الإمام أبو العباس ابن سريج الشافعي على منهاج السلف و أصحاب الحديث
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[16 - Feb-2007, مساء 10:03]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على رسول الله و على آله و صحابته و من اتبع هداه.
أما بعد؛
فإني أطرح بين يدي مشاركتي هذه نقلاً عن إمام من متقدمي أئمة الفقهاء الشافعية المبرِّزين، و ممن عدّهم تاج الدين السبكي (في طبقاته) في ذروة سنام مجتهدي المذهب و مجدديه، و من أعلامه علماً و عملاً وورعاً ...
هو:
الإمام أبي العباس أحمد بن عمر بن سُريج الشافعي، المتوفى سنة (306هـ)
و هذا النقل يجلو عن المشككين في منهاج السلف الصالح، ما يجدونه في قلوبهم من غشاوة الأهواء و شبهات المعطلين و المحرّفين في باب أسماء الله تعالى و صفاته.
قال رحمه الله في (جزء فيه: أجوبةٌ في أصول الدين) [نشر دار البشائر الإسلامية، ط1 1427هـ]
يقول:" و غير هذا مما صحَّ عنه صلى الله عليه و سلّم من الأخبار المتشابهة الواردة في صفات الله سبحانه و تعالى، ما بلغناه مما صحَّ اعتقادنا فيه، و في الآي المتشابهة في القرآن:
أنا نقبلها و لا نردُّها،و لا نتأوَّلها بتأويل المخالفين، و لانحملها على تشبيه المشبِّهين، لا نزيد عليها،و لا ننقص منها، و لا نفسِّرها،و لا نكيِّفها،و لا نترجم عن صفاته بلغةٍ غير العربية، و لا نشير إليها بخواطر القلوب،و لا بحركات الجوارح، بل نطلق ما أطلق الله عزَّ و جلَّ.
و نفسِّرُ الذي فسَّره النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعون و الأئمة المرضيُّون من السلف المعروفين بالدين و الأمانة.
و نُجمع على ما أجمعوا عليه، و نُمسك عما أمسكوا عنه، و نسلّم الخبر لظاهره،و الآية لظاهر تنزيلها، لا نقول بتأويل: المعتزلة، و الأشعرية، و الجهمية، و الملحدة، و المجسمة، و المشبّهة، و الكرّامية، و المكيفة.
بل نقبلها بلا تأويل، و نؤمن بها بلا تمثيل.
و نقول: الآية و الخبر صحيحان، و الإيمان بهما واجب، و القول بهما سنة، و ابتغاء تأويلها بدعةٌ و زندقة ". انتهى من (ص 86 - 87).
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 01:53]ـ
نفع الله بك أخي الفاضل
وقد أثنى على الإمام ابن سريج اعتقاداً وفقهاً الذهبي في السير
وذكره بسلامة الاعتقاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كما في الدرر.
وللفائدة، فله كتاب لطيف في الفقه، حقق في رسالة علمية قبل بضع عشرة سنة، وعنوان كتابه:
(الودائع لمنصوص الشرائع) وهو سؤالٌ وجواب، مرتب على أبواب الفقه.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 10:15]ـ
جزاكم الله خيرا
(الودائع لمنصوص الشرائع) حقق في الجامعة الإسلامية بالمدينة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم الله خيرا
(الودائع لمنصوص الشرائع) حقق في الجامعة الإسلامية بالمدينة.
هذا صحيح
حققها أخونا وزميلنا الفاضل الشيخ صالح بن عبدالله الدويش
وعندي نسخةٌ من الرسالة منذ ثنتي عشرة سنة
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 02:47]ـ
هذا صحيح
حققها أخونا وزميلنا الفاضل الشيخ صالح بن عبدالله الدويش
وعندي نسخةٌ من الرسالة منذ ثنتي عشرة سنة
أخانا الفاضل .. أطلب منكم طلباً؛ إذا لم يكن فيه إثقال.
أن تنظروا آخرَ الرسالة .. فقد ذُكر لي أنها في مباحث الاعتقاد؛ فإن ثبت بعد المقابلة أنها نفس الجزء المطبوع و المذكور في مشاركتي،فتحقق لي من ذكره للأشاعرة.
فقد شكك بعض الأعضاء بملتقى أهل الحديث فيها .. بغير دليل.
اعتماداً على التأريخ الزمني.
و إذا لم يكن الجزء نفسه المطبوع هو الملحق بالبدائع .. فأرجو أن تذكر لنا: هل المسائل الاعتقادية من أصل الكتاب نفسه أو من عمل النسّاخ و إلحاقاتهم.
فقد كنت عازماً على السفر إلى المدينة من أجل النظر في الرسالة!
أرجو ألا أكون ثقيلا في مطلبي يا أخي الكريم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 06:51]ـ
نفع الله بكم أخي الكريم
وعذراً على التأخر، فقد شغلت ببعض الأمور
راجعت فهرس الكتاب فلم أجد فيه ذكراً لمباحث في الاعتقاد، وإنما في آخره بعض المباحث الأصولية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الدكتور صالح في دراسته عن الكتاب عقيدة ابن سريج، وأورد نصَّ الرسالة التي ذكرتَها -وفقك الله- وذكر أنه اعتمد فيها على نسخة خطية موجودة في مكتبة شهيد بتركيا، ومنها صورة في مكتبة الجامعة الإسلامية
كما ذكر الدكتور صالح أنَّ ابنَ القيم أورد هذه الرسالة في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) وأشار إليها الذهبي في التذكرة (3/ 813)
وقد راجعت اجتماع الجيوش الإسلامية بتحقيق الدكتور عواد المعتق (ص170 - 174) فوجدتها مذكورةً بتمامها فيه، مع اختلاف يسير في ألفاظها، فلعلك تراجعها نفع الله بك
وانظر جملة مختصرة منها في العلو للذهبي (2/ 1216، 1217)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.............................. .......................
اخي الكريم .. من يفيدنا في رد هذا الاعتراض من احد الاشعرية على الشيخ الدكتور سفر الحوالي في المشاركة اسفله: (حول استشهاد الشيخ سفر بهذا النص ويقول الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري: ((لا نقول بتأويل المعتزلة و الأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل))
.............................. .......................
قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في" عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين":
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي العباس ابن سريج، وهو الفقيه الشافعي الكبير أحمد بن عمر بن سريج، المتوفى سنة (306هـ) [59]، منقولاً من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم رحمه الله، والواجب التريث والتثبت عند نقل أي نص يحتج به على أحد من كتاب من يخالفه ويخاصمه، أو من يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً، لا للتهمة بالكذب، ولكن للتسرع في قبول ما ينقل دون تمحيص، إذ المعاداة والمنافرة قد تحول بين المرء وبين دقة التحري، فينسب الناقل متسرعاً عن المنقول عنه ما لم يقله، وكذا إذا كان الناقل يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً، وهنا تحمل الرغبة الباطنة في انتصار الكاتب لقوله وتأييده لمذهبه على التساهل في قبول الرواية عن المنقول عنه، دون نقد ولا تمحيص.
ويبدو أن ابن القيم ـ رحمه الله وغفر له ـ قد وقع في ذلك التساهل، إذ نقل شيئاً من العقيدة المنسوبة لابن سريج، دون أن ينقد الرواية، لا سنداً، ولا متناً.
فأما السند فهو منقطع، لأن الذي ذكرها عن ابن سريج كما قال ابن القيم هو أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني، وهذا قد ولد سنة (380هـ) تقريباً، وتوفي سنة (471هـ) [60]. أي إنه ولد بعد وفاة ابن سريج بخمسة وسبعين عاماً تقريباً، ولم يذكر من الذي بلغه إياها، وكل سند منقطع فهو ضعيف.
وأما المتن فإن من المستبعد جداً أن يتحدث من توفي قبل الأشعري بعشرين عاماً تقريباً عن [الأشعرية] وكأنهم جماعة معروفة بهذا الانتساب ومتمذهبة به، فهل عرف أن تحدث من توفي قبل أبي حنيفة عن [الحنفية]؟!! أو قبل مالك عن [المالكية]؟!! أو قبل الشافعي عن [الشافعية]؟!! أو قبل ابن حنبل عن [الحنبلية]؟!! أو قبل الماتريدي عن [الماتريدية]؟!! أو قبل الرفاعي عن [الرفاعية]؟!!!. فالظاهر أن كلمة [والأشعرية] ليست من كلام ابن سريج، وإنما هي مقحمة فيه.
هوامش:
[59] توفي ابن سريج سنة (306هـ) كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 4/ 290. وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/ 201 – 203، وفيه ما يشير إلى أنه توفي سنة (303هـ).
[60] انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 18/ 385ـ389. وذكر سنة وفاته كذلك الصفدي في الوافي بالوفيات: 15/ 180.
انتهى
قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي؛ كما تجده في " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام ":
ثم قال الدكتور: {عند الشافعية: قال الإمام أبو العباس بن سريجٍ الملقبُ بالشافعي الثاني وقد كان معاصراً للأشعريِّ: "لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة، والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل، ونؤمن بها بلا تمثيل"}
أقول: الظاهر أن كلمة الأشعرية مدرجة في كلام ابن سريج، أو الكلام كله منحولٌ عليه، فإنَّ سياق هذا الكلام يقتضي أنه كان على عهد ابن سريج مذهبٌ يسمى مذهب الأشعري، وفرقة تسمى أشعرية، وقد قالوا إن تحول الأشعري عن الاعتزال كان سنة 300هـ وكانت وفاة ابن سريج سنة 306هـ. فكيف تحولت آراء الأشعري في هذه المدة الوجيزة وهي خمس سنين تقريباً إلى مذهب معروف يتناقلها العلماء في مؤلفاتهم؟ وقد نقل المصنف هذا الكلام عن كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية) والكلام منقول فيه بسند فيه انقطاع بين الزنجاني وابن سريج. فإن ابن سريج توفي سنة (306) والزنجاني ولد سنة (380) فبينهما مسافة شاسعة. فالرواية عن ابن سريج لم تصح لا متنا ولا سندا. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 01:27]ـ
هذا صحيح
حققها أخونا وزميلنا الفاضل الشيخ صالح بن عبدالله الدويش
وعندي نسخةٌ من الرسالة منذ ثنتي عشرة سنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله تعالى أخى الحمادى , أنا اخ لك من مصر
لى صديق مجتهد إن شاء الله , رسالة الماجستير لديه حول فقه ابن سريج ويحتاج لهذه الرسالة بشدة فهل لك من سبيل معه فى كيفية الإستفادة من تحقيق الشيخ الدويش لندرة ما بقى من مؤلفات ابن سريج كما تعلم ومن حقق له.
وجزاك الله خير الجزاء ,(/)
((في إطلاق الشخص على الله)) -[فائدة في العقيدة] (1)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Feb-2007, مساء 11:00]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإخوة الكرام و الأخوات الكريمات:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[فائدة في العقيدة] (1)
قال شيخُنا الحبيب العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي:
: في إطلاق الشخص على الله: أخرج مسلم في صحيحه: لا شخص أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش إلخ ... وفي حديث أبي رزين العقيلي وهو لقيط بن عامر - وفيه: كيف وهو شخص واحد ونحن ملئ الأرض.
وترجم البخاري باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا شخص أغير من الله.
وقد تنازع أهل الحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيره في إطلاق اسم الشخص على الله، قال القاضي أبو يعلى وأما لفظ الشخص فرأيت بعض أصحاب الحديث يذهب إلى جواز إطلاقه، ووجهه أن قوله: (لا شخص) نفي من إثبات، وذلك يقتضي الجنس، كقوله: لا رجل أكرم من زيد، يقتضي أن زيدا يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله: لا شخص أغير من الله يقتضي أن يقع عليه اسم شخص.
قال: وقد ذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب الرؤية ما يشهد لهذا القول، وذكر حديث لقيط بن عامر المتقدم، وقوله: للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد) فأقره النبي -صلى الله عليه وسلم- على قوله، وقد ذكر أحمد هذا الحديث في الجزء الأول من مسند الكوفيين، فقال: قال عبد الله - يعني ابن أحمد قال عبيد الله القواريري ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث قوله: لا شخص أحب إليه المدحة من الله.
قال القاضي: ويحتمل أن يمنع من إطلاق ذلك على الله؛ لأن لفظ الخبر ليس بصريح فيه؛ لأن معناه: لا أحد أغير من الله؛ لأنه قد روي ذلك في لفظ آخر، فاستعمل لفظ الشخص في موضع أحد، ويكون ذلك استثناء من غير جنسه ونوعه، كقوله -تعالى-: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} وليس الظن من نوع العلم. ا هـ.
قال شيخ الإسلام: وأما تأويل الشخص إذا ثبت إطلاقه بالذات المعنية والحقيقة المخصوصة، فهذا باطل في لغة العرب التي خاطب بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته، وإنما يوجد مثل ذلك في عرف المنطقيين ونحوهم إذا قالوا: هذا شخص نوعه في شخصه، أو لا ينحصر نوعه في شخصه، وقالوا الجنس ينقسم إلى أنواعه، والنوع ينقسم إلى أشخاصه، ونحو ذلك مما هو لفظ الشخص فيه بإيذاء لفظ الواحد بالعين.
قلت: وقد أول الرازي في تأسيسه الشخص بذلك، قال في تأسيسه: الأول الشخص والمراد منه الذات المعينة والحقيقة المخصوصة؛ لأن الجسم الذي له شخص وحجمية يلزم أن يكون واحدا، فإطلاق اسم الشخص على الواحدة إطلاق أحد المتلازمين على الآخر.
قلت: وبهذا يتبين أن إطلاق اسم الشخص على الله فيه نزاع بين أهل الحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيره على قولين، ولم يرجح شيخ الإسلام واحدا منهما، بل سكت على ما نقله
عن القاضي أبي يعلى.
((المصدر)): [من الموقع الرسمي لفضيلة شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي]
دمتم بخير
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Feb-2007, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك، وزادك الله علما.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Feb-2007, صباحاً 12:03]ـ
وأذكر أن الشيخ العلوان له رسالة يرجح الإثبات
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 01:26]ـ
ينظر كلام شيخ الإسلام على إطلاق لفظ الشخص على الباري تعالى "بيان تلبيس الجهمية" 7/ 391 وما بعدها.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 01:05]ـ
«جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم.»(/)
((هذا من بركات فلان /البركة منك يا فلان)) [فائدة في العقيدة] (2)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Feb-2007, مساء 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- معاشر أهل السنة -:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
((هذا من بركات فلان /البركة منك يا فلان)) [فائدة في العقيدة] (2)
قال شيخُنا الحبيب صاحب الفضيلة العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي:
: ((قول الإنسان: هذا من بركات فلان أو بركة فلان لا بأس به، وكذلك قول: فلان كله بركة: لا بأس به؛ دليل ذلك ما ثبت في الصحيحين في قصة شرعية التيمم، لما ضاع عقد عائشة
وحبس النبي -صلي الله عليه وسلم- الجيش ابتغاءه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، شرع الله التيمم، فقال أسيد بن حضير وعباد بن بشر يخاطبان عائشة ما هي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر
ولم ينكر عليهم النبي صلي الله عليه وسلم؛ فدل على، الجواز والمعني من البركة التي جعلها الله فيه، وكذلك في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،
وقوله -تعالي-: ((رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)) [هود:73]؛ يدل على أن البركة من الله يجعلها في من يشاء من عباده، والبركة -محركة- النماء والزيادة والسعادة.
أما قول: البركة منك يا فلان، أو تباركت علينا يا فلان فلا يجوز؛ لأن البركة من الله وهو -سبحانه- المتبارك وعبده (المبارك) قال -تعالي-: ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [الملك:1]
وقال: ((تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا)) [الفرقان: 61] وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)) [مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (591).]
والعبد قد يكون فيه بركة ولو كان فاسقا، قد يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيكون فيه بركة.))
((المصدر)):
[من الموقع الرسمي لصاحب الفضيلة شيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي - حفظه الله ورعاه -]
((دمتم بخير))
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Feb-2007, مساء 11:52]ـ
وأنت كلك بركه على هذا المنتدى المبارك.
جعلك الله مباركا اين ماكنت.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 01:11]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ العزيز/ آل عامر - حفظه الله تعالى ورعاه -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكر لكم حسن ظنكم بي، وأسأل الله لي ولكم العون والتسديد.
بارك اللهُ فيكم.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 12:18]ـ
أما قول: ... تباركت علينا يا فلان فلا يجوز؛ لأن البركة من الله وهو -سبحانه- المتبارك وعبده (المبارك) قال -تعالي-: ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [الملك:1]
وقال: ((تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا)) [الفرقان: 61] وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)) [مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (591).]
بارك الله فيكم
وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد 2/ 680 والشيخ محمد بن إبراهيم في فتاواه 1/ 207والشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/ 291 والشيخ البراك في شرح الواسطية ص119.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم اللهُ خيرًا وباركَ في علمكم يا شيخ عبد الرّحمن.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 03:35]ـ
فائدة نفيسة أخي
بارك الله فيك
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 12:19]ـ
الحمد لله الأمر هين
جزاك الله أخي على هذا النقل المبارك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخين الكريمين عبد الرحمن السديس وسلمان أبو زيد
ومما يدل على كونه (تبارك) مختصة بالله عز وجل أمور:
الأمر الأول: أنها لم ترد في الكتاب والسنة إلا مضافة إلى الله تبارك وتعالى وقد وردت في تسع مواطن:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} سورة الأعراف الآية رقم (54)
2 - وقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14)} سورة المؤمنون الايات (12 - 14)
3 - وقوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} سورة الفرقان الآية رقم (1)
4 - وقوله تعالى: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً} سورة الفرقان الآيو رقم (10)
5 - وقوله تعالى: {بارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيراً} سورة الفرقان الآية رقم (61)
6 - وقوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين} سورة غافر الآية رقم (64)
7 - وقوله تعالى: {وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون} سورة الزخرف الآية رقم (85)
8 - وقوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} سورة الرحمن الآية رقم (78)
9 - وقوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير} سورة الملك الآية رقم (1)
وكذا لفظ بركات وباركنا وبارك كلها في القرآن مسندة غلى الله عز وجل.
الأمر الثاني: ما ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:: كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله (ص) في سفر فقل الماء فقال: " اطلبوا فضلة من ماء ". فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال: " حي على الطهور المبارك والبركة من الله ". فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله (ص) ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ".
الأمر الثالث: أن معنى تبارك في اللغة يقتضي أن لا يوصف به إلا الله عز وجل فمما ذكره أهل اللغة من معانيه:
1 - أنه بمعنى تعالى وتعاظم كما قال الزجاج وابن دريد.
2 - أنه بمعنى ارتفع قاله المبرد.
3 - أنه بمعنى تقدس وتطهر قاله ابن السراج.
قال ابن القيم رحمه الله: (وحقيقة اللفظة أن البركة كثرة الخير ودوامه ولا أحد أحق بذلك وصفا وفعلا منه تبارك وتعالى
وتفسير السلف يدور على هذين المعنيين وهما متلازمان لكن الأليق باللفظة معنى الوصف لا الفعل فإنه فعل لازم مثل تعالى وتقدس وتعاظم
ومثل هذه الألفاظ ليس معناها أنه جعل غيره عاليا ولا قدوسا ولا عظيما هذا مما لا يحتمله اللفظ بوجه وإنما معناها في نفس من نسبت إليه فهو المتعالي المتقدس فكذلك تبارك لا يصح أن يكون معناها بارك في غيره وأين أحدهما من الآخر لفظا ومعنى هذا لازم وهذا متعد فعلمت أن من فسر تبارك بمعنى ألقى البركة وبارك في غيره لم يصب معناها وإن كان هذا من لوازم كونه متباركا فتبارك من باب مجد والمجد كثرة صفات الجلال والسعة والفضل وبارك من باب أعطى وأنعم ولما كان المتعدي في ذلك يستلزم اللازم من غير عكس فسر من فسر من السلف اللفظة بالمتعدي لينتظم المعنيين فقال مجيء البركة كلها من عنده أو البركة كلها من قبله وهذا فرع على تبارك في نفسه .... ) بدائع الفوائد (2/ 411) وينظر بقية كلامه النفيس في الباب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 11:18]ـ
لكن مما درجو عليه بعض العامة أن يقولوا: من بركات الله وبركاتك ..
وهذا لايجوز .. بسبب هذه الواو الشركيّة
وهذه نكتة تعد لطيفة كأنها مفارقة
فلو قيل: من بركاتك وحدها .. جاز
ولو قال من بركات الله وبركاتك .. لم يجز .. مع أنها قدم الله تعالى
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[02 - Nov-2007, صباحاً 12:05]ـ
جزاكم الله على الافادة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:06]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن عقوباتها يعني المعاصي انها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلاتجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصي الله وما محت البركة من الارض إلا بمعاصى الخلق
قال الله تعالي ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض
وقال تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه
وأن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الحديث أن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب فإنه لا ينال ما عند الله الا بطاعته وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وإنما كانت معصية الله سببا لمحق بركة الرزق والاجل لان الشيطان موكل بها وبأصحابها فسلطانه عليهم وحوالته على هذا الديوان وأهله وأصحابه وكل شيء يتصل به الشيطان ويقارنه فبركته ممحوقة ولهذا شرع ذكر إسم الله تعالى عند الأكل والشرب واللبس والركوب والجماع لما في مقارنة إسم الله من البركة وذكر إسمه يطرد الشيطان فتحصل البركة ولا معارض لها وكل شيء لا يكون لله فبركته منزوعة فان الرب هو الذي يبارك وحده والبركة كلها منه وكلما نسب اليه مبارك فكلامه مبارك ورسوله مبارك وعبده المؤمن النافع لخلقه مبارك وبيته الحرام مبارك وكنانته من أرضه وهى الشام أرض البركة وصفها بالبركة في ست آيات من كتابه فلا مبارك الا هو وحده ولا مبارك الا ما نسب اليه أعنى إلى محبته وألوهيته ورضاه وإلا فالكون كله منسوب إلى ربوبيته وخلقه وكلما باعده من نفسه من الاعيان والاقوال والاعمال فلا بركة فيه ولا خير فيه وكلما كان منه قريبا من ذلك ففيه من قدر قربه منه وضد البركة اللعنة فأرض لعنها الله أو شخص لعنه الله أو عمل لعنه الله أبعد شيء من الخير والبركة وكلما اتصل بذلك وارتبط به وكان منه بسبيل فلا بركة فيه البتة وقد لعن عدوه إبليس وجعله أبعد خلقه منه فكل ما كان من جهته فله من لعنة الله بقدر قربه منه وإتصاله فمن ههنا كان للمعاصي أعظم تأثير في محق بركة العمر والرزق والعلم والعمل فكل وقت عصيت الله فيه أو مال عصى الله به أو بدن أو جاه أو علم أو عمل فهو على صاحبه ليس له فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعلمه وعمله الا ما أطاع الله به ولهذا من الناس من يعيش في هذه الدار مائة سنة أو نحوها ويكون عمره لايبلغ عشرين سنة أو نحوها كما أن منهم من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في الحقيقة لا يبلغ ألف درهم أو نحوها وهكذا الجاه والعلم وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله عز وجل وما والاه أو عالم أو متعلم وفي آثر آخر ملعونة ما فيها الا ما كان لله هذا هو الذي فيه البركة خاصة والله المستعان
بتصرف يسير(/)
كلمة حول كلمة (الفكر الإسلامي)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 12:57]ـ
قال العلامة البحاثة الشيخ بكر أبو زيد في كتابه الماتع (معجم المناهي): ((ومنها الفكر الإسلامي" والفكرة الإسلامية بمعنى الإسلام؟! وكيف يصح أن يكون الإسلام مظهراً للفكر الإنساني، والإسلام بوحي معصوم والفكر ليس معصوماً))
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 01:11]ـ
فى اعتقادى أننا نطلق على بعض الأفكار مصطلح أفكار إسلامية، لأن منها ما هو غير إسلامى
وليس لأننا نعتقد أن الإسلام هو مجموعة أفكار.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 02:38]ـ
غالب من يتحدثون عن الفكر الإسلامي إنما يقدمون آرائهم وأطروحاتهم، ووصفهم لها بالإسلامي لكونهم منتمين للدين الإسلامي ومنه ينطلقون، ووصفها بالفكرة لأنها منهم هم وهم من يتحملون تبعتها، فهذا من باب " أنزلهم على حكمك "، فهو إن جعلها من الشريعة من كل وجه قد يؤاخذ لوجود ما يخرج عنها، وإن جعلها كلها له وقع في الحرج من باب إقحام رأيه في أمور الشرع، وكثير من مباحث الفكر الإسلامي آراء واجتهادات ورؤى لأصحابها، يقصدون منها نصر الشريعة والرد على المخالفين، اللهم إلا من نسب نفسه للشريعة والشريعة منه براء، كما حال الكثير من أتباع المدرسة العقلية أو بعض من وصل إلى مصاف الليبرالية والعلمانية ومنهم من ألحد.
وعلى كل الأحوال الأصل توسيع المجال في النطق، والفكر الإسلامي مرادف لـ رأي الشريعة، وغيرها من الألفاظ، وهذا كله لا يعني التنقص من جلالة الشيخ وعلمه وقدره ومكانته، إنما هو رأي أبديته وأظهرته، والله تعالى أعلم بالصواب.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Feb-2007, مساء 11:36]ـ
الله عزوجل أمر بالتفكير
قال تعالى "أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ....... "
وقال"وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرن"
وعليه فمن يتفكر في خلق الله فهذا تفكير إسلامي وإذا أكثر من هذا التفكير فإنه يسمى مفكر إسلامي
والمسألة واضحة مايبيلها مطوع
ـ[نمارق]ــــــــ[18 - Feb-2007, صباحاً 12:28]ـ
أذكر للشيخ إبن عثيمين رحمه الله له فتوى بهذا الشأن ...
تكلم عن الفكر الإسلامي والمفكر الإسلامي ...
المفكر لابأس به لأنه من فكره هو أما الفكر الإسلامي فلايجوز لأن الإسلام ليس بفكر ولارأي ....
نقلته بتصرف ....
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 09:49]ـ
كل انسان سوي العقل، غير مخبول بجنون أو غيره، يملك - من جهة القدرة الخلقية ووجود الأداة الطبعية في نفسه - أن يفكر! هذه لا يماري فيها عاقل. فهل مجرد اتصاف الانسان بكونه مسلما، يسوغ له من حيث كونه يفكر - كما هو حال سائر البشر: يفكرون! - أن يقول: "أنا مفكر اسلامي"، معطيا نفسه بذلك الحق زورا وعدوانا في أن ينظر ويقعد في مسائل الدين والمسلمين، ويدعو العامة الى قبول آرائه وأفكاره في الدين والعمل بها؟؟؟ يا سادة يا كرام هذا المصطلح هو ذريعة كل من يعلم من أمر نفسه أنه غير مؤهل علميا لدراسة مسائل الدين، ولكنه ومع ذلك يريد أن يخوض في الدين برأيه وهواه على أي حال!! فان لم يكن طالب علم ولا عالم مشهود له بالعلم والطلب، فليكن اذا "مفكرا اسلاميا"! المهم أن يتخذ لنفسه أي صفة تبرره أمام عامة الناس، وتجيزه في اعتبارهم اذا ما تكلم في دين الله ونشر كلامه عليهم!! ولا ريب أن هذا من محض التلبيس الشيطاني وتسمية الأشياء بغير أسمائها! كان الناس من قبل يستقبحون بشدة أن يتكلم عامي في الدين ويفتي فيه بهواه، ما دام أنه لم يعرف له من قبل أي حظ من علم أو تعلم في الدين! فلما دبت في الأمة تيارات الخلع من التراث والمسخ بصبغة الكفار المستوردة والاغراق في سفاهاتهم وفلسفاتهم، أصبح الناس يجترئون على الكلام في أي شيء أيا كان، بحجة أنهم "يفكرون" وما داموا يقدرون على التفكير، فلهم أن يفكروا وأن يخالفوا وأن يجادلوا كما يحلو لهم في أي قضية مهما عظمت!! فلما جرت عجلة الطباعة والنشر والاعلام وأصبح الأمر سهلا، وتزعم حركة الخلع من التراث قوم ينسبون الى الأزهر وتبعهم قوم ينتسبون الى الأدب العربي، وأصبحت كتبهم تنشر وتطبع في آلاف من النسخ، زاد تمرد الجهال والرويبضات على حرمة العلم وأهله وزادت جرأتهم ... حتى ظهر من جراء ذلك، هذا المصطلح الحادث الذي ابتليت به الأمة في زمانها هذا: مصطلح: "مفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
اسلامي"!!!
فلو كان هذا المصطلح، على نحو ما شاع استعماله بين عامة هؤلاء "المتثقفة" و"المتفيهقة" المساكين الذين يصفون أنفسهم بأنهم النخبة العليمة بكل شيء، والذين تبوأوا منابر الكلام ونشر الفكر في الناس بحق أو بغير حق اتباعا لخطى فلاسفة الغرب وأئمة ضلالهم، لو كان يتوجه هذا المصطلح الى جميع المسلمين بوصف الأعم الأغلب منهم بأنهم عقلاء يملكون القدرة الطبيعية في أصل خلقتهم كبشر على التفكير وبالتالي انتاج "الفكر" هكذا باطلاق، على تقييد ذلك بأن كل مسلم منهم يفكر فيما تخصص فيه من مجالات العلم والانتاج فيصبح اذ ذاك مفكرا مبدعا فيه منتجا للخير نافعا للناس، لو كان معناه هكذا لما كان لنا من تحرج تجاه اطلاق ذلك اللفظ على سائر المسلمين بمختلف فروع اختصاصهم دون تخصيص! هذا من حيث عموم معنى التفكير وقوعه عند كل منتسب للاسلام، أيا كان ما يفكر فيه ذلك المسلم.
ولكن الحاصل كما لا يخفى على أحد أن الاصطلاح ليس هذا معناه عند أصحابه، ولا مرادهم منه عند اطلاقه! فهم يخصصون به بعض عوام المسلمين دون أهلية مخصوصة، اللهم الا سعة اطلاع هؤلاء القوم - في كثير من الأحيان - على منتجات الفلاسفة والمفكرين ونظرياتهم، وسعة حظهم من كل ما هو في الحقيقة ليس اسلاميا ولا علاقة له بالاسلام أصلا!!!
فأصبح ذلك الاصطلاح ختما تضربه ماكينات الاعلام والصحافة على رويبضات سفهاء، لا حظ لهم من علم ولا تأهل في مسائل الشرع والدين في قليل أو كثير، لمجرد أنهم يملكون منابر الصحافة ويتكلمون على هواهم وهوى المتفلتين من دين الله، القائمين على مجاري الاعلام في بلادنا كما لا يخفى! فكلما خرج صحافي جهول لا حظ له من علم في الدين بل وربما في شيء أصلا الا ما تعلمه في كلية الاعلام وما سمعه وقرأه من متناثر الكتابات من هنا وهناك، فراح يكتب كلاما منمقا يوافق فيه هوى القائمين على أمر المنبر الذي يبث كلامه منه، استحق بصورة تلقائية أن يدخل في مصاف من يعدهم هؤلاء: "مفكرين اسلاميين"!! هذا هو الحال باختصار شديد! فمنهم المعتزلة الجدد، ومنهم الليبراليون، ومنهم ذوو الميول الرافضية الثورية، ومنهم من تراهم في كل يوم على لون وفي كل مقال على مذهب، يتهافتون تهافت الفلاسفة في ظلمة الجهل المبين .. وكلهم في النهاية لا يجمعهم الا ذلك الاصطلاح الاعلامي "الثقافي" المولد الذي يعدونه مفخرة لهم واجازة للخوض في كل مسائل الدين مهما عظمت، طالما أنهم يأتون "بفكر" هناك ممن يوافقونهم من يصفه بأنه نافع ومستنير!!!
فأرجو أن يتأمل الاخوة بعمق وبعلم في كلام أكابر أهل العلم المنقول ها هنا، قبل أن يتفلسفوا في تسويغ ذلك المصطلح الفاسد .. فكم من كفريات وزندقات زكاها الرويبضات للعامة تحت ذاك الشعار البراق "مفكر اسلامي"، فضل بها من ضل وزاغ بها من زاغ، وهلك بسببها من هلك، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ـ[الليث ابن سراج]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 05:42]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا الفداء وبارك فيك ونفع بك
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 06:48]ـ
جزاكم الله خير لكن اين اجد قول العثيمين رحمه الله.(/)
تفصيل شيخ الإسلام ابن تيمية في الحكم على من سبَّ الصحابة رضي الله عنهم
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[18 - Feb-2007, صباحاً 07:45]ـ
[ align=justify] الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
فقد ورد للموقع سؤال عن حكم من سبَّ الصحابة رضي الله عنهم، وكان جوابه ماوقفت عليه من تفصيل استحسنته لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سأورده نشرًا للفائدة، نفعنا الله بما علمنا.
السؤال:
ما حكم سب الصحابة؟
وهل يجوز تكفير من يسبهم، مع العلم أنهم يكفِّرون أهل السنة والجماعة، فلو كان الجواب بـ"نعم"، فلماذا لا نصرح بكفرهم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمسألة سبِّ الصحابة رضي الله تعالى عنهم من المسائل التي فيها تفصيل طويل؛ لأن السَّابَّ قد يسبُّ واحداً بعينه بسبب خصومة دنيوية بينهما – وهذا في عصره كما هو ظاهر – وقد يسبُّ عدداً من الصحابة بسبب أنه لُبِّس عليه بأنهم ارتدُّوا، أو عملوا أعمالاً يتعاظمها، وقد يسبُّهم لأنهم هم الذين نصروا هذا الدين الذي يتظاهر بالانتساب إليه، وهو في باطنه ليس كذلك، وهكذا.
ومِنْ أحسن مَنْ فصَّل في هذه القضيَّة، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول" (3/ 1055 - 1113)؛ حيث قال: ((فأما من سب أحداً من أصحاب رسول الله (ص) -من أهل بيته وغيرهم-: فقد أطلق الإمام أحمد أنه يُضْرَب ضربًا نكالاً، وتَوَقَّفَ عن كفره وقتله.
قال أبو طالب: "سألت أحمد عمَّن شتم أصحاب النبي (ص)؟ قال: "القتل أَجْبُنُ عنه، ولكن أضربه ضربًا نكالاً".
وقال عبد الله: "سألت أبي عمن شتم رجلاً من أصحاب النبي (ص)؟ قال: "أرى أن يُضْرب، قلت له: حَدّاً؟ فلم يقف على الحدِّ؛ إلا أنه قال: يُضرب، وقال: ما أراه على الإسلام".
وقال في الرسالة التي رواها أبو العباس أحمد بن يعقوب الإصطخري وغيره: "وخير الأمة بعد النبي (ص): أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر، وعلي بعد عثمان، ووقف قوم على عثمان، وهم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله (ص) بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قُبِلَ منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلَّده الحبس حتى يموت أو يراجع".
وحكى الإمام أحمد هذا عمَّن أدركه من أهل العلم، وحكاه الكِرْمَاني عنه، وعن إسحاق، والحُمَيْدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم.
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: "ما لهم ولمعاوية؟! نسأل الله العافية". وقال لي: "يا أبا الحسن، إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله (ص) بسوء، فاتَّهِمْهُ على الإسلام".
فقد نصَّ رضي الله عنه على "وجوب تعزيره بالجلد، واستتابته حتى يرجع، وإن لم يَنْتَهِ، حُبس حتى يموت أو يراجع"، وقال: "ما أراه على الإسلام، وأَتَّهِمُهُ على الإسلام"، وقال "أَجْبُنُ عن قتله".
وقال إسحاق بن راهَوَيه: "من شتم أصحاب النبي (ص) يعاقب ويحبس"، وهذا قول كثير من أصحابنا، منهم: ابن أبي موسى، قال: "ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولا يزوج، ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برَّأها الله منه، فقد مَرَقَ من الدين، ولم ينعقد له نكاحٌ على مسلمة؛ إلا أن يتوب ويُظهِر توبتَه".
وهذا في الجملة قول عمر بن عبد العزيز، وعاصم الأحول، وغيرهما من التابعين.
قال الحارث بن عتبة: "إن عمر بن عبد العزيز أُتي برجل سبَّ عثمان، فقال: ما حملك على أن سببته؟ قال: أُبْغِضُه، قال: وإن أبغضت رجلاً سببته؟! قال: فأمر به فجُلد ثلاثين سوطًا".
وقال إبراهيم بن ميسرة: "ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانًا قط، إلا إنسانًا شتم معاوية، فضربه أسواطًا"؛ رواهما اللالكائي.
وقد تقدم أنه كتب في رجل سَبَّه: "لا يُقتل إلا من سب النبي (ص) ولكن اجلده فوق رأسه أسواطًا، ولولا أني رجوت أن ذلك خيرٌ له لم أفعل".
وروى الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم الأحول، قال: "أُتيت برجل قد سب عثمان، قال: فضربته عشرة أسواط، قال: ثم عاد لِما قال، فضربته عشرة أُخرى، قال: فلم يزل يسبُّه حتى ضربته سبعين سوطًا".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو المشهور من مذهب مالك، قال مالك: "من شتم النبي قُتل، ومن شتم أصحابه أُدِّب".
وقال عبد الملك بن حبيب: "من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان، والبراءة منه، أُدِّب أدباً شديدًا، ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر، فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه، ويطال سجنه حتى يموت، ولا يبلغ به القتل إلا في سب النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال ابن المنذر: "لا أعلم أحداً يُوجِب قتل مَنْ سب مَنْ بَعد النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقال القاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة: إن كان مُسْتَحِلاًّ لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلاًّ فسق ولم يكفر، سواء كفَّرهم أو طعن في دينهم مع إسلامهم".
وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة و غيرهم بـ"قتل من سب الصحابة، وكُفر الرافضة".
قال محمد بن يوسف الفريابي - وسُئل عمن شتم أبا بكر – قال: "كافرٌ، قيل: فيُصلَّى عليه؟ قال: لا، وسأله: كيف يُصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسُّوه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته".
وقال أحمد بن يونس: "لو أن يهوديًّا ذبح شاة وذبح رافضي، لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مُرْتَدٌّ عن الإسلام".
وكذلك قال أبو بكر بن هانئ: "لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية؛ كما لا تؤكل ذبيحة المرتد، مع أنه تؤكل ذبيحة الكتابي؛ لأن هؤلاء يُقامون مقامَ المرتد، وأهل الذمة يُقَرُّون على دينهم، وتؤخذ منهم الجزية".
وكذلك قال عبد الله بن إدريس، من أعيان أئمة الكوفة: "ليس لرافضيٍّ شُفْعةٌ؛ لأنه لا شفعة إلا لمسلم".
وقال فُضَيْل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن - يعني: ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما - يقول لرجل من الرافضة: "والله، إنَّ قَتْلَك لَقُرْبَةٌ إلى الله، وما أمتنع من ذلك إلا بالجوار".
وفي رواية قال: رحمك الله، قد عرفت أنما تقول هذا تمزح، قال: "لا والله ما هو بالمزح، ولكنه الجد". قال: وسمعته يقول: "لئن أمكننا الله منكم لنُقَطِّعَنَّ أيديكم وأرجلكم".
وصرح جماعات من أصحابنا بكفر الخوارج المعتقدين البراءة من علي وعثمان، وبكفر الرافضة المعتقدين لسب جميع الصحابة، الذين كفَّروا الصحابة، وفسَّقوهم، وسبُّوهم.
وقال أبو بكر عبد العزيز في "المقنع": "وأما الرافضي: فإن كان يسب، فقد كفر، فلا يُزَوَّج".
ولفظ بعضهم - وهو الذي نصره القاضي أبو يعلى -: "أنه إن سبَّهم سبّاً يقدح في دينهم أو عدالتهم، كفر بذلك، وإن كان سبّاً لا يقدح - مثل أن يسب أبا أحدهم، أو يسبَّه سبًّا يقصد به غيظه ونحو ذلك - لم يكفر".
قال أحمد في رواية أبي طالب - في الرجل يشتم عثمان -: "هذه زندقة".
وقال في رواية المرُّوذي: "من شتم أبا بكر، وعمر، وعائشة، ما أراه على الإسلام".
وقال في رواية حنبل: "من شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما أراه على الإسلام".
قال القاضي أبو يعلى: "فقد أطلق القول فيه أنه يكفر بسبِّه لأحد من الصحابة، وتوقف في رواية عبد الله وأبي طالب عن قتله، وكمال الحد، وإيجاب التعزير يقتضي أنه لم يحكم بكفره"، قال: "فيحتمل أن يحمل قوله: "ما أراه على الإسلام" إذا استحلَّ سبَّهم، بأنه يكفر بلا خلاف، ويحمل إسقاط القتل على من لم يستحلَّ ذلك، بل فعله مع اعتقاده لتحريمه، كمن يأتي المعاصي". قال: "ويحتمل أن يحمل قوله: "ما أراه على الإسلام" على سبٍّ يطعن في عدالتهم؛ نحو قوله: "ظلموا وفسقوا بعد النبي وأخذوا الأمر بغير حق"، ويحمل قوله "في إسقاط القتل" على سب لا يطعن في دينهم؛ نحو قوله: "كان فيهم قلة علم، وقلة معرفة بالسياسة والشجاعة، وكان فيهم شحٌّ، ومحبة للدنيا، ونحو ذلك". قال: "ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره، فتكون في سابِّهم روايتان، إحداهما: يكفر، والثانية: يفسق، وعلى هذا استقر قول القاضي وغيره؛ حكوا في تكفيرهم روايتين".
قال القاضي: "ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برَّأها الله منه كفر بلا خلاف".
ونحن نرتب الكلام في فصلين؛ أحدهما: في حكم سبهم مطلقاً، والثاني: في تفصيل أحكام السبِّ.
أما الأوَّل: فسبُّ أصحاب رسول الله حرامٌ بالكتاب والسنة ... ))، ثم أخذ شيخ الإسلام في سرد الأدلَّة من الكتاب والسنة في ذلك، وبيَّن دلالاتها، وأطال، ثم قال:
((فصل في تفاصيل القول فيهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من اقترن بسبِّه دعوى: أن عليًّا إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا لاشك في كفره، بل لاشك في كفر من توقف في تكفيره. وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكُتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، ونحو ذلك، وهؤلاء يُسَمَّون "القرامطة والباطنية"، ومنهم "التناسخية"، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم.
وأما من سبَّهم سبًّا لا يقدح في عدالتهم، ولا في دينهم؛ مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلَّة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك: فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يُحمل كلام من لم يكفِّرهم من العلماء.
وأما من لعن وقبَّح مطلقًا: فهذا محل الخلاف فيهم؛ لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد.
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلاً، لا يبلغون بضع عشرة نفسًا، أو أنهم فسقوا عامتهم: فهذا لا ريب أيضًا في كفره، فإنه مكذِّب لما نصه القرآن في غير موضع؛ من الرضا عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا؟! فإن كفره متعيِّن؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نَقَلَة الكتاب والسنة كفار أو فُسَّاق، وأن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس - وخيرها هو القرن الأوَّل - كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام؛ ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الأقوال، فإنه يتبين أنه زنديق، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم، وقد ظهرت لله فيهم مَثُلات، وتواتر النقل بأن وجوههم تُمسخ خنازير في المحيا والممات، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في "النهي عن سب الأصحاب، وما جاء فيه من الإثم والعقاب".
وبالجملة: فمن أصناف السابَّة من لا ريب في كفره، ومنهم من لا يحكم بكفره، ومنهم من يُتردد فيه، وليس هذا موضع الاستقصاء في ذلك، وإنما ذكرنا هذه المسائل لأنها في تمام الكلام في المسألة التي قصدنا لها.
فهذا ما تيسر من الكلام في هذا الباب، ذكرنا ما يسَّره الله، واقتضاه الوقت، والله سبحانه يجعله لوجهه خالصًا، وينفع به، ويستعملنا فيما يرضاه من القول والعمل.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا إلى يوم الدين،، والله أعلم)).انتهى كلامه رحمه الله.
رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - Feb-2007, صباحاً 10:18]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا، وتبقى إثارة مثل هذه القضايا ملحة جداً في هذا الوقت العصيب، حيث بزغ نجم الرافضة، وصاروا مؤثرين في الساحة السياسية والاجتماعية للعالم الإسلامي، وتحرك المد الشيعي الديني، فهم يقومون الآن بنشر مذهبهم وعقيدتهم ويعلنون ذلك ولا يخشونه، بينما يخاف الكثير من أهل السنة أن يجهر بقوله وعقيدته المضادة للرافضة.
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطر التمدد الشيعي من الناحية السياسية، لكننا قل أن نجد من يتحدث عن هذا الخطر من الناحية العقائدية، وهذا التمدد أخطر وأنكى من التمدد السياسي، فالكثير من عقائد الرافضة صار يروج لها باسم التوحيد بين المسلمين وباسم التقارب، وهذا التقارب غالباً ما يكون من جانب واحد وهو جانب أهل السنة، أما الرافضة فلا يريدون إلا سنياً يقبل بما لديهم، ولا يمدون يداً واحدة لمصافحة مشاريع السنة القاضية بوقف شتم الصحابة وتكفيرهم والطعن فيهم وغيرها من مسائل الأصول الكلية التي خالفت فيها الرافضة عموم المسلمين، ولعل في قصة الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله عبرة لكل من يدعو إلى التقارب أو يغتر بشعارات الرافضة الجوفاء، وهو أيضاً ما شعر به الدكتور يوسف القرضاوي أخيراً بعد حواره مع هاشمي رفسنجاني حين اعترف القرضاوي بعدم رغبة الرافضة في التقارب ووقف التصعيد ضد أهل السنة مع قدرتهم على ذلك لو أرادوا.
ـ[قارئ]ــــــــ[18 - Feb-2007, صباحاً 11:08]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا
ـ[نياف]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 08:40]ـ
نفع الله بكم شيخنا
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطر التمدد الشيعي من الناحية السياسية، لكننا قل أن نجد من يتحدث عن هذا الخطر من الناحية العقائدية، وهذا التمدد أخطر وأنكى من التمدد السياسي
شكر الله لكم يا أبا حماد
وما وقع خلال الفترة الماضية كشف للكثير زيف الدعوة إلى التقارب مع الشيعة
والتي كانوا يقررونها وينافحون عنها
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 08:03]ـ
الإخوة الفضلاء:
أبو حماد
قارئ
نياف
الحمادي
شكر الله لكم، وبارك فيكم، ونفع بكم، وجعل الله أعمالنا خالصة لوجهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 01:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فضيلة الشيخ د. / سعد بن عبد الله الحميد -سلمهُ الله تعالى-:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكُم اللهُ خيرًا وباركَ فيكم.
بيض الله وجهك يوم تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدع، ونصر بكم الملة الحنيفية.
دمتم بخير و رضا.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 11:32]ـ
أخي سلمان أبو زيد حفظه الله
وأنت فبيَّض الله وجهك، ونفع بك، وجعلك مباركًا أينما كنت
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 01:48]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل على هذا الانتقاء النافع
ولكن لعلي فهمت من هذا أمر أحب التثبت منه أو المشورة فيه
بالنسبة لـ المعلم عندما يطرح لتلاميذ في سن التوجيهي أو أعلى قضية تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم
يبدأون بتخاطف التساؤلات: هل هم كفار؟ هل نكفرهم بأعيانهم؟ صديقي رافضي هل اعتبره كافر وهو لايظهر إلا الخلق ... سمعت فلانا يسب أبابكر إذاً هو كافر؟؟؟؟ .... الخ
ويريد من المعلم حكماً قاطعاً فاصلاً في هذا الشخص أو ذاك ...
ومن خلال المقال هنا ذكرتم (لاشك في كفر من لم يكفرهم ... )
هل هذا يعني أنه يحق للمعلم أمام هذه التساؤلات من طلابه أن يكون جريئاً في تكفير هؤلاء الذين يُسأل عنهم بأشخاصهم؟
بمعنى استبعاد التقييد بضوابط التكفير
أو هل نقرر أن تكفير (الأعيان) يصح إذا كانوا ينتسبون للرافضة بلا قيد؟
أرجو المشورة من أهل الخبرة فالطلاب في هذه الأيام بدأوا يغرقون مع الدعاوى إفراطاً أو تفريطاً.
وشكر الله لكم
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 09:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فهذا بحث مختصر في تحقيق موقف ابن تيمية من الرافضة , وهل كان يحكم بكفرهم أم لا؟ , والسبب الذي أوجب هذا البحث هو: أن كثيرا من المعاصرين قد اختلفوا في تحديد موفق ابن تيمية من الرافضة , فمنهم من فهم من كلامه أنه يكفر الرافضة بأعيانهم , ومنهم من فهم من كلامه أنه كان لا يكفرهم بأعيانهم إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع , وزاد الخلاف بين الفريقين وتوسع , خاصة مع هذه الظروف المعاصرة , هذا كله مع أن كلام ابن تيمية موجود بين أيدينا , في كتبه ورسائله.
فالبحث العلمي يتطلب الرجوع إلى كلامه هو نفسه , وجمع متفرقه , ومراعاة أصول فكره وقواعده التي اعتمد عليها , ومنطلقاته , ومن ثم تحصيل رأيه في المسألة , وهذا ما أرجو أن يكون البحث قد حققه.
فالبحث في تحرير موفق ابن تيمية فقط , وليس في بحث المسألة ومناقشة تفاصيلها , وذكر أقوال العلماء فيها , وذكر ما استدلوا به في شأنها , بل في تحرير موفق ابن تيمية فقط.
وقد تكون هذا البحث من مسألتين:
المسألة الأولى: ذكر ما يدل من كلام ابن تيمية على عدم كفر الرافضة.
المسألة الثانية: الجواب على ما يشكل من كلام ابن تيمية في هذه المسألة.
المسألة الأولى:
كلام ابن تيمية الذي يدل على عدم كفر الرافضة
مما لا شك فيه إن فرقة الشيعة الإثني عشرية (الرافضة) من أشهر الفرق التي رد عليها ابن تيمية - رحمه الله - , ونقض أقوالها , وبين ما عندهم من خطأ في المسائل العلمية , أو في الأصول المنهجية في الاستدلال , وحرص على تتبع كل هذا في كثير من كتبه.
بل إن ابن تيمية لم يغلظ على فرقة من الفرق كما أغلظ على الرافضة , فقد وصفهم بقلة العلم والعقل , والتناقض والاضطراب , والعداء للمسلمين , والتعاون مع الأعداء ضد المسلمين , وأنهم من أكذب الطوائف , وأنهم من أبعد الطوائف عن الدين , ونص على أن معتقدهم من أخبث المعتقدات , وذكر أنهم من أحقد الفرق على المسلمين , وأشدهم خطرا عليهم ([1]) , ومن كلامه في هذا قوله:"والرافضة أشد بدعة من الخوارج , وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره , كأبي بكر وعمر , ويكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم , والصحابة كذبا ما كذب أحد مثله , والخوارج لا يكذبون , لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم , وأوفى بالعهد منهم , فكانوا أكثر قتالا منهم
(يُتْبَعُ)
(/)
, وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل , وهم يستعينون بالكفار على المسلمين , فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا معه على المسلمين , كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار , فإن الرافضة أعانته على المسلمين.
وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد , فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا وباطنا , وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم , فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم وينهى العامة عن قتالهم ويكيد أنواعا من الكيد حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين , ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان , أو أكثر أو أقل , ولم ير في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر , وقتلوا الهاشميين وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين , فهل يكون مواليا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسلط الكفار على قتلهم , وسبيهم وعلى سائر المسلمين " ([2]).
ومن أقواله أيضا:" الرافضة , إنما نقابلهم ببعض ما فعلوه بأمة محمد صلى الله عليه وسلم سلفها وخلفها , فإنهم عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين , وإلى خيار أمة أخرجت للناس , فجعلوهم شرار الناس , وافتروا عليهم العظائم , وجعلوا حسناتهم سيئات , وجاءوا إلى شر من انتسب إلى الإسلام من أهل الأهواء , وهم الرافضة بأصنافها غاليها وإماميها وزيديها , والله يعلم وكفى بالله عليما ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة شر منهم , لا أجهل ولا أكذب ولا أظلم ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان وأبعد عن حقائق الإيمان منهم " ([3]) , وكلام ابن تيمية في ذم الرافضة , وبيان ما عندهم كثير جدا , فهو من أشهر العلماء الذين ذموا الرافضة.
ومع هذا كله فإنه رحمه الله لم يحكم عليهم بالكفر والخروج من الإسلام , بل اعتبرهم من الداخلين في دائرة الإسلام , وتعامل معهم بناءا على المقتضى.
ومما ينبغي أن يعلم في هذا المقام: أن الشيعة ليسوا على مرتبة واحدة في دينهم , ولهذا السبب تعددت الأحكام الصادرة عليهم من العلماء والأئمة , وحاصل ما ينتهي إليه الحكم على الشيعة هو أن يقال: إن الشيعة على ثلاثة أقسام: قسم كافر بالإجماع , ومن هؤلاء: الشيعة الإسماعيلية والنصيرية والقرامطة , والغلاة في علي رضي الله عنه - المؤلهين له- , وقسم غير كافر بالإجماع , ومن هؤلاء: الشيعة المفضلة , وقسم وقع فيه خلاف بين العلماء , ومن هؤلاء: الرافضة.
وهذا التقسيم هو الذي يدل عليه كلام ابن تيمية رحمه الله , فإنه لما ذكر الفرق التي أجمع الأئمة على عدم كفرهم ذكر منهم الشيعة المفضلة ([4]) , وكذلك كرر كثيرا أن الإسماعلية النصيرية والقرامطة , وغيرهم من غلاة الشيعة كفار بالإجماع ([5]) , وذكر في مواطن من كتبه أن العلماء لهم في الرافضة قولان , هما روايتان عن الإمام أحمد ([6]) , وهذا التقسيم الثلاثي استعمله ابن تيمية في بيانه لحكم الفرق المنتسبة للإسلام , فالفرق عنده لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة.
وعلى هذا فإنه لا يصح أن يقال: إن ابن تيمية لا يكفر الشيعة بإطلاق , ولا إنه يكفرهم بإطلاق , بل حكمهم عنده على التفصيل الذي سبق ذكره.
وهنا تبنيه مهم في تحرير محل البحث , وهو: أن محل البحث في حكم الرافضة أنفسهم لا في حكم ما عندهم من معتقدات , فمما لا شك فيه أن عندهم كثير من المعتقدات الكفرية , ولكن هناك فرق بين الكلام في معتقداتهم , بين الكلام في حكم أعيانهم , والبحث في الأمر الثاني لا في الأمر الأول.
والمقصود هنا: تحقيق مذهب ابن تيمية في حكم الرافضة , وأنه لم يكن مكفرا لهم. فالبحث هنا في حكم الرافضة الإثني عشرية فقط , وليس في مطلق الشيعة , بل في الرافضة فقط , فابن تيمية لم يكن مكفرا لهؤلاء الطائفة من الشيعة.
ومما يدل على هذا من كلامه عدة أمور منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الأول: أنه نص على وصفهم بالإسلام , وفي هذا يقول:" وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير , وانتفعوا بذلك , وصاروا مسلمين مبتدعين , وهو خير من أن يكونوا كفارا " ([7]) , فهذا الكلام من ابن تيمية يدل على أن وصف الإسلام ثابت لهم , وأن دخول الكافر في الإسلام على مذهب الرافضة خير له من بقائه على كفره.
وقال أيضا لما ذكر قول الرافضة في عصمة الأئمة:" فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة , ولا سائر طوائف المسلمين , إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد , المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر , القائلين: بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر , وأولئك ملاحدة منافقون.
والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير , فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم , وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين " ([8]) , فقد نص ابن تيمية هنا -كما هو ظاهر- على أن الرافضة فيهم خلق مسلمون ظاهرا وباطنا , فلو كان يكفرهم بأعيانهم لمجرد كونهم رافضة لما أثبت لحد منهم الإسلام الظاهر والباطن , فدل على أنه لا يكفرهم إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع , وهذا يوضحه الأمر الثاني.
الأمر الثاني: أنه نص على أنه لا يكفر المعين منهم إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع , وفي هذا المعنى يقول:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له " ([9]) , فهذا نص من ابن تيمية على ما يعتقده هو في الرافضة , وأنه لا يكفرهم بمجرد كونهم رافضة , بل لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع , ولهذا قرر هنا أن أقوالهم كفر , وأما أعيانهم فليسوا كفارا , فقد فرق بين أقوالهم وبين حكمهم في أنفسهم.
وهذا من ابن تيمية تطبيق للقاعدة العظيمة في باب الوعد والوعيد , وهي التفريق بين الكلام في الوصف المطلق , والكلام في المعين , وهذه القاعدة من أهم القواعد التي طبقها ابن تيمية في حكمه على الفرق والمخالفين , وسيأتي مزيد كلام على هذه القاعدة إن شاء الله.
الأمر الثالث: أنه لما سئل عمن يفضل اليهود والنصارى على الرافضة , أنكر هذا وقال: " كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد فهو خير من كل من كفر به , وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة , سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم " ([10])
الأمر الرابع: أنه لما سئل عن حكم تزويج الرافضي , ذكر أن الأصل عدم تزويجه لأنه يخشى منه أن يؤثر على عقيدة زوجته , فلو كان الرافضي كافرا عنده لمنع من تزويجه لأجل كفره , فدل هذا على أنه لا يرى أن الرافضي خارج من الإسلام , في هذا يقول:" الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده" ([11]) , فلو كانت الرافضية عنده كافرة لما صح نكاح غير الرافضي من أهل السنة أو غيرهم منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الخامس: أنه حكم بصحة الصلاة خلف الإمام الرافضي , فلو كان الرافضي كافرا عنده لقال ببطلان الصلاة خلفه , لأن الصلاة خلف الإمام الكافر لا تصح كما هو معلوم , وفي هذا يقول:" والفاسق والمبتدع صلاته في نفسه صحيحة , فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته , لكن إنما كره من كره الصلاة خلفه لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب , ومن ذلك أن من أظهر بدعة أو فجورا لا يرتب إماما للمسلمين , فانه يستحق التعزيز حتى يتوب , فإذا أمكن هجره حتى يتوب كان حسنا , وإذا كان بعض الناس إذا ترك الصلاة خلفه وصلى خلف غيره آثر ذلك حتى يتوب , أو يعزل , أو ينتهي الناس عن مثل ذنبه , فمثل هذا إذا ترك الصلاة خلفه كان فيه مصلحة , ولم يفت المأموم جمعة ولا جماعة , وأما إذا كان ترك الصلاة يفوت المأموم الجمعة والجماعة فهنا لا يترك الصلاة خلفهم إلا مبتدع مخالف للصحابة رضي الله عنهم.
وكذلك إذا كان الأمام قد رتبه ولاة الأمور , ولم يكن في ترك الصلاة خلفه مصلحة , فهنا ليس عليه ترك الصلاة خلفه , بل الصلاة خلف الإمام الأفضل أفضل , وهذا كله يكون فيمن ظهر منه فسق أو بدعة تظهر مخالفتها للكتاب والسنة ,كبدعة الرافضة والجهمية " ([12]) , فقد ذكر أن هذا التفصيل والخلاف إنما هو في أصحاب البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ونحوها , ومع هذا قرر أن الصلاة تصح خلفهم.
الأمر السادس: موقفه من شهادة الرافضي وروايته , فإنه وإن رد شهادة الرافضي وروايته , فإنما ردها لأجل أنهم عرفوا بالكذب , واشتهروا به ([13]) , فلو كان مناط الرد عنده غير ذلك , كالكفر ونحوه , لذكره , لأن هذا المناط أشد مدعاة للرد.
فهذه بعض الأوجه من كلام ابن تيمية التي تدل على أنه لم يكن يكفر الرافضة , ولهذا لم يتعامل معهم على أنهم كفار, وكلام ابن تيمية الذي يدل على معنى هذه الأوجه كثير , وإن كان هناك بعض الأوجه الأخرى التي تدل على عدم كفر الرافضة مما لم يذكره ابن تيمية , ولكن المقصود هنا تحقيق مذهب ابن تيمية فقط.
وهذا القول وهو عدم تكفير الرافضة لم يتفرد به ابن تيمية , بل قال به جماعة من الأئمة قبله , ولا شك أن هذا القول هو القول الصحيح المنسجم مع قواعد أهل السنة وأصولهم.
المسألة الثانية:
الجواب على ما أشكل من كلام ابن تيمية في حكم الرافضة
قد أشكل على بعض الباحثين بعض كلام ابن تيمية في حكم الرافضة , وفهم منه إن ابن تيمية يكفر الرافضة على سبيل التعيين , ومن ذلك قوله عن الرافضة: أنهم قد ارتدوا عن الدين أو عن بعض الدين , ومن ذلك أيضا قوله: أن أصل دين الرافضة من اليهود , لأن أول من قال به هو ابن سبأ , وهو من اليهود , ومن ذلك قوله: أن الزندقة كثرة في الرافضة , وأن أصل دينهم الكفر والزندقة , ومن ذلك حديثه عن خبث الرافضة , ومعاداتهم المسلمين , وموالاة الكفار عليهم , وقولهم: بتحريف القرآن , وارتداد الصحابة , واتهامهم لأزواج النبي صلى الله عيه وسلم , وبناته ما عدا فاطمة , وغير ذلك من الكفريات التي عندهم ([14]).
ومن كلامه الذي فهم منه أنه يكفر الرافضة بأعيانهم قوله:"أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو انه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره، و كذلك من زعم منهم أن القران نقص منه آيات وكتمت , أو زعم أن له تأويلات باطنية تسقط الأعمال المشروعة , ونحو ذلك , وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية , ومنهم التناسخية , و هؤلاء لا خلاف في كفرهم. وأما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم و لا في دينهم , مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك. وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء. وأما من لعن وقبح مطلقا , فهذا محل الخلاف فيهم , لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد. وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره، فانه مكذب لما نصه القران في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره متعين فان مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وان هذه الأمة التي هي: (كنتم خير امة
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفارا أو فساقا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم و أن سابقي هذه الأمة هم شرارها. وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام. ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الأقوال فانه يتبين انه زنديق. وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم. وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بان وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات. وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب وما جاء فيه من الإثم والعقاب" ([15]) , هذا النص بين فيه ابن تيمية حكم أصناف الشيعة , وأطلق فيه الكفر على الرافضة كما هو ظاهر في قوله:" وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره، فانه مكذب لما نصه القران في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره متعين " إلى آخر كلامه.
ومن كلامه أيضا قوله:" وهؤلاء الرافضة: إما منافق وإما جاهل فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقا أو جاهلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيهم أحد عالما بما جاء به الرسول مع الإيمان به فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول وكذبهم عليه لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل والهوى " ([16]).
ومن ذلك قوله: بجواز قتل الرافضي المعين إذا كان داعية , فإنه قال:" فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج , كالحرورية والرافضة ونحوهم , فهذا فيه قولان للفقهاء , هما روايتان عن الإمام أحمد , والصحيح: أنه يجوز قتل الواحد منهم , كالداعية إلى مذهبه , ونحو ذلك ممن فيه فساد " ([17]).
فهذه الأقوال وغيرها من كلام ابن تيمية قد فهم منها بعض الناظرين في كلامه أنه كان يكفر الرافضة بأعيانهم.
وفي الحقيقة: فإن هذا ونحوه لا يمكن أن يؤخذ منه أن ابن تيمية كان يكفر الرافضة بأعيانهم , ولا ينبغي في البحث العلمي أن يترك مثل كلامه السابق الصريح والواضح , الذي نص فيه أنه لا يكفر الرافضي بمجرد كونه رافضي , وإنما لا بد من توفر شروط معينة , فلا يحق لنا أن نترك هذا الكلام الصريح الذي ذكره هو بنفسه , ونأخذ بمثل هذا الكلام العام والمجمل.
ومع هذا فما ذكر هنا يمكن أن يجاب عنه بعدة أجوبة كلية منها:
الأول: التذكير بقاعدة أهل السنة في التكفير ونحوه , وهي التفريق بين الكلام في الوصف المطلق وبين الكلام في المعين , فقد يكون القول كفرا ولا يلزم بالضرورة أن يكون القائل كافرا , وهذه القاعدة مشهورة طبقها الأئمة , ومنهم ابن تيمية كثيرا , وقد طبقها مع الرافضة أنفسهم كما سبق نقل كلامه.
وأكثر ما وقع من الإشكال في حكم الرافضة عند كثير من الدارسين هو بسبب الغفلة عن حقيقة هذه القاعدة.
وبيان حقيقتها هو أن يقال: إن الحكم على الفعل المعين بكونه كفرا لا يلزم منه أن كل من فعله فهو كافر , وعدم تكفير المعين الذي وقع في الفعل المكفر لا يلزم منه أن ما وقع فيه ليس كفرا , فانطباق حكم الفعل المعين على فاعله لا بد فيه من توفر شروط معينة , وانتفاء موانع معينة , فإذا لم تتوفر الشروط وتنتفي الموانع , فإنه لا يحكم بانطباق حكم هذا الفعل المعين على فاعله , وإذا لم ننزل حكم الفعل على فاعله , فإن هذا لا يلزم منه أن حكم الفعل في نفسه قد ارتفع , فتحصل من هذا: أن هناك فرقا بين حكم الفعل في نفسه , وبين تحقق حكم هذا الفعل في فاعله , فرفع الحكم الثاني لا يلزم منه رفع الحكم الأول , فإذا قلنا: إن فاعل هذا الفعل ليس كافرا لا يعني هذا أن الفعل لا يمكن أن يكفر به أحد , بل قد يفعله رجل آخر فنحكم بكفره , لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع. فالمعتبر في انطباق حكم الفعل على فاعله ليس حكم الفعل فقط , بل لا بد مع حكم الفعل من توفر شروط أخرى وانتفاء موانع , وعلى فإذا حكمنا على فعل ما بأنه كفر , لا يلزم منه أن يكون هذا حكم منا على كل فاعل له بأنه كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تقرر هذا فإن ابن تيمية قد أطلق الكفر على كثير من معتقدات الرافضة , بل وأطلق وصف الكفر على الرافضة , ومع هذا لم ينزل حكم هذه المعتقدات - الذي هو التكفير - على أعيانهم , وهذا منه تطبيق للقاعدة التي سبق شرحها.
وعلى هذا فلا يصح لنا أن نأخذ من مثل هذه الإطلاقات عند ابن تيمية أنه كان يكفر الرافضة بأعيانهم -كما فهمه بعض من نظر في كلامه - , ومن فهم هذا عن ابن تيمية فقد أخطأ من جهتين: الأولى: أنه خالف صريح كلامه في عدم تكفير الرافضة , كما سبق نقله , والثانية: أنه خالف مقتضى القاعدة التي طبقها ابن تيمية في عامة كلامه.
والملاحظ: أن من نقل عن ابن تيمية تكفير الرافضة إنما يذكر نصوصا من هذا القبيل , أعني نصوصا يحكم فيها ابن تيمية بالكفر على أفعال الرافضة , أو يحكم على مطلق الرافضة بأنهم كفار , ولم يذكروا نصا صريحا فيه تكفير ابن تيمية لأعيان الرافضة , كالنص الذي ذكر فيه ابن تيمية نفسه أنه لا يكفر أعيان الرافضة إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع.
فمن أبى إلا أن يفهم من مثل الكلام عن ابن تيمية أنه يكفر الرافضة بأعيانهم فكيف عن قول ابن تيمية نفسه: أن الرافضة فيهم المسلم ظاهرا وباطنا؟! , وكيف يكون موفقه من قول ابن تيمية نفسه من انه لا يكفر الرافضة بأعيانهم إلا مع توفر الشروط وانتفاء الموانع؟!!.
الثاني: أنه لا يلزم من كون أصل القول قال به يهودي أو نصراني أن يكون كل من قال به كافرا خارجا عن الإسلام , لأنه قد يقوله المسلم وهو جاهل بأول من أحدثه , أو يقوله وهو متأول , وإن كان يلزم منه ذم هذا القول وبطلانه , والكلام ليس في حكم القول , إنما في حكم القائل به.
الثالث:أن كون الأصل في الرافضة ألا يكفروا على التعيين , لا يلزم منه ألا يحكم على أحد منهم بالكفر والزندقة والنفاق , وذلك: أنا قد نحكم على بعض أفراد الرافضة بالكفر , لأنه قد توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع , وكون بعض الرافضة كافر لا يلزم منه أن كل من تسمى باسم الرافضة كذلك , وكذلك لا يلزم من كون بعض الرافضة ليس كافرا , أن يكون كل رافضي كذلك أيضا , وهذا التقرير يحمل عليه كلام ابن تيمية في كون الرافضة فيهم كفر وزندقة , فمعنى كلامه هذا هو: أن الرافضة كثر في أعيانهم ورؤسائهم الكفر والنفاق والزندقة , وحكمه على مثل هؤلاء بهذا الحكم لأجل أنهم قد توفرت فيهم شروط التكفير وانتفيت موانعه , لا لأجل أنهم رافضة فقط , والبحث ليس في كون بعض الرافضة هل كفر أم لا؟ , وإنما في الأصل فيهم هل هم كفار بأعيانهم أم لا؟.
الرابع:أنه لا يلزم من الحكم بجواز قتل المعين أن يكون كافرا , بل قد يقتل المسلم المعين إذا وجد ما يبيح قتله , مع الحكم بإسلامه , وأسباب إباحة دم المسلم مذكورة في كتب الفقه.
والمقصود هنا: بيان انفصال التلازم بين إباحة الدم وبين الحكم بالكفر , وإلا لزم الحكم بكفر القاتل والزاني وغيرهما.
الخامس: هناك فرق بين ذم الرافضة , وبيان خطرهم على الأمة والمسلمين , وبيان خبثهم , ونحو ذلك من الكلام , وبين الحكم بكفرهم , فإن الحكم بكفرهم توقيع عن رب العالمين , وبيان لحكم الله فيهم , وهذا يحتاج إلى أدلة من الشرع تثبته , وأما الأحكام الأخرى كالعداء والخبث الخطورة ونحو ذلك , فهي أحكام راجعة تجارب الناس وتعايشهم فيما بينهم , ولا شك أن التجارب أثبتت أن الرافضة من أشد الناس عداءا للمسلمين , وأن خطرهم عظيم جدا , ولكن لا يلزم من هذا أن يحكم بكفرهم , لأن إثبات هذا الأمر له طريق آخر.
فالحكم بكفر الرافضة له طريق , والحكم عليهم بالأحكام الأخرى له طريق أخر , فقتلهم للمسلمين , وبغضهم لهم , وخبث طويتهم , وأفعالهم الشنيعة , لا تصلح أن تكون دليلا على كفرهم , وإلا لحكمنا بالكفر على كل من فعل كفعلهم من باقي المسلمين , لأن الدليل يجب طرده , فنحكم على من قتل عددا من المسلمين بأنه كافر , وأن من أبغض طائفة من المسلمين بأنه كافر , وهكذا , وسنخرج عددا كبيرا من المسلمين من دائرة الإسلام بهذه الطريقة , ولا شك في بطلان هذا الحال.
وكذلك لا يلزم من عدم تكفير الرافضة تزكيتهم , ونسيان شنائعهم , وتبرئة تاريخهم المظلم.
والمقصود هنا: أنا لا بد أن نفرق بين طبيعة كل حكم , وطريق إثبات صحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن تيمية مدرك لهذا الأمر تماما , فإنه وصف الرافضة بما يستحقونه من الأوصاف , حتى ذكر أنهم أخطر على الأمة من اليهود والنصارى , وهذه الأمور إنما عرفها بالتجربة والمعاشرة , ولكنه لما وصل إلى الحكم بالكفر الذي هو تعبير عن مراد الله لم يستعمل طريق التجربة في إطلاق هذا الحكم , بل رجع إلى النصوص لأنها هي الطريق الوحيد في إصدار هذه الأحكام فلم يجد أن الرافضة كفار بأعيانهم. ومن تأمل كلامه يدرك هذا تماما.
والحاصل: أن التحذير من الرافضة له طريق , والحكم عليهم بالكفر والخروج من الإسلام له طريق آخر , فلا ينبغي الخلط بينهما , بل إن الخلط بينهما يؤدي إلى إشكالات كثيرة.
السادس: أن الشيعة متفاوتون في معتقدهم , فمنهم الغالي ومنهم من ليس كذلك , فلا يلزم من الحكم على طائفة منهم بالكفر , أن هذا الحكم منطبق على كل طوائف الشيعة , فكون بعض طوائف الشيعة كافر لا يلزم منه أن كل الشيعة كافر , وكذلك العكس , وهذا الكلام سبق له ذكر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصبه أجمعين
([1]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 356) ومنهاج السنة البنوية (7/ 220) و (2/ 46) و (5/ 160) و (3/ 377).
([2]) منهاج السنة (5/ 154).
([3]) منهاج السنة (5/ 160).
([4]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 351).
([5]) انظر: منهاج السنة (3/ 452) و (5/ 12,337) وغيرها من المواطن.
([6]) انظر: مجموع الفتاوى (3/ 56) والصارم المسلول (567ـ571)
([7]) مجموع الفتاوى (13/ 96).
([8]) منهاج السنة (2/ 452).
([9]) مجموع الفتاوى (28/ 500).
([10]) مجموع الفتاوى (35/ 201).
([11]) مجموع الفتاوى (32/ 61).
([12]) مجموع الفتاوى (23/ 354).
(2) انظر: منهاج السنة (1/ 452) و (5/ 87).
([14]) قد سبق توثيق كلام ابن تيمية في هذا الكلام في أول البحث.
([15]) الصارم المسلول (1108 - 1112).
([16]) منهاج السنة (5/ 161).
([17]) مجموع الفتاوى (28/ 499).
الشيخ سلطان العميري حفظه الله.
ـ[الشاعر]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 01:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم , لدي تساؤل أتمنى من الأخ زين العابدين أو ممن له علم أن يفيدني فيه
الأمر الخامس: أنه حكم بصحة الصلاة خلف الإمام الرافضي , فلو كان الرافضي كافرا عنده لقال ببطلان الصلاة خلفه , لأن الصلاة خلف الإمام الكافر لا تصح كما هو معلوم , وفي هذا يقول:" والفاسق والمبتدع صلاته في نفسه صحيحة , فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته
فإذا علمت أو تأكدت من خلال علاقتي بالشيعة أنهم - أو أن الإمام لا يقرأ - بالفاتحة إلا في الركعتين الأوليين من الصلاة وفيما بعدها يقرأ بتسبيح الزهراء _ فهل يجوز لي الصلاة خلفه؟ وهل تجزئ صلاتي؟
وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء.
ـ[الغُندر]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم , لدي تساؤل أتمنى من الأخ زين العابدين أو ممن له علم أن يفيدني فيه
فإذا علمت أو تأكدت من خلال علاقتي بالشيعة أنهم - أو أن الإمام لا يقرأ - بالفاتحة إلا في الركعتين الأوليين من الصلاة وفيما بعدها يقرأ بتسبيح الزهراء _ فهل يجوز لي الصلاة خلفه؟ وهل تجزئ صلاتي؟
وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء.
يا اخي شيعة زماننا كلهم كفار فكيف تصلي خلف كافر؟؟؟
اما تسبيح الزهراء فالمراد به ما نفعله نحن اهل السنه بعد الصلاة من تسبيح الله 33 وحمد الله 33 وقو ل الله اكبر34 او 33 وختم ذلك بلا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وهم يفعلونه بعد الصلاة لا في الصلاة فلعلك تصحح معلوماتك عنهم. وفقك الله لكل خير(/)
مقال للشيخ العلامة حمود التويجري ... في التحذير من مقولة: ((عصا موسى السحرية))
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد
فقد رأيت في جريدة الرياض في الصفحة الرابعة من العدد 3408 الصادر في يوم الأربعاء 8 شعبان 1396ه تحت عنوان "مجنون يحكي وعاقل يفهم" وقد سمى الكاتب نفسه إبراهيم ولم يزد على ذلك. رأيت فيه ما نصه "أم ترى فرنجية يمسك بعصا موسى السحرية" انتهى المقصود من كلامه
وأحب أن أنبه الكاتب خاصة وغيره من قراء الجريدة عامة إلى أن عصا موسى ليست بسحرية وإنما هي آية من آيات الله الكبرى وبرهان من الله تعالى على صدق نبيه موسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى في سورة طه: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى. قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى. قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى. فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى. قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى. وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى. لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى} وقال تعالى في سورة النازعات: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى. فَكَذَّبَ وَعَصَى} وقال تعالى في سورة النمل: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ. إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ. وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} وقال تعالى في سورة القصص: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ. اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}.
فالله تبارك وتعالى جعل عصا موسى حية عظيمة تسعى حين ألقاها موسى من يده. ثم أعادها الله تبارك وتعالى إلى حالتها الأولى عصا حين أخذها موسى في يده والله على كل شيء قدير.
وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. وليست عصا موسى من قبيل السحر. والقول بأنها سحرية هو قول فرعون وملئه. قال الله تعالى في سورة الشعراء حاكيا قصة موسى معهم: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ. قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ. وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ. قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ. يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} وقال تعالى في سورة الأعراف: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ. وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ. قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ. يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} وقال تعالى في سورة النمل: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} وقال تعالى في سورة يونس: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} وقال تعالى في سورة طه: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} الآية. وقال تعالى في سورة القصص: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ} وقال تعالى في سورة الأعراف: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}.
والقول بأن عصا موسى سحرية كفر بإجماع أهل العلم لما فيه من تكذيب ما أخبر الله به عنها في سورة طه أنها صارت حية تسعى. وما أخبر به عنها في سورة الأعراف والشعراء أنها صارت ثعبانا مبينا.
قال القاضي عياض في كتابه الشفاء: "اعلم أن من استخف بالقرآن والمصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحده أو حرفا منه أو آية أو كذب به أو بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك أو شك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع". انتهى.
فقد صرح بتكفير من كذب بشيء مما صرح به في القرآن من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته أو شك في شيء من ذلك وأن ذلك إجماع أهل العلم. فلينتبه الكاتب وغيره لما ذكره القاضي عياض لئلا يقع أحد منهم في الكفر وهو لا يشعر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه /
حمود بن عبد الله التويجري
- تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِِهِ -
22/ 8/1396هـ
((مجلة الجامعة الإسلامية)) -العدد 37 - ص 143 - 144
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 01:45]ـ
ما نصيحتكم لمن يقول: إن عصا موسى سحرية؟
«هذا كفر بالله - والعياذ بالله - إذا كان يعتقد أن موسى ساحر وأن عصاه أداة سحر، وما كانت عصا موسى سحرية، وإنما هي معجزة من آيات الله سبحانه وتعالى. فالذي يقول هذا الكلام يتوب إلى الله، لأن هذا كلام شنيع. وإن كان لا يقصد أن موسى ساحر وإنما قالها تقليدًا لغيره ومجاراة لكلام الناس فقد أخطأ في ذلك خطأ كبيرًا فيجب الابتعاد عن هذا التعبير.»
[المنتقى من فتاوى الفوزان / الجزء الثاني]
ـ[نمارق]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 01:48]ـ
فوائد نفيسة الله يبارك فيك ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 07:52]ـ
جزاك الله خيراً أخي سلمان
ورحم الله الشيخ التويجري، ونفع وبارك في الشيخ الفوزان
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 09:47]ـ
جزاك الله خيراً أخي سلمان.
مقوله للأسف نسمعها كثيرا ولا اقول بين العامة بل حتى من المثقفين وللأسف.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[22 - Feb-2007, صباحاً 01:00]ـ
كثيرا ما ترد على الألسنةجمل قد تصل للكفر
ويكثر هذا عند العوام بجهل منهم
نحتاج إلى بسط مثل هذه المواضيع والتنبيه عليها.
جزاك الله خيرا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 12:06]ـ
جزيتم بالخير معاشر الإخوان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 04:53]ـ
الأخ الحبيب / أبا مُحمَّد الغامدي:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّهِ وبركاتُهُ:
شكر اللَّهُ لكم،ورفع قدركم.(/)
جوابكم غير مقنع (قصتي مع شيعي).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 06:55]ـ
الحمد لله،وبعد:
فقد أفادنا الشيخ د. سعد الحميد،ببحث ماتع حول مسألة حكم سب الصحابة على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=912
وقد علّق أخونا (أبو حماد) على هذا البحث بقوله:
[بارك الله فيكم يا شيخنا، وتبقى إثارة مثل هذه القضايا ملحة جداً في هذا الوقت العصيب، حيث بزغ نجم الرافضة، وصاروا مؤثرين في الساحة السياسية والاجتماعية للعالم الإسلامي، ... الخ].
فحرّك هذا التعقيب ـ في نفسي ـ نشر جواب كنت قد كتبته في موقع الإسلام جواباً على اعتراض شخص غلب على ظني بل كدت أجزم أنه شيعي،ولما كنت قد حررت الجواب،فلعل في نشره فائدة في الحوار مع هؤلاء القوم ـ الذين قد يبتلى أحدنا بمحاورة أحدهم ـ نسأل الله لهم الهداية.
وهذا الجواب له قصة:
فقد كنت سئلت السؤال التالي:
إذا خالف فعل بعض الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أمراً من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهل يجوز أن نستند على هذا الفعل، ونقول: إن الذي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُنة منسوخة؟.
فأجبت ـ باختصار ـ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأود أن أقول –قبل الإجابة عن هذا السؤال- إن مخالفة الصحابي -فضلاً عمن دونه من فضلاء هذه الأمة من التابعين، وتابعي التابعين، للسنة- لا تكون إلا لعذر، ولا يمكن لإمام من أئمة الدين أن يتعمد مخالفة السنة، كما بين ذلك بجلاء شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في كتابه القيم "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، حيث بيّن أعذار العلماء الذين ثبتت عنهم مخالفة السنة.
أما ما يتصل بسؤال الأخ عن مخالفة الصحابي، أو التابعي، أو تابع التابعي للسنة، فهل تكون تلك السنة منسوخة؟
فيقال: ذيول هذا الجواب طويلة، وهي تتصل بمسائل حديثية، ومسائل أصولية:
أما الحديثية: فهي مخالفة الصحابي للسنة، فهل هذه المخالفة لما رواه هو أم غيره؟
فإن كانت المخالفة لما رواه هو، فينظر في نقد الأئمة للمرفوع والموقوف، فإنه –وبالتتبع- وُجد أنهم ينظرون إلى هذه الصورة بأحد ثلاثة طرق:
إما أن يضعفوا المرفوع بالموقوف، أو بالعكس، أو يصححوا كلا الوجهين، وتفصيل ذلك ليس هذا موضعه.
فينظر في ثبوت ذلك، ثم بعد ذلك ينظر إليه من الجهة الأخرى، وهي الجهة الأصولية:
فبعض صور سؤال الأخ لها صلة بما يعرف بمسألة الإجماع السكوتي، ومدى حجيته، وهل هي خاصة بالصحابة، أم عامة في جميع المجتهدين؟!
فإن كان المخالف من الصحابة أو من دونهم، قد خالفه غيره من أقرانه، فلا حجة فيه بلا ريب، فضلا عن أن يكون ناسخاً للسنة الثابتة.
وإن كان الصحابي قال قولاً يخالف سنة مروية، ثم ينتشر عنه، ولا يُعلم أن أحداً خالفه، أو أنكر عليه، فهل يعتبر هذا القول حجة لاحتمال كونه اطلع على ناسخ؟.
وفي هذه الصور خلاف –أيضاً- لكن الراجح- كما هو قول الجمهور- أنه لا يعتبر قوله دليلاً على أنه اطلع على ناسخ، لاحتمالات كثيرة.
قال الحافظ العلائي –رحمه الله- في كتابه القيم (إجمال الإصابة في أقوال الصحابة)، ص (91): "والذي ذهب إليه جمهور العلماء أنه لا يعدل عن الخبر الظاهر، أو النص إلى مذهب الراوي –وإن قلنا إن مذهب الصحابي حجة- لأن مذهب الصحابي إنما يكون حجة إذا لم يعارضه قول النبي –صلى الله عليه وسلم- وظن كونه اطلع على ناسخ، أو دليل يترجح على هذا الخبر –وإن كان منقدحاً- فهو مرجوح، لما سيأتي من الاحتمالات التي تعارضه، والظن المستفاد من الخبر أرجح منه ... " ثم ذكر الاحتمالات، ويمكنك مراجعتها هناك، وينظر: إرشاد الفحول للشوكاني (113).
فاعترض ذلك الشيعي ـ وما أغرب اعتراضه! ـ بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قرأت جوابكم عن مخالفة الصحابي لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو غير مقنع، بل شممت فيه روح التبرير. فأريد جواباً مقنعاً حول حرب السيدة عائشة –رضي الله عنها- لسيدنا علي، ولحرب معاوية، ولحرب الخوارج لسيدنا علي –رضي الله عنه-. لأني لو نظرت لامرأة، أو ارتكبت أي ذنب سيعاقبني الله، أما الذين خاضوا في دماء المسلمين، وقتلوا الآلاف فنظل نمجدهم لقرون ونبرر لهم، فبصراحة –ياسادتنا العلماء- إن مسألة: اجتهد فأخطأ فله أجر واحد لها قوانينها إن صحت، وفي مسائل فقهية بسيطة لا في أمور سياسية تقود لدماء وأحقاد. ثم ما الداعي لأن نعصم أو نقول بعصمة كل الصحابة بدون أن نصرح بذلك؟ فأزواج النبي كن أقرب إليه من أصحابه، ومع ذلك فالقرآن هددهن -إن هن عصين- بأن يضاعف لهن العذاب، فلماذا لا يحاسب من خاض في دماء الآلاف؟
أرجو جواباً مقنعاً يرضي الله. وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.)
فشممت في جوابه رائحة الرفض،وضعف الاعتراض، فأحببت بسط الجواب، لعل الله أن يهديه، فقلت:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأشكر للسائل تواصله، وحرصه على الاستيضاح، آملاً أن يحاول أن يكتب الاستشكال والإيراد بنفس متأملة، ولغة هادئة؛ لأني لاحظت أن السائل كتب ما كتب بنوع من الانفعال -هكذا بدا لي- والذي يكتب بهذه الحال -إن صحّ ظني- قد لا يتصور الأمر كما ينبغي.
ووصية أخرى، أن يكون رائدنا عند السؤال هو طلب الحق -كما قلتَ في آخر سؤالك- "أرجو جواباً مقنعاً يرضي الله"، فإن الإنسان إذا كان يبحث عن الحق فسيوفق له بإذن الله، أما إذا كان يسأل من أجل المماراة، أو ترسيخ قناعةٍ سابقة، ولو ظهر له -بالأدلة العلمية- أنها غير صحيحة، أو مجانبة للصواب، فقد يعاقب بحرمان التوفيق للحق، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً" أي فرقاناً تفرقون به بين الحق والباطل، رزقني الله وإياك هذا بمنه وكرمه.
أعود إلى المهم، وهو الإجابة على الإشكال، وسألخصه في النقاط التالية -حسب إيراد الأخ السائل- سائلاً الله التوفيق للصواب:
أولاً: كان جوابي -بورك فيك- يتعلق بالتقعيد للمسألة من ناحية حديثية وأصولية، بغض النظر عن الصحابي الذي اجتهد، هل هو أبو بكر، أو عمر، أو عثمان، أو علي، فضلاً عن بقية الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- فلا أدري لماذا حشر السائل قضية القتال بين الصحابة في هذه المسألة؟
ولا أدري –أيضاً- لماذا حشر حربَ الإمام السيد الكبير عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه- للخوارج، مع القتال الذي وقع بينه وبين معاوية وعائشة -رضي الله عن الجميع-؟
فقتال الخوارج كان قتالاً شرعياً لا إشكال فيه عند أهل العلم قاطبة، ولا يترددون أن الحق فيه كان مع علي –رضي الله عنه- وقتال الخوارج من أفضل القربات التي نال عليٌ –رضي الله عنه- شرفها.
أما قتال الفتنة -الذي وقع بين الصحابة –رضي الله عنهم- فكلام أهل العلم فيه طويل جداً، والذي تدل عليه الأدلة -وهو قول جمهور السلف- أن علياً كان أولى بالحق من معاوية -رضي الله عنهما- كما ثبت في الصحيحين -في شأن ذي الثدية الخارجي-: "تقتله أولى الطائفيتن بالحق"، وليس هذا مجال بسط الأدلة في ذلك.
إلا أن الذي يجب أن يُعْلم هنا، أن ذلك لا يبيح وصف أحدٍ من الطرفين بالفسق، فضلاً عن التكفير -والعياذ بالله- فإنهم مجتهدون، وراغبون في الوصول إلى الحق -رضي الله عنهم- بغض النظر عن المصيب منهم في هذه القضية-، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أنه قال: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجرٌ واحد"، ولا يختلف أهل العلم أن كبار الصحابة الذين شاركوا في القتال هم من المجتهدين، وليس كل مجتهدٍ مصيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: من حيث العموم -وبعيداً عن قضية الاقتتال بين الصحابة- فقد أثبت الله تعالى الإيمان بين المقتتلين، فقال تعالى: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ... الآية)، [الحجرات:9]، فتأمل قوله: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا" فسماهم مؤمنين مع سل السيوف، وإزهاق النفوس! وهذا الحكم يشمل المؤمنين إلى قيام الساعة، وإذا كان هذا الحكم ثابتاً، ولو كان القتال على سبيل البغي والعدوان، فما ظنك إذا كان القتال بتأويل واجتهاد؟!
كما أن الله –عز وجل- أثبت عقد الأخوة بين القاتل والمقتول في آية سورة البقرة، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ... الآية"، [البقرة:17].
فتأمل -بارك الله فيك- كيف سمّى الله القاتل أخاً؟ كلُّ ذلك حفاظاً على أصل الأخوة الإيمانية حتى وإن وجد ما ينغصها، ويكدرها، وهو القتل.
ثالثاً: قولك -وفقنا الله وإياك للصواب-: "فبصراحة -يا سادتنا العلماء- إن مسألة "اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحدٌ" لها قوانينها -إن صحت- ... "،فأقول:
قد ذكرتُ لك قبل قليل -بورك فيك- أن هذا الحديث متفق على صحته، فلا مجال للتشكيك فيه، بل هذا الحديث من أعظم الأدلة على رحمة الله بهذه الأمة، وبأهل العلم خصوصاً، وهو من أعظم ما يعين على بذل العلم، والاجتهاد في البحث، إذْ الباحثُ لن يعدم أجراً -إذا بذل وسعه- والحمد لله على هذا.
رابعاً: قولك: " ... لها قوانينها -إن صحت- وفي مسائل فقهية بسيطة، لا في أطماع سياسية تقود لدماء وأحقاد، وو ... ".
أما قولك: "لها قوانينها"، فهذا صحيح من جهة أنه ليس كل أحدٍ له حق في الاجتهاد، بل هذا منوط بمن يحق لهم الاجتهاد، إما الاجتهاد المطلق، أو الاجتهاد الجزئي -كما هو معروف عند الأصوليين-.
واسمح لي أن أسألك سؤالاً -بعد هذا-: ما دليلك على تخصيص عموم حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- بمسائل فقهية بسيطة؟! وما حجتك في تخصيصها بمسائل الفقه؟ ثم ما ضابط البساطة فيها؟! وهل المسائل الفقهية المتعلقة بالصلاة –مثلاً- أو بالزكاة، أو المتعلقة بالأنكحة والحدود، أو بغيرها من المسائل الكبرى= لا يعذر فيها المخالف؟! وهل قال بهذا التخصيص -الذي أشرت إليه- أحدٌ من أهل العلم؟!
دعني أضرب لك مثلاً بهذه المسألة من المسائل الفقهية التي وقع فيها خلاف قديم بين الصحابة، ومن أشهر المخالفين لجمهور الصحابة -ومن بعدهم- فيها: أمير المؤمنين علي، وابن عباس –رضي الله عنهما- وهي عدة الحامل التي مات عنها زوجها:
فجمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم، أن عدتها بوضع حملها، بينما ذهب أمير المؤمنين علي –رضي الله عنه- وابن عباس –رضي الله عنهما- في أصح الروايتين عنه- إلى أنها تعتد بأطول الأجلين: إما الولادة، أو انتهاء العدة، فيا أخي: هل نؤثم علياً، أو ابن عباس لأنهما خالفا قوله تعالى -في سورة الطلاق-: "وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ"؟! معاذ الله! فلهم عذرهم وتأويلهم، وليس هذا مقام بحث المسألة فقهياً، إنما أردت أن أبين لك خطورة هذا التشطير للحديث، والتخصيص له من دون دليل علمي.
وأما قولك -غفر الله لك-: " ... لا في أطماع سياسة ... الخ" فكم تمنيت أن يعف لسانك عن هذا الكلام، فإن هذه تهمه خطيرة، وهي تدخلك في متاهات لا نهاية لها، ومحاذير كبيرة، وورطات عظيمة، إذ يلزم منها تفسيقُ وتضليل من قاتل علياً في وقعة الجمل! وهذا يجرك إلى الوقوع في المحذور الذي نهى عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله: "لا تسبوا أصحابي"، وسيترتب على هذا هدم جزءٍ من السنة ليس باليسير روته عائشة، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فضلاً عن بقية من كان معهم من الصحابة -رضي الله عن الجميع- إلى غير ذلك من المفاسد الكثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضلاً عن مخالفة هذا كله، لما أخبر الله تعالى به عن أهل الإيمان الذين يأتون من بعد الصحابة -من المهاجرين والأنصار-، بقوله عنهم: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" [الحشر:10].
فقوله: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ" يشمل جميع المؤمنين إلى يوم القيامة -جعلني الله وإياك منهم-.
فمن طعن في أحد من الصحابة بمثل هذه المسائل التي اجتهدوا فيها، فقد أعان على إخراج نفسه من هؤلاء الذين أثني عليهم في هذه الآية، ولهذا اتفق أهل السنة على أن أسلم طريق في التعامل مع هذه الفتنة الكبيرة، هو كف الألسن في الخوض في تفاصيلها -خصوصاً أمام عامة الناس- لأن الدخول في التفاصيل يوقع في إشكالات كثيرة -ذكرت بعضها قبل قليل-.
ثم لنفترض -أخي السائل- أن معاوية وعائشة -ومن شاركهم من الصحابة في القتال -رضي الله عن الجميع- كانوا مخطئين خطأً لا صواب فيه، بل اتبعوا أهواءهم، ورغبوا في مطامع سياسية -كما قلتَ أنت- أو أغراض شخصية، أفيصح أن تهدر بقية فضائلهم وحسناتهم بمثل هذا؟ أين فضائلهم، وعظيم حسناتهم، وسابقتهم في الإسلام؟! أليس لهم النصيب الأوفى من قوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"؟! وكيف تخرجهم من قوله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة:100) فمعاوية ومن كان مثله من مسلمة الفتح، داخلون بلا ريب في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ"، وقد بيّن الله تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه "وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، وهم –أيضاً- موعودون بالحسنى، كما في قوله تعالى: "لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" فأخبر الله أن بين الفريقين تفاوتاً، وأثبت أن الجميع موعودون بالحسنى، ومعاوية ومن كان على شاكلته -كعمرو بن العاص، وخالد بن الوليد- داخلون في هذه الآية، إذ هم ممن أنفق من بعد الفتح، وقاتل، ولو لم يكن لهم منقبة إلا خروجهم مع النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك لكفاهم، فهل بعد هذا تعشى العين، أو يعمى القلب عن إدراك الحقيقة؟!.
ولهذا كان من أعظم مناقب الحسن رضي الله عنه وعن أبيه، أنه تنازل بالخلافة لمعاوية –رضي الله عنه- وتحققت فيه نبوءة جدِّه -صلى الله عليه وسلم-كل ذلك حقناًً لدماء المسلمين، والسؤال: أفكان الحسن -وهو أفضل أهل البيت في وقته- يتنازل بالخلافة لرجلٍ فاسق، فضلاً عن كافر -كما يقوله بعض الرافضة عن معاوية-؟!
وعلى مذهب من يفسق معاوية، أو يكفره -عياذاً بالله- يجب أن تنقلب هذه المنقبة -التي مدحه بها النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى نقيصة ومذمة، وهذا هو الضلال المبين، نعوذ بالله من ذلك.
قال ابن تيمية -رحمه الله- "وإن قُدِّرَ أن لهم ذنوباً فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقاً، إلا إذا انتفت الأسباب المانعة من ذلك، وهي عشرة، منها: التوبة، ومنها: الاستغفار، ومنها: الحسنات الماحية، ومنها: المصائب المكفرة، ومنها: شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنها: شفاعة غيره، ومنها-: دعاء المؤمنين، ومنها ما يهدى للميت من الثواب والصدقة والعتق، ومنها: فتنة القبر، ومنها: أهوال القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وحينئذ فمن جزم في واحدٍ من هؤلاء بأن له ذنباً يدخل به النار قطعاً، فهو كاذبٌ مفترٍ، فإنه لو قال ما لا علم له به لكان مبطلاً، فكيف إذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضه؟!.
فمن تكلم فيما شجر بينهم، وقد نهى الله عنه من ذمهم، أو التعصب لبعضهم بالباطل، فهو ظالم معتد، وقد ثبت في الصحيح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق"، وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال -عن الحسن-: "إن ابني هذا سيدٌ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، وفى الصحيحين -عن عمار أنه قال- "تقتله الفئة الباغية"، وقد قال تعالى: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فثبت بالكتاب والسنة، وإجماع السلف على أنهم مؤمنون مسلمون، وأن علي بن أبي طالب -والذين معه- كانوا أولى بالحق من الطائفة المقاتلة له، والله أعلم" [ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 4/ 432].
خامساً: قولك: "ثم ما الداعي لأن نعصم، أو نقول بعصمة كل الصحابة بدون أن نصرح بذلك؟ " والجواب عن ذلك بأن أقول:
من قال بأن الصحابة معصومون؟ لا أحد يقول بذلك ممن يعتد به من أهل العلم، بل هم -بالإجماع- يصيبون ويخطئون!
ولم نسمع عن العصمة لغير الأنبياء -في أمة محمدٍ –صلى الله عليه وسلم- إلا عند الشيعة الإمامية الذي يدعون العصمة لأئمة أهل البيت، وقدوتهم في ذلك ابن سبأ الذي ادعى العصمة لعلي –رضي الله عنه-.
وأفهم من قولك: "بعصمة كل الصحابة" أنك ترى أن بعضهم قد يكون معصوماً! وهذا ما لم يقل به أحدٌ أبداً من السلف -كما قلت لك- بل لن يستطيع أحدٌ أبداً أن يأتي بحرف واحدٍ عن أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- يقول فيه بعصمة أحدٍ منهم، وإذا كان هذا في حقهم ممتنعاً شرعاً، أفتظن أن العصمة ستكون لمن جاء بعدهم؟!
سادساً: الآية التي استدللت بها لا تصلح للاستدلال على عدم ثبوت العصمة؛ لأن هذا في مقام بيان عقوبة مَن خالف الأمر والنهي، ولا يلزم منه الوقوع أصلاً، وهذا يستوي فيه جميع المكلفين، حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ألم تقرأ قول الله –عز وجل-: "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [الزمر:65]؟! وقوله تعالى: "وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً" [الإسراء:75 - 74]؟!
ولا يمكن لأحد أن يقول بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- يمكن أن يشرك شرعاً، أو يركن إلى الذين كفروا -حاشاه من ذلك-.
والذي يصلح أن يستدل به على عدم العصمة لغير النبي –صلى الله عليه وسلم- هو اتفاق أهل العلم على أن كل أحدٍ يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي –صلى الله عليه وسلم- وهناك أدلةٌ أخرى ليس هذا مجال الحديث عن العصمة، فالبحث فيها طويل متشعب.
سابعاً: قلت في ختام إيرادك -وفقني الله وإياك للحق-: "لماذا لا يحاسب من خاض في دماء الآلاف"؟!.
وأنا أسألك -وفقك الله-: من هو الذي تريده أن يحاسب الصحابة في الذين شاركوا في تلك الفتنة؟!.
ولعل قصدك -في كلامك هذا-: لماذا لا ينتقد من شارك في القتال؟ ولماذا لا يبين خطأه؟!
وما هذا الكلام -الذي تقدم- إلا جواب عن هذا السؤال، وأجزم أنها إنما هي إشارات فقط، أرجو أن تكون كافية في إيضاح الحق، وإلا فإن المسألة كتب فيها كتب، وسطرت فيها مجلدات، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وأختم جوابي بأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: كما أن الإنسان يشكر على بحثه عن الحق، فإنه يشكر أكثر ويغبط أكثر وأكثر، ويسلم دينه أكثر وأكثر حينما يعيش ويموت وقلبه سليم على إخوانه المسلمين، فضلاً عن أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- حملةِ الشريعة، ومبلغي السنة لبقية الأمة –رضي الله عنهم وأرضاهم- وجزاهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء-.
والله العظيم لن يسلم دين المرء، ولن يرتاح باله إلا بهذا المسلك، وتجارب إخواننا الذين تابوا من هذا المسلك الوخيم –أعني: سب الصحابة كالشيخين، أو معاوية أو عائشة- أكبر شاهد على ذلك، فاسألهم تجد عندهم الخبر اليقين.
واعلم –بارك الله فيك- أن القدح في خير القرون الذين صحبوا الرسول –صلى الله عليه وسلم- يجرُّ إلى القدح في الرسول عليه الصلاة والسلام، كما قال الإمام مالك –وغيره من أئمة العلم-: هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله، وإنما طعنوا في أصحابه؛ ليقول القائل: رجلُ سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحاً؛ لكان أصحابه صالحين.
وبهذا المسلك –أعني مسلك التسليم وترك الخوض فيما جرى- تسلم من بدعتين قبيحتين:
الأول: بدعةِ الرافضة الذين أعملوا ألسنتهم في شتم الشيخين، وعثمان، ومعاوية وجمع غفير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
الثاني: بدعةِ النواصب الذين يشتمون علياً وأشياعه –عياذاً بالله من ذلك-.
وأنا –يا رب- أبرأُ إليك من هؤلاء، وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون –الذين جاءوا من بعد أصحاب نبيك –صلى الله عليه وسلم-: "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ".
وأرجو أن تتأمل معي هذين الموقفين اللذين وقفهما اثنان من كبار أئمة هذه الأمة:
أما الموقف الأول: فهو موقف الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما قيل له: ما تقول في أهل صفين؟ فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها، فلا أحب أن أخضب لساني بها.
وأما الموقف الثاني: فهو موقف الإمام أحمد، حينما قال: إن علياً كان الأحق بالأمر، وكانت طاعته واجبة، فأورد عليه بعضهم فقال: إذا قلت كان إماماً واجبَ الطاعة، ففي ذلك طعن على طلحة والزبير، حيث لم يطيعاه، بل قاتلاه! فقال لهم الإمام أحمد: إني لست من حربهم في شيء!
علق الإمام ابن تيمية على هذا الكلام، مفسراً كلمة الإمام أحمد، فقال:
(يعنى أن ما تنازع فيه عليٌّ وإخوانه لا أدخل بينهم فيه؛ لما بينهم من الاجتهاد والتأويل الذي هم أعلم به مني، وليس ذلك من مسائل العلم التي تعنيني حتى أعرف حقيقةَ حالِ كل واحد منهم، وأنا مأمور بالاستغفار لهم، وأن يكون قلبي لهم سليماً، ومأمور بمحبتهم وموالاتهم، فلهم من السوابق والفضائل ما لا يهدر) [ينظر مجموع الفتاوى 4/ 440].
فهذان موقفان يريحان قلب المسلم، ويسلم له دينه، ويمثلان منهجاً وسطاً في التعامل مع هذه المسائل الكبار، والتي الخلل فيها –سببٌ من أسباب الضلال والانحراف في الاعتقاد- كما هو ظاهر في التاريخ، بل والواقع-.
الثاني: مما أختم به جوابي –أن هذه الفتنة- التي أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- وقعت ومضت بما فيها "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" فليس من العقل ولا من الشرع أن نختصر ديننا وعقيدتنا، وفهمنا للشريعة في هذه الفتنة العمياء! بل علينا أن نقرأها في سياقها التاريخي الذي يعين على فهم ملابساتها وأسبابها، وأن ننزلها منزلتها اللائقة بها، والتماس العذر فيها لمن أخطأ، فإن الفتنة إذا وقعت عمي أكثر الناس عن فهمها، وإذا أدبرت أدركها كل أحد، وأن نتجاوزها لنقف كثيراً عند السيرة المعصومة –التي أمرنا بالاقتداء بها، والتأسي بها –سيرة محمد –صلى الله عليه وسلم- (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)، فهي السيرة الخطية التي ستجد فيها الترجمة الحقيقية لهذا الدين: تحقيقاً للتوحيد، وعناية ببقية الأركان، ونصاعة في الأخلاق، وعظمة في حسن المعاملة، وأن نحاول التأسي بها، وأن نطبقها عملياً في حياتنا قدر الإمكان، فذلك –والله- خير وأبقى.
أسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم".
وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
رابط الموضوع:
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=2 4&catid=26&artid=6770
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 08:17]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عمر وأجزل لك الأجر على هذه الفائدة، ولجمع شتات الفوائد، فإن لي جوابين على سؤالين لهما علاقة بموضوع الصحابة رضي الله عنهم، وهما على هذين الرابطين:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=321
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=292
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الشبيب]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 07:02]ـ
جزاكم الله خيراً، جوابٌ سديد، بارك الله فيكم.(/)
سؤال بسيط ودقيق في العقيدة .. هل من مجيب؟
ـ[العضد]ــــــــ[20 - Feb-2007, مساء 07:48]ـ
* هل مَن مات على الكفر كأن يسب الله تعالى وهو غير جاهل حيث إنه متخرج من ثانوية القسم الشرعي أو من الجامعة قسم ثقافة اسلامية .... الخ المهم غير جاهل .. هل مَن مات على ذلك أحكمُ عليه بدخول النار عيناً؟ أما تكفيره عيناً فواضح لا إشكال.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 03:26]ـ
أخي الكريم وفقني الله وإياك إلى الحق:
إن السلف إذا حكموا بالكفر على من أظهره ليس معنى حكمهم هذا أنهم يحكمون عليه بدخول النار، فذلك أمره إلى الله، وإنما هو امتثال وتصديق لما دلت عليه أخبار الله ورسوله، إذ لا يمكن أن ننفي اسم الكفر عمن سماه الله أو رسوله كافرا، فالحكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر، هذا بنص رسوله صلى الله عليه وسلم وذاك بنص القرآن، وقد يكون هذا الكفر اعتقاديا، وقد يكون كفر عمل، على تفصيل في ذلك.
لكن من الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا ويسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافر، ولا يطلق عليهما اسم الكفر.
فينبغي أن يعلم أن الحكم بالكفر من الخلق لا يعد حكما بدخول النار، ولا حكما بالحرمان من الجنة، وإنما هو حكم متعلق بالأحكام الدنيوية من الردة وما يترتب عليها من عقوبة المرتد، وأما الآخرة فإلى الله.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} الأنعام159
ولا يشمل التوقف في الحكم بالنار الكفار الذين هم على كفرهم وجاء الحكم عليهم في نصوص الشرع بأنهم من أهل النار المخلدين فيها، فهؤلاء يحكم عليهم بالنار، ويدل على ذلك:
قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} التوبة113
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ والملائكة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} البقرة161
ـ[المتبحر]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 06:58]ـ
يقول أبو جعفر الطحاوي رحمه الله في متن العقيدة الطحاوية:
ولا نحكم لمعين بجنة ولا نار.
فالحكم للأعيان بالجنة أو النار لا يجوز إلا لمن ورد في الكتاب أو السنة كالعشرة المبشرين بالجنة وأبو لهب.
ولكننا إذا مررنا بقبر من علمنا كفره وتيقنا منه فإننا نبشره بالنار.
لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(حيثما مررتَ بقبر كافر فبشره بالنار).
أخرجه ابن ماجة وغيره.
وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 55) برقم (18).
والله أعلم.
ـ[العضد]ــــــــ[22 - Feb-2007, صباحاً 01:45]ـ
أشكرك أخي آل عامر، والمتبحر
==
لازال الموضوع مشكل علي .. كيف أرى شخص يحتضر وهو يسب الله ويموت على ذلك ولا أحكم عليه بالنار؟؟!!
ثم إن المؤمن لا إشكال في عدم الحكم له بالجنة، ونذكره بالخير، فإننا لانعلم عن الإخلاص داخل قلبه وكذلك عن نيته، فإن شرط قبول العمل الإخلاص حيث يترتب عليه دخول الجنة إن رحمه الله تعالى.
أما قول الكفر والموت على ذلك لا يتطلب النظر الى مافي قلبه كشخص يموت وهو يسب الله تعالى .. مع انتفاء الجهل عنه للأسباب التي ذكرتُها كونه متخرجاًمن الثانوية الشرعي .... الخ
هل من مجيب؟ وجزاكم الله خيرا ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Feb-2007, مساء 12:08]ـ
اخي اليك هذا الرابط وارجو ان يشبع نهمتك، وأن تجد بغيتك.
وفقني الله وإياك للخير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3381&highlight=%CA%DF%DD%ED%D1+%C7% E1%E3%DA%ED%E4
ـ[العضد]ــــــــ[22 - Feb-2007, مساء 11:09]ـ
جزاك الله خيرا، فقد وجدتُ بُغيتي ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 03:58]ـ
وإياك اخي الفاضل.(/)
قناة الزوراء ...... و أكثر من علامة استفهام؟؟؟؟؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Feb-2007, مساء 09:04]ـ
ينبغي للمسلم في هذه الأوقات المصيرية في التاريخ الاسلامي أن يكون على علم و دراية بالمستجدات من التداعيات السياسية و المعطيات الثقافية.
و إذا نظرنا إلى كثير من الإخفاقات المعاصرة وجدنا أن كثيرا منها كان بسبب الانخداع ببعض الاطروحات الاعلامية المجهزة، و كذلك ببعض الرؤى السياسية المعلبة المسبوقة الدفع.
و خير مثال على ذلك الانخداع بحملة الترويج لمسلسل "حسن نصر الله و رأس التنين"، و الذي أدَّى بالأوضاع في الدولة اللبنانية إلى مزيد من السوء و الانهزامية و فقدان الخيارات.
و الذي أراه أنه لا ينبغي الانخداع ابداً بمثل قناة الزوراء و إن كانت في ظاهرها تدعو لمقاومة المحتل، فتاريخ صاحبها و هو مشعان الجبوري لا يشفع لتلك القناة، فالرجل كان أحد الأعمدة التي استند عليها الاحتلال، و ملخص تاريخه من بعض المواقع السياسية:
[قبل 1999 كان ضمن البعث، و قاتل للشعب و مشارك في سرقة خيراته
1999 .. معارض ثم مشارك في المعارضة التي تتلقى الدعم من الأمريكان
2003 .. يدخل مع الاحتلال على ظهر الدبابة الى الموصل، و لكن بدون مساعدة أمريكية!! (بلسانه في مقابلة على الجزيرة)
2003 - 2006 .. قاتل للعراقيين المتظاهرين في الموصل ضد الاحتلال، عضو في البرلمان العميل للاحتلال، سارق بنوك الموصل و مدافع بشراسة عن الاحتلال ...
2006 .. أقام قناته الزوراء تبث من المناطق الكردية، و أقام هو في سورية، و تم البث عبر الأقمار الصناعية في مناطق الهيمنة الأمريكية الأخرى؟؟؟؟
2007 .. مقاوم شريف؟؟، و بدأ المقاومة الشريفه باعتراضه على دولة اسلامية و يريد دولة ديمقراطية متحضرة كتلك التي جاء بها أسياده الأمريكان للعراق و حققت له التحضر و التقدم، و وظيفته تفريق صف المجاهدين بحسب توصيات مؤسسةراند الأمريكية، و الدفاع عن الخونة المقاومين مثل مجلس انقاذ الأنبار (الذي يقوده علنا ضابط أمريكي و يطارد المجاهدين)] انتهى.
و الذي يبدو للمتأمل أن هذه القناة تعمل لأهداف غير معلنة، بعضها ظهر عبر شريطها المعلوماتي و بعضها في الطريق، و من تلك الاهداف:
1ـ اخراج المشروع الاسلامي السلفي عن دائرة الخطاب الجماهيري السني.
2 ـ قطع الطريق على الجيش الاسلامي لدولة العراق الاسلامية، و التي أُعلِن عن تكوينها في دار الخلافة، و هذا يفسر الحملة الشرسة على الجيش الاسلامي من قِبَل هذه القناة.
3 ـحصر الاقتتال بين صفي السنة و الشيعة من العرب، و اخراج الطرف الشيعي الايراني من الاقتتال، و هذ يفسر الحملة ضد القذر: "مقتدى الصدر " دون بقية المجرمين من الصفويين.
نعم، هناك ادانة عامة للصفويين في هذه القناة، و لكن تلك الادانة بدأ يخف صوتها مع البث الرسمي للقناة.
و هناك اهداف اخرى ستتبين للمشاهد لها مع الوقت.
نعم يستفاد مما فيها من خبار و أفلام وثائقية، ــ (مع كثيرٍ من التحفظ على ما في القناة من الأغاني الحماسية و المعازف) ـ لكن ينبغي الحذر مما تنطوي عليه هذه القناة.
و الليالي من الزمان حُبالى .............................. ...... مثقلاتٍ يلدن كلَّ عجيب.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 11:13]ـ
للرفع .............
ـ[وحي]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 11:35]ـ
.
لا أدري ما وراء هذا الرجل بالضبط رغم إفحامه لذلك الإيراني في الاتجاه المعاكس!!!
http://www.rasheed-b.com/?p=390
.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 12:09]ـ
استاذي العزيز.
كثير من اللقاءات و المقابلات متفق عليها.
بل حتى في قنوات توصف بأنها ملتزمة.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 04:10]ـ
سبحان الله اخى الكريم
لا ادرى ما الحاجه الى كتابة مثل هذه المواضيع
الرجل يتعبر من قادة اهل السنة فى العراق
قبل 1999 كان ضمن البعث، و قاتل للشعب و مشارك في سرقة خيراته
.. معارض ثم مشارك في المعارضة التي تتلقى الدعم من الأمريكان
الاجبور كان معارضا فى سوريا ولو كان عميلا لما انسحب من الحكومه
قطع الطريق على الجيش الاسلامي لدولة العراق الاسلامية، و التي أُعلِن عن تكوينها في دار الخلافة، و هذا يفسر الحملة الشرسة على الجيش الاسلامي من قِبَل هذه القناة.
عجيب القناة تعرض مقاطع لعمليات المجاهدين (هل انت اذن مع الدولة الاسلاميه فى العراق هل انت فى صف عمر البغدادى
ام لا)
ـحصر الاقتتال بين صفي السنة و الشيعة من العرب، و اخراج الطرف الشيعي الايراني من الاقتتال
عجيب الرجل لم يصف الاقتتال بأنه بين السنه والشيعه بل اقتتال بين الصفووين والعراقيين والصفووين من ايران
ثم فلنفرض ان هذه القناه او اتجاه الاجبورى به بعض الاخطاء جميل ان نختار هذا الوقت لمحاسبته
عجيب للغايه؟؟؟؟؟؟ ظ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:29]ـ
يا أخي العزيز:
الرجل في لقاءاته يعترف بأنه كان من ضمن حزب البعث.
و أنه كان معارضاً، ـ و أنه قتل من أجل ذلك ـ.
بل هذه هي اطروحته.
و إنما يذكر أنه رجع إلى مقاومة المحتل و الرافضة، بعد أن رأى ما حل بالعراق من الدمار.
و لكن هل تعلم أن قناته هذه تبث من أرض كردستان التي يسيطر عليها الامريكان بالكامل.
فالأولى يا أخي أن نكون أكثر حذرا. و أن نبتعد عن الاندفاعية.
أما ما ذكرته من خلافات بين اخواننا المجاهدين فالأولى عدم ذكرها.
فمنهج السلف الصلح القعود عن الفتنة دون الترويج لها.
و ينبغي على اخواننا المجاهدين في العراق أن يجتمعوا جميعا على جهاد الكفار.
و سائر الملفات ينبغي تأجيلها إلى ما بعد اندحار الاحتلال
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:46]ـ
يا أخي العزيز:
الرجل في لقاءاته يعترف بأنه كان من ضمن حزب البعث.
و أنه كان معارضاً، ـ و أنه قتل من أجل ذلك ـ.
بل هذه هي اطروحته.
و
التصحيح: و أنه قتل أخوه لأجل ذلك.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 09:45]ـ
أخي الحبيب محمد المبارك ...
لو فرضنا أنه كان بعثي كما نُقل عنه، فقد كنت متابعاً للقناة قبل ان تُقفل، فلم أكن أرى إلا مقاطع للمجاهدين نصرهم الله ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 01:00]ـ
أخي العزيز ابن المبارك
بالنسبة للقناة نفسها فهذا ملخص ما ذكرته عنها:
نعم يستفاد مما فيها من خبار و أفلام وثائقية، ــ (مع كثيرٍ من التحفظ على ما في القناة من الأغاني الحماسية و المعازف) ـ لكن ينبغي الحذر.
لكن المقصود هو مجرد الحذر.
أما أنه كان بعثيا ثم معارضا فارجع إلى نفس المقابلة معه و ستجد ذلك.
ـ[النجم]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 03:06]ـ
مشعان الجبوري بعثي قومي هذا واضح وضوح الشمس, لكن هو يكره الفرس والأمريكان فوجد أن المجاهدين يقاومون هؤلاء فتبنى نشر أفلامهم والمجاهدون يبرأون منه ومن حزبه, بل البعض يحلل ويقول أن فعله هذا يريد أن يقول أنا وراء المقاومة وأنا أمثلهم سياسياً, حتى يتفاوض معه الأمريكان ويفرض أجندته السياسية والفكرية بكد وجهاد الجاهدين, لأنه يعلم أن المجاهدين أذاقوا الأمريكان المر ومرغوا أنوفهم في بلاد الرافدين ويتمنون أن يتفاوضوا مع اللاعب الأساسي في العراق الذي يرى هو أنهم المقاومة لحل الأزمة التي وقعوا فيها.
ـ[كلمة حق]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيك على النصيحة; اول مرة اسمع عن هذه القناة!!
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 12:43]ـ
كلمة حق
يبدو أنك لا تشاهد التلفاز؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 07:08]ـ
الحمد لله تركت هذا الزخم الفضائي واستبدلته بقنوات المجد الفضائية
ولكن سبق ان سمعت ورايت هذه القناة عند احد الاقارب اعجبت بها مع تحفظي على الاخطاء الموجودة فيها
ولكن الذي يعجبني فيها هي تلك الدماء المحتلة التي تنزف في ارض العراق .. نسأل الله بقدرته ان يجعل بلاد الرافدين مقبرة ومحرقة للمغتصبين أعداء الدين من الكفرة واليهوديين والصفويين ... امين
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 05:26]ـ
آمين يارب العالمين.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 07:59]ـ
لمذا تهاجم عراقيا سنيا هو الوحيد في العالم الذي فضح الرافضة و دافع عن الجهاد؟ وتترك قنوات الصرف الصحي أمثال
قناة العبرية (العربية) وقناة الهرة (الحرة) و ترسانة الماينس ( mbc fatafeat mbc1 mbc2 mbc3 mbc4 mbc action )
وأيضا قنواة الكذب و الشطحات مثل القناة الثانية المغربية 2 m
و قناة الببغاوية الأمريكية (البغدادية) العميلة
وغيرها من الفجائع؟
---
الكل يهاجم ويركز على الشك
المجاهدون يعملون في cia و القنواة المجاهدة علمانية أمريكية؟؟؟!!!!!!!!!
---
أنا متيقن أن عدد من البعثيين تمت أسلمتهم
و منهم من عاد إلى الإسلام بعد أن تيقن أن الديمقراطية الغربية لا تنفع
كما أنني متيقن من أن عددا منمن كانوا مع صدان هم مسلمون ملتزمون لكن لم تكن لهم الجرأة في الكلام ووكانوا يتمنون نهاية صدام وفي نفس الوقت نهاية أمريكا ...
هناك الكثير ما يمكن قوله
القنوات المفجعة الشاذة مثل العربية تستمر في البث وسب الإسلام ولا أحد يكتب مقالة إلا القليل
أما الزوراء فالكل لهول الصدمة لا يصدق أن المسلمين قادرون على إظهار الحق علنا في وسائل الإعلام فيشكون ويكذبون ....
الله أعلم
لكن الذي أعرفه أنه كانت هناك أسلمة البعثيين
و أن السنة تككاثفوا رغم إختلاف طباعهم وتوجهاتهم
هناك مثلا ديمقراطيون مسلمون يعشقون الديمقراطية لكن لهم مفهوم خاص عنها مختلف عن الغرب
إختلاف المفاهيم واختلاط الأسماء على المسلمين جعلنا فرق فلسفية
لكن في الأصل السنة في العراق واحد
و مجاهدون
ولنفرض أن صاحب قناة الزوراء غير مسلم وعميل وخائن
مذا حقق في خيانته في القناة؟
لا شيء بل العكس رفع همة المجاهدين وبين الحق للعالم وفضح كذب الأمريكان
لنأخذ الأمر بالظاهر ولا نعقد الأمور
وودت لو تهاجموا قناة العبرية لأنها تعدت كل الحدود وهي خطيرة جدا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرأي الآخر]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:36]ـ
الظاهر أن الرجل من أهل الخير وممن عمل على فضح الأمريكان وأعوانهم عليهم من الله ما يستحقونه.
ومتابعتي لقناته تعطيني قناعات أن له دورا كبيرا في خدمة الإسلام.
وقد اختفت قناته من عندي من فترة طويلة ....
وأعتقد أن القناة مازالت على سياستها في بث الحماس في نفوس المسلمين وبث الرعب في قلوب أعدائهم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 06:20]ـ
بالنسبة لمن ظنَّ أني ـ بحسب كوني كاتب المقال ـ أهاجم تلك القناة، الرجاء إعادة قراءة المقال مرة أخرى.
بل بالعكس أؤيد مشاهدتها مع مراعاة التحفظات المذكورة.
و لكن لي بعض الاستفهامات ـ التي أرى أنها منطقية ـ حول تاريخ صاحب القناة,
و كذلك حول مكان وجود القناة نفسها.
و من يكره رجوع مثل هذا الرجل إلى حظيرة الحق، و ذلك
لكونه من القيادات المؤثرة ـ بعيدا عن توجهات الرجل ـ.
و لكني لست مع الاندفاعية وعدم استقراء المستقبل القريب بمفردات الواقع المعاصر.
ـ[نجوم الإسلام]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 05:40]ـ
سدد الله خطاك أخى محمد المبارك و رحم آبائك وجدك فيصل المبارك
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 08:34]ـ
أحسنت، يعني كلامك أنه لو غير مسار قناته إلى أن تكون القناة عميلة مثلاً أو ترك البرامج التي يقدمها فنحن نقول لاغرابة في ذلك فالرجل من أصله ليس على الجادة الحقه على ماذكره أخونا صاحب المقال
ولابد أن نعلم أن البعثيين يقدسون الاسلام وأحكامه لأنه تراث فقط
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 03:46]ـ
سدد الله خطاك أخى محمد المبارك و رحم آبائك وجدك فيصل المبارك
واياكم اخي نجوم الاسلام
و عذرا على تأخر الرد فلم الحظ المشاركة الا الآن.
ـ[فوزي أبو محمد]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 09:40]ـ
السلام عليكم
لا أدري لم يا أخي نحن هكذا دائما تسيطر علينا عقدة المؤامرة عندما نرى عملا أو رجلا ناجحا، وكأن العرب ليسوا غير عملاء أو مجندين للعدو!!!
هب أن الرجل كان بعثيا، أليس في قاموسنا شيء اسمه التوبة بعد أن انكشفت الحقائق!؟
نعم اكتب عن قناة العربية وغيرها من القنوات السعودية التي ما فتئت تبث الفتنة والذعارة والكذب، ودعك من أسلوب التشكيك هذا، والتحليل السياسي غير المتجانس المقدمات والنتائج.
والسلام عليكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
السلام عليكم
لا أدري لم يا أخي نحن هكذا دائما تسيطر علينا عقدة المؤامرة عندما نرى عملا أو رجلا ناجحا
وعليكم السلام و رحمة الله.
الاخ العزيز.
النتائج لا تُحصد هكذا.
و انا اقدِّم تساؤلات.
ان استطعتَ ان تجيب عليها فحسن.
و ان لم تستطع ..
فلعلَّ هناك من يستطبع!!
فلنفسح المجال للآخرين ...
ودعك من أسلوب التشكيك هذا، والتحليل السياسي غير المتجانس المقدمات والنتائج.
والسلام عليكم
اسلوب عجيب
و هجوم غريب.
...
و ما دمت متحمسا للموضوع، فلتُجِب عمَّا يلي:
ـ من الذي يسيطر على القنوات الفضائية فيسمح لهذه اوتلك؟
ـ هل تظن ان هناك قناة تبث عبر شبكات الاقمار الصناعية العالمية لا يمكن رصد مصدرها، و بالتالي لا يمكن التعامل معها عسكريا؟؟
ارجو ان نتعامل مع مثل هذه المواضيع بواقعية اكثر، فالقصور لا تُبنى على الرمال، و المفاوز لا تنقطع بالآمال.(/)
استشارة بحثية حول الانحرافات المعاصرة
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[21 - Feb-2007, صباحاً 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أخصص بحث علمي للردود على دعاوى التغريب المعاصرة والانحرافات الفكرية المؤثرة في ذلك
حيث أنني أميل لهذا الجانب
ولكن المشكلة التي أواجهها أنه لابد من تخصيص (نطاق محدد) للرسائل العلمية
ومن جهة أخرى: الشبهات التي تُطرح لايهمني مصدرها في خطة البحث (سواء أكان من صحافة أم فضائيات أو غيرها)
وإنما أود التركيز فقط على الردود والنقض لتلك الشبهات من المصادر العلمية
هل يمكن إفادتي بنطاق مقترح لهذا (أعني العناصر الرئيسة لدعاوى التغريب وشبهاتها كي توجه الردود على أساسها)؟
جعل الله ذلك في ميزان أعمالكم
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - Feb-2007, صباحاً 08:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حتى تكون الخطة واضحة منذ البداية
احصر الدعاوى المعاصرة , وقسمها في فصول حسب انواعها , ثم رد عليها.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 08:03]ـ
الذي أشكل في سبر الخطة البحثية وتحديد العنوان أن الدعاوى المعاصرة تتفاوت في الانحراف في المسألة الواحدة مابين شخص وآخر
كما تتفاوت في القلة والكثرة والنوعية مابين مصدر وآخر من صحف إلى فضائيات إلى منتديات ... الخ
ولذا الأمر الذي أردته هو تحديد نطاق معين يكون (محصور) سواء في فترة زمنية أو نتاج معين بحيث يكون جامع مانع
بمعنى مسألة شكلية تقريبا
على سبيل المثال: إنتاج مجلة معينة لها تأثير
أو موقع قناة فضائية يتابعه جمهور (مثل موقع قناة العربية: فهو مليء بالشبهات العقدية ولكنها في الفرق وأنا أرغب فيما يخص التغريب)
وعموما
جزاك الله خيراً لتجاوبك وإفادتك
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 06:03]ـ
فهمتك الآن ..
وأرى التحديد متعب ومجهد لك , قد لاتتوفر لديك المصادر الكافية , أو تصادفك عقبات تقعدك بسبب
هذا التحديد , فهل هو مطلوب منك أم رغبة شخصية منك؟
أنا من رأيي تجعل الموضوع عام
مثلاً: (كشف مخططات التغريب)
ثم تجمع أبرز تلك المخططات وترى هي في أي المجالات
مثلا: اقتصادية , سياسية , اجتماعية
ثم تجعل المجالات فصولاً او ابواباً
ثم ترد عليها ...
مارأيك؟
ـ[قارئ]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 10:07]ـ
موضوع مهم لو بحثته في رسالة علمية جامعية
ـ[الناصح]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 12:39]ـ
بروق أندلسية
أنصحك بأن لاتُدْلي بأي معلومة بحثية حول موضوع رسالة علمية في المنتديات
حتى لاتتعرض المعلومات للسرقة العلمية - مع الأسف-
وأنصحك بالجلوس مع دكاترة متمكنين في قضايا الفكر والعقيدة
ومن هؤلاء: 1) الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد القرني فهو ليس سهلا، ولديه التمكن من تلك القضايا , ورسالته الدكتوراة عن المعرفة في الاسلام، وفي الماجستير عن ضوابط التكفير عند أهل السنة وحصل على تقدير ممتاز فيهما.
وهو الآن عضوهيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة أم القرى، ويُعتبر في نظر المراقبين أنه صاحب مدرسة فكرية.
2) الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي، وهذا العالِم الفاضل الذي له حضوره العلمي والدعوي، وأخلاقه عالية جدا، ومع كريم أدب، وحسن تواضع، وقوة في الفهم.
وهو متميز في قضايا الفكر المعاصر، ومتميز أيضا في علم العقيدة
ورسالته الدكتوراة: الليبرالية وموقف الإسلام منها
وقد أدهش المناقشين والحاضرين، وقال المناقشان إننا في موقف المستفيد منه ومن رسالته
وحصل على تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات
ورسالته الماجستير: حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين، وكذلك حصل فيها على تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع، وقد قرر رسالته هذه أحد أساتذة جامعة الإمام بالرياض منهجا لطلابه في مرحلة الماجستير
هذان العالِمان الفاضلان هما مَن أبدع في صلب علم العقيدة - كما تدل رسالتهما للماجستير -، وأيضا هما مَن أبدع في المذاهب الفكرية وقضايا الفكر - كما تدل على ذلك رسالة الدكتوراة - وإن كانت رسالة الشيخ عبدالرحيم هي الأمْيز، والدكتور عبدالرحيم له بحث عن التغريب، وعن الإنفتاح الفكري .. وغيرهما من الأمور التي تحتاج إليها.
فأنصحك بالتوجه إليهما
ودمتَ بخير.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 08:11]ـ
الأخ الكريم وسم المعاني جزاك الله خير
نعم هو مطلوب، وفي نفس الوقت مرغوب كميول لهذا الجانب لكثرة مابلينا به في الآونة الأخيرة حتى من بعض الطيبين بسبب مايلبس به الطرح في هذا الجانب فكرياً وإعلامياً
لعلي أستفيد من اقتراحك
جزاك الله خيرا
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 08:13]ـ
الأخ الكريم قاريء
لا أعتقد أن رسالة واحدة تكفي هذه الأيام، بل نحن بحاجة لـ مجموعة رسائل علمية تواجه هذه الدعوات المأفونة
دراسة، وكشفاً، وتخطيطاً لطرق المواجهة، ووسائل تطهير المجتمع منها
نحن بحاجة لدراسات ميدانية في موضوعات التغريب والفكر في أكثر من زاوية ومحور
والمشكلة أن الأقسام المتخصصة أحياناً توجه الطلاب لبحث مسائل أخرى مهمة نعم .. لكنها ليست بقدر حاجتنا لهذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 08:14]ـ
ــــــــــــــــــــــ
الأخ الكريم الناصح
أشكر لك اهتمامك ولعلي أراعي هذا الجانب إن شاء الله مع الإفادة ممايمكن من مقترحات عامة ربما تضيء لي جوانب أخرى من قريب أو بعيد.
وشكراً لتعريفك بالدكتورين الفاضلين فقد كنت أبحث عن أحد مختص بهذا
ولكن هل لهما موقع على الإنترنت أو بريد إلكتروني حتى يتسنى الوصول لهما؟
جزاك الله خير ونفع بك
ـ[الناصح]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 08:08]ـ
أخي بروق أندلسية
لقد أرسلتُ لك رسالة خاصة.
فإذا وجدتها أخبرني.
وفقك الله.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 10:29]ـ
نعم وصلت
جزاك الله خيراً وفرج عنك كرب الدنيا والآخرة
ـ[فهد التويجري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:22]ـ
بروق أندلسية
أنصحك بأن لاتُدْلي بأي معلومة بحثية حول موضوع رسالة علمية في المنتديات
حتى لاتتعرض المعلومات للسرقة العلمية - مع الأسف-
وأنصحك بالجلوس مع دكاترة متمكنين في قضايا الفكر والعقيدة
ومن هؤلاء: 1) الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد القرني فهو ليس سهلا، ولديه التمكن من تلك القضايا , ورسالته الدكتوراة عن المعرفة في الاسلام، وفي الماجستير عن ضوابط التكفير عند أهل السنة وحصل على تقدير ممتاز فيهما.
وهو الآن عضوهيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة أم القرى، ويُعتبر في نظر المراقبين أنه صاحب مدرسة فكرية.
2) الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي، وهذا العالِم الفاضل الذي له حضوره العلمي والدعوي، وأخلاقه عالية جدا، ومع كريم أدب، وحسن تواضع، وقوة في الفهم.
وهو متميز في قضايا الفكر المعاصر، ومتميز أيضا في علم العقيدة
ورسالته الدكتوراة: الليبرالية وموقف الإسلام منها
وقد أدهش المناقشين والحاضرين، وقال المناقشان إننا في موقف المستفيد منه ومن رسالته
وحصل على تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات
ورسالته الماجستير: حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين، وكذلك حصل فيها على تقدير ممتاز مع التوصية بالطبع، وقد قرر رسالته هذه أحد أساتذة جامعة الإمام بالرياض منهجا لطلابه في مرحلة الماجستير
هذان العالِمان الفاضلان هما مَن أبدع في صلب علم العقيدة - كما تدل رسالتهما للماجستير -، وأيضا هما مَن أبدع في المذاهب الفكرية وقضايا الفكر - كما تدل على ذلك رسالة الدكتوراة - وإن كانت رسالة الشيخ عبدالرحيم هي الأمْيز، والدكتور عبدالرحيم له بحث عن التغريب، وعن الإنفتاح الفكري .. وغيرهما من الأمور التي تحتاج إليها.
فأنصحك بالتوجه إليهما
ودمتَ بخير.
بارك الله في الدكتور عبدالله والدكتور عبدالرحيم
وأحسن الله إليك أخي الناصح.(/)
فتاوى رابغ للالباني ... تفريغ الشريط الاول
ـ[علي سليم]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 07:15]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المعبوث رحمة للخلق اجمعين ثم اما بعد:
فقمت بتفريغ الشريط الاول من فتاوى شيخنا شامة الشام اسكنه الله فسيح جناته المسماة بفتاوى رابغ راجيا من المولى الاجر و الثواب ....
و كان التفريغ متطابقا لكلام شيخنا حيث اثبتُ لفظه كما هو و القليل منه ما لم افهمه فوضعته بين قوسين منبها عليه بقولي (كلام غير مفهوم) ....
و اليك نص التفريغ ....
الشريط الاول:
قال صلى الله عليه و سلم يصوم في السنة شهرا تاما الا شعبان كان يصله برمضان ...
الالباني: كان يصله ... طيب ايش السؤال ...
السائل: يصل الصوم شعبان برمضان يعني ما يفطر بينهم؟؟؟
الالباني: لا, الحديث هذا يعني ,هو في بعض الاحاديث من طريق السيدة عائشة رضي الله عنها (كان يصوم شعبان كله, كان يصوم شعبان الا قليلا)
فالذي اظن انه قد يشكل عليك هذا الحديث بحديث آخر (اذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)
لكن هذا محمول على ما لم يكن له عادة من صيام, اما من كان له عادة من صيام شعبان فيجوز ان يصله برمضان ان كان له عادة صيام شعبان ,اما ان يتقصّد صوم شعبان لوصله برمضان فهذا غير مشروع, فرّقتم بين الامرين؟؟؟
السائل: ايه
الالباني: بين ان يكون له عادة يعني يصوم شعبان فيصله برمضان فهذا يحتاج الى ناس يعني ذوي عزم و حزم و قوة و نشاط ,اما من ليس له عادة من صيام شعبان ,فاذا دخل شعبان تقصّد ان يصوم شعبان ليصله برمضان هذا هو المقصود بالحديث الذي ذكرته آنفا (اذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان) الا ان يكون له عادة من صيام
السائل: نقول افترضنا انه ما يفطر يعني صيام ...
الالباني: يعني كان يصوم حتى نظنّ انه لا يفطر و يفطر حتى نظن انه لا يصوم في هذه احوال ان لما يصوم شعبان و رمضان يصدق عليه ما جاء في ذاك الحديث انه يصوم حتى نظن انه لا يفطر ... وصل شعبان برمضان هو من ذلك الظن الذي ظنوه انه يصوم و يصوم حتى نظن انه ما يفطر ,هذا هو احواله عليه السلام ,من احواله ان يصوم شعبان و يصله برمضان فلا اشكال في ذلك.
السائل: فالحديث الذي يقول يعني .. احب ... شهر شعبان ... معنى الحديث احب اعمالا ترفع الى الله في شعبان ... في يوم محدد من هذا الشهر على اساس ان الاعمال ترفع فيه؟
الالباني: وبنو هذا الحديث؟ مسجّل عندك؟ بدنا النص تبعوا ...
السائل: ذلك الشهر تغفل الناس فيه بين رجب و رمضان و هو شهر ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين
الالباني: طيب
السائل: و احب ان يرفع عملي و انا صائم
الالباني: ايوه, شو السؤال؟؟؟
السائل: حديث في آخركان يقول في خمسة عشر ان الله ينظر الى ... في شعبان؟؟؟
الالباني: لا هذاك مانو صحيح ... هداك اذا كان بين النصف من شعبان قصوموا ... فقوموا ليلها و صوموا نهارها ... هذا الذي تعنيه؟؟
السائل: نعم ... يغفر الله جميع ذنوبه الا ...
الالباني: ام حديث آحر؟؟ ايش الشؤال؟؟؟
السائل: في يوم مخصص للعبادة لهذا اليوم؟؟
الالباني: لا ما في ... واضح الحديث اللي ذكرتلك اياه ... اذا كان النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها .. فهو حديث ضعيف جدا, ما في تفصيل ,على العكس من ذلك من لم يكن له عادة من صيام شعبان فقد صح عن الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال (اذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان) (اذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)
فلا يشرع قصد صيام النصف لذاته اما نعود للكلام الاول: من كان له عادة من صيام يصوم شعبان كله مافي مانع, اما ان يأتي و يتقصّد صيام النصف فهذا ليس له اصل في الشرع.
السائل: طيب يا شيخ اذا كان في واحد متعود ان يصوم الثلاثة البيض و في الشهر هذا, شهر شعبان ... فكيف يصوم الثلاثة البيض هذه؟؟
الالباني: ليس متعودا يصوم ماذا؟؟؟
السائل: لا
الالباني: لا, استوضح
السائل: هو ما كان, ما يصوم
الالباني: ما يصوم ايش؟؟
السائل: ما يصوم الثلاثة البيض.
الالباني: ايه نعم
السائل: في هذا الشهر شهر شعبان بالذات اراد ان يصوم الثلاثة البيض هذه.
الالباني: اه ... فيأتي الحديث الذي ذكرته آنفا
السائل: ايه
الالباني: (اذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)
(يُتْبَعُ)
(/)
السائل: طيب يا شيخ في حديث اللي يقول انو هذا الوضوء (كلمة غير مفهومة) على اهلها الله منور بالصلاة عليها
الالباني: حديث صحيح
السائل: صحيح ان شاء الله
الالباني: ايه نعم
السائل: الشرح
الالباني: الشرح
السائل: معنى الحديث
الالباني: معنى الحديث انو صلاة الرسول عليه الصلاة و السلام على الاموات بخفف عنهم من عذاب القبر او يزيدهم نورا على نور في قبورهم
الالباني: نعم
السائل: القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار
الالباني: ايه نعم
السائل: هل هذا حديث؟؟؟
الالباني: حديث ضعيف لكن معناه مأخوذ من احاديث صحيحة ,لعلكم تذكرون ان الميت اذا وضع في قبره كان صالحا فتحت له طاقة ,نافذة (كلمة غير مفهومة) منها على منزله في الجنة فيأتيها من و روحها ريحها و نعيمها و لا يزال كذلك يُنَعّم حتى تقوم الساعة و اذا كان و العياذ بالله غير صالح فتحت له طاقة الى النار و يراى منزله من النار فياتيه من ريحها و دخانها و لهيبها فلا يزال كذلك يعذّب حتى تقوم الساعة ..
فهذا بمعنى انو الحديث روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار.تقريبا .. يؤدي هذا المعنى و ان كان الحديث الضعيف هذا فيه شيئ مبالغة من الوصف روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار, لكن يأتيه من روحها و نعيمها ان كان صالحا و العكس بالعكس كما ذكرنا.
السائل: طيب الحديث ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه ..
الالباني: ايه نعم ,هذا قد جرى خلاف بين عائشة و ابن عمر و غيره من الصحابة فسيدتنا عائشة رضي الله عنها انكرت هذا الحديث و قالت انما قال عليه الصلاة و السلام هذا الحديث بالنسبة لبعض اليهود كانوا يبكون على ميتهم , لكن علماء الحديث ,لكن علماء الحديث ما وافقوها على الانكار ذلك بان الحديث (ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه) رواه جماعة من الصحابة غير ابن عمر رواه ابوه عمر و غير عمر و ابنه عبد الله رواه ايضا المغيرة ابن شعبة و لذلك لما جاوؤا بتوهيم ابن عمر كما فعلت السيدة عائشة كان يمكن هذا التوهيم لو كان ابن عمر وحده قد روى هذا الحديث لكن ما دام ان معه ابوه و معه المغيرة ابن شعبة فالثلاثة احفظ من واحد و هي عائشة ,لو كان ابن عمر لوحده كان يمكن حينئذ ان يغلّب رأي عائشة و قولها على قول ابن عمر ذلك بان السيدة عائشة رضي الله عنها كما تعلمون هي زوجة النبي صلى الله عليه و سلم و هي تصاحبه ما شاء الله في اكثر الاوقات بخلاف عبد الله ابن عمر فلو كان ابن عمر هو وحده روى هذا الحديث و خطّأته عائشة رضي الله عنها كان يمكن ان تقبل بتخطئتها و نتبنّى حديثها دون حديث ابن عمر كما وقع لها في قضية اخرى و هي انّ ابن عمر حدّث بانّ النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر في شهر رجب ,فقيل لعائشة اسمعي لعبد لله ابن عمر ماذا يقول, قالت ماذا يقول؟؟
قالوا: يقول ان النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر في شهر رجب , فقالت لقد وهن عبد الله ابن عمر يرحمه ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرة الاّ في ذي القعدة ...
جاء في بعض الرويات ان عائشة لما ذكرت هذا سمع كلامها ابن عمر فما تكلم بكلمة مما يشعر انه كانه شعر بانه فعلا هو واهم ... نعم
السائل: اخطأ ..
الالباني: ايوه ,ايه لكن حديثنا (ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه) لا سبيل الى تبنّي رأي عائشة و تخطئة عبد الله ابن عمر كما فعلنا في حديث العمرة لما ذكرته آنفا ان مع ابن عمر عمر نفسه و المغيرة ابن شعبة ... يا شيخ (كلمة غير مفهمومة) بذكره كانك سؤالك جواب عليه ما تمّ ...
سؤالك كان عن الحديث ايش المعنى ,ايش المقصود منه, للعلماء قولان في تفسير يُعذب ببكاء اهله عليه:
منهم من يقول ان العذاب المذكور في الحديث هو عذاب الاخرة ...
و منهم من يقول ان المقصود بالعذاب هو التألم و الحزن و الذي يقول هذا القول يعني ان الميت يسمع بكاء الاحياء عليه ,يأسف لاسفهم و يحزن لحزنهم هذا هو العذاب الذي عناه الرسول في الحديث في قول البعض ...
اما المأولون و هم الجمهور يقولون يُعذّب فعلا و هنا يرد قول السيدة عائشة المذكور و المشار اليه آنفا ,
هي انو لماذا انكرت هذا الحديث؟؟؟ لانها فهمت ان العذاب هنا هو العذاب بمعنى التألم بالنار او بزمهرير ام بما شابه ذلك مما هو معروف ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فقالت لماذا يعذب هذا و الله عز و جل يقول (و لا تزر وازرة وزر اخرى) اجاب العلماء عن هذه الشبهة بان المقصود من الحديث على المعنى الذي ذهب اليه الجمهور ان العذاب المعروف انه انما يعني به الميت الذي يموت و لا يوصي و لا ينصح اهله بالا يبكوا عليه , اما اذا قام بواجب التذكير و النصيحة ثم بكوا عليه فلا يضره ذلك لانه قد ادى الواجب ...
هذا مع ملاحظة ان المقصود بلبكاء ليس هو مطلق البكاء و انما المقصود به النياحة و هو رفع الصوت , فبرفع الصوت اذا كان الميت لم ينصح و لم يذكر اهله قوله (كلمة غير مفهومة) انه اذا جاءتني الوفاة فلا تصيحوا و لا تنوحوا لا ن هذا يكون سبب ليس لعذابكم فقط بل سبب لعذاب انا ...
على هذا يُفسّر الحديث و خلاصة ذلك ان الميت الذي لم يذكّر اهل بما يجب عليه من النصح انه اذا مان ان لا يبكوا عليه فهذا الذي يعذّب و العذاب ليس بمعنى الالم و الحزن و انما هو بمعنى العذاب الذي يستحقه العاصي يوم القيامة او في القبر ...
و يؤيد هذا المعنى من السنة و من النظر ايضا , اما السنة ففي رواية للمغيرة ابن شعبة قال (ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه يوم القيامة) يعذّب يوم القيامة , بينما تفسير الثاني الذي فسّر العذاب بالالم فهو يعني و هو في القبر ..
بينما حديث المغيرة يقول: يعذّب يوم القيامة ..
اما النظر ساذكره قريبا ان شاء الله , التفسير الثاني انه يتألم فمعنى ذلك ان الميت اذا مات ما انقطعت علاقته مع الناس ,فهو يحسّ بهم و يتألم بألمهم ... تفضل ... و هذا الكلام ليس صحيحا لان الميت اذا مات انقطعت علاقته بهذه الحياة الدنيا فهو لا يسمع و لا يحسّ بشئ كما قال تعالى (ما انت بمسمع من في القبور ,انك لا تسمع الموتى و لا تسمع الصم الدعاء)
اذا الاموات لا يسمعمون فكيف يُقال ان الميت اذا بكى او ناح اهله عليه هو يحس ببكائهم و يتألم لألمهم , هذا المعنى مع مخالفته للحديث (يعذّب يوم القيامة) فهو يخالف نصوص اخرى في الكتاب و في السنة التي تدل على ان الميت لا يسمع و لا يحس ...
فاذا المعنى الاولى هو المعنى الصحيح ...
مما جنح اليه من فسّر العذاب الميت بانه الالم و المشقة و ليس العذاب بمعنى النكال الذي يلقاه الكافر او الفاسق لان قوله عليه السلام (السفر قطعة من عذاب) لا يعني عذاب جهنم و انما المشقة , لكن يرد على هذا ما ذكرته آنفا ان الميت اذا مات انقطعت علاقته مع الدنيا فلا يحس بشيئ فلا يسمع و لا اي شيئ ...
السائل: حديث يضغط على المؤمن في قبره ... (كلام غير مفهوم) و يبعث على الكافر نار ... ايش شرح الحديث هذا؟؟؟
الالباني: ما ادري هكذا حديث في ضغطة القبر و في ضربة المزرية بالنسبة للكافر او المنافق هذا ..
السائل: نأتي بالكتاب
الالباني ها
السائل نأتي بالكتاب لان هو ذكر بالمسند مسند احمد ..
الالباني: هات بالكتاب .. من العذاب
السائل: من العذاب ..
الالباني ايه ..
السائل: و دعوة المسافرمن المستجبات
الالباني: ايه نعم
السائل: فكيف يعني يكون؟؟
الالباني: في تعارض يعني؟؟
السائل: ايوه
الالباني: لا ما في تعارض ..
السائل: اه
الالباني: لا ما في تعارض, حفّت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات , فاذا كان المسلم يعيش بالحياة الدنيا في مكاره , يعني هذا يتعارض مع استجابة الدعاء!!!
لا يتعارض ...
السائل: نعم .. السفر قطعة من العذاب فطالما ان المسافر يعني انه مستجاب الدعاء
الالباني: نحن ما قلنا السفر قطعة من عذاب عذاب جهنم , قلنا مشقة بس ..
السائل: جزاك الله خيرا ...
السائل: حديث اسناده صحيح, حديث صحيح؟؟
الالباني اه علكم تعلمون ان صحة الحديث اما ان يثبت بالسند الواحد او يثبت بمجموعة اسانيد , فالحديث الذي ثبت بمجموعة اسانيد كل سند من هذه الاسانيد لوحده ضعبف لكن الاسانيد الضعيفة اذا لم يشتدّ بعضها يقوّي بعضها بعضا , فاذا كانت الاسانيد الضعيفة مفرداتها جاء بها حديث واحد فهذا الحديث يصير صحيحا بمجموع هذه الاسانيد و هذه الطرق ففي هذه الحالة يقال حديث صحيح ...
اما اذا جاء حديث باسناد صحيح قيقال حديث اسناده صحيح فليس كل حديث يقال فيه حديث صحيح يكون اسناده صحيحا ...
فقد يكون اسانيده ضعيفة لكن مجموعها اعطى للحديث هذه الصحة فقيل حديث صحيح تمييز بينه و بين الحديث الذي صحّ اسناده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
السائل: يعني الحديث صاحب السند الصحيح اقوى من الحديث الصحيح؟؟؟
الالباني: لا هذا شيئ تاني .. هذا شيئ تاني ..
بعد ان عرفت انت الفرق , اما ايهما اقوى, حينئذ المسألة تختلف.اذا جاء حديث بعشر اسانيد كل اسناد فيه ضعف من قِبل حفظ الراوي هذا الحديث يكون اصحّ من حديث الذي اسناده صحيح لانه مجموعة الرواة و لو كان فيهم ضعف يدل على انهم حفظوا هذا الحديث فحفظ الجماعة هؤلاء مع ضعف كل فرد منهم على حدة يلقي في النفس الاطمأنينة بصحة الحديث اكثر من الاطمئنان بصحة حديث الذي رواه فرد واحد ....
الالباني: ايش في عندك؟؟
السائل: قال في المسند ايضا من حديث حذيفة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة فلما انتهينا الى القبر قعد على ساقيه فجعل يردد بصره في ثم قال: يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله و يملأ على الكافر نارا) قال و الحمائل عروق الانثيين ... ما معنى تزول الحمائل يعني كيف تزول الحمائل؟؟؟
الالباني: كناية عن شدة العذاب و هو مفسر الحمائل متل ما عم بتقول ..
السائل: يعني المؤمن يضغط ضغطة هالدرجة يعني؟؟؟
الالباني و ممكن تتداخل اضلاعه ان ينجو منها احد فسعد ابن معاذ كما قال عليه السلام في بعض الاحاديث الصحيحة ..
السائل: يعني ضغطة يتألم منها
الالباني: بلا شك , يتألم يعني اذا تداخلت الاضلاع فهذا الم شديد لكن لا يستمر , ضغطة واحدة ثم يعود كل شيئ الى طبيعته ان صالحا فصالح و ان طالح فطالح كما شرحنا آنفا من حيث انه يفتح على الميت طاقة في القبر ..
السائل: يعني الضغطة لا بدّ منها ...
الالباني: لا بدّ منها
السائل: شديدة هذه
الالباني: الله المستعان , لا اله الا الله
السائل: و دنا من الامام و استمع و لم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها و قيامها
الالباني: شو السؤال؟؟؟
السائل: ايش صحة هذا الحديث؟؟؟ و الشرح
الالباني: الشرح واضح شو اللي امشكل عليك؟؟؟ شو اللي امشكل عليك منه حتى نشرحه
السائل: يعني كل خطوة يخطاها المسجد اجر سنة؟؟
الالباني: يعني هذا كثير على الله عز و جل!!! ان ينعم على عباده المؤمنين فليكن كذلك ,لكن انت مفكر من الذي يفعل هذه الصفات كلها حتى يكون له هذا الاجر؟؟؟
امسك الحديث من اوله , من غسّل ايش معنى غسّل و اغتسل؟؟؟
هل هذا اولا يتمكن منه كل انسان, الجواب لا ....
انما هو المتزوج لان من غسّل كناية انه جامع زوجته و حملها على الاغتسال فاذا هذا الحديث لا يشمل الاعزب , ماشي؟؟؟ هذه اول صفية عندي ...
ثانيا هل كل من, كل متزوج يوم الجمعة يحقق ان يغسّل زوجته؟؟
السائل: اذا لا بدّ يا الشيخ انه هو يغسلها؟؟؟
الالباني: لا يعني يحملها على الاغتسال
السائل: يعني هي تغتسل ...
الالباني: ايوه, يعني يجعلها تأتي عملا يجب عليها الاغتسال و هو الجماع , اكثر الان المتزوجين هل يطبقون هذه السنة بحيث انو هو يجامع زوجته فيجب عليه ان يغتسل غسلين غسل الجنابة و غسل الجمعة ثم المرأة يجي دورها يجب ان تغتسل ...
انت بتشوف ان هذا الاجر عظيم و عظيم لكن سهل بينما الامر ليس كذلك ...
من غسل و اغتسل و بعدين بكّر اه مين اللي يبكر لصلاة الجمعة؟؟؟ من راح بالساعة الاولى كانما قرب بدنة و من راح في الساعة الثانية كانا قرب بقرة الى آخر الحديث معروف هذا ...
السائل: لكن شيخ الساعة الاولى من متى يعني؟؟
الالباني: ساعة واحدة عربي يعني بعد طلوع الشمس
السائل: يعني بعد شروق الشمس ... بدرجة
الالباني ايه هو هذا ... من غسل و اغتسل و بكر و ابتكر و بعدين؟؟
السائل: و مشى
الالباني اه و مشى
السائل: و لا يركب
الالباني بالتأكيد انه مشى التأكيد انه مشى و ما ركب , طيب و اكثر الناس اليوم يركبون , طيب و بعدين؟؟؟
السائل: و دنا من الامام
الالباني و دنا من الامام من الذي يدنو من الامام اليوم من الجماهير اللي بدخلوا المسجد , نادر جدا جدا ...
لذلك ما تظن انو هذا , يعني تطبيقه سهل حتى تستعظم ان يكون له هذا الاجر الكبير
الالباني: الحمد لله
الحاضرون: يرحمك الله
الالباني: يهديكم الله و يصلح بالكم
الالباني ايه غيره؟؟؟
السائل: لم يلغوا كان له بكل خطوة عمل سنة
الالباني: ايه نعم ما لغى يعني ما تكلم و لو بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الخطيب يخطب ,هكذا ...
لذلك الجمع بين هذه الخصال كلها ليس من السهل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
السائل: في تمام المنة انت ذكرت (كلام غير مفهوم) ان غسل الجمعة و غسل الجنابة اذا جامع الرجل زوجته قبل الصلاة يغتسل غسلين
الالباني ايه نعم
السائل كيق الغسلين هذا؟؟؟
الالباني: يتوضأ الوضوء بين يدي غسل الجنابة كما هو السنة ثم بعد ذلك يصب على بدنه ثلاث حثيات و يوصل الماء و يمرره على كل اجزاء البدن فاذا هو طاهر من غسل الجنابة بعد الانتهاء من هذا الغسل يصب على بدنه ايضا ثلاث حثيات بنية غسل الجمعة ..
السائل: تخرج من؟؟؟؟
الالباني لا حيث هو , ما في ضرورة للخروج , ايه نعم
السائل: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ... حديث صحيح؟؟؟
الالباني: اظن هكذا صحيح ...
السائل: حسن
الالباني: يعني هو ثابت نعم
السائل: في حديث يا شيخ يقول ان التوبة تجب ما قبلها؟
الالباني: التوبة تجب ما قبلها
السائل: قلت يا شيخ انه لا اصل له
الالباني: عم بفكر لانه هوفي الحديث الاسلام يجب ما قبله و ايش كمان قال؟؟؟ الاسلام يجب ما قبله, في جملة تانية ها ... تختلط ب
السائيل: هو موجود يا شيخ ان كنت ...
