذلك معروف عندها لا ترتاب في شيء منه هي، ولا من تعلق بعلم كلامها، فإذا كان ذلك فالقرآن في معانيه وأساليبه على هذا الترتيب، فكما أن لسان بعض الأعاجم لا يمكن أن يفهم من جهة لسان العرب كذلك لا يمكن أن يفهم لسان العرب من جهة لسان العجم لاختلاف الأوضاع والأساليب. والذي نبه على هذا المأخذ في المسألة هو الشافعي الإمام "" (138).
وهو يعيد التأكيد على احترام والتزام قواعد اللغة العربية في فهم مقاصد الشارع "" لأن لسان العرب هو المترجم عن مقاصد الشرع "" (139).
ومن هنا فإن الشريعة "" لا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم، لأنهما سيان في النمط ... فإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم "" (140). "" فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً ... أن لا يتكلم بشيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي "" (141).
بل إن الشاطبي خلافاً لجمهور الأصوليين يتشدد في هذه المسألة على عكس التوظيف الجابري فيرى أن المجتهد في الشريعة يجب عليه "" أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها كالخليل وسيبويه والأخفش والجرمي والمازني ومن سواهم "" (142).
ويقول في نص كأنه يخاطب فيه الجابري وغيره من العلمانيين بأن على الناظر في القرآن أن يسلك في "" الاستباط منه والاستدلال به مسلك كلام العرب في تقرير معانيها، ومنازعها في أنواع مخاطباتها خاصة، فإن كثيراً من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها، لا بحسب ما يفهم من طريق الوضع، وفي ذلك فساد كبير، وخروج عن مقصود الشارع "" (143). نعم إن طريقة الجابري وغيره في تحييد العربية تؤدي إلى فساد كبير وإن نظام الخطاب الإلهي هو الموجِّه لنظام العقل البشري إذا أراد أن يسلم من الأهواء.
إذن لم يخرج الشاطبي عن النظام الأصولي البياني ما دام يعتبر العربية هي الأساس الأول في معرفة المقاصد، وما دام الجابري يعتبر علم الأصول البياني قائماً على العربية ونظام الخطاب، وليس على نظام العقل، "" كيف نفهم الخطاب، وليس كيف نفكر ""!!
فالشاطبي يقتدي بشيخه الشافعي حين قال: "" القرآن نزل بلغة العرب ولسانهم، وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره، لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب، وكثرة وجماع معانيه وتفرقها، ومن علمه انتفت عنه الشبهة التي دخلت على من جهل لسانها "" (144). وحين قال: "" إن الله سبحانه وتعالى إنما خاطب بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها،وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها، وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاماً ظاهراً يُراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره، وعاماً ظاهراً يراد به العام ويدخله الخاص، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه، وعاماً ظاهراً يراد به الخاص، وظاهراً يُعرف في سياقه أن يراد به غير ظاهره، فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره "" (145).
ويقتدي بشيخه الرازي أيضاً حين قال: "" لما كان المرجع في معرفة شرعنا القرآن والأخبار وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم، كان العلم بشرعنا موقوفاً على العلم بهذه الأمور، وما لا يتم الواجب المطلق إلا به وكان مقدوراً للمكلف فهو واجب "" (146).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:08]ـ
4 - ضوابط المقاصد:
ولكن هل المقاصد هي بهذا الشكل العبثي الذي يطرحه الخطاب العلماني؟ هل هي مرنة بغير حدود وبغير ضوابط؟ وما هي المعايير التي تحدد المقاصد؟ وكيف يمكن الوصول إليها؟ وما المرجعية في ذلك؟
إن الفارق الأساسي بين العلماء المسلمين وأقطاب الخطاب العلماني في البحث عن المقاصد أن الأولين يبحثون عن مقاصد الشارع سبحانه وتعالى ومراده من النص، أما الآخرون فيبحثون – فيما يبدو - عن مقاصد أنفسهم، ومرادات عقولهم، ومطالب أيديولوجياتهم، هذا فارق أساسي له صلة بالتأويل تناولناه في دراسات أخرى (147).
إن المقاصد ليست كلمة تقال أو شعاراً يرفع وإنما هي مبدأ أصولي له ضوابطه ومعاييره التي تحكمه حتى لا تصبح ذريعة يُتوسَّل بها إلى " تورخة النص " (148) وإلغائه وتمييعه، فإن تحديد مقاصد الشارع لا ينبني على ظنون وتخمينات غير مطردة (149). إن الشاطبي الذي اعتبره العلمانيون مؤسس علم المقاصد وأشادوا به هو نفسه الذي يحدد هذه الضوابط فهل يلتزم العلمانيون بذلك؟.
ومن أبرز هذه الضوابط أن:
1 - الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، والأصل في أحكام العادات الالتفات إلى المعاني (150).
2 - المقاصد العامة للتعبد هي: الانقياد لأوامر الله عز وجل وإفراده بالخضوع والتعظيم لجلاله والتوجه إليه (151).
3 - المقصد الشرعي من وضع الشريعة هو: إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبداً لله اختياراً كما هو عبد الله اضطراراً (152).
4 - وُضعت الشريعة على أن تكون أهواء العباد تابعة لمقصود الشارع فيها، وقد وسع الله على العباد في شهواتهم وتنعماتهم بما يكفيهم ولا يُفضي إلى مفسدة ولا إلى مشقة (153).
5 - مشقة مخالفة الهوى ليست من المشاق المعتبرة ولا رخصة فيها ألبتة (154).
6 - العزيمة أصل والرخصة استثناء، ولهذا فالعزيمة مقصودة للشارع قصداً أصلياً، أما الرخصة فمقصودة قصداً تبعياً (155).
7 –لم يقصد الشارع إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه (156) ولا نزاع في أن الشارع كلف بما يلزم فيه كلفة ومشقة ما، ولكنه لا يقصد نفس المشقة، بل يقصد ما في ذلك من المصالح العائدة على المكلف (157).
8 - إذا كانت المشقة خارجة عن المعتاد بحيث يحصل للمكلف فساد ديني أو دنيوي فمقصود الشارع فيها الرفع على الجملة (158).
9 - من سلك إلى مصلحة غير طريقها المشروع فهو ساع في ضد تلك المصلحة (159).
تلك بعض القوانين والقواعد التي تضبط المقاصد ولكن كيف يتم الوصول إلى المقاصد أو معرفتها؟ هذه أيضاً بعض القوانين لذلك:
1 – الاحتكام إلى لغة النص وقوانين خطابه، وأصول المواضعة التي تعاهد عليها الذين نزل هذا النص بلغتهم وهم العرب وقد رأينا التأكيد على هذا الضابط لدى كل من الشافعي والشاطبي (160).
2 - أن يوافقك القرآن كله على تفسير بعضه فإن القرآن كله كالآية الواحدة فلا يحكم ببعضه دون بعض (161).
3 - الأمر بالفعل يستلزم قصد الشارع إلى وقوع ذلك الفعل، والنهي يستلزم القصد إلى منع وقوع المنهي عنه (162).
4 - الدلالة الصريحة الواضحة التي لا تحتمل وجهاً آخر في يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ?القرآن الكريم مثل قوله تعالى: ?الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون وَلَا? (164) وقوله: ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ? (163) وقوله: (165).?تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
5 - السنة المتواترة ويظهر ذلك جلياً في حالتين:
- التواتر المعنوي الحاصل من مشاهدة عموم الصحابة فحصل لهم بذلك علم بتشريع ذلك وإليه يرجع قسم المعلوم من الدين?لعمل النبي بالضرورة.
- تواتر عملي يحصل لآحاد الصحابة من تكرار مشاهدة أعمال رسول الله (166).?
6 - علل الأحكام تدل على قصد الشارع فيها فحيثما وجدت اتُّبعت (167).
7 - كل أصلٍ ملائم لتصرفات الشارع، وكان معناه مأخوذاً من مجموعة أدلة حتى بلغ درجة القطع يبنى عليه ويُرجع إليه ولو لم يشهد له نص معين (168).
8 - إذا سكت الشارع عن أمر مع وجود داعي الكلام فيه دل سكوته على قصده إلى الوقوف عند حد ما شرع (169).
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الاستقراء من خلال مجموع أدلة الشريعة كتاباً وسنة، وهو يفيد القطع لأن كليات الشريعة لا تستند إلى دليل واحد بل إلى مجموعة أدلة تواردت على معنى واحد فأعطته صفة القطع، وتخلُّفُ بعض الجزئيات عن مقتضى الكلي لا يخرجه عن كونه كلياً (170). وقد اعتبر ابن عاشور الاستقراء المسلك الأول من مسالك إثبات المقاصد (171). وهذا طريق مهم لمعرفة المقصد ولضبطه أيضاً، فإن الكتاب يجب أن يشهد لبعضه، ويجب أن يوافقك القرآن كله على بعضه، وبعضه على كله.
وفي ذلك أبلغ رد على الخطاب العلماني الذي يريد منا - كما قرأنا - أن نتخلى عن جزئيات الشريعة وتفاصيلها ودقائقها حفاظاً على روحها أو مغزاها أو مقاصدها أو جوهرها كما يقولون فإن الأجزاء مرتبطة بالكل والكل يشهد للأجزاء وهو ما يوضحه الشاطبي أجلى توضيح بقوله: "" كما أنه إذا ثبت في الشريعة قاعدة كلية في الضروريات أو الحاجيات أو التحسينيات فلا ترفعها آحاد الجزئيات كذلك نقول: إذا ثبت في الشريعة قاعدة كلية في هذه الثلاثة أو في آحادها فلا بد من المحافظة عليها بالنسبة إلى ما يقوم به الكلي، وذلك الجزئيات، فالجزئيات مقصودة معتبرة في إقامة الكلي أن لا يتخلف الكلي فتتخلف مصلحته المقصودة بالتشريع … فلا بد من صحة القصد إلى حصول الجزئيات، وليس البعض في ذلك أولى من البعض، فانحتم القصد إلى الجميع وهو المطلوب "" (172). "" لا بد من اعتبار خصوص الجزئيات مع اعتبار كلياتها وبالعكس وهو منتهى نظر المجتهدين بإطلاق وإليه ينتهي طلقهم في مرامي الاجتهاد "" (173).
ويؤكد ذلك مرة أخرى - وكأنه يخشى من العبث العلماني - حين يقول: "" فمن أخذ بنص مثلاً في جزئيٍّ معرضاً عن كلية فقد اخطأ، وكما أن من أخذ بالجزئي معرضاً عن كلية فهو مخطئ، كذلك من أخذ بالكلي معرضاً عن جزئيه … وهذا كله يؤكد لنا أن المطلوب المحافظة على قصد الشارع، لأن الكلي إنما ترجع حقيقته إلى ذلك، والجزئي كذلك أيضاً فلا بد من اعتبارهما في كل مسألة "" (174).
وبذلك يظهر أن المقاصد عند الشاطبي لضبط الاستدلال وليس لتمييعه، وأن اعتبار الكليات لا يجب أن يفضي إلى إهدار الجزئيات كما يرغب بذلك الخطاب العلماني، ولكأني بالشاطبي يخاطب العلمانيين عموماً والجابري تحديداً لأنه يريد توظيفه توظيفاً مغرضاً حين يعتبره مؤسساً لنظام العقل بدلاً من نظام الخطاب وذلك حين يقول: ""إن عامة المبتدعة قائلة بالتحسين والتقبيح فهو عمدتهم الأولى وقاعدتهم التي يبنون عليها الشرع فهو المقدم في نحلهم، بحيث لا يتهمون العقل وقد يتهمون الأدلة إذا لم توافقهم في الظاهر…وليس كل ما يقضي به العقل يكون حقاً"" (175).
ومن هنا فإن الخطاب العلماني حين يتجاهل هذه القوانين والضوابط التي وضعها أهل المقاصد فإنه ليس من حقه أن يتكلم باسم المقاصد، لأن هذا لون من الهزلية أو المراوغة، إذ أن الذي ينضوي تحت شعار ليس من اختراعه عليه أن يلتزم بقوانين ذلك الشعار حتى يُعد من أهله، كما أن من انضم في معمعة من المعامع إلى أهل راية عليه أن يعرف إشاراتهم ومواضعاتهم وقوانينهم ونظامهم حتى لا يقتلونه.
لو راعى العلمانيون نظام المقاصد وقواعدها وقوانينها لما خرجوا بارتجالات عبثية ينسبونها إلى دين الله عز وجل وكمثال على ذلك: لو أن نصر حامد أبو زيد تعلم ضوابط المقاصد لما قال بتساوي المرأة مع الرجل في الميراث في هذا العصر انطلاقاً من المغزى فالمرأة على حد قوله كانت لا تعطى شيئاً في الجاهلية، ثم جاء الإسلام فأعطاها نصف الذكر وهو ما يفهم من ظاهر الآيات وهذا هو المعنى، أما المغزى فهو تعليم لنا وإشارة أن نعطيها في المستقبل مثل حظ الذكر (176).
لو قرأ ما قاله الشاطبي آنفاً من ""أن سكوت الشارع عن أمر مع وجود داعي الكلام يدل على قصده إلى الوقوف عند حد ما شرع "" (177) لما قال ما قال، ولوقف عند حدود الله سبحانه تعالى،لأن الشارع لم يترك أي قرينة أو إشارة أو دلالة تفيد المغزى الذي يزعمه، ولو علم محمد شحرور أن من مقاصد الشارع الأصلية حفظ الأعراض، وصيانة الأبضاع، ومن مقاصده التبعية التي تخدم تلك تَصوُّن المرأة وتسترها لما قال بأنه يجوز للمرأة أن تخرج عارية إلا من شريط يستر سوأتها (178). وكثير مثل هذا لدى إخوانهم.
ولذلك فإن توظيف المقاصد دون ضوابط أو معايير ما هو إلا وسيلة لهدم الشريعة، وإقصاء القرآن الكريم عن القيادة والمرجعية، وتبرير للحلول التي تمليها المناهج الحديثة، وتمرير للقيم التي تتطلبها المعقولية الحديثة (179). وهو ما يعبر عنه علي حرب بكل صراحة حين يقرر: "" فالقراءات المهمة للقرآن ليست هي التي تقول لنا ما أراد النص قوله، وإنما التي تكشف عما يسكت عنه النص أو يستبعده أو يتناساه "" (180). وأيضاً: "" القراءة الخلاقة هي التي تتجاوز المنصوص عليه والمنطوق به "" (181).
وبذلك يتبين لنا أن الشاطبي لم يحدث قطيعة أبيستمولوجية مع أصول الشافعي كما قال الجابري (182) وأيده باروت (183) بل هو يترسم خطاه ويبني على قواعده وأصوله، ويعتز باقتفاء أثره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:12]ـ
ثانياً - المصالح:
إذا كانت المقاصد التي يُنظر فيها أصلاً إلى مراد الشارع، ويُتحرى فيها رضاه سبحانه وتعالى أراد العلمانيون أن يجدوا من خلالها مدخلاً للتنصل من المرجعية القرآنية، فإن المصالح التي يُنظر فيها أصلاً إلى حال الإنسان وما يلائمه وما يصلحه أدعى لأن يبحث فيها هؤلاء الناس عن ذلك المدخل.
إن المشكلة ليست في ضرورة اعتبار المصلحة فالكل متفق على أن المصلحة هي مناط التشريع، ولكن المشكلة أي مصلحة نعني؟ ومتى نعد الشيء مصلحة، ومتى نعده مفسدة؟ ومتى نعده نفعاً، ومتى نعده ضرراً؟ ومتى نعده مصلحة راجحة، ومتى نعده مصلحة مرجوحة، ومتى نعده مصلحة حقيقية معتبرة، ومتى نعده مصلحة وهمية متروكة (184).
وما هو المعيار الذي يحكم المصالح؟ لأن ما يكون مصلحة لشخص قد يكون ضرراً لشخص آخر، وما يكون مصلحة لشخص في زمن قد يكون ضرراً له في زمن آخر؟
ثم المصالح منها ما هو ضروري ومنها ما هو تحسيني ومنها ما هو حاجي، وقد تتعارض أو تتداخل وقد يدق الفرق فتختلف التقديرات، فلا بد من وضع هذه الاعتبارات جميعاً في مراعاة المصلحة، حتى يمكن أن نحقق هذه المصلحة (185). ثم هل النص معيار المصلحة والحاكم عليها؟ أم المصلحة هي معيار النص والحاكمة عليه؟ وهل تتعارض المصلحة مع النص؟ وإذا تعارضت فما الحل؟
لقد زعم الطوفي أن المصلحة يمكن أن تتعارض مع النص في أمور ما سوى العبادات، وفي هذه الحالة يجب الأخذ بالمصلحة لأنها قطعية، وهي المقصودة من سياسة المكلفين (186). ولكن الطوفي "" لم يأت ولا بمثال واحد حقيقي يدل على التعارض الذي افترضه بين النص والمصلحة فبقي رأيه مجرد افتراض نظري "" (187).
ويضرب الدكتور الريسوني ثلاثة أمثلة لدعوى بعض أصحاب الخطاب العلماني بتعارض النص مع المصلحة ويناقشهما مناقشة رصينة ولذا رأيت من الضروري أن ألخصها هنا:
المثال الأول: ذهب الرئيس التونسي السابق بورقيبة إلى أن صيام رمضان يسبب تعطيل الأعمال وضعف الإنتاج ودعا العمال سنة 1961م إلى الإفطار حفاظاً على الإنتاج الذي يدخل ضمن الجهاد الأكبر (188).
ثم خرج فيما بعد من يُنظِّر لدعوة الرئيس ويبحث لها عن منافذ مشروعة لكي تتمكن من التسلل إلى ضعاف العقول وضعاف الإيمان فقال عبد المجيد الشرفي بعدم فرضية الصيام وتمحل لذلك بعض الأدلة (189).
فهل الصيام حقاً يتعارض مع مصلحة الإنتاج، ومصلحة النهوض الاقتصادي؟
إن الصوم يلغي وجبتين غذائيتين تقعان في وقت العمل هما وجبة الإفطار والغداء (190) والصوم يوفر على الموظفين وقت هاتين الوجبتين، وهو وقت يمكن الاستفادة منه لصالح العمل والإنتاج، ثم إن الصوم يمنع الموظفين عن التدخين ومعلوم أن التدخين يأخذ من صاحبه دقائق متكررة على مدى اليوم كله قد تستغرق ساعة من ساعات العمل. هذا بالإضافة إلى ما يسببه التدخين عموماً من هدر كبير في القدرات والأوقات في غير رمضان بسبب أضراره المادية والصحية والنفسية فلماذا لا يُنظر إلى هذه الآفات التي يخفف منها شهر الصيام. ولماذا لا ينظر إلى الفوائد الروحية والتربوية والسلوكية والصحية التي تعود على المواطنين من الصيام وبالتالي على المصلحة العامة (191).
المثال الثاني: يرى عدد من المعاصرين أن الحجاب لم يعد ملائماً للعصر، ولا لمكانة المرأة وتحررها واقتحامها لكافة مجالات الحياة العامة من مدراس وجامعات ومعامل وإدارات وأسفار وتجارات، لأن هذا الحجاب يعوق حركة المرأة ويعرقل مصالحها (192).
فهل هذه الدعوى صحيحة من جهة تحقق المصلحة أو عدمها؟
يجيب الدكتور الريسوني:
"" إذا تجاوزنا الخطابات المبهمة والشعارات التحديثية ذات التأثير الإشهاري الجذاب، فإننا لا نجد أي مصلحة حقيقية راجحة يعوقها الحجاب ويفوتها. وأحسب أن الواقع المعيش والمشاهد في العالم كله الإسلامي والغربي أصبح اليوم يشكل أبلغ رد على كل ما يقال عن السلبيات المدّعاة للحجاب، فلم يعد الحجاب قريناً للجهل والأمية والخنوع والتخلف، بل أصبح في حد ذاته رمزاً للتحرر والتمسك بالحقوق والمبادئ، ورمزاً للصمود والمعاناة في سبيلها، وهي رمزية لم تكن له فيما سلف يوم كان شيئاً عادياً يقبله الجميع ويسلم به الجميع. وهذا فضلاً عن كون ذوات الحجاب يوجدن اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
بجدارة وكفاءة في كل موقع من مواقع العلم والعمل الراقية المتقدمة، ولا يختفين إلا من المواقع التي يُمنعن منها أو لا تليق بكرامتهن وخلقهن "" (193).
ثم يضيف د. الريسوني "" إن الحجاب تظهر قيمته ومصلحته اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبيان ذلك أن المرأة اليوم تنجرف مع تيار كاسح يكاد يختزل المرأة وقيمتها ودورها في الجسد المزوّق المنمق المعروض في كل مكان، والمرأة -على نطاق واسع وعت أو لم تع قصدت أم لم تقصد - واقعة هي أيضاً في فتنة الجسد وفي فتنة اللباس، أو بعبارة القرآن الجامعة في فتنة التبرج، وجميع المتبرجات -من حيث يدرين أو لا يدرين – هن عارضات أزياء وعارضات أجسام، وكثيرات منهم يعشن يومياً - وكلما خرجن إلى العموم - في منافسة استعراضية لا تنتهي في الشوارع والإدارات، في الشواطئ والمنتزهات، وفي المدارس والجامعات في المناسبات والحفلات ...
وكمن يصب الزيت على النار يقوم عدد لا يحصى من الرجال بالإغراء والتشجيع، وتقوم مؤسسات تجارية وإعلامية وسياحية بتغذية هذا التوجه وتأطيره والمتاجرة به بشكل مباشر أو غير مباشر، وهكذا تدخل المرأة - الضحية الأولى في هذا المنزلَق - في دوامة تنحط فيها كرامتها وقيمتها، وتنحط فيها اهتماماتها وانشغالاتها، حيث تستهلك قدراً كبيراً من وقتها ومالها (194) لتدبير شؤون جسدها ولباسها ومظهرها. والحقيقة أن الذي أصبح يعوق المرأة عن رقيها وتحررها وعن دراستها وعملها ليس هو الحجاب، بل الانغماس في التبرج والتزين، والهواجس الاستعراضية … هذا هو الواقع الرديء الذي تنجرف إليه المرأة انجرافاً يخرج بها - أو يهبط بها - من التكريم إلى التجسيم هو الذي يقف اليوم في وجهه اللباس الإسلامي الذي يمنع المرأة من الانزلاق في المنحدر المذكور، ويمنعها من أن تصبح مفتونة أو فاتنة بجسمها وأعضائها أو بلباسها وحليها، أو بأصباغها وعطورها، أو بمعاملاتها وعلاقاتها. إن اللباس الجدي الساتر المتعفف المعتدل المتواضع أصبح اليوم ضرورة لوقف انحدار المرأة، ومساعدتها على الرفع من قيمتها وهمتها، وعلى استعادة كرامتها وتوازنها وتلك هي المصلحة حقاً "" (195).
المثال الثالث: يرى بعض العلمانيين المتطرفين أن قطع يد السارق من العقوبات المتخلفة البدائية الهمجية التي لا تليق بهذا العصر المتحضر (196)، ويلجأ آخرون إلى تحريف النص القرآني المتعلق بحد السرقة تحت مسمى التأويل (197)، بينما يختار فريق ثالث أن القطع عقوبة مرتبطة بظروفها التاريخية، وأنه كان يحقق المصلحة في الظروف العربية البدوية حين نزل النص بسبب عدم وجود السجون، وعدم إمكانية وجودها في بيئة يعيش أهلها على الحل والترحال، أما اليوم فلم يبق له ما يسوغه بسبب تغير الحال والظروف، وتوفر السجون فلم يعد الحد " القطع " يحقق المصلحة المرجوة (198).
وأصحاب الاتجاهات الثلاثة مجمعون على أن العقوبة فيها قسوة وعنف من منظورنا المعاصر، وأن هذه القسوة وهذا العنف إذا كان ملائماً لذلك المجتمع البدوي القاسي، فإنه لا يليق بالمجتمعات المتحضرة اليوم.
يجيب الدكتور الريسوني بقوله: "" إن العقوبات المنصوصة في الإسلام تتسم بقوة الزجر، وسهولة التنفيذ، فهي زاجرة إلى أقصى الحدود للجناة ولغيرهم، ومن حيث التنفيذ لا تكلف ميزانية ضخمة ولا جهازاً بشرياً واسعاً ولا وقتاً طويلاً كما هو الشأن في عقوبة السجن. فإذا جئنا إلى حد السرقة وهو القطع وجدناه محققاً مقصوده ومصلحته بدرجة عالية، والحق أن مجرد الإعلان عن إقرار عقوبة القطع يؤدي إلى زجر عدد واسع من السراق … وإراحة المجتمع من سرقاتهم ومحاكمتهم وحراستهم وإطعامهم في سجونهم، ويتحقق هذا بدرجة أوسع وأبلغ حين يُشرَع فعلاً في تنفيذ العقوبة ولو على أفراد معدودين، فإقرار عقوبة القطع والشروع في العمل بها [قد] يخفض جرائم السرقة إلى العشر أو أقل، وهذا هو عين المصلحة وأقصى درجاتها في موضوعنا الذي هو صيانة الأموال وأصحاب الأموال من العدوان والخوف. بقي أن يقال: إن هذه العقوبة شديدة وفادحة وقد أصبح بالإمكان اليوم الاستعاضة عنها بغيرها. وأقول: إن شدة هذه العقوبة تخف وتهون بعدة أسباب: الأول: هو ما تحققه من المصلحة العامة الواسعة مما سبقت الإشارة إليه. والثاني: هو القلة المتزايدة في حالات القطع بمجرد الأخذ
(يُتْبَعُ)
(/)
به والمضي في العمل به، والثالث: هو كثرة الشروط التي يلزم توافرها للحكم بالقطع، وهي شروط مبسوطة في كتب الفقه لا يتسع المجال لذكرها، ولكن المهم هو أن تلك الشروط تُضيِّق جد اً من الحالات التي يُطبَّق فيها القطع، والسبب الرابع هو قاعدة " ادرؤوا الحدود بالشبهات "" (199).
ثم يضيف د. الريسوني "" ومعنى هذا أننا سنكون أمام مصالح عظمى سيجنيها الأفراد والمجتمع والدولة ومؤسساتها وميزانيتها، مقابل أفراد قلائل سيتضررون بما كسبوه ظلماً وعدواناً. وإذا كان قطع بعض الأيدي يسبب تعطيلاً جزئياً لأصحابها في عملهم وإنتاجهم، فإن في سجن الألوف من السراق لشهور وسنوات تعطيلاً لهم، يضاف إلى ذلك أن السجن يشكل - في كثير من الحالات - مدرسة ممتازة لتعليم الإجرام، وربط العلاقات بين المجرمين، فهاتان مفسدتان لا بد من وضعهما في الميزان، فهل إذا نظرنا إلى المسألة من مختلف وجوهها المصلحية - مما ذكرت ومما لم أذكر - يبقى مجال للظن بأن حد السرقة لم يعد ملائماً للمصلحة ولظروفنا الحالية؟ "" (200).
ويمكن أن نضيف هنا أن الرحمة تختلف من فهم إلى فهم، والعلمانيون الذين يرفضون الحد بدعوى الرحمة يقدمون مصلحة الفرد على مصلحة المجتمع، وينظرون إلى حال شخص ويغفلون عن حال أمة. إن الطبيب قد يلجأ إلى قطع بعض الأعضاء المريضة في الجسم حتى يسلم الجسم كله من المرض، والقطع فيه قسوة، ولكنه يُفعل رحمة بالجسم، والأب يضرب ولده تأديباً وفي ضربه نوع قسوة، ولكنه يضربه رحمة به لكي يُقوِّم اعوجاجه، وفي الحياة أمثلة كثيرة لذلك كلها يستفاد منها أن الضرر الأشد والأعم يزال بالضرر الأخف والأخص، ويُختار دائماً أهون الشرين، ومثل ذلك حد السرقة يتضرر الفرد – بما جنت يداه - رحمة بالمجموع.
ولكن الإشكال كما يبدو ليس في انعدام الرحمة وإنما في أمر آخر يلفت النظر إليه الدكتور الريسوني وهو "" أن هذه العقوبة وما شابهها من العقوبات البدنية المعمول بها في الشريعة الإسلامية ليست مُعتمَدة لدى الدول الغربية المتقدمة، بل أصبحت في نظر أهلها عقوبات مستهجنة ومستنكرة، إلى درجة أصبح معها عسيراً على كثيرٍ من المسلمين -ومن مثقفيهم خاصة - استساغة هذه العقوبات والنظر إليها بتجرد وعقلانية. ولذلك فأنا يراودني السؤال بعفوية وصدق: ترى لو كانت الدول الأوربية أو بعضها أخذت بعقوبة قطع يد السارق هل كان السياسيون والمفكرون والقانونيون في العالم الإسلامي سيجدون غضاضة أو حرجاً في تبني هذا الحكم وتفهم مصالحه وفوائده؟ اعتقادي أن الضغط الجاثم على النفوس والعقول له دور حاسم في تكييف النظرة وتوجيهها إلى كثير من القضايا التي استقرت عند العالم الغربي " النموذجي " على نحو مخالف لما في شريعتنا "" (201).
لقد عرضنا هذه النماذج الثلاث التي اختارها د. أحمد الريسوني لصلتها الوثيقة بهذا البحث، ولأنها تتناول مسائل ساخنة وخصوصاً المسألتين الأخيرتين اللتين تمثلان نموذجين لموقف العلمانيين من قضايا المرأة، ومسائل الحدود بشكل عام، ولأن النقاش أيضاً اتجه إلى تحقيق مناط الحكم وهو محل الخلاف في أغلب الأحيان بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين على الأقل (202). بل إن النقاش اتجه إلى تحقيق المناط الخاص (203) للقضايا المذكورة وصلتها بالواقع المعيش اليوم، وهي قضية في غاية الأهمية يجب أن لا نتغافل عنها.
بقي أن نشير إلى أن أستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ذكر للمصلحة خمسة ضوابط:
الأول: اندراجها ضمن مقاصد الشرع.
الثاني: عدم معارضتها للكتاب.
الثالث: عدم معارضتها للسنة.
الرابع: عدم معارضتها للقياس.
الخامس: عدم تفويتها مصلحة أهم منها.
وكل واحد من هذه الضوابط يحتاج إلى شرح وتفصيل ليس هنا محله (204).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:14]ـ
ثالثاً – الضمير:
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى عبد المجيد الشرفي أنه كلما كان التناغم بين ضمير المسلم وواقعه قائماً أدى الدين دوراً إيجابياً وكلما انفصل أحدهما عن الآخر كان الدين مجرد تعبير عن الأمل والحنين (205). ذلك لأن ضمير المسلم هو الحكم الأول في مدى الاستجابة للتوجيه الإلهي وعلى ذلك "" فلا يضير المسلم أن لا يرى فيما فرض من تفاصيل العبادات والمعاملات متى وجدت وهي قليلة جداً سوى أثراً لمقتضيات الاجتماع في عصر الرسول وفي البيئة الحجازية "" (206).
والسؤال الذي يرد هنا هو نفس السؤال الذي ورد أثناء الحديث عن المقاصد ما هو الضمير؟ هل هو الضمير العام؟ أم الضمير الخاص؟ أقصد هل هو الضمير الجماعي أم الضمير الفردي؟ وهل هو الضمير بالمعنى الفلسفي أم هو الضمير الشعوري النفسي الذي يتجلى في الشعور بالراحة والرضا؟ وعلى كل الأحوال فالضمير هنا ليس له مفهوم محدد متفق عليه بين الباحثين أو الفلاسفة أو الناس عموماً فهو مفهوم غائم ملتبس مختلف من شخص إلى آخر وليس له معايير يمكن أن تضبطه أو توجهه.
إن الارتياح النفسي المتمثل في القبول بما هو سائد في المجتمع من أعراف وهو ما يسميه التناغم أو التلاؤم مع العصر لا يدل على الصدق إلا على المستوى النفسي السطحي من السلوك المباشر الخالي من امتحان الضمير الذي هو شرط كل التزام خلقي، فلا بد من التناسق العقلي بين المبادئ والالتزام والاستعمال العملي للعقل الذي يقتضي التحرر من الدوافع النفسية والاستناد إلى القواعد الشكلية في نقد العقل العملي كما أشار" كانط " والتي تشترط لقبول قواعد السلوك التحرر من الدوافع النفسية.
إن الضمير كما يتبادر معناه من استخدام الخطاب العلماني يجعل السلوك أمراً كيفياً ولا يبقى أي من الناس أمام مسؤولية خارج عن تصوراته الشخصية، المهم أن يكون مرتاح النفس لسلوكه وكم من المجرمين ليسوا مرتاحين فقط لارتكاب جرائمهم بل يشعرون بالنشوة والسعادة ويفلسفون تصرفاتهم (207).
ولو افترضنا أن طرح المؤلف لقضية الضمير مقبول فهل يمكن لصدق الأمس أن يطابقه صدق الغد إذا كانت علامة الصدق هي الراحة النفسية؟ وهل هناك تقلب يفوق هذا النوع من الضمير وهل يمكن بناء قواعد أخلاقية ثابتة أو التزام خلقي على ذلك؟ ثم إذا كان هذا هو المعيار فإن من يعيب عليهم تصورهم للدين وآلية أدائه هم الأكثر راحة للضمير بل لا يعيشون أي قلق اتجاه رفض الواقع لهم فلهم واقعهم الخاص يتناغمون معه إن الضمير الذي يعبر عنه المؤلف ضمير ساذج وهو في حقيقته قناع للهروب من التكاليف وتبعات الأحكام (208).
رابعا: المنهج: لقد عرضنا الرؤية الحاج حمدية للمنهج من واقع نصوصه وهي لا تحتاج إلى تعقيب في ضوء الهدف الذي يرمي إليه هذا البحث. ومثله المنهج العشماوي فكلاهما ينطوي في معنى المقاصد والمصالح وينسحب عليهما ما قلناه فيهما.
خامساً - أفعال سيدنا عمر:
لقد عرضت بإيجاز بعض كلمات العلمانيين فيما يخص اجتهادات الفاروق رضي الله عنه لأن هناك دراسات كثيرة تعالج هذا الموضوع نكتفي بالإحالة إليها (209). كما أن مناقشتها تنطوي في كثير من صورها تحت معنى المقاصد، وتحقيق المناط.
الخاتمة:
لقد رأينا كيف أن الكلمات التمجيدية التي تُقال في حق القرآن الكريم من قبل أقطاب الخطاب العلماني لا تعدو كونها رشوة للضمير الإسلامي لكي يستعد لتقبل الحد من دائرة الحاكمية القرآنية للنشاط الإنساني والحياة الإنسانية، والسبيل الذي سلكه إلى هذه الغاية هو إبراز المفهوم الشائع في ترثنا الأصولي وهو المقاصد أو المصالح أو بعض المرادفات الأخرى والتشبث به كنظام منهجي للتفكير والاستنباط بدلاً من نظام اللغة المحنط حسبما يرى هذا الخطاب.
ولكن المشكل أن الخطاب العلماني يتجاهل أن قضية المقاصد قضية جوهرية في الفكر الأصولي منذ لحظاته الأولى، وأن الاتفاق قائم بين الخطابين الأصولي قديماً وحديثاً من جهة، والعلماني من جهة ثانية حول مركزية المقاصد وأهميتها، ولكن هذا الاتفاق حول هذه النقطة بالذات لم يثمر على الصعيد الفكري والعملي، لأن الإجابة على الأسئلة المهمة في هذه القضية محور خلاف شديد بين الخطابين الإسلامي والعلماني، لأن كل خطاب تنبع إجاباته من همومه وإشكالياته.
- فما هي المقاصد؟
- ومقاصد من؟
- وكيف يتم الوصول إليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثلاثة أسئلة جوهرية والإجابة عنها لا يمكن أن تنفصم عن القضايا الكبرى التي تؤرق الإنسان منذ أن وجد على ظهر هذه الأرض. فالخطاب الإسلامي لا يبت في هذه الأسئلة إلا من خلال الأبعاد الغيبية "الميتافيزيقية" المقترنة في الوقت ذاته بالبعد الحياتي المعرفي والعملي المنظور، ولا يمكن للخطاب الإسلامي وهو يجيب عن الأسئلة السابقة أن يحيد إيمانه بما وراء المادة، أو أن يكف عن تطلعه إلى المستقبل الآخر بعد هذه الحياة.
ولذلك فالمقاصد بنظره هي تلك التي تحقق له التوازن بين آفاقه الحياتية القريبة المعاشة وآماله أو رجاءاته الغائبة، بين عالمه المنظور الذي يعيشه ويمارسه؟ وبين العالم الآخر الذي ينتظره وسيعيشه.
ومن هنا يبحث الخطاب الإسلامي في الوحي عن مُرادات الخالق عز وجل ومقاصده لأنه هو [الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى] وهو الذي خلق الإنسان ويعلم [ما توسوس به نفسه] ولذلك فهو أدرى بما يصلحه وينفعه في عاجله وآجله.
ولكي يصل الإنسان إلى مقاصد الخالق عز وجل لا بد أن يفهم خطابه، ولكي يفهم خطابه لا بد أن يكون ضليعاً في لغة هذا الخطاب، ومن هنا جاءت الإشارة مراراً في القرآن الكريم للتأكيد على هذه اللغة والتمنن بها على أهلها، وحين انطلق الأصوليون من قوانين اللغة ونظامها البياني لم يكن ذلك إلا ترسماً للهدي القرآني، وتمثلاً لتوجيهاته، ولم يكن ذلك بنزعة عنصرية أو شعوبية كما يحلو للبعض أن يقول.
أما في الخطاب العلماني فإن المقاصد هي تلك التي تحقق للإنسان التواءم مع واقعه الذي يعيشه أياً كان هذا الواقع، ولعلها تلك التي تستجيب للمعقوليات والضمائر الحديثة، وتُصالح الإنسان مع المجتمع الذي يعيش فيه أياً كان هذا المجتمع، وبذلك يخرج الإنسان من دائرة الغربة إلى فضاء الانسجام، ويتخلى عن استراتيجية الرفض والممنوع، والحلال والحرام [ذهنية التحريم] (210) لينخرط في دوامة الحياة كما هي بدون تشنج أو تردد، وينفرط نظام خصوصيته، وقوام شخصيته في عولمتها الصاخبة الجارفة.
ومن هنا فإن الحديث عن مقاصد الله عز وجل في النص أمر بعيد المنال، وخارج حدود الوسع البشري، ولذلك يجب التوجه للبحث في النص عن مقاصد القارئ أو المتلقي، أو بعبارة أخرى عن تبرير لمقاصده. إن القرآن الكريم يقول كل شيءٍ ولا يقول شيئاً بنظر الخطاب العلماني، أي لا يقول شيئاً يحد من إرادة الإنسان، ويقول كل شيءٍ يبرر أهواءه ورغباته وقناعاته. ولكي يُقوّل القرآن ذلك يتم حشد كل الوسائل الممكنة من فلسفات، ومناهج لسانية، وبنيوية، وتفكيكية دون اعتبارٍ لقائل النص أو لغته أو حضارته أو مقاصده.
وفي هذه الحالة لم تعد هناك حاجة للنص أصلاً إلا حين يستدعى ليكون غطاءً للتبرير، ورداءً للمشروعية، لقد تحول النص كما أراد الخطاب العلماني فعلاً إلى أيديولوجية تسويغية أو تسويقية وظيفتها تكريس حاكمية الإنسان في هذا الكون.
وبذلك يبدو لنا أن المفاهيم الأصولية المعلنة كالمقاصد والمصالح والمغزى ليست إلا شعارات مُفرَغة من مضامينها يراد لها أن تحقق غايات فكرانية (211) مسبقة تم الاتفاق عليها في الخطاب العلماني، ويُتوَسَّل في تمريرها إلى العقل الإسلامي بأن تُقنع بأردية إسلامية. في حين أن المقاصد في ميزان الإسلام تابعة للنص وخاضعة له ولكل توابعه كالسنة والإجماع والقياس والاستحسان وغير ذلك، بالإضافة إلى كونها محكومة برؤية أخروية غيبية، أما في الخطاب العلماني فإن المقاصد عبارة عن الأهواء والأغراض والشهوات وكل ما يحقق للإنسان دنيويته المحضة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:15]ـ
الهوامش
(1) الهرمينوطيقا مصطلح يراد به التأويل أو فن قراءة النصوص والفنون ولكنه أصبح يُعنى بالبراعة الاستدعائية أو الاستيحائية من خلال التأمل في النصوص أو الأعمال الفنية المختلفة وأصبح القارئ يبتعد جداً عن النص الأصلي معتمداً على ما يسميه امبرتو إيكو " التوالد الإيحائي " أو " التناظر والانتقال المزيف ". ومن هنا أردت أن ألفت نظر القارئ إلى الصلة بين الهرطقة والهرمينوطيقا بجامع القراءة المزيفة للنصوص في كليهما. كتبت في ذلك مبحثاً في أطروحتي للدكتوراة بعنوان " العلاقة بين العلمانية والغنوصية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) انظر: محمد عابد الجابري في مواطن كثيرة من كتابه " بنية العقل العربي " على سبيل المثال ص 61 - 64، 550، 551، 564، 543 ومحمد الطالبي " أمة الوسط " ص 137، 126 وله أيضاً " عيال الله " ص 143، 144 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد: النص لواقع المصلحة " ص 96/ 97 وعبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 80، 66 محمد أركون " تاريخية الفكر " ص 170 وحسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 36. والمراد بمقاصد الشريعة: الغاية منها، والأسرار التي وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها. انظر: د. أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الشاطبي " ص 6.
(3) انظر: حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 195 وانظر: الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 309، 310 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد: النص الواقع المصلحة " ص 161، 162، 138، 105، 133 ونوال السعداوي " المرأة والدين والأخلاق " ص 52 وانظر: نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 207.
(4) انظر: الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 61، 8 وطيب تيزيني " الإسلام والعصر " ص 24، 26 وحسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146، 147 والصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 32.
(5) انظر: الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 5 وانظر: المنصف بن عبد الجليل " في قراءة النص الديني " ص 39.
(6) انظر: عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 72، 73، 195.
(7) انظر: العشماوي " أصول الشريعة " ص 178، 117، 113 وله أيضاً " جوهر الإسلام " ص 36، 15.
(8) انظر: العشماوي " أصول الشريعة " ص 180 و" جوهر الإسلام " ص 18 – 21.
(9) انظر: طيب تيزيني " الإسلام والعصر " ص 105، 148.
(10) انظر: أنور خلوف " القرآن بين التفسير والتأويل والمنطق العقلي " ص 34.
(1) أركون " تاريخية الفكر " ص 103.
(2) طيب تيزيني " النص القرآني " ص 184.
(3) أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 124 والنص للمترجم هاشم صالح.
(4) الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 183.
(5) العشماوي " جوهر الإسلام " ص 17، 18.
(6) انظر: الجابري " بنية العقل " ص 63.
(7) الجابري " بنية العقل " ص 37 وانظر: مبروكة الشريف جبريل " الخطاب النهضوي .. " ص 311.
(8) السابق ص 547.
(9) الجابري " بنية العقل " ص 58.
(20) انظر: السابق ص 562.
(21) انظر: الجابري " بنية العقل " ص 539، 552، 551، 550.
(22) انظر: السابق ص 547.
(23) انظر: الجابري " بنية العقل " ص 538 وأركون " تاريخية الفكر " ص 170 " وطيب تيزيني " النص القرآني " ص 422 " ونصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 201 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد والنص لواقع المصلحة " ص 112.
(24) انظر: نصر حامد " الخطاب والتأويل " ص 201.
(25) الجابري " بنية العقل " ص 502 وانظر: أحمد الريسوني "نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 262 – دار الكلمة – المنصورة – مصر – الطبعة الأولى – 1997 م، 1418هـ.
(26) انظر: محمد جمال باروت " الاجتهاد النص الواقع المصلحة " ص 112.
(27) انظر: الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 80.
(28) انظر: آسيا المخلبي " مبحث التأويل في الفكر العربي المعاصر نصر حامد نموذجاً " ص 54.
(29) عنوان كتاب نصر حامد أبو زيد " الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية " – دار سينا – القاهرة.
(30) أبو زيد " الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجيا الوسطية " ص 26، 27، 29 – طبعة القاهرة 1992 وانظر: د. عمارة " التفسير الماركسي للإسلام " ص 91.
(31) السابق ص 101 وانظر: د. عمارة " التفسير الماركسي " ص 92.
(32) أركون " تاريخية الفكر " ص 73.
(33) السابق ص 213.
(34) انظر: نصر حامد أبو زيد " النص السلطة، الحقيقة " ص 212.
(35) أبو زيد " الإمام الشافعي وتاسيس الأيديولوجيا الوسطية " ص 68 – نسخة دار سينا وانظر: رفعت فوزي عبد المطلب " نقض كتاب نصر حامد ودحض شبهاته " ص 110.
(36) العشماوي " معالم الإسلام " ص 153، 155، 109 و د. عمارة " سقوط الغلو العلماني " ص 105.
(37) أركون " تاريخية الفكر " ص 297.
(يُتْبَعُ)
(/)
(38) انظر الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 11.
(39) سورة التغابن آية:12.
(40) بلعيد " القرآن والتشريع " ص 276.
(41) أركون "نافذة على الإسلام " ص 99.
(42) الجابري " بنية العقل " ص22 وله: " تكوين العقل " ص 106.
(43) الجابري " تكوين العقل العربي " ص 105.
(44) انظر: عبد المجيد الشرفي " لبنات " ص 143.
(45) انظر: محمد شحرور " نحو اصول جديدة " ص 111 وعبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 184، 185 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد الواقع المصلحة " ص 83، 82.
(46) انظر: محمد جمال باروت " الاجتهاد: النص الواقع المصلحة " ص 290. انظر: الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص23. تحقيق د. أحمد عبد الرحيم السايح – الدار المصرية اللبنانية ط1/ 1413هـ 1993م.
(47) رسالة الطوفي في رعاية المصلحة ص 45 وانظر: باروت السابق ص 103.
(48) انظر: الطوفي السابق ص 45 وباروت " السابق " ص 103.
(49) انظر: الطوفي السابق نفسه.
(50) الطوفي السابق ص 44 - 46 وانظر: باروت " الاجتهاد: النص، الواقع، المصلحة " ص 104.
(51) انظر: باروت " السابق " ص 105.
(52) الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص 47.
(53) انظر: العشماوي " الإسلام السياسي "ص 191.
(54) انظر: حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 195.
(55) انظر: نوال السعدواي " المرأة الدين الأخلاق " ص 52.
(56) الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 310.
(57) حاج حمد " العالمية الإسلامية الثانية 2/ 332 وانظر:بو هراوة. محمد سعيد " البعد الزماني والمكاني وأثرهما على التعامل مع النص الشرعي " ص 99. دار الفجر – الأردن.د. ت و د. ط.
(58) حاج حمد " العالمية الثانية " 2/ 334 و " البعد الزماني " ص 99
(59) انظر: حاج حمد " العالمية الثانية " 258.
(60) السابق 257.
(61) يشير إلى كتاب محمود طه " الرسالة الثانية من الإسلام ".
(62) حاج حمد " العالمية الثانية " ص 257.
(63) حاج حمد " العالمية الثانية " ص 250.
(64) حاج حمد " منهجية القرآن المعرفية " ص 22، 23 و " البعد الزماني " ص 129.
(65) انظر: العالمية الثانية ص 291، 294.
(66) انظر العالمية الثانية ص 278، 279.
(67) انظر: الجابري " وجهة نظر " ص 57 – 60 وانظر: حسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146، 147.
(68) سورة المائدة آية: 48.
(69) انظر: حاج حمد "العالمية الثانية" ص 249.
(**) ننوه هنا إلى أننا نتحفظ على وصف الباحث لأبي القاسم حاج حمد بـ ((العلماني)) (والمقصود بهذا الوصف هو النزعة المادية بالطبع وليس العلمانية السياسية وحسب)، وقد أبلغنا الباحث من قبل تحفظنا الشديد على وضع (حاج حمد) في مصاف المستشار العشماوي وأمثاله ممن يعمل النظر في النص القرآني والديني من خارج المنظومة (المحرر).
(70) انظر: السابق 378، 279.
(71) العشماوي "معالم الإسلام " ص 61، 62، 279، 281.
(72) العشماوي "أصول الشريعة " ص 108، 109 وانظر: د. عمارة " سقوط الغلو العلماني" ص 222.
(73) انظر: العشماوي " أصول الشريعة " ص 178.
(74) انظر: العشماوي " أصول الشريعة " ص 117 " وانظر له: " جوهر الإسلام " ص 15، 13.
(75) انظر: " العشماوي " أصول الشريعة " ص 113 وانظر له: " جوهر الإسلام " ص 21.
(76) انظر: العشماوي " جوهر الإسلام " ص 39، 18، 19.
(77) انظر: السابق ص 36.
(78) انظر: السابق ص 18، 19، 15.
(79) انظر: السابق ص 21.
(80) انظر: السابق نفسه.
(81) انظر: السابق ص 42، 47.
(82) انظر: العشماوي " أصول الشريعة " ص 117.
(83) انظر: السابق 119.
(84) انظر: السابق ص 122، 124.
(85) انظر: السابق ص 123.
(86) انظر: " الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 198.
(87) نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " ص 86، 179 "ويحيل إلى مصدر لأركون باللغة الفرنسية.
(88) انظر: بلعيد " القرآن والتشريع " ص 32.
(89) انظر: عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 61، 60.
(90) انظر: السابق: ص 5.
(91) انظر: السابق ص 195.
(92) انظر: السابق ص 8.
(93) حسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146، 147.
(94) انظر: " العالمية الثانية " ص 271.
(يُتْبَعُ)
(/)
(95) انظر: القمني " رب الزمان " ص 43.
(96) انظر: حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 205، 206.
(97) انظر: القمني " رب الزمان " ص 237.
(98) انظر: محمد جمال باروت " الاجتهاد: النص والواقع المصلحة " ص 136، 137.
(99) انظر: فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً " ص 193.
(100) انظر: القمني " الفاشيون والوطن " ص 214، 215، 89.
(101) انظر: الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 24، 47، 309.
(102) انظر: عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 52.
(103) انظر: طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " ص 219.
(104) انظر: أنور خلوف " القرآن بين التفسير والتأويل والمنطق العقلي " ص 25، 65.
(105) انظر: طيب تيزيني " النص القرآني " ص 375.
(106) انظر: نائلة السليني " تاريخية التفسير القرآني " ص 80.
(107) انظر: حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 27.
(108) انظر: نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 117 وانظر: آسيا المخلبي " مبحث التأويل في الفكر العربي المعاصر نصر حامد أبو زيد نموذجاً "ص 55 – جامعة نواكشوط – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – قسم الفلسفة – بحث لنيل الشهادة المتريز في الفلسفة 1994، 1995م.
(109) انظر: العشماوي " الإسلام السياسي " ص 48 و" أصول الشريعة " ص 139.
(110) أعني بالمجازفة والارتجال معنى واحداً هو إطلاق الأحكام، وإكثار الكلام بدون أي أدلة أو براهين.
(111) الشاطبي " الموافقات " 1/ 26 دار المعرفة – بيروت –ط1/ 1415 هـ 1994م تحقيق د. عبد الله دراز. وانظر د. أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253 – دار الكلمة – المنصورة – مصر ط 1/ 1997، 1418 هـ.
(112) الموافقات 1/ 23 وانظر: د. الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253.
(113) انظر: د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 254.
(114) السابق نفسه.
(115) السابق ص 256.
(116) السابق ص 254، 257.
(117) السابق 259.
(118) انظر: د. الريسوني " السابق " ص 24 – 46.
(119) انظر: السابق ص 32.
(120) انظر: د. أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253 فما بعد وانظر د: طه عبد الرحمن " تجديد المنهج في تقويم التراث " ص 97 فما بعد – المركز الثقافي العربي – بيروت الدار البيضاء ط 2 / د، ت. وانظر: د. عبد الرحمن إبراهيم كيلاني " قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي " دار الفكر – دمشق و أيضاً: حمادي العبيدي " الشاطبي ومقاصد الشريعة " منشورات كلية الدعوة الإسلامية – طرابلس.
(121) الجابري " بنية العقل العربي " ص 540 وانظر: باروت " الاجتهاد: النص الواقع المصلحة " ص 107 مناظرة مع د. الريسوني
(122) د. الريسوني " الاجتهاد النص الواقع والمصلحة " ص 151.
(123) انظر: الشاطبي " الموافقات " 1/ 26. بل إن الشاطبي خلافاً لكثير من العلماء كان لا يأخذ الفقه إلا من كتب الأقدمين ولا يرى لأحدٍ أن ينظر في هذه الكتب المتأخرة. انظر: الموافقات 1/ 86.
(124) الإمام الشافعي " الرسالة " ص 20 – بيروت – دار الكتب العلمية د. ت.
(125) انظر: " الرسالة للإمام الشافعي " ص 21، 22.
(126) الشاطبي " الموافقات " 3/ 333 –.
(127) الشاطبي " الموافقات 3/ 339.
(128) انظر: السابق 3/ 331 –332.
(129) السابق 3/ 335.
(130) انظر: الموافقات 1/ 78 وانظر: د. طه عبد الرحمن " تجديد المنهج في تقويم التراث " ص 117 و انظر: عبد الإله إحسيني " ضوابط السياسة الشرعية " بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا – شعبة الدراسات الإسلامية – جامعة الحسن الثاني – المحمدية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن مسيك المغرب، إشراف د: عقى النماري 1420 هـ 1999 م.
(131) الشاطبي " الموافقات " 1/ 36.
(132) الشاطبي " الاعتصام " 1/ 45. تصحيح الشيخ محمد رشيد رضا - مطبعة المنار بمصر لا توجد أي بيانات إضافية.
(133) الشاطبي " الاعتصام " 1/ 50.
(134) الشاطبي " الاعتصام " 1/ 52 – 53.
(135) سورة يوسف آية: 2.
(136) سورة الشعراء آية: 195.
(137) الشاطبي الموافقات 2/ 375.
(يُتْبَعُ)
(/)
(138) الشاطبي " الموافقات " 2/ 376 - 377 وانظر: الرسالة للإمام الشافعي ص 51 - 52 والريسويني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ص " 235، 236.
(139) الشاطبي "الموافقات " 4/ 667.
(140) الموافقات " 4/ 485 وانظر: د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 236.
(141) الشاطبي " الاعتصام " 2/ 293.
(142) الإمام الشاطبي " الموافقات " 4/ 485. جمهور الأصوليين على أن المجتهد لا يشترط فيه التبحر في العربية إلى درجة أئمة العربية وإنما يشترط فيه القدر الذي يمكنه من فهم الكتاب والسنة قال الإمام الغزالي "" والثاني: معرفة اللغة والنحو على وجه يتيسر له فهم خطاب العرب وهذا يخص فائدة الكتاب والسنة ... والتخفيف فيه أنه لا يشترط أن يبلغ درجة الخليل والمبرد وأن يعرف جميع اللغة ويتعمق في النحو بل القدر الذي يتعلق بالكتاب والسنة "" المستصفى 2/ 351 – 352. واشترط الآمدي أن يكون "" عالماً باللغة والنحو، ولا يشترط أن يكون في اللغة كالأصمعي وفي النحو كسيبويه والخليل بل أن يكون قد حصل من ذلك على ما يعرف به أوضاع العرب والجاري من عاداتهم في المخاطبات .. "" الإحكام في أصول الأحكام 4/ 142. واشترط أبو الحسين البصري "" أن يعلم المستدل ما وضع له الخطاب في اللغة وفي العرف وفي الشرع ليحمله عليه ... "" المعتمد للبصري 2/ 358. وسياق كلام البصري يبدو منه أنه لا يشترط التبحر في العربية.
