ـ[بل الصدى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 12:45 ص]ـ
جديرة أنت بذلك يا أخية
وفقك الله لما يحب ويرضى
جزيت خيرًا أخي الكريم، و هذا من حسن ظنّك بأختك، و فّقك الله للمجد و الرفعة في الدارين.
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 01:16 ص]ـ
مبارك والله أستاذتي القديرة ..
أنت التميز بأسمى درجاته .. والتألق بحد ذاته ..
حزنت كثيراً لأني لم أحظى بشرف التهنئة منذ البداية
وأتيت متأخرة على غير العادة وماذاك قصور مني في
حقك بل والله إن الإتصال كان جد سيء ..
أستاذتي الفاضلة ..
أجد أن عباراتي عاجزة وجملي متوارية
بل إن بناني لا يسعفني لأخط لك عبارات الثناء والتهنئة ..
وكل ما أستطيع قوله هو:
جعلك الله دائماً نبراساً يُهتدى به ..
طالبتك المقصرة .. لحن القوافي ..
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/46/heart%20(235).gif
ـ[بل الصدى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:28 م]ـ
مبارك والله أستاذتي القديرة ..
أنت التميز بأسمى درجاته .. والتألق بحد ذاته ..
حزنت كثيراً لأني لم أحظى بشرف التهنئة منذ البداية
وأتيت متأخرة على غير العادة وماذاك قصور مني في
حقك بل والله إن الإتصال كان جد سيء ..
أستاذتي الفاضلة ..
أجد أن عباراتي عاجزة وجملي متوارية
بل إن بناني لا يسعفني لأخط لك عبارات الثناء والتهنئة ..
وكل ما أستطيع قوله هو:
جعلك الله دائماً نبراساً يُهتدى به ..
طالبتك المقصرة .. لحن القوافي ..
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/46/heart%20(235).gif
طالبتي الحبيبة الوفية البارَّة " لحن القوافي " وفَّقها الله
لقد أسرفتِ في الثناء على أستاذتكِ عزيزتي ممَّا يُخشى معه أن: من يسمع يخلْ!!
و لا ينالنَّكِ من الحزن شيءٌ، فكلُّ آتٍ قريب، خاصَّة و أنَّني أرى هذا التميز الممنوح ممَّا تُفضِّل به عليَّ إذ لم أقدِّم ما أستحقه به.
شكر الله لكِ هذه الدعوات الطيبة، و جزاكِ عن أختكِ خيرًا
و دمتِ وفيَّة. .
* هلَّا أخبرتني عن نتيجة امتحان الأحد؟
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:35 م]ـ
مبارك وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:35 ص]ـ
مبارك وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
جزاك الله خيرًا و أحسن إليك.
ـ[ضمائر مستترة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:01 ص]ـ
مبارك لك، أستاذتنا الفاضلة، أنت أهل لكل خير وفضل وتقديم.
ذكرتيه: هذه الياء في ردك على الفاضلة الأستاذة معالي هنا، أ لها وجه في العربية جهلتُه - وما أكثر ما أجهله منها - أم هي سبق أصبع طالما علمتنا عبارات البلاغة والفصاحة والبراعة؟
واقبلي اعتذاري عن هذا التطفل على مثلكم من أهل العلم والفضل والعطاء.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:33 م]ـ
مبارك لك، أستاذتنا الفاضلة، أنت أهل لكل خير وفضل وتقديم.
ذكرتيه: هذه الياء في ردك على الفاضلة الأستاذة معالي هنا، أ لها وجه في العربية جهلتُه - وما أكثر ما أجهله منها - أم هي سبق أصبع طالما علمتنا عبارات البلاغة والفصاحة والبراعة؟
واقبلي اعتذاري عن هذا التطفل على مثلكم من أهل العلم والفضل والعطاء.
جزيت خيرًا و بارك الله فيك!
و لا أعلم لهذه الياء وجهًا إلا أنّها كشفت عن دقّة متابعتك و سلامة أساسك النحويّ و الإملائيّ، و هي سبق إصبع خطله أكثر من صوابه، سرَّتني كثيرًا ملحوظتك هذه، و إن كنتُ دون ما ذكرتَ فأين أنا من البلاغة و الفصاحة و البراعة؟!
شكر الله لك هذا المرور و التعقيب و التصويب و التهنئة.
ـ[وليد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 06:45 م]ـ
مبارك لك أختنا الكريمة.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:08 م]ـ
مبارك لك أختنا الكريمة.
بارك الله فيك و أحسن إليك.
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:41 م]ـ
* هلَّا أخبرتني عن نتيجة امتحان الأحد؟
أشكر لك أستاذتي الغالية هذا الإهتمام والمتابعة ..
الإمتحان يركز بالدرجة الأولى على النحو والصرف
والحمد لله وفقت في الإجابة على الكثير من الأسئلة
والتوفيق من الله عز وجل ..
وإلى الآن لم تظهر النتائج .. دعواتكِ ..
ـ[إماراتية]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 02:06 ص]ـ
توقعت الموضوع رزقت بطفل أو نالت الدكتوراه
1000 مبروك(/)
لك الحق في المعرفة: منوعات مؤلمة وغير مؤلمة متجدد
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 09:28 م]ـ
عالم إسرائيلي: نرسل قمرا صناعيا فيخترع العرب نوع جديد من سلطة الحمص
-------------------
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية موجة من التصريحات العنصرية ضد العرب لأحد كبار المحاضرين فى جامعة تل أبيب، تتحدث عن التقدم الإسرائيلي في مواجهة تراجع العرب.
وأوضحت أن البروفيسور دان شيفطان يبدأ محاضراته لإعداد القادة الإسرائيليين القادمين من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والموساد، والجيش، والأحزاب، وقاعات الكنيست، بعبارة شبه ثابتة هي "عندما ترسل إسرائيل قمرا صناعيا للفضاء، يخترع العرب نوعا جديدا من سلطة الحمص".
وخلال محاضراته يحرص دان شيفطان على تلخيص آرائه العنصرية في العرب على هذا النحو "العرب هم أكبر فشل حدث في تاريخ الجنس البشرى"، و"لا يوجد شعب في العالم أكثر جنونا من الفلسطينيين"، و"الحرب بين العراق وإيران كانت سبع سنوات من المتعة الخالصة، وكم تمنينا ألا تنتهي أبدا".
يتبع ومتجدد ومختلف ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 01:31 م]ـ
ظ‚ظ†طط© طظ„ظ‚ط¯ط³ طظ„ظپط¶طط¦ظٹط© - Al Quds Satellite Channel (http://www.qudstv.com/)
مباشر
المسجد الأقصى
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:18 م]ـ
مؤلمة هي الحقيقة حين تتصل بالمصير ..
قاتلهم الله وأذلهم وأعمى أبصارهم ..(/)
رسالة جوال عن الحزن
ـ[إماراتية]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 11:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 11:54 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
جزاك الله خيرا ..... رسالة جدًا جميلة ... ومن منا لا يسكنه الحزن؟؟
ولكن دعيني أنقل لكِ كلاما قد قرأته عن الحزن ... هو كلام جميل ..
ما رأيك أن أضعه في نافذتك الجميلة؟؟
بعض الحزن .. يصهرك يذيبك كالشموع يسكبك كالماء يشتتك كالأمواج ...
وبعض الحزن .. ينهيك يجففك كالأشجار يسقطك كالأوراق يذبلك كالورد ...
وبعض الحزن .. يهدك يفجرك كالجبال يبعثرك كالرمال يشتتك كالأمطار ....
وبعض الحزن .. يحرقك يشعلك كالأخشاب يتركك كالجمر يخلفك كالرماد ....
وبعض الحزن .. يعميك يطفئ مصابيحك يسرق نورك يعتمك كالليل ...
وبعض الحزن .. يرعبك يخيفك كالأشباح يلاحقك كالوحوش يهددك كالموت ....
وبعض الحزن .. يخنقك يقيم في صدرك يسرق هواءك يكتم أنفاسك ...
وبعض الحزن .. يحنيك كالأغصان يهشمك كالزجاج يهدك كالجدار ...
بعض الحزن .. يشتتك يدمر عقلك يضيع عناوينك يطمس ذاكرتك ...
وبعض الحزن .. يخدعك يزيف لك حقائق يمنحك السراب ويعلمك الوهم بلا حدود ....
وبعض الحزن .. يصادقك يتودد إليك يلتصق بك لا يفارقك للأبد ...
وبعض الحزن .. ينفعك يضيء لك العتمة ينقذك من أوهامك يريك حقيقة الأشياء ...
وبعض الحزن .. يغسلك يطهرك من أوهامك يطليك بالواقع يعيد بناءك ..
وبعض الحزن .. يلدك يخرجك من الحياة يمنحك فرصة أخرى وطريقًا جديدًا ...
وبعض الحزن .. يغيرك ينسفك يقلب موازينك يعيد حساباتك مع نفسك ..
وبعض الحزن .. يسجنك يبعدك عن العالم يخفيك عن الحياة يبقيكـ وحيدًا ...
وبعض الحزن .. يقتلك يجمد إحساسك يوقف عجلة الزمان يفقدك شهية الحياة ...
وبعض الحزن .. يعتقك من قيودك يمنحك حريتك ينهي استعمارهم لك ...
وبعض الحزن .. يرممك يقيمك يملأ صدوعك يعيد رسم خرائطك ..
وبعض الحزن .. مرآتك يواجهك في نفسك يكشف لك عيوبك يضع حقيقتك أمامك ....
وبعض الحزن .. بلا طعم ولا نكهة ولا رائحة مجرد إحساس متعب يمر بك ....
يأخذ منك ما يأخذ ويترك لديك من الكآبة ما يترك ...
لكن:
الحزن ضرورة في هذه الحياة فقد قالوا ان لم يوجد الحزن ما كنا عرفنا معنى الفرح.
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 10:02 ص]ـ
شكراً إماراتية ..
لابد من التناقض - من الضد - كي نسرّ بالأجمل!
(ضدان لما استجمعا حسُنا -- والضدُّ يظهر حسنه الضدّ)
ولولا الحزن ما كنّا ننبهر بما خطت أناملك نوراً لامعاً على صحيفة (حزنٍ) داكن .. (هي الصورة)!!
وكلمات جميلة من زهرة، برغم الحزن- يطفو في نهاية العاصفة الفرح ..
ـ[رحمة]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 01:51 م]ـ
الحزن ضرورة في هذه الحياة فقد قالوا ان لم يوجد الحزن ما كنا عرفنا معنى الفرح.
صحيح الحياة حزن و فرح ضيق و فرج سعادة و كآبة و إلا لما كان لدينا كل الأحاسيس و المشاعر التي نعيش بها
أدعو الله أن يديم علينا الأفراح و يمحي من حياتنا الأحزان جميعا
جزاكِ الله خيراً أختي إماراتية و الشكر موصول لزهرة
ـ[إماراتية]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:10 م]ـ
زهرة متفائلة
أعترف لك أمامهم
ردودك أبلغ من موضوعاتي
وفقك الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:25 م]ـ
زهرة متفائلة
أعترف لك أمامهم
ردودك أبلغ من موضوعاتي
وفقك الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
بالنسبة لي: ردك هذا لهو الأقوى .... بارك الله فيك ... لولا صورك الجميلة هذه التي تحضرينها لمنتدى الفصيح المبارك ... لما خططت أنا كلمة واحدة .... وأنا أعترف لكِ بتمتعك بحسن انتقاء الصور والكلمات المؤثرة والتي لها وقع في النفس ... وإلا لما هزت قلمي هذا ... لكي يبحث لما يناسب موضوعك ... أشكر لكِ نقاء سريرتك ... بوركتِ أخية
استمري بإحضار صورك الجميلة ... التي تزين سقف منتدانا الرائع ...
ولكن ... حقيقة ... ردك هذا أخجلني وأدهشني ... وأنا لا أستحقه .... وما كنتُ أود منكِ قول هذا ... بوركتِ أخية
جزاك الله خيرا ... ودمتِ موفقة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:43 م]ـ
سيدتي إماراتية
أتصور بالفعل أنك ستنشئين مدرسة فكرية جديدة في هذا المنتدى فلكِ أسلوبك الخاص فما أجمل أن أتلقى رسالة قصيرة تكملها صورة إيحائية الصنع.
عذرا سيدتي لدى ملاحظة هنا تختص بصورة هذا الرجل ((جيفارا)) مجدناه وعظمناه ولو قرأتي سيرته حق قراءة ستتراجعين عن مفهومك عنه فما زلت أتعجب من الذين ينشدون ليل نهار بجيفارا حتى أن أحمد فؤاد نجم خصص له مقطوعة زجلية وتغنى بها الشعب المصري بعد ذلك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:12 ص]ـ
سيدتي إماراتية
أتصور بالفعل أنك ستنشئين مدرسة فكرية جديدة في هذا المنتدى فلكِ أسلوبك الخاص فما أجمل أن أتلقى رسالة قصيرة تكملها صورة إيحائية الصنع.
عذرا سيدتي لدى ملاحظة هنا تختص بصورة هذا الرجل ((جيفارا)) مجدناه وعظمناه ولو قرأتي سيرته حق قراءة ستتراجعين عن مفهومك عنه فما زلت أتعجب من الذين ينشدون ليل نهار بجيفارا حتى أن أحمد فؤاد نجم خصص له مقطوعة زجلية وتغنى بها الشعب المصري بعد ذلك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
من هذا جيفارا أول مرة أسمع عنه!!
المهم أن ننظر للجانب المضيء للمعنى ... وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:23 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
من هذا جيفارا أول مرة أسمع عنه!!
المهم أن ننظر للجانب المضيء للمعنى ... وجزاك الله خيرا.
سيدتي
هو رمز للإشتراكية واليسارية أظن أن هذا يكفي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:43 م]ـ
تم حذف الصورة لمخالفة الشروط
ـ[إماراتية]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 02:37 م]ـ
أستاذ محمد الجبلي
أعضاء المنتدى يبتهجون بما أطرح حصريا لهذا المنتدى
وأنتم تحذفون دون مبرر
لابأس
بإمكانهم البحث في جوجل عن: رسائل99% وهناك سيجدون عشرات النتائج
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 03:04 م]ـ
أختاه
هناك مبرر وهو أنك وضعت صورة لجيفارا رمز الشيوعية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:56 م]ـ
تم حذف الصورة لمخالفة الشروط
أتمنى ألا أكون السبب مجرد أنني عبرت عن وجهة نظري
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:58 م]ـ
أستاذ محمد الجبلي
أعضاء المنتدى يبتهجون بما أطرح حصريا لهذا المنتدى
وأنتم تحذفون دون مبرر
لابأس
بإمكانهم البحث في جوجل عن: رسائل99% وهناك سيجدون عشرات النتائج
عذرا سيدتي فقد عبرت عن وجهة نظري فقط أتمنى ألا أكون السبب
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 10:01 م]ـ
لست السبب
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 10:07 م]ـ
ما معنى رسائل 99%؟؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 10:29 م]ـ
ما معنى رسائل 99%؟؟
لا أعلم
ـ[إماراتية]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 02:57 م]ـ
لاتثريب عليكم
سامحكم الله
ومهما اختلفنا نظل إخوة وأخوات ننشد الصواب ولايفرقنا الاختلاف
وشكرا لمنتدى الفصيح الذي جمعنا
ـ[ابن جامع]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 08:54 م]ـ
الله يكفينا شرَّ الحزن
لا عدمتي أختي الأجر على الموضوع.
ـ[ضمائر مستترة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:14 م]ـ
الله يكفينا شرَّ الحزن
لا عدمتي أختي الأجر على الموضوع.
لا عدمتي: لا عدمتِ.
ـ[ابن جامع]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:23 م]ـ
لا عدمتي: لا عدمتِ.
شكرا أخي.
سبحان الله، لا أدري كيف كتبتها هكذا؟ قاتل الله العامية .. !
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 06:49 ص]ـ
لي مشاركة بقلمي هنا
جيفارا والقدوة الضائعة ( http://sa-kh.com/articles-action-show-id-5.htm)
ـ[التهنفل]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 11:55 ص]ـ
جيفارا (القدوة الضائعة)
فعلاً قد يحتاج بعضنا لهذا الموضوع ,,,,,(/)
كلمات سلبت عقلي!! فماذا ستفعل بك؟؟
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 01:23 م]ـ
ليس المهم أن تكون ملكاً .. ولكن المهم أن تتصرف وكأنك ملك
########
إنك تستطيع أن تجُر الحصان إلى النهر .. ولكنك لا تستطيع إجباره على الشرب!
#########
عندما تُغلقُ أبوابُ السعادةِ أمامنا قد تُفتَحُ أبوابٌ أخرى للسعادة
ولكننا لا نشعُر بها؛ لأننا نمضي وقتنا في الحسرة على الأبواب المغلقة!!
#########
صحيح أنك لا تعرف قيمة ما تملك حتى تفقده
ولكن الصحيح أيضاً أنك لا تعرف ماذا ستفقد حتى تفقدُه!!
#########
قد تحتاج لساعة كي تُفضِّلَ أحدهم .. ويوماً لتُحبَّ أحدهم
ولكنك قد تحتاج إلى العمر كله كي تنسى أحدهم!!!
##########
يجب أن تضع نفسك مكان الناس الآخرين، فإذا شعرت بالضيق في وضعك الجديد
فاعلمْ أنَّ الناس في هذا الوضع سيشعرون بالضيق أيضاً!!!
##########
هنالك فرق كبير بين مَنْ يمسحُ دموعك وبين مَنْ يُبعدك عن البكاء!!
#########
عندما نعيش لذاتنا تبدو الحياة قصيرة وضئيلة
أما عندما نعيش لغيرنا فسوف تُصبح الحياة طويلة وعميقة!!
#########
لا تركض خلف المظاهر فقد تخدعك .. ولا تركض وراء الثروة فقد تتلاشى بسرعة ..
ولكن اركض خلف مَنْ يعطيك الابتسامة؛ فإنه سيقلب حزنك إلى سعادة دون مقابل!!!
##########
ما عرفت مثيلاً للصابونة في نكران الذات؛ فهي تُذيب نفسها لتُزيل أوساخ الآخرين!!!
##########
لا تستطيع أن تضحك وتكون قاسياً في نفس الوقت!!
##########
النهاية دائماً مؤلمة حتى ولو كانت سعيدة؛ وذلك فقط لأن اسمها نهاية!!
#####
ـ[رحمة]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 02:09 م]ـ
قد تحتاج لساعة كي تُفضِّلَ أحدهم .. ويوماً لتُحبَّ أحدهم
ولكنك قد تحتاج إلى العمر كله كي تنسى أحدهم!!!
هنالك فرق كبير بين مَنْ يمسحُ دموعك وبين مَنْ يُبعدك عن البكاء!!
كلمات رائعة تخترق إلى صميم القلب
جزاكم الله خيراً اخي موضوع مميز
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:10 م]ـ
حقاً، إنها كلمات رائعة ..
شكراً سامي(/)
ضيف جديد
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 12:52 ص]ـ
باسم الله أبدأ وبه أستعين وعليه نتوكل
فيما مضى كنت لكم متابعاً ولما يطرح في منتداكم البهي مستفيداً واليوم أتمنى أن تقبلوني ضيفاً كي أكون أكثر قربا
حبذا: بكالوريوس لغة عربية جامعة الإمام
ـ[فصيحة حدي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 01:32 ص]ـ
أهلا أخي حبذا .. حياك الله في بيتك الثاني.
والله -بإذنه تعالى- لن تندم يوما لتسجيلك هنا >> اسأل مجرب.
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 01:45 ص]ـ
بالتأكيد ومن يندم على طلب المفيد
أشكر لك ترحيبك ومرورك أختي فصيحة حدي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 06:20 ص]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا أخي حبذا
حياك في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
نرجو أن تفيد وتستفيد.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:29 ص]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بك أخي الكريم / حبذا
أسعدنا انضمامك إلى شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
نرجو أن تفيد وتستفيد. وأن تعمر وقتك هنا بكل ما هو مفيد.
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 02:27 م]ـ
أشكر لجنة الإشراف -الأستاذ عامر مشيش والأستاذ ابن القاضي- على ترحيبهما بي وإن شاء الله أكون عند حسن الظن
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:54 م]ـ
مرحبًا بك أخي الكريم
ونأمل لك طيب المقام
ـ[رحمة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 06:54 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم
نتمني لكم طيب المقام و حسن الإفادة و الاستفادة
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً(/)
العزيزة قطرة ندى .. مبارك ألف!
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 04:53 م]ـ
احتفلنا اليوم بحصول الغالية قطرة ندى ( http://www.alfaseeh.com/vb/member.php?u=10314) ابنة شيخنا أ. د.محمد بن مريسي الحارثي على درجة الماجستير في الأدب بتقدير ممتاز من جامعة أم القرى.
وكان عنوان رسالتها: "تعالق المدح والعتاب في لامية ابن الرومي الطويلة في مدح علي بن يحيى النديم".
تكونت لجنة المناقشة من:
أ. د.عبدالله الزهراني، مشرفا
أ. د.محمد شادي، مناقشا
د. فوزية خان، مناقشا
تهانينا أيتها الغالية، مع أصدق الدعاء وأوفاه بأن يرفع الله بها درجتك في الأولى والآخرة، وأن يجعلها حجة لك لا عليك.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:01 م]ـ
مبارك لكم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:06 م]ـ
ما شاء الله!
مبارك عزيزتي ندى. والعقبى للدكتوراه بحول الله.
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:25 م]ـ
مبارك مبارك
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:25 م]ـ
مبارك لكِ أختنا الفاضلة قطرة ندى.
ومن درجة إلى أخرى أعلى منها - إن شاء الله -.
ـ[خود]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:40 م]ـ
هنيئا لك ..
العقبى للراغبين إن شاء الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:49 م]ـ
مبارك للأستاذة
ورفع الله قدركِ في الدارين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:55 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
مبارك للأستاذة قطرة ندى
نسأل الله لك التوفيق والسداد.
ـ[رحمة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 06:20 م]ـ
مبارك لأستاذتنا رفع الله قدرها دائماً
ـ[المتأدبة الصغيرة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 08:33 م]ـ
مبارك لك أستاذة .... وإن شاء الله نبارك في الدكتوراة
والعقبى لمن طمح و أراد ...
أستاذة مبرك لك أخرى،نفعك الله بها في الدنيا و الآخرة،و جعلها الله حجة لك لا عليك.
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:14 م]ـ
بارك الله في الأستاذة قطرة ندى
ـ[قبس في دلجة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:49 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
مبارك لك هذه الدرجة ولكم يسعدني ويشرفني أني أحد تلامذة
الأستاذ مازن محمد مريسي الحارثي
ـ[أنوار]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:11 م]ـ
مبارك لكم ..
وفقكم الله .. وجعلها حجة لكِ ..
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:18 م]ـ
السلام عليكم
مبارك حصولك على الماجستير أ قطر الندى
أسأله سبحانه أن يوفقك في الحصول على الدكتوراه.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:44 م]ـ
غاليتي معالي للنجاح لذة عجيبة، لكن للوفاء لذة دائمة::
لكم أسعدتني هذه التهنئة من أوفى صديقاتي::
لن أشكرك لأن الشكر لامكان له بين الأصدقاء إنما يكفيني علمك بأنك
أثمن هدية وهبتني إياها هذه الدراسة::
أدامكِ الله، والعقبى لكِ ولكافة الصديقات، والدارسين::
تحياتي::
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:50 م]ـ
أشكركم جيعا على هذه المشاعر النبيلة::
والعقبى للجميع::
والشكر موصولٌ لك أخي (قبس في دلجة)::
أعاد الله أستاذك سالماً إلى أرض الوطن::
تحياتي::
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 01:18 ص]ـ
مبارك قطرة ندى ..
والعقبى للدكتوراة بحول الله ..
ـ[أحاول أن]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 01:22 ص]ـ
مبارك لك أستاذة ندى،
نفعك الله بها ورفع درجاتك ومن تحبين ..
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:06 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي::
والعقبى لكم::
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:36 م]ـ
مبارك إن شاء الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 10:43 م]ـ
نبارك للأستاذة الفضلى قطرة ندى حصولها على درجة العالمية (الماجستير)
وأسأل الله أن يزيدها رفعة في درجات الدنيا والآخرة.
وشكراً للأستاذة الكريمة معالي على هذا الخير.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:04 م]ـ
مبارك مبارك أختنا الفاضلة قطرة ندى.
ومن نجاح إلى نجاح، ومن تفوق إلى تفوق يصحبك توفيق الله.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:20 م]ـ
الأخت الكريمة الأستاذة قطرة ندى
مبارك حصولك على درجة الماجستير
وفقك الله لنيل درجة الدكتوراه و ما بعدها بإذن الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 05:49 م]ـ
مبارك الدرجة العلمية للأخت قطر الندى، بارك الله لها في علمها وألهمها به صالح العمل وجزى والديها عنها خيرا.
ـ[ضمائر مستترة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 10:39 ص]ـ
مبارك لك، أختنا الكريمة، وعقبال الدكتوراه موفقة.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 10:13 م]ـ
شاكرة لكم طيب مشاعركم::
أسأل الله لي ولكم التوفيق::
تحياتي::
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 09:33 م]ـ
ألف مبروك
وان شاء الله الدكتوراه
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 01:10 ص]ـ
ألف شكر، وعذرا على تأخر الرد::
تحياتي::
ـ[العصيماء]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 01:42 ص]ـ
مباااااارك أختنا قطرة ندى، نفعك الله بها في الدارين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 04:10 ص]ـ
مبارك لك أستاذة قطرة ندى
ـ[إماراتية]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 01:33 م]ـ
مبارك لك
ـ[الخطيب99]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 03:53 م]ـ
السلام عليكم
مبارك وفقكِ الله
وأرجو أن تكون نقطة البداية لمشوار العلم والمعرفة
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 01:03 ص]ـ
بوركتم جميعاً، والعقبى لكم بالتوفيق::
تحياتي لمشاعركم النبيلة::
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 03:26 ص]ـ
مبارك لكِ
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 05:11 ص]ـ
ألف مُباركـ أستاذة / قطرة ندى ..
دعواتنا لكِ بدوام التوفيق.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 05:14 م]ـ
ألف مبا رك لك أختي الكريمة قطرة ندى
نفع الله بك وبارك فيك
ـ[الكاتب الأول]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 07:48 م]ـ
مبارك يا قطرة الندى
جزاك الله خيراً
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير::
العقبى لكم جميعاً::
تقبلوا خالص الشكر والامتنان::
تحياتي::
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 12:40 ص]ـ
مبارك لك ونسأل الله أن تكون عونا على الخير
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 06:08 م]ـ
شكراً جزيلاً::
أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح في الدارين::
تقبلوا تحياتي::(/)
هل أنت من هؤلاء؟ ضمن الله لهم الجنة.
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 06:59 م]ـ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ست خصلات ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كانت ضامنا على الله أن يدخله الجنة
1 - رجل خرج مجاهدا فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله.
2 - ورجل تبع جنازة، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله.
3 - ورجل عاد مريضا، فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله.
4 - ورجل توضأ، فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لصلاته فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله.
5 - ورجل أتى إماما لا يأتيه إلا ليعزره ويوقره، فإن مات في وجهه ذلك كان ضامنا على الله.
6 - ورجل في بيته لا يغتاب مسلما، ولا يجر إليهم سخطا، ولا نقمة، فإن مات في وجهه كان ضامنا
على الله.
رواه البيهقي في سننه، والحاكم في مستدركه.
صححه الألباني انظر السلسلة الصحيحة الحديث رقم 3384.
ـ[رحمة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:19 م]ـ
اللهم أجعلنا منهم اللهم آمين
و أحسن خاتمتنا و تب علينا و أعفر لنا و للمسلمين أجمعين
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاكم الله خيراً
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 08:32 م]ـ
"الذين أمنوا وعملوا الصالحات .. " ارتباط دائم ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم ينبيك بأن أصحاب المنزلة الرفيعة في الجنة والمكانة العظيمة عند الله ليس من آمن به وحسب بل هم من آمن وعمل صالحاً والأعمال الصالحة كثيرة ومنها ما ورد في الحديث الشريف الذي ذكرت أخي - أبو أيوب- والتي هي من مبادئ الإسلام التي تخلى عنها كثير من الناس أسأل الله أن نكون وإياك في العليين
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:28 م]ـ
اللهم أجعلنا منهم اللهم آمين
و أحسن خاتمتنا و تب علينا و اغفر لنا و للمسلمين أجمعين
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاكم الله خيراً
شاكر ومقدر مرورك
بارك الله فيك
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:31 م]ـ
"الذين أمنوا وعملوا الصالحات .. " ارتباط دائم ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم ينبيك بأن أصحاب المنزلة الرفيعة في الجنة والمكانة العظيمة عند الله ليس من آمن به وحسب بل هم من آمن وعمل صالحاً والأعمال الصالحة كثيرة ومنها ما ورد في الحديث الشريف الذي ذكرت أخي - أبو أيوب- والتي هي من مبادئ الإسلام التي تخلى عنها كثير من الناس أسأل الله أن نكون وإياك في العليين
أهلا بك أخي " حبذا "
رزقنا الله وإياك حسن العمل
وختم لنا ولك بخير وجعل مآل أمورنا إلى خير(/)
الجبروت .. !
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:53 م]ـ
عندما كان عمرك (18) سنة وتخرجت من المدرسة
وكنت فرحاً في حفلة تخرجك تنظر يميناً وشمالاً إلى أصدقائك وزملائك
كانت هناك امرأة لا ترفع نظرها عنك وتنظر إليك بإعجاب وحب
كانت لا ترى في هذا الحفل غيرك، ولا تهتم في هذا الحفل إلا بك
لم يكن في هذا الحفل أسعد منك بك إلا هي ..
إنها أمك ....
عندما كان عمرك (25) سنة زوجتك أمك بأجمل فتاة في الحي
ليلتها تمنت أن تكون أسعد إنسان في الوجود، وبكت لفرحتك ولم تنم لفرط سعادتها
أنت كافأتها بأن أجلستها في المقعد الخلفي للسيارة
وجعلت زوجتك تجلس في المقعد الأمامي
عندما كان عمرك (35) سنة وكنت مديراً عاماً لموقع هام
حضرت إليك لتفرح وهي تشاهد فلذة كبدها في هذا المكان الراقي
ولترى نتيجة كدها وتعبها
أنت كافاتهأ بالصراخ في وجهها وقولك لها: (أنت تسيئين بحضورك لمكانتي ووظيفتي)!!!
عندما كان عمرك (40) سنة اشتاقت أمك أن تأخذها أنت بنفسك إلى الشاطيء لكي تجلس معك لوحدكما تنظر في عينيك وتمشي بجانبك وتمسك بيدك
أنت كافأتها بأن جعلتها تمشي خلفك من بعيد حتى لايراك من يعرفك فيقولون أهذه " أمك "؟!!
عندما كان عمرك (50) سنة ومرضت أمك وصممت هي بأن تأخذها أنت بنفسك إلى المستشفى بدلاً عن السائق
أنت كافأتها بأن جعلت السائق يدفع الكرسي المتحرك ومشيت أنت من بعيد كأنك تستحي أن يقال أنه يخدم أمه!!
عندما كان عمرك (55) سنة وكانت أمك عاجزة تماماً ومقعدة وأحبت هي أن تظل بجابنك وجانب أحفادها أولادك ...
أنت كافأتها بأن أخذتها ورميتها في دار المسنين بدعوى أن البيت ضيق أو أنك مشغول وهناك يعتنون بها أكثر
ثم نسيتها ومسحت اسمها من ذاكرتك!!
عندما كان عمرك (65) سنة واتصل بك الطبيب من دار المسنين وأخبرك بموت أمك وطلب منك استلامها ودفنها
وأنت كنت في رحلة برية مع عائلتك وكنت لا تريد أن تفسد عليهم فرحتهم وتقطع رحلتهم وسعادتهم
قلت للطبيب: قوموا بالصلاة عليها ودفنها لأنني خارج الدولة ولا أستطيع الحضور
وأكملت رحتك دون أن تسقط منك دمعة واحدة من عينيك!!
عندما كان عمرك (70) سنة وفي أول ليلة في دار المسنين الذي أحضرك إليه أبناؤك عنوة
سقطت منك دمعة لأول مرة حزناً على أمك
فقد وضعوك على نفس سريرها!!
يا سبحان الله ....
بقلم كرم مبارك
للأمانة
الفكرة فقط مقبسة
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:59 م]ـ
هي الشخص التي لا تفيها الكلمات - مهما قلنا - ..
كرم: برعتَ - كالعادة ..
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 10:12 م]ـ
لله درّ الأمهات!!
أسأل الله أن يوفّقنا لبرِّهن ما حيينا ..
دام مدادك أستاذ كرم مبارك
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:09 م]ـ
يا من له أم اغتنم حياتها ببرها
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 10:22 م]ـ
شكراً أخوتي الأعزاء على هذه المتابعة الجميلة ولكم مني الشكر الجزيل
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 06:27 م]ـ
كما تدين تدان
وكم تمنى أشخاص أن يطيل الله في عمر والدَيهم ليذوقوا حلاوة البر
نسأل الله يرزقنا الذرية الصالحة, وألا يرينا منهم مانكره
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 08:05 م]ـ
كما تدين تدان
[ color="blue"][size="7"][font="comic sans ms"][center]
وكم تمنى أشخاص أن يطيل الله في عمر والدَيهم ليذوقوا حلاوة البر
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
صدقتم ... اللهم أرحم والدينا .... اللهم آمين
ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 08:38 م]ـ
اللهم آمين أختي
اللهم أغفر لهم و لنا و ارحمهم و أجعلنا من البارين بهم
جزاكم الله خيراً أستاذي موضوع مميز و رائع
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 06:37 ص]ـ
شكراً جزيلاً لكل من مر أو قرأ أو علق
تحياتي للجميع وتقديري(/)
قس على نفسك
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:57 م]ـ
السلام عليكم
حكاية جميلة ومعبرة سمعتها من الشيخ الشعراوي رحمه الله فأحببت أن أنقلها لكم لنستنير بما جاء فيها من حكمة وموعظة وحسن جواب يقول غفر الله له:
"دخل رجل على أحد الصالحين يسأله:
أنا أريد أن أعرف أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟
فقال له الشيخ: ياأخي إن الله أرحم بعباده أن يجعل موازينهم بأيدي أمثالهم، ميزان كل أمرئ في يد نفسه؛ لأنك تستطيع أن تغش الناس ولا تستطيع أن تغش نفسك.
قال الرجل كيف؟
قال: إذا دخل عليك من يعطيك صلة ودخل عليك من يأخذ منك عطاء فبأيهما تفرح؟ فسكت الرجل.
قال إن كنت تفرح بمن يعطيك فأنت من أهل الدنيا وإن كنت تفرح بمن يأخذ منك فأنت من أهل الآخرة لأن الناس يحبون من يعمر لهم ما يحبون فالذي يعطيني يعمر دنياي والذي يأخذ مني يعمر آخرتي". بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:35 م]ـ
فالذي يعطيني يعمر دنياي والذي يأخذ مني يعمر آخرتي ..
حكاية رائعة، من شيخ فاضل ..
وهذه التي اقتبستها تلخص رسالة المسلم.
بارك الله فيك ناقلا يا (حبذا).
ـ[حبذا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 10:01 م]ـ
وبارك فيك أخي السراج وأشكر لك مرورك(/)
رسائل99% (آخر ممالك الأمل سقوطا)
ـ[إماراتية]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:21 م]ـ
http://www2.0zz0.com/2009/10/26/18/339262587.jpg (http://www.0zz0.com)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:53 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
بالفعل لم يعد من الأمل سوى التعلق بالأمل .... !!
إذا سماؤك يوماً تحجبت بالغيوم** أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج** أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج
هكذا تحدث رسول الإسلام محمد (ص) {تفاءلوا بالخير تجدوه}،، وما أروعها من كلمة وما أعظمها من عبارة،، إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل،، فالمتفائل بالخير لا بد وأن يجده في نهاية الطريق،، لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء نحو التقدم نحو النجاح،، إن التفاؤل يعني الأمل الإيجابية الإتزان التعقل،، يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل،،!!
والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح،، لابد وأن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب وبمزيد من السعي والفعالية،، وإلا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل،، فلابد وأن تكون النتيجة محزنة وللأسف،،!!
إنني أقول لكم وبكل إخلاص:
تفاءل فرغم وجود الشر هناك الخير،، تفاؤل فرغم وجود المشاكل هناك الحل،، تفاءل فرغم وجود الفشل هناك النجاح،، تفاؤل فرغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل،،!!
كيف تزرع الأمل والتفاؤل في داخلك،،؟؟
1 - كرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز،، " أنا قادر على .. سأكون أفضل .. أستطيع الآن أن .. "
2 - إستفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.
3 - لا تتذمر من الظروف المحيطة بك،، بل حاول أن تستثمرها لصالحك،، ليس المهم أن تقع في الحوادث،، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث،، المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا إيجابياً وانعكاسها على حياتنا.
4 - إبتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم،، "أنا غير قادر .. لم أعد أتحمل .. أنا على غير ما يرام .. ليس لدي أمل في الحياة .. ".
5 - سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى،، وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.
6 - إبتعد عن رثاء نفسك،، تغلب على مشاعر الألم،، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.
وفي أحد الأمثال القديمة {كما تفكرون،، تكونون}
منقول
أولا: أشكرك جاء موضوعك بالنسبة لي في وقته ... فقد فقدتُ اليوم الأمل .. وإن شاء الله ... أستطيع استعادته .... والله المستعان
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:51 م]ـ
وحتى التعلق بالامل امل
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ....... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ـ[إماراتية]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:32 م]ـ
زهرة متفائلة ليتك بقربي باقي العمر
دمت معطاءة لي وللقراء حبيبتي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:40 م]ـ
زهرة متفائلة ليتك بقربي باقي العمر
دمت معطاءة لي وللقراء حبيبتي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
بارك الله فيكِ ... أختي الغالية .... كلماتك رائعة كقلبك الرائع ... تخجليني بعباراتك هذه ... أنا معكِ دائما .. وسأخصك بدعائي لأنه به تكون النفوس قريبة .... ودمتِ دائما متألقة.
ـ[إماراتية]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 03:59 م]ـ
شكرا معاذ وكلامك صواب.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:46 م]ـ
وما أجمل السراب من باب الأمل(/)
قصة يوسف عليه السلام والمراودة
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 10:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من قصص القران قصة المراودة
يوسف عليه السلام وامرأة العزيز:-
إلى جميع من حاول و سعى في تفسير قصة المراودة أضع هذا التفسير بين أيديكم كـ حكم أبريء فيه يوسف عليه السلام مما نسب إليه من المفسرين في قوله تعالى (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا) و أقول نعم همت به و نعم هم بها كما قال الله تعالى ولكن قضاة اللغة العربية الذين أصدروا الحكم لعدم فهمهم وتعمقهم, في ماذا تعنى كلمة الهم و كلمة البرهان، وكما همت به امرأة العزيز (هم به) العلماء المفسرين، و في هذا البحث تعريف كلمة (المراودة) و (الغلق) و (الهم) و (البرهان) بما يصغه العقل العربي و اللسان العربي المبين بما لا يترك في العقل شك و لا ريب مصدقاً لقوله تعالى (كُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)
قال تعالى:-
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ... وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذلك لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ... وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (1)
(وراودته) والمراودة كانت هي الشغل الشاغل لكثير من أهل اللغة وأهل التفسير وعامة الأمة مند قرون و إلى يومنا هذا، وهي من الآيات التي أشكل عليهم فهمها قسمًا منهم رأى (الهم) فيها هو الميل القلبي فقط وقسمًا رأى الهم بداية مباشرة الفعل وقسمًا نفى الهم مطلقً و أوّلى بالتقديم والتأخير وهي احتمالات عديدة وكلها إما تعتمد على تأويلات لغوية أو على تأويلات معنوية.
و إذا أردنا أنْ نبدأ الحديث عنها ونربط التسلسل في أحداثها خطوةً خطوه سوف نصل بعون الله تعالى و توفيقه إلى فهم يرضي الله تعالى وتطمئن بهِ الأنفس.
أولاً يجب علينا ً تقسيم مشاهدها إلى مقاطع فإنّ هذه الآيات الكريمة تجعلنا نعيش في أجواء المشاهد المثيرة مشهداً مشهداََ فالمراودة حلقة من سلسلة طويلة دارت أحداثها بين يوسف عليه السلام وامرأة العزيز بداخل قصر وبين أربعة جدران وقصها علينا الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) (3) فالمراودة حلقة لها أساليب متعددة المسالك والغاية منها واحده وكذلك الغلق وكذلك الهم وكذلك البرهان، ولم تكن قد حدثت في برهة من الوقت أو صدفة كما يتخيل لنا من خلال آياتها، فكل كلمة فيها معبأة وموضوعة في مكانها و بدقة متناهية بحيث لا تغني عنها كلمة أخرى.
و بناء على ما تقدم نبدأ بعون الله وتوفيقه ونقول:
قال الله عز وجل: في بداية هذه الآية الكريمة (وَرَاوَدَتْهُ)
والمراودة تعني طلب الإرادة المتكرر أي أن امرأة العزيز كان عندها السبب والمتمثل في عشقها الجنوني ليوسف وهي تفقد الاستطاعة لكي تنفذ الفعل لأن العنصر المفقود للفعل الإرادي يتمثل في موافقة يوسف و الإرادة كـ معنى تطلق من منطلق السبب والاستطاعة
ومن شروط المراودة لكي يطلق عليه عربيًا هذا الاسم أن يكون طالب الإرادة صادقاً في جميع أقواله وأفعاله مع تنوع الأسلوب، وهناك فرق بين المخادعة والمراودة والمخادع يكون كاذب في طلب الاستطاعة والقرآن يفسر بعضه وهذا مثال من كتاب الله قص الله تعالى هذه القصة عن إخوة يوسف عندما ذهبوا إلى مصر فقال عز وجل (و َجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) (5) ثم قال عز وجل (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ... فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ... قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَفَاعِلُونَ) (6)
الآن من خلال هذه الآيات نستنتج وجود السبب ويتمثل في طلب العزيز ائتوني بأخ لكم من أبيكم وهذا الركن الأول في الإرادة
ولكي تكتمل الإرادة يحتاجون إلى الاستطاعة التي تتمثل في الإذن من أبيهم بأن يسمح لهم باصطحاب أخيهم معهم إلى مصر وسوف يستعملون مع أبيهم هذا الأسلوب (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ)
ونضع تعريف للمراودة:-
المراودة:- تعني البحث عن اكتمال الإرادة أو الفعل الإرادي بعدة أساليب ويشترط أن تكون الأساليب صحيحة و صادقة وغير كاذبة، مثل ما قص الله تعالى في هذه الآيات.
وهذه طريقة المراودة (فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ... قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ... وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ كَيْلٌ يَسِيرٌ). (7)
ونستخلص من هذه الآيات عدة أساليب استعملت و لغرض الحصول على الاستطاعة المتمثلة في (الإذن) وهم صادقون في كل ما ذكروه.
فكان قولهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ) يطابق قول يوسف (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ)
(هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا) يطابق قول يوسف (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقولهم (وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلك كَيْلٌ يَسِيرٌ)
وعندما حصلوا على (الإذن) الذي يتمثل في الاستطاعة كما في قوله عز وجل (َلََنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (8)
هنا اكتمل الفعل الإرادي السبب مع الاستطاعة
فكان السبب يتمثل في طلب يوسف (َلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ) (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ)
الاستطاعة تتمثل في الإذن من أباهم (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)
من خلال هذا الفهم نستنتج أن امرأة العزيز كان عندها السبب المتمثل في العشق الجنوني ليوسف ولا تملك الاستطاعة التي تتمثل في رضاء يوسف والنزول عند رغبتها لذلك قال وراودته وكما سبق في البحث السابق في الإرادة أن الفعل الإرادي يتكون من السبب القدرة الاستطاعة و إذا فقدت الاستطاعة يطلق عليه (هم) و هذا ما كانت تعاني منه امرأة العزيز، ثم انتقل الكلام في هذه القصة إلى المقطع الثاني وهو الفاصل بين المراودة و الانتقال إلى الإعداد للشروع في الفعل وبعد إن استيأست من الحصول على الاستطاعة بطريقة المراودة:
قال الله عز وجل (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) ويعني بكلمة الغلق المنع من الداخل إلى الخارج وفي الحديث الشريف عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه) ويعنى بالغلق منع الإخراج، ومن الطبيعي فإن مرحلة غلق الأبواب لابدَّ أن تسبقها مقدمات أخرى و المراودة تقدمت على الغلق، وجاء الغلق بناء على سبب وهو فشل المراودة مقدماً وهي أدركت يقيناً أن يوسف عليه السلام سوف يقوم برفضها وسوف يحاول الهروب منها، ومن الطبيعي من خلال القصة و تسلسل ألإحداث فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
يعطينا هذا المدلول لكلمة الغلق و مع مجيء الغلق بإحكام، إن هذه الآية الكريمة تجعلنا نعيش في أجواء المشهد النهائي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من ساعة الصفر التي كانت تعد لها امرأة العزيز العدة ثم قال عز وجل (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) وأشعرته بهذه الكلمة كـ مقدمة لمباشرة الفعل.
وجاء الرد المباشر على لسان يوسف عليه السلام (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) فا نّظُر إلى كلمة الله و ربي كان لهما من التوظيف في الموقف ما لا يخفى على ذي عقل وهذا الرد الذي قابلها به يوسف كان مصحوبًا بسرد ألاءِ الله ونعمه عليه ولربه العزيز الذي أكرمه و أحسن مثواه واختصر في جملة قصيرة جامعة أشار فيها للمرأة إشارة الناصح الأمين بقوله إنه لا يفلح الظالمون وهنا يعطينا السبب لرفض يوسف والمتمثل في عفة يوسف وطهارته وحفظ فضل الإنعام لله عز وجل ولربه الذي أكرمه وأحسن مثواه ثم قال الله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِه) وهنا بيت القصيد وبناء على البحث السابق في الإرادات في قصة العبد الصالح و موسى عليه السلام قلنا الفعل الإرادي يتكون من السبب و القدرة و الاستطاعة وقلنا إذا فقدت الاستطاعة يسمى (هم) و إذا انتقل صاحبه إلى مباشرة الفعل بسبب و القدرة فقط يطلق على الفعل (هم بـ) والسؤال الذي يجب أن نقف عنده هو هل يوسف هم كهمها أم كان الهم من نوع أخر؟ نقول أن يوسف عليه السلام كان عنده السبب والمتمثل في العفة والطهارة وهو فاقد الاستطاعة على أن يوقف هذه المرأة التي بلغت قمة عزمها وثورتها التي أصبح يصارعها وجه لوجه.
وعندما عبر الله عز وجل عن فعل يوسف جاء بقوله (وهم بها) ويعني بذلك إن يوسف كان عنده السبب وكان يفقد الاستطاعة وباشر الفعل لكي يوقف هذه المرأة، فقال الله تعالى (وهم بها).
ففرق بينهما بذكر (السبب) (هم امرأة العزيز مبني على طلب الفعل ... وهم يوسف مبني على منع الفعل وكليهما فاقد الاستطاعة) فشتان بين الهمين! مثل كلمة استبقا الباب هل نقول إنهما متساويين في القصد أو احدهما فر والثاني كان يطلبه طبيعي كان السبب في استبقا الباب مختلف يوسف أراد الخروج وإمرة العزيز أرادة منعه، كذلك في هَمَّتْ بِِه وهم بها كان الفعل واحد والسبب مختلف.
وجاء نسق الآيات يبين ماذا حدث بعد هم بها في قول الله عز وجل (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) ويعنى بـ لولا وكما يقول علماء اللغة حرف امتناع لوجود ولولا أن رأى برهان ربه لوقع في ما كان يأبى فعله وهذا ما أضمره سبحانه و تعالى، وعلى المتدبر الوعي لهذه الآيات إن يعي بعقله ماذا قصد الله تعالى و أضمره بقوله (لولا)، ولأجْل تقريب الصورة نضرب مثلاً، لو أننا أتينا برجل عنده القدرة ولا يعرف السباحة و ألقي به في وسط البحر وترك، السؤال إلى متى سوف يصمد فوق سطح الماء؟ والجواب عليه سوف يصمد حتى تنهك قدرته و تنفد طاقته ويغرق إذا لم يجد يد تمتد إليه و تنجيه مما هو فيه، وما مثل يوسف عليه السلام إلا بشر له حدود لقدرته ولا توجد قدرة مطلقة أبدًا ليس لها حدود إلا قدرة الله سبحانه وتعالى والمعصوم من الذنوب من عصمه الله، ويوسف عليه السلام كان يحرسه الله بلطفه وعنايته وكان معه في محنته ألم يكن معه مذ كان طفلاً صغير وهو في غيابة الجب (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) (9) وهو بين أيدي تجار الرقيق يباع ويشترى (َقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وكذَلكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (10) وعند ما كبر و بلغ أشده قال عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) هذا لأنه من عباده (الْمُخْلَصِينَ) وإعانة الله و مدده لعباده الصالحين لا تأتي إلا بعد نفاد طاقاتهم (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (11) ولماذا لا يكون معه في هذه المحنة وطبيعي من حيث كونه بشر مثلنا كان يعاني و أَوشك على الاستسلام مع عدم الرضاء!
فما هو البرهان الذي نجابه يوسف عليه السلام وأشار إليه بقوله كذلك؟
بداية نقر حقيقة لا خلاف حولها، وهي انه لا احد من خلق الله شهد هيئة البرهان سوى يوسف، ولا احد من أهل التفسير فسر معنى البرهان التفسير الصحيح الذي يمكن الاستدلال به على المعنى الصحيح وكل ما قيل في الموضوع من المفسرين ما هو إلا اجتهادات أتت من خلال الفهم المختلط ببعض التكهنات البشرية، التي تحاول الخروج بتأويل معقول يقبله العقل لكلمة (برهان) و يتناسب مع فهمهم لكلمة (هم بها) وهذه من حسنات العقل أن يدلى كل عاقل بفهمه ومن سيئات العقل أن نقف عند قول عالم من العلماء قال رأيه حسب فهمه في موضوع اختلف فيه جمعٌ من أهل اللغة و المفسرين ونجعل قوله مقدس كـ قول الله أو رسوله، بشرط إن نلتزم الورع في حق أنبياء الله ورسله.
إن كلمة رأى البصرية لا تأتي في كتاب الله إلا وهي تشير إلى أول ما يدخل الشيء المنظور في مجال البصر، فقال عن يوسف رأى وربط رأى بالبرهان و يعني الرؤية الخارقة، لاختراق البصر للحواجز والبرهان آية بينة من حيث الدليل المعجز و نفسها مبينة لطريقة الفعل والنتائج يعنى أنها تحمل الصفتان و شرحنا هذا في بحث التفريق بين الإرادة والمشيئة و قلنا كتاب الله برهان لماذا لان آياته بينات يعنى أنها معجزة ونفسها مبينات دالة على طريقة الفعل و النتائج وذلك عندما فسرنا قول الله تعالى (وَكذلكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ) [الحج: 16] وقوله تعالى (لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [النور: 46]
أن يوسف رأى مكان وجود ربه العزيز بقدرة خارقة وهذه الآية (البينة) و نفسها المبينة للفعل الذي ترتب عليها نسق تسلسل القصة.
جاء مباشرة بعد قوله رأى برهان ربه، تلاها الفعل الممتد من السبب رأى ربه بقوله واستبقا الباب ضَمّنَ الفعل معنى المبادرة فر منها ليخرج وجاء بعده الباب معرف بالألف واللام وتعرف بما سبقه أي رأى برهان ربه لأنه جاء ذكر الأبواب قبلها بالجمع عند غلقها من امرأة العزيز (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ)، ولو لم يكن الباب معرف بالبينة المبينة بقوله رأى برهان ربه لجاء (واستبقا باب) إذا كان الهروب منها عشوائي، وقال ألفيا سيدها إشارة إلى امرأة العزيز وحدها ولم يقول سيدهما لأن يوسف تعرف بالبينة على مكان وجود العزيز بقوله (رأى برهان ربه) وجاء بكلمة ألفيا الدالة على الفترة الزمنية لوجود العزيز أمام الباب والتي تدل على قوله تعالى (رأى برهان ربه)؛
وعنصر المفاجئ حدث مع امرأة العزيز عند فتح الباب لعدم علمها بوجود سيدها لدى الباب فقالت (مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) مع أن يوسف هو الذي فتح الباب وهو الذي كان يطلب النجدة ولو أنها قالت ما قالته للعزيز ما كان فاضحها يوسف أمامه وهذا من طبع يوسف مع جميع من أساء إليه فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم.
والله ورسوله اعلم وأخيراً أختم بقول الله عز وجل (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
وقوله عز وجل (كُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (20)
فكانت قصصهم تثبيت لفؤاد النبي عليه الصلاة والسلام وجاءك في هذه الحق تصحيح لما ألحقوه برسل الله من افتراء وكذب عليهم و تدنيس، وموعظة للنصح وذكرى للمؤمنين (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (21)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الزنتاني
ليبيا/ الزنتان
Ayyoobabdulla***********
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:00 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ما رأيك أخي الكريم في قول القراء حين قالوا بالوقف بعد همت به
الوقف عند النقط الثلاث هكذا (ولقد همت به ... وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)
ليصبح المعنى لولا أن رأى برهان ربه لهم بها
فلم يقع الهم أصلا من يوسف عليه السلام لأن لولا حرف امتناع لوجود تقدم جوابها عليها
كما تقول (سقط زيد لولا أن أمسكه أخوه)
ألا ترى أن الآية ختمت بقوله تعالى (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) يوسف 24
ولماذا لا يكون معه في هذه المحنة وطبيعي من حيث كونه بشر مثلنا كان يعاني و أَوشك على الاستسلام مع عدم الرضاء!
في الحقيقة لا أتجرأ أن أقول على نبي الله أنه قد همّ بالفاحشة والعياذ بالله حتى مع عدم رضاه بها.
ملاحظة: لديك أخطاء نحوية وإملائية كثيرة فاعتن بهذا الجانب وأوله اهتمامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ عبد الله
كنت أقول بالرأي الذي ذكره الأستاذ محمد، أن الهم لم يقع منه، عليه السلام. وانتصر لهذا الرأي أبو حيان - رحمه الله - في البحر والشيخ محمد الأمين - رحمه الله - في الأضواء، وغيرهما.
وكان دار نقاش طويل قديمًا في مخيم، واستضفنا فضيلة شيخنا العلامة ابن عثيمين، رحمه الله، وسألناه عن هذا فكان يميل إلى أن اللفظ على ظاهره، وأنه شاب تهيأت له الأسباب، وهو بشر، وهنا تكمن المنقبة لهذا النبي العفيف، أما لو كان معصومًا من الأصل، كما يقول به المعتزلة، فإنه لا منقبة حينئذ. وأنا إلى رأي الشيخ، الآن، أميَل.
ومن هنا ( http://sound.binothaimeen.com/sound/rpm/a0015/030.html) تستمع إلى كلامه، رحمه الله.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:18 م]ـ
مع احترامي وتقديري لما ذهب إليه الشيخ رحمه الله، إلا أني أقول: نعم قد كان شابا لكن لا كغيره من الشباب، بدليل قوله تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} أي معصوما محفوظا قبل النبوة وبعدها، ولا دليل على تقييد العصمة، وإلا ما فائدة قول الله سبحانه وتعالى: {إنه كان من المخلصين} وفي غيره {واصطنعتك لنفسي} {ولتصنع على عيني}. ومن صفى قلبُه واصطُفي، وأخلصه لله تعالى واجتُبي، فإنه لا يخطر بباله ماهو أدنى من ذلك، فضلا عن أن يهم به.
والله أعلم وهو الموفق.
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:40 م]ـ
السيد الفاضل الأستاذ محمد السلام عليكم ورحمة الله
أولاً بارك الله فيك على عرض المساعدة و إن احتجت سوف أستعين بك إن شاء الله.
و أقول إن أصل كلمة (وهم بها) فعل وليس خاطرة ولولا حرف امتناع لوجود الوقوع بالبرهان
وقولك (لولا أن رأى برهان ربه لهم بها) هذا إذا كان الهم خاطرة
مثال قول الله تعالى عن أم موسى عليه السلام (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص: 10] الجواب تقدّم يعني لولا أن ربطنا على قلبها لأبدت به أو لكادت أن تبدي به لكن هي لم تبدي به أصلاً ولو جاءت (كادا أن يهم بها لولا إن رأى برهان ربه) لقلنا امتنع الهم أصلاً.
وهذه الأحاديث الثلاثة تبين الفعل من (هم) و الخاطرة من (حديث النفس) ومن السبب (يريد):-
في حديث النبي عليه الصلاة والسلام, حدثنا أبو كريب, حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة, ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف, ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت)
و ذكرت في بحث الإرادات في قصة العبد الصالح و سيدنا موسى عليه السلام أن الإرادة تتكون من ثلاثة عناصر وجود السبب والقدرة والاستطاعة و بينتُ الفعل في حالة عدم وجود السبب وفي حالت وجود السبب و القدرة فقط مع الدليل عليه من كتاب الله عز وجل.
والهم كمعنى للكلمة هو فقد الاستطاعة و كفعل من هم يهموا فهو الشروع في الفعل بالقدرة بدون استطاعة.
مثال:- لو كنت على شاطئ البحر و رأيت رجل يغرق وهو يصرخ و يطلب المساعدة هنا أصبح عندك سبب وتحتاج إلى أن تكون عندك قدرة أي لا توجد إعاقة في جسدك و تحتاج إلى استطاعة وهي أن تجيد السباحة لكي تشرع في الفعل (و هذا هو الفعل الإرادي)
و إذا كنت فاقداً الاستطاعة فإن شعورك في تلك الحالة يطلق عليه (الهم)
و إذا حاولت بمجرد القدرة بدون وجود الاستطاعة يطلق على الفعل (هم بـ)
وإذا لم تحقق نتيجة في المحاولة ينطبق عليك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة)
وإذا وفقت في المحاولة ينطبق عليك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف)
لماذا يضاعف الله في الأجر لأن الفعل فعل ما لا تستطيع وهذا يكلفك جهد و ربما تتعرض فيه إلى الخطر.
بعقلك:- عمل حسنة بعشر أمثالها؛ والهم بالحسنة كا (خاطرة) من عشراً إلى سبعمائة وزن من هذا بالله عليك.
وهذا ما قصدت به فعل يوسف عليه السلام في قوله تعالى (وهم بها) إن هم يوسف كان ينطبق عليه قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف) لأن يوسف استعمل القدرة بدون وجود الاستطاعة لدفع السوء و الفحشاء و لم أتجرأ عليه.
و أنا أقول بعصمة الأنبياء و الرسل بحفظ الله لهم ورعايته مع الكمال في بشريتهم وليس هناك فضل ليوسف عليه السلام لو نزعة منه الغرائز البشرية في واقعة مثل هذه الواقعة حتى يثني الله عليه فيها.
وهذا الحديث يبين حديث النفس المجرد من الفعل:-
وحدثنا محمد بن رافع, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا معمر عن همام بن منبه؛ قال:
هذا ما حدثنا أبو هريرة, عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل, فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها, وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها, فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة (وهو أبصر به) فقال: ارقبوه, فإن عملها فاكتبوها له بمثلها, وإن تركها فاكتبوها له حسنة, إنما تركها من جراي)
(و انظر إلى عدالة الوزن في الأحاديث الثلاثة)
و أنا انتظر ردك(/)
مع الله
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:13 م]ـ
°•?مع الله?•°
يصبح القليل كثيرا ,, وقد قالها محمد عليه الصلاة والسلام لصاحبه:
" لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ".
°•?مع لله?•°
يصبح الضعيف قوياوقد قالها نوح عليه السلام:
" فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواإِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ "
O
°•?مع الله?•°
يصبح البعيد قريبا وقد قالهالأوليائه الصابرين:
" أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "
O
°•?مع الله?•°
يصبح الفقير غنيا وقد قال سبحانه:
"إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
O
°•?مع الله?•°
يصبح الفرد أمّه وهكذا وصف عبده وخليله فقال:
"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
O
°•?مع الله?•°
ينال المرء التوفيق والسداد وقد قالها شعيب عليه السلام:
" وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ "
O
°•?مع الله?•°
يزول الغم وينكشف الهم وقد قالها يونس عليه السلام:
" فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
/
فإلى الله ,,, ياعباد الله توبةً إليه ..
وعملاً صالحاً من أجله ..
وتصفية للقلب ليكون محلا لكلامه و ذكره .. وبحثا عن مواطن رضاه وتمسكا بشرعه وعلى سنة خليله صلى الله عليه وسلم ,,,
Oفإن هذا وربي أجمل ما في الكون .. ~
والعلم عند الله جل في علاه
منقول
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 12:37 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... لحن القوافي
موضوع جميل ... جعله الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين
صدقا .... المؤمن يجب أن يكون مع الله في كل أحواله ... لو تسمحين ـ أختي الغالية ـ لي بوضع هذه المشاركة في نافذتك الجميلة ... تناسب موضوعك الرائع
http://img297.imageshack.us/img297/5944/0293.jpg
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 01:52 ص]ـ
عزيزتي زهرة ..
مبادرة دائماً ..
غاليتي افعلي مايحلو لك ..
أسعدني مرورك الرائع ..
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 07:15 ص]ـ
كلمات مفيدة، شكرا لحن القوافي ..
مع الله
هو لك نعم الوكيل.
" إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 10:08 م]ـ
خيراً ما نقلته يا أختاه
ونعمَ بالله
باركك الله ونفع بك
ـ[بل الصدى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:31 م]ـ
بورك هذا النقل
و بوركت الناقلة
" ربِّ ارزقني الأنس بقربك "(/)
ذكاء محام ودهاء قاض ...
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 04:50 م]ـ
عندما كادت هيئة المحكمة تنطق بحكم الإعدام على قاتل زوجته التي لم يعثر على جثتها رغم توافر كل الأدلة التي تدين الزوج ..
وقف محامى الدفاع يتعلق بأيّة قشة لينقذ موكله ..
ثم قال للقاضي:
لتصدر حكماً بالإعدام على قاتل .. لا بد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية ..
والآن .. سيدخل من باب المحكمة .. دليل قوي على براءة موكلي وعلى أن زوجته حية ترزق!! ..
وفتح باب المحكمة
واتجهت أنظار كل من في القاعة إلى الباب ..
وبعد لحظات
7
7
7
7
من الصمت والترقب .. لم يدخل أحد من الباب ..
7
7
وهنا قال المحامى:
الكل كان ينتظر دخول القتيلة!!
وهذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مئة بالمئة بأن موكلي قتل زوجته!!!
7
7
وهنا هاجت القاعة إعجاباً بذكاء المحامى ..
وتداول القضاة الموقف .. و جاء الحكم المفاجأة ..
=
=
حكم بالإعدام لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته!!!
و بعد الحكم تساءل الناس:
كيف يصدر مثل هذا الحكم؟؟؟
7
7
.. فرد القاضي:
ببساطة .. عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل وما زالت حية .. توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها إلا شخصاً واحداً في القاعة!!! إنه الزوج المتهم!!!
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت .. وأن الموتى لا يسيرون ...
ـ[مستريح البال]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 01:35 ص]ـ
شكرا على القصه المميزه
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 05:45 م]ـ
بوركت أيها الزهراني
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 06:12 م]ـ
إن لم يكن المحامي ذكيًا فلا يصلح أن يشغل هذه المهنة
وإن لم يكن القاضي ذا دهاء فينبغي ألا يكون في هذا المنصب
قصة جميلة أخي
سلمت أناملك
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:28 م]ـ
ذكاء مُحامٍ ودهاء قاضٍ ...
.. فرد القاضي:
ببساطة .. عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل وما زالت حية .. توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها إلا شخصاً واحداً في القاعة!!! إنه الزوج المتهم!!!
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت .. وأن الموتى لا يسيرون ...
سبحانه!
يؤتي الحكمةَ من يشاء ..
بورك فيكم.
ـ[نجمة بنيان]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 02:59 ص]ـ
.
تحية طيبة أخي سامي ... ألا ترى أنه يجب تعديل العنوان ليكون هكذا ..
ذكاء محام ودهاء قاض وغباء متهم .... :) وحبل المشنقة قليل على هذا الغباء
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 08:12 م]ـ
قصة جميلة بارك الله لك
ـ[المحاربة الشجاعة]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 09:55 م]ـ
قصة رائعة
شكرا لمجهودك الرائع اخي الفاضل
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[مائى]ــــــــ[18 - 02 - 2010, 01:36 ص]ـ
......... فرد القاضي:
ببساطة .. عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل وما زالت حية .. توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها إلا شخصاً واحداً في القاعة!!! إنه الزوج المتهم!!!
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت .. وأن الموتى لا يسيرون ...
جزاك الله خيرا أبا فراس على هذا النقل الجيد الماتع.
وتاريخنا مليئ بالقضاة متوقدى الذكاء كهذا القاضى.(/)
نزل بساحتكم: أبو المظفر السِّناري. فهل تقبلونه؟!
ـ[أبو المظفر السناري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 07:54 م]ـ
السلام عليكم يا أهل الخير. وبعد:
نزل بواديكم: أبو المظفر السناري. ذلك الفقير الحقير!
فهل تقبلون مثله بينكم يا رعاكم الله؟
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وأخيرا ظفرنا بك.
أهلا وسهلا ومرحبا بالأخ الكريم، سررنا بانضمامك معنا، ونرجو لك طيب المقام، وعظيم الفائدة.
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:36 م]ـ
حيا الله مقدمه، وبارك فيه وله.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:15 م]ـ
السلام عليكم يا أهل الخير. وبعد:
نزل بواديكم: أبو المظفر السناري. ذلك الفقير الحقير!
فهل تقبلون مثله بينكم يا رعاكم الله؟
مرحبا بك سيدي في بيتك الجديد
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:18 م]ـ
حياك الله أخي الكريم في منتداك مفيداً مستفيداً بإذن الله
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:33 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا
حيّاك الله وبياك في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية.
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:33 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:56 م]ـ
نزلت أهلاً وحللت سهلاً
:)
ـ[أبو المظفر السناري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 10:01 م]ـ
أحسن الله إليكم أيها الفضلاء والفُضْليات.
ـ[صديق حسن خان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 02:36 ص]ـ
مرحباً شيخنا الفاضل
يا رعاكم الله
هل يجوز النداء بهذه الصيغة على فعل؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:09 م]ـ
مرحبا بك
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:10 م]ـ
مرحباً شيخنا الفاضل
هل يجوز النداء بهذه الصيغة على فعل؟
لم لا تضع هذا السؤال في منتدى النحو
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 05:32 م]ـ
اهلا بك فى منتدى الفصيح(/)
99% من البرامج الإعلامية المصرية تفتقد المصداقية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 09:14 م]ـ
قد يختلف معى الكثيرون في موقفي هذا من قبل الإعلام المصري وخاصة من خلال برامجه التي تذاع على الفضائيات أمثال (العاشره مساء / 90 دقيقة / القاهرة اليوم) وبرنامج (البيت بيتك) على التليفزيون المصري.
كلما طوعت نفسي وجلست أشاهد مثل هذه المسرحيات الهزلية سرعان ما أصاب بالغثيان ثم أتماسك قليلا رغبة في مرور الوقت بفائدة قد أحصل عليها فما أجد إلا العجز المفضوح من قبل هؤلاء الدعاه لعالم الشو الإعلامي.
فاصل ونواصل
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:11 م]ـ
لله در صبرك
أتستطيع أن تتابع قناة عربية؟
أنا لا أستطيع
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 11:42 م]ـ
أوافقك فلتواصل.
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:34 ص]ـ
انا على شىء من اليقين ان معظم هذه البرامج تنفذ ما وضع لها من اجندة خارجية كانت او داخلية ,وكل هذا داخل تحت مسرحية الكذب المقنن
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:17 م]ـ
لله در صبرك
أتستطيع أن تتابع قناة عربية؟
أنا لا أستطيع
التخصص سيدي فرض نفسه علىّ
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:20 م]ـ
أوافقك فلتواصل.
شكرا لك سيدي أبو ضحى مرورك الكريم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:22 م]ـ
انا على شىء من اليقين ان معظم هذه البرامج تنفذ ما وضع لها من اجندة خارجية كانت او داخلية ,وكل هذا داخل تحت مسرحية الكذب المقنن
مرحبا بدراعمة الفصيح شكرا لك مرورك الكريم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:07 م]ـ
لا توجد برامج إنما إعلانات فيها فواصل قصيرة لما يسمونه برامج
ـ[مُسلم]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 03:23 م]ـ
ذ ُهلتُ عندما رأيتك تكتب 99% .... لأني أعلم علم اليقين أن 100% يفتقدون المصداقية
أين ذهب الـ 1% يا رجل؟
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 05:49 م]ـ
هذه البرامج لا تقدر ان تقدم برامج صادقة
لانها اصلا تعيش فى الوهم والكذب
وما تقدمه الا كفرقعة اعلامية لجذب انتباه المشاهد لقناته الفضائية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:43 م]ـ
لا توجد برامج إنما إعلانات فيها فواصل قصيرة لما يسمونه برامج
نعم سيدي
أنت على الحق ولكن أيضا لاننسى المضمون اليومي لهذه البرامج الغثة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:45 م]ـ
ذ ُهلتُ عندما رأيتك تكتب 99% .... لأني أعلم علم اليقين أن 100% يفتقدون المصداقية
أين ذهب الـ 1% يا رجل؟
سيدي دعني أسيرعلى خط الديمقراطية كما نراها في انتخابات زعماء العرب هذا بالإضافة إلى أنهم يقولون التعميم من التعميه
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:50 م]ـ
هذه البرامج لا تقدر ان تقدم برامج صادقة
لانها اصلا تعيش فى الوهم والكذب
وما تقدمه الا كفرقعة اعلامية لجذب انتباه المشاهد لقناته الفضائية
هذا صحيح سيدتي
فهذه البرامج بالفعل تفتقر الكثير من المصداقية والشفافية فهم يضحكون على أنفسهم ويظنون أن المشاهد ضعيف البصيرة فنراهم يستخدمون بعض المظاهر الكذابة لترويج لغة الحوار المبنية على حرية الرأي و التعبير فمثلا:
1 - نجدهم يستخدمون مشاركة الجمهور عبر الهاتف وهذه حيلة كبيرة ومشاركة الجمهور عبر الإيميلات
فاصل ونواصل
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 04:43 م]ـ
اخي الكريم ان النقد لوحده لايجدي فلا بد من اعلام اسلامي اقوى من مهاتراتهم يشبع رغبة المشاهدين ........... فلنسعى لذلك
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 06:19 م]ـ
اخي الكريم ان النقد لوحده لايجدي فلا بد من اعلام اسلامي اقوى من مهاتراتهم يشبع رغبة المشاهدين ........... فلنسعى لذلك
شكرا لك سيدي مرورك الكريم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 06:25 م]ـ
لاحظت أيضا في مثل هذه البرامج أن من يقوم بتقديمها لا يتحدث إلا بالعامية الدارجة هربا من الأخطاء النحوية و اللغوية ويظهر عجزهم هذا عندما يتعرض المذيع أو المذيعة بقراءة جواب ما فتتشاكل عليهم الأمور ويظهر الخلط و الضعف النحوي و اللغوي وتظهر علامات القصور في مخارج الحروف هذا بالإضافة إليهم نجد عددا كبيرا من المراسلين و الذين يقومون بتغطية الأحداث لهذه البرامج أكثر قبحا في تعلمهم للغة العربية فأكثرهم لا يعرف شيئا عن اللغة العربية غير أن الفصحى هى مجموعة من الأفلام الشهيرة (عنترة - الشيماء - جهاد وسلامه).
فاصل ونواصل
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 01:12 م]ـ
من الأمور التي تجعلنا أيضا أحكم على هذه البرامج بعدم المصداقية أنهم يأتون بممثلين وممثلات لا يجيدون فن التمثيل فمن أكثر المشاهد الهزلية في مثل هذه البرامج نجدهم يتحدثون عن الفقر و المجاعة و كأنهم بهذا يفضحون الحكومة ويساندون رجل الشارع المصري وأنهم غيرون على كرامته التي تهان بين الحين والاخر والواحد منهم لم يذق طعم الحرمان فكلهم من خريجي المدارس و الجامعات الأجنبية بأشكالها المتعددة والمتنوعة والواحد منهم يسكن في شقة فاخرة ولديه عربية فاهرة ويمتلك الكثير و الكثير من المشاريع العملاقة
فاصل ونواصل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 08:42 م]ـ
نماذج تطبيقية أكثر
من المشاهد الهزلية أيضا عندما تجد المذيع يتحدث بحرقة عن موضوع ما يمس العدل و المساواة فمثلا نجدهم يناشدون بالقضاء على ((الوسطة)) في كسب العمل وسبحان الله - أنسى الواحد منهم أنه ابن فلان وابن فلانه فلا يعتقد المشاهد أن هذا المذيع قد وقع عليه الاختيار للعمل كإعلامي دون اللجوء إلى الوسطة أتحداهم
فمثلا:
1 - معتز الدمرداش ـــــــــ ابن السيدة الفاضلة / كريمة مختار
ابن السيد الفاضل / نور الدمرداش
2 - عمرو الليثي ـــــــــ ابن السيد الفاضل / ممدوح الليثي
3 - عمرو أديب ــــــــــ ابن السيد الفاضل الكاتب / عبد الحي أديب
4 - حنان مفيد فوزي ـــــــ ابنة / مفيد فوزي
5 - تامر أمين ــــــــ ابن السيد الفاضل المذيع / أمين بسيوني
فاصل ونواصل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:16 م]ـ
غير أن الفصحى هى مجموعة من الأفلام الشهيرة (عنترة - الشيماء - جهاد وسلامه).
أين اللغة الفصيحة في هذه الأفلام!!؟
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:24 م]ـ
أين اللغة الفصيحة في هذه الأفلام!!؟
أقصد بهذا سيدي أنه عندما تتحدث إليهم بالفصحى يتبادر إلى أذهانهم مثل هذه الأفلام فلا علاقة لهم باللغة الفصحى التي هى وعاء فكر أمتنا إلا بهذه الافلام وهذه الشخصيات.
دمت بخير
ـ[رحمة]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:58 م]ـ
أين اللغة الفصيحة في هذه الأفلام!!؟
نعم أستاذي لا نستطيع تسميتها لغة عربية و لا تقرب لها حتى
سامحهم الله في رأيي يشوهون لغتنا الجميلة و يسيؤا لها بهذه الأفلام
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:54 م]ـ
كنت أتحدث مع صديق لي (علي) عن مدى رؤيته لمثل هذه البرامج فقال لي أنت تبالغ لأن هذه البرامج تكاد تكون مصباحا للمعرفة اليومية بالإضافة إلى أنها تطرح المشاكل الاجتماعية وتساعد على حلها.
فاصل ونواصل(/)
من حوار الحضارات!
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 05:46 م]ـ
من ملامح حوار الحضارات من أحد البرامج الحوارية الشهيرة على فضائية الجزيرة، وهو يفتقد في أغلب حلقاته للموضوعية، فليس ثم إلا تحريش وتهييج على طريقة مناقرة الديوك، ولكنه في هذه الحلقة وافق قدرا كبيرا من الموضوعية لاستضافته طرفا فاضلا ملما بأبعاد هذا الكمين المدبر للمسلمين، في مقابل طرف دعائي يردد بعض العبارات الصحفية الرتيبة في برود وسماجة فضلا عن انحرافه العقدي:
من ملامحه:
تجاوز السنن الربانية: لا سيما سنة التدافع بين الحق والباطل، فلو هادن أهل الحق لاستطال أهل الباطل، كما هو الحال في واقعنا المؤلم فيصير حوار الحضارات تسويقا لثقافة الغالب في أوساط المغلوبين المغرمين بتقليد الغالب، كما اطرد من سلوك الجماعات والأفراد المقهورة، فالضعيف مغرم بتقليد الغالب، كما قرر ذلك ابن خلدون، رحمه الله، وفي سبيل ذلك تختلق الضحية للجاني الأعذار!، فهي ملكية أكثر من الملك، وهي بتبريراتها وأعذارها الباردة وحججها المتهافتة تمهد الطريق لطلائع الغزو الفكري والعسكري، فيصير كل مقاوم له، ولو برسم الوطنية: إرهابيا، فكيف بمن أدرك حقيقة الصراع، فنازلهم برسم الانتصار لدين الإسلام: دين الرسل والأنبياء عليهم السلام؟!. فحوار الحضارات في حقيقته: نزع لعقيدة الولاء والبراء من قلوب الموحدين، ونزع لأظفار المقاومين لجحافل عباد الصليب التي زحفت في العقد الأخير على كثير من بلاد المسلمين، ومصادرة لأفكار وكتابات المنتصرين لهذه الملة التوحيدية بصحيح المنقولات النبوية وصريح الأقيسة العقلية، فهو إزالة لكل عوائق تمدد الكفر في أرض الإسلام، تحت عباءة: الحوار والموضوعية، فالمسلم إذا رأى اعتراف المنهزمين بدين أولئك على حد التحريف الواقع فيه الآن، لا على حد الصحة الذي نزل بها ابتداء على قلوب الرسل السابقين، عليهم السلام، أغراه ذلك بالدخول في دينهم، لا سيما مع كثرة المغريات المادية فأموالهم تسيل لعاب كثير من فقراء المسلمين ممن رق حالهم ورق دينهم قبل ذلك، والفقر سلاح ماض من أسلحة التنصير في بلاد المسلمين الآن سواء أكان ممولا من الخارج، أم من الداخل، كما هو واقع الآن في مصر من استطالة النصارى على المسلمين بالطعن في دينهم واصطياد سفهائهم بمغريات مادية رخيصة تشي بخسة الداعي والمدعو، إذ لم يجد كلاهما عقدا يرتضيانه إلا عقد: بكم تبيع دينك؟!، وقاتل الله الفقر، وقاتل الجهل وقلة التقوى قبله، فإنه لا يتمكن من القلب إلا بمعونتهما.
فدور المبرر المنافح عنهم الذي يغض الطرف عن جرائمهم يشبه إلى حد كبير دور المستشرقين الذين مهدوا الطريق بدراساتهم الشرقية للمحتل الأجنبي، فضلا عن اتشاحهم برداء الموضوعية المهلهل الذي يخفي وراءه: حقدا صليبيا متوارثا من لدن ظهر الإسلام الذي فضح تحريفهم لدين الكليم والمسيح عليهما السلام إلى ظهور الدين الحق بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ، كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن ملامحه أيضا:
الحب المزعوم بين أجناس البشر على حد تنصهر فيه المعتقدات في بوتقة الدين الإنساني الواحد: دين ابن عربي صاحب نظرية وحدة الأديان فرعا عن وحدة الأعيان!، فالإله الحق هو كل معبود ولو كانت عينه نجسة، بل لو لم يدع أحد ألوهيته فهو إله لمجرد أنه موجود، فمقالتهم وإن لم تكن على ذات الحد من الفحش إلا أنها فرع عن مقالته، فالتوحيد في رسالات محمد الأمين وموسى الكليم وعيسى المسيح عليهم الصلاة والسلام واحد لا يقبل التعدد: فالله، عز وجل، واحد في ذاته القدسية، أحد في أوصافه العلية، ليس له ند أو نظير، فلا يفتقر إلى شريك أو ظهير، وليس له صاحبة أو ولد، إذ هو الغني على حد الإطلاق، فلا يعتريه ما يعتري البشر من أوصاف النقص، فيفتقر الجائع إلى الطعام، ويفتقر الظامئ إلى الشراب، ويفتقر العاري إلى اللباس، ويفتقر الأب إلى ابنه ليبقى ذكره، وتلك معان لا يصح نقلا أو عقلا تصورها في حق الباري، عز وجل،، وإن جاز افتراضها جدلا، فلكل عقل يفترض ما شاءه، ولا أدل على تلك الطلاقة الافتراضية من مقالة الملة النصرانية
(يُتْبَعُ)
(/)
التي جاءت بالمحال الذاتي، وأجبرت العقل البشري على اعتناقه قهرا فهو مغيب عن الوعي بتأثير مخدر: الإيمان المطلق ولو بالمحال الذي لا تقره النبوات فالإيمان فوق المناقشة ولا يكون المؤمن مؤمنا إلا إذا غيب عقله فصدق أوهاما تمجها عقول القصر من الأطفال فضلا عن عقول البالغين الأسوياء، ثم هي بعد ذلك ترمي المخالف بالتعصب وضيق الأفق وإهمال العقل البشري وازدرائه، على حد: رمتني بدائها وانسلت!.
والتوحيد عندهم: يقبل التعدد فهو توحيد عالمي! تشمل عباءته كل منتحل لأي دين، فكل الطرق تؤدي إلى روما!.
والحوار يتجاوز الكليات من العقائد والشرائع إلى أخلاق التسامح البارد الذي يصل إلى حد التسيب والميوعة، فليس تسامحا على حد التعايش في أمور الحياة التي يشترك فيها البشر من بيع وشراء وعلاج وتعليم للصنائع الدنيوية .......... إلخ، وإنما هو تسامح على حد إقرار الباطل والاحتفاء به والارتماء في أحضانه في حرارة تقابل ببرود، إذ ليس لك مكان في صفهم أو مكانة في قلوبهم إلا على حد قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فذلك الشرط الذي يقع به المشروط الذي يبغيه المنهزمون من القاعدين على كراسي مؤتمرات الحوار الوثيرة!، وبقدر تنازلك عن ثوابنك، بل طعنك بنفسك فيها، على حد ما ظهر في أزمنة الضعف الأخيرة من كتابات وتصريحات المرتدين صراحة أو تلميحا، بقدر ذلك يكون احتفاؤهم بك، ونشرهم لكتاباتك المضللة، وإغداقهم عليك بأموالهم الوفيرة، فتلك معادلة مطردة بمقتضى عموم ألفاظ الكتاب العزيز فلا تقبل التخصيص بزمان دون آخر تحكما محضا لا دليل عليه، بل يهود ونصارى زمان النبوة أحسن حالا بكثير من يهود ونصارى زماننا، فعموم الآية في زماننا ثابت من باب أولى.
ولا مانع أثناء هذا الحوار من إلقاء عبارات المجاملة الباردة التي تخفي وراءها أغراضا فاسدة، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل عظيم ولكنه ليس نبيا يوحى إليه، والقرآن: كتاب عظيم، ولكنه ليس وحيا، والإسلام: نظام اجتماعي راق، ولكنه ليس دينا من السماء نازل، فهذا أقصى طموح المتخاذلين من المسلمين المشاركين في تلك المؤتمرات الهزلية فغايتهم أن يبحثوا عن عبارة مدح في كلام المستشرقين، ولو كانت عند التحقيق، ذما مبطنا، أو يحظوا بنوع اعتراف بالإسلام يسوي بينه وبين البوذية أو الهندوسية أو أي ديانة أرضية، وذلك سقف الطموح في زمان انحسار الملة الحنيفية!: كلمة ثناء من جهال متعصبين وصل الجهل بأحدهم إلى عدم معرفة مكان دفن جثمان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أن المفترض فيه أنه متخصص في الدراسات الإسلامية!.
والطرفان لا يحظيان بنفس القدر من الإمكانيات كما يقول ذلك الفاضل الذي تبنى وجهة النظر الإسلامية في ذلك البرنامج:
فالطرف المسلم معترف سلفا برسالتي: الكليم والمسيح عليهما السلام، فيستغل الطرف الآخر ذلك الاعتراف ليعممه على ما نراه الآن من بقايا وحي قد اندرست معالمه تحت أقدام الأحبار والرهبان الذين صيروا جوهره التوحيدي النقي: عين الشرك بل عين المحال وفق ما أملته عليهم الأهواء النفسانية ولا زال التعديل بالحذف والإضافة ساري المفعول إلى يوم الناس هذا!.
والطرف المسلم غير مدعوم بحكومات متدينة أو مؤسسات متخصصة أو حتى مجتمعات ملتزمة بأحكام الشرع، بل إنه مدفوع أحيانا إلى تلك المؤامرات بوحي من حكومات علمانية ليس لديها من هامش المناورة السياسية أو القوة العسكرية ما يمكنها من عصيان الأوامر الصادرة من مراكز صنع القرار في واشنطن ولندن وباريس!.
والطرف النصراتي مدعوم بمنجزات المدنية الأوروبية الحديثة التي يتم تسويقها في خلط متعمد على أنها حضارة إنسانية متكاملة، فالإنسان هو القميص الذي يرتديه فيبلى، والحذاء الذي يلبسه ليطأ به الأذى والطعام الذي يأكله ليصير إلى ما قد علم، والسيارة التي تقله، والصاروخ الذي يوجهه، والإنترنت الذي يستعمله ............. إلخ، ولو كان ملحدا بلا دين، أو إباحيا بلا أخلاق، فالحضارة كتل حديدية محضة ولو كان مالكها والمتصرف فيها بلا دين أو أخلاق، ومشكلات أوروبا الدينية والأخلاقية المعاصرة خير شاهد على فشل المدنية في إسعاد الإنسان، وإن نجحت في
(يُتْبَعُ)
(/)
ضمان سيطرته على الآخرين بسيف القهر والإجبار.
وتلك المنجزات عند التحقيق: لباس زور ترتديه النصرانية لتستر سوآتها الفكرية، فإن أوروبا لم تنهض تلك النهضة المدنية إلا بعد نبذ تعاليم ومقررات الكنيسة البالية التي صادرت بها كل فكر حر، ولو كان تجريبيا لا دخل له في تعاليم اللاهوت فهي التي أحرقت كتاب "كوبرنيق" عن حركات الأجرام السماوية لأنه أتى بتصور يخالف تصور الكنبسة مع أن البحث: علمي تجريبي للعقل فيه دور، إذ لو كان ذلك المسطور في أناجيلهم حقا لصدقه العقل الصريح، فإن العقل الصريح لا يناقض النقل الصحيح، بل يناقض النقل المبدل الذي نالته أيدي الأحبار والرهبان بالكتمان والتحريف، فكان رد فعل الكنيسة قاسيا لئلا نتهار سيادتها تحت وطأة ضربات الحركات الإصطلاحية والعلمية الحرة التي تأثرت بالعقل المسلم في مدارس الأندلس، بل تلقت عنه العلوم التي نقضت بها مقررات الكنيسة، وذلك مما يعترف به أي دارس منصف للتاريخ وهو منطوق لسان كثير من الغربيين المعاصرين.
ولم تكتف الكنيسة بحرق الأفكار بل تعده إلى حرق الأجساد كما وقع لـ: "برونو" الذي انتصر لنظرية كوبرنيق، ولاقى جاليليو بعده ما لاقى من اضطهاد الكنيسة.
يقول صاحب رسالة "العلمانية: نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة"، حفظه الله وسدده وأتم شفاءه، يقول في معرض بيان تلك المأساة الفكرية في ص150_153:
"إن النظرية التي هوت الكنيسة لأول مرة هي نظرية كوبرنيق (1543) الفلكية، فقبل هذه النظرية كانت الكنيسة المصدر الوحيد للمعرفة وكانت فلسفتها تعتنق نظرية بطليموس التي تجعل الأرض مركز الكون وتقول بأن الأجرام السماوية كافة تدور حولها.
فلما ظهر كوبرنيق بنظريته القائلة بعكس ذلك كان جديراً بأن يقع في قبضة محكمة التفتيش، ولم ينج من ذلك لأنه كان قسيساً، بل لأن المنية أدركته بعد طبع كتابه بقليل.
فلم تعط المحكمة فرصة لعقوبته، إلا أن الكنيسة حرمت كتابه "حركات الأجرام السماوية" ومنعت تداوله وقالت بأن ما فيه هو وساوس شيطانية مغايرة لروح الإنجيل.
وظنت أن أمر هذه النظرية قد انتهى، ولكن رجلاً آخر هو "جردانو برونو" بعث النظرية بعد وفاة صاحبها فقبضت عليه محكمة التفتيش وزجت به في السجن ست سنوات فلما أصر على رأيه أحرقته سنة 1600م وذرت رماده في الهواء وجعلته عبرة لمن اعتبر!.
وبعد موته ببضع سنوات كان "جاليلو" قد توصل إلى صنع المرقب "التلسكوب" فأيد تجريبياً ما نادى به أسلافه نظرياً فكان ذلك مبرراً للقبض عليه ومحاكمته و: "قضى عليه سبعة من الكرادلة بالسجن مدة من الزمان وأمر بتلاوة مزامير الندم السبعة مرة كل أسبوع طوال ثلاث سنوات"، ولما خشي على حياته أن تنتهي بالطريق التي انتهى بها برونو أعلن ارتداده عن رأيه وهو راكع على قدميه أمام رئيس المحكمة قائلاً:
"أنا جاليلو وقد بلغت السبعين من عمري سجين راكع أمام فخامتك، والكتب المقدس أمامي ألمسه بيدي، أرفض وألعن وأحتقر القول الإلحادي الخاطئ بدوران الأرض"!، وتعهد مع هذا بتبليغ المحكمة عن كل ملحد يوسوس له الشيطان بتأييد هذا الزعم المضلل.
هؤلاء هم زعماء النظرية وهذا هو موقف الكنيسة منهم وليس غريباً أن تضطهدهم وتحارب أفكارهم، فإن أفكارها لا تعيش إلا في الظلام، وهي لم تستعبد الناس بالحق، بل الخرافة .. ولكن الغريب هو أدلتها الدينية التي ساقتها لتكذيب النظرية – وما كان ليضير الدين في شيء أن تصدق أو تكذب.
قالت الكنيسة: إن الأرض يجب أن تكون مركز الكون الثابت لأن الأقنوم الثاني – المسيح – تجسد فيها، وعليها تمت عملية الخلاص والفداء، وفوقها يتناول العشاء الرباني، كما أن التوراة تقول: "الأرض قائمة إلى الأبد والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق " أما كروية الأرض وسكنى جانبها الآخر فنفتها الكنيسة بحجة أن: "من خطل الرأي أن يعتقد الإنسان بوجود أناس تعلو مواطئ أقدامهم على رؤوسهم وبوجود نباتات وأشجار تنمو ضاربة إلى أسفل، وقالت أنه لو صح هذا الزعم لوجب أن يمضي المسيح إلى سكان الوجه الآخر من الأرض ويموت مصلوباً هناك من أجل خلاصهم"!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك، فلم يكد القرن السابع عشر يستهل حتى كان لنظرية كوبرنيق وما أضاف إليها برونو وجاليلو آثار واسعة، ظلت راسخة في الفلسفة الأوروبية عامة، فقد أفقدت الكثيرين ثقتهم في الكنيسة وأدت إلى التشكيك في سلامة معلوماتها، وهو أثر له أهميته القصوى، كما أنها أعطت الأولوية للتجربة والبحث العقلي في الوصول إلى الحقائق. وإضافة إلى ذلك قدمت إيحاءات فلسفية جديدة، فقد هزت فكرة الثبات المطلق التي كانت مسيطرة على العقلية الأوربية وحطت كذلك من قيمة الإنسان ومكانته في الوجود – أو هكذا تخيل الناس آنذاك -.
وفي القرن السابع عشر تبلور النزاع واتخذ شكلاً جديداً: فقد أصبح النزاع بين مرقب جاليلو وحجج الكنيسة الواهية نزاعاً بين النص الذي تعتمد عليه أدلتها وبين العقل والنظر الذي استند إليه أصحاب النظريات الجديدة.
وثار العلماء ودعاة التجديد مطالبين بتقديس العقل واستقلاله بالمعرفة بعيدا عن الوحي، ولم يجرؤ دعاة المذهب العقلي أول الأمر على إنكار الوحي بالكلية، بل جعلوا لكل من الطرفين دائرة خاصة يعمل فيها مستقلاً عن الآخر". اهـ
أي أنها باختصار: كانت طلائع ثورة إلحادية عارمة اجتاحت أوروبا بعد ذلك، فكفرت بلسان الحال، بل بلسان مقال كثير من مفكريها ومنظريها، بمقررات الكنيسة، وآمنت بالعقل إيمانا مطلقا، فقابلت غلو الكنيسة في إهمال العقل بغلو مضاد في تقديسه وجعله مصدر الوحي:
الديني فكفرت بالله، عز وجل، بل أنكرت وجوده في كثير من الأحيان لأن عقولها، بزعم أصحابها من الزمنى أصحاب العاهات الفكرية، لا تدل عليه.
والتشريعي، فحللت ما شاءت ولو أجمعت العقول والفطر على قبحه ولا أدل على ذلك جماعات الشواذ التي صارت في السنوات الأخيرة: جماعات ضغط يخطب ودها ساسة الغرب حتى صرح أوباما أخيرا في أحد مؤتمراتهم بأنه يسعى جاهدا إلى إلغاء القانون الذي يمنع الشواذ في الجيش الأمريكي من الاستعلان بشذوذهم، فهو لا يمنع التحاقهم بالجيش ابتداء، ولكنه فقط: يمنع ممارستهم الشذوذ علنا في قواعده وثكناته!، وحرمت ما شاءت ولو كان جاريا على مقتضى الشرائع والأعراف المعتبرة.
والسياسي فلعبة السياسة تدار بقواعد أرضية محضة أعطت المجتمعات حق السيادة المطلقة في تشريع وسن ما شاءت من القوانين تحت قباب البرلمانات ولو كانت على خلاف ما قررته النبوات، إذ لا معرفة لهم بها أصلا.
والاقتصادي والعسكري ................... إلخ.
ومع ذلك انتحلت النصرانية تلك المنجزات لتخدع بها السذج من أبناء الأمم الأخرى، فهي: منجزات نصرانية، وهي عند التحقيق: منجزات العلمانية المادية الملحدة التي نجحت فيما فشلت فيه الكنيسة من اكنشاف سنن الكون وتوظيفها لخدمة الأبدان، وإن فشل كلاهما في التزام سنن الشرع، فلم يقدما للأرواح أي غذاء نافع فمن أوهام التثليث إلى ضياع الإلحاد.
واغتر من اغتر من جهلة المسلمين بتلك الدعاية، وقويت عنده الشبهة بما كان ولا زال العالم الإسلامي يعاني منه من تخلف مدني، فأمريكا وأوروبا قد غزت الفضاء، ونحن نركب قطارات تأنف البهائم في أوروبا من ركوبها فضلا عن الآدميين، فضلا عن طعامنا الذي تأنف ذات البهائم من تناوله، ومياه المجاري التي نشربها وهي لا تصلح حتى لري الأرض الصماء البكماء!، فقياس العقل في غياب الشرع يقول: من يمتلك أدوات المدنية ولو كان على خلاف الطريقة الشرعية فهو الأولى بالاتباع، فمنهجه قد حقق له السيادة، فإذا سرنا على دربه سدنا مثله، وقد سرنا فعلا عن دربه، فاستولى العلمانيون على مراكز صنع القرار في العالم الإسلامي، ومع ذلك لم نغز الفضاء غزوهم، بل لا زلنا نتسول طعامنا من موائدهم، وإن شئت الدقة فقل من: فتات موائدهم، فتلك أبرز منجزات العلمانية التي تلقي باللائمة دوما على الأصولية الإسلامية!، فهي سبب كل بلية!.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد أن كل تلك الضجة الإعلامية: ليس للنصرانية منها، عند النظر والتأمل، نصيب، بل هي غنائم انتزعها العقل من الكنيسة بعد معارك ضارية أريقت فيها دماء كثير من رواد العلمانية أو حتى التجريبية، وإن كانوا مؤمنين بمقررات الكنيسة، فادعاء النصرانية أنها صاحبة الفضل في هذه الريادة المدنية، مع ما يكتنفها من انهيار روحي وأخلاقي، ذلك الادعاء: كذب وتحكم محض لا يستند إلى أي دليل، بل الواقع شاهد بضده، فحيث كانت الكنيسة قوية، كان الظلام الروحي والعقلي دامسا، فهي، كما تقدم، تجبر العقل الصريح على التصديق بالمحال الذاتي، فكيف تزكي العقل، ولو في الميدان التجريبي، وتبدد ظلمته، فضلا عن فشلها الذريع في تزكية الأرواح فتلك مهمة الأديان الرئيسة، وروح الأوروبي التي تصرخ الآن وتراجع فطرتها الأولى برجوع كثير منهم إلى دين الفطرة رغم التشويه والتزييف المستمر مع ما تحقق لبدنه من متاع حسي، روح ذلك التعس خير شاهد على بطلان دين النصارى المبدل بعد رفع المسيح عليه السلام.
وقد كانت تلك المعارك الفكرية الضارية دائرة في أوروبا في وقت كان فيه علماء المسلمين قبل ذلك بعشرات بل مئات السنين يقررون الحقائق الكونية من كروية الأرض ودورانها حول نفسها ودورانها حول الشمس ............. إلخ، وكانت ولا زالت نتائج بحوثهم تواطئ ما جاء به الوحي الصحيح، إذ لا تعارض، كما تقدم، بين الوحي الصحيح والعقل الصريح.
وحوار الحضارات، عند التأمل، من جنس حوار المذاهب في الملة الواحدة، وبعض المستغربين يروج لفكرة نجاح الحوار بين الطوائف المسيحية في إزالة ما بينها من الخلافات التي كانت باكورتها: تكفير مجمع نيقية لكل من خالف عقيدة الإمبراطور قسطنطين الملكانية أو الكاثوليكية التي تدين بها أوروبا الغربية الآن، ومقر كنيستها في روما، وهي التي فرضت بحد سيف الإمبراطور القاهر، فلم يجمع عليها أكثر المتآمرين، بل كانوا أقلية، لو سلم جدلا بأن الدين يكون بالاقتراع!، وتلا ذلك الصراع المحموم بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية، وكانت دول كمصر ساحات لذلك الصراع الذي تميز بإقصاء وإفناء المخالف، فلم ينقذ نصارى مصر من الفناء، لو تأمل منصف له أدنى مسكة من عقل في زمن عزت فيه العقول وقلت فيه الفهوم، لم ينقذهم إلا الفتح الإسلامي الذي أعطاهم حرية المعتقد في إطار ما قرره الشرع، فلم تكن حرية كحرية زماننا التي بلغت حد التسيب والميوعة حتى استطالت الأقلية على الأكثرية بدعم من جهات خارجية معنية بعدم استقرار مصر، ولو استمر الكاثوليك في حكم مصر لقضوا، والله أعلم، على مذهب الأرثوذكس، وذلك من الملامح الأصيلة والنتائج الباهرة للحوار الفكري بين طوائف النصارى!، وليس الأمر تاريخا مسطورا، بل هو حاضر موجود، والخلافات الدينية الكبيرة في إيرلندة الشمالية بين البروتستانت والكاثوليك وما صاحبها من تفجيرات واشتباكات مستمرة، والصراع بين الكروات الكاثوليك والصرب الأرثوذكس في البلقان وقد قاربت شراسته الصراع بين النصارى والمسلمين في تلك الحلبة المشتعلة دوما، وأخيرا خشية الكنيسة المصرية من التمدد البروتستانتي في أوساط نصارى مصر، وما يدور من مناوشات على خلفية ذلك التبشير في أوساط النصارى!، وغزو الإنجيليين لمصر وهم فرع عن شجرة خبيثة زرعها اليهود في أمريكا فامتطوا ظهور الإنجيليين ليحظوا بالدعم المطلق لكيانهم في أرض النبوات فلن ينزل المسيح عليه السلام إلا بتمكين يهود من أرض الميعاد وإراقة دماء مخالفيهم من الأمميين الوثنيين المعروفين باسم: "المسلمين"! والانشقاق المستمر في الكنيسة النصرانية مع ما يصاحب ذلك من تكفير وإقصاء على غرار كنيسة "مكسيموس" الوليدة في مصر والتي فر مؤسسها إلى أمريكا هربا من بطش الكنيسة!، وهي انشطارات تحاكي الانشطارات النووية في تعددها وسرعتها مع ضياع مقالة الحق في هذا الخضم من المقالات، كل ذلك مئنة من نجاح ذلك الحوار المزعوم بين طوائف النصارى، فالقوم قد فشلوا في حل خلافاتهم بالطرق السلمية فكيف يرجو مسلم بل عاقل حل خلافات المسلمين معهم على موائد حوار الأديان الذي هو في حقيقته: تعليمات من جهات عليا بنشر ثقافة الميوعة والتخاذل بين أوساط المسلمين تحت شعار التسامح ليلقي كل مجاهد في
(يُتْبَعُ)
(/)
سبيل هذا الدين بسلاحه، سواء أكان سلاحا معنويا بحجة أم برهان، أو سلاحا ماديا بسيف أو سنان.
وفي دائرة أهل القبلة الإسلامية يمكن إلحاق مؤتمرات التخريب المعروفة زورا باسم: "التقريب بين المذاهب" بهذا الصنف من الحوارات الناجحة، ولعل ما حدث أخيرا في العراق من تنكيل بأهل السنة خير شاهد على نجاح ذلك التخريب لعقائد أهل السنة!.
وسنة الله، عز وجل، في خلقه، بوقوع التدافع، جارية لا محالة، ولو أبى الكفار الأصليون ومن سايرهم في حواراتهم الهابطة.
والحوار في ديننا: حوار الأقوياء الذين استعلوا بدينهم، لا حوار الضعفاء المنهزمين الذين أعطوا الدنية في دينهم، فهو حوار:
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ).
و: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، فلا بد أن تقع المفاصلة بخلاف ما نراه اليوم من المعانقة وكأن الخلاف في مسألة فرعية يسوغ الخلاف فيها فلا يضلل فيها المخالف فضلا عن أن يكفر!.
و: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
فالظالم منهم لا يرده إلا حد السيف، فمن سأل مسترشدا أرشد، ومن سأل معتقد صادقا جودل عله يرجع عن معتقده الباطل فإن أبى فلنا ديننا وله دينه فهو عندنا كافر أصلي ونحن عنده على ذات الحد فليس في الأمر تعصب إذ نفي التكفير المتبادل نفي لصحة ما يعتقده كل طرف بغض النظر هل هو صحيح في نفس الأمر أو لا ولو أزال المسلمون نصوص التكفير ونصوص الولاء والبراء من كتبهم فلن يزيل القوم ذلك من كتبهم وعقول أبنائهم الذين يتشربون العقائد الأصولية في الكنائس أو العقائد الإلحادية في المعاهد وكلاهما على ذات الحد من العداء للإسلام وأهله، ومن سأل متعنتا مشككا مثيرا للشبهة زجر بالحجة الدامغة، ومن حمل السلاح غازيا لأرض المسلمين أو صادا لدعوتهم أن تبلغ سائر الأمم قوتل، ولا يكون ذلك إلا في أزمنة القوة التي يشرع فيها جهاد الطلب، فلكل مقام مقال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل مهاجر
حوار الحضارات هو أبرز التحولات الفكرية في العالم الإسلامي في هذا الزمن وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85 وفي هذه الآية الكريمة حاجز لنا عن حوار الحضارات الذي لابد فيه من تقديم التنازلات حتى يصل المتحاورون إلى أرضية مشتركة فليت شعري عن أي ثابت سيتنازل المسلمون وهو كما ذكرت سيف قد سل وصار يضرب به أهل المذاهب كما يضرب به اليهود والنصارى والمضروب المطعون معروف.(/)
لمن أراد الخير ..
ـ[بنت_ الفصيح_]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منتدى الفصيح يجمع محبي اللغة العربية من كل مكان لذلك أردت أن أخبركم بمشروع بلغني الإسلام ..
إذا كان لديك من ترغب في دعوته للإسلام حتى وإن لم تعرف لغته فقط
تواصل مع جوال بلغني الاسلام ..
فقط أرسل رسالة تحتوي على:
الاسم
رقم الجوال
الديانة
الجنسية
اللغه
على هذا الرقم
(0555988899)
والله ينفع بكم ويرزقكم إخلاص النية والأجر ..
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 09:00 م]ـ
في ميزان حسناتكم إن شاء الله
مشروع يفتح أبواب الخير، ويهدي القلوب.
سنبادر بإذن الله ..
ـ[بنت_ الفصيح_]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا وشكرا لك ..
رزقكم الله إخلاص النية لوجهه الكريم ..(/)
الإنسان دائما يضع لنفسه عواقب!!
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 09:49 م]ـ
الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ماهو أبسط
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر
محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعة
هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده
ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح
ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له:
أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجو
هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة
إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج
وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا
مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور
بعد أن فكوا سلاسله
وبدأت المحاولات وبدأ يفتش في الجناح
الذي سجن فيه والذي يحتوي على عده غرف وزوايا
ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة
مغطاة بسجادة بالية على الأرض
وما أن فتحها حتى وجدها تؤدّي إلى سلّم
ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج أخر يصعد مرة أخرى
وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي
مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية
في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها
عاد أدراجه حزينا منهكا
و لكنه واثق أن الامبراطور لايخدعه
وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك
ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر
الذي يضع عليه قدمه يتزحزح
فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه
وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا ضيّقا
لايكاد يتسع للزحف، فبدأ يزحف
الى ان بدأ يسمع صوت خرير مياه
وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر
لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد
أمكنه أن يرى النهر من خلالها
عاد يختبر كل حجر وبقعة في السجن
ربما كان فيه مفتاح حجرآخر
لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى، والليل يمضي
واستمر يحاول ويفتش، وفي كل مرة يكتشف أملا جديدا
فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية
ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها
ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات
وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك
وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر
لكنها في النهاية تبوء بالفشل
وأخيرا انقضت ليلة السجين كلها
ولاحت له الشمس من خلال النافذة
ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب
ويقول له: أراك لازلت هنا!!
قال السجين: كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور
قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقا
سأله السجين: لم اترك بقعة في الجناح
لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي قلت لي!!
قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق!!
الفائدة:
الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب
ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها
وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئا في حياته
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:16 م]ـ
سبحان الله هذه هي الطبيعة الإنسانية نحن كهذا كما يقولون لا نرى السهل و لكن نصعب الأمور على أنفسنا
جزاك الله أخيراً أختي قصة ممتعة و جميلة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:26 م]ـ
الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب
تقصدين عقبات؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:06 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
جزاك الله خيرا ... موضوع جميل ... وقصة مثيرة .... ورسالة مؤثرة.
(غير فكرك .... تتغير حياتك)
بوركت ِ أخية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:34 م]ـ
سيدتي ترانيم الحصاد
قصة مثيرة بالفعل ورسالتها بسيطة لمفهوم عام شكرا لك سيدتي وأتمنى المزيد
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 07:06 م]ـ
بوركتم جميعاً نعم أقصد عقبات ولعل القلم انزلق.
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 07:40 م]ـ
التفكير الهادئ والمنظم يقرب الوصول للهدف(/)
دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:57 م]ـ
دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم لا لهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وتبعه واستن بهداه إلى يوم الدين , ثم أما بعد ..
خرج علينا من يشكك في خلق الحبيب محتجا بأحاديث صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم
يدعي من أراد التشكيك في الإسلام أنها إساءة!!
بيد أن من أمعن فيها ونظر وتفكر فسيعلم أن هذا من كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم
ورحمته بأمته عليه الصلاة والسلام
ومما يتغنى به هؤلاء: -
1 - قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " كف عليك هذا فقال معاذ: يا نبي الله وإنا لموآخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
2 - وحديث: " تُنكح المرأة لمالها وحسبها، عليك بذات الدِّين تَرِبَت يَداك "
وذا بيانه من وجهين: -
الأول: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي؟ أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، و أغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه يوم القيامة "
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا على شخص فهو له رحمة ودعوة بالخير فهز عليه الصلاة والسلام بشر
والبشر يرضى ويغضب وهذا معلوم
لذلك إذا زجر النبي صلى الله عليله وسلم أو دعا على أحد
فإنه قد سأل الله أن يكون هذا له خيرا وقربة يوم القيامة إلى الله
وما أعظمها من دعوة ويالها من قربة ..
فإنما يكون الدعاء آنذاك من باب الزجر والتنبيه
كما هو مشهور عند العرب قديما وحديثا
وهذا هو الوجه الثاني:
*فقد كان العرب يقولون لا أبا لك
فذه ظاهرها أن الشخص يدعو عليك بفقد الأب
لكن معناها غير ذلك وهي مشهورة عند العرب
وأمثلتها كثيرة في الأشعار مثل: قُمْ لا أَبا لَكَ سارَ النَّاسُ فاحْتَزِمِ
ومن المجاز: لا أبا لك، ولا أبا لغيرك، ولا أبا لشانئك، يقولونه في الحث
*وكلمة تربت يداك:
قال أبو عبيد: هذه كلمة جارية على لسان العرب يقولونها ولا يُريدن وقوع الأمر.
وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك أَي فَقَدتْك , الثُّكْل فقد الوَلد كأَنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أَو قوله , والموت يعمُّ كل أَحد فإِذاً هذا الدعاء عليه كَلَا دعاء , أَو أَراد إِذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلاَّ تزداد سوءاً , قال ويجوز أَن يكون من الأَلفاظ التي تجري على أَلسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك الله
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:11 ص]ـ
جزاك الله كل الخير سيدتي
اللهم ما أحشرنا مع نبينا وسيدنا ((محمد بن عبد الله)) رسولنا الكريم وأرزقنا برؤيته في المنام يارب العالمين وارزق من كانت نيته خالصة لوجهك الكريم يارب
آمين آمين آمين
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 06:24 م]ـ
وإياكم جزى الرحمن
من شرح النووي على مسلم:
فَإِنْ قِيلَ: كَيْف يَدْعُو عَلَى مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَهْلِ الدُّعَاء عَلَيْهِ أَوْ يَسُبّهُ أَوْ يَلْعَنهُ وَنَحْو ذَلِكَ؟ فَالْجَوَاب مَا أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاء، وَمُخْتَصَره وَجْهَانِ: أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ عِنْد اللَّه تَعَالَى، وَفِي بَاطِن الْأَمْر، وَلَكِنَّهُ فِي الظَّاهِر مُسْتَوْجِب لَهُ، فَيَظْهَر لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِحْقَاقه لِذَلِكَ بِأَمَارَةٍ شَرْعِيَّة، وَيَكُون فِي بَاطِن الْأَمْر لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُور بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ، وَاَللَّه يَتَوَلَّى السَّرَائِر. وَالثَّانِي أَنَّ مَا وَقَعَ مِنْ سَبّه وَدُعَائِهِ وَنَحْوه لَيْسَ بِمَقْصُودٍ، بَلْ هُوَ مِمَّا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب فِي وَصْل كَلَامهَا بِلَا نِيَّة، كَقَوْلِهِ: تَرِبَتْ يَمِينك، عَقْرَى حَلْقَى وَفِي هَذَا الْحَدِيث (لَا كَبِرَتْ سِنّك) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة (لَا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنك) وَنَحْو ذَلِكَ لَا يَقْصِدُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَقِيقَة الدُّعَاء، فَخَافَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَادِف شَيْء مِنْ ذَلِكَ إِجَابَة، فَسَأَلَ رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَرَغِبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يَجْعَل ذَلِكَ رَحْمَة وَكَفَّارَة، وَقُرْبَة وَطَهُورًا وَأَجْرًا، وَإِنَّمَا كَانَ يَقَع هَذَا مِنْهُ فِي النَّادِر وَالشَّاذّ مِنْ الْأَزْمَان، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا مُنْتَقِمًا لِنَفْسِهِ، وَقَدْ سَبَقَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُمْ قَالُوا: اُدْعُ عَلَى دَوْس، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وَاَللَّه أَعْلَم. اهـ
بمعنى أن هذا الكلام يجري على اللسان ولا يقصد به الدعاء
رغم ذلك خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب يوما
فدعا الله أنه إذا جرى على لسانه مثل ذلك أن لا يستجيب الله
وذاك من حرصه عليه الصلاة والسلام على أمته ودليل على كرم خلقه(/)
قصة مهداة إلى الأصحاء المتكاسلين عن الحج والعمرة!
ـ[صديق حسن خان]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 02:38 ص]ـ
قصة مهداة إلى الأصحاء المتكاسلين عن الحج والعمرة!
بر مصر – خاص:: بتاريخ: 2009 - 10 - 28
تمكن مواطن أردني في الستينيات من عمره من المشي مجددا بعد ربع قرن من الشلل، وذلك من دون أي علاج أو مساعدة طبية.
ونشرت صحيفة 'الغد' الأردنية حكاية يوسف رحال الذي كان قد أصيب بالشلل قبل 25 عاماً نتيجة سقوطه عن رافعة طولها أربعة أمتار، ما أدى لإصابته بانزلاقات غضروفية وقطع في الأعصاب.
وأضافت الصحيفة أن يوسف كان ينوي تأدية فريضة الحج هذا العام وبسبب مرضه وعدم قدرته على الحراك كان من المحتمل أن يتم رفض طلبه من قبل وزارة الأوقاف.
ونقلت الصحيفة عن يوسف قوله 'نمت ليلة السبت الماضي، وعيني على رحلة الحج إلى الديار المقدسة، وبقيت طوال تلك الليلة أدعو الله بأن يمكنني من زيارة مكة'. مضيفاً أنه' نام بعد أن صلى الفجر واستكمل مناجاته ربه سائلا إياه أن يمكنه من ذلك'.
وتابع أنه وفي أثناء نومه كان يشعر 'بأن خدرا يسري في جسمه من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه، وما إن استيقظ مع تمام العاشرة صباحا، حتى بدا في داخله شيء يقول له 'حاول أن تتحرك , حاول أن تمشي'.
وأكمل يقول 'لم أستطع القيام بذلك وأنا في الشارع، حيث خفت أن أقع أمام المارة'، مضيفا 'حاولت أن أقف على قدمي وشعرت بأني أقف تماما، وصرت أمشي في المنزل حتى تيقنت أنني عدت للسير على قدمي'.
ونقلت الصحيفة عن يوسف بعدما من الله عليه أن جعله يسير ليمارس شعائر الحج مع الحجاج قوله بأنه يؤمن بالمعجزات.(/)
ليلى والذئب ..
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:55 ص]ـ
كما يرويها حفيد الذئب
كان جدي ذئبا لطيفا طيبا ..
وكان لا يحب الإفتراس وأكل اللحوم ولذا قرر أن يكون
نباتيا ويقتات على أكل الخضار والأعشاب ..
ويترك أكل اللحوم
وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها تدعى ليلى
ليلى هذه كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتعيث فسادا بها
تقتلع الأزهار وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها ويتغذى منها,
فتخرب المظهر الجميل للغابة ,
كان جدي يحاول أن يثنيها عن فعلها مرارا وتكرارا ..
لكي لا تعود لهذا الفعل مجددا, ولكن ليلى الشريرة لم تكن تستمع
إليه وبقيت تدوس الحشائش وتقتلع الزهور من الغابة كل يوم ,
وبعد أن يئس جدي من إقناع ليلى بعدم فعل ذلك
قرر أن يزور جدتها في منزلها و يخبرها بما تفعله ليلى الشريرة.
وعندما ذهب إلى منزل الجدة وطرق الباب , فتحت الجدة الباب , فرأت جدي الذئب ..
وكانت جدة ليلى أيضا شريرة ,
فبادرت إلى عصا لديها في المنزل وهجمت على جدي
دون أن يتفوه بأي كلمة , أو يفعل لها أي شيء, وعندما هجمت الجدة العجوز
على جدي الذئب الطيب من هول الخوف والرعب الذي انتابه ودفاعا عن نفسه
دفعها بعيداً عنه , فسقطت الجدة على الأرض وارتطم رأسها بالسرير,
وماتت جدة ليلى الشريرة.
عندما شاهد ذلك جدي الذئب الطيب , حزن حزنا شديدا وتأثر وبكى وحار بما يفعل ..
وصار يفكر بالطفلة ليلى ..
كيف ستعيش بدون جدتها وكم ستحزن وكم ستبكي
وصار قلبه يتقطع حزنا و ألما لما حدث
ففكر أخيرا أن يخفي جثة الجدة العجوز, ويأخذ ملابسها ويتنكر بزي جدة ليلى
لكي يوهم ليلى بأنه جدتها ,
ويحاول أن يهدئ من رَوعها ويعوضها حنان جدتها
الذي فقدته نتيجة وفاة جدتها بالخطأ ..
وعندما عادت ليلى من الغابة ووصلت للمنزل,
ذهب جدي واستلقى على السرير متنكرا بزي الجدة العجوز.
ولكن ليلى الشريرة لاحظت أن أنف جدتها وأذناها كبيرتان على غير العادة
وعيناها كعيني جدي الذئب,
فاكتشفت تنكر جدي , وفتحت الباب وخرجت ليلى الشريرة
ومنذ ذلك الحين وإلى الآن وهي تشيع في الغابة وبين الناس أن جدي الطيب
هو شرير وقد أكل جدتها وحاول أن يأكلها أيضا.!!!!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
هذه وجهة النظر الأخرى التي لم نسمعها عن قصة ليلى والذئب.
وهكذا يروي اليهود قصتهم للعالم مع الفلسطينين
من إيميلي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:22 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أنوار
في النهاية تبقى القصص التي تروى على ألسنة الحيوانات ... حكم ينبغي الالتفات إليها ...
فالحكمة هي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ....
قصة جميلة .... ذات مغزى ...... بوركتِ أخية
الآن ليلى صارت شريرة ... والذئب مسكين .... !! عجب.
هذا بالفعل يحكي واقعنا اليوم .... وسخرية اسرائيل والقوى الكبرى بنا ... وبعقولنا ... !
يصير الجاني بريء والبريء جاني .... !!
على ما يبدو نشهد برنامج (الرأي والرأي الآخر)
ـ[إماراتية]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 02:40 م]ـ
الرأي والرأي الآخر
شعار قناة الجزيرة وهو شعار يستحق الاحترام
شكرا أنوار وشكر خاص لزهرة متفائلة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:41 م]ـ
قصة جميلة ... لكن من أرسل الرسالة نسي أن يذكر بأن ليلى كان لها اثنان وعشرون أخاً تركوها هي وجدتها ضحية للذئب ... ;)
بارك الله فيك أختي أنوار وجزيت خيراً ..
ـ[أنوار]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 12:15 ص]ـ
أخيتي زهرة ..
أخيتي إماراتية ..
أستاذنا القسام ..
أشكر مروركم الكريم .. وتعليقكم الذي أضاف للموضوع الكثير ..
وفقتم لكل خير ..
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 01:02 م]ـ
قصة جميلة تمثل واقع نلمسه جميعاً جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة
مميزة كالعادة
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 01:04 م]ـ
قصة جميلة ... لكن من أرسل الرسالة نسي أن يذكر بأن ليلى كان لها اثنان وعشرون أخاً تركوها هي وجدتها ضحية للذئب ... ;)
بارك الله فيك أختي أنوار وجزيت خيراً ..
أعجبتني جداً هذه الإضافة و بالفعل تطفي على القصة واقعية أكثر و لكن ليست هذه القصة بل القصة الحقيقية:)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:40 م]ـ
قصة رائعة(/)
العزاء!!!
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:19 م]ـ
في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم، فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيس لمكان العمل كتب عليها:
"لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة!
ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك"!
في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم!
بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن، وتولى رجال أمن الشركة عملية إدخالهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن.
وكلما رأى شخص ما بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه.
لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن، وبجانبها لافتة صغيرة تقول:
"هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت"
حياتك لا تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.
حياتك تتغير عندما تتغير أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك! راقب شخصيتك وقدراتك ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة!
كن رابحاً دائماً! وضع حدودك على هذا الأساس.
وعلى هذا الأساس تصنع الفرق في حياتك.
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:49 م]ـ
طريقة ذكية ..
وأفكارها تعكس الواقع ..
شكرا سامي
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 05:41 م]ـ
حياتك تتغير عندما تتغير أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك! راقب شخصيتك وقدراتك ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة!
نعم يسير الانسان حسب الافكار التى وضعها لنفسه وتربى عليها
ولكنه اذا غيرها غير حياته طبقا لها
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:27 م]ـ
رائعة بحق!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:45 م]ـ
من أجمل ما قرأت
سلمت يمينك
ـ[خود]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 06:50 م]ـ
"هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت"
رائعة جداً و واقعية.
خطواتنا لا يخبطها غير ذاك الذي نراه في المرآة
تباً له(/)
مارأيكم أيها الفضلاء؟
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:12 م]ـ
لاحظنا على بعضنا أننا نخطأ بكتابة بعض الآيات القرآنية, وقد رأيت أنّ من أسلم الطرق للبعد عن الخطأ أن نقوم بتحميل برنامج مثل [برنامج قالون للقرآن الكريم] أوغيره.نحمله على أجهزتنا, وعندما نريد أن نستشهد بآية فإننا ننسخها نسخًا والبرنامج موجود في بعض المواقع
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:17 م]ـ
جزاك الله كل الخير فكرة رائعة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:42 م]ـ
لاحظنا على بعضنا أننا نخطأ بكتابة بعض الآيات القرآنية, وقدرأيت أنّ من أسلم الطرق للبعدعن الخطأأن نقوم بتحميل برنامج مثل [برنامج قالون للقرآن الكريم] أوغيره.نحمله على أجهزتنا, وعندمانريدأن نستشهدبآية فإننا ننسخها نسخًا والبرنامج موجود في بعض المواقع
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: المستعين بربه
أولا:
بارك الله فيك على هذا الموضوع ... موضوع مهم
ثانيا:
المشكلة أني قد جئتُ بالآيات التي وضعتها في الرد على إحدى الأخوات الكريمات من الشبكة العنكبوتية ... وقد وجد فيها خطأ كذلك ... مع أني أدعي حفظ آيات الله المذكورة التي وجدتها في نافذة الأخت لكني آثرت أن آتي بها من النت خوفا من الخطأ ... ومع ذلك قد وقع الخطأ ... فالإنسان يبقى إنسانا ويقع منه الخطأ .... ونستغفر الله العظيم من اللحن في آياته.
ثالثا:
أريد أن أسأل فضيلتكم هل أنا إذا أخطأت بالآيات أكون آثمة مع أني لا أقصد ولم أتعمد الخطأ في كتابتها أو نقلها.
رابعا:
سؤال آخر: هل إذا عرض عليّ آية كريمة ... وطلب مني إعرابها فهل أعربها مع أني أعرف أني مبتدئة وممكن أن أخطأ فيها ... ؟؟
أرجو الإجابه عليه لأنه يشغل بالي!
ـ[رحمة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:48 م]ـ
لاحظنا على بعضنا أننا نخطأ بكتابة بعض الآيات القرآنية, وقدرأيت أنّ من أسلم الطرق للبعدعن الخطأأن نقوم بتحميل برنامج مثل [برنامج قالون للقرآن الكريم] أوغيره.نحمله على أجهزتنا, وعندمانريدأن نستشهدبآية فإننا ننسخها نسخًا والبرنامج موجود في بعض المواقع
جزاكم الله خيراً أستاذي على هذا الموضوع القيم
دائماً لا أحب كتابه الآيات دون تشكيل لذا أفضل نقلها من النت و ليس كتابتها بنفسي لتفادي الخطأ
حتى في الإعراب لا أحبذ إعرابها بنفسي و خاصة أني مبتدأه و لكن أحب البحث عن الإعراب الصحيح في الكتب المختصة أفضل
بارك الله فيكم و حفظ لنا القرآن الكريم و رزقنا حفظه و حسن تلاوته
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم
وكم أكثرنا من التوجيه في هذا الأمر, ولكن الإخوة - هداهم الله - لا يلتفتون إلى ذلك
ومسألة أخرى هي ما ذكرتها الأخت زهرة, فهذه البرامج لا تخلو من أخطاء, ولا بأس من النسخ منها مع تحري صحة الضبط
هل إذا عرض عليّ آية كريمة ... وطلب مني إعرابها فهل أعربها مع أني أعرف أني مبتدئة وممكن أن أخطأ فيها ... ؟؟ أرجو الإجابه عليه لأنه يشغل بالي!
إن كنتِ متأكدة من الجواب على حسب علمكِ فلا مشكلة من المشاركة, وإن أخطأتِ فأنتِ لم تتعمدي الخطأ
وإن بقيتِ حتى يعربها غيركِ فقد تفوتين على نفسكِ فرصة التعلم والتدرب على الإعراب
والله أعلم
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:08 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم
وكم أكثرنا من التوجيه في هذا الأمر, ولكن الإخوة - هداهم الله - لا يلتفتون إلى ذلك
ومسألة أخرى هي ما ذكرتها الأخت زهرة, فهذه البرامج لا تخلو من أخطاء, ولا بأس من النسخ منها مع تحري صحة الضبط
إن كنتِ متأكدة من الجواب على حسب علمكِ فلا مشكلة من المشاركة, وإن أخطأتِ فأنتِ لم تتعمدي الخطأ
وإن بقيتِ حتى يعربها غيركِ فقد تفوتين على نفسكِ فرصة التعلم والتدرب على الإعراب
والله أعلم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: أبا طارق
جزاك الله خيرا ... على الرد .. جعل الله ذلك في موازين حسناتكم يوم تلقونه ... اللهم آمين
سنكون أكثر حرصا في النقل ـ إن شاء الله ـ في المرات القادمة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:16 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: أبا طارق
جزاك الله خيرا ... على الرد .. جعل الله ذلك في موازين حسناتكم يوم تلقونه ... اللهم آمين
سنكون أكثر حرصا في النقل ـ إن شاء الله ـ في المرات القادمة.
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله من خيري الدنيا والآخره
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:34 م]ـ
الأخت /زهرة متفائلة. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ليس لدي علم يؤهلني للإفتاءفي المسائل الفقهية.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:40 م]ـ
الأخت /زهرة متفائلة. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ليس لدي علم يؤهلني للإفتاءفي المسائل الفقهية.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: المستعين بربه
أولا:
جزاك الله خيراعلى طرحك هذا الموضوع المهم.
ثانيا:
سننتبه في المرات القادمة في نقل الآيات الكريمة ... وسنكون أكثر حرصا ... هذا الموضوع أيقظ فيها بأنه يجب التدقيق في الآيات قبل وضعها.
ثالثا:
جعلنا الله جميعا من المنافحين عن آياته .... في موازين حسناتكم ـ إن شاء الله ـ ... اللهم آمين(/)
مأساة الرجل .. ومأساة المرأة ..
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 12:21 ص]ـ
مأساة الرجل .. تتلخص في أن الرجل يريد
أن يكون أول من يدخل قلب المرأة ..
ومأساة المرأة .. أنها تريد أن تكون آخر
من يدخل قلب الرجل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل هذا يفسر لنا كره المرأة للتعدد:)
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 11:46 ص]ـ
أخي سامي الفقيه سلمه الله
في رأيي مأساة الرجل هي المرأة التي تقف عائقاً أمام نجاحه فإن أفلت ونجح ..
قالوا: وراء كل رجل عظيم امرأة تجعل عظمته و بالاً عليه.
أما مأساة المرأة فهي بكل بساطة نجاح الرجل.
سيقولون لك (الأم) فأقول تلك اكتسبت مكانتها من وصفها أماً و ليس امرأة، فلا تمسوها بسوء.
لابد أن تكون في حياة الرجل امرأة و هنا مأساته و نجاحها، و من هنا يبدأ الصراع، هذا الصراع الذي يكسو الحياة جمالاً، ألم تسأل نفسك يوماً لم يبق العلماء في مختبراتهم الساعات الطوال و يقضي الباحثون في مكتباتهم الأيام و الليالي، و يتباحث المؤتمرون حتى ساعات متأخرة و ... يفرون من المرأة لتننعم هي بتلك الإنجازات ..
رأي إن فهم الرأي
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 12:54 م]ـ
مأساة الرجل أنه عندما تخطيء امرأة يعمم خطأها على كل النساء
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 01:21 م]ـ
مأساة الرجل .. تتلخص في أن الرجل يريد
أن يكون أول من يدخل قلب المرأة ..
ومأساة المرأة .. أنها تريد أن تكون آخر
من يدخل قلب الرجل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل هذا يفسر لنا كره المرأة للتعدد:)
الطباقُ لايُحَسِّنُ المعنى إلا إذا كان المعنى صحيحا , أما إذا لم يَصِحَّ؛ فلا يُحِقُّ الباطلَ كثرةُ الزخارفِ حوله!!
أما الرجل الذي يرضى أن يدخلَ معه غيرُه قلبَ امرأتِه على أنْ يكونَ الأولَ فليسَ بغيور ألبتة!!
و أما المرأةُ , فيكفي لتخطئةِ العبارةِ التي في حقِّها اشتراطُ بعضِ المخطوبات على خاطبِه إن كان متزوجا تطليقَ السابقة!!!
و لو كان هذا الشرط جائزا؛ لما رأينا رجلا في عصمتِه أكثرُ من امرأة!!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:35 م]ـ
مأساة الرجل أنه عندما تخطيء امرأة يعمم خطأها على كل النساء
هذا صحيح ولكن في عدم الوفاء فقط
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 03:43 م]ـ
الطباقُ لايُحَسِّنُ المعنى إلا إذا كان المعنى صحيحا , أما إذا لم يَصِحَّ؛ فلا يُحِقُّ الباطلَ كثرةُ الزخارفِ حوله!!
أما الرجل الذي يرضى أن يدخلَ معه غيرُه قلبَ امرأتِه على أنْ يكونَ الأولَ فليسَ بغيور ألبتة!!
و أما المرأةُ , فيكفي لتخطئةِ العبارةِ التي في حقِّها اشتراطُ بعضِ المخطوبات على خاطبِه إن كان متزوجا تطليقَ السابقة!!!
و لو كان هذا الشرط جائزا؛ لما رأينا رجلا في عصمتِه أكثرُ من امرأة!!
أولية الرجل هنا لا مشاركة فيها البتة ..
أولية أُنُف .. منغلقة عليه فقط ..
ليس فيها ثان ولا ثالث ..
أفلا يكون غيورا من كانت هذه أوليته؟؟!!!
ـ[ربا 198]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:23 م]ـ
أولية الرجل هنا لا مشاركة فيها البتة ..
أولية أُنُف .. منغلقة عليه فقط ..
ليس فيها ثان ولا ثالث ..
أفلا يكون غيورا من كانت هذه أوليته؟؟!!!
قد يكون أنانيا
ولعل في سيرة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه والصحابة رضوان الله عليهم ما يثبت خطأ نظريتك.
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:48 م]ـ
قد يكون أنانيا
ولعل في سيرة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه والصحابة رضوان الله عليهم ما يثبت خطأ نظريتك.
أولا: صلى الله على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
ثانيا: هذه ليست نظريتي .. وإنما هي مقولة أعجبتني ..
وليس فيها - في نظري - أي تعارض مع سيرة نبينا محمد:= وسيرة أصحابه ..
فلا تحملي الموضوع أكثرمما يحتمل!!!.
ثاثا: رحم الله أبا الطيب المتنبي في قصيدته الرائعة التي مطلعها:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ .... فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
والسلام ..
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعجبتني المقولة استادي ابوفراس مثلما اعجبتك لكن براي ليس هدا ما يفسر كره المراة للتعدد
ـ[ربا 198]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:43 م]ـ
من سيرة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ما روي عن أم سلمة
أنها قالت: يا رسول الله، المرأة تتزوج الاثنين والثلاثة والأربعة ثم تدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا ثم قال: يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 2/ 196
خلاصة الدرجة: [فيه] سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:57 م]ـ
أولية الرجل هنا لا مشاركة فيها البتة ..
أولية أُنُف .. منغلقة عليه فقط ..
ليس فيها ثان ولا ثالث ..
أفلا يكون غيورا من كانت هذه أوليته؟؟!!!
بارك الله فيك
هذا من تحميل اللفظة ما لا تحتمل!!
و لا أدل على قولي من قوله في عبارته: " أنها تريد أن تكون آخر
من يدخل قلب الرجل " , إلا أن تفسر " آخر" كما فسرت "أول"؟؟!!
ـ[ربا 198]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 11:01 م]ـ
بارك الله فيك
هذا من تحميل اللفظة ما لا تحتمل!!
و لا أدل على قولي من قوله في عبارته: " أنها تريد أن تكون آخر
من يدخل قلب الرجل " , إلا أن تفسر " آخر" كما فسرت "أول"؟؟!!
أنصفت أخي الكريم
فجزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعجبتني المقولة أستاذي أبوفراس مثلما أعجبتك لكن برأيي ليس هذا ما يفسر كره المرأة للتعدد
أوجزت وأنصفت ..
وأما رأيك فله عندي كل احترام وتقدير ..
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:28 ص]ـ
أنصفت أخي الكريم
فجزاك الله خيرا وبارك فيك
أما لنا نصيب في هذه الدعوة!!!
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 01:22 م]ـ
بارك الله فيك
هذا من تحميل اللفظة ما لا تحتمل!!
و لا أدل على قولي من قوله في عبارته: " أنها تريد أن تكون آخر
من يدخل قلب الرجل " , إلا أن تفسر " آخر" كما فسرت "أول"؟؟!!
_________________________________________
أولا: بارك الله فيك أخي أبا الطيب ..
ثانيا: ما كنت أحسب أن في هذه المقولة غموضًا
يستأهل كل هذا!!!
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 02:26 م]ـ
لعل الرجل يريد ان يكون اول واخر من فى قلب المراة
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 04:45 م]ـ
لعل الرجل يريد ان يكون اول واخر من فى قلب المراة
أجل أجل هذا صحيح:)(/)
الأمل الرائع أمام الطريق المسدود
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 01:16 م]ـ
الامل الرائع أمام الطريق المسدود
???مدخل { ..
لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها
وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه
سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت
وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت
ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه
ومن القى بها للرياح
لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر
ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً
ونبض إنسان حملها حلماً
واكتوى بنارها ألماً
بعض الأحيان تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسدود ,,
لا تعد أدراجك!
دق الباب بيدك ,,
لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع ,,
دق الباب مره أخرى!
لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ,,
دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة!
ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ,,
كل باب مغلق لابد أن ينفتح. |اصبر ولا تيأس| ,,
أعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ,,
ولو كنا يائسين لظللنا واقفين أمام الأبواب!
عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك!
سوف تكتشف أنك موجود،،
وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك إيمان بالله ,،
وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصرا ,,
لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك!!
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام!!
أنت الذي ظلمت نفسك ,,
ولا تظن أن اقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك ,,
ربما يكونون أبرياء من اتهامك ,,
ربما تكون أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك بإهمالك أو
باستهتارك أو بنفاذ صبرك أو بقلبلك أو بطيشك ورعونتك أو
بتخاذلك وعدم احتمالك!
لا تظلم الخنجر , وإنما عليك أن تعرف أولا من الذي أدار ظهرك للخنجر ,,
لا تتصور وأنت في ربيع حياتك أنك في الخريف ,,
املأ روحك |بالأمل| ,,
الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب ,,
و يلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل ,,
الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل ,,
وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار!
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف !!
والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد!
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا!
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها
جرب أن تبتسم
كلمات هزتني بعنف ,,
وغدوت بعدها أخجل من نفسي أن أضيق وأشكو وأتبرم من توافه الحياة ,,
أدركت أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار،، بدافع من العزيمة،،
تحت غطاء من التفاؤل !!
فعلا ... كم ظلمنا أنفسنا عندما اسقطنا فشلنا على ظروف الحياة ,,
وشكونا من صعوبتها!!
ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلاً أمام الضعيف فقط ,,
أما القوي .. وقوي الإيمان خصوصاً فلا يركن لهذا ,,
ويشق طريق حياته رغماً عن الكذبة الكبرى .. الظروف ..
???مخرج { ..
أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا
ونصير جزءاً منه وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان
على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها ولو أنه
حاول أن يرى ما حوله لأكتشف
أن اللون |الأسود| جميل ولكن |الأبيض| أجمل منه
وأن لون السماء |الرمادي| يحرك المشاعر والخيال
ولكن لون السماء أصفى في |زرقته| فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة
وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً و شاقاً
وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده
ولا تترك قلبك و مشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك [/
منقول [/ b]
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 08:26 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... الرحمة
بارك الله فيكِ ... وجزاكِ الله خيرا ... على هذا الموضوع الجميل .... جدا أعجبني ... وقد تشربته نفسي ...
من أجمل ما قرأت فيما قيل في التفاؤل، والتشاؤم ... أنقل إليكِ هذه الكلمات لكي أشارك بها في نافذتك الرائعة علها تضيء بارقة أمل في حياة كل متشائم .... :
قوله تعالى: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. لا تبديل لكلمات الله. ذلك هو الفوز العظيم ". (يونس: الآيتان 62 - 64).
وقوله صلى الله عليه وسلم: " اعلمْ أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " لأن أكون في شدة أتوقع بعدها رخاءً، أحب إليَّ منْ أكونَ في رخاءٍ أتوقع بعده شدة ".
وقال الشاعر الطغرائي:
أعلل النفس بالآمالِ أرقبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ.
وقال المتنبي:
لا تلقَ دهْركَ إلا غير مكترثِ ما دام يصحبُ فيه روحك البدَنُ
· فما يدوم سرورٌ ما سُررْتَ به ولا يرد عليك الفائتَ الحزنُ
وقد قيل " تفاءلوا بالخير تجدوه".
وقال جورجيو ما زيني:
" المتفائلُ شخصٌ متهور يطعم دجاجته فضةً حتى تبيضَ له ذهباً، والمتشائم شخصٌ قلقٌ يرمي البيضةَ الذهبيةَ لاعتقاده أن في داخلها قنبلةٌ موقوتة ".
1. أيها المشتكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
2. إن شرّ النفوس نفسٌ يؤوس يتمنى قبل الرحيل الرحيلا
3. وترى الشوك في الورد، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
4. والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
5. وإذا ما أظلّ رأسك همٌ قصّر البحث فيه كي لا يطولا
6. أيّها المشتكي، وما بك داءٌ (كن جميلا ترى الوجود جميلا
(إيليا أبو ماضي)
(بيرون)
المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود .. ! والمتشائم أحمقُ يرى ضوءاً ولا يصدّقه .. !!
(ألبير ساميه)
المتشائم هو من يجعل من الفرص التي تتاح له صعاباً، والمتفائل هو من يجعل من الصعاب فرصاً تغتنم ..
(ألبير ساميه)
إذا أصبحت متشائماً تأمل الوردة .. !
(راجي الراعي)
المتفائل يقول: إن كاسي مملؤءة إلى نصفها،،أما المتشائم فيقول: إن نصف كاسي فارغة
(راجي الراعي)
أكبر القتلة!! قاتل الأمل.
(مصطفى كمال)
لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة.
التشاؤم علامة العجز.
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 08:50 م]ـ
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف !!
والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد!
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا!
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها
جرب أن تبتسم
كلمات جميلة ومعبرة
وما اكثر الناس اليوم ينظرون الى نصف الكوب الفارغ ويغفلون عن النصف الاخر الممتلىء
وكأن الحياة تعاسة ونكد وغضب ومشاكل وليس فيها اى شىء يفرح الا الماديات
ومسحت من قواميس حياتهم معنى جليل وهو الرضا بقدر الله وقضائه
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:00 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... الرحمة
بارك الله فيكِ ... وجزاكِ الله خيرا ... على هذا الموضوع الجميل .... جدا أعجبني ... وقد تشربته نفسي ...
من أجمل ما قرأت فيما قيل في التفاؤل، والتشاؤم ... أنقل إليكِ هذه الكلمات لكي أشارك بها في نافذتك الرائعة علها تضيء بارقة أمل في حياة كل متشائم .... :
قوله تعالى: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. لا تبديل لكلمات الله. ذلك هو الفوز العظيم ". (يونس: الآيتان 62 - 64).
وقوله صلى الله عليه وسلم: " اعلمْ أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " لأن أكون في شدة أتوقع بعدها رخاءً، أحب إليَّ منْ أكونَ في رخاءٍ أتوقع بعده شدة ".
وقال الشاعر الطغرائي:
أعلل النفس بالآمالِ أرقبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ.
وقال المتنبي:
لا تلقَ دهْركَ إلا غير مكترثِ ما دام يصحبُ فيه روحك البدَنُ
· فما يدوم سرورٌ ما سُررْتَ به ولا يرد عليك الفائتَ الحزنُ
وقد قيل " تفاءلوا بالخير تجدوه".
وقال جورجيو ما زيني:
" المتفائلُ شخصٌ متهور يطعم دجاجته فضةً حتى تبيضَ له ذهباً، والمتشائم شخصٌ قلقٌ يرمي البيضةَ الذهبيةَ لاعتقاده أن في داخلها قنبلةٌ موقوتة ".
1. أيها المشتكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
2. إن شرّ النفوس نفسٌ يؤوس يتمنى قبل الرحيل الرحيلا
3. وترى الشوك في الورد، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
4. والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
5. وإذا ما أظلّ رأسك همٌ قصّر البحث فيه كي لا يطولا
6. أيّها المشتكي، وما بك داءٌ (كن جميلا ترى الوجود جميلا
(إيليا أبو ماضي)
(بيرون)
المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود .. ! والمتشائم أحمقُ يرى ضوءاً ولا يصدّقه .. !!
(ألبير ساميه)
المتشائم هو من يجعل من الفرص التي تتاح له صعاباً، والمتفائل هو من يجعل من الصعاب فرصاً تغتنم ..
(ألبير ساميه)
إذا أصبحت متشائماً تأمل الوردة .. !
(راجي الراعي)
المتفائل يقول: إن كاسي مملؤءة إلى نصفها،،أما المتشائم فيقول: إن نصف كاسي فارغة
(راجي الراعي)
أكبر القتلة!! قاتل الأمل.
(مصطفى كمال)
لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة.
التشاؤم علامة العجز.
منقول
جزاكِ الله خيراً اختي على مروركِ الكريم و على إثرائك للنافذة بإضافتك الجميلة
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:02 م]ـ
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف !!
والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد!
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا!
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها
جرب أن تبتسم
كلمات جميلة ومعبرة
وما اكثر الناس اليوم ينظرون الى نصف الكوب الفارغ ويغفلون عن النصف الاخر الممتلىء
وكأن الحياة تعاسة ونكد وغضب ومشاكل وليس فيها اى شىء يفرح الا الماديات
ومسحت من قواميس حياتهم معنى جليل وهو الرضا بقدر الله وقضائه
جزاكِ الله خيراً أختي على مرورك الكريم أختي و بارك الله فيكِ
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 01:16 ص]ـ
بورك فيك اختى. الشمس فى الاصل بعيدة ولكن قربها بقرب شعاعها ,وعلى المرء اذا اراد الوصول الى الشمس فليتمسك بطيف الشعاع.
وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده
ـ[رحمة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 09:07 م]ـ
بورك فيك اختى. الشمس فى الاصل بعيدة ولكن قربها بقرب شعاعها ,وعلى المرء اذا اراد الوصول الى الشمس فليتمسك بطيف الشعاع.
وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده
بارك الله فيكم أخي الكريم
و حياكم الله و جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم(/)
إلى متى .. ؟!
ـ[ابن جامع]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 08:49 م]ـ
يزعجني كثيرا أن أرى أخطاءً إملائية في مثل هذا المنتدى الرائق. أرى أنّه يقبحُ وجودُ هذه الأخطاءِ في المنتدى، التي تنقص جمال منتدانا.
::
::
تحيّتي لإدارة المنتدى.
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:11 م]ـ
فلنتفق جميعا على الكتابة - قدر الإمكان - دون أخطاء إملائية، أو التقليل منها ..
شكرا ابن جامع (غيور على المنتدى الرائق).
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:20 م]ـ
أخي الكريم: كلنا ذوو خطأ
وعلينا أن نبصر بعضنا بمواضع الخلل لنصلحه
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:13 م]ـ
يزعجني كثيرا أن أرى أخطاءً إملائية في مثل هذا المنتدى الرائق. أرى أنّه يقبحُ وجودُ هذه الأخطاءِ في المنتدى، التي تنقص جمال منتدانا.
::
::
تحيّتي لإدارة المنتدى.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
لكن المشرفين ـ جزاهم الله خيرا ـ يصححوا للأعضاء هذه الأخطاء ... والناس يتفاوتون في العلم ... وليس كل إنسان ولد عالما ... والكل يستفيد من بعض.
والحمدلله على كل حال ...
الكل جاء إلى هنا لكي يتخلص من تلك الأخطاء ... ويتعلم فنون العلم ... وإلا ما تواجدنا نحن ـ من ذوي هذه الأخطاء .... هنا على أرض الفصيح ...
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن جامع]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 10:18 م]ـ
عفوا ... !
أنا لم أقصد ما تدندنون عليه، إنما أعني الأخطاء التي في نحو الصفحة الرئيسة و في النوافذ نحو صندوق الرد السريع مكتوب:
اضف الرد السريع = أضف الرد السريع
كذلك الانتقال السريع:
إذهب = اذهب ... وغيرها.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 11:38 م]ـ
عفوا ... !
أنا لم أقصد ما تدندنون عليه، إنما أعني الأخطاء التي في نحو الصفحة الرئيسة و في النوافذ نحو صندوق الرد السريع مكتوب:
اضف الرد السريع = أضف الرد السريع
كذلك الانتقال السريع:
إذهب = اذهب ... وغيرها.
بوركت أخي ابن جامع
هذه الأخطاء تصحح ثم ترجع كما كانت بعد التحديث
لكن بعض الأخوة ممن يكتبون بالمنتدى يتساهلون في الأخطاء الإملائية وأكثرهم ليس عن جهل وإنما عن تكاسل وعدم اهتمام ولنعلم أن الكتابة السليمة مأخوذة بالاعتبار عند أعضاء المنتدى وزواره جميعا.(/)
وفاة المفكر العالم الدكتور مصطفى محمود
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:08 م]ـ
وفاة المفكر العالم المصري الدكتور مصطفى محمود
توفّي صباح اليوم السبت 31 - 10 - 2009، المفكر والعالم المصري الشهير الدكتور مصطفى محمود عن عمر يناهز 88 عاماً بعد صراع طويل مع المرض استمر سنوات.
قدّم 400 حلقة من "العلم والإيمان"
مصطفى محمود (1921 - 2009) هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين - ولد عام 1921 وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري من مواليد شبين الكوم -المنوفية مصر 1921 توفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل، درس الطب وتخرج عام 1953 ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960 تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973 رزق بولدين "أمل" و "أدهم". تزوج ثانية عام 1983 وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987 وتوفى عن عمر 88 عام فى 13 ذو القعدة 1430 /
31 اكتوبر 2009
ألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وعفا عنه وغفر له.
منقول
ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:21 م]ـ
غفر الله له, وأسكنه فسيح جناته
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:55 م]ـ
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 07:10 م]ـ
الحقيقة أنني أعتبره أديبا من الطراز الأول لا مفكرا
رحمه الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 08:00 م]ـ
رحمه الله.
لن ننسى (العلم والإيمان) وذلك الصوت الهادئ.
شكراً أستاذ ابن القاضي.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 08:20 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة بالمناسبة تذاع حلقات العلم و الإيمان على قناة اقراء الساعة 12 م
ـ[أنوار]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 08:37 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة .. واسكنه فسيح جناته
عالمٌ وأي عالم .. جعل الله علمه في موازين حسناته ..
ولو لم يكن له من المؤلفات سوى كتابه .. " القرآن محاولة لفهم عصري " لكفاه ..
ـ[وليد]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:10 م]ـ
غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
ـ[رحمة]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:13 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وعفا عنه وغفر له.
و جعل ما قدمه في ميزان حسناته
ـ[مُسلم]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:16 م]ـ
غفر الله له وأسكنه فسح جناته،،، فقد كان موسوعة وحده كما كان علماء المسلمين القدامى.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:30 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وعفا عنه وغفر له.
و جعل ما قدمه في ميزان حسناته
اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:42 م]ـ
أستاذ كبير ومفكر إسلامي عظيم , نهلنا وارتوينا من علمه وشرحه المبسط ..
لقد كنت بالأمس أبحث عن طريقة انتاج أشعة الليزر بصورة مبسطة , فلم أجد الشرح الكافي الوافي المبسط إلا عنده , وحضرت جميع حلقاته عن أشعة الليزر في الـ youtube
جزاه الله خير الجزاء.
نسأل الله أن يغفر له ويتغمده بواسع رحمته ويبارك في حسناته ويتجاوز عن سيئاته إنه سميع مجيب ..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:44 م]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:50 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيرَ الجَزاء أستاذ (ابن القاضي) على الخبَر المُحزِن لكُل مًثقّف ومُحِبٍّ للثقافةِ والعِلم.
شخصِيّاً -كَوني مُدمِنٌ للبرامِجِ الثقافيّة؛ وجَرياً على عادةِ السّهَر- فقد
استمتعْتُ لبرامِجهِ العِلميّة التي تُعنى بالجينات الوراثيّة وعادات الحيَوانات وعلومِ الكون.
وأخصُّ بالذِكر برنامجهِ الخالِد (العِلمِ والإيمان).
إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون
رحِمَكَ اللهُ وعفا عنك وغفرَ لك يا أحَد عُلَماء ومُفكِّري العرَب.
فقد كُنتَ عالِماً .. وأيُّ عالِمٍ كُنت!
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 11:07 م]ـ
رحمه الله وغفر الله
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
ـ[الباز]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 11:28 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 11:32 م]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فقد أراح قلبي في أمور كادت تهلكني
ـ[نازك]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 11:46 م]ـ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون!
رحمه الله واسكنه فسيح جناته!
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 12:04 ص]ـ
إنّا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة
اللهم جازيه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوًا وغفرانا
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 06:00 ص]ـ
غفر الله له, وأسكنه فسيح جناته
لقد أدمنت متابعة حلقات العلم وإلإيمان فجزاه الله عن كل حرف علمنا إياه خير الجزاء
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:51 ص]ـ
رحمه الله وغفر له وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وغسله بماء الثلج والبرد ونقاه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ورزقنا أجره ولا فتننا بعده
عظم الله أجركم يا أهله وأحسن عزاءكم
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 10:28 ص]ـ
غفر الله له
وجزاه الله خيرا على ما قدمه من العلم والبحث
ـ[سالم سليمان سلامة]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 10:50 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وارزق اهله الصبر و السلوان وبدل حبه بحبك يارب العالمين
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 06:08 م]ـ
رحمه الله وغفر له.
كانت له كتابات دقيقة تدل على مدى إلمامه بأسرار الصراع الدائر حاليا بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، فهو صاحب تجربة ورحلة سجل فيها ملاحظاته على الحضارة الغربية في كتب كـ: "من أمريكا إلى الشاطئ الآخر" الذي كان عبارة عن مدونات يومية لرحلة إلى أمريكا وبعض الدول الأوروبية، فضلا عن سبق قدم له في الكلام عن الإسلام في يوغوسلافيا السابقة منذ نحو 30 عاما لما زار البوسنة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وحكى عن مشاهداته للمظاهر الإسلامية في العاصمة "سراييفو" لا سيما في صلاة الفجر في تلك الأصقاع الباردة، ثم كانت له قدم صدق أعظم أسأل الله، عز وجل، أن يجعلها في ميزان حسناته في حرب البلقان الأخيرة فقد كانت له كتابات قيمة جدا عن تلك النازلة الحالكة بأسلوبه الأدبي السهل الممتع، وكعادته في تناول تلك القضية كان تناوله لها تناول مفكر مدقق لا سياسي انتهازي لا يعرف إلا لغة المصالح والتوازنات الاستراتيجية التي لا تعرف ولاء إلا للمصلحة الشخصية المحضة، فقد أدرك أبعاد الصراع في تلك المنطقة لسابق علمه بما دار ولا زال يدور على أرض البلقان من تدافع بين الأمتين: الإسلامية والنصرانية، ولعل ذلك من بر وصلة رحم أهل تلك البلاد الذين أكرموا وفادته في زيارته الأولى، كما حكى بنفسه، فهم من أفضل الناس أخلاقا، وإن غاب عنهم كثير من أحكام الشرع المنزل، للضغط والتغييب الذي تعرضوا له إبان الحقبة الشيوعية، فضلا عن رحم الإسلام الجامعة بينه وبينهم، وقد كان كتاب: "الإسلام في خندق" على سبيل المثال إحدى صور بره بأولئك الأهل على الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. فله فيه كلام عن رئيس البوسنة السابق الدكتور علي عزت بيجوفيتش، رحمه الله، وهو من آحاد أبناء أوروبا المعاصرين الذبن حفظوا للإسلام حقه وفضله، مع نشأته في مجتمع شيوعي إلحادي، وتعرضه للسجن وتعرض كتبه للمصادرة، فهو، بحق، مقاتل صلب، وإن لم يحمل سلاحا، إلا كلماته ووقفاته الصلبة أمام مؤمرات الأمم المتحدة ومبعوثيها من المتواطئين مع قادة الصرب والكروات لحد احتساء الخمور سويا في مجالس الأنس! التي تظهر فيها الولاءات الحقيقية بخلاف العبارات الدبلوماسية الحيادية المصطنعة أمام العدسات، وله فيه أيضا، كلام عن الجيش البوسنوي الوليد الذي نهض لرد العدوان بتسليح متواضع أما الجيش الصربي العتيد، ومع ذلك تمكن مع ما انضم إليه من المسلمين أصحاب الغيرة الإيمانية من سائر أوروبا والبلاد العربية بل منهم من قدم من أمريكا، تمكن في نحو 3 سنوات من صد العدوان الصربي واستعادة أجزاء كبيرة من البلاد المحتلة حتى أوقفت اتفاقية "دايتون" المشئومة ذلك المد المتنامي، خوفا على أوروبا من دولة إسلامية تنشأ في الجنوب مطلة على الشرق المسلم على الضفة الأخرى من المتوسط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضلا عن وقفات صلبة له في مواجهة مؤامرات من قبيل المؤامرة التي عقدت في مصر عام 1994 م، تحت عنوان: "مؤتمر السكان"، فقد تعرض لمقرراته بالنقد مبديا استغرابه صدور مثل تلك المقررات المخالفة للشرائع والأخلاق من عاصمة الألف مئذنة.
وفضلا عن كتاباته، أيضا، عن إفريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية ودور الكيان الصهيوني في إشعال الحروب الصغيرة فيها، إذ هي سوق سلاح رائج له.
وله نقد بارز للشيوعية ومنظريها من أمثال ماركس وإنجلز وتروتسكي، وكوادرها لا سيما: "جيفارا" فتنة جيل الستينيات في مصر!، وقد نشأ الدكتور مصطفى في فترة كانت مصر تعاني فيها من سطوة عصابة يولبو 1952، وكان لكثير منهم توجه شيوعي صريح، أو مستتر تحت ستار الاشتراكية التي بلينا بها في ستينيات القرن الماضي، وقد عانى الإسلام ممثلا في مؤسسته العتيدة الأزهر من أذى كثير من تلك الطغمة الفاسدة فضلا عما تعرض له عموم المسلمين في مصر من أذى في الدين والبدن، توج بفضيحة 1967 م!.
وله كتابات نافعة في الكلام على الطائفة البهائية في "حقيقة البهائية"، وتفنيد جيد في كتاب: "محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لنظرية المستغربين في تقديم النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم إلى أمة الغرب على أنه مفكر عظيم أو ثائر جليل على نمط "جبفارا" بمعزل عن حقيقة النبوة التي ينكرها الغرب، فمن يبدي احترامه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهم إنما يبديه للقائد والسياسي والمقاتل لا النبي المؤيد بالوحي، وله كذلك كتابات في فنون الجدال بالحسنى إن صح التعبير من قبيل كتاب: "حوار مع صديقي الملحد".
ولم يكن، رحمه الله، موفقا في تناوله لكثير من القضايا الدينية إذ لم يكن له فيها ذات القدم الراسخة، فكتاباته لا تخلو من لمحات صوفية أحيانا، اعتزالية أحيانا أخرى، كأي مفكر يغلب على كتاباته الجانب العقلي على حساب الجانب النقلي، فبضاعته العقلية، لا سيما في قضايا الصراع الكوني الآنفة الذكر أقيم وأفضل بكثير من بضاعته النقلية. وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المؤيد بالوحي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والله يغفر له ويرحمه ويتجاوز عن زلاته بما قدم من خدمات فكرية واجتماعية لأمته.