الالباني لا بس كمل كلامي ... في جملة تانية في الحديث الاسلام يجب ما قبله يمكن الحج ايضا يجب ما قبله
فبعض الناس يرونه توبة تجب ما قبلها و هذا لم نجد له اصلا ...
الالباني: , ايه نعم
السائل: شيخ في حديث يقول و هو في صحيح البخاري (اخرجوا المخنثين من بيوتكم)
الالباني: , ايه نعم معناه المخنثين هني الشباب اللي بيتشبه بالبنات او الرجل الشباه بالنساء , بيتحدث دائما عن اوصافهم و عن جمالهم و نحو ذلك ....
هذا هو المخنث ...
السائل: رواه مسلم و انت ما قلت رواه مسلم قلت الحافظ ......
الالباني و الحديث نفسه؟؟
السائل: ايوه
الالباني لا (كلام غير مفهوم) طيب نقص قليل يجوز انو يقال رواه البخاري و فيه كثير مما ليس في البخاري
السائل: اثنان قالوا (كلام غير مفهوم)
الالباني: تعرف الاثان هدول مين؟؟؟ تعرفهم؟؟
السائل: مين .. ما اعرفهم عندهم كتب ...
الالباني: انا عارف , انت تتسرع بالجواب , هل انتم تظنون انو كل من الّف هو عالم
السائل: لا
الالباني: فاذا ما فائدة قولك انو في اثنان قالوا كذا ... و انت لا تعرفهم
السائل: لا اعرفهم و لذا سألتك
الالباني: لماذا اجبتك , هناك امور دقيقة لا يعرفها الا المتعمقون و المتمرسون في هذا العلم ,مثلا قد يكون الحديث في صحيح البحاري و مسلم مختصرا ثم يأتي في زيادة و لو كانت الزيادة كلمة , فيأتي الحديث بهذه الزيادة خارج الصحيحين فانا اهتم بتخريج الحديث بهذه الزيادة لانه كون اصل الحديث في الصحيحين ما يهمني لانه معروف فاخرّج الحديث بسبب تلك الزيادة التي لم ترد في الصحيحين , فيأتي المستعجل مما لا علم عنده يقول هذا وهم من الشيخ الحديث في البخاري و مسلم ... بنقول وقف لان الحديث في البخاري و مسلم التي ليس بالزيادة او باللفظ اللي انا خرجته و انما هو بلفظ آخر و لعل من هذه الامثلة التي انتقدها الرجل الذي تشير اليه
حديث (لا حول و لا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة) انا خرجت الحديث بالسلسلة بلفظ (اكثر او اكثروا من لا حول و لا قوة الا بالله فانه كنز من كنوز الجنة) فجاء المتعقب و قال هذا حديث في صحيح البخاري ...
فهو مخطئ , الحديث ليس في صحيح البخاري بهذه الزيادة (اكثر او اكثروا) عرفت؟؟؟
السائل: نعم
الالباني: فليجب ما ينبغي لطلاب العلم ان يشغلوا _و عليكم السلام_ اوقاتهم في ان يقرؤا كل من هب و دب ممن كتب في العصر الحاضر _و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته _ اهلا يا الله, و ضحت لك الصورة
السائل: طيب يا شيخ حديث علي بن ابي طالب في حفظ القرآن
الالباني: لا يصح
السائل: حكم الشطرنج
الالباني: الشطرنج لا يصح في تحريمه حديث الا ان شأنه ككثير من الملاهي الحادثة فاذا لم يكون فيها مخالفة صريحة للشرع فيجوز اللعب بها احيانا من باب الترويح عن النفس و ليس من باب اعتيادها و الاهتمام بها فانه سيؤدي بصاحبها الى الاهمال لكثير من الواجبات التي تجب عليه ان يكون ملتزما لها و مراعيا لها , و لكن الشطرنج الى اليوم فيه سيئة ملازمة لاحجارها ففيها بعض الاصنام كالفيل و الفرس و نحو ذلك و لهذا من كان في بيته شطرنج و اراد ان يلهو به بالشرط السابق اي احيانا فيجب ان يغيّر هذه الصور و هذه التماثيل و ان يقضي عليها , على رؤوسها لان الصورة الرأس كما جاء في
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث ...
فحينئذ يمكن التلاعب بها بالشرط الذي ذكرته آنفا ...
و قد روي عن علي رضي الله عنه و انا حين اقول روي اعني ما اقول يعني بسند فيه ضعف انه مر بناس مكبين على اللعب بالشطرنج فقال لهم: ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟؟
لان الحقيقة جلسة هؤلاء الاعبين و المتفرجين من حولهم تراهم مهتمين , مكنبين على اللعب , نزع علي لهذه الاية انكارا عليهم فقال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟؟
قبل كل شيئ يجب تغيير هذه التماثيل و بعد ذلك اذا لعب بها احيانا كما قلنا لم تصرفه عن الحضور في المسجد و الصلاة مع المسلمين و لم تشغله عن قيام بواجباته الدينية و البيتية و نحو ذلك ...
السائل: طيب بالنسبة للصلاة (كلام غير مفهوم)
الاباني: انت تعرف ما هي البدعة؟؟؟
السائل: كلام غير مفهوم
الالباني: طيب و تعرف انو هذا لم يكن طيب خلاص فهو بدعة ...
السائل: سواء ... كلام غير مفهوم
الالباني هو ما يعرف ما هي البدعة و لم يعرف انو هذا لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و لذلك انا اجبتك بطريق السؤال و الجواب , تعرف البدعة؟؟؟ قلت و بينت , ثم قلت لك كان هذا في عهد الرسول قلت لا فاذا هذه هي البدعة ...
السائل: حدثت يا شيخ في جدة عن كتب التي للمبتدئ في طالب العلم هلا تذكرنا عن كتب اللغة للمبتدئ ...
الالباني: كتب اللغة تعني ماذا ,موضوع اللغة واسع , فبالنحو مثلا ... انت قلت عن المبتدئ تعلم اللغة ... ماذا كنت تقصد؟؟؟
الالباني: انا اقصد كتب اللغة كتب علم النحو و الصرف لكن لعلي ذكرت هناك او في مكان آخر انو هذا العلم بصورة خاصة لا يمكن فهمه عادة الا بدراسته على شيخ ... سمعت هذا مني انت؟؟؟
السائل: نعم
الالباني: فحينئذ فالشيخ هو الذي يوجّه المريد الى الكتاب الذي يناسبه هو من جهة و يناسب الطلبة من جهة اخرى فهناك كتب حديثة انصح بها اكثر من الكتب القديمة لانها موضحة ككتب النحوية لبعض العلماء المعاصرين كالشيخ مصطفى الغلايني البيروتي و كذلك بعض المصريين (كلام غير مفهوم) الكتب العصرية مبسطة اكثر من الكتب القديمة لانها معقدة ,هذا ما عندي ...
السائل: علم البلاغة تنصحون بدراسة علم البلاغة
الالباني: لا بدّ ايضا كتب معاصرين
السائل: معاصرين
الاباني: ايه نعم الذي يمكن الانسان من اللغة العربية اكثر و اكثر دراسة الكتب العربية و اهمها القرآن و السنة ثم الكتب القديمة المعروفين بلغتهم كالامام الشافعي و امثاله ... بس
السائل ... بالنسبة للصلاة (كلام عير واضح)
الالباني: كيف قلتَ؟
السائل: عندما احك جسدي بالصلاة اضع يدي الثانية؟؟؟
الالباني: لا تدعها كما كانت ثم تحك باليد التي تساعدك على اراحة بالك من الحك اما اليد الاخرى تبقى كما هي ... واضح
السائل: في الركوع ينظر الى موضع السجود او الى رجله؟؟؟ ...
الالباني: ما في شيئ معين في السنة , لم يرد مطلقا شيئ في تحديد اين ينظر في الركوع و كذلك في السجود
السائل: كيف يكون موضع البصر؟؟؟
الالباني: هو قائم ينظر الى موضع سجوده و هو في التشهد ينظر الى اصبعه السبابة التي رافعها الى القبلة و يحركها كما جاء في السنة الصحيحة و هو ينظر اليها , المحلان هما مما جاء في السنة من حيث تحديد رمي البصر اليهما و ما سوى ذلك فهو (غير مفهوم) مسكوت عنه ...
السائل: و في الركوع يا شيخ
الالباني قد سبق الجواب
السائل: شيخ في حديث يقول عنه بعض العلماء انها ضعيفة و لكن يقولون ان الامة اجمعت غلى قبول هذه الاحاديث فهل هذا يؤخذ به في الاحكام الشرعية؟؟؟ كحديث اذا تغير طعمه و لونه و ريحه
الالباني: الجواب نعم و لكن لا فائدة من توجيه السؤال بهذه الصورة سنقول:
ذاك الحديث اذا فُصل عن اجماع الامة هل يسقط الاخذ به بالاجماع و بالعكس تماما اذا فصل الاجماع عن الحديث الضعيف هل يؤخذ بهذا الحديث الضعيف , الجواب مختلف تماما ...
يؤخذ بالاجماع و لو لم يكون هناك حديث مطلاقا و لا يؤخذ بالحديث الضعيف اذا لم يكن هناك اجماع , ما فائدة هذه الصورة من السؤال لا شيئ تحته لعله وضح ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن الذي يقع ان الحديث الضعيف يعطي حكما و لم يجمع عليه يقول بعضهم اكثر العلماء على هذا الحديث الضعيف , حينئذ ستختلف القضية عن الصورة الاولى مما اذ عرّينا الاجماع عن الحديث الضعيف قلنا يؤخذ به , اما اذا ادعي ان هناك اكثر العلماء على هذا الحديث ثم اذهبنا الحديث و بقي المذهب ان عليه اكثر العلماء ان تقوم الحجة بهذه الاكثرية , الجواب لا ...
كذلك و هذا ذكر في المصطلح قالوا اذا كان هناك حديث اخذ به احد الائمة عمل به بنى حكما عليه كذلك لا يقتضي ان يكون الحديث عنده صحيحا لانه يمكن ان يكون انما عمل بهذا الحديث ليس لخصوص الحديث و باعتبار انه ثبت عنده بل بقيام دليل آخر عنده , هذا الدليل الاخر وافق الحديث كأن يكون مذهبه مثلا انه اعتمد على قياس و هذا القياس عنده قياس صحيح مقبول فوافق حينئذ الحديث فيقال ان هذا الحديث اخذ به الامام الفلاني فاذا هو صحيح؟ الجواب لا (غير مفهوم) بين ذهاب امام الى حديث ما ان يكون الحديث صحيحا ...
السائل: شيخ نسمع كثيرا ان بعض الائمة اذ لم يوجد في الباب حديث صحيح و وجد حديث ضعيف يقولون يؤخذ به كالامام احمد مثلا فما هو المقصود بالحديث الضعيف هذا؟؟؟
الالباني: المقصود كما شرح ذلك ابن تيمية في بعض كتبه الحديث الحسن المعروف اليوم لان الحديث الحسن لم يكن مشاعا استعماله في زمن امام احمد كثيرا فقد كان الحديث يومئذ ينقسم الى قسمين: صحسح و ضعيف , اينما جاء عن امام احمد احيانا انه يؤخذ بالحديث الضعيف في الباب ان لم يكون غيره انما يعني الحديث الثابت في ادنى مراتب الثبوت الا و هو الحديث الحسن و هذه امور اصطلاحية يعرفها من كان له اشتغال بهذا العلم الذي له مثل هذا الاصطلاح فحينما يقال حديث حسن و يقال حديث صحيح اينما يعنون بهذين الاصطلاحين ان الحديث الحسن صورته ... انما يعنون ان ثبوت الحديث الحسن دون ثبوت الحديث الصحيح و ماذا تحت هذا التفصيل ...
ذكروا في علم المصطلح ان الحديث الصحيح ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله الى منتهاه و لم يشذ و لم يعلّ ...
اما الحديث الحسن فقد عرّفوه بنفس التعريف في كل فقراته الا انهم قالوا في الشخص الاول بل الثاني و هو الضبط ما رواه عدل ضابط حفظه دون حفظ الثقة الضابط , هذا من كان في الاسناد مثل هذا الرواي حفظه فيه شيئ من الضعف فلبيس متينا هذا الحفظ كحفظ الثقة الذي يكون حديثه صحيحا ...
يعني اذا كان هناك رجلان او راويان احدهما يحفظ الرواية او الشيئ الذي يسمعه حفظا جيدا يندر جدا جدا ان يخطئ في روايته , اما راوي الحديث الحسن فهو حافظ لكن يخطئ احيانا في روايته فيجعلون هذا النوع من الرواة فيجعلون حديثهم حسنا لانهم قد لاحظوا في روايته شيئا من سوء الحفظ بعكس الاول فاذا عرفنا هذا التفصيل ففي حديث الراوي الثاني الذي جعلوه جعلوا حديثه حسنا فيه شيئ من الضعف بالنسبة للرواي الاول الثقة الذي لا يوجد في حديثه ضعف و لهذا كانوا من قبل يطلقون على هذا الراوي الثاني ان حديثه ضعيف يعني بالنسبة للاول و لا شك انهم حينما كانوا يستعملون الاصطلاحين صحيح و ضعيف فقد كان مستقر في اذهانهم ان الصحة درجات , ادنى درجات الصحة اصطلاحوا فيما بعد تسمية هذا النوع من الحديث بالحديث الحسن و قد كان هذا الاصطلاح حدث بُعيد زمن الامام احمد , استعمله الامام البخاري احيانا و هو من تلامذة الامام احمد و اشاع استعماله تلميذ الامام البخاري و هو الحافظ الترمذي فاطلاق احمد جزازا اخذ بالحيث الضعيف اذ لم يكون في الباب غيره حُمل على انه المقصود بالحديث الضعيف هذا الذي ضعفه نسبيّ بالنسبة للصحيح (كلام ناقص .....
الحديث الضعيف في معنى الاصطلاحي فيما بعد الذي هو ياتي في المرتبة الثالثة الصحيح الحسن الضعيف و هو الذي اشتد سوء حفظه فحديث هذا الرواي مجمع على انه لا يؤخذ به في الاحكام كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض فتاويه ....
انتهى الشريط الاول ....
ـ[علي سليم]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 09:24]ـ
(إن هذه القبور ظلمة على أهلها والله ينورها بصلاتي عليهم)
هذا الحديث حيث لم افهمه من خلال الاستماع ... فليصحح في مكانه
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيكم وسدد امركم وزادكم من فضله.
واصل وصلك الله بكل خير.
ـ[علي سليم]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 07:07]ـ
و فيك بارك المولى اخي الفاضل ....
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 10:36]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 11:09]ـ
جزاكم الله خيرا
ألا يوجد رابط لسماع الاسئلة؟؟ والرد عليها؟؟
بورك فيكم
ـ[علي سليم]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 05:05]ـ
جزاك الله خير
و اياك جزيت خيرا .....
ـ[علي سليم]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 05:07]ـ
جزاكم الله خيرا
ألا يوجد رابط لسماع الاسئلة؟؟ والرد عليها؟؟
بورك فيكم
واياكم جزيتم خيرا ... سوف احضره لك لاحقا ان شاء الله تعالى(/)
هل الركن والشديد والإله من أسماء الله؟
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 07:40]ـ
قال تعالى {قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} وهو الله عز وجل
فهل نجعلهما من أسماء الله؟
وكذلك الإله، جعلوه بعض العلماء من أسمائه سبحانه، ويستدلون بقوله تعالى {وإلهكم إله واحد}، وفي نفسي شيء من ذلك، لأن "الله" أصله "الإله" فكأننا جعلنا نفس الاسم مرتين في الأسماء التسع والتسعين
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 09:38]ـ
اخي أسامة وفقك الله
الركن الشديد يعني به العشيرة، والقبيلة التي تمنعه منهم.
قال السعدي: لقد كان يأوي إلى اقوى الركان وهو الله الذي لا يقوم لقوته احد.
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[23 - Feb-2007, صباحاً 11:06]ـ
أخي آل عامر جزاك الله خيرا
وبعد تدبر معاني هذين الاسمين والنظر إلى السياق ظهر لي أنهما من أسماء الله عز وجل
فظاهر عبارة الشيخ عبد الرحمن السعدي تدل على أن اسم "الركن" فيه مدح لله
وبالنظر إلى السياق فإن لوطا يريد أن يلجأ إلى الله، فسيمدح الله لذلك
وأما "الإله" و"الله" فهما اسم واحد، حتى يأتي أحد ببرهان يخالف قولي
والله أعلم(/)
“لا سمحَ اللّه”
ـ[أبو فراس]ــــــــ[22 - Feb-2007, مساء 03:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
“لا سمحَ اللّه”
د. عبد العزيز الحربي
“لا سمحَ اللّه” جملة دعائيّة في صورة خبر، معناها: لا أذن اللّه، أو: لا قدَّر اللّه، وهي من الألفاظ الجارية على ألسنة العامّة والخاصّة في هذا العصر .. وفي جواب السؤال (10751) من فتاوى اللَّجنة الدَّائمة: “لا بأس بقول القائل: لا سمحَ الله .. إذا كان المراد بذلك طلب العافية مما يضره”، وفي فتاوى ابن عثيمين: “أكرهُ أن يقولَ القائلُ: لا سمحَ اللّه” وعلَّل الكراهةَ باحتمال أن يتوهّمَ أحدٌ أنّ أحداً يُجبر اللّهَ على شيء؛ لأن اللّهَ لا مكره له، كما ثبت ذلك في الصحيح، وقال الدكتور بكر أبو زيد في كتابه “المناهي اللَّفظية”: “والوضعُ اللّغويُّ لمادّة (سَمَحَ) لا يساعد عليه” .. والبحث الدقيق في معاجم اللّغة يكشف عن ثلاثة معانٍ للفظ “سمح” أحدها: الموافقة على المطلوب، والثاني: فعل الشيء في تسهّل وتيسير، والثالث: بمعنى جاد وأعطى عن كرمٍ وسخاء، وغالباً ما تكون هذه المعاني في المحبوب لا في المكروه، وقول القائل: لا سمحَ اللّه، إنّما يكون في المكروه عنده، غير أنّ تخريجه على أحد المعاني الثلاثة لاسيّما الأول ممكن، والسّماح في هذه الجملة موافقة على مطلوب القدر والأسباب، والله مسببها، لأن المصائب عن قدَر ولا تخلو من أسباب، وفوق ذلك تشتمل جملة “لا سمحَ اللّه” على معنىً بلاغيٍّ دقيقٍ يشتمل على أدب حسن؛ لأن المتكلم نزَّل المكروه منزلة المحبوب، ومن جليل الأدب أن لا ينسبَ الشّر إلى اللّه وإن كان من عنده، وتشتمل -أيضاً- على لطيفة أخرى، وهي ظن العبد أن القويَّ العزيزَ لطيفٌ بعبده، وقد يخرّج هذا على المعنى الثاني والثالث، والمجالُ لا يسمحُ بالبَسْطِ .. واللّهُ أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 05:26]ـ
نفع الله بك أخي أبا فراس وبالشيخ عبدالعزيز
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 12:15]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 10:03]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:35]ـ
جزاك الله خيرا ولا عدمنا فوائدكم
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 09:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ابو فراس
ياحبذا لو تجمع لنا كل الكتب التى تتكلم على المناهى الفظية حتى نجعلها موسوعة
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 10:57]ـ
الأخ الفاضل /: (أبو فراس) جزاك الله عنا خير الجزاء.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 05:20]ـ
بارك الله فيكم جميعا 00 وشكرا على المرور
ـ[زهرة الريف]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:07]ـ
http://www.4rf3.com/get-4-2008-4rf3_com_wput5vui.gif (http://www.4rf3.com)(/)
خاتمة كتاب (أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد وزوائد الصحيحين)
ـ[الفارس]ــــــــ[22 - Feb-2007, مساء 08:48]ـ
أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد وزوائد الصحيحين جمعاً وتخريجاً وشرحاً ودراسة
(خاتمة الكتاب)
وهو رسالة علمية تقدم بها الباحث لقسم العقيدة في كلية أصول الدين بالرياض.
المصدر: موقع الدرر السنية.
الخاتمة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك جل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت.
والصلاة والسلام على نبيك ورسولك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد: فإني أحمد الله أن يسر لي وأعانني على إنجاز هذا البحث الذي أسجل في خاتمته نتائج قيدتها أثناء عملي فيه وبعد الانتهاء منه، وهي:
1 - أنه لا يوجد نص على تقسيم الأشراط إلى صغرى وكبرى، بل هو استنباط من أهل العلم من خلال فهمهم للأحاديث.
2 - أن الأشراط الصغرى منها ما ظهر وانتهى، ومنها ما ظهرت مباديه ولم يستحكم، ومنها ما لم يظهر بالكلية.
3 - وأنها في غالبها معتادة الوقوع عند الناس فلا غرابة في ظهورها.
4 - لم يأت حديث يحصرها ويبين وقت ظهورها جميعاً، بل هي منثورة في الصحاح والسنن والمسانيد، وقد ذكرت ما ورد في المسند وما زاد عنه في الصحيحين، وإلا فهي أكثر مما ههنا بكثير.
5 - غالب الأشراط الصغرى في لفظ أحاديثها ما يدل على أنه من علاماتها كحديث جبريل، وقوله: أعدد ستاً بين يدي الساعة، وقوله: لا تقوم الساعة، أو لا تزول الدنيا، أو لا تذهب الأيام والليالي، أو قوله: في آخر الزمان، ونحوها. فدلالتها لفظية، ومنها ما دلالته استنباطية؛ كونه في آخر الزمان، أو ملاصق للأشراط العظمى ولكن ليس منها، أو عده أهل العلم من أشراطها.
6 - أن كل الأشراط من دلائل نبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
7 - أن الأشراط الكبرى عشرة أشراط؛ وهي ما تضمنه حديث حذيفة بن أسيد، وأنها غير معتادة الوقوع، وإذا وقع أولها تتابعت سريعاً كتتابع الخرز من عقد انقطع.
8 - أنه لم يقع أي واحد من الأشراط الكبرى إلى زماننا هذا ومن زعم أنه قد وقع بعضها فهو قول مرجوح، قد بين آنفاً.
9 - أنها علوية وأرضية، فالأرضية المؤذنة بتغير أحوال الأرض أولها الدجال والعلوية المؤذنة بتغير العوالم العلوية؛ أولها طلوع الشمس من مغربها.
10 - أول الأشراط الكبرى الدجال، وآخرها خروج نار من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
11 - الأشراط غالباً ما تكون شراً، أو مذمومة، مثل: اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين، وكثرة الهرج، وظهور الفحش وضياع الأمانة، ونحوها.
وقد تكون خيراً، مثل: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وعودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وظهور النعم والأمان، ونزول عيسى ابن مريم. ونحوها.
وقد لا تكون ممدوحة أو مذمومة، مثل خروج نار أرض الحجاز ونحوها.
12 - الآية تكون معروفة لكل أحد، بخلاف العلامة فلا يعرفها كل واحد.
13 - العصريون لا ينكرون الأشراط، وإنما يتأولونها على غير وجهها الصحيح، فراراً من نقد العلمانيين، لئلا يوسموا بالخرافة، وقد بينت المعتقد الحق بالأحاديث الصحيحة، ورددت على أهل البدع والمتأولين والمنكرين.
14 - وقد تبين لي في (المسند) للإمام أحمد من خلال دراستي له ما يلي:
أ - أن (المسند) للإمام أحمد قد خدم من بعض العلماء وطلبة العلم؛ كـ (إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي) لابن حجر، و (القول المسدد في الذب عن المسند) له أيضاً، و (عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد) للسيوطي، و (المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) لأبي اليمن العليمي، و (ثلاثيات مسند الإمام أحمد) للسفاريني الحنبلي، و (الفتح الرباني) للبنا، و (شرح المسند) لأحمد شاكر، و (الموسوعة الحديثية) لجماعة من المحققين، بإشراف شعيب الأرناؤوط، و (طبعة مرقمة للمسند) من داب الفكر، ومن المكتب الإسلامي، و (فهرس المنهج الأسعد في ترتيب أحاديث مسند الإمام أحمد) لعبد الله رحماني، وثلة من طلبة جامعة الإمام في مشروع أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد وقد انتهى بعضهم منها، وهذا العمل في أشراط الساعة منها، وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. ولا ريب أن هذا السفر الجليل – على ما سبق من خدمته – يحتاج إلى مزيد من الشرح والتبيان، وقد كانت خطوة موفقة تلك التي اقترحها قسم العقيدة على طلابه في شرح أحاديث العقيدة فيه. وعسى أن تحذو بقية الأقسام بما قام به هذا القسم من خدمة المسند في تخصصه.
ب - وتميز مسند الإمام أحمد ببيان اختلاف ألفاظ مشائخه في السند والمتن وكان الإمام لهجاً مميزاً لها، وهذه من الخصائص الفريدة للمسند كما قاله ابن حجر في تعجيل المنفعة، ص: 90.
وأخيراً أدعو الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، ولست أدعي الكمال ولا مقاربته، وحسبي أن بذلت جهدي في إخراج هذا البحث ...
د/ خالد الغامدي.
وكتابه هذا نُشر في مجلدين لدى دار الأندلس الخضراء، ومن كتبه أيضا:
- تسهيل فهم شرح الطحاوية (1000 سؤوال وجواب)
- الأسئلة المئوية على التدمرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ خالد
لم أطلع على كتابه هذا، وسأقتنيه قريباً بمشيئة الله
ـ[الفارس]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 06:52]ـ
أخي الحمادي، وفيكم بارك الله ..
والكتاب وجدته في معرض الرياض الحالي لدى دار (ابن حزم-لبنان).(/)
صحة السجادة التي تصلي وتم تصويرها!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 07:29]ـ
صحة السجادة التي تصلي وتم تصويرها
السلام عليكم
شيخنا الكريم عبدالرحمن السحيم حفظكم الله
انتشر هذا الموضوع عن سجادة تصلي، فما تعليقكم على الموضوع
قبل فتره بسيطه انتشرت مقاطع فيديو لسجاده تصلي
يقال إن المشهد التقط لها في مدينة الفلوجة لما جو الناس يصلون الفجر (وجدوها تصلي) البعض قالوا تركيب، والبعض الآخر يقولون سبحان الله
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله جميع أوقاتك بكل خير .. ووفقك لكل خير
كُنت رأيت هذه الصورة الْمُتَحَرِّكَة قبل شهر، أي في أواخِر شهر ذي الحجة من عام 1427 هـ، وعلّقتُ بتعليق طريف قلت فيه: تعال إلى عالم الخرافة .. وصدق كل شيء كان يُقال:حَدِّث العاقِل بما لا يُعقَل، فإن صَدَّق فلا عَقْل له! ننعَى على الرافضة والصوفية تصديق الخرافة .. ثم نَقَع فيما وَقَعُوا فيه!!
إن هذا لشيء عُجَاب .. وأمْر آخر .. وهو هل السجادة مُكلَّفَة حتى تُصلِّي؟ والصلاة مِن شأن الْمُكلَّفِين. ومن جهة ثالثة رأيت أمام السجادة يقِف أكثر من شخص .. فلو كانت الصورة حقيقة وليست ألعوبة .. هل كان هؤلاء سيقِفُون أم يَهْرُبُون؟!
والْمُؤسِف أن مثل هذه الخرافات تُنسَب أحيانا إلى قُدْرَة الله! فتجد من يُكثر التسبيح! ويقول: الله قادِر! ونحو ذلك من العِبارَات .. ويجب أن يُفرَّق بين الكرامة وبين الْخُرافة .. فالْكَرَامَة يُنَزِّلُها الله لِحُجَّة أو لِحاجَة، كما قرَّرَه أهل العِلْم. فالْحُجَّة تُقام على أعداء الله، والْحاجة لِتَثْبِيت أولياء الله.
وقد يَجْتَمِع الأمْرَان في الكرامة. ومثل ما يُزعَم أنه سُجادة تُصلي ليس فيه إقامة حُجّة، وليس فيه حاجة! وبالمناسبة فقد رأيت مِن هذا القَبِيل تُفاحة كُتِب عليها اسم الله .. فعقّبتُ على الموضوع بِقولي: أحيانا تبلغ بنا الغفْلة أن نُصدِّق كل شيء!
شجرة راكعة! بطيخة كُتب عليها (لا إله إلا الله) السُّحُب تَشَكّلت على شكل صورة الشيخ ... !! اسم فلان على التمر!! لفظ الجلالة على تُفاحة .. إلى غير ذلك .. مما تُسْتَغْفل به العقول .. أو يُراد أن يُضحك بنا مِن خلالها! والْمُتَقَرِّر عند أهل السنة والجماعة أن الله يُجري الكَرَامة لِحُجَّة أو لِحاجة.
لِحُجَّة: لإقامة الْحُجّة على أعدائه
لِحَاجَة: لِتَثْبِيت أوليائه
فأي حُجّة أو حاجَة في تُفاحة أو بطيخة أو تمرة تُؤكَل ثم تذهب؟؟!
وهذه التفاحة يُقال إنها مِن الصِّين .. ثم رَدّ أحد الإخوة – وهو يعيش في الصِّين –، فقال:كفاكم يا إخوان إطلاق عنان خيالكم ... الله الخالق غني عن كتابة إسمه على تفاحة.
عموما ... أخوكم أسامة مقيم في الصين منذ مايقرب 5 سنوات وقد أسترعى إنتباهي هذا الموضوع وبحكم معرفتي بالخضار والفواكه الصينية حيث يقوم المزارعون بإلصاق لصقة سوداء مكتوب عليها باللون الشفاق بالكلمات التي يريدون طباعتها على الفاكهة قبل أن تنضج ...
وهذا ماحصل ياإخوان وأردت تأكيد ذلك فقمت فورا بمخاطبة صديق صيني أعرفه وأرسلت له الصورة وطلبت منه أن يكتب لي المعنى لتلك الكلمة والتي هي بتدخل الإنسان أي بوضع اللصقة على الفاكهة قبل أن تنضج فرد على بهذا الرد:
Dear Mr.Shaban,
The words on that apple means" SELENIUM". Selenium is a trace mineral needed in small amounts for good health, but exposure to much higher levels can result in neurological effects.
Best wishes!
أي أنه حسب المذكور أن هذه التفاحة تحتوي على نسبة كافية صحيا من معدن السيلينيوموهي بالطبع مظافة للفاكهة بطريقة ما ... في السماد أم جينيا ...
المهم هذا ليس هو موضوعنا وإنما الموضوع هو أن الكلمات الصينية متشابكة جدا ولو أردنا إطلاق عنان خيالنا لوجدنا الكثير والكثير من هذه الأشياء التي تؤدي إلى مفاهيم خاطئة.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 10:38]ـ
الفاضل / آل عامر - وفقه الله -
مثل هذه المواضيع كثيرة يظهر لي أنها منظمة من فرقة معينة ,وليست عشوائية أو بمحض الصدفة.
فسابقاً: أسد ينطق يقول: الله أكبر. وكذلك: مكتوب في السحاب: الله أكبر , وأيضاً: ظل المصلي يكتب الله أكبر. ... إلخ
وبعضهم كتب مثل هذه الخرافة , إلا أنه اعترف بأنه علماني يرد أن يختبر عقول ((المتأسلمين)) كما هو تعبيرهم.
أما الخرافات الأخرى فالله أعلم بمن ورائها.
قال تعالى ((ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا))
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 11:13]ـ
ولك اسأل التوفيق والسداد.
اشكر مرورك الكريم، واسأل الله أن يجنبنا جميعا مالانفع فيه، وأن يدلنا على الحق والعمل به.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 12:02]ـ
المشكلة أن كثيرا من هذه الخرافات تنطلى على العامة والمثقفين أيضا .. ط
هل سنحتاج إلى توضيح من عالم بعد كل خرافة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 03:06]ـ
تذكرني هذه الأساليب - إن صدرت من راغبي الخير - بمن كانوا يضعون الأحاديث لدعوة الناس ويقولون نكذب له لا عليه فالبعض يؤلف هذه القصص والخرافات ويصورها ليحرك قلوب الناس - حسب اعتقاده - للدين وطاعة الله
هدانا الله للحق والاتباع وجزاكم الله خيرا(/)
" الإنفتاح الفكري .. حقيقته وضوابطه " للدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي {رائع ومؤصل}
ـ[الإكليل]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 08:26]ـ
الإنفتاح الفكري .. حقيقته وضوابطه (1/ 3)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
فإن الشريعة الإسلامية قد بينت ضرورة العلم والتعلم بيانا شافيا، ووضحَّت قيمة العقل ومكانته في الإسلام وأهميته وكونه مناط التكليف، واستعمل القرآن الكريم الأدلة العقلية البرهانية على إثابت المطالب الإلهية، وأمر الإنسان بعمارة الأرض واستعمال ما فيها وفق المنهج الرباني.
وهذا كله يدل على تنمية الشريعة للإبداع والتفكير في حدود السياج الموصل إلى المعرفة الصحيحة. أما ضرب العقل والفكر في أودية الباطل السحيقة واشتغاله بما لا قبل له به، فهو مما نهت عنه الشريعة، وحذرت منه، إبعاداً للعقل عن الأوهام والخرافات والظنون الكاذبة.
وقد ظن بعض الدارسين بالشريعة الإسلامية ظن السوء، عندما توهموا أنَّ الشريعة الإسلامية تمنع الإبداع الصحيح، والفكر المنضبط، والرأي السليم، مما جعلهم يفتنون بدعوى (الانفتاح الفكري) والمنقول من الفكر الغربي الذي تدِّين بدينٍ محرَّف مبدَّل مناقضٍ للعقل الصريح والدين الصحيح، إلى الأمة المسلمة ذات الدين الصحيح والمنهج المستقيم الموافق للفطرة السليمة والعقول الصريحة.
ولقد أصبح (الانفتاح الفكري) حقيقة واقعة بعد أنْ كان فكرة فلسفية، ذلك بسبب التواصل الأممي الهائل عن طريق الاتصالات والمواصلات ... وبعد ظهور القنوات الفضائية والإنترنت أصبح الحديث عن الانفتاح الفكري بشكل كبير، وشعاراً لطائفة كبيرة من الليبراليين وجملة من الإسلاميين.
وقد أحببت أن أكتب في هذا الموضوع النازلة شيئاً عسى الله أن ينفعني به ومن قرأه من المسلمين. وقد حاولت جاهداً أن يكون المنطلق في البحث في هذاالموضوع من الشريعة نفسها في تصوير دور الفكر ومجاله ومنزلته والموقف من بعض الآراء والمخلفات الفكرية والمادية من الحضارات الأخرى. وأرجو أن أكون وفقت في ذلك. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
حقيقة الإنفتاح الفكري
توطئة:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وأنزله إلى الأرض ليكون خليفة له في إقامة الحق والعدل والعبودية له، وتظهر معاني اسمائه وصفاته في خلقه. وأنزل له من الدين ما يكون موافقاً لطبيعة ذلك الإنسان وفطرته التي خلقه الله عليها. وأرسل الرسل الكرام للقيام بتذكير الإنسان بحقيقة وجوده وحكمته، وتذكيره بأن الدين الذي أنزله الله تعالى له هو أساس سعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: من الآية28) والقيام - كذلك — بالانذار له من ترك ما أنزله الله تعالى، وبيان ما يترتب على ذلك من خراب حياته وشقاء نفسه وعذابه في معاده، يقول تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً. ونحشره يوم القيامة أعمى} (طه:124).
هذه الحقيقة الكبرى لها أهمية عظيمة في بناء الإنسان والمجتمع، والتعامل مع كل ما حوله من الأفكار والمناهج والآراء والفلسفات. ومن رحمة الله تعالى بالإنسان أنه لم يدعه يصنع تصوره الاعتقادي ومنهجه التشريعي بنفسه، لأن الإنسان يعتريه الهوى والجهل، فهو أعجز وأضعف من عمل ذلك.
ولذا فكان الدين بعقائده وتشريعاته منحةً إلهية من العليم الخبير لم يسندها إلى الإنسان العاجز، يقول أبو الحسن الندوي رحمه الله: "وقد كان الأنبياء عليهم السلام أخبروا الناس عن ذات الله وصفاته وأفعاله، وعن بداية العالم ومصيره، ومايهجم عليه الانسان بعد موته، وأتاهم علم ذلك كله بواسطتهم عفواً دون تعب، وكفوهم مؤونة البحث والفحص في علوم ليس عندهم مبادئها، ولامقدماتها التي يبنون عليها بحثهم، ليتوصلوا إلى مجهول، لأن هذه العلوم وراء الحس والطبيعة، ولاتعمل فيها حواسهم، ولايؤدي إليها نظرهم وليست عندهم معلوماتها الأولية. لكن الناس لم يشكروا هذه النعمة، وأعادوا الأمر جذعاً، وبدأوا البحث آنفاً، وبدأوا رحلتهم في مناطق مجهولة لايجدون فيها مرشداً ولاخريتاً وكانوا في ذلك أكثر ضلالاً وأشد تعباً وأعظم اشتغالاً" (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدق الله تعالى إذ يقول: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} (الكهف:51).
وفي هذا الزمان بالذات تطورت الانسانية تطوراً مذهلاً في الجوانب المادية، والقدرة على استعمال السنن الكونية واكتشافها وتوظيفها توظيفاً قوياً في المخترعات والمكتشفات الحديثة.
وقد قدر الله تعالى أن يكون هذا التطور على يد أمةٍ دينها مبدل ومحرّف، حارب العلم المادي وألزم الناس بالخرافات ونسبها إلى الله، فانتفضت عليه وحطمته وخرجت عليه، وقد تكون معذورة في تحطيم الخرافة، إلا أنها ليست معذورة في ترك البحث عن الدين الصحيح والاتجاه إلى الإلحاد، وبناء الحياة فكرياً وتشريعياً ونظماً على مقتضى (العقل) المجرد من الوحي، وتعظيم الانسان وتأليهه، والإعلان عن موت الإله.
هذا الوضع غرس في شعور كثير من الأمم، أنَّ التطور لا يتم إلا عن طريق تحطيم الدين والخروج عليه دون النظر إلى نوع الدين هل هو حق أم باطل؟ لقد قدَّس الغربيون (العقل) في بداية الأمر وجعلوه مناط النجاح في بناء الحياة، ثم ظهرت فيهم — بعد ذلك - فلسفات متناقضة غريبة بسبب الهروب من الله والاعتماد على الانسان وحده.
وقد أصبح الالتزام بالدين علامة على الانغلاق والجمود. وتحطيمه والهروب منه علامةٌ على (الانفتاح الفكري) والعقلي، لأن العقل — في نظرهم - هو المصدر الوحيد في صحة القضايا، ولهذا سمّي ذلك العصر الذي حطموا فيه الدين (عصر التنوير). وقد انتقلت هذه العدوى للعالم الإسلامي، وظهر في المسلمين من يطالب بإقتفاء أثر الغرب في كل شئ معتبراً ذلك من التنوير والتطوير.
ولأسباب كثيرة لامجال للتفصيل فيها سرت هذه الحمى (الانفتاح) في العالم الإسلامي بشكل كبير على درجات متفاوتة وتحت شعارات متعددة. وسوف ننطلق في بحث هذه القضية من تصوير موقف الشريعة الاسلامية من العلم والفكر وبيان ما في هذا المصطلح من النقود والإشكالات، وأن أساس المصطلح مبني على سوء الظن بالشريعة الإسلامية، ولعل السبب الأساسي هو نشأة هذا المصطلح في البيئة الغربية، فجاء به دعاة التغريب للعالم الإسلامي ولم يراعو اختلاف الدين بين المسلمين والنصارى.
وكلمة (الانفتاح) كلمة عائمة لايمكن أن يتحدد من خلالها صورة معينة محددة بحيث يمكن الحكم عليها. ولهذا لا بد من الاستفصال عن نوع الانفتاح وخصائصه قبل تقويمه ونقده.
حقيقة مصطلح (الانفتاح):
مصطلح (الانفتاح) ليس مصطلحاً شرعياً، فلم ترد هذه المادة في القرآن ولا في السنة، ولم يستعمله العلماء الراسخون في العلم، بل هو مصطلح عرفي تتداولته الكتب العصرية والنشرات الصحفية دون تحديد دقيق لمعناه. وهو يتضمن معان غير صحيحة، وله ايحاءات ودلالات باطلة، ويتبين ذلك من خلال مايلي:
1) جذور المصطلح:
جذور هذا المصطلح تعود إلى الفكر الغربي، فأصل مادة (فتح) في اللغة الإنجليزية هي ( open) وهي تأتي لأكثر من عشرين معنى بحسب تصريفاتها المتعددة، ومن المعاني الداخلة في مجال البحث مايلي: - منفتح، راغب في الاستماع لكل مايعرض عليه، وفي تفهمه بروح سمحة. - ينور العقل ويجعله منفتحاً للمعرفة. - يصبح العقل متنوراً أو منفتحاً. - يعبر عن أفكاره ومشاعره. ومن المعاني الإصطلاحية للمادة ( open door) أي (الباب المفتوح) وهي: "سياسة قوامها حرية التجارة وإلغاء التعريفات الجمركية والسماح لمختلف الدول بالمتاجرة مع بلدٍ ما، على قدم المساواة". و ( opening) معناه (تفتح)، و ( minded — open) أي: منفتح العقل أو ذو عقل وتأتي بمعنى: "منفتح للحجج والأفكار الجديدة" (2).
ومن خلال ماتقدم نلاحظ أن هذا المصطلح مأخوذ من بيئة معينة لها ظروفها العقدية وصراعاتها الفكرية. والظاهر - والله أعلم — أن هذا المصطلح جاء بسبب الصراع بين الكنيسة والعلم عندما ظهرت الأفكار العلمية الجديدة ورفضها من قبل رجال الدين، ولذا فاعتُبِرَ الفكر الكنسي منغلق، والفكر اللاديني منفتح لاعتماده الكلي على العقل.
2) غموض المصطلح:
(يُتْبَعُ)
(/)
يلاحظ في هذا المصطلح الغموض والضبابية، فالانفتاح اسم عام يطلق على أنواع متعددة مما يصدق عليه هذا الاسم مع كونها مختلفة في الموضوع. وهذا الغموض أدى إلى استعمال هذا المصطلح من اتجاهات متعددة لاتتفق فكرياً في كثير من القضايا.
فنجد من يستعمل الانفتاح الفكري ليصل إلى الالحاد ويصف الدين بأنه إنغلاق وتحجير على العقل. كما نجد من ينقد الانفتاح بالصورة السابقة ويطلقه على الاستفادة من كل الثقافات بما لا يناقض الإسلام، ثم يختلف أصحاب هذا الإتجاه في تحديد مايناقض الاسلام وما لا يناقضه!! وفي حدود الإستفادة وضوابطها.
ولهذا لابد من تحديد نوع الانفتاح الفكري المعين بذكر خصائصه، ثم الحكم عليها بالصواب أو الخطأ بميزان الكتاب والسنة. وهذا الغموض يدل على أنَّ استعمال هذا المصطلح دون ضبط خطأ منهجي، لأنه لا يكفي مجرد اسمه في تحديد المراد منه.
ولا بأس أن أشبه هذا المصطلح بمصطلحات علم الكلام التي قد يراد بها حق وقد يراد بها باطل، التي حذر منها علماء أهل السنة من قبولها مطلقاً لاشتمالها على الباطل، كما حذروا من إنكارها وردها جملة لأنها قد يراد بها معنىً صحيحاً، فيكون رداً لشئ من الحق. ومثل هذا النوع من الكلام المحتمل لايصح استعماله لأن فيه لبس للحق بالباطل. وعلماء أهل السنة والجماعة لم ينكروا المصطلحات لأنها مصطلحات جديدة، كما يظن بعض بل لكونها تشتمل على معانٍ باطلة مناقضةً للقرآن والسنة.
3) الايحاءات السلبية للمصطلح:
هذا المصطلح يحمل ايحاءاً انهزامياً سلبياً في تصور الشريعة الإسلامية. فالانفتاح: مصدر الفعل الخماسي المزيد (انفتح)، وكل فعل جاء على وزن (انفعل) فمصدره على وزن (انفعال)، وزيادة همزة الوصل والنون في أوله ترد لمعنى واحد هو المطاوعة، (انفتح انفتاحاً، وانكسر انكساراً، وانطلق انطلاقاً" (3).
ودلالة كلمة (الانفتاح) توحي بوجود انغلاق قبله، ولهذا فمعناها "إزالة الإنغلاق" فهو ضده (4).
فإذا استعمل هذا المصطلح فإنه يقتضي وجود انغلاق، ثم حصل الانفتاح. فمثلاً: من كان على منهج التقليد الأعمى ثم صار إلى الدليل فإنه يستعمل معه هذا المصطلح، أما من كان معتبراً للدليل فلا يليق استعمال هذا المصطلح معه لأنه ليس بمنغلق حتى نطالبه بالانفتاح. ومن يحرم ما أحل الله تعالى من الطيبات كرهبانية الصوفية، يطالب بالانفتاح بمعنى الخروج من انغلاق الرهبانية إلى سعة السنة التي تبيح الطيبات بإباحة الله تعالى.
أما من يستعمل هذا المصطلح لمطالبة عموم المسلمين به، أو اعتبار الاسلاميين الذين يطالبون بالاسلام في الحكم والاقتصاد وكل شؤون الحياة منغلقون لأنهم لم يتشربوا الفكر الغربي، فهو سوء ظن بالشريعة الاسلامية واتهام لها بالانغلاق، وهو كذلك انهزام أمام الفكر الغربي واعتباره انفتاحاً من الانغلاق، والحقيقة أنه خرج من انغلاق إلى انغلاق آخر.
ومن هنا تظهر الإيحاءات السلبية في استعمال هذا المصطلح فيما يتعلق بالاسلام والدين وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وعلماء المسلمين.
موقف الشريعة الاسلامية من العلم والمعرفة
كل من ينظر في القرآن والسنة يعلم يقيناً حث الشريعة على العلم والمعرفة والثناء على أهلها، والأمر بالنظر والتدبر، والثناء على العقل والعقلاء، والأمر بعمارة الأرض وبنائها على منهج الله تعالى. وهذا الخصيصة للشريعة الاسلامية حاصلة لها بسبب كونها (شريعة ربانية)، ليس للانسان أثرٌ فيها، فهي من العليم الخبير لإصلاح الانسان في كل جوانب حياته. فالانسان بعقله وعواطفه من خلق الله تعالى، والارض وسننها وقوانينها ومافيها من الخزائن من خلقه تعالى، والاسلام وعقائده وشرائعه من الله تعالى.
فمصدر الجميع واحد وهو الله تعالى يقول تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (لأعراف: من الآية54)، ولهذا جاءت متناسقة ومتوافقة، يقول تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14). ويظهر موقف الشريعة من العلم والمعرفة من خلال ما يلي:
1) الحث على العلم والتعلّم:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد رغب الاسلام في العلم والتعلم وأثنى على أهله ومدحهم، يقول تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: من الآية11)، ويقول تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: من الآية9)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) [رواه مسلم]، ويقول أيضاً: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) [رواه مسلم].
والعلم الممدوح نوعان:
1 - العلم الشرعي إذا كان بإخلاص وغايته العمل.
2 - العلم الدينوي إذا أريد به عمارة الأرض وإقامة العبودية لله تعالى.
ولكن الممدوح في الشرع بالأصالة هو العلم الشرعي، والعلم الدنيوي مدحه لغيره لا لذاته، ولهذا ذم الله تعالى من تعلم علم الدنيا ونسي علم الآخرة، فقال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم:7).
فليس العلم في ذاته ممدوحاً بل لا بد له من شروط إضافية معتبرة حتى يصبح ممدوحاً منها:
1 - الإخلاص فيه وابتغاء وجه الله تعالى.
2 - أن لايكون العلم في ذاته محرماً كعلم السحر أو علماً فاسداً كعلم الفلسفة والكلام ونحوها.
3 - العمل بالعلم الشرعي.
4 - أن يقصد بالعلم الدنيوي كونه وسيلة لعبودية الله تعالى.
5 - ألا يكون وسيلة إلى محظور، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وبهذا يتبين أن العلاقة بين العلم والدين علاقة توافق وانسجام، فالدين في ذاته يتضمن العلم ويأمر به ويجعله منطلقاً لبناء الحياة وفق منهج الله تعالى ولكن يستثنى من ذلك مايلي:
1 - العلم الفاسد غير الصحيح.
2 - العلم المحرم، وهو ما فيه من المفسدة التي تفوق ما فيه من المصلحة وقد تكون مصلحة وهميّة.
3 - الإرادة السيئة من العلم في غاياته وأهدافه.
أما ماسوى ذلك فإن الشريعة تحث عليه وتمدحه وتطالب به وتذم تاركه ويعتبر تاركه مذموماً في الدين، ولهذا اتفق السلف الصالح على ذم دراويش الصوفية الذين أعرضوا عن علم الدنيا والدين. والتفريط بعلم الدين أو الدنيا يكون بحسب نوع العلم المفرّط فيه، فمن فرط في تعلم العلم الشرعي الواجب كمعرفة الله وأصول الإيمان وأركان الاسلام والواجبات فهذا مذموم، وكذلك تفريط الأمة في علم الدنيا الواجب، مثل صناعة السلاح للجهاد في سبيل الله فهذا مذموم.
وبالعموم فالعلم الصحيح ممدوح سواء كان واجباً أو مستحباً، وهو ممدوح عقلاً وفطرةً وشرعاً حتى لو كان مباحاً فإنه يكون مستحباً بالنية الصالحة فيه.
2) الأمر بالنظر والتدبر والاعتبار:
لقد أثنى الله تعالى على العقل وأمر بالنظر والتدبر والاعتبار لما فيها من تحرر الفكر من الأوهام والخرافات والأساطير، يقول تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ... } (العنكبوت: من الآية2)، ويقول جل ذكره: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} (يونس:11).
وقد مدح الله تعالى العقل وإعماله في التفكر والتدبر، ومدح مرادفاته كالألباب، والأحلام، والتفكر، والتذكر، والاعتبار، والفقه، والعلم، ونحوها وقد حرر الاسلام العقل من الأوهام والخرافات ونهى عن كل مايقدح فيه مثل الخمر والتقليد الأعمى والهوى والتعصب لغير الحق.
ولهذا لايوجد في الإسلام سلطة كهونتيه بأي شكل من الأشكال. بل هو مبني على التوحيد الخالص المحرر للعباد من عبودية العباد إلى عبادة الله وحده. فليس هناك واسطة بين العباد وبين ربهم إلا الرسل على سبيل البلاغ لا على سبيل العبادة. وهذا لا يعني أن العقل والنظر، مطلق له العنان بحيث يدخل في كل أمر، حتى لو كان لا يحسنه، بل له ضوابط تضبط مسيرته، منها:
1 - أن العقل يدرك الأشياء بوجه جملي دون الإحاطة التامة والمعرفة الكلية.
2 - أن منزلة العقل من النقل بمنزلة الخادم من سيده، وهو بمنزلة البصر والنقل بمنزلة النور، فإذا فُقد النقل عجز العقل كعجز العين عند فقد النور.
3 - أن حقائق الأمور الغيبية لايدركها العقل إلا من جهة إثباتها ومعرفة ماتدل عليه الألفاظ المعبرة عنها من ألفاظ الشرع فقط.
3) بيان أهمية عمارة الأرض:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد خلق الله تعالى الانسان في الأرض ليقوم بالعبودية له فيها، ويعمرها وفق ماشرعه الله تعالى وأمر به، يقول تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55).
لقد خلق الله تعالى الانسان وهو متحرك حركة دائمة إما في الخير وإما في الشر، وأمره تعالى أن تكون حركته في الخير وهو تحقيق ما أمر الله به وترك مانهى عنه وهذا أعظم ما تعمر به الأرض. "إن الاستخلاف في الأرض قدرة على العمارة والإصلاح لا على الهدم والإفساد، وقدرة على تحقيق العدل والطمأنينة لاعلى الظلم والقهر، وقدرة على الارتفاع بالنفس البشرية والنظام البشري لا على الانحدار بالفرد والجماعة إلى مدارج الحيوان" (5).
وعمارة الأرض يكون بما يلي: 1 - عمارتها بإقامة دين الله تعالى فيها وتطبيق شرعه وتنفيذ أمره وإرادته في حياة الناس.
2 - إقامة العدل ورفع الظلم وإظهار التوحيد والعقائد الربانية الحقة التي لم يخالطها خرافة ولا غبش فكري مصدره من الأرض.
3 - بناء الحياة وأنماطها وجميع جوانبها في العقائد والأحكام والأخلاق وفي المال والحكم وفي الرجال والنساء وفي العلم والفكر وفي كل شيء على هدي الله ووحيه.
ولهذا لو نظرنا نظرة فاحصة في خسارة الدنيا عندما استولى الكفار عليها لعرفنا بالتالي الحاجة الماسة إلى عمارتها وفق منهج الله تعالى. فإن ظهور الكفر والفجور ومحاربة الله تعالى مؤذن بفساد العالم وخرابه يقول تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم:41).
وينتج عن تفوق الكفار في عمارة الأرض، إعلاء أهواء العباد في قضايا الفكر والسلوك وإخفاء كلمة الله تعالى يشقي الناس بالحيرة والتيه والاضطراب والأمراض والتحلل الأخلاقي وتفكك عرى المجتمع وانقسامه إلى طبقات متصارعه وإضمحلال روح الإخاء الإجتماعي وبروز الأنانية وسيطرة الروح الفردية إلى غير ذلك مما يطالعه من يراقب حال العالم اليوم الذي سيطر عليه الغربيون وامتلكوا زمام التوجيه فيه.
وينتج أيضاً عن ذلك هلاك الحرث والنسل بسبب غياب العدل والرحمة , ولعل الحرب العالمية شاهد واضح لما عانته الدنيا بسبب سيطرة الكفار عليها.
ولهذا تظهر أهمية عمارة الأرض من قبل أهل الإسلام، وإقامة الدين فيها، وبنائها بناء مادياً يخدم الإنسانية، كما يدل علىذلك الحديث المشهور: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).
ومن خلال ما سبق يظهر لنا، حث الشريعة على العلم الصحيح الديني والدنيوي، وبيانه لأهمية استعمال العقل في مجاله الصحيح، وحثه على النظر والتفكر وعمارة الأرض يدل على أن إلتزام الشريعة نفسها يدعوا للعلم والمعرفة والإبداع. وبناءً على ذلك فليس هناك مجال للقول بضرورة (الانفتاح)، لأنه إذا أريد بالإنفتاح الاطلاع والعلم والمعرفة والابداع والاختراع فهذا ماتأمر به الشريعة وتحث عليه عندما يكون صحيحاً، وعلامة صحته أن يكون صحيحاً في ذاته وأن لا يعارض قطعياً من قطعيات الشريعة، ومعارضته للقطعي فيها دليل على عدم صحته.
------------------------------
(1) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص / 35.
(2) انظر المورد – للبعلبكي – مادة ( open ) .
(3) انظر التطبيق الصرفي ص / 71 , ودروس التصريف ص / 76.
(4) انظر الصحاح (مادة فتح) , ولسان العرب (مادة فتح) والقاموس المحيط (مادة فتح).
(5) في ظلال القرآن ص / 2529.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&contentID=141
ـ[الإكليل]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 08:54]ـ
تابع=
(2/ 3)
__________
وفيما يتعلق بموقف الشريعة الإسلامية من العلم والمعرفة، عدة مسائل لابد من الوقوف عندها:
المسألة الأولى: الموقف الشرعي من علوم غير المسلمين ومخلفات حضارتهم:
- علوم غير المسلمين نوعان:
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الأول: علوم دينية سواءً كانت في أديانهم أو في دين الإسلام، والموقف الشرعي من هذا النوع فيه تفصيل كالتالي:
أ- العلوم الدينية التي ينقلونها عن أهل ملتهم، فالموقف الشرعي منها يختلف بحسب نوع التعامل معها:
(1) فإن كان النقل منها لمعرفة دين أصحابها دون اعتقاد مضمونه فهذا لابأس به، إذا كان النقل عن مأمونٍ خبير فيما يتحدث فيه. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم التوراة فتعلمها في خمس عشرة يوماً، ولايزال العلماء ينقلون عن أهل الأديان من واقع مصنفاتهم لمعرفة حقيقة دينهم لبيان ما فيه من الباطل والتناقض. وهذا منهج علمي صحيح أن تنقل عن صاحب الشأن لا عن من نقل عنه وهومن العدل الذي أمرنا به في قوله تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: من الآية8). ولكن لاينبغي الاشتغال بهذا لمن لم ينضج في فهم دين الاسلام وذلك سداً للذريعة. وسيأتي الإشارة لهذا في ضوابط الإنفتاح.
(2) وإنْ كان النقل عنها للاستدلال بها والاعتماد عليها أو ترجمتها، فهذا لا يجوز؛ لأن في دين الاسلام غنية وكفاية في الدلائل والمسائل وفي العقائد والأعمال، وسيأتي الإشارة لهذا في الانفتاح الفكري المذموم.
ب— العلوم الدينية التي ينقلونها عن الاسلام سواءً في العقيدة أو الفقه أوالعلوم المساعدة لها كاللغة والأصول والتاريخ ونحوها. وهذا مثل كتب المستشرقين في العلوم الاسلامية، فالموقف الشرعي المنع من الاستفادة منها، والنهي عن ذلك، لما يلي:
(1) إن فيما كتبه علماء الاسلام غنية وكفاية في فهم قضايا الاسلام ولغته وتاريخه، وهم أعلم به من الدخلاء الذين يكتبون عنه وهم خارجه.
(2) إن من أصول الرواية عدم قبول رواية ونقل الفاسق المسلم، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)، فكيف برواية الكافر!
(3) إنه ثبت من واقع كتب المستشرقين أن لهم أغراضاً خبيثة وأهدافاً سيئة يريدون نشرها من خلال كتبهم، ويلوون أعناق النصوص ويبترونها ويفسرونها تفسيراً غريباً على التصور الإسلامي ويحرفون الكلم عن مواضعه، فلاشك أن من كانت هذا حاله لاينقل عنه، فكيف وروايته مجروحة، وعندنا غنية وكفاية؟!
النوع الثاني: علوم دنيوية بحتة، مثل الصناعات والاختراعات العلمية:
هذا لابأس من أخذه وقبوله، ويكون ذلك بعد إخضاعه لقوانين النقد العلمي وظهور صحته وصدقه، وهو إرث إنساني يمكن لأي أمة أن تطوره وتزيد فيه، وهو علم تراكمي شارك فيه عناصر من أديان متعددة، لكن ينبغي التنبه لما يلي:
أ- التفريق بين الحقيقة العلمية الضرورية وبين النظرية الظنية، والتفريق بين العلوم المادية والانسانية لأن للأخير ارتباط بالتوجه والدين والأخلاق.
ب- تصفية بعض المخترعات من المخزون الثقافي الذي تتضمنه، فكل تقنية لها ضلال ثقافي لا بد من تصفيته منها قبل نقلها، وتكييفها لتناسب الأمة المسلمة ذات الرسالة الربانية.
ج- عدم الوقوف عند الأخذ والتلقي وتجاوز ذلك إلى التفكير والابداع والتطوير.
د- كل الأمور المادية تدخل في الجواز سواءً كانت من الصناعات المادية أو غيرها مثل الفنون الإدارية والعسكرية مع أهمية تصفية ذلك مما يعلق فيه من المضامين الفكرية.
هذا ما يتعلق بعلوم غير المسلمين.
أما الآثار والمخلفات الحضارية للامم البائدة متنوعة، ويتنوع الحكم عليها بحسب نوعها (1):
(1) مافيه فائدة علمية أو مادية مثل الوثائق والنقوش وقطع النقود والجسور والآبار والعيون والسدود والقناطر والطرق ونحوه. فهذه يستفاد منها، وقيمتها بقدر الخدمة التي تؤديها للناس، وليس لها فائدة أكثر من ذلك. فلا يجوز الاهتمام بها باعتبارها أثراًلايقدم خدمة عملية، ولايجوز تعظيمها أو تقديسها.
(2) ما في وجوده منافاة للعقيدة الصحيحة، مثل التماثيل والصور والأصنام وبيوت العبادة لغير الله والمشاهد المبنية على القبور والمزارات ونحوها. فهذه يجب تحطيمها وإزالتها؛ لأنه ذريعة إلى الشرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) ما لاينفع فيه ولا ضرر منه لذاته مثل المباني الخربة وبقايا الأسوار والحصون والبنايات الكبيرة كالأهرامات وإيوان كسرى وحدائق بابل ونحوها. فهذا يهمل كما أهمله الصحابة، ولا يعنى به لأنه أث، لأن هذا نوع تعظيم له ولمن خلَّفه.
وقد أرشدنا القرآن للمنهج الصحيح في دراسة الآثار وعرفنا القيمة الحقيقية لها، وهو أخذ العبرة والعظة من مصارع الذين هلكوا وظلموا أنفسهم، يقول تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} (النمل:69). ويقول جل ذكره: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} (القصص:58).
المسألة الثانية: مدى الحاجة إلى (الانفتاح) على الفكر الآخر.
"إن الاسلام تصور مستقل للوجود والحياة، تصور كامل ذو خصائص متميزة، ومن ثمّّّ ينبثق منه منهج ذاتي مستقل للحياة كلها، بكل مقوماتها وارتباطاتها، ويقوم عليه نظام ذوخصائص معينة. هذا التصور يخالف مخالفة أساسية سائر التصورات الجاهلية قديماً وحديثاً" (2).
وليس له حاجة في الانفتاح على أي فكرٍ آخر؛ لأن هذا الفكر الآخر إنساني والاسلام منهج رباني كامل. وإذا كان لايستوي الخالق مع المخلوق، فكذلك لاتستوي شريعة الخالق مع أوهام المخلوق. وكلمة (الفكر الآخر) كلمة فضفاضة يراد بها أنواعاً متعددة من الأفكار والأهواء، لكنها جميعاً تجتمع في خصيصة واحدة وهي أن مصدرها (بشري) أرضي.
فإذا كان المقصود بالفكر: نتاج المعرفة الإنسانية فيما فيه منفعة دنيوية فهذا أمر مشترك بين سائر البشر يستفيد فيه بعضهم من بعض دون نكير. وإذا أريد بالفكر مايكون موافقاً لمعنى الدين مثل التفسير الفكري للكون والإنسان والحياة والغيب ونحوذلك ففي الإسلام غنية كافية وصادقة وهذا مانريد بمنع الانفتاح عليه لما فيه من الضرر والشك في الدين الحق.
إذا عرفنا ذلك، وعرفنا منزلة العلم والنظر وعمارة الأرض في هذا الدين، وأدركنا إدراكاً جازماً بالفرق بين الخالق والمخلوق، ندرك حينها أنه ليس هناك أي حاجة للانفتاح على الفكر الآخر؛ إلا في دعوته إلى الحق وترك الضلال بالأدلة البرهانية المقنعة. فكل خصائص الكمال والتمام موجودة في الإسلام، لأنه منهج رباني ومصدره "إلهي"، فهو وحده مناط الثقة في أنه التصور المبرأ من النقص، والمبرأ من الجهل، والمبرأ من الهوى. وهذه الخصائص المصاحبة لكل عمل بشري والتي نراها مجسدة في جميع التصورات التي صاغها البشر ابتداءً من وثنيات وفلسفات، أو التي تدخل فيها البشر من العقائد السماوية السابقة!، وهو كذلك مناط الضمان في أنه التصور الموافق للفطرة الانسانية، الملبي لكل جوانبها، المحقق لكل حاجاتها. ومن ثم فهو التصور الذي يمكن أن ينبثق منه، ويقوم عليه، أقوم منهج للحياة وأشمله" (3).
إن القول بحاجة الفكر الاسلامي إلى أي فكر بشري آخر هو كالقول بحاجة الله تعالى للانسان، ولكن المنهزمون فكرياً ونفسياً لم يتصوروا أولاً: طبيعة الفكر الاسلامي وخصائصه ومميزاته ومصدره، ثم لم يعرفوا - ثانياً - الخلل الكبير الذي وقع فيه الفكر الانساني المبتعد عن الله تعالى في تصوره وقيمه وأدبياته. ونحن هنا لا نقصد أفكار آحاد المسلمين التي هي قابلة للأخذ والرد ولكن نريد الفكر الإسلامي المجمع عليه والمستند بقطعية ووضوح إلى الوحي الرباني.
المسألة الثالثة: امتلاك الحقيقة المطلقة.
لاشك أن الاسلام يملك الحقيقة المطلقة في الله تعالى والغيبيات والتشريعات، لأنه هو الحق، وغيره المخالف له هو الباطل: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}. هذا فيما يتعلق بالأمور الواضحة في النصوص الشرعية، أما فيما يتعلق بالأمور الخفية التي يختلف فيها المجتهدون من المسلمين فهذا لا يمكن فيه القول بامتلاك الحقيقة المطلقة لأحد من المجتهدين دون الآخر مع وجود الحقيقة في ذاتها ثابتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللمجتهد أن يخطِّئ مخالفَه، ويعتقد بصواب قوله، أما الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة في أمر خفي، فهذا غير صحيح لأنه يوحي بعدم إعذار المخالف له المنضبط في نظره واجتهاده. وهذا لا يعني أن الحق في قضايا الاجتهاد نسبي لا يوجد فيه حقيقة في نفس الأمر، بل الحقيقة ثابتة والحق يمكن الوصول إليه في قضايا الاجتهاد، ولهذا كان المصيب من الجتهدين واحد والآخر مخطئ، وهذا هو الصواب خلافاً لمن زعم أن كل مجتهد مصيب، ففي الحديث: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر).
وشعار "إمتلاك الحقيقة المطلقة" تهمة يرفعها أصحاب الملل المنحرفة، والمذاهب الزائفة في وجوه أهل السنة، ليقولوا لهم إنكم قد حكمتم على المخالف قبل الحوار فما هي فائدته؟
والحقيقة أنه ليس هناك حوار بين أهل الاسلام وأهل الأديان غير حوار الدعوة وإقامة الأدلة العقلية المقنعة على صحة الحق، وليس المقصود بالحوار التوصل إلى نقاط مشتركة والعمل من خلالها وترك نقاط الخلاف والاعذار فيها، أو إعادة النظر في المنهج الإسلامي من حيث صحته أوتطبيقه وهذا المعنى في الحوار مناقض للتسليم بصدق هذا الدين الذي هو شرط أساسي في صحة الإيمان. وهذا لا يعني أن أهل الاسلام غير قادرين على مناقشة غيرهم، بل هم أهل الحجة والبرهان، ولكن الدخول في الحوار بمفهومه السابق منهج غير مرضي في الشرع، ويتضمن الشك في الدين وهو كفر بالاسلام إذ من شروطه الأساسية: (اليقين).
ضوابط الانفتاح الفكري
سبق أن بينت أن مصطلح (الانفتاح) فيه غموض وضبابية، ويتضمن معان سلبية في فهم طبيعة الدين ومقوماته. ولكن سأستعمل هذا المصطلح بمعناه العام الذي يدل على معنى الاطلاع والاستفادة مما عند الآخرين وترك الانكفاء على الذات والانغلاق عليها. وهذا المعنى العام يمكن تطبيقه بشكل صحيح إذا روعي فيه الضوابط الآتية، ويمكن أن يطبق بشكل خاطئ عند عدم مراعاة الضوابط.
ومن حيث المبدأ فإن الإنفتاح على العالم فكريا وثقافيا له آثاره المفيدة في العلوم الدنيوية اذا كان ممن إلتزم بدينه وعقيدته ولا يخاف عليه الضلال. أما المطالبة بشكل عام بالانفتاح على الآخر دون تحديد لنوعية القضايا التي يتم فيها الانفتاح، ونوعية المطالب به فليس كل أحد يقدر على أخذ المفيد وترك الزغل؛ فهذا لا شك في خطأه وبعده عن الصواب، ومنافاته للمحافظة على الخصوصية التي تميزبها المسلمون عن غيرهم. ولذا فلا بد من وجود ضوابط أثناء الانفتاح على الثقافة والمعارف بشكل عام، ولعلنا نوجزها في ما يلي:
أولاً: أن يكون الانفتاح بعد العلم الشرعي:
فإن العلم بالشريعة الإسلامية ضرورة لمعرفة دين الإسلام وتطبيقه والعمل به, وهو أيضاً ضرورة للانفتاح الفكري على الثقافات والآداب غير الإسلامية. فالانفتاح المفيد يكون بعد تصور عقيدة الإسلام وأحكامه تصوراً صحيحاً والثقة بها ورد كل ما يخالفها من عقيدة أو عمل. أما الانفتاح قبل العلم فإنه مزلق خطير يجعل صاحبه يتخبط في الأفكار والمناهج و الفلسفات, ويقع فيما يخالف ويناقض أصول دينه ومن أقل آثاره الشك في صحة دينه والشعور بالنقص نحوه. وهذا هو أحد أسباب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب والإنكار عليه عندما رأى في يده صحائف من التوراة فقال له: (أ متهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة, والذي نفسي بيده, لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) [رواه أحمد بسند صحيح]. ومعنى (متهوكون أي: متحيرون). فيكون هذا النهي عن قراءة كتب الأديان وعموم المعارف، دون علم بالشريعة، أو قراءتها للاهتداء بها. ويدل على ذلك رواية البيهقي وفيها: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا). ويوضح ذلك قول عمر رضي الله عنه - كما في رواية البيهقي -: (إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أ فترى أن نكتب بعضها). يقول الدكتور يوسف القرضاوي: "فلم كان هذا الاشتداد في الإنكار؟ ما ذلك إلاّ لأنه كان في مرحلة التأسيس والتكوين للعقيدة والملة, ولا ينبغي أنَّ يشوش عليها في هذه المرحلة الخطيرة حتى تترسخ أسسها, ويقوم بنيانها, ويخرج زرعها شطأه, وليستغلظ ويستوي على سوقه, ثم بعد ذلك تنفتح على ما شاءت من الديانات والثقافات والحضارات" (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ريب أنّ ما ذكره الدكتور أمر معتبر، لكن ينبغي أنْ ينضاف إلى ذلك العلم الكافي المانع من الانسياق وراء الشبهات, كما أن مما يضاف إلى أسباب نهيه عن الاطلاع على التوراة قصد الاهتداء والانتفاع بما فيها, فالإسلام كان مغني في باب الهداية إلى الصراط المستقيم. أما الاطلاع على التوراة للرد على الباطل ونحو ذلك مما لا يقصد به الاهتداء بها فهذا أمر مباح في الأصل, وقد يكون مستحباً أو واجباً بحسب الحاجة لذلك ودفع الشبهة.
ثانياً: أن يكون الانفتاح مع الالتزام بالإسلام.
الإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة الإنسانيّة: الروحية والمادية، الفردية والجماعيّة, العلمية والعملية, وهو دين ثابت في قواعده وعقائده، وقد صور الأستاذ سيد قطب كيفيّة ثبات الإسلام مع تطوّر الحياة وأنماطها المختلفة فقال: "إنه تصور رباني. جاء من عند الله بكل خصائصه, وبكل مقوماته, وتلقّاه الإنسان كاملاً بخصائصه هذه ومقوماته؛ لا ليزيد عليه من عنده شيئاً, ولا لينقص كذلك منه شيئاً. ولكن ليتكيّف هو به وليطبق مقتضياته في حياته. وهو - من ثَمَّ - تصور غير متطور في ذاته, إنما تتطور البشرية في إطاره وترتقي في إدراكه, وفي الاستجابة له، وتظل تتطور وتترقى, وتنمو وتتقدم, وهذا الإطار يسعها دائماً, وهذا التصور يقودها دائماً، لأنه المصدر الذي أنشأ هذا التصور هو نفسه المصدر الذي خلق الإنسان، هو الخالق المدبر, الذي يعلم طبيعة هذا الإنسان, وحاجات حياته المتطورة على مدى الزمان، وهو الذي جعل في هذا التصور من الخصائص ما يلبي هذه الحاجات المتطورة في داخل هذا الإطار" (5).
فالانفتاح والتطور والتجديد والعقل والإبداع ونحو ذلك، لا يمكن أن تصادم هذا الدين إذا كانت صحيحة وحقاً, أما إذا كانت باطلاً فمن الطبيعي أنْ يعارض الباطل الحق، والخطأ الصواب، وكل ما سبقت الإشارة إليه يعود إلى (العقل) , وقد قرر العلماء استحالة ورود العقل الصريح مناقض للنقل الصحيح, فإما أن تكون دلالة العقل غير صحيحة فهي غير مقبولة أصلاً, وإما أن يكون النص غير صحيح أو غير صريح في دلالته, وحينئذٍ فالدين موافق للعقل لأن الجميع من عند الله تعالى (6).
لقد فطن شيخ الإسلام ابن تيميّة لأساس المشكلة عند دعاة الانفتاح والتطوير والتجديد وهو (تعظيم العقل) , وسوء الظن بالنقل, ولهذا ردوه أو أولوه وحرفوه, فبين التوافق والانسجام للعقل مع النقل، وبين عظمة النقل واتساقه مع حاجات الإنسان النفسية والعقليّة والاجتماعية, وهذا ما لم يتصوره هؤلاء ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث فيه وإدراكه.
وما زالت المشكلة قائمة إلى اليوم وإن اختلفت العبارات فكان الأقدمون يسمونها "تعارض العقل والنقل" أما المعاصرون فقد يغيرون كلمة (العقل والنقل) إلى (العلم والدين) أو (الدين والمدنية) أو (الدين والتطور) أو غير ذلك. والحقيقة أن كتاب "درء تعارض العقل والنقل" علاج لقضايا عصره وعصرنا, وكما أنه رد على الفلاسفة والمتكلمين فهو يصلح أن يكون رداً على دعاة التنوير و العصرانيين. نعم هناك اختلاف في الأمثلة والنماذج المضروبة لكنّ اللباب والقضيّة الجوهرية واحدة.
والمهم أنه يمكن للإنسان الانفتاح والاطلاع والثقافة والإبداع في إطار الالتزام بالشريعة الإسلاميةعقيدة وعملاً ومنهجاً. وافتراض التعارض هو جهل بالشريعة نفسها أو جهل بحقيقة التطور والانفتاح والإبداع.
ثالثاً: الانفتاح دون الانبهار بثقافة الغير.
الانبهار بثقافة غير المسلمين وآدابهم وأفكارهم ومناهجهم دليل على عدم العلم بالإسلام والاعتزاز به والثقة المطلقة بصدقه ودلالته على الفلاح والهداية في الدنيا والآخرة. وهو من جهة أخرى يدل على ضعف شخصيّة المنبهر , وهزيمة نفسه , وقصور فكره. ومن كانت هذه حاله فلن يتجاوز التقليد المجرد. أما التجديد والتطوير والإبداع والابتكار فلا يمكن أن يحصلها المنبهر حتى يفوق من سكر انبهاره بالغير , ويقوم بنقده نقداً واعياً ليأخذ ما يفيده ويرد ما عداه.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي: "ومن الانفتاح المحذور ... الانفتاح المبهور بثقافة الآخر, حين ينظر إليه مضخماً من شأنه, معظماً من فكره, شاعراً بالدونية تجاهه لسبب أو لآخر, فكل ما قاله هذا الآخر, فهو صدق, وكل ما رآه فهو صواب, وكل ما فعله فهو جميل ... " (7).
ويمكن للمسلم أن يطلع على ثقافات الأمم الأخرى بعد العلم, ومع الالتزام ودون انبهار ليعرف نعمة الله تعالى عليه, أو للاطلاع على الصناعات والمخترعات المفيدة في قوة المسلمين أو غيرها من المصالح المشروعة. وأي أمة جادة تريد تطوير نفسها لا يمكن أن تسمح بالانبهار بالآخر بين أبنائها. ولما ذهب جيل من اليابانيين إلى الغرب رجع وهو يلبس الجينز ويقلد الغرب في كل شئ؛ ذبحهم حاكم اليابان وأرسل جيلاً آخر لم يتأثر بشيء من العادات أو الأفكار بل تعلم التقنية والتكنولوجيا وطورتها فأصبحت من الدول الصناعية المنافسة.
-----------------------------------------
الهامش:
(1) انظر: منهج كتابة التاريخ الإسلامي، ص/192.
(2) سيد قطب، معالم في الطريق، ص 2.
(3) سيد قطب، خصائص التصور الإسلامي، ص / 45.
(4) ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق، ص / 72، ويشكل على هذا التعليل أن الواقعة كانت بالمدينة بعد مرحلة التأسيس.
(5) خصائص التصور الإسلامي، ص / 4.
(6) انظر: درء تعارض العقل والنقل، 1/ 72 وما بعدها.
(7) ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق، ص / 76.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&contentID=156
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإكليل]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 09:30]ـ
تابع=
(3/ 3)
نماذج من الانفتاح الفكري المنضبط
المتأمل في التاريخ الإسلامي يجد أن الأمة الإسلامية تعاملت مع غيرها من الأمم من خلال الفتوحات الإسلامية الواسعة التي شملت دائرة واسعة من الأرض في زمن يسير.
وعندما دخل المسلمون هذه البلاد الواسعة مع تنوع ثقافاتها واختلاف مناهجها وفهمها للإنسان والكون والحياة استطاعوا أخذ الأمور المفيدة وترك ما لا فائدة فيه.
وأساس هذا الانفتاح هو أن المنهج الرباني يأمر بعمارة الأرض وبناء الحياة وتطويرها وفق منهج عقدي محدد، وبهذا استطاعوا الجمع بين الثبات على الإسلام عقيدة وشريعة مع أخذ المفيد من الحضارات المختلفة.
وعندما انحرف طائفة من المسلمين في هذه المعادلة المتقنة وأخذوا من الأمم الجاهلية أموراً منافية لكتاب الله تعالى عابهم عامة الأمة وحذروا منهم وسموهم "أهل الأهواء".
ومن هنا نلاحظ أن الانفتاح المنضبط الذي حصل في الأمة الإسلامية نوعان:
1 - تشجيع الإبداع والاختراع بناء على أن هذه الأمة هي أمة العلم والفكر والبناء.
2 - الاستفادة مما لدى الأمم الأخرى من الإبداع الإنساني الذي لا يخالف الإسلام. وقد تقدم بيان تضمن الشريعة الإسلامية للحث على العلم والمعرفة والنظر والتفكر والعقل مما يدل على المرونة والسعة والانفتاح الذي تتمتع به.
ولهذا استطاع جيل القرون الثلاثة المفضلة أن يضعوا قانوناً منضبطاً لحفظ العلوم الدينية وماله ارتباط بها مثل العلوم العربية والتاريخية وغيرها. وكذلك استطاعوا التعامل الصحيح مع أبناء البلاد المفتوحة مع اختلاف ثقافاتهم وتنوع أفكارهم.
وفي هذا المبحث سنبين معالم (الانفتاح الفكري) الذي ظهرت آثاره في علوم السلف الصالح و مواقفهم.
1 - ضبط العلوم وتدوينها:
لم ينته القرن الثالث الهجري إلا وقد ضبطت كافة العلوم الشرعية ضبطاً دقيقا، وكذلك ما يتعلق بها من العلوم. فقد تم وضع قواعد قبول الرواية وتفقدها وما يتعلق بمصطلح الحديث وما يتبع ذلك من الكلام في الرجال وقواعد الجرح والتعديل وفقه المتون المروية بما لم يوجد مثله في أي أمة من أمم الأرض. ولعل من يطالع موضوعات كتب المصطلح يعلم مدى الوعي الفكري الموجود عند علماء الحديث. وكذلك تم ضبط مناهج الاستدلال وطرقه وأساليبه مأخوذة من اللغة والقران وطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وأول من دون أصول الفقه هو الامام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى وكانت الأصول قبله لم تدون في كتاب. وكذلك الأمر في اللغة وحفظ لسان العرب من الاختلاط بغيره من الألسنة واستقراء وتتبع الكلمات العربية ورد النظائر بعضها إلى بعض واستخلاص القواعد المنظمة لها. وهكذا سائر العلوم وماله ارتباط بها.
وعند النظر في قواعد و أصول كافة العلوم الإسلامية والعربية يدرك عمق الإبداع والوعي الفكري الموجود في الأمة. إن هذا الدور لا يمكن أن يقوم به مقلد أو متقوقع أو جامد أو غر غافل.
والحقيقة أن أساس فلسفة الغرب ومنطقه الحديث الذي يفخر به على الإنسانية وعن طريقه استطاع اكتشاف المخترعات الحديث هو "الاستقراء العلمي" وصورته الإدراك واليقين بأن الكون مؤسس على العلل والأسباب وأنها مطردة. وبناء على ذلك فإن اكتشاف العلة عن طريق فرض الفروض واختبارها وتزييف الزائف منها ليخلص من خلاله إلى معرفة العلة الحقيقية لا يحتاج إلى استقراء تام وهو غير ممكن في الواقع.
ولهذا سماه فرنسيس بيكون (استقراء الصبيان) (1) هذا الاستقراء هو ما سمي في مناهج البحث (المنهج الاستقرائي التجريبي). وهذا المنهج موجود عند علماء السلف الصالح قبلهم، لا أقول ذلك تزكية لعلماء السلف من خلال وصفهم بما اتصف به هؤلاء بل لبيان أن هؤلاء لم يأتوا بجديد، ومع ذلك أوصلهم دعاة التنوير في العالم الإسلامي إلى مالا يستحقون في الوقت الذي لم يشعروا بقيمة سلف الأمة وأئمتها. فاستقراء الكلمات العربية جميعاً أمرٌ مستحيل لأن اللغة لا يحط بها إلا نبي، واستقراء أنواع الكلمات العربية إلى: اسم وفعل وحرف، استقراءٌ علمي قائم على الكفاية بالجزء للدلالة على الكل (2). وهكذا الأمر في طرق الاستدلال الأصولي (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا اعتبر الدكتور علي سامي النشار وهو ممن له عناية بالفلسفة وتاريخها: أن أصول الفقه والتاريخ من أبرز الإبداع الفلسفي عند المسلمين (4). وبغض النظر عن تسمية مثل هذه العلوم فلسفة أو مناقشته فيها إلا أنه يدل على شعوره بعمق الإبداع والاختراع والتألق فيها ممن درس كتب الفلسفة وتعرف على مداخلها ومخارجها. والمقصود هنا: أنَّ الإبداع الذي تم في تأسيس العلوم ووضع قواعدها يدل على أرقى درجات الوعي العلمي الذي وجد عند علماء المسلمين الأوائل.
ولعل من أراد اكتشاف ذلك يكفيه أن يقرأ نشأة هذه العلوم وطرق تدوينها والأساس المنطقي لهذا التقعيد والتأسيس وهكذا. والمقصود هنا الإشارة وأخذ الدلالة فقط.
2 - سعة الاطلاع:
من يقرأ تراجم علماء السلف يدرك التوسع الهائل عندهم في تلقي العلوم ودراستها، وقد رحلوا في سبيل ذلك وبذلوا الغالي والنفيس.
قال الأزهري: "كان الدارقطني ذكيا، إذا ذكر شيء من العلم (5) وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأَكَلة، فاندفع الدارقطني يورد نوادر الأَكَلة حتى قطع أكثر ليلته بذلك" (6).
و محمد بن عبد الباقي الأنصاري المتوفى سنة 535 هـ لما أُسِرَ في أيدي الروم تعلَّم منهم اللغة الرومية والخط الرومي، ولهذا قال عن نفسه: "ما من علم في عالم الله إلا وقد نظرت فيه، وحصلت منه بعضه أو كله" (7).
يقول الصفدي - عن شيخ الإسلام ابن تيمية -: "أخبرني المولى علاء الدين علي بن الأموي، وهو من كبار علماء الحساب قال: دخلت يوما إليه أنا والشمس النفيس بيت المال - ولم يكن في وقته اكتب منه - فأخذ الشيخ تقي الدين يسأله عن الارتفاع، وعما بين الفذلكة واستقرار الجملة من الأبواب، وعن الفذلكة الثانية وخصمها، وعن أعمال الاستحقاق، وعن الختم والتوالي، وعن ما يطلب من العامل، وهو يجيبه عن البعض ويسكت عن البعض، و يسأله عن تعليل ذلك؟ إلى أن أوضح له ذلك وعلله، قال: فلما خرجنا من عنده قال لي النفيس: والله تعلمت اليوم منه ما لا كنت أتعلمه. انتهى ما ذكره علاء الدين" (8).
كل هذا الاطلاع في صحة عقيدة، وحسن تدين، وهذا يدل على أن الثقافة والاطلاع لا يلزم منها فساد العقيدة والتخبط فيها.
يقول أبو البقاء السبكي: "أعرف عشرين علمًا لم يسألني عنها بالقاهرة أحد" (9).
وفي كتب التراجم عجائب من سعة الثقافة والاطلاع على العلوم عند علماء المسلمين الأوائل ممن لم يلج في البدع والعقائد الضالة المنحرفة. وقد وجد فيهم من الحرص والشغف بالكتب قراءةً وتحصيلاً الشي العجيب، فقد كانوا يكررون قراءة بعض الكتب المهمة مئات المرات، ويقرأون المطولات في المجالس المعدودة قراءة ضبط وتدقيق، ويدرسون الكتب مرات كثيرة وكذلك الأمر في نسخ الكتب وكتابتها.
هذه بعض الإشارات التي تدل على مدى إبداع علماء السلف وعمق علومهم واطلاعهم.
والمتأمل في علمهم وعملهم يدرك أن أبرز سبب في عمق علومهم هو انتهاجهم للمنهج الرباني، والسير على درب الأنبياء، وتعظيم حق الله تعالى ورسله وكتبه. فإن من جهل الله تعالى وحقه فهو بغيره أجهل؛ حتى لو تزين بلباس الثقافة والاطلاع، ومن عرف الله تعالى ودينه فان الله تعالى يعرفه ما سوى ذلك.
نماذج من الانفتاح الفكري المذموم
كان جيل الصحابة رضي الله عنهم هو أفضل جيل تلقى الشريعة الإسلامية وفهمه فهما صحيحاً وعمل بها وجاهد لأجلها. وهو بحق جيل فريد، وهو أيضاً الجيل القدوة الذي عايش الإسلام قولاً و عملاً وتصوره كما أراده الله تعالى. وكان لهذا التميز أسباب كثيرة منها: عدم فساد فطرته بالأفكار والمناهج و النظريات الفلسفية التي هي من خرص العقول، وأوهام التفكير البشري العاجز.
ولما أُنزل القران الكريم عليهم فهموه فهماً طبيعياً بعيداً عن العُقَد الفكرية، والوساوس الشيطانية التي لعبت بعقول كثير من الأمم ممن كان حولهم مثل الرومان والفرس والهنود وغيرهم. وتمثلوا الشريعة واقعاً عملياً في كل جوانبها وأنحائها، ومنها الجانب الفكري الذي فتح آفاق الإبداع أمامهم على مصراعيه وفق أوامر الشريعة وتعليماتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا لم يحتاجوا إلى أي أمة من الأمم حولهم، لشعورهم بكمال دينهم، ولمعرفتهم التامة به، ولعلمهم انه لا نجاة في كل جوانب الحياة — ومنها الفكر- إلا بهداية الله تعالى.
والمتأمل في الوحي الرباني يجد فيه الإجابة الشافية على أعقد المعضلات الفلسفية، والإرادات النفسية الروحانية. والتصورات الفلسفية بين الأمم متفقةٌ في الموضوع، وان كانت مختلفة في الآراء والنتائج التي توصلت إليها، وفي الوحي المعصوم إجابات صادقة، موثوقة المصدر لكل موضوع فكري فلسفي مما تحتاجه الأمة،وتريد معرفة وجه الحق فيه.
ولم تحصل الانحرافات والضلالات عند فئات من المسلمين إلا بسبب عدم معرفة أحكام الإسلام وعقائده بصورة صحيحة،أو عدم الثقة بها مع الانبهار والانهزامية أمام الآخر والشعور بقدرته على الحل لغوامض الأفكار ودقيقها.
ثم ظهر بعد الصحابه - رضى الله عنهم - والقرون المفضلة أقوامٌ انحرفوا عن جادة الحق وتنكبوا الصراط المستقيم بأسباب كثيرة منها الانبهار بما لدى الأمم الأخرى من العلم والفكر والنظر، والانفتاح عليهم للتلقي و الاستمداد مما عندهم منه. ولأنهم من المسلمين اقتضى ذلك محاولة التوفيق بين ما تلقوه وما يدينون به فظهر التأويل كأداة فعاله للجمع والتوفيق، فألغوا دلالات النصوص، نزلوها على غير منزلها الصحيح. وقد دعاهم الانفتاح الفكري على أفكار الأمم الأخرى إلى إهمال نصوص الوحيين، والانشغال بعلوم من انفتحوا عليه.
وفي هذا المبحث سأذكر نماذج لهؤلاء باختصار:
1 - الفلاسفة الإسلاميونوهم طائفة من المنتسبين للإسلام درسوا الفكر الإغريقي اليوناني وتشربوه وترجموا كتبه وشرحوها واعتنقوا نظريات الفلسفة اليونانية، ومن أولئك: الكندي، والفارابي، وابن سيناء، وابن رشد وغيرهم (10). يقول الشهرستاني: "قد سلكوا كلهم طريقة أرسطوا في جميع ما ذهب إليه وانفرد به، سوى كلمات يسيره ربما رأوا فيها رأي أفلاطون" (11).
ومن المعلوم أن أرسطو وأفلاطون وثنيون ليس لهم دين رباني ولا كتاب معصوم، وكل عقائدهم من نتاج العقل فهو رسولهم،وما أوصلهم إليه فهو دينهم (12).
وقد كفرهم الغزالي في تهافت الفلاسفة بثلاث مقالات:
1 - القول بقدم العالم.
2 - إنكار علم الله تعالى بالجزئيات.
3 - إنكار البعث الجسماني (13).
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيميه طريقتهم في نصوص الأنبياء فقال: "فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون: إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر، وعن الجنة والنار، بل وعن الملائكة، بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه، لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسمٌ عظيم، وأن الأبدان تعاد، وأن لهم نعيماً محسوساً، وأن الأمر ليس كذلك في نفس الأمر، لأن مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به ويتخيلون أن الأمر هكذا، وأن كان هذا كذباً فهو كذب لمصلحة الجمهور إذا كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق. وقد وضع ابن سيناء و أمثاله قانونهم على هذا الأصل، كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية" (14).
ثم منهم من يقول إن النبي يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة، ومنهم من يقول إنه كان لا يعلم الحق، ويفضلون نظار الفلاسفة عليه، ولهذا فالفارابي، ومبشر بن فاتك، وغيرهما يفضلون الفيلسوف الكامل على النبي (15).
وقد كان الفارابي يقول: ببقاء الأنفس و أحياناً يقول ببقاء الأنفس العالمة دون الجاهلة ()، وهذا إنكار صريح للبعث واليوم الآخر.
وهؤلاء الفلاسفة درسوا الفلسفة اليونانية بدقه بالغة مع الإعراض عن الوحي، ولهذا نجد عامة مصنفاتهم في الفلسفة (17).
يقول ابن سينا: "وقرأت كتاب (ما بعد الطبيعة) فأشكل علي حتى أعدت قراءته أربعين مرة، فحفظته ولا أفهمه, فأيست, ثم وقع لي مجلد لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب (ما بعد الحكمة الطبيعية) ففتح علي أغراض الكتب ففرحت" (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي عن ابن سينا: "وقد كفّره الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال, وكفّر الفارابي، وقد تتلمذ هؤلاء الفلاسفة على النصارى والوثنيين , فالفارابي لقي (متّى بن يونس) صاحب المنطق, فأخذ عنه, وسار إلى حرَّان فلزم بها يوحّنا بن جيلان النصراني، وكان الفارابي مغنيا بارعاً في ضرب العود (19). وبلغ من الإلحاد - عندهم - أنَّ الكندي كما يقال: "هَمّ بأن يعمل شيئا مثل القرآن, فبعد أيام أذعن بالعجز" (20).
وكل ما تقدم حصل لغرض الانفتاح الفكري على الأديان الأخرى و فلسفتها فكانت النتيجة الإلحاد وتعلم التنجيم والموسيقى والمنطق, والتتلمذ على النصارى والوثنيين مع الجهل بالعلوم الشرعية والعربية.
2 - المتكلمون:
وهم طائفة من المسلمين اشتغلوا بمناظرة الفلاسفة وأهل الأديان الأخرى بنفس الطريقة والمنهج، مع الجهل بالشريعة الإسلامية أدى بهم ذلك إلى التزام لوازم فاسدة، فتكونت بذلك أصول بدعية في أغلب أبواب العقيدة. وكذلك تكونت أدلة بدعية أوصلتهم إلى مخالفة السنة في كثير من المسائل.
ولعل من أبرز العوامل التي أثرت في انحراف المتكلمين: الالتقاء بأصحاب الديانات والمذاهب الأخرى، والتأثر بها، ودخول الزنادقة من أبناء البلاد المفتوحة في الإسلام - نفاقاً - بغية الإفساد لعقيدة أهله.
قال سليمان البلخي: "كان جهم من أهل الكوفة، وكان فصيحاً، ولم يكن له نفاذ في العلم، فلقيه قوم من الزنادقة فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده، فدخل البيت لا يخرج مدة، ثم خرج وقال: هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء،ولا يخلو منه شيء" (21).
وكان للترجمة أثرٌ بالغ الخطورة في تكون المناهج الكلامية، وليست الخطورة في الترجمة ذاتها بل في موضوعها وهو ترجمة الكتب الفلسفية (22)، ولاتخاذها مصدرا للتلقي. ورافق الانفتاح على الفكر اليوناني - بحجة النقد والرد والاطلاع - الجهل بالكتاب والسنة وعلومها.
يقول ابن تيميه: "ومن المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونهما هم أبعد الناس عن معرفة الحديث ... [و] هذا أمر محسوس بل إذا كشفت عن أصولهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله صلى الله عليه وسلم وأحواله وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيرا من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه ... حتى تجد في أئمة علماء هؤلاء من لا يميز بين القران وغيره، بل ربما ذكرت عنده آية، فيقول: لا نسلم صحة الحديث! وربما قال: لقوله صلى الله عليه وسلم كذا، وتكون آية من كتاب الله، وقد بلغنا من ذلك العجائب، وما لم يبلغنا أكثر، وحدثني ثقة أنه تولى مدرسة مشهد الحسين بمصر بعض أئمة المتكلمين رجل يسمى شمس الدين الأصبهاني شيخ الإيكي فأعطوه جزءً من الربعة فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم. المص) حتى قيل له: ألف لام ميم صاد " (23).
ولا غرابة أن يقول الغزالي عن نفسه: "أنا مزجى البضاعة في الحديث" (24)، وهذا حالهم، وقد ذم العلماء علم الكلام وأهله ذماً شديداً، لا لكونه استعمل مصطلحات جديدة، بل لكون معانيه باطلة تتضمن ما يناقض الوحي.
وللازدواجية المقيتة التي فرضها المتكلمون بين الوحي والعقل فقد اتسموا بالتناقض في الأقوال والآراء، وكثرة الجدل واتباع المتشابه، والتعسف في التأويل والغلو في تعظيم العقل واعتباره مصدرا للتلقي، وقلة تعظيم النصوص الشرعية، وكثرة الشك والتوقف والاضطراب والحيرة مما دعا كثيرا من كبار المتكلمين للرجوع عن مناهجهم الكلامية، وكثرة التفرق والاختلاف بينهم.
كل هذه السمات وغيرها عند المتكلمين إنما حصلت بسبب البعد عن المنهج الشرعي والجهل العظيم بمفاهيم القران والسنة والانفتاح على أفكار ومناهج الضالين، التي هي من الشبهات المضلة، وبآثار الانفتاح المذموم ندرك ضرره وخطورته.
وهذا يدل على أن فكرة الانفتاح فكرة قديمة تظهر بين الحين والآخر إما للجهل بالدين وتعظيم الآخر والانهزام بين يديه، أو للإعجاب بالنفس ومحاولة اكتشاف المجهول أو لأي داع من الدواعي الأخرى. وقد برزت آثارها فيهم واضحة لمن قرأ تاريخهم ومقالاتهم وما آلت إليه مناهجهم من الضلال والبعد عن الحق.
ومن مقالاتهم:
- تقديم العقل على النقل واعتباره المصدر الأول لتلقي العقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- عدم قبول خبر الآحاد في العقيدة، والقول بان الدلالات اللفظية لا تفيد اليقين إلا بتجاوز عقبات مثل نفي الاشتراك والمجاز والمعارض العقلي ونحو ذلك، وبهذا يكونوا قد ردوا المتواتر و الآحاد في الاستدلال على العقيدة.
- تأويل أسماء الله تعالى وصفاته أو بعضها.
- القول بنفي القدر أو القول بالجبر في باب القضاء والقدر.
- اعتبار الإيمان تصديق قلبي دون قول اللسان وعمل القلب والجوارح.
- قول المعتزلة بوجوب الأصلح على الله تعالى، وان الوجوب يكون بالعقل استقلالا.
- حصر التوحيد في الربوبية والصفات وإهمال توحيد الألوهية وبناء على ذلك حصروا الشرك في الربوبية دون الألوهية، وبرروا الشركيات العملية بكونه لا تقدح في التوحيد (أي الربوبية!).
- والقول بعدم التفريق بين النبي الصادق والمدعي الكاذب إلا بالمعجزة، والقول بعدم الفرق بين المعجزة والسحر وغيره من الخوارق إلا بدعوى النبوة في الأول دون الثاني ولو ادعاها الثاني لسلب هذه الخوارق ولم تحصل له.
ونحو ذلك من الأقوال المنحرفة عن السنة النبوية.
3 - التنوير والعصرانية:
التنوير والعصرنة يراد بها تلك الحركة الفكرية المنفتحة على الحضارة الغربية وفكرها مما أدى إلى تأويل نصوص الوحي ليوافق متطلبات العصر وحاجاته.
وهناك ثمة تشابه بين الفلاسفة والمتكلمين قديماً والتنوير والعصرانيين حديثاً في الانفتاح على الآخر (الفلسفة اليونانية قديماً أو الحضارة الغربية حديثاً) وتأويل النصوص وليّ أعناقها لتوافق الآراء والأفكار الجديدة الحادثة بسبب هذا الانفتاح.
والفكر العصراني هو حركه تجديد واسعة نشطت داخل الأديان الكبرى (اليهودية، والنصرانية، والإسلام) عرفت في الفكر الغربي باسم ( modern ism) وهي مبنية على الاعتقاد بان التقدم العلمي والثقافة المعاصرة؛ يستلزمان إعادة تأويل التعاليم الدينية التقليدية على ضوء المفاهيم المعاصرة أو مفاهيم العقل عموماً, ومحاولة تأويل النصوص ليتوافق هذا القول أو ذاك.
وجذور هذا الفكر يعود إلى الفلاسفة والمتكلمين كالمعتزلة ودعاه تقديم العقل على النص عموماً (24).
وهم أمشاج فكريه مختلطة: منهم العلماني اللاديني المتستر بالدين, ومنهم الإسلامي المنحرف في طريقة الاستدلال ومنهجه.
وقد بدأت حركه التنوير, والعصرنة منذ بوادر النهضة في العالم العربي والإسلامي على يد المبتعثين الأوائل, ثم تطور منهج التنوير واختلف عن حاله الأول إلى أوضاع مأساوية مناقضة للإسلام من أصوله وجذوره.
يقول الأستاذ محمد قطب: "نحسب الأجيال الأولى من (التنويريين) رفاعة الطهطاوي و أمثاله كانوا مخلصين, والله أعلم بهم ... لم يكن في قلوبهم ذلك الحقد الأسود على الإسلام, الذي اكتسبه المتأخرون منهم الذين يتحدثون عن المسلمين في شماتة ظاهرة لا حياء فيها, ويتحدثون عن الإسلام كأنه العدو الأكبر الذي لا بد من إزالته من الأرض! ولكن الإخلاص وحده لا يغني إذا كان المنهج غير صحيح، لقد رأوا واقع أمتهم السيئ, وكانوا راغبين حقا في إنقاذ أمتهم: الأمة الإسلامية على وجه التحديد بصفتها تلك, لا بأي صفه سواها, وظنوا أن السبيل الأوحد للإنقاذ هو تقليد أوروبا. فكان خطؤهم في طريقه التفكير, وليس من فساد في الضمير، وكان الخطأ ناشئا من الهزيمة الروحية التي استولت على أرواحهم تجاه الغرب والحضارة الغربية، ولم يكونوا من أولى العزم ... لذلك لفتهم الدوامة وذهبت بهم كل مذهب فلم يقووا على مقارنتها وتحديد مسارهم الذاتي في داخلها، أما المحدثون فلهم شان آخر! إنهم ليسوا حريصين على إنقاذ أمتهم (الإسلامية) بصفتها تلك، بل هم على العكس من ذلك حريصون على إبعاد هذه الأمة عن الإسلام، باعتبار أن هذا العلاج الذي لا علاج غيره لما أصاب الأمة من الأمراض، فهم سابحون مع تيار الغرب برغبة ووعي، ويعلمون على وجه التحديد ماذا يريدون؟ " (25).
لقد تبنى التنويريون كافة الإيديولوجيات الغربية بكل أطيافها فظهر فيهم: الشيوعي، و الليبرالي، و الحداثي، ونشروا هذه المناهج في العالم الإسلامي، وتعاونوا مع الاستعمار في بناء المؤسسات التعليمية والفكرية على نظريات غربية إلحادية في كافة المجالات الفلسفية والأدبية والنفسية والاجتماعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى ظهر من يدعو لنظرية الارتقاء والتطور التي حاربها علماء الإحياء الغربيون المنصفون، وغطى هؤلاء كافة الوسائل الإعلامية كالصحافة والتلفاز والكتب، والمحاضن التربوية كالمدارس والمناهج والجامعات والمؤسسات العلمية المستقلة.
ولعلي أُمثل لنموذج من هؤلاء وهو طه حسين حيث يقول: "إن سبيل النهضة واضحة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء، وهي أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب" (26). وهذا المؤصِل لمنهج الثقافة والحضارة المستقيم - حسب زعمه -! يعتبر من رواد النهضة ورموزها المميزين.
ولعل أبرز إنجازات حركة التنوير الكبرى كما يريدون هي:
1 - تحرير المرأة.
2 - حرية الفكر.
3 - الحرية السياسية.
ونتائج هذه الإنجازات هي:
1 - إفساد المرأة وخروجها عن الفطرة والطبيعة الإنسانية في كينونتها.
2 - انتشار الكفر عن طريق تبني المذاهب الفكرية المعاصرة باسم حرية الفكر، وإعلان الإلحاد ومعارضة رب العالمين في خبره وأمره.
3 - الحكم بغير ما انزل الله، وتشريع الأهواء البشرية للحكم بين الناس، والعمالة للغرب الكافر، ومحاصرة الإسلاميين والضغط عليهم، وحماية الغرب الكافر عن طريق عدم الإعداد للخروج من المأزق الحضاري والعسكري والتبعية الحمقاء للغرب في كل شي وإن صغر. وإذا أردنا أن نتصور مناقضة دعاة التنوير لأصول الدين وقواعد فيمكن نأخذ نماذج لأقوالهم، ومن ذلك:
يقول حسن حنفي: "يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين، ويكون مسلما حقا بسلوكه" (27).
ويقول محمد احمد خلف الله: "فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلان إنهائها كلية، وتخليص البشرية" (28).
ويقول خالص حلبي: "إن التحاكم القديم إلى النصوص لم يحل المشكلة، إن لم يكن قد زادها تعقيد".
ومن العصرانيين بعض الإسلاميين ممن يريد نصر الإسلام وعلوه، فيقوم بتنازلات منهجية يرى أنها تصحيح للمسار، ومعالجة للمشاكل الواقعية بطريقة تناسب العصر، وهؤلاء أصحاب نية حسنة ولكن أسرتهم الثقافة الغربية، ودراستهم الكلامية، واطلاعهم على أقوال الغربيين وأنماط حياتهم مع جهل بالعلوم الشرعية أو دراسة مجملة لها، فيقعون في التخبط والاضطراب في كثير من المفاهيم الشرعية ويحرفونها عن صورتها الصحيحة.
ويمكن أنْ ندرك نماذج لذلك تبيّن أثر الانفتاح المزعوم على أقوالهم وأفكارهم، من ذلك:
يقول حسن الترابي: "أما المصدر الذي يتعين علينا أن نعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته فهو العقل". وقد جعل الاكتفاء بالكتاب والسنة: "وهم شائع" (29).
ويقول فهمي هويدي في مقال بعنوان (وثنيون هم عبدة النصوص!): "وثنية جديدة، وذلك أن الوثنية ليست فقط عبادة الأصنام فهذه صيغة الزمن القديم، ولكن وثنية هذه الأزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز، في عبادة النصوص و الطقوس" (30).
ولعل من أبرز دعاة الانفتاح من الإسلاميين ومن الفقهاء هو الدكتور يوسف القرضاوي، وهذه جملة من أقواله تبين أثر الانفتاح عليه في مناقضة الشريعة وأصول الدين:
يقول: "إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها" (31).
وقد قرر أن العداوة بين اليهود والمسلمين من أجل الأرض لا من أجل الدين (32).
وأن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط (33).
وجوز تهنئتهم بأعيادهم (34) , وتوليتهم للمناصب و الوزارات (35).
وفي حديث: (إن أبي وأباك في النار) وهو في الصحيحين، يقول: "ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة, والصحيح أنهم ناجون" (36).
وفي حديث: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) يقول: "هذا مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبدادياً، أما الآن فلا" (37).
وغير ذلك من الأمثلة.
وليس الهدف من ذكر هذه الأسماء هو التعيير والتشهير وإنما المراد هو بيان خطورة الانفتاح والتساهل في الضوابط الشرعية.
كما أن لبعض هؤلاء - وأقصد الإسلاميين العصرانيين - جهود مشكورة في مقاومة أعداء الأمة من الخارج والداخل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هؤلاء يشبهون إلى حد كبير علماء الأشعرية الذين كان لهم جهد مشكور في الرد على الملاحدة والباطنية والنصارى مع بعض الآراء المبتدعة التي قالوا بها، ولم يمنع ذلك من نقد السلف لمنهجهم وطريقتهم كما هو موضح في كتب الاعتقاد.
ـــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) المنطق الحديث ومناهج البحث ص/57.
(2) يعرف علماء المنطق الحديث هذا النوع من الاستقراء بأنه: " الحكم على الكلي بما حكم به على بعض أفراده ".
(3) المنطق التوجيهي ص/ 122.
(4) انظر: طرق الاستدلال ومقدماتها ص/ 29.
(5) انظر: نشأة الفكر الفلسفي (الجزء الأول).
(6) أي: أيَّ نوع كان من العلوم.
(7) تذكرة الحفاظ 3/ 993.
(8) الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 194.
(9) الوافي بالوفيات عن الجامع لسيرة شيخ الإسلام ص/31. وقد كان ابن تيميّة يجيد اللغة اللاتينيّة والعبريّة.
(10) درة الحجال 2/ 132.
(11) نظر: أسماء آخرون في الملل والنحل 2/ 49.
(12) انظر: المصدر السابق 2/ 49.
(13) المصدر السابق 2/ 369 وقد أخرجهم من أقسام أهل الكتب السماوية والأديان التي أصلها رباني إلهي.
(14) انظر: تهافت الفلاسفة.
(15) درء التعارض 1/ 8 – 9.
(16) انظر: المصدر السابق 1/ 1.
(17) انظر: مجموع الفتاوى 2/ 86.
(18) انظر: في كتبهم: سير أعلام النبلاء (ابن سينا) 17/ 533 , (الفارابي) 15/ 418 , ابن رشد 21/ 39.
(19) سير أعلام النبلاء 17/ 532.
(20) المصدر السابق 15/ 417 , وهو مثل الكندي صاحب الموسيقى , المصدر السابق نفسه 12/ 337.
(21) المصدر السابق 12/ 337 , وقد كان منجماً.
(22) ذكرها مطولة مفصلة الإمام أحمد في الرد على الجهمية ص/11, وانظر: فتح الباري 13/ 295 وعزاه للرد على الجهمية لابن أبي حاتم.
(23) نظر: صون المنطق والكلام ص/ 7 - 8.
(24) نقض المنطق – مجموع الفتاوى 4/ 95.
(25) درء التعارض 1/ 5.
(26) انظر: جذور الاتجاه العصراني في:العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب لمحمد الناصر.
(27) قضية التنوير في العالم الإسلامي ص/ 33 – 34.
(28) مستقبل الثقافة في مصر ص/46 , القاهرة.
(29) قضايا معاصرة ص/91.
(30) الأسس القرآنية للتقدم ص/ 44.
(31) تجديد الفكر الإسلامي ص/ 25 , 26.
(32) مجلة العربي عدد (235) من الأنترنت.
(33) غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ص/68.
(34) الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم ص/7.
(35) الجزيرة – برنامج الشريعة والحياة – بعنوان (العلاقات الدولة) بتاريخ 8/ 3 / 98م.
(36) المصدر السابق – بعنوان (غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية) بتاريخ 26/ 12 / 99م.
(37) غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ص/ 22.
(38) كيف نتعامل مع السنة النبويّة ص/97.
(39) برنامج في قناة ( ART) بتاريخ 4/ 7/ 1418هـ , ورد عليه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في (ردود ومناقشات حول تولي المرأة الولايات العامة).
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&contentID=173
ـ[الناصح]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 12:44]ـ
جزى الله الشيخ عبدالرحيم خيرا وجزاك أخي الإكليل.
والحقيقة نحن بحاجة لمثل هذه القضايا، وأطالب من هذا المنبر أن يكون هناك برنامج في قناة فضائية عن الانفتاح الفكري الذي ينادي به كثير من صانعي القرار.
ـ[الإكليل]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 11:59]ـ
أشكرك أخوي الناصح على المشاركة الناصحة، وفعلاً نحن بحاجة الى ذلك.
وأسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ عبدالرحيم ويوفقه ويبارك فيه.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 10:03]ـ
موضوع قيم
سأعود بعد القراءة
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 07:44]ـ
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ عبدالرحيم ويبارك فيه ويجزيَه خيرا.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 05:56]ـ
موضوع رائع ومهم.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 02:37]ـ
وفق الله الكاتب والناقل(/)
الفرق بين السفسطة والقرمطة
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 10:58]ـ
سمعت الشيخ الكبير عبدالكريم الخضير -حفظه الله- يقول:
السفسطة هي الخوض في العقليات، والقرمطة هي الخوض في السمعيَّات. انتهى
وعرف الجرجاني السفسطة بأنها ما بُني على مقدمات مغلوطة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 06:15]ـ
قال الشيخ محمد ابراهيم الحمد حفظه الله وبارك في علمه:
ترد هاتان اللفظتان في كتب العقائد، وقد أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة التدمرية ص19 إذ يقول في معرض رده على المتكلمين:
(ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات) ص19.
وهذه العبارة قد تشكل على بعض من يقرأ التدمرية، ويمكن فهمها من خلال تحليل عباراتها وشرحها.
أولاً: معنى قوله: (يسفسطون في العقليات):
قوله: (يسفسطون): من السفسطة: وهي لفظ معرب مركب في اليونانية من كلمتين: (سوفيا) وهي الحكمة، و (اسطس) وهو المموه؛ فمعنى السفسطة: حكمة مموهة، ويراد بالسفسطة: التمويه والخداع، والمغالطة في الكلام.
والغرض من ذلك: تغليط الخصم، وإسكاته.
والسوفسطائية طائفة من الفلاسفة تقوم على إنكار الحقائق، والقياسات الوهمية.
ومؤرخو الفلسفة اليونانية يكتبون عن السوفسطائيين، وهم أناس عرفوا بهذه المهنة التي ازدهرت في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد [1].
ومقصود شيخ الإسلام بقوله: (يسفسطون في العقليات) أنه أراد أن يبين بطلان مقالة المتكلمين في تقريرهم أسماء الله وصفاته، وأنهم يموهون ويغالطون في الأمور العقلية الواضحة الثابتة؛ فكل من أنكر حقاً واضحاً، وموَّه فيه بالباطل فهو مسفسط.
ثانياً: قوله: (يقرمطون في السمعيات):
قوله: (يقرمطون): جاء في لسان العرب: (القرمطة في الخط دقة الكتابة، وتداني الحروف، وفي المشي مقاربة الخطو، وتداني المشي) [2].
هذا معناه في اللغة.
وأما في الاصطلاح: فهو نسبة إلى القرامطة الباطنية.
وسموا بذلك -كما يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص104 - لأحد سببين:
الأول: أن داعية لهم من ناحية خوزستان قَدِم سواد الكوفة، ونزل على رجل يقال له: كَرْمِيته، لُقِّبَ بهذا؛ لحمرة عينيه؛ فسمي الداعية باسم الذي كان نازلاً عليه، ثم خفف فقيل: قرمط.
الثاني: أنه نسبة إلى حمدان قرمط، الذي يقول عنه صاحب الفرق بين الفرق ص226: إنه لقب بذلك؛ لقرمطة في خطه، أو خطوه.
والقرامطة باطنية يدعون أن لنصوص الشرع باطناً يخالف ظاهرها، ثم يفسرونها بما لا يوافق شرعاً، ولا لغة، ولا عقلاً.
ومعنى قوله: (السمعيات): أي النقليات، وهي الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
ومراد شيخ الإسلام بقوله: (يقرمطون في السمعيات).
أي أنهم -أي أهل الكلام- يؤولون النصوص تأويلاً يخرجها عن معانيها الصحيحة المرادة؛ فمن تأولها على غير وجهها الصحيح ففيه شبه بالقرامطة من هذه الجهة.
[1] انظر التعريفات للجرجاني ص124، وإحصاء العلوم للفارابي ص81، وتاريخ الفلسفة ليوسف كرم ص45.
[2] لسان العرب 7/ 377.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 07:32]ـ
أحسنت على هذا النقل المفيد
بارك الله فيك
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 09:21]ـ
ما ذكره الشيخ - عفا الله عنه - تبسيط قد يُخل بتعريف السفسطة، وهي مشروحة في كتب الفسلفة وتاريخها ومبينة فيها، ولعلي أسوق بعض كلام شيخ الإسلام في تعريف السفسطة، لأنه هو أيضاً من ذكر عن البعض أنه يسفسط في العقليات ويقرمط في السمعيات، ومقصوده بذلك سلوك البعض طريقتهم، وليس مقصوده أن هذا هو تعريفها أو حدها.
قال شيخ الإسلام في الصفدية - 2/ 323 - : " والمقصود هنا ذكر ما يتعلق بالفلاسفة، والفلسفة لفظ يوناني، ومعناها محبة الحكمة، والفيلسوف في لغتهم محب الحكمة، ولهذا يقولون سوفستيا أي حكمة مموهة، ثم كثرت في الألسنة فقيل سفسطة أي حكمة مموهة ".
وقال في كتابه الرد على المنطقيين ص 329: " فان السفسطة أمر يعرض لكثير من النفوس، وهي جحد الحق، وهي لفظه معربة من اليونانية أصلها سوفسطيا، أي حكمه مموهة، فلما عربت قيل سفسطة، وأما ما يذكره طائفة من أهل الكلام وناقلي المقالات، أن في الناس رجل يقال له سوفسطا، وأنه وأصحابه ينكرون جميع الحقائق والعلوم، فهذا باطل لا حقيقة له، ولا يتصور أن يعيش أحد من بني آدم بل ولا من البهائم مع جحد جميع الحقائق والشعور بها ".
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 09:54]ـ
وفيك بارك الله اخي حسان.
وجزاكم الله خيرا اخي اباحماد على هذا التعقيب.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 02:16]ـ
بارك الله فيكم علي الفوائد النافعة(/)
هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 12:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السؤال: هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ? مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ? [النحل:106] الآيتين، فهل هذا صحيح؟ وما هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة؟
الجواب: ليس هذا بصحيح، بل ذكر أهل العلم في باب حكم المرتد أنواع الردة، فمن أتى بالكفر قولاً أو عملاً أو اعتقاداً كفر، هذا هو المعروف عند أهل العلم في باب حكم المرتد، إلا المكره. فإذا سب الدين، أو سب الله، أو سب الرسول، أو ترك الصلاة، أو سجد لغير الله، أو دعا غير الله؛ فقد كفر، ولو قال: إني لا أستبيحها، متى فعلها كفر، فمن يدعو الأموات ويستغيث بالأموات ولو قال: لا أستحلها؛ فهو كافر، والذي لا يصلي فهو كافر، ولو قال: ما جحدت وجوبها، هذا هو الصحيح، وهكذا من سب الله وسب الرسول، أو استهزأ بالدين كفر، ولو قال: ما أستحلها فلا يصدق، بل حكمه حكم الكفر كما صرح العلماء بذلك، وليس في هذا نزاع بين أهل العلم.:
شريط: ((أسباب الثبات أمام الفتن)) لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمهُ اللهُ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 05:37]ـ
احسنت جزاك الله خيرا.
وقد ترددت في الآونة الأخيرة مسألة التكفير بالقول والعمل، وزعم بعضهم أنَّه لايكفر إلاَّ من اعتقد الكفر، اما من تلفظ به أو عمل ماهو كفرصراحة فلايكفر، إذ الكفر هو الا عتقاد فقط - وهذا مذهب المرجئة - مستدلين بتقسيم بعض العلماء الكفر إلى عملي واعتقادي، وأن الأول كفر أصغر والثاني كفر أكبر، دون تفريق بين الكفر العملي الذي يعنيه العلماء والكفر بالعمل أو الأعمال المكفرة.
ومن هنا نشأت شبهة أخرى وهي أنَّ المرء لو عمل عملاً كفريًّاً، كالسجود لصنم أو صليبٍ، أو قال قولا كفرياً، كسب الله ورسوله .... فإنه لا يكفر مالم يعتقد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 11:44]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السؤال: هناك من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب والجحود، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ? مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ? [النحل:106] الآيتين، فهل هذا صحيح؟ وما هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة؟
/// النقاش مع كثيرٍ من المبتدعة (كالمرجئة) ومن تبعهم في هذا العصر في مفهوم الأدلَّة على بعض الأمور أو عدمه =لا فائدة كبرى من ورائه، لكن قد ينفع التَّبَع المغترين بهم؛ فكثيرٌ ممَّن تشرَّب مذهب المبتدعة من المتبوعين في هذا العصر مشى على طريقتهم في المنهج؛ حيث اعتقد الباطل ثمَّ حرص على تطلُّب الدَّليل عليه! لا العكس! كما هو الواجب لمن أراد طلب الاعتقاد السَّليم الذي ينفعه عند الله.
/// أمَّا الجواب والرَّدُّ عمَّا استُدِلَّ به من ظاهر الآية الماضية في حصر الكفر في جحود القلب =فهو أنَّ الآية دليلٌ عليهم لا لهم! وهذا من أعجب أنواع الاحتجاج على المخالف.
/// وتبيين ذلك ممَّا قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله [كما في مجموع فتاواه 7/ 220]: "هذه الآية ممَّا يدلُّ على فساد قول جهمٍ ومن اتبعه؛ فإنه جعل كلَّ من تكلَّم بالكفر من أهل وعيد الكفَّار إلَّا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان.
فإنْ قيل: فقد قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرا)؟
قيل: وهذا موافقٌ لأوَّلها؛ فإنَّه مَن كَفَر من غير إكراه فقد شَرَح بالكفر صدرًا، وإلَّا ناقض أوَّل الآية آخرها؟!
ولو كان المراد بمن كفر هو الشَّارح صدره -وذلك يكون بلا إكراه- لم يستثن المكره فقط، بل كان يجب أن يستثنى المكره، وغير المكره، إذا لم يشرح صدره.
وإذا تكلَّم بكلمة الكفر طوعًا فقد شرح بها صدرًا، وهي كفرٌ.
وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى: (يحذر المنافقون ان تنزَّل عليهم سورة تنبِّئهم بما فى قلوبهم قل استهزؤا إنَّ الله مخرج ما تحذرون /// ولئن سألتهم ليقولنَّ إنَّما كُنَّا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)، فقد أخبر أنَّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنَّا تكلَّمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنَّا نخوض ونلعب، وبيَّن أنَّ الإستهزاء بآيات الله كفرٌ، ولا يكون هذا إلَّا ممَّن شرح صدره بهذا الكلام، ولو كان الإيمان فى قلبه منعه أن يتكلَّم بهذا الكلام ... ".
/// وقال رحمه الله أيضًا [كما في مجموع فتاويه 7/ 560]: "إنَّه سبحانه استثني المكره من الكفَّار، ولو كان الكفر لا يكون إلَّا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره؛ لأنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ، فعُلِمَ أنَّ التكلُّم بالكفر كفرٌ إلَّا فى حال الإكراه ...
والآية نزلت فى عمار بن ياسر وبلال بن رباح وأمثالهما من المؤمنين المستضعفين، لمَّا أكرههم المشركون على سبِّ النَّبيِّ (ص)، ونحو ذلك من كلمات الكفر.
فمنهم من أجاب بلسانه كعمار ومنهم من صبر على المحنة كبلال، ولم يُكْرَه أحدٌ منهم على خلاف ما في قلبه، بل أُكْرِهُوا على التكلُّم، فمَن تكلَّم بدون الإكراه لم يتكلَّم إلَّا وصدرُه منشرحٌ به ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 11:26]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ عدنان،ونفع الله بكم وبارك في علمكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:30]ـ
جزاكُم اللهُ خيرًا.
ـ[منبع الكلمة]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 01:05]ـ
نسأل الله ان ينفع بما كتبت
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:19]ـ
وزعم بعضهم أنَّه لايكفر إلاَّ من اعتقد الكفر
فأقول: الذي أعلمه هو أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح عن اتباع للهوى المحرّم فلازمه أنّه كفر بقلبه
فهناك تلازم بين الشيئين
و الكفر غير التكذيب و الجحود
هذا قول أهل السنة في هذا -حسب علمي و الله أعلم-
و بارك الله في الأخ سلمان
ـ[سماء الحق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 07:06]ـ
فأقول: الذي أعلمه هو أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح عن اتباع للهوى المحرّم فلازمه أنّه كفر بقلبه
لو توضح غفر الله لك، فلم أفهم بعد
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 07:13]ـ
يعني يلزم من كفر بجوارحه عن اتباع للهوى المحرّم أنّه كفر بقلبه، فالقلب هو الأصل، و كل من كفر بقلبه فعنده خلل في الإعتقاد.
مثلا: من ألقى بالمصحف في القذورات عن اتباع للهوى المحرّم هو كافر بقلبه و جوارحه.
أم أنّك ترى بأنّه يمكن أن يكون هناك كفر أكبر بالجوارح عن اتباع للهوى المحرّم و لا يكون هناك كفر في القلب في نفس الشخص؟ - أفدني بارك الله فيك -
و الله أعلم
ـ[سماء الحق]ــــــــ[07 - Mar-2007, صباحاً 12:20]ـ
أخي الناصح الصادق
جزاك الله خير وليس لي رأي آخر فقط أردت مزيدا من التوضيح وشكرا لك
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 10:07]ـ
و جزاك الله خيرا أخي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 09:38]ـ
يعني يلزم من كفر بجوارحه عن اتباع للهوى المحرّم أنّه كفر بقلبه، فالقلب هو الأصل، و كل من كفر بقلبه فعنده خلل في الإعتقاد.
مثلا: من ألقى بالمصحف في القذورات عن اتباع للهوى المحرّم هو كافر بقلبه و جوارحه.
أم أنّك ترى بأنّه يمكن أن يكون هناك كفر أكبر بالجوارح عن اتباع للهوى المحرّم و لا يكون هناك كفر في القلب في نفس الشخص؟ - أفدني بارك الله فيك -
و الله أعلم
/// الكفر قد يقع بالجوارح واللِّسان، مع عدم كفر القلب وجحوده ...
/// أمَّا ما ذكر من مسألة اتِّباع الهوى المحرَّم فهذا ليس خاصًّا بالكفر، بل الإنسان يتَّبع الهوى المحرَّم بقلبه في كلِّ معصيةٍ يرتكبها، فلم يخصَّ بالكفر، ومن المعلوم أنَّه لا يلزم من اتِّباع الهوى الكفر.
/// الإخوة المشرفون .. بارك الله في جهودهم
لو يحوَّل هذا الموضوع للمجلس الشَّرعي فهو به أنسب.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 11:45]ـ
* الأخ عدنان البخاري، أليس الأصل في الإيمان هو القلب، إذ لا يتصور إيمان شحص لم يؤمن بقلبه إذا قام ببعض أفعال الإسلام بجوارحه، فهل أصل الكفر هو القلب؟
* ثم كيف يتصور كفر شخص لم يكفر بقلبه إذا قام ببعض أفعال الكفر بجوارحه بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانعه في هذا المكفر الواقع فيه، فإذا كان عندك أقوال لأهل العلم في تقرير قولك هذا: "الكفر قد يقع بالجوارح واللِّسان، مع عدم كفر القلب" فأرجو أن تتحفنا به و أجرك على الله؟
* و كفر القلب ليس فقط الجحود و التكذيب فمجرد الإعراض القلبي أو التكبر القلبي الناتج عن الوقوع في الكفر هو كفر أكبر فوقوع الشخص في كفر عملي أكبر من أعمال الجوارح يلزم منه قيام كفر أكبر في القلب و بالتالي قيام الكفر الأكبر في القلب و الجوارح معا إذ الأمرين متلازمين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 03:47]ـ
/// الأخ سراج الجزائري ... وفقه الله.
/// لا خلاف بيننا في المؤدَّى، وأنا موافقك فيما ذكرتَ من تفصيلٍ؛ إذ لا شكَّ أنَّ من لازم كفر من كفر بجوارحه ((بعد استيفاء الشُّروط وانتفاء الموانع)) =أنَّه كافرٌ بقلبه؛ ثمَّ قد يكون عن عنادٍ، أوتكذيبٍ وجحدٍ، أوارتيابٍ، أوإعراضٍ، أو غير ذلك.
/// والذي أوقعني في الَّلبس بعدم فهم مراد الأخ (النَّاصح الصَّادق) كان نظري في أصل الموضوع التمنُّع من التَّكفير بالجوارح في أصل الكفر بالتَّكذيب والجُحود في القلب فقط، كما في عنوان الموضوع والشُّبهة المردود عليها، وإلَّا فكلامه صحيحٌ في المؤدَّى، خاصَّة أنَّه قال في مشاركته الأولى: "والكفر غير التكذيب و الجحود".
/// وهذا معلومٌ بالضَّرورة، إلَّا إن كان شخصًا مسلوب الإرادة والعقل، فهذا رفع عنه التكليف والخطاب.
/// وأيضًا .. فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ الفعل أوالعمل الكفري لا يسمَّى كفرًا إلَّا إذا قارنه معتقد الاستحلال أوالتَّكذيب، فالكفر في أصل نصوص الشَّرع اعتقاد وعمل وقول وشك، ثمَّ قد يقارن فعل الكفر وقوله اعتقادٌ بعد إقامة الحُجَّة الرِّساليَّة، بالإعراض والعناد والاستكبار.
/// فلا يُقال: لا يكون القول أوالفعل كفرًا إلَّا إنْ اعتقد صاحبه كذا وكذا، كما يردِّد ذلك المرجئة ويلبِّسون على النَّاس بخلطه مع مسألة اللُّزوم وعدمه، ويتوقَّفون عن تكفير الواقع في ذاك الكفر القولي أوالفعل إلَّا بعد الاستفصال عن اعتقاده؟! وهنا يقع الخلط والتَّلبيس.
/// فمن كفر قولًا أوفعلًا فقد أتى الكفر اعتقد أولم يعتقد، ثمَّ لا يعنينا اعتقاده الكفري اللَّازم وقوعه في القلب على أيٍّ وجهٍ وقع.
/// وبهذا التَّفصيل فلا خلاف بيننا، وفقك الله وبارك فيك، وجزاك خيرًا على هذا التَّنبيه.
/// تنبيه: لم أنتبه لجميع المشاركات لأنَّ الموضوع فُقِد منِّي؟! ثمَّ وجدُّته فظننتُ مؤدَّى كلام الأخ الناصح الصدق غير مؤدَّى مرادنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 10:49]ـ
الشيخ الكريم عدنان و باقى المشايخ و الإخوة الأحباب ..
أرجو توضيح الفرق بين ما نقلتموه من قول أهل السنة, من أن فاعل الكفر بجوارحه, بعد استيفاء الشروط و انتفاء الموانع, يلزم منه كفر القلب, و بين ما نقله الأئمة عن طوائف المرجئة من قولهم أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 03:21]ـ
/// الأخ لكريم .. خطَّاب القاهري ... وفَّقه الله
لعلِّي أجمل الكلام باختصارٍ شديدٍ (في ظلمة الليل البهيم الأليل) على أنْ أعود إلى تفصيله غدًا.
/// الفرق بين أل السُّنَّة والمرجئهه أنَّ المرجئة حصرُوا الإيمان في التَّصديق والكفر في نقيضه وهو التَّكذيب والجحود والانكارد ..
وأمَّا أهل السُّنَّة فإنَّ الإيمان لا ينحصر في التَّصديق بل لا بد فيه من شُعبِه كالحُبِّ والإنقياد والاتِّباع ...
وأنَّ الكفر لا يقتصر وجوده في التَّكذيب حسبُ؛ بل قد يقع من الإعراض أوالكِبر أوالحسد ونحوها من شعب الكفر، مع إمكانية وجود التَّصديق فيالقلب!
/// وعليه .. فوجود الكفر الظَّاهر قولًا وعملًا لا يلزم أن يكون دليلًا على كفر الباطن المحصور في (التَّكذيب والجحود فقط) عندؤلاء المرجئة، بل قد يكون إعراضًا أواستكبارًا أوحسدًا أو غير ذلك من شعب الكفر التي قد تظهر وقد لا تظهر، مع وجود التَّصديق في قلب ذاك الكافر بقوله أوعمله.
/// هذا التَّفريق مختصرًا وقد تطاول ليلك بالإثمد ... وبات الخليُّ ولم ترقدِ؟!
واسلام عليكم. م
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 12:24]ـ
بارك الله فى الشيخ الحبيب, فقد أزلت بعض أو معظم اللبس, و لن أتنازل عن حقى عليك فى مزيد تفصيل, فقد وعدت (ابتسامة).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 01:52]ـ
/// الحمدلله على البيان ... أنا عند وعدي، لكن هل لك أن تمهلني قليلًا وتتنازل عن بعض حقِّك لأجل ضيق الوقت. (ابتسامة)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 08:34]ـ
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/ 220) " فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم أنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب، وبيَّن أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام."
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 09:59]ـ
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/ 220) " فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم أنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب، وبيَّن أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام."
/// لا أدري ما المقصود من نقل كلام الشَّيخ؟! هل فيه موافقةٌ أومخالفةٌ لما تقدَّم!
/// وعلى كُلٍّ .. ففي آخر كلام الشَّيخ رحمه الله المنقول آنفًا: "ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلَّم بهذا الكلام".
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 10:56]ـ
الأخ عدنان شكرا
=============================
و بين ما نقله الأئمة عن طوائف المرجئة من قولهم أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه.
الأخ خطاب القاهري هل يمكن أن تنقل أين قال هذا الكلام الأئمة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:18]ـ
/// قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في كتابه: الصلاة وحكم تاركها (ص/70): "ههنا أصل آخرُ، وهو أنَّ حقيقة الإيمان مركَّبةٌ من قولٍ وعملٍ.
والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهوالتكلُّم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيَّتُه، وإخلاصُه.
وعمل الجوارح.
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكمالِه.
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقيَّة الأجزاء؛ فإنَّ تصديق القلب شرطٌ في اعتقادها، وكونها نافعة.
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنَّه لا ينفع التَّصديق مع انتفاء عمل القلب، وهومحبَّته وانقياده، كما لم ينفع إبليس، وفرعون وقومه، واليهود، والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرَّسول، بل ويقر! ُون به سرًّا وجهرًا، ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتَّبِعُه ولا نؤمن به.
وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزومًا لعدم محبَّة القلب وانقياده، الذي هو ملزومٌ لعدم التَّصديق الجازم كما تقدَّم تقريره.
فإنَّه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح؛ إذْ لو أطاع القلبُ وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التَّصديق المستلزم للطَّاعة وهو حقيقة الإيمان.
فإنَّ الإيمان ليس مجرد التَّصديق كما تقدَّم بيانه، وإنَّما هو التَّصديق المستلزم للطَّاعة والانقياد.
وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته".
______________________________ ______________
/// الأخ سراج الجزائري ... وفَّقه الله
ما سألت عنه الأخ خطَّاب القاهري من كلام المرجئة من المعلوم عنهم مستفيضًا، وهو كثيرٌ في كلام أهل العلم الذين ناقشوا أقوالهم!
وعلى كُلٍّ .. فإليك قول شيخ الإسلام ابن تيميَّة في ضمن كلامه عن غلط الجهميَّة والمرجئة في الإيمان: "وقد ذكرنا فيما تقدم أنَّهم غلطوا في ثلاثة أوجه:
(أحدها): ظنهم أنَّ الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون العمل الذي في القلب تصديق بلا عمل للقلب؛ كمحبة الله وخشيته وخوفه والتوكل عليه والشوق إلى لقائه.
و (الثاني): ظنهم أنَّ الإيمان الذي في القلب يكون تامًّا بدون العمل الظاهر، وهذا يقول به جميع المرجئة.
و (الثالث): قولهم: (كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى).
وكثير من المتأخرين لا يميِّزون بين مذاهب السَّلف وأقوال المرجئة والجهميَّة؛ لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ممن هو في باطنه يرى رأي الجهميَّة والمرجئة في الإيمان، وهو معظِّمٌ للسَّلَف وأهل الحديث، فيظنُّ أنَّه يجمع بينهما أويجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف ... ".
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[19 - Aug-2007, صباحاً 02:07]ـ
الأخ عدنان وفقه الله ..
رجل يقول لا كفر إلا بالاعتقاد ويعني به التلازم الذي أشرتم إليه آنفا وزيادة على ذلك عندما يقال له إن عبارتك (لا كفر إلا بالاعتقاد) عبارة موهمة يقول نحن نريد أن نعالج الواقع فينزل ذلك القيد في حق المعين الذي أقيمت عليه الحجة ... وزيادة على ذلك إذا سئل عن المستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر .. يقر بأن هذه الأفعال كفر وإذا قيل نسأل الواقع في تلك الأفعال عن اعتقاده يقول: لا .. فعمله دليل على اعتقاده ....
السؤال بارك الله فيك: هل قول هذا الرجل موافق لقول أهل السنة في هذا الباب! إذا اعتبرنا أن قوله (لا كفر إلا بالاعتقاد) اصطلاح خاص به!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 02:12]ـ
الأخ عدنان وفقه الله ..
رجل يقول لا كفر إلا بالاعتقاد ويعني به التلازم الذي أشرتم إليه آنفا وزيادة على ذلك عندما يقال له إن عبارتك (لا كفر إلا بالاعتقاد) عبارة موهمة يقول نحن نريد أن نعالج الواقع فينزل ذلك القيد في حق المعين الذي أقيمت عليه الحجة ... وزيادة على ذلك إذا سئل عن المستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر .. يقر بأن هذه الأفعال كفر وإذا قيل نسأل الواقع في تلك الأفعال عن اعتقاده يقول: لا .. فعمله دليل على اعتقاده ....
السؤال بارك الله فيك: هل قول هذا الرجل موافق لقول أهل السنة في هذا الباب! إذا اعتبرنا أن قوله (لا كفر إلا بالاعتقاد) اصطلاح خاص به!
/// من تكلَّم في عقيدة السَّلف، وعمَّا في نصوص الكتاب والسُّنَّة = فلا يصطلح مصطلحاتٍ موهمةٍ لمخالفتها، وخاصَّةً إن كان الظَّاهر من العبارة -دون الشَّرح والبيان- الخطأ والمخالفة، إلَّا إن تكلَّم عن ((عقيدته هو)) فله أن يصطلح ما شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// والسَّبب في كون هذه العبارة موهمةً للباطل، بل ظاهرها إلى المعنى الفاسد أقرب منها إلى غيره وإن شرح قائلها ما شرح =أنَّه حصر الكفر بالاستثناء وقصره في الاعتقاد، فقال: "لا كفر إلَّا باعتقاد"، والاسثناء معيار العموم، ومعناه أنَّ غير الاعتقاد لا يكون به الكفر، وهذا مخالفٌ لنصوص الكتاب والسُّنَّة، ولما صرَّح به سلف هذه الأمَّة، قصد أو لم يقصد هذا المعنى.
/// ثمَّ ظاهر هذا القول تناقض! فكيف يحصره في ((الاعتقاد))، ثمَّ يقول كأهل السُّنَّة: الكفر يكون بالاعتقاد والقول والفعل والشَّك؟! لعمر الله كيف يجتمعان؟!
/// ثمَّ أيضًا .. لفظة (الاعتقاد) في جملة: (لا كفر إلَّا باعتقاد) موهمة لمقصود المرجئة، من كونه يقصد بها التَّكذيب والجُحُود، بإعادة الكفر إلى الاعتقاد في القلب وحده (الذي هو التَّصديق)؛ لذا فهو يقول كما تنقل عنه!: "فعمله دليل على اعتقاده"، وهو نفس كلام المرجئة! بمعنى: أنَّ العمل لا علاقة له بالإيمان، إنَّما العبرة بالاعتقاد الذي هو التَّصديق؟! قَصَد أو لم يقصد!
/// وأهل السُّنَّة لا يقولون إنَّ عمله دليلٌ على اعتقاده الكفري، ولكنَّهم يقولون: عمله كفر، وقوله كفرٌ، ثمَّ ((قد يظهر)) لنا من اعتقاده ما يدلُّ على كفرانه بقلبه أيضًا، وقد لا يظهر وهو أكثر.
/// والتلازم بين الظَّاهر والباطن الذي يقوله اهل السُّنَّة لا يعني بالضَّرورة أن يكون كفر المرء في أصل الإيمان في القلب وانتقاضه من أساسه الذي هو ((التَّصديق))، والذي هو مناقضٌ للتَّكذيب والجُحود.
/// بل قد يكون في شعبٍة من شعب الإيمان وشيءٍ من أعمال القلب مع بقاء أصله ضعيفًا منتقضًا، وقد لا يشعر بها صاحبها فضلًا عن غيره، كالانقياد والاتباع والخضوع، ويخالفها الكبر والحسد والإباء والإعراض وغيرها.
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: "فإنَّ الكفر عدم الإيمان بالله ورسله؛ سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب؛ بل شك وريب أو إعراض عن هذا كلِّه؛ حسدًا، أو كِبْرًا، أو اتبِّاعًا لبعض الأهواء الصَّارفة عن اتباع الرِّسالة، وإن كان الكافر المكذِّب أعظم كفرًا، وكذلك الجاحد المكذِّب حَسَدًا مع استيقان صِدْق الرسل".
/// وفي كفر الإعراض يقول ابن القيِّم: " .. أنْ يعرض بسمعه وقلبه عن الرَّسول، لا يصدِّقه ولا يكذِّبُه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتَّة".
/// يقول تعالى: (بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون).
/// ولا يعني أيضًا أن يكون هذا التَّلازم ظاهرًا في كلَّ الكفريَّات.
/// بل يظهر في بعضها كسبِّ الله أوشيءٍ معظَّمٍ؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "إنَّ سبَّ الله أوسبَّ رسوله (ص) كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، سواءٌ كان السَّابُّ يعتقد أنَّ ذلك محرمٌ أوكان مستحلًّا أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهل الفقهاء وسائر أهل السُّنَّة القائلين بأنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ".
/// وأيضًا .. فيبين من كلامك أنَّك لا تقول بأنَّ عمله أوقوله -كالمستهزي بالدين أو المستهين للمصحف أو الذي يطوف بالقبر- = يكون كفرًا وإنَّما ((دليلًا على اعتقاده [الكفري])) إلَّا بعد إقامة الحُجَّة عليه؟! وهذا غلَطٌ، فعملُه وقولُه الكفري كفرٌ ابتداءًا؛ سواءٌ أقيمت عليه الحُجَّة أولا، وسواءٌ كان فاعله -بعد إقامة الحُجَّة عليه- كافرًا أو لا، وسواءٌ اعتقد أو لا.
/// وإقامة الحُجَّة على مَنْ وَقَعَ في الكفر لا علاقة له بتسمية الفعل أوالقول كفرًا، أو كونه دليلًا على كفر الباطن.
/// ويقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله -في بيان كل ما تقدَّم ذكره- في الصَّارم المسلول: "إنَّ الإيمان وإن كان أصله تصديق القلب =فذلك التَّصديق لابد أنَّ يوجب حالًا في القلب وعملًا له، وهو تعظيم الرَّسول، وإجلاله، ومحبَّته.
وذلك أمرٌ لازِمٌ كالتألُّم، والتنعُّم عند الإحساس بالمؤلم، والمنعم، وكالنُّفرة والشَّهوة؛ عند الشعور بالملائم والمنافي.
فاذا لم تحصل هذه الحال والعَمَل في القلب لم ينفع ذلك التَّصديق، ولم يغن شيئًا، وإنَّما يمنع حصوله إذا عارَضَه معارِضٌ؛ من حَسَد الرَّسول، أوالتكبُّر عليه، أوالإهمال له، وإعراض القلب عنه، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنَّ إدراك الملائم والمنافي يوجب اللَّذَّة والألم، إلَّا أنْ يعارِضَه معارضٌ، ومتى حَصَل المعارض كان وجود ذلك التَّصديق كعَدَمِه، كما يكون وجود ذلك كعَدَمِه، بل يكون ذلك المعارض موجِبًا لعدم المعلول، الذي هو حال في القلب، وبتوسط عدمه يزول التصديق الذي هو العلة فينقلع الإيمان بالكُلِّيَّة من القلب، وهذا هو الموجب لكفر من حَسَد الأنبياء، أو تكبَّر عليهم، أو كرِهَ فِرَاق الإلف والعادة، مع علمه بأنَّهم صادقون، وكفرهم أغلظ من كفر الجُهَّال.
الثاني: أنَّ الإيمان وإن كان يتضمَّن التَّصديق، فليس هو مجرد التَّصديق، وإنَّما هو الإقرار والطُّمأنينة؛ وذلك لأنَّ التَّصديق إنَّما يعرض للخَبَر فقط، فأمَّا الأمر فليس فيه تصديقٌ من حيث هو أمرٌ، وكلام الله خبرٌ وأمرٌ؛ فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له، والاستسلام، وهو عمل في القلب، جِمَاعُهُ: الخضوع والانقياد للأمر وإن لم يفعل المامور به.
فإذا قُوْبِل الخبر بالتَّصديق والأمر بالانقياد فقد حَصَل أصل الإيمان في القَلْب، وهو الطُّمأنينة والإقرار، فإنَّ اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار والطمأنية، وذلك إنَّما يحصل اذا استقرَّ في القلب التَّصديق والأنقياد.
وإذا كان كذلك فالسَّبُّ إهانة واستخفاف، والانقياد للأمر اكرام واعزازٌ، ومحالٌ أن يهين القلب من قد انقاد له، وخضع، واستسلم، أو يستخفَّ به.
فإذا حَصَل في القلب استخفاف واستهانة امتنع أن يكون فيه انقيادٌ، او استسلام؛ فلا يكون فيه إيمان، وهذا هو بعينه كفر إبليس؛ فإنَّه سَمِع أمر الله له، فلم يكذِّب رسولًا، ولكن لم ينقد للأمر، ولم يخضع له، واستكبر عن الطَّاعة، فصار كافرًا.
وهذا موضع زاغ فيه خلق من الخلف!!؛ تخيَّلَ لهم أنَّ الإيمان ليس في الأصل إلَّا التَّصديق، ثم يرون مثل إبليس وفرعون ممَّن لم يصدر عنه تكذيبٌ، أو صدر عنه تكذيب باللِّسان لا بالقلب، وكفره من أغلظ الكفر فيتحيَّرون!
ولم أنَّهم هُدُوا لما هُدِي إليه السَّلف الصَّالح لعلموا أن الإيمان قولٌ وعَمَلٌ؛ أعني: في الأصل، قولًا في القلب، وعملًا في القلب.
فإنَّ الايمان بحسب كلام الله ورسالته وكلام الله ورسالته يتضمَّن اخباره واوامره؛ فيصدِّق القلب اخباره تصديقا يوجب حالًا في القلب بحسب المصدَّق به، والتَّصديق هو من نوع العلم والقول، وينقاد لأمره ويستسلم، وهذا الانقياد والاستسلام هو نوع من الإرادة والعمل.
ولا يكون مؤمنًا إلَّا بمجموع الأمرين فمتى ترك الانقياد كان مستكبِرًا، فصار من الكافرين، وإذا كان مصدِّقًا فالكفر أعَمُّ من التَّكذيب؛ يكون تكذيبًا، وجهلًا، ويكون استكبارًا، وظلمًا.
ولهذا لم يوصف ابليس إلَّا بالكفر والاستكبار، دون التكذيب.
ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم من جنس كفر ابليس، وكان كفر من يجهل مثل النصارى ونحوهم ضلالًا، وهو الجهل ...
فلمَّا كان التَّصديق لابُدَّ منه في كلا الشَّهادتين، وهو الذي يتلقَّى الرِّسالة بالقبول =ظنَّ من ظنَّ أنَّه أصْلٌ لجميع الإيمان، وغَفَل عن أنَّ الأصل الآخر لابد منه، وهو الانقياد، وإلَّا فقد يصدِّق الرَّسول ظاهرًا وباطنًا، ثم يمتنع من الانقياد للأمر ...
وهذا ممَّا يبيِّن لك أنَّ الاستهزاء بالله ورسوله ينافي الانقياد له والطَّاعة منافاةً ذاتيَّة، وينافي التَّصديق بطريق الاستلزام؛ لأنَّه ينافي موجب التَّصديق ومقتضاه، ويمنعه عن حصول ثمرته ومقصوده، لكن الإيمان بالرَّسول إنَّما يعود أصلُهُ إلى التَّصديق فقط لأنَّه مبلِّغٌ لخبر الله وأمره؛ لكن يستلزم الانقياد له؛ لأنَّه قد بلَّغ عن الله أنَّه أمَر بطاعته؛ فصار الانقياد له من تصديقه في خبره.
فمن لم ينقد لأمره فهو إمَّا مكذِّبٌ له، أو ممتنِعٌ عن الانقياد لربِّه، وكلاهما كفر صريح ... ".
/// وأخيرًا .. فإنَّ أقلُّ ما يُقال في مثل هذه المصطلحات -مع شرحها كما فعلتَ-:أنَّها بدعيَّةٌ موهمةٌ للباطل، وفيها مشابهةٌ بأقوال المرجئة، بل لا حاجة إليها، مهما كانت الذَّرائع المبرَّر بها لتلفُّّظها.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وما دام أنَّ ما ذكرته مجرَّد اصطلاح مع كونه يقرُّ بأنَّ الإيمان هو الاعتقاد والقول والعمل، يزيد وينقص، والكفر بخلافه =فلم الحاجة إلى هذا الاصطلاح الموهم للبدعة؟! عجبًا لمن يروم الخلاف ويشقُّ في الأمَّة الشِّقاق لأجل اصطلاح! فاتركه والسَّلام!
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 06:07]ـ
الأخ عدنان وفقه الله
لم يظهر لي الفرق بين قولك بالتلازم بين كفر الظاهر وكفر الباطن وقول القائل (فعمله دليل على اعتقاده)
لأن القول بالتلازم يعني أنه إذا كفر في الباطن فلا بد أن يظهر ذلك على ظاهره وإذا كفر في الظاهر فلا بد أن يكون كافرا في الباطن.
فبالله عليك أيهما أقوى في الدلالة على المقصود أن يقال (فعمله دليل على اعتقاده) أو أن يقال (إذا كفر في الظاهر فلا بد أن يكون كافرا في الباطن) وهو ظاهر قولك بالتلازم.
وللفائدة فقد ورد في كلامك بعض الأخطاء:من ذلك قولك:
"فعمله دليل على اعتقاده"، وهو نفس كلام المرجئة!
والصحيح أن الفرق في هذا الباب أن أهل السنة يقولون أن القول أو الفعل كفر في نفس الأمر وأما المرجئة فلا يقولون إنه كفر في نفس الأمر لكن يجعلون القول أو الفعل الظاهر علامة على ما في الباطن من تكذيب أو كبر أو حسد أو استحلال أو غير ذلك.
ولو قلنا أن القول السابق قول المرجئة لكان القول بالتلازم أولى وقد سبق الإشارة إلى هذا فلا بد من تحرير القول قبل رمي التهم!.
ومن ذلك قولك:
والتلازم بين الظَّاهر والباطن الذي يقوله اهل السُّنَّة لا يعني بالضَّرورة أن يكون كفر المرء في أصل الإيمان في القلب وانتقاضه من أساسه
قلت: وهذا نفسه حجة من يقول أن الإيمان أصل وفرع فإذا انتفى عمل الجوارح زال الفرع وبقي أصل الإيمان!
والصحيح كما قال شيخ الإسلام إذا عدم المعلول كان ذلك مستلزماً لعدم العلة، وإذا وجد الضد كان ذلك مستلزماً لعدم الضد الآخر.
وحقيقة قولك: أن الظاهر مقارناً للباطن لا لازما له وهذا قول المرجئة!
وهذا يبين أنك لم تحرر معنى التلازم ولذلك وقع في كلامك خلط في المسائل السابقة فأرجو أن تتنبه لهذا.
رجاء:
أرجو أن تختصر في الرد وأن يكون الموضوع عبارة عن مباحثة بدون تفريعات أو إلزامات أو حتى نقول بالنص إلا عند الطلب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 06:32]ـ
/// سبحان الله! رمتني بدائها وانسلَّت!
/// تقول إنِّي رميتك بالتُّهم! ولم أحرِّر معنى التَّلازم وخلطت وأخطأت؟! وحرَّرته أنت!
/// حسنًا يا أخي .. هلاَّ بيَّنت لي ذلك بالدَّليل ((من كلامي)) تلك الأخطاء والخلط وعدم التَّحرير دون تحميل كلامي ما لا يحتمل، مع الاختصار الذي تدعو إليه؟!
/// ثمَّ لم أعرضت عمَّا خصصتك به ردًّا على سؤالك السَّابق:
حين قلتُ: "من تكلَّم في عقيدة السَّلف، وعمَّا في نصوص الكتاب والسُّنَّة = فلا يصطلح مصطلحاتٍ موهمةٍ لمخالفتها، وخاصَّةً إن كان الظَّاهر من العبارة -دون الشَّرح والبيان- الخطأ والمخالفة، إلَّا إن تكلَّم عن ((عقيدته هو)) فله أن يصطلح ما شاء.
/// والسَّبب في كون هذه العبارة موهمةً للباطل، بل ظاهرها إلى المعنى الفاسد أقرب منها إلى غيره وإن شرح قائلها ما شرح =أنَّه حصر الكفر بالاستثناء وقصره في الاعتقاد، فقال: "لا كفر إلَّا باعتقاد"، والاسثناء معيار العموم، ومعناه أنَّ غير الاعتقاد لا يكون به الكفر، وهذا مخالفٌ لنصوص الكتاب والسُّنَّة، ولما صرَّح به سلف هذه الأمَّة، قصد أو لم يقصد هذا المعنى.
/// ثمَّ ظاهر هذا القول تناقض! فكيف يحصره في ((الاعتقاد))، ثمَّ يقول كأهل السُّنَّة: الكفر يكون بالاعتقاد والقول والفعل والشَّك؟! لعمر الله كيف يجتمعان؟!
/// وأخيرًا .. فإنَّ أقلُّ ما يُقال في مثل هذه المصطلحات -مع شرحها كما فعلتَ-:أنَّها بدعيَّةٌ موهمةٌ للباطل، وفيها مشابهةٌ بأقوال المرجئة، بل لا حاجة إليها، مهما كانت الذَّرائع المبرَّر بها لتلفُّّظها.
/// وما دام أنَّ ما ذكرته مجرَّد اصطلاح مع كونه يقرُّ بأنَّ الإيمان هو الاعتقاد والقول والعمل، يزيد وينقص، والكفر بخلافه =فلم الحاجة إلى هذا الاصطلاح الموهم للبدعة؟! عجبًا لمن يروم الخلاف ويشقُّ في الأمَّة الشِّقاق لأجل اصطلاح! فاتركه والسَّلام! ".
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثمَّ تريدني أن أسرد لك فهمي -كما يفعل بعض من هو مثلك- دون البرهنة عليه من كلام أهل العلم، حتى تفعل ذلك دون نكير ولاحرج.
/// فمن سلف من يقول بهذه المقولة المبتدعة: (لا كفر إلَّا باعتقاد)؟ بغض النَّظر عن مراده ولفِّه ودورانه.
/// والله إنَّ النِّقاش مع بعض النَّاس مضيعة للوقت!
______________________________ _______________
/// سُئِل الشيخ عبدالعزيز الرَّاجحي وفقه الله: هل تصح هذه المقولة: (أن من قال: الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله حتى لو قال: لا كفر إلا باعتقاد وجحود؟)
الجواب: المقولة الثانية تنقض المقولة الأولى فقوله: (الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص) هذا حق وهو قول أهل السنة والجماعة، لكن قوله بعد ذلك: (لا كفر إلا باعتقاد وجحود) هذا ينقض المقالة الأولى، فكما أن الإيمان يكون بالقول والعمل والاعتقاد فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد فلا بد أن تصحح المقولة الثانية فتكون: (والكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد) أما بقاء هذه المقولة على حالها فإنها تنقض الأولى.
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=2&page=asalh00008.Htm&from=doc&Search=1&Search****=%E1%C7+%DF%DD%D1+%C 5%E1%C7+%C8%C7%DA%CA%DE%C7%CF&SearchType=exact&Scope=1,2,3,4,5&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User®ion=
/// ونحوه في: http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=2&page=asalh00003.Htm&from=doc&Search=1&Search****=%E1%C7+%DF%DD%D1+%C 5%E1%C7+%C8%C7%DA%CA%DE%C7%CF&SearchType=exact&Scope=1,2,3,4,5&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User®ion=
/// وسُئل الشيخ صالح الفوزان وفقه الله: هل تصح هذه المقولة: أن من قال الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله حتى لو قال لا كفر إلا باعتقاد وجحود؟
الجواب: هذا تناقض لأنه إذا قال: لا كفر إلا باعتقاد أو جحود، فهذا يناقض قوله: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
لأنه إذا كان الإيمان قولًا باللسان واعتقادًا بالجنان وعملًا بالجوارح وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فمعناه أن من تخلى عن الأعمال نهائيًا فإنه لا يكون مؤمنًا، لأن الإيمان مجموع هذه الأشياء ولا يكفي بعضها.
والكفر ليس مقصورًا على الجحود. وإنما الجحود نوع من أنواعه فالكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد وبالشك كما ذكر العلماء ذلك. وانظر باب أحكام المرتد من كتب الفقه.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=4691
/// وبنحوه: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=4686
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 12:41]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشيخ الحبيب المفيد عدنان على بيانك ما أشكل على.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 02:43]ـ
الأخ عدنان البخاري
ما نقلته عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة من تغليطه لقول المرجئة و الجهمية التالي: "كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى"، ليس هو سؤالي فهنا المرجئة يردون الكفر إلى إنتفاء تصديق القلب.
أما عبارة: " أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه" فليس فيها حصر الكفر في إنتفاء تصديق القلب
ففرق بين عبارة ابن تيمية -رحمه الله- و هذه العبارة
و الحق الذي أعتقده أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح إن توفرت الشروط التكفير فيه و انتفت موانعه أنّ كفره هذا بأعمال الجوارح دليل على كفر قلبه و لا أعلم عالما من أهل السّنة ينكر هذا أو يخطىء من قال بهذا الكلام حتى و إن كان قائله مرجئا
و أنّ الإنكار ينبغي أن يتوجه إلى المرجئة في حصرهم الكفر بالجحود و التكذيب لا أنّ الكفر الأكبر الظهار يدل على وجود الكفر الأكبر الباطن في من وقع فيه بعد وجود شروط و انتفاء موانع.
و للآن فسؤالي للأخ خطاب القاهري ما زال قائما؟ فأرجو أن يجيب عليه و أجره على الله
=========================
هذا مع التنبيه إلى أنّ أصل الإيمان ليس وحده التصديق فهناك ما يدخل في أصل الإيمان من أعمال القلوب: كمطلق الإنقياد لله تعالى و مطلق الإذعان لله تعالى و مطلق الإعتراف القلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له
فلو وجد التصديق القلبي و لم يوجد إقرار قلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة فهذا ليس لديه مطلق إيمان
صحيح لا يلزم من الوقوع في الكفر الأكبر إنتفاء تصديق القلب و لكن يلزم من وقع فيه (بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانع) أنّه لا يوجد في قلبه مطلق إيمان ثم قد يكون سبب انتفاء مطلق إيمان القلب إما بسبب تكذيب أو عدم إذعان أو عدم إنقياد أو أو ...