(143) انظر " الموافقات 1/ 41 وانظر: د. الريسوني " السابق نفسه.
(144) الإمام الشافعي "الرسالة " ص 50.
(145) الإمام الشافعي " الرسالة " ص 51 - 52 وانظر: بو هراوة " البعد الزماني " ص 48.
(146) انظر: الرازي " المحصول " 1/ 275.
(147) لقد تناولت ذلك في أسس التأويل كما يراها الخطاب العلماني في مبحث مستقل في أطروحتي للدكتوراة.
(148) التورخة اشتققتها من التوريخ وهو لفظ رديف لكلمة تأريخ فيقال تأريخ وتوريخ راجع لابن منظور " لسان العرب " مادة أرَّخ و ورَّخ. وكذلك في القاموس المحيط. والخطاب العلماني يستخدم كلمة أرخنة وهي وإن كانت متداولة في الكتابات العلمانية والأركونية خصوصاً بكثرة إلا أن الأقرب إلى الأصل اللغوي كما أرى هي كلمة تورخة أو تأرخة.فيقال تورخة النص أو تأرخة النص.
(149) انظر: " الموافقات " 1/ 80 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 277.
(150) انظر: الموافقات 2/ 585 والاعتصام 2/ 135 ونظرية المقاصد " ص 275.
(151) انظر: الموافقات 2/ 586.
(152) انظر: الموافقات 2/ 469 و 455.
(153) انظر: الموافقات " 1/ 299.
(154) انظر: الموافقات 1/ 300.
(155) انظر: الموافقات " 1/ 266 - 268.
(156) انظر: الموافقات 2/ 427.
(157) انظر: الموافقات 2/ 429.
(158) انظر: الموافقات 2/ 457.
(159) انظر: الموافقات 1/ 310.
(160) راجع ص 307.
(161) انظر: الزركشي " البرهان " 2/ 17 – دار المعرفة – بيروت 1972 / ط 3.
(162) الموافقات 2/ 667، 3/ 111، 112، 114 و انظر: د. الريسوني نطرية المقاصد " ص 277.
(163) سورة البقرة آية:183.
(164) سورة البقرة آية: 205.
(165) سورة البقرة آية: 188. انظر: ابن عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " ص 21 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 130.
(166) انظر: ابن عاشور " السابق " ص 21 أيضاً.
(167) الموافقات 2/ 668.
(168) الموافقات 1/ 37.
(169) انظر: الموافقات 2/ 681 - 683 والاعتصام 1/ 361.
(170) انظر: الموافقات 1/ 29، 30 و 2/ 322، 362، 364 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 245.
(171) انظر: ابن عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " ص 20 – الشركة التونسية للتوزيع والنشر – تونس – الشركة الوطنية للكتاب – الجزائر د، ط / د، ت.
(172) الموافقات 2/ 371 - 373 وانظر: هراوة " البعد الزماني " ص 60.
(173) الشاطبي " الموافقات " 3/ 12.
(174) الموافقات 3/ 7 - 9 وانظر: هراوة " البعد الزماني ص 60.
(175) الشاطبي: " الاعتصام " ص 1/ 184 – 185.
(176) انظر: نصر حامد " نقد الخطاب الديني " ص 223، 225.
(177) انظر: الشاطبي " الموافقات " 2/ 681 – 682.
(178) انظر: محمد شحرور " الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة " ص 606، 607.
(يُتْبَعُ)
(/)
(179) انظر: عبد الرحمن حللي " استخدام المناهج الحديثة في دراسة الإسلام قراءة في كتاب الإسلام بين الرسالة والتاريخ لعبد المجيد الشرفي " مجلة الحياة الثقافية – ص 46 عدد 129 السنة 26 نوفمبر 2001 تونس.
(180) انظر: علي حرب " نقد النص " ص 20.
(181) السابق ص 21.
(182) انظر: د. الجابري " بنية العقل " ص 540.
(183) انظر: محمد جمال باروت " الاجتهاد: النص، الواقع، المصلحة " ص 107.
(184) انظر: د. أحمد الريسوني "الاجتهاد: النص الواقع المصلحة " ص 33.
(185) انظر: السابق ص 36، 37.
(186) انظر: الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص 44 - 45.
(187) انظر: الريسوني " الاجتهاد: النص، الواقع، المصلحة " ص 38.
(188) انظر: الريسوني " الاجتهاد: النص الواقع المصلحة " ص 39 وانظر: د. القرضاوي " التطرف العلماني في مواجهة الإسلام " ص 144، 145 وانظر: محمد الهادي مصطفى الزمزمي " الإسلام الجريح " ص 48، 49.
(189) انظر: كتابه " لبنات " 165 فما بعد وكتابه " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 64.
(190) وكثيراً ما راجعنا الموظفين في مثل هذه الأوقات فنجدهم إما يأكلون وإما يشربون الشاي وتجد مكاتب العمل والأوراق قد أصبحت طاولات طعام وشراب واختلطت أضابير المواطنين بلفائف السندويش والفول والطعمية.
(191) انظر: الريسوني " الاجتهاد، النص والواقع المصلحة " ص 39، 41.
(192) المراد بالحجاب في هذا السياق هو اللباس الذي تستر به المرأة جسدها ما عدا الوجه والكفين وقد يراد به بالذات غطاء الشعر. في سنة 1915م صدرت مجلة بعنوان " السفور " رئيس تحريرها عبد الحميد حمدي كان هاجسها الأساسي هو محاربة الحجاب انظر: زكي نجيب محمود " وجهة نظر " ص 90 ثم كثر دعاة السفور فكان في مصر سلامة موسى يقول: "" فقد نزل الحجاب بالمرأة من مستوى الإنسان إلى حضيض الحيوان ... حيوان المغاور الذي يعيش في الظلام "" سلامة موسى " اليوم والغد " ص 30 ويقول: "" والحق أننا الآن بواسطة هذا الحجاب نعيش في العالم وكأننا في محجر بمثابة المجذومين لا يمسهم أحد "" سلامة موسى====" اليوم والغد " ص 31. وفي تونس الطاهر الحداد انظر كتابه " امرأتنا بين الشريعة والمجتمع " ص 32، 33، 182، 184 ثم في ليبيا الصادق النيهوم انظر كتابه " محنة ثقافة " ص 86 و "كتابه الإسلام في الأسر " ص 61 وكتابه " إسلام ضد إسلام " ص 209 ثم من المعاصرين في سوريا محمد شحرور انظر كتابه " الكتاب والقرآن قراءة معاصرة " ص606، 607 وكتابه " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي " ص 47، 365، 366، 354، 341 وفي مصر: نوال السعداوي تحارب الحجاب في كل كتبها انظر: " المرأة الدين الأخلاق " ص 28 والعشماوي: انظر كتابه " حقيقة الحجاب وحجية الحديث " ص 29، 30، 71، 79، 80 و" معالم الإسلام " ص 124، 125 وحسين أحمد أمين انظر كتابه " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 64، 67، 68 فما بعد والشرفي انظر كتابه " الإسلام بين الرسالة التاريخ " ص 108.
(193) انظر: الريسوني " الاجتهاد النص الواقع المصلحة ص 43.
(194) يعترف الخطاب العلماني بأن السفور يسبب هدراً كبيراً من المال بسبب دخول النساء في منافسات استعراضية على الماكياج والزينة وأزياء الموضة المختلفة وإذا كان بعض العلمانيين يعترفون بذلك ليبرروا ازدياد ظاهرة الحجاب فإننا نقول هنا: إن هذا التبذير الذي يؤدي إليه السفور وحده يؤكد أن المصلحة مع الحجاب والحجاب مع المصلحة، أما ما يزعمه عزيز العظمة من أن تنامي عدد المحجبات في دمشق سببه الرغبة في التخلص من مصاريف الموضة فهو مسألة أخرى ليس هنا مكان مناقشتها. انظر: عزيز عظمة " العلمانية تحت المجهر " ص 182. وهو نفس الزعم الذي يردده العشماوي عندما يرى أن العامل الاقتصادي هو العامل الأساسي في ازدياد عدد المحجبات بسبب التكاليف الباهظة لعمليات تصفيف الشعر. انظر له: " حقيقة الحجاب وحجية الحديث " ص 31.
(195) الريسوني " الاجتهاد والنص الوقع المصلحة " ص 44، 45. هل يمكن لعاقل أن يتصور أن المصلحة في أن تكشف المرأة عن كل جسدها ما عدا شريط يستر سوأتها كما يخبص شحرور؟! انظر: " الكتاب والقرآن قراءة معاصرة " ص 606 – 607.
(يُتْبَعُ)
(/)
(196) انظر: عزيز العظمة " العلمانية تحت المجهر " ص 190.
(197) انظر:د. محمد شحرور " نحو أصول جديدة " ص 99، 103 حيث يؤول القطع بالكف أي كفوا أيديهما عن السرقة بالسجن مثلاً وحسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 44 حيث ينقل عن عبد العزيز فهمي باشا القول بأن قطع يد السارق معناه قطعه عن السرقة بتوفير العيش الكريم له، ولكن أمين يرفض ذلك ويرى أن عقوبة القطع تاريخية أي تناسب ذلك العصر فقط انظر ص 44، 47.
(198) انظر: د. محمد عابد الجابري " وجهة نظر " ص 57 – 60 وحسين أحمد أمين المرجع السابق الصفحة نفسها. والصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 199.
(199) ((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنْ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ فَإِنَّ الْإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَرِوَايَةُ وَكِيعٍ أَصَحُّ وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَيَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْكُوفِيُّ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا وَأَقْدَمُ)). سنن الترمذي – كتاب الحدود عن رسول الله – باب ما جاء في درء الحدود – رقم 1344. ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا)). سنن ابن ماجة – كتاب الحدود – باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات – رقم 2535.
(200) الريسوني " الاجتهاد والنص الواقع المصلحة " ص 47 - 49.
(201) السابق ص 49.
(202) قد يعترض هنا بأنني قلت: بأنه لا توجد علمانية معتدلة فأقول: يمكن أن نقترح تفريقاً: بين علمانية كاملة، وعلمانية ناقصة، والعلمانية الكاملة تتمثل في الزندقة والإلحاد، والعلمانية الناقصة تتمثل في تأثر بعض المسلمين بالفكر العلماني دون الانخراط فيه إلى النهاية.
(203) المناط الخاص مصطلح لا يكتفي فيه المجتهد بتحقيق المناط بصفة عامة وإجمالية وتنزيل الأحكام والتكاليف على من هم داخلون تحت عموم مقتضياتها، وإنما ينظر في الحالات الفردية التي تخص كل مكلف ويقدر خصوصياتها وما يليق بها ويصلح لها مراعياً في المكلف الظروف الخاصة التي يراها فيه. انظر: الشاطبي " الموافقات " 4/ 470 – 471. و د. الريسوني " الاجتهاد النص الواقع المصلحة " ص 65.
(204) انظر: د. محمد سعيد رمضان البوطي " ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية " ص 107 فما بعد. ونحيل هنا أيضا إلى الكتب التالية التي تعالج قضية المصلحة بشكل شافٍ كافٍ: - المصلحة في الشريعة الإسلامية د. مصطفى زيد. و " أصول التشريع الإسلامي " الأستاذ علي حسب الله. و "نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي " حسين حامد حسان.
(205) انظر: د. عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 47.
(206) السابق ص 61.
(207) انظر: عبد الرحمن حللي " استخدام المناهج الحديثة في دراسة الإسلام. قراءة في كتاب " الإسلام بين الرسالة والتاريخ لعبد المجيد الشرفي " ص 54 - 55 مقال في مجلة " الحياة الثقافية العدد 129 السنة 26 نوفمبر. 2001 م تونس.
(28) انظر: السابق نفسه.
(209) انظر: د. محمد بلتاجي " منهج عمر بن الخطاب في التشريع " – مكتبة الشباب ط 2/ 1418 هـ 1998 م " عمر بن الخطاب حياته على أدبه " د. علي أحمد الخطيب عالم الكتب – بيروت ط 1/ 1406 هـ 1986 م " فقه عمر موازناً بفقه أشهر المجتهدين " د. رويعي بن راجح الرحيلي. " الأصول النظرية لفقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه " عبد الفتاح برزوق. رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا – جامعة الحسن الثاني المحمدية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن مسيك، إشراف د: عقى النماري " 1420 هـ 1999 م شعبة الدراسات الإسلامية تخصص الفقه والأصول.
(210) عنوان كتاب لصادق جلال العظم.
(211) كلمة فكرانية مصطلح استخدمه د. طه عبد الرحمن وهو بديل لكلمة أيديولوجية.
المصدر ( http://www.almultaka.net/abhass.php?subaction=showfull&id=1125434924&archive=&start_from=&ucat=2&)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 07:22]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 09:42]ـ
بارك الله فيك.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 10:07]ـ
جزاك الله خير
(المدخل المقاصدي) حقاً هو معقل من معاقلهم المتهاوية التي حولها يدندنون!
نفع الله بك
أسأل الله أن ييسر لي عودة متأنية ومنهلاً طيباً مباركاً مماجمعتم
أثابكم الله
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:37]ـ
جزاك الله خير الجزاء ياشيخ عبدالرحمن على هذه الفائدة ....
وهل كتاب المدخل مطبوع في المكتبات؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:47]ـ
شكر الله لكم
أخي الفاضل الشيخ إبراهيم: لا أدري.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:07]ـ
****مكرر******
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:08]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الإثراء الفكري لموضوع كهذا، هذه الدراسات المعمقة مهمة لتحطيم كبرياء بعض الرموز العلمانية التي تظن أن الكتّاب الإسلاميين خُلو عن الرقي إلى هذا المستوى من النقد العقلاني المفصّل. ومطارحتهم بأمثال هذه مما لا يجعلهم يشعرون بالارتياح قطعاً. وهذه دعوة لنفسي والإخوة من طلبة العلم أن ندرّب أناملنا على معالجات كتابية تفاجيء هؤلاء بعدم جهلنا، وهو متيسر لذوي الهمة و محبي المعارف. والله الموفق
ـ[المغترب]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:47]ـ
ما شاء الله. بحث ماتع سأحرص بمشيئة الله على قراءته بدقة، ولكن هل يمكن توفيره مصورا لعل الله ييسر ونشارك بشيء من مشكاته؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 06:41]ـ
للرفع
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 07:35]ـ
جزاكم الله خيرا
تقول حفظك الله وسدد رميك عن النص
ويُحرَّف مضمونه عبر وسائل القراءة كـ الهرطقة أعني الهرمينوطيقا (1) لكي يستجيب لما تمليه عليه إرادة القارئ.
وياليتها ارادة قاريء يراوح حول النص باخلاص مستعينا بادوات النظر الاسلامي فيخطيء مع اجتهاد ولكن هؤلاء الهرمنيوطوقيون يقومون بمحاولات تسلل علمانية داخل حصون الاجتهاد الاسلامي فيحسبهم الجاهل علماء واهل فكر ونظر اسلامي فيما تراهم يحاولون تخريب الحقائق بأسلحة المذاهب الحقيرة والمعاول الهزيلة التي استعاروها من الغرب علي شكل مذاهب مادية تلغي الوحي عند أول نظرة وتحجب الغيب عند اول تعامل لها مع النصوص القرآنية فتبدأ بمبضع القص المادي لتزيل الحقائق الاصيلة في كل نص او حقيقة ثم تبدأ بإضافة المادة الفاسدة قبل استعمال ضرباتها الخائبة لتضاف هذه المواد الجافة الي النصوص فيرون من منظارها النص علي انه نتاج بيئة واختراع معرفة تاريخية اسطورية عاشها من اعلن النص او بلغ النصوص فيحجب الجاف الذكر الرطب ويمنع القاسي الماء الزلال ويحجز النور من الاضاءة التي تنفذ الي الروح والجسد وتفيض علي العالم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 06:53]ـ
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة، وأحلت إليها في الهوامش، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني.
في الحقيقة هذا منهج جيد في تناول المنظومة ونصوصها الداخلية بدون التطرق للاشخاص
وانا في كتابي اقطاب العلمانية قمت بوضع منهج اخر وهو ذكر الاشخاص وبيان منهج كل واحد منهم في التعامل مع الاسلام كما قمت ببيان مصدر هذه المنهجية وكشف القناع الغربي الذي يتواري او يستتر به العلماني الغربي او نزعت القناع العلماني عن من يدعي الاجتهاد داخل حصوننا من العلمانيين المتسليين بمكر وبراعة وخفة وطيش!
والطريقتين يحتاجهما المسلم لمعرفة المنظومة العلمانية-ومذاهبها- في تعاملها مع النصوص الاسلامية وايضا في معرفة مذاهب اصحاب هذه النظريات ومدي تاثرهم باصولها الغربية وكيفية استخدامها في الحقل الاسلامي ولاشك ان ذكر الاسماء وعرض نظرياتهم المنقولة وطرق تطبيقهم-او تطبيقاتهم- لها امر مهم
فمنهم مثلا من يتناول التاريخ الانساني العام بمناهج مادية معينة ومنهم من يتناول التاريخ النبوي العام ومنهم من يتناول التاريخ النبوي الخاص لنبي من الانبياء كما فعل القمني والعشماوي وغيرهما في تناول نبوة موسي عليه السلام وتاريخ اهل الايمان في وقته او في تناول سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم كما فعل خليل عبد الكريم والقمني وجعيط وغيرهم ومنهم من تناول سيرة الصحابة كما فعل فرج فودة وغيره ومنهم من تناول شخصية تاريخية لها ارتباط بعرض الاسلام لها مثل شخصية بلقيس او ملكة سبأ كما فعل زياد مني وغيره مشككا بالعرض التاريخي القرآني لها وللتاريخ الذي ظهرت فيه ومنهم من تناول التوحيد في التاريخ البشري وفسره تفسيرا ماديا وحول حلقات التاريخ لصالح نظرية تطور التوحيد الغربية كما فعل كثيرون من العلمانيين ومنهم من قام باللعب في هذا الامر عن طريق تناول الاساطير في الحضارات كما فعل فراس سواح وغيره
كما منهم من تناول تفسير القرآن او بمصطلح أصح تناول تأويل القرآن تاويلا ماديا يرده الي اصول بيئية معرفية اسطورية كما فعل نصر حامد ابو زيد وغيره
فاحيانا يكون التفصيل وتناول النظريات واصحابها ضرورة في كشف النظريات المادية واصحابها واحيانا لايحتاج الامر الا كشف المنظومة ونقدها ويختلف هذا بحسب منهج الدراسة او الحاجة الملحة لبيان وكشف العلمانية واقنعتها العربية الحديثة حتي لايتواري ظل قناع بعيدا عن شمس الاسلام
طارق منينة (ابن الشاطيء)
صاحب كتابي اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
(موقفنا تجاه الفكر الضال) للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي (شفاه الله)
ـ[الناصح]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 10:32]ـ
موقفنا تجاه هذه الأفكار هو أن نؤمن بالله عز وجل، وأن ندعو الناس إلى ذلك، وأن نفرح ونحمد الله، لو علمنا نعمة الوحي التي بين أيدينا لقدرناها حق التقدير، ولكنا فعلاً كما قال الله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110].
تجربة بسيطة عشتها مع هذا الفكر - يقصد الشيخ (العلمانية) - وهي عن أناس يتخبطون في الجهل والوهم والظلمات، ما كنا نشعر بأن جيلنا هذا -مع أن القرآن بين أيديهم- يبحثون في قضايا منتهية بالنسبة لديننا، ويضيعون الأعمار والجهود بحثاً عن غاية هم يعيشون من أجلها، ولما انتشرت الصوفية الغربية نفسها كالماريشي وأمثاله، فإذا أردت أن تجتنب العلمانية بل أي فكر وأي ضلال؛ فعليك بكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهج السلف الصالح. وأن نأتمر بأمر الله، وأن نجتنب نواهيه، وأ، ترتاح قلوبنا، بذكره عز وجل، وأن نقرأ القرآن ما أمكن، وأن نحضر مجالس الذكر، وأن نجتنب مجالس اللهو والمعصية، وأن نخالط الأطهار ونجتنب الفجار، فهذه كلها تحصن الإنسان من شياطين الإنس وشياطين الجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.
إذا ربينا أنفسنا ونصحنا إخواننا وذوينا فإننا قد حصناهم ضد العلمانية، إن استطعنا أن ننصحهم ونوجههم بالأسلوب وبالإقناع العلمي، فهو أفضل فإنه قد تفشى في الأمة وصار إنكار المنكر هو المنكر، فلا بد أن نرد بأسلوب علمي ضد أي شبهة وهذا من التحصين ضده.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=2133
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 06:33]ـ
جزاك الله خير اخوى
ونسأل الله الشفاء العاجل للشيخ سفر الحوالى
ونسأل الله لنا وله الهدايه الى طريق الحق
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 08:41]ـ
لو كان العنوان: موقفنا من الفكر الضال. مقال للشيخ ... أو ما قبل النقطة فقط لكان خيراً.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كما قال الأخ حارث الهمام بالنسبة لتعديل العنوان لأن القارئ للوهلة الأولى
يعتقد أن الفكر الضال هو فكر الشيخ سفر الحوالى ...... أعاذه الله وأعاذنا من ذلك.
______________________________ _________
دعوة للمشاركة فى هذا الموضوع: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=36
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 05:32]ـ
لو كان العنوان: موقفنا من الفكر الضال. مقال للشيخ ... أو ما قبل النقطة فقط لكان خيراً.
تم التعديل، نفع الله بكم
وجزى الله الأخ الناصح والشيخ الكريم سفراً الحواليَّ خيراً
اللهم اشفِ الشيخ وانفع به وبارك في علمه وعمله
ـ[النجم]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 01:48]ـ
أسأل الله أن يشفي الشيخ المجاهد العلامة:سفر الحوالي أنه ولي ذلك والقادر عليه ,يشهد الله أني أحبه في الله
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 11:09]ـ
شفاه الله وعافاه ..
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 11:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك اله خيرا
و شفى الله الشيخ سفر
و نسأل الله جل و علا أن يحفظه من كل سوء و مكروه
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ونسأل الله الشفاء للشيخ سفر الحوالي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 11:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ونسأل الله الشفاء للشيخ سفر الحوالي
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 02:13]ـ
جزاك الله خيرا
و شفى الله الشيخ سفر(/)
د. شاكر النابلسي، ود. جواد هاشم،ود. العفيف الأخضر، وبيانهم الأممي
ـ[سفير الحق]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 12:10]ـ
أصدر هؤلاء الدكاترة بيانا في إيلاف بعنوان (البيان الأممي)، ولم يكتفوا بذلك بل قدموه إلى هيئة الأمم المتحدة يطالبون فيه بإنشاء محكمة دولية تحتفي بمحاكمة الإرهابيين بما في ذلك من يشجع الإرهاب باصدار فتاوى باسم الدين وسموا بعض العلماء والدعاة.
وماهو الإرهاب في نظرهم؟!!!!!!!!
إنه مقاومة المحتل، فهم يقفون مع المشروع الأمريكي في المنطقة، والعجيب أنهم يفتخرون بذلك، وسؤالي:
ماهي الحكومات العربية التي تؤيهم؟ وهل ترضى تلك الحكومات بكلامهم حيث يريدون إسقاط تلك الحكومات العربية وذلك بكلامهم عن إرهاب المقاومة.
وأين هم الآن؟ هل هم لاجئون سياسيون ويتكلمون من بعيد؟
أليس السكوت عنهم يزيد من تنامي كثيرٍ منهم
أليسوا خطراً على دول المنطقة خصوصا الحكام(/)
فضيلة الشيخ حامد العلي ....... والدولة الإسلامية في العراق
ـ[النجم]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 02:26]ـ
فضيلة الشيخ: هل يصح تسمية أبناء الجماعات الجهادية في العراق، عصاة، لأنهم لم يبايعوا ما يُسمى الدولة الإسلامية في العراق، وهل صواب أن هذه البيعة هي: (واجب العصر) وما هي الإمامة الشرعية التي يجب على الناس بيعتها، وما هو الفتوى في نازلة العراق بصورة عامة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنّ مثل هذا السؤال تكرر كثيرا، وكنتُ أُرجىء الجواب عليه، ريثما يثمر النقل الذي أرتضيه، للعلم الذي يُنبي عليه فهم شامل للواقع وتصوّره، وهذا أوان الجواب التفصيلي، وقبل الجواب على السؤال
نقدم تنبيهين:
أحدهما: معلومٌ إطباق العلماء، على أنّ التجرد لإتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه على كلّ ما سواه، هو قطب رحى الدين، ونظام عقيدة الموحّدين، وأنّ التعصب لآراء الرجال، والتحزّب المذموم لما عليه الطوائف ـ حتى لو كانت من أهل الجهاد ـ ليس من سبيل الهدى في شيء، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: (لا تقلّد دينك أحداً من هؤلاء، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه فخذ به).
وقال في مدارج السالكين واصفا الغرباء: (ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ التمسّك بالسنة إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا، وأكثر الناس بل كلّهم لائمٌ لهم).
وقال في مدارج السالكين واصفا أهل التجرد في إتباع الوحي: (وكان دين الله سبحانه، أجل في صدورهم، وأعظم في نفوسهم من أن يقدّموا عليه رأيا، أو معقولا، أو تقليدا، أو قياسا، فطار لهم الثناء الحسن في العالمين، وجعل الله سبحانه لهم لسان صدق في الآخرين، ثم سار على آثارهم الرعيل الأول من أتباعهم، ودرج على منهاجهم الموفقون من أشياعهم، زاهدين في التعصّب للرجال، واقفين مع الحجة، والاستدلال، يسيرون مع الحق أين سارت ركائبه، ويستقلون مع الصواب، حيث استقلت مضاربه، إذا بدا لهم الدليل، بأخذته، طاروا إليه زرافات، ووحدانا، وإذا دعاهم الرسول إلى أمر انتدبوا، لا يسألونه عما قال برهانا، ونصوصه أجل في صدورهم،وأعظم في نفوسهم من أن يقدموا عليها قول أحد من الناس، أو يعارضوها برأي أو قياس).
ثم قال محذّرا من التعصب بالتقليد: (ثم خلف من بعدهم خلوف، فرّقوا دينهم، وكانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون، وتقطّعوا أمرهم بينهم زبرا، وكلّ إلى ربهم راجعون،جعلوا التعصّب للمذاهب ديانتهم التي بها يدينون، ورءوس أموالهم التي بها يتجرون، وآخرون منهم قنعوا بمحض التقليد، وقالوا إنا وجدنا آباءنا على أمّة، وإنا على آثارهم مقتدون، والفريقان بمعزل عما ينبغي اتباعه من الصواب،ولسان الحق يتلوا عليهم ليس بأمانيّكم، ولا أمانيّ أهل الكتاب، قال الشافعي قدس الله تعالى روحه أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن له أن يدعها لقول أحمد من الناس.
قال أبو عمر وغيره من العلماء: أجمع الناس على أنّ المقلّد ليس معدودا من أهل العلم،وأن العلم معرفة الحق بدليله، وهذا كما قال أبو عمر رحمه الله تعالى، فإنّ الناس لا يختلفون أنّ العلم هو المعرفة الحاصلة عن الدليل، وأما بدون الدليل، فإنما هو تقليد.
فقد تضمن هذان الإجماعان، إخراج المتعصّب بالهوى، والمقلد الأعمى، عن زمرة العلماء، وسقوطهما باستكمال من فوقهما الفروض من وراثة الأنبياء، فإنّ العلماء هم ورثة الأنبياء، فإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا، ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وكيف يكون من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم، من يجهد، ويكدح في رد ما جاء به إلى قول مقلّده، ومتبوعه، ويضيع ساعات عمره في التعصّب، والهوى، ولا يشعر بتضييعه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان يقول في مدارج السالكين وهو يرد على الهروي: (شيخ الإسلام ـ يقصد الهروي ـ حبيبٌ إلينا،والحق أحب إلينا منه، وكلّ من عدا المعصوم، فمأخوذ من قوله ومتروك).
الثانية: أن أهل الجهاد شأنهم شأن غيرهم، قد يصيبهم ما يصيب المتنافسين على أمرٍ جامع ـ وإن كان من الحقّ ـ التشاحّ، والتحاسد، والأثرة، وحبّ الرئاسة، كما هو حال كثير من الدعاة، والحركات الإسلامية، وقد يخفى بعض ذلك على من يحمله،
كما قال شيخ الإسلام: (و أيضا مما يبين أن الإنسان قد يخفى عليه كثير من أحوال نفسه فلا يشعر بها، أن كثيرا من الناس يكون فى نفسه حب الرياسة،كامنٌ لا يشعر به، بل إنه مخلص فى عبادته، و قد خفيت عليه عيوبه، وكلام الناس فى هذا كثير مشهور، و لهذا سميت هذه الشهوة الخفية، قال شداد بن أوس: يا بقايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء، و لشهوة الخفية، قيل لأبي داود السجستاني ما الشهوة الخفية قال حب الرياسة فهي خفية تخفى على الناس، و كثيرا ما تخفى على صاحبها)
ولهذا قد يشقّ عليهم قبول الحقّ إن خالف ماهم عليه،
قال شيخ الإسلام: (طالب الرئاسة ترضيه الكلمة التى فيها تعظيمه، وإن كانت باطلا، وتغضبه الكلمة التى فيها ذمه، وإن كانت حقا، والمؤمن ترضيه كلمة الحق له، وعليه، وتغضبه كلمة الباطل له، وعليه، لأن الله تعالى يحب الحق، والصدق، والعدل،ويبغض الكذب،والظلم).
وقد يحملهم ذلك على إيذاء من ييبيّن خطأهم، والعدوان عليه، فهم بشر، وكلّ ابن آدم خطّاء، فيعتريهم ما يعتري البشر من نزعات الشيطان، وأهواء النفوس، وإذا كان هذا لم يُعصم منه حتى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يُعصم غيرهم منه؟!
غير أنّ هذا كلّه، لايجوز أن يصدّ القائم بالحق، القائل بالشريعة، من الصدع بها، على الوجه الذي تركها عليه نبيّنا صلى الله عليه وسلم، من غير تبديل، ولاتحريف، فهذا الواجب هو أعظم واجبات الدين، وأنفع خير للمسلمين، بل للناس أجمعين،
ذلك أنّ الإحداث في الدين من أعظم الجنايات، وإبطاله من أعظم الواجبات المتحتّمات، فلا يحابي فيه أحدٌ كائنا من كان.
وعلى القائم بهذا الواجب، أن يتحمّل أذى الناس صابرا محتسبا، ويستغفر لهم إن كانوا صالحين متأوّلين، ويدعو لهم بالهداية، والبصيرة، فهذا واجب أهل العلم ورسالتهم، لايبتغون من الناس جزاء، ولاشكورا.
ومعلومٌ أنه قد يقع بين أهل الجهاد، بسبب نزع الشيطان، والجهل، و الهوى، إذا أُهملت أخطاؤُهم، ولم تُقوَّم، ما هو أعظم، فتسفك الدماء،
لاسيما إن أنضم إلى الهوى الخفيّ، فسادٌ في العلم، تظنُّ معه كل طائفة أنها وحدها على الحقّ الذي لايجوز الخروج عليه، فتنزل الآخرين منزلة البغاة، فإن أصابتهم مع ذلك لوثة الغلوّ، جعلوا مخالفيهم مرتدين!
وقد يستحكم هذا الظنّ الخاطئ، فيولّد في النفس خداعا يثمر اعتقادا بالإختصاص بالمهدي المنتظر! ثم يحدث بسبب ذلك من العدوان، والبغي، والفساد في الحال، والمآل، ما يفرح الشيطان، ويحزن أهل الإيمان، ويذهب بعض ثمرات جهاد السنان.
ولاريب أن الشيطان إذا أيس من إظهار الكافرين على المؤمنين، سعى إلى التحريش بين المؤمنين، وقد يجد في ذلك متَّسعا، إن وجد له في الآذان مسمعا، فيسلك فيه طريقا موسّعا.
ولهذا وجب التنبيه على الزلل، والتحذير من الخطل، في طريق الجهاد، ليتجنّبه المخلصون، ولتسلم ثمرات الجهاد مما يعكّرها، وهو من النصح الواجب بذله، فالدين النصيحة، والمفروض على من المنصوح له قبولها.
وقد ذكرنا في مواضع كثيرة، أن مشروع الجهاد الإسلامي العالمي، ليس هو مشروع خاصّ بطائفة ما، ولا هو حكر على جماعة ما، بل على جميع القيادات القائمة عليه، أن يعُوا حقّ الوعي، أنه مشروع أمّة الإسلام، وهي أمّة في طريقها إلى النهوض الشامل، ولايمكن لأيّ طائفة مهما عظمت تضحياتها، أن تنهض لوحدها بالأمّة، مستأثرة بنفسها، مستبدّة برأيها، ملغية لجهاد من سواها، سواء جهاد السنان، أو اللسان،
فهذه الروح الإحتكاريّة، التمزيقيّة، من السهل أن تجمع لها الأنصار، وتجنّد لها الأتباع، فالناس ـ لاسيما الأحداث في السن أو العلم ـ جُبلوا على التعصّب للإنتماء، والشغف بالتميز على الآخرين به،
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذه الروح هي في الحقيقة، من أعظم المعوّقات في سبيل نهضة الأمة، ولاتصنع شيئا سوى أن ترجع بالأمّة القهقرى، وتكرّر التجارب الفاشلة السابقة.
ولهذا كان حقا على كلّ غيور على أمّتنا أن يبذل النصيحة، محذّرا من عاقبة إنتشار هذا المنحى ـ الإحتكار والتمزيق ـ في ساحات الجهاد، فهو خطر على مشروع أمّتنا، وليس على تلك الساحات فحسب.
ومن حقّ الأمّة أن ترى، و تسمع، من يوجّه أيّ إعوجاج في مشروع نهضتها، وتكون شاهدة على إنتقاد أيّ تجربة في طريق نهوضها، فلا أحد معصوم، ولا أحد فوق الإنتقاد مهما كان فضله وجهاده، حاشا رسولنا صلى الله عليه وسلم (وما ينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى).
والهدف هو تقويم الخطأ من أوّله، وتداركه قبل أن يتفاقم، فإنّ الرجوع إلى الصواب، خيرٌ من التمادي بالخطأ، والثائب إلى الحق، يرفعه الحق الذي ثاب إليه، ولاينقص من قدره شيء، بل يزيد.
ومن هذا الباب تأتي هذه النصيحة:
فنقول ـ بعد هذين التنبيهين ـ في الجواب على السؤال، بتوفيق الله تعالى
إن قائل ما ذكره السائل في سؤاله، قد غلط غلطا بيّنا، وما يُسمى بالدولة الإسلامية في العراق ـ إنْ قُصد أنها الإمامة الشرعية المعروفة في الشريعة ـ هو الخطأ الأساس الذي أثمر تأثيم الآخرين، ورميهم بالتقاعس عمّا أطلق عليه في السؤال (واجب العصر)؟!
إنّ الإمامة، التي هي الولاية الحاكمة بالشريعة، المبسوطة على الرعيّة بالقدرة، والشوكة، والسلطان، من أعظم شعائر الدين، فلايحل لأحدٍ كائنا من كان، أن يحدث فيها حدثا، ليس على سبيل المؤمنين،
وقد بين الله تعالى أنّ التمكين في الأرض، هو الذي يظهر به الدين، ويعلو بسلطانه على المعاندين، قال الحق سبحانه (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول " الذين إن مكناهم في الأرض " الآية ثم قال ألا إنها ليست على الوالي وحده، ولكنها على الوالي والمولى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذلكم، وبما للوالي عليكم منه، إن لكم على الوالي من ذلكم، أن يأخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يأخذ لبعضكم من بعض، وأن يهديكم للتي هي أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة، ولا المستكره بها، ولا المخالف سرها علانيتها).
ولايثبت هذا المنصب الديني عند أهل السنة ـ بخلاف الرافضة وغيرهم من أهل البدع ـ إلاّ لمن له سلطان، مبسوط اليد على الناس، يحصل بسلطانه، مقاصد الإمامة الشرعية حقّا، وواقعا، وهي ـ أعني المقاصد ـ ما سنبيّنه بعد قليل.
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة 1/ 527: (ليس هذا قول أئمة أهل السنة، وإن كان بعض أهل الكلام يقولون إن الإمامة تنعقد ببيعة أربعة، كما قال بعضهم تنعقد ببيعة اثنين، وقال بعضهم تنعقد ببيعة واحد، فليست هذه أقوال أئمة السنة، بل الإمامة عندهم تثبت بموافقة أهل الشوكة عليها، ولا يصير الرجل إماما حتى يوافقه أهل الشوكة عليها،الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الإمامة، فإن المقصود من الإمامة إنما يحصل بالقدرة والسلطان، فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان، صار إماما، ولهذا قال أئمة السلف من صار له قدرة وسلطان يفعل بهما مقصود الولاية فهو من أولى الأمر الذين أمر الله بطاعتهم مالم يأمروا بمعصية الله، فالإمامة ملك وسلطان والملك لا يصير ملكا بموافقة واحد،ولا اثنين، ولا أربعة، إلا أن تكون موافقة هؤلاء تقتضي موافقة غيرهم، بحيث يصير ملكا بذلك، وهكذا كل أمر يفتقر إلى المعاونة عليه، لا يحصل إلا بحصول من يمكنهم التعاون عليه، ولهذا لما بويع علي رضي الله عنه وصار معه شوكة صار إماما .. )
وقال أيضا في منهاج السنة عن الإمام أحمد: 1/ 529 (وقال في رواية إسحاق بن منصور وقد سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، ما معناه؟ فقال تدري ما الإمام؟ الإمام الذي يجمع عليه المسلمون، كلهم يقول هذا إمام فهذا معناه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في موضع آخر 8/ 227 (فإنه لا يشترط في الخلافة إلا اتفاق أهل الشوكة والجمهور، الذين يقام بهم الأمر، بحيث يمكن أن يقام بهم مقاصد الإمامة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، عليكم بالجماعة فإن يدالله مع الجماعة، وقال إن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد)
وقال في موضع آخر ردا على الرافضي الذي أنكر إمامة من قبل علي رضي الله عنه 8/ 264: (قلت والجواب أنه إن أريد بذلك أنهم لم يتولوا على المسلمين، ولم يبايعهم المسلمون، ولم يكن لهم سلطان يقيمون به الحدود، ويوفون به الحقوق، ويجاهدون به العدو، ويصلون بالمسلمين الجمع، والأعياد، وغير ذلك مما هو داخل في معنى الإمامة، فهذا بهت ومكابرة فإن هذا أمر معلوم بالتواتر)
وقال في موضع آخر 1/ 530: (والثاني أنه متى صار إماما فذلك بمبايعة أهل القدرة له، وكذلك عمر لما عهد إليه أبو بكر إنما صار إماما لما بايعوه، وأطاعوه، ولو قدر أنهم لم ينفذوا عهد أبي بكر، ولم يبايعوه لم يصر إماما، سواء كان ذلك جائزا أو غير جائز فالحل والحرمة متعلق بالأفعال، وأما نفس الولاية، والسلطان، فهو عبارة عن القدرة الحاصلة، ثم قد تحصل على وجه يحبه الله، ورسوله، كسلطان الخلفاء الراشدين، وقد تحصل على وجه فيه معصية كسلطان الظالمين.
ولو قدر أن عمر وطائفة معه بايعوه، وامتنع سائر الصحابة عن البيعة، لم يصر إماما بذلك، وإنما صار إماما بمبايعة جمهور الصحابة الذين هم أهل القدرة، والشوكة، ولهذا لم يضر تخلف سعد بن عبادة، لأن ذلك لا يقدح في مقصود الولاية، فإن المقصود حصول القدرة، والسلطان، اللذين بهما تحصل مصالح الإمامة وذلك قد حصل بموافقة الجمهور على ذلك)
قال الشوكاني في السيل الجرار: (والحاصل أن المعتبر هو وقع البيعة له،من أهل الحل والعقد، فإنها هي الأمر الذي يجب بعده الطاعة، ويثبت به الولاية، وتحرم معه المخالفة، وقد قامت على ذلك الأدلة، وثبتت به الحجة).
وأهل الحل والعقد المعتبرون الذين يختارهم الإمام، فتجب طاعته،وتثبت ولايته، هم كما جاء وصفهم:
قال في منتهى الإرادات مبينا من يخاطب بنصب الإمام: (وأهل الاجتهاد حتى يختاروا وشرطهم العدالة، والعلم الموصل إلى معرفة مستحق الإمامة، وأن يكونوا من أهل الرأي، والتدبير المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح، ويثبت نصب إمام بإجماع أهل الحل والعقد،على اختيار صالح لها مع إجابته).
ويشترط له أن يكون ذكرا، قرشيا، كافيا ابتداء ودواما، عدلا، عالما مجتهدا،
قال الشاطبي: (إن العلماء نقلوا الإتفاق على أن الإمامة الكبرى، لاتنعقد إلا لمن نال رتبة الإجتهاد والفتوى في علوم الشرع) الإعتصام للشاطبي 2/ 126
وقال إمام الحرمين (فالشرط أن يكون الإمام مجتهدا بالغا مبلغ المجتهدين، مستجمعا صفات المفتين، ولم يؤثر في إشتراط ذلك خلاف) غياث الأمم 66
والحق أنه قد أُثر في هذا الشرط ـ الإجتهاد ـ خلاف، غير أنّ الذين لم يشترطوه، اتفقوا على أنّه يُشترط أن يكون معه من أهل الإجتهاد، من يراجعهم في الأحكام.
ثم يجب أن يكون قادرا على القيام بمقاصد الإمامة، ولايكون له الإمامة الشرعية، إلا بالقدرة على تحققها عند أهل السنة:
قال في الإقناع: يلزم الإمام عشرة أشياء
حفظ الدين، وتنفيذ الأحكام، وحماية البيضة، وإقامة الحدود، وتحصين الثغور - وجهاد من عاند، وجباية الخراج والصدقات، وتقدير العطاء، واستكفاء الأمناء وأن وأن يباشر بنفسه مشارفة الأمور.
كما قال السفاريني في نظمه:
لا غنى لأمة الإسلام ... في كل عصر كان عن إمام
يذب عنها كل ذي جحود ... ويعتني ب الغزو والحدود
وفعل معروف وترك نكر ... ونصر مظلوم و قمع كفر
وأخذ مال الفيء والخراج ... ونحوه والصرف في منهاج
ونصبه ب النص والإجماع ... وقهره فحل عن الخداع
وشرطه الإسلام والحرية ... عدالة سمع مع الدرية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في منتهى الإرادات: (إذا ثبتت إمامته لزمه حفظ الدين على أصوله التي أجمع عليها سلف الأمة، فإن زاغ ذو شبهة عنه بين له الحجة، وأخذه بما يلزمه حراسة للدين من الخلل، وتنفيذ الأحكام بين المتشاجرين، وقطع خصومتهم، وحماية البيضة، والذب عن الحوزة، ليتصرف الناس في معايشهم، ويسيروا في الأسفار آمنين، وإقامة الحدود، لتصان محارم الله تعالى، وحقوق عباده، وتحصين الثغور بالعدة المانعة، وجهاد من عاند الإسلام، بعد الدعوة، وجباية الفيء والصدقات على ما أوجبه الشرع، وتقدير ما يستحق من بيت المال بلا سرف، ولا تقصير، ودفعه في وقته بلا تقديم، ولا تأخير، واستكفاء الأمناء، وتقليد النصحاء فيما يفوضه إليهم ضبطا للأعمال، وحفظا للأموال، وإن يباشر بنفسه مشارفة الأمور، ويتصفح الأحوال لينهض بسياسة الأمة، وحراسة الملة، ولا يعول على التفويض فربما خان الأمين وغش لناصح فإذا قام الإمام بحقوق الأمة فله عليهم حقان الطاعة والنصرة)
ولهذا لم يعد العلماء البغاة ـ و هم الذين يخرجون على إمام بتأويل سائغ ـ إلاّ إذا كان الإمام الذي خرجوا عليه مبسوط اليد، ظاهر الشوكة والسلطان على الناس، فيخرجون عليه:
قال في المقنع في وصف البغاة: قوم من أهل الحق ـ يعني ليسوا خوارج ولا قطاع طريق ـ باينوا الإمام، وراموا خلعه، أو مخالفته بتأويل سائغ، صواب أو خطأ،ولهم منعة، وشوكة يحتاج في كفهم إلى جمع جيش: وهم البغاة أ. هـ.
وواضح أنهم إذا كانوا الأكثر والأظهر شوكة ممن خالفوا، فلا معنى هنا أن يكونوا بغاة عليه!
ومع ذلك فالبغاة حتى لو خرجوا على من ثبتت له الإمامة الشرعية، ليسوا بفسقة، لمكان تأويلهم.
قال في المغني: (فصل: والبغاة إذا لم يكونوا من أهل البدع ليسوا بفاسقين، وإنما هم يخطئون في تأويلهم،والإمام وأهل العدل مصيبون في قتالهم فهم جميعا كالمجتهدين من الفقهاء في الأحكام، من شهد منهم قبلت شهادته، إذا كان عدلا، وهذا قول الشافعي، ولا أعلم في قبول شهادتهم خلافا).
فكيف بمن لم تثبت له الإمامة الشرعية؟!
وبهذا يتبين الجواب على سؤال السائل، وبه ننصح بالرجوع عن إعلان ما سمّى الدولة الإسلامية، وأن يكونوا ـ كما كانوا سابقا ـ فصيلا جهاديا يقف مع بقية الفصائل تحت راية الجهاد، كما ننصح ببثّ روح الأخوة، والتناصح، والتآلف بين المجاهدين، بدل النزعات التي تفرّق الصف، وتمزّق الجهود.
ذلك أنّ هذه الإمامة، على غير أصل شرعي، إذ لايعرف في الإسلام بيعة إمام لسلطان مجهول، مختفٍ، بغير شوكة، وظهور، وتمكين، تحفظ بها السبل، ويقام بها العدل والأحكام، وتُصان الأنفس، والأموال، والأعراض والثغور، يرجع فيها الناس إلى أمر رحمة، وأمن،
أمر يُولاّه من يجتمع عليه أمر الخاصة، و العامة، ويأوي إليه الضعيف والملهوف، يعينه أهل الحل والعقد، من ذي العلم والرأي، يضعون الأمور في نصابها، حكما بالحق، وقضاء بالعلم والعدل.
فإحداث إمامة على غير سبيل الشريعة المرضية، ثم حمل الناس عليها بالسيف، إحداثٌ في الدين، على غير هدى، ويخشى أن يصير ضلالة ينزع الله تعالى بها بركته، ويذهب عن الجهاد ريحه، فتحتلب به الأمة دما، لارحمة ورشدا، وتمزّقا، لا إجتماعا وألفة، توضع بها السيوف على رقاب المسلمين، وتلغ في دماء الأمة، بعد أن كانت في نحور أعداءها، وترتد بعد أن كانت فيهم إلى صميم أحشاءها.
هذا،،، وقد نشرنا سابقا جوابا، عن سؤال وردنا عن حكم طالبان، نعيد نشره لعلاقته بهذه المسألة:
شيخنا الفاضل - حفظكم الله -
ما هي شروطالإمامة؟
و هل يعتبر الملا عمر - حفظه الله - أميرا للمؤمنين؟
وجزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
شروط الامامة معروفة، وقد ذكرها العلماء في كتب الفقه
وقسموها إلى قسمين:
أحدهما:
حال الاختيار والسعة.
والثاني حال الاضطرار، كمن يتغلّب بالقوّة، ويقبض على صولجان الحكم بالشوكة، وتصير إليه المنعة، ولايمكن إزالته إلاّ بتفرّق الأمّة، وضرب بعضها ببعض، فالحفاظ على وحدة الأمة، وصون الدماء، ومنع الفتنة، أولى من التمسّك بكل شروط الامامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي حال الاختيار حيث، يكون أهل الحل والعقد هم الذين يختارون الإمام، ويبايعونه.
في هذه الحالة له أربعة شروط:
أولها أن يكون من قريش من صميمها، أي من ولد قريش وهو النضر بن كنانة،لحديث الصحيح الائمة من قريش.
والثاني أن يكون على صفة يصلح بها أن يكون قاضيا، من الحرية، والبلوغ، والعقل والعلم، والعدالة.
الثالث أن يكون قيما بمقاصد الإمامة، قائما بأمر الحرب، والسياسة، وإقامة الحدود، قادرا على الذبّ عن الأمة.
الرابع أن يكون من أفضلهم في العلم والدين
وأما في حال الاضطرار، فالمقصود: من تغلّب، وصار حاكما بالقوة، وصارت له الشوكة والمنعة التي يدفع بها عن أهل الإسلام، ويقيم الشريعة، ويقوم بسائر مقاصد الإمامة، فقد صحت إمامته.
والأصل أن يكون لكل المسلمين إمامة واحدة، يجتمع بها أمرهم، وتقام بها شريعتهم، وتعقد ألوية الجهاد، ويذب بها عن الأمة، وتجتمع بها الأمة في أخوة الإيمان، ورابطة الإسلام، لايحل للمسلمين غير هذا بالإجماع.
فإن كانت الأمة في حال من التفرق، ففي هذه الأحوال الاستثنائية، يكون كل إمام شرعي، إماما لمن تحت سلطانه، فإن كان سلطانه على بعض الأمة،، فإمامته علي من تحت سلطانه.
وكان الملا محمد عمر، إماما لمن تحت سلطانه في بلاد الأفغان، فسار فيهم بالعدل، وأقام الشريعة، وذب عن الدين، حتى ابتلي هو ومن معه بغزو الكفار لبلادهم،وتسلط عليهم الأعداء من كل مكان، ولازالوا في بلاء عظيم، نسأل الله تعالى أن ينصرهم.
وقد كان في حكمه، من أئمة العدل الذين لم يات في الزمان مثلهم منذأمد طويل، لكنه اليوم من أئمة الجهاد وليس إماما ذا سلطان وحكم، لفقدانه اليد المبسوطة على الناس، ولعدم قدرته القيام بمقاصد الإمامة، والله اعلم
وختاما:
فالفتوى في نازلة العراق قد بيّناها في مواضع عدة، وحاصلها:
أنّ الراية فيها راية جهاد دفع، وعامة فصائل الجهاد المعروفة فيه من أهل الخير والفضل، والصلاح، والبلاء الحسن في جهادهم، وقد حققّوا للأمة ـ جميعهم ـ نصرا عظيما، أوْدى بالمشروع الصهيوصليبي إلى أسفل سافلين، لكنه لم يزل محتلا.
والواجب عليهم أن يواصلوا جهادهم، لتحقيق النصر الكامل، لايشغلهم عنه شاغل آخر يقطع عن هذا الهدف أو يعيقه، ثم وضع أسس نهضة يشترك فيها الجميع، تقود إلى تأسيس نظام إسلامي شامل يستوعب كلّ طاقات الساحة الدعوية والجهادية، ويتواصل مع سائر الأمة.
وأما إحتكار الجهاد في هذا الميدان، وكذا التحزّب المذموم، ونشر العصبيّة والضغائن، وإنْ أُلبس ذلك لباس الدين، هو من عمل الشيطان،ومن إتباع الهوى، والواجب تجنّبه، وأن ينأى الجميع بأنفسهم عن هذا السبيل الخطير.
كما أن نزعة الغلو الآخذة في التوسّع في ربوع الرافدين، بسبب اختلال كبير في النظام السليم للتجنيد للمشروع الإسلامي، في الفكر، و السلوك، مع انتشار الفوضى، وإنعدام الأمن، وانقطاع السبل،
هذه النزعة، ظاهرة خطيرة تحتاج إلى رصد، ومتابعة، وملاحقة، لقطع دابرها قبل أن تستفحل فتعيد تلك الكوارث المستشنعة، التي اقترفت في مواضع من البلاد الإسلامية تحت إسم وراية الجهاد، فجنت عليه جناية عظيمة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ـ[سفير الحق]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 02:31]ـ
أين الرابط بارك الله فيك.
ـ[النجم]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 09:38]ـ
أخي الكريم, هذا الرابط, شكراً على مرورك ............
http://www.h-alali.net
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 01:42]ـ
الحمد لله تعالى
الذي وفق الشيخ لمثل هذا الجواب
ـ[تلميذ الأئمة]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 01:18]ـ
شكر الله لك ,,
لكن الملاحظ أن الشيخ يأخذ من طرف دون طرف!! , فهو يأخذ ويسمع من قيادة الجيش الإسلامي ولا يسمع من إخواننا في دولة العراق الإسلامية!! , وهذا تناقض عجيب فكم وقعت أخطاء -يتفق عليها الموافق والمخالف- من أدعياء الجهاد لم نسمع للشيخ حامد كلمة فيها!! , وعندما اجتهد المجاهدون في مجلس الشورى وأعلنوا قيام دولة العراق الإسلامية أنكر من أنكر , وهذه مسألة الخلاف فيها سائغ , لكن عندما يُطلب من الشيخ حامد أن يبين لنا حكم من يريد دولة تكنوقراطية لا نسمع له همسًا ولا نقرأ له ردًا!!.
لكن أهل الثغور هم أدرى من غيرهم خاصة ممن يرسفون في قيود الذل والقعود .. عجل الله لنا الفكاك منها .. آمين
وهنا يلزم كل من تكلم في هذه القضية أن يقرأ ما سطرته يد مجاهد عالم عامل شهيد -كما نحسبه- وهو الكتاب المُعَنْون بـ"إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" هنا ( http://www.mediafire.com/?81jttodjm13).
والله المستعان ..(/)
وصف الله بالذات أو ب شئ
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 11:20]ـ
هل يصح أن نصف الله بلفظ الذات أو بلفظ شئ وما الدليل على ذلك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 11:34]ـ
قال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} (19) سورة الأنعام
وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (88) سورة القصص
وانظر: http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=9557&postcount=18(/)
التصوف .. "التروجان" الذي دمر بنية وتكوين العقل الإنساني!
ـ[صخرة الخلاص]ــــــــ[08 - Apr-2007, صباحاً 02:13]ـ
كأي فكرة تحملُ طابع (التروجان) كان التصوف وكذا التشيع كالجسر الذي أمتدَ طويلاً مبتدءاً طريقه من اجتذاب واستقطاب الأفكار والرؤى الكشفيَّة والروحية من الأمم البالية والقديمة ومن الأمم والحضارات المعاصرة لمشهد الفتح الإسلامي.
لقد كان (التصوف) سلوكاً تم استيراده لمعالجة مشكلة الترف والبذخ التي عانى منها المسرح العربي والإسلامي في صدر الحضارة الإسلامية، وكان قدماء التصوف أو الزهاد صادقين في تعاطيهم مع زهدهم، فكان –في الغالب- زهداً حقيقياً يتطابق معه الظاهر والباطن، بصرف النظر عن مدى موافقة للكتاب والسنة.