وعذرا على الإطالة، فإن الرجل بكتاباته الموفقة في الذب عن الإسلام، لا سيما في معاركه السياسية، صاحب فضل علي، وعلى كثير ممن فرأ كتاباته في هذا الشأن فهي تثير الحمية الإيمانية مع ما فيها من زاد عقلي معرفي نافع عن حقيقة الصراع الدائر بين الحضارات تأويلا للمقدرو الكوني من سنة التدافع بين الأمم، فهو، من وجهة نظري القاصرة، مفكر سياسي مدقق بالدرجة الأولى، فقد كان في هذا الباب مسددا بما امتن الله، عز وجل، عليه، من دقة النظر وحدة الذكاء.
ولعل هذه الإطالة تكون من باب الصلة لرحم مفكر له فضل على كاتب هذه الكلمات لا ينكره، وإن لم يعرفه أو يلتق به. وإن لم يوافق كثير من أهل العلم الدكتور مصطفى في كثير من آرائه المثيرة للجدل، وهم فيها أمكن منه وأولى بالاتباع، كما أنه في الجانب الذي وفق فيه جدير بالموافقة والاتباع.
والحمد لله الذي قسم أنصبة الحق بحكمته البالغة بين عباده فلم يجمع الحق برمته إلا لرسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
والله أعلى وأعلم.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:10 م]ـ
جزيت خيرا أستاذ مهاجر
رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته.(/)
لغة القرآن
ـ[عالمة مفكره]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:46 م]ـ
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم و هي لغة الآباء و الأجداد، و هي لغة الضاد. فيجب على كل إنسان عربي المحافظة على هذه اللغة العظيمة من الضياع. فالقراءة المستمرة تجعلنا على علاقة قوية مع اللغة العربية و بذلك نستطيع أن نقضي على الجهل، و أن نكتسب علوم و ثقافات متنوعة. لذا يجب علينا أن نهتم بمكانة اللغة العربية و العمل على حفظها لأنها من أقوى اللغات في العالم و أجملها.
واللغة العربية هي اللغة المحبوبة لدى العرش ليتكلم بها العالم، لانها أعظم جميع اللغات بساطة،ولو اطلع الناس على بساطة هذه اللغة الفصحى وسعتها. فجميع لغات الأرض محدودة اذا ما قورنت باللغة العربية فهي لغة القرآن الكريم ولغة الوحي ولغة التخاطب لدى عدد لابأس به من الشعوب.وهي وسيلة الأتصال والتقارب لدى الأمم، فباللغة نستطيع معرفة أخبار الشعوب والأهل وتعلم الدين والعمل بما أمرنا به الله سبحانه وتعالى فلو علم الناس أهمية هذه اللغة العظيمة لم يضيعوا وقتهم ولا حتى ثانية في اي أمر الا تثقيف أنفسهم بتعلم هذه اللغة العذبة.
ـ[رحمة]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:55 م]ـ
حياكِ الله و بياك معنا في منتدى الفصيح
و جزاكِ الله خيراً على الموضوع الجميل
ـ[عالمة مفكره]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:44 م]ـ
ولك الف شكر على تشجيعك(/)
أهمية اللغة العربية
ـ[عالمة مفكره]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:53 م]ـ
"] (ومن آياته اختلاف ألسنتكم و ألوانكم)
أهمية اللغة العربية
_ يبلغ عدد المسلمين في العالم اليوم مليارا و نصف من البشر متعددي الألوان و العروق و الأجناس و اللغات يربطهم باللغة العربية القرآن فلا إسلام بلا قرآن و لا قرآن بلا لغة عربية.
_ أهم ما في اللغة أصواتها و معاني كلماتها.
_ الأبجدية مجموعة رموز لأصوات اللغة يتعارف عليها القرّاء.
_ يمتاز الحرف العربي بتعدد أشكاله حسب وروده في الكلمة أولها أوسطها نهايتها أو مفردا فيها و يشكّل هذا صعوبة على غير العرب.
نشر اللغة العربية
_ انتشرت اللغة العربية عن طريق التجارة و الإسلام.
_ اللغة العربية أحق لغة بالعولمة لضرورة تعلمها من قبل المسلمين لقراءة القرآن.
_ ليس رسم الحرف العربي مقتصرا على اللغة العربية وحدها إذ تكتب به لغات أخرى كالفارسية و غيرها و لم يستطع رسم الحرف العربي أن يحول تلك اللغات إلى لغة عربية. كما أن كتابة اللغة العربية بالحرف الأجنبي لا يستطيع أن يحولها إلى لغة أجنبية.
_ لو كتب غير العرب الكلمات العربية بأحرف أبجدياتهم فإن ذلك يسهّل عليهم قراءتها و يزيل عنهم غرابتها و يجعلهم يستأنسون بها استئناسهم بالقرآن الكريم الناطق بها و هذا ما يشجعهم على متابعة دراستها و اقتناص معانيها و استجلاء معجزاتها.
ضوابط الحرف العربي
تُضبط قراءة الحرف العربي بعلامات التشكيل: السكون و الفتح الضم و الكسر ثم الشدّة و المدّ و التنوين.
_ إذا زينّا الحرف الأجنبي بعلامات التشكيل العربية مع توضيح أن الفتحة ثلث ألف و الضمّة ثلث واو و الكسرة ثلث ياء قإن ذلك يجعل الحرف الأجنبي المشكل صنوا للحرف العربي الأصيل لا فرق بينهما إلا بالرسم.
_ يمتاز الحرف الأجنبي على الحرف العربي بأن له رسما واحدا أينما يرد و أنه يسهل التعامل به في معطيات العلوم الحديثة كجهاز الحاسب و ما شابه.
- إن الكتابة بالحرف العربي شأن قومي للعرب يجب المحافظة عليه و هذا لا يعني بالضرورة إكراه غير العرب على تجرّع صعوبة التعامل به. فإذا تداول غير العرب اللغة العربية بأبجديات لغاتهم فأن ذلك يمكّن اللغة العربية من الانتشار عالميا لأن تيسير قراءتها لكل الناس مهما اختلفت لغاتهم و أجناسهم يجعل اللغة العربية و القرآن قاسما مشتركا بين جميع الناس. [/ font]
ـ[خولة قوال]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 05:18 م]ـ
هناك كثير من المسلمين يعرفون اللغة العربية سطحيا ولايعرفون جوهرها الحقيقي فكفيل بنا نقدس هذه اللغة لانها اللغة التي انزل الله بها كتابه عزوجل
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 05:32 م]ـ
ويكفينا بها فخرا انها لغة اهل الجنة.
فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لقد أسمعت لونادت حيا = ولكن لا حياة لمن تنادي
كم يحز في النفس أن ترى أبناءها يولونها ظهورهم
وإذا تعلموها تعلموا لغة مسخا سموها لغة الصحافة
وهي كذلك لغة المصحفين حيث تجد وتسمع ما تجد على صاحبه
في نفسك تنكبه سبيل الفصيح والأدهى منه أن ما تجد منه حزنا يتواجد منه غيرك طربا.
وفقنا الله وإياك لكل ما يحبه ويرضاه(/)
اللغة العربية والأجنبي
ـ[عالمة مفكره]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:56 م]ـ
كيف نمكِّن الأجانب من قراءة اللغة العربيةسؤال يرد لأذهان الكثيرين
_ نجري دراسة صوتية مقارنة بين أصوات الأبجدية العربية و ما يقابلها من الأبجدية الأجنبية المراد تعريب أصواتها.
_ نبقي رسم الحرف الموافق كما هو كما نجري تعديلا شكليا مناسبا على الحرف المختلف مع وضع التوصيف الصوتي الدقيق لمخارجه و بيان الاختلاف بينه و بين صوت الحرف الأجنبي للتوضيح.
_ نشكّل كل حرف أجنبي تم تعريب صوته بعلامات التشكيل العربية الأربع عشرة المحتملة و هي السكون و الفتح و الضّمّ و الكسر، ثم مثلها مع الشّدّة، و من بعدها التنوين بالفتح و الضّمّ و الكسر و مثله مع الشّدّة. و أخيرا ننوّه إلى إمكانيّة مدّ الألف و الواو و الياء بوضع علامة المدّ فوقها.
_ ندرّب الأجنبيّ على نطق كل حرف أبجدي مشكّل قي أحواله الأربعة عشر، ثمّ ننتقل بعدها إلى سماع قراءته للنصوص العربيّة المكتوبة بأحرف أبجديته المعرّبة أصواتها و هذا كلّ شيء.
مميزات هذه الطريقة
_ تمتاز هذه الطريقة في تعليم الأجانب اللغة العربية في أنها تعرض اللغة العربية لهم في قالب مألوف لديهم هو أبجدية لغتهم القومية مزيلة بذلك غرابة اللغة العربية عنهم.
_ تحرر اللغة العربية من أسر الرسم غير المألوف لغير العرب رغم جمالياته المرغوبة لدى العرب.
_ تجعل اللغة العربية مستساغة و ميسّرة لغير العرب و هذا ما يساعد على عولمتها في كل بقاع الأرض.
_ يساعد في إعداد قواميس تشرح معاني كلماتها بنفس اللغة الأجنبية المكتوبة بحروفها فلا حاجة لاستعمال شكلين للكتابة. كما تسهّل برمجتها في الحاسبات و استعمالها كلغة وسيطة بين جميع اللغات.
مثال تطبيقيّ للطريقة على الأبجدية الإنكليزية
1 - الأبجدية الإنكليزية المعرّبة:
ش، س، ز، ر، ذ، د، خ، ح، ج، ث، ت، ب، أ
a , b , t , t? , j , h , h?, d , d?, r , z , s , ?
ن، م، ل، ك، ق، ف، غ، ع، ظ، ط، ض، ص
S , D , T , Z , A , g , f , q , k , l , m , n
ي، و، هـ
h , w, y
3_ تمتاز هذه الطريقة على كل ما سواها من محاولات كتابة العربية بالحرف الأجنبي بما يلي:
- شكّلت الحرف الأجنبي للتفريق بين صوت علامة التشكيل الثلثيَّة و صوت حرف العلّة الكامل.
- ضبطت مخارج الحروف بالرسم و الصوت.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 02:08 ص]ـ
لا حاجة لكل ذلك
فلم يصنع أسلافنا ذلك بلغتهم ولم يصنعه الإنكليز بلغتهم لنا
وفيه مجاراة لدعوة تغيير الحرف العربي وتشويه للعربية
هذا غير الأصوات المفقودة بين اللغات
والله أعلم(/)
حول كتاب: «طلعة المشترى في ثبوت توبة الزمخشري»!!
ـ[أبو المظفر السناري]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 12:06 م]ـ
للعلامة محمد «الصُّغَيِّر» بن محمد بن عبد الله بن على الإفراني المراكشي، أحد علماء القرن الثاني عشر الهجري، رسالة غريبة بعنوان: «طلعة المشترى في ثبوت توبة الزمخشري» وهي في ورقات، كما وصفها الزركلي وغيره.
وليست مطبوعة حسب علمي!
وقد استهواني عنوانها! وحداني حادي الشوق إلى التطلع إلى مضمونها! ووددت لو وقفت عليها، ريثما أتحقق من أدلة كاتبها في إثبات تلك التوبة المشار إليها!
وناهض ظني: أن قَصَبة رسالته تلك إنما هي قائمة على ذلك الخبر الذي أخبرنا به: الشيخ أبو معاذ صلاح بن محمد المنصوري المصري – إجازة بالمشافهة – عن شيخه عبد العزيز بن الصديق الغماري عن محمد عبد الحي الكتاني عن شيخه عبد الله بن درويش السكري الحنفي عن شيخه عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن أبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي عن شيخه حسن بن عليّ العجيمي عن شيخه البرهان إبراهيم الميموني عن شيخه الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن النجم عمر بن فهد عن أبي عبد الله الراعي الأندلسي أنه قال في «شرحه على الآجرُّوميَّة»: «كان شيخنا أبو الحسن علي بن سمعة الأندلسي -رحمه الله تعالى- يقول: شيئان لا يصحان: إسلام إبراهيم بن سهل! وتوبة الزمخشري من الاعتزال!
[ثم قال الراعي]: قلت: وهما في مروياتي. أما إسلام إبراهيم بن سهل: فيغلب علي ظني صحته؛ لمعرفتي بروايته. وأما توبة الزمخشري: فحدثني الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان بن دليلة- رحمه الله – عن الشيخ أبي سعيد فرج بن سعيد الخطيب بمدينة «سلا» - وكان عالميْن صالحيْن – أنه وقف بالبلاد المشرقية على محضر ثبوتٍ محكومٌ فيه بتضميين توبة الزمخشري من الاعتزال! فقوي جانب الرواية والحمد لله.».
قلتُ: وهذا الخبر قد ذكره صاحب: «نفح الطيب» ولكن بسياق مختصر.
وليس في هذا الخبر: ما يقضي بثبوت توبة هذا الزمخشري من مذهبه!
وقد كان ينبغي على هذا الواقف على ذاك المحضر: أن يذكر تاريخه وبيان ما فيه مفصَّلًا، مع ذكْر كاتب هذا المحضر، وأين كتبه؟ وهل عليه خط التائب أم لا؟ ومن هم هؤلاء الشهود العدول الذين شهدوا على صحته وثبوته؟ ودون إثبات ذلك خرْط القتاد!
ولذلك قال صاحب «أزهار الرياض»: عن الزمخشري «وذكر بعضهم أنه تاب! ويأبى ذلك تصريحه في كشَّافه بما خالف السنة جهارًا؛ فإنه لو صح ذلك لمحاه، أو أشهد على نفسه بالرجوع عما قصده فيه وانْتحاه».
قلتُ: وقد كان جماعة من أهل السنة يعزُّ عليهم أن تكون تلك الأساليب البلاغية، والتوجيهات اللغوية والبيانية، وغيرها من أزمة علوم اللغة العربية، المبثوثة في «تفسير الكشاف»: نابعة من جوف رجل عريق في الاعتزال ومعاندة أهل السنة! فاستروح من استروح منهم إلى اعتماد ذلك الخبر في صحة ثبوت توبة الزمخشري من عقيم مذهبه!
وأنا أرى: أن هذا هو الدافع الحقيقي إزاء محاولة الإفراني في «طلعة المشتري»!
ومن أوابد الزمخشري: قولُه في «كشافه» وهو بصدد التشنيع على أهل السنة في إثباتهم رؤية الرب في الدار الآخرة: «ثم تعجَّب من المتسمِّين بالإسلام! المتسمِّين بأهل السنّة والجماعة: كيف اتخذوا هذه العظيمة مذهبًا!؟. ولا يغرنك تستُّرهم بالبلْكفة [يعني قول أهل السنة: إن الله يُرى في الآخرة بلا كيف]، فإنه من منصوبات أشياخهم! والقول ما قال بعض العدْلية فيهم:
لَجَمَاعَةٌ سَموْا هَواهُمْ سُنَّة ... وَجَمَاعَةٌ حُمْرٌ لَعَمْرِي مُوكَفَه
قَدْ شَبَّهُوهُ بِخَلْقِهِ وَتَخَوَّفُوا ... شَنْعَ الْوَرَى فَتَسَتَّرُوا بِالبَلْكَفَهْ!».
قلتُ: فأبْدَى من غمرات جهله أُصولًا، وسوَّى على قصبَات تعصُّبه نُصولًا! فمخايل الحمق في تضاعيفها مصقولة، وبعثات الحقائق دونها معقولة!
وهذان البيتان المذكوران: قد عارضهما غير واحد من أهل السنة، وقَسَى بعضهم في معارضته على قائلها وناقلها ومنشدها ببعض ما يستحقون!
وقد أساء الزمخشري الأدب في مواطن من: «كشَّافه» في حق الذات النبوية! بما كان كافيًا لانكفاف مثل التقي السبكي عن إقراء الكشاف حتى موته! وألَّف في بيان ذلك رسالته المشهورة: «سبب الانكفاف عن إقْراء الكشاف».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان مع اعتزاله: عصبيَّ المزاج لأبي حنيفة ومذهبه! وهو القائل – كما نقله عنه ابن الوزير في «الروض الباسم» [1/ 318/طبعة عالم الفوائد]: «وتَّد الله الأرض بالأعلام المنيفة, كما وطَّد الحنيفيّة بعلوم أبي حنيفة! الأئمة الجِلَّة الحنفية, أزمَّة الملَّة الحنيفيَّة, الجود والحلم: حاتميٌّ وأحنَفيٌّ, والدّين والعلم: حنيفيٌّ وحنفيٌّ»!
ولولا أن الله قد قدَّر لأبي مضر محمود بن جرير الضبي أن يطأ بقدميه أرض خوارزم؛ لما كان للاعتزال في تلك الأنجاد سبيل!
فإن أبا مضر هذا هو الذي نشر مذاهب العدْلية – يعني المعتزلة – في جَنَبات خوارزم وما حواليْها، وعنه أخذ الزمخشري وطوائف من الخوارزميين أصول هذا المذهب المشئوم!
وكان بين الزمخشري وبين أبي الحسن الميداني – صاحب كتاب الأمثال – ما يكون بين الأقران في كل زمان!
وقد عمِلَ فيه تعصُّبه لمذهبه المهيض كلَّ عمل! حتى ساقه ذلك إلى أن يردَّ على شيخ المغرب القاضي عياض استدعائه للإجازة منه! قال صاحب «أزهار الرياض»: «سمعت غير واحد ممن لقيته يخبر: أنَّ القاضي عياض لمَّا بلغه امتناع الزمخشري من إجازته قال: الحمد لله الذي لم يجعل عليَّ يدًا لمبتدع أو فاسق!».
قلتُ: وقد كان يفعل ذلك مع أبي طاهر السلفي أيضًا! لولا أن أبا طاهر عاود الكتابة إليه مرة بعد أخرى – لمَّا كان الزمخشري مجاورًا بمكة- حتى لانت عريكة أبي القاسم وأجاز أبا طاهر بالمكاتبة.
وقاتل الله الشَّره في الاستكثار من الإجازات التي تجرُّ أصحابها إلى ركوب مراكب العطب في السعي لها وتطلُّبَها حتى من أقحاح أعداء السنة وأهلها!
فانظر كيف يدور الزمان بأمثال أبي طاهر السلفي والقاضي عياض حتى يطْلبا الإجازة من مثل هذا الخاسر الأثيم؟
والحاصل: أن الزمخشري غير مدفوع عن الإمامة في علوم العربية وتفسير القرآن، وغريب الحديث. بل كان الرجل في تلك الأمور واحد زمانه، وفرد أوانه، ونادرة أقرانه.
وكم خسر المعرضون عن تصانيفه والنظر في تواليفه لأجل مذهبه؟
لكنه: كان خبيث الاعتقاد! معاندًا في قبول الحق! شديدًا على خصومه! عديم الإنصاف! خائضًا فيما هو بسبيله أودية الاعتساف!
غفر الله لنا وسائر المسلمين، وتجاوز عن هفواتنا نحن معاشرَ الموحِّدين.
فإنه بكل جميل كفيل ... وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه: أبو المظفر السِّناري.
ـ[ملكي1]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 02:04 م]ـ
هذا العمل ضياع جهد ووقت
(تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون)
ـ[أبو المظفر السناري]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 05:46 م]ـ
هذا العمل ضياع جهد ووقت
فيكون الإفراني والمقري وغيرهما قد أضاعوا جهدهم ووقتهم بالتحدُّث في تلك القضية!!
فالله المستعان.(/)
أخطار تهدد لغتنا العربية
ـ[عالمة مفكره]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:48 م]ـ
في ظل الصيحات الأخيرة لحماية اللغة العربية من الانقراض علينا أن نتساءل هل اللغة العربية حقا في خطر أو في طريقها إلى الانقراض؟ وماذا وراء الربوة من أمر جعل كل مثقف ولغوي وحتى صاحب الميل السياسي القومي ينتفض من أجل الحفاظ على الهوية التي تمثل اللغة الأم لبنتها الأولى؟
لقد طالبت المجمعات اللغوية العربية مؤخرا -في ظل هذه المخاطر كما اسمتها- وسائل الإعلام العربية ورجال الدولة استخدام اللغة العربية السليمة لأنها الوسيلة الوحيدة -في نظرهم- التي تجعل من الشعب العربي اتحادا عالميا أمام التكتلات الأجنبية وإلغاء الثنائية بين اللغة العربية واللغات الأجنبية.
أخطار ثلاثة
يرى الدكتور العلامة يوسف القرضاوي أن هناك أخطارا ثلاثة على اللغة العربية: الخطر الأول هو خطر اللغات الأجنبية التي تزاحمها وتهددها في عقر دارها، والخطر الثاني هو خطر العامية المحلية التي يروج لها الكثيرون والتي أصبحت تنتشر الآن حتى في أجهزة الإعلام والتي يطالب البعض بأن تكون لغة تعليمية، والخطر الثالث هو خطر اللحن والأغلاط اللغوية حتى في اللغة الفصحى التي يؤديها الخطباء والكتاب والمذيعون وغير ذلك.
وقال الدكتور على فهمي خشيم -رئيس مجمع اللغة العربية في ليبيا للجزيرة نت في اتصال هاتفي- إن المدارس الأجنبية والتي أصبحت منتشرة الآن بشكل كبير في العالم العربي أدت إلى ضعف المستوى التعليمي العام وانحطاطه، حيث لا تعطي هذه المدارس النشء ما يكفي من تعلم الدين واللغة العربية، مما يزيد الهوة بينه وبين لغته الأم وكأنه لم يعد عربياً، بالإضافة إلى عدم استخدام الجامعات اللغة العربية في مجال العلوم والطب والهندسة والصيدلة حيث يعزون السبب إلى عجز العربية عن استيعاب العلوم.
ولا شك أن رأي مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور علي جمعة في البحث الذي قّدمه في الجلسة الأولى لمؤتمر "لغة الطفل العربي في عصر العولمة" في مقر جامعة الدول العربية في المدّة من 17 ـ 19/ 2/2007 بأن اللغة العربية التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً لم يتعهد الله بحفظها ولهذا فهي عرضة للتغيير, خيب آمال من كان يظن أنها لغة مقدّسة ولا يمكن أن تنقرض كبقية اللغات.
ولعل ما زاد الحدة لدى البعض أن اللغة العربية ربما تكون من بين اللغات التي ستنقرض بناء على ما أشار إليه تقرير لليونسكو في العام 2006 والذي ذكر أن هناك لغات ستموت من بينها العربية، وهو ما أشعل القلق أكثر في نفوس الكثيرين من الغيورين على لغتهم خصوصا إذا ارتبطت بالهوية والحضارة التي ربما تندثر هي الأخرى.
حتى أن الدكتور عبد الوهاب المسيري ومجموعة من المثقفين والمهتمين بالهوية السياسية العربية رفعوا قبل أسبوع دعوى ضد الرئيس المصري ورئيس وزرائه بعدم التزامهما باستعمال اللغة العربية وخروجهما بذلك عن نص الدستور المصري الذي ينص على أنها هي اللغة الرسمية للبلاد.
إلا أنه في ظل هذه المخاوف فإن بعض المفكرين يتكلمون عن موت اللغة بالمعنى الوضعي للكلمة أي الانقراض النهائي من الوجود، وهو ما قاله شبلي شميل في كتابة "فلسفة النشوء والارتقاء" الجزء الأول.
وهو أيضاً ما يقوله جبور عبد النور بالمعجم الأدبي وهو إنه "عندما تهجر اللغة اللسان بحالة من حالاتها يظن الناس أن هذه اللغة أو تلك قد ماتت" وهم في هذه الحالة ينظرون إليها وكأنها تطورت وأصبحت اليوم في أرقى حالة مما كانت في الماضي، أي أن اللغة تتطور على أنقاض كلمات قديمة.
فهل تنقرض العربية الجميلة وتقوم العامية مكانها بحسب هذا الرأي؟
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:17 م]ـ
فهل تنقرض العربية الجميلة وتقوم العامية مكانها بحسب هذا الرأي؟
لن تنقرض .. بوعدِ الله، ثم بجهودِ "المخلصين ".
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 06:33 م]ـ
فهل تنقرض العربية الجميلة وتقوم العامية مكانها بحسب هذا الرأي؟
اللغة محفوظة بحفظ كتاب الله
ولكن هي مضيعة من الألسن
والوضع شاهد
ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:49 م]ـ
من الصعب الحمد لله و بفضله أن تنقرض و لكن لنقل أنه هناك سيطرة من اللغات الأخرى الأجنبية علينا و ذلك لكثرة وسائل الإعلام الأجنيبة و ميل الناس لهذه اللغة على إعتبار أنها أفضل و لكن في النهاية هي لغة القرآن كتاب الله الكريم
أدعو الله أن يحفظه و يجعلنا في هذا المنتدى سبباً في رفعه شأن لغتنا العربية بإذن الله
جزاكِ الله خيراً اختي على الموضوع الجميل
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بوركت اختي في طرح هدا الموضوع قال تعالى 0'انا نحن نزلنا الدكر وانا له لحافظون ' ,ومادامت لغتنا العربية لغة القران الكريم فبحفظه سوف تحفظ انشاء الله الا ان اللغة العربية تتغير وتتطور ويجي الناس بالفاظ جديدةوقد تختفي دلالات معينة لالفاظ عهدناها وهدا بفعل التطور الحاصل على مستوى العام وبفعل الزمن ايضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالأنوار دحيه]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 01:13 ص]ـ
حقّ لكلّ غيور على هذا اللسان أن يدقّ ناقوس الخطر, لأنّ ما نشاهده في وسائل إعلامنا , وما نسمعه على ألسنة دعاتنا وأئمّتنا، وما يستشري من عدم الاهتمام باللغة في مدارسنا يخيف، ويدعونا إلى أن نفكّر عن وسائل كفيلة بأن تعيد هذه اللغة إلى ما كانت عليه، بل ونبحث عن طرق تطويرها لتكون في مستوى تواكب فيه مستجدّات العصر، لأنّه بدون ذلك نحكم عليها بالموت السريع.
وللذين يطمئنوننا بأنّ هذه اللغة محفوظة بحفظ القرآن الكريم أقول:
إنّ الله تكفّل بحفظ ذكره، وهذا أمر لا مريّة فيه، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل استوعب القرآن الكريم كلّ مادّة اللغة؟
هناك أقوال للغويين تقول: إنّ ما بين دفّتي المصحف الشريف لا يشكّل إلاّ جزءا يسيرا من اللغة. فمن لما تبقى خارج المصحف من هذه اللغة؟
ـ[نسأل_العافية]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 04:48 م]ـ
لاتنقرض ما بقي التواصل بين الأجيال منتجة، للعقل و الفكر، لكن هيهات اليوم و ما علية لغة الطفل العربي و هذه المنظومة اللغوية في عصر الآنفجار المعرفي، والانبهار بها، و نظرتهم الى لغتم نظرة ازدراء ....(/)
جنى دمعتان وبسمة ..
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم // فؤاد الخفش
جنى دمعتان وبسمة ..
دمعة يوم ولدت وأنا مشبوح مسجون، ودمعة يوم أن رفضتني بعد خروجي، وبسمة كانت اليوم في ذكرى ميلادها الأولى .. !
جنى { .. ،
أبي .. أأنا دمعتان وبسمة؟! ليت شعري .. !
ما ذنبي وأنا أتنفس صباحات الوطن برائحة الشوق ولم أعرف لعزف إيقاعها غير الدموع .. ،،
منذ ولدت وأنا أشتاق همسك، وأحن لضمة صدرك ..
وما ذنبي .. وقد لامس النور عيناي وأنت هناك .. تجلس على جذع العذابات وتحت السياط ..
أبجديتك آلمتني .. حرفك نحو غيمة الحزن جرفني ..
حنانيك يا أبي ..
صرخاتي .. حركاتي .. وحتى نظرتي لأمي .. ولعبي بدميتي، ورفضي لرضعة الحرمان والبعد عنك، كانت تحدث ذاتك .. بنبرة أنت لا تسمعها .. لم يفهمها أحد .. لكنها نثرت في قلبي زخات حبك .. لتخفف عني بعدك ..
دمعتان آلمت بهما قلبي .. على رسلك يا أبي ..
بسمة أنت .. تسقيني الوفاء .. تعلمني العز والإباء .. تهديني دميتي وهي ليست كدمى الصغار ..
حتى حديثك يا أبي .. حديث فخر .. عن رجل نحت بأيام عمره مجداً ..
يلاعبني .. يضاحكني .. ويهدهد لي أغنية على وتر الشجن .. أغفو على ألحانها وترتخي على صدرها جفوني .. ثم يسأل .. أجنى الحب ترفضني ولا تقبل.!
أي والدي .. أنا لا أقبل ..
أن أراك تداعبني وثغر هناك في الإسلام يريد سداً ..
أي والدي .. أنا لا أقبلك إلا شهماً ..
فؤاد أنت يا أبي فكيف لي أن أرفضك .. وقد غرست في قلبي للتضحية معنًى.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 05:40 م]ـ
هون الله عليهم, وعجل الرحمن بنصرهم
أي والدي .. أنا لا أقبل ..
أن أراك تداعبني وثغر هناك في الإسلام يريد سداً ..
أي والدي .. أنا لا أقبلك إلا شهماً ..
فؤاد أنت يا أبي فكيف لي أن أرفضك .. وقد غرست في قلبي للتضحية معنًى.
يرتجف الفؤاد لقراءتها
بوركتِ(/)
كيف تستعد ليوم الرحيل
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 11:14 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
كيف تستعد ليوم الرحيل
قال تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون)
وقال تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)
وقال تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر هادم اللذات
ونحن نقترب من الأجل المكتوب، والوعد المضروب ... خطوة في إثر خطوة ...
قال تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)
والموت مصيبة رهيبة ..... وما يأتي بعده أعظم منه وأجل .... !!
فأين الوجل من الأجل؟؟!!!!
أين الاستعداد ليوم المعاد؟!
لقد دنا الرحيل ....... وأزف التحويل ....... فما بالنا غافلين؟؟!!
((إن ما توعدون لأت وما أنتم بمعجزين))
نريد الأن أن نذهب سويا إلى رحلة لنرى ماذا سيحدث لنا بعد الموت ... !!!!!
أول مرحلة ستكون الذهاب بك إلى مغسلة الموتى ...
وها أنت ياأبن آدم وقد فارقت الحياة واصبحت جثه هامدة لا حراك له وجردت من الثياب والزينه ومابقي الا قطعة من قماش تستر بها عورتك ممدد على الواح لتغسل
وقام من كان حب الناس في عجل = نحو المغسل يأتيني يغسلني
وقال ياقوم نبغي غاسلاً حذقاً = حراًأديباً أريباً عارفاً فطن
فجاءني رجل فجردني = من الثياب وأعراني وأفردني
هل تعرف ماذا يفعل هذا المغسل الان؟؟
هو يضغط على البطن ليخرج مابها من فضلات
وأودعوني على الألواح ii منطرحاً وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي ii وغسلني غسلاً ثلاثاً ونادى القوم ii بالكفن
وأخيرا الكفن
وألبسوني ثياباً لا كمام ii لها وصار زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا على رحيل بلا زاد ii يبلغني
وهكذا يكون قد جهز للصلاة عليه
بعد أن يصلى على الميت يحمل على أكتاف الرجال ليوضع في قبرة
وحملوني على الأكتاف أربعة = من الرجال وخلفي من يشيعني
القبر أول منازل الآخرة
هذه دارنا .....
فارقت موضع مرقدي ...... يوما ففارقني السكون
القبر أول ليلة ...... بالله قل لي ما يكون
الأن الجنازة جاهزة للدفن
ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد ii والكفن
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا = أب شفيق ولا أخ يؤنسني
1 في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أب شفيق ولا أخ ii يؤنسني
ويسد على الميت في لحده بلبنات ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وسد الفتحات التي بين اللبنات
وبعدها تنهال عليه التراب منه خُلق وله يعود
وقال هلوا عليه التراب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
وأخيراً هذه هي نهاية الإنسان وهذا هو المسكن الحقيقي الذي هو أول منازل الآخرة
أين الأحباب والأصحاب .. ؟؟ أين الأخوان والجيران .. ؟؟ أين الزوجة والولدان؟؟
لقد أفردوك .... ثم ذهبوا وتركوك ... ولو بقوا ما نفعوك ........
فمن يؤنس وحشتك؟! ومن يؤمن روعتك؟!
جدوا فإن الأمر جد ..... وله أعدوا وأستعدوا
كان عثما بن عفان إذا وقف على القبر بكى، حتى يُبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (القبر أول مازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه)
فبلغوا هذه الرسالة:
إلى كل من يتساهل بالصلاة أو يفرط فيها
إلى كل من يمنع الزكاة ويتهاون بها
إلى كل من يعق والدية ويعذبهما
إلى كل من يقطع أرحامه ويهجرهم
إلى كل من يحارب الله ورسوله بتعامله بالربا
إلى كل من يغش في البيع والشراء أو يرشي أو يرتشي
إلى كل من يغني ويستمع الغناء
إلى كل من يضيع من يعول من زوجة وأولاد
إلى كل من يزني
إلى كل من يعمل عمل قوم لوط
إلى كل من ظلم وأكل حقوق الغير وخاصة العاملين في المنازل
إلى كل من ينام عن صلاة الفجر
إلى كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين
إلى كل من يستهزأ بأهل الدين والصالحين
إلى كل من يحسد ويحقد على إخوانه المسلمين
إلى كل من يدور في الأسواق ركضاً خلف محارم المسلمين ويطلق بصرة على النساء
إلى كل من يدنس فمه اللي ذكر الشهادة يدنسه بسيجارة أو شيشة قبيحة الرائحة
إلى كل من يستعمل المخدرات
إلى كل من هجر القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وعملاً
إلى كل من يجالس أهل السوء والشر
إلى كل من هجر الصالحين ومجالس الذكر
إلى كل من لم يحج وهو يستطيع ويملك مقومات الحج
إلى كل من يشهد شهادة الزور أو يعين عليها
إلى كل من يوالي الكفار
إلى كل من استقدم عمالة من غير المسلمين ولم يدعهم إلى الإسلام
إلى كل من يبتدع في دين الله
إلى كل من يكذب ويتحرى الكذب
إلى كل من نادى بالتبرج والسفور وخروج المرأة المسلمة
إلى كل من غفل عن ذكر الله تعالى
أما آن الأوان أن نراجع حساباتنا
أما آن الأوان أن نتدارك مابقي من أعمارنا
أما آن الأوان أن ننتبه من غفلتنا
أما آن الأوان أن نستيقظ من رقدتنا
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق)
منقول ....
كلنا نحتاج لموعظة توقظنا من غفلتنا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إماراتية]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 11:53 ص]ـ
أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنوبي
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة
والله لا أخاف مابيني وبين الله بقدرما أخاف مابيني وبين الناس
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ونسأل الله أن يغفر لنا, ويتجاوز عن سيئاتنا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:14 م]ـ
أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنوبي
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة
والله لا أخاف مابيني وبين الله بقدرما أخاف مابيني وبين الناس
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
صدقتِ ... نستغفر الله ونتوب إليه من جميع ذنوبنا التي لا حصر لها ... ولكن
من يرى كثرة الموتى الذين يتساقطون هنا وهنا وفي كل يوم ... وفي كل ساعة .... يجد أنه حريٌّ به أن يستعد فإلى متى ونحن نلعب ونلهو ولا نشعر بالدقائق التي تمر علينا دون أن نعمل أعمالا صالحة تنقذنا من هذه النار الملتهبة التي أشعلت حتى احمرت وابيضت واسودت .... !!!
والله المستعان
أشكر لكِ مرورك الطيب
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ونسأل الله أن يغفر لنا, ويتجاوز عن سيئاتنا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: أبا طارق
جزاك الله خيرا .... صدقا: نسأل الله أن يغفر لنا ... ويتجاوز عن سيئاتنا ... اللهم آمين
ـ[إماراتية]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:20 م]ـ
سبحان الله! حين نحب الإنسان نسمع ما يقوله بشكل مغاير، وهذا ماشعرت به اليوم مع هذا الموضوع.
شكرا زهرة متفائلة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:25 م]ـ
سبحان الله! حين نحب الإنسان نسمع ما يقوله بشكل مغاير، وهذا ماشعرت به اليوم مع هذا الموضوع.
شكرا زهرة متفائلة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
هذا من طيب أخلاقكِ ... جزيتِ خيرا ... أسأل الله لكِ التوفيق والسداد.
بوركتِ أخية
ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي موضوع قيم و رائع
بارك الله فيكم
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي موضوع قيم و رائع
بارك الله فيكم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزيتِ خيرا .... وأشكر لكِ مرورك الطيب .... وتعليقك الأجمل.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:09 م]ـ
(كيف تستعد ليوم الرحيل)؟؟؟
هذا عنوان الموضوع الجليل الذي سرَّحْنا فيه الفكر، وتلقَفَنَا منه الذهولُ،
والحقيقة أنني بعد التأمل عَدَدْتُ السؤال على وجهه من الحقيقة وأن السؤال بطيه ثلاثة أسئلة واجبة - والواجب يقتضي واجبا - فشرعت أجيب:
أولا: استعددت ليوم الرحيل بتقوى الله قدر الطاقة، ثم عشت حياتي في ضوء قوله تعالى:
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
هذا عن الكيفية
ثانيا: أعيش بالأمل فلولا أن الله غرزه في النفس الإنسانية لقتل الهمُّ الناسَ وتوقفت حركة عمارة الأرض، والموت آتٍ لا محالة فلماذا يموت المرء في حياته بترقبه قبل أوان الممات؟ أليس في قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيلة يُريد أن يغرسها فليغرسها، ولا يقول قد قامت القيامة) أو كما قال؛ مفتاحٌ للأمل والعمل على السواء.
فهذا حثٌّ على العمل ومراقبةُ الله مذ يولد المرء وحتى يلقى ربه بلا وجل من الموت لأن قضيته محسومة (إنك ميت وإنهم ميتون).
وهذا منهج تهيئة النفس للموت.
ثالثا: ليس الموت وحده واعظ النفوس؛ فالواعظان- كما في الحديث - هما الناطق وهو القرآن والصامت وهو الموت.
والواعظ الناطق هو الداعي إلى بناء مجتمع الإسلام وإتقان العمل والاجتهاد في طاعة الله حيثما يكون المرء،
والواعظ الصامت هو الداعي إلى أن ندع لمن خلفنا مقومات الحياة بغير آفة كما تسلمناها ممن قبلنا كذلك.
وهذا منهج التعامل مع الموت.
فأهلا به إذا جاء أمر الله، ورجاؤنا إليه سبحانه أن يتقبل منا ما أحسنا، ويتجاوز عنا فيما لم نحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالله التوفيق.
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:10 م]ـ
يسعى الفتى و خيول الموت تطلبه=وان نوى وقفة فالموت لا يقف
بارك الله فيك زهرة ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:33 م]ـ
(كيف تستعد ليوم الرحيل)؟؟؟
هذا عنوان الموضوع الجليل الذي سرَّحْنا فيه الفكر، وتلقَفَنَا منه الذهولُ،
والحقيقة أنني بعد التأمل عَدَدْتُ السؤال على وجهه من الحقيقة وأن السؤال بطيه ثلاثة أسئلة واجبة - والواجب يقتضي واجبا - فشرعت أجيب:
أولا: استعددت ليوم الرحيل بتقوى الله قدر الطاقة، ثم عشت حياتي في ضوء قوله تعالى:
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
هذا عن الكيفية
ثانيا: أعيش بالأمل فلولا أن الله غرزه في النفس الإنسانية لقتل الهمُّ الناسَ وتوقفت حركة عمارة الأرض، والموت آتٍ لا محالة فلماذا يموت المرء في حياته بترقبه قبل أوان الممات؟ أليس في قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيلة يُريد أن يغرسها فليغرسها، ولا يقول قد قامت القيامة) أو كما قال؛ مفتاحٌ للأمل والعمل على السواء.
فهذا حثٌّ على العمل ومراقبةُ الله مذ يولد المرء وحتى يلقى ربه بلا وجل من الموت لأن قضيته محسومة (إنك ميت وإنهم ميتون).
وهذا منهج تهيئة النفس للموت.
ثالثا: ليس الموت وحده واعظ النفوس؛ فالواعظان- كما في الحديث - هما الناطق وهو القرآن والصامت وهو الموت.
والواعظ الناطق هو الداعي إلى بناء مجتمع الإسلام وإتقان العمل والاجتهاد في طاعة الله حيثما يكون المرء،
والواعظ الصامت هو الداعي إلى أن ندع لمن خلفنا مقومات الحياة بغير آفة كما تسلمناها ممن قبلنا كذلك.
وهذا منهج التعامل مع الموت.
فأهلا به إذا جاء أمر الله، ورجاؤنا إليه سبحانه أن يتقبل منا ما أحسنا، ويتجاوز عنا فيما لم نحسن.
وبالله التوفيق.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: منصور مهران
جزاك الله خيرا .... على إثراء هذه النافذة بهذه المواعظ التي تدعو إلى التأمل .... بارك الله فيكم ... وجعلها الله في موازين حسناتكم .. اللهم آمين
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:35 م]ـ
يسعى الفتى و خيول الموت تطلبه=وان نوى وقفة فالموت لا يقف
بارك الله فيك زهرة ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: السراج
جزاك الله خيرا .... على هذه الإضافة القيمة والتي تدعو إلى التفكير ... بارك الله فيك ... وجعلها الله لك في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:36 م]ـ
أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنوبي
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة
والله لا أخاف مابيني وبين الله بقدرما أخاف مابيني وبين الناس
السلام عليكم
بداية أشكر الأخت الكريمة الأستاذة زهرة على هذا الموضوع , وأقول لها: أكرمك الله وجعل ما تقدِّمينه هنا في ميزان حسناتك.
وأقول للأخت الكريمة الأستاذة / إماراتية
أوافقك في الثانية دون الأولى.
في كتاب الزهد لابن المبارك ت 181 هـ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزَّ وجلَّ: " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إذا أمنني في الدنيا أخفتُه يوم القيامة , وإذا خافني في الدنيا أمنتُه يوم القيامة "أخرجه البزار
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
بداية أشكر الأخت الكريمة الأستاذة زهرة على هذا الموضوع , وأقول لها: أكرمك الله وجعل ما تقدِّمينه هنا في ميزان حسناتك.
وأقول للأخت الكريمة الأستاذة / إماراتية
أوافقك في الثانية دون الأولى.
في كتاب الزهد لابن المبارك ت 181 هـ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزَّ وجلَّ: " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إذا أمنني في الدنيا أخفتُه يوم القيامة , وإذا خافني في الدنيا أمنتُه يوم القيامة "أخرجه البزار
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ والدكتور الفاضل: حسانين أبو عمرو
جزاك الله خيرا .... على الدعاء .... وعلى إثراء هذه النافذة بهذه المعلومات القيمة والمفيدة ... وينبغي علينا التفكيرجيدا بما طرحته هنا من موعظة لا أحسبها ـ والله ـ هينة ... موعظة مؤثرة ... تدعو إلى التأمل ...
بارك الله فيك ... وجعلها الله لك في موازين حسناتكم ... اللهم آمين(/)
عضو جديد ,, هل من مرحب!!
ـ[قيد الأرض]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
إلى من آمن برسالة الكلمة، وسمو الحرف، إلى الذي يعمل خلف الكواليس في صمت، محتسبا أجره عند الله سبحانه وتعالى ..
إلى الذي يبذل الكثير لترى حروفي النور ..
إلى كل سائر إلى الله جعل الحق عنوانه ..
إلى من يهمه الامر ..
أوجه تحياتي من القلب إلى القلب، عسى أن تجد تلك الكلمة مستقرها في قلوبكم ..
سرني التواجد معكم، عسى ان أبذل المفيد والفريد لنرقى بلغة الايمان والقرآن ..
هذا،،،،
وفقكم ربي للخير جميعا ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخي الكريم
ونأمل لك طيب المقام
ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:16 م]ـ
حياك الله و بياك أخي الكريم معنا
نتمنى لك طيب المقام و حسن الإفادة و الاستفادة بإذن الله تعالى
ـ[مسلمة وافخر]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:26 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بك اخا كريما وصديقا عزيزا في منتداك شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية وتقبل مرورى
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 11:45 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا
حياك الله وبياك في
شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:35 ص]ـ
أهلاً وسهلاً في هذا الفصيح ..
نتمنى لك طيب المقام ..
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:12 ص]ـ
أهلا وسهلا بك
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيّاك الله وبيّاك، وجعل الجنة مثوانا ومثواك
ومرحبا بك وسهلا
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 05:21 م]ـ
حياك الله أخي وبياك
ومرحبا بك في الفصيح
ودمت نافعا ومنتفعا
ـ[قيد الأرض]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:55 م]ـ
أشكركم اخواني على مروركم الطيب ..
وفقكم ربي للخير دائما ..
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 10:13 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا
حياك الله وبياك في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 10:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا(/)
هل تعرف متى يموت قلبك؟
ـ[طالبة العلم هدى]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 04:44 م]ـ
يموت قلبك ... عندما تكثر مشاكلك وهمومك
يموت قلبك ... عندما تضحك بلا سبب
يموت قلبك ... عندما تفقد الثقة بمن حولك
يموت قلبك ... عندما تنسى ذكر الله
يموت قلبك ... عندما تيأس من رحمة الله
يموت قلبك ... عندما لا تجد حلا منطقيا لمشاكلك
يموت قلبك ... عندما تشعر بكره الآخرين لك
يموت قلبك ... عندما تستهزء بقدرات الآخرين وآرائهم
يموت قلبك ... عندما تتوانى عن أداء العبادات
يموت قلبك ... عندما لا تجد حبيبا يملئ عليك وحدتك
يموت قلبك ... عندما لا تصارح نفسك بأخطائك
يموت قلبك ... عندما لا تجد لك صديقا صدوقا
يموت قلبك ... عندما تعتقد ان لا مكان لك في هذه الدنيا
يموت قلبك ... عندما لا تقرأ القرءان وتنسى حفظه
يموت قلبك ... عندما لا تشكو لله ضعف قوتك وقلة حيلتك وهوانك على الناس
يموت قلبك ... عندما تقابل الاساءة بالاساءة أو الأحسان بالاساءة
----------
ـ[رحمة]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 04:48 م]ـ
اللهم عافنا من القلوب الميتة من الصعب الحياة بقلب ميت
جزاك الله خيراً اختي على الموضوع الجميل و الكلمات الرائعة
و حياكِ الله و بياكِ في منتدانا الغالي
ـ[نجمة بنيان]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً اختي على الموضوع الجميل و الكلمات الرائعة
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 02:18 ص]ـ
اللهم عافنا من موت القلب
متى مات قلب 0000ماتت الحياة00000وضاعت الأخرة
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 08:13 م]ـ
بارك الله لك
كلمات مؤثرة حقا
ـ[تاج الحق]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيرا اختي على هذه الكلمات الرائعة
وندعوا الله ان يفرج هموم وكرب المسلمين جميعا(/)
عبارة قالها (مصطفى محمود) وعمل بها ... (صورة)
ـ[إماراتية]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:24 م]ـ
http://dc01.arabsh.com/i/00697/yn1gzbvrtpg8.jpg (http://arabsh.com)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:55 م]ـ
أضف لأستاذنا إن سمح الجميع
قيمة الإنسان هى مايضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته ولن تعرف هذه القيمة في الأغلب إلا بعد رحيل جسده
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:32 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي ..
" إن لم تزد على الحياة شيئاً تكن أنت زائداً عليها "
وهناك مقولة قرأتها وأعجبتني وجعلتني أفكر طويلا بها، أذكرها في نافذتكِ الجميلة هذه:
لا تكن ممن يقال عند رحيله الحمد لله، ولكن كن ممن يقال عند رحيله:
لا حول ولا قوة إلا بالله)
هناك في الحقيقة عظماء تركوا بصمة في هذه الحياة من أمثال: ابن باز وابن جبرين وابن عثيمين ومصطفى محمود الذي ذكرتِه وغيرهم الكثير ... أفادوا الناس وخدموا دينهم ... ونحن بالله عليك .... ماذا قدمنا؟؟؟
هذا السؤال الذي خرجت من نافذتك وما زلتُ أفكر به!!
ودمتِ موفقة ومتألقة دائما
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:46 م]ـ
هو الأثر ..
شكرا إماراتية، مميزة.
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:18 م]ـ
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "
.
هكذا تكون الاضافة اى لاينتظر المرء النتيجة انما عليه العمل
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 12:06 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي ..
" إن لم تزد على الحياة شيئاً تكن أنت زائداً عليها "
وهناك مقولة قرأتها وأعجبتني وجعلتني أفكر طويلا بها، أذكرها في نافذتكِ الجميلة هذه:
لا تكن ممن يقال عند رحيله الحمد لله، ولكن كن ممن يقال عند رحيله:
لا حول ولا قوة إلا بالله)
هناك في الحقيقة عظماء تركوا بصمة في هذه الحياة من أمثال: ابن باز وابن جبرين وابن عثيمين ومصطفى محمود الذي ذكرتِه وغيرهم الكثير ... أفادوا الناس وخدموا دينهم ... ونحن بالله عليك .... ماذا قدمنا؟؟؟
هذا السؤال الذي خرجت من نافذتك وما زلتُ أفكر به!!
ودمتِ موفقة ومتألقة دائما
ماذا قدمنا؟
سؤال صعب جدا
فى رأيى الشخصى أعظم شىء نقدمه ان لم نصنع بانفسنا شىء يذكر باسمائنا
نصنع فى اولادنا فمع نجاح الاولاد فى دينهم و حياتهم واخلاقهم يقال لهم
بارك الله فيك وفى والديك فهذا نتاج صبرهما
واعتقد انها اصعب مهمة فى الحياة تربية رجل صالح
فوراء مصطفى محمود اب وام زرعا فيه حب الدين والعلم والبحث فى الحياة
ووراء اى مجرم اب وام ضياعا مهمتهما فى الحياة الا اذا كان شاذ بينهم وكانت الاسرة صالحة(/)
العرب الغاربة
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 08:00 ص]ـ
لست تملك أن تدفع الأحساس بالحزن والإحباط وأنت تقرأ حال العرب اليوم كما وصفه أستاذنا الدكتور أحمد بن محمد الضبيب في مقاله (النشر والقراءة في زمن العرب المستغربة) في صحيفة الجزيرة ذات العدد 13541والتاريخ 6من ذي القعدة 1430ه، نبه أستاذنا إلى خطر المغالاة بتقديم اللغة الأجنبية في العمل والتعليم وكيف أن العرب بدع من بين الأمم كلها وتساءل "هل نجد لدى هذه الدول تهويلا وتضخيمًا لأهمية اللغة الإنجليزية في الحياة؟ أم هم يتعاملون معها على أنها لغة مطلوبة في بعض حالات الاتصال مع الآخرين فلا يفرضونها على جميع المواطنين، ولا يعلقون لقمة عيش كل مواطن بها، فهي لا تشكل هاجسًا ضخمًا في حياتهم كما هي الحال عندنا؟ "، كلا فالأمم الأخرى تحافظ على لغاتها، ولم يمنعها هذا من التقدم الحضاري أو التقني بل تفوقت فيه كل التفوق، واستنكر أن نلوم العرب في قلة قراءتها أو ترجمتها أو نشرها ونحن نسعى إلى تغريب أبنائنا بحملهم على تعلم الإنجليزية وتضخيم أهميتها تضخيمًا لا مسوغ له، وسأل ما الغرض من لوم العرب في قراءتها ما دمنا لا نقيم للعربية وزنًا ولا نضعها موضعها الذي تستحق، وأستاذنا لا يشغله شيء كخوفه على العربية وتنحيتها، ولذا تجده يواصل الكتابة في هذه المسألة وإلقاء المحاضرات والتعليقات والبحوث. والحقيقة الصارخة أن الخطر عظيم والخطب جلل؛ إذ نحس أنا أسرى للغة الأجنبية فهي الممسكة بعصب العمل في بلادنا، وهي المسيطرة على التعليم في جامعاتنا، والأدهى من ذلك أن الجيل الحاضر صار يتكلم ويكتب بلغة غريبة لا هي الإنجليزية الخالصة ولا العربية الخالصة، بل تسمع جملا عربية مرقعة بكلمات إنجليزية، وصارت كتابتهم بما يسمى العربيزي، وهو كتابة العربية بالأحرف اللاتينية، وكان هذا ما دعا إليه نفر من الناس منهم عبد العزيز فهمي الذي استثار الناس في ذلك الوقت فجوبه بعاصفة من ردود الفعل وأميت اقتراحه، ولكن أبناءنا يحققون اقتراحه بطواعية. إن الخطر الذي تواجهه العربية مسؤولية قومية ليست خاصة بأحد دون أحد، فالمسؤول عن التربية معني بها والمعلم معني بها والأسرة معنية بها، ورجل الأعمال معني بها، والحاكم خصيصى معني بها. وليس يمكن دفع هذا الخطر ما لم تجبر حركة العمل في البلاد على جعل اللغة المستعملة العربية، وما لم يشترط لاستقدام العامل معرفته العربية، وما لم تعلم العلوم في جامعاتنا بالعربية. كنا في أندونيسا مشتركين في مؤتمر (اللغة العربية من المنظور الثقافي والإجتماعي) وكان من بين أسئلة أحد أبناء أندونيسيا: كيف نجعل العربية لغة العالم كله؟ بقدر فرحي بهذه الحماسة الصادقة للعربية لحبه لها ورغبته فيها كان حزني وأنا أجد ازورار العرب عن لغتهم وتشبثهم الغريب بالانجليزية من غير مسوغ حتى صار صاحب المكتب العقاري يشترط في التوظيف إتقان اللغة الإنجليزية. وإني لأخشى خشية أستاذي إن استمر الحال على هذا المنوال أن يقال بحقنا العرب الغاربة.
ـ[ضمائر مستترة]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 09:48 ص]ـ
الله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إن لله وإنا إليه راجعون.
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:45 ص]ـ
لعمري ياأستاذنا أباأوس لقد رميت فأصميت،فلكم أقض مضجعي أن أرى الشاب وهو يحسب أن اللغة الانجليزية لغة تصغردونها العربية ولو علم مافي العربية من فضل لبات ليلته كما يبيت الصب ينتظر اللقيا،ولكن الذي يهون الخطب أن القران الكريم وهو سيد الكلام قد أنزل بالعربية فهو لها كما الأضلاع للقلب يذود عنها كما يذود صاحب الحمى عن حماه،لكأن القران الكريم رجل قد ملىء فؤاده غيرة على عياله، فهو أخو هم بهم.
فائدة:كنت قد سألتك ياأستاذنا الجليل فيما مضى عن قرارات المجمع اللغوي،وقد وقعت على كتاب اسمه:القرارات النحوية والتصريفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، جمعا ودراسة وتقويما،كتبه:خالد بن سعود العصيمي،عسى أن يكون لك فيه فائدة وإلا فإني كحامل التمر إلى هجر أو كمعلم مسدده الرماية.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 02:27 م]ـ
الله المستعان.
لم ننكر على أبنائنا أو تجارنا، و علماؤنا يكتبون مؤلفاتهم بغيرالعربية؟!!
كتاب في عشبية طبية في الجزيرة العربية مؤلف باللغة الإنجليزية و لم يترجم إلى الآن، يقول للمذيع أريدهم أن يعرفوا ... رداً على سؤاله لم لم تكبه بالعربية، ذكرت هذا المثال لأنني سمعته قريباً جداً. و الوطن العربي غني بهذه النماذج المشرفة في علمها المهزوزة في لغتها و أمتها، و من باب ذر الرماد في العيون يؤلف كتاباً أو اثنين بالعربية.
بارك الله فيك أستاذنا الجليل و وفقك لكل خير
ـ[منسيون]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 12:52 ص]ـ
عرب غاربة؟
هكذا حالنا ... بلادنا صارت سجنا بالنسبة لنا فأين نذهب؟؟؟
أنا في بلاد الغربة منذ سبع سنوات وأعيش حياة فضلى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:30 م]ـ
أستاذنا أبا أوس بارك الله فيك وأحسن إليك.
نعم ـ والله ـ إنه لأمر مؤسف.
مرة من المرات وأنا أقلب إحدى الصحف، رأيت إعلانا لإحدى المدارس العربية الخاصة، أنها تريد مدرسا للمواد الشرعية، بشرط أن يكون مجيدا للغة الانجليزية تحدثا وكتابة!!
ومرة أخرى التقيت بأحد الأصدقاء، فسألته عن رسالة الدكتوراة الخاصة به في الدراسات الإسلامية، ماذا عمل، وأين وصل؟؟
فأخبرني أنه الآن يسعى للحصول على شهادة (التوفل)، لأن الجامعة اشترطت عليهم ذلك، وأخبرتهم أنه الآن اصبح نظاما دوليا معمما على كل الجامعات في جميع التخصصات، أنه لا بد لهم من (التوفل)، لنيل الشهادات العليا.
والله المستعان.(/)
من أثر الغناء في العقائد والأعمال
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 05:35 م]ـ
للسماع، أو الغناء في قاموسنا اللفظي المعاصر، أثر بارز في العلم والعمل، في الاعتقادات والإرادات:
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان فتنة الغناء:
"والفتنة تحصل بالسماع من وجهين:
من جهة البدعة في الدين ومن جهة الفجور في الدنيا.
أما الأول فلما قد يحصل به من الاعتقادات الفاسدة في حق الله أو الإرادات والعبادات الفاسدة التي لا تصلح لله مع ما يصد عنه من الاعتقادات الصالحة والعبادات الصالحة تارة بطريق المضادة وتارة بطريق الاشتغال فإن النفس تشتغل وتستغني بهذا عن هذا. (فاشتغالها بأحد الضدين مانع من اشتغالها بالآخر، كمن اغتذى بطعام دون آخر حتى حصل له به الشبع فاستغنى به عن الآخر).
وأما الفجور في الدنيا فلما يحصل به من دواعي الزنا والفواحش والإثم والبغي على الناس.
ففي الجملة جميع المحرمات قد تحصل فيه وهو ما ذكرها الله في قوله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص292.
فالغناء إذا جرى مجرى الديانة على حد ما نرى من موشحات أهل الطريق والقصائد الغزلية التي تستثار بها القوى الباطنة، فهي تثير الشجن والطرب لكل سامع، فالعاشق تحرك شجون نفسه التي تعلقت بالصور الأرضية، والمريد قد تقع في نفسه موقع التذكير والتنبيه على حد قول الجنيد رحمه الله: "السماع فتنة لمن طلبه، ترويح لمن صادفه"، إن جرى مجرى الديانة: فهو طريق وعر مليء بالعقبات، فالسالك فيه قد غامر بسلوك أودية ضلال تتخطف الإرادات الفاسدة فيها القلوب طلبا لإرادة صالحة!، إن حصلها فصدفة، إذ لا يجتنى العنب من الشوك، فإن أدركه واحد، فقد فات ألفا غيره سلكوا الطريق فلم يصلوا، فما جدوى السير في طريق هذا وصفه من الوعورة فضلا عن ضآلة نفعه وعظم ضرره، والديانة لا تؤخذ من وقائع جزئية، وإنما تؤخذ من شرائع كلية، فلا ينكر أحد أن سامعا قد يجد في تلك الموشحات صلاحا لقلبه، ولكنه لا يكون صلاحا خالصا، إذ ليس على حد ما أباح الله، عز وجل، وشرع، فهو من المنهي عنه، وكل ما نهى عنه الشرع فمفسدته أعظم من مصلحته يقينا، فقد تكون فيه مصلحة جزئية، ولكنها لا تصمد أمام مفسدته الكلية، على حد قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)، فوصف الإثم بالكبر، وأطلق المنافع عن الوصف، فتنكيرها في معرض الترجيح مئنة من التقليل والتحقير ففيها مصالح ضئيلة، ولكنها لا تصمد أمام المفسدة الكلية، وذلك مما يتذرع به إلى تحريمها لاحقا، على التدرج المعروف، إذ قد رجحت مفسدتها على مصلحتها، فساغ بمقتضى قياس العقل الصريح: تحريمها، وهو ما حمل بعض أهل العلم كالقاضي أبي يعلى، رحمه الله، على جعل هذه الآية هي المحرمة للخمر، إذ قياس العقل الصريح: درء المفسدة العظمى ولو فاتت بذلك مصلحة صغرى، والشرع لا يأتي بما ينقض القياس الصحيح، بل يأتي بما يزكيه ويؤيده، فإن أي ضرر غالب يزال ولو فوت ذلك نفعا عارضا، على ما اطرد من قانون الشرع والعقل، فالضرر يزال، كما قرر الفقهاء، والشرع هو الذي يحدد أوجه الحسن والقبح تفصيلا، وتعلق المدح والثواب بالأول، والذم والعقاب بالثاني، فلا استقلال للعقل بذلك لقصور مداركه، فغايته أن يدرك الحسن والقبح إجمالا، فرعا عما يجده من اللذة والألم، فما غلبت لذته ألمه استحسنه، وما غلب ألمه لذته استقبحه، ولكنه إذا خرج عن سلطان الشرع الحاكم ضل في أودية اللذات الوهمية، فقدم اللذة العاجلة على اللذة الباقية مع نقص الأولى وكمال الثانية لفساد تصوره، إذ تمرد على الوحي الذي يعصمه من الخطأ والخطل، فاستساغ بالقياس الفاسد: تقديم عارض طارئ سرعان ما يزول فلا ديمومة له، فضلا عما يكتنفه من النقص والألم الذي يعقبه، فهو أشد على النفس مما كانت تكابده قبل مباشرته، فحده: حد المخدر الذي يحصل به المدمن نشوة عابرة، يكتنفها ألم الخوف من زوالها، فضلا عما يعقبها من ألام، فضلا عما تحدثه في
(يُتْبَعُ)
(/)
المحل من عطب، فلا تقارن تلك النشوة الضئيلة بتلك المفسدة العريضة، ولكنه، كما تقدم، نتاج قياس فاسد مستنده الهوى، والهوى يصادم النقل الصحيح والعقل الصريح بداهة، فاستساغ بذلك القياس الفاسد تقديم لذه هذا وصفها من الضآلة والنقص، على لذة باقية فهي على حد الديمومة، فطمأنينة قلب في دار الابتلاء يفتقدها غالب أهل الأرض لا سيما في الأعصار المتأخرة التي استرقت فيها الآلة الميكانيكية النفس البشرية فصيرتها حيوانية تلهث لتحصيل قوت الأبدان وملذاته، وتزهد في قوت الأديان مع ما له في النفس من حلاوة لا يجدها إلا أهل الإيمان فلذاته أضعاف لذات البدن التي يلهث الأولون لتحصيلها، بل لا وجه، عند التحقيق، للمقارنة بينهما، فعمار الأديان على حد قوله تعالى: (لَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وعمار الأبدان على حد قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، وتلك اللذة الباقية مع ديمومتها، وهو ما يجعلها منتهى أمل كل العقلاء، ولو كانت ضئيلة على حد: قليل دائم خير من كثير منقطع، هي مع تلك الديمومة: أعظم من اللذة الطارئة، فهي أشرف من جهة الكيف والكم، ولو كانت أدنى مع ما لها من وصف التجدد والاستمرار ما عدل عنها العقلاء، على ما سبق من قياس العقل الصريح الذي يقتضي: تقديم القليل الباقي على الكثير الفاني، فكيف وهي قد جمعت الحسنيين: شرف القدر وديمومة الزمان؟، فهي على حد: (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا)، فيتجدد نعيمها على حد الأبدية، فلا انقطاع للمفعولات في الأبد، إذ تسلسلها في الأبد: واجب، فيتجدد لأهل النعيم نعيمهم، ويتجدد لأهل العذاب عذابهم، على حد السرمدية، وذلك أصل يفزع إليه في تسكين النفس عن مباشرة معاص كثيرة يزينها الشيطان بتضخيم جانب اللذة فيها وتقليل جانب الألم مع كونه أعظم وأوقع في النفس، فليس له إلا إفساد التصور العلمي لمباشرها، فإذا فسد التصور: فسدت الإرادة، فتحركت النفس إلى تحصيل ما يضرها لجهلها بالعواقب والمآلات، ولا يكون ذلك إلا بالإعراض عن وحي النبوات، فهو العاصم لها من الزلات.
فليست كل حركة نفسانية أو بدنية محمودة في ذاتها، بل من الحركات ما يحاكي حركات البهائم!، على حد ما نرى في الرقص المحدث الذي يشبه فاعله المجانين أو المصروعين، فكيف يكون ذلك أثرا من آثار الديانة، إذ قد غلب على صاحبه الوجد!، والصحيح أنه قد غلب على صاحبه الخطل وقلة العقل، فليس ذلك من الأحوال المحمودة التي يدعيها أرباب الطريق خصوصا، أو أرباب الغناء عموما، فكل يدعي لذة موهومة يسعى إلى تحصيلها بالغناء والرقص!، على حد ما يروج له أهل الباطل، إذ قد صار الغناء والرقص عند بعضهم دواء لعلاج التطرف والتشدد!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان الحركات النفسانية والبدنية الصادرة من الأصوات المسموعة:
"وأما تحرك النفوس عن مجرد الصوت فهذا أيضا محسوس فإنه يحركها تحريكا عظيما جدا بالتفريح والتحزين والإغضاب والتخويف ونحو ذلك من الحركات النفسانية كما أن النفوس تتحرك أيضا عن الصور بالمحبة تارة وبالبغض أخرى وتتحرك عن الأطعمة بالبغض تارة والنفرة أخرى فتحرك الصبيان والبهائم عن الصوت هو من ذلك لكن كلما كان أضعف كانت الحركة به أشد فحركة النساء به أشد من حركة الرجال وحركة الصبيان أشد من حركة البالغين وحركة البهائم أشد من حركة الآدميين فهذا يدل على أن قوة التحرك عن مجرد الصوت لقوة ضعف العقل فلا يكون في ذلك حمد إلا وفيه من الذم أكثر من ذلك وإنما حركة العقلاء عن الصوت المشتمل على الحروف المؤلفة المتضمنة للمعاني المحبوبة وهذا أكمل ما يكون في استماع القرآن.
وأما التحرك بمجرد الصوت فهذا أمر لم يأت الشرع بالندب إليه ولا عقلاء الناس يأمرون بذلك بل يعدون ذلك من قلة العقل وضعف الرأي كالذي يفزع عن مجرد الأصوات المفزعة المرعبة وعن مجرد الأصوات المغضبة". اهـ
"الاستقامة"، ص269.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتحرك النفس في هذا الباب مئنة من ضعف العقل، ولذلك يصبر البالغ عنه ما لا يصبر القاصر، لكمال عقل الأول ونقصان عقل الثاني، ولذلك تجد كثيرا من الأطفال إذا سمع الغناء أو الموسيقى تحرك بحركات مخجلة، ذكرا كان أو أنثى، وغاية ما يعتذر به في ذلك الموقف المحرج أن يعتذر بنقصان عقله، وهذا اعتذار صحيح، ولكنه لا يسوغ ترك الطفل ينشأ على سماع تلك الأصوات بحجة أنه صغير لا يدرك، مع أن آلته الذهنية في تلك المرحلة العمرية تكون أنشط ما يكون فتختزن ذاكرته من الصور المشاهدة والأصوات المسموعة ما لا تختزنه ذاكرة الكبير الذي كلَّ ذهنه بتوالي المعلومات عليه، فذاكرة الصغير أنشط وأقوى وأوسع بكثير من ذاكرة الكبير فـ:
ينشأ ناشئ الفتيان منا ******* على ما كان عوده أبوه.
وقد حكى لي أحد أقربائي في معرض الإنكار على صديق لنا، حكى لي: ما ينشئ عليه ابنه من النظر والاستماع إلى الأغاني المصورة مع مع ما فيها من صخب وخلاعة، إذ يتحرك الطفل ولما يزل غير مدرك، وإن اختزنت ذاكرته تلك المواد الفاسدة، يتحرك حركات هيستيرية تعبيرا عن سعادته بما حرك نفسه من الأصوات والصور، ولو كانت حركة فاسدة، فلا آلة له مكتملة تميز بين الحسن والقبيح، فالخلل كائن في تصور الأب الذي يقدم بنفسه هذه المادة الفاسدة لابنه برسم التسلية وإدخال السرور عليه كاي أب يسعى لإسعاد طفله، فيقتله من حيث أراد أن يحييه، بتقديم تلك اللذة العاجلة التي يعقبها من المفاسد والآلام ما يعانيه الأب بعد ذلك من سوء تصرفات ابنه، وهذا أمر لم يسلم منه غالب الاباء في الأعصار المتأخرة فلا يجني الأب من ابنه في الكبر إلا ما زرعه فيه في الصغر.
وقل مثل ذلك في ميل النساء إلى الغناء فهو من أعظم فتنهن، إذ عقولهن أضعف من عقول الرجال فيتعلقن بأصوات وصور المخنثين من المغنيين، كما هو مشاهد من حال كثير من نساء المسلمين ثيبات كن أو أبكارا.
فالقاعدة مطردة إذ بضعف العقل يزداد تأثر النفس وتحركها استجابة للأصوات المزعجة.
ويقول، رحمه الله، في معرض بيان الحرارة التي تتولد في النقس من هذا السماع:
"قال، (أي أبو القاسم القشيري، رحمه الله، صاحب الرسالة القشيرية التي انتصر فيها لسماع أهل الطريق المحدث)، وسئل أبو يعقوب النهرجوري عن السماع فقال: حال يبدي الرجوع إلى الأسرار من حيث الإحراق.
قلت، (أي ابن تيمية رحمه الله)، وهذا وصف لما يعقب السماع من الأحوال الباطنة وقوة الحرارة والإحراق والوجودية وهذا أمر يحسه المرء ويجده ويذوقه لكن ليس في ذلك مدح ولا ذم إذ مثل هذا يوجد لعباد المسيح والصليب وعباد العجل وعباد الطواغيت ويوجد للعشاق وغير ذلك فإن لم تكن هذه الأحوال مما يحبها الله ورسوله لم تكن محمودة ولا ممدوحة.
قال أبو القاسم وقيل: السماع لطف غذاء الأرواح لأهل المعرفة.
وهذا القول لم يسم قائله ولا ريب أن السماع فيه غذاء وقد قيل إنما سمى الغناء غناء لأنه يغني النفس لكن الأغذية والمطاعم منها طيب ومنها خبيث وليس كل ما استلذه الإنسان لحسنه يكون طيبا فإن أكل الخنزير يستلذه آكله وشارب الخمر يستلذها شاربها.
ومما يبين ذلك أن سماع الألحان يتغذى به أهل الجهل أكثر مما يتغذى به أهل المعرفة كما يتغذى به الأطفال والبهائم والنساء وكما يكثر في أهل البوادي والأعراب وكل من ضعف عقله ومعرفته كما هو مشهود.
فأما السماع الشرعي فلا، إنه غذاء طيب لأهل المعرفة كما أخبر الله بذلك في قوله: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) ". اهـ
"الاستقامة"، ص290_291.
فهي مشاعر إنسانية مشتركة يجدها سائر العقلاء، بل تجدها البهائم العجماوات!، إذ النشوة بورود المهيج أمر يجده كل حي حساس في نفسه، ولذلك كان للألحان تأثير في البهائم، إذ المحل قابل للتهييج بأصوات منغمة مرتبة، فليس لأهل الوجد به اختصاص، بل من لم يؤت العقل، ولم يكلف بالشرع يشاركه هذا الأمر. ولا ينكر متأمل لأحوال النصارى وسائر أصحاب المقالات المحدثة ما يجدونه من طرب ونشوة تضطرب لها القلوب والأبدان، فهي غذاء فاسد صادف محلا خاليا فتمكن، فأحدث من اللذة العاجلة ما زهد صاحبه في الغذاء النافع بمنزلة من اغتذى بغذاء خبيث، فحصلت له لذة الشبع العاجلة ولو أعقبها
(يُتْبَعُ)
(/)
من فساد البدن ما يذهب أثر تلك اللذة، إذ تفسد الآلة التي بها يباشر الإنسان اللذة فالفاسد من الأغذية يأتي على الأصل بالإبطال، فتقديم الفرع من اللذات العاجلة المؤقتة على ما يقترن بها من فساد للآلات البدنية أو العقلية، أو كليهما معا في أحيان كثيرة، تقديم ذلك الفرع مع ما يكتنفه من المفاسد على اللذات الآجلة الدائمة، مع خلوصها من الكدر، فلا يعقبها ما يعقب اللذة المؤقتة من ألم، ولو كانت مباحة، إذ لا تنفك أي لذة عن قسوة في القلب، وكثافة في الطبع، وفتور في الجسد، ولذلك شرع الصيام تنقية للنفس من تلك الشوائب، وتنشيطا لها من ذلك الفتور، تقديم تلك اللذة العاجلة على اللذات الآجلة الدائمة مئنة من فساد التصور، إذ قدم صاحبها فانيا تكتنفه المفاسد على باق قد خلصت فيه المنفعة، فلا تختلط بها أي شائبة تكدرها على صاحبها، فهي على حد النصح والإخلاص، ولكن النفوس لاستعجالها تحصيل المطلوب وجهلها بالمآلات لا تصبر على الثمرة الطيبة حتى تنضج، فتستعجل قطف ثمار اللذة، ولما تنضج.
وليس كل تخشع وتنسك وبكاء ونشيج جار على حد الديانة، بل غالبا ما يفتن أرباب البدع ممن غلب عليهم التنسك والرقة، بفساد العمل، على حد ما وقع لرهبان النصارى، فإنهم، لما أحدثه الزهد على غير هدى النبوات فخرجوا فيه عن حد الاعتدال بل عن حد العقل في أحيان كثيرة جعلت كراماتهم وخوارقهم أمرا يخجل منه صاحب كل عقل صريح وفطرة سوية، لما أحدثه هذا الزهد فيهم: تولد في نفوسهم من الرقة ما جعلهم أصحاب تنسك وتخشع، فقواهم الإرادية العملية كبيرة، وقواهم العلمية التي تسدد القوى العملية وتوجهها: ضئيلة بل فاسدة إذ وقعوا في أنواع من الضلال العلمي أخرجتهم عن دائرة دين المسيح عليه السلام التوحيدي، فصار دينهم التثليث، مع ما دخل عليهم من الفلسفات الرواقية التجريدية التي قابلوا بها إفراط أمة الروم، الأمة الظاهرة آنذاك ولما تدخل في النصرانية بعد، التي قابلوا بها إفراط تلك الأمة في تناول الشهوات، فغلوا في الجانب الآخر بهجر الملذات وإماتة الشهوات، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى رقة في الطبع يغتر بها كثير من الناظرين في أحوال النساك، فيغفل عما هم فيه من فساد في العلم، فضلا عن فساد عملهم إذ لم تأت النبوات بتلك الفلسفات التجريدية التي تضاد السنن الكونية، وتؤدي حتما إلى انقراض البشرية، بتعطيل سائر المصالح الدنيوية، وقد يؤدي ذلك الزهد الغالي إلى وقوع صاحبه في ضده من الجنوح إلى معاقرة الشهوات على حد الإفراط، فمن غلو في التفريط إلى غلو في الإفراط، وهذا، أيضا، جار على حد ما تقدم من فساد القوى العملية الظاهرة فرعا عن فساد القوى العلمية الباطنة، وهو واقع كثير من رهبان وقساوسة النصارى في الماضي والحاضر ففضائحهم الأخلاقية قد صارت مضرب المثل، ومحل السخرية من رواد العلمانية الأوائل في أوروبا، فكان تسليط الضوء على تلك الفضائح الأخلاقية لأناس يدعون نيابة المسيح عليه السلام في الأرض، فيغفرون الذنوب، ويملكون أهل الأرض جنان السماء بعقود مكتوبة!، كان تسليط الضوء على تلك المهازل جزءا من مشروعهم العلماني الضخم لتقويض أركان الدين ممثلا في الكنيسة: العقبة الكئود في طريق تحرر العقل الأوروبي، فوفرت تلك الفضائح مادة دعائية أحسن العلمانيون استعمالها في تهوين أمر الدين وتحقيره في أنظار الشعوب التي استعبدتها الكنيسة قرونا برسم الديانة، وأربابها عند التحقيق من أهل الدياثة، وفي العصر الحاضر: اضطرت الكنيسة الكاثوليكية التي لم تع الدرس جيدا فسار الخلف على سيرة السلف في ارتكاب الفواحش المزرية، اضطرت إلى دفع تعويضات إلى ضحايا الجرائم الأخلاقية التي ارتكبها رسل الكنيسة!. وما خفي كان أعظم.
ومنشأ هذا الفساد، كما تقدم، من فساد الأصل الأول: إذ تولد من فساد المقالة العلمية: فساد في الطريقة العملية، وكل عقد أو حال خرج به صاحبه عن هدي النبوات، فادعى له حالا تخالف ما جاءت به من العقائد العلمية والأحوال العملية فهو مردود على صاحبه، على حد حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
(يُتْبَعُ)
(/)
وداخل الدائرة الإسلامية: سار أرباب الطريق على ذات الطريقة، فزهد غال بمباشرة أنواع من الرياضات فاقت ما ابتدعه رهبان الهند ومن حمل عنهم من رهبان النصارى، في مقابل غلو الجماعة المسلمة في معاقرة الشهوات بعد استقرار الأمر للدولة الإسلامية إذ أصابها ما أصاب الأمم التي سبقتها من داء الترف والانهماك في الملذات فهي سنة كونية جارية في حال الممالك والدول، فكان رد الفعل تفريطا في تناول الشهوات ولو مباحة مقابل إفراط في تناولها، أو تشددا في رياضة النفس في مقابل تساهل في ذلك، وذلك أمر مطرد في كل بدعة علمية أو عملية، إذ غالبا ما تكون، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، رد فعل نفسي مضادا لوضع مختل، يؤدي إلى جنوح صاحبه إلى الطرف الآخر بلا توسط أو اعتدال، فليس نابعا من قناعة نفسية أو نظرة عقلية متأنية، وإنما هي عاطفة غير منضبطة، ليس لصاحبها من العلم قدر يعصمه حال ورود الفتن من الشبهات العلمية أو الشهوات العملية، فأرباب البدع، كما يقول الشاطبي رحمه الله، أصاغر في العلم، فليس لهم فيه إمامة أو رسوخ قدم، فمقابل غلو أصحاب الشهوات: جفاء أصحاب الزهد والرياضات، ومقابل غلو الخوارج: جفاء المرجئة، ومقابل غلو المجسمة: جفاء المعطلة، ومقابل غلو الجبرية: جفاء القدرية ........... إلخ من المتقابلات العلمية والعملية، والحق وسط بينها.
وبعد الغلو في الزهد: فساد في الحال، بمعاشرة النساء والمردان وسماع المعازف والألحان، فذلك لازم الخروج عن طريقة النبوات في التوسط والاعتدال، ثم فساد في العلم أخرج غلاتهم من الحلولية والاتحادية من دائرة الملة الإسلامية، فالتلازم بين فساد العلم والعمل أمر مطرد كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
يقول، ابن تيمية، رحمه الله، في معرض الإشارة إلى تلك اللذة التي قد تنال من طريق السماع:
"وهذا، (أي: حمل كلام المصوت على مراد السامع كمن يسمع إنشادا أو غناء فينزله على حاله، وهذا الغالب على أهل العشق الذين يستمعون إلى الغناء في معرض التسلية، وقد يقع لأهل الفضل فيصادف القول ما كان في قلوبهم من الحق وإن لم يكن للقول تعلق بمرادهم فغايته أنه قد ذكرهم به)، يكون على وجهين:
أحدهما من الصوت المجرد الذي لا حرف معه كأصوات الطيور والرياح والآلات وغير ذلك فهذا كثير ما ينزله الناس على حروف بوزن ذلك الصوت وكثيرا ما يحرك منهم ما يناسبها من فرح أو حزن أو غضب أو شوق أو نحو ذلك ............
والثاني يكون من صوت بحروف منظومة إما شعر وإما غيره ويكون المستمع ينزل تلك المعاني على حاله سواء قصد ذلك الناظم والمنشد أو لم يقصد ذلك مثل أن يكون في الشعر عتاب وتوبيخ أو أمر بالصبر على الملام في الحب أو ذم على التقصير في القيام بحقوق المحبة أو تحريض على ما فرض للإنسان من الحقوق أو إغضاب وحمية على جهاد العدو ومقاتله أو أمر ببذل النفس والمال في نيل المطلوب ورضا المحبوب أو غير ذلك من المعاني المجملة التي يشترك فيها محب الرحمن ومحب الأوثان ومحب الأوطان ومحب النسوان ومحب المردان ومحب الإخوان ومحب الخلان. (فكل يغني لليلاه، فبعضهم دين تقي، وبعضهم ملحد وثني، وبعضهم فاسق غوي، وإنما اشتركوا في أمر مجمل، لا يوجب الاشتراك فيه الاشتراك في الحكم ليقال بأن كل سامع تقي، فيكون سماع أهل الطريق صحيحا، فلم يرد به نص يجعله واجبا أو مندوبا، إلا عمومات ومجملات يتناولها أرباب السماع تناول أصحاب المقالات الفاسدة للأدلة المتشابهة).
وربما قرع السمع حروف أخرى لم ينطق بها المتكلم على وزن حروفه كما يذكر عن بعضهم أنه سمع قائلا يقول: سعتر بري فوقع في سمعه: اسع تر بري.
وقد ذكر ذلك فيما بعد أبو القاسم فقال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد الصوفي يقول سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول سمعت يحيى بن علي الرضا العلوي قال: سمع ابن حلوان الدمشقي طوافا ينادى ياه سعتر بري فسقط مغشيا عليه فلما أفاق سئل فقال حسبته يقول: اسع تر بري.
وسمع عتبة الغلام رجلا يقول:
سبحان رب السماء ******* إن المحب لفى عناء
فقال عتبة صدقت وسمع رجل آخر ذلك القول فقال كذبت: فكل واحد يسمع من حيث هو.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا سيما وأكثرها إنما وضعت لمحبة لا يحبها الله ورسوله مثل بعض هذه الأجناس وإنما المدعي لمحبة الله ورسوله يأخذ مقصوده منها بطريق الاعتبار والقياس وهو الإشارة التي يذكرونها.
ولهذا قال: مخاطبات وإشارات فالمخاطبات كدلالة النصوص والإشارات كدلالة القياس ولا بد أن يكون قد علم أن تلك المخاطبات والإشارات إنما يفهم منها المستمع ويتحرك فيها حركة يحبها الله ورسوله فيكون قد علم من غيرها أن ما يقتضيه من الشعور والحال مرضى عند ذي الجلال بدلالة الكتاب والسنة وإلا فإن مجرد الاستحسان بالذوق والوجدان إن لم يشهد له الكتاب والسنة وإلا كان ضلالا.
ومن هذا الباب ضل طوائف من الضالين وإذا كان كذلك فمن المعلوم أن مثل هذا جميعه لا يجوز أن يجعل طريقا إلى الله ويجمع عليه عباد الله ويستحب للمريدين وجه الله لأن ما فيه من الضرر هو أضعاف ما فيه من المنفعة لهم ولكن قد صادف السر الذي يكون في قلبه حق بعض هذه المسموعات فيكون مذكرا له ومنبها.
وهذا معنى قول الجنيد: السماع فتنة لمن طلبه ترويح لمن صادفه". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص279_281.
فهي قد وضعت لغير الديانة إذ لم توضع لما يحبه الله ورسوله، فإن باشرها الإنسان على حد الديانة، فقد اعتبر ما لم يعتبره الشرع، فتعبد بما ليس بعبادة، وهذا شرع ما لم يأذن به، عز وجل، فلصاحبه نصيب من الإنكار والتوبيخ في قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)، فقد وضع لنفسه شريعة في باب السماع، فالغالب عليه التحريم أو الكراهة وهو في أحسن أحواله على حد الإباحة، فجعله مستحبا بل واجبا لبلوغ درجات الولاية!. فالتعبد بالمباح الذي لا يضاد الشرع: غير جائز، فكيف بالمحرم أو المكروه على أحسن الأحوال؟!.
وإنما غايتها، كما تقدم، أن تثير في النفس أمرا مجملا، تشترك فيه أجناس شتى، فليس الأمر مقصورا على أرباب الديانة ليقال بأنه دين واجب أو مندوب، وإنما الدين ما شرعه الله، عز وجل، لا ما استحسنته العقول والأذواق.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ثم يقال كون الصوت الحسن فيه لذه أمر حسي لكن أي شيء في هذا مما يدل على الأحكام الشرعية من كونه مباحا أو مكروها او محرما ومن كون الغناء قربة أو طاعة؟
بل مثل هذا أن يقول القائل: استلذاذ النفس بالوطء مما لا يمكن جحوده واستلذاذها بالمباشرة للجميل من النساء والصبيان مما لا يمكن جحوده واستلذاذها بالنظر إلى الصور الجميلة مما لا يمكن جحوده واستلذاذها بأنواع المطاعم والمشارب مما لا يمكن جحوده فأي دليل في هذا لمن هداه الله على ما يحبه ويرضاه أو يبيحه ويجيزه؟
ومن المعلوم أن هذه الأجناس فيها الحلال والحرام والمعروف والمنكر بل كان المناسب لطريقة الزهد في الشهوات واللذات ومخالفة الهوى أن يستدل بكون الشئ لذيذا مشتهى على كونه مباينا لطريق الزهد والتصوف كما قد يفعل كثير من المشايخ يزهدون بذلك في جنس الشهوات واللذات. (فهذا من قلب الدليل على الخصم فإنهم يزعمون الزهد حتى في المباحات فليكن زهدهم أيضا في السماع لو سلم جدلا بأنه من المباحات إذ للنفس فيه حظ، والزهد في طريقتهم: قتل للشهوات وإبطال للحظوظ النفسانية).
وهذا وإن لم يكن في نفسه دليلا صحيحا فهو أقرب إلى طريقة الزهد والتصوف من الاستدلال بكون الشئ لذيذا على كونه طريقا إلى الله.
وكل من الاستدلالين باطل فلا يستدل على كونه محمودا أو مذموما أو حلالا او حراما إلا بالأدلة الشرعية لا بكونه لذيذا في الطبع أو غير لذيذ.
ولهذا ينكر على من يتقرب إلى الله بترك جنس اللذات كما قال صلى الله عليه وسلم للذين قال أحدهم: أما أنا فأصوم لا أفطر وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني.
وقد أنزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن أبا القاسم، (القشيري، رحمه الله، صاحب الرسالة المعروفة كما تقدم)، وطائفة معه تارة يمدحون التقرب إلى الله بترك جنس الشهوات وتارة يجعلون ذلك دليلا على حسنه وكونه من القربات وهذا بحسب وجد أحدهم وهواه لا بحسب ما أنزل الله وأوحاه وما هو الحق والعدل وما هو الصلاح والنافع في نفس الأمر
والتحقيق أن العمل لا يمدح ولا يذم لمجرد كونه لذة بل إنما يمدح ما كان لله أطوع وللعبد أنفع سواء كان فيه لذة أو مشقة قرب لذيذ هو طاعة ومنفعة ورب مشق هو طاعة ومنفعة ورب لذيذ أو مشق صار منهيا عنه". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص247، 248.
وإنما تقع الشبهة للناظر بالنظر إلى حال أناس قام بهم من داعي الصلاح ما اغتر به، فقد صادف السماع في قلب ذلك السالك إشارة صالحة، فهو الواحد الناجي من الألف الهالكين!، فظن أن ذلك عام كلي في حق جميع السالكين، مع أنه خاص جزئي في حق ذلك السالك بعينه فلا يقاس عليه، إذ أحكام الديانة، كما تقدم، تؤخذ من الشرائع الكلية لا الوقائع الجزئية، فحال ذلك السالك فتنة له في نفسه إذ يظن أن ما يجده من اللذة دليل على صحة مسلكه، وإنما غايته أن يكون متأولا فيثاب على حسن قصده لا على فساد عمله، وهو مع ذلك، فتنة لغيره ممن يعرف الحق بالرجال، فأحوال الشيوخ والسالكين دليله، إذ بضاعته من أدلة الشرع المعتبرة مزجاة، وفساد ونقص العمل، كما تقدم، مرارا، إنما يكون فرعا عن فساد ونقص العلم، فمن كان بأحكام الشرع أعلم، كانت قدمه في طريق العمل أرسخ.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "اقتضاء الصراط المستقيم":
"وقد علم أن العبادة المشتملة على وصف مكروه قد تغفر تلك الكراهة لصاحبها، لاجتهاده أو تقليده، أو حسناته أو غير ذلك. ثم ذلك لا يمنع أن يعلم أن ذلك مكروه ينهى عنه وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجب الكراهة في حقه.
فمن الخطأ جعل الإجابة للدعاء والعبادة عند القبور ونحوها دليلاً على استحسانها
ومن هنا يغلط كثير من الناس، فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة، أو دعوا دعاء، ووجدوا أثر تلك العبادة، وذلك الدعاء فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء، ويجعلون ذلك العمل سنة، كأنه قد فعله نبي، وهذا غلط، لما ذكرناه. خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل، ثم يفعله الأتباع صورة لا صدقا، فيضرون به لأنه ليس العمل مشروعا فيكون لهم ثواب المتبعين، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل.
ومن هذا الباب ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ، حصلت في السماع المبتدع، فإن تلك الآثار، إنما كانت عن أحوال قامت بقلوب أولئك الرجال، حركها محرك كانوا في سماعه إما مجتهدين، وإما مقصرين تقصيرا غمره حسنات قصدهم، فيأخذ الأتباع حضور صورة السماع وليس حضور أولئك الرجال سنة تتبع، ولا مع المقتدين من الصدق والقصد ما لأجله عذروا، أو غفر لهم، فيهلكون بذلك.
وكما يحكى عن بعض الشيوخ، أنه رؤي بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء، أنت الذي كنت تتمثل في بسعدي ولبني؟ لولا أني أعلم أنك صادق لعذبتك.
فإذا سمعت دعاء، أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قضيت حاجة صاحبها فكثير ما يكون من هذا الباب. ولهذا كان الأئمة، العلماء بشريعة الله، يكرهون هذا من أصحابهم وإن وجد أصحابهم أثره، كما يحكى عن سمنون المحب قال: وقع في قلبي شيء من هذه الآيات، إلى دجلة فقلت: وعزتك لا أذهب حتى يخرج لي حوت. فخرج حوت عظيم، أو كما قال. قال فبلغ ذلك الجنيد، فقال: كنت أحب أن تخرج إليه حية فتقتله!.
وكذلك حكي لنا، أن بعض المجاورين بالمدينة، جاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاشتهى عليه نوعا من الأطعمة، فجاء بعض الهاشميين إليه، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لك ذلك، وقال لك أخرج من عندنا، فإن من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا. وآخرون قضيت حوائجهم، ولم يقل لهم مثل هذا، لاجتهادهم أو تقليدهم، أو قصورهم في العلم، فإنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره ............ ولهذا عامة ما يحكى في هذا الباب، إنما هو عن قاصري المعرفة، ولو كان هذا شرعا ودينا لكان أهل المعرفة أولى به. ولا يقال: هؤلاء لما نقصت معرفتهم ساغ لهم ذلك، فإن الله لم يسوغ هذا لأحد، لكن قصور المعرفة قد يرجى معه العفو والمغفرة ". اهـ
وذلك من رحمة الرب، جل وعلا، بعباده، إذ غفر لهم لما قام بقلوبهم من إرادات صالحة، وإن لم تكن أعمالهم صالحة، فحسن نواياهم عذر لهم لا إقرار لهم على ما زلوا فيه من العلم أو العمل، وهذا أصل نفيس يعتذر به عن علماء وعباد الأمة ممن لهم لسان صدق، فيعتذر عن القائل ولا يعتذر عن القول، وليس القائل براج عصمة، فهو كسائر المكلفين، يصيب ويخطئ.
وأما إذا جرى الغناء مجرى الشهوة، (وذلك الشق الثاني من القسمة التي صدر بها الكلام فهو إما أن يجري مجرى الديانة كما يقع من بعض العباد، أو يجري مجرى الشهوة كما يقع من عامة الفساق)، فهو مفسد للإرادة والعمل، فصاحبه على حد الفجور، كما أن المتدين به على حد البدعة، فهذا فساده عملي، وذاك فساده علمي.
وتلك مسالك دقيقة، فالقلوب تتفاوت في قبول الواردات عليها من الأذواق والمواجيد تفاوتا لا يدركه إلا بارئها، عز وجل، ولكل حال، ولكل وجد وذوق، ولكل عقل، فإذا رد الأمر إليها، فلكل شرع!، فوجب الاحتكام عند وقوع النزاع بين العقول أو الأذواق إلى محكم الآيات على حد قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 08:49 م]ـ
يعني السماع عندك
حرام
أم مكروه
أم مباح
أم مستحب
أم واجب
هناك فرق بين السماع والاستماع
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 05:29 م]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والتعليق أستاذة إماراتية.
كلام أهل العلم في ذلك صريح، فهو محرم، والله أعلم، وحتى من كان يستمع إليه من أهل المدينة لم يكن بعتقد أنه واجب أو مستحب بل غايته أن يكون عنده: مباحا أو حتى مكروها تغلبه نفسه عليه، فليس من الديانة في شيء، كما نرى في الموالد وكما نسمع في قداسات النصارى التي تكون الموسيقى فيها جزءا من الشعائر.
وحتى من أجازه من أهل العلم كابن حزم، رحمه الله، مع كون قولهم مرجوحا، فإنهم بالتأكيد لم يقصدوا الغناء الذي نراه في زماننا!.
ومن جهة اللغة كما ذكرت أستاذة إماراتية يوجد فرق: فالسماع يقع عرضا فذلك مما يعفى عنه إن لم يستطع الإنسان مغادرة المكان، فلم يؤمر بما يوقعه في الحرج من نحو: سد أذنيه فإن فعل ذلك فمن باب الورع، بخلاف الاستماع فإن فيه نوع تقصد يوقع صاحبه في المعصية.
ومن جهة الاصطلاح الخاص: السماع يقصد به نوع معروف يمارسه أهل الطريق في الموالد وما يطلقون عليه مجالس الذكر فيجتمعون للذكر بصحبة الموسيقى، فيكون ذكرهم إنشاد قصائد ومدائح منغمة، وذلك أمر بين البطلان إذ هو تعبد بما لم يشرع الله، عز وجل، بل بما حرمه!.
وقانا الله فتن الشبهات والشهوات.
والله أعلى وأعلم.(/)
لماذا الحياة لدينا كئيبة؟!!
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:39 م]ـ
سؤال وجهته لطالباتي ..
لاأعلم لماذا أجد الإحباط والملل يرتسم على الملامح البريئة التي لا تزال في عمر الزهور (العشرينات) وخصوصا في المرحلة الأولى من الجامعة
كانت الإجابة؟!!
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:52 م]ـ
ليتنى اعلم حتى اجيب على نفسى وانا ابن العشرين!
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:52 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
لماذا؟؟
ماذا كانت الإجابة .... !!!
أختي الحبيبة ... الملل والإحباط والتفكير حتى لدى الأطفال موجودة ... انظري لهذه الصورة ... لتشاهدي مصداق ذلك!!
http://www.sultanyat-jeddah.com/sjyg/07/img/10-12/11/noway_nov_07_baby02.jpg
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:58 م]ـ
يااااااااااااااااااااه هذا السؤال صعب نعم في العشرينات و لكن نحمل الكثير من الهموم في بداية حياتنا و التي أشعر أنها تحمل الكثير من الهموم
هذا ليس تشاؤم و لكن لنقل إحساس بالأمر الواقع و هو ما قائم للأسف
لا أجد السعادة في الجامعة لا سعادة في المناهج و لا سعادة في القليل القليل من العلم و الذي لا يروي عطشي من العلم هذه واحدة
سعادتي تكمن في قربي لربي و كتبي و خاصة النحو أشعر بسعادة كبيرة عندما أفهم و أكون وسط هذه الكتب
و أيضاً بوجودي وسط صديقاتي هذه من أجمل لحظات السعادة
الحياة لم تعد سهلة كما كانت و نحن نحاول البقاء و إثبات الذات و التفوق كل هذا ليس سهلاً أبداً
كل هذا كما قلت ليس تشاؤماً و إنما لنقل جزء من الحقيقة قد تكون جواباً
جزاك الله خيراً أستاذتي على الموضوع و قد تكون الإجابة عند أحد الأعضاء
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
لماذا؟؟
ماذا كانت الإجابة .... !!!
أختي الحبيبة ... الملل والإحباط والتفكير حتى لدى الأطفال موجودة ... انظري لهذه الصورة ... لتشاهدي مصداق ذلك!!
http://www.sultanyat-jeddah.com/sjyg/07/img/10-12/11/noway_nov_07_baby02.jpg
:):):) أعجبتني كثيراً اختي زهرة الصورة رائعة
فعلاً ها هم الأطفال فما بال حالنا ماذا نفعل؟
ـ[همس المطر]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:03 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ربما يكمن السبب في استنتاجهم ان الحياة مخالفة للصورة التي في خيالتهم .. وادراكهم انها ليست سوى غابة لا تمنحك سوى الاحزان
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 12:40 ص]ـ
قالوا!! .. بصوت واحد!:
محطة الوصول لنا البيت .. (بلا وظائف)
لم أفهم ماذا تقولون؟؟ أريد توضيحاً ..
قالوا نحن سنأخذ الشهادة حتى يقال لنا خريجات جامعة بمعنى أننا نحمل شهادة فقط!
أهكذا الحال وصل بنا؟!
نعم حقوق مهضومة في زمن الديموقراطية! (قالتها إحدى طالباتي)
والآخرى (الواسطة فوق القانون)!
ـ[السراج]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 08:21 ص]ـ
حواجز افتراضية صنعوها في أذهانهم ..
المبتكر يستطيع أن يستفيد مما تعلم حتى وهو في قبو!
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 09:43 ص]ـ
حواجز افتراضية صنعوها في أذهانهم ..
المبتكر يستطيع أن يستفيد مما تعلم حتى وهو في قبو!
أحسنت أستاذنا الكريم .. هذا هو الرأي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 10:37 ص]ـ
نحن من يصنع الكآبة و الملل و كذلك الإحباط لأنفسنا.
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 11:27 ص]ـ
حقا نحن بانفسنا الذين نزرع الملل والاكتئاب ونسقيه على روايه الحكايات المحبطة والاخبار المملة عن حياة الاخرين وتناسينا ان كل انسان له شخصيته وقدراته المميزة فى الحياة وبداخله قدرات وطاقات لو استغلها فى الطريق الصحيح سوف يصنع العجائب
الانسان الذى يسعى وراء هدف صحيح قوى كلما حقق منه شىء شعر بالسعادة والحماس
ولذلك ندرك لماذا بداخلنا شعور الاحباط والملل والاكتئاب؟
هذه وجهة نظر
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 06:49 م]ـ
عندما نولد يلعب بنا آباؤنا حتى نبلغ السادسة
ثم نفر إلى المدرسة لتسجننا إلى أن نبلغ الثانوية
ثمّ نخرج إلى الجامعة لتصفعنا , ثمّ تركلنا إلى الخارج ...
نقاتل لنحصل على وظيفة ...
ثمّ على زوجة تجمع لنا بين اللعب والسجن والصفع والركل , والسحل أحيانًا ...
ثمّ تغزو ملامحنا جيوش الشيخوخة التي تسلمنا إلى الموت.
و" ما بين المولد والممات يعيش الملل أزهى أيام حياته ".
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 09:11 م]ـ
القلب + العقل =
سؤال وجهته لطالباتي ..
لاأعلم لماذا أجد الإحباط والملل يرتسم على الملامح البريئة التي لا تزال في عمر الزهور (العشرينات) وخصوصا في المرحلة الأولى من الجامعة
كانت الإجابة؟!!
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 10:50 م]ـ
صدقتم حواجز إفتراضية لا وجود لها؟!
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:06 م]ـ
بداية أشكر ترانيم الحصاد على سؤالها الذي طرحته على طالباتها
نعم بنات في العشرين ويكسونا الاحباط والملل لماذا؟ هذا فعلاً هو السؤال الذي كان يطرح علينا أيضاً ..
فأنا في مرحلة ما كنت طالبة جامعية, وكان يطرح علينا هذا السؤال
دائماً ولا أنسى قول دكتورة لدينا حينما شاهدت هذه التعابير فقالت (ليه يابنات هو انتو شفتو حاجة؟ مالسه بدري)
وأنا أوافق أختي الرحمة بماقالت فأراه صحيحاً.
ولكن .. انقلي لطالباتك عني أن الإحباط والتفكير بهذه الطريقة هي صفة المتخاذلين والعاجزين.
فأنا قد حولت المصاعب التي واجهتني إلى طاقة لكي أكمل طريقي ,ولم أجعلها حاجزاً. ولطالما رددت في نفسي لايوجد شيئاً مستحيلاً.
ولطالما وضعت حاجزاً فقط بيني وبين كلام الناس.
وانقلي عني أن واسطة الإنسان هو ربه وإذا ما اعتقد الإنسان به سيفوز فوزاً عظيماً وأن البقاء دائماً للأفضل.
وانقلي عني أن الشهادة الجامعية ليست نهاية الدراسة والعلم والطموح ويجب أن لاتكون المحطة الأخيرة عندهن فأنا أراها فقط البداية.
ودائما قاعدتي افتح لنفسك باباً ولاتغلق ما فُتح لك ,واستغل جميع الفرص المتاحة وجميع طاقاتك.
إذا ما وسّع الإنسان نظرته ومجال تفكيره ولم يجعل له نهاية لن يشعر بهذا الشعور أبداً
هدانا الله وثبتنا ووفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه:)
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 07:07 م]ـ
تمنيت أن تكوني طالبة من طالباتي.
ـ[راسخ كشميري]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 08:08 م]ـ
موقفي ما بين ما قاله الأخ علي جابر الفيفي، والأخت زهرة النرجس، والحياة ألوانٌ من الحزن والسعادة، تفرز تلك الألوان نتائج تنعكس في عيوننا ...
ـ[رحمة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 09:26 م]ـ
تمنيت أن تكوني طالبة من طالباتي.
أنا من كنت أتمنى أن يكون لدى أستاذة مثلك حريصة على فهم طالباتها و مساعدتهم
بارك الله فيكِ
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 09:28 م]ـ
لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ والناسِ خِبرَةً=وجَرَّبْتُ حَتَّى هَذَّبَتْني التَجارِبُ
وما الذنبُ إِلا العَجْزُ يَركَبُهُ الفَتى=وما ذَنبُهُ إِن حارَبَتْهُ المَطالِبُ
(ف) ما لم يُرِدْهُ اللهُ في الأمر كلِّه=فليس لمخلوقٍ إليه سبيلُ
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 11:21 م]ـ
تمنيت أن تكوني طالبة من طالباتي.
سبقتني بالرد أختي الرحمة جزاها الله خيراً:)
نعم؛ أتمنى لو تكون لي أستاذة مثلك حريصة على طالباتها.
فمثل هذه العوامل الخارجية والداخلية تلعب دوراً مهما ً في تلقي العلم.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 07:41 م]ـ
جراكم الله خيرا جميعا.
أينَ اخضرارُ الرؤى أينَ الوعودُ بها=أينَ الصَّفاءُ بعصرِ ِالتيهِ والمحنِ
مارحتُ أبحثُ عن دربٍ بها أملٌ=إلا ابتليتُ بأهل الظلمِ والفتنِ
تماوجَ العمرُ بين الخيرِ والشَّرِ=وما حصدنا به حزناً من الغيرِ
ياماشيَ الدَّرب ِ حاذرْ من تعرجِها=واحملْ سراجَ الهدى في عتمةِ السَّيرِ
معادنُ الناسِ أشكالٌ وأجناسُ=منها الرَّخيصُ ومنها دونُهُ الماسُ(/)
يجوعُ ببطنِ غيره!
ـ[السراج]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 12:30 م]ـ
قال سهل بن عليّ: كنتُ أُلازم خير بن نعيم القاضي، وأجالسُه، وأنا يؤمئذٍ حديث السنّ. وكنتُ أراه يتّجر في الزيت، فقلت له: وأنت أيضا تتّجر؟!
فضرب بيده على كتفي ثم قال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك، فقلت في نفسي: كيف يجوع إنسانٌ ببطن غيره؟ فلمّا ابتليتُ بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم.
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 06:53 م]ـ
قال سهل بن عليّ: كنتُ أُلازم خير بن نعيم القاضي، وأجالسُه، وأنا يؤمئذٍ حديث السنّ. وكنتُ أراه يتّجر في الزيت، فقلت له: وأنت أيضا تتّجر؟!
فضرب بيده على كتفي ثم قال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك، فقلت في نفسي: كيف يجوع إنسانٌ ببطن غيره؟ فلمّا ابتليتُ بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم.
جميلة جدّا ... وفقك الله.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 08:36 م]ـ
قال سهل بن عليّ: كنتُ أُلازم خير بن نعيم القاضي، وأجالسُه، وأنا يؤمئذٍ حديث السنّ. وكنتُ أراه يتّجر في الزيت، فقلت له: وأنت أيضا تتّجر؟!
فضرب بيده على كتفي ثم قال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك، فقلت في نفسي: كيف يجوع إنسانٌ ببطن غيره؟ فلمّا ابتليتُ بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم
قصة ذات مغزى جميل
ـ[السراج]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 10:09 م]ـ
جميلة جدّا ... وفقك الله.
وفقك الله وبارك فيك، شكرا على حضورك الكريم أخي علي جابر ..
ـ[السراج]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 10:10 م]ـ
قصة ذات مغزى جميل
شكرا على مرورك - المميز - أختي الفاضلة: زهرة.(/)
قلوبنا في الثغر الجنوبي الحبيب!!
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 08:21 م]ـ
السلام عليكم
تمر الساعة هذه الأيام عليّ -وعلى أمثالي ممن لهم أقارب استدعاهم الواجب للرباط في الجنوب- تمر كشهور، بل كأنها سنون، فلا يكاد يمضي يومٌ منذ اجترأ البغاة على الحدود الجنوبية إلا ويصلني خبرٌعن قريب عزيز ترك أهله بلا سابق إنذار، ليذود عن الحمى ويطرد الباغي المحتل!
تذكرتُ وأنا أعيش هذا القلق الكبير على هؤلاء الأقارب الأحبة، تذكرت إخواننا في فلسطين وفي العراق وفي غيرهما من بلاد المسلمين التي تعاني وطأة المحتل الغاشم!
يا ألله!
كم عانوا لفراق أحبتهم، وأبنائهم، وأهليهم!
كم كان القلق يتملكهم لفراقٍ ربما يكون وشيكا!
كم تجرّعوا الغصص والأحزان لمصابيهم الذين قد لا يكون في أيديهم علاجهم!
كم وكم وكم!
ولا يكفكف أدمعي الحرى سوى تذكر أن أرواحنا فداء لديننا ثم لوطننا، وتذكر ما للشهيد من عظيم المنزلة في الخلد، وأحسب كلّ من قضى ذائدا عن دينه وأرضه شهيدا بإذن ِالله! ولا أنسى أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، والله حسبنا ونعم الوكيل!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 09:07 م]ـ
السلام عليكم
ولا يكفكف أدمعي الحرى سوى تذكر أن أرواحنا فداء لديننا ثم لوطننا،
يارب ياكريم ارزقنا الشهادة في سبيلك ودفاعا عن دينك يارب يارب
ـ[مُجَرَّدُ أمنية]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 01:12 ص]ـ
.
الخوفُ من أن يكبر الخطب فعلاً.
أسألُ الله أن يديم علينا الأمن , ويقينا شر الحروب والفتن.
.
.
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 03:19 ص]ـ
الإشكالية في هذا الصراع: محاولة عزله عن البعد الديني الحاضر بقوة، فهناك سلسلة من الهجمات التي يشبهها أحد الفضلاء على موقع مفكرة الإسلام برياح الخماسين والأعاصير الاستوائية وقد بدأت تلك الحملة مع اقتراب موسم الحج:
1 _ تصريحات مرشد الثورة الإيرانية ورئيس الدولة التي تحمل تهديدا مبطنا، بل كان فيه نوع صراحة من رئيس الجمهورية على طريقتهم في توزيع الأدوار، فكل من يتعرض لمظاهراتهم ضد قوى الاستكبار أو الشيطان الأعظم! الذي يسب ليل نهار في شوارعهم وتعقد معه الصفقات السرية والعلنية أحيانا لاقتسام كعكعة بلاد أهل السنة كما رأينا من التآمر الذي صرحوا به ضد إمارة الطالبان الإسلامية السنية، وهي مؤامرة لم تحظ بتغطية إعلامية كافية، ولكن قياداتهم تكفلت لنا بكشف المستور فكفتنا مؤنة ابتكار مؤامرة على طريقة: نظريات المؤامرة، فهي حقيقة أجراها الباري، عز وجل، على ألسنتهم، وذلك بخلاف المؤامرة العراقية المكشوفة التي استعين فيها بهم لخبرتهم العريضة في حرب العراقيين وحال أهل السنة في العراق بعد الغزو في مقابل تمدد أهل البدعة في كل أجهزة الدولة سواء أكانوا عراقيين أم أجانب مستوردين من الجارة الشرقية! خير شاهد على تلك المؤامرة.
الشاهد أن كل من يتصدى لتلك المسيرات فهو عميل خائن موال للشيطان الأعظم ........... إلخ من قائمة الاتهامات المعهودة، في معرض تسليط سيف إرهاب العمالة على المخالف، وبطبيعة الحال يتم تسويق تلك الحملات الدعائية المذهبية الطائفية عبر حصان طروادة المعهود: فلسطين، التي اتجر بمأساتها كل من هب ودب!، فكل من أراد أن يتشح برداء البطولة فعليه بنكبة إخواننا في فلسطين على طريقة الزعيم الهالك عندنا: "أنا حأرمي إسرائيل في البحر" وقد كان في 67!، وقد رأينا جعجعتهم في حرب غزة الأخيرة، ورأينا معسكرات إعداد المجاهدين لصد العدوان عن غزة، ولا أدري كم مجاهد رحل إلى غزة لنصرتها منا أو منهم؟!، فالكل في الوزر سواء، ولكنهم أظهروا من الأقوال ما كذبته أفعالهم، على طريقتهم المعهودة في استغلال أي حدث لعمل دعاية مكثفة لمذهبهم، بخلاف ما جرى في حرب لبنان فالرباط العقدي قد حملهم على تقديم الدعم العسكري والمادي الحقيقي لا الدعائي، فالعقيدة هي التي تحرك صاحبها سواء أكان محقا أم مبطلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضلا عن نجاحهم بتلك الجعجعة في شغل الرأي العام عندهم عن مصائب النظام الحاكم وآخرها انتخابات يونيو الماضية التي بطشت قوات الأمن فيها بالمعارضة مع أنها على ذات الحد من الغلو العقدي، ولكنهم خرجوا عن النص المعد سلفا مما هدد السلطة العليا التي ضجت منها الجماهير فالفساد والتردي الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي قد بلغ مبلغا عظيما يدركه المتابع للشأن الفارسي، فلم تنجح الثورة دينيا أو دنيويا، فحالهم لا يختلف كثيرا عن بقية دول العالم الإسلامي من جهة وجود أزمة دينية وأزمة دنيوية هي من لازم الإعراض عن الدين: سنة كونية جارية، وإن كان حالنا من جهة أصول الدين خيرا منهم بكثير، وذلك مما يستحق الحمد في أزمنة الفتن المعروضة عودا عودا.
فيتم اختلاق معارك وهمية وافتعال أزمات مع دول الجوار واصطناع بطولات زائفة لحشد الجماهير خلف قيادتها الحكيمة! التي ستوردها المهالك بذلك الشحن المعنوي المنذر بوقوع صدامات في الأرض المقدسة سلمها الله من كيد المفسدين برسم الانتصار من الظلمة المستكبرين، ولا تكون حرب المستكبرين إلا بإراقة دماء الحجيج على حد ما جرى في موسم 1407 هـ، فقد كان الشعار المعلن آنذاك لإراقة دماء أهل السنة وتحرير البيت الحرام!، كان: البراءة من المشركين، والموت لأمريكا في الأرض المقدسة تذرعا إلى إحداث فتن في الحرمين واستباحة الحرمات كما جرى في البقيع، والصلح والوئام معها في العراق وبلاد الأفغان، ولكل مقام مقال!، والجماهير المغفلة التي يجري شحنها بالأباطيل لتحترق تعصبا، وتستبيح الإفساد في أرض الحرمين برسم الديانة هي وقود معارك النظام المتداعي فهي الضحية الأولى، والنظرة إليها مع عظم ضلالها، يجب أن تكون بعين الشرع الحازمة في إجراء الأحكام الشرعية بلا غلو أو تطرف، والأخذ على أيديهم إن أفسدوا. وعين القدر التي ترحم كثيرا منهم له إرادات صادقة ولكنهم لقصور علمهم لا يعرفون إلا ما يملى عليهم برسم الديانة في ظل إرهاب فكري تمارسه مراجعهم عليهم، فسلطانها أشبه بسلطان الكنيسة الكهنوتي على عقول أتباعه، وهكذا حال كل أهل البدع، فلا بد أن يطغى الرأس على الجسد فيسترق المتبوع قلوب وعقول وأبدان تابعيه برسم الديانة.
ثم:
2 _ فيلم 313 الذي أنتجه أحد الباكستانيين ممن هو على معتقدهم في لندن، داعيا فيه، كما كشف الشيخ عائض الدوسري حفظه الله وسدده، إلى تلطيخ الكعبة بالدماء تمهيدا لظهور المهدي على ما تقرر من نظرية المظلومية فلا بد من امتلاء الأرض جورا قبل ظهوره ليملأها عدلا، فهي على ذات الحد من نظرية النصارى الإنجيليين الداعين إلى تمكين يهود من أرض فلسطين وذبح الوثنيين، أو المسلمين، لتمهد الساحة لنزول المسيح عليه السلام!.
وقد تم تسويق الفيلم على شبكة المعلومات ووردت الأنباء باطلاع قياداتهم الدينية العليا عليه وموافقتهم على مادته التحريضية التي تذكرنا بما فعله أسلافهم من القرامطة الذين ذبحوا الحجيج في الحرم ونزعوا الحجر الأسود وأخذوه إلى ديارهم في هجر آنذاك.
ثم:
3 _ هجوم أحد مراجعهم اليوم على مفتي المملكة داعيا إياه إلى التوبة لأنه اعتبر البراءة من المشركين على الحد الذي يروج له القوم لإثارة الفتنة، اعتبر ذلك بدعة، وأما تكفير المسلمين وإراقة دمائهم وإيقاع الفتن في الأراضي المقدسة فليس ببدعة!.
ثم:
4 _ حرب صعدة لشغل السلطات في المملكة قبل موسم الحج بتلك الفتنة المفتعلة، فضلا عن كونها كما يقول بعض المحللين محاولة فارسية لتطويق المملكة وإيجاد موضع قدم في الفناء الخلفي للمملكة ومصر التي تتحرش بها إيران علنا في إفريقيا بتحريض علني لدول منابع النيل لتقليل حصة مصر منه في ظل أزمة مياه متوقعة خلال السنوات القادمة إلا أن يشاء الله، عز وجل، غير ذلك، وصل إلى حد عرض المساعدات القانونية اللازمة لإبطال المعاهدة التي يقتسم بموجبها ماء نهر النيل، وهكذا يتصرف أنصار الأخوة الإسلامية التي يتبجحون بها ليل نهار فيحرض على أخيه ليقطع عنه الماء الذي به قوام الحياة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهي حرب لها بعد عقدي ظاهر، ولا تخلو من متاجرة بالدين لتحقيق مكاسب سياسية استراتيجية للدولة الفارسية المتمددة في المنطقة بشكل مستفز منذ سقوط العراق في ظل ضعف وتخاذل أهل السنة فقد فشلوا في نصرة إخوانهم في بلاد الأفغان ثم في العراق ثم أخيرا في غزة فهم من فشل إلى فشل أغرى بهم أعداءهم!.
وقد عاش أهل السنة والزيدية في اليمن في جو مستقر نسبيا لم يخل من مناوشات، حتى أن رئيس الدولة نفسه: زيدي وإن كان أهل السنة هم الغالبية في اليمن فيشكلون نحو 75 % من السكان، والشاهد أنهم أقرب طوائف الشيعة لأهل السنة لا سيما الأحناف والشافعية، رحمهم الله، في الفروع وإن خالفوا أهل السنة في جملة من الأصول فهم على أصول المعتزلة فضلا عن مقالتهم في الإمامة وإن كانت أحسن حالا بكثير من مقالة الإمامية فليست كفرا بالإجماع والكلام عن التكفير المطلق للأقوال لا المعين للأفراد. ولكن الإشكال أن بذرة الغلو في علي، رضي الله عنه، فيها كامنة، وقد نجحت إيران في استثارتها، لا سيما، أن الحوثيين كما يقول أحد الباحثين اليمنيين من فرقة من الزيدية يقال لها الجاوردية، تتسم بنوع غلو إضافي يجعلها تقترب كثيرا من المذهب الإمامي مذهب الدولة الفارسية، وخطة استعادة اليمن السعيد كما كان الحال لما استقدمهم سيف بن ذي يزن ليساعدوه على طرد الأحباش فاستولوا على اليمن حتى أسلم واليها "باذان" رحمه الله لما كاتبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معلما إياه بمقتل كسرى ولما يصله الخبر فعلم أن ذلك لا يكون إلا عن وحي فدخل في دين الإسلام ولكنه بطبيعة الحال لم يكن إماميا!، أو الخطة التي أطلق عليها: "يمن خوش هال" باللغة الفارسية التي أطلقها الحرس الثوري الفارسي قد دخلت حيز التنفيذ، والأمر يتطلب صرامة في القضاء على تلك البذرة الخبيثة قبل أن تمتد بجذورها في تلك الأرض فيصعب اقتلاعها بعد ذلك.
وهكذا البدعة تبدأ صغيرة مقبولة في عين المستهين بها ثم يغلو صاحبها يوما بعد يوم حتى يقع في البدعة المغلظة، والمذهب الإمامي نفسه قد جرى عليه هذا التطور، فلم يكن أول ظهوره على هذا الحد من الانحراف ولم يتعد في أوله كونه خلافا سياسيا، ثم لم يلبث أن تطور فصار خلافا دينيا في الأصول التي يوالى ويعادى عليها بل يكفر منكرها، فركن الإمامة من أعظم، إن لم يكن أعظم الأركان عندهم، كما صرح بذلك صاحب "منهاج الكرامة" فلا يقف الغلو عند حد، والحوثيون يشاطرونهم جزءا كبيرا من هذا الغلو، وقد ترددت الأنباء عن انتقالهم رسميا زمن قائدهم السابق إلى المذهب الإمامي.
ومن العجيب أن أحد المفكرين الإسلاميين! من مصر عندنا ممن عرف بتقاربه مع الدولة الفارسية ينكر على شاشة الجزيرة أن يكون الخلاف دينيا فيدعو الفقهاء للسكوت فالأمر سياسي بحت يحل عبر مفاوضات الموائد المستديرة!.
وهو، كما تقدم، خلاف عقدي، وإن كانت له أبعاد ومكاسب سياسية، ولكن تاريخ الحروب الدينية والمذهبية شاهد بأن أقوى سلاح فيها هو شحن الجماهير بالعواطف الإيمانية، ولو كانت باطلة، وهكذا تم شحن رجال الحملات الصليبية حتى أثر عنهم أن كانوا يرسمون صورة رجل عربي يضرب المسيح عليه السلام، ويقولون: هذا ما يفعله نبي العرب بالمسيح عليه السلام! ليستنهضوا همم المغفلين لتنفيذ مخططات تخدم رءوس الطغيان، وما أكثر المغفلين في كل عصر ومصر.
ولولا تخاذلنا في القيام بأمر ديننا ونصرة إخواننا لا سيما في النوازل الأخيرة ما استطال أهل البدعة فادعوا لأنفسهم بطولات زائفة يحققون بها مكاسب جماهيرية في أوساطنا، ليبشروا ببدعتهم الشؤم في مجتمعاتنا.
وإلى الله المشتكى.
اللهم احم بيتك المحرم وسلم حجاجه من ضيوفك وسهل لهم أداء المناسك ورد عنهم إفساد المفسدين وردهم إلى أهليهم سالمين مأجورين وارزقنا الحج كما رزقتهم.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 08:41 ص]ـ
يارب ياكريم ارزقنا الشهادة في سبيلك ودفاعا عن دينك يارب يارب
نسأل الله إحدى الحسنيين، هو ولي ذلك.
تقبل الله دعواتك، أستاذنا محمدا.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 09:23 ص]ـ
الأستاذ القدير مهاجر
يبقى لحضورك ألقه الخاص، لما يحمله من ضخامة المعلومات ودقتها، وقراءة ما بين السطور، والتحليل المنطقي البعيد النظر، ولما تتميز به مشاركاتك عامة من الحدب على الأمة، وتحذيرها من الأخطار المحدقة بها، وبيان أحوالها الخافية على كثير من أبنائها مع الأسف، فجزاك الله خير الجزاء، ونصر بك الإسلام والمسلمين.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 09:25 ص]ـ
الغالية مجرد أمنية
ممتنة لحضورك هنا، وسعيدة به كثيرا، وأرجو الله أن يخيب ظنوننا الخائفة، وأن يديم علينا الأمن والأمان، وأن يرزق جميع ديار المسلمين هذه النعمة العظيمة والأمة في عز وتمكين ونصر مبين.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:01 ص]ـ
حفظ الله الوطن و رجاله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 03:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منذ اندلاع الفتنة وأنا أتمنى رؤية نزف قلم المهاجر
فجزاك الله خيري الدنيا والآخرة
ولا أراك الله مكروهًا
أما عن هذه الحثالة, وإن وجدت التخاذل والتقاعس عن ردعها فإن الله لهم بالمرصاد, وسيجعل الله تدميرهم من تدبيرهم
نسأل الله يرد كيدهم في نحورهم
اللهم من أرادنا والإسلام بسوءٍ فرد بأسه, ونكس رأسه, وشرد بالخوف نعاسه, واجعل من النار لباسه
وهذه القضية ليست هينة, وليس على المرء إلا أن يقف لها وقفة الحازم المقدام
فالعدو مهما صغر فأثره ليس بهين كيف لا وهو يدعو إلى غير عقيدة السلف الصالح
جزاكِ الله خيرًا أم العلا والمعالي
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:44 م]ـ
حفظ الله الوطن و رجاله!
آمين يا غالية!
مساؤك سعيد!:)
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منذ اندلاع الفتنة وأنا أتمنى رؤية نزف قلم المهاجر
فجزاك الله خيري الدنيا والآخرة
ولا أراك الله مكروهًا
أما عن هذه الحثالة, وإن وجدت التخاذل والتقاعس عن ردعها فإن الله لهم بالمرصاد, وسيجعل الله تدميرهم من تدبيرهم
نسأل الله يرد كيدهم في نحورهم
اللهم من أرادنا والإسلام بسوءٍ فرد بأسه, ونكس رأسه, وشرد بالخوف نعاسه, واجعل من النار لباسه
وهذه القضية ليست هينة, وليس على المرء إلا أن يقف لها وقفة الحازم المقدام
فالعدو مهما صغر فأثره ليس بهين كيف لا وهو يدعو إلى غير عقيدة السلف الصالح
جزاكِ الله خيرًا أم العلا والمعالي
وجزاك الله خيرا أيها الهمام، وأعانكم على مشكلاتنا ومشاغباتنا التي أعلم يقينا أنها تتعب المشرفين كثيرا، فالله يجزيكم عنا خير الجزاء، ويهدينا إلى الصالح من القول والعمل، ويجيرنا من الخطل والزلل.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 10:28 م]ـ
وجزاك الله خيرا أيها الهمام، وأعانكم على مشكلاتنا ومشاغباتنا التي أعلم يقينا أنها تتعب المشرفين كثيرا، فالله يجزيكم عنا خير الجزاء، ويهدينا إلى الصالح من القول والعمل، ويجيرنا من الخطل والزلل.
بل لي شرف المرور على صفحتكم
وأسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا تجاهكم
فجزاكم الله عنا خيرًا(/)
أهلا وسهلا ومرحبا بالأستاذ مروان طلافحة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 01:42 م]ـ
يسرني ويشرفني أن أرحب بأستاذي
الأستاذ مروان علي طلافحة
المتخصص في تكنولوجيا التعليم
فأهلا وسهلا ومرحبا بك أستاذي مروان وقد أسعدنا وجودك معنا في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية نأمل لك طيب المقام مفيدا ومستفيدا.
وتقبل تحياتي وإجلالي.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 01:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
منتدى الفصيح يرحب بكم ويتمنى لكم طيب المقام والافادة.
ـ[رحمة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 02:10 م]ـ
حياك الله و بياك أستاذنا الكريم في منتدانا
نتمنى لكم طيب المقام
ـ[وليد]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 02:31 م]ـ
مرحبا بك أستاذنا المكرم.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 04:10 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالأستاذ الفاضل مروان.
يسرنا وجودكم معنا في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية.
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالأستاذ مروان الطلافحة في شبكة الفصيح التي تجمع لنا كبار علمائنا في مختلف الأقطار، ونشكر وفاء الأستاذ عامر مشيش لأستاذه.
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 07:25 م]ـ
أهلا بك أستاذ مروان علي طلافحة فى منتدى الفصيح(/)
كيف أنجح في حياتي؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 08:35 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
كيف أنجح في حياتي؟
لكي تكون ناجحا ...... إليك الوصايا الأتية:
كن مبتسما.
نظم أوقاتك وبرمج أعمالك وكن غيورا على أوقاتك.
عش حدود يومك.
حدد أهدافك بوضوح.
لا تحقّر نفسك؟
لا تلتفت إلى نقد الناس وتجريحهم.
لا تكن ساعي بريد الشيطان.
لا تحمل هموم الكرة الأرضية في رأسك.
كن جريئا في اتخاذ القرارات بعد تمحيصها.
كن واثقا من نفسك.
إذا أصبت بأي مصيبة من مصائب الدنيا فلا تجزع.
طهر قلبك من الحقد والحسد وسوء الظن.
عوّد لسانك ذكر الله تعالى.
عقلك بفضل من الله –سبحانه وتعالى- يعطيك في كل يوم حوالي 600 فكرة جديدة، فاحرص على الاستفادة من هذه الطاقة العقلية بشكل مستمر.
اجعل لنفسك ورداً يومياً لقراءة القرآن الكريم.
داوم على ممارسة الرياضة ولو في كل يوم ربع ساعة.
يقول بعض الحكماء: ((متتبع العيوب كالذباب، لا يقع إلا على الجرح، وبعض الناس مصا بكلمة (لكن)، كلما ذكرت له شخصا قال: خير ... خير ولكن ... ثم اسمع ما يأتي بعد لكن!! ... هجاء مقذع، وسباب قبيح، وهتك صريح.
لا تغضب.
احتفظ بمذكرة صغيرة في جيبك ترتب لك أعمالك، وتنظم أوقاتك
وتذكّرك بمواعيدك، وتسجل عليها ملاحظاتك.
انظر إلى الجانب المشرق من المصيبة، وتأمل أجرها.
من تيسرت له القراءة فإنه سعيد، لأن القراءة تسرّ القلب، وتؤنس النفس، وتشرح الصدر، وتنمي الفكر، فإن لم يكن لك نصيب من القراءة فأحسن الله عزاءك.
لا تتخذ قرارا حتى تدرسه من جوانبه كافة.
كن كالنملة في المثابرة.
إذا تذكرت شيئا من الماضي فتذكر تاريخك المشرق لتفرح.
لا تتهيب المصاعب.
اصنع المعروف واخدم الآخرين.
اجعل من الهدية المتواضعة والكلمة الطيبة قنطرة عبور إلى قلوب الآخرين.
كن إيجابيا في الحياة.
اجعل همّك في طلب الآخرة، واجعل الدنيا في يدك لا في قلبك.
منقول ....
ـ[رحمة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 08:44 م]ـ
جميل أختي جزاكم الله خيراً فعلاً نصائح غالية و مهمة
اللهم اجعلنا من الناجحين الموفقين بإذن الله تعالى
بارك الله فيكِ و في إفادتكِ
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 08:49 م]ـ
جميل أختي جزاكم الله خيراً فعلاً نصائح غالية و مهمة
اللهم اجعلنا من الناجحين الموفقين بإذن الله تعالى
بارك الله فيكِ و في إفادتكِ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزاك الله خيرا .... على التعليق وعلى المرور الكريم الذي يسعدني دائما ...
أسأل الله الكريم أن يجعلك من المتفوقين والناجحين في الدنيا والآخره .... اللهم آمين
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:02 م]ـ
وصايا رائعة زهرة دمتِ موفقة لكل خير ..
وأضيف على ما ذكرتِ النظام .. نظام الوقت والعمل والأولويات ..
يقال لكِ .. أن الذرات المكونة لكل من الألماس والفحم واحدة .. ولكن ما الذي حصل حتى يأخذ الألماس شكله الجذاب ويبقى للفحم ذلك اللون؟؟
يقال: أن الذي فرق بينهما " ترتيب وتنظيم تلك الذرات " ففي الألماس تأخذ الذرات شكل هرمي منظم وتكون الذرات متراصّة منتظمة مرتبة تأخذ شكل معين .. فامتاز الألماس بالسماكة والمتانة والقوة ..
ولذلك من يقومون بقص الزجاج يضعون في رأس المقص الخاص بالزجاج مشرط من الألماس لقوته وصلابته ..
أما الفحم فقد اتخذت الذرات شكل عشوائي غير منظم .. فأعطت شكلا مختلفاً .. وشتان بينهما
دمتِ متألقة زهرة وأشكر لكِ هذا النقل القيم ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:20 م]ـ
وصايا رائعة زهرة دمتِ موفقة لكل خير ..
وأضيف على ما ذكرتِ النظام .. نظام الوقت والعمل والأولويات ..
يقال لكِ .. أن الذرات المكونة لكل من الألماس والفحم واحدة .. ولكن ما الذي حصل حتى يأخذ الألماس شكله الجذاب ويبقى للفحم ذلك اللون؟؟
يقال: أن الذي فرق بينهما " ترتيب وتنظيم تلك الذرات " ففي الألماس تأخذ الذرات شكل هرمي منظم وتكون الذرات متراصّة منتظمة مرتبة تأخذ شكل معين .. فامتاز الألماس بالسماكة والمتانة والقوة ..
ولذلك من يقومون بقص الزجاج يضعون في رأس المقص الخاص بالزجاج مشرط من الألماس لقوته وصلابته ..
أما الفحم فقد اتخذت الذرات شكل عشوائي غير منظم .. فأعطت شكلا مختلفاً .. وشتان بينهما
دمتِ متألقة زهرة وأشكر لكِ هذا النقل القيم ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
أختي الحبيبة ... أنوار
إضافة جميلة جدا ..... تلك التي كتبتها أناملك في هذه النافذة ...... مما زادتها جمالا وروعة .... في الحقيقة ... لقد استفدتُ.
بارك الله فيك .... وجزاك الله خيرا ... ودمتِ مبدعة
ـ[إماراتية]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:24 م]ـ
النجاح في الحياة يستلزم وجود حب يغذي الروح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:48 م]ـ
النجاح في الحياة يستلزم وجود حب يغذي الروح
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
جزاك الله خيرا .... على هذه الإضافة القيمة والجميلة ...
وبالفعل هناك حب يمكن أن يغذي هذا النجاح هو حب الإنسان لذاته وتقديره لها .... وأنقل إليك ِ بعض ما قرأته بهذا الصدد
لاتنسى أن تحب نفسك أولا
إن علاقتك التي تقيمها مع ذاتك هي العلاقة المركزية في حياتك، فأنت محور مكونات خبرات حياتك - أي الأسرة والأصدقاء وعلاقات الحب والعمل - فنعدما تقدر نفسك ستقدر بالتأكيد الآخرين
فهناك اختلاف كبير بينك وبين ذاتك .. فذاتك هي قلب وجودك بغض النظر عن شخصيتك، والأنا، وآرائك، وعواطفك، فهي جزء مقدس داخلك حيث تكمن روحك، أما "أنت" فتلعب دور الملاحظ والمحرر والمعلم والناقد الذي يستعرض أفكارك ومشاعرك وتصرفاتك، وتحدد مدى ما تظهره من شخصيتك تجاه الآخرين فمدى عمق وسعة العلاقة القائمة بينك وبين ذاتك يحدد نجاح علاقاتك مع الآخرين.
إذا كانت علاقة الحب الحقيقية التي تعيش فيها هي ما ترغبه، فإن أولى الخطوات التي يتعين عليك اتخاذها هي أن تتعلم أن تحب وتقدر ذاتك ككائن ذي قيمة ومحب .... ومن ثم ستحقق النجاح
منقول بتصرف
ـ[إماراتية]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:50 م]ـ
على ذكر منقول بتصرف
أي فئة من الفئات لايجوز نقل كلامهم بتصرف؟
طبعا لا أتحدث عن القرآن والسنة حتى لايجرمني أحد
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:53 م]ـ
ألف شكر لك أختي الكريمة ..
نصائح قيمة ..
لكن اسمحوا لي أن أخط هنا ما قاله أبو فراس عند
مقتله -رحمه الله- بعد فشل محاولته التملك على حمص:
إِذا لَم يُعِنْكَ اللهُ فيما تَرومُهُ=فَلَيسَ لِمَخلوقٍ إِلَيهِ سَبيلُ
وإِن هُوَ لَمْ يَنصُرْكَ لَم تَلقَ ناصِراً=وإِن عَزَّ أَنصارٌ وجَلَّ قَبيلُ
وإِن هُوَ لَم يُرشِدْكَ في كُلِّ مَسلَكٍ=ضَلَلتَ ولَو أَنَّ السِماكَ دَليلُ
شكرا لك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 11:10 م]ـ
على ذكر منقول بتصرف
أي فئة من الفئات لايجوز نقل كلامهم بتصرف؟
طبعا لا أتحدث عن القرآن والسنة حتى لايجرمني أحد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
لا أعرف بالضبط الإجابة .... لكني أعتقد أنه يجوز أن ننقل كلامهم بتصرف ... والعلم عند الله ...
وهذه بصراحة تعلمتها عند كتابتي للبحث في الجامعة ...
بوركتِ أخية ...
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 11:17 م]ـ
ألف شكر لك أختي الكريمة ..
نصائح قيمة ..
لكن اسمحوا لي أن أخط هنا ما قاله أبو فراس عند
مقتله -رحمه الله- بعد فشل محاولته التملك على حمص:
إِذا لَم يُعِنْكَ اللهُ فيما تَرومُهُ=فَلَيسَ لِمَخلوقٍ إِلَيهِ سَبيلُ
وإِن هُوَ لَمْ يَنصُرْكَ لَم تَلقَ ناصِراً=وإِن عَزَّ أَنصارٌ وجَلَّ قَبيلُ
وإِن هُوَ لَم يُرشِدْكَ في كُلِّ مَسلَكٍ=ضَلَلتَ ولَو أَنَّ السِماكَ دَليلُ
شكرا لك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: الباز
جزاك الله خيرا .... إضافة تضفي على الموضوع .... رونقا آخر من الجمال
جميلة هي هذه الأبيات .... موعظة مؤثرة ... ونصائح ثمينة ... وحكم ينبغي علينا الأخذ بها ...
بارك الله فيكم
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 11:54 م]ـ
على ذكر منقول بتصرف
أي فئة من الفئات لايجوز نقل كلامهم بتصرف؟
طبعا لا أتحدث عن القرآن والسنة حتى لايجرمني أحد
لعلهم الشعراء ;)
ـ[بارقة أمل]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 04:00 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أختي في الله زهرة.
والله إنه ليثلج الصدر أن يكون للإنسان أخوة رائعين مثلكم أخوتي في الشبكة الرائعة المتميزة شبكة الفصيح, ووالله إنه لشرف لي إنتمائي لهذه الشبكة خصوصاً أنها تخدم لغتي الغالية اللغة العربية.
أنا بصراحة أتفاءل باسمك , و نصائحك جميلة جداً, وجاءت في و قتها بالنسبة لي.
أشكرك على مشاركاتك الرائعة.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:07 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أختي في الله زهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله إنه ليثلج الصدر أن يكون للإنسان أخوة رائعين مثلكم أخوتي في الشبكة الرائعة المتميزة شبكة الفصيح, ووالله إنه لشرف لي إنتمائي لهذه الشبكة خصوصاً أنها تخدم لغتي الغالية اللغة العربية.
أنا بصراحة أتفاءل باسمك , و نصائحك جميلة جداً, وجاءت في و قتها بالنسبة لي.
أشكرك على مشاركاتك الرائعة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... بارقة أمل
جزاك الله خيرا .... على كلماتك الرائعة والجميلة .... أنا مثلك أعجبتُ بهذا المنتدى المتميز ....
أختي الغالية ... دعينا نرى كتاباتك ومشاركاتك ... وأكيد أنها ستكون جميلة
إليكِ هذه الهدية مني وقد نقلتها لكِ ... من الشبكة العنكبوتية ...
كلمات جميلة عن الأمل
تستطيع أن تحيا ميتااااااا .. متى شئت ...
وتستطيع الموت ... حياااااا .. متى أردت ..
كل ما عليك .. أن تفهم نفسك .. وتتفهمهااا جيدااااااا ..
عندهااا .. تتعرف على تطلعاتهاااا .. وأمنياتهااا .. وحدودهااااااا ..
كذلك .. بإمكانك .. تلمس احتياجاتهااا .. وسماع أنينهاااااا ..
باختصار ..
عليك أن تصغي .. الى .. صوت الحياة بداخلك ..
الحياة ..
نستطيع التخطيط لهاااا ... ورسم معالم العيش على أرضهااااا ..
ولكن ...
تلك الظروف المفاجئه ... والتي تقذف بهااا تلك الحياه ...
فجأة .. في طريقناااا .. وتجبرنااا على قبولهاااا ..
باختلاف درجات قسوتهااا .. وقوة تأثيرهااا على مستقبلناااا ..
كيف .. يمكننا التعامل معهاااا .. ؟!!!
في أحيان كثيره .. يكون هناك .. صوت خافت ..
لنقاش متصاعد .. بين الواحد منا .. وبين أعماقه ..
يحاول فيهااا جاداااااا .. أن يخفي معهاااا كل ملامحه ...
رغم معرفته مسبقاااا .. بانكشاف كل أوراقه ... حتى المستقبليه منهاااا ..
لذا .. سيكون هناك ..
نوع من التحدي .. بين كل مناااا .. وبين نفسه ...
يكون به الشخص منااا .. قادرااا على كسبه .. في كل مره ..
مهما كانت نسبة الخساره .. في ذلك التحدي ..
لوجود نقطة بيضاء .. لايراهاااا .. إلا من أراد رؤيتهاااا ..
ومعنى ذلك ..
أن تلك النقطه .. تبقى لنااا مساحات اكبر ..
من فرص التفوق .. على النفس أولاااا ..
ومن ثم .. على قوة وحجم .. ما يحدث لنااا ..
باختصار أكبر.
يستطيع كلااااا منا .. زراعة الأمل ... ولو بكذبه
رغم علمه .. بتقلص نسب النجاح .. في مواجهته تلك .. مع الذات
يساعده في ذلك .. بصيص الأمل .. الذي لا يعلم مصدره عادة ..
هناك .. عندما لا يكون اليأس .. مرافقاااا للحياه ..
ولا .. يكون القنوط .. من رحمة الخالق ... من صفاتناااا ..
تكون الحياه .. ولو كنا أموات ..
خلف قسوة الظروف ..
عندما نعلم أننا نعيش اليوم ..
ونوقن أن الغد .. سيأتي ..
ونؤمن .. بقدرة الخالق جلا وعلااا ..
عندهااااااااااااااا ..
سندفن اليأس ...
ونزرع الامل ..
ولو ... بكذبه ..
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 05:03 م]ـ
نصائح قيمة ونقل موفق ...
بوركت زهرة ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 08:17 م]ـ
نصائح قيمة ونقل موفق ...
بوركت زهرة ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... لحن القوافي
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه الصفحة .... وعلى كلماتك الرائعة ...
ودمتِ موفقة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 08:28 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
كيف أرتب وقتي المبعثرالذي يصيبني بكثير من الملل وفتور في الهمة حتى أنجح في حياتي؟؟
سؤال:
فالجواب: إن ذلك يحصل لك بخطوتين عظيمتين:
فالخطوة الأولى:
سؤالك الله جل وعلا التوفيق؛ فإن السداد كله والهدى كله إنما ينال من الله جل وعلا، ولذلك كان أعظم دعاء على الإطلاق هو سؤال الله جل وعلا الهداية، بل إن هذا الدعاء قد أوجبه الله تعالى على عباده ليس في كل صلاة فحسب بل وفي كل ركعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}. فالمؤمن على الدوام بحاجة إلى الهداية وبحاجة إلى التسديد لما يعرض له من الأمور ولما يجد له من الأحوال، فهو بحاجة إلى الهداية المجملة وبحاجة إلى الهداية المفصلة .. فتوكلي على الله واستعيني بربك واسأليه التوفيق والسداد: (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي، اللهم اهدني وسددني) (رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارةً لك رهَّابةً لك مطواعةً إليك مخبتةً أواهةً منيبةً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي).
واجعلي من دعائك دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
والخطوة الثانية هي:
تنظيم أوقاتك، فبتنظيم الوقت تحصلين ما تريدين، فاجعلي لكل شيء حظًّا ونصيباً، وبعبارة أخرى: اجعلي لكل شيء حقه ولكي تحصلي ذلك عليك بتنظيم وقتك، وخير ما تقومين به هو أن تنطلقي من أوقات الصلوات؛ فبعد الفجر لك نظامك وبعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء لك كذلك نظامك الذي قد أعدته مسبقاً، وبهذا تستطيعين أن تجعلي للإعانة في البيت وإعانة والديك الكريمة حظاً ونصيباً وكذلك العناية بأخيك، وكذلك تحصيل دراستك وكذلك إجمام نفسك وراحتها، بل وممارسة رياضة لطيفة كرياضة المشي مثلاً في بعض أوقاتك التي تجدين فيها فسحة وترويحاً عن نفسك، بل وكذلك علاقاتك الاجتماعية بأخواتك في الله، بل وربما انتقلت إلى أمر آخر وهو أن تحفظي شيئاً من كتاب الله عز وجل ولو كان بمقدار سطرين أو ثلاثة فإن هذا لا يستغرق منك مقدار نصف ساعة كل يوم وتكونين بذلك قد حصلت تلاوة وعبادة وحفظاً وتعلماً ونورت قلبك بأعظم الكلام الذي فيه كل الهدى الذي يهتدي به المؤمن في دينه ودنياه.
فينبغي إذن أن يحصل لك تنظيم لأوقاتك، وبهذا تستطيعين أن تحصلي كل ما تريدين، وبهذا الأسلوب تستطيعين أن تعرفي أن مقدار ساعة مثلاً أو ساعتين لأخيك في أموره الدراسية قد تكفي، بحيث لا تبالغين في وقت تدريسه على حساب القيام بشؤون أخرى هي أجل وأعظم كالعناية بوالدتك مثلاً .. نعم تدريسه مهم وهو بحاجة إلى من يعينه ولكن أيضاً لابد من تعويده على قدر من الجد والاجتهاد حتى لا يحصل اتكال كامل عليك، خاصة في أداء واجباته وحل التمارين، فاجعليه يستعد لذلك ويقوم به بنفسه ثم تكونين أنت المصوبة له ثم بعد ذلك تشرحين له ما أشكل عليه، وكذلك الشأن في دراستك، فإنك تبدئين بمراجعة ما حصلته في يومك التعليمي ثم بتقييد الأمور التي تحتاج إلى استحضار وحفظ بحيث تفردينها في كتاب خاص وتفردين دفتراً للمسائل المُشْكلة عليك وتحاولين أن تعدي الدرس ليوم غد - بإذن الله عز وجل – هذا عدا حاجتك إلى مجالسة والدتك المجالسة التي تكون بين البنت وأمها والسؤال عن حالها ومداعبتها وملاطفتها وإشعارها بأنك تبذلين كل هذا الجهد عن طيب خاطر، فإن هذا له دوره العظيم في راحة نفسها وطمأنينة قلبها، وبهذا تجمعين كل الخير - بإذن الله عز وجل – بهذين الأصلين العظيمين.
أما الأصل الأول فاجعليه دأبك في شؤونك، واجعليه عادتك في كل ما يعرض لك، فلا انفكاك لك عن الاعتماد على الله جل وعلا، وأما تنظيم الوقت فهو يجعلك تربحين ليس فقط أعمالك وأشغالك بل وتربحين عمرك، لأن هذا الوقت هو عمرك في الحقيقة، فما العمر إلا مجموع من الأيام والليالي ومجموع من هذه الساعات التي تنقضي شيئاً فشيئاً:
تَفُتُّ فُؤَادَكَ الأَيَّامُ فَتَّا ... وَتَنْحِتُ جِسْمَكَ السَّاعَاتُ نَحْتَا
وَتَدْعُوكَ الْمَنُون دعاءَ صِدقٍ ... أَلاَ يَا صَاح أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا
ومما يعينك على هذا الأمر أيضاً ألا ترهقي نفسك بتجميع المشاغل على نفسك، فما استطعت أن تؤخريه من المشاغل إلى وقته فهذا هو المطلوب حتى لا تزدحم الأمور عليك فلا تعرفين بعد ذلك من أين تبدئين ومن أين تنتهين، ولكن ما استطعت أن تتخلصي منه من الأمور المشغلة فتخلصي منه، وابدئي بالأهم فالأهم، فما يفوت وقته يقدم على ما لا يفوت وما يمكن أن يؤخر لا يقدم على ما يمكن أن يقدم، فاعرفي ذلك واحرصي عليه فإن هذه أمور نظرية لا فائدة تجنى من وراءها إلا إذا طبقت وأخذت بها عملاً.
منقول .... بتصرف
ـ[التهنفل]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 09:04 م]ـ
جميل هو التفاؤل و النجاح
اثابك الله يااخيتي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 09:13 م]ـ
جميل هو التفاؤل و النجاح
اثابك الله يااخيتي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... التهنفل
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة .... وأسأل الله أن
يجعل حياتك كلها تفاؤل وأمل ونجاح وتوفيق .... اللهم آمين
وأهلا وسهلا بك في منتدى الفصيح المبارك .... نزلتِ أهلا وحللتِ سهلا ....
وسننتظر بالتأكيد مشاركاتك الجميلة .... فلا تحرمينا منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:22 م]ـ
بارك الله في جهدكِ أختنا الفاضلة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:52 م]ـ
بارك الله في جهدكِ أختنا الفاضلة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: أبا طارق
جزاك الله خيرا .... على الدعاء .... وبارك الله في جهودكم كذلك ... اللهم آمين
أسأل الله للجميع الإخلاص في القول والعمل .... اللهم آمين
ـ[التهنفل]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 08:52 م]ـ
زهرة متفائلة
اشكرك على هذه التحية العطرة و مشاركاتي قادمة بإذن الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:14 م]ـ
زهرة متفائلة
اشكرك على هذه التحية العطرة و مشاركاتي قادمة بإذن الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... التهنفل
إذن .... سننتظر مشاركاتك الجميلة ..... وأنا على يقين ... أنها ستكون مميزة كذلك ...
ـ[التهنفل]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:17 م]ـ
بإذن المولى
انتظري خاطرتي في منتدى الابدع بعنوان (ابتسم)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:22 م]ـ
بإذن المولى
انتظري خاطرتي في منتدى الابدع بعنوان (ابتسم)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... التهنفل
سننتظرها ... ودمتِ مبدعة وفي سماء المجد ملحقة.(/)
(التغابي) فن لايتقنه إلا الأذكياء
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 11:56 م]ـ
أن تصبح ذكيا فلا جديد
أما أن تكون غبيا فهذه هي النكتة ..
لذا فأنت متغابي و هو الحل الذي يجعل الآخرين
يمارسون ذكائهم بكل غباء عليك ....
ظلل خطواتك بالغُشم وافعل ما تريده بكل دهاء ..
فالدنيا خدعة .. ذات ناب
تنهش من يحاول أن يصادمها
أو أن يفتش عن تفاصيلها بلا دروع ..
علمني يوما "عبدالقديرخان"
أن آلية النابذات التي حصل عليها
ليخصب اليورانيوم بسرعة
كانت بفن الدهاء ..
وعلمني أيضا أن الامور
ليست بالتمني لكنها تؤخذ
غلابا لذا غلب الألمان بدهاءه ..
باختصار هو متغابي لكنه ليس غبيا .. !!
وتعلمت من "يحيى المشد"
أن لا أكون ذكياً حينما أطير
حتى لاتُصادر أعشاشي بدم كذب .. !!
نحن دوما نكشف عن ذواتنا بكل غباء ...
كهياكل متفسخه من لحمها وعظمها بائن ..
يمكن تحديد موضع الكسر بسهولة ...
ونطارد الزيف حينما نرسم وهما في
المدى بريشة الغباء عن ضلالاتنا
التي لاتنتهي أبد الدهر
لذا نحن بلا مرافئ .. !!
مرة قالوا أن النهضة تتأتى من الجد ..
من العمل و الجري خلف الدنيا ..
صمتُ كثيراً
وقلت لهم لا بل هي من الايمان بالقضية
وأن تتعلم وتعمل بحب ...
.. هكذا علمني تاكيو أوساهيرا حينما تغابى على الألمان
لأجل أن يُسمع الأمبراطور هدير الماكينة ..
لترقص بعد ذلك اليابان كلها .. !!
حتى هنري كسينجر علمني أن الشاطر
من يضحك أخيرا وأن البترول
سلاح ذو حدين
حينما قال أن التمر واللبن
لن ينفع أهل الدنيا .. !! *
رأسي يؤلمني كثيرا حينما انتهج
دربا يؤدي لمنصة الصلب
لكن الذي يؤلمني أكثر أن من سيحضر
صلبي سيرحل بدون رأسي .. لذا سأرحل معهم
وأنا أتغابي عن وجود المنصة ..
لذا فسأقول لكم باختصار شديد
أن التاريخ أشجع معلم
في القرن الواحد والعشرين
قد علمني أن التغابي
هو فن لايتقنه إلا الأذكياء ..
منقول ...
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:03 ص]ـ
أن تصبح ذكيا فلا جديد
أما أن تكون غبيا فهذه هي النكتة ..
لذا فأنت متغابي و هو الحل الذي يجعل الآخرين
يمارسون ذكائهم بكل غباء عليك ....
ظلل خطواتك بالغُشم وافعل ما تريده بكل دهاء ..
فالدنيا خدعة .. ذات ناب
تنهش من يحاول أن يصادمها
أو أن يفتش عن تفاصيلها بلا دروع ..
علمني يوما "عبدالقديرخان"
أن آلية النابذات التي حصل عليها
ليخصب اليورانيوم بسرعة
كانت بفن الدهاء ..
وعلمني أيضا أن الامور
ليست بالتمني لكنها تؤخذ
غلابا لذا غلب الألمان بدهاءه ..
باختصار هو متغابي لكنه ليس غبيا .. !!
وتعلمت من "يحيى المشد"
أن لا أكون ذكياً حينما أطير
حتى لاتُصادر أعشاشي بدم كذب .. !!
نحن دوما نكشف عن ذواتنا بكل غباء ...
كهياكل متفسخه من لحمها وعظمها بائن ..
يمكن تحديد موضع الكسر بسهولة ...
ونطارد الزيف حينما نرسم وهما في
المدى بريشة الغباء عن ضلالاتنا
التي لاتنتهي أبد الدهر
لذا نحن بلا مرافئ .. !!
مرة قالوا أن النهضة تتأتى من الجد ..
من العمل و الجري خلف الدنيا ..
صمتُ كثيراً
وقلت لهم لا بل هي من الايمان بالقضية
وأن تتعلم وتعمل بحب ...
.. هكذا علمني تاكيو أوساهيرا حينما تغابى على الألمان
لأجل أن يُسمع الأمبراطور هدير الماكينة ..
لترقص بعد ذلك اليابان كلها .. !!
حتى هنري كسينجر علمني أن الشاطر
من يضحك أخيرا وأن البترول
سلاح ذو حدين
حينما قال أن التمر واللبن
لن ينفع أهل الدنيا .. !! *
رأسي يؤلمني كثيرا حينما انتهج
دربا يؤدي لمنصة الصلب
لكن الذي يؤلمني أكثر أن من سيحضر
صلبي سيرحل بدون رأسي .. لذا سأرحل معهم
وأنا أتغابي عن وجود المنصة ..
لذا فسأقول لكم باختصار شديد
أن التاريخ أشجع معلم
في القرن الواحد والعشرين
قد علمني أن التغابي
هو فن لايتقنه إلا الأذكياء ..
منقول ...
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... زهرة النرجس
موضوع جميل جدا ... جعله الله في موازين حسناتك ... اللهم آمين
أجمل شيء أعجبني هذه:
أن التاريخ أشجع معلم
في القرن الواحد والعشرين
قد علمني أن التغابي
هو فن لايتقنه إلا الأذكياء ..
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:09 ص]ـ
أن تصبح ذكيا فلا جديد
أما أن تكون غبيا فهذه هي النكتة ..
لذا فأنت متغابٍ و هو الحل الذي يجعل الآخرين
يمارسون ذكاءهم بكل غباء عليك ....
:
قد علمني أن التغابي
هو فن لايتقنه إلا الأذكياء ..
نحن دوما نكشف عن ذواتنا بكل غباء ...
كهياكل متفسخة من لحمها وعظمها بائن ..
يمكن تحديد موضع الكسر بسهولة ...
سلمتْ يداك ..
التغابي فن، ضمن فنون كثيرة جربتُها ـ في التعاملِ مع بعضِ "ذواتِ الطِّباعِ الصعبةِ"، ـ وكانَ "التغابي" أنجَحَها!
وصدقَ الشَّاعر:
ليسَ الغبيُّ بسيِّدٍ في قومِهِ ~*~ لكنَّ سيِّدَ قومِهِ المُتغابي!
أشكركِ، على هذا النقل الماتع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:19 ص]ـ
ألف شكر لك ..
ويقول أبو فراس في هذا المعنى:
تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي=بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وتُرابُ
ولَو عَرَفوني حَقَّ مَعرِفَتي بِهِم=إِذاً عَلِموا أَنّي شَهِدتُ وغابوا
وما كُلُّ فَعّالٍ يُجازى بِفِعلِهِ=ولا كُلُّ قَوّالٍ لَدَيَّ يُجابُ
ورُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي=كَما طَنَّ في لُوح الهَجيرِ ذُبابُ
ألف شكر
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 01:39 م]ـ
التغابي بالفعل فن و ليس من السهل إتقانه و لكني شخصياً لا أحب الدهاء أو المكر أو حتى التغابي
موضوع جميل جزاكم الله خيراً أختي زهرة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 03:07 م]ـ
ما أجمل أن تجعل المخادع يظن أنه خدعك
ـ[ربا 198]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 05:08 م]ـ
ما أجمل أن تجعل المخادع يظن أنه خدعك
الأجمل؛ أن تجعل المخادع يعتقد بأنه لا يستطيع خداعك؛ ولكن بطريقة غير مباشرة.
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:31 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... زهرة النرجس
موضوع جميل جدا ... جعله الله في موازين حسناتك ... اللهم آمين
أجمل شيء أعجبني هذه:
أن التاريخ أشجع معلم
في القرن الواحد والعشرين
قد علمني أن التغابي
هو فن لايتقنه إلا الأذكياء ..
حياك الله اختي زهرة متفائلة في صفحتي المتواضعة
وجزاك الله خيراً أيضاً:)
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:36 م]ـ
سلمتْ يداك ..
التغابي فن، ضمن فنون كثيرة جربتُها ـ في التعاملِ مع بعضِ "ذواتِ الطِّباعِ الصعبةِ"، ـ وكانَ "التغابي" أنجَحَها!
وصدقَ الشَّاعر:
ليسَ الغبيُّ بسيِّدٍ في قومِهِ ~*~ لكنَّ سيِّدَ قومِهِ المُتغابي!