=========================
ثم هذا المتّبع لهواه الواقع في الكفر الأكبر المتوفر فيه شروط التكفير و المنتفية عنه موانعه هو في الحقيقة لم يصدق الله حقّ التصديق
فالتصديق عبادة و كل من كفر من غير عذر فقد انتقضت عبادة التصديق عنده لأنّ الكفر الأكبر مبطل للأعمال الصالحة
فالأمور متلازمة صحيح قد يكون الكافر عنده تصديق لكن التصديق الذي عنده ليس التصديق المطلوب
و بالتالي فليس عنده الإعتقاد المطلوب الصحيح في الله عزّوجل
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب المستلزم للإذعان و الإنقياد المسلتزم عدم الكفر
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب شرعا المستلزم إيمان القلب المضاد للكفر الأكبر
و بالتالي فكفره الواقع فيه له إرتباط بوجود خلل في الإعتقاد المطلوب
غير أنّ هذا الخلل في الإعتقاد لا يعني بالضرورة انتفاء مطلق التصديق في القلب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 08:34]ـ
/// الأخ الكريم .. سراج .. وفَّقه الله
قلتُ لك إنِّي لا أخالفك في مؤدَّى ما ذكرتَ بارك الله فيك.
ولذا فأنا لا أدري هل رأيتَ في كلامي السَّابق ما يخالف كلامك، لا أرى فرقًا بينهما، وأحسبُ أنَّك موافقني في كلِّ ما ذكرتُ ونقلتُ عن الأئمَّة.
/// لكن بقيت عندي نقطة أحبُّ أن أعرف رأيك فيها.
وهي أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا .. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
/// فهل لك على ما ذكرتُه ملاحظاتٍ بارك الله فيك.
/// واعلم أخي الكريم أنَّ كلامي السَّابق الموجَّهة إلى أبي عبدالرحمن السَّعدي!! يدري هو غرضي منه لأجل العبارة التي نقلها عن بعض مرجئة العصر (لا كفر إلَّا باعتقاد)، ولذا سكَتَ دون جوابٍ، وأراحنا الله من الدُّخول في جدل بيزنطي.
/// لكن هل تسوِّغ هذه العبارة أيضًا وترى أنَّه لا ضَيرَ فيها كما نقل السَّعدي عن أحد هؤلاء؟
/// النُّقطة الثَّانية: ظنِّي أنَّ الأخ خطَّاب أراد ما بيَّنتُه من مذهب المرجئة، وقصد بالذي في القلب (التَّصديق) أو قصرت عبارته عن حكاية مذهبهم بدقَّة.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 10:50]ـ
الأخ عدنان البخاري
ما نقلته عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة من تغليطه لقول المرجئة و الجهمية التالي: "كُلُّ من كفَّرَه الشَّارع فإنَّما كفَّرَهُ لانتفاء تصديق القلب بالرَّبِّ تبارك وتعالى"، ليس هو سؤالي فهنا المرجئة يردون الكفر إلى إنتفاء تصديق القلب.
أما عبارة: " أن الله ما كفر فاعل الكفر إلا لأنه دليل على كفر قلبه" فليس فيها حصر الكفر في إنتفاء تصديق القلب
ففرق بين عبارة ابن تيمية -رحمه الله- و هذه العبارة
و الحق الذي أعتقده أنّ من وقع في كفر أكبر من أعمال الجوارح إن توفرت الشروط التكفير فيه و انتفت موانعه أنّ كفره هذا بأعمال الجوارح دليل على كفر قلبه و لا أعلم عالما من أهل السّنة ينكر هذا أو يخطىء من قال بهذا الكلام حتى و إن كان قائله مرجئا
و أنّ الإنكار ينبغي أن يتوجه إلى المرجئة في حصرهم الكفر بالجحود و التكذيب لا أنّ الكفر الأكبر الظهار يدل على وجود الكفر الأكبر الباطن في من وقع فيه بعد وجود شروط و انتفاء موانع.
و للآن فسؤالي للأخ خطاب القاهري ما زال قائما؟ فأرجو أن يجيب عليه و أجره على الله
=========================
هذا مع التنبيه إلى أنّ أصل الإيمان ليس وحده التصديق فهناك ما يدخل في أصل الإيمان من أعمال القلوب: كمطلق الإنقياد لله تعالى و مطلق الإذعان لله تعالى و مطلق الإعتراف القلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له
فلو وجد التصديق القلبي و لم يوجد إقرار قلبي بأنّ الله هو المستحق للعبادة فهذا ليس لديه مطلق إيمان
صحيح لا يلزم من الوقوع في الكفر الأكبر إنتفاء تصديق القلب و لكن يلزم من وقع فيه (بعد وجود شروط التكفير و انتفاء موانع) أنّه لا يوجد في قلبه مطلق إيمان ثم قد يكون سبب انتفاء مطلق إيمان القلب إما بسبب تكذيب أو عدم إذعان أو عدم إنقياد أو أو ...
=========================
ثم هذا المتّبع لهواه الواقع في الكفر الأكبر المتوفر فيه شروط التكفير و المنتفية عنه موانعه هو في الحقيقة لم يصدق الله حقّ التصديق
فالتصديق عبادة و كل من كفر من غير عذر فقد انتقضت عبادة التصديق عنده لأنّ الكفر الأكبر مبطل للأعمال الصالحة
فالأمور متلازمة صحيح قد يكون الكافر عنده تصديق لكن التصديق الذي عنده ليس التصديق المطلوب
و بالتالي فليس عنده الإعتقاد المطلوب الصحيح في الله عزّوجل
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب المستلزم للإذعان و الإنقياد المسلتزم عدم الكفر
و بالتالي فلم يحقق التصديق المطلوب شرعا المستلزم إيمان القلب المضاد للكفر الأكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
و بالتالي فكفره الواقع فيه له إرتباط بوجود خلل في الإعتقاد المطلوب
غير أنّ هذا الخلل في الإعتقاد لا يعني بالضرورة انتفاء مطلق التصديق في القلب
هذا قول ابن حزم:
(وأما قولهم أن أخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليلا على أن في قلوبهم كفرا وإن شتم الله تعالى ليس كفر ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وأن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من أجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين).
وقال في الفصل 3/ 259
(قال أبو محمد ونقول للجهمية والأشعرية في قولهم إن جحد الله تعالى وشتمه وجحد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان كل ذلك باللسان فإنه ليس كفرا لكنه دليل على أن في القلب كفرا أخبرونا عن هذا الدليل الذي ذكرتم أتقطعون به فتثبتونه يقينا ولا تشكون في أن في قلبه جحدا للربوبية وللنبوة أم هو دليل يجوز ويدخله الشك ويمكن أن لا يكون في قلبه كفر ولا بد من أحدهما فإن قالوا أنه دليل لا نقطع به قطعا ولا نثبته يقينا قلنا لهم فما بالكم تحتجون بالظن الذي قال تعالى فيه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
و قال شيخ الإسلام فى كلامه عن الفرقة العاشرة من المرجئة:
وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبيا أو لطمه كفر وليس من أجل اللطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له "
قلت (خطاب): أبو معاذ هنا يرجع الكفر إلى الاستخفاف والعداوة والبغض, و ليس التكذيب, و هذا يحدث عندى إشكالا جديدا, فهذه فرقة من المرجئة, تكفر من أجل الاستخفاف و البغض و ليس التكذيب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (7/ 188، 189)
(ومن هنا يظهر خطأ قول " جهم بن صفوان " ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة قالوا:
وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن.
قالوا: وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار؛ لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود، فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد من هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة قالوا: فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه."
هذا بعض ما وصلت إليه, و جله مستفاد من مقال للأخ الشيخ الموحد, عل هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/almuwahid/05.htm
و أرجو إثراء المسألة بمزيد نقاش و إفادة من الشيخ المفيد عدنان, و باقى المشايخ الأفاضل.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 01:32]ـ
الأخ الكريم .. سراج .. وفَّقه الله
قلتُ لك إنِّي لا أخالفك في مؤدَّى ما ذكرتَ بارك الله فيك.
ولذا فأنا لا أدري هل رأيتَ في كلامي السَّابق ما يخالف كلامك، لا أرى فرقًا بينهما، وأحسبُ أنَّك موافقني في كلِّ ما ذكرتُ ونقلتُ عن الأئمَّة.
ووفقك الله، نعم أنا موافق لك
النُّقطة الثَّانية: ظنِّي أنَّ الأخ خطَّاب أراد ما بيَّنتُه من مذهب المرجئة، وقصد بالذي في القلب (التَّصديق) أو قصرت عبارته عن حكاية مذهبهم بدقَّة.
إحتمال قصور عبارته عن حكاية مذهب المرجئة بدقَّة هو الذي ظهر لي
* بالنسبة لعبارة: (لا كفر إلَّا باعتقاد)
فأقول الذي يظهر لي بأنّ الواجب أن يستفصل من قائلها قبل الإنكار عليه فإن أراد بها معنى باطل ينكر عليه و إن أراد معنى حق فينصح بأن لا يطلق هذه العبارة و يستعملها من غير أن يوضح كلامه كي لا يكون سبيلا للتلبيس و سبيلا لترويج مذهب المرجئة. فهذا شيخ الإسلام يقول: "لأن الكفر اعتقاد " يعني من جهة الأصل رحمه الله و ليس مقصوده حصر الكفر في الجحود و التكذيب و كذا ليس قصده أنّ الكفر لا يكون بعمل الجوارح و إنّما قصده بأنّ هذا الكفر لابد أن يكون أصله في القلب
لكن بقيت عندي نقطة أحبُّ أن أعرف رأيك فيها.
وهي أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا .. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
فهل لك على ما ذكرتُه ملاحظاتٍ بارك الله فيك.
يا حبذا أخي تقدم مثال في كل عبارة كي أتمكن من فهم المقصود بالضبط؟ و جزاك الله خيرا ووفقك لما فيه خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 01:50]ـ
هذا قول ابن حزم:
(وأما قولهم أن أخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليلا على أن في قلوبهم كفرا وإن شتم الله تعالى ليس كفر ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وأن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من أجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين).
وقال في الفصل 3/ 259
(قال أبو محمد ونقول للجهمية والأشعرية في قولهم إن جحد الله تعالى وشتمه وجحد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان كل ذلك باللسان فإنه ليس كفرا لكنه دليل على أن في القلب كفرا أخبرونا عن هذا الدليل الذي ذكرتم أتقطعون به فتثبتونه يقينا ولا تشكون في أن في قلبه جحدا للربوبية وللنبوة أم هو دليل يجوز ويدخله الشك ويمكن أن لا يكون في قلبه كفر ولا بد من أحدهما فإن قالوا أنه دليل لا نقطع به قطعا ولا نثبته يقينا قلنا لهم فما بالكم تحتجون بالظن الذي قال تعالى فيه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
و قال شيخ الإسلام فى كلامه عن الفرقة العاشرة من المرجئة:
وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبيا أو لطمه كفر وليس من أجل اللطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له "
قلت (خطاب): أبو معاذ هنا يرجع الكفر إلى الاستخفاف والعداوة والبغض, و ليس التكذيب, و هذا يحدث عندى إشكالا جديدا, فهذه فرقة من المرجئة, تكفر من أجل الاستخفاف و البغض و ليس التكذيب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (7/ 188، 189)
(ومن هنا يظهر خطأ قول " جهم بن صفوان " ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة قالوا:
وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن.
قالوا: وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار؛ لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود، فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد من هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة قالوا: فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه."
هذا بعض ما وصلت إليه, و جله مستفاد من مقال للأخ الشيخ الموحد, عل هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/almuwahid/05.htm
و أرجو إثراء المسألة بمزيد نقاش و إفادة من الشيخ المفيد عدنان, و باقى المشايخ الأفاضل.
الأخ خطاب القاهري جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 11:06]ـ
/// أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
- وأيضًا .. فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
يا حبذا أخي تقدم مثال في كل عبارة كي أتمكن من فهم المقصود بالضبط؟ و جزاك الله خيرا ووفقك لما فيه خير
بالنسبة للعبارة الأولى:
/// أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا؛ وذلك لأنَّه ليس كلُّ إنسانٍ يُدرى ما في قلبه، ففعله أوقوله كفرٌ، عاند أواستكبر أوأعرض أولم يفعل ذلك، ولذا كان الاحتراز بأنَّه ليس كلُّ من فعل الكُفْر كَفَرَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// بارك الله فيك .. هو أصلٌ متقرِرٌ عند أهل السُّنَّة، أنَّ الشَّارع سمَّى أنواعًا من الفعل والقول كفرًا، ولم يعلِّقه باعتقاد القلب بالكفر، ولو مثَّلتُ فأقول: إنَّ الاستهزاء بالقول أوالاستغاثة بالأموات كفرٌ، ثم لا يهمُّنا هل كلُّ مستهزيءٍ أوداعٍ لهم -ولوجاهلاً- يكفر -في نفس الأمر- باستهزائه ودعائه أو لا، فلا يرتبط الحكم بكفر القول أوالفعل بالنَّظَر إلى الاعتقاد، فيُحكم على مرتكبه بحسب ذاك المعتقد.
/// وهذا يبيِّنه قولي: فإنَّه ليس كلُّ مَنْ فعَلَ الكفر أوقاله تُقام عليه الحُجَّة الرِّساليَّة التي لو تركها كفر بقلبه وجوارحه، بجنانه وقوله وفعله، فيبقى ما فعله كفرًا على هذا الأساس، والله يعلم ما في قلبه.
/// أقصد: لو فعل أوقال إنسانٌ فعلًا -كالاستغاثة بالأموات- أوقولًا كفريًّا -كسبِّ الله ورسوله- فنحن نقول ابتداءًا: إنَّ فلانًا وقع في الكفر الأكبر المخرج من ملَّة الإسلام، بقوله ذاك أوفعله، ولا تتنظر في إطلاق الكفر على فعله أوقوله إقامة الحجَّة عليه، ثمَّ لا يلزم أنْ يكون كافرًا في نفس الأمر؛ إذ قد يكون جاهلًا، وقد يكون معذورًا أوغير ذلك ممَّا يمنع من ((تكفيره بعينه)).
/// وهنا الاستطراد .. لو أقمنا عليه الحُجَّة الرساليَّة التي لا يعذر بعدها، فعلم أنَّ ذلك الفعل أوالقول كفر، فزعم ما زعم، من أنَّه لم يقصد التَّكذيب أوالجحد أوالاستهانة أوعاند وأصرَّ =فهو (كافرٌ) عندنا في الظَّاهر، شاء أم أبى؛ لأنَّ قلبه ههنا واطأ جوارحه على الكفر بعد إقامة الحُجَّة عليه.
/// إذن .. منهج أهل السُّنَّة في الحكم على النَّاس بظواهرهم، فكل فعل يفعله الإنسان، حكمنا على ظاهره بحسب فعله، إن حسنًا أوقبيحًا.
فمن أظهر لنا الكفر فقد وقع في الكفر، ثمَّ هو كافرٌ -بعد بلوغ الحُجَّة التي لا يعذر مثله بعدها-؛ إلَّا إن وقفنا على نصٍّ غيبيٍّ يخرجنا من الظَّاهر إلى الباطن، كالنَّجاشي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ملك الحبشة، لو لم يخبر الله نبيَّه (ص) بإيمانه لما جاز أن يصلِّي عليه، ولحكمنا بكفره -بناءً على ظاهره- ولما جاز لنا الترضِّي عنه أوالترحُّم عليه.
/// ولا يُقال عن مثله: إنَّه لا يجوز لنا الحكم بكفره أوالحكم بحرمة الصَّلاة عليه والاستغفار؛ إذْ قد يكون أسلم باطنًا؟! فما لنا ولباطنه إذ لنا ظاهره.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 01:28]ـ
قالت المرجئة لو فعل العبد ما فعل من الأفعال الظاهرة لم يكن بذلك كافرا فى الباطن لكن يمكن أن يكون ذلك دليلا على الكفر فى أحكام الدنيا فإذا إحتج عليهم بنصوص تقتضي أنه يكون كافرا فى الآخرة قالوا هذه النصوص تدل على أنه في الباطن ليس معه من معرفة الله شيء فهم لايقرون بأن القول أو الفعل كفر في نفس الأمر كما أنهم لا يقرون بالتلازم فهم يجوزون كفره في الظاهر دون الباطن.
يقول شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 7/ 403) "حتى فى مسألة سب الله ورسوله رأيت طائفة من الحنبليين والشافعيين والمالكيين إذا تكلموا بكلام الأئمة قالوا ان هذا كفر باطنا وظاهرا وإذا تكلموا بكلام أولئك قالوا هذا كفر فى الظاهر وهو فى الباطن يجوز أن يكون مؤمنا تام الإيمان فإن الإيمان عندهم لا يتبعض ولهذا لما عرف القاضى عياض هذا من قول بعض أصحابه أنكره ونصر قول مالك وأهل السنة وأحسن فى ذلك ".
فمن وفقه الله لمعرفة التلازم بين الظاهر والباطن فقد نجى من أقوال أهل البدع عامة في هذا الباب.فالكلام هنا في وجود التلازم وليس في مسألة " هل نسأل أو نبحث عن اعتقاده " فهذا والله من التدليس الذي يفعله بعضهم حتى لا يقر بزلته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 02:38]ـ
أسمع جعجعة ولا أرى طحينًَا .. بعض المجاهيل ههنا همُّه التشويش والتشغيب فقط بما لا يفهمه، فإن طولب بالدليل والحجة هرب، لذا لا يلتزم بالحوار ولا بالرد على ما يورد عليه ولا ما يشكل من جعجعته.
ثم أصل السؤال كان عن قولة: (لا كفر الا باعتقاد) فهل نسيت السؤال والجواب عنه أم ماذا؟ جعجعة ولف ودوران.
ما أشبه اللَّيلة بالبارحة.
كنت أقول في نفسي: لن أجيبك حتى تجيبني، والآن أقول: لن أجيبك وسأعرض عنك، لأنَّ الله أمرني بذلك.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 04:04]ـ
الأخ عدنان البخاري
بالنسبة لقولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنَّ حكم الشَّرع على الأفعال والأقوال بالكفر لم يرتبط أويعلَّق بكفر القلب (في التَّصديق أوغيره) دومًا
و كذا قولك:
هو أصلٌ متقرِرٌ عند أهل السُّنَّة، أنَّ الشَّارع سمَّى أنواعًا من الفعل والقول كفرًا، ولم يعلِّقه باعتقاد القلب بالكفر
فهل يمكن أن تذكر لي النصوص شرعية التي تعنيها و فيها وصف لأفعال و أقوال بالكفر دون أن يربط ذلك و يعلّق بكفر القلب؟ و كل هذا لأجل أن يتّضح لي أكثر مرادك و جزاك الله خيرا
و بالنسبة لقولك:
كالنَّجاشي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ملك الحبشة، لو لم يخبر الله نبيَّه (ص) بإيمانه لما جاز أن يصلِّي عليه، ولحكمنا بكفره -بناءً على ظاهره- ولما جاز لنا الترضِّي عنه أوالترحُّم عليه.
/// ولا يُقال عن مثله: إنَّه لا يجوز لنا الحكم بكفره أوالحكم بحرمة الصَّلاة عليه والاستغفار؛ إذْ قد يكون أسلم باطنًا؟! فما لنا ولباطنه إذ لنا ظاهره.
فعندي تردد و توقف في الحكم على أنّ النَّجاشي كافر إن فرض و أن لم يكن عندنا نص شرعي و إخبار من الله تعالى على إيمانه و هذا رابط يتم فيه مناقشة هل يوصف بالكفر من جهل الإيمان عن عذر:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1393
فأرجو أن تشاركنا في هذا الموضوع
و مسألة الإمتناع على الترحم و الإستغفار على غير المسلم مرتبطة بالنسبة لي بمن توفرت فيه شروط التكفير و موانعه (لغير من هو معذور في جهله بالإيمان) و علم بأنّه من أصحاب الجحيم، قال الله تعالى: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [التوبة: 113]
فالآية فيها منع للإستغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر، فمن هو من أصحاب الجحيم من المشركين؟ الجواب: هو المشرك الذي جاءه النذير و لم ينتهي عن كفره يعني توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه
فالمنع من الإستغفار في هذه الآية هو في من توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه من المشركين المتّبعين لأهوائهم المعلوم عنهم بأنّهم من أصحاب الجحيم و الله أعلم.
و هذا نبي من الأنبياء يستغفر لقومه ففي صحيح البخاري: قال عبد الله: " كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
و جاء في فتح الباري:
قوله: (كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه)
لم أقف على اسم هذا النبي صريحا , ويحتمل أن يكون هو نوح عليه السلام , فقد ذكر ابن إسحاق في " المبتدأ " وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير الشعراء من طريق إسحاق قال " حدثني من لا أتهم عن عبيد بن عمير الليثي أنه بلغه أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ". قلت: وإن صح ذلك فكأن ذلك كان في ابتداء الأمر , ثم لما يئس منهم قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقد ذكر مسلم بعد تخريج هذا الحديث حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في قصة أحد " كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم " فأنزل الله (ليس لك من الأمر شيء) ومن ثم قال القرطبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي والمحكي ما سيأتي. وأما النووي فقال: هذا النبي الذي جرى له ما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم من المتقدمين , وقد جرى لنبينا نحو ذلك يوم أحد.
و هذا إبراهيم عليه السلام دعا لوالده ففي سورة إبراهيم (الآيات: 39 – 41):"الْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ ِلي عَلَى الْكَبرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إنِّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتيِ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّناَ اغْفِر لِي وَلِوَالِدَّي وَللْمُؤْمِنِيَن يوم يَقُومُ الْحِسَابُ"
و كذا جاء في سورة التوبة (الآية: 114) " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم "
فأرجو التوضيح أكثر أخي الكريم عدنان البخاري؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Oct-2007, مساء 07:28]ـ
سؤال:
القول بأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب؟ هل هو متفرع عن قول المرجئة؟.
الجواب:
الحمد لله
الكفر أنواع، والمرجئة وغيرهم من أهل البدع قالوا لا بد أن يكون أصله التكذيب فقط، ولكن هذا قول مخالف للأدلة وللحق، ومعلوم أن الرسل أرسلوا بالمعجزات وبالبراهين التي تخضع لها القلوب، والتكذيب من أقل ما يكون في الأمم،
وإنما أكثر الكفر استكبار وجحود وعناد، وقد ذكر الله عز وجل عن قريش أنهم لا يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون وهذا كثير جدا،
ولهذا قسم العلماء الكفر إلى أقسام، كفر إعراض، وكفر إباء واستكبار، وكفر تكذيب، وكفر نفاق، وكفر شك، والأدلة على ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقصة أبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم واضحة وكان يصدقه، وكان يقول ابننا لا يكذب، ولا يأتي بالأكاذيب، ومع ذلك فهو كافر، لأنه لم يقر بلسانه وينقاد بعمله.
الشيخ العلامة عبد الله الغنيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 08:56]ـ
أخي أبا محمد .. هنيئا لك الإشراف .. مع شيء من التعزية .. لأن المسؤولية مما يتخوف منها المتقون
لقد حاولت الرد عليك .. ومازلت تمنع وصول الرسائل إليك
لقد تعبت في كتابة الرد .. والله المستعان
ولا أظن أني سأكتبه ثانية
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2007, مساء 06:40]ـ
ومسألة الإمتناع على الترحم والإستغفار على غير المسلم مرتبطة بالنسبة لي بمن توفرت فيه شروط التكفير و موانعه (لغير من هو معذور في جهله بالإيمان) و علم بأنّه من أصحاب الجحيم، قال الله تعالى: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [التوبة: 113]
فالآية فيها منع للإستغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر، فمن هو من أصحاب الجحيم من المشركين؟ الجواب: هو المشرك الذي جاءه النذير و لم ينتهي عن كفره يعني توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه
فالمنع من الإستغفار في هذه الآية هو في من توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه من المشركين المتّبعين لأهوائهم المعلوم عنهم بأنّهم من أصحاب الجحيم و الله أعلم.
و هذا نبي من الأنبياء يستغفر لقومه ففي صحيح البخاري: قال عبد الله: " كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
و جاء في فتح الباري:
و هذا إبراهيم عليه السلام دعا لوالده ففي سورة إبراهيم (الآيات: 39 – 41):"الْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ ِلي عَلَى الْكَبرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إنِّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتيِ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّناَ اغْفِر لِي وَلِوَالِدَّي وَللْمُؤْمِنِيَن يوم يَقُومُ الْحِسَابُ"
و كذا جاء في سورة التوبة (الآية: 114) " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم "
فأرجو التوضيح أكثر أخي الكريم عدنان البخاري؟
/// أولًا لا بد من تحرير معنى قيام الحُجَّة التي تتحدَّث عنها بارك الله فيك في سياق نقاشك السابق، إذ ما الدليل على كون جواز الاستغفار مرتبط بقيام الحُجَّة التي تعنيها لا على تبيُّن الكفر الظَّاهر وإن كان صاحبه معذورًا في نفس الأمر عند الله تعالى بالجهل؟
ثانيًا .. لا بد من التفريق بين أحكام الدنيا والآخرة.
فمن ظهر لنا كفره أوإيمانه نعامله في الدنيا بناءً على ذلك، وأمَّا في الآخرة فليس ذلك لنا، وهذا يقضي على المناقشة في هذا السياق.
هذا جوابي إن كنتُ قد فهمت مرادك وفقك الله.(/)
«الغُلَوَاء في الولاءِ والبراءِ ... »
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 11:59]ـ
الغُلَوَاء في الولاءِ والبراءِ ...
... مِن دُرَرِ الكلماتِ العِلميّةِ الهاديَةِ المهديّةِ قولُ مَن قال: «دينُ اللهِ بين الغالي فيه، والجافي عنه»، وهي كلمةٌ تُعَبِّرُ عن مُمارساتٍ سلبيّةٍ مُنحرفةٍ يُمارسُها بعضُ المُنتسبين إلى الدين مِن المسلمين –إفراطاً أو تفريطاً-.
ولمّا كان موضوعُ (الولاء والبراء) أصلاً عظيماً مِن أصول الإسلام العظيم: كان تركيزُ العلماءِ عليه –مِن قبلُ ومِن بعدُ- كبيراً، وكثيراً؛ لِما يتضمّنُه ذلك مِن ضبطٍ للشخصية الإسلامية بالضوابطِ الشرعيّة دون النُّزوع أو الرُّكونِ إلى ما يُفسِدها مِن مُنَغِّصاتٍ مَستوردةٍ بعيدةٍ عنها ...
والآياتُ والأحاديث في عِظَم هذا الأمرِ، وجليلِ أهميّته ومكانتهِ كثيرةٌ جدّاً، ولا تخفى على أقل الناس علماً، وأدناهم حِفظاً ..
نعم؛ قد تَغيبُ بعضٌ مِن صُور الفَهْم الصحيحِ لبعضٍ مِن هذه النصوص الشرعيّة؛ ممّا يُؤدّي إلى خلَلٍ في التصوُّر، وفسادٍ في الأحكام.
والقاعدةُ الشرعيّة المنضبطةُ –في هذا الباب المهمّ- راجعةٌ إلى قولِ شيخ الإسلام ابن تيميّة في «مجموع الفتاوى» (28/ 227 - 229):
«مَن كان مؤمناً وجبتْ موالاتُه مِن أيِّ صنفٍ كان، ومن كان كافراً يجبُ مُعاداتُه من أيِّ صنفٍ كان ...
ومن كان فيه إيمانٌ وفيه فُجورٌ أُعطي من الموالاةِ بحسب إيمانه، ومن البُغض بحسب فُجوره.
ولا يُخْرَجُ من الإيمان –بالكُلِّيَّة- بمجرّد الذنوب والمعاصي».
ولكنَّ هذا الضابطَ الشرعيَّ يجبُ أن يكونَ منسجماَ –تماماً- مع مثلِ قول اللهِ –تعالى-: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
قال الإمامُ ابن جرير مُفسِّراً الآيةَ الكريمة: «عَنى بذلك: لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يقاتلوكم في الدين -مِن جميع أصناف المِلَل والأديان- أن تبرُّوهم وتَصِلُوهم، وتُقسِطوا إليهم؛ لأن بِرَّ المؤمنِ من أهل الحرب ممّن بينَه قرابةُ نسبٍ، أو ممن لا قرابةَ بينه وبينه ولا نسبٌ غيرُ مُحَرَّم ولا منهيٍّ عنه، إذا لم يكن في ذلك دِلالةٌ له، أو لأهلِ الحرب على عَورة لأهل الإسلام، أو تقويةٌ لهم بكُراع أو سلاح ...
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} يقول: إن الله يحبُّ المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقَّ والعدلَ من أنفسهم، فيبَرُّون من بَرَّهم، ويُحسِنون إلى من أحسن إليهم».
وعليه؛ فإنَّ غيابَ هذا المَعْلَم الشرعيِّ البارز الدقيق عن ذلك الأصل الإيماني المهمِّ العميق: يُوقعُ الأمَّةَ في بلاءٍ وتَضْييق، ومصائبَ على وجه القَطْع والتحقِيق.
ذلكم أنَّه سَيُوَلِّدُ فقهاً أعوجَ لا اعتدالَ له، ولا اعتدادَ به!
فقد رأينا (!) من يستدلُّ بمثلِ قول اللهِ -تعالى-: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} على الحُكْمِ بالتكفير المطلق، أو بالردّة الكبرى: على المُواقِعِ لهذا النهي!
وقد كان من تفسير الإمام ابنِ عطيّة في «المحرر الوجيز» (ص1837) لهذه الآية الكريمة قولُهُ: «لا يوجد من يؤمن بالله والبعث يُوادُّ من حادَّ اللهَ مِن حيثُ هو مُحَادٌّ؛ لأنه حينئذٍ يودُّ المحادَّةَ، وذلك يوجُب ألا يكون مؤمناً».
أي: يحبُّه لدينهِ –والعياذُ بالله-؛ لا لأمرٍ آخرَ ليس حُكْمُهُ حُكْمَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللأخ الدكتور حاتم بن عارف العوني -أيّده الله- في كتابه «الولاء والبراء بين الغُلُوِّ والجفاء في ضوء الكتاب والسنّة» (ص78 - 79) كلامٌ حسنٌ –في هذا-؛ قال:
«مناطُ التكفير في (الولاء والبراء) هو عَمَلُ القلب، فحُبّ الكافرِ لكُفْره، أو تمنِّي نُصرة دين الكفار على دين المسلمين، هذا هو الكفرُ في (الولاء والبراء).
أمّا مجرّدُ النصرةِ العمليّة للكفار على المسلمين، فهي وحدَها، لا يُمكن أن يُكَفَّر بها؛ لاحتمال أن صاحبَها ما زال يُحبُّ دين الإسلام ويتمنّى نصرته، لكنّ ضَعْفَ إيمانه جعله يُقدِّمُ أمراً دنيويَّاً ومصلحةً عاجلة على الآخرة.
وما دام مناطُ التكفير في (الولاء والبراء) هو عملَ القلب، وعملُ القلب لا يعلمه إلا اللهُ؛ فإنه لا يمكن أن يُكفَّر بدعوى انعدام هذا المعتقد في القلب.
أمّا إذا صرَّح الشخصُ بحبّه لدين الكفار، أو بتمنّيه نصرةَ دينهم على دين المسلمين، فتصريحه هذا كُفرٌ يُكفَّرُ به، وإن كان باطنُه -مع ذلك- قد يخالف ظاهِرَه، لكنّنا إنما نحكم بالظاهر، واللهُ -تعالى- يتولَّى السرائر.
وأمّا الأعمالُ الظاهرةُ المخالفةُ لموجبات (الولاء والبراء)؛ كنصرةِ الكفار على المسلمين، فهي وإن لم تكن وحدَها كفراً، لكنَّها ذنبٌ ومعصيةٌ، تعظُم كلَّما كان ضررُ النصرة على المسلمين أعظمَ، حتى تكونَ من أكبر الكبائر، وقد تكون كفراً: إذا صاحَبَها حُبٌّ لدين الكفار، أو تَمَنٍّ لانتصار دينهم على دين المسلمين.
المهم أنّ هذه المُصَاحَبةَ التي صَيَّرتْها كُفْراً، عملٌ قلبي، لا اطِّلاع لنا عليه.
ولذلك فإنّ كُفْر (الولاء والبراء) هو كُفْر نفاقٍ، تُجْرى أحكامُ الإسلام الظاهرة على مُقترفِه، ويُوكَلُ أَمرُ تكفيرِه إلى العالِم بخفايا القلوب -سبحانه وتعالى-».
أقول: وهذه كلماتٌ سمينة، ووصايا أمينة، وأصولٌ ثمينة؛ ينبغي أن يندفعَ بها، ويقف عندها: كُلُّ مَن تلبّس بالغُلُوِّ، وحَكَمَ بالباطل؛ فكفَّرَ الخلْقَ، واسترسل مع هواه؛ مُخالفاً حقَّ ربِّه ومولاه. .
وقد يستدلُّ (!) آخَرُ بمثل قولِ الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا اليهود والنصارى أولياءَ بعضُهم أولياء بعض ومن يتولَّهم منكم فإنَّه منهم}: على الإعلان بالتكفير، وإطلاق الحكم بالردَّة -بغير نكير-!!!
والرد على هذا الاستدلال الواهي من وجهين:
الأول: تفسيراً؛ فقد حمل الإمامُ ابنُ أبي زَمَنين في «تفسيره» (2/ 32) الآيةَ المذكورةَ -في موضعين- على اتخاذ الولاية (في الدين) و (على الدين).
وقال الثعلبي في «الكشف والبيان» (4/ 76): {ومن يتولَّهم منكم} فيوافقهم على الدين ويُعينهم».
والثاني: حديثيّاً؛ فقولُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبَّهَ بقومٍ فهو منهم» -عند أبي داود (4027) بسند حسن- مثلُ سياق نصِّ الآيةِ وحُكمِها -سواءً بسواء-؛ فهل ذهب أحدٌ من أهل العلم الربانيّين إلى تكفير أيٍّ من أهل التشبُّه بالكفار -مُطلقاً-؟!
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميةَ في «اقتضاء الصراط المستقيم» (1/ 270 - 271) أن الحديث: «قد يُحمل على أنَّه (منهم) في القَدْر المشترَك الذي شابهَهُم فيه؛ فإن كان كفراً، أو معصيةً، أو شِعاراً لها: كان حكمُهُ كذلك».
فرجَعْنا إلى التفصيل والبيان، دون الغُلُوِّ والطغيان. . .
والله المستعان.
7صفر/ 1428هـ
ـ[عبدالله]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 07:37]ـ
أبو عثمان السلفي: .. على كل حال، من يقرأ دفاعك عن الشيخ بكر بغير حق، (قد) يظن أن الشيخ بكراً حاطب ليل، لا همّ له إلا جمع الأحاديث الضعيفة، ويعمل بما ورد فيها تعبداً لله -تعالى-!
من مقال: بكر أبو زيد يُحَرِّم بحديث موضوع!
سؤال: مذا تعني بهذه الجملة.
ولمذا تطعن في بكر
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 12:20]ـ
أخي عبدالله -وفقك الله-.
أنا لم أطعن في الشيخ بكر، وكيف فهمتَ أني طعنتُ فيه وأنتَ -وفقك الله- تسأل عن معنى الجملة؟!
فهلا كان السؤال -وفقك الله- قبل الاستنكار؟!
وإليك البيان:
الكلام الذي نقلتَه تحت مقال «كتاب: (نظرات في معجم المناهي اللفظية) تأليف: فضيلة الدكتور علي رضا» وليس كما ذكرت -وفقك الله-، فالشيخ بكر -شافاه الله وعافاه- استدل ببعض الأحاديث الضعيفة في القسم الأول من كتابه، فاستُدرك عليه ذلك، ولهذا قال الشيخ حمدي السلفي في تقديمه لكتاب (نظرات في معجم المناهي اللفظية): «فرأيته ركَّز على الأحاديث والآثار التي استدلَّ بها الشيخ بكر أبو زيد، وبيَّن درجتها من الناحية الحديثية وأنَّها لضعفها وسقمها لا تصحُّ للاستشهاد بها، وكذلك بيَّن أنَّ كثيرًا أو الأكثر منها مع ضعفها ليس فيها النهي اللفظي حتى يستدلَّ بها على المدعى ... » إلخ.
ولا ندعي العصمة للشيخ بكر أو لغير مِن أهل العلم -كما لا يخفى عليكم-.
فأين المشكلة؟
المشكلة هي: أن يأتي بعض الشباب ويدافع عن الشيخ وكتابه كأنه لا يأتيه الباطل، وما علم أنه بذلك يطعن في الشيخ بكر مِن حيث شعر أو لم يشعر!
فهذه رسالة أحببتُ أن أبينها لمن عندهم (غُلَوَاء في الولاءِ والبراءِ) في الكتب والأشخاص.
والله الهادي.
وجزاكم الله خيراً على سؤالكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 05:17]ـ
أخي عبدالله -وفقك الله-.
أنا لم أطعن في الشيخ بكر، وكيف فهمتَ أني طعنتُ فيه وأنتَ -وفقك الله- تسأل عن معنى الجملة؟!
فهلا كان السؤال -وفقك الله- قبل الاستنكار؟!
وإليك البيان:
الكلام الذي نقلتَه تحت مقال «كتاب: (نظرات في معجم المناهي اللفظية) تأليف: فضيلة الدكتور علي رضا» وليس كما ذكرت -وفقك الله-، فالشيخ بكر -شافاه الله وعافاه- استدل ببعض الأحاديث الضعيفة في القسم الأول من كتابه، فاستُدرك عليه ذلك، ولهذا قال الشيخ حمدي السلفي في تقديمه لكتاب (نظرات في معجم المناهي اللفظية): «فرأيته ركَّز على الأحاديث والآثار التي استدلَّ بها الشيخ بكر أبو زيد، وبيَّن درجتها من الناحية الحديثية وأنَّها لضعفها وسقمها لا تصحُّ للاستشهاد بها، وكذلك بيَّن أنَّ كثيرًا أو الأكثر منها مع ضعفها ليس فيها النهي اللفظي حتى يستدلَّ بها على المدعى ... » إلخ.
ولا ندعي العصمة للشيخ بكر أو لغير مِن أهل العلم -كما لا يخفى عليكم-.
فأين المشكلة؟
المشكلة هي: أن يأتي بعض الشباب ويدافع عن الشيخ وكتابه كأنه لا يأتيه الباطل، وما علم أنه بذلك يطعن في الشيخ بكر مِن حيث شعر أو لم يشعر!
فهذه رسالة أحببتُ أن أبينها لمن عندهم (غُلَوَاء في الولاءِ والبراءِ) في الكتب والأشخاص.
والله الهادي.
وجزاكم الله خيراً على سؤالكم.
وفقك الله أخي أبا عثمان
أحببت التعليق على هذه المشاركة، وإن كانت ليست داخلة في صلب الموضوع
الشيخ بكر أبو زيد -شفاه الله ورفع قدره- لم يشترط الصحة فيما يورده، ولم يأخذ على نفسه تحرير رأيه في أحكام ما يذكره من ألفاظ؛ ولذا من الخطأ أن يُلزَم بما لم يلتزم
لا بأس ببيان ما في الكتاب من أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ولكن لا على وجه الاستدراك على الشيخ
أو تجهيله، وإنما تكميلاً للجهد الذي بذله
وقد وقفت على الكثير من الأحاديث المنكرة في كتاب الشيخ بكر قبل خروج كتاب الشيخ علي رضا(/)
مساء امس انطلق منتدى جدة الإقتصادي " هل مِن مشمّر؟؟! "
ـ[فتى التوحيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 03:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع كل أسف وكل (قهر) انطلق منتدى جدة الإقتصادي مساء امس،، وكثير من الإخوة يعتقد أن الإشكال في كبائر الذنوب التي تصاحبه (وهو اعتقاد صحيح) إلا أن كثيرا منهم قد غفل أبعاده الفكرية .. وأهدافه وغاياته التي جاء من أجلها المنتدى.
ولذلك أترككم مع هذا الرابط الذي عرّى أهداف المنتدى وأبعاده الفكرية.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&contentid=356
ـ[سفير الحق]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 03:42]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
العجيب أن مفتي المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حذّر منه، وهو الجهة الرسمية للبلاد، والواجهة الدينية لها.
والله المستعان،،،،،،،،،
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 07:31]ـ
سبحان الله!
حقاً الأبعاد الفكرية آخر مايلتفت له البعض
وينكره البعض الآخر، وحسبنا الله ونعم الوكيل
الأخ سفير الحق جزاك الله خير هل لديك رابط من كلام الشيخ؟ اتمنى ان تفيدنا به إن تيسر
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 10:00]ـ
الله المستعان
إن كان للباطل دولة فللحق البقاء بإذن الله(/)
حقائق باعترافات القوم (منتدى جدة الإقتصادي يتجاهل إصلاح سوق الأسهم) يوجد رابط
ـ[سفير الحق]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 03:33]ـ
انقر على هذا الرابط: http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070225/Con2007022590591.htm
وبعد هذا مالفائدة من هذا المنتدى القبيح؟(/)
لماذا لا نحي عهد "الزردة" و"الوعدة"؟
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 09:33]ـ
لماذا لا نحي عهد "الزردة" و"الوعدة"؟
بقلم: فضيلة الشيخ العلامة الفقيه أحمد حماني (رحمه الله)
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا بالجزائر
فحوى السؤال:
كنّا نزور المشايخ بنّية خالصة ونتبرك بآثار الصالحين ونتمسّح بقبورهم ونتوسّل بهم ونقيم الزردات والوعدات كلّما اشتدّت بنا المحن فنظفر بالمنن وتفرج علينا، حتّى جاء البادسيّون وقطعوا علينا هذه الاحتفالات البهيجة وغابت علينا وغضب علينا ديوان الصالحين. أفليس من الخير أن نعود إلى الزردة والوعدة ونحيي ما اندثر، فإنّ ذلك عادات الآباء والأجداد، زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال، وانصراف الأهوال وإرضاء الرجال وعسى أن تنفرج عنّا المحن وتكثر المنن. هذا ما يقوله بعض الناس ويودّ أن تُسَبِّح الأمّة فتذهب الغمّة وما علينا في الزردة والوعدة وقضاء زمن كثير في الأفراح والأيّام والليالي الملاح والقَصْبَة والبَنْدِير، والتهويل والشخير والنحير، وما رأيكم دام فضلكم؟
عبد الله الغفلان زمورة (ولاية غليزان)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
أوّلا: سؤال محيّر لا ندري أصاحبه جادّ به أم هازل؟ فإن كان جادّا أجبناه بعلمنا ولا عتب علينا وإن كان هازلا بنا فإنّا نعوذ بالله أن نكون من الهازلين.
فقول السائل: "كنا نزور المشايخ بنية صالحة" الصواب كنّا نزورهم بغفلة فاضحة، أعيننا مغفلة وعقولنا معطّلة. فالشيوخ كانوا عاطلين عن كلّ ما يؤهّلهم للزيارة! فلا علم ولا زهد ولا صلاح ولكن نسب مرتاب في صحّته فكنّا – كما قيل – نعبدهم ونرزقهم. والزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ويأخذ منه المنقول والمعقول ويرجع بفوائده جمّة، كما كان عالم المدينة بها وأبو حنيفة في العراق، هذه الزيارة هي المأذون فيها وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فأمّا إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد منه الزائر؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة وعقلا؟ إنّ المشايخ كانوا خلوا من كلّ ذلك، وفاقد الشيء لا يعطيه. والذين كان لا يمكن الاستفادة من علمهم لم يَرِدُوا في سؤالكم ولا يمكن أن يخطروا ببالكم مثل ابن باديس والتبسي رحمهما الله، فقد كان يزورهم الطلاب ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمّة أفادت الوطن والأمّة.
وإنّما حكمت بأنّك لا تريد هذا الصنف المقيّد من العلماء لأنّك ذكرت مع زيارتهم، البركة والتمسّح بالقبور والزردة والوعدة ونسيت الهردة والوخدة والفجور والخمور، فقد أنقذوا الأمة من هذه الشرور وخلّصوها من قبضة مشايخ الطرق، فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها، ولم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا قضية النسب الشريف وهو مظنون، وإن صحّ ففي الحديث: "من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه" (رواه مسلم)، وأمّ الشرفاء قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" (رواه البخاري ومسلم) فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد واقتد بهم واعمل عملهم تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيّلة.
ثانيا: وأمّا قولك "نتمسّح بقبورهم" فإنّ مثل هذا التمسّح نوع من الشرك ولا يكون إلاّ للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر يخاطبه: "والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولو لا أنّي رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك" (متفق عليه). فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر فلا بأس أن تقبّله، أمّا غيره فلا يجوز لك التمسّح به فإنّ التمسّح به وتقبيله شرك يتنَزّه عنه المؤمن الموحّد. إنّ المؤمن يعلم – كما علم عمر – أنّه حجر والله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد: "إنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشركِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" [فاطر: 14]. فالبركة المستفادة من هذا التمسّح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو التمسّح بالقبور، فإنّها أجداث، فإن قصدت ساكني القبور فإنّ ذلك منك أضلّ ألم تر أنّ صاحب القبر كان حيّا يرزق ثم جاءه الموت، والموت كريه لا يحبّ زيارته أحد من الأحياء، فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها.
فمن رجا الخير من ميّت أو دفع الضرّ المتوقّع فلا أضلّ منه، فادع في كلّ ما يصيبك الحيّ الذي لا يموت فإنّه النافع الضّار وحده والله يوصي عباده فيقول: "ومِنْ آيَاتِِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ واسْجُدُوا لله الذي خَلَقهُنَّ إنْ كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُون" [فصلت: 37].
ثالثا: فأمّا قولك "كنّا نتوسّل بهم" فإنّ التوسّل الشائع بين الناس وهو الدعاء – الدعاء هو مخ العبادة – شرك محض، فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك – ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لا بدّ من التوسّل فتوسّل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة اصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدّته عليهم، فاستجاب لهم من يعلم شدّتهم. هذا هو التوسّل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك، فلا تحم حوله.
رابعا: وأمّا قولك "كنّا نقيم الزردات والوعدات كلما اشتدّت بنا المحن" فإنّ هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا منافية ليقظتنا وكان علماؤنا رحمهم الله يسمونها (أعراس الشيطان)، لما يقع فيها من سفه وتبذير وعهر وخمر واختلاط وفجور، وإنّما كان يشّد إليها الرحال من تونس حتّى المغرب الغافلون منّا المستهترون بالدين والأخلاق ممن نامت ضمائرهم وكانت من أعظمها زردة (سيدي عابد) بناحيتكم، يأتيها الفسّاق من تونس والمغرب وما بينهما، وسل الشيوخ عن الأحياء ينبئونك، وكانت هذه الزردة كثيرة لأنّ لكلّ قوم لإلههم من أصحاب القبور من حدود تبسة إلى مغنية، كانت القبور تعبد من دون الله ولكلّ قوم من يقدسونه. فـ (سيدي سعيد) في تبسة، و (سيدي راشد) في قسنطينة و (سيدي الخير) بالسطيف و (سيدي بن حملاوي) بالتلاغمة، و (سيدي الزين) بسكيكدة و (سيدي منصور) بولاية تيزي وزو و (سيدي محمد الكبير) في البليدة، و (سيدي بن يوسف) بمليانة و (سيدي الهواري) بوهران و (سيدي عابد) بغليزان و (سيدي بومدين) بتلمسان و (سيدي عبد الرحمن) بالجزائر ويزاحمه (سيدي امحمد) وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف.
ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل واللات والعزّى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور، أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون؟
لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضدّ هذه المناكير في الزرد، لا فرق بين علماء الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتّى قضوا على الزردة وساء ذلك الدوائر الاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها، وفي علمي أنّ آخر زردة قسنطينة، أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية فعادى العلماء واتّهمهم وأقام زردة بثيران المعمون وأخرافهم وأين مدينة قسنطينة عرين أسد الإصلاح لكنّه دفن نفسه ولم تقم له قائمة.
فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل خيبة الأمس فأحذر يا صاحب السؤال.
خامسا: ثم إنّ الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ" [المائدة: 3]. فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله، أي ذبح لغير الله بل للمشايخ.
فزردة (سيدي عابد) أقيمت له وهكذا (سيدي أحمد بن عودة) و (سيدي بومدبن) الخ .. أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضّر، وتقول إنّ هذه الذبائح قد ذكر اسم الله عليها، فأقول: ولو ذكر اسم الله فإنَّ النّية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام، يجعلها لغير الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
برهان ذلك، فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مع والد الفرزدق وسحيم، فإنّ سحيما علم أنّ غالبا نحر ليطعم الناس فنحر، فسمح به غالب فنحر عشرات، فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتىّ عدّ بالمئات، يريدان به الفخر، فلما جاء الأمر إلى علي رضي الله عنه نهى الناس على أكل لحمها واعتبرها مما أهلّ لغير الله، ولا شكّ أنّ ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله، لكنّ الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار، فكانت مما أهل به لغير الله.
فلحم الزردة حرام، وطعامها حرام لأنّه صنع بذلك اللحم والحضور في الزردة حرام، لأنه تكثير لأهل الباطل ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتور أو عالما فإنّه عار أن نزرد بأموال الدولة ونحن غارقون في الديون، وقد شاهدنا في تلفزتنا ما يحبّ الأوروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين. فكلّ من أحيا فينا الغفلة التي كنّا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاشّ ولن يفلح في مقاصد وسيكون كما قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين: "فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" [الأنفال: 36].
وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف وعده.
سادسا: وأمّا قولك "حتى جاء البادسيّون" فالحق أنّ ابن باديس وأصحابه إنّما دقّوا الجرس فاستيقظ الشعب ورأى الخطر المحدق به فانفضّ عنهم ولم يأت ابن باديس بدين جديد ولا بطريق جديد وإنما تلا كتاب الله وحدّث بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار بسيرة السلف الصالح رضي الله عنه أجمعين وكفى ابن باديس أن أيقظ المسلمين.
سابعا: إذا أردنا أن تزول المحن عنّا فلنجتنبها ونخالف طريقها: نعبد الله وحده ونطيع الله ورسوله ونوحّد الكلمة فيما بيننا ونعتصم بحبل الله المتين ونجتنب الخلاف والنزاع ونؤمن بالله ونستقيم ونعمل الصالحات فلا بدّ من العمل المتواصل لأنّ الله يأمر به "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ" [التوبة: 105]، هذه وسائل النجاح وليست إقامة الوعدات والزردات ودعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين. فإن طلبنا النجاح وزال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال وخسران كما أقسم على ذلك ربّ الناس.
"وَالعَصْرِ إنْ الإنْسَانَ لضفِي خُسْرٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ"
هذا جواب سؤالك، يا أخا زمورة وستعود إلى الموضوع والسلام عليكم وعلى كل من اتّبع الهدى.
أحمد حماني (رحمه الله)
(من جريدة الشعب اليومية: الاثنين 18/ 11/1991 رقم 9 – رياض الإسلام)
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيك اخي ابو أنس.
ورحم الله الشيخ أحمد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 10:27]ـ
وفيك بارك أخي الكريم آل عامر.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 06:05]ـ
"وَالعَصْرِ إنْ الإنْسَانَ لفِي خُسْرٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ"
جزاك الله خير وبارك الله فيك(/)
أرجوا من الأخوة في السعودية ان يعرضوا هذه الأسئلة
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله أنا عضو جديد في هذا المنتدى
وأنا من اليمن ولعل البعض قد يعرف وقد لا يعرف ما يحدث في اليمن من الفرقة والتشتت والهجر وأنطلاق من حديث الرسول (ص) {من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا} أو كما قال (ص)
أرجوا من الأخوة في السعودية ان يعرضوا هذه الأسئلة على كبار العلماء وخاصة الشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان وفضيلة المفتي الشيخ عبد العزيز آل شيخ وفقهم الله إلى كل خير وجميع المسلمين
س1 ما حكم الجمعيات الخيرية؟
س2 ما حكم إمتحان الناس بالأشخاص؟
س3 ما هي نصيحتك لمن أشغل نفسه بتصنيف الناس هذا إخواني وهذا حسني وهذا حجوري وهذا ربيعي وهذا سروري؟
أخواني في الله لا تستغربوا من وضع هذه الأسئلة لإنها عندنا في اليمن أصبحت من الأمور التي يحدد منهج الشخص وكل طائفة تبدع الأخرى وتدعي أنها على منهج السلف الصالح
أرجوا من الله ثم منكم اللي هو قريب من الشيخ صالح الفوزان أن يعرضها عليه لإن الشيخ صالح الفوزان والشيخ اللحيدان والمفتي الشيخ صالح آل شيخ من العلماء المعتبرين ولهم كلمة فأسال الله العلي القدير أن يجمع شمل أهل السنة والجماعة اللهم آمين آمين آمين
أخوكم في الله أبو عبد الرحمن اليمني
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 07:34]ـ
لو تيسر لك الحصول على شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لكتاب (حلية طالب العلم)
فهو فيما أذكر تطرق لمسألة التصنيف بين طلبة العلم في آخر الدروس
ربما تجده في ألبومات موقع طريق الإسلام www.islamway.com
أو في موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
وأنطلاق من حديث الرسول (ص) {من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا} أو كما قال (ص)
/// وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته ...
/// أحببتُ -أخي الكريم- أن ألفت انتباهك إلى أنَّ الحديث الذي استدللت به لا يصحُّ رفعه إلى رسول الله (ص).
/// ويغني عنه قوله (ص): ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجَسَد بالسَّهر والحُمَّى))، وقوله (ص) في الحديث الآخر: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا)).
/// والتنبيه على مثل هذا من الاهتمام بأمر المسلمين.
ووفقني الله وإياك لمحابه، والسلام عليكم.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:05]ـ
أخي الحبيب جزاك الله خيرا على هذا التنبيه
بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك
أخوك في الله أبو عبد الرحمن اليمني(/)
دعوة للتفكر في واقع تنظيم القاعدة اليوم
ـ[أوان الشد]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 09:51]ـ
بقلم:عبد الرحيم الشمري/ عن موقع: العصر
قيل من قبل "ليس المخبر كالمعاين" و"أهل مكة أدرى بشعابها" .. وعلى مدى فترة طويلة، أنكرتُ بإلحاح أن تكون القاعدة في العراق خاصة، وكذلك القاعدة الأم قد تورطت في قتل أبرياء .. أو سقطت في شبهات، فضلا عن أن توصف بأوصاف الغلو والتكفير ... وحتما، فإن إنكارنا لواقعنا الذي انتهينا إليه بعد ضياع دولة الخلافة منا، وما آل إليه أمرنا من تشرذم وتمزق، وبغضنا لمن أرهبونا وحرمونا إنسانيتنا، وحاربوا ديننا، وأشعلوا الحرب الصليبية، التي تولت كبرها "قوى عظمى"، احتلت بلادنا ونهبت أموالنا وملأت سجونها بصغارنا وكبارنا، وانتهكت أعراضنا، هو ما دفعنا للتعاطف مع القاعدة، كونها ساهمت إلى حد ما في إحياء سنة الجهاد مع غيرها من تنظيمات وعلماء ربانيين وشباب مخلصين.
وقبل أن أمضي في موضوعي، لابد أن أذكر ببعض المبادئ التي لا نختلف عليها، فنحن لم ولن ندعي للقاعدة العصمة، وهذه ليست عقيدتنا ولا فكرنا, فنحن نميل مع الحق حيث يميل، ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقيل له في ذلك فقال ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ" حسنه الألباني, ولذلك نصحنا نبي الرحمة وحذرنا أن نغتر بحسن الظن فنندم، فقال: "لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له، فإن العامل يعمل زمانا من دهره أو برهة من دهره بعمل صالح، لو مات (عليه) دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، وإن العبد ليعمل زمانا من دهره بعمل سيء لو مات (عليه) دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته فوفقه لعمل صالح (ثم يقبضه) "، صححه الألباني ..
وقد تغيرت القاعدة التي جاهدت في أفغانستان حتى استحالت فكرا آخر لا يشبه ما كانت عليه, بل إن بعض قادتها ومفكريها أصبحوا اليوم خصوما لها ... ولو أن الفقيد عبد الله عزام رحمه الله تعالى كان اليوم حيا، لتبرؤوا منه، أو أكثر من ذلك، كما فعلوا مع من تجرأ من مفكريهم ومنظريهم، فخالفهم وتراجع عن بعض مبادئهم، كما حدث مع أبي محمد عاصم المقدسي .. وأجزم أن أسامة بن لادن ذاته لو أراد أن يتراجع عن عمل أو معتقد تبين له بطلانه، فلن يرحمه أقرب الناس إليه وأبعدهم على حد سواء، من مناصري القاعدة.
وعلى هذا الأساس، فقادة التنظيم وكل رجاله يندرجون تحت ما سبق من نصوص شرعية، حيث تمنع مطلق التزكية لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن العُجب بأحد كائنا من كان، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما" صححه الألباني, فلا غرابة أن يصبح الحبيب بغيضا .. وقد أصبح ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع من الصغير والكبير، ولا يستنكف عن أخذ رأي أزواجه، كما فعل مع أم سلمة، وأخذ برأي سعد بن معاذ ووقف عنده ورأي الحباب بن المنذر في بدر، مع أنهما خالفاه فنزل على رأيهما، ولكن للأسف هناك دوما من سيستميت في منع أي كلمة تقال في حق القاعدة، من أن تدخل أُذنيه، وسيصمهما بكل أصابعه، مبالغة منه في عدم الرغبة في السماع, بل سيفعل كل ما يمكنه، لئلا يسمعها أحد غيره أيضا حتى يلاقي ربه، وهو في هذا لا يستحق الهداية بعد ضلال ولا التوبة بعد إثم، كما قال تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17) , فكم من إمام في الدين كان بالأمس كافرا أو ضالا مبتدعا، فلا زال يسمع الحكمة ممن يقولها حتى اهتدى، وكما قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة في الشيطان: "صدقك وهو كذوب"رواه البخاري, ولا يصم أُذنيه إلا صاحب الهوى الذي يستكبر عن سماع الحق, وقد ناظر ترجمان القرآن ابن عباس رضوان الله تعالى عليه الخوارج، فلم يرجع إلا بعضهم، ولم يجد الآخرون في كلامه ما يدفع لتوبة، فأنى لنا أن نصل إلى قلوب من لم يهدهم عبد الله ابن عباس؟؟ وأنى لهم أن يهتدوا وهم لا يسمعون؟؟ (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (الأنعام:36).
والآن بعد أن ذكرت بما سبق!! أعود إلى القاعدة اليوم في واقع ما نعيش في العراق لا ما تسمعون خارجه!! فالمجاهدون في العراق ظنوا كما ظننتم بهم خيرا ـ أي بعناصر القاعدة ـ، وكانوا لوهلة عند حسن الظن أو بعضه على الأقل، فقارعوا العدو وأوقعوا فيه نكاية عظيمة، ولم يخل جهادهم حتى في بدايته من مخالفات شرعية وشذوذ عن باقي الفصائل، وتميز في شدة واستهانة في دماء وتفريط في حقوق الناس ... وكانت لهم قراراتهم الخاصة بهم دائما، برغم أثرها الشامل على عامة الناس وباقي فصائل الجهاد، فلم يتعاملوا قط على أنهم جزء من كل بل تعاملوا دوما على أنهم يملكون ما لم يعطهم أحد من أهل الحل والعقد وأصحاب الشأن .. ولا زالوا يميزون أنفسهم ولا يقيمون اعتبارا لغيرهم حتى نأوا وشذوا كثيرا .. ولا يَصٌدُقُ من يدعي متابعة أخبار الجهاد في العراق دون أن يميز ذلك منهم قط! وسأتناول في موضوعي هذا فقط النقاط التي أعتبرها ظاهرة بينة لمن هم خارج العراق.
أولا: إعلان تنظيم القاعدة عن دولته:
فبعد إعلان تنظيم القاعدة دولة له في العراق، سقطت أعذار ذوي الأعذار في قبول تمييزه نفسه كما حصل في مجلس شورى المجاهدين وإعلان الحرب على الشيعة وضرب أهداف خارج العراق, ففي خطوة إعلان دولة بغير إذن وموافقة باقي الفصائل تميز من ينتصر للجهاد في بلاد الرافدين عمن أعمته الحزبية للقاعدة أو غلوه في الدين، كما يدعون، تسفيه لرأي باقي الفصائل وتهميشها.
وقد جاء في كلام أهم منظريهم اليوم ـ وقد خلت ساحتهم من العلماء ـ "والجواب على هذا، أننا علمنا من إخواننا أن الأكثرين معهم، مع قواعد المجاهدين، ومن رجال العشائر، ومن عامة الشعب من أهل السنة في الأنبار وما جاورها من معاقل أهل السنة وعقر دارهم، بالإضافة إلى كونهم هم (أعني إخواننا في مجلس شورى المجاهدين ومَن دخل معهم) أكبر وأقوى الجماعات والفصائل"، وهو عذر إضافة لخطئه وبطلانه أقبح من الذنب الذي يدفع عنه ... فتنظيم القاعدة بكل مسمياته لا يعدل أحد الفصيلين الكبيرين في العراق (الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين،) بل لا يغلب فصيلين آخرين مجتمعين كأنصار السنة وجيش المجاهدين, وليس ثمة منطق شرعي أو عقلي يعطي الأكثرين في محافظة الأنبار وما حولها الحق في إعلان دولة، تشمل بغداد والموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين وأجزاء أخرى من العراق، فضلا عن أن أهل الأنبار أكثر من يبغض هذا التنظيم، ومن المعلوم أنهم جيشوا جيوشا لقتاله، إلا أنها لا زالت تصطدم بباقي الفصائل التي لم تنفصل مناطق عملها عن التنظيم, ولو تمايزت مناطق جهاد باقي الفصائل لما بقي لتنظيم القاعدة وجود في الأنبار بالذات .. وليتنا نعلم اسم شيخ عشيرة واحد من "الأكثرين"، يؤيد أو يقبل أو يسكت مختارا عن تنظيم القاعدة في العراق!!
وبرغم فساد الاستدلالات سالفة الذكر، فإن مبدأها لا يجاوز "أننا علمنا من إخواننا"!! وما كذب عطية هنا ـ نسبة إلى أحد منظريهم، المدهو لويس عظية الله ـ، أي سمعوا فصدقوا .. وأقول لكل من دافع عن دولة القاعدة ومنطقها .. إن كل الحجة تدور حول: نقلت القاعدة .. وقالت .. وزعمت لا أكثر!! .. إن كل الحجة تدور حول: نقلت القاعدة .. وقالت .. وزعمت لا أكثر!! وليتني هنا أحظى بنقد المحدثين الجارحين بمن يتهم القاعدة بمستوى هذه النقولات وقوتها على الارتقاء إلى مستوى الأدلة!! بل إن من كلف نفسه طلب الحقيقة من داخل أرض الجهاد في العراق ممن عرفنا خبره من بعض الحريصين أرسل تلميذا إلى القاعدة ليعرف منها مجريات الأمور فأنى له معرفتها والمصدر واحد!! فماذا لو أن أهل الأنبار هم أكثر من يدعوا على تنظيم القاعدة ليل نهار؟؟ وكيف لو سارت الركبان بأخبار قاعدة العراق غدا، ماذا تقولون أيها المنافحون عن القاعدة!! ستقولون حتما "أننا علمنا من إخواننا"؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف وقد سبق أن بينت أكبر فصائل الجهاد موقفها من إعلان دولة إسلامية أو دولة في جزء من العراق، كما قال الناطق الرسمي للجيش الإسلامي د. إبراهيم الشمري، قبل إعلان هذه الدولة أنها (أضغاث أحلام)، وقال بعد إعلانها "إن أمر إعلان الدولة من قبل إخوتنا في مجلس الشورى وحلف المطيبين، هو اجتهاد خاص منهم" .. فرأي الجيش الإسلامي، الذي يعدل أكثر من ضعف حجم القاعدة في العدد والعدة، وله ثاني ثقل جماهيري بعد كتائب ثورة العشرين، أن هذه الدولة .. أضغاث أحلام, وكذلك رأيه بعدها، بأنها اجتهاد من التنظيم فيه تلميح لرفضها لمن يفقه!! فهو حتما ليس تأييدا إلا أن الصامّين آذانهم، يعدون هذا التصريح لحساب لتنظيم لا عليه!! فكيف يفسر مؤيدو التنظيم قبولهم لدولته، دون أن يقدحوا بكل الفصائل؟؟
ثانيا: بيانات الفصائل ضد تنظيم القاعدة ..
ومن الأدلة التي ليس من حق أحد تجاهلها (وهي ليست مجرد ظن عابر، بل دليل صريح منشور بين يدي من يدعي استقصاء الحقيقة والحكم من خلالها)، ما أصدرته بعض الجماعات المجاهدة من بيانات رسمية، نشرت في مواقعها وفي المواقع المعتمدة لها (كموقع الحسبة)، ومنها بيان كتائب صلاح الدين الأيوبي الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)، أحد الفصائل التي لها منزلة بين الفصائل، وتأتي في الدرجة الثانية قوة وحجما بعد الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين وتنظيم القاعدة وجماعة أنصار السنة وجيش المجاهدين، ولا يمكن تجاوزها لما لها من صولات وجولات ضد قوات الاحتلال والحكومة العميلة والميليشيات الصفوية, فقد أصدرت كتائب صلاح الدين بيانا في 10/ 1/2007م بعنوان (بيان سياسي مهم وخطير بخصوص ما نشر في العامرية حول كتائبنا) (1).
تناول البيان موقف تنظيم القاعدة من الكتائب عبر بيان تم توزيعه وإلصاقه على جدران مباني حي العامرية غرب بغداد، يحكم على كتائب صلاح الدين بالكفر والردة، ويأمرها بالتوبة والندم "وتسليم السلاح والسيارات إلى دولة العراق الإسلامية"، حيث جاء في بيان جامع: "نُشِر يوم أمس بيان باسم (دولة العراق الإسلامية — وزارة الإعلام) وعنوانه (البراءة من كتائب صلاح الدين)، وما زال معلقاً إلى الآن على أماكن في منطقة العامرية غرب بغداد، وفيه تدعو دولة العراق الإسلامية كتائب صلاح الدين الأيوبي إلى ما أسمته "التوبة" وتسليم ما بحوزتها من سلاح وسيارات إلى دولة العراق الإسلامية، بدعوى علاقة الكتائب بالحزب الإسلامي العراقي (المشارك في العملية السياسية)، ولخطورة هذا الأمر على الساحة الجهادية، ولأنه تكرر أكثر من مرة في أكثر من مكان وضد أكثر من فصيل".
وفي فقرة أخرى: "6 ـ نحن نظن أن مثل هذا البيان مدسوس على الإخوة في دولة العراق الإسلامية، لذلك ندعوهم إلى التبرؤ من هذا الكلام، وإصدار بيان واضح وصريح بخصوصه، وإن كان غير ذلك، فسنعتبر أن هذا البيان المنشور هو موقف رسمي منهم تجاه المجاهدين في جامع"، وهنا سيقفز من زعموا أنهم طلاب حق، ممن لم يروا البيان لأول مرة، ولم يخطر ببالهم تقليب صفحات الإنترنت أو الاتصال بذوي الشأن لاستقصائها، فقد وجدوا في هذه الفقرة (بظنهم) كفايتهم من أن جامع ترجح أن البيان منسوب .. فلابد إذن أن نسوق لهم الفقرة السابعة منه، وهي .. "7 ـ إن كتائب صلاح الدين الأيوبي لها تاريخ جهادي مشرف والذي يرجع إلى موقعنا سينشرح صدره بمشاهدة أكثر من (150) مائة وخمسين عملية جهادية مصورة، وسيقرأ ويطلع على تفاصيل أكثر من (1500) ألف وخمسمائة عملية عسكرية جهادية وسيجدها موزعةً على ثمانين بياناً عسكرياً ... ونحن نورد هذا للتذكير فقط، وليعلم الجميع أن (جامع) رقم صعبٌ ومهمٌ إلى جانب الفصائل المجاهدة في الساحة، وكتائبنا بعد هذا تحذر من محاولة التحرش بها، ويقسم جنودها بالذي رفع السماء بلا عمد، أنهم سيردون الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه استهداف أي فردٍ من الكتائب، سعياً وراء إفراغ الساحة الجهادية العراقية من المجاهدين الصادقين خدمةً للمشروع الصفوي".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يرد ذكر المشروع الصفوي في خضم تهديدها للقاعدة هنا فحسب، بل أفردت له الفقرة الثالثة من البيان: "3 ـ إننا نُرجع كثيراً من محاولات تمزيق الصف الجهادي إلى الدور الإيراني الخبيث، والذي يحاول من خلال دعايته المضللة عبر البعض - بعلمهم أو بغير علمهم — بعثرة ثمار العمل الجهادي، لذلك ندعو إلى بث الوعي وفضح هذا المخطط"، وهذا جرح صريح واتهام لتنظيم القاعدة بارتباطه بإيران، ودعوة لفضحه، وهذا ليس مجرد اتهام عابر، بل له أسبابه الكثيرة على الأرض، أهمها ما تناوله البيان، وهو العمل لمصلحة إيران.
فهذا البيان دليل على اتهام تنظيم القاعدة بتكفير باقي الفصائل، خاصة وقد أكد أن هذا الفعل "تكرر أكثر من مرة في أكثر من مكان وضد أكثر من فصيل"، وأقوى منه في الاستدلال، التزام تنظيم القاعدة الصمت وعدم الرد على هذا البيان بأي نوع من أنواع التكذيب المباشر أو غير المباشر .. بل إن كل الذين جروا أقلامهم بأحبارها، ليخطوا كلمات في نصرة تنظيم القاعدة أو الذب عنه، لم يطالبوا التنظيم بالرد على هذا الاتهام الصريح .. والسبب طبعا "أننا علمنا من إخواننا"!!
وقد تم حذف هذا البيان من موقع الحسبة، وكذلك فعلت جماعة أنصار السنة في رسالتها إلى أمير تنظيم القاعدة أبي حمزة المصري (2)، وقد نشرت البيان في موقع الحسبة في 7 - 2 - 2007م عن (ديوان الشرع والقضاء لجماعة أنصار السنة) حول قتل مجموعة جديدة من جنود أنصار السنة في الموصل على يد تنظيم القاعدة وتكفير الناس واستباحة دماءهم, جاء فيها: "لقد تم تنبيهكم من قبل إلى تصرفات بعض أفرادكم الذين بلغ بهم سوء الظن مبلغاً عجيباً، من تكفير المسلم المخالف لكم واستحلال دمه، بمعنى أن المخالف لكم مباح الدم ومن لا يدخل في إمرة إمامكم وجماعتكم هو كذلك. ولقد قلنا لكم وأبلغناكم وجلسنا مع بعض قياداتكم عدة مرات حول كيفية قبولكم لمثل هذه الأفعال الصادرة عن أفراد جماعتكم"، و"تهديد بعض قياداتكم في المدينة بأنهم أخذوا التوجيهات (بزعمهم!!!) بتصفية قيادات الجماعة واعتقال الأفراد والزج بهم في سجون خاصة، هُيئت لهذا الأمر، حيث اعتبروا من يخالفهم مباح الدم" ..
وهذا دليل آخر يرتقي لمستوى الدليل القطعي لمن هو داخل العراق، أو متابع متصل به، يعلم واقع الأمور وكيف تجري, وهي ليست أقل من قرينة ذات قيمة عالية لا يمكن إهمالها، خاصة وأنها نشرت في الحسبة، وأنها تقول أيضا: "علما أن هنالك أطرافا أخرى في الساحة، يشتكون من نفس التصرفات المؤلمة"، وهي تشبه تماما ما جاء في بيان صلاح الدين عن تكفير باقي الفصائل: "تكرر أكثر من مرة في أكثر من مكان وضد أكثر من فصيل"!
بل إن رسالة أنصار السنة تضمنت أيضا تهديدا واضحا لمقاتلي التنظيم في فقرتها الثانية "2 ـ تحذير للمجاهدين بتطبيق الإحكام الشرعية عليهم في حال صدور أي شيء مخالف للشريعة" .. إذن الرسالة تظهر صراحة، أن هناك قتلا تكرر مرارا لمقاتلين من أنصار السنة في الموصل على يد تنظيم القاعدة، وأن محاولات الاتصال وإصلاح الحال، أضحت صعبة وشاقة، ولابد من معاملة المعتدين بالمثل لكثرة تسويف قيادتهم، كما في الرسالة: "ولا يصح التسويف مثل كل مرة لأن الأمر جلل ونريد أن نحقن الدماء وننشر الخير" ... فليت شعري أين المدافعون عن تنظيم القاعدة من كل هذا!! وأين من يشترطون العدالة وشروط الصحة في كل صغيرة وكبيرة ضد القاعدة، وهذا كلام أعدل الناس فيهم؟؟
ومن الملاحظ في الرسالة أنها صدرت من ديوان الشرع والقضاء لجماعة أنصار السنة، لأنها تتحدث عن إحالة الباغين إليه حال تكرار الأمر .. والأهم أنها موجهة إلى أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ولا ذكر فيها قط لدولة أو حتى مجلس شورى، بل إنها ذهبت أبعد من ذلك إلى رفض أي رد من غير شخص أمير تنظيم القاعدة، بقولها: "على أن يصلنا الرد من قبل الشيخ أبو حمزة المهاجر شخصياً وعلى نفس هذا المنتدى"، وهو ما يوافق آراء المتابعين لشأن القاعدة في العراق، بأن المهاجر لا زال الحاكم الحقيقي وليس أمير المؤمنين المزعوم ... وهذه قرينة أخرى واضحة جلية لما سبق الحديث عنه، من انصراف المؤيدين لتنظيم القاعدة عن باقي الفصائل عن الأدلة والقرائن إلى الاستنتاج ومنطق العقل وغلبة حسن ظن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حُذفت هذه الرسالة أيضا لاجتهاد من بعض المراقبين في منتدى الحسبة، حيث دار بينهم حديث، نقله أحد المشرفين على منتدى الحسبة كتعليق في مجلة العصر، وهذا التصرف من القائمين على منتديات تنشر البيانات الجهادية بشكل رسمي معتمد، يدل بوضوح على عدم رضاهم عن منع نشر إساءات تنظيم القاعدة، وهو جرس إنذار لبعض الشيوخ وعامة المسلمين، بأن لا يقفوا في وجه فضح أخلاقيات تنظيم القاعدة .. ولا يكونون (ملكيين أكثر من الملك) أو داعمين للجهاد أكثر من العاملين فيه!
ولن ألزم المنافحين عن القاعدة بالبيانات التي تصدر بشأن بعض الفصائل، كونها لم تنشر في المواقع الرسمية لها، خاصة مما ينشر في ميادين القتال، كبيان تكفير كتائب ثورة العشرين، وبيانات المعارك التي تدور في قضاء أبو غريب بين الكتائب وتنظيم القاعدة، وعقد الصلح الذي تم بين الطرفين ثم نقض ولا زال في حكم المنتقض حتى الآن وجاء فيه: (3)
"1 - وقف إطلاق نار كامل من كلا الطرفين. 2 - إزالة المظاهر المسلحة (السيطرة — الأسلحة الموضوعة (الظاهرة) على سطوح المنازل)، ابتداءً من فجر يوم الخميس 19 محرم 1428هـ الموافق 8/ 2/2007م. 3 - وقف كل ما يثير العواطف من تجمعات وتقولات وإشاعات واستعراضات عسكرية في منطقة زوبع (الزيدان — العناز — الشكر — المحمودي — الفلوجيين — الطريق السريع) لمدة خمسة أيام" .... فهناك حرب على أرض الواقع وقتلى وجرحى، وهناك تعطيل للجهاد ضد المحتل .. ومع ذلك يكفيني أن يحكم المعاندون بما نشر رسميا لو كانوا صادقين!!
ثالثا: علاقة تنظيم القاعدة بإيران ..
هنا تحضرني عبارة نشرت قريبا جدا لأحد الناقدين الإسلاميين من أهل العلم، حين قال: "إن القول بعلاقاتٍ للقاعدة مع كل كفار الأرض أهون على نفسي من القول بعلاقتهم بصفوية إيران"!!، وهذا بعيد عن واقع تنظيم القاعدة في العراق، ويشهد التأريخ الحديث بعض التناقضات في تعاون دول تعتبر من ألد أعداء الإسلام والإسلاميين مع أعدائها, فقد كان نظام البعث العراقي مأوى لآلاف من قيادات وأفراد الإخوان المسلمين في سوريا بعد أحداث حماة ولا زال بعضهم موجودا حتى الآن.
وكان للجماعات المصرية والجزائرية الإسلامية المسلحة، وجود رفيع المستوى في اليمن, وكانت قيادات القاعدة في اليمن، متمثلة بأبي الحسن المحضار وأبي علي الحارثي تحظى بقوة رسمية، لا يبلغها بعض السياسيين، حتى تغيرت سياسة النظام اليمني بناء على قرارات أميركية صرفة، فانقلب الأمر إلى عداوة ظاهرة، بينما نشرت الصحف اليمنية مرارا استعمال القاعدة اليمنية ورقة التعرض لبعض المعسكرات الحكومية بقوة السلاح فعليا أو التهديد بها، من أجل إطلاق سراح بعض المعتقلين في السجون اليمنية, بل إن حسان الخامري، أحد منفذي العملية الانتحارية ضد المدمرة الأميركية كول، كان سجينا على ذمة محاكمة حينما أطلق سراحه قبيل تنفيذه العملية بأيام، وكذلك كان فواز الربيعي وبعض أمراء القاعدة من اليمنيين السعوديين اليوم في العراق سجناء أُطلق سراحهم وهم على ذمة محاكمات رسمية!!
بل إن الجماعة الإسلامية المصرية قامت بعمليات اعتقال لجواسيس مصريين والتحقيق معهم وإطلاق سراحهم داخل اليمن بكل حرية، كما حدث في قضية الجاسوس أبو إبراهيم المصري، أحد القياديين إبان الحرب الأفغانية بدرجة عضو مجلس شورى!! ولمدة عشرين عاما!!
وليس مستغربا ذلك التعاون بين الجماعات الإسلامية المتشددة وأعدائها، كما فاجأنا السادات في إعلانه قرارا دعم نظامه للمجاهدين الأفغان، عندما قال في 1/ 4/1980م: "إننا على استعداد بأسرع ما يمكن لكي نساعد في أفغانستان، وأن نتدخل لنصرة إخواننا المجاهدين هناك سواء طلبوا منا المساعدة أو لم يطلبوها"، ومعلوم أن الجماعات المصرية كان لها حضور هناك .. وبقوة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى أيضا أن النظام اليمني كلف العقيد عبد السلام الحيلة (المعتقل حاليا لدى السلطات الأميركية وهو أحد المجاهدين في أفغانستان) بالاتفاق مع مجموعة دول غربية، تتقدمها فرنسا، بإيصال أكبر عدد ممن يطلق عليهم الأفغان العرب إلى أوربا، وخاصة بريطانيا وألمانيا بواسطة جوازات سفر مزورة، تغض مطارات تلك الدول الطرف عنها، ثم تعطيهم اللجوء في أراضيها، وجاء في بيان للمرصد الإعلامي الإسلامي اللندني، الذي يديره ياسر السري المصري وهو أحد الشخصيات الإسلامية البارزة إبان الحرب الأفغانية وبعدها، ما نصه: "أن (الحيلة) ساهم في ترحيل أكثر من 15 ألف من عناصر الأفغان العرب الذين كانوا يقيمون في اليمن خلال السنوات الماضيةـ حسب مصادرـ وكان من بينهم عناصر مصرية وعربية وحتى أوروبية، وقد اشتهر عن (الحيلة) نفوذه الواسع في أوساط الأفغان العرب المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وهو يعمل بتجارة الأدوية ويستورد من مصر وغيرها أدوية يبيعها في اليمن، ويقوم بعقد عقود مقاولات"!!
ثم وجود أعضاء من القاعدة في إيران، بإعلانها اعتقالهم ثم السكوت المطبق الذي تبع ذلك، فلا أثر ولا ذكر لهم, لا محاكمات ولا تصريحات مقابله من تنظيم القاعدة حول الأمر .. وقد صرح الصحفي الباكستاني المعروف، حامد مير، نشره موقع العربية نت، قائلا: "أخبرني أبو حمزة أن المقاتلين يسافرون إلى العراق عبر إيران ويساهمون هناك بالقتال ويعودون إلى أفغانستان، وأنهم سعداء جدا لأن أمريكا في ورطة كبيرة في العراق، وأبو حمزة كان في العراق عام 2003م، وعاد من خلال إيران، وهو جزائري ومن المقربين جدا إلى أسامة بن لادن"، (4). وقد سبق لهذا الصحفي مقابلة أسامة ما يعني أن له قبولا لدى القاعدة .. ومن المؤكد أيضا أن مقاتلين من القاعدة شاركوا في معارك 2003م ضد القوات الأميركية إبان حكم صدام حسين، وبعضهم مستمر وجوده حتى الآن.
وقد طالب الدكتور هاني السباعي، الإسلامي المعروف، بالحجر على قيادات تأريخية للجماعات الإسلامية المصرية، و"كشف الكثير عن شخصية محمد خليل الحكايمة، الذي أعلن الظواهري انضمامه للقاعدة مع مجموعة أخرى من قيادات الجماعة الإسلامية في الخارج"، مستغربا إعلان أيمن الظواهري انضمام هذه القيادات إلى تنظيم القاعدة ومنهم الحكايمة, جاء ذلك في حوار أجرته معه العربية نت، ولا زال منشورا في موقع المقريزي الذي يديره السباعي نفسه, وجاء فيه أيضا: "لا يستطيع أحد أن ينفي وجود ذلك الرجل، فالحكايمة الذي كان يلقب بأبي جهاد، وهو أول شخص من الجماعات الإسلامية المصرية يفتح قناة مع إيران، حيث عمل هناك فترة كبيرة في إذاعة صوت فلسطين، وكان يستضيف أية شخصية تأتي إلى إيران من الجماعة، فقد استضاف مصطفى حمزة وبعده محمد شوقي الاسلامبولي وغيرهما كثيرون، ويتقن الفارسية وأنشأ علاقات مع جماعات فلسطينية" (5).
وأضاف السباعي حول الحكايمة أيضا "أنه عند خروجه من مصر إلى بيشاور أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان، شارك في تأسيس مجلة (المرابطون) التي كان لها صدى كبير في تلك الفترة، وكان يجري تصوير نسخ منها في مصر وتوزيعها في الجامعات، وأشرف عليها (أبو طلال) وهو طلعت فؤاد قاسم، الذي قبض عليه فيما بعد في كرواتيا، أما الحكايمة فقد أشرف عليها إخراجا وإعلانا وكتابة وغير ذلك من الأمور التحريرية.
وعندما ذهبت قيادات الجماعة الإسلامية إلى السودان، كان يطبع لهم الشرائط المسجلة في إيران، ويمدهم بها"، وهذا الرجل أصبح رسميا في القاعدة قبل نحو خمسة أشهر فقط، ولديه مؤسسات داخل إيران وارتباطات كبيرة على كل المستويات .. وهذه قرينة هامة جدا حول العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران فلا أدري كيف سيتصرف بها الناقدون. لذلك فمن لا يفقه ما يجري في الساحة الجهادية، ليس من حقه أن يضع رأيا له فيها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولن يفوتنا موقف الظواهري في الحرب اللبنانية الأخيرة، فهو الوحيد من التيار الجهادي الذي انتصر في كلمته بعنوان (الحرب الصليبية على لبنان وفلسطين) للحرب اللبنانية التي أعلنها وقادها حزب الله .. ومثل هذا الموقف ليس بعيدا عن إعلان انضمام شخصيات إسلامية مصرية عريقة في إيران لتنظيم القاعدة كما سبق .. أضف إلى ذلك العبارة التي وردت رسميا في بيان كتائب صلاح الدين الأيوبي ضد تنظيم القاعدة "إننا نرجع كثيراً من محاولات تمزيق الصف الجهادي إلى الدور الإيراني الخبيث والذي يحاول من خلال دعايته المضللة عبر البعض - بعلمهم او بغير علمهم بعثرة ثمار العمل الجهادي، لذلك ندعو إلى بث الوعي وفضح هذا المخطط".
وكيف يفوت طلاب الحق في الخصومة مع القاعدة التصريحات الصريحة لهيئة علماء المسلمين، ممثلة في أمينها العام الشيخ حارث الضاري في العدد (233) من مجلة البيان، الصادر قبل شهر تقريبا، حيث قال عن إيران "إن تصريحات بعض مسئوليهم تدل على أنهم لا يريدون رحيل الاحتلال، ولكن يريدون تصعيد الأزمة في العراق، ويبقى العراق هكذا مغموساً في وحل المشاكل والجرائم والفوضى وما إلى ذلك، لكي يدخلوا، ولكي يتمكنوا أكثر فأكثر في العراق؛ إذ صرح أحد مسئوليهم بقوله: "إننا ندعم بعض الجهات التي تقاوم الاحتلال، حتى تلك الفصائل المتطرفة التي تقتل الشيعة"، فلما قيل له: لماذا تدعمونهم وهم يقتلون الشيعة وقتلوا محمد باقر الحكيم؟ قال: "هذا الموضوع غير مؤكد؛ فمصلحة إيران الإستراتيجية والوطنية تقتضي أن ندعم هؤلاء ليبقى الوضع في العراق على ما هو عليه".
وقال الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم الهيئة في حوار آخر معه في نفس العدد من المجلة: "إيران لاعب ذكي جداً، هي الآن تمد أحياناً بعض فصائل المقاومة، وهذه حقائق ولم تعد خافية ... هذا بشهادات الإيرانيين أنفسهم؛ حيث إن (قاسم سليماني) ذكر في جامعة الحسين في ندوة مغلقة في كلية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية، أن إيران تقدم تسهيلات لبعض فصائل المقاومة". وما تعمدت هيئة علماء المسلمين فضحه، يفترض أن يكون له وزنه لدى المنافحين، الذين نجزم أن أغلب الصادين عن القاعدة لم يطلعوا عليه وأن بعضهم اطلع عليه وهو يعتبر الضاري وعلماء الهيئة كفار مرتدون كما هو الحال مع تنظيم القاعدة في العراق .. فحديثنا ليس لهذا الصنف من الناس بل للناقدين الذين يريدون وجه الله تعالى وينصرون الجهاد في العراق .. ويعلمون أن الهيئة لن تخوض في هذا الأمر، إلا ببينات تليق بهيئة علماء مسلمين.
وهنا أصلُ إلى ما أردت في محاورة المنكرين لعورات تنظيم القاعدة التي أفسدت الحرث والنسل في بلاد الرافدين أرض الرباط والجهاد .. واخترت ما نشر رسميا كحجة على من ينافح عن تنظيم القاعدة وتركت بعضه، كالبيانات الأخيرة من تنظيم القاعدة بإعلان كفر وردة الهاشمي وأعضاء الحزب الإسلامي، وقتل كل من وقع بين يديهم من الدبلوماسيين العرب والتركيز على السفارتين الأردنية والمصرية خاصة, ولم أذكر من واقع الأرض إلا القليل ولو فصلت فيه لاحتجت إلى تأليف كتاب مليء بالدماء ومظالم الناس وحقوقهم والاستهتار بأعراضهم وجهادهم وما تشيب لهوله الولدان.
وأختم باقتراح بسيط لكل الكتاب والمحللين والباحثين عن الحقيقة، بمناسبة إعلان تنظيم القاعدة حملة للترويج لما سطره أمير المؤمنين من أكاذيب حول توفير مساكن للاجئين الفلسطينيين في العراق تحت عنوان (نصرة للفلسطينيين المضطهدين في بلاد الرافدين)، بالاتصال على أي أسرة فلسطينية في بغداد، وسؤالها عن رأيها في واقع الإعلان حول قرى، تشقها الأنهار فيها بيوت مجهزة لهم على أن يلتحقوا بدولة العراق الإسلامية!!
وأظن أن انتشار الفلسطينيين في العالم، سيوفر لكل من يريد ذلك العثور على من له أقرباء أو معارف في العراق من الفلسطينيين .. وهذا التكليف إن شاء الله ضمن وسع عامة الناس ... فلا تبخسوا الحق جهدا يسيرا وبضع دراهم .. تحريا لما يجب أن تخطه أقلامكم، قبل أن تقفون بين يدي ربكم فتُسألون! والله من وراء القصد.
كتبه ... عبد الرحيم الشمري/ العراق
shammar_abd60@yahoo.com
الهوامش:
(1) http://up.9q9q.net/up/index.php?f="nqlgGFIHF
(2) http://up.9q9q.net/up/index.php?f=KNIfFETQO
(3) http://up.9q9q.net/up/index.php?f=16z0Yw03x
(4) http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/01/23361.htm
(5) http://www.almaqreze.com/hewarat/hewar010.html
المصدر:
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=8732(/)
معيار القيادة الاسلامية
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 10:16]ـ
بقلم: د. طارق السويدان
2007 - 02 - 16
هل المعيار هو (إنَّ خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمين)؟! سورة القصص، القوة والأمانة، نعم .. إن هاتين الصفتين تجمعان كل المعاني القيادية التي تحدَّث عنها علماء الإدارة في العالم. وسنتحدث عنهما اليوم بإيجاز. القوة: وتعني الكفاءة والذكاء والقدرة على أداء المهمة، وتختلف القوة المطلوبة باختلاف المهمة. قال ابن تيمية: والقوة في كل عمل بحسبها، فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب، والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه القرآن والسنة وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام. ومن مظاهر فقدان القوة:
1 - الروتين القاتل: وأعراضه البطء في إنجاز المعاملات والضغط في العمل والذي يسبب الاكتئاب والملل، ويؤدي إلى تمضية الوقت كيفما اتفق. ولعل هذا واضح في ترهّل الإدارة والروتين الحكومي المستشري في معظم الدول العربية.
2 - ضعف الاستغفار: يضعف الاستغفار عندما يصبح استغفاراً سريعاً بلا روح، استغفاراً شفهياً لا يلامس شغاف القلب، فيرق به من خشونة الذنب. وهو من شروط القوة المعنوية والاقتصادية التي غفلنا عنها ولا توجد لدى أنظمة الغرب أو علومهم. وهذا هود عليه السلام ينصح قومه بشروط البنية المعنوية الاقتصادية فيقول: (يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) سورة هود.
الأمانة: وتعني المصداقية والرقابة الذاتية والمبادرة لأداء العمل على أتم وجه. وتستخدم كلمة الأمانة بأكثر من معنى، ومنها:
أ - التكليف: قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَات وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً). سورة الأحزاب.
ب - الأمانة المعنوية: تمتد حدود الأمانة إلى ما هو أبعد من القضايا المالية، فهي تشمل أمانة الفكر والرأي والموقف. وعلى سبيل المثال عدم بخس العاملين حقوق التقدير الممزوج بالحب، ومساعدتهم في قضاياهم ومشاكلهم المؤرقة بقدر الاستطاعة.
جـ - الضمير اليقظ: وهو الذي، كما يقول الغزالي، تصان به الحقوق المتمثلة في حقوق الله والناس وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والإهمال.
د - الإتقان: فالحرص على أداء الواجب المنوط بالشخص بشكل متقن من أخلاق المسلم. ومنه السهر على حقوق الناس وإذا استهان الفرد بما كلف به وإن كان صغيراً فرط فيما بعده إلى أن تستشري روح الفساد والضياع في كيان المؤسسة. بل إن المطلوب هو تجاوز الإتقان والوصول إلى درجة الإبداع في التخطيط والتنفيذ مسترشدين بدعوة المصطفى عليه السلام: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". أخرجه البيهقي.
هـ - عدم الاستغلال: أي عدم استغلال المنصب لمنافع شخصية أو للإضرار بمصالح الأخرين وإضاعة حقوقهم.
و - تعيين الأصلح: وهو تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب وليس العكس. مصداقاً لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "من استعمل رجلاً من عصابة، وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين". أخرجه الحاكم.
· خبير مهارات و داعية إسلامية كويتي.
عن جريدة المدينة السعودية(/)
((شَرْحُ التّبصير في معالم الدين للطبري)) للإمام ابن باز
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 11:49]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
[شَرْحُ التّبصير في معالم الدين للطبري]
لسماحة الشيخ الإمام ابن باز - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِِهِ -
الشريط الأول
http://islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58269&scholar_id=16&series_id=3181
الشريط الثاني
http://islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58270&scholar_id=16&series_id=3181
الشريط الثالث
http://islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58271&scholar_id=16&series_id=3181
الشريط الرابع
http://islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58272&scholar_id=16&series_id=3181
الشريط الخامس
http://islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58273&scholar_id=16&series_id=3181
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وزادني وإياكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 01:30]ـ
بارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 11:52]ـ
جزاك الله خيرا اخي سلمان.
هذا ماعهدنا منك محبا لنشر الخير.
رزقنا الله وإياك الاخلاص.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 02:25]ـ
شكر الله لك أخي سلمان
ورحم الله الشيخ الإمام ابنَ باز، وجزاه عما بذله خير الجزاء وأوفاه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 06:37]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا ـ جمِيعًا ـ، وباركَ فيكُم.
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:25]ـ
أبو زيد لو لدينا ثلاث نسخ منك .. لكنا بخير ..
محبك(/)
في أيّ شريط ذكر الشيخ الألبانيّ أن ابن حجر و النوويّ أشعريان؟
ـ[حرملة]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 05:27]ـ
أيها الفضلا ...
في أيّ شريط ذكر الشيخ الألبانيّ أن ابن حجر و النوويّ أشعريان؟
هل منكم من يذكر لي رقم الشريط أو يُعيرني رابطها؟ ابتسامة
جوزيتم خيرا
ـ[حسوني]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 12:48]ـ
السلام عليكم ...
أخي حرملة عليك بالسلسلة الذهبية " سلسلة الهدى و النور " للعلامة الحافظ الألباني ـ رحمه الله ـ من برنامج أهل الحديث الرائع جدا جدا ... فاستمع ـ غير مأمور ـ إلى الشريط رقم 285 من Cd3 , و الشريط رقم 516 من Cd5 , و الأشرطة 635 و 666 و 727 من Cd6.
ـ[حرملة]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 03:49]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 01:37]ـ
أخي الكريم حسوني [تصغير حسان:)]
أين أجد أشرطة الشيخ على Cd بارك الله فيك؟
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 12:52]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المعلومة القيمة
ـ[بلال ب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أين أجد مناضرة العلامة الحافظ الألباني لسعيدرمضان البوطي فقد تعبت في البحث عنها ولم أجدها وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيراوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 09:40]ـ
أيها الفضلا ...
في أيّ شريط ذكر الشيخ الألبانيّ أن ابن حجر و النوويّ أشعريان؟
هل منكم من يذكر لي رقم الشريط أو يُعيرني رابطها؟ ابتسامة
جوزيتم خيرا
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
" مثل النووي، وابن حجر العسقلاني، وأمثالهم، من الظلم أن يقال عنهم: إنهم من أهل البدع، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة "، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة، وإنما وهِموا، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية: ظنوا شيئين اثنين:
أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً؛ لأنه رجع عنه.
وثانياً: توهموه صواباً، وليس بصواب.انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ". [/ SIZE]
.............................
عن ملتقى اهل الحديث
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 10:41]ـ
و ذكر أشعرية النووي أيضا الشيخ سعد بن عبد الله الحميد في شرحه ألفية السيوطي عندما شرح البيت الذي فيه:
و النووي رجح في التقريب ظنا به و القطع ذو تصويب
أي أن النووي يرى أن الحديث الصحيح الإسناد يفيد الظن لا القطع بأن النبي (ص) قاله
و الشرح الصوتي للألفية موجود على موقع طريق الإسلام - الشريط الثالث على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=21256&series_id=(/)
الرد على من قال إن رسم الهلال على المنارات من البدع المحدثة:
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 12:00]ـ
الرد على من قال إن رسم الهلال على المنارات من البدع المحدثة:
يكثر الكلام بين الفينة والأخر حول أصل وحكم وضع رسم الهلال على المنارات، وتصدر مطالبات من البعض تطالب بإزالتها من المنارات؛ قالت إن أصلها من عادات الدولة العثمانية.
وعندما كنت أقرأ في الكتاب الفذ في بابه " التراتيب الإدارية " للكتاني وقفت على ما يشفي شيء من الغليل في هذا الباب، وكأنه يسمع ما يدور بين أوساط الناس في هذا الوقت بهذا الشأن.
فقال: (1/ 320) قال: في " الإصابة في تمييز الصحابة " (3/ 72): في ترجمة سعد بن مالك الأزدي، فنقل عن ابن يونس، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض. فيؤخذ من هذا أصل رسم صورة الهلال في الراية الإسلامية، وبذلك تعلم ما وقع لصاحب " وفيات الأسلاف " فإنه قال في (ص 380): إن وضع رسم صورة الهلال على رءوس منارات المساجد بدعة، وإنما يتداول ملوك الدولة العثمانية رسم الهلال علامة رسمية أخذاً من القياصرة وأصله أن فيلبش المقدوني والد الاسكندر الأكبر لما هاجم بعسكره على القسطنطينية في بعض الليالي دافعه أهلها وغلبوا عليه وطردوه عن البلد وصادف ذلك وقت السحر، فتفاؤلوا به واتخذوا رسم الهلال في علمهم الرسمي تذكيراً للحادثة، وورث ذلك منهم القياصرة ثم العثمانية لما غلبوا عليها ثم حدث ذلك في بلاد قازان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 01:09]ـ
الرد على من قال إن رسم الهلال على المنارات من البدع المحدثة:
يكثر الكلام بين الفينة والأخر حول أصل وحكم وضع رسم الهلال على المنارات، وتصدر مطالبات من البعض تطالب بإزالتها من المنارات؛ قالت إن أصلها من عادات الدولة العثمانية.
وعندما كنت أقرأ في الكتاب الفذ في بابه " التراتيب الإدارية " للكتاني وقفت على ما يشفي شيء من الغليل في هذا الباب، وكأنه يسمع ما يدور بين أوساط الناس في هذا الوقت بهذا الشأن.
.
بارك الله فيكم
ليس في هذا ما يشفي، فغاية إن صح ـ مع استبعاده ـ إن جائز او مستحب في الراية اما المنارة فلا. فتأمل. والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 11:59]ـ
قال صاحب كتاب العمارة في صدر الاسلام:
أول من عرف الهلال الفن الساساني الإيراني (الفارسي) وكان يستخدم في بلاد الفرس في بعض الرسوم ثم اتخذته بيزنطة واستعملته في زخرفة بعض مبانيها، وبعد ذلك اتخذه المسلمون رمزاً دينيا للمساجد يقابل رمز الصليب للكنائس، وظهر استعماله أولاً في مصر وتركيا في عهد الفاطمين والمماليك بعد أن انحرف اتجاه المسلمين من الاتباع إلى الابتداع.
ويقول الدكتور محمد القيسي:
أما الهلال الفارسي الذي اتخذه المسلمون شعاراً لهم، فقد وقع فيه المسلمون بمحاولتهم إيجاد رمز للإسلام يخالف رمز الصليب للنصرانية، وفاتهم أن الرموز أجنبية عن مشاعر الدين الحق، وأنه ليس للمسلم أن يضيف جديداً إلى شرع الله.
وإذا أخطأ النصارى فرمزوا إلى دينهم بالصليب فليس لنا أن نحاول تصحيح الخطأ بالسير على نهجه وابتداع رمز غير مشروع.
فلو كان في مثل هذه الامور خير وتقرب إلى الله سبحانه لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فكل الخير باتباع محمد وسنة الخلفاء الراشدين من بعده رضوان الله عليهم.ً
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 10:17]ـ
وهل كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-: منارة، أو قبة، أو بما يُسمى بالمحراب، فضلاً عن الهلال؟!
طرفة:
بلغني أنه في أحدى أندية الرياضية في السعودية نزعوا (الهلال) مِن فوق منارة مسجدهم وجعلوا مكانه لفظة: (الله أكبر)؛ نكاية بـ (نادي الهلال) السعودي!
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:36]ـ
وهل كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-: منارة، أو قبة، أو بما يُسمى بالمحراب، فضلاً عن الهلال؟!
طرفة:
بلغني أنه في أحدى أندية الرياضية في السعودية نزعوا (الهلال) مِن فوق منارة مسجدهم وجعلوا مكانه لفظة: (الله أكبر)؛ نكاية بـ (نادي الهلال) السعودي!
ألم يكن أذان بلال وابنُ أمِّ مكتوم على مكان مرتفع!
ثبت في الصحيح من طريق نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال:
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنان: بِلالٌ وبن أُمِّ مَكتومٍ الأعمى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بلالا يُؤَذِّنُ بليل فكلوا واشربوا حتى يُؤَذِّنَ ابن أم مَكتومٍ
قال: ولم يَكن بينهما إلا أَنْ يَنْزِلَ هذا، وَيَرْقَى هذا.
والمنارة والأذان عليها معروفٌ في عهد الصحابة رضي الله عنهم، كما روي في بعض الآثار
وتتابع الناس على ذلك
ثم إنَّ القصد منها إبلاغ الصوت وإسماع الناس النداء
فإن قيل: لايؤذَّن عليها اليوم
فيُقال: هذا صحيح؛ لكن المكبرات -وهي وسيلة حادثة أيضاً- توضع عليها، لكي لا تحجز البنيان الصوت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[28 - Feb-2007, صباحاً 10:40]ـ
زيادة بيان:
قال الإمام الألباني:
والذي تلخص عندي في هذا الموضوع؛ أنه لم يثبت أن المنارة في المسجد كانت معروفة في عهده -صلى الله عليه وسلم- (1)، ولكن من المقطوع به أن الأذان كان حينذاك في مكان مرتفع على المسجد يرقى إليه كما تقدم، ومن المحتمل أن الرقي المذكور إنما هو إلى ظهر المسجد فقط (2)، ومن المحتمل أنه إلى شيء كان فوق ظهره كما في حديث أم زيد، وسواء كان الواقع هذا أو ذاك، فالذي نجزم به أن المنارة المعروفة اليوم ليست من السنة في شيء، غير أن المعنى المقصود منها – وهو التبليغ – أمر مشروع بلا ريب، فإذا كان التبليغ لا يحصل إلا بها، فهي حينئذ مشروعة؛ لما تقرر في علم الأصول: أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب.
غير أن من رأيي أن وجود الآلات المكبرة للصوت اليوم يغني عن اتخاذ المئذنة كأداة للتبليغ،
ولا سيما أنها تكلف أموالاً طائلة، فبناؤها والحالة هذه – مع كونه بدعة، ووجود ما يغني عنه– غير مشروع؛ لما فيه من إسراف و تضييع للمال، ومما يدل دلالة قاطعة على أنها صارت اليوم عديمة الفائدة؛ أن المؤذنين لا يصعدون إليها البتة، مستغنين عنها بمكبرات الصوت. [«الأجوبة النافعة» (ص17 - 18)]
ـــــــــ
(1) ولا ينافي هذا قول عبد الله بن شقيق التابعي: «من السنة الأذان من المنارة والإقامة في المسجد، وكان عبد الله يفعله»، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86/1) بسند صحيح عنه، وذلك لما تقرر في علم الأصول؛ أن قول التابعي: من السنة كذا؛ ليس في حكم المرفوع، بخلاف ما إذا قال ذلك صحابي، فإنه في حكم المرفوع.
(2) كما في حديث عروة بن الزبير قال: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يؤذن يوم الفتح فوق الكعبة»، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86/1) بسند صحيح عنه؛ إلا أنه مرسل.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 12:55]ـ
وهل كل ما استحدث بدعة؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 10:33]ـ
نقل جميل جملك الله بالايمان اخي ابو عثمان أنت وبقية الاخوان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2007, صباحاً 08:11]ـ
بارك الله فيك أبا عثمان
سبق لي الاطلاع على كلام الشيخ قديماً، ولا يوافق -رحمه الله- على ما ذكر
والتسليم بإمامة الشيخ وسعة علمه واطلاعه لا يعني قبول كل آرائه
فرحمه الله وغفر له وأعلى منزلته
زيادة بيان:
قال الإمام الألباني:
والذي تلخص عندي في هذا الموضوع؛ أنه لم يثبت أن المنارة في المسجد كانت معروفة في عهده -صلى الله عليه وسلم- (1)، ولكن من المقطوع به أن الأذان كان حينذاك في مكان مرتفع على المسجد يرقى إليه كما تقدم، ومن المحتمل أن الرقي المذكور إنما هو إلى ظهر المسجد فقط (2)، ومن المحتمل أنه إلى شيء كان فوق ظهره كما في حديث أم زيد، وسواء كان الواقع هذا أو ذاك، فالذي نجزم به أن المنارة المعروفة اليوم ليست من السنة في شيء، غير أن المعنى المقصود منها – وهو التبليغ – أمر مشروع بلا ريب، فإذا كان التبليغ لا يحصل إلا بها، فهي حينئذ مشروعة؛ لما تقرر في علم الأصول: أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب.
غير أن من رأيي أن وجود الآلات المكبرة للصوت اليوم يغني عن اتخاذ المئذنة كأداة للتبليغ،
ولا سيما أنها تكلف أموالاً طائلة، فبناؤها والحالة هذه – مع كونه بدعة، ووجود ما يغني عنه– غير مشروع؛ لما فيه من إسراف و تضييع للمال، ومما يدل دلالة قاطعة على أنها صارت اليوم عديمة الفائدة؛ أن المؤذنين لا يصعدون إليها البتة، مستغنين عنها بمكبرات الصوت. [«الأجوبة النافعة» (ص17 - 18)]. [/ color][/size]
أولاً: أثبتَ الشيخ -رحمه الله- الأذان على مكان مرتفع في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم
ثانياً: بيَّنَ الشيخ أنَّ المنارة المنتشرة اليوم لم تكن على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: يرى الشيخ أن المنارة إن كان تبليغ الأذان لا يحصل إلا بها فهي مشروعة
رابعاً: يرى الشيخ أنَّ المكبرات اليوم تغني عن المنائر، وأصبحت المنائر اليوم عديمة الفائدة؛ حتى إنَّ المؤذنين لا يحتاجون للصعود عليها
وأضاف تعليلاً آخر يؤكد به عدم المشروعية وهو ما تكلفه المنائر من الأموال الطائلة
ولا نقاش مع الشيخ -رحمه الله- في النقاط الثلاثة الأولى، وإنما النقاش في الرابعة:
كون المكبرات مغنية عن المنائر محلُّ نظر!
فالمكبرات لو كانت على مستوى أسطح المساجد -مثلاً- لما بلغ الصوت كثيراً من أنحاء الحي التابع لهذا المسجد؛ فكيف بغيره من الأحياء
ولذا لا يصح القول بأنها قليلة الفائدة فضلاً عن القول بأنها (عديمة الفائدة)
والملاحظ أنَّ بعض المساجد القديمة ذات المنائر القصيرة التي تتجاوزها البيوت المجاورة في الارتفاع= لايسمع صوتَ مكبراتها كثيرٌ من سكان الحي
فالمنائر لها حاجة، وهي وضع المكبرات عليها؛ ليتحقق المقصود وهو التبليغ، خاصة مع ازدحام الأحياء بالسكان، ولا يلزم صعودُ المؤذن عليها
وأما التكاليف المادية فأمر آخر لا علاقة له بأصل المسألة، فإذا ثبتت الحاجة جاز استحداث المنائر، ويبقى الذمُّ متوجهاً للإسراف والمباهاة والمبالغة في التكاليف
وبناء على هذا لا يصح القول بعدم مشروعيتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 02:16]ـ
فالمنائر لها حاجة، وهي وضع المكبرات عليها؛ ليتحقق المقصود وهو التبليغ، خاصة مع ازدحام الأحياء بالسكان، ولا يلزم صعودُ المؤذن عليها
وفيكم بارك أخي المشرف الحمادي.
ألا يصلح وضع مكبرات الصوت إلا على شكل منارة مثل منارات الكنائس؟!
فلو جعلنا برجاً حديداً -لارتفاع محدود- ووضعنا عليه هذه المكبرات لتحقق المقصود.
وأذكر عندما بُنيت منارة المسجد الذي أصلي فيه كلّف بناؤها ما يقارب (21ألف دولار)!! وليُعْلم أن هذا المبلغ نستطيع أن نبيني فيه مسجداً على السنة في منطقة بحاجة إليه!
والله المستعان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 12:54]ـ
وفيكم بارك أخي المشرف الحمادي.
ألا يصلح وضع مكبرات الصوت إلا على شكل منارة مثل منارات الكنائس؟!
فلو جعلنا برجاً حديداً -لارتفاع محدود- ووضعنا عليه هذه المكبرات لتحقق المقصود. وأذكر عندما بُنيت منارة المسجد الذي أصلي فيه كلّف بناؤها ما يقارب (21ألف دولار)!! وليُعْلم أن هذا المبلغ نستطيع أن نبيني فيه مسجداً على السنة في منطقة بحاجة إليه!
والله المستعان.
أحسنت وفقك الله
إذن توافق على خطأ القول بإنكار اتخاذ المنائر مطلقاً
ويبقى النظر فيما يناسب اتخاذه لتوضع عليه المكبرات
وهذا شيءٌ، وإنكار جواز اتخاذ المنائر شيءٌ آخر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 10:42]ـ
ولا ينافي هذا قول عبد الله بن شقيق التابعي: «من السنة الأذان من المنارة والإقامة في المسجد، وكان عبد الله يفعله»، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86/1) بسند صحيح عنه، وذلك لما تقرر في علم الأصول؛ أن قول التابعي: من السنة كذا؛ ليس في حكم المرفوع، بخلاف ما إذا قال ذلك صحابي، فإنه في حكم المرفوع.
هذا المقطع من كلام الشيخ الألباني رحمه الله يفيد أن المنائر موجودة منذ عصر التابعين إلى يومنا هذا، ولم يحفظ أن أحدا من أهل العلم أنكرها ـ حسب علمي ـ وما كان كذلك = فلا ينبغي العدول عنه، وتغليط أوتبديع فاعله، فإن العمل مزيل لشوائب التأويل.
كما أنه يدل على صحة استباطهم لذلك من السنة كما تفضل به الشيخ عبد الله.
ولا يستقيم بحال أن يكون الآف علماء السلف والخلف من المحققين مقرين للبدع والمحدثات.
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 10:59]ـ
أشكر الأخوة على هذه العليقات، وهذا ما كنا نرجو فإلى الأمام أيها الأخوة بحفظ الله ورعايته
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في الجميع
هل شكل المسجد من الأمور التوقيفية العبادية أو من قبيل الأمور العادية؟ - مع ذكر الدليل و أجركم على الله -
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 01:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في الجميع
هل شكل المسجد من الأمور التوقيفية العبادية أو من قبيل الأمور العادية؟ - مع ذكر الدليل و أجركم على الله -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيفية بناء المسجد ليست من الأمور التعبُّدية، بل يُبنَى بالشكل المناسب، وقد روي في الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ ببناء المساجد في الدور، وأن تُنظَّفَ وتُطيَّب
أخرجه بعض أهل السنن، واختلف في وصله وإرساله
المهم ألا يشتمل بناء المسجد على مخالفات شرعية؛ كالزخرفة
وفي حديث ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود
ـ[أم سهيلة]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم
مما اعلمه و الله اعلم ان الهلال من شعارات الماسونية كما ان الصليب من شعاراتها ايضا
فالماسونية دين الرموز بالدرجة الاولى ولم يكن الاسلام ولا المسيحية كذلك
فهل يعقل ان يعبد قوم ما كان آلة في قتل نبيهم على حد زعمهم ويتخذوه شعارا لهم لولا توغل باطنية اليهودية (الماسونية) عبدة الشيطان وورثة سحرة فرعون في المسيحية بل و حتى في الاسلام بالترويج للبدع.
ـ[أسامة]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 12:49]ـ
وأذكر عندما بُنيت منارة المسجد الذي أصلي فيه كلّف بناؤها ما يقارب (21ألف دولار)!! وليُعْلم أن هذا المبلغ نستطيع أن نبيني فيه مسجداً على السنة في منطقة بحاجة إليه!
بارك الله فيكم
دار حوار بيني وبين جدي -رحمه الله- في المسجد *، منذ حوالي 24 عام، وكنت طفلا صغيرا.
فأرسلني لأحد صغار طلبة العلم حتى يجيب علىّ.
فأعدت عليه السؤال: المساجد توجد عليها منارات عالية ونحن لا يوجد عندنا ... فما السبب؟
فقال لي: ذلك لأن الناس قديما كانوا يتخذون المنارات العالية حتى يصعد عليها المؤذن فيؤذن في الناس. وكان يستخدمون القباب ليكون الصوت أعلى وأوضح بداخل المسجد.
وأما الآن فنستخدم مكبرات الصوت، الخارجية منها والداخلية، فلا حاجة لنا بهذه الأشياء.
والأموال التي تصرف فيها أموال باهظة، فيحسن استخدامها في أعمال الخير وعدم اهدارها فيما لا فائدة فيه.
ـــ
* هذا المسجد، هو مسجد التوحيد في المنصورة.
ولم يتم بناء منارة للمسجد، بل حدثت توسعات في المسجد بإنشاء الدور الثاني، وآخر ثالث؛ والفائدة أكبر بكثير من مجرد وجود منارة.
لأن التوسعات استفاد منها طلاب معهد إعداد الدعاة، والمكتبة، ومكان للنساء، وينتفع بها من أراد الاعتكاف، وغير ذلك من الأمور التي تدعو لها الحاجة.
هذا على هامش حديثكم. بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 01:13]ـ
نفع المولى بحديثكم
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 02:25]ـ
الشيخ الالباني رحمه الله اذكر ان له قولا في تبديع الخط الذي يقف عليه الماموم خلف الامام لتعديل الصف .. !
فهل خالفه احد من اهل العلم او وافقه .. ؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 05:27]ـ
الشيخ الالباني رحمه الله اذكر ان له قولا في تبديع الخط الذي يقف عليه الماموم خلف الامام لتعديل الصف .. !
فهل خالفه احد من اهل العلم او وافقه .. ؟
نعم، خالفه العلامة العثيمين.
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 02:07]ـ
جزيت خيرا
اين اجد كلام الشيخ ابن عثيمين
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 04:54]ـ
السؤال:
بالنسبة للخطوط ما يقال إنها بدعة لأن بعض الناس يقول بإمكان الرسول عليه الصلاة والسلام أن يضع خطاً لكن لم يفعل؟
الجواب:
(نقول هذه وسيلة فالناس لا يتعبدون بهذه الخطوط لكن يرون أنها وسيلة إلى تعديل الصفوف والوسائل لها أحكام المقاصد ولهذا لم يكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام تدوين الكتب ولا بناء المدارس ولا تنقيط القرآن ولا إعراب القرآن كل هذا حدث بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه وسيلة وأما قولهم إن الرسول يمكنه أن يفعل فليس بصحيح لأن أرض مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مفروشة بالحصباء وكيف يكون التخطيط مهما وضعوا من الخطوط سيزول ولو قالوا يمكن أن يجعل خيطاً قلنا الخيط فيه مضرة على الناس يعثرون به).
من شرح (الكافي).
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 10:34]ـ
كما قال الأخ أبو عثمان , النزاع قائم في المآذن والمنارات أصلا لا في الهلال(/)
من مخالفات العلامة ابن حزم لمذهب أهل السنة والجماعة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فالقِ الإصباحِ، وجاعلِ الليلِ سكنا، والشمسِ والقمرِ حسبانا، والصلاة والسلام على المبعوثِ للخلقِ بشيراً ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أما بعد:
فهناك بعض الشباب المبتدئين في الطلب من يطالع كتب العلامة ابن حزم، وقد يخفى عليهم ما فيها من مخالفات لمنهج السلف في عدد من الجوانب أهمها العقيدة، فأحببت من باب النصيحة للمسلمين تبيين بعض الأمور التي يُحذر منها في أقواله وكتبه، وذلك بذكر النقول عن بعض المحققين من العلماء
وقبل الشروع في النقل أحب أن أبين أمرا مهما وهو:
أن الكلام المنقول هنا في الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ ليس انتقاصا منه، ولا تقليلا لشأنه، ولكن ليحذر الجاهل من تقليده فيما غلط فيه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 4/ 543:
ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم، والدين من الصحابة، والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت، وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه، فتريد تصويب ذلك الفعل، وابتاعه عليه.
وطائفة تذمه، فتجعل ذلك قادحا في ولايته، وتقواه، بل في بره، وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد.
والخوارج، والروافض، وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم، وأحبه، ووالاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق، ويرحم الخلق، ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنان، وسيئات؛ فيحمد، ويذم، ويثاب، ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج، والمعتزلة ومن وافقهم.
وقال ابن القيم في أعلام الموقعين 3/ 220:
فصل: ولابد من أمرين أحدهما أعظم من الآخر، وهو النصيحة لله، ولرسوله، وكتابه، ودينه، وتنزيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بعث الله به رسوله من الهدى، والبينات التي هي خلاف الحكمة والمصلحة والرحمة والعدل وبيان نفيها عن الدين وإخراجها منه وإن أدخلها فيه من أدخلها بنوع تأويل، والثاني معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم، ولا نعصم، ـ إلى أن قال ـ ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين جاهل بمقدار الأئمة، وفضلهم، أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله، ومن له علم بالشرع، والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، وآثار حسنة، وهو من الإسلام، وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة، والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته، وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.
ونحوه في كلام شيخ الإسلام في بيان الدليل على بطلان التحليل ص152.
وقال ابن رجب في الحكم الجديرة بالإذاعة [المجموع] 1/ 244:
فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا يقع فيه كثير من أعيان الأمة من علمائها، وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطأه موضوع عنه، ومع هذا فلم يمنع ذلك من عَلِمَ أمر الرسول الذي خالفه هذا أن يبين للأمة أن هذا مخالف لأمر الرسول، نصيحة لله، ولرسوله ولعامة المسلمين، وهب أن هذا المخالف عظيم له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين إلا أن حق الرسول مقدم على حقه وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول، وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره، وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة، فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم، ويقتدي به من رأي مُعَظّّم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ.
ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة، وربما أغلظوا في الرد لا بغضاً له بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم، وأمره فوق كل أمر مخلوق.
فإذا تعارض أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر غيره فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أولى أن يقدم ويتبع، ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره، وإن كان مغفوراً له، بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه ـ إلى أن قال ـ
فههنا أمران أحدهما: أن من خالف أمر الرسول في شيء خطأ مع اجتهاده في طاعته، ومتابعة أوامره فإنه مغفور له لا تنقص درجته بذلك.
والثاني: أنه لا يمنعنا تعظيمه، ومحبته من تبين مخالفة قوله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونصيحة الأمة تبيين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ونفس ذلك الرجل المحبوب المعظم لو علم أن قوله مخالف لأمر الرسول فإنه لأحب من يبين ذلك للأمة ذلك، ويرشدهم إلى أمر الرسول، ويردهم في قوله في نفسه، وهذه النكتة تخفى على كثير من الجهال بسبب غلوهم في التقليد، وظنهم أن الرد على معظم من عالم، وصالح تنقص به، وليس كذلك.
وقال العلامة المعلمي في التنكيل1/ 6: من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل، ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم، يرى بعض أهل العلم أن النصارى أول ما غلوا في عيسى عليه السلام كان الغلاة يرمون كل من أنكر عليهم بأنه يبغض عيسى ويحقره ونحو ذلك فكان هذا من أعظم ما ساعد على أن انتشار الغلو لأن بقايا أهل الحق كانوا يرون أنهم إذا أنكروا على الغلاة نسبوا إلى ما هم أشد الناس كراهية له من بغض عيسى وتحقيره، ومقتهم الجمهور، وأوذوا فثبطهم هذا عن الإنكار، وخلا الجو للشيطان، وقريب من هذا حال الغلاة الروافض وحال القبوريين، وحال غلاة المقلدين اهـ.
فليحذر غلاة ومقلدة الظاهرية من التغاظي عن هذه الأمور، أو محاولة الترقيع السمجة؛ تعصبا لابن حزم؛ فالحق أحق أن ينتصر له.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:34]ـ
وهذه بعض النقول المقصودة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 5/ 249:
وكذلك أبو محمد بن حزم ـ مع معرفته بالحديث، وانتصاره لطريقة داود، وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر ـ قد بالغ في نفي الصفات، وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير، ونحوهما لا تدل على العلم، والقدرة، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة، ويدعي أن قوله هو: قول أهل السنة، والحديث، ويذم الأشعري، وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة، والحديث في الصفات، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري، وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.
وقال في منهاج السنة 2/ 583: وزعم ابن حزم أن أسماء الله تعالى الحسنى لا تدل على المعاني فلا يدل عليم على علم ولا قدير على قدرة بل هي أعلام محضة! وهذا يشبه قول من يقول: بأنها تقال بالاشتراك اللفظي. وأصل غلط هؤلاء شيئان: إما نفي الصفات والغلو في نفي التشبيه، وإما ظن ثبوت الكليات المشتركة في الخارج.
فالأول هو مأخذ الجهمية، ومن وافقهم على نفي الصفات، قالوا: إذا قلنا عليم يدل على علم، وقدير يدل على قدرة لزم من إثبات الأسماء إثبات الصفات، وهذا مأخذ ابن حزم فإنه من نفاة الصفات، مع تعظيمه للحديث، والسنة والإمام أحمد، ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره.
وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة، والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتفق له من يبين له خطأهم، ونقل المنطق بالإسناد عن متى الترجمان، وكذلك قالوا: إذا قلنا: موجود وموجود، وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر نحوه في كتاب: الرد على المنطقيين ص131 - 132.
وقال في العقيدة الأصفهانية ص 106 - 108:
.. وبهذا يتبين أن الحي القابل للسمع والبصر والكلام؛ إما أن يتصف بذلك، وإما أن يتصف بضده، وهو الصمم، والبكم، والخرس، ومن قدر خلوه عنهما فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا: لا يوصف بأنه حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، بل قالوا: لا يوصف بالإيجاب، ولا بالسلب؛ فلا يقال: هو حي عالم، ولا يقال: ليس بحي عالم، ولا يقال: هو عليم قدير، ولا يقال: ليس بقدير عليم، ولا يقال: هو متكلم مريد، ولا يقال: ليس بمتكلم مريد، قالوا: لأن في الإثبات تشبيها بما تثبت له هذه الصفات، وفي النفي تشبيه له بما ينفي عنه هذه الصفات، وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم: أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم، والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة، ولا علم، ولا قدرة، وقال: لا فرق بين الحي، وبين العليم، وبين القدير في المعنى أصلا!
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات، وقرمطة في السمعيات، فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي، والقدير، والعليم، والملك، والقدوس، والغفور .. ـ إلى أن قال ـ
ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه، وإنما امتنعوا عن بعضها، وأيضا: فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى، وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى، بل هذا القائل لو سمى معبوده: بالميت والعاجز والجاهل، بدل الحي والعالم والقادر = لجاز ذلك عنده! فهذا، ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر، وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته، مع ادعائهم الحديث، ومذهب السلف، وإنكارهم على الأشعري، وأصحابه أعظم إنكار، ومعلوم أن الأشعري، وأصحابه أقرب إلى السلف، والأئمة، ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير.
وأيضا: فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل، ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن، والصفات، وينكرون على الأشعري وأصحابه، والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل، ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا، وانتسابا،
أما تحقيقا: فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه، ومذهب ابن حزم، وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات = تبين له ذلك، وعلم هو، وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة، بل إلى الفلاسفة من الأشعرية، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف، والأئمة، وأهل الحديث منهم.
وأيضا: فإن إمامهم داود، وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث، ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلك المعتزلة، وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات، وإن خالفوهم في القدر والوعيد.
وفي ص109 - 110: وهذه الجمل نافعة فإن كثيرا من الناس ينتسب إلى السنة، أو الحديث، أو اتباع مذهب السلف، أو الأئمة، أو مذهب الإمام أحمد، أو غيره من الأئمة، أو قول الأشعري، أو غيره، ويكون في أقواله ما ليس بموافق لقول من انتسب إليهم، فمعرفة ذلك نافعة جدا كما تقدم في الظاهرية الذين ينتسبون إلى الحديث، والسنة حتى أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف، والأئمة ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف، والأئمة حتى نفوا حقيقة أسماء الله، وصفاته وصاروا مشابهين للقرامطة الباطنية بحيث تكون مقالة المعتزلة في أسماء الله أحسن من مقالتهم، فهم مع دعوى الظاهر يقرمطون في توحيد الله وأسمائه.
وقال الإمام ابن تيمية كما في جامع الرسائل 1/ 170 - 171: [بعد ذكره لأقوال ابن عربي، وأصحابه، ثم الغزالي في كتابَيه المضنون بهما على غير أهلهما، والفلاسفة] .. وقد يقرب من هؤلاء ابن حزم حيث رد الكلام، والسمع، والبصر، وغير ذلك إلى: العلم، مع أنه لا يثبت صفة لله هي: العلم، ويجعل أسماءه الحسنى إنما هي أعلام محضة! فالحي، والعالم، والقادر، والسميع، والبصير، ونحوه كلها أسماء أعلام لا تدل على الحياة، والعلم، والقدرة، وهذا يؤول إلى قول القرامطة الباطنية ونحوهم نفاة أسماء الله تعالى الذين يقولون:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يقال حي ولا عالم ولا قادر، وهذا كله من الإلحاد في أسماء الله، وآياته قال تعالى {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} .. الخ. اهـ
وكلام ابن حزم المشار إليه في الفصل 3/ 124و128.
وقال في الرد على الأخنائي ص15: وقال ابن حزم الظاهري: السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة حرام، وأما السفر إلى آثار الأنبياء فذلك مستحب، ولأنه ظاهري لا يقول بفحوى الخطاب، وهو إحدى الروايتين عن داود الظاهري، فلا يقول إن قوله (فلا تقل لهما أف) يدل على النهي عن الضرب والشتم ولا إن قوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) يدل على تحريم القتل مع الغنى واليسار، وأمثال ذلك مما يخالفه فيه عامة علماء المسلمين، ويقطعون بخطأ من قال مثل ذلك، فينسبونه إلى عدم الفهم، ونقص العقل.
وانظر نحوه في الفتاوي 27/ 250.
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى4/ 395:
فصل: وأما نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل إنهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد بن حزم، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء، ونصوص الكتاب، والسنة تبطل هذا القول وحجته التي احتج بها فاسدة .. ـ ذكر حجته ورد عليها ثم قال ـ: وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه، كما يعجب مما يأتي من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله إن مريم نبية، وإن آسية نبية، وإن أم موسى نبية .. اهـ[ .. ثم رد عليه].
وانظر كلام ابن تيمية في الصفدية 1/ 198: على هذه المسألة، والرد على ابن حزم.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوي 21/ 207:
ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله، ولا يفهم تنبيه الخطاب، وفحواه من أهل الظاهر كالذين يقولون: إن قوله ولا تقل لهما أف لا يفيد النهي عن الضرب، وهو إحدى الروايتين عن داود، واختاره ابن حزم وهذا في غاية الضعف، بل وكذلك قياس الأولى، وإن لم يدل عليه الخطاب لكن عرف أنه أولى بالحكم من المنطوق بهذا؛ فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحد من السلف فما زال السلف يحتجون بمثل هذا وهذا.
وقال في درء تعارض العقل والنقل 8/ 61: [في كلامه على ابن عقيل]
فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ = ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق = ما هو مذموم مدحور، وكذلك يوجد هذا، وهذا في كلام كثير من المشهورين بالعلم مثل أبي محمد بن حزم، ومثل أبي حامد الغزالي، ومثل أبي عبد الله الرازي وغيرهم.
قال شيخ الإسلام في الصفدية 2/ 178: .. ابن حزم، وهو ممن يعظم الفلاسفة.
في الفتاوي 9/ 274: .. وهي الفلسفة الأولى، والحكمة العليا عندهم وهم يقسمون الوجود إلى: جوهر وعرض.
والأعراض يجعلونها تسعة أنواع، هذا هو الذي ذكره أرسطو وأتباعه يجعلون هذا من جملة المنطق لأن فيه المفردات التي تنتهي إليها الحدود المؤلفة، وكذلك من سلك سبيلهم ممن صنف في هذا الباب كابن حزم وغيره
وفي الفتاوي 5/ 282: [ذكر أن ابن حزم]: ينفي الصفات.
وفي الفتاوي 4/ 262
فصل: مذهب سائر المسلمين بل وسائر أهل الملل إثبات القيامة الكبرى وقيام الناس من قبورهم والثواب والعقاب هناك وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع، لكن من أهل الكلام من يقول هذا إنما يكون على البدن فقط، كأنه ليس عنده نفس تفارق البدن كقول من يقول ذلك من المعتزلة والأشعرية.
ومنهم من يقول بل هو على النفس فقط بناء على أنه ليس في البرزخ عذاب على البدن، ولا نعيم كما يقول ذلك ابن ميسرة وابن حزم .. وانظر ما بعده.
. وانظر: 5/ 446، و525: وفيه: ولهذا صار بعض الناس إلى أن عذاب القبر إنما هو على الروح فقط كما يقوله ابن ميسره وابن حزم، وهذا قول منكر عند عامة أهل السنة والجماعة.
وانظر: الروح لابن القيم ص42 فقد أفاض في المسألة ورد على أبي محمد ابن حزم.
وفي الفتاوي 8/ 8:
(يُتْبَعُ)
(/)
في مسألة كون الرب قادرا مختارا، وما وقع فيها من التقصير الكثير مما ليس هذا موضعه، والمقصود هنا الكلام بين أهل الملل الذين يصدقون الرسل فنقول هنا مسائل:
المسألة الأولى: قد أخبر الله أنه على كل شئ قدير، والناس في هذا على ثلاثة أقوال:
طائفة تقول هذا عام يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وكذلك دخل في المقدور، كما قال ذلك: طائفة منهم ابن حزم.
وطائفة تقول هذا عام مخصوص يخص منه الممتنع لذاته؛ فإنه و إن كان شيئا فإنه لا يدخل في المقدور كما ذكر ذلك ابن عطية، و غيره، وكلا القولين خطأ.
و الصواب هو:القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو: أن الممتنع لذاته ليس شيئا ألبتة ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي 4/ 18:
.. كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ "الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ
بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.
وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ"
فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ لِكَوْنِهِ يَثْبُتُ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَيُعَظِّمُ السَّلَفَ، وَأَئِمَّةَ الْحَدِيثِ، وَيَقُولُ: إنَّهُ مُوَافِقٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَد فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَغَيْرِهَا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُ، وَلَهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ.
لَكِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَنَحْوَهُ أَعْظَمُ مُوَافَقَةً لِلْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ، وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَالصِّفَاتِ، وَإِنْ كَانَ " أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ " فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ وَالْقَدَرِ أَقْوَمَ مِنْ غَيْرِهِ، وَأَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ، وَأَكْثَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَلِأَهْلِهِ مَنْ غَيْرِهِ، لَكِنْ قَدْ خَالَطَ مِنْ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ مَا صَرَفَهُ عَنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي مَعَانِي مَذْهَبِهِمْ فِي ذَلِكَ، فَوَافَقَ هَؤُلَاءِ فِي اللَّفْظِ، وَهَؤُلَاءِ فِي الْمَعْنَى.
وَبِمِثْلِ هَذَا صَارَ يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ، والمتكلمين، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ بِاتِّبَاعِهِ لِظَاهِرِ لَا بَاطِنَ لَهُ، كَمَا نَفَى الْمَعَانِيَ فِي الْأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، وَالِاشْتِقَاقِ، وَكَمَا نَفَى خَرْقَ الْعَادَاتِ، وَنَحْوَهُ مِنْ عِبَادَاتِ الْقُلُوبِ.
مَضْمُومًا إلَى مَا فِي كَلَامِهِ مِنْ الْوَقِيعَةِ فِي الْأَكَابِرِ، وَالْإِسْرَافِ فِي نَفْيِ الْمَعَانِي، وَدَعْوَى مُتَابَعَةِ الظَّوَاهِرِ.
وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالدِّينِ، وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ ; وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الإطلاع عَلَى الْأَقْوَالِ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ ; وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ.
فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ.
وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ.اهـ
قلت: يضاف على كلام الإمام ابن تيمية قيدين مهمين أعملها هو كثيرا، وكذا، وغيره من العلماء هما:
1 - أن يكون كلامه في التصحيح، والتضعيف، والكلام على الرواة موافقا لمنهج المحدثين لا مما شذ به عنهم.
2 - موافقته للسلف فيما يفهم من النص لا مما تفرد به من الغرائب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 2/ 32
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل العلم بالحديث أخص الناس بمعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان فإليهم المرجع في هذا الباب لا إلى من هو أجنبي عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولولا أنه قلد في الفقه لبعض الأئمة لكان في الشرع مثل آحاد الجهال من العامة.
فإن قيل: قلت: إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن، وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك، قيل هؤلاء أنواع:
نوع ليس لهم خبرة بالعقليات، بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن، والحديث، وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم، وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه، وهذه حال مثل أبي حاتم البستي، وأبي سعد السمان المعتزلي، ومثل أبي ذر الهروي، وأبي بكر البيهقي، والقاضي عياض، وأبي الفرج ابن الجوزي، وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم.
والثاني من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيره، فيشارك الجهمية في بعض أصولهم الفاسدة مع أنه لا يكون له من الخبرة بكلام السلف، والأئمة في هذا الباب ما كان لأئمة السنة، وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما، وهذه حال أبي محمد بن حزم، وأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي وأمثالهم، ومن هذا النوع بشر المريسي، ومحمد بن شجاع الثلجي، وأمثالهما.
ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية، ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن، والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها، ولا من جهة الفهم لمعانيها، وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض، وهذا حال أبي بكر بن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأمثالهم.
وقال في درء تعارض العقل 7/ 263
وهذا قول ابن حزم، وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبين إلى الحديث والسنة.
وقال في النبوات 1/ 129: فقالت طائفة: لا تخرق العادة إلا لنبي. وكذّبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان، وبكرامات الصالحين. وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم، وغيره.
وفي الفتاوي 22/ 482
الحمد لله هذا القول [ليس لله إلا تسعة وتسعين اسما]، وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد ابن حزم وغيره، فإن جمهور العلماء على خلافه، وعلى ذلك مضى سلف الأمة، وأئمتها وهو الصواب لوجوه.
قال ابن حزم في مراتب الإجماع ص12 - 15:
وإنما نعني بقولنا العلماء من حفظ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم رضي الله عنهم أجمعين.
ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة ولا أبا [عفان] ولا الرقاشي ولا الأزارقة والصفرية ولا جهال الإباضية ولا أهل الرفض فإن هؤلاء لم يتعنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات ولكل قوم علمهم
ونحن وإن كنا لا نكفر كثيرا ممن ذكرنا ولا نفسق كثيرا منهم بل نتولى جميعهم حاشا من أجمعت الأمة على تكفيره منهم.
قلت: الحقيقة تعجب من كلامه رحمه الله لا تكفير، ولا تفسيق، وتولي لجميعهم ما هذه الرقة لأهل البدع، أين تلك الشدة المعهودة؟!
إلى أن قال:
ولسنا نخرج من جملة العلماء من ثبتت عدالته وبحثه عن حدود الفتيا، وإن كان مخالفا لنحلتنا بل نعتد بخلافه كسائر العلماء ولا فرق كعمرو بن عبيد ومحمد بن إسحاق وقتادة بن دعامة السدوسي وشبابة بن سوار والحسن بن حي وجابر بن زيد ونظرائهم وان كان فيهم القدري والشيعي والإباضي والمرجئ؛ لأنهم كانوا أهل علم وفضل وخير واجتهاد ـ رحمهم الله ـ وغلط هؤلاء بما خالفونا فيه كغلط سائر العلماء في التحريم والتحليل ولا فرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا خلط بين من نسب لبدعة هو منها بريء، وبين من تاب ورجع، وبين من هو من رؤوس الاعتزال.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في شرح كتاب التوحيد 1/ 546
[في شرحه لحديث يؤذيني ابن آدم يسب الدهر .. وراجعه هناك]
فقد تبين بهذا خطا ابن حزم في عده الدهر من أسماء الله الحسنى، وهذا غلط فاحش، ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: (وما يهلكنا إلا الدهر) مصيبين!
قال العلامة ابن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث 3/ 349: [بعد أن أثنى عليه بما يستحق نقلا، وإنشاء]
أبو محمد ابن حزم من بحور العلم له اختيارات كثيرة حسنة وافق عليها غيره من الأئمة، وله اختيارات انفرد بها في الأصول، والفروع وجميع ما انفرد به خطأ، وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث، وتضعيفه، وعلى أحوال الرواة.اهـ
وثم قال ابن عبد الهادي أيضا 3/ 350:
وقد طالعت أكثر كتاب " الملل والنحل" لابن حزم، فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة، ونقول غريبة، وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه، وكثرة اطلاعه، لكن تبين لي أنه جهمي جلد لا يثبت من معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل كالخالق، والحق، وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلا كالرحيم، والعليم، والقدير، ونحوها، بل العلم عنده هو: القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلا، وهذا عين السفسطة، والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق، والفلسفة، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة، ثم نظر في الكتاب، والسنة، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب، والسنة، فروغ في ردها روغان الثعلب، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا، بل هو بمنزلة الأعلام، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل، وفي كلامه على اليهود والنصارى، ومذاهبهم، وتناقضهم فوائد كثيرة، وتخليط كثير، وهجوم عظيم، فإنه رد كثيرا من باطلهم بباطل مثله، كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات، وكثيرا ما يلعن، ويكفر، ويشتم جماعة ممن نقل كتبهم كمتَّى، ولوقا، ويوحنا، وغيرهم، ويقذع في القدح فيهم إقذاعا بليغا.
وهو في الجملة: لون غريب، وشيء عجيب، وقد تكلم على نقل القرآن، والمعجزات، وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن. ومما عيب على ابن حزم فجاجة عبارته، وكلامه في الكبار. اهـ
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 12/ 92: [بعد ما وصفه بـ: الإمام الحافظ العلامة .. ]
وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه، وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه، ـ إلى أن قال ـ والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع لا يقول بشئ من القياس لا الجلي، ولا غيره، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره، وتصرفه.
وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول، وآيات الصفات، وأحاديث الصفات، لأنه كان أولا قد تضلع من علم المنطق أخذه عن محمد بن الحسن ... = ففسد بذلك حاله في باب الصفات.
وقال ابن القيم في أقسام القرآن ص152: وههنا أمر يجب التنبيه عليه غلط فيه أبو محمد بن حزم أقبح غلط فذكر في أسماء الرب تعالى الهوي بفتح الهاء، واحتج بما في الصحيح من حديث عائشة أن رسوله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى الهوي فظن أبو محمد أن الهوي صفة للرب! وهذا من غلطه رحمه الله، وإنما الهوي على وزن فعيل اسم لقطعة من الليل، يقال: مضى هوي من الليل على وزن فعيل، ومضى هزيع منه أي طرف وجانب، وكان يقول سبحان ربي الأعلى في قطعة من الليل وجانب منه، وقد صرحت بذلك في اللفظ الآخر فقالت: كان يقول سبحان ربي الأعلى الهوي من الليل".
قال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ـ عن ابن حزم: إنه غير موفق في كثير من مسائل السماء والصفات. ابن حزم خلال ألف عام 2/ 153.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 01:38]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك وجزاك ايها الاخ الفاضل
ورحم الله الامام ابن خزم وشيخ الاسلام ابن تيمية
ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 11:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن على نصحك وتحريرك لهذا الأمر؛ لأني حقيقة رأيت غلوا في بعض المشاركات في هذا المنتدى وغيره من المنتديات، ولم يقف الأمر عند الغلو لقيل عندها هذا سفه في العقل لا يتعدى ضرره قائله فإن الغلو في الأشخاص يدل على نقص في الفهم وقلة في العقل مع مخالفة الشرع، وهو منهج وسمة بارزة لأهل البدع وإلا فأهل السنة في ذلك وسط يحبون أولياء الله ويترحمون عليهم ويترضون عنهم ويرجون لهم الخير ويقبلون الحق منهم ويدعون لهم، ويردون الخطأ ويستغفرون لهم، ويعذرونهم بتأولهم في ذلك دون إفراط أو تفريط مع الاعتماد في ذلك على مبدأ:
1 - العدل في وزن أقوال الرجال على الشريعة.
2 - والعلم بشرع الله وبما قال الرجال علما مطابقا لواقع الشرع وواقع الحال للمتكلم.
3 - والصدق في نسبة الأقوال للرجال على وفق ما قالوه لفظا ومعنى.
وأبو محمد بن حزم _ رحمه الله _ إمام مشهور لا يجهله أهل العلم قديما ولا حديثا، ولا يجهلون أقواله في العقائد والأحكام، وقد وزنوا أقواله كغيره من الرجال على ميزان الشريعة ومنهج السلف فبينوا ما أخطأ فيه، فأهل السنة عندهم من العلم بالنقل والعقل ما ليس عند غيرهم فلا تنطلي عليهم السفسطة في العقليات ولا القرمطة في النقليات.
أقول لو اقتصر الأمر على الغلو فحسب لكان الأمر هينا، ولو اقتصر على الخذ بمذهب ابن حزم في باب الأحكام والجمود على الظاهر لكان الأمر أسهل لكن أن يتعدى الأمر إلى الدفاع عن عقيدة ابن حزم جملةً وتفصيلاً فهذا خطير ولا يخلو من أمرين:
1 - إما الدعوة إلى اعتقاد ما خالف فيه ابن حزم أهل السنة من عقائد وهذا في حق من يفهم حقيقة مذهب ابن حزم في هذه المسائل ويعتقدها ويؤمن بها.
2 - وإما التلبيس وإثارة الشبه في مناقشة أقوال ابن حزم في هذا الباب ونشر هذه المعتقدات بين من يحسن ويضبط مذهب السلف وبين من لا يحسنه ولذا فإنه ليس من المنهج السليم فتح باب المناظرة مع هؤلاء إذا علم مكابرتهم عن قبول الحق البين في ذكر أقوال ابن حزم ويكفي عرض مسألة واحدة لمن يخالف في ذلك مما هو واضح جلي من مخالفات ابن حزم فإن أقر بها وقبل الحق والا فيعرض عنه؛ لأنه تبين أن مراده نشر مذهب ابن حزم أو إثارة الشبه والشكوك، وهذا المأخذ هو ما فعله السلف تجاه بعض الرجال الذين يريدون مناظرتهم فيكون الإعراض عنهم دفنا لشبههم؛ لأنهم تقوى شوكتهم ويكثر أتباعهم بمثل هذه المناظرات.
وأما إنكار هذه المخالفات أو إنكار شدة ابن حزم وغلظته مع أهل العلم من أهل الحديث والفقه فهو كلام جهل وسفه وحمق فكتبه غفر الله له طافحة بهذه القسوة.
- وابن حزم خالف أهل السنة في التعامل مع النصوص في العقائد والأحكام فألغى المعاني وأنكر القياس وأنكر التعليل في أفعال الله تعالى وأحكامه وجمد على الظاهر في الأحكام، وعمل بالقياس المنطقي والفلسفة وتأول الظاهر في باب العقائد فعكس المنهج السليم في البابين.
- وابن حزم تاثر كثيرا بعلم المنطق.
- وله طريقة خاصة في علم الحديث والإسناد والجرح والتعديل تخالف ما عليه جمهور المحدثين قبله ومنهجه في العلل الحديثية بنحو منهجه في العلل الفقهية كما ذكر ابن القيم رحمه الله في الفروسية.
- كما أن ابن حزم يخرق الإجماع في كثير من المسائل بل يزعم أحيانا الإجماع على خلافها وهو مخالف للإجماع سواء كان ما يخالفه قولا واحدا او قولين أو ثلاثة؛ لأن من يدعي الإجماع ولا إجماع فهو مخالف للإجماع؛ لأن الإجماع إن كان منعقدا على قول واحد خلاف قوله فهو يخالف الإجماع صراحة، وإن كان الإجماع منعقدا على جواز الاختلاف على أقوال فهو يخالف الإجماع في حصره بقول واحد مع أن المسألة خلافية فيصدق أن يقال: (كل من ادعى الإجماع ولا إجماع فقوله مخالف للإجماع).
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 03:58]ـ
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك اخي ابا حازم لا تزال عطاياك تصل
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من أخطر ما صنعه ابن حزم _ رحمه الله _ التضخيم والتعظيم للأخذ بالنصوص ظاهراً وهو يخالفها كثيرا باطنا في رفضه للمعاني والقياس والمفهوم والمصالح، كما أنه يدعي رفض القياس ظاهراً ويعمل بالقياس الاقتراني باطنا، ومذهبه في التعامل مع النصوص كمذهب ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري خليط بين علم الكلام والمنطق وبين علم النقل إلا أن ابن كلاب ومن وافقه كالحارث المحاسبي والثقفي كانوا أقرب إلى أهل السنة من ابن حزم.
وإلا فعند التحرير التمسك بالنصوص هو العمل بها لفظاً ومعنى على مراد الله ومراد رسوله وإلغاء المعاني من النصوص إبطال لمراد الله ورسوله وإلا فكيف يعلم ذلك إن لم ندرك المعنى وكيف ندرك المقاصد الشرعية التي يزعم أن الظاهرية هم أعلم الناس بها.
كما أن التمسك بالنصوص هو عدم الخروج عنها بسفسطة ومنطق في تقرير مسائل الشريعة لا سيما في أبواب العقيدة.
وأعظم الناس معرفة بهذا وأكثرهم تمسكاً بالنصوص ظاهرا وباطنا هم فقهاء أهل الحديث كالإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن عبد البر _ قرين ابن حزم وأعلم الناس به _ وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من الأئمة المشهورين.
ولم يتغير منهج أهل السنة في ألفاظم ولا مصطلحاتهم ولا معانيهم في تقرير أبواب العقيدة تأثرا بعلم الكلام او المنطق فابن تيمية وابن القيم أعلم الناس بهذه المصطلحات ومع هذا لا يتلفظون بها إلا في مجال الرد على المخالفين اضطراراً وأما في تقرير مذهب أهل السنة فالوقوف عند ألفاظ النصوص وينظر العقيدة الواسطية وغيرها ليعلم الفرق بين التمسك بالنصوص عند أهل السنة وعند غيرهم.
ثم إنه من الخطأ في الانتصار لمذهب ابن حزم أن يجعل مقابله مقلدة المذاهب فقط ومن ثم يرجح مذهب ابن حزم عليهم وهل لا يوجد غير هاتين الطريقتين؟
أين طريقة فقهاء أهل الحديث كمالك والشافعي وأحمد ومن وافقهم من فقهاء أهل الحديث.
واضيف إلى ما ذكره الشيخ عبد الرحمن حول مسألة تفضيل ابن حزم لعائشة رضي الله عنها على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما واستدلال ابن حزم بالإجماع السكوتي حيث يقول: (فهذا عمار والحسن وكل من حضر من الصحابة (رضي الله عنهم) والتابعين –والكوفة يؤمئذٍ مملؤة منهم– يسمعون تفضيل عائشة على علي –وهو عند عمار والحسن أفضل من أبي بكر وعمر– فلا ينكِرونَ ذلك ولا يعترضونه، وهم أحوج ما كانوا إلى إنكاره. فصحّ أنهم متفقون على أنها وأزواجه –عليه السلام– أفضل من كل الناس بعد الأنبياء (عليهم السلام))
هذا الاستدلال غريب من أربعة أوجه:
الأول: أنه لايتمشى مع ما قرره ابن حزم من عدم الاحتجاج بالإجماع السكوتي في كتابه الإحكام ومع هذا فهل كل من حضر الخطبة هم كل مجتهدي ذلك العصر؟ وأين هذا من الإجماع؟!
قال في الإحكام (4/ 182) في رد الإجماع السكوتي: ( .. قولكم إنكم تقولون ذلك إذا انتشر قول طائفة من الصحابة أو من بعدهم فقالوا ههنا فمن هذا نسألكم: من أين علمتم بانتشار ذلك القول؟ ومن أين قطعتم بأنه لم يبق صاحب من الجن والإنس إلا علمه ولا يفتي في شرق الأرض ولا غربها عالم إلا وقد بلغه ذلك القول فهذه أعجوبة ثانية وسوأة من السوءات لا يجيزها إلا ممخرق يريد أن يطبق عين الشمس نصرا لتقليده وتمشية لمقولته المنحلة عما قريب ثم يندب حين لا تنفعها الندامة.
والكذبة الأخرى قولكم: فلم ينكروها فحتى لو صح لكم أنهم كلهم علموها فمن أين قطعتم بأنهم لم ينكروها وأنهم رضوها وهذه طامة أخرى، ونحن نوجدكم أنهم قد علموا ما أنكروا وسكنوا عن إنكاره لبعض الأمر ... )
ثم قال: ( ... قد يسكت المرء لأنه لم يلح له الحق أو يسكت موافقا ثم يبدو له وجه الحق أو رأى آخر بعد مدة فينكر ما كان يقول ويرجع عنه كما فعل علي في بيع أمهات الأولاد وفي التخيير بعد موافقته لعمر على كلا الأمرين أو ينكر فلا يبلغنا إنكاره ويبلغ غيرنا في أقصى المشرق وأقصى المغرب أو أقصى اليمين أو أقصى إرمينية ... )
فكيف يستدل هنا بالإجماع السكوتي الذي من احتج به فقد أتى بالطوام؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: ولا يتمشى مع ما قرره من أن الإجماع خاص بالصحابة حيث يقول في الإحكام (4/ 148): (وأما الإجماع الذي تقوم به الحجة في الشريعة فهو ما اتفق أن جميع الصحابة رضي الله عنهم قالوه ودانوا به عن نبيهم وليس الاجماع في الدين شيئا غير هذا) ثم يقول: (لا إجماع إلا إجماع الصحابة رضي الله عنهم) ثم يقول: (إنما الإجماع إجماعهم).
فكيف اعتد بقول التابعين هنا؟
الثالث: لو سلم أنهم أجمعوا على تفضيل عائشة على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فمن أين لابن حزم أنهم فضلوها على أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
الرابع: أن هذا الخبر الذي اعتمد عليه ابن حزم ضعيف جداً فقد رواه ابن حزم بإسناده عن ابن جرير الطبري وابن جرير رواه في تاريخه (3/ 27) فقال: كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة فذكره.
- أما السري فهو ابن يحيى بن السري التميمي الكوفي فال عنه ابن ابي حاتم: (لم يقض لنا السماع منه وكتب إلينا بشيء من حديثه وكان صدوقاً) الجرح والتعديل (4/ 285)
- وأما شعيب فهو ابن إبراهيم الكوفي قال فيه ابن عدي: (ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة وفيه ما فيه من تحامل على السلف) ينظر: لسان الميزان (2/ 145)
وقال الذهبي: (راوية كتب سيف عنه فيه جهالة) ميزان الاعتدال (2/ 275)
- وأما سيف فهو ابن عمر اتميمي الضبي الأسدي:
قال فيه ابن معين والنسائي والدارقطني: ضعيف.
التاريخ لابن معين (2/ 245) الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 123) الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص 149)
وقال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك سؤالات البرقاني (ص 33)
وقال أبو حاتم: متروك يشبه حديثه حديث الواقدي.الجرح والتعديل لابن ابي حاتم (4/ 278)
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: (يروي الموضوعات عن الأثبات واتهم بالزندقة) المجروحين (1/ 345)
ينظر: الكامل في الضعفاء لابن عدي (3/ 435) ضعفاء العقيلي (2/ 175) تهذيب الكمال (12/ 324) تهذيب التهذيب (4/ 259)
وأين هذا الإجماع المزعوم من مفاضلة الصحابة من مهاجرين وأنصار في عهد النبي وهو حي كما في الصحيحين فيقولون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، وقد نقل الإجماع على ذلك الشافعي وأبو الحسن الأشعري والبيهقي والنووي وابن تيمية.
قال الشافعي رحمه الله: (ما اختلف أحد من الصحابة في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة ... ) الاعتقاد للبيهقي (ص 192) ونقله النووي في شرح مسلم (15/ 148)
وروى العشاري في فضائل أبي بكر (ص 8) عن عمار بن ياسر أنه قال: (من فضل على أبي بكر وعمر أحدا من أصحاب النبي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار وطعن على أصحاب رسول الله) وبمثل هذا قال أحمد رحمه الله.
وهذا عام يشمل الرجال والنساء فكلهم يطلق عليهم لفظ الصحبة.
وأما الأقوال الأخرى المزعومة في التفضيل فلا يلتفت إليها بعد الإجماع ولا يصح اعتبارها أقوالاً أصلاً.
وإن من الخطأ أن تذكر أقوال أهل البدع والأهواء في مسائل العقيدة على أنها أقوال كما ينقل ذلك في مسائل الأحكام.
وعجيب استدلال ابن حزم _ رحمه الله _ في تفضيل عائشة لكونها أحب الناس إلى النبي، وهل الحب يقتضي التفضيل؟ وهذا لو سلم به فكيف يعارض به إجماع الصحابة على تفضيل ابي بكر.
والبحث في تناقضات أبي محمد ابن حزم _ رحمه الله _ في الاستدلال من قبول الإجماع أحيانا ورفضه أخرى وقبول القياس أحيانا ورفضه أخرى وقبول الضرورة أحيانا ورفضها أخرى وقبول قول الصحابي أحيانا ورفضه أخرى كثير بنحو التناقض الذي يذكره ابن حزم _ رحمه الله _ عن مقلدة المذاهب.
وينبغي أن نعرف من هم الظاهرية؟ فأما الواقع فأشهرهم ورأسهم أبو محمد ابن حزم _ رحمه الله _ وأما عند ابن حزم فالأمر مختلف:
فابن حزم رحمه الله يرى رأس الظاهرية داود ولذلك إذا نُقل عنه بعض الأقوال مما لا يوافق مذهب ابن حزم الظاهري أنكر نسبتها إلى داود، وأما من يخالف المذهب الظاهري (مذهب ابن حزم) من الظاهرية من غير داود _ رحمه الله _ فإن ابن حزم يخرجهم من مذهب الظاهرية كالنهرواني والقاشاني وهذان وافقا داود في القول بالقياس الجلي دون الخفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن حزم: (وهذا ليس يقول به أبو سليمان _ رحمه الله _ ولا أحد من أصحابنا وإنما هو قول لقوم لا يعتد بهم في جملتنا كالقاساني وضربائه) يقال القاساني والقاشاني.
والمقصود أن الإمام ابن حزم _ رحمه الله _ إمام مشهور ُيخضع لسعة علمه وذكائه وكتبه مليئة بالعلم نقلا وعقلاً وهو موافق لمنهج السلف في كثير من أقواله لكن ينبغي الإنصاف فيما وافق فيه أو خالف من غير غلو في الجانبين فرحمه الله وغفرله.
ـ[القانونى]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بعض ما كتب الأخ عبد الرحمن السديس، والأخوة المشاركين.
وأود ان ألفت إلى أمرين غاية فى الأهمية:
أولهما: من مطالعتى للأخوة الذين يكتبون مشاركات يظهر منها إتباعهم لطريقة الإمام ابن حزم رضى الله عنه، خرجت بنتيجيتين:
1 - الذى حملهم على هذاعدم ظهور الإمام ابن حزم رحمه الله بالصورة اللائقة به فى الدراسات الفقهية الإسسلامية، مع عظيم تعصب ضد الإمام رحمه الله تعالى رحمة واسعة، لذا كان الإنتصار له عاطفياً، ويظهر أثره لمن يقرأ فى مشاركاتهم بنوع من التحليل لمعرفة أسباب هذا الإتجاه، مع الوضع فى الإعتبار أن حسن الظن واجب، وسوء الظن محرم بعضه، فما بالنا بكله.