لقد كان التصوف في كل فترة زمنية يستقطب أفكاراً جديدة من الخارج، ويستورد علوماً جديدة على المسرح الإسلامي، لقد كان التصوف يحمل في نفسه ( UPDATE) تلقائياً، ولا تمر فترة زمنية قصيرة حتى يستقطب الجديد من الأفكار، وتظهر الجديد من المظاهر والسلوكيات.
لقد كان قدماء الزهاد ومن يُصفون بالتصوف –جدلاً- من الطيبين والفضلاء و الزهد أمثال: الجنيد، وسهل التستري، والفضيل بن عياض، وغيرهم كثير. وكانوا يشهدون ويقرون أن عملهم لا بد أن يرتبط بالأصلين ولا بد أن يكون موافقاً لأصول الشريعة.
يقول ابن تيمية: (ولا تجد إماماً في العلم والدين: كمالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومثل الفضيل، وأبي سليمان، ومعروف الكرخي، وأمثالهم إلا وهم مصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة وأفضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة).
ولذلك فقد انقسم الزهد إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: الزهد السني.
الزهد المشروع أو الزهد الإسلامي، وكان يمثل هذا النوع علماء وأئمة أهل السنة، فهم أئمة الزهد والورع والتقشف الحقيقي والسلوك الناصع، وعلى رأس هؤلاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم من السلف الصالح.
كما كان يمثله إلى حدٍ كبير أوائل الصوفية أمثال: الجنيد، وأبي سليمان الداراني، وعبدالله التستري، والحارث المحاسبي، فمن بعدهم كالهروي الأنصاري، وعبدالقادر الجيلاني .. وغيرهم كثير. وهؤلاء هم من أئمة الزهد الذين يتمسكون بالأثر والحديث، ولم يدخلوا في دين الله ما ليس منه، هذا في غالب أحوالهم.
يقول ابن تيمية: (والشيوخ الأكابر الذين ذكرهم أبو عبدالرحمن السلمي في طبقات الصوفية وأبو القاسم القشيري في الرسالة كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهب أهل الحديث: كالفضيل بن عياض، والجنيد بن محمد، وسهل بن عبدالله التستري، وعمرو بن عثمان المكي، وأبو عبدالله محمد بن خفيف الشيرازي، وغيرهم وكلامهم موجود في السنة وصنفوا فيها الكتب).
ثانياً: التصوف البدعي.
وهذا النوع من التصوف انتحله جملة من المشبوهين الذين تشربوا تعاليم الباطنية والحلوليَّة، فلبسوا لباس الصوفية، خداعاً لعامة الناس، كابن عربي، وابن سبعين، والحلاج، والسهروردي المقتول، وابن الفارض، وغيرهم. وهؤلاء هم الذين دسوا في الزهد إلحادهم ومقالاتهم الشنيعة، وهم حقيقة ليسوا من الزهاد ولا من أهل الورع، كما أنهم ليسوا من أهل التصوف الأوائل – إن جازت التسمية- بل لقد حاربهم أئمة الصوفية.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإنما كنت قديماً ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه؛ لما رأيت في كتبه من الفوائد، مثل كلامه في كثير من الفتوحات، والكنة، والمحكم المربوط، والدرة الفاخرة، ومطالع النجوم، ونحو ذلك. ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده، ولم نطالع الفصوص ونحوه، وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق، فلما تبيَّن الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا، فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون، وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية، والدين الإسلامي، وحقيقة حال هؤلاء؛ وجب البيان).
ولما تبيَّن له حال وحقيقة ابن عربي قال: (إن ابن عربي وأمثاله ليسوا من صوفية أهل العلم، فضلاً عن أن يكون من مشايخ أهل الكتاب والسنة).
وقال: (لكن دخل في طريقهم –أي الزهاد- أقوام ببدع وفسوق وإلحاد، وهؤلاء مذمومون عند الله وعند رسوله وعند أولياء الله المتقين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يتأمل أقوال هذه الطبقة من مراجعها الأصليَّة يعلم أنهم كانوا كما وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وإليك نماذج قليلة مما سطره هؤلاء في كتبهم المعتبرة:
يقول ابن عربي:
لقد صار قلبي قابلاً لكل صورة ... فمرعى لغزلان ودير لرهبانِ
وبيت لأوثانٍ وكعبة طائفٍ ... وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجهّت
** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ويقول أيضاً:
الرب حق والعبد حق ... اليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ... أو قلت رب أنى يكلف
ويقول ابن عربي شارحاً عقيدته في وحدة الوجود في كتابه الفتوحات: (فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء بخلقه، وينصف نفسه مما تعين عليه من واجب حقّه، فليس إلاَّ أشباح خالية، على عروش خاوية، وفي ترجيع الصدى، سر ما أشرنا إليه لمن اهتدى).
وقال ابن عربي عن الله -تعالى الله عما يقوله- وعلاقته به في كتابه الفصوص:
فيحمدني وأحمده
** ويعبدني وأعبده
ففي حال أقرُّ به ... وفي الأعيان أجحده
فيعرفني وأنكره ... وأعرفه فأشهده
وقال أيضاً:
يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيـ ... ك فأنت الضيق الواسع
وقال مبيناً صواب عبادة قوم موسى عليه السلام العجل:
(فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى ألا ُيعبَد إلا إياه، وما حكم الله بشيء إلا وقع، فكان عتب موسى أخاه هارون لِمَا وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء، فكان موسى يربي هارون تربية علم، وإن كان أصغر منه في السن).
ويقول مبيناً أن أتم شهود لله –تعالى الله عما يقول- في صورة المرأة:
(فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذات غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله)!
ونصوص ابن العربي التي تحتوي على عقيدة وحدة الوجود، وغيرها مما يصدم أصل العقيدة الإسلامية أكثر من أن يحصى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد نصَّ ابن طولون أن غالب الفقهاء وجميع المحدثين يعتقدون في ابن عربي أنه مبتدع اتحادي ملحد، وذكر عن غير عالم أن من كفر ابن عربي من العلماء نحو خمسمائة.
كما ألف العلامة البقاعي الشافعي كتاباً في تكفير ابن عربي الصوفي، سماه (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) وقد نقل نصوصاً كثيرة عن علماء الشافعية وغيرهم في تكفيره، وقبله التقي الفاسي عالم مكة، وكذا خاتمة الحفاظ السخاوي الشافعي، علماً أن ممن كفره –أيضاً- كبار الزهاد والصوفية كإبراهيم الجعبري وغيره.
أقول: مع قسوة ابن حجر الهيتمي على شيخ الإسلام ابن تيمية وشتائمه وسبابه له، يقول في كتابه الزواجر عن ابن عربي بعدما صرح بأن فرعون مؤمن بالله: (فنحن وإن كنا نعتقد بجلالة ابن عربي؛ فقوله بإيمان فرعون مردود)!!
هذا حال ابن عربي أحد أعلام هذه الطبقة، أما الحلاج وهو رمز شهير من رموز هذه المدرسة، وهو رائد مدرسة الحلول والاتحاد، بأشعاره التي ضمنها تدعيماً لهذه العقيدة ونقضاً لعقيدة المسلمين.
يقول الحلاج مبيناً عقيدته في القضاء والقدر:
ما حيلة العبد والأقدار جارية ... عليه في كل حال أيّها الرائي؟
ألقاه في اليوم مكتوفاً وقال له ... إيَّاك إيَّاك أن تبتل بالماء
ويقول مفصحاً عن عقيدته في الحلول:
سبحان من أظهر ناسوته ... سرَّ سنا لاهوته الثاقب
ثمَّ بدا في خلقه ظاهراً ... في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب
ويقول معترفاً بعقيدته:
كفرت بدين الله والكفر واجب ... عليّ وعند المسلمين قبيح
ويقول شارحاً عقيدة الحلول والاتحاد:
أنا أنت بلا شك ... فسبحانك سبحاني
وتوحيدك توحيدي ... وعصيانك عصياني
وإسخاطك إسخاطي
** وغفرانك غفراني
وَلِمَ أُجلدُ يا رب ... إذا قيل: هو الزَّاني؟
والأمثلة كثيرة، والشواهد عديدة، وكلها تدين هذه المدرسة وانحرافها العقديّ، وعلى هذا جمهور المسلمين.
ثالثاً: التصوف الشكلي الدعائي أو تصوف أهل الأرزاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء انتسبوا إلى التصوف تلبيساً، واتخذوا التصوف وظيفة رسمية، وتوارثوا فيما بينهم بدعاً وشعارات زائفة وتقاليد منكرة، يبرأ منها أعلام الزهد الحق. فهؤلاء جعلوا من الزهد حرفة للكسب، فجعلوا اللبس الخشن والصوف دليلاً على تقواهم وزهدهم، وجعلوا الإسلام مجرد حفلات موسيقية وكرنفالات دينية صاخبة، يحبون أن تقبل أيديهم، وأن تلثم رؤوسهم، وأن ينعتهمخ الناس بالشيخ والسيد والمولاى، بعد أن كانوا من سقط المتاع، وكانوا في حقيقة حالهم أبعد الناس عن الزهد والورع والتقشف والتقوى، وصاروا أضحوكة الخلق من جميع الأمم، وجعلوا الكسل والخمول والبطالة هي حقيقة التوكل والزهد والورع، فشوهوا صورة الإسلام!
ولذلك جاءت أقوال أئمة أهل السنة والزهد والورع بالنقد والبراءة من هذه المدرسة، فقد قال الإمام "حماد بن سلمه" لفرقد السبخي لما رآه مرتدياً الصوف: (ضع عنك نصرانيتك هذه).
وقال له الإمام الحسن البصري أيضاً: (أما علمت أن أكثر أصحاب النار أصحاب الأكسية).
وقال ابن السماك مخاطباً فريقاً من الصوفية الذين يلبسون الخرقة والصوف: (والله لئن كان لباسكم وفقاً لسرائركم لقد أحببتم أن يطلع الناس عليها، ولئن كان مخالفاً لها هلكتم).
وقد ألف الحارث المحاسبي وهو من أئمة الزهد السني كتابه (الرعاية لحقوق الله) لنقد التصوف في عصره وما داخله من البدع والمخالفات الشرعية التي لم تكن فيه.
وقد كانت لهذه المدرسة الصوفية آثاراً سلبيَّة، حيث جعلت الإسلام خمولاً، وجعلت العقيدة لهوىً ولعباً، وجعلت الشريعة حفلات ورقص، فشوهت جوهر الإسلام، وعكست صورة قاتمة للدين الإسلامي، وانعكست تلك الصورة في كتابات الرحالة غير المسلمين الذين دونوا تلك المظاهر معتقدين أنها هي الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم!
وتقول المستشرقة الإيطالية (لورا فيشيا فاغليري):
(كانت سُكونية الصوفي خطراً على الحياة الاجتماعية، لأنه ولدَّ في مظاهره القصوى روحاً من الاتكال السلبي على الله، وعلى عنايته الإلهية، وهكذا شجعت الشخص التقيّ على القعود عن كسب رزقه اليومي بنفسه، ومن هنا كانت الصوفية مسؤولة بعض الشيء من غير شك عن انحطاط الأمم الإسلامية الحالي).
ويقول الأستاذ محمد فريد وجدي مبيّناً الأثر السلبي لهذا النوع من التصوف:
(كيف نرجو أن يفهم الأوربيون روح ديننا نفسها -وهو الدين الوحيد الذي يكفل السعادة الكاملة- ما داموا لا يعرفون غير بعض مظاهر الإسلام الخارجية التي يشاهدونها كل يوم مثل الحشود الضاجّة في الشوارع السائرة خلف الرايات والطبول، والاحتفالات المستهجنة المنافية لكل منطق أخلاقي، والتي تقام في جميع مدن مصر يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعقد حلقات الذِّكر الضخمة أمام جمهور يتألف من آلاف الناس، وإرسال الابتهالات الصوفية في صوت جهوري).
ولم تكن مظاهر هذه المدرسة بأحسن حال من الممارسات الأخلاقية لكثير من روادها وشيوخها، بل كان يشتهر عن كثير من شيوخ هذه المدرسة ومريديهم أمور مخلة بالأخلاق، وتدل على التبذل السلوكي، وبذلك فتحوا الباب الواسع للفسق والمجون باسم الصوفية والشيوخ!
فهذا (عبدالوهاب الشعراني) الصوفي المعروف الذي ألف كتابه الشهير (طبقات الصوفية) وسرد فيها مجموعة تراجم لأعلام الصوفية، هو في الحقيقة بمثابة سجل يدين السلوك الإجرامي لأعلام هذه المدرسة. ونسوق لك شيئاً يسيراً منها، لتقف على حقيقة حالهم.
يقول الشعراني متحدثاً عن تراجم بعض طبقات الصوفية:
(ومنهم الشيخ محمد الحضري -رضي الله عنه- .. أخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة؛ فقال: بسم الله، فطلع المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ومجده، ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام. فقال الناس: كفر. فسّلَ السيف ونزل، فهرب الناس كلهم من الجامع).
ويقول –أيضاً- وهو يعرض كرامات الصوفي محمد الشويمي:
(ومرض سيدي مدين -رضي الله عنه- مرة أشرف فيها على الموت، فوهبه –الشويمي- عشر سنين، ثم مات في غيبة الشويمي -رضي الله عنه- فجاء وهو على المغتسل، فقال: كيف مت؟ وعزة ربي لو كنت حاضرك ما خليتك تموت –ثم ذكر الشعراني أنه كان- يحسس بيده على النساء، فكن يشتكين لسيدي مدين رضي الله عنه، فيقول: حصل لكم الخير فلا تشوشوا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ الصوفي أبوخودة؛ فقال:
(وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد، راوده عن نفسه وحسَّسَّ على مقعدته، سواء كان ابن أمير أو ابن وزير).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة لشيخ صوفي آخر اسمه إبراهيم بن عصيفير؛ فقال:
(ومنهم سيدي إبراهيم بن عصيفير رضي الله عنه آمين .. وكان بوله كاللبن الحليب .. وكان يتشوش من قول المؤذن –الله أكبر- فيرجمه ويقول: عليك يا كلب، نحن كفرنا يا مسلمين حتى تكبروا علينا .. وكان يقول: أنا ما عندي من يصوم حقيقة إلا من يأكل اللحم الضأني أيام الصوم).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ الصوفي إبراهيم العريان؛ فقال:
(ومنهم الشيخ إبراهيم العريان -رضي الله عنه ورحمه- وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً .. فيحصل للناس بسط عظيم، وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر، ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك فيخجل ذلك الكبير منه).
وذكر الشعراني –أيضاً- كرامة للشيخ المجذوب؛ فقال:
(ومنهم سيدي الشريف المجذوب -رضي الله عنه ورحمه- كان رضي الله عنه يأكل في نهار رمضان، ويقول: أنا معتوق أعتقني ربي).
وغيرها كثير من الأمثلة التي نستحي من عرضها، لما في سيرتهم من المجون والفسق والخلاعة التي تفوق الوصف.
وأمام هذا الفسوق السلوكي، والانحراف العقدي، وقف كثير من شيوخ هذه المدرسة موقف المؤيد لهذه السلوكيات والشطحات، بل أرهبوا تلاميذهم ومريديهم من الاعتراض والانتقاد، وأوعدوهم وهددوهم بالعقاب المخيف إذا هم أنكروا أو استنكروا شيئاً من تلك الانحرافات، ورسخوا مفاهيم مغلوطة مثل: (لا تعترض فتنطرد) فمسخوا العقول وأفسدوا النفوس والفطر.
فهذا الشيخ النبهاني الصوفي يحكي عن الشيخ المناوي الصوفي الذي يحكي عن شيخه الرملي؛ أنه رؤي يوم القيامة وفيه قوم تغلي بهم القدور ويتسلخ لحمهم. فقال: من هؤلاء؟ فقيل له: هم الذين ينكرون على ابن عربي وابن الفارض.
وينقل الشعراني الصوفي، فيقول: (قال سراج الدين المخزومي: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محيي الدين –ابن عربي-، فإن لحوم الأولياء مسمومة، وهلاك أديان مبغضيهم معلومة، ومن أبغضهم تنصر ومات على ذلك. وقال أبو عبدالله القرشي: من غض من ولي الله ضرب في قلبه بسهم مسموم).
بل رتبوا حُسن الجزاء، والعاقبة الطيبة، والجنة الواسعة لمن ينشر تراث هذه المدرسة، أو ما يؤديها من الكتب والرسائل والمقالات. يقول السيد عبدالله العيدروس في كتابه المشروع الروي: (من حصل كتاب إحياء علوم الدين وجعله في أربعين مجلداً ضمنت له على الله الجنة).
ولا يخفى على المسلم مدى مخالفة تلك المدرسة لروح الإسلام، وسلوكيات الإسلام، وأخلاقيات الإسلام ونحن لسنا أعداءً ولا مبغضين لأئمة الزهد وأهل الورع ورواد السلوك الحقيقي، بل نحن نحبهم ونتولاهم، ونثني عليهم، ونعتقد أن إمام الزهد وسيد الخلق هو محمد صلى الله عليه وآله سلم، ولذلك ينبغي لكل من يريد أن يسلك طريقه في الزهد أن يستن بسنته، فسنته هي كمال الزهد والتقوى والورع. أما المدارس الصوفية المنحرفة عقائدياً وسلوكياً فليست من أهل الزهد والورع، بل هي في حقيقتها منافية للورع، ومجافية للزهد، قولاً وعملاً.
قال ابن تيمية: (فمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أرسل إلى كل أحد، فلا عقيدة إلا عقيدته، ولا حقيقة إلا حقيقته، ولا طريقة إلا طريقته، ولا شريعة إلا شريعته، ولا يصل أحد من الخلق إلى الله وإلى رضوانه وجنته وكرامته وولايته إلا بمتابعته، باطناً وظاهراً، في الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة، في أقوال القلب وعقائده، وأحوال القلب وحقائقه، وأقوال اللسان والجوارح).
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Apr-2007, صباحاً 04:45]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و لقد استمتعت بقراءة بعضه أو أغلبه وسأعود لإكماله إن شاء الله و ولكن اعتقد أن هذا الإسم سقط بينهم سهوا.
ولذلك فقد انقسم الزهد إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: الزهد السني.
الزهد المشروع أو الزهد الإسلامي، وكان يمثل هذا النوع علماء وأئمة أهل السنة، فهم أئمة الزهد والورع والتقشف الحقيقي والسلوك الناصع، وعلى رأس هؤلاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم من السلف الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما كان يمثله إلى حدٍ كبير أوائل الصوفية أمثال: الجنيد، وأبي سليمان الداراني، وعبدالله التستري، والحارث المحاسبي، فمن بعدهم كالهروي الأنصاري، وعبدالقادر الجيلاني .. وغيرهم كثير. وهؤلاء هم من أئمة الزهد الذين يتمسكون بالأثر والحديث، ولم يدخلوا في دين الله ما ليس منه، هذا في غالب أحوالهم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:25]ـ
التروجان
التروجان يختلف كليا عن الفيروس والدودة. التروجان صمم لكي يكون مزعجاً أكثر من كونه مؤذياً مثل الفيروسات.
عندما تقوم بزيارة احد المواقع المشبوهة أحيانا يطلب منك تحميل برنامج معين. الزائر قد ينخدع في ذلك فيعتقد انه برنامج وهو في الحقيقة تروجان.
يقوم التروجان في بعض الأحيان بمسح بعض الأيقونات على سطح المكتب. مسح بعض ملفات النظام. مسح بعض بياناتك المهمة. تغير الصفحة الرئيسية للإنترنت إكسبلورر. عدم قدرتك على تصفح الانترنت. وأيضا عرف عن التروجانات أنها تقوم بوضع باكدور في جهازك من ما يسمح بنقل بياناتك الخاصة إلى الطرف الآخر بدون علمك.
وهذا هو الخطير في الأمر. علما بأن التروجان لا يتكاثر مثل الدودة ولا يلحق نفسه ببرنامج مثل الفيروس ولا ينتشر أيضا سواء عن تدخل بشري أو لا.
التروجان هو برنامج تجسس و له أسماء أخرى مثل مخدم ( Server) أو اللاصق ( Patch) أو الجاسوس ( Spy) لكن مبدعين هذا النوع من الملفات يفضلون الأسماء الرنانة و اسم تروجان هو نسبة إلى حصان طروادة. لكن مع اختلاف المسميات فهو برنامج تجسسي يجعل من حاسبك مخدم لحاسب الجاسوس, أي يتمكن الجاسوس (و هو الشخص الذي بعث إليك هذا التروجان) من التحكم بجهازك و كأنه أنت, لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك فقط في حال أنت متصل بالإنترنت أو الشبكة و ليس هذا فقط بل و عندما يعرف أنك على الإنترنت أما غير ذلك فهو لا حول له ولا قوة.
كيف ياتي التروجان إلى حاسبي:
1 - عن طريق برامج المحادثة مثل Microsoft chat و ICQ و Mirc و MSN و Yahoo .. الخ.
فلا تستقبل أي ملف مهما يكن و خاصة التي يكون امتدادها exe و حاليا ً ظهرت برامج تقوم بتغير امتداد الصور إلى exe فبعض الهاكرز يستخدمها في الضحك على الضحايا و يقول لهم أنها صور مغير امتدادها إلى exe و لكنه قد يدس التروجان بداخلها أو قد تكون هي التروجان بحالها.
2 - عن طريق البريد الالكتروني:
لذا قم بحذف جميع الرسائل المجهولة و التي لا تعرف من هو مرسلها.
3 - عن طريق تحميل برامج من مواقع مشبوهة:
الحل: أن تفعل خاصية الحماية التلقائية لبرنامج Norton Antivirus و الذي هو أقوى برامج الحماية على الإطلاق لأنه يتعامل مع الفيروسات و برامج التجسس على حد سواء.
4 - عن طريق المنتديات التي تفعّل خاصية html قد يأتي من هو حاقد على المنتدى و يزرع الكود في رد لموضوع أو في موضوع جديد.
الحل: بسيط جدا ً لأنه ليس من مسؤوليتك بل من مسؤولية مشرف الموقع.
5 - عن طريق الماسنجر بأنواعها هناك برنامج جديد و لكني لا اعلم مدى مصداقية كاتبه و هو يقوم بعمل سرقة الملفات و الصور من جهاز الطرف الآخر إذا كان online و من دون إذنه و اسم البرنامج imesh .
الحل: لا تضيف إلا من تعرفهم و إذا صادفت أي شخص لا تعرفه و شكيت فيه فقم بعمل حظر ثم حذف, لكن إذا كان في جهازك تروجان و حظرته فسوف يدخل و أنت لا تعلم لأن الحظر لن يفيد ما دام الخادم في جهازك يستقبل أوامر العملاء, و أنا لي وقفة بسيطة حول هذا البرنامج قد يكون هذا البرنامج مثل أخواتها من التروجانات .. قد تسمح لمصمم البرنامج أن يتجسس عليك و أنت تحاول أن تتجسس على الآخرين عملا ً بشعار افتراس المفترس و هذا هو حال كثير من برامج التجسس.
كيف أتخلص من التروجان إذا أصاب جهازي:
قبل كل شيء يجب أن تعرف أن الملف التجسسي إذا أصاب جهازك فإنه سوف يستوطن في واحد على الأقل من الأماكن التالية:
1 - في الريجستري.
2 - في الملف Startup .
3- في الملف System.ini .
4- في الملف Win.ini .
أما للتخلص منه فإليك الطريقة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك طريقتين لحذف التروجان و هي مجربة على ويندوز 98 و هي إما بواسطة برامج الحماية و هذه هي الطريقة الأوتوماتيكية, أو الطريقة اليدوية عن طريق DOS و هي الأفضل و الأقوى من خلال التجارب مع Trojans إذا عملت بحث بواسطة برامج الحماية و صدف إنه في بعض الأحيان لا يمكن حذف التروجان بواسطة برامج الحماية لأن التروجان قد يحذف معه ملف مهم من ملفات النظام و في هذه الحالة تضطر إلى استخدام الطريقة الأخرى و هي الأفضل و الأسلم و هي كالتالي:
لنفرض أن التروجان اسمه Server تمكن من معرفته برنامج الحماية, أول خطوة و هي أن تتأكد هل هو يشتغل مع تشغيل الجهاز و ذلك بفعل التالي:
اضغط على زر start
اختر run
اكتب: msconfig
ثم اختر Start UP و من هناك ابحث عن اسم التروجان و غالبا ً ما يكون اسمه على الاسم الذي تم كشفه, ثم إذا وجدته أزل علامة الصح من أمامه ثم اعد تشغيل الجهاز. يمكنك مراجعة الطرق الاخرى بالضغط على هذه الوصلة
الخطوة الثانية و هي أن تحاول أن تجمع اكبر قدر من المعلومات عن التروجان الذي تم اكتشفاه حتى تتعرف عن أماكن اختبائه في الجهاز و عن تسجيل نفسه في الريجستري أو Win.ini أو System.ini أو جميعها معا ً,
الخطوة الثالثة بعد إعادة التشغيل ينبغي أن تكتب اسم التروجان كامل في ورقة خارجية ثم تذهب إلى الدوس عن طريق إعادة التشغيل و اضغط على Ctrl أو F8 أو استخدام قرص الإقلاع اختار Ms-Dos prompt في حال كنت تستخدم Win ME أو عن طريق الدوس الخارجة عن نطاق الويندوز و هي من ابدأ ثم إيقاف التشغيل ثم اختر الرجوع إلى بيئة الدوس RESTART IN MS-DOS MODE و ذلك في حال أنك تستخدم Win 98 ثم اتبع هذه الطريقة لكي تبحث عن التروجان و انتبه إلى المسافة بين الأمر dir و بين اسم التروجان و لا تنسى النجوم *.*:
C:/Windows>dir server *.*
ثم إنتر و إذا وجدت أي ملف اسمه server و امتداده الأخير هو exe فهو مطلبك و عليك أن تحذفه بهذه الطريقة و انتبه إلى المسافة بين deltree و بين اسم التروجان ولا تنسى النجوم *.*:
C:/Windows>Deltree server *.*
ثم إنتر ثم راح تسأل سؤال ضع علامة Y و قد يكون هناك أكثر من برنامج يحمل نفس الاسم و لكن الامتداد يختلف .. أهم شيء انك تبحث عن اسم التروجان server و الذي يكون امتداده exe هذه هي الطريقة اليدوية و الفعالة في حذف التروجان من الجهاز طبعا ً تضع بدل من كلمة server الاسم الذي تم رصده من مكافحات التجسس .. ثم اعد تشغيل الجهاز.
ملاحظه مهمة جدا ً:
هناك أمر أخر للحذف و هو Del و لكني أفضل الأمر Deltree لأنه اشمل في الحذف و يقوم بحذف كل شيء مخفي من اثر التروجان و يتعقبه في كل الأدلة و ليس مثل الأمر Del و الآن نحن في الويندوز و بعدما تم حذف التروجان و بقي أن نزيل بعض من آثاره من win.ini أو system.ini أو الريجستري. طبعا ً بعدما تدخل إلى إحدى المواقع اللي فوق و بعدما تبحث عن اسم التروجان الذي تريده أن تعرفه عنه, و كان تروجانك هو server و حصلت على هذه المعلومات من المواقع السابقة و هي انه من فصيلة Sub 7 و أهم شيء من المعلومات هذه من القسم How To Remove و عليك أن تتبع مسار التروجان في مكانه .. و بعد التمحيص عن التروجان وجدناه يسجل نفسه في الريجستري, اذهب إلى المفتاح التالي
HKET_LOCAL_MACHINESoftwareMicr osoftWindowsCurrentV ersion
و ابحث عن الأسماء التالية RunDLL32r ,PATCH.EXE ,EXPLO32 ,SERVER.EXEC ,Explorer32 , ,WINDOWSEXPL32.EXE في المفتاحين Run و RunServices و لاحظ على الملفات جيدا ً فإن لم يقابلها Data أو يظهر أمامها سهم صغير à فهو ملف تجسس إذ ليس له عنوان معيين في الويندوز, و عندما تجد احد تلك الملفات قم بحذفه, و بعدين تسوي إعادة تشغيل, و الآن عليك البحث في الملفين Win.ini و System.ini و اللذين تشغلهما من Run ثم اختر الملف System.ini و ابحث في قسم الـ Boot عن أي اسم غريب تحت هذا السطر **** l=Explorer.exe ثم أزل منه الصح لكن تحقق من انه تروجان و هكذا. بعض التروجانات قد تحذف معها ملفات مهمة من الجهاز و في هذه الحالة يتطلب منك إرجاعها و طريقة الاسترجاع كالتالي:
في تشغيل Run اكتب SFC ثم إنتر ثم اختر الإعدادات Settings ثم في آخر شيء ضع علامة صح تفقد الملفات المحذوفة Check for deleted files ثم اختر موافق و بعدها اختر Start و اترك البرنامج يقوم بعمل فحص للملفات قد يكون هناك ملف محذوف و يتطلب رجوعه بواسطة CD.. طبعا ً على حسب نوع النظام اللي عندك يعني إذا عندك نظام 98 لازم قرص 98 و هكذا إذا وجد ملف محذوف يطلب القرص و أكمل بعدها إجراءات استرجاعه
منقول للافادة(/)
«وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا» لشيخنا الفوزان:لا نقول أن الشّيخ الألبانيَّ مرجيء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 04:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
«وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا»
كلمة
لصاحب الفضيلة شيخنا
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- سلّمه اللهُ -
قال شيخنا صالح الفوزان - سلّمه الله - ردًا على من رمى الإمام الألباني - رحمه الله - بالإرجاء:
... لا نقول أنّ الشّيْخَ الألبانيَّ مُرْجِيءٌ! .... [10:22]
وصلة الدّرس:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=60688
جزى الله شيخنا الشَّيْخَ صالحًا خيرًا وباركَ في جهوده.
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 06:18]ـ
جزى الله الشيخ / صالح كل خير على ذبه عن أخيه الشيخ الألباني
وجزاك الله أخي سليمان خيرا على مانقلت.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 07:06]ـ
الله ُالمسْتَعانْ إلى الآن لازَال يُوجد مَنْ يَرمي العَلّامة الألْبَانيّ _ رحمه الله _ بالِإرْجَاء. (!!!!!) ............ .
قال العّلامة / محمد بن صالح العيثيمن: الذي يتهم الألباني بالإرجاء لإما أنه لا يعرف الألباي أو لا يعرف الإرجاء (أو كما قال).
وقال العّلامة / حمود التويجري: الذي يطعن في الألباني يعين في الطعن على السنة (أو كما قال).
وجزاك الله عنا خير الجزاء أيها العلامة الحبيب / صالح بن فوزان الفوزان ......
وجزى الله الناقل (الأخ سلمان أبو زيد) خير الجزاء على ما نقل.
والله الموعد ............ .
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 07:17]ـ
حقيقة هذه المحاضرة من المحاضرات التي أنصح نفسي بسماع وإعادة مساعه
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 09:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس كل من وقع في البدعة وقعت عليه،وهذا لموانع كثيرة موجودة في مضانها،الذي منها التأويل.
والتأويل غالب كبوات العلماء،في الحين الجهل مانع غالب العوام.
وهذا الذي حذا بالشيخ الفوزان لتبرأة الشيخ الألباني من الارجاء وهو محق.
وخوفا من أستدلال البعض بكلام الشيخ الفوزان لتصويب قول الشيخ الألباني في جعله العمل شرط كمال الذي خالف فيه الصواب.وقد رد على هذه العبارة الشيخ الفوزان في شريط أسئلة و أجوبة في الايمان والكفر. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 09:08]ـ
بارك الله في الشيخ العلامة صالح الفوزان و نفع بعلمه
و رحم الله الإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمة واسعة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[12 - May-2008, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك أخي سلمان
ياليت لو تسأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عمن يطعنون في أخيه العلامه عبدالله الجبرين حفظه الله كبعض النكرات الذين يقولون عنه أنه أخواني محترق و غيره , وددنا لو نسمع قول للشيخ في ذلك
حفظ الله لنا العلامتين الفوزان و الجبرين
و تقبل تحياتي
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 04:11]ـ
جزى الله خيرا أخانا سلمان
و جزى الله خيرا الشيخ العلامة الفوزان
و جزى الله خيرا كل من ذب عن عرض ناصر السنة الشيخ الألباني رحمه الله
كنت قد نقلت في موضوع مستقل كلام مطولا لشيخنا العلامة المحدث أبي اسحق الحويني حفظه الله يذب فيه عن عرض الشيخ الألباني رحمه الله ويفند شبه الطاعنين فيه ويحذر فيه من تسرع من اشتد نفسه في التكفير برمي الناس بالإرجاء
لكن مع الأسف تم حذف الموضوع
و إلى الله المشتكى
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوتي في الله استطرادا في الموضوع،الشيخ الفوزان حتى وان صرح بأن الشيخ الألباني رحمه الله ليس مرجيء،فليس معناه أن بعض أقوال الشيخ الألباني في الإيمان صحيحة بل العكس فبعضها موافق لقول مرجئة الفقهاء ولمن أراد التأكد فليرجع إلى بيانات اللجنة الدائمة والذي يعتبر الشيخ الفوزان من علمائها،وكذلك أشرطته كمسائل في الايمان والكفر .... ويقارنها ببعص أشرطة الشيخ الألباني وكتبه 0ككتاب حكم تارك الصلاة0 ...
أقول هذا خوفا من التدليس والتلبيس الذي تمارسه شردمة ممن لفظهم العلماء ؤحذروا منهم. أقصد الحلبي وحزبه هداهم الله ..
من تحميل الكلام ما لا يحتمله وتقويل الناس مالم يقولوه.ولقد وقع ما كنت أخشاه وقولوا على الشيخ الفوزان مالم يقله بدأ بأن الشيخ الفوزان تراجع عن اتهام الشيخ الألباني بالإرجاء.كما في قولهم.
تاريخ الإضافة: 21/ 4/1428م
الرئيسية مجلس الإفتاء الشرعي
تراجع الشيخ الفوزان عن اتهام الشيخ الألباني بالإرجاء
بقلم» الشيخ سليم بن عيد الهلالي
قد سمعت من فضيلتكم ان الشيخ الفوزان حفظ الله تعالى تراجع عن اتهام الشيخ البانى رحمه الله تعالى بالارجاء ذكرتم حفظكم الله تعالى ان ذلك موجد عندكم بخط الشيخ حفظه الله تعالى فارجوا منكم حفظك الله تعالىارسال لك لى وانى انقل لكم محبتى من اسوان جنوب مصر وارجوا انتجيبو سؤالى حيث عندناكثير من الشبابيرددون مثل هذه الاتهامات للشيخ رحمه الله
جواب الشيخ:
قد نشر ذلك أخونا الشيخ علي الحلبي في كتابه (الأسئلة العراقية) فانظره - بارك الله فيك
وهذاهو الرابط
[ IMG]http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=%207413[/IMG
فبالرجوع الى الرسالة المزعومة لا نجد التراجع وإنما تبرئة لشيخ الألباني، هذامع العلم أن هذه الرسالة الموسومة بالأسئلة العراقية افتراها الحلبي من عنده، ولم يقلها الشيخ الفوزان، فجمع الحلبي بذلك بين كذبتين وأخرج لناكذبة مركبة؟؟؟؟
وهاكم نص الرسلة المكذوبة و تكذيب الشيخ الفوزان لها. على هذا الرابط
الصورة الحقيقيةلنص الشيخ الفوزان http://www.ye22.com/vb/showthread.php?t=193072
فلا حول ولا قوة إلا بالله ونعوذ بالله من الضلال و إضلال الناس.
] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 09:25]ـ
السائل:
نعلم أن الامام الألباني رحمه الله تعالى خدم السنة في هذا الزمان خدمة ليست باليسيرة و لكننا نجد أناسا يطعنون فيه رحمه الله و يرمونه بالارجاء، أرجوا التوجيه و تحذير الشباب من مثل هذه المسالك في الطعن في علمائهم جزاكم الله خيرا
الشيخ اللحيدان:أولا نصيحتي للشباب أن يتجنبوا الخوض في الجرح و التعديل فيشتغلوا بالتجريح،
كل واحد ينظر في نفسه و يجرحها بما يعلم من اخطائها ليتوب الى الله منها و أن يحرصوا على تحصيل العلم لا أن يتتبعوا ما قد يجدونه من أخطاء للعماء فالعلماء جميعا ليسوا بمعصومين و لم يضمن لهم الصواب في كل ما يفعلون و ما يقولون لكنهم بدون شك هم خير للاسلام من العامة الذين لا يعرفون
و أما الرجل رحمة الله عليه فلا شك أنه من العلماء النافعين في الحديث لكنه ليس بمعصوم لكنه من خير من خدم هذا الفن خلال السنوات الماضية، يمكن أن يقول الانسان خلال الأربعين سنة، أدى خدمة كبيرة، انما لا يصلح لطالب العلم { ... } أن يقول هذا صححه الألباني اذا صحيح الا اذا عرف هو و لا يقول ضعفه و يقول انه ضعيف لأن الألباني ضعفه، أما العامي أو شبه العامي فالشأن في الغالب أنه على رأي مفتيه، واما وصفه بالارجاء فلا اعرف عنه هذا الشيء رحمة الله عليه،لقد قرأت كثيرا من كتبه الأولى كصفة حجة النبي صلى الله عليه و سلم كما رواها جابر، و تحذير الساجد و كتاب أداب الزفاف،كل هذه قراتها قديما و أنا طالب و كذالك { ... } أحاديث في مجلة التمدن التي تصدر في دمشق كل ذالك قبل عام ثمنين ثم طبعت كتبه رحمة الله عليه و نفعت نفعا كبيرا، ينبغي للمسلم أن يترحم على أهل العلم المتوفين و يسأل ربه أن يحفظ للأحياء الثبات على الحق و هو معه، ما يصلح ان يكون طالب العلم يتلقف زلات تقال، عن فلان عن فلان، ثم كأن هذا العالم الذي زل بزلة ليست له حسنات، فؤلائك الذين يقولون النووي أخطأ في كذا وجمعوا كلامات يزعمون أنهم جمعوا أخطاء له أو يتحدثون عن الحافظ بن حجر و أنه كذا و كذا مع أن هؤلاء من الأئمة الذين احترمهم العلماء و رجعوا الى كتبهم
فينبغي لطلاب العلم المعاصرين أن يحسنوا الاقتداء بمشائخهم في احترام أؤلائك العلماء الذين توفوا و الباقين و الله المستعان
من هنا بالصوت ( http://www.fozy1.com/upload/up/difaa%20luhadan%203an%20albani .mp3)
من لقاء مفتوح مع الشيخ حفظه الله بتاريخ
12.2.1429هـ
بجامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض
منقول
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 10:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الهاشمي وأبو يحي معذرة ان كنت خرجت عن الموضوع ولكنني تدخلت لخوفي ان تستغل تبرئة الشيخ الألباني من الإرجاء لتصحيح قوله، فمعذرة مجددا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير(/)
وعادت راند
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 10:58]ـ
أصدرت مؤسسة "راند" الأميركية للأبحاث تقريرا بعنوان "بناء شبكات مسلمة معتدلة"، رصد لصراع الغرب مع "العالم المسلم" وحركاته السياسية، مؤكدا أن هذا الصراع لن يحسم عسكريا بل ثقافيا.
التقرير الذي صدر نهاية الشهر الماضي وصدرت نسخته الإنجليزية أمس قدم مجموعة توصيات لصانع القرار الأميركي ووضع معايير لتعريف "الاعتدال" بالمفهوم الأميركي، وطالب واشنطن بدعم التيار العلماني الليبرالي في مواجهة صعود الإسلاميين سياسيا.
ويتوقع أن يجد التقرير الذي نشره المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة تأثيرا وصدى كبيرين لدى صانع القرار في واشنطن، نظرا لأنه يقدم أفكارا وحلولا جديدة في وقت تعاني فيه الإدارة الأميركية من أزمة أفكار بعد فشل إستراتيجياتها في الشرق الأوسط خاصة في العراق وفلسطين.
تقرير مؤسسة راند الذي خرج في 10 فصول واستغرق إعداده 3 سنوات، طالب واشنطن بالإفادة من تجربة الحرب الباردة التي انتهت بسقوط النموذج الشيوعي، في "احتواء" الحركات الإسلامية، كما استعمل مصطلح العالم "المسلم" وليس "الإسلامي" بما يعني نقل الصراع مع مسلمي الغرب والدول غير الإسلامية.
وطالب التقرير الإدارة الأميركية بتركيز رسائلها الإعلامية على أطراف العالم الإسلامي مثل إندونيسيا والهند وماليزيا وأوروبا وأميركا بدلا من المركز المتمثل في المنطقة العربية، معتبرا أن التغيير في الأطراف أسهل ويحقق مكاسب أكبر.
وصنف التقرير الجماعات في العالم الإسلامي إلى ثلاث، الأولى "العلمانيون الليبراليون"، والثانية "أعداء المشايخ" مثل تركيا وتونس، والثالثة "الإسلاميون الذين لا يرون مشكلة في أن تكون الديمقراطية حاكمة على الدين".
وأوصى بالتعامل القوى مع الأولى والقليل مع الثانية وعدم التعامل مع المجموعة الأخيرة، وطالب كذلك بالتعامل مع "الإسلاميين التقليديين" وعرفهم بأنهم "الذين يقبلون بالصلاة في الأضرحة والقبور"، في إشارة واضحة للتيار الصوفي.
ويعرض التقرير في فصله الأول أهمية دور المسجد وأنه أصبح ساحة للمعارضة الإسلامية بعد تضييق الخناق الحكومي عليها، موصيا بدعم "الدعاة الجدد الذين يعملون خارج المساجد" والبرامج الإعلامية الإسلامية "المعتدلة".
وفي الفصل الثاني يرصد أوجه التشابه والاختلاف بين الحرب الباردة والصراع الحالي للغرب مع الإسلاميين، مقترحا استخدام الغرب لأساليب تلك الحرب مثل تجنيد مثقفين إسلاميين والإفادة من المهاجرين المسلمين في الغرب واستخدام منظمات المجتمع المدني لتقوية "المعتدلين" في مواجهة الإسلاميين.
وتطرق الفصلان الثالث والرابع لموضوع الديمقراطية، حيث اعترف التقرير بأن الدعوة الأميركية لتطبيق الديمقراطية في العالم الإسلامي يمكن أن تضعف حلفاء واشنطن الإستراتيجيين لأنها أفرزت صعودا سياسيا لمناهضي واشنطن.
أما الفصل الخامس فخصصه التقرير لتعريف "الاعتدال"، حيث وضع 11 سؤالا يتحدد وفق الإجابة عليها -بالمفهوم الأميركي- إطلاق صفة المعتدل أو المتطرف على الأشخاص والجماعات.
وتتعلق الأسئلة الـ11 بالموقف من العنف وتطبيق الديمقراطية وحرية الأديان وتعميم الشقين الجنائي والأخلاقي من الشريعة الإسلامية على القوانين المدنية والقبول بتولي شخصيات من الأقليات الدينية لمناصب رفيعة في الدول ذات الغالبية المسلمة والاعتراف بحقوق الإنسان العالمية.
وانتقد التقرير كذلك الأزهر الشريف وقال "إنه ليس الجهة الوحيدة لتخريج الفقهاء وإن هناك جهات أخرى مهملة إعلاميا تخرج فقهاء ودعاة أفضل من الأزهر".
وخصص التقرير الفصل الثامن للحديث عن الشرق الأوسط وحاجة واشنطن للتأكد من أن صراعها في هذه المنطقة هو صراع فكري وبالتالي لا يمكن حسمه عسكريا، مطالبا ببناء ديمقراطية في الشرق الأوسط على أساس علماني.
ورصد التقرير في الفصل التاسع مشكلة اتهام المتعاونين مع واشنطن في مشروعها في العالم الإسلامي بـ"العمالة"، موصيا بتجنيد رجال دين مسلمين للبحث عن النصوص الشرعية والأدلة الفقهية التي تدعم بعض مواقف المعتدلين فيما يتعلق بقضايا حرية الرأي والاجتهاد وحقوق المرأة والأقليات وغيرها.
وقدم الفصل العاشر مجموعة من التوصيات النهائية لصانع القرار الأميركي، أهمها استخدام القطاع الخاص الأميركي وليس المؤسسات الحكومية لتنفيذ مشروع واشنطن بالمنطقة، والعمل على إبعاد شبهة العمالة عن المتعاونين، ونقل الصراع ليتحول إلى صراع بين الإسلاميين أنفسهم وأخيرا إنشاء جمعية عالمية لدعم "المعتدلين الإسلاميين" في مدينة ذات دلالة رمزية مثل "غرناطة"، دون تحديد رمزية تلك المدينة.
ـ[القبعة الحمراء]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 11:56]ـ
الذي فهمته من خلال موقع راند ان التقرير الصادر أخيراً هو نفسه السابق، لكن الجديد أنه تم تداوله في الموقع الخاص بهم ..
أحتاج إلى مزيد من التأكد .. ولعل لي عودة بعد مزيد إطلاع على الموقع:
http://www.rand.org/publications/electronic/new.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[10 - Apr-2007, صباحاً 02:28]ـ
بُنىَ الإِرْهَابُ على خَمْسٍ: (مِن صَحِيحِ الإمَام رَانْد)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4639
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الذهبي1427]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله فيك
وحقيقة هناك عدد قليل من التحليلات التي تحدثت عن التقرير الانف الذكر
رغم كونه ينطلق من منظومة (فكرية وعقدية وسياسية)
تسعى إلى تقليص الوجود الاسلامي (عقيدة وأتباعاً)
عبر منافذ عديدة وآليات مستحدثة الغرض منها كسر وشق الصف الاسلامي
على طريقة (الضرب من الداخل)
وهذا هو دأب النصارى
أنهم مطية لليهود يتخذونهم ركوباً لتحقيق أهدفهم
ولكن يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم
والله متم نوره ولو كره الكافرون(/)
""حقائق الرافضة "" للشيخ المحدّث عبدالله بن عبدالرحمن السعد
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 11:49]ـ
""" حقائق الرافضة """
للشيخ المحدّث أبي عبدالرحمن عبدالله بن عبدالرحمن السعد - شفاه الله وعفاه -
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
أما بعد: فإن المتأمل في معتقد الشيعة الإمامية يجد أنهم بعيدون غاية البعد عن دين الإسلام .. و ذلك:
1 - أنهم يعتقدون تحريف القرآن الكريم و يتلاعبون في تفسيره فيجعلون كثيرا من الآيات في علي رضي الله عنه و أهل بيته .. و لذلك لا تجدهم يعتنون به و لا يحفظونه و لا يستدلون به إلا قليلا، بل إنك لتعجب من كثرة أخطاء مشايخهم عند الاستدلال به!
قال المفيد – وهو من كبارهم -: " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان ". وقال موسى جار الله في كتابه (الوشيعة في نقد عقائد الشيعة) وكان قد جالسهم: "لم أر بين علماء الشيعة ولا بين أولاد الشيعة لا في العراق ولا في إيران من يحفظ القران أو من يقيم القران بعض الإقامة بلسانه ولا من يعرف وجوه القران الأدائية"
2 - أنهم يطعنون في السنة النبوية حتى صرح بعض مشايخهم بأنه لا يصح شئ من الحديث النبوي.
3 - الشرك الأكبر، إذ هو الغالب عليهم فتجدهم يشركون في الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات، و يعتقدون في أئمتهم علم الغيب و التصرف في الكون .. و أما صرفهم أنواع العبادة للمشاهد والقبور و الأضرحة فأشهر من أن يذكر .. حتى إن كثيرا منهم فاقوا شرك المشركين الأوائل، ومن استمع إلى إذاعتهم باللغة العربية عرف ما بلغه هؤلاء القوم من الضلال المبين (وقد سمعت المذيع في يوم عاشوراء المنصرم يسأل المستمعين: ماذا تريد من الحسين في هذا اليوم؟ فيقول بعضهم: أن ينصر الإسلام والمسلمين .. و نحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله؟!) قال الخميني: فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل .. ؟!
4 - طعنهم في أمهات المؤمنين و قذفهم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قد برأها الله تعالى في كتابه الكريم.
5 - بغضهم للعرب .. فقد جاء في بعض مراجعهم: ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح. و فيها أيضا: اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد. و يقولون بأن منتظرهم (أو من ينوب مقامه من آياتهم) يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم. انتهى من بحار الأنوار.
6 - طعنهم في عصور الإسلام كلها حتى في عهد علي رضي الله عنه – الذي يزعمون أنهم شيعته وهو منهم براء – فيتهمونه بعدم القدرة على إظهار دينه ومعتقده، والجبن عن الصدع بالحق .. بل و يتهمونه بأشد من هذا حيث زوج ابنته أم كلثوم من عمر رضي الله عنه مع اعتقاده كفره وردته بزعمهم؟! قال شيخهم نعمة الله الجزائري: (و لما جلس أمير المؤمنين – أي على كرسي الخلافة -لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن و إخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه،كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى، وكما لم يقدر على إجراء متعة النساء، وكما لم يقدر على عزل شريح عن القضاء ومعاوية عن الإمارة) اهـ. وهذا الكلام لا يخفى على أحد بطلانه فكيف بخليفة المسلمين لا يستطيع عزل قاضٍ من آحاد رعيته وقد ساق رضي الله عنه الجيوش الجرارة وشهد المشاهد العظيمة و غيّر الولاة على الأمصار؟! و لكن الصواب الذي لا شك فيه أن شريحا كان من قضاة العدل عند علي رضي الله عنه وأنه أهل للقضاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - مؤامراتهم على المسلمين في قديم الدهر و حديثه فلا تكاد تجد نكبة تحل بالمسلمين إلا و لهم يد فيها و يكونون عونا لأعداء المسلمين و كشفا لعوراتهم، وفي التاريخ من ذلك شئ كثير كما في خيانة ابن العلقمي ونصير الشرك الطوسي و دولة القرامطة و البويهيين والصفويين وغيرهم كثير (انظر كتاب: خيانات الشيعة و أثرها في هزائم الأمة الإسلامية لعماد حسين و كتاب: ماذا تعرف عن حزب الله لعلي الصادق) وقال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة: و كذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره يكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين و اليهود والنصارى و يعاونونهم على قتال المسلمين و معاداتهم.أهـ بل قيل: كادت أوروبا أن تكون إسلامية و أن تعود الأندلس إلى الإسلام إلا أن الفتنة الفارسية تسببت بعدم ذلك (ينظر كتاب الحروب العثمانية الفارسية و أثرها في انحسار المد الإسلامي في أوروبا) وفي جرائمهم اليوم و ما يفعلونه بالمسلمين في العراق من أنواع القتل والتنكيل والتشريد التي لا مثيل لها أكبر شاهد على ذلك.
8 - إعتقادهم ردة الصحابة جميعا إلا نفرا يسيرا ثلاثة أو خمسة أو نحو ذلك .. ذكر الكليني في (فروع الكافي) عن جعفر عليه السلام: ((كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي))؟!
9 - الغلو، فغلوهم لا يقتصر على الشرك في العبادة بل هو في غالب أمورهم، حتى قالوا: من لا تقية له لا دين له، و تسعة أعشار الدين في التقية .. وهذا لا يخفى بطلانه على عاقل؟! وقالوا في المتعة: من تمتع مرة واحدة كان بدرجة الحسين ومن تمتع مرتين فهو بدرجة الحسن ومن تمتع ثلاثاً فهو بمنزلة علي ومن تمتع أربعاً كان بدرجة الرسول عليه الصلاة والسلام .. فانظر إلى هذا الهراء!
وفي بعض رواياتهم: من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم .. ؟!!
وصية إلى إخواني المسلمين في العراق:
أوصيهم و نفسي بتقوى الله و الاجتماع على طاعته و الاعتصام بحبله .. قال الله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) و الحذر من أسباب الفشل و الهزيمة، ومن أهمها: معصية الله تعالى و التنازع و الاختلاف، قال الله تعالى (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
و أن يوحدوا جهودهم ضد عدو الله و عدوهم من الصليبين و أعوانهم من الرافضة و المنافقين، و أن يحرصوا على أسباب الألفة و التقارب بينهم و أن يلتمسوا لإخوانهم العذر فيما اختلفوا فيه من مسائل الاجتهاد فلا يلزموهم بما يرونه صوابا فإن الخلاف شر، و لأن نجتمع على المفضول خير من أن نفترق على الفاضل ..
و قد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى من الصحابة فمن بعدهم يعذر بعضهم بعضا فيما يختلفون فيه مما يسوغ فيه الخلاف .. فهذا سعد بن عبادة أبى أن يبايع أبا بكر ومن بعده عمر رضي الله عنهم أجمعين حتى مات على ذلك – كما ذكره أهل السير- ولم يكرهوه على البيعة أو يتهموه بشق عصا المسلمين. وكذلك علي رضي الله عنه لم يبايع أبا بكر رضي الله عنه إلا بعد ستة أشهر -كما في البخاري- ولم يكرهه ابو بكر رضي الله عنه .. وهذا علي رضي الله عنه لم يقاتل الخوارج و قد خرجوا عليه و اعتزلوه حتى قتلوا عبدالله بن خباب فقال لهم: أخرجوا لنا قاتل عبدالله، فقالوا:كلنا قتله، فعند ذلك قاتلهم .. و الوقائع في هذا المعنى كثيرة ..
وهذا منهم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان هذا منهجه وطريقته، فانظر إلى موقفه من عبدالله بن أبي ابن سلول عندما قال: ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال بعض الصحابة: دعني أضرب عنقه. فقال: لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، و كذلك ما في الصحيحين في الذي قال: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فقال صلى الله عليه وسلم: رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر .. و فعله هذا عليه الصلاة والسلام هو ما جاء عن ربه سبحانه و تعالى، قال ابن القيم رحمه الله في (المدارج) عن الرب جل و علا: فإن الفضل أحب إليه من العدل، و العفو أحب إليه من الانتقام، والمسامحة أحب إليه من الاستقصاء، والترك أحب إليه من الاستيفاء، و رحمته غلبت غضبه. أهـ. و دليل ذلك قوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) وقال تعالى (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) وقال سبحانه (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً)
و قد سأل ابن هانئ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم (من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية) ما معناه؟ فقال: أتدري ما الإمام؟ الإمام الذي يجتمع المسلمون عليه كلهم يقول هذا إمام، فهذا معناه.أهـ وقد قال صلى الله عليه و سلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله وعرضه". فاتقوا الله في دمائكم و دماء وأعراض إخوانكم المسلمين وكونوا عباد الله إخوانا
(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ) (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)
وعليكم بالإكثار من الدعاء و الالتجاء إلى الله و دوام الافتقار إليه .. وقد صح عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا كدعاء الغريق.