أشكركِ، على هذا النقل الماتع ..
وسلمت يديك أخي العقد الفريد على تصحيح الأخطاء فلم أدقق ما وضعت هنا. ( ops
نعم أوافقك الرأي التغابي فن ولا أخفيك أني استعمله أحيانا فيكون ناجحاً
ولكن بموقفه الصحيح.
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:40 م]ـ
ألف شكر لك ..
ويقول أبو فراس في هذا المعنى:
تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي=بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وتُرابُ
ولَو عَرَفوني حَقَّ مَعرِفَتي بِهِم=إِذاً عَلِموا أَنّي شَهِدتُ وغابوا
وما كُلُّ فَعّالٍ يُجازى بِفِعلِهِ=ولا كُلُّ قَوّالٍ لَدَيَّ يُجابُ
ورُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي=كَما طَنَّ في لُوح الهَجيرِ ذُبابُ
ألف شكر
أبيات رائعة أخي الباز ... أعجبني البيت الثاني والرابع كثيراً:)
أشكرك على مرورك
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:46 م]ـ
ما أجمل أن تجعل المخادع يظن أنه خدعك
نعم ما أجمل ذلك وأنت كاشفٌ لكل شيئ.
هو شعور لن يحس به إلا من يستخدمه ولكن عندما أستخدمه دائماً أسأل نفسي
أنا الآن بنظر المخادع غبية ثم أستدرك المهم أنا وليس هو, فهل يخطر هذا على بالك؟
شكراً لمرورك أخي محمد:)
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:48 م]ـ
الأجمل؛ أن تجعل المخادع يعتقد بأنه لا يستطيع خداعك؛ ولكن بطريقة غير مباشرة.
شكراً لمرورك أختي ربا:)
ـ[التهنفل]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 01:13 م]ـ
صدق من قال:لكن سيد قومه المتغابي
زهرة النرجس
نقل رائع(/)
لو كنت تملك كوب شاي مر
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:01 ص]ـ
تخيل أنك تمتلك كوب شاي .. |~ مر!!
وأضفت لهـ شيئاً من السكر .. !
ولكن لا تحرك السكر .. ؛
............. //~
فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟!
|| ??? ~
بالتأكيد لا .. ؛
أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة .. ؛
... /~وبعدها .. !
تذوق الشاي .. ~
هل حصلت ع نتيجهـ أخرى .. !
هل تدقيقك بالنظر أظهر طعم آلحلاوهـ؟!
أذن .. /~! هل بأمكان التدقيق تغير آلنتيجهـ؟!
أعتقد لا .. ؛
ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد؟!
وأنت لم تذق حلاوته بعد؟!
|| ??? ~
إذن || ??? ~
محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك ودر حول .. ؛
كاس الشاي وادعُ ربك أن يصبح الشاي حلواً .. !!
|| ??? ~
كل ذلك ضرباً من جنون ... ! ~
وقد يكون سخفاً .. ؛
|| ??? ~
فلن يصبح الشاي حلواً .. !
بل سيبرد ولن تشربهـ .. ؟!
............. //~وكذلك هي الحياة ... !!
فهي كوب شاي مر ... ؛
|| ??? ~
والقدرات التي وهبك اللهـ إياها والخير الكامن داخل .. ؛
نفسك هو السكر ... الذي إن لم تحركه بنفسك .. ؛
فلن تتذوق طعم حلاوته وإن دعوت اللهـ مكتوف الأيدي .. !
أن يجعل حياتك أفضل .. ؛
فلن تكن أفضل إلا ............ //~
إن عملت جاهداً بنفسك ... ؛
............. //~ وحركت إبداعاتك بنفسك ...
لذلك اعمل ... !! ............ //~ لتصل .. /~لتنجح
................. //~لتصبح حياتك أفضل .. ؛
|| ??? ~
وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك .. ؛
فتصبح حياتك أفضل شاي يعدل المزاج .. ؛
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 01:33 م]ـ
جميل هذا التشبيه بين الحياه و كوب الشاي فعلاً على الإنسان العمل و الجد و الجهد ليصل إلى ما يريد فليس من السهول الحصول على حلاوة الشيء دون العمل و الجهد و بدونهما لا تجد له حلاوة حتى و إن حصلت عليه
جزاكِ الله خيراً أختي موضوع جميل
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
تشبيه جميل بين الحياة وكوب الشاى
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 07:40 م]ـ
موضوع جميل أخية
واختيار أجمل
سلمت يمينكِ
ـ[نازك]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:10 م]ـ
راااااااااااااااااائع
يعطيك العافية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 10:23 م]ـ
سيدتي
هذا التشبيه استخدمه د/ رفعت السعيد في كلامه عن الأخوان المسلمين للاسف الشديد
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:12 م]ـ
جميل هذا التشبيه بين الحياه و كوب الشاي فعلاً على الإنسان العمل و الجد و الجهد ليصل إلى ما يريد فليس من السهول الحصول على حلاوة الشيء دون العمل و الجهد و بدونهما لا تجد له حلاوة حتى و إن حصلت عليه
جزاكِ الله خيراً أختي موضوع جميل
الجميل مرورك أختي الرحمة:)
فعلاً السر هو الجد والاجتهاد لنشعر بلذة الأشياء
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
تشبيه جميل بين الحياة وكوب الشاى
وجزاك إياه أيضاً أختي سحر النعمة:)
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:16 م]ـ
موضوع جميل أخية
واختيار أجمل
سلمت يمينكِ
وسلمك الله من كل شر أخي
شكراً على مرورك
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:18 م]ـ
راااااااااااااااااائع
يعطيك العافية
الرائع مرورك اختي نازك:)
عافاك الله
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:27 م]ـ
سيدتي
هذا التشبيه استخدمه د/ رفعت السعيد في كلامه عن الأخوان المسلمين للاسف الشديد
لا خلفية لدي عن هذا الموضوع فقد وصلتني هكذا ونقلتها كماهي
ولكن .. وإن كان هو شبه ذلك ... لا ضير أن نأخذ مايفيدنا في حياتنا ونستنتج منه
ما يعيننا عليها.
سعدت بمرورك وتعليقك أخي محمد:)(/)
لقاء مع عنترة بن شدادالعبسي
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 10:55 ص]ـ
يقول عنك النقاد: بأنك من شعراء الجاهلية الذين يجيدون التصويرالفني
والغوص على المعاني. فماقولك؟
قبل أن أجيبك ألاترى أنّ من تسميهم نقادًا قد ظلمونا حين سمواعصرنا العصر ا
لجاهلي. فليت أحدهم عاش بيننا ورأى ما نتعا مل به فيما بيننا من القيم
النبيلة, والمنصف من نقادكم يستطيع أن يقرأ أشعارأخواني من الشعراء الذين
عاشوا معي أوسبقوني. فسيجد فيها مايغنيه من هذه القيم.
عفوًاأيها الفارس فهم يقصدون جاهلية المعتقدوالعبادة؛ فلكل قبيلة منكم صنم تعبده
وتلجأإليه. نعم نعم هذاصحيح.
وأمّا قولهم عن قدرتي على التصويرفسأ حيلك على صورةواحدةلعلها تكون
دليلاعلى رأيهم عني. وهذه حين قلت واصفًا ما آلت إليه د يار عبلة بعد رحيلهم
عنها حيث قلت:
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
شاعرنا المغوار هل لك أن توضح لنا جمال هذه الصورة؟
الصورة الجمالية هنا هي قدرتي التصويرية الفائقة حيث وصفت لكم طرب
الذباب حين تفردها في ديار عبلة فهي في حال من الهزج والمرح،وتكمن
قدرةتي في غوصي على تشبيه حركة ذراعي الذباب بحركةذراعي رجل أجذم
(أي مقطوع اليدين) وهذا الرجل يحاول أن يوري نارًامن زناده بأطراف
ذراعيه وهو منكفئٌ على نفسه واضعًا رأسه بين ركبتيه؛ حتى لاتعبث الريح
بشرارته. فالصورة المرسومة لحركة طرب الذبابةوهويحك إحدى ذراعيه
بلأخرى هي صورة لرجل مقطوع اليدين يحاول إيقاد زناده. فلو نظرنا إلى ذبابة في حال هزج.فمن أصدق ماتوصف به هوهذه الصورة.
أحسنت أيها الفارس.
السائل:
ما دام الحديث عن عبلة فصف لنا كيف يقضي كلٌ منكما ليله.
عنترة: لعل في البيت الآتي مايكون جوابًا لسؤالك:
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ
هلا زدتنا إيضاحًا أبالمغلٍس:
حبًا وكرامة. أشرح لك الألفاظ أولاثم أبين المعنى. حشيّة: هي كل ماحُشي بقطن
أوصوف فتكون فراشًا أووسادة.سراة:هي أعلى ظهرالحصان. أدهم اسم
للجواد. ملجم اللجام هي الحديدة التي نضعها فم الفرس.
فهي تقضي نهارها وليها في ترف وتنعم وأنا أقضيهما في كروفروأسفار.
السائل: ماردُ فارسنا على من يتهمونه بالعنف وشهوة القتل. مستدلين على هذا بقولك؟:
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَذهَبَ سُقمَها قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقدِمِ
وقولك:
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ
عنترة:خطأمن يقول بهذا الرأي أنّهم قرءواالبيت معزلاعن سابقه. فالبيت الأول قلت قبله:
لَمّا رَأَيتُ القَومَ أَقبَلَ جَمعُهُم يَتَذامَرونَ كَرَرتُ غَيرَ مُذَمَّمِقلت قبله:
فماذايريدمني أصحابك بعدما رأيت جموع الأعداءمقبلة علينا.!؟
وأما البيت الثاني فقد قلت بعده:
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي.
فهما اللذان بدآالشر.
عنترة: لكن قل لي: هل أدرك نقادكم مقصودي عندما قلت: [لم ألقهما]
ا
لسائل: لاايها الشجاع. لم نفهم مقصودك.
عنترة: لقد قلت هذالأبين جبنهما وأنّهما يتحدثان عن عزمهما على قتلي إذالم
أكن حاضرًافهما يقولانه بغيابي ويجبنان عن قوله أمامي.
ا
لسائل: أرى أني اثقلت عليك كثيرًا لهذاسأطّري الحديث بعودته إلى عبلة لعل
في العودة تنشيطًا لك.
ألاترى أنّك قدأرعتهاوأخفتها عندما خاطبتها قائلاً.
إِ
ن تُغدِفي دوني القِناعَ فَإِنَّني طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ.
فكيف تخاطبها بهذا مع ماهي عليه من رقة ونعومة!؟
عنترة.
لهذاالبيت قصة متخيلة لعلها تزيل ما حصل من لبس.
السائل:تفضل بذكرها على التفصيل فحديثك لايمل.
عنترة:كنت أسيرراعيًاأبل قومي فمررت بها وهي في المرعى فلمارأتني
أرخت القناع على وجههاوكنت أتحين رؤيته. فهاجت نفس الفارس بهذاالبيت.
والقول بهذاالأسلوب هوممايعبرعنه نقادكم بتأثيرالحالة الشعورية. أي أن القول
يكون معبرًاعن حال القائل. من غضب أوفرح؛ وأنا قلت هذافي حال غضب؛
فأنا كماذكرت لك كنت أتحين النظرإليهافلماأغدفت أي أرخت القناع وغطت
وجهها ثارت ثائرتي.
قلت في معلقتك: [لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ] فهل تعلم أنّ هذا الشطرجرى بيننا مجرى المثل.؟
عنترة: يتحفزوتظهرعليه علامات الرضى ويقول وهويبتسم: كيف كيف؟ ثم
يضع يديه من خلفه ويتكأعليهما مستحثًاالإجابة.
أيها الفارس: نحن نقول هذا الجملة عندما نرى شريفًا وقع عليه من العامة
مايسيء إليه. فمنا من يقولها تعزية ومنامن يقولهاشماتة.
تنقطع المقابلة فجأة بعدأن سمع الفارس وقع الخيل وقدكادت أن تحيط بنا فيسرع
إلى صهوة جوده من غيرأن يودعنا. وكنا سنترسل معه في أبيات من غيرالمعلقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:39 م]ـ
لقاء رائع وجميل وشيق الفائدة
وقد برىء شاعرنا عنترة نفسه عما اتهمه النقاد به من أبيات كتبها فى أشعاره
ونتمنى بسط لقاءات اخرى لبعض الشعراء حتى يقدموا أدلة برائتهم أمام النقاد
أمثال أبو تمام والمتنبى
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 06:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي المستعين بربه ..
ـ[نجمة بنيان]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المستعين بربه ..(/)
من صور الطغيان
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 05:20 م]ـ
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض حكاية حال بعض من ضل في باب الإرادة:
"يقولون: كل مصنوع الرب جميل لقوله: (الذي أحسن كل شيء خلقه) فنحب كل شيء وقد يستدلون بقول بعض المشايخ: "المحبة نار تحرق في القلب كل ما سوى مراد المحبوب" والمخلوقات كلها مراده وهو لا يقوله قائلهم فصرح بإطلاق الجمال وأقل ما يصيب هؤلاء أنهم يتركون الغيرة لله والنهي عن المنكر والبغض في الله والجهاد في سبيله وإقامة حدوده وهم في ذلك متناقضون إذ لا يتمكنون من الرضا بكل موجود فإن المنكرات هي أمور مضرة لهم ولغيرهم ويبقى أحدهم مع طبعة وذوقه وهواه ينكر ما يكره ذوقه دون ما لا يكره ذوقه وينسلخون عن دين الله وربما دخل أحدهم في الاتحاد والحلول المطلق ومنهم من يخص الحلول أو الاتحاد ببعض المخلوقات كالمسيح أو علي بن أبي طالب أو غيرهما من المشايخ والملوك والمردان فيقولون بحلوله في الصور الجميلة ويعبدونها.
ومنهم من لا يرى ذلك لكن يتدين يحب الصور الجميلة من النساء الأجانب والمردان وغير ذلك ويرى هذا من الجمال الذي يحبه الله ويحبه هو ويلبس المحبة الطبيعية المحرمة بالمحبة الدينية ويجعل ما حرمه الله مما يقرب إليه: (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) ". اهـ
"الاستقامة"، ص302، 303.
فالسير مع كل وارد ذوقي يرد على الحس الباطن لملاءمته لنفس المتذوق لا يعني صحته في نفس الأمر، فليس كل ما كره الطبع بمكروه شرعا، وليس كل ما أحبه بمحبوب شرعا، وإلا تعددت الشرائع بتعدد الأذواق، فلكل ذوق، إذ لكل حس باطن يلائم ما جبل عليه من الأخلاق، كما أن لكلٍ حسا ظاهرا يتذوق به المطعومات فينتقي منها ما يلائم ما جبل عليه من الآلات البدنية، فليس كل طعام ملائما لكل طاعم، فمن الناس من يحتمل الحار لملاءمته لأرضه أو طبعه، وفي حديث خالد، رضي الله عنه، في أكل الضب: "وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ"، فلم يحرمه صلى الله عليه وعلى آله سلم لمجرد أن نفسه الشريفة قد عافته، فالذوق لا يصلح لتعليل الأحكام، وإنما تدور الأحكام مع علل معتبرة هي مظنة تحقق الحكمة، تدور معها: وجودا أو عدما، وإن تخلفت في بعض الجزئيات، فهي قواعد كلية تحكم جميع الأفراد، فالشرع قد نزل عاما بلفظه لا خاصا بسببه، فنصوصه تعم جميع المخاطبين إلا إذا وردت قرينة تخصيص كسائر ما اختص به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو اختص به بعض أصحابه، رضي الله عنهم، من أحكام لا عموم لمعانيها لتشمل من جاء من بعدهم، فليست نصوص الشرع العامة: واردات ترد على على أفراد بعينهم، فيروم أحدهم صيرورتها شرعا عاما ملزما لمجرد أنه قد ظهر له فيها وجه لذة أو منفعة، كثيرا ما تكون من تلبيس إبليس، فهي، وإن كان للنفس فيها حظ استمتاع وانتفاع عاجل، إلا أن آلامها ومفاسدها الآجلة تصد أي عاقل عن خوض لججها ابتداء، وذلك مما امتازت به الشرائع السماوية المطردة المحكمة عن الشرائع الأرضية المضطربة المفككة، فالأولى: تنظر بعين المآل إلى تحصيل أعظم قدر من المصالح المعتبرة ولو كانت آجلة لا تنال إلا على جسر من الآلام العاجلة، فألمها ألم اللقاح الذي يوجع الطفل أثره، ولكنه يقيه بعد ذلك من الآفات التي تأتي على الأصل بالبطلان، فاحتمال مفسدة الألم الجزئية التي يحدثها اللقاح في جزء بعينه من البدن أهون من احتمال المفسدة الكلية بترك اللقاح فيصير البدن عرضة لآفة قد تهلكه جميعا، فيكون تارك اللقاح آنذاك: قد أتلف الكل استبقاء للجزء!، وذلك مما ينقض قياس العقل الصريح الذي لا تأتي الشرائع بما يخالفه إذ المصدر واحد، فالرب، جل وعلا، هو خالق العقل ومنزل النقل، فكلاهما عن صفات كماله صادر، ولا يتصور تعارض أو تناقض في صفات حكماء البشر، ولله المثل الأعلى، فذلك ثابت له من باب أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكذلك الشرائع قد تحدث في النفوس أو الأبدان آلاما جزئية، ولعل الحدود الشرعية خير شاهد على ذلك، إذ بها تتلف أعيان بعض المكلفين، كما في حد القصاص، أو أجزاء منها، كما في حد السرقة أو الحرابة، ولكن تلك الآلام تقي الجماعة المسلمة، بل تقي الجاني نفسه من آلام أعظم باعتبار مآلاتها، فلو ترك القاتل لقتل ثانيا وثالثا، فأفنى من أفراد الجماعة ما يزيد عن الواحد الذي رامت استبقاءه وإن كان مستحقا للإتلاف، فنظرت إلى مفسدة إتلافه بعين الاعتبار، وتلك نظرة قاصرة إلى الحال، ونظرت إلى مفسدة تركه ليقتل أكثر بعين الإهمال، وتلك نظرة قاصرة عن المآل، فكلتا النظرتين: خطأ، لأنهما صدرتا عن هوى يستحسن ويستقبح بلا ضابط من وحي يحكم ويفصل النزاع بين أصحاب الأهواء المتنازعة عند وقوع الاختلاف، وهو كائن لا محالة، إذا لم تكن نبوة وكتاب، فكلٌ صاحب دعوى تفتقر إلى برهان، فعقل فلان يستحسن ما لا يستحسنه عقل فلان من الأحوال الظاهرة، وذوق فلان يشتهي ما لا يشتهيه ذوق فلان من الأحوال الباطنة، وسياسة دولة ترى المصلحة العليا في كذا وكذا، ودولة تجاورها ترى المصلحة العليا على الضد من ذالك، فلا بد من بينة على تلك الدعاوى المجردة، وأعظم بينة: ما استند إلى الوحي المعصوم الذي يعصم العقول من الزلل، وهو مع ذلك، لا ينقض قانونها، وإنما يزكيه، وإن بدا لأصحاب القياس الفاسد، بادي الرأي، خلاف ذلك، فالخطأ في قياسه لا يوجب تعميمه في تسلط يشبه إلى حد كبير تسلط أصحاب المواجيد والأذواق، فليس لشيخ أو سالك أن يحمل الناس حملا على ما وجده في عبادة، ولو مبتدعة من لذة، ولو كانت حقيقية، فتلك جزئية لا يصح عقلا تعميمها لتصير كلية بلا برهان إلا ذوق إنسان غير معصوم بالإجماع فليست مواجيده شرائع تلتزم، فذلك، إن وقع منه، كما يقع من غلاة أصحاب الطرق في إلزام أتباعهم بهيئات شرعية معينة لم يرد عليها دليل من الوحي بشطريه، ذلك إن وقع هو عين الطغيان والاستبداد الشرعي الذي جاءت الرسالة الخاتمة بنقضه، فردت الأمر كله إلى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بوصفه المبلغ عن ربه، على حد قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، فكذلك صاحب القياس العقلي الفاسد: لا يلزم من وجدانه نوع مصلحة متوهمة أو حتى جزئية في قياسه أن يعمم ليصير قانونا مطردا على ذات الحد من الطغيان، فليس عقله بنبي معصوم يلزم بقية العقول اتباعه دون سؤاله عن الدليل أو وجه الحكمة إذ قد فوضت الأمر إليه ابتداء بإقرارها بعصمته، وكذلك صاحب السياسة الجائرة الذي يرى المصلحة العليا، بزعمه، في كذا وكذا من السياسات الجائرة، وإن كانت على حد المضادة للشرع المنزل، فيحمل الناس عليها بسيف القهر حملا، في صورة من أبرز صور الطغيان المعاصر، وليس له في ذلك مستند من نقل أو حتى عقل، فهو يروم، على حد ما تقدم من قصور تصور العقل البشري، يروم تحصيل مصلحة عاجلة من إعانة أو تثبيت أو توريث لملك زائل، وإن أدى ذلك إلى وقوع مفاسد عامة آجلة، وربما كان كثير منها عاجلا غير آجل، فالمصلحة الجزئية الخاصة تعتبر وتسن لها القوانين الجائرة مع قصورها على فرد أو أفراد، والمصلحة الكلية العامة تهدر إن تعارضت معها، على حد ما نرى من القوانين الملوكية التي تسن خصيصا لتمكين الملوك من ظلم وقهر الرعية استبقاء للعروش والرياسات فتلك همة الملوك، واستبقاء للمكاسب والمآكل فتلك همة حواشي السوء التي تحيط بالعروش إحاطة السوار بالمعصم، ولكل قدره فرعا عن همته، فقلوب بعرش الرب، جل وعلا، معلقة، وقلوب بعروش العباد قد علقت، فلا تسأل عن انشراح صدور وطمأنينة قلوب الطائفة الأولى، وإن كانت خلوا من أعراض الدنيا، ولا تسأل عن حرج صدور ووحشة قلوب الطائفة الثانية، وإن كانت متخمة باللذات الوهمية النفسية واللذات المادية الجسدية.
ومما أثير في مصر في الآونة الأخيرة، وهو جار على ذات الحد من الطغيان الذي جبلت عليه النفوس إذا أعرضت عن الوحي وتنكرت له، وإن كانت من حملة مسائله حملان بهود للتوراة:
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك: ما تشنه قيادات متنفذة في المؤسسة الدينية في مصر من حرب على النقاب، فهي حرب مفتعلة يمجها كل العقلاء فضلا عن أصحاب الديانة، فليس لها أى جدوى سوى إحداث المزيد من المشكلات الاجتماعية في مجتمع متخم بالمشاكل فهو على وشك الانفجار إن لم يتداركه الرب، جل وعلا، برحماته، وإنما جندت تلك القوى وأنفقت تلك الملايين في قوافل حرب النقاب وعقدت الدورات والندورات للتحذير من أخطار النقاب!، وهددت المنتقبات بالنقل والطرد من وظائفهن ومؤسساتهن التعليمية، بل قد طرد منهن قطاع كبير من المدن الجامعية ليصرن إلى الشارع بلا مأوى، ووضعت الخطط المحكمة للقضاء على هذه البدعة!، آخرها الخطة الثلاثية بتحذير المنتقبة فتحذير ولي أمرها رسميا ففصلها نهائيا، إنما جندت تلك القوى، انتصارا لأفراد بعينهم أصابهم من الكبر ما أعمى أبصارهم عن المصلحة العامة، فلم يبصروا إلا الانتقام لأنفسهم من المنتقبات لأن إحداهن رفضت مصافحته في حفل لتخريج الداعيات فكان جزاؤها السب والتوبيخ لأتها التزمت بحكم الشرع المنزل فكانت على سمت نساء المؤمنين!، وأخرى ارتدته لما رأت طلعته البهية، فشن حملة غوغائية بلسان سليط وسلطات واسعة وضعها الله، عز وجل، في يد سفيه، ابتلاء للأمة المسلمة في مصر، فمعه من القدرة ما يوقع به الأذى بمن حوله، وليس له من الحكمة أو الورع ما يحول بينه وبين ذلك، مع أنه ليس له من القدرة على إيقاع الأذى بغير المسلمين قليل أو كثير!، بل هو معهم مداهن ممالئ على ضد ما أمر به المؤمنون من الشدة على أهل الكفر والرحمة بأهل الإيمان. فالأمر لا يعدو أن يكون: استحسانا رآه بعقله بلا مستند من الوحي، بل هو على الضد منه، فرام تعميمه، على ما تقدم من حد الطغيان، فما رآه بعقله فهو الحسن ولو استقبحه الوحي، وما لم يره فهو القبيح وإن استحسنه الوحي. فتلك كلية جامعة لكل الأنواع المتقدمة من الطغاة في الأحوال الباطنة، أو الأحكام الظاهرة، أو السياسات الحاكمة .......... إلخ.
وذلك عند التحقيق فرع من قياس إبليس الباطل الذي صادم الشرع بمعقوله الفاسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)، فالصراع بين الوحي الصحيح والعقل الفاسد هو جوهر الصراع بين الرسالات السماوية، والشرائع الأرضية، فالكتاب الصحيح الذي جاء به الرسول البشري يصادم القياس الفاسد الذي ابتدعه العقل البشري. بخلاف القياس الصريح فإنه جار على أصول الرسالة لما تقدم من التكامل والتلازم الوثيق بين النقل الصحيح والعقل الصريح.
فأولئك المذكورون في كلام ابن تيمية، رحمه الله، رأوا بمقتضى ما وجدوه من لذة الطبع وإن لم يكن لها مستند من الشرع، رأوا حسن ما هم عليه، وإن كان عين الباطل بل هو عين الانسلاخ من الدين، فمقالة النصارى: فرض عقلي وهمي بل محال ابتكره عقل فاسد القياس أو مغرض رام إفساد دين المسيح عليه السلام، فحمله الطغيان الآنف الذكر، على تعميمه وجعله: شرعا عاما، بل قد عقدت المجامع لتقريره، ففرض على أعضائها بحد سيف السلطان القاهر، ثم فرض على شعوب الملة النصرانية بذات السيف في صورة من أبرز صور القهر العقدي، وتاريخ الكنيسة الأسود خير شاهد على ذلك التسامح والتعاطي مع الآخر!، فقد طال إرهاب محاكمها التفتيشية عقل وبدن كل من سولت له نفسه الخروج عن مقرراتها ولو كانت عين الباطل ويزداد الجرم إذا كان ذلك فرعا عن التأثر بحضارة الملاحدة من أبناء الجارة الأندلسية، أو أبناء الشرق على الضفة الأخرى من المتوسط، المعروفين باسم: المسلمين!، ولو كانت حضارتهم آنذاك هي الرائدة، بل عنها قد أخذ رواد النهضة الأوربية، وإن لم يتخلوا عن تعصبهم الأعمى لجنسهم الأبيض وديانتهم المحرفة، فأخذوا وأنكروا، وسرقوا وجحدوا إلا آحادا من المنصفين نسبوا الفضل إلى أهله وما أقلهم!.
فذلك خطاب التسامح الذي تتشدق به نصرانية اليوم، وهي لم تختلف في جوهرها عن نصرانية الأمس، فالأمر لا يعدو كونه تهذيبا للخطاب الرسمي، فقد كان صريحا فجا في الماضي ثم هو قد صار الآن لبقا مبطنا ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
وقل مثل ذلك في أرباب الحلول والاتحاد فقد استحلوا برسم الديانة ضروبا من الفواحش، لما قام بقلوبهم من عارض المحبة الفاسدة، فالكون كله محبوب للرب، جل وعلا، لمجرد أنه خلقه، ولو كان المحبوب ضارا قد أودع الله، عز وجل، فيه من خصائص وقوى الشر ما يجعل أصحاب العقول الصريحة والفطر السليمة ينفرون منه، وتاريخهم مليء بالمخازي العقلية والأخلاقية التي أحسن أعداء الملة من المستشرقين استغلاله لإفساد عقائد المسلمين وصد عقلاء الأوروبيين عن دخول دين هكذا رجاله وأعلامه.
وقل مثل ذلك في الذين صيروا الطبع شرعا، فمن مال طبعه إلى مباشرة الصور الجميلة من النساء أو المردان، فقد جعله شرعا، فليته باشره على حد المعصية فأصابه بعدها من الندم ما يصيب المذنب ذا القلب الحي، بل قد مات قلبه وانتكست فطرته حتى جعل الفحش ديانة!، فذوقه هو الحاكم وإن أحب ما أبغضه الله، عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك من التقدم بين يدي الله ورسوله بمكان، فلصاحبه نصيب وافر من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).
وربما أحس كل أولئك بنوع لذة، بل ذلك حتم لازم، فالنفس لا تميل طبعا إلى ما يؤذيها ويؤلمها صراحة، بل يفسد قياسها فتباشره وهي تظن أن لذته العاجلة هي عين المصلحة ولو فوتت عليها بذلك من اللذات الخالصة أضعاف أضعاف ما باشرت، فربما أحسوا بتلك اللذة، ولكنها: لذة عارضة لا تقوى على معارضة الشرع والعقل.
والله أعلى وأعلم.(/)
روائع ابن عبد ربه فى العقد الفريد
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:17 م]ـ
قالت العرب
خير أهلك من كفاك
خير سلاحك من وقاك
تباعدوا فى الديار وتقاربوا فى المحبة
ما الإنسان إلا القلب واللسان
كل مبذول مملول
رب كلام أقطع من حسام
لم يضع من مالك ما وعظك
إن لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحاب
يدك منك وإن كانت شلاء
من العقد الفريد لابن عبد ربه
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:36 م]ـ
قالت العرب
خير أهلك من كفاك
خير سلاحك من وقاك
تباعدوا فى الديار وتقاربوا فى المحبة
ما الإنسان إلا القلب واللسان
كل مبذول مملول
رب كلام أقطع من حسام
لم يضع من مالك ما وعظك
إن لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحاب
يدك منك وإن كانت شلاء
من العقد الفريد لابن عبد ربه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... سحر نعمة الله
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع القيم ....
صدقا كلام العرب السابقين يكتب بماء الذهب ... كلها حكم ودرر ... كانوا أهل فصاحة وبلاغة وأدب.
بوركتِ أخية
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:42 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... سحر نعمة الله
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع القيم ....
صدقا كلام العرب السابقين يكتب بماء الذهب ... كلها حكم ودرر ... كانوا أهل فصاحة وبلاغة وأدب.
بوركتِ أخية
جزاك الله خيرا زهرة
نعم أهل فصاحة وعلم وأدب
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:33 م]ـ
ما الإنسان إلا القلب واللسان
نصائح جميلة و مباركة أختي سحر
جزاكم الله خيراً أختي
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 09:55 م]ـ
ما الإنسان إلا القلب واللسان
نصائح جميلة و مباركة أختي سحر
جزاكم الله خيراً أختي
وجزاك اختى رحمة
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 08:47 ص]ـ
هذا نفائس الكلام ..
وقد دبّج الشاعر الرائع معنى هذا المثل:
رب كلام أقطع من حسام
فقال:
جراحاتُ السنان لها التئامُ=ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ
بارك الله فيك أختي الفاضلة سحر ..
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 06:12 م]ـ
هذا نفائس الكلام ..
وقد دبّج الشاعر الرائع معنى هذا المثل:
فقال:
جراحاتُ السنان لها التئامُ=ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ
بارك الله فيك أختي الفاضلة سحر ..
وبارك الله فيك أستاذ السراج(/)
من خصال التقوى
ـ[وليد]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 06:07 م]ـ
قال بعض العارفين:
إن خيرات الدنيا والآخرة جمعت تحت كلمة واحدة وهي التقوى
انظروا ما في القرآن الكريم من ذكرها فكم علق عليها من خير ووعد لها من ثواب وأضاف إليها من سعادة دنيوية وكرامة أخروية لنذكر لك من خصالها وآثارها الواردة فيه اثنتي عشرة خصلة.
الأولى: المدحة والثناء قال الله تعالى: ' وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور '.
الثانية: الحفظ والحراسة قال تعالى: ' وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً '.
الثالثة: التأييد والنصر قال الله تعالى: ' إن الله مع الذين اتقوا '.
الرابعة: النجاة من الشدائد والرزق الحلال قال تعالى: ' ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب '.
الخامسة: صلاح العمل قال الله تعالى: ' يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم '
السادسة: غفران الذنوب قال تعالى بعد قوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً): ' يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم '
السابعة:محبة الله تعالى قال تعالى: ' إن الله يحب المتقين '.
الثامنة:قبول الأعمال قال تعالى: ' إنما يتقبل الله من المتقين '
التاسعة: الإكرام والإعزاز قال الله تعالى: ' إن أكرمكم عند الله أتقاكم '
العاشرة: البشارة عند الموت قال تعالى: ' الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
الحادية عشر:النجاة في النار قال تعالى: ' ثم ينجي الذين اتقوا '
الثانية عشر: الخلود في الجنة قال تعالى: ' أعدت للمتقين '
فقد ظهر أن سعادة الدارين منطوية فيها ومندرجة تحتها، وهي كنز عظيم وغنم جسيم وخير كثير وفوز كبير.
.
.
(من كتاب الكشكول)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 08:06 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: وليد المصري
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع القيم .... جعله الله في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
اللهم أرزق أهل الفصيح والمسلمين جميعا تقوى الله في السر والعلن .... اللهم آمين
وهذه مشاركة متواضعة في هذه النافذة المفيدة ....
كلمااات جميله في تقوى النفوس
قال ميمون بن مهران:
لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك ..
*وقال الحسن رضي الله عنه:
إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته ..
* وذكر الإمام أحمد عن وهب قال:
مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب.
*وكان الحسن البصري يقول:
المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
*وقال ابن أبي ملكية:
أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!
*وقال أبو الدرداء رضى الله عنه:
تمام التقوى أن يتقى الله العبد، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض مايرى أنه حلا ل خشيةً أن يكون حرامًا، يكون حجابًا بينه وبين الحرام، فإن الله قد بين للعباد الجزاء الذي يصيرهم إليه فقال: "فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره " فلا تحقرن شيئًا من الخير أن تفعله ولا شيئًا من الشر أن تتقيه
*وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
ِليس التقوى بصيام النهار، وبقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلكَ، ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما أفترض الله ..
وقال طلق بن حبيب رحمه الله:
التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نورٍ من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله
منقول ....
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها .... أنت وليها ومولاها .... اللهم آمين
ـ[رحمة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:26 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم و جزاكم الله خيراً
اللهم اجعله في ميزان حسناتكم
ـ[رحمة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:27 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: وليد المصري
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع القيم .... جعله الله في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
اللهم أرزق أهل الفصيح والمسلمين جميعا تقوى الله في السر والعلن .... اللهم آمين
وهذه مشاركة متواضعة في هذه النافذة المفيدة ....
كلمااات جميله في تقوى النفوس
قال ميمون بن مهران:
لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك ..
*وقال الحسن رضي الله عنه:
إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته ..
* وذكر الإمام أحمد عن وهب قال:
مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب.
*وكان الحسن البصري يقول:
المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
*وقال ابن أبي ملكية:
أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!
*وقال أبو الدرداء رضى الله عنه:
تمام التقوى أن يتقى الله العبد، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض مايرى أنه حلا ل خشيةً أن يكون حرامًا، يكون حجابًا بينه وبين الحرام، فإن الله قد بين للعباد الجزاء الذي يصيرهم إليه فقال: "فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره " فلا تحقرن شيئًا من الخير أن تفعله ولا شيئًا من الشر أن تتقيه
*وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
ِليس التقوى بصيام النهار، وبقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلكَ، ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما أفترض الله ..
وقال طلق بن حبيب رحمه الله:
التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نورٍ من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله
منقول ....
اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها .... أنت وليها ومولاها .... اللهم آمين
الشكر موصول لأختي الحبيبة زهرة بإضافاتها المميزة دائماً
جزاكم الله خيراً
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:38 م]ـ
الشكر موصول لأختي الحبيبة زهرة بإضافاتها المميزة دائماً
جزاكم الله خيراً
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... الرحمة
كلماتك هي الأجمل ... بارك الله فيك وفي أخلاقك .... وجزى الله خيرا ... من فتح هذه النافذة المفيدة .... وجعلها الله له في موازين حسناته .... اللهم آمين
ـ[وليد]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:48 م]ـ
جزاكما الله خيرا أختي الكريمتين.(/)
أحجية شعريّة بسيطة
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 06:47 م]ـ
الضوء يُخبرني عن حال مركبتي ..... بعض الوقود بها في الحال يطفيه
ماذا سأفعل لا مال معي أبدًا ..... في الجَيبِ أحملُ أو بالدار أخفيه
ما هو؟ ( ops
ـ[حبذا]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 02:55 ص]ـ
مؤشر التنبيه عند نفاد الوقود من السيارة
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 09:37 م]ـ
صحيح جدًا والحقيقة أنه أضاء في سيّارتي زمنًا طويلّا فقررت كتابة البيتين السابقين إكرامًا له.(/)
عن العقل المسلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 05:56 م]ـ
من المباحث الرئيسة في علم المنطق:
مبحث الحدود: وهي التي تعرف بها حقائق الأشياء فهي التصورات، والتصور العلمي هو: المقدمة العلمية الضرورية قبل إصدار الحكم، ولذلك اطرد في كلام أهل العلم القول بأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فذلك مما سرى من البحث المنطقي إلى البحث الشرعي، وهو أمر صحيح، ولكن الغلو وقع في تصور الحقائق مطلقة في معرض الرد على السفسطائية منكري الحقائق الخارجية فجاء تصور الفلاسفة: تصورا مجردا في الذهن طلبا لتحديد الماهية على وجه الدقة الشديدة، وهو أمر يتعسر في كثير من الأحيان، سواء أكان ذلك في التجريبيات أم الإلهيات، وهو يشبه إلى حد كبير التصنيف الحيواني أو النباتي الذي تقسم فيه الكائنات إلى ممالك ففصائل فشعب ....... إلخ حتى نصل إلى الجنس فالنوع وتكون كل مرتبة بالنسبة لما فوقها نوعا تندرج تحته، ولما بعدها جنسا أعلى يندرج تحتها فهو تصنيف صحيح مبني على ملاحظة خصائص الكائنات في عالم الشهادة بحيث تجمع كل فرقة من الكائنات تشترك في خصائص معينة في مجموعة لا يدخلها إلا الأفراد أو الأنواع لتي تنطبق عليها تلك الخصائص، فخصائص شعبة الفقاريات: كذا وكذا، فلا يدخلها إلا الكائنات التي تتحقق فيها هذه الخصائص، ومع ذلك يظل الهدف من هذا التقسيم مجرد الفصل بين الأنواع المختلفة، فلو حدت شعبة أو طائفة بخصائص متعددة وحصل التمايز بينها وبين بقية الشعب أو الطوائف بخاصية أو اثنتين، فقد تحقق الهدف من هذا التصنيف دون حاجة إلى استيفاء كل الحدود الفاصلة، فالحد عند التطبيق: يفيد العقل التمييز بين المتباينات تبعا لتمايزها في الأوصاف، فلم يوضع لتجريد ماهية كل كائن على وجه التحديد بحيث يكون دالا على تلك الحقيقة على وجه الجزم القاطع فغاية العقل أن يجتهد في حده ما أمكن، ومع ذلك ترد اعتراضات لا تنتهي على كل تعريف، لأنه لم يحقق التصور المجرد لماهية أو حقيقة المعرف، ولو كان كائنا مدركا بالحس في عالم الشهادة، وإنما غايته، أو هكذا يفترض في البحث العلمي الصحيح، أن يحصل التمايز بين الأنواع المختلفة، بأي طريقة صحيحة، دون حاجة إلى تجريد الماهيات في الذهن بتعريفات عقلية معقدة. فذلك مما ابتلي به العقل المسلم لما باشر العلوم العقلية البونانية التي تميزت بالتجريد النظري دون أن يكون لها كبير أثر في عالم الحس التجريبي ميدان العقل الرحب فما ركب العقل في الإنسان إلا ليتأمله ويتدبر آياته الكونية في معرض الاستدلال لمسألة التوحيد، ويكتشف سننه وينتفع بقواه التي أودعها الله، عز وجل، فيه، فتلك وظيفة العقل في الإسلام.
ويزداد الأمر تعذرا في الإلهيات فهي أمور غيبية محضة لا تخضع لقانون العقل الذي محل بحثه النافع، كما تقدم، في عالم الشهادة الوجودي لا في عالم الغيب العدمي، وتلك نقطة بارزة يفارق فيها العقل المسلم العقل اليوناني، فإن العقل اليوناني مع تقدمه في التجريبيات الطبيعية وتحقيقه لنتائج بارزة فيها، بالرغم من تقيده في أغلب أطواره بالفلسفة الأفلاطونية والأرسطية الاستنباطية التي تهمل الجانب الاستقرائي للظواهر المشاهدة فتكتفي بالبحث النظري، مع تقدمه في التجريبيات إلا أنه ضل في باب الإلهيات لافتقاره إلى النبوات التي نزلت على الشرق، فلم تحتك أمة اليونان مع أمم الأنبياء لتهذب مقالاتها الوثنية، ولعل ذلك من آثار العنصرية التي يتميز بها العقل الأوروبي في كل أطواره، ولا زالت أوروبا تعاني من آثار ذلك فهي تعتقد، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، مركزيتها الإنسانية والفكرية، فالإنسان الأوروبي يقع على رأس الهرم الإنساني، والعقل الأوروبي يقع على رأس الهرم الفكري، ومستنده في ذلك: هو مستند أمة اليونان: التفوق البارز في الطبيعيات، فمدنية أوروبا الحديثة من جنس مدنية أمة اليونان القديمة، وانحطاط أوروبا الديني الذي خرج عن مقررات الإكليروس الكاثوليكي الكهنوتي إلى مقررات العلمانية الحديثة التي تكاد تكون إلحادية محضة فالدين فيها رسوم بلا حقائق من جنس انحطاط أمة اليونان الوثنية في باب الإلهيات، وانحطاط أوروبا الأخلاقي من جنس انحطاط أخلاق أمة اليونان، ولهم في ابتكار اللذات الجسدية وتناولها باع طويل
(يُتْبَعُ)
(/)
صار مضرب المثل في الانحراف الأخلاقي ولا زالت آثارهم شاهدة بذلك فهي رموز تمجد اللذة الجسدية، ولعل ذلك المنهج الأبيقوري هو الذي أدى إلى ظهور المنهج الرواقي التجريدي، فخرج الفلاسفة من عباءة السفسطة كرد فعل مضاد، وخرج الزهد الرواقي من عباءة الأبيقورية المفرطة في تناول الشهوات الجسدية. تماما كما خرج تقديس العقل في كل الأمم من عباءة إهماله، وخرج الغلو في الزهد من عباءة الإفراط في تناول الشهوات فتلك ظواهرعالمية تشترك فيها سائر الأمم.
وتلك العنصرية العقلية هي التي تحجب صاحبها عن الانتفاع بما عند الأمم الأخرى، بل تحجبه حتى عن النظر فيها بإنصاف لعل فيها خيرا يفتقده.
وذلك بخلاف العقل المسلم الذي أسس بنيانه على قواعد إلهية وحكمية وأخلاقية راسخة، فاكتملت له مفردات الحضارة الإنسانية، بخلاف أوروبا التي لم تحقق طوال تاريخها أي تقدم حضاري إنساني، وإن تفوقت مدنيتها في فترات متعاقبة، فازدهرت في عصر اليونان، وهيمنت في عصر الرومان، ثم ركدت في القرون الوسطى، وعادت للظهور في العصر الحديث مدنية تكنولوجية وهيمنة سياسية وعسكرية واقتصادية ....... إلخ، فلم تحقق، عند النظر والتأمل، تقدما حضاريا متكاملا، إذ الجانب الإلهي والجانب التشريعي والجانب الأخلاقي في واقعها متهاوٍ، فلم تؤمن يوما برسالة صحيحة فغايتها أن آمنت بآثار رسالة محرفة، حملت بذور فنائها بإجبار العقول على انتحال مقالات تعارض العقل الصريح حتى صار الإيمان هو: الإيمان والتسليم للمحال الذاتي، فالإيمان هو الإيمان بالمستحيل الذي ينقض قياس العقل الصريح نقضا، فذلك مئنة من كمال التسليم!، لأن: الإيمان فوق المناقشة، وعلامة صحة الإيمان، كما حكى الشاطبي، رحمه الله، في "الاعتصام" عن بعض رءوس النصارى: أنه إيمان بأمر لا يتصوره العقل أصلا وإنما غايته أن يفترضه افتراض المحال!، وذلك مما لم تأت به النبوات التي أكملت العقول وزكتها: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، فبعثه بما حارت عقولهم في إدراك حقائقه، مع تسليمها بصحة معانيه فهي ما بين الواجب والممكن، فواجب من قبيل اتصاف الرب، جل وعلا، بصفات الكمال المطلق وتنزهه عن صفات النقص، وممكن من قبيل كثير من السمعيات كوزن الأعمال بميزان حسي ذي كفتين في دار الجزاء ....... إلخ، فتلك أمور يتصورها العقل إما على سبيل الإيجاب، أو الإمكان على أقل تقدير، فيرد الوحي دالا عليها مقررا لها مزكيا للعقل بما حصله من العلم بها داعيا له إلى النظر في معانيها دون حقائقها، حاضا له في نفس الوقت على تأمل الآيات الكونية المبثوثة، في معرض تقرير ربوبية الباري، عز وجل، توسلا بذلك إلى تقرير العبودية والانقياد له على حد الإفراد، فضلا عما يناله من الانتفاع بقواها الطبيعية التي أودعها الله، عز وجل، فيها بما يؤصله هذا النظر من حس علمي تجريبي في العقل، فيكون النفع به مزدوجا على ما اطرد في دين الإسلام من الجمع بين الدين والدنيا، أو: الشرعيات والطبيعيات، فلا تعارض بينهما كما يقع في بقية الديانات، بل الدين قد جاء ليسوس الدنيا بما يحقق المنفعة العاجلة في دار الابتلاء والمنفعة الآجلة في دار الجزاء، فذلك مفهوم الإيمان الشرعي وأثره في الوجدان الباطن وعالم الشهادة الظاهر، فبركته قد عمت كلا المحلين.
وذلك على الضد مما دانت به أوروبا في عصورها المظلمة من إيمان شرعي، أو هكذا وصف، يناقض القياس العقلي، وتلك سمة بارزة لأي منهج فكري يخرج عن دائرة الوحي الصحيح، سواء أكان ذلك داخل دائرة الديانات أم خارجها، ففي الدائرة الإسلامية: تزداد مظاهر التناقض والاضطراب في مقالات الإسلاميين فرعا عن بعدهم عن جوهر الرسالة الصحيحة، فمقالات الباطنية والفلاسفة هي أشدها بعدا بل مناقضة لصريح الوحي، لأنها تفترض خيالات ثم تصيرها إلهيات واجبة الاتباع!، وافتراض وقوع التعارض بين النقل والعقل أمر وقع فيه أساطين المعتزلة والمتكلمين، وهم أصح عقلا وأسلم فطرة من الباطنية، فافترضوا تعارضا بين النقل والعقل، يقدم فيه القياس العقلي
(يُتْبَعُ)
(/)
على النص الشرعي، بزعم أن له ظاهرا محالا، مع أن الظاهر المتبادر إلى الذهن من اللفظ لا يعرف إلا ضمن السياق الذي يرد فيه، فلا يتصور عندئذ أي تعارض يلجيء العقل إلى تكلف التأويلات المستكرهة لنصوص الوحي المحكمة، لا سيما في الإلهيات والسمعيات فهي مسائل لا تعرف إلا بتوقيف من الوحي، فلا يدركها العقل تفصيلا، وإن ألم بها إجمالا، بمقتضى ما ركز فيه من الفطرة الأولى، فافتراض وقوع التعارض بين النقل والعقل، أو بين: ظاهر النقل والعقل، كما يقول بعض الباحثين المتأثرين بالمنهج الاعتزالي، افتراض وهمي، وإنما وضع توصلا إلى تقديم العقل القاطع، فبراهينه جازمة تورث اليقين، مع تفرق العقول واضطرابها في أمور الشهادة التي تخضع لقياس العقل فكيف بالإلهيات والشرعيات التي لا تخضع للعقل؟!، وإنما العقل هو الخاضع التابع لها، إذ لا يدرك العقل حقائق الإلهيات على وجه التحديد ليصح حكمه عليها، فتصوره لها لا يتعدى التصور المعنوي، وهو مع ذلك مفتقر إلى الوحي ليوقفه عليها، فلا يستقل بالتأصيل ولا طاقة له بإدراك الحقائق الغيبية من إلهيات وسمعيات على وجه التحديد، فهو، كما تقدم، لا يدرك الحقائق الوجودية في عالم الشهادة على حد اليقين، مع خضوع العالم المشهود لقياسه، فكيف بما غاب عنه، وهو في الشرعيات لا يدرك المآلات، وإنما غايته النظر إلى المصالح العاجلة التي تحقق له لذات آنية، وإن ترتب عليها من المفاسد الآجلة، وربما العاجلة أضعافها، فإذا عزل عن الوحي المحكم الذي يكبح جماحه العلمي فلا يفسد تصوره وجماح إراداته العملية فلا يفسد حكمه في عالم الشهادة، إذا عزل عنه وقع في أجناس من الاضطراب والفساد العلمي والعملي، وحال أساطين الخائضين في الإلهيات من أهل الاعتزال ومن حمل عنهم من أئمة المتكلمين، وكانوا أصحاب عقول جعلت بعضهم معدودا من أذكياء العالم كالجويني والغزالي والرازي رحمهم الله، حالهم من الحيرة والاضطراب في نهاية رحلتهم في مفازة المنهج العقلي الحاكم على الوحي، خير شاهد على ذلك الاضطراب.
فهذا حال العقل الذي يجب تقديم براهينه القاطعة على ظاهر النص المحتمل، بزعمهم، فإن كل لفظ يحتمل إرادة غير معناه، ولو احتمالا ضئيلا مهجورا غير معتبر، فالنصوص التي لا تحتمل إلا معناها تحديدا، بما وضعوه من تحكمات محضة لقبول النص جعل وجوده أمرا شبه خيالي!، النصوص الجارية على هذا الوصف: لا وجود لها تقريبا في نصوص الشرع بل في كلام البشر فكل كلام حمال لأوجه ومن شاء فليحمله على الوجه الذي يرتضيه عقله إذا ترك الأمر للعقل بمعزل عن الوحي وسياق نصوصه، فيكون العقل هو المقدم مطلقا، لئلا يقدح في دلالة العقل الجازمة بدلالات نصية محتملة!، فإن القطعي يقضي على الظني بلا خلاف، مع أن العقل لم يتول منصبه إلا من جهة الشرع الذي اعتبره في باب النظر والاستدلال لصحة النص لا الافتيات على الأصل الذي شهد له بالاعتبار، فتقديمه على النص الذي شهد له بالاعتبار هو، عند التحقيق، إبطال لعمله وعزل له بعزل أصله، فالطعن في الأصل الشاهد طعن في الأصل المشهود له، وتقديم الفرع على الأصل غير جار على قياس العقل الصريح، لا سيما إن كان الباب مما اختص به الأصل، فإن الإلهيات والسمعيات، كما تقدم، أمر غيبي محض، لا يدرك إلا بتوقيف من الوحي الصحيح، فيكون عمل العقل الصريح آنذاك: تصور معانيه دون خوض في حقائقها المغيبة عنه ليحصل معنى الابتلاء في دار التكليف، وإقامة الأدلة العقلية الصريحة عليها، فيتواءم العقل الصريح في عمله مع النقل الصحيح، فلا تعارض بينهما، وإنما الصحيح أن التعارض بين: النقل الصحيح والعقل الفاسد، أو: النقل الباطل والعقل الصريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا حال العقل المسلم الذي ازدهرت الدراسات التجريبية في عصر نبوغه، والعقل الأوروبي الذي تدهور العلم التجريبي في عصوره المظلمة في القرون الوسطى التي كان التدين النصراني الأوروبي فيها مزدهرا، فاستقر في وجدان الأوروبي: وقوع التعارض حتما بين الدين والعلم، أو: الوحي والعقل، لا سيما، وأوروبا لم تتقدم يوما في ميدان التجريبيات في الماضي أو الحاضر، إلا في ظل علمانية وثنية صريحة كعلمانية أمة اليونان، أو علمانية نصرانية اسما بلا مسمى، كالعلمانية المعاصرة، فالدين فيها رسم بلا اسم، وهو مع ذلك: دين قد نالته يد التبديل والتحريف فلم يصل أوروبا يوما نقيا سالما من شوائب التحريف كما أنزل على المسيح عليه السلام، فقياس الوحي المحفوظ على الوحي المحرف بزعم أن كليهما عائق عن التقدم الحضاري، بمفهومه الضيق عند العلمانيين والمستغربين، وإغفال ازدهار العقل المسلم في ظل الكتاب المنزل في مقابل خمول العقل الغربي في ظل وحي الكنيسة المبدل، للتعمية على دور الدين الإسلامي في تحرير العقول، توطئة للتسوية بينه وبين دين الكنيسة فكلاهما عائق يجب إزالته لحصول التقدم!، ذلك القياس: قياس في غاية الجور والفساد، سوي فيه بين مختلفين أيما اختلاف: الوحي الصحيح المزكي للعقل، والوحي المبدل المعارض للعقل، فتلك إشكالية أوروبية لم تعرض للشرق المسلم ليضطر إلى استيراد علمانية الغرب، وإنما عانى العقل المسلم من ركود وجمود، لركونه إلى التقليد، فأهمل التجديد بمفهومه الصحيح في الشرعيات فضلا عن تراجع دوره تبعا لذلك في العلوم التجريبية، فالخمول العقلي يشمل كلا الأمرين، فعلاجه الرجوع إلى مقررات الوحي، فلا يصلح مسكن المدنية الحديثة لتسكين آلام مرض مستحكم في كل أمة قد أعرضت عن الوحي، كليا، كأوروبا التي كفرت به ابتداء فلم تستفد من ذلك المسكن إلا لذة وتنعما عارضا تتلهى به عن جوهر أزمتها الذي تظهر آثاره الأخلاقية والاجتماعية بارزة في واقعنا المعاصر، أو جزئيا كأمتنا التي نبذ فئام منها الوحي فاستبدلت نحاتة أذهان الأمم في التشريعات والنظم الاجتماعية والأخلاقية بمقررات الوحي المعصوم!، وليتها استبدلت تقدمهم في التجريبيات بالركود العلمي الذي تعاني منه في سائر علوم الطبيعيات، وهم أذكى من أن يهبوا أعدائهم خلاصة تجاربهم العقلية، وإن كانوا، باعتراف المنصف منهم، لم يحملوا أصولها إلا عن ذلك العدو الذي كان وجوده في حواضر كقرطبة وإشبيلية سببا في انتقال تلك البحوث إلى العقل الأوروبي المحمل آنذاك بآصار الكنيسة التي حجبت وسائل المعرفة عنه فاستأثرت بكل صورها حتى القراءة والكتابة لتضمن سيطرة أفكارها الظلامية على شعوب أوروبا إذ لا ينمو الباطل إلا في أرض لم تشرق عليها شمس النبوات.
والشاهد أن الحدود المنطقية التي وضعها الفلاسفة لرد عدوان المسفسطة قد غالت في التجريد طلبا لماهية الأشياء على وجه التحديد لرد غائلة المسفسطة المنكرين لحقائق الأشياء، فأنكرت التعريف بالمثال خارج الذهن مع أنه يكون في أحيان كثيرة، أدق وأيسر في تصور المعرف من الحدود المنطقية التي يصعب على غالب العقول فهم ألفاظها فضلا عن تصور معانيها فهي أشبه ما تكون بالألغاز.
وذلك، أيضا، مما لم يحتج إليه العقل العربي الذي ازدهرت في ظله العلوم التجريبية، وهي علوم تقوم على النظر في أحوال الأمثلة الخارجية، ودراسة مسالكها، لا إهمال ذلك والتركيز على البحث التجريدي المحض. فتصور الحقائق وتمييزها في العقل المسلم، بل في أي عقل سوي، يحصل بلا حاجة إلى تلك الحدود التي وضعت لتيسير تصور حقائق الأشياء فزادتها غموضا، فأنفقت أعمار وبددت طاقات طلبا لتصور حقائق هي من أوضح الواضحات كالإنسان الذي صار تصوره في معرض رد غائلة عدوان السفسطائيين على العقل اليوناني القديم، صار أمرا: عسير المنال إذ يجب حده حدا جامعا لأفراده مانعا من دخول غيرهم بإيراد الفصل بعد الفصل من قبيل: حيوان، وناطق ....... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحدود الفلسفية لا تقدم إلا تصورات مجردة لا وجود لها في عالم الشهادة، فهي بذلك تعطل العقل عن النظر في الآيات الكونية التي كان النظر فيها أحد البراهين القرآنية في معرض تقرير ربوبية الباري، عز وجل، توسلا بذلك إلى تقرير العبودية والانقياد له على حد الإفراد كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ويستفهم في هذه الحدود بـ: "ما" التي هي للماهية، كقولهم: ما الإنسان، فهي تأتي في الترتيب العقلي بعد: "ما" التي تكون لإيضاح الاسم دون بحث في حقيقته، إذا كان غريبا غير متداول كقولهم: ما العسجد؟، فتكون الإجابة: هو الذهب، فينتقل الذهن إلى الدرجة الثانية: هل الذهب موجود؟، فذلك استفهام بـ: "هل" البسيطة فلا يراد بها إثبات حكم غير حكم الوجود لذلك الشيء، فيقال نعم: فينتقل الذهن إلى الدرجة الثالثة: ما الذهب؟ مستفهما عن ماهيته بعد التأكد من وجوده فيكون الجواب: هو معدن أصفر اللون ........ إلخ، فذلك الحد الذي تجهد العقول وتشحذ الأذهان لوضعه على نحو دقيق جامع مانع، وكان يكفي المجيب أن يري السائل: قطعة من الذهب، فيتحقق التعريف بالمثال الخارجي دون حاجة إلى تكلف صياغة ذلك الحد الذي قد لا يتصور السائل به ماهية المسئول عنه، فبالمثال يتضح المقال، فهو في تعريف المحسوسات أيسر بكثير من الحدود المنطقية. فينتقل الذهن بعدها إلى المرحلة الرابعة وهي السؤال بهل المركبة التي تفيد التصديق بعد حصول التصور، كقولك: هل الذهب معدن نفيس، فيكون الجواب نعم فيثبت للذهب حكم النفاسة بعد حصول تصوره فيكون الحكم عليه فرعا عن تصوره، كما تقدم، وتلك خطوات عقلية صحيحة، ولكنها في نفس الوقت بدهية لا تتطلب كل هذا التأصيل، وإنما اضطر إليها اليونان، كما تقدم، كرد فعل لما قام به السفسطائيون من تخريب للعقلية اليونانية التي كانت، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، قد أتخمت بفلسفات وثنية بعيدة عن الوحي فضعفت مناعتها الفكرية فصارت عرضة لتلك الآفات العقلية التي يمجها أي عقل سوي، وإن لم يكن ذكيا مشتغلا بالنظر والتأمل. فهي على حد: تعريف الواضحات التي لا تحتاج إلى تعريف ابتداء فذلك من أعظم المشكلات!.
وصدق الشافعي، رحمه الله، إذ يقول: "ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس". اهـ
ويقال مرة أخرى: إن العقل المسلم الذي كفي مؤنة البحث فيما وراء الطبيعيات من الإلهيات والغيبيات السمعية، فتفرغ للبحث في الطبيعيات تقريرا لقضية الألوهية: القضية المصيرية الأولى في وجدان أي مكلف، واستنباطا لقوى الكون لعمارة الأرض في ظل سلطان الشرع، ذلك العقل ليس بحاجة إلى مقررات أفلاطون وأرسطو فضلا عن أن ينبهر بها، فيجعلها هي الأساس الذي يبني عليه علومه، بما فيها العلوم الشرعية على حد ما وقع من المعتزلة ومن تأثر بهم من المتكلمين الذين أقحموا الفلسفة في مسائل أصول الدين، وأصول الفقه لاحقا، وإن كان لكثير منهم دور بارز وقدم راسخة في أصول الفقه تحديدا فلا ينكر ذلك إلا جاحد، ولكن ذلك المزج بين العلوم الشرعية والعلوم الفلسفية على حد صارت فيه الرياسة للفلسفة والتبعية للدين تحت ستار العقلانية والموضوعية والتجديد .......... إلخ من المصطلحات المجملة الفضفاضة التي تحتمل حقا وباطلا، ذلك المزج: أدى إلى توعير طريق كثير من المشتغلين بتحصيل العلم بإنفاق الجهد والوقت في فك طلاسم متون قد ضغطت إلى حد الإلغاز والإبهام فضلا عما تتضمنه من معان مخالفة للوحي، وإن أراد مصنفوها نصرة الوحي وتأييده بما ظنوه براهين عقلية جازمة، وكأن الرسالة الخاتمة تفتقر إلى تلك البراهين حتى تستوردها من الأمم الأخرى، وهي التي وضعت بنصوصها المحكمة: أصول البحث العقلي الصحيح والجدال العقلي المفيد. فأقيستها من مثل عليا وطرد وعكس وتسوية بين المتماثلات وتفريق بن المختلفات وإلزام بالسبر والتقسيم ودلالات لزوم لا سيما في معرض تقرير مسائل الربوبية إثباتا للوازمها من أحكام الألوهية ......... إلخ مما يستحق الإفراد بالتصنيف فهو جوهر هذه الرسالة رسالة: (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ): فهدى بالأخبار، وبينات عقلية صريحة شاهدة بصحة تلك الأخبار وجريانها على سنن العقول الصحيحة التي
(يُتْبَعُ)
(/)
فطرها الله، عز وجل، على التوحيد، فجاء الوحي مقررا لتلك الفطرة مزكيا لها باسطا لمسائلها مدللا لها بالبرهان العقلي الصريح الجازم.
فغالب المهتمين بالعلوم الإسلامية ليسوا بحاجة إلى دراسة المنطق فضلا عن تقديمه وجعله الحاكم على نصوص الشرع، وادعاء مسيس الحاجة إليه في معرض جدال الأمم الأخرى، مع أن الصدر الأول لم يحتاجوا إليه في جدال الأمم الأخرى، ادعاء مبالغ فيه فقد استعمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من البراهين العقلية في معرض جدال وفد نصارى نجران ما أقام به الحجة عليهم لما ألزمهم بطروء عوارض النقص البشري من حمل وولادة وغذاء وحدث ونوم ....... إلخ على المسيح عليه السلام فذلك مما لا ينكره المخالف، وتلك معان يتنزه عنها الباري، عز وجل، بداهة، فثبت بطلان ألوهية المسيح عليه السلام بمنطوق الخصم الذي أقر بطروء أوصاف النقص البشري عليه، فانتهى الأمر!، ثم جاء القياس على آدم عليه السلام من باب الإلزام، فإن جاز الاحتجاج بالميلاد المعجز من امرأة بلا رجل، فالإيجاد المعجز من الطين غير الحي ابتداء، أقوى دلالة، إذ تولد الحياة الحساسة المتحركة من غير الحي أعظم إعجازا من تولدها من الحي ولو بلا زواج فيكون آدم عليه السلام الأحق بالإلهية من المسيح عليه السلام من باب التنزل مع الخصم وتلك حجة عقلية، استعمل فيها قياس الأولى في معرض إعجاز الخصم، لم تستغرق أكثر من سطر واحد من الكتاب المنزل: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) مع ما فيها من معان يمكن إطناب القول فيها في صفحات، فلم يحتج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى حدود المناطقة وتشقيقاتهم العقلية المعقدة مع أنه كان يخاطب قوما أهل كتاب عندهم من العلم ما ليس عند العرب الوثنيين.
فضلا عن تمجيد من نقل ذلك العلم من لسان اليونان إلى لسان الإسلام، واعتباره من جند الرسالة الذين ذبوا عنها غائلة أصحاب الشبهات من الأمم الأخرى، كما يقول بعض المتخصصين المتأثرين بالمنهج العقلي الاعتزالي، مع أن تاريخ المقالات الإسلامية الحادثة من تجهم وقدر واعتزال ....... إلخ شاهد بأصولها الأجنبية التي حملها أولئك الذابون عن الرسالة عمن كانوا ينازلونهم من أعدائها في ساحات الجدال العقلي العقيم دون أن يتسلحوا بالوحي لكبر في نفوسهم تجده عند أغلب دعاة العقلانية والتجديد ....... إلخ من مفكري زماننا، فهم عند التحقيق الذين أدخلوا على البنيان العقدي لأمة الإسلام ما أضعفه فحملوا العدوى من الديانات المحرفة والفلسفات الوثنية ونقلوها إلى المسلمين، ووصلت عدواهم إلى السلطان زمن المأمون العباسي، غفر الله له، فكان ما كان من فتنة خلق القرآن التي امتحنت بها الأمة بأكملها في شخص الإمام المبجل والرئيس المقدم: أحمد بن حنبل، رحمه الله، وهي المحنة التي يقول عنها بعض الباحثين المعاصرين بأنها كانت: حادثة فردية!، لا يقاس عليها فليس كل المعتزلة على ذلك النمط المتطرف بل تلك فئة ضالة متطرفة!، مع أن ما قرروه من أصول الاعتزال الخمسة هو محور الفكر الاعتزالي عموما على زيادات اختصت بها كل طائفة منهم على حد قوله تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
وبلغ الغلو بآخرين إلى ادعاء أن أرباب المقالات الحادثة هم الذين أنقذوا الفكر الإسلامي من المأزق الذي وقع فيه بعد انتهاء الفتوحات الإسلامية، إذ اكتشف الفاتحون فجأة! أنهم انتحلوا دينا بلا براهين عقلية تقام بها الحجة على أصحاب العقول الصريحة، فطريقتهم الأسلم كما يدعي الخلف المقصرون في العلم والعمل أصحاب مقالة: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، فطريقة السلف: طريقة العجائز اللاتي لم يعرفن مقررات الفلسفة اليونانية وطريقة الخلف الحيارى باعتراف أساطينهم هي الأعلم والأحكم فكان لزاما عليهم أن يفتشوا في أفنية عقول الأمم الأخرى ليجدوا ضالة أمة الإسلام في فلسفات ومقالات لا تمت للوحي بصلة، فيستعملوها لنصرة الوحي وكسر خصومه!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البعض الآخر بأن تلك المقالات الحادثة كانت نتاج حراك عقلي فعال في مجالس العلم في البصرة، كمجلس الحسن البصري، رحمه الله، الذي اعتزله واصل بن عطاء أحد رواد الاعتزال، لما خالف الحسن في حكم مرتكب الكبيرة، فجعل ذلك الاختلاف المذموم بالخروج عن السنة في تلك المسألة، والخروج عن الأدب على ما قد علم من تقدم واصل بين يدي شيخه الجليل، جعل ذلك ثمرة علمية نافعة إذ بها ظهر تيار فكري جديد أثرى البحث العلمي الإسلامي!.
وما أسهل اصطناع البطولات الوهمية بالألفاظ والدعاوى العريضة التي لا مستند لها إلا ما تحمله من تهويل ومبالغة ترهب عقل الناظر فيها بادي الرأي فإذا تأملها وجدها عارية عن الصحة.
فهي من جنس مقالة بعض نصارى مصر بأن الحياة الفكرية الإسلامية قد تعطلت بتولي المتوكل العباسي، رحمه الله، الخلافة، إذ صادر الفكر العقلاني الحر، مع أنه هو الذي أظهر السنة، ورفع المحنة عن الإمام أحمد رحمه الله، وبالغ في إكرامه والاحتفاء به، وقمع حركة الاعتزال التي قهرت الأمة بأكملها وحملتها على مقالتها بحد سيف السلطان شطرا من خلافة المأمون وطوال خلافة المعتصم والواثق، فلا مكان عندها للرأي والرأي الآخر! ذلك السيف المسلط على رقاب أهل الحق فقط، ليعطوا الدنية في دينهم، فإذا تمكن أهل الباطل منهم فعلوا بهم الأفاعيل ولا عزاء لأعضاء حزب الرأي والراي الآخر من الانهزاميين.
ومن جنس قول بعضهم بأن رءوس الخونة من النصارى إبان الحملة الفرنسية ممن تعاونوا مع نابليون للقضاء على الثورة المصرية الإسلامية ضده، هم: دعاة التحرير الأول لمصر من الاحتلال العثماني البغيض فحق على مصر أن تكرمهم إذ هم أول من نادى باستقلالها وسيادتها على كامل ترابها الوطني!.
مع الفارق طبعا بين دعاوى يصدرها مسلمون متأثرون بمنهج فكري مخالف للوحي ظنوا فيه نفعا يعود على الإسلام، وأخرى يصدرها نصارى يكيدون للإسلام صراحة، وإنما الغرض التمثيل للمعنى المشترك بينها وهو: ضخامة وفخامة الدعوى وتهافت بل عدم البينة عليها.
وقد ظهرت حجة الإسلام من لدن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقهرت كل حجة ببساطتها ووجازتها وملاءمتها للعقول الصريحة والفطر السوية ووضوح براهينها فلا تكلف فيها، فلم تكن تفتقر طوال قرن ويزيد إلى من يكمل لها ما لم يكتمل من الأدلة العقلية المؤيدة لنصوصها، فتلك دعوى لازمها عدم اكتمال الدين مسائل وأدلة حتى جاء أولئك ليكملوه، والثابت المطرد من كلام المحققين: اكتمال هذه الرسالة أصولا وفروعا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم ينتقل عليه السلام إلى الرفيق الأعلى إلا والدين قد اكتمل والحجة قد أقيمت، والأصول والفروع قد قررت، وما استجد من نوازل كونية فعند الأمة من القواعد الكلية المستنبطة من نصوص الوحيين ما يبين حكمها، فشريعتها، باعتراف القانونيين المعاصرين من غير المسلمين، مرنة تحتمل ما يجد على البشر من النوازل، ولسنا في حاجة إلى شهادتهم، فالوحي قد شهد لهذه الرسالة بالكمال والعالمية الزمانية والمكانية قبلهم بقرون، وإنما هو من باب: وشهد شاهد من أهلها.
ولا ينكر أحد ما لكثير من المتكلمين من أثر طيب في الدراسات الإسلامية، فلهم كلام نافع في الأصول والفروع، فكثير منهم، كانوا أئمة في مذاهبهم الفقهية، لا سيما المذهب الشافعي الذي انتسب إليه جملة من المتكلمين، مع كون المتقدمين من محققي الشافعية من أمثال ابن خزيمة وابن حبان وأبي العباس بن سريج، رحم الله الجميع، كانوا على مذهب السلف، فكان للمتكلمين من أمثال الجويني وأبي الحسين البصري، وهو من محققي الأصوليين مع كونه على طريقة أهل الاعتزال في أصول الدين، والغزالي والرازي والآمدي، رحم الله الجميع وغفر لهم، كان لهم بحوث نافعة في الفقه وأصوله. ولكن ذلك ليس مبررا لقبول ما زلوا فيه من مسائل الإلهيات التي كانوا فيها على غير مقالة الصدر الأول، أصحاب الاتباع المطلق للرسالة الخاتمة أخبارا وأحكاما، فغاية الأمر أن ترد تلك المقالات ويعتذر لأصحابها ممن لهم قدم صدق في علوم الشريعة.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "النبوات":
(يُتْبَعُ)
(/)
"فالكتب المصنفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء ليس فيها ما جاء به الرسول وما دل عليه القرآن لا في المقالات المجردة ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة فإن جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه ولكن بعضهم أقرب الى السنة من بعض وقد يكون هذا أقرب في بعض وهذا أقرب في مواضع وهذا لكون أصل اعتمادهم لم يكن على القرآن والحديث بخلاف الفقهاء فإنهم في كثير مما يقولونه إنما يعتمدون على القرآن والحديث فلهذا كانوا أكثر متابعة لكن ما تكلم فيه أولئك أجل ولهذا يعظمون من وجه ويذمون من وجه فإن لهم حسنات وفضائل وسعيا مشكورا وخطأهم بعد الاجتهاد مغفور". اهـ
ويقول:
"وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْمُعْتَزِلَةَ خَيْرٌ مِنْ الرَّافِضَةِ وَمِنْ الْخَوَارِجِ؛ فَإِنَّ الْمُعْتَزِلَةَ تُقِرُّ بِخِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَكُلُّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَكَذَلِكَ الْمَعْرُوفُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ عَلِيًّا وَمِنْهُمْ مَنْ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ .............. وَكُلُّهُمْ يَتَوَلَّى عُثْمَانَ وَيُعَظِّمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيُعَظِّمُونَ الذُّنُوبَ فَهُمْ يَتَحَرَّوْنَ الصِّدْقَ كَالْخَوَارِجِ لَا يَخْتَلِقُونَ الْكَذِبَ كَالرَّافِضَةِ وَلَا يَرَوْنَ أَيْضًا اتِّخَاذَ دَارٍ غَيْرَ دَارِ الْإِسْلَامِ كَالْخَوَارِجِ وَلَهُمْ كُتُبٌ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَنَصْرِ الرَّسُولِ وَلَهُمْ مَحَاسِنُ كَثِيرَةٌ يُتَرَجَّحُونَ عَلَى الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَهُمْ قَصْدُهُمْ إثْبَاتُ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَصِدْقِهِ وَطَاعَتِهِ وَأُصُولُهُمْ الْخَمْسُ عَنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْخَمْسِ؛ لَكِنَّهُمْ غَلِطُوا فِي بَعْضِ مَا قَالُوهُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُصُولِهِمْ الْخَمْسِ". اهـ
ثم شرع في بيان غلطهم في أصولهم الخمسة، فقد غلطوا فيها جميعا لخروجهم عن الوحي إلى العقل في تقريرها مع أن البحث إلهي للوحي فيه الصدارة والتقدم، فاعتذر عنهم ولم يحمله ذلك على غض الطرف عن غلطهم بل بينه وفصل القول فيه في معرض التحذير منه نصيحة لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[رحمة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 07:01 م]ـ
ما شاء الله مواضيع مميزة دائماً أخي الكريم أتابع مواضيعك بإهتمام و دائماً ما تحوي الكثير و الكثير من الفائدة
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيراً
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 03:07 م]ـ
وجزاك خيرا على المرور والتعليق وبارك فيك ونفعك ونفع بك.
وأما الأمر الثاني الذي يشمله البحث المنطقي، فهو: التصديقات أو الأحكام الخارجية، وهي التي تبنى على التصورات العلمية التي تستفاد من الحدود، فبعد إدراك ماهية الشيء، مجردة في الذهن، أو بمثال خارجه، على ما تقدم من بيان كلا الطريقتين: التجريدية الذهنية، أو التمثيلية الخارجية، بعد ذلك: يأتي التصديق على تلك الحقيقة بحكم على ما تقدم من كون الحكم على الشيء فرعا عن تصوره، فهو آخر المراتب العقلية بعد حصول كمال التصور، ولذلك لا يسأل عن حكم مجهول، إذ لا بد من إدراك حقيقته أولا، ولذلك منع البلاغيون وقوع: "هل" التصديقية مع: "أم" المتصلة في سياق واحد، في نحو: هل جاء زيد أم ذهب؟ إذ الأولى للتصديق، والتصديق لا يكون إلا بعد تمام التصور، وورود: "أم" المتصلة التي يسأل بها عن التصور مئنة من عدم وقوعه ابتداء وإلا ما ساغ السؤال عنه، فالسؤال لا يكون إلا عن معدوم، فكيف يطلب حكم على أمر لم يقع تصوره بعد؟، فسئل عنه بـ: "أم" ليتصور ابتداء ومن ثم يحكم عليه، فلا بد من تصور الحكم أولا: أمجيء أم ذهاب؟، ومن ثم التصديق بنسبته إلى زيد، ولذلك صح السؤال بالهمزة التي تكون للتصور في نحو: أجاء زيد أم ذهب؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد أن الترتيب العقلي كما تقدم يبدأ بالسؤال الشارح للاسم، فالسؤال عن وجوده فقبل تصوره لا بد أن يكون موجودا ابتداء، فلو كان معدوما كأن يكون محالا ذاتيا فإنه لا يتصور، وإنما غايته أن يفرضه العقل فرضا، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في أكثر من مناسبة في بيان الإلزام العقلي الصحيح في قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، فذلك محال ذاتي فرض فرضا، تنزلا مع المخاطب في الجدال فلا حقيقة له ليتصورها الذهن، وبعد التصور للممكن أو الواجب يأتي الحكم تصديقا بنسبة الحكم إلى موجود. فالتصديق آخر تلك المراتب وهو الذي تناوله البحث المنطقي بـ:
قياس التمثيل وقياس الشمول:
فقياس التمثيل وهو القياس الجاري على حد ما قرره الأصوليون من قياس فرع على أصل في الحكم لعلة جامعة بينهما سواء أكان ذلك في الشرعيات كقياس أي مسكر على الخمر، فالخمر أصل، والمسكر فرع، والحكم: التحريم، والعلة: الإسكار، أم في الطبيعيات كقياس النظير على نظيره، وهو أمره يمارسه كل مكلف في حياته مرات عديدة دون أن يلتفت إليه، بل غالب أحكام العادات جارية هذا النوع من القياس، إذ لازمه من: وجوب التسوية بين المتماثلات والتفرقة بين المتباينات أمر جار على سنن العقل الصريح الذي ركب في كل مكلف إلا من عدمه ابتداء فهو غير مكلف أو أفسده بمسكر مادي أو نظر عقلي في علوم سفسطائية أفسدت أحكامه العقلية على الأشياء حتى صار البدهي عنده محالا، والمحال: بدهيا بل ضروريا لا يسع المكلف إلا انتحاله لتتحقق له به النجاة! أو تغييبه وإن كان صحيحا بتقليد الآباء والشيوخ بلا نظر أو اجتهاد، فالطبيب يستعمل قياس التمثيل في إعطاء دواء لمريض وإعطائه لآخر يعاني من نفس المرض قياسا عليه، والمعلم يستعمله في تقدير إجابات طلابه فلا يسوي بين الذكي والبليد إذ لكلٍ حكمٌ فرعا عن وصفه، فتتباين النتائج تبعا لتباين المقدمات، والكيميائي يستعمله في تجاربه فيكتشف به كنه مادة مجهولة بقياسها على سلوك مادة معلومة، فيعطى المسحوق المجهول حكم المسحوق المعلوم لاتصافه بنفس الخصائص الفيزيائية من لون وطعم ورائحة وذوبان ...... إلخ، واستجابته لنفس المؤثرات الكيميائية من تفاعل مع مواد أخرى يعطي نتائج متماثلة فوحدة النتائج كما تقدم فرع عن وحدة المقدمات.
وقد ورد في الشرعيات في نحو حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ فَقَالَ هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا أَلْوَانُهَا قَالَ حُمْرٌ قَالَ هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنَّى كَانَ ذَلِكَ قَالَ أُرَاهُ عِرْقٌ نَزَعَهُ قَالَ فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ". فقاس صلى الله عليه وعلى آله وسلم صورة الابن الذي نزعه عرق على صورة الإبل التي تظهر بعض الصفات المتنحية في أجيال سابقة في أجيالها الحالية أو اللاحقة، وذلك مما يتناوله الباحثون في إعجاز السنة النبوية: في علم الوراثة تحديدا، وكلتا الصورتين: كائنة في عالم الشهادة مدركة بالحس الظاهر فصح قياس الأولى على الثانية.
وقياس التمثيل هو: القياس الذي يفيد علما يقينيا جازما في الحسيات المشاهدة أو المعنويات المدركة، كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، رحمه الله، في معرض الترجيح بين قياس الشمول وقياس التمثيل كما سيأتي إن شاء الله.
ومحل عمله، بداهة، لا يكون إلا مع إدراك الأصل والفرع معا، ليتمكن العقل من نسبة حكم الأصل إلى الفرع تصديقا بعد حصول التصور التام للأصل والفرع معا، فيدرك العقل الوصف الجامع بينهما، فيتحقق من وجوده في الفرع وجودَه في الأصل.
ولذلك كان إجراء هذا القياس في باب الصفات الإلهية باطلا، إذ لم يدرك الفرع المقيس، وهو وصف الرب، جل وعلا، ليقاس على الأصل وهو وصف العبد ليقال: له يد كيدي، أو عين كعيني، وهو الذي ورد النهي عنه تحديدا في كلام السلف كما أثر عن أمثال إسحاق بن راهويه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأصل مدرك في عالم الشهادة، والفرع غير مدرك لكونه غيبا محضا يمتنع إدراكه في دار الابتلاء، فكيف يصح قياس غير متصور ابتداء على متصور مدرك في عالم الشهادة؟!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "الرسالة التدمرية":
"والله سبحانه لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه فإن الله لا مثيل له، بل له المثل الأعلى، فلا يجوز أن يُشرَك هو والمخلوقات في قياس تمثيل، ولا في قياس شمول تستوي أفراده؛ ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به، وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزيه عنه، فإذا كان المخلوق منزها عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم: فالخالق أولى أن ينزه عن مماثلة المخلوق، وإن حصلت موافقة في الاسم". اهـ
وأما قياس الشمول فهو: القياس المركب من مقدمة صغرى جزئية وأخرى كبرى كلية فهو بمنزلة القاعدة الكلية التي يندرج تحتها أفراد جزئية.
فقياس الشمول: قياس جزء على كل، بخلاف قياس التمثيل فهو: قياس نظير على نظيره.
وقياس الشمول عند التحقيق ملازم لقياس التمثيل، وإن كان قياس التمثيل أكثر وقوعا منه في عالم الشهادة، إذ لا يحكم للنظير بحكم نظيره تمثيلا، إلا وقد تقرر في العقل سلفا كلية جامعة لهما يندرجان تحتها فهما جزءان من أجزائها فيثبت للجزء حكم الكل، ثم يقاس جزء آخر عليه، فقياس الشمول يسبق قياس التمثيل في الوجود الذهني، لأن قاعدته مستقرة في الذهن ابتداء، وهو في نفس الوقت مستنبط من مشاهدة الأفراد خارج الذهن، فكلاهما، كما تقدم، قد بني على الآخر، فالقاعدة قد أخذت من الأفراد بملاحظة القدر المشترك بينها، والأفراد قد حكم عليها بتلك القاعدة التي استنبطت منها ابتداء كما تقدم.
وقياس الشمول لا يفيد إلا علما ظنيا، ولذلك كان إفراط المناطقة في تقرير قياس الشمول، وهو الملائم لنظرتهم التجريدية، أمرا قليل الجدوى إذ لا يفيد علما يقينيا، مع أنهم ما وضعوا هذا العلم إلا لتحصيل اليقين بحقائق الأشياء ردا لتسلط السفسطائية، كما تقدم، فقرروا كليات جامعة بأخذ القدر المعنوي المشترك من الجزئيات المشاهدة، إذ نظروا في ذات زيد وعمرو وبكر .......... إلخ من أفراد النوع الإنساني، فوجدوا القاسم المشترك الأعظم بينها: الإنسانية، فجعلوها جنسا أعلى أو مشتركا معنويا متحققا في كل الأفراد المندرجة تحته، فلا يلزم من تصوره امتناع الشركه فيه، فهو أمر كلي مطلق في الذهن، يتحقق في كل فرد خارج الذهن على وجه لا يتصور استقلاله، فلا توجد إنسانية مطلقة، خارج الذهن، وذلك، كما تقدم، كان من أخطائهم في باب الحد، إذ افترضوا وجود هذه المثل والكليات مجردة خارج الذهن، فيوجد غضب ويوجد فرح ويوجد جوع ويوجد عطش ....... إلخ من الكليات خارج الذهن مطلقة بلا تقييد بموصوف تقوم به، وذلك أمر ظاهر البطلان، إذ لا يوجد في الخارج إلا غضب زيد وفرحه وجوعه وعطشه ...... إلخ، فغلوهم في تجريد المعاني ظهر أثره في التصور بالحد وفي التصديق بنسبة الأحكام إلى المتصورات بالقياس، إذ كان قياسهم المعتمد في هذا الباب: قياس الشمول.
ولا يلزم من تصور الكليات كما تقدم: امتناع الشركة فيها، ولذلك كان القول بالاشتراك المعنوي بين صفات الرب، جل وعلا، وصفات المخلوق التي يشتركان في ألفاظها من: علم وقدرة وسمع وبصر ....... إلخ، كان ذلك: من هذا الوجه صحيحا، فصفات الرب، جل وعلا، تشترك مع صفات المخلوق، في قدر معنوي يوجد في الذهن مطلقا فيتصوره دون أن يكون له وجود خارجه، على ما تقدم من امتناع وجود المطلقات من كل وجه خارج الذهن فذلك قول الفلاسفة في وصف الرب جل وعلا إذ عطلوه عن كل أوصاف كماله فجعلوه وجودا مطلقا خارج الذهن وذلك لا يكون إلا عين العدم، ولا يمكن فهم أي لفظ إلا بإثبات هذا القدر المشترك، وهو الواجب في باب الأسماء والصفات، إذ المؤمن يبحث في المعاني ليتدبرها فلا يكلف عقله تصور حقائقها فذلك على حد العلم أمر محال في دار الابتلاء، وإلا سقط الابتلاء بالإيمان بالغيب الذي تصور العقل معناه فهو غير محال، ولم يتصور كيفه، فهو محار، على ما تقدم مرارا من كون النبوات الهاديات إنما تأتي بما تحار العقول في حده ليتحقق معنى الابتلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
دون ما تحيله، فهي تتصوره وتجوزه بل توجبه في بعض الأحيان كإيجاب أوصاف الكمال للرب جل وعلا فذلك، كما تقدم، فرقان بين النبوات السماوية المطردة وسائر المقالات الأرضية المضطربة التي أسرفت في افتراض المحالات ثم صيرتها ضروريات شرعية وعقلية لا تحصل النجاة إلا بقهر العقل وإجباره على انتحالها!.
وهو أيضا: أمر محال في دار الجزاء على حد الإحاطة بكمال الرب، جل وعلا، إذ يحصل للمؤمنين في الجنة برؤيته، عز وجل، رؤية حقيقية بأعينهم، كمال اللذة العلمية بأعظم وأشرف المعلومات، ولكنهم لا يحيطون بوصف كماله إذ لا يحيط المخلوق بالخالق بداهة، فنسبته إليه كنسبة المتناهي إلى غير المتناهي، والمتناهي لا يحيط بغير المتناهي بداهة.
والإشكال عند من استعمل هذا القياس في باب الإلهيات، وهو من أسوأ آثار هذا العلم على عقائد المسلمين في باب الأسماء والصفات، أنه أجراه في الكيف، مع أنه لم يدرك كيف الرب، جل وعلا، ليأخذ منه قدرا مشتركا بينه وبين كيفيات المخلوقات فيصوغ من الكل: كلية عقلية يندرج الكل تحتها اندراج الأفراد تحت النوع أو الجنس الجامع لها. فعمله كان في عالم الشهادة فنظر إلى فلان وفلان من المتكلمين فوجد الجامع بينهم: اللسان فلا يكون متكلم إلا بلسان، فوضع قاعدة كلية: كل من يتكلم فله لسان يندرج تحتها أفراد المتكلمين: زيد وعمرو وبكر .... إلخ، وهي قاعدة صحيحة إذا أجريت على الأفراد الذين يدرك كيف أوصافهم بالحس الظاهر في عالم الشهادة، بخلاف ما لم يدركه العقل من كيف أوصاف الرب، جل وعلا، فلا يقال بأن الله، عز وجل، داخل تحتها لأنها قاعدة يصح إجراؤها على المخلوقين لا الخالق، عز وجل، إذ هي مستنبطة من أوصافهم التي أدركها الحس الظاهر بخلاف أوصاف الرب، جل وعلا، التي لا يدرك الحس الظاهر حقائقها في عالم الشهادة، كما تقدم، فمن أجراه على الله، عز وجل، على هذا النحو صار إلى التمثيل فقال بأنه، تبارك وتعالى، له لسان كلسانهم لأنه موصوف بالكلام مثلهم، فلم ينظر إلى القدر الفارق بينه وبينهم، ليعلم أن كلامه على الوجه اللائق بكمال ذاته، وكلامهم على الوجه اللائق بذواتهم، فلا جامع بينهما إلا المعنى المجرد في الذهن، وهو معنى لا يلزم من إثبات الاشتراك فيه تشبيه أو تمثيل، كما تقدم، أو صار إلى التمثيل فالتعطيل ليفر من ناتج هذا القياس، الذي تمجه العقول إذ تصور كيف لأوصاف الرب، جل وعلا، على غرار كيف أوصاف المخلوق أمر قد أبطله النقل في نحو قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، والعقل إذ فيه تسوية بين مختلفين بل بين أعظم مختلفين: الرب الخالق تبارك وتعالى، والعبد المخلوق، والفطرة فهي تنكر ذلك ابتداء دون حاجة إلى دليل من نقل أو عقل إلا إذا فسدت فاضطر صاحبها إلى النظر في الأدلة ليقوم ما اعوج منها، وتلك، كما تقدم، الوظيفة الثانية للنبوات: فهي تفصل لمن استقامت فطرته مجملها بأخبارها الصادقة المحكمة، وتقوم لمن اعوجت فطرته اعوجاجها بالبراهين العقلية القاطعة التي تضمنتها نصوصها.
والصحيح أن كلا المسلكين باطل إذ لم يدخل الرب، جل وعلا، تحت هذه القاعدة المستنبطة من عالم الشهادة فليس مشهودا كأفرادها لتجري عليه جريانها عليهم.
فإن كانت القاعدة تتضمن نقصا مطلقا من كل وجه كالحاجة إلى الطعام أو الشراب أو النوم ........ إلخ نزه عنه الرب، جل وعلا، لتواتر الأدلة النقلية والعقلية والفطرية، كما تقدم، باتصافه، جل وعلا، بصفات الكمال المطلق بلا تشبيه، وتنزهه عن صفات النقص بلا تعطيل.
وإن كانت القاعدة تتضمن وصفا لم ترد به النصوص لا يلزم منه نقصان فالعقل لا يمنعه، ولا يوجبه لعدم الدليل النقلي في باب، كما تقدم، مستنده نقلي فلا يثبت إلا بخبر الوحي المعصوم لكونه غيبا بل هو أعظم الغيوب، إن كان كذلك، كقول القائل: كل من يسمع فله أذن، فيكون لله، عز وجل، أذن تليق بذاته، لأنه موصوف بالسماع، فإن ذلك لا يثبت لعدم الدليل المثبت، ولا ينفى لعدم الدليل النافي، وإنما امتنع الانتفاء هنا لأنه وصف لا يلزم منه نقص، ولكن العقل لا يستقل بإثباته لله، عز وجل، فالباب، كما تقدم مرارا، خبري محض، فوصف الله، عز وجل، بالمهندس أو الشجاع
(يُتْبَعُ)
(/)
على سبيل المثال وهو أوصاف معنوية، لا يصح إثباته لعدم الدليل الخبري المثبت له، ولا يصح نفيه لعدم الدليل الخبري النافي ولكونه مما لا يلزم منه نقص، فيتوقف فيه بخلاف ما يلزم نفيه عقلا، وإن لم يرد النص بنفيه تحديدا كسائر عوارض النقص البشري من أكل وشرب ونوم وحدث ........ إلخ وإن كان بعضها قد ورد النص على نفيه تحديدا لرد شبهة أو نحوه على ما تقرر في مسألة النفي المجمل في باب الصفات فهي طريقة التنزيل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، ووروده مفصلا في بعض الأحيان درءا لشبهة أو تصور فاسد كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)، و: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
فالأصل في النفي أن يكون مجملا، وقد يرد مفصلا في مواضع كـ:
نفي ما ادعاه الكاذبون في حقه تعالى، كقوله عز وجل: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ)، فـ: "ولد": نكرة في سياق النفي المؤكد بـ: "من" فهي: نص في عموم نفي اتخاذ الله، عز وجل، الولد.
أو: دفع توهم نقص في كماله، عز وجل، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)، فـ: "لغوب" أيضا: نكرة في سياق النفي المؤكد بـ: "من" فهي: نص في عموم نفي اتصاف الله، عز وجل، بالتعب أو الإعياء.
أو: كون الصفة كمالا في حق المخلوق فيتوهم كمالها في حقه تعالى، كما في قوله تعالى: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
فالولد في حق المخلوق: كمال، ولكنه في حق الخالق، عز وجل: نقص، لما فيه من الحاجة والافتقار.
بتصرف يسير من "شرح الرسالة التدمرية" للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، حفظه الله، ص83.
ومن صور قياس الشول أيضا:
قول المكيف أو المؤول الذي ألزم نفسه بلوازم التكييف الباطلة ابتداء فأول انتهاء، قوله في باب الصفات الإلهية الغيبية:
كل ما قامت به الصفات فهو جسم: فهذه مقدمة صغرى.
و: كل جسم مركب: فهذه مقدمة كبرى.
فتكون النتيجة: كل ما قامت به الصفات فهو مركب، فالتزموا نفي الصفات أو تأويلها فرارا من شبهة التركيب.
وقوله: كل مستو على مخلوق فهو مفتقر إليه، فيلزم مثبت الاستواء من تلك الكلية الجامعة أن الله عز وجل: مفتقر إلى العرش إذ هو مستو عليه، فلزم نفي صفة الاستواء تنزيها للرب جل وعلا.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض الرد على هذا اللازم الباطل الذي تولد من قياس شمول فاسد:
"ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء".
فهو غني عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير إليه ولهذا لم يكن ما وصف الله به نفسه مماثلا لصفات المخلوقين كما لم تكن ذاته كذوات المخلوقين فهو مستو على عرشه كما أخبرنا عن نفسه مع غناه عن العرش.
والمخلوق المستوي على السرير أو الفلك أو الدابة لو ذهب ما تحته لسقط لحاجته إليه والله غني عن كل ما سواه وهو الحامل بقدرته للعرش ولحملة العرش". اهـ
"الجواب الصحيح"، (2/ 295، 296).
ويقول في "الرسالة التدمرية":
"ثم قد علم أن الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض، ولم يجعل عاليه مفتقرًا إلى سافله، فالهواء فوق الأرض، وليس مفتقرًا إلى أن تحمله الأرض والسحاب، أيضًا فوق الأرض وليس مفتقرًا إلى أن تحمله، والسموات فوق الأرض، وليست مفتقرة إلى حمل الأرض لها، فالعلي الأعلى رب كل شيء ومليكه إذا كان فوق جميع خلقه: كيف يجب أن يكون محتاجًا إلى خلقه، أو عرشه؟ أو كيف يستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار، وهو ليس بمستلزم في المخلوقات؟ وقد علم أن ما ثبت لمخلوق من الغنى عن غيره، فالخالق سبحانه وتعالى أحق به وأولى". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك أيضا: قياس نعيم الآخرة على نعيم الدنيا لمجرد الاشتراك في الأسماء: اشتراك المتواطآت في معانيها الكلية، فينفي المستدل كثيرا من هيئات ذلك النعيم الغيبي قياسا على هيئات النعيم المشهود، فالأول قد بلغ الغاية من الكمال، والثاني لا ينفك عن نقص ينغص على صاحبه.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في: "الرسالة التدمرية":
"فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عما في الجنة من المخلوقات: من أصناف المطاعم والملابس والمناكح والمساكن، فأخبرنا أن فيها لبنًا وعسلًا وخمرًا وماء ولحمًا وحريرًا وذهبًا، وفضة وفاكهة، وحورًا وقصورًا، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: [ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء] وإذا كانت تلك الحقائق التي أخبر الله عنها هي موافقة في الأسماء للحقائق الموجودة في الدنيا وليست مماثلة لها، بل بينهما من التباين ما لا يعلمه إلا الله تعالى". اهـ
فيقال إجمالا بأن السمة الغالبة على البحث المنطقي:
إهمال استعمال قياس التمثيل والغلو في تقرير الكليات الذهنية التي يدل عليها قياس الشمول، وذلك، أيضا، رد فعل لغلو السفسطائية في إنكار الحقائق الخارجية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك إجمالا.
وقياس التمثيل هو، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، الأقرب للعقل والفطرة، وهو الذي جاء به الوحي المنزل.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض ترجيح قياس التمثيل على قياس الشمول:
"وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ "قِيَاسَ التَّمْثِيلِ" أَبْلَغُ فِي إفَادَةِ الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ مِنْ "قِيَاسِ الشُّمُولِ" وَإِنْ كَانَ عِلْمُ قِيَاسِ الشُّمُولِ أَكْثَرَ فَذَاكَ أَكْبَرُ فَقِيَاسُ التَّمْثِيلِ فِي الْقِيَاسِ الْعَقْلِيِّ كَالْبَصَرِ فِي الْعِلْمِ الْحِسِّيِّ وَقِيَاسُ الشُّمُولِ: كَالسَّمْعِ فِي الْعِلْمِ الْحِسِّيِّ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْبَصَرَ أَعْظَمُ وَأَكْمَلُ وَالسَّمْعَ أَوْسَعُ وَأَشْمَلُ فَقِيَاسُ التَّمْثِيلِ: بِمَنْزِلَةِ الْبَصَرِ كَمَا قِيلَ: مَنْ قَاسَ مَا لَمْ يَرَهُ بِمَا رَأَى. وَقِيَاسُ الشُّمُولِ يُشَابِهُ السَّمْعَ مِنْ جِهَةِ الْعُمُومِ". اهـ
وذلك التقرير المنطقي النظري لقياس الشمول في معرض إثبات الأحكام وهو الغالب على أصحاب المنهج الاستنباطي هو: ما نقضه أصحاب المنهج الاستقرائي إذ استعملوا قياس التمثيل لرصد الأمثلة خارج الذهن فيما يصح عمل العقل فيه من المشهودات الكونية، فبمجموع تلك المشاهدات توضع القواعد الكلية التي تشكل المقدمة الكبرى في قياس الشمول، فلا توضع القاعدة أولا: وضعا تجريديا مطلقا بلا أمثلة في عالم الشهادة ثم يبحث لها عن دليل، فذلك من التحكم بما لا يخفى، وهو يشبه إلى حد كبير طريقة الشافعية، رحمهم الله، في تدوين الأصول، بخلاف الأحناف، رحمهم الله، الذين عنوا بالنظر في الفروع استقراء قبل استنباط القاعدة الكلية الجامعة للأفراد، وإن لم يخل عملهم من نوع تكلف في الاتجاه المضاد لطريقة الأولين.
فالأمثلة في المنهج الاستقرائي عمدة في تقرير القواعد، إذ يأخذ الذهن منها، كما تقدم، كليات مطلقة، وإن لم تكن متساوية، فلا يوجد فردان من نوع واحد متساويان من كل وجه، وإلا صارا فردا واحدا، وهذا من المحال بمكان.
فالمشاهدة أمر قد سبق المسلمون، رواد العلم التجريبي في القرون الوسطى، سبقوا به العقلية الأوروبية فكان الإسلام يحض على النظر في الآيات الكونية التي توجد خارج الذهن مبثوثة في أرجاء الكون، وكانت المعركة في الطرف الآخر قائمة بين من ينكر وجود هذه الأمثلة ابتداء، فينكر التعريف بالمثال، إذ به تثبت الأعيان في الخارج، ولا حقيقة عنده لأي شيء!، بل الأمر نسبي، ومن غلا في تقرير الموجودات خارج الذهن حتى أثبت كليات مطلقة خارج الذهن، فمن غلو في إنكار حقيقة الأشياء إلى غلو في إثباتها جوز وقوعها خارج الذهن مع كونها مطلقة بشرط الإطلاق!.
&&&&&
والحاصل أن:
1_ قياس الشمول هو المطرد في كلام الفلاسفة على حد الغلو في مقابل الجفاء في قياس التمثيل لدرجة إبطاله وإبطال التعريف بالمثال خارج الذهن، وذلك أمر يضاد الفطرة التي تستدل على حكم الشيء بحكم نظيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ وأن قياس التمثيل هو الأليق بالبحث العقلي الصحيح في الطبيعيات: محل بحث العقول الصريحة، فهو يفيد تصديقا صحيحا وعلما جازما بحكم النظائر المشاهدة، وهو الذي جاء به الوحي، فكان ذلك حجر أساس الصرح العلمي الشامخ الذي أقامه المسلمون في باب العلم التجريبي في وقت كانت الكنيسة فيه مغلولة العقل بمقررات الفلسفة اليونانية النظرية البحتة: غامضة المبنى، صعبة المعنى، قليلة الجدوى في الإلهيات والطبيعيات لانشغالها بتقرير البدهيات، بل استعمالها في الإلهيات قد أدى إلى ضلال كثير من الأذكياء فيها وهو أمر لم يسلم منه المتكلمون المسلمون.
3_ وأن كلا القياسين في الإلهيات والسمعيات باطل إذ لم يدرك العقل كنه وصف الرب، جل وعلا، أو كنه الغيب ولو كان مخلوقا كنعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، لم يدرك العقل ذلك ليقيسه على وصف المخلوق الحادث أو ليدرجه في كلية جامعة استنبطها العقل من عالم الشهادة المخلوق، فيستوي الغيب والشهادة باندراجهما تحت جنس واحد، وذلك باطل عقلا إذ فيه التسوية بين متباينين: غائب غير مدرك الكيف، وشاهد مدرك الكيف بالحس الظاهر.
4_ وأن البحث العقلي النافع في هذا الباب:
البحث في الطبيعيات على سنن ما قرره الوحي من النظر والتأمل في الآيات الكونية خارج الذهن، وقياس النظير على نظيره وفق ما قرر العقل الصريح الذي جاء النقل الصحيح مزكيا له شاهدا بصحة قياسه.
والتوقف في الإلهيات عند حد:
الاشتراك المعنوي الذي تكون الكلية الجامعة فيه: معنوية لا يلزم من إثباتها تكييف أو تمثيل لامتناع التشبيه أو التمثيل بوقوع الشركة فيها، فإثباتها، كما تقدم، حتم لازم لفهم معاني النصوص: إلهية كانت أو طبيعية.
وقياس أوصاف الخالق، جل وعلا، على أوصاف المخلوق قياس أولويا وهو المثل الأعلى الذي جاء التنزيل بتقريره في نحو قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فقاس إعادة الخلق على بدايته قياسا أولويا، إذ من أنشأ إبداعا من العدم قادر من باب أولى على إعادة الخلق على مثال سابق.
وجاء به التنزيل في نحو قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
فإن كان ذلك ممتنعا بين المالك الأرضي وملك يمينه فلا يشركه في رزقه، ولا يخشاه بداهة، فهو ممتنع من باب أولى بين الملك، عز وجل، الذي له تمام المِلك والمُلك للأعيان فيتصرف فيها كيف شاء بمقتضى أوصاف كماله، وبين خلقه وإن كانوا على أعظم قوة وأكمل هيئة وأعلى منزلة كالملائكة والنبيين، على حد قوله تعالى: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، فكيف بتلك الأصنام والأوثان التي جعلتموها شريكة له في ملكه وحكمه الكوني منازعة له في حكمه الشرعي، مادية كانت أو معنوية، وهي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عن عابديها شيئا، بل هي مخلوقة لبشر مثلكم، أو صادرة من عقول تحاكي عقولكم بل قد تكون أقل علما وأفسد قياسا؟!.
فضلا عن أنواع من القياس كـ: قياس الطرد والعكس في كل نصوص الوعد والوعيد فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص من نزلت فيهم، وإن كان دخولهم في عمومها أقوى من دخول غيرهم فيه، فدخول السبب في العام الوارد عليه: دخول قطعي لا يقبل التخصيص بخلاف دخول بقية الأفراد فهو: دخول ظني يقبل التخصيص، وإن استوى الكل في الحكم، فالعام يشملهم جميعا شمولا واحدا، أو شمولا بالنص لمن نزلت فيه، وقياسا عليه: قياس طرد، فكل من تحققت فيه علة الوعد من تصديق وامتثال أو الوعيد من تكذيب وعصيان، فهو ملحق بالصورة المنصوص عليها: إلحاق الفرع بأصله في الحكم فذلك الطرد، وكل من لم تتحقق فيه العلة، فالنص قد دل بمفهومه على تخلف الحكم في حقه، بل يثبت له ضده، فيثبت ضد الوعد إذا لم تتحقق علته وتحققت علة ضده من التكذيب
(يُتْبَعُ)
(/)
والعصيان، ويثبت ضد الوعيد إذا لم تتحقق علنه وتحققت علة ضده من التصديق والطاعة، وهذا أمر مطرد في كل وعد أو وعيد، فـ: (اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ): فكل من تحققت فيه علة المحبة من وصف الإحسان فهو داخل في حكمها طردا أو منطوقا، وكل من تخلفت في حقه علة المحبة وقامت به علة ضدها من البغض وهي: وصف الإساءة، فله ضد حكمها من البغض عكسا أو مفهوما.
وقد استعمله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث أبي ذر، رضي الله عنه، وفيه: "قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا"، فأثبت ضد الحكم بثبوت ضد العلة، فإن وضعها في حرام كان عليه فيها وزر فذلك الطرد، وإذا وضعها في الحلال كان له أجرا، فذلك العكس.
وتتبع مواضع الحذف في الكتاب العزيز لدلالة السياق على المحذوف، تظهر فيه صور من التسلسل العقلي البديع في إيضاح المعاني على أكمل الوجوه بأوجز المباني.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فَلِهَذَا كَانَتْ الْأَمْثَالُ الْمَضْرُوبَةُ فِي الْقُرْآنِ تُحْذَفُ مِنْهَا الْقَضِيَّةُ الْجَلِيَّةُ لِأَنَّ فِي ذِكْرِهَا تَطْوِيلًا وَعَيًّا وَكَذَلِكَ ذِكْرُ النَّتِيجَةِ الْمَقْصُودَةِ بَعْدَ ذِكْرِ الْمُقَدِّمَتَيْنِ يُعَدُّ تَطْوِيلًا. وَاعْتُبِرَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} مَا أَحْسَنَ هَذَا الْبُرْهَانَ فَلَوْ قِيلَ بَعْدَهُ: وَمَا فَسَدَتَا فَلَيْسَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَكَانَ هَذَا مِنْ الْكَلَامِ الْغَثِّ الَّذِي لَا يُنَاسِبُ بَلَاغَةَ التَّنْزِيلِ وَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ تَأْلِيفِ الْمَعَانِي فِي الْعَقْلِ". اهـ
وقال في معرض بيان الوسيلة القرآنية:
"فَإِنَّ الْوَسِيلَةَ الْقُرْآنِيَّةَ قَدْ أَشَرْنَا إلَى أَنَّهَا فِطْرِيَّةٌ قَرِيبَةٌ مُوَصِّلَةٌ إلَى عَيْنِ الْمَقْصُودِ وَتِلْكَ، (أي: المنطقية) قِيَاسِيَّةٌ بَعِيدَةٌ؛ وَلَا تُوَصِّلُ إلَّا إلَى نَوْعِ الْمَقْصُودِ لَا إلَى عَيْنِهِ". اهـ بتصرف
وقال في "دقائق التفسير":
"ومن محاسن لغة العرب أنها تحذف من الكلام ما يدل المذكور عليه اختصارا وإيجازا لا سيما فيما يكثر استعماله".
فالاختصار لدلالة السياق على المحذوف اقتضاء جار على الأصول العقلية الصريحة.
فضلا عن دلالة السبر والتقسيم وهي استقراء عقلي بديع لأوجه القسمة العقلية في معرض استنباط العلة، أو تقرير حكم المسكوت عنه باستقراء أحكام المذكورات، فيثبت له ضدها، كما في قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ)، فلما استوفى السياق شطرين من القسمة الثلاثية، دل السياق بمفهومه على دلالة الشطر الثالث المحذوف، فللمسألة ثلاثة أوجه عقلية: أن يكونوا قد خلقوا من غير شيء، أو يكونوا هم الخالقين، أو يثبت أنهم كغيرهم مخلوقون مربوبون لله عز وجل. فأبطل التنزيل الاحتمالين الأولين، وسكت عن الثالث لبداهته فهو المكمل للقسمة العقلية الثلاثية آنفة الذكر.
وتتبع مواضع الحذف إيجازا في التنزيل زاد نافع في هذا الباب الجليل.
والنبوات قد كفت وشفت في هذا الباب كفايتها وشفائها في كل مسائل الدين: أصولها وفروعها فأغنت متبعها بكمال علومها عن الحاجة إلى أي علوم أخرى في معرض تقرير الإلهيات التي تحصل بها السعادة في الدار الأولى والنجاة في الدار الآخرة، فنسبة علومها، كما يقول بعض أهل العلم، إلى بقية العلوم: كنسبة غير المتناهي إلى المتناهي، فإنها أتت بأخبار وأحكام لا يستقل العقل البشري بدركها لقصور قواه المخلوقة عن ذلك.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:35 ص]ـ
ومن تعريفات الفلسفة:
تعريف ابن سينا للفلسفة بقوله: "هي الوقوف على حقائق الأشياء كلها على قدر ما يمكن الإنسان أن يقف عليه".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الوصول إلى حقائق الطبيعيات مع كونها مشاهدة مدركة بالحس الظاهر أمر اعترف علماء الطبيعيات باستحالته على وجه التحديد فليس ثم إلا التقريب، ودراسة كائن كالإنسان بكل ملكاته الجسدية والنفسية المعقدة خير شاهد على ذلك، فلا زالت آيات الرب، جل وعلا، فيه تتبدى يوما بعد يوم، على حد قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، فجاء الفعل على حد المضارعة المصدرة بالسين التي تمحضه للمستقبل القريب مئنة من تجدده.
وتعريف بعضهم الفلسفة بأنها: "معرفة الإنسان نفسه".
وتلك معرفة نسبية إذ تتباين مع كون محل البحث فيها مدركا بالحس وهو الإنسان، فالعقول التي تبحث متباينة، وأدوات البحث تختلف باختلاف العصور ومدى التقدم التقني الذي بلغته، فلا تتلقى الحقائق على سبيل الجزم إلا من النبوات لمكان العصمة المؤيدة بالوحي، فموضوع النبوات الرئيس: الإلهيات، إذ هي مما لا يقبل التفاوت في نفس الأمر فالحق فيها واحد لا يتعدد، وإن تفاوتت العقول في إدراكه فذلك لا يعني تعدده في نفس الأمر بل كل مكلف يدرك من العلم بقدر طاقته العقلية سواء أكان ذلك في الغيبيات أم في الطبيعيات ومن رحمة الله عز وجل أن جعل أصل الاعتقاد المنجي واحدا تتساوى في إدراكه جميع عقول المكلفين فلا يحصل التضارب العقلي بين أبناء البيت الواحد في تفسير معنى الشهادتين وإن عجزت الألسنة عن حدها حدا علميا دقيقا على طريقة أصحاب الحدود الجامعة المانعة، فكلٌ يدرك أن الرب جل وعلا واحد متصف بصفات الكمال المطلق وهو الرب الرازق المحيي المميت وقد أمرنا بعبادته على وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الوحي قرآنا وسنة ولا تجد مثل هذا الإحكام والبساطة في نفس الوقت في بقية مقالات الأمم فإنها لا بد أن تحوي تأويلات متكلفة لأقوال يكفي لإبطالها فرضها عقلا فمجرد العلم بها وبلوازمها كاف في الجزم ببطلانها ولعل مقالة التثليث التي تخالف كل البدهيات العقلية خير شاهد على ذلك ولا يشفع لأصحابها الزعم بأن الإيمان لا يكون إلا بتمام التسليم، فتلك دعوى مدخولة من جهتين:
من جهة أن التسليم إنما يكون لنص صحيح النقل ولا إسناد لتلك المقالة بل إن الثابت أنها إنما فرضت على طوائف النصارى جبرا بحد السيف في مجمع "نيقية" سنة 325 هـ، بعد رفع المسيح عليه السلام بنحو ثلاثة قرون!، فليس لها حظ من النقل.
ومن جهة أن العقل يسلم لما يحار في كيفه لا بما يحكم بقياسه الصريح باستحالته، فالرسل عليهم السلام قد أتوا بما حارت فيه العقول لا بما أحالته، فلا يعارض الوحي الصحيح العقل الصريح، وإنما يزكيه: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، فتلاوة الآيات: نقل صحيح، والتزكية معنى عام يشمل سائر المحسوسات والمعقولات والعقل الصريح منها، فالنقل الصحيح مزك له، فتزكية الوحي: تزكية أديان وأبدان، تزكية قلوب وعقول، ولا يمكن أن ينقض النقل الصحيح قياس العقل الصريح إذ كلاهما من الرب جل وعلا، فمن خلق العقل هو الذي أرسل إليه رسول النقل ليزكيه لا ليبطل عمله بتعليق نجاته على قبول ما ينكره قياسه الصريح الذي ركب فيه، وذلك أكبر دليل على كون النبوات عموما والنبوة الخاتمة خصوصا هي أفضل طريق للمعرفة الصحيحة، إذ لم تحقر من شأن العقل، ولم تخض معركة كتلك التي خاضتها الكنيسة مع المنهج التجريبي الذي أرسى قواعده العلماء المسلمون ولم تحتج إلى محاولات توفيقية هي عند التحقيق تلفيقية بين الوحي والعقل الصريح، فإن التلفيق إنما كان لأن أصحابه راموا الجمع بين العقل الأرسطي والنقل النبوي، لا بين العقل الصريح والنقل الصحيح، وأرسطو اعتمد العقل دليلا أوليا في باب الإلهيات مع أنه لا يدركه أصلا إلا على سبيل الإجمال فلا بد له في البيان من توقيف الوحي، بل إنه في عالم الشهادة يفتقر إلى التوقيف في غيوب جزئية فلا يعلم ما يجري في مكان غير مكانه إلا بخبر صادق، فكيف بالإلهيات أشرف وأعظم مسائل الغيب التي جلت عن إحاطة العقول بها في عالم الشهادة، بل إن
(يُتْبَعُ)
(/)
إدراكها لها في دار المقامة جزئي فلا يدرك كمال الرب، جل وعلا، على حد الإحاطة الكلية مخلوق: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فتراه العيون كرامة ولا تحده.
والشاهد أن الإسلام بوسطيته المعهودة في كل تقريراته العلمية والعملية يقف بين طرفي:
الكنيسة المزدرية للعقول إلى حد إجبارها بسلطانها الكهنوتي على التصديق بالمحالات.
والعلمانية المعظمة للعقول التي سوغت لها الخوض فيما وراء الطبيعيات بمعزل عن النبوات التي لا يكون غيب صحيح إلا من قبلها فهي، كما تقدم، الحكم الفصل بين العقول المتباينة عند وقوع النزاع بينها.
وعرفها آخرون بأنها: "علم الأشياء الأبدية الكلية من حيث الماهية والعلة بقدر الطاقة الإنسانية".
فجمع هذا التعريف بين أمرين لا تستقل ببيانهما إلا النبوات فمقتضاه أعسر على العقل من التعريف السابق، فليس الأمر تصورا علميا للماهية فحسب بل هو حكم عملي يستنبط من النظر في علل الأشياء، وذلك أمر، كما تقدم مرارا، يمكن حصوله في الطبيعيات مع ما فيه من تفاوت فهو نتاج عقلي يقبل النقض والمعارضة فليس وحيا معصوما لا يحتمل الخطأ، على حد وحي الكنيسة التي أقحمت نفسها في كل صغيرة وكبيرة في البحث العقلي الأوروبي فعطلته عن العمل قرونا كانت الريادة العلمية فيها للإسلام، بإيمانه بوحي صحيح في الإلهيات وعمله بعقل صريح في الطبيعيات فلم تصبه تلك الازدواجية العلمية بين علوم الدين والدنيا التي أصابت لوثتها العلمانية المعاصرة فلا يكون دين إلا حيث لا علم، ولا يكون علم إلا حيث لا دين!، ولذلك لم تتعرض النبوات للطبيعيات إلا لماما فتركت للعقل حرية البحث فيها ضمن أطر كلية شرعية وأخلاقية تضبطها فليست أطرا منهجية تحدد طريقة البحث وأدواته ....... إلخ، فذلك مما استقل به العقل فهو من لازم خلافته في الكون فلا بد أن يستنبط قواه ويوظفها في تحقيق الغاية من وجوده في هذه الحياة، غاية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فالأطر الكلية كما تقدم شرعية لا يمكن للعقل أن يبحث خارجها وإلا صار بحثه وإن حقق طفرة تقنية رهيبة: وبالا عليه إذ لم يعرف الهدف منه، على حد ما قال وزير الثقافة الفرنسي في الحضارة المعاصرة، كما ينقل بعض الفضلاء المعاصرين عنه، بأنها أول حضارة في تاريخ البشرية ليس لها هدف!، مع أنها أرقى الحضارات البشرية من جهة التقدم التكنولوجي، ولكنها في نفس الوقت من أبعد الحضارات عن مقررات النبوة.
وعرفها الرواقيون أصحاب المنهج التجريدي بأنها: "معرفة الأمور الإلهية والإنسانية".
ولما كان القوم صفرا من النبوات، صارت تلك المعرفة في حقهم: معرفة مجملة تفتقر إلى الوحي المبين، كما اعترف بذلك كبار الفلاسفة الإسلاميين كابن رشد الحفيد، رحمه الله، فهو ممن خاض في علوم الأوائل وبسط القول في شرح مقررات الفلسفة الأرسطية، ثم لم يزد أن قال في "تهافت التهافت" كما نقل عنه شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله: "وَمَنِ الَّذِي قَالَ فِي الْإِلَهِيَّاتِ شَيْئًا يُعْتَدُّ بِهِ؟ ". فهي، كما تقدم مرارا، خارج نطاق البحث العقلي إلا على سبيل التسليم والانقياد للوحي المعصوم فتكون له عضدا في توكيد المعاني الإلهية التي جاء بها لا في تأسيسها بمعزل عنه.
وعرفها آخرون بأنها: "العلم بحقائق الأشياء، والعمل بما هو أصلح".
فذلك أيضا تعريف يشمل جانبي: التصور العلمي على حد اليقين، والحكم العملي على حد الصلاح، ولا يمكن، كما تقدم، أن يستقل العقل بدرك ذلك، لا سيما في الإلهيات والشرعيات، لتباين أقدار العقول، فإن النزاع بينها في معرفة الصلاح على وجه التفصبل واقع لا محالة، وتباين الدساتير الأرضية خير شاهد على ذلك، فالفلاسفة في أمة من الأمم يرون المصلحة في حكم بعينه يخالفهم فيه فلاسفة أمة أخرى، ربما كانت مجاورة لها، إذ التصور مختلف تبعا لاختلاف مصادر التلقي عند كليهما، وهكذا تتعدد مصادر التلقي فتتعدد فرعا عنها التصورات فتتعدد فرعا عنها الأحكام، وكل عقل يحسن ويقبح، فإذا صح عقلا وحسا وقوع ذلك التناقض المفضي إلى الاضطراب لزم التحاكم، كما تقدم، إلى حَكَم عدل قد شهد له حتى أعداؤه بالفضل والكمال،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفلاسفة على ما هم عليه من ضلال في تقرير النبوات التي جعلوها ملكة مكتسبة مقرون بأن أعدل النواميس هو: ناموس النبوات عموما والنبوة الخاتمة خصوصا، فلا يجد المكلف، كما تقدم، في مواضع كثيرة، غضاضة من تصديق أخبارها الغيبية وامتثال أحكامها الشرعية.
وعرفها بعض الفضلاء المعاصرين بقوله:
"كل تفكير عقلي خالص مجرد كلي نظري في قضية من قضايا الوجود أو المعرفة أو القيم".
فهو تفكير عقلي استنباطي لا عملي استقرائي، فإن العالم التجريبي يستعمل في بحثه أدوات أخرى غير العقل، إذ مجال بحثه: الطبيعيات التي يستلزم رصد ظواهرها المحسوسة آلات ميكانيكية، بخلاف الفيلسوف الذي يبحث في الكليات النظرية، فميدان بحثه لا يتطلب رصدا لظواهر كونية، وإنما ينظر في أمور مجردة.
وهو يدعي قدرته على الوصول إلى حقائق الأشياء بهذه الدراسة التجريدية بخلاف العالم التجريبي الذي يقف على ظواهرها بالرصد والتحليل، وهي دعوى تردها حيرة كثير من الفلاسفة لا سيما فيما وراء الطبيعيات من الإلهيات كما تقدم من كلام ابن رشد، رحمه الله، وهو ممن خبر أقوال الفلاسفة، فله من الدراية بها ما ليس لغيره.
والتعريف يشمل نطاقات بحث الفيلسوف:
الوجود: وهو يشمل القضايا العقدية من قبيل وجود الله، عز وجل، وصفاته ...... إلخ من مباحث الإلهيات التي لا تتلقى إلا من قبل الوحي كما تقدمت الإشارة إلى ذلك مرارا.
والمعرفة: فتقدم نظريات للمعرفة لا يمكن أن تصل إلى درجة اليقين لا سيما فيما وراء الطبيعيات، فالنبوات، أيضا، أمكن منها في هذا النطاق فمدارك اليقين فيها أصح وأكثر.
والقيم أو الأخلاق: وهي التي تندرج تحت ما عرف بـ: (الحكمة العملية)، وتتسع دائرتها لتشمل سياسة الأمم، فالأخلاق سلوك عملي خاص، والسياسة: سلوك عملي عام يضبط علاقات الأفراد داخل الجماعة الواحدة، ويضبط علاقات الجماعات الإنسانية مع بعضها البعض.
وكلها، كما تقدم، نطاقات كلية لا يمكن للعقل البشري أن يستقل بتقريرها إذ لو صح ذلك لصح استغناؤه عن النبوات.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح":
"وأما العقليات فإنما يعظم كلام هؤلاء الفلاسفة في العلوم الكلية والإلهية من هو من أجهل الناس بالمعارف الإلهية والعلوم الكلية إذ كان كلامهم في ذلك فيه من الجهل والضلال ما لا يحيط به إلا ذو الجلال وإنما كان القوم يعرفون ما يعرفونه من الطبيعيات والرياضيات كالهندسة وبعض الهيئة وشيئا من علوم الأخلاق والسياسات المدنية والمنزلية التي هي جزء مما جاءت به الرسل واليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل أعلم من هؤلاء بالعلوم الإلهية والأخلاق والسياسات فضلا عما وراء ذلك"
فعلوم الأنبياء عليهم السلام ولو بعد تبديلها أصح من علوم أولئك التي لا أثر للنبوات فيها، فما ظهرت فيه آثار نبوة ولو باهتة خير مما لا أثر للنبوة فيه ابتداء، وذلك من بركة النبوة إذ كلما اقترب المستدل منها كلما كان تصوره أصح وحكمه أدق.
والشاهد مما تقدم أنه: لا يمكن الاعتماد على العقل في تقرير الإلهيات والحكميات على سبيل الاستقلال إذ قد فشل فيما هو أهون من ذلك فلم يستطع إدراك حقائق الطبيعيات على حد الجزم واليقين، وإنما علمه بها يتغير يوما بعد يوم فكيف يؤمن جانب من هذا حاله في تلقي أمر مصيري كالعقود الإيمانية القلبية والأحكام الشرعية العملية والأخلاق والسياسات، فلازم ذلك تبدل الشرائع تبعا لمقررات معامل البحث التي تطل علينا كل يوم بالجديد!.
والخلط بين الإلهيات والطبيعيات وتصور استقلال العقل في الإلهيات فرعا عن نبوغه في الطبيعيات فيأنف أن يخضع لمقررات الوحي إذ قد بلغ الذروة في أمور الكون مع أنه عند التحقيق لم يصل إلى الحقيقة المطلقة، ذلك الخلط هو الذي أغرى العقل باقتحام دائرة اختصاص الوحي فنازعه الحكم والتشريع لمجرد أنه نجح في دائرة اختصاصه، فلو وفر طاقاته لها لكان خيرا له من أن يبددها فيما لا مطمع له في دركه على سبيل الاستقلال من أمر الوحي فهو، كما تقدم مرارا، خارج نطاق عمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والبحث الفلسفي إجمالا: بحث نظري محض يجهد العقل في أمر قليل الجدوى فغايته تقرير البدهيات الضرورية في الرد على منكرها من السفسطائية والعلوم الضرورية لا تفتقر إلى تقرير فهي مما يستدل به لا مما يستدل له، فإذا افتقرت في تحصيلها إلى استدلال، مع أنها هي العمدة في الاستدلال لزم من ذلك بطلان كل النظريات، إذ لا بد أن ترجع العلوم النظرية إلى مسلمات ضرورية تتفق عليها جميع العقول كالقول بأن 1+1 = 2، فإذا أنكر أحد ذلك كان الواجب، كما يقول المحققون من أهل العلم، تعزيره أو علاجه إن كان مجنونا لا حشد الطاقات العقلية لدحض مقالته!، فهي مقالة تهدم أصول الاستدلال النظري فلا تصدر من ذي عقل ابتداء، ولعل مقالة التثليث قد زادت على ذلك واحدا فجعلت: 1+1+1 = 1!، فهي أشد استحالة وأكثر مباينة لقياس العقول الصريحة.
وصدق الإمام الشافعي، رحمه الله، إذ يقول:
"ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس". اهـ
وهو يعني بذلك، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، لسانه الفكري لا اللفظي، فمحل إنكاره طريقته الفلسفية لا اللفظية، فما وقع جهل إلا للعدول عن قياس القرآن العربي إلى قياس اليونان الأعجمي، فأقيسة القرآن قد بلغت، لا سيما في الاستدلال لمسائل الألوهية فرعا عن مقدمات انفراد الباري، عز وجل، بأوصاف الربوبية، قد بلغت حد الإحكام فهي ملزمة للمخالف بأبين لفظ وأوجز سياق، بخلاف القياس الأرسطي الذي يجهد صاحبه في تقرير البدهيات، ثم يتمخض عن أمر قد علمه ابتداء كل ذي عقل صريح!.
يقول الذهبي، رحمه الله، في معرض التعليق على المقالة السابقة:
"هذه حكاية نافعة، لكنها منكرة، ما أعتقد أن الإمام تفوه بها، ولا كانت أوضاع أرسطوطاليس عربت بعد ألبتة". اهـ
وسواء صحت نسبة المقالة إلى الإمام الشافعي، رحمه الله، أو لم تصح فمعناها صحيح.
والفلسفة كأي علم أرضي: يتأثر بالعوامل الاجتماعية التي نشأ فيها فتتباين الفلسفات تبعا لتباين الظروف التي احتفت بنشأتها ففلسفة أفلاطون فلسفة أرستقراطية تأثرت بطبقته المترفة، وفلسفة ديكارت فلسفة ثائرة على هيمنة الكنيسة دعت إلى فصل العلم عن الدين استنقاذا له من براثن الكهنوت، والفلسفة الرواقية الزهدية نشأت في مقابل الفلسفة الأبيقورية الشهوانية وهكذا تصطبغ كل فلسفة بصبغة عصرها.
بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص10.
وذلك مئنة مما تقدم من اضطراب العقول في تعيين وجه الحسن أو القبح تحديدا بمعزل عن النبوات، وذلك أمر لا يجده المستقرئ لتاريخ النبوات فهي مؤثرة لا متأثرة، مطردة الأصول وإن اختلفت الفروع تبعا لحال كل أمة، فليس فيها تناقض كذلك الذي يوجد في المدارس الفلسفية المتعددة، فلكل أصول فكرية تختلف بل قد تناقض بقية المدارس و: (لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 09:08 ص]ـ
وعرفها البعض بأنها: "محبة الحكمة أو إيثارها".
وذلك معنى كلي يشترك فيه عامة العقلاء، فهو كتحسين العقول واستقباحها بما أودع فيها من قوى التمييز المجمل بين الخير والشر، فلا بد لكليهما من شارح يبسط القول في أفرادهما إذ العقول لا تستقل إلا بإدراك المجملات دون الجزئيات التي لا تتلقى إلا من قبل النبوات، فالآخرة: ضرورة عقلية لينال المحسن والمسيء الجزاء، فالثواب والعقاب أمر قد تواتر في كل الأمم، ولو لم تكن ذات رسالة، إذ لا تنفك جماعة عن قوانين تحكمها يثاب فيها المحسن ويعاقب فيها المسيء، ولكن إدراك تلك الضرورة العقلية على حد التفصيل لما يجري في الدار الآخرة هو مما لا قبل للعقل بإدراكه، فليس ثم سبيل إلى المعرفة اليقينية في هذا الباب إلا أخبار الأنبياء عليهم السلام، وأعظم من ذلك أمر الإلهيات، فهي مناط النجاة الذي يتوصل بتصحيحه إلى صلاح الأولى والآخرة، فإن العقل يدركه إجمالا، فيدرك بداهة أن لهذا الكون البديع المتقن إلها قادرا أبدعه، حكيما يدبره، ولكنه لا يستقل بإدراك أوصافه فلا بد له من توقيف الوحي، لا سيما في الصفات الخبرية كالوجه واليد، والصفات الفعلية كالنزول والمجيء، فتلك أمور لا تخرج في باب الدلالات العقلية عن حد
(يُتْبَعُ)
(/)
الممكن في حق الرب، جل وعلا، فليس فيها ما يوجبها أو يحيلها ابتداء، فلا يثبت العقل ولا ينفي حتى يرد نص الشارع، عز وجل، فلما ورد النص بإثباتها، صارت واجبة بعد أن كانت ممكنة، وصارت كمالا مطلقا في حق الرب، جل وعلا، إذ لا يتصف، جل وعلا، بداهة إلا بكل كمال مطلق، فلا يعتري وصفه نقص أو فناء، فهو الأول بالذات القدسية والأسماء الحسنى والصفات العلى وما يصدر عنها من أفعال الكمال، هو الأول بذلك أزلا، وهو الآخر به أبدا، فلما ثبت ذلك جاز للعقل حينئذ أن يعضد النقل، فيثبت الوجه إذ هو وصف كمال في المخلوق، فالله، عز وجل، أولى به، وهو خالق الكمال ومبدعه فلا يكون إلا متصفا به بداهة ......... إلخ من الطرائق العقلية الصريحة التي تلي في الاستدلال المنقولات النبوية الصحيحة، فهذا دور العقل في أمر الغيب: دور العاضد للدين الصحيح لا الناقض بقياس فاسد بزعم مخالفة الوحي للعقل، وهي الإشكالية التي اخترعها الفلاسفة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ثم راموا الجمع بين ما ظنوه متناقضا، فكان ما كان من تقديم القياس المضطرب على النقل المطرد في باب غيبي محض لا يتلقى إلا من قبل السمع كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، وتلك إشكالية انتقلت من الفلاسفة إلى المعنزلة إلى المتكلمين إلى العقلانيين ثم إلى العلمانيين المعاصرين وهم أسوأ سلالة فكرية أنتجها العقل البشري إلى الآن، إذ اتسع نطاق المعارضة ليعم الشرائع العملية بعد أن كان محل النزاع هو الأخبار العلمية، فصار العقل بزعمهم ضد النقل في كل قضية نظرية أو عملية، وذلك فرع فاسد من شجرة خبيثة نمت في ظل طغيان الكنيسة على العقل الأوروبي في قرون أوروبا المظلمة، ولم يكن ذلك، كما تقدم مرارا، كائنا في ظل عدل الرسالة المحفوظة، فخروج العقل الأوروبي على الكنيسة خروج مظلوم مقهور على ظالمه، بخلاف خروج العقل العلماني في الشرق على الشريعة فهو خروج باغ ظالم.
فالفلسفة بهذا التعريف: كليات تفتقر إلى البيان، ولو ترك للأهواء ففلسفة فلان ليست كفلسفة فلان، بل لكل فلسفته الخاصة في الحياة كما يقول أهل زماننا!. ولا يصلح ذلك قانونا عاما يحكم البشر، إذ لا يفصل نزاع الفلسفات الخاصة إلا كتاب منزل.
فذلك مما اختصت به النبوات التي حررت محال النزاع في كل أمور الديانات: علوما وأعمالا، أخبارا وأحكاما، ثم قضت فيها بالحق يقينا بلا شك.
ومن تعريفات الفلسفة أيضا:
"التشبه بأفعال الله تعالى بقدر طاقة الإنسان".
قال الجرجاني، رحمه الله، في "التعريفات":
"الفلسفة: التشبه بالإله بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية، كما أمر الصادق، صلى الله عليه وسلم، في قوله: "تخلقوا بأخلاق الله"، أي تشبهوا به في الإحاطة بالمعلومات والتجرد عن الجسمانيات". اهـ
فهو أمر استند بعض الفلاسفة الإسلاميين في تقريره إلى حديث موضوع نصه: "تخلقوا بأخلاق الله"، فطردوا الأمر في كل صفات الله، عز وجل، مع كونهم نفاة لصفات الباري، عز وجل، فهو عندهم وجود مطلق بشرط الإطلاق وهو أمر عدمي لا وجود له إلا في الذهن فلا ينفك موجود خارجه عن وصف يميزه عن بقية الموجودات، ولله، المثل الأعلى، فإن له من الصفات العلية ما باين به سائر الكائنات العلوية والسفلية.
يقول شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله:
" وَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ: أَنَّ مِنْ غُلَاةِ نُفَاةِ الصِّفَاتِ الَّذِينَ يَسْتَدِلُّونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ عَلَى نَفْيِ الصِّفَاتِ أو الْأَسْمَاءِ، وَيَقُولُونَ: وَاجِبُ الْوُجُودِ لَا يَكُونُ كَذَا وَلَا يَكُونُ كَذَا - ثُمَّ يَقُولُونَ: أَصْلُ الْفَلْسَفَةِ هِيَ التَّشبيهُ بِالْإِلَهِ عَلَى قَدْرِ الطَّاقَةِ، وَيَجْعَلُونَ هَذَا غَايَةَ الْحِكْمَةِ وَنِهَايَةَ الْكَمَالِ الْإِنْسَانِيِّ، وَيُوَافِقُهُمْ عَلَى ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ يُطْلِقُ هَذِهِ الْعِبَارَةَ، وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ اللَّهِ»، فَإِذَا كَانُوا يَنْفُونَ الصِّفَاتِ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَتَخَلَّقُ الْعَبْدُ عَلَى زَعْمِهِمْ؟! ". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذه المقالة تبعة عقدية جسيمة لمن تأملها فإن أرباب الطريق الذين غلوا في مقام الفناء، فانتحلوا مقالة: الفناء الوجودي في ذات الله، عز وجل، وهي مقال أهل الاتحاد، فصارت الفلسفة، وقد امتزجت بالزهد في كلام المتأخرين المترسمين برسم أهل الطريق كالسهروردي المقتول وابن عربي الطائي، صارت محاولة التخلي من أوصاف الخلق والتحلي بأوصاف الحق، فينخلع السالك من أوصاف الخلق الكثيفة إلى أوصاف الحق اللطيفة، وذلك أمر مؤداه الوقوع في الفناء الوجودي، إذ ينخلع صاجبه من مرتبة العبودية ليحاكي مرتبة الربوبية، وذلك أمرقد سرى إليهم، كما تقدم، من مقالة الفلاسفة الذين عرفوا الفلسفة بقولهم: التَّشَبُّهُ بِالْإِلَهِ بِحَسَبِ الطَّاقَةِ.
ولعل قول الجرجاني رحمه الله في آخر تعريفه "والتجرد عن الجسمانيات": يشير إلى الفناء الذي غلا أرباب الطريق في تقريره إذ ينخلع المريد من جسمانيته الكثيفة ليتحد بذات الرب، جل وعلا، اللطيفة، وهو معنى ظاهر البطلان يلزم منه وصف الرب، جل وعلا، بصفات النقص البشرية.
وقاربهم الغزالي، رحمه الله، لما جعل ذلك من باب التخلق لا التشبه، فيتخلق بأوصاف جلال الرب، جل وعلا، في مواضع الجلال، ويتحلى بأوصاف جماله في مواضع الجمال.
قال، رحمه الله، في "إحياء علوم الدين":
"فالذي يذكر هو قرب العبد من ربه عز وجل في الصفات التي أمر فيها بالاقتداء والتخلق بأخلاق الربوبية، حتى قيل تخلقوا بأخلاق الله، وذلك في اكتساب محامد الصفات التي هي من صفات الإلهية العلم والبر والإحسان واللطف وإفاضة الخير والرحمة على الخلق والنصيحة لهم وإرشاداهم إلى الحق ومنعهم من الباطل، إلى غير ذلك من مكارم الشريعة. فكل ذلك يقرب إلى الله سبحانه وتعالى". اهـ
وذلك أمر مجمل يرد عليه أن من أوصاف الرب جل وعلا ما لا يجوز للعبد أن يتصف بها كصفة الكبرياء والعظمة والجبروت، فإن اتصافه بها مع ضعفه مفسد لحاله، والنظر في مآلات طواغيت وجبابرة البشر في كل عصر ومصر خير شاهد على ذلك.
مع أن لقائل أن يقول بأن ذلك قد يصح في مواضع كثيرة، فالكرم من صفات جمال الرب، جل وعلا، التي دل عليها اسمه: "الكريم" دلالة تضمن فهي المصدر له من جهة الاشتقاق اللفظي، والتخلق بهذا الخلق من العباد: ممدوح شرعا، بل لا يكون قيام لهذا الدين إلا بالكرم والشجاعة، كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم، والقوة من صفات جلال الرب، جل وعلا، واتصاف المكلف بها في الحق أمر ممدوح شرعا، بل قد أشارت ابنة شعيب عليه السلام على أبيها أن يستأجر الكليم عليه السلام لما رأته من قوته وأمانته فـ: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، فصح التخلق بأوصاف جمال كالكرم وجلال كالقوة يشترك الخالق، عز وجل، والمخلوق في أصلها أو معناها الكلي المشترك، فليس الكرم كالكرم وليست القوة كالقوة وإن اشتركا لفظا وتواطآ معنى فذلك أمر بدهي إذ بينهما من القدر المشترك ما يدرك به المخاطب مراد المتكلم، ومن القدر الفارق ما بين ذات الرب، جل وعلا، القدسية وذوات المخلوقات الأرضية، وذلك من الأصول التي أشار إليها أهل العلم في هذا الباب الجليل، والشاهد أن ذلك مما يستدل به من أجاز التخلق بأخلاق الله، عز وجل، فهذا وجه صحيح، وهو ما أشار إليه الرازي، رحمه الله، في تفسيره، في معرض الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية تحلي العباد بأوصاف للرب، جل وعلا، فيجوز لهم التحلي بها على الوجه اللائق بذواتهم، للفارق الآنف الذكر بين: ذات الرب جل وعلا، وذوات المربوبين، فمن ذلك قوله:
" ثم قال تعالى: {فاعف عَنْهُمْ واستغفر لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأمر} واعلم أنه تعالى أمر في هذه الآية بثلاثة أشياء: أولها: بالعفو عنهم وفيه مسائل.
المسألة الأولى: أن كمال حال العبد ليس إلا في أن يتخلق بأخلاق الله تعالى، قال عليه السلام: "تخلقوا بأخلاق الله" ثم إنه تعالى لما عفا عنهم في الآية المتقدمة أمر الرسول أيضا أن يعفو عنهم ليحصل للرسول عليه السلام فضيلة التخلق بأخلاق الله". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعفو من صفات الله، عز وجل، التي يجمل بالعبد أن يتحلى بها، فهي صفة جمال لا تزيد صاحبها إلا عزا، كما في حديث أبي كبشة الأنماري، رضي الله عنه، مرفوعا: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عِزا"، ويرد على ذلك أن وصف الأخلاق وصف لم ترد به النصوص، إذ الحديث باطل كما تقدم، والباب توقيفي محض فيتوقف فيه عند لفظ الوحي، فالرب، جل وعلا، أعلم بأوصافه، وما يليق في حقه من الأسماء والأوصاف وما يجوز إطلاقه عليه من الألفاظ.
ويرد عليه أيضا إطلاقه، رحمه الله، في قوله: "كمال حال العبد ليس إلا في أن يتخلق بأخلاق الله"، فذلك الإطلاق لا يصح في الصفات التي اختص بها الرب، جل وعلا، نفسه، كالكبرياء والعظمة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مع أن من المواضع ما يصير فيه الكبر محمودا على حد قول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما رأى أبا دجانة، رضي الله عنه، يمشي مختالا بين الصفين: "إِنَّهَا مِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ إِلا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ".
ولكن تلك مواضع بعينها، فهي بمنزلة الاستثناء من القاعدة فلا يقاس عليها ليصح القول باطراد اتصاف العبد بذلك الوصف الذي هو من أخص أوصاف الرب، جل وعلا، بل هو مقيد بسببه من التقاء الصفين الذي يحسن فيه إظهار العزة إرهابا للعدو، فيدور معه وجودا وعدما، فمنى كان قتال: كان محمودا، ومتى لم يكن كان كبرا مذموما، فلو صح اتصاف العبد به فهو اتصاف مقيد بخلاف اتصاف الرب، جل وعلا، به فهو اتصاف مطلق فله الكبرياء على حد الاستغراق لكل أنواعه لدلالة: "أل" الجنسية الاستغراقية لأنواع ما دخلت عليه.
وقال بعض أهل العلم كابن برجان رحمه الله: إن ذلك إنما يكون بالتعبد إلى الله، عز وجل، بها، فيتعبد بأوصاف جلاله رهبة من وعيده، ويتعبد بأوصاف جماله رغبة في وعده.
قال ابن تيمية، رحمه الله، في "الصفدية":
"ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ............. فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر وللعبد من الصفات التي يحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الرب به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك وهو في كل ذلك كماله في عبادته لله وحده وغاية كماله أن يكون الله هو معبوده فلا يكون شيء أحب إليه من الله ولا شيء أعظم عنده من الله ويكون هو إلهه الذي يعبده وربه الذي يسأله فيتحقق بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين". اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله: الأولى أن يتوقف في ذلك على النص الشرعي، وقد جاء بالدعاء بها، كما في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).، فجاء الأمر مصدرا بالفاء التي أشربت معنى السببية وإن لم تكن نصا فيها، فإذ ثبت أن له الأسماء الحسنى فذلك الخبر من قول الرب جل وعلا، فتأويله من فعل العبد: دعاؤه بها.
يقول، رحمه الله، في "مدرج السالكين" محررا الخلاف بين أهل الحق وأهل الباطل في هذا الباب:
"وهذا موضع يتوارد عيه الموحدون والملحدون:
فالموحد يعتقد أن الذي ألبسه الله إياه هو صفات جمل بها ظاهره وباطنه وهي صفات مخلوقة ألبست عبدا مخلوقا فكسى عبده حلة من حلل فضله وعطائه.
والملحد يقول كساه نفس صفاته وخلع عليه خلعة من صفات ذاته حتى صار شبيها به بل هو هو ويقولون الوصول هو التشبه بالإله على قدر الطاقة وبعضهم يلطف هذا المعنى ويقول بل يتخلق بأخلاق الرب ورووا في ذلك أثرا باطلا: (تخلقوا بأخلاق الله).
وليس ههنا غير التعبد بالصفات الجميلة والأخلاق الفاضلة التي يحبها الله ويخلقها لمن يشاء من عباده فالعبد مخلوق وخلعته مخلوقة وصفاته مخلوقة والله سبحانه وتعالى بائن بذاته وصفاته عن خلقه لا يمازجهم ولا يمازجونه ولا يحل فيهم ولا يحلون فيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا". اهـ
وعرفها بعض آخر بقوله هي: "العناية والقصد إلى إماتة الشهوات".
وهو تعريف يغلب عليه المسلك الزهدي الذوقي الذي غلب على أهل الطريق ومن قبلهم رهبان النصارى ومن قبلهم الرواقيون أصحاب الفلسفات التجريدية التي اشتطت في تقرير الزهد فجعلته رياضات تقتل الشهوات، وليس ذلك مراد الرب، جل وعلا، من عباده، بل ذلك عائق عن القيام بتكليف الخلافة، إذ قد زود الرب، جل وعلا، عباده بتلك القوى لتكون لهم عونا على عمارة الكون لا تخريبه! بالانقطاع عن مباشرة أسباب الصلاح والتخلي والتجرد طلبا للفناء فليس ذلك داخلا في حد التكليف الشرعي إذ لا يطيقه عامة البشر، والتكليف إنما يكون بما يدخل في حد المقدور لدى عامة المكلفين، فالشرائع كلية تعم سائر الأفراد فلا تكون المشقة فيها خارجة عن حد العادة كما وقع في طرائق السالكين الذين خرج بعضهم عن حد العقل، فصير تعذيب النفس برسم التأديب مطلوبا أسمى، فتلك الحكمة التي يفتش عنها.
وحاصل التعريفات جميعا: محاولة بلوغ الكمال العلمي والعملي، وهو أمر رامه أصحاب هذه المدارس من غير طريق الوحي فتشعبت بهم الطرق تبعا لتشعب عقولهم، فبعضهم غلب الجانب العلمي التصوري، وبعضهم غلب الجانب العملي الإرادي، وكمال الطريقة العلمية والعملية إنما يكون في الرسالة السماوية فهي، كما تقدم مرارا، معدن كل علم نافع وعمل صالح.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 09:53 ص]ـ
ومن مسائل هذا البحث:
مسألة الترجمة فهي إحدى روافد المعرفة للعقل المسلم:
فقد بدأت الترجمة في عهد الدولة الأموية، إذ كان العرب بحكم نشأتهم أمة فقيرة من الصناعات الحضرية فكان نشاطهم الإنساني يتوزع بين التجارة والزراعة والرعي، وتلك صناعات لا تحتاج إلى مدونات علمية دقيقة، فليست علوما كونية دقيقة كعلم الكيمياء والفلك والطب ........... إلخ.
ولم يجد المسلمون غضاضة في نقل التراتيب الإدارية من الأمم الأخرى التي سبقتها إلى ذلك، فليس ذلك مما عني الوحي بتقريره، فهو كسائر المصالح المرسلة، لم يشهد لها الشارع، عز وجل، باعتبار أو إلغاء، فينظر فيها إلى المصلحة العامة في ضوء الكليات العامة للشريعة، فتدور معها وجودا أو عدما، وذلك أمر اعتنى به فقهاء الملة حتى صار بنفسه: أصلا من أصول الأحكام، كما عند المالكية، رحمهم الله، ويقاربهم الحنابلة، رحمهم الله، في اعتبار المصلحة المرسلة وإن كانوا دونهم.
وكان عمر، رضي الله عنه، كما روى ابن سعد رحمه الله في الطبقات، أول من دون الدواوين لتوزيع الأَعطيةَ، جمع عطية، من الفيء.
وهو نظام فارسي متقدم يشبه إلى حد كبير نظام السجل المدني المعاصر.
ففي غير الشرعيات: من طبيعيات وإداريات ......... إلخ لم يحجر الإسلام واسعا، طالما وافق المنقول عن الأمم الأخرى كليات الشريعة فلم يصادم أحدها، فالطب، على سبيل المثال، مشروع، ما لم يكن التداوي بمحرم، على تفصيل في ذلك، فتلك كلية جامعة لعلم الطب، لم ينظر فيها الشارع، عز وجل، إلى آحاد العقاقير ليفصل القول في خصائصها واستعمالاتها وأعراضها الجانبية ...... إلخ فذلك من العلوم الطبيعية، ومن علم الصيدلة وصناعة الدواء تحديدا، وهو علم تجريبي يستقل العقل بإدراكه بالنظر في خصائص العقاقير ورصد نتائج التجارب التي يخضع لها الدواء قبل طرحه في الأسواق، واستقرائها لمعرفة فاعلية الدواء .......... وليس ذلك محل النزاع الذي نزل الوحي لتحريره والفصل فيه، فالوحي إنما نزل، كما تقدم في أكثر من موضع، لتقرير مسائل الإلهيات والحكميات، فاستوفى الجانب العلمي والعملي للديانة، وأشار إلى العلوم الكونية إشارة مجملة في معرض التحدي والإعجاز والدعوة إلى التدبر والنظر في الآيات الكونية. فالشريعة قد استوفت الأصول والفروع الدينية بما نصت عليه تصريحا، أو أشارت إليه تلميحا بذكر نظيره، أو تقرير كلية جامعة يندرج تحتها فيصبح عمل الفقيه رد الفرع الحادث، أو النازلة كما يقول الفقهاء، إلى أصله، أو إدراج الجزئي في الكلي الجامع.
ولذلك لم تلق حركة الترجمة في بدايتها معارضة شرعية، فبدأ خالد بن يزيد بن معاوية، رحمه الله، وكان معدودا من العلماء وله مناظرة معروفة مع بعض قساوسة النصارى ظهر فيها قياسه العقلي الصريح في الاستدلال لصحة الخبر بعد ثبوته وهذا كما تقدم مرارا عمل العقل الأصيل في هذا الباب الجليل فهو التالي لنص الوحي فلا يتقدم عليه ولا يزاحمه، بدأ، رحمه الله، بترجمة كتب الكيمياء، وجاء بعده عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، وهو من كبار علماء هذه الأمة، فبث علم ماسرجويه الطبي في الناس بعد أن استخار الله، عز وجل، أربعين يوما، خشية أن ينشغل به المسلمون عن العلوم الشرعية التي كانت لها الصدارة في كل عصور الريادة، حتى في العصور التي ازدهرت فيها العلوم التجريبية، فكان أغلب النابغين فيها من المترسمين برسم الشريعة بخلاف الازدواجية العلمية التي عانت منها أوروبا بعد الثورة العلمانية على الكنيسة فصار علم اللاهوت النظري في واد وعلوم الطبيعة التجريبية في واد آخر وقد صارت هي الرائدة بعد سقوط اللاهوت في درك الخرافة الدينية والطبيعية فقد فرض على العقل الأوروبي خرافات بل محالات ذاتية وهي الازدواجية التي يعاني منها العالم الإسلامي في عصوره المتأخرة لما ركد البحث العلمي ومال المتأخرون إلى التقليد دون إحياء وتجديد حقيقي لعلوم الإسلام الشرعية والطبيعية فالركود قد أصاب كليهما وهو ما أغرى العلمانيين بنقل التجربة الأوروبية بحذافيرها مع اختلاف الحالين وأغرى دعاة التجديد على غير هدى القرون المفضلة بتوسيع دائرة الاجتهاد إلى حد الانفلات بزعم بعث روح الشريعة من
(يُتْبَعُ)
(/)
مرقدها، واستمر الأمر زمن أبي جعفر المنصور، رحمه الله، الذي اهتم بعلوم الطب والفلك، وسار هارون الرشيد، رحمه الله، على دربه في ترجمة الكتب الطبية النافعة، وفي عهده بدأت ترجمة كتب الحكمة الفارسية فكان لأسرة آل برمك، وهي أسرة فارسية الأصل، اتهمت بالشعوبية ومحالة إحياء من اندثر من رسوم حضارة فارس الوثنية، كان لهم دور بارز في ترجمة تلك الكتب التي كان النظر فيها والولع بمقرراتها بذرة فتنة خلق القرآن، فتأثر أصول المعتزلة بالفلسفات الأجنبية ظاهر لمن تأمله، فإن نفي الصفات فرع عن نفي الفلاسفة صفات واجب الوجود الذي جعلوه وجودا مطلقا بشرط الإطلاق فلم يثبتوا إلا ذاتا بسيطة تعلم الكليات دون الجزئيات، وذلك ذريعة إلى نفي العلم الأول، كما قال القدرية الأوائل، والمعتزلة ممن حمل عنهم نفي القدر وإن لم ينفوا العلم الأول فنفوا الكتابة وما بعدها من مراتب القدر: المشيئة والخلق، فضلا عن تأثرهم بمقالة النصارى في نفي القدر ومفهوم الكلمة التي ألزمهم فيها النصارى نفيَ اتصاف الرب، جل وعلا، بصفة الكلام فرارا من تعدد القدماء، وهو ما طردوه في بقية الصفات الإلهية، ومقالة المنزلة بين المنزلتين التي تأثروا فيها بمقالة الفلاسفة في "الوسط الذهبي" ............. إلخ.
وبعد الرشيد جاء المأمون، غفر الله له، وكان تأثره بأخواله من الفرس باعثا له على التوسع في حركة الترجمة مع سعة علمه ونهمته في المعرفة التي حملته على فتح باب الترجمة على مصراعيه بلا ضابط شرعي فصار ذلك باعثا لكثير من العلماء لترجمة كتب الأوائل فالناس على دين ملوكهم!. وكان ذلك الميدان الفكري المفتوح فرصة سانحة للأمم التي قهرها الإسلام بوحيه وسيفه، لكي تدس فيه مادة فساد تنتقم بها منه، لتتحقق سنة الرب، جل وعلا، الكونية في وقوع التدافع بين الحق والباطل، فقد حمل لواء كلٍ فئامٌ من هذه الأمة فتولى كبر الفتنة ابن أبي دؤاد، وتولى كبر إبطالها أحمد بن حنبل، رحمه الله، ولكل زمان ابن أبي دؤاد وابن حنبل، (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
ومن نصائح أحد أحبار النصارى للملك الذي راسله المأمون ليجهز له كتب الأوائل: "جهّزها إليهم، فما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية إلا أفسدتها وأوقعت بين علمائها".
ومن مأثور كلام المأمون في هذا الشأن قوله عن كتاب إقليدس في الهندسة: "من لم يقرأ كتاب إقليدس في الهندسة لا يعد مهندسا ألبتة ..... لأنه أصل الهندسة وهو للهندسة بمثابة حروف الأبجدية للكتابة".
نقلا عن "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص75، 76.
ويقول ابن حزم، رحمه الله، في رسالة "التوقيف على شارع النجاة" في معرض بيان علوم الأوائل:
" ...... وعلم المساحة التي تكلم فيها جامع كتاب إقليدس ومن نهج نهجه، وهو علم حسن برهاني، وأصله معرفة نسبة الخطوط والأشكال بعضها من بعض، ومعرفة ذلك في شيئين: أحدهما فهم صفة هيئة الأفلاك والأرض، والثاني في رفع الأثقال والبناء وقسمة الأرضين ونحو ذلك. إلا أن هذا القسم منفعته في الدنيا فقط. وقد قلنا إن ما لا نفع له إلا في الدنيا فمنفعته قليلة لسرعة انقطاعها، ولأنه قد يبقى المرء في دنياه - طول مدته فيها - عارياً من هذين العلمين، ولا يعظم ضرره بجهلهما لا في عاجل ولا في آجل". اهـ
فتوفر الهمم لدراسة هذه العلوم أمر إيجابي، إذ علوم الهندسة من العلوم الطبيعية النافعة فلا ضير في حملها عمن برع فيها كغالب العلوم الطبيعية في العصر الحديث فإن المسلمين بحاجة إلى نقل كثبر منها إلى بلادهم لمعالجة ما تعانيه مجتمعاتهم من تخلف مدني وتكنولوجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن المأمون لم يكتف بذلك بل توسع، كما تقدم، فنشطت حركة الترجمة بلا ضابط شرعي يميز الخبيث من الطيب. ولا تخلو معظم الأنشطة الإنسانية من تداخل بين الحق والباطل، فإن الحق المحض عزيز، ولذلك كان من كمال التسديد الرباني للعبد وكمال النظر الشرعي: أن يختار إمام المسلمين أو مقدمهم ما يلائم حالهم، فيجعل صيانة الأديان مراده الأول، فإن الدنيا ما بذلت أسبابها إلا حفظا للضروري الأول: ضروري الدين، فما بعده من الضروريات من: نفس ونسل ومال وعقل، عند التدبر والنظر، وإن كان مرادا لذاته من وجه، إلا أنه في حقيقته مكمل للضروري الأول، فحفظ النفس والنسل حفظ للدين الذي لا يقام في الأرض إلا بأفراد وجماعات تعتنقه، وحفظ المال حفظ له إذ لا قيام للدين إلا ببذل المال، فهو عصب الحياة، فبه تستقيم أمور الناس الخاصة والعامة، والفقر الذي يعاني منه العالم الإسلامي الآن هو أحد أسباب الهزيمة الحضارية الرئيسة، فقد تولد منه رقة في الديانة، فسهل على كثير من ضعاف الإيمان الانخلاع من الملة بالكلية طلبا لحظ نفس عاجل، وهو الوتر الحساس الذي يجيد النصارى العزف عليه، فالفقر بئس الضجيع، يصيب العقل بالتغير بل الاختلاط، فيفسد قياسه، فيرتكب الإنسان في سبيل رفعه ما قد يخرجه من الديانة، وليس المعافى كالمبتلى، وإن كان ذلك ليس بعذر معتبر في عين الشرع، ولكن عين الكون قاضية برحمة أولئك وبذل السبب في إعانتهم ماديا ومعنويا، ولو بإنزالهم منزلة المؤلفة قلوبهم!