2 - انشار المتعالمين، مع تمتع بعضهم بمال وفير جعل لهم أتباع بضفون عليه ألقاب كالعلامة والإمام، مما ترتب عليه أن هؤلاء قد صدقوا أنفسهم وخرجت منهم فتاوى سيئة، تجد من مفرداتها، المصلحة والقياس، وعلى التحقيق، تجدهم لا هم من أهل القياس، وليس لهم بالمصحلة ادنى معرفة، فحمل هذا البعض على تجديد دعوة داود وابن حزم رحمهما الله تعالى، وكما كانت أسباب ظهور الدعوة والفكرة أول مرة، هاهى تتجدد مرة أخرى.
أقول هذا لأن من إخوانى من يعرفون أننى أكتب فى المقارنة بين فقه ابن حزم رحمه الله وفقه الشافعية فى باب البيوع، ولقد انتهيت بفضل من الله ومنة، من الباب التمهيدى و الذى جعلته من ثلاثة فصول، الثانى منهما للشافعى رضى الله عنه والشافعية ومصطلحات المذهب وأهم الكتب المعتمدة، والثالث جعلته لداود و بن حزم رضى الله عنهما وللظاهرية، وأهم مؤلفات ابن حزم والتى أوردت منها أكثر من ستين مؤلف بين مبسوط وختصر.
ولقد ظللت لأكثر من عام لا أقرأ شئ عن البيع، فقط أقرأ تراجم الأئمة من أعلام المذهبين، لأننى خططت أن أبرز آراؤهم وأقارنها بآراء القانون المصرى و التى فى غالبها فرنسية الصنع، غير أن أغلبها بنسبة تتعدى التسعين بالمائة موافقة للشريعة الإسلامية، طبعاً هذا بالنسبة للقانون المدنى.
الأمر الثانى: أن أكثر من أجدهم يتكلمون عن ابن حزم بصفة خاصة والظاهرية بصفة عامة والظاهرية، إنما يعتمدون على أقوال من خالفوا ابن حزم، وهذا دليل على عدم تأهلهم، ونقصان آلة الطلب عندهم، لأن القاعدة المعروفة المشهورة [لا ينقل عن مخالف فى المذهب].
أقول ما ذكره الأ خ عبد الرحمن السديس ونقله عن الأئمة حق، وهو كما بين لا ينتقص من قدر ابن حزم رضى الله عنه، وهذا الأدب الذى تعودناه من إخواننا فى هذا المنتدى المبارك الرائع.
وأنا أعلم حرصه ومخافته من ان يقرأ هذا الكلام بعض حديثى العهدبالإاتزام، أو المبتدئين فيؤثر عليهم فى بداية الطلب، وبخاصة أن الإمام ابن حزم رضى الله عنه له حجج لا تصد ولا ترد، وهذا يعرفه يقينا كل من طالع كتابه الرائع [الإحكام فى أصول الأحكام] وهو الذى دون فيه أصول الأحكام وادلتها على طريقته التى ارتضاها.
على أية حال أقول، وأود ان ينتبه الجميع إلى هذا الأمر جيداً:
لابد ان نلحق بكتب ابن حزم، لأنه ومنذ سنوات تجرى عملية سطو، على ابن حزم ومؤلفاته، واللصوص هم اللادينيون [هذه هى تسميتى لهم طوال بحثى، وهم المعروفين بالعلمانيين وهذه تسمية خاطئة أرجو أن ينتهى إخوانى عنها، ولا ننجر لمصلحاتهم الكاذبة].
يريدون أن يسرقوا ابن حزم وآرائه ليظهروها للناس على أنها الفكر المستنير، والعقلية الفقهية الجديرة بالإتباع، لنبذ كل مخالفيه وعلى رأسهم الأربعة الكبار، لأنهم بحملون كل كراهية للأربعة الكبار رضى الله عنهم، ويرونهم أنهم يسيطرون على عقول المسلمين.
أقول لابد أن نبادر لكتب ابن حزم رضى الله عنها، ونبين للناس ما شذ فيه عن الجمهور معتذرين عنه بما يليق به، والأهم أن نبين لماذا قاله، والظروف التى دفعته للقول بالظاهر، وأنها هى هى التى دفعت داود رحمه الله أولا.
لذا ادعو الخوة من المتخصصين والمتقدمي فى الدراسة الشرعية، لقراءة ترجمة ابن حزم من المصدرين التاليين:
1 - ابن حزم ............. حياته وعصره، آراؤه وفقهه .................. الإمام أبو زهرة رحمه الله.
2 - ترجمة ابن حزم رضى الله عنه فى سير أعلام النبلاء.
وطبعا لست أحتاج للتنبيه على أن تكون القراء بنظرة تحليلية، ومحاولة تصور الظروف التى ادت إلى ظهور القول بالظاهر.
أقوال ابن حزم رحمه الله ستخرج على أية حال، فإما أن نتولى ذلك بأنفسنا، ونعرف الناس بما شذ فيه رحمه الله، وإلا سيسبقنا هؤلاء اللادينيون، وسينشرونها فى أمكان شتى ومن خلال منابر مختلفة.
وكلكم يرى كيف انهم يروجون لإجتهاده فى مسألة الغناء، وأنه ضعف الحديث الوارد فى البخارى، وأكتسبوا بذلك طريقا للطعن على صحيح البخارى رحمه الله، ولم يذكر احدهم ما قاله الإمام النووى من كلام ابن الصلاح فى تعليقه على رأى ابن حزم رحمه الله فى تضعيف حديث البخارى.
وهذا لأنهم كالذباب لا يقع إلا على القروح والعورات.
أسباب الإعتذار وطرقه معروفة لطلاب العلم كافة، وهى من أوائل مبادئ طلب العلم التى تلقيناها.
هذا رأيى فى هذه القضية، والتى أتمنى ألا تدع فى النفوس شيئاً بين الأحبة، وإلا فقدنا منابر النور، وظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 05:33]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك ولي إضافة بسيطة على الموضوع فأقول:
أولا: الذي يظهر أنه ليس كل من يدافع عن ابن حزم _ رحمه الله _ هم أصحاب العواطف بل هناك كثير من طلاب العلم المتأثرين بهذا المنهج وهم يتكلمون عن كل مسألة من المسائل التي تكلم فيها ابن حزم _ رحمه الله _ وهم يعرفون حقيقتها ويدافعون عنها، والكتابات في هذا كثيرة سواء في المنتديات العامة أو الخاصة بأهل الظاهر أو في الكتب المطبوعة.
ثانياً: ليس اللادينيون هم فقط من يستغل مذهب ابن حزم _ رحمه الله _ في ترويج أفكارهم بل هناك من يستغل هذا المنهج من الأشاعرة والمعطلة عموماً، وقد علم بالواقع والتجربة أن أصحاب كل فكر وعقيدة يضعون طعماً لمن يريدون جره إلى فكرهم ومعتقدهم، ونحن نعرف أن الليبراليين استطاعوا ان يؤثروا على كثير من الشباب بطعم حرية الرأي والتفكير، وكثير من دعاة الحداثة وما بعد الحداثة استطاعوا أن يؤثروا على كثير من الشباب الذين يميلون إلى دراسة الأدب والشعر عن طريق هذا التخصص والميول، وكذا الحال فيمن يهتم بعلم الحديث ويحارب التقليد يجد بغيته في مذهب ابن حزم _ رحمه الله _ فاستغل هذا كثير من الأشاعرة والمتكلمين في هذا العصر ليوقعوا كثيرا من الشباب في مذهب التأويل والتعطيل عن طريق ابن حزم _ رحمه الله _ وهذا ما حصل حتى وجدت من إخواننا الذين تربوا على السنة ومنهج السلف يدافعون عن بعض أقوال ابن حزم في العقيدة.
وكان حريا بهؤلاء أن يعتذروا لابن حزم وقوعه في الخطأ، ويستغفروا له، ويرجون له الخير، ويبينوا ما وقع فيه من زلل أو خطأ؛ فإن هذا خير لهم في اتباع الحق وخير لابن حزم أن لا يحملوه تبعة تقليده في هذه المسائل.
ثالثا: قولك أخي الكريم: (وعلى التحقيق، تجدهم لا هم من أهل القياس، وليس لهم بالمصلحة ادنى معرفة، فحمل هذا البعض على تجديد دعوة داود وابن حزم رحمهما الله تعالى) فيه تنبيهان:
الأول: أن ابن حزم يقول بالقياس المنطقي ويعمل بالقياس التمثيلي وإن لم يصرح به، ويحتج بالضرورة أحيانا وهي ضرب من المصلحة.
الثاني: هل لا يوجد في مذاهب أهل السنة إلا مذهبين:
1 - مذهب من يغلو في المصلحة والقياس.
2 - ومذهب من ينكرهما وهم الظاهرية؟
أين ذهب مذهب أحمد والشافعي ومالك وفقهاء أهل الحديث الذين يعتمدون النصوص ويأخذون بالمصلحة والقياس عند الضرورة والحاجة؟
فهل طالب العلم إذا رأى المبالغة والتوسع في القياس يضطر إلى سلوك مذهب الظاهرية؟ لماذا لا يُطرَح مذهب أهل الحديث ويبين للناس ولطلاب العلم وللشباب عموما؟
رابعاً: ما المانع أن يعتمد المرء أقوال أهل العلم في بيان مذهب من يتكلم عنه سواء كان ابن حزم أو غيره فإن هذا أقوى وأسلم من الخطأ؛ لأن توارد الفهوم في تفسير كلام من يتكلم فيه يقوى المعنى المراد بكلامه وأنه الأقرب احتمالا، ولا زال العلماء يعتمدون في الجرح والتعديل والحكم على الرجال والكتب على أقوال غيرهم ولا يلزم من هذا عدم التأهل.
ثم إنه إذا كان المنقول عنه ممن اتفق الطرفان على سعة علمه، ودقته فيما ينقله، وعدله في أحكامه وإنصافه فما المانع أن يعتمد على قوله في تفسير الكلام المشكل؟.
ثم إنه لو تكلم المرء من تلقاء نفسه ولم يؤيد ذلك بأقوال أهل العلم لقيل هذا فهمك الخاص وأنت متحامل ولم تسبق إلى هذا الفهم، وأنا أفهم خلاف فهمك ولا ينبغي أن تقصر الفهم لكلام ابن حزم أو غيره على فهمك أنت.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 05:56]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي عبدالرحمن السديس حفظك الله
نقولك كثيرة ووافيه،لكن ألا تلاحظ أن جلّها من غير كتب ابن حزم رحمه الله سوى موضعين:
((وكلام ابن حزم المشار إليه في الفصل 3/ 124و128))
((قال ابن حزم في مراتب الإجماع ص12 - 15))
مع توفر كتب ابن حزم وإمكان العزو المباشر؟
و النقل من غير القائل مع وجود كتبه غيرسائغ -حسب علمي- فالنقل قد لايكون دقيقاً كما تعلم.
وفقك الله.
ـ[القانونى]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 06:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أخى الكاتب جزاك الله خيراً على الإضافة، وأود ان أشير إلى أمر سبق وأن أشرت إليه، ألا وهو أن المنتدى هنا هو الروضة التى أهرب إليها مما فى يومياتنا من مقابلات مع من لو جاز لقتله لم توانينا عن ذلك.
أقول خى يرحمنى الله وإياك وجميع إخواننا، أننا فى حاجة ماسة لقراءة آثار الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وسائر الأئمة، رضى الله عن سلفنا الصالح اجمعين، ولكن لابد أن تكون القراءة فى ظل الوقائع التى عاش فيها الأئمة والظروف التى أحاطت بكل قول.
أنا تدخلت فى هذه المشاركة، لكى أوصى بهذه النصيحة، قراءة آثار الأئمة فى ظل الوقائع التاريخية.
لابد أخى أكرمك الله أن نعيد قراء تراث الأئمة مرة أخرى متتبعين الظروف التى أحاطت بكل قول.
ثم الخطوة التالية تكون خطوة الفرز والتوزيع، فما كان من آراء قانونية ينشغل بها القانونيون، وماكان من آراء طبية، وهندسية وهكذا.
أقول ذلك، لأننى انهيت عامى الثالث منذ اسبوعين ولم أنتهى من كتابة أطروحتى للماجستير بعد، وهو ما يثير عجب كل من حولى، وضيق الأقربين منهم فى نفس الوقت، فهل تعلم أكرمك الله لماذا؟
المادة العلمية جاهزة ولله الحمد، ولكن الصياغة العصرية التى تقدم بها الفقه القديم فى لغة يفهمها المعاصرون سواء من طلبة العلم الشرعى أو من القانونيين من المسلمين ومن غير المسلمين.
أقوم بتعريف الفكرة القانونية كما هى فى القانون المصرى فى مفتتح المبحث أو الفصل، ثم أنقل الكلام إلى ابن حزم والشافعى وتلاميذه وأتباعه رضى الله عن الجميع.
ثم أقوم بتوضيح أن الفكرة القانونية التى تحدثت عنها، ها هى نجدها تكلم عنها فقهائنا العظام منذ كذا وكذا من القرون، ثم أتساءل، لماذا نسبنا هذا الرأى لفقهاء القانون الغربى، ولم ننسبه لفقهائنا، وهكذا.
أنا لا أعرض فقه البيوع بين المدرستين على الطريقة التقليدية، بل على تبويب القانون الحديث.
وما كان من شئ أشعر أنه قد يكون مثار انتقاد إلى الفقهاء، تجدنى أسارع لأبين العصر الذى عاش فيه الإمام، ثم أبين السبب الذى دفعه إلى هذا الإختيار، إن كان له ذكر فى كتب التاريخ.
لذا أقول، وأكرر الطلب، كتب ابن حزم رضى الله عنه فيها ثروة علمية وفقهية كبيرة، وهذه هى شهادة سلطان العلماء بائع الملوك العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة لكتاب المحلى لإبن حزم.
وما ذكرته أخى أحسن الله إليك من أخذ ابن حزم بالقياس فى خارج علوم وأحكام الشريعة صحيح وأعلمه، اما ما ذكرته من قوعه فى القياس، أو إضطراره للأخذ بالضرورة على ما بينت، ففيه نظر كبير، وهذا يبين أنك ناقل، ولم تقرأ كتاب الإحكام لإبن حزم، ولا كتاب إبطال القياس، ولا النبذ الكافية.
الدليل الذى جعله ابن حزم رحمه الله من ادلة الأحكام ليس هو القياس كما ادعى عليه مخالفوه.
ابن حزم وكما تقرأ فى ترجماته كان جامعة يندر أن يأتى الزمان بمثلها، لكن العنت الشديد الذى لاقاه رحمه الله من المتعصبين، ثم إحراق ثمرة جهده وفكره إحراق كتبه كان لها عظيم الأثر فى ما كان منه من شدة.
فقط أريدك ان تتخيل معى،انك بعد ان سهرت وتعبت فى بحث، تبتغى به وجه الله على قدر اجتهادك، ثم يأتى من يحرقه لك من دون ان يكون عنده حجة علمية تدفع ما عندك.
لقد قلت، وأكرر لو ان ابن حزم رضى الله عنه قابل الشافعى رضى الله عنه مثلا لما كان رأيه فى القياس على ما هو مبثوث فى كتبه، أقول هذا وأنا على يقين مما أقوله، لكونى قرات عن ابن حزم وعشت معه، كما سبق ذلك قراءتى لترجمة الإمام الحجة الشافعى رضى الله عنه، ولقد خلتنى آراه رضى الله عنه وهو يقول للجارية قوم فأوقدى السراج على أثر تفكير عميق، أو هو جالس فى المسجد وقد ألقوا له طنفسة يجلس عليها لشكواه من البواسير رحمه الله تعالى، يجلس ليصنف، ويقرأ عليه التلاميذ.
على أية حال، المقام ليس مقام تفصيل، وأنا بينت كل ذلك فى مفتتح بحثى، وسأقوم بوضعه على المنتدى ان شاء الله عند الفراغ منه بإذن الله.
البحث كبير الحجم أتمنى ألا يجاوز الستمائة صفحة، وسأكون سعيد عندما أضعه على المنتدى، وأتلقى ملاحظات الأخوة بارك الله فيهم عليه.
على أية حال، أردت أن أبين فكرة، وهو فى المنتهى مجرد رأى.
وأنتظر مشاركات مثل الشاركات الجيدة التى مرت من قريب.
الله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يقبضنا إليه غير مفتونين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:18]ـ
نقولك كثيرة ووافيه،لكن ألا تلاحظ أن جلّها من غير كتب ابن حزم رحمه الله سوى موضعين:
((وكلام ابن حزم المشار إليه في الفصل 3/ 124و128))
((قال ابن حزم في مراتب الإجماع ص12 - 15))
مع توفر كتب ابن حزم وإمكان العزو المباشر؟
و النقل من غير القائل مع وجود كتبه غيرسائغ -حسب علمي- فالنقل قد لايكون دقيقاً كما تعلم ..
لم يكن هدفي نقل رأي ابن حزم أو كلامه، إنما كان = بيان كلام أئمة أهل السنة في اعتقاده ومخالفته.
ولذا لم أستحسن أن أنقل كلامه هنا ولا أكتب شيئا من عند نفسي إلا كليمات يسيرة؛ لعلمي بشدة معارضة الإخوة الظاهرية وعدم قبولهم لما يكتب من هؤلاء العلماء فضلا عن قبولهم لكلامي.
وكان غرضي أن ينتبه من يستهويه أسلوب ابن حزم من صغار طلاب العلم لهذه الأمور وحرصت على النقل من كلام أئمة محل تعظيم وقبول بين أهل السنة.
وقد أحسن الشيخ أبو حازم وذكر معنى هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 04:54]ـ
بسم الله والحمد لله
الآن فهمت قصدك.
أثابك الله وجنبنا جميعاً عوائق الطلب وبنيات الطريق، وهدانا الصراط المستقيم، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 11:34]ـ
سبحان الله ياليت الإمام ابن حزم كان ظاهرياً في الأسماء والصفات مثلما كان في الفقه
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 03:48]ـ
سبحان الله ياليت الإمام ابن حزم كان ظاهرياً في الأسماء والصفات مثلما كان في الفقه
صدقت، قال الحافظ ابن كثير:
والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع، لا يقول: بشئ من القياس لا الجلي ولا غيره، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول، وآيات الصفات وأحاديث الصفات.
البداية والنهاية (12/ 113).
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 04:12]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن السديس:
استمعتُ قبل فترة إلى أحد أهل العلم وهو ينكر على من يطلق لقب (الإمام) على ابن حزم، وحجته أن الإمام لا بد أولاً أن يكون إماماً في الإعتقاد وابن حزم ليس كذلك، وأنه لا ينبغي التساهل في إطلاق الإمامة في الدين، فهل كلامه وجيهاً؟ وجزاك الله خيرا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبن حزم ليس سنيا بل له مدهب خاص ابن عبد الهادي وغيره يعتبرونه من الجهمية، طائفة تعتبره من الفلاسفة يعني خليط هو في العقيدة عنده تجهم وعند اشعريات وعنده فلسفة لكن لمادا يعتبرونه إماما من الائمة مادام أنه على تجهم وفلسلفة بارك الله فيكم؟
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 06:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الفروق في باب الاعتقاد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا موضوع خطر على بالي من مدة، وهو جمع الفروق التي ذكرها العلماء في مسائل العقيدة، ولا يخفى على اللبيب دقة، وأهمية هذا الباب من العلم، فهو من مهمات العلوم، ولذا عني العلماء به عناية كبيرة، وأفردت فيه عدة مصنفات جلها في الفقهيات، وإن كان قد يعرض فيها فروقا غير فقهيه كما فعل القرافي، وأما باب العقيدة فلا أعرف أنه صنف فيها مصنفا مستقلا .. ـ سوى ما ذكره ابن القيم في كتاب "الروح" ـ.
ولأهمية هذا الباب، وما يترتب عليه من تجلي كثير من الإشكالات؛ فسأقوم ـ بإذن الله ـ بنقل ما مر ويمر علي من فروق في كتب أهل العلم ... ومن أحسن من تكلم على فروق العقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، ومن سار على نفس النهج المبارك من بعدهم.
قال ابن القيم في آخر كتاب الروح ص260:
فصل: وهذا باب من الفروق مطول، ولعل إن ساعد القدر أن نفرد فيه كتابا كبيرا، وإنما نبهنا بما ذكرنا على أصوله، واللبيب يكتفي ببعض ذلك، والدين كله فرق، وكتاب الله فرقان، ومحمد صلى الله عليه وسلم فرّق بين الناس ومن اتقى الله جعل له فرقانا (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) وسمى يوم بدر يوم الفرقان؛ لأنه فرق بين أولياء الله وأعدائه؛ فالهدى كله فرقان، والضلال أصله الجمع، كما جمع المشركون بين عبادة الله وعبادة الأوثان، ومحبته ومحبة الأوثان، وبين ما يحبه ويرضاه، وبين ما قدره وقضاه؛ فجعلوا الأمر واحد، واستدلوا بقضائه وقدره على محبته، ورضاه، وجمعوا بين الربا والبيع؛ فقالوا: (إنما البيع مثل الربا)، وجمعوا بين المذكي والميتة، وقالوا: (كيف نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل الله)، وجمع المنسلخون عن الشرائع بين الحلال والحرام؛ فقالوا: (هذه المرأة خلقها الله وهذه خلقها، وهذا الحيوان خلقه، وهذا خلقه فكيف يحل هذا ويحرم هذا؟)، وجمعوا بين أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، وجاءت طائفة الاتحادية فطموا الوادي على القرى، وجمعوا الكل في ذات واحدة وقالوا: هي الله الذي لا إله إلا هو، وقال صاحب فصوصهم وواضع نصوصهم:واعلم أن الأمر قرآنا لا فرقانا
ما الأمر إلا نسق واحد * ما فيه من مدح ولا ذم
وإنما العادة قد خصصت * والطبع والشراع بالحكم
والمقصود أن أرباب البصائر هم أصحاب الفرقان، فأعظم الناس فرقانا بين المشتبهات أعظم الناس بصيرة، والتشابه يقع في الأقوال، والأعمال والأحوال، والأموال، والرجال، وإنما أتى أكثر أهل العلم من المتشابهات في ذلك كله، ولا يحصل الفرقان إلا بنور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده يرى في ضوئه حقائق الأمور، ويميز بين حقها وباطلها وصحيحها، وسقيمها (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
[ثم سرد شيئا من ذلك لعلي أنقله لا حقا بإذن الله]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:41]ـ
سئل الشيخ البراك في لقاء ملتقى أهل الحديث الشيخ:
ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعم؟
الجواب: الحمد لله، من المعروف أن الشرك منه أكبر، ومنه أصغر، وكذلك الكفر، والذي يظهر أن السؤال في الفرق بين الكفر الكبر، والشرك الأكبر، فإن كلا من الشرك الأصغر، و الكفر الأصغر من أنواع المعاصي بل من الكبائر فأما الشرك الأكبر وهو اتخاذ ند لله في العبادة كما قال لله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ـ إلى قوله ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
وأما الكفر الأكبر فكل ما يناقض الشهادتين شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومعلوم أن الشرك الأكبر يناقض شهادة ألا إله إلا الله كل المناقضة؛ فهو كفر أكبر، ومن الكفر تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا، وهو: الجحود، أو باطنا، وهو: النفاق، ومن الكفر الاستهزاء بالله عز وجل أو بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وبهذا يتبين أن بين الشرك الأكبر، والكفر الكبر عموم وخصوص، فكل شرك أكبر فهو:كفر، وليس كل كفر أكبر شركا، والله أعلم.
وسئل أيضا حفظه الله:
ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء؟
الجواب: الحمد لله، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم طوائف كثيرة، وأشهرهم الغلاة، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ.
وهذا هو المشهور عن جهم بن صفوان إمام المعطلة نفاة الأسماء والصفات، وإمام الجبرية، وغلاة المرجئة.
والثانية:هم من يعرفون بمرجئة الفقهاء، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتضي للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:42]ـ
ومن أجوبته على أسئلة الملتقى
.. استعمالات اليد في اللغة والفروق بينها:
لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات:
فتارة تستعمل غير مضافة، وتلزم الألف، وهذه هي التي بمعنى القدرة، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر، أي لا قدرة لي عليه.
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ، أو بيديه، أو بيدي محمد، ويجري فيها إعراب المثنى.
وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة، بل يتعين أن يراد بهما: اليدان اللتان يكون بهما الفعل، والأخذ، ومن شأنهما القبض، والبسط.
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكراهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية، وبين استعمالهما (اليدان) بمعنى القدرة.
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية:
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك، ومنه قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [(10) سورة الحج]، ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} [(182) سورة آل عمران]، ومنه قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يس].
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد (بين)، فيكون بمعنى أمام، كقولك: جلس بين يديه، و مشى بين يديه، ويجري هذا الاستعمال في العاقل، وغير العاقل كقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [(64) سورة مريم] وقوله {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} [(12) سورة سبأ] وقوله {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [(57) سورة الأعراف] ونظائر ذلك كثيرة.
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي: الأول، والثالث، والرابع.
والثاني: حقيقة.
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص].
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك، فهو من قبيل المجاز العقلي؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا، وإن لم يكن فعل بيديه.
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يس]، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص]، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم َ بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات، والله أعلم.
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يس]، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص]، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم َ بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:43]ـ
الفرق بين النبي والرسول [من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]
مسألة الفرق بين النبي والرسول، والفرق المشهور: أن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، هذا التعريف المشهور.
ولكن هذا في الحقيقة غير مستقيم.
فإن تعريف النبي بما ذكر يقتضي أن النبي لا يعلم ولا يأمر ولا ينهي ولا يبلغ، وهذا غير صحيح، بل الأنبياء أرسلهم الله يحكمون بين الناس ويعلمون الناس ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، كما قال الله تعالى في أنبياء بني إسرائيل: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ (44) سورة المائدة
والأنبياء - لهم حظ من الإرسال، وهو الإرسال الشرعي، الإرسال العام الشرعي، كما قال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} (52) سورة الحج
فالنبي مرسل، مكلف، مأمور، يعني يعلم ويدعو وينهي، ولهذا التعريف أو الفرق السديد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب النبوات: أن الرسول بالمعنى الخاص هو من أرسل إلى قوم مكذبين، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين يعلمهم ويذكرهم ويحكم بينهم كما في الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:45]ـ
القرآن وكلام الله، ما الفرق بينهما؟ [من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]
الفرق بينهما أن كلام الله أعم من القرآن، فالقرآن هو كلام الله، ـ يعني ـ: أن الله تكلم به، ولكن كلام الله أعم من القرآن، يشمل ما سبق مما أنزله من الكتب؛ فالتوراة والإنجيل والقرآن كلها كلام الله، وتكليمه لموسى، وتكليمه للملائكة، ونداؤه للأبوين كل ذلك داخل في كلام الله؛ فالله تعالى لم يزل يتكلم بما شاء كيف شاء إذا شاء، ومن كلام الله القرآن.
ـ[نياف]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 03:35]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 09:19]ـ
بورك فيكم أبا عبد الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 10:53]ـ
نرجو استكمال الموضوع يا شيخنا
ومثلا:
= الفرق بين الإيمان والإسلام
= الفرق بين الكفر والجحود
= الفرق بين الفسق والظلم
= الفرق بين الدعاء والعبادة
= الفرق بين التوحيد والتنزيه
....... إلخ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 02:28]ـ
المشايخ الكرام بارك الله فيكم ونفع بكم، وأرجو ممن وقف على شيء من الفروق أن يضيفه هنا.
الفرق بين قول السالمية والأشاعرة في كلام الله؟
كلهم يتفقون على أن كلام الله قديم، وأنه لا تتعلق به المشيئة، لكن السالمية يقولون: إنه حروف، وأصوات قديمة.
والأشاعرة يقولون: إنه معنى فقط، معنى واحد ليس فيه تعدد.
[من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 02:30]ـ
[من شرح حائية ابن أبي داود لشيخ البراك]
سئل مالفرق بين قول القلب وعمله وقول اللسان وعمله؟
بعضهم يقول: اللسان مع الجوارح، يقول: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فيصير اللسان مع الجوارح هذه سهلة،
لكن السؤال يقول: ما الفرق بين قول القلب وعمله؟
قول القلب هو الاعتقاد، وعمل القلب عمل وليس باعتقاد، فمثلا الإيمان يعني تصديق، التصديق بأن الله خالق كل شيء، وأنه بيده الخير وبيده العطاء والمنع، الإيمان والتصديق بهذا = هذا اعتقاد قول هذا قول اللسان، التوكل على الله هذا عمل القلب، تجد هذا التوكل ثمرة للتصديق الأول، التصديق بأن محمدا رسول الله هذا قول القلب، طاعة الرسول أو العزم على متابعة الرسول هذا من عمل القلب، الانقياد انقياد القلب واستسلامه هذا عمل القلب، الإيمان بأن الله شديد العقاب هذا من قول القلب، الخوف من عمل القلب.
وأما قول اللسان وعمل اللسان قول اللسان: هو الإقرار، الإقرار الأول يعني: افرض أن واحدا كافر ودعوناه للإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا قول اللسان، وهو الإقرار الذي يدخل به في الإسلام، بعد ذلك إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله هذا عمل اللسان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 02:31]ـ
[من أسئلة موقع الإسلام اليوم للشيخ البراك]
ما الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم؟ وما حكم كل منهما بالتفصيل؟
الحمد لله، لقد نهى الله عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء في آيات عدة كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" [النساء:144]، وقال: "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
[آل عمران: 28]، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، فاتخاذهم أولياء هو اعتبارهم أصدقاء وأحباباً وأنصاراً، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضح ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" الآية [المجادلة: 22] وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" الآية [الممتحنة: 1] فدلت الآيتان على أن اتخاذهم أولياء يتضمن مودتهم، وجاء ذكر التولي في آية واحدة وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" الآية [المائدة: 51]، والذي يظهر أن توليهم هو معنى اتخاذهم أولياء، وفسر "التولي" في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله، وأما الموالاة فلم يأت لفظها في القرآن فيما أذكر، والذي يظهر أن الموالاة والتولي معناهما واحد أو متقارب، ولكن من العلماء من فرق بينهما فخصَّ الموالاة بتقديم الخدمات للكفار حفاوة بهم وإكراماً والتولي بنصرتهم على المسلمين، وأن الموالاة كبيرة، والتولي ردة كما تقدم، فالواجب على المسلمين أن يبغضوا الكافرين وأن يعادوهم في الله، وأن يجاهدوهم بالله ولإعلاء كلمة الله، وهذا لا يمنع من معاملتهم في أمور الحياة كالتجارة، ولا يوجب الغدر بما أعطوا من عهد، بل يجب الوفاء بعهدهم كما قال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" [التوبة:4] فبغض الكفار والبراءة منهم هي من أصول الدين، وهي مقتضى الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، ولكن ذلك لا يوجب ولا يبيح الخيانة أو الظلم، فالظلم حرام، ونقض العهد حرام، " ... تلك حدود الله فلا تقربوها ... " [البقرة: 187] نسأل الله أن ينصر دينه ويعز المؤمنين ويذل الكافرين، والله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 04:42]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
السؤال السؤال الرابع من الفتوى رقم 8942
س: ما الفرق بين أسماء الله وصفاته؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
جـ: أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بالذات، كالعلم والحكمة والسمع والبصر، فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم , ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى أو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجه اللائق بالله سبحانه، مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، كما أنه سبحانه لا يشبههم في ذاته؛ لقوله تعالى: ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ? [سورة الإخلاص: 1 - 4] وقوله سبحانه: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [سورة الشورى الآية 11]
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 04:49]ـ
الفرق بين إطلاق إسم على الله عز وجل وبين إطلاقه على غيره
فتوى رقم 8911
(يُتْبَعُ)
(/)
س: يسعدني أن أتحدث في رسالتي المتواضعة إلى سماحتكم، فأنا أتحدث إلى واحد من أشهر الشخصيات الإسلامية في عالمنا الإسلامي وغيره , وأرجو أن يتسع صدركم الكبير لقراءة هذه السطور , ولكم من الله جزيل الشكر والعرفان , وجزاكم الله خيرا عنا.
(ذو الجلال والإكرام) اسم من أسماء الله الحسنى، وهو تعظيم لله عن كل شيء وتنزيه له، وقد قرأت لسماحتكم رسالة مرسلة إلى العاهل السعودي وكنتم قد بدأتموها بقولكم: (جلالة الملك)، ألستم معي في أن الجلالة لله وحده، وأن الملك من أسمائه الحسنى لا يجوز تسمية شخص بها أيا كانت صفته وشخصيته، فنرجو إيضاح ذلك من سماحتكم حتى لا يقع المسلمون في إثم من جراء تنزيه الأشخاص بهذه الصفات التي اختصها الله لنفسه دون غيره الله إلا (رءوف رحيم) صفة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وفي نفس الوقت تصادفت تحت يدي وأنا أتصفح في المجلة العربية في العدد (89) منها رسالة شكر من الأستاذ / محمد النويصر رئيس المكتب الخاص للعاهل السعودي إلى القائمين على إخراج المجلة , وهو يبدأ رسالته بقوله: (لقد تسلم جلالة مولاي حفظه الله خطابكم المرسل وبه أعداد المجلة. .).
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: إن كثيرا من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ والمعنى الكلي الذهني، فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه، وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به، فيقال - مثلا -: الله حليم , وإبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - حليم، وليس حلم إبراهيم كحلم الله، والله رءوف رحيم، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - رءوف رحيم، وليس رأفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته، والله تعالى جليل كريم ذو الجلال والإكرام على وجه الإطلاق، وكل نبي كريم جليل , وليست جلالة كل نبي وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه، ولا مثل جلال الله وكرمه , بل لكل من الجلالة والكرم ما يخصه، والله تعالى حي , وكثير من مخلوقاته حي، وليست حياتهم كحياة الله تعالى، والله سبحانه مولى رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وجبريل وصالح المؤمنين، وليس ما لجبريل وصالح المؤمنين عن ذلك مثل ما لله من الولاية والنصر لرسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة وأسلوب الكلام، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود يليق بهم.
واقرأ ذلك في القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع التدبر وإمعان النظر يتضح لك الأمر، ويذهب عنك الإشكال بحول الله وقوته , ثم ارجع إلى ما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في أول رسالة (التدمرية) فإنه وفى المقام حقه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 05:10]ـ
الفرق بين القضاء والقدر
سُئل الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ -:
الله يحييك على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من مستمع للبرنامج عودة من جدة يقول فضيلة لشيخ ما الفرق بين القضاء والقدر أرجو الإفادة؟
الجواب: القضاء والقدر اسمان مترادفان إن تفرقا يعني أنهما إذا تفرقا فهما بمعنى واحد وإن اجتمعا فالقضاء ما يقضي به الله أي يحكم به بوقوعه والقدر ما كتبه الله تعالى في الأزل وليعلم أن القضاء ينقسم إلى قسمين قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء الشرعي يتعلق بما أحبه الله ورضيه مثل قوله تعالى ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً? والقضاء القدري يتعلق بما قدره الله سواء كان مما يرضاه أو مما لا يرضاه ومنه قوله تعالى ?وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً? والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فحقيقيته أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك فما قدره الله عليك فلا بد أن يقع مهما عملت من الأسباب وما دفع الله عنك فلا يمكن أن يقع مهما كان من الأسباب ولهذا كان المؤمنون يقولون اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.
[فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة]
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 05:20]ـ
الفرق بين الإسلام و الإيمان والإحسان
السؤال: جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء هذا السائل من اليمن يقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ ما الفرق بين الإسلام و الإيمان والإحسان وإذا أقام الشخص الإسلام وترك الباقيات هل نكفره أم لا؟
جواب الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ تعالى -:
الفرق بين هذه الثلاثة بينه النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان فقال له (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت) وسأله عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) فسأله عن الإحسان فقال) أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هذا هو الفرق ومن ترك واحدا من ذلك ففيه تفصيل من ترك الشهادتين فلم يشهد أن لا إله إلا لله ولا أن محمد رسول الله فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ومن أتى بالشهادتين لكن ترك الصلاة فهو كافر عل القول الراجح والأدلة على ذلك كثيرة تمر بنا كثيرا في هذا البرنامج ومن ترك الزكاة أو الصيام أو الحج فإنه لا يكفر على القول الراجح لقول عبد الله بن شقيق (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيء من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) وأما الإيمان فأركانه ستة إذا أنكر واحدا منها كفر لو لم يؤمن بالله فهو كافر أو بملائكته فهو كافر أو بكتبه فهو كافر أو برسله فهو كافر أو باليوم الآخر فهو كافر أو بالقدر فهو كافر وأما الإحسان فهو كمال إن أتى به اٌلإنسان فلا شك أنه أكمل يعني صلى كأنه يرى ربه فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه فالإحسان كمال وفضل والإيمان ترك واحد من أركانه كفر والإسلام فيه التفصيل.
[فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة]
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
= = = = =
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن تعريف الإسلام والفرق بينه وبين الإيمان؟
الجواب:
فأجاب – رحمه الله – بقوله: الإسلام بالمعنى العام هو: "التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاء بها رسله- عليهم السلام، منذ أن أرسل الله الرسل – عليهم السلام - إلى أن تقوم الساعة، فيشمل ما جاء به نوح - عليه الصلاة والسلام - من الهدى والحق، وما جاء به موسى- عليه السلام -، وما جاء به عيسى – عليه السلام- ويشمل ما جاء به إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إمام الحنفاء، كما ذكر الله – تبارك وتعالى – ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله – عز وجل-.
والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – يختص بما بعث به محمد – صلى الله عليه وسلم – لأن ما بعث به - صلى الله عليه وسلم – نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم؛ لأنه لم يستسلم لله بل استسلم لهواه، فاليهود مسلمون في زمن موسى – عليه الصلاة والسلام – والنصارى مسلمون في زمن عيسى -عليه الصلاة والسلام-، وأما حين بعث محمد – صلى الله عليه وسلم – فكفروا به؛ فليسوا بمسلمين، ولهذا لا يجوز لأحد أن يعتقد أن دين اليهود والنصارى الذين يدينون به اليوم دين صحيح مقبول عند الله مساو لدين الإسلام، بل من اعتقد ذلك فهو كافر خارج عن دين الإسلام؛ لأن الله – عز وجل – يقول: "إن الدين عند الله الإسلام" [آل عمران: 19] ويقول: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" [آل عمران: 85]، وهذا الإسلام الذي أشار الله إليه هو الإسلام الذي امتن الله به على محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمته، قال الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" [المائدة: 3]، وهذا نص صريح في أن من سوى هذه الأمة بعد أن بعث محمد – صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم – ليسوا على الإسلام، وعلى هذا فما يدينون الله به لا يقبل منهم ولا ينفعهم يوم القيامة، ولا يحل لنا أن نعتبره ديناً قائماً قويماً، ولهذا يخطئ خطأ كبيراً من يصف اليهود والنصارى بقوله إخوة لنا، أو أن أديانهم اليوم قائمة لما أسلفناه آنفاً.
وإذا قلنا إن الإسلام هو التعبد لله – سبحانه وتعالى – بما شرع شمل ذلك الاستسلام له ظاهراً وباطناً، فيشمل الدين كله عقيدة وعملاً وقولاً، أما إذا قرن الإسلام بالإيمان؛ فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة: من نطق اللسان وعمل الجوارح، والإيمان الأعمال الباطنة: من العقيدة وأعمال القلوب، ويدل على هذا التفريق قوله تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [الحجرات: من الآية14]، وقال تعالى في قصة لوط: "فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [الذاريات:35 - 36]، فإنه فرق هنا بين المؤمنين والمسلمين لأن البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره، إذ إنه يشمل امرأة لوط التي خانته بالكفر وهي كافرة، أما من أخرج منها ونجا فإنهم المؤمنون حقاً الذين دخل الإيمان في قلوبهم، ويدل لذلك – أي للفرق بين الإسلام والإيمان عند اجتماعهما – حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وفيه أن جبريل سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الإسلام والإيمان؟ فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" وقال في الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره" رواه مسلم (8).
فالحاصل أن الإسلام عند الإطلاق يشمل الدين كله ويدخل فيه الإيمان، وأنه إذا قُرن مع الإيمان فُسِّر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقول اللسان وعمل الجوارح، وفُسِّر الإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها.
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين (1/ 47 - 49)].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 05:29]ـ
الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية
السؤال:أريد توضيح الإرادة الكونية والإرادة الشرعية لله –تعالى-.
جواب شيخنا عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - حفظه الله ورعاه -:الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإرادة صفة من صفات الله –عز وجل-، وهي نوعان:
(1) إرادة كونية خلقية قدرية.
(2) إرادة دينية شرعية أمرية.
وهذا تقسيم عند أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي دلت عليه النصوص، الإرادة الكونية الخلقية عامة للمؤمن والكافر، ولا يتخلف مرادها، وكل ما في هذا الكون، وكل ما يكون ويوجد، فإن الله أراده كوناً وقدراً من خير وشر، وصحة وعافية، وعز وإذلال، وكفر وإيمان، وفقر وغنى، ومعصية وطاعة، وسعادة وشقاوة، فكل ما يكون في هذا الكون لا يكون إلا بقدرة الله، كما أن كل شيء خلقه الله، قال تعالى: ?اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ? ... [الزمر: من الآية62]، ? ... قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ... ? [الرعد: من الآية16]، ?وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ? [الفرقان: من الآية2]، والإرادة الكونية تعم المؤمن والكافر، أما الإرادة الدينية الشرعية فهي خاصة بالمؤمن، وهي ترادف المحبة والرضا.
فالإرادة الشرعية فيما أراده الله ورضيه من أحكام، وتشريع ما شرعه في الكتاب وعلى لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم-، فأمر به ونهى عنه، كقوله: "وأقم الصلاة"، هذا أمر ديني شرعي أمر الله بإقامة الصلاة ديناً وشرعاً، ولكن قد يحصل المراد من الإرادة الشرعية وقد لا يحصل، فمن الناس من أطاع الله واستجاب، وأقام الصلاة، ومن الناس من لم يؤمن ولم يستجب، أما الإرادة الكونية، فإنه لا يتخلف مرادها.
تجتمع الإرادتان في حق المؤمن كأبي بكر – رضي الله عنه-، فإن الله أراد منه الإيمان قدراً وشرعاً.
وتتخلف في حق الكافر، فإن الله أراد الإسلام لأبي لهب ديناً وشرعاً، ولم يرده كوناً وقدراً.
من أمثلة الإرادة الكونية: قوله - تعالى- ?فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ... ? [الأنعام: من الآية125]، وقال – تعالى -: ? .... إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ? [المائدة: من الآية1]، وقال - تعالى- ? ... إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ? [هود: من الآية34]، والإرادة الكونية مرادفة للمشيئة قال - تعالى - ? لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ? [التكوير:28 - 29].
أما الإرادة ..... الشرعية فمن أمثلتها قوله – تعالى - ? ... يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ... ? [البقرة: من الآية185]، ? ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ? [الأحزاب: من الآية33]، ? ... تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ... ? [لأنفال: من الآية67].
وأما أهل البدع فإنهم لم يقسموا الإرادة إلى قسمين فضلوا وأضلوا فالجبرية لم يثبتوا إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة أثبتوا الإرادة الدينية الشرعية، ولم يثبتوا الإرادة الكونية فضلوا، وهدى الله أهل السنة والجماعة؛ فأثبتوا الإرادتين عملاً بالنصوص، فكان مذهب أهل السنة والجماعة هو الحق ووسط بين مذهبين باطلين الجبرية الذين لا يثبتون إلا الإرادة الكونية، والمعتزلة الذين لا يثبتون إلا الإرادة الدينية الشرعية. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 06:40]ـ
الفرق بين التعطيل و التحريف
س48 - ما هو التعطيل وما الفرق بينه وبين التحريف؟
ج- مأخوذ من العطل الذي هو الخلو والفراغ والترك ومعناه هنا نفي الصفات الإلهية وسلبها عن الله والفرق بينهما أن التعطيل نفي للمعنى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وأما التحريف فهو تفسير النصوص بالمعاني الباطلة.
((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية))
للشيخ العلامة عبد العزيز السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 06:47]ـ
الفرق بين الخلق والأمر
س128 - ما الفرق بين الخلق والأمر؟
ج: الفرق بينهما أن الخلق تنشأ عنه المخلوقات والأمر تنشأ عنه المأمورات والشرائع. والأصل أن المعطوف غير المعطوف عليه. ويمتنع أنهما شيء واحد فإنه صرح فيها أن ?الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ? وذلك بعد ما أخبر أنه خلقها ثم سخرها بأمره سبحانه.
((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 06:51]ـ
الفرق بين المعية العامة والخاصة
س138: ما الفرق بين المعية العامة والخاصة؟
ج: العامة من مقتضاها العلم والاطلاع والإحاطة بجميع الخلق.
ثانيًا: المعية العامة من الصفات الذاتية. وأما الخاصة فمن الصفات الفعلية.
ثالثًا: العامة تكون في سياق تخويف ومحاسبة على الأعمال وحث على المراقبة.
رابعًا: الخاصة من مقتضى الحفظ والعناية والنصرة والتوفيق والتسديد والحماية من المهالك واللطف بأنبيائه ورسله وأوليائه.
خامسًا: الخاصة مرتبة على الإنصاف والأوصاف الفاضلة الحميدة.
مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 06:55]ـ
الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان
س197 - ما الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان وما الدليل على ذلك؟
ج- الإيمان المطلق هو الذي لا يتقيد بمعصية ولا فسوق ولا نقصان ونحو ذلك. أي أن الإيمان الكامل وهو الذي يأتي بالواجبات صاحبه ويترك المحرمات. وأما مطلق الإيمان فهو ما كان معه ترك واجب أو فعل محرم. فمن حصل منه فعل معصية. قتل أو زنا أو لواط أو شرب خمر وهو موحد فلا يسمى باسم الإيمان المطلق ولا يستحق أن يوصف به على الإطلاق لما في قوله (ص) «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث. من نفي الإيمان الكامل عن من عمل بعض المعاصي والدليل على أن المنفي في الحديث الإيمان الكامل: معاملته (ص) العصاة معاملة المسلمين ولم يوجب قتلهم إلا مثل الثيب الزاني ومن بدل دينه.
((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 06:58]ـ
الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية
س218: ما الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية؟
ج: المعجزة مقرونة بدعوى النبوة والكرامة غير مقرونة بدعوى النبوة وأما الأحوال الشيطانية فهي التي تظهر على أيدي المنحرفين ممن يدعي مع الله إلهًا آخر وكالسحرة والكهنة والمشعوذين لأن الكرامة لابد أن تكون أمرًا خارقًا للعادة أتى ذلك الخارق عن امرئ صالح مواظب على الطاعة وتارك للمعاصي.
((مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية))
للشيخ العلامة عبد العزيز بن محمد السلمان - رحمهُ اللهُ تعالى -.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 07:20]ـ
فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين
قال شيخنا صالح الفوزان في كتابه [الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد]:
( ... هناك فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين:
منها: أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور.
ومنها: أن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى أو على أمور مباحة، وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة، من الشرك والكفر وقتل النفوس.
ومنها: أن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده، وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر الله وقراءة القرآن والتوحيد.
فتبين بهذا أن بين كرامات الأولياء وتهريجات المشعوذين والدجالين فروقا تميز الحق من الباطل، وكما ذكرنا، فإن أولياء الله حقا لا يستغلون ما يجريه الله على أيديهم من الكرامات للنصب والاحتيال ولفت أنظار الناس إلى تعظيمهم، وإنما تزيدهم تواضعا ومحبة لله وإقبالا على عبادته، بخلاف هؤلاء المشعوذين والدجالين، فإنهم يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التي تجري على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله عز وجل، حتى كون كل واحد منهم له طريقة خاصة وجماعة تسمى باسمه، كالشاذلية، والرفاعية، والنقشبندية ... إلى غير ذلك من الطرق الصوفية.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 07:31]ـ
الفرق بين الإستواء والعلو
قال شيخنا عبد العزيز الراجحي في شرحه للعقيدة الطحاوية:
العلو صفة من صفات الله، والاستواء صفة من صفات الله،
فما الفرق بينهما بين الصفتين؟ يتبين الفرق واضحا بين هاتين الصفتين من وجهين:
الوجه الأول: أن العلو من صفات الذات، فهو ملازم للرب الرب لا يكون قط إلا عاليا، والاستواء من صفات الأفعال، وكان بعد خلق السماوات والأرض كما أخبر الله بذلك في كتابه، فدل على أنه -سبحانه- تارة كان مستويا على العرش وتارة لم يكن مستويا عليه، فاستواؤه على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض العرش مخلوق قديم، ولكن استواء الله على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض، فالاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستويا عليه.
فالأصل أن علوه سبحانه على المخلوقات وصف لازم له، كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته، ولهذا قال: ثم استوى.
الثاني: أن العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل هذا الفارق الثاني، العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل، وأما الاستواء على العرش فهو من الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل، يعني أن العلو صفة العلو ثابتة بالعقل والشرع كل الناس يثبتون ويدركون أن الله في العلو حتى البهائم أما الاستواء على العرش هذا ما عرف إلا من الشرع، والعلو من الصفات الذاتية من الصفات التي اشتد فيها النزاع صفة العلو من الصفات التي اشتد فيها النزاع بين أهل السنة وبين المخالفين من أهل البدع، فهي من الصفات العظيمة.)
وقال شيخنا صالح الفوزان في شرحه للعقيدة الواسطية:
(1 - أن العلو من صفات الذات، والإستواء من صفات الأفعال، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته، والإستواء فعل من أفعاله سبحانه، يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته إذا شاء؛ ولذا قال فيه: {ثم استوى} وكان ذلك بعد خلق السموات والارض.
2 - أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل.
والإستواء ثابت بالنقل لا بالعقل.)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 08:01]ـ
الفرق بين التوسل والشفاعة
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [شرح كتاب التوحيد]:
ما الفرق بين التوسل والشفاعة؟ نرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرا.
(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد، التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة هي الحاجة نفسها، أو من يوصل إلى الحاجة، قد يكون ذلك التوسل باستشفاع يعني: بطلب شفاعة يعني: يصل إلى حاجته بحسب ظنه بالاستشفاع.
وقد يصل إلى حاجته بحسب ظنه بغير الاستشفاع، فيتوسل مثلا بالذوات يسأل الله بالذات، يسأل الله بالجاه، يسأل الله بحرمة فلان، مثل أن يقول: أسألك اللهم بنبيك محمد، بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- أو يقول: أسألك اللهم بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو إلى آخره، بالولي فلان، بأهل بدر، بأهل بيعة الرضوان، يسأله بهم، هذا هو الذي يسمونه توسلا.
وهذا التوسل معناه أنه جعل أولئك وسيلة، وأحيانا يقول: لفظ الحرمة: أسألك بحرمتهم أسألك بجاههم، ونحو ذلك. أما الاستشفاع فهو أن يسألهم الشفاعة، يطلب منهم أن يشفعوا له.
فَتَحَصَّلَ من ذلك أن التوسل يختلف عن الاستشفاع؛ فإن المستشفع طالب للشفاعة؛ والشفاعة إذا طلبها من العبد؛ فيكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل بحسب العرف، عرف الاستعمال، المتوسل يسأل الله لكن يجعل ذلك بوسيلة أحد؛ فالاستشفاع سؤال لغير الله. وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، بحرمته، بجاهه.
والتوسل بالذوات وبالجاه وبالحرمة لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة؛ وهو وسيلة إلى الإشراك؛ وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء؛ وهو الميت أو الغائب أو نحو ذلك؛ فهذا طلب ودعاء لغير الله؛ وهو شرك أكبر؛ فالتوسل بحسب العرف هذا من البدع المحدثة؛ ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون عباداتهم جميعا: من طلب الشفاعة، ومن الذبح، والنذر، ومن الاستغاثة، ومن دعاء الموتى يسمونها توسلا، وهذا غلط على اللغة، وعلى الشرع، فالكلام في أصله ما يصح المعنى به لغة، وبين التوسل والشفاعة في أصله ما يصح لغة، أما إذا أخطأ الناس، وسموا العبادات المختلفة توسلا، فهذا غلط من عندهم.)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 08:18]ـ
الفرق بين المداراة والمداهنة
قال شيخنا عبد العزيز الراجحي [القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]:
(المداهنة: هي ترك ما يجب لله من الغيرة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لغرض دنيوي وهو نفساني، والاستئناس بأهل المعاصي ومعاشرتهم، ومؤاكلتهم ومشاربتهم ومجالستهم، وعدم الإنكار عليهم مع القدرة على الإنكار؛ استجلابًا لمودتهم ومحبتهم، وإرضاءً لهم، ومسالمة لهم وعدم التمييز بين طبقاتهم، لأنهم رأوا أن السلوك مع الناس، وحسن الخلق ونيل المعيشة، لا يحصل إلا بذلك.
حكم المداهنة: المداهنة مخالفة للرسل وأتباعهم، وخروج عن سبيلهم ومنهاجهم، إذ هي إيثار للحظوظ النفسانية والدعة ومسالمة الناس، وترك المعاداة في الله، وتحمل الأذى في ذاته، وهذا في الحقيقة هو الهلكة؛ لأنه ما ذاق طعم الإيمان من لم يوالِ في الله ويعادي فيه، بل الإيمان يحصل بمراغمة أعداء الله وإيثار مرضاته، والغضب إذا انتهكت محارمه، وأي خير يبقى في قلب فقد الحياة والغَيْرة والتعظيم، وعدم الغضب لله؟! وسوَّى بين الخبيث والطيب في معاملته وموالاته ومعاداته؟!
والمداراة: هي درء الشر المفسد بالقول اللين وترك الغلظة، والإعراض عن الشرير إذا خيف شره، أو حصل منه ضرر أكبر مما هو متلبس به.
حكم المداراة: المداراة مشروعة؛ لأنها دفع للشر وردّ له، أو تخفيف له، ولأن في استعمالها بعدًا عن الفحش والتفحش، ولأنها من باب ارتكاب أخف الضررين، وأدنى المفسدتين، وفعل أعلى المصلحتين، وفي الحديث: (شركم من اتقاه الناس خشية فحشه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنه استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل، فقال: بئس أخو العشيرة هو، فلما دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألان له الكلام، فقالت عائشة قلت فيه يا رسول الله ما قلت. فقال: إن يبغض الفحش والتفحّش.)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 08:24]ـ
الفرق بين مصطلحي العقيدة والتوحيد
سئل شيخنا عبد الله بن جبرين:
ما الفرق بين مصطلحي العقيدة والتوحيد؟.
ج: ذكرنا أن التوحيد عام، حيث يدخل فيه توحيد الأسماء والصفات وهو عقيدة. تعرفون أن التوحيد يدخل في توحيد الذات ويسمى توحيد الربوبية، وتوحيد الصفات ويسمى توحيد الأسماء والصفات، أو التوحيد الخبري، وتوحيد الأفعال التي هي أفعال الله وتوحيد العبادة التي هي أفعال العباد، كل ذلك داخل في اسم التوحيد.
وأما العقيدة: فهي ما يعقد عليه القلب. فيدخل في ذلك الإيمان بالغيب، الإيمان بالبعث والنشور، وبالجنة والنار، وما أشبه ذلك يدخل في العقيدة، ويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله، وما أشبهه، ويدخل في ذلك أسماء الإيمان والدين والأحكام التي تترتب عليها، والقول في الصحابة وما أشبه ذلك. فالعقيدة أعم من جهة، والتوحيد أعم من جهة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 08:28]ـ
الفرق بين الحكم الشرعي والحكم القدري
س: نرجو إعادة الفرق بين: الحكم الشرعي والحكم القدري؟.
جواب شيخنا عبد الله بن جبرين: (الحكم الشرعي: هو الأمر والنهي. والحكم القَدَري: هو المصائب والآفات التي يقدِّرها على العبد. الحكم الشرعي لا يلزم نفوذه، إذا قال الله تعالى: "حكمت عليكم يا بني آدم ألا تشركوا". يعني: شرعت لكم. يوجد فيمن يشرك؛ فدل على أنه أمر، وهذا الأمر لا يلزم وقوعه.
ولو قال: "ألا يقتل بعضكم بعضا". يوجد مَن يقتل، هذا حكم شرعي. وأما الحكم القَدَري فمعناه: إنه يقدر عليهم ما يصيبهم، فلا بد منه، فإذا قدر قحطا وجد، وإذا قدر خصبا وجد، وإذا قَدَّر مصيبة وجدت، وإذا قدر مثلا مرضًا، أو قدَّر فقرا أو قدر آفَة، أو قدر حادثا يحدث به، أو قدر تسليط عدو فلا بد منه.)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 09:40]ـ
الفرق بين التمثيل والتشبيه
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-[مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد]:
(التشبيه: إثبات مشابه لله فيما يختص به من حقوق أو صفات، وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله، ويتضمن النقص في حق الله حيث شبهه بالمخلوق الناقص.
والتمثيل: إثبات مماثل لله فيما يختص به من حقوق أو صفات، وهو كفر؛ لأنه من الشرك بالله وتكذيب لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
ويتضمن النقص في حق الله حيث مثله بالمخلوق الناقص.
والفرق بين التمثيل والتشبيه: أن التمثيل يقتضي المساواة من كل وجه بخلاف التشبيه.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 09:43]ـ
الفرق بين التكييف والتمثيل
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-[فتاوى ابن عثيمين]:
(التكييف والتمثيل والفرق بينهما:
التكييف اثبات كيفية الصفة كان يقول: استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا والتمثيل اثبات مماثل للشيء كان يقول: يد الله مثل يد الانسان.
والفرق بينهما ان التمثيل ذكر الصفة مقيدة بمماثل والتكييف ذكرها غير مقيدة به.)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 09:58]ـ
الفرق بين الصبر والرضا
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-[فتاوى ابن عثيمين]:
أما الرضا بالقدر فهو واجب لأنه من تمام الرضا بربوبية الله، فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله، ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء، لأن القضاء فعل الله، والمقضي مفعول الله فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به، ولا يجوز أبداً أن نسخطه بأي حال من الأحوال.
وأما المقضي فعلى أقسام:
القسم الأول: ما يجب الرضا به.
القسم الثاني: ما يحرم الرضا به.
القسم الثالث: ما يستحب الرضا به.
فمثلاً المعاصي من مقضيات الله ويحرم الرضا بالمعاصي، وإن كانت واقعة بقضاء الله فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء الذي هو فعل الله يجب أن يرضى، وأن يقول: إن الله تعالى حكيم، ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع، وأما من حيث المقضي وهو معصية الله فيجب ألا ترضى به والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك أو من غيرك.
وقسمٌ من المقضي يجب الرضا به: مثل الواجب شرعاً لأن الله حكم به كوناً وحكم به شرعاً فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي.
وقسمٌ ثالث يستحب الرضا به ويجب الصبر عليه: وهو ما يقع من المصائب، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه، والفرق بين الصبر والرضا أن الصبر يكون الإنسان فيه كارهاً للواقع، لكنه لا يأتي بما يخالف الشرع وينافي الصبر، والرضا لا يكون كارهاً للواقع فيكون ما وقع وما لم يقع عنده سواء، فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر، ولهذا قال الجمهور: إن الصبر واجب، والرضا مستحب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 12:17]ـ
الفرق بين الرب والإله
السؤال:
ما الفرق بين الرب والإله؟ وعندما رأى سيدنا إبراهيم القمر، لماذا قال: هذا ربي. ولم يقل: هذا إلهي؟
جواب الشيخ د. ناصر بن عبدالكريم العقل:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الرب: هو المربي المالك المتصرف، والإله: هو المألوه المعبود بالمحبة والخوف والرجاء، وبينهما عموم وخصوص، فالرب الحق هو وحده المستحق للألوهية (العبادة) والعبادة والألوهية لا يستحقها إلا الرب سبحانه.
وإبراهيم عليه السلام قال: "هذا ربي". للقمر وللنجم والشمس؛ لأن مقام الربوبية هو المقام الأول في الإثبات والمعرفة، فلا يمكن أن تكون الألوهية إلا بعد ثبوت الربوبية. والله أعلم.
(موقع الإسلام اليوم)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 12:27]ـ
الفرق بين المسلم والمؤمن
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –: ما الفرق بين المسلم والمؤمن وفقكم الله؟
الجواب:
الإسلام والإيمان كلمتان يتفقان في المعنى إذا افترقا في اللفظ بمعنى أنه إذا ذكر أحدهما في مكان دون الآخر فهو يشمل الآخر وإذا ذكرا جميعاً في سياق واحد صار لكل واحد منهما معنى فالإسلام إذا ذكر وحده شمل كل الإسلام من شرائعه ومعتقداته وآدابه وأخلاقه كما قال الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) وكذلك المسلم إذا ذكر هكذا مطلقاً فإنه يشمل كل من قام بشرائع الإسلام من معتقدات وأعمال وآداب وغيرها وكذلك الإيمان فالمؤمن مقابل الكافر فإذا قيل إيمان ومؤمن بدون قول الإسلام معه فهو شامل للدين كله أما إذا قيل إسلام وإيمان في سياق واحد فإن الإيمان يفسر بأعمال القلوب وعقيدتها والإسلام يفسر بأعمال الجوارح ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه لجبريل (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) إلى آخر أركان الإسلام وقال في الإيمان (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه إلى آخر أركان الإيمان المعروفة ويدل على هذا الفرق قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) وهذا يدل على الفرق بين الإسلام والإيمان فالإيمان يكون في القلب ويلزم من وجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) بخلاف الإسلام فإنه يكون في الجوارح وقد يصدر من المؤمن حقاً وقد يكون من ناقص الإيمان هذا هو الفرق بينهما وقد تبين أنه لا يفرق بينهما إلا إذا اجتمعا في سياق واحد وإما إذا انفرد أحدهما في سياق فإنه يشمل الآخر.
[فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة]
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 12:33]ـ
الفرق بين الجن والشياطين
السؤال: جزاكم الله خيرا عبد المجيد محمد له هذا السؤال يقول ما الفرق بين الجن والشياطين وهل هم من فصيلة واحدة؟
الجواب: الشياطين يكونوا من الجن والإنس كما قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) بل يكون الشيطان من غير العقلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الكلب الأسود شيطان وأما الجن فإنه من ذرية إبليس كما قال الله تعالى (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
[فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة]
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 12:48]ـ
الفرق بين دعاء الصفة والقسم بها
(59 - س-: ما الفرق بين دعاء الصفة والقسم بها.)
جـ-: القسم والاستعاذة بها جائزة، لأنه تعظيم. واقسامه تعالى بمخلوقاته لكونها دالة عليه. فالصفة لا يقال انها خالقة بل الله بصفاته هو الخالق. (118). (تقرير).
=====
(118) قلت ولان الوارد في الدعاء: (ادْعُوا رَبَّكُمْ) (فَادْعُوا اللَّهَ) (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم) (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ).
[فتاوى ورسائل الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - /المجلد الأول (العقيدة)]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 12:54]ـ
الفرق بين المرتد والكافر الأصلي
(3893 – الفرق بين المرتد والكافر الأصلي)
المرتد هو من ينتسب إلى الإسلام وقد قام به مكفر واضح، وهو أغلظ كفراً من الكافر الأصلي. (تقرير)
[فتاوى ورسائل الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - /المجلد الثاني عشر (الحدود- القضاء)]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:30]ـ
[جاء في أثناء جواب لسؤال من أسئلة موقع الإسلام اليوم للشيخ البراك]
.. وأما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر، فالشرك الأكبر هو اتخاذ المخلوق نداً لله في العبادة، كما قال سبحانه وتعالى: "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون" [البقرة: 22]، وقال: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله" [البقرة: 165]، وقال – صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود – رضي الله عنه- لما سأله: "أي الذنب أعظم، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك" البخاري (4477)، ومسلم (86)، وأما الشرك الأصغر فهو ما يكون في الألفاظ كقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وكالحلف بغير الله، ومنه ما يكون بالقلب كالرياء وكالاعتماد على الأسباب، فذلك كله من الشرك الأصغر، جنبنا الله الشرك كله صغيره وكبيره، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:31]ـ
ما الفرق بين الجبرية وأهل السنة؟ [سؤال عرض الشيخ البراك في شرحه لكلمة الإخلاص لابن رجب]
الجبرية يقولون: إنك أنت الآن في قيامك وقعودك، وذهابك ومجيئك وصلاتك وركوعك مثل الشجرة، ما لك إرادة، ولا قدرة، يعني: حركتك في قيامك وذهابك مثل حركة المصاب بالرعشة: المرتعش، فهذا مذهب الجبرية، الإنسان ما له اختيار، ولا إرادة، ولا قدرة، ولا شيء، هو مسلوب، مثل الذي يسقط من شاهق، ما له إرادة، يقولون: إن حركة الإنسان المكلف كحركة الأشجار، وحركة المرتعش، وحركة النائم.
أما أهل السنة يقولون: لا، هذه حركة إرادية، لا أن أنتم وكل عاقل يقسم حركة الإنسان إلى قسمين: حركة إرادية، وحركة لا إرادية، فقيامه وقعوده، وذهابه ومجيئه وكلامه حركة إرادية، وأما حركته نائما فهي حركة لا إرادية، يتحرك بلا إرادة منه.
كذلك المقهور، المكره على الشيء الذي يُلقى من مكان شاهق، حركته من فوق لتحت حركة إرادية؟ حركة لا إرادية، إلى آخره، الأمثلة كثيرة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:31]ـ
الفرق بين المحبة الدينية والطبيعية [من أسئلة الملتقى للشيخ البراك]
(يُتْبَعُ)
(/)
- هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم؟ هل المودة تعني الحب؟
الحمد لله، قد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
والود، والمودة بمعنى المحبة، والمحبة نوعان: محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته، وولده، وماله.
وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
ومحبة دينية؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله، ورسوله من الأعمال، والأقوال، والأشخاص.
قال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [(54) سورة المائدة]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة].
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله، ويبغضه لظلمه له؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر: يكرهه المريض لمرارته، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة.
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني كما في المسلم الفاسق فإنه يحب لما معه من الإيمان، ويبغض لما فيه من المعصية.
والعاقل من حكّم في حبه، وبغضه الشرع، والعقل المتجرد عن الهوى، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 04:43]ـ
من شرح الواسطية للشيخ البراك (الفرق بين الإرداة الكونية والشرعية)
الإرادة المضافة لله تعالى نوعان:
(يُتْبَعُ)
(/)
إرادة كونية، وإرادة شرعية؛ أما الإرادة الكونية، فهي بمعنى: المشيئة، ومن شواهدها قوله تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [(16) سورة البروج] هذه إرادة كونية، كل ما شاء سبحانه أن يفعله فعله؛ لأنه لا معارض له، ولا يستعصي عليه شيء.
ومن شواهد الإرادة الكونية قوله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ} [(125) سورة الأنعام] يعني من يشأ الله أن يهديه بشرح صدره للإسلام يوسع صدره، ويقذف النور فيه، ويجعل فيه القبول للحق، فيقبل الحق بانشراح، وسرور، وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ ـ نعوذ بالله ـ يجعل صدره ضيقًا حرجًا، ينفر من الحق ويشمئز منه، {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [(45) سورة الزمر] والله تعالى يَمُنُّ على من يشاء يهدي من يشاء بفضله، ورحمته، ويضل من يشاء بحكمته وعدله، يعطي ويمنع، يهدي ويضل، ويعز ويذل.
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(26) سورة آل عمران].
وأما الإرادة الشرعية؛ فمتعلقة بما أمر الله به عبادة مما يحبه ويرضاه. ومن شواهدها: قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [(185) سورة البقرة] و {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} [(26) سورة النساء]
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [(33) سورة الأحزاب]
فهاتان إرادتان، قال أهل العلم: إن الفرق بين الإرادتين من وجهين:
أما الإرادة الكونية؛ فإنها عامة لكل الموجودات، فهي شاملة لما يحب سبحانه، وما لا يحب، فكل ما في الوجود، فهو حاصل بإرادته الكونية سواء في ذلك ما يحبه الله، أو يبغضه، فكل ما في الوجود فهو حاصل بإرادته تعالى الكونية التي هي بمعنى المشيئة، فإنه لا يخرج عن مشيئته، أو إرادته الكونية شيء ألبتة.
أما الإرادة الشرعية فإنها تختص بما يحبه سبحانه، فالطاعات مرادة لله شرعا، أما المعاصي فليست مرادة شرعا، وما يقع من الطاعات، كالصلاة مثلا نقول: هذه الصلاة تتعلق بها الإرادتان: الإرادة الكونية، والإرادة الشرعية.
وهكذا سائر الطاعات واقعة بالإرادة الكونية، ومتعلقة كذلك بالإرادة الشرعية، فهي مرادة لله كونا وشرعا.
أما ما يقع من المعاصي فهي مرادة لله كونا؛ لأنه لا يقع في الوجود شيء البتة إلا بإرادته، ومشيئته سبحانه.
لكن هل المعاصي محبوبة لله؟ لا بل هي مُبْغَضَة، وإن كانت واقعة بإرادته.
فالفرق بين الإرادتين من وجهين:
الأول: أن الإرادة الكونية عامة فكل ما في الوجود فهو مراد لله كونا.
أما الإرادة الشرعية فإنها إنما تتعلق بما يحب سبحانه وتعالى.
قال أهل العلم: فتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمن، وطاعة المطيع.
و تنفرد الإرادة الشرعية في إيمان الكافر، فالكافر مطلوب منه الإيمان لكنه لم يحصل، فهو مراد لله شرعا، لكنه غير مراد كونا، إذ لو شاء الله لاهتدى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا} [(99) سورة يونس]، وكذلك الطاعة التي أُمِرَ بها العبد، ولم يفعلها مرادة لله شرعا، لكنها لم تتعلق بها الإرادة الكونية؛ إذ لو تعلقت بها الإرادة الكونية لحصلت.
الثاني: أن الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها أبدا، أما الإرادة الشرعية فقد يقع مرادها، وقد لا يقع، فالله أراد الإيمان من الناس كلهم أراده شرعا ـ يعني ـ أمرهم به، وأحب ذلك منهم، ولكن منهم من آمن، ومنهم من كفر.
فالإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، أما الإرادة الشرعية فقد يحصل مرادها، وقد لا يحصل.
ونحو هذا المعنى في [مجموع الفتاوى 8/ 188، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 11/ 266، وشفاء العليل ص280]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 04:47]ـ
من شرح الواسطية للشيخ البراك
[الفرق بين الرحمن والرحيم]
والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
وقال بعضهم: الرحمن ـ يعني ـ: في الدنيا، والآخرة، والرحيم ـ يعني ـ: في الآخرة. وهذا قريب من الذي قبله، والحق أنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم في الدنيا، والآخرة.
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" الرحمن الرحيم اسمان رقيقان" (1).
يعني: يدلان على الرحمة، وهي معنى فيه رِقَّة، وتقتضي الإحسان، والإنعام، والإكرام، ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة؛ لأنها صفة معقولة المعنى، وضد الرحمة القسوة، وضد الرحمة العذاب: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} [(54) سورة الإسراء] {يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [(21) سورة العنكبوت].
وفرَّق ابن القيم [بدائع الفوائد 1/ 42] بين هذين الاسمين: بأن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول: للوصف، والثاني: للفعل، فالأول: دال على أن الرحمة صفته، والثاني: دال على أنه يرحم خلقه برحمته.اهـ
--------------
(1) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص56، وضعفه ابن حجر في الفتح 13/ 359
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 09:34]ـ
جزاكم الله خيرا على إبراز هذا الفن في علوم العقيدة؛ فيا حبذا لو سطرت هذه الدرر في مؤلف يختص بها
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 11:00]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الرحمن
وأستأذنكم في نقل بعض هذه النقولات إلى موضوع لي كتبته في أحد المنتديات
ولم أكن رأيت موضوعكم من قبل 00(/)
هل من الممكن أن يكون هناك عاصي غير كاره لحكم الله؟!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 02:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيوخ الأفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هناك مسألة أشكلت عليّ وهي: هل من الممكن أن يكون هناك عاصي غير كاره لحكم الله؟!
في ظني أن القلب مقابل الأشياء لا يخلو من حالتين:
1 - محبة هذا الشيء
2 - كره هذا الشيء
. وأنا لا أتصور إنساناً لا يجب شيئاً ما , وفي نفس الوقت لا يكره. - وقد يكون إعتقادي هذا غير صحيح -
وهنا نأتي للعصاة. هؤلاء ما فعلوا المعصية إلا حباً لها. مثلاً: شرب الخمر. فهذا ماشرب الخمرة إلا حباً لها , مما يدل - في ظني - أنه كاره لحكم الله وهو: تحريم شرب الخمر.
فكيف نوفق بين أن الذنوب - الغير مكفرة - لا يكفر صاحبها إلا إذا استحل , وأن الكاره لحكم الله كافر كفر أكبر؟!!
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 10:41]ـ
هل إذا وقع بالإنسان مرض أو بلاء، وجب عليه أن يرضى به ولا يكرهه؟، فإن رضي به فقد خالف المستقر الثابت في عامة النفوس البشرية، كما أن الرضا بالقدر لم توجبه نصوص الشريعة وإنما أوجبت الصبر، والرضا منزلة كمال واستحباب، وإن كرهه بقلبه وتمنى تغيّره إلى الأفضل دون ظهور علامات الجزع والتسخط على ظاهره، فعلى ما أصّلته يكون كارهاً لحكم الله تعالى، ومن كره حكم الله فقد كفر، إذاً فهو كافر، هذه هي المقدمات ونتيجة الحكم كما ذكرتها في نظيرة الحكم الواردة في سؤالك.
حب المعصية لا يلزم منه كراهية حكم الله تعالى، فعامة العصاة يفعلون المعاصي مع علمهم بكونها معصية، ويبررون فعلهم بالضعف وعدم القدرة على كبح جماح النفس، مع اعتقادهم بكون هذا مخالفة لله ورسوله، وأما الكراهية والرضا فهذا أمر قلبي، والاطلاع عليه متعذر، اللهم إلا إذا ظهر منه ما يدل على الإعراض أو الاستباحة، فهذا شأن آخر.
والعلم عند الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 02:29]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
الاستحلال يختلف عن المحبة
الاستحلالُ اعتقاد إباحة شيءٍ ما، فمن استحلَّ محرَّماً من المحرمات التي أجمع المسلمون على تحريمها فقد كفر وإن لم يمارسه أو يحبه، بل حتى لو كان كارهاً لهذا المحرَّم؛ كما لو كان كارهاً للزنا حفاظاً على صحته أو من باب الشهامة وكرم الأخلاق
فهذا كافرٌ مع أنه لم يحبَّ هذا المحرم، لكنه استحلَّه
وبالمقابل لو أحبَّ المحرَّمَ مع اعتقاد تحريمه، كمن يمارس الزنا شهوةً ومحبة وتلذذاً، ولكنه يعتقد تحريمه
فهذا لا يكفر
فلا تلازمَ بين (محبة المعصية أوممارستها) و (استحلالها)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[28 - Feb-2007, صباحاً 07:46]ـ
جزاكم الله خيراً ... لكن لم أفهم بعد؟!
الشيخ الفاضل / أبا حماد - حفظه الله - قلتَ:
حب المعصية لا يلزم منه كراهية حكم الله تعالى،
لماذا لا يلزم؟!
مثلاً: أبو حماد يحب مجلس الالوكة , فإذا بقرار من مدينة الملك عبد العزيز بمنع هذا المجلس وحجبه.
فهنا ستكره هذا القرار لأنه يخالف ما تحب, أليس كذلك؟!
أما إذا كان السبب في ذلك هو:
فعامة العصاة يفعلون المعاصي مع علمهم بكونها معصية، ويبررون فعلهم بالضعف وعدم القدرة على كبح جماح النفس
يعني فعل المعصية ضعفاً وليس كرهاً لحكم الله. لكن هنا ربما المعصية فيها شهوة جنسية مثلاً. ولنضرب مثلاً بعيداً عن الغرائز ... مثلاً (حلق اللحية)) فهذا الذي يحلق اللحية مع إعتقاده بتحريمها , أين الشهوة هنا؟!
وهل بالفعل الذي يحلقون لحاهم يحبون حكم الله في وجوب إعفائها؟! إذاً أين التطبيق كما قال تعالى. ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ... )) الآية
فإن كان لا يحب إعفائها مع علمه أن هذا حكم الله , فهل نقول: هذا كاره لحكم الله ,ومن ثم تكفيره .. ؟!
وكذلك من يقول: ياليت الأغاني حلال حينما أخبره بحكم الله فيها؟! فهذا ألا يعتبر كلاماً صريح منه في كره حكم الله؟!
وجزاكم الله خيراً ... وعلى سعة صدركم , كما أرجو أن تقتبس من كلامي وتبن البطلان الذي فيه , حتى تتضح الصورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو حماد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 01:09]ـ
أخانا الحبيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب أهل السنة والجماعة في فعْل المعصية مهما كبرت مالم تصل للشرك، أنها غير مخرجة من الملة، مالم يقم صاحبها باستحلال تلك المعصية، والاستحلال إما أن يكون صريحاً من قول العاصي، أو تدل عليه قرينة جازمة على إرادة الاستحلال، كما في حال الرجل الذي يتزوج إحدى محارمه، فالعقد واستباحة الفرج به قرينة واضحة جازمة على استحلاله، إلا إن كان لا يعلم الحكم الشرعي في ذلك، وهذا غالباً افتراض ذهني مجرد.
أما ارتكاب المعصية المجردة فهذا لا يلغي حب الله تعالى أو كراهية المعصية في قلب العاصي، والرجل قد يجتمع في قلبه حب شيئين متعارضين متضادين، كما في حال الرجل الذي يزني وهو متزوج، ففي قلبه حب لزوجه وحب لخليلته، وزناه بتلك المرأة لا يلغي حبه لزوجه أو يقدح في أصله، نعم يقدح في تمامه وكماله، لكن لا يلغيه.
كذلك العاصي الذي يعصي، فهو إما يعصي عن شهوة أو شبهة، والشهوة لا تعني بالضرورة المتعة كما هو حال الذي يزني أو يشرب الخمر فإنه يفعلها استمتاعاً بها واستلذاذاً، بل قد تكون من باب الزينة، كحال الذي يسبل ثوبه، أو يحلق لحيته، فهؤلاء عاصون، ومع معصيتهم إلا أن عندهم في قلبهم حب الله ورسوله (ص)، كما ثبت ذلك عن النبي (ص) في شارب الخمرة أنه يحب الله ورسوله (ص)، فهذا يدلك على اجتماع ذلك في قلبه، وهو حبه لله ورسوله (ص) وحبه للخمرة التي يشربها، وهو متصور عقلاً وحساً، ويشهد باعتباره الواقع.
وأما محبة حكم الله تعالى فهذا فيه تفصيل، إن أُريد بالحكم الحكم الشرعي فإن الواجب على المسلمين قبول حكم الله والانقياد له وإن خالف الهوى والشهوة، وقد يقع في قلب بعض الناس استثقال لحكم شرعي لكن ذلك لا يوجب مؤاخذته ما لم يقع منه لفظ أو فعل مناقض، كما ثبت عن نفر من صحابة رسول الله (ص) عندما استثقلوا الحل في صلح الحديبية واستثقل بعضهم الصلح من أصله وعده نوعاً من الضعف، فالمسلم قد يستثقل نوعاً من الطاعة لكن ذلك لا يمنعه من القبول به والانصياع لحكم الشرع فيه، وأما إن أُريد بحكم الله قضاؤه وقدره فإن المسلم ليس ملزماً بمحبة ذلك ولا بالرضا به، وإنما المحرم عليه هو إبداء التسخط والجزع بقوله وبعض فعله، فله أن يتمنى حالاً أفضل، أو يطلب الأسباب التي تدفعه عنه، ومن هذا الحديث الصحيح في كراهية المؤمن للموت مع كونه حكماً لله وقدراً وقضاءً، وبناءً على أصلك فإنه إن كره الموت فقد كره حكم الله وقضاءه، ولازمه - بناء على قولك - أنه يكفر بذلك لأنه كره حكماً قدرياً نافذاً قدره الله على العبد، وهذا لم يقل به أحد.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 08:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / أبا حماد
بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً , وجعل الله ماكتبته في ميزان حسناتك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 12:06]ـ
مذهب أهل السنة والجماعة في فعْل المعصية مهما كبرت مالم تصل للشرك، أنها غير مخرجة من الملة، مالم يقم صاحبها باستحلال تلك المعصية،.
/// أحببتُ التنبيه ههنا إلى أنَّ مذهب أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ من المعاصي ما هو كفرٌ أكبر، مخرجٌ من الملَّة، اقترن به اعتقادٌ أواستحلال أم لا؛ كالسِّحر -فعلاً-، والاستهزاء بالله ورسوله وأحكام الشرع -قولاً-.
/// ولعلَّ كلام الأخ (أبوحماد) المقتبس ههنا والذي علَّمتُ عليه بخطٍ أسفله =يقصد به ما ليس كفرًا من المعاصي، وإلاَّ فالإطلاق هو مذهب المرجئة، لا مذهب أهل السُّنَّة والأثر.
/// أمَّا الاستحلال -دون تأويلٍ- فهو كفرٌ، فعل ما استحلَّه معتقدُهُ أم لم يفعله، فهو كفر اعتقاديٌّ باستقلال.
/// وكذا البغض لأحكام الشَّرع وكراهتها، هو كفرٌ اعتقاديٌّ، بل نفاقٌ خفيٌّ؛ كما قال سبحانه وتعالى: (ذلك بأنَّهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)، وقال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).(/)
((هل يعلم الأطباء ما في الأرحام؟)) [فائدة في العقيدة] (6)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:23]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أيُّها الأحباب:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
((هل يعلم الأطباء ما في الأرحام؟)) [فائدة في العقيدة] (6)
السؤال:
كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى: {إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ?لْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ?لأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]. وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاٍّ سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى {مَا فِى ?لأَرْحَامِ؟.
الإجابة:
قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحبُّ أن أبيّن أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبدًا، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته، لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبدًا.
فإذا تبيَّن ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكرًا فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقًا فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكرًا أم أنثى، قبل أن يُخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أموره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرًا أم أنثى. وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.
وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما تلد امرأته؛ فأنزل الله الآية. فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهدًا رحمه الله من التابعين.
وأما تفسير قتادة رحمه الله فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يُخلَّق، أما بعد أن يخلق فقد يعلمه غيره. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية لقمان: وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرًا أو أنثى أو شقيًّا أو سعيدًا علم الملائكة الموكَلون بذلك ومن شاء من خلقه. أ. هـ.
وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله تعالى: {مَا فِى ?لأَرْحَامِ}. فنقول: إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، والإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل، وكلامهم في ذلك معروف.
وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنّما يُراد بها ما قبله، فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته.
والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنّما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح، وأنكر خلافه من كل أمر واقع متيقن، فجلب بذلك الطعن إلى نفسه في قصوره أو تقصيره، أو الطعن في القرآن الكريم حيث كان في نظره مخالفًا للواقع المتيقن.
وطرف أعرض عمَّا دل عليه القرآن الكريم وأخذ بالأمور المادية المحضة، فكان بذلك من الملحدين.
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع، وعلموا أن كلا منهما حق، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمرًا معلومًا بالعيان، فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول، وسلمت بذلك أديانهم وعقولهم، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وفقنا الله وإخواننا المؤمنين لذلك، وجعلنا هداةً مهتدين، وقادة مصلحين، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب. ا. هـ
((المصدر)):
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد ابن عثيمين - رحمه الله - (ج 1 ص 68)]
((أسعد الله أوقاتكم بكل خير.))
ـ[ظاعنة]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 06:50]ـ
أحسن الله إليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود إبراهيم]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 07:07]ـ
جزاك الله خيرا
أرجو منك يا اخى ان تراجع تفسير الشيخ الشعراوى لهذه الأية و هو يوجد صوتى على الانترنت
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيك(/)
((هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم؟)) [فائدة في العقيدة] (7)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:25]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إخواني و أخواتي الكرام - معاشر أهل السنة -:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
((هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم؟)) [فائدة في العقيدة] (7)
سُئل شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله ورعاه -:
هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم؟
فأجاب:
صفات الله سبحانه وتعالى من قبيل المحكم الذي يعلم معناه العلماء ويفسرونه، أما كيفيتها؛ فهي من قبيل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
وهذا كما قال الإمام مالك رحمه الله وقال غيره من الأئمة: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" (1).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة؛ لا أحمد بن حنبل ولا غيره؛ أنه جعل ذلك من المتشابه" (2) انتهى.
ومعنى ذلك أن علماء أهل السنة وأئمتها أجمعوا على أن نصوص الصفات ليست من المتشابه، وإنما ذلك قول المبتدعة والفرق المنحرفة عن منهج السلف. والله أعلم.
= = = =
(1) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص141).
(2) انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 294)
((المصدر)): [المنتقى من فتاوى الفوزان (ج 1 ص 20)]
دمتم بخير(/)
((حكم الاطلاع على الإنجيل والتوراة)) [فائدة في العقيدة] (9)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:28]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إخواني و أخواتي الكرام:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
((حكم الاطلاع على الإنجيل والتوراة)) [فائدة في العقيدة] (9)
السؤال: هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطلع على الإنجيل وأقرأ فيه من باب الاطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله أم نؤمن بما جاء فيها؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفا فيها: الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبور أو يقرأ فيها؛ لأن في هذا خطرا؛ لأنه ربما كذب بحق أو صدق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت، ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم: القرآن الكريم.
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه رأى في يد عمر شيئا من التوراة فغضب وقال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي [مسند أحمد بن حنبل (3/ 387) ,سنن الدارمي المقدمة (435).] عليه الصلاة والسلام.
والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئا، لا من التوراة، ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئا، ولا تقرءوا فيها شيئا، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقا، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.
وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.
فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي؛ كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وجد عندهم شيء من التوراة أو الإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محل طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.
((فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى -)) (ص 10)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 06:49]ـ
كثير من يتساهل فى الاطلاع عليها
بارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 09:21]ـ
وفيك بارك.(/)
سبق قلم في شرح العقيدة الطحاوية ذكره ..
ـ[ابوفهد]ــــــــ[28 - Feb-2007, صباحاً 02:12]ـ
السلام عليكم ..
قال الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف في شرحه على العقيدة الطحاوية
في قناة المجد العلمية في درسه الاول:
هناك سبق قلم من الناسخ أو المؤلف والله أعلم، قالوا: ((ويحكى عن أبي حنيفة -رضي الله عنه- أن قوما من أهل الكلام))، والصحيح ((قوما من الملاحدة))، وهذا الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الدر وكذلك الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في بداية تفسيره. ا.ه كلام الشيخ العبداللطيف
وهذه العباره تجدونها في طبعة الرسالة الصفحه رقم 135 المجلد الاول ..
دمتم بخير ...
ـ[نياف]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 03:29]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 10:21]ـ
أحسنت ابوفهد
وفقناالله وإياك للخير.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2007, صباحاً 07:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أبا فهد
ونفع الله بالشيخ عبدالعزيز وبارك في جهوده
ـ[ابوفهد]ــــــــ[01 - Mar-2007, صباحاً 08:54]ـ
السلام عليكم ..
الاخوه الكرام: نياف وال عامر والحمادي
اتشرف بمروركم وبارك الله فيكم ...(/)
من يساعدني في التصدي لهذه الشبهة؟!
ـ[أسير الدنيا]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 02:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وصلاح النية والإخلاص
سُئلت قبل أيام عن شبهة كانت قد أرقت إحدى الأخوات من مصر العربية، وحيث أن البضاعة في العلم مزجاة والله المستعان، قلت أسأل اخوتي في هذا المنتدى العلمي، وكلي أمل في تلقي إجابة شافية أنقلها لهذه الأخت.
الشبهة هي:
أولاً: أن الله سبحانه وتعالى تحدى الثقلين بأن يأتوا ولو بسورة من مثل هذا القرآن.
ثانيًا: ذكر الله مقاطع وآيات كثيرة في القرآن هي عبارة عن حوار بين مخلوقين، مثل (صاحب الجنة وحواره مع صاحبه في سورة الكهف)، و (حوار الأنبياء مع أقوامهم).
التساؤل هو: ما حال حوارهم قبل نزول القرآن هل هو معجز أم لا؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 03:12]ـ
الخطاب الذي أخبر به الله عز وجل في كتابه عن هؤلاء فيما بينهم لم يذكره سبحانه وتعالى بألفاظهم، وهذا بيِّن على مذهب أهل السُّنَّة والجماعة (أتباع السَّلف) في كون القرآن كلام الله بحروفه وألفاظه.
فإن قيل: فقد أخبر الله كلامهم بألفاظهم هم، فهذا خطأٌ، إذ ما وجه الإعجاز إذن؟!
وممَّا يبيِّن هذا ويجلِّيه ويؤكِّد عليه ما قد أخبر الله تعالى من كلام هؤلاء وغيرهم ومخاطاباتهم، وكان فيهم من ليس عربيَّ اللِّسان، فهل حكى الله تلك المحاورات والمخاطبات بينهم بلغتهم وألفاظهم؟!
الجواب: كلا.
إذا تبيَّن هذا فإنَّ ما فيب كتاب الله تعالى من ذكر كلام غيره سبحانه إنَّما هو من كلامهم بحروفه وألفاظه، وبهذا حصل الإعجاز يعني ببلاغة وفصاحة ما ذكره الله من كلام نفسه الذي خاطب به عباده أوحكى كلامهم تعالى بكلامٍ له ومنه سبحانه أعجز به أعرب العرب فلم يعترضُوا وهم المقصودون بالتَّحدِّي =بهذا الاعتراض التافه.
وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 04:28]ـ
وفقكم الله
وهناك جواب آخر، وهو أن التحدي وقع بسورة ولم يقع بأقل من ذلك؛ لأنه قد يتفق في كلام الناس ما يوافق آيات القرآن بغير قصد؛ كقوله تعالى: {ثم نظر}، فإنه لا يعجز أحد أن يقول: (ثم نظر)، ولهذا لم يقع التحدي بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا ابتداء، ثم وقع التحدي بعشر سور، ثم وقع التحدي بسورة.
والكلام المحكي في القرآن لا يكون سورة كاملة، فحتى لو افترضنا أنه محكي بلفظه فليس معجزا
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عزام]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل الرد الثاني يبرر نزول القرآن موافقا لقول عمر رضي الله عنه في أكثر من موضع وما درجة صحة الخبر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 08:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يا أخي الكريم، أحسن الله إليك
والخبر عن عمر في موافقاته الثلاثة صحيح رواه البخاري ومسلم
ـ[أسير الدنيا]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 10:04]ـ
شكر الله لكم وأحسن إليكم وأجزل لكم المثوبة وزادكم بسطة في العلم ومزيدًا من الإخلاص.(/)
من كانت الراعية اعلم بالله منه فإنه لايزال مظلم القلب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Mar-2007, صباحاً 12:15]ـ
كنت اقرأ في رسالة للشيخ العلامة أبي محمد عبدالله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى عام 438 هـ واسم هذه الرسالة "" رسالة في إثبات الاستواء والفوقية .... ""
قال فيها هذه الكلمات التي والله تسر الخاطر من حسنها وتوفيق الله لقائلها
قال رحمه الله:
العبد إذا أيقن أن الله تعالى فوق السماء عال على عرشه بلا حصر ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه، صار لقلبه قبلة في صلاته، وتوجهه، ودعائه، ومن لايعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه فإنه يبقى ضائعا لايعرف وجهة معبوده، لكن لو عرفه بسمعه، وبصره، وقدمه، وتلك بلا هذا معرفة ناقصة بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء فإذا دخل في الصلاة توجه قلبه إلى جهة العرش، منزها ربه تعالى عن الحصر مفردا له كما أفرده في قدمه وأزليته، عالما أن هذه الجهات من حدودنا ولوازمنا، ولا يمكننا الإشارة إلى ربنا في قدمه، وأزليته إلى بها، لأنا مُحدَثون والمحدث لابد له في إشارته إلى جهة فتقع تلك الإشارة إلى ربه كما يليق بعظمته، لا كما يتوهمه هو من نفسه، ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، هو معهم بعلمه، وسمعه، وبصره، وإحاطته، وقدرته، ومشيئته، وذاته فوق الأشياء، فوق العرش، ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة، أو التوجه أشرق قلبه واستنار، وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان، وغشيت أشعة العظمة على عقله وروحه ونفسه فانشرح لذلك صدره، وقوى إيمانه، ونزه ربه عن صفات خلقه من الحصر والحلول، وذاق حينئذ شيئا من أذواق السابقين المقربين بخلاف من لا يعرف وجهة معبوده، وتكون الجارية راعية الغنم أعلم بالله منه، فإنها قالت: " في السماء "، عرفته بأنه على السماء؛ فإن في تأتي بمعنى على كقوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} المائدة26 أي على الأرض وقوله: {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى} طه71 أي على جذوع النخل، فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لايعرف وجهة معبوده فإنه لايزال مظلم القلب لايستنير بأنوار المعرفة والإيمان، ومن أنكر هذا القول فليؤمن به، وليجرب، ولينضر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه مبصرا من وجهة، أعمى من وجهة، كما سبق مبصرا من جهة الإثبات والوجه والتحقيق، أعمى من جهة التحديد، والحصر، والتكيف، فإنه إذا عمل ذلك وجد ثمرته إن شاء الله تعالى، ووجد نوره، وبركته عاجلا وآجلا {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} فاطر14 والله سبحانه الموفق والمعين.(/)
التعصب الممقوت من أسباب الخلاف بين أبناء الأمة
ـ[صالح السويح]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على الجميع أن من أسباب الخلاف الواقع بين المسلمين اليوم التعصب، والتعصب الممقوت للشيء هو التمسك به مع العلم ببطلانه، قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسائل الجاهلية: " المسألة الثالثة والتسعون، أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم " ا. هـ. والتعصب منه ما يكون تعصباً لشخص، أو منهج مخالف لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه ما يكون تعصباً لحزب أو أو رأي. وهذا التعصب هو من أشد أسباب الخلاف فتكاً بالأمة، خصوصاً إذا صاحب هذا التعصب محاربةً للحق وسعياً في نفيه.فأهل الجاهلية كان التعصب ديدن كثير منهم، ولهذا ذكر الله تعالى عنهم في كتابه ذلك، فقال: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} سورة فصّلت (آية 26) وقال الله تعالى منكراً عليهم {أفلم يدّبروا القول أم جاءهم ما لم يأتِ آباءهم الأولين} سورة المؤمنون (آية 68) كما أن الله تعالى أخبر عن أهل الكتاب أنهم يتعصبون لطائفتهم على ما هم واقعون فيه من الباطل فقال سبحانه: {قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم}، قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مسائل الجاهلية: " المسالة الثانية والثلاثون:كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، كما قال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء} "ا. هـ قال العلامة صالح الفوزان في شرح مسائل الجاهلية (ص 128 - 130): " هذه المسألة من أخطر المسائل وهي كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، أي لا يحبونه، فيتركون الحق الذي معه تعصباً؛ لكراهتهم للشخص فيتركون الحق من أجله "ا. هـ وقال: " ومثل هذا موجود الآن، إذا كانت طائفة أو جماعة تبغض أحد العلماء، فإنهم يرفضون ما معه من الحق، وأن يُعتِّموا عليه فيزهدوا فيه، ويحذروا من مؤلفاته، ومن أشرطته، ولو كانت حقاً. لماذا؟ لا لشيء ولكن لأنهم لا يحبون هذا الشخص! " ا. هـ وقال: " الحاصل أن المسلم يجب عليه أن يقبل الحق، ولا تحمله عداوته الشخصية، و أغراضه النفسية، والإشاعات التي تشاع عن بعض أهل الحق على رفض ما يقوله هذا العالم بل ينتفع به " ا. هـ
وقال حفظه الله وأعلى قدره في (ص 119) " {نؤمن بما أنزل علينا} و هذا يشمل من يقول: أنا لا أتبع إلا فلانا من العلماء،ـ والواجب أن يقبل الحق ولا يتعصب لإمامه "ا. هـ فما الداعي لصاحب الحق، الطالب له، الراجي نجاته يوم القيامة أن يتعصب لما معه من رأي، فإنك يا صاحب الحق والسنّة، ينبغي لك أن تتأمل في كل رأي خالفك، وتعرضه على الدليل من الكتاب والسنّة بفهم السلف، فما وافق الدليل فأنت أولى الناس به، وما خالفه، فأنت أولى الناس بالإعراض عنه، فلا يحملنك ما معك من العلم، أو ما عندك من الجاه، من النظر فيما عند خصمك فلا تعجلن أخي في رده والإعراض عنه، كما لا تعجلن في الدخول فيه وقبوله، حتى يتبين لك صوابه، وكونه على السنّة والأثر.
قال الإمام ابن القيم في نونيته:
يا أيها الرجل المريد نجاته ** اسمع مقالة ناصح مِعوان
كن في أمورك كلها متمسكا ** بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي ** جاءت عن المبعوث بالقرآن
إلى أن قال:
وتعرّ من ثوبين من يلبسهما ** يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب، فوقه ** ثوب التعصب بئست الثوبان
قلت: لو تأمل المتعصب على غير الحق عاقبة تعصبه لكان كافيا في زجره عن ذلك التعصب المذموم، حيث يقول الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} قال بعض المفسرين، فتنة: الشرك، وقال بعضهم: الزيغ. قال العلامة صالح الفوزان في شرح مسائل الجاهلية (ص 127): " هكذا كل من ترك الحق فإنه يبتلى بالباطل، ومن ترك مذهب أهل السنة والجماعة فإنه يبتلى بمذهب الفرق الضالة، والذي يتحزَّب مع الجماعات الضالة المخالفة للكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة، يبتلى بأن يكون مع الفرق الضالة، هذه سنة الله سبحانه وتعالى، فهذا مما يحذَّر المسلم من أن يترك الحق لأنه إذا ترك الحق ابتلي بالباطل، وإذا ترك اتباع أهل الحق اتبع أهل الباطل دائماً وأبداً "ا. هـ
صالح السويح
11/ 2/1428هـ(/)
هذا ماذكره الداعية عثمان الخميس.
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Mar-2007, مساء 10:52]ـ
ذكر الداعية الإسلامي الكويتي عثمان محمد الخميس أن أعدادا كبيرة من الشيعة الإثني عشرية بدؤوا في التحول من المذهب الشيعي إلى أهل السنة والجماعة، وقال الخميس: إن هذا الكلام من واقع إحصاءات مثبتة لدينا في مبرة "الآل والأصحاب" بالكويت بالتعاون مع دعاة وطلبة علم في السعودية والبحرين ودول الخليج.
وأضاف الخميس: إن عدد من تحولوا من الشيعة إلى السنة في الكويت بلغ 400 شخص، وفي السعودية 4000 شخص، وفي البحرين 700 شخص، وفي الأهواز عرب إيران تحول مائة ألف شيعي إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وفي داخل إيران بل في طهران وقم تحول العشرات من الشيعة إلى السنة، وهناك المئات من العراقيين الذين تحولوا ولكن لم يكشفوا عن أنفسهم خوفاً من ميلشيات القتل والإرهاب.
أما الذين تحولوا للسنة ولم يكشفوا عن أنفسهم فقال الشيخ الخميس: إن عددهم تجاوز الثلاثة آلاف شخص في السعودية وأربعمائة شخص في الكويت وألف ومائتين شخص في البحرين، والآلاف في منطقة الأهواز.
هذه الأرقام أعلنها الشيخ "الخميس" في محاضرته التي ألقاها في "أحدية" محمد الجبر الرشيد في الرياض والتي كانت بعنوان "لماذا الطائفية؟ " والتي ركز فيها على ضرورة دعوة الشيعة لمذهب أهل السنة والجماعة.
منقول
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 12:22]ـ
ذكر الداعية الإسلامي الكويتي عثمان محمد الخميس أن أعدادا كبيرة من الشيعة الإثني عشرية بدؤوا في التحول من المذهب الشيعي إلى أهل السنة والجماعة، وقال الخميس: إن هذا الكلام من واقع إحصاءات مثبتة لدينا في مبرة "الآل والأصحاب" بالكويت بالتعاون مع دعاة وطلبة علم في السعودية والبحرين ودول الخليج.
وأضاف الخميس: إن عدد من تحولوا من الشيعة إلى السنة في الكويت بلغ 400 شخص، وفي السعودية 4000 شخص، وفي البحرين 700 شخص، وفي الأهواز عرب إيران تحول مائة ألف شيعي إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وفي داخل إيران بل في طهران وقم تحول العشرات من الشيعة إلى السنة، وهناك المئات من العراقيين الذين تحولوا ولكن لم يكشفوا عن أنفسهم خوفاً من ميلشيات القتل والإرهاب.
أما الذين تحولوا للسنة ولم يكشفوا عن أنفسهم فقال الشيخ الخميس: إن عددهم تجاوز الثلاثة آلاف شخص في السعودية وأربعمائة شخص في الكويت وألف ومائتين شخص في البحرين، والآلاف في منطقة الأهواز.
هذه الأرقام أعلنها الشيخ "الخميس" في محاضرته التي ألقاها في "أحدية" محمد الجبر الرشيد في الرياض والتي كانت بعنوان "لماذا الطائفية؟ " والتي ركز فيها على ضرورة دعوة الشيعة لمذهب أهل السنة والجماعة.
منقول
ما شاء الله، نفع الله بالجهود وبارك فيها
وجزى الله الشيخ الخميس خيراً على ما يبذله في هذا السبيل
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 12:43]ـ
بارك الله فيك أخي فضح معتقدهم أمام عوامهم له تأثير كبير في تحولهم من الشيعة إلى السنة.
بارك الله فيك أخي على النقل.(/)
احذر من هذه الصيغة المبتدعة!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 07:41]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإذا كان بالعكس قال: الحمد لله على كل حال.
أما ما اشتهر عند العامة، الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه، فهذه صيغة مبتدعة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 01:05]ـ
كنت أرددها كثيرا
جزاك الله خيرا
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 08:27]ـ
نعم لقد سمعت هذه الجملة من أشرطة العثيمين رحمه الله ـ
لكن السؤال هو: لماذا تنتشر البدعة وتتجذر في الناس، بينما السنة غريبة تقابل بالدهشة والإستنكار؟؟!
أسأل الله أن يعلي دينه وسنة نبيه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 08:29]ـ
جزاكم اللهُ خيرًا أخي الفاضل آل عامر.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 09:34]ـ
ولكم أسأل الله عظيم الأجر والثواب.
جعلنا الله جميعا من اتباع سنة نبيه.
ـ[سماء الحق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:50]ـ
جزاك الله خير
أيضا أنا ممن درج على لسانه هذه المقولة عفى الله عنا
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:55]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أفعال الله كلها خير، و يستحق الله أن يحمد على أفعاله،
و المكروه و الشّر و النقص موجود في أفعال مخلوقاته،
و كل شيء غير الله تبارك و تعالى هو مخلوق،
فكل ما هو مكروه هو مخلوق،
و الله يستحق أن يحمد على ما خلق،
و لا يجوز أن يشرك بالله في عبادة الحمد.
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 09:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي هل تعني بكلامك أنه لامحذور من قول القائل (الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه)
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 12:58]ـ
لم تجبني اخي الكريم!!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:01]ـ
معذرة
(لم تجبن)
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 06:48]ـ
بارك الله فيك.
أين ذكر ذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله؟.
فقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم" (ص 127) ذلك بدون قوله " صيغة مبتدعة "، ولعلها في موطن آخر، ولعلك تحيلنا عليه.
قال رحمه الله:
أما ما يقوله بعض الناس: " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحمد لله على كل حال" أما أن تقول: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يسره، لأن الذي قدره هو الله عز وجل، وهو ربك وأنت عبده، هو مالكك وأنت مملوك له، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع، بل يجب عليك الصبر وألا تتسخط، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً).
فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء، لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان، قال الله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء / 35.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 06:53]ـ
وقد سُل الشيخ / عبدالرحمن البراك حفظه الله السؤال التالي:
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد وصلني بريد إلكتروني ينهى عن بعض الأقوال والأدعية، أرفق لكم أدناه قولين منها، وأرجو منكم توضيح ما إذا كان النهي صحيحا؟ وجزاكم الله خيراً.
"اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه" سبب النهي: فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول" يا رب افعل ما شئت ولكن الطف فيه، وأيضاً فيه منافاة للحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
قول "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"
(يُتْبَعُ)
(/)
سبب النهي: سوء أدب مع الله يتضمن إعلانا تاماً أنك تكره ما قضى الله، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – إذا أصابه مكروه يقول "الحمد لله رب العالمين على كل حال".
الجواب
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأما قول القائل: "اللهم إني لا أسألك رد القدر وإنما أسألك اللطف فيه".
فهذا دعاء لا أصل له، ومعناه غير صحيح، فكل من دعا الله ليدفع عنه مكروهاً - عدواً أو خطراً أو أن يكشف عنه شدة - فإنه يطلب بذلك رد القدر، والله – تعالى – قد أمر عباده بالدعاء، والداعي يطلب جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ثم إذا دعا العبد وسأل ربه حاجته فالله – تعالى – يفعل ما يشاء وهو الحكيم العليم، والله – تعالى – قد قدر الأسباب والمسببات، وكلها بقدر الله، وجعل هذه الأقدار تتدافع، فالجوع قدر، والعطش قدر، والمرض قدر، وقد جعل الله لرفع هذه الأقدار أسباباً فيدفع قدر الجوع بالأكل، والعطش بالشرب، والمرض بالدواء، وقدر البرد بالثياب والاستدفاء، وما أشبه ذلك، ويفر الإنسان من المكان الذي يخاف فيه، أو لا يجد فيه ما يحتاجه إلى المكان الذي يأمن فيه ويجد فيه ما يحتاجه من المنافع، ولهذا لما رجع عمر – رضي الله عنه - بالمسلمين ولم يدخل بهم الشام لأنه قد حدث فيه الطاعون قيل له: أتفر من قدر الله، قال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، فعلى الداعي أن يدعو ربه ويسأله حاجته؛ فيسأله النصر والرزق والشفاء من المرض وحصول الولد وسائر المطالب، ويسأل ربه أن يدفع عنه المكاره، ويسأل مع ذلك ربه أن يلطف به في جميع أحواله، أما قول القائل: إني لا أسألك رد القدر فهذا كلام لا يصح، وليس له اعتبار ولا أصل له في النقل فهو دعاء مبتدع.
وأما قول القائل: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكذلك ليس هو من الحمد المشروع، بل الحمد ينبغي أن يكون مطلقاً فيقول: المسلم: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله على السراء والضراء.
ثم قوله: إنه تعالى لا يحمد على مكروه سواه ليس بمستقيم، فإن الذي يؤدب ولده بالضرب ونحوه يحمد على ذلك وإن كان الضرب مكروهاً بموجب الجبلة فالولد يحمد والده على تأديبه، وكذلك من يفعل ما يوجب حداً أو تعزيراً إذا أقيم عليه الحد الذي يردعه، فإن الذي يفعل ذلك يحمد وإن كان إقامة الحد والتعزير موجع ومؤلم، ولكن الذي فعل هذا المكروه يحمد على ذلك لأنه محسن ومصلح وفاعل لما أمر به، والحاصل أن كلاً من العبارتين لا ينبغي ذكرها في الدعاء أو الحمد، بل يدعو الإنسان ربه ويحمده بالصيغ الشرعية المأثورة، وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 2029
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 03:53]ـ
وفيك بارك الله اخي الكريم.
اولا: احسن الله اليكم على هذه الفوائد.
ثانيا: ماسألت عنه رعاك الله كان أثناء شرح الشيخ لصحيح مسلم (باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد) أول حديث.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 09:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي هل تعني بكلامك أنه لامحذور من قول القائل (الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه)
نعم
و لا يوجد في هذه العبارة ما يدل على أنّه يوجد في أفعال الله ما هو مكروه.
و الله أعلم
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 11:30]ـ
أعوذ بالله من قال إن في أفعال الله ماهو مكروه.
نقول لك إذا إذا حصل لك مايسوؤك فتتقيد بالفظ النبوي ولاتزيد عليه.
أنا لا أعلم هل هو حب الخلاف أم ماذا!!!
ثم ماذا تفهم من هذا الحديث.
قال الاما البخاري حدَّثَنَا: مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 11:36]ـ
يا شيخ آل عامر الصيغة الأولى هي الصحيحة "لم تجبني".
نعم يجزم الفعل المعتل الوسط بحذف حرف العلة، و هاهنا حذفت ياء "تجيب".
و الياء الثانية ضمير متصل للمخاطِبة فلا تُحذف للجزم، و النون التي قبلها للوقاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 11:49]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل محمد على تنبيهك الكريم.
بارك الله لك في علمك ووقتك.(/)
«نَجْدٌ والشِّرك رُغْمَ أنفِك! رَدٌّ على مقال ابن عساكر» للشيخ ابن فيصل الرَّاجحيّ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 09:18]ـ
نَجْدٌ والشِّرك رُغْمَ أنفِك!
رَدٌّ على مقال الأستاذ راشد بن محمَّد ابن عساكر «خدعوك فقالوا نَجْدٌ والشِّرك»
الَحمْدُ للهِ رَبِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خاتم النَّبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتَّابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وبَعْدُ:
فقد كُنتُ قرأتُ مقالاً بعنوان «شخصيَّاتٌ مِن الذَّاكرة: الدَّاعيةُ الُمصلح الشَّيخُ محمَّد بن عبد الوهَّاب» للأستاذ راشد بن محمَّد ابن عساكر في «جريدة الرِّياض» يوم الجمعة (28/ 4/1427هـ) العدد (13850) قرَّر فيه أمرَيْنِ باطلَيْنِ:
أحدهما: قَوْلُه فيه: (أسهب المُؤلِّفون وبالغوا في وَصْفِ الحالة الدِّينيَّة الَّتي كانتْ عليها المنطقةُ النَّجديَّة، مِن البُعْدِ عن الشَّريعة وغيرها مِن الأمور. لكنَّ المُنصفين والُمدقِّقين أجمعوا على أَنَّها كانتْ بحالٍ جَيِّدَةٍ، مِن التَّمسُّكِ بالشَّريعة الإسلاميَّة، وتطبيق العبادات الدِّينيَّة، ولكنْ ينقصها حكومةٌ واحدةٌ تقضي على الحروب، وتجمع الشَّمْل).
والآخر: زَعْمُه أَنَّ الشَّيخَ محمَّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله أَلَّفَ كتابَه «كتاب التَّوحيد» في البصرة لِمَا شاهدَهُ فيها مِن البدع والُخرافات. يُريد بذلك تأييدَ مسألتِه الأولى، وأَنَّ دافع الشَّيخِ لتأليفِه، هو ما رَآهُ خارجَ البلادِ النَّجديَّةِ، لا ما رَآهُ فيها.
وهاتانِ المسألتانِ ـ وإِنْ كانتا مُضحكتَيْنِ أَنْ تصدرَ مِنْ نجديٍّ، ظاهرةَ البُطلان ـ إِلَّا أَنِّي طَمِعْتُ أَنْ تكونَ هذه مِنْهُ زَلَّةُ كريمٍ تُطوَى ولا تُروَى، فَطَوَيْتُ رَدِّي عليه حينذاك ولم أنشرْهُ، مع كتابتي له.
غَيرَ أَنَّ ظَنِّي ذاك قد تبدَّد، حين رأيتُ له مقالاً في «جريدة الرِّياض» يَومَ الجمعة (5/ 2/1428هـ) العدد (14123) بعنوان «خدعوك فقالوا نَجْدٌ والشِّرك!»، قرَّرَ فيه ما سَبَقَ، بَعْدَ ذِكْرِه مُقدِّمةً باردةً في أهمِّيَّةِ التَّحقيقِ والتَّجرُّدِ عند البَحْثِ عن الحقائق التَّاريخيَّة. مع أَنَّهُ هو ـ نَفْسُه ـ أَحَقُّ النَّاسِ بنصيحتِه هذه، فإِنَّ مَنْ يُغالِطُ في المعلومِ بالضَّرورةِ مِن تاريخ بَلَدِهِ القَريب، لا يُؤْمَنُ ولا يُؤْتَمَنُ على تاريخ غَيرِه البعيد.
وتَوْطِئَتُه تلك الباردةُ، كتَوْطئةِ الكذَّابين لترويجِ أكاذيبِهم بذِكْرِهم أهمِّيَّةَ الصِّدْقِ، وفَضْلَ تحرِّيهِ، فهل يُغني ذلك عنهم شيئًا؟!
فلمَّا قرأتُ مقالَهُ الجديدَ ساءَني، وعَلِمْتُ أَنَّهُ قد اشتملَ على بلاءٍ يُريدُ ترويجَهُ ونَشْرَهُ، وإِنْ كان قد تكلَّفَ ـ حماقةً ـ سَتْرَ الشَّمسِ بكَفِّه! فأردتُ بيانَ سقوطِ مزاعمِه السَّابقةِ في مقالِه الأَوَّل، واللَّاحقةِ في مقاله الثَّاني، على وَجْهِ الإجمال، لعدم الحاجة للإطالة.
وأَنا أُجْمِلُ مزاعمَهُ الباطلةَ في مسألتَيْنِ:
إحداهما
قَوْلُه في مقالِه الجديدِ مُوافقًا مقالَهُ القديم: (إِنَّ البلاد النَّجديَّة وغَيرَها، إِنَّما كانتْ في صراعٍ مريرٍ حَوْلَ السُّلطةِ والسِّياسةِ، وليستْ ضِدَّ الدِّينِ. حَيْثُ كانت الحالةُ الأمنيَّةُ قبل قيام الدَّولةِ السُّعوديَّةِ عام 1157هـ تعيشُ في تَأَزُّمٍ وتناحُرٍ وتصارُعٍ، وقد وُحِّدَتْ بحمده تعالى تحت كيانٍ واحد.
بَيْنما كانتِ الحالةُ الدِّينيَّةُ على مذهب أهل السُّنَّةِ والجماعة، ولم يَدْخُلْهَا ـ نجد ـ بحمدِه تعالى ما ذَكَرَ عَنْهَا ابنُ غَنَّامٍ، أو مَنْ أَخَذَ ونَقَلَ عنه بَعْضُ طلبة العلم، مِنْ وجودِ الُخرافاتِ والشِّركيَّاتِ الُمنتشرةِ في جنباتِها).
ثُمَّ استدلالُه على صِحَّةِ مزاعمِه بقَوْلِه: (إِنَّ القارئَ الفَطِنَ، والباحثَ الَجادَّ لمؤلَّفاتِ تلك الفترةِ الَّتي سَبَقَتْ تعاضدَ الشَّيخِ محمَّد بن عبد الوهَّاب مع الأمير محمَّد بن سعود رحمهما الله، لا يَجِدُ صِحَّةً لتلك المبالغاتِ الَّتي صدرتْ مِن بَعْضِ مُؤرِّخينا عن وَصْفِ الحالةِ الَّتي كانتْ سائدةً قبل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإِنْ أَرادَ القارئُ قراءةَ شيءٍ مِن التزامِ المجتمع بمنهجِ الرَّسول، وصحابتِه وتابعِيه والسَّلَفِ الصَّالح رضي الله عنهم: فهذِه مئاتُ الوثائقِ مِن الوصايا والبيوعِ الشَّرعيَّةِ، ورُبَّما آلافٌ ماثلةٌ أمامَ أعينِهم، لَدَى الباحثين وبَعْضِ المراكز العلميَّة. وما وَصَلَ إلينا إِلَّا جُزْءٌ منه، وأقدمُ ما أمكن العثورُ عليها يعود إلى القَرْنِ الثَّامن الهجري، وعند قراءتِها لا يَجِدُ فيها أثراً لخرافةٍ، أو لمعتقدٍ فاسدٍ، أو مَذْهَبٍ مُنحلٍّ.
وإذا لم تَكْفِهِ تلك الوثائقُ: فليذهبْ إلى مُؤلَّفاتِ عُلماءِ القَرْنِ العاشرِ، كالعلَّامة أحمد ابن عَطْوَة (ت 948هـ) قاضي العَارضِ في «العُيَيْنَة» و «الُجبَيْلة» و «الدِّرعيَّة».
أو قاضي «العُيَيْنَة» و «الرِّياضِ»، وفقيهِ نَجْدٍ في زَمنِه، الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن ذَهْلان (ت1099هـ)، أو فتاوَى عُلماءِ أُشيقر، وقُضاتِهم الكُثُر.
أو مُؤلَّفات الفقيه العلَّامة، عُثمان بن قائدٍ الحنبلي (ت1097هـ)، كـ «نجاةِ الَخلَفِ، في اعتقاد السَّلَف»، وتقريره للتَّوحيدِ، وحاشيتِه العظيمةِ على «الُمنْتَهى»، وغيرها مِن الُمؤلَّفات الَّتي وَقَفْتُ له على أكثر مِن عشرين مُؤَلَّفًا ورسالة.
وقِسْ على غَيرِها مِن الُمؤلَّفاتِ والُمصنِّفينَ النَّجديِّين رحمهم اللهُ تعالى قَبْلَ القَرْنِ العاشرِ الهجري إلى مُنْتَصَفِ القَرْنِ الثَّاني عشر الهجري.
كما يُمْكِنُ للباحث والقارئِ، الاطِّلاعُ على مُجلَّدَيْنِ ضخمَيْنِ، لفقيهِ نَجْدٍ في زمنِه، العلَّامة أحمد بن محمَّد المنقور (ت1125هـ)، وهو «الفواكهُ العديدة، في المسائل المفيدة»، والَّتي للأسفِ الشَّديدِ لا ينالُه العنايةُ والاهتمامُ. بل نَجِدُ أَنَّ أقلَّ مِن هذه الُمؤلَّفات تُؤْخَذُ لها الصَّدارةُ، ومع ذلك فَإِنَّ هذا الكتاب لا يُدَرَّسُ لِطُلَّابِ العِلْمِ اليَوْمَ، بَلْ ولا يُقَرَّرُ في المناهج الدِّراسيَّةِ، والجامعاتِ، والمعاهدِ العلميَّة!!
عند قراءتِك له، واطِّلاعِك عليه، ونَقْله لأحكامِ المئاتِ مِن عُلماءِ نَجْدٍ قَبْلَ دعوة الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب: سَتَجِدُ أَنَّ خِدْعَةَ «نَجْدٍ والشِّرْكِ» ما هي إِلَّا خُرافةٌ، ولم تَعُدِ اليَوْمَ قابلةً للتَّصديقِ بحمد الله تعالى!) انتهى.
هذِه عبارتُه سُقْتُهَا بطُولها، مع أَنَّ بَعْضَها يكفي، لِئَلَّا يَظُنَّ أَنَّ ما تركتُه منها، دَلِيْلٌ لَهُ لا يُسْتَطاعُ دَفْعُه! والجوابُ على هذِه التُّرَّهاتِ مِنْ وُجوهٍ عِدَّة:
أحدُها: أَنَّهُ لم يُبَيِّنْ مُرادَهُ بالشِّركِ غَيرِ الموجودِ في نَجْدٍ، ولم يُبَيِّنْ حَدَّ الشِّرْكِ وَبِمَ يكونُ عندَه.
فَإِنْ كان الشِّركُ عنده ـ كما هو عند أئمَّةِ الإسلامِ، وأعلامِه الأعلام ـ صَرْفُ شيءٍ مِن العباداتِ المُستحقَّةِ للهِ جَلَّ وعلا لغَيرِه، كدُعاءِ الأمواتِ، والاستغاثةِ بهم، والذَّبحِ والنَّذرِ لهم، ونحو هذِه الأمورِ المعروفةِ في نَجْدٍ وغَيرِها: فقد كانتْ هذه موجودةً ظاهرةً معروفةً.
بَلْ هي مِن الأُمور الُمسَلَّمَةِ الُمستقرَّةِ في حالِ نَجْدٍ وأهلِها قبل دعوةِ الشَّيخِ محمَّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله. وما قام الشَّيخُ محمَّدٌ بدعوتِه الإصلاحيَّةِ، وأَلَّفَ مُؤلَّفاتِه ورسائلَهُ الكثيرة، وحُوْرِبَ وأُوْذِيَ إِلَّا مِنْ أَجْلِ ذلك، ولمحاربتِه إِيَّاهُ، وتحذيرِ النَّاسِ منه. وعليه ناصرَهُ الإمامُ الُمظفَّرُ محمَّد بن سعود رحمه الله وعاهدَه، حَتَّى مَكَّنَ اللهُ لهما ما لم يُمَكِّنْ لغَيرِهما، فَمِنْ حُكْمِ «الدِّرعيَّة» إلى حُكْمِ الجزيرةِ، تحقيقًا لوَعْدِ اللهِ عبادَهُ الُموحِّدِينَ في قَولِه: " وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ "، وكانوا مِمَّنْ وَصَفَهُمُ اللهُ بقولِه: " الَّذِيْنَ إِنْ مَكَنَّهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوْا الصَّلَوةَ وَءَاتَوُا الزَّكَوةَ وَأَمَرُوْا بِالَمعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ الُمنْكَرِ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا سار الأئمَّةُ مِن آل سعود، ومِن العلماءِ الرَّبَّانيِّينَ مِنْ أبناءِ الشَّيخ محمَّدٍ وتلاميذِه وغَيرِهم، مِمَّنْ ناصرَ دعوة الشَّيخِ محمَّدٍ، وأعلنَ صِدْقَها وبِرَّها، وتبرَّأَ مِن مُناوئيها ومُخالفِيها، وضلالاتِهم.
وهذا مِمَّا لا يستطيعُ التَّشكيكَ فيه حتَّى الحمقى، فَإِنَّ مُؤلَّفاتِ الشَّيخ محمَّدٍ ورسائلَهُ الكثيرة، ورسائلَ ومُؤلَّفاتِ أبنائِه وتلاميذِهم شاهدةٌ على ذلك، دالَّةٌ عليه دَلالةَ الشَّمسِ على النَّهار.
وإِنْ أراد بالشِّركِ غَيرَ ما ذكرنا: فَلْيُبَيِّنْهُ لنا.
الوَجْهُ الثَّاني: أَنَّ رميَهُ لمؤرِّخِ نَجْدٍ ابنِ غَنَّامٍ رحمه الله بالمبالغاتِ غَيرِ الموجودةِ في نَجْدٍ ـ وإِنْ كان تكذيبًا له، وقَدْحًا في عدالتِه، ورَدًّا لِمَا يعرفُه أَهْلُ نَجْدٍ مِن حال بلدِهم ـ إِلَّا أَنَّهُ تكذيبٌ في الحقيقةِ للشَّيخِ محمَّد بن عبد الوهَّاب، ولسائرِ أَئِمَّة الدَّعوة، وطَعْنٌ فيهم، ورَدٌّ لدعوتِهم، فإِلَامَ دعوا النَّاسَ إِنْ لم يكن في نَجْدٍ شِرْكٌ؟ وعَلَامَ قاتلوهم إِنْ كانوا مُوحِّدين؟
وما ذكرَهُ ابنُ غَنَّامٍ قد ذكروه هم قَبْلَهُ وبَعْدَهُ، بل إِنَّ كلامَهم في ذلك أبلغُ وأعظمُ مِن كلامِه، وسأنقلُ مِن عباراتِهم ما يَدُلُّ عليه.
غَيرَ أَنَّ إناطةَ خَبَرِ تلك الأمورِ بابن غَنَّامٍ وَحْدَهُ، ثُمَّ عَيْبَهُ بالمبالغاتِ الكاذبة ـ أو بِمَنْ تابعَهُ مِن طلبةِ العلم كما يُسَمِّيهِم ـ أحرى أَنْ يُقْبَلَ منه، بخلافِ الحال إِنْ طعن فيهم رحمهم الله.
الوَجْهُ الثَّالث: أَنَّ مُخالفي الشَّيخ محمَّدًا ومُناوئيه ومُقاتليه أيضًا: لم ينفوا وقوعَ ذلك مِن أهل نَجْدٍ قَطّ، وإِنَّما هم في هذا الأمرِ طائفتانِ:
1 - طائفةٌ: تُنْكِرُ هذه الأفعالَ الشِّركيَّةَ الواقعةَ في نَجْدٍ، وتُؤَيِّدُ الشَّيخَ محمَّدًا في إنكارِها، غَيرَ أَنَّها تُخالِفُه في قِتَالِ أصحابِها، وتكفيرِه إيَّاهم، وتجعلُ تلك الأفعالَ شِرْكًا أصغر، أو مِن جُملة المعاصي الَّتي لا يَكْفُر فاعلُها، أو يَكْفُرُ بشروطٍ يَجِبُ تحقُّقها، لا يرونها تحقَّقَتْ.
فزعموا مثلاً: أَنَّ الذَّبح والنَّذر لغَيرِ اللهِ حرامٌ بالإجماع، لكنَّه ليس شركًا مُخرجًا مِن المِلَّةِ، كما هو زَعْمُ سُليمان بن عبد الوهَّاب أخي الشَّيخ محمَّدٍ، وزَعْمُ ابن سُحيم، وغَيرِهما.
وقد ذَكَرَ هذا الشَّيْخُ محمَّدٌ نَفْسُه في بَعْضِ رسائلِه، فقال واصفًا حالَهُ مع مُخالفِيه، وما كانوا يذكرونَهُ عنه، مِمَّا يرضونَهُ منه، وما لا يرضونَهُ في رسالةٍ لمحمَّد بن عيد (ص15): (ونقولُ ثانيًا: إذا كانوا أكثرَ مِن عشرين سَنَةً، يُقِرُّونَ لَيْلاً ونهارًا، سِرًّا وجهارًا: أَنَّ التَّوحيدَ الَّذِي أَظْهَرَ هذا الرَّجُلُ [يعني الشَّيخُ نفسَه] هو دِيْنُ اللهِ ورسولهِ، لكنَّ النَّاسَ لا يُطيعوننا!
وأَنَّ الَّذي أنكرَهُ هو الشِّرْكُ، وَهُوَ صادقٌ في إنكاره، ولكن لو يَسْلَمُ مِن التَّكفيرِ والقِتَالِ كان على حَقٍّ. هذا كلامُهم على رؤوس الأشهاد).
وقال رحمَهُ اللهُ فيها مُبيِّنًا حالَهُ وحالَ خصومِه (ص14): (فلمَّا اشتُهِرَ عنِّي هؤلاءِ الأربعُ [بيانُ التَّوحيد، وبيانُ الشِّركِ، وتكفيرُ فاعليهِ، والأمرُ بقتالهم] صدَّقني مَنْ يَدَّعي أَنَّهُ مِن العلماءِ في جميع البلدان في التَّوحيدِ، وفي نفي الشِّركِ، ورَدُّوا عليَّ التَّكفيرَ والقِتَالَ).
وقال في رسالةٍ أُخرى لبَعْضِ إخوانِه، مُبَيِّنًا قَوْلَ خُصومِه في حقيقةِ ما يدعو إليه، ويأمرُ به (ص151): (ولكنَّهم يُجادِلُونَكم اليَوْمَ بشُبْهةٍ واحدةٍ، فأَصْغُوا لجوابِها، وذلك أَنَّهم يقولون «كُلُّ هذا حَقٌّ، نشهدُ أَنَّهُ دينُ اللهِ ورسولِه، إِلَّا التَّكفير والقِتَال». والعَجَبُ مِمَّنْ يخفى عليه جوابُ هذا إِذا أَقَرُّوا أَنَّ هذا دِيْنُ اللهِ ورسولِه، كَيْفَ لا يُكَفَّرُ مَنْ أنكرَهُ وقَتَلَ مَنْ أَمَرَ به وحَبَسَهُم؟! كَيْفَ لا يُكَفَّرُ مَنْ أَمَرَ بحَبْسِهم؟! كَيْفَ لا يُكَفَّرُ مَنْ جاءَ إلى أهل الشِّركِ يَحُثُّهم على لزومِ دينِهم وتزيينِه لهم، ويَحُثُّهم على قَتْلِ الُموحِّدين وأَخْذِ مالهم؟!).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وطائفةٌ أُخرَى: ترى تلك الأمورَ طاعةً للهِ، ومِنْ جُملةِ ما يُتَقَرَّبُ بهِ إلى الله!
فزعموا: أَنَّ دعاءَ الأمواتِ والغائبين، والذَّبحَ والنَّذرَ لغَيرِ اللهِ ليس بشِرْكٍ، وأَنَّ سُؤالَهم قضاءَ الحاجاتِ مجازٌ، واللهُ هو المسؤولُ حقيقةً!
وزعموا: أَنَّ حياةَ الأولياءِ والصَّالحين في قبورِهم حياةٌ حقيقيَّةٌ، فطَلَبُ قضاءِ الحاجاتِ منهم، طَلَبٌ مِن حَيٍّ لا مِنْ مَيِّتٍ!
وزعموا: أَنَّ المراد بالاستغاثةِ بالأنبياء والصَّالحين والتَّوسُّلِ بهم، هو جَعْلُهم أسبابًا ووسائلَ لنيل المقصود، وأَنَّ اللهَ هو الفاعل. إلى غَيرِ ذلك مِنْ مزاعمِهم الباطلةِ، المشهورةِ في مُؤلَّفاتِهم في الرَّدِّ على الشَّيخِ محمَّدٍ. بل قد استكتبوا غَيرَهم وحرَّضُوهُ على الرَّدِّ عليه، ومِنْ ذلك استكتابُ أهلِ نَجْدٍ والأحساءِ لأحمد بن عليٍّ القَبَّانيّ البَصْريّ أَنْ يَرُدَّ على الشَّيخِ محمَّدٍ، فرَدَّ عليه في مُجلَّدٍ كبيرٍ، نقلَ فيهِ الإجماعَ على استحسانِ قُبَّةِ الكواز وأمثالها! وأَنَّهُ لم يُخالِفْ في ذلك إِلَّا ابنُ تيميَّة وابنُ القَيِّم ومحمَّدُ بن عبد الوَهَّاب، وتسعةٌ آخرون غَيرُهم فَحَسْبُ!
فَكَانَ الشَّيخُ مُخالِفًا لهاتَيْنِ الطَّائفتَيْنِ مُبَيِّنًا كُفْرَ فاعلِها، وأَنَّهُ إِنْ لم يتركْها بَعْدَ البيانِ فقتالُه على وُلاةِ الأُمورِ مُتَعَيِّنٌ واجبٌ.
الوَجْهُ الرَّابع: أَنِّي لو أردتُ نَقْلَ عباراتِ أَئِمَّةِ نَجْدٍ، وعُلمائِها الرَّبَّانيِّين، في وَصْفِ تلك الأفعالِ الشِّركيَّةِ المنتشرةِ في نَجْدٍ، الَّتي حاربَها الشَّيخُ محمَّدٌ، لَطَالَ بي المقامُ، خاصَّةً وأَنَّ غالبَ رسائلِهم في ذلك، أو فيها ذِكْرٌ لذلك، وهذا أَمْرٌ معلوم.
غَيرَ أَنَّهُ يكفي منها كُلِّها بِضْعُ عباراتٍ، للشَّيخِ محمَّدٍ في بَعْضِ رسائلِه (المطبوعةِ في مُجلَّدٍ «الرَّسائل الشَّخصيَّة»، والإحالة على طبعة «دار القاسم»)، ولغَيرِه.
فمِن ذلك (ص11): قَوْلُه في رسالةٍ له، بَعْدَ ذكرِه عبدَ الله المويس، وابنَ سُحيم، وابنَ عُبيد وأتباعَهم: (وتعلمُ أَنَّ هؤلاءِ قاموا وقعدوا، ودخلوا وخرجوا، وجاهدوا ليلاً ونهارًا في صَدِّ النَّاس عن التَّوحيدِ، ويَقْرؤون عليهم مُصنَّفاتِ أَهْلِ الشِّرك).
وهؤلاءِ المذكورون مِن علماءِ نَجْدٍ المُناوئين لدعوتِه للتَّوحيد، وقد ذَكَرَ جماعةً آخرين غَيرَهم في رسائلِه الأُخرى، كابن إسماعيل، والعديلي، وابن عَبَّاد، وأحمد بن يحيى، وابن ربيعة.
ومِن ذلك (ص15و113): ما ذكرَهُ الشَّيخُ في رسالةٍ له لمحمَّد بن عيد مطوَّع «ثرمدا»، وفي رسالةٍ أُخرى له لأحمد بن إبراهيم، مُطوَّع «مَرَاتْ» مِن بلدان الوَشْم: أَنَّ خصومَهُ ومُعارضي دعوة التَّوحيد مِن أهل نَجْدٍ، كالمويس وخواصِّ أصحابِه، وابن إسماعيل، وابن ربيعة، قد رحلوا إلى أهل قُبَّة الكواز، وقُبَّة رجب يُحَرِّضُونهم على الشَّيخِ محمَّدٍ وأتباعِه، ويُغْرُونَهُم بهم أَنْ يستبيحوا دماءَهم وأموالَهم! وذَكَرَ الشَّيخُ مُحمَّدٌ أَنَّ هذا الفعلَ السَّافلَ، قد أصبح منقبةً وفضيلةً للمويس عند أهالي بُلدانٍ كثيرةٍ مِن بلدانِ نَجْدٍ سمَّاها.
ومِنْ ذلك: ما كتبَهُ الشَّيخُ محمَّدٌ إلى علماء مَكَّة المكرَّمة، شارحًا لهم ما وَقَعَ له مِن أهل نَجْدٍ، ومِنْ ذلك قَوْلُه (ص24): (جَرَى علينا مِن الفِتْنَةِ ما بلغَكم وبلَغَ غَيرَكم، وسَبَبُهُ هَدْمُ بُنيانٍ في أرضِنا على قبورِ الصَّالحين. فلمَّا كَبُرَ هذا على العامَّةِ، لظَنِّهم أَنَّهُ تنقيصٌ للصَّالحين، ومع هذا نهيناهم عن دُعائِهم، وأمرناهم بإخلاص الدُّعاءِ للهِ. فلمَّا أظهرنا هذه المسألةَ، مع ما ذكرنا مِنْ هَدْمِ البنيانِ على القبور، كَبُرَ على العامَّةِ جِدًّا، وعاضدَهم بَعْضُ مَنْ يَدَّعي العِلْمَ لأسبابٍ أُخَر الَّتي لا تخفى على مثلِكم، أعظمها اتِّباعُ هَوَى العوامِّ مع أسباب أُخَر، فأشاعوا عَنَّا أَنَّا نَسُبُّ الصَّالحين، وأَنَّا على غَيرِ جادَّة العلماء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِن ذلك (ص80 - 82): رسالةُ محمَّد بن سلطان إليهِ طالبًا منه أَدِلَّةَ كُفْرِ مَنْ نَصَبَ نفسَهُ للنُّذورِ، والدُّعاءِ عند الشَّدائدِ، لِيَعْرِضَها على علماءِ «الخرج» و «الأحساء»، فَإِنْ رَدُّوهَا بحُجَّةٍ صحيحةٍ قَبِلَهُ منهم، وإِلَّا تَبَرَّأَ منهم.
ومِن ذلك: رسالتُه إلى أهل «الرِّياض» و «منفوحة»، وهو إِذْ ذاك مُقيمٌ في «العُيَيْنَة»، ومِمَّا قال فيها (ص104): (وأَنَا أُخْبِرُكم عن نفسي، واللهِ الَّذي لا إله إِلَّا هو، لقد طلبتُ العِلْمَ، وَاعْتَقَدَ مَنْ عرفني أَنَّ لي معرفةً، وأنا ذلك الوَقْتُ لا أَعْرِفُ معنى «لا إله إلَّا الله»، ولا أَعْرِفُ دِيْنَ الإسلامِ قبل هذا الَخيرِ الَّذِي مَنَّ اللهُ به.
وكَذَلك مشايخي، ما مِنْهم رَجُلٌ عَرَفَ ذلك، فَمَنْ زَعَمَ مِن علماءِ العارضِ أَنَّهُ عَرَفَ معنى «لا إله إلَّا الله»، أو عَرَفَ معنى الإسلامِ قَبْلَ هذا الوَقْتِ، أو زَعَمَ عَنْ مشايخِه أَنَّ أَحَدًا عَرَفَ ذلك فقد كَذَبَ، وافترى، ولَبَّسَ على النَّاسِ، ومَدَحَ نفسَهُ بما لَيْسَ فيه).
ومِن ذلك: وَصْفُ الشَّيخِ حالَ سُليمان ابن سُحيم ـ وهو مِن علماءِ نَجْدٍ ـ في رسالةٍ أَرْسَلَها الشَّيخُ إليه (ص125 - 126)، يُنْكِرُ عليهِ فيها حضورَهُ الموالدَ، وقراءَتَهُ فيها، وهم يَدْعُونَ غَيرَ اللهِ، ويستغيثون بهم! ويُنْكِرُ عليه تعليقَهُ التَّمائم، مع أَنَّها شِرْكٌ بِنَصِّ رسول الله!
ويُنْكِرُ عليه كتابتَهُ للحُجُبِ لحصولِ الَحبْلِ، وغَيرِه!
وكتابتَهُ الطَّلاسم في حُجُبِه وهي مِن السِّحْر!
ومِن ذلك: قَوْلُه في رسالتِه لأهل «الرِّياض» و «منفوحة» (ص105): (وكذلك أيضًا: مِنْ أعظم النَّاسِ ضلالاً، مُتصوِّفةٌ في «معكال» وغَيرِه، مثل ولد مُوسى بن جُوعان، وسلامة بن مانع وغيرِهما، يَتْبعون مذهبَ ابنِ عربي وابنِ الفارض، وقد ذَكَرَ أَهْلُ العلمِ أَنَّ ابن عربي مِن أَئِمَّةِ أهل مذهب الاتحاديَّة، وهم أغلظُ كُفْرًا مِن اليهود والنَّصارى).
هذِه جُملةٌ مِن أقوال الشَّيخِ محمَّدٍ رحمه الله في بيانِ بَعْضِ ما كان في نَجْدٍ مِن الشِّركِ والاعتقاداتِ الفاسدة، أَمَّا مِن أقوالِ غَيرِه فهي كثيرة، منها:
قَوْلُ الشَّيخ عبد الرَّحمن بن حَسَن بن محمَّد بن عبد الوهَّاب آل الشَّيخ في كتابِه «فتح المجيد، شرح كتاب التَّوحيد»: (فَإِنَّ هذا الإمامَ رحمه الله في مُبتدإِ نشأتِه، قد شرح اللهُ صَدْرَهُ للحَقِّ المبينِ، الَّذي بَعَثَ به المُرسلِينَ، مِن إخلاص العبادةِ بجميع أنواعِها للهِ رَبِّ العالمين، وإنكارِ ما عليه الكثيرُ مِن شِرْكِ المشركِينَ. فأعلى اللهُ هِمَّتَهُ، وقَوَّى عزيمتَهُ، فتصدَّى لدعوةِ أهل نَجْدٍ إلى التَّوحيدِ ـ الَّذي هو أساسُ الإسلامِ والإيمان ـ ونهاهم عن عبادةِ الأشجار والأحجار، والقبورِ والطَّواغيتِ والأوثان، وعن الإيمانِ بالسَّحَرةِ والمُنجِّمِينَ والكُهَّان.
فأبطلَ اللهُ بدعوتِه كُلَّ بدعةٍ وضلالةٍ يدعو إليها كُلُّ شيطانٍ، وأقامَ اللهُ به عَلَمَ الجهادِ، وأدحضَ به شُبَهَ المعارضِينَ مِن أهل الشِّركِ والعِنَادِ، ودَانَ بالإسلامِ أكثرُ تلك البلاد، الحاضرُ منهم والباد، وانتشرتْ دعوتُه ومُؤلَّفاتُه في الآفاق، حَتَّى أَقَرَّ له بالفَضْلِ مَنْ كان مِن أهل الشِّقَاق، إِلَّا مَنِ استحوذَ عليه الشَّيطان، وكَرَّهَ إليه الإيمان، فأصرَّ على العنادِ والطُّغيان).
ثُمَّ قال: (وقد شرح اللهُ صدورَ كثيرٍ مِن العلماءِ لدعوتِه، وسُرُّوا واستبشروا بطلعتِه، وأثنوا عليه نَثْرًا ونَظْمًا.
فَمِنْ ذلك ما قالَهُ عالم صنعاء محمَّد بن إسماعيل الأمير في هذا الشَّيخِ رحمه الله تعالى:
وَ قَدْ جَاءَتِ الأَخْبَارُ عَنْهُ بِأَنَّهُ * * * يُعِيْدُ لَنَا الشَّرْعَ الشَّرِيْفَ بِمَا يُبْدِي
وَ يَنْشُرُ جَهْرًا مَا طَوَى كُلُّ جَاهِلٍ * * * وَ مُبْتَدِعٍ مِنْهُ فَوَافَقَ مَا عِنْدِي
وَ يَعْمُرُ أَرْكَانَ الشَّرِيْعَةِ هَادِمًا * * * مَشَاهِدَ ضَلَّ النَّاسُ فِيْهَا عَنِ الرُّشْدِ
أَعَادُوْا بِهَا مَعْنَى سُوَاعٍ، وَ مِثْلُهُ * * * يَغُوْثَ وَوَدٍّ بِئْسَ ذَلِكَ مِنْ وَدِّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَ قَدْ هَتَفُوْا عِنْدَ الشَّدَائِدِ بِاسْمِهَا * * * كَمَا يَهْتِفُ المُضْطَرُّ بِالصَّمَدِ الْفَرْدِ
وَ كَمْ عَقَرُوْا في سُوْحِهَا مِنْ عَقِيْرَةٍ * * * أُهِلَّتْ لِغَيْرِ الله جَهْرًا عَلَى عَمْدِ
وَكَمْ طَائِفٍ حَوْلَ الْقُبُوْرِ مُقَبِّلٍ * * * وَيَلْتَمِسُ الأَرْكَانَ مِنْهُنَّ بالأَيْدِي).
وقال الشَّيخُ عبد اللَّطيف بن عبد الرَّحمن بن حَسَن آل الشَّيخ عن زَمَنِ الشَّيخ: (كان أهلُ عَصْرِه ومِصْرِه في تلك الأزمان، قد اشتدَّتْ غربةُ الإسلام بينهم، وعَفَتْ آثارُ الدِّين لديهم، وانهدمتْ قواعدُ الِملَّةِ الحنيفيَّة، وغلب على الأكثرِينَ ما كان عليه أهلُ الجاهليَّة، وانطمستْ أعلامُ الشَّريعةِ في ذلك الزَّمان، وغَلَبَ الجهلُ والتَّقليدُ والإعراضُ عن السُّنَّةِ والقُرآن، وشَبَّ الصَّغيرُ لا يَعْرِفُ مِن الدِّين إِلَّا ما كان عليه أهلُ تلك البُلدان، وهَرِمَ الكبيرُ على ما تلقَّاهُ عن الآباءِ والأجداد.
وأعلامُ الشَّريعة مطموسةٌ، ونصوصُ التَّنزيل وأُصول السُّنَّةِ فيما بَيْنهم مدروسةٌ، وطريقة الآباءِ والأسلافِ مرفوعةُ الأعلام، وأحاديثُ الكُهَّان والطَّواغيت مقبولةٌ غَيرُ مردودةٍ ولا مدفوعة.
قد خَلَعُوا رِبْقَةَ التَّوحيدِ والدِّين، وَجَدُّوا واجتهدوا في الاستغاثةِ والتَّعلُّقِ بغَيرِ اللهِ مِن الأولياءِ والصَّالحين، والأوثانِ والأصنامِ والشَّياطين. وعلماؤُهم ورؤساؤُهم على ذلك مُقْبِلُونَ، ومِنْ بَحْرِه الأُجَاجِ شاربون، وبه راضون، قد أغشتْهم العوائدُ والمَأْلوفات، وحبستْهم الشَّهواتُ والإرادات، عن الارتفاع إلى طَلَبِ الُهدى مِن النُّصوص الُمحْكماتِ، والآياتِ البَيِّنَات).
الوَجْهُ الخامس: أَنَّ أَدِلَّةَ الكاتبِ على نفي تلك الأمورِ الُمستقرَّةِ بوثائق الوصايا والبيوع! أو كتبِ بَعْضِ علماءِ نَجْدٍ الفقهيَّة ـ عدا كتاب عثمان بن قائد ـ: لا دَلالةَ فيها، بل هو مِمَّا يُستطرفُ. فَإِنَّ مَنْ أراد معرفةَ اعتقادِ عالمٍ، لا يَبْحَثُ عن تقريراتِه في كتاب البيوعِ أو الوصايا! ولا في كتابِ النِّكاح ولا كتابِ الطَّلاق! وإِنَّما في كتبِه في الاعتقاد.
ولا أعرفُ أحدًا اشترط لصِحَّةِ البيع أو الوصيَّة أَنْ يستغيثَ بالأموات، أو يذبحَ للطَّواغيت! لِيَتَعَيَّنَ ذِكْرُها في الوصايا والبيوع!
ولو سلَّمنا جَدَلاً بكَوْنِها أَدِلَّةً، أو فيها ما يَدُلُّ أحيانًا: فَهِيَ أَدِلَّةٌ على سلامةِ اعتقادِهم هم، لا على سلامةِ اعتقاداتِ النَّاس في نَجْدٍ، وليس فيها دَلالةٌ على براءة النَّاسِ مِن الشِّرك، أو تكذيبُ ما ذكرَهُ غَيرُهم. وقد ذكر الشَّيخُ محمَّدٌ رحمه الله في جُملةٍ مِن رسائلِه: أَنَّ مِن أهلِ نَجْدٍ مَنْ كان يعرفُ صِدْقَ دعوتِه، وحقيقتَها، وأَنَّها ما بَعَثَ اللهُ به أنبياءَه، غَيرَ أَنَّهُ لطمعِه فيما أيدي النَّاسِ، أو لحسدٍ، أو مَرَضٍ في نفسِه، أخفى ذلك الَحقَّ، أو عادى دُعاته، كما ذكرَ الشَّيخُ عن سُليمان ابن سُحيم (ص127) أَنَّهُ مُقِرٌّ عالم بأَنَّ ما يدعو إليه الشَّيخُ هو الَحقُّ، غَيرَ أَنَّه إذا خلا إلى شياطينِه أظهرَ خلافَ ذلك.
وقد كان في مُشركي العربِ قبل بعثةِ النَّبيِّ رجالٌ حنفاءُ على مِلَّةِ إبراهيم غير مُشركين، فهل وجودُهم دليلٌ على سلامةِ العربِ قبل بعثتِه مِن الشِّرك؟!
ولماذا لا ينظرُ في مُؤلَّفاتِ النَّجديِّين ورسائلِهم المناوئةِ لدعوة التَّوحيد؟!
الوَجْهُ السَّادس: أَنَّ تلك الأعمالَ الَّتي حاربَها الشَّيخُ محمَّدٌ وأئمَّةُ الهدى مِن بعده في نَجْدٍ حتَّى زالتْ: قد عَمَّتْ كثيرًا مِن البلاد الإسلاميَّة، بالأمس زَمَنَ الشَّيخِ محمَّدٍ وقَبْلَهُ، وهي موجودةٌ إلى اليَوْمِ، يُشاهِدُها كُلُّ ذِي عَينٍ، مِن دُعاءِ الموتى، والاستغاثةِ بهم، والذَّبحِ والنَّذرِ لهم، والتَّبرُّكِ بالأشجار والأحجار، وغير ذلك مِمَّا هو مشاهدٌ ومعلوم.
وكان مِن تلك البُلدان، حواضرُ ومعاقلُ للعلم عظيمةٌ، كالحجاز والشَّام والعراق ومصر والمغرب وغَيرِها، فكَيْفَ بنَجْدٍ أَرْضِ الجهل، مَنْ تَبِعُوا مُسيلمةَ وآمنوا به، حين آمَنَ النَّاسُ وأذعنوا لرسولِ الهدى محمَّدٍ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأَرْضٌ لم تسلمْ عقولُ أَهْلِها مِن الخرافاتِ في عهد إشراق نور النُّبوَّةِ في الأرض، وفي حياة النَّبيِّ وأكابر أصحابِه، أتسلمُ بعد تتابعِ القرون، ومضي السُّنون!
الوَجْهُ السَّابع: قَوْلُه في «كتاب الفواكه العديدة» لابن منقور (ت1125هـ): (عند قراءتِك له، واطِّلاعِك عليه، ونقله لأحكامِ المئات مِن علماءِ نَجْدٍ قبل دعوةِ الشَّيخِ محمَّدٍ بن عبد الوهَّاب، سنجد أَنَّ خدعة نَجْدٍ والشِّركِ ما هي إلَّا خُرافةٌ، ولم تَعُدِ اليَوْمَ قابلةً للتَّصديق بحمد الله تعالى).
وهذا باطلٌ مُضحك، فقَوْلُه (ونقله لأحكامِ المئات مِن علماءِ نَجْدٍ قَبْلَ دعوة الشَّيخِ محمَّد بن عبد الوَهَّاب): دليلُ جَهْلِه بالكتاب، وعدمِ معرفتِه به، فَمَنْ هُم أولئك المئاتُ المنقولُ عنهم في كتابِ ابن منقور مِن علماء نَجْدٍ قبل الشَّيخِ محمَّدٍ؟!
أَمَّا قَوْلُه: إِنَّ ذلك الكتابَ لم تَنَلْهُ العنايةُ والاهتمامُ، ولا يُدَرَّسُ لِطُلَّابِ العلمِ اليوم، ولا يُقرَّر في المناهج الدِّراسيَّةِ، والجامعاتِ، والمعاهدِ العلميَّة: فهذا أَمْرٌ لَيْسَ إليه، وأهلُ العلمِ أعرفُ بما يعتنون به ويُقْرِوُؤنَهُ ويُدَرِّسُونَه. وما ذكرَهُ هنا آنفًا ليس بجديدٍ: فأين علماءُ نَجْدٍ وعنايتُهم بهذا الكتابِ، وإقراؤُه قَبْلَ الشَّيخِ محمَّدٍ وبَعْدَه؟!
أَمَّا زَعْمُه أَنَّ وجود الشِّركِ في نَجْدٍ ما هُوَ إِلَّا خُرافةٌ: دليلٌ لنا لا علينا، فَإِنَّ عقول غالبِ أهل نَجْدٍ بالأمس، قَبْلَ دعوة الشَّيخ محمَّد، كانتْ كعَقْلِ راشدٍ اليَوْمَ، تجعلُ الُمجْمَعَ عليهِ، المقطوعَ بهِ، خُرافةً غَيرَ صحيحٍ، وأَيُّ خُرافةٍ وعَقْلٍ خُرافيٍّ بَعْدَ هذا!
الوَجْهُ الثَّامن: زَعْمُه أَنَّ البلادَ النَّجديَّة وغَيرَها كانتْ في صراعٍ مريرٍ حَوْلَ السُّلطة والسِّياسة، وليستْ ضِدَّ الدِّين، حَتَّى وُحِّدَتْ على يد الإمام محمَّد بن سعود رحمه الله: كَذِبٌ، فَإِنَّ نزاعَ الإمامِ محمَّد بن سعود وأبنائِه مِن بعده مع خصومِهم كان دينيًّا حينذاك، ولم يُقاتلوا النَّاس في بَطْنِ الجزيرة وشَرْقِها وغَرْبِها وشمالها إلى العِرَاقِ خَوْفًا على «الدِّرعية» أو لمنازعةِ النَّاسِ حُكْمَهم لها! ولم يُقاتِلْ معهم النَّاسُ، ويُنْفِقُونَ أموالَهم، ويبذلون أرواحَهم لأَجْلِ ذلك، وإِنَّما لإقامةِ التَّوحيد، وطَمْسِ معالم الشِّرك.
الوَجْهُ التَّاسع: أَنَّ وثائق الوصايا والبيوع الَّتي زَعَمَ أَنَّها بالمئات أو الآلاف، قد وقفتُ على كثيرٍ منها، وغالبُها بَعْدَ دعوةِ الشَّيخ لا قَبْلَها.
فهذا القَدْرُ منها خارجٌ عن محلِّ النِّزاع على كُلِّ اعتبارٍ، مع ما دفعنا به وَجْهَ دَلالتِها في الأوجهِ السَّابقة. ووجودُ وثيقةٍ نجديَّةٍ أو اثنتَيْنِ في القَرْنِ الثَّامن، لا تَصْلُحُ سُلَّمًا للزَّعْمِ بوجودِ وثائقَ نجديَّةٍ تعود لذلك القَرْنِ، فهو مِنَ التَّشبُّعِ بما لم يُعْطَ!
المسألة الثَّانية
أَمَّا المسألة الثَّانية: فقَوْلُه في مقالِه الأوَّل: (أَلَّفَ الشَّيخُ كتابَهُ «التَّوحيد» في البَصْرةِ ـ كما ذكرَهُ حفيدُه الشَّيخُ عبدُ الرَّحمن بن حَسَن ـ وليس كما يتوهَّمُه البَعْضُ في نَجْدٍ، حَيْثُ شاهدَ الشَّيخُ بَعْضَ البدعِ والخرافاتِ الَّتي كانتْ موجودةً بها، عندما ذَهَبَ الشَّيخُ محمَّدٌ إلى البصرةِ في عام 1137هـ للدِّراسة على الشَّيخِ محمَّدٍ المجموعيّ البَصْريّ، وقَرَأَ في مدرستِه).
وهذا غَيرُ صحيحٍ أيضًا، وفيه مُغالطةٌ!
وبيانُها: أَنَّ ما رآه الشَّيخُ محمَّدٌ في البصرةِ مِن أُمورٍ مُخالفةٍ ـ نَقَضَهَا في كتابِه «التَّوحيدِ» ـ كانتْ موجودةً قائمةً في نَجْدٍ، كما قد قرَّرناهُ سابقًا.
فَإِنْ أرادَ الُمغالَطةَ في ذلك، بكَوْنِ الشَّيخِ محمَّدٍ بَدَأَ تَأْليفَ كتابِه «كتابَ التَّوحيد» في البَصْرةِ: فما جَوَابُه في بَقِيَّةِ رسائلِه في التَّوحيدِ، وبيانِ نواقضِ الإسلامِ، هل أَلَّفَها لأَهْلِ الكُوفة؟!
وما جوابُه عن رَدِّ الشَّيخِ محمَّدٍ على رجالاتٍ هم مِنْ رجالاتِ نَجْدٍ، ومِن الُمنتسبِينَ إلى العِلْمِ بها، وتكفيرِه لجماعاتٍ منهم، وهي كثيرةٌ، وقد قدَّمنا طَرَفًا منها؟!
وما قَوْلُه في مُقاتلةِ الشَّيخِ لطوائفَ مِن أَهْلِ نَجْدٍ وتكفيرِه لهم دون قتالهِ أهلَ البَصْرةِ؟!
هذا ما لَدَيَّ مُختصرًا على مقال الأُستاذ راشدٍ، أسألُ اللهَ لي وله التَّوفيق والهداية، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه وسَلَّم،،،
عَبْد العزيز بن فيصل الرَّاجحي
الأحد 7/ 2 /1428هـ
منقول من الساحة الإسلامية
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 09:04]ـ
جزاك الله خيراً أخي سلمان
ونفع بك وبالشيخ عبدالعزيز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا
وحمى الله نجدا وبلاد المسلمين جميعا من وباء الشرك والبدع
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 11:49]ـ
للفائدة اضيف هذا التعقيب
هل إثبات الحقائق خدعة؟!
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
التاريخ:16/ 2/1428 هـ
اطلعت على العمود الصحفي الذي كتبه الأستاذ راشد العساكر، بعنوان (خدعوك فقالوا نجد والشرك) والمنشور في جريدة "الرياض" في يوم الجمعة 1428/ 2/5هـ عدد 114123،
وخلاصة المقال:
أن نجداً على مذهب أهل السنة والجماعة قبل أن تظهر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فلم يدخلها خرافات أو شركيات، وأن مقولة (نجد والشرك) ما هي إلا حديث خرافة ..