اللهم انصر دينك و كتابك و سنة نبيك و عبادك الصالحين
و الحمد لله رب العالمين
وكتبه: عبدالله بن عبد الرحمن السعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حيدره]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 09:11]ـ
جزاك الله خير ونقل موفق إن شاءلله أخي المبارك
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:52]ـ
جزى الله الجميع خيرا.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 02:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 12:18]ـ
الإخوة الفضلاء
حيدرة وآل عامر وشثا العربي وابن رجب
شكر الله لكم
ـ[سالم القرني]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 06:19]ـ
انظروا إلى الأسطوانة التي تعرض مقاطع من كتب الشيعة المصورة بالسكانر وسترون العجائب ووالله إنه لدين آخر وشكرا لكم
(عضو جديد) وشكرا لـ ممعن النظر
ـ[علي بن صالح]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 05:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 04:41]ـ
الإخوة الكرام
سالم وعلي
شكر الله لكم
وقريبا ستظهر للشيخ عبدالله- سلمه الله- كتابة نفيسة - يسر الله ظهورها-كتبها في الرافضة وقدّم بها لأحد الرسائل العلمية التي تتحدث عن عقيدة الشيعة الإثني عشرية.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 05:15]ـ
يسر الله نشرها ,,,
ـ[أبومعاذ الناصري]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 09:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:47]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 04:40]ـ
بارك الله في الجميع.
و جزى الله الشيخ عبدالله السعد خير الجزاء.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 11:44]ـ
..........
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:15]ـ
بارك الله فيكم
و جزى الله الشيخ خير الجزاء، يا إخوة هل يمكن الاتصال هاتفيا بالشيخ للاستفتاء؟
أفيدوني و أجركم على الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 06:01]ـ
جزى الله الشيخ عبد الله السعد
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 10:30]ـ
الإخوة الأفاضل
ابن رجب , أبو معاذ الناصري , زين العابدين الآثري
شكر الله لكم.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[15 - Nov-2007, صباحاً 10:15]ـ
شكر الله للشيخ على هذا الكلام الطيب وشكر الله للناقل
ـ[عيووووون]ــــــــ[20 - Nov-2007, صباحاً 03:46]ـ
بارك الله فيكم
و جزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 04:13]ـ
الإخوة المبارك والحمد والجنوبي
غفر الله لنا ولكم , والشيخ لا يمكن الاتصال به هاتفيا , وليس بوسعك إلا أن تصلي معه في مدينة الرياض في مسجد علي بن المديني بحي الروضة. أو عن طريق الانترنت في درس المنتقى بعد عشاء كل يوم اثنين على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8478
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 01:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على اهتمامك ... أما الصلاة مع الشيخ فوفقني الله و إياكم ... فعلى الأسف بيني و بين الشيخ أقطار و أبحار لا تعد و لا تحصى
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 12:50]ـ
الأخوان الأندلس والعواد.
بارك الله بكما وأجزل لكما المثوبة.
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[09 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
جزى الله الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد خير الجزاء.
وجزى الأخ ممعن النظر على هذا النقل الممتع.
ولعن الله الرافضة: غيروا الدين وبدلوا الملة وقتلوا الصالحين ومرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 02:59]ـ
الأخوان عيون والجنوبي
غفر الله لنا ولكم وأصلح شأننا وشانكم.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:30]ـ
الأخ حمدي
وإياك , ونسأل الله أن يكبت هؤلاء الكفرة.
ـ[السيف القاهر]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 11:59]ـ
بارك الله في الشيخ وفي علمه
ـ[نبيل حسن احمد]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يهدي الشيعة الى الصواب والمنطق والعقل
فهل يعقل ان اظل اسير ما فعله السابقون فما فعلوه سوف يحاسبهم الله وليس انتم قتل الحسين حكمة من حكم الله
ومقدر ولا يعلم حكمة الله الا هو.والتمسك باشياء ليس لها علاقة بديننا هل هذا صواب؟
هل ناخذ الا باحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وهل الطتبير من دين الاسلام ضرب الظهر بسلاسل حديد وجرح الرؤس وانزال الدم من الجسم هل اللطم على الصدر من ديننا هل كان يفعل هذا الرسول او اهل البيت لنرجع الى العقل اولا ولا نقول كما يقول اهل الجاهلية عندما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم للايمان بالله عز وجل قالوا اتريدنا ان نترك دين ابائنا واجدادنا(/)
تطبيق الشريعة " نظرةٌ عقلية "
ـ[تلميذ]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:17]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيبين و على أصحابه الأكرمين المجاهدين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
و بعد،،،
خلال تجولي بالشبكة العنكبوتية وجدت هذا الموضوع الجميل و هو عبارة عن رد عقلي على اللبراليين و إخوانهم العلمانيين و من سار على نهجهم
إليكم الموضوع
______
بسم الله العلي الكريم
بسم الله الجبار العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الاكرمين المجاهدين. .
وبعد،،
مسكينةٌ هذه الأمة. .
تُضرب من كل جانب. .
وشبابها لاهٍ ولاعب. .
أراضي المسلمين تغتصب. .
ونحن قد ملأنا المراقص والملاعب. .
شرعُنا أنزل دونَ الدون. .
فكيف لا نعيش حياة الهون!!
تطبيق الشريعة " نظرةٌ عقلية "
::: مثال:::
لو استيقظت في الصباح الباكر، وتريد ان تذهب لمشوارٍ قريب بسيارتك. .
ونزلت من غرفتك و ذهبت إلى سيارتك لتشغيلها. .
واردت تشغيلها ولكنها لا تشتغل، حاولت مرة ومرتين وعدة محاولات أخرى، لكنها للأسف لم تعمل!!
الآن بلا شك السيارة بها خلل. .
والآن ينبغي عليك إصلاحها، فأين تذهب!!
هل تذهب إلى الخباز أم إلى وكالة السيارات!!
حتماً الجواب سيكون:
إلى وكالة السيارات
ولكن لماذا لا تذهب بها إلى الخباز!!
الجواب:
لأن الخباز يقوم بخبز الخبز، وهو لا يعرف في أمور السيارات، أما الوكالة فهم يعرفون بأمور السيارات، ولديهم الخبرة بأعطالها، لأنهم هم الذين صنعوا السيارة. .
ولكن يا إخوة هل لي بسؤال:
الذي يذهب بسيارته إلى الخباز بدلاً من وكالة السيارات، ماذا تسمونه!!
بالتأكيد هو مجنون، أليس كذلك!!
طيب هذا مثال بسيط. .
طيب، الآن من الذي خلق الإنسان!!
أليس الله " سبحانه وتعالى " خلق هذا الكونَ كلَّه، وخلق الإنسان، فهو بالتأكيد ودون أدنى شك أعلم بأمور الإنسانِ ومشاكلِه وبالعقوبات المناسبة له (قطع يد، جلد، رجم وغيرها)
*
* *
*
(حديث):
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟
قال: (آية الكرسي)، ثم قال: (يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)
الفلاة: أرض خلاء، أي الصحراء. .
أيْ أنّ الكون هذا كلَّه أمام الكرسي مثل الخاتم الصغير أمام الصحراء الواسعة الكبيرة الشاسعة. .
*
* *
*
الآن الله سبحانه وتعالى هذه هي صفاته وهذي هي عظمته. .
ومن ثمّ نأتي نحن المخلوقون من نطفة نترك كلامه " القرآن " ونذهب لقوانين " الدستور " ونتحاكم إليه وهو من صنع البشر!!
*
* *
*
و المثالُ الأول " الخباز ووكالة السيارات " هو مثال حقير وتافه أمام ربِّ العزةِ والجبروت. .
العليم بأعداد الرمل والقطر وحبات السنبل والعنقود. .
البصير بحركات المخلوقات في البر والبحر تحت ظلام الليالي السود. .
من لا تدركه الأبصار وهو الواحد المعبود. .
فكيف نترك حكمه!!
ـــــــ
منقوووول
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 06:12]ـ
جزاك الله خيرا(/)
فوائد من المجلد العاشر من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية «السلوك»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:15]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد: فهذه بعض الفوائد من المجلد العاشر من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية المسمى بعلم السلوك، وهذا المجلد يتضمن عددا من الرسائل منها: «التحفة العراقية في الأعمال القلبية»، و «أمراض القلوب وشفاؤها» و «العبودية» و «وجواب عن دعوة ذي النون» و «الوصية الصغرى» و غيرها.
ص8: مَنْ كَانَ مَعَهُ إيمَانٌ حَقِيقِيٌّ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَعْمَالِ بِقَدْرِ إيمَانِهِ وَإِنْ كَانَ لَهُ ذُنُوبٌ.
ص 45: وَالْمُؤْمِنُ إذَا فَعَلَ سَيِّئَةً فَإِنَّ عُقُوبَتَهَا تَنْدَفِعُ عَنْهُ بِعَشَرَةِ أَسْبَابٍ:
أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ.
أَوْ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ.
أَوْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ تَمْحُوهَا فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ.
أَوْ يَدْعُو لَهُ إخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَيًّا وَمَيِّتًا.
أَوْ يَهْدُونَ لَهُ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ مَا يَنْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ.
أَوْ يَشْفَعُ فِيهِ نَبِيُّهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا بِمَصَائِبَ تُكَفِّرُ عَنْهُ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي الْبَرْزَخِ بِالصَّعْقَةِ فَيُكَفِّرُ بِهَا عَنْهُ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ مِنْ أَهْوَالِهَا بِمَا يُكَفِّرُ عَنْهُ.
أَوْ يَرْحَمُهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
فَمَنْ أَخْطَأَتْهُ هَذِهِ الْعَشَرَةُ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.
ص58: « ... وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ: يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ».
فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ يَتَرَدَّدُ لِأَنَّ التَّرَدُّدَ تَعَارُضُ إرَادَتَيْنِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ مَا يُحِبُّ عَبْدُهُ وَيَكْرَهُ مَا يَكْرَهُهُ، وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ فَهُوَ يَكْرَهُهُ كَمَا قَالَ: وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ؛ وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ قَضَى بِالْمَوْتِ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَمُوتَ فَسَمَّى ذَلِكَ تَرَدُّدًا ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ ذَلِكَ.
ص71: فَمِنْ عَلامَاتِ الْمَجَازِ صِحَّةُ إطْلاقِ نَفْيِهِ.
ص96: فَالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى فَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ كَمَا يَحْتَاجُ الْبَدَنُ أَنْ يُرَبَّى بِالْأَغْذِيَةِ الْمُصْلِحَةِ لَهُ وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ مَنْعِ مَا يَضُرُّهُ فَلَا يَنْمُو الْبَدَنُ إلَّا بِإِعْطَاءِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَنْعِ مَا يَضُرُّهُ كَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَزْكُو فَيَنْمُو وَيَتِمُّ صَلَاحُهُ إلَّا بِحُصُولِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ لَا يَزْكُو إلَّا بِهَذَا. وَ " الصَّدَقَةُ " لَمَّا كَانَتْ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ صَارَ الْقَلْبُ يَزْكُو بِهَا وَزَكَاتُهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى طَهَارَتِهِ مِنْ الذَّنْبِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} وَكَذَلِكَ تَرْكُ الْفَوَاحِشِ يَزْكُو بِهَا الْقَلْبُ. وَكَذَلِكَ تَرْكُ الْمَعَاصِي فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَخْلَاطِ الرَّدِيئَةِ فِي الْبَدَنِ وَمِثْلُ الدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ فَإِذَا اسْتَفْرَغَ الْبَدَنُ مِنْ الْأَخْلَاطِ الرَّدِيئَةِ كَاسْتِخْرَاجِ الدَّمِ الزَّائِدِ تَخَلَّصَتْ الْقُوَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ وَاسْتَرَاحَتْ فَيَنْمُو الْبَدَنُ وَكَذَلِكَ الْقَلْبُ إذَا تَابَ مِنْ الذُّنُوبِ كَانَ اسْتِفْرَاغًا مِنْ تَخْلِيطَاتِهِ حَيْثُ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا فَإِذَا تَابَ مِنْ الذُّنُوبِ تَخَلَّصَتْ قُوَّةُ الْقَلْبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِرَادَاتُهُ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَاسْتَرَاحَ الْقَلْبُ مِنْ تِلْكَ الْحَوَادِثِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهِ. فَزَكَاةُ الْقَلْبِ بِحَيْثُ يَنْمُو وَيَكْمُلُ.
ص99: وَالْعَدْلُ الْمَحْضُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُتَعَذِّرٌ عِلْمًا وَعَمَلا وَلَكِنْ الأمْثَلُ فَالأمْثَلُ.
ص123: ... مَا حَصَلَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَذَى وَالْمَصَائِبِ هُوَ بِاخْتِيَارِهِمْ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْمَصَائِبِ السَّمَاوِيَّةِ الَّتِي تَجْرِي بِدُونِ اخْتِيَارِ الْعَبْدِ مِنْ جِنْسِ حَبْسِ يُوسُفَ لَا مِنْ جِنْسِ التَّفْرِيقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَهَذَا أَشْرَفُ النَّوْعَيْنِ وَأَهْلُهَا أَعْظَمُ دَرَجَةً - وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ الْمَصَائِبِ يُثَابُ عَلَى صَبْرِهِ وَرِضَاهُ وَتُكَفَّرُ عَنْهُ الذُّنُوبُ بِمَصَائِبِهِ - فَإِنَّ هَذَا أُصِيبَ وَأُوذِيَ بِاخْتِيَارِهِ طَاعَةً لِلَّهِ يُثَابُ عَلَى نَفْسِ الْمَصَائِبِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا عَمَلٌ صَالِحٌ. قَالَ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. بِخِلَافِ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَجْرِي بِلَا اخْتِيَارِ الْعَبْدِ كَالْمَرَضِ وَمَوْتِ الْعَزِيزِ عَلَيْهِ وَأَخْذِ اللُّصُوصِ مَالَهُ فَإِنَّ تِلْكَ إنَّمَا يُثَابُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهَا لَا عَلَى نَفْسِ مَا يَحْدُثُ مِنْ الْمُصِيبَةِ؛ لَكِنَّ الْمُصِيبَةَ يُكَفَّرُ بِهَا خَطَايَاهُ فَإِنَّ الثَّوَابَ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْأَعْمَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ وَمَا يَتَوَلَّدُ عَنْهَا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:16]ـ
ص124 - 125: الْحَسَد مَرَضٌ مِنْ أَمْرَاضِ النَّفْسِ وَهُوَ مَرَضٌ غَالِبٌ فَلَا يَخْلُصُ مِنْهُ إلَّا قَلِيلٌ مِنْ النَّاسِ وَلِهَذَا يُقَالُ: مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ لَكِنَّ اللَّئِيمَ يُبْدِيهِ وَالْكَرِيمَ يُخْفِيهِ.
وَقَدْ قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَيَحْسُدُ الْمُؤْمِنُ؟
فَقَالَ: مَا أَنْسَاك إخْوَةَ يُوسُفَ لَا أَبَا لَك وَلَكِنْ عَمَهٌ فِي صَدْرِك فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّك مَا لَمْ تَعْدُ بِهِ يَدًا وَلِسَانًا.
فَمَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ حَسَدًا لِغَيْرِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَعَهُ التَّقْوَى وَالصَّبْرَ. فَيَكْرَهُ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ دِينٌ لَا يَعْتَدُونَ عَلَى الْمَحْسُودِ فَلَا يُعِينُونَ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلَكِنَّهُمْ أَيْضًا لَا يَقُومُونَ بِمَا يَجِبُ مِنْ حَقِّهِ، بَلْ إذَا ذَمَّهُ أَحَدٌ لَمْ يُوَافِقُوهُ عَلَى ذَمِّهِ، وَلَا يَذْكُرُونَ مَحَامِدَهُ، وَكَذَلِكَ لَوْ مَدَحَهُ أَحَدٌ لَسَكَتُوا.
وَهَؤُلَاءِ مَدِينُونَ فِي تَرْكِ الْمَأْمُورِ فِي حَقِّهِ مُفَرِّطُونَ فِي ذَلِكَ؛ لَا مُعْتَدُونَ عَلَيْهِ، وَجَزَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ يَبْخَسُونَ حُقُوقَهُمْ فَلَا يُنْصَفُونَ أَيْضًا فِي مَوَاضِعَ، وَلَا يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ، كَمَا لَمْ يَنْصُرُوا هَذَا الْمَحْسُودَ.وَأَمَّا مَنْ اعْتَدَى بِقَوْلِ أَوْ فِعْلٍ فَذَلِكَ يُعَاقَبُ.
وَمَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي الظَّالِمِينَ نَفَعَهُ اللَّهُ بِتَقْوَاهُ ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:17]ـ
ص130: وَالنَّاسُ فِي الْعِشْقِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ.
وَقِيلَ: مِنْ بَابِ التَّصَوُّرَاتِ وَأَنَّهُ فَسَادٌ فِي التَّخْيِيلِ حَيْثُ يَتَصَوَّرُ الْمَعْشُوقُ عَلَى مَا هُوَ بِهِ.
قَالَ هَؤُلَاءِ: وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ اللَّهُ بِالْعِشْقِ وَلَا أَنَّهُ يَعْشَقُ؛ لِأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يُحْمَدُ مَنْ يَتَخَيَّلُ فِيهِ خَيَالًا فَاسِدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا الْأَوَّلُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يُوصَفُ بِالْعِشْقِ فَإِنَّهُ الْمَحَبَّةُ التَّامَّةُ؛ وَاَللَّهُ يُحَبُّ وَيُحِبُّ، وَرُوِيَ فِي أَثَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: {لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ يَعْشَقُنِي وَأَعْشَقُهُ} وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الصُّوفِيَّةِ.
وَالْجُمْهُورُ لَا يُطْلِقُونَ هَذَا اللَّفْظَ فِي حَقِّ اللَّهِ؛ لِأَنَّ الْعِشْقَ هُوَ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي، وَاَللَّهُ تَعَالَى مَحَبَّتُهُ لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلَيْسَتْ تَنْتَهِي إلَى حَدٍّ لَا تَنْبَغِي مُجَاوَزَتُهُ.
قَالَ هَؤُلَاءِ: وَالْعِشْقُ مَذْمُومٌ مُطْلَقًا لَا يُمْدَحُ لَا فِي مَحَبَّةِ الْخَالِقِ وَلَا الْمَخْلُوقِ لِأَنَّهُ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الْمَحْمُودِ وَ أَيْضًا فَإِنَّ لَفْظَ " الْعِشْقِ " إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعُرْفِ فِي مَحَبَّةِ الْإِنْسَانِ لِامْرَأَةٍ أَوْ صَبِيٍّ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَحَبَّةٍ كَمَحَبَّةِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَطَنِ وَالْجَاهِ وَمَحَبَّةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَهُوَ مَقْرُونٌ كَثِيرًا بِالْفِعْلِ الْمُحَرَّمِ: إمَّا بِمَحَبَّةِ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ أَوْ صَبِيٍّ يَقْتَرِنُ بِهِ النَّظَرُ الْمُحَرَّمُ وَاللَّمْسُ الْمُحَرَّمُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ.
ص133: إذَا اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ وَعَفَّ وَصَبَرَ فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى تَقْوَاهُ اللَّهَ، وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: {أَنَّ مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ كَانَ شَهِيدًا} وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، وَفِيهِ نَظَرٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهَذَا.
لَكِنْ مِنْ الْمَعْلُومِ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ أَنَّهُ إذَا عَفَّ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ نَظَرًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا، وَكَتَمَ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ حَتَّى لَا يَكُونَ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ مُحَرَّمٌ: إمَّا شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ، وَإِمَّا إظْهَارُ فَاحِشَةٍ، وَإِمَّا نَوْعُ طَلَبٍ لِلْمَعْشُوقِ، وَصَبْرٍ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَعَلَى مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ أَلَمِ الْعِشْقِ كَمَا يَصْبِرُ الْمُصَابُ عَنْ أَلَمِ الْمُصِيبَةِ؛ فَإِنَّ هَذَا يَكُونُ مِمَّنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ {إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
ونحوه في 28/ 215.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:19]ـ
ص134: وَالْإِنْسَانُ قَدْ يُبْغِضُ شَيْئًا فَيُبْغِضُ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً بِمُجَرَّدِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ. وَكَذَلِكَ يُحِبُّ شَيْئًا فَيُحِبُّ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً؛ لِأَجْلِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ كَمَا قَالَ شَاعِرُهُمْ:
أُحِبُّ لِحُبِّهَا السُّودَانَ حَتَّى * أُحِبُّ لِحُبِّهَا سُودَ الْكِلَابِ!
فَقَدْ أَحَبَّ سَوْدَاءَ؛ فَأَحَبَّ جِنْسَ السَّوَادِ حَتَّى فِي الْكِلَابِ وَهَذَا كُلُّهُ مَرَضٌ فِي الْقَلْبِ فِي تَصَوُّرِهِ وَإِرَادَتِهِ.
ص135: وَأَمَّا امْرَأَةُ الْعَزِيزِ فَكَانَتْ مُشْرِكَةً هِيَ وَقَوْمُهَا فَلِهَذَا اُبْتُلِيَتْ بِالْعِشْقِ وَمَا يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَحَدٌ إلَّا لِنَقْصِ تَوْحِيدِهِ وَإِيمَانِهِ وَإِلَّا فَالْقَلْبُ الْمُنِيبُ إلَى اللَّهِ الْخَائِفُ مِنْهُ فِيهِ صَارِفَانِ يَصْرِفَانِ عَنْ الْعِشْقِ:
أَحَدُهُمَا: إنَابَتُهُ إلَى اللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَلَذُّ وَأَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا تَبْقَى مَعَ مَحَبَّةِ اللَّهِ مَحَبَّةُ مَخْلُوقٍ تُزَاحِمُهُ.
وَالثَّانِي: خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ فَإِنَّ الْخَوْفَ الْمُضَادَّ لِلْعِشْقِ يَصْرِفُهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا بِعِشْقِ أَوْ غَيْرِ عِشْقٍ فَإِنَّهُ يُصْرَفُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِمَحَبَّةِ مَا هُوَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْهُ إذَا كَانَ يُزَاحِمُهُ وَيَنْصَرِفُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِخَوْفِ حُصُولِ ضَرَرٍ يَكُونُ أَبْغَضَ إلَيْهِ مِنْ تَرْكِ ذَاكَ الْحُبِّ فَإِذَا كَانَ اللَّهُ أَحَبَّ إلَى الْعَبْدِ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَخْوَفَ عِنْدَهُ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَحْصُلْ مَعَهُ عِشْقٌ، وَلَا مُزَاحَمَةٌ إلَّا عِنْدَ غَفْلَةٍ، أَوْ عِنْدَ ضَعْفِ هَذَا الْحُبِّ وَالْخَوْفِ بِتَرْكِ بَعْضِ الْوَاجِبَاتِ وَفِعْلِ بَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ، فَكُلَّمَا فَعَلَ الْعَبْدُ الطَّاعَةَ مَحَبَّةً لِلَّهِ وَخَوْفًا مِنْهُ وَتَرَكَ الْمَعْصِيَةَ حُبًّا لَهُ وَخَوْفًا مِنْهُ قَوِيَ حُبُّهُ لَهُ وَخَوْفُهُ مِنْهُ فَيُزِيلُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ مَحَبَّةِ غَيْرِهِ وَمَخَافَةِ غَيْرِهِ.
ص147: جَاءَ فِي الْأَثَرِ " إذَا قَالُوا لِلْمَرِيضِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ يَقُولُ اللَّهُ: كَيْفَ أَرْحَمُهُ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُهُ " وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمَرَضُ حِطَّةٌ يَحُطُّ الْخَطَايَا عَنْ صَاحِبِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ وَرَقَهَا}.
ص 183: وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ " الْهَجْرَ الْجَمِيلَ " و " الصَّفْحَ الْجَمِيلَ " و " الصَّبْرَ الْجَمِيلَ ". وَقَدْ قِيلَ: إنَّ " الْهَجْرَ الْجَمِيلَ " هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى. وَالصَّفْحَ الْجَمِيلَ صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ. وَالصَّبْرَ الْجَمِيلَ صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ؛ وَلِهَذَا قُرِئَ عَلَى أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي مَرَضِهِ أَنَّ طاوسا كَانَ يَكْرَهُ أَنِينَ الْمَرِيضِ وَيَقُولُ: إنَّهُ شَكْوَى فَمَا أَنَّ أَحْمَد حَتَّى مَاتَ. وانظر ص666.
ص 189: ... وَهَكَذَا أَيْضًا طَالِبُ الْمَالِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَعْبِدُهُ وَيَسْتَرِقُّهُ وَهَذِهِ الْأُمُورُ نَوْعَانِ:
(مِنْهَا) مَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ كَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَمَسْكَنِهِ ومنكحه وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذَا يَطْلُبُهُ مِنْ اللَّهِ وَيَرْغَبُ إلَيْهِ فِيهِ فَيَكُونُ الْمَالُ عِنْدَهُ يَسْتَعْمِلُهُ فِي حَاجَتِهِ بِمَنْزِلَةِ حِمَارِهِ الَّذِي يَرْكَبُهُ وَبِسَاطِهِ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ؛ بَلْ بِمَنْزِلَةِ الْكَنِيفِ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ حَاجَتَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَعْبِدَهُ فَيَكُونُ هَلُوعًا إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا؛ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. [نحوه ص663]
و (مِنْهَا) مَا لَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ فَهَذِهِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَلِّقَ قَلْبَهُ بِهَا؛ فَإِذَا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا صَارَ مُسْتَعْبَدًا لَهَا؛ وَرُبَّمَا صَارَ مُعْتَمِدًا عَلَى غَيْرِ اللَّهِ فَلَا يَبْقَى مَعَهُ حَقِيقَةُ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَلَا حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ؛ بَلْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ وَشُعْبَةٌ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ وَهَذَا مِنْ أَحَقِّ النَّاسِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ} وَهَذَا هُوَ عَبْدُ هَذِهِ الْأُمُورِ فَلَوْ طَلَبَهَا مِنْ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ إذَا أَعْطَاهُ إيَّاهَا رَضِيَ؛ وَإِذَا مَنَعَهُ إيَّاهَا سَخِطَ وَإِنَّمَا عَبْدُ اللَّهِ مَنْ يُرْضِيهِ مَا يُرْضِي اللَّهَ؛ وَيُسْخِطُهُ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ؛ وَيُحِبُّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُبْغِضُ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ وَيُوَالِي أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَيُعَادِي أَعْدَاءَ اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:19]ـ
ص 193: و " الْجِهَادُ " هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ وَدَفْعُ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ فَإِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْجِهَادِ كَانَ دَلِيلًا عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي قَلْبِهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمَحْبُوبَاتِ لَا تُنَالُ غَالِبًا إلَّا بِاحْتِمَالِ الْمَكْرُوهَاتِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَحَبَّةً صَالِحَةً أَوْ فَاسِدَةً فَالْمُحِبُّونَ لِلْمَالِ وَالرِّئَاسَةِ وَالصُّوَرِ لَا يَنَالُونَ مَطَالِبَهُمْ إلَّا بِضَرَرِ يَلْحَقُهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُصِيبُهُمْ مِنْ الضَّرَرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَالْمُحِبُّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ إذَا لَمْ يَحْتَمِلْ مَا يَرَى ذُو الرَّأْيِ مِنْ الْمُحِبِّينَ لِغَيْرِ اللَّهِ مِمَّا يَحْتَمِلُونَ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِهِمْ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّتِهِمْ لِلَّهِ إذَا كَانَ مَا يَسْلُكُهُ أُولَئِكَ هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي يُشِيرُ بِهِ الْعَقْلُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 12:59]ـ
ص218: الْفَنَاءَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: نَوْعٌ لِلْكَامِلِينَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ؛ وَنَوْعٌ لِلْقَاصِدِينَ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ وَنَوْعٌ لِلْمُنَافِقِينَ الْمُلْحِدِينَ الْمُشَبِّهِينَ.
(فَأَمَّا الْأَوَّلُ) فَهُوَ " الْفَنَاءُ عَنْ إرَادَةِ مَا سِوَى اللَّهِ " بِحَيْثُ لَا يُحِبُّ إلَّا اللَّهَ. وَلَا يَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ وَلَا يَتَوَكَّلُ إلَّا عَلَيْهِ وَلَا يَطْلُبُ غَيْرَهُ ....
(وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي) فَهُوَ " الْفَنَاءُ عَنْ شُهُودِ السِّوَى ". وَهَذَا يَحْصُلُ لِكَثِيرِ مِنْ السَّالِكِينَ؛ فَإِنَّهُمْ لِفَرْطِ انْجِذَابِ قُلُوبِهِمْ إلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَضَعْفِ قُلُوبِهِمْ عَنْ أَنْ تَشْهَدَ غَيْرَ مَا تَعْبُدُ وَتَرَى غَيْرَ مَا تَقْصِدُ؛ لَا يَخْطُرُ بِقُلُوبِهِمْ غَيْرُ اللَّهِ؛ بَلْ وَلَا يَشْعُرُونَ ... وَهَذَا كَثِيرٌ يَعْرِضُ لِمَنْ فَقَمَهُ أَمْرٌ مِنْ الْأُمُورِ إمَّا حُبٌّ وَإِمَّا خَوْفٌ. وَإِمَّا رَجَاءٌ يُبْقِي قَلْبَهُ مُنْصَرِفًا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ إلَّا عَمَّا قَدْ أَحَبَّهُ أَوْ خَافَهُ أَوْ طَلَبَهُ؛ بِحَيْثُ يَكُونُ عِنْدَ اسْتِغْرَاقِهِ فِي ذَلِكَ لَا يَشْعُرُ بِغَيْرِهِ .... وَهَذَا الْفَنَاءُ كُلُّهُ فِيهِ نَقْصٌ. وَأَكَابِرُ الْأَوْلِيَاءِ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: لَمْ يَقَعُوا فِي هَذَا الْفَنَاءِ فَضْلًا عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّمَا وَقَعَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ. وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ مِمَّا فِيهِ غَيْبَةُ الْعَقْلِ وَالتَّمْيِيزِ لِمَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ أَحْوَالِ الْإِيمَان؛ فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا أَكْمَلَ وَأَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ مِنْ أَنْ تَغِيبَ عُقُولُهُمْ. أَوْ يَحْصُلَ لَهُمْ غَشْيٌ أَوْ صَعْقٌ أَوْ سُكْرٌ أَوْ فَنَاءٌ أَوْ وَلَهٌ أَوْ جُنُونٌ. وَإِنَّمَا كَانَ مَبَادِئُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي التَّابِعِينَ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ إذَا سَمِعَ الْقُرْآنَ ... [و] الكمل تَكُونُ قُلُوبُهُمْ لَيْسَ فِيهَا سِوَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَعِنْدَهُمْ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ مَا يَشْهَدُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ بَلْ يَشْهَدُونَ الْمَخْلُوقَاتِ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ مُدَبَّرَةً بِمَشِيئَتِهِ بَلْ مُسْتَجِيبَةً لَهُ قَانِتَةً لَهُ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهَا تَبْصِرَةٌ وَذِكْرَى وَيَكُونُ مَا يَشْهَدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ مُؤَيَّدًا وَمُمَدًّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ وَتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَهَذِهِ " الْحَقِيقَةُ " الَّتِي دَعَا إلَيْهَا الْقُرْآنُ وَقَامَ بِهَا أَهْلُ تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ والكمل مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ ...
(وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّالِثُ) مِمَّا قَدْ يُسَمَّى فَنَاءً: فَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ أَنْ لَا مَوْجُودَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ وُجُودَ الْخَالِقِ هُوَ وُجُودُ الْمَخْلُوقِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ فَهَذَا فَنَاءُ أَهْلِ الضَّلَالِ وَالْإِلْحَادِ الْوَاقِعِينَ فِي الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ. [وانظر في الفناء وأنواعه ص337.]
(يُتْبَعُ)
(/)
ص 272: إذَا تَحَقَّقَ الْقَلْبُ بِالتَّصْدِيقِ وَالْمَحَبَّةِ التَّامَّةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْإِرَادَةِ لَزِمَ وُجُودُ الْأَفْعَالِ الظَّاهِرَةِ، فَإِنَّ الْإِرَادَةَ الْجَازِمَةَ إذَا اقْتَرَنَتْ بِهَا الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ لَزِمَ وُجُودُ الْمُرَادِ قَطْعًا وَإِنَّمَا يَنْتَفِي وُجُودُ الْفِعْلِ لِعَدَمِ كَمَالِ الْقُدْرَةِ أَوْ لِعَدَمِ كَمَالِ الْإِرَادَةِ وَإِلَّا فَمَعَ كَمَالِهَا يَجِبُ وُجُودُ الْفِعْلِ الِاخْتِيَارِيِّ فَإِذَا أَقَرَّ الْقَلْبُ إقْرَارًا تَامًّا بِأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَأَحَبَّهُ مَحَبَّةً تَامَّةً امْتَنَعَ مَعَ ذَلِكَ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ لَكِنْ إنْ كَانَ عَاجِزًا لِخَرَسِ وَنَحْوِهِ أَوْ لِخَوْفِ وَنَحْوِهِ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَى النُّطْقِ بِهِمَا. [وانظر 747 وما قبلها.]
ص 289: الْعِصْمَةُ الثَّابِتَةُ لِلْأَنْبِيَاءِ هِيَ الَّتِي يَحْصُلُ بِهَا مَقْصُودُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّ " النَّبِيَّ " هُوَ المنبأ عَنْ اللَّهِ و " الرَّسُولُ " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا وَالْعِصْمَةُ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ عَنْ اللَّهِ ثَابِتَةٌ فَلَا يَسْتَقِرُّ فِي ذَلِكَ خَطَأٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَلَكِنْ هَلْ يَصْدُرُ مَا يَسْتَدْرِكُهُ اللَّهُ فَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ. ...
وَأَمَّا الْعِصْمَةُ فِي غَيْرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ فَلِلنَّاسِ فِيهِ نِزَاعٌ هَلْ هُوَ ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ أَوْ بِالسَّمْعِ؟ وَمُتَنَازِعُونَ فِي الْعِصْمَةِ مِنْ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ، أَوْ مِنْ بَعْضِهَا، أَمْ هَلْ الْعِصْمَةُ إنَّمَا هِيَ فِي الْإِقْرَارِ عَلَيْهَا لَا فِي فِعْلِهَا؟ أَمْ لَا يَجِبُ الْقَوْلُ بِالْعِصْمَةِ إلَّا فِي التَّبْلِيغِ فَقَطْ؟ وَهَلْ تَجِبُ الْعِصْمَةُ مِنْ الْكُفْرِ وَالذُّنُوبِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ أَمْ لَا؟ ... وَالْقَوْلُ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ النَّاسِ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِلْآثَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ السَّلَفِ إثْبَاتُ الْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ مُطْلَقًا ...
[يراجع هناك فهو بحث طويل.]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 12:59]ـ
ص295: ... وَالرَّادُّونَ لِذَلِكَ تَأَوَّلُوا ذَلِكَ بِمِثْلِ تَأْوِيلَاتِ الجهمية وَالْقَدَرِيَّةِ وَالدَّهْرِيَّةِ لِنُصُوصِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " وَنُصُوصِ " الْقَدَرِ " وَنُصُوصِ " الْمَعَادِ " وَهِيَ مِنْ جِنْسِ تَأْوِيلَاتِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّتِي يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ وَأَنَّهَا مِنْ بَابِ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَؤُلَاءِ يَقْصِدُ أَحَدُهُمْ تَعْظِيمَ الْأَنْبِيَاءِ فَيَقَعُ فِي تَكْذِيبِهِمْ وَيُرِيدُ الْإِيمَانَ بِهِمْ فَيَقَعُ فِي الْكُفْرِ بِهِمْ.
ص297: وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّ الْعَبْدَ إذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَإِذَا تَرَكَهَا لِلَّهِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً} وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكَهَا لِلَّهِ لَمْ تُكْتَبْ لَهُ حَسَنَةً وَلَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةً ...
وفي ص720 - آخر المجلد: بحث كبير في المسألة، ومما جاء فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ص738: وَهَذَا الْهَامُّ بِالسَّيِّئَةِ: فَإِمَّا أَنْ يَتْرُكَهَا لِخَشْيَةِ اللَّهِ وَخَوْفِهِ أَوْ يَتْرُكَهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنْ تَرَكَهَا لِخَشْيَةِ اللَّهِ كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً كَمَا قَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ وَكَمَا قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ {اُكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي أَوْ قَالَ: مِنْ جَرَّائِي} وَأَمَّا إنْ تَرَكَهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ {فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ}. وَبِهَذَا تَتَّفِقُ مَعَانِي الْأَحَادِيثِ. وَإِنْ عَمِلَهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ إلَّا سَيِّئَةً وَاحِدَةً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُضَعِّفُ السَّيِّئَاتِ بِغَيْرِ عَمَلِ صَاحِبِهَا وَلَا يَجْزِي الْإِنْسَانَ فِي الْآخِرَةِ إلَّا بِمَا عَمِلَتْ نَفْسُهُ ...
وقال في ص470: وَكَذَلِكَ الْحَرِيصُ عَلَى السَّيِّئَاتِ الْجَازِمُ بِإِرَادَةِ فِعْلِهَا إذَا لَمْ يَمْنَعْهُ إلَّا مُجَرَّدُ الْعَجْزِ فَهَذَا يُعَاقَبُ عَلَى ذَلِكَ عُقُوبَةَ الْفَاعِلِ لِحَدِيثِ أَبِي كَبْشَةَ، وَلِمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ قِيلَ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ} وَفِي لَفْظٍ: {إنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ}. فَهَذِهِ " الْإِرَادَةُ " هِيَ الْحِرْصُ وَهِيَ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ وَقَدْ وُجِدَ مَعَهَا الْمَقْدُورُ وَهُوَ الْقِتَالُ لَكِنْ عَجَزَ عَنْ الْقَتْلِ ...
ص297: وَيُوسُفُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَمَّ هَمًّا تَرَكَهُ لِلَّهِ، وَلِذَلِكَ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ لِإِخْلَاصِهِ، وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ إذَا قَامَ الْمُقْتَضِي لِلذَّنْبِ وَهُوَ الْهَمُّ وَعَارَضَهُ الْإِخْلَاصُ الْمُوجِبُ لِانْصِرَافِ الْقَلْبِ عَنْ الذَّنْبِ لِلَّهِ. فَيُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ إلَّا حَسَنَةٌ يُثَابُ عَلَيْهَا. وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} وَأَمَّا مَا يُنْقَلُ: مِنْ أَنَّهُ حَلَّ سَرَاوِيلَهُ وَجَلَسَ مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَأَنَّهُ رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى يَدِهِ وَأَمْثَالَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مِمَّا لَمْ يُخْبِرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ عَنْ الْيَهُودِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ كَذِبًا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْحًا فِيهِمْ، وَكُلُّ مَنْ نَقَلَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَعَنْهُمْ نَقَلَهُ؛ لَمْ يَنْقُلْ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْفًا وَاحِدًا.
وَقَوْلُهُ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} فَمِنْ كَلَامِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ كَمَا يَدُلُّ الْقُرْآنُ عَلَى ذَلِكَ دِلَالَةً بَيِّنَةً لَا يَرْتَابُ فِيهَا مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَهَذَا كُلُّهُ كَلَامُ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَيُوسُفُ إذْ ذَاكَ فِي السِّجْنِ لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ إلَى الْمَلِكِ وَلَا سَمِعَ كَلَامَهُ وَلَا رَآهُ؛ وَلَكِنْ لَمَّا ظَهَرَتْ بَرَاءَتُهُ فِي غَيْبَتِهِ - كَمَا قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} أَيْ لَمْ أَخُنْهُ فِي حَالِ مَغِيبِهِ عَنِّي وَإِنْ كُنْتُ فِي حَالِ شُهُودِهِ رَاوَدْتُهُ - فَحِينَئِذٍ: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} وَقَدْ قَالَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ إنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ يُوسُفَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا هَذَا الْقَوْلَ، وَهُوَ قَوْلٌ فِي غَايَةِ الْفَسَاد، ِ وَلَا دَلِيلَ عَلَيْهِ؛ بَلْ الْأَدِلَّةُ تَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:00]ـ
ص300: وَمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَكْفُرْ قَطُّ أَفْضَلُ مِمَّنْ كَانَ كَافِرًا فَأَسْلَمَ لَيْسَ بِصَوَابِ؛ بَلْ الِاعْتِبَارُ بِالْعَاقِبَةِ وَأَيُّهُمَا كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ فِي عَاقِبَتِهِ كَانَ أَفْضَلَ. فَإِنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بَعْدَ كُفْرِهِمْ هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ مِنْ أَوْلَادِهِمْ وَغَيْرِ أَوْلَادِهِمْ؛ بَلْ مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَ وَذَاقَهُ فَقَدْ تَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّ وَبُغْضُهُ لَهُ أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْ يَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِ وَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ. وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْجَاهِلِيَّةَ. وَهُوَ كَمَا قَالَ عُمَرُ؛ فَإِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَامِ هُوَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَمَامُ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ نَشَأَ فِي الْمَعْرُوفِ لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَهُ فَقَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمُنْكَرِ وَضَرَرِهِ مَا عِنْدَ مَنْ عَلِمَهُ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْجِهَادِ لِأَهْلِهِ مَا عِنْدَ الْخَبِيرِ بِهِمْ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ الْخَبِيرُ بِالشَّرِّ وَأَسْبَابِهِ إذَا كَانَ حَسَنَ الْقَصْدِ عِنْدَهُ مِنْ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ وَمَنْعِ أَهْلِهِ وَالْجِهَادِ لَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ. وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَعْظَمَ إيمَانًا وَجِهَادًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ لِكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْخَيْرِ وَبُغْضِهِمْ لِلشَّرِّ لِمَا عَلِمُوهُ مِنْ حُسْنِ حَالِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَقُبْحِ حَالِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي وَلِهَذَا يُوجَدُ مَنْ ذَاقَ الْفَقْرَ وَالْمَرَضَ وَالْخَوْفَ أَحْرَصَ عَلَى الْغِنَى وَالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا يُقَالُ: وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ. وَيُقَالُ: وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَسْتُ بِخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ. فَالْقَلْبُ السَّلِيمُ الْمَحْمُودُ هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ وَكَمَالُ ذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ فَذَاكَ نَقْصٌ فِيهِ لَا يُمْدَحُ بِهِ. وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي يَكُونُ أَعْلَمَ بِذَلِكَ وَأَكْرَهُ لَهُ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْهُ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُطَّرِدِ بَلْ قَدْ يَكُونُ الطَّبِيبُ أَعْلَمَ بِالْأَمْرَاضِ مِنْ الْمَرْضَى وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَطِبَّاءُ الْأَدْيَانِ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا يُصْلِحُ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَذُقْ مِنْ الشَّرِّ مَا ذَاقَهُ النَّاسُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ بِذَوْقِهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَالنُّفُورِ عَنْهُ وَالْمَحَبَّةِ لِلْخَيْرِ إذَا ذَاقَهُ مَا لَا يَحْصُلُ لِبَعْضِ النَّاسِ مِثْلُ مَنْ كَانَ مُشْرِكًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَقَدْ عَرَفَ مَا فِي الْكُفْرِ مِنْ الشُّبُهَاتِ وَالْأَقْوَالِ الْفَاسِدَةِ وَالظُّلْمَةِ وَالشَّرِّ ثُمَّ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَعَرَّفَهُ مَحَاسِنَ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ أَرْغَبَ فِيهِ وَأَكْرَهَ لِلْكُفْرِ مِنْ بَعْضِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقِيقَةَ الْكُفْرِ وَالْإِسْلَامِ؛ بَلْ هُوَ مُعْرِضٌ عَنْ بَعْضِ حَقِيقَةِ هَذَا وَحَقِيقَةِ هَذَا أَوْ مُقَلِّدٌ فِي مَدْحِ هَذَا وَذَمِّ هَذَا ...
ص323: مَنْ لَهُ ذُنُوبٌ فَتَابَ مِنْ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ فَإِنَّ التَّوْبَةَ إنَّمَا تَقْتَضِي مَغْفِرَةَ مَا تَابَ مِنْهُ أَمَّا مَا لَمْ يَتُبْ مِنْهُ فَهُوَ بَاقٍ فِيهِ عَلَى حُكْمِ مَنْ لَمْ يَتُبْ لَا عَلَى حُكْمِ مَنْ تَابَ وَمَا عَلِمْت فِي هَذَا نِزَاعًا إلَّا فِي الْكَافِرِ إذَا أَسْلَمَ فَإِنَّ إسْلَامَهُ يَتَضَمَّنُ التَّوْبَةَ مِنْ الْكُفْرِ فَيُغْفَرُ لَهُ بِالْإِسْلَامِ الْكُفْرُ الَّذِي تَابَ مِنْهُ، وَهَلْ تُغْفَرُ لَهُ الذُّنُوبُ الَّتِي فَعَلَهَا فِي حَالِ الْكُفْرِ وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا فِي الْإِسْلَامِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ:
(أَحَدُهُمَا) يُغْفَرُ لَهُ الْجَمِيعُ لِإِطْلَاقِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْإِسْلَامُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ. مَعَ قَوْله تَعَالَى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}.
(وَالْقَوْلُ الثَّانِي) أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ بِالْإِسْلَامِ إلَّا مَا تَابَ مِنْهُ؛ فَإِذَا أَسْلَمَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى كَبَائِرَ دُونَ الْكُفْرِ فَحُكْمُهُ فِي ذَلِكَ حُكْمُ أَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ، وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ الْأُصُولُ وَالنُّصُوصُ ...
ص362:
وَقَدْ قِيلَ إنَّ مَالِكًا إنَّمَا احْتَذَى مُوَطَّأَهُ. عَلَى كِتَابِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:00]ـ
ص366:
وَهَذَا (أَصْلٌ عَظِيمٌ) وَهُوَ: أَنْ تَعْرِفَ الْحَسَنَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَعَمَلًا سَوَاءٌ كَانَتْ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً. وَتَعْرِفَ السَّيِّئَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا مَحْظُورَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَحْظُورَةٍ - إنْ سُمِّيَتْ غَيْرُ الْمَحْظُورَةِ سَيِّئَةً - وَإِنَّ الدِّينَ تَحْصِيلُ الْحَسَنَاتِ وَالْمَصَالِحِ وَتَعْطِيلُ السَّيِّئَاتِ وَالْمَفَاسِدِ. وَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَجْتَمِعُ فِي الْفِعْلِ الْوَاحِدِ أَوْ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ الْأَمْرَانِ فَالذَّمُّ وَالنَّهْيُ وَالْعِقَابُ قَدْ يَتَوَجَّهُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الآخَرِ كَمَا يَتَوَجَّهُ الْمَدْحُ وَالأَمْرُ وَالثَّوَابُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الآخَرِ، وَقَدْ يُمْدَحُ الرَّجُلُ بِتَرْكِ بَعْضِ السَّيِّئَاتِ الْبِدْعِيَّةِ والفجورية لَكِنْ قَدْ يُسْلَبُ مَعَ ذَلِكَ مَا حُمِدَ بِهِ غَيْرُهُ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ الْحَسَنَاتِ السُّنِّيَّةِ الْبَرِّيَّةِ. فَهَذَا طَرِيقُ الْمُوَازَنَةِ وَالْمُعَادَلَةِ وَمَنْ سَلَكَهُ كَانَ قَائِمًا بِالْقِسْطِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ لَهُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ.
ص368: وَكَانَ " لِلزُّهَّادِ " عِدَّةُ أَسْمَاءٍ: يُسَمَّوْنَ بِالشَّامِ " الجوعية " وَيُسَمَّوْنَ بِالْبَصْرَةِ " الفقرية " و " الْفِكْرِيَّةَ " وَيُسَمَّوْنَ بِخُرَاسَانَ " الْمَغَارِبَةَ " وَيُسَمَّوْنَ أَيْضًا " الصُّوفِيَّةَ وَالْفُقَرَاءَ ". وَالنِّسْبَةُ فِي " الصُّوفِيَّةِ " إلَى الصُّوفِ؛ لِأَنَّهُ غَالِبُ لِبَاسِ الزُّهَّادِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص371: الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ مَا ثَبَتَ قُبْحُهُ مِنْ الْبِدَعِ وَغَيْرِ الْبِدَعِ مِنْ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْمُخَالِفِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إذَا صَدَرَ عَنْ شَخْصٍ مِنْ الْأَشْخَاصِ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُعْذَرُ فِيهِ؛ إمَّا لِاجْتِهَادِ أَوْ تَقْلِيدٍ يُعْذَرُ فِيهِ وَإِمَّا لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ كَمَا قَدْ قَرَّرْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَرَّرْته أَيْضًا فِي أَصْلِ " التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ " الْمَبْنِيِّ عَلَى أَصْلِ الْوَعِيدِ. فَإِنَّ نُصُوصَ " الْوَعِيدِ " الَّتِي فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنُصُوصَ الْأَئِمَّةِ بِالتَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَا يُسْتَلْزَمُ ثُبُوتُ مُوجَبِهَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ. هَذَا فِي عَذَابِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ الْمُسْتَحِقَّ لِلْوَعِيدِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ خَالِدٌ فِي النَّارِ أَوْ غَيْرُ خَالِدٍ وَأَسْمَاءُ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفِسْقِ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ " الْقَاعِدَةِ " سَوَاءٌ كَانَ بِسَبَبِ بِدْعَةٍ اعْتِقَادِيَّةٍ أَوْ عِبَادِيَّةٍ أَوْ بِسَبَبِ فُجُورٍ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْفِسْقُ بِالْأَعْمَالِ. فَأَمَّا أَحْكَامُ الدُّنْيَا فَكَذَلِكَ أَيْضًا؛ فَإِنَّ جِهَادَ الْكُفَّارِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِدَعْوَتِهِمْ؛ إذْ لَا عَذَابَ إلَّا عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْفُسَّاقِ لَا تَثْبُتُ إلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ.
ص372: وَهُنَا قَاعِدَةٌ شَرِيفَةٌ يَنْبَغِي التَّفَطُّنُ لَهَا: وَهُوَ أَنَّ مَا عَادَ مِنْ الذُّنُوبِ بِإِضْرَارِ الْغَيْرِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَعُقُوبَتُنَا لَهُ فِي الدُّنْيَا أَكْبَرُ، وَأَمَّا مَا عَادَ مِنْ الذُّنُوبِ بِمَضَرَّةِ الْإِنْسَانِ فِي نَفْسِهِ فَقَدْ تَكُونُ عُقُوبَتُهُ فِي الْآخِرَةِ أَشَدَّ، وَإِنْ كُنَّا نَحْنُ لَا نُعَاقِبُهُ فِي الدُّنْيَا. وَإِضْرَارُ الْعَبْدِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ هُوَ ظُلْمُ النَّاسِ؛ فَالظُّلْمُ لِلْغَيْرِ يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا لَا مَحَالَةَ لِكَفِّ ظُلْمِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ ثُمَّ هُوَ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: مَنْعُ مَا يَجِبُ لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ وَهُوَ التَّفْرِيطُ.
والثَّانِي: فِعْلُ مَا يَضُرُّ بِهِ وَهُوَ الْعُدْوَانُ. فَالتَّفْرِيطُ فِي حُقُوقِ الْعِبَادِ ...
ص385: فَلَا يَسُوغُ الْخُرُوجُ عَنْ مُوجَبِ الْعُمُومِ وَالْإِطْلَاقِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ الذَّمُّ وَالْعُقُوبَةُ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ جَعْلُ الشَّيْءِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا أَوْ صَوَابًا أَوْ خَطَأً بِالشُّبُهَاتِ وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
وَبَقِيَتْ هُنَا " الْمَسْأَلَةُ " الَّتِي تَشْتَبِهُ غَالِبًا وَهُوَ أَنْ يَظْهَرَ مِنْ بَعْضِ الرِّجَالِ الْمَجْهُولِ الْحَالِ أَمْرٌ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ فِي الظَّاهِرِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا فِيهِ عُذْرًا شَرْعِيًّا.
مِثْلُ وَجْدٍ خَرَجَ فِيهِ عَنْ الشَّرْعِ لَا يُدْرَى أَهُوَ صَادِقٌ فِيهِ أَمْ مُتَصَنِّعٌ وَأَخْذُ مَالٍ بِغَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ فِي الظَّاهِرِ مَعَ تَجْوِيزِ أَنْ يَكُونَ عَلِمَ طِيبَ قَلْبِ صَاحِبِهِ بِهِ فَهَذَا إنْ قِيلَ: يُنْكَرُ عَلَيْهِ جَازَ أَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا وَإِنْ قِيلَ: لَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، لَزِمَ إقْرَارُ الْمَجْهُولِينَ عَلَى مُخَالَفَةِ الشَّرْعِ فِي الظَّاهِرِ فَالْوَاجِبُ فِي مِثْلِ هَذَا أَنْ يُخَاطَبَ صَاحِبُهُ أَوَّلًا بِرِفْقِ وَيُقَالَ لَهُ: هَذَا فِي الظَّاهِرِ مُنْكَرٌ وَأَمَّا فِي الْبَاطِنِ فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى نَفْسِك فَأَخْبِرْنَا بِحَالِك فِيهِ، أَوْ لَا تُظْهِرْهُ حَيْثُ يَكُونُ إظْهَارُهُ فِتْنَةً وَتَسْلُكُ فِي ذَلِكَ طَرِيقَةً لَا تُفْضِي إلَى إقْرَارِ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا لَوْمِ الْبُرَآءِ.
وَالضَّابِطُ: أَنَّ مَنْ عُرِفَ مِنْ عَادَتِهِ الصِّدْقُ وَالْأَمَانَةُ = أُقِرَّ عَلَى مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ كَذِبٌ وَحَرَامٌ. وَمَنْ عُرِفَ مِنْهُ الْكَذِبُ أَوْ الْخِيَانَةُ = لَمْ يُقَرَّ عَلَى الْمَجْهُولِ، وَأَمَّا الْمَجْهُولُ = فَيُتَوَقَّفُ فِيهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 04:22]ـ
ص394: وَأَمَّا الْخَلَوَاتُ فَبَعْضُهُمْ يَحْتَجُّ فِيهَا بِتَحَنُّثِهِ بِغَارِ حِرَاءٍ قَبْلَ الْوَحْيِ وَهَذَا خَطَأٌ؛ فَإِنَّ مَا فَعَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إنْ كَانَ قَدْ شَرَعَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِاتِّبَاعِهِ فِيهِ وَإِلَّا فَلَا. وَهُوَ مِنْ حِينِ نَبَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ إلَى غَارِ حِرَاءٍ وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ. وَقَدْ أَقَامَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَدَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَامَ الْفَتْحِ أَقَامَ بِهَا قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَتَاهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ وَأَقَامَ بِهَا أَرْبَعَ لَيَالٍ وَغَارُ حِرَاءٍ قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَمْ يَقْصِدْهُ.