والشاهد أن المأمون لم يحسن الاختيار لأمته ففتح الباب للغث والسمين، وكان تأثير الغث ظاهرا، إذ ترجمت كتب الإلهيات لأمم وثنية لم تعرف نبوة تعصمها في هذا الباب الخبري الذي لا يتلقى إلا من الوحي كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
ولم تقتصر العدوى على المأمون وحده بل شملت أسرا ذات وجاهة ورياسة في عصره، لا سيما أسرة موسى بن شاكر فقد كان لهم دور كبير في حركة الترجمة مع تقدمهم في علوم الهندسة والفلك، فهم، كما يقول الذهبي، رحمه الله، في تاريخ الإسلام: "الذين تنسب إليهم حيل بني موسى. وقد عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا في طلبها الأموال، وبرعوا في علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل. وكانوا من شياطين العالم، وقد استعان بهم المأمون في عمل الرصد". اهـ بتصرف
فلهم مشاركات نافعة تقبل وأخرى ضارة ترد كسائر من ولج هذا الباب فإنه لم يسلم من لوثة في دينه إلا من عصم الله عز وجل. ولذلك كان لزاما على كل طالب للعلم التجريبي في زماننا، كما يقول بعض أهل العلم المعاصرين، أن يتعلم ابتداء من أمر دينه ما يرد به شبهات المشككين، وما يكون له وقاء من الانبهار بمدنية أوروبا المعاصرة التي تجعل كثيرا من الدارسين يغض الطرف عن انحطاطها الحضاري: الديني والأخلاقي، بل ربما استحسنه ومدحه وشارك في الترويج له كما هو حال العلمانيين أصحاب الشخصيات الفكرية الضعيفة التي تتأثر بأي وافد من الشاطئ الآخر دون نظر أو روية وغالبا ما تقع أذهانهم على كل خبيث مستقذر: وقوعَ الذباب على القيح والصديد فلا يستحسنون إلا أسوأ ما في الحصارة الأوروبية المعاصرة من مظاهر التحلل الموسوم زورا بـ: التحضر.
ويمكن تلخيص أسباب الترجمة فيما يلي:
أولا: حاجة المسلمين لا سيما بعد اتساع رقعة الدولة إلى علوم وصناعات جديدة لم تكن الحاجة إليها، أول الأمر، ماسة فلا تستغني أمة عن جملة من العلوم الطبيعية التي بها صلاح دنياها، فهي من الفروض الكفائية التي يلزم مجموع الأمة النهوض بها لئلا يقع المكلفون في الحرج فمنها ما هو مكمل للضروريات فيأخذ حكمها كصناعة آلات الحرب فهي مكمل لحفظ الدين، والطب فهو مكمل لحفظ النفس والنسل، والشئون المالية فهي مكملة لحفظ المال ...... إلخ، فضلا عن الحاجة الشرعية المباشرة كالحاجة إلى علم الفلك في تحديد مواقيت الصلاة واتجاه القبلة وأوائل الشهور ..... إلخ، وإن وقع نوع إفراط من المتأخرين في الأخذ بالحسابات الفلكية دون الرؤى الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أن المسلمين الأوائل مع كونهم أمة أمية لا عهد لها بدقائق العلوم والصنائع، إلا أنهم كانوا أصحاب ملكات عقلية واسعة مكنتهم من استيعاب سائر العلوم التجريبية مع ما أضافوه إليها من تقريراتهم التي بنى عليها من جاء بعدهم، فلم يكن الوحي عقبة في طريقهم بل قد ألزمهم النظر في سائر الآيات الكونية تقريرا لقضية الألوهية، فتكامل الشرع والكون على نحو لم تعهده الأمم الأخرى.
وقد بالغ بعض الباحثين على غير سنن الإنصاف، فزعم أن المسلمين لم يكونوا إلا أوعية حفظت التراث اليوناني، ثم نقلته إلى الحضارة الأوروبية المعاصرة فليسوا سوى وسيط ناقل ترجم كتب اليونان واختزنها حتى جاء الأوروبي المعاصر ليسترد الأمانة كما هي بلا زيادة أو نقصان!، فلم يكن للمسلمين أي دور بالنقد أو الزيادة وإنما كانوا على رسم التقليد المحض كحال متأخري المذاهب الفقهية الذين يعنون بحفظ الفروع وترديد أحكامها بلا سبر لعللها ولا عناية بمعرفة أدلتها، وإنما استظهار محض وكأن فروع الأئمة وحي متلو وذلك في مقابل طرف آخر أهدر هذه الثروة الفقهية بالكلية فغلا في الجانب الآخر ودعا إلى النظر مباشرة في نصوص الوحي دون الاستعانة بجهود الأئمة الأعلام وذلك مظنة الخطأ في كثير من المواضع لفقد المستدل أدوات البحث التي تستثمر بها الأحكام من الأدلة وتلك لا يتقنها إلا من عكف على تركة المتقدمين من الفقه وأصوله.
يقول أحد المؤرخين الغربيين:
"ولم يمض حين قليل حتى ظهر علماء وأساتذة مسلمون، تمثلوا الثقافة الغربية، وجعلوها جزءا لا ينفصل من ثقافة المسلمين وحضارتهم، وقد نقل كل ذلك فيما بعده إلى الغرب". وقد وصف هذه الثقافة الإسلامية بأنها كانت تمثل الغذاء الأول للعلماء المسيحيين في القرون الوسطى وبأنها تمثل: "لباب الثقافة في أوروبا".
"أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص94.
فتمثل المسلمين للثقافة الغربية الأولى دون الإشارة إلى دورهم في الزيادة والاستدراك عليها لا سيما في العلوم الطبيعية التجريبية، هضم لحقهم، وأبحاث كثير من العلماء المحققين في هذا الميدان خير شاهد على ذلك، وإن كان كثير منهم قد زل في الإلهيات حتى خرج عن دائرة الإسلام بالكلية، والله أعلم بخاتمته، كأمثال الكندي والفارابي وابن سينا ونصير الدين الطوسي، وزير هولاكو الساعي في إزالة رسم الخلافة الإسلامية السنية في بغداد بقتل آخر خلفائها المستعصم العباسي رحمه الله، والرازي، والبيروني، ولم يؤثر عنه، كما ذكر بعض أهل العلم، ما أثر عنهم من شطط والأصل في المسلم السلامة، والزهراوي وابن البيطار، وابن جلجل، والشريف الإدريسي، وابن الصوري، وأبو العباس النباتي، وهم من رواد علم الصيدلة، وابن النفيس، وكان معدودا في طبقات الشافعية فهو من فقهاء الأديان والأبدان، وأسرة آل زهر الأندلسية الإشبيلية، وقد كان لأعمال أحد أبنائها وهو: عبد الملك أثر كبير في تطور الطب في أوروبا فيما بعد، فترجمت مؤلفاته إلى اللغة اللاتينية كـ: "التيسير في المداواة والتدبير"، وله أبحاث دقيقة في وصف التهاب الغلاف الغشائي المحيط بالقلب، وطرائق استخراج حصى الكُلية وهي تدل على مدى التقدم الطبي الذي وصل إليه المسلمون آنذاك لا سيما في الجزيرة الأندلسية المفقودة همزة الوصل بين الشرق بأنواره الساطعة والعرب بظلماته الدامسة في تلك الأعصار. فضلا عن أمثال ابن حزم، رحمه الله، وله عناية كبيرة بعلوم الطب والهندسة مع أنه من علماء الملة الراسخين، وبعده ابن تيمية رحمه الله فهو بنقده للمنطق الأرسطي وانتصاره للمنهج الاستقرائي يعد من علماء الرياضيات المحققين، وابن القيم، رحمه الله، وله عناية بعلم الطب وقد صنف في ذلك كتاب "الطب النبوي" ........... إلخ، وهي قائمة طويلة تشهد لهذه الأمة بالسبق العلمي في الطبيعيات فضلا عن تقدمها في الإلهيات بما اصطفاها الله، عز وجل، به من آخر الرسالات.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن المناخ الفكري الإسلامي لم يمنع غير المسلمين من أهل الذمة من المشاركة في البحث العلمي، فكان لهم دور بارز في حركة الترجمة، بل أكثر الذين شاركوا في الترجمة كانوا من غير المسلمين من أمثال: حنين بن إسحاق، وابنه إسحاق، وابن أخته حبيش وماسرجيس وقسطا بن لوقا وثابت بن قرة وعبد المسيح بن ناعمة الحمصي ومتى بن يونس وعيسى بن زرعة وغيرهم، وهو دور سلبي إذ كان كثير منهم حريصا على تعظيم الحضارة التي ينتمي إليها ليشاركه المسلمون هذا الإعجاب الذي يصرف المسلم بالتدريج عن علوم الملة، حتى آل الأمر في زماننا إلى احتقارها بلسان الحال بل المقال في كثير من الأحيان بعد أن نجح الغرب في نقل عدوى التعارض بين الدين والدنيا إلينا عن طريق جراثيمه المنتشرة في مجتماتنا الإسلامية من علمانيين وأقليات مغرضة تكيد للمسلمين باستمرار وكثير منهم كان من جيل الرواد للعلمانية المعاصرة في الشرق المسلم.
"فليس من المستبعد أن يكون لهؤلاء المترجمين _ الذين كانت أغلبيتهم الساحقة من غير المسلمين _ أهداف خاصة من وراء الترجمة. فلم يكن هؤلاء ممن يعنون بالفكر الإسلامي المتمثل في تلك العلوم العربية الإسلامية التي نشأت حول القرآن والسنة، بل إن اهتمامهم كان متجها إلى تلك العلوم الأجنبية التي بذلوا الجهد في معرفتها والتفوق فيها، ويبدو أنهم أرادوا أن يشاركهم المسلمون الإعجاب بما يعجبون به، وعندئذ لن تكون عنايتهم مقصورة على علومهم الإسلامية وحدها بل سيقاسمها في هذه العناية تلك العلوم الجديدة التي وفدت إليهم عن طريق الترجمة". اهـ
"أصالة التفكير الإسلامي"، ص79، 80.
وكان لهم في المقابل مشاركة إيجابية في العلوم الطبيعية، أثرت البحث العلمي التجريبي في فروع كالطب والهندسة والفلك، بل كان للصابئة من أمثال ثابت بن قرة مشاركة كبيرة في الحساب والهندسة والفلك والطب حتى قال ابن أبي أصيبعة، كما ذكر الذهبي، رحمه الله، في ترجمة ثابت في "تاريخ الإسلام": "لم يكن في زمان ثابت بن قرة الحكيم من يماثله في الطب". اهـ
فلم يمنع الذهبي، رحمه الله، مروقُ ثابت من الديانة أن يثني عليه فيما برع فيه وأن ينقل ثناء معاصريه عليه في ذلك، فالحكمة ضالة المؤمن، والإنصاف الذي اشتهر به الذهبي، رحمه الله، قاض بذكر محاسن المترجم له ولو لم يكن على سنن الهدى.
"والشاهد أن هذه العلوم المترجمة في هذه الحركة العلمية التي ظهرت لدى المسلمين، لا سيما فيما يتعلق منها بالعلوم الطبيعية والرياضية، ولكن هذه العلوم نفسها كانت معروفة لدى شعوب أخرى قبل المسلمين، ثم لم تثمر، مع ذلك، ثمرتها التي ظهرت عند المسلمين، وقد اتصل هؤلاء بالتراث اليوناني قبل المسلمين وأجادوه أكثر منهم غير أن ترقية هذا العلم، وإبداع نماذج الدراسات العلمية، استأثر به المسلمون، فلم يقدر السريانيون، وهم أرقى الشعوب النصرانية في الشرق على أن ينجبوا عالما واحدا يصح مقارنته بالفارابي وابن سينا والبيروني وابن رشد". اهـ
"أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص94.
مع الإشارة إلى ما تقدم من أن محل البحث في هذا الموضع هو ما قدمه أولئك العلماء للبحث العلمي التجريبي، فالنظر إلى الفارابي هو النظر إلى: الفارابي الفلكي البارع لا الفارابي الفيلسوف المارق، فالفارابي في الطبيعات مما ينتفع بعلمه، والفارابي في الإلهيات مما يجب هجره، ولكل مقام مقال، وقد أكد المحققون من أمثال ابن تيمية، رحمه الله، على وجوب الفصل بين أبحاث الفلاسفة عموما والإسلاميين خصوصا في: الطبيعيات إذ لهم فيها كلام نافع، والإلهيات فجل كلامهم فيها ضار يصيب المؤمن بالحيرة والاضطراب.
وتعدى أثر المسلمين من الزيادة بالشرح والتفصيل إلى الزيادة بالابتكار والتطوير فأحدثوا: "تطويرا جوهريا في تلك العلوم كما فعلوا في مجال الرياضيات والفلك، بل أضاف أمثال الخوازمي إلى علم الجبر فروعا جديدة صح معها نسبة هذا العلم إليه، وكذلك فعل أمثال ابن الهيثم مع بطليموس، وعبد اللطيف البغدادي الذي استدرك على على جالينوس في بعض المواضع في علم التشريح وأرجع ذلك إلى اعتماد جالينوس على النقل دون الحس، فمع سعة علمه وقوة حدسه إلا أن علم التشريح علم تجريبي يستفيد الدارس فيه من المباشرة بالحس ما لا يستفيده
(يُتْبَعُ)
(/)
من مطالعة كتبه وإن بلغت الغاية في صحة النقل ودقة الملاحظة.
بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص99، 100.
وتعدى ذلك أيضا إلى النقد الذي وصل على يد ابن تيمية، رحمه الله، إلى النقض! لمقررات الفلسفة الأرسطية النظرية، في تصنيف مستقل هو: "الرد على المنطقيين" فضلا عن أبحاثه في ثنايا مصنفاته الأخرى، فهو من أوائل العلماء الذين نصروا المنهج الاستقرائي في العلوم الطبيعية في مقابل المنهج الاستنباطي الذي قامت عليه الفلسفة اليونانية والذي اعتمدته الكنيسة الكاثوليكية قرونا طويلة فكان سببا رئيسا في تخلف أوروبا في العصور الوسطى، فلم تنهض مدنيا إلا بعد الثورة على الكنيسة ومقرراتها فتبنت مدنية أوروبا الحديثة المنهج الاستقرائي، وهو الذي سبق إليه المحققون من أمثال ابن تيمية رحمه الله أوروبا بقرون فلم يكن نقض أمثال "هيجل" لتلك الفلسفة إلا شعبة من تقريرات ابن تيمية كما أشار إلى ذلك بعض الفضلاء المعاصرين.
ثانيا: دور الخلفاء الكبير في ذلك وقد تقدمت الإشارة إلى طرف منه عند الكلام على دور المأمون في ترجمة كتب الأوائل، فقد أرسل البعثات لاستجلابها، وأنشأ بيت الحكمة لاستيعابها وأنفق بسخاء على المترجمين حتى راجت تلك المهنة في عصره.
ثالثا: المصلحة التي أغرت المترجمين ببذل الجهد الوافر في هذا الميدان، وهي دائرة بين المصلحة الشخصية النفعية إذ كان الخلفاء يغدقون عليهم العطايا والمصلحة الأعظم والأخطر وهي الكيد لمقررات الوحي بمعارضتها بمقررات الفلسفة وصرف المسلمين عن علوم الشرائع إلى علوم الأوائل التي انبهر بها أصحاب البضاعة المزجاة في علوم الملة مع كونهم أصحاب ذكاء جبلي لم يتحل بالزكاء الشرعي، و: (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
رابعا: استيلاء المسلمين على التركة السياسية والثقافية للرومان، مع ما دب في أوصال الأمة الإسلامية بعد استقرار الفتوحات من داء الترف الذي ابتليت به سائر الأمم المنتصرة، فانصرفت همم كثير من أبنائها إلى تحصيل علوم الفلسفة فكان ذلك ترفا علميا زائدا شغل المسلمين عما هو أجدى وأنفع من سياسة الدول والنظر في العلوم الشرعية والكونية النافعة.
يقول ابن خلدون، رحمه الله، في "مقدمته":
"ثم جاء الله بالإسلام، وكان لأهله الظهور الذي لا كفاء له، وابتزوا الروم ملكهم فيما ابتزوه للأمم. وابتدأ أمرهم بالسذاجة والغفلة عن الصنائع، حتى إذا تبحبح السلطان والدولة، وأخذوا من الحضارة بالحظ الذي لم يكن لغيرهم من الأمم، وتفننوا في الصنائع والعلوم. تشوفوا إلى الاطلاع على هذه العلوم الحكمية، بما سمعوا من الأساقفة والأقسة المعاهدين بعض ذكر منها، وبما تسموا إليه أفكار الإنسان فيها. فبعث أبو جعفر المنصور إلى ملك الروم، أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجمة، فبعث إليه بكتاب أوقليدوس وبعض كتب الطبيعيات. فقرأها المسلمون واطلعوا على ما فيها، وازدادوا حرصاً على الظفر بما بقي منها وجاء المأمون بعد ذلك، وكانت له في العلم رغبة بما كان ينتحله، فانبعث لهذه العلوم حرصاً، وأوفد الرسل على ملوك الروم في استخراج علوم اليونانيين وانتساخها بالخط العربي. وبعث المترجمين لذلك، فأوعى منه واستوعب. وعكف عليها النظار من أهل الإسلام وحذقوا في فنونها، وانتهت إلى الغاية أنظارهم فيها. وخالفوا كثيراً من آراء المعلم الأول، واختصوه بالرد والقبول، لوقوف الشهرة عنه. ودونوا في ذلك الدواوين، وأربوا على من تقدمهم في هذه العلوم. وكان من أكابرهم في الملة أبو نصر الفارابي، وأبو علي بن سينا بالمشرق، والقاضي أبو الوليد ابن رشد، والوزير أبو بكر بن الصائني بالأندلس، إلى آخرين بلغوا الغاية في هذه العلوم. واختص هؤلاء بالشهرة والذكر، واقتصر كثيرون على انتحال التعاليم، وما ينضاف إليها من علوم النجامة والسحر والطلسمات. ووقفت الشهرة في هذا المنتحل على جابر بن حيان من أهل المشرق وعلى مسلمة بن أحمد المجريطي، من أهل الأندلس وتلميذه. ودخل على الملة من هذه العلوم وأهلها داخلة، واستهوت الكثير من الناس بما جنحوا إليها وقلدوا آراءها، والذنب في ذلك لمن ارتكبه. ولو شاء ربك ما فعلوه". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فاقتصر الأمر في أوله على العلوم الطبيعية، وذلك أمر حسن، ثم تعدى إلى بقية العلوم بدافع الفضول الذي لا يتولد غالبا إلا في أزمنة الترف.
خامسا: شيوع اللغة العربية آنذاك كلغة عالمية للعلم، كما هو حال اللغة الإنجليزية في العصر الحاضر. فقد شجع ذلك على نقل سائر العلوم إليها بوصفها اللسان العالمي الجامع لسائر العلوم.
ومن الملاحظات على حركة الترجمة:
أولا: أنها اتسمت، كما تقدم بالشمول، فكان ذلك نافعا من وجه ضارا من وجه آخر، فقد أفاد المسلمون من العلوم الطبيعية المترجمة فهم كأي أمة تحتاج إلى قاعدة علمية تجريبية تصلح بها شأنها الدنيوي، فأرباب الصناعات والحرف لا غنى لهم عن علوم الطب والهندسة ........... إلخ.
ولكنهم في المقابل لم ينتفعوا بل أصابهم ضرر جسيم من ترجمة العلوم الإلهية، إذ كان ذلك، كما تقدم، ترفا زائدا، فقد كفوا مؤنة البحث في ذلك بما جاءت به الرسالة الخاتمة فصارت أي زيادة عليها لا ترجع إلى أصولها كنازلة ترد إلى أصل يشهد لها بقياس أو استحسان ..... إلخ، صارت تلك الزيادة طعنا بلسان حال صاحبها في كمال هذه الملة، فصاحبها يستدرك بصنيعه على صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما فاته من البلاغ!، لا سيما أن محل النزاع مع الفلاسفة هو في: الإلهيات وهي: أمور توقيفية لا بد أن يرد بها دليل، فلا يكفي في إثباتها تجويز عقلي أو قياس منطقي، وهو الغالب على الفلسفة اليونانية بدوريها الأفلاطوني الذي مال إلى النظر والتأمل المطلق، والأرسطي الذي تناول علوم الطبيعيات ولكنه لم يخلع ربقة القياس النظري من رقبته، لا سيما قياس الشمول الذي استعمله أرسطو في إثبات المثل الكلية المطلقة خارج الذهن دحضا لمقالة السفسطائية المنكرة للبدهيات الضرورية كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
فمن زعم أن العقل يستقل بدرك تلك المسائل الغيبية التوقيفية بمعزل عن النبوات، أو أنه يصلح دليلا يرد به ما قرره الدليل النقلي الصحيح، فلازم زعمه عزل النبوة عن وظيفة البيان وتولية العقول مع تنوعها واضطرابها ولاية التأسيس لمقررات الشرائع العلمية والعملية، فتصير النبوة تابعة للعقل، مع تقدمها وتأخره، فولايته عليها من الظلم بمكان، إذ قد وضع كل منهما في غير موضعه فعدم الانتفاع به كمن رام المشي على عينه والبصر بقدمه، وقد جعل الله لكل شيء قدرا، فلكل قدر كوني يلائم ما قد أعد من أجله، فالعقل قد أعد ليفهم خطاب الوحي الصحيح بقياسه الصريح، فليس من وظائفه التلقي عن الله، عز وجل، فتلك وظيفة النبوة التي نازعها إياها ظلما وعدوانا، فزعم الفلاسفة والمعتزلة ومن تأثر بأصولهم من المتكلمين والعقلانيين، زعموا للعقل ما ليس له في باب الأخبار، وزعم العلمانيون المعاصرون للعقل ما ليس له في باب الأحكام، فشرائع البشر عندهم قائمة مقام شرائع الأنبياء عليهم السلام بل هي الأولى بالتقديم عند وقوع الشجار فلا يجد أولئك في صدورهم حرجا من التحاكم إليها ويجدون أعظم الحرج في التحاكم إلى شريعة الوحي المنزل!.
ثانيا: لم يقتصر الأمر على مجرد الترجمة بل أضاف المترجمون إلى مترجماتهم حواشيَ وشروحا، هي على ما اطرد بيانه، نافعة في الطبيعيات، ضارة في الإلهيات، بل بعضها يوقع الناظر فيه إن كان مؤمنا في اللبس بتقريبه الفلسفة إلى الدين على رسم تهذيب ابن سينا للفلسفة في إشاراته، فهي جمع بين أعظم متناقضين، بإلباس الفلسفة ثوب المصطلحات الشرعية، وتلك سمة بارزة في مناهج الفلاسفة وغلاة المتصوفة الذين تلبسوا ببدع الحلول والاتحاد، فالمباني: شرعية، والمعاني: كفرية، والظاهر المؤيد بسياقه لا يدل على مراد المتكلم، فلا يحصل به بيان إلا بتأويله على طريقة الباطنية الذين هدموا الملل بمعاول التأويل فلا قرينة نقلية أو عقلية تشهد لهم بل محض تخرص ورجم بالغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزاد الأمر تعقيدا: توالي الترجمات على الكتاب الواحد فالترجمة لا تؤدي المعنى كاملا مهما بلغ إتقان المترجم فإن لكل لغة طرائق لفظية تستقل بأداء معان ثانوية لا تؤديها الترجمات التي تقتصر على المعاني الأولية، فإذا ترجم الكتاب من اليونانية إلى السريانية ثم ترجم منها إلى العربية، كما وقع لبعض الكتب المترجمة زادت الهوة بين الأصل والترجمة لا سيما إن كانت الترجمة الأولى غير دقيقة فترد عليها الترجمة الثانية لتزيدها بعدا عن مراد صاحب الأصل. والسريان الذين لعبوا دور الوسيط كانوا يتصرفون في الأصول بالحذف والإضافة، فزاد ذلك الأمرَ خفاء وغموضا، فالتحريف قد شمل الألفاظ بالتصرف يها، والمعاني بتوالي الترجمات غير الدقيقة عليها فإن كثيرا من المترجمين السريان لم يترجموا الأصول إلى لغتهم ترجمة دقيقة، كما تقدم، ولم يكن معظم من تولى الترجمة في الحقبة الإسلامية من أهل اللسان العربي الفصيح، فهم كما تقدم من أهل الذمة الذين لا عناية لهم في الغالب باللسان العربي فذلك مما يعتني به علماء الملة لارتباطه الوثيق بنصوص الوحي المنزل الأصل الأول من أصول الأحكام، فلا يدرك أولئك طرائق وأسرار اللغة التي سيترجمون النص إليها، فلا يمكن الوثوق بترجماتهم وإن كانوا أمناء في أداء المعاني سواء أكان ذلك في الإلهيات أم في الطبيعيات.
"وقد حدث ذلك أيضا في ترجمة بعض الكتب المنطقية لأرسطو وأشار إلى ذلك، في نص ثمين، أبو الخير الحسن بن سوار الذي ذكر أن أول من قام بترجمة هذه الكتب، ويسمى أثانس الراهب، لم يكن عارفا بمعاني أرسطو وأدى ذلك إلى تعدد اجتهادات الشراح للكتاب فيما بعد، وقع ذلك أيضا في ترجمة يوحنا بن البطريق الذي كان: أمينا على الترجمة، حسن التأدية للمعاني لكنه كان ألكن اللسان في العربية، ومن شأن ذلك يحرمه الدقة في الصياغة، والجودة في التعبير عما يترجمه. كما أن عدم التخصص، كان يلقي ظلاله على الترجمة فيفقدها الدقة أيضا فقد حدث أن تولى بعض الأطباء ترجمة كتب فلسفية، وحدث العكس أحيانا، ولذلك كان المترجمون، في مثل هذه الأحوال، يعجزون عن فهم المقصود من النص المترجم وخاصة في المسائل الدقيقة أو الأمور المتعلقة بالإلهيات فيأتي النص غير مفهوم، وكان هذا العجز عن الفهم يدفعهم إلى التصرف بالحذف أو الزيادة في النص أو اللجوء إلى رأي آخر مفهوم لفيلسوف آخر، ولعل المترجم يكتب مستعينا بوحي خياله أو بطبيعة ثقافته العقلية واتجاهه الروحي والمذهبي". اهـ
"أصالة التفكير الفلسفي"، ص85، 86.
فكل يكتب ما استحسنه بعقله أو ذوقه فليس للمنقول قدسية تحول دون ذلك.
وأدى ذلك إلى نسبة كتب إلى غير أصحابها.
وإذا تأمل الناظر حال الأناجيل المتداولة الآن بين النصارى وجد ما هي عليه من التباين في الألفاظ زيادة ونقصانا، والتناقض في المعاني فرعا عن عدم دقة الترجمة على التفصيل المتقدم، فهي رؤى شخصية لمؤلفيها كتبوها بلغاتهم فليس لها أصول بلغة من تنسب إليه، إذ كان المسيح عليه السلام عبرانيا، ولا أصل عبراني يرجع إليه عند وقوع التعارض.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان لسان المسيح عليه السلام:
"ومن قال إن لسانه كان سريانيا كما يظنه بعض الناس فهو غالط فالكلام المنقول عنه في الأناجيل إنما تكلم به عبريا ثم ترجم من تلك اللغة إلى غيرها.
والترجمة يقع فيها الغلط كثيرا كما وجدنا في زماننا من يترجم التوراة من العبرية إلى العربية ويظهر في الترجمة من الغلط ما يشهد به الحذاق الصادقون ممن يعرف اللغتين". اهـ
"الجواب الصحيح"، (2/ 20، 21).
ومن أبرز آثار الترجمة:
أولا: أنها كانت سببا في حفظ تراث الأمم السابقة، وذلك جار أيضا على حد ما تقدم، إذ منه المحفوظ النافع والمحفوظ الضار فضلا عن كونه صورة غير كاملة للنص الأصلي لما وقع في الترجمات من أخطاء كما سبقت الإشارة إليها.
ثانيا: أنها أضافت إلى ميدان البحث الإسلامي علوما جديدة، منها ما كانت الحاجة إليه ماسة كسائر العلوم الطبيعية والتراتيب الإدارية ومنها ما لم تكن الأمة بحاجة إليه فهو فضول غذاء لو كان طيبا فضرره حاصل فكيف إذا كان خبيثا يعارض ما قرره الوحي المنزل؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إضافات المسلمين إلى ميدان البحث العلمي التجريبي فقد سبقت الإشارة إليها، على أن أعظمها على الإطلاق، كان ما يتعلق بمناهج البحث الكلية لا مسائله الجزئية، فانتصار المسلمين للبحث الاستقرائي فرعا عن منطوق الكتاب العزيز الذي أمر بالتدبر والنظر، ذلك الانتصار قد سبق انتصار أوروبا له بقرون، فسبقها المسلمون في ميادين علمية شتى حتى شاء الله، عز وجل، بسنته الكونية النافذة في مداولة الأيام بين الدول والأمم، أن تصير الريادة في علوم الكون لأوروبا في ظل حالة الخمول والجمود التي انتابت العالم الإسلامي في أعصاره المتأخرة.
فضلا عن سبق العرب إلى وضع علم أصول الفقه، وهو، عند التأمل، بمنزلة المعايير العقلية الدقيقة التي يتحصل الدارس لها على ملكة عقلية في الاستنتاج والاستدلال، وهو علم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، يدرس في الكليات العملية في ألمانيا، فيدرسه طلاب الهندسة لكونه وسيلة إلى تصحيح المفاهيم الكلية قبل الخوض في مسائل العلم الجزئية.
وأثره يتعدى إلى أي علم يعنى بتقرير قواتين كلية سواء أكانت شرائع، ولو وضعية، أم أخلاق ...... إلخ، فهو كما تقدم، علم معياري دقيق، يصح أن يطلق عليه لقب: أصول الفهم كما عني بتقرير ذلك بعض الفضلاء المعاصرين.
وقد اعترف بذلك بعض المنصفين من أبناء الحضارة الغربية كـ: "بريفولت"، الذي أشار إلى جهد اليونان في صياغة المذاهب والنظريات، ولكنهم لم يضعوا قواعد العلم التجريبي ولم يهتموا بأساليب البحث، ولا بالمناهج التفصيلية للعلم، وما يحتاج إليه من ملاحظات وتجارب، وأما ما يُدْعَى بالعلم فقد ظهر في أوروبا نتيجة لروح من البحث جديدة، وبطرق من الاستقصاء مستحدثة لطرق التجربة والملاحظة والمقاييس، ولتطور الرياضيات إلى صورة لم يعرفها اليونان. وهذه الروح وتلك المناهج العلمية أدخلها العرب المسلمون إلى العالم الأوروبي.
بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص106.
و "زيجريد هونكة" التي تقول في معرض بيان الطفرة العلمية التي حققها العقل العربي المؤيد بالوحي:
"إن هذه الطفرة العلمية الجبارة التي نهض بها أبناء الصحراء، ومن العدم، من أعجب النهضات العلمية الحقيقية في تاريخ العقل البشري ....... وإن الإنسان ليقف حائرا أمام هذه المعجزة العقلية الجبارة، هذه المعجزة العربية التي لا نظير لها والتي يحار الإنسان في تعليلها وتكييفها، إذ كيف كان من المستطاع أن شعبا لم يسبق له أن يلعب دورا أساسيا أو ثقافيا من قبل، يظهر بغتة إلى الوجود، ويسمع العالم صوته، ويملي عليه إرادته، ويفرض عليه تعاليمه ...... إن هذه المنزلة التي بلغها العرب من أبناء الصحراء لم تبلغها أخرى كانت أحسن حالا وأرفع مكانة". اهـ
بتصرف من "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص65.
وما ذلك إلا ببركة الرسالة الخاتمة التي غفلت عنها الكاتبة لدراستها الأمر من منظور مادي بحت، فالرسالة هي التي صيرت أولئك الأعراب سادة الدنيا برسم التوحيد الخالص.
وثقول في موضع آخر في إنصاف غير معهود من أبناء الغرب:
"نعم إن العرب هم مخترعو العلوم التطبيقية والوسائل التجريبية بكل ما تدل عليه هذه العبارة، والعرب هم المخترعون الحقيقيون للأبحاث التجريبية".
نقلا عن "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص106.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 08:59 ص]ـ
ومن مسائل هذا البحث:
بيان المدرسة الفلسفية التي تأثر بها عامة الفلاسفة الإسلاميين وهي المدرسة المشائية:
ويمثل هذا النمط من الفلسفة: الرواد من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد في مرحلة تالية، وإن كان الأخير أحسن حالا بكثير من الأولين فعندهم من الضلال ما جعل الغزالي يحكم بتكفيرهم في "تهافت الفلاسفة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سموا بالمشائية، لأن أرسطو كان يطيب له إلقاء الدرس حال المشي، وقال بعض الفضلاء المعاصرين بأن المشائين المسلمين سموا بذلك لأنهم مشوا على طريقة اليونان في الفكر الفلسفي فمشائية أرسطو الذي خالف أفلاطون في كثير من مثله الكلية التجريدية إذ نزعت فلسفته إلى شيء من الواقعية والتجريبية، تلك المشائية هي معدن المشائية الإسكندرانية التي تميزت بالجمع بين مقررات أرسطو وأفلاطون، ثم جاءت المشائية العربية، فاضطلعت بالتوفيق بين الفلاسفة عموما، وبين الفلسفة والدين خصوصا، وقد كان لهذا الجمع المتعسف أثر سيئ على مقررات الرسالة إذ قد وفق، وإن شئت الدقة فقل: لفق بين علومها وهي وحي إلهي، ومقررات عقول البشر وهي نظر محض يحتمل الصواب والخطأ، فكيف ومعظم ما خاضوا فيه من الإلهيات قد أخطئوا فيه، وذلك أمر غير مستغرب، إذ الإلهيات من الخبريات الغيبية التي لا يتلقى علمها إلا من السمع الصحيح، والقوم أبعد الناس عن النبوات، فليس لهم في نقلها الصحيح قليل أو كثير، وكان ابن سينا أعظم القوم ولوجا في هذا المزج بين متباينين غير متجانسين بل هما أبعد ما يكون عن التمازج فألبس معاني أرسطو، كما تقدم في مواضع سابقة، ثيابا شرعية قرآنية، فالملائكة هي العقول الفعالة التي أبدعت الكون، والعقل الأول وهو عقل بسيط لا يتصف إلا بصفة العلم هو الذي أبدع ما دونه من العقول والأفلاك، فقوله من جنس قول نفاة الصفات فضلا عن قوله بقدم العالم، فذات الرب، جل وعلا، التي نفى عنها صفات الكمال الفاعلة هي علة صدور العالم، والعلة عنده تقارن المعلول، فالعالم الصادر عنها مقارن لها، وكل ذلك محض تخرص حمله عن الفارابي فجل حكمته من حكمة الفارابي الذي كان أحد منظري الإسلاميين للفلسفة المشائية حتى لقب بـ: المعلم الثاني، وتأثره بما عربه من حكمة الأوائل مع قلة بضاعته من العلوم الإسلامية أمر ظاهر في مصنفات كـ: "آراء أهل المدينة الفاضلة" فقد تأثر فيه تأثرا واضحا بجمهورية أفلاطون، فأعلام المشائية الإسلامية قد ترجموا مصنفات الأوائل دون أن يكون لهم دور تجديدي نقدي، وإن كان لهم دور في تهذيبها وتقريبها إلى الأديان فانتفع بها غير المسلمين نوع انتفاع لا يعدل ما جلبته من مفاسد على العقل المسلم إذ ضر كثيرا من المسلمين ممن لم ترسخ أقدامهم في علوم الملة ما وجدوه في تلك المترجمات، فلم تكن نظرتهم إجمالا: نظرة نقدية كنظرة ابن تيمية، رحمه الله، في "الرد على المنطقيين"، ونظرة من تأثر بمنهجه من رواد أوروبا الذين جابهوا طغيان الكنيسة الديني، بطغيان الفكر العلماني الناشئ على أنقاضها، وقد كانت مقررات المشائية اللاتينية الطور الرابع للمشائية: أحد مقررات الكنيسة الكاثوليكية، ولعلها كانت سببا رئيسا في إعاقة العقل الأوروبي في قرونه المظلمة لاعتمادها فلسفة أرسطو الاستنباطية دون التفات إلى مناهج البحث التجريبي التي توصل المسلمون إليها قبل نهضة أوروبا الحديثة بقرون طويلة، فيعد عمل الفلاسفة الإسلاميين إجمالا: الترجمة على يد الفارابي ومن سبقه من رواد الترجمة الأوائل، والتهذيب على يد ابن سينا الذي قربها إلى الأديان بإلباسها ثياب زور شرعية، وإلى طرف من ذلك أشار ابن تيمية، رحمه الله، في "الرد على المنطقيين" بقوله:
"وابن سينا لما عرف شيئا من دين المسلمين وكان قد تلقى ما تلقاه عن الملاحدة وعمن هو خير منهم من المعتزلة والرافضة أراد أن يجمع بين ما عرفه بعقله من هؤلاء وبين ما أخذه من سلفه فتكلم في الفلسفة بكلام مركب من كلام سلفه ومما أحدثه مثل كلامه في النبوات وأسرار الآيات والمنامات بل وكلامه في بعض الطبيعيات والمنطقيات وكلامه في واجب الوجود ونحو ذلك.
وإلا فأرسطو وأتباعه ليس في كلامهم ذكر واجب الوجود ولا شيء من الأحكام التي لواجب الوجود وإنما يذكرون العلة الأولى ويثبتونه من حيث هو علة غائية للحركة الفلكية يتحرك الفلك للتشبه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فابن سينا أصلح تلك الفلسفة الفاسدة بعض إصلاح حتى راجت على من لم يعرف دين الإسلام من الطلبة النظار وصاروا يظهر لهم بعض ما فيها من التناقض فيتكلم كل منهم بحسب ما عنده ولكن سلموا لهم أصولا فاسدة في المنطق والطبيعيات والإلهيات ولم يعرفوا ما دخل فيها من الباطل فصار ذلك سببا إلى ضلالهم في مطالب عالية إيمانية ومقاصد سامية قرآنية خرجوا بها عن حقيقة العلم والإيمان وصاروا بها في كثير من ذلك لا يسمعون ولا يعقلون بل يتسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات". اهـ
وذلك من انصاف ابن تيمية لابن سينا على ما وقع فيه من ضلال في مسائل الإلهيات فلم يخل عمله من مادة صلاح ولو كانت ضئيلة إذ أصلح الفاسد من حكمة الأوائل نوع إصلاح فحاله، وهو قد عرف النبوة، وإن خرج عن ناموسها، حاله مع ذلك خير من حال من لم يعرفها أصلا مع أن هذه المعرفة والنسبة إلى الإسلام قد أضرت من وجه آخر إذ راجت أفكاره، كما تقدم، على كثير من النظار المسلمين وعلى كثير من المسلمين الذين عرفوه طبيبا بارعا وهو كذلك بالفعل.
ثم الشرح والبسط على يد ابن رشد، رحمه الله، الذي تبنى الفلسفة الأرسطية فجردها مما تعلق بها من آثار الأفلاطونية، وقد كان، رحمه الله، على ما وقع فيه من أخطاء جسيمة بتقريره تلك الفلسفة والانتصار لها، كان حامل مقرراتها إلى أوروبا التي فضلت تراجم فلسفة وثنية على آثار حضارة شرعية يدعي أصحابها أنها نتاج وحي إلهي، فكان الأليق بمن يدعون أنهم أصحاب دين سماوي، وإن ناله من التحريف ما ناله، كان الأليق بهم أن ينظروا في تلك الدعوى، ولو بعين النقد المتجرد، ليثبتوا بطلانها بدليل نقلي صحيح وعقلي صريح لو كان لهم من النقل والعقل نصيب، ولكنهم على ما اطرد من عنصريتهم ومركزيتهم الفكرية، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، لم يتجشموا مجرد النظر في مقررات الرسالة الخاتمة فناصبوها العداء ولما يعلموا عنها شيئا، أو علموا علما مشوها قد نقله مغرض رام الصد عن السبيل، و: "الناس أعداء ما جهلوا" كما أثر عن ذي النون، رحمه الله، وإنما يؤتى المرء من قبل فساد تصوره، فإذا اختل قياس عقله، أو بطل معلومه، وإن كانت أداة الفهم عنده صحيحة، بطل حكمه العملي، فجاء فساد الخارج مصدقا لفساد الباطن، فهو ترجمان صدق له.
فالفلسفة "الإسكولائية" المسيحية وهي: هي فلسفة يحاول أتباعها تقديم برهان نظري للنظرة العامة الدينية للعالم بالاعتماد على الأفكار الفلسفية لأرسطو وأفلاطون قد أقامت صرحها على مقررات المشائبة العربية التي كان لابن رشد، رحمه الله، أكبر دور في شرحها حتى لقب بـ: "الشارح الأكبر"!، وذلك مما يفخر به من لم يسبر أغوار تلك الفلسفة فيعده من أيادي الحضارة الإسلامية البيضاء على الحضارة الأوروبية، مع أنه، عند التحقيق، كان سببا في توقف العقل الأوروبي عن النظر التجريبي بتبنيه فلسفة تجريدية ناسبت مقررات اللاهوت الذي يغلب عليه الشطح والخيال، والمناهج التجريبية تنقض عرى تلك الأوهام نقضا، وهو ما وقع بالفعل بعد ازدهار العلوم التجريبية الأوروبية إذ أثبت البحث العلمي التجريبي بطلان كثير من المسلمات الكنسية في العلوم الطبيعية لا سيما علوم الفلك والهيئة، فالإسكولائية ما هي إلا دور رابع من أدوار المشائية فـ: أرسطية أولى تلتها إسكندرانية ثانية، تلتها عربية أو رشدية على وجه الخصوص، فإسكولائية أخيرة اعتمدت مقررات أرسطو في إقامة البرهان النظري على نظرة دينية غيبية، لا يمكن للعقل الاستقلال بدركها أو إقامة الدليل عليها دون رجوع إلى نقل صحيح، ولم يكن عند الكنيسة منه قدر كاف يسد ثغرات الشك في نفوس أتباعها، فلجأت كأي مقالة محدثة في الديانة إلى تعويض النقص النقلي بمدد عقلي نظري مضطرب في مسائل الغيب لعدم إحاطته بها تصورا ليصح حكمه عليها، فذلك أمر لا يتلقى إلا من مشكاة النبوات، واليونان، كما تقدم، لا ناقة لهم ولا جمل في علوم النبوات فلم تكن بأرضهم نبوة، ولم يرحلوا إلى أرض النبوات، ولم يكن عندهم من التجرد ما يحملهم على الأخذ عن الشرق، على ما اطرد، بيانه مرارا، من عنصرية الغرب ومركزيته، فهو لا يتصور علما صحيحا إلا علمه، ولا جنسا راقيا إلا جنسه، ولعل الحركات العنصرية التي تظهر من آن لآخر في أوروبا
(يُتْبَعُ)
(/)
خير شاهد على ذلك.
ومع ذلك لم يخل نقل العقل الأوروبي عن العقل الإسلامي الممثل في العقل الأندلسي الذي جمع أشتات علومه، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، عقل ابن رشد، رحمه الله، فقد كان موسوعي العلوم قد أتقن من الفنون جملة وافرة فهو فقيه، وذلك خير ما فيه، صاحب نظر بارع في الفقه المقارن، يظهر جليا في مصنفه الشهير: "بداية المجتهد" فقد تعرض فيه لأسباب الخلاف الفقهي بين المذاهب الإسلامية بنظر عقلي دقيق، وإن حذر بعض أهل العلم من وقوع نوع تجاوز في نقل اتفاقات أهل العلم في كتابه فهو من جنس تجوز أمثال ابن المنذر وابن عبد البر، رحمهما الله، في نقل إجماعات أهل العلم.
وهو طبيب بارع نقل جملة من علوم الطب إلى ميدان الفكر الأوروبي، والبحث الطبي العربي عموما والأندلسي خصوصا من أعظم ما استفاده البحث الأوروبي المعاصر.
وهو فيلسوف محقق، وهذا أعظم سلبياته، ولم يدع أحد له عصمة، وقد كان أثره في تجريد الفلسفة الأرسطية وإحيائها بالشرح والإسهاب بارزا في الفلسفة التي اعتمدتها الكنيسة الكاثوليكية كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وهو مع ذلك: متأخر، فهو من رجال القرن السادس الهجري، فكان عصره عصر قطف ثمار بحوث علمية قام بها رجال القرون السابقة في شتى ميادين العلم، وكلما تأخر عصر العالم أو الباحث أتيح له من ثمار العقول ما لم يتح لغيره.
وقد عاش في فترة استقرار سياسي في الأندلس والمغرب زمن الخليفتين: يوسف بن عبد المؤمن وابنه أبي يوسف يعقوب المنصور، رحمهما الله، وكانا من أعلام زمانهما في علوم شتى، فكان لهما دراية كبيرة بعلوم الرواية، وعلوم اللسان، وعلوم الفقه فضلا عن شغف أبي يوسف بمسائل الحكمة زمان توليه إشبيلية زمن أبيه عبد المؤمن قبل أن تؤول إليه الخلافة في مراكش، وهو ما جعله يقرب ابن طفيل وصديقه ابن رشد، حتى كان شرح ابن رشد لفلسفة أرسطو بإيعاز من يوسف نفسه. وقد استمرت حظوته عند يعقوب المنصور ابن يوسف وخليفته، حتى نكبه في آخر حياته لما اتهم عنده بسبب إغراقه في الفلسفة شرحا وتقريرا، ثم عفا عنه في آخر الأمر، وقد ماتا معا في سنة واحدة: 595 هـ.
والاستقرار السياسي الذي حظيت به الدولة الموحدية زمن الخليفتين وحكمها واسطة العقد قبل انهيارها المفاجئ عقيب هزيمة الأرك سنة 609 هـ زمن الناصر بن المنصور، ذلك الاستقرار مناخ ملائم لنبوغ أي فكر متميز كفكر ابن رشد، بخلاف أزمنة الاضطراب السياسي فهو، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، ذريعة إلى الانهيار العسكري، فالانهيار الاجتماعي بكل صوره ومنها الانهيار العلمي، ولعل ذلك مما يظهر بارزا في زماننا على تفاوت بين دول العالم الإسلامي التي تعاني إجمالا عدم استقرار أدى إلى هجرة العقول المسلمة إلى أوروبا وأمريكا طلبا لفضاء أوسع.
وابن رشد، مع كل ذلك: أوروبي، إن صح التعبير، باعتبار نشأته في الأندلس، وهو ما سهل مهمة الأوربيين في النقل عنه وقد فتحت الأندلس لهم مدارسها ليتلقوا سائر العلوم والفنون فيها، وهو أمر لا ينكره المنصفون من أبناء الحضارة الأوربية المعاصرة.
وعموما: لا يمكن اختزال الأثر الإسلامي النافع في الحضارة الأوروبية في شخص ابن رشد فقط، إذ كان لغيره من أبناء الحضارة الإسلامية دور بارز في تقرير جملة من العلوم التجريبية النافعة كانت، كما تقدم، حجر أساس النهضة الأوروبية المعاصرة.
وللفلاسفة على عظم ضلالهم في الإلهيات بحوث نافعة في الطبيعيات من لدن أرسطو وشيعته إلى الكندي وكان رياضيا فلكيا إلى ابن سينا ودرجته في علوم الطب أشهر من أن تذكر.
وإلى طرف من ذلك أشار ابن تيمية، في مواضع عدة من كتبه فهو دائم التقرير والتوكيد على جودة أبحاثهم الطبيعية، وهو في المقابل دائم التقرير والتوكيد على رداءة أبحاثهم الإلهية التي خاضوا فيها خوض المتخرص الظان في باب، كما تقدم، لا يقبل إلا من طريق النقل الصحيح الذي يورث يقينا جازما لا يقبل الشك، وليس ذلك لقياس العقول بداهة فهي متفاوتة في تصور الحقائق المشهودة والحكم عليها ولذلك تتفاوت نتائج الأبحاث الطبيعية مع اتحاد الموضوع فيضيف كل باحث ما لم يضفه الآخر، ويبني اللاحق على ما تركه السابق، وربما نقضه من أصله فصح نقضه، وذلك غير متصور بداهة في العلوم الإلهية فلم
(يُتْبَعُ)
(/)
تأت نبوة لتنقض عرى نبوة سبقتها، وإنما غايتها أن ترفع، برسم النسخ الشرعي، بعض أحكامها الجزئية لا الكلية، فإن التوحيد جوهر الرسالات السماوية محكم لذاته فلا يتصور نسخه بنقل صحيح، بل لا يتصور نسخ ما دونه من كليات الأحكام والأخلاق، وذلك من الفوارق البارزة بين المناهج الإلهية الراسخة والمناهج العقلية المتفاوتة، ولذلك كان عمل العقل في التجريبيات التي تحتمل الصواب والخطأ: عملا محمودا بخلاف عمله في الإلهيات بمعزل عن النقل فهو عمل مذموم إذ هو مظنة الضلال بل لا بد أن يضل صاحبه إذ لا هدى في هذا الباب إلا من طريق الأنبياء عليهم السلام.
يقول ابن تيمية رحمه الله في "الرد على المنطقيين":
"نعم لهم في الطبيعيات كلام غالبه جيد وهو كلام كثير واسع ولهم عقول عرفوا بها ذلك وهم قد يقصدون الحق لا يظهر عليهم العناد لكنهم جهال بالعلم الإلهي إلى الغاية ليس عندهم منه إلا قليل كثير الخطأ". اهـ
ويقول في "الجواب الصحيح":
"وأما العقليات فإنما يعظم كلام هؤلاء الفلاسفة في العلوم الكلية والإلهية من هو من أجهل الناس بالمعارف الإلهية والعلوم الكلية إذ كان كلامهم في ذلك فيه من الجهل والضلال ما لا يحيط به إلا ذو الجلال وإنما كان القوم يعرفون ما يعرفونه من الطبيعيات والرياضيات كالهندسة وبعض الهيئة وشيئا من علوم الأخلاق والسياسات المدنية والمنزلية التي هي جزء مما جاءت به الرسل واليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل أعلم من هؤلاء بالعلوم الإلهية والأخلاق والسياسات فضلا عما وراء ذلك". اهـ
"الجواب الصحيح"، (3/ 23).
ويقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض بيان حال القوم في الطبيعيات جودة والإلهيات رداءة:
"إن أولئك لما وقفوا على الصواب فيما أدتهم إليه أفكارهم من الرياضيات وبعض الطبيعيات وثقوا بعقولهم وفرحوا بما عندهم من العلم وظنوا أن سائر ما خدمته أفكارهم من العلم بالله وشأنه وعظمته هو كما أوقعهم عليه فكرهم وحكمه حكم ما شهد به الحس من الطبيعيات والرياضيات فتفاقم الشر وعظمت المصيبة وجحد الله وصفاته وخلقه للعالم وإعادته له وجحد كلامه ورسله ودينه ورأى كثير من هؤلاء أنهم هم خواص النوع الإنساني وأهل الألباب وأن ما عداهم هم القشور وأن الرسل إنما قاموا بسياستهم لئلا يكونوا كالبهائم فهم بمنزلة قيم المارستان وأما أهل العقول والرياضيات والأفكار فلا يحتاجون إلى الرسل بل هم يعلمون الرسل ما يصنعونه للدعوة الإنسانية كما تجد في كتبهم وينبغى للرسول أن يفعل كذا كذا". اهـ
وذلك تطاول على مقام النبوات يطرد في كلام كل محدث في الديانة ويتفاوت فحشه تبعا لتفاوت بعد أصحابه عن تعاليم الأنبياء عليهم السلام فمن كان أبعد كان أفحش، فلا يستوي صاحب البدعة البسيطة وصاحب البدعة المركبة، ولا يستوي صاحب البدعة من أهل القبلة ولو غلظت وصاحب البدعة التي تخرج صاحبها من الملة.
والأثر الأبرز للعقل الإسلامي في هذا الشأن هو، كما تقدم، الأثر النقدي الذي حمل لواءه أمثال ابن تيمية، رحمه الله، وسرى بعد ذلك إلى مناهج البحث الأوروبي الحديثة:
"وقد أصبح من الثابت الآن، طبقا لما كشفت عنه الوثائق الجديدة، أن مفكري الإسلام هم أصحاب الفضل في اكتشاف طرق المنهج التجريبي الذي تدين له الحضارة الحديثة بما وصلت إليه من كشف واختراع بعد أن تبنته واعتمدته طريقا للوصول إلى حقائق العلوم، حيث إن هؤلاء المفكرين المسلمين هم الذين وضعوا بالفعل قواعد المنطق الاستقرائي الحديث، وهو المنطق العلمي الذي يختلف في روحه ومبادئه عن المنطق الشكلي أو الصوري، منطق القياس، لدى أرسطو، وقد اعترف بهذه الحقيقة "روجر بيكون" العالم التجريبي الإنجليزي الذي أطلق "رينان" عليه لقب "الأمير الحقيقي للفكر في العصور الوسطى"، ومقرراته، باعترافه، شعبه من مقررات البحث العلمي الإسلامي في عصره الذهبي.
لقد كانت الثقافة القديمة، وخاصة اليونانية التي احتك بها المسلمون أكثر من غيرها من الثقافات، تجهل الطريقة التجريبية وتحتقرها، ولا تعنى إلا بالدراسات النظرية المجردة فكانت الريادة في هذا المجال إحدى المنجزات العلمية الرائعة التي تفتقت عنها عقلية مفكري الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذلك يقول "سيديو" في كتاب "تاريخ العرب": إن ما يميز مدرسة بغداد عن سواها: الروح العلمية التي سادت أعمالها، وذلك المضي من المعلوم إلى المجهول، وملاحظة الظواهر بدقة لاستخلاص الأسباب من النتائج، وكذلك عدم قبول الأشياء إلا ما كان منها ثابتا بالتجربة، وكان العرب في القرن التاسع قد أصبحوا يملكون ذلك المنهج الخصيب الذي كتب له بعد ذلك بزمن طويل أن يكون ذا فعالية في إحداث اكتشافاتهم العظيمة.
ويؤكد المستشرق "جيب" هذه الشهادة بقوله: استطاع العلماء المسلمون، بتركيز أفكارهم على الحوادث الفردية، أن يطوروا المنهج العلمي إلى أبعد مما ذهب إليه أسلافهم في الإسكندرية أو اليونان، وإليهم يرجع الفضل في استخدام أو إعادة المنهج العلمي إلى أوروبا". اهـ
بتصرف من: "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص148، 149.
ويمكن القول بأن الأصح أن يقال بأن إليهم يرجع الفضل في ابتكار المنهج التجريبي الاستقرائي ونقض المنهج النظري الاستنباطي، فلم يكن هذا المنهج موجودا في أوروبا إلا على استحياء في فلسفة أرسطو الذي اهتم بالتجريبيات نوعا ما وإن لم يخرج من إطار النظر المجرد كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ولن يعدم الناظر في كلام الأوروبيين حقا وإن كان معظمه باطلا أملته عقول متعصبة لا تعرف عالما غير العالم الغربي، ولا تعرف نمطا غير نمط الحياة الغربية فهي تسير عليه وتفرضه على غيرها ولو برسم السيف القاهر، كما هو مشاهد في الغزوة الفكرية العسكرية الأوروبية المعاصرة على الشرق المسلم.
مع التوكيد على أن كل تلك المنجزات العلمية التجريبة ما هي إلا نافلة أداها العقل المسلم بعد أداء الفريضة التي تلقى صفتها من النبوة الخاتمة، فكل خير حصله إنما هو فرع عن تلك النعمة العظمى التي لها ينتصر المسلم ابتداء فلا يقدم عليها عقلا أو بحثا، وإنما تأتي نتائج العقول والأبحاث تالية لها، إذ علومها، كما تقدم مرارا، علوم محكمة لا تقبل المعارضة، بخلاف العلوم التجريبية فإنها تقبل الأخذ والرد والتعديل تبعا لجودة البحث خطةً ووسائلَ.
والله أعلى أعلم.
عذرا عما يقع من تكرار في بعض المواضع فقد يسر لي الباري، عز وجل، تلخيص هذه الفوائد على فترات متباعدة.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 08:52 ص]ـ
مظاهر تأثر العقل الأوروبي بالعلوم الإسلامية:
لا ينكر منصف ما أثر به العقل المسلم في ميدان البحث العلمي الحديث الذي يتسم بالنظر والتأمل في أسباب الكون لاستكشاف السنن والقوانين التي تجري على وفقها الحوادث، فينتفع بذلك في تحصيل المنفعة الكونية، وذلك قدر مشترك بين كل العقلاء، فإن النفس قد جبلت على تحصيل ما ينفعها ودفع ما يضرها، وإنما يكون التفاوت في معرفة الضار والنافع تبعا للتفاوت في التصور، فقد يصح التصور فيدرك العقل الأمور على حقيقتها، وقد يفسد فلا يدرك ذلك، فيقدم الضار على النافع للذة عارضة لا تعدل ما يتولد عن مباشرة الضار من الآلام، وهذا هو القدر الفارق بين العقل المسلم والعقل الأوروبي، فكلاهما: عقل حي حساس متحرك لتحصيل العلوم سواء أكانت إلهية أم كونية، فالإنسان قد جبل على حب المعرفة، أيا كان نوعها، وأيا كان غرضها، فهي التي تشكل وجدانه، وتحرر ولاءاته، فيحب ويبغض على وفقها، ولا يستوي وجدان شكله الوحي وصقلته النبوة بما جاءت به من صحيح العلوم الإلهية وصريح الأقيسة العقلية، فقد كفته البحث في القضية المصيرية الأولى: قضية الوجود التي يبحثها الفلاسفة بحثا عقليا تجريديا بمعزل عن النبوات، إذ هم كما تقدم، أفقر الناس منها، وأزهد الناس فيها، فلا هي بين أيديهم متداولة، ولا هم يسارعون في تحصيلها كأي باحث عن الحق في تلك المسائل المصيرية الغيبية التي لا تتلقى إلا من الوحي المعصوم، فالخوض فيها بأقيسة العقل بمعزل عن النقل مظنة الاغترار بالقوى العقلية المجردة، فلا يستوي وجدان شكله النقل فمنه يستمد المعلوم الصحيح الذي يوافق المعقول الصريح، ووجدان شكله المعقول الأرضي المغتر بما عنده من العلم على حد قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، فجاءتهم الرسل عليهم السلام بإلهيات محققة
(يُتْبَعُ)
(/)
ففرحوا بنحاتة أذهانهم في هذا الباب الجليل الذي لا عصمة فيه إلا بالاستمساك بالوحي على حد قوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)، فالمستمسك به على الصراط المستقيم قد رسخت قدمه فتلك علة الأمر فضلا عما للمستمسك به من رفعة الذكر، وتبعة الذكر فـ: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ)، فهم عنه مسئولون وبقدر التضلع من علوم النبوات يكون السؤال بين يدي رب البريات، جل وعلا، ولذلك كان تحصيل العلوم الإلهية مما يتفاضل به التكليف الشرعي، فهذا أحد أوجه زيادة الإيمان ونقصانه فيجب على من علم مسألة من مسائل الدين: علمية أو عملية، كبيرة أو صغيرة ما لا يجب على من لم يعلمها، ويجب على من قام الداعي في حقه إلى طلب العلم ما لا يجب على غيره، فالغني يجب عليه من تعلم أحكام الزكاة ما لا يجب على الفقير، فهذا وجه تفاوت في التكليف، وإن كانت الأحكام مستقرة لا تتبدل، فمناطاتها قد حررت، وإنما يقع التفاوت في التكليف فرعا عن التفاوت في تحقيقها، فمناط الزكاة: بلوغ النصاب وحولان الحول، وليس ذانك في كل مكلف بل في كل غني متحققين وإنما يتحققان في بعض دون بعض، فيدور الحكم مع تلك الأوصاف التي هي علله وجودا وعدما، فيتفاوت الإيمان من هذا الوجه فإن الغني المؤدي للزكاة قد عمل عملا يزيد في إيمانه قد حرمه الفقير، وإن لم يأثم بتركه إذ هو غير واجب عليه ابتداء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقل مثل ذلك في الناكح فإنه يجب عليه من حقوق الأهل ما لا يجب على من لا زوج له، فإن أداها فهو مثاب من وجه قد حرمه الثاني وإن لم يأثم لعدم تحقق علة الحكم فيه كما تقدم من حال الفقير.
والشاهد أنهم، كما تقدم استعملوا عقولا لم تدرك ماهية الأشياء في عالم الشهادة على حد اليقين حتى بحثوا في البدهيات ليتوصلوا بها إلى تقرير مسائل الإلهيات بمعزل عن النبوات فكان ما كان من فساد في التصور أعقبه فساد في الحكم فمتطلب الهدى على غير منهاج النبوة: متطلب في الماء جذوة نار!.
فاختلاف التصورين هو الذي أنتج ذلك التباين الكبير بين حكم العقل المسلم وحكم العقل الغربي، فكان العلم للأول: نعمة كونية أحسن سياستها بالطريقة الشرعية، وكان العلم للثاني: نقمة ولدت من المفاسد الكونية ما عانت منه أوروبا في بداية عصر النهضة من معارك دامية بين الكنيسة والعرش من جهة، وعموم الشعب من جهة أخرى، فقد انطلقت الجموع الثائرة، لتحطم قيد الكنيسة المحكم الذي عطل العقل الأوروبي قرونا، فاضطر إلى كسره في ثورة عاتية بدأت من فرنسا، حيث كانت أول دولة تبنت نتاج أفكار الرواد الذين أفنت الكنيسة أجسادهم ولم تفن أفكارهم الإلحادية المزدرية لكل دين، فلم تكن تعرف إلا دين الكنيسة المتطرف، فقابلت ذلك بتطرف آخر، كما ينسب بعض الفضلاء المعاصرين ذلك إلى "ليكونت دي نوي"، فمن قيد كنسي حاظر لكل فكر يعارض فكرها الذي طغى على كل مناحي الحياة فدس أنفه في كل صور البحث العلمي، ولو كات طبيعيا تجريبيا لا يتطرق إليه الوحي إلا لماما، فحسبه منه الإشارة الإعجازية دون خوض في التفاصيل الجزئية، فتلك طريقة التنزيل القرآني الذي لم يتطرق إلى آيات الكون إلا بما يحتاج إليه في معرض تقرير آيات الشرع، فالضرورة تقدر بقدرها، والوسيلة لا تنقلب غاية، فكانت الدعوة إلى النظر في سنن الخلق المشهود: دعوة مجملة، ترك النقل فيها للعقل حرية البحث في التفاصيل إذ ذلك مما تسعه مداركه، بخلاف الإلهيات والشرعيات فهي مما لا يستقل العقل بإدراكه إلا على سبيل الإجمال، بمقتضى ما ركز الله، عز وجل، في النفوس من الفطرة التوحيدية الأولى والقياس العقلي الصريح الذي يدرك الحسن من القبيح على ذات الحد من الإجمال، فالفطرة الأولى المركوزة في قلبه تدله على الإلهيات إجمالا، والقياس الأول المركوز في عقله يدله على الشرعيات إجمالا، فقوى إدراك التوحيد، وقوى إدراك الحسن من القبيح مجملة تأتي النبوات ببيانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن ذلك القيد المتطرف إلى فضاء الانفلات العقلي، إن صح التعبير، فأقحم العقل بدوره نفسه في كل صغيرة وكبيرة، وكأنه ينتقم من الكنيسة، فلم يسلم منه الغيب الذي لا يدخل قي حيز عمله، قمن خرافة الكنيسة إلى تخرصات العقل! دون محاولة لعلاج أصل الداء بالرجوع إلى مقررات النبوات الصحيحات، فليس لأوروبا من ذلك نصيب طوال تاريخها وليس لها إجمالا نية صالحة تستحق لأجلها أن تسطع شمس النبوات في سمائها، فإن الحق، عزيز يغار الله، عز وجل، عليه فلا يمنحه إلا من يستحق، وذلك أمر مطرد في كل الأعصار والأمصار، فلما التزم صدر هذه الأمة بالوحي، فعظموا شعائر الرب، جل وعلا، بتصديق خبره وامتثال أمره ونهيه، صاروا أهلا ومحلا قابلا لقبول الوعد الإلهي، ولما حقر الخلف شعائر الرب، جل وعلا، بلسان الحال بل بلسان المقال أحيانا، كما هو مشاهد في الأعصار المتأخرة، صاروا محلا فاسدا يغار الرب، جل وعلا، على الحق أن يضعه فيه فذلك غير جار على سنن الحكمة الربانية بوضع الشيء في موضعه، فإن للحق محالا، وللباطل محالا، فإذا وضع أحدهما في محل الآخر اختل ميزان العدل، وذلك معنى ينتفي في حق الرب، جل وعلا، بداهة.
وإذا علم ذلك علم سر تعاسة أوروبا التي كانت غيرة الرب، جل وعلا، في حقها أعظم فحرمت من الحد الأدنى من الوحي الذي يصحح عقدها الإيماني الأول، بل عوقبت بعداوته وتجييش الحملات لحربه، وتلك أعظم عقوبة، لمن تدبرها، فلا أعظم خذلانا من مبارزة الرب، جل وعلا، فإن ذلك أمر يدل على عظم جهل فاعله، إذ لو قدر الله، عز وجل، حق قدره لاستحى أن يبارزه بصغيرة فضلا عن يبارزه بكبيرة فضلا عن أن يبارز دينه جملة وتفصيلا!، وكلما كان التصور أفسد كانت المبارزة أعظم والجناية أشنع والخسارة أعظم، إذ النتيجة قد علمت بداهة، فمن ذا الذي يخرج عن إرادة الرب، جل وعلا، الكونية؟!، فالمبارز له بالمعصية ما بارزه ابتداء إلا بإذنه الكوني النافذ الذي حكم بخذلانه فذلك مقتضى عدله.
وعلم أيضا: سر تعاسة كثير من المجتمعات الإسلامية في زماننا على تفاوت فكلما كان المحل فاسدا كانت غيرة الرب، جل وعلا، على دينه أعظم، فحجبه عنه لعدم ملاءمته، فذلك أمر يجده الأفراد والجماعات على حد سواء.
وقد لاحظ أبو الريحان البيروني تلك الدلالة القرآنية العامة التي توجه العقل إلى التفكر توجيها عاما دون أن تقيده بأرقام وحقائق مفصلة تعيقه عن التدبر إذا ما وجد تعارضا بينها وبين الحقائق الخارجية في عالم الشهادة فإما أن يلغي عقله ويهمل استنتاجه ولو كان صحيحا، وإما أن يفقد الثقة بالوحي، أو ما يفترض أنه وحي!، فيصير إلى فساد علمي وعملي كبير، وما تعيشه أوروبا اليوم هو ثمرة من ثمار ذلك الصدام العنيف بين: عقل النهضة الأوروبية التجريبي ودين الكنيسة التخريبي للأديان والأبدان، للمعقول والمحسوس، بشهادة حال أتباعه الذين أقصوه بأنفسهم دون أن يستعدوا عليه قوى خارجية، اللهم إلا ما نقلوه من العلوم التجريبية الإسلامية التي أعلت شأن العقل المغيب آنذاك في الحياة الفكرية الأوروبية ضيقة النطاق، ضيقة الأفق، شديدة التعصب ضد كل وافد ولو كان صالحا، فلم يكن الأمر يستلزم تلك المعركة الدامية لو كانت الكنيسة قد أقامت دينها على أساس متين من النقل والعقل يكفل لأتباعها سلامة القلب وصحة العقل في نفس الوقت لئلا تختلق تلك المعركة الشرسة بين القلب: مستودع العقود الوجدانية، والعقل: مستودع الأقيسة والعلوم النظرية، وهي المعركة التي دارت داخل كل أوروبي في تلك المرحلة الانتقالية بين الدين الكنسي والعلمانية المعاصرة، فأورثت صاحبها شكا وحيرة إذ تعذر الجمع بين الدين والعلم، وكان للعلم التجريبي دوما قصب السبق، لصحة مصادره، فاهتزت مكانة الدين في نفوس الأوروبيين واستولى العلم على مقاليد السلطان شيئا فشيئا في ظل انحسار وحي الكنيسة المحرف الذي أقحم نفسه، كما تقدم، في كل صغيرة وكبيرة من دقائق الحياة المعنوية أو المادية، فهو الطبيب والفلكي والرياضي المتخصص وهو مع ذلك لا يقوم بوظيفته الأولى في ضمان الاستقرار المعنوي لمعتنقه، فيورد في توراته وإنجيله أدق تفاصيل الأحداث من أعلام لأشخاص ومدن ولا يورد علما إلهيا نافعا يغذي العقل، أو عظة نافعة
(يُتْبَعُ)
(/)
تغذي القلب، ويهتم بإيراد تاريخ خلق آدم عليه السلام على وجه التحديد، ولا يهتم ببيان ما أنزل عليه من الوحي والشرائع النافعة، والباب في الطبيعيات واسع إذ هي من المحسوس الذي يخضع لقياس العقل، ومعرفة عمر الأرض ودورانها حول نفسها ليس من الفروض العينية التي يكفر المخالف فيها، ولكنهم أبوا إلا تحجير الواسع وتكفير المخالف من بني جلدتهم فضلا عن أعدائهم التقليديين من الإسلاميين!.
فلاحظ أبو الريحان البيروني ذلك عند كلامه عن علوم الفلك عند أهل الهند حيث بين أن أمر الهند وعلومها فيما يتعلق بصورة السماء والأرض قد جرى فيما بينهم: "على خلاف الحال بين قومنا، وذلك أن القرآن لم ينطق في هذا الباب، وفي كل شيء ضروري، بما يحوج إلى تعسف في تأويل، حتى ينصرف إلى المعلوم بالضرورة، كالكتب المنزلة قبله، وإنما هو في الأشياء الضرورية معها حذو القذة بالقذة، وبإحكام من غير تشابه، ولم يشتمل، أيضا، على شيء مما اختلف فيه، وأيس من الوصول إليه مما يشبه التواريخ". اهـ
"أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص51.
فهو في المسائل الضرورية التي أنزل من أجلها يفصل القول ويبسط العبارة ويقيم الدليل العقلي على المخالف، ويتنزل معه في الخطاب إلى حد افتراض المحال ........... إلخ، وفي المسائل الأخرى يشير إشارة مجملة فلا يقيد عمل العقل بنتائج مسبقة في علوم تخضع لقياسه، فيفسح له المجال في الطبيعيات نظرا وتأملا، واستقراء لأحوال الكائنات في معرض الاستدلال على مُكَوِّنها، عز وجل، فقد شفاه من عي السؤال في الإلهيات الغيبية وفرغه للنظر والاجتهاد في الشرعيات العملية فضلا عن سائر العلوم الكونية، فله دور بارز في أحكام الدين والدنيا، فهو في الدين، وزير صدق للوحي يؤيده بالقياس الصريح الذي لا يعارض النقل الصحيح، وتلك الوزارة، كما تقدم مرارا، هي التي افتقدها وحي الكنيسة المحرف، فالعقل قد أطاح بالوحي في انقلاب فكري دام، فلم يكن له مخلصا لما ناله منه من أذى وتضييق فهادنه حينا في بداية عصر التنوير لما طلب الرواد الفصل بين الدين والدنيا واحترام كلٍ للآخر، ثم لم يلبث أن انقلب عليه فسلبه جل سلطاته وأبقى له سلطة روحية اسمية ليس لها أثر في أرض الواقع.
ووزارة الصدق في هذا الشأن لا تكون بداهة في التوقيفيات من إلهيات وعبادات، وإنما تكون في المعاملات التي يدرك العقل عللها فيقيس عليها نظائرها فالعبادات، كما يقول إمام المقاصد الجليل محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله:
"مبنية على مقاصد قارة، (أي: مستقرة ثابتة)، فلا حرج في دوامها ولزومها للأمم والعصور إلا في أحوال نادرة، تدخل تحت حكم الرخصة، فأما المعاملات فبحاجة إلى اختلاف تفاريعها، باختلاف الأحوال والعصور، فالحمل فيها على حكم لا يتغير، حرج عظيم على كثير من طبقات الأمة". اهـ
نقلا عن: "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص50.
وذلك قول يحمله أهل الحق على محمله، وهو مراد الإمام رحمه الله قطعا، نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربه عز وجل، فحاله من العلم والاستقامة مئنة من ذلك، ويحمله أهل الباطل، لا سيما رواد من سموا أنفسهم بالعقلانيين والتجديديين، وهم أبعد الناس عن ذينك الوصفين على محامل!، فإنهم يستغلون كل نازلة فرعية ليروجوا لقصور الشرع عن بيان حكمها دون نظر في أصول وكليات الشرع الحنيف فليس لهم بها علم أصلا!، وإنما حاصل أمرهم: محض دعاية عالية الصوت تنادي بهدم الأصل استنادا إلى مصلحة متوهمة في فرع، فاختلاف الفروع الحادثة عندهم، وعدم وجود نص في حكم كل فرع بعينه! دليل على عجز الشريعة عن بيان حكمها، فليحكم العقل والهوى إذن حيث عجز الوحي عن الفصل، فذلك، على أقل تقدير، خير من ترك المسألة معلقة بلا حكم!، وإنما فتنهم من قصر باعه في الشرع فقلد من سبقه وجمد على قوله دون تجديد، بمعناه الحقيقي، فأغرى بجموده أرباب الميوعة والتسيب لينتفضوا على جموده لا على جمود الشرع، ولكنهم لم يريدوا خيرا فنسبوا جمود المتأخرين إلى الشرع نفسه، فليس المراد استبدال العقول الجامدة بأخرى نشطة فاعلة، وإنما المراد استبدال المنهج برمته ليحل محله منهج وضعه فلان أو فلان من المنظرين، فيصير هو معقد الولاء والبراء، فما صنع أولئك إلا أن استبدلوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاء الشرع السماوي النازل المطرد بولاء القانون الأرضي الوضعي المضطرب، فأيهما أحق بالتعصب لدستوره والانتصار لمقوله؟!.
ولذلك كانت دراسة العلوم الكلية التي بها تستنبط أحكام الوقائع الجزئية فتنتظم تحتها انتظام الأفراد تحت نوعها، كعلوم أصول الفقه وما تقرره من دلالات اللسان العربي والنص الشرعي من منطوق ومفهوم واقتضاء وإشارة وتنبيه وفحوى ولحن ........ إلخ، والقواعد الفقهية الكلية التي بها يجمع شتات الفروع الجزئية، والمقاصد الشرعية التي بها تعرف حكمة الشارع، عز وجل، في شريعته الخاتمة ........ إلخ، كانت تلك الدراسة في عصرنا من أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الرب، جل وعلا، لمسيس الحاجة إليها لرد عدوان المستغربين والعلمانيين على شريعة رب العالمين.
والعقل في أمر الدنيا: رائد في اكتشاف قوى الكون لتسخيرها في نصرة الوحي لا القضاء عليه وعلى أتباعه كما هو مشاهد في واقعنا المعاصر الذي آلت فيه أسباب الكون لمن لا يملكون من أسباب الشرع شيئا، فسلطوا، بمقتضى الأمر الكوني النافذ، على ورثة علوم النبوات، جزاء وفاقا لتقصيرهم في الأخذ بأسباب الشرع والكون، فلا دين يعصم ولا دنيا تشبع!.
وليس من دور الوحي، كما تقدم، تحديد القول الفصل في عمر الأرض كما فصلت الكنيسة القول في ذلك فاضطرت إنقاذا لعصمة مقرراتها أن تقمع أي بحث تجريبي ينقض تلك الفرضية العقلية!، وليس من دوره أن يحدد على وجه الدقة دوران الأرض أو ثبوتها، وإن كان التنزيل قد تعرض لذلك إجمالا، على ما اطرد من إشاراته المجملة إلى الحقائق الكونية في معرض تقرير الحقائق الشرعية، فالربوبية، كما تقدم في أكثر من موضع ذريعة إلى تقرير الألوهية تصديقا وامتثالا.
يقول صاحب رسالة "العلمانية: نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة" حفظه الله وسدده وأتم شفاءه:
" (إن المسيحية التقليدية لم تعد قادرة على أن تمد المستنيرين بنظرية كونية فقد بدأ الناس يعرفون ما يكفي من الجيولوجيا لكي يبين أن تاريخ الخليقة الذي حدده الأسقف "آشر" بعام 4004 ق م وتاريخ قصة الطوفان بعيدا الاحتمال. (وذلك أمر يدركه طلاب المدارس في أكثر دول العالم تخلفا، ومع ذلك كان ضده مقررا تقرير الوحي المعصوم الذي لا يقبل المجادلة!)
ولكن لم تكن هناك حاجة إلى أن ينتظر الناس نمو المعرفة الجيولوجية، خذ مبدأ التثليث في المسيحية مثلاً: إن الرياضة كانت ضد هذا المبدأ فإن أي نظام رياضي محترم لا يسمح بأن يكون الثلاثة ثلاثة وواحداً في آن واحد، أما عن المعجزات فلماذا توقفت؟ إذا أمكن إحياء الميت في القرن الأول فلماذا لا يحيى في القرن الثامن عشر؟! ". اهـ نقل المصنف عن: "برنتن" بتصرف.
وربما كان أعدي أعداء الكنيسة آنذاك هو فولتير ولنقتطف نماذج من نقده للدين ورجاله من كتابه (القاموس الفلسفي):
"أول ما انتقد فولتير العقيدة المسيحية في التثليث وتجسيم الإله والصور المقدسة وأنحى باللائمة على بولس الذي طمس المسيحية وحرفها، ولذلك كان الإيمان بالمسيحية في نظره هو: "الاعتقاد بأشياء مستحيلة أو بأشياء تستعصي على الفهم فالحية تتكلم والحمار يتحدث وحوائط أريحا تتساقط بعد سماعها صوت الأبواق، إن الإيمان على هذا النحو هو على ما يقول أرازم هو الجنون".
"أما الخطيئة الأولى فيرفضها فولتير ويعتبرها إهانة لله واتهاماً له بالبربرية والتناقض وذلك للتجرؤ على القول بأنه خلق الأجيال البشرية وعذبها لأن أباهم الأول قد أكل فاكهة من حديقته"
وينقد فولتير الطقوس السبعة نقدا مريرا ويسخر من الكتاب المقدس سخرية لاذعة تتجلى في قوله تعليقا علي معلومات التوراة الجغرافية: (من الواضح أن الله لم يكن قويا في الجغرافيا) ". اهـ
"العلمانية"، ص161، 162.
وما اجترأ ذلك الملحد الذي كان رائدا فاعلا في تاريخ العلمانية المعاصرة، ولو كان اجتراؤه في معرض الإلزام للكنيسة من جنس قولها، ما اجترأ إلا للفساد البين في تلك المقالات الأرضية المضطربة حتى في تحديد الأماكن والأعيان وهي أمور يدركها العقل وإن تفاوت في تقديرها.
ويقول صاحب رسالة "العلمانية" في موضع تال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"لقد اندفع تيار أهوج فى كل القنوات الفكرية والعلمية فى أوروبا تيار يريد أن يجرف كل شيء اسمه دين أو له علاقة بهذا الاسم ويطمس كل موحى من موحياته ويمحو كل آثر من آثاره وكانت غاية من يسمون (أحرار الفكر!) هو الدفع بهذا التيار إلى الأمام ما أمكن وبسرعة أقصى.
لا لأن ذلك ما يمليه ((المنهج العلمى)) ((وحرية الفكر)) ولا لأنه مقتضى النظر الموضوعى المتسم بالتعقل والتروي بل لأنه نتيجة رد الفعل المتهور ضد الكنيسة الذي لا تكاد حدته تخف حتى تلهبها آثار سياط الكنيسة فى ظهورهم.
وكما عرف الناس ورأوا واقع ما قاله (كويت) من (أن كل خطوة إلى الأمام فى البحث عن المعرفة قد حوربت باسم الدين) فقد بدا لهم مصداق ما قاله ((ألفرد هوايت هد)):
((ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين)).
وما لهم لا يصدقون بذلك وقد رأوا بأم أعينهم سلسلة الهزائم المتلاحقة التى منيت بها الكنيسة أمام العلم يضاف إلى ذلك طغيانها البغيض الذى يقابل المنجزات العلمية والتيسيرات المذهلة التى حققها العلم فى وسائل الحياة:
قالت الكنيسة:
إن الأرض مسطحة وهى مركز الكون – لأجل عملية الخلاص – وقال كوبرنيق: إنها كروية وتدور حول الشمس وثبت لهم أن الكنيسة كاذبة والعلم مصيب!.
وقالت الكنيسة:
إن الكون والإنسان خلقا فى ستة أيام عادية سنة 4004 ق. م وقال: ((ليل وداروين)): إن عمر الكون يقدر بمئات الملايين من السنين والإنسان بالملايين وثبت أنهما على حق وأن الكنيسة مبطلة. (وإن لم يريدوا بهذا الحق إلا إبطال دين الكنيسة خصوصا وهذا حق أيضا، والدين عموما وهذا عين الباطل ولكنها العقلية التي لا زالت تحبو بعد أن نسيت معنى الحركة في ظل قيد الكنيسة القاهر فجاءت حركتها كحركة الطفل الصغير: خبط عشواء تحطم كل ما تلاقيه إذ لا تعرف قيمته)
وقالت الكنيسة:
إن 1+1+1 = 1 وأثبتت بديهيات الرياضة أن مجموع ذلك = 3 وقالت الكنيسة – تبعاً لأرسطو – أن الكون مكون من أربعة عناصر وقال العلم أن عناصره تزيد عن التسعين وصدق العلم وكذبت الكنيسة.
(والعناصر قد زادت في زماننا في الجدول الدوري المعاصر وربما زادت بمرور الوقت تبعا لمشيئة الرب، جل وعلا، بأن تتطور وسائل البحث وتنضج العقول في ميدان البحث التجريبي أكثر فأكثر، لأن العقل مع إدراكه لظواهر الكون لم يستطع حتى الآن إدراك حقائق الأعيان المشهودة على وجه الدقة فلا زال يكتشف كل يوم من أسرارها الجديد، ولعل خريطة: "الجينوم" البشري خير شاهد على ذلك فهي خطوة على طريق لا ينتهي من الأسرار الكونية التي تحدى بها الرب، جل وعلا، عباده: "سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، ومع ذلك خاض ذلك العقل المسكين بقياسه القاصر المحدود في باب الإلهيات إرادة إدراك حقيقة الرب، جل وعلا، على حد التكييف لا إدراك المعاني الإلهية التي جاء بها التنزيل، مع أنه عاجز حتى عن إدراك حقيقة الإنسان بكل ما يحويه من أسرار نفسانية وعضوية!).
وقالت الكنيسة:
إن التوارة والإنجيل والرسائل كتب موحاة من الله. وقال النقاد التاريخيون: إنها من صنع مؤلفين غير موضوعيين وظهر أنهم على صواب فيما قالوا.
وقالت الكنيسة:
إن الخبز والخمر في العشاء الرباني يتحولان إلى دم وجسد المسيح حقيقة، وقال العلم والعقل والبديهية: ذلك أبعد المحال. (فلجئوا كالعادة إلى التأويل فكلها رموز من جنس رموز "نشيد الإنشاد" الفاضح: لا تدركها النفوس الأرضية الكثيفة فلا يدرك كنهها إلا آباء الكنيسة ذوي النفوس الملكوتية!).
وقالت الكنيسة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الرهبانية وسيلة للطهر وفضيلة سامية وقالت علوم النفس والاجتماع إنها تصادم الطبيعة وتفضي بالجنس البشرى إلى الهلاك المحقق. (فضلا عن مخازي الرهبان والراهبات في الأديرة التي صارت حانات وعلب ليل، كرد فعل طبيعي لأي كبت للفطرة السوية، فالأمر لم يكن سوى رد فعل متطرف في الزهد والتجرد لفعل آخر متطرف على الجهة المقابلة انكب أصحابه على الشهوات الحسية، وسرعان ما غلبت الأولين نفوسهم وما جبلوا عليه من الغرائز التي عطلوها فوقعوا في جنس ما كانوا ينكرون على أممهم الوقوع فيه، وذلك أمر مطرد في كل الأمم تقريبا: شهوات فزهد مؤقت فشهوات ربما تفوق الأولى مجونا وخلاعة فضلا عن ممارسة البعض لها برسم الديانة!).
وقالت الكنيسة:
إن المرض من الشياطين يمكن مداواته بإقامة القداس والتمسح بالصلبان. وقال الطب إن سبب المرض كائنات بالغة الدقة يمكن إفناؤها بالمستحضرات الكيماوية، وأخفقت الكنيسة في حين نجح العلم وأثبت جدواه.
وهذه سلسلة طويلة محزنة فى مقدور الرجل العادي أن يستعرضها ليخرج بنتيجة حاسمة هي أن: العلم دائماً على صواب وأن الدين على خطأ باستمرار. لاسيما وأن الكنيسة قد علمته أنه ليس ثمة شيء يستحق أن يسمى ديناً إلا تعاليمها المقدسة وإزاء ذلك بدا من المنطقي جداً أن تتعالى أصوات الناقمين من العلماء وسواهم: ليتحرر العلم من قيود الدين ولتذهب تعاليم الدين إلى الجحيم.
(ولو بدأت في أولها مستترة بستار ديني فهدف أصحابها تجديد الدين ليواكب مستجدات العصر!، وذلك، كما تقدم، أمر متصور بل لازم إذا كان الدين محرفا يحارب العقل لا محفوظا يزكي العقل ويؤيده ويحثه عن مزاولة ما تقدم ذكره من دور فعال في الدين والدنيا معا دون تجاوز للخطوط الحمراء من الإلهيات والشرائع وهي الخطوط التي اقتحمها المتكلمون في أصول الدين برسم فلسفة أرسطو قديما والعلمانيون المعاصرون في باب الشرائع بما استوردوه من الشرائع الأرضية الوضعية).
العلم هو وحده الحق والحكم وهو مصدر النور كما أنه منبع الرفاهية أما الدين فجمود ورجعية وخرافات وأساطير. وإذا عرضت مسألة فليخرس الدين ولينطلق العلم!.
ليبحث العلماء ويستخرجوا قوانين الطبيعة وأسرار الكون فى الهواء الطلق بعيداً عن الدين!.
الدين شيء والعلم شيء آخر لا علاقة بينها إلا التضاد. وإذا كان لا بد من إخضاع أحدهما للآخر فليخضع الدين ولتطبق كل حقائق الدين كالوحي والمعجزات والروح والخلود داخل المعامل والمختبرات وإلا فلتسقط إلى الأبد! ". اهـ
بتصرف من "العلمانية"، ص329_331.
وهو التناقض الذي سلم منه الوحي الإلهي المعصوم إذ لا تعارض، كما تقدم مرارا، بين النقل المعصوم والعقل المخلوق، فالباري، عز وجل، حكيم رحيم فلا يخلق لنا عقولا مستقيمة ثم يكلفنا بانتحال مقالات مستحيلة!.
ولذلك رفض كثير من أئمة المسلمين المحققين من أمثال ابن تيمية والشاطبي، رحمهما الله، تحديدا، إرجاع كل العلوم الكونية إلى الوحي على حد التفصيل إذ ذلك، كما تقدم، مخرج للوحي عن دائرة اختصاصه، بل الصحيح أنه قد أشار إلى أصولها إشارات مجملة، أشار إليها السيوطي، رحمه الله، في بحث لطيف من أبحاث كتابه: "الإتقان"، تاركا التفصيل للعقل، وتلك قسمة العدل بين الوحي الذي يستأثر بتقرير الغيبيات والشرعيات، والعقل الذي يستأثر بتقرير الكونيات، وهو مع ذلك لا يستقل بالسلطان في مباشرة أسبابها، بل للوحي السلطان عليه برسم التكليف الشرعي، ولذلك تتفاوت أحوال الخلق في استعمال أسباب الكون تبعا لتفاوتهم في أداء وظيفة العبودية الاختيارية، فيكون السبب في يد مؤمن بار: مادة صلاح، ويكون نفس السبب الذي اكتشف العقل قواه الطبيعية والميكانيكية، يكون في يد كافر فاجر: مادة فساد، فتفاوت الناس في تعاطي أسباب الكون فرع عن تفاوتهم في تعاطي أسباب الشرع.
ويقول البيروني في موضع آخر:
"وإلى التجربة يلتجأ في مثل هذه الأشياء، وعلى الامتحان فيها يعول".
ويقول جابر بن حيان: "ومن كان دربا كان عالما حقا، ومن لم يكن دربا لم يكن عالما، وحسبك بالدربة في في جميع الصنايع أن الصانع الدرب يحذق، وغير الدرب يعطل".
ويقول: "وملاك كمال هذه الصنعة: العمل والتجربة، فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبدا".
(يُتْبَعُ)
(/)
نقلا عن "أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص104.
وتأمل حال خريجي الكليات العملية في هذا الزمان، وقد ندرت فرص التدريب الجاد أثناء الدراسة لضعف الإمكانيات فيتخرج الدارس وقد تشبع بالمثل العلمية الكلية ولا ناقة له ولا جمل في البحث التجريبي فيكون من له خبرة وتجربة وإن كان مؤهله أدنى منه رتبة أحذق منه وأنفع.
والشاهد أن القرآن لم يحوج أهله ما أحوجت الكنيسة أربابها إليه من تعسف متكلف انتصارا لنظريات، بل فرضيات عقلية محضة، في أمر تمكن معرفته بقوى العقل الصحيح برصد الظواهر بالحس الظاهر وترجمة ذلك بمقتضى القياس العقلي الصريح.
فالطبيعيات ليست محل ابتلاء ليرد النص على أحكامها تفصيلا كما ورد على الأحكام الشرعية فلن يهلك من لم يعرف أن عمر الأرض كذا، بل ذلك غايته أن يكون علما دنيويا نافعا، يفيد من حصله في هذه الدار أصالة، فلا نفع له في الدار الآخرة إلا إن أحسن العبد التجارة مع الرب، جل وعلا، فاستحضر نية صالحة في تحصيله فينتقل من مرتبة المباح لذاته إلى مرتبة المباح الذي يتوسل به فاعله إلى تحصيل واجب أو مندوب، فيصح تعلق الثواب به من هذا الوجه، إذ قد صار معنى التعبد فيه معقولا.
والإغراق في الجزئيات يستهلك قوى العقل، فيضيع الوقت والجهد في تحصيلها من غير مظانها، إذ ليس الوحي، كما تقدم، مقررا للسنن الكونية على حد التفصيل لأدق الجزئيات فهو الجيولوجي الذي يحدد عمر الأرض، وهو الطبيب الذي يداوي الجرح، وهو الفلكي الذي يحدد أفلاك الكون ......... إلخ.
وقد أرجع: "ولز" تأخر الحضارة الصينية في بعض أدوارها إلى ذلك الإغراق في تقرير الجزئيات، وهو ما أصاب الحضارة الإسلامية في عصور الجمود والتقليد الأخيرة، فقد صار عمل العقل الشرح والتحشية، والتكلف في تحرير التعريفات على طريقة المناطقة الذين يجردون الماهيات في الأذهان على حد لا وجود له في الخارج، وقد كان ذلك، كما تقدم، سببا في ظهور اتجاهات فكرية منحرفة عن جوهر الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كالإرجاء الذي بحث في ماهية الإيمان بحثا تجريديا، لا وجود له خارج الأذهان فإنه لا يتصور إيمان مجرد يتساوى فيه أهله بل التفاضل بينهم فيه كائن تبعا لتعدد ذواتهم التي يقوم بها قيام الوصف بموصوفه، فلا ينفك عن أحوال قلبية وأعمال بدنية يقع بها التفاوت بين المكلفين على حد لا يحصيه إلا الله، عز وجل، وقل مثل ذلك في مسائل من قبيل المطلق بشرط الإطلاق، فهو وجود كلا وجود، بل هو عين العدم في الخارج، وإن افترضه الذهن افتراضا عقليا محضا.
والشاهد أن تلك المعركة الدامية قد أسفرت عن نصر ساحق للعقل المجرد من الوحي، فاستولى على مقاليد الحكم، ليحقق تلك الطفرة الكونية الظاهرة في غياب المرشد الصادق والدليل الناصح من الوحي النازل.
فكانت ثورته على دين الكنيسة وشرائع الكنيسة وأخلاق الكنيسة، فانطلق العقل على غير هدى، وحصد في طريقه كل القيم الكنسية الموروثة.
يقول صاحب رسالة "العلمانية"، حفظه الله سدده وأتم شفاءه، في معرض تحليل الثورة الفرنسية باكورة تحرر أوروبا من قيد الكنيسة إلى فضاء العلمانية الإلحادية!:
"في السنوات السابقة للثورة بلغ الفساد السياسي والتدهور الاقتصادي في فرنسا غايته حتى أن: "كالون" وزير الخزانة الملكية اعترف بذلك سنة 1787 م وأرادت الحكومة سد عجز الميزانية بإرهاق الشعب بضرائب جديدة فادحة فازدادت أحوال الطبقات المسحوقة سوءاً وعصفت بالبلاد موجة من الجوع ونقص المؤن.
وفي الوقت الذي عيل فيه صبر الشعب وأنهكته المجاعة والبؤس كان هناك طبقتان تترنحان في أعطاف النعيم وتنغمسان في مختلف الملاذ هما: طبقة رجال الدين وطبقة الأشراف، بالإضافة إلى الأسرة المالكة التي كانت عبئاً ثقيلاً على الجميع.
وكان إنقاذ الشعب يتطلب منه أن يقوم بعمل يودي بالظلم ويزيح كابوسه عن المهضومين. ووقف الشعب بكل فئاته "الفلاحين، المهنيين، القساوسة الصغار" جبهة واحدة وكانت الجبهة الأخرى ائتلافاً بين الطبقتين المحتكرتين: "رجال الدين والأشراف".
وقضت سنة الله أن ينتصر الشعب على جلاديه وأن تحصد "المقصلة" معظم الرءوس المترفة الطاغية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتمخضت الثورة عن نتائج بالغة الأهمية، فقد ولدت أول مرة في تاريخ أوروبا المسيحية دولة جمهورية لا دينية تقوم فلسفتها على الحكم باسم الشعب "وليس باسم الله"، وعلى حرية التدين بدلاً من الكثلكة، وعلى الحرية الشخصية بدلاً من التقيد بالأخلاق الدينية، وعلى دستور وضعي بدلا من قرارات الكنيسة.
وقامت الثورة بأعمال غريبة على عصرها فقد حلت الجمعيات الدينية وسرحت الرهبان والراهبات وصادرت أموال الكنيسة وألغت كل امتيازاتها، وحوربت العقائد الدينية هذه المرة علناً وبشدة وأصبح رجل الدين موظفاً مدنياً لدى الحكومة". اهـ
ص168، 169.
وهذا جار على حد ما نراه في دول الشرق المسلم التي هبت رياح العلمانية عاتية على مجتمعاتها، فقيس العالم المسلم على القس النصراني قياسا فاسدا، وقيس دين التوحيد على دين التثليث!، فصار العالم هو الآخر: موظفا لدى الدولة، بل قد صارت المؤسسة الدينية الرسمية بأكملها تابعة للحكومة المركزية!.
وزاد في غروره وجبروته، ما حصله من أسباب الكون فلم يشغل نفسه بالعلل الغائية من خلق هذا الكون وتسخير تلك الأسباب، بل صار جل همه ومنتهى أمله البحث في العلل الفاعلة، فصارت الوسيلة: غاية، وأهملت الغاية الحقة من النظر والتأمل في سنن الكون: غاية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
يقول صاحب رسالة "العلمانية":
"وحين رأى أنصار المنهج العلمي أن الذي يدعو الباحثين إلى الإيمان بالله ونسبة الأفعال الكونية هو ما يرونه فى الكون من دقة وحكمة وإتقان تدل بوضوح على أن له غاية محددة وهدفاً مقصوداً مما يدعم الإيمان بالله – لما رأوا ذلك – بحثوا عن أجدى السبل للحيلولة دون الوصول إلى هذه النتيجة فلم يجدوا إلا القول بأن ذلك ينافي فن البحث العلمى. وقد عبر بعضهم عن ذلك قائلاً: ((إن العلماء يجب أن يتساءلوا عن الكيفية لا عن السبب. إن السؤال عن السبب يعنى أن هناك غرضاً عاقلاً وراء تصميم الأشياء وأن عوامل غير طبيعية توجه الأفعال نحو غايات معينة. وهذه هى وجهة النظر (الغائبة) وهي وجهة نظر يرفضها العلم الحالى الذى يجاهد فى فهم طريقة عمل جميع الظواهر الطبيعية وقد أشار "فون برزكه" إلى ذلك ذات مرة قائلاً: ((إن الغائية سيدة لا يقدر أى عالم بيولوجى أن يحيا بدونها ومع ذلك فهو يخجل أن يظهر بصحبتها أمام الناس)).
إلى هذا الحد بلغت مصادمة الفطرة وبلغ إرهاب أعداء الدين لمن يسايرها وهو إرهاب معنوي يقوم بالدور نفسه الذى كانت السلطة الكهنوتية تمارسه. كما أن لأحرار الفكر طغيانهم الفكري الذى يضارع طغيان الكنيسة. وكيف لا يكون كذلك وهو إنما نشأ رد فعل له؟ فحين تفرض الكنيسة بالقوة أن يؤمن الإنسان بالثالوث رغم أنفه، كذلك يوجب هؤلاء أن يكون الإنسان ملحداً رغم أنفه والفرق بينهما هو مصدر الإرغام فقط.
يقول وليم جيمس:
((لا يزال بعض رجال المذهب الوضعي ينادي اليوم قائلاً: هناك إله واحد مقدس يقف في جلاله وعظمته بين أنقاض كل إله غيره وكل وثن وهو الحقيقة العلمية وليس له إلا أمر واحد وقول واحد وهو: أن ليس لكم أن تؤمنوا بالله)).
وعندما يحرج الباحث العلمي فى مأزق لا يستطيع معه إلا أن يقول: ((الله)) كما فى مسألة نشأة الحياة وأصل الكون وأمثالها فماذا يصنع؟ أيساير العقل والفطرة فيصرح بذلك ويعد نفسه مخلاً بأسلوب البحث العلمي ومقصراً في متابعة المنهج العلمى السليم. أم يتوقف عن المسألة نهائياً؟
إن رواد الفكر الحر! قد سبقوا إلى حل المعضلة ووضعوا أمام الباحث خياراً بين أساليب أحلاها مر. معتقدين أنها تؤدي إلى المقصود دون إخلال بالمنهج العلمى منها: ....... (ثم ذكر صيغا لفظية لا يوجد ذكر لله، عز وجل، فيها بل يبنى الفاعل لما لم يسم فاعله .................... إلخ) ".
بتصرف واسع من "العلمانية": ص336_339.
فهذه نظرة كل عقل إلى العلوم الكونية: العقل الإسلامي المؤيد بالوحي، والعقل الأوروبي المغرور المعجب بما توارثه من ادعاء رقي الجنس ومركزية الكون، وما بيده من أسباب القوة الكونية، وإن افتقر إلى القوة الشرعية الحاكمة، بل هو بلسان مقاله وحاله مظهر للاستغناء عنها، مستكبر عن الانقياد لها، وإن كان حاله من الفقر الذاتي لأسباب الكون التي أجراها الله، عز وجل، صيانة لبدنه، شاهد بضد دعواه، فهو عبد خاضع للسنن الكونية مفتقر إلى السنن الشرعية ليقم أود روحه افتقار بدنه إلى السنن الكونية التي تقيم أوده، وإن كابر وأظهر الاستغناء، فافتقار بدنه المتكرر لأسباب الكون وفساد حاله الظاهر إن أعرض عن سنن الشرع كما هو حال الإنسان عموما، والإنسان الأوروبي خصوصا: فاضح لحاله.
والغرض مما تقدم بيان الظروف التي واكبت إنطلاق العقل المسلم، والظروف التي اضطرت العقل الأوروبي إلى الانطلاق، فقد حصل العقل المسلم على حريته بلا خسائر إذ الوحي المحفوظ قد جاء لتزكيته، بينما حصل العقل الأوروبي على حريته بعد معركة دامية مع الوحي المحرف، فهو لا يخجل من إظهار حقده على الوحي وكرهه لرجاله إذ لم يعرف إلا الوحي المحرف الذي ناقض عقله وصادم فطرته بما فرضه عليه من مقالة التثليث المحالة عقلا، المنبوذة فطرة.
وبقي ذكر بعض صور ذلك التأثر في مشاركة تالية إن شاء الله.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 09:25 ص]ـ
وقد حمل العقل الأوروبي عن الحضارة الإسلامية: مكاسب فكرية، دون أن ينظر بعين الموضوعية التي يدعيها إلى أصل الملة التوحيدية، فإن أوروبا، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، لم تحاول يوما من الدهر أن تنظر في أصول الإسلام وإنما حملت عداءه عن الكنيسة التي أقامت صرح طغيانها على أنقاض الإنسان الأوروبي الذي استرقت عقله وروحه وبدنه بعقدة الخطيئة الأولى، فما يعانيه من ظلم واضطهاد الكنيسة ما هو إلا جزء يسير من ثمن تسدده البشرية من لدن آدم إلى قيام الساعة، فذلك ما احتجت به الكنيسة لتمرير عقيدة الصلب فداء للنوع الإنساني، ومع ذلك لم يحصل ذلك الفداء، بل زادت قيود الأسر إحكاما فاستباحت الكنيسة استرقاق الأرواح بصكوك الغفران والحرمان فهي التي تحدد مصاير أتباعها فتغفر لمن تشاء وتعذب من تشاء!، فضلا عن استرقاق الأبدان في إقطاعيات الكنيسة التي جعلت قديسيها أشبه ما يكونون بالبارونات!.
يقول صاحب رسالة "العلمانية" حفظه الله وسدده وأتم شفاءه:
"ونافست، (أي: الكنيسة)، الأمراء الإقطاعيين في إذلال الشعوب وقهرها.
ويأتي التبرير المسيحي لنظام الاسترقاق الإقطاعي على يد القديس توما الإكويني الذي فسره بأنه "نتيجة لخطيئة آدم" وكأن رجال الكنيسة والبارونات ليسوا من بني آدم. (وهذا أمر غالب على كل رءوس الضلالة فإنهم يستبيحون من أتباعهم ما لا يجيزون لأتباعهم استباحته منهم، فلا يمكن في أي طريقة باطلة تفرض نفسها على معتنقيها برسم الديانة التي لا تحصل النجاة إلا بها، لا يمكن أن يكون أصل التكليف واحدا، وإن ادعى ذلك من ادعى من الرءوس، لأن المقالة ما نشأت أصلا إلا لتحقيق مكاسب شخصية لفئة معينة تترسم برسم الدين، فإذا حصلت التسوية بطلت تلك المكاسب بداهة، وهذا ما جعل صناديد قريش يعرضون عن قبول دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنها لم تقابل في أنفسهم شبهة تستبعدها، إذ هي على منهاج الفطرة السوية سائرة ولم يكن كثير منهم مقتنعا بتلك الآلهة بل كان عقلاؤهم يمجونها فضلا عن علمهم برجاحة عقله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيبعد أن يأتيهم بأمر خارج عن ناموس العقل الصريح، ولو كان من عنده، فكيف وقد أتاهم به من عند الله، عز وجل، فادعى أعظم دعوى فلم يكذبوه في بواطنهم لعلمهم بكمال خلقه: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)، ولم يقدروا على معارضة معجزته أو إبطال مقالته بحجة صحيحة، فقد قامت بذلك كل الأسباب الموجبة لاتباعه، ومع ذلك لم يتبعوه، إذ قابلت دعواه شهوة الرياسة والجاه التي ستنزع منهم بمقتضى تكليف الشرع الذي يسوي بين العباد في الأحكام الكلية، وإن اختص بعضهم كما اختص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ببعض الأحكام فعلى سبيل الاستثناء، فليس قاعدة مطردة فضلا عن كونه في فروع لا تمس أصل الديانة، مع كون كثير منها تكليفا إضافيا لا ميزة دنيوية كوجوب قيام الليل وجواز وصال الصوم وهو أشق على النفس وتحريم الصدقة عليه وعلى آله).
وهناك حقيقة ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا فيما يتعلق بالثورات الفلاحية، وهي أن هذه الثورات لم تكن تمرداً على الكنيسة لأنها كنيسة بل لأنها: "مالك إقطاعي".
يقول ويلز:
(كانت ثورة الشعب على الكنيسة دينية … فلم يكن اعتراضهم على قوة الكنيسة بل على مساوئها ونواحي الضعف فيها وكانت حركات تمردهم على الكنيسة حركات لا يقصد بها الفكاك من الرقابة بل طلب رقابة دينية أتم وأوفي … وقد اعترضوا على البابا لا لأنه الرأس الديني للعالم المسيحي بل لأنه لم يكن كذلك أي لأنه كان أميراً ثرياً دنيوياً بينما كان يجب أن يكون قائدهم الروحي) ". اهـ
بتصرف من "العلمانية": ص166، 167.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تطور عداؤها للدين عموما فلم تر من الكنيسة إلا كل شر، وللإسلام الجار الجنوبي خصوصا، إذ له من القوة الفكرية ما يتيح له اختراق أي جبهة مضادة إن أحسن أتباعه طرحه، فهو ملائم للفطر السوية موافق للعقول الصريحة، فهي تبغضه وتظهر له العداء بمقتضى سنة التدافع الكونية، وهي تبغضه لجهلها به فهو ودين الكنيسة في تصورها على حد سواء، وهي لم تحصل على حريتها من رق الكنيسة إلا بتضحيات كبيرة، من لدن ظهرت باكورة العلمانية بظهور جيل الرواد الذين طاردتهم الكنيسة، كما تقدم، بل طاردت كل حركة إصلاحية كنسية تأثرت بمقررات العقل الإسلامي المستنير، وإن كانت توافقها على العداء الصريح للإسلام بل قد تزيد عليها بما تفتريه عليه، فلم يكن "مارتن لوثر" المصلح البروتستانتي، متعاطفا مع الإسلام، بل غلا في عدائه وافترى على كتابه ما يدل على جهله المركب بدين الإسلام، ومع ذلك لم تسلم حركته من آثار فكرية إسلامية، بل تعدى ذلك إلى بعض الأحكام العملية كتحريم التماثيل، وهو تيار يظهر من حين إلى آخر في الوسط النصراني، وقد ظهرت آثار له في مصر مؤخرا مع كون أصحابه نصارى خلصا، بل هم رجال كهنوت، لا يشك أبناء دينهم في نصرانيتهم.
وقويت عند أوروبا الشبهة، بل تمكنت، لما فتحت عليها أبواب كل شيء على حد سنة الاستدراج: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)، فأيقنت على حد الجزم القاطع أن دين الكنيسة هو سبب تأخرها عن الركب الإنساني الذي كان المسلمون يومئذ أدلاءه ورواده بمقتضى ما ألزمهم به الوحي الصحيح على حد الإيجاب في نحو قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ثم أداها ذلك التصور الفاسد إلى قياس فاسد أطلقوا فيه الدين عن قيد الكنيسة فجعلوا الدين عموما، ولو كان وحيا محفوظا، سبب تأخر الأمم بما يفرضه من قيود على العقول الحرة المستنيرة، ولم يسلم الأمر، كحال أي رد فعل مضاد، من غلو في الجانب الآخر، فتضخم مفهوم العقل وتضاءل مفهوم الدين، حتى صار العقل مهيمنا على مقررات الحياة الفكرية الأوروبية فانسلخ من الدين بالكلية، فلا وحي يضبطه، ولا نبوة يتلقى منها إجابات صحيحة صريحة عن الأسئلة المصيرية المطروحة في ذهن كل إنسان بمقتضى ما فطره الله، عز وجل، عليه من الحركة والهم تحصيلا لأسباب النجاة والسعادة الأبدية، فتلك من المشتركات العقلية بين كل أفراد النوع الإنساني، وإن كابر بعضهم فاظهر الإلحاد فغايته أن يكون من أهل: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا).
وسرى نفس القياس الفاسد إلى عقول المستغربين من أبناء الشرق المسلم لا سيما مع حالة الجمود الفكري التي أصابت العقل المسلم في عصور الركود المتأخرة، فقد واكب ذلك تراجع كبير في كافة مناحي الحياة: فانهارت الدولة السياسية وضعفت المؤسسات العسكرية وتضاءلت دخول الأفراد، فتبع ذلك انهيار الحياة الاجتماعية لا سيما مع تراجع بل عدم الوازع الديني في كثير من الأحيان، إذ تقلص دور الدين في حياة الأفراد والجماعات فرعا عن سنوات بل عقود من تفريغ الدين من محتواه، فصار رسوما ظاهرة بلا حقائق باطنة تبعث الهمم إلى طلب معالي الأمور الدينية والدنيوية، كما كان حال الصدر الأول الذين حققوا الدين واقعا في عالم الشهادة فخرجوا به عن حد التصور الذهني إلى حد الوجود الفعلي فكان له أثر بارز في قيادة النفوس في كل الشئون، فانطلقت الجيوش لفتح الأمصار، وحمل عسكر الرسالة الوحي لغزو القلوب بإثارة كوامن فطرة التوحيد فيها ومخاطبة صرائح المعقول المركوزة فيها، فاجتمع للدين: الكتاب الهادي بأخباره وأحكامه، بمسائله الإيمانية وأدلته العقلية، والحديد الناصر الذي يزيل العقبات الطاغوتية من طريق آخر الرسالات السماوية. فإن سنة التدافع قد اقتضت أن ينافح الطواغيت بشراسة عن رياساتهم ووجاهاتهم ومآكلهم التي جاء الإسلام ليقضي عليها برد السلطان إلى صاحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد أن كل تلك المعاني لم تكن موجودة في عصور الجمود المتأخرة، بل كان ضدها هو المهيمن على العقل المسلم الذي راح في سبات عميق، في وقت كان العقل الأوروبي فيه يعد العدة المادية والفكرية لغزوه، فكانت الحملة الفرنسية على مصر بعد إحراز أول انتصار للعلمانية في أوروبا بنحو 12 سنة: حملة سياسية عسكرية ثقافية، فحشد نابليون عسكره الحربي وعسكره الثقافي، لاستباحة أرض مصر، واستباحة العقل المصري المسلم المرتبط آنذاك، رغم ركوده، بالدين ارتباطا وثيقا، فالجامعة الإسلامية العثمانية لا زالت تمسك بزمام الأمة، فلا تنفلت يمنة أو يسرة، وإن تراخت قبضتها آنذاك، فاقتضت سنة التدافع بين الفكر العلماني: السيد الجديد في أوروبا بعد زوال سلطان السيد الديني، والوحي الإلهي الذي حفظ من التبديل واختصت أمة الشرق المسلم بإرثه، أن تقع تلك المواجهة التي كانت باكورة عاصفة التغريب التي اجتاحت الشرق المسلم في العصر الحديث، ولم يكن عند المسلمين آنذاك من القوة الروحية والقوة المادية والقوة الحضارية: مدنية وفكرا مستنيرا ما يمكنها من صد تلك الهجمة كما صد أسلافها الهجمة الصليبية الأولى، فأمة الشرق آنذاك، كانت صاحبة الريادة الحضارية، وإن اعترى الجسد المسلم حينها من أعراض التفكك ما أطمع الغرب النصراني فيه حتى ظهر الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، رحمه الله، الذي وحد الجبهة الإسلامية فكان ما قد علم من سيرته من جهاد مبارك لطرد الغزاة استكمله من جاء بعده حتى طرد الأشرف خليل، رحمه الله، آخر فلولهم من بلاد الشام فكان التصور الإسلامي صحيحا تنقصه القيادة الراشدة حتى جاء نور الدين وتلميذه صلاح الدين ومن بعدهم لا سيما المماليك المفترى عليهم الذين حملوا لواء الإسلام وخاضوا معارك مصيرية حفظ بها هذا الدين من الفناء، ولو لم يكن لهم إلا عين جالوت لكفاهم.
ولكن المسلمين إبان حملة نابليون لم يكن عندهم رصيد حضاري كاف يمكنهم من صد تلك الحملة، حتى على مستوى التسليح المادي فكان سلاحهم بدائيا بالمقارنة مع سلاح الجيش الفرنسي الحديث، فضلا عن الضعف المعنوي الناشئ من الخلل الاعتقادي فالبدع قد انتشرت في كل مدينة وقرية، والمقررات العقدية المخالفة لمذهب أهل السنة من مقررات المتكلمين في الإلهيات ومقررات المرجئة في الإيمانيات ومقررات أهل الطريق الذين غلو في معاني الزهد والتجريد فضلا عما سرى في جمهورهم من بدع عملية من سماعات وأوراد محدثة، بل وصل الأمر إلى حد استباحة الفواحش برسم الديانة والولاية، وذلك وسط يطمع أي غاز محتل، إذ لن يجد كبير مقاومة، بل ربما وجد التأييد من بعض أهل البلاد المحتلة، سواء أكانوا من المستغربين المستعبدين لمقرراته فكريا، أم من الخونة الذين يطمحون إلى أي مكسب سياسي رخيص، أم من المبتدعة الذين يكيدون للإسلام وأهله وإن أظهروا الانتساب إليه وأقوالهم وأفعالهم عند التحقيق تناقضه، أم من البسطاء الذين تخدعهم آلة الحرب الإعلامية كأولئك الذين احتفلوا مع نابليون بالمولد النبوي!.
وكان نابليون حريصا على إشاعة مظاهر الفحش في أوساط المسلمين فلعبت نساء فرنسا دورا بارزا في تحرير المرأة المصرية فالعهد بالتحرير قديم!، وإليه أشار الجبرتي، رحمه الله، في تاريخه بقوله:
"ومنها تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء وهو أنه لما حضر الفرنسيس إلى مصر ومع البعض منهم نساؤهم كانوا يمشون في الشوارع مع نسائهم وهن حاسرات الوجوه لابسات الفستانات والمناديل الحرير الملونة ويسدلن على مناكبهن الطرح الكشميري والمزركشات المصبوغة ويركبن الخيول والحمير ويسوقونها سوقا عنيفا مع الضحك والقهقهة ومداعبة المكارية معهم وحرافيش العامة فمالت إليهم نفوس أهل الأهواء من النساء الأسافل والفواحش فتداخلن معهم لخضوعهم للنساء وبذل الأموال لهن". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو أمر قد اطرد في كل الحملات الصليبية القديمة والحديثة على الشرق المسلم، فالمرأة سلاح فعال في تلك الحملات، وإفساد نساء المسلمين هدف رئيس، ومقررات الدراسة المصنفة في جامعاتهم والمطبوعة في مطابعهم والمصدرة إلى دول العالم الإسلامي لتصير مناهج دراسية ملزمة طمسا للعقلية الإسلامية، كما فعل الأمريكان بعد اجتياح بلاد الأفغان، خير شاهد على هذا المسلك المطرد فالغزو شامل للأديان والأخلاق والأبدان.
فكان الشرق مفتونا في نفسه لبعده عن سبب عزه وظهوره، فقد انحسر مفهوم الديانة في وجدانه فاقتصر على الشعائر والتصورات دون أن يكون له أثر في واقعه، وذلك مما سهل الأمر على رواد العلمانية في الشرق، ليكرروا تجربة أساتذتهم الذين لا يخجلون بل يفتخرون بالانتساب إليهم والنقل عنهم والتأسي بهم، مع فارق جوهري، هو أن الدين في أوروبا كان ممكنا، فخاض العقل معه معركة سحقه فيها لا سيما في الميادين العقلية التي أثبت فيها العقل الأوروبي قصور بل بطلان نظريات الدين الكنسي الذي أقحم نفسه، كما تقدم، في شتى مناحي الفكر الإنساني ولو كان تجريبيا محضا، فتصور التناقض بينهما جائز بل واجب، إذ العقل قد اكتشف من سنن الكون ما يخالف المأثور من نقل الكنيسة المبدل، فصدق قياس عقله وأنكر وحي الكنيسة، فقد ظهر أنه عرضة للنقد بل الإبطال تاريخيا وعلميا، بل دينيا، مع أن المفترض أن تكون له الريادة في ذلك، ولكنه لما خرج عن مقررات دين التوحيد: دين المسيح عليه السلام، كان لا بد أن يقع في جملة من التناقضات تكشف عواره وتزهد أتباعه فيه، وقد كان، بل اشتط العقل، كما تقدم، في عداوته، فأقصاه ومارس التصفية الفكرية بل الجسدية في بعض الأحيان لرموزه، فهم رموز حقبة طويلة من الطغيان والقهر، فهذا حال الدين الذي حاربه رواد العلمانية في الغرب بعقلية لا تخلو، أيضا، من طغيان وشطط، فقابلوا غلو الكنيسة، كما تقدم، بغلو عقولهم التي صارت لها السيادة المطلقة في كل شأن، ولو كان إلهيا غيبيا محضا، فمن عبودية مطلقة إلى سيادة مطلقة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
وذلك بخلاف الدين الذي حاربه رواد العلمانية في الشرق، فهم لم يحاربوا الإسلام بذات العقلية الطاغوتية التي ورثوها عن أساتذتهم في أوروبا، إذ لا قبل لهم بحرب الإسلام بمقرراته الفكرية التي ترتكز إلى قاعدة راسخة من منقول صحيح هو إرث الرسالة الخاتمة الذي حفظه رجال القرون الأولى من العلماء أصحاب الديانة الراسخة فلا يتطرق الشك إلى أمانتهم العلمية، والحفظ والضبط والنقد، الذي أعيى الورى أن يجيئوا بمثله، فشهد له المخالف قبل الموافق بل صار رائدا لعلوم النقد التاريخي الحديثة بإجراء قوانينه على الأحداث التاريخية إجراءها على الأخبار الدينية، ومعقول صريح لا يخالف ما جاءت به النبوات بل يزداد ذكاؤه وزكائه بالتسليم والانقياد لها في الإلهيات والنظر والتأمل في الطبيعيات فذلك من جملة ما أمرت به على حد الإيجاب، كما تقدم، فلا قبل لهم بحرب دين تلك مقرراته، وإنما حاربوا ما ظنوه إسلاما من مظاهر التخلف الحضاري: مدنية وفكرا آنذاك.
وكثير منهم كان مغرضا، فشن الحرب على مظاهر التخلف الحضاري في الشرق المسلم ليتذرع بذلك إلى حرب الإسلام نفسه، بقياسه على الإكليروس النصراني، فللإسلام الذي حرر العقول من الأوهام والخرافات ما للكهنوت من طغيان على العقول والأبدان، وذلك القياس هو سلاح كل علماني الشرق، ويصوغه شبلي شميل، أحد نصارى الشرق وقد كانوا رأس حربة متقدم للهجمة العلمانية التغريبية على الشرق المسلم، يصوغه بقوله:
"والأمم تقوى بمقدار ما يعف الدين، فهذه أوروبا لم تصبح قوية ومتمدنة فعلاً إلا عندما حطم الإصلاح والثورة الفرنسية سلطة الإكليروس على المجتمع وهذا يصح أيضاً على المجتمعات الإسلامية". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فتلك فتنة الشرق في نفسه، وأما فتنته لغيره فظاهرة فقد أغرى كل طامع طامح ليغزوه ويستبيح أرضه وثرواته، وعقائده وشرائعه قبل ذلك، فالاستعمار الحديث ما هو إلا حملات صليبية مهد لها قساوسة متعصبون تزيوا بزي البحث العلمي الحيادي في العلوم الشرقية فكانت توصياتهم العلمية إلى حكوماتهم محل نظر واعتبار قبل بدء تلك الحملات فقد كان معظمهم جواسيس رصدوا الحياة في الشرق المسلم آنذاك في كافة مناحيها، فضلا عن مشاركتهم الفاعلة في تلك الحرب الضروس، فقد تولوا أخطر جبهاتها: الجبهة الفكرية، فجاءت دراساتهم التي يدعي من يدعي من المستغربين موضوعيتها وإنصافها، جاءت لتثير الشبهات العقدية المندثرة فأحيوا المقالات القديمة، واستلهموا منها كل ما يشكك المسلم في دينه، فلم تتحل تلك الدراسات بأي موضوعية أو حيادية، بل العجيب أن يتحلى بعضها بنوع إنصاف وهو قليل لا يكاد يذكر، وذلك الجور والشطط هو فرع عن تعصب أولئك القساوسة، فهم، كما تقدم، لم يحاولوا يوما من الدهر أن يفهموا الإسلام، وأن يطلعوا عليه من مصادره الأصلية المحررة، بل كان جل همهم تشويهه في أنظار شعوبهم، وهو أمر مستمر إلى اليوم، بل قد زاد بما استحدث من وسائل الإعلام والنشر، فتركوا محكمه وتتبعوا متشابهه في التواريخ وكتب الأسمار ليقدموه: سلسلة من الصراعات السياسية لتحصيل شهوات ومآرب خسيسة، وتلك نظرة كثير من العلمانيين في زماننا، حتى تجرأ أحدهم، ممن أفتى العلماء المحققون بردته، فنسب ذلك المسلك الشائن إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وصد كثيرا من العقلاء عن انتحال الإسلام بما رأوه ولا يزالون يرونه إلى اليوم من مظاهر التخلف والانحطاط في مجتمعاته.
فتلك الظروف التي يمكن من خلالها دراسة أثر الفكر الإسلامي في الفلسفة الغربية الحديثة، فيزول العجب من حملهم كل خبيث مستكره جادت به قريحة فيلسوف منسلخ من الديانة، أو مرجوح زل فيه أحد الفضلاء المشهود لهم بالإمامة، فكانوا كالذباب لا يقع إلا على القيح والصديد، فموقفهم العدائي الرافض للإسلام ابتداء حاكم مهيمن على عقولهم حتى في معرض الانتفاع بثماره، وذلك من نكران الجميل بمكان.
ومن الأمثلة على ذلك التأثر الذي يظهر أثره الإيجابي في الطبيعيات، ويتوارى في الإلهيات وقضايا الوجود والمعرقة والقيم، إذ يقف أولئك على حد المشاقة للوحي فيها، من الأمثلة على ذلك في ميدان البحث الفكري:
ما ثبت تاريخيا من تأثر رواد النهضة الأوربية من أمثال إدلارد أوف باث، وميخائيل سكوت، وألبرت الكبير، وروجر بيكون، وتوماس الإكويني، مع تعصبه وتطرفه، وقد كان تأثرهم بالحضارة الإسلامية مزدوجا:
فحمل بيكون على سبيل المثال المنهج التجريبي الذي نقض به فلسفة أوروبا الأرسطية النظرية، فكان ذلك من أسباب انطلاق المدنية الأوروبية الحديثة، فقد بدأت أوروبا من حيث انتهى المسلمون، رواد العلوم التجريبية في القرون الوسطى، فتاريخهم في الطبيعيات شاهد بريادتهم في ذلك، بدأت من حيث انتهوا على ما اطرد من السنة الكونية: سنة: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) على القول بأن الوراثة: وراثة أسباب الكون التي يمكن بها للأمم، ولو كانت على خلاف الشرع، على حد قول ابن تيمية رحمه الله: "إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة"، فورثت أوروبا أسباب المدنية من الحضارة الإسلامية، ولم يكن لها، كما تقدم، من رحابة الصدر وسعة الأفق ما يجعلها تنظر إلى الشق الثاني من الحضارة الإسلامية، وهو الشق الأسمى، الذي كان كفيلا بحل أزمات أوروبا الإنسانية الحالية، ولكنهم في تحكم عجيب، انتقوا ما يحل أزماتهم المادية وتركوا ما يحل أزماتهم المعنوية، وذلك من التفريق بين المتماثلين، فالسيد الجديد للعالم لا يرضى أن يتبع غيره في دين أو دنيا، فذلك طرف من هيمنة القطب الواحد الذي يعاني منها العالم اليوم، فإن سنة التدافع قد اقتضت أن يفرض القوي شرائعه وأحكامه وأخلاقه على الضعيف، فلن يكتفي بمصادرة ثرواته بل سيسعى إلى مصادرة أفكاره واستبدال قيم الحضارة التجديدية بقيم الإسلام التقليدية!
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك على حد بداية الحضارة الإسلامية من حيث انتهت الحضارة اليونانية، فقد ورثت أمة الإسلام علومها عن طريق حركة الترجمة، فأبدعت فيما حملته عنها من طبيعيات إذ كان لكثير من فلاسفة اليونان قدم راسخ فيها، فلهم في الطبيعيات أبحاث نافعة، أشار إليها ابن تيمية، رحمه الله، في مواضع من كتبه كقوله في معرض نقد طريقتهم في الإلهيات:
"وإنما كان القوم يعرفون ما يعرفونه من الطبيعيات والرياضيات كالهندسة وبعض الهيئة، (وهو: علم الفلك الذي برعوا فيه تسييرا مباحا وتأثيرا محرما فكثير منهم كان ينتحل طريقة الصابئة في اعتقاد تأثير الأجرام السماوية في الأحداث الأرضية)، وشيئا من علوم الأخلاق والسياسات المدنية والمنزلية التي هي جزء مما جاءت به الرسل". اهـ
بتصرف من: "الجواب الصحيح"، (3/ 23).
ولكنها ضلت، أيما ضلال، فيما حملته عنها من إلهيات، فقد كفيت الأمة مؤنة الديانة: إلهيات وأحكاما وسياسات وأخلاقا، وإن ظن طائفة من المتكلمين وأهل الرأي والمتملكين والمتزهدين عدم كفاية الوحي في هذا الباب فذلك لقصور في علومهم وفهومهم لا لقصور في الوحي المنزل، والناس أعداء ما جهلوا، وكثير منهم جاهل بل مغرض لا يعلم ولا يريد أن يعلم، فهو على حد الإباء والاستكبار عن طلب الحق والعمل به.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في مستهل كتابه "الاستقامة" في معرض تقرير قاعدة كلية جامعة انتهجها في سائر مناقشاته لنصوص رسالة القشيري، رحمه الله، بل هي قاعدة تقرر مكانة الوحي وعدم الحاجة إلى مقررات تضاف إليه، يقول:
"الرأي المحدث في الأصول وهو الكلام المحدث وفي الفروع وهو الرأي
المحدث في الفقه والتعبد المحدث كالتصوف المحدث والسياسة المحدثة.
يظن طوائف من الناس أن الدين محتاج إلى ذلك لا سيما كل طائفة في طريقها وليس الأمر كذلك فإن الله تعالى يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، إلى غير ذلك من النصوص التي دلت على أن الرسول عرف الأمة جميع ما يحتاجون إليه من دينهم.
وقال تعالى: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).
وقال صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ بعدي إلا هالك".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ".
فلولا أن سنته وسنة الخلفاء الراشدين تسع المؤمن وتكفيه عند الاختلاف الكثير لم يجز الأمر بذلك ......... ولا ريب أن هذا يشكل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنصوص ودلالتها على المقاصد ولعدم علمهم بما أحدث من الرأي والعمل وكيف يرد ذلك إلى السنة كما قال عمر بن الخطاب: "ردوا الجهالات إلى السنة" وقد تكلم الناس على أصناف ذلك كما بين طوائف استغناء الدين عن الكلام المحدث وأن الله قد بين في كتابه بالأمثال المضروبة من الدلائل ما هو أعظم منفعة مما يحدثه هؤلاء وأن ما يذكرونه من الأدلة فهي مندرجة فيما ذكره الله تعالى". اهـ
فأدلتهم العقلية، أو ما صح منها بلفظ أدق، شعبة من القياس القرآني الصحيح فهو ميزان مطرد منضبط لا يعرض له ما يعرض للموازين العقلية البشرية من اضطراب وخلل، وإليه أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله في معرض المقارنة بين طريقة القرآن وطريقة أهل المنطق:
"فَإِنَّ الْوَسِيلَةَ الْقُرْآنِيَّةَ قَدْ أَشَرْنَا إلَى أَنَّهَا فِطْرِيَّةٌ قَرِيبَةٌ مُوَصِّلَةٌ إلَى عَيْنِ الْمَقْصُودِ وَتِلْكَ قِيَاسِيَّةٌ بَعِيدَةٌ؛ وَلَا تُوَصِّلُ إلَّا إلَى نَوْعِ الْمَقْصُودِ لَا إلَى عَيْنِهِ". اهـ
فطريقة القرآن فيها من البرهان العقلي الصريح ما يفوق طرائق الفلاسفة، فضلا عن امتيازها بالاختصار وإصابة عين المقصود تحديدا فتعريفاته يحصل بها تمييز المعرف بخلاف طريقة المناطقة التي تبالغ في التجريد فتثبت كليات مطلقة لا يتحقق بها إلا تعريف النوع الذي يعم أفرادا تحته، فلم يزل التعريف إلا قدرا من الإجمال وبقي الأمر مفتقرا إلى مزيد بيان بتحديد الفرد المعرف بعينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطريقة القرآن مع ذلك: تمتاز كسائر أفراد الوحي المنزل من الكتب والرسالات، تمتاز بالفطرية التي تخاطب القلوب فيحصل الناظر فيها غذاء عقليا وروحيا كاملا في آن واحد، وإن كان القرآن أشرفها في هذا الباب إذ قد جمعت هذه الرسالة لباب الرسالات السابقة علوما وأحوالا وأعمالا، بخلاف الطريقة الفلسفية فغايتها أن يحصل الناظر فيها غذاء عقليا ناقصا يفتقر إلى مزيد بيان، كما تقدم، فضلا عما يصيب فطرته من جفاف بسبب مباشرة الحدود المنطقية الصارمة التي لا تصلح في باب غيبي قلبي كباب الإلهيات.
ويقول، رحمه الله، في "الصفدية":
"ومن وجد من هذه الأمة محتاجا إلى شيء غير ما جاء به الرسول فلضعف معرفته واتباعه لما جاء به الرسول مثل كثير منهم من يقول أنه يحتاج إلى الإسرائيليات وغيرها من أحوال أهل الكتاب وآخرون منهم من يقول أنهم محتاجون إلى حكمة فارس والروم والهند واليونان وغيرهم من الأمم وآخرون يقولون أنهم محتاجون إلى ذوقهم أو عقلهم أو رأيهم بدون اعتبار ذلك بالكتاب والسنة.
ولا تجد من يقول أنه محتاج إلى غير آثار الرسول إلا من هو ضعيف المعرفة والاتباع لآثاره وإلا فمن قام بما جاء به الكتاب والسنة أشرف على علم الأولين والآخرين وأغناه الله بالنور الذي بعث به محمدا عما سواه". اهـ
"الصفدية"، (1/ 260).
وليست النوازل مما يستدرك به على هذا العموم المحفوظ إذ قد قرر الشرع وسائل استنباط النوازل الحادثة بإدخالها في كليات جامعة دخول الجزء في كله، فضلا عن وقوع كثير من نظائرها فتقاس عليها، فكليات الشرع شاملة لأجناس الحوادث دون أعيانها، وكثير من النوازل الحادثة تقاس تمثيلا على النوازل الكائنة التي حفظت لنا أحكامها ونقلت بأصح طرق الرواية، فذلك أصل آخر انفرد به العقل المسلم المؤيد بالوحي الصحيح عن بقية العقول التي ردت إلى قياسها فمرة تصيب ومرات بل عشرات تخطئ.
ولكن الترف الفكري تارة، والكيد للإسلام تارة أخرى، إذ كانت اليد العليا في حركة الترجمة لأفراد لهم من المعارف قدر كبير، وليس لهم من الديانة ذات القدر فهم إما: كافر أصلي يهودي أو نصراني، أو مبتدع قد غلظت بدعته، وقد كانت فتنة خلق القرآن أحد ثمار تلك الترجمة العشوائية لإلهيات أمة وثنية، أو زنديق مستتر بالإسلام ليكيد له، ولعل الاتهامات التي وجهت إلى البرامكة ذوي الأصول الوثنية كان من ضمن مستنداتها إشرافهم على ترجمة كتب الزنادقة والشعوبيين والله أعلم بحالهم، هذان العاملان قد أغريا أمة الإسلام بنقل إلهيات أمة اليونان، فكان ما كان من سنة النقصان بعد الكمال، ولكن الإسلام بقي محفوظا، وإن خفيت أعلامه في بعض الأمصار أو الأعصار، بخلاف الديانات الأخرى التي غزتها الفلسفات الوثنية حتى نفذت إلى جوهرها وأتت على أصلها بالإبطال.
فضلا عن وقوع أخطاء جسيمة في الترجمة لعدم التخصص فالطبيب يترجم كتابا في الإلهيات لمجرد أنه يجيد اللغة التي كتب بها دون أن يكون له إلمام بالعلم الذي ينقله، فليس مجال بحثه، وهو فرع عن الخلط الأول الذي وقع لأمة اليونان في المزج بين الطبيعيات والإلهيات وجعلهما على قدم المساواة فكل من برع في الطبيعيات لا بد أن يكون بارعا في الإلهيات وكأن موضع البحث في كليهما واحد، وكأن العقل يملك من القوى ما يؤهله لإدراك كليهما على وجه الجزم واليقين وهو الذي لا يستطيع الجزم بكثير من الحقائق المشاهدة فضلا عن الحقائق المغيبة، وهو أمر لا يزال العقل البشري يعاني منه إلى اليوم، فكثير من مشاهير الأطباء والمهندسين بل ورجال المال والأعمال يجيز لنفسه الخوض في مسائل لو وقعت على زمن عمر، رضي الله عنه، لجمع لها أهل الشورى، ومستنده الوحيد في ذلك أنه: ذكي وناجح في ميدان بحثه التجريبي أو عمله التجاري!، مع أنه يأبى أشد الإباء أن يتكلم أحد من غير المختصين إذا كان الأمر يتعلق بميدان بحثه أو مجال عمله، فالاختصاص محترم في كل المجالات إلا الشرعية منها!.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد من كل ذلك أن أمثال بيكون ومن بعده هيجل قد تأثروا بمقررات علماء المسلمين في نقض فلسفة أرسطو مع أن هيجل لم يتطرق إلا إلى جوانب كلية مجملة بخلاف ما فعله ابن تيمية، رحمه الله، من نقض تفصيلي لمقررات الفكر الأرسطي الاستنباطي، مع إنصافه لهم ولمن حمل عنهم من الفلاسفة الإسلاميين فيما أصابوا فيه من الطبيعيات.
وأما توماس الإكويني، فقد حمل عن ابن رشد، رحمه الله، أسوأ بضاعته، فقد كان ابن رشد من أساطين الفلاسفة الإسلاميين الذين عنوا بترجمة وشرح فلسفة أرسطو حتى طعن فيه بسبب ذلك عند الخليفة الموحدي أبي يوسف يعقوب المنصور، رحمه الله، فحمل توماس عنه تلك البضاعة المزجاة، كما ذكر ذلك أثين بلاسيوس، المستشرق والشاعر الإسباني، وهو بلدي ابن رشد، فكلامه في هذا الشأن له وزنه، فضلا عما قرره رينان مع تعصبه الشديد هو الآخر ضد الحضارة الإسلامية، وقد كان اتصال الأندلس ببقية أوروبا جغرافيا، وابن رشد أحد أبناء الحضارة الأندلسية التي كانت آنذاك صورة من أرقى صور التقدم العلمي العالمي عموما والإسلامي خصوصا، كان لهذا الاتصال أثره في انتقال آراء ابن رشد إلى مقررات الكنيسة الكاثوليكية التي أعرضت عن الرسالة الخاتمة، ولكنها، في مفارقة عجيبة لم تجد إلا أحد أبناء تلك الرسالة لتحمل عنه فلسفتها الرسمية، فذلك جار على حد انتقائية وعنصرية العقل الأوروبي النصراني، فهم مدينون لأبناء الإسلام في هداهم إلى أسباب الكون بما حملوه عنهم من طبيعيات، وفي ضلالهم عن أسباب الشرع بما حملوه عنهم من إلهيات لا تمت لجوهر الإسلام بصلة.
فمما حمله توماس عن ابن رشد:
رأيه في قضية خلق العالم، ونظريته في المعرفة، ونظريته في العلم الإلهي. كذلك أخذ عن ابن رشد وغيره من فلاسفة المسلمين آراءهم في قضية التوفيق بين الدين والفلسفة، أو بين العقل والوحي.
فابن رشد "كان يريد البرهنة على أن الفلسفة الحقة، كما تصورها هو، تتفق تماما مع الدين الموحى به، وذلك لأن الحقيقة واحدة، ولا يمكن أن تتعدد، فالله يهبها إما عن طريق الوحي، وإما عن طريق العقل! الذي ينتهي إلى الإيمان بما جاء به الوحي، ومسلك ابن رشد هنا نجد ما يماثله تماما عند توماس الإكويني بالنسبة إلى الفكر المسيحي، وعند موسى بن ميمون فيما يتصل بالفكر اليهودي، ولكن يلاحظ أن هذه المحاولات الثلاث للتوفيق بين الوحي وفلسفة أرسطو تقع في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وأولها محاولة ابن رشد".
"أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص120، 121.
ولا شك أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل إذ رام أصحابها الجمع بين متناقضين، وكلما زاد فساد صاحب المحاولة في باب الإلهيات ظهر فشل محاولته بصورة أظهر، فليس فشل ابن رشد، رحمه الله، كفشل توماس وموسى، فإن الشر في المسلمين كائن، ولكنه في غيرهم أعظم، لقرب الأولين من الرسالات، معقد العصمة في هذا الباب، وبعد الآخرين عنها، وبقدر البعد عن مقررات الوحي يكون الخطأ كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.
وإذا كانت الحقيقة واحدة لا تتعدد في باب الإلهيات الخبرية بل في باب الطبيعيات التجريبية التي تتفاوت فيها الأنظار، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يصل العقل إليها، فإنه عاجز عن إدراك حقائق العالم المشهود كما هي في نفس الأمر فغايته أن يدرك ظاهرا منها، فهو يدرك أعراض الحياة من نبض وحرارة بدن، ولا يدرك سر تلك الحياة التي تسري في الخلايا والأنسجة فإذا نزع منها فسدت وإن لم تكن من جهة الكفاءة الحيوية والميكانيكية قاصرة فموت الفجأة يرد على أبدان سليمة فيسلبها مادة الحياة فتسكن بعد أن كانت متحركة، وتفسد بعد أن كانت صالحة، ولا يدرك العقل، كما تقدم، سر تلك الحياة، وإن كان يدرك أثرها في الأبدان الحية المتحركة. (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان هذا حاله في الطبيعيات المشهودة فكيف يمكنه بمفرده، بلا ولاية للوحي المنزل عليه ليعصمه من الزلل في هذا الأمر الجلل، أن يصل إلى الحقيقة التي جاء بها الوحي؟!، وحال من خاض في هذا الأمر بعقله ثم ندم ورجع كالجويني والرازي، رحمهما الله، شاهد عدل على ذلك، فضلا عمن خاض في تلك اللجة ولم يدرك النجاة من الفلاسفة الذين استقلوا زورق العقل في بحر لا ساحل له بلا دليل هاد من الوحي النازل.
فالعقل غايته أن يدرك في هذا الباب أمورا مجملة لا يحصل بها بيان واف ولا نجاة، إلا لمن خفيت عنه آثار الرسالات فنشأ في غابة او فلاة لم يصلها خبر النبوات فأدرك من الإلهيات جملا مركوزة في فطرته هي آثار الميثاق الأول أو مات صغيرا فلم يجر عليه قلم التكليف، فذلك ينفعه الميثاق الأول، بخلاف من نشأ في أرض قد تواتر فيها خبر النبوات، فإنه يلزمه، بما أوتي من صحة آلة للنظر والتدبر، أن ينظر في أدلتها، فإن صحت دعوى النبي الذي توجه خطابه إليه لزمه الانقياد والتسليم لما جاء به.
وابن رشد، رحمه الله، مع كونه ممن خاض في هذا الباب بآلة الفلسفة المجردة، فإنه مقر بأن العقل لا يصل بنفسه إلى أمر يقيني في هذا الباب، كما حكى ابن أبي العز، رحمه الله، ذلك عنه في شرح الطحاوية، بل هو ممن قال بالخصوص والعموم في التكليف جريا على طريقة الفلاسفة الأولين، كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، رحمه الله، في "بيان تلبيس الجهمية" بقوله:
"والقاضي أبو الوليد بن رشد الحفيد الفيلسوف مع فرط اعتنائه بالفلسفة وتعظيمه لها ومعرفته بها حتى يأخذها من أصولها فيقرأ كتب أرسطو وذويه ويشرحها ويتكلم عليها ويبين خطأ من خالفهم مثل ابن سينا وذويه وصنف كتبا متعددة مثل كتاب "تهافت التهافت" في الرد على أبي حامد، (وهو الغزالي رحمه الله)، فيما رده على الفلاسفة في كتاب "تهافت الفلاسفة" وكتاب "تقرير المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة في الاتصال" وغير ذلك قال في كتابه الذي سماه "مناهج الأدلة" على الأصولية وقد ضمن هذا الكتاب بيان الاعتقاد الذي جاءت به الشريعة ووجوب إلقائه إلى الجمهور كما جاءت به الشريعة وبيان ما يقوم عليه من ذلك البرهان للعلماء كما يقوم به ما يوجب التصديق للجمهور وذكر فيه ما يوجب على طريقته أن لا يصرح به للجمهور وذكر فيه ما يوجب من الأمور التي قام عليها البرهان على طريقة ذويه". اهـ
وأشار إلى ذلك، أيضا، ابن القيم، رحمه الله، في "الصواعق المرسلة" في معرض كلامه على مقالة أهل التخييل بقوله:
"وهم الذين اعتقدوا أن الرسل لم تفصح للخلق بالحقائق إذ ليس في قواهم إدراكها وإنما خيلت لهم وأبرزت المعقول في صورة المحسوس قالوا ولو دعت الرسل أممهم إلى الإقرار برب لا داخل العالم ولا خارجه ولا محايثا له ولا مباينا له ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن يساره لنفرت عقولهم من ذلك ولم تصدق بإمكان وجود هذا الموجود فضلا عن وجوب وجوده، (وذلك مئنة من صحة عقولهم وفطرهم)، وكذلك لو أخبروهم بحقيقة كلامه وأنه فيض فاض من المبدأ الأول على العقل الفعال ثم فاض من ذلك العقل على النفس الناطقة الزكية المستعدة لم يفهموا ذلك ولو أخبروهم عن المعاد الروحاني بما هو عليه لم يفهموه فقربوا لهم الحقائق المعقولة في إبرازها في الصور المحسوسة وضربوا لهم الأمثال بقيام الأجساد من القبور في يوم العرض والنشور ومصيرها إلى جنة فيها أكل وشرب ولحم وخمر وجوار حسان أو نار فيها أنواع العذاب تفهيما للذة الروحانية بهذه الصورة والألم الروحاني بهذه الصورة وهكذا فعلوا في وجود الرب وصفاته وأفعاله ضربوا لهم الأمثال بموجود عظيم جدا أكبر من كل موجود وله سرير عظيم وهو مستو فوق سريره يسمع ويبصر ويتكلم ويأمر وينهى ويرضى ويغضب ويأتي ويجيء وينزل وله يدان ووجه ويفعل بمشيئته وإرادته وإذا تكلم العباد سمع كلامهم وإذا تحركوا رأى حركاتهم وإذا هجس في قلب أحد منهم هاجس علمه وأنه ينزل كل ليلة إليهم إلى سمائهم هذه فيقول من يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له إلى غير ذلك مما نطقت به الكتب الإلهية قالوا: ولا يحل لأحد أن يتأول ذلك على خلاف ظاهره للجمهور لأنه يفسد ما وضعت له الشرائع والكتب الإلهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الخاصة فهم يعلمون أن هذه أمثال مضروبة لأمور عقلية تعجز عن إدراكها عقول الجمهور فتأويلها جناية على الشريعة والحكمة وإقرارها إقرار للشريعة والحكمة قالوا وعقول الجمهور بالنسبة إلى هذه الحقائق أضعف من عقول الصبيان بالنسبة إلى ما يدركه عقلاء الرجال وأهل الحكمة منهم والحكيم إذا أراد أن يخوف الصغير أو يبسط أمله خوفه ورجاه بما يناسب فهمه وطبعه.
وحقيقة الأمر عند هذه الطائفة أن الذي أخبرت به الرسل عن الله وصفاته وأفعاله وعن اليوم الآخر لا حقيقة له يطابق ما أخبروا به ولكنه أمثال وتخييل وتفهيم بضرب الأمثال". اهـ
فللجمهور خطاب يلائم مداركهم، وللخاصة من أرباب الصنائع العقلية خطاب يلائمهم، وذلك مفض إلى انسلاخ الآخرين من الديانة بزعم إدراك الحقيقة التي لا يلزم صاحبها اتباع الشريعة، وهو أمر سرى في مراحل تالية إلى غلاة المتفلسفة من أهل الطريق الذين أبطلوا الشريعة بل الديانة جملة وتفصيلا فجوزوا حصول النجاة حتى لمن لم يكن على رسم الإسلام ولو ظاهرا، كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، رحمه الله، في "الصفدية" بقوله:
"ولهذا ذكر ابن عربي في أول الفتوحات ثلاث عقائد عقيدة مختصرة من إرشاد أبي المعالي بحججها الكلامية ثم عقيدة فلسفية كأنها مأخوذة من ابن سينا وأمثاله ثم أشار إلى اعتقاده الباطن الذي أفصح به في فصوص الحكم وهو وحدة الوجود فقال: وأما عقيدة خلاصة الخاصة فتأتي مفرقة في الكتاب.
ولهذا كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يعكسون دين الإسلام فيجعلون أفضل الخلق المحقق عندهم وهو القائل بالوحدة وإذا وصل إلى هذا فلا يضره عندهم أن يكون يهوديا أو نصرانيا بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإسلام ويجعلون هذه طرقا إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين ويقولون لمن يختص بهم من النصارى واليهود إذا عرفتم التحقيق لم يضركم بقاؤكم على ملتكم بل يقولون مثل هذا للمشركين عباد الأوثان حتى أن رجلا كبيرا من القضاة كان من غلمان ابن عربي فلما قدم ملك المشركين الترك هولاكو خان المشرك إلى الشام وولاه القضاء وأتى دمشق أخذ يعظم ذلك الملك الذي فعل في الإسلام وأهله ببغداد وحلب وغيرهما من البلاد ما قد شهر بين العباد فقال له بعض من شهده من طلبة الفقهاء ذلك الوقت يا سيدي ليته كان مسلما فبالغ في خصومته مبالغة أخافته وقال أي حاجة بهذا إلى الإسلام وأي شيء يفعل هذا بالإسلام سواء كان مسلما أو غير مسلم ونحو هذا الكلام وهذا كان من آثار مذهب الذين يدعون التحقيق ويجعلون المتحقق الذي يسوغ التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى والمشركين هو أفضل الخلق". اهـ
"الصفدية"، (1/ 267_270).
فلا عجب أن تحتفي الدوائر الثقافية العالمية بأولئك الزنادقة إذ هم رأس حربة يطعن به في صلب الإسلام باسم الإسلام فهم منتسبون إليه ولو اسما.
والتوفيق أو التلفيق بين الوحي والفلسفة هو ما اطرد في تقريرات ابن رشد ومن قبله ابن سينا حتى صارت مقالاتهم برزخا بين الإسلام والإلحاد، وإن كان ابن رشد، رحمه الله، أرسخ قدما في الديانة.
يقول ابن تيمية رحمه الله في "شرح الأصفهانية":
"وما ذكره أبو حامد فيه من تقرير النبوة في الجملة على الأصول التي يسلمها المتفلسفة ويعرفونها ما ينتفع به من كان متفلسفا محضا فإن ذلك يوجب أن يدخل في الإسلام نوع دخول وكلام أبي حامد في هذا ونحوه يصلح أن يكون برزخا بين المتفلسفة وبين أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى فالمتفلسفة تنتفع به حيث يصير عندهم من الإيمان والعلم ما لا يحصل لهم بمجرد الفلسفة.
وأما من كان مسلما يريد أن يستكمل العلم والإيمان فإن ذلك يضره من وجه ويرده عن كثير من كمال الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر وإن كان ينفعه من حيث يحول بينه وبين الفلسفة المحضة إلا أن يكون حسن الظن بالفلسفة دون أصول الإسلام فإنه يخرجه إلى الإلحاد المحض كما أصاب ابن عربي الطائي وابن سبعين وأمثالهما". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حكى بعض أهل العلم ما قد ذكر من توبة ابن سينا ورجوعه قبل موته، وأنه أكثر في آخر حياته من الصلوات والصدقات طلبا لغفران تلك الزلات، فالله أعلم بمآله وليس للمكلفين في عالم الشهادة إلا الحكم على الظاهر، فالأحكام في دار الابتلاء قد علقت على الظواهر والله، تبارك وتعالى يتولى السرائر، وقد وصلنا من ظاهر فساد مقالته في الإلهيات وصلاحها في الطبيعيات لا سيما الطب ما قد علم.
فلعل الله عز وجل يكون قد تاب عليه قبل موته.
ويكشف "جون لويس" عن المكانة التي وصلت إليها فلسفة ابن رشد في الحضارة الأوروبية المعاصرة بقوله:
"وقد بلغ رواج الأرسطية درجة مطلقة إلى حد أن كل أستاذ في الآداب بجامعة باريس في عام 1347 كان عليه أن يقسم ألا يدرس مذهبا يتناقض مع مذهب أرسطو وشارحه ابن رشد! ". اهـ
"أصالة التفكير الفلسفي في الإسلام"، ص121، 122.
وهو أمر قد يبتهج به بعض المسلمين، ولكنه، عند التحقيق، لا يمثل انتصارا فكريا للحضارة الإسلامية، بل هو امتداد لتأثر العقل الإنساني بمقررات الفلسفة اليونانية، وإن هذبها فلاسفة الإسلام وقربوها إلى الأديان، ولكنها لم تخرج عن جوهرها المضاد للوحي، فلم تفلح تلك المحاولة التلفيقية في التوفيق بين هذين المتناقضين.
وعموما لم يكن أثر تلك الفلسفة على العقل الأوروبي إيجابيا سواء كانت أرسطية أو رشدية، وإن كانت الرشدية أقرب إلى قياس العقل الصريح لكون صاحبها من أتباع النبوات.
ومن أمثلة هذا التأثر أيضا:
تأثر "ليبنتز" بمقررات المعتزلة في مسألة القدر، فالمعتزلة القدرية حملوا بدعة نفي القدر عن أهل الكتاب، لا سيما النصارى، الذين دسوا كثيرا من الشبهات العلمية في محيط الدرس الإسلامي، فكان "سوسن" النصراني أستاذ معبد الجهني أول من أظهر بدعة نفي القدر، كما عند اللالكائي، رحمه الله، في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" من طريق: محمد بن شعيب، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: «أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له: سوسن كان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد».
وعند الخلال، رحمه الله، من طريق: عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثني ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه، قال: قال أصحاب مسلم بن يسار: كان مسلم يقعد إلى هذه السارية، فقال: إن معبدا يقول بقول النصارى: يعني معبدا الجهني.
"السنة"، (1/ 528).
فضلا عن مجادلات يوحنا الدمشقي لقدرية زمانه، فهي تعتبر موردا من موارد الفكر الاعتزالي، إذ كان يقول بالأصلح، (وهي مقالة المعتزلة في إيجاب فعل الأصلح للعبد على الله، عز وجل، على حد ما اطرد في مقالتهم من سوء أدب مع الرب، تبارك وتعالى، بقياس فعله على فعل العباد، فما حسن منهم حسن منه، وما قبح منهم قبح منه!)، ونفي الصفات الأزلية وحرية الإرادة الإنسانية، (وهي مقالة نفي القدر).
ثم جاء "ليبنتز" ليسترد تلك التركة من المعتزلة، فعد ذلك نصرا للحضارة الإسلامية، مع أنه، عند التحقيق، انتقال شبهة من جيل إلى جيل، مع ما طرأ عليها من تعديل وتحوير قربها إلى الأديان لتقبلها الأذهان!، وذلك شأن كل مقالة حادثة.
فلا تعجب إذن إن رأيت احتفاء النصارى في العصر الحاضر بالمعتزلة فهم أرباب الفكر الحر، بل: أحرار الإسلام كما يدعي القوم!، فهم صنيعتهم، وكل صانع منتصر لصنيعته بداهة، مع أن كثيرا من المعتزلة لم يكونوا كفارا أو زنادقة، بل راموا الدفاع عن الملة ولم يتزودوا منها بزاد الوحي النافع فكانت معركتهم مع أعداء الإسلام معركة عقلية محضة، إذ جردوا عقولهم من أمضى الأسلحة: سلاح الوحي الذي يزكي العقول بطرائق البحث والنظر الصحيحة، فلما وكلوا إلى عقولهم ظهر عليهم خصومهم إذ بضاعتهم من علوم الفلسفة والمنطق أكثر، والغلبة للأكثر إن عزلت النبوة عن القيادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلك إشكالية معاصرة إذ كثير من العقلانيين بل العلمانيين يزعم الانتصار للإسلام من خصومه الذي يرمونه بالجمود فيعظم العقل ويحقر الشرع في رد فعل مضاد للتهم الموجهة إلى الإسلام، فيرد باطلا بباطل، وهذا ما يسعى إليه الغرب فهو يكيل التهم للخصم ليستزله فيعطي الدنية في دينه برسم إظهار سماحة الإسلام وعدله فينتقص بنفسه من الملة، وبتعاظم الضغط النفسي الناشئ من توالي التهم ينتقص أكثر وأكثر، فقد كفى العدو مؤنة نقض الشريعة بما يجنيه عليها باسم الانتصار لها وإظهار محاسنها!.
وانتقلت فكرة الإيجاب على الله، عز وجل، من المعتزلة إلى ابن عربي إلى "ليبنتز"، فيجب على الله، كذا وكذا، عموما، بمقتضى قياس الشمول الفاسد الذي قاسوا به أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال العباد.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ليس في طوائف المسلمين من يقول إن الله تعالى يفعل قبيحا أو يخل بواجب ولكن المعتزلة ونحوهم ومن وافقهم من الشيعة النافين للقدر يوجبون على الله من جنس ما يوجبون على العباد ويحرمون عليه ما يحرمونه على العباد ويضعون له شريعة بقياسه على خلقه فهم مشبهة الأفعال وأما المثبتون للقدر من أهل السنة والشيعة فمتفقون على أن الله تعالى لا يقاس بخلقه في أفعاله كما لا يقاس بهم في ذاته وصفاته فليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وليس ما وجب على أحدنا وجب مثله على الله تعالى ولا ما حرم على أحدنا حرم مثله على الله تعالى ولا ما قبح منا قبح من الله ولا ما حسن من الله تعالى حسن من أحدنا وليس لأحد منا أن يوجب على الله تعالى شيئا ولا يحرم عليه شيئا.
فهذا أصل قولهم الذي اتفقوا عليه واتفقوا على أن الله تعالى إذا وعد عباده بشيء كان وقوعه واجبا بحكم وعده فإن الصادق في خبره الذي لا يخلف الميعاد واتفقوا على أنه لا يعذب أنبياءه ولا عباده الصالحين بل يدخلهم الجنة كما أخبر ............. وأيضا فأهل السنة يؤمنون بالقدر وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن الهدى بفضل منه والقدرية يقولون إنه يجب عليه أن يفعل بكل عبد ما يظنونه هم واجبا عليه ويحرم عليه ضد ذلك فيوجبون عليه أشياء ويحرمون عليه أشياء وهو لم يوجبها على نفسه ولا علم وجوبها بشرع ولا عقل ثم يحكون عن من لم يوجبها أنه يقول إن الله يخل بالواجب وهذا تلبيس في نقل المذهب وتحريف له وأصل قول هؤلاء القدرية تشبيه الله بخلقه في الأفعال فيجعلون ما حسن منه حسن من العبد وما قبح من العبد قبح منه وهذا تمثيل باطل". اهـ
"منهاج السنة"، (1/ 447، 448، 454).