وجواباً عن المقالة المذكورة اكتب التعقيب الآتي:
- استهل الكاتب عموده بعبارة جميلة للأستاذ حمد الجاسر - رحمه الله: (ما أكثر ما يكتب وأقل ما يحقق) وهذا أمر محمود ومطلوب، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (العلم شيئان، نقل مصدّق، وإما بحث محقق، وما سوى ذلك فهذيان مسروق) الرد على البكري ص (628)، لكن الكاتب غابت عنه - في رأيي - وصية شيخه حمد الجاسر في هذا العمود، كما سيأتي بيانه.
- دعوى أن نجداً آنذاك خالية من الشركيات والخرافات، هذه دعوى ينقضها واقع نجد، وما حرره الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسائله المتعددة، وكذا ما سطره المؤرخون كابن غنام وابن بشر ونحوهما.
ونقتصر على بعض التقريرات، ومنها قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (وكذلك أيضا من أعظم الناس ضلالاً متصوفة في معكال وغيره،
مثل: ولد موسى بن جوعان، وسلامة ابن مانع وغيرهما) تاريخ ابن غنام 140/ 2.
وقال المؤرخ ابن بشر: (وكان الشرك إذ ذاك قد فشا في نجد وغيرها، وكثير الاعتقاد في الأشجار والأحجار والقبور، والبناء عليها، والتبرك بها، والنذر لها) عنوان المجد 6/ 1.
ووصف ابن غنام في تاريخه والشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في رسائله وغيرهما من العلماء والباحثين الكثير من مظاهر الشرك والانحراف عن العقيدة.
وإذا كان أهل نجد على عقيدة صحيحة، وليس لديهم شركيات ولا خرافات، فعلام قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بهذه الدعوة الإصلاحية؟
ولِمَ ناصره وآزره الإمام محمد بن سعود باذلاً في ذلك الغالي والنفيس؟
لقد اعترف علماء من نجد بالخلل العقدي الذي تلبّسوا به، وأن الله تعالى هداهم بفضل هذه الدعوة المباركة، ومن ذلك أن الشيخ عبد الله بن عيسى - قاضي الدرعية - يقول: (لا تغتروا بمن لا يعرف شهادة أن لا إله إلا الله، وتلطّخ بالشرك وهو لا يشعر فقد مضى أكثر حياتي، ولم أعرف من أنواعه ما أعرفه اليوم، فلله الحمد على ما علمنا من دينه) تاريخ ابن غنام 143/ 2.
فإذا كان هذا حال العلماء، فما بالك بالعامة والدهماء!؟
- وأما احتجاج الكاتب بالوصايا ونحوها على سلامة معتقد أهل نجد، فليس هذا دليلاً يعوّل عليه، وما أكثر الذين ينطقون بالشهادتين وهم يقفون فيما يناقضها، وهذا الاحتجاج نظير الشبهة التي ساقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته (كشف الشبهات) فهناك من يزعم أن من قال كلمة التوحيد فإنه لا يكفر مهما قال أو فعل من نواقض الإسلام.
يقول الشيخ الإمام: (وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله .. ) كشف الشبهات ص (105).
- وأما دعوى أن مؤلفات عثمان بن قائد - رحمه الله - ومجموع ابن منقور على طريقة أهل السنّة، فالأمر يحتاج إلى تحقيق، إذ لا مسوغ لدعوى دون بيّنة. فالشيخ عثمان بن قائد له تحقيقات وتقريرات نافعة، لكنه وقع في تأويل فاسد فوافق الأشاعرة في تأويل صفة الرحمة كما جاء في مقدمة كتابه (هداية الراغب) كما أن رسالته (نجاة الخلف في اعتقاد السلف) لا تخلو من نفس كلامي، إذ أوجب النظر وجعله أول واجب، واستعمل عبارات المتكلمين ..
كما أن في مجموع ابن منقور ما يلي: (الذبح لدفع أذى الجن، وسمّى، أبيحت .. ) (87/ 2) فأجاز الذبح من أجل دفع أذى الجن مادام أنه سمّى بالله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس الاستشهاد ببعض المؤلفات والعلماء ليلا على عدم وجود الشرك آنذاك، فنجد كان بها علماء وقضاة إلا أن الحال وصل إلى عدم الإنكار ومواجهة تلك الإنحرافات العقدية، ولم يكن هناك من يقيم حدود الشرع في كل مكان وهذا ما قرره الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما بادر بالإصلاح. فلقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى الشيخ سليمان بن سحيم: (ومعلوم أن أهل أرضنا وأرض الحجاز، الذي ينكر البعث منهم أكثر ممن يقر به، وأن الذي يعرف الدين أقل ممن لا يعرفه، والذي يضيع الصلوات أكثر من الذي يحافظ عليها والذي يمنع الزكاة أكثر ممن يؤديها). تاريخ ابن غنام 131/ 2 - 132.
وكانت قرى نجد وبلدانها - كما يحدثنا المؤرخون الذين عاصروا تلك الحقبة أو نقلوا عنهم - مكاناً لكثير من الخرافات والعقائد الفاسدة التي تتنافى مع أصول الدين الصحيحة، فلم تكن هذه البقعة أحسن حالاً من بقية البلدان التي وقع كثير من أهلها في ألوان من الشرك. وقد بيّن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - هذه الحقيقة في رسالة القواعد الأربع: (القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة، والدليل قوله تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
وقد كانت أبرز المخالفات العقدية المنتشرة في ذلك الوقت:
1 - الإعتقاد في القبور:
حيث كان كثير من العامة - في ذلك الوقت - يأتون إلى بعض القبور والأضرحة، فيفزعون إليها لجلب نفع أو دفع ضر، ويهتفون بالدعاء لها من دون الله تعالى، ويصرفون لها كثيراً من ألوان العبادة التي لا ينبغي أن تصرف لغير الله سبحانه وتعالى، ومن هذه القبور: قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة، وقبر يزعمون انه لضرار بن الأزور في شعيب غبيرا، وقبور يزعمون أنها للصحابة في قريوة في الدرعية، وغلب على كثير من الناس في ذلك الزمان الخوف من هذه القبور وتعظيمها أكثر من خوفهم من الله تعالى، وتعظيمهم له.
2 - الإعتقاد في الأولياء والغلو فيهم:
كان هذا الإنحراف العقدي من أهم المسائل التي احتد فيها النزاع بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وبين خصومه، ويتضح ذلك من خلال رسائل الشيخ التي تعرضت لهذه المسألة من عدة جوانب، فكثيراً ما تحدث الشيخ عن بعض الأسماء التي كان بعض النجديين يعتقدون في أصحابها اعتقادات باطلة، أمثال: شمسان وإدريس وتاج وغيرهم، وأحياناً يسميهم الشيخ: أولاد شمسان، وأولاد إدريس أو يقول: محمد بن شمسان، وكان يسميهم الطواغيت والكفرة، حيث يقول - رحمه الله - على سبيل المثال - في جوابه لإحدى المسائل: (وأعظم من ذلك وأطم، أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة، مثل شمسان وإدريس ويوسف وأمثالهم) تاريخ ابن غنام 267/ 2وتوضح رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن مما كان يفعله أولئك الأولياء المزعومون أنهم كانوا (يأكلون أموال الناس بالباطل، ويأمرون الناس أن ينذروا لهم ... ) ونحو ذلك من المخالفات.
3 - الإعتقاد في الأشجار:
من بين تلك الأشجار التي وقع فيها الغلو: (الفحّال)، وهو ذكر النخل، وكانت تأتيه النساء إذا تأخرت إحداهن عن الزواج، فتضمه، وتقول: (يافحل الفحول أريد زوجاً قبل الحول). وكذا شجرة (الطرفية) كانوا يتبركون بها، وكانت المرأة إذا ولدت ذكراً علقت خرقاً على الشجرة، معتقدة أن ذلك يضمن سلامة الولد من الموت والآفات.
4 - الإعتقاد في الأحجار:
يذكر المؤرخون من ذلك غاراً كبيراً كان في أسفل الدرعية (يزعمون أن الله هيأه في الجبل لامرأة تسمى بنت الأمير، أراد بعض الفسقة أن يعتدي عليها، فصاحت ودعت الله، فانفلق لها الغار، فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز، ويتمسون به ويتعبدون عنده). أما ما يذكر في أحيان كثيرة عند مناقشة موقف العلماء في نجد من هذه البدع والشركيات فإنه يمكن القول إن جل العلماء كانوا يؤمنون بحرمة هذه البدع وشركية بعضها، لكن لايقدرون على إنكارها. والملاحظ أن البعض يثير التساؤل حول حقيقة الشرك في الجزيرة العربية عموماً ونجد خصوصاً في الحقبة التي سبقت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويربط ذلك بوجود العلماء والقضاة كدليل على صحة ذلك، بينما يمكن لنا أن نشير إلى ما يحدث اليوم في بعض البلاد من شركيات وسط وجود علماء أفاضل ومؤلفات واضحة!. فليس صحيحاً القول بأن وجود الشركيات خرافة كما أن وجود الشركيات خلال الحقبة التي سبقت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في منطقة نجد تحديداً لا يعني عدم وجود العلماء والقضاة والمؤلفات الصحيحة، ولكن الحقيقة هي أن ذلك العلم وأولئك العلماء لم يبادروا بالإنكار والتغيير كما بادر الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ووجد في الإمام محمد بن سعود- رحمه الله - خير معين على ذلك. فهل يعقل أن يصبح جزء من تاريخنا وحقائقه خرافة وخدعة كما ذكر الكاتب؟ وهل من المنهج العلمي مهاجمة الحقائق واستدعاء مقدمات ساذجة لأجل التدليل على رأي غير صحيح؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 12:45]ـ
«جزيتم بالخير معاشر الإخوان»
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 09:48]ـ
جزاك الله خيراً أخي سلمان
نقل موفق
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 05:58]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الرائع.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 01:25]ـ
جزاك الله خيراً أخي سلمان
نقل موفق
وجزاكم خيرًا وبارك فيكم،أخانا الحبيب ابن رجب.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 01:27]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الرائع.
الأخ المكرّم / زين العابدين الأثري:
بارك اللّهُ فيكم ورفع قدركم.
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:38]ـ
ناقشني بعضهم -وللأسف دكتور (تخصصه غير شرعي) - لما تكلمت عن حال هذه البلاد قبل دعوة المجدد وما نحن فيه الآن من نعمة عظيمة فأنكر علي وكان مما قاله:
-الناس الآن تفتحت وأصبحت المعرفة متيسرة .. أوَّل ما نسمع إلا اللي يقوله الشيخ ونقول: سم! والآن عرفنا أن أهل نجد على حال طيبة قبل دعوة الشيخ محمد! (بمعناه)
-الشيخ محمد زعيم مصلح كان له فضل في جمع أهل هذه البلاد وله جهود لاتنكر لكن أهل نجد كانوا يعرفون التوحيد قبله!!
- لا تقولي ابن بشر .. ابن بشر مؤرخ دولة!
-قول النساء: يا فحل الفحول خرافات لكن لاتصل للشرك!!
-الصوفية مذهب من المذاهب مثل الشافعية والحنابلة و ... !!!
-احتج بمثل ما احتج به زعيمهم: وثائق وصايا وبيوعات!!
الحاصل والمقصود أني قلت له: أنت لا تعرف الشرك ولا التوحيد، وهذا هو سبب إشكالهم.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[14 - Oct-2009, صباحاً 01:12]ـ
- وأما دعوى أن مؤلفات عثمان بن قائد - رحمه الله - ومجموع ابن منقور على طريقة أهل السنّة، فالأمر يحتاج إلى تحقيق، إذ لا مسوغ لدعوى دون بيّنة. فالشيخ عثمان بن قائد له تحقيقات وتقريرات نافعة، لكنه وقع في تأويل فاسد فوافق الأشاعرة في تأويل صفة الرحمة كما جاء في مقدمة كتابه (هداية الراغب)
جاء في مقدمة الهداية (1/ 34 - 37) مانصه:
("الرحمن" صفة في الأصل بمعنى كثير الرحمة جدا، ثم غلب على البالغ في الرحمة غايتها؛ وهو الله تعالى.
و"الرحيم"ذو الرحمة الكثيرة؛ فالرحمن أبلغ منه، وأُتي به إشارة إلى أن مادل عليه من دقائق الرحمة -وإن ذُكر بعد مادل على جلائلها الذي هو المقصود الأعظم- مقصود أيضا؛ لئلا يتوهم أنه غير ملتفت إليه.
وكلاهما مشتق من رحم، بجعله لازما بنقله إلى باب فعُل -بضم العين- أو بتنزيله منزلة اللازم؛ إذ هما صفتان مشبهتان، وهي لاتشتق من متعد.
ورحمته تعالى: صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تقتضي التفضيل والإنعام.
وتفسيرها برقة في القلب تقتضي الإنعام -كما في "الكشاف"- إنما يليق برحمة المخلوق.
ونظير ذلك العلم؛ فإن حقيقته القائمة بالله تعالى ليست مثل الحقيقة القائمة بالمخلوق، بل نفس الإرادة التي يرد بعضهم الرحمة إليها، هي في حقه تعالى مخالفة لإرادة المخلوق؛ إذ هي ميل القلب إلى الفعل، وإرادته تعالى بخلاف ذلك.
وكذا ردُّ الزمخشري لها في حقه تعالى إلى الفعل بمعنى الإنعام مع أن فعل العبد الاختياري إنما يكون بجلب نفع للفاعل، أو دفع ضرر عنه، وفعله تعالى يخالف ذلك، فما فروا إليه فيه من المحذور نظير مافروا منه، وبهذا يظهر أنه لاحاجة إلى دعوى المجاز في رحمته تعالى، الذي هو خلاف الأصل المقتضي لصحة نفيها عنه، وضعف المقصود منها فيه كما هو شأن المجاز؛ إذ يصح أن تقول لمن قال: زيد أسد: ليس بأسد، وليست جرأته كجرأته.
والحاصل: أن الصفة تارة تعتبر من حيث هي هي، وتارة من حيث قيامُها به تعالى، وتارة من حيث قيامُها بغيره تعالى، وليست الاعتبارات الثلاثة متماثلة؛ إذ ليس كمثله تعالى شيء، لافي ذاته، ولافي شيء من صفاته، ولافي شيء من أفعاله، وهو السميع البصير.
فاحفظ هذه القاعدة فإنها مهمة جدا، بل هي التي أغنت السلف الصالح عن تأويل آيات الصفات وأحاديثها، وهي العاصمة لهم من أن يفهموا من الكتاب والسنة مستحيلا على الله تعالى من تجسيم أو غيره.
ثم بعد إثباتي لهذه القاعدة رأيتها منصوصة في كلام السيد معين الدين الصفوي، ثم رأيته قد سبقه إليها العلامة ابن القيم رحمه الله)
فأين التأويل؟!
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 01:13]ـ
جزاك الله خيراً(/)
«وضع جدول للنوافل بدعة؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 11:34]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن ستة أصدقاء، نجتمع كل 15 يوماً في بيت أحدنا على برنامج يتضمن القرآن والأربعين النووية، ومنهاج المسلم، وموعظة صاحب البيت، ورجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم-*؟ والافتتاح بالقرآن والختم بالدعاء، ومن بين برامجنا ورقة نملؤها كل شهر نسميها جدول التنافس، وتتضمن ورداً من القرآن، والصلوات الخمس في المسجد، والصيام وصلة الرحم، وعندما نواظب على ملئها تكون النتائج طيبة، وعند عدم ملئها تكون النتائج سلبية، من تفريط في تلاوة القرآن، فما حكم الشرع في هذا الجدول؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، الذي يظهر لي أن اتخاذ هذا الجدول والتنافس على فقراته بدعة، لأنه يتضمن التفاخر والإعجاب بالعمل، ويتضمن كذلك إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل؛ لأن إخفاء العمل من الصدقة وتلاوة القرآن أو الذكر أبعد عن الرياء، قال تعالى:? ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ? [الأعراف: 55]، وقال: ? ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً ? [مريم: 2 - 3]، وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) انظر: البخاري (660)، ومسلم (1031)، فالذي ينبغي التواصي بالتزود من نوافل الطاعات، والإكثار من ذلك، وكل يعمل ما تيسر له فيما بينه وبين ربه، وبهذا يحصل التعاون على البر والتقوى، وتحصل السلامة مما يفسد العمل، أو ينقص ثوابه، والله الموفق، والهادي إلى سبيل الرشاد، والله أعلم.
اهـ فتوى صاحب الفضيلة العلامة / عبد الرّحمن بن ناصر البرّاك -حفظهُ اللهُ -
*احذر هذا الكتاب.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 01:23]ـ
تنتشر كثيرا هذه الطرق بين الناس خصوصا المتحمسين للدعوة منهم
أتمنى لو جمعت هنا الأحاديث وأقوال السلف الدالة على أن مثل هذه الأمور بدعة
كشاهد ابن مسعود مثلا فى النهى عن الاجتماع فى المسجد للتسبيح بالحصى
وغيرها من الشواهد حتى يتسنى لنا مناقشة أصحابها على بينة خصوصا أن بعض الفرق بدأت تنشر ضلالاتها وتجذب العوام بهذه الطرق المبتدعة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:24]ـ
كنت قد سألت الشيخ ـ حفظه الله ـ قديما عن ما يفعله بعض مدرسي الحلقات من وضع جدول لمتابعة الطالب في النوافل ونحوها فأجاب أنه من البدع، كما أذكر أني قرأت فتيا للشيخ ابن عثمين موافقة لهذه في المعنى.
أخي الفاضل سليمان قلتم:
*احذر هذا الكتاب.
أي كتاب رجال حول الرسول، فهل تتكرم بذكر المؤاخذات؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 01:55]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
جزاكم الله خيرًا.
الشيخ الكريم / عبد الرحمن بن صالح السّديس:
بورك فيكم.
أما بالنسبة ذكر (المؤاخذات)
فكتاب الأخ أبي الحسن إحسان بن عبد الله اللحجي اليمني [تدفق السيول لدكّ
ضلالات خالد محمد خالد في كتابه رجال حول الرسول -صلى الله عليه وسلم -]
قد جمع كثيرا من ضلالات كتاب خالد
بن محمد بن خالد المصري
لعلكم تقرؤون.
وفقكم الله.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عنوان الموضوع:
«وضع جدول للنوافل بدعة؟»
غير هذا السؤال:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن ستة أصدقاء، نجتمع كل 15 يوماً في بيت أحدنا على برنامج يتضمن القرآن والأربعين النووية، ومنهاج المسلم، وموعظة صاحب البيت، ورجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم-*؟ والافتتاح بالقرآن والختم بالدعاء، ومن بين برامجنا ورقة نملؤها كل شهر نسميها جدول التنافس، وتتضمن ورداً من القرآن، والصلوات الخمس في المسجد، والصيام وصلة الرحم، وعندما نواظب على ملئها تكون النتائج طيبة، وعند عدم ملئها تكون النتائج سلبية، من تفريط في تلاوة القرآن، فما حكم الشرع في هذا الجدول؟ وجزاكم الله خيراً.
و بالتالي فصاحب الفضيلة العلامة / عبد الرّحمن بن ناصر البرّاك -حفظهُ اللهُ -
لم يجب على هذا السؤال: «وضع جدول للنوافل بدعة؟»
و إنّما تكلم عن حالة تتضمّن حسب رأيه ما يلي:
لأنه يتضمن التفاخر والإعجاب بالعمل، ويتضمن كذلك إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل؛ لأن إخفاء العمل من الصدقة وتلاوة القرآن أو الذكر أبعد عن الرياء
و الله أعلم
و كسؤال: هل يحرم على المسلم أن يخصص أوقات للنفل المطلق المشروع في تلك الأوقات بغير نيّة التعبد؟ -مع الدليل-
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 10:45]ـ
جزاكم الله خيرا
كنت قد سألت الشيخ ـ حفظه الله ـ قديما عن ما يفعله بعض مدرسي الحلقات من وضع جدول لمتابعة الطالب في النوافل ونحوها فأجاب أنه من البدع، كما أذكر أني قرأت فتيا للشيخ ابن عثمين موافقة لهذه في المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 11:12]ـ
الحمد لله إليك أخي جدول للنوافل يستطيع المسلم أن يواظب عليه و من بدعه فهو الذي وقع في البدعة قال الإمام مسلم -يرحمه الله -في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 11:19]ـ
وأي دليل فيما نقلت؟!
--------------
أخي الفاضل سلمان أبو زيد هل قرات هذا الكتاب؟
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 11:42]ـ
تقصد الدلالة
الدلالة واضحة -إن شاء الله-
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ (أبو ثابت عارف)
و إن كنت أرى جواز تخصيص أوقات للنفل المطلق، (بشرط أن يكون مشروعا في تلك الأوقات)، بغير نيّة التعبد في ذلك التخصيص، من حيث الأصل.
و الشيخ عبد الرحمن البراك لم يتطرّق لهذه الحالة، مع عدم إقتناعي لبعض ما ذكره الشيخ فيما نقل عنه هنا
إلا أنّ ما ذكرته أخي (أبو ثابت عارف) لا يعتبر دليلا حسب رأيي على مذهبك
فإن كنت ترى دلالته واضحة فأرجو أن تبين ذلك
و من باب التعاون على البّر و التقوى و ظنا مني بأنّ مذهبك يا أخي هو مذهبي في هذه المسألة فأقول: بالنسبة لدليل مذهبي فأذكر أحدها و هو كالتالي:
بعث النبي رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي، فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟) فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال: (أخبروه أن الله يحبه).
ووجه الدلالة: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم لم ينكر عليه هذا التخصيص
و شكرا لك أخي على مشاركتك
و لعل الأخ (عبد الرحمن السديس) يفيدنا برأيه أو يوّجهنا إن أخطأنا
مع الشكر المتواصل للأخ (سلمان أبو زيد) الذي كان سببا في هذا الموضوع المفيد
و شكرا للأخت (ظاعنة) على المرور و قد أعجبني ذكرك لأثر عبد الله بن مسعود -رضيّ الله عنه- في هذا الموطن و هذا يدلّ على ذكائك
فجزاك الله خيرا
و الله أعلم
مع تأكيد بأنّ كتاب رجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم- وجدت عليه مؤاخذات
نبّه عليها أو على بعض منها علماء ليس المقام مقام ذكرها لأنّ الموضوع ليس عن هذا
فيؤخذ الحق و يترك الخطأ
و رحم الله كاتب رجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم-، و جزاه الله خيرا على حبّه للصحابة، و الإنسان ليس بمعصوم عن الخطأ، و الأئمة يقع منهم الخطأ
و صلى الله على نبينا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 07:57]ـ
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
و شكر الله لك أخي الناصح الصادق
و أقول أخرج البخاري و مسلم-يرحمهما الله- في صحيحيهما و السياق لمسلم قال حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتْ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ
و الدلالة في هذا واضحة أيضا-إن شاء الله-
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 01:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عذرا أخي الكريم
فليس في ما ذكرت دليل على ما ادعيت، وأما الرد بأن في الدليل دلالة على المدعى، وأنها واضحة = فبعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع التنبه لأصل الفتيا وموردها إذ إن خلط المسائل غير جيد.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 03:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ (أبو ثابت عارف) العفو
1 - بالنسبة لما يلي:
و أقول أخرج البخاري و مسلم-يرحمهما الله- في صحيحيهما و السياق لمسلم قال حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتْ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ
فأقول هذا الحديث يشتمل أيضا على الأعمال التي فيها مداومة دون تخصيص بأوقات معيّنة
كمن يداوم على الصدقة من غير تخصيص ذلك في وقت معيّن
و بالتالي فالحديث مطلق يشتمل على هذه الحالة و على الحالة التي تشير إليها
و المخالف يقول النصوص العامة تفهم في ضوء عمل سلف الصالح
و بالتالي فذكرك لهذا الحديث و حده غير كافي لإقناع المخالف
2 - و بالنسبة لما يلي:
قال الإمام مسلم -يرحمه الله -في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ
فليس فيه أي كلام على جدول النوافل أو ما في معناه
3 - و لكن يا أخي ثبت عن بعض الصحابة تخصيص أوقات لعبادة معيّنة و أقرّهم النّبي صلى الله عليه و سلّم على ذلك مثلما أشرت إليه من قبل فكان هذا أصلا على جواز المذهب الذي أنا أقرره و عدم بدعيته.
4 - هذا مع التنبيه بأنّ إتّخاذ ذلك الجدول المشار إليه في السؤال لا يتضمّن بالضرورة التفاخر والإعجاب بالعمل.
5 - و بالنسبة لإظهار العمل عند المصلحة الراجحة فيستحب و قد يجب مع عدم حرمة إظهاره من حيث الأصل
6 - و مسألة كتابة الإنسان لعمله في ورقة الأصل فيها الجواز
7 - و التواصي على عمل صالح و التذكير عليه الأصل فيه الجواز
8 - و قد أباح علماء الدراسة في الجامعة الإسلامية رغم أنّه يوجد في الجامعة الإسلامية: تخصيص أوقات معيّنة لقراءة القرآن الكريم على أستاذ القراءات بعض هذه الأوقات إجباري يكتب غائبا من تخلّف عنه في جدول حدّد لذلك و يتّم تقييم ذلك في الإختبارات و إعلان نتائج الإختبار على الملىء، مع وجود المنافسة بين الطلاب في ذلك.
و الله أعلم
و جزاك الله خيرا أخي (عبد الرحمن السديس) على التنبيه
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 04:59]ـ
مع تأكيد بأنّ كتاب رجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم- وجدت عليه مؤاخذات
نبّه عليها أو على بعض منها علماء ليس المقام مقام ذكرها لأنّ الموضوع ليس عن هذا
فيؤخذ الحق و يترك الخطأ
و رحم الله كاتب رجال حول الرسول –صلى الله عليه وسلم-، و جزاه الله خيرا على حبّه للصحابة، و الإنسان ليس بمعصوم عن الخطأ، و الأئمة يقع منهم الخطأ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم وجود الملاحظات أمر عام، فليس أحد يسلم من الخطأ، لكن هذه درجة، ومسألة التحذير درجة أخرى، إذ لو كان كل من وجد عليه ملاحظات حذر منه لم يسلم إلا أقل القليل وهذا ظاهر بحمد الله.
أقول هذا لأني لم أجد هذا الكتاب بل وجدت إعلانا عنه، وكان فيه ما يلي:
كتاب تدفق السيول لدك ضلالات خالد محمد خالد في كتابه (رجال حول الصحابة)
تأليف إحسان بن عبدالله اللحجي.
نشر دار الآثار، صنعاء، الطبعة الأولى عام 1425هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
غلاف، عدد صفحاته (142) صفحة.
التعريف بـ: خالد محمد خالد، هو كاتب مصري معاصر تخرج من كلية الشريعة بالأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، وهو عضو بالمجلس الأعلى للآداب والفنون، وقد هلك قبل سنوات
من مؤلفاته:
1 - رجال حول الرسول.
2 - خلفاء الرسول.
3 - الديمقراطية أبداً.
4 - محمد المسيح.
5 - من هنا نبدأ.
ويشتمل الكتاب على أمور منها:
- تعديل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم
- طعنه (أي خالد محمد خالد) في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- طعنه في عثمان رضي الله عنه.
- طعنه في عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم- طعنه في أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص.
- طعنه في معاوية رضي الله عنهم.
- خالد يصف سعد بن أبي وقاص بالتطرف؟!
- خالد يتهم الصحابة رضي الله عنهم أن عندهم هوى؟
- الخوض فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؟
- خالد يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى حرية الاعتقاد.
- خالد يقرر الاشتراكية في تقاسم الأرزاق.
- خالد يدعو إلى الثورات والمظاهرات والخروج علىحكام المسلمين.
- خالد يتهم أهل الشام من الصحابة بالانحراف عن الدين والزيغ عن القرآن؟
- خالد يتهم الصحابة بالرهبانية مقتدياً بالنصارى؟
- خالد يتهم أبا الدرداء بالتصوف وأنه تلميذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففتحت الكتاب ـ ولم أكن قد قرأت منه قبل ـ فقرأت ترجمة عبد الرحمن بن عوف فلم أجد ما زعم كاتب هذا الكتاب أنه طعن فيه!
إلا إن كان يقصد ذكره لحديث أنس الذي رواه أحمد والطبراني وغيرهم: قال: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة فقالت ما هذا قالوا عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء قال فكانت سبعمائة بعير قال فارتجت المدينة من الصوت فقالت عائشة سمعت رسول الله (ص) يقول قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال ان استطعت لأدخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل.
ومعلوم أن الرجل ليس من فرسان الحديث، وهذا الحديث قد حكم بعضهم بوضعه، وأطال الكلام فيه ابن حجر في القول المسدد، المقصود: أنه إن كان يعتبرا هذا طعنا في عبد الرحمن بن عوف= فليطعن إذًا في كل من أورد هذا الحديث وأمثاله!
ولما رأيت هذا عدت لسؤال أخينا الشيخ سلمان هل قرأ الكتاب أم لا، أعني كتاب تدفق السيول، لأن الكتاب إن كان بني على مثل هذا فليس بشيء.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 01:18]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا أخي (عبد الرحمن السديس) و شكرا على تنبيهك لأهميّة عدم الإغترار ببعض الإنتقادات
فتجد أحيانا، بعض الناس يحمّل كلام كاتب ما لا يحتمل
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(/)
سلسلة الفرق والمذاهب المعاصرة لـ د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي
ـ[الناصح]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 07:30]ـ
أحبتي الكرام
وجدتُ في موقع (طريق الإسلام) سلسلة رائعة عن الفرق والمذاهب المعاصرة
وهي عشرة أشرطة على النحو التالي:
* الإفتراق نشأته وأنواعه
* نشأة المذاهب في الغرب وتأثر المسلمين بها
* نشأة الفرق وأساسها الخوارج
* العلمانية
* الشيعة
* المذاهب الفكرية والأدبية المعاصرة
* القدرية
* الديمقراطية
* المرجئة
* القومية العربية
------- كلها على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2567
* اذكر هذه السلسلة أنها أقيمت بجامع الملك فهد بن عبدالعزيز بجدة عام1420هـ
وقد كان عمر الشيخ عبدالرحيم 30
ماشاء الله تبارك الله
ـ[سفير الحق]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيك أخي الناصح
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 01:49]ـ
جزاك الله خيراً أخي الناصح
ونفع الله بأخينا الفاضل الشيخ عبدالرحيم
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 04:10]ـ
ألا يمكن أن يقوم بتفريغها أحد من طلبة العلم.
ونكون له من الشاكرين.
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 07:56]ـ
تفريغ هذه الأشرطة مهم جدا، وكذلك أشرطته الأخرى المتميزه مثل: " دراسة موضوعية لكتاب التوحيد " حيث إن د. عبدالرحيم شرح كتاب التوحيد بطريقة موضوعية في عشرة أشرطة أصدرتها تسجيلات باغانم في بوم.
وياليت لوتُفرغ.
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:33]ـ
، وكذلك أشرطته الأخرى المتميزه مثل: " دراسة موضوعية لكتاب التوحيد " حيث إن د. عبدالرحيم شرح كتاب التوحيد بطريقة موضوعية في عشرة أشرطة أصدرتها تسجيلات باغانم في بوم.
بارك الله فيكم أخي الكريم وجه الحقيقة
هل هذه الأشرطة موجودة على الانترنت
او تباع في إحدى تسجيلات مدينة الرياض
جزاك الله خيراً
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 06:03]ـ
بدأت في استماع دروس الشيخ في الفرق
وهي بحق تستحق الاستماع والافادة منها
بارك الله في الشيخ ونفع به
وللفائدة
فهذه دروس عن الفرق
للشيخ د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
الدرس الاول ـ مقدمة في نشأة الفرق الإسلامية
الدرس الثاني ـ الخوارج
الدرس الثالث ـ المعتزلة
الدرس الرابع ـ الباطنية
http://www.islamlight.net/alabdullatif/index.php?option=com_sound&catid=1847&Itemid=4&userid=80
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 07:58]ـ
نفع الله بكم.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 01:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي الناصح
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 08:55]ـ
جزاكم الله خيرا ..
كنت بحاجة ماسة لهذه السلسلةوهذه الأشرطة في الفرق والمذاهب المعاصرة ..
بوركت جهودكم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 03:12]ـ
ماشاء الله.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 07:11]ـ
ما زال السؤال أين نجد هذه الأشرطة ... ؟!!!
سواء (الفرق) و (كتاب التوحيد)
او هاتف التسجيلات إن أمكن ....(/)
كيف الجمع بين الحديثين وهل صحيح أن من يقيم في بلد الكفر لا تقبل عمله
ـ[عبدالله]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 09:33]ـ
السلام عليكم
كيف الجمع بين الحديثين وهل صحيح أن من يقيم في بلد الكفر لا تقبل عمله
حديث: إن الله لا يقبل عمل المشرك بعد أن أسلم حتى يفرق المشركين
وحديث فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيء
سؤال 2 هل من أهل العلم قال بعدم قبول الأعمال في بلد الكفر؟
بارك الله فيك
ـ[عبدالله]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 06:24]ـ
قرأت في كتاب الهلالي مبطلات الأعمال
الإقامة مع المشركين في دار الحرب
وذكر حديث بهز بن حكيم فقط بدون شرح إلا أن له رسالة الرأي القويم في بهز بن الحكيم بين فيها أنه حسن الحديث.
وكان ينبغي له أي سليم الهلالي أن يذكر حديث: فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيء
ويجيب عليه وكذا كون الصحابة لم يهاجروا كلهم، بل ربما يأتي الرجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويأمره بالرجوع إلى قومه، كما في قصة عمرو بن عبسة عند أن أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال له: إنّه يريد أن يكون معه، فقال: ((إنّك لا تستطيع يومك هذا، ألا ترى حالي وحال النّاس، ولكن ارجع إلى قومك فإذا علمت أني قد ظهرت فأتني)). فأتاه إلى المدينة
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 10:21]ـ
-----------
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:17]ـ
...
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ربّما يُحمل الحديث على أنّه نفي للثواب -لمن أقام بغير عذر-؟
كالذي لا تقبل صلاته أربعين صباحا لشربه الخمر؟
في انتظار توضيح طلبة العلم حفظهم الله
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 02:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب عبد الله،
بهز بن حكيم لا يُحتج به إلا بشاهد معتبر.
وهذا حال كل من كان حديثه في مرتبة الحسن.
فإن وُجِد شاهد لمعنى هذا الحديث. وإلا فالحديث لا يثبت.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34967&highlight=%C5%D3%E4%C7%CF+%C3% DA%D1%C7%C8%ED
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 03:55]ـ
فيما يظهر لي الحديث ثابت صححه العلامة مقبل
فهل من مزيد
وهل عندك ملاحظات على رسالة سليم الهلالي لأستفيد
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ربّما يُحمل الحديث على أنّه نفي للثواب -لمن أقام بغير عذر-؟
كالذي لا تقبل صلاته أربعين صباحا لشربه الخمر؟
في انتظار توضيح طلبة العلم حفظهم الله
من من أهل العلم ذهب إلى هذا ?
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:58]ـ
أخرج ابن ماجه في سننه قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين
شرح سنن ابن ماجه للسندي
قوله (أشرك بعدما أسلم)
تخصيصه بالذكر لتقبيح حاله وإلا فكل مشرك كذلك وظاهر الغاية أنه إذا أسلم بعد ذلك يقبل منه ما عمله حال الشرك من الحسنات ومن لا يقول به يقول إنه يقبل له الأعمال المتأخرة عن الإسلام إذا أسلم
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 05:11]ـ
لم أطلع أخي على الرسالة.
هذا رابط فيه كلام للشيخ سلمان العودة عن هذا الأثر:
http://216.239.59.104/search?q=cache:PsPYT-VETPMJ:www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm%3Fid %3D3812+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8% B4%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86+%D8 %A8%D9%87%D8%B2+%D8%AD%D9%83%D 9%8A%D9%85&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 11:33]ـ
من من أهل العلم ذهب إلى هذا ?
ما قرأته أخي وفّقك الله عن مسألة نفي القبول في النصوص أنّه ينقسم إلى قسمين في شرح صالح آل الشيخ للورقات، نقل عن ابن العراقي: يمكن أن تضبط المسألة -يعني الفرق بين النصوص التي فيها عدم القبول بمعنى عدم الصحة والأخرى التي فيها أن عدم القبول بمعنى عدم الثواب- قال: يمكن أن تضبط بأنه إذا اقترن مع عدم القبول في النص ذكر معصية، فإنه يكون عدم القبول بمعنى عدم الثواب-بمعنى أنه لا يثاب عليها والعبادة صحيحة-، وإن لم يقترن بالعبادة معصية وإنما اقترن بها شرط، صار معنى عدم القبول عدم الصحة.
والله أعلم،
ـ[عبدالله]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:18]ـ
الموضوع مهم ويحتاج إلى مزيد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:54]ـ
الأخ الفاضل (عبد الله)
لتعلم رحمك الله تعالى أنه توافرت النصوص والروايات والقصص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن سلف الأمة بأنه لا يعد الإقامة بين الكفار والمشركين محبط للعمل إلا في حالة واحدة؛ وهي أخي العزيز التي حمل أهل العلم رحمهم الله تعالى حديث بهز (الصحيح) عليها، وهي:
[ما إذا كان الشخص لا يأمن على دينه الثبات عليه، بل قد تكون مخالطتهم سببا في ردته]
فإذا انتفى هذا الأمر فالصحيح الموافق للسنة والذي عليه العمل، قبول عمله ولا غبار عليه، وقد يعد إجماعا من أهل العلم رحمهم الله تعالى لعدم وجود المخالف والحالة هذه.
فلا تكلف النصوص رحمك الله، فلم يتركها ألأئمة بدون وقوف عليها وبيان، فلا تعارض بين الحديثين، بل هو سبب الورود فقط. فتنبه
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 04:40]ـ
شكرا.
فتحت هذا الموضوع لأن كثيرا من الإخوة ينشرون هذا القول عدم قبول الأعمال
إلى الهجرة(/)
جواب الشيخ عن قوله رؤية الله في الدنيا مستحيلة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 10:53]ـ
قال الشيخ الفوزان في شرحه على لمعة الاعتقاد:
هناك بعض الشراح -سامحهم الله – يقول: رؤية الله في الدنياستحيلة.
وهذا غلط, رؤية الله في الدنيا ليست مستحيلة, بل هي ممكنة في الدنيا ولكن الناس لايستطيعونها, ولهذا سأل موسى عليه السلام ربه الرؤية, ولو كانت رؤيته في الدنيا غير ممكنة ما كان يليق بموسى أن يسأل شيٍئا مستحيلا, فليست رؤية الله في الدنيا مستحيلة, ولكن هي غير ممكنة لضعف مدارك الناس في هذه الحياة, وموسى لا يسأل المستحيل ولا يسأ ل المحرم. ا.هـ
ثم وجدة ممن قال بذلك العلامة العثيمين رحمه الله:
حيث قال في شرحه على لمعة الاعتقاد: رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله ((لن تراني))
ثم سؤل الشيخ عن ما جاء في شرح لمعة الاعتقاد من قول فضيلته: " رؤية الله في الدنيا مستحيلة". وقد ذكر الشنقيطي رحمه الله أن رؤية الله عز وجل بالأبصار جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة، وأما شرعاً فهي جائزة وواقعة في الآخرة، وأما في الدنيا فممنوعة شرعاً. وما نقله النووي عن بعض أهل العلم من أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة، فنرجو من فضيلتكم توضيح ذلك؟
فأجاب بقوله: ما ذكرته في شرح لمعة الاعتقاد لا ينافي ما ذكره الشيخ الشنقيطي وغيره من أن رؤية الله تعالى في الدنيا ممكنة، فإن قولي: " إنه مستحيل" أي بحسب خبر الله عز وجل بأنه لن يراه، إذ لا يمكن أن يتخلف مدلول خبره تعالى، وقد جاءت بمثل ذلك السنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الدجال: " واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ". أخرجه مسلم.
ثم اعلم أن المستحيل في حق الله تعالى نوعان:
أحدهما: مستحيل لكونه لا يليق بجلاله كالجهل والعجز ونحوهما، فهذا لا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره أن يخطر بباله جوازه أو ينطق لسانه بسؤاله.
الثاني: مستحيل بالنسبة لغيره لكمال صفات الله تعالى، كرؤية الإنسان ربه في الدنيا، فإن هذا مستحيل لكون البشر لا يطيق أن يرى الله تعالى في الدنيا لنقص حياة البشر حينئذ. ولذلك تكون الرؤية ممكنة يوم القيامة لأن حياة البشر حينذاك أكمل.
وعلى كل حال فقد دلت النصوص وإجماع السلف على أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة، وإن كان قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما ظاهره أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى، فالله أعلم.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 02:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي على هذا التوضيح،
كثير من المسلمين ـ للأسف ـ لا يعرفون صفات ربهم، وما الواجب في حقه من المستحيل، ولا يوردن على مورد أننا ندرس المذهب السلفي،
نعم المذهب السلفي يدرس في المدارس، ولكن نصيبه مثل بقية المواد " مذاكرة من أجل الإختبار ثم يتبخر من الدماغ ".
لذلك لو سألت مجموعة من الناس ـ بشكل عشوائي ومفاجيء عن الله سبحانه وصفاته، مع أنه يقرأ القران، لكن ستجده يتلجلج، ويتهوك،
أما لو سألت أين الله؟ فالعيون ستزلقك لا محالة،
أنا لا أتكلم عن المشائخ وطلبه العلم , بل العوام. الذين يحبون الدين، ويريدون أن يستكثروا من النوافل، مرة سألت فتاة مراهقة عن " الله " سبحانه ماذا تعرف عنه؟ عن صفاته؟
فذكرت أنه كبير. عظيم، ظالم!
فحين قلت: استغفر الله. تشبثت بيدي وقالت: استغفر الله، لم أقصد أنه ظالم، بل،،،،،، يعني ولم تحر جوابا،
فقلت: لعلك تقصدين: جبار، منتقم، مالك الملك،؟
فقالت نعم.
وغيرها كثر، ولا يقولن قائل هذه فتاة واحدة، لا يضر جهلها.
بل علينا أن نعرف أن فتيات الصحابة وجواريهم كن من العلم مما لا يستطيعه جهابذة ممن يسمون " دكاترة " وهم أشاعرة أو معتزلة،
هل نستطيع أن نسأل طالبة أو ربة بيت بسهولة: أين الله؟
بعض الناس يقول " لا ينبغي أن نثير القلاقل الفكرية، وبالتالي يتجنب كل ما فيه ذكر لصفات الله سبحانه، وهذا منهج بدعي ليس من السنة في شيء، فالرسول صلى الله هليه وسلم , قد سأل الجارية الراعية للغنم: أين الله؟
ولم يكن في السؤال مضرة عقلية وفكرية على المرأة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك من يخشى على نفسه الوساوس والهواجس من هذه الموضوعات، وهذا من تلبيس إبليس، فوضوح الصفات الإلهية في النفس ليس يجلب الوساوس، بل يبعدها، وجعل الناس يعبدون الله على بصيرة.
وكنت قرأت / منذ زمن بعيد ... أن رجلا جاء لأحد أئمة السلف فقال له: عرفني ربي!
فقام إليه الناس لينهروه، فمنعهم هذا العالم. وقال: إنما طلب أن يعرف ربه.
الخلاصة: أن بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع،
وعدم الرد عليه دليل أن كثيرا من الناس قد زهد في معرفة ربه , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 03:41]ـ
لاغرابة فقد استنكرت طالبة في الثانوية صفة الغضب لله لما سمعتها في الواسطية
وتجد من يخلط بين تعريف الربوبية والألوهية وهو في المرحلة الجامعية
سألت طالبات الأول ثانوي مامعنى توحيد الله بأفعاله؟ فسكتن. ولاأزعم أنهن يجهلن ذلك وإنما السبب في إلقاء المعلومة إجمالا ظناً أن هذه بدهيات لاتحتاج إلى وقفة لتجلية معانيها وترسيخ المعتقد الذي يتعبد الله تعالى به، نحتاج من يقول مثلا أن توحيد الربوبية معناه أن لايعتقد خالقا ولامدبرا ولامالكا إلا الله وحده
ومعنى الألوهية (توحيد الله بأفعال العباد) أي إفراد الله بالعبادة بأن لايتوجه بصلاة أوصيام أو دعاء أو صدقة إلا لله وحده، ويحذر أن تدخل في عملك الرياء وهكذا
صُدّرت ثلاثة الأصول للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأولى المسائل الأربع التي يجب علينا تعلمها وهي: العلم وهو: معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. أي معرفة كل ماسبق بالأدلة.
ومن فضل الله علينا أن كنا نحفظها في سنوات الإبتدائية الأولى وإن كانت إجمالا دون تفصيل أو مامعنى معرفة الله.
ولكن على المتعلم أن يتعرف على مايعتقده ويسأل عنه وعلى المعلم أن يقرب لطلابه قدر المستطاع ولايحتقر أن ذلك صغير ولن يفهم.
يقول فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في شرحه على ثلاثة الأصول -والذي أنصح بقرائته أو سماعه-
يقول حفظه الله: نتعرف على الله بآياته وأسمائه وصفاته بما جاء في الوحيين، ونتعرف على الله بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، فتعرف المعبود الذي تعبده وكلما عرفته ازداد تعلقك به وازدادت عبادتك له، وازدادت خشيتك له. فالعجب أن يعبد الرجل الله ولايعرف أين هو؟!
وبعضهم يسكت! وبعضهم يقول في كل مكان!
الله في السماء فوق عرشه، بائن من خلقه.
ولله المثل الأعلى لو أن شخصا له مديرا تجده يسأل من المدير؟ وكيف تعامله؟ هل هو كذا أو كذا. فالله الذي تعبده في كل لحظة يجب عليك أن تعرف من هو هذا الذي تعبده.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 09:47]ـ
العجيب أني وجدت كلاماً في عمدة القاري شرح صحيح البخاري يذكر فيه أن رؤية الله في الدنيا ممكنة في قوله (والكلام فيه مستقصًى في كتب الكلام وأما رؤية الله في الدنيا فممكنة ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم على أنها لا تقع في الدنيا) فقوله " ممكنة " هل هو إشارة إلى أن المسألة خلافية أو أنه من الممكن رؤية الله في الدنيا كما علل ذلك شيخ الإسلام في قوله رحمه الله تعالى: (لكن لا يمتنع ان تكون رؤيته ممكنه والله قادر على تقوية ابصارنا لنراه) كلام عجيب لابد من الوقوف والتأمل فيه.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 08:10]ـ
جزاك الله خيراً آل عامر على الفائدة
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 09:32]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 10:25]ـ
سبب الاختلاف في هذه المسألة بين كلام المشايخ هو أن مصطلحي (ممكن) و (مستحيل) فيهما اشتراك
فالشيخ العثيمين يعني بالاستحالة (الاستحالة الشرعية)، والشيخ الفوزان يعني بالإمكان (الإمكان العقلي)، ومعلوم أن الاستحالة الشرعية لا تناقض الإمكان العقلي؛ لأنه ليس كل ما يمكن عقلا يجوز شرعا
فالخلاصة أن رؤية الله عز وجل في الدنيا ليست مستحيلة عقلا، ولكنها مستحيلة شرعا بدلالة النصوص لا بدلالة العقل، ولذلك اختلف السلف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه، مع اتفاقهم على انتفاء ذلك في حق غيره، ولو كان ذلك مستحيلا عقلا ما كان هناك فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وغيره.
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 07:58]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة جليلة
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 09:52]ـ
وجزاك أخي عبدالعزيز(/)
دُروسٌ في العَقِيدَة (مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ) -1 -
ـ[سماء الحق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دُروسٌ في العَقِيدَة
(مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ)
أعَدَّ هذه الدروس/ عبد العزيز بن محمّد
ألدرس ألأوّل
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئات أعمالنا. مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
أمّا بعد.
فهذا هو الدرس الأوّل مِن منهاج العقيدة،، ولأهمّية علم العقيدة آثرتُ نشرها عسى أنْ تعمَّ بها الفائدة. أسأل الله تعالى التوفيق في هذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، موافقاً لسنّة النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
أهمّية علم العقيدة
إعلمْ رحمك الله أنّ تَعلُّم العقيدة الصحيحة والتديّن بها هو أوّل ما يلزم الاعتناء به، لأنّ العقيدة هي الأساس الذي ينبني عليه الدين، وهي الأصل لاستقامة العمل وتقويم السلوك.
والعقيدة الصحيحة هي التي تُثمر العمل الصالح، وإذا استقامت العقيدة انتفع العبد بالأعمال الصالحة وأُثيب عليها.
وأصحاب العقيدة الصحيحة المتّبعون للرسل عليهم الصلاة والسلام هم الناجون مِن العذاب الذي يحيق بأهل الكفر في الدنيا، كما قال تعالى (فهل ينتظرون إلا مثل أيّامِ الذين خَلَوا مِن قبلهم قل فانتظروا إنّي معكم مِن المنتظرين ثمّ نُنَجّي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقّاً علينا نُنْجِ المؤمنين) [يونس:102ـ103].
والمؤمنون أصحاب العقيدة الصحيحة هم الناجون مِن العذاب يوم القيامة، وهم المفلحون في الدنيا والآخرة.
ولأهمّية العقيدة وأولويّتها كان اهتمام الرسل عليهم الصلاة والسلام بها أوّلاً، وكانت الدعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ والكفر بالطاغوت هي أوّل دعوة الرسل، فكلّ رسولٍ يقول لقومه أوّل ما يدعوهم: أُعبدوا الله ما لكم مِن إلهٍ غيره. وكلّ الرسل بُعِثوا يأمرون بالتوحيد كما قال تعالى (ولقد بعثنا في كلّ أُمّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [ألنحل:36].
ألعقيدة علمٌ وعمل
وعليك أخي أنْ تعلم أمراً مهمّاً وهو أن دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى العقيدة هي دعوة علميّة إلى حقيقة عمليّة. فيجب أن تظهر هذه العقيدة العظيمة في سلوك العبد قولاً وعملاً. ويجب أن يطبّقها في واقعه تطبيقاً عمليّاً. حينها فقط يكون قد عمل بهذه العقيدة العظيمة، فيصدق عليه وصفه بأنّه مِن أصحابها.
ولهذا كان سلوك الصحابة رضي الله تعالى عنهم سلوكاً عمليّاً بما تعلّموه مِن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. طبّقوا هذه العقيدة العظيمة في واقعهم، وجهروا بها، ولم يُحابوا أحداً على حسابها كما لم يهابوه، وتركوا الدنيا وزينتها، وأوذوا فصبروا، فأعزّهم الله عزّ وجلّ ونصرهم.
فهكذا كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم، أصحاب علم وعمل.
فمَن أراد أن يكون مِن أصحاب هذه العقيدة العظيمة فليس أمامه إلا سبيل واحد، هو السبيل الذي سار فيه صحابة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، سبيل يجمع العمل والتطبيق مع العلم، ويلازم بينهما ولا يفرّق.
مِن أين نتلقّى العقيدة الإسلاميّة؟
إعلمْ أنّ العقيدة الإسلاميّة هي العقيدة التي بعث الله تعالى بها رسله عليهم الصلاة والسلام، وأنزل بها كتبه للدعوة إليها.
فالله جلّ وعلا لرحمته بيّن لنا في الوحي الذي أوحاه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، بيّن لنا هذه العقيدة التي فيها استقامتنا وصلاح أمرنا في الدنيا والآخرة.
فتلقّي هذه العقيدة العظيمة لا يكون إلا مِن الوحي، وهو كتاب الله تعالى وسنّة النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
وقد سمّى الله عزّ وجلّ ما أوحاه إلى رسوله عليه الصلاة والسلام (رُوحاً) لتوقّف الحياة الحقيقيّة عليه، وسمّاه (نوراً) لتوقّف الهداية عليه. كما قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً مِن أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به مَن نشاء مِن عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور) [ألشورى:52ـ53].
فلا رُوح إلا فيما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم. ولا نور إلا في الاستضاءة بهذا الوحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسمّى الله تعالى ما أنزله على رسوله عليه الصلاة والسلام (شفاءً) فقال (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاءٌ) [فُصِّلت:44].
والاهتداء لا يحصل إلا بما أوحاه الله تعالى إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم مِن الكتاب والسنّة. وبعكسه فالضلال يأتي مِن مجرّد الالتفات إلى ما سوى هذين الأصلين العظيمين (كتاب الله تعالى وسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم).
قال تعالى (قل إن ضلَلْتُ فإنّما أضِلُّ على نفسي وإن اهتديتُ فبما يوحي إليّ ربي إنّه سميع قريب) [سبأ:50].
وقال تعالى (كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلّكم تهتدون) [آل عمران:103].
وقال عزّ وجلّ (وإنْ تطيعوه تهتدوا) [ألنور:54].
وقال تعالى (فإمّا يأتيَنَّكم مِنّي هدىً فمَن اتّبَع هُداي فلا يَضلّ ولا يَشقى ومَن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربّ لِمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى) [طه:123ـ126].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (تكفّل الله لِمَن قرأ القرآن وعمل بما فيه أنْ لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة).ثم قرأ هذه الآيات.
فالواجب هو اتّباع الكتاب والسنّة، والاقتداء بهديهما، والإعراض عما سواهما، كما قال تعالى (اتّبِعوا ما أُنزل إليكم مِن ربّكم ولا تتّبعوا مِن دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون) [ألأعراف:3].
ولْيحذر العبد مِن الالتِفَات إلى ما سوى الكتاب والسنّة، فليس ما سواهما إلا أهواءٌ وضلالات تضلّ أصحابها وتخرجهم مِن نور الوحي إلى الظلمات.
قال تعالى (وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السُبُل فتَفَرَّقَ بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون) [ألأنعام:153].
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (خطَّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطّاً ثمّ قال: هذا سبيل الله. ثمّ خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثمّ قال: هذه سُبُل على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثمّ قرأ (وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السُبُل فتفرّق بكم عن سبيله). [رواه أحمد، وحسّنه الألبانيّ في تخريج كتاب السنّة لابن أبي عاصم].
فالمتّبعون للرسول عليه الصلاة والسلام هم المهتدون، وهم أصحاب البصيرة، كما قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومَن اتّبعني) [يوسف:108].
وأمّا مَن لم يتّبع الرسول عليه الصلاة والسلام فإنّ نصيبه الضلال والتيه والحيرة والخسران. قال تعالى (ومَن يَعْشُ عن ذِكْر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً فَهُوَ له قرين وإنّهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون) [ألزخرف:36ـ37].
وبالتالي فالعقيدة إن كانت مُتَلقّاة مِن الكتاب والسنّة، فهي عقيدة صحيحة سليمة تحصل بها النجاةُ والفوز. وإن كانت العقيدة غير مُتَلقّاةٍ من الكتاب والسنّة فهي عقيدة فاسدة توجب لأصحابها العذاب والشقاء والضلال البعيد، أعاذنا الله تعالى من ذلك.
إعتقاد الفرقة الناجية
إعلم أخي رحمك الله تعالى أنّ اعتقادَ الفرقةِ الناجية، المنصورةِ إلى قيام الساعة، أهلِ السنّة والجماعة هو: الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشرّه.
وبها أجاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سؤال جبريل عليه الصلاة والسلام لمّا أتاه في صورة أعرابيّ فسأله عن الإيمان ليعلّم الصحابة رضي الله عنهم. [ألحديث في الصحيحين].
وكما ذكر ابن أبي العزّ رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الطحاويّة (ص466) أنّ أحسن ما يُرتّب عليه كتاب أصول الدين ترتيب جواب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لجبريل عليه السلام، فيبدأ بالكلام على التوحيد والصفات وما يتعلّق بذلك، ثمّ بالكلام على الملائكة، ثمّ وثمّ إلى آخره.
وهذا ما سننتهجه بمشيئة الله تعالى وتوفيقه. فنشرح أصول الإيمان، ونبيّن ما يتضمّنه كلّ أصل مِن العقائد الإسلاميّة السنّية السلفيّة، ونذكر تفاصيل أصول الفرقة الناجية، أهل السنّة والجماعة.
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لهذا العمل. إنّه سميعٌ قريب.
أعَدَّ هذه الدروس/ عبد العزيز بن محمّد
نقله: سماء الحق(/)
ما المحظور الشرعي في قول القائل: فال الله ولا فالك؟؟
ـ[سماء الحق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات الفضلاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما ما ما نقول و يتردد على أسماعنا قول القائل (فال الله ولا فالك) وسبق أن دار بيني وبين أحد الإخوة نقاش وأفادني بأن هذه العبارة خاطئة!
ولست أدري لماذا؟
أرجو ممن لديه علم أن يفيدنا وجزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 09:22]ـ
سؤل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
فأجاب قائلاً: هذا التعبير صحيح، لأن المراد الفأل الذي هو من الله، وهو أني أتفاءل بالخير دونما أتفاءل بما قلت، هذا هو معنى العبارة، وهو معنى صحيح أن الإنسان يتمنى الفأل الكلمة الطيبة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ دون أن يتفاءل بما سمعه من هذا الشخص الذي تشاءم من كلامه
ـ[سماء الحق]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 02:38]ـ
أخي آل عامر
شكر الله لك على التوضيح
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:59]ـ
وإياك بارك الله فيك.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 12:56]ـ
جزاك الله خيرا(/)
معرض الكتاب وجناية حرية الكفر
ـ[أوان الشد]ــــــــ[07 - Mar-2007, صباحاً 12:42]ـ
الذي كنا نعهده في معارض الكتاب أنها فرصة سانحة للجديد والمفيد من الكتب النافعة، وليست بؤرة تغريب وإفساد كما نشهده في المعارض الأخيرة ..
لقد كان لي استقراء لتلك الانحرافات تتبعتها في دراسة سابقة:
http://www.wasatyah.com/vb/showthread.php?t=22693
ولكن الانحدار والانجراف المخيف الذي برز في معرض السنة الفائته
وهذا العام يفوق التصور، ويذهل المراقب، ويدرك أنه أمام شرذمة باغية تقصدت من هذا التعدي إحداث شرخ في عقيدة الأمة وثقافتها.
ولتسمحوا لي أن أطلعكم على مظاهر الغربة في جنبات هذا المعرض، من خلال أبرز ما عرض مما لم يكن مفسوحاً:
• أبرز ما سلطت الأضواء عليه، وأقبل عليه الشباب والشابات ,وما رُوج له كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة , هي الروايات المنحرفة، وخاصة نوعية شاعت مؤخراً نسجت على منوال الرواية سيئة الذكر "بنات الرياض" ففتحت الباب – بسبب ما نالت من الشهرة – إلى كتابات نهجت نهجها , كتبها فتيات سعوديات أو كُتّاب؛ وكان الجامع لها أن محورها حول الفتاة السعودية وإبراز مظاهر انحراف شنيعة في حياتها بصورة فجه وفجور مكشوف , فإذا كانت روايات: "بنات الرياض" لرجاء الصانع , و"فسوق" \ لعبده خال , كانت الأكثر طلباً ودلالة وإشهاراً في العام الفائت؛ فقد انضم لها باقة أشد فجوراً وشناعة من مثل: "ملامح" /زينب حفني , و"جاهلية" \ ليلي الجهني، و"اختلاس" /هاني نقشبندي، و "حب في السعودية"/ إبراهيم بادي، و"الآخرون"/ صبا الحرز .. .إضافة إلى ما إلى روايات أخرى: كالإرهابي 99 / لعبد الله ثابت، وروايات عبده خال , وسعد الحميدين، وغازي القصيبي، وتركي الحمد ... وغيرها من الروايات من كتابات أشياعهم من فجرة العرب والتي كان دخول بعضها يعدونه حلماً إلى وقت قريب كعبدالرحمن منيف , و محمد شكري، وأحلام مستغانمي , ونوال السعداوي , و حيدر حيدر، وغادة السمان , ونجيب محفوظ "جميع أعماله" .. .
ومما ارتفع به سقف الحرية هذا العام: العشرات من الكتب الموغلة في الفلسفة الإلحادية وترجمات لمؤلفات كبار منظري الإلحاد في العصر الحديث ...
لقد صدم الجميع عندما رأوا تنافس دور العرض على عرض أخطر المؤلفات التي تروج لأعظم مذاهب الكفر ومبادئ الزندقة الحديثة؛ من ترويج لأفكار: جيفارا، و ماركس و لينين، ونيتشة , وسارتر، وأوديب , وميشال فوكو , وبودلير , ورولان بارت , والماغوط ..
إضافة إلى ملحدينا والمعتوهين فكرياً والحاقدين على ثقافتنا؛ من أمثال: طه حسين , لويس عوض , عبد الله العروي , محمد أركون , نصر حامد أبوزيد , هشام جعيط , محمد عابد الجابري , عبدالله القصيمي , أدونيس, جبران خليل جبران , صلاح عبدالصبور , أنسي الحاج , أنيس صايغ , رفعت السعيد , سعد الدين إبراهيم , فؤاد زكريا, على الوردي ,عزيز العظمة , شاكر النابلسي.
وهل أتاك نبأ دواوين نزار قباني التسعة؟ الحلم الذى طالما راود أرباب الشهوات؟!
وجملة القول أن محاولة تتبع كل ممنوع عُرض أمر في غاية الصعوبة فأنت أمام أرتالٍ هائلة من كتب وعناوين وأغلفة وموضوعات وترجمات لا تمت لثقافتنا بصلة ولا تعود عليها سوى بالهدم.
ولنا مع هذا المشهد وقفات نحن أحوج ما نكون بالتأمل فيها:
1 - أن هذا المعرض هو خطوة بعيدة المدى لدعاة العلمنة والتغريب يظهر فيها رهق الاستعجال, وانتهاج سياسة "حرق المراحل"، فما عادوا يصبرون على التدرج مقابل جثومهم على صناعة القرار وفراغ الساحة، وهذا منذر بشؤم فيما يتعلق باستثارة الغيظ والحنق والدفع بنفوس الشباب إلى الصدام أمام ما يشاهدون من سياسة القهر بتلك الممارسات.
2 - هذا المعرض هو ساحة لـ"حرية عوارء"، فليتهم إذا نادوا بالحرية الفكرية، وادعوا تطبيقها في هذا المعرض أتاحوها لجميع الأطراف، ولكنك أمام حصار مقابل للكتب والدور الإسلامية لا تخطئة عين المراقب، وهناك ممارسات سابقة أدت إلى هذا الجفاف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد هبت الريح بالكثير من الأحداث التي تدعم سعيهم لنيل المزيد من المكاسب والمراكز، وأبرز تلك الأحداث حرب العراق، وأحداث العنف الداخلية التي استغلوها في توظيف آثارها وتداعياتها لمحاصرة دعائم الصحوة في الداخل: من مناشط , ومؤسسات , ومناهج , وأعلام (رموز الصحوة).
ومن البدهي أن تكون شؤون الثقافة والنشر والإعلام على قائمة معتركات الصراع وتصفية الحسابات.
وأنكى أسلحة "حرب الأفكار" عندهم هو الحصار والحجب والمنع للأدبيات الإسلامية , وهو ما يسميه أولياؤهم من الأمريكان بـ" تجفيف المنابع".
فأرجفوا إرجافاً شديداً على الكتابات الإسلامية الدعوية بأصنافها حتى وصلوا إلى بمنع دخول ما سموه بـ (كتب الإخوان) وشملت كل الكتب الإسلامية: الفكرية والتربوية والسياسية، وبعض الكتب الشرعية التي تلامس القضايا (الحساسة!).
وفيما يتعلق بالمعرض فإن بعض المكتبات الإسلامية بالداخل قد رُفضت مشاركتها كما أخبرني صاحب أحد هذه المكتبات.
ومقابل ذلك أما مي - من خلال التتبع- عشرات من أسماء المؤلفين وعناوين الكتب، ودور النشر أضحت محرمة الدخول على هذه البلاد.
فأي حرية هذه؟!! أفلم يكن أليق بهم أن يستروا عوار صنيعهم بإتاحة الفرصة للجميع ليعمموا هذه الحرية؟؟
مع أنه يجب على ولي الأمر أن يمنع كل ما يضر بعقائد وعقول أبناء المجتمع الإسلامي , والحرية لها مفهومها وحدودها في ديننا، وليس من يرسم أطرها أولئك الأدعياء.
3 - أخشى أن لا يكون هذا آخر المطاف، ويصعب عليّ أن أتصور الوضع إذا زاد عن هذا القدر، وعليه فلابد من التحرك الجاد للحل:-
• البعض يتحدث – في معرِض الحديث عن الحل- عن تكثير السواد بذهاب الصالحين بكثرة إلى تلك المعارض وكأن هذا غاية الممكن! ولا شك أن هذا نوع من محدودية النظرة ودونية التفكير , إضافة إلى ما حدث بسبب ذلك من مواقف لامسؤولة استغلت وضخمت بوقاحة , فأفسدت أكثر مما أصلحت.
وأنا أتساءل: أين نحن من تبوء مناصب الإشراف على هذه المعارض، وعلى أماكن الرقابة في الإعلام؟ لماذا ننظر إليها وكأنها محرمة علينا؟
لماذا لا ندرك أسلوب التحرك لدى كبر العلماء والمسؤولين إلا في حال وقوع المنكر وغشيانه على الناس؟
أين هذا الأسلوب مثلاً في المطالبة بإتاحة المجال للصالحين في شغل مناصب ومسؤوليات مؤثرة ولها صلة بهذا الشأن؟
أمر آخر يبعث على الأسف، وهو هذا السكوت طويل الأمد على منع الكتب التي سموها (مكراً \ ومخادعة) بـ "كتب الإخوان " ومنعوا بذلك كل الكتب التي تعالج قضايا الإصلاح والدعوة في جانب التربية والفكر وفقه الواقع والسياسة الشرعية .. وغيرها.
أقول:- إذا كان السكوت مبرراً أيام توتر الأحداث واشتداد الحملة على الصحوة، فليست استدامة السكوت بهذه الصورة مبررة ولا من الحكمة في شيء، وكأننا نعطيهم إقراراً مجانياً بمصداقية أحكامهم الجائرة والخضوع لها.
إن الحل الحاسم والناجع يكون بالمشاركة في إدارة هذه الشؤون، وليس بتكرار الاحتجاج من موقع " الرعايا ".
لست هنا في مقام تفصيل الحلول، ولكنني أشير إلى أنه من بدهيات الحلول في مثل هذه الإشكالات التحرك بشكل منظم ومدروس وبجهد جماعي وأدوار موزعة ومتابعة مستمرة، بأن يرسم مجال للسعي إلى الوصول للقدر الممكن من هذه المسؤوليات ومشاركة أولئك , على الأقل لتقليل الشر وإحداث التوازن , وإذا كان هذا مطلوب في مجالات المسؤوليات الإدارية والمؤسسية عموماً، فإنه في هذا المجال (الإشراف على المعارض \ والرقابة الإعلامية) أشد إلحاحاً وأعجل احتياجاً.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - Mar-2007, صباحاً 01:41]ـ
موضوع رائع، ولي تحفظ على أمور يسيرة فيه، لعلي أبدي رأي حيالها لاحقاً، المهم هو الاحتساب على هؤلاء بالمقالات، وكشف الزيف، وفضح المخططات، كذلك إلزامهم باللوازم التي يفرون منها.
بارك الله فيك على ما خطته يمينك، ورفع قدرك.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 01:20]ـ
النأى بالنفس من قبل الإسلاميين - كما يسمون - عن المشاركة فى صنع القرار من خلال المناصب المهمة ما زال عقبة كؤود تحول دون التغيير الفاعل فى المجتمع، وما حركة حماس إلا أنموذجا حيا يؤكد أن المشاركة فى العملية السياسية هى الخطوة الفعالة والمهمة فى أداء الرسالة
أنّب الكثيرون الشيخ سلمان العودة لما دعا العراقيين إلى المشاركة فى العملية السياسية ورأوا فيه ذلك المتخاذل الذى لا يأبه ولا يشعر بمعاناة الشعب، أو الموالى للغزاة الظلمة، لكنهم الآن بدأوا يدركون أن إقصاء أنفسهم لم يطرد غازيا، وهاهم يتحركون لشغل مناصب عليا فى الدولة ..
وأظن أن الوعى لمثل هذا بدأ يأخذ طريقه عند الفضلاء من علمائنا وطلاب العلم ..
أصلح الله الأحوال.
ـ[أبو فهد القحطاني]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 02:48]ـ
الخير والشر سيبقيان في صراع دائم!
والعالم سيبقى فيه الصالح والطالح!
وكل منهما سيكون له رواده والراغبون فيه!
وصدق الله: {أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
فلا بد من التوازن في النظرة إلى الأمور.
كل ما ذكرته من كتب سيئة متواجدة في هذا المعرض فهي موجودة عند كل من يريدها ومتوفرة بين أيدي طالبيها. ياتون بها من البحرين وسوريا ولبنان ...
اما طلاب العلم والملتزمين والصالحين فلا يلتفتون اصلا إلى هذه الكتب وامثالها.
لذلك ارى أن الأحسن ان تبقى هذه الكتب مسموحة للجميع، لان كل ممنوع مرغوب.
وانا واثق انها بعد حين ستهمل ولن يلتفت احد غليها ...
وعلى كل حال على المشايخ والدعاة ان يستيقظوا ويعملوا بصدق لدعوة الناس إلى الخير
والحق والدين .. اما الصراخ والعويل فلن يجدي وينفع ..
عليهم ان يواجهوا الباطل بحكمة وذكاء وعصرنة لا بجفاف وتعصب وأساليب اكل الدهر عليها وشرب.
اما الدين والكتب الدينية فهي متاحة للجميع ومتوفرة وليس من مشكلة ان تمنع كتب الاخوان او غيرهم طالما كتب غيرهم الجيدة متواجدة جدا.
بارك الله فيكم ووفق للخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز السهيلي]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 08:09]ـ
ما زال لدينا النشر على النت.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:13]ـ
... وينطق الرويبضة!! .. هذا أوانه والله أعلم!.
لا حول ولا قوة إلا بالله! ..
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا! ..
شكر الله لك أخي الفاضل غيرتك ..
ـ[الفارس]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:39]ـ
حرية الشهوة!
،،،
بارك الله فيك أخي على ما سطرت، وقى الله الأمة شرَّ هؤلاء الطغمة الفاسدة ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا على الكتابة حول هذا الحدث المهم ولفت النظر إلى ما صاحب معرض الكتاب لهذا العام من سقطات لابد أن تستدرك قبل فوات الأوان.
أين هم أهل الصلاح من تصدر إقامة مثل هذه المناشط الثقافية والتي هي من دعائم حضارة المجتمعات ورقيها وعدم الإكتفاء بالإنكار والإعتراض متى ما تصدى لهذه الحاجة غيرهم!
و أين هم المؤلفون و كتّاب القصص والروايات من أهل العقول السليمة الذين وفروا للشباب والفتيات ما يثري عقولهم بتأليف مبدع وجذاب فلا يجد أصحاب الروايات المنتنة مكانا في مجتمعاتنا!
ثم إن الضجيج والإعتراض على هذه الروايات دعاية مجانية تزيد من شهرتها وعدد الراغبين في قراءتها من المربّين ومن الشباب كما حدث مع رواية (بنات الرياض). والله المستعان.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 02:33]ـ
أين هم المؤلفون و كتّاب القصص والروايات من أهل العقول السليمة الذين وفروا للشباب والفتيات ما يثري عقولهم بتأليف مبدع وجذاب فلا يجد أصحاب الروايات المنتنة مكانا في مجتمعاتنا!.
ثم إن الضجيج والإعتراض على هذه الروايات دعاية مجانية تزيد من شهرتها وعدد الراغبين في قراءتها من المربّين ومن الشباب كما حدث مع رواية (بنات الرياض). والله المستعان.
أوفقك الرأي في هذا يا أخيّتنا الكريمة، وهو مما أحببت تنبيه أخينا إليه، فبعض الشر يكون الخير في الإعراض عنه واستدباره، وأما ذكره ولو على سبيل التنفير فإنه قد يكون باباً من أبواب التعريف به ونشره وفتح الأعين عليه.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 04:08]ـ
الخير والشر سيبقيان في صراع دائم!
والعالم سيبقى فيه الصالح والطالح!
وكل منهما سيكون له رواده والراغبون فيه!
وصدق الله: {أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
فلا بد من التوازن في النظرة إلى الأمور.
كل ما ذكرته من كتب سيئة متواجدة في هذا المعرض فهي موجودة عند كل من يريدها ومتوفرة بين أيدي طالبيها. ياتون بها من البحرين وسوريا ولبنان ...
اما طلاب العلم والملتزمين والصالحين فلا يلتفتون اصلا إلى هذه الكتب وامثالها.
لذلك ارى أن الأحسن ان تبقى هذه الكتب مسموحة للجميع، لان كل ممنوع مرغوب.
وانا واثق انها بعد حين ستهمل ولن يلتفت احد غليها ...
وعلى كل حال على المشايخ والدعاة ان يستيقظوا ويعملوا بصدق لدعوة الناس إلى الخير
والحق والدين .. اما الصراخ والعويل فلن يجدي وينفع ..
عليهم ان يواجهوا الباطل بحكمة وذكاء وعصرنة لا بجفاف وتعصب وأساليب اكل الدهر عليها وشرب.
اما الدين والكتب الدينية فهي متاحة للجميع ومتوفرة وليس من مشكلة ان تمنع كتب الاخوان او غيرهم طالما كتب غيرهم الجيدة متواجدة جدا.
بارك الله فيكم ووفق للخير
إذا كان هذا منطقك، فلماذا ـ إذن تمنع كتب أسامة بن لادن ومؤلفات المسعري والفقيه،؟؟!!
لتفسح، ولأن ما فيها غثاء فسرعان ما يعرض عنه الناس،!!!
أجزم يقينا أن لو وجد كتاب واحد يتعرض بالمدح لأسامة والقدح في شانئيه لأغلق المعرض بالشمع الأحمر،
لكن المراد أن يكون ضرب الدين في أرض الدين، حتى لا تقام له قائمة.والعياذ بالله.
أصبح ديننا لا بواكي له.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 03:34]ـ
أشكر المشرف أبو حماد على تثبيته للموضوع , وتحفظاته محل اهتمام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الأخت ظاعنة أشكرك على تعقيبك ومشاركتنا في المسؤوليات إنما هو من باب أننا نحن الأولى وأصحاب المشروعية ..
أما المقارنة بالمشاركة السياسية في العراق فلي تحفظ عليه فالفوارق واضحة، فهناك احتلال جاثم والمفاسد الحاصلة من المشاركة أكثر من المصالح.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 03:42]ـ
الأخ أبو فهد القحطاني:
أشكرك على مرورك.
وجهود الاحتساب والإنكار ليست لإلغاء وإنها الشر، وإنما من واقع ميؤوليتنا في دفعه وتقليله ما استطعنا.
وأم كون هذه الكتب متوفرة بين أيدي طالبيها، فهناك أولاً مسؤولية شرعية على من ولي الأمور أن يجنب رعيته كل ما يضر بعقيدتهم ودينهم.
ثانياً: نحن لا نمنعها لكي لا تصل من يجهد للحصول عليها، وإنما لكي لا تقع في أيدي السواد الأعظم من الناس، والذين لا يقعون تحت الصنفين الذين أشرت إليها
(طالبي الكتب والباحثين عنها \ وطلاب العلم والملتزمين) بعدم خطورها ولا حرمتها وهنا مكمن الخطورة العامة وأشباه العامة من متوسطي الثقافة والمقبلين عليها بالحصانة سابقة ...
أما المنع فهو لم يتناول كتب الإخوان فقط وإنما هذه التسمية كما أشرت:
ما سموه بـ (كتب الإخوان) وشملت كل الكتب الإسلامية: الفكرية والتربوية والسياسية، وبعض الكتب الشرعية التي تلامس القضايا (الحساسة!).
ومقابل ذلك أما مي - من خلال التتبع- عشرات من أسماء المؤلفين وعناوين الكتب، ودور النشر أضحت محرمة الدخول على هذه البلاد.
سموها (مكراً \ ومخادعة) بـ "كتب الإخوان " ومنعوا بذلك كل الكتب التي تعالج قضايا الإصلاح والدعوة في جانب التربية والفكر وفقه الواقع والسياسة الشرعية .. وغيرها.
.
عفا الله عنك ووفقك لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 04:01]ـ
أشكر كذلك الأخوة: عبدالعزيز السهيلي، تويكس، الفارس، طويلبة علم، الأقصى على تفاعلهم وأعتذر عن التأخر في الردود.
ـ[أبو مالكـ]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 04:38]ـ
هناك إقحام لبعض الأسماء ليس من الحق جعلها في كفة واحدة
وهناك من الروايات التي ضمنتها موضوعك جلت ما كان بها
من صالح مع ما كان كله طالح.
من السيء أن يكون الصراخ ديدنًا لنا, فمن الدين, واللوازم
أن تجد حلا .. لا أن تكن ملاعنا ومهازئا.
وفقك الله
ـ[أوان الشد]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:26]ـ
هناك إقحام لبعض الأسماء ليس من الحق جعلها في كفة واحدة
وهناك من الروايات التي ضمنتها موضوعك جلت ما كان بها
من صالح مع ما كان كله طالح.
وفقك الله
أتمنى أن توضح ذلك لكي أستفيد , وأصحح الخطأ.
من السيء أن يكون الصراخ ديدنًا لنا, فمن الدين, واللوازم
أن تجد حلا .. لا أن تكن ملاعنا ومهازئا.
وفقك الله
عفا الله عنك , ألم يكن ثلث المقال إشارة لبعض الحلول , تأمل آخر المقال من قولي
3 - أخشى أن لا يكون هذا آخر المطاف، ويصعب عليّ أن أتصور الوضع إذا زاد عن هذا القدر، وعليه فلابد من التحرك الجاد للحل:-
• البعض يتحدث – في معرِض الحديث عن الحل ...
ـ[أوان الشد]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 05:17]ـ
للعلم:
اتخذت نهجاً أغلبياً في سرد المؤلفات والأسماء، بمعنى أن ما أوردته هنا من أسماء روايات فهي جنسية فاضحة ليست منشورة في عموم المكتبات.
وما أوردته من أسماء روائيين ومؤلفين، فهم: إما أغلب كتاباتهم ممنوعة منحرفة، أو بعضها، أو القليل منها ويكون الأشهر، ولدي شاهد على كل اسم ورد في المقال , وفي الرابط أول المقال تفصيل ...
وعلى هذا الرابط تفصيل أوسع ونماذج أكثر:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@196.TSX4dBrnI37.10@. 3ba9e33d
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 11:25]ـ
لا أعرف ما الفائدة عندما نقول نفضح مخططاتهم وفسادهم
طيب إذا هم يعلنون عن الفساد والمخطط علانياً
فكأنك يا زيد ما غزيت
نحن نريد أن نبحث عن حل وليس مطاردة هؤلاء فقط نريد كيف نجعلهم لا قيمة لهم في مجتمعنا
كيف تريدون الناس ألا تقرأ لهم ولا يعجبون بهم وهم دائما يظهرون في الإعلام ويكتبون في الصحف ويقولون بعض
الكلام المعسول
عندها لو تتكلم لشهر قدام بأنهم علمانين قذرين وووو حقيرين صدقني لن يستمع لك أحد
إعمل دعونا نترك الكلام جانباً لأنهم هم يعملون ونحن نتكلم
فكيف تريد أن ينتصر الكلام على العمل مستحيل
إعمل كي تنتصر
ـ[وحي]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 03:42]ـ
.
أتسمح لي بكلمة ضوئية في موضوعك بورك فيك ..
ذهبت إلى المعرض وفرحت لمّا شاهدت كتب سيّد قطب ومحمد قطب وكتاب زينب الغزالي / أيام من حياتي ..
بالطبع لا يرضيني ما يروّج له المعرض ولا الاختلاط الموجود في أرجائه والذي حرمني متعة الزيارة ذلك اليوم!
ولكني خرجت بقناعة .. إذا أردت أن تُطاع فامر بما يُستطاع ..
كم هو جميل محاربتكم لكتب الزندقة والفلسفة ..
ولكنني لن أحرم نفسي من اقتناء ما لذ وطاب منها ..
لأنه لا شيء في الساحة الإسلامية يشبع نهمتي للفلسفة!
هذا أولاً .. ثانيا ..
تحاربون المجون والفجور وإلهاب المشاعر والعواطف .. ولكنني أيضاً لا أستطيع أن أتحرر من اللغة التي تمتلكها غادة السمان أو جبران خليل!!
آتوني بمثلهم ... وأنا لن اقرأ لهم والله .. أين أعمال الإسلاميين؟
ثم فرقوا يا رعاكم الله بين قارئ وقارئ ..
أختكم السلفية المتطرفة .. :)
.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 07:26]ـ
الأخ \ خلف الكواليس
ما كتب من مثل هذه التقارير ليس القصد منه فقط فضح المخططات والفساد وإنما هو لإثبات ما نشر بغية التحرك بناء عليه للرفع للمسؤولين والعلماء والمعنيين لكف أذى أولئك المفسدين.
من بديهيات ما يطلبه منك المسؤول أو الشيخ حينما ترفع له بعض المخالفات أن يطلب إثبات ذلك ليبنى عليه.
وللعلم فرابط التقرير المطول الذي وضعته في الرد السابق استفاد منه المشائخ في مجلس الشورى:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@93.kmqgdnPGH6V.0@.3b a9e1d0
http://alsaha.fares.net/sahat?128@10.AJtXdxFKHAS.0@.3b a9e227
فالذي قرأه الشيخ \ عابد السفياني.من المخالفات كان من هذا التقرير.
إذن هي خطوة موطئة للحل والعمل وليست للكلام والشتم.
وإن لم تر في ذلك فعلاً خطوة نحو العلاج فأرجوا أن تبين لنا أنت السبيل الأقوم لذلك عملياً وليس عبارات مجملة.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 07:31]ـ
الأخت \ وحي
لقد أشرت في رد سابق إلى أن مقصدنا
ألا نمنعها لكي لا تصل لمن يجهد للحصول عليها، وإنما لكي لا تقع في أيدي السواد الأعظم من الناس، ممن لا علم له بخطورتها ولا حرمتها , أي من العامة وأشباه العامة من متوسطي الثقافة والمقبلين عليها بلاحصانة سابقة وهنا مكمن الخطورة ...
.
ومع ذلك فكتب الفلسفة وغيرها من كتب جبران فيها من الخطورة ما يحتم على المسلم التوقف كثيراً عند قوة علمه وحصانته العلمية والعقيدية قبل أن يقرأها، ولا يشفع للإنسان رغبته في إشباع نهمته للفلسفة، واللغة الأدبية الآسرة إذا كان ذلك يعود بالضرر على عقيدته من حيث لا يعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 07:48]ـ
كم هو جميل محاربتكم لكتب الزندقة والفلسفة ..
ولكنني لن أحرم نفسي من اقتناء ما لذ وطاب منها ..
كيف نجمع بين الزندقة وما طاب؟!!!! ..
الزندقة كلها شر بلا شك .. والفلسفة لم ولن نجن منها غير الالحاد والشك في المسلمات.
لأنه لا شيء في الساحة الإسلامية يشبع نهمتي للفلسفة!
وماذا جنينا من الفلسفة يا أختي الكريمة؟ ..
وهل الثقافة تتوقف عليها .. انظري ما حل بأبي العلاء المعري واتّعظي! ..
ولكنني أيضاً لا أستطيع أن أتحرر من اللغة التي تمتلكها غادة السمان أو جبران خليل!!
وما فائدة اللغة إذا كانت في المجال المحظور أو الفاسد؟ ..
قولي بالله ما الفائدة التي جنيتيها من لغة غادة وجبران ومؤلفاتهما؟ ..
هل زدتّ عنا ثقافة وعلما؟! ..
آتوني بمثلهم ... وأنا لن اقرأ لهم والله .. أين أعمال الإسلاميين؟
وهل إذا غابت أعمال الاسلاميين - كما قلتِ - في هذا المجال، نلجأ إلى قراءة أعمال أهل الكفر والضلال؟ ..
وليت قراءتنا لها لتنفيد ما جاء فيها وبيان الضلال الذي تتضمنه (كما فعل الشيخ سعيد الغامدي في كتابه: الانحراف العقدي في أدب الحداثة) بل للتسلية وقضاء الوقت! .. فهل انتهينا من طلب العلم وحفظ القرءان والتأمل والتدبر في آيات الله حتى نشغل أنفسنا بترهات الحداثيين؟! ...
نعوذ بالله من الخذلان!.
شكر الله لك أخي الفاضل أوان الشد مقالتك القيمة .. جعلها الله في موازين حسناتك.
ـ[وحي]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 02:10]ـ
.
أشكركم إخوتي على الرد والبيان ..
وللعلم فتخصصي شرعي، ولا أقول هذا تزكية لنفسي - معاذ الله - ولكن مثل هؤلاء له تأملات، وحكمة ولا يمنع أن نأخذ منهم ..
هل قرأتم لجبران مثلا:
* قد يُسجن الحرّ أما حريته فتبقى مرفرفة في الفضاء المتسع أمام وجه الشمس
وقد يُضرب الحر ويُهان، أما حريته فتظلّ في مأمن من الأيدي الخشنة والأصابع القذرة
وقد يموت الحرّ أما حريته فتبقى سائرة مع مواكب الحياة نحو الأبدية ..
* الحياة بغير الحرية كجسم بغير روح، والحرية بغير الفكر كالروح المشوّشة ..
* الوحدة عاصفة صمّاء تحطّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا، ولكنها تزيد جذورنا
الحيّة ثباتاً في القلب الحي للأرض الحيّة ..
والحكمة ضالة المؤمن ..
بلا شك أنا لا أوافقهم على استخدامهم اللغة في أمور قادحة في العقيدة ولا في الأخلاق والقيم ولا الثوابت ..
وبالإمكان الاستفادة من تجربتهم اللغوية والتأملية هذا ما عنيته ..
بوركتم ..
.
ـ[المتعلم]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 12:34]ـ
.
هل قرأتم لجبران مثلا:
* قد يُسجن الحرّ أما حريته فتبقى مرفرفة في الفضاء المتسع أمام وجه الشمس
وقد يُضرب الحر ويُهان، أما حريته فتظلّ في مأمن من الأيدي الخشنة والأصابع القذرة
وقد يموت الحرّ أما حريته فتبقى سائرة مع مواكب الحياة نحو الأبدية ..
* الحياة بغير الحرية كجسم بغير روح، والحرية بغير الفكر كالروح المشوّشة ..
* الوحدة عاصفة صمّاء تحطّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا، ولكنها تزيد جذورنا
الحيّة ثباتاً في القلب الحي للأرض الحيّة ..
.
أختي الكريمة أدام الله سعادتها
قرأته الآن، ولم أجد فيه معنى جديدا، فهو مقرر في الفطرة يعرفه الأعرابي مع أبله، وصاغه بعبارة متكلفة زاتدته ثقلا، فستة أسطر في معنى ظاهر!
يالله كم استثقل مثل هذه الكتابات.
ـ[وحي]ــــــــ[25 - Mar-2007, مساء 08:16]ـ
أختي الكريمة أدام الله سعادتها
قرأته الآن، ولم أجد فيه معنى جديدا، فهو مقرر في الفطرة يعرفه الأعرابي مع أبله، وصاغه بعبارة متكلفة زاتدته ثقلا، فستة أسطر في معنى ظاهر!
يالله كم استثقل مثل هذه الكتابات.
جزاكم الله خيراً ..
هذا رأيي أيها الكريم وأرى الفتيات والشباب الصغار يلوذون بهذه الكتب، وليس من الحكمة - عندي - منعهم، بل إن أسلوب المنع هذا لكل شيء لمجرد أن فيه مخالفة، ومتابعة الإعلام لمثل هذا كانت سببا مباشرا في انتشار هذه الكتب وتداولها ..
ومن قرأ من الشباب والفتيات فيها ينبغي أن يُناقش بهدوء في صواب ما قرأ وخطئه، لا أن يمنع مطلقا مع منع النقاش أيضاً فيما قرأ، فإن هذا فتح علينا أبواباً من الفساد!
ألم تسمع مثلاً: المطاولة ما عندهم إلا حرام وممنوع .. فإذا سألناهم .. قالوا: نحن أبخس!
لم يكن الإسلام يوماً كهنوتية .. والمعرفة من حق الجميع ..
سامحني هذه وجهة نظري .. وقد رأيتها آتت أكلها بين طالباتي ..
كن على البر والتقى ..
.
.
ـ[المتعلم]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 03:07]ـ
يا أخيتي
منع الحرام واجب شرعي يجب أن يسعى فيه كل قادر عليه هذا من حيث المبدأ.
أما مبدأ التحصين الذاتي الذي يطنطن به بعض المعاصرين فليس على إطلاقه.
أريتِ أن لم يفعل؟ أيترك يركب الحرام ونحن نتفرج؟!
ثم إن هذا التحصين الذاتي لا ينفع لجميع المراحل العمرية كما هو واضح؛ فالصغار والمراهقون لا يستجيبون في مجملهم.
نعم هذا المبدأ يلجأ إليه في المجتمعات المنفلتة التي لا يقدر على منع المنكر فيها؛ بل ولا المطالبة بمنعه.
وليس (المطاوعة) يمنعون ولا يناقشون بل الأمر عندهم هين جدا، بل الذي يعجر عن النقاش غيرهم، أليس (المطاوعة) معهم حجج قائمة: قال الله وقال رسول (ص) لكن المشكلة أن أولئك لا يسمعون أو يسمعون ولا يستجيبون، ولم أسمع قط بـ (نحن أبخص عندهم) بل هي في مواضيع أخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 11:37]ـ
الاطلاع على الكتب غير الإسلامية مجال رحب خاضع لقوة الحصانة الشرعية والقاعدة الثقافية النقية، فمن الناس من يمكنه الاستفادة من بعض هذه الكتب في الجوانب معنية , أو الإطلاع عليها بقصد الكشف عن ما فيها من أغاليط والرد عليها ..
وهذا أيضاً عائد في جانب منه إلى درجة خطورة الانحراف الموجود في هذه الكتب وقد يقع خطأ في تقرير ذلك من جهتين:
1 - التساهل في أمر وانحراف تلك الكتب وعدم تقدير خطورتها بقدرها.
2 - الغرور بمستوى قاعدة التحصين الشرعية والثقافة عند القارئ , فيرى في نفسه قدرة ليس بمستواها، فيضع قدمه حيث تزل به إلى الحضيض.
• والمشاهد في الآناء الأخيرة أنه أصبح لأنواع من تلك المؤلفات بريق وجاذبية تستهوي كثيراً من أغرار العلم الثقافة، يدعم هذا البريق لها عنفوان من الترويج المغري وإتاحة الاقتناء، في زمن انفتاح القنوات وسبل التواصل، وكسر أطواق الرقابة.
• * وكتابات جبران تصنف في قمة الخطورة والانحراف بما لديه من: (عقائد، وشكوك، وانحرافات سلوكية مثل الشذوذ الجنسي، إضافة إلى غرور شيطاني ركبه كان يعتقد معه أنه نبي مخلص، ويعتقد أيضاً عقيدة التناسخ، إضافة إلى أنه عند وفاته طلب الكاهن الخورأسقف فرانسيس واكيم راعي كنيسة القديس يوسف المارونية في نيويورك ليموت بين يديه، وجبران مجمع لعقائد متناقضة منحرفة ونموذج للغزو الفكري والخلقي الموجه ضد البلاد العربية).
ـ[وحي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 10:59]ـ
.
أخوي الكريمين ..
لكلامكم جانب كبير من الصحة .. لكني أتحدث عن بيئة منفتحة ترى الانكباب على كل جديد وتجربته .. ورأيت عدم المصادمة وتركهم وما يقرأون .. مع التوجيه المستمر ورفع مستوى الفكر النقدي، وعدم هضم كل ما يُقرأ فضلا عن بلعه ..
شكراً لكما ..
.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الأخوة الكرام الذين شاركوا فى هذا الموضوعحزاكم الله خيرا ...........
ولكن هل ينتهى الموضوع ويقفل عند هذا الحد .. برجاء توضيح سبل العلاج ليس فقط على مستوى الجهات
الحكومية المسؤلة أنا أقصد على مستوى الأفراد وأولياء الأمور من آباء وأمهات ومدرسين و ..........
وعلى الأخت (وحى) أن تعطى لنا نماذج وعلى الشيوخ الأفاضل التوجيه لطريقة العلاج .. ثم بعد ذلك التطبيق العملى على هذه النماذج وإخبارنا بالنتائج أول بأول حتى يتم إستخلاص طرق العلاج المثلى. حتى تعم الفائدة.
ونستطيع تكوين منهج عملى لعلاج مثل هذه الحالات سيتفيد منه كل مريد ويتم نشره والإعلان عنه
فى المواقع الأخرى.وجزاكم الله خيرا ..
ـ[ياسين البحر]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 03:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
حول آثار الفضائيات على المتدينين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:15]ـ
إن الخطاب الدعوي الناهي عن اقتناء الأطباق الفضائية متمثلا في الفتاوى والمحاضرات والنشرات هو في غالبه – وكما تُشعر كلماته وتُوحي عباراته – موجّه إلى الفئات ضعيفة التدين؛ والتي تسعى إلى الفضائيات غير عابئة بأضرارها وأخطارها!! .. فقد تجد من يعلل التحريم مثلا بعرض مشاهد الجنس المكشوف، أو التنصير الصريح، أو يربط مباشرة بين الجلوس بين يدي الفضائيات وبين الوقوع في الفاحشة، أو اعتناق العقائد الباطلة!.
إن هذا الخطاب وإن كان صالحا لكثير من الناس إلا أنه يعود بأثر عكسي على بسطاء المتدينين الذين يعتقدون أنهم إن تجاوزوا هذه المحرمات الصارخة فهم في مأمن؛ وليس هذا من الصحة في شيء .. لهذا تجد من المحافظين من لا يرى غضاضة في متابعة القنوات التي يبثها القمر العربي باعتبارها (أنظف) ما يحمله الأثير من الفضائيات الآسنة.
إن نظرة متأنية تمكننا من تصنيف المواد التي تعرض في هذه القنوات (النظيفة) إلى أقسام ثلاثة:
- مواد ضارة محرمة ..
- ومواد مطلقة النفع، خالصة الإباحة؛ لا تشوبها شائبة من ضرر، ولا يتطرق إليها تحريم بوجه من الوجوه ..
- ومواد يختلط بها السم بالدسم، ويشتبه فيها الشحم والورم!! ..
ولا أظن شيئا مما يطل عبر الشاشة الفضية بخارج عن هذا التصنيف!! .. فتمثيليات الحب والغرام، وسائر المعازف تندرج تحت القسم الأول ..
وبعض البرامج (الدينية)، وقليل من البرامج التعليمية تمثل القسم الثاني ..
أما القسم الثالث فيشمل البرامج الرياضية، والإخبارية .. وأكثر ما يوصف بأنه هادف، أو تعليمي، أو أحيانا .. ديني .. لماذا؟! .. لأن غالب برامج هذا القسم وإن كانت في حد ذاتها باقية على أصل الإباحة إلا أنها لا تعزُف عن المعازف، ولا تُتصور بغير صور النساء – ولا أعني بالضرورة الصور العارية – إلى غير ذلك مما نص الكتاب والسنة، وأجمع علماء الأمة على تحريمه.
وهذه المواد المختلطة لا بد للسلامة منها من تجنب المحاذير فيها؛ كإيقاف الصوت عند الفواصل الموسيقية، وغض البصر عند ظهور المذيعة في البرامج الإخبارية مثلا .. ولا شك أن المحافظة على مثل هذا في غاية العسر .. وعجز المشاهد عن ذلك يوجب تركها بالكلية؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. فلا يبقى عندئذ إلا بعض البرامج التعليمية والدينية التي قد خلت مما سبق من المحاذير، وخلت كذلك من التضليل للأمة في أفكارها ومعتقداتها، والتلبيس عليها في قدواتها ومصادر تلقيها!! ..
وكم تمثل نسبة هذا النزر اليسير من البرامج الخالصة في ركام الأفلام، وغُثاء الغناء؛ حتى يبذل الجهد والمال في الحصول عليه، ويخاطر بالنفس والعيال في الوصول إليه!.
إن المقتني لهذا البلاء، والجالب لهذا الوباء - وإن حرص بسبب ما لديه من ديانة على تحاشي فادح ضرره، وتفادي سيء أثره - من أجل سماع الأخبار ومشاهدة الدنيا فإنما مثله كمن أتى بحيّات رقطاوات؛ ناقع سمّها؛ وأسكنها بيته؛ لتخلّصه من الفئران؛ فما أسرع ما تنهشه وعياله عند أدنى غفلة!! ..
إن العاقل لا يجلب الخمر إلى بيته مهما كان عالما بضررها، واثقا من عزوفه عنها؛ فكيف إذا وضعها على مائدته، وعلى رأسها دعاة إليها؛ يزينونها، ويحسنونها؟! .. لأنه معرض في كل لحظة يغفل فيها لأن يصيبه منها شرر .. بل لأن تحرقه؛ فلا تبقي ولا تذر!.
إنه من العسير القريب من المحال على المشاهد مهما كان حريصا أن يقلّب القنوات الفضائية بحثا عن الحلال الزلال دون أن تلتقط أذنه، أو تقع عينه – من غير تعمد – على قاذورة مما تعج به هذه القنوات، أو أذى مما تطفح به!! ..
إنه سيشعر في بادئ الأمر بوخزة تؤلم قلبه، وحرارة تحرق حشاه مع كل لحظة يأباها دينه، وكل لفظة ترفضها مبادئه، ثم ما يلبث الألم أن يخفت، والحرارة أن تزول شيئا فشيئا وإن ظل يحاول الغض من بصره وسمعه فإن كثرة المساس يقلل الإحساس، وقطرات المطر على مرور الأيام تنحت الصخر، وتقد الجبل!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من أدنى آثار الفضائيات - التي يشترك فيها مشاهدوها جميعهم؛ برهم وفاجرهم؛ وهي من أعظم الأضرار على الدين في الوقت نفسه - ضرر التعوّد!! .. فالتعوّد على رؤية ما لم يكن يرى، وسماع ما لم يكن يسمع - حتى لو لم يجلس لمتابعته - يضعف في قلبه - بمرور الزمن - الغَيرةَ على الدين، والحماسة لتغيير المنكر .. وربما كرّس في نفسه اليأس من الإصلاح، والزهد فيه!! .. وهذا من الخطورة على المتدينين بمكان!! .. وما أظن من ينكر حصول التعوّد إلا دافنا رأسه في الرمال؛ فكل المشاهدين واقعون في حبائله؛ غير أن منهم مستقلا، ومستكثرا، كما أن المنكرات تتفاوت بدءا من الفاصل الموسيقي في النشرات الإخبارية؛ وصولا - ولا أقول انتهاءا - إلى ما يعف عنه القلم، ويحتبس عنه المداد!! .. إن هذا الأثر هو تدمير للجهاز المناعي للمسلم ضد المنكرات ..
إن من آثار الفضائيات على المتدينين أيضا أثرا لا يتنازع فيه اثنان؛ ومع ذلك يستهان به .. إنه الأثر الذي يبدأ به الشيطان (مشواره الفني)!! .. ألا وهو (التعرف على أنواع من الشر في شتى صوره وأشكاله، وعلى نماذج تفصيلية للانحراف الديني والخُلُقي؛ قد تُعرض في غلاف النقد، وتشاهد في جوّ من الاستياء، أو يُعرض عنها في اشمئزاز مصحوب بالاستعاذة والحوقلة) .. ثم ماذا؟! .. تبقى ثقافة الجريمة، وفلسفة الانحراف رواسب في الأذهان – دون مقارفة – تُلوّث الفطرة، وتخدش البراءة، وتسلب الغفلة المحمودة، المذكورة في مثل قول البارئ جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:23)!! ..
إن الاطلاع على حال العصاة والمجرمين، وما بلغوا في الفساد والانحراف يهوّن على المطّلع شأن الذنوب والمعاصي، ويحقرها في عينه!! ..
وفي مقابل ذلك فإن الغفلة عن سبل المعاصي وأشكالها، وعدم تصوّرها هما أول حاجز عنها، وأقوى مانع من غشيانها!! .. إن هند بنت عتبة لم تتصوّر وقوع الزنا من الحرائر؛ فكان سؤالها الاستنكاري ساعة البيعة: (أو تزني الحرة؟!!) ..
الأثر الثالث من آثار الفضائيات على المتدينين: اختلاف زاوية النظر، بل انحرافها؛ وفقدان الحياد؛ أعني بذلك أن الواحد من الناس يكون مُقرّا بخطر الفضائيات، مُعترفا بضررها؛ بل قد يكون حربا عليها؛ فإذا اقتناها هو نفسه يوما من الأيام لسبب أو لآخر - ولو مُكرها - فإن نظرته تتأثر؛ فتراه يتحدث عن المصالح والإيجابيات؛ ويتحاشى الحديث عن الأضرار والسلبيات .. وإن ذكرها فبذكر عابر، أو طرقها فبطرق فاتر .. وقد يضيق صدره؛ ولا ينطلق لسانه عندما يسمع الفتاوى المصرّحة بالتحريم، والمحذرة من الخطر الوخيم!! .. ومن كان في هذه الحالة فلن تعجبه هذه المقالة!.
إن هذه الآثار الثلاثة قد تبدو هينة؛ غير ذات بال .. إلا أن أهميتها، وخطورتها ناشئة من أمرين:
أحدهما حتمية تأثر المتدينين من مشاهدي الفضائيات بها؛ بينما هم يظنون أنهم بانتقائيتهم، وحرصهم سالمون، غانمون؛ وهم في الحقيقة غارمون .. ويحسبون أنهم على ساحل السلامة؛ وهم في لُجّة مخوفة.
الأمر الثاني أن هذه الآثار ذرائع إلى ما هو أشد، ووسائل إلى ما هو أخطر .. وإنما هي خطوة في درب موحش، ومرحلة في سبيل غير محمودة العاقبة!.
وليست هذه هي كل الآثار على المتدينين؛ فهناك مثلا أثر مشاهدة القُصّر في البيت للقنوات عند غياب الرقابة؛ وما يتبع ذلك من تدمير الأخلاق، ونسف التربية!! ..
وهناك كذلك أثر القدوة السلبية التي تتمثل في اقتداء الآخرين بهؤلاء المُبتلين، وتأسّيهم بهم؛ فكيف تمنع من اقتناء الأطباق وقد اقتناها فلان وفلان من الصالحين؟! ..
وهناك أيضا أثر تضييع الأوقات، واستغراق الأعمار في ما هي أغلى منه، إلى آخر ما هنالك.
أما سائر الآثار التي تساق، والأضرار التي تذكر في العادة فيقع فيها غالبا أولئك الذين ليس لهم دين وازع، ولا ضمير ممانع؛ فيتلقفون في شراهة كل ما تتقيؤه الفضائيات!؛ لسان حالهم وهم عليها عكوف!: وجهت وجهي إليك .. وأسلمت نفسي إليك .. وفوضت أمري إليك!! .. فليست هذه السطور موجهة إليهم، ولا مؤثرة عليهم. أسأل الله العافية من كل بلاء، والسلامة من كل داء، والعصمة من الغواية، وسلوك سبيل الهداية .. وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د. أنس ابن عوف عباس.
---------------
جزاه الله خيرا فقد أجاد وأفاد، نفع الله بما قال.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:17]ـ
كانت الفضائيات شبحا يراه الناس مهددا لبيوتهم، أما الآن فقد غزت بيوتهم ولم يسلم بعض المتدينين منها، تهاونا أو استحلالا ..
وعادة ما تبدأ فى البيت بقناة إخبارية فقط، ثم سرعان ما تقف الأصفار شامخة إلى جوار الواحد.
أعرف أكثر من بيت لمشايخ فضلاء تتربع فيه قنوات تبث سمومها، غفلة منهم، أو تساهلا ..
والله المستعان.
جزاك الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 02:34]ـ
قرأت لأحد اللبراليين هذه العبارة , وهي أوضح من أن توضح!
يقول: لقد استطعنا إخراج الرجل المتدين من عباءة شيخه بإظهار بعض المشايخ في القنوات الفضائية فأصبح الملتزم يريد أن يقتني - الدش - لكي يرى شيخه وبهذه الطريقة يمكننا التوصل إلى عقلية هذا الملتزم وإخراجه من تدينه.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 03:29]ـ
مقالة طيبة، بارك الله في الكاتب والناقل.
قناة المجد تغني عن هذا السعار المحموم، والبلاء المذموم. أعان الله القائمين عليها بكل خير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 09:24]ـ
شكرا لكم، وبارك الله فيكم.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 03:17]ـ
أما القسم الثالث فيشمل البرامج الرياضية، والإخبارية .. وأكثر ما يوصف بأنه هادف، أو تعليمي، أو أحيانا .. ديني
هل البرامج الحوارية ضمن هذا القسم؟
من واقع تجربة:
أحب البرامج الحوارية الساخنة جلست ذات مرة أتابع أحدها في إحدى القنوات
موضوع اللقاء يشي بمخالفة اتفاق جمع من العلماء في إحدى القضايا آنذاك
كان ضيف اللقاء محنكاً في تلقف الأسئلة والإجابة عنها بثبات يشعرك بقوة الحجة والاستدلالات المطعمة ببعض النصوص
كذا كان عليه سيما الصلاح .. وأقول "سيما" فقط
كما كان المقدم يصفه بأنه سليل أسرة معروفة بالعلم والتقوى (وهي معروفة احترمها أنا أيضاً)
استمعت للطرح من باب حبي للحياد والانصاف .. تلقفت آراءه جميعاً لأني رأيتها مقنعة تعرض بأقوى حجة!
كنت أعرف أن جمعاً من العلماء خالفوه في رأيه هذا .. لكن كنت ألتمس لكلا الفريقين العذر
ثم مالبثت بعد اقتناعي بصوابه وخطأ من خالفه أن طفقت في النت أبحث عن مؤلفات له
لأني ألفيت عقلية عبقرية لاتفوت الاستفادة منها!
والنهاية:
بعد عامين من تلك الحلقة أعود لها مفرّغة حرفياً في موقع تلك القناة
فإذا بي لا أكاد أصدق ماهو مكتوب أمام عيني! كيف كنت مقتنعة بهذا الكلام!!!
بحق كانت بعض الآراء جريئة ومجانبة للصواب .. لكن طريقة الطرح ومدعماته جعلتني أستسلم للفكرة وأتلقف دلائلها المزعومة وأتصور فيها الصواب وإن خالف العلماء
أعتقد أنها طريقة تحرص عليها تلك القنوات الماكرة التي تظهر الاهتمامات الفكرية فحسب .. وتستخدم ضيوف الحوارات المنتقين بعناية لاتثير في نفس المشاهد نفوراً كبيراً
ثم يلجون لزعزعة الثوابت باسم (الحوار) و (المنطق) المقلوب المحرف عن الحقيقة.
أعتذر عن الإطالة لكنها تجربة واقعية لمن لايصدق
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: مقالة رائعة ... تصور كثير من الواقع الفعلى.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنابها. ويجزى كاتبها وناقلها خيراً.
ويحفظ المسلمين من شر هذا الجهاز الذى ضرره أكبر من نفعه.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Sep-2007, صباحاً 02:42]ـ
كتبت في احد المنتديا ت تعقيبا على مقال
الاجهاز على التلفاز
يقول احد الاخوة في مقال له في هذا المنتدى بعنوان اجازة تلفاز
أنظر إلى ما يوجد في (تلفازك) من قنوات وكم نسبة الخير فيها ثم انظر إلى نوعية البرامج التي تهتم بها الأسرة بعدها اسأل نفسك هل أنت على الطريق الصحيح؟؟؟
فقلت انه ليس على الطريق الصحيح والدليل مايلي
يقول بعض الاخوة حضرت محاضرة لمتخصص في الاعلام وهورجل فيه دين فتحدث عن القنوات العربية ومافيها من برامج دينية
فقال ان اكبرنسبة للبرامج الدينية هي لاحدى القنوات الخليجية
والنسبة عشرة في المائة
والان مع ظهور بعض القنوات الدينية فكم نسبتها الى بقية القنوات الاخرى التي تدعو الى الخلاعة والمجون وتنشر الكفر والسحر والخرافة والالحاد والزندقة
وقاعدة الشريعة ان ماغلب شره على خيره فانه لايجوز
كالخمر والميسر و يحق لنا ان نقول يستحق التلفاز ليس اجازة موقته كمافي المقال المذكور بل يستحق الاخراج من البيوت والاجهاز عليه
واذاكان بعض الكفار في الغرب لايوجد عنده تلفاز فمابالنا نحن المسلمين
يقول احدهم لماسئل عن عدم اقتنائه للتلفاز
فاجاب اكره ان يربي ابنائي غيري؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 03:56]ـ
منقول رائع وقيم
شكرا لكم جميعا وفقكم الله
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:43]ـ
جزاكم الله خير على هذا النقل الرائع
ومن القنوات الاسلامية الطيبة والتي تشرف عليها هيئة شرعية موثوقة وغير مميعة
قنوات المجد
قناة الحكمة ... بأشراف الشيخ ابي اسحاق الحويني
قناة الرحمة ... بأشراف الشيخ محمد حسان
قناة طيبة (قريبا) ... بأشراف الشيخ عثمان الخميس
قناة الأستشارات الاسرية (قريبا) .. بأشراف الشيخ يوسف الاحمد والشيخ محمد الهبدان
وينبغي التحذير من بعض القنوات التي تسمى دينية وهي برأيي اشد خطر من قنوات الفسق والفجور لأنها تجمع بين الغث والثمين
كقناة الرسالة وأقرأ
وايضا يوجد قناة تحت الانشاء والمفتين فيها اكثرهم ممن يحلل الغناء والمسارح وكل شيء مميع .. الله يستر منها ومن غيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 03:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 05:49]ـ
واليوم في مصر وقد أغلقوا القنوات الإسلامية على أمل فتحها بشروط مشروطة أملاها الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، نرى للأسف مشايخنا أصحاب هذه القنوات يكادون يبكون ومنهم من قال بالحرف: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ... "!
نسأل الله تعالى أن يهدي مشايخنا ودعاتنا وأن يزيد علماءنا توفيقا.
وكلما مر الوقت وظهرت أحداث تأكد لي مدى بعد نظر فضيلة الشيخ أبي ذر القلموني من مصر والذي كانت له وقفة شهيرة عندما بزع نجم هذه القنوات فقال هذا "من فعل اليهود" استدراجًا للمشايخ وتعطيلا لبيوت الله تعالى، فيا ليت مشايخنا يعودون لمساجدهم فقد اشتكت بيوت الله تعالى من قلة الدروس، وإن قيل هم مطاردون فالجواب أنهم منذ ظهورهم وهم كذلك لكن الأمر بحول الله وقوته كانوا إن منعوا هنا تراهم غدا هناك وإن منعوا هناك تراهم في محافظة أخرى ثم يزول المنع بأمر الله تعالى، ألا إلى الله تصير الأمور.(/)
دار الساقي _ المشاركة في معرض الكتاب الدولي - حقائق مخزية، وفضايح
ـ[سفير الحق]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 06:09]ـ
دار الساقي في لندن والمعونات الأمريكية
دار الساقي بلندن هي أحد المكتبات المشهورة بنشر الفكر الليبرالي في العالم العربي وتعتبر الساقي قبلة الليبراليين والروائيين العرب يبحثون من خلالها عن نافذة توصلهم إلى القراء وذلك لما لها من الشهرة والمنزلة.
ورغبة من " شبكة القلم الفكرية " في الكشف عن بعض الجوانب الخطيرة في هذه الدار وعلاقتها المشبوهة بالتيارات اليمينية والمتطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية فسوف نذكر شيئا من الحقائق المفيدة للقارئ ليكون على بصيرة من أمره وليعرف أثر هذه الدار ومن يقف وراءها.
مديرة دار الساقي هي الكاتبة اللبنانية العوراء مي غصوب، ماورنية تزوجت سبعة مرات وآخر زوج لها هو الكاتب اللبناني حازم صاغية، من الكتاب المعتمدين لدى جريدة الحياة، من الروم الأرثذوكس، وتشارك هي أحيانا في الكتابة في بعض الجرائد السعودية، كصحيفة الحياة.
وتوجهات دار الساقي توجهات ليبرالية إباحية وكتاباتها تغذي الفكر الليبرالي وتتضمن أيضا الروايات والكتابات الإباحية وترى أن نشر هذه المواد من صميم عمل الديمقراطية كما ذكرت ذلك في بعض حواراتها.
تتلقى دار الساقي دعما سنويا ثابتا من الحكومة الأمريكية عبر مؤسسة " تعزيز الديمقراطية " وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية تهدف إلى دعم المجموعات الليبرالية والمتحررة في العالم العربي، وكان يرأس إدارتها العراقي ليث كبة، والذي أصبح الآن مستشارا لدى الجعفري رئيس الوزراء العراقي ومتحدثا باسم الحكومة العراقية، وبالإضافة إلى دار الساقي فهناك الجمعيات النسوية العربية ذات الطابع التحرري والتي تأخذ هي بدورها المعونة من المؤسسة ذاتها، وممن يتلقى معونات من هذه المؤسسة أيضاً الباحث المصري سعد الدين إبراهيم والكاتبة المصرية نوال السعداوي وآخرين.
وبروز اسم ليث كبة كشخصية قوية وفاعلة ضمن التركيبة الأساسية الحاكمة في العراق يؤكد واقعيا دور الليبراليين العرب الموجودين في الخارج وكيف تمكنت أمريكا من صهرهم ليصبحوا منفعلين مع المشروع الأمريكي بأدق تفاصيله ويكونوا ضمن التركيبة المستقبلية للمشروع الأمريكي التغيري للمنطقة بحذافيرها وهذا ينطبق على الليبراليين العرب بجنسياتهم المختلفة.
ويلاحظ أيضا أن القاسم المشترك بين المجموعات السابقة أو الأفراد أنها جميعا ضد المجتمعات المسلمة سواء في عقيدتها أو في قيمها وسلوكها وهذا ما يجعلهم أكثر قبولا لدى الإدارة الأمريكية من ناحية الدعم والتمكين وهو ما يؤكد أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في محاربة المجتمعات المسلمة من داخلها عبر زرع مجموعات متحررة وإمدادها بالمال والمساعدة المطلوبة وسنعرض - إن شاء الله - لاحقا إلى مجموعة من الأكاديميين والباحثين العرب كانوا يأخذون منحا ودعما مباشرا من الحكومة الأمريكية إما عبر جهاز المخابرات أو السفارات والقنصليات الأمريكية في الخارج.
وترتبط مي غصوب بعلاقات وثيقة جدا مع الليبراليين السعوديين وهذا ما يفسر إقبالهم على دار الساقي ونشرهم فيها كما أنها تقيم علاقات قوية مع العديد من المسئولين العرب ولها أنشطة مشبوهة يعرفها من يزور لندن أو يفد إلى الدار حتى أصبحت الدار ملجأ لليبراليين والروائيين يبحثون فيه عما يريدونه في لندن.
ومن المستغرب أن دار الساقي تنشر كثيرا من الكتب والدراسات المناوئة للمملكة العربية السعودية والمعادية لها وأغلب كتبها يمنع من النشر داخل المملكة ومع ذلك لا يمارس الليبراليون السعوديون عليها من الضغوطات ما يمنعها أو يكفها عن نشر مثل هذه المواد مع أن الليبراليين السعوديين توجهوا في الفترة الأخيرة إلى الحديث عن الوطنية والتأكيد عليها وعلى ثوابت الوطن في جميع المناسبات وهو ما لا أثر له في علاقاتهم الوطيدة مع دار الساقي حتى إنهم تجاوزوا العلاقة في النشر والتوزيع إلى إقامة علاقات أخرى في العديد من مجالات الحياة العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أبدى الكثير من المتابعين استغرابا شديدا من ثنائية التعامل التي يظهرها الليبراليون السعوديين فهم في الداخل من دعاة الوطنية الكبار وأما في الخارج فلا يتورعون في التعامل مع أعداء البلاد أو المناوئين لها بل وحتى دعمهم بالمال إذا كانوا جميعا على خط واحد وهو الخط الليبرالي وننوه هنا إلى أن أغلب الليبراليين السعوديين كانوا في الماضي يحملون توجهات يسارية معادية للدولة.
وبلغ من جسارة هذه الدار وجرأتها أنها قامت بنشر العديد من الكتب والروايات الممنوعة في أغلب الدول العربية ومع ذلك لم تتردد عن المتابعة في نشرها وطباعتها كما حصل في رواية " الخبز الحافي " فقد تم منعه من التداول في أغلب الدول العربية بما فيها المغرب بلد المؤلف بسبب ما تحمله من الإباحية المفرطة وهذا ما يدعو للإعادة السؤال الملح: ما هي القيمة الفكرية أو الثقافية الموجودة في الروايات الإباحية؟ وما الذي يدعو الولايات المتحدة الأمريكية وبصورة رسمية أن تدعم هذه الدار باسم دعم الديمقراطية والحرية مع أن هذه الدار إنما تنشر في الكثير من الأوقات روايات متمردة ومتحررة؟، والجواب عن هذه الأسئلة سيكشف عن السبب الرئيس عن الدعم وكذلك الخط العام الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من حلفاءه عن طريق نشر الإباحية والانحلال والتحرر. بالإضافة إلى دار الساقي هناك أيضا دار المعالي وهي مملوكة للكاتب العراقي خالد المعالي وتتلقى دعما كاملا من الحكومة الألمانية ويدفع له مصاريف التنقل والسكن والشحن للمشاركة في المعارض العربية في شتى أنحاء العالم العربي ومن ضمن المعارض التي يشارك فيها تلك التي تقام في المملكة العربية السعودية ويغلب على مطبوعاته الجانب التحرري والإباحي وله رواية نشرها على أنها سيرة ذاتية له أشار فيها إلى انحرافه السلوكي وشذوذه الجنسي.
وتجدر الإشارة إلى أن خالد المعالي وعلى الرغم من تاريخه السيئ ومطبوعاته المليئة بالشذوذ والتحرر ومنع أغلبها من دخول المملكة إلا أنه يكتب في جريدة الرياض في عمود ثابت كما كانت تكتب مي غصوب في جريدة الحياة وغيرها.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيرا على فضحهم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 02:15]ـ
ماتت مي غصوب قبل فترة، لا رحم الله فيها مغرز إبرة.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 03:01]ـ
مي غصوب إلى جهنم وبئس المصير.
وبارك الله فيك سفير الحق " ما أجمله من معرف" على إحياء هذه السنة السلفية , وهي فضح أهل الباطل وهتك أستارهم، حتى تستبين سبيل المجرمين.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 08:34]ـ
زين العابدين الأثري، وأبا حماد، ونداء الأقصى
أشكركم على المشاركة
أما مي غصوب ماتت والا لا .............. فدار الساقي تبقى خبيثة.(/)
خطير جدا ## الدكتور محمد حامد الأحمري .. ينتقد المنشغلين بالعقيدة والأمة في خطر.
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 06:35]ـ
انتقد المفكر الإسلامي السعودي الدكتور محمد حامد الأحمري الإسلاميين الذي يشتغلون بالعقيدة قي وقت تتعرض فيه الأمة لمخاطر خارجية، مشيراً على وجه الخصوص إلى الانتقادات التي انصبت على حزب الله في فترة حربه مع إسرائيل لكونه شيعياً.
وأكد الأحمري أنه وقف ضد الذين اشتغلوا بالعقيدة وفي وقت الهجوم على الأمة الإسلامية، مضيفاً " لبنان بلد عربي وإسلامي وليس بلداً شيعياً حتى ينتقده الإسلاميون لأنه شيعي من خلال نظرتهم العقدية ونسفوا من أجلها لبنان كله".
لكن الأحمري أشار إلى وجود تحفظات لديه حيال حزب الله، لافتاً إلى أن الحزب "يتحرك كثيراً وفق المصلحة الإيرانية".
وفي موضوع آخر، قال الأحمري إن الإسلاميين يخافون من الحرية لأنها قُدمت لهم على أنها تعرّ وفساد أخلاقي ولم تقدم لهم على أنها المكاسب التي تكسبها الأمة مثل حرية الرأي والحركة.
وأضاف: "لم يعط الإسلاميون فرصة لأحد لنعرف من هم وبماذا يفكرون، وليست لديهم مؤسسات اجتماعية ناضجة ودائماً يتطرفون بآرائهم لأنهم يشعرون بالمطاردة وأنهم خارج السلطة، والضغط على الإسلاميين يؤدي للتطرف والإرهاب".
ونفى الأحمري أن يكون من "السروريين" مشدداً على أنه لا ينتمي إلى أي تيار إسلامي، وقال: " أنا إسلامي ما قبل التقسيم المذهبي والطائفي".
وانتقد الكاتب الإسلامي السعودي الدكتور محمد حامد الأحمري نشر أخبار عن مسابقة لحفظ أحاديث طاعة الحاكم وولي الأمر، مطالباً بصرف أموال هذه المشروعات على أمور أخرى مثل الصناعة والتعليم. وقال الأحمري إنه ليست لديه تحفظات على تحفيظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ضد تضخيم الموضوعات الصغيرة وإعطائها أهمية كبرى.
جاء ذلك في حديث الدكتور محمد الأحمري في برنامج "إضاءات" على قناة العربية، الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل ويبث يوم غداً الجمعة في الساعة الثانية ظهرا بتوقيت السعودية ويعاد الثلاثاء عند منتصف الليل.
http://www.islamtoday.net/albasheer/...t.cfm?id=65831
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 06:36]ـ
لقد حصل بين د. محمد الأحمري و د. لطف الله خوجه سجال في ملحق الرسالة ولايزال الأحمري مصرا على أفكاره
فأين موقف الهيئة الرسمية للبلاد كالشيخ صالح الفوزان وغيره ممن لايترددون في دحر الفكر الأعوج
ثم لماذا لايتحد المتخصصون في العقيدة لإصدار بيان تجاه محمد الأحمري لتوضيح موطن الزلل عنده وذلك من واقع تخصصهم حتى لايستطيع أن يشكك الأحمري في ذلك أو ينتقد كما فعل مع د. لطف الله، وذلك لأنه بيان صادر من دكاتره في العقيدة لهم وزنهم.
وياليت يُفعل بكل مخالف عن الحق مثل ذلك ..
فإن وجدنا مخالفين في التفسير ومحسوبين من المشايخ
يأتي دكاتره في التفسير يصدروا بيان تجاه المخالف للحق
هذه الطريقة النافعة لمثل تلك الحالات، وذلك لـ اقتناع الناس بأهل التخصص، لأنهم أعرف من المخالف لهم وهو تخصصهم وليس فردا يرد عليه بل مجموعة متخصصة في ذلك أفنوا أعمارهم في هذا التخصص.
وتكون النتيجة:
شرد بهم من خلفهم، فإذا أراد مفكر اسلامي أو غيره ـــ من المحسوبين على المصلحين للمجتمع ـــ أن يتكلم باسم الدين والقضايا الشرعية فإنه يحسب لبيان أهل التخصص حسابات كثيرة فيخشى أن يخالف الحق ويصدر بشأنه بيان.
والا وش رايكم؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 10:18]ـ
الله المستعان.
قرأت له كتاب ملامح المستقبل وقد ذهلت من سعة إطلاعه وغزارة علمه
بل كان في هذا الكتاب حربا على الغرب كاشفا لخططهم محذرا من ألاعيبهم.
أسأل الله له الهداية.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 12:04]ـ
ما أعرفه عن الدكتور محمد أنه رجل فاضل وذو فكر نيّر
ومهما كان اختلافنا فى الآراء فإن ذلك لا يعنى التهجم أو الإقصاء
ما لم يخرم ثابتا أو يصرح بكفر بواح أو يدعو إليه فإن الأمر فيه سعة إن شاء الله
ويبقى الحوار الهادىء أسلوبا مثاليا لطرح وجهة النظر أو انتقاد ما ندين الله ببطلانه أو صوابه
ـ[سفير الحق]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 01:12]ـ
د/ محمد الأحمري مفكر اسلامي وصاحب إدراك عميق، وهذا معروف
إلا أنه إذا تدخل في العقيدة والعلم الشرعي قد يحيد عن الحق، وهو ليس بعالِم شرعي، ولا من كبار طلبة العلم الشرعي سواء في العقيدة أوغيرها
لكن يبقى السؤال: لماذا لايتدخلون في الطب، وإذا أراد أحد أن يتكلم في الطب وهو ليس من تخصصه نجد أنه يُعاب، ويؤخذ هزواً، وذلك لأن علم الطب له أهله
فلماذا نجد من يتكلم في علم العقيدة وهو بعد لم يُدرك كتاب التوحيد مثلا لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله .....
أجد أن مَن تكلم في ذلك لايُعاب!!!!!! ............ سبحان الله
كم عدد العلماء الكبار الذين شرحوا كتاب التوحيد مثلا .....
شرحه كثير من أهل العلم وبطرق مختلفة
ياترى لماذا أفنوا أعمارهم في ذلك والدين واضح - على قولهم - يتكلم فيه كل من هب ودب سواء كان صحفيا أو مفكرا اسلاميا سياسيا أو طبيبا ......... الخ من هؤلاء العامة في اصطلاح علماء الدين.
حسبي الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح السويح]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:09]ـ
بماذا يجيب هذا المفكر الإسلامي على حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة؛ فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قال أصحاب موسى لموسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}. ") أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فلو تأملنا هذا الحديث لوجدنا فيه أموراً منها:
1 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم بطريقة شديدة [مع أنهم حدثاء عهد بكفر] وذلك ليدلنا على خطر التهاون في العقيدة وإن كان عن جهل كحال هؤلاء الصحابة. والشدة استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع كما استعمل الرفق في مواضع.
2 - أنه لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج جيشه إلى [الجهاد] لمحاربة [العدو الخارجي] من الرد على المخطئ بل وردعه عن قوله، بحجة التركيز على العدو الخارجي وبحجة:
(نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) كما فعل من خالف هديه، فكيف بمن يهون من شأن الاختلاف في الأصول وأعظمها التوحيد؟!.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 08:47]ـ
حين قرات له خدعة التحليل العقدي في موقع العصر؛ رابني بعض الكلام. مثل كونه يساوي تماما بين أصحاب المعتقدات، يعني المؤدلجين بغض النظرعن كون هذه الأيدلوجية صحيحة أم لا؟
فهو يساوي بين المسلمين والشيوعيين في كون الإعتقاد هو الذي يحركهم، وبالتالي فإن لهم نظرة ضيقة لا تتعدى حدود هذه العقيدة ..... "مثل هذا الكلام"
وهذا كلام فيه ضيق عطن، وتسوية بين الحق والباطل بحجة الموضوعية. فيكف يتم التسوية بين الحق الذي جاء به الرسول صلى لله عليه وسلم. وبين الباطل الذي جاء به ماركس , ونفذه ليينين.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 07:05]ـ
[ quote= سفير الحق;7430] د/ محمد الأحمري مفكر اسلامي وصاحب إدراك عميق، وهذا معروف
إلا أنه إذا تدخل في العقيدة والعلم الشرعي قد يحيد عن الحق، وهو ليس بعالِم شرعي، ولا من كبار طلبة العلم الشرعي سواء في العقيدة أوغيرها.
* أعتقد أن ما ذكره الأخ سفير الحق هو أفضل وأعدل ما يقال في د. محمد الأحمري.
بصرنا الله وإياه طريق الحق.
ـ[مرحبا]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 04:25]ـ
(مفكر إسلامي)!
هذا المصطلح محل نظر!
ـ[مرحبا]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 04:27]ـ
(فكر نيّر)
تشبه
الفكر المستنير
وطبعا
المستنير ضد الظلامي
ومعروف من هو المقصود بالظلامي
!!
وأنا أحسن الظن بك يا ظاعنة.
ـ[مرحبا]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 04:31]ـ
والشيء بالشيء يذكر
أقول
(كل من هب ودب يطلق عليه: مفكر إسلامي)
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 05:37]ـ
تم تحرير مشاركة العضو (خلف الكواليس) لما فيها من التجاوز في حق أهل العلم
ونود تنبيه الأخ إلى تجنب مثل هذا الأسلوب
إدارة المجلس
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 11:17]ـ
آل عامر:
أشكرك على المشاركة الرائعة، ونحن يجب علينا أن لا نجني على الدكتور الفاضل محمد الأحمري بسبب بعض تجاوزاته التي نتمنى عدم صدورها منه.
------------
ظاعنة:
هل - نحن - تهجمنا على د. الأحمري؟ وأين؟ وأثبتي ذلك؟
نحن وضّحنا جانب الخطأ الصادر منه ... ولولا مكانة د. الأحمري لما تعرضنا لذلك، وإنما تعرضنا خشية الإغترار بقوله خصوصا إن سكتنا عنه .. وذلك لخروجه في الإعلام من قنوات وصحف ونحوها التي لا يخفى تأثيرها.
----------
سفير الحق:
كلامك في الصميم، وأوافقك 100%
بارك الله فيك.
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 11:36]ـ
صالح السويح:
شكرا على التعليق
------------
نداء الأقصى:
جزاك الله خيرا
-----------
ممعن النظر:
بوركت
-------
مرحبا:
نحن في موضوع آخر، وياليت كان تعليقك على ذات مضمون الموضوع ....
ومرحبا 1000 الف
---------------
خلف الكواليس
يبدو أن مشاركتك فيها خلل , فلا تجعل من اسمك نصيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تتأمل تعليقات الاخوة تجد مايغنيك عما فعلت في حق أهل الفضل أمثال د. الأحمري.
وكن منصفا.
وفقك الله للحق.
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 08:47]ـ
ما أقول بعد تحرير ردي
إلا إلى الامام يا دكتور محمد فأنت رجل شجاع في زمن إنتشر به الجبن
ومَن قال لك بأنا نقول الى الخلف يادكتور محمد حتى تأتي بهذا الكلام الغريب الذي لايخدم موضوع الحوار ..
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 02:47]ـ
يعطيكم العافيه يا اخوان ...
د/ محمد الأحمري مفكر اسلامي وصاحب إدراك عميق، وهذا معروف
إلا أنه إذا تدخل في العقيدة والعلم الشرعي قد يحيد عن الحق، وهو ليس بعالِم شرعي، ولا من كبار طلبة العلم الشرعي سواء في العقيدة أوغيرها
لكن يبقى السؤال: لماذا لايتدخلون في الطب، وإذا أراد أحد أن يتكلم في الطب وهو ليس من تخصصه نجد أنه يُعاب، ويؤخذ هزواً، وذلك لأن علم الطب له أهله
فلماذا نجد من يتكلم في علم العقيدة وهو بعد لم يُدرك كتاب التوحيد مثلا لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله .....
أجد أن مَن تكلم في ذلك لايُعاب!!!!!! ............ سبحان الله
كم عدد العلماء الكبار الذين شرحوا كتاب التوحيد مثلا .....
شرحه كثير من أهل العلم وبطرق مختلفة
ياترى لماذا أفنوا أعمارهم في ذلك والدين واضح - على قولهم - يتكلم فيه كل من هب ودب سواء كان صحفيا أو مفكرا اسلاميا سياسيا أو طبيبا ......... الخ من هؤلاء العامة في اصطلاح علماء الدين.
حسبي الله ونعم الوكيل.
فعلا حسبنا الله ونعم الوكيل
انا لا اعرف لماذا هذا الهجوم على الدكتور محمد ..
لانه يقول ان الامه يجب ان تهتم بالصناعه وان تكون ايجابيه
بدلا من ان تضل غارقه بين صفحات الكتب وتفسير المفسر وشرح الحاشيه وو .... الخ
تاركتنا للامم الاخرى التقدم فى صناعه السلاح حتى اصبحنا نقتل كالفأران فى كل مكان
من قال ان الدين مجرد حبر على ورق كما فعلنا
عجيب هذا المنطق .. كل من خالفكم الرأى تقولون عنه لماذا يتدخل فى العقيده ..
ان هذا المنطق الذى تتكلمون به اوصل المسلمين الى حالة من العجز والبلاده
فعلا كما قال الدكتور .. محمد .. السنه كلهم فى السرداب.
ـ[وحي]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 03:23]ـ
لقد حصل بين د. محمد الأحمري و د. لطف الله خوجه سجال في ملحق الرسالة ولايزال الأحمري مصرا على أفكاره
فأين موقف الهيئة الرسمية للبلاد كالشيخ صالح الفوزان وغيره ممن لايترددون في دحر الفكر الأعوج
ثم لماذا لايتحد المتخصصون في العقيدة لإصدار بيان تجاه محمد الأحمري لتوضيح موطن الزلل عنده وذلك من واقع تخصصهم حتى لايستطيع أن يشكك الأحمري في ذلك أو ينتقد كما فعل مع د. لطف الله، وذلك لأنه بيان صادر من دكاتره في العقيدة لهم وزنهم.
وياليت يُفعل بكل مخالف عن الحق مثل ذلك ..
فإن وجدنا مخالفين في التفسير ومحسوبين من المشايخ
يأتي دكاتره في التفسير يصدروا بيان تجاه المخالف للحق
هذه الطريقة النافعة لمثل تلك الحالات، وذلك لـ اقتناع الناس بأهل التخصص، لأنهم أعرف من المخالف لهم وهو تخصصهم وليس فردا يرد عليه بل مجموعة متخصصة في ذلك أفنوا أعمارهم في هذا التخصص.
وتكون النتيجة:
شرد بهم من خلفهم، فإذا أراد مفكر اسلامي أو غيره ـــ من المحسوبين على المصلحين للمجتمع ـــ أن يتكلم باسم الدين والقضايا الشرعية فإنه يحسب لبيان أهل التخصص حسابات كثيرة فيخشى أن يخالف الحق ويصدر بشأنه بيان.
والا وش رايكم؟
أخي كأنك تتكلم عن رجل يدين بدين آخر .. ارفقوا بالناس بورك فيكم ..
وأنزلوهم منازلهم ..
ولئن كان الحق معكم - وأنا أعتقد ان د. الأحمري يؤخذ من قوله ويرد كما أنتم كذلك - فليست هذه طريقة لنصرة الحق!!
الله المستعان!
.
ـ[الجزائري السلفي]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 07:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (ابتسامة) هده اول مشاركة لي معكم اود ان تكون مختصرة.اخواني العقيدة الصحيحة لاشك ولا ريب انها هي الاساس والركن الركين فمن احتقر العقيدة وقلل من شانها فهو معتد على دين الاسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله مخصا من قلبه دخل الجنه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيكم ...
قرأت أمس اللقاء الذي أجري معه في برنامج "إضاءات"، وقد رأيت فيه خللا وتجنيا على السلفية، وعلى علمائها بطريقة سيئة، ووجدته يطلق لسانه في الكلام بلا علم فيما لا يحسنه، وهذه في نظري أكبر مشكلة عند الدكتور الفاضل الأحمري.
ولعلي إن وجدت نشاطا وسعة في الوقت أوردت من كلامه ما أشرت إليه وعلقت على ما فيه.
ـ[طلال]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصوله صحيحة وعتاقه أصح من مصنفاته وهو محتشم القول، وأما ما ينفرد به فالناس حالاتٌ تكون أخبارهم فيها أصح وأحرى أن يحضرها التقوى منها في أخرى، وفكرهم فيها أدوم، وغفلتهم أقل .. ويُقفل باب (التقوى والفكر والغفلة) بأن يقوم ثلةٌ من خيار المشايخ وطلبة العلم فيكتبون ما ينقمون فيه على الرجل، مقالةً مقالة، بدليلها ووجه دلالتها، ويناقشونه إياه في مجلسه .. أو في مقالة مفردة على الشبكة. فقلبه مفتوحٌ للجميع ... بحسب ما أشار.
وأمّا الحكم المسبق وتكميم الأفواه واستنطاق لوازم المذاهب واستصدار صكوك التوثيق والتجريح .. فزمانها ولّى واندثر!
فالرجل لسابقته وفضله أولى أن يؤخذ من قريب .. إن كان هناك وجهاً في مؤاخذته.
ومع ذلك:
يبقى أن الرجل العظيم في الدين قد يكون منه هوىً خفي!
حفظ الله الجميع
ورزقنا الحلم والعدل.
طلال
ضحى السبت
27 - 2 - 1428
ملاحظة:
لا أشكك في غيرة ونية ومقصد أحدٍ من الفضلاء أعلاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 10:37]ـ
سمعت عن لقاء أجراه تركي الدخيل في برنامج إضاءات مع الدكتور محمد حامد الأحمري، وقرأت شيئا كُتب عنه لكن لم أجد وقتا لقراءة المقال إلا أمس، وكان قد بلغني من أحد مقربي الدكتور الأحمري أنه يقول عن قناة العربية: إنها حرب على الإسلام، وإنها خادمة لليهود، وأنها من أكبر أعداء المسلمين ...
فقلت: لعل في اللقاء خيرا، وكشفا لبعض الحقائق، ولعله يغزوهم في عقر دارهم وو ..
لكني دهشت بأن اللقاء في مجملة تشويه للتيارات الإسلامية، وخصوصا السلفية ومشايخها، وبعضه في الأمور الخاصة بالدكتور.
فكيف وقع الدكتور الأحمري وهو اللبيب الفطن في هذا الفخ الذي يسلم منه صغير العصافير؟!
كيف استُخدِم الدكتور الأحمري في الطعن المجمل في السلفية والعلماء في حين كنا نتمنى أن نسمع منه نقدا لهذا القناة الخبيثة، أو للتيارات التغريبية أو للفساد الأخلاقي أو ...
وفي المقال أشياء تستحق الوقوف عندها، لكني سأعلق على ما يتعلق بالسلفية فقط، فأنقل كلامه ثم أعلق عليه.
تركي الدخيل: بالمناسبة إلى أي وجه يمكن تصنيفك داخل أطياف التيار الإسلامي؟
د. محمد حامد الأحمري: أنا ممكن تصنفني إني إسلامي ما قبل التقسيم أنا مرة ذكرته في مقال قبل التقسيم الحزبي والمذهبي وسأستمر على هذا.
معلوم أن التقسيم والتحزب مذموم، ولا يرضى أحد من علمائنا أن يصنف في التصنيفات الضيقة؛ بل يعدون ذلك من البدع، فنحن مسلمون على مذهب أهل السنة والجماعة فقط.
ولو لم تظهر الفرق المبتدعة لما احتجنا أيضا أن نذكر "أهل السنة والجماعة" أو "السلفية" أيضا.
تركي الدخيل: وصفت في جريدة المدينة بالمثقف السلفي، فلم تعجبك هذه الصفة وعلقت عليها، عندك تحفظ على السلفية؟
د. محمد حامد الأحمري: نعم عندي تحفظ على السلفية بمفهومها المعاصر.
تركي الدخيل: ويش هو؟
د. محمد حامد الأحمري: هي حقيقة أصبحت تقليد للمرحلة التي عاشها الإمام أحمد وخصومه، ولذلك السلفي في العصر الحديث لا بد أن يبحث عن المعتزلة حتى يخاصمهم لا بد أن يبحث عن الأشعرية حتى يخاصمهم، لا بد أن يبحث عن الشيعة حتى يخاصمهم لا بد أن يبحث عن الفرق التي كانت أيام الإمام أحمد، أيضاً نظرة الأمور هي نظرة قديمة وليست نظرة معاصرة ..
السلفية بمفهومها المعاصر هي السلفية في السابق لم يتغير شيء إلا في خيال الدكتور، وأما قوله إنها تقليد لعصر الإمام أحمد ... فهذه من الإشكالات في تعميم الدكتور في الكلام وعدم وضوحه، إلا أنه فسره كلامه الذي بعده وهو قوله: إن السلفي لا بد أن يبحث ... الخ
وهذا يدل إما على اتساع الدعوى عند الدكتور وعدم تحري الحق، وإما على جهله بواقع السلفيين، ولذا أقول وبكل وضوح: هذا الكلام كذب محض على السلفيين، فعلماء ودعاة السلفيين أمم لا يحصيهم إلا الله، وفي بلاد شتى، وأمم كثيرة منهم لا اشتغال لهم بالردود في العقائد؛ بل وأمم منهم ليس لهم اشتغال بالفرق والمذاهب ألبتة، ولكن لهم جهود كبيرة إما في جوانب العلم الأخرى؛ كالفقه والحديث والتفسير، والدعوة إلى الله وغيرها.
وأما رميهم بأن نظرتهم للأمور نظرة قديمة وغير معاصرة = فهي من التهم المطاطة التي لا يتورع الدكتور من رميها كأي فكرة تخطر على باله، وإن لم يكن لها في الواقع حقيقة.
بل يكذب هذه الدعوى ألوف المقالات والأبحاث والدرسات و ... التي ألفها السلفيون في جميع الجوانب المعاصرة سواء في المذاهب والفرق أو السياسة أو الاقتصاد أو ... ، وأحسب أنها أظهر من أن يدلل عليها.
تركي الدخيل: لا ترى أنه يجب أن يكون في مفاصلة على أساس العقيدة ولهذا كتبت مقالك الشهير اللي أثار الكثير من ردود الفعل؟
د. محمد حامد الأحمري: لا .. لا العقيدة مهما يكن لا بد أن يكون في مفاصلة على أساس هذه قضية لا بد منها، لكن الإيغال فيها واستيلائها على العقل مشكلة، هي معناها أنا قصدت بمعناها الأيديولوجي، الشخص اللي مندمج داخل موضوع معين ما يستطيع ينظر خارج.
تركي الدخيل: إي وتعتقد أن السلفية تمثل هذا التطبيق ..
د. محمد حامد الأحمري: أنا أعتقد أن الكثير من السلفيين عندهم هذه النظرة.
تركي الدخيل: عندهم النظرة المفاصلة وفقاً لهذه الرؤية.
د. محمد حامد الأحمري: نعم ويعني عندهم تفسير ضيّق للأحداث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام مشابه لما قبله من كثرة دعاوى الدكتور ضد السلفيين، وهو يستسهل الرمي والهروب، ففي مقاله المثير للجدل عن المحلل العقدي اكتفى باستهجانه كلام مَن تحدث عن الأحداث ورميهم بقصور النظر، والتضييق ... الخ، ثم الهروب من الواقع، وعدم الكلام فيه إلا بكليمات مجملة لا تروي الغليل ولا تشفي العليل، وكان المتحتم عليه الكلام في صلب الحدث فذاك وقت الكلام، ووقتها يرى الجميع صحة دعواه وهل تفسيره أصح أم تفسير غيره.
تركي الدخيل: ويش انتقاداتك على التيارات الإسلامية؟
د. محمد حامد الأحمري: فيها نوع من التاريخية الفكرية التي يعانونها.
تركي الدخيل: كيف ويش معنى التاريخية الفكرية.
د. محمد حامد الأحمري: أقصد أنه هو يناقش ويهتم بأفكار في مرحلة ليست هذه المرحلة التي نعيشها أحياناً، ويفسرها بأسلوب قديم ليس هو الأسلوب الذي نحتاجه الآن في هذه اللحظة، ونظرته للأمور هي نظرة تاريخية قديمة ليست نظرة معاصرة.
وهذا الكلام مشابه لما قبله تُهم توجه لأمم من الناس «التيارات الإسلامية»! لكن ليس له في الواقع أدنى حظ ونصيب، اللهم إلا إن كان الدكتور لا يقرأ ولا يسمع إلا لبعض كتاب المنتديات البسطاء، ويغض الطرق عن آلاف الكتب والأبحاث والمقالات والمحاضرات الناضجة.
تركي الدخيل: ولذلك أنت أيدت مثلاً حزب الله في الحرب الأخيرة على لبنان؟
د. محمد حامد الأحمري: لا ليس كذلك. أنا ضد قضية من يشتغلون في العقيدة في وقت هجوم على الأمة العربية والإسلامية وأخذ لبنان، لبنان بلد عربي إسلامي ليس بلد شيعي، فأنا أنظر إلى القضية بأن الموقف هو ضد لبنان وليس ضد حزب الله.
د. محمد حامد الأحمري: إذا كان يتحرك أنا في هذا الحال أنت أمام حرب يقتل فيها الجميع في لبنان ويستولى على لبنان كأرض، بالتالي ليس الوقت أن تناقش هذه القضية ..
تركي الدخيل: خلصوا الحرب بعدين ناقشها ..
د. محمد حامد الأحمري: يجب أنك تقف ضد إسرائيل في هذه اللحظة، إسرائيل التي تقتل الجميع وتحتل أرض الجميع، بعد ذلك ناقش القضية العقدية قف ضد حزب الله أو قف معها.
تركي الدخيل: انتهت الحرب هل ناقشت قضية العقدية في حزب الله؟
د. محمد حامد الأحمري: عندي مشروع بحث طويل على القضية عندي بحث عن انبعاث الشيعة في المنطقة كلها.
تركي الدخيل: استلهاماً من التجربة العراقية و ..
د. محمد حامد الأحمري: من التجربة الإيرانية الثورة الإيرانية قصة العراق قصة لبنان شيعة باكستان شيعة أفغانستان ..
تركي الدخيل: من خلال كتاب؟
د. محمد حامد الأحمري: إي نعم.
قضايا الحروب هي المحك، ولا بد أن تتميز فيها الصفوف تمام التميز، ويعرف الإنسان مع من تكون مصلحته الكبرى، ولذا فلمخالفك أن يقول: إن قصر النظر منك، ونحن بين خطرين لا يقل أحدهما عن الآخر، وخذاع الناس بأن حزب الله هو حامل راية الإسلام في ذلك الوقت، والسكوت على ذلك خديعة كبرى للمسلمين.
وليس هناك مانع من الكلام على الاعتقاد وبيان ما يبيت الرافضة للمنطقة ككل.
والآن قد وضعت الحرب أوزارها من عدة أشهر، ولم نر الكلام المفصل المبشر به عن تلك الأحداث من الدكتور ولا من غيره ممن كان ينكر الحديث ذاك الوقت!
تركي الدخيل: الإسلاميين يخافون من الحرية لأنها قدمت لهم بشكل خاطئ, لماذا لم يستطع الإسلاميون أن يتفهموا الحرية انطلاقاً من تراثهم؟
د. محمد حامد الأحمري: هي حقيقة لم تدرس بشكل جيد في تراثهم قضية الحرية, ودرست في جوانب قليلة جداً في قضايا الاختيار وقضية المعتزلة والجبرية وكذا, لكن لم تنل بشكل جيد في الموضوع السياسي لم تتسع في الجانب ..
تركي الدخيل: كيف يمكن أن تنال يعني ما تحتاجه؟
د. محمد حامد الأحمري: لا من الكتابة والحديث المستمر عنها وتوعية الناس بها, لأنها هي مو نافعة للحاكم والمحكوم نافعة لكل أطراف المجتمع, هي شفافية هي عزة حقيقة, الحرية فيها عزة للأشخاص ..
هذا أيضا من الكلام المجمل، والدين الإسلامي كفل لكل الناس حقوقهم في كل مجال، وأما ما ذكره أنها بحثت في قضية الاختيار والمعتزلة = فشيء طريف!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرى أن الدكتور هنا يتكلم في واقع غير واقعنا؛ بل أشبه ما يكون بالخيال، وليس هناك أي تجربة للحرية التي في ذهنه منذ خلق الإنسان إلى يومه هذا، وإنما الحريةُ التي يُبشَر بها في كل مكان هي حرية العري والتفسخ والاستبداد والكيل بمختلف المكاييل، ولذلك من الغلط أن يرسم الدكتور حرية في خيالة ثم يعيب على غيره عدم استيعابها أو قبولها ولو نظريا.
د. محمد حامد الأحمري: الطبقة الواعية القادرة أن تأخذ ما ينفعها وتترك ما يضرها حتى من تراثها, يعني لماذا نحن نستسلم لتراثنا؟ أظن الاستسلام للتراث مثل الاستسلام للغرب, يستسلم للتراث هذا جهد بشري ..
تركي الدخيل: وش اللي ينفعنا من التراث يجب أن نتركه؟
د. محمد حامد الأحمري: يعني مثلاً قضية الجدالات التفصيلية وتاريخنا الفكري, كثير من التفصيلات ما نحتاجها في زمننا هذا بل هي تثقل الوقت ويمكن تقضي 60 سنة 70 سنة ..
تركي الدخيل: حتى لو كانت عقدية ..
د. محمد حامد الأحمري: عقدية أو غيرها ..
إذا قرأت هذا الكلام يخطر في بالك سؤال مهم وهو: ما هو التراث الذي يعنيه؟
وهل ما يتحدث عنه الدكتور واقع؟
بمعنى هل فعلا الناس أثقلهم التراث واستسلموا له؟!
تركي الدخيل: ما هي المسائل العقدية تقول أن العقيدة ..
د. محمد حامد الأحمري: أعطيك مثال .. كيف نشغل الطالب مثلاً لمدة سنتين أو ثلاث في قضية خلق القرآن, ما عندنا أحد الآن يقول بهذه القضية, كنت أحتاج أتحدث عن قضية من قضايا الحريات أو قضايا مفاهيم جديدة تدور في زمان القوميات الليبرالية الخ .. ولا أشغله بقضايا قديمة ليست معركة الزمان ..
وهذا من الأمثلة لدعاوى الدكتور العريضة وكلماته التي يرميها جزافا من غير تبصر!
وأشتهي أن يبين لنا أين يشغل الطالب سنين أو ثلاث مسألة خلق القرآن؟
بل أين يشغل الطالب شهرين أو ثلاث بهذه المسألة؛ بل أين يشغل الطالب أسبوعين أو ثلاثة بهذه القضية؟!!
ثم قوله: ما عندنا أحد الآن يقول بهذه القضية.
هذا يدل على قلة اطلاع الدكتور ومعرفته بالمذاهب واتساع دعواه، وقد ذكر أن له عناية بالشيعة، وخفي عليه أنهم و الإباضية ـ وهم يعيشون بيننا يقولون ـ: بخلق القرآن، وهم امتداد للمعتزلة في كثير عقائدهم.
ثم لم يكن هذا بحمد الله كما صور أنه على حساب معرفة التيارات الحديثة أو بلاياها، فهناك ألوف مؤلفة من المقالات والرسائل والأبحاث والخطب والأشرطة والبرامج وغيرها تحدثت عن القضايا المعاصرة بكل جوانبها وهذه لا يعمى عنها منصف.
تركي الدخيل: يعني إذن يجب أن ..
د. محمد حامد الأحمري: يجب أن يعاصر, أنا أتمنى من الشيخ أن يهاجر من العصر العباسي إلى عصرنا ..
تركي الدخيل: كيف؟
د. محمد حامد الأحمري: يعني أتمنى من الشيخ أن يهاجر من العصر العباسي إلى عصرنا أو من عصر ابن تيمية إلى عصرنا, ويعيش معنا في هذا الزمان ويناقش قضايانا حتى ينمو وننمو معاً ونحل مشاكلنا ..
تركي الدخيل: يعني معناته أن الكثير من المشايخ ما عندهم فقه واقع؟
د. محمد حامد الأحمري: يعيشون في زمن بعيد ..
تركي الدخيل: اللي هو زمن التراث ..
وهذه دعوى ظالمة فلا يوجد أحد يعيش في العصر العباسي؛ بل العلماء والمشايخ وطلبة العلم زاحموا وتكلموا وبحثوا وردوا وأنكروا، ونصحوا وبذلوا جهودا جبارة سواء على المستوى الرسمي المؤسسي أو الفردي، والحقيقة لا أدري كيف يسمح الدكتور لنفسه إطلاق هذه الدعاوى الظالمة.
د. محمد حامد الأحمري: إي نعم وهذا الزمن مريح, كلما كان زمن مر من زمان وأصبح أحداث باردة يكون مريح, مشكلة الزمن هناك فرق بين السياسي والمؤرخ, السياسي يتعامل مع النار إيديه ممكن تحرقه ولكن المؤرخ ..
تركي الدخيل: شغلات انتهت وما في زمان ..
د. محمد حامد الأحمري: والخلافات العقدية القديمة سهلة ومستوعبة وآمنة إذا تكلمت فيها, لكن زمانك مشكلة وبالتالي الهروب من الزمان هذا هو طابع الكثير من المثقفين ..
تركي الدخيل: لماذا يلجأ الإسلاميون أو المشايخ إن صح التعبير إلى التاريخ أكثر من المعاصرة؟
د. محمد حامد الأحمري: لأنها منطقة آمنة ما تسبب لهم مشكلة خلاف مع حكومة ولا خلاف مع شرطة ولا خلاف مع التلاميذ ولا .. مناطق آمنة ومدروسة وسهلة ..
وهذه تتمة الدعوى ومعها زيادة تهمة تبرر فساد التصور، وقد قدمت أنه لا يوجد كلام تاريخي لا وجود له اشتغل به أحد ممن يعرف بعلم على حساب الواقع والقضايا المعاصرة، وأتحدى الدكتور أن يتجاوز الكلام المرسل ويأتي بالحقائق.
تركي الدخيل: إلى أي حد ترى أن التيار الإسلامي متوغل في التراث أكثر من معاصرته للأحداث؟
د. محمد حامد الأحمري: إلى درجة كبيرة جداً على الأقل نصف المشايخ أو أكثرهم يعيشون في الماضي ..
تركي الدخيل: أي مشايخ؟
د. محمد حامد الأحمري: المشايخ في بلدنا وفي غير بلدنا يعني ..
تركي الدخيل: وفي مشايخ آخرين يعاصرون ..
د. محمد حامد الأحمري: قليل جداً يعاصرون ..
هذه أيضا من الدعاوى العريضة الظالمة التي أطلق الدكتور للسانه الكلام فيها بغير هدى، ماذا يريد الدكتور بالمعاصرة؟
هل يريد أن يتكلم العلماء كلهم على القضايا التي يهتم بها هو حتى ينالوا رضاه؟
وهل مفهوم المعاصرة عنده هو الكلام في السياسية؟ ومن لم يشارك فيها ونفع الناس بأمور أخرى لا يكون معاصرا؟!
هل الدكتور لا يؤمن بأهمية تنوع الجهود الاهتمامات والتوجهات؟
ولا أدري هذه الإحصائيات الدقيقة كيف يحصل عليها؟!
تركي الدخيل: قبل قليل في الفاصل الأول سألتك عن السلفية وقلت أن عندك مشكلة مع التفسير الحالي للسلفية، هل تعتقد أن التفسير اللي أنت عندك مشكلة معه يساهم في تكريس الاستبداد اللي عندك مشكلة معه برضه؟
د. محمد حامد الأحمري: نعم.
تركي الدخيل: كيف؟
د. محمد حامد الأحمري: يعني في قضية تسليم كل شيء للحاكم وعدم المشاركة والقضية يعني في يؤكد قضية العصمة وكذا هذه قضية مبدأ شيعي يعني عصمة الحاكم هذا مبدأ ليس سني.
وهذه دعوى بناها على الحرية المرسومة في خيالة، وإلا فما معنى أن السلفية تعطي كل شيء للحاكم؟ ومن أين جاء بهذا الزعم؟
وأما مسألة أن السلفية عندها دعوى العصمة فداهية الدواهي! لكن الطريف أنه يقول: إن هذا ليس مبدأ سنيا؛ إذًا عمّن يتحدث؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:38]ـ
أرى أن تعليقات الشيخ عبدالرحمن على هذه المقتطفات من حوار الدخيل ود. الأحمري جديرة بالنظر والتأمل ..
لكن بشرط التجرد!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 09:47]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن السديس ـ وفقه الله ـ: (في حين كنا نتمنى أن نسمع منه نقدا لهذا القناة الخبيثة، أو للتيارات التغريبية أو للفساد الأخلاقي أو ... ).
بوركت يا شيخ عبدالرحمن .. وبورك في الجميع ..
اللقاء ـ كما هو معلوم ـ يذاع مسجلاً،ولو أنه نطق ببنت شفة بسبهم،أو نقدمهم لحذفها مقص الرقيب.
تعليقاً على ما تقدم من تعليقات الإخوة الكرام، أذكر ـ فقط ـ بأننا نحتاج إلى أن لا ننسى ميزان العدل،ونحن نقيم أو أو نقوّم كلام هذا المفكر،من باب (ولا يجرمنكم ... ) ومهما اختلفنا معه، يجب أن نحكم على الرجل بمجموع طرحه وكتبه ومقالاته،لا أن نأخذه ونحكم عليه بمقالة،أو لقاء،رزقنا الله الإنصاف. [/ size]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 11:18]ـ
اللقاء ـ كما هو معلوم ـ يذاع مسجلاً،ولو أنه نطق ببنت شفة بسبهم،أو نقدمهم لحذفها مقص الرقيب.
بارك الله فيكم يا شيخ عمر
فليكن ذلك، ويكون قد أعذر ببيان الحق، ولم يرفض دعوتهم له، وعلى احتمال الذي أوردته كان الأولى ألا يحضر عندهم بتاتا.