ص402: وَابْنُ سِينَا وَمَنْ تَبِعَهُ أَخَذُوا أَسْمَاءً جَاءَ بِهَا الشَّرْعُ فَوَضَعُوا لَهَا مُسَمَّيَاتٍ مُخَالِفَةً لِمُسَمَّيَاتِ صَاحِبِ الشَّرْعِ ثُمَّ صَارُوا يَتَكَلَّمُونَ بِتِلْكَ الْأَسْمَاءِ فَيَظُنُّ الْجَاهِلُ أَنَّهُمْ يَقْصِدُونَ بِهَا مَا قَصَدَهُ صَاحِبُ الشَّرْعِ فَأَخَذُوا مُخَّ الْفَلْسَفَةِ وَكَسَوْهُ لِحَاءَ الشَّرِيعَةِ.
ص 403: وَمِمَّا يَأْمُرُونَ بِهِ الْجُوعُ وَالسَّهَرُ وَالصَّمْتُ مَعَ الْخَلْوَةِ بِلَا حُدُودٍ شَرْعِيَّةٍ بَلْ سَهَرٌ مُطْلَقٌ وَجُوعٌ مُطْلَقٌ وَصَمْتٌ مُطْلَقٌ مَعَ الْخَلْوَةِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَرَبِيٍّ وَغَيْرُهُ وَهِيَ تُوَلِّدُ لَهُمْ أَحْوَالًا شَيْطَانِيَّةً.
وَأَبُو طَالِبٍ قَدْ ذَكَرَ بَعْضَ ذَلِكَ؛ لَكِنْ أَبُو طَالِبٍ أَكْثَرُ اعْتِصَامًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَلَكِنْ يَذْكُرُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً ضَعِيفَةً بَلْ مَوْضُوعَةً مِنْ جِنْسِ أَحَادِيثِ الْمُسَبَّعَاتِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْ الْخَضِرِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَذِبٌ مَحْضٌ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ فِيهِ إلَّا قِرَاءَةُ قُرْآنٍ وَيَذْكُرُ أَحْيَانًا عِبَادَاتٍ بِدْعِيَّةً مِنْ جِنْسِ مَا بَالَغَ فِي مَدْحِ الْجُوعِ هُوَ وَأَبُو حَامِدٍ وَغَيْرُهُمَا وَذَكَرُوا أَنَّهُ يَزِنُ الْخُبْزَ بِخَشَبِ رَطْبٍ كُلَّمَا جَفَّ نَقَصَ الْأَكْلَ. وَذَكَرُوا صَلَوَاتِ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَكُلُّهَا كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ؛ وَلِهَذَا قَدْ يَذْكُرُونَ مَعَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الْخَيَالَاتِ الْفَاسِدَةِ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِ ذَلِكَ.
ص405:
فَأَمَّا الْخَلْوَةُ وَالْعُزْلَةُ وَالِانْفِرَادُ الْمَشْرُوعُ فَهُوَ مَا كَانَ مَأْمُورًا بِهِ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ.
فَالأَوَّلُ: كَاعْتِزَالِ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ وَمُجَانَبَتِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} ...
وَأَمَّا اعْتِزَالُ النَّاسِ فِي فُضُولِ الْمُبَاحَاتِ وَمَا لا يَنْفَعُ وَذَلِكَ بِالزُّهْدِ فِيهِ = فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ، وَقَدْ قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهِ بَصَرَهُ وَسَمْعَهُ.
وَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ تَحْقِيقَ عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ فَتَخَلَّى فِي بَعْضِ الْأَمَاكِنِ مَعَ مُحَافَظَتِهِ عَلَى الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهَذَا حَقٌّ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إلَيْهَا يَتَتَبَّعُ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَدَعُ النَّاسَ إلَّا مِنْ خَيْرٍ». وَقَوْلُهُ: {يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لَهُ مَالًا يُزَكِّيهِ وَهُوَ سَاكِنٌ مَعَ نَاسٍ يُؤَذِّنُ بَيْنَهُمْ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِيهِمْ فَقَدْ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ {مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ جَمَاعَةً إلَّا وَقَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ} وَقَالَ: {عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ مِنْ الْغَنَمِ}.
ص418: وَكُنْت فِي أَوَائِلِ عُمْرِي حَضَرْت مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ " الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْإِرَادَةِ " فَكَانُوا مِنْ خِيَارِ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ. فَبِتْنَا بِمَكَانِ وَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا سَمَاعًا وَأَنْ أَحْضُرَ مَعَهُمْ فَامْتَنَعْت مِنْ ذَلِكَ فَجَعَلُوا لِي مَكَانًا مُنْفَرِدًا قَعَدْت فِيهِ فَلَمَّا سَمِعُوا وَحَصَلَ الْوَجْدُ وَالْحَالُ صَارَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يَهْتِفُ بِي فِي حَالِ وَجْدِهِ وَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ جَاءَك نَصِيبٌ عَظِيمٌ تَعَالَ خُذْ نَصِيبَك فَقُلْت فِي نَفْسِي ثُمَّ أَظْهَرْته لَهُمْ لَمَّا اجْتَمَعْنَا: أَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْ هَذَا النَّصِيبِ فَكُلُّ نَصِيبٍ لَا يَأْتِي عَنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ شَيْئًا. وَتَبَيَّنَ لِبَعْضِ مَنْ كَانَ فِيهِمْ مِمَّنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَعِلْمٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ الشَّيَاطِينُ وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ سَكْرَانُ بِالْخَمْرِ. وَاَلَّذِي قُلْته مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا النَّصِيبَ وَهَذِهِ الْعَطِيَّةَ وَالْمَوْهِبَةَ وَالْحَالَ سَبَبُهَا غَيْرُ شَرْعِيٍّ لَيْسَ هُوَ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا شَرَعَهَا الرَّسُولُ فَهُوَ مِثْلُ مَنْ يَقُولُ: تَعَالَ اشْرَبْ مَعَنَا الْخَمْرَ وَنَحْنُ نُعْطِيك هَذَا الْمَالَ أَوْ عَظِّمْ هَذَا الصَّنَمَ وَنَحْنُ نُوَلِّيك هَذِهِ الْوِلَايَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ.
ص420:
وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ [النذر] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِيهِ إلا الْتِزَامُ مَا الْتَزَمَهُ وَقَدْ لَا يَرْضَى بِهِ فَيَبْقَى آثِمًا.
وَإِذَا فَعَلَ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ بِلا نَذْرٍ كَانَ خَيْرًا لَهُ. وَالنَّاسُ يَقْصِدُونَ بِالنَّذْرِ تَحْصِيلَ مُطَالِبِهِمْ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّذْرَ لا يَأْتِي بِخَيْرِ فَلَيْسَ النَّذْرُ سَبَبًا فِي حُصُولِ مَطْلُوبِهِمْ وَذَلِكَ أَنَّ النَّاذِرَ إذَا قَالَ: لِلَّهِ عَلَيَّ إنْ حَفَّظَنِي اللَّهُ الْقُرْآنَ أَنْ أَصُومَ مَثَلًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ إنْ عَافَانِي اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ أَوْ إنْ دَفَعَ اللَّهُ هَذَا الْعَدُوَّ أَوْ إنْ قَضَى عَنِّي هَذَا الدَّيْنَ فَعَلْت كَذَا فَقَدْ جَعَلَ الْعِبَادَةَ الَّتِي الْتَزَمَهَا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ الْمَطْلُوبِ.
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَقْضِي تِلْكَ الْحَاجَةَ بِمُجَرَّدِ تِلْكَ الْعِبَادَةِ الْمَنْذُورَةِ بَلْ يُنْعِمُ عَلَى عَبْدِهِ بِذَلِكَ الْمَطْلُوبِ لِيَبْتَلِيَهُ أَيَشْكُرُ أَمْ يَكْفُرُ؟ وَشُكْرُهُ يَكُونُ بِفِعْلِ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَاهُ عَنْهُ.
وَأَمَّا تِلْكَ الْعِبَادَةُ الْمَنْذُورَةُ فَلَا تَقُومُ بِشُكْرِ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَلَا يُنْعِمُ اللَّهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِيَعْبُدَهُ الْعَبْدُ تِلْكَ الْعِبَادَةَ الْمَنْذُورَةَ الَّتِي كَانَتْ مُسْتَحَبَّةً فَصَارَتْ وَاجِبَةً؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُوجِبْ تِلْكَ الْعِبَادَةَ ابْتِدَاءً بَلْ هُوَ يَرْضَى مِنْ الْعَبْدِ بِأَنْ يُؤَدِّيَ الْفَرَائِضَ وَيَجْتَنِبَ الْمَحَارِمَ، لَكِنَّ هَذَا النَّاذِرَ يَكُونُ قَدْ ضَيَّعَ كَثِيرًا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ ثُمَّ بَذَلَ ذَلِكَ النَّذْرَ لِأَجْلِ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَتِلْكَ النِّعْمَةُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُنْعِمَ اللَّهُ بِهَا لِمُجَرَّدِ ذَلِكَ الْمَبْذُولِ الْمُحْتَقَرِ.
وَإِنْ كَانَ الْمَبْذُولُ كَثِيرًا وَالْعَبْدُ مُطِيعٌ لِلَّهِ: فَهُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يحوجه إلَى ذَلِكَ الْمَبْذُولِ الْكَثِيرِ؛ فَلَيْسَ النَّذْرُ سَبَبًا لِحُصُولِ مَطْلُوبِهِ كَالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الْعِبَادَاتِ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى أَسْبَابًا لِحُصُولِ الْخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ إذَا فَعَلَهَا الْعَبْدُ ابْتِدَاءً، وَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ عَلَى وَجْهِ النَّذْرِ فَإِنَّهُ لَا يَجْلِبُ مَنْفَعَةً وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُ مَضَرَّةً لَكِنَّهُ كَانَ بَخِيلًا فَلَمَّا نَذَرَ لَزِمَهُ ذَلِكَ فَاَللَّهُ تَعَالَى يَسْتَخْرِجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُعْطِي عَلَى النَّذْرِ مَا لَمْ يَكُنْ يُعْطِيهِ بِدُونِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:30]ـ
ص427:
وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ؛ فَهَذَا إمَّا أَنْ يَكُونَ عَاجِزًا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ قَادِرًا عَلَيْهِ بِتَفْوِيتِ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ لِلَّهِ مِنْ الْكَسْبِ؛ فَفِعْلُ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ هُوَ الْمَشْرُوعُ فِي حَقِّهِ، وَهَذَا يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ أَحْوَالِ النَّاسِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَفْضَلَ يَتَنَوَّعُ " تَارَةً " بِحَسَبِ أَجْنَاسِ الْعِبَادَاتِ؛ كَمَا أَنَّ جِنْسَ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الْقِرَاءَةِ، وَجِنْسَ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الذِّكْرِ، وَجِنْسَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ كَمَا أَنَّ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الصَّلَاةِ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ عَمَلِ الْإِنْسَانِ الظَّاهِرِ كَمَا أَنَّ الذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الْقِرَاءَةِ وَكَذَلِكَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ فِي الطَّوَافِ مَشْرُوعٌ بِالِاتِّفَاقِ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ فِي الطَّوَافِ فَفِيهَا نِزَاعٌ مَعْرُوفٌ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ الْأَمْكِنَةِ: كَمَا أَنَّ الْمَشْرُوعَ بِعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَعِنْدَ الْجِمَارِ وَعِنْدَ الصَّفَا والمروة هُوَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ دُونَ الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ لِلْوَارِدِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ لِلْمُقِيمِينَ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ.
وَ " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ مَرْتَبَةِ جِنْسِ الْعِبَادَةِ: فَالْجِهَادُ لِلرِّجَالِ أَفْضَلُ مِنْ الْحَجِّ وَأَمَّا النِّسَاءُ فَجِهَادُهُنَّ الْحَجُّ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ طَاعَتُهَا لِزَوْجِهَا أَفْضَلُ مِنْ طَاعَتِهَا لِأَبَوَيْهَا؛ بِخِلَافِ الْأَيِّمَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ بِطَاعَةِ أَبَوَيْهَا.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ حَالِ قُدْرَةِ الْعَبْدِ وَعَجْزِهِ: فَمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْعِبَادَاتِ أَفْضَلُ فِي حَقِّهِ مِمَّا يَعْجِزُ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الْمَعْجُوزِ عَنْهُ أَفْضَلَ وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَغْلُو فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَيَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ.
فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَى أَنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ فِي حَقِّهِ لِمُنَاسَبَةِ لَهُ وَلِكَوْنِهِ أَنْفَع لِقَلْبِهِ وَأَطْوَع لِرَبِّهِ = يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ أَفْضَلَ لِجَمِيعِ النَّاسِ وَيَأْمُرَهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ! وَاَللَّهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَهَدْيًا لَهُمْ يَأْمُرُ كُلَّ إنْسَانٍ بِمَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ نَاصِحًا لِلْمُسْلِمِينَ يَقْصِدُ لِكُلِّ إنْسَانٍ مَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ.
وَبِهَذَا تَبَيَّنَ لَك أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِلْمِ أَفْضَلَ لَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْجِهَادِ أَفْضَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ - كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ - أَفْضَلَ لَهُ وَالْأَفْضَلُ الْمُطْلَقُ مَا كَانَ أَشْبَهَ بِحَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا. فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص440: ... وَلِهَذَا كَانَتْ الصَّلَاةُ كَالْإِيمَانِ لَا تَدْخُلُهَا النِّيَابَةُ بِحَالِ فَلا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ الْفَرْضَ لا لِعُذْرِ وَلا لِغَيْرِ عُذْرٍ؛ كَمَا لا يُؤْمِنُ أَحَدٌ عَنْهُ وَلا تَسْقُطُ بِحَالِ؛ كَمَا لَا يَسْقُطُ الْإِيمَانُ؛ بَلْ عَلَيْهِ الصَّلاةُ مَا دَامَ عَقْلُهُ حَاضِرًا وَهُوَ مُتَمَكِّنٌ مِنْ فِعْلِ بَعْضِ أَفْعَالِهَا، فَإِذَا عَجَزَ عَنْ جَمِيعِ الأَفْعَالِ، وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الأَقْوَالِ، فَهَلْ يُصَلِّي بِتَحْرِيكِ طَرْفِهِ وَيَسْتَحْضِرُ الْأَفْعَالَ بِقَلْبِهِ؟
فِيهِ قَوْلانِ لِلْعُلَمَاءِ، وَإِنْ كَانَ الأَظْهَرُ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ.
ص445: وَأَمَّا " الْجُنُونُ " فَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ نَقَائِصِ الْإِنْسَانِ؛ إذْ كَمَالُ الْإِنْسَانِ بِالْعَقْلِ وَلِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ إزَالَةَ الْعَقْلِ بِكُلِّ طَرِيقٍ وَحَرَّمَ مَا يَكُونُ ذَرِيعَةً إلَى إزَالَةِ الْعَقْلِ كَشُرْبِ الْخَمْرِ؛ فَحَرَّمَ الْقَطْرَةَ مِنْهَا وَإِنْ لَمْ تُزِلْ الْعَقْلَ؛ لِأَنَّهَا ذَرِيعَةٌ إلَى شُرْبِ الْكَثِيرِ الَّذِي يُزِيلُ الْعَقْلَ فَكَيْفَ يَكُونُ مَعَ هَذَا زَوَالُ الْعَقْلِ سَبَبًا أَوْ شَرْطًا أَوْ مُقَرِّبًا إلَى وِلَايَةِ اللَّهِ كَمَا يَظُنُّهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ فِي هَؤُلَاءِ: «هُمْ مَعْشَرٌ حَلُّوا النِّظَامَ وَخَرَقُوا السِّيَاجَ فَلَا فَرْضٌ لَدَيْهِمْ وَلَا نَفْلٌ مَجَانِينُ إلَّا أَنَّ سِرَّ جُنُونِهِمْ عَزِيزٌ عَلَى أَبْوَابِهِ يَسْجُدُ الْعَقْلُ» فَهَذَا كَلَامُ ضَالٍّ؛ بَلْ كَافِرٍ يَظُنُّ أَنَّ لِلْمَجْنُونِ سِرًّا يَسْجُدُ الْعَقْلُ عَلَى بَابِهِ؛ وَذَلِكَ لِمَا رَآهُ مِنْ بَعْضِ الْمَجَانِينِ مِنْ نَوْعِ مُكَاشَفَةٍ أَوْ تَصَرُّفٍ عَجِيبٍ خَارِقٍ لِلْعَادَةِ. وَيَكُونُ ذَلِكَ بِسَبَبِ مَا اقْتَرَنَ بِهِ مِنْ الشَّيَاطِينِ كَمَا يَكُونُ لِلسَّحَرَةِ وَالْكُهَّانِ فَيَظُنُّ هَذَا الضَّالُّ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَاشَفَ أَوْ خَرَقَ عَادَةً كَانَ وَلِيًّا لِلَّهِ. وَمَنْ اعْتَقَدَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ فَضْلًا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَكُونُ لَهُمْ مِنْ الْمُكَاشَفَاتِ وَخَرْقِ الْعَادَاتِ بِسَبَبِ شَيَاطِينِهِمْ أَضْعَافُ مَا لِهَؤُلَاءِ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ أَضَلَّ وَأَكْفَرَ كَانَ الشَّيْطَانُ إلَيْهِ أَقْرَبَ؛ لَكِنْ لَا بُدَّ فِي جَمِيعِ مُكَاشَفَةِ هَؤُلَاءِ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:32]ـ
ص449: وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلَا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا وَإِنْ كَانَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَتْ لَهُ سبيعة الأسلمية وَقَدْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَكَانَتْ حَامِلًا فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ قَلَائِلَ فَقَالَ لَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بعكك: مَا أَنْتَ بِنَاكِحَةٍ حَتَّى يَمْضِيَ عَلَيْكِ آخِرُ الْأَجَلَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ بَلْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي} وَكَذَلِكَ لَمَّا قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إنَّهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ عَامِرًا قَتَلَ نَفْسَهُ وَحَبِطَ عَمَلُهُ فَقَالَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَهَا؛ إنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ " وَكَانَ قَائِلُ ذَلِكَ لَمْ يَتَعَمَّدْ الْكَذِبَ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أسيد بْنَ الحضير؛ لَكِنَّهُ لَمَّا تَكَلَّمَ بِلَا عِلْمٍ كَذَّبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ فِيمَا يُفْتُونَ فِيهِ بِاجْتِهَادِهِمْ: إنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهِ وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَهُوَ مِنِّي وَمِنْ الشَّيْطَانِ وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ بَرِيئَانِ مِنْهُ. فَإِذَا كَانَ خَطَأُ الْمُجْتَهِدِ الْمَغْفُورِ لَهُ هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَكَيْفَ بِمَنْ تَكَلَّمَ بِلَا اجْتِهَادٍ يُبِيحُ لَهُ الْكَلَامَ فِي الدِّينِ؟ فَهَذَا خَطَؤُهُ أَيْضًا مِنْ الشَّيْطَانِ مَعَ أَنَّهُ يُعَاقَبُ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَتُبْ وَالْمُجْتَهِدُ خَطَؤُهُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُوَ مَغْفُورٌ لَهُ؛ كَمَا أَنَّ الِاحْتِلَامَ وَالنِّسْيَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُوَ مَغْفُورٌ، بِخِلَافِ مَنْ تَكَلَّمَ بِلَا اجْتِهَادٍ يُبِيحُ لَهُ ذَلِكَ فَهَذَا كَاذِبٌ آثِمٌ فِي ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِلُ عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ وَيُوحِي إلَيْهِ بِحَسَبِ مُوَافَقَتِهِ لَهُ وَيُطْرَدُ بِحَسَبِ إخْلَاصِهِ لِلَّهِ وَطَاعَتِهِ لَهُ قَالَ تَعَالَى: {إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}.
ص 480: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إذَا وَافَقَ هَوَاهُ وَيُخَالِفُهُ إذَا خَالَفَ هَوَاهُ فَإِذَا أَنْتَ لا تُثَابُ عَلَى مَا اتَّبَعْته مِنْ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا خَالَفْته. وَهُوَ كَمَا قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إنَّمَا قَصَدَ اتِّبَاعَ هَوَاهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ.
ص 503: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَدْ أَخْبَرَتْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعَاقِبُ لِنَفْسِهِ وَلَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ لَكِنْ يُعَاقِبُ لِلَّهِ وَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ، وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ أَنَسٌ أَنَّهُ كَانَ يَعْفُو عَنْ حُظُوظِهِ وَأَمَّا حُدُودُ اللَّهِ فَقَدْ قَالَ: {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْت يَدَهَا} أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَهَذَا هُوَ كَمَالُ الْإِرَادَةِ؛ فَإِنَّهُ أَرَادَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَأَمَرَ بِذَلِكَ وَكَرِهَ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وَنَهَى عَنْ ذَلِكَ كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وَأَمَّا لِحَظِّ نَفْسِهِ فَلَمْ يَكُنْ يُعَاقِبُ وَلا يَنْتَقِمُ بَلْ يَسْتَوْفِي حَقَّ رَبِّهِ، وَيَعْفُو عَنْ حَظِّ نَفْسِهِ وَفِي حَظِّ نَفْسِهِ يَنْظُرُ إلَى الْقَدَرِ. فَيَقُولُ: " لَوْ قُضِيَ شَيْءٌ لَكَانَ " وَفِي حَقِّ اللَّهِ يَقُومُ بِالأَمْرِ فَيَفْعَلُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَكْمَلَ الْجِهَادِ الْمُمْكِنِ فَجَاهَدَهُمْ أَوَّلًا بِلِسَانِهِ بِالْقُرْآنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ لَمَّا هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ وَأُذِنَ لَهُ فِي الْقِتَالِ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ. وَهَذَا مُطَابِقٌ لِمَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَعْرُوفٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ احْتِجَاجِ آدَمَ وَمُوسَى لَمَّا لَامَ مُوسَى آدَمَ لِكَوْنِهِ أَخْرَجَ نَفْسَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنْ الْجَنَّةِ بِالذَّنْبِ الَّذِي فَعَلَهُ فَأَجَابَهُ آدَمَ بِأَنَّ هَذَا كَانَ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِمُدَّةِ طَوِيلَةٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى " وَذَلِكَ لأَنَّ مَلامَ مُوسَى لآدَمَ لَمْ يَكُنْ لِحَقِّ اللَّهِ وَإِنَّمَا كَانَ لِمَا لَحِقَهُ وَغَيْرَهُ مِنْ الْآدَمِيِّينَ مِنْ الْمُصِيبَةِ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْفِعْلِ، فَذَكَرَ لَهُ آدَمَ أَنَّ هَذَا كَانَ أَمْرًا مُقَدَّرًا لا بُدَّ مِنْ كَوْنِهِ، وَالْمَصَائِبُ الَّتِي تُصِيبُ الْعِبَادَ يُؤْمَرُونَ فِيهَا بِالصَّبْرِ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي يَنْفَعُهُمْ.
وَأَمَّا لَوْمُهُمْ لِمَنْ كَانَ سَبَبًا فِيهَا فَلا فَائِدَةَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ مَا فَاتَهُمْ مِنْ الأُمُورِ الَّتِي تَنْفَعُهُمْ يُؤْمَرُونَ فِي ذَلِكَ بِالنَّظَرِ إلَى الْقَدَرِ، وَأَمَّا التَّأَسُّفُ وَالْحُزْنُ فَلا فَائِدَةَ فِيهِ، فَمَا جَرَى بِهِ الْقَدَرُ مِنْ فَوْتِ مَنْفَعَةٍ لَهُمْ أَوْ حُصُولِ مَضَرَّةٍ لَهُمْ فَلْيَنْظُرُوا فِي ذَلِكَ إلَى الْقَدَرِ، وَأَمَّا مَا كَانَ بِسَبَبِ أَعْمَالِهِمْ فَلْيَجْتَهِدُوا فِي التَّوْبَةِ مِنْ الْمَعَاصِي، وَالْإِصْلَاحِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ يَنْفَعُهُمْ وَهُوَ مَقْدُورٌ لَهُمْ بِمَعُونَةِ اللَّهِ لَهُمْ.
ص511: وَ " الزُّهْدُ " النَّافِعُ الْمَشْرُوعُ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هُوَ: الزُّهْدُ فِيمَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ وَمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ؛ فَالزُّهْدُ فِيهِ زُهْدٌ فِي نَوْعٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، وَالزُّهْدُ إنَّمَا يُرَادُ لِأَنَّهُ زُهْدٌ فِيمَا يَضُرُّ أَوْ زُهْدٌ فِيمَا لا يَنْفَعُ فَأَمَّا الزُّهْدُ فِي النَّافِعِ = فَجَهْلٌ وَضَلَالٌ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجِزَنَّ} ".
وَالنَّافِعُ لِلْعَبْدِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَطَاعَتُهُ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ، وَكُلَّمَا صَدَّهُ عَنْ ذَلِكَ= فَإِنَّهُ ضَارٌّ لا نَافِعَ، ثُمَّ الْأَنْفَعُ لَهُ أَنْ تَكُونَ كُلُّ أَعْمَالِهِ عِبَادَةً لِلَّهِ وَطَاعَةً لَهُ.
وَإِنْ أَدَّى الْفَرَائِضَ وَفَعَلَ مُبَاحًا لا يُعِينُهُ عَلَى الطَّاعَةِ فَقَدْ فَعَلَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ وَلَا يَضُرُّهُ.
وَكَذَلِكَ " الْوَرَعُ " الْمَشْرُوعُ هُوَ الْوَرَعُ عَمَّا قَدْ تُخَافُ عَاقِبَتُهُ وَهُوَ مَا يُعْلَمُ تَحْرِيمُهُ، وَمَا يَشُكُّ فِي تَحْرِيمِهِ وَلَيْسَ فِي تَرْكِهِ مَفْسَدَةٌ أَعْظَمُ مِنْ فِعْلِهِ ....
[أما] مَنْ يَتْرُكُ أَخْذَ الشُّبْهَةِ وَرَعًا مَعَ حَاجَتِهِ إلَيْهَا، وَيَأْخُذُ بَدَلَ ذَلِكَ مُحَرَّمًا بَيِّنًا تَحْرِيمُهُ
أَوْ يَتْرُكُ وَاجِبًا تَرْكُهُ أَعْظَمُ فَسَادًا مِنْ فِعْلِهِ مَعَ الشُّبْهَةِ كَمَنْ يَكُونُ عَلَى أَبِيهِ أَوْ عَلَيْهِ دُيُونٌ هُوَ مُطَالَبٌ بِهَا وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ إلَّا مِنْ مَالٍ فِيهِ شُبْهَةٌ فَيَتَوَرَّعُ عَنْهَا وَيَدَعُ ذِمَّتَهُ أَوْ ذِمَّةَ أَبِيهِ مُرْتَهِنَةً [فهذا ورع غير مشروع].
وَكَذَلِكَ مِنْ " الْوَرَعِ " الِاحْتِيَاطُ بِفِعْلِ مَا يَشُكُّ فِي وُجُوبِهِ لَكِنْ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَمَامُ " الْوَرَعِ " أَنْ يَعلم الْإِنْسَانَ خَيْرُ الْخَيْرَيْنِ وَشَرُّ الشَّرَّيْنِ، وَيَعْلَمَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ مَبْنَاهَا عَلَى تَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا، وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا. وَإِلَّا فَمَنْ لَمْ يُوَازِنْ مَا فِي الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ مِنْ الْمَصْلَحَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْمَفْسَدَةِ الشَّرْعِيَّةِ فَقَدْ يَدَعُ وَاجِبَاتٍ وَيَفْعَلُ مُحَرَّمَاتٍ. وَيَرَى ذَلِكَ مِنْ الْوَرَعِ؛ كَمَنْ يَدْعُ الْجِهَادَ مَعَ الْأُمَرَاءِ الظَّلَمَةِ وَيَرَى ذَلِكَ وَرَعًا وَيَدَعُ الْجُمْعَةَ وَالْجَمَاعَةَ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ فِيهِمْ بِدْعَةٌ أَوْ فُجُورٌ وَيَرَى ذَلِكَ مِنْ الْوَرَعِ وَيَمْتَنِعُ عَنْ قَبُولِ شَهَادَةِ الصَّادِقِ وَأَخْذِ عِلْمِ الْعَالِمِ لِمَا فِي صَاحِبِهِ مِنْ بِدْعَةٍ خَفِيَّةٍ وَيَرَى تَرْكَ قَبُولِ سَمَاعِ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ سَمَاعُهُ مِنْ الْوَرَعِ!
وجاء في 615:
" الزُّهْدُ " هُوَ عَمَّا لَا يَنْفَعُ؛ إمَّا لِانْتِفَاءِ نَفْعِهِ، أَوْ لِكَوْنِهِ مَرْجُوحًا؛ لِأَنَّهُ مُفَوِّتٌ لِمَا هُوَ أَنْفَعُ مِنْهُ، أَوْ مُحَصِّلٌ لِمَا يَرْبُو ضَرَرُهُ عَلَى نَفْعِهِ.
وَأَمَّا الْمَنَافِعُ الْخَالِصَةُ أَوْ الرَّاجِحَةُ: فَالزُّهْدُ فِيهَا حُمْقٌ.
وَأَمَّا " الْوَرَعُ " فَإِنَّهُ الْإِمْسَاكُ عَمَّا قَدْ يَضُرُّ فَتَدْخُلُ فِيهِ الْمُحَرَّمَاتُ وَالشُّبُهَاتُ لِأَنَّهَا قَدْ تَضُرُّ. فَإِنَّهُ مَنْ اتَّقَى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَات وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ.
وَأَمَّا " الْوَرَعُ " عَمَّا لَا مَضَرَّةَ فِيهِ أَوْ فِيهِ مَضَرَّةٌ مَرْجُوحَةٌ - لِمَا تَقْتَرِنُ بِهِ مِنْ جَلْبِ مَنْفَعَةٍ رَاجِحَةٍ أَوْ دَفْعِ مَضَرَّةٍ أُخْرَى رَاجِحَةٍ - فَجَهْلٌ وَظُلْمٌ.
وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ " ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ " لَا يَتَوَرَّعُ عَنْهَا:
الْمَنَافِعُ الْمُكَافِئَةُ، وَالرَّاجِحَةُ، وَالْخَالِصَةُ: كَالْمُبَاحِ الْمَحْضِ، أَوْ الْمُسْتَحَبِّ، أَوْ الْوَاجِبِ فَإِنَّ الْوَرَعَ عَنْهَا ضَلَالَةٌ. ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 09:33]ـ
ما شاء الله!
جزاكم الله خيرًا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 09:14]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم
ص544: " حُسْنُ الْقَصْدِ " مِنْ أَعْوَنِ الْأَشْيَاءِ عَلَى نَيْلِ الْعِلْمِ وَدَرْكِهِ.
وَ " الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ " مِنْ أَعْوَنِ الْأَشْيَاءِ عَلَى حُسْنِ الْقَصْدِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ قَائِدٌ وَالْعَمَلَ سَائِقٌ، وَالنَّفْسَ حَرُونٌ، فَإِنْ وَنَى قَائِدُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِسَائِقِهَا، وَإِنْ وَنَى سَائِقُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِقَائِدِهَا فَإِذَا ضَعُفَ الْعِلْمُ حَارَ السَّالِكُ وَلَمْ يَدْرِ أَيْنَ يَسْلُكُ فَغَايَتُهُ أَنْ يستطرح لِلْقَدَرِ، وَإِذَا تَرَكَ الْعَمَلَ حَارَ السَّالِكُ عَنْ الطَّرِيقِ فَسَلَكَ غَيْرَهُ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ تَرَكَهُ، فَهَذَا حَائِرٌ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَسْلُكُ مَعَ كَثْرَةِ سَيْرِهِ، وَهَذَا حَائِرٌ عَنْ الطَّرِيقِ زَائِغٌ عَنْهُ مَعَ عِلْمِهِ بِهِ. قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}. هَذَا جَاهِلٌ وَهَذَا ظَالِمٌ. قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. مَعَ أَنَّ الْجَهْلَ وَالظُّلْمَ مُتَقَارِبَانِ لَكِنَّ الْجَاهِلَ لَا يَدْرِي أَنَّهُ ظَالِمٌ، وَالظَّالِمُ جَهِلَ الْحَقِيقَةَ الْمَانِعَةَ لَهُ مِنْ الْعِلْمِ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ص546: فَالْكَمَالُ الْمُطْلَقُ لِلْإِنْسَانِ هُوَ تَكْمِيلُ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ عِلْمًا وَقَصْدًا ... وَ " عِبَادَتُهُ " طَاعَةُ أَمْرِهِ، وَأَمْرُهُ لَنَا مَا بَلَّغَهُ الرَّسُولُ عَنْهُ؛ فَالْكَمَالُ فِي كَمَالِ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَمَنْ كَانَ لَمْ يَعْرِفْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فَتَرَكَ هَوَاهُ وَاسْتَسْلَمَ لِلْقَدَرِ، أَوْ اجْتَهَدَ فِي الطَّاعَةِ فَأَخْطَأَ، فَعَلَ الْمَأْمُورَ بِهِ إلَى مَا اعْتَقَدَهُ مَأْمُورًا بِهِ أَوْ تَعَارَضَتْ عِنْدَهُ الْأَدِلَّةُ فَتَوَقَّفَ عَمَّا هُوَ طَاعَةٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فَهَؤُلَاءِ مُطِيعُونَ لِلَّهِ مُثَابُونَ عَلَى مَا أَحْسَنُوهُ مِنْ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَاسْتَفْرَغُوهُ مِنْ وُسْعِهِمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا عَجَزُوا عَنْ عِلْمِهِ فَأَخْطَئُوهُ إلَى غَيْرِهِ فَمَغْفُورٌ لَهُمْ.
وَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ فِتَنٍ تَقَعُ بَيْنَ الْأُمَّةِ فَإِنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ وَيَفْعَلُونَ أُمُورًا هُمْ مُجْتَهِدُونَ فِيهَا وَقَدْ أَخْطَئُوا فَتَبْلُغُ أَقْوَامًا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ تَعَمَّدُوا فِيهَا الذَّنْبَ، أَوْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَا يُعْذَرُونَ بِالْخَطَأ، ِ وَهُمْ أَيْضًا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ، فَيَكُونُ هَذَا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي فِعْلِهِ، وَهَذَا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي إنْكَارِهِ، وَالْكُلُّ مَغْفُورٌ لَهُمْ.
وَقَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمَا مُذْنِبًا؛ كَمَا قَدْ يَكُونَانِ جَمِيعًا مُذْنِبِينَ.
ص551: سُئِلَ عَنْ " إحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ " و " قُوتِ الْقُلُوبِ " إلَخْ
الْجَوَابُ
. فَأَجَابَ: أَمَّا (كِتَابُ قُوتِ الْقُلُوبِ) و (كِتَابُ الْإِحْيَاءِ) تَبَعٌ لَهُ فِيمَا يَذْكُرُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ: مِثْلَ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ وَالْحُبِّ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّوْحِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَأَبُو طَالِبٍ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ وَالْأَثَرِ، وَكَلَامِ أَهْلِ عُلُومِ الْقُلُوبِ مِنْ الصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ، وَكَلَامُهُ أَسَدُّ وَأَجْوَدُ تَحْقِيقًا، وَأَبْعَدُ عَنْ الْبِدْعَةِ مَعَ أَنَّ فِي " قُوتِ الْقُلُوبِ " أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً وَمَوْضُوعَةً، وَأَشْيَاءَ كَثِيرَةً مَرْدُودَةً.
وَأَمَّا مَا فِي (الْإِحْيَاءِ) مِنْ الْكَلَامِ فِي " الْمُهْلِكَاتِ " مِثْلُ الْكَلَامِ عَلَى الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ وَالرِّيَاءِ وَالْحَسَدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَغَالِبُهُ مَنْقُولٌ مِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ فِي الرِّعَايَةِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ مَقْبُولٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَرْدُودٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُتَنَازَعٌ فِيهِ.
و " الْإِحْيَاءُ " فِيهِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ؛ لَكِنْ فِيهِ مَوَادُّ مَذْمُومَةٌ فَإِنَّهُ فِيهِ مَوَادُّ فَاسِدَةٌ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ تَتَعَلَّقُ بِالتَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْمَعَادِ، فَإِذَا ذَكَرَ مَعَارِفَ الصُّوفِيَّةِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَخَذَ عَدُوًّا لِلْمُسْلِمِينَ أَلْبَسَهُ ثِيَابَ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَدْ أَنْكَرَ أَئِمَّةُ الدِّينِ عَلَى " أَبِي حَامِدٍ " هَذَا فِي كُتُبِهِ.
وَقَالُوا: مَرَّضَهُ " الشِّفَاءُ " يَعْنِي: شِفَاءَ ابْنِ سِينَا فِي الْفَلْسَفَةِ.
وَفِيهِ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ ضَعِيفَةٌ؛ بَلْ مَوْضُوعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَفِيهِ أَشْيَاءُ مِنْ أَغَالِيطِ الصُّوفِيَّةِ وَتُرَّهَاتِهِمْ.
وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْمَشَايِخِ الصُّوفِيَّةِ الْعَارِفِينَ الْمُسْتَقِيمِينَ فِي أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمُوَافِقِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَاتِ، وَالْأَدَبِ مَا هُوَ مُوَافِقٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِمَّا يَرِدُ مِنْهُ؛ فَلِهَذَا اخْتَلَفَ فِيهِ اجْتِهَادُ النَّاسِ وَتَنَازَعُوا فِيهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص573: فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ إبَاحَتِهِ نِكَاحَ الْإِمَاءِ عِنْدَ عَدَمِ الطَّوْلِ وَخَشْيَةِ الْعَنَتِ قَالَ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ الصَّبْرُ مَعَ خَشْيَةِ الْعَنَتِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ النِّكَاحُ كَإِبَاحَةِ الْمَيْتَةِ عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُمْكِنُ الصَّبْرُ عَنْهُ.
وَكَذَلِكَ مَنْ أَبَاحَ " الِاسْتِمْنَاءَ " عِنْدَ الضَّرُورَةِ فَالصَّبْرُ عَنْ الِاسْتِمْنَاءِ أَفْضَلُ.
فَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ نِكَاحَ الْإِمَاءِ خَيْرٌ مِنْهُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الزِّنَا» فَإِذَا كَانَ الصَّبْرُ عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ أَفْضَلَ فَعَنْ الِاسْتِمْنَاءِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى أَفْضَلُ. لَا سِيَّمَا وَكَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ، أَوْ أَكْثَرُهُمْ يَجْزِمُونَ بِتَحْرِيمِهِ مُطْلَقًا، وَهُوَ أَحَدُ الْأَقْوَالِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد. وَاخْتَارَهُ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ - يَعْنِي عَنْ أَحْمَد - أَنَّهُ مُحَرَّمٌ إلَّا إذَا خَشِيَ الْعَنَتَ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مَكْرُوهٌ إلَّا إذَا خَشِيَ الْعَنَتَ.
فَإِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ قَالَ فِي نِكَاحِ الْإِمَاءِ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَفِيهِ أَوْلَى. وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّبْرَ عَنْ كِلَيْهِمَا مُمْكِنٌ. فَإِذَا كَانَ قَدْ أَبَاحَ مَا يُمْكِنُ الصَّبْرُ عَنْهُ فَذَلِكَ لِتَسْهِيلِ التَّكْلِيفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
و " الِاسْتِمْنَاءُ " لَا يُبَاحُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ سَلَفًا وَخَلَفًا سَوَاءٌ خُشِيَ الْعَنَتُ، أَوْ لَمْ يُخْشَ ذَلِكَ. وَكَلَامُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا رُوِيَ عَنْ أَحْمَد فِيهِ إنَّمَا هُوَ لِمَنْ خَشِيَ " الْعَنَتَ " ـ وَهُوَ: الزِّنَا وَاللِّوَاطُ ـ خَشْيَةً شَدِيدَةً خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ الْوُقُوعِ فِي ذَلِكَ؛ فَأُبِيحَ لَهُ ذَلِكَ لِتَكْسِيرِ شِدَّةِ عَنَتِهِ وَشَهْوَتِهِ. وَأَمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَلَذُّذًا، أَوْ تَذَكُّرًا، أَوْ عَادَةً؛ بِأَنْ يَتَذَكَّرَ فِي حَالِ اسْتِمْنَائِهِ صُورَةً كَأَنَّهُ يُجَامِعُهَا = فَهَذَا كُلُّهُ مُحَرَّمٌ لَا يَقُولُ بِهِ أَحْمَد، وَلَا غَيْرُهُ، وَقَدْ أَوْجَبَ فِيهِ بَعْضُهُمْ الْحَدَّ، وَالصَّبْرُ عَنْ هَذَا مِنْ الْوَاجِبَاتِ لَا مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ.
وَأَمَّا الصَّبْرُ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ فَوَاجِبٌ وَإِنْ كَانَتْ النَّفْسُ تَشْتَهِيهَا وَتَهْوَاهَا.
ـ[احمد الغياتي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 05:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
و بعد:
فقد تصفحت جميع المواضيع التي تخص فقه السلوك الإسلامي لشيخنا العزيز الفاضل الحبيب عبد الرجمن السديسي الذي كتبه و لخصه عن شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية، و هي مواضيع قيمة و لكنها ليست في متناول طلابنا في عصرنا الحديث، لهذا تحتاج إلى شرح و إلى اختصار حتى تكون في متناول جميع الوافدين الذين يفدون على هذا المنتدى الفريد و الذي يضم مجموعة من العلماء الراسخين و الأئمة المحترمين، لهذا فأنا مستعد لأكتب فيه عن التحصينات الشرعية و بعض القبسات النبوية نسال الله سبحانه و تعلى ان ينفع بها جميع المسلمين.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقير إلى الله أحمد الغياتي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:15]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا وأعانك على ذلك وسددك
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 10:24]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحبيب عبد الرحمن السديس
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:23]ـ
نفع الله بك الاسلام والمسلمين
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:46]ـ
جزاك الله خيراً
ورحم الله شيخ الإسلام وغفر له(/)
بيان من مشايخنا: نداء عاجل للمجاهدين في العراق.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 11:37]ـ
نداء عاجل للمجاهدين في العراق
الثلاثاء 22 / ربيع الاول / 1428 هـ
http://www.almoslim.net/show_article4all.cfm?id=2085
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء عاجل للمجاهدين في العراق
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ...
يقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا) [آل عمران:103].
ويقول سبحانه (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) [آل عمران:105].
ويقول الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال: 46]
ويقول سبحانه (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) [الحجرات: 10].
وبعد،،،
فإن الناظر في أحوال العراق اليوم يرى المخاطر العظيمة تحيط بالإسلام وأهله من قبل أعدائهم من الكفرة والمنافقين، وإن أعظم ما يكيد به العدو للمجاهدين في القديم والحديث هو إشعال الفتنة بينهم، ولا سيما إذا رأى نفسه منهزماُ وخاسراً.
أيها المجاهدون في بلاد الرافدين: (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً).
اتقوا الله في أنفسكم فلا تظلموها، واتقوا الله في جهادكم فلا تضيعوا مكتسباته العظيمة بافتراقكم، واتقوا الله في أمتكم التي تؤمل فيكم النصر ورفع الذل والمهانة عنها فلا تحطموا آمالها وتصيبوها بالإحباط والهزيمة.
إن بوادر النصر تلوح في الأفق، وهزيمة العدو تبدو للعيان، وإن النصر مع الصبر، وإن من الصبر كظم الغيظ وضبط النفس وبذل المناصحة والحذر من إضرام الفتنة بينكم، والتي يحرص عليها عدوكم خاصة في هذه الأيام التي يترنح فيها للسقوط ويسعى فيها للخروج من مأزقه وتحويل هزيمته إلى نصر.
فيا أيها المجاهدون: اتقوا الله عز وجل ولا تعطوا العدو فرصته الأخيرة لإنقاذ نفسه بتفرقكم وتناحركم وانشغالكم ببعضكم، فإنه لم يبق للعدو من حبل لكي ينقذ نفسه إلا بالتحريش وإشعال الفتنة بينكم.
أيها المجاهدون: إن السعيد لمن جنب الفتن، وإن الفتنة إذا اشتعلت فإن الأحلام والعقول تطيش وتغيب، وقد وصفها صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، بأنها أشد إذهاباً للعقول من الخمر حيث يقول (ما الخمر صِرْفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة) [حلية الأولياء1/ 247].
وإن ما يجري هذه الأيام من الفرقة بين المجاهدين في العراق لينذر بالخطر العظيم، وإننا في هذا البيان نناشد جميع الفصائل المجاهدة بأن يتقوا الله عز وجل، وأن يسعى أولوا العقل والعلم والتقى في تطويق هذه الفتنة وإخمادها قبل أن لا يمكنهم ذلك.
كما نناشد من هم خارج العراق من أهل القلم والكلمة أن يتقوا الله عز وجل، وأن لا يزيدوا هذه الفنتة اشتعالاً وإضراماً بما يكتبونه أو يقولونه على هذا الفصيل أو ذاك، لا سيما كتاب (الإنترنت)، بل عليهم أن يكونوا مصلحين حريصين على جمع الكلمة، فإن من استشرف الفتنة استشرفته. والواجب في مثل هذه الظروف إمساك اللسان إذا لم يمكن الإصلاح وجمع الكلمة. فإن فعل اللسان أيام الفتن قد يكون أشد من السيف.فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف) [أبو داود (4264)].
وإن المتأمل في أحوال سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، يجدهم قد نأوا بأنفسهم عن الفتن واعتزلوها عندما خرجت عن السيطرة. وهذا هو المتعين في أي فتنة تحصل بين المسلمين.
ولذا فإنا نقول للمجاهدين في العراق –ولو كانت هذه المقولة مرة وصعبة على قلوبنا – نقول لهم: إذا انتهى أمر الجهاد مع الأعداء إلى أن يكون بين المجاهدين أنفسهم، ولم يكن للإصلاح مكان –لا كان ذلك – فتلك المصيبة العظمى الفاجعة، وخير للمجاهد في هذه الأحوال أن يذهب إلى بيته وينشغل بخاصة نفسه وأهله، وألا يراق بسببه كف دم من مسلم معصوم. ولنا أسوة في مواقف سلفنا الصالح أيام الفتن:
(يُتْبَعُ)
(/)
• فهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه مع أنه أولى بالحق في قتاله لمعاوية رضي الله عنهما، فقد قال مادحاً لعدم مشاركة سعد بن أبي وقاص و عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في الفتنة: (لله منزل نزله سعد بن مالك و عبدالله بن عمر، والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور،ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور) [الطبراني 1/ 106].
• وعن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه أنه قال له: يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأساً؟! لا والله حتى أُعطى سيفاً إن ضربت به مؤمناً نبا عنه، وإن ضربت به كافراً قتله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب الغني الخفي التقي) [الحلية1/ 94 وأصله في مسلم].
• وعن سلام بن مسكين: سمعت الحسن يحدث، قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه، قالوا لابن عمر رضي الله عنهما إنك سيد الناس وابن سيدهم فاخرج يبايع لك الناس. فقال لئن استطعت لا يهراق فيِّ محجمة. قالوا: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فأعاد قوله. قال الحسن أطمعوه وخوفوه فما قدروا على شيء منه) [سير أعلام النبلاء 3/ 239].
• وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد فإني مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني، الحمد لله الذي شفاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان. وسمى الرجل عامر بن ربيعة رضي الله عنه [الحلية 1/ 178].
• وعن عمرو بن مرة: عن الشعبي قال: كان مسروق إذا قيل له: أبطأت عن علي وعن مشاهده يقول: أريتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) [النساء 29]، أكان ذلك حاجزاً لكم. قالوا نعم، قال: فو الله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء). [سير أعلام النبلاء4/ 68] (سنن سعيد ابن منصور) (622)
• وقال مطرف بن عبدالله: إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس، ولكن تأتي تنازع المؤمن عن دينه، ولأن يقول الله لم لا قتلت فلاناً أحب إلي من أن يقول: لم قتلت فلاناً. [الحلية 2/ 204].
• وعن عامر الشعبي قال: لما قاتل مروانُ الضحاكَ بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: إنا نحب أن تقاتل معنا. فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرا فعهدا إلي أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك. فقال: اذهب، ووقع فيه وسبه، فأنشأ أيمن يقول:
ولست مقاتلاً رجلاً يصلي = على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي = معاذ الله من جهل وطيش
أقاتل مسلماً في غير شيء = فليس بنافعي ما عشت عيشي
[مجمع الزوائد 7/ 579].
وفي الختام نؤكد على جميع فصائل المجاهدين بوجوب المبادرة إلى إصلاح ذات البين،وذلك بأن ينتدب كل طرف من أعيانهم ليعقد مجلس بينهم لتقريب وجهات النظر واحتواء الفتنة، ووأدها في مهدها عسى أن يكون في ذلك باباً إلى جمع الكلمة و وحدة الصف.
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن كما نسأله سبحانه أن يوحد صفوف المجاهدين ويؤلف بين قلوبهم وأن يجعل جهادهم في سبيله، ولإعلاء كلمته. والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
1 - الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك
2 - الشيخ العلامة / عبدالله بن محمد الغنيمان
3 - فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن صالح المحمود
4 - فضيلة الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي
5 - فضيلة الشيخ د / ناصر بن سليمان العمر
6 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن ناصر الجليل
7 - فضيلة الشيخ / فهد ين سليمان القاضي
8 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
9 - فضيلة الشيخ د / سعد بن عبدالله الحميد
10 - فضيلة الشيخ د / عبدالعزيز بن محمد ال عبداللطيف
11 - فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
12 - فضيلة الشيخ د / عبدالله بن ابراهيم الريس
13 - فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 01:28]ـ
جزى الله المشايخ الكرام كل خير
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 03:14]ـ
جزى الله المشايخ خيراً على هذه النصيحة، وأسأل الله أن ينفع بها
والشكر الجزيل لأخينا الغالي الشيخ حارث الهمام
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:57]ـ
جزى الله المشايخ كل خير،ونفع بما قالوا.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 06:23]ـ
جزاهم الله خير الجزاء وقرّبهم للمجاهدين أكثر فأكثر ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 06:59]ـ
جزاهم الله خيرا، وجزى الله الشيخ حارثا على نقله.
ونسأل الله أن يهدي إخواننا وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمعهم على الحق، وينصرهم على عدوهم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:34]ـ
جزى الله المشايخ على هذا البيان خيرًا؛
ووفّق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:36]ـ
الشيخ / حارث الهمام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بوركت.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 06:09]ـ
-الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك
2 - الشيخ العلامة / عبدالله بن محمد الغنيمان
3 - فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن صالح المحمود
4 - فضيلة الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي
5 - فضيلة الشيخ د / ناصر بن سليمان العمر
6 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن ناصر الجليل
7 - فضيلة الشيخ / فهد ين سليمان القاضي
8 - فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
9 - فضيلة الشيخ د / سعد بن عبدالله الحميد
10 - فضيلة الشيخ د / عبدالعزيز بن محمد ال عبداللطيف
11 - فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
12 - فضيلة الشيخ د / عبدالله بن ابراهيم الريس
13 - فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
بارك الله فيهم
اللهم وحد صفوف المجاهدين
ـ[كلمة حق]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 07:39]ـ
اسال الله العظيم ان يجنب الموحدين الفتن ما ظهر منها وما بطن لكن ماهو الموضوع ماذا يحدث في صفوف المقاومة
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 04:43]ـ
جزاكم الله خيراً وشكر الله لكم ونسأل الله أن يوحد صفوف المجاهدين على كلمة حق سواء.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - Apr-2007, صباحاً 02:43]ـ
جزاهم الله خيرا، وجزى الله الشيخ حارثا على نقله.
ونسأل الله أن يهدي إخواننا وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمعهم على الحق، وينصرهم على عدوهم.
اللهم أمين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 11:29]ـ
جزاهم الله خيرا، وجزى الله الشيخ حارثا على نقله.
ونسأل الله أن يهدي إخواننا وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمعهم على الحق، وينصرهم على عدوهم.
اللهم آمين
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 05:04]ـ
جزاكم الله خيراً وشكر الله لكم ونسأل الله أن يوحد صفوف المجاهدين على كلمة حق سواء.
ـ[نسا]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
الله ينفع بنصيحة مشايخنا الافاضل ويوحد صف المجاهدين في كل مكان وأن ينصر بهم الإسلام
جزاك الله خير ووفق الجميع لما يحب ويرضى
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 11:06]ـ
جزاهم الله خيرا، وجزى الله الشيخ حارثا على نقله.
ونسأل الله أن يهدي إخواننا وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمعهم على الحق، وينصرهم على عدوهم.
آمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 10:56]ـ
لله درهم ..
عرفناهم .. أبدا علماء ربانيين
والله المسؤول أن يجعل لكلمتهم أصداء إيجابية
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Nov-2007, مساء 11:50]ـ
اللهم امين(/)
قال ابن عثيمين:لا تقل معجزة ... ولكن قل: آية
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 11:36]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على حديث (مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ):
وهذا الصحيح أن يسمي ما أوتي الأنبياء آيات، أما قول البعض معجزات فهذا
غير صحيح، وفيه قصور؛ لأنه يدخل في المعجزات أفعال السحرة.
والآية: هو اللفظ الذي وردفي الكتاب والسنة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 10:15]ـ
أحسن الله للقائل والناقل.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:28]ـ
هذا الذي ذكره شيخنا ـ رحمه الله ـ نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مراراً،ولعل أشهر كتاب يحال إليه في هذا كتابه الكبير (النبوات) فهو مليء بالحديث عن هذه المسألة في أوله وأثنائه وآخره.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:13]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على حديث (مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ):
وهذا الصحيح أن يسمي ما أوتي الأنبياء آيات، أما قول البعض معجزات فهذا
غير صحيح، وفيه قصور؛ لأنه يدخل في المعجزات أفعال السحرة.
والآية: هو اللفظ الذي وردفي الكتاب والسنة
جزاك الله خيرا
أين نجد مصدر هذا الكلام وفقك الله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:34]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على حديث (مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ):
وهذا الصحيح أن يسمي ما أوتي الأنبياء آيات، أما قول البعض معجزات فهذا
غير صحيح، وفيه قصور؛ لأنه يدخل في المعجزات أفعال السحرة.
والآية: هو اللفظ الذي وردفي الكتاب والسنة
رحم الله الشيخ ولا حرمنا أجره ولا فتننا بعده، وجزاك الله خيرا.
يشكل على هذا أن "السحر" ليس من المعجزات، بدليل أن بوسع كل إنسان أراد فعل السحر أن يتعلمه و يصير فيه من دهاقنته، والأمر الآخر هو أن السحر فيه أبواب من التخييل الذي يخدع به الفاعل أعين الناس (وسحروا أعين الناس) الآية، وما كان من هذا الضرب لم يكن له حقيقة في نفس الأمر وما ليس له حقيقة لا يصلح أن يكون مُعجزا، فلا يكون معجزة. والمعجزة من الأمر "المعجز" و هو الشيء الذي "يعجز" عن فعله كل أحد، وكما أشرت سابقا: أفعال السحرة لا يعجز عن تعلمها والإتيان بمثلها من أراد ذلك ممن ارتضى الكفر والعياذ بالله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:47]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
جزاكم الله خيرًا أخانا الكريم محمّد.