وقياس الشمول أحد الصور البارزة لتأثر العقل الإسلامي بمقررات فلاسفة اليونان فهم أول من قعد لقياس الشمول، بل واشتطوا في ذلك، حتى زعموا أن الكليات الذهنية التي تجوز الشركة فيها توجد في الخارج، فجعلوا تلك المقدمات الكبرى، وهي مقدمات مطلقة لا توجد في الخارج إلا مقيدة، جعلوها موجودة في الخارج بشرط الإطلاق وهو أمر يشهد العقل والحس ببطلانه.
ويجب عليه، عز وجل، عندهم، خصوصا أن يخلق أفضل عالم ممكن.
يقول ابن تيمية رحمه الله في معرض بيان هذه المسألة تحديدا:
"وما يحكي عن الغزالي أنه قال ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم فإنه لو كان كذلك ولم يخلقه لكان بخلا يناقض الجود أو عجزا يناقض القدرة وقد أنكر عليه طائفة هذا الكلام وتفصيله أن الممكن يراد به المقدور ولا ريب أن الله سبحانه يقدر على غير هذا العالم وعلى إبداع غيره إلى ما لا يتناهى كثرة ويقدر على غير ما فعله كما ........... بين ذلك في غير موضع من القرآن.
وقد يراد به إنه ما يمكن أحسن منه ولا أكمل منه فهذا ليس قدحا في القدرة بل قد أثبت قدرته على غير ما فعله لكن قال ما فعله أحسن وأكمل مما لم يفعله وهذا وصف له سبحانه بالكرم والجود والإحسان وهو سبحانه الأكرم فلا يتصور أكرم منه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقولان متفقان في الغاية وهي إثبات حكمة الرب، جل وعلا، ولكن أهل الاعتزال سلكوا مسلك الإيجاب على الرب، جل وعلا، وذلك قدح في طلاقة قدرته، عز وجل، النافذة على إيجاد كل الممكنات، على حد تظهر به آثار حكمته البالغة، بينما سلك أهل السنة مسلك الأدب فالمسألة ليست فرضا على الرب، جل وعلا، بمقتضى قياس العقل الفاسد للخالق، عز وجل، على المخلوق، وإنما هي محض كرم وجود وإحسان منه جل وعلا إلى عباده، وهو إحسان غير لازم فحده: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، فلم يكتبه أحد عليه، جل وعلا، بل كتبه على نفسه إظهارا لأوصاف جماله، كما كتب على العباد ما يجري عليهم من الأقضية الكونية إظهارا لوصف جلاله، فشتان الدليلان وإن آلا إلى مطلوب واحد.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض حكاية أقوال أهل السنة في مسألة الإيجاب على الله عز وجل:
"وقالت طائفة: بل هو أوجب على نفسه وحرم على نفسه كما نطق بذلك الكتاب والسنة في مثل قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وقوله: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقوله في الحديث الإلهي الصحيح: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما وأما أن العباد يوجبون عليه ويحرمون عليه فممتنع عند أهل السنة كلهم ومن قال إنه أوجب على نفسه أو حرم على نفسه فهذا الوجوب والتحريم يعلم عندهم بالسمع وهل يعلم بالعقل على قولين لأهل السنة". اهـ
"منهاج السنة"، (1/ 452).
ومن أمثلة ذلك التأثر أيضا:
تأثر "مالبرانش"، و "باركلي"، و "هيوم": بمقررات المتكلمين في نفي العلة المؤثرة، فالعلة، على طريقة أهل الكسب: اقترانية غير مؤثرة، وتلك شعبة من مقالة أهل الجبر، الذين نفوا الحكمة والتعليل في فعل الرب، جل وعلا، فغلوا في إثبات القدرة، وجفوا في إثبات الحكمة، بإهمال القوى المؤثرة في الأسباب الكونية، فالمعلول يقع عند علته لا بها، فيحدث الإحراق عند النار لا بما أودعه الله، عز وجل، فيها من قوى الإحراق الكونية التي لا تخرج عن إرادته الكونية العامة شأنها في ذلك شأن كل سبب مخلوق، فهو مؤثر بما أودع فيه من قوى، خاضع لمشيئة الرب، جل وعلا، الكونية، فلو شاء لأبطله، فضلا عن افتقاره إلى وجود السبب العاضد وانتفاء الضد المانع، فكل سبب يفتقر إلى سبب يسبقه في الوجود حتى نصل إلى السبب الذي لا سبب وراءه قطعا للتسلسل في المؤثرين، وهو كلمة الرب، جل وعلا، الكونية النافذة، فعقبها يقع المعلول على حد قوله تعالى: (وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، فقول المتكلمين هو صورة من صور ردود الأفعال، إذ المعتزلة قد غلوا في إثبات القوى المؤثرة على حد الاستقلال، فجاء المتكلمون لينزعوا منها كل القوى التأثيرية ويردوا الأمر لمجرد العادة، وهو ما جرى عليه "هيوم" في تفسيره للعلية، فلم يخرج في ذلك، كما قرر "رينان"، عما قاله أمثال أبي حامد الغزالي رحمه الله.
وهو أثر سلبي آخر انتقل من العقل الإسلامي إلى العقل الأوروبي إذ هو على خلاف ما قرره المحققون من علماء الإسلام ممن تكلموا في العلل ومعلولاتها.
وتبعه نفي تعليل أفعال الله، عز وجل، بالحكمة، فهو يفعل بقدرة نافذة فلا غرض له الفعل إذ الغرض مئنة من الظلم أو الحاجة، وهذا، أيضا، من لوازم قياس فعل الرب، جل وعلا، على فعل العبد، فالعبد هو الذي يفعل لظلم أو حاجة، فلا يطلق وصف الغرض على فعل الرب، جل وعلا، ولا ينفى إذ هو من الألفاظ المجملة التي تحتمل صوابا وهو إثبات حكمة الرب، جل وعلا، فيقبل المعنى ويرد اللفظ لكونه حادثا لم تأت به النصوص، موهما يحتمل النقص، وهو الظلم أو الحاجة فتلك معان منتفية في حق الباري، عز وجل، بداهة. وإنما التزمها من شبه فعل الرب، جل وعلا، بفعل العبد، فلما اشمأزت نفسه من اللازم الباطل نفاه ونفى معه اللازم الصحيح، فنفى الظلم والحاجة، وذلك نفي صحيح، ونفى معهما الحكمة، وذلك نفي باطل، فلا بد من الاستفصال في موارد الإجمال لئلا تحمل الألفاظ المجملة معان باطلة، والخير، كل الخير، في هذا الباب الجليل، استعمال ألفاظ التنزيل، فهي نصوص في الكمال لا يتطرق إليها احتمال النقص، إذ النص لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يحتمل إلا معناه فدلالته عليه دلالة قطع وجزم.
ومع ذلك يقع نفاة التعليل بالحكمة في الأفعال في التناقض إذ يجوزون التعليل بالحكمة في الأحكام الشرعية، مع نفيهم له في الأحكام الكونية، مع أن الحاكم بكليهما واحد، فمجري الأحكام الكونية هو منزل الأحكام الشرعية فكيف صح في الأذهان انتفاء التعليل في بعض دون بعض؟!، فذلك من التفريق بين المتماثلات وهو أمر لا يجري على قياس العقل الصريح كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع عدة.
وتبع ذلك نفي التحسين والتقبيح العقلي في مظهر آخر من مظاهر نفي التعليل، إذ الحسن والقبح مما تعلل به الأحكام إيجابا أو تحريما، فللعقل قدرة على إدراك الحسن من القبيح، ولكنه لا يستقل بالتشريع، ولا يلزم من تحسينه أو تقبيحه تكليف قبل ورود الشرع.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وتحقيق القول في هذا الأصل العظيم أن القبح ثابت للفعل في نفسه وأنه لا يعذب الله عليه إلا بعد إقامة الحجة بالرسالة وهذه النكتة هي التي فاتت المعتزلة والكلابية كليهما فاستطالت كل طائفة منهما على الأخرى لعدم جمعهما بين هذين الأمرين فاستطالت الكلابية على المعتزلة بإثباتهم العذاب قبل إرسال الرسل وترتيبهم العقاب على مجرد القبح العقلي وأحسنوا في رد ذلك عليهم واستطالت المعتزلة عليهم في إنكارهم الحسن والقبح العقليين جملة وجعلهم انتفاء العذاب قبل البعثة دليلا على انتفاء القبح واستواء الأفعال في أنفسها وأحسنوا في رد هذا عليهم فكل طائفة استطالت على الأخرى بسبب إنكارها الصواب وأما من سلك هذا المسلك الذي سلكناه فلا سبيل لواحدة من الطائفتين إلى رد قوله ولا الظفر عليه أصلا فإنه موافق لكل طائفة على ما معها من الحق مقرر له مخالف في باطلها منكر له وليس مع النفاة قط دليل واحد صحيح على نفي الحسن والقبح العقليين وإن الأفعال المتضادة كلها في نفس الأمر سواء لا فرق بينها إلا بالأمر والنهي وكل أدلتهم على هذا باطلة .......... وليس مع المعتزلة دليل واحد صحيح قط يدل على إثبات العذاب على مجرد القبح العقلي قبل بعثة الرسل وأدلتهم على ذلك كلها باطلة ...... ومما يدل على ذلك أيضا أنه سبحانه يحتج على فساد مذهب من عبد غيره بالأدلة العقلية التي تقبلها الفطر والعقول ويجعل ما ركبه في العقول من حسن عبادة الخالق وحده وقبح عبادة غيره من أعظم الأدلة على ذلك وهذا في القرآن أكثر من أن يذكر ههنا ولولا أنه مستقر في العقول والفطر حسن عبادته وشكره وقبح عبادة غيره وترك شكره ما احتج عليهم بذلك أصلا وإنما كانت الحجة في مجرد الأمر وطريقة القرآن صريحة في هذا كقوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)، فذكر سبحانه أمرهم بعبادته وذكر اسم الرب مضافا إليهم لمقتضى عبوديتهم لربهم ومالكهم ثم ذكر ضروب إنعامه عليهم بإيجادهم وإيجاد من قبلهم وجعل الأرض فراشا لهم يمكنهم الاستقرار عليها والبناء والسكنى وجعل السماء بناء وسقفا فذكر أرض العالم وسقفه ثم ذكر إنزال مادة أقواتهم ولباسهم وثمارهم منبها بهذا على استقرار حسن عبادة من هذا شأنه وتشكره الفطر والعقول وقبح الإشراك به وعبادة غيره". اهـ
بتصرف من: "مفتاح دار السعادة"، (2/ 360، 361).
وذلك جار على ما اطرد في التنزيل من الاستدلال بالربوبية إيجادا وعناية على الألوهية فرضا وامتثالا.
فلازم ما تقدم نفي الحكمة في خلق الأشياء ورد الأمر إلى العادة لا الإرادة الكونية النافذة على مقتضى الحكمة الإلهية البالغة وذلك جار على ما قرره "هيوم" من رد الأمر برمته إلى العادة المطردة، فأنكر المعجزات، تبعا لذلك، فالمسألة محض اقتران بين العلة والمعلول، وهو يقترب، أيضا، من أصل الفلاسفة القائلين بقدم العالم، أصل: اقتران العلة بمعلولها، فقد يكون ذلك أيضا، من مظاهر العدوى الفكرية التي انتقلت إلى أكثر من جيل عقلي.
وهو جار على ما اعتنقه الفكر الأوروبي الحديث من انعدام الغاية، وهو إشكال، أي إشكال، أي يعيش الإنسان مع ما جبل عليه من طاقات عقلية وبدنية: بلا هدف!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سار على طريقة المعتزلة في مسألة الحسن والقبح الذاتي للأفعال: الفيلسوف الألماني "عمانوئيل كانت" الذي عني بتقرير القانون الأخلاقي كما حقق ذلك بعض الفضلاء المعاصرين في بحث جامعي، توصل فيه إلى تأثر كانت الشديد بالمعتزلة في هذه المسألة، وقولهم على ما فيه من غلو أقرب إلى المعقول من قول من نفى التحسين والتقبيح جملة وتفصيلا ومقالة أهل السنة في التوسط بين الطرفين هي المقالة الجامعة لأطراف الحق من كل المقالات.
ومن مظاهر ذلك التأثر أيضا:
أحد مسالك علماء المسلمين في جدال أهل الكتاب: وهو مسلك النقد لروايات الكتاب الأول، والنقد لمعانيه، فهو شعبة من علم الحديث الإسلامي الذي استوفى شطري: الرواية الإسنادية للألفاظ، والدراية العقلية للمعاني، فالمحققون من علماء اللاهوت فضلا عن الدراسات الحديثة في النقد التاريخي، تثبت تحريف الكتاب الأول على حد لا يمكن معه معرفة الحق في كثير من المواضع، وإن كان كثير من نصوص الكتابين لم يبدل، كما حكى ذلك المحققون من أهل العلم كابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح" وكان "سبينوزا"، من أوائل الأوروبيين طرقا لهذا الباب، فهو ممن حملوا هذه الروح النقدية عن علماء الإسلام، أصحاب الريادة في علوم الرواية، إذ كان يهوديا أندلسيا، يشاطر المسلمين العداء للكنيسة الكاثوليكية التي سامت المسلمين واليهود، بل أي مخالف لمقررات الكنيسة الكاثوليكية، سوء العذاب في أقبية محاكمها التفتيشية السوداء، فهرب من الأندلس إلى هولندا، ونقد اللاهوت نقدا ظهر فيه تأثره بابن حزم، رحمه الله، الذي ناظر قساوسة الأندلس في مناظرات معروفة.
وسفر "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" أصل جليل في نقد الكتاب الأول، فقد شمل نقده: الجانب اللفظي، فتناول دعوى اتحاد الأناجيل بالنقد، فهي دعوى يكذبها الواقع إذ النسخ المتداولة قد اختيرت من نسخ متعددة بينها من التباين ما يجزم بوقوع التبديل والتحريف فيها، ولا أصل يحتكم إليه عند التعارض، إذ هي مبتورة الأسانيد، بل لا أسانيد لها عند التحقيق، فضلا عن تناوله نص الأمانة وهو صلب الديانة بالنقد التاريخي فإنه لم يكن معروفا فضلا عن أن يكون مشتهرا زمن المسيح عليه السلام، فهو مما أحدث بعد رفعه بنحو ثلاثة قرون مع طروء التعديل عليه بعد ذلك بنحو خمسين سنة أو يزيد، وتناول أيضا الجانب المعنوي لها بالنقد فهي مقالة يكفي لبيان بطلانها حكايتها إذ لا يمكن للعقل تصورها وإنما غايته، كما تقدم مرارا، أن يفرضها، ويسلم بصحتها في سفسطائية تنكر اتصاف الرب، جل وعلا، بالكمال المطلق، فذلك من الواجب العقلي قبل ورود الشرائع، فكيف بعد ورودها بأوصاف الكمال المفصل للرب ذي الجلال والجمال عز وجل.
فضلا عن تناوله بالنقد الجانب المعنوي لنصوص كثيرة من الكتابين، فجل ما تمسك أهل الكتاب، لإثبات مقالة الصلب والتثليث وألوهية المسيح عليه السلام: ألفاظ مجملة، كوصف المسيح عليه السلام بالابن، أو تأيده بالروح القدس، فتلك معان يشترك فيها مع المسيح عليه السلام غيره من الأنبياء بل من دونهم من الصالحين، فعمومها يبطل الاحتجاج بها على خصوص دعوى ألوهية المسيح عليه السلام، وذلك جار على حد التسليم لهم بصحة هذه الألفاظ ابتداء، فهو أمر، كما تقدم، لا يشهد له نقل معتبر، وقد تناول بالنقد والتوجيه أيضا: البشارات بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الكتاب الأول، فبسط القول فيها، وقد اقتفى أثره ابن القيم، رحمه الله، فتناول نحو أربعين نصا منها بالعرض والتحليل في كتابه: "هداية الحيارى"، وهو صورة أخرى من صور النقد الإسلامي للمرويات، وهو أحد أيادي العقل المسلم المستنير بالوحي على العقل الأوروبي.
ثم سرد أمثلة للتناقض الظاهر بين نصوص الأناجيل على نحو يستحيل معه الجمع، فربما ورد اللفظ مثبتا ثم ورد بعد أسطر منفيا!، مع كون المحتج بها يدعي وحدة الأصل!، وما أسهل الدس في كتاب قد عني بذكر الأعلام وأسماء المدن والقرى بالتفصيل ثم غفل أو أجمل ذكر كليات في أمور الديانة لا تحصل النجاة إلا ببيانها مفصلة!، وكان نقده للألفاظ والمعاني فرعا عن طريقة شيخه ابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبقى الأثر الإيجابي الأبرز للحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية هو ما حمله العقل الأوروبي عن العقل المسلم من انتصار للمنهج التجريبي في الطبيعيات وعلى مقرراته قامت النهضة الصناعية الحديثة، فكان عمل أمثال: "روجر بيكون"، و: "فرنسيس بيكون"، و: "ديكارت"، و: "جون استيورات مل"، و: "جوبلو" فرعا عن عمل أمثال ابن تيمية، رحمه الله، بل إن بعضه يبدو وكأنه ترجمة حرفية له.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 08:54 ص]ـ
وعن منهج الفلسفة في الأخلاق:
فنظرة الفلسفة إلى الأخلاق كنظرتها لبقية موضوعاتها: نظرة كلية معيارية، فهي لا تعنى بتقرير الأخلاق، وإنما تعنى بالقيم التي تصدر عنها تلك الأخلاق، فالأخلاق ترجمة عملية للقيم الكلية التي تسود أمة من الأمم، ففي المجتمعات الأبيقورية التي يغلب عليها الفكر المادي تكون القيم مادية فتصدر عنها أخلاق مادية نفعية غايتها تحصيل المنفعة العاجلة واللذة الآنية كما قد علم من تاريخ أمة اليونان، فاللذة قيمة عظمى، حملتهم على القيء عمدا إذا أكلوا ليباشروا لذة المطعوم مرة أخرى!، ولا يكون ذلك إلا فرعا عن نزعة إلحادية لا ترى دارا بعد هذه الدار لتدخر لها صالح قول أو عمل.
وهو أمر تعاني منه البشرية اليوم على تفاوت بينها تبعا لحظها من علوم النبوات، فالشرق المسلم، وإن كان يعاني من تيار مادي جارف تولى كبره العلمانيون، قد عظم القيم الدنيوية وحقر بلسان الحال والمقال في أحيان كثيرة، القيم الدينية، إلا أنه خير من الغرب النصراني الذي بلغ دركات سفلى من الشهوات ألحقت فئاما منه بالحيوانات العجماء بل رتبته التصنيفية من جهة السلوك، قد تنحط عن مرتبة كثير من الحيوانات، التي لا تعاني من انتكاس في الفطرة، وإن باشرت ما ركز فيها من الغرائز بلا تحفظ لعدم آلة التكليف، فلا تلام على مباشرة الأفعال الجبلية من مطعم ومنكح بلا تحفظ أو استتار، بخلاف من أوتي آلة التكليف تشريفا فأبى إلا أن يحقر من شأنه بنفسه فعطلها عن النظر في الكونيات والشرعيات، فحال من لم يؤتها ابتداء خير منه إذ هو معذور بعدمها.
وفي المجتمعات التي تسود فيها الفلسفة الرواقية التي يغلب عليها الفكر التجريدي تكون القيم معنوية فتصدر عنها أخلاق تجريدية كرد فعل من الرواقيين لما وقع فيه الأبيقوريون من انهماك في الشهوات، وهو أمر سرى إلى رهبان النصارى الذين اعتزلوا شعوب الإمبراطورية الرومانية التي انهمكت في الملذات، وإلى متصوفة الإسلام الذين اعتزلوا أيضا شعوب الخلافة الإسلامية لما انهمكت في الملذات، فالأمر قد تكرر في كل الأمم تقريبا، إذ الزهد في الشهوات في مقابل الغلو في تناولها أمر عالمي لا تختص به أمة دون أخرى، فأخلاق كلا الفريقين: نسبية، لا يصدر من قاعدة مستقرة، بل هو رد فعل لمؤثر خارجي من سعة في المعاش هي مظنة الانغماس في الشهوات، وانحلال أخلاقي يوقع المخالف في غلو مضاد فيهجر الشهوات كلية كما انغمس فيها الأول كلية.
فيقال إجمالا:
القيم تنظير للأخلاق، والأخلاق تطبيق للقيم.
والفلسفة قد جعلت الحكمة العلمية: غاية، والحكمة العملية من أخلاق وسياسة: وسيلة، فالعبادات بشروطها وأركانها التي قررها الفقهاء في مدوناتهم تقتضي، كما يقول ابن رشد الحفيد رحمه الله: الفضيلة العملية. فالصلاة والزكاة ......... إلخ بواعث على تصفية المحل لتلقي فيوضات العقل الكلي الذي يهب العقل الجزئي من المواهب العلمية ما يصيره أهلا للنبوة، فيباشر من علومها الغيبية ما يباشره النبي المصطفى، فالنبوة عندهم هي:
"كمال للنفس الناطقة تستعد به لأن تفيض عليها المعارف من العقل الفعال من غير أن يكون هناك خطاب حقيقي لله تعالى". اهـ
"شرح الأصفهانية"، ص307.
فما العمل إلا تكميل لقوى النفس التخييلية والتأثيرية التي جعلها غلاة الفلاسفة العمدة في باب النبوات، فهي التي تحدث في نفس النبي الأشكال النورانية والأصوات الملائكية فيحصل الفيلسوف بها من العلوم ما يقربه إلى العامة بضرب الأمثال فخطاب الجمهور لا يكون إلا بضرب الأمثال بأجناس المدركات بالحس الظاهر في عالم الشهادة، فيجوز عليهم الكذب لمصلحة الجماهير كما زعم ذلك الفارابي وأمثاله من غلاة الفلاسفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان اضطراب فلاسفة الملل من اليهود والنصارى والإسلام في مسألة المعاد وبعث الأجساد والأرواح:
"ثم زعموا أن ما جاءت به الرسل هو أمثال مضروبة لتفهم المعاد الروحاني وهؤلاء إذا حقق عليهم الأمر صرحوا بأن الرسل تكذب لمصلحة العالم وإذا حسنوا العبارة قالوا إنهم يخيلون الحقائق في أمثال خيالية وقالوا إن خاصة النبوة تخييل الحقائق للمخاطبين وإنه لا يمكن خطاب الجمهور إلا بهذا الطريق كما يزعم ذلك الفارابي وأمثاله". اهـ
"شرح الأصفهانية"، ص410.
وفي ذلك من الحط من قدر النبوات ما فيه، وهو أمر لازم لكل مقالة تخالف ما نزل به الوحي، فلا يمكن أن يعارض أحد من أهل الأرض خبر السماء بقياس أو ذوق إلا فرعا عن تحقيره، ولو بلسان الحال، لمقام النبوة، فيتقدم بين يدي النبوة، مع ورود النهي الصريح عن ذلك فـ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فالتقدم يعم كل الصور العلمية والحكمية والسياسية والتشريعية والأخلاقية، محل البحث، فالتقدم بين يدي النبوة لازمه الاستدراك على الرب، جل وعلا، إذ حسن المتقدم ما لم يستحسنه الشارع، عز وجل، واعتبر ما ألغاه أو سكت عنه مع قيام الحاجة إلى بيان اعتباره لو كان معتبرا في نفس الأمر.
قال في "أضواء البيان":
"والمعنى لا تتقدموا أمام الله ورسوله: فتقولوا في شيء بغير علم ولا إذن من الله، وهذه الآية الكريمة فيها التصريح بالنهي عن التقديم بين يدي الله ورسوله، ويدخل في ذلك دخولاً أولياً تشريع ما لم يأذن به الله وتحريم ما لم يحرمه، وتحليل ما لم يحلله، لأنه لا حرام إلا ما حرمه الله ولا حلال إلا ما أحله الله، ولا دين إلا ما شرعه الله". اهـ
وقل مثل ذلك في الطعن في حملة ميراث النبوة من الأتباع من الصحب والآل ومن سار على طريقتهم من السلف خير طباق هذه الأمة، فإن التحقير من مقام النبوة يلزم منه التحقير من مقام الصحبة، بالطعن في العدالة أو الضبط أو الفهم، فهم بسطاء سذج لم يتوصلوا إلى ما توصلنا إليه من العلوم والتكنولوجيا، مع أن البحث شرعي يتعلق بالروح لا مادي يتعلق بالبدن من منجزات المدنية الحديثة التي تستوي كل العقول في إدراكها بدليل إتقان كثير من أبناء المسلمين لدقائقها مع التخلف المدني الظاهر في البلاد التي ولدوا فيها فلم يمنعهم ذلك من دراستها وإتقانها بل والتقدم فيها حتى تولى كثير منهم مناصب علمية رفيعة في أرقى المؤسسات البحثية في الغرب صاحب هذه النهضة المادية التي يفاخر بها الشرق فليس له حسنة سواها!، وذلك بخلاف الشرعيات التي اختص أبناء الشرق بها، وإن لم تكن حكرا عليهم، فالهدى أمر قد يسر لجميع المكلفين فرعا عن عموم خطاب التكليف لهم، ولكن النظر الآن: نظر جملي لا تفصيلي، فالشرق، أرض النبوات، في جملته أرسخ في أمر الديانة من الغرب، وإن وجد من أبناء الغرب من هو أرسخ ديانة من فئام من أهل الشرق، وذلك الحد الفاصل بين الشرعيات والطبيعيات يفصل النزاع في كل مسألة علمية أو عملية أو تشريعية أو سياسية أو أخلاقية، تنازع فيها الشرق المسلم والغرب النصراني، فلا بد من رد المسألة إلى أصولها فإن كانت شرعية فإن للشرق من القيم الدينية المحفوظة التي نقلها ورثة النبوة الذين يطعن فيهم الطاعنون، له منها ما يفاخر به الغرب، كما أن للغرب حضارته المادية التي يفاخر بها الشرق، مع كون الأولى خصيصة لا يشرك الغربُ الشرقَ فيها فهو ما أقام بنيان مدنيته إلا على أنقاض الدين الكنسي المحرف، بخلاف الثانية فإنها فضيلة تقبل الاشتراك، بدليل ما تقدم من نبوغ كثير من أبناء الشرق في ميادين البحث العلمي الحديث فالمسألة بالنسبة إليهم: قصور في أدوات البحث في جامعات ومعاهد الشرق المقفرة!، فإذا توفرت لهم في جامعات ومعاهد الغرب المزدهرة ظهرت ملكاتهم العقلية في أمر هو ميدان بحث العقل، فعمله في الطبيعيات: الاستقراء والنظر، بخلاف عمله في الشرعيات فإنه يقتصر على: التسليم ثم التأييد للوحي بالبرهان العقلي تأييد التابع الخاضع لمتبوعه لا المتقدم بين يديه المنازع له سلطانه على القلوب بما قرره من عقود الإيمان بالغيب، حيث يعجز العقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقف حائرا فلا يهتدي إلا إذا استنار بنور الوحي، فصار زكيا بالشرع فلا يكفي أن يكون ذكيا بالطبع لتحصل له النجاة.
فإذا حرر محل النزاع على هذا النحو علم الشرق المسلم ما يفتقر إليه من مدنية الغرب فاستمدها برسم: "الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا" على كلام في إسناده إذ حكم عليه الترمذي رحمه الله بالغرابة المطلقة وذلك عنده رسم الضعيف، وعلم ما قد استغنى بالوحي عنه فرده برسم: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
وعودة إلى بعض تقريرات ابن تيمية، رحمه الله، لطريقة الفلاسفة في التعاطي مع النبوات، ومن جملة مسائلها مسألة الأخلاق محل البحث، فيقول في معرض بيان طريقة الفارابي وابن سينا:
"وَأَمْثَلُهُمْ مَنْ يَقُولُ: بَلْ هَذِهِ تَخَيُّلَاتٌ وَأَمْثِلَةٌ مَضْرُوبَةٌ لِتَقْرِيبِ الْحَقَائِقِ إلَى قُلُوبِ الْعَامَّةِ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْفَارَابِيِّ وَابْنِ سِينَا؛ لَكِنْ ابْنُ سِينَا أَقْرَبُ إلَى الْإِيمَانِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا. فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ رِسَالَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَهَرَتْهُ بَرَاهِينُهَا وَأَنْوَارُهَا وَرَأَى مَا فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ - حَتَّى قَالَ ابْنُ سِينَا: اتَّفَقَ فَلَاسِفَةُ الْعَالَمِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَطْرُقْ الْعَالَمَ نَامُوسٌ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا النَّامُوسِ - فَلَا بُدَّ أَنْ يَتَأَوَّلَ نُصُوصَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى عَادَةِ إخْوَانِهِ فِي تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ فَيُحَرِّفُونَ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ". اهـ
فلا تخلو من وصف السياسة الأرضية، وهذا هضم لحق الوحي، بل إنكار صريح له، فالشرائع الإلهية تنزل على هذا القول منزلة: السياسات الأرضية، وفي ذلك من الجور ما فيه.
ويقترب مسكويه في مسلكه في الجمع بين الشريعة وحكمة الأوائل يقترب من هذا المسلك الذي يجعل العمل طريقا إلى مطالعة الحكمة فلا تعارض بينهما عند الفلاسفة كما اطرد في مقالتهم، يقترب من هذا المسلك إذ يقول في "تهذيب الأخلاق":
"إن السعيد هو من اتفق له في صباه أن يأنس بالشريعة ويستسلم لها ويتعود جميع ما تأمره به حتى إذا بلغ المبلغ الذي يمكنه به أن يعرف الأسباب والعلل طال الحكمة فوجدها موافقة لما تقدمت عادته به فاستحكم رأيه وقويت بصيرته ونفذت عزيمته". اهـ
وليس ذلك حاصلا، إذ فلسفة اليونان تخالف مقالة أهل الإيمان لاختلاف مصادر التلقي، فالأولى تستند إلى العقل في تقرير كليات مجردة، والثانية تستند إلى وحي معصوم عني بتقرير الحقائق الإلهية والشرعية على حد يحصل به تمام العلم، فالحكمة لا تورث اليقين الذي تورثه النبوات، لا سيما في الإلهيات، فإن الفلاسفة قد ضلوا فيها بنفي الصفات وإثبات وجود كلي مطلق بشرط الإطلاق كما سبقت الإشارة إلى ذلك بخلاف النبوات التي شفت العلة في هذا الباب الجليل الذي لا يتلقى إلا من قبل النبوات المعصومة.
وهو أمر قد سرى إلى مناهج التزكية والأخلاق عند أهل الطريق، فصار الزهد والفقر الجسدي سبيلا إلى تحقيق الكمال الروحي، وأعلى مراتبه النبوة، فمنهم من صرح بتفضيل الولي على النبي كابن عربي الطائي، مضاهاة لقول غلاة الفلاسفة الذين فضلوا الفيلسوف على النبي، وبعضهم زعم أن الفلاسفة هم أنبياء الخاصة، "فكما أن الأنبياء يتقبلون الوحي فيبلغونه للشعب، وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء الطبقة العالمة"، وذلك أصل تفرع عنه تقسيم أهل الطريق للمكلفين إلى عوام يلزمهم امتثال الشريعة الظاهرة، وخواص قد بلغوا مرتبة اليقين، أو: الحقيقة الباطنة، فلا تلزمهم الشرائع الظاهرة، فيسعهم الخروج عن شريعة الإسلام، وذلك ناقض صريح من نواقض الإسلام، فالعمل عند الفلاسفة: نافلة في حق الخواص الذين أدركوا من حكمة الأوائل ما كملت به نفوسهم فاستغنت عن المكملات الشرعية من أسباب التزكية التي جاءت بها النبوات.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما الفلاسفة الذين لم يدخلوا في القرمطة المحضة فهم لا ينكرون العبادات والشرائع العملية بل قد يوجبون إتباعها والعمل بها لا سيما من دخل منهم في التصوف أو الكلام لكن منهم من يوجب اتباعها على العامة دون الخاصة أو يوجبها من غير الوجه الذي أوجبها الرسول كما يجوزون أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم من يأتي بشريعة أخرى ويقولون: إن أحدهم يخاطبه الله سبحانه وتعالى كما خاطب موسى بن عمران ويعرج به كما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم وأمثال هذه المقالات التي كثرت لما ظهرت الفلسفة التي أفسدت طوائف من أهل التصوف والكلام". اهـ
"شرح العقيدة الأصفهانية"، ص412.
فلسان حالهم كما يحكيه أبو حامد الغزالي رحمه الله:
"لست أفعل هذا تقليدا ولكني قرأت علم الفلسفة وأدركت حقيقة النبوة وأن حاصلها يرجع إلى المصلحة والحكمة وإن المقصود من تعبداتها ضبط عوام الخلق وتقييدهم عن التقاتل والتنازع والاسترسال في الشهوات فما أنا من العوام الجهال حتى أدخل في حجر التكليف وإنما أنا من الحكماء أتبع الحكمة وأنا بصير بها مستغني فيها عن التقليد.
هذا منتهى إيمان من قرأ فلسفة الإلهيين منهم ويعلم ذلك من كتب ابن سينا وأبي نصر الفارابي وهؤلاء المتجملون منهم بالإسلام وربما يرى الواحد منهم يقرأ القرآن ويحضر الجماعات والصلوات ويعظم الشريعة بلسانه ولكنه مع ذلك لا يترك شرب الخمر وأنواعا من الفسق والفجور.
وإذا قيل له: إن كانت النبوة غير صحيحة فلم تصلي؟ فربما يقول: رياضة الجسد وعادة البلد وحفظ الذرية والولد. وربما قال: الشريعة صحيحة والنبوة حق فيقال: له فلم تشرب الخمر؟. فيقول: إنما نُهِي عن الخمر لأنها تورث العداوة والبغضاء وأنا بحكمتي محترز عن ذلك وإني أقصد به تشحيذ خاطري حتى أن ابن سينا ذكر في وصية له كتب فيها أنه عاهد الله تعالى على كذا وكذا وأن يعظم الأوضاع الشرعية ولا يقصر في العبادات الدينية ولا يشرب الخمر تلهيا بل تداويا وتشفيا وكان منتهى حالته في صفاء الإيمان والتزام العبادات أن يستثني شرب الخمر لغرض التشفي".
نقلا عن: "شرح الأصفهانية"، ص289، 290.
ويكاد هذا القول يكون أصلا لفلسفة الأخلاق الأوروبية المعاصرة، فإن المصلحة هي المعيار لكل سلوك بشري دون نظر إلى المآل، فليس ثم إلا أخلاق نفعية، لا يتخلق بها صاحبها ديانة، بل غايتها أن تكون جبلة، وغالبا ما تكون تكلفا وتصنعا لتحقيق مآرب عاجلة فهي على حد: "العلاقات العامة" التي تدار بكلمات المجاملة الكاذبة وابتسامات الوجوه الباردة، فالمعيار هو: المنفعة، ولا شيء بعدها من رجاء ثواب أو خشية عقاب، فتلك تصورات لا تتلقى إلا من قبل النبوات التي جاءت بتفصيل مجملات ما بعد الموت من أحوال الدور الغيبية من برزخ ودار مقامة ينعم أصحابها، ودار مهانة يعذب أصحابها ....... إلخ، ولا حظ للفلاسفة ومن تولى قبلتهم من الإسلاميين فغايتهم تحصيل المنفعة الآنية ولذلك:
يقع التناقض بين سلوك الفرد الاجتماعي وسلوكه الفردي، فإن معيار المنفعة: معيار يقيس إنتاج الفرد المادي تحقيقا لمصلحة الجماعة دون نظر إلى حال الفرد في نفسه صلاحا أو فسادا فلا يعنى إلا بتحقيق المصلحة العامة ولو على حساب المصلحة الخاصة، فلا يعنيه كثيرا أن يكون أفراد الجماعة أو تروس الآلة في غاية التعاسة أو الرداءة، وإنما يعنيه مقدار ما ينتجه الفرد أو الترس، فإن فسد أو صدأ استبدل غيرُه به وألقي التالف في سلة المهملات، على طريقة: من لا يعمل لا يأكل!، فمن لا ينتج لا يصلح، والإنتاج لا يكون إلا ماديا محسوسا، فلا يعنى أي دستور أرضي بحالة الفرد الإيمانية أو النفسية أو الأخلاقية، وإن كانت في غاية السوء، بل قد تؤثر على إنتاجه المادي محط نظر الجماعة المنتفعة، وإنما يعنى أصالة بقدرته الإنتاجية فطالما كان آلة صالحة، ولو بلا روح، فهو عضو نافع، لتحليه بالخلق النفعي الجالب للربح المادي، ولو كانت أخلاقه الشخصية في غاية الرداءة فليس مهما أن يكون فاحشا داعرا طالما أنه يؤدي دوره الميكانيكي بكفاءة!. ولعل تولي إحدى الزواني رئاسة إحدى الدول الإسكندنافية، وتصريح وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر بشذوذه علنا معتبرا ذلك أمرا شخصيا لا يؤثر ألبتة على كفاءته العملية!، لعل ذلك خير شاهد على
(يُتْبَعُ)
(/)
حالة الفصام الأخلاقي التي تعيشها المجتمعات التي أقامت بنيانها على قيم مادية نفعية.
وقد ذكر أحد الفضلاء المعاصرين ممن أكمل الدراسة في ألمانيا طرفا من حال إحدى الأسر الألمانية وكان مستأجرا لإحدى الشقق التي تملكها، فهي أسرة تؤدي واجباتها الدنيوية بكفاءة عالية على طريقة: الماكينات الألمانية، فالأبناء قد شيدوا بأنفسهم منزلا كاملا بشتى التجهيزات، فتلك كفاءة قل أن تتكرر، ولكن الهدف من إنشائه كان: توفير محل إقامة لأمهم مع صديقها، وإن شئت الدقة فقل مع عشيقها!، فتلك أيضا: دياثة قل أن تتكرر!، فلا فرقان بين أنماط السلوك الشخصي فكلها دائرة في فلك الحاجة البيولوجية دون نظر إلى طريقة شرعية نبوية إذ أعلام النبوة في تلك الأصقاع خافية، بل أعلام الفطرة السوية في كثير من الأحيان خافية فاستوى الأكل والشرب والنكاح ...... إلخ، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، فلا أحد ينكر على أحد أنه يأكل أو يشرب فلتعم القاعدة إذن كل سلوك بشري، ولو كان مما يستحى من ذكره صراحة!.
ويعلق ذلك الفاضل قائلا ما معناه: وهذا هو الغرب، وتلك حضارته فأنت مضطر للتعامل معه على هذا الوصف: فدرجة علمية وعملية رفيعة، ودركة أخلاقية وضيعة، فمراد ذلك الفاضل، وذلك الظن به لكمال حشمته، أن يعرف الإنسان ما يقبل وما يرد، فيقبل النافع، على رسم ما تقدم من نشد ضالة الحكمة، ويرد الضار ففي الوحي المنزل عنه غنية.
فالناظر في حال الجماعة الأوروبية باعتبار إنتاجها الكلي قد يصاب بالصدمة الحضارية للبون الشاسع بين الشرق المسلم وأوروبا في أمور الحياة المدنية، والناظر في حال أفرادها يرى تناقضا رهيبا بين الصورة الكلية المجموعة والصور الجزئية المكونة لها، فإن اولئك الأفراد هم أجزاء الجماعة التي ينتمون إليها، فكيف يكون الكلي صالحا مع أن كثيرا من أجزائه فاسد؟!، والجواب: أن ذلك هو الأثر الأبرز للعلمانية المعاصرة التي نجحت في عزل الدين والقيم عن الواقع، فصار الدين، إن كان له بقية أثر في نفوس الأفراد، تصورا روحانيا لا علاقة له بالحياة المادية، فلكل ناموسه الخاص: فناموس الروح مجموعة من القيم والتصورات المجردة لا أثر لها خارج ذهن صاحبها، وناموس الجسد: مجموعة أخرى من القيم والتصورات المادية التي تصل في أحيان كثيرة إلى حد التصورات الحيوانية، فأخلاق الوحوش التي تسعى إلى تحقيق مآربها الجسدية من مطعوم أو منكوح هي التي تغلب على أخلاق الأفراد في أي جماعة لم تنل حظا من النبوات.
وتكون الأخلاق التي هي باتفاق العقلاء: معايير ثابتة قد أجمعت الشرائع والعقول على حسنها، تكون نسبية تدور مع المصلحة وجودا أو عدما، فليس الصدق حسنا لذاته بل هو حسن لما يجلبه من منفعة مادية، كاكتساب العملاء وعقد الصفقات، فلا تصور لثواب أو عقاب فرعا عن غياب النبوات، فإذا صارت المنفعة المادية في الكذب صار الكذب حسنا والصدق قبيحا لموافقة الأول في هذه الحال معيار المنفعة، ومخالفة الثاني له، فلا ثبات لشيء في عالم المتغيرات، فكل الحقائق نسبية تخضع لمقاييس العقول والأهواء لا إلى مقاييس الرسل والأنبياء عليهم السلام. وذلك جوهر فلسفة ماركس التي أسس بنيانها على المنفعة الاقتصادية، وفلسفة فرويد التي أسس بنيانها على المنفعة الجسدية، وفلسفة دوركاييم التي أسس بنيانها على المنفعة الاجتماعية، فالأفراد يصوغون العقد الاجتماعي الذي يلبي احتياجاتهم الآنية دون نظر إلى وحي أو نبوة، فالعقول تستقل بإدراك المصلحة على وجه التحديد، كما قرر الفلاسفة الأوائل الذين زعموا الحكمة وهم السفهاء، والحكيم لا يفتقر إلى غيره لتحصيل ما ينفعه، فلا حاجة له إلى نبي، فالنبي يأتي لتكميل أو إصلاح القوى العلمية والعملية للمكلفين، وهو قد أكملها بمفرده، وذلك عين ما فعله السالك الذي بلغ مرتبة اليقين فلم يعد يحتاج النبي في شيء إذ العلم قد فاض عليه من معدنه، والعمل قد استغنى عنه بما أدركه من الحقائق الباطنة التي حجب عنها أهل الظاهر!.
والأخلاق عند أصحاب المناهج الوضعية تتغير بتغير آلة الإنتاج، فالمجتمع الزراعي له أخلاقه التي يغلب عليها التستر لملاءمته نمط الحياة الريفية الهادئة، والمجتمع الصناعي له أخلاقه التي يغلب عليها التهتك لملاءمته نمط الحياة المدنية الصاخبة ولكل مقام مقال!.
على حد قول إنجلز:
"إن الأخلاق التي نؤمن بها هي كل عمل يؤدى إلى انتصار مبادئنا مهما كان هذا العمل منافيا للأخلاق المعمول بها".
وقول لينين:
"يجب على المناضل الشيوعي الحق أن يتمرس بشتى ضروب الخداع والغش والتضليل. فالكفاح من أجل الشيوعية يبارك كل وسيلة تحقق الشيوعية". اهـ
والشاهد أن الفرد في هذه المجتمعات ليس سوى آلة إنتاج ينظر فيها إلى الكفاءة المادية، في مقابل غلو الفلسفات التجريدية في اعتبار الجانب الروحي وإهمال الجانب المادي.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حريزي مريم نور الهدى]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 12:37 ص]ـ
لم اجد في معجم كلماتي الا ان اقول "مااااااااااااااااااااااااااا شششششششششششششششششششششششششششششءءء الله الله " اللهم اطل في عمره وزد في حسانته وحفظه واعطيه دوام الصحة والعافية"والله ينور دربك مثل ما تنور عقولنا وننتظرك دائما لا غيرك اخي المهاجر'والسلام عليكم'. وما تنسى تقول امين.
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 09:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والتعليق والدعاء الطيب وجعل لك وللإخوة الكرام منه أوفى نصيب.
ونظرة العقل الإسلامي إلى الإنسان: نظرة متكاملة، فالإنسان: روح تأمر وتنهى فلها التصور العلمي وبدن يمتثل فله التنفيذ العملي، فهو آلة التكليف، فليس إتلافها مرادا شرعيا إلا إذا كان في مقابل حفظ أصل أعظم، كإتلافها في ميادين الجهاد الشرعي المعتبر، وذلك بخلاف النصرانية التي جعلت إتلاف البدن انتصارا للروح منه غاية عظمى!، فتوهمت صراعا محتدما بين جزأي الإنسان فتولد من ذلك من الفساد والاضطراب ما تولد، إذ لا يستقيم حال المكلف إلا بصلاح شقيه: المعنوي والمادي، فمعنى بلا مبنى يقوم به: محض تصور عقلي لا وجود له في عالم الشهادة فهو عن حد السنن الكونية خارج، ومبنى بلا معنى: انحطاط بالإنسان من رتبة البشرية العاقلة إلى رتبة البهيمية التي تحصل ما يعرض لها من اللذات دون نظر في المآلات.
وذلك أيضا: بخلاف اليهودية المادية التي عظمت من شأن البدن وحقرت من شأن الروح، ولعلها في ذلك فرع عن الفلسفة الأرسطية التي احتقرت النوع الإنساني فلم تر فيه إلا أداة إنتاج مادي، فالعبيد: آلات تتنفس!، فليس لها من الآدمية ما يصيرها بشرا يحس ويتألم!، وهي ذات الفلسفة المادية التي أقام عليها ماركس بنيان الشيوعية على شفا جرف هار يصادم العقول والفطر السوية، فالإنسان آلة تنتج في المصنع، فإذا تعطلت استبدلت، فمن لا يعمل لا يأكل!، فطعامه عند التأمل: وقود يعمل به، وبقدر إنتاجه يكون غذاؤه، مع تبجح الشيوعية بأنها ناصرة الجماهير والطبقات الكادحة وهي التي استرقتها في المصانع بعد أن استرقها الإقطاعيون من قبلها في المزارع، فالبشرية في رق المناهج الأرضية ما أعرضت عن وحي الرسالات السماوية، فتلك، أيضا، من السنن الكونية الجارية، فلا راحة للقلب والعقل والبدن إلا بالسير على منهاج الشرع المنزل.
والمقرون بالنبوة، قد اتفقوا، كما يقول الغزالي، رحمه الله، أن: "الإيمان بالنبوة أن يقر بإثبات طور وراء طور العقل تنفتح فيه عين يدرك بها مدركات خاصة والعقل معزول عنها كعزل اللمس عن إدراك الأصوات وجميع الحواس عن إدراك المعقولات". اهـ
"شرح الأصفهانية"، ص291.
ولكنهم اختلفوا في طرائق تحصيل هذا الطور، فمنهم من يدعي تحصيله بتكميل قوى النفس بالحكمة الفلسفية، ومنهم من يدعي تحصيله بأجناس الرياضات العملية حتى يحصل للنفس نوع ترق في معاريج الكمال فتصير أهلا للتحلي بعد أن تخلت من أوصاف الجسد الكثيفة، وتلك نظرية الفناء الوجودي في ذات الباري عز وجل وفسادها ظاهر لكل ذي عقل صريح وفطرة صحيحة، فالعمل عند كلا الفريقين، كما تقدم، وسيلة لتزكية النفس، ولا إشكال في ذلك، فإن العمل مزك لنفس عامله بداهة، فذلك مما يدركه الحس ضرورة، فلا يحتاج إلى استدلال، وإنما الإشكال في جعله طريقا إلى التحلل من ربقة الشرع!، بعد تحقيق المراد الأسمى، ولا مراد لأتباع الأنبياء عليهم السلام أسمى من تحقيق الغاية من خلقهم بمباشرة أجناس التعبد التي يدخل فيها العمل بداهة بكل أنواعه: القلبي من خوف مبعثه الرهبة، ورجاء مبعثه الرغبة، وتوكل مبعثه حسن الظن بالله عز وجل ............ ، والقولي من تلاوة وذكر وإقراء للعلم ....... إلخ، والعملي من صلاة وصيام .... إلخ.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم كما قيل: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل وكما قيل: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به فما في القلب من التصديق بما جاء به الرسول إذا لم يتبعه موجبه ومقتضاه من العمل قد يزول إذ وجود العلة يقتضي وجود المعلول وعدم المعلول يقتضي عدم العلة فكما أن العلم والتصديق سبب للإرادة والعمل فعدم الإرادة والعمل سبب لعدم العلم والتصديق". اهـ
ويقول ابن القيم، رحمه الله، في "مفتاح دار السعادة":
"الوجه السادس، (من أوجه نسيان العلم)، عدم العمل به فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه فإذا أهمل العمل به نسيه قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به وقال بعض السلف أيضا: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه حل والا ارتحل فالعمل به من أعظم أسباب حفظه وثباته وترك العمل به إضاعة له فما استدر العلم ولا استجلب بمثل العمل، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) ". اهـ
فلو سلم لهم بأن العلم في حد ذاته غاية فإنه لا يمكن تحقيقه ابتداء، واستدامته انتهاء إلا بالعمل المذكر به.
فالعلم مقتض للعمل، والعمل مقتض للعلم، فلا يمكن الفصل بينها فيجرد علم بلا عمل يصدقه في الخارج، وإنما محض تصور نظري لا أثر له في الواقع، ويجرد عمل بلا تصور سابق يباشره الإنسان كالآلة الصماء دون إرادة سابقة، كما أنه لا يمكن الفصل بين الروح والجسد حال الحياة فتجرد روح بلا جسد، وجسد بلا روح، فإن ذلك لا يكون إلا حال الممات، لا الحياة التي هي محل التصورات والإرادات وما يتولد عنها من التصديقات العملية في الواقع، ولذلك اشتد نكير أهل العلم بل سائر العقلاء على من فرق بين العلم والعمل، فجوز حصول الإيمان لمجرد التصديق الباطن وإن لم يصدقه عمل الظاهر، فأخرج الأعمال من مسمى الإيمان، في مناقضة صريحة لنصوص الشريعة، بل وللقياس والحس السليم الذي يشهد بأن أي تصور علمي صلح أو فسد لا بد أن يثمر عملا في الخارج يكون صلاحه أو فساده فرعا عن صلاح أو فساد أصله، فهو له كالمعلول الناتج من علته المنتِجة، فإذا وجدت العلة، وكان المحل قابلا لها، وكانت الآلة الظاهرة من الجوارح والحواس التي بها تصديق العلوم الباطنة: صالحة فيصح تعلق التكليف بها لقدرتها على امتثال أمره ونهيه، إذا وجد كل ذلك فإنه لا بد شرعا وعقلا من حكم خارجي مصدق لتلك العلة، فالمعلول العملي كائن لا محالة، والعلم له مبدأ هو قوة العقل، والعمل له مبدأ هو قوة الغرائز المخلوقة، وتكامل العقل الذي هو ترجمان الروح مع الغرائز التي هي ترجمان البدن: تكامل دقيق لا يمكن الفصل بين شقيه إلا بارتفاع التكليف بموت أو جنون أو نوم أو إغماء ........ إلخ من الموانع العقلية، أو: عجز أو بتر ....... إلخ من الموانع البدنية، فلا يتصور أن تتكامل القوى العلمية والقوى الغريزية فلا ترشد الأولى الثانية إلى تحصيل ما تلتذ به، فالبحث عن اللذة مرادهما معا، فللعقل، كما تقدم في مواضع سابقة، لذاته العلمية والوهمية، وللبدن لذاته الغريزية وهي أدنى مراتب اللذة وإن كان تحصيلها مباحا بل مندوبا إليه في الجملة بل هو عند التحقيق: واجب كفائي لا يحفظ النوع الإنساني إلا بمباشرة أجناسه، بل قد يرتقي إلى الواجب العيني في بعض الأحيان، ولا توجد نفس حساسة أو غريزة فعالة تتحرك إلى ما فيه ضررها أو هلاكها، وإنما تباشر الضار المهلك برسم الانتفاع والنجاة لفساد في تصورها الأول، فلا ترى الحق حقا لتواليه، ولا ترى الباطل باطلا لتعاديه، وإنما قد التبس عليها الأمر، لاحتجابها عن علوم النبوات بأستار الشبهات والشهوات، فسترت الشبهات العلمية العقل فأضعفت قواه وأفسدت أحكامه، وسترت الشهوات العملية قوى الغريزة فاستباحت أجناس اللذة المحرمة التي بها فساد حالها آجلا وإن استدرجت بلذة عابرة سرعان ما تنقضي ولا يبقى إلا شؤمها المفضي بتوالي مباشرتها إلى إفساد المحل فتضعف القوة الغريزية، بل قد تفسد فلا ينتفع بها صاحبها في تحصيل لذة، وتأمل حال من أفرط في الشهوات المحرمة، من مطعوم أو منكوح .... إلخ كيف يفقد الشعور
(يُتْبَعُ)
(/)
باللذة فتصير مباشرته لأسبابها مباشرة العادة الرتيبة بلا أي انفعال وجداني آدمي، بل الغالب على مسلكه في مباشرتها مسلك البهائم إذ تسعى إلى تحصيل مراداتها الآنية دون نظر إلى عواقبها، فلو وضع لها السم في الطعام وهي تبصر ذلك ما أحجمت عن تناوله إذ لا عقل لها يدرك ضرره، فقواها الحسية مكتملة، وقواها العقلية ناقصة أو معدومة فلها قوة الإحساس بالمباشرة وقوة التخييل بالحفظ لما تراه من الصور فلو قدم لها الطعام مرة بعد مرة فإنها تحتفظ بصورته في ذاكرتها فإذا رأته ثانية قاست المحسوس أمامها على المعقول في ذهنها قياس تمثيل فأقبلت عليه وإن وضع لها فيه سبب هلاكها إذ ليس لها كما تقدم: قوة العقل وقوة الفكر الأعلى التي بها توزن الأمور وفق معايير دقيقة، فتلك قوة إنسانية يفرط فيها كثير من البشر فينزل إلى درك البهائم بمشاركتها قوى الحس والتخييل فإذا رأى الشهوة ولو محرمة أقبل عليها إقبال الحيوان الأعجمي، إذ قد فارق الآدميين بفقده قوتي العقل والفكر، فضلا عما يناله بعد ذلك من ألم مفارقتها والخوف على فواتها وتضاؤل لذتها بل انعدامها في مراحل تالية، ومرجع ذلك كله إلى فساد التصور الأول الذي أفسد قوة العقل الآمرة فتبع ذلك فساد قوة الغرائز المأمورة، فذلك تأويل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ"، ولا تتلقى التصورات الصحيحة إلا من مشكاة النبوات، فإن الرسل عليهم السلام هم أصحاب العلوم الصحيحة في الإلهيات العلمية والحكميات العملية، فتستقيم العقول على منهاج علومهم، وتستقيم الغرائز على منهاج أعمالهم، فتتكامل قوى المكلف بصحة التصور العقلي والحكم الغريزي، فلا حكم إلا لله عليه، في كل علم أو إرادة، فذلك من تأويل: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فلا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم من المنازعات العامة التي يحكم فيها أصحاب الولايات العامة بشريعة الجماعة التي تقضي في الدماء والفروج والأموال بحكم الشرع، أو هكذا يجب أن تكون!، ولا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وبين أنفسهم في المنازعات الخاصة في التصورات والإرادات، فلا يكون علم إلا من قبلك، ولا يكون عمل إلا على وفق سنتك، فالشرع عام تصلح به الجماعات وخاص تصلح به الأفراد، وذلك، كما تقدم، مما امتازت به الرسالة الخاتمة، فليس نظرها مقصورا على مصلحة الجماعة كما يغلب على حال المجتمعات المادية شيوعية كانت أو رأسمالية، أو مصلحة الأفراد في أنفسهم كما يغلب على مناهج الرهبان ومن سار على طرائقهم الزهدية من أهل الرياضة، فإن أولئك ما أرادوا إلا تهذيب أنفسهم دون التفات إلى من قد ولوا عليه: ولاية عامة إن كانوا من أصحاب السلطان، أو خاصة إن كانوا آباء أو أولياء أو أوصياء ....... إلخ، أو حتى أخلاء لهم من ولاية النصح على خلانهم، ما يخرجهم من دائرة: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)، فاعتزلوا الحياة العامة، فضلا عما طرأ على مناهجهم من الفساد ببعدهم عن طرائق الأنبياء عليهم السلام، فاجتمع لهم فساد المنهج العام بتغليب حق الفرد على حق الجماعة، والمنهج الخاص بفساد طريقة التهذيب والإصلاح، كما اجتمع للأولين فساد المنهج العام بتغليب حق الجماعة على الفرد، والمنهج الخاص بالتحرر من قيد الشرع الحاكم إلى فضاء الهوى الجامح، فصار تحصيل المنفعة المادية ولو بطرائق غير مشروعة هو هدف الجماعة الأسمى، فليس المهم أن نكون أصحاب خلق أو ديانة، وإنما المهم أن نكون أصحاب ثروة ورياسة. والشرع المنزل، كما تقدم، هو الذي جمع بين القبيلين: قبيل العلم، وقبيل العمل، فلم يقع فيه من التعارض ما وقع في بقية المناهج.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتكامل بين العلم والعمل أمر ظاهر في دين الإسلام بل هو من الدقة بمكان، فيصعب بل يستحيل الفصل بينهما إلا في قاعات الدرس التي تقسم فيها العلوم تقسيما اصطلاحيا يسهل على الدارس تناول مسائلها فعلم العقيدة يتعلق بالعلميات، وعلم الفقة يتعلق بالعمليات .......... إلخ، فذلك أمر مقدر في الذهن مسطر في الكتب، ولكن ليس ثم في الخارج إلا إنسان حي متحرك حساس هو مزيج متجانس من التصورات العلمية والإرادات العملية التي تنشأ منها، فلا يمكن أن يسوى بين الفقه الإسلامي الذي هو عند التحقيق: فقه أخلاقي، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، فأحكامه، وإن كانت عملية، إلا أن مبعثها أخلاقي يتولد من مراقبة المكلف لربه، عز وجل، فهي كما تقدم: أخلاق شرعية مستندها الوحي، لا أخلاق مادية مستندها المنفعة المجردة، فنظرة الفقه الإسلامي إلى العمل نظرة مزدوجة قد جمعت بين الثواب أو العقاب العاجل حفظا لكيان الجماعة المسلمة في دار الابتلاء، والثواب أو العقاب الآجل تربية للنفوس على مهابة المخالفة لأمر الرب، جل وعلا، الذي به صلاح الأولى والآخرة، بخلاف نظرة الفقه الوضعي فإنها قاصرة على الثواب والعقاب العاجل حفظا لكيان الجماعة دون نظر إلى معاني الابتلاء والمراقبة ....... إلخ التي تولد في النفس زاجرا أول يمنعها من مباشرة المخالفة ديانة لا خوفا من سيف السلطان، فهو الزاجر الثاني الذي يحسم مادة الفساد إن ضعف سلطان الزاجر الأول على النفوس في الأزمان التي ترق فيها الديانة، ولذلك يحتال من يحتال على قوانين الأرض لعدم قدسيتها في نفسه، بخلاف قوانين السماء التي تربي في المكلف ملكة الإحسان بمراقبة من لا يغفل ولا ينام، تبارك وتعالى، فعليه من نفسه رقيب يزجره قبل أن يكون عليه من السلطان سيف يردعه، ولذلك كان الفقه في اصطلاح الأوائل قبل تمايز الفنون عند أهل الاصطلاح الحادث، كان الفقه عندهم كما عرفه الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "الفقه: معرفة النفس ما لها وما عليها"، فتلك من الإمام المسدد: كلية جامعة لسائر أحوال المكلف العلمية والعملية والأخلاقية ........ إلخ، وذلك العموم هو سر اعتزال عمر، رضي الله عنه، القضاء قبل وفاة الصديق، رضي الله عنه، بنحو أربعة أشهر، كما حكى أهل السير، إذ لم يطرق مجلس قضائه أحد لمدة: عام ونصف!، فلم يعد لقضاء السلطان أثر، فاعتزل لينتفع بوقته في شأن آخر من شئون الدين أو الدنيا، فلما كلم في ذلك فقيل له: يهابونك يا عمر، قال: بل عرف كل ذي حق حقه!، ولك أن تردد النظر بين مقالة الملهم عمر، والمسدد أبي حنيفة، فهما من مشكاة واحدة قد خرجتا، فكلاهما ترجمان للوحي الذي عمت بركته سائر أقوال وأعمال وأحوال المكلفين ظاهرة كانت أو باطنة فلا تجد فيه ذلك التناقض والانفصام الذي تعاني منه بقية المناهج انتصارا للجماعة من الفرد أو العكس كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 04:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. وجعل هذا العلم في موازين حسناتكم ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 08:55 ص]ـ
وجزاكم خيرا على المرور والتعليق الكريم وجعله في موازين حسناتكم وشكر لكم صالح القول والعمل.
وعن تكامل القوتين العلمية والعملية يقول ابن تيمية رحمه الله:
"الخير والسعادة والكمال والصلاح منحصر في نوعين: في العلم النافع، والعمل الصالح. وقد بعث الله محمدا بأفضل ذلك، وهو الهدى ودين الحق كما قال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا).
فالهدى: كمال العلم، ودين الحق: كمال العمل". اهـ
نقلا عن رسالة: "العلم والعمل" من كلام ابن تيمية رحمه الله: جمع وعناية الشيخ أبي الفضل عبد السلام بن عبد الكريم حفظه الله وسدده.
ويقول في "مجموع الفتاوى":
(يُتْبَعُ)
(/)
"فَلَيْسَ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ مُوجِبًا لِحُبِّ الْمَعْلُومِ؛ إنْ لَمْ يَكُنْ فِي النَّفْسِ قُوَّةٌ أُخْرَى تُلَائِمُ الْمَعْلُومَ وَهَذِهِ الْقُوَّةُ مَوْجُودَةٌ فِي النَّفْسِ. وَكُلٌّ مِنْ الْقُوَّتَيْنِ تَقْوَى بِالْأُخْرَى فَالْعِلْمُ يُقَوِّي الْعَمَلَ وَالْعَمَلُ يُقَوِّي الْعِلْمَ فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَقَلْبُهُ سَلِيمٌ أَحَبَّهُ؛ وَكُلَّمَا ازْدَادَ لَهُ مَعْرِفَةً ازْدَادَ حُبُّهُ لَهُ؛ وَكُلَّمَا ازْدَادَ حُبُّهُ لَهُ ازْدَادَ ذِكْرُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ؛ فَإِنَّ قُوَّةَ الْحُبِّ تُوجِبُ كَثْرَةَ ذِكْرِ الْمَحْبُوبِ؛ كَمَا أَنَّ الْبُغْضَ يُوجِبُ الْإِعْرَاضَ عَنْ ذِكْرِ الْمُبْغِضِ فَمَنْ عَادَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَحَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كَانَ ذَلِكَ مُقْتَضِيًا لِإِعْرَاضِهِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِالْخَيْرِ؛ وَعَنْ ذِكْرِ مَا يُوجِبُ الْمَحَبَّةَ فَيَضْعُفُ عِلْمُهُ بِهِ حَتَّى قَدْ يَنْسَاهُ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ". اهـ
وطرق الناس في تحصيل هذين الأصلين، كما يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "مجموع الفتاوى" ثلاثة طرق:
طريق شرعي هو: "النظر فيما جاء به الرسول، والاستدلال بأدلته والعمل بموجبها، فلا بد من علم بما جاء به، وعمل به، لا يكفي أحدهما".
و: طريق العلم: لا بد فيه من العلم النبوي الشرعي بحيث يكون معلومك: المعلومات الدينية النبوية، ويكون عملك مطابقا لما أخبرت به الرسل، وإلا فلا ينفعك أي معلوم علمته، ولا أي شيء اعتقدته فيما أخبرت به الرسل، بلا لا بد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وكذلك "الإرادة" لا بد فيها من تعيين "المراد" وهو الله، و "الطريق إليه"، وهو ما أمرت به الرسل. فلا بد أن تعبد الله، وتكون عبادتك إياه بما شرع على ألسنة رسله.
إذا لا بد من تصديق الرسول فيما أخبر علما، ولا بد من طاعته فيما أمر عملا، ولهذا كان الإيمان: "قولا وعملا مع موافقة السنة ......... فالأمور الخبرية لا بد أن تطابق علم الله وخبره والأمور العملية لا بد أن تطابق حب الله وأمره فهذا حكمه وذاك علمه". اهـ
فلا ينفع قول وعمل على خلاف منهاج النبوة، فلا طريق موصل إلى الله، عز وجل، إلا طريق الوحي المعصومة، وما عداه من طرق أهل النظر من الفلاسفة والمتكلمين، وطرق أهل الرياضة والذوق من المتصوفة والزاهدين، غير معصومة، فكيف يعدل عاقل عن الأولى إلى الثانية؟!. والسلامة كل السلامة في اتباع المعصوم بعد إثبات عصمته بالأدلة النقلية والعقلية المعتبرة.
وأما الطريقان المبتدعان فهما:
طريق أهل الزهد والإرادة الذين بنوا أمرهم على الإرادة ولا بد منها لكن بشرط أن تكون إرادة عبادة الله وحده بما أمر، لا أي إرادة ترد على قلب العبد فيستحسنها وإن لم يكن لها مستند شرعي، فكيف إذا كانت مناقضة للشرع ابتداء؟!
وطريق أهل الكلام والنظر الذين بنوا أمرهم على النظر المقتضي للعلم ولا بد منه لكن بشرط أن يكون علما بما أخبر به الرسول والنظر في الأدلة التي دل بها الرسول وهي آيات الله ولا بد من هذا وهذا.
بتصرف واسع من "مجموع الفتاوى".
ويقول في موضع آخر من "المجموع":
"وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ، (أي: العلم اللدني)، عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ طَرَفَانِ وَوَسَطٌ.
فَقَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّ مُجَرَّدَ الزُّهْدِ وَتَصْفِيَةِ الْقَلْبِ وَرِيَاضَةِ النَّفْسِ تُوجِبُ حُصُولَ الْعِلْمِ بِلَا سَبَبٍ آخَرَ.
وَقَوْمٌ يَقُولُونَ: لَا أَثَرَ لِذَلِكَ بَلْ الْمُوجِبُ لِلْعِلْمِ الْعِلْمُ بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ أَوْ الْعَقْلِيَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا الْوَسَطُ: فَهُوَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ مُعَاوَنَةً عَلَى نَيْلِ الْعِلْمِ؛ بَلْ هُوَ شَرْطٌ فِي حُصُولِ كَثِيرٍ مِنْ الْعِلْمِ وَلَيْسَ هُوَ وَحْدَهُ كَافِيًا؛ بَلْ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرٍ آخَرَ إمَّا الْعِلْمِ بِالدَّلِيلِ فِيمَا لَا يُعْلَمُ إلَّا بِهِ وَإِمَّا التَّصَوُّرِ الصَّحِيحِ لِطَرَفَيْ الْقَضِيَّةِ فِي الْعُلُومِ الضَّرُورِيَّةِ. وَأَمَّا الْعِلْمُ النَّافِعُ الَّذِي تَحْصُلُ بِهِ النَّجَاةُ مِنْ النَّارِ وَيَسْعَدُ بِهِ الْعِبَادُ فَلَا يَحْصُلُ إلَّا بِاتِّبَاعِ الْكُتُبِ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الرُّسُلُ قَالَ تَعَالَى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ} إلَخْ وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْهُدَى وَالْإِيمَانَ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ طَرِيقِ الْعِلْمِ مَعَ عَدَمِ الْعَمَلِ بِهِ أَوْ بِمُجَرَّدِ الْعَمَلِ وَالزُّهْدِ بِدُونِ الْعِلْمِ فَقَدْ ضَلَّ".
فذلك جانب العلم.
ويقول في "قاعدة في المحبة":
"فباب محبة الله ضل فيه فريقان من الناس:
فريق من أهل النظر والكلام والمنتسبين إلى العلم جحدوها وكذبوا بحقيقتها.
وفريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين.
فالأولون يشبهون المستكبرين وهؤلاء يشبهون المشركين.
ولهذا يكون الأول في أشباه اليهود ويكون الثاني في أشباه النصارى.
وقد أمرنا الله تعالى أن نقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين". اهـ
فذلك جانب العمل.
فهذه الثنائية: ثنائية العلم والعلم من الثنائيات التي يظهر فيها التباين بين أتباع النبوة وأتباع الفلسفة ومن تأثر بهم من أهل الطريق، فكلاهما أعرض عن علوم النبوات إلى أصناف من الرياضات العملية فكان العمل عندهم ذريعة إلى تحصيل العلم الذي تكمل به نفوسهم فيسعها الخروج عن ناموس الشريعة الظاهر، وهذا أمر لازمه الانسلاخ من الديانة وهو ما وقع بالفعل للفلاسفة وغلاة أهل الطريق.
ويقول، في "مجموع الفتاوى"، في معرض مناقشة الفلاسفة في زعمهم أن الكمال ليس إلا في العلم المجرد:
"والمقصود هنا التنبيه على أنه لو قدر أن النفس تكمل بمجرد العلم، كما زعموه، مع أنه قول باطل، فإن النفس لها قوتان:
قوة علمية نظرية، وقوة إرادية عملية، فلا بد لها من كمال القوتين بمعرفة الله وعبادته، وعبادته تجمع محبته والذل له، فلا تكمل نفس فقط إلا بعبادة الله وحده لا شريك له.
والعبادة تجمع معرفته ومحبته والعبودية له، وبهذا بعث الله الرسل وأنزل الكتب الإلهية كلها تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وهؤلاء يجعلون العبادات التي أمرت بها الرسل، مقصودها إصلاح أخلاق النفس لتستعد للعلم الذي زعموا أنه كمال النفس أو مقصودها إصلاح المنزل والمدينة وهو الحكمة العملية، فيجعلون العبادات وسائل محضة إلى ما يدعونه من العلم، ولذلك يرون هذا ساقطا عمن حصل المقصود، كما تفعل الملاحدة الإسماعيلية ومن دخل في الإلحاد أو بعضه، وانتسب إلى الصوفية أو المتكلمين أو الشيعة أو غيرهم". اهـ
ويقول في "الصفدية":
"والمقصود هنا التنبيه على أن هؤلاء القائلين بأن العالم معلول لعلة مبدعة وأن معجزات الأنبياء قوى نفسانية هم شر من أكثر المشركين وعباد الأصنام ومما يبين ذلك أن هؤلاء لا يقولون إن العبادات التي شرعتها الرسل إنما غايتها إصلاح خلق الإنسان فإن حكمتهم كحكمة سائر الناس نوعان علمية وعملية والعملية هي إصلاح سياسة الخلق والمنزل والمدينة ويزعمون أن الشرائع مقصودها هو هذا وهو السياسة المدنية والمنزلية والخلقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تقدم أنا لا ننكر ما في قولهم من الحق بل ننكر عليهم ما في قولهم من الباطل وننكر عليهم زعمهم أن لا حق فيما جاءت به الرسل إلا ما ذكروه فننكر تصديقهم بكثير من الباطل وتكذيبهم بكثير من الحق ولا ريب أن فيما جاءت به الرسل إصلاح أخلاق الناس وإصلاح منازلهم في عشرة الأهل والأزواج وغير ذلك وإصلاح المدائن بالسياسة العادلة الشرعية لكن هذا كله جزء من مقاصد الرسل ............... فهم ضلوا من وجوه منها: ظنهم أن النفس كمالها في مجرد العلم وأن العبادات الشرعية مقصودها تهذيب الأخلاق ورياضة النفس حتى تستعد للعلم فإن هذا باطل قطعا وذلك أن النفس لها قوتان قوة علمية وقوة عملية قوة الشعور والعلم والإحسان وقوة الحب والإرادة والطلب والعمل فالنفس ليس كمالها في أن تعلم ربها فقط بل في أن تعرفه وتحبه وإلا فإذا قدر أن النفس تعرف الواجب وهي تبغضه وتنفر عنه وتذمه كانت شقية معذبة بل هذا الضرب من أعظم الناس شقاء وعذابا وهي حال إبليس وفرعون وكثير من الكفار فإنهم عرفوا الحق ولم يحبوه ولم يتبعوه وكانوا أشد الناس عذابا.
بل حب الله تعالى هو الكمال المطلوب من معرفته وهو من تمام عبادته فإن العبادة متضمنة لكمال الحب مع كمال الذل وهذا حقيقة دين إبراهيم الخليل عليه السلام إمام الحنفاء الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (سورة النحل: 120) والأمة هو الذي يؤتم به كما أن القدوة هو الذي يقتدى به كما قال في الآية الأخرى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} (سورة البقرة: 124) وإبراهيم الخليل هو الذي عادى هؤلاء كالنمرود وغيره.
فنفس عبادة الله وحده ومحبته وتعظيمه هو من أعظم كمال النفس وسعادتها لا أن سعادتها في مجرد العلم الخالي عن حب وعبادة وتأله". اهـ
"الصفدية"، (2/ 232_234).
ويقول أيضا:
"فالسعادة مشروطة بشرطين: وهؤلاء ظنوا أن الكمال ليس إلا في العلم وأن العمل إنما هو وسيلة فقط ثم خرجوا في العلم والعمل عن منهاج الأنبياء وسننهم". اهـ
"الصفدية"، (2/ 248).
ويقول في "منهاج السنة":
"فلهذا كان الفلاسفة الذين رأوا دين الإسلام يقولون إن ناموس محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع النواميس ورأوا أنه أفضل من نواميس النصارى والمجوس وغيرهم فلم يطعنوا في دين محمد صلى الله عليه وسلم كما طعن أولئك المظهرون للزندقة من الفلاسفة ورأوا أن ما يقوله أولئك المتكلمون فيه ما يخالف صريح المعقول فطعنوا بذلك عليهم وصاروا يقولون من أنصف ولم يتعصب ولم يتبع الهوى لا يقول ما يقوله هؤلاء في المبدأ والمعاد وكان لهم أقوال فاسدة في العقل أيضا تلقوها من سلفهم الفلاسفة ورأوا ما تقوله فيه ما يخالف العقول وطعنوا بذلك الفلاسفة ورأوا أن ما تواتر عن الرسل يخالفها فسلكوا طريقتهم الباطنية فقالوا إن الرسل لم تبين العلم والحقائق التي يقوم عليها البرهان في الأمور العلمية ثم منهم من قال إن الرسل علمت ذلك وما بينته ومنهم من يقول إنها لم تعلمه وإنما كانوا بارعين في الحكمة العملية دون الحكمة العلمية ولكن خاطبوا الجمهور بخطاب تخييلي خيلت لهم في أمر الإيمان بالله واليوم الآخر ما ينفعهم اعتقاده في سياستهم وإن كان ذلك اعتقادا باطلا لا يطابق الحقائق". اهـ
فهو أمر قرره، رحمه الله، في مواضع عدة من كتبه لكونه فرقانا في المنهج السلوكي للرسالة الخاتمة وبقية المناهج التي اعتمدت نبوات محرفة، أو استقلت ابتداء بإحداث مناهج أرضية لتزكية النفوس وتحصيل أسباب سعادتها ولو على غير منهاج الوحي، وذلك أمر محال، فلا سعادة إلا بالسير على طريق الأنبياء عليهم السلام، وقد جمعت زبدة علومهم وأعمالهم في الرسالة الخاتمة، فهي الطريق الآمن إلى الرب، جل وعلا، برسم الهجرة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذ لا رسالة تليها لتنسخها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثل الفلاسفة التي هي أشبه ما تكون بالمعاني التجريدية التي لا توجد إلا في الأذهان: مثل كلية مجردة، وإن شئت فقل: "مثل جوفاء"، لا تصلح لإقامة دين أو دنيا، لمناقضتها سنن الله، عز وجل، في كونه، فلم يخلق البشر ملائكة بلا نفوس تشتهي وتتحرك لطلب المال والولد ..... إلخ، ولولا تلك الشهوات التي تفنن القوم في "قتلها"، برسم التهذيب!، ما عمرت الأرض، ولانقرض النوع البشري، وقد تابعهم على هذا الأصل الفاسد فئام من أهل الطريق، لا سيما متأخريهم، الذين جنحوا إلى الزهد المنحرف، فهجروا الدنيا وعمارتها. وأما الوحي فإنه "يهذب" هذه الشهوات، ويوجهها لعمارة الدنيا والآخرة، فلا إفراط ولا تفريط، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
ويقول في موضع تال في معرض التفصيل لأسباب هذا الخلل:
"وهؤلاء رأوا أن النفس لها قوتان: قوة علمية وقوة عملية والقوة العلمية نوعان قوة الحب والبغض والشهوة من الحب والغضب من البغض فبالشهوة تجلب المنفعة والغضب لدفع المضرة وصلاح الجميع بالعدل فجعلوا الحكمة العملية في هذه الأربع في العلم والعدل والعفة والشجاعة أو الحلم فالعفة اعتدال قوة الشهوة والحلم أو الشجاعة اعتدال قوة الغضب". اهـ
"الصفدية"، (2/ 249).
فمرد الأمر عند التحقيق إلى قوتين رئيستين: الحب والبغض، والانتفاع الشرعي بهما يكون على حد ما قرره، رحمه الله، في "قاعدة في المحبة" بقوله:
"وفي الإنسان قوتان: قوة الحب وقوة البغض وإنما خلق ذلك فيه ليحب الحق الذي يحبه الله ويبغض الباطل الذي يبغضه الله وهؤلاء هم الذين يحبهم الله ويحبونه". اهـ
ووجه هذه القسمة الرباعية: (العلم) و: (العدل) و: (العفة) و: (الشجاعة أو الحلم) أن:
"العلم": هو القوة العلمية وهذا واضح بلا إشكال.
و: (العفة) و: (الشجاعة أو الحلم): يقابلان: (الشهوة)، و: (الغضب)، وهما قسما القوة العملية.
و: (العدل): هو اعتدال ذلك كله ووقوعه على الوجه الملائم.
نقلا عن رسالة "العلم والعمل"، حاشية ص44، وللشيخ أبي الفضل عبد السلام بن عبد الكريم، حفظه الله وسدده، الجامع لهذه المادة العلمية، جهد مشكور في هذه الرسالة في عرض كلام ابن تيمية، رحمه الله، في هذا الأصل الجليل مع تعليقات لطيفة وإحالات دقيقة، ومع كون معظم المادة من كلام ابن تيمية إلا أن أسلوب الجمع والترتيب في حد ذاته يدل على وعي الجامع بما يورد فليس نقلا مرسلا، بل هو نقل دقيق من مواضع شتى على حد اجتمعت فيه أجزاء الصورة العلمية بشكل محكم، وهو ما انتهجه الشيخ الجامع في عرض أصول جامعة من كلام ابن تيمية، رحمه الله، في أصول الدين وأصول الفقه والسلوك من قبيل: "الاعتصام"، و "فصول في أصول الفقه"، و "الوسطية" ..... إلخ فهي فهارس جامعة لكلام ابن تيمية في هذه المسائل الجليلة ولا يقلل ذلك، كما تقدم، من جهد الجامع لها فهو عمل يدل على استقراء للأقوال في المسألة محل البحث مع ترتيبها على نحو يوصل الفكرة مكتملة إلى ذهن القارئ.
ونقاد الشعر العربي قد ذكروا في معرض تقرير معاييرهم النقدية أن المدح إنما يكون أبلغ إذا كان بالأوصاف الذاتية لا الأوصاف العرضية، فمدح الإنسان في معرض تقرير خلق الشجاعة بأنه يقدم فلا يتأخر، أبلغ من مدحه بأنه يرتدي الدروع الحصينة، فإن شجاعة المقدم ولو كان عاري الصدر أبلغ من شجاعة من تحصن بالدروع، وإن كان ذلك لا يقدح في شجاعة من ارتدى الدروع بل إن ذلك من الأخذ بأسباب السلامة فلا حرج على فاعله، ولكن الوصف الأليق بالمدح هو وصف الشجاعة الذاتية التي هي خلق مركوز في نفس صاحبها بخلاف شجاعة من كثرت عدده وعتاده، فكثير ممن هذا حالهم تخور قواهم النفسانية إذا قل العدد أو العتاد مناط شجاعتهم فهي منه مستعارة فليست خلقا أصيلا فيهم، بل ربما كانوا جبناء ولو كثر العدد والعتاد، إذ الشجاعة محلها القلب لا البدن، فالبدن هو الصورة الظاهرة لما يعتمل في القلب من القوى الباطنة شجاعة أو جبنا، حبا أو بغضا ........ إلخ، وذلك أمر نشاهده في زماننا في كثير من شجعان الطائرات التي تقصف المدنيين ثم تولي الأدبار!، والشاهد أن النقاد قد علقوا المدح على الأوصاف الذاتية توصلا منهم إلى إيجاد صورة مثالية على حد المثل الفلسفية لنموذج يقتدى به في الأخلاق
(يُتْبَعُ)
(/)
الذاتية اللازمة فهو "نموذج" أو "مثال شعري"، وذلك من آثار الفلسفة في علم النقد، وقد ذكروا في معرض تقرير أصول الصفات التي يمدح بها: العقل والشجاعة والعدل والعفة، وهو تقسيم يوازي التقسيم المتقدم إذ العقل يقابل العدل، وهو ما يدل على الأثر الفلسفي في الدراسات الإنسانية عند المسلمين.
ومن أهل العلم من رد أصول الصفات التي يمدح بها الإنسان إلى: الشجاعة فذلك جود البدن، والكرم فذلك جود المال.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم بين الله سبحانه أنه من تولى عنه بترك الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك ومن تولى عنه بإنفاق ماله أبدل الله به من يقوم بذلك فقال: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير".
وقال تعالى: (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل الله السابقين فقال: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) ". اهـ
"الاستقامة"، ص488، 489.
ويقول في موضع تال في معرض تقرير أجناس الصفات المحمودة عند الشعراء:
"فلهذا تجدهم يمدحون جنس الشجاعة وجنس السماحة إذ كان عدم هذين مذموما على الإطلاق وأما وجودهما ففيه تحصيل مقاصد النفوس على الإطلاق لكن العاقبة في ذلك للمتقين وأما غير المتقين فلهم عاجلة لا عاقبة والعاقبة وإن كانت في الآخرة فتكون في الدنيا أيضا". اهـ
"الاستقامة"، ص496.
وهذا التقسيم، (أي: الرباعي)، وإن كان مقبولا من الناحية العقلية، إلا أنه يرد عليه كونه: "جزء من العمل الذي أمرت به الرسل وما ذكروه، أي الفلاسفة، مع هذا أمر مجمل فإن العلم له أنواع كثيرة والشهوة والغضب يحتاج معرفة صلاحهما والعدل فيهما إلى تفصيل لا يكفي فيه هذا الإجمال وكذلك العدل فلا ريب أنه لا بد في سلوك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين من إصلاح حال هذه القوى". اهـ
الصفدية، (2/ 249، 250).
فنظرتهم، كما تقدم، نظرة "أفلاطونية"، مجملة، خلاف نظرة الوحي العملية المفصلة التي تفي باحتياجات البشر الدينية والدنيوية.
ومن هنا ظهر خلل من تابع أولئك الفلاسفة من الإسلاميين، سواء كانوا أئمة يقتدى بهم، كأبي حامد الغزالي، رحمه الله، أو كانوا من الفلاسفة كـ: ابن سينا والفارابي وأصحاب رسائل إخوان الصفا ومن سار على طريقتهم من الفلاسفة الإلهيين، فلا قدم صدق لهم في الإلهيات الغيبية التي نسبوا إليها!، وإن كانت لهم مشاركة نافعة في الطبيعيات التي تستند إلى إدراك الحواس الظاهرة.
فالعمل في دين الإسلام، كما تقدم في مواضع سابقة، غاية لا وسيلة، مصداقا لقوله تعالىَ (مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)، فلم يقل: إلا ليتخذوا العمل وسيلة إلى العلم المجرد الذي به يحصل كمال النفوس!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 10:25 م]ـ
وأما فلسفة الأخلاق عند أهل الطريق، فهي، أيضا، فلسفة رواقية زهدية، فالمنشأ واحد إذ لم يكن الغلو في مناهج تربية النفس إلا فرعا عن غلو في تعاطي الشهوات، فمن غلو في مباشرة اللذات إلى غلو في هجرها، وتلك، كما تقدم في أكثر من موضع، ظاهرة أممية سرت من الرواقيين الأوائل إلى النصارى الذين عارضوا مادية اليهود بالرهبانية المحدثة إلى أهل الطريق في الإسلام الذين بارزوا رهبان النصارى في معارك زهدية عجيبة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومجاهدة النفس باب دقيق يغفل عنه كثير من المكلفين فتستولي نفسه على مقاليد حكمه، فهو لها خاضع وبأمرها فاعل، فمن رام تهذيبها فعليه بالمنهاج الشرعي المقتصد، فإن النفس دابة حرون، فلا تسلم القياد برسم القهر، بل لا بد لها من سياسة تجعلها تحت سلطان صاحبها، فلا يغفل عنها فتورده المهالك، ولا يشتد معها فتنفر منه أو تهلك فلا تبلغه مأمنه.
وعند البيهقي، كما ذكر صاحب "الدر المنثور" رحمه الله، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى، فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبداً، واحذر حذراً تخشى أن تموت غداً»
وعند ابن بطة، رحمه الله، في "الإبانة" من طريق:
جعفر بن برقان، قال: بلغنا، عن وهب بن منبه، أنه كان يقول: «الرجاء قائد، والخوف سائق، والنفس حرون إن فتر قائدها صدت عن الطريق، فلم تستقم لسائقها، وإن فتر سائقها لم تتبع قائدها، فإذا اجتمعا استقامت طوعا وكرها»
ويبين طرفا من ذلك الغلو قولهم عن الإسلام بأنه: ذبح النفس بسيوف المخالفة. فليس جهادا تهذب فيه شهوات النفس لتستقيم على الطريقة المثلى وسطية شرعية بين إفراط اليهودية وتفريط النصرانية، فذبح النفوس جار مجرى ذبح رهبان النصارى أنفسهم برسم المثرائية، فلا خلاص إلا بتقديم القرابين للآلهة بواسطة الكهان، والقربان أحد أركان العقيدة النصرانية بعد وقوع التبديل على يد بولس، فإن دنس الخطيئة الأولى الذي لازم آدم وبنيه، فلم تنفعه توبة، على وزان:
قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً ******* فما اعتذارك عن قول إذا قيلا
فهي توبة غير مقبولة!، ذلك الدنس قد صير البشرية في حاجة إلى قربان بشري عام كان هو بزعم عباد الصلبان: الرب، جل وعلا، أو ابنه، أو كلمته التي انفصلت عن ذاته لتتجسد في أقنوم الكلمة أو العلم، وهو جوهر المسيح عليه السلام، بزعم قائله، فيصلب الأقنوم أيا كان كنهه، فداء للنوع الإنساني إذ لم يقدر الرب، جل وعلا، على غفران الخطيئة فلزم تقديم قربان مقدس لم ينله دنس الخطيئة، وذلك هو الرب، جل وعلا، أو ابنه ...... إلخ، فلم ينج من أخبث أمة: أمة يهود الذين استعدوا عليه بعض عباده! من أمة الرومان فتمكنوا من قتله، فجاء الصلب تطهيرا لآدم والذرية من دنس الخطيئة، ولم ينزل الرب إلا متجسدا في ناسوت بشري إمعانا في خداع إبليس ليقيم عليه الحجة إذا ما جاء بعد الصلب ليأسر الناسوت في سجنه كسائر النواسيت التي طالها دنس الخطيئة بما فيها نواسيت الأنبياء عليهم السلام، فيقول له عندئذ: ليس الناسوت كباقي النواسيت بل هو ناسوت مطهر لم ينله أثر الخطيئة، فهو القربان الصحيح السالم من المعارضة الذي تقام به عليك الحجة لتطلق سراح من سجنته من الذرية وتترك الباقي فلا تتعرض لهم!. وهي مقالة حملت أحد العلمانيين الذين أفتت جبهة علماء الأزهر بردته، حملته على أن يصف إله النصارى بأنه خروف!، فصار المسيح عليه السلام معادلا للقربان الذي يضحي به المسلمون في أعيادهم، بل صار الرب، تبارك وتعالى، هو ذلك القربان، فما الناسوت إلا صورة اللاهوت الأرضية. فذلك القربان البشري العام.
وقد توسع ابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح" في نقض هذه المقالة التي أقام عليها النصارى بنيان دينهم، مع بطلانها بداهة، فمجرد حكايتها تغني عن إبطالها، ولكنه، رحمه الله، تنزل معهم، حتى يخيل للناظر في كلامه أنه يناقش مسألة علمية الخلاف فيها قوي لدقة وخفاء محل النزاع فيلزم لبيانه بسط في العبارة!.
وأما القربان البشري الخاص فهو ذبح النفس بسيف الرياضات التي أخرجت جيلا من الرهبان تفنن في إهانة الجسد وتعذيبه برسم المجاهدة محوا لآثار الخطيئة، وكأن صلب المسيح عليه السلام لم يكن كافيا أو كان تطهيرا جزئيا!. وكان هذا الانصراف إلى قهر النفس وإذلالها ذريعة إلى تعطيل الشرع الحاكم، بل إلى تعطيل الحياة التي أقامها الرب، جل وعلا، على سنن كونية محكمة، فلا يكون صلاح إلا بمباشرتها، فإذا هجر الناس البيوت ليسكنوا الكهوف، فسد نظام الكون بتعطيل الإنسان عن وظيفة الخلافة، فيصبح الإنسان الكامل هو الإنسان العاطل عن
(يُتْبَعُ)
(/)
أسباب الكون!. وهو أمر سهل على كل مريد للدنيا على غير رسم الديانة أن يستأثر بها إذ أصحاب الديانة قد امتثلوا أمر الشرع بقتل النفس قتلا بطيئا!، فخلت الساحة لمن أراد الإفساد والطغيان، وهو ما جرى بالفعل في زمن الرومان إذ أحدثوا ما أحدثوا في دين المسيح عليه السلام وفر الرهبان إلى الفلوات والخلوات مختارين أو مكرهين، فعثا أولئك في الأرض مفسدين، وهو أمر لا زالت آثاره كائنة إلى اليوم فكل سلطان جائر لا ينصب لهذا التيار السلبي المعطل العداء بل يمده بالعون المادي والمعنوي، فبه يتم تخديرالقوى، فلا تعرف ولا تنكر، ولا تأمر ولا تنهى، فذلك ليس لها، بل هو لأهل السياسة ولو كانت جائرة على غير رسم النبوة الخاتمة، ولعل التقارب الكائن الآن بين القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وشتى الطرق في العالم الإسلامي لا سيما مصر التي يبلغ عدد المنتسبين إلى الطرق فيها 16 مليون!، لعل ذلك شاهد عدل معاصر على ذلك.
يقول صاحب رسالة "العلمانية" حفظه الله وسدده وأتم شفاءه:
"فهمت الكنيسة من قول المسيح: ((مملكتي ليست من هذا العالم)) إن كان قالها – إن الدنيا والآخرة ضرتان متناحرتان وضدان لا يجتمعان: الدنيا مملكة الشيطان ومحط الشرور والاثآم، وعمل الإنسان فيه لتحسين أوضاعه المعاشية ومحاولة تحقيق القسط الملائم من السعادة والرفاهية والتمتع بطيبات وخيرات الكون: كلها أعمال دنسه يمليها الشيطان ليصرف الإنسان عن مملكة المسيح الخالدة (الآخرة) والفقر وشظف العيش – حسب المفهوم الكنسي– هما مفتاح الملكوت الضامن، وتنسب الأناجيل إلى المسيح قوله ((إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله)). وبمقتضى ذلك لا يسأل الإنسان الله شيئاً من متاع الدنيا أو خيراتها العاجلة، بل يقتصر على ما طلبه المسيح حسب رواية الأناجيل (خبزنا كفانا).
والإنسان – حسب هذا المفهوم – يولد موصماً بالخطيئة الموروثة ويدخل إلى الدنيا دخول المجرم إلى السجن، وكما أن آباه أكل من الشجرة فعوقب بالطرد من الجنة وقضى عليه بالحرمان والنكد، فكذلك إذا تمتع بطيبات الدنيا وملاذها فسيعاقب بحرمانه من نعيم الملكوت.
إذا كان هذا هو حال الدنيا وحال الإنسان فيها ففيم العناء لإصلاح ما وجد بطبيعته فاسداً وما جدوى تقويم ما خلق أصله معوجاً؟ ليتحكم الجبابرة في الناس وليستعبدوهم وليعبثوا في الكون كما يريدون فسوف يحاسبهم المسيح يوم الدينونة! وليجمع الناس المال ويتمتعوا بالحياة الدنيا ويتزوجوا وينجبوا فسوف يحرمهم ذلك من الدخول في ملكوت الله والفوز في الملأ الأعلى. أما المسيحي الكامل لإيمان. فما له ولهذه الأمور. أليس كل همه الخلاص من هذا المأزق، مأزق وجوده في هذه الأرض في مملكة الشيطان؟ ".
ص69، 70.
وواقع المسيحي اليوم، لا سيما المسيحي الغربي سيد الكون الجديد بزعمه، شاهد عدل على ضد ذلك فهو لا يسعى إلا إلى تحصيل شهواته بل لا يبشر لدينه إلا باستغلال الأزمات الإنسانية فيسارع بشراء النفوس بالخبز والدواء، وربما كان الثمن أخس فاشترى الأتباع بشهوات محرمة، مخاطبا الغرائز ليدعو إلى ما يهذب الروح ويكملها، ولكل طريق فمن الناس من يكون الطريق إلى قلبه بطنه، ومنهم من يكون الطريق إليه فرجه، ومنهم من يكون الطريق إليه سمعه أو بصره كعشاق الصور المحرمة مرئية كانت أو مسموعة التي تسترق القلوب رقا يفوق رق الأبدان.
وقد أزالت عقيدة أهل السنة والجماعة إشكال الخطيئة، من جهات:
أولها: توبة الرب، تبارك وتعالى، على آدم عليه السلام، فألهمه الكلمات الشرعيات: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فـ: (فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). فصار نزوله إلى دار التكليف: مصيبة كونية نافذة ليتحقق معنى الابتلاء بالاستخلاف فتظهر حكمة الرب، جل وعلا، في إرسال الرسل عليهم السلام وسن الأحكام الشرعية لمدافعة الأقدار الكونية، بعد أن ظهرت قدرته في خلق آدم وعصيانه القدر الشرعي تأويلا للقدر الكوني النافذ، والمصيبة بعد التوبة منها يصح الاحتجاج بالقدر عليها كما فعل آدم في حجاجه الكليمَ عليهما السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيها: أنه ليس لمحتج أن يحتج بأنه لا ذنب له في فعل آدم ليهبط معه في صلبه إلى دار الابتلاء، فآدم هو الذي عصى، فما ذنب ذريته؟!. فالنصارى قد غلوا في إثبات الخطيئة فطردوها في كل أفراد النوع الإنساني، فيولد المولود على الخطيئة لا على الفطرة!، بل إن ما يلحق الإنسان في هذه الدار من ذل الرق والاستعباد والسخرة في إقطاعات السادة والنبلاء إنما هو أثر من آثار تلك الخطيئة، فتأمل أثر الفطرة التوحيدية الأولى في دين الإسلام، فهي معدن كل خير يظهر أثره على المولود إذا كبر، فيجعله مسلما بالقوة وإن لم يكن مسلما بالفعل، فلو ترك بلا مؤثر خارجي من اعتقاد آباء ونحوه لصار مسلما يقبل خبر النبوات إذا بلغته فلا يردها بقياس أو هوى، تأمل ذلك الأثر الزكي في مقابل أثر الخطيئة الأولى التي جعلت الإنسان أسير العذاب النفسي والبدني، بل إنه يتقصده قصدا بتعذيب نفسه برسوم الرهبانية، ليكفر عن خطيئة لم يرتكبها أصلا!.
يقول صاحب رسالة "العلمانية":
"وكان من العوائق الكبرى التي خيبت جهود الثائرين، (في: الثورات الأولى التي أدت في النهاية إلى وقوع الثورة الفرنسية أول انتصار مادي للعلمانية على الكنيسة)، أن الكنيسة "أكبر الملاك الإقطاعيين" وقفت ضدهم وأجهضت محاولاتهم.
فالكنيسة لم تكتف بصد الناس عن نور الإسلام، بل ناقضت تعاليم الإنجيل الداعية إلى المحبة والتسامح ونافست الأمراء الإقطاعيين في إذلال الشعوب وقهرها.
ويأتي التبرير المسيحي لنظام الاسترقاق الإقطاعي على يد القديس توما الإكويني الذي فسره بأنه "نتيجة لخطيئة آدم" وكأن رجال الكنيسة والبارونات ليسوا من بني آدم. وهناك حقيقة ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا فيما يتعلق بالثورات الفلاحية، وهي أن هذه الثورات لم تكن تمرداً على الكنيسة لأنها كنيسة بل لأنها "مالك إقطاعي".
يقول ويلز: (كانت ثورة الشعب على الكنيسة دينية … فلم يكن اعتراضهم على قوة الكنيسة بل على مساوئها ونواحي الضعف فيها وكانت حركات تمردهم على الكنيسة حركات لا يقصد بها الفكاك من الرقابة بل طلب رقابة دينية أتم وأوفى … وقد اعترضوا على البابا لا لأنه الرأس الديني للعالم المسيحي بل لأنه لم يكن كذلك أي لأنه كان أميراً ثرياً دنيوياً بينما كان يجب أن يكون قائدهم الروحي) ". اهـ
وفي مقابل هذا الغلو: جفاء بالاعتراض على حكمة الرب، جل وعلا، فليزم صاحبه الطعن في عدله، تبارك وتعالى، فقد حكم على الذرية بما اقترف أبوها. فلم ينه هذا الجدال إلا أخذ الرب تبارك وتعالى الميثاق على الذرية تأويل قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)، على خلاف هل كان أخذا حقيقيا أو هو مقتضى الفطرة الأولى، إذ لو أخذ لقامت الحجة به فلم يعد لحجة الرسل داع، فالتكليف بالإيمان بمقتضى الميثاق الأول كائن ولو لم يبعثوا، وأجيب عن ذلك بأن الرب، جل وعلا، قد أنساهم هذا الميثاق بعد أخذه، فبقي أثره في نفوسهم: ذلك الأثر الفطري التوحيدي الذي يجده كل إنسان في نفسه فهو قد فطر على التأله ولا يكون ذلك بداهة إلا لرب قد كملت ذاته وأسماؤه وصفاته، فله من صفات الجمال: حكمة يجري بها الأسباب، وله من صفات الجلال: قدرة ينفذ بها الأسباب، فتنتج بما أودع فيها من القوى المؤثرة مسبباتها، وليس أحق بالتأله من إله الرسل عليهم السلام المتصف بكل كمال المنزه عن كل نقصان. فلما نسوه بقدرته، عز وجل، إظهارا لآثار حكمته، إذ لو علموه لبطل التكليف فاحتج به العاصي إذ قد قدر له الشقاء فعلام التوبة، واحتج به الناجي إذ قد قدرت له السعادة فعلام العمل؟!، فبطل التكليف الشرعي، وصارت أعظم نعم الرب، جل وعلا، على عباده: نعمة النبوة: عديمة الجدوى، بل صار بعثهم عبثا يتنزه عنه الرب، جل وعلا، فعلام بعثهم بالتكليف، وقد علم كل أناس منزلهم من جنة أو نار، وهم ما بعثوا إلا فرقانا يميز به الله، عز وجل، الخبيث من الطيب، فإذا امتازوا ابتداء بإدراكهم الميثاق الأول لم يحصل بالرسالة تمييز، وذلك إبطال صريح لناموس الأنبياء الشرعي
(يُتْبَعُ)
(/)
بالتقدير الميثاقي الكوني فهو من جنس معارضة المشركية الأمر الشرعي بالأمر الكوني.
وقد غلا أهل الطريق في مفهوم الجهاد الخاص، (جهاد النفس) فأبطلوا أو كادوا يبطلون به الجهاد الشرعي العام: جهاد الأعداء خارج النفس سواء أكان ذلك جهادا بالحجة والبرهان لأعداء الرسالة من أصحاب الشبهات، أم جهاد أصحاب الشهوات برسم الاحتساب والإنكار قدر المستطاع فليس الاحتساب العام إلا لأصحاب الولايات العامة درءا للمفسدة، أو برسم النصيحة، أو حتى برسم الإنكار القلبي أضعف مراتب جهاد المنكر، إذ أورثهم الغلو في شهود الحقيقة الكونية مع التفريط في شهود الحقيقة الشرعية تهاونا بل رضا بالمنكرات، بزعم الاعتذار لأصحابها رحمة بهم، وذلك أمر صحيح، إذ العاصي لا بد من النظر إليه بعين القدر الراحمة في مقام الدعوة، فإن تعدى ذلك إلى إبطال النظر إليه بعين الشرع الزاجرة في مقام الاحتساب انقلبت الرحمة تهتكا، إذ قد رضي صاحبها بكل مقدور ولو كان شرا في نفسه يسخطه الرب، جل وعلا، فدفعه أو رفعه إذا وقع بمباشرة ما شرع الله لذلك من أسباب الشرع أو الكون أمر مراد للرب، جل وعلا، إذ قد رضي تلك المدافعة وأحبها فكيف يعارض المحبوب الشرعي بالمقدور الكوني إن كان مما يسخطه، جل وعلا، ويبغضه، وذلك، كما تقدم، شعبة من مقالة القدرية المشركية الذين عارضوا الأمر الشرعي بالأمر الكوني.
أم جهاد أعداء الملة ممن شهروا السيف حربا لها، فلم يكن لأهل الطريق في ذلك الباب كبير غناء، فكانوا بسلوكهم السلبي وكفهم عن مباشرة الشأن العام بزعم الانشغال بالشأن الخاص، كانوا بذلك سببا رئيسا لتمكن الأعداء من ديار المسلمين، وإن لم يقصد ذلك كثير منهم لا سيما الأتباع، ولعل حالهم أثناء الحملات الصليبية الأولى، ومن بعدها هجمة الاستعمار الحديث التي بدأت أوائل القرن التاسع عشر باحتلال الجزائر سنة 1830 م، لعل حالهم في تلك النوازل، وقد غلب على معظمهم القعود برسم الرضا بالأمر الكوني النافذ، لعله خير شاهد على اختلال مفهوم الجهاد عندهم، وإن تقلدت فئام منهم السيوف ذبا عن الملة، فكان لبعض أهل الطريق في الجزائر والمغرب وليبيا دور بارز في جهاد المحتل فزوايا الطريقة السنوسية التي نشأت في "مستغانم" في الجزائر ثم امتد أثرها إلى ليبيا وخرج منها المجاهد الجليل عمر المختار رحمه الله خير شاهد على ذلك، ولكنه أثر كالنقطة البيضاء في فضاء حالك السواد، إذ لم يتصد بالفعل لذلك المحتل إلا حركات إسلامية ذات طابع علمي عملي كحركة الشيخ عبد الحميد بن باديس، رحمه الله، في الجزائر في أوائل القرن العشرين التي أثمرت جيلا قاوم الاستعمار الفرنسي، فبعثت الأمة الجزائرية على يديه من مرقد الجهل والكسل الذي كان رسما عاما للشرق المسلم في تلك الحقبة.
وكان مستندهم في ذلك: حديثا موضوعا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل هو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة، رحمه الله، كما ذكر ذلك النسائي، رحمه الله، في "الكنى" نصه: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".
مع أنه، عند التأمل لا يشهد لهم، فإنه لم ينف جهاد السيف ولم يحرض على تركه ويثبط الهمم عن مباشرة أسبابه كما فعل كثير من أولئك برسم تهذيب النفوس وتزكية الأخلاق!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض نقد مسلك أهل الطريق في هذا الشأن:
"وهؤلاء يدعون محبة الله في الابتداء ويعظمون أمر محبته ويستحبون السماع بالغناء والدفوف والشبابات ويرونه قربة لأن ذلك بزعمهم يحرك محبه الله في قلوبهم وإذا حقق أمرهم وجدت محبتهم تشبه محبة المشركين لا محبة الموحدين فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} سورة آل عمران وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} سورة التوبة وقال تعالى: {يَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} سورة المائدة وهؤلاء لا يحققون متابعة الرسول ولا الجهاد في سبيل الله بل كثير منهم أو أكثرهم يكرهون متابعة الرسول وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله بل يعاونون أعداءه ويدعون محبته لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلآ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} سورة الأنفال ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن ويجتهدون في دعاء مشايخهم والإستعانة بهم عند قبورهم وفي حياتهم في مغيبهم أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والإستعانة به في المساجد والبيوت وهذا كله من فعل أهل الشرك ليس من فعل المخلصين لله دينهم كالصحابة والتابعين لهم بإحسان فأولئك أنكروا محبته وهؤلاء دخلوا في محبة المشركين والطائفتان خارجتان عن الكتاب والسنة فنفس محبته أصل لعبادته والشرك في محبته أصل الإشراك في عبادته وأولئك فيهم شبه من اليهود وعندهم كبر من جنس كبر اليهود وهؤلاء فيهم شبه من النصارى وفيهم شرك من جنس شرك النصارى والنصارى ضالون لهم عبادة ورحمة ورهبانية لكن بلا علم ولهذا يتبعون أهواءهم بلا علم قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلآ الْحَقّ} سورة النساء وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} سورة المائدة أي وسط الطريق وهي السبيل القصد الذي قال الله فيها: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} سورة النحل وهي الصراط المستقيم فأخبر بتقدم ضلالهم ثم ذكر صفة ضلالهم والأهواء هي إرادات النفس بغير علم فكل من فعل ما تريده نفسه بغير علم يبين أنه مصلحة فهو متبع هواه والعلم بالذي هو مصلحة العبد عند الله في الآخرة هو العلم الذي جاءت به الرسل قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ} سورة القصص وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} سورة البقرة وقال تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} سورة المائدة وقال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} سورة الجاثية ولهذا كان مشايخ الصوفية العارفون أهل الإستقامة يوصون كثيرا بمتابعة العلم ومتابعة الشرع لأن كثيرا منهم سلكوا في العبادة لله مجرد محبة النفس وإراداتها وهواها من غير اعتصام بالعلم الذي جاء به الكتاب والسنة فضلوا بسبب ذلك ضلالا يشبه ضلال النصارى". اهـ
وحاصل فلسفتهم في الأخلاق أنها كسائر مناحي الفلسفة: تجريدية تنتهج طريقة المثل الكلية فلا كبير أثر لها في الواقع، بل غايتها إن لم توقع صاحبها في انحراف عقدي أو فكري، غايتها أن تؤثر في الأفراد بما تحدثه تلك الرياضات من نوع صفاء للنفوس، وذلك أثر جزئي محدود لا يتعدى إلى الخارج فليس ثم إلا تصورات خاصة لا يمكن إقامة الجماعة الإنسانية عليها، فضلا عن الجماعة المسلمة ذات المهام المتعدية مهام: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومجاهدة النفس عندهم قد صارت طريقا إلى تحصيل مقام الفناء على ما فيه من إجمال أوقع كثيرا منهم في فناء الشهود المعطل لأسباب الكون المشهود في معارضة صريحة لسنة الرب، جل وعلا، في كونه، وزاد غلاتهم فوقعوا في فناء الوجود الذي نطق به غلاة الاتحادية وهو بدعة كلية قد مرق صاحبها من الديانة بالكلية، فضلا عن لوازمها من استباحة كل المحرمات إذ العين واحدة والرضا بكل الموجودات ولو نجست عينا أو فحشت قولا أو فعلا، فمؤدى ذلك إضعاف بل إبطال شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما وقع من كثير من متأخريهم إذ خلطوا بين مقام الرضا الشرعي، والقدر الكوني فجعلوا المحبة على حد الإرادة فكل ما أراده الله، عز وجل، ولو كان مكروها شرعا مسخوطا له، عز وجل، فهو عندهم مما يلزم الرضا به بل والفرح به إذ هو تأويل مراد الرب، جل وعلا، وذلك، كما تقدم، كان سببا في قعود المتأخرين عن جهاد المحتل بزعم الرضا بالقدر وإن أمكن المكلف بذل السبب في مدافعته فذلك هو تأويل سنة المدافعة التي يرضي الرب، جل وعلا، ما يظهر بها من آثار محبته والغيرة والانتصار لدينه، فلا يرضيه الشر في ذاته إذ هو مفسدة، ولكن يرضيه ما قدر بحكمته ظهورَه من آثار مدافعة القدر الكوني المكروه ببذل السبب المشروع ديانة فصاحبه قد استعان بالرب، جل وعلا، وتوكل عليه، ثم شرع في التعبد له ببذل ما تيسر له من الأسباب لرفع القدر الكوني الذي جعل القوم الرضا به من مقامات العارفين الذين أدركوا الحقيقة الكونية فعارضوا بها الحقيقة الشرعية!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في ذكر طرف من حال أولئك:
" .... فشهدوا أن الله رب الكائنات جميعها وعلموا أنه قدر كل شيء وشاءه وظنوا أنهم لا يكونون راضين حتى يرضوا بكل ما يقدره الله ويقضيه من الكفر والفسوق والعصيان حتى قال بعضهم: المحبة نار تحرق من القلب كل ما سوى مراد المحبوب، (وذلك إنما يصح إن قيد المراد: بالشرعي لا بالكوني فإن المحبة تحرق ما سوى مراد الرب، عز وجل، الشرعي، بنار البغض لما يكره نهيا عنه واحتسابا على فاعله ولو بالقلب غيرة أن تنتهك محارم الرب جل وعلا فإن ملوك الدنيا لا يرضون بانتهاك محارمهم فيغضب لغضبهم جموع المتملقين، والرب، جل وعلا، ملك الملوك أولى بأن يغضب لغضبه وأولى بهذا الملق فإنه لا يأمر إلا بكل حسن ولا ينهى إلا عن كل قبيح، بخلاف ملوك الدنيا الذين يقع من التعدي في أحكامهم ما يقع)، قالوا: والكون كله مراد المحبوب وضل هؤلاء ضلالا عظيما حيث لم يفرقوا بين الإرادة الدينية والكونية والإذن الديني والكوني والأمر الديني والكوني والبعث الكوني والديني والإرسال الكوني والديني .......... وهؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن لا يفرقوا بين المحظور والمأمور وأولياء الله وأعداء الله والأنبياء والمتقين ويجعلون الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ويجعلون المتقين كالفجار ويجعلون المسلمين كالمجرمين ويعطلون الأمر والنهي والوعد والوعيد والشرائع.
وربما سموا هذا حقيقة ولعمري إنه حقيقة كونية لكن هذه الحقيقة الكونية قد عرفها عباد الأصنام كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، وقال: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون) ". اهـ
"الاستقامة"، ص375، 376.
فشهود الحقيقة الكونية لا ينفع صاحبه حتى يشهد معها الحقيقة الشرعية، فيكتمل له جانب الإيمان بالقدر الكوني فتلك: قدرة الله عز وجل، والقدر الشرعي فتلك: حكمة الله عز وجل، وبهما يثبت للرب، جل وعلا، كمال الربوبية فيقضي ما شاء بحكمته لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والربوبية ما هي إلا: ملك بقدرة وتدبير بحكمة لا يحصل كمال الإيمان بها إلا بإثبات الوصفين، وتأمل حال من قصر في أحدهما تجد الفساد العلمي والعملي كائنا فيه بقدر تقصيره فإن من طالع جانب القدرة فعظمه وأغفل جانب الحكمة، فإنه إما أن يصير إلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
مقالة أهل الجبر كرد فعل لذلك فلا يرى إلا قدرة الله، عز وجل، في كل الحوادث ويغفل جانب الحكمة الشرعية التي شرعت لكل نازلة ما يناسبها من الحكم الشرعي لازم الحكم الكوني فلزومه له من جنس لزوم الألوهية للربوبية، فحكم الربوبية قاض بوقوع كذا من المقدورات خيرا أو شرا، وحكم الألوهية قاض بلزوم مقابلة الخير بالشكر والشر بالمدافعة إن كان مما يدافع، والصبر على ذلك والرضا به إن كان العبد من أصحاب المقامات الإيمانية الرفيعة التي حصلها آحاد من المسلمين لم يدرسوا متون العقائد وشروحها وإنما باشروها فذاقوا ما لم يذقه كثير من أرباب المتون والشروحات، وليس ذلك تحقيرا من شأن طلب العلم فهو من أشرف الوظائف التي يقضي فيها المكلف ساعات عمره، وإنما هو بيان لأمر واقع، فإن العلم أول المنازل فمن لم يشفعه بالعمل فقد تعلم ليقيم الحجة على نفسه!، فليس علم ينفع حتى يقيم صاحبه الدليل عليه من عمله، وإن لم يقدر على ذلك فحسبه أن يحاول لعل الله، عز وجل، يغفر له تقصيره في العلم بما قام بقلبه من الإرادات الشريفة وإن لم تبلغها نفسه لتأخرها وقصورها فلعله أن يكون من أهل: أحب الصالحين ولست منهم، ولعله أن يكون ممن بلغتهم نية صالحة درجة قصر عنها عملهم، ولكل مقام معلوم، فالتشبه بأصحاب المقامات العلية مراد شرعي، فمن تشبه بقوم فهو منهم، فيصير التشبه في القول والفعل ذريعة إلى التشبه في الحكم، فالنظير يأخذ حكم نظيره بمقتضى قياس العقل الصريح.
فأهل الجبر غلاة في القدرة جفاة في الحكمة يستعينون بلا عبادة، فلهم في القدرة الكونية أحوال وليس لهم في الحكمة الشرعية أقوال وأفعال.
وإما أن يصير إلى طريقة الخوارج الذين عظموا جانب الجلال وأهملوا جانب الجمال فلم يطالعوا في أقدار الله، عز وجل، إلا جانب القدرة القاهرة دون الحكمة الباهرة، فعبدوا الله، عز وجل، بالخوف من آثار أوصاف جلاله دون الشوق إلى آثار أوصاف جماله، فكانوا عبادا برسم القهر دون المحبة، والعبادة لا تكتمل إلا بركني: الذل الذي يقهر النفس لربها عز وجل، والمحبة التي تحمله على إسراع الخطا إلى مراضي الرب، جل وعلا، برسم: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) فلا يرضى كما أثر عن بعض السلف، أن يسبقه إلى ربه، عز وجل، أحد، ولا يكون ذلك إلا وليد شوق، ولا يكون الشوق إلا لمن تحسن الظن به فسيلقاك بمجرد نزولك عليه بالود والترحاب وإن ابتلاك في أثناء الطريق بأجناس المؤلمات لتقدم عليه في أطهر حال وأكمل وصف، فإحسان الظن بالرب، جل وعلا، وهو ما يغفل عنه كثير منا عند وقوع النوازل الكونية، إحسان الظن به مظنة المحبة، والمحبة لا تتعلق إلا بأوصاف الجمال التي غفل عنها من عبد الرب، جل، بالخوف وحده فحمله ذلك على إساءة الظن به فلا يغفر لعاص بل لا يقدر على ذلك كما زعم فئام من الضلال من أصحاب المقالات، فلا يكتمل السير إلا بقدمي: المحبة فهي الحاملة على الرغبة في آثار أوصاف جمال الرب، جل وعلا، والخوف فهي الحاملة على الرهبة من آثار أوصاف جلاله تبارك وتعالى.
ومن غلب جانب الحكمة على جانب القدرة:
فإنه صائر إلى مقالة أهل القدر الذين نظروا إلى إتقان السنة الشرعية أمرا ونهيا، دون السنة الكونية: إيجادا وإعداما، إحياء وإماتة ..... إلخ، فأنكروا قدرة الرب، جل وعلا، التي غلا الأولون في إثباتها، وعظموا جانب الحكمة الذي أهمله الأولون فهم على طرفي نقيض وأهل الحق وسط بين كليهما فلا إفراط في جانب وتفريط في المقابل، وإنما التوسط والاعتدال بإثبات وصف جلال من قدرة قاهرة، ووصف جمال من حكمة بالغة.
فأهل القدر النفاة غلاة في الحكمة جفاة في القدرة يعبدون بلا استعانة، فلهم في الحكمة الشرعية أقوال وأفعال وليس لهم في القدرة الكونية أحوال. فهم على النفيض من أهل الجبر.
ومن غلب وصف الجمال من الرحمة على وصف الجلال من العذاب فهو صائر إلى مقالة أهل الإرجاء الذين فرطوا برسم إحسان الظن، وكذبوا، كما أثر عن الحسن رحمه الله، فلو أحسنوا الظن لولد ذلك في نفوسهم تصورا صحيحا ينتج إرادات صحيحة يظهر من آثارها على الألسنة والأبدان من الأحكام الصحيحة ما تقر به أعين أهل البر والإجسان وتشقى به نفوس أهل الفجور والعصيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فرسمهم التفريط كما أن رسم الخوارج الإفراط، ورسمهم الأمن إلى حد الغرور كما أن رسم الخوارج الخوف إلى حد اليأس والقنوط.
والشاهد مما تقدم أن الأخلاق تلعب دورا رئيسا في تبلور المقالات العلمية فمرد كل المقالات الحادثة إلى إفراط أو تفريط في خلق نفساني، فمن غلب على خلقه الشدة فهو إلى مقالات التشديد إلى حد الإفراط والغلو أقرب، ومن غلب على خلقه اللين فهو إلى مقالات التسهيل إلى حد التفريط والجفاء أقرب، وللشيطان في كل عبادة أو خلق طرفان من التشديد والتسهيل لا يبالي في أيهما وقع المكلف، فهمه إخراجه عن حد الاعتدال إلى إفراط بزيادة أو تفريط بنقصان، فليست المقالات العلمية التي تحكى في كتب المقالات: مجرد أقوال لا حقائق نفسانية وراءها بل هي عند التحقيق ترجمة فعلية لما يعتمل في النفس البشرية الحساسة المتحركة من تصورات علمية وإرادات عملية لقوى القلب الفاعلة فيظهر أثر ذلك، كما تقدم، على الألسن والجوارح.
فلا يتصور الانفكاك بين الباطن بما يعتمل فيه من التصورات والظاهر بما يظهر عليه من الأحكام.
ويقول، رحمه الله، في معرض بيان أقسام الفناء:
"إنه ثلاثة أقسام قسم كامل للسابقين وقسم ناقص لأصحاب اليمين وقسم ثالث للظالمين الفاسقين والكافرين.
فالأول الفناء عن عبادة ما سوى الله والاستعانة به: بحيث لا يعبد الا الله ولا يستعين إلا بالله وهذا هو دين الإسلام.
والثاني الفناء عن شهود ما سوى الله بحيث يغيب بمشهوده عن شهوده: وهذا لمن لم يقدر على الجمع بين شهود الحقائق وعبادة الخالق بل ما شهده عنده ومعبوده واحد فمشهوده واحد. وهذا يعتري كثيرا كالعيسوية من هذه الأمة، (وهم أهل الطريق)، الذين لهم وصف العبادة دون الشهادة فلهم قوة في العبادة والإنابة والمحبة يجتذبهم ذلك إلى معبودهم ومقصودهم ومحبوبهم وليس لهم قوة مع ذاك على شهود سائر ما يقوم به من الكائنات وما يستحقه من الأسماء والصفات فهؤلاء إذا لم يتركوا واجبا لم يضرهم وإن تركوا مستحبا مشتغلين عنه بما هو أفضل منه لم ينقلوا عن مقامهم وإن اشتغلوا عما تركوه من المستحب بما ليس مثله فانتقالهم إلى ذلك الأفضل أفضل إذا أمكن وإلا ففعل المقدور عليه من الصالحات خير من الاهتمام بما يعجز عنه ويصد عن غيره وإن تركوا واجبا أو فعلوا محرما مع إمكان العلم والقدرة فهم مؤاخذون على ذلك وإن كان مع سقوط التمييز لسبب يعذرون به مثل زوال عقل بسبب غير محظور أو سكر بسبب غير محظور أو عجز لا تفريط فيه فلا ذم عليهم وإن كان مع التكليف فسبب الذم قائم ثم لهم حكم الله فيهم كما لسائر المؤمنين من كون الذنب صغيرا أو كبيرا مقرونا بحسنات ماحية أو غير ذلك من أحكام السيئات ما لم يخرجوا إلى القسم الثالث وهو فناء الكافرين وهو جعل وجود الأشياء هو عين وجود الحق أو وجود نفسه عين وجوده كما بيناه من مذاهب أهل الحلول والاتحاد ......... فإن هذا كفر وصاحبه كافر بعد قيام الحجة عليه وإن كان جاهلا أو متأولا لم تقم عليه الحجة كالذي قال: إذا أنا مت فاحرقوني ثم ذروني في اليم فهذا أمره إلى الله تعالى". اهـ
"الاستقامة"، ص413، 414.
وهذا من عدل أهل السنة ورحمتهم بالمخالف فيتوقفون في الحكم عليه وإن كانت مقالته عين الزندقة حتى تقام عليه الحجة الرسالية فتزول الشبهة ويحصل البيان الرافع لأي إجمال.
ولأهل الطريق كلام نافع في المقامات العلية كـ: الزهد والتوكل والخوف والرجاء والصبر والشكر، وإن وقع في تفاصيلها نوع تجوز، فالزهد قد يغلو صاحبه فيخرج عن حد الاعتدال، والتوكل قد يصير تواكلا، فيصير صاحبه شحاذا يتسول، وهو يدعي الولاية بل ربما ادعى ما فوقها مما لا يجوز ادعاؤه في حق البشر!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "منهاج السنة":
"فهكذا شيوخ الدعاوى والشطح يدعى أحدهم الإلهية وما هو أعظم من النبوة ويعزل الرب عن ربوبيته والنبي عن رسالته ثم آخرته شحاذ يطلب ما يقيته أو خائف يستعين بظالم على دفع مظلمته فيفتقر إلى لقمة ويخاف من كلمة فأين هذا الفقر والذل من دعوى الربوبية المتضمنة للغنى والعز". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والخوف إن خرج عن حد الاعتدال أورث صاحبه من الصعق والغشيان ما يدل على ضعف المحل عن قبول آثار الوحي فهو قول ثقيل لا تطيقه إلا القلوب الراسخة، وإن كان معذورا في ذلك إذ لا قوة للمحل على احتمال الوارد الإيماني، ولكن ذلك لا يعتبر حالا كاملة فليس صاحبه أكمل حالا أو أرفع درجة من الصدر الأول، رضي الله عنهم، الذين كانوا أفضل طباق الأمة حالا باطنة وصورة ظاهرة.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فهكذا زوال العقل بالسكر هو من نوع زواله بالإغماء والجنون ونحو ذلك فهذا لا يؤمر به المؤمنون بحال ولا يحمد منهم وإن حصل لهم مع ذلك ذوق إيماني ووجد عرفاني مما هو محمود ومأمور به فذاك هو المحمود لا عدم العقل والتمييز.
ولهذا لم يكن في الصحابة من حاله السكر لا عند سماع القرآن ولا عند غيره ولا تكلم الأولون بالسكر وإنما تكلم به طائفة من متأخري الصوفية صار يحصل لهم نوع سكر بما في قلوبهم من الذوق والوجد مع سقوط التمييز والعقل ويفرقون بين الصحو والسكر.
والسكر لهؤلاء هو من جنس الإغماء والغشي الحاصل عند السماع الذي حدث في بعض التابعين من البصريين وغيرهم فإن السكر والاغماء والغشي كلها زوال العقل والتمييز لكن تفترق أسبابها وأذواقها فقد يكون أحد الذوقين والوجدين عن محبة ولذة وقد يكون عن خشية وألم وقد يكون عن عجز عن الإداراك لفرط العظمة التي تجلت للإنسان كما وقع لموسى عليه السلام فهذه الأمور يجب أن يعرف أنها ليست كمالا مطلقا كالفناء لكن يحمد ما فيها من الأمور المحمودة الإيمانية من ذوق أو وجد إيماني مشروع أو محبة إيمانية أو خشية إيمانية ولا يحمد منها ما زاد على المستحب وما شغل عن ما هو أحب منه
ويذم منها ما تضمن ترك واجب من علم أو عمل أو فعل محرم لكن إذا كان المذموم بغير تفريط من العبد ولا عن عدوان منه لم يذم منه". اهـ
"الاستقامة"، ص425.
وهذا، أيضا، من صور عدل أهل السنة ورحمتهم في الحكم على أصحاب الأحوال الناقصة، فمن بذل الوسع واستفرغ الجهد ولم يفرط في طلب الحق بل كان عليه حريصا ومن الهوى مجردا فهو معذور إذ لم يعلم الحكم فلم يبلغه ليلزمه العمل به فيكون مذموما بتركه. فهو قد عزم أمره على امتثاله فور وجدانه بدليل صحيح وتفسير صريح لا لبس فيه ولا إجمال، فهذان ركنا الاستدلال: الدليل الصحيح والتفسير الصريح.
والرجاء إن زاد عن حده صار إرجاء يسيء صاحبه الأدب مع الرب، جل وعلا، بحجة إحسان الظن!.
يقول ابن أبي العز رحمه الله:
"يجب أن يكون العبد خائفا راجيا، فإن الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط. والرجاء المحمود: رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه، أو رجل أذنب ذنبا ثم تاب منه إلى الله، فهو راج لمغفرته. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
أما إذا كان الرجل متماديا في التفريط والخطايا، يرجو رحمة الله بلا عمل، فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب.
قال: أبو علي الروذباري رحمه الله: الخوف والرجاء كجناحي الطائر، إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت.
وقد مدح الله أهل الخوف والرجاء بقوله: {مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} الآية. وقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} {عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} الآية. فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنا، والخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان قنوطا ويأسا. وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله تعالى، فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه.
وقال صاحب منازل السائرين رحمه الله: الرجاء أضعف منازل المريد، وفي كلامه نظر، بل الرجاء والخوف على الوجه المذكور من أشرف منازل المريد ............. وقال بعضهم: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، (أي: خارجي)، وروي: ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد". اهـ
وهكذا كل خلق إن خرج صاحبه عن حد الاعتدال إفراطا بالغلو أو تفريطا بالجفاء، فإنه لا محالة مخالف لطريقة الأنبياء عليهم السلام.
والشاهد أن ذلك جار على حد ما تقرر من التشابه بين أصحاب المقالات وإن اختلفت الملل، فالنفس البشرية واحدة في أصلها، فتشترك إجمالا في حواسها الباطنة والظاهرة، وإن وقع الاختلاف شدة أو ضعفا في خواصها، فتسلسل إسناد المقالات من الأمم السابقة إلى الأمم اللاحقة أمر ظاهر لمن تأمل تاريخ المقالات الإنسانية، فمقالة النصارى، كما تقدم في مواضع سابقة، قد سرت من الأمم القديمة التي غلت في المعاني التجريدية من زهد وفداء ......... إلخ، إلى رهبان النصارى إلى رهبان الإسلاميين الذين ذبحوا النفوس بسيوف الزهد!، فعطلوا أمر الدنيا انتصارا للدين، فأداهم ذلك إلى التعطيل الكامل لسنن الشرع بحجة شهود أسباب الكون، وهو ما أداهم في مراحل تالية إلى شهود الذات الإلهية على رسم الاتحاد بالكائنات الأرضية، فكان ما كان من فحش المقالة وفساد الإرادة والعمل.
فالغرض من عرض مقالة النصارى هو الإشارة إلى المضمون الفلسفي التجريدي الذي أثر ابتداء في الباطن، فظهر أثره في الظاهر على حد ما تقدم من الزهديات الغالية المنحرفة المنافية للنبوات بل لسنن الفطرة الإنسانية، فذلك من أصول فساد فلسفة الأخلاق عند أصحاب المناهج الغالية في تربية النفس بقطع مادة الحياة عنها!.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 08:27 ص]ـ
ومن فلسفتهم في تربية النفس:
العزلة وترك الاختلاط، وهو أمر دقيق إذ ليست العزلة بمحمودة في كل وقت، ولكل أحد، فإن الأزمان تتباين صلاحا وفسادا، والمكلفون يتباينون صبرا وجزعا، علما وجهلا، فليست العزلة بمحمودة إذا خشي على صاحبها الضلال، فإن خشي عليه من الخلطة المفسدةُ للقلب وكان المكلف راسخا في العلم فله أن يختلي بنفسه إن كان يأمن كيد الشيطان لأصحاب الخلوات الذين تعتريهم من عوارض الرقة والخشوع ما يجعلهم فريسة لأوهام الولاية وربما النبوة، كما صنع بعض المخرفين من قاصدي غار حراء وخبره معروف في كتب السير ولا يبعد في زماننا أن يوجد مثله بل قد وجد فعلا فخدع في نفسه وخدع غيره بخوارق ظنها آيات على صدق نبوته!، وهي محض خوارق شيطانية تظهر في الأعصار والأمصار التي ترق فيها الديانة كما حرر ذلك ابن تيمية، رحمه الله، في رسالة "التوسل".
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَإِنَّمَا ظَهَرَتْ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ الَّتِي أَسْبَابُهَا الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ بِحَسَبِ ظُهُورِ أَسْبَابِهَا فَحَيْثُ قَوِيَ الْإِيمَانُ وَالتَّوْحِيدُ وَنُورُ الْفُرْقَانِ وَالْإِيمَانِ وَظَهَرَتْ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ضَعُفَتْ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ وَحَيْثُ ظَهَرَ الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ قَوِيَتْ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ هَذَا وَهَذَا الَّذِي تَكُونُ فِيهِ مَادَّةٌ تَمُدُّهُ لِلْإِيمَانِ وَمَادَّةٌ تَمُدُّهُ لِلنِّفَاقِ يَكُونُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْحَالِ وَهَذَا الْحَالِ. وَالْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ مِثْلُ البخشية والطونية وَالْبُدَّى وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَشُيُوخِهِمْ الَّذِينَ يَكُونُونَ لِلْكُفَّارِ مِنْ التُّرْكِ وَالْهِنْدِ الْجَوَارِ وَغَيْرِهِمْ تَكُونُ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ فِيهِمْ أَكْثَرَ وَيَصْعَدُ أَحَدُهُمْ فِي الْهَوَاءِ وَيُحَدِّثُهُمْ بِأُمُورِ غَائِبَةٍ وَيَبْقَى الدُّفُّ الَّذِي يُغَنَّى لَهُمْ بِهِ يَمْشِي فِي الْهَوَاءِ وَيَضْرِبُ رَأْسَ أَحَدِهِمْ إذَا خَرَجَ عَنْ طَرِيقِهِمْ وَلَا يَرَوْنَ أَحَدًا يَضْرِبُ لَهُ وَيَطُوفُ الْإِنَاءُ الَّذِي يَشْرَبُونَ مِنْهُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَحْمِلُهُ وَيَكُونُ أَحَدُهُمْ فِي مَكَانٍ فَمَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ ضَيَّفَهُ طَعَامًا يَكْفِيهِمْ وَيَأْتِيهِمْ بِأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ. وَذَلِكَ مِنْ الشَّيَاطِينِ تَأْتِيهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ أَوْ مِنْ غَيْرِهَا تَسْرِقُهُ وَتَأْتِي بِهِ. وَهَذِهِ الْأُمُورُ كَثِيرَةٌ عِنْدَ مَنْ يَكُونُ مُشْرِكًا أَوْ نَاقِصَ الْإِيمَانِ مِنْ التُّرْكِ وَغَيْرِهِمْ وَعِنْدَ التَّتَارِ مِنْ هَذَا أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ". اهـ
وعزلة أهل الطريق: عزلة غلب عليها كسائر أخلاقهم الغلو، فكانت وسيلة لتصفية النفوس لتلقي الإلهامات والكشوف، وربما الوحي!، فسعيهم في تحصيل الخارقة وقد اعتمدوها رسما من رسوم الولاية، فلا ولاية بدونها ولو تحصل عليها صاحبها بالمروق من الديانة، فلم يكن تهذيب النفوس عندهم إلا من جنس تهذيب الفلاسفة للطبائع الحيوانية ليصير المحل قابلا لتلقي آثار الحكمة، ولذلك غلب على أتباع المدرسة الإشراقية: الزهد الغالي ونصب راية العداء لكل مظاهر الحياة الدنيا، ولو كانت مباحة يستعين بها المكلف على إقامة أمر الدين، طلبا لكمال النفوس على غير منهاج النبوات، والانحراف عن منهاجها في قول أو عمل، في رأي أو ذوق، هو كما تقدم مرارا، سبب ضلال الأمم من لدن بعث آدم عليه السلام إلى يوم الناس هذا.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض نقد هذا المسلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَمِمَّا يَأْمُرُونَ بِهِ الْجُوعُ وَالسَّهَرُ وَالصَّمْتُ مَعَ الْخَلْوَةِ بِلَا حُدُودٍ شَرْعِيَّةٍ بَلْ سَهَرٌ مُطْلَقٌ وَجُوعٌ مُطْلَقٌ وَصَمْتٌ مُطْلَقٌ مَعَ الْخَلْوَةِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَرَبِيٍّ وَغَيْرُهُ وَهِيَ تُوَلِّدُ لَهُمْ أَحْوَالًا شَيْطَانِيَّةً. وَأَبُو طَالِبٍ قَدْ ذَكَرَ بَعْضَ ذَلِكَ؛ لَكِنْ أَبُو طَالِبٍ أَكْثَرُ اعْتِصَامًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَلَكِنْ يَذْكُرُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً ضَعِيفَةً بَلْ مَوْضُوعَةً مِنْ جِنْسِ أَحَادِيثِ الْمُسَبَّعَاتِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْ الْخَضِرِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَذِبٌ مَحْضٌ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ فِيهِ إلَّا قِرَاءَةُ قُرْآنٍ وَيَذْكُرُ أَحْيَانًا عِبَادَاتٍ بِدْعِيَّةً مِنْ جِنْسِ مَا بَالَغَ فِي مَدْحِ الْجُوعِ هُوَ وَأَبُو حَامِدٍ وَغَيْرُهُمَا وَذَكَرُوا أَنَّهُ يَزِنُ الْخُبْزَ بِخَشَبِ رَطْبٍ كُلَّمَا جَفَّ نَقَصَ الْأَكْلَ. وَذَكَرُوا صَلَوَاتِ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَكُلُّهَا كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ؛ وَلِهَذَا قَدْ يَذْكُرُونَ مَعَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الْخَيَالَاتِ الْفَاسِدَةِ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِ ذَلِكَ. وَإِنَّمَا الْغَرَضُ التَّنْبِيهُ بِهَذَا عَلَى جِنْسٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ الْبِدْعِيَّةِ وَهِيَ "الْخَلَوَاتُ الْبِدْعِيَّةُ" سَوَاءٌ قُدِّرَتْ بِزَمَانِ أَوْ لَمْ تُقَدَّرْ لِمَا فِيهَا مِنْ الْعِبَادَاتِ الْبِدْعِيَّةِ؛ إمَّا الَّتِي جِنْسُهَا مَشْرُوعٌ وَلَكِنْ غَيْرُ مُقَدَّرَةٍ، وَإِمَّا مَا كَانَ جِنْسُهُ غَيْرَ مَشْرُوعٍ، فَأَمَّا الْخَلْوَةُ وَالْعُزْلَةُ وَالِانْفِرَادُ الْمَشْرُوعُ فَهُوَ مَا كَانَ مَأْمُورًا بِهِ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ. (فَالْأَوَّلُ) كَاعْتِزَالِ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ وَمُجَانَبَتِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى عَنْ الْخَلِيلِ: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} وَقَوْلُهُ عَنْ أَهْلِ الْكَهْفِ: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إلَى الْكَهْفِ} فَإِنَّ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا فِي مَكَانٍ فِيهِ جُمُعَةٌ وَلَا جَمَاعَةٌ وَلَا مَنْ يَأْمُرُ بِشَرْعِ نَبِيٍّ فَلِهَذَا أَوَوْا إلَى الْكَهْفِ وَقَدْ قَالَ مُوسَى: {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ}. وَأَمَّا اعْتِزَالُ النَّاسِ فِي فُضُولِ الْمُبَاحَاتِ وَمَا لَا يَنْفَعُ وَذَلِكَ بِالزُّهْدِ فِيهِ فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ وَقَدْ قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهِ بَصَرَهُ وَسَمْعَهُ. وَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ تَحْقِيقَ عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ فَتَخَلَّى فِي بَعْضِ الْأَمَاكِنِ مَعَ مُحَافَظَتِهِ عَلَى الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهَذَا حَقٌّ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إلَيْهَا يَتَتَبَّعُ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَدَعُ النَّاسَ إلَّا مِنْ خَيْرٍ} وَقَوْلُهُ: {يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لَهُ مَالًا يُزَكِّيهِ وَهُوَ سَاكِنٌ مَعَ نَاسٍ يُؤَذِّنُ بَيْنَهُمْ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فِيهِمْ فَقَدْ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ {مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ جَمَاعَةً إلَّا وَقَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ} وَقَالَ: {عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ مِنْ الْغَنَمِ} ". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كانت العزلة نافعة في بعض مراحل الهجرة إلى الله، عز وجل، بل ربما كانت هي السبيل الآمن في الأزمنة التي يغلب عليها الفساد، ولكنها في العموم: ليست الحال المثلى، فهي علامة ضعف وقلة صبر على احتمال الأذى، فلا تصلح إلا لمن علم في نفسه سرعة الجزع، فخير له أن يعتزل برسم الشرع، فلا عزلة مأمونة لمن قل علمه وضعفت بصيرته، إذ ذلك صيد يسهل وقوعه في شرك إبليس وجنده.
والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
وعند ابن أبي شيبة، رحمه الله، في "مصنفه" من طريق ميمون ابن أبي شبيب قال: قال صعصعة لابن أخيه: .......... إذا لقيت المؤمن فخالطه، وإذا لقيت الفاجر فخالفه.
ومن طريق حبيب بن أبي ثابت قال: قال عبد الله بن مسعود: خالطوا الناس وزايلوهم وصافحوهم ودينكم لا تكلمونه.
قال الخطابي، رحمه الله، في "العزلة" في معرض التعقيب على هذا الأثر:
"يريد خالطهم ببدنك وزايلهم بقلبك وليس هذا من باب النفاق ولكنه من باب المداراة. وقد قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «مداراة الناس صدقة» "
فقوله: "لا تكلمونه" أي: لا تجرحونه، فخالطوهم في أمر الدين والدنيا النافعة، واجتنبوا فضول الخلطة والكلام فذلك مفسد للعبد، مشتت للشمل، مضعف لجند القلب، ذريعة إلى الوقوع في المحارم، فحمى محارم اللسان: فضول الكلام، فليتوق الإنسان الرعي فيه بمزاولة رياضة الصمت في موضعه، وقد كان هذا شأن الأئمة الأعلام، كما أثر من وصف الفضيل بن عياض، رحمه الله، لمقدم الفقهاء الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله: "كان أبو حنيفة رجلا فقيها معروفا بالفقه مشهورا بالورع واسع المال معروفا بالأفضال على كل من يطيف به صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار حسن الليل كثير الصمت قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام فكان يحسن أن يدل على الحق هاربا من مال السلطان".
فإن اضطر الإنسان إلى فضول الخلطة فليكن على رسم أهل الطريق للسالك بأنه: "كائن بائن"، ومن كلام بعض السالكين في تعريف العزلة قول أبي محمد الجريري رحمه الله: "هي: الدخول بين الزحام، وتحفظ سرك، أن لا يزاحموك، وتعتزل نفسك عن الآثام، حتى يكون سرك مربوطا بالرب عز وجل". اهـ
قال البيهقي، رحمه الله، في "الزهد الكبير": "وقد روي معنى هذا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه". اهـ
يقول ابن القيم، رحمه الله، في "مدارج السالكين":
"وهذه الحال تحمد في بعض الأماكن والأوقات دون بعضها وإلا فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من هؤلاء فالعزلة في وقت تجب فيه ووقت تستحب فيه ووقت تباح فيه ووقت تكره فيه وقت تحرم فيه". اهـ
وعن التوسط في هذا الباب يقول الخطابي رحمه الله:
"والطريقة المثلى في هذا الباب أن لا تمتنع من حق يلزمك للناس وإن لم يطالبوك به وأن لا تنهمك لهم في باطل لا يجب عليك وإن دعوك إليه فإن من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه ومن انحل في الباطل جمد عن الحق، فكن مع الناس في الخير وكن بمعزل عنهم في الشر وتوخ أن تكون فيهم شاهدا كغائب وعالما كجاهل". اهـ
ويقول في موضع تال:
"قد انتهى منا الكلام في أمر العزلة إلى حيث شرطنا أن نبلغه وأوردنا فيها من الأخبار ما خفنا أن نكون قد حسنا معه الجفاء من حيث أردنا الاحتراز منه، وليس إلى هذا أجرينا ولا إياه أردنا فإن الإغراق في كل شيء مذموم وخير الأمور أوسطها والحسنة بين السيئتين، وقد عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإغراق في عبادة الخالق عز وعلا والحمل على النفس منها ما يؤودها ويكلها ...... فما ظنك بما دونها من باب التخلق والتكلف". اهـ
ويقول في موضع آخر في بيان فوائد العزلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وفي العزلة السلامة من التبذل لعوام الناس وحواشيهم والتصون عن ذلة الامتهان منهم، وأمان الملام عند الصديق، واستحداث الطراءة عند اللقاء، فإن كل موجود مملول وكل ممنوع مطلوب ............ وفي العزلة أنها تستر القلة وتكشف جلباب التجمل فلا يظهر على عورة إن كانت وراءه تسوء صديقا أو تشمت عدوا فإن التجمل من شيم الأحرار وشمائل ذوي الهمم والأخطار وقد وصف الله تعالى به الأبرار من عباده فقال تعالى ذكره: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) قال أنشدني الكراني قال: أنشدنا عبد الله بن شبيب العتابي:
إن الكريم ليخفي عنك خلقته ******* حتى تراه غنيا وهو مجهود
وفي معناه لعلي بن الجهم:
ولا عار إن زالت عن الحر نعمة ******* ولكن عارا أن يزول التجمل
قال: وفي العزلة أنها معينة لمن أراد نظرا في علم أو إثارة لدفين رأي واستنباطا لحكمة لأن شيئا منها لا يجيء إلا مع خلاء الذرع وفراغ القلب ومخالطة الناس ملهاة ومشغلة". اهـ
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَأَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ الْأَفْضَلُ لِلسَّالِكِ الْعُزْلَةُ أَوْ الْخُلْطَةُ؟ فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَإِنْ كَانَ النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا؟ إمَّا نِزَاعًا كُلِّيًّا وَإِمَّا حَالِيًّا. فَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ: أَنَّ الْخُلْطَةَ تَارَةً تَكُونُ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ قَدْ يَكُونُ مَأْمُورًا بِالْمُخَالَطَةِ تَارَةً وَبِالِانْفِرَادِ تَارَةً. وَجِمَاعُ ذَلِكَ: أَنَّ الْمُخَالَطَةَ إنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَهِيَ مَأْمُورٌ بِهَا وَإِنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَهِيَ مَنْهِيٌّ عَنْهَا فَالِاخْتِلَاطُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي جِنْسِ الْعِبَادَاتِ: كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَالِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ هُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ. وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَاطُ بِهِمْ فِي الْحَجِّ وَفِي غَزْوِ الْكُفَّارِ وَالْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ وَإِنْ كَانَ أَئِمَّةُ ذَلِكَ فُجَّارًا وَإِنْ كَانَ فِي تِلْكَ الْجَمَاعَاتِ فُجَّارٌ وَكَذَلِكَ الِاجْتِمَاعُ الَّذِي يَزْدَادُ الْعَبْدُ بِهِ إيمَانًا: إمَّا لِانْتِفَاعِهِ بِهِ وَإِمَّا لِنَفْعِهِ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَوْقَاتٍ يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَصَلَاتِهِ وَتَفَكُّرِهِ وَمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ وَإِصْلَاحِ قَلْبِهِ وَمَا يَخْتَصُّ بِهِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ فَهَذِهِ يَحْتَاجُ فِيهَا إلَى انْفِرَادِهِ بِنَفْسِهِ؛ إمَّا فِي بَيْتِهِ، كَمَا قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهَا بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِمَّا فِي غَيْرِ بَيْتِهِ. فَاخْتِيَارُ الْمُخَالَطَةِ مُطْلَقًا خَطَأٌ وَاخْتِيَارُ الِانْفِرَادِ مُطْلَقًا خَطَأٌ. وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كُلُّ إنْسَانٍ مِنْ هَذَا وَهَذَا وَمَا هُوَ الْأَصْلَحُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَظَرٍ خَاصٍّ كَمَا تَقَدَّم". اهـ
وقد جرهم تأليف قلوب المريدين إلى التفريط في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو أمر غلب على المتأخرين منهم حتى أبطله بالكلية غلاة أهل الطريق من الاتحادية أصحاب مقالة: الفناء الوجودي.
ولسان مقال مقدمهم ابن عربي إمام الاتحادية:
"عقد الخلائق في الإله عقائد ******* وأنا أعتقدت جميع ما عقدوه".
ولا يتصور إنكار للمنكر بل للكفر الصراح ممن هذا منطوق لسانه فإنه يعتقد صحة كل الطرائق العلمية والعملية والزهدية ..... إلخ، وهو الذي صرح باعتناقه دين الحب بعد طول إنكار على المخالف أيام كان على رسم الظاهر ولما يبلغ الحقيقة التي لا يدركها إلا أهل الباطن الذين ترقوا في معاريج الكمال النفساني بصنوف الرياضات المحدثة، فلما بلغ ذلك المقام سوى، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، بين الإرادة الكونية والمحبة الشرعية، فكل ما أراده الله، عز وجل، كونا، وإن كان كفرا أو فسقا أو فجورا فهو له محب وبه راض إذ لا يستقبح العارف قبيحا
(يُتْبَعُ)
(/)
لاستبصاره بسر القدر كما أثر عن ابن سينا الطبيب الفيلسوف المعروف، وذلك أثر متقدم من آثار مقالة الجبر التي سوى أصحابها، وإن لم يبلغوا هذه الدرجة من الانحراف العقدي والفكري، سووا بين المشيئة والمحبة فصار تقدير الشيء ولو كونا مئنة من الرضا به ومحبته شرعا.
وأما الغلو في مشاركة الآخرين آلامهم على نحو قول من شوهد وقد خفف ثيابه في يوم شديد البرودة فسئل عن ذلك فقال: "ذكرت الفقراء وما هم فيه، ولم يكن لي ما أواسيهم، فأردت أن أواسيهم بنفسي".
فذلك مسلك مثالي يفتقر إلى كثير من التحقيق لا سيما من جهة الترجيح بين المصالح والمفاسد المعتبرة فإن فعله هذا لن يجدي شيئا إلا زيادة عدد المتضررين من البرد واحدا، فضلا عما سيدخل عليه من الفساد في نفسه من تشدد قد يفضي إلى السآمة، أو المرض فيقعد عن الطاعة، فكان الأولى به أن يتقي البرد ليحفظ آلة التكليف فلا تنقطع عن الطاعة، وأن يدعو لإخوانه، ويمد لهم يد العون إن استطاع ذلك، وألا يكلف نفسه فوق طاقتها.
ولا يصح الاحتجاج في هذا المقام بما كان عليه الأئمة في عصور الازدهار من أخذ النفس بالشدة، كما تواتر من حال عمر وعلي، رضي الله عنهما، فإن ذلك إنما يحسن ممن كان متوليا أمر الجماعة ليجد ما يجدوه من ألم الفقر والجوع لا سيما في النوازل، فيحسن في حقه ما لا يحسن في حق آحاد الرعية، ولكل مقام مقال.
وقد أدى ذلك الغلو في الجانب السلوكي في مقابل الجفاء في الجانب العلمي إلى استخفاف كثير من أهل الطريق بطلب العلم، حتى صار ذلك علامة نقص عندهم، كما ذكر ذلك الذهبي، رحمه الله، في "تاريخ الإسلام" في ترجمة أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين. أبو سعيد الكندري، الإسفرائيني:
"حكي أنه كان يصحب الصوفية، ويتكتم من كتابة الحديث قال: فسقطت مني دواةٌ، فقال صوفي: استر عورتك! ". اهـ
فصار طلب الحديث: عورة يجب سترها!
فهم أرباب أحوال وأعمال لا أقوال!، وكل حال أو عمل لا بد أن يسبقه قول يتصوره القلب فتتولد عنه إرادة، فدعوى عدم الحاجة إلى العلم، لا سيما علم المتقدمين من أهل القرون الفاضلة، مكابرة ظاهرة، وقد طلب العلم من هو أشرف منهم حالا وعملا، فلم يكن ذلك منقصة لقدره، بل ذلك مما يزيد السالك إلى ربه، عز وجل، بصيرة فلا ينخدع بما يعرض له أثناء الطريق من المزالق، لا سيما مزالق الخوارق التي ضل فيها من ضل من أرباب الأحوال بلا علم، كما جرى للفقيه أبي ميسرة المالكي، (أحمد بن نزار القيرواني المتوفى سنة 338 هـ)، رحمه الله، كما حكى عنه القاضي عياض، رحمه الله، أنه كان ليلة بمحرابه يصلي ويدعو ويتضرع، وقد وجد رقة فإذا المحراب قد انشق، وخرج منه نور عظيم، ثم بدا له وجه كالقمر وقال له: "تملأ من وجهي يا أبا ميسرة فأنا ربك الأعلى". فبصق فيه وقال له: "اذهب يا ملعون، فعليك لعنة الله".
"ترتيب المدارك" (3/ 359)، وذكر ذلك الذهبي، رحمه الله، في "سير أعلام النبلاء"، (15/ 395)، في ترجمة أبي ميسرة رحمه الله.
فالدعوى في نفسها باطلة لمعارضتها نصا صحيحا صريحا هو حديث عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، مرفوعا في صفة الدجال وفيه: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم عز وجل حتى تموتوا".
فالعالم يرد تلك الخارقة الشيطانية بذلك الوحي الرحماني، والجاهل يقبلها ويظنها كرامة.
والشيخ عبد القادر الجيلاني، رحمه الله، في حكايته المشهورة مع إبليس، وقد أشار إليها ابن تيمية، رحمه الله، في مواضع من كتبه منها قوله في "مجموع الفتاوى":
"وَهَذَا كَمَا إنَّ كَثِيرًا مِنْ الْعِبَادِ يَرَى الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِهِ وَيَرَى عَرْشًا عَظِيمًا وَعَلَيْهِ صُورَةٌ عَظِيمَةٌ وَيَرَى أَشْخَاصًا تَصْعَدُ وَتَنْزِلُ فَيَظُنُّهَا الْمَلَائِكَةَ وَيَظُنُّ أَنَّ تِلْكَ الصُّورَةَ هِيَ اللَّهُ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَ - وَيَكُونُ ذَلِكَ شَيْطَانًا. وَقَدْ جَرَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ النَّاسِ فَمِنْهُمْ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ وَعَرَفَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ كَالشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ فِي حِكَايَتِهِ الْمَشْهُورَةِ حَيْثُ قَالَ: كُنْت مَرَّةً فِي الْعِبَادَةِ فَرَأَيْت عَرْشًا عَظِيمًا وَعَلَيْهِ نُورٌ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ الْقَادِرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَا رَبُّك وَقَدْ حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك. قَالَ: فَقَلَتْ لَهُ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ اخْسَأْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ. قَالَ: فَتَمَزَّقَ ذَلِكَ النُّورُ وَصَارَ ظُلْمَةً وَقَالَ يَا عَبْدَ الْقَادِرِ نَجَوْت مِنِّي بِفِقْهِك فِي دِينِك وَعِلْمِك وَبِمُنَازَلَاتِك فِي أَحْوَالِك. لَقَدْ فَتَنْت بِهَذِهِ الْقِصَّةِ سَبْعِينَ رَجُلًا. فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ عَلِمْت أَنَّهُ الشَّيْطَانُ؟ قَالَ بِقَوْلِهِ لِي: حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك، وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُنْسَخُ وَلَا تُبَدَّلُ وَلِأَنَّهُ قَالَ أَنَا رَبُّك وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُولَ أَنَا اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا أَنَا". اهـ
فلو لم يكن كل من أبي ميسرة والشيخ عبد القادر، رحمهما الله، محكِّمان للشرع فيما رأيا ما عرفا أن ذلك الذي أتاهما شيطان، ولأخبر كل منهما الناس أن ما جرى له كرامة، ولوجد من العامة من يصدقه وينتصر له، ويرمي من يعترض عليه بأنه محروم، لا يحب أولياء الله وينكر الكرامات. فليس أضر على الناس من الجهل، وقلة الفقه في الدين.
والشاهد أنه قد غلبت القوةُ العملية القوةَ العلمية عندهم في مضاهاة لحال من ضل من رهبان النصارى الذين فرطوا في جانب العلم فليس عندهم من جنس العلوم الصحيحة إلا آثار دارسة من نبوة المسيح عليه السلام، وعندهم في المقابل قوة عملية كبيرة فهم أصحاب زهد ورياضات بلا علوم ترشد تلك القوى لتسير على منهاج النبوات.
وقد تولد من ذلك الجفاء للعلم المنقول: استحداث مصادر جديدة للتلقي، كالمنامات والكشوف ..... إلخ، وذلك أيضا مما ضاهوا به النصارى الذين توسعوا في باب النسخ حتى صار ذلك لرهبانهم الذين أحلوا ما شاءوا وحرموا ما شاءوا استنادا إلى رؤى منامية!، في صورة من أبرز صور الطغيان البشري بالتعدي على مقام الربوبية التشريعي. كما في حديث عدي بن حاتم، رضي الله عنه، وفيه: "أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟ "قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ".
يقول صاحب رسالة "العلمانية" حفظه الله وسدده وأتم شفاءه:
"وكان من الأسس الباطلة التي بنى عليها رجال الدين مبررات وجودهم مبدأ "التوسط بين الله والخلق" الذي يقتضي ألا يذهب الإنسان إلى رجل الدين ليعلمه كيف يعبد الله طالباً الصفح والمغفرة، بل عليه أن يتجه إلى رجل الدين معترفاً أمامه بذنبه ليقوم بالتوسط لدى الله فيغفر له، وحسب هذا المبدأ نصب رجال الدين أنفسهم أنداداً لله تعالى وأوقعوا أتباعهم في الشرك الأكبر: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) وفوق كونه مبدأ باطلاً شرعاً، ساقطاً عقلاً، فإنه ليس في الأناجيل – رغم تحريفها – ما يدل على أن المسيح أقره أو دعا إليه". اهـ
"العلمانية"، ص80.
وقد انتقل ذلك الطغيان إلى شيوخ المتأخرين من أهل الطريق الذين أباحوا لأنفسهم من استحداث الرسوم التعبدية وإلزام الأتباع بها ما صيرهم على حد رهبان النصاري في الابتداع في الديانة بلا وازع من علم صحيح فهم من أزهد الناس فيه، وذلك كما تقدم، مما يلزم منه استحداث مصادر جديدة للتلقي تضاهي المصادر الشرعية المعتبرة، كالمنامات والإسراءات على حد قول الشعراني: "قد صرح المحققون بأن للأولياء الإسراء الروحاني إلى السماء، بمثابة المنام يراه الإنسان، ولكل منهم مقام معلوم لا يتعداه، وذلك حين يكشف له حجاب المعرفة، فكل مكان كشف له فيه الحجاب حصل المقصود به، فمنهم من يحصل له ذلك بين السماء والأرض، ومنهم من يحصل له ذلك في سماء الدنيا، ومنهم من ترقى روحه إلى سدرة المنتهى إلى الكرسي إلى العرش". اهـ
وقول إبراهيم الدسوقي: "أنا في السماء شاهدت ربي، وعلى الكرسي كلمته". اهـ
وقول ابن عربي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ..... فإن الملك قد ينزل على الولي التابع بالاتباع، وبإفهام ما جاء به النبي مما لم يتحقق هذا الولي بالعلم به، وإن كان متأخرا عنه بالزمان، أعني متأخرا عن زمان وجوده، فقد ينزل عليه بتعريف صحة ما جاء به النبي وسقمه، مما قد وضع عليه، أو توهم أنه صحيح عنه، أو ترك لضعف الراوي وهو صحيح في نفس الأمر، وقد ينزل عليه الملك بالبشرى من الله بأنه من أهل السعادة والفوز وبالأمان ...... ". اهـ
نقلا عن: "علم التوحيد مبادئ ومقدمات"، ص198، 199.