فماذا جنينا من هذا اللقاء؟!
ـ[الخالدي]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 08:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال تعالى: (يا أيها الذين امنوا لا تقولوا راعنا)
أعجب من مشابهتهم لأولئك المنافقين في ألفاظهم، هداهم الله يفسدون من حيث إرادتهم للإصلاح بدعوى التجديد و المعاصرة، والعجب من هذا أن ينساق ورائهم من له حظٌ من العلم و طلبه، أعتقد أن لجوء البعض لأقوالهم هؤلاء هو بسبب عدم تحملهم ماستجد فيالواقع من متغيرات و مضلات، وهم كالمتعلق بالقشة قامت على عقول من قال الله فيهم (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) الله اجعلنا من المعتصمين بكتابك وسنة نبيك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 12:32]ـ
شيخنا المبارك عبدالرحمن السديس سلمت يمينك وبارك ربي لك في علمك وعمرك.
إخواني هل هذا الدين متعلك بمفكر إسلامي كما يقولون أو ......
أنا لا أنتقص الرجل بل والله كنت من المعجبين به خاصة حينما قرات كتابه ملامح المستقبل.
ولكن ماهذه السخرية والاستخفاف والإنجرار خلف كلام ذلك الخانع الدخيل.
خروجه في هذه القناة شر له وخاصة مع ذلك المدعو تركي صاحب الكلمات السامجة
والمشهور باستخفافه بالدين وأهله.
لاحول ولاقوة إلا بالله إسلامي قبل التقسيم
اللهم ألهمنا الرشد واجعلنا من أتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 06:44]ـ
الشيخ الدكتور محمد بن حامد الأحمري معروف بجهوده الطيبة، ومواقفه الجادة، واطلاعه النادر الفذ العجيب، مؤخراً وقع في بعض الإشكالات، كانت أشبه ما يكون بزيغات الحكيم التي في أثر معاذ بن جبل رضي الله عنه، تلقفها عنه بعض الأصاغر، وطار بها فرحاً بعض قنوات السوء والشر والفساد، وفيما خطه وذكره شيخنا عبدالرحمن السديس غنية وكفاية لبيان ما وقع فيه دكتورنا وحبيبنا أبو عمرو من الخطأ البين، وبمثل هذه الردود الحكيمة الواعية تنضبط الأمور.
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن، ووفق حبيبنا أبا عمرو لما يحب ويرضى، وأخذ بناصيته للبر والتقوى، وجمع قلوبنا جميعاً على الخير والهداية والصلاح.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[21 - Mar-2007, صباحاً 11:36]ـ
لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 04:14]ـ
جاء ذلك في حديث الدكتور محمد الأحمري في برنامج "إضاءات" على قناة العربية، الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل
هذا البرنامج تابعته ذات مرة
ثم راجعت تلك المتابعة بعد سنتين بمطالعة التفريغ الذي يوضع في موقع القناة لحلقات إضاءات
فوجدت حقيقة طريقة الطرح فيها تلبيس وفتنة لاسيما على العوام وغير المختصين
ولم أفطن لذلك إلا بعد التوقف والتأمل في المكتوب
طلبة العلم قد يبدو لهم الخطأ من كلام هذا أو ذاك بما درسوه من قواعد وأصول فيقولون: لابأس نأخذ الحق ونرد ماخالفه و"يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" ولكن ياأخوه لستم وحدكم المعنيين!
ماشأن العامة وجمهور المثقفين ـ من غير ذوي الاختصاص ـ ألا ترون أنهم يتلقفون؟!
كوننا نعذر الشخص (أياً كان) لايلزم منه السكوت عن بيان خطئه في هذه المسألة أو تلك حتى لاتغتر به جماهير
كم من المفاهيم لم نعد نعاني منها بسبب تلبس فلان بها
بل بسبب انتقالها إلى آلاف المشاهدين والمتابعين ممن يتلقفون عنه ويرتج المجتمع كله بمجالسه ومنتدياته بتلك الرؤى التي أثارها فلان واعتنقتها الجموع من فكره
فحينها هل يرضينا خندق المواجهة ذلك؟
من الجميل مبادرة التقويم من البداية
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 04:56]ـ
مفكر إسلامي هذا المصطلح فيه نظر؟
أعتقدد أن كل من يفكر من المثقفين من منطلق إسلامي فهو مفكر إسلامي وليس من شرط الإسلامي أن نتفق معه
رأي الدكتور الأحمري في مقاله خدعة التحليل العقدي هو: أننا لا لا نجعل التحليل العقدي هو الوحيد في مواقفنا السياسية وننسى التحليل بالمعايير الأخرى كالمصلحة وهي فكرة صحيحة لا يختلف معه فيها أحد لكنه أخطأ كثيرا في إبرازها والتقديم لها واتخذ الهجوم وسيلة لبيانها وسمى مقاله باسم يخالف مضمون المقال حيث جعل التحليل العقدي خدعة وقد قرأت مقاله ومقال الدكتور لطف الله خوجة ولم أجد بينهما خلافا في الفكرة لكنهما يختلفان في أسلوب الخطاب
وقد كان انفعال الأحمري نتيجة كونه كان متعاطفا مع حزب الله في أوج الحرب ثم تبين للدكتور الأحمري خطأه الذريع في احترام حزب الله وتبين له أيضا أن ما يسمى بحزب الله ينطلق من منطلق عقدي فاعتذر عن فكره الأول اعتذارا في كثير من الاستحياء وشئ من حفظ ماء الوجه ونشر في موقع العصر
ألدكتور الأحمري صديق لي وهو من أغزر من عرفت من حيث كم المعلومات والقدرة على ترتيب الأفكار وهو محب للدين وأهله والأصل في أمثاله أن لا نسئ الظن بهم ونتسرع في الهجوم عليهم بل نبادر إلى كسبهم ومحبتهم لأنهم منا وإن اختلفنا معهم
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 07:25]ـ
يا أخوة الدكتور محمد الأحمري رجل فاضل وفيه خير عظيم
وأتفق مع الدكتور محمد السعدي أن لا نسيء الظن
ورأيت الحلقة لم أسمع أروع من كلامه وفكر الدكتور محمد
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 03:49]ـ
أشكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس على تعليقه المفيد جدا وأتوجه بالنصح إلى الأخوة الذين يتحركون بعواطفهم تجاه النقد سواء أكان ذلك سلبا أم إيجابا .. فمن جهة نرى من يأخذ كلمة من محاضرة أو كتاب أو حتى يأخذ محاضرة كاملة أو كتابا كاملا ويحكم على الشخص من خلاله فقط دون النظر إلى سيرة الرجل ونتاجه العلمي الآخر وآراؤه السابقة أو اللاحقة فيحكم على الشخص إن كان ما ظهر له خطأ بأنه مخطيء في كل أطروحاته ولا خير عنده ... إلخ.
وفي الجانب المقابل ترى من يوافق الرجل ويستحسن ما كتبه أو قاله يرفعه فوق السحاب ويضفي عليه من الألقاب ما قد يبخل به على إمام مجمع على إمامته ... ! ولا شك أن العدل في جهة غير الجهتين السابقتين.
وقد لمست من بعض المعلقين على هذا الموضوع ما سبق في كلامي والعدل في موضوعنا هذا يمثل طريقة طرح شيخنا عبد الرحمن السديس للرد فهو لم يتكلم بلا بينة بل قد ساق من كلام الرجل الصريح الذي يعتقده بل ويحاول تأصيله ونشره والدعوة إليه لا سيما إن كان في قناة مثل قناة العربية- قواد التغريب والاحتلال في بلاد الإسلام- ومع ما نقله الشيخ السديس من سوءات فكرية وعقدية عن الأحمري هداه الله؛ نجد ردودا غير علمية ولا منصفة - وإن كانت هي في ردها تدعو إلى الانصاف ولكن من وجهة نظرها هي -.
وأقول لهؤلأ هدانا الله وإياهم ... ألم يصعب عليكم رمي منهج كامل وهو المنهج السلفي بالتخلف والتأزم و .. و ... إلخ ما نعرفه وسمعناه كثيرا من قبل ممن يعادي هذا المنهج .. أقول: ألم يصعب عليكم رمي منهج كامل بهذه الصفات القبيحة وصعب عليكم بيان خطأ الأحمري وطرح موضوع للنصيحة حتى لا يغتر به؟!!!
ألم يصعب عليكم جحد فضائل منهج كامل- وهو منهج الأمة كلها قبل الانحراف وإن رغم أنف من رغم-ألم يصعب عليكم جحد فضائل منهج كامل وعدم ذكر شيء من فضائله- ولو حتى من باب المجاملة كما يجاملون الفسقة والزنادقة إذا تحاوروا معهم- ألم يصعب على دعاة الإنصاف ذلك وإنما صعب عليهم بيان خطأ الأحمري وهو رجل واحد ومهما حدث لأطروحاته- حتى ولو فرضنا أنها الصواب- فلن تسقط الأمة بسقوطه وإنما تسقط الأمة بتشويه منهجها الأصيل منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة فأين الإنصاف؟! وأين العدل؟! وأين منهجهم في التقويم الذين لا يستعملونه إلا عند نقد أحد منهم؟!!
وأين جهود العلماء السلفيين الذين بحمد الله ما صُدت هجمات التغريب والإلحاد إلا على أيديهم وما نشر قال الله وقال رسوله إلا على أيديهم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن تعجب فعجب قولهم عن كل من يفكر طالما أنه مسلم: مفكر إسلامي وإن أتى بالطامات وقدح في عقيدة الأمة ولم يكن عنده علم بكتاب ولا سنة ولا إجماع ولا خلاف ... ففيم يفكر إذن؟!
كيف يقبل من شخص لا علم عنده بكتاب ولا سنة ولا إجماع ولا خلاف أن يتكلم في قضايا الأمة المصيرية وينظر لها ويوصف حالها ويضع لها الحلول لتخرج من مأزقها - وهو أحد مآزقها الكبيرة ولا أقصد هنا شخصا ولكنني أقصد وصفا واقعا لفئة من الناس-؟!!
يا من يلينون للظالم ويذكرون فضائله اليسيرة! ويتعامون عن جبال الفضائل التي في المظلوم .. أين العدل والإنصاف الذي تتكلمون عنه؟!!
الموضوع لا شك أنه من النوازل التي حدثت منذ وقت طويل واستمر وكلما تلمح بعض من يسمون بالمفكرين كلما تلمحوا غلبة لأهل الباطل في مكان اشتدوا في نشر أفكارهم وتقديم أنفسهم على أنهم البديل للمتشددين والمتطرفين وأنهم الإسلام الوسطي والمعتدل والمستنير بنار الغرب وأفكاره العفنة.
إن من العجيب أن تضرب أحدا وتطلب منه أن يكون مؤدبا بعدم الرد عليك وأن تنكأ جرحا وتعيب على المداوي له والساعي في إصلاحه ... يعيبون على من يتكلم في العقيدة ومن يرد على البدع ويرون أن هذا مما عفا عليه الزمان وأننا مشغولون بمعارك قديمة لا وجود للخصومة فيها الآن ... !
وفي الجهة القابلة ينبشون تراث أهل البدع ويثيرون شبهاتهم ويقولون بها وعلى سبيل المثال طالما أن الستاذ الأحمري ذكره نصا في خواره مع الدخيل على الأمة الإسلامية ألا وهو موضوع خلق القرآن .. ألا تعلموا أيها الأحباب أن المفكر السلامي! الكبير جدا محمد عمارة يقول بخلق القرآن وقرأت له مقالات من سنين يصوب فيها رأى المعتزلة ويرفع من قدرهم ويهون من موقف الإمام أحمد ومن صبروا معه ويقول عن المعتزلة إنهم قادة الفكر المستنير في التاريخ الإسلامي!!
هل رأيتم من الذي يتكلم ثم يعيب على من يرد؟! وماذا نفهم من فعلهم هذا .. هل حقا يريدون الإصلاح؟!
إن من العيب على بعض طلبة العلم الآن أتراهم على جهل بأفكار هؤلأ المسمون بالمفكرين المستنيرين لإن الحق قد يضيع لجهل محاميه ومن يدافع عنه تجاه الباطل .. فيا أحباب لا تنخدعوا بالشعارات وبالألقاب وبالكلمات والدعاوى الكبيرة التي يطلقها البعض والتي توافق حماس الشباب فلا يزنها بميزان الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة.
ولو جلست أكتب في هذه المواضيع لطال بنا الكلام جدا فأنصح إخواني ألا يعلقوا على رأي إلا إذا كان عندهم من الله فيه برهان وألا يزيدوا من مآسي أمتنا بل علينا جميعا أن نتجرد وأن ننصف الحق ونقول به ولو على أنفسنا وألا نخاف في الله لومة لائم وأن نعرف أن ما تسطره أيدينا وتنطق به أفواهنا مسطور عند ربنا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وأننا بكلامنا في الدين والحلال والحرام يجب أن ننطلق على بصيرة بعلم وإخلاص لا أننا نتحاور من باب الترف الفكري وتزجية الوقت وأسأل الله أن يهدينا جميعا ويهدي الأستاذ الأحمري وغيره ويجعل في أقلامهم وافواههم نصر الأمة والذب عنها وأن يردنا جميعا إلى الحق.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في حوار الدكتور
تركي الدخيل: طيب فكرة المستبد العادل كيف تتعاطى معها وهي فكرة مطروحة في التراث الإسلامي؟
د. محمد حامد الأحمري: طرحت قديماً لأنها يعني كمرحلة ممكن ننتقل بعدها ولكنها ليست صحيحة ..
تركي الدخيل: ما تعتقد أنها صحيحة ..
د. محمد حامد الأحمري: لأن المستبد العادل سيأتي بعده مستبد فاجر.!!
ماذا يقصد الدكتور بالمستبد العادل؟؟؟
هل من مبين؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:18]ـ
"المستبد العادل" يعبرون به عن صفة الحكم الإسلامي ومرجعيته وعن الإمام العادل وهذه طريقة لرفض الحكم الإسلامي وسيطرة الشريعة على أفعال المكلفين وعدم وجود سيادة غير سيادة القرآن لحياة الناس وهذه النظرية التي يطلقون عليها:"المستبد العادل" تجدها في كتابات العلمانيين مشوهي الفكر أمثال محمد عابد الجابري ومن على شاكلته ويكفي أن تقرأ مقالا واحدا له ولهؤلأ الناس عن رفض هذه الفكرة حتى تعلم ضلالهم وخبثهم وهذه خلاصة ما يمكن أن يقال عن معنى المستبد العادل في كلامهم ومن هنا نعرف أيضا إضافة إلى الأخطاء التي ذكرها الشيخ السديس في لقاء الأحمري مدى خطأ الأحمري في مقولته التي نقلها الأخ ابن عقيل عن رفض الحمري لفكرة المستبد العادل دون أن يفصل أو يرفض كلام العلمانيين ويوضح أن الحكم الإسلامي ونظامه يختلف عن الاستبداد بمفهومه المعاصر ... لا كلام في هذا عند الدكتور.
كذلك مما يتفرع على رفضهم لفكرة أو حكم من يسمونه:" المستبد العادل" - ونحن بلا شك لا نسمي الحكم الإسلامي هكذا وإن كان للاستبداد معنى صحيحا في اللغة - أقول: مما يتفرع عن كلام الحمري وغيره رفضهم لمنهج أهل السنة والجماعة في عدم الخروج على الحاكم المسلم لو جار أو ظلم لأن في الخروج فتنة أكبر من الصبر على ظلمه ومناصحته ... هؤلأ يعتبرون أهل السنة جبناء وسلبيين ويؤصلون للانهزامية فانظروا كيف يضرب بإجماع أهل السنة عرض الحائط كل هذا لتسويق النظام الديمقراطي الغربي الفاجر الذي يجعل الحاكمية في يد الشعب - زعموا- وهي في الواقع في يد النخبة الظالمة والديمقراطية في حقيقتها حكم للأقلية وليس للأغلبية كما زعموا - وليس هذا موضوع نقاشنا-.
والموضوع يحتاج إلى تفصيلات ومعرفة خبث العلمانيين في طروحاتهم حتى لا ينفروا الناس من أقوالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:35]ـ
وهذا نقل مختصر عن الجابري يوضح نظرته ونظرة إخوانه عن المستبد العادل يقول في مقال له طويل نشر في صحيفة تسمى الحقائق-وليس لها من اسمها أدنى نصيب- بتاريخ 7/ 4/2003:" ... لنكتف بالقول إذن إن فكرة "المستبد العادل" التي ارتبط بها كل من التيار السلفي والتيار القومي، (وإن بأسماء مختلفة مثل "القائد الملهم" و"الزعيم البطل" في الخطاب القومي من جهة، والخليفة والأمير والإمام في الخطاب الإسلامي من جهة ثانية)، عنصر أساسي في اللاشعور السياسي في العالم العربي والإسلامي. وقد قفز هذا العنصر إلى ساحة الشعور تحت تأثير تحدي الاستعمار الأوربي كما بينا ... إلخ".
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:57]ـ
لم أتعرض لكلام الشيخ محمد عبده والأفغاني ونظرتهم ل:"المستبد العادل" والقول بأنهم من نادى بهذا الحاكم ووالسياق التاريخي لهذه الجملة لأن الموضع هنا ليس لمناقشة هذه الجزئية حتى لا نخرج عن الموضوع الأساسي وإلا فالكلام على هذه الجملة طويل.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 11:02]ـ
بارك ربي فيك وجزاك الله خيراً على هذا البيان يا ابا عمرو
والله الذي لا أله إلا هو لقد كان في نفسي هذا المعنى ولكني أحسنت ظني في هذا الدكتور أن يقع في هذا الحضيض الفكري نسأل الله العافية والسلامة.
أذناً قولهم:
والخليفة والأمير والإمام في الخطاب الإسلامي من جهة ثانية)،
فيدخل ضمناً - وعندي يقيناً - في هذا رفض الدكتور الأحمري ومن على شاكلته لطريقة الخلفاء الراشدين في تولي الحكم وهي التي نعتقد بأنها طريقة أهل السنة والجماعة وهي ما يسميها الأحمري وأمثاله في كتابتهم الحكم الراشدي.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 10:35]ـ
شكرا لكم و بارك الله فيكم.
ومن هنا نعرف أيضا إضافة إلى الأخطاء التي ذكرها الشيخ السديس في لقاء الأحمري مدى خطأ الأحمري في مقولته التي نقلها الأخ ابن عقيل عن رفض الأحمري لفكرة المستبد العادل دون أن يفصل أو يرفض كلام العلمانيين ويوضح أن الحكم الإسلامي ونظامه يختلف عن الاستبداد بمفهومه المعاصر.
وفي المقال أشياء تستحق الوقوف عندها، لكني سأعلق على ما يتعلق بالسلفية فقط، فأنقل كلامه ثم أعلق عليه.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 12:11]ـ
وبارك الله فيكم شيخنا والذي دعاني إلى هذا التعليق سؤال الأخ المذكور وأنا على يقين بعلمكم بما في اللقاء وغيره من المؤاخذات التي لم تعلق عليها فسامحنا بارك الله فيكم.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 02:59]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 05:42]ـ
نعم بارك الله فيك وأحسن إليك يااباعمرو.
ـ[طالب معرفة]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 03:53]ـ
لو كان الأحمري استحاء من رأيه في حزب الفرس اللبناني لمل خرج علينا بالمعضلة الشيعية التي ملخص رأيه فيه أهم شيء الوحدة ضد العدو أما العقيدة فعلى جنب
وايران الفارسية ذكية ولها الحق لتنشر سيطرتها
أما نباشي الكتب والتاريخ من السنة الذين يخدمون العدو ويمهدون لدوام سيطرته بهذا النبش فهم الأغبياء
وانبهاره بالحزب الفرسي اللبناني المفضوح
ابدله بالتباكي على مفاعل النووي الفرسي الذي يعمل التوازن مع عدو المنطقة الذي يمهد له نباشوا التاريخ والكتب المغبية فهو حقيق بالكشف عن غبائه؟؟
هل هذا رجل استحاء استبعد ذلك؟؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[10 - May-2007, صباحاً 07:08]ـ
وبارك فيكم ربي وأحسن إليكم آل عامر.(/)
هل لفظ "الكفر الأصغر" هو لفظ شرعي أو اصطلاح حادث؟
ـ[الموحد]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 10:13]ـ
سؤالي أهل الأخوة الكرام
هل لفظ "الكفر الأصغر" هو لفظ شرعي أو اصطلاح حادث؟
فإن كان الأول فما الدليل الشرعي، بهذا اللفظ.
وإن كان الثاني فمتى نشأ.
مع جزيل الشكر لكم على السماح لي بالتسجيا معكم
أخوكم الموحد
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 05:57]ـ
مرحباً بك أخي الموحد
الذي يبدو لي أنه بهذا اللفظ حادثٌ، وقد وجدته في كلام ابن القيم رحمه الله
وهو لفظٌ يستعمل فيما وردَ في النصوص إطلاق الكفر عليه، ولم يكن مخرجاً للمرء من دائرة الإسلام
كـ (قتال المسلم)
ـ[الموحد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 04:07]ـ
المشرف الحمادي
حياك الله أخي ورفع الله مقامك في العلم والإيمان
وجدت أخي للإمام محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم قدر الصلاة ما نصه: "والكفر كفران"
وهو من القرن الثالث، فهل لديكم المزيد.
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:50]ـ
المشرف الحمادي
حياك الله أخي ورفع الله مقامك في العلم والإيمان
وجدت أخي للإمام محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم قدر الصلاة ما نصه: "والكفر كفران"
وهو من القرن الثالث، فهل لديكم المزيد.
وحياك ربي ووفقك وسدد خطاك
ظننتك تقصد لفظ (الكفر الأصغر)
وإلا فالنصوص ظاهرةٌ في أنَّ من الكفر ما هو دون الكفر المخرِج من الملة، وعليه فيكون الكفر كفرين
ـ[الموحد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 11:12]ـ
بل أحسنت في فهمك الأول
فأنت ترى أن اللفظ حادث فأحببت أن أعرف الألفاظ التي لها نفس المعنى مثل "كفر لا ينقل عن الملة"
وبارك الله فيك أخي الحمادي
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 11:26]ـ
وفقك الله
أما اللفظ فكما سبق، وأما المعنى فلعله يدخل فيه كفر النعمة، وهو موجودٌ على لسان جمع من السلف، كالإمام أحمد وغيره
ـ[الموحد]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 12:53]ـ
ما شاء الله عليك أخي الحمادي
تفاعل قلَّ أن أجد مثله في المنتديات الأخرى
أهنئ الموقع بمشرف مثلك
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 07:12]ـ
أخي الموحد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ألا يدخل في جواب سؤالك تفسير ابن عباس لقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقوله: ليس الكفر الذي تذهبون إليه؟
ـ[الموحد]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 01:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي المتقفِّر
الذي أعلمه أن هذا اللفظ غير صحيح عن ابن عباس رضي الله،
وتحرير لفظة "كفر دون كفر" رواية:
جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- في هذا ألفاظ منها:
اللفظ الأول:
"كفرٌ لا ينقل عن الملة" رواه ابن نصر المروزي (تعظيم قدر الصلاة، رقم:573) من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن رجلٍ عن طاووس عن ابن عباس به، ففي إسناده رجل مبهم؛ فلا يصح.
واللفظ الثاني:
"إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفراً ينقل عن الملة" رواه –أيضاً- ابن نصر المروزي (رقم:569) والحاكم (مستدركه2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباسٍ، وهشام ضعيف؛ فلا يصح.
واللفظ الثالث:
"كفرٌ دون كفر" رواه الحاكم (2/ 313/3219) من طريق ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس، وفيه هشام؛ فلا يصح.
واللفظ الرابع:
"هي به كفر" رواه عبد الرزاق (التفسير1/ 186/713) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس، وهذا سندٌ صحيح لا مطعن فيه.
واللفظ الخامس:
"هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله" رواه الطبري (التفسير) من طريق سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس؛ وهذا –كسابقه- سندٌ لا مطعن فيه.
وذكر الشيخ المحدث سليمان العلوان في كتابه التبيان شرح نواقض الإسلام ص 38 من طبعة دار المسلم:
(وماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه من قوله (كفر دون كفر) فلا يثبت عنه، فقد رواه الحاكم في مستدركه من طريق هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس به، وهشام ضعفه احمد ويحيى، وقد خولف فيه أيضا فرواه عبدالرزاق في تفسيره عن معمر عن ابن طاوس عن ابيه قال سئل ابن عباس عن قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال هي كفر، وهذا هو المحفوظ عن ابن عباس أي أن الآية على إطلاقها، وإطلاق الآية يدل على أن المراد بالكفر هو الأكبر، إذ كيف يقال بإسلام من نحى الشرع واعتاض عنه بأراء اليهود والنصارى وأشباههم، فهذا مع كونه تبديلا للدين المنزل هو إعراض أيضا عن الشرع المطهر، وهذا كفر آخر مستقل.) أنتهى المقصود من كلامه فك الله أسره.
دونك جواب الشيخ الطريفي على هذا الاثر في أسئلة ملتقى أهل الحديث:
السؤال السادس عشر: ما صحة حديث (كفر دون كفر) لابن عباس؟
الجواب: هو من الموقوف على ابن عباس، ولا يثبت بهذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن والمروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن عبدالبر في التمهيد عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: كفر دون كفر.
وهشام بن حجير ضعفه أحمد وضعفه ابن معين جداً وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثقه العجلي وابن سعد.
وقد خولف في لفظه فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن جرير وعبدالرزاق في المصنف من حديث معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر.
وهذا هو الصحيح.
قلتُ: ثبت الخاتم قبل أن تنقش أخبي المتقفر، ولو صح لكان قولك فصلا، وللسؤال حلا.
هذا ما لدي، فأكرمنا بما لديك، فإني أرى من خلال جوابك عقلا راشدا.
وجهلي يُداوى بعلاج علمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 04:13]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ (الموحد)
أأفهم من هذا أخي بأنّك في شكّ من أنّه يوجد كفر و كفر دونه؟ و أنّ الكفر عندك له مرتبة واحدة و لكن منه ما هو مخرج من المّلة و منه ما ليس بمخرج من المّلة؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الموحد]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 12:40]ـ
الأخ الكربم / الناصح الصادق جعلك الله كما ذكرت، وخيرا مما ذكرت
إن أي لفظٍ في الشريعة إما يكون يقصد به مراداً معيناً من الشارع ويعبر عن هذا المقصود بالتعريف الشرعي، وإما أن يكون على مجراه اللُّغَوي إن تعذر المعنى الشرعي.
والكفر أحد هذه الألفاظ الموجودة في الوحيين، فقد يُراد به المعنى الشرعي، وقد يُراد به المعنى اللغوي.
وحينما نقول أن الكفر الشرعي على نوعين، هذا يعني أن هذين النوعين ذُكرا بالنص.
والناظر إلى الوحيين يعلم أن هذه الألفاظ: الكفر (الأكبر والأصغر)، ألفاظ ليست شرعية، بمعنى أنها اصطلاحية، ولا مشاحَّة في الاصطلاح إذا لم يوجب معنى فاسداً، أو كانت الحدود غير منضبطة، وإلا لم يكن للاصطلاح فائدة.
فلفظ الكفر الأكبر والأصغر، وكفر ناقل عن الملة وغير ناقل، وكفر دون كفر، كل هذه الألفاظ ليست شرعية بمعنى أنها حادثة أو اصطلاحية.
والألفاظ والتقاسيم وضعت لضبط المسائل، ولكن هذا لا يعني أنها لا يدخلها خلل أو خطأ بوجهٍ من الوجوه.
والذي تبين لي والعلم عند الله -وأرجو منكم التصويب والتقويم إن كان به خللا - أن لفظة الكفر
إن أطلقت من كل قيد فإنها تحتمل المعنى الشرعي وهو الأصل أو المعنى اللغوي إن تعذر الأول.
وأقصد بالاطلاق مثل قوله تعالى: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} الآية فالكفر هنا يحمل على المعنى الشرعي وهو الكفر الذي نهى الشارع عنه.
وهاهنا سؤال ذكرته في مشاركة أخرى
ما هو تعريف الكفر شرعاً؟
أو بعبارة أخرى ما الكفر الذي نهى الله عباده عنه.
أو لو سألك رجل مسلم عن الكفر المذكور في القرآن حتى يجتنبَه، فلا يصلح أن تقول له أن الكفر هو ضد الإيمان، لأن هذا جواب مجمل وهويسأل عن الأمرو التي يجتنبها حتى لا يقع في الكفر أعاذنا الله منه جميعا.
وعليه فكيف يجمل قوله (ص): " أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر "، وما في معناه من الأحاديث؟
أقول يحمل على المعنى اللغوي دون الشرعي، وهو الجحود لحق سيده، ولصاحب نعمته عليه.
ولأن هذا اللفظ وهو لفظ " كفر " يناسب هذا المعنى في هذه الأحاديث.
ومثله قوله (ص): "يكفرن قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير"، والكفر هنا بمعناه اللغوي أي الجحود لصاحب الفضل والنعمة وهو الزوج هنا في هذا الحديث.
وحتى تتضح الصورة تماما لديك أخي
الكفر على نوعين:
النوع الأول: الكفر الشرعي وهو الأصل في الوحيين، وهو الكفر الأكبر أو المخرج عن الملة (عند من يقسم الكفر الشرعي إلى أكبر وأصغر).
النوع الثاني: الكفر اللغوي وهو الكفر الأصغر (عند من يقسم الكفر الشرعي إلى أكبر وأصغر).
والمسألة راجعة إلى الأصل الأول في المباحثة وهو
ما تعريف الكفر الذي نهى الشارع عنه وأوجب عليه النار؟
ولتعلم أخي أن هذه مذاكرة بين الأخوة، ولن يعدم هذا المنتدى من طلبة علم يعلمون من هو مثلي إن أخطأ، وجانب الصواب.
وعذرا على الإطالة.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 01:01]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي
و أعجبني أدبك الرفيع
و من باب المذاكرة بين الإخوة و النقاش المفيد
فأقول: (و يسعدني أن تبين لي وجهة نظرك فيما سأقوله)
1 - بالنسبة لسؤالك: "ما تعريف الكفر الذي نهى الشارع عنه وأوجب عليه النار؟ "
تعريف الشيء هو ما به يعرف و يميّز به على غيره
و الكفر الذي نهى عنه الشارع و أوجب عليه النار هو:
- كل ما سميّ في نصوص الكتاب و السّنة كفرا،
- و كان عن اتّباع للهوى المحرّم.
2 - و هذا الكفر الذي نهى عنه الشارع و أوجب عليه النار:
- منه ما هو مخلّد لصحابه في جهنّم إلى الأبد و الجنّة محرّمة عليه،
- و منه ما ليس كذلك.
فبإعتبار الإثم: فمنه من إثمه أكبر من بعض
فالكفر المخلّد لصاحبه في جهنّم إلى الأبد و الجنّة محرّمة عليه إثمه أكبر من إثم الكفر الذي ليس كذلك
و نتيجة لهذا اصطلح علماء على تسمية الأول كفر أكبر و على تسمية الثاني كفر أصغر
و الأصل في هذا الإصطلاح الإباحة و الجواز إذا روعيت شروط الإصطلاح من تبيين هذا الإصطلاح كلما دعت الحاجة (الراجحة المصلحة أو الخالصة المصلحة) إليه.
و يصعب تحديد زمن أول من اصطلح هذا الإصطلاح (يعني متى نشأ هذا الإصطلاح) إن لم يكن هذا الأمر مستحيل و الله أعلم.
3 - و ما أشرت إليه من أنّ الكفر اللغوي عندك هو الكفر الأصغر (عند من يقسم الكفر الشرعي إلى أكبر وأصغر). على رأيي خطأ لأنّ الكفر الأصغر عند هؤولاء نهى عنه الشارع.
و الله أعلم
و صلى الله على نبينا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 02:42]ـ
حياك الله أخي
وعفوا عن التأخير
أخي قلت بارك الله فيك: " و الكفر الذي نهى عنه الشارع و أوجب عليه النار هو:
- كل ما سميّ في نصوص الكتاب و السّنة كفرا،
- و كان عن اتّباع للهوى المحرّم. " ا. هـ
هل تقصد ما سمي تسمية نصية في الوحيين، أم لا.
فمثلا إهانة المصحف لا نجد لها دلالة نصية في الوحي على كفر فاعل، وأظن أنه لا شك لديك بكفر من يفعل مثل ذلك، وهذا خرم لقاعدتك
أرجو التوضيح لي وأجزل الله لك الأجر
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بإذن الله سأبذل ما بوسعي لكي أوضح لك هذا اللبس الذي و قع عندك في مثل هذه المسألة الخطيرة
و لكن أفضل قبل هذا أن أسألك:
كيف عرفت بأنّ إهانه المصحف كفر؟
و إجابتك على هذا السؤال ستسهل لي أن أعرف كيف فهمت من أنّ القول بكفر من يهين المصحف تخرم تعريفي للكفر
و من باب عدم الخروج عن أصل الموضوع الذي طرحته هنا يا أخي و الذي أظن أنّه قد تمّ توضيحه و الحمد لله
أقترح لك أن نواصل النقاش في هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1393
بارك الله فيك
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 03:34]ـ
مرور عابر فقط لكن استوقفني إقرا الأخ بأن
اللفظ الرابع:
"هي به كفر" رواه عبد الرزاق (التفسير1/ 186/713) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس، وهذا سندٌ صحيح لا مطعن فيه.
واللفظ الخامس:
"هي به كفرٌ وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله" رواه الطبري (التفسير) من طريق سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس؛ وهذا –كسابقه- سندٌ لا مطعن فيه.
ففي الأولى كان "هي به كفر" (نكرة)
والثانية فيها إقرار لوجود الفرق بقوله "وليس كفراً بالله ....... الخ"
ـــــــ
أمر آخر إن كنا سنتباحث قضية التقسيمات لمجرد أنها حادثة فهناك من سيسأل عن أقسام التوحيد أيضاً
وحسب علمي القاصر أن تقسيم التوحيد كان بعد ظهور المبتدعة لبيان نقاط الاختلاف معهم وبيان الاقسام المتفق عليها كتوحيد الربوبية ـ أظن الشيخ الفوزان أشار لها في كتابه الإرشاد ـ
وبناء عليه تلك التقسيمات أيضاً للكفر ربما كان الداعي لها نفس الشي: بيان نقاط اتفاق ونقاط اختلاف في مقابلة جدال مع مبتدعة
مع أنه من خلال تفسير ابن عباس رضي الله عنه الذي صححت سنده يظهر لها أصل بـ قول صحابي
علاوة على ماقال به أئمة أهل السنة رحمهم الله من بعده وتابعوه عليه
وهنا أصل: أن الإجماع (إجماع السلف الصالح) هو من مصادر التلقي في العقيدة
وذلك أنه إذا اختلفت فهوم الناس لنصوص الدين ـ كما النقاش الآن ـ فإن الفهم المعتبر والقول الفصل في مسائل الاعتقاد هو قول السلف (هذه قاعدة ذكرها الشيخ ناصر العقل في "حراسة العقيدة"، وذكرها غيره)
وكوننا نأخذ بإجماع السلف في تفسير النصوص ليس في ذلك مطعن بترك الكتاب والسنة بل هو مادعى إليه القرآن الكريم في قوله تعالى:
(ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيراً) استدل بهذه الآية الإمام الشافعي رحمه الله
وجه الدلالة: أنه جمع بين مشاقة الرسول ومخالفة سبيل المؤمنين في الوعيد
ولأنه لايسعني التطفل على طلبة العلم الكبار فقد لا أواصل هنا إلا مروراً عابراً
ولم أخض في الجزئيات طبعاً لضآلة علمي فيها لكن فقط أحببت أن نتذاكر الأصل والمصادر التي نعود إليها عند الاختلاف أو الالتباس
وفق الله الجميع للهدى والرشاد
ـ[الموحد]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 03:13]ـ
أخي بروق أندلسية
حياك الله وأسأل الله أن يجعل بروقك الأندلسية أمطارا نجدية
أخي ذكرت في مقالك السابق بعض الأمور أحببت أن أوضحها لك
أولا:
قلت: " ففي الأولى كان "هي به كفر" (نكرة) ".
كأنك تشير إلى القاعدة التي ذكرها الإمام القاسم بن سلّام في كتابه الإيمان أن ذكر لفظة الكفر بدون "ال" التعريف فإن المقصود به هو الكفر الأصغر.
وهذه القاعدة أغلبية وليست عامة، بمعنى ليست في كل مواردها أنها كفر أصغر بدليل وجودها في الوحي بمعنى الكفر الأكبر كما في قوله نعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} الآيه.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذه القاعدة تنطبق على الوحيين فقط ولا تندرج فيما نقل من كلام السلف على الرحمات تترى.
ثانيا:
قلت: " والثانية فيها إقرار لوجود الفرق بقوله "وليس كفراً بالله ....... الخ ".
وجود الفرق بين أمرين لا يعني احتلاف الحكم العام دائماً، فأنت ترى أن كفر فرعون أشد من كفر عم النبي (ص)، ولا يعني هذا أنهما ليسا كافرين نفس الكفر الموجب للخولد في النار
ففرعون كافر مخلد في النار وأبو طالب كافر مخلد في النار، والأول يعذب أشد العذاب والثاني يعذب بأهون العذاب.
وكذلك من كفر بما أنزل الله (وهو مؤمن بالله وبرسوله) ليس مثل من كفر بالله وإن كانا في الحكم
العام كافرين بنص القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 02:20]ـ
للرفع(/)
إشكال في تفريق شيخ الإسلام بين النبي والرسول
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 10:38]ـ
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/ 714) (فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبيء بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة، فهو نبي))
وقال (2/ 718): (فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)) (الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق، كالعالم، ولهذا قال النبي (ص) ((العلماء ورثة الأنبياء)) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة،
فإن يوسف كان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوارة)
فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل، وأرسلوا إلى بني إسرائيل
وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول
تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 11:59]ـ
قرأت بحثاً مطولاً في الفرق بينهما ...
خرجت بنتيجة وهي أنه لا فرق بين الرسول والنبي , والتفريق لايوجد دليل يصح عليه.
اختلفت المسميات والمعنى واحد , مثل: الإيمان والإسلام , والقضاء والقدر, والله أعلم.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 12:41]ـ
هذا مصدر البحث:
http://www.alshreef.com/abooksmain.html
الإيمان بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام
و بيان ضعف حديث أبي ذر في حصر عددهم و التفريق بين الأنبياء والرسل
الأنبياء هم بشر اصطفاهم الله لحمل نبوته و تبليغ رسالته. فهو يوحي إليهم من أمره ما يشاء، ثم يقومون بإبلاغ ما أوحي إليهم من ربهم، و لا يكتمون الله حديثا، يقول الله سبحانه:
(يا أيها الرسل بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته).
فكلهم ممن أوحي إليهم بشرع، و أمروا بتبليغه، يقول الله سبحانه: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه).
و الأنبياء، هم رؤوس من أوتوا الكتاب، و أخذ منهم العهد و الميثاق في البيان و عدم الكتمان.
فالأنبياء هم الرسل، و الرسل هم الأنبياء، تنوع الاسم، و المسمى واحد. قال الله سبحانه: (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، و قال: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه). فأمر الله النبيين بما أمر به المرسلين.
و أما التعريف بقولهم: إن الرسول، هو من أوحي إليه بشرع، و أمر بتبليغه، و النبي: هو من أوحي إليه بشرع، و لم يؤمر بتبليغه. فهذا يعد من الخطأ المتناقل، الذي انتشر
واشتهر على ألسنة الناس، و في عقائدهم في كل بلد، و حتى التبس الأمر فيه على العلماء الكبار، فظنوه حقا، و هو لا صحة له، إذ لا يوجد نبي أوحي إليه بشرع من الأمر، و النهي،
والفرائض، و الأحكام، و الحلال، و الحرام، ثم يصر على كتمانه، و عدم بيانه لكون هذا ينافي مقتضى الرسالة، و الأمانة، فكلهم مكلفون بنشر الدعوة و تبليغ الرسالة.
و أول من رأيناه تكلم بهذا التفريق بين النبي و الرسول، هو الإمام النووي. فتلقاه الناس عنه، و هو إنما أخذه من الحديث الموضوع المنسوب إلى أبي ذر في التفريق بين الأنبياء
(يُتْبَعُ)
(/)
والرسل، و سيأتي الكلام على بيانه بما يقتضي بطلانه.
و ليست هذه بأول غلطة دخلت في عقائد الناس، و تناقلوه من جراء سوء الأحاديث الموضوعة، التي عملت التأثير في الأمة، في إدخال البدع، و تغيير السنن، إذ تأبى حكمة الله و حكمة بعثته لأنبيائه، أن يكون فيهم من أوحي بشرع و لم يؤمر بتبليغه.
يقول الله سبحانه: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده و أوحينا إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و يونس و هارون و سليمان وآتينا داود زبورا. و رسلا قد قصصناهم عليك من قبل و رسلا لم نقصصهم عليك و كلم الله موسى تكليما. رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل و كان الله عزيزا حكيما) فذكرهم أولا باسم النبيين، ثم ذكرهم في آخر الآيات باسم الرسل. و المعنى واحد، كما أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم نبي رسول، يخاطبه القرآن بقوله: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا. و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا)، و بقوله:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته).
و قد وصف الله الأنبياء رسالة ربهم، فقال سبحانه: (و ما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون).
و قال: (و كم أرسلنا من نبي في الأولين)، و» و كم «يؤتي بها للتكثير، أي عدد كثير. و قال: (و ما أرسلناك من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم)، فسماهم ــ سبحانه ــ مبشرين
ومنذرين، كما سماهم مرسلين. فهذه الآيات، لا تبقى مجالا للجدل. و كيف يتلاءم صفة النبي الذي أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه، مع الوعيد الشديد على كتمان العلم، و عدم بيانه، في قوله: (و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه).
و قال: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم).
والله سبحانه قد سمى محمدا رسولا منذ نزل عليه الوحي بغار حراء في قوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ و ربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم)، فهذه السورة ليس فيها الأمر بالتبليغ و الدعوة، لكن الله سماه رسولا منذ أنزلها عليه، فقال سبحانه: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم
ويعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). و في الآية الأخرى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب
والحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
فالبعثة هي ابتداء النبوة و الرسالة، و هي ابتداء نزول القرآن عليه، فمنذ نبئ باقرأ
وهو رسول. فالفضل كل الفضل، هو في البعثة ــ أي ابتداء النبوة بابتداء نزول القرآن عليه
وبينها و بين المولد أربعون سنة، فقولهم: إنه نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر كما قاله ابن كثير ليس بصحيح، و الصحيح أنه نبئ و أرسل باقرأ و بالمدثر و بجميع القرآن.
و إنما الأمر بالجهر بالدعوة و تبليغ الرسالة بعد نزول (يا أيها المدثر. قم فأنذر. و ربك فكبر. و ثيابك فطهر. و الرجز).
وذلك من بعد الفترة المتخللة لما بين نزول اقرأ، و نزول المدثر. و قد قيل: إنها أربعون يوما، و قيل أكثر من ذلك. و قد تمثل له جبريل في أثنائها، و يقول له: إنك لرسول الله حقا.
فالصحيح: أنه أرسل باقرأ، كما أرسل بالمدثر، و بالقرآن كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إننا متى بحثنا عن سبب انتشار هذا الاعتقاد بين الناس في التفريق بين الرسول والنبي نجد السبب هو: تأثرهم بالحديث المنسوب لأبي ذر، و يترجح بمقتضى الدلائل و البراهين أنه حديث موضوع مكذوب على الرسول و على أبي ذر، و إن كان قد رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه ابن حبان في صحيحه، فقد حقق ابن الجوزي: بأنه موضوع، و اتهم بوضعه إبراهيم بن هشام. و كذلك ابن كثير، فقد أشار في التفسير إلى ضعفه قائلا: و لا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح و التعديل، مع العلم أن لفظه ينم بوضعه، و نحن نسوق بلفظه، ثم نعقبه بما يوضح بطلانه، و نصيحة لله، و لعباده المؤمنين.
فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا. قلت: يا رسول الله! كم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة و ثلاثة عشر، جم غفير. قلت: يا رسول الله. من كان أولهم؟ قال: آدم. قلت: يا رسول الله! أ نبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده، ثم نفخ فيه من روحه، ثم سواه قبيلا. ثم قال: يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم، و شيث ونوح، و خنوخ، و هو: إدريس، و هو أول من خط بالقلم. و أربعة من العرب: هود
وصالح، و شعيب، و نبيك يا أبا ذر. و أول نبي من بني إسرائيل موسى، و آخرهم عيسى
وأول النبيين آدم، و آخرهم نبيك، قلت يا رسول الله كم كتابا أنزله الله؟ مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسين صحيفة و أنزل على خنوخ ثلاثين صحيفة و أنزل على إبراهيم عشر صحائف و أنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف و أنزل التوراة و الإنجيل والزبور
والفرقان «و روى هذا الحديث الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه» الأنواع
والتقاسيم «و قد وسمه بالصحة، و خالفه أبو الفرج بن الجوزي،فذكر هذا الحديث في كتابه
» الموضوعات «و اتهم به إبراهيم بن هشام. هذا و لا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من الأئمة الجرح والتعديل، من أجل هذا الحديث، و الله أعلم.
واعلم أن الإيمان بالله تعالى، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و البعث بعد الموت، هو مما اتفقت على وجوبه جميع الأنبياء.
يقول الله: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله
واليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيين).
فالإيمان بجميع الأنبياء، و تصديقهم في كل ما أخبروا به من أمور الغيب، و طاعتهم في كل ما أمروا به، و نهوا عنه، واجبة.
و لهذا أوجب الله سبحانه بكل ما أوتوا به. قال تعالى: (قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا
وما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب والأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون. فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به
فقد اهتدوا و إن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم).
و قد اتفق علماء الملة على كفر من كذب نبيا معلوم النبوة، و كذا من سب نبيا لكون الإيمان واجبا بجميع الأنبياء، و أن لا نفرق بين أحد منهم. يقول الله سبحانه: (إن الذين يكفرون بالله و رسله و يريدون أن يفرقوا بين الله و رسله و يقولون نؤمن ببعض و نكفر و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقا و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا. و الذين آمنوا بالله و رسله و لم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم و كان الله غفورا رحيما).
و هذا التفريق الذي ذمه الله، بما أنه محمول على الإيمان ببعضهم، و تكذيب بعضهم، فإنه أيضا يشمل إثبات الرسالة لبعضهم، و نفيها عن بعضهم. و الله سبحانه قد فضل بعض الأنبياء على بعض، فقال سبحانه: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض).
أما عددهم: فقد جاء في حديث أبي ذر المذكور، و قد تكلم عليه الولي العراقي بما يحقق وضعه و بطلانه، و عدم صحته. ورد على ابن حبان، جماعة من العلماء الحفاظ، وانتقدوا عليه إدخال هذا الحديث في صحيحه.
و في كتاب» الإيمان «لشيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ في قول الإمام أحمد ــ رضي الله عنه ــ في الرسل، و عددهم، أنه يجب الإيمان بهم في الجملة، مع الكف عن عددهم لعدم صحة الحديث الوارد فيه.
و ذكر محمد بن نصر المروزي و غيره من أئمة السلف نحو هذا الكلام، مما يبين أنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يعلموا عدد الكتب، و الرسل، و أن حديث أبي ذر في ذلك لم يثبت عندهم. انتهى ــ كلام شيخ الإسلام.
وحاصل ما تقدم: أنه يجب الإقرار بهم في الجملة، ثم الكف عن عددهم، لعدم ثبات ما يدل عليه.
و سنتكلم الآن على حديث أبي ذر، بما يبين بطلانه و عدم صحته من ظاهر لفظه. فأولا قوله قلت: يا رسول الله. كم الأنبياء؟ قال مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا. قلت كم الرسل منهم؟ فقال: ثلاثمائة و ثلاثة عشر، جم غفير.
فهذا العدد بهذه الصفة، و بهذا التفريق، يبطله صريح القرآن الكريم في قوله سبحانه:
(و رسلا قد قصصناهم عليك من قبل و رسلا لم نقصصهم عليك و كلم الله موسى تكليما) و هي مدنية، فلا يمكن أن تنسخ بمثل هذا الحديث الضعيف.
و منها قوله: (و لقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك)، فالاشتعال بعدد الأنبياء، هو مما يشغل الأذهان و لا يزيد في الإيمان، و هو صريح لمخالفة ما أبهمه القرآن.
فلو طلبنا من المجادلين بصحة ذلك تسمية ثلاثة أشخاص من الأنبياء، هم أنبياء، و ليسوا برسل، لم يحيطوا علما بمعرفتهم.
ثانيا: قوله في الحديث:» قلت يا رسول الله. من أول الرسل؟ قال: آدم. قلت: أ نبي مرسل؟ قال: نعم «.
فهذا أيضا مما يدل على عدم صحة الحديث: لأن القرآن لا يثبت لآدم نبوة و لا رسالة،
وما كان ربك نسيا. و إنما هو أبو البشر، يذنب فيتوب، يقول الله: (و عصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى).
و أصح، و أصرح ما ورد في فضله هو قوله سبحانه: (إن الله اصطفى آدم و نوحا
وآل إبراهيم و آل عمران على العالمين)، و ليس فيها ما يدل على نبوته بالصراحة، لكون الاصطفاء افتعال من الصفوة، و لا يلزم أن تكون نبوة. يقول الله تعالى: (و إذ قالت الملائكة
يا مريم إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين).
و من المعلوم أن مريم ليست بنبية، و إنما هي امرأة صالحة من صفوة نساء العالمين.
والصحيح أن أول الرسل نوح، و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم و حتى آدم نفسه يعترف بأن أول الرسل نوح، كما في حديث الشفاعة الذي رواه أنس، و أنه يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيلهمون ذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم. أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، و أسجد لك ملائكته، و علمك أسماء كل شيء. فاشفع لنا إلى ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول لهم آدم: لست هنا كم، و يذكر ذنبه الذي أصاب، فيستحي من ربه ــ عز و جل ــ و يقول: و لكن ائتوا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. رواه البخاري. و هذا الحديث قاطع للنزاع، و يعيد الخلاف إلى مواقع الإجماع.
ثم إن القائلين بنبوة آدم، ليس عندهم دليل سوى محض الظن و التخمين، يقولون: إنه لا يمكن أن يبقى آدم و ذريته في حياتهم بدون وحي ينظم أحوالهم و يبين لهم فرائضهم، و أحكامهم ويستدلون بقوله سبحانه: (و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة). و هذا التعليم،
وهذا العرض إنما هو للأرواح قبل خلق آدم، فلا حجة فيه، و لن ننسي في هذا الحديث الوارد في عرض الأرواح على ضعفه، و هو أن الله سبحانه عرض على آدم ذريته كالذر، فرأى رجلا هو أضوأهم، قال: يا رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. قال: يا رب، كم عمره؟ قال: ستون سنة. قال: يا رب زده من عمري أربعين سنة. ثم إنها مضت الأيام و الليالي، فلما انتهى عمر آدم. إنك استعجلت علي و إنني أعد الأيام و الليالي، وقد بقى من عمري أربعون سنة. فقال: إن وهبتها لابنك داود، فجحد أن يكون وهبها له. قال: فجحد آدم، و جحدت ذريته و نسي، و فنسيت ذريته، فمن ثم أمر الله بالكتابة و الشهود، ثم إن الناس من لدن خلق آدم
وهم يولدون على الفطرة التي هي معرفة الخير و محبته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيلهمون فعل ما ينفعهم، و اجتناب ما يضرهم، و قد يذنبون، فيتوبون و قد لا يتوبون. كما في حادثة ابني آدم، حين قتل أحدهما أخاه و لم يهتد إلى كيفية دفنه، حتى دله غراب يبحث في الأرض، ليريه كيف يواري سوأة أخيه، و كان هذا أول قتيل دفن في الأرض، و لهذا ورد:» ما قتل قتيل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل «.
و كما يوجد في زماننا هذا أمم من الناس لم تبلغهم الدعوة، و لا الشريعة، فيعيشون متعاشرين متعاملين، و يوصفون بأنهم ممن لم تبلغهم الدعوة، كحالة زمان الفترة. و الله سبحانه، بحكمته و عدله، لا يعذب أمة حتى يبعث إليها رسولا فيعصون أمره. قال الله تعالى:
(و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
و أما قول بعضهم: إن نبي الله إدريس، كان قبل نوح، كما أشار إليه العلامة ابن كثير في التفسير، فهذا قول لا حظ له من الدليل، و يخالف نصوص القرآن و السنة.
و قد قال بعض العلماء: إن إدريس من أنبياء بني إسرائيل، و هذا أقرب إلى المعقول
والمنقول.
و قد رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في كتاب الإسلام و الإيمان نبوة آدم عليه السلام
وهو اجتهاد منه رحمه الله.
الأمر الثالث: مما يحقق عدم حديث أبي ذر. قوله: و أول نبي من بني إسرائيل هو: موسى، و آخرهم عيسى. فهذا واضح البطلان، بالدليل و البرهان، و بالسنة و القرآن، فإن أول نبي إسرائيل هو: يوسف الصديق ــ عليه الصلاة و السلام، فهو الذي أسس دولة بني إسرائيل بمصر، و استدعى أباه و اخوته من القدس إلى مصر. و إسرائيل اسم يعقوب نبي الله، و بين يوسف الصديق، و بين موسى سنون طويلة، لا يعلم عددها إلا الله.
و حكى الله تعالى عن يوسف، بعدما جمع الله شمله بأبيه و اخوته، فقال: (رب
قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات و الأرض أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين).
و أما كون آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى، فهذا صحيح بلا نزاع، فليس بعد عيسى أحد من الأنبياء سوى محمد نبينا عليه الصلاة و السلام.
و الحاصل: أن حديث أبي ذر في عدد الأنبياء و الرسل، و تفريقه بين الأنبياء و الرسل
هو حديث موضوع، أي مكذوب على أبي ذر، و على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحد أن يحدث به الناس إلا في حالة بيانه لبطلانه، ليحذر الناس عن الاغترار به، إذ الموضوع هو المكذوب و قد اتهموا بوضعه إبراهيم بن هشام.
و قد قال السيوطي في ألفية الحديث:
و لم ينل درة الحق غائص
من الناس إلا بالروية و الفكر
فمتى تحققنا من وضع هذا الحديث، تبين لنا بطلان ما تضمنه من عدد الأنبياء
وتقسيمهم بين الأنبياء و الرسل، و أن هذا التقسيم لا صحة له، إذ الأنبياء هم الرسل، مخرجها في القرآن واحد، فأحيانا يعبر عنهم باسم الأنبياء، و هو الأكثر، كقوله سبحانه: (قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم)، فذكرهم في هذه الآية باسم النبيين، و نهى عن التفريق بينهم. و أحيانا يعبر عنه باسم الرسل، كقوله سبحانه: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله)، فذكرهم هنا باسم الرسل، و نهى عن التفريق بينهم في الآيتين كلتيهما.
و من نوع التفريق، إثبات الرسالة لبعضهم، و نفيها عن بعضهم بدون دليل، فتسمية الأنبياء بالرسل، لا تدل على المغايرة، إذ التسمية متنوعة، و المسمى واحد.
و له نظائر كثيرة، منها: القرآن، فإن اسمه القرآن، و الفرقان، و الذكر. و مثل جبريل. فإن اسمه في القرآن: جبريل، و يسمى الروح الأمين، و يسمى روح القدس،
و المسمى واحد. و مثل مكة. فإنها تسمى في القرآن: مكة، و بكة، و أم القرى، و البلد الأمين، و المسجد الحرام. و مثل تسمية المسلمين في القرآن. فإن اسمهم: المسلمون،
والمؤمنون، و عباد الله، كما في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» أنا خاتم النبيين «.
و في رواية لمسلم، عن جابر، قال:» أنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء «.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الإمام أحمد بسنده، عن أبي الطفيل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:» لا نبوة بعدي إلا المبشرات. قيل: و ما المبشرات؟ قال: الرؤيا الحسنة، و في رواية: الرؤيا الصالحة «.
و روى البرقاني في صحيحه، عن ثوبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، و إذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، و لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، و حتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، و أنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، و أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، و لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله تبارك
و تعالى «.
ثم إن السنة تفسر القرآن و تبينه و تدل عليه، و تعبر عنه، و هي تذكر الأنبياء دائما بدلا من الرسل. ففي صحيح مسلم. عن ابن عمر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلا منزلا، فمنا من يصلح جشره، و منا من ينتضل، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة. فاجتمعنا، فقال:» إنه ما من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، و ينذرهم عن شر ما يعلمه لهم، و إن هذه الأمة جعل عافيتها في أولها،
و سيصيب آخرها بلاء، و أمور تنكرونها، تجيء الفتن يرقق بعضها بعضا. تجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف …. إلى آخر الحديث «.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ما من نبي من الأنبياء، إلا كان حقا واجبا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، و ينذرهم عن شر ما يعلمه لهم، فأين هذا النبي الذي لا تجب عليه الدعوة، و لا تبليغ الرسالة.
لأن بمقتضى أمانة نبوتهم ــ لأنه إنما سمي نبيا من أجل أن الله ينبئه من وحيه بما يشاء ــ كما قال سبحانه: (قد نبأنا الله من أخباركم) ثم هو ينبئ عن الله وحيه، و أمره و نهيه
وحلاله و حرامه، و سائر فرائضه و أحكامه. فهذه وظيفة جميع الأنبياء، كما قال تعالى:
(وجعلناهم أئمة يهدونا بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين).
أما نبي يوحي إليه بشرع، و لم يؤمر بتبليغه، فهذا إنما يوجد في الأذهان دون الأعيان
و يجب تنزيه الأنبياء عن الاتصاف به، و مثله قوله صلى الله عليه وسلم:» مثلي و مثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بني دارا فأتقنها و جملها إلا موضع لبنة منها، ثم صنع مأدبة، و دعا الناس إليها، فجعلوا يعجبون من حسنها، إلا موضع تلك اللبنة. قال: فأنا موضع اللبنة، جئت فختمت الأنبياء «، رواه مسلم عن جابر، و قال: (نحن معاشر الأنبياء بنو علات، الدين واحد والشرائع متفرقة) يعني أن لكل نبي شريعة من الصلاة، و الزكاة و الصيام و الحلال و الحرام تناسب حالة أمته و زمانه، غير شريعة الآخر، قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا).
ثم جاءت شريعة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مهيمنة و حاكمة على جميع الشرائع، لأن كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، و قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) و قال: (و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا) و لما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمر قطعة من التوراة قال:» يا عمر قد جئتكم بها بيضاء نقية، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، و لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي «.
فبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين فكذلك شريعته هي خاتمة الشرائع.
فلا يجوز لأحد أن يتعبد بشريعة غير شريعته، إذ هي المهيمنة على سائر الشرائع،
والحاكمة عليها، يقول الله: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين
لا يعلمون).
و مثله ما ورد في القرآن بكثرة من تسمية الإسلام أحيانا و الإيمان أحيانا، و تسمية المسلمين أحيانا و تسمية المؤمنين أحيانا.
و الصحيح أن الإسلام متى أطلق في القرآن فإنه يراد به الإيمان. و الإيمان يراد به الإسلام.
لكنه عند التفصيل يراد بالإيمان مجرد التصديق الجازم بالقلب، و الإسلام مجرد العمل بالأقوال و الجوارح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يصح إيمان بدون إسلام كما لا يصح إسلام بدون إيمان … و في البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس:» آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة و صوم رمضان «ففسر الإيمان بعمل الإسلام.
و قد شبهها بعض العلماء بالشهادتين، فشهادة أن لا إله إلا الله، لا تصح إلا بشهادة أن محمدا رسول الله. و شهادة أن محمدا رسول الله، و لا تصح إلا بشهادة أن لا إله إلا الله.
و قد أكثر القرآن من قرنه الإيمان بالأعمال الصالحات التي هي أعمال الإسلام كقوله سبحانه: (إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) في كثير من الآيات.
أما قوله سبحانه: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم).
فإن الصحابة لما لقوا المشركين و غشوهم بسيوفهم أقبلوا يقولون آمنا آمنا، و منهم من قال صبأنا صبأنا. فقال الله:» قل لم تؤمنوا «، أي إلى حد الآن،» و لما يدخل الإيمان في قلوبكم «. أي أن التصديق الجازم بأن الدين حق و رسول الله حق و القرآن حق فهو لم يدخل في قلوبهم إلى حد الآن، كما قال سهيل بن عمرو في صلح الحديبية لما قال رسول الله لعلي كتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. فقال سهيل: لا تكتب رسول الله فلوا كنا نعلم أنه رسول الله ما قاتلناه.
و هذا معنى قوله: و لكن قولوا أسلمنا أي استسلمنا و خضعنا. فقول بعضهم: إن كل مؤمن مسلم و ليس كل مسلم مؤمنا، و هذا خطأ تناقله الناس فيما بينهم فإنه لا يوجد مسلم ليس بمؤمن في طاهر الحكم، حتى المنافقين فإنهم يدخلون في مسمى المؤمنين في ظاهر الحكم لأنهم يعاملون في الدنيا بالظاهر من أعمالهم و الله يتولى الحكم في السرائر. ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان و الإسلام.
يبقى الكلام في المكثرين من موبقات الفسوق و العصيان ثم يموتون و هم على ذلك و لم يوجد منهم ما يوجب ردتهم، فهؤلاء يعبر عن أحدهم بأنه مؤمن بإيمانه و فاسق بكبيرته، أو يعبرون عن أحدهم بأنه ناقص الإيمان. و قد قال السفاريني في عقيدته.
و يفسق المؤمن بالكبيرة
كذا إذا أصر على الصغيرة
ثم قال:
لا يخرج المرء من الإيمان
بموبقات الذنب العصيان
و واجب عليه أن يتوبا
من كل ما جر عليه حوبا
و قال:
و من يمت و لم يتب من الخطأ
فأمره مفوض لذي العطا
فإن يشأ يعفو و إن شاء انتقم
و إن يشأ أعطى و أجزل النعم
و مما يدل على أن الإسلام متى أطلق في القرآن فإنه يراد به الإيمان قوله سبحانه:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون)، أي مؤمنون، و قوله سبحانه: (إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون) أي مؤمنون. و في دعوة يوسف عليه السلام: (أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين) يعني مؤمنا، لكون الأنبياء يسألون أعلى المراتب عند الله. و في كتاب رسول الله لهرقل حيث ضمن قوله سبحانه: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله
ولا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) أي مؤمنون فلا نجد في كتاب الله و لا في سنة رسول الله مسلما ليس بمؤمن أبدا.
والنبي قال: فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله. فالمسلم هو المؤمن
والمؤمن هو المسلم.
واعلم أن بعض العلماء قد ينبو فهمهم عن قبول ما أقول، لزعمهم أنه خلاف ما يقوله العلماء قبلي، و خلاف ما يعتقده جميع الناس من العلماء و العوام، و لا غرابة في هذا، فإن السنن قد تخفى على بعض الصحابة، و من بعدهم من الأئمة، فضلا عن غيرهم، فيحكمون بخلافها ثم يتبين لهم وجه الصواب فيها، فيعودون إليه. لكون الإحاطة بكل العلوم غير حاصلة لأحد، و الإنسان مهما بلغ من سعة العلم ما بلغ، فإنه سيحفظ شيئا و تضيع عنه أشياء.
و صنف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة سماها» رفع الملام عن الأئمة الأعلام «أشار فيها إلى أن بعض السنن تخفى على بعض الصحابة و الأئمة فيعذرون حينما يحكمون بخلافها لكونها لم تبلغهم عن طريق صحيح ثابت، تقوم به الحجة عندهم، فيحكمون بخلافها حسب اجتهادهم لأنهم مجتهدون إن أصابوا فلهم أجران، و إن أخطأوا فلهم أجر.
و أنه كلما رسخ علم الشخص في القرآن، و الحديث، و التفسير، و أعطي حظا من سعة البحث في التحقيق، و التدقيق، و حكمة الاستنباط للمسائل الخفية من مظانها، بحيث يخرجها
من حيز الخفاء و الغموض إلى حيز التجلي و الظهور، بالدليل الواضح، و لم يجمد رأيه
وفهمه على عبارات المتقدمين قبله، فإنه و الحالة هذه، سيجد سعة لعذرنا، و مندوحة عن عذلنا فيما طرقناه من هذه المواضيع التي هي غير معروفة، و لا مألوفة في عرفهم، و يحمل كلامنا على المحمل الحسن اللائق به، فإن الفقيه الحر يجب عليه أن يربط الأصول بعضها ببعض، فيخصص الشيء بالشيء و يقيس النظير بنظيره، و يربط المعنى الغريب بالأصل المأخوذ من قريب، مما يدل على المعنى المراد به.
و قد علمت جهدي في تشخيص هذه القضية، بالأدلة القويمة القوية، و المألوفة المعروفة حيث تقبلها العقول، و يتلقاها العلماء بالقبول، لاعتبار أن باب الاجتهاد في الجزئيات غير مقفول ــ و الله أعلم ــ و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد موسى]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 12:34]ـ
هناك كلام للشيخ ابن عثيمين يقول فيه ان هناك فرقا بينهما وسأبحث عنه
وكذلك للشيخ عمر الاشقر كلام فيه في كتاب الرسل والرسلات يقول ان هناك فرق
وعلى موقع صيد الفوائد كتيب كتب ببحث لا دري من كتبه وسابحث عنه
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:45]ـ
الشيخ ابن العثيمين يقول: ان النبي من اوحي اليه ولم يأمر بتبليغ ما اوحي اليه والرسول من اوحي اليه وامر بتبليغه. وان كان بعض اهل العلم خالف في هذا وذكروا من الفروق ان النبي من لا ياتي بشريعة جديدة وانه يبعث في قوم مسلمين وان الرسول يبعث في قوم كافرين وياتي بشريعة جديدة وايضا قال بعضهم ان النبي لا يعصم من ايدي الناس اي انه يقتل و الرسول يعصمه الله من الناس فلا يقتل وغير ذلك فانا انتظر من الاخوة ان يعملوا بحث في هذا ويفيدوننا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 04:08]ـ
القول بعدم الفرق ضعيف .. فإن قول الله تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي"
إما أن يكون للمغابرة وهو الأصل وإما أن يكون من عطف العام على الخاص أو الخاص على العام .. وهنا يوجد الفرق أيضا
ولا أرى إشكالا في كلام ابن تيمية .. فبنو إسرائيل منهم الكفرة ومنهم المؤمنون ..
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:44]ـ
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/ 714) (فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبيء بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة، فهو نبي))
وقال (2/ 718): (فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)) (الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق، كالعالم، ولهذا قال النبي (ص) ((العلماء ورثة الأنبياء)) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة،
فإن يوسف كان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوارة)
فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل، وأرسلوا إلى بني إسرائيل
وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول
تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
لا إشكال إن شاء الله. فالفرق بيهما - عند شيخ الإسلام - واضح:
"فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه، فهو رسول"
وما دون هذا فهو نبي غير رسول.
ويوسف عليه السلام أرسل إلى كفار مصر. وأما داود وسليمان عليهما السلام، فلم يثبت اختصاصهما بمؤمني بني إسرائيل، بل قد يرسلان إلى كفار فلسطين واليمن. والله أعلم.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 09:11]ـ
أظهر الأقوال في التفريق بين النبي والرسول أن الرسول يبعث بشريعة جديدة والنبي يبعث بشريعة من قبله .. والله أعلم
والذي يرجحه الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول .. والله أعلم
ـ[الغُندر]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 09:13]ـ
لما اعاد البراء رضي الله عنه دعاء النوم فابدل كلمة ونبيك الذي ارسلت بـ ورسولك الذي ارسلت قال النبي صلى الله عليه وسلم:
قل ونبيك الذي ارسلت. اخرجه البخاري , فهذا يدل على التفريق بينهما.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Feb-2009, صباحاً 10:45]ـ
وأما داود وسليمان عليهما السلام، فلم يثبت اختصاصهما بمؤمني بني إسرائيل، بل قد يرسلان إلى كفار فلسطين واليمن. والله أعلم.
أخي الكريم
كل نبي يرسل لقومه فقط إلا نبينا عليه الصلاة والسلام
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 02:47]ـ
أخي الكريم
كل نبي يرسل لقومه فقط إلا نبينا عليه الصلاة والسلام
بارك الله فيكم.
لم نقل أنهما - عليهما السلام - يرسلان إلى الناس كافة، بل إلى قوم دون قوم.
وإنما الذي ندعيه: أن رسالتهما موجهة كذلك إلى الكفار المكذبين.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 05:57]ـ
أين الدليل على أن النبي يُرسل إلى غير قومه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 03:16]ـ
قولك "و قال: (نحن معاشر الأنبياء بنو علات، الدين واحد والشرائع متفرقة) " خطىء، لم يتي الحديث بهذا اللفظ و إنما هو
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ: دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى
فلفظة الشرائع لم أرها في كتب الحديث غير ما ذكره الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية و هو وهم، إلى أن التفسيرها بالشرائع صحيح من وجه أنه جائز النسخ و أن شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا و هذا فيه نظر و ضعيف من وجه لأنه تأويل و هو يحتاج إلى دليل، و أصل حملها على حقيقتها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
أين الدليل على أن النبي يُرسل إلى غير قومه؟
إن أردت بالقوم هنا أبناء القبيلة الواحدة، فقد أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون وليس من قبيلته. وإن أردت بالقوم هنا ما ورد في الحديث، فليس من الأنبياء من أرسل إلى الناس كافة غير نبينا (ص).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 05:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في (شرح العقيدة الطحاوية ج1/ص167):
وقد ذكروا فروقا بين النبي والرسول، وأحسنها:
أن من نبأه الله بخبر السماء إن أمره أن يبلغ غيره فهو نبي رسول، وان لم يأمره أن يبلغ غيره فهو نبي وليس برسول، فالرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها؛ فالنبوة جزء من الرسالة، إذ الرسالة تتناول النبوة وغيرها، بخلاف الرسل؛ فإنهم لا يتناولون الأنبياء وغيرهم، بل الأمر بالعكس، فالرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها.
وقال في (شعب الإيمان ج1/ص150):
والنبوة اسم مشتق من النبأ؛ وهو الخبر، إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص، وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد، فتكون النبوة على هذا الخبر والمعرفة بالمخبرات الموصوفة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر بها، فإن إنضاف إلى هذا التوقيف أمر بتبليغه الناس ودعائهم إليه؛ كان نبيا رسولا. وإن ألقي إليه ليعمل به في خاصته ولم يؤمر بتبليغه والدعاء إليه؛ كان نبيا ولم يكن رسولا. فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقال في (الإعلام بما في دين النصارى ص238):
فإذا تقرر أن حقيقة النبوة ما ذكرناه، وأن فضله الخاص به هو ما تحصل له من الإخبار عن الله؛ فذلك الخبر إن أمر النبي بتبليغه لغيره فذلك النبي هو الذي يقال عليه رسول. والرسالة هو الكلام المبلغ عن الله. فلأجل هذا يصح أن يقال: كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، إذ الرسالة نبوة وزيادة، وهذا بين بنفسه.
وقال في (لسان العرب ج1/ص163):
ومن غير المهموز حديث البراء قلت: ورسولك الذي أرسلت. فرد علي وقال: "ونبيك الذي أرسلت". قال ابن الأثير: إنما رد عليه ليختلف اللفظان ويجمع له الثناء بين معنى النبوة والرسالة، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين وتعظيما للمنة على الوجهين.
والرسول أخص من النبي لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقال في (تفسير ابن كثير ج3/ص494):
مقام الرسالة أخص من مقام النبوة؛ فإن كل رسول نبي ولا ينعكس.
وقال في (فتح الباري ج11/ص112):
قال القرطبي تبعا لغيره: فإن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع؛ فإن النبوة من النبأ وهو الخبر، فالنبي في العرف هو: المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا. وإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول. وعلى هذا فكل رسول نبي بلا عكس، فإن النبي والرسول اشتركا في أمر عام وهو النبأ وافترقا في الرسالة، فإذا قلت: فلان رسول تضمن أنه نبي رسول. وإذا قلت: فلان نبي لم يستلزم أنه رسول. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يجمع بينهما في اللفظ؛ لاجتماعهما فيه، حتى يفهم من كل واحد منهما من حيث النطق ما وضع له، وليخرج عما يكون شبه التكرار في اللفظ من غير فائدة.
وقال في (عمدة القاري ج1/ص14):
(يُتْبَعُ)
(/)
والرسول عرفه كثير منهم: بمن جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. وهذا تعريف غير صحيح، لأنه يلزم على هذا أن يخرج جماعة من الرسل عن كونهم رسلا كآدم ونوح وسليمان عليهم السلام، فإنهم رسل بلا خلاف ولم ينزل عليهم كتاب.
وكذا قال صاحب البداية: الرسول هو النبي الذي معه كتاب كموسى عليه السلام، والنبي هو الذي ينبئ عن الله تعالى وإن لم يكن معه كتاب كيوشع عليه السلام. وتبعه على ذلك الشيخ قوام الدين والشيخ أكمل الدين في شرحيهما.
والتعريف الصحيح: أن الرسول من نزل عليه كتاب، أو أتى إليه ملك. والنبي من يوقفه الله تعالى على الأحكام، أو يتبع رسولا آخر، فكل رسول نبي من غير عكس.
قال: وقد قلنا أن كل رسول نبي من غير عكس، وهو الذي عليه المحققون. ومنهم من لم يفرق بينهما وهو غير صحيح.
وقال في (فتح المغيث ج2/ص300):
وعن البدر بن جماعة: أنه لو قيل بالجواز في إبدال النبي بالرسول خاصة لما بعد، لأن في الرسول معنى زائد على النبي وهو الرسالة، إذ كل رسول نبي ولا عكس. وبيانه: أن النبوة من النبأ وهو الخبر، فالنبي في العرف هو المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا؛ فإن أمر تبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول، وحينئذ فالنبي والرسول اشتركا في أمر عام وهو النبأ، وافترقا في الرسالة. فإذا قلت: فلان رسول، تضمن أنه نبي رسول، وإذا قلت: فلان نبي لم يستلزم أنه رسول، ولكن قد نازع ابن الجزري في قولهم كل رسول نبي؛ حيث قال: هو كلام يطلقه من لا تحقيق عنده، فإن جبريل عليه السلام وغيره من الملائكة المكرمين بالرسالة رسل لا أنبياء.
قلت: ولذا قيد الفرق بين الرسول والنبي بالرسول البشري.
وقال في (الإحكام ج1/ص42):
والنبوة اختصاص الله عز وجل رجلا أو امرأة من الناس بإعلامه بأشياء لم يتعلمها إما بواسطة ملك أو بقوة يضعها في نفسه خارجة عن قوى المخلوقين تعضدها خرق العادات؛ وهو المعجزات، وقد انقطعت بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
والرسالة أن يأمر الله تعالى نبيا بإنذار قوم وقبول عهده. وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
وقد وقعت عبارات كثيرة في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (شرح العقيدة الأصفهانية) مما يدل على التفريق بينهما.
فمن قال: أن شيخ الإسلام يقول بعدم الفرق؛ فقد أبعد النجعة، ولم يقارب الصواب بل جانبه.
ـ[ابو مالك محمد بن احمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 02:07]ـ
بسم الله والحمد لله حق حمده والصلاه والسلام علي نبيه وعبده وآله وصحبه ووفده: أما بعد
فقد قال الشيخ عبد السلام برجس العبد الكريم في كتابه الماتع " المعتقد الصحيح"- طبعه مكتبه الفرقان فهو كتاب انصح به كل طالب علم"قال رحمه الله في صفحه (46): "والفرقُ بين الرسول والنبيَ: أنً النبي هو الذي يُنَبَؤُهُ الله، وهويُنبئُ بما أنبأ الله به. فإن أُرسل مع ذلك إلي من خالف أمر الله ليُبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول.
وأمًا من كان إنمًا يعملُ بالشريعة قبله ولم يُرسل هو إلي أحد يُبلغُه عن الله رساله فهو نبيٌ وليس برسول.
قال مجاهد رحمه الله: ((النَبيُ وحدهُ: الذي يُكلمُ ويُنزلُ عليه ولا يُرسلُ)). وعليه فإن كُلَ رسولٍ نبيُ، وليس كُلُ نبيً رسولاً. انتهي كلامه رحمه الله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 08:53]ـ
الأخ السكران. . ليس الموضوع في كون ابن تيمية يفرق أو لا يفرق، بل ولا في وجه التفرقة عنده. بل الموضوع في مصداقية هذه التفرقة واطرادها.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 11:07]ـ
بارك الله فيكم
لماذا لا يقال بأن الفرق بين النبي والرسول أن الرسول أثقل أو أكبر تكليفا وابتلاءا من النبي .. سواء في نوع وحجم الرسالة التي عليه بلاغها، أو في الفئة التي يبعث من أجل تبليغها؟
الرسول قد يرسل بشريعة جديدة إلى قومه (منتسبين إلى الوحي كانوا - أي على انتساب لرسول سابق، مع غلبة الشرك والتحريف والتبديل - أو كفارا)، وقد يرسل بشريعة رسول سابق عليه إلى قومه، وقد يأتي بشريعة جديدة إلى قومه أو إلى قوم غيرهم، وهذه كلها مراتب ودرجات في معنى (الرسول) .. أعلاها منزلة في تكليف الرسالة ولا شك: الذي بُعث بأعظم الشرائع وأثقلها إلى سائر أهل الأرض جميعا إلى قيام الساعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي قد يأتي في قوم على رسالة رسول سابق ليصلح ما فسد من دينهم وشريعتهم - كأنبياء بني إسرائيل - وينبئهم بمن يبعث من بعده، وقد يبعث في قومه أو في غير قومه لغرض تبليغي أخف مما يبعث بمثله الرسول .. ووجه هذا التفريق ما اتفق عليه أهل العلم من أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، ودل عليه حديث عدد الأنبياء والرسل وغيره مما يدل على التفريق العام بين النبي والرسول.
أما قول من قال من أهل العلم بأن النبي ليس مكلفا بالتبليغ أصلا فهذا - والله أعلم - ليس بوجيه، فهو يحتاج إلى التدليل على أن هناك من سماه النص نبيا ولم يكن مأمورا بالتبليغ .. فهل يمكن إيجاد مثل هذا الدليل؟ فجميع من سماهم النص أنبياء منصوص في قصصهم على أنهم أمروا بالتبليغ! فعلى أي دليل ينبني القول بأن الأنبياء إذا كانوا مأمورين بالتبليغ فإنهم يقال لهم رسل، وإلا فهم أنبياء؟ إن عدم العلم بطبيعة تكليف بعض من قيل بنبوتهم كالخضر عليه السلام، لا يدل على عدم وجود ذلك التكليف!
زد على ذلك أن خلو تكليف بعض الأنبياء من التبليغ تنتفي معه الحكمة من اصطفائهم للوحي أصلا! قد يقال أن تكليف بعضهم قد لا يزيد على أن يكون ممهدا لرسول أو نبي آخر يأتي من بعده، ولكن هذا لا يتصور أن يكون من نبي إلا بتبليغ ودعوة، تلزم من عمله بذلك التكليف .. ثم كيف يُتصور أن يوحي الرب إلى رجل يعيش بين قوم كفار بأن ما هم عليه كفر وضلال، وفيهم أهله وأولو القربة منه في عشيرته، ولا يحرص على نجاتهم في الآخرة مما هم فيه؟ لابد أن يحرص على التبليغ ولو لعشيرته المقربة منه! فإن كان ذلك كذلك، فهل يمنعه الرب منه لأنه لم يكلفه بالتبليغ؟؟؟ يأمره بأن ينجو وحده ويترك أهله يهلكون دون أدنى محاولة لتبليغهم بما فيه نجاتهم؟؟؟ هل يتصور هذا من رب حكيم رحيم؟ قد يقال: نعم لا يمتنع هذا، فقد يعلم الله خيرا في رجل من أهل الفترة ويعلم شرا عظيما في كل من حوله، فيصطفيه لينجيه بالوحي إليه ولا يبتليه بتبليغهم لأنهم لا خير فيهم! فنقول لو كان ذلك كذلك، والرجل فيه خير وقد علم الله أنه إن جاءه الحق فسيؤمن به، فلماذا لا يتركه هو وقومه ليموتوا على الفترة، ثم يبتليهم في عرصات الآخرة كما جاء النص بذلك، فمن كان فيه الخير منهم فإنه ينجو وإلا فيهلك؟ أليس هذا مطردا في سائر أهل الفترة أن فيهم من كان من أهل الخير الكثير، وقد علم الله أنه سينجو في الآخرة ويكون من أهل الجنة، وإن كات على كفر وضلال قومه؟ فما معنى أنه قد يوحي إلى رجل قد علم فيه خيرا وفي قومه شرا فيوحي إليه وحده ولا يأمره بأي قدر من التبليغ؟
هذا مخالف حتى لحكمة الابتلاء في الدنيا، فكيف يوحى إلى رجل بالتبرؤ من الكفار وعبادتهم، من غير أن يظهر عليه في قول أو في عمل شيء من ذلك ولو لأقرب المقربين إليه؟ إلا إن أمره بالهروب إلى الجبال مثلا أو إلى مكان بعيد لا يراه فيه أحد لينقطع لعبادة الله وحده حتى يموت وحيدا منعزلا دون أن يدري بوحوده أحد من الخلق .. فإن قيل هذا محتمل، قلنا فأين حكمة الابتلاء إذا وأين إقامة الحجة على قومه الذين عاش فيهم وخبر كفرهم وضلالهم، أو انحرافهم عن الدين الحق، وكيف يؤمر بألا يحاول - مجرد محاولة - تبليغ المقربين إليه الذين لا يسعه - بالفطرة التي جبل الناس عليها - أن يتركهم على هلكة وهو يعلم؟؟ إلا إن كانوا قد قامت عليهم الحجة من قبل على يد غيره من الأنبياء المبلغين ولكنهم عاندوا واستكبروا، فإن كان كذلك، وإن كان فيه الخير، فبلوغ الحجة إلى المقربين منه وإلى أم قريته التي يعيش فيها يلزم منه قيامها عليه هو أيضا، فإن كان فيه خير فلن يعاند وسيدخل في دين من جاءه من قبل نذيرا وبشيرا .. وسيجعله الرب بذلك من الناجين من عقوبة يرسلها على المكذبين والمعاندين كما هي سنته فيمن عتوا واستكبروا عن قبول دعوة المرسلين قبل النبي الخاتم عليه وعليهم الصلاة والسلام .. فما الحاجة إذا لمخاطبته وحده بالوحي دون أمره بتبليغ من أجل أن ينجو هو، وقد بلغه ما ينجو به بالفعل؟ لا يمكن - بنص القرءان - أن يهلك الله قرية حتى يقيم على جميع من فيها الحجة الظاهرة وحتى يستحق العقوبة كل من كتب عليه العقوبة! وهذا يكون بإرسال نبي أو رسول مبلغ في أمر القرية ليقيم الحجة الرسالية على القوم، فتزول الفترة ويقع الامتحان وتستحق العقوبة ..
فالحاصل والله أعلى وأعلم، أنه لا مدخل لا من جهة النص ولا من جهة النظر في الأصول الشرعية العامة، للقول بأنه قد يوحي الرب إلى نبي ولا يأمره بأي قدر من التبليغ للوحي!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 12:40]ـ
الأخ (أبو الفداء)
لكن أليس كلامك هذا؛ هو المتبادر إلى الأذهان المعروف!!.
فبديهة أخي الكريم الكل يعرف من خلال الوظائف أن الرسول أكبر وأشق وظيفة من النبي. فلذك ما قاله العلماء من التفريق بينهما هو من باب هذه الأفضلية.
وجزاكم الله جميعا خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 02:42]ـ
الأخ (السكران)
قولك
فلذك ما قاله العلماء من التفريق بينهما هو من باب هذه الأفضلية.
أقول ليس في مطلق الأفضلية وثقل المهمة التي يحتملها الرسول مقارنة بالنبي نزاع يذكر، ولكن من ذهب من أهل العلم إلى تخصيص وجه واحد من الوجوه المحتملة لتلك الأفضلية على أنه هو الفرق بين الرسول والنبي دون غيره، فقد أتى بمعنً إضافي في التخصيص يحتاج إلى دليل إضافي، ولهذا ذكرت ما ذكرته من أوجه التفاضل الممكنة بين الرسول والنبي، التي ربما يكون قد تميز بكل منها بعض المرسلين على بعض النبيين، والعلم في ذلك عند رب العالمين.
أما الذين قالوا بأن الفرق بين الرسول والنبي يتلخص في كون النبي لا يبلغ، فقولهم هذا ليس بوجيه في تصوري للأسباب التي ذكرتها في مشاركتي الآنفة، والله تعالى أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 04:46]ـ
الأخ (السكران)
قولك
أقول ليس في مطلق الأفضلية وثقل المهمة التي يحتملها الرسول مقارنة بالنبي نزاع يذكر، ولكن من ذهب من أهل العلم إلى تخصيص وجه واحد من الوجوه المحتملة لتلك الأفضلية على أنه هو الفرق بين الرسول والنبي دون غيره، فقد أتى بمعنً إضافي في التخصيص يحتاج إلى دليل إضافي، ولهذا ذكرت ما ذكرته من أوجه التفاضل الممكنة بين الرسول والنبي، والتي ربما يكون قد تميز بكل منها بعض المرسلين على بعض النبيين، والعلم في ذلك عند رب العالمين.
أما الذين قالوا بأن الفرق بين الرسول والنبي يتلخص في كون النبي لا يبلغ، فقولهم هذا ليس بوجيه في تصوري للأسباب التي ذكرتها في مشاركتي الآنفة، والله تعالى أعلم.
بيض الله وجهك
ـ[أبو مارية البدري]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 04:00]ـ
إخوتي في الله عدرا على المداخلة
ولكن أحببت ان تتضح المسالة عندي وعند غيري
أولا عليكم أن تصبروا أقوال أهل العلم هل هناك من قال بعدم التفريق وما دليلة
ثم ذكر من قال بالتفريق اي بين الرسول والنبي وما دليلة
علما إخوتي في الله أن كثيرا ممن خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المسائل فبعد دراسة المسألة التي خولف فيها وبعض تمحيصها ظهر أن قول شيخ الاسلام ابن تيمية هو الراجح وأنه هو الاقوى والموافق لما كان عليه السلف
فنصيحتي لنفسي ولإخواني أن لا نتسرع في تخطيء شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان بحرا في العلم واجتمع عنده من العلوم مالم تجتمع عندنا فأقواله وتأصيلاته صادرة عن علم وعن خبرة ومازاد من قوة شيخ الاسلام أنه إنتصب مع التعليم إنتصب لرد على المخالفين للسلف في العقيدة والمنهج
فالتفريق الذي ذهب إليه شيخ الاسلام هو ما ذهبت إليه مجدد دعوة التوحيد محمد بن عبد الوهاب وما ذهبت غليه اللجنة الدائمة وعلى رأسها فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله وهو ماذكره الشيخ صالح ءال الشيخ وغيرهم كثير
وفي حد علمي القاصر لم أسمع أحدا من المشايخ المعتبرين في زمننا لم يقل بالتفريق فهم اتفقوا على التفريق
ولكن إختلفوا بما يكون التفريق
والعلم لله
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 03:34]ـ
كل الفروق التي اطلعت عليها في التفريق بين الرسول والنبي وجدت فيها إشكالا فمن كان عنده تفريق لا إشكال فيه فليتحفنا به وجزاه الله خيرا
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 07:05]ـ
كل الفروق التي اطلعت عليها في التفريق بين الرسول والنبي وجدت فيها إشكالا فمن كان عنده تفريق لا إشكال فيه فليتحفنا به وجزاه الله خيرا
أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين.
النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.
وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا، وهي الفطرة أي الدين الخالص.
وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.
وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 10:44]ـ
أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين.
النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.
وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا، وهي الفطرة أي الدين الخالص.
وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.
وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى
جزاك الله خيرا
وهذا أيضا فيه إشكال فهارون رسول مع أنه ليس له شريعة جديدة وإنما كان على شريعة موسى والدليل على أن هارون رسول قوله تعالى:
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [المؤمنون: 45]:
وإسماعيل رسول مع أنه كان على شريعة إبراهيم ولم يأت بشريعة جديدة:
والدليل على أن إسماعيل رسول قوله تعالى:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً [مريم: 54]
وقال شيخ الإسلام في النبوات - (ج 1 / ص 185)
"وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا وقال تعالى انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 11:44]ـ
صحيح مازال الإشكال قائما ... بارك الله فيك
أقول مستعينا بالله تعالى أن الفرق بينهما الجامع المانع إن شاء الله تعالى هو:
الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد إلى قوم كافرين.
النبي: هو من أوحي إليه إلى قوم مؤمنين لتقرير الدين الخالص.
وعليه فكل من الرسول والنبي مأموران بالتبليغ لكن الفرق في أن هذا-أي النبي- جاء ليقرر ما عليه الناس سابقا، وهي الفطرة أي الدين الخالص.
وهذا-أي الرسول- جاء لقوم كافرين ليحيي فيهم تلك الفطرة وبشرع جديد.
وبهذا -أعتقد- لا إشكال بإذن الله تعالى
وماذا لو حذفنا الطرف الأخير الملون أعلاه؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 12:08]ـ
هل تعني أن يصبح هكذا:
الرسول: من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم كافرين به.
والنبي: من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لقوم مؤمنين به.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 12:40]ـ
أحسن الله إليك أخي الساقي. أعدت كتابة الآيتين الكريمتين لأنهما لم تكونا مقروأتين. فإن لم أكن قد وافقت اختيارك في إحداهما فأخبرني لأغيرها.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 02:33]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ما يظهر لي من تعريف ان شاء الله يكون خال من الاشكال
أن الرسول هو ما أتى بشرع جديد وأمر بتبليغه الى قوم مخالفين
والنبي ما أتى بشرع من سبقه وأمر بتبليغه أو لم يؤمر بذلك
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[هبة الله 12]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 05:21]ـ
يوجد كلام للشيخ عبدالله الغنيمان في هذه المسألة في شرحه لكتاب التوحيد، ومتى ما فرغت سآتي به إن شاء الله
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 07:46]ـ
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/ 714) (فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبيء بما أنبأ الله به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه، فهو رسول وأما إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة، فهو نبي))
وقال (2/ 718): (فقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)) (الحج: من الآية52) دليل على أن النبي مرسل، ولا يسمى رسولا عند الإطلاق، لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق، كالعالم، ولهذا قال النبي (ص) ((العلماء ورثة الأنبياء)) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة،
فإن يوسف كان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوارة)
فكلام ابن تيمية أن الرسول يرسل إلى من خالف أمر الله وهم الكفار، وهذا يشكل عليه أن داود وسليمان رسل، وأرسلوا إلى بني إسرائيل
وأيضا قال أنه ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة، بل قد يعمل الرسول بالشريعة السابقة كيوسف وداود وسليمان، إذا ما هو الفرق بين النبي والرسول
تنبيه استدل ابن تيمية على أن داود وسليمان رسل بقوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164)
كون داود وسليمان لم يرسلا إلا إلى قوم مؤمنين الظاهر أنه ليس بصواب فإن سليمان دعا بلقيس وقومها للإسلام " أن لا تعلوا علي وائتوني مسلمين " وقتال داود لأقوام آخرين يشير إلى الدعوة إلى التوحيد.
وكما نبه بعض من علق على الموضوع فموسى دعا فرعون مع كونه ليس من بني إسرائيل فالظاهر أن الدعوة إلى التوحيد لا تقتصر على قوم النبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم لكون الدعوة إلى التوحيد لا تختلف من نبي إلى آخر وإنما الاختلاف في الشرائع.
فلا إشكال في كلام شيخ الإسلام بالنسبة لداود وسليمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الإشكال عندي بالنسبة ليحيى وزكريا فهل نقول هم أنبياء وينتهي الإشكال أم نقول هم رسل وقد رأى الشيخ ابن عثيمين أن كل الأنبياء المذكورين في القرآن رسل فإن قلنا ذلك فهل دعا زكريا ويحيى كفارا فهل كانا مرسلين برسالة لمن يخالفهم؟
حتى ينطبق عليهما التعريف الذي ذكره شيخ الإسلام للرسول.
أم ينطبق عليهما تعريف النبي "إذا كان يعمل بشريعة من قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة، فهو نبي "
الذي يبدو لي أن التعريف الذي ينطبق عليهما هو تعريف النبي وليس الرسول
قال في تفسير البحر المحيط - (ج 1 / ص 388):
"وأجمل الله ذكر الرسل، وفصل ذكر عيسى، لأن من قبله كانوا متبعين شريعة موسى، وأما عيسى فنسخ شرعه كثيراً من شرع موسى" انتهى.
فيحيى وزكريا كانا يسيران على شريعة موسى وكانا مع بني إسرائيل ولم يرد في القرآن في حقهما أنهما أرسلا إلى قوم كافرين.
فيحصل الإشكال في رأي الشيخ ابن عثيمين في أن كل نبي ذكر في القرآن فهو رسول فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وبناء على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول ".
فأرجو ممن عنده حل لهذا الإشكال أن يمدنا بمدده.
مع أنني لم أزل أشعر بأن كل ما قرأته من فروق ذكرت بين النبي والرسول فيها بعض الإشكالات وأود الوصول إلى تفريق لا إشكال فيه بدون نفي الفرق لأن الأدلة على التفريق بين النبي والرسول قائمة.
والقول بأنه لا فرق بينهما يترتب عليه أشكالات كبيرة كالمخالفة لظاهر قوله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " [الحج:52]
مع مخالفة حديث أبي ذر فالشيخ الألباني يقول فيه ما يلي:
السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 167)
2668 - " كان آدم نبيا مكلما، كان بينه و بين نوح عشرة قرون، و كانت الرسل ثلاثمائة
و خمسة عشر ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 358:
أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " (ق 178/ 1): حدثنا عبد
الكريم ابن الهيثم الديرعاقولي: حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع -:
حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني أبو
أمامة: " أن رجلا قال: يا رسول الله! أنبيا كان آدم؟ قال: نعم، مكلم.
قال: كم كان بينه و بين نوح؟ قال: عشرة قرون. قال: يا رسول الله! كم كانت
الرسل؟ قال: ثلاثمائة و خمسة عشر ". قلت: و هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم
ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي، و هو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " (
11/ 78) و كذلك قال ابن حبان في " الثقات " (8/ 423) و اعتمده السمعاني في
" الأنساب "، و الذهبي في " السير " (13/ 335 - 336). و الحديث أخرجه ابن
حبان أيضا في " صحيحه " (2085 - موارد) و ابن منده في " التوحيد " (ق 104 /
2) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (2/ 325 / 2) و الطبراني في "
الأوسط " (1/ 24 / 2/ 398 - بترقيمي) و كذا في " الكبير " (8/ 139 - 140
) و الحاكم (2/ 262) و قال: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي. و
كذا قال ابن عروة الحنبلي في " الكواكب الدراري " (6/ 212 / 1) و قد عزاه
لابن حبان فقط، و قال ابن منده عقبه: " هذا إسناد صحيح على رسم مسلم و
الجماعة إلا البخاري. و روي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن و غيره عن أبي
أمامة و أبي ذر بأسانيد فيها مقال ". قلت: حديث القاسم، يرويه معان بن رفاعة
: حدثني علي بن يزيد عنه عن أبي أمامة مطولا، و فيه: " قال: قلت: يا نبي
الله! فأي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم عليه السلام. قال: قلت: يا نبي
الله! أو نبي كان آدم؟ قال: نعم، نبي مكلم، خلقه الله بيده، ثم نفخ فيه
من روحه، ثم قال له: يا آدم قبلا. قال: قلت: يا رسول الله! كم وفى عدد
الأنبياء؟ قال: مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة و
خمسة عشر، جما غفيرا ". أخرجه أحمد (5/ 265). و علي بن يزيد و هو
الألهاني ضعيف. و معان بن رفاعة لين الحديث كما في " التقريب "، لكن يبدو أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يتفرد به، فقد قال الهيثمي في " المجمع " (1/ 159): " رواه أحمد و
الطبراني في " الكبير "، و مداره على علي بن يزيد و هو ضعيف ". هذا و زاد
الطبراني في حديث الترجمة كما تقدم: " قال: كم كان بين نوح و إبراهيم؟ قال:
عشرة قرون ". و قال الهيثمي (8/ 210): " رواه الطبراني، و رجاله رجال
الصحيح غير أحمد بن خليد، و هو ثقة ". و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي هريرة
مرفوعا بلفظ: " كان بين آدم و نوح عليهما السلام عشرة قرون، و بين نوح و
إبراهيم عشرة قرون، صلى الله عليهما ". أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 437
): حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة مرفوعا به. أورده في ترجمة نصر هذا، و قال: " لا يتابع عليه، و لا
يعرف إلا به ". و قال الذهبي في " الميزان ". " محدث رحال، ذكره ابن حبان في
(الثقات) ". و قال الحافظ في " التقريب ": " لين الحديث ". (تنبيه): (
رحال) بالراء، و وقع في المطبوعتين من " الميزان " (دجال) بالدال. و هو
تصحيف فاحش، و التصحيح من مخطوطة الظاهرية. و أما حديث أبي ذر الذي أشار إليه
ابن منده فله عنه طرق: الأولى: عن عبيد بن الخشخاش عنه قال: أتيت النبي صلى
الله عليه وسلم و هو في المسجد ... الحديث بطوله، و فيه حديث الترجمة، و فيه
أن الرجل السائل هو أبو ذر نفسه. أخرجه الطيالسي في " مسنده " (478): حدثنا
المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش. و من هذا الوجه أخرجه أحمد (
5/ 178 و 179) و ابن سعد في " الطبقات " (1/ 1 / 10 و 26) من طرق أخرى عن
المسعودي به. و قال الهيثمي (1/ 160): " رواه أحمد و البزار و الطبراني في
" الأوسط "، و فيه المسعودي و هو ثقة، و لكنه اختلط ". قلت: و عبيد بن
الخشخاش ضعفه الدارقطني، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " (3/ 170) و
قال: " روى عنه الكوفيون ". قلت: و الراوي عنه هذا أبو عمرو الشامي كما ترى
. الثانية: عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به مطولا جدا، و فيه حديث
الترجمة و زيادة عدد الأنبياء المتقدم في حديث علي بن يزيد. أخرجه ابن حبان في
" صحيحه " (94 - الموارد) و أبو نعيم في " الحلية " (1/ 166 - 168) من
طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني: حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس
الخولاني به. قلت: و إبراهيم هذا متروك متهم بالكذب، لكنه لم يتفرد به، فقد
قال أبو نعيم عقبه: " و رواه المختار بن غسان عن إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس
". قلت: و المختار هذا من رجال ابن ماجه، روى عنه جمع، و لم يذكروا توثيقه
عن أحد، و قال الحافظ: " مقبول ". و شيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة،
و غالب الظن أنه محرف و الصواب (إسماعيل بن مسلم) فقد ذكروه في شيوخه، و هو
العبدي الثقة، و كذلك المختار هو عبدي، فإذا صح الإسناد إليه، فهو حسن لغيره
. و الله أعلم. و تابعه الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن
أبي إدريس الخولاني به. و فيه عدد الأنبياء أيضا. أخرجه ابن جرير في "
التاريخ " (1/ 150). قلت: و هذا إسناد ضعيف، لضعف الماضي بن محمد. و
شيخه أبو سليمان اسمه علي بن سليمان، مجهول. و مثله القاسم بن محمد، و ليس
هو المدني الثقة. فقد قال الحافظ ابن حجر: " أظن أنه شامي ". الثالثة: قال
أبو نعيم: و رواه معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ
عن أبي ذر بطوله. قلت: و ابن أيوب هذا ذكره ابن أبي حاتم (3/ 2 / 196 - 197
) بهذه الرواية، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. و ابن عائذ لم أعرف اسمه
الآن. الرابعة: عن يحيى بن سعيد العبشمي - من بني سعد بن تميم -: حدثنا ابن
جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به. أخرجه أبو نعيم، و البيهقي (9 /
4)، لكن رواه من طريقه الحاكم (2/ 597) فسماه يحيى بن سعيد السعدي البصري
، و سكت عنه، و قال الذهبي: " قلت: السعدي ليس بثقة ". قلت: الذي ليس بثقة
إنما هو يحيى بن سعيد المدني، و هذا بصري فهو غيره، و إليه يميل الحافظ في "
(يُتْبَعُ)
(/)
اللسان "، فراجعه. قلت: و العبشمي هذا لم أعرفه، و لم يورده السمعاني في
هذه النسبة. و جملة القول: إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح
لذاته، و أن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه، و في حديث أبي ذر من ثلاث
طرق، فهو صحيح لغيره، و لعله لذلك لما ذكره ابن كثير في " تاريخه " (1/ 97
) من رواية ابن حبان في " صحيحه " سكت عنه، و لم يتعقبه بشيء، فدل على ثبوته
عنده. و كذلك فعل الحافظ ابن حجر في " الفتح " (6/ 257) و العيني في "
العمدة " (7/ 307)، و غيرهم، و قال المحقق الآلوسي في " تفسيره " (5 /
449): " و زعم ابن الجوزي أنه موضوع، و ليس كذلك. نعم، قيل: في سنده ضعف
جبر بالمتابعة ". و سبقه إلى ذلك و الرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "
تخريج الكشاف " (4/ 114)، و هو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه
مبينا في تخريجنا هذا و الحمد لله. و في عدد الأنبياء أحاديث أخرى، هي في
الجملة متفقة مع الأحاديث المتقدمة على أن عددهم أكثر من عدد الرسل، رويت من
حديث أبي سعيد الخدري، و من حديث أنس بن مالك من طرق عنه، عند أبي يعلى و
الطبراني و الحاكم، لعلنا نتفرغ لتتبعها، و تخريجها في المكان المناسب لها في
فرصة أخرى إن شاء الله تعالى. ثم خرجتها في " الضعيفة " برقم (6090). و
اعلم أن الحديث و ما ذكرنا من الأحاديث الأخرى، مما يدل على المغايرة بين
الرسول و النبي، و ذلك مما دل عليه القرآن أيضا في قوله عز وجل: * (و ما
أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * الآية
. و على ذلك جرى عامة المفسرين، من ابن جرير الطبري الإمام، إلى خاتمة
المحققين الآلوسي، و هو ما جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في غير ما موضع من
فتاويه (المجموع 10/ 290 و 18/ 7) أن كل رسول نبي، و ليس كل نبي رسولا. و
قال القرطبي في " تفسيره " (12/ 80): " قال المهدوي <1>: و هذا هو الصحيح
أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا. و كذا ذكر القاضي عياض في كتاب " الشفا "
، قال: و الصحيح الذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و
احتج بحديث أبي ذر .. ". قلت: و يؤكد المغايرة في الآية ما رواه أبو بكر
الأنباري في كتاب " الرد " له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ: (
و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث). و قال أبو بكر: فهذا حديث
لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن، و المحدث هو الذي يوحى إليه في نومه، لأن رؤيا
الأنبياء وحي. قلت: فإن صح ذلك عن ابن عباس فهو مما يؤكد ما ذكرنا من
المغايرة، و إن كان لا يثبت به قرآن، و يؤيده أن المغايرة هذه رويت عن تلميذه
مجاهد رحمه الله، فقد ذكر السيوطي في " الدر " (4/ 366) برواية ابن المنذر
و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: " النبي وحده الذي يكلم و ينزل عليه، و لا يرسل
". فهذا نص من هذا الإمام في التفسير، يؤيد ما تتابع عليه العلماء من القول
بالمغايرة، الموافق لظاهر القرآن و صريح السنة. و كان الدافع على تحرير هذا
أنني رأيت مجموعة رسائل لأحد فضلاء العصر الحاضر، فيها رسالة بعنوان: " إتحاف
الأحفياء برسالة الأنبياء " ذهب فيها إلى عدم التفريق بين الرسول و النبي. و
بحثه فيها يدل المحقق المطلع على بحوث العلماء و أقوالهم، على أن المؤلف لها
حفظه الله ارتجلها ارتجالا دون أن يتعب نفسه بالبحث عن أقوال العلماء في
المسألة، و إلا فكيف جاز له أن يقول (ج 1/ 429): 1 - " و أسبق من رأينا
تكلم بهذا التفريق هو العلامة ابن كثير ... "! و قد سبقه إلى ذلك مجاهد،
التابعي الجليل (ت 104) و شيخ المفسرين ابن جرير (ت 310) و البغوي (ت 516
) و القرطبي (ت 671) و الزمخشري (ت 538)، و غيرهم ممن أشرت إليهم آنفا.
2 - كيف يقول (ص 431): " إن ابن تيمية لم يذكر التفريق المشار إليه في كتابه
(النبوات) "! و ليس من اللازم أن يذكر المؤلف كل ما يعلمه في الموضوع في
كتاب واحد، فقد ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع من فتاواه، فلو أنه راجع "
مجموع الفتاوى " له لوجد ذلك في (10/ 290 و 18/ 7). و من ذلك تعلم بطلان
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله عقب ذلك: " فهذه الغلطة في التفريق بين الرسول و النبي يظهر أنها إنما
دخلت على الناس من طريق حديث موضوع رواه ابن مردويه عن أبي ذر، و هو حديث طويل
جدا لا يحتمل أبو ذر حفظه مع طوله .. "! أقول: ليس العمدة في التفريق المذكور
على هذا الحديث الطويل الذي زعم أن أبا ذر لا يتحمل حفظه كما شرحت ذلك في هذا
التخريج الفريد في بابه فيما أظن، و تالله إن هذا الزعم لبدعة في علم الجرح و
التعديل ما سبق - و الحمد لله - من أحد إلى مثلها! و إلا لزمه رد أحاديث كثيرة
طويلة صحيحة ثابتة في الصحيحين و غيرهما، كحديث صلح الحديبية، و حديث الدجال
و الجساسة، و حديث عائشة: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع "، و غيرها. و لعله لا
يلتزم ذلك إن شاء الله تعالى و تقليده لابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع
مردود، لأن التقليد ليس بعلم، كما لا يخفى على مثله، ثم لماذا آثر تقليده
على تقليد الذين ردوا عليه حكمه عليه بالوضع؟ كالحافظ العسقلاني و المحقق
الآلوسي و غيرهما ممن سبقت الإشارة إلى كلامهم، لاسيما و هو يعلم تشدد ابن
الجوزي في نقده للأحاديث، كما يعلم إن شاء الله أن نقده لو سلم به، خاص في
بعض طرق الحديث التي خرجتها هنا. و من غرائبه أنه ذكر آية الأمنية: * (و ما
أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى .. ) * و أن الواو تفيد المغايرة
، ثم رد ذلك بقوله: " و الجواب أن مثل هذا يقع كثيرا في القرآن و في السنة
يعطف بالشيء على الشيء، و يراد بالتالي نفس الأول كما في قوله: * (إن
المسلمين و المسلمات، و المؤمنين و المؤمنات) *، فغاير بينهما بحرف العطف، و
معلوم أن المسلمين هم المؤمنون، و المؤمنين هم المسلمون ". فأقول: هذا غير
معلوم، بل العكس هو الصواب، كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه، و
بخاصة منها كتابه " الإيمان "، و لذلك قال في " مختصر الفتاوى المصرية " (ص
586): " الذي عليه جمهور سلف المسلمين: أن كل مؤمن مسلم، و ليس كل مسلم
مؤمنا، فالمؤمن أفضل من المسلم، قال تعالى 49: 14: * (قالت الأعراب آمنا قل
لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا) * ". فالآية كما ترى حجة عليه، و يؤيد ذلك
تمامها: * (القانتين و القانتات ... ) * الآية: فإن من الظاهر بداهة أنه ليس
كل مسلم قانتا! ثم ذكر آية أخرى لا تصلح أيضا دليلا له، و هي قوله تعالى: * (
قل من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال .. ) *، قال: فعطف
بجبريل و ميكال على الملائكة و هما منهم ". أقول: نعم، و لكن هذا ليس من باب
عطف الشيء على الشيء و يراد بالتالي نفس الأول كما هو دعواه، و إنما هذا من
باب عطف الخاص على العام. و هذا مما لا خلاف فيه، و لكنه ليس موضع البحث كما
هو ظاهر للفقيه. نعم إن ما ذهب إليه المومى إليه في الرسالة السابقة من إنكار
ما جاء في بعض كتب الكلام في تعريف النبي أنه من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر
بتبليغه، فهو مما أصاب فيه كبد الحقيقة، و لطالما أنكرناه في مجالسنا و
دروسنا، لأن ذلك يستلزم جواز كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء، بله الأنبياء
، قال تعالى: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما
بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون) *. و لعل المشار
إليه توهم أن هذا المنكر إنما تفرع من القول بالتفريق بين الرسول و النبي،
فبادر إلى إنكار الأصل ليسقط معه الفرع، كما فعل بعض الفرق قديما حين بادروا
إلى إنكار القدر الإلهي إبطالا للجبر، و بعض العلماء في العصر الحاضر إلى
إنكار عقيدة نزول عيسى و خروج المهدي عليهما السلام، إنكارا لتواكل جمهور من
المسلمين عليها. و كل ذلك خطأ، و إن كانوا أرادوا الإصلاح، فإن ذلك لا يكون
و لن يكون بإنكار الحق الذي قامت عليه الأدلة. و لو أن الكاتب المشار إليه
توسع في دراسة هذه المسألة قبل أن يسود رسالته، لوجد فيها أقوالا أخرى
استوعبها العلامة الآلوسي (5/ 449)، و لكان بإمكانه أن يختار منها ما لا
نكارة فيه كمثل قول الزمخشري (3/ 37): " و الفرق بينهما، أن الرسول من
الأنبياء: من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه. و النبي غير الرسول: من
لم ينزل عليه كتاب، و إنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله ". و مثله
قول البيضاوي في " تفسيره " (4/ 57): " الرسول: من بعثه الله بشريعة مجددة
يدعو الناس إليها، و النبي يعمه، و من بعثه لتقرير شرع سابق، كأنبياء بني
إسرائيل الذين كانوا بين موسى و عيسى عليهم السلام، و لذلك شبه النبي صلى الله
عليه وسلم علماء أمته بهم ". يشير إلى حديث " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل
" و لكنه حديث لا أصل له، كما نص على ذلك الحافظ العسقلاني و السخاوي و غيرهما
. ثم إنهم قد أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات يتلخص منها أن الصواب حذف
لفظة " مجددة " منه، و مثله لفظة " الكتاب " في تعريف الزمخشري، لأن إسماعيل
عليه السلام، لم يكن له كتاب و لا شريعة مجددة، بل كان على شريعة إبراهيم
عليهما السلام، و قد وصفه الله عز وجل في القرآن بقوله: * (إنه كان صادق
الوعد و كان رسولا نبيا) *. و يبقى تعريف النبي بمن بعث لتقرير شرع سابق، و
الرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها، سواء كانت جديدة أو متقدمة. و
الله أعلم.
-----------------------------------------------------------
[1] من علماء المغرب، و اسمه محمد بن إبراهيم المهدوي. توفي سنة (595)." انتهى كلام الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 07:58]ـ
أحسن الله إليك أخي الساقي. أعدت كتابة الآيتين الكريمتين لأنهما لم تكونا مقروأتين. فإن لم أكن قد وافقت اختيارك في إحداهما فأخبرني لأغيرها.
جزاك الله خيرا
بالنسبة للآيات الكريمات فكنت قد ذكرت احتجاجا على كون هارون رسولا قوله تعالى: {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك} [طه:47] لأنها نص صريح على ذلك بخلاف الآية التي ذكرتها فإن الإرسال يكون للنبي كما يكون للرسول لقوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} [الحج52] بارك الله فيك.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 04:15]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الاشكال ليس قائما في كون هارون عليه السلام رسول أو نبي فتوجيه ذلك كما بينه الأخ غالب قد ذكره شيخ الاسلام وبينه من كون النبي يرسل ولا يطلق عليه كونه رسولا
الاشكال هو في وجود بعض الرسل لم يأتوا بشرع جديد وهم رسل فيوسف كان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوارة
فكيف الجواب؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 11:25]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل الساقي .. قد قُمت بدمج الموضوعين ها هنا حتى تجتمع المناقشة في مسار واحد.
قولك حفظك الله:
وأما بالنسبة للآيات الكريمات فكنت قد ذكرت احتجاجا على كون هارون رسولا قوله تعالى: {فأتياه فقولا إنا رسولا ربك} [طه:47] لأنها نص صريح على ذلك بخلاف الآية التي ذكرتها فإن الإرسال يكون للنبي كما يكون للرسول لقوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} [الحج52]
ألا ترى معي أن كلامك في كون هارون عليه السلام رسولا وليس نبيا استنادا إلى آية طه، يرد عليه ما قررتَه من أن الإرسال يكون للنبي كذلك - وهو صحيح على اعتبار الإرسال العارض في حق النبي؟ فهو سبحانه يقول لهما ما معناه "إذهبا إليه وقولا أنكما رسولا الرب"، فيوحي بأن المراد أن يُعلماه بأن الرب قد أرسلهما إليه .. فهذه مثلها من هذه الجهة كمثل قوله تعالى في سورة المؤمنون: ((ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ)) ولا فرق، إما أن يحملا جميعا على الإرسال العارض في حق كل من موسى الرسول وهارون النبي إلى فرعون، وإما على أن كلا من موسى وهارون نبيان رسولان على السواء، عليهما الصلاة والسلام .. فلعله بذلك يُنتقض الاستدلال بكلا الآيتين جميعا لورود الاحتمال عليهما، والله أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 03:15]ـ
يقال أرسل الله نبيه فلانا ولا يلزم من ذلك أن يسمى رسولا لأننا لو استلزمنا ذلك سيلزمنا أن نجعل كل نبي رسولا
لأن النبي قد أرسله الله أيضا وإن لم يكن رسولا لقوله تعالى: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي "
وقد دلت الأدلة على الفرق والمراد معرفة معنى الرسول شرعا لا لغة ولا سبيل لنا إلى معرفة كون النبي رسولا أم نبيا فقط إلا من خلال النص أن ينص عليه أنه رسول أو إذا عرفنا تعريف الرسول الراجح نعرف الرسول من النبي فقط من خلال انطباق التعريف عليه. والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 08:29]ـ
يقال أرسل الله نبيه فلانا ولا يلزم من ذلك أن يسمى رسولا لأننا لو استلزمنا ذلك سيلزمنا أن نجعل كل نبي رسولا
أحسن الله إليك، لم أقل ما يلزم منه ذلك. وإنما عندنا صورتان تفهمان من الآيتين:
/// صورة رسول (باصطلاح الشرع) يُرسل إلى ملك من الملوك بآيات من الله (كما أُرسل موسى الرسولُ إلى فرعون)، ونبي يُرسل كذلك (كما أُرسل هارون النبيُ إلى فرعون أيضا، على القول بأنه نبي وليس رسولا باصطلاح الشرع)،
/// وصورة رسولين (باصطلاح الشرع) أرسلهما الله إلى فرعون (على القول بأن هارون رسول باصطلاح الشرع كأخيه موسى عليهما السلام على السواء).
كلا الصورتين محتملتان من الآيتين!
فالاستدلال بهما وحدهما على دخول هارون عليه السلام في المعنى الشرعي للرسول لا تقوم به حجة .. إذ لا زلنا نحتاج إلى دليل خارجي لنعرف هل الإرسال المذكور في حقهما في الآيتين هو الإرسال لغة أم شرعا، والله أعلم.
ولا سبيل لنا إلى معرفة كون النبي رسولا أم نبيا فقط إلا من خلال النص أن ينص عليه أنه رسول أو إذا عرفنا تعريف الرسول الراجح نعرف الرسول من النبي فقط من خلال انطباق التعريف عليه
بارك الله فيك .. هذا هو المطلب هنا، وهو محل النزاع أصلا كما لا يخفاك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 06:37]ـ
فائدة قد تكون نفيسة جدا
أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.
والفرق بينهما:
أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فقد كان يوسف على ملة إبراهيم، وداوود وسليمان كانا على شريعة التوراة وكلهم رسل.
قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله رسولا}.
وقال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان واءاتينا داود زبورا * رسلا قد قصصنا عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}.
وقد يطلق على النبي أنه رسول كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته}، فذكر الله عز وجل أنه يرسل النبي والرسول.
وبيان ذلك: أن الله تعالى إذا أمر النبي بدعوة المؤمنين إلى أمر فهو مرسل من الله إليهم، لكن هذا الإرسال مقيد.
وأما الإرسال المطلق فهو إرسال الرسل إلى عامة الخلق من الكفار والمؤمنين.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:58]ـ
فائدة قد تكون نفيسة جدا
أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.
والفرق بينهما:
أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
هذا هو تعريف شيخ الإسلام الذي ذكرته في أول الموضوع
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:09]ـ
فائدة قد تكون نفيسة جدا
أرجح أقوال العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع:
أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.
والفرق بينهما:
أن النبي من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.
وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فقد كان يوسف على ملة إبراهيم، وداوود وسليمان كانا على شريعة التوراة وكلهم رسل.
قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله رسولا}.
وقال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان واءاتينا داود زبورا * رسلا قد قصصنا عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}.
جزاك الله خيرا
وهل ترى أن زكريا ويحيى من الرسل بناء على قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وبناء على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول ".
فإذا كانا من الرسل فهل ينطبق عليهما الوصف الذي ذكرته.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:25]ـ
بالنسبة لي هم أنبياء، وإطلاق الرسالة عليهم إطلاق مجازي لغوي فقط
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 11:13]ـ
إذا الآن نحن بحاجة للنظر في رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والبحث فيه لنقبله أو نرده على بصيرة فإن كان صحيحا ورد الإشكال على تفريق شيخ الإسلام وإن كان مرجوحا فلا إشكال إلا أن ينازع شخص فيقول كل الأنبياء الذين ذكروا في القرآن بعثوا إلى قوم كفار مخالفين لهم حينئذ يزول التعارض بين رأي الشيخين
وعلى كل وجود مثل هذه الإشكالات مع عدم وضوح الدليل على هذا التفريق سوى الاحتمال لا يحسم هذه المسألة ولا يجعل من يقول بهذا التفريق مطمئنا تماما لصحته.
أقول هذا لكوني في طور بحث هذه المسألة ولم يترجح لدي تفريق مما ذكره العلماء للآن فلعل إخواني يكون لهم لفتات مضيئة نستطيع من خلالها الوصول إلى قول واضح بالدليل
وإلا فيمكن التوقف أو الميل إلى أحد الأقوال بدون تأكيد والله أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 11:42]ـ
أحسن الله إليك، لم أقل ما يلزم منه ذلك. وإنما عندنا صورتان تفهمان من الآيتين:
/// صورة رسول (باصطلاح الشرع) يُرسل إلى ملك من الملوك بآيات من الله (كما أُرسل موسى الرسولُ إلى فرعون)، ونبي يُرسل كذلك (كما أُرسل هارون النبيُ إلى فرعون أيضا، على القول بأنه نبي وليس رسولا باصطلاح الشرع)،
/// وصورة رسولين (باصطلاح الشرع) أرسلهما الله إلى فرعون (على القول بأن هارون رسول باصطلاح الشرع كأخيه موسى عليهما السلام على السواء).
كلا الصورتين محتملتان من الآيتين!
فالاستدلال بهما وحدهما على دخول هارون عليه السلام في المعنى الشرعي للرسول لا تقوم به حجة .. إذ لا زلنا نحتاج إلى دليل خارجي لنعرف هل الإرسال المذكور في حقهما في الآيتين هو الإرسال لغة أم شرعا، والله أعلم.
بارك الله فيك .. هذا هو المطلب هنا، وهو محل النزاع أصلا كما لا يخفاك.
أحسن الله إليك قوله "إنا رسولا ربك " يصعب أن لا يفهم منها أن هارون رسول.
فالظاهر من هذا النص أنه رسول الله بالمعنى الشرعي ولا مانع من الوقوف عند هذا الظاهر ولا دليل على عدم كونه مرادا فلا يحسن تأويله إلى المعنى اللغوي والله أعلم.
جاء في تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 137):
" {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقال في الآية الأخرى: {إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ} [طه:47] أي: كل منا رسول الله إليك،"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:25]ـ
فالظاهر من هذا النص أنه رسول الله بالمعنى الشرعي ولا مانع من الوقوف عند هذا الظاهر ولا دليل على عدم كونه مرادا فلا يحسن تأويله إلى المعنى اللغوي والله أعلمأكرمك الله، بل ظاهرها لا يمنع أن يكون المراد الإرسال اللغوي، ولا يمكن تعيين الوجه المراد إلا بدليل خارجي.
/// ما نقلتَه من كلام ابن كثير رحمه الله في قوله: "أي: كل منا رسول الله إليك"، هذا لا يفهم منه أن ابن كثير حمله على المعنى الشرعي، بل ظاهر كلامه رحمه الله أن المراد هو الإرسال اللغوي بمعنى "أرسلنا الله بآية إليك أنت". وقد قررتَ قبل قليل أنه لا يمتنع أن يكون مثله في حق نبي كما يكون في حق رسول! فقد قلتَ باللفظ:
يقال أرسل الله نبيه فلانا ولا يلزم من ذلك أن يسمى رسولا لأننا لو استلزمنا ذلك سيلزمنا أن نجعل كل نبي رسولا /// فما المانع إذن - على هذا التأصيل الذي تفضلتَ به - من أن يقال في تأويل هذه الآية: أرسل الله رسوله موسى ونبيه هارون (وزيرا له) إلى فرعون، على نفس هذا التوجيه الذي قررتَه؟ ليس في ظاهر الآية ما يمنعه!
/// والذي يمنعه ههنا ويحمل اللفظ على المعنى الشرعي للإرسال، فإنه يعوزه عين الدليل الذي يحتاج إليه القائل بأن النبي لا يرسله الله إلى قوم كفار، ولكنه يُبعث ليدعو قومه الذين هم أتباع رسول سابق عليه، وكل ما كان على نحو هذا القول في التفريق بين النبي والرسول فإنه يفتقر إلى مثل هذا الدليل ولا فرق، والله أعلم.
/// بل لقد ساق ابن كثير هذه الرواية، قال: "وذكر محمد بن إسحاق بن يسار أن موسى وأخاه هارون خرجا فوقفا بباب فرعون يلتمسان الإذن عليه وهما يقولان إنا رسولا رب العالمين فآذنوا بنا هذا الرجل فمكثا فيما بلغني سنتين يغدوان ويروحان لا يعلم بهما ولا يجترئ أحد على أن يخبره بشأنهما حتى دخل عليه بطال له يلاعبه ويضحكه فقال له أيها الملك إن على بابك رجلا يقول قولا عجيبا يزعم أن له إلها غيرك أرسله إليك قال ببابي؟ قال نعم قال أدخلوه فدخل ومعه أخوه هارون .. " إلى آخر الرواية.
قلت: وهذا أظهر على كون المعنى المراد هنا عنده رحمه الله = الإرسال اللغوي، الذي لا يلزم منه أن يكون المرسَلُ رسولا على وجه الاصطلاح الشرعي.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 02:06]ـ
الذي يظهر لي - والله أعلم - أن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)) الآية [غافر: 78]
قول ليس بالوجيه .. فلا يلزم من قوله تعالى ((منهم من قصصنا عليك)) - يريد بذلك الرسل وليس النبيين -، ألا يكون في القرءان قصص لأنبياء من دون الرسل! بل إنه من الواضح أن النبيين المذكورين في القرءان (الذين هم ليسوا برسل) لا تعلق لهم بهذه الآية، إذ هي في الرسل دون غيرهم، وهم طائفة مخصوصة من النببين! ولو كان نص الآية هكذا: "ولقد اصطفينا من قبلك أنبياء منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك" لدخل المرسلون الذين قص الله قصصهم أيضا لزوما على وجه الاستيعاب، إذ كل رسول نبي كما هو معلوم، ولكن العكس لا يصح!
فالحاصل أنه لا يستدل بهذه الآية على أن كل من حكى الله قصصهم في القرءان رسل ولابد، والله أعلى وأعلم. وإلا فهل وقف أحدكم على سلف للشيخ رحمه الله في هذا الاستدلال؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 02:05]ـ
إذا الآن نحن بحاجة للنظر في رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والبحث فيه لنقبله أو نرده على بصيرة فإن كان صحيحا ورد الإشكال على تفريق شيخ الإسلام وإن كان مرجوحا فلا إشكال إلا أن ينازع شخص فيقول كل الأنبياء الذين ذكروا في القرآن بعثوا إلى قوم كفار مخالفين لهم حينئذ يزول التعارض بين رأي الشيخين
وعلى كل وجود مثل هذه الإشكالات مع عدم وضوح الدليل على هذا التفريق سوى الاحتمال لا يحسم هذه المسألة ولا يجعل من يقول بهذا التفريق مطمئنا تماما لصحته.
أقول هذا لكوني في طور بحث هذه المسألة ولم يترجح لدي تفريق مما ذكره العلماء للآن فلعل إخواني يكون لهم لفتات مضيئة نستطيع من خلالها الوصول إلى قول واضح بالدليل
وإلا فيمكن التوقف أو الميل إلى أحد الأقوال بدون تأكيد والله أعلم.
يبقى قول شيخنا رحمه الله تعالى مجرد رأي في تأويل الآية وتفسيرها، لعل غيره على الأقل بالنسبة لي أولى منه.
والله تعالى أعلم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 03:26]ـ
وجدت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يحتج بدليل آخر على أن كل نبي ذكر في القرآن فهو رسول وإليك كلامه في
تفسير القرآن للعثيمين - (ج 5 / ص 347):
"قوله تعالى: {الرسول}؛ «أل» هنا للعهد؛ والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم؛ {الرسول} بمعنى مرسَل؛ و «الرسول» - كما قال العلماء - هو من أوحي إليه بشرع، وأُمِر بتبليغه؛ هذا الذي عليه أكثر أهل العلم؛ و «النبي» هو الذي لم يؤمر بتبليغه ما لم يدل الدليل على أن المراد به الرسول؛ ففي القرآن الكريم كل من وصف بالنبوة فهو رسول؛ لقوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... } [النساء: 163] إلى قوله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [النساء: 165]؛ ولقوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} [غافر: 78] "انتهى كلامه
وهذا مما يجعلنا نحتاج إلى نظر أطول وجهد أكبر لموافقته أو مخالفته وإلا فالتوقف والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 05:29]ـ
قول الشيخ رحمه الله:
«النبي» هو الذي لم يؤمر بتبليغه ما لم يدل الدليل على أن المراد به الرسولفيه قيد في حد النبي لم أره عند أحد غيره، وهو قوله "ما لم يدل الدليل على أن المراد به الرسول" وهو احتراز دقيق ولا شك، ولكن عند التأمل تجد أنه هو نفسه مناط النزاع بين النظار! فمآل هذا الحد بهذا الاحتراز إلى القول بأن النبي في القرءان هو من اصطفاه الله بالوحي ولكن لم يدل الدليل على أنه رسول، وهذا لا يخالف فيه أحد! ولأن الشيخ رحمه الله اختار مذهب الجمهور - وهو مذهب ظاهر الضعف، والله أعلم - جاء توجيهه للتفريق بين النبي والرسول في القرءان من هذا الوجه .. وكلام الشيخ رحمه الله يتركنا في حيرة من أمرنا: إذ أنه إن لم يكن الدليل على التفريق بينهما هو الأمر بالتبليغ من عدمه كما نص عليه الشيخ في الحد الذي ذكره، فما هو الدليل إذن؟ يعني ما الدليل الذي يتطلبه الشيخ لمعرفة ما إذا كان النبي المذكور في القرءان نبيا فقط أم نبيا ورسولا، إن لم يكن هذا الدليل - ولابد - داخلا في حد الرسول عنده، حتى يكون الحد - ومن ثم التفريق بينهما - جامعا مانعا؟ فالحاصل أن هذا الحد - على دقة الاحتراز الذي فيه - ليس جامعا مانعا، والله أعلم.
/// أما قوله تعالى: ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً)) [النساء: 163]
فليس فيه ما يدل على أن كل نبي جاء ذكره في القرءان فهو رسول! بل غاية ما يؤخذ منه فيما يظهر أن نوحا وإبراهيم وسائر المذكورين في الآية بما فيهم المخاطب محمد، عليهم جميعا صلاة الله وسلامه = أنبياء كلهم! وهذا لا مرية فيه ولا يتحصل منه مراد الشيخ!
/// بل لو تأملت لوجدت أن تفريق الرب جل وعلا بين نوح وغيره من الذين سماهم في الآية، وبين "النببين من بعد نوح" يوحي بأن المراد بالنبيين هنا هم سائر من أوحى الله إليهم واصطفاهم للنبوة من البشر، سواء من ذكر قصصهم في القرءان ومن لم يذكر، وسواء منهم من كان رسولا ومن لم يكن، والله أعلم.
/// ولو أننا اعتمدنا على أن قوله تعالى ((رسلا مبشرين ومنذرين)) منسحب على قوله ((والنبيين من بعده)) كما يوحي كلام الشيخ، لسقط التفريق بين النبي والرسول جملة واحدة، ولقلنا بأن كل من بعث الله من النبيين من بعد نوح = رسل (على وجه الاصطلاح الشرعي)، وليس فقط من ذكرهم الله في القرءان .. وهذا لا قائل به!
/// بل إن الآية على توجيه الشيخ لها، يؤخذ منها خلاف مذهب الجمهور، وهو أن النبيين بدخولهم في قوله تعالى ((رسلا مبشرين ومنذرين)) يكونون مأمورين بالبلاغ والبشارة والنذارة كما هو شأن الرسل سواء بسواء!
/// والذي يظهر لي - والله أعلم - أنها مبنية على الآية السابقة عليها في قوله تعالى: ((وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)) [النساء: 164] فقوله ((رسلا مبشرين ومنذرين)) صفة للرسل الذين قصهم الله والذين لم يقصهم، ولا دليل في ذلك كما تقدم على أن النببين في القرءان لا يراد بها إلا الرسل، والله أعلم.(/)
((6)) أصول يلتقي عليها أهل السنة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حدد الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ستة أصول يلتقي عليها أهل السنة، أحببت التذكير بها:
قال: (الأصل الأول: الأسماء والصفات: هم فيه وسط بين الممثلة والمعطلة:الممثلة طائفة تقول: صفات الله تعالى كصفاتنا؛ فوجه الله كوجوهنا، وعينه كأعيننا، ويداه كأيدينا، وما أشبه ذلك، والمعطلة –بالعكس- ينكرون ما وصف الله به نفسه، يقولون: ليس له وجه، ولا يد، ولا عين، ويحرفون الكلم عن مواضعه في هذه الأمور.
الأصل الثاني: القدَر: هم فيه وسط بين الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله ولا اختيار له ولا إرادة، وبين القدرية الذين يقولون: إن الإنسان مستقل بنفسه وليس لله فيه تعلق، يفعل بدون مشيئة من الله وبدون خَلْق. وأهل السنة والجماعة قالوا: إن الإنسان يفعل باختياره وهو مختار مخير، ولكن أي فعل يفعله فهو بمشيئة الله تعالى وخلقه.
الأصل الثالث: أسماء الإيمان والدين: هم وسط فيه بين المعتزلة والخوارج من وجه وبين المرجئة، قالت المعتزلة والخوارج: إن الإنسان إذا فعل كبيرة خرج من الإيمان، ولا يصدق عليه أنه مؤمن أبداً، لكن الخوارج سموه كافراً والمعتزلة قالوا: هو في منزلة بين منزلتين. وقالت المرجئة: الإنسان إذا فعل كبيرة فهو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه مثل إيمان أطوع الناس لله! وقال أهل السنة والجماعة: إذا فعل كبيرة فإنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
الأصل الرابع: الأحكام: هم فيها وسط بين المرجئة والوعيدية، فالإنسان ماذا يكون إذا فعل الكبيرة؟ قالت المعتزلة والخوارج وهم الوعيدية: إنه مخلد في النار مع المنافقين: مع أبي جهل وأبي لهب وغيرهم، وقالت المرجئة: فاعل الكبيرة لا يدخل النار أبداً. وأهل السنة والجماعة قالوا: إنه يستحق العقاب دون الخلود في النار، وقد يغفر الله له.
الأصل الخامس: في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم: هم وسط فيهم بين الرافضة والخوارج، فالرافضة كفروهم أو ضللوهم إلا آل البيت، فإنهم غالوا فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم، فصاروا ضالين في الصحابة من وجهين: من جهة تكفير وتضليل من عدا أهل البيت، ومن جهة الغلو في أهل البيت.
والخوارج وهم النواصب كفروا علي بن أبي طالب وخرجوا عليه وقاتلوه واستحلوا دمه. أما أهل السنة والجماعة فقالوا: الصحابة رضي الله عنهم خير القرون وأفضل الأمة ولهم حقهم الذي يجب علينا، ولآل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين به حق القرابة مع الإيمان والصحبة، إذا كانوا من الصحابة، ولكننا لا نغلوا فيهم كما فعل الرافضة، ولا نقدح فيهم كما فعلت الخوارج، بل نعطيهم حقهم من غير غلو ولا تقصير.
ومن الأصول التي يختلف فيها أهل السنة وأهل البدع: الخروج على الأئمة:أهل السنة والجماعة يقولون: علينا أن نسمع ونطيع لولي الأمر وإن فعل ما فعل من الكبائر والفسق، ما لم يصل إلى حد الكفر البواح، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الخروج على الأئمة إلا بشروط وقال: "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" أربعة شروط:
الأول: أن تروا؛ يعني: بأعينكم، أو تعلموا ذلك علم اليقين، الثاني: أن تكون معصيته كفراً لا فسقاً؛ فلو كان يزني أو يسرق أو يقتل النفس المحرمة بغير حق دون استباحة لذلك، فإنه ليس كافراً؛ بل هو فاسق من ضمن الفاسقين، ولا يحل لنا أن نخرج عليه، الثالث: أن تكون كفراً بواحاً يعني: صريحاً، لا يمكن فيه التأويل، فإن أمكن فيه التأويل، فإننا لا نكفره ولا نخرج عليه. الرابع: أن يكون عندنا فيه من الله برهان، يعني: ليس الكفر الذي رأيناه بواحاً كفراً بقياس أو ما أشبه ذلك؛ ولكن هو كفر حقيقي عندنا فيه من الله برهان؛ أي: دليل واضح من الكتاب والسنة.
هذه أربعة شروط، وهناك شرط خامس يؤخذ من الأدلة الأخرى، وهي أن يكون عندنا قدرة على إزاحة هذا الحاكم الكافر الذي كفر كفراً صريحاً، فإن لم يكن لنا قدرة صار الشر الناتج عن إزالته أكثر مما لو تركناه على حاله، وعلى هذا نحاول بطريقة أو بأخرى الإصلاح ما استطعنا). (لقاء الباب المفتوح، 45/ 108 - 109).
****************
*أشكر جميع الإخوة الذين اهتموا بالسؤال عن حالتي في الفترة الماضية، وأطمئنهم أنني في تحسن - ولله الحمد والمنة - من نزلة البرد الحادة التي أصابتني، سائلا الله أن يشملنا بعافيته وعفوه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:01]ـ
الحمد لله على سلامتك ياشيخ سليمان، والله لقد فرحت عندما رأيتك مشاركتك
نفع الله بك
ـ[المتبحر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:07]ـ
الشيخ الفاضل / سليمان الخراشي وفقه الله.
لا بأس طهور إن شاء الله.
نسأل الله أن يجعل هذا المرض كفارة لذنوبك.
عندي سؤال بارك الله فيك بخصوص هذا الموضوع المهم:
ما هي الأصول التي متى ما توفرت في شخص كان سلفياً من أهل السنة والجماعة؟
وإذا خالف هذه الأصول أو أحدها خرج من أهل السنة والجماعة؟
وهل يكتفى بهذه الأصول؟
أم أن هناك ضوابط أخرى يلزم وجودها - إلى جانب هذه الأصول - ليكون الشخص من أهل السنة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:46]ـ
مرحباً وأهلاً بالشيخ سليمان
حمداً لله على سلامتك، وجعل الله ما أصابك كفارةً ورفعة
حدد الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ستة أصول يلتقي عليها أهل السنة، أحببت التذكير بها:
ذكرَ هذه الأصول شيخ الإسلام ابن تيميَّة في رسالته (العقيدة الواسطية)
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:53]ـ
أهلاً ومرحبا (1000).
عوداً حميدً.
ألبسك الله لباس الصحة والعافية.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 07:28]ـ
الحمدلله على سلامتك يا شيخنا الفاضل ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 09:02]ـ
مرحباً وأهلاً بالشيخ أبي مصعب
الحمدا لله على سلامتك، وجعل الله ما أصابك كفارةً ورفعة
وهذا بداية خير إن شاء الله ونرجو المزيد (من طول الغيبات ... )
ـ[منبع الكلمة]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 09:26]ـ
حمداً لله على سلامتكـ ونسأل الله ان يمن عليك بلباس الصحة والعافية ...
وأفرحتنا بطلتك بهذا الموضوع ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 10:32]ـ
مرحباً وأهلاً بالشيخ أبي مصعب
الحمدا لله على سلامتك، وجعل الله ما أصابك كفارةً ورفعة
وهذا بداية خير إن شاء الله ونرجو المزيد (من طول الغيبات ... )
.....
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 11:14]ـ
الحمد لله على سلامتك
ألبسك الله لباس الصحة والعافية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 11:28]ـ
الشيخ الفاضل / سليمان الخراشي وفقه الله.
لا بأس طهور إن شاء الله.
نسأل الله أن يجعل هذا المرض كفارة لذنوبك.
عندي سؤال بارك الله فيك بخصوص هذا الموضوع المهم:
ما هي الأصول التي متى ما توفرت في شخص كان سلفياً من أهل السنة والجماعة؟
وإذا خالف هذه الأصول أو أحدها خرج من أهل السنة والجماعة؟
وهل يكتفى بهذه الأصول؟
أم أن هناك ضوابط أخرى يلزم وجودها - إلى جانب هذه الأصول - ليكون الشخص من أهل السنة؟
الحمد لله على سلامتك شيخنا الفاضل.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 10:03]ـ
حمداً لله على سلامتكم أيها الشيخ الكريم، وجعل ما أصابكم كفارة ورفعة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 02:30]ـ
المشايخ الفضلاء: عبدالله العلي - المتبحر - الحمادي - آل عامر - تويكس - عبدالرحمن السديس - منبع الكلمة - سلمان أبوزيد - أبوجهاد - زين العابدين الأثري - أبوحماد:
أسأل الله أن يشملني وإياكم بعفوه وعافيته، وأن يثيبكم عن دعواتكم وشعوركم.
---------
الأخ الكريم: المتبحر: الشروط هي ما ذكر في المقال، وموجزها: اتباع الكتاب والسنة بفهم الصحابة (إن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا).
ولكن ينبغي التنبه إلى أن السني قد يزل في آحاد المسائل ويوافق المبتدعة، فمثله لا يُخرج من السنة لأن أصوله وفهمه موافق لهم، لكن يُرد عليه خطؤه وزلته.
وفقكم الله ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 02:48]ـ
الحمدلله على سلامتك شيخنا الفاضل سليمان الخراشي
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 07:19]ـ
حمدًا لله على سلامتك ياأبا مصعب، وعَوْدًا حميدًا
ـ[صالح الثويني]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 05:00]ـ
الشيخ الفاضل:أبا مصعب
جزاك الله خيرا
والحمدلله على سلامتكم.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 06:38]ـ
الحمد لله الذي أقر عيوننا بإطلالتك يا شيخ سليمان
نسأل الله أن يجعل ما أصابك في ميزان حسناتك وأن يغفر لنا ولك
ـ[تامر حفني]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 03:30]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا ورفع قدرك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 06:10]ـ
حمدًا لله على سلامتك ياأبا مصعب، وعَوْدًا حميدًا.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 10:29]ـ
عودة مباركة بإذن الله
ـ[أبو فراس]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 01:53]ـ
الحمدلله على سلامتك شيخنا الفاضل سليمان الخراشي
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 02:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان الخراشي على هذا الموضوع
نسأل الله أن يثبتنا على السنة ويمتنا عليها
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخينا الشيخ الفاضل سليمان الخراشي أبو مصعب
حمدا لله على سلامتك وعودا حميدا جعل الله ما أصابك كفارة وطهور وجمع الله لك ما بين الأجر والعافية
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 06:04]ـ
أحمدُ الله تعالى على تحسّن حالتك ..
كما أسأله تعالى أن يجعل ما ألمّ بك رفعة لك في الدارين ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 01:47]ـ
جزاك الله خير
ولا بأس طهور إن شاء الله
ـ[أبو الدحداح]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 11:48]ـ
سعدنا بعودتك
أسأل الله أن يبارك فيك و في أهلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 08:04]ـ
الحمد لله على سلامتك شيخنا المبارك والله لقد فرحت جدا لما رأيت مشاركتكم وأسأل الله أن يمن عليكم بكامل الشفاء الذي لا يغادر سقما وأن نرى جديد قلمكم المبارك الذي طالما أتحفنا وأمتعنا.(/)
أسلوب النقد بين الدعاة والتعقيب عليه لإبن باز رحمه الله
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 03:42]ـ
أسلوب النقد بين الدعاة والتعقيب عليه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعا من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده. وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد.
وقد شاع في هذا العصر أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين. يفعلون ذلك سرا في مجالسهم. وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة منها:
أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة.
ثانيا: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم. وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعية إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم. ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من أهل البدع والضلال.
ثالثا: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعا: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة، ونشرا وترويجا للأكاذيب والإشاعات الباطلة، وسببا في كثرة الغيبة والنميمة وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامسا: أن كثيرا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها وقد قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا?
والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف: (لا تظن بكلمة
خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا).
سادسا: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن، حرصا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك، ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه. ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا".
فالذي أنصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سببا في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها، وتكلف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو
التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله عز وجل في سورة النساء ?وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا?
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جمعيا ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى، وأن يوفق جميع علماء المسلمين، وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف، وينصر بهم الحق ويخذل، بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
السؤال الأول:
صدر عن سماحتكم بيان قبل أسابيع حول أسلوب النقد بين الدعاة فتأوله بعض الناس بتأويلات مختلفة، فما قول سماحتكم في ذلك؟ - السائل: ع. ف. ع.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن
اهتدى بهداه أما بعد: فهذا البيان الذي أشار إليه السائل أردنا فيه نصيحة إخواني العلماء والدعاة بأن يكون نقدهم لإخوانهم فيما يصدر من مقالات أو ندوات أو محاضرات أن يكون نقدا بناء بعيدا عن التجريح وتسمية الأشخاص؛ لأن هذا قد يسبب شحناء وعداوة بين الجميع.
وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته إذا بلغه عن بعض أصحابه شيء لا يوافق الشرع نبه على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا" ثم يبين الأمر الشرعي عليه الصلاة والسلام
ومن ذلك أنه بلغه أن بعض الناس قال أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال آخر أما أنا فلا أتزوج النساء فخطب الناس صلى الله عليه وسلم وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"
فمقصودي هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أي أن التنبيه يكون بمثل هذا الكلام، بعض الناس قال كذا، وبعض الناس يقول كذا، والمشروع كذا، والواجب كذا فيكون الانتقاد من غير تجريح لأحد معين، ولكن من باب بيان الأمر الشرعي، حتى تبقى المودة والمحبة بين الإخوان وبين الدعاة وبين العلماء.
ولست أقصد بذلك أناسا معينين وإنما قصدت العموم جميع الدعاة والعلماء في الداخل والخارج.
فنصيحتي للجميع أن يكون التخاطب فيما يتعلق بالنصيحة والنقد
من طريق الإبهام لا من طريق التعيين إذ المقصود التنبيه على الخطأ والغلط وما ينبغي من بيان الصواب والحق من دون حاجة إلى تجريح فلان وفلان. وفق الله الجميع.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد
المصدر: موقع سماحة العلامة إبن باز رحمه الله تعالى
المجلد السابع من الفتاوى ص 316
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:47]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين
كان لهذا البيان أثره الإيجابي
جزيت خيراً أبا عبدالرحمن
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 06:14]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:17]ـ
وأنتم جزاكم الله خير أحبتي في الله
ـ[اسامة فتوح]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 03:52]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
أووووف
ـ[أبو مالكـ]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 04:33]ـ
وبسبب أنني أشعر في هذه الفترة بنكسة صحية ابتدأت مقالتي "بأووووف" لكثرة ما أتفتف بها هذه الأيام .. ثلاثة أحرف فهي تعبر عما يختلج في الصدر بأبدع وأجمل الصور البيانية ..
على أية حال لا داعي للشرود, والاستطراد؛ لاعتلال الصحة, ووهن الجسد, وأفول اللسان, وتلاشي الأفكار .. الرقابة التي أنبئت بها قبل بدء فعاليتها في معرض الكتاب المقام بالرياض في الفترة الماضية من إشادة وإطراء.
حيث ألقي على مسمعي أن هناك مجال لأزاحت الستار عن الرقابة في معرض الكتاب هذا وعليه تأمل خيرا أن يخفف "تجريم الحرية" الذي قاسينا منه ما قاسينا .. وأخيرًا سأتمكن من اقتناء الكتب –التي أسعى لها منذ فترة طويلة- دون غلاء أو تهريب وصرف للأموال.
امتطيت صهوة سيارتي كي أنال ما تقت إليه .. لكن!
علتم أن الرقابة التي يعنيها بعض منهم من ضئيلي الدين, والفكر أنها"رقابة على الكتب الإباحية وهذا (منتهين) منه! .. والكتب الثورية التي تثور على كل ما هو دين دون سقف يحجبه ويضبطه".
تساءلت أين العقول الواعية لا المتحجرة على النزوات، والواقفة على الشهوات .. فالرقابة العرفية لدى أخلاء الكتاب, وصادقي الفؤاد, وأهل العقول الداعية إلى الرشاد, والنابذة لكل خطر يجلب لنا الضياع والكساد .. حتى ننفع حاضرنا, ونسهم في بناء حضارة أمتنا.
*أين الكتب السياسية التي تشيد بالإصلاح, وتدعو للفلاح .. المبنية على آراءٍ سديدة, ومعطيات من التراث جليه, ومن الواقع مرضيه؟!
*أين الكتب التي تسهم في بناء الإيمان الخالص والذي يكون في القلوب راكز؟!
*أين دروس الإيمان الناهضة بالجوارح لإتمام مخرجات الدين وإحقاق العدل بين عباد رب العالمين؟!
*أين البنّاء الذي يبني ما انعدم, ويصلح ما انهدم؟!
شاركوني كدري, وخيبة أملي ..
للمعلومة أنا اشتريت صحيح! وبأسعار مخفضة, واستفدت كثيرًا من هذا المعرض لكني ما تعبت من أجله كنت سأجده في كثير من دور ومحلات النشر والتوزيع.(/)
الفَصْلُ في ردِّ الفضل
ـ[صالح السويح]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 12:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في لسان العرب في مادة ’’فَضْل‘‘: " أَفْضَل الرجل على فلان وتَفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه. و الإِفْضال: الإِحسان ". و في القاموس المحيط: " ورجلٌ فَضَّالٌ: كثيرُ الفَضْلِ ".
أردت في موضوعي هذا الإشارة إلى أدب عظيم من آداب الإسلام، بل هو مما تدعوا إليه الفطرة، والنفس السوية.
ألا وهو: رد الفضل والمعرف والإحسان إلى أهله وحفظه لهم. إن هذا الأدب العظيم هو مما تعارف عليه الأولون والآخرون، ولا يكون هذا المبدأ الإسلامي والأدب العظيم عند منْ أغفل التأمل في حقيقة رسالة الإسلام.
إن الوازع الديني، والباعث الأخلاقي المبني على امتثال شرائع الإسلام عندما يضعف عند المسلم فإن كثيرا من المبادئ الأخلاقية ستضعف حينها وهذه علاقة مطردة.
موضوع رد الفضل لأهله، وحفظ المعروف، وصيانة الجميل لمن فعله، موضوع تدعوا الحاجة لطرحه في هذا الزمان، و إن ما ألمسه عند بعض من الناس من غياب هذا الأدب العظيم، نتيجة للعلاقات النفعية التي انتشرت عند بعض الناس، وكما في المثل العامي:
" اقطع لي وامسك لك ".
الله سبحان وتعالى أرشدنا لهذا الأدب العظيم في كتابه، في معرض سياقه لآيات الربوبية التي يسدل بها على توحيد العبادة (الألوهية)، مقرراً أفضاله على الناس لكي يقابلوا هذا التفضٌّل منه سبحانه بحفظ ذلك الفضل والمعروف،ومقالة المُنْعِم بالشكر، وذلك بعبادته وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه، وبالاستقامة على دينه، وتحكيم شرعه.
و الآيات في هذا المجال لا يمكن حصرها في هذا المقام ولكن " حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ".
قال الله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22)} البقرة.
ففي هذه الآية يأمر الله عباده بتوحيده، لأنه: هو الذي خلقهم ورزقهم ولأن من جعل الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل المطر وأخرج به النبات وغيرها من أفعال الربوبية لمستحق لأن يوحَّد في العبادة.ولأن من تفضل بهذه الفضائل دون أحد سواه مستحق لأن يقابل بالشكر على تفضله وذلك بالاستقامة على شرعه.
والله سبحانه وتعالى يذكِّر بني إسرائيل بتفضله عليهم؛ داعياً لهم إلى شكره وذلك بتوحيده والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم شكرا على هذا التفضل والإنعام منه سبحان فقال: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين} 47 البقرة.
ومن أوضح الآيات قوله تعالى: {وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار} 34 إبراهيم
ففيما سبق تقرير من الله لعباده بتفضله عليهم وأنه من الظلم كفران النعمة وجحد الفضل، ومن أعظم كفران النعم أن يُنْعِمَ ويُشكر غيره، ويتفضّل و يُجحد فضله بالتعلق بغيره.
ونقم الله على قوم جحدوا النعم، وكفرو بالمنعِم، وأنكروا الفضل، فقال سبحانه:
{فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون} 49 الزخرف.
{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} 28 إبراهيم
{لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور (15) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل (16) كذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور (17)} سبأ
وغيرها من الآيات التي تبين وتقرر أن جزاء التفضل بالنعم هو شكرها وحفظ حق صاحبها.
والسنة النبوية عظّمت هذا الجانب وهو رد المعروف و الفضل، ومقابلة المحسن بالإحسان.
فقد حثنا الرسول الكريم على رد الجميل والمعروف لأهله في أحاديث وبين لنا ماذا نصنع إذا لم نكن نملك الرد المادي فقال صلى الله عليه وسلم:" ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " أبو داود. وعند الطبراني: " ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى يرى أن قد كافأتموه "
فهذا الحديث يحثنا على رد المعروف وإذا لم نستطع فيكون الرد عن طريق الدعاء لمن أسدى لنا المعروف
وفي الحديث الأخر قال صلى الله عليه وسلم:" من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره "
ويُروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدمت عليه الشيماء، وهي أخته من الرضاعة من حليمة السعدية، وكان لها فضل عليه كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد وذلك أنها أحد حواضنه، بسط لها ردائه إكراما لها وردا لمعروفها.
والقصة المشهور من دفاعه صلًى الله عليه وسلم عن زوجه عائشة رضي الله عنها حمايةً لها من أبيها رضي الله عنه حفظا لمعروفها من خدمته وحفظ سره، مما لا يخفى، ودفاعه صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة عن أبي بكر رضي الله عنه، إنما كان ردا لمعروفه، إذ صدّقه يوم كذبه الناس، وغيرها الكثير.
و كذلك أثر عن السلف الصالح رحمهم الله، الدينونة لأصحاب الفضل والمعروف فقد روي عن أحد السلف: " من علمني حرفاً كنت له عبدا ".
المراد؛ أن من صفات النفس السوية حفظ المعروف ورد الجميل، فما بال أناس قد انتكست فطرهم فأنكروا الجميل، وقابلوا الإحسان بالإساءة؟! فإن من حق صاحب الإحسان والفضل مقابلة إحسانه بإحسان فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! و إن من حقه أن تدعو له بظهر الغيب، وأن تدافع وتذب عن عرضه بالحق والعدل، وأن تذكره بالخير. وإن من حقه أن تستر ما بدر منه من خطأ، وأن لا تتناسى أفضاله.
فكم هو مؤلم أن ينكر الجميل، ويجحد الفضل، ويُستر الحسن و يُظهر القبيح
ولو لم يكن هناك دليلاً على فضيلة رد الفضل والإحسان والمعروف إلا قوله تعالى: {وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} لكفى.
صالح السويح
20/ 2/1428هـ(/)
عرِّف الكفر شرعا؟
ـ[الموحد]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن أعظم ما يجتهد الإنسان في معرفته معرفته ربه ودينه ونبيه
وإن أعظم هذه الأمور خطرا، وأجلها ذكرا، هي مسائل الإيمان والكفر
ولدي هاهنا تساؤلان اثنان:
الأول: تعريف الكفر شرعا؟
الثاني: كيف ينطبق هذا التعريف على نوعي الكفر؟
أتمنى عليكم الاجتهاد في تعليمي، وألا تبخلوا عليَّ بما تجوده فهومكم.
أخوكم الموحد
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 01:28]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أدب رفيع في طرح السؤال
أعجبني
ربنا يوفقك
و سؤالين جيّدين
ـ[الموحد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 02:32]ـ
للرفع
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 03:45]ـ
الكفر فيما أعرف هو:
فعل مايناقض الإيمان
ولأنه من أجل الأمور خطراً
فقد:
1) حذرنا من طرقه وانحرافاته
2) وحذرنا من أن يقول أحدنا لأخيه ياكافر
وعلمنا أصحاب نبينا الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية كيف تورعوا عن هذين الأمرين كلاهما حتى عند فتنة الخوارج الذين أصابوا أموراً شنيعة
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 03:53]ـ
أبحاث مفيدة في هذا الجانب عند شيخ الإسلام ابن تيمية:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1635
وفقكم الله للهدى والرشاد
ـ[الموحد]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 02:40]ـ
الكفر فيما أعرف هو:
فعل مايناقض الإيمان
سؤالي هو كيف ينطبق هذا على نوعي الكفر
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
للرفع من أجل إزالة الإشكال عن أخينا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الموحد]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
للرفع من أجل إزالة الإشكال عن أخينا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رفع الله قدرك، وأعلى منزلتك
بوركت أخي من ناصحٍ وصادقٍ فيما أحسب وأنت أهل
ـ[الموحد]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 02:38]ـ
الكفر فيما أعرف هو:
فعل مايناقض الإيمان
هذا يعني أن تعريف الكفر لابد له من تعرف الإيمان
وهذا هو أحد أوجه السؤال من جهة الضد
فسؤالي التالي ولا تستغرب منه
ما الإيمان شرعاً؟
ننتظر جوابكم وأعتذر عن التأخير
ـ[الموحد]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 04:34]ـ
يرفع
لعل أخينا بروق أندلسية يتكرم ويجيبنا على سؤالنا
ما الإيمان شرعا؟
وعذرا على الانقطاع
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 03:53]ـ
الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. وهذا لا يخفى.
فلعل أخانا الموحد يوضح ما يرمي إليه وفقه الله.
ـ[الموحد]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 11:43]ـ
الأخ الكريم أبو المقداد
ما تفضلت به لا يختلف عليه أهل السنة أنه حق، ولكن ليس هو جوابا لسؤالي
لو كان سؤالي ما محل الإيمان شرعا؟ لقلتُ مثل ما قلتَ
ولكن سؤالي بارك الله فيك ما الإيمان شرعا؟
وأظنك تعلم بأن محل الإيمان ليس هو الإيمان، وإن كان لازما له.
هذا ما بدا لي، فإن كان خطأً فبينه لي رحمني الله وإياك
أخوك الموحد
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 10:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم الموحد وفقني الله وإياك:
هناك من عرف الكفر بالضد وهو المسمى بالتعريف السلبي فقال: (هو عدم الإيمان) كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في أحد تعريفيه والكفوي في الكليات (ص 763) وابن فارس في معجم مقاييس اللغة (5/ 191) وغيرهم.