من باب الفائدة:
قال العلامة ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ تعالى -:
المعجزة عند أهل العلم هي أمر خارق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالى على يد الرسول تأييداً له وقد سماها أكثر أهل العلم بالمعجزات والأولى أن تمسى بالآيات التي هي العلامات على صدق الرسول وصحة ما جاء به كما سماها الله عز وجل بذلك وهي أبين وأظهر من المعجزات أي من هذا اللفظ فالأولى أن تسمي معجزات الأنبياء بآيات الأنبياء والآيات التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم آيات كثيرة حسية ومعنوية أرضية وأفقية أخلاقية وعملية فهي متنوعة وأعظمها وأبينها كتاب الله عز وجل كما قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7784.shtml
وقال - رحمهُ اللهُ تعالى -:
(فتكون كل كرامة ولي آيةً ومعجزةً للرسول الذي اتبعه ... )
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8800.shtml
وقال - رحمهُ اللهُ تعالى - في سلسلة لقاء الباب المفتوح شريط 084 - الوجه الثاني:
المعجزة تكون في الأنبياء
والكرامة في الأولياء أولياء الرحمن
والكهانة لأولياء الشيطان.
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_15798.shtml
دمتم بخير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:58]ـ
وقال - رحمهُ اللهُ تعالى - (منهاج أهل السنة و الجماعة):
(قال أهل العلم كل كرامة لولي فإنها آية للنبي الذي اتبعه، ولا أقول "معجزة" لأن الأولى أن تسمى آية، لأن هذا التعبير القرآني والآية أبلغ من المعجزة لأن الآية معناها العلامة على صدق ما جاء به هذا الرسول، والمعجزة قد تكون على يد مشعوذ أو على يد إنسان قوي يفعل ما يعجز عنه غيره، لكن التعبير بـ "الآية" أبلغ وأدق وهي التعبير القرآني فنسمي المعجزات بالآيات هذا هو الصواب.)
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16931.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:10]ـ
تعقيب الشيخ على قول العلامة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني:
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18171.shtml
لكن هنا ملاحظة على قول المؤلف: (ومعجز القرآن) هذا من باب إضافة الصفة إلى موصوفها لأن المعنى: والقرآن المعجز، وكان ينبغي له ألا يعبر عن آيات الأنبياء بالإعجاز؛ لأن الإعجاز ليس من خصائص الأنبياء، فإن الساحر يعجز، والبهلواني يعجز، فلما كان هذا اللفظ مشتركاً بين الحق والباطل، كان الأولى أن نأتي بلفظ يتعين فيه الحق، وهو ما نطق الله به وهو (الآيات) كما قال الله تعالى في القرآن: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (العنكبوت: الآية49).
فالأولى أن يقول: آيات القرآن بدل: معجز القرآن، والأولى في جميع ما يسمى بمعجزات الأنبياء أن نسميه آيات الأنبياء؛ لأن الآيات بمعنى العلامات الدالة على صدقه.
أما المعجزات فقد يعجز الساحر وقد يعجز غيره، فإن أحداً لا يستطيع أن يجعل الحبال كأنها حيات تسعى إلا السحرة.
فالسحرة يفعلون ما يعجز عنه البشر، لكن بالسحر، ولهذا نقول كان من الأولى أن يعبر عن معجزات الأنبياء التي تسمى معجزات بالآيات.
وقد قال بعض الناس: إن معجزات السحرة لا تشتبه بآيات الأنبياء؛ لأن آيات الأنبياء مقرونة بالتحدي، وهذا غير صحيح؛ لأن آيات الأنبياء تارة تكون تحدياً؛ وتارة تكون ابتداءً بدون تحد. فقد جاء الصحابة رضي الله عنهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية، وقالوا له: يا رسول الله، ليس عندنا ماء، فدعا بإناء فوضع أصابع يده عليه فجعل الماء يفور من بين أصابعه،وليس في هذا تحد، وهم رضي الله عنهم لم يقولوا له ائتنا بآية، بل شكوا إليه قلة الماء فجاءت هذه الآية.
وآيات الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ما تكون بغير تحد، كما جاءه الرجل وهو على المنبر صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يغيثنا: فدعا صلى الله عليه وسلم فأغيثوا قبل أن ينزل من منبره، وجاء في الجمعة الثانية، وقال: ادع الله أن يمسكها عنا فدعا فانفرجت السماء، وليس في هذا تحد.
وقال بعض الناس: إن معجزات الأنبياء تشبه كرامات الأولياء، فلذلك يجب أن ننكر إما آيات الأنبياء أو كرامات الأولياء، وآيات الأنبياء لا يمكن إنكارها فلننكر كرامات الأولياء؛ فقالوا: لا يمكن أن يوجد للأولياء كرامات، والصواب أن كرامات الأولياء ثابتة فيمن قبلنا وفي هذه الأمة.
فقصة مريم فيها كرامة من عدة أوجه فقد فجاءها المخاض إلى جذع النخلة فجاءت إلى جذع النخلة لأن المخاض اضطرها أن تأتي إليه، وهي حامل تطلق، فوضعت الولد، وقيل لها: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) وهي امرأة نفساء، والمرأة النفساء عادة تكون ضعيفة، ثم قيل لها: هزي بجذع النخلة دون أن تصعدي إلى أعلاها، والهز بجذع النخلة لا يتأتى بل إنه صعب، فإن الرجل القوي إذا صعد إلى أعلاها وهزها تهتز، لكن إذا هزها من أسفل لا تهتز، لكن مريم قيل لها: هزي بجذع النخلة فهزت فاهتزت النخلة،وهذه كرامة (تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم: الآية25)، يعني مخروفة بيسر، والعادة أن الرطب إذا تساقط من فوق النخلة، فإنه يفسد ويتفضخ، لكنه في شأنها بقي رطبا جنيا، وهذه كرامة، ولما جاءت تحمل الولد فقيل لها معرضين لها بالزنى: (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً) (مريم:28)، (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ) (مريم: الآية29) فكلمهم، وهذه كرامة.
فهذه كرامة وهي في الحقيقة تشبه آيات الأنبياء، لكن الفرق بينهما أن آيات الأنبياء تأتي من النبي، وكرامة الأولياء تأتي من ولي متبع للنبي، وهذا الولي لا يقول إنه نبي أبداً، وقد لا يزكي نفسه ولا يقول إنه ولي فتأتيه الكرامة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 11:58]ـ
جزاك الله خيرا
أين نجد مصدر هذا الكلام وفقك الله
ولك أسأل ربي التوفيق والسداد
تجد ما سألت عنه أخي الحبيب في شرح الشيخ لصحيح مسلم للحديث المذكور
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 02:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن أكثر أهل العلم على تسميتها بمعجزة ولا يمكن أن نجد معارضا في تسميتها آية فهي قضية اصطلاحية ولا مشاحة في الاصطلاح وإذا أردنا الدقة قلنا هي آية على صدق النبي معجزة لغيره عن الإتيان بمثلها بدليل قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} البقرة23 فسور القرآن مثلا من الآيات الدالة على صدق النبوة والتحدي تعجيز للغير أن يأتي بمثله والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 06:58]ـ
وقال - رحمهُ اللهُ تعالى - في سلسلة لقاء الباب المفتوح شريط 084 - الوجه الثاني:
المعجزة تكون في الأنبياء
والكرامة في الأولياء أولياء الرحمن
والكهانة لأولياء الشيطان.
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_15798.shtml
إستدراك
ثم قال الشّيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - للسائل:
« ... لكنك الآن ذكرتَ لفظ معجزة والصحيح أنه لا يقال: معجزة ويقال: آية، لأنه لا يوجد حرف واحد لا في القرآن ولا في السنة سميت به آيات الأنبياء معجزات أبداً، فهي آية، وآية أدل على المعنى المقصود من معجزة، فالمعجزة تكون حتى من السحرة، حتى الساحر يأتي بالمعجزات لكن آية على صدقة هي التي جاءت ? لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ? [الحديد: 25] أي: بالآيات البينات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث الله نبياً إلا أتاه ما يؤمن على مثله البشر)) فلذلك إن شاء الله تمحو كلمة المعجزة من قاموسك، ولا يغرنك أنها موجودة بكثرة في الكتب، وقد نبه على هذا شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب النبوات وبين أن الصواب أن يقال: آية بدل معجزة.» اهـ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 09:18]ـ
الأخ /سلمان أبوزيد
جزاك الله خير ونفع بك(/)
كيف نواجه العلمنة؟
ـ[الجندى]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نواجه العلمنة؟
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
المصدر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8447
تمهيد:
إن العلمانية في البلاد الإسلامية ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها، ولكنها لم تشكل في الإسلام إلا قشرة رقيقة جداً لا تلبث طويلاً حتى تيبس ثم تتساقط متناثرة، إنها لم تنفذ ولن تنفذ أبداً إلى جوهر الإسلام وحقيقته، لأن الإسلام بطبيعته يستعصي على العلمنة، وقد أثبت خلال القرنين الماضيين أنه ليس كالمسيحية في الرضوخ للعلمنة، ذلك لأن ثوابته ومرتكزاته لا تقبل العبث مهما جهد العابثون، والسبب هو أنها قائمة على معجزة خالدة رَسَمت حدود هذه الثوابت والمرتكزات رسماً واضحاً لا لبس فيه فجاءت ? كمثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها ? () وستظل دائماً شاهدة على زيف المزيفين، وإرجاف المرجفين.
ولكن مع هذا فإن المشكلات التي نجمت عن مسار العلمنة وإن لم تمس جوهر الإسلام ولكنها أحدثت اضطراباً في أوساط المسلمين () وفرقة في صفوفهم، وأبرز هذه المخاطر هو استيلاء التقليد والتغرب على عقول ثلة من النخبة المفكرة، حتى أصبحت هذه العقول في تبعية فكرية وحضارية تهدد مستقبل الأمة الحضاري.
إن شهادة التاريخ تثبت أن المسيحية الأولى كانت ضد العلمنة بصورة أكيدة وصريحة، وقد استمر ذلك عبر التاريخ حتى دخلت المسيحية في صراع مع العلمنة، كانت المسيحية هي الخاسرة، لقد حاولت المسيحية عبر القرون أن تقاوم ولكنها أخفقت، ومكمن الخطورة أنها عندما أخفقت أخذ منظروها المحدَثون يدعون المسيحيين إلى الانخراط في التيار، وتطوير المسيحية (). "" وقد انفردت المسيحية وحدها من دون أديان العالم الكبرى جميعاً بأنها قد حولت مركز ظهورها من القدس إلى روما علامة على بداية تغريبها "" ()، وكان ذلك مؤشراً على بداية تعلمُنها ()، وقد ظلت المسيحية تُعدّل في معتقداتها وتتنازل عن ثوابتها، وتنقح الكتاب المقدس عبر المجامع المختلفة حتى انهارت قداستها وفقدت قيمتها كمرجعية أخلاقية دينية للإنسان الغربي.
أما الإسلام فتاريخ صراعه مع العلمنة عبر قرنين من الزمان يثبت أنها لم تؤثر فيه إلا على الشكل وقد بقي الجوهر والمضمون في غاية النقاء، وهذا الجوهر يشد الأمة دائماً إليه فتعيد صياغة نفسها شكلاً ومضموناً. ويمكن القول إن الجوهر والمضمون في الإسلام مثله مثل الراية التي تُرفع في المعركة فيظل الجنود ينجذبون إليها ويتراصُّون حولها، ويعيدون تنظيم أنفسهم لجولة جديدة من النزال.
استعصاء الإسلام على العلمنة
إن استعصاء الإسلام على العلمنة أمرٌ أدهش باحثي علم الاجتماع فالعالم الإنجليزي " إرنست غلنر " يقول: "" إن النظرية الاجتماعية التي تقول: إن المجتمع الصناعي والعلمي الحديث يُقوِّض الإيمان الديني - مقولة العلمنة - صالحة على العموم، لكن عالم الإسلام استثناء مدهش وتام جداً من هذا!! إنه لم تتم أي علمنة في عالم الإسلام، إن سيطرة الإسلام على المؤمنين به قوية، وهي أقوى مما كانت من مائة سنة مضت، إن الإسلام مقاوم للعلمنة في ظل مختلف النظم الراديكالية والتقليدية والتي تقف بين النوعين ... والإصلاح الذاتي استجابة لدواعي الحداثة في عالم الإسلام يمكن أن يتم باسم الإيمان المحلي، وليس على حساب الإيمان "" ().
ولبيان العوامل التي أسهمت في انخراط المسيحية في تيار العلمنة، واستعصاء الإسلام على ذلك يمكن ملاحظة ما يلي ():
أولاً: صورة الله عز وجل وعنايته بالكون: إنها في الفكر الأرسطي الذي تبنته المسيحية صورة تساعد على العلمنة فالله مجرد خالق للعالم، لا علاقة له بتدبيره ورعايته. إن العالم كالساعة، ووظيفة الله أن يُشغّل هذه الساعة ثم يجلس بلا عمل [سبحانه وتعالى] وقد أكد الفلك الكوبرنيقي هذه الصورة، وأضاف إلى ذلك أن أزاح الإنسان عن المركز.
ثانياً: المقاصد الدنيوية اللاأخلاقية للقانون الروماني القائم على المنفعة المحضة دون نظر لأي اعتبارات دينية أو ماورائية. إن هذا القانون السائد في دولة ديانتها المسيحية أسهم في إخضاعها للتيار عندما أصبح جارفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: الفصل في المسيحية بين ما لقيصر وما لله أعطى المبرر للعلمنة السياسية أولاً، ثم القانونية، ثم الأخلاقية.
رابعاً: عقيدة الصلب التي جعلت موت الإله ممكناً في الفكر المسيحي، فما دام الابن قد مات وهو إله، فلماذا لا يموت الأب أيضاً. ولمْ ينتظر الغرب طويلاً فقد أعلن نيتشه عن موته. سبحانه وتعالى.
خامساً: الثنائية الحادة والمتناقضة في تاريخ العلاقة بين لاهوتيين لا عقول لهم يمثلون الكنيسة، وعلماء طبيعيين لا أرواح ولا قلوب لهم يمثلون الدنيوية والمادية. ولا ننسى هنا الانفصام الشديد بين أخلاق الزهد والضعف والاستكانة التي تكرسها المسيحية، وبين الواقع الذي كان يعيشه الرهبان والبابوات من بذخ وفساد وترف، مما أفقد المسيحية الواقعية القابلة لإمكانية التطبيق.
إذا ما قورنت هذه العوامل بما يقابلها في الإسلام وجدنا:
أولاً: الله عز وجل – في الإسلام - ليس خالقاً عاطلاً عن العمل إنه - سبحانه وتعالى - خالق ومدبر ? أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? () بل إنه قيوم السماوات والأرض، أي إن استمرار قيام الكون بإرادته عز وجل ? إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا? () وهو ما كرسه الأشاعرة في نظرية الخلق المستمر. إن الله عز وجل إذا قطع إمداده للكون بالوجود تلاشى بما فيه.
ثانياً: علاقة الدين بالدنيا قائمة على الوصل وليس الفصل، فالدنيا خادمة للدين، وهي مزرعة الآخرة، وهي دار العبور، ولا بد من التزود منها ?وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ? () ولكن الآخرة هي المراد والمقصد ? وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ... ? ().
ثالثاً: الأخلاق في الإسلام واقعية لا تُحلِّق في المثالية، ومن شاء أن يسمو إلى المثالية فهو وذاك. إن المراد في الإسلام هو العدل، أما الإحسان فهو لمن أراد أن يتجاوز الحدود البشرية ويقترب من الملائكية، فالإسلام لا يمنعه بل يبارك له جهاده? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ? ()، ولن يضيع الله عز وجل عمله ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ? () وسيكافئه على ذلك ? فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه? () ولكن النزول عن مرتبة العدل إلى الظلم هو المرفوض.
رابعاً: ليس هناك مقابلة بين العقل والنقل في الإسلام، إن ما يقابل العقل هو الجنون، إننا نقرأ النقل بالعقل ونفهمه به، والنقل هو القائد والهادي والمرشد.
خامساً: الوضوح: فالعقائد في الإسلام واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا رموز ولا أسرار ولا تعقيدات، أما في المسيحية فالعقائد غير مفهومة مبنية على الغموض والرموز ولذلك يقولون لك " آمن ثم أفهم " أما في الإسلام " إفهم ثم آمن " ? وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسئُولًأ ? ()
إن الأصل في دعوة القرآن هي الآخرة ? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? () والدنيا بُلْغة إلى الآخرة، ووسيلة لا بد من الأخذ بها، ولا بد من الإعمار والقيام بالأمانة، ولكن الآخرة في النهاية هي الغاية وهي الجوهر. ?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ? () ولكن الآخرة هي المراد والمقصد ? وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ? () إن الأصل في دعوة القرآن الابتعاد عن الانخراط الأعمى في الدنيوية من شهوات وملذات، والاكتفاء بـ َالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ، والحلال الذي فصله الله عز
(يُتْبَعُ)
(/)
وجل في كتابه وهذا هو اللقاح ضد العلمانية فمن المعلوم أن الأطفال في صغرهم يُعطون جرعات صغيرة جداً من نفس الجراثيم المرضية التي يُخشى عليهم منها لكي تصبح أجسادهم ذات مناعة ذاتية ضد المرض الفتاك، والإسلام حين أباح لمعتنقيه أن يستمتعوا بالطيبيات من الرزق، وأن لا ينسوا نصيبهم من الحياة الدنيا إنما يمنحهم بذلك اللقاح ضد العلمانية لأن العلمانية هي الدنيوية الجارفة أو الدنيوية المحضة.
سبل مواجهة العلمنة:
ولكن نتيجة للترويج الشديد، والتلاعب بالإفكار والمصطلحات، والاكتساج الإعلامي لكافة المستويات العقلية ومخاطبة مختلف الشرائع البشرية في عقر دارها فإن هناك أثراًُ واضحاً لدى كثيراً من الناس في قبول العديد من الأطروحات العلمانية على أساس أنها لا تتعارض مع الإسلام، وعلى أساس أن الإسلام لم يُفهم الفهم الصحيح أو أن هناك تراكمات بشرية شوهت صورة الوحي النقية.
والآن كيف يمكن إنقاذ العقلية الإسلامية من تيار العلمانية ومقولاته السرابية؟
أولاً: لابد من الارتقاء بالخطاب الإسلامي إلى المستوى المواكب للذوق المعاصر وأنا هنا أتحدث عن صياغة الخطاب ولغة الخطاب وليس عن مضمونه، ذلك لأن الإعلام بثورته الراهنة قد طرح مفاهيم وصيغ جديدة للخطاب، وأصبحت المصطلحات والتراكيب واللغات التقليدية مملة للعقلية الحديثة، وترتاح للصياغات الجديدة، وتأنس حتى بالمصطلحات الجديدة، وإن لم تكن قد استقرت على معنى واضح.
نحن هنا في معركة خطابية، بل لست مبالغاً إن قلت إننا في ضجيج خطابي صارخ والرابح هو من يمتلك الأدوات التي تمكنه من استلاب الأسماع والقلوب واجتلاب الأنظار.
إننا بإزاء هذه الحالة لسنا في معركة مضمون وإنما في معركة صياغة ودعاية والصياغة من أربح المهن، والدعاية من أجدى وسائل الربح.
إن الخطاب العلماني اليوم يحاول بوسائل مختلفة، وبمصطلحاته وتراكيبه الجديدة أن يبهر الجماهير، وأن يوحي لها بأن لديه الكثير، وأنه يمتلك مفاتيح النهضة والسعادة بينما الخطاب الإسلامي بضائعه ثمينة جداً ولكنه لم يحسن حتى الآن عرضها بطريقة جميلة. الخطاب العلماني أحسن حتى الآن فن التعليب والتغليف بشكل لافت للأنظار بينما الخطاب الإسلامي مخفق في هذه الناحية إلى حد كبير.
ثانياً:كما أنه من المهم جداً تعرية الأطروحات العلمانية، والكشف أولاً عن جذورها ومظاهر الاجترار والتسول المشتملة عليها، ثم بيان تناقضها في حد ذاتها، ومصادمتها لجوهر الرسالة الإسلامية، ولكن كثيراً من الإسلاميين يرفضون حتى قراءة الكتابات العلمانية فضلاً عن الرد عليها ويعدون ذلك من قبيل تضييع الوقت واستنفاد الجهد، غير أن هذا الموقف إذا كان صحيحاً في الأزمان السابقة فإنه لا يصح في هذا الزمن لأن الإعلام يروج بشدة للأطروحات العلمانية وتوصف بأنها مشاريع تجديدية أو اجتهادات تنويرية، أو قراءات معاصرة ولا يمكن أن يكون العلاج أو الوقاية بإغماض العين ..
فلا بد من مواجهة كل ما يطرح في الساحة الإعلامية بما يتلاءم معه من الرد والدحض والبيان.
ثالثاً: لا يكفي نقض المشاريع العلمانية وبيان تهافتها بل لا بد من إبراز البدائل الإسلامية ولا بد من تمثل الحل الإسلامي وصياغته برؤى معاصرة جديدة تلبي تطلع العقل الإنساني إلى مزيد من المعرفة، وتلبي طموح العقل إلى التنوع والثراء في نموذجه الإسلامي.
ولا يمكن إبراز الفقر والخيبة في النموذج العلماني إلا إذا قورن ذلك بما ينجزه علماء الإسلام من مشاريع فكرية ونماذج إصلاحية.
رابعاً: المشاريع الفكرية، والنماذج الإصلاحية الإسلامية هي صياغات تجديدية تستلهم الوحي قرآناً وسنة بشكل مستمر ومتجدد دون أن تغفل عن الحراك الواقعي. التجديد في الإسلام يعني أن يعمل المجتهد في النص والواقع معاً ليخرج بمعادلة المواءمة بلا إفراط ولا تفريط، بحيث يظل الوحي هو الذي يمتلك زمام الواقع ويظل الواقع مستنيراً ومسترشداً بالنص حتى لا يضل في تيه الأهواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يفهمن أحد من ذلك أن حكومة النص للواقع هي حكومة إمبريالية أو أحادية الرؤية، فالأمر ليس كذلك لأنه // ما جعل عليكم في الدين من حرج // // إن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً // فالنص يمتلك قدرات هائلة لإمداد الواقع بالمشروعية ولكنه في نفس الوقت – وهنا تكمن عظمته – يمتلك أيضاً قدرات رائعة في حفظ نفسه من تحريف المحرفين وفي حفظ الواقع من ترويج المبطلين.
خامساً: لا يمكن أن يحظى التجديد بقبول الأمة بل ولا يمكن أن يكون ذو جدوى وصلاحية إلا إذا كان انطلاقه من الوحيين القرآن والسنة، ولا يمكن لهذه الانطلاقة أن تحقق المراد إلا إذا كانت انطلاقة حقيقية تعيد للوحي مهمة التصحيح التاريخي والدفع الحضاري، ولذلك حقاً لا بد من إعادة قراءة القرآن بل مرات ومرات // ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر //، ولا بد من تفعيل دور القرآن الكريم في صياغة الحضارة من جديد، ولا بد من قراءة العالم اليوم في القرآن، وقراءة القرآن في العالم اليوم، فليس من الصواب أن نكتفي باجتهاد القدماء لنا، وهم لا يعيشون عصرنا، فلا بد من الاجتهاد الذي يعني استفراغ الوسع في التفكير، وهذا ما نغض الطرف عنه اليوم فنسمي كل تفكير اجتهاداً أياً كان مستواه، ونسمي كل باحث أو متهوك مجتهداً حتى ولو كان يتسلى.
سادساً: إن إعادة قراءة القرآن تعني أن ننفي عنه عبث العابثين وخرافات القصاص وتراكمات البشر وإسقاطات العصور والأزمنة، فالقرآن الكريم فوق التاريخ وفوق الزمان والمكان لأنه الحاكم عليهما، وفي كل عصر قُرئ فيه القرآن كانت هناك أوهام عقلية وأوهام تاريخية وأوهام اجتماعية وثقافية كانت تلحق به وتلتصق به وتعد تفسيراً له، ومع طول التكرار والملازمة ظن الناس أن هذه الأوهام هي هو وهو هي، فلا بد من كنس الأوهام، وتفكيك الألغام والعودة إلى صفاء القرآن. وإذا لم نقرأ نحن القرآن الكريم من جديد كما يدعونا القرآن سيقرؤه الآخرون لنا بلا ضوابط ويسقطون فيه ما يريدون هم لا ما يريده القرآن.
سابعاً: إن الدعوة إلى إعادة قراءة القرآن والعودة إلى صفاء القرآن وجوهر الوحي ليس المراد منها ما يريده الخطاب العلماني من تفريغٍ للدين من محتواه، وتطويع لآياته، وتشويه لغاياته لأننا نؤكد هنا على دور الوحي الثاني / السنة / في البيان وإعادة الفهم والتنزيل الجديد، فالسنة هي العاصم من الشطط في الانحراف وخطر الانجراف.
إن السنة هي النموذج التطبيقي المثالي للقرآن الكريم، ولا بد من النظر إليها دائماً على أنها أحد المعايير والضوابط الأساسية في فهم القرآن الكريم، وإذا ما شعر المجتهد أنه يناقض السنة فليعلم أنه يرتقي مرتقىً صعباً وعليه أن يتحسس مواقع قدميه.
ثامناً: التجديد وإعادة القراءة وتمرين العقل وتنقية التراث مراحل لا بد منها لأي نهوض حضاري، ولكنها لا تكفي لتحقيق هذا النهوض إذا لم يتبع ذلك حراك شديد على المستوى العملي، أما أن نبقى في إطار التنظير والممارسة العقلية والفكرية فهذا حال الفلاسفة الخائبين، والإسلام دين عملي يدعو إلى العمل والمبادرة السلوكية، وتحويل الأقوال إلى أفعال // يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون // وقال عز وجل // وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون //.
كثيرة هي المشاريع الفكرية، والرؤى الاجتهادية، ولكنها لم تُختبر بعد بالتطبيق والممارسة، ونحن في هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة إلى العمل، لقد أصابتنا تخمة المؤتمرات والندوات والمشاريع والتنظيرات وقد آن الأوان لأن نعمل.
تاسعاً: ولكن العمل الفردي لا يجدي نفعاً على مستوى النهوض الشامل، لذا فنحن بحاجة إلى العمل الجماعي، والعمل الفريقي وهذا النوع من العمل من الضروري أن يشيع في حياتنا تنظيراً وسلوكاً وأن نتعلم العمل في إطار الفرق المتخصصة، وأن نربي أنفسنا على الشعور بالمسؤولية الحضارية، ونعمق فيما بيننا روح الفريق والتعاون والتكامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد علمنا الإسلام أن المرء ضعيف بنفسه قوي بأخيه، وأن يد الله مع الجماعة، وأن نركن إلى السواد الأعظم، وعمق فينا ديننا هذه الروح الجماعية عبر الصلوات في الجماعة والجمعة والأعياد، وشحن الإحساس الجماعي بشاحن عظيم جداً هو الصيام وأثاره إلى حد يعجز التعبير عن وصفه في شعائر الحج ومواقفه المختلفة.
ومع ذلك فإن الأمة الإسلامية اليوم في حالة يرثى لها إذا ما نُظر إلى فرقتها، وتمزقها، الأمة التي أُمرت بالاعتصام بحبل الله // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // تعيش اليوم حالة من الشتات والضياع والتيه.
نحتاج اليوم إلى مؤسسات تنظم العمل الجماعي وتدفع به إلى أقصى حدود الإمكان، وتربي الأجيال على إمكانية التكامل والتعاون والتخلص من الأثرة والأنانية.
لنتأمل في هذا الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم // مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فيه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون لو وضعت هذه اللبنة. فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين // فالنبي صلى الله عليه وسلم يعد نفسه لبنة في بناء النبوة،ولم يعد نفسه البناء كله ولم يجعل نفسه ركيزة البناء الأساسية، إنه صلى الله عليه وسلم يعترف للآخرين بفضلهم في إقامة البناء، والبناء كل متكامل مع الآخرين، واللبنات المتراصة والمتكاملة والمتماسكة هي التي تشكل البناء، وهكذا لم يستأثر النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا إضافية على حساب إخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. أين هذا من أخلاق العلماء والدعاة اليوم؟ إننا يسيطر علينا هاجس التفرد وتأسرنا عقلية المنقذ، وكل عالم وكل داعية يريد أن يكون أوحد عصره وفريد دهره، ولا يقبل أن يكون نسيجاً مشتركاً في جسد الدعوة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فما يوجد بين العلماء من مشاحنات ومنافسات ينعكس على التلاميذ وطلاب العم بل وحتى على عامة الناس والوسط الشعبي فتتكون تكتلات متناحرة ومتحفزة للخصام، ومهيأة للكراهية والعداوة.
وفي وسط هذه الصورة القاتمة يمكن أن ينجح الخطاب العلماني حين يظهر على أنه الخطاب البديل المتماسك الرزين المتآلف فيكسب الأنصار والجماهير اليائسة من الوسط المشايخي المتخاصم، والناقمة على تلك الحال العدائية المتردية بين رموز التيار الديني وجماهير التدين.
عاشراً: إن المشكلة التي يعاني منها رموز التيار الديني أنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو شخصي وما هو علمي، أو بعبارة أخرى: إنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو لله وما هو للنفس. لقد أفسح لنا ديننا مجالاً رحباً للخلاف // ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم // ونماذج الخلاف في السنة والسيرة النبوية تؤسس لمشروعية الاختلاف ما دام الجميع من أهل القبلة، فلماذا إذن يؤدي الخلاف المذهبي أو الفقهي أو حتى الاجتهادي إلى العداوة الشخصية والكراهية، ولماذا نسمع صيحات النذير والتحذير بين العلماء فيما بينهم، ففلان لديه نفس شيعي لأنه استشهد أو يستشهد بآل البيت، وفلان لديه نفس وهابي لأنه يكثر من ذكر ابن تيمية، وفلان متهم بالتصوف لأنه يكثر من ذكر الجنيد وابن عربي وو الخ، ويولد ذلك أحقاد نفسية، وعداوات شخصية بين العلماء والدعاة ثم تنتقل العدوى إلى التلاميذ ثم إلى القاعدة الشعبية ثم تتأصل في النفوس فيرضعها الصغار وتتوارثها الأجيال.
وفي الغالب لا يشعر الإنسان في أوج حماسه، وحمأة خصامه أنه يخاصم عن أهوائه ومنافعه الشخصية، فيظن انه يدافع عن دين الله عز وجل، وأنه حريص على قمع البدعة ودرء الفتنة.
وكثيراً ما تلتبس الأهواء بالآراء، وما لله بما للنفس فلا تتمايز، ويحتاج الإنسان إلى مجهود كبير ليخلص نيته من الشوائب، يحتاج إلى وقفة تفحص لنفسه، ومحاسبة لذاته حتى يميز الخبيث من الطيب، ولكن في كثير من الأحيان يكون الإنسان في عجلة من أمره، ولا يمنح نفسه ذلك الوقت الكافي للمحاسبة والمراجعة، لأنه يخشى أن يؤتى الإسلام من قبله، هذا بحسب ما يخيل إليه، ولكن الحقيقة المؤلمة أنه لو تريث قليلاً واختبر نفسه لتبين له أنه يخشى أن تفوته منافعه وأهواؤه.
الخلاصة: أن الحل لأزمة العلمنة التي تجتاح المجتمعات الإسلامية تبدأ أولاًً من تحصين الذات بحصون متينة، وتناول الجرعة الوقائية التي يمنحها الإسلام لمعتنقيه، لأن الدفاع أو الهجوم لا يجدي إذا كانت حصوننا مهددة من الداخل، لا يكفي أن نبين أمراض الآخرين ونحن مرضى، فلا بد أن نعالج أنفسنا وحين نتعافى نبدأ بتأسيس مراكز للوقاية واللقاح وحينئذ نكون على استعداد لمواجهة المشروع العلماني الذي نعتقد أنه تخريبي وتدميري ويخدم مصالح أعدائنا بالدرجة الأولى.
وقد بينت في الصفحات السابقة أن مكامن القوة هي في تفعيل ديننا وإعمال عقلنا، وأبرز المظاهر لذلك يبدو في:
- تفعيل دور الوحي / قرآناً وسنة / في رسم المنهجية الإسلامية للتعامل مع الكون والإنسان والحياة.
- التخلص من الأعباء التاريخية والتقاليد الاجتماعية التي لحقت بالدين وتقمصته وهي ليست منه.
- إعمال العقل في اكتناه أبعاد الوحي ومراميه الإنسانية الفسيحة، واقتناص اللحظة الراهنة بالعمل النافع والاستثمار الحضاري، وينتج عن ذلك التجديد الحقيقي المنخرط في الواقع العملي المعيش وعدم الاكتفاء بالتنظير العقلي والخيالي المجرد.
- الشعور بالمسؤولية الدينية وهذا لا يتأتى إلا بتعميق الإخلاص والعمل لوجه الله عز وجل، والتخلص من / الأنا / المتضخمة في دواخلنا، ومعالجة الأثرة المهيمنة على سلوكاتنا، وتغليب الشعور بالمسؤولية الحضارية على المسؤولية الشخصية، وتغليب الروح الجماعية والعمل الفريقي على الأنانية والفردانية. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي الجندي
ـ[الجندى]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 01:51]ـ
وإياك أخى الفاضل(/)
التصعيدُ بالتطرُّف .... والتطرُّفُ بالتصعيد!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:20]ـ
التصعيدُ بالتطرُّف .... والتطرُّفُ بالتصعيد!
.. لمّا قال ربُّنا –تعالى- في كتابه: {والعصر إنَّ الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصَوْا بالحقِّ وتواصَوْا بالصبر}: كان ذلك منه –جلَّ وعلا- كلاماً فَصْلاً جزْلاً، عظيماً جليلاً؛ له حقيقتُهُ، وله آثارُهُ ...
فَخَتْمُ السّورة بذِكرِ (الصبر) بعد (الحقّ) دليلٌ حَتْمٌ على أنَّ الحقَّ قد يتفلّتُ مِن أصحابه، إنْ لم يُصاحِبْهُ صبرٌ عليه، ومُصابرةٌ بشأنِه ..
فمِن صِفَةِ الحقِّ –الذاتيّة- أَنّه ثَقيلٌ على النُّفوسٍ، شَديدٌ على القلوب؛ لأنَّه يُخالفُ مألوفَها، ويُغايرُ مسالكَها –إلا مَن رَحِمَ- ...
وإنّي إذْ أذكُرُ هذا الكلام –هنا-، وأتذكَّرُهُ:
فإنَّ ذلك لِمَا يَصِلُ إلى مسامِعنا، وتُعاينُهُ أبصارُنا -بين الحين والآخَر- مِن رسائلَ –تصدُرُ مِن هُنا (!) أو إشاراتٍ تَنطلقُ مِن هُنالك (!) –إمّا عن مجهولٍ مُبْهَم: لا يُدرى رسمُه، ولا يُعْرَفُ اسمُهُ، أو مِن مَعْروفٍ مُتَوَارٍ: يُشِبُّ –كلاهما- النّارَ، ويُوَهّجُها، ويُعْلِي ألسنتَها، ويوسِّعُ دائرتَها؛ وهم عنها بمعزِل، ودونها بأبعد مَنْزِل!!
ويتلقَّف هذه الرسائلَ (!) أفرادٌ وجماعاتٌ، يُعْلونَ مِن شأْنها، ويَتَّخِذونها منهجاً، ويختطُّونها لأنفسِهم طريقاً؛ له يسلكون، وفي فَلَكِه يدورون، فَيَثُورونَ ويُثَوِّرون!!
في الوقت الذي يطيرُ بهاتيك الرسائل –مِن جهةٍ-، وآثارِها وتَبعَاتِها –مِن جهةٍ أُخرى- أعداءُ الإسلام المُتربِّصون، وأضدادُهُ المتصيِّدون –مِن ظاهرٍ أو مكنونٍ! -، لِيَشُدُّوا –أكثر وأكثر- قَبْضَتَهم، ولِيُضعِفوا –أكثر وأكثرَ- مَن لهم يَتَصَيّدون، ومَن بهم يتربّصون!!
فنرى، ونُحِسُّ، ونسمعُ، ونُعايش: ألواناً مِن الضُّغوط، وأصنافاً مِن الويلات، وأنواعاً مِن المُنَغِّصات، الّتي تنقطع دونها الأعمال، وتضعُف أمامَها المسالك، و (يكادُ) تَتَهادَى بين يَدَيْها الآمالُ، وتَخِرُّ لها الأمانيُّ!!
ولكنَّ الأمرَ –مِن قبل ومِن بعد- كما قال ربُّنا ذو الجلالِ والإكرام: {ولا تهنُوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
نعم ...
لن نَهِنَ ..
ولن نحزَن ..
ولن نستكين ...
وأملُنا بربِّنا عظيمٌ ..
وظَنُّنا بمولانا كبيرٌ ..
ولكنْ؛ مَن المُستفيد مِن هذا التصعيد؟!
هل سيستفيد منه المسلمون؛ وهم المُسْتَضعَفون؟!
أم سيستفيد منه –تربُّصاً وتصيُّداً- أولئك الأعداءُ الماكرون –وهم الأَقوى فيما تراه العيون-؟!
إنَّ أولئك المُثَوِّرين –في تصعيدهم، وتثويرهم- سواءٌ منهم الظاهرون أم المُتوارون! - لم يُدْركوا حقيقةَ المصالح الشرعية المُرتبطة بمقاصد ديننا العليّة؛ فلم يكُن لهم مِن هَمٍّ –في سائر فعائِلهم- إلا أن يُثبِتُوا وجودَهم –كيفما كان الأمرُ! - ولو على حِسَِاب ما يجري في مَنَاحٍ أُخرى في عالَم الإسلام الكبير المترامي الأطراف –اليومَ-؛ سواءٌ في العراق، أو أفغانستان، أو فلسطين ... أم في السعودية، أو الجزائر، أو الأُرْدُنّ!!
وجميعُها شَهِدَتْ –وتشهدُ- ما اللهُ به عليمٌ: من فِتَنٍ ومِحَن –على نِسَبٍ وتفاوُتٍ- ...
ولقد ذكّرني هذا (التصعيدُ) –الشديد- بمقالٍ كتبتُه قبل خمسةَ عَشَرَ عاماً –قبل (11سبتمبر) وتداعياتها! -، يومَ أن كان التصعيد –كما يُقال-:
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ نار ويوشِكُ أن يكون لها ضِرامُ
فكتبتُ –يومئذٍ- ما نصُّهُ:
«تصعيد المُواجه ... لمصلحةِ مَن؟!
تعيش الأَمّةُ –منذ عقودٍ- أحوالاً سيئة مِن الضَّعفِ، والعجزِ، والخَوَر، وأخرى مُظلمةً مِن التَّبعيَّة، والتفرُّق، والتّشتُّت ...
وما حصلَ هذا كلُّه إلا بعد انحِسَار مدِّ دولة الإسلام (الشاملةِ)، وتفرُّقها إلى دُويلات مُتَفَتِّتة، وممالكَ متعدِّدة، ذات حدودٍ مصطنعة، رَسَمَتها أصابعُ (المُستعمِرين!) في أوائل القرن العشرين ...
.. ومنذ ذلك الحين والمُلتزمون مِن المُسلمين (يُحاولون) إعادة مَجدٍ، وإصلاح أمَّةٍ، وبناءَ عزٍّ، ولكنَّ الضغوط التي يُواجهونها أشدُّ وأنكى مِن أن تسمحَ لهم بشيءٍ مِن ذلك، وإن ظنَّ المستعجلون أنَّ الفُرَصَ (قد) تسنح بذلك!!
(يُتْبَعُ)
(/)
حتّى إنّ تلك الضُّغوط قد أدَّت في كثير من الأحيان إلى قتل العمل الإسلامي في مَهده، وكَبْتِهِ ووأدِه، والشواهد ناطقة بذلك، دالَّةٌ عليه، مشيرةٌ بحوادثها إليه ...
ولقد عاشَ الجيلُ الإسلاميُّ الجديد –منذ مدَّة مضت، وسنينَ خَلَت- بدايات تجديد لهذا الدِّينِ، صاحَبَه التزام بالدَّعوةِ إلى الله –سبحانه وتعالى- في سائر بلادِ الدّنيا، سواءٌ منها ما كان في الشرق أو الغَرب ...
وهذا الفجر لم يزل في أوَّلهِ، وفي بداية تنفُّسه، فهو غضُّ العود، هشُّ الأركان، لا يتحمَّل أن تضربه هَزَّةٌ، أو يصيبه بأسٌ .. فلو أنَّ شيئاً من هذا حَصَل –لا قدَّر الله- لكان له أعظمُ أثر سلبيٍّ على هذا الجيل الصاعدِ في هذه البداية المباركةِ الخيِّرة .. وهذا ما لا يتمنَّاه مَن في قلبهِ ذرَّة إيمان!
وفي ظلِّ هذه (البداية) العَصِيبة كان لا بدَّ مِن أن تكون التربية التي يُنَشَّأ عليها هذا الجيلُ الفَتيُّ الصاعدُ تربيةً علميَّةً عقائديّةً؛ تستفيد مِن النَّظَر إلى الوراء ... لا للتثبيط والإحجام (!) ولكن لِتُتقِنَ الإقدام، مستفيدةً من تجارب غابرِ الأعوام، وأحداثِها الجِسام، مُسْتَشرِفَةً بهِ مستقبلَ الأيام ...
ولكي تكونَ هذه التربيةُ ذات ثمراتٍ إيجابيَّةٍ صالحةٍ مُصلحةٍ، لا بدّ مِن تعاون أهل الحقِّ من أصحاب النَّهج السليم، كُلٌّ في مجال تَخَصُّصهِ؛ دعوةً وإرشاداً، ووعظاً، وتأليفاً، وفُتيا، وتوجيهاً ... بِحِلمٍ يبني، وتأَنٍّ يُرَبّي، وتراحمٍ يحمي.
فأن يُخالفَ أحدٌ مِن هؤلاء (المُتَصَدِّرين) هذا النَّهج في التربية والتوجيهِ، سالكاً طريقاً آخَرَ، قد جرَّبَهُ المُجَرِّبون، وسَلَكَه مِن قَبلُ –السالكون- يعتمد (تصعيدَ) اللَّهجةِ وأسلوبِ الخِطاب، ويسلكُ (طريقةَ) الاستفزازِ والمواجهةِ، اغتراراً بجموعٍ مدفوعة، وأصابعَ مرفوعة، وجماهيرَ محتشدةٍ مجموعة!!
فليس هذا –بحالٍ- مِن مصلحة المسلمين بعامَّةٍ، فضلاً عن ذاك الجيل الفتيِّ بخاصَّةٍ، بل المُستفيد منه –أوَّلاً وأخيراً- هم أولئك المتربِّصون الَّذين يمكرون اللّيل والنَّهار المَكرَ الكُبَّار لمثل هذه اللَّحظة التي يُمَكِّنُهُم فيها المسلمونَ –أنفسُهم- (!) مِن أنفسِهم؛ وَلَو بذرائعَ مُلُفَّقة، وقصَصٍ مُختلَقَة!!
ولو نَظَرتَ -الآن- إلى العالم بقارَّاتِه؛ لرَأَيتَ دلائلَ ما قُلنا: آسيا، إفريقيا، أمريكا، أوروبا ... وإن شِئتَ: فَصَغِّر دائرةَ نَظَرِكَ، لِيَصلَ إلى نيويورك، والبوسنة، وطاجكستان، وأبخازيا، والصومال، وأرتريا، وأخيراً ... مصر، والجزائر .. و .. !
فهلا استفدنا مِن هذه التجارِبِ التي كلَّفت الأمَّة ملايين النفوس، ومليارات الدولارات، فضلاً عن ضَعفٍ يضرِبُ بأطنابهِ فيها .. قد حلَّ في سهولها وبواديها ...
وهلا كانت تلك الدروسُ (المتكررة) سبيلاً يُوقِفُنا بأنفسنا على واقع أنفسنا، وأنْ لا سبيل يُصلح ويُغَيِّر إلا السبيل النَّبوي الواضحُ المعالم، البيِّنُ الدلائل، المبنيُّ على الاهتداء بالصبر واليقين ... اللَّذين بهما تُنال الإمامة في الدين.
{وجعلنا منهم أئمَّة يهدونَ بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
دونَ انفعالات حماسيّة، ومِن غير تأثرات عاطفيَّة، ومِن غير تصعيداتٍ كلاميَّة ضبابيَّة!!
ومع هذا كلِّه؛ فإنَّنا نبتهل إلى الله –سبحانه- أنْ يحفظَ دينَه، ويَكْلأ عبادَه، ويُبطلَ عمل الشيطان وكيده {فاللهُ خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الرَّحمين}.
فهل مِن ناصح أمين يَصدُقُ مع هذا الجيل الفتيّ، وَيَسُوسُه بهدي النَّبي –صلى الله عليه وسلم-، ولا يُقدِّمه قرابين سائغةً في مذابح الطاغوت؟!
وهل مِن مُستجيبٍ لدلائل السَّداد في كلام العلماء الربّانيين الذين يُربُّون الأمَّة على صغار العلم قبل كباره؟!
{ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين».
... هذا آخِرُ ما كتبته –يومَذاك- قبل خمس عشرةَ سنةً خَلَتْ!
ولكنْ؛ بَعد ذا: هل مِن مُستفيد؟!
هل مِن مُتّعِظ؟!
أم أنَّ المَسَار –وللأسَف الكُبَّار- في هُبوط وانحدار؟!
فواللهِ؛ إنَّ النَّفْسَ حَرُون، والقلبَ حزين ...
فما بالكُمُ والأُمور تُفْهَمُ عكساً بعكس، وتُؤْخَذُ ظهراً لِبَطْنٍ؟!
فالحالُ أشدُّ وأنكى –إذَنْ-!
لمثلِ هذا يموتُ القلبُ مِن كَمَدٍ
إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
... وعَوداً على بَدْءٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعد تاريخ مقالي السابق هذا بأربع سنوات، وقبل أيّامنا هذه بأكثر من عشر سنوات: كتبتُ كلمةً –أيضاً قبل (11 سبتمبر) وتداعياتها! - في مقام (التحذير)، مُطْلِقاً (صيحةَ نذير)؛ قلتُ فيها –كنفثةِ المصدورِ، وكَبْتَةِ المصدوم- ما نصُّه:
« ... ولكنّنا نقولُ الذي قُلناه ردًّا لِغُلُوِّ الغالين، وتكْفير المُكفِّرين؛ الذينَ فَتَحوا البابَ مُشرَعاً –بأفعالِهم وأَقوالِهم- لكلِّ أَعداء الدينِ ومَناوئيهِ؛ لِيَصِفوا الإسلام بالتطرُّفِ، والمسلمين بالإرهابِ .. من غير تمييزٍ، وبلا تفصيل .. فكانوا –بسوءِ صنيعهم- سدًّا مَنيعاً في وَجْهِ الدعوة الحقَّةِ للإسلامِ الحقِّ، وسبباً كبيراً للضغط على المسلمين واستِنْزاف مُقدَّراتِهم، وَشَلِّ قواهم ...
فاللهُ يُصلِحُهم، ويُسدِّدُ دَرْبَهُم .. ».
... وها هو التاريخُ -اليومَ- يعيدُ نفسَه، والأحداث تتكرّر، والوقائع الأليمة في ازدياد، وعُموم الأُمة –وللأسف- في دواهٍ مُدْلهِمّة، والمصائب تتّسع، ودائرتُها تكبُرُ ...
ولا مُفَرِّج إلا الله ...
اعْلَموا –يا عقلاءَ الأُمّة- أنّه:
لن تكونَ العواطفُ العواصفُ –يوماً- سبيلَ حلٍّ لمشكلةٍ ...
ولن تكونَ الرسائلُ المُهَدَّفةُ المُثَوِّرة –مِن ظاهرٍ مأْفون، أو مُتوارٍ مكنون! - طريقاً يرتفعُ به الذلُّ عن الأمة ...
ولن تكونَ كتابات زبانية الإنترنت (!) المتعثّرة –المُتستِّرة- مساراً لاحباً تَضيق به الهُوَّة ...
إنَّ الحلَّ الأوحَدَ –الذي لا حلَّ سواه- ما قاله رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم-:
« ... سلَّط اللهُ عليكم ذُلاًّ؛ لا ينزعه عنكم حتّى ترجعوا إلى دينكم» ..
ورضي الله عن الصحابي الجليل ابن مسعود –القائل-:
«السَّعيد مَن وُعِظ بغيره».
ورحم الله الإمام مالك بن أَنس –القائل-:
«لن يصلُح آخِرُ هذه الأمة إلا بما صَلَحَ به أولُها» ..
... واللهُ الناصرُ ...
24 ربيع الأول 1428هـ
شبكة الأصالة(/)
مجموعة روابط مهمة عن الشيعة (مواد مقروءة ومسموعة ومرئية)
ـ[نور الفجر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:06]ـ
تاريخ الشيعة
مادة مقروءة
مختصر تاريخ الشيعة
http://www.ibb7.com/vb/showthread.php?t=3394
ماذا تعرف عن الشيعة؟
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=544
وجاء دور المجوس (الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية) كتاب للتحميل
http://frqan.com/books.php?bookid=54
جرائم الرافضة عبر التاريخ
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=127
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=196919%20
خيانة الشيعة عند دخول التتار إلى بلاد الشام (658 هـ)
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...odetail&aid=13
التحالف اليهودي الفارسي منذ قدم التاريخ
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...odetail&aid=46
أثر جهود صلاح الدين التربوية في تغير واقع المجتمع المصري
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=226
قصة مقتل الحسين
http://islamic ... .com/arabic/shia/husain.htm
تاريخ فرق الشيعة و مذاهبهم
http://islamic ... .com/arabic/shia/shia_sects.htm
تاريخ مذاهب الشيعة الإمامية
http://islamic ... .com/arabic/shia/history_of_sects.htm
ابن سبأ اليهودي مؤسس فرقة الرافضة
http://islamic ... .com/arabic/shia/ibn_saba_founder.htm
http://islamic ... .com/arabic/shia/ibn_saba_true.htm
أحداث الفتنة و مقتل عثمان
http://islamic ... .com/arabic/shia/history_fitna.htm
العبيديون الفاطميون الإسماعيليون
http://islamic ... .com/arabic/shia/Fatimid.htm
مادة مسموعة
التاريخ يتحدث: الدولة الصفوية
http://www.albainah.net/index.aspx?f...=Item&id=14364
عقيدة الشيعة
مادة مقروءة
البداء عند الإمامية الإثني عشرية
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
التكفيرعند الشيعة
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
سياحة في عالم التشيع
http://www.alburhan.com/articles.asp...book_link=True
الأخماس الشيعية والفريضة الشرعية
http://www.alburhan.com/articles.asp...ng_counter=0&%
مفهوم العصمة عند الشيعة
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
التوحيد عند الشيعة
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
عقيدة الرافضة في المسجد الأقصى!!
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=153
اعتقاد الشيعة في فضل مسجد الكوفة وإسقاطهم للمسجد الأقصى
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=154
العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=219
اعتقاد الشيعة في حل دماء أموال أهل السنة ونجاستهم
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...odetail&aid=36
بابا شجاع الدين – أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...detail&aid=122
اعتقاد الشيعة في حرمة الجهاد قبل ظهور المهدي
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...odetail&aid=35
بعض معتقدات الشيعة في مهديهم وعلاقتها بالقدس واليهودية
http://www.haqeeqa.com/index.aspx?st...odetail&aid=37
سلسلة الرافضة عقيدة وهدف
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=1108
مادة مسموعة
سلسلة عقيدة الشيعة الاثنا عشرية
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...&series_id=313
عقائد الشيعة
http://www.haqeeqa.com/AudioFile/&Os...Oslash ;©.ram
الصحابة في المذهب الشيعي
http://www.haqeeqa.com/AudioFile/&Os...sh;¹Ù ; ?.ram
عقيدة الرافضة
http://dhr12.com/?ri147
مادة مرئية
التقية .. دين الشيعة (1+2)
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
التقية منهج الشيعة حتى خروج المهدي (1+2)
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
علي الكوراني ... يقول أن علي بن أبي طالب يحضر مع الملائكة لنزع أرواح الشيعة عند الاحتضار!
http://dhr12.com/?mi198
أقوالهم في صحابة رسول الله
مادة مقروءة
شهادة الخميني في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.alburhan.com/articles.asp...book_link=True
(يُتْبَعُ)
(/)
موقف الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم
http://www.fnoor.com/sahaba.htm
الرافضة يتقربون إلى الله بلعن وشتم الصحابة
http://dhr12.com/?wi8
مادة مسموعة
الشيخ الرافضي حسين الفهيد يبين لأتباعه من الشيعة فضل لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
مزاعم علماء الشيعة بأن الشيخين ماتا كافرين مشركين/ ياسر الحبيب
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
الزعم بأن الشيخين أشد كفراً من إبليس/ ياسر الحبيب
http://www.alburhan.com/articles.asp...ook_link=False
الصحابة رضي الله عنهم عباد الوثنية
http://www.fnoor.com/media/fn467.rm
عبد الحميد المهاجر وإتهامة لإمهات المؤمنين عائشة وحفصة بالكفر
http://www.fnoor.com/media%5Cfn153.ram
الطعن في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
http://www.fnoor.com/media%5Cfn232.ram
طعن في معاوية بن أبي سفيان و أبو هريرة رضي الله عنهما
http://www.fnoor.com/media%5Cfn233.ram
مادة مرئية
الكوراني وتكفير الصحابة رضي الله عنهم
http://www.fnoor.com/media/fn354.rm
ضريح أبولؤلؤة في إيران
http://www.fnoor.com/media/fn509.rm
إستهزاء حسن سحاته بعثمان رضي الله عنه
http://www.fnoor.com/media/fn482.rm
أصحابالحسين رضيالله عنه خيرمن أصحابالنبي صلىالله عليهوآله وسلم
http://www.fnoor.com/media/fn171.ram
حسن شحاته يصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه ابن صرمة
http://www.fnoor.com/media/fn350.ram
لولا علي لما خلق الله السموات والإرض
http://www.fnoor.com/media%5Cfn084.ram
حول المرحلة الحالية
حزب الله .. الحقيقة الكاملة بالأرقام
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=11356&lang=
مواقف المفكرين - 23 - د. عبد الله النفيسي
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_type=3
بعد عشرون عاما من الثورة، يظل الحقد الفارسي
http://islamic ... .com/arabic/shia/Persian_Hate.htm
قراءة في النبوءات (المسيح الدجال)
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=401
عدو الأمس صديق اليوم نصر الله كان يصف ميشيل عون بالإسرائيلي الصدامي التدميري الطائفي الماروني
http://frqan.com/docs.php?docid=60
الحاكم الأمريكي في العراق بريمر يفضح تعاون السيستاني مع الأمريكان وثيقة
http://frqan.com/khlaf.php?artid=90
الشيعة السعوديون يعلقون الآمال على غزو العراق
http://frqan.com/blacks.php?blackid=31
النفاق الإيراني تجاه العرب والمسلمين ... نجاد ومحو إسرائيل!!
http://www.albainah.net/index.aspx?f...&id=8760&lang=
معركة الخليج القادمة .. من يملك القوة؟
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=12606&lang=
الأقلية حين تتحكم في الأكثرية
http://www.albainah.net/index.aspx?f...&id=1298&lang=
.. مخطط المد المجوسي في المنطقة
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=14247&lang=
مخطط إيراني: قرى بأكملها تشيّعت والحسينيات والزوايا تنتشر في الخرطوم
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=14035&lang=
الحسينيّات تنتشر في الأردن كالنار في الهشيم
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=13769&lang=
بصمات الشخصية الفارسية على السياسة الإيرانية ... جرس إنذار في ساحة الواقع العربي!!