وأذكار الطرق المعاصرة هي نتاج فكري لمرحلة التصوف الفلسفي ففيها من الأذكار التي يلزم قائلها، لولا عذره بالجهل فإنه لا يدري ما يقول، يلزمه المروق من الديانة، وشيوخها إما متلبسون بتلك البدع فيستترون بها، أو هم متأكلون برياساتهم كغالب رءوس الطوائف الخارجة عن ناموس الشريعة، أو هم على حد الأتباع من الجهالة والتقليد لمن ورثوا عنه هذه الرسوم.
والغلو في تناول أي أمر من أمور الديانة علما أو عملا مظنة وقوع الانحراف فإن الإسلام دين متكامل لا يرجح فيه جانب على آخر، إلا في أحوال بعينها لا يقاس عليها غيرها، فإنه قد يغتفر من بعض أهل السلوك أو الرياضة أو العلم أو العمل: ما يقع منهم من نوع غلو، لا لصحته، وإنما لكونه الأصلح لحال أفراد بعينهم، فلو تركوه لاشتغلوا بضده مما يسخط الرب، جل وعلا، فيكون ما هم عليه أفضل من هذا الوجه، وليست تلك الاستثناءات مما يصح تعميمه فهي ضرورات تقدر بقدرها فلا تتجاوز محالها، فالأصل أن أي غلو في باب من أبواب الديانة يتولد عنه لا محالة انحراف، وغالبا ما يكون التلازم بين الانحراف في العلم الذي به يكون التصور، والعمل الذي يصدر عنه صدور المعلول من علته فهو الحكم الخارجي المصدق له، فمن غلا في قيم الزهد من ذكر وخلوة ومارس الرياضات الجسمانية والذهنية برسم التعذيب للنفس بقهر شهواتها بل قتلها إن استطاع إلى ذلك سبيلا فذلك مؤد به إلى أجناس من الأقوال والأحوال المخالفة للشريعة، بل ربما استدرجه الشيطان إن كان ضعيف العقل قليل العلم، فأورده المهالك برسم الكرامات والخوارق، فطلب ما ليس له من المراتب العلمية من حدس يربو على قوة العقل، وهو ما حدوا به النبوة دون التفات لمعنى الاصطفاء، فجوزوا اكتسابها، وجعلوا الخلوة طريقا إلى ذلك كما قد تواتر من أحوال أصحاب الخلوات على غير رسم الشريعة، فإن الخلوة بالنفس للعبادة أو الذكر أو المحاسبة أمر مشروع، وفي حديث أبي أمامة، رضي الله عنه، مرفوعا: "ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا أن يكون له من النهار أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه جل جلاله، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي فيها أهل العلم الذين يبصرونه أمر دينه وينصحونه، وساعة يخلي فيها بين نفسه ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل ويجمل، وينبغي أن لا يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خلوة لمعاد، أو لذة في غير محرم"، ولكن الإفراط في ذلك مظنة الانحراف بالانقطاع عن الجمع والجماعات واعتزال الناس على غير رسم الشرع، فالعزلة آخر الدواء فلا يصار إليه ابتداء، إذ ليست كل فتنة موجبة له، يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَالِاعْتِكَافُ الشَّرْعِيُّ فِي الْمَسَاجِدِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ الشَّرْعِيَّةِ. وَأَمَّا الْخَلَوَاتُ فَبَعْضُهُمْ يَحْتَجُّ فِيهَا بِتَحَنُّثِهِ بِغَارِ حِرَاءٍ قَبْلَ الْوَحْيِ وَهَذَا خَطَأٌ؛ فَإِنَّ مَا فَعَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إنْ كَانَ قَدْ شَرَعَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِاتِّبَاعِهِ فِيهِ وَإِلَّا فَلَا. وَهُوَ مِنْ حِينِ نَبَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ إلَى غَارِ حِرَاءٍ وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ. وَقَدْ أَقَامَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَدَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَامَ الْفَتْحِ أَقَامَ بِهَا قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَتَاهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ وَأَقَامَ بِهَا أَرْبَعَ لَيَالٍ وَغَارُ حِرَاءٍ قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَقْصِدْهُ. وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا كَانُوا يَأْتُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيُقَالُ: إنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ هُوَ سَنَّ لَهُمْ إتْيَانَهُ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ هَذِهِ الْعِبَادَاتُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا بَعْدَ النُّبُوَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَالصَّلَاةِ وَالِاعْتِكَافِ فِي الْمَسَاجِدِ فَهَذِهِ تُغْنِي عَنْ إتْيَانِ حِرَاءٍ بِخِلَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ نُزُولِ الْوَحْيِ". اهـ
وقل مثل ذلك في الغلو في معاني عملية سامية كالجهاد في سبيل الله، فإن ذلك قد حمل الخوارج على الخروج برسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو باب دقيق، لا يلجه إلا راسخ في الديانة وإلا أفسد أعظم مما يصلح، فارتفعت منكرات صغرى بمنكرات عظمى، وذلك ضد مراد الشارع، عز وجل، وضد ما اطرد من طريقة الأنبياء عليهم السلام فإنهم، كما تقدم في أكثر من موضع، حملة ميزان العدل الذي نزل به الوحي، فبه توزن الأقوال والأعمال والأحوال صحة وفسادا فلا يقدمن عاقل على قول أو عمل حتى يزنه بذلك الميزان الدقيق لينظر أرجح أم طاش.
&&&&&
وإجمالا يمكن تلخيص خصائص فلسفتهم الأخلاقية في نقاط أبرزها:
أولا: الاهتمام بتربية النفس، وهو أصل صحيح وقع فيه الغلو من جهة أخذها بالعزائم بل بالرياضات المجهدة المهلكة لقواها، فلم يعرف أهل الطريق الرخص مع كونها مما يرضي الرب، جل وعلا، إتيانها، على وزان حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، مرفوعا: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ". وحديث عمر، رضي الله عنه، في رخصة القصر وقد زال سببها فأمن الناس من الخوف، وفيه: "صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ" والكريم، كما يقول بعض المحققين، يغضب إذا رد أحد عطيته ولله المثل الأعلى.
وفي ذلك يقول أحد أئمة أهل الطريق: ما هذا الأمر إلا ببذل الروح!، وهو ما لم يأمر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه، رضي الله عنهم، ابتداء، فحفظ النفس من الضروريات الخمس في هذه الشريعة فلا تبذل إلا إذا كان في بذلها ظهور معتبر لأهل الإسلام ونكاية موجعة في أهل الكفران على تفصيل في ذلك.
ويقول الجنيد رحمه الله:
"ما أخذنا التصوف عن القيل والقال ولكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات"، مع أنه القائل: "طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به"
فعارض الجوع إن عرض لصائم فهو من باب المشقة العارضة فليست أصلا في التكليف، إذ المشقة غير مرادة لذاتها، فذلك غلو ترده أصول الشريعة الحنيفية السمحة، فلا يكون في تقصده على وجه يخرج النفس والمزاج عن حد الاعتدال طلبا لتهذيب النفس: مقصد شرعي معتبر، بل ذلك مما يذم فاعله لمخالفته الطريقة الشرعية وغايته أن يعذر لتأوله واجتهاده في تهذيب نفسه على سبيل الديانة.
يقول الغزالي رحمه الله:
"وأخص خواصهم ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم، بل بالذوق والحال وتبدل الصفات، وكم من الفرق بين أن يعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابهما وشرطهما، وبين أن يكون صحيحا وشبعانا، كذلك فرق بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطها وأسبابها، وبين أن يكون حالك الزهد وعزوف النفس عن الدنيا، فعلمت يقينا أنهم أرباب الأحوال لا أصحاب الأقوال". اهـ
والحال ترجمان القول فلا ينفك حال عملي عن قول علمي فلا بد أن يصحح السالك أول منازل الطريق بالاغتذاء بعلوم النبوات النافعة ليكون حاله مستقيما، فإذا غلب جانب العمل على العلم وقع في جنس ما وقع فيه رهبان النصارى من الإحداث في الملة مبالغة في التعبد على غير هدى لضعف القوة العلمية المرشدة، فهو من اهل الضلال في العمل.
ثانيا: قولهم بإمكان تغيير الأخلاق الجبلية، فمجاهدة النفس أصل في نفي الأخلاق المذمومة واكتساب الأخلاق المحمودة، وهو أمر صحيح وإنما وقع الخلاف، أيضا، في طرائق تلك المجاهدة، فالقول صحيح، وإنما يقع الافتراق في الصفة التي يتوسل بها إليه، هل هي شرعية أو محدثة؟
ثالثا: اهتمامهم البالغ بتحرير النوايا وذلك مما يحمد لهم فإن العمل قد تكون صورته واحدة، مع البون الشاسع في الحقائق، فيقوم بقلب فاعل جملة من النوايا الصالحة، ولا يخطر ببال آخر نية واحدة فهو عنده محض عادة جبلية، بل قد تخرج عباداته أحيانا إلى حد العادة مع طول التكرار، فكيف بالمباحات ومعنى التعبد فيها غير لازم بل هو مما يطرأ عليها باستحضار المكلف لها حال مباشرتها، وتفاوت الناس في هذا الباب فرع عن تفاوتهم في العلم على ما اطرد مرارا من كون العلم أول المنازل في طريق الهجرة إلى الرب، جل وعلا، فهو خير زاد للعبد في ذلك السفر الشريف.
رابعا: اهتمامهم بالجانب الأخلاقي إيجابا باكتساب الفضائل وسلبا بنفي الرذائل فبسط المحققون منهم كالحارث المحاسبي، رحمه الله، القول في أمراض النفوس وآفاتها بسطا دقيقا لطيفا، كما أشار إلى ذلك الغزالي، رحمه الله، بقوله: "والمحاسبي، رحمه الله، حبر الأمة في علم المعاملة، وله السبق على جميع الباحثين عن عيوب النفس وآفات الأعمال وأغوار العبادات، وكلامه جدير بأن يحكى على وجهه".
والشاهد أن فلسفتهم الأخلاقية لا تقبل بإطلاق ولا ترد بإطلاق بل تعرض كسائر المقالات العلمية والأحوال العملية على نصوص الشريعة، فإن وافقتها قبلت، وإن خالفتها ردت، فميزان الوحي هو الحكم في مثل تلك المضايق.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 02:56 م]ـ
فلسفة الأخلاق عند المعتزلة:
وقد أقام المعتزلة بنيان مقالتهم وما تفرع عنها من أمور الأخلاق والسلوك على قياس التمثيل في باب الأفعال الإلهية فهم ونفاة تعليل أفعال الله، عز وجل، بالحكمة على طرفي نقيض:
فالمعتزلة يقيسون أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال العباد، دون نظر إلى القدر الفارق بين الخالق، عز وجل، والمخلوق، فما يحسن من العبد يحسن من الرب، جل وعلا، وما يقبح منه يقبح منه مطلقا، فهم، كما يقول ابن تيمية رحمه الله: "مشبهة الأفعال"، كما أن الممثلة: "مشبهة الذات والصفات"، والأفعال إنما تصدر عن الصفات، فكمالها من كمالها، ونقصانها من نقصانها، فقياس أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال العبد: قياس مع الفارق من أوجه، منها:
أن الأفعال فرع عن الذات القائمة بها، فقياس أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال العبد يؤول إلى قياس ذاته القدسية الكاملة على ذات العبد الناقصة لمجرد الاشتراك المعنوي بين الذاتين في معنى: "الذات" الكلي، وهو معنى لا يوجد في الخارج، فلا يلزم من تصوره تشبيه ذات بذات، أو فعل بفعل، بل غايته ألا يمنع تصوره وقوع الشركة فيه، إذ لا حقيقة له في الخارج فهو أمر يتصوره الذهن ويقدره بتجريد الكليات المعنوية، فيمتنع وجودها في الخارج إذ لا توجد في الخارج إلا مقيدة بعين تقوم بها قيام الوصف بموصوفه، فيمتنع وجود ذات مطلقة في الخارج، وإنما يوجد في الخارج: ذات عمرو وذات بكر ...... إلخ، وهي تشترك في قدر كلي هو: "الذاتية" لا يمكن تجريده إلا في الذهن فلا ذاتية مجردة خارجه، فلا يلزم من قول من أثبت الصفات تشبيه على هذا الوجه كما ألزم نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة من أثبت الصفات من أهل السنة ومتكلمة الصفاتية، إذ المثبت إنما يثبت القدر الكلي المشترك الذي يدل على معنى الصفة مجردا في الذهن، فلا يثبت تماثلا أو تشابها في الخارج ليصح إلزامه بالتشبيه، فالمشبه إنما يكون مشبها إذا أثبت كيفية أو حقيقة في الخارج يمكن إدراكها بالحس الظاهر، والله، عز وجل، لا يدرك في دار الابتلاء بحس ظاهر، بل ذلك إنما يكون في دار النعيم فيراه أهل الجنة بأبصارهم: رؤية عينية بلا إحاطة، فقد، جل عن أن تحيط به الأبصار في الخارج أو تحده الأفكار في الأذهان، فلا يحيط بعلمه إلا هو، ولا يحيط بكماله إلا هو، فلا يكون مشبها من أثبت المعنى الكلي المجرد في الذهن، وذلك أمر يلزم المعتزلة في قولهم في أفعال الله، عز وجل، إذ قاسوها قياس تمثيل يلزم منه وقوع التشابه في الخارج، فكل ما يحسن من الأصل وهو المخلوق يحسن من الفرع وهو الخالق، دون نظر، كما تقدم، إلى القدر الفارق بين ذات الخالق، عز وجل، وذات المخلوق، فوقعوا فيما ألزموا به أهل الإثبات في باب الصفات، إذ غلوا في إثبات القدر المشترك حتى جعلوه خارج الذهن، وجفوا في القدر الفارق بين أفعال الرب، جل وعلا، وأفعال عباده فنفوه فصح عندهم قياس أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال العباد: قياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع، وذلك مما يناقض صريح المعقول الذي انتحلوه كذبا وزورا، إذ فيه التسوية بين متباينين، بل بين أعظم متباينين: الخالق عز وجل المتصف بكل كمال مطلق أزلا وأبدا، والمخلوق الذي يعتريه من عوارض النقصان الجبلي والطبعي ما يعتريه، فإذا ثبت الاختلاف بين الذاتين بداهة، فلا عاقل يسوي بين ذات الخالق وذات المخلوق، إذا ثبت هذا الاختلاف مع اتحادهما في معنى الذاتية الكلي، ثبت الاختلاف بين ما يقوم بكليهما من الصفات التي تشترك، أيضا، في المعاني الكلية المشتركة، فليس الفعل كالفعل لمجرد الاشتراك في اللفظ الدال عليه، والمعنى الكلي له في الذهن، بل الحقائق تتباين في الخارج بتباين الأعيان التي تقوم بها فحقيقة كرم زيد تباين حقيقة كرم عمرو تبعا لتباين ذاتيهما، فإذا ثبت هذا في حق مخلوقين في عالم الشهادة، فثبوته بين حقيقة فعل الرب، جل وعلا، وفعل العبد، كائن من باب أولى، فحقيقة فعل الرب، جل وعلا، تباين حقيقة فعل العبد للتباين بين ذاتيهما كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "الرد على المنطقيين":
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما قياس الأولى الذي كان يسلكه السلف اتباعا للقرآن فيدل على أنه يثبت له من صفات الكمال التي لا نقص فيها أكمل مما علموه ثابتا لغيره مع التفاوت الذي لا يضبطه العقل كما لا يضبط التفاوت بين الخالق وبين المخلوق بل إذا كان العقل يدرك من التفاضل الذي بين مخلوق ومخلوق ما لا يحصر قدره وهو يعلم أن فضل الله على كل مخلوق أعظم من فضل مخلوق على مخلوق كان هذا مما يبين له أن ما يثبت للرب أعظم مما يثبت لكل ما سواه بما لا يدرك قدره فكأن قياس الأولى يفيده". اهـ
ومنها أيضا: أن الأفعال إنما تصدر عن الأوصاف، فكمال الفعل من كمال الوصف، ونقصانه من نقصانه، وذلك، أيضا، مما يباين فيه الخالق، عز وجل، المخلوق، فالرب، جل وعلا، قد ثبت له الكمال أزلا، فلم يكن معطلا عن وصف كمال ثم اكتسبه، فكمال فعله فرع عن كمال وصفه، بخلاف العبد الذي يوجد من العدم، فيكون ضعيفا فيقوى، على حد قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، ويكون جاهلا فيتعلم، على حد قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، فيطرأ عليه الكمال بمباشرة الفعل كما يقع لأرباب الصناعات المحسوسة أو المعقولة، فإن الطالب لها يبدأ ناقصا لا يعلم شيئا، ثم يكتسب الكمال شيئا فشيئا بمباشرة أسبابها كمن يتعلم بابا في العلم، فإنه لا يتقنه دون سؤال واستفسار، وحفظ واستظهار فيكتسب من ذلك: الكمال إذ صار عالما به بعد أن كان جاهلا، فكماله من فعله بمباشرة الأسباب، خلاف كمال الباري، عز وجل، فهو، كما تقدم، كمال ذاتي أزلي أبدي، فقياس أفعال من له الكمال الأزلي على أفعال من نقصه جبلي قياس مع الفارق فهو فاسد من الاعتبار من هذا الوجه فضلا عن كونه قياس غائب لم تره العيون ولم تدركه العقول لتقيس ذاته أو وصفه أو فعله على ذات أو وصف أو فعل الشاهد.
وأما نفاة تعليل أحكام الله، عز وجل، بالحكمة فهم على النقيض، يبالغون في النفي حتى أنهم قد نفوا أي يكون لفعل الرب، جل وعلا، حكمة، فيفعل لمجرد المشيئة، بزعم أن أفعال الله، عز وجل، لا تعلل بالأغراض، إذ الأغراض مظنة الافتقار، والصحيح أن أفعال الرب، جل وعلا، تعلل بحكم بالغة، فلا يفتقر، تبارك وتعالى، إلى ما يتولد منها من المصالح، فذلك إنما يفتقر إليه المخلوق فهو ينعم بآثار فعل الرب، جل وعلا، من بعث للأنبياء عليهم السلام، وتيسير للأرزاق ........... إلخ، فأولئك بالغوا في الإثبات حتى أثبتوا حكمة تضاهي حكمة البشر، وهؤلاء بالغوا في النفي حتى جردوا فعل الرب، جل وعلا، من الحكمة، والصحيح أن الرب، جل وعلا، يفعل بحكمة بالغة وقدرة نافذة ففعله يصدر من كمال وصف جماله فهو الحكيم، وكمال وصف جلاله فهو القدير.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "منهاج السنة":
"وأصل أولئك، (أي: المعتزلة)، في أنه يجب على الله أن يفعل بكل مكلف ما هو الأصلح له في دينه ودنياه وهو أصل فاسد وإن كان الرب تعالى بحكمته ورحمته يفعل بحكمة لخلقه ما يصلحهم في دينهم ودنياهم.
والناس في هذا الأصل على ثلاثة أقوال:
فالقدرية يقولون يجب على الله رعاية الأصلح أو الصلاح في كل شخص معين ويجعلون ذلك الواجب من جنس ما يجب على الإنسان فغلطوا حيث شبهوا الله بالواحد من الناس فيما يجب عليه ويحرم عليه وكانوا هم مشبهة الأفعال فغلطوا من حيث لم يفرقوا بين المصلحة العامة الكلية وبين مصلحة آحاد الناس التي قد تكون مستلزمة لفساد عام ومضاده لصلاح عام
والقدرية المجبرة الجهمية لا يثبتون له حكمة ولا رحمة بل عندهم يفعل بمشيئة محضة لا لها حكمة ولا رحمة والجهم بن صفوان رأس هؤلاء كان يخرج إلى المبتلين من الجذمى وغيرهم فيقول أرحم الراحمين يفعل هذا يريد أنه ليس له رحمة
فهؤلاء وأولئك في طرفين متقابلين
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث قول الجمهور إن الله عليم حكيم رحيم قائم بالقسط وإنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها كما نطقت بذلك نصوص الكتاب والسنة وكما يشهد به الاعتبار حسا وعقلا وذلك واقع منه بحكمته ورحمته وبحكم أنه كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم لا بأن الخلق يوجبون عليه ويحرمون ولا بأنه يشبه المخلوق فيما يجب ويحرم بل كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل وليس لمخلوق عليه حق إلا ما أحقه هو على نفسه المقدسة كقوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، وقوله: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وذلك بحكم وعده وصدقه في خبره وهذا متفق عليه بين المسلمين وبحكم كتابه على نفسه وحكمته ورحمته". اهـ
ويقول، رحمه الله، في "اقتضاء الصراط المستقيم"، في معرض نقد مقالة الإيجاب على الله، عز وجل، التي جعلها المعتزلة متكئا لمقالة وجوب الصلاح والأصلح:
"وأما الإيجاب عليه سبحانه وتعالى والتحريم بالقياس على خلقه فهذا قول القدرية، وهو قول مبتدع مخالف لصحيح المنقول، وصريح المعقول. وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئاً؛ ولهذا كان من قال من أهل السنة بالوجوب قال: إنه كتب على نفسه الرحمة وحرم الظلم على نفسه، لا أن العبد نفسه مستحق على الله شيئاً كما يكون للمخلوق على المخلوق. فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير، وهو الخالق لهم، وهو المرسل إليهم الرسل، وهو الميسر لهم بالإيمان والعمل الصالح، ومن توهم من القدرية والمعتزلة، ونحوهم: أنهم يستحقون عليه من جنس ما يستحقه الأجير على المستأجر، فهو جاهل في ذلك. وإذا كان كذلك لم تكن الوسيلة إليه إلا بما مَنَّ به من فضله وإحسانه، والحق الذي لعباده: هو من فضله وإحسانه ليس من باب المعاوضة، ولا من باب ما أوجبه غيره عليه، فإنه سبحانه يتعالى عن ذلك". اهـ
وهذا أصل جليل من أصول الأدب مع الله، عز وجل، بمطالعة آلائه فهو الذي أنعم فضلا ولو شاء لمنع عدلا.
وقد تفرع عن ذلك أيضا: خلاف المعتزلة من جهة، ونفاة التعليل من جهة أخرى، في مسألة التحسين والتقبيح، فإن المعتزلة يقولون بأن العقل قادر على ذلك فيعلم علما كاملا مفصلا الحسن والقبيح، وعليه يصح تكليفه بفعل الحسن وترك القبيح قبل ورود الشرائع، فالفعل يدرك حسنه وقبحه لذاته أو لصفة حقيقية فيه.
وقد فرق القاضي عبد الجبار المعتزلي بين القبيح لذاته كالظلم والكذب والقبيح باعتبار صفة فيه تتفاوت الأنظار في تقديرها كتفاوتها في تحسين أو تقبيح صورة، فإن بعض العقول قد تستحسنها لملائمة بينهما، وبعضها قد يستقبحها لمنافرة بينهما فالأمر يخضع لحس الناظر وذوقه.
يقول الغزالي، رحمه الله، في "المستصفى":
"ذَهَبَتْ الْمُعْتَزِلَةُ إلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَنْقَسِمُ إلَى حَسَنَةٍ وَقَبِيحَةٍ:
فَمِنْهَا مَا يُدْرَكُ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ كَحُسْنِ إنْقَاذِ الْغَرْقَى وَالْهَلْكَى وَشُكْرِ الْمُنْعِمِ وَمَعْرِفَةِ حُسْنِ الصِّدْقِ وَكَقُبْحِ الْكُفْرَانِ وَإِيلَامِ الْبَرِيءِ وَالْكَذِبِ الَّذِي لَا غَرَضَ فِيهِ، وَمِنْهَا مَا يُدْرَكُ بِنَظَرِ الْعَقْلِ كَحُسْنِ الصِّدْقِ الَّذِي فِيهِ ضَرَرٌ وَقُبْحُ الْكَذِبِ الَّذِي فِيهِ نَفْعٌ، وَمِنْهَا مَا يُدْرَكُ بِالسَّمْعِ كَحُسْنِ الصَّلَاةِ وَالْحَجِّ وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ؛ وَزَعَمُوا أَنَّهَا مُتَمَيِّزَةٌ بِصِفَةِ ذَاتِهَا عَنْ غَيْرِهَا بِمَا فِيهَا مِنْ اللُّطْفِ الْمَانِعِ مِنْ الْفَحْشَاءِ الدَّاعِي إلَى الطَّاعَةِ لَكِنَّ الْعَقْلَ لَا يَسْتَقِلُّ بِدَرَكِهِ". اهـ
لمزيد بيان لهذه المسألة يمكن الاطلاع على مبحث: "وسطية أهل السنة بين المهملين للعقل والمقدسين له"، و: "موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" في "علم التوحيد: مبادئ ومقدمات"، للشيخ الدكتور أبي عبد الله محمد بن يسري، ص220_225.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا بناء على ذلك: إن الإنسان مكلف قبل ورود الشرع، حيث قالوا: إنه يجب عليه أن يعرف الله تعالى بالدليل من غير خاطر، وأن يعلم أيضا حسن الحسن وقبح القبيح، ويجب عليه الإقدام على الحسن، والإعراض عن القبيح كل ذلك يجب قبل ورود الشرع به، فإن قصر في ذلك استوجب العقوبة أبدا.
وأما نفاة التعليل من المتكلمين فقد نفوا التحسين والتقبيح جملة وتفصيلا فجعلوا ذلك للشرع وحده، فليس للفعل في نفسه حكم بحسن أو قبح يدركه العقل قبل ورود الشرع به، فالفعل ولو كان قبحه ظاهرا كالكفر والقتل والزنى، لا يحكم له بالقبح قبل ورود الشرع بتقبيحه، وقد نسب الشهرستاني، رحمه الله، هذا القول لعموم أهل السنة دون تفصيل، فهو قول المتكلمة الصفاتية الذين يدخلون في عموم أهل السنة إجمالا، على تفصيل في ذلك، فليس قول أهل السنة المحضة الذين يثبتون للعقل قدرة عل التحسين والتقبيح فيخالفون نفاة التعليل من هذا الوجه، ولكنه مع ذلك لا يصلح أن يكون مناطا للثواب أو العقاب فلا تكليف إلا بعد ورود الشرائع، فيخالفون بذلك المعتزلة فهم وسط بين الفريقين، كما أنهم في باب التعليل: وسط بين المعتزلة الذين غلوا فأثبتوا حكمة من جنس حكمة البشر، والمتكلمين الذين جفوا فنفوا الحكمة وردوا الأمر إلى المشيئة المحضة.
وقد أداهم الغلو في إثبات الحكمة والعدل إلى الجفاء في القدرة والخلق فجعلوا العبد فاعلا للفعل على حد الاستقلال، فنفوا خلق الأفعال الاختيارية عن الله، عز وجل، على تفصيل في ذلك، فمنهم من نفى عموم خلقه جل وعلا لكل فعل اختياري في الكون ولو صدر من غير مكلف، ومنهم من نفى عموم خلقه جل وعلا لكل أفعال المكلفين الاختيارية ليصح التكليف، ومنهم من نفى خلقه، عز وجل، لأفعال الشر خصوصا، وهو، أيضا، أثر من آثار قياس فعل الخالق، عز وجل، على فعل المخلوق، قياس تمثيل، إذ لا يتصور أصحاب هذا القول أن يخلق الرب، جل وعلا، فعل العبد، ثم يكون العبد بعد ذلك غير مجبور عليه، فجهة الخلق والجبر عندهم واحدة قياسا على الشاهد إذ لا يتصور في عالم الشهادة: حمل مكلف لمكلف على فعل ما دون أن يكون المحمول مجبورا، فلا يصح ذلك في حق الخالق، عز وجل، قياسا على المخلوق، وذلك، كما تقدم، قياس مع الفارق، إذ الرب، جل وعلا، ليس كمثله شيء في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وخلقه من أفعاله، فليس فعله بخلق فعل العبد كفعل المخلوق بإجبار مخلوق آخر على الفعل، فجهة الخلق غير جهة الفعل، فلا يلزم من خلقه، تبارك وتعالى، لأفعال المكلفين أنه هو الذي فعلها بإرادته، فلا إرادة مؤثرة لهم، فيسقط تكليفهم، فيلزم من ذلك نفي الخلق عنه ليصح التكليف كما التزم المعتزلة، بل الجهة منفكة، كما يقول علماء الأصول، فجهة الخلق غير جهة الفعل، فالرب، جل وعلا، قد خلق أفعال المكلفين بإرادته الكونية النافذة فهي متعلق قدرته، وخاطبهم بالتكليف بإرادته الشرعية الحاكمة فهي متعلق حكمته، وخلق لهم إرادات اختيارية بها يفعلون بلا جبر أو إكراه، وخلق فيهم طاقة الفعل فصحح لهم آلاته فتلك الاستطاعة الشرعية التي يتعلق بها التكليف، وخلق فيهم الفعل نفسه، فهو خالق الأعيان وما يقوم بها من الأفعال والأحوال، فتقع مفعولاتهم تأويلا لما قضى عليهم في علمه الأزلي، فهو الخالق وهم الفاعلون، وإنما يصح إلزام المعتزلة لمن أثبت القدر لو كان هو الفاعل وهم المنفعلون كما قالت بذلك الجبرية، وقولهم على الضد من قول المعتزلة، وهو فرع عما تقدم من الخلاف بين المعتزلة الذين غلوا في جانب الحكمة حتى أثبتوا حكمة تضاهي حكمة البشر وجفوا في جانب القدرة فنفوا خلق الله عز وجل لأفعال المكلفين، والمتكلمين الذين جفوا في جانب الحكمة فنفوا التعليل بها وردوا الأمر إلى المشيئة المحضة وغلوا في إثبات القدر حتى جعلوا الله عز وجل هو الفاعل حقيقة فالمكلف يقوم به الفعل الاختياري كالصلاة قيام الفعل الاضطراري كالموت فالجهة عندهم واحدة، أو هو فاعل بإرادة اقترانية لإرادة الله، عز وجل، دون أن تؤثر في إيقاع الفعل، فيحدث الفعل عندها لا بها كسبا للعبد لا فعلا، كما قال أصحاب نظرية "الكسب".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أهل السنة فقد جمعوا ما عند الطائفيتن من الحق: فالرب، جل وعلا، يفعل بحكمة كما قالت الطائفة الأولى، ولكنها حكمة بالغة ليست من جنس حكمة البشر القاصرة، ويفعل بقدرة نافذة كما قالت الطائفة الثانية، ولكن لا يلزم من إثباتها نفي قدرة المخلوق، فللمخلوق قدرة مخلوقة مثله بها يقع الفعل اختيارا، فيكون الفاعل والقدرة التي يقع بها الفعل والفعل نفسه، كل أولئك من خلق الرب تبارك وتعالى.
وقد أدى ذلك إلى الغلو في مسائل من قبيل:
عدم القول بانفكاك الجهة في مسائل كالصلاة في الأرض المغصوبة، والذبح بسكين مغصوبة فالجهة منفكة، فتصح الصلاة ويصح الذبح، وإن كان المصلي والذابح آثما من جهة الغصب لا من جهة فعل الصلاة أو الذبح، والمسألة مبسوطة في كتب الأصول، فمن العلماء من قال بأنها مسقطة للأداء ولا ثواب فيها، ومنهم من قال بأن الأداء يسقط عندها لا بها.
وعدم قبول التوبة إلا إن كانت عامة من جميع الذنوب والصحيح من كلام المحققين: أن التوبة تصح باعتبار أجناس الذنوب لا أفرادها فمن تلبس بجنس القتل، وجنس شرب المسكر، على سبيل المثال، فإن توبته من جنس القتل دون جنس شرب المسكر صحيحة، خلاف ما لو تاب من شرب نوع من أنواع المسكر دون بقية الأنواع، فإنه توبته من جنس المعصية غير صحيحة، إذ تلبس بفرد منها يتحقق فيه معناها الكلي، فالمسكر جنس كلي اعتبر فيه وصف الإسكار فهو العلة المؤثرة في التحريم، وذلك معنى كلي يصدق في كل مائع أو جامد يذهب العقل، فكان كليا من هذا الوجه، فيوجد مطلقا في الذهن، ومقيدا خارجه بأفراده فيصدق على كل فرد منها أنه مسكر فلا يكون التائب من شرب بعض دون بعض قد تاب من شرب المسكر، كما أشار إلى ذلك النووي، رحمه الله، في "شرح مسلم".
قال ابن القيم، رحمه الله، في "مدارج السالكين":
"والذي عندي في هذه المسألة: أن التوبة لا تصح من ذنب مع الإصرار على آخر من نوعه وأما التوبة من ذنب مع مباشرة آخر لا تعلق له به ولا هو من نوعه: فتصح كما إذا تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر مثلا فإن توبته من الربا صحيحة وأما إذا تاب من ربا الفضل ولم يتب من ربا النسيئة وأصر عليه أو بالعكس أو تاب من تناول الحشيشة وأصر على شرب الخمر أو بالعكس: فهذا لا تصح توبته وهو كمن يتوب عن الزنا بامرأة وهو مصر على الزنا بغيرها غير تائب منها أو تاب من شرب عصير العنب المسكر وهو مصر على شرب غيره من الأشربة المسكرة فهذا في الحقيقة لم يتب من الذنب وإنما عدل عن نوع منه إلى نوع آخر بخلاف من عدل عن معصية إلى معصية أخرى غيرها في الجنس إما لأن وزرها أخف وإما لغلبة دواعي الطبع إليها وقهر سلطان شهوتها له وإما لأن أسبابها حاضرة لديه عتيدة لا يحتاج إلى استدعائها بخلاف معصية يحتاج إلى استدعاء أسبابها وإما لاستحواذ قرنائه وخلطائه عليه فلا يدعونه يتوب منها وله بينهم حظوة بها و جاه فلا تطاوعه نفسه على إفساد جاهه بالتوبة كما قال أبو نواس لأبي العتاهية وقد لامه على تهتكه في المعاصي:
أتراني يا عتاهي تاركا تلك الملاهي ******* أتراني مفسدا بالنسك عند القوم جاهي
فمثل هذا إذا تاب من قتل النفس وسرقة أموال المعصومين وأكل أموال اليتامى ولم يتب من شرب الخمر والفاحشة: صحت توبته مما تاب منه ولم يؤاخذ به وبقي مؤاخذا بما هو مصر عليه والله أعلم". اهـ
#####
ومن افتراءات المستشرقين في هذا الباب:
قولهم بأن الفكر الإسلامي لم يتناول الجانب الأخلاقي بالقدر الواجب فليس في الإسلام منهج أخلاقي متكامل!، وتلك فرية باردة ينقضها الحصر التوكيدي في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فلم يقل صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأتمم الأخلاق، بل بعثت ليمم أشرف أجناسها، وفي رواية: "إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال"، فهي مئنة من تأثير هذه الأخلاق في الواقع فلها أثرا ظاهر في أفعال صاحبها، والسنة النبوية حافلة بالأقوال والمواقف التربوية التي ظهر فيها حرص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على تزكية أصحابه، رضي الله عنهم، بمكارم الأخلاق، فهو يأمرهم بالتكافل: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"، و: "الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَيَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ"، وينهاهم عن كل ما يوجب فساد ذات البين: "ما بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ"، و: "لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَسْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ"، فالمسلم على حد القصر بتعريف الجزأين أخو المسلم فذلك إجمال ذيل بتفصيله: "لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ" فالنفي إخبار أريد به الإنشاء إمعانا في التوكيد، ويأمرهم بالتلطف مع الأهل: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، فتلك من الأخلاق المنزلية، ويأمرهم بالعدل في السلم والحرب: "اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تُقَاتِلُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَقُلْ ذَلِكَ لِجُيُوشِكَ وَسَرَايَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ" فتلك من الأخلاق الحربية، وينزل الناس منازلهم وإن كانوا كفارا، فيكاتبهم برسم التقدم والرياسة، فـ: "مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ"، فعظيم كل أمة مقدمها، فذلك من الأخلاق السياسية، وتعرض عليه مرتبة النبوة والملك فيؤثر مرتبة: العبد الرسول، ويشبع حينا ويجوع حينا، وينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه الشريف، ولسان مقاله: "مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"، ويضرب المثل بنفسه فلا تكون شدة إلا كان أول من يكابدها فيربط على بطنه الشريف حجرين، وكلٌ قد ربط واحدا، وأخلاقه، مع ذلك، أخلاق عملية مثمرة، فليست قيما كلية مجردة على حد ما اطرد من البحث الفلسفي في الكليات المجردة فهي أخلاق فعالة في الخارج، لا تحلق في سماء الجمهورية أو المدينة الفاضلة، بل تتعاطى مع الواقع تهذيبا لا مداهنة، فتمارس من أجناس المدافعة لصور الفساد الأخلاقي ما لا تمارسة مقررات الفلاسفة النظرية التي غايتها أن تكون قيما كلية عامة لم تتخط حيز الخيال لتصير واقعا ملموسا فلا أثر لها إلا في وجدان صاحبها إذ لم تتخطه فضلا عن كونها ردود أفعال لانحرافات الجماعة المفرطة في تعاطي الشهوات الحسية فقابلها أولئك بتقريرات بالغت في التجريد والمثالية فقوبل جنس الإفراط في تعاطي الماديات بجنس الإفراط في تقرير المعنويات المجردة فضلا عن افتقار أصحاب هذه المناهج إلى تأييد الوحي فليسوا أنبياء، وليس لهم من تركة النبوات نصيب فغايتهم أن يصيبوا تارة ويخطئوا تارات، والبحث الأخلاقي: بحث شرعي لا تتلقى مادته إلا من الوحي، وإلا لو ترك ذلك لآحاد البشر، فإن عقولهم تتفاوت في تقييم الأفعال حسنا وقبحا، وهو ما أدى في مراحل متأخرة إلى ظهور نظريات تعتبر الأخلاق كسائر الطبيعيات أمورا نسبية فليس فيها حسن وقبح لذاتها يدركه العقل، بل هي مما يتأثر بالعوامل الخارجية اقتصادية كما في نظريات ماركس وإنجلز، أو اجتماعية كما في نظربة دوركاييم، أو بيولوجية كما في نظرية فرويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتب الزهد سواء أكانت مستقلة ككتب الزهد لأحمد والبيهقي .... إلخ وكتب ابن أبي الدنيا والخرائطي أم كانت ضمن مصنفات كأبواب الزهد في كتب أصول الرواية دليل على مدى اعتناء المتقدمين بتدوين أخباره وآثاره فضلا عن إفراد المتأخرين له بالتصنيف في موسوعات كاملة بسط أصحابها القول في دقائق النفوس والأخلاق ولعل من أبرز من كتب في ذلك: ابن حزم، رحمه الله، وله رسائل في مداواة النفوس والألفة بينها تشهد بحذقه لدقائق هذا الباب اللطيف، والغزالي، رحمه الله، صاحب موسوعة: "إحياء علوم الدين"، وقد تعرض فيها في باب المنجيات والمهلكات إلى مسالك أخلاقية دقيقة، وابن القيم، رحمه الله، صاحب التقريرات النفسانية البارعة فكتبه قد جمعت المادة الشرعية العلمية والمادة الأخلاقية العملية على نحو لا يرى في أدبيات الفلاسفة التجريدية.
وتعريف المتقدمين للفقه قبل استقرار المصطلحات العلمية المتأخرة يشهد بأن الجانب الأخلاقي الذي يتعلق بمآلات الأفعال دون الاقتصار على ظواهرها التي تتعلق بها الأحكام القضائية، تشهد بأنه كان مقدما فهو مرتبة سامية يباشر فيها العبد جنس عبودية الإحسان بمراقبة الرب، جل وعلا، في السر والعلن.
والنبوة قد فارقت الفلسفة في هذا الباب مفارقتها إياها في كل أبواب الديانة، فإن النبوة تقدم الدواء بلا فلسفة!، فالنبي بقدم أجناسا نافعة من الدواء لكل الآفات العلمية والعملية والسلوكية والسياسية، فخبره أصدق الأخبار، وحكمه أعدل الأحكام، وأخلاقه أكمل الأخلاق، بخلاف الفيلسوف الذي يقدم رؤية تشخيصية مفصلة دون أن يشفعها بالدواء، إذ لا يتلقى هذا الدواء إلا من النبوات مادة صلاح الأديان والأبدان والأفراد والجماعات والأخلاق والسياسات، فهي مادة صلاح عامة لكل باب تطرقت إليه فلا تقرير عقلي، أيا كان ذكاء صاحبه، يرقى لتقريراتها، فهي مؤيدة بالعصمة، بخلاف العقل الذي لا يستغني عن شمس الرسالة التي تبدد ظلماته.
ولذلك لم يكن على الأنبياء عليهم السلام أن يبينوا وجه المصلحة في أحكامهم، بل لو ذكروها فزيادة ثقة مؤيد بالوحي، فتقبل قبول الأصل، لمكان العصمة، فالاشتغال بتقرير دلائل النبوة أنفع من الاشتغال بالبحث والتنقير عن علل أحكامها على حد التكلف لا التفهم الذي كان عليه المجتهدون في القرون الفاضلة.
والمفهوم الأخلاقي يظهر جليا في العقوبات والتعزيرات، مع كونها مظنة الإهانة لمن تقع عليه، إذ فيها من معاني الابتلاء ما يقع به التطهير، فالعقوبة تحفظ حق الجماعة من عدوان الأفراد، وتحفظ حق الفرد من عدوان نفسه وطغيانها إن لم تجد وازعا يزعها. وتأمل حديث ماعز، رضي الله عنه، وقد كان الابتلاء بإقامة الحد عليه صورة من أعظم صور التربية الأخلاقية الراشدة التي نشأ عليها الصدر الأول، رضي الله عنهم، وتأمل حال المخزومية وقد كان الحد لها خيرا باعتبار المآل فلولاه لتمادت في عدوانها على الحقوق فاستحقت الهلاك، فجاء الحد كفارة بالنظر إلى الجانب الأخروي، وهو جانب تغض الشرائع الأرضية الطرف عنه، وزاجرا عما قد يقع بعد ذلك من صور العدوان على الحقوق فهو ينظر بعين الاعتبار لكلا الجانبين: الفردي بتهذيبه وتطهيره، والجماعي بحفظ حقوق الأفراد المادية.
بل إن علما كعلم أصول الفقه، وهو علم يغلب الجانب العقلي، يعنى بتقرير الجانب الأخلاقي، فيحد الأحكام التكليفية بثمارها ترغيبا وترهيبا، ويعنى باستنباط علل الأحكام إرادة بيان وجه المصلحة فيها وغالبا ما تكون المصلحة في تشريع الأحكام العملية: مصلحة أخلاقية تعود بالنفع على الفرد والجماعة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 08:31 ص]ـ
ومن الأفكار الكلية التي تناولتها هذه الفوائد:
الإسلام قوة فكرية عملية، فليس قوة فكرية نظرية مجردة، ولقد أفرط قوم في التنظير والتجريد فجاءوا بمثل ونظم لا تلائم ما أقام الله، عز وجل، عليه الكون من السنن المحكمة، وأفرط قوم في العمل بلا هدى علمي سابق فوقع فيهم من الإفساد في الأديان والأبدان ما وقع، إذ لم يكن التصور سليما على منهاج النبوات ليولد عملا صالحا تعمر به الأديان والأبدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يفرض الإسلام قيودا عقلية على البحث العلمي التجريبي، وإنما فرض قيودا صارمة على أحكام الديانة: علوما وأعمالا، صيانه لمقام النبوة، فإن علومها على حد العصمة فلا تقبل المعارضة بقياس عقلي مضطرب، فإن العقل يعمل بكفاءة في ميدان الطبيعيات التجريبية إذ سننها مدركة بالحس الظاهر، فيتلقى الحس معلومه من عالم الشهادة، وتعمل قوى العقل الباطن في تحليله واستنباط النتائج منه في مسلك تحليلي استنباطي عملي فعال بعيدا عن تجريد النظريات بلا أمثلة مدركة في عالم الشهادة، كما اطرد في طرائق فلاسفة اليونان، التي لم تقدم للبشرية في الإلهيات زادا نافعا، وإنما كان ميدانها الطبيعيات، ولذلك لم يجد المسلمون غضاضة في نقل علوم اليونان الطبيعية، وإنما وجد المحققون من أهل الديانة الغضاضة في ترجمة الإلهيات اليونانية الجارية على حد قياس عقل وثني مضطرب، زل في عامة مسائل الإلهيات لافتقاره إلى زاد النبوات، إذ لم يكن له، كما تقدم، منها نصيب، فلا يعمل العقل في الإلهيات إلا تابعا مقلدا لنقل النبوات، إذ قد أتت بأمر خارج عن طوره، فله مدارك محدودة، لا تستقل بإدراك حقيقة المغيبات، ولو كانت نسبية، فكيف بالمغيبات المطلقة من الحقائق الإلهية، فليس له منها إلا إدراك المعاني الكلية الجامعة، وتلك معان مطلقة عن التقييد لا وجود لها في الخارج ولا مثيل، ليصح قياسها على غيرها من المحسوسات المدركة، فإن الله، عز وجل، لا تدرك حقائق أوصافه في عالم الشهادة، بل لا يحاط بها في دار الجزاء، وإنما غاية نعيم أهل الجنة إدراك حقيقة ذاته وصفاته بالنظر إليه، جل وعلا، لا على حد الإحاطة، فلا يحيط به شيء من خلقه، إذ لا يحيط المخلوق بالخالق بداهة!
فالعلوم الإسلامية: علوم محكمة فتحت آفاق العقول إلى تصحيح أول المنازل، فلما صحت العقائد صحت أصول الطرائق العقلية الفكرية، فأمن جانبها إذ لا يتولد عن عقل تزكى بمنهاج النبوة فصح معلومه ومعقوله، لا يتولد عن عقل هذا وصفه إلا علم نافع وعمل صالح يصلح به المعاش الحالي والمعاد الآتي، فتلك مما امتازت به النبوات عن سائر الطرائق الأرضية، فهي للأولى عامرة وللآخرة حافظة، بخلاف الطرائق الأرضية التي لا تقيم دنيا ولا تحفظ دينا، وإنما غايتها أن يتمتع أتباعها بخلاق زائل، مع هرج ظاهر، لغياب الوحي العاصم، فنظرتها قاصرة لا تستقل بإدراك المآلات على حد اليقين، ولا تعرف عين المصلحة على وجه التحقيق، فكم من مصالح عاجلة يحصلها أرباب العقول القاصرة فتنقلب بعد حين إلى مفاسد خالصة، فيتبدل حكم العقل بتبدل الحال، فضلا عن اضطرابه في التحسين والتقبيح، وإن كان مفطورا على تحسين الحسن، وتقبيح القبيح، إجمالا، إلا أنه يعرض له من عوارض النقص والتغير ما يفسد حكمه، فهوى غالب يرى القبيح حسنا إذا كان فيه تحصيل لذة عاجلة، وفساد يعتريه بمقتضى سنة الكبر والهرم الكونية، فلا يصلح من هذا وصفه حكما في المنازعات، وإنما السلامة، كل السلامة في رد الأمر إلى حكم الشرع فهو الحافظ للعقل من نوازع الطغيان والإفساد، وقد أعملت أوروبا وأمريكا عقولها في سنن الكون، فكان لها بمقتضى سنة الثواب والعقاب، سنة: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ)، ما تتمتع به الآن من خلاق الدنيا، ولكنها لما أعرضت عن سنن الشرع انقلبت تلك النعمة في أحايين كثيرة نقمة على النوع الإنساني، فلم يمنع ذلك النظر الكوني من وقوع الحروب العالمية وإلقاء القنابل الذرية، إذ لم يأتمر بأمر نظر شرعي حاكم فهو قد بدل النبوة ابتداء، ثم أزال آثارها انتهاء بعد أن طغى كنهة الكنائس فثار العقل الأوروبي عليهم واستبدل الإلحاد بالإيمان الكنسي المحرف فانتقل من ظلمة إلى ظلمة أشد سوادا، وما حدث في السنوات الأخيرة من غزو همجي لبلاد المسلمين بآخر نتاج العقل الأوروبي الذي بلغ حد النضج في إقامة المدنيات، وبلغ حد السفه في هدم الحضارات الإنسانية، ما حدث في تلك السنوات خير شاهد على فساد العقل، وإن كان ذكيا، إن لم يتزك بالوحي الشرعي العاصم من الزلل، الباعث على البحث والنظر استصلاحا للأولى واستبقاء للآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرة العقل الإسلامي إلى الإنسان: نظرة متكاملة، فالإنسان: روح تأمر وتنهى فلها التصور العلمي وبدن يمتثل فله التنفيذ العملي، فهو آلة التكليف، فليس إتلافها مرادا شرعيا إلا إذا كان في مقابل حفظ أصل أعظم، كإتلافها في ميادين الجهاد الشرعي المعتبر، وذلك بخلاف النصرانية التي جعلت إتلاف البدن انتصارا للروح منه غاية عظمى!، فتوهمت صراعا محتدما بين جزأي الإنسان فتولد من ذلك من الفساد والاضطراب ما تولد، إذ لا يستقيم حال المكلف إلا بصلاح شقيه: المعنوي والمادي، فمعنى بلا مبنى يقوم به: محض تصور عقلي لا وجود له في عالم الشهادة فهو عن حد السنن الكونية خارج، ومبنى بلا معنى: انحطاط بالإنسان من رتبة البشرية العاقلة إلى رتبة البهيمية التي تحصل ما يعرض لها من اللذات دون نظر في المآلات.
وذلك أيضا: بخلاف اليهودية المادية التي عظمت من شأن البدن وحقرت من شأن الروح، ولعلها في ذلك فرع عن الفلسفة الأرسطية التي احتقرت النوع الإنساني فلم تر فيه إلا أداة إنتاج مادي، فالعبيد: آلات تتنفس!، فليس لها من الآدمية ما يصيرها بشرا يحس ويتألم! وهي ذات الفلسفة المادية التي أقام عليها ماركس بنيان الشيوعية على شفا جرف هار يصادم العقول والفطر السوية، فالإنسان آلة تنتج في المصنع، فإذا تعطلت استبدلت، فمن لا يعمل لا يأكل!، فطعامه عند التأمل: وقود يعمل به، وبقدر إنتاجه يكون غذاؤه، مع تبجح الشيوعية بأنها ناصرة الجماهير والطبقات الكادحة وهي التي استرقتها في المصانع بعد أن استرقها الإقطاعيون من قبلها في المزارع، فالبشرية في رق المناهج الأرضية ما أعرضت عن وحي الرسالات السماوية، فتلك، أيضا، من السنن الكونية الجارية، فلا راحة للقلب والعقل والبدن إلا بالسير على منهاج الشرع المنزل.
والعلم في الإسلام ذو غاية محددة، فهو وعاء تحفظ به الأديان، بحفظ سنن الشرع، ووعاء تحفظ به الأبدان، باستكناه سنن الكون، فهو وسيلة وليس غاية، فلا يتوسل به إلى تحصيل نفع دنيوي من ترف للأبدان أو العقول على حد ما يظهر في أزمنة الرخاء من البحث والتنقير في دقائق المسائل التي لا جدوى من النظر فيها، وإنما هي مبالغة في التفريع وغلو في التجريد حتى يصبح البحث نظريا محضا لا يعود على صاحبه بالنفع في دين أو دنيا، على حد الفلسفات التجريدية التي عنيت بالمطلقات الذهنية دون نظر إلى أفرادها في الخارج.
فليس العلم في الإسلام غاية، وإن ثبتت له الغائية من وجه، فإن معنى الفاعلية لا ينفك عنه، فهو، دائما، وسيلة، ولو من وجه، فالعلم بالله، عز وجل، أشرف أجناس العلوم، إذ شرف العلم من شرف المعلوم، وذات الله، عز وجل، وأسماؤه وصفاته وأفعاله: أشرف المعلومات، فهو من هذا الوجه غاية، بل هو من أشرف الغايات التي يحصلها المكلف في دار الابتلاء، ولكنه ليس مرادا لذاته من كل وجه، فليس توحيد الربوبية بمنج لصاحبه إن لم يشفع بتوحيد الألوهية، فتوحيد العلم لا يكفي لحصول النجاة، وإلا نجا من جاء التنزيل بوصفهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)، فقد تحقق لهم العلم، ولم تحصل لهم النجاة بذلك، إذ ليس العلم بمغن عن صاحبه حتى يشفع بالعمل.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "درء التعارض" في معرض بيان الفرق بين طريقة الرسالات السماوية وطريقة الفلسفات الأرضية:
"ما يذكره من المتفلسفة وأهل المنطق في ترتيب العلم وأسباب حصوله وما يذكرونه من الحدود والأقيسة والانتقالات الذهنية غايته - إذ كان صحيحا - أن يكون ذلك وصفا لما تسلكه طائفة معينة أما كون جميع بني آدم لا يحصل لهم العلم بمطالبهم إلا بهذه الطرق المعينة فهذا كلام باطل فحصر هؤلاء لمطلق العلم في ترتيب معين وحصر هؤلاء العلم بالله وبصدق رسله في ترتيب معين وحصر هؤلاء للوصول إلى الله في ترتيب معين كل هذا مع كونه في نفسه مشتملا على حق وباطل فالحق منه لا يوجب الحصر ولكن هو وصف قوم معينين وطرق العلم والأحوال وأسباب ذلك وترتيبه أوسع من أن تحصر في بعض هذه الطرائق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كانت الرسل صلوات الله عليهم وسلامه يأمرون بالغايات المطلوبة من الإيمان بالله ورسوله وتقواه ويذكرون من طرق ذلك وأسبابه ما هو أقوى وأنفع وأما أهل البدع المخالفون لهم فبالعكس يأمرون بالبدايات والأوائل ويذكرون من ذلك ما هو أضعف وأضر فمتبع الأنبياء لا يضل ولا يشقى ومتبع هؤلاء ضال شقي إذ كانت قضايا هؤلاء فيها من الباطل الذي هو كذب وإفك وإن لم يعلم صاحبه أنه كذب وإفك بل يظنه صدقا ما لا يحصيه إلا الله.
وإذا كان الناس يتنوعون في الوجوب وترتيب الواجبات ويتنوعون في الحصول وترتيب الحاصلات لم يمكن أن يجعل ما يخص بعضهم شاملا لجميعهم وكثير من الغلط في هذا الباب إنما دخل من هذا الوجه: يصف أحدهم طريق طائفة ثم يجعله عاما كليا ومن لم يسلكه كان ضالا عنده ثم ذلك الطريق إما أن يكون خطأ وإما أن يكون صوابا ولكن ثم طرق أخرى غير ذلك الطريق فيجيء من سلك غير ذلك الطريق: يبطله بالكلية ويرد ما فيه من الصواب". اهـ
فطرائق الفلاسفة: طرائق دقيقة المسالك، قليلة المنافع، لا تلائم عقول غالب المكلفين، فلا تصلح لتقرير الإلهيات التي لا تقوم الحجة فيها إلا ببيان صحيح النقل صريح العقل، ومن لوازم العقل الصريح: تصور المعلوم تصورا عاما يشترك في أصله جماهير العقلاء، وإن امتازوا في فروعه، والفلاسفة قد وعروا الطريق إلى إدراك الأصول الجامعة بما قرروه من أقيسة عقلية فاسدة.
فتعميم تلك الطرائق المعقدة لتكون هي القانون العقلي المطرد: حيف وجناية على العقل بتوعير طرق المعرفة عليه، فضلا عما يعترضه فيها من عقبات إذ لم تسلم تلك الطرائق من تناقضات أتت على أصل النبوات بالإبطال، فصارت النبوة في حد، والفلسفة في حد آخر، فالجمع بينهما، كما رام ذلك أمثال ابن سينا وابن رشد، جمع بين المتناقضات فلا وجود له في الحقيقة، وإنما يفرضه العقل كما يفرض سائر المحالات الذاتية.
ويقول في "اقتضاء الصراط المستقيم":
"ولهذا كانت طريقة الأنبياء عليهم السلام، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم، وينهونهم عما فيه فسادهم، ولا يشغلونهم بالكلام في أسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة، فإن ذلك كثير التعب، قليل الفائدة، أو موجب للضرر.
ومثال النبي صلى الله عليه وسلم مثل طبيب دخل على مريض، فرأى مرضه فعلمه، فقال له: اشرب كذا، واجتنب كذا. ففعل ذلك، فحصل غرضه من الشفاء. والمتفلسف قد يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض، وصفته، وذمه وذم ما أوجبه. ولو قال له المريض: فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام.
والكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه، بحيث تختطف عقله فيتأله، إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين. ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال، فلا منفعة فيه، أو أنه وإن أثر فضرره أكثر من نفعه". اهـ
وقل مثل ذلك في العلوم الطبيعية، فإن علم الطب: أشرف العلوم الطبيعية، إذ متعلقه: أشرف الكائنات الأرضية، ولكنه، مع ذلك، لا يراد لذاته، وإنما يراد ليستعان به على حفظ الأبدان بمباشرة ما سن الله، عز وجل، في الكون، من السنن الكونية التأثيرية، فأودع قوى الشفاء المذهبة للآلام والأوجاع في أجناس من الدواء، فلكل داء واقع دواء رافع لأثره مذهب لوجعه، فالبحث في تشريح البدن ووظائف أعضائه، وتفاعلاته الكيميائية الحيوية ............ إلخ، بحث نافع ماتع، ولكنه لا يراد لذاته، بل يراد لغاية شرعية حميدة، إذ به يحمد الرب، جل وعلا، بأوصاف جماله من علم تقديري للأعيان وأحوالها، وقدرة على إخراج ذلك المقدور الأزلي في عالم الشهادة الوجودي وفق ما قدر بلا زيادة أو نقصان، وإتقان في الصنعة يعرفه الدارسون لعلم وظائف الأعضاء: "الفسيولوجي" الذي يعنى بدراسة ميكانيكية الأعضاء، وحكمة في تسيير مقادير الأبدان على الوجه الذي به قيامها وحفظها، فخلقها، عز وجل، وأعدها لقبول أسباب النماء والبقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يعقل أن يغض الطرف عن تلك الغايات الجليلة، ويصير الطب علما نظريا تجريديا يعنى بدراسة الأبعاض والأعراض دون غاية عملية نافعة فإن العلم المجرد عن العمل، كما تقدم، ترف عقلي يصيب الأمم بالبطالة، ولذلك لا يكون ازدهاره إلا في أزمنة الاسترخاء أو التقليد والجمود، فعلم بلا عمل: وقود بلا احتراق يولد طاقة ينتفع بها، فيصير كأي مائع راكد لا جدوى منه.
ويبقى السؤال: هل يحتاج المسلمون إلى مقررات الفلسفة اليونانية لإثبات مسائل أصول الدين؟
والجواب: إن الأمم الأخرى قد تحتاج إليها لدروس آثار النبوات فيها، وقد احتاجها اليونان لرد عدوان السفسطائية على العقل البشري، فلا بد لكل أمة من منهاج تسير عليه في أمور الغيب، ولو استند إلى مقاييس عقلية أرضية لا يصح إجراؤها إلا على المدركات المحسوسة في عالم الشهادة، فإن النفس قد خلقت لتتحرك في المحسوسات والمعقولات، فلم تخلق للسكون، بل هي دوما حارثة همامة، فبالهم تتحرك في العلوم، وبالحرث تتحرك في الأعمال، فإن لم تكن حركتها على رسم اتباع النبوات: أصح المسالك العلمية والعملية، فإنها ستتحرك على أي رسم آخر، ولذلك احتاجت أوروبا لما أعرضت عن الوحي الصحيح فبدلت دين المسيح، وإن أظهرت الانتساب إليه، احتاجت إلى إقحام فلسفات وأفكار أرضية غلب عليها الطابع الوثني في دين المسيح عليه السلام حتى خرجت به عن جوهر التوحيد الذي دعا إليه، فلم يبق لها من الانتساب إليه إلا الاسم، فنصرانيتها: اسم بلا رسم، فهي سماوية النسبة، أرضية المنهج والمبادئ، بل وثنية اقتبست نظريات الفداء والصلب والتثليث والرهبنة من فلسفات الحضارات القديمة، فلما أعرضت عن الوحي الصحيح، احتاجت إلى ما يملأ فراغها العقدي والفكري، فتغذت على فلسفات تلك الأمم، ولما أبت الانقياد إلى الوحي مرة أخرى، فكفرت بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استبدلت فلسفة اليونان برسالة التوحيد، على حد قوله تعالى: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)، ثم جاء الدور الثالث من أدوار التيه الأوروبي، إذ كفرت أوروبا أخيرا بتعاليم الكنيسة البالية، فتحررت من رق الكهنوت إلى رق العلمانية الحديثة، فهي دوما مفتقرة إلى مقررات الأذهان المضطربة فرعا عن إعراضها عن مقررات النبوة العاصمة للعقل من مزالق القياس الفاسد في باب الإلهيات.
فهذا حال بقية الأمم، بخلاف أمة الإسلام التي استغنت بمقررات الوحي المعصوم عن مقررات الفلسفة وعن مقررات العلمانية المعاصرة التي لا تعدو كونها ثورة جديدة من ثورات العقل الأوروبي التائه على النبوات التي أساءت إليها الكنيسة بحجرها على العقول إذ فرضت على أتباعها مقالات تأباها العقول الصريحات وطاردت كل فكر حر تسول له نفسه الخروج عن مقرراتها التي ادعي لها من العصمة ما كذبه العقل الصريح والبحث العلمي الحديث.
فلم تحتج الأمة الإسلامية إلى مقررات الفلسفة في الإلهيات قديما كما أنها لا تفتقر اليوم إلى مقررات العلمانية التي كانت ثورة تولدت في أمم أخرى كانت تعاني من كبت فكري لم تتعرض له أمة النقل والعقل، فاختلاق معركة مفتعلة بين الوحي والعقل في أمة الشرق فرعا عن المعركة التي دارت بينهما في أمة الغرب: قياس مع الفارق.
بل لا تحتاج أمة الإسلام إلى غير الوحي المنزل في سائر شئونها الفكرية من عقائد وشرائع وأخلاق وسياسات وإنما تحتاج فقط من نتاج الأمم الأخرى إلى المنجزات الحديثة فجلها داخل في حد المصالح المرسلة فالأخذ بها ما لم تعارض نصا شرعيا أمر محمود ما لم تصر في حد ذاتها غاية فيصير صاحبها من أهل: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ).
والله أعلى وأعلم.(/)
{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}
ـ[حلم الوصول]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 06:53 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو الله أن تكونوا _جميعا_ بخير أصحاب هذا البستان،،
... يقول إيليا أبو ماضي:
أي هذا الشاكي وما بك داء ..... كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس .. تتوق قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى ... أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل ... من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مراً .. ويظن اللذات فيه فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس ... عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح مادمت فيه ... لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم ... قصر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنه الطيور الروابي ... فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها؟ والحقل ملك سواها ... اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى ... والصقر قد ملأ الجو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى ... وقد رأت بعضها يؤخذ حيا والبعض يقضي قتيلا
تتغنى .. وعمرها بضع عام ... أفتبكي وقد تعيش طويلا
كن هزاراً في عشه يتغنى ... ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابً يطارد الدود في الأرض وبوماً في الليل يبكي الطلولا
كن غديراً يسير في الأرض رقراقاً فيسقي في جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقيد الماء حتى تستحيل المياه فيه وحولا
أي هذا الشاكي وما بك داء .... كن جميلاً ترى الوجود جميلا!
هل شعرتم بالتفاؤل يسري فيكم, هل شعرتم براحه كبيرة,,
هل شعرتم أنكم مستعدون لأن تبدأوا حياتاً مليئة بالتفاؤل,
تعالوا معي نتمعن أكثر فلسفة شاعرنا المبدع, لنقف وقفات مع بعض أبيات هذه الرائعة ....
"وترى الشوك في الورود وتعمى ... أن ترى فوقها الندى إكليلا"
هنا يشرح لنا طريقته السحرية في التفاؤل, وهو عندما تواجه أمرا يحمل النقيضين, أي يحمل جانبين
سلبي وايجابي معاً, فانظر إلى الجانب الايجابي ,فهذا قد يسعدك ولو قليلاً ويزرع التفاؤل فيك,
عندما صور الشاعر بان نتغاضى عن شوك الورود
وننظر لقطرات الندى التي تزين الوردة,,,
"فتمتع بالصبح مادمت فيه ... لا تخف أن يزول حتى يزولا"
وهنا يدعونا لعدم الخوف من زوال الفرحة والسعادة والنعيم الذي نعيش فيه, لأنه الخوف
والقلق الدائم من زوال الفرحة تعب ومشقه من دون داعي لهذا الخوف فقد لا تزول,
فلنتمتع بما لدينا مادمنا نملكه, بهذه الطريقة نسعد,,
"وإذا ما أظل رأسك هم ... قصر البحث فيه كيلا يطولا"
يدعونا هنا ألا نطيل التفكير بمشاكلنا وهمومنا فلكل هم نهاية حتميه,,
"أدركت كنه الطيور الروابي ... فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها؟ والحقل ملك سواها ... اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى ... والصقر قد ملأ الجو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى ... وقد رأت بعضها يؤخذ حيا والبعض يقضي قتيلا
تتغنى .. وعمرها بضع عام ... أفتبكي وقد تعيش طويلا"
هنا يأتي الجمال في التشبيه والتصوير. لاحظوا هنا جمال ما أبدعه شاعرنا إيليا أبو ماضي
هنا يحدثنا بان الطيور في الروابي فهمت كيف تتفاءل وتمضي قدماً بحياتها مع كل الأخطار والمنغصات من حولها
فمن العار ألا نفهم نحن ,هي تتغني وتغرد طربا في الحقول والصقر يتربص بها في السماء
والصيادون في الأرض ... تغرد وهي ترى بعضها يصطاد حياً والآخر ميتا ... تغرد هي تعلم
ان عمرها قد يكون قصيراً ... مع كل هذه الهموم والمنغصات عزاؤها الوحيد ,نور الأمل لديها يأتي من أنها قد تعيش طويلا,
أي لا يكون مصيرها مصير من مات منها ..
.أرأيتم أروع فلسفه من هذه الفلسفة أرأيتم روعة طريقته في البحث عن مكمن التفاؤل والأمل في كل مشكلة,,,
"كن غديراً يسير في الأرض رقراقاً فيسقي في جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقيد الماء حتى تستحيل المياه فيه وحولا"
هنا الجمال, هنا تشبيه رائع, يحثنا الشاعر أن نكون كالغدير ولكن كيف هو الغدير؟؟
الغدير يسير في الأرض وفي طريق سيره يسقي الحقول الموجودة على جانبيه من دون مقابل ولا انتظار لكلمة شكر, أي يعطي دون مقابل,,
يعطي كل شي ينظر إليه مثيله كأنه مرآة عاكسة من دون تزيف وخداع ,
هكذا نكون كالغدير, ويحرص شاعرنا أيضا ألا نكون كالوعاء يقيد الماء حتى يتحول إلى وحل أي أن لا نكتنز ما نستطيع أن نفيد به الناس ... لنعطي إذا كالغدير,,,
"كن جميلاً ترى الوجود جميلا! "
في نهاية القصيدة يختصر شاعرنا ماقاله فيها,,
باختصار ..
كن جميلا في فكرك ونظرتك لحياة,
كن جميلا في بحثك عن مكمن التفاؤل في أي هم يواجهك,
سترى بإذن الله الحياة من حولك جميلة,,,
منقول,,
وأختكم تضيف:
اصغِ لربك حين يقول تبارك وتعالى: {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف87
ويقول جل في علاه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر53
حفظكم الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رحمة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 07:03 م]ـ
كن جميلا في فكرك ونظرتك لحياة,
كن جميلا في بحثك عن مكمن التفاؤل في أي هم يواجهك,
سترى بإذن الله الحياة من حولك جميلة,,,
جميل أختي ما شاء الله جزاكِ الله خيراً
كلمات جميلة و قصيدة رائعة و إختيار موفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 08:28 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... حلم الوصول
جزاكِ الله خيرا .... موضوع جميل جدًا .... بوركتِ أخية
ما أجمل أجواء التفاؤل والأمل .... في هذه النافذة الرائعة .. دمتِ دائما متفائلة
أعجبتني هذه القصيدة ... فأحببتُ أن أضعها في صفحتك الجميلة هذه ....
إليكِ القصيدة:
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كل كنوزها
لا تبخلن على الحياة ببعض ما
أحسنْ وإن لم تجز حتى بالثنا
أي الجزاء الغيثُ يبغي إن همى
من ذا يكافئ زهرة فواحةً
أو من يثيبُ البلبل المترنما
عُد الكرامَ المحسنين وقِسْهُم
بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
يا صاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علماً قيما
لو لم تَفُحْ هذي وهذا ما شدا
عاشت مذممةً وعاش مذمما
فأعمل لإسعاد السوي وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيرا
وابغض فيمسى الكون سجناً مظلما
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 08:43 م]ـ
أي هذا الشاكي وما بك داء ..... كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس .. تتوق قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى ... أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل ... من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مراً .. ويظن اللذات فيه فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس ... عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح مادمت فيه ... لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم ... قصر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنه الطيور الروابي ... فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها؟ والحقل ملك سواها ... اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى ... والصقر قد ملأ الجو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى ... وقد رأت بعضها يؤخذ حيا والبعض يقضي قتيلا
تتغنى .. وعمرها بضع عام ... أفتبكي وقد تعيش طويلا
كن هزاراً في عشه يتغنى ... ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابً يطارد الدود في الأرض وبوماً في الليل يبكي الطلولا
كن غديراً يسير في الأرض رقراقاً فيسقي في جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقيد الماء حتى تستحيل المياه فيه وحولا
أي هذا الشاكي وما بك داء .... كن جميلاً ترى الوجود جميلا!
الله!
بهذه العاطفة السَّمحة الرقراقة، تُشقُّ الحياة!
اختيار موفّق، وفقكِ الله ..
ذكرتني هذه القصيدة، بقصيدة أخرى، تتداخل معها شكلاً ومضمونًا وزنًا وعاطفةً وتركيبًا، وهي للشاعرمُحمد مصطفى حِمَام، إليكِ مقاطع منها:
علمتني الحياةُ أن أتلقّى ... كلَّ ألوانِها رضًا وقَبولاً
ورأيتُ الرضا يخفِّفُ آلامي ... ويلقي على المآسي سدولاً
والذي أُلْهِمَ (الرضا) لا تراه ... أبدَ الدَهرِ حاسدًا أو عذولاً!
أنا راضٍ بكلِّ ما كَتَبَ اللهُ ... ومُزجٍ إليهِ حمدًا جزيلاً!
أنا راضٍ بكلِّ صنفٍ من النّا ... سِ، لئيمًا ألفيتُهُ أو نبيلاً
لستُ أخشى من اللئيمِ أذاهُ! ... لا!، ولنْ أسألَ النبيلَ فتيلا!
فسحَ اللهُ في فؤادي، فلا أر ... ضى من الحُبِّ، والودادِ بديلا!
في فؤادي لكلِّ ضيفٍ مكانٌ ... فكُنِ الضيفَ؛ مؤنسًا أو ثقيلا!!
~*~
ضلَّ مَن يحسبُ (الرضا) عن هوانٍ ... أو يراهُ على (النِّفاقِ) دليلا!
فالرضا نعمةٌ من اللهِ لم يسـ ... ـعدْ بها في العبادِ إلا قليلا!
والرضا آيةُ (البراءةِ) والإيـ ... ـمانِ باللهِ ناصرًا ووكيلا!
~*~
علمتني الحياةُ أنَّ لها طعـ ... ـمَيْنِ: مُرًّا، وسائغًا معسولا!
فتعوَّدتُ حالتَيْها قريرًا ... وألِفتُ التغييرَ والتبديلا!
~*~
أيها الناسُ: كلُّنا شاربُ الكأ ... سَيْنِ: إنْ علقمًا وإنْ سلسبيلا
نحنُ كالرَّوضِ نُضْرةً وذبولاً ... نحنُ كالنجمِ مطلعًا وأفولا
نحنُ كالريحِ ثورةً وسكونًا ... نحنُ كالمُزْنِ مُمْسِكًا وهطولا!
(يُتْبَعُ)
(/)
نحنُ كالظنِ صادقًا وكذوبًا ... نحنُ كالحظِّ مُنصفًا وخذولا!
~*~
قد تُسَرِّي الحياةُ عني فَتُبْدي ... سُخْرياتِ الورى قبيلاً قبيلا
فأراها مواعظًا ودروسًا ... ويراها سِوايَ خطبًا جليلا
~*~
أكثرُ الناسِ يحكمونَ على النا ... سِ، وهيهاتَ أنْ يكونوا عدولا!
فلكم لقَّبوا البخيلَ كريمًا ... ولكم لقَّبوا الكريمَ بخيلا!
ولكم أعطوا المُلِحَّ فأغنوا ... ولكم أهملوا العفيفَ الخجولا!
رُبَّ عذراءَ حرّةٍ وَصَمُوها ... وبغيٍّ قد صوّروها بتولا
وقطيعِ اليدينِ ظُلمًا، ولصٍّ ... أشبعَ الناسُ كفَّهُ تقبيلا!
وسجينٍ صبُّوا عليهِ نكالاً ... وسجينٍ مُدَلَّلٍ تدليلاً!
:
:
علمتني الحياةُ أن الهوى سيـ ... ـلٌ، فمن ذا الذي يردُّ السيولا؟
ثمّ قالتْ: والخيرُ في الكون باقٍ ... بل أرى الخيرَ فيهِ أصلاً أصيلا:
إنْ ترَ الشَّرَّ مُسْتفِيضًا فَهَوِّنْ! ... لا يُحِبُّ اللهُ اليئوسَ الملولا!
ويطولُ الصراعُ بينَ النقيضَيـ ... ـنِ ويطوي الزمان جيلاً فجيلا
وتظلُ الأيامُ تعرضُ لونَيْـ ... ـها على الناسِ بُكرةً وأصيلا:
فذليلٌ بالأمسِ صار عزيزًا ... وعزيزٌ بالأمسِ صار ذليلا
وتظلُ الأرحامُ تدفعُ قابيـ ... ـلاً فيُردي ببغيِهِ هابيلا
ونشيدُ السلامِ يتوهُ سفَّا ... حون، سنُّوا الخرابَ والتّدميرا!
وحقوقُ الإنساِنِ لوحةُ رسّا ... مٍ، أجادَ التزويرَ والتَّضليلا
صورٌ ما سرحتُ بالعينِ فيها ... وبفكري إلا خشيتُ الذهولا!
:
:
قال صحبي: نراكَ تشكو جروحًا؟! ... أينَ لحْنُ (الرِّضا) رخيمًا جميلا؟!
قلتُ: أمّا [جروحُ نفسي]، فقد عوّ ... دْتُها بلسمَ الرِّضا لِتزولا
غيرَ أنَّ السُّكوتَ عنْ [جُرْحِ قومي] ... ليسَ إلا التّقاعُسَ المرذولا!!
لستُ أرضى لأمّةٍ أنبتتني ... خُلُقًا شائهًا، وقدرًا ضئيلا!
لستُ أرضى تحاسُدًا أو شِقاقًا ... لستُ أرضى تخاذُلاً أو خمولا!
أنا أبغي لها الكرامةَ، والمجـ ... ـدَ، وسيفًا على العدا مسلولا!
:
علمتني الحياةُ أنِّيَ إنْ عِشْـ ... ـتُ لنفسي أعِشْ حقيرًا هزيلا!
علمتني الحياةُ أنِّيَ مهما ... أتعلّمْ، فلا أزالُ جهولا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[حلم الوصول]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 10:48 م]ـ
أخواتي: الرحمة وزهرة متفائلة والعقد الفريد،،
شكرا لكن على هذه الباقة الجميلة تفوح أملا .. تفاؤلا وحياة وقد احتضنتها بشده:)
شكرا لطيب مروركن فقد عطر المكان,,
حفظكن الله،،
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 06:05 ص]ـ
صفحةٌ فاضتْ تفاؤلاً ..
شكراً لكم وأراكم الله كل ما حولكم بأعين التفاؤل والسرور ..
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 11:31 ص]ـ
سلمت يمينك ياحلم الوصول على ما زرعت في هذه الصفحة
من تفاؤل وأمل.
وكنتِ قد سألت فيها:
هل شعرتم بالتفاؤل يسري فيكم, هل شعرتم براحة كبيرة؟؟
هل شعرتم أنكم مستعدون لأن تبدأوا حياةً مليئةً بالتفاؤل؟؟
نعم هو كذلك وهذا ما شعرت به فعلاً فبدأت صباحي متفائلة بقرائتي لما كتبتِ
جزاك الله خيراً
ووفقك الله وإيانا لما يحبه ويرضاه:)
ـ[حلم الوصول]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 06:32 م]ـ
أخي السراج شكرا لمرورك،،
وأهلا بك نرجس .. كم أسعدني أن ابتدأتِ نهارك بما طرحته لكم هنا ..
وسلم الله فؤادك ياغالية
حفظكما الله،،(/)
تنبه وفقكم الله.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي أخواتي وجدت الكثير يكتب كلمة إنشاء الله هكذا
وهذا خطأ فادح لأن المعنى تغير للكلمة أنت تقصد المشيئة والإرادة
فكيف تكتب إنشاء الله بهذا الشكل لأنها تعني النشأة والخلق كما في قوله تعالى:
(ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ النَّشْأَةَ الآخرةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شيْءٍ قَدِير)
لكن إذا كنت تقصد بمشيئة الله وإرادته فتكتب هكذا إن شاء الله
لذلك جرى التنبيه.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي أخواتي وجدت الكثير يكتب كلمة إنشاء الله هكذا
وهذا خطأ فادح لأن المعنى تغير للكلمة أنت تقصد المشيئة والإرادة
فكيف تكتب إنشاء الله بهذا الشكل لأنها تعني النشأة والخلق كما في قوله تعالى:
(ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ النَّشْأَةَ الآخرةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شيْءٍ قَدِير)
لكن إذا كنت تقصد بمشيئة الله وإرادته فتكتب هكذا إن شاء الله
لذلك جرى التنبيه.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
جزاك الله خيرا ... على التنبيبه ... وجعله الله في موازين حسناتك ... اللهم آمين
ـ[رحمة]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اختي على النصيحة المفيدة بارك الله فيكِ
و هذا للأسف خطأ يقع فيه الكثيرون حفظنا الله و إياكم من هذه الأخطاء
ـ[زهرة النرجس]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 11:35 ص]ـ
بوركت أختي ترانيم الحصاد على هذا التنبيه
فكثير ما أرى هذا الخطأ(/)
ok وأخواتها ...
ـ[الفصيحة رقم1]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 03:49 م]ـ
أعزائي أهل اللغة الفصحى وعشاقها
وجدت هذه القصيدة في أحد المواقع الأدبية. فأحببت نقلها إعجابا بها , أرجو أن تحوز على رضاكم
هذا ليس بابًا جديدًا من أبواب النحو , ولكنه فصل محزن من فصول تهاون بعض أبنائنا بلغتهم الأصيلة, من الشباب والمراهقين الذين استبدلوا ببعض مفرداتها الراقية ألفاظا أعجمية في مخاطباتهم اليومية وأحاديثهم الجانبية , يرددونها غيرَ واعين بما تكرّسه فيهم من التبعية العمياء.
(أوكي) ترددها وقلبك يطربُ ++++ وتلوكُ من (أخواتها) ما يُجلَبُ
فتقول: (يَسْ) مترنمًا بجوابها ++++ وبـ (نُو) ترد القولَ إذ لا ترغبُ
وتعدّ (وَنْ) مستغنيًا عن (واحدٍ) ++++ وبـ (تُو) تثنّي العدّ حين تُحسِّبُ
تصف الجديد (نيو) و (أُولْدَ) قديمَه ++++ و (بْليزَ) تستجدي بها من تطلبُ
وإذا تودعنا فـ (بايُ) وداعُنا ++++ وتصيح (ولكمْ -هايَ) حين ترحبُ
مهلا بُنيّّ .. فمستعارُ حديثِكم ++++ عبثٌ .. وعُجْمَةُ لفظِه لا تُعرَبُ
تدعو أخاك اليعربيّ كأعجمٍ ++++ مستعرضًا برطانةٍ تتقلبُ!!
تستبدل الأدنى بخير كلامِنا ++++ وكأنّ زامرَ حيِّنا لا يُطرِبُ!!
أنعدّ ذاك هزيمةً نفسيةً ++++ أم أنّه شغبٌ .. فلا نستغربُ؟
مهلا أخي في الضّاد يا ابن عروبتي ++++ إن الفصاحةَ واجبٌ بك يُندَبُ
حسْبُ العروبةِ أن تخاذلَ قومُها ++++ فلنحتفظْ منها بلفظٍ يَعْذُبُ
ـ[خادمة العربية]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 04:26 م]ـ
جميلة بعمق. ووالله إنه وصف الحال فأبلغ
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 05:19 م]ـ
شكراً لك.
هي للشاعر محمد العُود، وفقه الله.
(أوكي) وأخواتها - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26739)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 05:40 م]ـ
أحسنت أبا عبد الله
كنت أبحث عن هذه المشاركة لإرفاقها هنا
فجزاك الله خيرًا
هي للشاعر محمد العُود، وفقه الله.
(أوكي) وأخواتها - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26739)
نشكركِ أخية على نقلكِ
ونعتذر إليكِ فالموضوع مكرر ويتوجب إغلاقه(/)
السجن مدى الحياة لقاتل مروة الشربينى
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 10:10 م]ـ
http://productnews.link.net/reuters/OLMEENT_iptc/12-07-2009/2009-07-12T132247Z_01_ACAE56B0YJU00_RTROPTP_2_OEGEN-EGY-GERMANY-SK2.JPG
صدر يوم الاربعاء حكم على الالماني أليكس فاينز الذي قتل المصرية مروة الشربيني داخل محكمة بألمانيا بالسجن مدى الحياة.
وكان فاينز وهو من أصل روسي ويبلغ من العمر 28 عاما قد طعن مروة 16 طعنة بسكين داخل قاعة المحكمة أمام زوجها وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات.
وأحدث الهجوم الذي وقع في يوليو صدمة في ألمانيا وغضبا في العالم الاسلامي وأثار احتجاجات من مصر الى ايران.
كان بيتر كيس المتحدث بأسم المحكمة العليا فى ولاية دريسدن الألمانية قد قال أن المحكمة ستصدر قرارها فى قضية مقتل الصيدلانية مروة الشربينى فى وقت لاحق الأربعاء وذلك دون النظر الى الوثيقة الروسية التى وصلت الى المحكمة الأثنين وتشير الى أن الجانى اليكس فينس قد اعفى من التجنيد فى روسيا عام2000 عندما تأكد من مرضه بانفصام الشخصية.
وأوضح المتحدث فى برلين أن الجانى لم يقم بأى فحص طبى اخر أو داوم على زيارة الطبيب لمعالجته حتى أن الهيئة الروسية المختصة الغت متابعته عام 2004 من قوائمها.
وكان فرانك هاينريش رئيس الادعاء في قضية مقتل مروة الشربيني "شهيدة الحجاب" قد طالب فى مرافعته خلال الجلسة التى عقدتها المحكمة الاثنين بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة على اليكس دابليو المتهم بطعن الشربيني حتى الموت في قاعة المحكمة في يوليو الماضي.
وقال ان الجانى خطط مسبقا بدم بارد لجريمته بدافع "الكراهية المطلقة لغير الاوروبيين والمسلمين".
واشار رئيس الادعاء امام المحكمة الى ان "اليكس ذبح الشربيني امام طفلها البالغ من العمر ثلاثة اعوام مثل القاتل المأجور"، كما انه شرع في قتل زوج مروة الشربيني أيضا الذي حاول انقاذها.
وأكد هاينريش ضرورة توقيع العقوبة القصوى على المتهم وهي السجن مدى الحياة، وهذه العقوبة تطبق على مرتكبي الهجمات ذات الطابع الوحشي او الهجمات على ضحايا غير مشتبه بهم، وقال هاينريش ان هذين الشرطين يتوافران في هذه القضية، لذلك لا ينبغي السماح بالافراج المشروط عن المتهم بعد 15 عاما.
وتلقى هذة القضية التى تجرى مداولاتها منذ يوم 26 أكتوبر الماضى اهتماما دوليا كبيرا نظرا لما لما أحدثته من تأثير على الرأى العام يصب بالدعاية المسئة للأسلام.
وتعد مجموعة من المسلمين فى المانيا والتى يرأسها بيتر فوجل الالمانى المتحول للاسلام ونائبة محمد فيفكى - للتظاهر أمام مقر المحكمة إحتجاجا على حملات الدعاية ضد الاسلام على شبكات الانترنت الالمانية .. وتطالب حكومة المانيا بمحو وازالة كل ما يصب بالدعاية السيئة للاسلام على شبكات الانترنت الالمانية.
مصدر الخبر ( http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2009/november/11/marwa.aspx)
ـ[رحمة]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 10:29 م]ـ
الله أكبر و لله الحمد
هذا هو عدل الله اللهم أعز الاسلام و المسلمين و أرفع راية الاسلام عالية دائماً
جزاكم الله خيراً و بارك الله فيكم
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 10:46 ص]ـ
الله أكبر .. الله أكبر
اللهم انصر الإسلام والمسلمين يارب العالمين
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا دجانة على النقل.
ورحم الله الأخت مروة وجعل ذلك سببا ووسيلة إلى غفران ذنبها.
والعقوبة في حقيقتها تؤول إلى السجن 15 عاما فقط.
ومن مفكرة الإسلام:
"أقصى عقوبة في ألمانيا هي السجن مدى الحياة وعادة ما يتم تحويلها إلى عقوبة مع وقف التنفيذ بعد مرور 15 عاماً، ولكن في حال خلصت المحكمة إلى أن الجاني ارتكب "ذنباً جسيماً"، فإن هذا يطيل مدة بقائه خلف القضبان". اهـ
وهي لا تعادل عقوبة تلك الجريمة في شرعنا فجزاؤه القتل إذ هو: "حربي" معاد للإسلام بامتياز! ومن قرأ رسالته عن تلك الجريمة، وقد نشرها موقع مفكرة الإسلام تبين له كيف بربى أولئك على: احترام الآخر والتعايش معه!، وعموما فهو أحد أبناء روسيا الأرثوذكسية، وأفعالها في المسلمين في القفقاز والجمهوريات الإسلامية أيام كانت أرثوذكسية ثم لما صارت شيوعية ثم لما عادت لترتدي نفس الرداء النصراني المتعصب، تلك الأفعال خير شاهد على طبيعة الشخصية الروسية، فلن تغير هجرته إلى ألمانيا من ثقافته التسامحية شيئا!. وقد رأينا أحد آثارها، والقوم علمانيون ملحدون فإذا كانت المواجهة مع الإسلام استرجع كل خلفيته الدينية التي تكيل تهم البربرية والهمجية ....... إلخ للإسلام وأهله، وبطبيعة الحال لم يحاول أي مغفل منهم التأكد من صحة ما يلقى على سمعه من قاذورات. وليس لنا طاقة بتنفيذ القصاص فيه، فليس لنا من سبيل إلا التسليم لحكم المحكمة الألمانية وإن لم يكن وفق الشريعة السماوية.
والحمد لله على كل حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك أبا دجانة
ورحمها الله والمسلمين
أردت أن أشير كما أشار أخي المهاجر:
بأن عقوبة السجن المؤبد في ألمانيا تساوي خمس عشرة سنة فقط
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 05:30 ص]ـ
مؤبّد = 15 عامأ؟؟!!
هزُلَتْ!!!
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 06:27 ص]ـ
مهاجر: كلام في عين الحقيقة ..
ونقول الحمد لله
ورحم الله الأخت مروة
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 07:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا دجانة على النقل.
ورحم الله الأخت مروة وجعل ذلك سببا ووسيلة إلى غفران ذنبها.
والعقوبة في حقيقتها تؤول إلى السجن 15 عاما فقط.
ومن مفكرة الإسلام:
"أقصى عقوبة في ألمانيا هي السجن مدى الحياة وعادة ما يتم تحويلها إلى عقوبة مع وقف التنفيذ بعد مرور 15 عاماً، ولكن في حال خلصت المحكمة إلى أن الجاني ارتكب "ذنباً جسيماً"، فإن هذا يطيل مدة بقائه خلف القضبان". اهـ
وهي لا تعادل عقوبة تلك الجريمة في شرعنا فجزاؤه القتل إذ هو: "حربي" معاد للإسلام بامتياز! ومن قرأ رسالته عن تلك الجريمة، وقد نشرها موقع مفكرة الإسلام تبين له كيف بربى أولئك على: احترام الآخر والتعايش معه!، وعموما فهو أحد أبناء روسيا الأرثوذكسية، وأفعالها في المسلمين في القفقاز والجمهوريات الإسلامية أيام كانت أرثوذكسية ثم لما صارت شيوعية ثم لما عادت لترتدي نفس الرداء النصراني المتعصب، تلك الأفعال خير شاهد على طبيعة الشخصية الروسية، فلن تغير هجرته إلى ألمانيا من ثقافته التسامحية شيئا!. وقد رأينا أحد آثارها، والقوم علمانيون ملحدون فإذا كانت المواجهة مع الإسلام استرجع كل خلفيته الدينية التي تكيل تهم البربرية والهمجية ....... إلخ للإسلام وأهله، وبطبيعة الحال لم يحاول أي مغفل منهم التأكد من صحة ما يلقى على سمعه من قاذورات. وليس لنا طاقة بتنفيذ القصاص فيه، فليس لنا من سبيل إلا التسليم لحكم المحكمة الألمانية وإن لم يكن وفق الشريعة السماوية.
والحمد لله على كل حال.
رد نفيس كعادة ردود أستاذنا، جزاه الله خيرا، وجزى أستاذنا أبا دجانة خير الجزاء كذلك.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 06:40 ص]ـ
ولماذا غطوا رأسه ووجهه؟!!
كأنهم إن أطلقوا سراحه فلن يعرفه أحد، أليس كذلك؟
ـ[رحمة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:31 م]ـ
ولماذا غطوا رأسه ووجهه؟!!
كأنهم إن أطلقوا سراحه فلن يعرفه أحد، أليس كذلك؟
هو من كان يغطي وجهه أستاذي و لم يرد أن يكشفه أبداً بالرغم من إلحاح القاضية عليه أراد استفزاز المحكمة و لكن لم يفلح الحمد لله(/)
فضل عشر ذي الحجة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 07:51 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
ها نحن بعد أيام قلائل سنستضيف عشر أيام فضيلة فأرجو ألا نفوت أجرها ... فنحن بأمس الحاجة لهذا الأجر العظيم الذي يمكن أن نقطفه منها ...
عشر ذي الحجة
تمتاز حياة الإنسان المسلم بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ، وعملٍ صالحٍ، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله جل في عُلاه، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع. والمعنى أن حياة الإنسان المسلم يجب أن تكون كلَّها عبادةٌ وطاعةٌ وعملٌ صالحٌ يُقربه من الله تعالى، ويصِلُه بخالقه العظيم جل في عُلاه في كل جزئيةٍ من جزئيات حياته، وفي كل شأنٍ من شؤونها.
من هنا فإن حياة الإنسان المسلم لا تكاد تنقطع من أداء نوعٍ من أنواع العبادة التي تُمثل له منهج حياةٍ شاملٍ مُتكامل؛ فهو على سبيل المثال مكلفٌ بخمس صلواتٍ تتوزع أوقاتها على ساعات اليوم والليلة، وصلاة الجمعة في الأسبوع مرةً واحدة، وصيام شهر رمضان المبارك في كل عام، وما أن يفرغ من ذلك حتى يُستحب له صيام ستةِ أيامٍ من شهر شوال، وهناك صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، ثم تأتي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة فيكون للعمل الصالح فيها قبولٌ عظيمٌ عند الله تعالى.
وليس هذا فحسب؛ فهناك عبادة الحج وأداء المناسك، وأداء العُمرة، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، ثم صيام يوم عاشوراء ويومٍ قبله أو بعده، إضافةً إلى إخراج الزكاة على من وجبت عليه، والحثُّ على الصدقة والإحسان، والإكثار من التطوع في العبادات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول أو العمل أو النية، إلى غير ذلك من أنواع العبادات والطاعات والقُربات القولية والفعلية التي تجعل من حياة المسلم حياةً طيبةً، زاخرةً بالعبادات المستمرة، ومُرتبطةً بها بشكلٍ مُتجددٍ دائمٍ يؤكده قول الحق سبحانه: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) سورة الشرح: الآية رقم 7.
من هنا فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها والاستزادة فيها من الخير عن طريق أداء بعض العبادات المشروعة، والمحافظة على الأعمال والأقوال الصالحة التي تُقربه من الله تعالى، وتُعينه على مواجهة ظروف الحياة بنفس طيبةٍ وعزيمةٍ صادقة.
وفيما يلي حديثٌ عن فضل أحد مواسم الخير المُتجدد في حياة الإنسان المسلم، والمُتمثل في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وما لها من الفضل والخصائص، وبيان أنواع العبادات والطاعات المشروعة فيها؛ إضافةً إلى بعض الدروس التربوية المستفادة منها.
* فضل الأيام العشر:
= أولاً / في القرآن الكريم:
وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (سورة الحج: الآيتان 27 - 28). حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله: " عن ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات أيام العشر " (ابن كثير، 1413هـ، ج 3، ص 239).
كما جاء قول الحق تبارك وتعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر: الآيتان 1 – 2). وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله: " وقوله: " وَلَيَالٍ عَشْرٍ "، هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه " (الطبري، 1415هـ، ج 7، ص 514).
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله: " والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف " (ابن كثير، 1414هـ، ج 4، ص 535).
وهنا يُمكن القول: إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحاً في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.
ثانياً / في السنة النبوية:
ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الأول: عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ (يعني أيامَ العشر). قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء " (أبو داود، الحديث رقم 2438، ص 370).
الحديث الثاني: عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن العشرَ عشرُ الأضحى، والوترُ يوم عرفة، والشفع يوم النحر " (رواه أحمد، ج 3، الحديث رقم 14551، ص 327).
الحديث الثالث: عن جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ". قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال: " هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله " (ابن حبان، ج 9، الحديث رقم 3853، ص 164).
الحديث الرابع: عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عملٍ أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهادُ في سبيل الله؟. قال: " ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء. قال وكان سعيد بن جُبيرٍ إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يُقدرُ عليه " (رواه الدارمي، ج 2، الحديث رقم 1774، ص 41).
الحديث الخامس: عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة ". قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟. قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب " (رواه الهيثمي، ج 4، ص 17).
وهنا يمكن القول: إن مجموع هذه الأحاديث يُبيِّن أن المُراد بالأيام العشر تلك الأيام العشرة الأُولى من شهر ذي الحجة المُبارك.
* خصائص الأيام العشر:
للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة، نذكرُ منها ما يلي:
(1) أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر: الآيتان 1 - 2). ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها.
(2) أن الله تعالى سماها في كتابه " الأيام المعلومات "، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (سورة الحج: الآية 28)، وقد جاء في بعض التفاسير أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة.
(3) أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد " (رواه أحمد، مج 2، ص 131، الحديث رقم 6154).
(4) أن فيها (يوم التروية)، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج.
(5) أن فيها (يوم عرفة)، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام، وله فضائل عظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المُباهاة فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-أنها قالت: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيع عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ " (رواه مسلم، الحديث رقم 3288، ص 568).
(6) أن فيها (ليلة جَمع)، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة.
(7) أن فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
(8) أن فيها (يوم النحر) وهو يوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر، ثم يوم القَرِّ " (رواه أبو داود، الحديث رقم 1765، ص 271).
(يُتْبَعُ)
(/)
(9) أن الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين.
(10) أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان؛ لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب: " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة " (ابن تيمية، ................... ).
(11) أن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره " (فتح الباري، ....................... ).
(12) أنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج.
* بعض العبادات و الطاعات المشروعة في الأيام العشر:
مما لاشك فيه أن عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من الأمور الواجبة والمطلوبة من الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين؛ إلا أنها تتأكد في بعض الأوقات والمناسبات التي منها هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة، حيث أشارت بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل الاستحباب، ومن ذلك ما يلي:
= الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك و تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (سورة الحج: الآية 28).
ولما حث عليه الهدي النبوي من الإكثار من ذكر الله تعالى في هذه الأيام على وجه الخصوص؛ فقد روي عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التكبير، والتهليل، والتحميد " (أحمد، مج 2، ص 131، الحديث رقم 6154).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض السلف كانوا يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام العشر، فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم، ومما يُستحب أن ترتفع الأصوات به التكبير وذكر الله تعالى سواءً عقب الصلوات، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها.
كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها.
= الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى إذ إن " النوافل تجبر ما نقص من الفرائض، وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه، ومن أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة الحسنات " (عبد الله بن جار الله، 1410هـ، ص 181).
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار منها قولاً وعملاً، وهو ما يؤكده الحديث الذي روي عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " عليك بكثرة السجود لله؛ فإنّك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئةً " (رواه مسلم، الحديث رقم 1093، ص 202).
= ذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق، عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء، والاقتداء بهدي النبوة المُبارك.
= الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية: لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين، قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (سورة الحديد:الآية 11). ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم. ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً وغير مادية فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " على
(يُتْبَعُ)
(/)
كل مُسلمٍ صدقة ". فقالوا: يا نبي الله! فمن لم يجد؟ قال: " يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق ". قالوا: فإن لم يجد؟ قال: " يُعين ذا الحاجة الملهوف ". قالوا: فإن لم يجد؟ قال: " فليعمل بالمعروف وليُمسك عن الشر فإنها له صدقةٌ " (رواه البخاري، الحديث رقم 1445، ص 233).
= الصيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها، ولما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة؛ فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعَ ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيامٍ من كُلِ شهر، أول اثنين من الشهر والخميس " (رواه أبو داود، الحديث رقم 2437، ص 370).
وليس هذا فحسب فالصيام من العبادات التي يُتقرب بها العباد إلى الله تعالى والتي لها أجرٌ عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: " يُكفِّر السنة الماضية والباقية " (رواه مسلم، الحديث رقم 2747، ص 477).
= قيام الليل لكونه من العبادات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على المُحافظة عليها من غير إيجاب، ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر رمضان المُبارك، وليالي الأيام العشر ونحوها. ثم لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} (سورة الفرقان:الآية 64). لأنهم يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين مُتهجدين ذاكرين مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله، ويستعيذونه من عذابه.
= أداء العمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج حيث إن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في أشهر الحج، ولما ورد في الحث على الإكثار منها والمُتابعة بينها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما بينهما " (رواه البُخاري، الحديث رقم 1773، ص 285).
= زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم لعظيم أجر الصلاة في المسجد النبوي الذي ورد أن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرُ من ألف صلاةٍ في غيره من المساجد؛ إلا المسجد الحرام " (رواه مسلم، الحديث رقم 3375، ص 583). ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من فرصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما والسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب.
= التوبة والإنابة إلى الله تعالى إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام، ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً فيما عند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة النور: من الآية 31).
ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
* بعض الدروس التربوية المستفادة من أحاديث فضل الأيام العشر:
(1) التنبيه النبوي التربوي إلى أن العمل الصالح في هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله تعالى منه في غيرها، وفي ذلك تربيةٌ للنفس الإنسانية المُسلمة على الاهتمام بهذه المناسبة السنوية التي لا تحصل في العام إلا مرةً واحدةً، وضرورة اغتنامها في عمل الطاعات القولية والفعلية، لما فيها من فرص التقرب إلى الله تعالى، وتزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي الذي يرفع من الجوانب المعنوية عند الإنسان، فتُعينه بذلك على مواجهة الحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) التوجيه النبوي التربوي إلى أن في حياة الإنسان المسلم بعض المناسبات التي عليه أن يتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً يمكن تحقيقه بتُغيير نمط حياته، وكسر روتينها المعتاد بما صلُح من القول والعمل، ومن هذه المناسبات السنوية هذه الأيام المُباركات التي تتنوع فيها أنماط العبادة لتشمل مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية.
(3) استمرارية تواصل الإنسان المسلم طيلة حياته مع خالقه العظيم من خلال أنواع العبادة المختلفة لتحقيق معناها الحق من خلال الطاعة الصادقة، والامتثال الخالص. وفي هذا تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من المهد إلى اللحد، وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين: " فالعبادة بمعناها النفسي التربوي في التربية الإسلامية فترة رجوعٍ سريعةٍ من حينٍ لآخر إلى المصدر الروحي ليظل الفرد الإنساني على صلةٍ دائمةٍ بخالقه، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسيته صفاءً وسلامةً " (عبد الحميد الهاشمي، 1405هـ، ص 466).
(4) شمولية العمل الصالح المتقرب به إلى الله عز وجل لكل ما يُقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته، سواءً أكان ذلك قولاً أم فعلاً، وهو ما يُشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم " العمل الصالح "؛ ففي التعريف بأل الجنسية عموميةٌ وعدم تخصيص؛ وفي هذا تربيةٌ على الإكثار من الأعمال الصالحة، كما أن فيه بُعداً تربوياً لا ينبغي إغفاله يتمثل في أن تعدد العبادات وتنوعها يُغذي جميع جوانب النمو الرئيسة (الجسمية والروحية والعقلية) وما يتبعها من جوانب أُخرى عند الإنسان المسلم.
(5) حرص التربية الإسلامية على فتح باب التنافس في الطاعات حتى يُقبِل كل إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير كالعبادات المفروضة، والطاعات المطلوبة من حجٍ وعمرةٍ، وصلاةٍ وصيامٍ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ ... الخ. وفي ذلك توجيهٌ تربويُ لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد والمنافع والغايات الأُخروية المُتمثلة في الفوز بالجنة، والنجاة من النار.
(6) تكريم الإسلام وتعظيمه لأحد أركان الإسلام العظيمة وهو الحج كنسكٍ عظيمٍ ذي مضامين تربوية عديدة تبرزُ في تجرد الفرد المسلم من أهوائه ودوافعه المادية، وتخلصه من المظاهر الدنيوية، وإشباعه للجانب الروحي الذي يتطلب تهيئةً عامةً، وإعدادًا خاصاً تنهض به الأعمال الصالحات التي أشاد بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث مختلفة، لما فيها من حُسن التمهيد لاستقبال أعمال الحج، والدافع القوي لأدائها بشكلٍ يتلاءم ومنزلة الحج التي -لا شك –أنها منزلةٌ ساميةٌ عظيمة القدر.
(7) تربية الإنسان المسلم على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته؛ لاسيما وأن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلق منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت انطلاقاً من توجيهات النبوة التي حثت على ذلك ودعت إليه.
وليس هذا فحسب؛ فهذه الأيام العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس والمضامين التربوية، التي علينا جميعاً أن نُفيد منها في كل جزئيةٍ من جزئيات حياتنا، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها، والله نسأل التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.
منقول
ـ[رحمة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة على الإفادة الجميلة
و بارك لكِ هذا النقل الجميل و المفيد
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة على الإفادة الجميلة
و بارك لكِ هذا النقل الجميل و المفيد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... ما رأيك أن ننفذ ما فيه وأوله الصيام .... ؟؟
ـ[رحمة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:58 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... ما رأيك أن ننفذ ما فيه وأوله الصيام .... ؟؟
طبعاً أختي إن شاء الله أدعو الله أن يمكنا من صيام الأيام كلها و يتقبل منا جميعاً صالح الأعمال بإذن الله
بارك الله فيكِ و وفقك للخير دائماً
ـ[إماراتية]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:49 ص]ـ
أنا بالنسبة لي تديني طول العام لا يتغير كما هو
أعتقد أنني على الصواب
ـ[فصيحة حدي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 03:59 ص]ـ
بارك الله بك أختنا زهرة ..
ماأحوجنا لهذا التذكير، وشحذ الهمم.
أعان الله الجميع.
ـ[<>دخون<>]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:10 م]ـ
تذكير راائع
وجزاءك ِ خير الجزاء عنه
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:12 م]ـ
أنا بالنسبة لي تديني طول العام لا يتغير كما هو
أعتقد أنني على الصواب
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
إيمان العبد يزيد وينقص .... وما أحوجنا في تنويع العبادات التي نؤديها ... عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسالوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم] رواه الحاكم وهو في الصحيحة وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
وتعتري قلب المؤمن في بعض الأحيان سحابة من سحب المعصية، فيظلم وهذه الصورة صورها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء] رواه أبو نعيم في الحلية وهو في الصحيحة.
أختي الغالية .... إماراتية
الروتين الحياتي الذي نمارسه أصبح يرافقنا حتى عند تأدية صلواتنا ... فأصبحنا نصلي الصلاة من أجل أن نؤديها فقط دون أن نشعر بلذتها ... حركات فقط ... ولقد أختفت تلك اللذة التي ينبغي أن تصاحب قلوبنا ...
تنويع ما نفعل من عبادات يشعرنا بلذة الحياة .... ودمتِ موفقة
أختي العزيزة إماراتية
ما رأيك ... هل ستغيرين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:17 م]ـ
بارك الله بك أختنا زهرة ..
ماأحوجنا لهذا التذكير، وشحذ الهمم.
أعان الله الجميع.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... فصيحة حدي
جزاكِ الله خيرا ..... صدقتِ .... ما أحوجنا جميعا لهذا التذكير .... وأشكر من كتب هذه الأسطر لنا حتى نتذكر ... وأسأله تعالى أن يجعله في عليين مع الأنبياء والصالحين ... وجزاه الله خيرا ....
بوركتِ أخية وبوركت كلماتك الجميلة .... ودمتِ سالمة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:20 م]ـ
تذكير راائع
وجزاءك ِ خير الجزاء عنه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... دخون
جزاك الله خيرا ..... على مرورك الطيب .... على هذه النافذة ونفع بك ....
وجميل هو دعائك غاليتي ... ودمتِ موفقة(/)
ثمانون وصية ووصية لتكون من أهل الجنة
ـ[هدى على]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:32 ص]ـ
المقدمة
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزل، ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والوصول إلى جنات المأوى ولم يتخذ سواها شغلا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما.
وبعد
ما أجمل الحديث عندما يكون عن الجنة.
وما أدراكم ما الجنة، الجنة دار المتقين مهوى أفئدة عباد الله الصالحين، الجنة مطمع كل صالح من عباد الله، الجنة فوق ما يخطر بالبال، ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً)):.
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة: ((قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)).
ومن فضل الله عز وجل ورحمته أن جلَّى لنا أمر الجنة، ووصف نعيمها، وأكَّد خلودها وكمالها من غير نكد ولا تنغيص ولا نقص، لا حر ولا برد، لا تعب ولا صخب ولا نصب، لا عجز ولا هرم. غمسة في الجنة تنسي كل شقاء في هذه الحياة، ثم أظهر سبحانه في الجانب الآخر حقيقة النار وعذابها؛ لهيب يتصاعد، وصراخ مفزع وخوف وحميم وزقوم وتقريع وتوبيخ وأهوال وشهيق وزفير، غمسة فيها تنسى كل نعيم في هذه الحياة، نسأل الله أن يجير هذه الوجوه، ذلك كله لماذا يا عباد الله؟ ليسعى المؤمنون إلى الجنة بلهفة وشوق مشرئبين إلى نعيمها ورياضها وقصورها، ذلك كله -أيضًا- لينأى الخلق عن النار بحذر وخوف، كل ذلك (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) كل ذلك (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ..
الجنة دار خلقها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه،ووصف نعيمها بالفوز العظيم،وملكها بالملك الكبير،وأودعها الخير بحذافيرها، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص. فتبًّا لنفوسٍ لا تشتاق إليها، ولا تتشوَّف لرؤيتها، ولا تعمل لدخولها!
وبعدًا لقلوبٍ لا تحنُّ لذكرها، ولا تئنُّ من اللهفة لها!
إن الجنة هي سلعة الله الغالية التي تحتاج إلى سعي وعمل، وبدون السعي والعمل يصبح طلب الجنة جنون وعبث، يقول سبحانه: ((وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)).
فلا جنة إلا بسعي لها، يقول يحيى بن معاذ كما في صفة الصفوة: "عمل كالسراب وقلب من التقوى خراب وذنوب بعدد الرمل والتراب ثم تطمع في الكواعب الأتراب! هيهات أنت سكران بغير شراب".
لذا وجب علينا أن نعمل للجنة، وأن نعلم أن ملذات الحياة الدنيا ينبغي أن لا تلهينا عن الملذات الباقية في الآخرة، وليعلم كل مُنعَّم ومترف ولاهٍ وعابث أن عذاب الآخرة إذا تعرض له سوف ينسيه كل هذا الترف والنعيم، وليعلم كل فقير أو معوز أو بائس أن نعيم الجنة إن كان من أهلها سوف ينسيه كل هذا البؤس، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أنس: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بى بؤس قط، ولا رأيت شدة قط))، فهل يستحق نعيم هذه قيمته أن نعصي الله من أجله؟! هل تستحق حياة تنسى بغمسة في جهنم أن نضحي بديننا من أجلها؟!
اللهم إنا نسألك الحنة وما قرّب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرّب اليها من قول وعمل
هذه الرسالة
وقفة تأمل مع صفات أهل الجنة.
وقفة بحث عن صفات وأعمال من بُشروا بالجنة.
كيف نكون من أهل الجنة؟.
أعمال أدخلت أصحابها الى الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الكريم الوهاب الغفور الوهاب أن يجعلنا من أولياءه،وأصفياءه،وأحبابه الذين يدخلهم دار كرامته،الجنة إنه وليّ ذلك والقادر عليه
كما أسأله ان ينفع بهذه الرسالة وأن يجعلها ذخراً للقاريء والكاتب في الدنيا والاخرى، اللهم أمين .. أمين
1 - أبوبكر وفعل الخيرات:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما اجتمعن في امرئ، إلا دخل الجنة.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر، رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه بوجهه فقال:
هل فيكم أحد أصبح اليوم صائما؟ فقال:عمر بن الخطاب: يا رسول الله لم أحدث نفسي بالصوم فأصبحت مفطرا،فقال أبو بكر: لكني حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل أحد منكم اليوم عاد مريضا؟ فقال:
يا رسول الله، صلينا ثم لم نبرح فكيف نعود المرضى! فقال أبوبكر: بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاكي، فجعلت طريقي عليه حين خرجت إلى المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تصدَّق أحد منكم اليوم بصدقة؟ فقال عمر يا رسولالله صلينا ثم لم نبرح. فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل، فو جدت كسرة خبزشعير في يد عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت فأبشربالجنة. فتنفس عمر: أوّه، أوّه، أوّه للجنة)
2 - عثمان رضي الله عنه والإنفاق:
عن ثمامة بن حزن القشيري، رحمه الله، قال: شهدت يوم الدار، حين أشرف عليهم عثمان. فقال ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم علي. فجئ بهما كأنهما جملان ـ أو كأنهما حماران قال: فأشرف عليهم عثمان، فقال: أنشدتكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب إلا بئر رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من يشتريها ويجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي، وأنا اليوم أمنع أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر قالوا: نعم. قال:
وأنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان، فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فأشتريها من صلب مالي. وأنا اليوم أمنع أن أصلي فيه ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم. قال: وأنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهز جيش العسرة وجبت له الجنة. وجهزته؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: وأنشدكم بالله والإس لام هل تعلمون إني كنت على ثبير مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض، فركضه رسول الله صلىالله عليه وسلم برجله، وقال: اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان فقالوا: اللهم نعم.فقال: الله أكبر شهدوا لي بالجنة ورب الكعبة ـ ثلاثا ( ..
3 - يا خاطب الحور:
أحدالتابعين يقول وكله إشتياق الى الجنة وحورها: لأشترين حورية من الحور العين بثلاثين ختمة للقرآن لا أنام حتى أختم هذه الثلاثين ختمة، ويختم تسعًا وعشرين فيغلبه النوم فينام فيرى حورية من حوريات أهل الجنة تأتي فتركله برجلها، وتقول:
أتخطُبُ مثْلِي وعنِّي تَنَامُ ... ونومُ المُحبِّينَ عنِّي حَرَام
لأنا خُلِقْنَا لكلِّ امرئٍ ... كَثيرِ الصلاةِ كثيرِ القِيام
فقام بعدها، وأكمل ذلك واجتهد، وقال: برحمة الله لأجتهدن إلى أن أنال هذه؛ إلى أن أنال هذه الحورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
[وأبو سليمان الدارني] –عليه رحمة الله- ينام ليلة من الليالي، عابد زاهد عبَد الله، وأخلص لله، وصدق مع الله، يمني نفسه بما في الجنة من نعيم، فيقول في ليلة من الليالي –نائمًا والنفس أحيانًا تحدث بما ترغب وبما تريد وبما تحب- قال: فرأيت –فيما يرى النائم- كأن حورية جاءتني، وقالت: ما هكذا يفعل الصالحون –يا أبا سليمان- أتنام وأنا أربى لك في الخدور من خمسمائة عام. لا إله إلا الله؛ فما نام بعدها إلا قليلا؛ جد وطلب ليلحق بها.
وأبو سليمان إيضاً كانت له رحلة الحج المعروفة، والتي ذكرها صاحب حادي الأرواح -عليه رحمة الله- يقول: رافقه شاب عراقي في طريقه إلى الحج، قال: فما رأيت هذا الشاب إلا باكيًا أو تاليًا أو مصليًا؛ نركب فيتلو القرآن، ننزل فنصلي فيصلي، ويذكر الله، لا يتكلم بكلام إلا بذكر الله أو بالصلاة والقيام، قال: فقلت: لا أسأله ولا أشغله، وعندما رجعنا من رحلة الحج، ووصلنا إلى بلاد العراق. قال: قلت له: أيها الشاب أسألك بالله؛ ما الذي هيَّجك على العبادة؟ ما الذي هيَّجك على العبادة لا تفتر عنها؟ قال: يا] أبا سليمان] أما إن سألتني؛ فإني رأيت -فيما يرى النائم- حورية في قصر من ذهب، وقصر من فضة، له شرفتان من زبرجد وياقوت، وبينهما هذه الحورية مرخية شعرها لم أرَ جمالا كذاك الجمال، وهي تقول لي: جِدّ إلى الله في طلبي؛ فإني أربى لك في الخدور من خمسمائة عام، فوالله برحمة الله، وأقسم على الله برحمته: لأجتهدنَّ حتى أصلها أو أهلك دونها. والله لا أرتاح حتى أبلغ تلك المنزلة، هيَّجهم ذكر الجنة إلى الجنة، طيَّرت الجنة نوم العابدين من جفونهم، فتركوا الفراش، واتجهوا إلى الله في أسحارهم وفي لياليهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا يأتي أحدهم، فيفرش فراشه، ثم يضع يده عليه، ويقول: والله إنك لَلَيِّنٌ، لكن فراش الجنة ألْيَن، فيقوم ليله كله لا ينام
ولله كمْ حوريةٍ إنْ تبسمتْ ... أضاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ
فيَا لذَّةَ الأبصارِ إنْ هِيَ أقْبَلتْ ... ويا لذة الأسماع حين تكلم
فيا خاطِبَ الحسناءِ إنْ كنْتَ بَاغِيًا ... فهذا زمانُ المَهرِ فَهْوَ المُقدَّمُ
فأقْدِمْ ولا تقنعْ بعيشٍ مُنغصٍ ... فَمَا فَاتَتِ اللّذاتُ مَن ليس يَقْدُمُ
وإن ضاقتْ الدنيَا عليكَ بأسرِها ... ولَمْ يكن فيها مَنزِلٌ لك يُعْلَمُ
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنَّها ... منازلُنَا الأُولَى وفيها المخيمُ
يقول أبو هريرة رضي الله عنه يوم إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف كلهن مثل جمالها تقول هذه العيناء أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
وعنْ مُعاذ بْنِ أَنَسٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (مَنْ كظَمَ غيظاً، وهُو قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى عَلَى رُؤُوسِ الْخلائقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ)
4 - بلال رضي الله عنه والوضوء:
رضي الله عنه مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أسلم قديما فعذبه قومه وجعلوا يقولون له: ربك اللات والعزى، وهو يقول أحد أحد. فأتى عليه أبو بكر فاشتراه بسبع أواق وقيل بخمس، فأعتقه الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذن له حضرا وسفرا. وكان خازنه على بيت ماله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال صلاةالغداة:" حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة. قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ".
5 - أين أمثال أبو الدحداح؟
أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح الأنصاري رضي الله عنه شهد أحدا وقتل يومئذ.
وعن جابر بن سمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الطبراني في الأوسط) 1887) 517/ 2 من حديث عمر، ولفظه " لما نزلت:} من ذاالذي يقرض الله قرضا حسنا {قال أبو الدحداح: استقرضنا ربنا من أموالنا يا رسول الله؟ قال: نعم.
قال: فإن لي حائطين، أحدهما بالعالية، والآخر بالسافلة فقد أقرضت ربي خيرهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رب عذقا مدلى لأبي الدحداح في الجنة ".
وفي رواية أخرى كان غلام من الأنصار يملك بستانًا يجاور بستان رجل من الصحابة، فأراد الغلام أن يبني حائطًا يفصل بستانه عن بستان صاحبه، فاعترضت له نخلة هي في نصيب الآخر، فأتاه فقال: أعطني النخلة أو بعني إياها، فأبى، فأقبل الغلام على رسول الله فشكا له الحال، فأمره أن يأتي بصاحبه، فأقبلا والنبي عليه الصلاة والسلام بين أصحابه، فقال له: ((أعطه النخلة))، قال: لا، فكرّر عليه ثلاثًا وهو يأبى، عندها قال النبي صلىالله عليه وسلم: ((أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة))، قال: لا، والصحابة يرقبون الموقف ويكبِرون العرض ويعظمون الثمن ويستنكرون الإحجام من الرجل. وبينا الدهشة تعلو الوجوه وصمت الاستغراب يملأ المكان إذ شق ذلكم الصمت صوت أبي الدحداح رضى الله عنه وهو يقول: يا رسول الله، إن أنا اشتريتُ النخلة ووهبتها الغلام ألي النخلة في الجنة؟ قال: ((نعم))، فقال أبو الدحداح: يا هذا، قد ابتعتُ النخلة ببستاني الذي فيه ستمائة نخلة، فقبل، فذهب أبو الدحداح مسرعًا إلى بستانه ينادي زوجته: يا أم الدحداح، اخرجي وأبناءك فقد بعت البستان. قالت: لمن؟ قال: لله بنخلة في الجنة، قالت: ربح بيعك وبارك الله لك فيما اشتريت. ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: ((كم من عذق معلّق أو مدلىّ في الجنة لأبي الدحداح)). ستمائة نخلة وماء نقيّ وظلّ وافر وأشجار وثمار، أطيار وأزهار بنخلة واحدة. نعم ولم لا؟! إنها نخلة في الجنة.
6 - الدفاع عن الحق وأهله:
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال:" من يردهم عنا وله الجنة. أو هو رفيقي في الجنة (؟ فتقدم
رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل. ثم رهقوه أيضا)
7 - حب سورة الإخلاص:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء،فكان كلما افتتح سورة يقرأبها لهم في الصلاة مما يقرأبه، افتتح بـ} قل هو الله أحد {حتى يفرغمنها ثم يقرأ سورة أخرى معها فكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا تدري أنها تجزؤك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها،وتقرأ بأخرى؟
فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمّكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم،وكانوا يرون أنه من أفضلهم، فكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال:"
يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة كل ركعة؟ " قال: إني أحبها. قال:" حبك إياها أدخلك الجنة؟ ".
8 - الإحسان الى الناس:
-عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن فلانة ذكر من كثرة صلاتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: (هي في النار.
قال: إن فلانة ذكر من قلة صلاتها وصيامها وإنها ما تصدقت بأثوار أقط، غير أنها لا تؤذي جيرانها. قال: هي في الجنة.)
9 - الصبر يا أهل البلاء:
أم زفر الحبشية
عن عطاء بن أبي رباح قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. قالت أصبر. قالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها.
وعند البخاري في رواية عن عطاء " أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت الحمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ابعثني إلى آثر أهلك عندك فبعثها إلى الأنصار فبقيت عليهم ستة أيام بلياليهن، فاشتد ذلك عليهم، فأتاهم في ديارهم فشكوا ذلك إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو لهم بالعافية، فل ما رجع تبعته امرأة منهم فقالت:
والذي بعثك بالحق إني لمن الأنصار وإن أبي لمن الأنصار فادع الله لي كما دعوت للأنصار قال: ما شئت. إن شئت دعوت الله أن يعافيك وإن شئت صبرت ولك الجنة قالت: بل اصبر ولا اجعل الجنة خطرا.)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها لمم، فقالت: يا رسول الله، أدع الله أن يشفيني، قال:" إن شئت دعوت الله لك فشفاك،وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ". فقالت: بل أصبر ولا حساب عليّ (
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله تبارك وتعالى: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ".
وعَنْ أَنسٍ رضي اللَّه عنه قال: سَمِعْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: (إنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ فَصبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ) يُريدُ عينيْه.
وَعنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضي اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه).
وعنْ أَنَسٍ رضي اللَّه عنه قال: كَانَ ابْنٌ لأبي طلْحةَ رضي اللَّه عنه يَشْتَكي، فخرج أبُو طَلْحة، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحةَ قال: ما فَعَلَ ابنِي؟ قَالَت أُمُّ سُلَيْم وَهِيَ أُمُّ الصَّبيِّ: هو أَسْكَنُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فرغَ قَالَتْ: وارُوا الصَّبيَّ، فَلَمَّا أَصْبحَ أَبُو طَلْحَة أَتَى رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَخْبرهُ، فَقَالَ: (أَعرَّسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: «اللَّهمَّ باركْ لَهُما) فَولَدتْ غُلاماً فقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حتَّى تَأَتِيَ بِهِ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وبَعثَ مَعهُ بِتمْرَات، فقال: (أَمعهُ شْيءٌ؟) قال: نعمْ، تَمراتٌ فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَمضَغَهَا، ثُمَّ أَخذَهَا مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا في في الصَّبيِّ ثُمَّ حَنَّكَه وسمَّاهُ عبدَ اللَّهِ).
وفي روايةٍ للْبُخَاريِّ: قال ابْنُ عُيَيْنَة: فَقَالَ رجُلٌ منَ الأَنْصارِ: فَرَأَيْتُ تَسعة أَوْلادٍ كلُّهُمْ قدْ قَرؤُوا الْقُرْآنَ، يعْنِي مِنْ أَوْلادِ عَبْدِ اللَّه الْموْلُود.
. 10 - من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة:
ثبت من حديث نبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه قال:" من شهد أن لا إله إلا الله الا وجبت له الجنة ". وهذا حديث متواتر تواترا معنويا، وقد أورده السيوطي في الأزهار المتناثرة " من رواية أربعة وثلاثين نفسا. لكن جاء في بعض رواياته (وجبت له الجنة) وفي بعضها (دخل الجنة (
وفي بعضها (حرّم الله عليه النار) وكلها بمعنى. وقد رأيت أن أورد جملة من هذه الروايات لأن فيهاما يثلج الصدر.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ـ ومعاذ رديفه على الرحل ـ قال يا معاذ بن جبل قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ بن جبل،قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثا)، قال:" ما من أحد يشهد أ ن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صادقا من قلبه إلا حرمه الله على النار " قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال:" إذا يتكلوا ". وأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عُبادَة بنِ الصامِتِ، رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (منْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وأَنَّ عِيسى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلى ما كانَ مِنَ العمَلِ).
وفي رواية لمسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً رسُولُ اللَّهِ، حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ النَّارَ».
11 - أنت تُحشر مع من تُحب:
عن أنس رضي الله عنه قال: قام رجل من أهل البادية أعرابي فقال يا ر سول الله متىقيام الساعة؟ فحضرت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة، فلما قض صلاته قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا، قال: ويلك ما أعددت لها؟ قال: والله ما أعددت لها كثير عمل صوم ولا صلاة، ولمني أحب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت، أو المرء مع من أحب.
قال أنس: فما رأيتهم فرحوا بشيء بعد الإسلام من فرحهم يومئذ.
12 - بناء المساجد:
عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من بنى لله مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة مثله ".
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة)
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة ومن بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة)
13 - إحسان الوضوء وصلاة ركعتين:
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين، يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة) -
14 - من نام على طهارة ذاكراً لله:
عن رافع بن خديج رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك،وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، أؤمن بكاتبك ورسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة).
15 - من قام بالأركان وحافظ على الصلوات:
- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أوجلس في أرضه التي ولد فيها). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نبشر الناس؟ قال) إن في الجنة مائةدرجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتمالله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ـ أراه قال: وفوقه عرش الرحمن ـ ومنه تفجر أنهار الجنة (.
و عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة؛ من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركعوهن وسجودهن ومواقيتهن، وصيام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة
طيبة نفسه، وأدى الأمانة (. قالوا: يا أبا الدرداء، وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة)
وعن أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) ما من عبد يعبد الله، لا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان،ويجتنب الكبائر، إلا دخل الجنة (
16 - من صلى ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة:
عن أم حبيبة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة، سوى الفريضة، بنى الله له بيتا في الجنة).
قال الإمام النووي في فتاواه: ويحصل ذلك بالسنن الراتبة.
17 - من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها:
عن أم حبيبة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من حافظ
(يُتْبَعُ)
(/)
على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار).-
18 - من صلى البردين (الصبح والعصر):
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة)
19 - من صلى الضحى:
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
) من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب (
20 - من أذن محتسبا:
عن ابن عمر، رضي الله عنهما،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل مرة ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة) ..
21 - من سمع المنادي فقال مثل قوله:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادي، فلما سكت، قال رسول الله صلى الله عل يه وسلم (من قال مثل هذا يقينا دخل الجنة).
22 - من قال صادقا: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا:
عن أبي سعيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: رضيت بالله ربا،
وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة).-
23 - من أنفق زوجين من ماله:
عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (:
من أنفق زوجين من ماله ابتدرته حجبة الجنة. قلنا: ما هذان الزوجان؟ قال: إن كانت رجالا فرجلان، وإن كانت خيلا ففرسان، وإن كانت إبلا فبعيران حتى عد أصناف المال كله ... ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من مسلمين يتوفى لهم ثلاثة من الولد، لم يبلغواالحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته للمصيبة).
24 - من ذكر الله حين يصبح وحين يمسي:
عن بريدة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال) من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء بذنوبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو من ليلته، دخل الجنة (.
25 - الجنة لمن راقب الله في خلوته:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله عز وجل:
انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي فأدخلته)
26 - من ترك المراء:
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) أنا زعيم ببيت في
ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقا، وترك الكذب، وإن كان مازحا، وحسن خلقه (.
27 - من حمد الله تعالى وأثنى عليه في السراء والضراء:
عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (
أول من يدعى إلى الجنة الحمادون، الذين يحمدون الله في السراء والضراء).
28 - من أهل بحجة أو عمرة:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحج المبرورليس له جزاء إلا الجنة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما).
وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله عليه وسلم يقول
(من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) أو " وجبت له الجنة).
29 - من قاتل في سبيل الله:
ويكون بالقتال في سبيل الله بالنفس والمال قال تبارك وتعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن .. )
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم عن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها النهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد وتصديق كلمته، أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول) من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات وقتل، فإن له أجر شهيد (.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول
الله عز وجل: المجاهد في سبيل الله هو علي ضامن، إن قبضته أورثته الجن ة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة).
وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ)
وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ـ يعني دفعة من دمه ـ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ـ يعني يوم البعث من القبور ـ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ)
30 - من تقدمه أفراطُه:
عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته إياهم).
وعن معاذ، رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) ما من مسلمين يموت لهما ثلاث إلا أدخل الله والديه الجنة بفضل رحمته (، قالوا: أو اثنين يا رسول الله؟ قال) أو اثنين (قالوا: أو واحد يا رسول الله: قال) إن السقط يجر أمه بسرره إلى الجنة (.
وعن الحارث بن وقش ـ أو وقيش ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ما من مسلمين يموت لهما أربعة من أولادهما إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته، قالوا: يا رسول الله، وثلاثة؟ قال) وثلاثة (. قالوا: يا رسو ل الله، واثنان؟ قال) واثنان، قال: وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها، وإن من أمتي من يدخل بشفاعته أكثر من مضر (.
31 - من قرأ كتاب الله وعمل به:
عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من قرأ القرآن فاستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه، أدخله الله به الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار)
32 - من داوم على ذكر الله:
عن جابر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال
سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة) "
وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة؛ من سبح الله في دبر كل صلاة عشرا، وكبر الله عشرا، وحمد الله عشرا فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة بالميزان. قال: فأيكم يعمل في يومه وليلته أكثر من ألف وخمسمائة سيئة) قال: ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا بأصابعه. قالوا: يارسول الله كيف لا نحصيها؟ قال:" يأتي أحدكم الشيطان في آخر صلاته فيذكر الحوائج فيقول له اذكر حاجة كذا، اذكر حاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر، ويأتيه عند منامه فينومه ولم يذكر)
33 - من أحسن إلى بناته:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم
له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا ادخلتاه الجنة).
وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو اختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة).
34 - من صبر على فقد الولد:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه، إلا الجنة).
وعن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): قال الله: ياملك اموت قبضت ولد عبدي؟ قال: نعم. قال: قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: ابنو له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد (.
35 - من صبر على فقد بصره واحتسب:
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) يقول
الله تبارك وتعالى: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة (.
36 - التحابب والتزاور والتآخي في الله:
عن أنس بن ما لك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: النبي في الجنة، والصدّيق في الجنة والشهيد في الجنة،والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المِصْر لا يزوره إلا لله عز وجل في الجنة، قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كل ولود ودود، إذا غضبت أوأسيء إليها، أو غضب] أي زوجها [قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)
37 - من أطعم الطعام وأفشى السلام:
عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم المدينة، احتفل
الناس قبله، فقالوا: قدم رسول الله، قدم رسول الله، فجئت في الناس، فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس وجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال (أيها الناس أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصّلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام (.
وعن أبي مالك الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن في الجن ة غرفا
يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام،وصلى بالليل والناس نيام).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله، أخبرني بشيء إذا عملت
به دخلت الجنة، قال): أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام،تدخل الجنة بسلام).
38 - التجاوز عن المعسر:
روى الأمام مسلم _رحمه الله _ في صحيحه عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل " قال فأما ذكر وإما ذكر " فقال إني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له)
وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه، إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه)
39 - من أطاع الله ورسوله:
قال تبارك وتعالى: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، ومن يتولى يعذبه عذابا أليما}
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
40 - من مثل أبو طلحة:
في البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحَاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وإن أحب أموالي إلي بَيْرُحَاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرها وذخرها عند الله، فضعها ـ يا رسول الله ـ حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
41 - أم عمارة رضي الله عنها يالها من إمرأة:
(يُتْبَعُ)
(/)
في يوم أحد انكشف الناس عن رسول الله وما بقي حوله إلا نفر قليل فيهم أم عمارة نسيبة بنت كعب قالت: أقبل رجل على فرس فضربني، فتسرت له فلم يصنع شيئًا، وولّى فضربتُ عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: ((يا ابن عمارة، أمك أمك))، قالت: فعاونني عليه حتى قتلته، قال ولدها عبد الله بن زيد: جُرحت يومئذ جرحًا وجعل الدم لا يرقأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اعصب جرحك))، فتقبل أمي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي والنبي صلى الله عليه وسلم واقف فقال: ((انهض بنيّ، وضارب القوم))، وجعل يقول: ((من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة))، ويأتي ضارب ابنها فيقول عليه الصلاة والسلام: ((هذا ضارب ابنك))، قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك، فتبسم عليه السلام حتى رأيت نواجذه وقال: ((استقدتِ يا أم عمارة))، وجرحت اثني عشر جرحًا، فنظر النبي عليه السلام إليه ويقول لولدها: ((أمك أمك، اعصب جرحها، اللهم اجعلهم رفقة لي في الجنة))، قالت أم عمارة بعدها: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.)
42 - طلب العلم لوجه الله تعالى:
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة،و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
43 - التقوى طريق الى الجنة:
ومن أهم تعريفاتها: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
ومن تعريفات التقوى أيضا هو: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله (أي كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم) ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
ولمزيد من التفصيل عن التقوى ومعناها أنظر ((مدارج السالكين)) و ((إغاثة اللهفان)) تأليف ابن القيم رحمه الله، قال تبارك وتعالى {إن المتقين في جنات وعيون}
بل الجنة أعدت للمتقين، قال تبارك وتعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} وقال صلى الله عليه وسلم (أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج)
44 - أهل الجنة أحسن الناس أخلاقاً:
قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم بيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)
وقال صلى الله عليه وسلم (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج) [تقدم تخريجه] وحسن الخلق يدخل فيه أشياء كثيرة لخصتها عائشة _ رضي الله عنها عندما سُئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن) والرسول هو قدوتنا وقد امتدحه تبارك وتعالى بقوله {وإنك لعلى خلق عظيم} فلننظر في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة أصحابه رضي الله عنهم لنتعلم ما هو الخلق الحسن وكيف نكتسبه. ومن أفضل الكتب التي تحدثت عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه كتاب مختصر الشمائل المحمدية) للإمام الترمذي رحمه الله اختصار وتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
45 - الذهاب إلى المسجد والعودة منه لأداء الصلوات:
روى الأمام مسلم في صحيحه والأمام البخاري في صحيحه وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح)
ويقول الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: (قوله صلى الله عليه وسلم (أعد الله له في الجنة نزلا، النزل ما يهيأ للضيف عند قدومه).
وعنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: (مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضى إِلى بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ كانَتْ خُطُواتُهُ إِحْدَاها تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن بُرَيدَةَ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: (بشِّروا المَشَائِينَ في الظُّلَمِ إِلى المسَاجِدِ بِالنور التَّامِّ يَوْمَ القِيامَةِ).
وعن أبي هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: (أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ).
46 - قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة:
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت)
كما أن هناك أذكار أخرى وعد من قالها موقنا بها الجنة على سبيل المثال في صحيح البخاري عن شداد بن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار: أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبو لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
قال: ومن قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)
47 - إضمن ستاً تُضمن لك الجنة:
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم)
48 - القيام بتربية وإعالة ثلاث بنات أو أخوات:
أخرج أبو يعلى في (مسنده" عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات،أو ثلاث أخوات، فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا، وأومأ بالسبابة والوسطى)
،و قال صلى الله عليه وسلم (من عال جارية دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه).
49 - إحجز جوار النبي في الجنة:
روى الأمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى)
وعن أَبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (كَافِل الْيتيمِ لَهُ أَوْ لِغَيرِهِ. أَنَا وهُوَ كهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ) وَأَشَارَ الرَّاوي وهُو مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بِالسَّبَّابةِ والْوُسْطى ..
وقوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (الْيَتِيمُ لَه أَوْ لِغَيرهِ) معناهُ: قَرِيبهُ، أَوْ الأَجنَبِيُّ مِنْهُ، فَالْقرِيبُ مِثلُ أَنْ تَكْفُلَه أُمُّه أَوْ جدُّهُ أَو أخُوهُ أَوْ غَيْرُهُمْ مِنْ قَرَابتِهِ، واللَّه أَعْلَم.
50 - من عاد مريضاً أو زار أخاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضا ,، أو زار أخا له في الله، ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا)
وقال صلى الله عليه وسلم (من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع)
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ في قَريَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصد اللَّهُ تعالى على مَدْرجَتِهِ ملَكاً، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قال: أَيْن تُريدُ؟ قال: أُرِيدُ أَخاً لي في هذِهِ الْقَرْيةِ. قال: هَلْ لَكَ علَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا عَلَيْهِ؟ قال: لا، غَيْر أَنِّي أَحْببْتُهُ في اللَّهِ تعالى، قال: فَإِنِّي رسول اللَّهِ إِلَيْكَ بأَنَّ اللَّه قَدْ أَحبَّكَ كَما أَحْببْتَهُ فِيهِ).
51 - خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم، إلا دخل الجنة، هما يسير ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا،فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، يكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها، بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف (هما يسير، ومن يعمل بهما قليل)؟ قال يأتي أحدكم (يعني) الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها)
52 - التاجر الصدوق:
عن ابي سعيد رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)
53 - السماحة في البيع والشراء:
روى الأمام البخاري في (التاريخ الكبير) والنسائي وغيرهما عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (أدخل الله عز وجل الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا، وقاضيا ومقتضيا)
وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه –قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دخل رجل الجنة بسماحته قاضياً ومقتضياً)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه –أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من كان هيّناً ليّناً قريبا ً حرّمه الله على النار)
54 - الجنة لك ايتها المرأة بشروط:
روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)
55 - كثرة السجود طريق الى الجنة:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: (سل)، فقلت: أسأل مرافقتك في الجنة، فقال (أو غير ذلك)، قلت: هو ذاك، قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود ()
56 - إنها جنا ن يا أم حارثة:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم للخروج يومَ بدر، فأقبل يسعى فرحًا يستأذن أمّه العجوز في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى حارثة بن سراقة مع موكب النور نحو بدر، وبينما القوم فيها قد أرخى الليل سدوله وعاث الظلام في ربوع الكون فخيم هدوء مطبق توجه الفتى الصغير حارثة بن سراقة إلى قليب بدر يريد الشرب منها، فأبصره رجل من المسلمين كان يحرس على البئر، فظنه من عسكر المشركين فرماه بسهم أرداه قتيلاً.
وانقضت الغزاة، ونصر الله حزبه، وأظهر جنده، وأعز أولياءه، فقفل المؤمنون رجوعًا إلى المدينة، فاستقبلهم الناس ترحيبًا وتمجيدًا، وكان من بين أولئك عجوز نقية لربها تقية، الرُّبَيّع بنت النضر أم حارثة بن سراقة، استوقفت أحد الصحابة تسأله: أين ابني حارثة؟ أماتَ شهيدًا؟! قال: إنه لم يمت شهيدًا، ولكنه قُتل خطأً، فأقبلت تسعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى فترى ما أصنع، قال: ((ما قلت؟)) قالت: هو ما سمعت، قال: ((ويحك يا أم حارثة، ويحك يا أم حارثة، أهبلت؟! أوَجنة واحدة؟! إنها جنان، وإن ولدك قد أصاب الفردوس الأعلى)).
57 - من يضمن لسانه وفرجه:
عَنْ سَهْلِ بنِ سعْدٍ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَنْ يَضْمَنْ لي ما بيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بيْنَ رِجْلَيْهِ أضْمنْ لهُ الجَنَّة).
58 - إطعام الجائع:
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال (إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن)
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة)
59 - من كان له ابنتان او اختان فصبر عليهما واحسن اليهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت: دَخَلَتَ عليَّ امْرَأَةٌ ومعهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَم تَجِدْ عِنْدِى شَيْئاً غَيْرَ تَمْرةٍ واحِدةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَقَسَمتْهَا بَيْنَ ابنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا ثُمَّ قامتْ فَخَرَجتْ، فَدخلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَلَيْنَا، فَأَخْبرتُهُ فقال: (مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْراً من النَّارِ).
وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: جَاءَتنى مِسْكِينَةٌ تَحْمِل ابْنْتَيْن لها، فَأَطعمتهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعطتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرفعتْ إِلى فيها تَمْرةً لتَأَكُلهَا، فاستطعمتها ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ التى كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا، فأَعْجبنى شَأْنَها، فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ لرسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال: (إن اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ، أَو أَعْتقَها بِهَا مَن النَّارِ).
60 - الضعفاء المغلوبون:
عن حَارِثَة بْنِ وهْب رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجنَّةِ؟ كُلُّ ضَعيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَم عَلَى اللَّه لأبرَّه، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بَأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ) ..
«الْعُتُلُّ»: الْغَلِيظُ الجافِي. «والجوَّاظُ» الجمُوعُ المنُوعُ، وَقِيلَ: الضَّخْمُ المُخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ، وقيلَ: الْقَصِيرُ الْبَطِينُ.
وعن أَبي العباسِ سهلِ بنِ سعدٍ الساعِدِيِّ رضي اللَّه عنه قال: مرَّ رجُلٌ على النَبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقالَ لرجُلٍ عِنْدهُ جالسٍ: (ما رَأَيُكَ فِي هَذَا؟) فقال: رَجُلٌ مِنْ أَشْرافِ النَّاسِ هذا وَاللَّهِ حَريٌّ إِنْ خَطَب أَنْ يُنْكَحَ وَإِنْ شَفَع أَنْ يُشَفَّعَ. فَسَكَتَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخرُ، فقال له رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَا رأُيُكَ فِي هَذَا؟) فقال: يا رسولَ اللَّه هذا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هذَا حريٌّ إِنْ خطَب أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَع أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لا يُسْمع لِقَوْلِهِ. فقال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (هَذَا خَيْرٌ منْ مِلءِ الأَرْضِ مِثْلَ هذَا).
وعن أَبي سعيدٍ الخدري رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: (احْتجَّتِ الجنَّةُ والنَّارُ فقالت النَّارُ: فيَّ الجبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ، وقَالتِ الجَنَّةُ: فيَّ ضُعفَاءُ النَّاسِ ومسَاكِينُهُم فَقَضَى اللَّهُ بَيْنَهُما: إِنَّك الجنَّةُ رحْمتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذابِي أُعذِّب بِكِ مَنْ أَشَاءُ، ولِكِلَيكُمَا عَلَيَّ مِلؤُها)
وعن أُسامَة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: (قُمْتُ عَلَى بابِ الْجنَّةِ، فَإِذَا عامَّةُ مَنْ دخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وأَصْحابُ الجَدِّ محْبُوسُونَ غيْر أَنَّ أَصْحاب النَّارِ قَدْ أُمِر بِهِمْ إِلَى النَّارِ. وقُمْتُ عَلَى بابِ النَّارِ فَإِذَا عامَّةُ منْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ).
61 - رجال الجنة ونساء الجنة:
عن أنس بن ما لك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: النبي في الجنة، والصدّيق في الجنة والشهيد في الجنة،والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المِصْر لا يزوره إلا لله عز وجل في الجنة، قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كل ولود ودود، إذا غضبت أوأسيء إليها، أو غضب] أي زوجها [قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)
62 - باب من ابواب الجنة:
عنْ أَبي مُوسى رضي اللَّه عنْه قال: قالَ لي رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (أَلا أَدُلُّك على كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ؟) فقلت: بلى يا رسول اللَّه، قال: (لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنة) قال وما هو قال: لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)
63 - كوني يا امة الله من اهل الجنة:
عن أُمِّ سلمةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
(أَيُّما امرأَةٍ ماتَتْ وزوْجُهَا عنها راضٍ دخَلَتِ الجَنَّةَ).
64 - من شهد له اربعة نفر: من شهد له الناس بخير
عن عمر – قال النبي ص (أيما مسلم شهد له اربعة نفربخير أدخله الله الجنة) قال فقلنا وثلاثة؟ قال وثلاثة فقلنا واثنان قال: واثنان "ثم لم نسأل عن الواحد)
65 - ثلاثة كلهم ضامن على الله تعالى:
عن ابي أمامة –أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رُزق زكُفي وإن مات أدخله الله الجنة:من دخل بيته فسلّم فهو ضامن على الله، ومن خرج الى المسجد فهو ضامن على الله،ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله)
66 - ثلاثة لا ترى اعينهم النار:
عن معاوية بن حيدة - قال قال رسول صلى الله عليه وسلم (–ثلاثة لا ترى أعينهم النار، عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين غضت عم محارم الله)
67 - لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليهم سخطا:
عن عائشة رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخل الجنة فذكر منها ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليهم سخطا ولا نقمة)
68 - خمس مع ايمان
عن اب الدرداء – قال قال رسول الله ص (خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن وموافيتهن وصام رمضان وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا واعطى الزكاة طيبة بها نفسه وادى الامانة)
69 - السماحة في القضاء والاقتضاء والبيع والشراء:
عن عبد الله بن عمرو – قال قال رسول الله ص (دخل رجل الجنة بسماحته قاضياًومقتضياً)
70 - الصيام طريق الى الجنة:
وَعنْ أَبي هُريرة رضِي اللَّه عنْهُ، قال: قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (قال اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدم لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فلا يرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ.
للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ» متفقٌ عليه.
وفي رواية لمسلم: (كُلُّ عَملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعفُ الحسَنَةُ بِعشْر أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائة ضِعْفٍ. قال اللَّه تعالى: (إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ: يدعُ شَهْوتَهُ وَطَعامَهُ مِنْ أَجْلي. لِلصَّائم فَرْحتَانِ:فرحة عند فطره، فَرْحةٌ عِنْدَ لقَاء رَبِّهِ. ولَخُلُوفُ فيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ريحِ المِسْكِ).
71 - من لا يسأل الناس شيئاً:
عن ثوبان – قال قال رسول الله ص (من تكفل ان لايسأل الناس شيئاً أتكفل له بالجنة " فقلت أنا فكان لايسأل احداً شيئاً).
72 - عزل شجرة من طريق المسلمين:
عن انس بن مالك – قال: كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس (قال نبي الله ص "قلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة)
73 - من سأل الله الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر فذكر الحديث إلى أن قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك
(يُتْبَعُ)
(/)
قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومما يستجيروني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا)
74 - الودود الولود:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال): ألاأخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كل ولود ودود، إذا غضبت أوأسيء إليها، أو غضب] أي زوجها [قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)
75 - الرمي في سبيل الله:
عن عمرو بن عبسة - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم –يقول (من بلغ بسهم فله درجة في الجنة، فبلغت يومئذٍ ستة عشر سهماً)
76 - الوالد أوسط أبواب الجنة:
عن ابي الدرداء – رضي الله عنه ان رجلاً أتاه فقال ان لي لمراة زان ابي يأمرني بطلاقها،فقال: سمعت الرسول يقول (الوالد أوسط ابواب الجنة) فإن شئت فأضع ذلك الباب واحفظه.
77 - البكاء من خشية الله:
َعَنْ أبي هُرَيْرَةَ، رضي اللَّه عنهُ، قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:
(لا يلجُ النًَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ حتَّى يعُودَ اللَّبَن في الضَّرعِ، وَلاَ يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ في سبيل اللَّهِ ودخَان جهَنَّم)
وعن ابن عبَّاسٍ، رضي اللَّه عَنْهُمَا، قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ: (عيْنَانِ لا تَمسُّهُمَا النَّارُ: عيْنٌ بكَت مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ، وعيْنٌ باتَت تحْرُسُ في سبِيلِ اللَّهِ).
78 - لا تغضب ولك الجنة:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الى الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تغضب ولك الجنة)
79 - أهل الجنة ثلاثة:
عَنْ عِيَاضِ بن حِمار رضي اللَّهُ عَنْهْ قالَ: سمِعْت رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: (أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقيقٌ القَلْبِ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ).
80 - إسباغ الوضوء والدعاء بعده بالمأثور:
عنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رضي اللَّه عَنْهُ عنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (ما مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ * أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ * ثُمَّ قَالَ: أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ).
وزاد الترمذي: «اللَّهُمَّ اجْعلْني من التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ».
81 - ذكر الله في السوق:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة)
وقال الترمذي في رواية له مكان ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة)
أخيراً أخي الحبيب
لتكن هذه الإشارات حادياً لك ودليلاً ينير لك الطريق الى الجنة، إجعلها برنامج حياتك،وشغلك الشاغل،وأسأل الله أن يجمعني وإياك في مستقر رحمت ودار كرامته، كما جمعنا في الدنيا على طاعته.
ولا تنسى كاتب هذه السطور من دعوة بظهر الغيب،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:40 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... هدى علي
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم ... الموضوع طويل ... سأعود ـ إن شاء الله ـ لقراءته ... جعله الله في موازين حسناتك يوم تلقينه ... اللهم آمين
أهلا وسهلا بك في منتدى الفصيح .... نزلتِ أهلا وحللتِ سهلا ....
وسننتظر مشاركاتك القادمة ـ إن شاء الله ـ ودمتِ سالمة
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 06:45 ص]ـ
موضوع قيّم أختي الفاضلة.
همسة: ولو كان مجزءا على صفحات أو مشاركات لاستوفى حقه.
ـ[<>دخون<>]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:01 م]ـ
جزاك ِ خير الجزاء على الدّرر الرائعه
ورزقكِ الجنة وإياكِ وجميع الأعضاء
ياااااااارب
ـ[رحمة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:31 م]ـ
حياكِ الله و بياكِ أختي الكريمة هدى في منتداكِ
حللت اهلاً و نزلت سهلاً
و جزاكِ الله خيراً على موضوعك الجميل جعله الله في ميزان حسناتك(/)
تعلم أمور دينك لتهنأ بحياتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:56 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
سائل يسأل عن فضل يوم الجمعة، وهل اختص بخصائص شريفة عن غيره من الأيام، وما تلك الخصائص؟
المفتي: عبدالله بن عبدالعزيز العقيل
الإجابة:
يوم الجمعة من الأيام التي شرفها الله وفضلها. واختلف العلماء هل هو أفضل من يوم عرفة؟ على قولين هما وجهان لأصحاب الشافعي. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعظمه، ويخصه بعبادات يفعلها فيه دون غيره من الأيام. والخصوصيات التي اختص بها يوم الجمعة كثيرة تزيد على الثلاثين. ذكرها العلماء. وممن ذكرها العلامة ابن القيم .... ونلخص منها ما يلي:
- الخاصة الأولى: أنه يوم عيد يتكرر كل أسبوع.
- الثانية: أنه اليوم الذي يستحب فيه التفرغ للعبادة.
- الثالثة: اختصاصه بصلاة الجمعة، التي هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، ومن تركها -تهاونا- طبع الله على قلبه؛ لما ورد فيها من الأحاديث.
- الرابعة: قراءة سورتي: {الم * تنزيل} السجدة، و {هل أتى على الإنسان} في فَجْرها؛ للأحاديث الواردة فيها.
- الخامسة: قراءة سورتي (الجمعة) و (المنافقين) في صلاة الجمعة، أو (سبح) و (الغاشية).
- السادسة: الأمر بالاغتسال في يومها. وهو أمر مؤكد جدا، وقيل بوجوبه.
- السابعة: استحباب التطيّب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من الأيام.
- الثامنة: السواك فيه، وله مزية على السواك في غيره من الأيام.
- التاسعة: التبكير إلى الصلاة فيه. ومن راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بَدَنة. ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة. ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن. ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة. ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، كما في الأحاديث الواردة.
- العاشرة: الاشتغال بالذكر، والقراءة، والصلاة إلى خروج الإمام.
- الحادية عشرة: الإنصات للخطبة -إذا سمعها- وجوبا؛ للأحاديث الواردة فيها.
- الثانية عشرة: قراءة سورة الكهف في يومها؛ للأحاديث الواردة فيها.
- الثالثة عشرة: أن الصلاة لا تكره فيه وقت الزوال، بخلاف غيره من الأيام. وهذا مذهب الشافعي، ومن وافقه. وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما.
- الرابعة عشرة: استحباب لبس أحسن الثياب فيه؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث.
- الخامسة عشرة: استحباب تجمير المسجد فيه، وتبخيره بالبخور.
- السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها -لمن تلزمه- بعد الزوال.
- السابعة عشرة: أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة -صيامها وقيامها- وفيه حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في (المسند)، وعبد الرزاق
- الثامنة عشرة: استحباب كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلتها.
- التاسعة عشرة: أن جهنم لا تسجر فيه كما تسجر في غيره من الأيام.
- العشرون: أنه يوم تكفر فيه السيئات.
- الحادية والعشرون: أن فيه ساعة الإجابة، لا يسأل الله عبْدٌ مُسْلمٌ فيها شيئا إلا أعطاه إياه. أخرجاه في (الصحيحين) من حديث أبي هريرة.
وهذه المسائل مقرونة بأدلتها. وتركنا بعضها اختصارا. ومن أراد الاطلاع عليها فهي في (زاد المعاد).
ومن المؤسف أن بعض الناس يتخذ هذا اليوم الشريف يومَ لَهْوٍ، ويغادرون البلاد؛ للنزهة، وغيرها. ومنهم من يترك صلاة الجمعة، ويتجمعون على المعاصي غير مهتمين ولا مبالين بحرمة هذا اليوم العظيم. وبعضهم يرتكب من الأعمال ما يسخط رب العالمين، ويستعينون بنعمه على معاصيه: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.
منقول ... من منتدى طريق الإسلام
ـ[إماراتية]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:44 ص]ـ
الصواب: لتهنأ بحياتك
موضوع جميل
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 06:37 ص]ـ
بارك الله فيك أختي زهرة، على الموضوع المفيد.
ـ[<>دخون<>]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 11:58 ص]ـ
موضوع في غاااااية الروعه
- السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها -لمن تلزمه- بعد الزوال
هل هو مكروه ام لأيجوز؟.؟ لأني أول مره اسمع هذه المقوله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:27 م]ـ
الصواب: لتهنأ بحياتك
موضوع جميل
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
جزاك الله خيرا .... على مرورك الجميل على هذه النافذة ....
صدقتِ يا ناقدتنا الجميلة .... سننتبه في المرات القادمة .... مع أني بعد إغلاق الجهاز ... أردت تغيرها ... ولكن أن أجد تعليقك اليوم ونقدك لهذه الكلمة لهو في حد ذاته هو الأجمل .... لأن وجدتُ من يصحح ويصوب لي وهذا جدا يسعدني .... بوركت أختي الغالية.
ودمتِ موفقة
ـ[رحمة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:28 م]ـ
جزاكِ الله خيراً أختي زهرة و بارك الله فيكِ دائماً مواضيعك مميزة و هادفة
جعلها الله في ميزان حسناتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:30 م]ـ
بارك الله فيك أختي زهرة، على الموضوع المفيد.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: السراج
جزاك الله خيرا .... على مروركم الكريم على هذه النافذة.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:34 م]ـ
جزاكِ الله خيراً أختي زهرة و بارك الله فيكِ دائماً مواضيعك مميزة و هادفة
جعلها الله في ميزان حسناتك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... الرحمة
أنتِ تنظرين لهذه الدنيا بعين النحل ... لذلك تجدين كل شيء جميل ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله .... بورك فيك أختي الغالية ... وأشكرك على إطرائك وتقديرك ... وأثمن كلماتك الجميلة ....
ودمتِ موفقة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:37 م]ـ
موضوع في غاااااية الروعه
- السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها -لمن تلزمه- بعد الزوال
هل هو مكروه ام لأيجوز؟.؟ لأني أول مره اسمع هذه المقوله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... دخون
هذه النقطة بالذات توقفت أنا كذلك عندها .... لأني أول مرة أسمعها مثلك ... وأود التعليق عليها .... ولكني سوف أسأل أحد المفتين الآخرين حتى أتأكد!!
ودمتِ موفقة
وأبشري بالجواب
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... سحر نعمة الله
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... وأسأل الله الكريم أن يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .... اللهم آمين
ودمتِ سالمة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 02:30 م]ـ
موضوع في غاااااية الروعه
- السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها -لمن تلزمه- بعد الزوال
هل هو مكروه ام لأيجوز؟.؟ لأني أول مره اسمع هذه المقوله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
أختي الحبيبة .... <> دخون <>
جزاك الله خيرا .... لهذا السؤال .... وإنما يدل هذا على مدى اهتمامك بأمورك دينك ... بوركتِ أخية ...
إليكِ التوضيح في هذه المسألة:
بكل تفاصيلها ...
أنه لا يجوز السفرُ في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها، وأما قبله، فللعلماء ثلاثةُ أقوال، وهي روايات منصوصات عن أحمد، أحدها: لا يجوز، والثاني: يجوز، والثالث: يجوز للجهاد خاصة.