قال ابن تيمية رحمه الله: (والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك) مجموع الفتاوى (20/ 86) وينظر مجموع الفتاوى (8/ 348)
وقال ايضاً: (الكفر عدم الايمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة .. ) مجموع الفتاوى (12/ 335)
وهنا نقول ما هو الإيمان إذا المراد هنا حتى نعلم الكفر؟ الجواب: عرف الإيمان بالمعنى العام عدة تعريفات منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
- (أنه جميع الطاعات الظاهرة والباطنة والباطنة أعمال القلب وهو تصديق القلب والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات) وهذا تعريف القاضي أبي يعلى: مسائل الإيمان (ص 151) وبنحوه قال قوام السنة في الحجة في بيان المحجة (1/ 403)
- وعرفه السعدي _ رحمه الله _ بقوله (اعتقاد ما جاء به الرسول والتزامه جملة وتفصيلاً) الإرشاد إلى معرفة الأحكام (ص 203، 204)
ويفصلون ذلك اكثر حينما وجد من خالف في هذا المعنى العام من المرجئة وغيرهم فيقولون هو: قول وعمل وتارة يقولون: (قول وعمل ونية) وتارة يقولون: (قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح) وهذا تعريف بحقيقة الإيمان كما نقول الصلاة: (أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم)
والتعريف قد يكون بأجزاء الشيء وأركانه أو بذكر أقسامه على حسب ما يحصل به التمييز بينه وبين غيره.
وهناك من عرف الكفر بغير الضد وهو التعريف الإيجابي ومن ذلك:
1 - تعريف ابن القيم رحمه الله: (الكفر جحد ما علم أن الرسول جاء به سواء كان من المسائل التي تسمونها علمية أو عملية) مختصر الصواعق المرسلة (2/ 421)
2 - تعريف ابن تيمية رحمه الله: (الكفر يكون بتكذيب الرسول (ص) فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه) درء تعارض العقل والنقل (1/ 242)
3 - تعريف ابن حزم رحمه الله قال: (جحد الربوبية وجحد نبوة نبي من الأنبياء صحت نبوته في القرآن أو جحد شيء مما أتى به رسول الله (ص) مما صح عند جاحده بنقل الكافة أو عمل شيء قام البرهان بأن العمل به كفر) الفصل في الملل والنحل (3/ 253) وينظر الإحكام (1/ 45)
4 - وقال السبكي رحمه الله: (جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر وإن لم يك جحداً) فتاوى السبكي (2/ 586)
5 - وقال السعدي رحمه الله في تعريفه: (جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه) الإرشاد إلى معرفة الأحكام (ص 203، 204)
ولعل تعريف ابن حزم والسبكي يكون أجمعها لكونهما أدخلا الكفر العملي وهو داخل عند ابن تيمية وابن القيم لكنهما ذكر أهم الأجزاء.
يبقى سؤال وهو أن هذا يخص الكفر الأكبر فأين الكفر الأصغر؟ والجواب: أن العلماء يذكرون أحيانا في التعريف أهم أجزاء المعرف وهو التعريف بالأخص وأحيانا يعرفون بالتعريف الأعم، وتعريف الشيء بأهم أجزائه وأفراده جرت به العادة إذ يصعب أحيانا تعريف الشيء إذا كان يندرج تحته أقسام مختلفة في حقائقها وأحكامها فهنا يعرف بأهم هذه الأجزاء ولذلك مثلاً القياس يشتمل على قياس صحيح وقياس فاسد وقياس عكس وقياس طرد ومع ذلك اشتهر تعريفه بأنه (إلحاق مثل حكم معلوم في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت) وهذا لا يدخل فيه القياس الفاسد مع أنه قياس ولا يدخل فيه قياس العكس مع أنه قياس ولذلك ذهب بعضهم إلى عدم تعريف القياس لهذا السبب كالجويني لكن الجمهور عرفوه بأهم أجزائه؛ لأن المقصود تصوره وتمييزه عن غيره وأهم أقسامه القياس الصحيح الطردي.
وهكذا هنا لم يدخل الكفر الأصغر لكون الكفر الأكبر هو أهم الأجزاء هذا من وجه ومن وجه آخر هناك فرق بين الاسم المطلق وبين المعنى المطلق للاسم فالكفر المطلق هو الأكبر ومطلق الكفر يدخل فيه الأصغر ونحن هنا نعرفه بالكفر المطلق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته، وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله (ص): " ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة " وبين كفر منكر في الإثبات.
وفرق أيضا بين معنى الاسم المطلق إذا قيل: كافر أو مؤمن وبين المعنى المطلق للاسم في جميع موارده كما في قوله: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " فقوله: يضرب بعضكم بعض تفسير للكفار في هذا الموضع وهؤلاء يسمون كفارا تسمية مقيدة ولا يدخلون في الاسم المطلق إذا قيل كافر أو مؤمن كما أن قوله تعالى: {من ماء دافق} سمى المني ماء تسمية مقيدة ولم يدخل في الاسم المطلق حيث قال: {فلم تجدوا ماء فتيمموا}) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 208 - 209)
ثم ليعلم أن المناطقة المتأخرين اشترطوا في التعريف المساواة بين التعريف والمعرف في الماصدقات بحيث لا يكون أعم ولا أخص ولا مباينا له لكن المتقدمين منهم لم يشترطوا ذلك في كل التعريفات وجوزوا تعريف الشيء بالأعم والأخص والتعريف بالعرض العام كتعريف الإنسان بأنه حيوان ماش فهم اعتبروا التصور في الكنه أو بوجه ما سواء كان يميزه عن جميع ما عداه أو عن بعض ما عداه.
والتعريف بالضد وهو التعريف السلبي جائز وإن كان الأدق أن يكون التعريف إيجابيا ما أمكن.
والمقصود أن الغاية من التعريف تمييز المحدود عن غيره وعليه فهو يشمل الحد المنطقي والرسمي واللفظي.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الحد هو الفصل والتمييز بين المحدود وغيره يفيد ما تفيده الأسماء من التمييز والفصل بين المسمى وبين غيره فهذا لا ريب فى أنه يفيد التمييز فأما تصور حقيقة فلا لكنها قد تفصل ما دل عليه الاسم بالاجمال وليس ذلك من ادراك الحقيقة فى شىء) مجموع الفتاوى (9/ 49) نقض المنطق.
وقد أنكر كثير من الأصوليين والمتكلمين الحد المفهوم عند المناطقة ولذلك قال الباقلاني في تعريف الحد: هو العبارة عن المقصود بما يحصره ويحيط به إحاطة تمنع أن يدخل فيه ما ليس منه وأن يخرج عنه ما هو منه) أي أنه يكون جامعا مانعا يمنع الوالج من الخروج والخارج من الولوج وهذا الضابط أبرد من الثلوج.
قال ابن تيمية: (وكلما تدبر العاقل هذا وعرفه معرفة جيدة تبين له أن الصواب ما عليه نظار المسلمين جماهير العقلاء من أن الحدود بمنزلة الاسماء وهو تفصيل ما دل عليه الاسم بالاجمال وأن المطلوب من الحد هو التمييز بين المحدود وغيره وذلك يكون بالوصف الملازم له طردا وعكسا بحيث يكون الحد جامعا مانعا) الرد على المنطقيين (ص 358 - 359)
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 10:55]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله: (والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك) مجموع الفتاوى (20/ 86) وينظر مجموع الفتاوى (8/ 348)
وقال ايضاً: (الكفر عدم الايمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة .. ) مجموع الفتاوى (12/ 335)
أفهم من هذا أن الجاهل بأمر الدين والرسالات لا يسمى "كافراً"، وعزز فهمي عموم الآيات التي تطلق لفظ الكفر في سياقات الجحد والتكذيب والمعاندة. فما رأيكم؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:13]ـ
قال ابن تيمية: (وكلما تدبر العاقل هذا وعرفه معرفة جيدة تبين له أن الصواب ما عليه نظار المسلمين جماهير العقلاء من أن الحدود بمنزلة الاسماء وهو تفصيل ما دل عليه الاسم بالاجمال وأن المطلوب من الحد هو التمييز بين المحدود وغيره وذلك يكون بالوصف الملازم له طردا وعكسا بحيث يكون الحد جامعا مانعا) الرد على المنطقيين (ص 358 - 359)
والله أعلم
جزاكم الله خيرا. والدليل على صدق هذا أن كل مسمى في الوجود لابد أن يكون بينه وبين مسمى آخر قدر مشترك، قل أو كثُر، إن لم يكن ذلك في الجنس الأقرب فهو (القدر المشترك) لا محالة سيوجد في الجنس الأبعد، والأمثلة تفوق الحصر. ولذلك لا يمكن بأي حال أن يتحقق ضابط الجمع والمنع تحققاً تاماً من كل وجه.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 11:52]ـ
بارك الله فيك.
من أين فهمت هذا؟
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عرف الكفر بعدم الإيمان وعدم الإيمان قد يكون للتكذيب وقد يكون للجحود وقد يكون للجهل.
قال ابن القيم رحمه الله: (قالوا والقلب عليه واجبان لا يصيره مؤمنا الا بهما جميعا واجب المعرفة والعلم وواجب الحب والانقياد والاستسلام فكما لا يكون مؤمنا إذا لم يأت بواجب العلم والاعتقاد لا يكون مؤمنا إذا لم يأت بواجب الحب والانقياد والاستسلام بل إذا ترك هذا الواجب مع علمه ومعرفته به كان اعظم كفرا وابعد عن الايمان من الكافر جهلا فإن الجاهل إذا عرف وعلم فهو قريب إلى الانقياد والاتباع وأما المعاند فلا دواء فيه) مفتاح دار السعادة (1/ 95)
وكفر الجهل داخل في كفر الإنكار والتكذيب فسبب الكفر هو الجهل وهو إنكار في قيامه في القلب أي متعلقه وتكذيب بلسانه ولذلك سماه الحكمي في معارج القبول (2/ 593) كفر جهل وتكذيب.
لكن ينبغي أن يعلم أن الجهل بوجود الله ووحدانيته هو الكفر ويطلق على من اتصف بذلك اسم الكافر.
أما من جحد أمرا معلوما من الدين بالضرورة أو أنكر أمرا يكفر منكره جهلاً لكونه يعيش في مكان تندرس فيه الشريعة فلا يعلم كثيراً مما جاء به الرسول (ص) فهذا يكون الجهل فيه عذراً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (كثير من الناس قد ينشأ فى الأمكنة والأزمنة الذى يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك ومثل هذا لا يكفر ولهذا اتفق الأئمة على ان من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والايمان وكان حديث العهد بالاسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فانه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول ولهذا جاء فى الحديث يأتى على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوما ولا حجا إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقول ادركنا آباءنا وهم يقولون لا إله إلا الله وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا فقال ولا صوم ينجيهم من النار وقد دل على هذا الأصل ما اخرجاه فى الصحيحين عن أبى هريرة ان رسول الله قال: " قال رجل لم يعجل حسنة قط لأهله اذا مات فحرقوه ثم اذروا نصفه فى البر ونصفه فى البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبنه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله له " وفى لفظ آخر " أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال إذا انامت فأحرقونى ثم اسحقونى ثم أذرونى فى البحر فوالله لئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه أحدا قال ففعلوا ذلك به فقال للأرض أد ما اخذت فاذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له بذلك وفى طريق آخر قال الله لكل شىء اخذ منه شيئا أد ما اخذت منه " ... ) مجموع الفتاوى (11/ 407)
وهنا أوضح أمرا وهو أن النطق بالشهادتين يجعل المرء مسلماً في الظاهر وأما شروط كلمة التوحيد من العلم والإخلاص واليقين وغيرها فهذه ترتبط بالحكم الأخروي لا الدنيوي فالإسلام يثبت بالشهادتين وبه يعصم دمه وماله.
فتبين هنا أن الناس في الجهل قسمان:
1 - الجاهل بوحدانية الله ولم ينطق بالشهادتين فهذا يسمى كافراً وهو أحد أنواع الكفر الأكبر.
2 - من نطق بالشهادتين فهو مسلم في الظاهر وتجري عليه أحكام المسلمين فإن أنكر بعد ذلك امرا أو جحده جهلاً لعذر مما سبق وهو مما يكفر منكره وجاحده فهذا لا يكفر.
وهذا الأمر في أحكام الدنيا وهو المسمى بالأسماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:25]ـ
لا تؤاخذني، هذا موضوع مهم وكبير، وسأضع فيه نتيجة تأملي في النصوص الشرعية والتي وجدتها لا تتسق مع بعض تقريرات العلماء. أخي، لو رجعنا للقرآن الكريم من أوله إلى آخره، فإنك لاتجد وصف الكفر إلا لاحقاً بأولئك الذين اختاروا نقيض الإيمان والطاعة، فهو لم يلحقهم إلا بعد البيان أو ظهور كل ما لازمه الطاعة والانقياد، والآيات كلها كذلك، ولا تجد في القرآن آية واحدة تلحق وصف الكفر بمن لم تقم عليه الحجة وكان جاهلاً بأمر الدين والكتب والرسالات. ولذلك سمى الله العرب الذين بُعث فيهم الرسول "أميين" - ولم يقل "هو الذي بعث في الكافرين" - لأنهم جهلة ليسوا بأهل كتاب ولا علم لديهم بالرسالات. أما كلام ابن تيمية وغيره فهو اجتهاد مستفاد وليس نصاً يُحتكم إليه في مواطن النزاع. ولذلك تجد الكفار في القرآن قل ألا يدركهم الوعيد بالعذاب و النار والغضب والطبع على القلوب وغير ذلك إلا وقد اتضح من السياق عنادهم أو جحدهم أو مكابرتهم، المهم أنهم ردوا الحق بعد بيانه وظهوره لهم. فكل كافر في القرآن كذلك مهدد وموعود ومبشر بالعذاب والويل وغير ذلك من أصناف الوعيد. أما من جهل أمر الدين والرسالات فلم يحلقه وعيد، والكفر في القرآن دائماً مقترن بالوعيد، فدل على أن من لم تبلغه الرسالة ولم تقم عليه حجة لا كافر ولا مسلم يوكل أمره إلى الله. تأمل كيف جاء الكفر في هذه الآية: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل). تجد الكفر هنا حاصل بعد البيان وحصول العلم، كذلك تأمل قوله تعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً. أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً. والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيما). تجد ان هنا اختيار وإرادة وردّ للعلم والحق بعد العلم به. أما من يجهل الله والرسالات والرسل ولا يعلم الحق فهو كافر بماذا؟، كذلك تأمل قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثو يغاثو بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)، فهنا حصول الكفر بعد حصول قول الحق. والآيات كثيرة، وإنما أردت أن أبين أن تكفير الجاهل لا يستقيم مع طريقة القرآن. وأما قول بعض العلماء هذا "كفر جهل" فاصطلاح لهم لا يلزم احداً، والمراد التوقف في حال من لم يعلم كفره من إسلامه لجهله بالدين الحق وعدم قيام الحجة عليه، أنا لا اتحدث إلا عن الجاهل الذي لم يجد الحق ويهتد إليه. ولذلك يقول العلماء أهل الفترة ولا يقولون كفار أهل الفترة، لأن الكافر مصيره معروف بالنصوص بسبب أن الكفر وصف زائد يحصل بالاختيار، أما الجهل فلا يقدم ولا يؤخر إذا كان بغير تفريط، ولذلك قال تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم). فهنا ذكر أن الحق بيّن ثم ذكر أن الكفر عمل اختياري إرادي لأنه جاء بصيغة الفعل. والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 01:31]ـ
فالأقسام ثلاثة:
1 - مسلم
2 - كافر
3 - قسم متوقف فيه أمره إلى الله. إلا أن هؤلاء من حيث أعيانهم وأشخاصهم يُعرض عليهم الحق فإن قبلوه فمسلمين وإن ردوه فكفار. ولذلك أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم لجملة المنافقين وصف الإسلام لظاهرهم ولم يجر عليهم احكام الكفار مع علمه بكفرهم الباطن، يصدّق هذا خشيته من ظن الناس أنه يقتّل أصحابه مع أنهم ليسوا أهل لوصف الصحبة، فدل على أن إلحاق وصف الكفر يكون بحسب ما يصدر من أصحابه بعد معرفتهم بما يجب عليهم من الحق. ولذلك قد قضى الله أن مصير الكافرين و المنافقين إلى جهنم: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً)، ولو كان وصف الكفر يتناول كل من عدا المسلم، لدخل في هذا الوعيد من يسمى "الكافر جهلاً" ممن لم تقم عليه الحجة، وهذا بعيد لا يستقيم مع عموم دلائل النصوص.
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 01:29]ـ
ويدل على ما ذكره أخونا عبد الله /
قولُ الله تعالى: ((ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزَّل عليكم من خيرٍ من ربكم)).
أفهم من ذِكر الله سبحانه للتبعيض (مِن) أنّ هناك أهل كتاب ومشركين ليسوا بكافرين.
ولكن يشكل عليّ قوله سبحانه في سورة البينة: ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتى تأتيهم البينة * رسول من الله .. ))
أفهم من الآية أنّ هناك كفراً وقع قبل أن تأتيهم البينة.
فما لديك أخي الحبيب عبد الله لحل الإشكال:)
الرابط في توقيعك لا يعمل لدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:05]ـ
قال البغوي رحمه الله: ((لَمْ يَكُنِ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ?لْكِتَابِ} , وهم اليهود النصارى، {وَ?لْمُشْرِكِينَ}، وهم عبدة الأوثان، {مُنفَكِّينَ} منتهين عن كفرهم وشركهم, وقال أهل اللغة: زائلين منفصلين، يقال: فككت الشيء فانفكَّ أي: انفصل، {حَتَّى? تَأْتِيَهُمُ ?لْبَيِّنَةُ}، لفظه مستقبل ومعناه الماضي, أي: حتى أتتهم, الحجة الواضحة، يعني محمد صلى الله عليه وسلم, أتاهم بالقرآن فبيّنَ لهم ضلالالتهم وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان. فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين، أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة, ثم فسَّر البينة فقال:
{رَسُولٌ مِّنَ ?للَّهِ يَتْلُواْ}، يقرأ، {صُحُفاً}، كتباً، يريد ما يتضمنه الصحف من المكتوب فيها، وهو القرآن؛ لأنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن الكتاب، قوله: {مُّطَهَّرَةً}، من الباطل والكذب والزور.
{فِيهَا}، أي في الصحف، {كُتُبٌ}، يعني الآيات والأحكام المكتوبة فيها، {قَيِّمَةٌ}، عادلة مستقيمة غير ذات عوج.
ثم ذكر من لم يؤمن من أهل الكتاب فقال: {وَمَا تَفَرَّقَ ?لَّذِينَ أُوتواْ ?لْكِتَـ?بَ}، في أمر محمد صلى الله عليه وسلم، {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ?لْبَيِّنَةُ}، أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل. قال المفسرون: لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله، فلما بُعث تفرقوا في أمره واختلفوا، فآمن به بعضهم, وكفر آخرون. وقال بعض أئمة اللغة: معنى قوله " منفكِّين " أي هالكين، من قولهم: انفك صلا المرأة عند الولادة، وهو أن ينفصل فلا يلتئم فتهلك. ومعنى الآية: لم يكونوا هالكين معذبين إلاّ من بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب، والأول أصح.))
وإن رجح البغوي لمعنى الأول فالمعنى الثاني أيضاً له ما يشهد له كقوله تعالى: ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) وقوله ((وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)). وبهذا يكون كفرهم بعد حصول البينة، بدليل أنه قال بعد ذلك في السورة نفسها ((وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة))، قال ابن تيمية (( .. من هؤلاء من جعل تفرقهم إيمان بعضهم وكفر بعض. قال البغوي: ثم ذكر من لم يؤمن من أهل الكتاب فقال {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل. قال المفسرون: لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد حتى بعثه الله. فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا. فآمن به بعضهم وكفر به بعضهم)).
أما الرابط في التوقيع فالموقع تحت الإصلاح. والله يرعاكم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:12]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله
تنظير جميل وكلام ظاهره حسن لكني لن أذكر الأجوبة عنه ولا ما يعارضه حتى لا يطول النقاش وعرض الأدلة ومناقشتها ويكثر الجدل وسأختصر الطريق ونقف في مفترق الطرق فأقول:
لنفرض يا شيخ عبد الله أن شاباً أتاك وقال: يا شيخ عبد الله أنا مسلم وهذه جنازة أبي مات ولم يدخل في الإسلام وكان جاهلاً وهذه أمي أتت معي وهي لم تدخل في الإسلام أيضاً وهي جاهلة وهذا مال أبي فأفتنا يا شيخ عبد الله ما أصنع في جنازة أبي هل أغسله وأكفنه وأصلي عليه وأدفنه في مقابر المسلمين أو ماذا أصنع؟ وهذا المال الإرث لمن هو هل هو لي أو لأمي أو لمن؟
فما هو جوابك؟ هل ستجري عليه أحكام المسلمين؟ أم ستجري عليه أحكام الكفار؟ أم ستضع له أحكاماً خاصة بالمتوقف فيهم؟
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الله
هذا بالنسبة لأهل الكتاب،
فما نقول في المشركين؟
أقصد الموصوفين بالكفر قبل أن ((تأتيهم البينة:رسول من الله)) في آية البينة
حيث أنّ الله سبحانه لم يقل: والمشركون، وإنما ((والمشركين)) لأنه اسم مجرور بـ (مِن) المتعلقة بـ (الذين كفروا)
وأود التنبيه على نقطة وهي أنّ أهل الفترة يُطلق عليهم: مشركون
ولكن هل يُطلق على بعضهم: كافرون.
هذا هو محل استشكالي من الآية الكريمة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:00]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله
تنظير جميل وكلام ظاهره حسن لكني لن أذكر الأجوبة عنه ولا ما يعارضه حتى لا يطول النقاش وعرض الأدلة ومناقشتها ويكثر الجدل وسأختصر الطريق ونقف في مفترق الطرق فأقول:
لنفرض يا شيخ عبد الله أن شاباً أتاك وقال: يا شيخ عبد الله أنا مسلم وهذه جنازة أبي مات ولم يدخل في الإسلام وكان جاهلاً وهذه أمي أتت معي وهي لم تدخل في الإسلام أيضاً وهي جاهلة وهذا مال أبي فأفتنا يا شيخ عبد الله ما أصنع في جنازة أبي هل أغسله وأكفنه وأصلي عليه وأدفنه في مقابر المسلمين أو ماذا أصنع؟ وهذا المال الإرث لمن هو هل هو لي أو لأمي أو لمن؟
فما هو جوابك؟ هل ستجري عليه أحكام المسلمين؟ أم ستجري عليه أحكام الكفار؟ أم ستضع له أحكاماً خاصة بالمتوقف فيهم؟
جزاك الله خيرا. حديثي أيها الفاضل عن الناس في حال الحياة، الحكم عليهم في حال الحياة، هذه من جهة. ومن جهة أخرى كوننا نجري عليهم احكام الكفار ليس لأنهم كفار حقيقة لأنهم كانوا جاهلين، ولذلك فمجرد جريان أحكام الكفار عليهم بعد موتهم لا يعني كفرهم حقيقة على المعنى المستفاد من طريقة القرآن في وصف الكفر وأهله. هذا محور حديثي. وهاك المثال بطريقة أخرى: لو توفي إنسان تعرفه وهو مشرك بالله يعبد الأصنام والأوثان وعرف الإسلام قبل موته و تبين له أنه الحق ولكنك علمت أنه رفضه واستكبر ومات على ذلك، فإضافة إلى جريان أحكام الكفار عليه فإننا نجزم بأنه مات كافراً، ونقول مات الكافر بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 05:39]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الله
هذا بالنسبة لأهل الكتاب،
فما نقول في المشركين؟
أقصد الموصوفين بالكفر قبل أن ((تأتيهم البينة:رسول من الله)) في آية البينة
حيث أنّ الله سبحانه لم يقل: والمشركون، وإنما ((والمشركين)) لأنه اسم مجرور بـ (مِن) المتعلقة بـ (الذين كفروا)
وأود التنبيه على نقطة وهي أنّ أهل الفترة يُطلق عليهم: مشركون
ولكن هل يُطلق على بعضهم: كافرون.
هذا هو محل استشكالي من الآية الكريمة
"من" لها وظائف غير التبعيض، ولا يمكن أن يكون هناك "كفار" - على المعنى الذي بينت سابقا - من المشركين قبل أن تأتيهم البينة، وذلك متوجه لأسباب منها:
1 - أن "من" هنا التنصيص على العموم [وليست للتبعيض]، وهي الزائدة في نحو: {ما جاءنا من بشير}، أو لتوكيد العموم، وهي الزائدة في نحو: ماجاءني من دَيَّارٍ. وشرطٌ لزيادتها تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ (هل) [1] وقد قال تعالى ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)) الآية فهي مسبوقة بنفي كما ترى.
2 - أن هذه الآية مشكلة أصلاً، اختلف المفسرون فيها اختلافاً كثيراً، قال الطاهر ابن عاشور ((استصعب في كلام المفسرين تحصيل المعنى المستفاد من هذه الآيات الأربع من أول هذه السورة تحصيلاً ينتزع من لفظها ونظمها، فذكر الفخر عن الواحدي في «التفسير البسيط» له أنه قال: هذه الآية من أصعب ما في القرآن نظماً وتفسيراً وقد تخبط فيها الكبار من العلماء))، وأنا لا أود أن اجعل هذه الآية المختلف فيها هذا الاختلاف الواسع قاضية على عشرات الآيات الواضحات، مما لم يختلف فيها العلماء كاختلافهم في هذه.
إلا أن ابن عاشور عاد فقال ((إن هذه الآيات وردت مورد إقامة الحجة على الذين لم يؤمنوا من أهل الكتاب وعلى المشركين بأنهم متنصلون من الحق متعللون للإِصرار على الكفر عناداً))، ثم قال: ((فلنسلك بالخَبر مسلك مورد الحجة لا مسلك إفادة النسبَةِ الخبرية فتعين علينا أن نصرف التركيب عن استعمال ظاهره إلى استعمال مجازي على طريقة المجاز المرسل المركب من قَبيل استعمال الخبر في الإِنشاء والاستفهامِ في التوبيخ))، وهذا المسلك يقضي على الإشكال لأنه صرف لظاهر المعنى بأسلوب لغوي اعتادته العرب في خطابها، ومثار إشكالك من تأمل الظاهر والوقوف عنده. والآية مشكلة على كل حال.
====================
[1] مختصر مغني اللبيب، ابن عثيمين.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 07:01]ـ
أخي الكريم عبد الله وفقني الله وإياك
أنت لم تجب على سؤالي حبذا لو أجبت ثم بعد ذلك نتناقش فيما ذكرته أخي الكريم من كونه كفراً حقيقياً أو لا؟ أحب أن أعرف بمَ ستفتي هذا السائل.
وجزاك الله خيراً
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 08:01]ـ
الشيخ أبو حازم
هل أهل الفترة عندك يقال عنهم بأنّهم كفار؟
أرجو الإفادة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 10:41]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم سراج وزادني وإياك علما وعملاً.
ينبغي أن يعلم ان ها هنا مسألتان:
1 - الاسم في الدنيا مثل مسلم ومؤمن وكافر ومنافق.
2 - الحكم في الاخرة هل هو في الجنة أو النار.
وكلاهما الأسماء والأحكام مبني على النصوص الشرعية.
إذا علم هذا فإن من لم تبلغه الرسالة أو أدركه الإسلام وهو شيخ هرم لا يعي أو أطفال المشركين ومجانينهم ومن في حكمهم فهؤلاء على الصحيح من أقوال أهل العلم أنهم يمتحنون في الآخرة ولا يعذبون لعدم قيام الحجة عليهم لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} وقال تعالى: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} فهذا حكمهم في الآخرة.
وهناك من رأى أنهم في النار واختاره النووي في أهل الفترة وحكى بعضهم ذلك إجماعا والصحيح ما سبق والله أعلم
أما في الدنيا فحكمهم حكم الكفار وتجري عليهم أحكام الكفار وهذا هو الثمرة من المسألة وأما تسميتهم بالكفار أو عدمه مع تطبيق هذه الأحكام عليهم فهو خلاف لفظي لا ثمرة له ولا يترتب عليه شيء.
والأصل أن من لم ينطق بالشهادتين فليس بمسلم وليس في الشريعة سوى هذين القسمين مسلم وكافر حتى المنافق الذي هو كافر باطنا هو مسلم ظاهراً وتجري عليه أحكام المسلمين فليس العبرة بالتسمية هو ما يقع حقيقة وفي واقع الأمر وإنما العبرة بما يظهر مما يترتب عليه الأحكام.
وبما أنه لا خلاف بيننا في:
1 - إجراء أحكام الكفار عليهم في الدنيا.
2 - أنهم يمتحنون يوم القيامة.
فالخوض بعد ذلك في المسألة لا ثمرة فيه والأمر فيه يسير فلا مشاحة وإن كنت أقول الصحيح في ذلك ما تقرر عند أهل العلم من التقسيم السابق وأن من لم يكن مسلماً فهو كافر.
ولذلك يقول الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون}
قال البغوي عند تفسير الآية: (لا يعلمون دين الله تعالى وتوحيده فهم محتاجون إلى سماع كلام)
وللفائدة يمكن النظر فيما ذكره ابن القيم _ رحمه الله _ في مدارج السالكين في الطبقة السابعة عشرة. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:05]ـ
جزاك الله خيرا. حديثي أيها الفاضل عن الناس في حال الحياة، الحكم عليهم في حال الحياة، هذه من جهة. ومن جهة أخرى كوننا نجري عليهم احكام الكفار ليس لأنهم كفار حقيقة لأنهم كانوا جاهلين، ولذلك فمجرد جريان أحكام الكفار عليهم بعد موتهم لا يعني كفرهم حقيقة على المعنى المستفاد من طريقة القرآن في وصف الكفر وأهله. هذا محور حديثي. وهاك المثال بطريقة أخرى: لو توفي إنسان تعرفه وهو مشرك بالله يعبد الأصنام والأوثان وعرف الإسلام قبل موته و تبين له أنه الحق ولكنك علمت أنه رفضه واستكبر ومات على ذلك، فإضافة إلى جريان أحكام الكفار عليه فإننا نجزم بأنه مات كافراً، ونقول مات الكافر بالله.
جزاكم الله خيرا، الفتوى المطلوبة مضمنة في الجواب كما ترى، ولي تعليق على ما تلا إن شاء الله، وحبذا لو فندنا الحجج بطريقة القرآن فإني إنما استندت في فهمي للآيات، وأرجو الصواب لي ولكم، ولنقلل من اصطلاحات أهل العلم قدر الإمكان.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيكم أخي عبد الله
لا حاجة إلى أن أدخل في هذا النقاش وتفنيد الحجج وذكر الأدلة كما أشرت أخي الفاضل؛ لأني لا أرى ثمرة أو فائدة لهذا إلا إن كنت ترى أن الخلاف معنوي ويترتب عليه ثمرات فحبذا لو ذكرتها قبل النقاش وإلا فأنا لا أحب البحث فيما لا ثمرة فيه فقضاء الوقت بما هو أنفع من العلوم هو الأولى.
لا سيما وهذه المسألة لم يهتم فيها العلماء والمحققون استقلالاً وإنما يذكر نتف منها عرضاً.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 11:46]ـ
أيها الإخوة، المهم عندي هو حكم الجاهل بأمر الأديان والرسالات في الدنيا، إن حكمنا عليه بالكفر ظاهراً فالحكم عليه بالكفر حقيقة لا يؤيده القرآن. والذي أخالف فيه هو قول بعض العلماء أن هناك كفر يسمى "كفر الجهل". الكفر كفر واحد دلت عليه معاني آيات كثيرة وهو حالة الآدمي بعد جحود الحق، بعد رد البيان، بعد المكابرة والإصرار على الضلال. هذا هو المذكور في القرآن ومنه يستفاد مسمى الكفر واستعمالاته، لا يوجد في القرآن ما يدل على أن هناك كفر ناتج عن الجهل، ولذلك قد يسمي الله الناس قبل ظهور الحق ووصول البيان ضالين وهذا وصف للحال ولكن لا يجعلهم كفاراً إلا بعد أن يرد في السياق ما يفيد ردهم للحق واختيار غيره. كما قال تعالى في سورة الجمعة ((هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين)) فوصفهم بالضلال وهذا صحيح لأنه مجرد وصف للحال القائم ولم يصفهم بأنهم كفار، تتبع مادة "كفر" واستعمالاتها في القرآن تجد اطراد ما ذكرت لك.
تنبيه: لم أضف مشاركتي إلا بعد مشاركتك بثوان، وأما تفنيد الحجج وسوق البراهين فلا حاجة إليه من جهتي كذلك، نزولاً عند رغبتكم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 10:52]ـ
... ومع ذلك إن مال أخي أبو حازم إلى أنه لا حاجة للنقاش في هذا المسألة ونزلت عند رغبته لذلك، فلا أظنه يمانع من فتح باب النقاش مع غيره ممن يريد المشاركة، ورغبة الشيخ أبي حازم محل احترامي.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Aug-2007, صباحاً 11:17]ـ
أعود فأقول، اعتبار ما يسمى بـ "كفر الجهل" من أنواع الكفر محل نظر لاطراد جملة القرآن على خلافه وللتعارض الضمني بين معنى الكفر ومقتضى الجهل. والبحث الآن سيتناول بمشيئة الله هذه المسألة من جهتين:
الأولى: من جهة اللغة، ما الكفر لغةً؟
الثانية: من جهة علم الأصول: الشكر وقبل ذلك المعرفة، هل معرفة (وشكره) الخالق واجبة عقلاً؟
وليعذرني أخي "الموحد" على التشعيب ولا يؤاخذني.
... وتفصيل ما ذكرت سيأتي إن شاء الله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 07:36]ـ
فائدة عارضة قبل استكمال النقاش: قال ابن عبد البر رحمه الله (التمهيد: 18/ 42): " من جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لم يكن بجهل البعض كافرا لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين".
ـ[هالة]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 07:47]ـ
أخي هناك جهل ناتج عن الهوى
و هناك جهل معذور فيه صحابه
فمن بلغته الحجّة بكون فعل ما كفر و كان قادرا على فهم هذه الحجّة ثم أعرض عن العلم بها عن هوى و من غير عذر فهذا لا يعذر و يطلق عليه إسم الكفر إن وقع في هذا الكفر عن هوى و من غير عذر
و الجاهل عن هوى هو معاند فكفر الجهل موجود
و لكن من كان معذورا في جهله و ليس أصله الإسلام و يقع في الكفر الأكبر هل يسمى كافرا أم يكتفى بوصفه بأنّه ليس بمسلم أو بوصفه بأنّه مشرك دون التعدي إلى وصفه بأنّه كافر؟ نرجو كلام للعلماء في هذا الأمر مع أدلتهم
مثلا الشيخ عبد اللطيف يقول: (والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها). دعاوى المناوئين.
فهل الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفر من ذكر في سؤالي؟
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التاسعة من الرسائل الشخصية
(ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه؛ وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين)
فهل يفهم من كلام الشيخ هذا بأنّه لا يكفر عبدة الأوثان إذا لم يعلم أنّها دين المشركين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Aug-2007, مساء 08:21]ـ
جزاك الله خيرا، ليس المراد هذا النوع من الجهل، هو معروف وجاء في القرآن كما في قوله تعالى ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً))
قال مجاهدٌ: كُلَّ عامل بمعصية الله فهو جاهل حين عملها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: مِنْ جهالته عمل السوء.
وهذا هو الجهل بمغبة فعله وعظمة خالقه مع أنه قد يكون عالماً بحرمة فعلته عامداً لما أقدم عليه، وهذا يبين الفرق بين الجهل بالحكم من أصله والجهل بعاقبة ونتيجة اقتراف الفعل المحكوم عليه مع علمه بحكمه، فالأول معذور، ولذلك قال بعض الفقهاء لا رجم على من جهل حكم الزنا، ولكن لا يعذر لو علم حكمه ولكن جهل عقوبته.
وحديثي هو عمن لا يعلم شيئاً، الجاهل بأمور الدين والرسالات ممن لم تبلغه أو تقم عليه الحجة، أما جهل الهوى فهو حاصل مع البيان ومعرفة الحق، وهذا ليس بمقصود هنا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 11:36]ـ
جزاك الله خيرا، ليس المراد هذا النوع من الجهل، هو معروف وجاء في القرآن كما في قوله تعالى ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً))
قال مجاهدٌ: كُلَّ عامل بمعصية الله فهو جاهل حين عملها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: مِنْ جهالته عمل السوء.
وهذا هو الجهل بمغبة فعله وعظمة خالقه مع أنه قد يكون عالماً بحرمة فعلته عامداً لما أقدم عليه، وهذا يبين الفرق بين الجهل بالحكم من أصله والجهل بعاقبة ونتيجة اقتراف الفعل المحكوم عليه مع علمه بحكمه، فالأول معذور، ولذلك قال بعض الفقهاء لا رجم على من جهل حكم الزنا، ولكن لا يعذر لو علم حكمه ولكن جهل عقوبته.
وحديثي هو عمن لا يعلم شيئاً، الجاهل بأمور الدين والرسالات ممن لم تبلغه أو تقم عليه الحجة، أما جهل الهوى فهو حاصل مع البيان ومعرفة الحق، وهذا ليس بمقصود هنا.
الأخ عبد الله
إن عنى أهل العلم بكفر الجهل الإعراض أو الجهل الذي شرحته مما هو ليس بمقصودك فعلام المخالفة وفقك الله؟
فالإعراض يؤدي إلى الجهل والهوى سببه الجهل ولا مشاحة إن سمي كفر الجهل.
وأما الجهل البسيط فهو متفق على عذر صاحبه لوجود النص بذلك في قوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} والله اعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 01:19]ـ
أحسنت، والاعتراض فقط على ما اصطلح عليه بعضهم من أن هناك كفر جهل (يريدون البسيط). فكيف يكفر من لم يعاند ويعرض ولم يعلم شيئا.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 03:45]ـ
أحسنت، والاعتراض فقط على ما اصطلح عليه بعضهم من أن هناك كفر جهل (يريدون البسيط). فكيف يكفر من لم يعاند ويعرض ولم يعلم شيئا.
هل هناك من قال بهذا؟
الرجاء الإفادة إن اطلعت على شيء من هذا
دمت بخير
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
أخي الحبيب، هذا مقتضى إطلاقهم بقولهم: كفر جهل.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 03:28]ـ
الأخ عبد الله الشهري
و ما تعليقك على من يستدل بهذه الآية: "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتى تأتيهم البينة " على أنّ الواقع في الكفر الأكبر يطلق عليه بأنّه كافر حتى و إن لم تأتيه البيّنة؟
ثم على قولك فلو فرض أنّ نصراني بعد بعثة النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم لم تقم عليه الحجّة و جهل رسالة محمّد صلى الله عليه و سلّم فلا يصح تكفيره و هذا يناقض كلام ابن حزم التالي: " واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً "
فأرجو التوضيح؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 09:39]ـ
و ما تعليقك على من يستدل بهذه الآية: "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتى تأتيهم البينة " على أنّ الواقع في الكفر الأكبر يطلق عليه بأنّه كافر حتى و إن لم تأتيه البيّنة؟
لا أوافق من يستدل بها لأنه سيجد في غير هذا الموضع من القرآن ما هو أصرح في تقرير ما ذهبت إليه، وراجع تعليقي على هذه الآية في مشاركة سابقة.
ثم على قولك فلو فرض أنّ نصراني بعد بعثة النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم لم تقم عليه الحجّة و جهل رسالة محمّد صلى الله عليه و سلّم فلا يصح تكفيره و هذا يناقض كلام ابن حزم التالي: " واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً "
فأرجو التوضيح؟
كلام ابن حزم يستدل له لا به، واستبعد أن يكون إجماعاً [1] يضاد المعنى الذي أردته و أشرت إليه، وسبق أن ابن عبدالبر، وهوعندي أوثق في نقل مذاهب العلماء من ابن حزم، قال (( ... لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين)).
======================
[1] ابن حزم عليه تعقبات كثيرة في نقله للإجماعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هالة]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 11:14]ـ
الأخ عبد الله الشهري و لإرتباط ما تفضلت به بما سأله الأخ موحد فأقول:
قال ابن تيمية رحمه الله معرفا الكفر: (والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك)
ففي تعريف ابن تيمية هنا يكفر من لم يؤمن لجهله بل و يدّعي ابن تيمية هنا الإجماع على هذا التعريف، فكيف نتعامل مع دعوى الإجماع هذه من ابن تيمية؟ يعني ما نوع الإجماع الذي ادعاه هنا ابن تيمية أهو إجماع حقيقي لا يشترط فيه أن نجد نص من الكتاب أو السّنة لكي نعمل به، أو هو بمعنى عدم العلم بالمخالف بالنسبة لابن تيمية مما يستدعي أن نجد له دليل من الكتاب و السّنة لكي نعمل بما ادعاه هذا العالم؟ و بالتالي فهل دعوى للإجماع هذه يستدل لها لا يستدل بها أم يجب قبول ما ادعاه ابن تيمية و هل هذه الدعوى دليل في حد ذاتها؟
ـ[هالة]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله
تنظير جميل وكلام ظاهره حسن لكني لن أذكر الأجوبة عنه ولا ما يعارضه حتى لا يطول النقاش وعرض الأدلة ومناقشتها ويكثر الجدل وسأختصر الطريق ونقف في مفترق الطرق فأقول:
لنفرض يا شيخ عبد الله أن شاباً أتاك وقال: يا شيخ عبد الله أنا مسلم وهذه جنازة أبي مات ولم يدخل في الإسلام وكان جاهلاً وهذه أمي أتت معي وهي لم تدخل في الإسلام أيضاً وهي جاهلة وهذا مال أبي فأفتنا يا شيخ عبد الله ما أصنع في جنازة أبي هل أغسله وأكفنه وأصلي عليه وأدفنه في مقابر المسلمين أو ماذا أصنع؟ وهذا المال الإرث لمن هو هل هو لي أو لأمي أو لمن؟
فما هو جوابك؟ هل ستجري عليه أحكام المسلمين؟ أم ستجري عليه أحكام الكفار؟ أم ستضع له أحكاماً خاصة بالمتوقف فيهم؟
الشيخ أبو حازم هذا الذي تسأل عنه بما أنّه ليس بمسلم فلا تجرى عليه أحكام المسلمين بالإجماع و لكن هذا لا يعني بالضرورة بأنّه ستجرى عليه أحكام الكفار الواقعين في كفرهم عن علم و قصد و من غير عذر كمسألة حرمة الترحم عليهم و الإستغفار لهم
لا حاجة إلى أن أدخل في هذا النقاش وتفنيد الحجج وذكر الأدلة كما أشرت أخي الفاضل؛ لأني لا أرى ثمرة أو فائدة لهذا إلا إن كنت ترى أن الخلاف معنوي ويترتب عليه ثمرات فحبذا لو ذكرتها
الشيخ الفاضل أبو حازم بل يوجد ثمرة لهذا الخلاف و هو خلاف معنوي
و من ذلك هل يترحم على غير المسلم إن مات؟
فمعلوم بأنّه لا يجوز الترحم على الكافر الذي أقيمت عليه الحجّة إن مات و هذا من بين أحكام الكفار التي تجرى على من مات كافرا
و لكن هل يجوز الترحم على غير المسلم إن مات قبل قيام الحجّة عليه؟ مثلا هل يجوز الترحم على أهل الفترة
فيا حبذا يا شيخ أن تواصل النقاش إذ الخلاف معنوي و له ثمرة
وفقك الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 04:05]ـ
لا أوافق من يستدل بها لأنه سيجد في غير هذا الموضع من القرآن ما هو أصرح في تقرير ما ذهبت إليه، وراجع تعليقي على هذه الآية في مشاركة سابقة.
هل يمكن أن تذكر المواضع التي تقرر ما ذكرت مع وجه الدلالة منها؟
كلام ابن حزم يستدل له لا به، واستبعد أن يكون إجماعاً [1] يضاد المعنى الذي أردته و أشرت إليه، وسبق أن ابن عبدالبر، وهوعندي أوثق في نقل مذاهب العلماء من ابن حزم، قال (( ... لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين)).
======================
[1] ابن حزم عليه تعقبات كثيرة في نقله للإجماعات.
لا شك أنّ ابن حزم معاصر لابن عبد البر؛ فقد كانت وفاة الحافظ أبي عمر بن عبد البر أول ربيع الآخر 463 هـ، و قد كانت وفاة ابن حزم في قرية «لبلة» غربي الأندلس في 28 شعبان 456هـ. مما قد يشوش على كلام ابن حزم و ليس كلام ابن حزم بأولى بالقبول من كلام ابن عبد البر و من علم حجّة على من لم يعلم. فجزاك الله خيرا أيّها الأخ الفاضل عبد الله الشهري على التوضيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل و في كلام ابن عبد البر ما قد يشوش على دعوى الإجماع من طرف ابن تيمية على هذا التعريف للكفر: (والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك) و ليس كلام ابن تيمية في دعوى الإتفاق بأولى في القبول من كلام ابن عبد البر و من علّم حجّة على من لم يعلم و لعل في هذا توجيه عن ما سألته الأخت هالة.
و بالتالي فمن لازم كلام العلماء فلا يمكن أن يكون مؤدى جميع كلام العلماء حول الكفر الأكبر إلى تعريفه بعدم الإيمان حتى و إن كان عن جهل بالإيمان و التوحيد لكون الرسالة لم تبلغه و الله أعلم.
بارك الله فيك أخي الكريم سراج وزادني وإياك علما وعملاً.
ينبغي أن يعلم ان ها هنا مسألتان:
1 - الاسم في الدنيا مثل مسلم ومؤمن وكافر ومنافق.
2 - الحكم في الاخرة هل هو في الجنة أو النار.
وكلاهما الأسماء والأحكام مبني على النصوص الشرعية.
إذا علم هذا فإن من لم تبلغه الرسالة أو أدركه الإسلام وهو شيخ هرم لا يعي أو أطفال المشركين ومجانينهم ومن في حكمهم فهؤلاء على الصحيح من أقوال أهل العلم أنهم يمتحنون في الآخرة ولا يعذبون لعدم قيام الحجة عليهم لقوله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً وقال تعالى: رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فهذا حكمهم في الآخرة.
وهناك من رأى أنهم في النار واختاره النووي في أهل الفترة وحكى بعضهم ذلك إجماعا والصحيح ما سبق والله أعلم
أما في الدنيا فحكمهم حكم الكفار وتجري عليهم أحكام الكفار وهذا هو الثمرة من المسألة وأما تسميتهم بالكفار أو عدمه مع تطبيق هذه الأحكام عليهم فهو خلاف لفظي لا ثمرة له ولا يترتب عليه شيء.
والأصل أن من لم ينطق بالشهادتين فليس بمسلم وليس في الشريعة سوى هذين القسمين مسلم وكافر حتى المنافق الذي هو كافر باطنا هو مسلم ظاهراً وتجري عليه أحكام المسلمين فليس العبرة بالتسمية هو ما يقع حقيقة وفي واقع الأمر وإنما العبرة بما يظهر مما يترتب عليه الأحكام.
وبما أنه لا خلاف بيننا في:
1 - إجراء أحكام الكفار عليهم في الدنيا.
2 - أنهم يمتحنون يوم القيامة.
فالخوض بعد ذلك في المسألة لا ثمرة فيه والأمر فيه يسير فلا مشاحة وإن كنت أقول الصحيح في ذلك ما تقرر عند أهل العلم من التقسيم السابق وأن من لم يكن مسلماً فهو كافر.
ولذلك يقول الله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون
قال البغوي عند تفسير الآية: (لا يعلمون دين الله تعالى وتوحيده فهم محتاجون إلى سماع كلام)
وللفائدة يمكن النظر فيما ذكره ابن القيم _ رحمه الله _ في مدارج السالكين في الطبقة السابعة عشرة. والله أعلم
الأخ أبو حازم الكاتب و فيك بارك الله، في الحقيقة لا أعلم من نصوص الكتاب و السّنة ما يدل على أنّه يصلح تسمية أهل الفترة بأنّهم كفار فهذا هو سبب سؤالي لك هذا السؤال: "هل أهل الفترة عندك يقال عنهم بأنّهم كفار؟ " فهل لديك أدلة من الكتاب و السنة على جواز تسمية أهل الفترة بذلك؟
فالأقسام ثلاثة:
1 - مسلم
2 - كافر
3 - قسم متوقف فيه أمره إلى الله. إلا أن هؤلاء من حيث أعيانهم وأشخاصهم يُعرض عليهم الحق فإن قبلوه فمسلمين وإن ردوه فكفار. ولذلك أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم لجملة المنافقين وصف الإسلام لظاهرهم ولم يجر عليهم احكام الكفار مع علمه بكفرهم الباطن، يصدّق هذا خشيته من ظن الناس أنه يقتّل أصحابه مع أنهم ليسوا أهل لوصف الصحبة، فدل على أن إلحاق وصف الكفر يكون بحسب ما يصدر من أصحابه بعد معرفتهم بما يجب عليهم من الحق. ولذلك قد قضى الله أن مصير الكافرين و المنافقين إلى جهنم: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً)، ولو كان وصف الكفر يتناول كل من عدا المسلم، لدخل في هذا الوعيد من يسمى "الكافر جهلاً" ممن لم تقم عليه الحجة، وهذا بعيد لا يستقيم مع عموم دلائل النصوص.
أخي عبدالله الشهري ذكرك للمنافقين في القسم الثالث لا يصلح دليلا على ما ذكرت أو مثالا في هذا القسم، فالمنافقين ليس متوقف فيهم فهم في أحكام الدنيا يعاملون معاملة المسلمين ما لم يظهر نفاقهم و أمرهم في الآخرة هو النار (ليس كمن لم تبلغهم الحجّة و لم يعلموا التوحيد و الإيمان عن عذر، فهؤولاء في أحكام الدنيا لا يعاملون معاملة المسلمين و في الآخرة أمرهم إلى الله).
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 05:19]ـ
الأولى: من جهة اللغة، ما الكفر لغةً؟
ذكر العلماء بأنّ الكفر لغة: التغطية، قال الله تعالى -: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ) فسمي الفلاح كافراً لتغطيته الحب، وسمي الليل كافراً لتغطيته كل شيء.
الثانية: من جهة علم الأصول: الشكر وقبل ذلك المعرفة، هل معرفة (وشكره) الخالق واجبة عقلاً؟
أخي الإيمان بالله و بالتالي شكره حق الشكر ليس واجب عقلا من غير وجود الرسول و كذا معرفة الله حق المعرفة فالعقل لا يهتدي إلى الله استقلالا بل لا بد من وجود الرسول
وليعذرني أخي "الموحد" على التشعيب ولا يؤاخذني. ... وتفصيل ما ذكرت سيأتي إن شاء الله.
في إنتظار تفصيلكم للأخ موحد عن سؤاليه و جزاك الله خيرا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Aug-2007, مساء 11:50]ـ
الأخت هالة وفقها الله،
كلام ابن تيمية ككلام غيره من العلماء يُمحّص في ضوء الأدلة الشرعية، وأنا متردد في قبول تقريره هذا، بدليل أن ابن عبد البر حكى ما "يشبه" الإجماع على خلافه أصلاً، واستعمالات لفظ "الكفر" في القرآن لا تؤيد في جملتها بعض مفردات هذا التعريف الذي ساقه ابن تيمية. أدعوكم - حفظكم الله - لتدبر القرآن في أكثر من موضع للتحقق من صحة ما قلت.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 12:30]ـ
هل يمكن أن تذكر المواضع التي تقرر ما ذكرت مع وجه الدلالة منها؟
فضلاً، تجد طرفاً منها في مشاركة رقم 17.
لا شك أنّ ابن حزم معاصر لابن عبد البر؛ فقد كانت وفاة الحافظ أبي عمر بن عبد البر أول ربيع الآخر 463 هـ، و قد كانت وفاة ابن حزم في قرية «لبلة» غربي الأندلس في 28 شعبان 456هـ. مما قد يشوش على كلام ابن حزم و ليس كلام ابن حزم بأولى بالقبول من كلام ابن عبد البر و من علم حجّة على من لم يعلم. فجزاك الله خيرا أيّها الأخ الفاضل عبد الله الشهري على التوضيح.
بل و في كلام ابن عبد البر ما قد يشوش على دعوى الإجماع من طرف ابن تيمية على هذا التعريف للكفر: (والكفر عدم الايمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به او لم يعتقد شيئا ولم يتكلم ولا فرق فى ذلك) و ليس كلام ابن تيمية في دعوى الإتفاق بأولى في القبول من كلام ابن عبد البر و من علّم حجّة على من لم يعلم و لعل في هذا توجيه عن ما سألته الأخت هالة.
وأزيد على ما ذكرت أن ابن حزم روى في كتابه "الأصول والفروع" بإسناده إلى الطبري أنه قال: من لم يعلم بالله وجميع أسمائه وصفاته فهو كافر حلال الدم والمال، ثم انتقده ابن حزم فقال: وهذا من أفحش القول وأبعده عن الصواب!! فإذا كان هذا انتقاد ابن حزم لكلام الطبري فيمن جهل "بعض" أسماء الله وصفاته، فالجاهل بالله ورسالاته وكتبه أولى بأن يعتذر له استناداً إلى المفهوم من كلام ابن حزم هنا.
و بالتالي فمن لازم كلام العلماء فلا يمكن أن يكون مؤدى جميع كلام العلماء حول الكفر الأكبر إلى تعريفه بعدم الإيمان حتى و إن كان عن جهل بالإيمان و التوحيد لكون الرسالة لم تبلغه و الله أعلم.
كلامك صحيح، كل كفر أكبر يعتبر عدم إيمان، ولكن لا يلزم أن يكون كل "عدم إيمان" كفر، لأن الجاهل بالله ورسالاته وكتبه - صحيح أنه لا إيمان عنده - ولكنه لم يكفر لأنه لم تأته الدلائل والآيات والبينات حتى يكفر بها، ويمكن أن نسميه "ضال"، "مشرك"، "أمّي"، "وثني"، "ملحد"، وكل هذه الألقاب إنما هي أوصاف تحكي حاله التي هو عليها، ولكن لا يقال "كافر" إلا بعد الجحد والمعاندة والإصرار على لزوم الحال القديمة. وبتتبعي هذه طريقة القرآن.
أخي عبدالله الشهري ذكرك للمنافقين في القسم الثالث لا يصلح دليلا على ما ذكرت أو مثالا في هذا القسم، فالمنافقين ليس متوقف فيهم فهم في أحكام الدنيا يعاملون معاملة المسلمين ما لم يظهر نفاقهم و أمرهم في الآخرة هو النار (ليس كمن لم تبلغهم الحجّة و لم يعلموا التوحيد و الإيمان عن عذر، فهؤولاء في أحكام الدنيا لا يعاملون معاملة المسلمين و في الآخرة أمرهم إلى الله).
في الحقيقة أردت شيئاً آخر، وهو الإشارة إلى أن من اللوازم التي لا تنفك عن معنى الكفر - بحسب وروده في آيات القرآن - أحوال مثل: الجحود، النكران، المعاندة، الإعراض، وغيرها مما يفيد عدم الاستسلام والطاعة والانقياد لأمر الله. وهذه الأحوال لم يُظهرها المنافقون فعوملوا معاملة المسلمين في الظاهر، مع أنها مستقرة فيهم باطناً.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيكم
سبق أن ذكرت أنه لا يترتب عليها حكم، وأما ما ذكرت الأخت هالة من الدعاء لهم فهذا ملحق بالأحكام فهو لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدعى له:
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: زار النبي (ص) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت "
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقد أخرج الحاكم وابن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خرج رسول الله (ص) يوما إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه فقال إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي واستأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}.
- ومن طريق فضيل بن مرزوق عن عطية لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت.
- وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما نحو حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وفيه: لما هبط من ثنية عسفان وفيه نزول الآية في ذلك.
فهذه طرق يعضد بعضها بعضا تبين أن الاية نزلت في أم النبي (ص) وهي من أهل الفترة وقد سماهم الله تبارك وتعالى مشركين.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح وجه الجمع بين نزول هذه الآية في حق أبي طالب وفي حق أم النبي (ص)، وقد ذكر ابن جرير وابن كثير والبغوي وابن الجوزي وغيرهم القولين وقولاً ثالثاً وهو أنها نزلت من أجل أن قوما من أهل الإيمان كانوا يستغفرون لموتاهم من المشركين، وقد رجح بعضهم أنها في أم النبي (ص) لسببين:
أحدهما: تأخر نزول هذه السورة وابو طالب مات في مكة قديماً.
الثاني: أنه (ص) قال يوم أحد بعد أن شج وجهه رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، ولو كانت الآية نزلت قبل لما استغفر النبي (ص) لهم يوم أحد.
وعلى أقل الأحوال فلا يمنع من تكرار النزول في حق أبي طالب وأم النبي (ص).
قال الحافظ في الفتح (8/ 508): (ويحتمل أن يكون نزول الآية تأخر وإن كان سببها تقدم ويكون لنزولها سببان متقدم وهو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة ويؤيد تأخير النزول ما تقدم في تفسير براءة من استغفاره (ص) للمنافقين حتى نزل النهي عن ذلك فإن ذلك يقتضي تأخير النزول وإن تقدم السبب ويشير إلى ذلك أيضا قوله في حديث الباب وأنزل الله في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت لأنه يشعر بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وفي غيره والثانية نزلت فيه وحده ويؤيد تعدد السبب ما أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي (ص) فأنزل الله ما كان للنبي الآية وروى الطبري من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد قال وقال المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت ومن طريق قتادة قال ذكرنا له أن رجالا فذكر نحوه)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وتجوز زيارة قبر الكافر لأجل الاعتبار دون الإستغفار له كما فى الصحيحين عن أبى هريرة قال: إن النبى زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله وقال إستأذنت ربى أن استغفر لها فلم يأذن لى وإستأذنته فى ان ازورها فأذن لى فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)
وقال: (واما زيارة قبر الكافر فرخص فيها لأجل تذكار الآخرة ولا يجوز الإستغفار لهم وقد ثبت فى الصحيحين عن النبى أنه زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله وقال إستاذنت ربى فى أن أزور قبرها فأذن لى وإستاذنته فى ان استغفر لها فلم يأذن لى فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) (27/ 165، 377)
وقال أيضاً: (وزيارة القبور جائزة في الجملة حتى قبور الكفار فإن في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ") اقتضاء الصراط المستقيم (ص 327)
ويؤخذ من سبب نزول الآية أنهم يطلق عليهم كفار ومشركون؛ فإن قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} وأم النبي (ص) من أهل الفترة ولم تبلغها رسالة النبي (ص).
فهذا أحد الأدلة ومن الأدلة أيضاً:
1 - قوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة} قال ابن جرير رحمه الله: (وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد حتى تأتيهم البينة وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه رسول من الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البغوي رحمه الله: ({لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} وهم اليهود والنصارى {والمشركين} وهم عبدة الأوثان {منفكين} منتهين عن كفرهم وشركهم وقال أهل اللغة: زائلين منفصلين يقال: فككت الشيء فانفك أي: انفصل {حتى تأتيهم البينة} لفظه مستقبل ومعناه الماضي أي: حتى أتتهم البينة الحجة الواضحة يعني: محمدا (ص) أتاهم بالقرآن فبين لهم ضلالاتهم وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة)
وهذا نص عام وصف به كل من كان قبل الرسول (ص) ثم بلغته الدعوة وهم إما مشركون أو اهل كتاب.
2 - وقال تعالى: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون}
قال ابن جرير رحمه الله: (قوله تعالى ذكره: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} أي: إنما أرسلنا الرسل يا محمد إلى من وصفت أمره وأعلمتك خبره من مشركي الإنس والجن يقصون عليهم آياتي وينذرونهم لقاء معادهم إلي من أجل أن ربك لم يكن مهلك القرى بظلم وقد يتجه من التأويل في قوله: {بظلم} وجهان: أحدهما: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} أي: بشرك من أشرك وكفر من كفر من أهلها كما قال لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم} {وأهلها غافلون} يقول: لم يكن يعاجلهم بالعقوبة حتى يبعث إليهم رسلا تنبههم على حجج الله عليهم وتنذرهم عذاب الله يوم معادهم إليه ولم يكن بالذي يأخذهم غفلة فيقولوا: {ما جاءنا من بشير ولا نذير}
والآخر: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} يقول: لم يكن ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل والآيات والعبر فيظلمهم بذلك والله غير ظلام لعبيده.
قال أبو جعفر: وأولى القولين بالصواب عندي القول الأول أن يكون معناه: أن لم يكن ليهلكهم بشركهم دون إرسال الرسل إليهم والإعذار بينه وبينهم وذلك أن قوله: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} عقب قوله: {ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي} فكان في ذلك الدليل الواضح على أن نص قوله: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} إنما هو: إنما فعلنا ذلك من أجل أنا لا نهلك القرى بغير تذكير وتنبيه) ورجح ابن كثير والقرطبي ما رجحه ابن جرير من تفسير الآية وهو قول البغوي.
وقال ابن القيم: (ثم قال في الأنعام بعدها ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون وعلى أحد القولين وهو أن يكون المعنى لم يهلكهم بظلمهم قبل إرسال الرسل فتكون الآية دالة على الأصلين أن أفعالهم وشركهم ظلم قبيح قبل البعثة وأنه لا يعاقبهم عليه إلا بعد الإرسال) مدارج السالكين (1/ 232)
ووجه الاستدلال من الآية واضح حيث وصف فعلهم بالشرك مع أنهم غافلون جاهلون ومعلوم ان الغفلة هنا ليس المراد بها الإعراض؛ لأن هذا لا يكون عذراً في رفع العذاب.
قال ابن تيمية رحمه الله: (حال الكافر لا تخلو من أن يتصور الرسالة أولا:
فإن لم يتصورها فهو فى غفلة عنها وعدم إيمان بها كما قال ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقال فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين لكن الغفلة المحضة لا تكون إلا لمن لم تبلغه الرسالة والكفر المعذب علية لا يكون الا بعد بلوغ الرسالة
فلهذا قرن التكذيب بالغفلة وإن تصور ما جاء به الرسول وانصرف فهو معرض عنه كما قال تعالى فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا وكما قال رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا وكما قال وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا وان كان مع ذلك لا حظ له لا مصدق ولا مكذب ولا محب ولا مبغض فهو فى ريب منه كما أخبر بذلك عن حال كثير من الكفار منافق وغيره ... ) مجموع الفتاوى (2/ 78)
وقال أيضاً: (والغفلة هي ضد العلم التام وإن لم يكن ضدا لأصل العلم وأما للخواطر التي تسنح في القلب من الالتفات إلى الأسباب وإما لغير ذلك) مجموع الفتاوى (3/ 329)
وقال أيضاً: (والرب تعالى منزه عن الغفلة والنسيان لان ذلك يناقض حقيقة العلم) الرد على المنطقيين (ص 192)
3 - قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون}
قال البغوي عند تفسير الآية: (لا يعلمون دين الله تعالى وتوحيده فهم محتاجون إلى سماع كلام)
4 – وقال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (يقول تعالى: {ولما جاءهم} يعني اليهود {كتاب من عند الله} وهو القرآن الذي أنزل على محمد (ص) {مصدق لما معهم} يعني من التوراة وقوله {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} أي وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا قاتلوهم يقولون: إنه سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وإرم)
قال ابن القيم رحمه الله: (الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) طريق الهجرتين (ص 610)
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 01:22]ـ
الشيخ الفاضل أبو حازم بل يوجد ثمرة لهذا الخلاف و هو خلاف معنوي
و من ذلك هل يترحم على غير المسلم إن مات؟
فمعلوم بأنّه لا يجوز الترحم على الكافر الذي أقيمت عليه الحجّة إن مات و هذا من بين أحكام الكفار التي تجرى على من مات كافرا
و لكن هل يجوز الترحم على غير المسلم إن مات قبل قيام الحجّة عليه؟ مثلا هل يجوز الترحم على أهل الفترة
فيا حبذا يا شيخ أن تواصل النقاش إذ الخلاف معنوي و له ثمرة
وفقك الله
الأخت هالة ما أشرت إليه من مسألة التفصيل في الترحم على غير المسلم؟ ليس بمترتب على التفصيل في وصف غير المسلم بالكفر؟
فلو صحّ وصف كل ما سوى المسلم بالكفر لأمكن التفصيل في مسألة الترحم فمسألة الترحم على غير المسلم و التفصيل فيها ليست بمتربطة بوصف غير المسلم بالكفر
إلا أني أهتم بفهم على من تطلق الإصطلاحات الشرعية و ما ضوابط إطلاقها
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 01:31]ـ
الأخ أبو حازم الكاتب
فهذه طرق يعضد بعضها بعضا تبين أن الاية نزلت في أم النبي (ص) وهي من أهل الفترة وقد سماهم الله تبارك وتعالى مشركين.
جاء في كتاب عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود:
5 - إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم , وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي , خلافاً لما يظنه بعض المتأخرين إذ لو كانوا كذلك , لم يستحقوا العذاب لقوله سبحانه وتعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء 15.
فالشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله يبيّن هنا بأنّه من مات قبل بعثته من القوم الذين بعث فيهم النّبي صلى الله عليه و سلّم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي فذكرك لأم النبيّ صلى الله عليه و سلّم هنا خارج عن محل النزاع و نحن كلامنا عن من لم تبلغه دعوة النبي أو لم تقم عليه الحجّة و لا خلاف في تسيمة من وقع في الشرك من غير المسلم بأنّه مشرك بلغته دعوة النّبي أم لم تبلغه
***************
و مسألة الإمتناع على الترحم و الإستغفار على غير المسلم مرتبطة بالنسبة لي بمن توفرت فيه شروط التكفير و موانعه (لغير من هو معذور في جهله بالإيمان) و علم بأنّه من أصحاب الجحيم، قال الله تعالى: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " [التوبة: 113]
فالآية فيها منع للإستغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر، فمن هو من أصحاب الجحيم من المشركين؟ الجواب: هو المشرك الذي جاءه النذير و لم ينتهي عن كفره يعني توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه
فالمنع من الإستغفار في هذه الآية هو في من توفرت فيه شروط التكفير و انتفت عنه موانعه من المشركين المتّبعين لأهوائهم المعلوم عنهم بأنّهم من أصحاب الجحيم و الله أعلم.
و هذا نبي من الأنبياء يستغفر لقومه ففي صحيح البخاري: قال عبد الله: " كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
و جاء في فتح الباري:
قوله: (كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه)
لم أقف على اسم هذا النبي صريحا , ويحتمل أن يكون هو نوح عليه السلام , فقد ذكر ابن إسحاق في " المبتدأ " وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير الشعراء من طريق إسحاق قال " حدثني من لا أتهم عن عبيد بن عمير الليثي أنه بلغه أن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ". قلت: وإن صح ذلك فكأن ذلك كان في ابتداء الأمر , ثم لما يئس منهم قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقد ذكر مسلم بعد تخريج هذا الحديث حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في قصة أحد " كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم " فأنزل الله (ليس لك من الأمر شيء) ومن ثم قال القرطبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي والمحكي ما سيأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما النووي فقال: هذا النبي الذي جرى له ما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم من المتقدمين , وقد جرى لنبينا نحو ذلك يوم أحد.
و هذا إبراهيم عليه السلام دعا لوالده ففي سورة إبراهيم (الآيات: 39 – 41):"الْحَمْدُ لله الَّذي وَهَبَ ِلي عَلَى الْكَبرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إنِّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتيِ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّناَ اغْفِر لِي وَلِوَالِدَّي وَللْمُؤْمِنِيَن يوم يَقُومُ الْحِسَابُ"
و كذا جاء في سورة التوبة (الآية: 114) " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم "
الخلاصة أنّ الآية فيها منع للإسغفار للمشرك المتبيّن بأنّه من أصحاب الجحيم يعني كفر ظاهرا و باطنا يعني أقيمت عليه الحجّة ووقع في كفره من غير عذر فإن كان لك أدّلة على غير هذه الحالة أخي أبو حازم فأتمنى أن تتفضل بها؟ و بارك الله فيك
***************
1 - قوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة قال ابن جرير رحمه الله: (وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد حتى تأتيهم البينة وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه رسول من الله)
وقال البغوي رحمه الله: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والمشركين وهم عبدة الأوثان منفكين منتهين عن كفرهم وشركهم وقال أهل اللغة: زائلين منفصلين يقال: فككت الشيء فانفك أي: انفصل حتى تأتيهم البينة لفظه مستقبل ومعناه الماضي أي: حتى أتتهم البينة الحجة الواضحة يعني: محمدا أتاهم بالقرآن فبين لهم ضلالاتهم وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة)
وهذا نص عام وصف به كل من كان قبل الرسول ثم بلغته الدعوة وهم إما مشركون أو اهل كتاب.
حتى على التسليم بصحّة هذا التفسير فلا يلزم منها وصف المعذور في جهله بالإيمان بالكفر و أنّه كافر؟
فكما أنّه يوجد من كفر قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم من مشركي قومه وهم أصحاب الجحيم فكذلك يوجد من هو من أصحاب الجحيم من أهل الكتاب قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم إذ ما لم يذهب بعد كل ما جاء به الأنبياء من قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم
ثم هؤولاء الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين ازدادو كفرا على كفرهم بعدم إيمانهم بالنّبي صلى الله عليه و سلّم عن هوى بعد بعثته
فالآية ليس صريحة في صحة الوصف بالكفر لمن جهل الإيمان عن عذر؟ حتى على هذا التفسير الذي نقلت أخي الكريم
السؤال الذي يطرح نفسه أخي أبو حازم الكتاب: أين وُصف من جهل الإيمان عن عذر بالكفر في نصوص الكتاب و السّنة؟ فهل لك نص في محلّ النزاع؟
و الآيات التي ذكرتها من وجود كفار سواء من أهل الكتاب أو من المشركين قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يكن في وقتهم هناك جهل مطلق بالإيمان فما زالت بقايا من الديانات الصحيحة السابقة يكفر من بلغته و لم يؤمن بها و ليسوا من أهل الفترة الذين لا يعلمون الإيمان عن عذر و كما أنّهم ليسوا من الذين لم يأتهم أي شيء من النذير
و الذي يظهر لي أنّ المسألة إختلافية بين أهل العلم و لا إجماع فيها و الله أعلم
ـ[الغُندر]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 09:58]ـ
اخي عبدالله نقلك لكلام ابن عبدالبرّ في غير محله فإن الصفات لا تعلم الا بالكتاب او السنة , ومعلوم ان الله تعالى لم يوجب على كل احد ان يتعلم صفاته واسماءه جل جلاله.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 11:12]ـ
اخي عبدالله نقلك لكلام ابن عبدالبرّ في غير محله فإن الصفات لا تعلم الا بالكتاب او السنة , ومعلوم ان الله تعالى لم يوجب على كل احد ان يتعلم صفاته واسماءه جل جلاله.
لماذا هو ليس في محله هذا النقل عن ابن عبد البر رحمه الله: " من جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لم يكن بجهل البعض كافرا لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين".
مفهوم كلام ابن عبد البر هو أنّ الكافر من عاند لا من جهل و بالتالي فمن جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لا يصح تكفيره.
فاعتمد ابن عبد البر على عدم تكفير من جهل بعض الصفات على ما يرى أنّه قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين و أنّ الجهل ليس بكفر.
هو صحيح ابن عبد البر تكلم في الجزء الأول من كلامه على من جهل بعض صفات الله لا كلّها و لكن قوله فيما بعد: "الكافر من عاند لا من جهل" عام يشمل من جهل جهلا لا عناد فيه بعض الصفات أو كلّها.
و بالتالي فكلام ابن عبد البر رحمه الله يخرم كل دعوى إجماع على من يدخل من جهل الإيمان عن عذر في الكفار
و بالتالي فيظهر لي أنّك أخطأت يإعتراضك على الأخ عبد الله الشهري و الله أعلم
ثم لنفرض أنّه ليس في محله:
السؤال الذي يطرح نفسه هل لك نص شرعي في محل النزاع؟
يعني هل يمكن أن تأتينا بنص شرعي فيه وصف الجهل بالإيمان عن عذر كفرا؟ و بالتالي يحسم الخلاف بشرط أن توضح وجه الدلالة
أظن أنّه سؤال بسيط و سهل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 12:47]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم سراج
ما نقلته عن عون الودود خلاف ما عليه عامة أهل العلم والذي ذكره ابن جرير وابن كثير والبغوي وابن الجوزي والبيضاوي والقرطبي والسيوطي في تفاسيرهم عند تفسير الآية _ (على فترة من الرسل) _ وابن حجر في الفتح والعيني في عمدة القاري والنووي في شرح مسلم وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم أن الفترة هي المدة بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد (ص).
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقبل محمد عليهم الصلاة والسلام فى الفترة حين كان عامة الناس كفرة) مجموع الفتاوى (11/ 436)
والفترة في الصل تطلق على كل زمن لا يبعث فيه رسول:
قال الحافظ في الفتح (7/ 277): (والمراد بالفترة المدة التي لا يبعث فيها رسول من الله ولا يمتنع أن ينبأ فيها من يدعو إلى شريعة الرسول الأخير)
أما ما يتعلق بما ذكرته في الآيات السابقة فأنا لم اذكر وجه الاستدلال واضحاص لظني انه مفهوم ولكن يبدو أنه يحتاج إلى بيان فأقول:
أما قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} فسبق أن ذكرلات أن طائفة من أهل العلم رأوا أنها نزلت في أم النبي (ص) وهي من أهل الفترة الذين لم يبعث إليهم رسول وقد جعلها الله ضمن المشركين وكذا الحال في القول الثاني لسبب النزول وهي انها نزلت في بعض الصحابة الذين يستغفرون لآبائهم المشركين.
وأما قوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة} فهنا وصف الله عز وجل الناس من أهل الكتاب والمشركين عباد الوثن بالكفر قبل أن تأتيهم البينة وهو الرسول (ص) كما في تمام الآيات.
وأما قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون} فهنا وصف الله عز وجل من يأتي النبي (ص) بالشرك مع أنه وصفه بعدم العلم فأمر النبي (ص) بأن يجيره حتى يسمع القرآن وتقوم عليه الحجة ومعنى هذا أنه موصوف بالكفر قبل قيام الحجة عليه.
وأما قوله تعالى: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون} فهنا وصفهم الله بالظلم وهو الشرك مع أنهم غافلون جاهلون لا يعلمون شيئاً من الحجج ولذلك نفى اله أن يعذبهم لكونهم لم تقم عليهم الحجة وهو يوافق قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} ونحوها من الآيات.
وأما قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين} فهنا وصف الله من كان في المدينة من المشركين بالكفر قبا بعثة النبي (ص) وأن أهل الكتاب من اليهود كانوا يستفتحون عليهم ويقولون سيبعث نبي ونقتلكم قتل عاد وهؤلاء الذين وصفهم بالكفر قبل البعثة أسلموا وأصبحوا أنصاراً للنبي (ص) بعد بعثته.
وقولك: (و لا خلاف في تسمية من وقع في الشرك من غير المسلم بأنّه مشرك بلغته دعوة النّبي أم لم تبلغه) هذا ما ينازع فيه الشيخ عبد الله الشهري وهو ما زعمت فيه أنه لا خلاف والمشرك كافر وأهل الفترة لم تبلغهم دعوة ولا دليل على التفريق بين هذه الأمور، ولماذ جزمت بوصفه بالشرك ولم تجزم بوصفه بالكفر ما دليل هذا التفريق؟
والأمر في النصوص الشرعية مربوط بالحجة التي هي بعث الرسل وقد بين الله أن المشركين قبل بعثة النبي (ص) لم يبعث إليهم رسل ولم يأتهم نذير فقال سبحانه وتعالى: {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون} وقال تعالى: لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون} فبين الله في هذه الآيات وغيرها ان أهل الفترة لم يأتهم نذير ولم تبلغهم دعوة ومع هذا وصفهم بالكفر والشرك في نصوصٍ أخرى لكن هذا لا يلزم منه التعذيب والمؤاخذة؛ لأن ذلك إنما يكون بعد قيام الحجة ببعث الرسل.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 02:16]ـ
و فيك بارك الله أخي
وقولك: (و لا خلاف في تسمية من وقع في الشرك من غير المسلم بأنّه مشرك بلغته دعوة النّبي أم لم تبلغه) هذا ما ينازع فيه الشيخ عبد الله الشهري وهو ما زعمت فيه أنه لا خلاف
لعلك لم تدقق في المشاركات جيّدا أخي
تفضل كلام الأخ عبد الله الشهري بالضبط وهو في المشاركة رقم 47:
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامك صحيح، كل كفر أكبر يعتبر عدم إيمان، ولكن لا يلزم أن يكون كل "عدم إيمان" كفر، لأن الجاهل بالله ورسالاته وكتبه - صحيح أنه لا إيمان عنده - ولكنه لم يكفر لأنه لم تأته الدلائل والآيات والبينات حتى يكفر بها، ويمكن أن نسميه "ضال"، "مشرك"، "أمّي"، "وثني"، "ملحد"، وكل هذه الألقاب إنما هي أوصاف تحكي حاله التي هو عليها، ولكن لا يقال "كافر" إلا بعد الجحد والمعاندة والإصرار على لزوم الحال القديمة. وبتتبعي هذه طريقة القرآن.
و بالنسبة لقولك:
ما نقلته عن عون الودود خلاف ما عليه عامة أهل العلم والذي ذكره ابن جرير وابن كثير والبغوي وابن الجوزي والبيضاوي والقرطبي والسيوطي في تفاسيرهم عند تفسير الآية _ (على فترة من الرسل) _ وابن حجر في الفتح والعيني في عمدة القاري والنووي في شرح مسلم وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم أن الفترة هي المدة بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقبل محمد عليهم الصلاة والسلام فى الفترة حين كان عامة الناس كفرة) مجموع الفتاوى (11/ 436)
والفترة في الصل تطلق على كل زمن لا يبعث فيه رسول:
قال الحافظ في الفتح (7/ 277): (والمراد بالفترة المدة التي لا يبعث فيها رسول من الله ولا يمتنع أن ينبأ فيها من يدعو إلى شريعة الرسول الأخير)
يا أخي الفترة الممتدة من عيسى عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه و سلّم لم ينعدم فيها دعوة لأنبياء الذين من قبلهم بالكلية ففيهم المؤمن كورقة بن نوفل و الذي سيدخل الجنّة و الذي استمد إيمانه مما بقى من الديانات الصحيح السابقة و فيهم من في النار كوالد النّبي صلى الله عليه و سلّم يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
إن أبا النبي صلى الله عليه وسلم مات على الكفر وهو في النار، كما ثبت في الصحيح أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله أين أبي؟ قال أبوك في النار، فلما انصرف دعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له فقال له أبي وأبوك في النار
فكل هذا يؤكّد كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فما الخطأ في كلام الشيخ ناصر بالدليل وفقك الله؟
فكيف يدخل الجنة من يدخل من أصحاب هذه الفترة و يدخل النار من يدخل من أصحاب هذه الفترة و لم يكونوا قد علموا الإيمان؟
أما قوله تعالى: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" فسبق أن ذكرلات أن طائفة من أهل العلم رأوا أنها نزلت في أم النبي وهي من أهل الفترة الذين لم يبعث إليهم رسول وقد جعلها الله ضمن المشركين وكذا الحال في القول الثاني لسبب النزول وهي انها نزلت في بعض الصحابة الذين يستغفرون لآبائهم المشركين.
أخي لا يوجد في ما ذكرت أنّهم وصفوا بأنّهم كفار ثم الآية تتكلم عن من أقيمت عليه الحجّة فالآية خارجة عن محل النزاع و نحن نتكلم عن من لم يعلم الإيمان عن عذر
وأما قوله تعالى: "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة" فهنا وصف الله عز وجل الناس من أهل الكتاب والمشركين عباد الوثن بالكفر قبل أن تأتيهم البينة وهو الرسول كما في تمام الآيات.
قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم في الفترة الممتدة من عيسى عليه الصلاة و السلام إلى محمد عليه الصلاة و السلام
يوجد من أقيمت عليه الحجّة و سيدخل النار
و بالتالي هناك من سيكفر عن عناد قبل بعثة النّبي محمّد من المشركين و أهل الكتاب
فلا يلزم من الآية وصف من جهل الإيمان عن عذر بالكفر لأنّه يحتمل أنّ المقصود بالآية من عاند من الكفار
وأما قوله تعالى: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" فهنا وصف الله عز وجل من يأتي النبي بالشرك مع أنه وصفه بعدم العلم فأمر النبي بأن يجيره حتى يسمع القرآن وتقوم عليه الحجة ومعنى هذا أنه موصوف بالكفر قبل قيام الحجة عليه.
في الآية وصف بالشرك فكيف فهمت بأنّه موصوف بالكفر؟
وأما قوله تعالى: "ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون" فهنا وصفهم الله بالظلم وهو الشرك مع أنهم غافلون جاهلون لا يعلمون شيئاً من الحجج ولذلك نفى اله أن يعذبهم لكونهم لم تقم عليهم الحجة وهو يوافق قوله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ونحوها من الآيات.
أنا لا أتكلم عن الوصف بالظلم بل أتكلم عن الوصف بالكفر و الله لا يعاقب إلا من آتاه النذير
وأما قوله تعالى: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" فهنا وصف الله من كان في المدينة من المشركين بالكفر قبا بعثة النبي وأن أهل الكتاب من اليهود كانوا يستفتحون عليهم ويقولون سيبعث نبي ونقتلكم قتل عاد وهؤلاء الذين وصفهم بالكفر قبل البعثة أسلموا وأصبحوا أنصاراً للنبي بعد بعثته.
أنا أثبت وجود الكفار قبل بعثة النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم في الفترة ما بين عيسى و محمد عليهما الصلاة و السلام
فما دراك بأنّ الكفار المذكورين في الآية فيهم من جهل الإيمان عن عذر أفلا يمكن عندك أن يكون الكفار المذكورين هم من عاندوا و بلغهم ما تقوم به عليهم الحجّة
فالآية التي ذكرت ليست نصا في محل النزاع
أخي الكريم أنا أريد نص صريح في وصف من جهل الإيمان عن عذر بأنّه كافر؟ أو بعبارة أخرى نص صريح (ليس نص محتمل) من الكتاب و السّنة على أنّ جهل الإيمان عن عذر كفر أكبر؟ و جزاك الله خيرا
و بخصوص تسمية من يشرك في العبادة لمن لم يعلم الإيمان عن عذر بالمشرك فلأنّ هذا يصح لغة و نحن هنا نتكلم عن الإطلاق الشرعي للفظ الكفر و عن تعريف الكفر شرعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - Aug-2007, صباحاً 06:03]ـ
أخي الكريم أنت قلت: (يا أخي الفترة الممتدة من عيسى عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه و سلّم لم ينعدم فيها دعوة لأنبياء الذين من قبلهم بالكلية)
وقلت: (قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم في الفترة الممتدة من عيسى عليه الصلاة و السلام إلى محمد عليه الصلاة و السلام يوجد من أقيمت عليه الحجّة و سيدخل النار و بالتالي هناك من سيكفر عن عناد قبل بعثة النّبي محمّد من المشركين و أهل الكتاب)
وأقول قال الله تعالى: {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون}
وقال تعالى: {لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}
وقال الله تعالى: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير}
قال ابن كثير رحمه الله: (أي ما أنزل الله على العرب من كتاب قبل القرآن وما أرسل إليهم نبيا قبل محمد (ص) وقد كانوا يودون ذلك ويقولون: لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا فلما من الله عليهم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه)
وقال تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}.
فلا أدري هل هذه النصوص التي تنفي بصيغ العموم (نكرة في سياق النفي) أن يوجد نذير لا ادري هل تدل على وجود ما ذكرت اخي أو لا؟؟
قلت: (ففيهم المؤمن كورقة بن نوفل و الذي سيدخل الجنّة و الذي استمد إيمانه مما بقى من الديانات الصحيح السابقة)
أولاً: ورقة بن نوفل كان نصرانياً وقد تعلم الكتاب وذلك أنه ضرب في الأرض يبحث عن دين الحق فلما نزل الوحي على النبي (ص) أخبر عائشة فأتت به ورقة بن نوفل والقصة مشهورة في الصحيحين وفيه: " فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ... " الحديث
قال الحافظ في الفتح: (ووقع في مرسل أبي ميسرة أبشر فأنا أشهد إنك الذي بشر به بن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وأنك ستؤمر بالجهاد وهذا أصرح ما جاء في إسلام ورقة .. )
ثانياً: سبق أن ذكرت ان أهل الفترة ومن شابههم يمتحنون يوم القيامة على القول الصحيح وهو الذي دلت عليه الأدلة وقد قرره ابن تيمية وابن القيم وغيرهما وعليه فهذه الأحاديث تحمل على ما حصل لهم في آخر الأمر فمنهم من دخل الجنة ومنهم من دخل النار.
وورقة بن نوفل وقد ذكره الطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن والحافظ ابن حجر وغيرهم في الصحابة وساق ابن حجر عدة روايات في الباب متعارضة.
تنبيه: إذا اعتمد الكلام على (يحتمل) و (أظن) و (أرى) بدون أدلة فلن ينتهي النقاش، ولا ينبغي معارضة النصوص بمثل هذه الأمور إلا بتاويل صحيح منصوراص بقول أهل العلم، فالمسألة علمية تعتمد على نصوص أو أقوال اهل العلم لا على اجتهادات شخصية فأرجو ممن يتكلم في هذه المسألة أن يأتي بمثل هذا وإلا فلا فائدة، على أني قلت في البداية هذه المسألة ليس فيها كثير ثمرة لكني ذكرت ما ذكرت أخيراً تعقيباً على طلب الأخت هالة ورفعاً للإشكال في حكم الدعاء لمن كان هذا حاله.
ولذلك فسأكتفي بما ذكرت وأرجو من الإخوة عموما ومن الأخ الكريم سراج خصوصاً العذر وفقني الله وإياكم.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 01:11]ـ
وأقول قال الله تعالى: {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون}
وقال تعالى: {لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}
وقال الله تعالى: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير}
قال ابن كثير رحمه الله: (أي ما أنزل الله على العرب من كتاب قبل القرآن وما أرسل إليهم نبيا قبل محمد (ص) وقد كانوا يودون ذلك ويقولون: لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا فلما من الله عليهم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه)
هذه الآيات لا تتعارض مع الأخبار التي تثبت فيها بأنّ أب النّبي صلى الله عليه و سلّم في النّار و قد قال الله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" و بالتالي فلا يتصور أن يكون أب النّبي صلى الله عليه و سلّم في النّار ثم هو لم يأته شيء من النذير
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح النصوص تثبت وجود أقوام لم يبلغهم النذير و لكن لا يوجد في النصوص نفي بلاغ أي شيء من النذير لكل من كان في الفترة الممتدة من عيسى عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه و سلّم سواء من العرب أو من أهل الكتاب
و قد سبق و أن ذكرت بأنّ هذا قول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني و ليس إجتهاد خاص لي أتيت به من عند نفسي دون سلف
ثم العبرة بالدليل و الدليل يشهد لكلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فالنصوص تفهم مع بعضها و لا نأخذ ببعض النصوص و تطرح الأخرى
فلا أدري هل هذه النصوص التي تنفي بصيغ العموم (نكرة في سياق النفي) أن يوجد نذير لا ادري هل تدل على وجود ما ذكرت اخي أو لا؟؟
سبق الجواب
إذا اعتمد الكلام على (يحتمل) و (أظن) و (أرى) بدون أدلة فلن ينتهي النقاش
قُدّم الدليل على تلك الإحتمالات بقي ما الدليل على تعيين تلك الإحتمالات على من جهل الإيمان عن عذر؟
فأخي أنت للآن لم تقدّم وجه دلالة واضح على شمول تلك الآيات التي ذكرت لمن جهل الإيمان عن عذر في مسمى الكفار؟
في تلك الآيات التي ذكرت إثبات إلى أنّ في الفترة الممتدة من عيسى إلى النّبي عليهما الصلاة و السلام يوجد من وصف بأنّه كافر
و لكن لم تُثبت أخي بأنّه يدخل في هؤولاء الذين وصفوا بالكفر من جهل الإيمان عن عذر؟ و قد تم إثبات وجود كفار في تلك الفترة معاندين لم يجهلوا الإيمان
فبقيت مسألة دخول من جهل الإيمان عن عذر في مسمى الكفار في تلك النصوص أمر ليس بحتمي و لازم؟ و لست أدري ما دليلك على شمول ما ذكرت لهذا؟؟ و لا أظنك تخالف بأنّه لا يصح إدخال شيء في مسمى شرعي لم ترد النصوص في إثبات دخوله؟؟؟
ورقة بن نوفل كان نصرانياً وقد تعلم الكتاب وذلك أنه ضرب في الأرض يبحث عن دين الحق فلما نزل الوحي على النبي أخبر عائشة فأتت به ورقة بن نوفل والقصة مشهورة في الصحيحين وفيه: " فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ... " الحديث
قال الحافظ في الفتح: (ووقع في مرسل أبي ميسرة أبشر فأنا أشهد إنك الذي بشر به بن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وأنك ستؤمر بالجهاد وهذا أصرح ما جاء في إسلام ورقة .. )
لا يوجد في النصوص إثبات بأنّ ورقة بن نوفل وحّد الله عزّوجل و أصبح من المؤمنين بعدما أوحي للنّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم فإثبات الإيمان لوقة بن نوفل بمجرد قوله: "يا ليتني فيها جذع ليتني إذ يخرجك قومك" لا يكفي دليلا على أنّه ورقة بن نوفل دخل في عقد المؤمنين بمجرد هذا القول و كما أنّه لا يوجد في النصوص بأنّ ورقة لم يعد نصرانيا فالأصل بقاء ما كان على ما كان عليه و الذي أعلمه من النصوص بأنّ هذا الذي قاله ورقة بن نوفل للنّبي صلى الله عليه و سلّم كان قبل أن يرسل نبينا عليه الصلاة و السلام للعالمين. و دخول أب النّبي صلى الله عليه و سلّم إلى النار يدل على أنّه يمكن لبعض الناس أن يؤمنوا بالله عزّوجل قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم في الفترة المشار إليها.
ولذلك فسأكتفي بما ذكرت وأرجو من الإخوة عموما ومن الأخ الكريم سراج خصوصاً العذر وفقني الله وإياكم.
و وفقك الله
فالمسألة علمية تعتمد على نصوص أو أقوال اهل العلم لا على اجتهادات شخصية فأرجو ممن يتكلم في هذه المسألة أن يأتي بمثل هذا وإلا فلا فائدة
قد قُدّم أقوال للعلماء أخي الكريم في هذا ففي كلامك إيهام بأنّه لم يقدم
على أني قلت في البداية هذه المسألة ليس فيها كثير ثمرة
على العموم ضبط التعاريف الشرعية لا ينبغي إهماله لأهميته كما قرر العلماء و لا يجوز السكوت عن بيان الحق فيه لمن عنده علم
ولا ينبغي معارضة النصوص بمثل هذه الأمور إلا بتاويل صحيح منصوراص بقول أهل العلم
هذا مقتضى كلام من لا يدخل من جهل بالإيمان عن عذر في مسمى الكفار من العلماء و قد سبق ذكرهم و لا توجد معارضة للنصوص من طرفي بل توجد إستفسارات لمن عنده علم؟ فأنا لا أناظر بل أستفسر عن تعريف صحيح شرعي للكفر مع الدليل؟
وفقك الله و الله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 10:47]ـ
... ولذلك يقول البغوي رحمه الله (1: 17) في تفسيره: ((والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق. فكفر الإنكار: أن لا يعرف الله أصلا ولا يعترف به، وكفر الجحود هو: أن يعرف الله تعالى بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس (وكفر) اليهود. قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} (89 - البقرة) وكفر العناد هو: أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به)).(/)
أثر اختلاف المناهج على الأمة
ـ[صالح السويح]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 09:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أكبر أسباب الخلاف المؤدي للافتراق بين المسلمين في هذا العصر هو اختلاف المناهج، قال الفراهيدي في العين (ص 990): " نهج: طريق نهْج: واسع واضح، ونهج الأمر وأنهج –لغتان- أي وَضَحَ، والمنهاج: الطريق الواضح " ا. هـ والمقصود باختلاف المناهج: منهج الدعوة، ومنهج الحكم على الآخرين، ومنهج الاستدلال وغيره. وفرق بين المنهج والعقيدة، فالمنهج أعم، قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في كتاب: الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص 123): " المنهج أعم من العقيدة، المنهج يكون في العقيدة، وفي السلوك، والخلاق والمعاملات،وفي كل حياة المسلم، كل الخطة التي يسير عليها المسلم تسمى المنهج. أما العقيدة فيراد بها أصل الإيمان، ومعنى الشهادتين ومقتضاهما هذه هي العقيدة "ا. هـ فالمنهج هو الطريقة التي يسير عليها المسلم في سيره إلى الله، وكل هذا قد حوته الشريعة ففي الدعوة إلى الله، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطوط العريضة التي يسير عليها الداعي إلى الله، كما في حديث إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك تأتي قوما أهل تاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ... ) الحديث، وفي الجهاد كذلك كما في حديث سهل بن سعد في الصحيحين (لأعطين الراية غداً ... ) وفيه (فأعطاه الراية وقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام،ثم أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ... ) الحديث، وغيره من الأحاديث مثل النهي عن قتل الشيوخ، والرهبان في الصوامع،والأطفال ونحوه.كما أن من المنهج أن تكون الدعوة على بصيرة وهي العلم، فالشرع كامل فلا مجال لاختراع مناهج للدعوة، فالخير كل الخير في منهج النبوة.
ولهذا كثيرا ما يأتي سؤال هل وسائل الدعوة توقيفية فهذا السؤال لا بد فيه من بين المراد من قول السائل: ’’ وسائل ‘‘ ففرقٌ بين الوسائل و المناهج فقد سئل العلامة عبدالرحمن البراك هذا السؤال (وهو موجود في مذكرة بعنوان: الأراك المجموع لفتاوى العلامة البراك):أما وسائل الدعوة فلا بد منها إلى تفصيل، فيها وسائل توقيفية:في الأمور الوسائل الشرعية، هذه توقيفية، يعني الوسائل التعبدية، هذه توقيفية. والوسائل العادية: ليست توقيفية، عادية، مثل: استعمال هذا المكبر وسيلة عادية، لا نقول إنه حرام، لأنه لم يأتي الأمر باستعماله، وسيلة عادية. الدعوة لإقامة مدارس لتعليم القرآن وتعليم السنة هذه وسائل عادية يمكن أن نقول أنها لم تكن معروفة بشكل واسع وبارز.
فالوسائل العادية ليست توقيفية؛ ولكن يجب أن تكون هذه الوسائل العادة محكومةً بالشرع كما أشرت إلى هذا بأنه لا تجوز الدعوة إلى الله بفعل مُحرم، فلا ندعوا إلى الله بالأغاني الدينية، والأغاني الدينية ما فيها دعوة،كما هي أفعال المتصوفة يتعبدون لله بالغناء والرقص والمعازف، ومن الناس أيضاً يمكن في هذا الزمن من يحوله أن يدعوا إلى الله بمثل ذلك. أو أيضاً من نوع التمثيل،التمثيل عندي أنه لا يكاد يخلو من منكر؛ فلا أراه وسيلة في الدعوة إلى الله."أ. هـ وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في الأجوبة المفيدة (ص 43): " مناهج الدعوة توقيفية بينها الكتاب والسنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نحدث فيها شيئا من عند أنفسنا وهي موجودة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا أحدثنا ضعنا وضيَّعنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) "البخاري ومسلم"،نعم جدت وسائل تستخدم للدعوة اليوم لم تكن موجودة من قبل، مثل مكبرات الصوت، والإذاعات والصحف، والمجلات ووسائل الاتصال السريع والبث الفضائي فهذه تسمى [وسائل] يستفاد منها في الدعوة، ولا تسمى مناهج، فالمناهج بينا الله تعالى بقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... } الآية. وقوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبين مناهج الدعوة {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} "
(يُتْبَعُ)
(/)
ا. هـ
لقد جرّبت الأمة مناهج متعددة، بعيداً عن منهج الوحيين، فماذا جنت حينئذ من ذلك؟ جنت الفشل الذريع والهوان الفظيع، ذاقت من الذل ألواناً، تفرقت أشتاتا وأصبحت شذر مذر.قال العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله في الفتاوى (1/ 249): " من أراد صلاح المجتمع الإسلامي، أو صلاح المجتمعات الأخرى بغير الطريق والوسائل العوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط وقال غير الحق "ا. هـ وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله في حكم الانتماء للجماعات (ص 157): " الأصل في وسائل الدعوة التوقيف على منهاج النبوة "ا. هـ قلت: من هنا علم أهمية معرفة منهج النبوة، والسير عليه فخلافه هو خلاف الحق، وما كان خلاف الحق فلا خير فيه، ولذلك قلنا أن من أسباب الاختلاف، اختلاف المناهج وإلى ذلك أشار العلامة المجاهد صالح لفوزان حفظه الله في كتابه محاضرات في العقيدة والدعوة (ص 165 - 166): " السلف لهم منهج يسيرون عليه، منهج في الاعتقاد، ومهج في الدعوة، ومنهج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنهج في الحكم بين الناس، وهذا المنهج كله متوحد على الكتاب والسنة "ا. هـ وقال: " إذا تنكرنا لهذا المنهج الذي كان عليه السلف الصالح واستوردنا مناهج من هنا و هناك، تفرقنا وصار كل جماعة لها منهج يخالف الجماعة الأخرى وكل جماعة تخطئ الجماعة الأخرى،لماذا أيها الأخوة؟ ... أليس منهجنا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته؟ أليس دليلنا ومصدرنا و مرجعنا هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إذاً لماذا نستورد المبادىء من هنا وهناك والواجب أن نصدَّر هذا المنهج السليم الذي نحن عليه إلى بلاد العالم " ا. هـ وقال حفظه الله: " لا يليق بنا إلا أن نكون جماعة واحدة متمسكين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجماعات الإسلامية خارج البلاد تفرقت، فلا يسري هذا التفرق إلينا، لا يفسد شبابنا، لا يزيل هذه النعمة التي نعيش فيها " ا. هـ وقال حفظه الله في كتاب الأجوبة المفيدة (ص 210):" لا يمكن الاجتماع مع اختلاف المنهج والعقيدة ... قال الله تعالى: {ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك} إلا من رحم ربك: هم أهل العقيدة الصحيحة، والمنهج الصحيح فهم الذين يسلمون من الاختلاف " ا. هـ وقال أعلى الله قدره (ص 154): " لا يمكن للمسلمين أن يتحدوا إلا على كلمة التوحيد ومنهج السلف، وإذا سمحوا للمناهج المخالفة لمنهج السلف الصالح تفرقوا كما هو الواقع الآن "ا. هـ وقال حفظه الله (ص 147): " التحذير من المناهج المخالفة لمنهج السلف الصالح يعتبر جمعاً لكلمة المسلمين لا تفريقاً لصفوفهم، لن الذي يفرق صفوف المسلمين هو المناهج المخالفة لمنهج السلف "ا. هـ وقال حفظه الله (ص 136): " يجب أن نحذَّر من المناهج المخالفة لمنهج السلف الصالح، هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، نحذَّر من أهل الشرور ونحذَّر من المناهج المخالفة لمنهج الإسلام ونبين مضار هذه الأمور للناس، ونحثهم على التمسك بالكتاب والسنة هذا واجب "ا. هـ
قال ابن أبي داوود في الحائية:
تمسك بحبل الله واتبع الهدى ** ولا تك بدعيا لعلك تفلحُ
ودن بكتاب الله والسنن التي ** أتت عن رسول الله تنجوا وتربحُ
منهجُ النبوة متى كان غذاءً للقلوب والأفكار وشفاءً للأمراض والأسقام وحاكماً للشؤون والأحوال فستكون الحياة حينئذ حياةً يملؤها الأنس والطمأنينة والراحة، كما في قول الله جل وعلا: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} سورة الإسراء (الآية 82)، {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} سورة فصلت (الآية 44).(/)
الشرك الأصغر حكمه
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا أسأل الله جل و علا أن يبارك للإخوة في علمهم و عملهم و أوقاتهم .... آمين
ثم إن كل مشتغل بالكتاب و السنة لا يخفى عليه إن شاء الله خطر الشرك على الفرد و المجتمع و من ثم كان الاشتغال بمسائله تعلما و مدارسة من أعظم ما تصرف فيه الهمم و الأوقات و الله الموفق
قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}
أهل العلم لمل تكلموا على هذه الآية بعضهم جعلها شاملة للشرك الأصغر فقال أن الله لا يغفره لمن لم يتب منه في حياته مستدلين بالعموم
و أما البعض الآخر فقال أن الشرك الأضغر داخل تحت المشيئة و العموم في الآية يراد به الخصوص لكنني لم أقف لهم على الدليل الذي الذي استندوا عليه فيما ذهبوا إليه و ذلك لقلة اطلاعي فمن كان له في ذلك علم فلا يحرمنا و جزاه الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 06:44]ـ
قال الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله في شرح كتاب التوحيد
قوله -جل وعلا- هنا: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ "لا يغفر" يعني: أبدا لا يغفر أن يشرك به، يعنى أنه بوعده هذا لم يجعل مغفرته لمن أشرك به، قال هنا: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ قال العلماء: في هذه الآية دليل على أن المغفرة لا تكون لمن أشرك شركا أكبر، أو أشرك شركا أصغر؛ فإن الشرك لا يدخل تحت المغفرة، بل يكون بالموازنة، ما يغفر إلا بالتوبة، فمن مات على ذلك غير تائب فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك، قد يغفر غير الشرك كما قال: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فجعلوا الآية دليلا على أن الشرك الأكبر والأصغر لا يدخلون تحت المشيئة.
وجه الاستدلال من الآية أن قوله: لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ "أن يشرك" "هذه أن موصول حرفي" مع "يشرك": فعل، وتقدر "أن" المصدرية مع ما بعدها من الفعل -كما هو معلوم- بمصدر، والمصدر نكرة وقع في سياق النفي، وإذا وقعت النكرة في سياق النفي عمَّت، قالوا: فهذا يدل على أن الشرك هنا الذي نفي الأكبر والأصغر و -أيضا- الخفي، كل أنواع الشرك لا يغفرها الله -جل وعلا- وذلك لعظم خطيئة الشرك؛ لأن الله -جل وعلا- هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي أعطى، وهو الذي تفضَّل، فكيف يتوجه القلب عنه إلى غيره، لا شك أن هذا ظلم، وهو ظلم في حق الله -جل وعلا -، ولذلك لم يغفر، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وأكثر علماء الدعوة.
قال آخرون من أهل العلم: إن قوله هنا: لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ دالة على العموم، ولكن هذا عموم مخصوص، هذا عموم مراد به خصوص الشرك الأكبر لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ يعني: الشرك الأكبر فقط دون غيره، وأما ما دون الشرك الأكبر، فإنه يكون داخلا تحت المشيئة، فيكون العموم في الآية مرادا، يكون العموم مرادا به الخصوص لماذا؟ قالوا: لأن القرآن فيه هذا اللفظ "أن يشرك به" ونحو ذلك، ويراد به الشرك الأكبر دون الأصغر غالبا.
فالشرك غالبا ما يطلق في القرآن على الأكبر دون الأصغر، قال -جل وعلا-: وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ "من يشرك بالله" هنا يشرك -أيضا- فعل داخل في سياق الشرط فيكون عاما، فهل يدخل الشرك الأصغر والخفي فيه؟ بالإجماع لا يدخل؛ لأن تحريم الجنة، وإدخال النار والتخليد فيها إنما هو لأهل الموت على الشرك الأكبر، فدلنا ذلك على أن المراد بقوله: مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ إنهم أهل الإشراك في الشرك الأكبر، فلم يدخل الأصغر، ولم يدخل ما دونه، أو أنواع الأصغر، فيكون إذا فهم آية "النساء" على فهم آية "المائدة" ونحوها، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ في الشرك الأكبر ونحو ذلك، فيكون إذا على هذا القول المراد بما نفي هنا، أن يغفر الشرك الأكبر.
ولما كان اختيار إمام الدعوة كما هو اختيار عدد من المحققين كشيخ الإسلام وابن القيم وكغيرهما أن العموم هنا للأكبر والأصغر والخفي بأنواع الشرك، كان الاستدلال بهذه الآية صحيحا؛ لأن الشرك أنواع، وإذا كان الشرك بأنواعه لا يغفر، فهذا يوجب الخوف منه أعظم الخوف، إذا كان الرياء لا يغفر، إذا كان الشرك الأصغر، الحلف بغير الله، أو تعليق التميمة أو حلقة أو خيط، أو نحو ذلك من أنواع الشرك الأصغر، ما شاء الله وشئت، نسبة النعم إلى غير الله، إذا كان لا يغفر، فإنه يوجب أعظم الخوف منه، كذلك الشرك الأكبر، وإذا كان كذلك فيجتمع إذا في الخوف من الشرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 09:43]ـ
قال آخرون من أهل العلم: إن قوله هنا: لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ دالة على العموم، ولكن هذا عموم مخصوص، هذا عموم مراد به خصوص الشرك الأكبر لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ يعني: الشرك الأكبر فقط دون غيره، وأما ما دون الشرك الأكبر، فإنه يكون داخلا تحت المشيئة، فيكون العموم في الآية مرادا، يكون العموم مرادا به الخصوص لماذا؟ قالوا: لأن القرآن فيه هذا اللفظ "أن يشرك به" ونحو ذلك، ويراد به الشرك الأكبر دون الأصغر غالبا.
فالشرك غالبا ما يطلق في القرآن على الأكبر دون الأصغر، قال -جل وعلا-: وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ "من يشرك بالله" هنا يشرك -أيضا- فعل داخل في سياق الشرط فيكون عاما، فهل يدخل الشرك الأصغر والخفي فيه؟ بالإجماع لا يدخل؛ لأن تحريم الجنة، وإدخال النار والتخليد فيها إنما هو لأهل الموت على الشرك الأكبر، فدلنا ذلك على أن المراد بقوله: مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ إنهم أهل الإشراك في الشرك الأكبر، فلم يدخل الأصغر، ولم يدخل ما دونه، أو أنواع الأصغر، فيكون إذا فهم آية "النساء" على فهم آية "المائدة" ونحوها، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ في الشرك الأكبر ونحو ذلك، فيكون إذا على هذا القول المراد بما نفي هنا، أن يغفر الشرك الأكبر.
جزيت خيرا ابا محمد
مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوي في القول بالعموم وذلك أن تخصيص عدم الغفران بالشرك الأكبر فيه نظر.
وذلك أن تخصيص الشرك الأكبر بالتخليد في أية المائدة وغيرها واضح وصريح بالأحاديث التكاثرة الدالة عليه من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه رضي الله عنهم أجمعين كما في حديث " الطيرة شرك " وقول ابن مسعود رضي الله عنه " وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل " أي ما منا إلا وقع في شيء منه.
ثم إن القول بأن أية النساء هي من قبيل العموم الذي يراد به الخصوص يحتاج إلى دليل لاسيما وأن الأحاديث المتكاثرة متوعدة على الشرك دقه وجله كقوله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ " وقوله " مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ " وقوله " وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا "
فلفظة (شيئا) إما أن تأتي نكرة في سياق نفي أو في سياق شرط فدلت على العموم وهذه مؤكدات بأن عموم الشرك مقصود في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء:48]
والله اعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 06:34]ـ
اخي الكريم ابو عمر السلفي بارك الله فيك
اظن ان المراد واضح انه لابدمن المؤاخذة على الشرك الاصغر الاان يتوب منه صاحبه
ولكنه لايخلد في النار من وقع فيه والله اعلم ...
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إشتقنا للاخواننا في هذا المنتدى الطيب وإن شاء الله العود أحمد.
قرأت في مجموع فتاوى العقيدة للامام بن عثمين- رحمه الله -أن شيخ الإسلام رحمه الله تارة يقول أنه لا يغفر ويستدل بعموم الأية وتارة يقول أنه لا يغفره كون الشرك المقصود هنا في الأية هو الشرك الأكبر،الشيخ بن عثيمين رحمه الله نصر القول الأول.
و أحسب أن أخونا المشرف أبو محمد قد اجاد و أفاد في نقله لكلام شيخنا صالح -حفظه الله-
بارك الله فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:46]ـ
حياك الله وبارك الله فيك ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 11:58]ـ
اخي الكريم ابو عمر السلفي بارك الله فيك
اظن ان المراد واضح انه لابدمن المؤاخذة على الشرك الاصغر الاان يتوب منه صاحبه
ولكنه لايخلد في النار من وقع فيه والله اعلم ...
وفيك بارك
نعم افهم هذا وعليه علقت
فالمسألة على قولين:
1 - من مات على الشرك الأصغر هو تحت المشيئة.
2 - من مات على الشرك الأصغر لابد له من دخول النار ثم مآله إلى الجنة.
و الثاني قوي وهو الراجح والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
معتقد أهل السنة والجماعة أن الذي مات وهو موحد مآله إلى الجنة ومعلوم ان الذي مات على الشرك الاصغر موحد والخلاف معروف هل يغفر له شركه الاصغر أم لا؟؟
أخي أبو عمر على قول أن الشرك الأصغر لا يغفر كيف تجزم بدخوله النار بقولك "2 - من مات على الشرك الأصغر لابد له من دخول النار ثم مآله إلى الجنة.
الذي اعرف والله أعلم على قول ان الشرك الاصغر لايغفر بمعنى لا يستر وانما يدخل في الموازنة.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 12:52]ـ
الذي اعرف والله أعلم على قول ان الشرك الاصغر لايغفر بمعنى لا يستر وانما يدخل في الموازنة.
أما الذي أعرفه يا أخي أنه يدخل في قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وعدم الغفران تعني الحساب ومن نوقش الحساب عُذب.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم صريح في دخول صاحب مطلق الإشراك في النار كما في قوله: " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار " ومن خص الأكبر بهذا الوعيد فعليه الدليل ولا دليل إلا قولهم أنه عموم يراد به الخصوص , والله اعلم بالصواب.
والرجاء بيان قولك (لا يغفر بمعنى لا يستر وانما يدخل في الموازنة) فلم افهم قصدك , وفقك الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 10:21]ـ
حياك الله أخي أبو عمر
وقول النبي صلى الله عليه وسلم صريح في دخول صاحب مطلق الإشراك في النار كما في قوله: " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار "
هذا يا أخي عمر والله أعلم من نصوص الوعيد ونصوص الوعيد ليس بالضرورة تقع، فإخلاف الوعيد فضل وتكرم من الله الكريم الغفور عند أهل السنة والجماعة،و إنما هذا متوعد بالنار وفقط فهذا لله ان شاء غفر له وان شاء عذبه حتى ولو مات على الشرك الأصغر على قول من قال أن الشرك الأصغر يغفر يعني يستر في الدنيا و الأخرة.
أما على قول " ان الشرك الأصغر لا يغفر: يعني من مات على شرك أصغر لا يغفر له. فكيف يكون حاله؟؟
الجواب: مادام أنه لم يتب في حياته فهناك في الأخرة الموازنة بين الحسنات والسيئات ونحن نعلم علم اليقين أن الشرك الاصغر من جنس الكبائر بل فيه من عده أعظم من جنس الكبائر بغير شرك.
إذن لابد من حسنات عظام حتى ترجح حسانته على سيئاته ولو كانت فيها شركا أصغرا
ومعلوم أنه من غلبت حسانته على سيئاته فإنه لا يعذب على الشرك الأصغر،لكن لكن هذا ليس لكل أحد من الخلق، فإن منهم من يعذب على الشرك الأصغر لأن الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست شاملة لكل الخلق وليست شاملة-أيضا-لكل الذنوب،بل قد يكون من الذنوب مايستوجب النار ولو رجحت الحسنات على السيئات.
هذا خلاصة مافهمت من كتاب الشيخ صالح آل الشيخ على شرحه لكتاب التوحيد
وفقك الله أخي أبى عمر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 03:04]ـ
الأمر محتمل يا أخي حمدان والله اعلم بالصواب
ولكن اعتقد بأن أحاديث الوعيد في الشرك ليست كأحاديث الوعيد في الكبائر.
لأن الله جل وعز أخبرنا بأنه لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك كما في أية النساء 48
فبالتالي أصبح الوعيد في حق مرتكب الكبيرة تحت المشيئة إن شاء الله انفذه لمستحقه وإن شاء تجاوز عنه.
وأما صاحب الشرك ومنه الشرك الأصغر لا يكون تحت المشيئة بل هو مستوجب للعذاب ثم يختلف حال المشرك شركا أكبر عن المشرك شركا أصغر بالنسبة للمآل فذاك إلى جهنم خالدا فيها والثاني مآله إلى الجنة خالدا فيها بعد وقوع التطهير له بالعذاب فالجنة لا تدخلها إلا نفسا مؤمنة طاهرة كما جاء في الخبر.والله اعلم(/)
حصرياً على موقع الألوكة (خطة رسالة الدكتوراه) في موضوع: الليبرالية وموقف الإسلام منها
ـ[الإكليل]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبشروا - أيها الأخوة - فلا زال في الأمة الإسلامية علماء يتصدون لفضح مخططات الأعداء ودراسة أفكارهم والرد عليها ونقضها .. والإحاطة بالمذاهب الفكرية التي لها تأثير على المجتمع المسلم ...
ولئن مرض فضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي - شفاه الله - فله خلف صالح ..
لقد تصدى د. سفر الحوالي للعلمانية في رسالته الجامعية (العلمانية)
ويأتي - ولله الحمد - فضيلة الشيخ د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي ليتصدى لليبرالية
وذلك في رسالته الدكتوراة والتي بموضوع (الليبرالية وموقف الإسلام منها)
والتي نوقشت بتاريخ 17/ 10/1427هـ
وقد مُنح درجة الدكتوراة في العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات.
في تلك المناقشة الجميلة صرح الدكاترة المكلفون بمناقشة الرسالة بأنها غاية في التميز وأنهم وقفوا منها موقف المستفيد قبل المناقش.
جميل أن ينبغ من أهل السنة من يقارع الخصوم , ويبدي جمال السنة , وقبح البدعة , وينشر الخير بين الناس ..
وقد استطعتُ الحصول على الخطة الدراسية للبحث من نفس الجامعة (جامعة أم القرى)، وهذه الخطة بحق وبشهادة المختصين أنها قوية وفي موضوع فكري قوي ..
لكن ما أدري .. متى عسى نرى هذه الرسالة العلمية مطبوعة وفي المكتبات حتى نحصل عليها ..
-------------------
الموضوع: الليبرالية وموقف الإسلام منها
وهو مشتمل على: مقدمة، وخمسة أبواب، وخاتمة
المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع ..... ، وخطورته ..... وخطة البحث
الباب الأول: حقيقة الليبرالية، وهو مشتمل على فصلين:
الفصل الأول: مفهوم مصطلح الليبرالية
الفصل الثاني: الأسس الفكرية لليبرالية
الباب الثاني: نشأة الليبرالية وتطورها، وفيه خمسة فصول:
تمهيد
الفصل الأول: أوربا بين الإنحراف الديني والإستبداد السياسي
الفصل الثاني: التحولات الفكرية في أوربا نحو الليبرالية
الفصل الثالث: دور الطبقة الوسطى في ظهور الليبرالية
الفصل الرابع: اتجاهات الليبرالية
الفصل الخامس: الليبرالية بين الصعود والهبوط
الباب الثالث: مجالات الليبرالية، وفيه فصلان:
تمهيد
الفصل الأول: الليبرالية السياسية
الفصل الثاني: الليبرالية الإقتصادية
الباب الرابع: الليبرالية في العالم الإسلامي، وفيه فصلان:
مقدمة
الفصل الأول: عوامل ظهور الليبرالية في العالم الإسلامي
الفصل الثاني: مظاهر الليبرالية في العالم الإسلامي
الباب الخامس: موقف الإسلام من الليبرالية، وفيه فصلان:
تمهيد
الفصل الأول: موقف الإسلام من الحريات
الفصل الثاني: الحكم الشرعي في الليبرالية
وخاتمة فيها أبرز نتائج البحث.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ عبدالرحيم، ويبارك فيه.
وهنا مقال رائع - في ملتقى أهل الحديث - للشيخ خضر بن سند أحد زملاء الشيخ د. عبدالرحيم السلمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85618
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 08:35]ـ
ونعم بالشيخ عبدالرحيم ..
لقد حضرتُ له دورة علمية عام 1419هـ في جدة بجامع الأميرة حصة - قبل أن يستولي على الجامع الجامية -
ولقد كانت الدورة العلمية في شرح العقيدة الطحاوية وكانت ثلاثة أسابيع
الأسبوع الأول للشيخ حمد الشتوي
والأسبوع الثاني للشيخ عبدالرحيم السلمي
والأسبوع الثالث للشيخ عبدالعزيز احمد الحميدي
كانت أيام جميلة .. ، وكان أجمل مافيها دروس الشيخ عبدالرحيم ..
نفع الله بعلمه ..
وهذه الدروس (شرح العقيدة الطحاوية) مسجلة، وقد رأيتها في تسجيلات زاد التقوى بجوار مسجد الأمير متعب بجدة .....
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 01:28]ـ
أنعم بها من بُشرى
جزاك الله خيرا
ويسر الله طبعها قريباً
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 07:02]ـ
أنعم بالشيخ عبدالرحيم، وهو من تلاميذ الشيخ سفر الحوالي رفع الله قدره
التقيته مراراً في الرياض قبل سنوات عند بعض الأحباب، كما شرفت بدخوله منزلي
أسأل الله أن ينفع بجهوده، ويزيده علماً وعملاً وتوفيقاً
ـ[الإكليل]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 06:36]ـ
لقد سألت أحد المقربين من الشيخ د. عبدالرحيم
متى تخرج الرسالة مطبوعة في كتاب؟
فأجابني بأنه قريبا .. وينتظرون الفسح الإعلامي ..
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 09:03]ـ
جزاك الله خيراً، وبشرك الله بما يسرك.
وأرجو أن يطبع الكتاب عاجلاً ليتسنى توزيعه في معرض الكتاب القادم في الرياض.
وننتظر من طلبة العلم الحذاق طرق موضوع (الديمقراطية وموقف الإسلام منها) ففيه الفائدة إن شاء الله.(/)
(2) وحصريا على موقع الألوكة (خطة رسالة الدكتوراه) في موضوع: استعمال المصطلحات الفكرية
ـ[الإكليل]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 04:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه - أيضاً - خطة رسالة الدكتوراه في موضوع مهم جدا وهو: (ضوابط استعمال المصطلحات العقدية والفكرية عند أهل السنة والجماعة)
وهذه الرسالة لم تُناقش بعد، وهي للشيخ سعود بن سعد العتيبي
وقد حصلتُ عليها من نفس الجامعة (جامعة أم القرى)
----------
خطة البحث:
المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع ... ، وأسباب اختياره .... وخطة البحث
الباب الأول: تعريفات وآثار.
الفصل الأول: تعريف الضابط، والمصطلح، والعقيدة، والفكر.
الفصل الثاني: نشأة المصطلحات.
الفصل الثالث: في بيان آثار اتباع المصطلحات الشرعية.
الباب الثاني: ضوابط قبول المصطلحات.
تمهيد:
الفصل الأول: موافقة المصطلحات للكتاب والسنة.
الفصل الثاني: موافقة المصطلحات للغة العربية.
الفصل الثالث: موافقة المصطلحات للواقع ولما فيه نفع الأمة.
الباب الثالث: أمثلة تطبيقية:
الفصل الأول: مصطلحات فلسفية.
الفصل الثاني: مصطلحات كلامية.
الفصل الثالث: مصطلحات صوفية.
الفصل الرابع: مصطلحات معاصرة.
خاتمة: وفيها أهم نتائج البحث.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
ـ[العضد]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 03:16]ـ
موضوع جيد، وأتمنى أن أراه مطبوعا
نفع الله بكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 02:39]ـ
شكر الله لك
وليتك تتكرم وتتحفنا بخاتمة البحث أو خلاصته.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 01:53]ـ
شكر الله لك
وليتك تتكرم وتتحفنا بخاتمة البحث أو خلاصته.
كذلك نتمنى.
من خلال الخطة كأنه ركز على المصطلحات المستحدثة التي عليها ملاحظات
فهل ثمة رسائل عن المصطلحات المقبولة (تاريخ نشأتها مثلاً وأسبابه، مع بيان مسوغات قبولها)
(لفت انتباهي لهذا سؤال الأخ الموحد عن الكفر الأصغر والكفر الأكبر)
وهل تعتبر هذه مصطلحات مستحدثة باعتبار أنها لم ترد على ألسنة الصحابة مثلاً بلفظها؟
أم أن ورود المعنى المتفِق معها يجعلها من قبيل (الألفاظ المفسِّرة) مثلاً لمراد الصحابة أو مراد الله ورسوله
أتمنى أن يكون هناك بحث علمي عن هذا الأمر ..
وجزاكم الله خير(/)
التشنيع على أهل التجريح والتبديع للشيخ عبد الرحمن السديس
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة للشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس حفظه الله إمام الحرم المكي
وهي بعنوان (التشنيع على أهل التجريح والتبديع
الحمد لله، تَقْصُرُ دُونَ مِدْحَتِهِ صُنُوفُ النُّعُوتِ ثَناءً وأوصافًا، نحمده تعالى ونشكره أن جعلنا أمة واحدة، وأسبغ علينا من وافر آلائه عطاءً وألطافًا، وأوجب علينا التآخي اعتصامًا وائتلافًا، وحرم الفرقة بيننا تنازعًا واختلافًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، توعد بالخسار أهل الأهواء زيغًا وإرجافًا، وبسط يديه بالمغفرة لمن أناب إليه افتقارًا واعترافًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أفضل الخليقة محفدًا وأشرافًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خيار هذه الأمة خلفًا وأسلافًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان يرجو من الله قربًا وازدلافًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد:
فأوصيكم ـ عبادَ الله ـ ونفسِي بتقوَى اللهِ عزّ وجلّ، فإنّ التّقوَى هي الحَبلُ الأقوَى للفوزِ بجنّة المَأوَى، تربِط على القلوب ساعةَ الفتَن، وتُنير الدروبَ أوقاتَ الأزَمَات والمِحَن. مَن عمرتِ التّقوى قلبَه سلِمت طويّتُه من الضّغَن، وهُدِي إلى خيرِ سبيلٍ وأقوَم سَنَن.
أيّها المسلمون، لا يجِد النّاظر في تأريخ أمّتِنا عنَاءً في الوقوفِ على تميُّز حضارتها وتحقُّق قيادتِها وسيادتِها وريادتِها على العالَم بأسرِه رَدحًا من الدّهر وأحقابًا من الزمان، ومَردُّ تلك الغَلَبة وذيّاك العلُوّ إلى الاعتصامِ بالوحيَين الشّريفَين ولزومِ قاعدةِ الوَحدة والائتلاف ونَبذ الفُرقة والاختلاف، تحقيقًا لقوله سبحانه: إِنَّ هَـ?ذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَ?عْبُدُونِ [الأنبياء:92].
كما لا يلقَى المتأمّل في وضعها الراهِن عَناء في القولِ: إنّ أمّتَنا أظلّها زمان حالِكٌ بالغوائِل والمدلهمّات، مع سَيرٍ في حرّةٍ كأداء، تتناوشها نِصال أعداءٍ ألِدّاء، وترمُقُها مُقًلٌ حاسِدة وأحداق حاقِدة أضمَرَتِ الكيدَ والعداء، مع ما تعانيه من شتاتٍ ذاتيّ ونفورٍ داخليّ وصراعٍ بينيّ وفهمٍ آحاديّ لكثير من القضايا وطُفُوِّ أفكار منحَرفة هدّامة وظهورِ فئامٍ مرقت عن صفِّ الملّة والجماعة، فلم يزد ذلك في جسَد الأمّة إلاّ أوصابًا وتَفريقًا وجروحًا وتمزيقًا.
ولله سبحانه في ذلك كلِّه الحكمة البالغةُ كما قال سبحانه: وَنَبْلُوكُم بِ?لشَّرّ وَ?لْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]. وكم للمِحن والأزماتِ مِن شأنٍ عريض في صقل الأمَم ورُقيِّها، ولكن كلّ يومٍ يمضي من حياةِ الأمّة لا تُشخِّص فيه عِللَها ولا تأخذ فيه بأسبابِ النهوض من كبوتها لَيؤخِّرها أمدًا بعيدًا ويزيدُ من تمكُّن اليأس والقنوطِ لدى كثيرٍ من الشرائح والأوساط في جَدوَى تماثُلها للشّفاء واستئنافِ تسنُّمها لذُرَي العلياء.
أمّة الإسلام، وتِلك وفقةُ تذكيرٍ لتثبيتِ أهمِّ المعالم على جَنَبات طريقِ النّهضة الواعِية التي ينبغِي أن ينتهِجَها أهلُ الحقّ، تكون بيانًا للآسي وتذكرةً للنّاسي وتعليمًا للجاهِل وتنبيهًا للذّاهل وإسهامًا في لمِّ الشتاتِ وذمّ الفُرقة والانبتات والنّأيِ بالأحبّة عن وَحَر الصّدور ودَرَن المقاصدِ وبواعِث الشّرور.
إخوةَ الإيمان، إنّ شريعتَنا الغّراءَ قصَدت إلى الألفةِ والوِفاق، ونأت عن مسالِكِ التّنازع والشّقاق والافتراق، ونادَت بالمحبّة والإخاء، وحَضّت على التّسامُح والتّراحُم والتّناصُر والتّلاحُم، سيما بين أهلِ الحقّ، أهلِ المشرَب الواحدِ والمنهَج الواحد، والكتابُ والسنّة زاخران بالبراهين المشرِقةِ على تلك الصفاتِ المتَوهِّجة بكلّ معاني الغاياتِ السامِية.
يقول سبحانه: وَ?عْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ?للَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَ?ذْكُرُواْ نِعْمَةَ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]، وفي ذلك امتنانٌ بتغيِير الحالِ المتشتِّت الشّنيع إلى الحالِ المنتَظِم البَديع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِن مشكاةِ النبوّة وإشراقاتِها قولُه عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاريّ ومسلم: ((إنّ مِن أحبِّكم إليّ وأقربِكم منّي مجلسًا يومَ القيامة أحاسِنَكم أخلاقًا، الموطّئون أكنافًا، الذين يألفون ويُؤلفون)).
أمّة القرآن والسّنّة، مَن كتمَ داءَه أسهَده وأضنَاه وأضجَره وعنّاه، وإنّ من الأدواء التي ينبغِي أن تُشخَّصَ في عُنفوان الأسَى واللّوعةِ ما هو كائنٌ مِن وَحشة وتنافُر وجفاءٍ وتدابُر بلغ حدَّ التجريحِ والتّحذير والتسفيهِ والتّشهير مِن قِبَل أهلِ الملّة بَعضِهم بعضًا، ممّن سلكَ سبيلَ الحقّ عقيدةً وعبادة وسلوكًا، وممّن ينتسِبون إلى الخيرِ والدّعوة والغيرةِ على الحُرُمات، الحريصين على سلامةِ الأمّة من التعثُّر والانزلاق، الوَجِلين على وَحدة الصّفّ مِن التصدُّع والانشقاق.
وإنّ مِن المصائبِ الفادِحَة أن يتطاولَ بعض أهلِ الملّة الواحدةِ على مقاماتِ إخوانِهم مِن العلماءِ الأجلاّء والدّعاة النُّبَلاء، حطًّا مِن أقدارهم ووقيعةً في أعراضِهم وإيضاعًا خِلالَهم ونزعًا للثقة والمرجعيّة منهم.
وإنّ الرّزِيّة لتعظُم حين يكون ذلك على قصدِ الازدِراء والتّعيير والثَّلبِ والتّشهير عبرَ قنواتٍ سيّارة من صُحفٍ ومجلات وفضائيّات وشبكاتِ معلومات، بكلّ تَخَلٍّ عن التورُّع والتأثُّم، يقول محذِّرًا ومتوعِّدًا: ((يا معشرَ مَن آمن بلسانِه ولم يدخلِ الإيمان قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عَوراتِهم، فإنّه من تتبّع عوراتِهم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولَو في جوفِ بيتِه)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذيّ، وقال الإمام أحمد رحمه الله: "الوقيعةُ في أهلِ العِلم ـ ولا سيّما أكبارهم ـ مِن كبائِر الذنوب"، وقال مالك بن دينار: "كفى بالمرءِ شرًّا أن لا يكونَ صالحًا وهو يقَع في الصالحين".
فما بال أقوامٍ مِن أهلِ الملّة الواحِدة ـ هداهم الله ـ من تكون غايةُ دنياه وأكبرُ همِّه ومُناه تتبّعَ العثراتِ وتصيُّدَ الزّلاّت والنّفخَ في الهِنَاتِ الهَيِّنات والتشهيرَ بها عبرَ المجالس والمنتديات؟! لا يفتؤون هَمزًا، ولا ينفَكّون لمزًا، ولا يبرَحونَ غمزًا. ديدنُهم التشويش، ومطيّتُهم التحريش، وسجيّتُهم الإثارةُ والتهويش. قاموسُهم سُوءُ الظنّ، ومعاجِمُهم الأذَى والمنّ، يبادِرون بالاتّهام، ويستَعجِلون بالجفاء والاصطلام، يكثِرون الوقيعةَ والعِتاب، ولا يتورّعون عن الشّتائم والسّباب. يطعَنون إخوانَهم فِي الخواصِر، ويصوِّبونَ سهامَهم تلقاءَ القفى. إذا رَأَوك في نعمةٍ حسَدوك، وإن توارَيتَ عنهم اغتابوك.
إن يسمَعوا هَفوةً طاروا بِها فرحًا وما علِموا مِن صالحٍ كتَموا
يعمَلون ليلَ نهارَ على الحطّ من الأقدار والنيلِ من الكفاءات وتَشويهِ صورةِ البُرآء الأخيارِ النّزهاء، يتحرّكون كالخفافيشِ في الظّلام، ويعمَلون خلفَ الكواليس، تنكّرت منهم الوجوه والقسمات، وتغيّرتِ البَسَمات، واصفرّت السُّبُحات. في الرّخاءِ أحبّة أخلاّء، وفي الشّدّة أعداءٌ ألدّاء، يستوي في ذلك الأقرباءُ والأصفِياء. لا يلتمِسون المعاذير، ويسعَون لإسقاطِ أهلِ الفضلِ والمشاهير، يبثّون عنهم الشائِعات، ويختلقون ضدَّهم الوِشايات، فسبحانَ ربّيَ العظيم، ألا يخافون الله ربَّ العالمين؟! إلى الله المشتَكى، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم.
بل يتحرّونَ لذلك بعضَ المواقِع العنكبوتيّة، بل سَمِّها الثعبانيّة الفتّاكة، زاعِمين بيانَ الحقِّ والإصلاح، والواقعُ أنّهم مثلُ الذّباب يراعِي موضعَ العِلَل. ولا يبالون أن يكونَ جمعُهم من قالةِ السوء والمجاهيل، أو مِن ثنايا مؤلّفاتٍ لم يَطَأها قلمُ التّنقيح، ولم يخطَّها يراعُ النّسخ والتّوضيح.
وعلى إِثرِ تلك الأوهامِ والهفواتِ التي تقبَل التأويلَ والاغتفار في غَزيرِ الحَسَنات يكون الولاء والبراء والهجرُ والجفاء والوُدّ والعداء، عبرَ التصنيف والتعصُّب والتحيُّز والتحزّب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُشغَل بذلك طلبةُ العلمِ المبتدِئون والمثقّفون والمصلِحون بلهَ العوامّ، ويتلقّفُها في كلّ الأصقاعِ الشانِئون والمغرِضون، وتهدَر ملكاتٌ وأوقات بين رادٍّ ومردودٍ عليه، وتُعقَد المجالس فريًا في الأعراضِ بكلماتٍ جارِحة وعِبارات مسفّة قاسيَةٍ وقذائفَ كأنّها شواظٌ من نار، تشِي بسوءِ الدِّخلةِ والمأرب، ضاربةً بعفّةِ اللّسان نزاهةَ النفسِ كلَّ مضرَب، كان الأولى فيها صرفَها شطرَ الفِرق المنحرِفة المناوِئة لأهلِ الإسلام الساعيَةِ في تقويضِ أمنِها وخَلخَلة صفِّها، وإنّي أعيذ الأصفياءَ وطلاّبَ الخير وشداتَه أن يتشبّهوا بصِفةِ فرقةٍ ضالّة حذّرنا منها المعصومُ فيما أخرَجَه أحمد والشّيخان: ((قومٌ يقرؤون القرآنَ، لا يجاوِز حناجرَهم، يمرقون من الإسلامِ كما يمرُق السّهم مِن الرميّة، يقتلون أهلَ الإسلام ويَدَعون أهلَ الأوثان)).
ومِن الوَمَضات اللّطيفةِ للقاضِي إياس بنِ معاوية الذي صارَ مثلاً في الفِطنة والذّكاء ما أوردَه الحافظ ابن كثير رحمه الله عن سفيان بن حسين قال: ذكرتُ رجلاً بسوءٍ عندَ إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوتَ الروم؟! قلت: لا، قال: السّندَ والهِند والتّرك؟! قلتُ: لا، قال: أفسَلِم منك الرومُ والسّند والهِندُ والتّرك ولم يسلَم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعُد بعدَها أبدًا. وقال ابن سيرين رحمه الله: "ظلمُك لأخيكَ أن تَذكرَ مِنه أسوأَ ما تعلَم وتكتُمَ خيرَه". وقال ابن المبارَك: "المؤمن يلتمِس المعاذيرَ، والمنافِق يتتبّع الزّلاّت". وقال آخر: "المسلم يستُر وينصَح، والمنافِق يهتِك ويفضَح". هذا في حقّ آحادِ المسلمين وعوامّهم، فكيفَ إذا كان مِن أهلِ العِلم والفضل والخير والسّبق والدعوةِ وقضى سَحابةَ عمره عالمًا محقّقًا أو داعيًا متألّقًا أو كان مِن ذوي الهيئات والمروآت؟! فإنّ إمساكَ اللّسان عنهم وصونَهم عن الرَّشَق والتوهين آكدُ وأوجب.
أنصارَ السنّة ودعاتَها، وفي سَتر الزّلّة وسدِّ البادِرةِ والخَلّة ما وَرَد عن عمَر رضي الله عنه أنّه قال: (لا تَظنّنّ بكلمةٍ صدَرَت من أخيكَ سوءًا وأنتَ تجِد لها في الخير محمَلاً). وعن سعيد بنِ المسيّب رحمه الله قال: "ليسَ مِن عالمٍ ولا شريف ولا ذي فضلٍ إلاّ وفيه عَيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصِه ذهبَ نقصُه لفضلِه".
ومِن الكلام الذهبيّ للإمام الذهبيّ في ترجمةِ الحافظ محمد بن نصرٍ قوله رحمه الله: "ولو أنّا كلّما أخطأ إمامٌ في اجتهادِه في آحادِ المسائِل خطأً مغفورًا له قُمنا عليه وبدّعناه وهجَرناه لمَا سلِم معنَا ابن نصرٍ ولا ابن مَنده، ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادِي الخَلق إلى الحقّ، وهو أرحمُ الرّاحمين، فنعوذ بالله من الهوَى والفَظاظة".
وهُنا صرخةُ تحذير وتنبيهٍ وتنذير لأهلِ الإسلام: أن كفانا جفاءً واختِلافًا، وحي هلاً اعتِصامًا وتجرُّدًا وائتلافًا، ماذا دَهَانا؟! عجيبٌ أمرُنا ذا الزّمانا، مرادُ النّفوس أعلى مِن أن نتعادَى فيه أو نتفانَى.
لوسائلِ الإعلام المؤتَمَنة على الأفكار والأقلامِ أن تتّقيَ الله في صِدق الكلمةِ وانتقاء النشر وعُمق الطّرح، فليسَ كلّ مَن خطّ سوادًا في بياض نُشِر له، فوضَعَ وخبَّ في أعراضِ الفضلاء والعُلماء والنّبلاء، وليس هو مِن طرازِهم ولا مِن علمِهم في قبيلٍ ولا دبير، حتّى غدَا الثّلب والسّلب مَركبًا وطيئًا وسَابلةً لمن تعرِف وتُنكِر.
ألا كلاّ ثمّ كلاّ للتّعقُّبات والرّدودِ الرّعناء التي تثيرُ كوامنَ النّفوس والشّحناء، وتورِي زِنادَ الكوامِن والبغضاء، ورحِم الله امرأً عرَف قدرَ العلماءِ وقدرَ نفسِه، وتابَ ممّا خطَّته يده في طِرسِه، وليَكِل شأنَ النّقد والتّقويم إلى مَن رسَخت في العِلم أقدامُهم، وأتقَنوا ضوابطَ النّقد والحِوار، وقاموا على آدابِ الخلافِ وقواعدِه خيرَ قِيام، وهَل يملِك ميزانَ الاعتدالِ في نقدِ المنهَج والرّجال إلاّ العلماء الأفذاذُ الذين تُنَاخُ بعِلمِهم الرّحال وتُحدَى بهم المطايا والآمال؟! يقول الإمام الذهبيّ: "الكلامُ في العلماءِ مفتقِر إلى العدلِ والورَع"، ألا ما أحوجَه في زمنِنا هذا إلى لجانٍ متخصِّصةٍ وهيئاتٍ عاليَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيّها المسلمون، إنّ السّاحة العلميّة والحلائبَ الدعويّة والمجالسَ والمنتدياتِ المعرفيّة والحواريّة ووَحدةَ الأمة المفكّكة لا يزالان في ظَمَأ هائلٍ لترسيخِ حقائقِ التآخي الوَريف والتناصُح الشفيف المرتكزَين على الصّدق والإنصافِ والتواضُع والحِرص على إظهارِ الحقِّ دونَ زُخرفٍ في القول مموَّه، أو باطنٍ بالحسَد مشوَّه، وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].
ومِن الرّوائعِ الكثيرةِ في أدَب أسلافِنا عندَ الاختلاف وحِفاظِهم على المودّة والصّفاءِ والإذعان للحقّ حيث استبانَ وكانَ دونَ تَمَعُّر أو تَنقُّص أو استعلاءٍ ما أوردَه الذهبيّ عن الحافظِ أبي موسَى الصّدَفي أنّه قال: ما رأيتُ أعقلَ من الشافعيّ، ناظرتُه يومًا في مسألةٍ ثمّ افترقنا، ولقيَني فأخذَ بيدي ـ تأمّلوا يا رَعاكم الله، ألا ما أزكاه مِن أدَب ـ ثمّ قال: يا أبَا موسى، ألا يستقيمُ أن نكونَ إخوانًا وإن لم نتّفِق في مسألة؟!، علّق الذهبيّ قائلاً: "هذا يدلّ على كمالِ عَقلِ هذا الإمام وفِقهِ نفسِه، فما زال النُظراء يختَلفون" انتهى كلامه رحمه الله.
ألا مَا أحوجَنا إلى مثلِ هذه الأفهامِ والعقول، وذاك السّمت والهَدي، وتلك المنهجيّة والإصابة، لا كثرة الهَذر والاسترسالِ في الطّعون، وليسَ العهد ببعيدٍ عن سيرةِ أئمّتنا وعلمائِنا، رحِمَ الله أمواتَهم ووفّق أحيَاءَهم.
فيا أهلَ السنّة الميامين، حنَانيكم ببعضكم حنانَيكم، ولُطفًا لطفًا بإخوانِكم، ورِفقًا رِفقًا بالعلماءِ والدّعاة وأهلِ الخيرِ والصّلاح والإصلاح، والقصدَ القصدَ تبلُغوا، فإنّ المنبتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظَهرًا أبقى. ورحِم الله امرَأ أنصَف من نفسِه فبادر باتّهامها، وأنصف إخوانَه فحفِظ ودَّهم، وأحبَّ الخيرَ والإصابةَ لَهم، ولم يُعنِ الشيطانَ عليهم.
إنّ مِن النّبلِ والشّجاعة مواجهةَ إخوانِك بأخطائِهم إن حَصَلت، وإنّ من اللّؤم والخِسّةِ والدّناءةِ الطّعونَ الخلفيّة وبثَّ الكوامنِ النفسيّة وتغليبَ النظراتِ الحزبيّة والاحتكامَ إليها في تقويمِ أهلِ الفضل، فلا يعرِف الفضلَ لأهلِ الفضلِ إلاّ ذووه، وليَكُن ملءَ دواخِلِكم وشغلَ جوارِحِكم قولُ الحقّ سبحانه: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ?لْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْرُحَمَاء بَيْنَهُمْرُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29].
وحيّ هلاً بالنّقدِ العلميّ البنّاء والحوارِ المؤصَّل النّزيه، ولكن مِن المؤهَّلين والأكفَاء، حوارٍ هادف ونصحٍ بنّاء، تحفّه مشاعِر الودّ وترِفُّه نسائمُ الإنصاف، قد خلِيَ من الهوَى والعصبيّة، وعَريَ عن التّصنيف والحزبيّة، وساعتئذ ستكتالُ لكم أمّتُكم جزيلَ الدعاءِ والثّناء، والله وحدَه المستعان، وهو القائل سبحانه: فَأَمَّا ?لزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ?لنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ?لأرْضِ كَذ?لِكَ يَضْرِبُ ?للَّهُ ?لأمْثَالَ [الرعد:17].
بارك الله لي ولكم في القرآنِ والسنّة، ونفعَني ,غياكم بما فيهما من الآياتِ والحِكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولوالديَّ ووالدِيكم ولجميعِ المسلمين والمسلمات، من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو التوّاب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الواحدِ الخلاّق، أمرَنا بالتّآلفِ والوِفاق، ونَهَانا عن سُبُل التفرّق والشّقاق، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تَملأ النفوسَ مِن الخشيةِ والإشفاق، وأصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد بن عبد الله صلاةً وسلامًا تامّين كاملين ما تعاقب أُفول وإشراق، وعلى آله وصحبِه أئمّة الهدَى باتّفاق، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يومِ التّلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا بعد: فاتّقوا اللهَ عبادَ الله، وليكُن مِنكم بحسبانٍ لا يَرِين أنّ أمّتَكم الإسلاميّة لفي أشَدّ ما تكون حاجةً إلى التّواصي بالحقّ والتجرُّد والتّوافُر على الكلِمةِ الطيّبة البنّاءة التي تُشعّ منها الخشيَة والتقوَى وإحسانُ الظنّ بالبُرآء الأتقياء والالتفاف حولَ الولاةِ والعلماء وتأكيدُ المواثيق والعُرى في عَميق مصداقيّتهم ومَكينِ مرجعيّتهم، مع الترصُّد صفًّا واحدًا كالبنيَان المرصوص ضدَّ التيّارات الجارِفة والأفكار المسمومَة القاتِلة التي لا تَزال عَقابيلها تؤرِّق النفوسَ وتُزَعزِع أمنَ المجتمع.
وإنّ الصّدوفَ عن هذا المَهيَع الوارِف وفي هذه الآوِنة تحديدًا وادِّعاءَ الاختلاف فيما يسوغُ فيه الخِلاف والانشغال بالعيوب والمثالب وبُنيّات الطّريق وأخطرُ من ذلك المسَاس بالثّوابت والتعدّي على الأصول ليُعَدّ عقوقًا للأمّة وتَخاذلاً عن نصرتها وعلاجِ قضاياها المهمّة والملحّة. وإنّ من العارِ والحَماقة أن ينشغِلَ الأخ بأخيه والعدوّ يتفرّج من حولِهم، وليس هذا ـ وايم الله ـ لخَطَأ إقرارًا أو على باطلٍ إصرارًا، ولكنّه عين الحكمَة وتحقيقِ المصالح للأمة ودرء المفاسد عنها.
أيّها الأحبّة في الله، ولكي نحمدَ السُّرى ونسعَدَ بتباشيرِ ابنلاجِ الصّباح بقطعِ دابرِ التنافر والتناثُر وبَتر داءِ التّشهي بِلمزِ وهَمز وغَمز الأماجِد ودَحر كيدِ المفسِدين الذين يُرنِّقون سَلسَال وحدتنا وشموخِنا علينا جميعًا أن نتنادى ـ الدعاةُ والعلماء، أهلُ الحِسبة والأدباء، أربابُ الفِكر والأقلامِ والثقافة والإعلام ـ إلى الشّعور بروحِ الجَسَد الواحد الذي إن اشتَكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجَسَد بالسّهر والحمّى، حمايةً لسفينةِ المجتمع من الإغراق بأيدي أقوامٍ سفهت أحلامُهم وارتَكَسَت في حَمأة التّبديع التّفسيق والتّكفيرِ أقدامُهم، بل تعدّى الأمر إلى حَمل السّلاح والتّفجير وسَفك الدّماء والتّدمير، فسفينةُ الأمّة كلُّها لا ترسو إلاّ على جودِيِّ الأمنِ والإيمان في منأًى عن مِطرقةِ الجَهل وسِندان الهَوى.
فَيَا ساهيًا قد غرَّه الجهلُ والهوى صريعَ الأماني عمّا قريبٍ ستندَمُ
أفِق قبلَ أن يأتيَ اليوم الذي ليسَ بعده سِوى جنّةٍ أو حَرِّ نار تضرَمُ
وهيهاتَ أن تجنيَ بعض الأقلام ثَمَرًا يانعًا في علقمِ النّيلِ مِن ثوابِت الأمّة أو التمرّغ في [أوحال] الوقيعةِ برُموزها تحتَ أيّ دعوًى عريضة.
عبادَ الله، الدّعوةُ موجّهة من مِنبر المسجدِ الحرام حِفاظًا على الأمّة وأمنِ المجتمع إلى الفارّين مِن وجهِ العدالةِ والمطلوبين أمنيًّا أن يبادِروا إلى تسليمِ أنفسِهم ليحكمَ فيهم شرعُ الله المطهَّر وحكمُه العادل، وفي ذلك تحقيقُ الخير لهم ولأُسَرِهم ومجتَمَعهم وبلادِهم في العاجِل والآجل، وأيّما مسلمٍ في كلّ مكان تلقّى ما أنيط به مِن أمانةٍ ومسؤوليّة بعَزم وصِدق وبصيرةٍ نافذةٍ فلن تعجزَه الأوهامُ عن الوصول إلى الحقّ والحقيقة، ولن يثنيَه الديجور عن مواصلةِ طريقِ التقدّم والعبور، والله مِن وراء القصد، وهو الهادِي إلى سواءِ السّبيل.
هذا وأسأل اللهَ جلّت حكمته وعمّت نعمتُه أن يديمَ علينا نعمةَ الأمن والإيمانِ، فضلاً وجودًا ومَنًّا، لا باكتسابٍ مِنّا، إنّه جواد كريم.
ألا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على حبيب الحقّ وشفيع الخلق الهادي البشير والسّراج المنير كما أمركم بذلك المولى اللطيف الخبير، فقال تعالى قولا كريمًا: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلِّم وبارك على سيّد الأوّلين والآخرين وخاتَم الأنبياء وأشرف المرسلين نبيّنا محمّد بن عبد الله، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وصحابتِه الغرّ الميامين، والتّابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
منقول من موقع خطب الجمعة من الحرمين الشريفين
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:49]ـ
جزاكم الله خيرا أخى الفاضل ..
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:15]ـ
وإياك أخي أبو محمد المصري
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك يا أخي أبو عبد الرحمان .... لكن أين المعتبرون ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 08:44]ـ
جزاكم الله خيرا ....
و لكن!
ترى هل يفيد هذا الأسلوب الخطابي؟!
إن الذين يبدعون اليوم ... بل و يبدعون جمهور علماء المسلمين .... بل و يقذفونهم بارتكاب الشركيات! .... قد وصلوا إلى قناعات راسخة بصحة ما يمارسون .. بل بأنه أعظم أبواب الدين .. ! لا أنه انسياق وراء النفس و غوائلها في كثير منه سواء في علمية ما يقررون أو سلامته من جهة السياسة الشرعية؟! فلن يفيد بالتالي تخويف من عذاب الله ... و الحال هذه!!
إن لم نبحث عن جذور هذه المشاكل فلا نرجو كثير خير.
و السلام.(/)
فوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مختارات وفوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي ...
* كان من مضى من الأئمة المجتهدين قائمين بنشر علوم الاجتهاد في جميع الآفاق .. وهم في ذلك متفاضلون
فمنهم المحكم لأمر الكتاب
ومنهم القائم بأمر السنة
ومنهم الممعن في استنباط الأحكام
وقل من اجتمع فيه القيام بجميع ذلك
حالة السلف الصالح في تدافع الفتوى عند حدوث الحادثة
-والعلم بالأحكام واستنباطها كان أولا حاصلا للصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم فكانوا إذا نزلت بهم النازلة بحثوا عن حكم الله تعالى فيها من كتاب الله وسنة نبيه وكانوا يتدافعون الفتوى ويود كل منهم لو كفاه إياها غيرهفصل في السؤال عن الحادثة والكلام فيها قبل وقوعها
-وكان جماعة منهم يكرهون الكلام في مسألة لم تقع ويقولون للسائل عنها أكان ذلك فإن قال لا قالوا دعه حتى يقع ثم نجتهد فيه
-كل ذلك يفعلونه خوفا من الهجوم على ما لا علم لهم به واشتغالا بما هو الأهم من العبادة والجهاد فإذا وقعت المسألة لم يكن بد من النظر فيها
- وقال الحافظ البيهقي وقد كره بعض السلف للعوام المسألة عما لم يكن ولم يمض كتاب ولا سنة
وكرهوا للمسئول الاجتهاد فيه قبل أن يقع لأن الاجتهاد إنما أبيح للضرورة ولا ضرورة قبل الواقعة فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد
واحتج في ذلك بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
-وعن طاووس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر أحرج الله على كل امرئ مسلم سأل عن شيء لم يكن فإنه قد بين ما هو كائن
-وفي رواية لا يحل لكم أن تسألوا عما لم يكن فإن الله تبارك وتعالى قد قضى فيما هو كائن
-قلت هذا معنى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
-وعن عبد الرحمن بن شريح أن عمر بن الخطاب كان يقول إياكم وهذه العضل فإنها إذا نزلت بعث الله لها من يقيمها ويفسرها
-فالاجتهاد بمنزلة الميتة قال الثعلبي والشافعي ولا يحل تناولهما إلا عند المخمصة
والذي ليس بحاكم ويجتهد برأيه فمثله كمثل رجل قعد في بيته ويقول إنما جاز أكل الميتة لفلان ويجوز أكلها لي أيضا
-فكذلك لا يجوز لأحد أن يحتج بقول المجتهد لأن المجتهد يخطئ ويصيب فإذا كان شيء يحتمل أن يكون صوابا وخطأ فتركه أولى مثل الشبهات من الطعام تركه لها أولى من تناوله
-وعن الصلت بن رشد قال سألت طاوسا عن شيء فانتهرني فقال أكان هذا قلت نعم قال الله الذي لا إله إلا هو قلت الله الذي لا إله إلا هو قال إن أصحابنا حدثونا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال يا أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم ههنا وههنا وإن لم تعجلوا قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم لا تستعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنكم إذا فعلتم ذلك لا يزال منكم من يوفق ويسدد وإنكم إن استعجلتم بها قبل نزولها تفرقتم
-قلت بهذا السبب أخذوا سنن اليهود والنصارى وزادوا عليهم حتى صاروا اثنتين وسبعين فرقة وحكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم من أصحاب النار كما شهد للعشرة أنهم من أصحاب الجنة
-وقال مسروق سألت أبي بن كعب عن شيء قال أكان بعد قلت لا قال فاصبر حتى يكون فإن كان اجتهدنا لك رأينا
-وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما منهم أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه إياه وفي رواية يسأل أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:52]ـ
فصل في التنفير من القول بالرأي
-ثم بعد الصحابة أراد الله أن يصدق نبيه في قوله تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحللون الحرام ويحرمون الحلال ورواه البزار في مسنده عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم
-فكثرت الوقائع والنوازل في التابعين ومن بعدهم واجتهدوا بآرائهم لمن اضطر ومن لم يضطر ووصلت إلى من بعدهم من الفقهاء ففرعوا عليها وقاسوا واجتهدوا في إلحاق غيرها بها فتضاعفت مسائل الفقه وشككهم إبليس ووسوس في صدورهم
-واختلفوا اختلافا كثيرا من غير تقليد فقد نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره كما سنذكره في فصل
-وكانت تلك الأزمنة مملوءة بالمجتهدين فكل صنف على ما رأى وتعقب بعضهم بعضا مستمدين من الأصلين الكتاب والسنة وترجيح الراجح من أقوال السلف المختلفة بغير هوى
ولم يزل الأمر على ما وصفت إلى أن استقرت المذاهب المدونة
-ثم اشتهرت المذاهب الأربعة وهجر غيرها فقصرت همم أتباعهم إلا قليلا منهم فقلدوا بعدما كان التقليد لغير الرسل حراما بل صارت أقوال أئمتهم عندهم بمنزلة الأصلين وذلك معنى قوله تعالى اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله
-فعدم المجتهدون وغلب المقلدون وكثر التعصب وكفر بالرسول حيث قال يبعث الله في كل مائة سنة من ينفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين
-وحجروا على رب العالمين مثل اليهود أن لا يبعث بعد أئمتهم وليا مجتهدا حتى آل بهم التعصب إلى أن أحدهم إذا أورد عليه شيء من الكتاب والسنة الثابتة على خلافه يجتهد في دفعه بكل سبيل من التآويل البعيدة نصرة لمذهبه ولقوله ولو وصل ذلك إلى إمامه الذي يقلده لقابله ذلك الإمام بالتعظيم وصار إليه وتبرأ من رأيه مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم وحمد الله على ذلك
-ثم تفاقم الأمر حتى صار كثير منهم لا يرون الاشتغال بعلوم القرآن والحديث ويرون أن ما هم عليه هو الذي ينبغي المواظبة عليه فبدلوا بالطيب خبيثا وبالحق باطلا اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:53]ـ
فصل في كلام العلماء في الرأي والقياس
-ثم نبغ قوم آخرون صارت عقيدتهم في الاشتغال بعلوم الأصلين يرون أن الأولى منه الاقتصار على نكت خلافية وضعوها وأشكال منطقية ألفوها
-وقد قال عمر بن الخطاب اتهموا الرأي على الدين
-وقال سهل بن حنيف اتقوا الرأي في دينكم
-وقال عبد الله بن مسعود يحدث قوم يقيسون الأمر برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم
-ما عبدت الشمس والقمر إلا بالرأي ولا قالت النصارى ولا أن الله هو المسيح بن مريم ولا اتخذ الله ولدا ألا بالرأي وكذلك كل من عبد شيئا من دون الله إنما عبده برأيه فانظر إلى قول السامري وكذلك سولت لي نفسي
-وقال عبد الله بن عمر لا يزال الناس على الطريق ما اتبعوا الأثر
-روى الشعبي عن عبد الله بن عمر إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا
-وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول
-وقال أيضا إذا بلغك عن رسول الله حديثا فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغا عن الله تبارك وتعالى
-وقال أيضا العلم ما جاء عن أصحاب محمد وما لم يجيء عن أصحاب محمد فليس بعلم
يعني ما لم يجيء أصله منهم
-قال الشعبي إذا جاءك الخبر عن أصحاب محمد فضعه على رأسك وإذا جاءك عن التابعين فاضرب به أقفيتهم
-وقال سفيان الثوري العلم كله بالآثار
-قلت ما احسن قول القائل ...
تجنب ركوب الرأي فالرأي ريبة ... عليك بآثار النبي محمد
فمن يركب الآراء يعم عن الهدى ... ومن يتبع الآثار يهدي ويحمد ...
- وقال بعض المغاربة ...
لا ترغبن عن الحديث وأهله ... فالرأي ليل والحديث نهار ...
-وقول القائل ...