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=13702&lang=
المال الشيعي يخترق الصحافة المصرية
http://www.albainah.net/index.aspx?f...id=13123&lang=
نصر الله .. هل أدمن تزييف الحقائق؟!
http://islammemo.cc/article1.aspx?id=29833
ولا تنسونا من صالح دعائكم
منقول من شبكة التبيان.(/)
المسلك الملائم لحل مسألة الإرجاء
ـ[نور الفجر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:20]ـ
الشيخ الدكتور سفر الحوالي - شفاه الله ومتعه بالصحة والعافية - في حوار مع مجلة البيان:
إن الحديث عن جنس العمل وكونه شرطاً في صحة الإيمان لا يزال محل اشتباه عند بعض المنتسبين إلى مذهب السلف؛ فما المسلك الملائم في تقرير هذه المسألة؟
الجواب: نعم هناك من يقدم رأي شيخه على الحق، وهناك من يصعب عليه التراجع، وهناك من يضعف عن فهم جوانب المسألة، وفي الإمكان تقرير الحق بكل بساطة وذلك بالاعتماد على أمرين:
1 - إجماع السلف على أن الإيمان قول وعمل، ويعنون بالعمل أساساً عمل القلب كالصدق والإخلاص والخوف والرجاء واليقين، وليس مجرد عمل الجوارح كالصلاة والصيام، بل كلا العملين معاً؛ لأن الإيمان عندهم ظاهر وباطن، والتلازم بين هذين حتمٌ، وهذه الأعمال الظاهرة لا تقبل بدون عمل القلب، فتارك جنس العمل الظاهر -سواء كان مقراً بوجوبه أو جاحداً له- هو تارك قطعاً لجنس العمل الباطن أيضاً وهذا لا يكون مؤمناً أبداً، فمنشأ الاشتباه هنا هو الظن بأن الإيمان الباطن هو مجرد التصديق والإقرار بالوجوب، وهذا باطل بأدنى تأمل لمن طلب الحق وتجرد من الهوى.
2 - تقرير المسألة من جهة الواقع العملي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه على المخالف في هذا كما علَّمه الله في القرآن.
وهنا يستطيع كل من له علم بهذا الشأن أن يجزم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر أحداً على ترك جنس العمل، بل لم يوجد في عصره أحدٌ وقع في ذلك من المؤمنين؛ لا بل لا وجود له في صفوف المنافقين؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه كانوا كلهم عاملين؛ لكن كان منهم المؤمن العامل ظاهراً وباطناً، ومنهم المنافق الذي يعمل ظاهراً فقط.
أما الترك الكلي فلا يوجد؛ فقد كان المنافقون يصلون وينفقون ويغزون ويأتون بما يشبه عمل الصحابة ظاهراً.
أما من يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم بقلبه ولسانه أو بأحدهما لكن لم يتبعه فإنهم كفار قريش وأحبار أهل الكتاب. قال تعالى: قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام:33] أي لا يعتقدون أنك تكذب بل يوقنون بصدقك لكنهم يجحدون ظلماً وكبراً كما قال عن فرعون وقومه: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ [النمل:14]، وكذلك قال عن أهل الكتاب: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:146] والأحاديث الصحيحة في مناظرتهم له صلى الله عليه وسلم وتيقنهم بصدقه وشهادة بعضهم له بالنبوة صريحة معلومة.
ولدينا مثال جلي هو أبو طالب وحاله لا يحتاج لشرح، وفي عصرنا الحاضر مستشرقون ودارسون للإسلام كثير يقرون بأنه حق ويدافع عنه بالبراهين، لكنهم لا يلتزمون اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والانقياد له لما جاء به عملياً، ولا أحد يحسبهم من المسلمين، وأوضح من ذلك إبليس اللعين الذي لم يكن جاحداً لوجوب السجود، ولا لوجود الله وملائكته وجنته وناره، وإنما كان معترضاً على الأمر نفسه متمرداً على الطاعة والامتثال، وهكذا يظهر لطالب الحق وضوح المسألة وأنها أكبر من أن يقال شرط صحة أو شرط كمال كما كتب المتأخرون؛ إنها ركن الدين الذي لا يرضى الله من أحدٍ تركه.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=181
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:32]ـ
أحسنت , نقل موفق بارك الله فيك.(/)
شبكة القلم الفكرية
ـ[نور الفجر]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 12:00]ـ
هذه الشبكة المهمة والفريدة من نوعها -حيث إنها متخصصة في قضايا الفكر - هي مندرجة تحت مركز التأصيل للدراسات والبحوث، وهي لاتزال - فيما يبدو - في البدايات التجريبية، ونحن في انتظار الإنطلاقة.
وأحببتُ أن أُلفت الإنتباه إليها وذلك بذكر وثيقة الموقع المذكورة فيه.
وثيقة الموقع:
الحمدُ للهِ رب العالمين، وصلّى اللهُ وسلّمَ وباركَ على نبيّنا محمّد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، أمّا بعد:
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
فلا يخفى على الجميع ما للفكرِ من أهمّية كُبرى، ومكانةٍ متقدمةٍ، جعلت منه مناطاً للصراعاتِ في القرنين الماضيينِ، إذ نشأت مدارس فكرية دخيلة على الإسلام، وقامت باستخدام نفوذها في نشر ضلالاتها وأباطيلها، ويسر الله لها في تلك الفترة من قام بتزييفها وبيان حقيقتها.
ونحن الآن نشهدُ ولادة جديدة لتلك الأفكارِ، التي ظلت حبيسة للكتب والمجلات، بعد أن مات أصحابها، وظنَّ الكثيرون أن تلك الأفكار ستموتُ بموتِ أصحابِها، وخانهم التقدير في ذلكَ، وهانحن نرى دعواتٍ قديمةً تُعادُ وتُبعث من مرقدها، ويوظّفُ لها من يقومُ بتجديدِها وبثِّ الروحِ فيها.
وعندما بزغ نجمُ الشبكة العنكبوتية — الإنترنت -، طمحت إليه الأبصارُ وتاقت لهُ الأنفسُ، وصارَ متنفساً كبيراً للأفكارِ والمذاهبِ، لنشرِ ما تريدُ في جو من الحرية ذي سقفٍ مرتفعٍ، خاصة في البلدانِ التي تحكمها قبضةٌ قوية من الرقابةِ، وانتشرت العديدُ من المواقعِ ذاتِ الطابعِ المنحرفِ، وقاموا بإحياءِ ما اندرسَ من مذاهبَ، وأيضاً فعّلوا ما يُنشرُ ويُبثُّ في الصحفِ والقنواتِ، وصارَ لهم وجودٌ قوي في شبكةِ المعلوماتِ، ويستطيعُ القارئُ أن يستشفَّ مدى الدعمِ الكبيرِ الذي يجدونهُ في إنشاءِ تلكَ المواقعِ، كما هو الحالُ في مواقعِ: إيلاف، دار الندوة، أثير، الفكر العربيِّ، المركز العربي للدراساتِ العلمانيّةِ، وغيرِها.
وصارَ لهذه المواقعِ روّادٌ وأنصارٌ، واستطاعتْ أن تبثَّ من الشبهاتِ والأفكارِ، ما كانَ في القديمِ ضرباً من الباطلِ الذي يحرمُ التفكيرُ فيهِ، فضلاً عن مباشرتهِ والدعوةِ إليهِ، وتمكّنوا من احتواءٍ عددٍ كبيرٍ من الكُتّابِ والباحثينَ.
ولمّا كانَ الأمرُ كذلكَ، إضافةً إلى وجودٍ زخم وحضورٍ كبيرٍ في الصحافةِ والإعلامِ، لعددٍ كبيرٍ من الكتّابِ المخالفينَ لشرعِ اللهِ تعالى، والذين يتعمّدونَ نشرَ الموادِّ الفكريّةِ المخالفةِ، ويجدونَ من يكتنفهم ويوظّفهم، ويدفعُ لهم الأجورَ الباهظةَ، كان لا بُدَّ من إنشاءِ مركزٍ أو موقعٍ فكريٍّ مُتخصّصٍ، يهدفُ إلى كشفِ الزيفِ وبيانِ ضوابطِ الفكرِ وأصولهِ الصحيحةِ، وإعادةِ الأمورِ إلى نصابِها، واستكتابِ نخبةٍ من الكُتّابِ ذوي التوجهاتِ السليمةِ والأفكارِ الأصيلةِ، والاحتسابِ في التصدّي لهذه الموجةِ العارمةِ من المقالاتِ والأفكارِ الدخيلةِ.
من هنا نشأت فكرةُ هذا الموقعِ، أن يكونَ موقعاً مختصّاً بالفكرِ والثقافةِ من وجهةِ نظرٍ شرعيّةٍ، تقومُ على الأصولِ المعروفةِ من الكتابِ والسنّةِ وإجماعِ الأمّةِ، وردِّ ما أشكلَ من أمورِ النّاسِ إلى محلّهِا ونصابهِا الصحيحِ، ومُناقشةِ أصحابِ الأفكارِ المنحرفةِ عبرَ أساليبَ عصريةِ القالبِ، سلفيّةِ النهجِ والطرحِ، والتصدّي كذلكَ لهجماتِ التغريبِ والعلمنةِ والحداثةِ، التي بدأت تغزو بلادنا عبرَ قنواتِ الإعلامِ المقروءةِ والمسموعةِ والمرئيةِ.
والرؤيةُ التي أقمنا عليها فكرةَ هذا الموقعِ أن يكونَ موقعاً فكريّاً متخصّصاً، يجمعُ في ثناياه ما يحتاجُ إليهِ المسلمُ من أمورِ الفكرِ المعاصرةِ، وكيفَ يتعاملُ معها، وتمييزِ صحيحِها من سقيمِها، بالإضافةِ إلى الاحتسابِ في مناقشةِ أصحابِ الدعاوى الباطلةِ وتبيينِ حقيقةِ أفكارِهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحنُ بحسبِ التتبعِ لم نجدْ حتّى الآنَ موقعاً فكرياً يحوي ما ذكرناهُ، اللهمَّ إلا مواقعَ تكتبُ ما تكتبُ على استحياءٍ، دونَ أن تقصدَ التخصّصَ أو الجمعَ والاستيعابَ، وهذا بلا شكّ لا يؤدي الدورَ المطلوبَ منهُ. فقرّرنا أن نبدأ بإنشاءِ هذا الموقعِ، ليكونَ نقطةَ الانطلاقِ، وأيضاً تصحيحاً للعملِ الإلكتروني، أن يكونَ متخصّصاً وبعيداً عن الغثائيةِ، وأن يحملَ الوضوحَ والمباشرةَ في الطرحِ، دون الجنوحِ إلى المصطلحاتِ الضبابية والأفكارِ المتأرجحةِ، كلُّ ذلك وفقَ أصولِ وضوابطِ أهلِ السنّةِ والجماعةِ، على ما سيتبيّنُ عندَ شرحِ منهجيّةِ الموقعِ، والمحاورِ الأساسيّةِ لهُ.
أهدافُ الموقعِ:
الموقعُ — كما أسلفنا — مختصٌّ بتأصيلِ قضايا الفكرِ المُعاصرِ، وبحثهِا بحثاً موضوعيّاً مُباشراً، وبناء معالمَ أصيلةٍ للفكرِ، وتأسيسِ ذلكَ وبيانهِ على أسسِ المنهجِ الإسلاميِّ المُعتمدِ على الكتابِ والسنّةِ، وعلى أصولِ أهلِ السنّةِ والجماعةِ، وتكوينِ معلمةٍ متسقةٍ منهجيّةٍ لطريقتِهم في بحثِ قضايا الفكرِ، وما يعترضُ في طريقِ ذلكَ من مناهجَ وأفكارٍ دخيلةٍ، قد تمسُّ مُباشرة أمورَ الفكر ِ وقضايا الثقافةِ في المملكةِ، سواءً في فيما يُطبعُ في الكتبِ و الصحفِ والمجلاتِ، أو ما يُذاعُ في الإعلامِ المرئي، أو ما يُنشرُ عبرَ صفحاتِ الإنترنت، بطريقةٍ مثاليةٍ في الأسلوبِ والطرحِ، تعتمدُ الوضوحَ والشفافيةَ، إضافةً إلى البحثِ العلميِّ النزيهِ، والانتقادِ دونَ الجنوحِ إلى المزايداتِ أو المهاتراتِ. وهذا سيخدمُ كلَّ من يهمّهُ شأنُ الحركةِ الفكريّةِ والثقافيّةُ في المملكةِ، وسنطرحُ رؤانا وفقَ ضوابطَ شرعيّةٍ، نُراعي فيها أصولَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ، دونَ إفراطِ الغالين أو تفريطِ المُتحرّرينَ.
ويُمكننا إبرازُ أهمِّ الأهدافِ من إنشاءِ الموقعِ:
- التعريفُ بالقضايا الفكريّةِ المعاصرةِ، وبحثُها بحثاً علميّاً، وبيانُ الموقفِ منها في ضوءِ الأصولِ الشرعيّةِ المعروفةِ.
- إرساءُ الدعائمِ الأساسيّةِ لتيّارٍ فكريٍّ إسلاميٍّ مُعتدلٍ، يقومُ على لغةٍ وأسلوبٍ عصريّين مُتجدّدينَ، ويأخذُ مادّتهُ من الشريعةِ الإسلاميّةِ.
- ربطُ المُتابعِ بالجهودِ الكبيرةِ التي قامَ بها علماءُ المسلمينَ في هذا المجالِ، وإبرازِ أدوارهم المُغيّبةِ، وطريقتهم في التصدّي للأفكارِ المنحرفةِ.
- كشفُ الوجهِ الحقيقي للمذاهبِ الفكريّةِ المعاصرةِ، والتي يعمدُ أصحابُها في كثيرٍ من الأحيانِ إلى الرمزيّةِ أو التضليلِ باستخدامِ ألفاظٍ غيرِ مباشرةٍ، ممّا قد يُلبّسُ على الناسِ.
- إعادةُ نشرِ البحوثِ والدراساتِ الفكريّةِ القديمةِ، التي كُتبتْ في فترةِ الصراعاتِ الفكريّةِ في بعضِ الدولِ الإسلاميّةِ.
- استكتابُ الكتّابِ ذوي التوجّهاتِ الشرعيّةِ، واللغةِ الرصينةِ، والذين يملكونَ أدواتِ الفكرِ ومفاتحهُ، ولا يجدونَ لهم في الصحافةِ والإعلامِ نافذةً يُعبّروا فيها عن آراءهم وينشروا فيها دراساتِهم ومباحثهم.
- إنشاءُ معلمةٍ فكريةٍ شاملةٍ، تكونُ ملاذاً آمناً لمن أرادَ البحثَ أو الكتابةَ.
- التعريفُ بالكتبِ والرسائلِ التي ناقشتْ قضايا فكريّة، وللأسف طالَ النسيانُ هذه الكتبَ، أو أصبحتْ محصورةً على النخبةِ فقط.
- إخراجُ الفكرِ من حيّزِ النخبةِ والطبقةِ المثقّفةِ، وبثّهُ إلى جميعِ الشرائحِ المُمكنةِ، وذلكَ عبرَ تقريبِ ألفاظهِ وتبسيطِ مفاهيمهِ. المحاورُ الأساسيّة ُ:
يحتوي الموقعُ تبعاً لفكرتهِ الرئيسةِ، على عدّةِ محاورَ ترسّخُ لما خطّطنا لهُ من تخصيصهِ بالفكرِ وتركيزهِ عليهِ، وهذه المحاورُ هي:
1 - النصُّ والتأويلُ:
ويتضمّنُ دراسةً ومناقشةً لأبرزِ المباحثِ الفكريّةِ العصريّةِ المُتعلّقةُ بقضيّةِ الموقفِ من النصِّ الشرعيِّ، والكلامِ في حُجّيّتهِ وصلاحيّتهِ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، وما دارَ حولها من صِراعاتٍ، ما بينَ تعطيلٍ للنصِّ وتأويلٍ لهُ، أو إلغاءٍ لمكانتهِ ودلالتهِ.
2 - فكرٌ سياسيٌّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو محورٌ يختصُّ بالبحوثِ والدراساتِ المُتعلّقةِ بأنظمةِ الحكمِ وإدارةِ الدولةِ، وعلاقةِ الشرعِ بها تشريعاً وتنفيذاً، وإثباتاً وتأصيلاً، ويتضمّنُ الردَّ على من يفصمُ بينَ الدولةِ وإدارتِها وبينَ الإسلامِ، من دعاةِ العلمانيّةِ والديمقراطيّةِ وأضرابِهم.
3 — نقدُ الفكرِ المعاصرِ:
في هذا المحورِ سيكونُ الحديثُ عن المذاهبِ الفكريّةِ الغربيّةِ المُعاصرةِ، دراسةً لها تبيّنُ حقيقتها، وكذلكَ نقداً لها وتزييفاً، ومحاولةً منّا للوقوفِ بالقارئِ على حقيقةِ هذه المذاهبِ، وما تشتملُ عليهِ من مصادمةٍ للفكرِ الإسلاميِّ، وكذلكَ مُصادمةُ دعاويها بوجهِها الحقيقيِّ.
4 — فقهُ النهضةِ:
محورٌ خاصٌّ بالدراساتِ المُتعلّقةِ بالنهضةِ والحضارةِ، وإسهاماتِ الفكرِ الإسلاميِّ فيها، والارتقاءِ بالأمّةِ، وإثباتِ أنَّ الفكرَ الإسلاميَّ الأصيلَ قادرٌ على المٌُساهمةِ بأدوارٍ فاعلةٍ في صناعةِ نهضةٍ شاملةٍ، دونَ الحاجةِ إلى أفكارٍ مستوردةٍ.
5 — شبهاتٌ وإسقاطاتٌ:
هذا المحورُ يختصُّ بالرّدِّ على الشبهاتِ المُثارةِ إجمالاً على الفكرِ الإسلاميِّ، وكذلكَ ما يُسقطهُ التغريبيّونَ من تُهمٍ ودعاوي يُلصقونها بالفكرِ الإسلاميِّ، سواءً كانتْ في مادّةِ الفكرِ ومواردِهِ، أو في تطبيقاتهِ وممارساتِهِ.
6 — قضايا المرأةِ:
احتلّتِ المرأةُ جانباً مهمّاً في الصراعِ الفكريِّ المُعاصرِ، بينَ دعاةِ الإسلامِ ومناوئيهم، ولأهمّيّةِ هذا المبحثِ، وتشعّبِ موادّهِ وكثرةِ أبحاثهِ، رأينا إفرادهُ بالتصنيفِ، إبرازاً لهُ وتنويهاً بعظمِ مكانتهِ، وبياناً لحقيقةِ المكانةِ الساميةِ للمرأةِ ودورِها في صناعةِ الحياةِ.
7— روافدُ وأدوار:
هذا المحورُ مُختصٌّ بعرضٍ ملخّصٍ للصراعاتِ الفكريّةِ وتأريخِها، في بعضِ الدولِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، وجهودِ العلماءِ المُصلحينَ وطريقتِهم في مواجهةِ تلكَ الأفكارِ والتصدّي لها، واستلهامِ العبرِ من ذلكَ.
8— مُتابعاتٌ وأخبارُ:
في هذه القسمِ ستكونُ هناكَ إطلالةٌ سريعةٌ على مستجدّاتِ الحركةِ الفكريّةِ، من أخبارٍ وإصداراتٍ ونحوِها، وتهتمُ برصدِ الجديدِ ومتابعةِ ذلكَ، والوقوفِ بالمُتابعِ على حقيقةِ ما يجري في تلكَ المُستجدّاتِ، وكشفٍ لخفاياها، وتتنوّعُ بينَ أخبارٍ خاصّةٍ بالموقعِ وأخرى مأخوذةٍ عن الإعلامِ بأقسامهِ.
9 - كواشفُ زيوفٍ:
هذا القسمُ يشتملُ على الردودِ المباشرةِ، على ما يُطرحُ ويُنشرُ عبرَ وسائلِ الإعلامِ، ممّا يكونُ لهُ أثرٌ عكسيٌّ على الفكرِ الإسلاميِّ، أو يُصادمُ أصولَ الشريعةِ الإسلاميّةِ.
منهجيّةُ الموقعِ:
لا بُدَّ لنضجِ الموقعِ وتميّزهِ من منهجيّةِ يقومُ عليها، وقد وضعنا عدداً من النقاطِ التي تبيّنُ ما رسمناهُ من منهجٍ لنا نسيرُ عليهِ في نشرِ موادِّ الموقعِ:
1 — التأصيلُ الشرعيُّ: بحيثُ يربطُ القولُ والرأي بدليلهِ ومُستندهِ الشرعيِّ، ولا مجالَ للآراءِ المُجرّدةِ، إلا فيما فتحَ الشارعُ فيهِ المجالَ للاجتهادِ.
2 — العدلُ والنصفةُ: وذلك عبرَ تحرّي ما أمكنَ من الدقّةِ والتوثيقِ في الأقوالِ المنسوبةِ، كذلكَ التثبّتُ والتوقّي في ذكرِ القصصِ والأخبارِ.
3 — النقدُ المنهجيُّ: والذي يكونُ مبنيّاً على قراءةٍ مستفيضةٍ عن الكاتبِ أو الفكرةِ المردودِ عليها، دونَ الانتقاءِ أو الحرفيّةِ التامّةِ، بل نُعمل دلالةَ الزمانِ وسياقَ الكلامِ، وفقَ المعاييرِ المعروفةِ في ذلكَ، وأن يكونَ النقدُ محصوراً على محلّهِ، دونَ الجنوحِ إلى سوءِ الظنِّ، أو تحميلِ الكلامِ ما لا يحتملهُ.
4 — الجدّيّةُ: فلا يُنشرُ إلا ما كانَ بحثاً جاداً، دونَ إسفافٍ أو تهكّمٍ أو سخريّةِ، ممّا يتسبّبُ في شخصنةِ القضيّةِ، ويُخرجُها عن الفائدةِ.
5 — العفّةُ والبعدُ عن القذفِ والتطاولِ في الأعراضِ، أو البذاءةِ في القولِ.
6 — التوثيقُ: فلا بُدَّ من توثيقِ كلِّ ما يُنقلُ إمّا من الكتابِ أو الشريطِ أو القناةِ، أو عبرَ موقعِ الإنترنت، ولا تُقبلُ الإحالةُ إلى مُبهمٍ إلا إذا وُجدَ ما يمنعُ من التصريحِ.
7 — سلامةُ الإملاءِ ووضوحُ الأسلوبِ: حتّى يكونَ ذلكَ أدعى للقبولِ وللفهمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - البعدُ عن توجيهِ النقدِ المُباشرِ لولاةِ الأمر ِ لمكانتهم وسداً للذرائع ِ المفضيةِ إلى التطاول عليهم، ولا لأهلِ العلمِ المشهودِ لهم بالعلمِ والفضلِ والسابقةِ، كأعضاءِ هيئةِ كبارِ العلماءِ، والدعاةِ المشهورينَ ممّن عرفَ النّاسُ مكانتهم وفضلهم، فهم ليسو مقصودينَ أصالةً بالبحثِ في هذا الموقعِ، لمواقفهم المشهودةِ وخيرهم المعروفِ. قيودُ النشرِ وضوابطهُ:
بناءً على المنهجيّةِ التي أقررناها في الموقعِ، لا بُدَّ أن تكونَ المواضيعُ المنشورةُ تتبعُ ذلكَ النهجِ، وما خرجَ عن موضوعِ الموقعِ أو هدفهِ فإنَّ الموقعَ سيكونُ غيرَ مُلزمٍ بنشرهِ، وهناكَ مجموعةٌ من القيودِ الأساسيّةِ لا بُدَّ من ذكرِها والإشارةِ إليها:
- التركيزُ على الهدفِ الأساسيِّ للموقعِ، فيُمنعُ نشرُ القضايا العلميّةِ الأخرى، كالمباحثِ الفقهيّةِ والأصوليّةِ ونحوِها، التي لا ترتبطُ بالفكرِ، مراعاةً للتخصّصِ، وحرصاً على جمعِ الجهدِ وتركيزهُ وعدمُ تبديدهِ.
- عدمُ الخوضِ في الأخبار السياسيّةِ المُباشرةِ وتحليلها، كمجريّاتِ الأحداثِ والتطورّاتِ الداخليّةِ أو الخارجيّةِ، إذ أنَّ ذلكَ يؤثرُ سلباً على الموقعِ وهدفهِ، ولا يحقّقُ الفائدةَ المنشودةَ، إذ الغالبُ على قضايا السياسةِ أنّ تأثيرها محدودٌ جداً، وربّما كانَ ضررُها أكثرُ من نفعِها.
- ضرورةُ الكتابةِ بالاسمِ الصريحِ، ولن ينشرَ الموقعِ لأي اسمٍ مستعارٍ، حرصاً على الوضوحِ والصراحةِ، وإبرازاً للمواهبِ وتنميتِها.
- لا يسمحُ بنشرِ الآراءِ الخاصّةِ، التي لا تعتمدُ على البحثِ العلميِّ، إلا إذا كانت نتيجةً للبحثِ أو خلاصةً لهُ، فالموقعُ ينأى بنفسهِ عن أن يكونَ حِكراً على شخصٍ أو جماعةٍِ، بل هو موقعٌ مُتجدّدٌ وعامٌّ، لا يخضعُ إلا لما يراهُ أصولاً شرعيّةً يجبُ مراعاتُها.
- جميعُ المواضيعُ التي تُرسلُ إلى إدارةِ الموقعِ، لا تُجازُ إلا بعدَ أن يطّلعَ عليها مسئولُ التحريرِ الخاصِّ، وُفقَ ما أقرّتهُ هيئةُ النشرِ من ضوابطَ وقيودٍ، ليتمَّ التأكّدُ من مضامينِها وملاءمتها لمضمونِ الموقعِ.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******ID=87&serv=0
ـ[الجندى]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 01:30]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[نور الفجر]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 03:12]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
أخي الجندى
جزاك الله خيرا، وأنا لستُ من المشاركين أو العاملين في هذه الشبكة حتى أضع لها دعاية، وإنما أعجبني الموقع وأعجبني تخصصه ووضعتُه عندي في قائمة المفضلة وأحببتُ أن أتحفكم بما أحب.
ـ[الصادق]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا(/)
«أبْعَدْتَ النّجْعَة يَا أبَا مُعَاذ (= الشّيخ سلمان العودة)»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 07:41]ـ
أبْعَدْتَ النّجْعَة يَا أبَا مُعَاذ (= الشّيخ سلمان العودة)
لفضيلة الشّيخ الدُّكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الشيخ سلمان العودة حبيب إلينا، لكن الحق أحبّ إلينا منه، والشيخ سلمان له سابقته وكتبه وأشرطته التي انتفع بها الأكثرون ومنهم كاتب هذه السطور، ولا يزال أقوام كثيرون الآن يستفيدون من برامجه وأطروحاته.
وللشيخ سلمان مراجعاته وتراجعاته في العصر الجديد، والمخالفون للشيخ سلمان بين إفراط وتفريط، فمنهم من قد أسقطه ورفضه في عهده القديم والجديد، وآخرون من مشايخ ودعاة فضلاء ما برحوا يعتذرون لأبي معاذ بدعوى أن له قدماً في الدعوة والعلم، وأن مراجعاته وتراجعاته لا تعدّ خللاً منهجياً ولا اضطراباً عقدياً، لكن مسلسل التراجعات وصل إلى اضطراب في تقرير عقيدة البراء، واختزالها بتأويلات تردّها نصوص الوحي وقواطع الشرع، كما في مقالته:
- (بين الولاء الإسلامي والفطري) والمنشور في موقع الإسلام اليوم بتاريخ20/ 2/1428هـ.
وخلاصة المقالة المذكورة مايلي:- هام الشيخُ سلمان في الحبّ الفطري، أو ما أسماه (الولاء الفطري) وبالغ في إظهاره (وتسويقه) وتبريره، وجعل عداوةَ الكافرين – أو ما أسماه: موالاة غير المؤمنين – في المحاربين فقط، فتفوّه قائلاً:
ـ (كل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. )، ثم ادّعى أن عداوة إبراهيم -عليه السلام- وبغضه لقومه من أجل أنهم عادوه و أبغضوه ..
وأسوق التعقيبات الآتية:
ـ شعار (الولاء الفطري) الذي رفعه الشيخ سلمان، وذكر أنه لا تناقض مع الولاء الإسلامي، بل إنه جعل الولاء الإسلامي متمماً للولاء الفطري كان عليه أن يجعل الولاء الشرعي هو الأصل الذي يحكم ويضبط الحب الفطري فلو حمله حبّ الوطن أوالعشيرة مثلاً على ترك واجب أو فعل محرم لكان هذا الحب الفطري مذموماً كما قال تعالى: ? قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ? [سورة التوبة الآية 24].
فعلام المبالغة بـ (الولاء الفطري) وتهويله وأنه لا يناقض الولاء الإسلامي مطلقاً؟!
- مع أن الشيخ سلمان من علماء الشريعة، ونشأ وعاش في بريدة القصيم، وفي ومحاضن الصحوة الإسلامية، واشتغل بالحديث، واستبان له مكر الكافرين وكيد المنافقين .. مع ذلك كله فمقالته (الحانية) قد استحوذ عليها: ـ (الفطرية العفوية مع الآخرين) و (السلم) و (العلاقات الإنسانية) و (الحبّ المتبادل) ..
وفي المقابل فإن أستاذاً أديباً في إسكندرية مصر يكتب محاضرة بليغة عن الإسلام والعالمية ومنذ عدة عقود: فيقول د. محمد محمد حسين -رحمه الله-: (وقد جربنا الكلام عن الإنسانية والتسامح والسلام , وحقوق الإنسان في عصرنا, فوجدناه كلاماً يصنعه الأقوياء في وزارات الدعاية والإعلام , ليروج عند الضعفاء, فهو بضاعة معدة للتصدير الخارجي وليست معدة للاستهلاك الداخلي, لا يستفيد منها دائماً إلا القوي ,لأنها تساعده على تمكينه من استغلال الضعيف الذي يعيش تحت تخدير هذه الدعوات .. - إلى أن قال - الصراع عند المؤمنين خير في جملته, إن بدا جانب الضرر فيه أظهر للنظرة المتعجلة, وهو العامل الأساسي الذي يكمن وراء كل تقدم بشري وحضاري, فهو الذي يحمل الضعيف والمتخلف على أن يخلع أثواب الخمول والكسل، ويتحمّل تكاليف الجهاد والكفاح ليكون الأفضل والأعلى .. ) ((الإسلام والحضارة الغربية)) (ص 192 , 194).
فتأمل ما كتبه الشيخ سلمان-سامحه الله- وبين ما حرره المفكر الأديب محمد محمد حسين -رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإغراق في اختزال عداوة الغير, والانهماك في تحريك مشاعر الحبّ والسلم فحسب قد يفضي إلى حيلة نفسية حذّر منها ابن القيم بقوله: (إن النفس الأمارة بالسوء تُري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم , وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لايطيق , وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه) ((الروح)) (ص392).
وإن من تحقيق العدل أن يقرر الحب وما يتفرع عنه من ولاء , وأن يقرر البغض وما يتفرع عنه من براء , كلّ ذلك بتوازن وقسط , فلا يطغى أحدهما على الآخر , فإذا كان الحبّ أصل كل فعل , فإن البغض أصل كل ترك , كما هو محرر مسطور في قاعدة المحبة لابن تيمية.
- أطلق الشيخ سلمان أن قطع الصلات من سمات الضالين , مع أن الآية الكريمة التي ساقها تنقض هذا الإطلاق , حيث قال تعالى: ? وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ? [سورة البقرة الآية 27] , فالمراد الصلات التي أمر الله أن توصل , وليس كل صلة , كما هو ظاهر الآية , ولذا رجح ابن جرير أن المراد به صلة الأرحام , واختار بعضهم أن المراد به أعم من ذلك , فكل ما أمر الله بوصله وفعله فقطعوا وتركوا.
- يخلط الشيخ سلمان بين حبّ الكافر , وبين معاملته بالبرّ والقسط , مع ثبوت الفرق بينهما , كما حققه القرافي في الفروق (3/ 15,14) , فلا يسوغ أن يقتصر على قوله تعالى: ? لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم ْ ? [سورة الممتحنة الآية 8] , ويترك ما قبلها في أول السورة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ? [سورة الممتحنة الآية 1].
- النصوص الشرعية والآثار الكثيرة في مسائل الولاء والبراء أكثر من أن تحصر، ومع أن الشيخ سلمان قرر شيئاً من الحق والصواب في تلك المقالة, إلا أن الانتقائية حاضرة في إيراد الأدلة أو الاستدلال عليها, ومن ذلك أنه ساق أثراً لابن عباس-رضي الله عنهما- إذ يقول: (لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت: وفيك).
ومن العجب أن يقتصر على هذا الأثر دون سائر الآثار , ولاسيما وأن الشيخ سلمان لم يبين معنى هذا الأثر المتشابه , فمَن المقصود بفرعون هاهنا؟ وهل يتصور أن فرعون موسى قد يدعو بهذا الدعاء؟ وهل مقصود ابن عباس أن يدعو بالبركة والنماء والزيادة لفرعون؟!
وفي الأثر المشهور عن ابن عباس أنه قال: (من أحبّ في الله, وأبغض في الله, ووالى في الله, وعادى في الله, فإنما تُنال وَلاية الله بذلك, ولن يجد عبدٌ طعمَ الإيمان وإن كثر صلاته وصومه حتى يكون كذلك, وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً) أخرجه ابن المبارك في الزهد.
ومن الانتقائية في الاستدلال أنه جعل آية ? لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .. ? الآية [سورة المجادلة الآية 22] في حق المحاربين, وظاهر الآية يدل على عموم الكفار, والعبرة بعموم اللفظ ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في شأن هذه الآية: (فهذا التأييد بروح منه لكل من لم يحب أعداء الرسل وإن كانوا أقاربه, بل يحب من يؤمن بالرسل وإن كانوا أجانب, ويبغض من لم يؤمن بالرسل وإن كانوا أقارب , وهذه ملة إبراهيم) ((الجواب الصحيح)) (1/ 256).
- ومن شناعات المقال (كل الآيات التي جاءت تحرّم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. ) فهذه العبارة هي (الباقرة) , فلقد أوقع أبو معاذ نفسه في سقطة شنيعة, وجرأة فجة ومصادرة مرفوضة .. فمن الذي سبقك يا أبا معاذ إلى هذا التعميم والقطع بهذا الرأي؟!
رحم الله زماناً قريباً كان العلماء ينتقدون بشدة من جعل موجب جهاد الكفار هو المحاربة وليس الكفر, فينقضون ذلك الرأي محتجين بقوله تعالى: ? قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ .. ? الآية [سورة التوبة الآية 29].
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أن يقال إن عداوة الكفار للمحاربين فقط , فهذا منقوض بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة, وآثار السلف, وتحقيقات أهل العلم.
يقول العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: (أن الله عقد الأخوة الإيمانية والموالاة والمحبة بين المؤمنين كلهم, ونهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهود ونصارى ومجوس ومشركين وملحدين ومارقين وغيرهم ممن ثبت في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم, وهذا الأصل متفق عليه بين المسلمين, وكل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعية فإنه تجب محبته وموالاته ونصرته, وكل من كان بخلاف ذلك فإنه يجب التقرّب إلى الله ببغضه ومعاداته وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة .. ) ((الفتاوى السعدية)) (ص 98).
ويلزم من مقالة الشيخ سلمان أن الكافر -غير الحربي- لا يُعادى ولا يُبغض ولا يجاهد ولا يُمتنع من التشبه به والسلام عليه .. إلى آخر اللوازم الشنيعة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك, فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله, فيكون الحبّ لأوليائه والبغض لأعدائه) ((مجموع الفتاوى)) (28/ 208).
- ختم الشيخ سلمان مقالته بتلك العثرة المكشوفة إذ ادّعى أن إبراهيم -عليه السلام- إنما أبغض وعادى لأجل أنهم عادوه وأبغضوه, ومفهوم ذلك أن إبراهيم -عليه السلام- لم يكن ليبغضهم أو يعاديهم لأجل كفرهم وشركهم, وهذا كلام متهافت يرده قول إبراهيم لقومه: ? وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? [سورة الممتحنة الآية 4] , فالعداوة قائمة حتى يؤمنوا بالله وحده وليس حتى يتركوا عداوته - كما جاء في المقالة – فليس مجرد مقايضة كما ظنه الشيخ سلمان.
وأخيراً فأحسب أن للشيخ أبي معاذ من الدين والعقل والعلم ما يقتضي أن يراجع مقالته السالفة , وأن ينظر في هذا التعقيب ممن هو دونه .. فكل ابن آدم خطّاء , والحي لا تؤمن عليه الفتنة , فأسأل الله الكريم أن يلهمنا رشدنا.
وما أجمل أن أورد هذه العبارةَ في نهاية هذه المقالة -التي سطّرها ابن تيمية- رحمه الله- قائلاً: (فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله -عز وجل- , فيكون حبّه لله ولما يحبه الله , وبغضه لله ولما يبغضه الله, وكذلك موالاته ومعاداته) ((مجموع الفتاوى)) (10/ 601) أهـ
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=4947&Itemid=5
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:00]ـ
جزاكم الله خيرا والشيخ عبد العزيز ال عبد اللطيف حفظه الله
ـ[أبو الصمصام النجدي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:11]ـ
جزا الله الشيخ عبدالعزيز كل خير
ونسأل الله أن يهدي صاحب المقالة
والولاء والبراء لا ينافي معاملة الكافر بالعدل
كما قال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: ((يامعشر اليهود والله إنكم لأبغض خلق الله إلي وما ذاك بحاملي أن أحيف عليكم))
فهذا مالم يفهمه صاحب المقالة ومن انتهج نهجه
نسأل الله أن يهدي الجميع
جزاكم الله خيرا
أخوكم
أبو الصمصام النجدي
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي سلمان وفي الشيخ الفاضل عبدالعزيز
وأسأل الله أن يوفق الشيخ سلمان العودة لمراجعة ما كتب، وأن يصيبَ به الحق
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:31]ـ
(كل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. )، ثم ادّعى أن عداوة إبراهيم -عليه السلام- وبغضه لقومه من أجل أنهم عادوه و أبغضوه ..
لا حول ولا قوة إلا بالله
أما يكفي ما نحن فيه من تميع
والله إن عقيدة الولاء والبراء
كادت أن تفقد عند كثير من العامه
فهل نزيد الطين بله
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:38]ـ
الأخ / سلمان .. سلمك الله من كل شر
جزاك الله خيرا على نقلك لهذا الرد الموفق.
وجزى الله الشيخ كل خير.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:45]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي سلمان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وبارك الله في الشيخ عبدالعزيز - حفظه الله - الذي تواصى بالحق في هذا المقال مع الشيخ سلمان العودة - وفقه الله لما يحب ويرضى وجنبه مسالك أهل العصرنة من أمثال القرضاوي وتلاميذه ممن سبقوا الشيخ إلى هذا الرأي المخالف للنصوص -.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي الكريم كاتب المقال وهنا لي تأمل في الآية الكريمة التالية: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
1 - نحن مأمورون بالتأسي بإبراهيم عليه السلام ومن معه في هذه القضية التي أبرزتها الآية
2 - عداوة إبراهيم والذين معه ليست محصورة فيمن عاداهم بدلالة أن العدوة والبراءة الواردة في الآية معللة بالشرك وهو منطوق الآية (حتى تؤمنوا بالله وحدة) ولم تشر الآية بمنطوقها أو مفهومها إلى أن علة العداء الصادر من إبراهيم ومن معه هو عداؤهم لهم.
3 - ألمحبة الفطرية لا تنافي البراء المتمثل في العداوة والبغضاء لأجل الدين فالمرء قد يحب زوجته النصرانية المحصنة لرباط الزوجية الذي يقتضي المودة والرحمة في الزوجية ولكنه من جانب آخر يبغض الجانب المظلم من هذه المرأة وهو جانبها الديني واجتماع توجه الحب والبغض إلى إنسان واحد من جانبين مختلفين في هذا الإنسان متصور عقلا وملاحظ طبعا , وهذا الاجتماع بين العواطف الذي يتحمله القلب هو ما دفع إبراهيم عليه السلام إلى الاستغفار لأبيه وهو ما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تدمع عيناه حينما لم يؤذن له بالاستغفار لأمه.
هذا والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 06:15]ـ
قال الشيخ سلمان هداه الله في حوار هاديء مع الغزالي:"• ومن أخطر ما كتبه الغزالي ما جاء في كتاب "الإسلام المفتري عليه" تحت عنوان (دعائم الأخوة العامة) فقد دعا إلى اعتبار الإنسانية كلها أسرة متشابكة الأجزاء متكافلة الأعضاء وإلى الإحساس بأن البشرية أسرة واحدة لا تترك أحداً من أبنائها يجوع ويعرى أو أحداً من شعوبها يضل ويخزى يقول: (والأخوة المطلقة حقيقة لا معدى عن المناداة بها وحشر الناس تحت لوائها).
ولا مانع أن نلتمس للشيخ عذراً فنقول إن النص الذي قال في: (إن وحدة الأديان مشبوهة) نص متأخر فلعله يدل عل تراجع الشيخ بعدما رأى مؤامرات اليهود والنصارى الدؤوبة في حرب الإسلام، وإن كان الاضطراب والتناقض في فكر الشيخ ليس مقصورا على هذه المسألة.
وعل كل حال فنحن نعلم أن نصوص القرآن نصت على أخوة المؤمنين وموالاتهم وموادة بعضهم لبعض [والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض] [إنما المؤمنون إخوة]. [إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا].
وبينت بغض الكافرين وعداوتهم حتى يؤمنوا بالله وحده [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض] وذكر الله إبراهيم عليه السلام ومن معه [إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده].
ولا أجدني بحاجة إلى التعليق بعد هذه النصوص الواضحة [لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم]. كما نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر لأن يخاطب أهل الكتاب بالدعوة إلى كلمة سواء أن يؤمنوا بالله ورسوله ولا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، ولم يؤمر بالتقريب بينهم ولم يعقد صلى الله عليه وسلم مؤتمراَ للتقريب مع اليهود أو النصارى ولا لإقامة أسس جديدة للتعاون والتفاهم وإزالة الأحقاد والعداوات والإحن، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يسع إلى تكوين نهضة قومية عربية يجتمع فيها المسلم العربي إلى جوار الوطني العربي إلى جوار النصراني العربي، بل لقد بدأ صلى الله عليه وسلم بحرب العرب المشركين قبل غيرهم، كما أن تجارب التاريخ كلها ومنها ما ذكره الغزالي تؤكد أن هذه ألعوبة أهلية يخادع اليهود والنصارى بها المسلمين لشغلهم عن العمل الجاد، وما جهود المنصرين الهائلة لاكتساح أفريقيا وإندونيسيا ومصر بخافية على أحد.
• في نهاية هذا العرض نستطيع أن نقول إن الشيخ الغزالي متأثر بالمدرسة العقلانية المعاصرة في الكثير من آرائه العقدية والتشريعية والإصلاحية، ولا غرابة في ذلك فعدد من شيوخه اللامعين هم من رجالات هذه المدرسة وذلك "كمحمد أبي زهرة" و"محمد شلتوت" و"محمد البهي" وغيرهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 07:09]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف:
(ومن ذلك أنه ساق أثراً لابن عباس-رضي الله عنهما- إذ يقول: (لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت: وفيك).
ومن العجب أن يقتصر على هذا الأثر دون سائر الآثار , ولاسيما وأن الشيخ سلمان لم يبين معنى هذا الأثر المتشابه , فمَن المقصود بفرعون هاهنا؟ وهل يتصور أن فرعون موسى قد يدعو بهذا الدعاء؟ وهل مقصود ابن عباس أن يدعو بالبركة والنماء والزيادة لفرعون؟!)
أقول:
الأثر ليس من المتشابه
قال ابن أبي شيبة
باب في اليهودي والنصراني يُدْعَى له
ثم خرَّج الأثر من طريق سعيد بن جبير، من قوله.
وخرجه البخاري في الأدب المفرد موقوفا علي ابن عباس، وبوَّب عليه بقوله:
باب كيف يدعو للذمي
ثم
المقصود بفرعون، فرعون، معروف ..
ثم تأمل
(لو قال لي)
(لو)
وعند البخاري: «وفرعون قد مات»
ثم
ثم تأمل قوله
(وفيك)
يشبه
(وعليكم)
ورحم الله الحنابلة
ما ابتلينا بمثل: (مُفكّر) و (بقلم)
والله المستعان
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 07:14]ـ
(فرعون)
(اليهودي والنصراني)
العامل المشترك
(الكفر)
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:59]ـ
حول كتاب الشيخ سلمان
حوار هادئ مع الشيخ محمد الغزالي
فقد ذكر الشيخ سلمان انه غير راض عن هذا الكتاب ولا يسمح بإعادة طبعه.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 04:38]ـ
شكر الله للشيخ عبدالعزيز هذه المقالة، وجزاه خيراً عليها‘ فقد أجاد على اختصارها.
خاطرة تتعلق ببعض ما علق:
هل كان فرعون ذمياً (!!) أم حربياً؟
إن الذمي متمرد عن طاعة ربه عات وذلك الفرعون في اللغة، وهذا فهم بعض المصنفين الذي يدل عليه ظاهر صنيعهم وتبويبهم، قال صاحب القاموس: الفِرْعَوْنُ: التِّمْساحُ ... ولَقَبُ كلِّ منْ مَلَكَ مِصْرَ أو كلِّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ.
فإذا قيل بل أراد فرعون مصر الكافر الذي هلك قبله بقرون وأراد لفظه قيل أقل ما يقال في هذا إنه استدلال بارد بمتشابه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
شكر الله للشيخ عبدالعزيز هذه المقالة، وجزاه خيراً عليها‘ فقد أجاد على اختصارها.
خاطرة تتعلق ببعض ما علق:
هل كان فرعون ذمياً (!!) أم حربياً؟
إن الذمي متمرد عن طاعة ربه عات وذلك الفرعون في اللغة، وهذا فهم بعض المصنفين الذي يدل عليه ظاهر صنيعهم وتبويبهم، قال صاحب القاموس: الفِرْعَوْنُ: التِّمْساحُ ... ولَقَبُ كلِّ منْ مَلَكَ مِصْرَ أو كلِّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ.
فإذا قيل بل أراد فرعون مصر الكافر الذي هلك قبله بقرون وأراد لفظه قيل أقل ما يقال في هذا إنه استدلال بارد بمتشابه.
الأخ حارث!
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه، باب من كره الخضاب بالسواد: (عن مجاهد: أنه كره الخضاب بالسواد، وقال: أوّل من خضب به فرعون).
هل فرعون هنا رجل من أهل الذمة؟
(ومعلوم طبعا: النهي عن التشبّه بأهل الذمّة):)
ثم
(عن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك.
وفرعون قد مات).
هل خشي ابن عباس من شوكة أهل الذمة (!)، فعرّض بذكر فرعون؟!
وما جوابك عن:
(وفرعون قد مات).
هل مات جميع أهل الذمة، حتى لم يبق منهم من أحد؟!
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 06:05]ـ
الأخ الحبيب أشرف محمد -حفظه الله- شكر الله لك الفائدة، وإنما ذكرت ما ذكرته لظاهر العبارة المنقولة المبتورة من لدن الشيخين فلم أقف عليها في كلمة الشيخ العبداللطيف ولا في كلمة الشيخ سلمان كاملة بالزيادة التي أوردت هنا.
وأما أثر ابن أبي شيبة الذي أورته هنا فسياقه يبين المراد بخلاف الأول، وعلى كل حال الزيادة المروية كافية مادامت ثابتة.
فهذه الزيادة بغير شك تبين فرعون المراد، وتقرب أنه أراد علماً مخصوصاً.
غير أنها تجعل الجملة كلها على سبيل:
(قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين).
فهل يفهم منه إمكان أن يكون للرحمن ولد؟ وجواز عبادته؟
أم الامتناع لامتناع؟
وكذلك هل يفهم جواز قول فرعون الميت لها، أم هو امتناع لامتناع؟
لعل الأخير أولى بالحمل ولاسيما أن الدعاء بالبركة للكافر نقل عن غير ابن عباس من الصحابة رده، كما في أثر عقبة بن عامر الجهني: أنه مر برجل هيأته هيأة مسلم فسلم فرد عليه وعليك ورحمة الله وبركاته.
فقال له الغلام: إنه نصراني!
فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: "إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وولدك".
ويؤيد صنيع عقبة بن عامر ما روي من الاكتفاء في السلام بعليكم دون ذكر الرحمة والبركة.
والحاصل قصارى الاستدلال وأقصاه ما قاله الشيخ عبدالعزيز العبد اللطيف وفقه الله إنه استدلال بمتشابه.
وقد يقال: (بارك فيك) مجمل فليتأمل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Apr-2007, صباحاً 11:31]ـ
الأخ الحبيب حارث الهمام، وفقه الله:
هل تأمّلت المشاركة رقم (10)
؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 05:08]ـ
نعم بورك فيك، ولا أدل عليه من تفريقي في الرد الأول بين كافر وكافر وحملي التبويب على ما مر قبل استبانت الأمر.
والمراد من المشاركة رقم 15 بيان أن ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنه يحتمل المبالغة في النفي على سبيل الآية المذكورة (قل إن كان .. )، وهو على هذا متشابه لاحتماله في أحسن أحواله، بيد أن هذا المتشابه يُقَرِّب احتمال كونه حجة على مورده غير وجه منها:
1 - ما ذكرتَه في الرد (10) فإذا أراد تقرير الجواز لم يحتج للتمثيل بمستحيل بنص قوله: (وفرعون قد مات فهذه تعني == لا أقوله له ولن يقولها لي)، فهي كقل إن كان للرحمن ولد ...
2 - هذا الحمل -الذي هو حجة على شيخنا سلمان- أوفق بقول غيره من الصحابة كعقبة بن عامر فكان الأولى حمله عليه عوضاً عن ضربه به.
3 - وهو كذلك أوفق بما جاء في السنة من ترك الدعاء بالبركة لهم في السلام، فالحمل عليه أولى من أن نحمله محمل يشعر بمخالفتها.
فإذا لم يرض هذا كله فيقال العبارة المنقولة عن ابن عباس رضي الله عنه مجملة تشمل الدعاء له بأن يزيد الله وينمي فيه الخير فيسلم أو يزداد الانتفاع به، كما تشمل أن طلب زيادة غير ذلك له مما لايحمد.
فيحمل قول ابن عباس على الأول اعتذاراً له وهو أهله.
ويمنع من إطلاق اللفظ المجمل لإشكاله.
وهذا حاصل ما أريد بالمشاركة رقم 15.
ـ[النصل الذهبي]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 08:26]ـ
هذا مقال الشيخ سلمان العودة الذي تعرض للنقد من قبل الكاتب آل الشيخ.
"الحكم على الشيء فرع عن تصوره"
مع الشكر الوفير للمشرف السديس:
بين الولاء الإسلامي والفطري
د. سلمان بن فهد العودة 20/ 2/1428
10/ 03/2007
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة) متفق عليه، إن الناس كلهم يعرفون هذا القدر المشترك من العلاقات والمعاملات، ويمارسون علاقاتهم بطبيعة تامة وبعفوية فطرية، فالإسلام جاء لينظم هذه الشبكة من العلاقات الإنسانية لا ليحرم الناس منها، أو يقطعهم عنها، بل إن القرآن جعل من سمات الضالين أن يقطعوا الصلة، ولم يجعل أبد الصلة بالناس خطأ أو جرماً، يقول جل وعلا: "ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض .. "الآية، فحب القريب وحب الصديق وحب الزوجة وحب الوطن وحب القبيلة من الولاء الفطري العام، الذي لا يتناقض مع الولاء الإسلامي، والمسلمون الأوائل كانوا يتعاملون مع القضايا التعاملية بفطرية طبيعية، وبأريحية تامة، بعيداً عن العقد التي تلبس بها بعض المتأخرين، فصنعت خليطاً من المفاهيم المغلوطة التي تجنح إما إلى إفراط أو تفريط.
إن المقصود بالولاء موالاة المؤمنين بالقرب منهم، ومحبتهم، والإخاء بينهم، والنصرة لهم، والتعاطف معهم، وبدون هذا المعنى لا يمكن أن نتصور أمة مسلمة؛ لأن وجود الأمة الإسلامية هو بوجود هذا العقد القلبي في الولاء بين أفراد هذه الأمة، يقول الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"، ويقول سبحانه: "وأن هذه أمتكم أمة واحدة .. "، ويقول تبارك اسمه: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"، وانظر إلى معنى النصرة والتعاطف والولاء المعقود في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) متفق عليه، فهذا الولاء بين المؤمنين والبراء من أعدائهم من عناصر التوحيد، فالولاء معنى روحي قلبي بالحب والتعاطف والرحمة، ومعنى حياتي عملي بالمؤازرة والنصرة والمعرفة، والنصرة في الحق: الإعانة عليه، وفي الباطل: الردع عنه، ولذلك ورد في الحديث عن الظالم: (تأخذ فوق يديه)، فعقد الولاء عقد ديني لا عنصري، ومن سمات العقد الديني أنه يوجب ربط الولاء بالمبدأ الذي هو فوق الأشخاص، فإذا خالف الأشخاص هذا المبدأ كان أعظم الولاء في منعهم وردعهم، وليس تأييدهم على هذا الباطل أو مجاراتهم فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والبراء في الإسلام هو براءة من الشرك والكفر والظلم والعدوان والبغي، والبراءة ممن يقوم عليها أو يدعو إليها: "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين".
إن معنى "البراءة" هو إخلاص الحب العقائدي لهذا الدين، دون أن يشترط في ذلك خلو القلب من الحب الفطري والعلاقات الإنسانية التي يتخللها نوع من الحب والمودة حتى مع غير المسلمين؛ لأن الأصل في العلاقات مع غير المحاربين: حسن التعامل وتبادل السلم، هذا من محكمات ما نص الله عليه، يقول الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، فذكر البر وهو الإحسان والعطاء، وذكر الإقساط وهو العدل، ليجمع المسلم بين المعاملة بالعدل وليخبر بأن اختلاف العقائد لا يبيح الظلم، وبين الإحسان وهو الفضل والعطاء والزيادة.
والأمم المختلفة ليسوا على فئة واحدة تجاه المسلمين، وليسوا سواء من حيث القرب والبعد من هذا الدين أو من أهله، أو من حيث التطرف والاعتدال، أو من حيث الظلم والعدل، أو غيره، وحتى في العقائد يقول الله تعالى: "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون".