قال أبو الزهراء:
قال الألباني في ((الأجوبة النافعة)):
((وقد روى ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1/ 205/1) عن صالح بن كيسان أن أبا عبيدة خرج يوم الجمعة في بعض أسفاره ولم ينتظر الجمعة. وإسناده جيد. وروى هو والإمام محمد بن الحسن في ((السير الكبير)) (1/ 50 ـ بشرحه) والبيهقي (3/ 187) عن عمر أنه قال: ((الجمعة لا تمنع من سفر)) وسنده صحيح، ثم روى ابن أبي شيبة نحوه عن جماعة من السلف. أما حديث ((من سافر بعد الفجر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه ... )) فهو ضعيف كما بينته في ((الأحاديث الضعيفة)) (216، 217)، وأما قول الشيخ البجيرمي في ((الإقناع)) (2/ 177) بأنه ((قد صح)) فمما لا وجه له البتة، لا سيما وهو ليس من أهل الحديث فلا يغتر به)).
وقال رحمه الله في ((السلسلة الضعيفة)) بعد حديث ((من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكان أن لايصحب في سفره ولا تقضى له حاجة.)) وهو برقم (219) وهو (موضوع):
((وليس في السنة ما يمنع من السفر يوم الجمعة مطلقاً بل روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سافر يوم الجمعة أول النهار, ولكنه ضعيف لإرساله. وقد روى البيهقي عن الأسود بن قيس عن أبيه قال: أبصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً عليه هيئة سفر, فسمعه يقول: لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت. قال عمر رضي الله عنه: اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر. وهذا سند صحيح)).
وفي ((تمام المنة)):
((ومن (السفر يوم الجمعة) ذكر أثراً: ((عن عمر: إن الجمعة لا تحبس عن سفر. وآخر عن أبي عبيدة أنه سافر يوم الجمعة. وحديث عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم سافر يوم الجمعة))
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وقد أخرجها كلها ابن أبي شيبة (2/ 105 - 106) وعبد الرزاق (3/ 250 - 251) وأثر عمر له طريقان عنه أحدهما صحيح وهو مخرج في ((الضعيفة)) تحت الحديث (219). وأثر أبي عبيدة منقطع. وحديث الزهري مرسل, ومعناه صحيح ما لم يسمع النداء, فإذا سمعه وجب عليه الحضور والله أعلم.)).
اعلم علمني الله وإياك العلم النافع, بأن السفر يوم الجمعة على ثلاث (حالات):
الأولى: ما بين الفجر والزوال (يختصر أحياناً فيقال: قبل الزوال) , وفيه أقوال:
القول الأول: الجواز, وهو الراجح عندي:
قال العراقي: وهو قول أكثر العلماء. فمن الصحابة عمر بن الخطاب والزبير بن العوام وأبو عبيدة بن الجراح وابن عمر.
ومن التابعين الحسن وابن سيرين والزهري.
ومن الأئمة أبو حنيفة ومالك في الرواية المشهورة عنه والأوزاعي وأحمد بن حنبل في الرواية المشهورة عنه وهو القول القديم للشافعي وحكاه ابن قدامة عن أكثر أهل العلم. ((المغني)) (3/ 90) , ((النيل)) , ((المجموع)) , ((غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر)) , ((المصنف)) لابن أبي شيبة.
وبه قال ابن المنذر. ((المجموع)).
قال في ((المغني)) (3/ 90):
((ولأن الجمعة لم تجب عليه فلم يحرم السفر كالليل)).
قال: ((والأولى الجواز مطلقاً لأن ذمته بريئة من الجمعة فلم يمنعه إمكان وجوبها عليه كما قبل يومها)).
وقال بعض الحنابلة بجوازه مع الكراهة. ((كشاف القناع)).
القول الثاني:
المنع منه وهو قول الشافعي في الجديد, وهو إحدى الروايتين عن أحمد ونقل ابن مفلح في ((الفروع)) تصحيح ابن عقيل لهذه الرواية, وهو مذهب مالك. ((المغني)) (3/ 90) , و ((الفروع)) , ((النيل)) , ((أخصر المختصرات)) , ((مغني المحتاج)) كما سيأتي النقل عنه, و ((أسنى المطالب)). وبه قال ابن عمر وعائشة والنخعي كما في ((المجموع)). وسعيد بن المسيب كما في ((المصنف)) لابن أبي شيبة.
وفي ((مغني المحتاج)):
((وقبل الزوال وأوله الفجر كبعده (أي بعد الزوال) في الحرمة في الجديد)). وعلله بعضهم:
((وإنما حرم قبل الزوال وإن لم يدخل وقتها لأنها مضافة إلى اليوم، ولذلك يجب السعي قبل الزوال على بعيد الدار)) ((الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع)).
قال أبو الزهراء: وعلى هذا فقريب الدار يجوز له السفر قبل الزوال!!.
وقد نقل ابن القيم عن أبي القاسم عبيد الله بن الحسن بن جلاب البصري صاحب ((التفريع)) قوله في ((التفريع)):
((ولا يسافر أحد يوم الجمعة بعد الزوال حتى يصلي الجمعة, ولا بأس أن يسافر قبل الزوال والاختيار: أن لا يسافر إذا طلع الفجر وهو حاضر حتى يصلي الجمعة)).
القول الثالث:
جوازه لسفر الجهاد دون غيره وهو إحدى الروايات عن أحمد. ((المغني)) (3/ 90) , ((الكافي)) , ((النيل)) , ((زاد المسير)) لابن الجوزي, و ((الذخيرة)) للقرافي.
والقول الرابع: جوازه للسفر الواجب دون غيره وهو اختيار أبي إسحاق المروزي من الشافعية ومال إليه إمام الحرمين. ((النيل)).
والقول الخامس: جوازه لسفر الطاعة واجباً كان أو مندوباً وهو قول كثير من الشافعية وصححه الرافعي. ((النيل)).
الثانية: ما كان بعد الزوال.
الحنابلة قالوا: ((من تجب عليه الجمعة لا يجوز له السفر بعد دخول وقتها)). كما في ((المغني مع الشرح الكبير)) (3/ 90).
ونقله عن الشافعي وإسحق وابن المنذر.
قال في ((المغني)):
((ولأن الجمعة قد وجبت عليه فلم يجز له الاشتغال بما يمنع منها كما لو تركها لتجارة)).
في ((النيل)) للشوكاني:
((قال العراقي: قد ادعى بعضهم الاتفاق على عدم جوازه وليس كذلك فقد ذهب أبو حنيفة والأوزاعي إلى جوازه كسائر الصلوات وخالفهم في ذلك عامة العلماء)).
قلت: وقع نقل الاتفاق على عدم الجواز في ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) قالوا:
((اتّفق الفقهاء على حرمة السّفر في يوم الجمعة بعد الزّوال لمن تلزمه الجمعة، لأنّ وجوبها تعلّق به بمجرّد دخول الوقت، فلا يجوز له تفويته.)).
وتأوّلوا قول الحنفية على أنها كراهة تحريمية!! وليس الأمر كذلك.
بل مذهب الحنفية جواز السفر بعد الزوال وقبل خروج وقت الظهر لأن وجوب الصلاة إنما هو في آخر الوقت, كذا قال غير واحد منهم وقد نقله صاحب ((غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر)) , و ((البحر الرائق)) ونقل فيه قول شمس الأئمة الحلواني:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إشْكَالٌ, وَهُوَ أَنَّ اعْتِبَارَ آخِرِ الْوَقْتِ إنَّمَا يَكُونُ فِيمَا يَنْفَرِدُ بِأَدَائِهِ، وَهُوَ سَائِرُ الصَّلَوَاتِ فَأَمَّا الْجُمُعَةُ لَا يَنْفَرِدُ هُوَ بِأَدَائِهَا، وَإِنَّمَا يُؤَدِّيهَا الْإِمَامُ وَالنَّاسُ فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْتَبَرَ وَقْتُ أَدَائِهِمْ حَتَّى إذَا كَانَ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْمِصْرِ قَبْلَ أَدَاءِ النَّاسِ يَنْبَغِي أَنْ يَلْزَمَهُ شُهُودُ الْجُمُعَةِ.)).
وقد نقل صاحب ((غمز عيون البصائر)) هذا التعقيب ولكن لم يذكر من القائل, بل قال: ((قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ)).
ونقل النووي في ((المجموع)) حرمة السفر بعد الزوال عن مالك وأحمد وداود. وانظر ((الذخيرة)) للقرافي.
وحكاه ابن المنذر عن ابن عمرو وعائشة وابن المسيب ومجاهد. ((المجموع)).
قال أبو الزهراء: وللشافعية رضي الله عنهم تفصيل هنا (ونقل عن الحنفية أيضاً انظر الموسوعة الفقهية, وعن الحنابلة كما في كشاف القناع) فإنهم قالوا:
إذا سافر بعد الزوال فحالتان:
الأولى: إذا كان يدرك الصلاة في الطريق أو في المكان المقصود فجائز السفر وواجب عليه حضور الجمعة.
الثانية: إن لم يكن في طريقه موضع للصلاة يؤخّر سفره إذا لم يضره ذلك حتى يصلي الجمعة ثم يسافر. انظر ((المجموع)) للنووي, ((مغني المحتاج)).
تنبيه:
واعلم هنا بوركت بأن صلاة الجمعة تجب عند الأذان والأذان لا يكون إلا بعد الزوال , فإذا أذّن المؤذّن فهو وقتها ولا يحل لمن وجبت عليه السفر بعد سماع النداء لقوله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}.
ومن هنا تعلم بأن كثيراً من الفقهاء إنما أطلقوا قول بعد الزوال مريدين بذلك الأذان, لأنه لا يحل للمؤذن أن يرفع الأذان قبل الزوال, على الراجح. وسياتي تفصيل المسألة لاحقاً بعون الله تعالى.
فقول القائل: ((الظاهر أن الحكم مرتبط بالأذان لا بالزوال)).
ليس بالمستقيم, فهو مرتبط بالأذان والزوال معاً كما سبق تبيانه. والله أعلم.
قال القرطبي في ((الجامع لأحكام القرآن)) في المسألة الثامنة عند قوله تعالى {إذا نودي للصلاة} الآية:
((قوله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} دليل على أن الجمعة لاتجب إلا بالنداء والنداء لايكون إلا بدخول الوقت)).
الثالثة: ما كان قبل الفجر, وهي ليلة الجمعة.
قال النووي في ((المجموع)): ((أما ليلتها قبل طلوع الفجر فيجوز عندنا وعند العلماء كافة إلا ما حكاه العبدرى عن إبراهيم النخعي: أنه قال: ((لا يسافر بعد دخول العشاء من يوم الخميس حتى يصلي الجمعة)) وهذا مذهب باطل لا أصل له)).
قال أبو الزهراء: كره السفر في ليلة الجمعة بعض الشافعية كما في ((مغني المحتاج)) و ((الموسوعة الفقهية)). واحتجوا بحديث ((من سافر ليلة الجمعة دعا عليه ملكاه)) وهو حديث لم أجده بهذا اللفظ. وبه قال المحب الطبري. ((مغني المحتاج)).
وروى ابن أبي شيبة في ((المصنف)) بسنده عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((إذَا أَدْرَكَتْكَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَلاَ تَخْرُجْ حَتَّى تُصَلِّي الْجُمُعَةَ)).
قال أبو الزهراء: أما حديث ابن عمر فقد رواه الدارقطني في ((الأفراد)) عن ابن عمر مرفوعاً: ((من سافر يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره)) وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف, ينظر ((الضعيفة)) ((218)). وحديث أبي هريرة رواه الخطيب في ((كتاب أسماء الرواة لمالك)) عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه أن لا يصاحب في سفره ولا تقضى له حاجته)) , وفي إسناده الحسين بن علوان كذبه ابن معين ونسبه ابن حبان للوضع كما قال الشوكاني, وينظر ((الضعيفة)) ((219)).
وقد قال الحافظ في ((التلخيص)):
((فائدة: في ((الأفراد)) للدارقطني عن ابن عمر مرفوعاً: ((من سافر يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره)) وفيه بن لهيعة. وفي مقابله ما رواه أبو داود في المراسيل عن الزهري أنه أراد أن يسافر يوم الجمعة ضحوة فقيل له ذلك. فقال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم سافر يوم الجمعة)) , وروى الشافعي عن عمر أنه رأى رجلاً عليه هيئة السفر فسمعه يقول: ((لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت)) فقال له عمر: ((اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر)) , وروى سعيد بن منصور عن صالح بن كيسان أن أبا عبيدة بن الجراح, سافر يوم الجمعة ولم ينتظر الصلاة)).
ولذلك قال ابن المنذر في ((الأوسط)):
((لا أعلم خبراً ثابتاً يمنع من السفر أول نهار الجمعة إلى أن تزول الشمس وينادي المنادي, فإذا نادى المنادي وجب السعي إلى الجمعة على من سمع النداء)).
منقول ... من ملتقى أهل الحديث
والله تعالى أعلم, والحمد لله رب العالمين.
ـ[التهنفل]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 09:58 م]ـ
وفقك الله -موضوعٌ شيق
جعلنا الله من المقبولين ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 10:07 م]ـ
وفقك الله -موضوعٌ شيق
جعلنا الله من المقبولين ,,
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... التهنفل
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... رزقنا الله جميعا الإخلاص في القول والعمل .... اللهم آمين
ودمتِ موفقة دائما(/)
مضادات للأمراض و الإنفلونزات
ـ[رقية القلب]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" موقع مداد "
مداد ( http://www.midad.me)
!!! H1N1 !!!
مضادات للأمراض و الإنفلونزات
http://www.midad.me/indexImages/flu_mn.jpg
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
شؤم المعاصي لا يتوقف عند فاعلها فيؤثر في قلبه وبدنه ودينه ورزقه وفقط، وإنما يتعدى هذا الشؤم ليصيب من حوله فيغير من أخلاق زوجته وأولاده بل وحتى في خلق دابته كما قال بعض السلف: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
استمع لهذه المحاضرة الهامة
بعنوان
مضادات للأمراض و الإنفلونزات
لفضيلة الشيخ
سامي بن خالد الحمود
من خلال الضغط على الرابط التالي:
خطبة الجمعة من جامع الصفدي بعنوان مضادات للأمراض و الإنفلونزات ( http://www.midad.me/sounds/view/810507)
* * * * * * * * *
مداد ( http://www.midad.me)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 09:24 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... رقية القلب
جزاك الله خيرا ... وأحسن الله إليكِ .... موضوع جميل جدا ... جعله الله في موازين حسناتكِ .... اللهم آمين
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرا.
لقد صدق فالذنوب أثرها على الأفراد والمجتمعات.(/)
ذكرت قول الله
ـ[وليد]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 05:53 م]ـ
كانت ليهودي حاجة عند هارون الرشيد فوقف على الباب
فلما خرج هارون وقف اليهودي بين يديه وقال له: اتق الله
فنزل هارون عن دابته وخر ساجدا فلما رفع رأسه أمر بحاجة اليهودي فقضيت
فلما رجع قيل له: يا أمير المؤمنين نزلت عن دابتك لقولة اليهودي!
قال الرشيد: لا، و لكني تذكرت قول الله تعالى:
((وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ))
...
وقال يونس بن محمد المكي:
زرع رجل من أهل الطائف زرعا، فلما بلغ أصابته آفة، فاحترق فدخلنا عليه نواسيه عنه فبكى وقال:
والله ما عليه أبكي ولكني ذكرت قول الله تبارك وتعالى:
(كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ)
فأخاف أن أكون من هذه الصفة فذلك الذي أبكاني.
...
وقال سفيان بن عيينة - رحمه الله - تعالى:
لما حضرت محمد بن المنكدر الوفاة جزع فدعوا له أبا حازم، فجاءه وسأله عن سبب
بكائه فقال له ابن المنكدر:
ذكرت قول الله تعالى:
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}
فأخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
فجعلا يبكيان جميعا.
فقالوا له: جئنا بك لتخفف عنه فإذا بك تزيده.
.
.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 06:06 م]ـ
رائع، جزاك الله خيرا على التذكير.
ـ[وليد]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 08:48 م]ـ
وجزاك الله خيرا مثله أخي الكريم.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 08:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[رحمة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 09:24 م]ـ
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين بالفعل
جزاكم الله خيراً أخي على التذكرة و بارك الله فيكم
ـ[وليد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 08:02 م]ـ
وكتب عدي بن أرطأة إلى عمر بن عبد العزيز: إني بأرض كثرت فيها النعم وقد خفت على من قبلي من المسلمين قلة الشكر والضعف عنه.
فكتب إليه عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى لم ينعم على قوم نعمة فحمدوه عليها إلا كان ما أعطوه أكثر مما أخذوا.
واذكر قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}
**************
وكان رجل نخاس عنده جارية لم يكن له سلوة غيرها وكان يعرضها في المواسم فتغالي الناس فيها حتى بلغت مبلغا كثيرا من المال وهو يطلب الزيادة فعلقها رجل فقير فكاد عقله أن يذهب بحبها،فلما أشرف على الموت و بلغ ذلك النخاس وهبها له فعوتب في ذلك.
فقال: إني ذكرت قول الله تعالى:
{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}
أفلا أحيي الناس جميعا.
************
وقال عمر بن ذر:
يا أهل معاصي الله، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم، واحذروا أسفه
فإنه يقو ل:
(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ)
*************
وقال مجاهد:
بلغني أنه إذا تراءى المتحابان، فضحك أحدهما إلى الآخر وتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحاتُّ الورق من الشجر
فقيل له: إن هذا ليسيرٌ من العمل
فقال: تقول يسيرٌ والله يقول:
(لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 10:30 م]ـ
وقال عمر بن ذر:
يا أهل معاصي الله، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم، واحذروا أسفه
فإنه يقو ل:
(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ)
*************
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أهم ما لفت انتباهي هي هذه المقولة .... صدقا والله ... لا ندرك مدى حلم الله علينا ... تذكرت أنا كذلك قول الله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)
والله المستعان ...
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم .... جعله الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين(/)
مجمع اللغة بدمشق يدعو لإحياء التراث
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 03:22 ص]ـ
مجمع اللغة بدمشق يدعو لإحياء التراث
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/11/13/1_951882_1_34.jpg
من جلسات مؤتمر مجمع اللغة العربية بدمشق (الجزيرة نت)
محمد الخضر-دمشق
دعا المؤتمر العام الثامن لمجمع اللغة العربية بدمشق إلى استكشاف التراث الحي وفقا لمناهج التحقيق المعتمدة ونشره وجعله حافزا مؤثرا في حياتنا المعاصرة. كما أوصى في ختام أعماله بتمثل القيم الإيجابية ومناهج البحث العلمي وتوظيفها في التراث العربي، وترجمة هذا التراث النفيس إلى اللغات العالمية.
وعقد المؤتمر بدمشق بين 9 و13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار "رؤية معاصرة للتراث"، بمشاركة عدد كبير من أساتذة اللغة العربية من الجزائر وتونس ومصر وفلسطين والأردن والعراق ولبنان وسوريا.
نظرة معاصرة للماضي
وأكد نائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور محمود السيد أهمية شعار المؤتمر، وأوضح في تصريح للجزيرة نت أنه لا بد من إلقاء نظرة معاصرة على الماضي الحي، وأخذ الملائم لحياتنا المعاصرة وتوجهنا المستقبلي.
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/11/13/1_951884_1_23.jpg
محمود السيد: النظرة المعاصرة للتراث تقتضي نظرة عقلانية (الجزيرة نت)
وأضاف السيد أن النظرة المعاصرة للتراث تقتضي نظرة عقلانية موضوعية بانتقاء ما هو ملائم لمستقبل أمتنا والابتعاد عن الأمور غير المفيدة.
وبدوره قال رئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني إنه مع الانفتاح على الثقافات الأخرى ينبغي أن تكون عودتنا للتراث عودة عقلانية، وأضاف للجزيرة نت "ينبغي اعتماد العقلانية مع ما نأخذه من الآخرين، إننا نعيش زمن العولمة وهناك تحديات خطيرة، الأمر الذي يفرض الموضوعية والعقلانية في اختيار الملائم.
وكان وزير التعليم العالي السوري الدكتور غياث بركات قد دعا في كلمته بافتتاح المؤتمر إلى مصالحة حقيقية وموضوعية مع التراث، والأخذ بما يفيد منه وما يساعدنا على استشراف المستقبل.
وأضاف أنه لا يجوز أن نظل متعلقين بالتراث، ومعجبين بكل ما فيه دون السعي لتطويره، كما لا يجوز أن نتخلى عنه ونلقي به جانبا. http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0849ED78-CC56-4667-83FF-8E901FD51CE0#)
مشكلة العاميات
وخيمت التحديات التي تواجهها اللغة العربية على مناقشات المشاركين داخل جلسات المؤتمر وعلى هامشها.
وشخص وزير التعليم العالي التونسي الأسبق عبد السلام المسدي المشكلة قائلا "إننا في وطننا العربي نفتقر إلى مشروع لغوي، والأخطر وجود انفصال في خياراتنا اللغوية".
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/11/13/1_951881_1_23.jpg
المسدي: إننا في وطننا العربي نفتقر إلى مشروع لغوي (الجزيرة نت)
وتابع المسدي للجزيرة نت أن وسائل الإعلام الخاصة نشرت موجة من العاميات، واقتفت الوسائل التابعة للقطاع الحكومي أثرها في تلهيج برامجها باللهجات المحلية وإرغام البرامج على استخدام العاميات.
ورأى المسدي أن اللغات الأجنبية كانت في الماضي هي العدو، لكنها باتت اليوم حليفا إستراتيجيا على المستوى الإنساني، في حين أصبح العدو الإستراتيجي اليوم هو العاميات التي تزحزح الفصحى وتدخل حقولا كانت مخصوصة بها.
وأضاف أن وسائل الإعلام في الغرب تشكل مدرسة للغة تعلم الناس لغتهم على عكس الحال في وطننا العربي، حيث تقوم وسائل الإعلام بتعميق العامية.
في المقابل قال المحاسني إن اللغة المقعرة لا توجد إلا في أذهان بعض المتشددين، وأوضح أن اللغة التي نتحدث بها في حياتنا اليومية قريبة من الفصحى، ولكنها تحتاج إلى بعض التطوير.
وأوضح أن الهدف هو إيجاد "لغة مقبولة التنسيق بحيث يكون للفعل فاعل ومفعول به"، وتابع "لا نريد اليوم الوصول إلى فصاحة الجاحظ مثلا".
وأشار المحاسني إلى أن مجمع دمشق يهتم خاصة بموضوع المصطلحات، ولفت إلى أن التدريس في الجامعات السورية يتم باللغة العربية، ما يفرض حاجة ملحة إلى صنع المصطلحات اللازمة لعلوم تتطور بسرعة فائقة، خاصة العلوم التطبيقية والنظرية والفلسفة.
وشملت توصيات المؤتمر تزويد المكتبات العامة والمدرسية والجامعية بالكتب التراثية المحققة، والانطلاق من التراث في أعمال إبداعية، والتأكيد في معالجة التراث على ما يجمع ويوفق واستبعاد ما يفرق. http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0849ED78-CC56-4667-83FF-8E901FD51CE0#)
المصدر: الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0849ED78-CC56-4667-83FF-8E901FD51CE0
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 03:38 ص]ـ
اللهمَّ قيِّضْ لهذهِ (اللغةِ) أمرَ رُشْد ..
مجمع اللغة بدمشق يدعو لإحياء التراث
وشملت توصيات المؤتمر تزويد المكتبات العامة والمدرسية والجامعية بالكتب التراثية المحققة، والانطلاق من التراث في أعمال إبداعية، والتأكيد في معالجة التراث على ما يجمع ويوفق واستبعاد ما يفرق.
توصيات جليلة أتمنى أن يمتد صداها، وتبلغ مداها، ونراها واقعًا ملموسًا.
بوركتم.(/)
الأمل الرائع أمام الطريق المسدود
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 04:47 ص]ـ
http://www13.0zz0.com/2009/11/14/01/171699793.jpg (http://www13.0zz0.com/2009/11/14/01/171699793.jpg)
[RIGHT]??? مدخل { ..
لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها
وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه
سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت
وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت
ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه
ومن ألقى بها للرياح
لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر
ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً
ونبض إنسان حملها حلماً
واكتوى بنارها ألماً
بعض الأحيان تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسدود ,,
لا تعد أدراجك!
دق الباب بيدك ,,
لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع ,,
دق الباب مره أخرى!
لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ,,
دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة!
ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ,,
كل باب مغلق لابد أن ينفتح. |اصبر ولا تيأس| ,,
أعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ,,
ولو كنا يائسين لظللنا واقفين أمام الأبواب!
عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك!
سوف تكتشف أنك موجود،،
وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك إيمان بالله ,،
وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصرا ,,
لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك!!
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام!!
أنت الذي ظلمت نفسك ,,
ولا تظن أن اقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك ,,
ربما يكونون أبرياء من اتهامك ,,
ربما تكون أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك بإهمالك أو
باستهتارك أو بنفاذ صبرك أو بقلبلك أو بطيشك ورعونتك أو
بتخاذلك وعدم احتمالك!
لا تظلم الخنجر , وإنما عليك أن تعرف أولا من الذي أدار ظهرك للخنجر ,,
لا تتصور وأنت في ربيع حياتك أنك في الخريف ,,
املأ روحك |بالأمل| ,,
الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب ,,
و يلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل ,,
الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل ,,
وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار!
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف !!
والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد!
فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا!
فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها
جرب أن تبتسم
كلمات هزتني بعنف ,,
وغدوت بعدها أخجل من نفسي أن أضيق وأشكو وأتبرم من توافه الحياة ,,
أدركت أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار،، بدافع من العزيمة،،
تحت غطاء من التفاؤل !!
فعلا ... كم ظلمنا أنفسنا عندما اسقطنا فشلنا على ظروف الحياة ,,
وشكونا من صعوبتها!!
ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلاً أمام الضعيف فقط ,,
أما القوي .. وقوي الإيمان خصوصاً فلا يركن لهذا ,,
ويشق طريق حياته رغماً عن الكذبة الكبرى .. الظروف ..
[ SIZE="4"]??? مخرج { ..
أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا
ونصير جزءاً منه وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان
على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها ولو أنه
حاول أن يرى ما حوله لأكتشف
أن اللون |الأسود| جميل ولكن |الأبيض| أجمل منه
وأن لون السماء |الرمادي| يحرك المشاعر والخيال
ولكن لون السماء أصفى في |زرقته| فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة
وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً و شاقاً
وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده
ولا تترك قلبك و مشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 02:23 م]ـ
[ center
[center] بعض الأحيان تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسدود ,,
لا تعد أدراجك!
دق الباب بيدك ,,
لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع ,,
دق الباب مره أخرى!
لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ,,
دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة!
ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ,,
كل باب مغلق لابد أن ينفتح. |اصبر ولا تيأس| ,,
أعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ,,
ولو كنا يائسين لظللنا واقفين أمام الأبواب!
[/ left]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... لحن القوافي
موضوع جميل .... لقد أعجبني كثيرا .... بوركتِ أخية.
ما زلنا ندق أبواب النجاح والأمل لعلها تفتح لنا أبوابها في يوم ما!!
جزاك الله خيرا .... وجعله الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 05:27 م]ـ
بورك في جهدكِ أخية
ونعتذر إليك فالموضوع قد سبقتكِ إليه أختك الرحمة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=51131)
جزاكن الله خيرًا(/)
شبكة الفصيح شبكة روعة وإن شاء الله إلى الأمام
ـ[ابوسام]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:42 م]ـ
شبكة موفقة روعة
http://www.safa.ps/ara/upload/45.jpg قوس قزح يلف مدينة غزة
ـ[رحمة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:45 م]ـ
حياكم الله وبياكم أخي الكريم في منتداكم نتمنى لكم طيب المقام إن شاء الله
ما شاء الله منظر رائع و جميل
بارك الله فيكم أخي
اللهم أكتب لنا زيارتها و التمتع بهذا المنظر جزاكم الله خيراً أخي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:46 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أراها كذلك أيضا ... نسأل الله أن تكون في الأيام المقبلة أكثر تميزا ... اللهم آمين
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 04:41 م]ـ
مرحبا بك أخي الكريم في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية.
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 04:41 ص]ـ
سبحان الخالق المبدع ..
منظر رائع وجميل ..
بوركت أبا سام ..
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 07:19 ص]ـ
أبو وسام: مزجتَ ثلاثَ فِكر في موضوع واحد، لله درّك!
مرحباً بك في الفصيح.
والصورة أبدع الخالق في صنعها.
وها أنت تزيّن بها الفصيح الرائع.(/)
أسئلة إثرائية
ـ[كاظم موسى]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 09:41 م]ـ
س / 1ماسبب منع الاسماء الاتية من الصرف
عثمان , ابراهيم, عمر, احمد , فاطمة , غضبان, سراويل, اباريق , بورسعيد
س/2 ماشروط نصب الفعل المضارع ب (اذن)؟
س/3 مامذاهب النحويين في رافع الفعل المضارع؟
س/4 ماالترخيم لغة واصطلاحا؟
س/5 مالمقصود بلغة اكلوني البراغيث؟
اتمنى ان تعجبكم هذه الاسئلة وان تكونوا موفقين في الاجابة عليها وفي الختام اليكم هذه الطرفة
وقف سائل على باب نحوي فطرقه. فقال النحوي: من الطارق؟
فقال: انا سائل
قال: انصرف
فقال السائل: انا اسمي احمد واحمد ممنوع من الصرف
فضحك النحوي واعطاه مااراد.
ـ[كاظم موسى]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 09:33 م]ـ
اتمنى ان تكونوا موفقين في الاجاية
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 09:24 م]ـ
سأحاول حلها إن ساعدتني
ولكن ما رأيك لو صححنا الأخطاء التي في الموضوع؟
إن وافقتني فضع ما تقترحه
وأسأل الله أن يفتح لي ولك, ويزيدني وإياك علمًا
ـ[كاظم موسى]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:44 م]ـ
بوركت ياأخي وانا معك ان شاء الله لكل ماينفع لغتنا الحبيبة. وارجو ان توضح لي وللقراء الاخطاء التي تقول
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:49 م]ـ
مرحبًا بك أخي الكريم
إليك محاولتي, وأرجو تصويبها
س / 1ماسبب منع الأسماء الآتية من الصرف
عثمان , إبراهيم, عمر, أحمد , فاطمة , غضبان, سراويل, أباريق , بورسعيد
س/2 ماشروط نصب الفعل المضارع ب (اذن)؟
س/3 ما مذاهب النحويين في رافع الفعل المضارع؟
س/4 ما الترخيم لغة واصطلاحا؟
س/5 ما المقصود بلغة أكلوني البراغيث؟
أتمنى أن تعجبكم هذه الأسئلة وأن تكونوا موفقين في الإجابة عليها وفي الختام إليكم هذه الطرفة
وقف سائل على باب نحوي فطرقه. فقال النحوي: من الطارق؟
فقال: أنا سائل
قال: انصرف
فقال السائل: أنا اسمي أحمد وأحمد ممنوع من الصرف
فضحك النحوي وأعطاه ما أراد.(/)
عن الجمال واللذة
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 11:28 م]ـ
من الجمال ما هو عام: فهو كسائر الكليات العقلية أو المثل المجردة: أمر يقبل الانقسام فتحته من الأنواع والأفراد ما لا يحصيه إلا الله، عز وجل، فجمال الخَلق أو الصورة، وجمال الخُلق أو الطبع، وجمال في الوجه، وجمال في القلب ......... إلخ.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وأما الجمال الخاص: فهو سبحانه جميل يحب الجمال والجمال الذي للخُلق من العلم والإيمان والتقوى أعظم من الجمال الذي للخَلق وهو الصورة الظاهرة.
وكذلك الجميل من اللباس الظاهر فلباس التقوى أعظم وأكمل وهو يحب الجمال الذي للباس التقوى أعظم مما يحب الجمال الذي للباس الرياش ويحب الجمال الذي للخُلق أعظم مما يحب الجمال الذي للخَلق". اهـ
"الاستقامة"، ص313.
والجمال الخالص في دار الابتلاء: عزيز بل عند التحقيق يكاد يكون معدوما، إذ الدار الأولى قد طبعت على الكدر تحقيقا لمعاني الابتلاء إظهارا لآثار القدرة الربانية والحكمة الإلهية، ولذلك كان الصواب في هذا الباب: النظر بعين الترجيح بين المحاسن والمعائب فذلك نظر أولي الألباب الذين رزقوا سدادا، فلا يحب الشيء من كل وجه إذ لا ينفك عن قبح فيه ولو خفي، فذلك تأويل حكم الرب، جل وعلا، الكوني، في عالم الشهادة بخلق الأعيان ووقوع الأفعال على نحو يظهر به كمال وصف الرب الذاتي والفعلي في مقابل نقص العبد، فلا تنفك ذات العبد عن نقص جبلي وافتقار أصيل إلى الأسباب، فوجوده بسبب، وحفظه وبقاؤه بسبب، وتلفه وفناؤه بسبب ....... إلخ، إذ تلك السنة الكونية النافذة التي أقام الرب، جل وعلا، عليها الكون، فلا يتوصل إلى مسبَّب إلا بمباشرة سببه، وفي المقابل لا يبغض الشيء من كل وجه إذ لا ينفك عن حسن فيه ولو خفي، وليكن الرائد في ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، وذلك قانون عام وإن ورد على سبب خاص، فهو جار على المؤمنات وعلى سائر الموجودات، فالحب والبغض علامة حياة القلوب، فهما ترجمان إراداته ميلا إلى محبوب وميلا عن مكروه، فلا تنفك نفس متحركة حساسة، وإن لم تكن عاقلة، عن حب وبغض، وبقدر صحة التصور، تكون صحة الإرادات، فصحة الولاءات، فلا تتشتت قوى القلب بين أولياء، وإنما تتوحد لولي واحد، كل ما عداه له تبع، فولاؤه: أصل، وولاء غيره فرع عنه، وذلك من معاني التوحيد الباطن التي يتفاوت الناس فيها تفاوتا ظاهرا، فإن توحيد الظاهر، وإن كان أصلا في الحكم على الأعيان فهو الدليل على توحيد الباطن، إذ هما من التلازم بمكان، فالباطن أمر خفي لا ينضبط فأقيم الظاهر عليه دليلا وله علة إذ هو وصف ظاهر منضبط يصح تعليق الحكم عليه، وإن تخلفت الحكمة في بعض جزئياته، كمن أظهر خلاف ما يبطن، فإن ذلك، وإن وجد، لا يكون الغالب على حال العباد، فلا يضر تخلف الحكمة فيه، وذلك، أيضا، من صور الترجيح بين المصالح والمفاسد، فإن المصلحة الخالصة في هذا الباب باطراد الحكم في كل الأفراد، يعني: اندثار النفاق، وذلك أمر كان ولا زال في كل عصر ومصر، فيشتد تارة ويضعف تارة تبعا لظهور أعلام الرسالة، فإن هذا التوحيد: يقدر على تحصيله كثير من المكلفين، بخلاف توحيد الباطن، فمتعلقه: أمر دقيق، لا تضبطه قلوب كثيرة فتفوتها منه أجزاء كثيرة ومعان جليلة، وإن كان الظاهر مستقيما، فيكون القلب قد تعلق بحب صورة، ولو مباحة، من زوج أو ولد، على حد قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، فيفسد الباطن بقدر الإفراط في تناول تلك المحبة، إذ تناولها على حد الاعتدال مما يشبع حاجات النفس الفطرية التي لا يكون صلاحها وبقاؤها إلا بتعاطيها، فلا توجد نفس تكره لذة الطعام أو الشراب أو الوطء أو الولد ......... إلخ من الزينة الظاهرة، بخلاف تناولها على حد التفريط لو كانت محرمة فمرتكبها مفرط قل تناوله لها أو كثر فمجرد ولوغه فيها مئنة من تعديه وتفريطه، أو الإفراط، ولو كانت مباحة، فلا ينفك التوسع في المباحات عن قسوة في القلب وجمود في العين وكثافة في الطبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان أنواع من المحبة المباحة والمحبة المحرمة وأثر كلٍ في القلب:
"وعلى هذا يجري الأمر، (أي: ترجيح المصالح على المفاسد، أو المحبوبات على المكروهات) على محبة الإنسان للشيء الجميل من الصورة والنظر إليه وما يدخل في ذلك من قوة الحب والزيادة فيه التي تسمى العشق فإن ذلك إذا خلا عن المفسدة الراجحة مثل أن يحب الإنسان امرأته وجاريته حبا معتدلا أو يحب ما لا فتنة فيه كحبه للجميل من الدواب والثياب ويحب ولده وأباه وأمه ونحو ذلك من محبة الرحم كنوع من الجمال الحب المعتدل فهذا حسن.
أما إذا أحب النساء الأجانب أو المردان ونحو ذلك فهذا الحب متضمن للمحبة الحيوانية وليس في ذلك مجرد محبة الجمال والمحبة الحيوانية مما يبغضها الله ويمقتها وتوابعها منهى عنها مع ذلك سواء كان مع المحبة فعل الفاحشة الكبرى أو كانت للتمتع بالنظر والسماع وغير ذلك.
فالتمتع مقدمات الوطء فإن كان الوطء حلالا حلت مقدماته وإن كان الوطء حراما حرمت مقدماته وإن كان في ذلك رفض للجمال كما فيه رفض للذة الوطء المحرم فإن ما في ذلك مما يبغضه الله ويمقت عليه أعظم مما في مجرد الجمال من الحب المتضمن وذلك متضمن لتفويت محاب الله من التقوى والعفاف والإقبال على مصالح الدين والدنيا أعظم بكثير مما فيها من مجرد حب الجمال فلهذا كانت هذه مذمومة منهيا عنها". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص317.
والأمر كما تقدم يخضع لقانون المصلحة والمفسدة، ذلك القانون الذي بعثت به الرسل عليهم السلام فلا تضبطه إلا نبوة فهو من الدقة بمكان فلا يدرك العقل منه إلا مجملات تفتقر إلى بيان النبوات، فكل يدرك معنى اللذة مجملا، فلا توجد نفس إلا وقد جبلت على حبها، ولكن الإشكال في فساد تصور معناها، فاللذة: مطلوب، ولكن تفاوت الإرادات العملية تبعا لتفاوت التصورات العلمية لها، يولد تفاوتا في الهمم يظهر جليا في متعلقات النفوس، فنفوس قد تعلقت بلذات حقيقية، فعلمت أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن الراحة لا تنال إلا على جسر من التعب فتجشمت مرارة الدواء العاجلة، وما أهونها لمن تدبر، طلبا للذة العافية الآجلة، وما أعظمها لمن تدبر، فعلم أن مفسدة المرارة العاجلة لا تعدل مصلحة اللذة الآجلة، وذلك، كما تقدم، ميزان دقيق، لا يضبط مكاييله إلا الأنبياء عليهم السلام.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فقد يفعل الشخص الفعل كشرب الدواء الكريه الذي بغضه له أعظم من حبه له وهذا لما تضمن ما هو محبته له أعظم من بغضه للدواء أراده وشاءه وفعله فأراد بالإرادة الجازمة المقارنة للقدرة فعلا فيه مما يبغضه أكثر مما يحبه لكونه مستلزما لدفع ما هو إليه أبغض ولحصول ما محبته له أعظم من بغضه لهذا فإن بغضه للمرض ومحبته للعافية أعظم من بغضه للدواء.
فالأعيان التي نبغضها كالشياطين والكافرين وكذلك الأفعال التي نبغضها من الكفر والفسوق والعصيان خلقها وأراد وجودها لما تستلزمه من الحكمة التي يحبها ولما في وجودها من دفع ما هو إليه أبغض فهي مرادة له وهي مبغضة له مسخوطة".
"الاستقامة"، ص313.
ونفوس قد تعلقت بلذات وهمية، فلم تدرك إلا العاجل، ولو كان حقيرا، فاستعجلته بالتفريط في الآجل، وإن كان جليلا، وهذا حال أغلب النفوس، فهي إن تركت لمقتضى الجبلة ضلت في مفاوز اللذات العاجلة، ولو كانت محرمة، وحجبت عن سلوك الطرق الموصلة إلى اللذات الكاملة في دار السعادة، فلا ترى إلا موطئ القدم، وذلك مئنة من ضعف العزم وخسة الهمة.
يقول ابن القيم، رحمه الله، في كلمة جامعة لأطراف هذا الباب:
"فالأعمال إما أن تشتمل على مصلحة خالصة أو راجحة واما أن تشتمل على مفسدة خالصة أو راجحة وإما أن تستوي مصلحتها ومفسدتها فهذه أقسام خمسة منها أربعة تأت بها الشرائع فتأتي بـ: ما مصلحته خالصة أو راجحة آمرة به مقتضية له وما مفسدته خالصة أو راجحة فحكمها فيه النهي عنه وطلب إعدامه فتأتي بتحصيل المصلحة الخالصة والراجحة أو تكميلهما بحسب الإمكان وتعطيل المفسدة الخالصة أو الراجحة أو تقليلهما بحسب الإمكان فمدار الشرائع والديانات على هذه الأقسام الأربعة وتنازع الناس هنا في مسألتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الأولى: في وجود المصلحة الخالصة والمفسدة الخالصة فمنهم من منعه وقال لا وجود له قال لأن المصلحة هي النعيم واللذة وما يفضي إليه والمفسدة هي العذاب والألم وما يفضي إليه قالوا والمأمور به لا بد أن يقترن به ما يحتاج معه إلى الصبر على نوع من الألم وإن كان فيه لذة سرور وفرح فلا بد من وقوع أذى لكن لما كان هذا مغمورا بالمصلحة لم يلتفت إليه ولم تعطل المصلحة لأجله فترك الخير الكثير الغالب لآجل الشر القليل المغلوب: شر كثير، (كمن يدفع شر مرارة الدواء العاجل فيفوته خير الشفاء الآجل)، قالوا: وكذلك الشر المنهي عنه إنما يفعله الإنسان لأن له فيه غرضا ووطرا ما وهذه مصلحة عاجلة له فإذا نهي عنه وتركه فاتت عليه مصلحته ولذته العاجلة وإن كانت مفسدته أعظم من مصلحته بل مصلحته مغمورة جدا في جنب مفسدته كما قال تعالى في الخمر والميسر: (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) فالربا والظلم والفواحش والسحر وشرب الخمر وإن كانت شرورا ومفاسد ففيها منفعة ولذة لفاعلها ولذلك يؤثرها ويختارها وإلا فلو تجردت مفسدتها من كل وجه لما آثرها العاقل ولا فعلها أصلا.
ولما كانت خاصة العقل النظر إلى العواقب والغايات كان أعقل الناس أتركهم لما ترجحت مفسدته في العاقبة وإن كانت فيه لذة ما ومنفعة يسيرة بالنسبة إلى مضرته.
ونازعهم آخرون وقالوا: القسمة تقتضي إمكان هذين القسمين والوجود يدل على وقوعهما فإن معرفة الله ومحبته والإيمان به خير محض من كل وجه لا مفسدة فيها بوجه ما. قالوا: ومعلوم أن الجنة خير محض لا شر فيها أصلا وأن النار شر محض لا خير فيه أصلا وإذا كان هذان القسمان موجودان في الآخرة فما المخل بوجودهما في الدنيا؟.
قالوا أيضا: فالمخلوقات كلها منها ما هو خير محض لا شر فيه أصلا كالأنبياء والملائكة ومنها هو شر محض لا خير فيه أصلا كإبليس والشياطين ومنها ما هو خير وشر وأحدهما غالب على الآخر فمن الناس من يغلب خيره على شره ومنهم من يغلب شره على خيره فهكذا الأعمال منها ما هو خالص المصلحة وراجحها وخالص المفسدة وراجحها هذا في الأعمال كما أن ذلك في العمال. قالوا: وقد قال تعالى في السحرة: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) فهذا دليل على أنه مضرة خالصة لا منفعة فيها إما لأن بعض أنواعه مضرة خالصة لا منفعة فيها بوجه فما كل السحر يحصل غرض الساحر بل يتعلم مائة باب منه حتى يحصل غرضه في باب والباقي مضرة خالصة وقس على هذا فهذا من القسم الخالص المفسدة وإما لأن المنفعة الحاصلة للساحر لما كانت مغمورة مستهلكة في جنب المفسدة العظيمة فيه جعلت كلا منفعته فيكون من القسم الراجح المفسدة وعلى القولين فكل مأمور به فهو راجح المصلحة على تركه وإن كان مكروها للنفوس قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فبين أن الجهاد الذي أمروا به وإن كان مكروها للنفوس شاقا عليها فمصلحته راجحة وهو خير لهم وأحمد عاقبة وأعظم فائدة من التقاعد عنه وإيثار البقاء والراحة فالشر الذي فيه مغمور بالنسبة إلى ما تضمنه من الخير وهكذا كل منهي عنه فهو راجح المفسدة وإن كان محبوبا للنفوس موافقا للهوى فمضرته ومفسدته أعظم مما فيه من المنفعة وتلك المنفعة واللذة مغمورة مستهلكة في جنب مضرته كما قال تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما) وقال: (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم).
وفصل الخطاب في المسألة أنه: إذا أريد بالمصلحة الخالصة أنها في نفسها خالصة من المفسدة لا يشوبها مفسدة فلا ريب في وجودها وإن أريد بها المصلحة التي لا يشوبها مشقة ولا أذى في طريقها والوسيلة إليها ولا في ذاتها فليست بموجودة بهذا الإعتبار إذ المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد وكل ما فيه أهل النعيم
(يُتْبَعُ)
(/)
المقيم فهو صبر ساعة والله المستعان ولا قوة إلا بالله وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل كما قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا ******* تعبت في مرادها الأجسام
وقال ابن الرومي:
قلب يظل على أفكاره وئد ******* تمضي الأمور ونفس لهوها التعب
وقال مسلم في صحيحه قال: يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة البدن ولا ريب عند كل عاقل أن كمال الراحة بحسب التعب وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام فأما في هذه الدار فكلا". اهـ
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
"وهنا أصل عظيم نافع يجب اعتباره وهو ان الأمور المذمومة في الشريعة كما ذكرناه هو ما ترجح فساده على صلاحه كما أن الأمور المحمودة ما ترجح صلاحه على فساده فالحسنات تغلب فيها المصالح والسيئات تغلب فيها المفاسد والحسنات درجات بعضها فوق بعض والسيئات بعضها أكبر من بعض فكما أن أهل الحسنات ينقسمون إلى الأبرار المقتصدين والسابقين المقربين فأهل السيئات ينقسمون إلى الفجار الظالمين والكفار المكذبين وكل من هؤلاء هم درجات عند الله"
"الاستقامة"، ص326.
ولا ريب أن لسلوك الجماعة وتصوراتها أثرا في سلوك الفرد وتصوره، وقد أثر عن سليمان بن عبد الملك، رحمه الله، أنه كان متوسعا في المباح من شهوة البطن والفرج، فأثر ذلك في تصور وهمة رعيته، فكان حديث الرجل إذ لاقى صاحبه عن أصناف المطاعم والمناكح، وذلك مما لا يليق بمجالس أولي العزم من الرجال فهو مئنة من ضعف الإرادة ودنو الهمة، ثم ولي أشج بني أمية، رحمه الله، ليحدث بعلمه وعمله، انقلابا فكريا، إن صح التعبير، فتبدلت التصورات والإرادات وصار الرجل يلقى صاحبه فيسأله عن صوم النفل وقيام الليل، فالناس على دين ملوكهم، والأفراد على دين الجماعة، فاسدا كان أو صالحا.
فإن كان تصور الجماعة: صحيحا، أثر في تصور الفرد بالإيجاب، وإن كان فاسدا أثر في تصوره بالسلب، فلا تستوي جماعة قد استنفرت الإرادات القلبية واستنهضت القوى البدنية طلبا لنافع العلوم وصالح الأعمال، وأخرى قد علقت همتها بلذة مآلها التلف من صورة أو مال، فضلا عن أن يكون متعلقها شبهة علمية فأثرها أعظم من أثر الشهوة العملية، وإن كان كلاهما للباطن والظاهر مفسدا.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فمن الناس من يبتلى بالفاحشة وإن كان ممسكا عن الكلام ومن الناس من يبتلى بالكلام والاعتداء على غيره بلسانه وإن كان عفيفا عن الفاحشة.
وأيضا فإن من الكلام المنهي عنه الخوض في الدين بالبدع والضلالات مع تضمنه لشهوة الطعام.
وما بين الفرجين يتضمن أقوى الشهوات وذلك من الاستمتاع بالخلاق في الدنيا كما جمع الله تعالى بينهما بقوله: (فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا).
الأول: يتضمن الشبهات.
والثاني: يتضمن الشهوات.
الأول: يتضمن الدين الفاسد والثاني يتضمن الدنيا الفاجرة وكان السلف يحذرون من هذين النوعين من: المبتدع في دينه والفاجر في دنياه.
كل من هذين النوعين وإن لم يكن كفرا محضا فهذا من الذنوب والسيئات التي تقع من أهل القبلة.
وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونا باعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلا بد ان تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد أن باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس في الفجور ومن السيئ ما ليس في الفجور وكذلك بالعكس". اهـ
"الاستقامة"، ص321، 322.
فالفاجر: وإن تلبس بالفواحش، إلا أنه إن كان صحيح المعتقد باعتبار الأصل، فإن فجوره يقدح في إيمانه قدحا يصيره من أهل الوعيد إن لم يستحل ما هو عليه بلا شبهة يعذر بها فإنه يصير باستحلاله على هذا النحو: كافرا وإن لم يباشر المحرم، فهو متوعد لنقص إيمانه الواجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك المبتدع: متوعد لنقص إيمانه الواجب، إن لم تكن بدعته مكفرة يكفر منتحلها بإقامة الحجة وإزالة الشبهة أو يكفر بمجرد انتحالها لمضادتها معلوما من الدين بالضرورة كبدع الباطنية والحلول والاتحاد، وهذا حكم الظاهر في دار الابتلاء، والله أعلم بالخواتيم والبواطن فهي متعلق الحكم في دار الجزاء فليس لنا إلا الظاهر فهو متعلق الأسماء والأحكام في دار الابتلاء.
فكلاهما متوعد، وكلاهما ناقص الإيمان الواجب، ولكن الفاجر أحسن حالا من المبتدع إذ يباشر العمل الفاسد لشهوة غلبته فهو مقر بتحريمه، وتلك، كما قال ابن تيمية رحمه الله، حسنة في أصل الاعتقاد قد حرمها المبتدع الذي ينتحل فاسد القول ويباشر فاسد العمل برسم الديانة فيتقرب إلى الله، عز وجل، بعين ما يبعده عنه، ويستجلب مرضاته بعين ما يسخطه!.
وتأمل حال الفلاسفة وأهل الطريق الذين غلوا في باب المحبة، فأباحوا بل أمروا بعشق الصور الجميلة طلبا لتهذيب النفوس ورياضتها!، فاستعملوا مادة فساد القلب في إصلاحه!.
ولا يكون ذلك إلا فرعا عن فساد عظيم في التصور، إذ أولئك من أجهل وأزهد الناس في علوم النبوات فقد جوزوا اكتساب الكمالات العلمية والعملية بدون السير على منهاج الشرعة النبوية. وهو فرع عن جهلهم المركب بمنزلة العمل من العلم، فالعلم: علة فاعلية يتوصل بها إلى العلة الغائية: العمل، فهو السبب والعمل نتيجته، وهذا الأليق بالمعقول والمحسوس فلا يقدم عاقل على عمل إلا بعد تمام تصوره، سواء أكان صحيحا أم فاسدا، فلا ينفك عن نوع تصور علمي سابق، فالعلم سابق العمل إذ هو، كما تقدم، سببه، فجعل أولئك العلم المجرد: غاية، وجعلوا العمل، مراد الرب، جل وعلا من عباده تصديقا لقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، جعلوه: وسيلة إلى تزكية النفس ورياضتها لتصل إلى مرتبة يتلقى فيها الزاهد أو الفيلسوف العلم بلا معلم، وليتهم استعملوا أعمالا نافعة لعلها تحدث في القلب أثرا نافعا يصحح تصورهم العلمي الفاسد، بل ذلك لا يكون بداهة لفساد علومهم بإعراضهم عن علوم الوحي والنبوة النقلية طمعا في علوم الكشف والذوق الإلهامية، فمن أين لهم مادة الصلاح العلمي أو العملي، وقد أعرضوا عن الرسالات: معدن العلوم النافعة والأعمال الصالحة؟!، فجاء تصورهم العلمي الأول على حد الفساد، وجاء عملهم الذي توسلوا به إلى كمال النفس: على ذات الحد من الفساد فصار السماع وعشق الصور دينا تهذب به القوى العملية لترتقي النفس في معاريج الكمالات العلمية!.
وحججهم عند التحقيق من جنس حجج المتسكعين أمام مدارس البنات طلبا لصورة جميلة تسكن إليها النفس، ولو كانت محرمة!، ومن جنس حجج بعض المعاصرين من أبناء المدرسة العقلانية الذين راموا الجمع بين الواقع المؤلم والشرع المنزل، فجعلوا النظر إلى المتبرجات، وقد صرن بلوى لا يسلم منها إلا من حرم نعمة البصر!، جعلوه ديانة لمن نظر متأملا في جمال الصور الظاهرة، ولو لم تكن مباحة، وذلك، أيضا، ملمح من تأثر صاحب هذه المقالة بمقالات غلاة الفقراء من أهل الطريق وفضائحهم قد سطرت في كتب مناقبهم، ولا يعدو هذا القول كونه محاولة فاشلة للتأقلم مع الواقع، فإن كن بلاء لا مفر من الإصابة به، فلتكن الإصابة برسم الشرع، على حد: "إن الله جميل يحبّ الجمال"!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان ضلال فئام من الناس في هذا الباب:
"قد يقولون: كل مصنوع الرب جميل، لقوله: (الذي أحسن كل شئ خلقه) فنحب كل شيء وقد يستدلون بقول بعض المشايخ: المحبة نار تحرق في القلب كل ما سوى مراد المحبوب والمخلوقات كلها مراده وهو لا يقوله قائلهم، (وهذا خلط صريح بين الإرادة الكونية التي تعم المحبوب والمكروه والإرادة الشرعية التي تقتصر على المحبوب فقط، فجعلوا الإرادة واحدة: فكلها شرعية محبوبة، ولو كان الفعل عين المنهي عنه). فصرح بإطلاق الجمال وأقل ما يصيب هؤلاء أنهم يتركون الغيرة لله والنهي عن المنكر والبغض في الله والجهاد في سبيله وإقامة حدوده وهم في ذلك متناقضون إذ لا يتمكنون من الرضا بكل موجود فإن المنكرات هي أمور مضرة لهم ولغيرهم، (فلا يجيزون لمن ضربهم أو سرقهم أن يحتج بالقدر مع أنهم ينتهكون حق
(يُتْبَعُ)
(/)
الرب، جل وعلا، بنفس الحجة الفاسدة! فانتصارهم لأنفسهم أعظم من انتصارهم لربهم عز وجل!)، ويبقى أحدهم مع طبعة وذوقه وهواه ينكر ما يكره ذوقه دون ما لا يكره ذوقه وينسلخون عن دين الله وربما دخل أحدهم في الاتحاد والحلول المطلق ومنهم من يحض الحلول أو الاتحاد ببعض المخلوقات كالمسيح أو علي بن أبي طالب أو غيرهما من المشايخ والملوك والمردان فيقولون بحلوله في الصور الجميلة ويعبدونها.
ومنهم من لا يرى ذلك لكن يتدين يحب الصور الجميلة من النساء الأجانب والمردان وغير ذلك ويرى هذا من الجمال الذي يحبه الله ويحبه هو ويلبس المحبة الطبيعية المحرمة بالمحبة الدينية ويجعل ما حرمه الله مما يقرب إليه: (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) ". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص302، 303.
ويقول في موضع تال:
"ولهذا لم يأمر الله ولا رسوله ولا أهل العلم والإيمان بعشق الصور الجميلة ولا أثنوا على ما كان كذلك وكذلك العقلاء من جميع الأمم ولكن طائفة من المتفلسفة والمتصوفة تأمر بذلك وتثني عليه لما فيه زعموا من إصلاح النفس ورياضتها وتهذيب الأخلاق واكتساب الصفات المحمودة من السماحة والشجاعة والعلم والفصاحة والاختيال ونحو ذلك من الأمور حتى أن طائفة من فلاسفة الروم والفرس ومن اتبعهم من العرب تأمر به وكذلك طائفة من المتصوفة حتى يقول أحدهم: ينبغي للمريد أن يتخذ له صورة يجتمع قلبه عليها ثم ينتقل منها إلى الله!، (وتلك بوابة الحلول والاتحاد وهي من جنس قول بعض غلاة أهل الطريق لأتباعه: إذا دعوت الله، عز وجل، فتأمل في صورتي لتكون وسيطا بينك وبين الرب، جل وعلا، بمنزلة الوسيط الروحي فإن لم تكن أمامك صورتي فلتستحضرها بقلبك حال الدعاء! وذلك من الغلو بمكان فضلا عن مضادته للأمر بالدعاء المباشر بلا وسائط بين الرب، عز وجل، والعبد فذلك جوهر الرسالة الخاتمة: تخليص التوحيد علما وعملا، عقيدة وشرعة للباري عز وجل)، وربما قالوا: إنهم يشهدون الله في تلك الصورة ويقولون هذه مظاهر الجمال ويتأولون قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال" على غير تأويله فهؤلاء وأمثالهم ممن يدخل في ذلك يزعمون أن طريقهم موافق لطريق العقل والدين والخلق وإن اندرج في ذلك من الأمور الفاحشة ما اندرج. وهؤلاء لهم نصيب من قوله تعالى: (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) .......... وأصل الضلال والغي من هؤلاء الذين يستحسنون عشق الصور ويحمدونه ويأمرون به وإن قيدوه مع ذلك بالعفة أن المحبة هي أصل كل حركة في العالم فالنفس إذا لم يكن فيها حركة ولا هي قوية الهمة والإرادة حتى تحصل لها محبة شديدة كانت تلك المنهيات عنها، (من الشبهات العلمية والشهوات العملية والثانية في هذا الباب آكد لتعلقه بالإرادات، وإن كانت الإرادات لا تنفك عن تصورات سابقة، كما تقدم، والإرادات منها ما هو: محرم كالمحرمات الصريحة التي يعلم فاعلها حكمها ولكن نفسه وشيطانه يقهرانه فالنفس تطلب حظها العاجل، ولو كان محرما، والشيطان يطلب زلته فتلك مهمته، ومنها ما هو مبتدع فيقع فاعله في فساد العلم والعمل معا كمن يتعبد بمقارفة الذنوب فهو يستصلح قلبه بمادة فساده)، كانت تلك المنهيات: هي أصول الشر وهي التي إذا ظهرت قامت الساعة ................... فإذا اقترن بهذه الكبائر تلك المحبة في نفس صاحبها فإنها توجب حركتها وقوة إرادتها فيعطي من المال ما لم يكن يعطيه ويقدم على مخاوف لم يكن يقدم عليها ويحتال ويدبر ما لم يكن يحتاله ويدبره قبل ذلك ويصير والها من التفكر والنظر ما لم يكن قبل ذلك فلما رأوا ما فيه من هذه الأمور التي هي من جنس المحمودات حمدوه بذلك وهذا من جنس من حمد الخمر لما فيها من الشجاعة والكرم والسرور ونحو ذلك وذلك أن هؤلاء كلهم لحظوا ما فيها من جنس المحبوب وأغفلوا ما تتضمنه من جنس المذموم فإن الذي يورثه العشق من نقص العقل والعلم وفساد الخلق والدين والاشتغال عن مصالح الدين والدنيا أضعاف ما يتضمنه من جنس المحمود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصدق شاهد على ذلك ما يعرف من أحوال الأمم وسماع أخبار الناس في ذلك فهو يغني عن معاينة ذلك وتجريبه ومن جرب ذلك أو عاينه اعتبر بما فيه كفاية فلم يوجد قط عشق إلا وضرره أعظم من منفعته". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص318، 322، 324
وغاية ما يحصله أولئك من تلك المحبة المذمومة، أن يتلهى بها عن شر أعظم، كمن يتلهى عن المحرم بالمباح، وتلك مرتبة لا تتعلق بها همم أولي العزم، فصاحبها بمنزلة الطفل الذي يتلهى باللعب عن إفساد المتاع وإزعاج الآباء!.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وإذا كان كذلك فقد يكون الرجل على طريقة من الشر عظيمة فينتقل إلى ما هو أقل منها شرا وأقرب إلى الخير فيكون حمد تلك الطريقة ومدحها لكونها طريقة الخير الممدوحة مثال ذلك: أن الظلم كله حرام مذموم فأعلاه الشرك فإن الشرك لظلم عظيم والله لا يغفر أن يشرك به وأوسطه ظلم العباد بالبغي والعدوان وأدناه ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله فإذا كان الرجل مشركا كافرا فأسلم باطنا وظاهرا بحيث صار مؤمنا وهو مع إسلامه يظلم الناس ويظلم نفسه فهو خير من أن يبقى على كفره ولو كان تاركا لذلك الظلم، (كمن يدخل الإسلام على طريقة مبتدعة فكونه مسلما مبتدعا، وإن كان فيه نوع فساد، خير من بقائه كافرا أصليا فذلك أعظم فسادا، فالشر في كليهما كائن، ولكن الشر دركات، فبعض الشر أهون من بعض) ............... وهكذا النحل التي فيها بدعة قد يكون الرجل جهميا قدريا فيصير جهميا غير قدري، أو قدريا غير جهمي، أو يكون من الجهمية الكبار فيتجهم في بعض الصفات دون بعض ونحو ذلك. (وذلك جار أيضا على المعاصي فإن من انتقل من معصية عظمى إلى صغرى فهو أحسن حالا من المقيم على المعصية العظمى، وإن لحق الذم كليهما).
فهؤلاء المتفلسفة ونحوهم ممن مدح العشق والغناء ونحو ذلك وجعلوه مما يستعينون به على رياضة أنفسهم وتهذيبها وصلاحها من هذا الباب فإن هؤلاء في طريقهم من الشرك والضلال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال فإن المتفلسفة قد يعبدون الأوثان والشمس والقمر ونحو ذلك فإذا صار أحدهم يروض نفسه بالعشق لعبادة الله وحده أو رياضة مطلقة لا يعبد فيها غير الله كان ذلك خيرا له من أن يعبد غير الله.
وكذلك الاتحادية الذين يجعلون الله هو الوجود المطلق أو يقولون إنه يحل في الصور الجميلة متى تاب الرجل منهم من هذا وصار يسكن نفسه بعشق بعض الصور وهو لا يعبد إلا الله وحده كانت هذه الحال خيرا من تلك الحال". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص328، 329.
ومثله القارئ في كتب الفلاسفة الإسلاميين وفيها من الضلال في باب الإلهيات ما قد علم، فهي، كما تقدم، قد سلكت في العلم والعمل غير طريق النبوات، فهما على رسم المضادة والمحادة، ومع ذلك قد تفيد قراءتها الملحد فتقربه إلى الإسلام، وإن لم يصر بها مسلما، فحسبه منها أنه عرف المصطلحات الإسلامية التي كسا بها الفلاسفة عوراتهم، فاستعاروا الألفاظ الصحيحة لمعان باطلة!. فقد هذب ابن سينا وشيعته فلسفة اليونان فقربوها إلى الأديان، كما يقول ابن كثير، رحمه الله، ولكنها لم تصر بذلك ملة ينجو معتنقها، وإن اقترب من الإسلام على النحو المتقدم.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض نقد طريقة الغزالي، رحمه الله، في تقرير النبوات:
"وما ذكره أبو حامد فيه من تقرير النبوة في الجملة على الأصول التي يسلمها المتفلسفة ويعرفونها ما ينتفع به من كان متفلسفا محضا فإن ذلك يوجب أن يدخل في الإسلام نوع دخول وكلام أبي حامد في هذا ونحوه يصلح أن يكون برزخا بين المتفلسفة وبين أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى فالمتفلسفة تنتفع به حيث يصير عندهم من الإيمان والعلم ما لا يحصل لهم بمجرد الفلسفة.
وأما من كان مسلما يريد أن يستكمل العلم والإيمان فإن ذلك يضره من وجه ويرده عن كثير من كمال الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر وإن كان ينفعه من حيث يحول بينه وبين الفلسفة المحضة إلا أن يكون حسن الظن بالفلسفة دون أصول الإسلام فإنه يخرجه إلى الإلحاد المحض كما أصاب ابن عربي الطائي وابن سبعين وأمثالهما". اهـ
"شرح الأصفهانية"، ص312.
والشاهد أن فساد التصور يؤدي حتما إلى فساد الحكم في الإلهيات والشرعيات بل والعاديات، ومن الصور البارزة في واقعنا المعاصر:
(يُتْبَعُ)
(/)
فساد التصور في اختيار الزوج أو الزوجة، فإن تحصيل اللذة، كما تقدم، قاسم مشترك أكبر بين كل العقلاء، ومن أعظم اللذات الحسية: لذة المنكح، وهي مع ذلك لا تخلو من لذة معنوية إذ بها اكتمال الجانب الآخر من النفس، فجلال الرجال يكمله جمال النساء، وشدة الرجال، أو هكذا يفترض!، تخلط بلين النساء، فتعتدل الأخلاق وتسكن النفوس على حد قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فتلك من أدلة العناية الربانية بالنوع الإنساني، فبالأنثى يكتمل نقص الذكر، وبالذكر يكتمل نقص الأنثى، فتظهر آثار قدرة الرب، جل وعلا، في خلق النوعين، على حد قوله تعالى في معرض بيان طلاقة القدرة الربانية: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)، فنطفة الزوج هي التي يكون منها جنس المولود بإذن الرب المعبود جل وعلا. وتظهر آثار حكمته في بيان معنى اسمه الغني فلا يفتقر كالعبد إلى الصاحبة والولد.
والشاهد أن مقهوم اللذة كمفهوم الجمال: مفهوم كلي تشترك النفوس في أصله وتفترق في تحصيله، فلكل زوج تصور يختار بموجبه شريكة حياته، فتتباين الزيجات في المآل تبعا لصحة أو فساد التصور في الحال، فمن قدم اللذة العاجلة، وإن كانت أمرا جبليا لا يخلو منه رجل أو امرأة فالتكليف بإهماله تكليف بما لا يطاق، من قدم اللذة العاجلة على اللذة الآجلة من رضا الرب، جل وعلا، بنكاح ذات الدين، وإن لم تكن على ذات القدر من الجمال الذي وهبته كثير من ذوات الدنيا وإن كان الجمع بين الحسنيين جائزا بل واقعا في كثير من الأحيان وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن استقرار الأحوال إذ شؤم المعصية العاجلة بمخالفة شرع الرب، جل وعلا، في الخطبة والنكاح ........ إلخ، مما نراه الآن في كثير من الزيجات، يظهر لاحقا فتفسد كثير من الزيجات، ويعكر صفو كثير من الحيوات، ويتساءل كثير من الأزواج عن سر ذلك الشؤم الذي حل به بعد زواجه وقد كان يمني نفسه بحياة زوجية هانئة مع أنه لم يحصل أسباب ذلك في الاختيار، وتحصيل المسببَّات بلا مباشرة أسبابها غير جار على سنن الحكمة الربانية، فقد أقام الرب، جل وعلا، الكون والشرع على أسباب يتوسل بها إلى وقوع مسبَّباتها.
وقد حكي لي أحد الفضلاء على زميل له أراد الزواج، فَدُلَّ على بيت فاضل، فإذا به يتردد، وذلك أمر وارد، ثم يعرض، وذلك أيضا أمر وارد لا إشكال فيه فإن القلوب بيد مقلبها، والأرواح بيد خالقها، عز وجل، الذي فطرها على التآلف والتناكر، فكثيرا ما يكون الطرفان على قدر من الديانة والفضل ولا يحصل التوافق، ولكن الإشكال في التصور الأول الذي رد به ذلك الزميل تلك الزيجة، وهو ما ظهر لاحقا، إذ قال لي ذلك الحاكي الفاضل عن رؤيته لذلك الزميل بعد ذلك يسير مع امرأة متبرجة، قدمها له بوصف مخطوبته، وهو وصف تستحل به من المحارم في زماننا ما الله به عليم، حتى تكاد المخطوبة تصير زوجة!، فخلوة ونزهة ......... إلخ، فعدل ذلك الزميل لخلل في التصور الأول عن بيت هو مظنة البركة الآجلة ولن يخلو من لذة النكاح العاجلة، إلى لذة عاجلة محرمة، فإن النفس تستمتع لا محالة بالنظر إلى الصورة المحرمة، ولكن تلك اللذة يعقبها من الشؤم ما قد يؤدي إلى انهيار ذلك البيت الذي أسس على شفا جرف هار، فلذة التنزه مع امرأة تخالف الشرع بتبرج وسفور وتنزه مع أجنبي وما يتخلل ذلك من مفاسد، لا تعدل، لمن تدبر لذة إقامة بيت مستقر، فإن شهوة المنكح سرعان ما تزول، وبصبح الزوجان بعد سنوات معدودة بحاجة إلى الاستقرار النفسي والأسري بعد إشباع الرغبة الجسدية، وهي مطلب فطري، حض الشارع، عز وجل، على تحصيله تحصينا للمكلف من الولوغ في الفواحش، ولكن ما عند الله، عز وجل، من الأرزاق، والنكاح ولذته من جملتها، لا ينال بمعصيته، فقد يبذل الناكح لتحصيل أسباب اللذة ما يبذل ثم يعاقب بالحرمان منها لعارض جسدي أو نفسي، فيحدث النفور بين الزوجين، معاقبة له بنقيض مراده، إذ لم يتحر أحكام الشرع في نكاحه، فلا يناله عندئذ إلا تجسم مسئوليات
(يُتْبَعُ)
(/)
التدبير والإنفاق على حياة زوجية فاشلة يتمنى في قرارة نفسه انتهاءها، وربما أظهر ذلك بلسانه، وربما، بل كثير، ما يتبع القول بالفعل، فتكسر الزوجة بالطلاق، ونسب الطلاق قد وصلت إلى نحو الثلث في مصر على سبيل المثال، حتى ورد في أحد الأبحاث الاجتماعية أن مصر تشهد حالة طلاق كل خمس دقائق!، فماذا بقي لبيوت المسلمين من الاستقرار والسلم الأسري؟!، وكثير من البيوت لم يعد لها نصيب من المودة، فهي قائمة على ما فيها من تجاوزات شرعية: لأطفال يخشى عليهم، أو صداق لا يملكه الزوج فإن طلق دخل السجن!، أو شفقة من الزوجة على زوجها فلن يجد من يغسل ثيابه ويطبخ طعامه فلتتحمله إن كانت كريمة الأصل وتكسب فيه ثواب! كما يقال عندنا في مصر، وتلك بيوت قد تستمر فيها الحياة الزوجية، ولو فاترة، ولكنها لا تصلح أبدا لتخريج جيل مسلم يحمل تبعة هذا الدين علما وعملا ودعوة فغايتها أن تخرج موظفين يعملون في الديوان الحكومي!.
وفي المقابل حكى لي أحد الفضلاء عن تجربة زواجه، وهي على النقيض تماما، فقد وفقه الباري، عز وجل، إلى أسرة فاضلة، لا تخلو من نوع تشدد حتى كانوا يعتقدون أن رؤيته لابنتهم حال الخطبة لا تجوز!، وربما التمس لهم العذر بما نراه في مجتمعاتنا من تسيب يحمل بعض الآباء على التشدد مع بناتهن وذلك رد فعل لكل غلو في طرف فغالبا ما يقابله غلو في الطرف الآخر، وأبرز ما استرعى انتباهي في كلامه قوله بأنه يريد أن يكون الأمر على حد ما شرع الباري، عز وجل، من الألف إلى الياء لأنه لا يريد مشاكل بعد ذلك في حياته لكثرة مسئولياته، وبالفعل لم يرها إلا مرة واحدة حال خطبتها، فقد عقد عليها وهو لا يعرفها تقريبا إذ لم يرها ولم يتحدث معها إلا لماما!، وهي في المقابل ممن امتثلن قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، فبعد استكمال دراستها، وقد توقفت عند حد التعليم الثانوي، لم تخرج من البيت إلا للضرورة القصوى، نظرا لطبيعة المجتمع الريفي الذي نشأت فيه فهو بخلاف المجتمع الحضري الصاخب، حتى أنه اكتشف قبل الزواج بفترة قصيرة أنها لم تستخرج حتى بطاقة شخصية!، فاضطرت بطبيعة الحال إلى استخراجها لاستكمال إجراءات الزواج الرسمية.
وهي صور متقابلة تظهر قدرة وحكمة الرب، جل وعلا، في خلق المتضادات الحسية والمعنوية ليقع التدافع بينها، ومنشأ تلك السنة الكونية المطردة: التصور الأول، فعنه يصدر العمل صالحا أو فاسدا.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان تلبيس إبليس الذي يفسد التصور العلمي فيري المكلف: القبيح حسناً، والمسخوط مرضيا:
"ولا ريب أن ما ليس محبوبا لله من مسخوطاته وغيرها تزين في نفوس كثير من الناس حتى يروها جميلة وحسنة يجدون فيها من اللذات ما يؤيد ذلك وإن كانت اللذات متضمنة لآلام أعظم منها كما قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب).
وقال: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء).
وقال تعالى: (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب).
وقال: (وكذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون).
وقال تعالى: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم).
وقد قال سبحانه عن المؤمنين: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو سبحانه يزين لكل عامل عمله، (تزيينا كونيا به يقع الفعل لا تزيينا شرعيا يحض على العمل)، فيراه حسنا وإن كان ذلك العمل سيئا فإنه لولا يراه حسنا لم يفعله إذ لو رآه سيئا لم يرده ولم يختره إذ الإنسان مجبول على محبة الحسن وبغض السيئ فالحسن الجميل محبوب مراد والسيئ القبيح مكروه مبغض والأعيان والأفعال المبغضة من كل وجه لا تقصد بحال كما أن المحبوبة من كل وجه لا تترك بحال ولكن قد يكون الشيء محبوبا من وجه مكروها من وجه ويقبح من وجه ويحسن من وجه ولهذا كان الزاني لا يزني حين يزني وهو مؤمن والسارق لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن كامل الإيمان فإنه لو كان اعتقاده بقبح ذلك الفعل اعتقادا تاما لم يفعله بحال ولهذا كان كل عاص لله تعالى جاهلا كما قال ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، (كما أثر ذلك عن أبي العالية رحمه الله)، فإنه لو كان عالما حق العلم بما فعله لم يفعل القبيح ولم يترك الواجب بل قد زين لكل أمة عملهم"
بتصرف من: "الاستقامة"، ص265، 266.
ولا شك أن تصور المسلمين في زماننا لمعاني الجمال واللذة والمصلحة المعتبرة استجلابا والمفسدة المعتبرة استدفاعا: يحتاج إلى إعادة نظر، فلا تستجلب النعم بالمعاصي، ولا تستكمل لذة بشؤم مخالفة أمر الرب، جل وعلا، ولا يكون جمال إلا إذا صلح جوهر النفس الباطن، فإن الأعراض الظاهرة يعتريها من التغير والفساد ما يعتريها.
ويقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان بركة الطاعة وشؤم المعصية على الصور الظاهرة:
"وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته
ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها.
وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل غلاة المبتدعة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن المبتدع الغالي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها حتى إن الصنف الذي يكثر ذلك فيهم من الترك، (ويريد بهم ابن تيمية رحمه الله الترك الوثنيين الذين كانوا في الأراضي المتاخمة للصين وكانوا إذ ذاك وثنيين فلا يريد الأتراك الحاليين)، ونحوهم يكون أحدهم أحسن الناس صورة في صغره وأقبح الناس صورة في كبره وليس سبب ذلك أمرا يعود إلى طبيعة الجسم بل العادة المستقيمة تناسب الأمر في ذلك بل سببه ما يغلب على احدهم من الفاحشة والظلم فيكون مخنثا ولوطيا وظالما وعونا للظلمة فيكسوه ذلك قبح الوجه وشينه ومن هذا أن الذين قوي فيهم العدوان مسخهم الله قردة وخنازير من الأمم المتقدمة وقد ثبت في الصحيح أنه سيكون في هذه الأمة أيضا من يمسخ قردة وخنازير فإن العقوبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات". اهـ
"الاستقامة"، ص264، 265.
والحكايات عن ذلك قد تكاثرت في الآونة الأخيرة بل إنك أحيانا ترى مبادئ المسخ على وجوه كثير من الكفرة والظلمة والعصاة الذين أوغلوا في الإثم.
وفي المقابل: تأمل وجوه الصالحين والصالحات من شيوخ وعجائز المسلمين تجد جمال الصورة الظاهرة قد تغير، ولكن جمال الصورة الباطنة قد كسا الوجه بهاء لا تجده في وجوه أصحاب الصور الظاهرة ممن قارفوا الفواحش فعلى وجوههم شؤم المعصية الذي يفسد الأديان والأبدان، ومن كانت له جدة صالحة فلينظر في وجهها، ولينظر في وجوه عجائز الكافرات، وقد كن، غالبا، أجمل باعتبار الصورة الظاهرة، فلما تقدم العمر، ازددن قبحا بتغير الصورة الظاهرة فهو كائن لا محالة بمقتضى السنة الكونية الجارية وقبح الصورة الباطنة التي تزداد بعدا عن الحق بمرور الزمن، بخلاف عجائز الصالحات من المسلمات فإن تغير الصورة الظاهرة يجبره جمال الصورة الباطنة فلا تراهن إلا وقد ازددن جمالا بتقدم العمر!.
ولا يشمل ذلك بطبيعة الحال عجائز مسلمات من جنس الشمطاوات المفسدات في الأرض ككثير من أعضاء الجمعيات النسائية التخريبية لأخلاق الفتيات برسم المساواة، والمجالس القومية لتخريب بيوت المسلمين وقاضيات محاكم القضاء على استقرار الأسرة المسلمة!.
والوجوه الظاهرة ترجمان القلوب الباطنة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 01:01 ص]ـ
ولا شك أن تصور المسلمين في زماننا لمعاني الجمال واللذة والمصلحة المعتبرة استجلابا والمفسدة المعتبرة استدفاعا: يحتاج إلى إعادة نظر، فلا تستجلب النعم بالمعاصي، ولا تستكمل لذة بشؤم مخالفة أمر الرب، جل وعلا، ولا يكون جمال إلا إذا صلح جوهر النفس الباطن، فإن الأعراض الظاهرة يعتريها من التغير والفساد ما يعتريها.
ويقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان بركة الطاعة وشؤم المعصية على الصور الظاهرة:
"وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته
ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها.
وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل غلاة المبتدعة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن المبتدع الغالي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها حتى إن الصنف الذي يكثر ذلك فيهم من الترك، (ويريد بهم ابن تيمية رحمه الله الترك الوثنيين الذين كانوا في الأراضي المتاخمة للصين وكانوا إذ ذاك وثنيين فلا يريد الأتراك الحاليين)، ونحوهم يكون أحدهم أحسن الناس صورة في صغره وأقبح الناس صورة في كبره وليس سبب ذلك أمرا يعود إلى طبيعة الجسم بل العادة المستقيمة تناسب الأمر في ذلك بل سببه ما يغلب على احدهم من الفاحشة والظلم فيكون مخنثا ولوطيا وظالما وعونا للظلمة فيكسوه ذلك قبح الوجه وشينه ومن هذا أن الذين قوي فيهم العدوان مسخهم الله قردة وخنازير من الأمم المتقدمة وقد ثبت في الصحيح أنه سيكون في هذه الأمة أيضا من يمسخ قردة وخنازير فإن العقوبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات". اهـ
"الاستقامة"، ص264، 265.
والحكايات عن ذلك قد تكاثرت في الآونة الأخيرة بل إنك أحيانا ترى مبادئ المسخ على وجوه كثير من الكفرة والظلمة والعصاة الذين أوغلوا في الإثم.
وفي المقابل: تأمل وجوه الصالحين والصالحات من شيوخ وعجائز المسلمين تجد جمال الصورة الظاهرة قد تغير، ولكن جمال الصورة الباطنة قد كسا الوجه بهاء لا تجده في وجوه أصحاب الصور الظاهرة ممن قارفوا الفواحش فعلى وجوههم شؤم المعصية الذي يفسد الأديان والأبدان، ومن كانت له جدة صالحة فلينظر في وجهها، ولينظر في وجوه عجائز الكافرات، وقد كن، غالبا، أجمل باعتبار الصورة الظاهرة، فلما تقدم العمر، ازددن قبحا بتغير الصورة الظاهرة فهو كائن لا محالة بمقتضى السنة الكونية الجارية وقبح الصورة الباطنة التي تزداد بعدا عن الحق بمرور الزمن، بخلاف عجائز الصالحات من المسلمات فإن تغير الصورة الظاهرة يجبره جمال الصورة الباطنة فلا تراهن إلا وقد ازددن جمالا بتقدم العمر!.
ولا يشمل ذلك بطبيعة الحال عجائز مسلمات من جنس الشمطاوات المفسدات في الأرض ككثير من أعضاء الجمعيات النسائية التخريبية لأخلاق الفتيات برسم المساواة، والمجالس القومية لتخريب بيوت المسلمين وقاضيات محاكم القضاء على استقرار الأسرة المسلمة!.
والوجوه الظاهرة ترجمان القلوب الباطنة.
والله أعلى وأعلم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: المهاجر
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع ... هو جميل لكنه كثير ... وبه ألوان كثيرة ... الذي استطعنا قراءته هو ما اقتبسناه ... أرى فيه معاني ونصائح ثمينة ... ينبغي للجميع النظر فيها ........ بارك الله فيكم ... وفيما تكتبوه وتنقلوه إلى المسلمين ...
لفتت انتباهي هذه الجملة أقصد الأخيرة
(والوجوه الظاهرة ترجمان القلوب الباطنة)
اللهم أصلح بواطنا وظواهرنا .... اللهم آمين ... اللهم آمين .... اللهم آمين(/)
كيف تتخلص من الإحباط؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 10:04 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
كيف التخلص من الاحباط؟
الاحباط لا يعوق فقط انجاز أعمالنا
اليومية إنما يقضي على روح الشباب
ويؤثر سلباً على علاقاتنا الاجتماعية.
إذا أصابك التوتر ووصل بك إلى حد الاستسلام والشعور بالعجز والرغبة في الانطواء فمعنى ذلك أن الإحباط قد تملكك؟
والاستسلام للإحباط من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة في حياته اليومية.
الاحباط لا يعوق فقط انجاز اعمالنا اليومية انما يقضي على روح الشباب ويؤثر سلباً على علاقاتنا الاجتماعية. للتغلب على هذا الشعور ننصح بالآتي:
1 ـ اتباع طريقة التنفيس أو التهدئة الذاتية بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء.
2 ـ تفريغ المشاكل بالفضفضة مع صديق أو إنسان مقرب.
3 ـ البكاء إذا أحس الإنسان بالرغبة في ذلك دون مكابرة.
4 ـ الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة.
5 ـ تدريب النفس على استيعاب المشاكل اليومية .. باسترجاع التجارب المشابهة التي مرت به وتغلب عليها فيثق في قدرته على تخطي الأزمة.
6 ـ تبسيط الضغوط النفسية. والثقة بأن أي مشكلة لها حل حتى وإن كان في وقت لاحق.
7 ـ ممارسة الهوايات .. لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة.
8 ـ أن يترك الإنسان التفكير في مشاكله ويحاول إسعاد الآخرين .. فيجد سعادته الغائبة وليس الإحباط.
9 ـ تذكر أن دوام الحال من المحال والثقة بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 10:11 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
دعوة للتفاؤل
دعوة للتفاؤل، والسعي نحو الإنجاز المثمر والعمل الرشيد في شؤون الحياة كلها. ارفع شعار ....
(أنا متفائل).
فالنفس فيها كنوز مبعثرة، وجواهر مكنونة، فقط ثق بنفسك وقدراتك .. خذ قلماً وورقة ..
سطِّر إيجابياتك وسلبياتك .. وارسم لوحة التفاؤل إن وجدت الأولى أكثر نصيباً من أختها ..
ضع لك برنامجاً في قراءة كتاب، وتصّفح موقعاً .. احضُرْ دورة تطويرية ..
أسعد الآخرين .. مارس الرياضة .. توضّأ واسجد لربك، واشكره أن حباك نعمه .. وادعه أن يرزقك قلباً متفائلاً، وأن يبصرك بقدراتك وإمكانياتك .. واعلم يقيناً أن المِنَح في أرحام المِحَن، وبعدها انطلق ولا تلتفت .. فالطريق مليئة بالكسالى والقاعدين .. والصبح قد بزغ نوره .. صدِّقني .. وإن النجاح لناظره قريب.
إن تربية النفس على التفاؤل في أعظم الظروف وأقسى الأحوال، منهج لا يستطيعه إلا أفذاذ الرجال، والمتفائلون وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال.
أما اليائسون والمتشائمون، فلم يستطيعوا أن يبنوا الحياة السوية، والسعادة الحقيقية في داخل ذواتهم، فكيف يصنعونها لغيرهم، أو يبشّرون بها سواهم، وفاقد الشيء لا يعطيه.
إننا بحاجة إلى أن نربى الأمة على التفاؤل الإيجابي، الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم، مما يشدّ من عضدها، ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر بإذن الله.
والتفاؤل الإيجابي، هو التفاؤل الفعّال، المقرون بالعمل المتعدي حدود الأماني والأحلام.
والتفاؤل الإيجابي هو المتمشّي مع السنن الكونية، أما الخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليها، أو الركون إليها، وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب، وفق المنهج الرباني.
والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط، أو غلوّ أو جفاء.
والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة بالله، والإيمان بتحقق موعوده، متى ما توافرت الأسباب، وزالت الموانع (ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض).
بيد أن الإغراق في التفاؤل –أيضًا- هو هروب من الحقيقة وقراءة خاطئة لبعض واقعنا.
ـ[التهنفل]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 11:48 ص]ـ
انعم بذلك التفاؤل!
يحتاج كثيراً منا لهذه السطور لأنها ليست كلاماً فحسب بل هي دواء بذاته
دمت متفائلة
تقديري و احترامي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 09:22 م]ـ
انعم بذلك التفاؤل!
يحتاج كثيراً منا لهذه السطور لأنها ليست كلاماً فحسب بل هي دواء بذاته
دمت متفائلة
تقديري و احترامي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... التهنفل
جزاك الله خيرا ... على مرورك الطيب على هذه النافذة .... صدقتِ ليس كلاما بذاته بل هو دواء بذاته .... وأشعر كذلك أني بحاجة لقراءة ما نقلته .... وجزى الله خيرا كاتبه ... اللهم آمين
أسعدني كثيرا مرورك وكلماتك وجمال تعليقك .... ودمتِ موفقة ...
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 09:35 م]ـ
جميل موضوع رائع يحتاجه الإنسان كثيراً هذه الأيام
أدعو الله أن ينعم علينا بالتفاؤل و يبعد عنا الهم و الغم إنه و لي ذلك و القادر عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 09:48 م]ـ
جميل موضوع رائع يحتاجه الإنسان كثيراً هذه الأيام
أدعو الله أن ينعم علينا بالتفاؤل و يبعد عنا الهم و الغم إنه و لي ذلك و القادر عليه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
اللهم آمين ... اللهم آمين .... اللهم آمين
جزاك الله خيرا .... على مرورك الكريم ... وحسن منطوقك ... بوركتِ أخية
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 09:56 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أسعد الآخرين .. مارس الرياضة .. توضّأ واسجد لربك، واشكره أن حباك نعمه .. وادعه أن يرزقك قلباً متفائلاً، وأن يبصرك بقدراتك وإمكانياتك .. واعلم يقيناً أن المِنَح في أرحام المِحَن، وبعدها انطلق ولا تلتفت .. فالطريق مليئة بالكسالى والقاعدين .. والصبح قد بزغ نوره .. صدِّقني .. وإن النجاح لناظره قريب.
إن تربية النفس على التفاؤل في أعظم الظروف وأقسى الأحوال، منهج لا يستطيعه إلا أفذاذ الرجال، والمتفائلون وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال.
أعجبني هذا المقطع، بارك الله فيك أختي الفاضلة.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 11:04 م]ـ
أعجبني هذا المقطع، بارك الله فيك أختي الفاضلة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: ابن القاضي
جزاك الله خيرا .... على مروركم الكريم على هذه النافذة ... أحسبها نظرة ثاقبة ... وفي مكانها ....
ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 08:08 م]ـ
سلمتِ أخيتي زهرة ..
انتقاء مميز .. وكلمات تنساب كالدرر
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 08:28 م]ـ
سلمتِ أخيتي زهرة ..
انتقاء مميز .. وكلمات تنساب كالدرر
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... أنوار
ما أرى إلا مرورك الكريم على هذه النافذة هو المتميز بحد ذاته .... بوركتِ أخية(/)
عن الشهادتين
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 01:41 ص]ـ
من مأثور كلام بعض أئمة الطريق، وهو أبو بكر الشبلي، رحمه الله، وهو ممن كان يصيبه نوع وله أوقعه في بعض المزالق اللفظية التي يرجى له مغفرة تبعاتها: من مأثور كلامه حال أذانه لما انتهى إلى الشهادتين:
"لولا أنك أمرتني ما ذكرت معك غيرك". اهـ
وذلك قول يدل على إجحاف صاحبه بمقام النبوة، إذ ظن أن النبوة شريكة الألوهية، شراكة المعبودات مع الرب، جل وعلا، فهي من الأغيار التي ينافي ذكرها جوهر التوحيد!، وتلك غيرة سيئة بل خبيثة لا تحمد، وإن اعتذر لصاحبها لنوع وله أصابه أو فساد تصور للنبوات انتابه فجعلها على حد المناقضة للتوحيد، وهي ما بعثت إلا لتقريره بتفصيل مجمله وإقامة ما اعوج من الفطر التي خرجت عن حده التوحيدي إلى سائر الحدود الشركية، فالغيرة في هذا الباب إنما تكون إذا كان المسلمون قد ساروا على طريقة النصارى في التثليث، فغلوا في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى خلعوا عليه بعض أوصاف الرب، جل وعلا، وهذا أمر قد وقع بالفعل من شرذمة من الغلاة على تفاوت بينهم في ذلك، ولكنهم، لمكان عصمة الأمة من الاجتماع على ضلالة، ليس لهم لسان صدق عند جمهور الأمة، بل هم منبوذون مستترون بمقالتهم فلا يظهرونها لأتباعهم أو مدعويهم مباشرة، وإنما يتسللون إلى عقولهم على وزان ما فعله الباطنية من فتنة ضعاف العقول حتى أخرجوهم عن دين الإسلام، فلكل مدخل يؤتى منه، فمن الناس من يؤتى من قبل عقله فهو حاد الذكاء، قليل الزكاء، لا يعظم النقل، وإن كان له قسط وافر من العقل، وحال اليهود خير شاهد على ذلك فعندهم العلم بلا عمل، وعندهم التصور بلا إرادة، ويحاكيهم في الوصف أساطين الفلاسفة وهم أصحاب عقول بل أصحاب عبقريات تبدت في علوم الطبيعيات ولكنهم لم يعظموا للنقل حرماته، ولم يعرفوا للنبوة قدرها فجهلوا عليها وتعدوا على مقرراتها حتى أتوا عليها بالبطلان في معرض التلفيق بينها وبين الحكمة اليونانية، ومنهم من يؤتى من قبل القلب فهو سريع التأثر، شديد التأله بلا علم، كما كان حال رهبان النصارى الذين غلوا في الجانب العملي، وجفوا في الجانب العلمي، ويحاكيهم في الوصف: أهل الطريق من الإسلاميين، فغلو بلا مستند يجعل الغيرة على التوحيد معهم حميدة، وإن أشركوا، بلسان حالهم بل بلسان مقال بعضهم، مع الله، عز وجل، خير خلقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فخلعوا عليه أخص أوصاف الربوبية من العلوم الكونية المقدرة، والحقائق النورانية التي تناقض حقائق الرسل عليهم السلام الطينية، فهم، كغيرهم من البشر من جهة التكوين، وإن فاقوا غيرهم في كمال الخَلْق الظاهر، فلا يبعث الله، عز وجل، بمقتضى حكمته، نبيا دميم الخلقة، أو ناقص التكوين أو قبيح الصوت .......... إلخ من الأعراض المنفرة، وإنما يبعثه على أكمل هيئة وأقوى بنية، ولكنه لا يخرج بذلك عن حد البشرية، وإن كان له من كمالاتها القدح المعلى، وهو مع ذلك له من كمال الخُلق الباطن ما جعله، بمقتضى الاصطفاء الرباني، محلا صالحا لقبول آثار الوحي وحمل علوم الرسالة، فلا يكون النبي جبانا أو بخيلا أو طامعا شرها ............ إلخ من الأوصاف الذميمة التي أجمع عقلاء الأمم على قبحها، فهو أمر مدرك حتى قبل ورود الشرائع بما فطر الله، عز وجل، عليه العقول من معرفة الحسن والقبح، وإن لم يجعل ذلك متعلق التكليف، فلا تكليف إلا برسالة، على حد قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا).
فذلك مقام الأنبياء عليهم السلام في الملة الخاتمة والنحلة الكاملة: مقام: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)، فذلك قطع لأسباب الغلو، و: (يُوحَى إِلَيَّ): فذلك قطع لأسباب الجفاء، فليسوا سعاة بريد، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، بل هم حملة أنفع العلوم الإلهية والشرعية والحكمية والسياسية والأخلاقية التي تضمنتها الرسالات السماوية، فليس خبرهم كأي خبر، بل هو أصدق الأخبار، وليس حكمهم كأي حكم بل هو أعدل الأحكام، وليست سياساتهم الشرعية كسياسات الملوك الجبرية، وليست أخلاقهم الربانية كأخلاق مدينة أفلاطون الوهمية!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تقرر ذلك: صار تصور كونهم أغيارا يغار الموحد من ذكرهم مع الله، عز وجل، فيكون الموحد الذي قد جرد توحيده هو من يأنف من ذكر أحد سوى الله، عز وجل، بزعمه، حتى اختصرت شهادة الوحدانية إلى الاسم المجرد: "الله"، ثم اختصرت إلى "هو" وألفت فيه كتب! ثم إلى صوت يخرج من الخيشوم برسم التأوه على هيئة يخجل كل ذي مروءة من سماعها فضلا عن محاكاتها كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين!. صار ذلك التصور من جنس مقالة ابن عربي، إمام الاتحادية في معرض الذب عن إبليس!، إذ اعتذر عنه بأنه ما أبى السجود إلا غيرة للحق، فالسجود لغيره شرك!، فصار من امتثل أمر الرب، جل وعلا، مشركا، وجاز في حق الرب، جل وعلا، أن يأمر بالشرك، على طريقة من يجوز فعل الرب، جل وعلا، أو أمره بأي شيء، بمقتضى قدرته النافذة، ولو كان الفعل أو الأمر على خلاف مقتضى حكمته البالغة، وذلك مسلك نفاة تعليل أفعال الرب، جل وعلا، بالحكمة من الجبرية الذين غلوا في إثبات القدر وجفوا في إثبات الحكمة.
وإنما كمال التوحيد في امتثال أمر رب العبيد جل وعلا. لا في معارضته بقياس العقل كما فعل إبليس وكما يفعل أتباعه من القدرية الإبليسية الطاعنين في حكمة الرب، جل وعلا، وعدله.
فالنبوة في دين الرسل عليهم السلام: تكمل التوحيد إذ هي التي تقرره برسم العصمة، فلا يتطرق إلا بيانها خطأ أو وهم، إذ مستندها الوحي، وهي التي تقوم ما اعوج منه، وهي التي تحكم بما يؤيده، وهي التي تدل العباد على ما يحفظه من صالح الأحوال والأقوال والأعمال، فمسمى الإيمان قد شملها، وهي التي تحذر العباد مما ينقضه من عقد باطن أو قول وعمل ظاهر، وهي التي سل أصحابها ومن بَعْدِهم أتباعها السيوف ذبا عنها، وانتصارا وبلاغا لها، وهي التي أنفق أتباعها كرائم الأموال في سبيلها، فهم الشجعان بأبدانهم الكرام بأموالهم، فلا تقام نبوة إلا بالشجاعة والكرم كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم.
فالنبوة والتوحيد متلازمان فلا يتصور مؤمن بالله كافر بالنبوة، فذلك جمع بين متناقضين!، فلا إله إلا الله: تدل لزوما على: محمد رسول الله. إذ لا يمكن توحيد الرب، جل وعلا، بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، على مراده من عباده إلا من طريق محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإلا فلفظ: "الله" كلفظ هو مشترك لفظي بين كل الأمم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، فلكل أمة إله، وفي كل لغة مبنى: "الله"، فليس الإشكال في إثبات اللفظ، فلا ينكره أحد، إلا شرذمة من المكابرين المنكرين لما قامت الأدلة الضرورية من المعقول والمشهود على وجوبه، فالكون شاهد بأن له إلها، فهذا قدر مشترك بين مثبتي وجود الرب، جل وعلا، ولكنهم يفترقون لا محالة تبعا لمعنى ذلك اللفظ، فهو عند المسلمين: إله المرسلين عليهم السلام، المتصف بكل كمال مطلق نص عليه أو استأثر بعلمه، وهو عند النصارى: الإله الذي نزل من سمائه ليقتل صلبا فداء للنوع الإنساني أو الإله الذي أرسل ابنه ليقتل ........ إلخ، وهو عند اليهود: الإله الفقير البخيل، وهو عند الهنادكة: الحال في بقرة، وهو عند الاتحادية: الممتزج بكل الأعيان ولو كانت نجسة، وهو عند الثنوية من المجوس: خالق النور أو الخير في مقابل: خالق الظلمة أو الشر. فلكل دعوى، ولكل دليل، ولا تحصل نجاة في كلها بداهة بل الحق واحد لا يقبل التعدد، وعلى العاقل أن يختار ما يليق بعقله.
ومحمد رسول الله تدل لزوما على لا إله إلا الله إذ لم يدع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا إليها، ولم يقتل أصحابه في ساحات الوغى إلا لتصل إلينا بكل ما تحويه من إفراد للرب المعبود بكل صور التأله الباطن والظاهر: علما وعملا، قلبا ولسانا وبدنا، شرعة وحكما، زهدا وخُلُقا.
يقول ابن تيمية رحمه الله في معرض الانتصار للنبوة من مقالة الشبلي، رحمه الله، وفيها من الجور والتعدي على مقام النبوة ما فيها:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن كل من لم يشهد برسالة المرسلين فإنه لا يكون إلا مشركا يجعل مع الله إلها آخر وإن التوحيد والنبوة متلازمان وكل من ذكر الله عنه في كتابه أنه مشرك فهو مكذب للرسل ومن أخبر عنه أنه مكذب للرسل فإنه مشرك ولا تتم الشهادة لله بالإلهية إلا بالشهادة لعبده بالرسالة ............. إن الإيمان بالرسل عليهم السلام ليس من باب ذكر الأغيار بل لا يتم التوحيد لله والشهادة له بالوحدانية والإيمان به الا بالإيمان بالرسالة فمن جعل الإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله مغايرا للإيمان به وجعل الإعراض عنه من باب الغيرة المعظمة عند المشايخ فقد ضل سعيه وهو يحسب أنه يحسن صنعا ومن لم تكن الشهادة بالرسالة داخلة في ضمن قلبه بالشهادة بالألوهية فليس بمؤمن". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص342، 343.
ويقول في موضع تال:
"هذا الكلام يليق بمن يقول إن الله ثالث ثلاثة أو يجعل لله شريكا وولدا أو بمن يستغيث بمخلوق ويتوكل عليه أو يعمل له أو يشتغل به عن الله فيقال له: (فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)، ويقال له: (فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة في ما هم فيه يختلفون)، وقوله تعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا) إلى أمثال ذلك مما في كتاب الله من الآيات التي فيها تجريد التوحيد وتحقيقه وقطع ملاحظة الأغيار في العبادة والاستغاثة والدعاء والمسألة والتوكل والرجاء والخشية والتقوى والإنابة ونحو ذلك مما هو من خصائص حق الربوبية التي لا تصلح لملك مقرب ولا نبي مرسل
فأما الإيمان بالكتاب والرسول فهذا من تمام الإيمان بالله وتوحيده لا يتم إلا به وذكر الله بدون هذا غير نافع أصلا بل هو سعي ضال وعمل باطل لم يتنازع المسلمون في أن الرجل لو قال أشهد أن لا اله إلا الله ولم يقر بأن محمدا رسول الله أنه لم يكن مؤمنا ولا مسلما ولا يستحق إلا العذاب ولو شهد أن محمدا رسول الله لكان مؤمنا مسلما عند كثير من العلماء وبعضهم يفرق بين من كان معترفا بالتوحيد كاليهود ومن لم يكن معترفا به وبعضهم لا يجعله مسلما إلا بالنطق بالشهادتين وهي ثلاثة أقوال معروفة في مذهب أحمد وغيره". اهـ
"الاستقامة"، ص344، 345.
وفي ذلك رد على من يزعم توحيد الله، عز وجل، مع إنكاره لرسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو قصرها على العرب دون غيرهم وهو قد ادعى عالميتها فقطع تلك الحجة الدبلوماسية!، فإن مجرد قول ذلك: قدح في ذلك التوحيد الذي يزعمه إذ جوز على ذلك الإله الواحد أن يدع كاذبا مدعيا لأعظم دعوى: دعوى النبوة، يكذب عليه وهو مع ذلك يدحض كل شبهة يثيرها أعداؤه ويكسر كل سيف يسلونه، ودينه إلى الآن أكثر الأديان انتشارا مع قعود أهله عن نصرته، ومع كل ذلك لم يكشف ستره لينقذ خلقه من فساد مقالته، بل لا تزداد مقالته إلا سطوعا كلما أراد أعداؤها حجبها!.
ويقول ابتداء في معرض الاعتذار عن أبي بكر الشبلي رحمه الله:
"وأبو الحسين النوري وأبو بكر الشبلي رحمة الله عليهما كانا معروفين بتغيير العقل في بعض الأوقات حتى ذهب الشبلي الى المارستان مرتين. والنوري رحمه الله كان فيه وله وقد مات بأجمة قصب لما غلبه الوجد حتى أزال عقله ومن هذه حاله لا يصلح أن يتبع في حال لا يوافق أمر الله ورسوله وإن كان صاحبها معذورا أو مغفورا له وإن كان له من الإيمان والصلاح والصدق والمقامات المحمودة ما هو من أعظم الأمور فليس هو في ذلك بأعظم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فإنهم يتبعون في طاعة ولا يذكرون إلا بالجميل الحسن وما صدر منهم من ذنب أو تأويل وليس هو مما أمر الله به ورسوله لا يتبعون فيه فهذا أصل يحب اتباعه". اهـ
"الاستقامة"، ص339.
ومن ترجمته في "سير أعلام النبلاء":
"حضر الشبلي مجلس بعض الصالحين فتاب ثم صحب الجنيد وغيره، وصار من شأنه ما صار.
وكان فقيها عارفا بمذهب مالك، وكتب الحديث عن طائفة.
وقال الشعر، وله ألفاظ وحكم وحال وتمكن، لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر.
فيقول أشياء يعتذر عنه، فيها بأو، (أي: كبر)، لا تكون قدوة.
وكان رحمه الله لهجا بالشعر: الغزل والمحبة.
وله ذوق في ذلك، وله مجاهدات عجيبة انحرف منها مزاجه". اهـ
وتلك نظرة المحققين من أمثال ابن تيمية والذهبي رحمهما الله بعين: الشرع التي تنكر كل خروج عن الشريعة، وعين: القدر التي ترحم المخالف وتعتذر عنه إن كان من أهل الفضل.
والشاهد مما تقدم أنه: لا إلهيات صحيحة إلا عن طريق النبوات الصحيحة.
وقد بذل السالكون ما بذلوا تحصيلا للذة التأله للمعبود، فلم ينلها إلا من سار على جسر النبوات الهادية، وما أقلهم، وحرمها أغلب المترسمين برسم العبادة والديانة إذ لم يكن معهم زاد نافع من علوم الرسالة ..
والله أعلى وأعلم.(/)
عن العقل الجمعي
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:06 ص]ـ
قصة طريفة: وقعت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، قرأتها في صحيفة "أخبار اليوم" من سنين، تحدث فيها الكاتب عن حرب دارت رحاها بين الهندوراس والسلفادور، وهما دولتان، وإن شئت الدقة فقل: دويلتان من دويلات أمريكا الوسطى الملحقة بأمريكا الجنوبية لكونها لاتينية اللسان.
وكان سبب هذه الحرب هو مباراة التأهل إلى كأس العالم في إسبانيا سنة 1982 م، وشعوب أمريكا الجنوبية كما حكى لي أحد الأصدقاء الفضلاء ممن عايشهم في الولايات المتحدة الأمريكية، شعوب توالي وتعادي على النادي أو المنتخب، وتصل الأزمات الكروية فيها إلى حد الشلل التام للحياة حتى يضطر رئيس الجمهورية إلى التدخل بنفسه لحل إشكال كروي، حفظا للسلم الاجتماعي، كما فعلت رئيسة الأرجنتين في أزمة وقعت قبل أسابيع تأجل بسببها الدوري! في الأرجنتين.
والشاهد أن تلك المبارة قد أدت إلى:
انتحار بنت رئيس السلفادور رميا بالرصاص لما تمكنت هندوراس في مبارة الذهاب من تسجيل هدف في الدقيقة الأخيرة، وجاءت عناوين الصحف ترثي الشهيدة التي رفضت أن ترى بلدها تركع أمام جارتها: الهندوراس فالموت أهون من الهزيمة!.
وتمت تعبئة جماهير السلفادورفي مبارة الإياب للثأر للشهيدة، وتمكنت السلفادور من الثأر بثلاثة أهداف وتأهلت إلى كأس العالم، وإن لم تخني الذاكرة، لقيت أكبر هزيمة في تاريخ تلك المسابقة حتى الآن بعشرة أهداف مقابل هدف من المجر، ولو لم تتأهل لكان أستر لها، ولكن قدر الله وما شاء فعل!.
والإشكال فيما حدث بعد ذلك من مطاردة شعب بأكمله لجماهير دولة مجاورة، فالحدود متصلة، وهي دول أشبه ما تكون بالمحافظات عندنا في مصر، فكأنك ترى أهل محافظة القاهرة على سبيل المثال يطاردون فئة من محافظة القليوبية الواقعة شمال القاهرة، حتى الحدود وربما اقتحموها واحتلوا المحافظة بأكملها!، ولرد العدوان أعلنت حالة التعبئة العامة في جيشي البلدين، وقامت حرب حقيقية لا كروية بين البلدين، ولا أتذكر كم استغرقت وتلك معارك تدل على تدني همم من خاضوها، ولا أدري كيف اتخذت القيادة السياسية والعسكرية في كلا البلدين ذلك القرار ابتداء، وهل اقتنع به الجنود كسبب وجيه يحمل الإنسان على تعريض حياته للخطر وسفك دماء جاره في سبيل الثأر لهزيمة كروية، وهل ارتدوا أثناء المعركة لباسا عسكريا أو فانلات المنتخب؟!.
والعقل الجمعي يلعب دورا كبيرا في صياغة تصورات الجماهير وتحرير معاقد الولاء والبراء عندها، فتكرار الخبر بشكل رتيب، يكون في عقل ووجدان سامعه رصيدا يزداد يوما بعد يوم دون أن يشعر حتى تقع لحظة الحسم، فإذا أراد صاحب فضائية، على سبيل المثال، التربح قبل مباراة فإنه يكلف فريق عمل بهذه المهمة، فيتم الحشد قبل المباراة بفترة كافية، كما حدث أخيرا، فتتلقى الجماهير الخبر ابتداء دون تعصب وإن أبدت به اهتماما ثم يتم التكرار في أوقات لاحقة، فيزداد الرصيد دون أن يشعر صاحبه .......... وهكذا، تماما كما يقع في نوع من التفاعلات الكيميائية البطيئة التي لا ترى نتائجها إلا بعد فترة طويلة، فهي تشبه عملية الطبخ على نار هادئة، فإذا تابعت المطبوخ بلا فصل فإنك لن تشاهد تغيرا ملحوظا، مع أن التغير يحصل وإن لم تر أثره، بدليل أنك لو تركت القدر فترة ثم عدت إليها لوجدت المطبوخ قد نضج، وهكذا يتم طبخ مشاعر الجماهير حتى تحدث التعبئة قبل انطلاق المباراة بساعات فترى دولة بأكملها قد استنفرت قواها المادية والمعنوية لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، فالأعلام في كل مكان، وهي معاقد ولاء وبراء في هذه المناسبات القومية بالدرجة الأولى، فبها يتم حل عرى الولاء والبراء الشرعي، دون أن يشعر صاحبها، وذلك من أعظم مفاسد الرابطة القومية في أي مناسبة، وإن كان ذلك يظهر بشكل رئيس في المناسبات الرياضية، والأغاني الوطنية كما قال لي أحد الفضلاء في كل المحطات على غرار ما يحدث في أزمنة الحروب بغض النظر عن حكم الشرع بتحريم المعازف فمحل البحث هنا هو هذا التجييش لهذه الطاقات المعطلة لتستنفذ قواها في هذه المعركة التي تستخدم فيها مصطلحات المعارك والقذائف وخطوط الدفاع والهجوم ومربع العمليات!، ويكفي في بيان فساد ذلك أن تبطن
(يُتْبَعُ)
(/)
أو تظهر العداء لمسلم يلزمك موالاته فرضا لا نفلا، فضلا عن أن يتطور الأمر إلى وقوع اشتباكات بين المسلمين كما حدث في أحياء من مدينة القاهرة بعد انتهاء المباراة، فقد جرح ما يزيد على الستين إن لم تخني الذاكرة، وسفك دم حرام ونحن في الأشهر الحرم!.
وتعدى الأمر إلى دول الجوار فاتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات أمنية عقيب انتهاء المباراة، وذلك عبء يضاف إلى الحرب الدائرة الآن في الجنوب فضلا عن الاستعداد لموسم الحج مع ما يكتنفه هذا العام من تهديدات طائقية من الدولة الفارسية وتاريخها في هذا الشأن معروف، وكذلك الحال في فرنسا التي أحاطت مقار البعثات الدبلوماسية والشركات التجارية بسياج أمني محكم!، فضلا عن الاحتياطات الأمنية في كلا البلدين، وهذا أمر يدعو أحيانا إلى الضحك إذا تدبره الإنسان ونظر فيه.
ومما نقله موقع مفكرة الإسلام: وقوع مشاحنات بين أزواج من البلدين اضطر السفير بنفسه إلى التدخل لحلها حفظا لبيت مسلم أنشئ من نحو ثلاث سنوات رزق فيها الزوجان طفلا، ولكن الزوجة غادرته غاضبة منتصرة لمنتخب بلدها، فكاد البيت أن ينهار من أجل المباراة، وزيجة أخرى بين زوجين من البلدين تعطلت فلم تتم ......... إلخ من صور "الهبل"! كما يقال عندنا في مصر.
فضلا عن استدعاء السفراء من قبل وزارات الخارجية لضمان أمن الجاليات، وهو أمر غريب أن يفقد المسلم الأمان في بلاد المسلمين، أو يخشى من فقده له حتى يتطلب ذلك توصية وتوكيدا من قبل الجهات الرسمية، واعتزام السلطات في أحد البلدين إرسال أطقم أمنية مع جماهيرها لضمان سلامتهم في المعركة الفاصلة! في الجار السودان، وكأنه هو الآخر خلو من المشاكل حتى يضطر إلى استضافة هذه المباراة.
ومن النوادر أن صحيفة معاريف العبرية كانت من أوائل الصحف التي رصدت الأمر من أوله، وربما وجدت فيه مادة للتندر والسخرية من المسلمين الذين تدنت هممهم إلى هذا الدرك، وقد ألقت السلطات المصرية القبض على أحد المصورين اليهود التابعين للصحيفة أثناء تصويره لبعض مظاهر الشغب في القاهرة بعد انتهاء المباراة، وأظهرت القناة العاشرة العبرية الشماتة قي جماهير البلدين متمنية تصاعد التوتر بينهم ومشبهة الأمر بالمعركة الدائرة بين حماس وفتح!، ولو اتبعنا نظرية المؤامرة لألقينا اللوم على اليهود على طريقتنا في مصر في نسبة كل مصيبة تنزل بنا إليهم فلو استيقظ أحدنا من النوم فوجد الماء مقطوعا لاتهمهم بسرقة مياه النيل، أو وجد الكهرباء مقطوعة لاتهم الحكومة بسرقتها وبيعها لهم بأسعار مخفضة!، وهم أهون من أن ينالوا منا في دين أو دنيا بخلاف ما يروجون في إطار حربهم النفسية ضد المسلمين، فليسوا صناعا للأحداث، كما يزعمون، وإنما غايتهم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أن يستغلوا الفرص السانحة لإيقاع الضرر بعدوهم، وقد أعطيناهم فرصة بل فرصا سانحة في هذه المناسبة وفي مناسبات أهم.
وإذا سألت فاسأل عن العقل الجمعي:
وتأمله في الأحزان المفاجئة التي تطرأ على الإنسان فيصاب بالإحباط والفتور التام بعد النشاط ثم يسأل عن سر ذلك، فإذا هي، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أحزان متراكمة لم يلق لها بالا في أول الأمر تكاثرت حتى صارت جبلا، ثم جاءت قاصمة الظهر فانهار الإنسان في نازلة بعينها هي بالنسبة إلى ما قبلها: قمة جبل الجليد الطافية، فجذوره ممتدة في الأعماق ولكنها غير مرئية.
وتأمله في تجييش المشاعر الدينية كما يحدث عندنا في مصر من قبل النصارى الذين يضخمون من أعدادهم الضئيلة فيشيعون أرقاما وهمية من قبيل: 15 مليون حتى وصل الأمر بناشط قبطي يعيش في أمريكا إلى القول بأنهم ربع سكان مصر وقريبا سوف يصبحون هم الأغلبية عددا كما هم الآن الأغلبية عدة!، مع أنهم لا يتجاوزون 6 % بمختلف طوائفهم ولكن العقل الجمعي يمكن استخدامه لفرض أوهام على أرض الواقع، تصير بتكرارها حقائق مسلما بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمله في تجييش المشاعر المذهبية كما يحدث في فارس التي لا زالت تتلقى العزاء في علي والحسين، رضي الله عنهما، حتى الآن!، فذلك نوع من الحشد المعنوي المستمر الذي اعترف مرشد الثورة الحالي بأنه السبب في بقاء المذهب حيا، إذ نظرية المظلومية التي تستقر في وجدان كل أتباع المذهب وتلقي اللوم على الطرف الآخر، وتنتظر يوم الثأر منه بعد عودة الغائب، تلك النظرية هي ثمرة دعاية مستمرة حولت الوهم إلى حقيقة مسلم بها، فالعقل الجمعي لا زال منذ ظهر المذهب سياسيا ثم عقديا يردد نفس المقالة.
وتأمله في خرافة الهيكل المزعوم الذي أثبتت الدراسات اليهودية نفسها عدم وجوده، ولكنها أضعف من أن تقاوم عقلا جمعيا رسخ تلك الخرافة في أذهان أتباعه.
وتأمله في الحيلة النفسية الني نسلي بها أنفسنا عن تقصيرنا في حق إخواننا في فلسطين فهم الذين باعوا الأرض، والقضية قضيتهم فهي: قضية فلسطينية بحتة فليس لنا فيها دور إلا الوساطة!، وبتكرار هذه المقالات يتكون عقل جمعي شعاره: وأنا مالي يا عم!.
وتأمله في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ).
فذلك الإلف هو ناتج العقل الجمعي الذي يؤدي بدوره، كما يقول أصحاب نظرية العقد الاجتماعي، الذين نزعوا السلطان من الوحي وردوه إلى الشعب، يؤدي إلى تكوين رأي عام يؤسس عقدا اجتماعيا غير مكتوب تتفق عليه الجماعة، وإن لم تستفت عليه، فلو أجمعت على إباحة الشذوذ، كما حدث في بعض البلاد الأوروبية التي اعترفت به رسميا، فهذا حقها إذ ذلك عقلها الجمعي الذي تشكل وفق دعاية رتيبة لهذا الأمر قوبلت ابتداء بالإنكار الشديد، كحال أي فكرة طارئة على المجتمع، لا سيما إن كان مجتمعا ذا أخلاق زراعية محافظة كما كان حال أوروبا قبل النهضة الصناعية، ثم فتر الإنكار شيئا فشيئا، مع تبدل نمط الحياة ونمط الأخلاق، فأصبحت صناعية، تسعى إلى تحصيل اللذة العاجلة بأي ثمن وأي وسيلة، واستمر رصيد الفكرة في العقل الجمعي يزداد يوما بعد يوم حتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا.
والشاهد أن العقل الجمعي قد صير الهوية الرياضية جزءا من الشخصية، فلا بد أن تحدد انتماءك لأنظر أولي أنت أم عدو!. ويتندر أهل مصر بوجوب إضافة خانة في الهوية الشخصية تحدد الانتماء: أهلاوي أو زملكاوي كما يكتب في خانة الديانة: مسلم أو نصراني!.
وهي لوثة لم يسلم منها أحد منا تقريبا فمن مقل ومن مستكثر، ويزيدها عراقة في نفوسنا حالة الإحباط والفراغ الفكري والعقدي التي نعيشها لا سيما فئة الشباب التي عطلت قواها الفاعلة عن تحصيل علم نافع أو عمل صالح.
ويقينا: الجامعة الإسلامية أفضل من الجامعة الكروية، فاستبدال الثانية بالأولى مسلك يهودي من جنس: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)
والله أعلى وأعلم.(/)
تباريح 39
ـ[حامد كابلي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:52 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الأحبة في منتدانا الزاهر، هذه هي تباريح (39) بين أيديكم، أتمنى أن تنال على رضاكم،
علماً بأنها كالعادة طويلة، وشكراً لكل من راسلني بخصوص اختصارها،
ولكن لا مناص من الإطالة ولا مجااااااااال للاختصار فتحملوني:
(تباريح 39):
(فوائد بالنكهات)
- يقول المثل الياباني: حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها.
- يتعب الإنسان كثيراً وهو واقف في مكانه.
- إذا حاججت فلا تغضب فإن الغضب يدفع عنك الحجة ويظهر عليك الخصم.
- يقول المثل الصيني: البيوت السعيدة لا صوت لها.
- يقول المثل الإنجليزي: أحسن مقياس لنجاح الزوجة هو صحة زوجها.
- الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.
- من كثر كلامه كثرت آثامه.
- يقال:- من - أفضل العلاجات للقلق هو التحدث عن متاعبك لمن تثق فيه.
يقول المثل الفرنسي: تفضل المرأة أن تكون جميلة أكثر من أن تكون ذكية لأنها تعلم أن الرجل يرى بعينيه أكثر مما يفكر بعقله.
- ما أحلى النوم لو استطاع الإنسان أن يختار أحلامه.
- تقول مانتثون: مهما تكن طبقة الفتاة الاجتماعية فالعمل المنزلي ضروري لها.
- الذي يعطي ليراه الناس لا يسعف أحدا في الظلام.
- أسعد الناس أقلهم انشغالا بالناس.
يقول فولتير: من تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته.
- عمل يُجهد خير من فراغ يُفسد.
- ليس سر الحياة أن تعمل ما تحب بل أن تحب ما تعمل.
- عظمة الإنسان تقاس بمدى استعداده أن يرحم أولئك الذين أخطأوا في حقه.
- الصمت ليس دائماً علامة الحكمة.
(نشيد جميل جداً عن قلب الأم)
(هنا)
download files images audio blgpsmyc1 (http://up4.m5zn.com/download-2009-11-11-12-blgpsmyc1).
( قالوا فأجادوا)
- قال مالك ابن دينار: اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأرباح من غير بضاعة.
- قال ابن تيمية -رحمه الله-: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا، وبستان العارفين.
- قال سلمة ابن دينار: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم.
- قال عمر بن عبد العزيز: إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما.
- سُئل الإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟
فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة.
- قال ابن القيم رحمه الله: نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب, فيتلمح البصير في ذلك عواقب الأمور.
- قال ابن مسعود رضي الله عنه: من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله.
- قال الإمام أحمد: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه.
- قال بعض السلف: خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم.
- قال مالك بن دينار - رحمه الله -: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمها، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً.
- قال الحسن: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر.
- قال الحسن: من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
- قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو .. حامض .. عذب .. أجاج .. وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.
- قال ابن الأثير: إن الشهوة الخفية: حب إطلاع الناس على العمل.
- قال هرم بن حيان: ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم.
- يقول علي بن أبي طالب –رضي الله عنه–: ليس حسن الجوار كف الأذى، بل الصبر على الأذى.
(من خضم الشبكة – بتصرف –)
• صناعة التفاؤل:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه لا يكاد يجتمع جماعة من أهل الخير والغيرة حتى ينقسموا إلى فريقين: فريق متفائل يتحدث عن انتشار الحجاب وكثرة رواد المساجد، وفريق متشائم يتحدث عن أمور سلبية كثيرة، وينفضُّ القوم على انقسام كما بدأوا، والحقيقة أن كلاً منهم على صواب، وما ذلك إلا لأن كل فريق يتحدث عن جانب من الواقع وعن الأشياء التي رآها، وإن من طبائع التكوين الحضاري أنه يسمح بتساوق التقدم في بعض المجالات والتخلف في مجالات أخرى، لكن علينا دائماً أن نبحث عن شيء عملي يحول بيننا وبين القاعدين المتفرجين؛ إن التشاؤم ليس من الأمور المستحبة، لأنه يجعل صاحبه يشعر بالمرارة، ويدفعه في اتجاه الاستسلام للمشكلات، والإكثار من الشكوى دون الحصول على أي شيء، أما التفاؤل فإنه قد كان من دأب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتدل أحاديث كثيرة على أنه صلى الله عليه وسلم ـ كان يغتنم كل مؤشر يتيح شيئاً من التفاؤل حتى يشرحه لأصحابه، (وأنا في أثره وعلى هديه، تفديه نفسي)، إن أعظم ما في التفاؤل أنه يشير دائماً إلى وجود فرصة لعمل شيء أفضل وأجود، وإذا تأملنا في أحوال المتفائلين، فإننا نجد أنهم ينقسمون أيضاً إلى فريقين: فريق يتحدث عن التفاؤل، ويطرب لسماع كل ما يشير إليه، وفريق يصنع التفاؤل، أي يسهم في تقدم الحياة العامة وازدهار معاني النبل والفضيلة، وكما أننا نجد في صناعة الأشياء من يصنع الإبر والكؤوس والأقلام ... ويصنع السفن والطائرات كذلك تجد الأبطال العظام الذين يبثون روح التفاؤل في جيل بأكمله، وتجد من يساعد ولده على أن يكون متفائلاً, ونحن اليوم في حاجة إلى الرواد الكبار الذين يجعلون من الإنجازات الملموسة منابع ثَرَّة للشعور بأننا في خير وإلى خير، كما أننا في حاجة أيضاً إلى من ينشر روح التفاؤل من خلال أصغر الأعمال الإيجابية، حيث لا يأتي بالأمل إلا العمل، أما المتفرجون على ما يرون والذين يفرحون بانتصارات لم يخوضوا معاركها، فإن عليهم أن يعيدوا حساباتهم، لعلهم يعثرون على وسيلة تنقلهم من دائرة البطالة إلى دائرة الفعل.
محبكم د. عبد الكريم بكار
في 18/ 11 / 1430
طظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ طظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ظ€ ط¯.ط¹ط¨ط¯ طظ„ظƒط±ظٹظ… ط¨ظƒطط± ( http://www.drbakkar.com)
---------------
• مقال رائع جداً:
منظراً يضطرك أن تتألم، منظر غاب عن ناظر الرجل كثيراً ولابد من المطالبة باستعادته!!
* أمٌ تمشط شعر ابنتها وتضع البكلة في شعرها تمرر عليه يدها المبتلة وتلويه وتلويه حتى يلتف ويلتف ثم تضع على الغرة البنسة الصغيرة وتهدد بالسبابة إياك أن تسقط غرتك على عينك.
* المرأة التي تطبخ وتردد أناشيد الإذاعة تبتسم لوحدها وتفكر في أمور كثيرة كثيرة تتذوق الحساء بالملعقة تلسعها الحرارة وتظل تتذوق رغم البخار تغسل يديها وتمسحها بملابسها وتخرج لتأخذ حماماً سريعاً ورشة عطر خاطفة وتبقى في انتظار زوجها كل شيء وضعته على السفرة، الخبز والملاعق والسلطة والشطة الحارة.
* تغسل الملابس تدعكها ثم تعصرها بقوة فتتحرك مع العصر كل يديها وكتفيها فلا تحتاج لعمليات شفط ولا شد تمسك بيديها ملابس زوجها، تشعر بأنها تحمل في داخلها رائحة عرقه وكده وتعبه، تشمها بحب فتحتضنها ثم وبعد تردد تغمسها في رغوة الصابون.
* تقرأ أمام المدفأة وتغزل وتحيك وينقض غزلها طفل رضيع تنتفض وهي تهرول نحو بكاءه المزعج (أواع أواع أواع) تحمله بحنان وتقبله بشغف وتلتهم خدوده وتحتضنه كله حتى أقدامه الصغيرة تلصقها بخديها، تغير له ملابسه بكل لطف وتفتح أصابعه الصغيرة لتزيل ما علق فيها من خيوط سود وتمرر نظرات السعادة على كل جزء في جسده، تتلذذ بتمسكه في خصلات شعرها.
* تصحو الصبح بخفة تجهز الأولاد للمدرسة وتضع مسحة من الجبن في منتصف خبزة طويلة وتغلقها ثم تعود فتفتحها لتتأكد من أنها أحاطت بكل الجوانب فتزيد من كمية الجبن والبيض المقلي ثم تضع في حقيبة الفطور كل شيء تستطيع وضعه عصير حليب كعكة شطيرة بسكويت فاكهة، بل تتمنى لو وضعت كل محتويات المطبخ كي لا يجوع كي لا يحتاج كي يزداد نشاطاً وحيوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
* تهز الزوج برقة وتجهز له ثيابه وحمامه، ولا يخرجه من المياه المنعشة إلا رائحة القهوة العربية الفواحة والمرأة تقف أمام الدلة وبأناملها تمسك بخيوط الزعفران وتضعها على الوجه، وجه القهوة الذي يمتلئ بحبات الهيل تفتح باب الدلة بعد أن أخذت شعرها الأبيض من فمها وتحرك به الوجه الأخضر وجه قهوتهما، وجه لا يراه سواهما ثم تسكب له فنجاناً خالياً من كل الهيل المجروش والذي يحمي هذا الوجه من السقوط شعر أبيض من الليف في طريق القهوة شعر كأنه يقول للزوج سأبقى معك حتى ترى شعري بهذا اللون سأعيش معك الشباب والشيخوخة والموت وسأنتظرك عند أبواب الجنة الثمانية.
* تجهز له إفطاره ثم تودعه بعناق وحب وقلبها لا يشغله شيء سوى الأسرة البيت الزوج فقط.
* يعود متعباً تتلقفه بحب وتقبله بنعومة وتكلمه بعبارات كريمة على نفسه هلا ومرحباً وإن نادها قالت بلهفة: لبيه وسم، تحمل شماغه المهتري تخلع جوربه المنهك، تضع لمعدته الطعام ثم تقوم بإسكات الجميع حتى يخلد السيد للراحة.
* ينهض قبيل العصر وقد وجد أمامه إبريقاً من الشاي بالنعناع والأولاد قد انتهى أمر تدريسهم وتحميمهم وبعد أن ناموا تصنع له امرأته العشاء قد يرافقها إلى المطبخ ويمرح معها.
* وفي نهاية الأسبوع تذهب لزيارة أهلها كي تترك له مساحة من الفراغ كي يشعر بالفراغ في بعدها عنه وبعد يوم من الشوق ترتب معه محتويات رحلة ما وفي يوم الجمعة بالذات تهتم بالصلاة و ترتاح وقد جلست عند طرف ثوبه ورفعت رأسها له بعيون لامعة وبحماس وترقب تراقب سحابة البخور وهي تنبعث من بين أزارير دشداشته ومن تحت غترته وتودعه ويعود للبيت ليقوم كل منهم بعمله وبانتهاء اليوم مثلما بدأ هدوء سكينة.
أليس من حق أي رجل في الدنيا الاستمتاع بهذا النوع من النساء؟؟؟
أليس من حق أي رجل في الدنيا أن ينعم بالراحة في بيته والراحة في قرب زوجته منه؟؟
أليس من حقه أن يعيش مع امرأة ولود ودود لطيفة حنونة؟؟؟
أليس من حق أي رجل في الدنيا أن تشعره المرأة بالقوامة و تستشيره زوجته حينما تريد السفر أو الخروج؟؟
أليس من حق الرجل إذا عاد أن يرى زوجته في استقباله تزينت له طبخت طعامه ودرست أولاده وابتسمت للقياه؟
::بلى وربي إنها حقوق خاصة له::
من حقه أن يعيش كما يحب وكما يريد يشعر بالسيادة والقوة
ومن حقه أن يحلم ومن حقه أن يستمتع بخير متاع الدنيا كلها
لقد طغى على العالم حب، يشبه الحب بوجهه الرومانتيكي والذي ساد الحياة الأوروبية لكنه حب عاش في الشارع والمصعد والغرف الحمراء حب خلا من السمو والعلو والفضيلة حب يفضي إلى البوليكامية والتي تعزي إلى ميل متزايد نحو الطلاق.
يحلم الرجل بامرأة مبتسمة تتلقاه بعناية تزيح عنه ثياب العمل وترفع عن عاتقه مسئولية البيت والأولاد ويكون دخوله البيت سبباً في ظهور أسنانها واكتشافاً لموهبتها الشعرية الغزلية.
إن المرأة حينما أرادت الخروج للعمل تنازل لها الرجل عن أمور كثيرة، وهي ما الذي تنازلت عنه له؟؟؟؟
الرجل سمح لامرأته بالخروج والعمل والتسوق ولكنها أسرفت في هذا التنازل الذي تنازل به لها فأسرفت بالتالي على نفسها وصار ذلك على حساب بيتها وأطفالها وزوجها.
حتى التزين والتجمل لم يعد في مقدورها أن تجاري رغباته فلم يعد يرى إلا الحد الأدنى للاهتمام والمرح والذي غالباً ما يكون عفوياً دقائق ما قبل الخروج لمناسبة اجتماعية ونصف ساعة قبل الذهاب لحفلة ولحظات ما قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر.
خرجت المرأة للعمل وخرجت معها السعادة، وصار الرجل لا يرى منها إلا هالات سود تحيط بعينيها ووجه فيه بقايا مساحيق متناثرة وشعر معقوص يشبه تماماً رأساً بلا شعر وملابس بيت فضفاضة تساوت في داخلها كل معالم جسدها ناهيك عن الحدة في الطبع والعصبية في المزاج وقلة الإنصات والحلم والصبر وشعور بالإعياء نظراً لضغط تزايد الأعباء فضاع على رجلها أن يستمع بحيويتها التي سرقتها منها الوظيفة مع تباشير الصباح
وساعاته الأولى ولم تبق له إلا ساعات الغروب ومعها تغرب أشعة حيويتها وطاقتها.
المرأة اليوم انتهكت حقوق الرجل تركت بيته للخادمة والتي تقوم فيه بكل شيء من طهي وعناية بالأولاد وأعمال المنزل ولم يتبق سوى أن تقوم الخادمة بعمل المرأة في داخل غرفة النوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
نافسته في أعماله الخاصة وزاحمته في كل شيء ولم تبق له عملاً خاصاً به،
تعدت الحدود طارت بطائرته وجلست في مقعده طالبت بالجلوس مكانه ورغبت في شغر وظيفته وتريد التفوق عليه وإرغامه على القبول بذلك.
وحتى الرياضة اشتركت في دوري كرة القدم ومسابقات رفع الأثقال ورمي القلة
وحتى سباق الراليات وقيادة الطائرات صارت المرأة تنافسه فيها!!
بينما جلس الرجل عاجزاً عن مجاراتها لا هو الذي يستطيع الحمل ولا الإنجاب ولو جرب آلام الولادة دقيقة واحدة لمات ولا هو بقادر على أن يقوم بالرضاعة حتى لو كان يملك نشاطاً واضحاً في كل هرموناته، ولا هو القادر على منح الحب والحنان للأولاد ولا الصبر لساعتين متواصلتين ليتحملهم، مع الأسف لم يستطع مجاراتها ومنافستها إلا في, تصميم الأزياء والطهي والعمل في صالونات التجميل حتى صار يشعر بأنه خادماً عندها أسيراً أمام شعرها ومنتظراً ما يجود به جيب محفظتها.
يبدو أن الرجل بحاجة إلى يوم عالمي للمطالبة بحقوقه التي تجنت عليها المرأة،
ونحن نطالب بوقف العنف النفسي على الرجل، ونطالب بإعادة القوامة والسيادة والسلطة لحوزته وباستخدام القوة والعقل والحكمة في علاقته مع المرأة، إن الرجل عليه أن يطالب بوجود امرأة يستمتع بها هو وحده لا يشاركه النظر لها أحد من الرجال ولا يصافحها غيره، ولا يتأبطها سواه، على الرجل أن يطالب المجتمع الدولي بحماية خصوصية بيته وأسراره ورعاية حقوقه والشعور بأهميته وبقدرته إنها حاجات يريدها كل رجل في الدنيا وقد ينادي الرجل بعكس مشاعره ويخجل من مطالبه فلا يبوح بها إلا لنفسه بل ومن فرط إخفاقه وكسله وعجزه ينادي بعكسها مجاملة للخارجين عن المألوف كي يثبت
للعالم أنه منطقي وعقلاني وراديكالي الفكر وغربي التوجه.
الرجل بات ضعيف السلطة فمكاتب مدراء الشركات سكرتيراتها نساء والمرأة تركت صنع القهوة لزوجها وصنعتها للمدير.
الجند نساء، الشرطة نساء، الإذاعة نساء، السينما نساء، الصحف تتصدرها نساء، والأغاني تتصدرها صدور النساء، المجلات واجهاتها نساء.
والنشاطات كلها تتركز على المرأة سيطرة تامة نسائية على كل مناحي الحياة.
وكان وأصبح وصار وما زال، الخاسر غير الوحيد في هذا التشتت المرأة ذاتها والرجل بذاته حينما فقدت المرأة خصوصيتها فقدت كل شيء وأهم شيء فقدت الزوج والأسرة و الاستقرار والأطفال والشعور بالأنوثة.
إن الرجل الذي يحب أن يعيش حياة هانئة يريد امرأة مكتملة الصفات لكنه إن لم يجد فيها كل الصفات فلا يتنازل عن أهم صفة وهي أنوثتها.
إن الرجل حينما يريد أن يعيش رجولته لا يعنيه في المرأة ثقافتها ولا عبقريتها ولا يهتم بمراقبة أبحاثها, ولا آخر النتائج التي توصلت إليها.
إنه في الواقع لا يهتم إلا بنفسه وسعادته والشعور بالرجولة والفحولة قد يقبلها جاهلة تفيض أنوثة وعذوبة وغنجاً، ويستمر في العيش معها بينما لا يتقبلها وهي مثقفة وعالمة تروي له مجازر حكومة تل أبيب.
ذلك لأن الرجل المثقف يجد الثقافة في أي مكان وفي أي كتاب وعند أقرب مكتبة وبمناقشة أي صديق لكنه لا يجد الحب والألفة والمودة والحميمية إلا عند المرأة.
إن الرجل وقت حاجته للمرأة لا يحتاج معها لشهادتها ولا لوظيفتها، ولا لمنصبها المرموق بل إنه لا يحب قوية الشخصية مقطبة الجبين قوية الشكيمة ذلك لأن الرجل حينما يبحث عن المرأة فهو يبحث عن صفات لا توجد لديه فالرجل لم يتزوج كي يضم رجلاً آخر معه في داره.
الرجل يحب فيها الضعف والليونة ولم يدخل بها لحلبة مصارعة حتى تصرعه بعضلاتها، عضلات اللسان وعضلات اليد عضلات تصيبه بالقرف إن رآها بارزة، لكنه يحتاج إلا لعضلة واحدة هي عضلة القلب والقلب فقط.
النهاية تقول:
أن هذا المقال رغم خلوه من كل الأرقام ورغم خلوه من كلمات العلماء وأسمائهم الرنانة وبحوثهم ودراساتهم إلا أنه وضع أمامنا حقيقة قوية، نستطيع أن نحرر الرجل من سيطرة المرأة والمرأة من ظلم الرجل.
وذلك عن طريق شيء واحد و هذا الشيء هو: (أن يتصرف كل واحد منهما وفق طبيعته وتكوينه وفطرته)
ولابد من لصق الآية الكريمة في الذهن (ولهن مثل الذي عليهن)
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا حينما نطالب الرجل بحقوق المرأة علينا أن نعمل على هذه المرأة ونوصل لها فكرة مفادها (كوني أنثى)، حتى إذا اكتملت هذه الكينونة حصلت ديناميكياً وتلقائياً على كل حقوقك بل وأكثر من كل الحقوق التي تتوقعينها، ذلك لأنك ومن غير شعور ومن غير طقوس ومن غير شعوذة، ستصبحين ساحرة وستأخذين أكثر مما تستحقين وأكثر مما يجب وأجمل ما في الأمر أنك ستأخذين ما تريدين والرجل بكامل قواه العقلية وبكامل رغبته الذاتية، وبكامل رضاه النفسي.
(قافية حزينة)
((للتذكير!!))
http://www.awda-dawa.com/sounds/1003.jpg
هذه الأبيات كتبتها وأنا أتذكر منظر رامي –رحمه الله-!!! - محمد الدرة -
(هكذا بلغني اسمه في ذلك الحين)
(مات رامي)
ويصرخُ ابنيَ المفجوع رامي: ....
تدرّع يا أبي فهناك رامي
أُعلله، أُلحّفه الحنايا ....
أُحصنه، أدرّعهُ عظامي
ورامي يطلق الصرخات حولي ....
فتنهره رصاصات اللئام
أصيح تجنبوا طفلا صغيرا ....
رويدكمو، ألسنا في سلام؟!!
فتضحك مني الطلقات غدراً ....
تجاوزني، وتسكن في الغلام
فديتك يا بني ألا تجلّد ....
سيأتي المسلمون للانتقام!!
وتنهشني رصاصات فأغفو ...
ولكن همي المكلوم رامي
بُنيّ! بُنيّ! أرمُقه بعيني ....
وتختلط الدماءُ مع الرغام
بُنيّ! بُنيّ! أسحبه لحجري ...
أقلبه، ومنه الرأس دامي
فيرمقني، ويخلد في سبات ....
أكلمه، ولكن مات رامي!!
--------------
حامد كابلي
(تباريح 38)
(هنا)
تباريح 38 - شبكة أبو نواف ( http://www.abunawaf.com/post-8854.html)
( نشيد جميل جداً عن جُرحنا في غزة)
(هنا)
download files images audio ytu6j813z (http://up4.m5zn.com/download-2009-11-11-12-ytu6j813z).
( رصدويه)
(بالفعل أخرسهم)
-أرجو قراءة المقال حتى النهاية .. لأنه جدير بذلك-
(بتصرف)
• كلام ربي .. كلام ربي
يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يبكي ويقول "كلام ربي .. كلام ربي"!!
هذا وهو الفتى الذي تسري في شرايينه جينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟! فما بال أبناء المؤمنين يخوضون في علوم القرآن ... أو يهملون القرآن،
أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن، أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟!
يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفنا عن الأمم!!!
هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟! يا للجراءة على القرآن في ارض القرآن؟!!!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة، ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتتوافق مع "شنشنة" أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟!
فها هو يطرح الآن استفتاء وراء استفتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة!!! ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!
هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"!! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف"، واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب!! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة.
هذا القران هو (الحياة) لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم:
(كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم)
إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي.
القرآن هو معجزة الإسلام الأولى ... وسلاحه الأشد في الحرب والسلم ... به يُطلب العدو ... وبه تدفع الغزاة ... وفي باطنه جل ثقافة الإسلام وتعاليمه ...
لذلك كان القرآن دائماً هو المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه .... ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن، بدأً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس- الذي فرغ حياته الكسيفة للطعن في القرآن فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين ... لأنهم حينهاكانوا يحملون القرآن، وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن!!! وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينشون!! ولعل اكبر هجوم على القرآن نشاهده الآن من الهولندي البغيض فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج، ثم في صحف الفئة التغريبية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم (العقلانية).
وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها!!
(العقلانية) منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري ... فكيف يصعد مناصروا هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُنشر فيها إعلانات الوفيات؟!
اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و (كلام نواعم)!!
وتقديم أقوال كانت وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)!!
وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن
في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله!!
ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف: (من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس!!)
عندها تذكرت "كذاب اليمامة" وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة!!
كما تهتز الأرض تحت العيص ... لابد وأن تهتز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة!! ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان، والصبيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله، وحتى شواذ الإعلام اللبناني يناقشون حجابنا وقيمنا ومناهجنا التعليمية على الفزاء مباشرة!! فأنا أحمل دكتوراة الفلسفة في الإدراة الإستراتيجية من جامعة إمريكية معروفة، لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غداً إلى (عصر الكتاتيب) ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة، فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين
(هيا بنا نقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون").
على الأقل إذا لم يستفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بينات من كتاب عظيم.
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر ... وأدهشنا العالم بالخوارزميات ... وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"!! ... في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة-، في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبيت مال المسلمين غصب (ن) عليهم ... وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور!!
ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان!!
وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه".
أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل!!
في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة حيث تستنفر الجيوش وتتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون (بلا أمم متحدة بلا هم)!! أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتنا العربية ذاتها وأين المعتصم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أهملنا القرآن وآياته البينات أين سنذهب؟! وماذا سنحقق؟! هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)! هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)! نحن لا نريد إلا القرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده).
وقد أخبرنا ديننا أن القوم الذين يجتمعون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم تنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده، وأي شرف أكبر من هذا الشرف؟ هذه الحمر المستنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟!
وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟!
فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره!! فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون.
والقران أقوى من الحواسيب والتقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ...
ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تتلى منذ أربعة عشر قرناً إلى يوم يبعثون.
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
• تأمل!!
تفاحة ... قادة الغرب إلى نتائج باهرة ... وإسهامات نادرة!!
أما نحن العرب فنعيش مع البرتقالة ليس لاكتشاف فكرة كالجاذبية, ولا لتذكر نعمة رب البرية, ولكن من خلال أغنية البرتقالة المشهورة!!
التي تهتز معها قلوب الرجال ..
وبنفس القدر تنضب عقولهم .. وذلك قانون نيوتن الثالث:
(لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه)!!!
(إبدااااااااااااااااااااااااع)
http://www.alamuae.com/up/uplong/112233203248417612767.jpg
يقول د. ياسر عبد الكريم بكار في (القرار في يديك) – بتصرف يسير -
و هو يحاول أن ينقل لنا التحليل النفسي الدقيق للخشوع متسائلاً:
(هل أكرمك الله يوما بحضور ليلة ختم القرآن في الحرم المكي؟!
كنت أتأمل هذه الآلاف المؤلفة .. التي نسيت ما حولها .. نسيت كل همومها ومشاغلها .. نسيت تعب السفر، وهي تصطف منغمسة في التذلل بين يدي الله وهي تردد:
(آآآآآآمين)
تلك اللحظات تمثل أرقى لحظات السمو الإنساني ومنتهى النعيم الدنيوي الذي يمكن أن تتذوق حلاوته)
و يواصل د. ياسر حديثه فيقول:
(من عاش هذه اللحظات فقد شهد واحدة من الحالات النفسية المدهشة
و التي درسها علماء النفس باهتمام وأطلقوا عليها حالة (التدفق flow) )
ما رأيكم بهذا المصطلح (التدفق)؟!! هل تتلمسون عذوبته و صدقه؟!
يواصل د. ياسر تفصيله للخشوع فيقول:
(هي حالة نسيان الذات و الغرق في عمل يملك كل انتباه المرء وحواسه
حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله)
نكمل هذا التحليل النفسي الرائع يقول د. ياسر:
(وتدعمه تدفق من العواطف الإيجابية مليئة بالطاقة والحيوية تعمل جميعها
على صرف انتباهه تجاه العمل الذي يقوم به, يكتنف الإنسان في هذه اللحظات شعور بتوقف الزمن, وإحساس داخلي بالبهجة, وقدرة خارقة على التركيز والمهارة في الأداء,
وتحول الصعب إلى أمر يسير، ..... لأن مشاعر السرور و البهجة بالعمل نفسه هي فقط التي تحركه وتحفزه).
وأكرر اعتذاري على الإطالة التي لا مناص منها، وأتمنى من الجميع التعليق عليها, ولنا لقاء في تباريحنا القادمة بإذن الله.
=================================
حامد كابلي
h_kabli*************
ـ[جميرا]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 11:53 م]ـ
(هي حالة نسيان الذات و الغرق في عمل يملك كل انتباه المرء وحواسه
حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله)
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر ... وأدهشنا العالم بالخوارزميات ... وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"!! ...
إن أعظم ما في التفاؤل أنه يشير دائماً إلى وجود فرصة لعمل شيء أفضل وأجود،
يقول المثل الياباني: حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها.
اشكرك على الموضوع لانى استمتعت بقراته جدا
وانا من اشد المعجبين بكتاباتك
ـ[حامد كابلي]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 10:23 ص]ـ
شكراً للجميع على حسن التعقيب والمرور
دامت لقلوبكم السعادة
أبو أنس
ـ[الخطيب99]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 11:38 م]ـ
موضوعك أكثر من شيق ليتنا نعود لزمن العزة و الكرامة زمن الفخر والإباء رغم سبعة عشر رقعة في ثوب أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) إلا انه تسلم مفاتيح المقدس ليتنا نعود بلا ملابس (إلا ماستر العورة) وتعود لنا لقدس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سَمَا .. ءَاتٍ!!]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 02:43 ص]ـ
الأستاذ الفاضل .. حامد كابلي
رائع ما تكتبه دائما.
لكني أتوقف عند تفسير العبادات بشيء من الفلسفة كالذي نقلته عن د. بكار في التحليل النفسي للخشوع.
فالعبادة عبادة
شكرا لك(/)
الأجور المضاعفة في الميزان
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجور المضاعفة في الميزان
1 – الصلاة في الحرم المكي:
ركعتان في المسجد = 200 ألف ركعة , أي صلاة النوافل في 46 سنة كاملة وصلاة 10 ركعات = 230 سنة أي مليون ركعة - وصلاة المرأة في بيتها أفضل من الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. (صحيح) انظر حديث رقم: 3838 في صحيح الجامع.
خيرصلاة النساء في قعر بيوتهن (صحيح) انظر حديث رقم: 3311 في صحيح الجامع.
2 - صلاة الجمعة:
ثوابها بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها. والمرأة التي تحث زوجها وأطفالها على هذه الصلاة والإسراع إليها فلها نفس الثواب.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها و قيامها ". (صحيح) انظر حديث رقم: 6405 في صحيح الجامع.
3 – صلاة الجماعة:
من صلى الفجر والعشاء في جماعة فثوابه كقيام ليلة
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة و من صلى العشاء و الفجر في جماعة كان كقيام ليلة "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6342 في صحيح الجامع.
4 – الصلاة في مسجد قباء:
صلاة ركعتين في مسجد قباء ثوابها كعمرة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة ". (صحيح) انظر حديث رقم: 3872 في صحيح الجامع.
5 – صلاة الإشراق:
ثوابها كحجة وعمرة تامة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة." (صحيح) انظر حديث رقم: 6346 في صحيح الجامع.
6 – صلاة الضحى:
ثوابها أداء الصدقة عن 360 مفصل في الإنسان
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة و يجزي عن ذلك كله ركعتا الضحى. " (صحيح) انظر حديث رقم: 4035 في صحيح الجامع.
7 – صلاة النافلة في السر:
تعدل صلاته أمام الناس بخمس وعشرين مرة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين. " (صحيح) انظر حديث رقم: 3821 في صحيح الجامع. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة " (صحيح).
8 - الاعتمار في رمضان:
تعدل حجةمع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: "فإن عمرة في رمضان تعدل حجة معي. " رواه البخاري
9 - التسبيح المضاعف:
الدليل: عن جويرية، أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهى فى مسجدها. ثم رجع بعد أن أضحى، وهى جالسة. فقال "ما زلت على الحال التى فارقتك عليها؟ " قالت: نعم. قال النبى صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات. لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" رواه مسلم
10 – الصدقة الجارية:
كالمساعدة في بناء مسجد أو بئر أو مدرسة أو ملجأ أو تربية الأطفال على الدين الصحيح أو نصح الآخرين ودعوتهم إلى الله
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. " (صحيح) انظر حديث رقم: 793 في صحيح الجامع.
11 – قضاء حوائج الناس:
ثوابها يعدل الاعتكاف شهرا في المسجد
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا. " (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
12 – احتساب الأعمال لله:
(يُتْبَعُ)
(/)
كاحتساب النوم للتقوي لصلاة الليل و صلاة الفجر , واحتساب الأكل والشرب للتقوي للكسب الحلال منعا لسؤال الناس وحماية لأطفاله وزوجاته من الفقر , أو للإنفاق على المحتاجين ... وهكذا ..
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى فراشه و هو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى و كان نومه صدقة عليه من ربه. " (حسن) انظر حديث رقم: 5941 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى. (صحيح) انظر حديث رقم: 2319/ 1 في صحيح الجامع.
13 - الجهاد بالمال والنفس:
قدم الله ثواب الجهاد بالمال عن النفس , وأجره كصيام شهر وقيامه
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رابط يوما و ليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر و قيامه. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6259 في صحيح الجامع.
وفي رواية: من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها و قيامها. (حسن) انظر حديث رقم: 5915/ 1 في صحيح الجامع وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى قال الألباني في صحيح النسائي رقم: 3170 (حسن).
14 - تعدد النوايا في الأعمال:
على سبيل المثال: عند زيارة أهل الزوج لوجه الله فيمكن إدخال عدة نوايا لهذا العمل
1 - نية رضاء الله
2 – نية إرضاء الزوج لأنه من إرضاء الله
3 – نية صلة الرحم
4 – نية تهادوا تحابوا
5 – إعانتهم في مرضهم – ثواب زيارة المريض –
6 - صواب قضاء حاجة لمساعدتهم إن كان هناك زوار
7 – نية إدخال السرور عليهم
8 – التخفيف عنهم بالأحاديث التي تدل على تخفيف الذنوب ورفع الدرجات وأجر الصبر …. وهكذا.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2319/ 1 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم. " (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
15 – الصبر على البلاء:
ثوابه عظيم جدا حتى أن المعافون يوم القيامة يتمنون أن لو قرضوا بالمقاريض مما يرون من جزيل الثواب.
الدليل: قال الله تعالى: {إ ِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء. (حسن) انظر حديث رقم: 5484 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز و جل: أكتب له صالح عمله فإن شفاه غسله و طهره و إن قبضه غفر له و رحمه. (حسن) انظر حديث رقم: 258 في صحيح الجامع.
16 - العمل الصالح أيام عشر ذي الحجة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بإكثار العمل في هذه الأيام
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء. (صحيح) انظر حديث رقم: 5548 في صحيح الجامع.
17 – صوم يوم عرفة:
يكفر سنتين ماضية ومستقبلة
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية و السنة المستقبلة.
(صحيح) انظر حديث رقم: 3805 في صحيح الجامع.
18 – الأذان للصلاة:
للمؤذن أجر من صلى معه
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤذن يغفر له مد صوته و أجره مثل أجر من صلى معه (صحيح) انظر حديث رقم: 6643 في صحيح الجامع.
19 – زيارة المريض:
يصلي عليه سبعون ألف ملك
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي و أي ساعات الليل كان حتى يصبح.
(صحيح) انظر حديث رقم: 5687 في صحيح الجامع.
20 – صلة الرحم:
يبارك الله في الرزق ويزيد بركته , ويمد في عمر صاحبه.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه. (صحيح) انظر حديث رقم: 5956 في صحيح الجامع.
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد بالبسط والتأخير هنا البسط في الكيف لا في الكم أو أن الخبر صدر في معرض الحث على الصلة بطريق المبالغة أو أنه يكتب في بطن أمه إن وصل رحمه فرزقه وأجله كذا وإن لم يصل فكذا. (فيض القدير شرح الجامع الصغير)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها. (صحيح) انظر حديث رقم: 5385 في صحيح الجامع.
21 - الدال والساعي على الخير كفاعله:
من أعان على عمل صالح أو كان سببا فيه أو دل عليه ينال مثل أجر فاعله , مثل جمع التبرعات لوجه الله , تربية الأبناء على أركان الإسلام , إعانة الحاج بالمال
.. وهكذا. وكذلك الدال على الشر كفاعله , كبيع الأفلام ونشرها , و كذلك بيع الأغاني وترويجها , أو نشر الصور الجنسية وهذا ابتلي به كثيرا من شبابنا نسأل الله العافية.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره و مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها و مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. (صحيح) انظر حديث رقم: 6306 في صحيح الجامع.
22 – الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم:
إذا صلى على النبي واحدة صلى الله عليه عشرا وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات و حط عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات (صحيح) انظر حديث رقم: 6359 في صحيح الجامع.
23 – قيام رمضان وإحياء العشر الأواخر:
أجره غفران ما تقدم من الذنوب والعمل في ليلة القدر خير من العمل ألف شهر
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
(صحيح) انظر حديث رقم: 6440 في صحيح الجامع ..
وقال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
24– قراءة سورة الإخلاص:
أجرها كأجر قراءة ثلث القرآن
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ {قل هو الله أحد الله الصمد} في ليلة فقد قرأ ليلته ثلث القرآن. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2663 في صحيح الجامع.
25 – التوبة من الذنوب:
يبدل الله هذه السيئات حسنات .. شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب. والندم على ما فات. والعزم على أن لا يعود. وإرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره وإن تكون قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مشرقها.
الدليل: قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
26 - صيام ستة من شوال بعد صيام رمضان:
كتب له صوم الدهر.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6327 في صحيح الجامع.
27 – صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
صيام الأيام البيض وهي 13 و 14 و 15 من كل شهر كتب له صيام الدهر
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر و هي أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة. " (حسن) انظر حديث رقم: 3849 في صحيح الجامع.
28 – ثواب الفقراء:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معشر الفقراء! ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام. " (صحيح) انظر حديث رقم: 7976 في صحيح الجامع.
29 - بيت في الجنة:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6472 في صحيح الجامع.
30 – اغرس نخلة في الجنة:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن قال: " سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة في الجنة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6429 في صحيح الجامع.
31 – كفارة المجلس:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6192 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال " سبحان الله و بحمده سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك فإن قالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه و من قالها في مجلس لغو كانت كفارة له. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6430 في صحيح الجامع.
32 – الذكر بأحب الكلام إلى الله:
الدليل: عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " ألا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى؟ إِنَّ أحَبَّ الكَلام إلى اللَّه: سُبحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، وفي رواية: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أيّ الكلام أفضل؟ قال: "ما اصْطَفى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ أوْ لعبادِهِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ". صحيح مسلم
وقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم -:" أحَبُّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، وََلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرّكَ بِأَيَّهِنَّ بَدأتَ". صحيح مسلم
33 – أفضل الذكر وأفضل الدعاء:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل الذكر: لا إله إلا الله و أفضل الدعاء: الحمد لله. " (حسن) انظر حديث رقم: 1104 في صحيح الجامع.