انظر بعين الهدى إن كنت ذا نظر ... فإنما العلم مبني على الأثر ...
لاترضى غير رسول الله متبعا ... ما دمت تقدر في حكم على خبر ...
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:54]ـ
فصل في وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة
-ولم يختلف المفسرون فيما وقفت عليه من كتبهم في أن قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول تقديره إلى قول الله وقول الرسول
-فيجب رد جميع ما اختلف فيه إلى ذلك فما كان أقرب إليه اعتمد صحته وأخذ به
-ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ردوا الجهالات إلى السنة وفي رواية يرد الناس من الجهالات إلى الناس
-وهذه كانت طريقة العلماء الأعلام أئمة الدين وهي طريقة إمامنا أبي عبد الله الشافعي
-ولهذا قال أحمد بن حنبل
ما من أحد وضع الكتاب حتى ظهر خطأه أتبع للسنة من الشافعي
-ثم ان الشافعي رحمه الله احتاط لنفسه وعلم أن البشر لا يخلو من السهو والغفلة
وعدم الاحتياط فصح عنه من غير وجه أنه أمر إذا وجد قوله على مخالفة الحديث الصحيح الذي يصح الاحتجاج به أن يترك قوله ويؤخذ بالحديث
-أنبأنا الفاضل أبو القاسم عمن أخبره الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول
إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنته ودعوا ما قلت
-وقال صاحب الشافعي المزني في أول مختصره اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله ومن معنى قوله لأقربه على من أراده مع اعلاميه نهيه عن تقليده وتقليد غيره لينظر فيه لدينه ويحتاط فيه لنفسه وبالله التوفيق
أي مع إعلامي من أراد علم الشافعي نهى الشافعي عن تقليده وتقليد غيره
-قال الماوردي صاحب الحاوي قوله ويحتاط لنفسه أي كطلب السلف الصالح يتبعون الصواب حيث كان ويجتهدون في طلبه وينهون عن التقليد
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:54]ـ
فصل في الرجوع إلى كتب السنة وتمييز الطيب من الخبيث من الأحاديث
-ثم إن المصنفين من أصحابنا المتصفين بالصفات المتقدمة من الاتكال على نصوص إمامهم معتمدون عليها اعتماد الأئمة قبلهم على الأصلين الكتاب والسنة قد وقع في مصنفاتهم خلل كثير من وجهين عظيمين
الأول إنهم يختلفون كثيرا فيما يلقونه من نصوص الشافعي وفيما يصححونه منها
وصارت لهم طرق مختلفة خراسانية وعراقية
(يُتْبَعُ)
(/)
فترى هؤلاء ينقلون عن إمامهم خلاف ما ينقله هؤلاء والمرجع في هذا كله إلى إمام واحد
وكتبه مدونة مروية موجودة أفلا كانوا يرجعون إليها وينقون تصانيفهم من كثرة اختلافهم عليها
وأجود تصانيف أصحابنا من الكتب فيما يتعلق بنصوص الشافعي كتاب التقريب أثنى عليه
أخبر المتأخرين بنصوص الشافعي وهو الإمام الحافظ ابو بكر البيهقي
(الوجه الثاني) ما يفعلونه في الأحاديث النبوية والآثار المروية من كثرة استدلالهم بالأحاديث الضعيفة على ما يذهبون إليه نصرة لقولهم وينقصون من ألفاظ الحديث وتارة يزيدون فيه وما أكثره في كتب أبي المعالي و صاحبه أبي حامد نحو اذا اختلف المتبايعان وترادا
ومن العجيب ما ذكره صاحب المهذب في أول باب إزالة النجاسة قال وأما الغائط فهو نجس لقوله صلى الله عليه وسلم لعمار إنما تغسل ثوبك من الغائط والبول والمني والدم والقيء
ثم ذكر طهارة مني الآدمي ولم يتعرض للجواب عن هذا الحديث الذي هو حجة خصمه ولم يكن له حاجة إلى ذكره أصلا فإن الغائط لا ضرورة إلى الاستدلال على نجاسته بهذا الحديث الضعيف المنتهض حجة عليه في أمر آخر
ومن قبيح ما يأتي به بعضهم أن يحتج بخبر ضعيف وهو دليل خصمه عليه فيوردونه معرضين عما كانوا ضعفوه
وفي كتاب الحاوي والشامل وغيرهما شيء كثير من هذا وهم مقلدون لامامهم الشافعي فهلا اتبعوا طريقته في ترك الاحتجاج بالضعيف وعقبه على من احتج به وتبيين ضعفه
-ثم إن مذهبه ترك الاحتجاج بالمراسيل إلا بشروط
ولو ذكر سند الحديث وعرفت عدالة رجاله إلى التابعي وسقط من السند ذكر الصحابي كان مرسلا
ويوردون هؤلاء المصنفون هذه الأحاديث محتجين بها بلا إسناد أصلا فيقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظنون أن ذلك حجة وإمامهم يرى أنه لو سقط من السند الصحابي وحده لم يكن حجة وكذا لو سقط غير الصحابي من السند
-فليتهم إذا عجزوا عن أسانيد الأحاديث ومعرفة رجالها عزوها إلى الكتب التي أخذوها منها
ولكنهم لم يأخذوا تلك الأحاديث إلا من كتب من سبقهم من مشايخهم ممن هو على مثل حالهم فبعضهم يأخذه من بعض فيقع التغيير والزيادة والنقصان فيما صح أصله ويختلط الصحيح بالسقيم وهذا كله غير مستقيم
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:55]ـ
فصل في بيان أن الأحكام تثبت بالأدلة من دواوين السنة المعتبرة
- الواجب في الاستدلال على الأحكام وبيان الحلال والحرام أن من يستدل بحديث يذكر مستنده ويتكلم عليه بما يجوز الاستدلال به أو يعزوه إلى كتاب مشهور من كتب أهل الحديث المعتبرة فيرجع من يطلب صحة الحديث وسقمه إلى ذلك الكتاب وينظر في سنده
وما قال ذلك المصنف أو غيره فيه
-وقد يسر الله تعالى وله الحمد الوقوف على ما يثبت من الأحاديث وتجنب ما ضعف منها بما جمعه علماء الحديث في كتبهم من الجوامع و المسانيد
-فالجوامع هي المرتبة على الأبواب من الفقه والرقاق والمناقب وغير ذلك
-فمنها ما اشترط فيه الصحة إذ لا يذكر فيه إلا حديث صحيح على ما اشترطه مصنفه ككتابي البخاري ومسلم وما الحق بهما واستدرك عليهما
-وكصحيح إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتاب أبي عيسى الترميذي وهو كتاب جليل مبين فيه الحديث الصحيح والحسن والغريب والضعيف وفيه عن الأئمة فقه كثير
-ثم سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه ومن بعدهم سنن أبي الحسن الدارقطني والتقاسيم لأبي حاتم بن حبان وغيرهما
-ثم ما رتبه وجمعه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه الكبرى من الأوسط والصغير التي اتى بها على ترتيب مختصر المزني وقربها إلى الفقهاء بجهده
-فلا عذر لهم ولا سيما الشافعية منهم في تجنب الاشتغال بهذه الكتب النفيسة المصنفة في شروحها وغريبها بل أفنوا زمانهم وعمرهم بالنظر في أقوال من سبقهم من المتأخرين وتركوا النظر في نصوص نبيهم المعصوم وآثار أصحابه الذين شهدوا الوحي وعاينوا المصطفى صلى الله عليه وسلم وفهموا مراد النبي فيما خاطبهم بقرائن الأحوال إذ الخبر
ليس كالمعاينة
فلا جرم لو حرم هؤلاء رتبة الاجتهاد وبقوا مقلدين!
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:56]ـ
عذر العلماء في الصدر الأول لا يوجد الآن لتوفر كتب الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
-وقد كان العلماء في الصدر الأول معذورين في ترك ما لم يقفوا عليه من الحديث لأن الأحاديث لم تكن حينئذ بينهم مدونة إنما كانت تتلقى من أفواه الرجال وهم متفرقون في البلاد
-ولو كان الشافعي وجد في زمانه كتابا في أحكام السنن أكبر من الموطأ لحفظه مضافا إلى ما تلقاه من أفواه مشايخه
فلهذا كان الشافعي بالعراق يقول لأحمد بن حنبل أعلموني بالحديث الصحيح أصر عليه
وفي رواية إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا لي حتى أذهب إليه
-ثم جمع الحفاظ الأحاديث المحتج بها في الكتب ونوعوها وقسموها وسهلوا الطريق إليها فبوبوها وترجموها وبينوا ضعف كثير منها وصحته وتكلموا في عدالة الرجال وجرح المجروح منهم وفي علل الأحاديث ولم يدعوا للمشتغل شيئا يتعلل به
وفسروا القرآن والحديث وتكلموا على غريبها وفقهها وكل ما يتعلق بها في مصنفات عديدة جليلة فالآلات متهيئة لطالب صادق ولذي همة وذكاء وفطنة
-وأئمة الحديث هم المعتبرون القدوة في فنهم فوجب الرجوع إليهم في ذلك وعرض آراء الفقهاء على السنن والآثار الصحيحة فما ساعده الأثر فهو المعتبر وإلا فلا نبطل الخبر بالرأي ولا نضعفه إن كان على خلاف وجوه الضعف من علل الحديث المعروفة عند أهله أو بإجماع الكافة على خلافه
-فقد يظهر ضعف الحديث وقد يخفى وأقرب ما يؤمر به في ذلك أنك إذا رأيت حديثا خارجا عن دواوين الإسلام كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي ونحوها مما تقدم ذكره ومما لم نذكره فانظر فيه فإن كان له نظير في الصحاح والحسان قرب أمره وإن رأيته يباين الأصول وارتبت به فتأمل رجال إسناده واعتبر أحوالهم من الكتب المصنفة في ذلك
-وأصعب الأحوال أن يكون رجال الإسناد كلهم ثقات ويكون متن الحديث موضوعا عليهم أو مقلوبا أو قد جرى فيه تدليس ولا يعرف هذا إلا النقاد من علماء الحديث فإن كنت من أهله فبه وإلا فاسأل عنه أهله
- قال الأوزاعي كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزيف فما عرفوا منه أخذناه وما أنكروا تركناه
-فالتوصل إلى الاجتهاد بعد جمع السنن في الكتب المعتمدة إذا رزق الإنسان الحفظ والفهم ومعرفة اللسان أسهل منه قبل ذلك لولا قلة همم المتأخرين وعدم المعتبرين
ومن أكبر أسباب تعصبهم تقيدهم برفق الوقوف وجمود أكثر المتصدرين منهم على ما هو المعروف الذي هو منكر مألوف في نصوص الأئمة في الرجوع إلى الكتاب والسنة والنهى عن تقليدهم
-فإذا ظهر هذا وتقرر تبين أن التعصب لمذهب الإمام المقلد ليس هو باتباع أقواله كلها كيفما كانت بل الجمع بينها وبين ما ثبت من الأخبار والآثار والأمر عند المقلدين أو أكثرهم بخلاف هذا إنما هم يؤولونه تنزيلا على نص إمامهم
-ثم الشافعيون كانوا أولى بما ذكرناه لنص إمامهم على ترك قوله إذا ظفر بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلافه
فالتعصب له على الحقيقة إنما هو امتثال أمره في ذلك وسلوك طريقته في قبول الأخبار والبحث عنها والتفقه فيها
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:56]ـ
كلام نفيس في ترك التقليد الأعمى واتباع من شهدت له الشريعة بالعصمة
- ثم اشتهر في آخر الزمان على مذهب الشافعي تصانيف الشيخين أبي إسحاق الشيرازي وأبي حامد الغزالي فأكب الناس على الاشتغال بها وكثر المتعصبون لهما حتى صار المتبحر المرتفع عند نفسه يرى أن نصوصهما كنصوص الكتاب والسنة لا يرى الخروج عنها وإن أخبر بنصوص غيرهما من أئمة مذهبه بخلاف ذلك لم يلتفت إليها
- وقد يقع في بعض مصنفاتهما ما قد خالف المؤلف فيه صريح حديث صحيح أو ساق حديثا على خلاف لفظه أو نقل إجماعا أو حكما عن مذهب بعض الأئمة وليس كذلك
فإن ذكر لذلك المتعصب الصواب في مثل ذلك نادى وصاح وزمجر وأخفى العداوة وكان سبيله أن يفرح بوصوله إلى ما لم يكن يعرفه ولكن أعماه التقليد أصمه عن سماع العلم المفيد
بعض شبهات المقلدين والرد عليها
- ويقول المتحذلق منهم المتصدر في منصب لا يستحقه أما كان هؤلاء الأئمة يعرفون هذا الحديث الصحيح الوارد على خلاف نصهم فيرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الهذيان الذي لو فكر فيه أسكته عنه لأن خصمه في مثل هذا هو الله ورسوله لأن الله تعالى افترض علينا طاعة رسوله فقد وصلنا إلى حديثه فلا نرده إلى قول أحد
ثم إن في ذلك إبطالا لمذهبه وهدما لأصله الذي مهده إمامه وأسسه
وذلك أن الشافعي إنما تعصب على من كان قبله من الأئمة بمثل ذلك من دلالات الكتاب والسنة مما ظنه خفي على من سبقه
-وكان من الممكن أن يقال له أما كان أولئك يعرفونهذا وأولئك المتقدمون أولى بذلك من المتأخرين فلو سمع مثل هذا الهذيان لبطلت المذاهب
-بل ينبغي للطالب أن يكون ابدا في طلب ازدياد علم ما لم يعلمه من أي شخص كان فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها
وعليه الانصاف وترك التقليد واتباع الدليل فكل أحد يخطئ ويصيب إلا من شهدت له الشريعة بالعصمة وهو النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر رجوع الصحابة عن آرائهم إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
-قال الشافعي في كتاب اختلاف الحديث حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله بن عمر وربما قال عن أبيه وربما لم يقله أن عمر بن الخطاب نهى عن التطيب قبل زيارة البيت وبعد الجمرة
قال سالم فقالت عائشة طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت
قال سالم وسنة رسول الله أحق أن تتبع
قال الشافعي فترك سالم قول جده عمر في إمامته وقبل قول عائشة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق وذلك الذي يجب عليه
-وما زال أكابر الصحابة مثل أبي بكر الصديق ومن بعده يخفى عليهم شيء من السنة كميراث الجدة وتوريث المرأة من دية زوجها ووضع اليدين على الركبتين في الصلاة
خفي الأول على أبي بكر
والثاني على عمر
والثالث على ابن مسعود
حتى نبههم على ذلك غيرهم ولذلك أمثلة كثيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 08:57]ـ
ذكر معرفة المقلدين بمراتب أئمتهم وجهلهم بمراتب السلف الصالح
ومن العجب أن كثيرا منهم إذا ورد على مذهبهم أثر عن بعض أكابر الصحابة يقول مبادرا بلا حياء ولا حشمة مذهب الشافعي الجديد أن قول الصحابي ليس بحجة ويرد قول أبي بكر وعمر ولا يرد قول أبي إسحاق والغزالي
ومع هذا يرون مصنفات أبي إسحاق وغيره مشحونة بتخطئة المزني وغيره من الأكابر في ما خالفوا فيه مذهبهم فلا تراهم ينكرون شيئا من هذا
فإن اتفق أنهم سمعوا أحدا يقول أخطأ الشيخ أبو إسحاق في كذا بدليل كذا وكذا انزعجوا وغضبوا ويرون أنه ارتكب كبيرا من الإثم فإن كان الأمر كما ذكروا فالأمر الذي ارتكبه أبو إسحاق أعظم فما بالهم لا ينكرون ذلك ولا يغضبون منه لولا قلة معرفتهم وكثرة جهلهم بمراتب السلف
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 12:51]ـ
أبشروا أخوتى .... سيتم تحميل نص الكتاب كاملا قريباً ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 01:40]ـ
هذا الكتاب من أروع الكتب التي قرأتها، وإن المرء ليحزن أشد الحزن على ضياع أمثال هذه الكتب عن الأمة، فلم يبق منه إلا هذا المختصر الصغير.
ومن كتب أبي شامة الجيدة أيضا كتاب (الباعث على إنكار البدع والحوادث)، ولا يعيبه شيء إلا أنه مال لجواز الاحتفال بالمولد النبوي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 01:42]ـ
معذرة أخي أبا محمد المصري
فقد سبقتك لوضع الكتاب، وأنت مأجور إن شاء الله
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:19]ـ
معذرة أخي أبا محمد المصري
فقد سبقتك لوضع الكتاب، وأنت مأجور إن شاء الله
جزاكم الله خيراً أخانا المفضال الشيخ أبا مالك ... ولك مثله إن شاء الله
والنسخة التى قمتم بإرفاقها وورد لم يسبق لى رؤيتها .. وقارنتها بنسختى فوجدتهما متطابقتان ما عدا أن نسختى وضعت لها عناوين للفصول.
والنسخة التى كنت سأرفقها هى نسخة html . وها هى
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:20]ـ
وهذه أيضاً نسخة للمكتبة الشاملة 2
ـ[حرملة]ــــــــ[18 - Mar-2007, صباحاً 12:16]ـ
هل لكم يا أفاضل أن تصوروا نسخة منه بصيغة بي دي أف؟
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 08:50]ـ
لا أجد له نسخة pdf أخي الكريم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 10:55]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
معرض الكتاب و ((وتسويق)) الزندقة والقاذورات [تأصيل شرعي] عبد العزيز العبداللطيف
ـ[أوان الشد]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 11:53]ـ
أجلب معرض الرياض الدولي لهذا العام بخيله ورجله، ومكّن لأرباب دور النشر الموبوءة من ترويج كتب الزندقة والإلحاد , وتسويق كتب تحوي سبّاً لله عزّوجلّ , والاستخفاف بشرعه المنزّل , والانتقاص لأنبياء الله عليهم السلام , كما عَمَد المعرض إلى إشاعة كتب الفحش والمجون , والقاذورات والزنى وسائر الخبائث. هذا الحدث الحافل بالانتكاسات والانسلاخ عن دينه القويم والخلق الرفيع يستوجب الوقفات التالية:-
1 - تتبع الخليفة العباسي المهدي (ت 127هـ) الزنادقة , فجدّ في طلبهم , وتتبعهم في سائر الآفاق , واستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه , وأما أرباب المعرض فقد تتبعوا دور الزنادقة , وأحضروها , وروّجوها بين يدي الناشئة وفي بلاد الحرمين –طهرها الله من كل رجس ونجس-.
2 - الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للربّ عزّوجلّ , ولاشك أن سبّ الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم ويبطله , قال تعالى:- {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} الأحزاب57.
وقد غص المعرض بكتب كثيرة في سبّ الله تعالى وانتقاصه , فأين تعظيم الله يا أرباب المعرض؟! ألا توقنون بالبعث والنشور والوقوف بين يدي الجبار جل جلاله؟!
ها أنتم سوّقتم كتب الزندقة المطمورة والمغمورة , وأَذِنتم في بيع كتب الملاحدة من الشيوعيين –وأشباههم- من المارقين عن الدين والعقل والفطرة , مع أن الفكر الشيوعي قد انحسر وصار جلّه في مزبلة التاريخ , لكن يأبى هؤلاء القوم إلا أن ينقبوا هذه المزابل , ويسعوا إلى ترويج الكتب في سبّ الله تعالى وإنكار وجوده.
ورحم الله الفقيه المالكي ابن حبيب لما أفتى بسفك دم من تلفظ بعبارة فيها رعونة وسوء أدب في حق الله تعالى , وقال ابن حبيب –في شأن هذا الموبوء-:- ((دمه في عنقي , أيشتم ربّا عبدناه , ثم لا ننتصر له , إنا إذاً لعبيد سوء , وما نحن له بعبيد)) ثم بكى , ثم علم الأمير عبدالرحمن بن الحكم الأموي بذلك , فخرج الأمر بقتله , وصُلب بحضره الفقيه ابن حبيب (انظر الشفاء للقاضي عياض 2/ 109 j4,1093).
وهل سبّ الله وشتمه ثقافه وعلم يا أرباب المعرض؟! فاللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء ..
3 - حرر ابن القيّم أن الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها , فلا ضمان في تحريق الكتب المضلة ومحقها. (انظر الطرق الحكمية ص 254 - 257).
لكن أرباب هذا المعرض المأمون لم يقتصروا على كتب أهل الأهواء والبدع , بل تجاوزوا ذلك إلى كتب الردة المغلّظة , فجُلبت إلى المعرض , وبيعت جهاراً نهاراً. ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفةَ التوراة مع عمر الفاروق رضي الله عنه , فقال عليه الصلاة والسلام:- ((أمتهوكون أنتم؟ لو كان موسى حيّاً لما وسعه إلا اتباعي)) وقد التزم عمر بذلك , فلما اسُتخلِف رضي الله عنه , وفتحت ((تستر)) وعثر على جسد ((دانيال)) وكتبه , فأمر عمر بدفن ذلك في مكان لا يُعرف.
وفي هذا المعرض يجلب التلمود والإنجيل وسائر الكتب المحرفة المنسوخة ... , فنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يحذّر من تلك الكتب , والفاروق عمر رضي الله عنه يأمر بدفنها , وأما المعرض فقد جلبها وسوّقها ونبشها واستخرجها , وجاء بها إلى بلاد الحرمين. وهذا ((النبش)) يذكّرنا بصنيع عمرو بن لحي والذي استخرج الأصنام , ودعا الناس إلى عبادتها , فهل حاكى أرباب المعرض عمر الفاروق أم عمرو ابن لحي؟!
4 - حوى المعرض كمّاً هائلاً من القصص والروايات التي ((تُسوِّق)) الفاحشة , وتزيّن فعل القاذورات , وتغري بأنواع المسخ والشذوذ وسائر الخبائث. يقول تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} الأنعام151 وقال صلى الله عليه وسلم:- ((من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله فإن من يبدي لنا صفحته نُقِم عليه حد الله)) أخرجه مالك في الموطأ. وقد يستحوذ على بعض الآدميين السعار الجنسي , فيظل أسيراً في ماخور , أو رقيقاً لمومس وشبهها , ويطمع أن يوقع الشرفاء في شراك الفحش والفجور , وكما قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: ودتْ الزانية لو زنى النساء كلهن.
ورحم الله الأستاذ محمد الغزالي إذ يقول:- ((نحن نعلم أن بعض الناس يعيش أغلب أوقاته في شبكة ((المجاري)) , ويبدو أن بعض الأدباء أَلِف الحياة في مجاري المجتمع ومساربه السفلى، والمدهش أنه يريد جرّ الآخرين إلى مستواه الخُلقي، أو أنه يريد نقل روائحه المنتنة إلى ظاهر الحياة محاولاً طمس ما نبت فوقها من حدائق , وما فاح في جوها من عطور .. كذلك يصنع كتّاب الجنس في بلادنا، وفي أكثر أقطار الدنيا .. )) حصاد الغرور لمحمد الغزالي، ص (104).
إن تأجيج الشهوات وإطلاقها لن يخلف إلا شقاء ونكداً , ولن يورث إلا انسلاخاً من الدين , وتدهوراً للأمن , ونقصاً في الأموال والثمرات , وتاريخ الحضارات القديمة والحديثة شاهد على ذلك ,لكن أرباب الشهوات لا يعقلون. وإذا كانت وزارة الصحة تكابد ويلات الأمراض الجنسية , حتى اشُترط السلامة من ((الإيدز)) عند النكاح , فهل ترويج هذه الروايات الجنسية القذرة يحقق شرط السلامة من أرباب الفواحش يا أرباب المعرض؟!
وأخيراً فإن هذا المعرض –بعجره وبجره- لم يلتفت إلى الهوية الثقافية لهذا البلد , فلم يرفع رأساً بشأن عقيدة الإسلام –فضلاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة- ولم يبالي بالثوابت الشرعية وما كان معلوماً من الدين بالضرورة , فأين ((الأمن الفكري)) لمن يزعزع الثوابت الشرعية وينتقص شعائر الإسلام وحرماته!؟ إضافة إلى ذلك فإن تسويق كتب الزندقة والفحش قد يورث استفزازاً لا يمكن ضبطه , ويورث حنقاً وتصرفات لا تحمد عقباها , فأين العقل والسياسة يا أرباب المعرض و الثقافة؟!
والله حسبنا ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 01:46]ـ
إضافة متعلقة بما سبق:
يكثر الحديث في الصحف وفي وسائل الإعلام وعلى ألسنة بعض المخدوعين بهذه الدعاوى أن ما يحدث في معرض الكتاب هو نوع من الحرية التي تعلي من قيمة الإنسان وأن هذه القيمة الغربية نحن محرومون منها ويمكن للإجابة على هذه السذاجة والسطحية وقلة المعرفة بمايلي: 1 - لكل أمة ثقافة، وتحديد مفهوم الحرية لا بد أن ينبع من ثقافتنا إذا أردنا التجديد والإبداع لا التقليد والتبعية التي ينعى و يشنع عليها أرباب التغريب دعاة التجديد فهل التقليد الأعمى في مثل هذه المفاهيم منقبة أو دليل على العجز الفكري؟
2 - أن الرقابة مبدأ شرعي حضاري، فالنبي صلى الله عليه وسلم منع ونهى عمر أمير المؤمنين الخليفة الراشد أن ينظر في التوراة فما بال بعض مثقفينا يتنقص ويسخر بمن يدعو إلى الرقابة على ما ينشر حفاظاً على الدين والأخلاق.
3 - إن الغرب لم يدع إلى حرية مطلقة بل حددها وجعل لها ضوابط: - كمنع كثير من مظاهر الإباحية في الأماكن العامة –حجب كثير من مظاهر الإباحية عن الصغار إلى سن الثامنة عشر -لا ترى أحداً في الأماكن العامة- كما يفعل بني قومنا - يقرأ روايات جنسية أو مجلات جنسية فاضحة بل تبقى محدودة ولها شيء من الخصوصية.
4 - إن الغرب في المحافظة على شيء من مصالحه الدنيوية حد من كثير من الحريات أفلا يحق لنا أن نحد من الانفلات الأخلاقي حفاظاً على ديننا ومبادئنا وأخلاق جيلنا وحتى تصلح كذلك دنيانا.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 09:55]ـ
جزاك الله خير
ـ[مراد]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 12:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً
لطالما جال هذا الكلام في فكري
ولكن من يسمع ثم من يتصرف بعد السماع بما ينبغي
مناصبنا الإعلامية يا أحباب بأيدي سفهائنا إلا ما رحم الله
وحسبنا الله ونعم الوكيل
والأدلة تلك المكتبات التي تفتح فروعها في كل مدينة وتضع الكتب الأقل مبيعاً في رف الأكثر مبيعاً على طريق الخارج من ممر المحاسب وترى المؤلف ذو الاسم الغربي وشكل الكتاب الأنيق الذي يتلقفه الأغبياء غالباً
ولكني أتساءل لكاذا لا يوضع كتاب الأسرة الذي أعده الدكتور خالد عبد الرحمن الجريسي
(الفتاوى المعاصرة لعلماء البلد الحرام)
على الرغم من أني أعرف شخصاً يعمل في تلك المكتبات يخبرني بأن هذا الكتاب لاقى قبولاً وفاق به مبيعات تلك الكتب الغربية التي تدخل دون اهتمام ممن يهمه الأمر
ومن هنا جاءتني فكرة
لماذا لا نقوم بالتنسيق مع أصحاب الهدى من أصحاب المكتبات لوضع هذا الكتاب القيم
على ممرات المحاسبة مع لافته تثير اعجاب الزبائن
ولماذا لا نقوم بعرض فكرة للموسرين وهي الإعلان عنه في تلك اللوحات التي تقع على الأرصفة بين الطرق قبل الإشارات المرورية
فالكثير منهم يريد الخير ولكن الأفكار الجيدة تنقصهم
وهذه في نظري فكرة فعالة في ظل كثرة الفتاوى التي أصبحت تؤخذ من كل مكان ...
ووالله إن الكثير من الناس يريد مثل هذا الكتاب ولكن لا يدري أن هناك من ألف بغيته أو أن مرامه قد تحقق و أُلِفَ ونضج
بل تجد أن فكرة كتاب شامل لهذه المعلومات في مجلد واحد مع سهولة فهرسته لم تخطر له ببال
فأرجوا من الله أن أكون قد وفقت بهذا الرأي
وأن يوفق له من يسعى في ذلك
وشكراً
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 01:57]ـ
و هذا الوباء التغريبي الالحادي الذي تقذفه هذه المعارض و المنتديات من أهم العوامل الذي تغذي الفكر التكفيري في أوساط الشباب الإسلامي.
جزى الله الشيخ و بارك فيه و في ناقل المقال.(/)
نقد مقال قراءة في الذِّهنية السلفيَّة -نواف الجديمي
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 06:19]ـ
نقد مقال قراءة في الذِّهنية السلفيَّة
كتبه
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد نشرت مجلة البيان في عددها (156)
قضية للمناقشة بعنوان: «قراءة في الذهنية السلفية» للكاتب الأستاذ نواف الجديمي،
وقد أحسن الكاتب في اهتمامه بالنقد الذاتي لمناشط السلفيين، فهذا النقد ومحاسبة النفس أمر متقرر شرعاً والحوار العلمي الجاد وسيلة من وسائل البناء والتصحيح، كما أحسنت مجلة البيان في قبولها لهذا النقد الذي يتوجه إليها ابتداءاً. وثمة تعقيبات على بعض ما نشره الأخ الكاتب نواف - وفقه الله للصالحات- أسوقها على النحو الآتي:
أولاً: ذكر الكاتب أن هذه المآخذ والإشكاليات تسود غالب الاتجاهات السلفية
المعاصرة، وهذا تعميم خاطئ؛ فالكاتب لم يحدد هذه المعاصرة لا زمناً ولا مكاناً ولا حالاً، ولا سيما أن الكاتب أشار إلى قصور استقرائه ومحدودية تجربته.
ثانياً: ذكر الكاتب الفاضل ثلاث ملحوظات رئيسة في قراءته للذهنية السلفية،
وأحسب أن هذه الملحوظات توجد بنسب متفاوتة في التيارات الإسلامية الأخرى، وتخصيص السلفيين بها لا يخلو من نقد ومراجعة، وخاصة أنه قد يشعر القارئ بأن الكاتب يرى بأن هذا ممَّا تفرّد به السلفيون دون غيرهم .. !
ثالثاً: قرر الكاتب أن التيار السلفي دائماً ما يركز على دائرة المعلومات
ويهمل دائرة الأفكار، وأن السلفيين يهتمون بالحفظ ويهملون الفكر، وأن من حفظ الكتب الستة فله شأن عندهم دون من تضلع في أصول الفقه. وأحسب أنه لا يخفى على الكاتب الفاضل أهمية حفظ نصوص الوحيين، وأن ذلك مطلوب شرعاً؛ فقد تواتر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها؛ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» [1] وهذا لفظ الترمذي من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، لا سيما أن العرب قد خُصوا بالحفظ، وهذه الأمة موصوفة بأن إنجيلها في صدورها. وكما قال الخليل بن أحمد - رحمه الله -: ليس بعلم ما حوى القِمَطْرُ ما العلم إلا ما حواه الصدرولماذا يفترض الكاتب أن حفظ السلفيين للمعلومات كحفظ الحاسب؟
وهذا قياس مع الفارق لمن له أدنى فكر وتأمل!
وها هو ابن عباس - رضي الله - عنهما وقد طُبع على الحفظ كان يكره كتابة العلم، ومع ذلك فقد كان له من الإشراقات والفتوحات في التفسير ما لا يحصى، كما كان صاحب مناظرات قوية مع الخوارج ونحوهم من أهل الأهواء، فما كان هذا الحفظ إلا سبيلاً لنشر العلم و «المعلومات» الأصيلة، وإفحام المخالفين، وحل المعضلات.
فلا إشكال في حفظ النصوص الشرعية، لكن الإشكالية أن يقتصر على الحفظ مجرداً عن الفهم والفقه، ولو أن الكاتب عني بهذه الإشكالية، وطالب بإيجاد برامج عملية لاستنهاض الفهم وتنمية ملكات التفكير والتجديد والإبداع لكان أليق وأنسب.
ولما هوّن الكاتب من شأن المعلومات هوّل من شأن الأفكار، وأقول للكاتب: لماذا هذه التفرقة والانفصام بين المعلومات والأفكار؟
وهل يمكن أن تتأتى الأفكار إلا بمعلومات، ولا سيما أن كل إنسان حارث ومفكر، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أصدق الأسماء حارث و همام»؟ [2].
ثم ألا ترى معي أن الأفكار المجردة عن المعلومات الراسخة تؤدي إلى الخلط والاضطراب؟!
فالمعلومات والأفكار متلازمة لا ينبغي الفصل بينها. فالمعلومات أساس الأفكار، والأفكار ثمرة المعلومات.
ولعل مقصود الكاتب أن بعض السلفيين أهملوا كتب الفكر واشتغلوا بالكتب الشرعية، وأحسب أن العناية بكتب الفكر كانت في مرحلة سابقة، عندما كانت الاشتراكية والقومية ونحوها من المذاهب المادية التي تشكك في الإسلام وتطعن في الغيبيات رائجة في حقبة زمنية ماضية حيث ظهر - ولله الحمد - من كتابات المفكرين الإسلاميين من يذبّ عن دين الإسلام ويفنّد شبهات الخصوم، كما هو ظاهر في كتب سيد قطب و المودودي - رحمهما الله تعالى - و محمد قطب ونحوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكانت كتب الفكر الإسلامي الأصيل ضرورية تجاه تلك الأفكار المنحرفة، وكما فعل من قبل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عندما واجه تلك الأفكار الفلسفية والكلامية والصوفية باللغة والأسلوب الذي يفهمه أولئك، فأظهر الحجة عليهم وكشف ضلالاتهم، ومن المناسب أن نورد ما يقرر ذلك من كلامه - رحمه الله -: «ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات، كالسلاح في المحاربات، فإذا كان عدو المسلمين في تحصنهم وتسلحهم على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس و الروم، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع وللعبد أنفع، وهو الأصلح في الدنيا والآخرة ... إلخ» [3].
وأحسب أن هذه الصحوة المباركة قد ارتقت - نضجاً وعلماً - بدءاً من الكتب
الفكرية الأصيلة في تقرير الثقة بالإسلام والرد على أعداء الإسلام إلى الاشتغال بالعلوم الشرعية في تقرير منهج السلف الصالح والرد على المبتدعة إلى غير ذلك؛ فما كان للسلفيين أن يحقروا الكتب الفكرية الإسلامية الأصيلة وهم يقررون قبول الحق من كل شخص ولو كان كافراً، وها هو العلاَّمة ابن باز - رحمه الله يقرأ كتاب (النظرية السياسية) للمودودي رحمه الله مقرراً له [5]،
وها هو العلاَّمة الألباني - رحمه الله - يورد كلاماً طويلاً لسيد قطب - رحمه الله - في مقدمة كتابه (مختصر العلو) للذهبي.
رابعاً: ادعى الكاتب أن السلفيين لا يعرفون جملة من المذاهب الفكرية
كالقومية العربية والماركسية والبعث العربي .. وأما آخر النظريات الفكرية فإن غالب النخب السلفية لم يسمعوا بأسمائها فضلاً عن دراستها، هكذا قال الكاتب -
هداه الله -.
ويبدو أن الكاتب كان يتحدث عن هذا المأخذ وقد انقدح في ذهنه نمط محدد من السلفيين، وليس من العدل أن يُحكم على جميع السلفيين أو غالبهم من خلال الحكم على طائفة منسوبة إليهم، وإلا فكيف غاب عن الكاتب جهود الأستاذ محمد رشيد رضا الإصلاحية ضد الأفكار المنحرفة؟
وأين جهود العلاَّمة عبد الرحمن السعدي تجاه الملاحدة كما في رسالتيه:
«انتصار الحق في الرد على الملاحدة»
و «الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين»؟
بل كتبَ الشيخ السعدي لمحمد رشيد رضا رسالة يؤكد عليه أن تُعنى مجلة المنار بالردّ على الملحدين.
وأين إنجازات سيد ومحمد قطب في مواجهة التغريب والمذاهب المادية ومشكلات الحضارة؟
وأين مؤلفات الدكتور محمد محمد حسين - رحمه الله - في الرد على المذاهب الأدبية والفكرية كما في مؤلفاته أمثال:
(الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر)،
و (حصوننا مهددة من الداخل)،
و (الإسلام والحضارة الغربية)؟
وأين مواقف العلماء تجاه الغزو التشريعي والتشكيك في تحكيم الشريعة مثل ما كتبه الشيخ أحمد شاكر، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والعلاَّمة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن الدوسري - رحمهم الله -؟ [5].
وتأمل ما سطره العلاَّمة السعدي (ت 1376هـ) في الرد على تلك الدعوى:
«قد عُلِمَ من قواعد الدين أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن الوسائل لها أحكام المقاصد ولا يخفى أنه لا يتم التحرز من أضرار الأمم الأجنبية والتوقي لشرورها إلا بالوقوف على مقاصدهم ودرس أحوالهم وسياساتهم، وخصوصاً السياسة الموجهة منهم للمسلمين؛ فإن السياسة الدولية قد أسست على المكر والخداع وعدم الوفاء واستعباد الأمم الضعيفة بكل وسائل الاستعباد؛ فجهل المسلمين بها نقص كبير وضرر خطير، ومعرفتها والوقوف على مقاصدها وغاياتها التي ترمي إليها نفع عظيم، وفيه دفع للشر أو تخفيفه، وبه يعرف المسلمون كيف يقابلون كل خطر» [6].
ولا يزال باحثو أهل السنة وعلماؤها - في هذه السنوات الأخيرة - يسطرون الكتب والرسائل العلمية تجاه جملة من الأفكار الوافدة [7].
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أننا - معشرَ السلفيين - نعترف بتقصير وإهمال تجاه جملة من النوازل الفكرية المستجدة، ولا يخفى أن ثمة فرقاً بين الاعتراف بهذا التقصير وبين أن يظن أن السلفيين إنما تركوها تديناً بهذا الترك والإهمال. وأحسب أن هذا التقصير ليس خاصاً بالسلفيين وحدهم، بل هو مشكلة قائمة عند معظم التيارات الإسلامية! وأما انتقاد الكاتب السلفيين لعدم دراستهم الديمقراطية، والدراسات البنكية، وعلم النفس .. !
فأقول: وهل يتعين على السلفيين أن يدرسوا كل القضايا النازلة ولا سيما أنها قد درسها غيرهم وبطريقة صحيحة [8]، والحق ضالة المؤمن؟
أم يريد الباحث أن تؤلف مؤلفات عن موقف أهل السنة من الديمقراطية؟
وما الفرق بين هذا العنوان وبين: موقف الإسلام من الديمقراطية؟
ولا سيما أن ثمة كتابات ومؤلفات في هذا الصدد، وأما الدراسات البنكيةوالبدائل الشرعية فهي موجودة، ولكن هل ترك لنا عقيل من دار؟
وعلى كلٍّ فيبدو أن الكاتب يحتاج إلى مراجعة لنتاج أهل السنة قبل أن يصدر هذه الأحكام.
كما أن جملة من الإشكالات الواردة جاءت كرد فعل من الكاتب تجاه بعض الممارسات الخاطئة لفصائل من أهل السنة، كما أن بعض إشكالاته قد عالجها بما يقابل تلك الإشكالات؛ والانحراف انحراف على كل حال، والخطأ لا يعالج بالخطأ مثل كلامه عن عداء الكفار للمسلمين ورغبته في تحريره واقعاً دون مجازفة، مع أن من بدهيات هذا الدين أن عداء الكفار للمسلمين أصل ثابت ومحكم، وما قد يقع خلاف الأصل فهو لمصالح وملابسات لا تشكك في هذا الأصل.
وأما عقدة المؤامرة عند السلفيين فقد توجد مبالغة عند بعضهم، لكن هذه «العقدة»، لم تكن ردة فعل تجاه السذاجة وحسن الظن بالأعداء عند الكثير من المسلمين، بل كانت حصيلة أحداث ووقائع، ومع ذلك كله فلا حاجة إلى تهويل المؤامرة أو تهوينها.
ختاماً: ينبغي التأكيد على أن الحوار الجاد والنقد العلمي البناء مطلب مهم من
المطالب الشرعية التي يجب التأكيد عليها، والتعاون في إشاعتها، ولهذا أشكر للأخ نواف حرصه على النقد والتصحيح، وأرجو أن يتسع صدره لنقد النقد؛
وهذا هو حسن الظن به إن شاء الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يهدينا وسائر إخواننا صراطه المستقيم.
________
(1) أخرجه أحمد، (3/ 225)، والترمذي في كتاب العلم، ح/7.
(2) أخرجه أحمد، ح/ 18258.
(3) مجموع الفتاوى، 4/ 107.
(4) ذكر الشيخ مسعود الندوي (ت 1373هـ) لقاءه بالشيخ ابن باز سنة 1368هـ وأن الشيخ ابن باز أفاده بأنه قرأ كتاب (النظرية السياسية) للمودودي، وأبدى الشيخ ابن باز اعتراضه على قول المودودي في الآية الكريمة: {وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (الحديد: 25) بأن معنى الحديد هنا القوة السياسية ثم قال الشيخ: يمكن أن يكون الأصل قوة أساسية ثم جاءت الترجمة «قوة
سياسية»، فقال الشيخ مسعود: في الأصل قوة سياسية والمترجم التزم الأصل فقال ابن باز: حسناً، هذا أمر يسير، لا أثر له على كتابه الأصلي انظر كتاب (شهور في ديار العرب) لمسعود الندوي، ص50.
(5) قد يظن بعض القراء أن ثمة تساهلاً في إطلاق السلفية على بعض المذكورين ك «محمد رشيد رضا، وسيد قطب» - رحمة الله عليهم -، ولا يخفى أن الأستاذ محمد رشيد رضا لا يخلو من نزعة صوفية سابقة، كما أن عنده لوثة عقلانية، كما أن سيد - رحمه الله - لا ينفك عن بعض الهنات اليسيرة التي صوبها بعض العلماء ونبهوا علىها ولم يغمطوا للرجل حقه، وفي الجملة فإن المآخذ على هذين العلمين لا تخرجهما عن دائرة أهل السنة، فلم تكن مخالفتهما فيما أحسب لقاعدة أو أصل كلي من قواعد الدين وأصوله، كما حرر هذه المسألة الإمام الشاطبي في الاعتصام.
(6) رسالة وجوب التعاون بين المسلمين، ص: 13.
(7) انظر مثلاً: العلمانية، للحوالي، ومصادر المعرفة في الإسلام، لعبد الله القرني، والانحراف العقدي في الأدب العربي المعاصر، لسعيد الغامدي وغيرها كثير.
(8) درس بعض باحثي أهل السنة الديمقراطية كما في كتاب الثوابت والمتغيرات، للصاوي وبنود وسراب الديمقراطية، للرحال، وغير ذلك.
وأحسب أن هذه الصحوة المباركة قد ارتقت - نضجاً وعلماً - بدءاً من الكتب
الفكرية الأصيلة في تقرير الثقة بالإسلام والرد على أعداء الإسلام إلى الاشتغال
بالعلوم الشرعية في تقرير منهج السلف الصالح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:45]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ عبد العزيز ونفع به.
سبحان الله هناك تشابه بين دعاوى هذا الأخ ودعاوى الدكتور الأحمري عن السلفية والسلفيين، ويجمعها سوء التصور، وتعميم الكلام، وعدم التورع عن الحكم على الناس بالدعاوى والظن الباطل.(/)
تساؤلان لاهل العلم .. فهل من مجيب؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 11:13]ـ
الاول: في ايام العيد بالذات يحرص الكثير على زيارة المرضى , ولاشك ان زيارة المرضى فيها من الاجر الكثير الا ان تخصيص العيد بهذه الزيارة ... والمداومة عليها في كل عيد الى درجة ان المريض الذي تزوره بالصدفة قبل العيد بيومين تجد نفسك مضطرا لزيارته في العيد كل هذا يدعونا للتساؤل هل يعد تخصيص العيد بهذه الزيارات بدعة؟
وما الفرق بين زيارة القبور في العيد - والتي هي بدعة- وزيارة المرضى في العيد؟
وهل يمكن لزائر المرضى ان يقول انا لم اقم بالزيارة تقربا الى الله وانما لتسليتهم فقط؟
الثاني: (سئل شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس: [عيدك مبارك] وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك. فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخص فيه الأئمة، كأحمد وغيره.
لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد، أجبته. وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة، فليس سنة مأمورا بها، ولا هو ـ أيضاً ـ مما نهى عنه، فمن فعله، فله قدوة، ومن تركه، فله قدوة. والله أعلم
لماذا لانسمع من العلماء اليوم من ياخذ بقولي الامامين احمد وابن تيمية رحمهما الله في هذه المسألة؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:51]ـ
للرفع
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 01:28]ـ
للمدارسة أخي صالح
وما الفرق بين زيارة القبور في العيد - والتي هي بدعة- وزيارة المرضى في العيد؟
لعل الفرق أنّ زيارة المريض تفرحه، وإظهار شعيرة الفرح في هذا اليوم مطلوبة بوسائلها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 03:18]ـ
الاول: في ايام العيد بالذات يحرص الكثير على زيارة المرضى , ولاشك ان زيارة المرضى فيها من الاجر الكثير الا ان تخصيص العيد بهذه الزيارة ... والمداومة عليها في كل عيد الى درجة ان المريض الذي تزوره بالصدفة قبل العيد بيومين تجد نفسك مضطرا لزيارته في العيد كل هذا يدعونا للتساؤل هل يعد تخصيص العيد بهذه الزيارات بدعة؟
وما الفرق بين زيارة القبور في العيد - والتي هي بدعة- وزيارة المرضى في العيد؟
وهل يمكن لزائر المرضى ان يقول انا لم اقم بالزيارة تقربا الى الله وانما لتسليتهم فقط؟
الحمد لله رب العالمين.
قبل الإجابة على هذا السؤال أحب التنبيه إلى أن البدعة ببساطة هي أن يفعل الإنسان أمرًا على سبيل التعبد، لم يأت دليل شرعي على صحة التعبد به.
واشتراط نية التعبد (اتخاذ الفعل دينًا) في الأمر للحكم عليه بالبدعية شرط هام جدًا. لذلك فكل الأمور التوقيفية (العبادات والعقائد) ليس فيها إلا سنة أو بدعة، دون النظر إلى نية الفاعل، لأنه لا يتصور الأتيان بها إلا على سبيل التعبد.
أما المعاملات فلابد فيها من نظر إلى نية الفاعل، لأنها كما تفعل على نية القربة تفعل على نية العادة، ولا تدخلها البدع إلا إذا اقترنت بنية التعبد.
وزيارة المرضى عبادة وهي مشروعة في كل وقت، لكن تخصيصها بهيئة معينة أو بيوم معين لسبب يتعلق بذات اليوم أو بتلك الهيئة يفتقر إلى دليل فإن لم يدل عليه دليل كان ذلك الفعل داخلا في باب البدعة، وهي ما سماه الشاطبي - رحمه الله - بالبدعة الإضافية.
فزيارة القبور أو زيارة المرضى مشروعة بلا تقييد وقت بعينه، وتخصيص يوم العيد بهذا الفعل، لا دليل عليه من كتاب أو سنة فيدخل في باب البدع.
لكن لو فرضنا أن شخصًا يعمل خارج بلده ولا يعود إليها إلا في العيد، فيجد في ذلك فرصة لصلة الرحم وعيادة المرضى فلا حرج في ذلك دون أن ينوي تخصيص العيد بتلك الأعمال والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه: ليس علة النهي عن زيادرة القبور أو عيادة المرضى في العيد فعلها على نية القربة أو التعبد، وإنما الإشكال فيها تخصيص يوم العيد لها، وإلا فمن ضاق صدره يوم العيد لأي سبب فذهب إلى المقابر لتذكر الآخرة، والتعزي عن مصابه بمن مات وكان هذا الفعل مرة واحدة لم يرد به تخصيص العيد بهذا العمل ففعله ليس ببدعة وهو عمل مشروع، وليس هناك ما يمنع منه فيما أعلم. والله أعلم.
الثاني: (سئل شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس: [عيدك مبارك] وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك. فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخص فيه الأئمة، كأحمد وغيره.
لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد، أجبته. وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة، فليس سنة مأمورا بها، ولا هو ـ أيضاً ـ مما نهى عنه، فمن فعله، فله قدوة، ومن تركه، فله قدوة. والله أعلم
لماذا لانسمع من العلماء اليوم من يأخذ بقولي الامامين احمد وابن تيمية رحمهما الله في هذه المسألة؟
لم أفهم معنى قولك: لماذا لانسمع من العلماء اليوم من يأخذ بقولي الامامين أحمد وابن تيمية رحمهما الله في هذه المسألة؟
فهذا مذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد سئل عن حكم المصافحة والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الأشياء لا بأس بها لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنما يتخذونها على سبيل العادة والإكرام والاحترام، وما دامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (16/ 209 رقم 1320).
وسئل فضيلته: ما حكم التهنئة بالعيد وهل لها صيغة معينة؟
فأجاب فضيلته: التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثمًا.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (16/ 210 رقم 1322).
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 11:54]ـ
زادكم الله حرصاعلى السنة المطهرة وجعلنا واياكم من الاتباع وعافانا من الابتداع
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 10:37]ـ
زادكم الله حرصاعلى السنة المطهرة وجعلنا واياكم من الاتباع وعافانا من الابتداع
وهذه اسقاطات على الواقع لان الاتباع ليس بالقول وانا بالفعل اولا(/)
الاختلاط .. واستنكار علمائنا لها في المناسبات المحدودة فقط!
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 11:32]ـ
مشايخنا الكرام .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
لا يزال مجتمعنا المحافظ -اليوم- يعاني من أساليب الاختلاط العجيبة التي والله تُحيّر العقل في توسعها وتسببها في وقوع الشباب من الجنسين بكبائر الذنوب، بل إن هذه الأساليب أصبحت شيئًا معتادًا استسلم القلب له، ومثال ذلك (الأسواق بأنواعها: ماركات .. شعبية .. ، مستشفيات، حدائق). وأما تفاصيل هذه الأساليب فيطول الكلام عليه ويكفي من ذلك أن تقارن حال المستشفيات قبل 8 سنوات مثلا بهذه السنة.
بل وبكل أسف الأسواق في بلاد التوحيد تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل! وفي بلاد مجاورة لا تتعدى الساعة التاسعة إلا وكل شيء مغلق! سوى ما يحتاجه الناس من صيدليات وبقالات ..
وأعظم ما يخافه الإنسان من الاختلاط هو افتتان الرجل بالمرأة والعكس، وما قضايا الخلوات في أجهزة الهيئات إلا وتجد الأسواق السبب الرئيس للقاصد أوالغافل من الجنسين.
لذا مشايخنا الكرام اسمحوا لأخيكم على هذه العبارة:
إني لا أجدُ والله أي فائدة وثمرة من استنكار علمائنا -هداة الأمة وتاج رؤوسنا- في بياناتهم لقضية الاختلاط فقط عندما تأتي مناسبات محدودة في السنة كمعرض الكتاب أو منتدى جدة الاقتصادي أو غيره مما يعرف الفسق فيه بأهله قبل مجيئها، فمثلاً منتدى جدة ليس هو الذي أثر على أولئك القوم، بل إن أولئك -من الجنسين- قد استشربوا الاختلاط وكسر العفة من مشارب أخرى قبل انعقاد تلك المنتديات أو المعارض.
لقائلٍ أن يقول: إن العلماء يستنكرون قضية الاختلاط ضمنًا في قضايا عديدة تأتي بها تلك المناسبات.
أقول: نعم ولكن -نحن وهم والواقع- يشهد أن تلك المناسبات محورها الرئيس معروف فمثلا: معارض الكتب الخطر فيها في ترويج كتب الإلحاد والزندقة. أما الاختلاط فيه فهو شيء منكر -كما رأيته هذه السنة- ولكن بجواره ما هو أشد وأعظم في أمر الاختلاط وأعني بها الأسواق القريبة منها التي يرتادها قاصدوا الرذيلة بشكل أساس بينما يقل أو يندر أن يقصدوها في مناسبة كمعرض الكتاب.
هذه نفثة مصدور قد تحتاج إلى تقويم ..
والله أعلم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 12:12]ـ
عموم البلوى بالاختلاط يجعل كثيراً من مشايخنا لا يتكلم عن أماكن الاختلاط المعتادة، كالأسواق مثلاً، والمشافي، مع إشارتهم في الجملة إلى حرمة ذلك، ووجوب تغييره والتصدي له، أما إن جدت نازلة فيها فتح باب لاختلاط لم يُعهد من قبل، فالواجب عليهم إنكاره والتصدي له، حتى لو عمت البلوى في غيره.
هذا ما يظهر لي من توجيه حالهم، والعلم عند الله تعالى.
ـ[قارئ]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 02:48]ـ
ممرات المعرض ضيقة والاحتكاك بالنساء كان واردا لهذا تحمسوا للإنكار بشأنه
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:55]ـ
أسعدك الله برضاه أبا حَمَّاد ..
إذا قلنا أنَّ ما نراهُ يوميًّا من صنوف الاختلاط أصبح من عموم البلوى!
فهل هناك مصلحة وفائدة في ذكر التحذير من الاختلاط في المناسبات الاستثنائية والتي يقل خطر الاختلاط فيها عن تلك الصنوف والأساليب التي خطرها لا يقارن بغيره؟! وكانت المسألة ليست إلا تحصيل حاصل في ظل نظر العاقل إلى خطورة الاختلاط فيما عمّت به البلوى، وعدم خطورته في هذه المناسبات.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:58]ـ
أخي قارئ .. شكر الله لك
في حياتنا اليومية ما هو أشدُّ وأنكى من هذا الذي لا يحدث إلا مرةً بالسنة، ولا نسمع صوت العلماء إلا فيها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 08:26]ـ
هناك أماكن تعصب المطالبة بمنع الاختلاط فيه لصعوبة التطبيق؛ كالحرمين والأسواق في مختلق المدن؛ إذ لا يمكن في هذه المرحلة توفير أسواق معزولة في جميع البلاد ...
ثم إن معنى الاختلاط المتحدَث عنه فيه إجمال، نعم يشتد النكير على الاختلاط الذي يكون مفتوحا: الرجل بجوار المراة؛ كالندوات والمحاضرات و ...
أو في معارض الكتاب لضيق المكان وكثرة الزاور مع عدم الحاجة لذلك ونجاح المعارض السابقة بدونه.
ووجود منكر لم يقدر على تغييره = لا يبرر السكوت على منكر حادث بحجة أن مثيله موجود، وهذا واضح.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 07:19]ـ
شكر الله لك أبا عبدالله ..
في ظل والينا اليوم -أعزه الله- لا يصعب شيء شريطة أن يقف العلماء صفًّا واحدًا ..(/)
قول شيخ الإسلام ابن تيمية و الذهبي في رسالة الإصطخري
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 12:58]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - ترجمة الإصطخري في طبقات الحنابلة ((وفيه نص العقيدة التي رواها عن الإمام أحمد))
قال ابن أبي يعلى في ((طبقات الحنابلة)):
أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله أبو العباس الفارسي الاصطخري، روى عن إمامنا أشياء منها ما قرأت على المبارك عن علي بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله المالكي لفظا حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوران حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل:
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فكان قولهم إن الأيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة والأيمان يزيد وينقص ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون الاستثناء شكا إنما هي سنة ماضية عند العلماء.
قال: وإذا سئل الرجل أمؤمن أنت فإنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله أو مؤمن أرجو أو يقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجئ ومن زعم أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع فهو مرجئ ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل والملائكة فهو مرجئ ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب لا يتكلم بها فهو مرجئ.
قال والقدر خيره وشره وقليله وكثيره وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبه ومكروهه وحسنه وسيئه وأوله وآخره من الله قضاء قضاه وقدرا قدره عليهم لا يعدو واحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوز فاءه بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له واقفون فيما قدر عليهم لأفعاله وهو عدل منه عز ربنا وجل والزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام والشرك بالله والمعاصي كلها بقضاء وقدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة بل لله الحجة البالغة على خلقه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وعلم الله عز وجل ماض في خلقه بمشيئة منه قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن عصي تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها وكل يعمل لما خلق له وصائر لما قضي عليه وعلم منه لا يعدو واحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفاعل لما يريد الفعال لما يشاء.
ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلظ من مشيئة الله تبارك وتعالى فأي افتراء أكثر على الله عز وجل من هذا.
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له أرأيت هذه المرأة حملت من الزنا وجاءت بولد هل شاء الله عز وجل أن يخلق هذا الولد وهل مضى في سابق علمه فإن قال لا فقد زعم أن مع الله خالقا وهذا هو الشرك صراحاً.
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره وهذا صراح قول المجوسية بل أكل رزقه وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله.
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل وأن ذلك بمشيئته في خلقه فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله وأي كفر أوضح من هذا بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقمأ.
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي فنصدقه ونعلم أنه كما جاء ولا ننص الشهادة ولا نشهد على أحد أنه في الجنة بصالح عمله ولا بخير أتاه إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي ولا ننص الشهادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا أو فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والجمعة والعيدان والحج منع السلطان وإن لم يكونوا بررة عدولا أتقياء ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا والانقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزع يدا من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه.
والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على فتنة بيد ولا لسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المعين.
والكف عن أهل القبلة ولا تكفر أحدا منهم بذنب ولا تخرجه من الإسلام بعمل إلا أن يكون في ذلك حديث فيروى الحديث كما جاء وكما روي وتصدقه وتقبله وتعلم أنه كما روي نحو ترك الصلاة وشرب الخمر وما أشبه ذلك أو يبتدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج من الإسلام فاتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه.
والأعور الدجال خارج لا شك في ذلك ولا ارتياب وهو أكذب الكاذبين.
وعذاب القبر حق يسأل العبد عن دينه وعن ربه وعن الجنة وعن النار ومنكر ونكير حق وهما فتانا القبر نسأل الله الثبات.
وحوض محمد صلى الله عليه وسلم حق ترده أمته وله آنية يشربون بها منه والصراط حق يوضع على سواء جهنم ويمر الناس عليه والجنة من وراء ذلك نسأل الله السلامة والميزان حق توزن به الحسنات والسيئات كما يشاء الله أن توزن والصور حق ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق ثم ينفخ فيه الأخرى فيقومون لرب العالمين وللحساب والقضاء والثواب والعقاب والجنة والنار واللوح المحفوظ تستنسخ منه أعمال العباد لما سبق فيه من المقادير والقضاء والقلم حق كتب الله به مقادير كل شيء وأحصاه في الذكر تبارك وتعالى.
والشفاعة يوم القيامة حق يشفع قوم في قوم فلا يصيرون إلى النار ويخرج قوم من النار بشفاعة الشافعين ويخرج قوم من النار بعد ما دخلوها ولبثوا فيها ما شاء الله ثم يخرجهم من النار وقوم يخلدون فيها أبدا وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله عز وجل ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار.
وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبداً.
فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل: ?كل شيء هالك إلا وجهه? وبنحو هذا من متشابه القرآن.
قيل له: كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل.
وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء.
والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما ينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصى والرمل والتراب ومثاقيل الجبال وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء لا يخفى عليه من ذلك شيء وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: ?ونحن أقرب إليه من حبل الوريد? وبقوله: ?وهو معكم أينما كنتم? وقوله: ?ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم? إلى قوله ?هو معهم أينما كانوا? ونحو هذا من متشابه القرآن.
فقل إنما يعنى بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولله عز وجل عرش وللعرش حملة يحملونه والله عز وجل على عرشه ليس له حد والله أعلم بحده والله عز وجل سميع لأي شك بصير لا يرتاب عليم لا يجهل جواد لا يبخل حليم لا يعجل حفيظ لا ينسى يقظان لا يسهو قريب لا يغفل يتحرك ويتكلم وينظر ويبصر ويضحك ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط ويرحم ويعفو ويفقر ويعطي ويمنع وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء: ?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير? وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويوعيها ما أراد وخلق آدم بيده على صورته والسموات والأرض يوم القيامة في كفه ويضع قدمه في النار فتزوى ويخرج قوما من النار بيده وينظر أهل الجنة إلى وجهه يرونه فيكرمهم ويتجلى لهم فيعطيهم ويعرض عليه العباد يوم القيامة ويتولى حسابهم بنفسه لا يلي ذلك غيره عز وجل.
والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق فهم جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم.
وكلم الله موسى تكليما من فيه وناوله التوراة من يده إلى يده ولم يزل الله عز وجل متكلما فتبارك الله أحسن الخالقين.
والرؤيا من الله عز وجل وهي حق إذا رأى صاحبها شيئاً في منامه ما ليس هو صغث فقصها على عالم وصدق فيها وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف فالرؤيا حينئذ حق وقد كانت الرؤيا من الأنبياء عليهم السلام وحي فأي جاهل أجهل ممن يطعن في الرؤيا ويزعم أنها ليست بشيء وبلغني أن من قال هذا القول لا يرى الاغتسال من الاحتلام وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن كلام يكلم الرب عبده وقال إن الرؤيا من الله عز وجل وبالله التوفيق.
ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن ذكر مساويهم والخلاف الذي شجر بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحدا منهم أو تنقصه أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب أحدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة.
وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع.
ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حبهم إيمان وبغضهم نفاق ولا يقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون لهم بفضل فإن لهم بدعة ونفاقا وخلافاً.
ومن حرم المكاسب والتجارات وطيب المال من وجهه فقد جهل وأخطأ وخالف بل المكاسب من وجهها حلال فقد أحلها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فالرجل ينبغي له أن يسعى على نفسه وعياله من فضل ربه فإن ترك ذلك على أنه لا يرى الكسب فهو مخالف وكل أحد أحق بماله الذي ورثه واستفاده أو أوصى له به أو كسبه لا كما يقول المتكلمون المخالفون.
والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم والمتمسكين بالسنة والمتعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا بأصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك وأبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلال إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسول صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر تطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف وهذه المذاهب والأقاويل التي وصفت مذاهب أهل السنة والجماعة والآثار وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق يقتدي بهم ويؤخذ عنهم ولم يكونوا أصحاب بدعة ولا خلاف ولا تخليط وهو قول أئمتهم وعلمائهم الذين كانوا قبلهم.
فتمسكوا بذلك رحمكم الله وتعلموه وعلموه وبالله التوفيق.
ولأصحاب البدع ألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين ولا العلماء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن أسمائهم المرجئة وهم الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل وأن الإيمان قول والأعمال شرائع وأن الإيمان مجرد وأن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم وأن إيمان الملائكة والأنبياء واحد وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وإن الإيمان ليس فيه استثناء وأن من آمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل وأضله وأبعده من الهدى.
والقدرية وهم الذين يزعمون أن إليهم الاستطاعة والمشيئة والقدرة وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر والضر والنفع والطاعة والمعصية والهدى والضلال وأن العباد يعملون بدءاً من غير أن يكون سبق له ذلك من الله عز وجل أو في علمه وقولهم يضارع قول المجوسية والنصرانية وهو أصل الزندقة.
والمعتزلة وهم يقولون بقول القدرية ويدينون بدينهم ويكذبون بعذاب القبر والشفاعة والحوض ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة ولا الجمعة إلا وراء من كان على أهوائهم ويزعمون أن أعمال العباد ليست في اللوح المحفوظ.
والنصيرية وهم قدرية وهم أصحاب الحبة والقيراط الذين يزعمون أن من اخذ حبة أو قيراطا أو دانقاً حراماً فهو كافر وقولهم يضاهي قول الخوارج.
والجهمية أعداء الله وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله عز وجل لم يكلم موسى وأن الله ليس بمتكلم ولا يتكلم ولا ينطق وكلاما كثيراً أكره حكايته وهم كفار زنادقة أعداء الله.
والواقفة وهم يزعمون أن القرآن كلام الله ولكن ألفاظنا بالقرآن وقراءتنا له مخلوقة وهم جهمية فساق.
والرافضة وهم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة الأربعة علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء.
والمنصورية وهم رافضة من الروافض وهم الذين يقولون من قتل أربعين نفسا ممن خالف هواهم دخل الجنة وهم الذين يخيفون الناس ويستحلون أموالهم وهم الذين يقولون أخطأ جبريل عليه السلام بالرسالة وهذا هو الكفر الواضح الذي لا يشوبه إيمان فنعوذ بالله منهم.
والسبئية وهم رافضة وهم قريب ممن ذكرت مخالفون للأئمة كذابون وصنف منهم يقولون علي في السحاب وعلي يبعث قبل يوم القيامة وهذا كذب وزور وبهتان و الزيدية وهم رافضة وهم الذين يتبرؤون من عثمان وطلحة والزبير وعائشة ويرون القتال مع كل من خرج من ولد علي برا كان أو فاجرا حتى يغلب أو يغلب.
والخشبية وهم يقولون بقول الزيدية وهم فيما يزعمون ينتحلون حب آل محمد صلى الله عليه وسلم وكذبوا بل هم المبغضون لآل محمد صلى الله عليه وسلم دون الناس إنما الشيعة لآل محمد المتقون أهل السنة والأثر من كانوا وحيث كانوا الذين يحبون آل محمد صلى الله عليه وسلم وجميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا يذكرون أحدا منهم بسوء ولا عيب ولا منقصة فمن ذكر أحدا من أصحاب محمد عليه السلام بسوء أو طعن عليهم أو تبرأ من أحد منهم أو سبهم أو عرض بعيبهم فهو رافضي خبيث مخبث
وأما الخوارج فمرقوا من الدين وفارقوا الملة وشردوا عن الإسلام وشذوا عن الجماعة فضلوا عن السبيل والهدى وخرجوا على السلطان وسلوا السيف على الأمة واستحلوا دماءهم وأموالهم وعادوا من خالفهم إلا من قال بقولهم وكان على مثل قولهم ورأيهم وثبت معهم في بيت ضلالتهم وهم يشتمون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأصهاره وأختانه ويتبرؤون منهم ويرمونهم بالكفر والعظائم ويرون خلافهم في شرائع الإسلام ولا يؤمنون بعذاب القبر ولا الحوض ولا الشفاعة ولا بخروج أحد من النار ويقولون من كذب كذبة أو أتى صغيرة أو كبيرة من الذنوب فمات من غير توبة فهو في النار خالدا
(يُتْبَعُ)
(/)
مخلدا أبدا وهم يقولون بقول البكرية في الحبة والقيراط وهم قدرية جهمية مرجئة رافضة لا يرون الجماعة إلا خلف إمامهم وهم يرون تأخير الصلاة عن وقتها ويرون الصوم قبل رؤية الهلال والفطر قبل رؤيته وهم يرون النكاح بغير ولي ولا سلطان ويرون المتعة في دينهم ويرون الدرهم بدرهمين يدا بيد ولا يرون الصلاة في الخفاف ولا المسح عليها ولا يرون للسلطان عليهم طاعة ولا لقريش عليهم خلافة وأشياء كثيرة يخالفون عليها الإسلام وأهله وكفى بقوم ضلالة أن يكون هذا رأيهم ومذهبهم ودينهم وليسوا من الإسلام في شيء.
ومن أسماء الخوارج الحرورية وهم أصحاب حروراء والأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق وقولهم أخبث الأقاويل وأبعده من الإسلام والسنة والنجدية وهم أصحاب نجدة بن عامر الحروري والإباضية وهم أصحاب عبد الله بن إباض والصفرية وهم أصحاب داود بن النعمان والمهلبية والحارثية والخرمية كل هؤلاء خوارج فساق مخالفون للسنة خارجون من الملة أهل بدعة وضلالة والشعوبية وهم أصحاب بدعة وضلالة وهم يقولون إن العرب والموالي عندنا واحد لا يرون للعرب حقا ولا يعرفون لهم فضلا ولا يحبونهم بل يبغضون العرب ويضمرون لهم الغل والحسد والبغضة في قلوبهم وهذا قول قبيح ابتدعه رجل من أهل العراق فتابعه عليه يسير فقتل عليه.
وأصحاب الرأي وهم مبتدعة ضلال أعداء للسنة والأثر يبطلون الحديث ويردون على الرسول عليه الصلاة والسلام ويتخذون أبا حنيفة ومن قالب قوله إماما ويدينون بدينهم وأي ضلالة أبين ممن قال بهذا وترك قول الرسول وأصحابه واتبع قول أبي حنيفة وأصحابه فكفى بهذا غياً مردياً وطغياناً.
والولاية بدعة والبراءة بدعة وهم الذين يقولون نتولى فلاناً ونتبرأ من فلان وهذا القول بدعة فاحذروه.
فمن قال بشيء من هذه الأقاويل أو رآها أو صوبها أو رضيها أو أحبها فقد خالف السنة وخرج من الجماعة وترك الأثر وقال بالخلاف ودخل في البدعة وزال عن الطريق وما توفيقي إلا بالله.
وقد رأيت لأهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والإزراء بهم عند السفهاء والجهال.
فأما المرجئة فإنهم يسمون أهل السنة شكاكا وكذبت المرجئة بل هم بالشك أولى بالتكذيب أشبه.
وأما القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والإثبات مجبرة وكذبت القدرية بل هم أولى بالكذب والخلاف ألغوا قدر الله عز وجل عن خلقه وقالوا ليس له بأهل تبارك وتعالى.
وأما الجهمية فإنهم يسمون أهل السنة المشبهة وكذبت الجهمية أعداء الله بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب افتروا على الله عز وجل الكذب وقالوا الإفك والزور وكفروا بقولهم.
وأما الرافضة فإنهم يسمون أهل السنة الناصبة وكذبت الرافضة بل هم أولى بهذا لانتصابهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب الشتم وقالوا فيهم بغير الحق ونسبوهم إلى غير العدل كفارا وظلما وجرأة على الله عز وجل واستخفافا بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أولى بالتعبير والانتقام منهم.
وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر.
وأما أصحاب الرأي فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وحشوية وكذب أصحاب الرأي أعداء الله بل هم النابتة والحشوية تركوا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي وقاسوا الدين بالاستحسان وحكموا بخلاف الكتاب والسنة وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال وطاب دنيا بالكذب والبهتان.
رحم الله عبداً قال بالحق واتبع الأثر وتمسك بالسنة واقتدى بالصالحين وبالله التوفيق
اللهم ادحض باطل المرجئة وأوهن كيد القدرية وأذل دولة الرافضة وامحق شبه أصحاب الرأي وأكفناً مؤنة الخارجية وعجل الانتقام من الجهمية.انتهى
2 - ((ذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية و الذهبي في رسالة الإصطخري))
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((اقتضاء الصراط المستقيم)):
... إلى أن قال: ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الإصطخري عنه - إن صحت - وهو قوله، وقول عامة أهل العلم. انتهى
- قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) بعدما ذكر وصية الإمام أحمد من رواية ابنه عبد الله، قال:
فهذه الرسالة [يعني رواية عبد الله] إسنادها كالشمس، فانظر إلى هذا النفس النوراني.
لا كرسالة الاصطخري، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فإن الرجل كان تقيا ورعا لايتفوه بمثل ذلك -ولعله قاله-، وكذلك رسالة المسيء في الصلاة باطلة.
وما ثبت عنه أصلا وفرعا ففيه كفاية. ومما ثبت عنه مسألة الايمان، وقد صنف فيها اهـ
- قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)):
أخبرنا أبو الوليد الدربندي سنة أربعين وأربع مئة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زوران لفظا حدثنا أحمد بن جعفر الاصطخري قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
هذا مذاهب أهل العلم والأثر فمن خالف شيئا من ذلك أو عاب قائلها فهو مبتدع.
وكان قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية، وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أن الإيمان قول والأعمال شرائع، فهو جهمي، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ والزنى والسرقة وقتل النفس، والشرك كلها بقضاء وقدر من غير أن يكون لأحد على الله حجة.
إلى أن قال: والجنة والنار خلقنا، ثم خلق الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبدا.
إلى أن قال: والله تعالى على العرش، والكرسي موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملة. ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة، والقرآن كلام الله، فهو جهمي. ومن لم يكفره فهو مثله. وكلم الله موسى تكليما من فيه.
إلى أن ذكر أشياء من هذا الأنموذج المنكر والأشياء التي - والله - ما قالها الإمام. فقاتل الله واضعها.
ومن أسمج ما فيها قوله: ومن زعم أنه لا يرى التقليد، ولا يقلد دينه أحدا، فهذا قول فاسق عدو لله. فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون هذه الخرافة، ويسكتون عنها اهـ
- قال الذهبي في (تاريخ الإسلام) بعد أن ذكر وصية الإمام من رواية ابنه: قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر والله أعلم اهـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 07:33]ـ
جهد مشكور، و مقال رائع، بارك الله فيكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 10:20]ـ
الأستاذ / محمد المبارك:
شكر الله لكم مروركم الكريم،
وبارك فيكم - أيها الفاضل -.(/)
((فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في وحدة الأديان))
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 01:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى (وحدة الأديان): دين الإسلام، ودين اليهود، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء: مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب. وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي:
أولاً: أن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، التي الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، التي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَ على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85}. والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
ثانيًا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله ــ تعالى ــ: (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى: (القرآن الكريم) قال الله تعالى
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق {المائدة: 48}.
ثالثًا: يجب الإيمان بأن (التوراة والإنجيل) قد نُسِخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم) {المائدة: 13}
وقوله جل وعلا: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون {البقرة: 79}. وقوله سبحانه: وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون {آل عمران: 78}.
ولهذا فما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال ــ عليه الصلاة والسلام ــ: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آتِ بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي" (رواه احمد والدارمي وغيرهما).
رابعًا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن نبينا ورسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) {الأحزاب: 40}.
فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًا لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم ــ وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ـ كما قال الله تعالى:) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) {آل عمران: 81}.
ونبي الله عيسى ــ عليه الصلاة والسلام ــ إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم وحاكمًا بشريعته. وقال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) {الأعراف: 157}.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما إن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) {سبأ: 28} وقال سبحانه: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) {الأعراف: 158} وغيرها من الآيات.
خامسًا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا، وأنه عدو و ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) {البينة: 1}
وقال جل وعلا: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) {البينة: 6} وغيرها من الآيات.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار".
ولهذا: فمن لم يكفِّر اليهود والنصارى فهو كافر، طردًا لقاعدة الشريعة: (من لم يكفِّر الكافر فهو كافر).
سادسًا: وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية؛ فإن الدعوة إلى: (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرُّ أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله ــ سبحانه ــ: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) {البقرة: 217} وقوله جل وعلا: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) {النساء: 89}.
سابعًا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله ــ جل وتقدس ــ يقول: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) {التوبة: 29}
ويقول ــ جل وعلا ــ: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) {التوبة:36}
ثامنًا: إن الدعوة إلى (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله ــ عز وجل ــ، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
تاسعًا: وتأسيسًا على ما تقدم:
1 ــ فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
2 ــ لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردَين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد!! فمن فعل ذلك أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد، لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
3 ــ كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ولأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله، ــ تعالى الله عن ذلك ــ.
كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله ــ تعالى ــ يقول: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85} بل هي: بيوت يُكفر فيها بالله. نعوذ بالله من الكفر وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله تعالى ــ في مجموع الفتاوى (22 - 162): "ليست ــ أي: البيع والكنائس ــ بيوت الله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها؛ فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار، فهي بيوت عبادة الكفار".
عاشرًا: ومما يجب أن يُعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة؛ ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام؛ وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة قال الله ــ تعالى ــ:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) {آل عمران: 64}.
أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عُرَى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون؛ والله المستعان على ما يصفون. قال تعالى: (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) {المائدة: 49}
وإن اللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته، وحماية الإسلام، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته، والكفر وأهله، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة: (وحدة الأديان)، ومن الوقوع في حبائلها،
ونعيذ بالله من كل مسلم أن يكون سبباً في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم، ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا جميعاً من مضلات الفتن، وأن يجعلنا هداة مهتدين، حماة للاسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد
فتوى صدرت برقم 19402 في 25 - 1 - 1418هـ(/)
تحديد إتجاه القبلة عن طريق برنامج Google earth
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 05:52]ـ
يمكن تحديد اتجاه القبلة بصورة دقيقة بواسطة برنامج Google earth وذلك بمد خط المسافة من بيت الله الحرام (الكعبة) الى المنطقة التي تريد ايجاد معرفة اتجاه القبله فيها ... وقد فعلت ذلك ووجدت ان المساجد في منطقتنا تميل عن القبلة نحو الغرب بزاوية قد تصل الى 30 درجة ... فهل يعتمد على هذا البرنامج في تحديد القبلة مستقبلا؟؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 07:57]ـ
ماذا تقصد؟
هل تقصد أن قبلة مساجدكم غير صحيحة؛ لأنها منحرفة قليلاً؟
بالنسبة لي وجدت أتجاه القبلة صحيح.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 09:53]ـ
نعم عندما رسمت خطا من الكعبة الى منطقتنا رايت ان مساجدنا تميل بزاوية تزيد عن 25 درجة ... اي انها تتجه غرب مكة بحوالي 500 كيلومتر ...
فهل هذا الخط فعلا يمثل القبلة؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 11:07]ـ
الله اعلم ..
والأمر جداً مهم ..
ومن وجهة نظري القاصرة: أرى أن تحديدك صحيح , إذ مالمانع من عدم صحته؟!
والبرنامج عبارة عن تصوير حقيقي للأرض ...
لكن هل كل المساجد قبلتها في نفس الاتجاه؟
ثم على ماذا اعتمدوا قبل البناء في تحديد القبلة؟
أعتقد إنهم اعتمدوا على الشمس والاتجاهات والبوصلة ..
اتمنى أن يفيدونا الأخوان!!
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[24 - Mar-2007, صباحاً 06:19]ـ
يعتمدوا على البوصلة بزاوية محددة لكل منطقة الا انها ليست دقيقة جدا ...
وساحاول رفع هذه الصورة للمشاهدة ان امكن:
http://www.alukah.net/majles/uploader/1097_1.jpg
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 10:59]ـ
اخواني هل لكم ان تفيدونا بحكم الصلاة في هذه المساجد بعد علمنا بذلك؟
ـ[الهوواوووي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 01:01]ـ
ما بين المشرق والمغرب قبلة
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بين المشرق والمغرب قبلة رواه الترمذي، وقواه البخاري.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الحديث رواه الترمذي من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، ورواه أيضا من طريق آخر أقوى منه، ولهذا قواه البخاري، والطريق الثاني جيد، وفيه أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة وشاهده ما رواه السبعة عن أبي أيوب -رضي الله عنه- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا يعني: لأهل المدينة ومن كان على سمتهم، قال: شرقوا أو غربوا أمر من أراد أن يقضي حاجته ألا يستقبل جهة القبلة، فدل على أن القبلة تشمل الجهة كلها؛ ولهذا قال: شرقوا أو غربوا.
ومن كان مثلا على غير قبلة أهل المدينة كأهل نجد ومن كان على سمتهم، يقال: شمل أو جنب إلى جهة الشمال أو جهة الجنوب، فلا يكون ما بين الشمال والجنوب قبله فما بين المشرق والمغرب قبله لأهل المدينة، ومن كان على سمتهم، وكذلك غيرهم، إذا كانت قبلته إلى الشرق أو إلى الغرب، نقول: ما بين الشمال والجنوب قبله بحسب ما كان هو فيه، فما بين المشرق والمغرب قبله، وهذا قد جاء معناه عن جمع من الصحابة -رضي الله عنهم- فإذا استقبل إلى الجهة، فقد اتجه إلى القبلة، ولا يجب عليه إصابة عين القبلة، ما إذا كان ما إذا كان لا يراها، فإذا كان بعيدا عنها لا يراها، فإن الواجب عليه أن يتجه إلى جهة القبلة، ولا يجب عليه أن يعاينها.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 04:14]ـ
ثلاثون درجة كثيرة جداً، ويظهر لي أن هناك خطأ ما، فلا أدري هل هو منك أم من برنامج جوجل، ولعلي أفرغ للنظر في ذلك إن شاء الله.
وقد استخدمت الإحداثيات في الصورة لحساب القبلة فظهر لي أن زاوية القبلة عندكم 298
وأحسن طريقة لتحديد القبلة هي جهاز تحديد المواقع، فتضع إحداثية البيت الحرام فيشير إلى الزاوية
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً تستطيع أن تتأكد من صحة القبلة عندكم، بدقة كبيرة من غير أدوات، في يوم 16 يولية القادم الساعة 12:26 بتوقيت مكة المكرمة. ففي تلك اللحظة تكون الشمس فوق مكة تماماً، وتشير ظلال جميع الأعمدة في أي مكان مشمس في العالم إلى جهة الكعبة (الكهرباء، الهاتف، الحبال المعلَّقة بأثقال ... إلخ)
الأفضل أن تستخدم ساعة رقمية (كساعة الهاتف المحمول) وتأكد من ضبطها بدقة على ساعة لندن
وفي تلك اللحظة تضع علامتين في الأرض على رأس ظل العمود وقاعدته تحددان اتجاه الشمس
وإذا أردت تسجيل القبلة في فناء منزلك فاعقد حبلاً بحبل الغسيل مثلاً يتدلى إلى أسفل واربط شيئا ثقيلاً في أسفله بحيث لا تمس الأرض، فيؤدي وظيفة العمود لأنه يتعامد على الأرض
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 10:32]ـ
ما بين المشرق والمغرب قبلة
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بين المشرق والمغرب قبلة رواه الترمذي، وقواه البخاري.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الحديث رواه الترمذي من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، ورواه أيضا من طريق آخر أقوى منه، ولهذا قواه البخاري، والطريق الثاني جيد، وفيه أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة وشاهده ما رواه السبعة عن أبي أيوب -رضي الله عنه- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا يعني: لأهل المدينة ومن كان على سمتهم، قال: شرقوا أو غربوا أمر من أراد أن يقضي حاجته ألا يستقبل جهة القبلة، فدل على أن القبلة تشمل الجهة كلها؛ ولهذا قال: شرقوا أو غربوا.
ومن كان مثلا على غير قبلة أهل المدينة كأهل نجد ومن كان على سمتهم، يقال: شمل أو جنب إلى جهة الشمال أو جهة الجنوب، فلا يكون ما بين الشمال والجنوب قبله فما بين المشرق والمغرب قبله لأهل المدينة، ومن كان على سمتهم، وكذلك غيرهم، إذا كانت قبلته إلى الشرق أو إلى الغرب، نقول: ما بين الشمال والجنوب قبله بحسب ما كان هو فيه، فما بين المشرق والمغرب قبله، وهذا قد جاء معناه عن جمع من الصحابة -رضي الله عنهم- فإذا استقبل إلى الجهة، فقد اتجه إلى القبلة، ولا يجب عليه إصابة عين القبلة، ما إذا كان ما إذا كان لا يراها، فإذا كان بعيدا عنها لا يراها، فإن الواجب عليه أن يتجه إلى جهة القبلة، ولا يجب عليه أن يعاينها.
هل اعذر اذا انحرفت عامدا عن القبلة باكثر من ثلاثين درجة علما بانني لازلت بين المشرق والمغرب؟؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 10:49]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن الشمس تتعامد على الكعبة مرتين في السنة،
وسآتيكم بالتفاصيل إن شاء الله،
فإن كنت ترى الشمس في هاتين اللحظتين، فإنك إن نظرت إلى الشمس ساعتئذ، فذلك اتجاه القبلة، والدقة في ذلك تامة إن شاء الله،
وأيضاً تستطيع أن تتأكد من صحة القبلة عندكم، بدقة كبيرة من غير أدوات، في يوم 16 يولية القادم الساعة 12:26 بتوقيت مكة المكرمة. ففي تلك اللحظة تكون الشمس فوق مكة تماماً، وتشير ظلال جميع الأعمدة في أي مكان مشمس في العالم إلى جهة الكعبة (الكهرباء، الهاتف، الحبال المعلَّقة بأثقال ... إلخ)
الأفضل أن تستخدم ساعة رقمية (كساعة الهاتف المحمول) وتأكد من ضبطها بدقة على ساعة لندن
وفي تلك اللحظة تضع علامتين في الأرض على رأس ظل العمود وقاعدته تحددان اتجاه الشمس
وإذا أردت تسجيل القبلة في فناء منزلك فاعقد حبلاً بحبل الغسيل مثلاً يتدلى إلى أسفل واربط شيئا ثقيلاً في أسفله بحيث لا تمس الأرض، فيؤدي وظيفة العمود لأنه يتعامد على الأرض
صدقت وبررت!
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 08:49]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن الشمس تتعامد على الكعبة مرتين في السنة، ساعة انتصاف النهار، (وتحين صلاة الظهر عند زوال الشمس عن ذلك، أي بعد ذلك بدقائق معدودة)
يوم: 28 مايو (هذه الحسابات شمسية، فنعتمد فيها على تقويم شمسي)
يوم: 16 يوليو (تموز؟)
وفي البحث المرفق (وهو بالإنجليزية، ولم يتسع وقتي لترجمته، ولم أحتج إلى ذلك)، والذي كتبه كمال عبدلي، بيان تفصيلي بطريقة حساب اتجاه القبلة من أي موقع، بدلالة إحداثيات ذلك الموقع (خط الطول وخط العرض) وإحداثيات الكعبة
(ويسهل تحديد إحداثيات الكعبة، والموقع المراد تحديد القبلة فيه، من برنامج Google)
يتميز هذا البحث أيضا باستشهاده بجهود علماء المسلمين على مر الزمان في تحديد اتجاه القبلة:
وقد وضعت رابطه هاهنا ( http://www.box.net/shared/iovhymddwg) لفائدة من له علم بحساب المثلثات،
وكان صاحب البحث ساعة كتابته مديرا لبرنامج الحساب الرقمي والرمزي والهندسي، بالمؤسسة القومية الأمريكية للعلوم ( National Science Foundation)، والظاهر من اسمه، ومن المراجع التي ذكرها أنه من الهند أو باكستان
والرابط الأصل هاهنا ( http://patriot.net/~abdali/ftp/qibla.pdf)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 10:28]ـ
يا اخواني الامكانيات اليوم متوفرة وبدقة لتحديد الاتجاه ولكن نريد الحكم الشرعي هل اعذر اذا انحرفت عامدا عن القبلة باكثر من ثلاثين درجة علما بانني لازلت بين المشرق والمغرب؟؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 12:33]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام البخاري في كتاب الاستئذان، باب 18
6251 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ. فَقَالَ «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَقَالَ فِى الثَّانِيَةِ أَوْ فِى الَّتِى بَعْدَهَا عَلِّمْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِىَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِى صَلاَتِكَ كُلِّهَا». وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ فِى الأَخِيرِ «حَتَّى تَسْتَوِىَ قَائِماً». أطرافه 757، 793، 6252، 6667 - تحفة 12983 - 69/ 8
فلابد من استقبال القبلة، وقد ورد الأمر بذلك في الربع الأول من الجزء الثاني من القرآن الكريم:
وقد كرر الله تعالى الأمر بذلك مرات،
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم - إذا استقبل القبلة للصلاة - ينحرف عنها، كالذي تسأل عنه،
فول وجهك شطر المسجد الحرام، إذا أردت أن تصلي، ولا تول وجهك عن المسجد الحرام.
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:19]ـ
الإسلام سؤال وجواب
"اكتشفوا أن مسجدهم ينحرف عن القبلة بمقدار 17 درجة
لدينا في القرية جامع بناؤه قديم وتمت الصلاة فيه لأكثر من عام، ولكن قبل فترة عندما قامت الأوقاف بالكشف على الجامع اتضح أن المسجد منحرف عن اتجاه القبلة ما يعادل 17 درجة، فانقسم أهل القرية إلى قسمين منهم من قال إنه يجب وضع خيط لتعديل اتجاه القبلة، ومنهم من قال بأن ما بين المشرق والمغرب قبلة والانحراف قليل وتصح الصلاة بدون تشويه صفوف المصلين، فما رأيكم؟ وهل يجوز الصلاة خلف الإمام ونحن منحرفون بمقدار 17 درجة؟ ثم هل يجوز هجر المسجد وهل يجوز تخطي المساجد؟ نريد الإجابة بتفصيل وبشكل قاطع لأن أهل البلدة معتمدون على الله ثم على فضيلتكم بالإفتاء القاطع، وسوف نعلق الفتوى في المسجد لحل الخلاف بين الفريقين.
الحمد لله
أولا:
استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة؛ لقوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) البقرة/144.
وفرض القريب من الكعبة أن يستقبل عينها، وأما البعيد عنها ففرضه أن يستقبل جهتها، عند جمهور العلماء.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني": " استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة , ولا فرق بين الفريضة والنافلة. . .
والواجب على من بَعُد من مكة طلب جهة الكعبة , دون إصابة العين.
قال أحمد: ما بين المشرق والمغرب قبلة , فإن انحرف عن القبلة قليلا لم يُعِدْ , ولكن يتحرى الوسط. وبهذا قال أبو حنيفة. . . لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) رواه الترمذي " انتهى باختصار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كلام الإمام أحمد رحمه الله المتقدم فائدتان:
الأولى: تتعلق بصلاتكم الماضية، فهي صحيحة ولا يلزمكم إعادتها.
الثانية: تتعلق بصلاتكم في المستقبل، فعليكم تعديل الصفوف، ولا ينبغي لكم تعمد الانحراف عن القبلة.
وهذا هو قول جمهور العلماء، أما الإمام الشافعي رحمه الله فقد ذهب إلى أنه يجب إصابة عين الكعبة حتى على البعيد، وتبطل الصلاة عنده بمثل هذا الانحراف عن القبلة.
وانظر: "المجموع" (3/ 208).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " استقبال القبلة يكون إما إلى عين القبلة وهي الكعبة، وإما إلى جهتها. فإن كان الإنسان قريبا من الكعبة يمكنه مشاهدتها ففرضه أن يستقبل عين الكعبة لأنها هي الأصل. وأما إذا كان بعيدا لا يمكنه مشاهدة الكعبة فإن الواجب عليه أن يستقبل الجهة، وكلما بعد الإنسان عن مكة كانت الجهة في حقه أوسع، لأن الدائرة كلما تباعدت اتسعت، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) هذا بالنسبة لأهل المدينة، وذكر أهل العلم رحمهم الله أن الانحراف اليسير في الجهة لا يضر.
والجهات معروف أنها أربع: الشمال والجنوب والشرق والغرب، فإذا كان الإنسان عن الكعبة شرقا أو غربا كانت القبلة في حقه ما بين الشمال والجنوب، وإذا كان عن الكعبة شمالا أو جنوبا صارت القبلة في حقه ما بين المشرق والمغرب لأن الواجب استقبال الجهة ... " انتهى من "فقه العبادات" ص (154).
ثانياً:
لا حرج في وضع خيط ونحوه ليستقيم الصف على اتجاه القبلة، وهذا أولى من الصلاة مع الانحراف.
ثالثاً:
الأفضل أن يصلي الإنسان في مسجد حيه أو المسجد القريب من بيته، ولا يتخطاه إلى غيره من المساجد إلا لسبب شرعي، والمرجو من القائمين على المسجد أن يقوموا بتعديل الصفوف وعدم الانحراف عن القبلة يميناً أو شمالاً، احتياطاً للصلاة، فإن بعض الأئمة كما سبق يبطل الصلاة بمثل هذا الانحراف.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وجمع كلمتهم على البر والتقوى.
والله أعلم."
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله كل خير
هذه بعض المعلومات الخاص بتحديد القبلة بواسطة برنامج غوغل لسذاجة وجهل!
و الله أعلم ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19114
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله كل خير
هذه بعض المعلومات الخاص بتحديد القبلة بواسطة برنامج غوغل لسذاجة وجهل!
و الله أعلم ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19114
لكن النتائج اثبتت على ارض الواقع دقة عمل القياسات التي يعطيها هذا البرناج
ان المساجد التي قبلتها صحيحة سواء عرفنا ذالك بالبوصلة اوبظل الشاخص ان جوجل يوكد صحتها ايضا
ولذالك على الاخت الفاضلة ان ترينا مسجدا واحدا فقط بني على القبلة الصحيحة وانطبقت علية
كل ادلة تحديدالقبلةثم لترينا خط جوجل هل سيظهر منحرفا عندها سوف نسلم بعدم دقة هذا البرنامج وان كنا لن نسلم باسلوب السذاجةوالجهل الذي لا يعتمدة الا المفلسون من الادلة
ـ[حامد بن أحمد]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 01:00]ـ
لكن النتائج اثبتت على ارض الواقع دقة عمل القياسات التي يعطيها هذا البرناج
ان المساجد التي قبلتها صحيحة سواء عرفنا ذالك بالبوصلة اوبظل الشاخص ان جوجل يوكد صحتها ايضا
ولذالك على الاخت الفاضلة ان ترينا مسجدا واحدا فقط بني على القبلة الصحيحة وانطبقت علية
كل ادلة تحديدالقبلةثم لترينا خط جوجل هل سيظهر منحرفا عندها سوف نسلم بعدم دقة هذا البرنامج وان كنا لن نسلم باسلوب السذاجةوالجهل الذي لا يعتمدة الا المفلسون من الادلة
جزاكم الله خيرا
الموضوع قديم لكني بحاجة إليه الآن
أولاً: نظرية تعامد الشمس على مكة في هذه التواريخ -المذكورة بأعلى- فيها ما فيها من ناحية أن إتجاه الظل في اتجاهات الأرض الثمانية لن تكون في اتجاه القبلة حسب ما أفهمه لأن اتجاه الظل سكون معاس لاتجاه الشمس لذا
فالأصح ان يكون اتجاه القبلة معاكس لاتجاه الظل-معاكس وليس عمودياً عليه.
يضاف إلى هذا أن المدن القريبة من مكة لمدينة جدة لن تستفيد من هذه النظرية بسبب تلاشي الظل تقريبا. وقد جربت هذا اليوم (29 - 5 - 2010) في جدة. ولعل غيري يجرب لأني جربت على أشياء غير عمودية على الأرض .. لكن الجامع بينها أنه لا ظل
ثانياً: برنامج جوجل فيه انحراف يسير في جميع قياساته وأظن سببه مسألة كروية الأرض
وقد جربت هذه في عدة مساجد-عندنا هنا في جدة- وتيقنت من هذا بالتجربة على المسجد النبوي لأن قبلته قطعية كما نص الفقهاء.(/)
((شَرْحُ السُّنَّة للإمام البربهاري)) [صوتيًا] لصاحب الفضيلة شيخنا العلامة الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 08:37]ـ
شَرْحُ ((شَرْحِ السُّنَّة للإمام البربهاري))
لصاحب الفضيلة شيخنا المُبَارَك
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
جمعه / سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
وإليكم ـ أيُّها الفضلاء ـ وصلات الدّروس مع المحتويات:
((شَرْحُ السُّنَّة)) (1)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 17 - 11 - 1426 هـ
محتويات الدرس:
- نبذة عن الإمام البربهاري
- المراد بـ " شرح السنة "
- تسمية كتب العقيدة بالسنة والإيمان والشريعة والتوحيد قديما
- الرد على من ينكر مصطلح العقيدة والتوحيد وبيان هدفهم من ذلك
- بيان الهدف من تأليف رسائل العقيدة
- مشروعية البدء بالحمد والثناء على الله في كل الأمور
- لفظا الحمد والجلالة مختصان بالله تعالى
- بيان نعمة الهداية للإسلام والإيمان
- وجوب سؤال الله تعالى الثبات والتوفيق
- شرح كلمة " اعْلَمْ "
- الإسلام غاية جميع الرسالات
- وجوب الجمع بين الإسلام والسنة
- من السنة لزوم جماعة المسلمين وبيان صفة هذه الجماعة
- التحذير من مفارقة جماعة المسلمين
- الأساس الذي تبنى عليه الجماعة
- هدف الذين يتنقصون الصحابة
- أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم هم جماعة المسلمين
- مفهوم البدعة ودرجاتها
- لا عذر في اقتراف بدعة أو ترك سنة بمظنة الخير
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20138
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (2)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 24 - 11 - 1426 هـ
محتويات الدرس:
- السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله
- وجوب اتباع الكتاب والسنة
- الدين من عند الله تعالى
- الدين ليس بالعقل والرأي
- علم الدين عند الله ورسوله
- اجتناب الهوى
- عاقبة اتباع الهوى
- الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الحجة
- الصحابة هم الجماعة
- الجماعة هي الحق
- العلاقة بين مخالفة الرسول في أمور الدين وبين الكفر
- الابتداع نتيجة ترك السنة
- وجوب الحذر من المحرمات
- البدع كلها ضلالات
- الضلالة وأهلها في النار
- الحذر من صغار المحدثات
- صغار البدع تعود حتى تصير كبارا
- وجوب الحذر من الاغترار بصغار البدع
- صعوبة التوبة من البدعة
- تنتشر البدعة حتى تصبح كالدين عند أصحابها
- وجوب الحذر من مخالفة الصراط المستقيم
- وجوب النظر والتفكر في كلام المعاصرين
- وجوب عرض الرأي على كلام الصحابة
- وجوب عرض الرأي على كلام العلماء
- وجوب التمسك بالدليل وعدم مجاوزته لشيء آخر
- وجوب الحذر من مخالفة الدليل
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20270
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (3)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 14 - 1 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- أنواع الخارجين عن طريق الحق
- وجوب الرد على دعاة الضلالة
- وجوب الاستسلام لأمر الله
- من زعم أن الصحابة قصروا في تبليغ الحق
- الطعن في الصحابة بدعة ضلالة
- التوقيف في العقيدة
- الإيمان بالأسماء والصفات بلا تكييف
- الكلام والجدال والخصومات في العقيدة أمر محدث
- تحريم الجدال في الله بغير سلطان
- لا يتكلم في الرب سبحانه وتعالى إلا بما ورد في القرآن والسنة
- الله جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
- الله هو الأول الآخر
- علم الله سبحانه واستواؤه على عرشه
- إحاطة علم الله سبحانه
- عدم السؤال عن الكيف والسبب في صفات الله تعالى
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=20980
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (4)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 21 - 1 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- القرآن كلام الله غير مخلوق
- الإيمان برؤية الله يوم القيامة
- الإيمان بميزان الأعمال يوم القيامة
- الإيمان بعذاب القبر ونعيمه ومنكر ونكير
- الإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
- الإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
- شفاعة الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء
- يعتق الله بفضله أناسا من النار بغير شفاعة الشافعين
- عدم ورود رؤية الكفار لله في عرصات يوم القيامة
- رؤية الله في المنام
- حكم رسم الأمور الغيبية كالميزان
- الأشياء التي توزن يوم القيامة
- صعود الروح للسماء ثم عودتها للأرض
- عذاب القبر يقع على الجسد والروح
- مدى صدق الصور التي تصور عذاب القبر
- الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة والجماعة
- الدخول والخروج من بلد بها وباء
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21149
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (5)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 28 - 1 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- الإيمان بالصراط على جهنم
- تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) [مريم: 71]
- تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ ... ) إلى قوله: ( ... هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الحديد: 13 - 15]
- الإيمان بالملائكة والأنبياء
- الإيمان بأن الجنة حق والنار حق
- الدليل على أن الجنة مخلوقة الآن
- الإيمان بخروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام
- صلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي
- موت عيسى عليه السلام بعد نزوله ودفن المسلمين له
- الإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية وإصابة يزيد وينقص
- أفضل هذه الأمة
- الصحابة أفضل الناس بعد العشرة المبشرين بالجنة
- حق الصحابة علينا
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21328
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (6)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 5 - 2 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- ما يجب للصحابة
- من تكلم في الصحابة بكلمة فهو صاحب هوى
- السمع والطاعة لولاة الأمور بما يرضي الله
- ما تنعقد به الإمامة
- من اعتقد أن ليس له إمام فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه
- بيعة أهل الحل والعقد ملزمة
- صلاحيات الإمام
- الصلاة خلف الإمام وبعض أحكام الجمعة
- الخلافة في قريش إلى نزول المهدي
- الكلام على الخوارج ومذهبهم
- من خرج على الإمام مات على جاهلية
- لا يحل مقاتلة السلطان وإن كان جائرا
- قتال السلطان ليس في السنة
- قتال السلطان فيه فساد الدنيا والدين
- بيان متى يحل قتال الخوارج
- إذا كف الخوارج عن القتال ليس لولي الأمر أن يطلبهم
- لا طاعة لبشر في معصية الله
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21589
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (7)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 12 - 2 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- أقسام المحرمات
- الزنا وَحَدّ البكر
- حد الثيب الرجم ودليله
- المسح على الخفين
- قصر الصلاة في السفر
- الصوم في السفر
- الصلاة في السراويل
- لا لطاعة لمخلوق في معصية الخالق
- الشهادة بالجنة أو النار لمعين
- خاتمة العبد في علم الله عز وجل
- الرجاء والخوف
- لا ندري ما يسبق للعبد عند الموت
- الأعمال بالخواتيم
- ما من ذنوب إلا وللعبد منه توبة
- النفاق وأنواعه
- الدنيا دار إيمان وإسلام
- أحكام ومواريث وذبائح أمة محمد عليه الصلاة والسلام
- صلاة الجنازة على كل مسلم
- الشهادة لأحد بالإيمان
- المعاصي لا تخرج من الإيمان بل تنقصه
- تمام الإيمان ونقصانه
- الحكم على معين بتضييعه شرائع الإسلام
- الصلاة على من مات من أهل القبلة
- المرجوم والزاني والزانية والذي يقتل نفسه وغيره من أهل القبلة
- الصلاة على السكران
- خروج أهل القبلة من الإسلام برد آية من كتاب الله
- خروج أهل القبلة من الإسلام برد شيء من آثار رسول الله
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21773
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (8)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 19 - 2 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- أهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة
- بعض نواقض الإسلام
- من أظهر الإسلام يعامل معاملة المسلمين
- إثبات أسماء الله وصفاته على حقيقتها
- إثبات الصورة لله عز وجل
- التفويض للكيفية لا للمعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
- النهي عن التفسير بالهوى
- وجوب الإيمان بأسماء الله سبحانه وصفاته وأفعاله
- مذهب الجهمية في الأسماء والصفات
- نفي رؤية الله في الدنيا يقظة
- التفكر في كيفية ذات الله وأسمائه وصفاته
- تدبير الكون
- إذن الله الكوني ومشيئته
- إثبات العلم لله
- كفر من جحد إحاطة علم الله
- شروط النكاح
- وجوب الصداق
- السلطان ولي من لا ولي له
- الطلاق ثلاثا
- حرمة دم المسلم إلا بإحدى ثلاث
- الحكم بالإسلام بالظاهر
- حل دم المرتد
- حل الدم بالقصاص
- حل دم الثيب الزاني
- حد البكر الزاني
- مجمل الأمور التي يستباح بها دم المسلم
- دم المسلم على المسلم حرام
- الإيمان بالموت والبعث
- الإيمان بعدم فناء ما خلقه الله للبقاء
- كل يبعث على عمله
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22049
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (9)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 26 - 2 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- الإيمان بالقدر والرضا به والصبر عليه
- الإيمان بعلم الله جل وعلا
- علم الله تعالى بأعمال العباد ومصائرهم
- إحاطة الله تعالى بكل شيء
- لا يخفى على الله تعالى شيء
- لا يكون إلا ما علمه الله تعالى
- ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك
- لا خالق مع الله عز وجل
- التكبير في صلاة الجنازة
- القائلون إن تكبيرات الجنازة أربع
- السحاب معه ملائكة تنزله حيث شاء الله عز وجل
- سماع قتلى المشركين يوم بدر لكلام النبي صلى الله عليه وسلم
- المريض المسلم يؤجر على مرضه
- الشهيد يؤجر على شهادته
- الرد على من قال بأن الأطفال لا يتألمون
- لا يدخل أحد الجنة بدون رحمة الله تعالى
- لا يعذب الله أحدا إلا بقدر ذنوبه
- لو عذب الله الخلق جميعا ما كان ظالما لهم
- لا يوصف سبحانه وتعالى بالظلم
- الظالم هو من يأخذ ما ليس له
- معنى الظلم
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22292
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (10)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 3 - 3 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- عدل الله ورحمته
- عذاب البر وعذاب الفاجر
- الله منزه عن الظلم
- أنواع الظلم
- اختصاص الله بالخلق
- الله سبحانه لا يسأل عما يفعل
- السنة ليست محل اتهام
- موقف غلاة الصوفية من السنة
- حكم القرآنيين
- الطعن على الرسول والصحابة
- السنة تفسر القرآن وتوضحه
- الإيمان بالقضاء والقدر
- عدم جواز الجدال في القضاء والقدر
- النهي عن الكلام في القدر
- إنكار الصحابة والتابعين الجدال في القدر
- الواجب نحو القضاء والقدر
- وجوب اعتقاد ما قاله الرسول في جملة الأشياء
- وجوب السكوت عما سكت الله عنه
- الإيمان بالإسراء والمعراج
- من عظمة الصلاة
- رجوع الرسول إلى مكة ليلة الإسراء والمعراج
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22625
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (11)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 10 - 3 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- المراد بالروح وأنواعها
- اتصال الروح بالبدن وأنواعه
- حقيقة الروح سر من أسرار الله
- الروح مخلوقة ولا تفنى
- مقر أرواح المؤمنين والشهداء وأرواح الكافرين
- الإيمان بما في القبر من رد الروح والسؤال والنعيم والعذاب
- خروج روح الميت في القبر بلا ألم بعد سؤاله
- الميت يأنس بزائره ويعرفه
- الإيمان بعذاب القبر ونعيمه
- إثبات الكلام لله تعالى
- الإيمان بالقضاء والقدر
- العقل ووظيفته
- العقل سر من أسرار الله تعالى
- مسميات العقل
- العقل مخلوق
- تفاوت الناس في العقول
- إطلاق العقل على الفهم والإدراك
- الكفر والغفلة من أسباب طمس العقل
- لا يلزم من نقصان العقل زواله بالكلية
- التكليف منوط بالعقل
- العقل فضل من الله غير مكتسب
- تفضيل الله لبعض عباده في الدنيا والآخرة
- تفضيل الله لبعض عباده فضل منه سبحانه
- الرد على المعتزلة في قولهم بوجوب المساواة على الله بين العباد
- ذكر بعض مَنْ فضلهم الله من عباده على غيرهم
- وجوب النصيحة وذكر بعض صورها
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22822
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (12)
(يُتْبَعُ)
(/)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 17 - 3 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- شرح حديث: «الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»
- تعريف النصيحة
- حصر الدين كله في النصيحة
- النصيحة لله عز وجل
- النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم
- النصيحة لكتاب الله
- النصيحة لأئمة المسلمين
- النصيحة لعامة المسلمين
- وجوب النصيحة في أمر الدين واستحبابها في أمور الدنيا عند الحاجة إليها
- الغش ضد النصيحة
- من أنواع التوحيد: إثبات الأسماء والصفات
- إثبات صفة العلم لله سبحانه وتعالى
- إثبات اليدين لله عز وجل
- علم الله ليس له بداية
- أنواع الهداية
- أنواع البشارة عند الموت
- الإيمان بالنظر إلى وجه الله في الجنة
- بدعة علم الكلام وما يترتب عليه من الضلالة والحيرة
- الرد على من قال بخلق القرآن
- الإيمان بعذاب الكفار في النار
- مجمل الصلوات المفروضة
- منزلة الصلاة وبيان حكم تارك الصلاة
- عدد الصلوات
- فرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
- كفر من قال بأن الصلوات أقل أو أكثر من خمس صلوات
- أحوال من أخرج الصلاة عن وقتها
- التوقيف في عدد ركعات الصلاة
- الزكاة وأنوعها
- وجوب إخراج الزكاة
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23009
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (13)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 2 - 4 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- البداية بالدعوة إلى التوحيد
- الحكم بالإسلام في الدنيا
- معنى شهادة أن لا إله إلا الله
- معنى شهادة أن محمدا رسول الله
- لا خلف لما قال الله
- الإيمان بالشرائع المنزلة كلها
- البيع والشراء على حكم الكتاب والسنة
- حرمة الغرر والظلم والغدر في البيع والشراء
- جمع العبد بين الخوف والرجاء
- الإيمان بأن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على ما يكون في أمته إلى يوم القيامة
- افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة
- ظهور الفتن والاختلاف والبدع
- كثرة الفتن والخلاف بعد القرون المفضلة
- وقوع المحنة
- الدعوة إلى الفرقة وتكفير المخالفين
- تأثير أهل الفرقة على الجهال والرعاع
- وضع الفرق للقياس في العقيدة
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23616
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (14)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 9 - 4 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- مجاهرة أهل البدع ببدعهم بعد انقضاء القرون المفضلة
- الخليفة المأمون وفتنة خلق القرآن
- وقوع الفتنة في كل شيء لم يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة
- دعوة أهل البدع إلى الفرقة رغم نهي الله تعالى عنها
- تكفير الفرق بعضهم بعضا
- دعوة كل فرقة لنحلتها وتأثر الجهال والرعاع بذلك
- الدعوة للبدع بالترغيب والترهيب
- اتباع الناس لأهل البدع
- انتشار البدع وخفوت صوت أهل السنة
- كفر بعض المذاهب لسلوكهم غير سبيل السنة
- ظهور القياس الباطل والفرق بينه وبين القياس في الفقه
- اتباع أهل البدع لعقولهم ورد ما يخالف عقولهم من الكتاب والسنة
- غربة الدين
- تحريم نكاح المتعة
- بقاء متعة الحج
- فضل بني هاشم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
- فضل قريش والعرب
- مولى القوم منهم
- فضل الصحابة وبيان تفاوتهم في الفضل فيما بينهم
- فضل آل الرسول صلى الله عليه وسلم
- فضل أهل المدينة
- الجهمية ورد أهل العلم عليهم
- عدم التكلم في أمور الدين إلا من أهل العلم منعا للفتنة
- استدلال أهل البدع بالقياس الباطل وما ترتب عليه
- تلبيس الجهال على الأمة بجهلهم
- نجاة من تمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23817
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (15)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
الاحد 16 - 4 - 1427 هـ
محتويات الدرس:
- نفي الجهمية لأسماء الله تعالى وصفاته تنزيها لله بزعمهم
- الكلام من صفات الله الفعلية
- الكلام صفة كمال في الرب ونفيه عنه صفة نقص
- كلام الله قديم النوع حادث الآحاد
- قول الجهمية بخلق كلام الله تعالى
- مذهب الجهمية منحدر عن اليهود
- قول الجهمية: لفظي بالقرآن مخلوق
- شرح حديث: «إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ... »
- سبب هلاك الجهمية بحثهم في شأن ذات الرب سبحانه وتعالى
- شأننا مع الله جل وعلا أن نقتصر على ما جاء في الكتاب والسنة
- كفر الجهمية وتكفيرهم الخلق
- أقوال العلماء في الجهمية
- سبب كفر الجهمي واستحلال دمه
- تكفير الجهمية من لم يقل بخلق القرآن واستحلالهم دماء المسلمين
- إجبار الجهمية الناس بالقول بخلق القرآن
- مذهب الجهمية في الإيمان
- الجهمية أضعفوا الإسلام وعطلوا الجهاد
- تكلم الجهمية بالمنسوخ واحتجاجهم بالمتشابه
- اختصام الجهمية في ربهم
- إنكار الجهمية أمور الغيب كلها
- إنكار الجهمية كثيرا مما جاء في الكتاب والسنة
- تسلط الجهمية على أهل السنة في عهد المأمون
- ترك الجهمية علم الكتاب والسنة وخوضهم في علم الكلام والمنطق
- اتباع بعض الناس لمذهب الجهمية
- تأثر بعض الناس بهم فشكوا في دينهم
- نصرة الخليفة المتوكل للسنة
- بقاء أهل البدع والضلالة ابتلاء من الله للمسلمين
- الزنادقة هم المنافقون واتباع دهماء الناس لهم
- من كان مذبذبا فلا دين له
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24018
وفقني وإياكم والمسلمين إلى ما يُحبه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
أخوكم المحب
الفقير إلى الله تعالى
سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 08:40]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
((شَرْحُ السُّنَّة)) (16)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
7 - 10 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31013
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (17)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
14 - 10 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31177
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (18)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
21 - 10 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31384
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (19)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
28 - 10 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31574
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (20)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
5 - 11 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31782
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (21)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
12 - 11 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31995
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (22)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
19 - 11 - 1427 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32201
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (23)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
8 - 2 - 1428 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33547
* * * * * * * * * *
(( شَرْحُ السُّنَّة)) (24)
الرياض - جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز
15 - 2 - 1428 هـ
رابط الدَّرس:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33846
تم الشرح
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح والنية الصادقة، وأن يغفر لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[رضا عزب]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 08:35]ـ
أصلحنا الله وإياك يا ابن أبي زيد، وبارك الله فيك، وتقبل منا ومنك صالح العمل، وثقل ميزان حسناتك يوم القيامة، ونفعنا وإياك بهذه الدرر، ورزقك ديمومة السعي إلى نفع المسلمين .. وجعل إجابة هذه الأدعية من نصيب شيخنا الفاضل الفوزان وجميع فضلائنا وعلمائنا .. آمين
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 05:25]ـ
بارك الله فيكم و نفع بجهودكم
أسأل الله أن يجزي العلامة الفوزان خير الجزاء
ـ[أبوحبيبة المصرى]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 11:48]ـ
تم التحميل و:) جزاك الله خيرا كثيرا وثقل الله به موازينك يوم القيامة
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 06:18]ـ
طبع الكتاب في مجلدين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 12:46]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا جميعًا.(/)
شَرْحُ «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» لشيخنا صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 09:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
لصاحب الفضيلة شيخنا
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
-سلّمهُ اللهُ -
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (1) [22 - 2 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34124
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى -
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Mar-2007, صباحاً 12:55]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (2) [29 - 2 - 1428هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34388
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Mar-2007, صباحاً 07:24]ـ
أحسن الله إليك أخي سلمان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 04:20]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الموقر محمد بن علي آل عامر
وأحسن إليكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 06:50]ـ
نفع الله بك أخي الكريم
وجزى الله شيخنا الشيخَ صالحاً خيراً على جهوده في نشر العلم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 01:05]ـ
آمين؛
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عبد الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 01:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (3) [6 - 3 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34649
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (4) [13 - 3 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34910
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (3) [6 - 3 - 1428 هـ]:
.
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36086
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (4) [13 - 3 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34781
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (5) [20 - 3 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31215
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (6) [27 - 3 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35114
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (7) [5 - 4 - 1428 هـ]:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35410
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (8) [19 - 4 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36049
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (9) [26 - 4 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36348
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شَرْحُ
«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -»
الرياض [جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز]
الدَّرس (10) [3 - 5 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36681
يتبع - إن شاء اللهُ تعالى-.
الدَّرس (11) [9ـ10ـ1428 هـ]:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43329
الدَّرس (12) [16ـ10ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43523
الدَّرس (13) [23ـ10ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43787
الدَّرس (14) [30 ـ10ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44065
الدَّرس (15) [15 ـ11ـ1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=44631
الدَّرس (16) [10 - 2 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46665
الدَّرس (17) [17 - 2 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46886
الدَّرس (18) [24 - 2 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47167
الدَّرس (19) [2 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47459
الدَّرس (20) [9 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47771
الدَّرس (21) [16 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48096
الدَّرس (22) [23 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48428
الدَّرس (23) [30 - 3 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48723
الدَّرس (24) [14 - 4 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49179
الدَّرس (25) [21 - 4 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49483
الدَّرس (26) [28 - 4 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49782
الدَّرس (27) [6 - 5 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50099
الدَّرس (28) [13 - 5 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50405
الدَّرس (29) [20 - 5 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50696
الدَّرس (30) [19 - 10 - 1429 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=56098
[ 4-3-1430 ] :
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59664
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:29]ـ
[11 - 3 - 1430]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59862
تمّ الشَّرح،والحمدُ للَّهِ أوَّلًا وأَخِيرًا.
أخُوكُم المُحِبّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الخَفِي، آمين ـ
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 11:34]ـ
بُوركَ فيك أخي الغالي ..
كنت أبحث عن شرح الشيخ من فترة ..
جعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 09:43]ـ
آمين.
وجزاكُمَ اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم.
ـ[السليماني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 01:11]ـ
بارك الله في جهودك الطيبة(/)
الجدل حول المجتمع السعودي في الروايات - مسلم أجنبي
ـ[قسورة]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 01:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
المجتمع السعودي
من الناس من يرى أنك إن قلت: إن ذلك المجتمع خيِّر فإنك تقول: إنه عبارة عن أخلاط من الملائكة. وأدهى من ذلك أنه يقصر ذلك على باب المعاملات دون العبادات باسم " الدين المعاملة ".
وعندما نقول: إن الرجال أفضل من النساء. لا يعني أن كل رجلٍ هو أفضل من أي امرأة. ولا يحتاج ذلك لشرح. ولكن الكثير يخطئ في التعميمات أيضاً وإسقاطها ظناً أو هوىً.
ولهذا يتفاجأ بعضهم برؤية نماذج سيئة من أهل بلاد الحرمين باعتبار كثرة الخير بينهم، ونسوا أن إبليس كان مع الملائكة.
بل وتعجب حينما يفرح سيئو النية بهذه القصص وكيف ينشرونها في مجالسهم وكأن هذا المجتمع فاسد يمارس التقيا. وما ذلك إلا حسداً وتخلصاً من العيب بالمقارنة بهم.
فمن ذلك مقابلةٌ في إحدى القنوات الفضائية كان الموضوع فيها عن زنا المحارم في بلدهم فاتصل أحدهم وقال: إن الخليج مليءٌ بزنا المحارم وإن فيه وفيه ولكنهم يستترون.اهـ ففي هذه المداخلة من الوقاحة وسوء الأدب والتشهير الذي لا غرض منه سوى دفع التهمة والإغراق العام في توصيفه للحدث، تنصلاً من اللوم عصبيةً وجاهلية.
وآخرون يقولون: إن الناس في السعودية لا يقفلون المحلات إلا خوفاً من الهيئة، ولكن في البلدان الأخرى فإنك تجدهم يغلقون المحلات طوعاً. فأيهم أحسن؟
أقول: طبعاً الذين في السعودية. لماذا؟ هل نقتلع الإشارات لأن البعض مستعدٌ للوقوف ذوقاً؟
ويقول آخرون: إن في السعودية الكثير من حالات الزنا والفساد والشذوذ ولكنها مستورة. أما نحن فلدينا شفافية ومصداقية.
أقول: هذا من سحر البيان. فالشفافية يعني بها موت الغيرة والوقاحة، والمصداقية يعنى بها الجهر بالسوء كالرجل يستر الله عليه فيذهب يحدث بمعصيته.
وإن مائة ألف حالةٍ في السر من الزنا هي أفضل من حالةٍ واحدةٍ في العلن. والأدلة على ذلك مستفيضة. ولكن بتوضيح بسيط:
إن حالة الزنا العلنية الواحدة لم تلق "إنكاراً للمنكر" من "غالبية" المجتمع، وإلا فلم تكن لتجرؤ على الظهور. لذا فقد اشتركوا في الجرم لمن لم ينكر.
أما المائة ألف حالة فهي دليلٌ على وجود إنكارٍ شديدٍ أدى إلى التستر. فانحصر الذنب بين الفاعل وربه.
فلو افترضنا أن تعداد ذلك المجتمع كان 16 مليوناً في الحالتين العلنية والسرية. فإن 16 مليوناً إلا قليلاً يكونون قد زنوا بأجمعهم في حالة العلن بتلك الحالة. بينما لم يزن في المجتمع الأول سوى 100 ألف من الـ16 مليوناً.
ولا أظن أهل علم الاجتماع تغيب عنهم هذه الجزئية وإن كانت مختصةً بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام وأسباب نزول العذاب الذي يعم القرى بذنوبهم. لكن البعض يحلو له الصمت فجأةً عن قول الحق شيطنةً خرساء.
ومحاولة إظهار الحالات الفردية في الشر للدلالة على استشرائه في مجتمع هي رخيصةٌ ومغرضة وحاقدة وحاسدة، ومن يوافق عليها إنما هو متصيدٌ لأخطاء الآخرين ليبرر بها سوءه، كما يتمنى المجرم لو كان كل الناس مجرمين.
ثم إن الداخل إلى المجتمع النظيف يركز على الحالات السلبية لأنه ناقد فلا عجب أن يتصيد وأن يخرج بكمٍ هائل يسعه أن يحكي عنه في روايات وليست رواية بنات مدينة واحدة وفي حالة كونه فاسداً في نفسه فإنه سيظهر كل من حوله فاسداً من "بنات الرياض". لكنه لو قيل له تصيد الحالات السلبية في بلدٍ قد استعلن فيها بالفساد لما استطاع إحصاءً. وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
وكما قلت في البداية فإن المعاملات ليست معيار تقييم الخير في الناس. فإن التوحيد هو أول معيار ثم الصلاة وباقي الأركان الخمس. فإنني كمسلم أحب المصلي الظالم وأبغض ظلمه باذلاً له النصيحة، وأكره حسن الخلق الذي لا يصلي راجياً له الهداية.
وسببه أن أكثر الناس جعل الدين معياراً لما يحبه هو لا لما يحبه الله. لديه نسخة من الإسلام مفصلة عند ترزي هواه. ومن ذلك من قال: ذهبت إلى أمريكا فوجدت إسلاماً بلا مسلمين. وقد كذب! فإن إسلاماً لا يكون ولا موحدون ولا مصلون. وإنما أعجبه عدلهم في الحقوق المالية لأنه يحب المال، ولم يجد غضاضةً في الحقوق الأخرى المسلوبة كأمر الأولاد بالمعروف والنهي عن المنكر بضربهم للصلاة وإلزام البنات بالحجاب. ففضل ضياع الأجيال على ضياع الأموال. فلعن الله الهوى أردى بصاحبه.
ملاحظة:
أنا مسلم من فئةٍ تسمى بـ"الأجانب" عرفاً، وأعاني من تبعات نظام الكفالة كما يعاني غيري من الأجانب، ومولودٌ هنا ولم أمكث في الخارج أكثر من إجمالي 12 ساعةً فقط. أقول هذا دفعاً لمظنة مداهنتي لأهل هذا البلد.
واالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وحي]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 04:17]ـ
.
أنا مسلم من فئةٍ تسمى بـ"الأجانب" عرفاً، وأعاني من تبعات نظام الكفالة كما يعاني غيري من الأجانب
أولاً مرحباً بك .. وشكراً لانصافك ..
ثانياً: كلنا في الهمّ سواء ..
وإذا كان هناك من ظلم فإنه لا يفرق بين سعودي، وعربي مسلم غير سعودي
الذي سميته أنت (أجنبي) والذي هو أحق بالبلد وأهله من العلوج النصارى ..
.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 02:52]ـ
جزيت خيراً
تلك التمثيليات وإن كان يراد بها مثل ماتفضلت إشاعة الفساد والإغراق في توصيف الحدث ومن ثم تعميمه
إلا أن هناك محركات أخرى وهي إظهار المسلمين كطوائف تتقاذف التهم .. وذلك بغرض أن تسري العصبية في نفوس المشاهدين فيصبح كل بما لديهم فرحون وبانتماءاتهم الحزبية مشبثين
يذكرني بفريقين من الطالبات في فصل واحد بدأن يتقاذفن الانتصار لقولين بينهما والاتهام لضده
كل ذلك تمثيل أمام المعلمة لإشغالها عن لب الدرس بسطحية الانتصار لهذا الرأي أو ذاك(/)
هل قرأتم (عُمَر والتشيع) لـ حسن العلوي؟
ـ[وحي]ــــــــ[18 - Mar-2007, صباحاً 05:58]ـ
.
http://www.pen-ar.com/File/Omar.gif
باعت مكتبة العبيكان مبيعات ضخمة من كتاب / عمر والتشيع .. لـ حسن العلوي ..
الكتاب يقع في 325 صفحة من القطع المتوسط، وصادر عن دار الزوراء بلندن ..
الإهداء
أول الكلام
الكرادة والكتاب
ثنائية الكتاب
السفر إلى ابن حنتمة
الباب الأول:
(كونية عمر - البرية - الدولة - الرعية)
في وضح البرية
جاذبية المعروض التاريخي
المكون البري
فتى عكاظ
قامته تربو على مترين
هل وأد ابنته؟
البرية أم الجندية؟
أسلم على طريقته البرية .. للصوت أم بصدمة الصوت
مناقشة الرواية
رقم إسلامه 67
دولة المشروع المحمدي
عبقري السقيفة
الحذر من شبح القيصرية
سياسة التعيينات
الاستبطان العمري وتوزيع المسؤوليات
الاستفادة من الخبراء
إلزام الوالي بالكشف عن أمواله
يمنع دخول الولاة والأمراء ليلاً
يحول الوالي إلى راعي غنم
نظرية منع التراكم
عمر والمعارضة السياسية
مناشير عمرية ضد أمراء الدولة
مظاهرة على بابه
الطباق العمري
خلافة السلم الأهلي
مفهوم جديد للدولة ونظام سياسي خاص
سياسته القرشية
عمر وعثمان
الإسلام وقريش
حلاقيم قريش
عمر وخالد بن الوليد
المغيرة وأم جميل
وعمر ومحكمة نورنبرغ لأبي سفيان
عمر والسلفية
مستطرف الرعية
احترام الكرامة الإنسانية
إعفاء المعيل من خدمة العلم
أبو العيال يخاطب الذاهبين إلى الثغور
يجوع ما جاع الناس
عزل المصابين بأمراض معدية
يحفظ عروبة المسيحي حتى لا ينفره من الإسلام
عهد عمر للنصارى في بيت المقدس
سفط نهاوند
خضيراء الوالي
يمنع زوجاته من السياسة
يمنع التشهير بشارب الخمرة
ينفي الوسيم البطران
ينزع ثياب الحيطان
يفضل لغة الصحافة
جرائم الجنس في عهده
الجنس والمشاهير
أربعة خلفاء وأربعة دعاوى
العفو عن الهرمزان
سياسته العلوية
علي المؤسس لا المستشار
في يوم السقيفة
الفقه المشترك
الإمام علي يقترح على عمر: التاريخ الهجري
الإمام علي يؤيد مخصصات لعمر
علي ينصح بذهاب عمر إلى فلسطين
الإمام علي لا ينصح عمر بالذهاب إلى بلاد فارس
عمر يبسط رداءه للإمام علي
عمر يقبل رأس الإمام علي
عمر للإمام الحسين: أنتم على الرأس
عطاء أهل البيت في عهده
عمر والعلويون ضد الاجتثاث
الإمام علي يرثي عمر
أحد عشر عاماً و 18 ألف صلاة
عمر والعراقيون
العراق العمري
الكوفة جمجمة العرب
أهل الكوفة ليسوا عراقيين
نخلة العراق أم زيتون الشام
المثالب الجليلة
المجتهدات العمرية
يستهدي بالنص لتوليد النصوص
تحريم زواج المتعة
الصلاة خير من النوم
هل كان الزهد مطلوباً في ثراء الفتوحات؟
ليس لعمر حكم ووصايا
إجلاء اليهود والنصارى عن جزيرة العرب
إحراق عمر مكتبة الاسكندرية
إبطال الرواية
لم تكن الرواية شيعية
شطحات الدرة
هل اغتال سعد بن عبادة؟
العراق ميدان الحروب المحمولة!
ميدان مفضل للحروب
عمر في الحروب المحمولة
عمر في الحرب العراقية / الإيرانية
استباحة العثمانيين وحصانة الصفويين
فروق طائفية
عمر والمصالح العراقية
لم يبق إمام إلا وقتله هذا الضرب
الباب الثاني
عمر في المنظور الشيعي
(فقه القطيعة وفقهاء المثالب)
عمر والقطيعة .. المناصفة الخاسرة
فقهاء التنقيص!
ثنائية القطيعة والمشاركة
رضي الله عنه وعليه السلام
روزه خون القطيعة!
تشريع قانون لسب عمر
المجلسي رائداً
إفحام الفحول: الشيخ محمد جميل حمود
أبو لؤلؤة رضي الله عنه!
موقف الدولة الإيرانية حالياً
السيد كاظم القزويني: الإمام علي جليس البيت
كسر ضلع الزهراء!
التنافس على قصور الكوثرية في الجنة
القطيعة ستحاصر الشيعة العرب
مثالب المستبصرين
مثالب المستبصرين
روزه خون السوربون
عمر ضال .. وجاهل .. ومعارض للإسلام
المثالب التيجانية
عمر حليف المنافقين!
التشيع الممنوع في مصر
النبي آدم يبغض عمر!
المتحولون إلى التشيع: والسلم الأهلي في العراق
التنوير الشيعي
المدرسة المصرية
فقهاء المشاركة
علي شريعتي: نظرية النطف الكسروية
عروس المدائن في المدينة
شريعتي والعسكري
محمد باقر الصدر وشريعتي
التشيع العراقي والتشيع اللبناني
عمر بين المجلسي وشريعتي
المنهج الصفوي بدلاً من التشيع الصفوي
صاحب نظرية النطف / تلميذ الخميني
منبر الوائلي وهوية التشيع
رواد الحضارة العربية من أهل التشيع
الروافض
تنوير شيعي
كسر القطيعة وبواقعية الإمام
التشيع العلماني على مذهب المصري
علي الوردي رائداً
ماركسي وعلماني .. ونموذجه عمري!
الخليلي والشرقي والجواهري
من تجارب المشاركة العلوية العمرية
جمهورية الخميني العلوية والتجربة العمرية
على خطى عمر
النطفة التي قتلت عمر
الإمام علي يحذر من اغتيال عمر
النطفة القاتلة
هل شاركت قريش بقتله؟
الشيعة وحادثة الاغتيال
شهادة مؤرخ شيعي معتدل
المشهد الأخير
علي وعمر في حقائب الصراع
الفهرس
..................
سأعود بإذن الله بعد الإنتهاء منه وجمع المعلومات حول الشخصيات الشيعية التي أوردها في الكتاب ..
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 08:01]ـ
لحسن العلوي آراء شجاعة وجريئة، تجعل منه شيعياً غير رافضي، بل في بعض مواقفه يدنو إلى أهل السنة ويقترب منهم كثيراً، ويمتلك نفَساً واضحاً في نقد ممارسات وتصرفات المراجع الشيعية، ومنطلق الرجل في أصل فكره وطريقته هو الليبرالية، ولهذا يكثر في خطابه نقد المشاركة السياسية للمتدينيين، ويرى أن السياسة لا تليق بهم، ومحلهم هو دور العبادة وحلق العلم، كان معارضاً لفترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين، وخفت معارضته له بعد الاحتلال، وعندما أُلقي القبض على صدام حسين كف لسانه عن الخوض فيه تعففاً وشرفاً، وهذا مما يحسب له، وفي أحد اللقاءت على قناة المستقلة صرح بشجاعة ووضوح أن للخليفة عمر بن الخطاب مناقب وأفضالاً كثيرة لا ينكرها ولا يجحدها إلا مكابر، وأثنى عليه ثناء عاطراً.
والرجل صحاب معرفة سياسية وواقعية، وكلامه في الجملة كلام المحللين الناقدين ذوي البصيرة والنظر، ويميل في بعض كلامه إلى الوجدانيات والروحانيات، ويتمنى أن يكون في آخر حياته شهيداً.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 08:12]ـ
سمعت له كلاما فرحت به.
ـ[المقداد]ــــــــ[21 - Mar-2007, صباحاً 02:37]ـ
عفوا
لا أستطيع أن أثق في رافضي مطلقاً!
ـ[وحي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 12:55]ـ
لحسن العلوي آراء شجاعة وجريئة، تجعل منه شيعياً غير رافضي، بل في بعض مواقفه يدنو إلى أهل السنة ويقترب منهم كثيراً، ويمتلك نفَساً واضحاً في نقد ممارسات وتصرفات المراجع الشيعية، ومنطلق الرجل في أصل فكره وطريقته هو الليبرالية، ولهذا يكثر في خطابه نقد المشاركة السياسية للمتدينيين، ويرى أن السياسة لا تليق بهم، ومحلهم هو دور العبادة وحلق العلم، كان معارضاً لفترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين، وخفت معارضته له بعد الاحتلال، وعندما أُلقي القبض على صدام حسين كف لسانه عن الخوض فيه تعففاً وشرفاً، وهذا مما يحسب له، وفي أحد اللقاءت على قناة المستقلة صرح بشجاعة ووضوح أن للخليفة عمر بن الخطاب مناقب وأفضالاً كثيرة لا ينكرها ولا يجحدها إلا مكابر، وأثنى عليه ثناء عاطراً.
والرجل صحاب معرفة سياسية وواقعية، وكلامه في الجملة كلام المحللين الناقدين ذوي البصيرة والنظر، ويميل في بعض كلامه إلى الوجدانيات والروحانيات، ويتمنى أن يكون في آخر حياته شهيداً.
أحسنت أحسن الله إليك .. وهو ما خرجت به على كل حال ..
أسأله تعالى أن يُصلح أحوال المسلمين جميعاً ..
وأن يهدي الشيعة للحق فإنهم مساكين!
.
ـ[وحي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 12:56]ـ
.
ظاعنة
المقداد
شكرا لكما ..
.
ـ[وحي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 01:01]ـ
.
حمّل الكتاب ( http://www.almalafpress.net/Omar.doc)
هنا نقاش مهم ( http://alukah.net/majles/showthread.php?t=1577)
.
.
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 07:09]ـ
إن كان حقاً مايقال عن هذا المؤلف
فأسأل الله أن يهديه ويوفقه للمذهب الحق .. آمين
الإنصاف لايأتي إلا من جانب الصدق .. و"الصدق يهدي إلى البر"
ـ[وحي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 10:47]ـ
.
مرحباً بروق .. أسأل الله ذلك .. وللدبيسي وجهة نظر أحترمها ..
_____________
عمر والتشيُّع .. والكتاب وكرة القدم!
محمد الدبيسي
كان .. منتشياً وسعيداً .. ووقوراً كذلك .. أمام زرافات
من (الناس) اصطفوا في معرض الكتاب .. ليحظوا
بتوقيعه (الكريم) على الصفحة الأولى البيضاء من
كتابه (عمر والتشيُّع) .. وبعدها نوَّه الأستاذ
(حسن العلوي) بأنه: (ليست كرة القدم
وحدها فقط التي تحظى بحرص السعوديين .. بل
الكتاب أيضاً .. )؟؟!!! كما جاء في مقابلة صحفية ..
** ولست أدري .. إذا كانت سبعة عشر عاماً
-هي الفارق بين كتابه (الأول) الذي لاقى رواجاً لدينا ..
إبان غزو العراق للكويت .. (العراق دولة المنظمة السرية)!! -
قادرة على تذويب صورة نمطية لجدلية (الأعراب
وناطحات السحاب) .. ومثقفي النفط من العاميين
وأنصاف المثقفين والمترفين والمنغلقين ..
الذين يفك مغاليق (عقولهم)
فرسان المعرفة وسدنتها من التنويريين والمناضلين والليبراليين ..
من خارج حدود إمبراطورية النفط
ممن تنكبوا خيانات الأصدقاء ومكر الأعداء .. ونكوص
رفاق (الطريق الطويل) لثورة خذلها الطريق الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
سلكته ضد التاريخ .. قبل أن تخذلها إرادة
مَن أُنهكت أكتافهم وهم يحملون إرثها .. !
** ذاتها الصورة النمطية .. في الذهن العربي (التقدمي)
.......... لم تتغير عن طبيعة ثقافتنا .. وتحولات وعينا ..
ومستجدات اهتمامنا .. في ذهن (منظِّر وخبير
وباحث إعلامي قدير) .. لم يجد ربما (سوقاً) بسعة وأريحية
سوقنا تستقطب كتابيه وتحفل بهما .. ! ولا تلاميذ
وقرّاء .. بوفاء ووقار تلاميذنا وقرائنا! ..........
** وكتاب الأستاذ العلوي هذا تحديداً .. وغيره من ذات النوعية ..
(كتب) تثير الغبار .. أكثر من الأسئلة ..
وتقدّم التسلية أكثر من المعرفة .. وتخاطب العاطفة المجردة ..
أكثر من البصيرة المفترضة .. أو العقل المستقل .. !
** و (كُتَّاب) خبراء بامتياز في اختيار (التوقيت) .. وبالعزف
على وتر الشائع والسائد .. -وذلك لا يضيرهم إذا ما طرحوا
ما تنهض به قيمة تؤهله للقبول .. تحريضاً على المعرفة
وسعياً باتجاهها- إذ لم يكن أكثر مواءمة من حادثة
(غزو العراق للكويت) .. لتكون لحظة يكشف فيها (العلوي)
عن خبايا وخفايا (دولة المنظمة السرية) وفضائح الحزب ..
ومعاناة الشعب وعمالة الرموز .. ودكتاتورية صدام .. !!
تماماً .. كما لن يجد توقيتاً (سائغاً سحًّا) لطرح إجابات
(متمناة) سائلة ومغرية .. عن (التشيُّع وعمر .. )
في غير هذا التوقيت! .. الذي يغلي فيه وجدان
المساكين .. بنار مستعرة بين (الشيعة والسنة) يحاول الشرفاء
وأصحاب المواقف .. ادِّثار دفئها الوارف .. وظلها الظليل .. !
في وقت يصطلي فيه المتحاربون من الطرفين .. بنار
أشعل أوارها (المحتل .. والمختل والأجوف
والناقص والبائس والمأجور والمأزور) ....
ليستغلها (الشرفاء وأصحاب المواقف)
والمناضلون ولو بأوراق تتناغم مع مستقرات
ذهن الفريق الآخر .. ينضدوا حروفها لتشبع نهم
الخائضين في وحل القطيعة والفرقة .. ومستثمري مواسم
الشتات والهزائم .. لتحقّق مطلبهم .. على غرار (ما يطلبه القرَّاء)
(قرَّاء) تستثيرهم العناوين والألوان .. لا المفاهيم والرؤى .. !
* كيما تنتعش سوقنا بكتب تراهن على تليد (مفاهيم)
بذاتها .. وعلى (قُرَّاء) بعينهم .... تستثيرهم
عناوين .. من مفرداتها اللازمة: (أسرار/ أسباب/
خفايا/ الحقيقة الكاملة ...... ) ومرادفاتها ..
دون أن يكون ثمة التماس لقضايا تعني (النخب)
-بوصفهم أصحاب رسالة تنوير .. ومهندسي نظم
تفكير .. وصاغة نظريات ومُثل ومفاهيم .. وحواريي حقيقة-
بمقارعة حجج لا لجج .. ومثاقفة أنداد .. ومناقدة رموز .. !
أو ثقة (لجماهير) ارتقاءً بمستوى الإشكال ..
وإضاءة ما تتداوله -بتسليم مطلق- بدافع قيمي
وزاد معرفي .. وقدرة بحثية .. وإجراءات منهجية.
** (عمر والتشيُّع) -ومع الجهد البحثي المبذول
فيه والموجَّه برؤية مؤلفه وبحسب توقيته- يتلمس
حاجة (جمهور) غارق في القطيعة مع ذاته .. تستجيشه:
(أدينه من فمه) و (الحق ما شهدت به .... )!!
و (قرّاء) الأستاذ حسن العلوي المفتونون بنجوميته المصطفون
رغبة ورهبة .. هم ذاتهم المفتونون بكرة القدم .. !
(جماهير) يحرّكها (هدف) .. وتستثيرها (هجمة)
وتستميلها براعة (لاعب) .. ويستفزها غباء (مدرب) .. !!
وله أن يقيس (الشاهد على الغائب) ..
وليبلغه الله نعيماً استحقه بجدارة .. نجماً حقق الأكثر مبيعاً
كما حققها مع تفاوت في الدرجة لا (النوع) .. كتاب
أحدهم .. الذي بلغ حدّ الولع به قيام أحد مريديه
بشراء (آلاف النسخ) ليرفع مؤشِّر الأكثر مبيعاً ..
ومن ثم يوقفها لوجه (معرفة خاصة) ... !!
** أما الشهادة (التاريخية) .. لاتجاهنا للقراءة ... !
فلم تعُدْ تمتلك من يطرب لها .... فالمعزوفة
نشاز .. والإيقاع أخرق .. !
وقد ولى زمن كان (الصحب) فيه جذلين
يختالون .. عندما يسمعون: (فوجئت بتطوركم ..
أدهشني تقدمكم .. ما يوجد عندكم
لا يوجد في أرقى دول العالم .. ) .... !!!
** لم يعد (القوم) تواقين (لصك معرفة) .. أو شهادة تنتشلهم من جهلهم
الغريزي .. ليستحقوا بموجبهما دخول عصر القراءة والثقافة والنور!.
الذي يحتوي كتاب (الأستاذ العلوي) حروفه الرمزية الأولى .. !
لتزاح غُمَّة جهل (القوم) .. وضحالتهم وتهافتهم .. !
** ولو أنه عرف كيف يستطلع بيانات مؤشر الصف الطويل
الذي وقف أمامه ليحظى بتوقيعه .. لأيقن أننا لا زلنا: لا نقرأ!
الليلة لا تشبه البارحة .. ! وقراء الأستاذ (حسن العلوي)
لا ينافسه فيهم أحد .. !
http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/mar/28/ar7.htm
.(/)
لماذا أنكر على الرجل الذي قال ماشاء الله وشئت ولم ينكر على معاذ!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 12:44]ـ
أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الذي قال ماشاء الله وشئت ولم ينكر على
معاذ بن جبل رضي الله عنه قوله الله ورسوله أعلم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الفرق ظاهر ففي الأمور القدرية لايشرك مع
الله أحد، أما الشرعية فلا مانع أن تشرك مع الله رسوله لأنه يبلغ عن الله.
ولهذا قال تعلى {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} ولم يقل ثم رسوله
لأن الامر إتيان شرعي.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 01:59]ـ
بارك الله فيك أخي آل عامر على هذه الفائدة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 06:16]ـ
وفيك أخي ابو هارون بارك.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 07:16]ـ
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله عناية بتحرير مثل هذه المباحث اللفظية، أجاد فيها إلى الغاية.
بارك الله فيك يا أخانا آل عامر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 05:31]ـ
شكر الله لك أخي آل عامر
ورحم الله الشيخ ابنَ عثيمين ورفع درجته
فعنايته -رحمه الله- ببيان الفروق ظاهرة(/)
فوائد من شرح الشيخ العلوان على الواسطية
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 02:57]ـ
فوائد من شرح الشيخ العلوان على الواسطية
بسم الله الرحمن الرحيم
به أستعين، وعليه أتوكل
هذه جملة من الفوائد التي أخذتها من شرح نفيس للواسطية للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره.
الشيخ لم يتم شرحه والشريط الأخير ـوهو الثالث والثلاثون ـ ناقص، ليس فيه إلا سبعة دقائق.
فالله أسأل أن ينفع بهذه الفوائد، وأن يسدد خطايانا، وأن يدفع خطانا، إنه سميع مجيب.
الشريط الأول
ـ لفظ الأسماء جاء في قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فدعوه بها)، ولفظ الصفة جاء في السنة في الرجل الذي قال (إنها صفة الرحمن) وفي خبر موقوف عن ابن عباس عن الرجل الذي (سمع حديثا من النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك).
ـإذا لم نصف الله بالسمع ولا بالبصر ولا بالعلم ولا بصفات الكمال فإنه ليس بإله!
ـيستحسن أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء إذا اشتبهت عليه أمور الدين (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل. فاطر السماوات والأرض. عالم الغيب والشهادة. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)
ـأصح ما قيل في السيد: السيد الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم ... [فلم يذكر الشيخ الذي لا جوف له والله أعلم]
ـالمسعر ليس من أسماء الله لأنه ليس فيه مدح.
ـإثبات الأشاعرة ليس كإثبات أهل السنة، لأن الأشاعرة يرون أنه يجب أن الأسماء توافق العقل، وهذا ضلال.
ـالحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها فلا يخلق إلا لحكمة ولا يعمل شيئا إلا لحكمة، والخبير هو الذي يعلم ظواهر الأمور وبواطنها.
الشريط الثاني
ـالقسط يقصد به العدل، القاسط يعنى بالجائر.
ـالتوبة محمودة سواء كان استحضر ذنبا أو لا، فإن العبد دائما فيه شيء من النقص، ومن لم يستغفر الله إلا إذا استحضر ذنبا فهذا إعجاب بالنفس وقلبه مريض، وأبو بكر ـوهو هوـ سأل النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في صلاته (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة (أستغفر الله أستغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)
ـقد كان في القرن الرابع والخامس والسادس وأوائل السابع علماء من أهل السنة عندهم شيء من العقيدة الأشعرية، كالنووي والقرطبي فإنهم قد يقولون (قال أهل السنة) ويقصدون الأشاعرة.
الشريط الثالث
ـقال النبي صلى الله عليه وسلم (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الشرك بالله والقتل) حديث جيد [الشيخ روى الحديث بالمعنى وإلا فلفظه (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا)].
ـنظر ابن عمر إلى الكعبة فقال (ما أعظم حرمتك عند الله، فوالله للمؤمن أعظم حرمة منك).
ـقوله تعالى (لابثين فيها أحقابا) قال الحسن البصري (كلما مضى حقد أتى حقد آخر وهكذا يعذبون إلى غير أمد).
ـمذهب أهل السنة أن الله لا يخلف وعده ولكن قد يخلف وعيده، لأن إخلاف الوعيد صفة كمال بخلاف إخلاف الوعد.
ـالمنتقم ليس من أسماء الله لأنه لم يجئ إلا مضافا [قلت: وهذا القول فيه نظر إذ قول الله تعالى (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) والله أعلم].
الشريط الرابع
ـالتوبة في خروج الدجال مقبولة على الصحيح.
الشريط الخامس
ـقوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) أي كل شيء كتب عليه الهلاك، فلا يدخل في ذلك الجنة والنار والعرش والملائكة، فهذا عام أريد به خاص، وكقوله تعالى (تدمر كل شيء) (وأوتيت من كل شيء).
ـحكى ابن عبد البر في المجلد السابع من الاستذكار أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة لا على المجاز [بل رجح شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ليس هناك في اللغة مجاز أصلا، فضلا أن يكون موجودا في القرآن].
ـفي القرآن قد يطلق الكل على البعض كما في قوله تعالى (الذين قال لهم الناس) (وقال اليهود عزير ابن الله).
ـقال نعيم بن حماد الخزاعي وغيره من السلف (من عطل الله في أسمائه وصفاته فهو يعبد عدما، ومن شبه الله بخلقه فهو يعبد صنما).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـقوله تعلى (فثم وجه الله) قال بعضهم هي القبلة ورجح ابن القيم أنه الصفة، ولم يذكر شيخ الإسلام هذه الآية لأن أهل السنة اختلفوا في تفسيرها.
ـرواية الشمال ـيد الله الشمال ـ تفرد بها عمار بن حمزة وهو سيئ الحفظ فلا يحتج بروايته، والمحفوظ (كلتا يديه يمين) [وقد قال الشيخ ابن عثيمين أن ضعف الرواية لا تنفي أن تكون يد الله الأخرى يسرى فراجع شرحه لكتاب التوحيد في آخر باب الكتاب].
الشريط السادس
ـقوله تعالى (لحكم ربك) قيل المعنى لقضاء ربك. (فإنك بأعيننا) قيل: أي بمرآة منا، ولكن الأولى إثبات الصفة ثم ذكر لوازمها.
ـليس معنى النصر كما يتوهمه البعض أنه لم يصبه أذى، قال تعالى (إنا لننصر رسلنا) ومن الأنبياء من قتل وسماه الله نصرا قال تعالى (ويقتلون الأنبياء بغير حق). النصر الحقيقي ليس هو النصر العسكري، النصر العسكري أحد معاني النصر، وأعظم أنواع النصر انتصار المبادئ.
ـحين امتحن الناس في عصر الإمام أحمد رحمه الله، ولم يبق من الأئمة من لا يجب إلا القليل، وهؤلاء القليل حين زاد البلاء منهم من أجاب، كيحيى بن معين وعلي بن المديني وأبي معمر وأحمد بن منيع وآخرين. ومنهم من قتل كالخزاعي ومنهم من مات كمحمد بن نوح، فلم يبق إلا الإمام أحمد، فقال بعض أصحابه (يا أبا عبد الله ألم تر كيف انتصر الباطل على الحق) فقال (كلا، ما دامت القلوب ثابتة فالحق هو المنتصر).
ـ[حديث جميل] قالت عائشة (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصولت، لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا قريبة من الحجرة ويخفى علي بعض كلامها، وسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات.
ـروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (إن الله كان سميعا بصيرا) فوضع إبهامه على أذنيه والتي تليها على عينه. اختلف العلماء في فعل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم: منهم من قال بالجواز كأبي هريرة والأعمش، وذهب الإمام أحمد إلى أن هذا لا يجوز مطلقا وأنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. الإمام أحمد لما رأى رجلا يقرأ (والأرض جميعا قبضته) بسط يده وقبضها قال أحمد (قطع الله يدك قطع الله يدك قطع الله يدك) ثم نهض من المجلس وتركه. والقول الثالث: التفصيل: ما جاء النص به فلا حرج من فعله بشرطين: أنه يقصد بذلك إثبات الحقيقة وأن يكون في مجتمع يفهمون.
الشريط السابع
ـقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ما عصى العبد ربه إلا بنقص إيمانه بالغيب). وكلما قوي إيمانه كلما قلت معصيته، وكلما ضعف إيمانه كثرت معصيته، بدليل أن العبد لا يعصي الله بحضرة من يستحي منه، فهذا يدل على ضعف إيمانه بالغيب.
ـما هناك حرف في القرآن إلا وهو دال على الله. مثلا: ق دال على أن الله يتكلم فهو موجود ففيه إثبات توحيد الربوبية وتقتضي إثبات توحيد الألوهية.
ـالكافر إذا عمل خيرا فيطعم في الدنيا كما جاء في صحيح مسلم.
ـقوله تعالى (فإن الله كان عفوا قديرا) فإن الله يعفو دائما عن قدرةـ والإنسان قد يعفو عن عجز.
الشريط الثامن
ـقال صلى الله عليه وسلم (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري). من ابتغى العزة بغير طاعة الله أو طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أذله الله.
ـالعزة تتمثل بطاعة الله، وبقوة الشخصية والمسارعة إلى ما يحبه الله، وبالبعد عن طاعة المخلوق في معصية الخالق، وبالتعلق بالله، وبالصبر على البلاء، وبالشكر عند الرخاء.
ـسمي إبليس لأنه إبليس عن الخير وعن رحمة الله.
ـ (تبارك) لا يطلق إلا على الله جل وعلا، ولا يختلف فيه العلماء، فلا يصح قول (تبارك فلان، تبارك ماله)، وعناه تعاظم وتعالى.
ـكره بعض العلماء أن يقال في حق المخلوق (ذو جلالة) ولكن رخص بعضهم بقولهم أن المراد جلالة تليق به.
ـقوله تعالى (واصطبر لعبادته) أي التزم بها فلا تتركها يوما وتعملها يوما.
ـ[لنا في سير الصالحين قدوة] الإمام أحمد لما وقعت الفتنة وسجن بعدما خرج عفا عن كل من ظلمه وكذلك شيخ الإسلام، وقد عفوا مع القدرة على عدم العفو.
الشريط التاسع
قوله تعالى (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) قيل: يئس الكفار الأموات أن يخرجهم الملائكة من القبور، وقيل: يئس الكفار الذين يدعون الأموات أن يجيبوهم.
ـخبر (سمياه عبد الحارث معلول) [قلت وأنكره الشيخ عمر المقبل لأجل متنه، والخبر فعلا فيه نكارة ظاهرة]، ولا يثبت حديث أن الحارث من أسماء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريط العاشر
ـقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون) قدم الجن على الإنس لأنهم أسبق خلقا. (إلا ليعبدون) فسر بعض أصحاب ابن عباس إلا ليوحدون، وقال مجاهد: إلا لآمرهم وأنهاهم. والمعنيان متقاربان.
ـقوله تعالى (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن شريك في الملك ولم يكن لو ولي من الذل وكبره تكبيرا) الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته ما لم يرد تخصيص له وهذا قول عامة العلماء.
ـكلما جاء في القرآن (قاتلهم) أو (قتل) فالمراد به اللعن.
ـمعنى (لا تفقهون) لا تسمعون.
ـإذا كان الله على كل شيء قديرا فكيف نلجأ إلى مخلوق؟؟
ـقوله تعالى (ليكون للعالمين نذيرا) (ليكون) عائد على الفرقان لأن هذا هو الموضوع في الآية.
ـالسماوات أعظم خلقا [الشيخ كان له دليلا لذلك ولكن الصوت كان رديئا] وأشرف من الأرض لأن فيها الملائكة والجنة، وهذا قول الجمهور.
ـقوله تعالى (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) (لا تعلمون) قيل العلم المطلق، وقيل لا تعلمون من تعصون وما تفعلون.
ـ (ما ظهر) قيل من الزنا، (وما بطن) من ما تكنه صدوركم. وقيل الذي تعلنون وما تسرون به من القول الفعل من الزنا وفعل العادة السرية وهذا أضعف الأقوال. (ما لم ينزل به سلطانا) أي علما.
ـذهب الجمهور ـمنهم الأئمة الأربعةـ إلى أنه لا يؤذن للمحدث حدثا أصغرا أو أكبر أن يمس المصحف بدون طهارة، ويستدلون بحديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) وبقوله تعالى (لا يمسه إلا المطهرون). والقول الثاني أنه لا بأس بذلك لأن الله قصد الملائكة وقيل في الحديث أن الطاهر هو المسلم الذي لا ينجس ـ على خلاف في صحة الخبر وإن كان الأقوى بأنه ثابت [أظن أن الشيخ يقول ذلك عن حديث لا يمس القرآن إلا طاهر]ـ. لكن في الحقيقة ليس هناك دليل واضح في منع المحدث من مس المصحف، لأنه لو كان كذلك لبيه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا واضحا، لا تحتاج مع الأمة إلى قياس أو استشكال، لأن الله حث عباده على قراءة القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ندبهم إلى ذلك، وتواتر الأدلة في حث المسلمين على قراءة القرآن، والأصل أنهم يقرؤونه محدثين وغير محدثين، ولم يجئ استثناء. والقول بالجواز قول قوي وقول الجمهور هو الأحوط [كلام جميل للشيخ حفظه الله].
الشريط الحادي عشر
ـ لا ينصح المبتدئ بقراءة تفسير الجلالين، وأفضل من ذلك تفسير السعدي والتفسير الميسر، لأن تفسير الجلالين في باب الأسماء والصفات على مذهب الأشاعرة.
ـ (في ستة أيام) من أيام الله نص عليه الإمام أحمد (وإن يوما عند برك كألف سنة مما تعدون)، ليكون ذلك بيانا للعباد في البعد عن العجلة، ونستفيد من ذلك التأني في الأمور، ذكره بعض العلماء وقيل غير هذا وهذا لم يجب أن يكون صوابا هذا مجرد التماس، ولكن نؤمن بذلك سواء علمنا الحكمة أو لا نعلمها.
ـقوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قيل ثمانية في الدنيا والآخرة وهذا مخالف لظاهر الآية، وقال بعض العلماء: الحملة في الدنيا أربعة وهذا يحكى في الأشعار والإسرائيليات
ـبعض الكتب التي ينصح الشيخ بقراءتها في العقيدة: مختصر الصواعق، الرد على الجهمية لإبن منده والرد على الجهمية للدارمي.
ـالخالق هو الموجد على غير مثال سابق، والمصور هو الذي أعطى كل خلق شكله.
ـالجماعات في بلاد العرب ـسوى هذه البلدةـ تدرس في الحقيقة في المذهب الأشعري أو الماتريدي.
ـأبو بكر البغدادي والنووي والقرطبي وابن حجر إذا قالوا أحيانا (قال أهل السنة) فهو الأشاعرة في الحقيقة [سبق شيء من ذلك] لأن الصواب يخفى عليهم.
الشريط الثاني عشر
ـيتصور الكثير أن عيسى أرسل إلى النصارى وهذا غلط، الأصل في إرساله أنه كان إلى اليهود ولم يكن فيه من يسمى نصارى، ولكن حين كفرت اليهود وتبعته طائفة سموا نصارى ثم في ذلك الوقت جاء اسم النصارى، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين).
ـيطلق الوفاة في القرآن على مفارقة الحياة وعلى النوم.
(يُتْبَعُ)
(/)