إن المهم في قضية "البراءة" أن لا تحب غير المسلمين لعقيدتهم أو دينهم فتلك هي الباقرة التي تقوم على ركن البراءة بالنقض، فمعنى ذلك تقديم غير دين الإسلام عليه، وذلك لا يحصل من مسلم رضي بهذا الدين واعتنقه وأحبه، "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"، القضية في هذه الآية لهؤلاء المحاربين الذين يحادون الله ورسوله ويحاربون أولياءه، وهذا ما صرح به الطبري وابن عطية وغيرهم.
وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون، كقوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي .. "الآية، فنهى سبحانه عن موالاتهم ما داموا محاربين أو إفشاء الأسرار الحربية لهم، لأنه في نفس السورة قال: "لا ينهاكم .. "الآية.
إن "الكره" إذًا هو كره الكافر وعقيدته وكره ظلمه وعدوانه والبراء من قادة الحروب والدماء والعدوان على الناس والأبرياء من المسلمين، والبراء من كل ممارسة ظالمة جائرة تزيد الظالم قوة والضعيف البريء ضعفاً، فالإسلام جاء لينصر المظلوم ويأخذ على يد الظالم.
أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به، وذلك نوع من الولاء الفطري الذي أباحه الإسلام ولم يقف ضده أو يحرمه، فالإسلام أمر بصحبة الأبوين المشركين بالمعروف، وأباح الزواج من الكتابيات مع أن الله قال عن العلاقة الزوجية: "وجعل بينكم مودة ورحمة"، والمودة هي الحب، وسيتبادل الزوجان معاني الحب والرحمة، بل قال الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تهدي من أحببت" يعني: أبا طالب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب، ولم يكن هذا الحب محرماً أو ناقضاً لمعنى الولاء الإسلامي الذي جاء به الإسلام وأرساه ليدل ذلك على مستوى رعاية الإسلام للمعاني النظرية عند المسلم وترسيخها.
ذكر البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، لقلت: وفيك. لأن الخلق الإسلامي يحث على رد التحية بالمثل وجزاء الإحسان بالإحسان.
يقول الله عن المؤمنين: "ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم .. "الآية، فأثبت أن المؤمنين يحبونهم، وعاتب المؤمنين؛ لأنهم يعطون الحب أحداً لا يبادلهم هذا المعنى، ويتسامحون ويرحمون من يسومهم خطط الخسف والجور، ولم يكن الحب المتبادل مجالاً محرماً في الإسلام، فالعلاقات الفطرية المبنية على المسالمة والمسامحة والإخاء جاء الإسلام ليرسخها، ويستفيد منها لبث الدعوة والقدوة، لا ليقطعها وينافر أهلها العداء، أما قصة إبراهيم عليه السلام فيقول الله تعالى: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"، فالآية واضحة في تبادل العداء "وبدا بيننا وبينكم العداوة"، ولم يأت إبراهيم عليه السلام إلى المشركين ابتداء ليبادلهم هذا العداء، بل جاء ليدعوهم إلى الإسلام والإخلاص، ولكن لما ناصبوه العداء والبغضاء كان واجباً طبيعياً أن يبادلهم ذلك حفاظاً على العقيدة التي يحملها من الانحسار والذوبان، "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه .. "الآية، فلم يتبرأ إبراهيم من أبيه إلا بعد أن أشهر أبوه العداوة لهذا الدين، فخالف أصل العلاقة الطبيعية بين البشر التي حث عليها الإسلام المبنية على الرحمة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
إن الأخلاق العفوية الفطرية معنى جاء الإسلام ليكمله ويرسخه ليجمع المسلم بين ولائه الطبيعي لقومه وذاته ووطنه .. الخ، وبين ولائه الأهم لعقيدته ودعوته، فكان الولاء الأخير متمماً للولاء الأول: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).
salman@islamtoday.net
د. سلمان بن فهد العودة
20/ 2/1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 04:58]ـ
أخي الحبيب النصل لا أدري هل تعرض لمقال الشيخ سلمان أحد من آل الشيخ أم لا!
لكن الرد المعلق هنا للشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف أستاذ العقيدة والمذاهب بجامعة الإمام، وهو من المفتين الذين اعتمدهم موقع الإسلام اليوم الذي يشرف عليه الشيخ سلمان، وهذه ترجمته في الموقع المذكور:
http://www.islamtoday.net/questions/muftee.cfm?Sch_ID=90
وهذه جملة من فتواه بالموقع المذكور:
http://www.islamtoday.net/questions/expert_questions_fatwa.cfm?id= 58
وللشيخ فتاوى منشورة في غير هذا الموقع.
فالشيخ من الدعاة المعروفين، ومن المتخصصين في قضايا الولاء والبراء بل الاعتقاد عموماً، وهو أقرب للنظر في هذا المجال وأكثر تصوراً له من غيره.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:25]ـ
3 - وهو كذلك أوفق بما جاء في السنة من ترك الدعاء بالبركة لهم في السلام، فالحمل عليه أولى من أن نحمله محمل يشعر بمخالفتها.
فإذا لم يرض هذا كله فيقال العبارة المنقولة عن ابن عباس رضي الله عنه مجملة تشمل الدعاء له بأن يزيد الله وينمي فيه الخير فيسلم أو يزداد الانتفاع به، كما تشمل أن طلب زيادة غير ذلك له مما لايحمد.
جزاك الله خيراً
وقد ذكر الإخوة قبل هذا أن عقيدة البراء لاتتعارض مع العدل مع الكافر، ومقالة الشيخ سلمان وفقه الله للهدى والصواب كأنما تنشيء تعارض بين أمور لاتعارض بينها أصلاً والحمدلله كما بينه الشيخ آل عبداللطيف جزاه الله خير
(لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) ولم يقل (أن تحبوهم وتوالونهم)
فالآية واضحة في تحديد الجائز في التعامل معهم
علاوة على أن (الإجماع) هو من مصادر التلقي الأساسية في العقيدة
وقد أشار الشيخ (د. ناصر العقل) إلى فرع عن هذا الأصل العظيم وهو أنه:’’إذا اختلفت فهوم الناس لنصوص الدين، فإنَّ فهم السلف (الصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم) هو الحجة، وهو القول الفصل في مسائل الاعتقاد‘‘
فهم خيار الأمة، وأعلمها وأنقاها وقد أمرنا الله وأمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، والرجوع إليهم، وتوعد من اتبع غير سبيلهم.
(ينظر: حراسة العقيدة ص19)
ولو عدنا إلى تاريخهم المشرق منذ بداية شمس الدولة الإسلامية وعدلهم مع من عاش في ظلال دولتهم هل سنجد إشارة لهذا الولاء الفطري المذكور وتفسير النصوص به!
وهل سنترك عقيدة البراء لأجل أنهم لم يحاربونا فقط؟!
إذاً يصبح بغضنا للناس على أساس المنافع الدنيوية وحصول السلامة لدنيانا فقط!
ديننا حثنا على أن نجعل حبنا وبغضنا لأجل الله تعالى لا لأجل تحقق المنافع الدنيوية التي أصبح الناس مشبعين اليوم بـ (ثقافة الكره) لأجلها
يتذمرون من الكره في الله ولله ... ثم يتهافتون على الكره لأجل الدنيا والتخاصم عليها ويحسبون أنهم برآء من (ثقافة الكره) التي يزعمون!!!
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:33]ـ
حول كتاب الشيخ سلمان
حوار هادئ مع الشيخ محمد الغزالي
فقد ذكر الشيخ سلمان انه غير راض عن هذا الكتاب ولا يسمح بإعادة طبعه.
أحقاً يارايه؟ هل أنت متأكدة!
أسفاً والله إن كان هذا صحيحاً
فالكتاب مليء بإشراقات جميلة وحس إيماني مع البراهين العقلية المفحمة هممت بنقلها في بعض المنتديات ليعم النفع بها
ولكن ماهذا الخبر!
أتمنى أن لايكون صحيحاً: /
أتمنى أن يبقى ذلك الكتاب علماً يُنتفع به وتستغفر الملائكة لصاحبه
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 02:29]ـ
ما ذكره الأخ الراية نفع الله به صحيح
وهو خبر مشهور عن الشيخ سلمان وفقه الله وأصاب به الحق
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 11:38]ـ
جزيت خيراً للتأكيد
ولكن هل لذلك أسباب؟
من حق الكاتب أن يسمح أو يمنع ماشاء مما كتبه
ولكن من حقه علينا أيضاً أن نبادره بالذكرى إلى أبواب الحسنات التي فُتحت له أن لايغلقها بعد أن من الله عليه بها
خاصة وأن الحوار كما هو عنوانه (هاديء) ولم يكن فيه شيء من الإساءة لأحد .. بل هو المناقشة العلمية والمنطقية التي سبقه بأمثالها أئمة كبار ولم يكن ذلك معيباً منهم إذ نفع الله بها من بعدهم!
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيكم
وصلتني هذه الرسالة من أحد الفضلاء بشأن كتاب الشيخ سلمان (حوار هادئ مع الغزالي):
أخي الحمادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدك أني اطلعت على تعقيب لكم ولبعض الإخوة في موقع الألوكة حول رأي الشيخ سلمان العودة في كتب حوار هادئ وأنه تراجع عنه .. ولمعرفتي بالشيخ سلمان جيدا ولمناقشتي له في بعض آرائه التي أخالفه فيها ومن باب الإنصاف أفيدك أن الشيخ سلمان ليس متراجعا عن الكتاب هكذا جملة بل هو يرى ان الأسلوب الأفضل ما صرح به في لقاء إضاءات وغيره وما سمعته أيضا منه وهو ما لخصه هنا ..
قال الشيخ سلمان في إضاءات جوابا على سؤال تركي الدخيل حول الكتاب:
عنها؟ الشيخ سلمان العودة: (لم أكن راضياً عن المنهج عن طريقة حشد الآراء بمعنى أن الكتاب من أوله إلى آخره هو عبارة عن أبواب يمكن كل باب يعالج أخطاء .. تركي الدخيل: يعني فكرة أنك تجي تؤلف كتاب تجيب أخطاء الواحد تأخذ من كل نتاجه .. الشيخ سلمان العودة: بينما الأفضل وهذه طريقة أنا لا أقول أنها قضية يعني، الأفضل هو أن الإنسان يعالج موضوعاً معيناً، يعني ممكن تعالج مثلاً
قضية المرأة عند الشيخ محمد الغزالي وتذكر الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في الوقت ذاته
انتهى كلامه ..
وبالمناسبة فقد رأيت أشرطة حوار هادئ على موقع الشيخ سلمان ولا تزال إلى الآن فلو كان الشيخ يراها مشكلة لأمر بحذفها
وانظرها هنا:
http://www.islamtoday.net/pen/pen_search.cfm
لكنه يرى أن ذلك من باب الفاضل والمفضول أعني الطريقتين ..
وهي على أية حال قضية اجتهادية
أقول هذا إنصافا للشيخ وإلا فإنني أخالفه في بعض القضايا وسبق لي نقاشه فيها بما ليس هذا مجاله ولكن أردت التنبيه على هذه القضية فحسب
جزاكم الله خيرا وهدانا جميعا إلى الصواب
أشكر أخي الحبيب صاحب الرسالة على توضيحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 06:52]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم وبالشيخ سلمان
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 08:38]ـ
-
سبحان الله العيظم
في صباح الأمس احتضني رجل نصراني بفرح شديد عندما رآني!!
لو صددته وكشرت انيابي في وجهه وكان في قلبه يريد أن يسلم
هل تتوقعون أن يسلم أم أن اكون سبباً في صدوده عن الإسلام؟
الذي قال (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) وقال في الطاغوت فرعون: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر او يخشى) هو الذي قال: (يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .. )
فالغلظة واظهار العداوة لها مكان واسباب و اللين واظهاره له مكانه واسباب والأصل هو اللين كما دل عليه الكتاب ومن السنة زيارته لليهودية، ومعاملته معهم، وكم اسلم من الناس بدعوته صلى الله عليه وسلم ولو كان فظاً غليظاً لأنفضوا من حوله
انظروا لميل النبي صلى الله عليه وسلم الى عمه ابي طالب و شفاعته له، وقد امتدح النبي بعض كفار العرب واخلاقهم واشعارهم
ولو كان اظهار المودة محرماً على اطلاقه لحرم الزواج من الكتابية فكيف يستقيم أن يتزوج امرأة لا يحبها ولا يودها، وكيف يحرم الله المودة مطلقاً ثم يبيح ما يكون به ميل في القلب بالطبيعة قهراً وقسراً؟
والولاء الشرعي الذي يدخل في العقيدة استثناه الشيخ بعد قوله: (وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون) بقوله: (أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب ... )
فكلامه يدل على تحرزه من العبارة التي قد توهم خلاف المقصود الشرعي،
والله لست متعصباً للشيخ سلمان ولكنه الحق الذي اراه من قبل كلامه
قصة قصيرة في اول الشباب كنا نمشي بالسيارة مع احد الإخوة فعندما مر بجانب فلبينين خفف السرعة فقام يقول ساخراً: دمستكاً فرد الفلبيني مبتسماً: مبوتي، فقام صاحبنا يستفزه بكلام لا يعرفه فقال: بكلـ .. ، فامتقع وجه الفلبيني حمرة، ففرح صاحبنا بأنه اغاظه، فقلت له لم فعلت ذلك؟، فاخذه الغضب على انكاري عليه واخذ يرفع صوته، فقلت له: هب ان الكلمة التي قلتها لها دلالة سيئة قبيحة وكان في نية النصراني ان يسلم، هل تتوقع أن يسلم بعد ذلك؟ فقال: لا، فقلت: فستكون انت سبباً لصده عن الإسلام، وفعلاً بعد فترة سألت عن الكلمة فكانت كلمة قبيحة!
من عجيب الأمر ان النصارى واهل البدع يتلطفون في عرض رسالتهم على المخالفين بينما نحن من يجب علينا أن نعرض ديننا بابهى صورة و افضل طريقة ترغيباً لهم فقد بعث الأنبياء دعاة مبشرين منذرين لا منفرين،،
،،،
حفظكم الله
،،
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 10:09]ـ
لا أحد يمنعك يا أبا عمر وفقك الله من أن تبدي المودة لذلك النصراني المسرور برؤيتك أو غيره دام إنك مبطن نية دعوتهم للإسلام وتعمل لذلك.
ولكن وفقك الله إن قال لك هذا النصراني ذاته يا أبا عمر لا تتعب نفسك معي وأقطع الطمع في إسلامي وأردف قائلاً ولأن أكون محارب للإسلام حتى الممات وهو صادق في هذا , ولكنه زادك صدقاً وقال لك ولست بتارك ما أعتقده بأن عيسى ابن الله!!
هل نقول بعد ذلك أنه يجوز لنا مودته ومؤاخاته باسم الإنسانية بما أنه ليس محارب لنا!!؟
أرجو أن أجد الإجابة الصحيحة
وفقك الله لها
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:12]ـ
لا أحد يمنعك يا أبا عمر وفقك الله من أن تبدي المودة لذلك النصراني المسرور برؤيتك أو غيره دام إنك مبطن نية دعوتهم للإسلام وتعمل لذلك.
ولكن وفقك الله إن قال لك هذا النصراني ذاته يا أبا عمر لا تتعب نفسك معي وأقطع الطمع في إسلامي وأردف قائلاً ولأن أكون محارب للإسلام حتى الممات وهو صادق في هذا , ولكنه زادك صدقاً وقال لك ولست بتارك ما أعتقده بأن عيسى ابن الله!!
هل نقول بعد ذلك أنه يجوز لنا مودته ومؤاخاته باسم الإنسانية بما أنه ليس محارب لنا!!؟
أرجو أن أجد الإجابة الصحيحة
وفقك الله لها
(يُتْبَعُ)
(/)
اكثر من اسلم من غير المسلمين كان يقول عند دعوته أنا لا اريد ان اسلم أو يقول: افكر، ثم بعد فترة يسلم، فلا عوائق نفسيه تعترض تفكيره، لكن لو اساء اليه مسلم خصوصاً (متدين) فقد يكون سبباً لصدوده، ولنا الظاهر مع من اسر عداوته كما كان للنبي الظاهر مع اليهودية التي سمت الطعام،
وأما من اظهر عداوته قولاً او فعلاً فلم نختلف فيه،،
قال الله (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين)
وقال سبحانه (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم) فعلق عدم الإحسان اليهم بعدم تعديهم لا بكفرهم وشركهم،
وقال (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون)
والبر معنى زائد عن العدل وقدمه للتنبيه، والآية قيل محكمة و مخصصة و منسوخة
حول الآية من اضواء البيان:
اعتبر بعض المفسرين الآية الأولى رخصة من الآية في أول السورة، ولكن في هاتين الآيتين صنفان من الأعداء وقسمان من المعاملة.
الصنف الأول: عدو لم يقاتلوا المسلمين في دينهم ولم يخرجوهم من ديارهم. فهؤلاء يقول تعالى في حقهم {لاَّ يَنْهَاكُمُ الله} {أَن تَبَرُّوهُمْ وتقسطوا إِلَيْهِمْ}.
والصنف الثاني: قاتلوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم وظاهروا على إخراجهم، وهؤلاء يقول تعالى فيهم: إنما ينهاكم الله أن تولوهم إذاً فهما قسمان مختلفان وحكمان متغايران، وإن كان القسمان لم يخرجا عن عموم عدوي وعدوكم المتقدم في أول السورة، وقد اعتبر بعض المفسرين الآية الأولى رخصة بعد النهي المتقدم، ثم إنها نسخت بآية السيف أو غيرها على ما سيأتي.
واعتبر الآية الثانية تأكيداً للنهي الأول، وناقش بعض المفسرين دعوى النسخ في الأولى، واختلفوا فيمن نزلت ومن المقصود منها، والوقع أن الآيتين تقسيم لعموم العدو المتقدم في قوله تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ} [الممتحنة: 1]، مع بيان كل قسم وحكمه، كما تدل له قرائن في الآية الأولى، وقرائن في هاتين الآيتين على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.
أما التقسيم فقسمان: قسم مسالم لم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم، فلم ينه الله المسلمين عن برهم والإقساط إليهم، وقسم غير مسالم يقاتل المسلمين ويخرجهم من ديارهم ويظاهر على إخراجهم، فنهى الله المسلمين عن موالاتهم، وفرق بين الإذن بالبر والقسط، وبين النهي عن الموالاة والمودة، ويشهد لهذا التقسيم ما في الآية الأولى من قرائن، وهي عموم الوصف بالكفر، وخصو الوصف بإخراج الرسول وإياكم.
ومعلوم أن إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين من ديارهم كان نتيجة لقتالهم وإيذائهم، فهذا السم هو المعني بالنهي عن موالته لموقفه المعادي لأن المعاداة تنافي الموالاة.
ولذا عقب عليه بقوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فأولئك هُمُ الظالمون} فأي ظلم بعد موالاة الفرد لأعداء أمته وأعداء الله ورسوله.
أما القسم العام وهم الذين كفروا بما جاءهم من الحق لكنهم لم يعادوا المسلمين في دينهم لا بقتال ولا بإخراج ولا بمعاونة غيرهم عليهم ولا ظاهروا على إخراجهم، فهؤلاء من جانب ليسوا محلاً للموالاة لكفرهم، وليس منهم ما يمنع برهم والإقساط إليهم.
وعلى هذا فإن الآية الثانية ليس فيها جديد بحث بعد البحث المتقدم في أول السورة، وبقي البحث في الآية الأولى، ومن جانبين: الأول: بيان من المعنى بها، والثاني: بيان حكمها، وهل هي محكمة أم نسخت.
وقد اختلفت أقوال المفسرين في الأمرين، ولأهمية هذا المبحث وحاجة الأمة إليه في كل وقت، وأشد ما تكون في هذا العصر لقوة تشابك مصالح العالم وعمق تداخلها، وترابط بعضه ببعض في جميع المجالات، وعدم انفكاك دولة عن أخرى مما يزيد من وجوب الاهتمام بهذا الموضوع.
وإني مستعين الله في إيراد ما قيل فيها، ثم مقدم ما يمكن أخذه من مجموع أقوال المفسرين، وكلام الشيخ رحمة الله عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول إنها منسوخة، قال القرطبي عن أبي زيد أنها كانت في أول الإسلام زمن الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخت قيل بآية: {فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: 5] قاله قتادة.
وقيل: كانت في أهل الصلح فلما زال زال حكمها وانتهى العمل بها بعد فتح مكة.
وقيل: هي في أًحاب العهد حتى ينتهي عهدهم أو بنبذ إليهم أي أنها كانت مؤقتة بوقت ومرتبطة بقوم.
وقيل: إنها كانت في العاجزين عن القتال من النساء والصبيان من المشركين.
وقيل: إنها في ضعفة المؤمنين عن الهجرة حينما كانت الهجرة واجبة، فلم يستطيعوا، وعلى كل هذه الأقوال تكون قد نسخت، بفوات وقتها وذهاب من عني بها.
والقول الثاني: إنها محكمة قاله أيضاً القرطبي ونقله عن أكثر أهل التأويل، ونقل من أدلتهم أ، ها نزلت في أم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، جاءت إليها وهي لم تسلم بعد وكان بعد الهجرة، وجاءت لابنتها بهدايا فأبت أن تقبلها منها وأن تستقبلها حتى تستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها وأمرها بصلتها وعزاه للبخاري ومسلم.
وقال غيره: ذكره البخاري في تاريخه، وذكر عن الماوردي أن قدومها كان في وقت الهدنة، ومعلوم أن وقت الهدنة من القسم الأول الذي قيل: إنه منسوخ أي بانتهائها، وعليها فالآية دائرة عند المفسرين بين الإحكام والنسخ.
وإذا رجعنا إلى سبب نزول السورة وتقيدنا بصورة السبب، نجد أولها نزل بعد انتهاء العهد بنقض المشركين إياه، وعند تهيئ المسلمين لفتح مكة، ومجيء أم أسماء وإن كان بعد الهدنة فهل كان النساء داخلات في العهد أم لا؟ لعدم التصريح بذكرهن.
وعليه فلا دلالة في قصة أم أسماء على عدم النسخ ولا على إثباته.
وإذا رجعنا إلى عموم اللفظ نجد الآية صريحة شاملة لكل من لم يناصب المسلمين العداء، ولم يظهر سوءاً إليهم، وهي في الكفار أقرب منها في المسلمين، لأن الإحسان إلى ضعفه المسلمين معلوم بالضرورة الشرعية، وعليه فإن دعوى النسخ تحتاج إلى دليل قوي يقاوم صراحة هذا النص الشامل، وتوفر شروط النسخ المعلومة في أصول التفسير.
ويؤيد عدم النسخ ما نقله القرطبي عن أكثر أهل التأويل أنها محكمة، وكذلك كلام الشيخ رحمة الله تعالى عليه عند قوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28] بأن ذلك رخصة في حالة الخوف والضعف مع اشتراط سلامة الداخل في القلب، فإن مفهومه أنها محكمة وباق العمل بها عند اللزوم، ومفهومه أن المؤمنين إذا كانوا في حالة قوة وعدم خوف وفي مأمنٍ منهم، وليس منهم قتال، وهم في غاية من المسالمة فلا مانع من برهم بالعدل والإقساط معهم، وهذا مما يرفع من شأن الإسلام والمسلمين، بل وفيه دعوة إلى الإسلام بحسن المعاملة وتأليف القلوب بالإحسان إلى من أحسن إليهم، وعدم معاداة من لم يعادهم، ومما يدل لذلك من القرائن التي نهونا عنها سابقاً ما جاء في التذييل لهذه الآية بقوله تعالى: {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} فهذا ترشيح لما قدمنا كما قابل هذا بالتذييل على الآية الأخرى:
{وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فأولئك هُمُ الظالمون} [التوبة: 23]، ففيه مقابلة بين العدل والظلم فالعدل في الإحسان، والقسط لمن يسالمك، والظلم ممن يوالي من يعادي قومه.
ومما ينفي النسخ عدم التعارض بين هذا المعنى، وبين آية السيف، لأن شرط النسخ التعارض، وعدم إمكان الجمع، ومعرفة التاريخ، والجمع هنا ممكن والتعارض منفي، وذلك لأن الأمر بالقتال لا يمنع الإحسان قبله، كما أن المسلمين ما كانوا ليفاجئوا قوماً بقتال حتى يدعوهم إلى الإسلام، وهذا من الإحسان قطعاً، ولأنهم قبلوا من أهل الكتاب الجزية، وعاملوا أهل الذمة بكل إحسان وعدالة.
وقصة الظعينة في صحيح البخاري صاحبة المزادتين لم يقاتلوها أو يأسروها أو يستبيحوا ماءها بل استقاوها بمائها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ من مزادتيها قليلاً، ودعا فيه ورده، ثم استقوا وقال لها: اعلمي أن الله هو الذي سقانا ولم تنقص من مزادتيك شيئاً، وأكرموها وأحسنوا إليها وجمعوا لها طعاماً، وأرسلوها في سبيلها فكانت تذكر ذلك، وتدعو قومها للإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقصة ثمامة لما جيء به أسيراً وربط في سارية المسجد، وبعد أن أصبح عاجزاً عن القتال لم يمنعهم من الإحسان إليه، فكان يراح عليه كل يوم بحليب سبع نياق حتى فك أسره فأسلم طواعية، وهكذا نص قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله} [الإنسان: 8 - 9] الآية.
ومعلوم أنه لم يكن ثم أسير بيد المسلمين إلا من الكفار.
وفي سنة تسع وهي سنة الوفود، فكان يقدم إلى المدينة المسلمون وغير المسلمين، فيتلقون الجميع بالبر والإحسان كوفد نجران وغيرهم وها هوذا وفد تميم جاء يفاخر ويفاوض في أسارى له، فيأذن لهم صلى الله عليه وسلم، ويستمع مفاخرتهم ويأمر من يرد عليهم من المسلمين، وفي النهاية يسلمون ويجيزهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجوائز، وهذا أقوى دليل على عدم النسخ، لأن وفداً يأتي متحدياً مفاخراً لكنه لم يقاتل ولم يظاهر على إخراجهم من ديارهم، وجاء في أمر جار في عرف العرب فجاراهم فيه صلى الله عليه وسلم بعد أن أعلن لهم أنه ما بالمفاخرة بُعث، ولكن ترفقاً بهم، وإحساناً إليهم، وتأليفاً لقلوبهم، وقد كان فأسلموا، وهذا ما تعطيه جميع الأقوال التي قدمناها.
وقد بحث إمام المفسرين الطبري هذه المسألة من نواحي النقل وأخيراً ختم بحثه بقوله ما نصه: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال عنى بذلك قوله تعالى: {لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين} من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إلهم إن الله عز وجل عم بقوله: {الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُم} جميع من كان ذلك صفته فلم يخصص به بعضاً دون بعض، ولا معنى لقول من قال: ذلك منسوخ، لأن بر المؤمنين من أهل الحرب ممن بينه وبينه قرابة نسب أوممن لا قرابة بينه ولا نسب غير محرم ولا منهي عنه، إذا لم يكن في ذلك دلالة له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقوية لهم بكراع أو سلاح.
وقد بينا صحة ما قلنا في ذلك الخبر الذي ذكرناه عن الزبير في قصة أسماء وأمها.
وقوله: {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين}، يقول إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم. انتهى منه.
وفي تفسير آيات الأحكام للشافعي رحمه الله مبحث هام نسوقه أيضاً بنصه لأهميته:
قال الله عز وجل: {لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين} الآية. قال: يقال: والله أعلم إن بعض المسلمين تأثر من صلة المشركين أحسب ذلك لما نزل فرض جهادهم وقطع الولاية بينهم وبينهم ونزل {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ الله وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] الآية، فلما خافوا أن تكون المودة الصلة بالمال أنزل {لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتقسطوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين قَاتَلُوكُمْ فِي الدين وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ على إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فأولئك هُمُ الظالمون}، وقال الشافعي رحمه الله: وكانت الصلة بالمال والبر والإقساط ولين الكلام والمراسلة بحكم الله غير ما نهوا عنه من الولاية لمن نهوا عن ولايته مع المظاهرة على المسلمين، وذلك لأنه أباح بر من لم يظاهر عليهم من المشركين والإقساط إليهم ولم يحرمذلك إلى من لم يظاهر عليهم بل ذكر الذين ظاهروا عليهم فنهاهم عن ولايتهم إذ كان الولاية غير البر والإقساط، وكان النَّبي صلى الله عليه وسلم فادى بعض أسارى بدر، وقد كان أبو عزة الجمحي ممَّن منَّ عليه، وقد كان معروفاً بعداوته، والتأليب عليه بنفسه ولسانه، ومن بعد بدر على ثمامة بن أثال، وكان معروفاً بعداوته، وأمر بقتله ثم منّ عليه بعد أسره وأسلم ثمامة وحبس الميرة عن أهل مكة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن له أن يميرهم فأذن له فمارهم.
وقال الله عز وجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: 8] والأسرى يكونون ممن حاد الله ورسوله اه منه.
وهذا الذي صوَّبه ابن جرير وصححه الشافعي رحمه الله الذي تقتضيه روح التشريع الإسلامي، أما وجهة النظر التي وعدنا بتقديمها فهي أن المسلمين اليوم مشتركة مصالحهم بعضهم ببعض ومرتبطة بمجموع دول العالم من مشركين وأهل كتاب، ولا يمكن لأمة اليوم أن تعيش منعزلة عن المجموعة الدولية لتداخل المصالح وتشابكها، ولا سيما في المجال الاقتصادي عصب الحياة اليوم من إنتاج أو تصنيع أو تسويق، فعلى هذا تكون الآية مساعدة على جواز التعامل مع أولئك المسالمين ومبادلتهم مصلحة بمصلة على ساس ما قاله ابن جرير وبيّنه الشافعي، وذكره الشيخ رحمة الله عليه في حقيقة موقف المسلمين اليوم من الحضارة الغربية في عدة مناسبات من محاضراته ومن الأضواء نفسه، وبشرط ما قاله الشيخ رحمة الله تعالى عليه من سلامة الداخل أي عدم الميل بالقلب، ولو قيل بشرط آخر وهو مع عدم وجود تلك المصلحة عند المسلمين أنفسهم، أي أن العالم الإسلامي يتعاون أولاً مع بعضه، فإذا أعوزه أو بعض دوله حاجة عند غير المسلمين ممن لم يقاتلوهم ولم يظاهروا عدواً على قتالهم فلا مانع من التعاون مع تلك الدولة في ذلك، ومما يؤيد كل ما تقدم عملياً معاملة النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لليهود في خيبر.
فمما لا شك فيه أنهم داخلون أولاً في قوله تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآء} [الممتحنة: 1]. ومنصوص على عدم موالاتهم في قوله تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليهود والنصارى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين} [المائدة: 51].
ومع ذلك لما أخرجهم صلى الله عليه وسلم من المدينة وحاصرهم بعدها في خيبر وفتحها الله عليه وأصبحوا في قبضة يده فلم يكونوا بعد ذلك في موقف المقاتلين، ولا مظاهرين على إخراج المسلمين من ديارهم. عاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقسط فعاملهم على أرض خيبر ونخيلها وأبقاهم فيها على جزء من الثمرة كأجراء يعملون لحسابه وحساب المسلمين، فلم يتخذهم عبيداً يسخرهم فيها، وبقيت معاملتهم بالقسط كما جاء في قصة ابن رواحة رضي الله عنه لما ذهب. يخرص عليهم وعرضوا عليه ما عرضوا من الرشوة ليخفف عنهم، فقال لهم كلمته المشهورة: والله لأنتم أبغض الخلق إلي وجئتكم من عند أحب الخلق إليّ، ولن يحملني بغضي لكم، ولا حبي له أن أجيب عليكم، فإما أن تأخذوا بنصف ما قدرت، وإما أن تكفواأيديكم ولكمنصف ما قدرت، فقالوا له: بهذا قامت السماوات والأرض أي بالعدالة والقسط، وقد بقوا على ذلك نهاية زمنه صلى الله عليه وسلم وخلافة الصديق وصدراً من خلافة عمر حتى أجلاهم عنها.
ومثل ذلك المؤلفة قلوبهم أعطاهم صلى الله عليه وسلم بعد الفتح وأعطاهم الصديق حتى منعهم عمر رضي الله عنه.
وقد أطلنا الكلام في هذه المسألة لأهميتها ومسيس الحاجة إليها اليوم.
وفي الختام إن أشد ما يظهر وضوحاً في هذا المقام ولم يدَّع أحد فيه نسخاً قوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدنيا مَعْرُوفاً} [لقمان: 15].
فهذه حسن معاملة وبر وإحسان لمن جاهد المسلم على أن يشرك بالله ولم يقاتل المسلمين. فكان حق الأبوة مقدماً ولو مع الكفر والمجاهدة على الشرك.
وكذلك أيضاً في نهاية هذه السورة نفسها قوله تعالى: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكفار لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10].
ثم قال تعالى: {وَءَاتُوهُم مَّا أَنفَقُواْ} [الممتحنة: 10] أي آتوا المشركين أزواج المؤمنات المهاجرات ما أنفقوا على أزواجهم بعد هجرتهن. فبعد أن أسلمت الزوجة وهاجرت وانحلت العصمة بينها وبين زوجها الكافر، وبعدت عنه بالهجرة وفاتت عليه ولم يقدر عليها، يأمر الله المسلمين أن يؤتوا أزواجهن وهم مشركون، ما أنفقوا من صداق عند الزواج ونحوه مع بقاء الأزواج على الكفر وعجزهم عن استرجاع الزوجات وعدم جواز موالاتهم قطعاً لكفرهم، وهذا من المعاملة بالقسط والعلم عند الله تعالى. ا. هـ
بارك الله فيكم
،،
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:41]ـ
-
بقيت مسألة ميل القلب
الذي يظهر انه يفرق بين عمومهم واعيانهم
فالميل للعموم لا يجوز، والميل للأعيان جائز شرط عدم العداوة منهم
كما ان ميل القلب لا يملكه الإنسان، اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما لا املك
وبذلك يعرف أن ميل القلب في الشريعة إنما هو بغض عمومهم ومسلكهم وما هم عليه
أما اعيانهم من المسالمين فيبغض ما هم عليه من كفر،،
والله اعلم
،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:01]ـ
لم تجب بارك الله فيك!!
وجزاك الله خيراً على النقول الطيبة ولو كانت لا تسعفك في نصرة ما تريد اثباته
السؤال وفقك الله وبصراحة
هل عبارة الدكتور العودة صحيحة وهي (كل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. )؟؟؟؟
ولتبسيط المقصود هل يجوز محبة كافر غير محارب محبة مجردة عن نية الدعوة للإسلام؟؟
وفقك الله للإجابة الصحيحة
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:15]ـ
لم تجب بارك الله فيك!!
وجزاك الله خيراً على النقول الطيبة ولو كانت لا تسعفك في نصرة ما تريد اثباته
السؤال وفقك الله وبصراحة
هل عبارة الدكتور العودة صحيحة وهي (كل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. )؟؟؟؟
ولتبسيط المقصود هل يجوز محبة كافر غير محارب محبة مجردة عن نية الدعوة للإسلام؟؟
وفقك الله للإجابة الصحيحة
اخي الكريم اجبت على سؤالك السابق
وجواب سؤالك: الحرب تكون باللسان واليد، وعلى ذلك من كف لسانه ويده عن المسلمين واظهر الولاء لهم وتعامل مع اعيان المسلمين بالحسنى فإن اعيان المسلمين سيقع في قلوبهم مودته،،
وهب أن مسلماً اغتصب دار مسلم وماله فرد كافر حق المسلم فهل يمكن أن نحرم على المسلم الإحسان لهذا الكافر ومودته مع أنها ستقع في قلبه شاء أم ابى، وهل يمكن أن نحرم على المسلم ألا يجعل مودة هذا الكافر على مودة ذاك المسلم الذي اغتصب داره، فيحب المسلم الظالم على الكافر العادل؟
حفظكم الله،،
،،
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:59]ـ
يا أبا عمر أراك تخلط بارك الله فيك بين العدل والإحسان وبين المودة والموالاة.
فالعدل والإحسان أمور جائزه للكافر وأحياناً تكون واجبة
وأما المودة والموالاة لا تجوز بحال لمن كفر بالله حتى يؤمن بالله وحده وليس حتى يحسن أو يعدل أو يبر بالمؤمنين فتنبه
قال تعالى مخبراً عن إمام الحنفاء {كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}
فنحن نبغضهم لكفرهم بالله وليس لمحاربتهم أو اغتصابهم أرضنا أو تسلطهم علينا وإن كانت هذه الأمور تزيد من عداوتهم وليست الأصل فيها.
والعدل والإحسان لهم لا ينافي أن نبغضهم في نفس الوقت وذلك لأننا مؤمنين بالله وبأوامره ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة " تبصر وفقك الله حتى في قتالهم نحن مأمورون بالإحسان فكيف في سلمهم ولكن هذا غير المحبة والموالاة.
وأما من أعانك منهم أو قام بنصرتك وهو على كفره , فيجب عليك مكافأته على صنيعه لك حتى يرضى بدون أن توده أو تحبه أو تواليه لأنه لازال على كفره بالله.
فأفهم الفرق وفقك الله
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:51]ـ
-
اخي الكريم الذي اتحدث عنه هو الميل الجبلي، والإنسان جبل على الميل لمن احسن اليه،،
وأما نبي الله ابراهيم فقد عاداه قومه وابغضوه، ونحن نبغض ملة الكفر وعموم من عليها
،،
حفظكم الله
،،
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 10:00]ـ
نحن لا نتحدث ونناقش ما تقوله وفقك الله
ولكننا نتحدث ونناقش ما يؤصله الدكتور سلمان هداه الله ورده إلى الحق رداً جميلاً
والمسألة خطيرة ولا بد من تجريد المتابعة فيها لله ولرسوله ولأئمة المسلمين المستقرين على البراءة من الكفر والكافرين مطلقاً وبسبب كفرهم لا بسبب محاربتهم أو ظلمهم وفقنا الله وإياك لما يحبه سبحانه ويرضاه.
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 12:43]ـ
-
اخي الفاضل ابن عقيل:
اظن والله اعلم أن هذا ما اراده الشيخ رعاكم الله وسددنا واياكم
وللسلف في اظهار المودة آثار كما جاء في تفسير القرطبي وغيره نوافق في بعضها ونخالف،،
حفظكم الله
،،
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 02:10]ـ
أخالفك على هذا الفهم بارك الله فيك
فالدكتور يرى البراءة لا تكون إلا من الكفار بسبب حربهم لنا لا بسبب كفرهم بالله.
وهو في هذا الطرح موافق للقرضاوي الذي يقول عداوتنا لليهود ليست دينية وإنما لأنهم يحتلون أرضنا!!
فلا بد أن ترجع لمن تثق في علمه ولو على الأقل في هذا المجلس العلمي وتسأله عن صحة فهمك هذا لكلام الدكتور العودة
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 08:37]ـ
الأخ ابن عقيل \
تقول بارك الله فيك:وهو في هذا الطرح موافق للقرضاوي الذي يقول عداوتنا لليهود ليست دينية وإنما لأنهم يحتلون أرضنا!!
والشيخ سلمان العودة عفا الله عنا وعنه يقول في نفس المقال الذي أحدث ضجة أرى أنها لاتستحق كل هذا
فهو يقول مخالف لما رميته واتهمته:
((والبراء في الإسلام هو براءة من الشرك والكفر والظلم والعدوان والبغي، والبراءة ممن يقوم عليها أو يدعو إليها))
ويقول أثابك الله وجعلك دوما من المنصفين:
((إن "الكره" إذًا هو كره الكافر وعقيدته وكره ظلمه وعدوانه))
واعتقد أن ماسبق من قبيل الحكم العام
ثم يعرج سلمان الى الحكم على اعيان الكفرة والفرق بينهم
فيقول:
((إن معنى "البراءة" هو إخلاص الحب العقائدي لهذا الدين، دون أن يشترط في ذلك خلو القلب من الحب الفطري والعلاقات الإنسانية التي يتخللها نوع من الحب والمودة حتى مع غير المسلمين))
ويوضح هذا المعنى ماذكره في نفس المقال قوله:
((أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به، وذلك نوع من الولاء الفطري الذي أباحه الإسلام ولم يقف ضده أو يحرمه، فالإسلام أمر بصحبة الأبوين المشركين بالمعروف، وأباح الزواج من الكتابيات مع أن الله قال عن العلاقة الزوجية: "وجعل بينكم مودة ورحمة"، والمودة هي الحب، وسيتبادل الزوجان معاني الحب والرحمة، بل قال الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تهدي من أحببت" يعني: أبا طالب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب، ولم يكن هذا الحب محرماً أو ناقضاً لمعنى الولاء الإسلامي الذي جاء به الإسلام وأرساه ليدل ذلك على مستوى رعاية الإسلام للمعاني النظرية عند المسلم وترسيخها.))
فنظر يارعاك الله الى تحرز سلمان بقوله ((الولاء النسبي)) بدلا من ((الولاء الشرعي))
وأخيرا بارك الله فيك أرجو أن تجيب عن الاستفسارات الاتيه حتى يتبين الامر:
هل المحبة ((الولاء النسبي)) الذي يقصده العودة مع الكفار محبة دينية أو دنيوية؟؟
فإن كان دنيويا وهذا مايتفق عليه الجميع من واقع كلام العودة في نفس المقال قوله:
((إن المهم في قضية "البراءة" أن لا تحب غير المسلمين لعقيدتهم أو دينهم فتلك هي الباقرة التي تقوم على ركن البراءة بالنقض،))
اذن
هل يجوز محبة الكافر محبة طبيعية ((دنيوية أو فطرية))؟ [/ COLOR[COLOR="Red"]](( الولاء النسبي)) فإن كان الجواب بلا
فإين نذهب بقول الله تعالى
((انك لاتهدي من أحببت))
ومحبة الزوجة الكتابيه
كما في قوله تعالى
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
ولماذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين عميه أبو طالب وأبو لهب على أنهما في الكفر سواء؟
وإن كان الجواب بنعم
فما الفرق بينكم وبين العودة
وإن كان الجواب بنعم ولكن فيه تفصيل لهذه المحبة الفطرية أو الطبيعية
فأقول مالضابط لهذه المحبة؟
أي هل يجوز لي محبة خالي الكافر
وهل يجوز لي محبة أهل زوجتي الكافره
وهل يجوز لي محبة ابنا عمي أبناء خالي وهم كفار
وهل يجوز محبة كافر يعمل معي ولم أرى منه الا المعاملة الحسنة
((في حال عدم إظهارهم العداء للاسلام والمسلمين))
فأقصد من هذه الاسئلة السؤال التالي:
مالضابط في محبة الكافر ((دنيويا))؟؟
ارجو أن أجد الاجابة الكافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[اليونيني]ــــــــ[01 - Jun-2007, مساء 09:28]ـ
معقول أن هذا الكلام الخطير يخرج من الشيخ العودة نفسِه ... ما هو راي كبار العلماء مثل البراك والفوزان والراجحي من هذا الكلام ... هل لهم رد في ذلك
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 06:20]ـ
الأخ ابن عقيل \
مالضابط في محبة الكافر ((دنيويا))؟؟
ارجو أن أجد الاجابة الكافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ صاحب المعرف (الخيزرانه)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تجد الإجابة على تسأولاتك في هذا الموضوع على هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=23712#post237 12
وفقنا الله وإياك لقَبول الحق والثبات عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 12:14]ـ
أخي الكريم ابن عقيل
أرجو أن تراجع مشاركتي رقم 37
فربما قد استعجلت بالاحالة الى الرابط
وأقولل مختصرا للمسألة:
أن الشيخ سلمان عفا الله عنا وعنه فرق بين صورتين اثنتين وهما:
الأول:
الحكم العام على الكافرين
الثاني:
الحكم على أعيان الكافرين
فالأول ماذا قال فيه سلمان،،، يقول:
((والبراء في الإسلام هو براءة من الشرك والكفر والظلم والعدوان والبغي، والبراءة ممن يقوم عليها أو يدعو إليها))
ويقول أثابك الله وجعلك دوما من المنصفين:
((إن "الكره" إذًا هو كره الكافر وعقيدته وكره ظلمه وعدوانه))
وأما الثاني فقد قال فيه:
((إن معنى "البراءة" هو إخلاص الحب العقائدي لهذا الدين، دون أن يشترط في ذلك خلو القلب من الحب الفطري والعلاقات الإنسانية التي يتخللها نوع من الحب والمودة حتى مع غير المسلمين))
ويوضح هذا المعنى ماذكره في نفس المقال قوله:
((أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به،
يقول الشيخ البراك عفا الله عنا وعنه:
أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي يحب عمه لقرابته مع كفره، قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية؛ فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير،
انظر أخي الكريم الى اللفظ الذي ذكره الشيخ البراك قوله ((مجبول))
مامعنى كلمة مجبول؟
ثم تقول أخي الكريم:
فالمحبة لا تكون من المسلم للكافر أبداً حتى يؤمن بالله وحده, وأما ما ذكر من مودة الزوجة الكتابية أو مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف, فلو سلمنا جدلاً لمن يتعلق بهذين الصنفين فنقول هم مستثنون باستثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما ولا تكون لغيرهما قطعاً.
كيف تذكر القطعية بهذا الشأن ومن سبقك لمثل هذا؟
فيكفي للرد على ماستعجلت به
رأي من يقول ((محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه لقرابته))
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه والخلاف بين العلماء حول هذه المحبة قد أوردتها لكن يبدو أنك غفلت!
اخي الكريم:
مالسر وراء تفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين عميه ((أبو طالب وأبو لهب))
فالأول يحبه لقرابته في أحد قولي أهل العلم
والأخر يبغضه
هل هناك سبب لذلك؟
وارجومنك تكرما لاأمرا أن ترد على النقاط التي ذكرتها دون ان تحيلني على الرابط
عفا الله عنا وعنك
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:41]ـ
الأخ الخيزرانة:
توضيخ وبيان لكلام الشيخ سلمان لم أقرأ أدق منه , جعلنا الله وإياك من المنصفين
وجزاك الله خيرا
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 01:12]ـ
أخي الكريم ابن عقيل
أرجو أن تراجع مشاركتي رقم 37
فربما قد استعجلت بالاحالة الى الرابط
وأقولل مختصرا للمسألة:
أن الشيخ سلمان عفا الله عنا وعنه فرق بين صورتين اثنتين وهما:
الأول:
الحكم العام على الكافرين
الثاني:
الحكم على أعيان الكافرين
أخي هدانا الله وإياك
أولاً أطالبك بالدليل على هذا التفريق في الحكم على عامة الكافرين والحكم على أعيانهم!؟
ولن تجد سلف صالح لمن يقول بهذا التفريق.
فإن قلت محبة الرسول عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب دليل على هذا التفريق.
أقول لك:
هذه دعوى لا دليل عليها, وقد بينت لك سابقاً أن المفسرين على معنيين لهذه الأية والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وأثبتوا محبة الهداية لأبي طالب.
وهذا المعنى هو الموافق لجميع الآيات الناهية عن محبة الكفار والقرآن يصدق بعضه وبعضاً بارك الله فيك.
وتنزلاً في النقاش أقول لك هذه الأية تجاذبها الإحتمال وعند الإحتمال يسقط الإستدلال كما هو متفق عند أهل العلم.
فسقط دليلك وبقيت الآيات المحكمات النافية والناهية لموالاة الكفار مطلقاً ولو كانوا آباء أو إخوان أو عشيرة وهي أدلة أهل الحق.
وأما قولك عفا الله عنا وعنك:
ثم تقول أخي الكريم:
فالمحبة لا تكون من المسلم للكافر أبداً حتى يؤمن بالله وحده, وأما ما ذكر من مودة الزوجة الكتابية أو مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف, فلو سلمنا جدلاً لمن يتعلق بهذين الصنفين فنقول هم مستثنون باستثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما ولا تكون لغيرهما قطعاً.
كيف تذكر القطعية بهذا الشأن ومن سبقك لمثل هذا؟
فيكفي للرد على ماستعجلت به
رأي من يقول ((محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه لقرابته))
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه والخلاف بين العلماء حول هذه المحبة قد أوردتها لكن يبدو أنك غفلت!
لم أعلم أحد جزم بهذا المعنى وهو محبة النبي عليه الصلاة والسلام لأبي طالب بل جل المفسرين أوردوا الإحتمالين والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وذلك للقرائن والأدلة المتوافرة بنفي هذه المحبة المزعومة.
ولعل من أثبت هذا المعنى الذي تدندن حوله وهو محبه النبي عليه الصلاة والسلام لعمه الكافر هو بناءاً على ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: " أي عم! إنك أعظمهم عليَّ حقا، وأحسنهم عندي يدا ولأنت أعظم حقا عليَّ من والدي " فيصبح أبوطالب بمنزلة الوالد الذي جاء النص ببره والإحسان إليه فلا منافاة عندئذاً.
مالسر وراء تفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين عميه ((أبو طالب وأبو لهب))
فالأول يحبه لقرابته في أحد قولي أهل العلم
والأخر يبغضه
هل هناك سبب لذلك؟
السر وفقك الله لفهمه
هو ما تقدم ذكره , أو مقابلة الإحسان بالإحسان وليس مقابلة الإحسان بالمودة والموالاة النسبية كما تزعمون.
فأكبر سبب يجعل المؤمن يتبرأ من الكفار هو جحودهم لحق الله عليهم وهذا السبب في كل كافر والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 12:26]ـ
أخي هدانا الله وإياك
أولاً أطالبك بالدليل على هذا التفريق في الحكم على عامة الكافرين والحكم على أعيانهم!؟
ولن تجد سلف صالح لمن يقول بهذا التفريق.
فإن قلت محبة الرسول عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب دليل على هذا التفريق.
أقول لك:
هذه دعوى لا دليل عليها, وقد بينت لك سابقاً أن المفسرين على معنيين لهذه الأية والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وأثبتوا محبة الهداية لأبي طالب.
وهذا المعنى هو الموافق لجميع الآيات الناهية عن محبة الكفار والقرآن يصدق بعضه وبعضاً بارك الله فيك.
وتنزلاً في النقاش أقول لك هذه الأية تجاذبها الإحتمال وعند الإحتمال يسقط الإستدلال كما هو متفق عند أهل العلم.
فسقط دليلك وبقيت الآيات المحكمات النافية والناهية لموالاة الكفار مطلقاً ولو كانوا آباء أو إخوان أو عشيرة وهي أدلة أهل الحق.
وأما قولك عفا الله عنا وعنك:
لم أعلم أحد جزم بهذا المعنى وهو محبة النبي عليه الصلاة والسلام لأبي طالب بل جل المفسرين أوردوا الإحتمالين والأكثر جزم بالمعنى المنافي للمحبة الذاتية وذلك للقرائن والأدلة المتوافرة بنفي هذه المحبة المزعومة.
ولعل من أثبت هذا المعنى الذي تدندن حوله وهو محبه النبي عليه الصلاة والسلام لعمه الكافر هو بناءاً على ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: " أي عم! إنك أعظمهم عليَّ حقا، وأحسنهم عندي يدا ولأنت أعظم حقا عليَّ من والدي " فيصبح أبوطالب بمنزلة الوالد الذي جاء النص ببره والإحسان إليه فلا منافاة عندئذاً.
السر وفقك الله لفهمه
هو ما تقدم ذكره , أو مقابلة الإحسان بالإحسان وليس مقابلة الإحسان بالمودة والموالاة النسبية كما تزعمون.
فأكبر سبب يجعل المؤمن يتبرأ من الكفار هو جحودهم لحق الله عليهم وهذا السبب في كل كافر والله المستعان.
وتقول في موضع آخر عفا الله عن الجميع:
فالمحبة لا تكون من المسلم للكافر أبداً حتى يؤمن بالله وحده, وأما ما ذكر من مودة الزوجة الكتابية أو مصاحبة الوالدين المشركين بالمعروف, فلو سلمنا جدلاً لمن يتعلق بهذين الصنفين فنقول هم مستثنون باستثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما ولا تكون لغيرهما قطعاً.)) انتهى
والجواب على ماسبق اقول
أخي الكريم:
لم آتي بشئ من عندي فالذي فرق بينهم هو الله سبحانه وتعالى
فالذي قال جل وعلا ((ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء))
((لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم .. ))
هو من قال جل في علاه
((انك لاتهدي من أحببت))
وهو من قال ((وجعل بينكم مودة ورحمة))
فالتوفيق بين الايات القرانيه التي ظاهرها التعارض سبيل المؤمنين اسال الله أن نكون منهم
وأن ماقطعت به لمن خرط القتاد ولم يسبقك بهذا أحد فيما أعلم
وحتى العلماء الذين رأوا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((من أحببت))
القصد فيها هدايته لم ينكروا على أصحاب القول الآخر رأيهم وقولهم
وهذه بعض أقوال العلماء في هذا الصدد:
ابن كثير
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب عَمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ يَحُوطهُ وَيَنْصُرهُ وَيَقُوم فِي صَفّه وَيُحِبّهُ حُبًّا شَدِيدًا طَبْعِيًّا لَا شَرْعِيًّا
الطبري
وَلَوْ قِيلَ: مَعْنَاهُ: إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْته , لِقَرَابَتِهِ مِنْك , وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء , كَانَ مَذْهَبًا
ابن عثيمين
وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت) ظاهره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب أبا طالب؛ فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: إما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أويقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرًا.
أويقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب؛ أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذا المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان وإن كنت أبغضه شخصيًا لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله.
البراك
فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي يحب عمه لقرابته مع كفره،
الشيخ الفوزان
وأنزل الله في أبي طالب: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (إِنَّكَ) أيها الرسول، لَا تَهْدِي لا تملك هداية مَنْ أَحْبَبْتَ من أقاربك وعمك، والمراد بالمحبة هنا: المحبة الطبيعية، ليست المحبة الدينية، فالمحبة الدينية لا تجوز للمشرك، ولو كان أقرب الناس: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ فالمودة الدينية تجوز، أما الحب الطبيعي فهذا لا يدخل في الأمور الدينية.
السعدي
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
يخبر تعالى أنك يا محمد ـ وغيرك من باب أولى ـ لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.
فهل يقول قائل بعد هذا بأن العلماء السابق ذكرهم لم يوفقوا في تفسير ذلك!!
وتقول وفقني الله واياك:
السر وفقك الله لفهمه
هو ما تقدم ذكره , أو مقابلة الإحسان بالإحسان وليس مقابلة الإحسان بالمودة والموالاة النسبية كما تزعمون.
فأكبر سبب يجعل المؤمن يتبرأ من الكفار هو جحودهم لحق الله عليهم وهذا السبب في كل كافر والله المستعان. [/ quote]
وأعتقد أن السر حول تفريق النبي صلى الله عليه وسلم
أن الأول ((ابو طالب)) كان ينصره ويحميه ولم يكن له من المحاربين
وأما الثاني ((أبو لهب)) فكان من المحاربين للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته
انار الله طريقك
(يُتْبَعُ)
(/)