34 – ألف حسنة كل يوم:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة و يحط عنه بها ألف خطيئة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2665 في صحيح الجامع.
35 – كنز من كنوز الجنة:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟: لا حول و لا قوة إلا بالله. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 7944 في صحيح الجامع.
36 - إذا بخلت بالمال و لم تستطع قيام الليل فعليك بالتسبيح:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من ضن بالمال أن ينفقه و بالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله و بحمده. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6377 في صحيح الجامع.
(من ضن بالمال أن ينفقه) في وجوه البر (وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان اللّه وبحمده) أي فليلزم قول سبحان اللّه وبحمده قال في الفردوس: يقال ضن بالشيء إذا بخل به فهو ضنين وهذا علق مضنة أي هو نفيس يضن به والمكابدة تحمل الضيق لصلاة الليل والشدة في طلب المعيشة.
37 – لا يأت أحد بأفضل مما أتيت:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح و حين يمسي: سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6425 في صحيح الجامع.
38 – عتق الرقاب:
الدليل: عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كانَ كَمَنْ أعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
صحيح مسلم.
39 – دعوة العاصين للتوبة والرجوع لله:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فوالله لأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 7094 في صحيح الجامع.
40 – زحزح نفسك عن النار:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2391 في صحيح الجامع.
41 – الغزو في سبيل الله:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم و يدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة. " (حسن) انظر حديث رقم: 7379 في صحيح الجامع.
نقلا.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:12 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... بنت خير الأديان
جزاك الله خيرا .... على هذه المواعظ الثمينة .... جعلها الله لكِ في موازين حسناتك ... اللهم آمين(/)
* لولا الحكمة منها .. لَما أتيتُ بها *
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 12:21 م]ـ
مِن عجائب قدرة الله .. هذهِ القِصّةُ العجيبة!!
قالَ ربُّ العِزّةِ والجلاله:
(ولا تحسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يعمَلُ الظّالِمونَ، إنّما يؤخِّرُهُم لِيومٍ تشخَصُ فيهِ الأبصار)
صدق اللهُ العظيم
وقالَ النبي محمد:
(اتّقِ دَعوةَ المظلوم، فليسَ بينَها وبينَ اللهِ حِجاب)
صدق نبيِّنا الكريم صلّى اللهُ عليهِ وسلّم
في إحدى القِصص الدالّه على الظُّلم والغدر والسرِقه وكل ما أُخِذَ مِن صاحِبِهِ دونَ وجهُ حقٍّ،
وقعَت عيناي على هذهِ القِصّه المأساويةِ العجيبه وفائدة دُعاء المظلوم، أحبُّ أن
أُطلِعُكُم عليها:
القصّه:
رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف،وهو ينادي: من رآني فلا يظلمنّ أحدا،،
فقدمت إليه وقلت: يا أخي ما قصتك،، فقال: يا أخي قصة عجيبة،،
وذلك أنّي كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني،
فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة، فقال: لا أعطيكها، أنا آخذ بثمنها قوتاً لأولادي.
فضربته وأخذتها منه قهرا، ومَضيْتُ بها.
قال: فبينما أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية، فلما جئت بها
إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت عليّ إبهامي وآلمتني ألما شديدا، حتى لم أنم من شدة
الوجع والألم، و ورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال:
هذه بدء الأكلة، اقطعها وإلا تقطع يدك، فقطعت إبهامي، ثم ضَربت عليّ يدي فلم أطق النوم
ولا القرار من شدة الألم. فقيل لي: اقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم على الساعد،
وآلمني ألما شديدا، ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم، فقيل لي:
اقطعها إلى المرفق، فقطعتها، فانتشر الألم إلى العضد، وضربت عليّ عضدي
أشد من الألم الأول، فقيل: اقطع يدك من كتفك، وإلا سرى إلى جسدك كله،، فقطعتها ..
فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك،، فذكرت قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت
في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك
عضوا ً، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك.
قال: فلم أزل أطلبه في البلاد حتى وجدته، فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي وقلت له:
يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني. فقال: ومن أنت، قلت: أنا الذي أخذت منك
السمكة غصبا، وذكرت له ما جرى، وأريته يدي، فبكى حين رآها ثم قال:
يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء. قلت:
يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت عليّ لما أخذتها؟؟
قال: نعم؛ لقد قلت:
((اللهم إن هذا تقّوى عليّ بقوته على ضعفي
على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه))
فقلت: يا سيدي قد أراك الله قدرته فيّ وأنا قد تبتُ إلى اللهِ عَزّ وجَلّ
عما كنت عليه من خدمة الظّلمة، ولن أعود إليه أبدا.
ا. هـ
نعم إخواني ها هي دعوة المظلوم مفتوح لها باب السماء،، لا تُرَد ولا تُصَد!
فإياكم والظلم .. إياكم والظلم ..
فاصل دُعائي:
---------
لا تظلَمَنَّ إذا ما كُنتَ مُقتَدِراً ... فالظُّلمُ مَرتَعَهُ يُفضي إلى النَدَمِ
تَنامُ عَيْنُكَ والمظلومُ مُنتَبِهٌ ... يَدعُو علَيْكَ وعَيْنُ اللّهِ لم تَنَمِ
ولا حوْلَ ولا قُوّةَ إلاّ بالله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:31 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم ...
قال (صلى الله عليه وسلم): اتقوا دعوة المظلوم فأنها تحمل على الغمام , يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
وقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوة المظلوم فأنها تصعد الى السماء كأنها شرارة
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:50 م]ـ
أستاذة:
(زهرة متفائلة)
دعَونا لكِ ضِعفَ ما دعَوتِ لنا به
باركَ اللهُ بكِ وشكراً على الإضافة(/)
رحم الله صاحب كتاب " زبدة التفسير "
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 12:42 م]ـ
رحم الله صاحب كتاب " زبدة التفسير "!
في السابع والعشرين من شهر ذي القعدة 1430 هـ تلقيتُ رسالةَ جوال تحمل خبر موتِ علمٍ من أعلام الأمة إنه الشيخ الأصولي المفسر د. محمد بن سليمان الأشقر العتيبي – رحمه الله رحمة واسعة -.
رحل هذا العَلم بعد عمر مديد قضاه في العلم والتعليم دراسة وتدريسا وتأليفا، وهو الأخ الأكبر للشيخ د. عمر بن سليمان الأشقر.
ترجم لنفسه ترجمة مختصرة ألخصها في النقاط التالية:
ولد ببرقة قرية من قرى نابلس في 16 من أيلول سنة 1930 م.
تخرج من الابتدائية سنة 1944 م.
درس الثانوية بمدرسة الصالحية بنابلس، ومكث أربع سنين.
رحل إلى المملكة العربية السعودية وعمل بالتدريس في المدرسة الفيصلية ببريدة سنة 1369هـ.
عمل في التجارة بالرياض سنة 1370هـ
التحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1371هـ
أسندت إليه أمانة مكتبة دار الإفتاء 1372هـ مع الاستمرار في الدراسة بالمعهد العلمي، ثم بالكلية الشرعية.
تخرج من الكلية الشرعية 1376 هـ في الفوج الأول من خريجيها.
أخذ التفسير وأصول الفقه على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله -، والفقه والعقيدة على الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، والفرائض على الشيخ عبد العزيز بن رشيد – رحمه الله، والحديث على الشيخ عبد الرحمن الإفريقي – رحمه الله -، والنحو على الشيخ عبد اللطيف سرحان، والشيخ يوسف الضبع.
عمل بالتدريس في معهد شقراء العلمي، وأسندت إليه إدارته سنة 1377هـ
نقل للتدريس بالكلية الشرعية، وكان من أوائل المدرسين فيها، وبقي بها من 1378 – 1383هـ، أي أنه مكث خمس سنوات.
التحق بالتدريس في الجامعة الإسلامية فبقي بها سنتان.
انتقل بعدها إلى الكويت.
أسند إليه أمانة مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من سنة 1385 – 1397هـ.
حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر.
عمل في مشروع الموسوعة الفقهية الكويتية.
وشارك عضوا في لجنة الفتوى بالكويت من سنة 1969م إلى أن وقعت أحداث الخليج عام 1990م.
رجع بعدها إلى الأردن، وتفرغ هناك للبحث والتأليف.
أما إنتاج الشيخ تأليفا وتحقيقا وتعليقا فهي كثيرة لا يسع المقام لذكرها،
ولكن في لقاء ?أجري مع الشيخ د. محمد الأشقر قبل عام أوضح فيه أعز مؤلفاته لديه قائلا: " لدي تفسير أعتز به وهو " زبده التفسير "، وهو على اسمه زبدة، أي: ليس فيه حشو مطلقا، وإنما التفسير على قدر المطلوب بالضبط، فيكشف معنى الآية بكل يسر وسهولة ووضوح وهو ميسر للناس وقد أخليته من أي مصطلح يشق على المطالع الذي لا معرفة لديه بالمصطلحات فأي مثقف عادي يستطيع أن يفهم المراد من الآية فهما سليما فهذا أكثر كتاب اعتز به.
وهناك كتاب " الواضح " في أصول الفقه أيضا كتاب ميسر للمبتدئين والحمد لله يدرس في العالم الإسلامي في مواضع كثيرة في معاهد علمية إسلامية الحمد الله كان ميسرا جدا، وأصل عمله أظن أن جمعية الإصلاح طلبت مني أن ألقي دروسا على طلبتها في أصول الفقه فألقيت هذه باختصار، ثم توسعت بها وحررت الكتاب، ثم بعد ذلك طلبت مني جمعية إحياء التراث الإسلامي أن ألقي عليهم دروسا فألقيت دروسا فيه وكان ذلك مؤدياً إلى تحرير المسائل تحريرا كاملا والحمد الله فهذان الكتابان خير ما اعتز به ".ا. هـ.
وكتاب " زبدة التفسير " هو مختصر لكتاب " فتح القدير الجامع بين فنّي الدِّراية والرواية من علم التفسير " للإمام الشوكاني (ت 1250)، قال في مقدمته: " وقد كنتُ توليتُ تدريس تفسير الشوكاني – رحمه الله – لطلبة العلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فأخذتُ بفضله وتحقيقه ... ".ا. هـ.
وقد عُرف الشيخ د. محمد الأشقر بهذا الكتاب فإذا أطلق اسم كتاب " زبدة التفسير " في أواسط طلبة العلم فيتبادر للذهن اسم مؤلفه الشيخ د. محمد الأشقر.
وقد طبع الكتاب طبعات عديدة آخرها " زبدة التفسير بهامش مصحف المدينة المنورة "، وكُتب على طُرة الكتاب " الطبعة الشرعية الوحيدة "، طبعة " دار النفائس " بالأردن، راجعها وقدم لها الشيخ د. الأشقر بعد أن رغب إليه كثير من طلبة العلم أن يطبع الكتاب بهامش مصحف المدينة، واستجاب لطلبهم بهذه النسخة المعتمدة في عام 1421هـ.
ينصح كثير من العلماء وطلبة العلم بكتاب " زبدة التفسير " للمبتدئين في طلب العلم، وأيضا للقراءة منه في المساجد لسهولة عبارته، وتلخيص الأقوال في تفسير الآية.
هذا ما سمح به قلمي للحديث عن هذا العلم د. محمد الأشقر رحمه الله، ولو تركت العنان له لما انتهيت من تحبير ترجمته، وجهوده، ومؤلفاته، ولكني اقتصرتُ على أشهر كتاب عُرف به رحمه الله رحمة واسعة.
وختاما أقترح على أبناء الشيخ وأخيه د. عمر الأشقر إنشاء موقع للشيخ يجمع فيه كل ما يتعلق به منذ ولادته إلى وفاته، ويجمع أيضا تراث الشيخ ليكون مرجعا ومقصدا لطلبة العلم، وعملا يجري للشيخ في قبره رحمه الله.
عبد الله زقيل.
27 – 11 – 1430هـ
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:36 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
جزاك الله خيرا ....
نسأل الله أن يرحم الشيخ محمد بن سليمان الأشقر العتيبي .. وجميع المسلمين .... وأن يتغمدهم بواسع رحمته ... اللهم آمين(/)
علج، ليس له إلا ابن فتحون
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 02:01 م]ـ
عِلج، ليس له إلا ابن فتحون رحمه الله تعالى
http://www.marebvideo.com/watch.aspx?vid=2806
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 06:52 م]ـ
بوركت يا ابن القاضي
مثل ابن فتحون في الناس قليل.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:08 م]ـ
ابن فتحون
أشجع العرب والعجم في عصره، هاب العدو لقاءه حتى الخيول تهابه
يشم ذوابل المران ِ حباَ = ويعرض عن غضيض الياسمين ِ
كان الرومي إذا أورد فرسه الماء ولم تشرب قال لها أرأيتِ ابن فتحون في الماء ...
ليث حربِ أشفقت أسد الشرى = منه حتى بايعته في شراها
لما غزى المستعين بلاد الروم، برز علج في الميدان، غذي من اللؤم بلبان، شره حاضر في كل إبّان، ونجاسته لا يطهرها الطوفان، مستعرب نبطي ويشتهي الفارسية، ديك نفش ريشه ليسهل نتفه، ينادي هل من مبارز؟
يلقي على المرفوع صخرة جهله = فيصير تحت لسانه مجرورا
جعل يفر بين الصفين وقد برز له أحد المسلمين فقتله، يقول هل من مبارز، واحد لاثنين، واحد لثلاثة.
تجاوز الحد، وصعر الخد، ربا طغيانه، وعظم عدوانه، وصل السيل إلى الخاصرة, ليس إلا السيف والخيل معاَ، ذا آوان السيف والأحصنة، بعدها ضج المسلمون، ماله إلا ابن فتحون
أسد لديه دم الأسود من الطلى = أحلى ومن ريق الغواني أملح
فدعاه المستعين وقال: أما ترى ما يفعل هذا العلج بنا؟
قال / هو بعيني يا أمير المومنين فما تريد؟
قال أريد أن يُكفى المسلمون شره
فعالجهم بذبح السيف حتى يفزع القردُ
إيه يا بن فتحون انطلق = ريحاَ تزمجر عاتية
تحكي الليوث ضراوةً = والخيل ضبحى عادية
أترك فلول جنودهم = أعجاز نخلٍ خاوية
قال / الساعة يكون يا أمير المؤمنين
وقام فلبس قميصاَ واسع الأكمام، وركب فرسا بلا سلاح، وأخذ بيده سوطا طويلا في طرفه عقده، وبرز ليصفي الحساب ويميز القشر من اللباب، وحاله
أيها العلج كل حمار يحلو له سماع نهيقه
صداع من نهيقك يعترينا = وما فيه لمستمع بيان
مكابرة ومخرقة وبهت = لقد ابرمتنا يا مبرمان
عرضت نفسك للبلى فاستهدفي
ثم حمل عليه بسوطه والنصراني في ذهول منه، فحمل النصراني بسلاحه يريد طعنه، فتعلق ابن فتحون - مراوغاَ - في رقبة فرسه، فوقعت ضربة النصراني في السرج، ثم استوى ابن فتحون على سرجه، يمضي مضارعه بصيغة أمره، ويضربه ضرب العبد بالسوط على عنقه، فالتوى السوط على عنق ذلك النصراني، فاقتلعه من على فرسه، وأقبل به والسوط في عنقه، يجره إلى المسلمين كالنعجة
على العدى كفني بركاني فجرها = والهول يعصف والأرواح تفتقد
والمسلمون في فرح وتكبير، بورك سوطك من نحرير، جردتها فدحرت شيطان العدى بنجومها ودحرت مارد شرها ففت ذلك في عضد العلوج، فلغطهم خبا، وتفرقوا أيدي سبا، فركبهم المسلمون، يأسرون ويقتلون
فالله أكبر والعزة لله
فمتى يحين لنا الموعد، كما حان لغيرنا موعدهم
فمتى يحين لنا الموعد، كما حان لغيرنا موعدهم
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:29 م]ـ
بورك جهدك ـ حبيبنا أبا طارق ـ ونفع الله بك، وكثرمن أمثالك.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:45 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: ابن القاضي
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم .... وللأسف لم أعرف عن هذا البطل شيئا إلا عندما وردت قصته هنا على هذه النافذة ... لذلك سنوسع قراءتنا .. وأشكر كذلك أبوطارق الذي أورد خلفية عنه ... كنتُ سأبحث عن هذه الشخصية ... لأعرف عنه المزيد ... وأجدني ربما سأبحث ولن أتوقف عما ذكر .... بارك الله في الجميع(/)
أين أجد موضوعاتي؟؟
ـ[أبجدهوز]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أستفسر عن مشاهدة موضوعاتي ومشاركاتي التي كتبتها أين أجدها
لأن الملف الشخصي لا أجد فيه موضوعاتي
وعذرا إن كتبت سؤالي هذا في غير مكانه إلا إنني وجدته الأنسب
وجزاكم الله خيرا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:06 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أبجد هوز
هي متناثرة في أرض الفصيح .... وأعتقد لا توجد في الفصيح تجميع لموضوعات العضو في ملفه الشخصي أو تحت مشاركاته ... دعيها متناثرة هنا وهناك ... جميلة ـ أقصد موضوعاتك ـ وهي قابعة في كل ركن.
ـ[أبجدهوز]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:11 م]ـ
أشكرك أختي على مرورك وردك
لكني لا أذكر عناوين بعض ما كتبت وأحتاج العودة إليه فما السبيل إلى ذلك؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:14 م]ـ
أشكرك أختي على مرورك وردك
لكني لا أذكر عناوين بعض ما كتبت وأحتاج العودة إليه فما السبيل إلى ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
إذن انتظري الرد من المشرفين أو المسئولين عن هذا المنتدى ... اقتراح جميل ... إن شاء الله يفيدونك
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:26 م]ـ
انظري هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/search.php?searchid=1051367)
وفقك الله.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:26 م]ـ
في ملفك الشخصي
الاحصائيات؛ تجدي فيها كل الموضوعات و المشاركات التي كتبتيها.
اضغطي هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/search.php?searchid=1051369)
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:27 م]ـ
سبقني أخي عامر:)
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل هناك أختي زهرة في الملف الشخصي للعضو في الاحصائيات
# البحث عن المشاركات التي كتبها الرحمة
# البحث فقط عن المواضيع التي كتبها الرحمة
هكذا و لكن احذفي الرحمة و تجدي أبجد هوز
# البحث عن المشاركات التي كتبها أبجد هوز
# البحث فقط عن المواضيع التي كتبها أبجد هوز
بارك الله فيكِ اختي أتمنى أن اكون افدتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
بارك الله فيكم ... هذه الروابط لا تعمل ... هذه الرسالة التي تخرج لنا ...
عذرا - لم يتم العثور على ما يطابق بحثك. حاول بطريقة اخرى.
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:32 م]ـ
سبقني الأساتذة كلهم:)
الآن ردي لا فائدة منه أصلاً ( ops
اعتذر لم أرى الردود التي سبقتني
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
هذه أول مرة أعرف بها هذا الأمر ... جزى الله أختي السائلة وكل المجيبين.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:43 م]ـ
رابط ملفك ( http://www.alfaseeh.com/vb/member.php?u=26995)
http://up.mrkzy.com/images/images/2ea9ruedjhzy2ym30ad.jpg
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:55 م]ـ
رابط ملفك ( http://www.alfaseeh.com/vb/member.php?u=26995)
http://up.mrkzy.com/images/images/2ea9ruedjhzy2ym30ad.jpg
ما شاء الله رد رائع
ممكن أستاذي بعد إذنكم اسم البرنامج الذي تصورن به و تفعلون هذا؟ ;)
جزاكم الله خيراً(/)
مشاريع العشر الأوائل من ذي الحجة
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. ?خطة لكل من المشغول والمتزوجين وغيرة في هذه العشرة
وقد قسمت خطة العمل على ثلاث مستويات حسب انشغال الشخص ودرجة استعداده
أ "مستوى أساسى ويمثل الحد الأدنى للمشغولين جدا فقط.
ب"برنامج العمل المتقدم وهو يخص كم من أراد لنفسه ميلاده جديدا فى هذه الأيام.
جـ"أفكار مبتكرة للمتميزين.
وكنا قد كتبنا الحد الأدنى و برنامج العمل المتقدم ولكن وفقنا الله لمقال رائع
للشيخ محمد حسين يعقوب وقد أبدع فيها وأجاد وزاد فوجدنا أنه من الأولى
نقله ونترككم الآن مع المقال والذىنرجو أن تقرءوه بقلوبكم وبتمعن وروية.
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِوَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)}
[الفجر:1 - 5]،
ابدأ صفحة جديدة مع الله .. في خيرأيّام الله ..
انتبه أخي في الله ..
إنّها أعظم فرصة في حياتك ..
إنّها صفحة جديدة مع الله ..
إنّها أفضل أيّام الله ..
تخيل أنّها أفضل من العشر الأواخر من رمضان!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني أيّام العشر، قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء».
انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد؟!!
إنّها فرصة هائلة ..
فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله ..
فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض مافات من الذنوب ..
فرصة لكسب حسنات تعادل من أنفق كل ماله وحياته وروحه في الجهاد ..
فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك ..
ماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع؟؟
إذا كان الأمر بالخطورة التي ذكرتها لك:
فلابد من تصور واضح لمشروعات محددة تقوم بها لتكون في نهاية العشر من الفائزين ..
دعك من الارتجال والاتكال وحددهدفك ..
إليك هذه المشاريع، لا أعرضها عليك عرضًا .. وإنّما أفرضها عليك فرضًا ..
افعلها كلها ولو هذه المرة الواحدة في حياتك:
0000000000000000000000
.. ?مشروع ختم القرآن? ..
{وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّخَسَاراً}
[الإسراء:82] ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله
به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام
حرف وميم حرف» ..
لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل .. بدون فصال ..
وأنت تتلو القرآن .. أنزل آيات القرآن على قلبك دواء ..
ابحث عن دواء لقلبك في القرآن .. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة .. وتأمل كل حرف ..
ولكي تختم القرآن في هذه العشرة أيّام عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا ..
ولكي تتحفز أبشرك أنّ ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات
تعادل نصف مليون حسنة يوميًا ..
هيا انطلق .. نصف مليون حسنة مكسب يومي صافي من القرآن فقط ..
ثم مفاجأة أخرى أنّه في هذه الأيّام المباركة تضاعف الحسنات ..
قرآن .. وملايين .. هيا .. هيا ..
00000000000000000000000
.. ?مشروع وليمة لكل صلاة? ..
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد
الله له نُزُلا في الجنّة كلما غدا أو راح»، والنُزُل هو الوليمة التي تعد للضيف ..
تعال معي .. أعطيك مشروع الوليمة:
أن تخرج من بيتك قبل الأذان بخمس دقائق فقط بعد أن تتوضأ في بيتك ..
ثم تخرج إلى المسجد وتردد الأذان في المسجد، ثم تصلي على النبي
صلى الله عليه وسلم، والدعاء له صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والفضيلة،
ثم صلاةالسنة القبلية بسكينة وحضور قلب ثم جلست تدعو الله لأنّ الدعاء
لا يرد بين الأذان والإقامة.
وماأحلاك لو اصطفاك ربّك واجتباك ودمعت عيناك ...
ثم صليت في الصف الأول على يمين الإمام وقرت عينك بتلك الصلاة
فجلست قرير العين تستغفر الله وتشكره وتذكره، ثم صليت السنة البعدية
بعد أن قلت أذكار الصلاة، إذا فعلت ذلك، فإليك الثمرات:
- ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء.
- كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة.
- ثواب ترديد الأذان مغفرة للذنوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى
الله عليه وسلم.
- ثواب صلاة السنة القبلية.
- ثواب انتظار الصلاة فكأنّك في صلاة.
- ثواب الدعاء بين الأذان والإقامة.
- ثواب تكبيرة الإحرام، صلاة الجماعة، الصف الأول، ميمنة الصف.
- ثواب أذكار الصلاة، والسنة البعدية، وثواب المكث في المسجد، و ..... و ......
بالله عليكم .. أليست وليمة؟!! .. بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها .. ماذاتسمونه؟!
ونزيدعلى كلام الشيخ فوائد أخرى لمشروع الوليمة الذهبية ذكرها الطبيب
الداعية حازم شومان فى أحد شرائطه:
**خمس حجات فى اليوم الواحد لحديثه صلى الله عليه وسلم " من تطهر
فى بيته ثم ذهب إلى أداءفريضه فله أجر الحاج المحرم"حديث صحيح
**خمس عمرات " من قصد المسجد فى غير وقت الفريضة وصلى ركعتين
فله أجر عمرة" لذا بكر قليلا واحرص على صلاة ركعتين قبل الأذان
**كل يوم بيت فى الجنة لصلاة اثنتى عشرة ركعة النافلة
**كل يوم على الأقل 15ألف حسنة " من أذكار بعدالصلاة"
كيف؟؟
آية الكرسى 200حرف * 10حسنات لكل حرف فى 5 صلوات = 10000حسنة
سبحان الله 33 ولحمد لله 33 والله أكبر 33 ولا الهإلا الله 100عند كل صلاة * 10*5 = 5000حسنة
**ستنال 15 مرة استغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الشيخ عندما كنا نقرأ {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَاكَانَ اللّهُ
مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْيَسْتَغْفِرُونَ} الأنفال33
كنا نشعر بالقهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لهم فأين نحن من ذلك؟
ولكن الرسول دعا لمن أدرك الصف الأول بالمغفرة ثلاث مرات
اذن 15 مرة استغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اليوم الواحد ثلاث لكل صلاة
** ساعة ونصف يوميا أبواب السماء مفتوحه لك
تدعو فيها بما تشاء وهو مجموع الوقت مابين الأذان والإقامة
**ستحصل على أعلى شهادة نحلم بها جميعا
ماهي شهادة البراءة من النار والبراءة من النفاق لحديثه صلى الله عليه
وسلم -" من صلى أربعين يوما في جماعة كتب له براءتان: براءة من
النار , وبراءة من النفاق"
بتطبيق مشروع الوليمة هذا ستضمن تطبيق هذه الأحاديث لماذا؟
لأنه فرق بين أن تنوى الذهاب مع تكبيرة الاحرام مباشرة وأن تنوى الذهاب قبل الصلاة ففى الحالة الثانية صعب عليك حتى اذا تاخرت قليلا فاتك تكبيرة الإحرام
000000000000000000000000000000000000
.. ?مشروع الذكر? ..
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: «ما من أيّام أعظم عندالله،
ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيّام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح
والتحميد والتهليل والتكبير» ..
فأعظم كلمات الذكر عمومافي هذه الأيام: ((سبحان الله، والحمد لله،
ولا إله إلاّ الله، والله أكبر)) وهن الباقيات الصالحات، وقد أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنّ لكل كلمة منها شجرة في الجنّة،
وأنّ ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد ..
وإنّني أعتقد أيّها الأحبة أنّه كما أنّ رمضان دورة تربوية مكثفة في القرآن،
فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر ..
وتقول لي: ومتى أقول هذة الكلمات؟؟
أقول لك: عود نفسك .. عود نفسك .. عود نفسك ..
أثناء سيرك في الطريق لأي مشوار.
وأنت مستلق على السرير قبل النوم.
أثناء الكلام اقطع كلامك واذكرها، وأثناء الأكل.
أن تذهب للمسجد مبكرا وتنهمك في هذا الذكر حتى تقام الصلاة.
إذا التزمت وتعودت ما قلته لك لن تقل يوميا غالبا على حسب ظنّي
ذكرك عن ألف مرة، ممّا يعني 4000 شجرة في الجنّة يوميا، هل تعلم
أنّك لو واظبت على هذا في الأيّام العشرة كلها كيف ستكون حديقتك
في الجنّة؟؟
هل تتخيل 100 ألف فدان في الجنّة تملكها في عشرة أيّام!!
أليست هذه فرصة المغبون من يضيعها؟!!
00000000000000000000000000
يتبع
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:31 ص]ـ
.. ?مشروع الصيام? ..
عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام منكل شهر أول اثنين من الشهر والخميس»
[صحيح أبي داود 2129].
فصم هذه التسعة كلها إيّاك أن تضيع منها يوما واحدا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن ثبطك البطالون وقالوا لك: الحديث ضعيف فالحديثالعام: «من صام يوما في سبيل الله بعدالله وجهه عن النّار سبعين خريفا»، ومع فضيلة
هذه الأيّام، على كل حال .. أنت الكسبان!!
.. ?مشروع الحج والعمرة? ..
وفر 50ألف جنيه .. وخذ 50 ألف حسنة ..
بل أكثرممّا طلعت عليه الشمس ..
من خلال المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة
ركعتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة».
وفي هذه الجلسة:
- تلاوة قرآن.
- أذكارالصباح.
- تجديد التوبة.
- الدعاء في خفاء.
- العفوعن أصحاب المظالم لديك.
- طلب العفو من الله.
- عبادات جديدة.
.. ?مشروع قناطير الفردوس? ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر آيات لم يكتبمن الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» ..
فإذا قمت الليل بألف آية فلك في كل ليلة قناطير جديدة من الجنّة،
وإذا كنت من العاجزين وقمت بمائة آية كتبت من القانتين.
000000000000000000
.. ?مشروع الأخوة في الله? ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياءولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى»،
قالوا: يارسول الله تخبرنا من هم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غيرأرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إنّ وجوههم النور، وإنّهم على نور لا يخافون إذا خاف النّاس ولا يحزنون إذا حزن النّاس وقرأ هذه الآية
{أَلاإِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْيَحْزَنُونَ}»
فأقترح عليك على الأقل مرة واحدة في الأيّام العشر تدعو فيها أصحابك
للإفطارعندك، وقبل المغرب بنصف ساعة الذكر والدعاء، وبعد الإفطار
نصف ساعة التذكير والاستماع للقرآن أو مشاهدة اسطوانة تذكربالله،
ثم تهدي إليهم إذا استطعت ما عندك من كتب وشرائط،
واكسب:
- ثواب تفطيرصائم.
- ثواب الدعوة إلى الله.
- ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ثواب الإعانة على خير.
- ثواب التثبيت للمترددين.
.. ?مشروع صلة الأرحام? ..
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: «يا أيّها النّاس أفشوا السلام
وأطعمواالطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والنّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام»، وقال صلىالله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».
فاحرص على:
- كل يوم نصف ساعة على الأقل أو ما تيسر من الوقت أي عمل تبر به والديك.
- زيارة لأحد الأقارب.
- أبسط إكرام للجيران.
- سرورتدخله على مسلم.
00000000000000000000
.. ?مشروع يوم عرفة? ..
أولا: أيّها الأخ الحبيب ..
هل تدركخطورة هذا اليوم؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة إنّي أحتسب
على الله أن يكفر السنةالتي قبله والتي بعده».
إذن احسبها معي: صيام 12 ساعة = مغفرة 24 شهر.
أخي .. أختي .. احسبها معيمرة أخرى: اليوم 24 ساعة، إذن كل ساعة
في اليوم = مغفرة شهر
يعني كل 60 دقيقة = 60يوم.
إذن: كل دقيقة = يوم.
فهل هنا كعاقل يضيع دقيقة واحدة في هذا اليوم، ماذا ستفعل؟؟
- الذهابإلى المسجد قبل الفجر بنصف ساعة والابتهال إلى الله أن
يوفقك فيهذا اليوم ويعصمك.
- نية الصيام.
- نيةالاعتكاف فلا تخرج من المسجد أبدا إلاّ عند الغروب.
- الاجتهاد في الدعاء والذكر.
.. ?مشروع يوم العيد? ..
اعلم أنّ يوم العيد هو أفضل أيّام السنة على الإطلاق، لحديث النبي
صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأيّام عند الله يوم النحر ويوم القر»،
خطتك:
- ابدأ بصلاة العيد وكن بشوشا سعيدا في وجوهالمسلمين.
- صلة الرحم: الوالدين، الأقارب، الأصحاب.
- الأضحية، ستقول: إنّها غالية الثمن، اشترك أنتوأصحابك في ذبح
شاة حسب الإمكانيات المادية.
***********
لا تنس هذه الفرصة الذهبية:
- بناء بيت في الجنّة كل يوم إن صليت 12 ركعة من النوافل فقط،
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: «مامن عبد مسلم يصلي لله
كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلاّ بني الله له بيتا في الجنّة»،
وفي 10 أيّام = عشرة بيوت في الجنّة.
- اقرأ سورة الإخلاص 10 مرات كل يوم يبني الله لك قصرا في الجنّة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ قل هو الله أحد عشرمرات بني له بها قصر في الجنّة»، فنكون قد أعددنا لك الحديقة، وبنينا لك الفيلات ..
- لاتنس إدخال البهجة على أسرة فقيرة تذهب إليها قبل العيد: نقود، لحوم، ملابس.
- حاول تحقيق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن فعل في اليوم الواحد: صيام، اتباع جنازة، عيادة مريض، صدقة، تفتح لك أبواب الجنّة جميعها.
000000000000000
.. ?للمشغولين فقط? ..
بعد كل هذه الفرص التي ذكرتها لك لا أظن أنّ أحدا سيعتذر لي أنّه مشغول
جدا ولن يستطيع، ولكنّي لن أحرم أمثال هؤلاء من الأجر، مثل الذين يرتبطون
بامتحانات نصف العام ..
لا أطلب منك إلاّ نصف ساعة في المسجد قبل كل صلاة أو بعدها، وساعة
قبل الفجر لكي تفعل الآتي:
- في النصف ساعة التي قبل كل صلاة تلاوة القرآن والذكر.
- الصيام يوميا، ولك دعوة مستجابة عند كل إفطار.
- قيام الليل في الساعة التي قبل الفجر.
"لا تحرم نفسك الخير"
لا .. لا .. لا ..
تذكر كل ساعة في هذه الأيّام بل كل دقيقة، بالحساب فعلا كل دقيقة
تساوي مغفرة يوم قضاه الإنسان من أوله لآخره في معصية الله لم
يضيع فيه دقيقة واحدة من المعصية، أي 86400 معصية في يوم تمحى
بدقيقة واحدة في هذه الأيّام المباركة، فلا تضيع دقيقة من أغلى كنز في حياة المؤمن .. في أفضل أيّام الله ..
كتبها:
فضيلة الشيخ محمد بن حسين بن يعقوب
غفر الله له ولوالديه ولمحبيه وللمسلمين أجمعين
هياااا نقرأ ونعمل وننشر لنؤجر ان شاءالله وجزاكم الله كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:50 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أم حذيفة
رزقك الله الجنة .... أسأل الله أن يرزقنا جميعا الهمة العالية .... في فعل الطاعات ... كما نسأله الإخلاص والقبول .... اللهم آمين
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 09:36 م]ـ
جزيتِ خيراً أم حذيفة على التذكرة وليتنا نرى أصحاب الهمم العالية.
ـ[رحمة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 09:40 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أم حذيفة
رزقك الله الجنة .... أسأل الله أن يرزقنا جميعا الهمة العالية .... في فعل الطاعات ... كما نسأله الإخلاص والقبول .... اللهم آمين
اللهم آمين
جزاكِ الله خيراً أختي أم حذيفة على التذكرة و الإفادة بارك الله فيكِ(/)
قرأت لك: المليونير والمحامي الأمريكي مارك شيفر
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:00 ص]ـ
المليونير والمحامي الأمريكي الأشهر مارك شيفر بعد أن أشهر إسلامه في المملكة أثناء رحلة سياحية
الثلاثاء 30 ذو القعدة 1430هـ
السلام عليكم ..
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
اللهم اجعلها آخر كلامنا في هذه الدنيا
وارزقنا الشهادة في سبيل إعلاء كلمتك
واحشرنا إليك ساجدين آمنين مطمئنين ووالدينا وأهلينا وجميع المسلمين
برحمتك يا أرحم الراحمين
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
المليونير والمحامي الأمريكي الأشهر
مارك شيفر بعد أن أشهر إسلامه في المملكة أثناء رحلة سياحية:
أشعر أني ولدت من جديد وأن حياتي قد بدأت!
العلا / حامد بن محمد السليمان
أشهر المليونير الأمريكي مارك شيفر إسلامه في المملكة يوم السبت قبل الماضي بعد أن كان في زيارة سياحية للسعودية لمدة عشرة أيام والسيد مارك شيفر محامي و مليونير و شخصيه مشهورة في لوس انجلوس الامريكية كونه احد أشهر المحامين المختصين بقضايا التعويضات وكان قد كسب آخر قضية تعويض رفعت ضد المغني الأمريكي مايكل جاكسون قبل وفاته بأسبوع.
وعن قصة إسلام السيد مارك يقول الأستاذ / ضاوي بن ناصر الشريف المرشد السياحي السعودي انه ومن لحظة وصول السيد مارك للسعودية بدء يسأل عن الإسلام وعن الصلاة ويضيف الأستاذ ضاوي بقوله وجلسنا في الرياض يومين وكان مارك مهتماً بالإسلام وبعد ذلك انتقلنا إلى نجران ثم إلى أبها ثم ذهبنا إلى العلا وفي العلا ازداد اهتمامه بالإسلام وعندما خرجنا في جولة شده كثيرا منظر ثلاثة من الشباب السعوديين الذين كانوا يرافقوننا في العلا وهم يصلون في الصحراء على التراب بكل بساطة وبعد يومين في العلا ذهبنا إلى الجوف وفي الجوف طلب مني السيد مارك كتباً عن الإسلام وأحضرت له كتباً صغيرة عن الإسلام وبدأ في قراءة هذه الكتب وفي الصباح طلب مني أن اعلمه الصلاة وشرحت له كيف يصلي وكيف يتوضأ وفعلا قام وصلى بجواري وبعد ذلك اخبرني انه ارتاح كثيرا للصلاة وفي مساء الخميس عدنا إلى جدة وكان مستمراً في قراءة الكتب عن الإسلام
وفي صباح الجمعة كنا في جولة في جدة القديمة وعندما حان وقت صلاة الجمعة عدنا للفندق وأخبرتهم أنني سوف اذهب للصلاة فقال لي مارك أريد أن اذهب معك وأشاهد الصلاة فقلت مرحبا وذهبت للمسجد وصليت الجمعة مع بعض المصلين خارج المسجد من شدة الزحام وكان يراقب الجميع وبعد انتهاء الصلاة شاهد المصلين وهم يسلمون على بعض والجميع مسرور وأعجبه هذا المنظر كثيرا وعندما عدنا للفندق اخبرني انه يرغب في الدخول في الإسلام فقلت له اغتسل وفعلا اغتسل ثم لقنته الشهادة ونطقها ثم صلى ركعتين وبعد ذلك اخبرني السيد مارك انه يريد أن يذهب إلى الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة ويصلي فيه قبل مغادرته السعودية مساء السبت وبعد ذلك ذهبنا الى مكتب الدعوة والإرشاد في الحمراء وأشهر السيد مارك إسلامه في مكتب الدعوة والإرشاد فرع الحمراء وتم منحه شهادة إسلام مؤقتة ونظرا لأن باقي أفراد المجموعة الامريكية سوف يغادرون مساء السبت فقد تكفل الأستاذ محمد تركستاني بتوصيل السيد مارك إلى الحرم المكي الشريف ,
وعن ذهاب السيد مارك إلى الحرم المكي الشريف يقول الأستاذ محمد أمين تركستاني انه بعد الحصول على شهادة الإسلام المؤقتة ذهبت أنا والسيد مارك إلى الحرم المكي الشريف ومنذ أن شاهد الحرم المكي الشريف حتى تهلل وجهه وبدت عليه السعادة ولما دخلنا إلى الحرم وشاهد الكعبة ازدادت فرحته كثيرا وتهلل وجهه بالبشر والسرور وحقيقة والله اعجز عن وصف ذلك المشهد وبعد أن طاف السيد مارك بالكعبة الشريفة صلينا وخرجنا ولم يكن يرغب بالخروج.
ولدت من جديد
وبعد أن أشهر السيد مارك إسلامه اعرب في حديث للرياض عن سعادته وقال: لا استطيع وصف شعوري ولكني الآن ولدت من جديد في هذه الحياة والآن بدأت حياتي الجديدة.
وأضاف كنت سعيدا وفي قمة السعادة وكنت اشعر بسعادة لا استطيع وصفها لكم عندما زرت الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة.
وفي سؤال عن الخطوة التالية له بعد إسلامه قال سوف اقرأ المزيد عن الإسلام وأتعمق في دين الله وسوف أعود للسعودية من اجل أداء مناسك الحج.
وعن الدافع الذي جعله يشهر إسلامه قال لقد كانت لدي معلومات قليلة عن الإسلام وعندما زرت السعوديه وشاهدت المسلمين في السعوديةوشاهدتهم وهم يصلون شعرت برغبة قوية في معرفة المزيد عن الإسلام وما أن قرأت المعلومات الصحيحة عن الإسلام حتى تأكدت انه الدين الحق , وفي فجر يوم الأحد الماضي غادر السيد مارك مطار الملك عبدالعزيز في جده متوجهاً إلى أمريكا وقبل المغادرة كتب في ورقة البيانات في المطار في خانة الديانة مسلم
اين الاعلام من هذه النماذج التي تعلن اسلامها بالرغم من غياب راعيه ودولته؟؟؟؟ ام ان الاعلام منشغل في الترويج لافكار الكفر والرذيلة لافساد الناس لو ان مسلما ارتد لقامت الدنيا ولم تقعد ولاجريت معه مئات المقابلات الا تبا لمثل هذا الاعلام المتواطئ على دينه وامته
http://d-islam.com/play-12104.html
عن منتدى الناقد الإعلامي بتصرف خاص
منتدى الناقد الاعلامي ( http://naqed.info/forums/index.php?s...89entry43089)
كتبه أبو العاصم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:04 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: نائل سيد أحمد
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع .... ولكنه مكرر لأخيك ... انظر الرابط
المليونير والمحامي الأمريكي الأشهر مارك شيفر بعد أ - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50857)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 08:14 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: نائل سيد أحمد
جزاك الله خيرا ... على هذا الموضوع .... ولكنه مكرر لأخيك ... انظر الرابط
المليونير والمحامي الأمريكي الأشهر مارك شيفر بعد أ - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50857)
كلام سليم
ولم انتبه لضيق الوقت
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 10:44 م]ـ
لا عليكم أستاذنا جزاكم الله خيراً
الموضوع مغلق للتكرار بارك الله فيكم(/)
عن الغيرة
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 07:17 ص]ـ
من صور الغيرة:
ما حكاه ابن تيمية، رحمه الله، عن بعض العارفين، من قوله: لما سئل: متى تستريح؟، فقال: إذا لم أر له ذاكرا!.
وتلك غيرة غير حميدة، إذ قد أجرى صاحبها في حق الرب، جل وعلا، ما لا يليق به من صور الغيرة التي تقع بين البشر، فإن البشر قد جبلوا على الفقر والحاجة، وذلك ما يدفعهم إلى السعي إلى امتلاك الأعيان والأحوال، ولو أدى ذلك إلى نوع بغي وظلم، فلا يخلو جسد من حسد كما أثر ذلك عن بعض السلف، رحمهم الله، ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَالْمَقْصُودُ أَنَّ " الْحَسَدَ " مَرَضٌ مِنْ أَمْرَاضِ النَّفْسِ وَهُوَ مَرَضٌ غَالِبٌ فَلَا يَخْلُصُ مِنْهُ إلَّا قَلِيلٌ مِنْ النَّاسِ وَلِهَذَا يُقَالُ: مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ لَكِنَّ اللَّئِيمَ يُبْدِيهِ وَالْكَرِيمَ يُخْفِيهِ. وَقَدْ قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَيَحْسُدُ الْمُؤْمِنُ؟ فَقَالَ مَا أَنْسَاك إخْوَةَ يُوسُفَ لَا أَبَا لَك وَلَكِنْ عَمَهٌ فِي صَدْرِك فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّك مَا لَمْ تَعْدُ بِهِ يَدًا وَلِسَانًا. فَمَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ حَسَدًا لِغَيْرِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَعَهُ التَّقْوَى وَالصَّبْرَ. فَيَكْرَهُ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ دِينٌ لَا يَعْتَدُونَ عَلَى الْمَحْسُودِ فَلَا يُعِينُونَ مَنْ ظَلَمَهُ وَلَكِنَّهُمْ أَيْضًا لَا يَقُومُونَ بِمَا يَجِبُ مِنْ حَقِّهِ بَلْ إذَا ذَمَّهُ أَحَدٌ لَمْ يُوَافِقُوهُ عَلَى ذَمِّهِ وَلَا يَذْكُرُونَ مَحَامِدَهُ وَكَذَلِكَ لَوْ مَدَحَهُ أَحَدٌ لَسَكَتُوا وَهَؤُلَاءِ مَدِينُونَ فِي تَرْكِ الْمَأْمُورِ فِي حَقِّهِ مُفَرِّطُونَ فِي ذَلِكَ؛ لَا مُعْتَدُونَ عَلَيْهِ وَجَزَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ يَبْخَسُونَ حُقُوقَهُمْ فَلَا يُنْصَفُونَ أَيْضًا فِي مَوَاضِعَ وَلَا يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ كَمَا لَمْ يَنْصُرُوا هَذَا الْمَحْسُودَ وَأَمَّا مَنْ اعْتَدَى بِقَوْلِ أَوْ فِعْلٍ فَذَلِكَ يُعَاقَبُ". اهـ
فالكريم يدافعه، واللئيم يسايره فيقوده ذلك حتما إلى التعدي على المحسود بإيصال الأذى له ولو كان معنويا غير محسوس، وهذا أمر ظاهر في عالم الشهادة لم يسلم منه إلا آحاد ممن امتن الله، عز وجل، عليهم بسلامة الصدر، وذلك أمر عزيز في هذا الزمان الذي صار معيار التقدم فيه: معيارا ماديا بحتا وهو ما يذكي نار المنافسة في غير موضعها، فيصير التنافس على تحصيل العرض الزائل من المنقول أو المسكوك لا على تحصيل النعيم الباقي من الرحيق المختوم.
فلا يوجد زوج في عالم الشهادة يرضى بأن يشاركه غيره في محبة زوجه، ولو لم يتعد على عرضه بقول أو فعل، فإن ذلك مما تأنف منه النفوس الكبيرة بل النفوس السوية، فلا يرضاه إلا نفوس قد ترسمت برسم الدياثة.
ولا يوجد نفس لا تتشوف إلى تحصيل صور الزينة من بنين أو قناطير أو مراكب، فذلك مما جبلت عليه، وإنما بعث الأنبياء عليهم السلام بما يهذب تلك الجبلة فلا تسرف ولا تعتدي، فلم يبعثوا لإماتتها برسم الزهد والفقر، ولم يبعثوا بترك العنان لها لتطغى وتتعدى طلبا لتحصيل حظوظها العاجلة.
وحال الأقران في كل زمان ومكان شاهد عدل على ذلك: فإنهم، وإن كانوا صالحين أخيار، فلا يخلو التنافس بينهم، إن كانوا بارعين أذكياء، من نوع مشاحنة وحظ نفس، ولذلك رد أهل العلم كلام الأقران في بعضهم البعض فيطوى ولا يحكى. ومن مأثور قول الذهبي، رحمه الله، في "ميزان الاعتدال": "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم". اهـ
فذلك إن تصور في حق العباد لما تقدم من وصف الفقر الجبلي الملازم لهم، فإنه لا يتصور في حق الرب، جل وعلا، الغني الذي لا يحتاج إلى غيره بل غيره إليه هو المحتاج، فكل حبيب في الدنيا يغضب إن شاركه غيره في محبوبه الأرضي، بخلاف ما لو شاركه محبة الرب العلي، تبارك وتعالى، فإن ذلك مما يسعده، بل هو أعظم غايات الرب، جل وعلا، من خلقه، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وهو منتهى سؤل أشرف الخلق من أقوامهم، فلسان الرسول الداعي: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، وعبادته إنما تكون بمحبته وخشيته، فإذا ازداد عدد المحبين، ازداد فرح النبي ومن سار على طريقته، فكيف تكون قرة العين في ضلال الخلق وغفلتهم عن الذكر؟!.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض حكاية طرف من ذلك:
"ومما يشبه هذا ما ذكره له مرة بعض أصحابنا الفقراء وفيه خير ودين ومعرفة أنه كان يصلي بالليل فقام آخر يصلي قال: فأخذتني الغيرة فقلت له: هذا حسد وضيق عطن وظلم ليس بغيرة إنما الغيرة إذا انتهكت محارم الله والله تعالى واسع عليم يسع عباده الأولين والآخرين وهو يحب ذلك ويأمر به ويدعو اليه فكيف يبغض المؤمن ما يحبه؟! ". اهـ
"الاستقامة"، ص346.
ولذلك كان من رحمة الرب، جل وعلا، أن شرع لنا من العبادات ما يستوفي أجناس الهمم، فتحا للذرائع الموصلة إلى محبته، فليست كل النفوس في الطاعة سواء فمنهم من يلج إلى محبة الرب، جل وعلا، من باب الصلاة، ومنهم من يلج من باب الزكاة ......... إلخ، وفي هذه الأيام المباركات يزداد عدد الطارقين لتلك الأبواب، وإنما المسدد من ألهمه الرب، جل وعلا، طرق الباب الملائم له، وأعانه على بذل السبب الموجب لولوجه، فليفتش كل منا في نفسه عن طاعة قد يسر الله، عز وجل، له أسبابها، ولو كانت صغيرة، فربما كانت هي سبب النجاة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على ما تقدم ... جعله الله في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
اللهم حبب فعل الخيرات إلى قلب كل مسلم .... واجعله يلج كل أبواب الخير التي توصله إلى محبتك .... اللهم آمين
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 07:35 ص]ـ
وجزاك خيرا على المرور والتعليق، وأجاب دعاءك.
ومن كلام أئمة الطريق في هذا الشأن:
قول الشبلي رحمه الله:
"الغيرة غيرتان فغيرة البشرية على النفوس وغيرة الإلهية على القلوب". اهـ
فالمؤمن يغار على وقته، بل هو في إنفاقه قد صار مضرب المثل في الشح والحرص، فلا يضعه إلا حيث يضع التاجر الحاذق دراهمه فينفق آحادا ليربح ألوفا، فهو يتجر مع أكرم الأكرمين، تبارك وتعالى، الذي يعطي بغير حساب، إذ هو الغني على حد الإطلاق، فلا يقاس على أغنياء البشر، الذين مهما بلغوا من الكرم والأريحية فلا ينفكون عن حساب الورقة والقلم، فلكرمهم حدود فلا ينفقون إلا بحساب معلوم، وإن ظهر للناس خلافه، فزيد من الناس لا ينفق إلا وقد ادخر أضعاف ما ينفقه مهما بدا عطاؤه وفيرا، فحق على من أدرك مواسم التجارة مع الله، عز وجل، كالموسم الذي نحن فيه أن يبادر قبل انقضاء الموسم فهو كسائر مواسم الطاعات: ضيف قد نزل، وسرعان ما ينصرف فلا يكرر الزيارة إلى يوم القيامة ليكون شهيدا لمضيفيه إن أحسنوا ضيافته، أو شهيدا عليهم أن هم أساءوا وقصروا في بذل ما له من حق الضيافة.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض التعليق على مقالة الشبلي رحمه الله:
"وأما الغيرة الإلهية على القلوب على ما يفوتها من محاب الحق ومراضيه فهذا كلام حسن من أحسن كلام الشبلي رحمة الله عليه فإن كان هذا يغار على نفسه فلا كلام وإن كان يغار من حال غيره ففيه شبه ما من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ورجل أتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق" فإنه أخبر أنه لا ينبغي لأحد ألا يغبط أحدا إلا على هذا". اهـ
"الاستقامة"، ص354.
فأولئك الذين امتن الله، عز وجل، عليهم بالاستقامة: علما وعملا، فلا يتصور كمال حال بلا علم هو الحكمة التي أوتيها الأول، وعمل هو الذي أوتيه الثاني، فإنه قد سلط قوته العملية المؤيدة بقوة علمية صحيحة على ماله، فاستثمره في نصرة الحق، ولم يكن له أن يفعل ذلك بداهة لو كانت قوته العلمية فاسدة أو ناقصة، فكم أوتي أغنياء أموالا طائلة فسلطوا على هلكتها في الباطل أو في فضول المباحات، على أحسن الأحوال، فتجارتهم قد بلغت الغاية من الكساد، وفي غمرة الحدث الرياضي الذي انقضى قريبا: أتت الأنباء عن قيام رجل أعمال مصري معروف باستئجار طائرات خاصة للجماهير لتشد الرحال في هذه الأيام المباركة إلى استاد نادي المريخ في العاصمة السودانية: "الخرطوم"!، ولا شك أن ذلك أمر قد كلفه مئات الآلاف بل ربما ملايين، وهو نوع استثمار لخلق قاعدة شعبية! تمهيدا لطموح سياسي بعيد المدى اشتهر عنه فليس ساذجا لينفق كل تلك الأموال بلا أي عائد، ولكنه كسائر طلاب الدنيا ينفق ليرى الثمرة العاجلة، فلا أرب له في ثمرة آجلة، ولو كانت أزكى وأطيب، فلو أنفق تلك الأموال في شراء بطاطين في هذا البرد لالآف من المشردين في طرقات مصر لكان خيرا له في العاجلة بثناء الخلق والآجلة بثناء الخالق، عز وجل، ولكنه أتي من حيث يؤتى تجار الدنيا، فقواه المادية والعملية مكتملة، ولكن قواه العلمية ناقصة بل ربما منعدمة، فعنده رأس مال ضخم، وليس عنده من النقل والعقل رصيد يوازيه ليحسن استعماله فيكون من المسلطين على الأموال برسم الوحي المنزل، رسم: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).
ومن أقوال أئمة الطريق في هذا الشأن النفساني اللطيف أيضا:
قول القشيري رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والواجب أن يقال: الغيرة غيرتان: غيرة الحق على العبد وهو أن لا يجعله للخلق فيضن به عليهم وغيرة العبد للحق وهو أن لا يجعل شيئا من أحواله وأنفاسه لغير الحق فلا يقال: أنا أغار على الله ولكن يقال: أنا أغار لله فإن الغيرة على الله جهل وربما تؤدي إلى ترك الدين والغيرة لله توجب تعظيم حقوقه وتصفية الأعمال له". اهـ
فيغار أن يكون حال ظاهر أو باطن، أو نفس خارج أو داخل لغير الله، عز وجل، أن تكون يقظة أو رقدة لغيره، على حد صنيع معاذ، رضي الله عنه، فحاله حال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ نزل عليه الوحي آمرا: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): فخص بذكر الصلاة: أعظم العبادات البدنية، وخص النسك، ونحن في أيامه، وهو من أعظم العبادات المالية، فاستوفي بالتمثيل بهما: المال والبدن، إذ هما متعلق الأفعال ومناط الأخلاق التي تنصر بها الديانات: فالكرم متعلق المال والشجاعة متعلق البدن، ثم عم بعد الخصوص ليشمل الأمر كل أحوال العبد فحياته لله، عز وجل، ومماته له، إذ هو خالقه الذي امتن عليه بالبدن والمال ابتداء، وامتن عليه بأسباب نمائهما، وامتن عليه بمباشرة ما يتولد منهما من لذات جبلية، وامتن عليه بالوحي الذي تنتظم به أمورهما فلا تفسد إلا بالإعراض عن أحكامه، فله في كل نازلة حكم هو الأرشد، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله، وإن بدا للعقل البشري بادي الرأي أن الصواب في خلافه فذلك مئنة من فساد قياسه إذ نظر إلى لذة عاجلة متوهمة فأهدر بتحصيلها لذات أعظم قدرا ووصفا، وذلك، كما تقدم، صورة من صور الاستثمار الفاشل.
ويغار لله، عز وجل، أن تنتهك حرماته، ولو عجزت اليد لقصورهما في غالب الأحيان، فلا يعجز اللسان، ولو بالنصح والإرشاد، ولو عجز اللسان فلا يعجز القلب فليس بعد ذلك إيمان، فلا يتصور إيمان في قلب يرضى أو حتى يقر، وإن لم يسع ويؤيد، بانتهاك حرمات الرب، جل وعلا، في جليل أمر أو دقيقه، وإنما استأثر أهل العلم بالإنكار في المسائل الدقيقة لخفاء وجه الحق فيها عن كثير من المكلفين بخلاف المنكرات الظاهرة، فتحريمها من المعلوم من الدين بالضرورة، فلا يتوقف الإنكار فيها على تحصيل علم، إذ العلم الضروري يستوي فيه سائر المكلفين فلا يفتقر إلى نظر سابق كسائر العلوم النظرية، وإنما يكون التوقف لعارض من تولد مفسدة أعظم أو وقوع أذى شديد، في النفس أو الأهل أو المال، لا يطيقه المنكر، فذلك مما يسقط التكليف به عن عموم المكلفين دون علمائهم، وموقف الإمام أحمد رحمه الله في المحنة شاهد عدل لذلك، وتقدير تلك الأمور يتطلب تسديدا من الرب، جل وعلا، فيعلم المنكر متى يقدم، ومتى يحجم، ومتى يستعمل يده، ومتى يكتفي بلسانه، ومتى يضطر إلى الإنكار بقلبه تحصيلا لأدنى درجات الإيمان، وهو الغالب على حالنا في هذه الأعصار!، ومن له عليهم ولاية فله أن يأمر وينهى، ومن له عليه حق النصح دون الأمر، ومن لا يستطيع أن يأمره أصلا، فربما قتله أو سجنه!، وتفصيل ذلك كما ذكر ابن تيمية، رحمه الله، في مواضع أخر هو زبدة علوم الرسالات، فهي التطبيق العملي للولاء والبراء الظاهر والباطن، ولن يكون إيمان إلا بتحقيق ذلك، ولو بالولاء الباطن لأهل الحق، إن عجز المكلف عن نصرتهم، والبراء الباطن من أهل الباطل، إن عجز الإنسان عن زجرهم، فحسبه أن يدعو لهم بالهداية، فإن ذلك مشروع لعصاة المسلمين بل أجازه أهل العلم للأحياء من الكافرين، وللجلال موضع، وللجمال موضع، فالدعاء لهم لا ينافي البراء منهم وبغضهم والأخذ على أيديهم متى وجد الإنسان إلى ذلك سبيلا، فذلك من تمام نصرة الدين.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 04:41 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن صور الغيرة: صورة دقيقة يغار فيها الباري، عز وجل، على الحق أن يضعه في غير أهله، فإن ذلك غير جار على سنن الحكمة الربانية، فوضع الشيء في غير موضعه سفه يتنزه عنه آحاد الحكماء من البشر، ويتنزه عنه الرسل عليهم السلام: أحكم البشر، إذ بعثوا بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام، فلا يضع الله، عز وجل، الحق في محل كقلب أبي جهل ويحجبه عن محل كقلب أبي بكر، رضي الله عنه، فغيرته، عز وجل، على الحق الذي بعث به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تأبى ذلك.
فالحق، عزيز يغار الله، عز وجل، عليه فلا يمنحه إلا من يستحق، وذلك أمر مطرد في كل الأعصار والأمصار، فلما التزم صدر هذه الأمة بالوحي، فعظموا شعائر الرب، جل وعلا، بتصديق خبره وامتثال أمره ونهيه، صاروا أهلا ومحلا قابلا لقبول الوعد الإلهي، ولما حقر الخلف شعائر الرب، جل وعلا، بلسان الحال بل بلسان المقال أحيانا، كما هو مشاهد في الأعصار المتأخرة، صاروا محلا فاسدا يغار الرب، جل وعلا، على الحق أن يضعه فيه فذلك غير جار على ما تقدم من سنن الحكمة الربانية بوضع الشيء في موضعه، فإن للحق محالا، وللباطل محالا، فإذا وضع أحدهما في محل الآخر اختل ميزان العدل، وذلك معنى منتف في حق الرب، جل وعلا، بداهة، فالله، عز وجل، قد بعث الرسل بالكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، ومن لازم ذلك ألا يسوى بينهم في الأحكام فرعا عن تباينهم في الأوصاف، فلا يستوي عالم وجاهل، أو عابد وفاجر، بل قد جعل الله، عز وجل، لكل شيء قدرا.
فيغار الله، عز وجل، على الحق، فيمنعه بمقتضى عدله الذي نزل الميزان لإقامته، يمنعه من ليس له بأهل، وإن لم يمنعه هداية الدلالة والإرشاد إليه، فذلك من إقامة الحجة الرسالية، فإقامتها داخلة في حد العدل، إذ قطعت بها معاذير المكذبين، فخوطبوا بالأمر الشرعي، وحجبوا بالأمر الكوني غيرة على الشرع أن يحل في محال ليست له أهلا. فهي غيرة لا يحتج بها على إبطال الأمر الشرعي فيكون الكافر أو الفاجر بها معذورا، فمتعلقها الأمر الكوني، وليس ذلك للعبد ليشغل نفسه به، أو ليصح احتجاجه به، فإنه ما خوطب بمقتضاه ليصير فعله مرضيا للرب، عز وجل، في كل حال، وإنما خوطب بالأمر الشرعي فلزمه السعي في تحصيل أسبابه، وبقي السير متوقفا على إرادة الرب، عز وجل، التيسير، فييسر كلا إلى ما يلائمه، فذلك مقتضى الحكمة آنفة الذكر، فغيرته ليست كغيرة غيره: غيرة ظلم وتعد، إذ لم يمنع الله، عز وجل، من كفر أو فجر حقا كان له، لتصح دعوى الظلم أو التعدي، فإن الغيرة البشرية لا تنفك عن نوع افتقار يحمل صاحبها على التعدي سدا لحاجته، وذلك معنى منتف في حق الرب، جل وعلا، بداهة.
فلا بد من التمييز بين الأمر الشرعي والأمر الكوني، فالأمر الشرعي مبذول لكل مكلف على حد الإرشاد، فذلك عدله، عز وجل، بخلاف أمره الكوني الذي يحجب به من شاء عدلا، ويصطفي من شاء فضلا، فتكون مراضيه محفوظة من أن تنالها نفس دنيئة، فهي أجل من أن تحل في محال القذر والدنس، فلا تحل إلا محال الطهر والقدس.
فمن وجد في نفسه همة إلى معالي الأمور ووجد في بدنه قوة على الفعل، فليبادر في هذه الأيام الطيبات، وليحسن الظن برب الأرض والسماوات، فلعله من المحال التي اصطفاها الله، عز وجل، لطاعته، وليحرص ألا يسقط من عينه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فلا ينفك مكلف عن حال نقص بل أحوال!، وما شرع الاستغفار إلا إزالةً لتلك الآثار المانعة من قبول مادة الصلاح، فإذا استغفر العبد طهر المحل، فاقتضت الحكمة والفضل ألا يمنع آثار الوحي، وإن غقل وتمادى في الغي، دنس المحل فاقتضت الحكمة والعدل أن يغار الرب، عز وجل، على الحق فيمنعه محلا هكذا حاله، ولكل حال ما يلائمه ولكل مقام مقال يناسبه.
وشاهد هذه الغيرة من التنزيل آيات من قبيل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ): فسأصرفهم بالقدر الكوني فأمنعهم فهم القرآن وتدبره، وإن بلغهم لفظه ومعناه، فأقيمت الحجة الرسالية ومنعوا الهداية الربانية غيرة أن ينالها من ليس لها بأهل.
وقوله تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ): ولكنه لم يعلم بعلمه الأزلي التقديري صلاحا في تلك المحال فغار أي يضع فيها أشرف المعلومات من الأخبار الإلهية، وأشرف المفعولات من الأحكام الشرعية.
وقوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ): فهو أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم حيث يجعل هدايته، وإن كانت النبوة اصطفاء محضا لا ينال باكتساب أو اجتهاد، بخلاف الهداية فإنها اصطفاء ينال بالاكتساب والاجتهاد في تحصيل أسبابه، وإن كان مرد الأمر، عند التدبر وإعمال النظر، إلى المشيئة العامة، فـ: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ): فأسباب الهداية له مبذولة فليسع في تحصيلها، بقيد: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ): فلن تنالها مهما أوتيت من ذكاء وقوة إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، اصطفاءك لذلك، فـ: "إياك نعبد" بتحصيل أسباب الهداية لا تنال إلا بـ: "إياك نستعين" على تطهير المحال وتزكيتها لتصير أهلا لقبول أخبار وأحكام رسلك عليهم السلام.
ومن صور هذه الغيرة:
غيرة من آتاه الله، عز وجل، علما، ولو يسيرا، غيرته على العلم أن يبذله لمن ليس له بأهل، فيضع الطيب في الحشوش وأماكن القذر، وبحلي الخنازير بعقود اللؤلؤ والجمان، فذلك، أيضا، مما لا يصح في حق من أوتي طرفا من الحكمة، إذ الحق أعز من أن يبذل لمن لا يعظمه، وصاحبه أغير عليه من أن يهبه لمن لا يستحقه، وإن كان التوسط في ذلك متعينا لئلا يدخل في دائرة المتوعدين بكتمان العلم من حيث لا يشعر، ولئلا يدخل في دائرة المتكبرين بما آتاهم الله من فضله وهو لا يعلم، فالسماحة والسخاوة في بذل الحق متعينة لا سيما في الأعصار والأمصار التي تخفى فيها آثار الوحي فلا يكاد يعلم حق من باطل ومعروف من منكر، والتواضع متعين لئلا ينفر المدعو، فإن النفوس قد جبلت على بغض من يترفع عنها بقول أو فعل.
فسخاوة بلا: سفه في بذل الحق لمن لا يستحقه فذلك من الإفراط، أو تقتير بحجب الحق عمن هو له أهل فذلك من التفريط.
وتواضع بين: ذل يهين به صاحب الحق: الحقَ، وكأنه امرأة قبيحة يفتش لها وليها عن أي زوج، وكبر يترفع به عن غيره فيكون سببا في نفرته وإعراضه عن قبوله.
والحق في سائر الأقوال والأعمال والأخلاق والأحوال: وسط بين طرفي الغلو إفراطا والجفاء تفريطا.
ومن صورها أيضا:
غيرة العباد على النعمة الكونية أن تقع في كافر أو فاجر فيسلطها على حرب الحق وأهله، وغيرتهم على النعمة الشرعية أن تقع في يد حبر سوء يستعملها في تحصيل حظوظ نفسه من رياسات ومآكل. فالأولون يفسدون الدنيا بجهلهم وسفههم، فيستعملون نعم الرب، جل وعلا، في حربه، والآخرون يفسدون الدين بسوء قصدهم ودنو هممهم التي سولت لهم استبدال الدني من العرض الزائل بالعلي من النعيم الباقي، فلهم من قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ): نصيب فلا يتوقف لهاثهم وتكالبهم على الحطام الزائل من لذة رياسة وهمية، أو شهوة جسدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في كلمات جامعات لأشتات ما تقدم:
"لكن هنا قد يعترض أمر فيه شبهة وهو أن يكون من المعارف والأحوال ما يقال فيه: إنه لا يصلح لبعض الناس فيغار أحدهم أن تكون تلك الأمور كذلك المنقوص الذي يصنع مثل ذلك، ويصفون الله بالغيرة أن يجعل هذا كهذا فهذا قد يكون حقا وإن لم يسم في الشرع غيرة فإن الله سبحانه يكره ويبغض أن يكون مع العبد ما يستعين به على معصية الله دون طاعته وأن يكون ما جعله للمؤمنين مع الكفار والمنافقين وكذلك المؤمنون ينبغي أن يكرهوا ذلك فكل ما نهى الله عنه وأمر المؤمنين بالمنع منه وإزالته فهو يكرهه.
وهذا كقوله تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) قال طائفة من السلف: أمنع قلوبهم عن فهم القرآن.
هذا ما ذكره، (أي: القشيري رحمه الله)، عن السري أنه قرئ بين يديه: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) فقال السري لأصحابه: "أتدرون ما هذا الحجاب هذا حجاب الغيرة ولا أحد أغير من الله تعالى".
فهذا يشبه قوله: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقوله: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) فإن الله عاقب المعرض عن اتباع ما بعث به رسله بالحجاب الذي في قلوبهم فسمى السري هذا حجاب الغيرة لأنه تعالى يكره ويبغض أن يكون هؤلاء الذين كفروا وفسقوا عن أمره يعطون ما يعطاه المؤمن من الفهم لسبب هذه الغيرة التي وصف الرسول بها ربه فإن غيرته أن يأتي العبد ما حرم عليه ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي غيرة على ما هو من أفعال العبد التي نهى عنها وأما هذه الغيرة فهي غيرة على ما هو من فعل الرب.
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصف الله بأنه يغار على ما يقدر عليه من الأفعال ولكن لما رأى السري أن الشيء المحبوب النفس تغار عليه أن يكون في غير محله سمى ذلك حجاب الغيرة والله يحب لعباده أن يفعلوه من جهة كونهم مأمورين به لكنه سبحانه لا يفعله بهم ولا يحب من يفعله بهم فلا بد من التفريق بين مواقع الأمر والنهي ومواقع القضاء والقدر"
بتصرف من: "الاستقامة"، ص356، 357.
ويقول في وصف الرب الحكيم الكريم جل وعلا فلا يضع مواهبه إلا حيث تكون المحال صالحة قابلة، فليس كرمه سفها وليست حكمته منعا لمحل نقي من قبول أثر زكي من آثار علوم وأعمال الرسالات فهي الأصح خبرا والأعدل حكما، يقول في وصف الباري عز وجل:
"وهو سبحانه المعطي المانع لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع لكن مَنَّ على الإنسان بالإيمان والعمل الصالح ثم لم يمنعه موجب ذلك أصلا بل يعطيه من الثواب والقرب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وحيث منعه ذلك فلا يبقى سببه وهو العمل الصالح.
ولا ريب أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء لكن ذلك كله حكمة منه وعدل فمنعه للأسباب التي هي الأعمال الصالحة من حكمته وعدله وأما المسببات بعد وجود أسبابها فلا يمنعها بحال إلا إذا لم تكن أسبابا صالحة إما لفساد في العمل وإما لسبب يعارض موجبه ومقتضاه فيكون لعدم المقتضى أو لوجود المانع. وإذا كان منعه وعقوبته من عدم الايمان والعمل الصالح ابتداء حكمة منه وعدل فله الحمد في الحالين وهو المحمود على كل حال: كل عطاء منه فضل وكل عقوبة منه عدل". اهـ
"الاستقامة"، ص360.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:37 ص]ـ
ومن مزالق السالكين في هذه المسألة:
ما أشار إليه ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
"وهذا الموضع يغلط فيه كثير من الناس في تمثلهم بالأشعار وفي مواجيدهم فإنهم يتمثلون بما يكون بين المحب والمحبوب والسيد والعبد من العباد من صدق المحب والعبد في حبه واستفراغه وسعه وبحب المحبوب والسيد وإعراضه وصده كالبيت الذي أنشده حيث قال:
أنا صب بمن هويت ولكن ******* ما احتيالي لسوء رأى الموالي.
وفي معناه قالوا: سقيم لا يعاد ومريد لا يراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التمثيل يشعر بأن العبد صادق الإرادة تام السعي وإنما الإعراض من المولى وهذا غلط بل كفر فإن الله يقول: "من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة وقد أخبر أنه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأنه يضاعفها سبعمائة ضعف ويضاعفها أضعافا كثيرة وأخبر أنه من هم بحسنة كتبت له حسنة كاملة فإن عملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة لم تكتب عليه فإن تركها لله كتبت له حسنة كاملة وإن عملها لم تكتب عليه إلا سيئة واحدة.
وقال سبحانه: (والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم)، وقال: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) وقال: (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه) إلى أمثال ذلك.
فكيف يظن أو يقال إن العبد يتقرب إليه كما يتقرب العبد والمحب الصادق إلى محبوبه وسيده وهو مع ذلك لا يقربه إليه ولا يتقرب منه بل يصده ويمنعه كما يفعل ذلك المخلوق إما لبخله وإما لتضرره وإما لغير ذلك ............ وفي الجملة فهذا الباب تكذيب بما وعده الله عباده الصالحين ونسبة الله إلى ما نزه نفسه عنه من ظلم العباد بإضاعة أعمالهم الصالحة بغير ذنب لهم ولا عدوان وتمثيل لله بالسيد البخيل الظالم ونحوه وإقامة لعذر النفس ونسبة لها إلى إقامة الواجب ففيه من الكبر والدعوى ما فيه ". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص360_362.
فتمثل القوم بالأشعار التي فيها إقبال العبد وإعراض السيد، في مقام مناجاة الرب فيبذل العبد لسيده أسباب الرضا، والسيد معرض عنه غير ملتفت إليه، فالعبد مقبل بأسباب رضا الرب، جل وعلا، والرب، معرض عنه، يرى منه صدق النية وصحة الإرادة والعمل ثم هو مع ذلك يطرده عن بابه فيخذله ولا يسدده!. وتصور ذلك في حق الباري، عز وجل، من الفساد بمكان، بل هو من ظن الجاهلية الذي يذم صاحبه، إذ قد أساء الظن بالباري، عز وجل، فقاسه على السادة من البشر الذين يعرضون عن عبيدهم، وإن تقربوا إليهم، بخلا منهم أو أنفة إذ يلحقهم من الضرر بقربهم ما يلحقهم!، وهل يرد الباري، عز وجل، العبد عن بابه، كما يرد ملوك الدنيا من رق حالهم أنفة من تقريبهم؟!، بل هو، عز وجل، الكريم الذي يفيض على عباده من عطاياه الشرعية ما يلائم محالهم القلبية، فلا ينظر إلى الصور أو الأجسام، وإنما ينظر إلى القلوب والأحوال، فمن صلح قلبه واستقام حاله: اطرد سيره إلى الرب، جل وعلا، فيؤيده، عز وجل، برسم التفضل والامتنان، لا الوجوب والإلزام، فلا يوجب أحد على الرب، عز وجل، شيئا، إلا ما كتبه على نفسه بمقتضى كرمه وجوده من الرحمات الشرعية والكونية، والأولى أعظم قدرا فلا ينالها إلا من دوام الطرق على بابه، على حد:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ******* ومدمن القرع للأبواب أن يلجا.
ولا يدوام الطرق إلا من أحسن الظن فأحسن العمل، فمن ادعى حسن الظن بالله، عز وجل، وهو على البطالة مقيم، فباطنه وظاهره خلو من مراضي الرب، جل وعلا، فهو كاذب في دعواه مضيع لأخراه، فـ: "إن قوماً أساءوا العمل، وقالوا: نحسن الظن! ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل" كما أثر عن الحسن رحمه الله.
و: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ". فقد قام بقلبه ما لم يقم بأصحاب الرتب العلية والصور البهية فاستحق التقريب واستحقوا الإبعاد إذ النظر إلى القلوب لا إلى الأبدان، فذاك حسن الظن بالرب، جل وعلا، الذي يحمل صاحبه على العمل لا الكسل، على الرجاء مع الخشية، لا القنوط مع اليأس، فـ: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) إذ كيف لا يكون قنوط وقد أساء العبد الظن بربه فقاسه على ملوك الدنيا، فيئس من جواره، وهل ذلك إلا فرع عن فساد التصور الذي تولد عنه من اليأس ما أفسد حال كثير من العصاة الذين ظنوا أن غافر الذنب لن يغفر، وقابل التوب لن يتوب، فحملهم الشيطان على إساءة الظن به، جل وعلا، ففروا منه لا إليه، وهم في ذلك قد اقتبسوا شعبة من مقالة الخوارج الذين عبدوا الله، عز وجل، بالخوف، فقنطوا أنفسهم وقنطوا غيرهم من
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمة الله، عز وجل، إذ هم من أعظم الناس إساءة للظن بالله، عز وجل، وإذا نظرت إلى كل مقالة علمية حادثة أو معصية عملية طارئة، فلا بد أن يكون لسوء الظن بالله، عز وجل، فيها نصيب وافر، فهي من آكد البواعث على انتحال الباطل وارتكاب الفاحش.
وانظر إلى المرجئة الذين غلوا في الجانب الآخر، فقالوا: لا يضر مع الإيمان معصية، فلهم من قول الحسن رحمه الله: "إن المؤمن جمع إحسانا وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمنا": نصيب، فلما أساءوا الظن بأوصاف جلاله: أمنوا مكره واستدراجه في الدنيا، وعقوبته وعذابه في الآخرة، بخلاف الأولين الذين أساءوا الظن بأوصاف جماله من مغفرة في الدنيا ورحمة في الآخرة.
وانظر إلى القدرية النفاة الذين أساءوا الظن بقدرته فنعتوه بالعجز الذي يتنزه عنه آحاد البشر انتصارا لحكمته زعموا!.
وانظر إلى الجبرية الذين أساءوا الظن بحكمته انتصارا لقدرته، فسلبوا العبد قدرته، ونسبوا الظلم إلى الحكم العدل جل وعلا.
وانظر إلى من قدح في الصحب الكرام، رضي الله عنهم، برسم الانتصار لآل البيت، رضي الله عنهم، فجوز على الرب الحكيم، جل وعلا، أن يصطفي لخاتم رسله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قد علم أزلا أنهم سيبطلون وصيته ويحرفون ديانته وينتهكون حرمة عترته، ثم هو بعد ذلك عاجز عن حفظ أركان الملة، والانتصار للعترة ممن ظلمهم وسلبهم حقهم!.
وانظر إلى مكذبي رسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أصحاب الكتاب الأول، وقد وقعوا في جنس ما وقع فيه أولئك فجوزوا على الله، عز وجل، أن يؤيد متنبئا كاذبا بكتاب هاد وسيف ماض، فظهر دينه على الدين كله ولا يزال، وتصدى لحربه ودحض حججه المحكمات، أذكياء الأمم، فلم ينالوا من إحكام مقالته ولو بشبهة عارضة، وما زال دينه مطلوب عقلاء الأمم فلا يعرض على خالي الذهن من تشويش المبطلين إلا علم أنه عين اليقين، لمواءمته صريح المعقول وسوي المفطور.
وانظر إلى أي عاص كيف اجترأ على المحارم، فنزع منه وصف الإيمان، وإن بقي له أصله فـ: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق سرقة حين يسرقها وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)، انظر إليه كيف أساء الظن بصفات الله، عز وجل،: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى).
وهو أمر مطرد فلا يكون عمل صالح إلا فرعا عن إحسان ظن بالله، عز وجل، ولا يكون عمل طالح إلا فرعا عن إساءة ظن به تبارك وتعالى.
وفي هذه الأيام المباركات يجدر بكل من وجد في نفسه همة وقدرة أن يبادر إلى إحسان الظن بالباري، عز وجل، فيستعين به ويتأيد، ليخشع له ويتعبد، فإن من علامات رضا الرب، جل وعلا، التي تجعل العبد يحسن الظن ربه أن يجد أبواب الطاعات مشرعة، وأبواب المعاصي موصدة، وهذا أمر يجده كل منا في نفسه، فالمعصوم من عصمه الله عز وجل، فحينا يتفضل الله، عز وجل، على العبد، إذا بذل أسباب صلاح نفسه لتصير محلا ملائما لمراضي الرب، جل وعلا، فيستعمله في طاعة، فيجد من التيسير ما يستشعر به معية الرب، جل وعلا، الخاصة التي تكون لعباده المؤمنين، وحينا يجري الرب، جل وعلا، بمقتضى حكمته: عدله في عبده فيحجب عنه أسباب صلاح نفسه، فتصير محلا فاسدا فيبتلى بمعصية، ويجد في نفسه وحشة إذ قد خرج من حد المعية الخاصة إلى حد المعية العامة: معية العلم والإحاطة فالرب، عز وجل، محيط بما اقترفه وبما يقترفه غيره، فمعية العلم تعم سائر المكلفين مؤمنين كانوا أو كافرين، وفي كلال الحالين: لم يظلم الرب، جل وعلا، وإنما هدى فضلا وأضل عدلا، فيعقد، جل وعلا، همما تبادر إلى الطاعات في مواسم التجارات الرابحات كالموسم الذي نحن فيه الآن، وقد أوشك على الانقضاء، ويحل أخرى ويفسخها بمقتضى عدله وقدرته، وكم خطط العبد ودبر، ونقض الرب، جل وعلا، ما دبره وإن كان في غاية الإحكام، إذ قد أتي من قبل نفسه، ففرط أو تعدى، فاستحق الحرمان عدلا، ولو شاء الله، عز وجل، لأعطاه فضلا، ولكنه الحكيم فلا يضع مراضيه إلا في محال الطهر، ولا يعز إلا من ذل، فلا تصلح العزة لطارق باب الملك، فإن استعمال أخلاق العزة في آكد مواطن الذلة مئنة من الخذلان، والملتفت إلى الأسباب دون مسبِّبها، عز وجل، مظنة الاغترار على حد:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)، فيكون جزاؤه خسف همته كما خسف ببدن ودار قارون الأرض، فمن أراد الدخول فالذل الذل، إذ ليس أنفع من هذا الخلق مع الرب العزيز جل وعلا.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض البيان لحال أولئك المحجوبين بذنوبهم:
"والحق الذي لا ريب فيه أن ذلك جميعه لا يكون إلا لتفريط العبد وعدوانه بأن لا يكون العمل الذي عمله صالحا أو يكون له من السيئات ما يؤخر العبد وإنما العبد ظالم جاهل يعتقد أنه قد أتى بما يستوجب كمال التقريب ولعل الذي أتى به إنما يستوجب به اللعنة والغضب بمنزلة من معه نقد مغشوش جاء ليشتري متاعا رفيعا فلم يبيعوه فظن أنهم ظلموه وهو الظالم وهو في ذلك شبيه بأحد ابني آدم اللذين حكا الله عنهما في قول: (واتل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين)، وعلى هذا الأصل تخرج حكاية عباس، (وهو المروزي الذي حكى القشيري، رحمه الله، طرفا من حاله)، وأمثالها فإنه لم يعين مطلوبه ومراده وما العمل الذي عمله فقد طلب أمرا ولم يأت بعمله الذي يصلح له وأما كون الحق لم يرد منه أن يصل إلى مطلوبه فقد يكون لعدم استئهاله وقد يكون لتضرره لو حصل له وكم ممن يتشوق إلى الدرجات العالية التي لا يقدر أن يقوم بحقوقها فيكون وصوله إليها وبالا في حقه.
وهذا في أمر الدنيا كما قال تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه) وغالب من يتعرض للمحن والابتلاء ليرتفع بها ينخفص بها لعدم ثباته في المحن بخلاف من ابتلاه الحق ابتداء كما قال تعالى: (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون).
وقال: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وقال: إذا سمعتم بالطاعون ببلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منها". اهـ
"الاستقامة"، ص362، 363.
فليس من الحكمة في شيء أن يستجلب العبد المحنة ليرتفع بها عند الرب، جل وعلا، فما أدراه لعله لا يصبر فيكون في تلك المحنة هلاكه في الأولى بفساد حاله، وهلاكه في الآخرة إذ جزع فلم يصبر، فمن ذا الذي يطيق آثار أوصاف جلال الرب، جل وعلا، ليتعرض لها، وإنما الحكمة في استدفاعها بالأسباب الشرعية والكونية ما أمكن، فإن سبق في قضاء الرب، جل وعلا، النافذ وقوعها لا محالة، فليستحضر العبد آنذاك مقام: "إياك نستعين" على الرضا بقضائك، فإن لم نكن أهلا لتلك المرتبة فلا تحرمنا بذنوبنا مرتبة الصبر عليه.
ويحكي طرفا من سيرة سمنون، رحمه الله، وقد فتن بحال ظن معها أن له طاقة بابتلاء الرب جل وعلا:
"وأما التألم بالنار فهو أمر ضروري ومن قال لو أدخلني النار لكنت راضيا فهو عزم منه على الرضا والعزائم قد تنفسخ عند وجود الحقائق ومثل هذا يقع في كلام طائفة مثل سمنون الذي قال
وليس لي في سواك حظ ******* فكيف ما شئت فامتحني
فابتلي بعسر البول فجعل يطوف على صبيان المكاتب ويقول ادعوا لعمكم الكذاب قال تعالى: (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون) ". اهـ
فاستجلب في ساعة عزة ابتلاء الرب، جل وعلا، ولا تجتمع عزة النفس مع كمال العبودية، فوكل إلى نفسه بتحقيق مراده، وعوقب بانفساخ همته، حتى افتضح، ولو طلب الستر ابتداء بسؤال العافية في الدين والدنيا لكان خيرا له وأحسن تأويلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 08:14 ص]ـ
ومن صور هذه الغيرة:
قول أبي القاسم القشيري رحمه الله: "واعلموا أن من سنة الحق مع أوليائه أنهم إذا ساكنوا غيراً أو لاحظوا شيئا أو ضاجعوا بقلوبهم شيئا شوش عليهم ذلك فيغار على قلوبهم بأن يعيدها خالصة لنفسه فارغة عما ساكنوه".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالباري، عز وجل، غني عن الشركاء، بل هو، عز وجل، كما قال عن نفسه: "أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ"، فيتنزه أن تحل عبوديته في قلب قد شغل عنه، أو عقد ولاءه أو براءه لغيره، فبقدر غفلتك عنه يكون سقوطك من عينه، وبقدر ولائك لغيره يكون براؤه منك، وتأمل ما جرى قريبا في حدث الساعة الرياضي وما نضحت به القلوب من معاقد الولاء والبراء الكروي الذي أنسى المسلمين في البلدين معقد الولاء والبراء الشرعي، وبقدر تلبسك بمساخطه يكون بعدك عن مراضيه، وتأمل حال من أدمن سماع الغناء، هل يبقى في قلبه متسع للتنزيل؟، بل تجده غالبا أبعد الناس وأشدهم نفورا من سماع التنزيل، فالقرآن مادة الإيمان فبه ينبت ويزكو في القلب، والغناء، كما أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه، مادة النفاق فبه ينمو ويرسخ في القلب، فإذا اجتمعت المادتان في القلب تدافعتا على حد ما يقع من سنة التدافع الكونية بين الحق والباطل، فالقلب لأيهما غلب، وإن صح اجتماع أصل الإيمان مع شعب النفاق في قلب واحد، كما قرر المحققون من أهل السنة، إلا أنها تضعف قوى القلب فتحد من سيره إلى الله، عز وجل، وإن لم توقفه.
والشاهد أن العبودية والذل لله، عز وجل، من أعظم النعم على العباد، بل ما صارت النبوة أعظم نعمة إلا لتقريرها لتلك الحال التي يصل صاحبها إلى الكمال بإظهار الفقر والحاجة والتضرع إلى رب العزة والجلال، فلا يتصور أن يهبها الله، عز وجل، لعابث لاه، بل إن حال العبد الواحد يتفاوت زيادة ونقصانا، فتجده في لحظات قد علق قلبه بالله، عز وجل، فعظمت قواه العلمية إذ قد تعلق قلبه بأشرف معلوم، وعظمت قواه الإرادية إذ قد علق قلبه بأشرف المرادات، فجاء عمله الظاهر ترجمان صدق لحاله الباطن، فإن التلازم بين الظاهر والباطن أمر لا يتصور تخلفه في أي عمل سواء أكان صحيحا أم فاسدا، واجبا أم محرما، ولذلك كان هذا الدليل الفطري الجبلي الذي يجده كل مكلف في نفسه شاهد عدل لقول أهل السنة بدخول العمل في حد الإيمان دخول الجزء في الكل بخلاف من ناقض صحيح المنقول وصريح المعقول وسوي المفطور وظاهر المحسوس، فجوز حصول الإيمان على حد الكمال لمن فرط في العمل بترك واجب أو فعل محرم، بل غلا من غلا فقال: لا يضر مع الإيمان معصية، فجعلوا الإيمان شيئا واحدا فرعا عن تأثرهم بمناهج الفلسفة التي عني أربابها بتقرير الماهيات المجردة، وذلك أمر يكذبه الحس قبل الشرع، فلا يستوي حال العبد الواحد، كما تقدم، بل هو في لحظات مقرب، وفي لحظات مبعد، فيقرب بالطاعة على حد قوله تعالى: (اسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، ويبعد بالمعصية، وهو بين الحالين متردد، فإن شاء الباري، عز وجل، أيده بروح منه فضلا، فأمده بأسباب الخير وأصلح له المحل وأعانه على الفعل: إعانة كونية خاصة لا تكون إلا لأهل الطاعة، وإن شاء خذله عدلا، فقطع عنه أسباب الخير ويسر له أسباب الشر وخلق فيه إرادة المعصية، فليس ثم هدى أو ضلال إلا من الرب ذي الجلال، تبارك وتعالى، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، و: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَبْشَرَ بِهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا": فتلك صورة أخرى من صور التفاوت في القلب الواحد فلا يقر قراره بل هو دوما منفعل حساس، يحب ويبغض، يوالي ويعادي، يرد جيوش الشبهات والشهوات في مواضع فينجو من فتن، ويخذل فلا ينصر جنده في مواضع فيقع في فتن أخر، فمد وجزر، وكر وفر، وظهور تعقبه هزيمة، وهزيمة يعقبها نصر: (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)، ولا ينتهي التدافع بين القوى القلبية: علما وعملا مع القوى الشيطانية: شبهات تقابل العلم وشهوات تقابل العمل، حتى يقبض العبد فتكون خاتمته: حسنا أو سوءا محصلة تلك الوقائع اليومية بل اللحظية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن وجد نفسه في هذه الأيام المباركات أهلا للاقتراب فلا يحقرن شأنه أو عمله، وليحسن الظن بربه، عز وجل، لعله أن يقترب فيقرب، والرب، جل وعلا، كريم، إن وجد من عبده سيرا ولو بطيئا أعانه وأمده، وشكر سعيه بتكثير قليله.
بل إن الإيمان يتفاوت زيادة ونقصانا في الفعل الواحد لجملة من المكلفين بقدر تفاوت قدر الرب، جل وعلا، في قلوبهم، فيغار على أوصاف حكمته وعدله، فلا يسوي بين من أحضر قلبه وأجهد بدنه طلبا لمرضاته ومن غفل وتلهى وآثر الراحة العاجلة، وبقدر تلبس العبد بوصف العبودية، وهي مقتضى توحيده، عز وجل، بالألوهية، بإفراده بالأفعال والأحوال الباطنة والظاهرة، يكون سطوع شمس الإيمان في قلبه.
يقول ابن القيم، رحمه الله، في "مدارج السالكين":
"اعلم أن أشعة: (لا إله إلا الله) تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يحصيه إلا الله تعالى.
فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس.
ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري.
ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم.
وآخر: كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف.
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا.
وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد: أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئا فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال منها السارق إلا على غرة وغفلة لا بد منها للبشر فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنقذه من سارقه أو حصل أضعافه بكسبه فهو هكذا أبدا مع لصوص الجن والإنس ليس كمن فتح لهم خزانته وولى الباب ظهره". اهـ
ويقول في موضع تال:
"وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب.
ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل وطاشت لأجله السجلات: لما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات انفردت بطاقته بالثقل والرزانة.
وإذا اردت زيادة الإيضاح لهذا المعنى فانظر إلى ذكر من قلبه ملآن بمحبتك وذكر من هو معرض عنك غافل ساه مشغول بغيرك قد انجذبت دواعي قلبه إلى محبة غيرك وإيثاره عليك هل يكون ذكرهما واحدا أم هل يكون ولداك اللذان هما بهذه المثابة أو عبداك أو زوجتاك عندك سواء؟.
وتأمل ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق عن السير إلى القرية وحملته وهو في تلك الحال على أن جعل ينوء بصدره ويعالج سكرات الموت فهذا أمر آخر وإيمان آخر ولا جرم أن ألحق بالقرية الصالحة وجعل من أهلها.
وقريب من هذا: ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش يأكل الثرى فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الآلة وعدم المعين وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على أن غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها ولم تعبأ بتعرضها للتلف وحملها خفها بفيها وهو ملآن حتى أمكنها الرقي من البئر ثم تواضعها لهذا المخلوق الذى جرت عادة الناس بضربه فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكورا فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها.
فهكذا الأعمال والعمال عند الله والغافل في غفلة من هذا الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهبا والله المستعان". اهـ
قال ابن تيمية رحمه الله:
"وقال، (أي: القشيري رحمه الله): سمعت السلمي يقول سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول سمعت إبراهيم بن سنان سمعت محمد بن حسان يقول بينما أنا أدور في جبل لبنان إذ خرج علينا رجل شاب قد أحرقته السموم والرياح فلما نظر إلى ولى هاربا فتبعته وقلت له: تعظني بكلمة فقال: (احذروه فإنه غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده سواه) ". اهـ
"الاستقامة"، ص363، 364.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يحب أن يرى غيره في قلب عبده: على حد العلم والعمل لا الحلول أو الاتحاد كما يظن غلاة أهل الطريق ممن ضعف علمهم بقدر الباري، عز وجل، بل قد عدم، فجوزوا حلوله في القلوب والأبدان، بل تعدوا ذلك إلى القول بوحدة الأعيان فليست المخلوقات إلا مظاهر للخالق جلالا أو جمالا، فكل خلقه وإن سفل ونجس مظهر من مظاهره، وهو الذي احتجب عن عباده بحجاب النور فلو كشف الحجاب لأحرقت سبحات وجهه مَا أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، ولكن القوم لا يرجون لله وقارا، فحملوا تلك المثل العلمية على الحقائق الخارجية في تكلف غريب، فأهملوا القرائن الحالية والمقالية، وجردوا الألفاظ عن معانيها التركيبية التي لا تدرك إلا بالنظر إلى الجمل لا الكلمات، فإن الكلمات إذا أفردت لم تفد معان كلية يستفيد منها العقل علوما نظرية أو أحكاما عملية، بل غايتها أن تفيد السامع: أحكاما جزئية بدلالتها على معانيها مجردة، والمعنى المجرد لا يكفي لإخبار مفهم أو إنشاء ملزم.
والشاهد أنه، عز وجل، لا يرضى أن يحب عبده غيره على حد الاستقلال، بل لا تكون محبة إلا تبعا لمحبته، فإذا كانت كذلك أفادت قوة تعين العبد على مواصلة السير، بخلاف ما لو صارت أصلا لا تبعا فإنها تصير عبئا عليه يثقل كاهله ويبطئ سيره بل قد يوقفه، وهذا حال كثير من المحبين في زماننا لصور أرضية، أو نعم كونية من مال وولد، أو وجاهات ورياسات وهمية سرعان ما يزول عنها صاحبها أو تزول هي عنه، فقلوبهم قد أصبحت معلقة بغير الله، عز وجل، على حد الاستقلال، فصار المراد لغيره ليعين العبد على مواصلة السير إلى الرب، جل وعلا، مرادا لذاته، والمحب في غير الله: طامع في حظ نفسه وإن أتلف محبوبه فهو مفتقر إلى حظه منه، بخلاف الرب، جل وعلا، فإنه يحب عبده ويصطفيه ولا حاجه له فيه، فغناه عنه مطلق وفقر عبده إليه مطلق، فالعاقل من قدم المحبة النافعة على المحبة الضارة، وإن زين له الشيطان القبيح فرآه حسنا، فاستزله بلذة عاجلة فوتت عليه من اللذات الآجلة ما سيندم عليه المفرط حيث لا ينفع الندم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 07:59 ص]ـ
ومن ذلك قول القشيري رحمه الله: "سمعت السلمي يقول سمعت النصراباذي يقول: الحق غيور ومن غيرته أنه لم يجعل إليه طريقا سواه". اهـ
فليس إلى الله، عز وجل، طريق إلا ما ارتضاه دينا وشرعا، من خبر علمي أو حكم شرعي، فخبره الصدق، وحكمه العدل، قد تعبدنا بتصديق خبر رسله عليهم السلام عن كماله المطلق ذاتا وصفات وأفعالا، وعن سائر مغيباته مما لا يعلم إلا بالسمع، فصدق المؤمن المسدد خبره عن ذاته القدسية وصفاته العلية ولما ينظر إليه، فلا يكون ذلك إلا في دار المقامة، وصدق خبره عن الجنان ولما يدخلها فأورثه ذلك قوة علمية نافعة أكملتها الشرائع بما أمرت به من صالح الأعمال، وصدق خبره عن النيران ولما يرها فأورثه ذلك قوة علمية نافعة أكملتها الشرائع بما نهت به من سيئ الأعمال، فلا بد أن تكتمل للعبد في سفره إلى الله، عز وجل، القوتان: العلمية النافعة، والعملية الصالحة، فبالأولى يتصور، وبالثانية يحكم، فيجيء حكمه موافقا لمراد الرب، جل وعلا، الشرعي، ولا كمال لهما إلا بما جاءت به النبوات، فهي الطريق الذي شرعه للسير إليه، فكل حال باطن، أو قول وعمل ظاهر، إن لم يكن على منهاج النبوة، فهو حظ نفس عاجل من هوى عقلي أو ذوق وجداني، أو عناء بلا طائل، فإن الله، عز وجل، قد حجب الهداية إلا عن أتباع الرسالة، فرسالة الكليم قبل مبعث المسيح طريق إليه، ورسالة المسيح قبل مبعث الأمين طريق إليه، ورسالة الأمين آخر الرسالات، فلا طريق إليه بعدها إلا هي، فهي المصدقة لخبر ما تقدمها من الرسالات، إذ خبر الوحي لا يتصور رفعه أو نسخه، فهو خبر الرب العليم الحكيم الذي أحاط بكل المعلومات إجمالا وتفصيلا، وهي مع ذلك قد جاءت بتفصيل ما أجملته الرسالات قبلها، فخبرها في الإلهيات وفي سائر المغيبات قد أزال كل إجمال تقدمه، فشفى العي وأذهب الوساوس فهو جار على قياس العقل الصريح موائم لذوق الفطرة السوية لا يجد منتحله منه نفرة عقلية لكونه محالا مستنكرا، أو نفرة ذوقية لكونه جافا مستصعبا، بل فيه غذاء العقل بأنفع
(يُتْبَعُ)
(/)
العلوم، وغذاء القلب بأصح الأعمال والأحوال، وأما أحكامها فلم يطرق العالم ناموس أفضل منها، فهي شريعة العدل والفضل، قد جمعت جلال عدل شريعة الكليم، وجمال فضل شريعة المسيح. فسدت بها كل الذرائع إلى الرب، جل وعلا، فلم يبق ذريعة إلا هي، إذ فيها الغنية عما سواها، فلم يتعبدنا الله، عز وجل، بعقل فلان، أو ذوق فلان، وإنما تعبدنا بشرع النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن رحمته، عز وجل، بعباده: أن أقام لهم جملة من الأدلة على صحة رسالته قد بلغت لمن نظر وتدبر: حد التواتر.
فحكمة الرب، جل وعلا، قد اقتضت أن يكون عظم دليل الصدق ملائما لعظم دعوى النبي الصادق، وعظم دليل الكذب ملائما لدعوى المتنبئ الكذاب ولو راج أمره حينا من الدهر استدراجا له وفتنة لتابعيه على غير سبيل الرشاد ورحمة بمن قصر إدراكه فصدقه بما جرى على يديه من الخوارق فلا بد أن يظهر من كذبه وتناقضه بعد ذلك ما يورث العلم القطعي بكذبه كما يظهر من حال النبي الصادق ما يورث العلم القطعي بصدقه، فالأمر في حق كليهما مطرد، وتأمل ما جرى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تأييد بالوحي المتلو المحفوظ فهذا دليل نقلي، والدليل العقلي الملزم لمن تأمله بصحة نبوته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والدليل الحسي الذي نشاهد آثار منه في كل زمان ولو كان كزماننا زمان انحسار وضعف، فدينه في نمو مطرد، وأصوله راسخة لم يقدر مشكك على نقض أحدها، وأخباره الغيبية يأتي تأويلها في عالم الشهادة كما أخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهي أدلة قد بلغت، كما تقدم مرارا، حد التواتر الذي قد يعجز صاحبه عن تفصيل آحاده، وتأمل في المقابل ما جرى لمسيلمة وهو أشهر المتنبئين من خذلان وافتضاح بعد نوع تمكين قد جرى على حد ما تقدم من الفتنة والابتلاء.
وذلك من غيرة الله، عز وجل، على الحق، أن يدعيه من ليس له بأهل. فيظهر فيه آثار حكمته بعدم التسوية بين أعظم مختلفين: النبي الصادق والمتنبئ الكذاب، وآثار قدرته بافتضاح أمره وهتك ستره.
ومن غيرته للحق أن أيد أنبياءه عليهم السلام، بما تقدم، من الآيات الشرعية والكونية القاضية بصدق دعواهم، فلا تثبت النبوة بدليل آحاد، بل قد اقتضت رحمته وحكمته عز وجل: تواتر أدلة الحق لئلا تبطل الحجة الرسالية.
ومن غيرته لرسله عليهم السلام أن أهلك مكذبيهم وأذل مخالفيهم:
فأهلك أهل الأرض جميعا غيرة لنوح عليه السلام.
وجعل النار بردا وسلاما غيرة لإبراهيم عليه السلام أن يناله منها أذى.
وأغرق فرعون وحشده غيرة لموسى عليه السلام.
ورفع المسيح عليه السلام غيرة عليه من أبناء الأمة الغضبية لما كادوا له وأرادوا سفك دمه.
وأعلى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكره، فقرن اسمه باسمه، ونصره بالرعب، فجاءه الطلقاء يوم الفتح رجاء عفوه، وفرت جحافل الروم من أمامه في تبوك، وقتل كسرى انتصارا له لما نال من مقامه الشريف، فجاءت الرسل باذان عامل كسرى على اليمن: "إن ربي قد قتل الليلة ربك".
واختار له خير طباق الأمة ليكونوا أصحابه وليبلغوا وحيه، فالحق أعظم من أن يوكل أمره إلى ظلمة مبدلين، كما يزعم أرباب مقالة السوء في خير من وطئ الثرى بعد الأنبياء عليهم السلام من صحب الرسول الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فتلك الطريق التي شرعها الرب، جل وعلا، إليه: طريق النبوات التي سار عليها الرسل الكرام والصحب البررة وكل عالم أو عابد إنما مدح بقدر سيره على تلك الطريق، فبقدر تمكنه ورسوخ قدمه عليها يكون نصيبه من رفعة الذكر التي اختص بها الله، عز وجل، صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فالإشكال في الطريق: من الذي يحدد معالمه، هل يحددها الوحي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو يحددها ذوق أو كشف فلان أو فلان من الشيوخ، وهم يصرحون بأن طريقتهم لا تنال بعلم، بل هي تجربة يخوضها المريد، ولكل تجربته الخاصة التي تعرض خلالها لأصناف من الأحوال والمقامات، لم تضمن عصمة من جرت على يديه، فلعلها أحوال أو مقامات شيطانية أجرها الله، عز وجل، على يديه ابتلاء له ولمن فتن به من أتباعه، وكم استدرج الشيطان من رجال قل علمهم وعظمت إراداتهم فهم أهل استعانة بلا عبادة، فلهم نصيب من: "إياك
(يُتْبَعُ)
(/)
نستعين"، وليس لهم نصيب من: "إياك نعبد"، فيعملون بلا علم، وليس ذلك رسم العبادة المقبولة، فكأنهم ما عبدوا وإن جهدوا فكم جهد أناس على غير طريقة الأنبياء عليهم السلام، فصير الله، عز وجل، أعمالهم هباء منثورا، فلهم من قوله تعالى: (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً): نصيب وافر على أحد أقوال أهل العلم في تفسيرها بمن سلك مسلك الزهد الغالي مع فساد طريقته ابتداء فعمل ونصب ثم هو يوم الجزاء صال نارا حامية!، فعبادة على غير ما شرع الرب جل وعلا كـ: لا عبادة، وعبادة بلا نية كـ: لا عبادة، وإنما يتقبل الله، عز وجل، من عباده ما كان خالصا في الباطن بتجريد النية، صوابا في الظاهر بتحرير العمل شروطا وأركانا وواجبات وسننا على منهاج السنة.
ولكل تجربة أسرارها، ولذلك قتل من باح بالسر كالحلاج والسهروردي، فالسالك قد يتلبس في طريقه إلى الله، عز وجل، بأحوال أو أقوال أو أعمال تبيح دمه ردة!، فالطريق إلى الإيمان قد يتخلله الكفر! وذلك ما يعتذر به أهل الطريق عن الغلاة من أمثال الحلاج والسهروردي وابن عربي والتلمساني وابن سبعين وابن الفارض، فالقوم قد أصاب الوجد بواطنهم بالخبل فجرى الكفر الصراح على ظواهرهم، وليس في دين الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، دين: "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك"، ليس في هذا الدين: أسرار يكتمها صاحبها لئلا يقتل بسيف الشريعة!، لا سيما مع قلة البضاعة من العلم النافع الذي يعصم صاحبه من وساوس الشياطين التي تكتنف هذا الطريق السري!، وكأن الوصول إلى الله، عز وجل، يكون بالسير على طريق غير التي سار عليها محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها من الأسرار ما لا يجوز كشفه لكل أحد لئلا يعطب ويفسد حاله، فليست كل النفوس سواء، وذلك قد يصح في مسائل علمية دقيقة لا تحسن إثارتها أمام من لا يفهمها لئلا تكون فتنة له، ولكنه لا يكون في كليات علمية أو عملية، فادعاء أحوال ومقامات تخالف الوحي الظاهر بحجة التعارض بين الحقيقة التي لا تصلح إلا للخواص، والشريعة التي لا تصلح إلا للعوام، ولكل مقام مقال!، ذلك الادعاء مؤداه إبطال رسوم الشريعة التي تعبد الله، عز وجل، بها عبادة بحجة معارضتها لأذواق ومواجيد تتباين بتباين أصحابها، فلكل كما تقدم تجربته الخاصة، ولذلك تعددت الطرق بتعدد التجارب.
يقول ابن عقيل، رحمه الله، عن غلاة أهل الطريق: "فأكثر كلامهم يشير إلى إسقاط السفارة والنبوات.
فإذا قالوا عن أصحاب الحديث، قالوا أخذوا علمهم ميتا عن ميت، فقد طعنوا في النبوات، وعولوا على الواقع، ومتى أزرى على طريق سقط الأخذ به.
ومن قال: حدثني قلبي عن ربي، فقد صرح أنه غني عن الرسول، ومن صرّح بذلك فقد كفر.
فهذه كلمة مدسوسة في الشريعة، تحتها هذه الزندقة.
ومن رأيناه يزري على النقل، علمنا أنه قد عطل أمر الشرع.
وما يؤمن هذا القائل: "حدثني قلبي عن ربي" أن يكون ذلك من إلقاء الشياطين، فقد قال الله عز وجل: "وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ" , سورة "الأنعام" الآية: (121).
وهذا هو الظاهر؛ لأنه ترك الدليل المعصوم وعول على ما يلقي في قلبه، الذي لم يثبت حراسته من الوساوس". اهـ
فمن ضمن حراسته من الوساوس بشهب الحق، ومن حَرَسُه الشديد الذي يرد عنه عدوان نفسه وشيطانه، ليقبل قوله ويقلد عمله دون دليل من الوحي المنزل؟!.
وذلك الادعاء من جنس ادعاء الفلاسفة الاستغناء بالعلم عن العمل، فالعمل وسيلة والعلم غاية، مع أن الترتيب العقلي الصحيح يخالف ذلك فالعلم أولا ثم العمل فرعا عنه لا العكس، والنبوة: منصب جماهيري، فشرائعها تلائم الجمهور فالعمل يلائم العامة، بخلاف الخاصة الذين بلغوا بعلومهم حد اكتساب النبوة، وإن لم يصيروا أنبياء بالفعل فهم أنبياء بالقوة!، فعندهم من القوى العقلية والتخييلية والتأثيرية في هيولى العالم ما استغنوا به عن النبوات، وذلك أمر ناقض للملة، إذ تجويز طريق للنجاة غير طريق النبوات عموما، وطريق النبوة الخاتمة خصوصا قدح في صحتها، فهو تكذيب لخبرها إذ قد ادعى
(يُتْبَعُ)
(/)
صاحبها صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا نجاة إلا بسلوك طريقته، وأقام على ذلك من الحجج النقلية والعقلية والحسية ما يجعل كل عاقل منصف نظر فيها بعين الاسترشاد لا المعاندة يجزم بصحة دعواه، ثم جاء أولئك لينطق لسان مقالهم أو حالهم بأن النجاة حاصلة من غير طريقه، بل لكل ذوق قد يوصلة بتجربة وجدانية خاصة، ولكل قياس قد يوصله بتجربة عقلية خاصة، ولسان الأول: إذا أردت أن تعرف معرفتنا فجرب تجربتنا، وهي تجربة على غير منهاج النبوة، ولسان الثاني: إذا أردت أن تعرف معرفتنا فاقرأ كتابنا، وهو كتاب، أيضا، على غير منهاج النبوة.
فالولي يصل بذوقه، والفيلسوف يصل بعقله، وكلاهما، والكلام على من غلا في هذا الأمر فبلغ غاية الضلال فيه، مبتغ ما ليس له من مقام النبوة، فمَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ، والفيلسوف، كما تقدم، قد يصير نبيا بممارسة جملة من الرياضات العقلية والبدنية، والتزام الشرائع الظاهرة لتهيئة المحل لتلقي علوم الوحي، فإذا زكت نفسه بالشريعة صار محلا قابلا لفيض العقل الكلي الفعال، فهو آنذاك في حل من الشريعة، كما أن الولي إذا وصل إلى مرتبة اليقين صار هو الآخر في حل من الشريعة، فالدعوى واحدة وإن اختلفت الألفاظ، ومردها عند التحقيق إلى معنى واحد: إبطال النبوات بتجويز حصول النجاة من غير طريقها، ولعل اتحاد تلك الدعوى هو الذي مهد بعد ذلك إلى المزج بين الطريقتين: الذوقية الوجدية، والعقلية الفلسفية، فأدى ذلك إلى ظهرو طبقة الغلاة الذين جمعوا بين السوأتين من أمثال السهروردي المقتول، وابن عربي الطائي صاحب الفصوص، فالسهروردي قد تأثر بالأفلاطونية فحمل عنها الفلسفة الإشراقية التجريدية التي تعنى بالنظر في الكليات دون الجزئيات فهي من العقم بمكان سواء استعملت في الإلهيات الغيبية أو حتى في الطبيعيات التجريبية، وابن عربي أشهر من أن يذكر، فقد صرح بما أمر بإخفائه، فظهر من فساد حاله وقوله ما قد علم. ودعوى الجمع بين العقل والذوق التي يدندن حولها اليوم بعض رواد المذهب العقلاني، وإن كان كثير منهم لا سيما من حسن ظنه بمقررات العقلانيين الأوائل من المعتزلة ومن حمل عنهم ما أراد إلا الانتصار للملة من خصومها فسار على طريقة الأوائل في مجادلة الأمم الأخرى بعقل لم يتزود بما يعصمه من النقل الصحيح، تلك الدعوى عند التحقيق شعبة من دعوى المزج بين ذوق الفقير وعقل الفيلسوف دون حاجة إلى مقررات النبوة التي جاءت بأصح الأحوال الذوقية وأكمل الطرق العقلية، ولكن القوم زهدوا فيها فاستبدلوا أذواقهم المتباينة ومعقولاتهم المتعارضة بما جاء به الوحي المعصوم، ولكل ذوقه، ولكل عقله، ولكل تجربته، كما تقدم، فإلى من يفزع عند وقوع النزاع وإلى من يحتكم عند وقوع الشجار؟!.
ولكل محدث في الديانة من ذلك نصيب، سواء أحدث في علم أو عمل، وإن لم يكن حكمه حكمهم فإنه لم يصل إلى ما وصلوا إليه من غلو وشطط، وإنما اشترك معهم في المعنى الكلي الذي صدرت منه مقالتهم ومقالته، فإن لسان حاله: تجويز حصول الكمال فيما أحدثه من علم أو عمل، وإن كان على خلاف ما قررته النبوة، فطريقته أكمل من طريقتها، وذلك معنى يعم كل محدث في علم أو عمل، في عقيدة أو شريعة، في سياسة أو سلوك، فالمتكلمون أحدثوا في الإلهيات ما لم يأت به الوحي وزعموا أنه طريق المحققين من الخلف لا المقلدين من السلف!، وأهل الرأي أحدثوا في الشرعيات بتقديم القياس العقلي على الدليل النقلي، وأهل السياسات الملوكية الجائرة استبدلوا مقررات العقول البشرية بمقررات السياسة الشرعية، وأهل السلوك استبدلوا طرقهم ومواجيدهم بمقررات التزكية التي جاءت النبوات بأكمل طرائقها.
وتلك جولة أخرى من جولات النزال المفتعل بين العقل والنقل يرد فيها الوحي المنقول بزعم مخالفته لقياس المعقول، والصراع اليوم بين الإسلام والعلمانية مظهر بارز من مظاهر ذلك النزال فهو تأويل سنة التدافع الكونية بين: الحق والباطل.
وليس لنا كما يقول ابن عقيل رحمه الله: "شيخ نسلم إليه حاله، إذ ليس لنا شيخ غير داخل في التكليف، والمجانين والصبيان يضرب على أيديهم وكذلك البهائم.
والضرب بدل من الخطاب، ولو كان لنا شيخ يسلم إليه حاله لكان ذلك الشيخ أبا بكر الصديق رضي الله عنه وقد قال: إن اعوججت فقوموني، ولم يقل فسلموا إلي". اهـ
فإذا كان الشيخ رائدنا لأنه جرب تجربة خاصة لم يتعبدنا الرب، جل وعلا، بها، فالعبادة قد نيط أمرها بالشرائع العامة لا الوقائع الخاصة، فليس ما وقع لفلان الشيوخ من الكشوف أو ما حكاه من الرؤى والمنامات، وإن كان حقا، بشرع ملزم، فإذا كان الشيخ رائدنا لما تقدم، مع كونه غير معصوم، وإن زعم ذلك بلسان مقاله أو حاله، لم تضمن النجاة فرعا عن عدم عصمة الأصل بخلاف السائر على طريق النبوات، فإن الأصل قد عصم بالوحي فصار تقليده عين الاجتهاد طلبا للنجاة.
فأين حال أولئك الذين قدموا أذواقهم على الشرائع، بل قد أبطلوها بمواجيدهم من حال الفضيل وإبراهيم والجنيد وسهل والسري والداراني وابن أبي الحواري ومعروف وأبي عثمان وابن أسباط والمرعشي وغيرهم من أئمة الطريق الأوائل؟!، وقد كانوا على منهاج النبوة باطنا وظاهرا، ولم يدع أحد منهم تناقضا بين ذوقه الباطن، وقوله وعمله الظاهر.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 08:17 ص]ـ
والشاهد أن هذه غيرة توحيدية تشريعية، فيغار، عز وجل، على أصل التوحيد فتلك غيرة على علم العبد أن يفسد باعتقاد ند له، أو اعتقاد نافع ضار سواه يدبر شأن الكون من ملك أو إمام أو ولي، أو اعتقاد اتحاد أو حلول لذاته القدسية في ذات أرضية، أو اعتقاد النقص في ذاته أو أسمائه أو صفاته أو أفعاله، أو سوء ظن به إذا نزلت نازلة كونية ............ إلخ، فكل ذلك مما يقدح في توحيد العبد على تفاوت بينها، فمنها ما يقدح في أصل التوحيد كاتخاذ الشريك اعتقادا بالقلب أو لفظا باللسان أو فعلا غير مكره عليه، فينقض الإيمان بمتعلق الباطن من العلوم والأعمال القلبية، فمنها علوم فاسدة تنقض أصل التوحيد كاعتفاد الشريك، ومنها أعمال فاسدة تنقض الأصل أيضا كمن قام بقلبه عدم الخوف من الباري، عز وجل، وإن لم يظهره بلسانه، مع أن ذلك عند التحقيق، فرض نظري إذ لا ينفك الظاهر عن الباطن فهو ترجمان ما قام به من الأحوال، فالقلب ينضح بما فيه على الجوارح، إن صلاحا فهبات وخلعا سنية، وإن فسادا فأعمالا ردية، وكل إناء بما فيه ينضح، ومنها أقوال فاسدة تنقض أصل التوحيد كسب الله، عز وجل، أو سب نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلا شبهة إكراه فينقض التوحيد جملة وتفصيلا بذلك وإن لم يكن صاحبه قاصدا مستحلا، ومنها أعمال فاسدة تنقض أصل الملة كسجود لغير الله، عز وجل، بلا تأويل أو عذر بجهل يمنع نفاذ الحكم، فكل أولئك تنقض الأصل، ومنها ما يخدش مرآة التوحيد الصافية من أحوال باطنة أو أعراض ظاهرة لا تنقض الأصل وإن قدحت في الواجب الذي يخرج صاحبه من دائرة الوعيد ليصير محلا قابلا للوعد، ومنها ما هو دون ذلك مما يفوت المكلف من أسباب الكمال المستحب الذي اختص الله، عز وجل، به أصحاب الهمم الإيمانية العالية، فلا تنفك نفس مؤمنة، ولو كانت شريفة، عن نوع فتور وتقصير فيفوتها بذلك من النوافل التي يتذرع بها إلى تحصيل محبة الرب، جل وعلا، ما يفوتها، فذلك في حقها ابتلاء كوني، لا نجاة لمكلف منه، إلا من عصم الله، عز وجل، من رسله وأنبيائه عليهم السلام.
والناس بين تلك المراتب يترددون فتتفاوت أقدارهم عند الله، عز وجل، تبعا لذلك تفاوتا لا يعلمه إلا هو، (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ)، بل العبد الواحد يتردد بين مراتب الكمال والنقصان في اليوم الواحد بل في الساعة الواحدة مرات لا يعلمها إلا الله، عز وجل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع أخر.
ولك أن تنزل تلك المراتب الثلاثة: مرتبة الأصل، والكمال الواجب، والكمال المستحب: منزلة الضروريات والحاجيات والكماليات في مقاصد الشريعة.
فأصل الإيمان ضرورة لا نجاة إلا به، وكماله الواجب حاجة لا ينقض تخلفها الأصل ولا تصل إلى رتبة الضرورة إذ لا يفوت بفواتها الأصل وإن لقي العبد من ذلك من الحرج ما صيره أهلا للوعيد، وكماله المستحب ينزل منزلة الكماليات التي لا يليق بذوي المروءات تركها، وإن لم يكن تاركها من أهل الوعيد، بل إن ترك جنس الكماليات الإيمانية يوقع صاحبه في دائرة الذم، فلا ينفك ذلك غالبا عن تفريط في الواجب، فالنوافل سياج الواجبات، كما أن العمل برمته سياج العلم، فالمعركة الحقيقية دائرة في الباطن، وإن ظهرت آثارها على الظاهر، للتلازم الوثيق بينهما، فالظاهر بأعماله وأقواله وزير صدق ومدد جند للباطن في تلك الحرب التي تدور رحاها من لحظة الميلاد إلى لحظة الوفاة إجمالا، ومن لحظة الاستيقاظ إلى لحظة المنام تفصيلا.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"قلت هذه الغيرة، (أي: غيرة النصراباذي: "الحق غيور، ومن غيرته أنه لم يجعل إليه طريقا سواه")، تدخل في الغيرة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: "غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه". وأعظم الذنوب أن تجعل لله ندا وهو خلقك وتجعل معه إلها آخر والشرك منه جليل ومنه دقيق فالمقتصدون قاموا بواجب التوحيد والسابقون المقربون قاموا بمستحبه مع واجبه ولا شيء أحب إلى الله من التوحيد ولا شيء أبغض إليه من الشرك ولهذا كان الشرك غير مغفور بل هو أعظم الظلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تارة تميلها وتعدلها أخرى ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تزال ثابتة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة".
فالله تعالى يبتلي عبده المؤمن ليطهره من الذنوب والمعايب ومن رحمته بعبده المخلص أن يصرف عنه ما يغار عليه منه كما قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)، وكما قال: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) ". اهـ
"الاستقامة"، ص364، 365.
فمن صُرف عنه السوء بمعنى شرعي قام بقلبه أو حتى بعارض كوني لا يد له فيه، بل قد وقي السوء ابتداء فعافاه الله، عز وجل، من مدافعة المعصية فلعله لو دافعها دافعته، وإن ظن نفسه أهلا لذلك، من صرف عنه ذلك فليحمد الله، فإن الفقه كل الفقه تجنب التعرض للفتن طلبا للكرامة، فقد يوكل العبد إلى نفسه فتستحل الشبهة أو الشهوة محلة قلبه، وتلك عين الندامة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في حكاية سمنون ودعواه العريضة!.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فإذا صرف عنه ما يغار عليه منه كان ذلك من رحمته به واصطفائه إياه وإن كان في ذلك مشقة عليه فهو تارة يمنعه مما يكرهه له وتارة ليطهره منه بالابتلاء فإذا كان يغار من ذلك فإذا فعل العبد ما يغار عليه فقد يعاقبه على ذلك بقدر ذنبه". اهـ
"الاستقامة"، ص365.
فالعبد قد يعاقب بذنب خفي، فتزل قدمه حيث طلب ثبوتها لأمر قد ظهر منه ولم يلق له بالا، فغار الرب، جلا وعلا، على حرماته، فابتلاه بقدر ذنبه ذنبا آخر لتظهر فيه آثار قدرة الرب، جل وعلا، الذي ابتلاه عدلا ولو شاء لعافاه فضلا، وآثار حكمته إذ رتب العقوبة على الفعل، وذلك عين العدل، فجاءت المعصية الثانية جزاء للأولى إذ استهان العبد بها وبقدر هوانها عنده يكون عظمها عند الرب، جل وعلا، والعقوبة على ارتكاب معصية بتيسير أسباب معصية أخرى أعظم وأخطر العقوبات، إذ لا يلتفت صاحبها إلى استدراج الرب، جل وعلا، له بكيده المتين، بل لعله إمعانا في الجهالة والخذلان يفرح بالمعصية الثانية ويظنها منحة، فيبتلى بثالثة أكبر فرابعة ..... إلخ حتى يقل تعظيم حرمات الرب، جل وعلا، في قلبه بكثرة الاجتراء عليها، فيموت قلبه موتا بطيئا إذ لم يعد ينكر المنكر، بل قد ألفه وفرح به، وبذل وسعه في تحصيل أسبابه، والرب، جل وعلا، يملي له حتى إذا أخذه لم يفلته، (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"قال أبو القاسم: وحكى عن السري أنه قال: كنت أطلب رجلا صديقا مرة من الأوقات فمررت في بعض الجبال فإذا أنا بجماعة زمنى ومرضى وعميان فسألت عن حالهم فقالوا: ها هنا رجل يخرج في السنة مرة فيدعو لهم فيجدون
الشفاء فصبرت حتى خرج ودعا لهم فوجدوا الشفاء فقفوت أثره وتعلقت به وقلت له: بي علة باطنة فما دواؤها فقال: يا سري خل عني فإنه غيور لا يراك تساكن غيره فتسقط من عينه.
وهذا من قوله تعالى: (لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا).
وقوله: (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين).
وقوله: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).
وقوله: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).
وقوله: (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون).
وقوله: (فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين يوسف". اهـ
"الاستقامة"، ص365.
فإن سقط العبد من عين الرب، جل وعلا، وكله إلى نفسه فتلاعبت به طلبا لحظوظها العاجلة وهو مسكين لا حول له ولا قوة بعد أن فارقه المدد الإلهي، وبقدر الركون إلى غيره يكون النفور منه، وبقدر مساكنة غيرة من صورة أرضية أو شهوة نفسانية تكون مفارقته.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 09:47 ص]ـ
وفي لطيفة من لطائف علم السلوك يقول ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما مقام الرجل، (أي ذلك الفقير الذي سأله السري، رحمه الله، الدعاء)، وأمثاله في ذلك الزمان بجبل لبنان فإن جبل لبنان ونحوه كان ثغرا للمسلمين لكونه بساحل البحر مجاورا للنصارى بمنزلة عسقلان والإسكندرية وغيرهما من الثغور وكان صالحو المسلمين يقيمون بالثغور للرباط في سبيل الله وما ورد من الآثار في فضل هذه البقاع فلفضل الرباط في سبيل الله وأما بعد غلبة النصارى عليها والقرامطة والروافض فلم يبق فيها فضل وليس به في تلك الأوقات أحد من الصالحين ولا يشرع في ديننا سكنى البوادي والجبال إلا عند الفرار من الفتن إذ كان المقيم بالمصر يلجأ إليها عند الفتنة في دينه فيهاجر إلى حيث لا يفتن فإن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه". اهـ
"الاستقامة"، ص366.
وهذا أحد آثار الهزيمة النفسية التي ابتلي بها رهبان النصارى الذين أخفقوا في مواجهة تيار الشهوات الجارف فكان من له دين فيهم أحد ثلاثة:
مقتول أو مسجون فإنه لا قدرة له على أن يدفع عن نفسه، وقد خرج عن دائرة العقد الاجتماعي، فصار أهلا للاسئصال.
أو مداهن كسائر أحبار ورهبان السوء في كل الملل والنحل، فيتقي شر الجماعة بمسايرتها، وذلك مئنة خفاء الحق بل اندثاره، ولم تسلم منه ملة، ولكن الله، عز وجل، اختص الملة الخاتمة، بحفظ أصولها، وإن خفيت أعلامها في بعض الأعصار أو الأمصار فإنه لا بد من قائم لله بحجة، لئلا تبطل الحجة الرسالية، فاندثار الحق قبل مبعثه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر متصور بل كائن، إذ لم ينقطع الوحي بعد، فلا زالت البشرية تنتظر رسولا يجدد ما اندرس من رسوم التوحيد، فمع عظم فساد الشرك في كل زمان ومكان إلا أن فساده مع انتظار رسول يصلحه أهون بكثير من فساده بعد انقطاع الوحي فلا يعرفه أحد، ولا سبيل إلى بعث جديد فالنبوة قد ختمت، فكان من رحمة الله، عز وجل، أن اختص الرسالة الخاتمة بما لم تحظ به الرسالات السابقة من حفظ الأصول، ولو خفيت، وصلاح علمائها، إجمالا، ولو كان ذلك غير ظاهر في زماننا، إلا أن فسادهم مهما بلغ فإنه لا يصل إلى فساد علماء بقية الملل الذين استجازوا تبديل الوحي وتحريفه لفظا ومعنى، فكثير من علماء هذه الأمة يستجيز تحريف المعنى بتكلف التأويلات الظاهرة البطلان في المسائل العلمية أو العملية أو الحكمية إرضاء لخاص أو عام، أو طمعا في رياسة أو وجاهة ...... إلخ من الأغراض الدنية، وإن أحسن الظن به ككثير من الأفاضل الذين تأولوا مسائل من الإلهيات أو الشرعيات فلشبهة استولت عليه، ولكن جميعهم لا يستطيع تحريف الألفاظ، فضلا عن قيام بعض العدول المسددين ممن يستعملهم الله، عز وجل، في الذب عن دينه برد تلك التأويلات المبطلة لدلالات نصوص الوحيين، ولا يخلو زمان منهم وإن قلوا، فهم حجة الله، عز وجل، على خلقه، (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ).
فتلك مزية امتازت بها الرسالة الخاتمة عن سائر الرسالات، وذلك ملائم لعالميتها، فإن تحريف الرسالات الخاصة، على ما فيه من فساد عظيم، لا يعدل تحريف الرسالة العامة لا سيما مع انقطاع الوحي، فلو بدلت هذه الرسالة فخفي ذلك على كل المكلفين فلم يعد الحق معلوما على وجه التحديد ولو لآحاد منهم، أو خفي وجه الحق فيها في مسألة علمية أو عملية على جميعهم، لبطلت الحجة وصار التكليف محالا لخفاء وجه الحق، ولذلك عصم الله، عز وجل، هذه الأمة من أن تجتمع على باطل ولو في مسألة فرعية من علم أو عمل، فكيف بأصول الديانة من المباني العظام من علوم الإلهيات والنبوات والسمعيات وأحكام العبادات والمعاملات والسياسات؟!.
أو هارب وهو حال رهبان النصارى الذين فروا إلى الصوامع إذ لم يقدروا على الإنكار ولم يأمنوا أذى الملوك والرعية، فالخاص والعام قد تربص بهم الدوائر، وكان لهم من الديانة ما يحجزهم عن مسايرة القوم في باطلهم فانسحبوا من حياتهم، وصار الخير لهم أن يعتزلوا الجماعة، وذلك أمر يضطر إليه الإنسان اضطرارا، فليس في حد ذاته مرادا، إذ لازمه تعطيل القوى البشرية فلا تنتفع الجماعة بأفرادها فكل قد اعتزل في ناحية، فلا يلجأ الإنسان إلى ذلك إلا عند عموم الفساد فيصير الأمن من الفتنة في حكم المحال، ولكل زمان فقهه، ولكل مكلف ما يلائمه
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأحوال الباطنة والأعمال الظاهرة.
وما جرى على رهبان الأمم السابقة جرى على رهبان هذه الأمة من أهل الطريق فإن أمرهم لم يكن سوى ردة فعل لانغماس الناس في الشهوات الحسية، كما أشار إلى ذلك ابن خلدون، رحمه الله، في مقدمته، فكانوا آحادا في مقابل تيار جارف اجتاح عموم المكلفين فآثروا السلامة، وتركوا الميدان إذ لم يكن لهم طاقة بجالوت وجنوده!، وكثيرا منا يبتلى بذلك في لحظات الفتور وضيق الصدر بتوالي النكبات، فتنفسخ همته، فيؤثر القعود على النهوض، ولا معين في زمن الغربة إذ قل المعين لما عظم المطلوب كما أثر عن أبي الطيب من بديع نظمه:
غريب من الخلان في كل بلدة ******* إذا عظم المطلوب قل المساعد
وفي وصف أهل الغربة يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن من ورائكم أيّاماً للعامل فيها أجر خمسين منكم فقالوا: بل منهم، فقال: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير أعواناً، وهم لا يجدون عليه أعواناً".
يقول أبو بكر بن العربي رحمه الله:
"تذاكرت بالمسجد الأقصى مع شيخنا أبي بكر الفهري الطرطوشي في حديث أبي ثعلبة المرفوع: إن من ورائكم أيّاماً للعامل فيها أجر خمسين منكم فقالوا: بل منهم، فقال: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير أعواناً، وهم لا يجدون عليه أعواناً، وتفاوضنا كيف يكون أجر من يأتي من الأمّة أضعاف أجر الصحابة مع أنّهم قد أسّسوا الإسلام، وعضدوا الدين، وأقاموا المنار، وافتتحوا الأمصار، وحموا البيضة، ومهّدوا الملّة، وقد قال، صلّى الله عليه وسلّم، في الصحيح: "لو أنفق أحدكم كلّ يوم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه"، فتراجعنا القول، وتحصّل ما أوضحناه في شرح الصحيح، وخلاصته: أن الصحابة كانت لهم أعمال كثيرة لا يلحقهم فيها أحد، ولا يدانيهم فيها بشر، وأعمال سواها من فروع الدين يساويهم فيها في الأجر من أخلص إخلاصهم، وخلّصها من شوائب البدع والرياء بعدهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بابٌ عظيم هو ابتداء الدين والإسلام، وهو أيضاً انتهاؤه، وقد كان قليلاً في ابتداء الإسلام، وصعب المرام، لغلبة الكفّار على الحق، وفي آخر الزمان أيضاً يعود كذلك، لوعد الصادق، صلّى الله عليه وسلّم، بفساد الزمان، وظهور الفتن، وغلبة الباطل، واستيلاء التبديل والتغيير على الحق من الخلق، وركوب من يأتي سنن من مضى من أهل الكتاب، كما قال، صلّى الله عليه وسلّم: "لتركبنّ سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ خربٍ لدخلتموه" وقال، صلّى الله عليه وسلّم: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ" فلا بد، والله تعالى أعلم، بحكم هذا الوعد الصادق، أن يرجع الإسلام إلى واحد، كما بدأ من واحد، ويضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى إذا قام من قائم مع احتواشه بالمخاوف وباع نفسه من الله تعالى في الدعاء إليه كان له من الأجر أضعاف ما كان لمن ان متمكّناً منه معاناً عليه بكثرة الدّعاة إلى الله تعالى، وذلك قوله: "لأنّكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون عليه أعواناً" حتى ينقطع ذلك انقطاعاً باتّاً لضعف اليقين وقلّة الدين، كما قال، صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله) ". اهـ
نقلا عن "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب"، لأبي العباس المقري التلمساني ثم الفاسي رحمه الله.
وصحب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد جاوزا قنطرة التعديل إلى ضفة العدالة المطلقة فلا تضر حتى جهالة أعيناهم فهم المزكون المعدلون بتزكية وتعديل الوحي النازل رغم أنف أعدائهم من أصحاب البدع المغلظة ومن تلقف شبهاتهم _ فطار بها وبثها في الآفاق نيلا من الصدر الأول _ من المستشرقين والمستغربين والعلمانيين المعاصرين.
وأحيانا يكون سلوك ذلك الفقير في سكنى الكهوف خيرا من الخلطة التي تفسد القلوب والعقول أحيانا!، فلا يسلم حتى السائر في الطريق العام من فتن تعرض على قلبه وعقله عرض الحصير، وفي حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، مرفوعا: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقل من يسلم في زماننا فصار لزوم البيوت إلا لمصالح شرعية ودنيوية راجحة من جمع وجماعات وقضاء حاجة للأهل أو الإخوان أو طلب علم أو عمل من علوم أو أعمال الدين أو الدنيا ......... إلخ، صار ذلك اللزوم خير وسيلة لحفظ القلب والعقل والوقت الذي يمر كالبرق الخاطف فالسنوات تترى، ولا قيد لمن تقدم عمره وذبلت زهرة شبابه ليقيد به الوقت ويلجم به عقارب الساعة.
فالبدار البدار لمن تقدمت به السن لعل الله، عز وجل، أن يغفر له ما فات إن أحسن فيما هو آت.
والبدار البدار لمن كان يافعا مكتمل القوى الذهنية والبدنية قبل أن تخمد القوى وتموت الهمم، فهي تشيخ كالأبدان بل ربما أسرع بتوالي النوازل الكونية أو الشواغل الصارفة فمن صح بدنه واتسع وقته فحري به أن يغار على تلك النعم فلا يصرفها في أمر يسوءه أمام الرب جل وعلا.
وأحق الأوقات بالغيرة ما نحن مقبلون عليه من أيام مباركات هي، عند النظر والتأمل، سويعات لا تلبث أن تنقضي، ودعاء الله، عز وجل، الثباتَ فيها على الطاعة، وعقدَ الهمة على بذل أسباب رضاه، تبارك وتعالى، فيها: حتم لازم. والمسدد من سدده الله، عز وجل، فضلا، والمخذول من خذله عدلا.
ولكل ما يناسبه: من أجناس الطاعات ومن أجناس الحيوات:
فمن الناس من تناسبه الحياة الهادئة فإذا تكاثر خلانه وأصدقاؤه وكثر خروجه وولوجه فسد عليه قلبه فكثرة إخوانه رق مانع لقلبه من السير إلى الله عز وجل.
ومنهم من لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن إخوانه فلا يجد صلاح قلبه إلا في مخالطة المسلمين ودعوتهم والصبر على أذاهم، فلو انفرد بنفسه لفسد حاله بتكالب الوساوس والهواجس عليه. وهو الأفضل إجمالا لنص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك، وإن كان المفضول من العزلة قد يعرض له ما يجعله فاضلا لا سيما مع تكاثر الشبهات والفتن.
والشيء بالشيء يذكر، فمما أثار غيرتي على الوقت والعمر الذي تلفت مني وهو أمر لا يفارقني تقريبا مذ جاوزت الثلاثين:
ما جرى لي بعد سفر عارض بالأمس، رجعت فيه لأجد الأسرة، حفظ الله أفرادها وسددهم، قد تحلقت حول أحد برامج قناة المستقلة الفضائية، وكنت قبل زمان ولا زلت كلما واتتني فرصة أتابع بعض برامجها ولو عرضا فلا تنفك مناظراتها وبرامجها الحوارية عن فائدة شرعية وإن كان عليها ملاحظات لا تسلم منها أي قناة، والحق الخالص في أمر ديني أو دنيوي، عزيز بل عديم في زماننا، وكان موضوع النقاش حول الفتنة الكروية التي اشتعلت على نحو مفاجئ فاق تصورات أكثر المتابعين تشاؤما مع استمرار تراشق الاتهامات بين البلدين المسلمين، وقد جذبت ابتداء إلى موضوع النقاش الذي شغل الرأي العام في مصر، ولا زال مع وصوله لأعلى المستويات الرسمية، في استغلال واضح للأزمة من قبل الحكومتين لإلهاء المسلمين في كلا البلدين عن أجندة متخمة بالمشاكل الدينية والدنيوية فضلا عن تحقيق مكاسب خفية يرنو إليها الساسة ولو على حساب عموم المسلمين، وزاد من ذلك الجذب إعطاء الفرصة لكثير من المداخلين لإبداء الرأي، وبصراحة: بعد متابعة استمرت دقائق، والأمر كئيب محزن كلما خطر على البال أصاب الإنسان بالضحك ابتداء فالدهشة ثم الغم انتهاء على ما آل إليه الأمر من تطور يرجح نظرية المؤامرة، بعد تلك المتابعة العارضة أصابني ضيق في الصدر مع توالي مشاهد وتسجيلات وتصريحات وأدلة إدانة يعرضها كل طرف وشهادات على المهزلة التي بدأت في القاهرة واستمرت في الخرطوم ولم تنته إلى الآن، وبعد الضيق أصابتني غيرة على الوقت أن يضيع والقوى أن تستهلك في اجترار تلك المعركة الوهمية التي صارت حقيقية، حتى تندر شقيقي الأكبر متعجبا من هذا الأمر على طريقة الأفلام العربية قائلا ما معناه: "خلاص، كل شيء انتهي بيننا" في إشارة إلى الروابط التي تجمع المسلمين في البلدين وأولها وأعظمها: الرابطة الدينية التي ذبحت ذبحا في تلك المعركة الفاصلة لنيل بطاقة التأهل أو الترشح إلى المونديال!، فلا صوت يعلو فوق صوت الوطن، وقد ضاع محل النزاع في خضم الاتهامات المتبادلة والإنكار من كل الأطراف، وكأن التجاوزات بغض النظر عن الفاعل قد وقعت من عفاريت!، فلا الطرفان مسئولان، ولا الإخوة في السودان، وقد دخلوا طرفا في صراع ليس لهم فيه ناقة ولا جمل، ولسان حالهم: ليتنا ما
(يُتْبَعُ)
(/)
وافقنا على استضافة هذه المهزلة على أرضنا!.
وتندر المتحدث الرسمي باسم الخارجية البريطانية مطالبا البلدين بالتهدئة وكأنها أزمة دولية تستحق صدور البيانات من وزارة خارجية دولة لها ثقلها الدولي كبريطانيا، وما قالها، بطبيعة الحال، إلا ساخرا مستهزئا، وحق له أن يسخر، ولو كنت مكانه لفعلت فعله بل ربما زدت عليه!:
يصنع الأعداء في جاهل ******* ما يصنع الجاهل في نفسه.
والإشكال في هذه الأزمة التي هي نتيجة نحو شهر ونصف من دعوى الجاهلية التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دارت رحاها على الفضائيات وعلى المواقع الرياضية على شبكة المعلومات وحتى داخل البيوت التي يوجد فيها أزواج من البلدين، الإشكال فيها:
أنها شملت جماهير المسلمين بين البلدين هذه المرة، مع تراشق السباب الذي وصل إلى ثوابت كل منهما، فلو كانت أزمة دبلوماسية عليا، ما أهمت أحدا فليذهب الساسة إلى الجحيم إن أرادوا الإيقاع بين أمتين مسلمتين، فإن المسلمين لن يحلوا عقد ولائهم لبعضهم حمية لحكام فرضوا عليهم فرضا وعانوا منهم ما عانوا، ولكنها صارت أزمة جماهيرية، لمست طرفا منها مع قلة خروجي من المنزل إلا لعارض طارئ، فالشباب مشحون، وكأننا قد هزمنا في 67، والإعلام يمارس دوره السلبي في الشحن انتصارا للشعارات القومية، والساسة قد وجدوها فرصة لتمرير أشياء والتغطية على أشياء، وقد قابلت أحدهم فأسمعني تسجيلا على هاتفه المحمول من أحد الإخوة الجزائريين، لا يعرفه، وإنما اتصل عشوائيا منتقدا التصعيد الإعلامي في مصر، ولم يقدم أدلة تنفي ما قد قيل، ولم يقدم ذلك الشاب المصري أدلة تثبت، فلا أحد يستطيع تحرير محل النزاع تحديدا، وهذا هو الإشكال الذي يجعل الوساطة الآن لا قيمة لها، فلا أحد يعترف بخطئه، ولا أحد يقدم دليلا واضحا يقنع الطرف الآخر بخطئه فجلها دعاوى متبادلة، والإخوة في السودان ينفون التقصير، فلا أحد مقصر لا في القاهرة ولا في الخرطوم ولا في أي مكان، لأنه لا أحد يريد أن يتنازل لأحد ولو درءا للفتنة!.
ولم أملك إلا أن أذكر هذا الشاب، وإن بدا عليه عدم الاقتناع بكلامي، بأن أطراف الصراع: مسلمون، وبأن سبب المشكلة: "بالونة هواء" يتقاذفها مجموعة من اللاعبين يرتدون الشورتات التي يخجل أحدنا أن يسير بها في الشارع!، مع أنها لم تكن عند التحقيق هي السبب، وإنما هي العرض لنزعة جاهلية استحكمت في نفوس المسلمين، فأنستهم عقد الولاء والبراء الأول، عقد الديانة الذي تراجع في سلم أولويات العقل المسلم الحديث، كما قال أحد المداخلين الجزائريين، بفعل التنشئة الوطنية الصرفة التي ننشأ عليها فمصر للمصريين، والجزائر للجزائريين والعراق للعراقيين وكل حزب بما لديهم فرحون، على طريقة: "ما ليش دعوى بحد، خليني في حالي ياعم! " وهي الطريقة التي شاهدنا طرفا منها في اجتياح بلاد الأفغان ثم العراق ثم نازلة غزة، وكل قد اختبأ تحت فراشه وغطى وجهه لئلا يأتيه الدور!.
والإشكال الثاني أنها غطت على أحداث تهويد القدس، فأزمة النقاب في مصر، وقد كان على الأقل موضوعا مهما بخلاف الموضوع التافه الذي نعيشه الآن، تلك الأزمة قد جاءت مع محاولة اقتحام اليهود للمسجد الأقصى في أول أكتوبر الماضي، وتصدي إخواننا المعتكفون في المسجد لهم، فغطت عليها وأنستنا إياها، ثم جاءت محاولة الاقتحام الثانية التي تزامنت مع بدء حشد الجماهير في البلدين استعدادا للمعركة الفاصلة!، فلم يلتفت أحد لإخواننا الذين صدوا عن البيت المقدس هذه المرة بما طالته أيديهم حتى استعملوا الأحذية!. والآن يتوسع كيان يهود لبناء 900 وحدة سكنية إضافية في القدس الشريف، ويتداعى يهود أمريكا إلى نصرة إخوانهم في فلسطين فيسافر خمسون منهم بعقد ولاء وبراء حقيقي، وإن كان دينهم على غير ملة الحق، يسافرون لحجز شقق من تلك الوحدات تضامنا مع إخوانهم وتشجيعا لهم ونحن نحشد القوات ونفتح الجسور الجوية ونسلح المقاتلين بالسكاكين والعصي من أجل الوصول إلى كأس العالم!. وحق على أمة هذا حالها أن يذلها الباري، عز وجل، على يد أخس خلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوما ما بعث الناصر صلاح الدين، رحمه الله، إلى الخليفة الموحدي في مراكش أبي يوسف يعقوب المنصور، رحمه الله، بطل موقعة الأرك الشهيرة التي انتصر فيها من ألفونسو الثامن لما بعث إليه ساخرا من آية المصابرة في سورة الأنفال، فسير إليه جيشا جرارا يقدر بنحو 250 ألف مقاتل ليقابله في جمع يوازيه فيقتل منهم 146 ألف انتصار للكتاب العزيز وآياته المحكمات، بعث سلطان مصر آنذاك، بطل حطين، إلى سلطان المغرب بطل الأرك، وكان جزائريا بالمناسبة من قبيلة كومية، وإن كان المغرب آنذاك كتلة واحدة: أدنى وأوسط وأقصى، ليعرض عليه حلفا مشتركا يصد فيه صلاح الدين النصارى عن سواحل مصر والشام وشرق المتوسط ويتكفل المنصور بغرب المتوسط ويشتركان فيما بقي منه ليصير المتوسط: إسلاميا خالصا من أي شائبة نصرانية، فاعتذر المنصور بانشغال أسطوله وانشغال دولته آنذاك بنجدة الأندلسيين وصد نصارى الشمال وهو الدور التاريخي الذي لعبه المغرب بكتله الثلاث من لدن فتحت الأندلس وكان جل الجيش الفاتح من البربر، إلى زمن يوسف بن تاشفين ودولته المرابطية إلى زمن عبد المؤمن ودولته الموحدية إلى زمن بني مرين آخر من عبر إلى الأندلس برسم الجهاد نصرة لدين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما استغاثه بنو الأحمر ملوك غرناطة، ولم يتخل المغرب عن دوره بعد ذلك وإن تقلص باستضافته المسلمين النازحين من الجزيرة الأندلسية المفقودة بعد زوال دولة الإسلام الزاهرة منها وهو دور يجعل النصارى في شمال المتوسط يرتجفون خوفا من أن يستعيد المسلمون في جنوب المتوسط شيئا من سالف مجدهم.
والشاهد أن لك أن تقارن بين همم ملوك ذلك الزمان وهمم ملوك زماننا في تجييش جماهير المسلمين لسفك الدماء في الشهر الحرام، ولو كان مكانهم ذو عقل ينظر للمصلحة العامة لا لمصلحته الشخصية مما سيعود عليه من مكاسب سياسية ولو بإراقة دماء المسلمين لطالب بإلغاء المبارة، وهو أمر كانت "الفيفا" تميل إليه وكادت تقرره لولا أن قدر الله تدخلا من جهات سياسية عليا أصرت على إقامة المباراة في ظل هذه الأجواء المشتعلة لتقع الفتنة التي قد خطط لاستغلالها سلفا، فشحن سابق، ثم استغلال تال لآثارها التي نرى طرفا منها بل أطرافا إلى الآن حتى أفردت الفضائيات سلاسل لمناقشة هذه الفضيحة، ولك أن تقارن بين خطاب الملكين العظيمين، ومن قرأ طرفا من سيرتهما عرف عظمتهما إذ لا يمكن الله، عز وجل ـ ذلك التمكين الذي مكناه لخسيس دني الهمة، لك أن تقارن بينه من جهة علو شأنه ورقي لفظه وبين الخطاب الإعلامي المتداول الآن الذي بلغ حدا كبيرا من السفالة وقلة الأدب فرعا عن قلة الديانة، وكما تكونوا يول عليكم، فلو علم الله في قلوبنا خيرا لولى علينا ناصرا ومنصورا آخرين، ولكنه اطلع على قلوبنا فعلم، تبارك وتعالى، من نستحقه من المتملكة برسم القهر.
وقد طلبت الجامعة العربية من الرئيس الليبي أن يتدخل للوساطة، والإشكال، كما تقدم، أن محل النزاع قد دق فلم يعد ظاهرا مع توالي الاتهامات وإصرار الساسة في كلا البلدين على تحقيق نصر سياسي وهمي أمام الجماهير فضلا عن إلهاء المسلمين، كما تقدم، عن مشاكلهم الدينية والدنيوية الرئيسة، وكلا البلدين يعاني تقريبا من نفس المشاكل كما ذكر أحد الفضلاء على موقع مفكرة الإسلام: فتنة في الدين بالتنصير كما هو جار عندنا في مصر من الكنيسة الأرثوذكسية، وكما هو جار من الكنيسة البروتستانتية في منطقة القبائل استغلالا للمشاحنات بين المسلمين من البربر والعرب هناك، وبالمد الفارسي المذهبي، وإن كانت مصر تعاني منه أكثر لقربها دائرة الصراع ولم تسلم منه الجزائر حتى اضطرت وزراة التربية والتعليم هناك إلى نقل بعض المدرسين الذين انتحلوا تلك النحلة وهم قليل ولله الحمد إلى وظائف إدارية لئلا يلوثوا أفكار الناشئة السنية في الجزائر بتلك الشبهات وإن شئت الدقة فقل القاذورات الفكرية.
وفتنة في الدنيا: من فقر وبطالة وانحلال أخلاقي وارتفاع لمستويات الجريمة، فالمجتمعان تقريبا على نفس الحد، ولذلك سهل على من حرك الفتنة أن يحركها بنفس الكيف: شحن لشباب باطل عاطل، في كلا البلدين، لم يجد من يدله على خير من دين أو ييسر له سبب دنيا نافعة بل قد وجد من يسرق قوته ويقهر أي إرادة خير فيه بمحاربة مظاهر التدين ومطاردة العلماء والتضييق عليهم، ثم إرسال له ليسفك الدم في الشهر الحرام برسم الانتصار لكرامة الوطن التي قد داسها الأعداء، ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم!، ولا زالت فصول الثأر مستمرة بانتظار أول مقابلة رياضية!.
فكل ذلك لا يهم، وإنما المهم: التأهل إلى كأس العالم!.
ولعل الرئيس الليبي يطلب المساعدة من "بلاتر" رئيس دولة الفيفا ليبعث له فريقا من الخبراء الرياضيين في أحداث الشغب، وربما بعث له حكاما ليعاينوا مسرح الجريمة.
ومع رفض كل الاعتراف بأي تجاوز من أي نوع، ومع إنكار الإخوة في السودان وقوع أي تقصير منهم من أي نوع أيضا. ومع التصعيد الإعلامي والشحن الذي شاهدت أثرا منه في المستقلة أمس تصبح أي مساع للصلح الآن: تبديدا للوقت بلا طائل، فلينتظر المسلمون في البلدين فترة قصرت أو طالت ليراجعوا الأمر من جديد ولينظروا هل: الاتحاد برسم دين محمد صلى الله عليه وعلى وآله وسلم خير أو الاتحاد على كرة: "كاوتش" كما يقال عندنا في مصر.
وخير لهم الآن، وهو ما جعلني أغار على وقتي فشغلت نفسي بعد دقائق من سماع ذلك البرنامج بعمل مفيد استغلالا للوقت الذي لن يعود ثانية، خير لهم أن يستعدوا ليوم عرفة غدا إن شاء الله، وأن يتناسوا تلك المهزلة لعل الله، عز وجل، أن ينسيهم إياها.
وإلى الله المشتكى.
وعذرا على هذا الاستطراد وإنما هو ضيق أصابني فأردت أن أبثه دون تجاوز في لفظ أو إساءة أدب ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن وقع شيء منه فعذرا إذ ما أردته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 11:45 ص]ـ
جزيت خيرا يا أستاذ مهاجر
جهد تشكر عليه بحق
اسمح لي بطباعته لقراءة فوائده بتأمل(/)
نداء لكل مصري وجزائري
ـ[نسرين.]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخوة الفصيح الكرام أريد مشاركتي الرأي
نحن في الأشهر الحرم وموسم حجيج وقرب عيد الأضحى المبارك أعاده الله
على كل المسلمين بألف خير اللهم آمين
ونحن في الأساس في عصر يؤتى فيه المسلمون من كل مكان ويتخذ أعداؤنا كل
مسلك للقضاء علينا فما بال إن أعطيناهم سبيلً ميسرًا للولوج إلينا ألا وهو
الفرقة والصراع بيننا ومن أجل ماذا؟؟؟ كرة القدم؟ يرضي من هذا؟؟؟
الشيطان وأعداؤنا.
أمن أجل لعبة تافهة يحدث كل ما تتوارده الأخبار والصحف بين مصر والجزائر
وتقترب العاصفة من أن تعصف بالسودان معهم.
والغريب أن كرة القدم في الأصل رياضة الأساس فيها التنافس الشريف
إذَا, فما سبب هذه الضجة؟؟؟ السبب هو اليد الآثمة للإعلام
الذي روج إشاعات وأكاذيب مما أشعل صدر بعض أصحاب الأنفس الضعيفة
والعقول الواهنة مما دفعهم للتهور والتصرف بهمجية لا تليق بمسلم
فمنذ متى يروع المسلم ضيفه والآمن عنده مهما كان فما بال أنه أخوه المسلم
وهذه التصرفات صدرت من الجانبين
ألا لعنة الله على مثير الفتنة.
ولا أعلم اليوم كيف ستتطور الأوضاع بين الشعبين بعد مباراة السودان
أسأل الله العفو والعافية لكل المسلمين
وأسأل أخوة الفصيح من يستطيع بقلمه إعادة الشعبين إلى رشدهم فليفعل
وله عند الله الأجر والثواب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:31 م]ـ
إذَا, فما سبب هذه الضجة؟؟؟ السبب هو اليد الآثمة للإعلام
الذي روج إشاعات وأكاذيب مما أشعل صدر بعض أصحاب الأنفس الضعيفة
للأسف الشديد.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:53 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
اللهم أصلح أحوال المسلمين واجمعهم على قلب ٍواحد يحبون بعضهم بعضا إنك ولي ذلك والقادر عليه ...
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:13 م]ـ
طبعاً المقصود هوَ الجمهورُ الرياضي وليسَ الشعب .. حتى لا يفهمكِ أحد خطأ.
عدوى غريبة علينا كعرَب؛ انتقلَت مِن الجمهور الرياضي التركي والإنجليزي!
نرجو اللهَ أن يهدي الجماهيرَ، وأن يُبعدَهم عن التعصُّب الرياضي.
شكراً لكِ أستاذة:
(نسرين)
على الموضوع الإرشادي والتوعَوي النافِع
نفعَكِ اللهُ مِن نعمائه
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 04:57 م]ـ
اليوم كُلنا فائزون ..
مباراة شائقة بإذن الله ..
ـ[رحمة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 05:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
اللهم أصلح أحوال المسلمين واجمعهم على قلب ٍواحد يحبون بعضهم بعضا إنك ولي ذلك والقادر عليه ...
اللهم آمين
فعلاً الموضوع بسبب الإعلام أخذ أكثر من حقه الجميع يتمنى الفوز لبلده و لكن لا نحولها إلى حرب بين بلدين في النهاية نحن عرب أشقاء
أدعو الله الكريم أن يغفر لنا و يرحمنا
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
مصر والجزائر شعبان لأمة واحدة , فهما جزء لا يتجزّّأ من الأمة العربية والإسلامية , وما أجمل هذا التنافس َ الأخوي بين الأشقاء.
من هذا المنبر العلمي المبارك أناشد شعوبنا وأمتنا أن يتنافسوا في العلم؛ لأنَّ العلم هو الذي يرفع الشعوب , وكفانا شرفا وفخرا أن أوّل آية أُنزلت على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم هي " اقْرَأ ... " ففيها دلالة قاطعة على أنَّ العلم فيه السعادة كل السادة لبني البشر , ولن تتقدَّم أمة , وتحقق ما تصبو إليه إلا من خلال العلم.
ندائي للشعوب: هبوا وأقبلوا على طلب العلم في شتى نواحي المعرفة؛ لأنَّ العلم نور.
وندائي إلى القادة: أنصفوا أهل َ العلم , وأعطوهم ما يستحقُّون من مكانة تليق بهم , ومع تفكيركم في إعطاء الرياضيين الملايين فكِّروا في تحسين أوضاع أهل العلم الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل النهوض بالأمة من كبوتها , والارتقاء بها.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الموضوع تطور بدرجة كبيرة للآسف وأصبح الجمهور المصرى والجزائرى فى عداء شديد بسبب كرة بلاستيكية وبطولة المونديال، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما حدث فى المباراة الأولى هو شىء مخزى والله من رد فعل الشعب المصرى لماذا؟
أقول لكم مجيباً عن ذلك لما رأيته فى مجتمعى:
1/ توافدت أعداد مأهولة على استاد القاهرة منذ الصباح الباكر حوالى الساعة الثامنة صباحاً والمباراة الساعة السابعة والنصف مساءً سبحان الله لما لانرى هذا التبكير فى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيد التى لايصليها إلا قليل من المسلمين.
2/لى صديق يعمل ببقالة وحدثنى أن إحدى السيدات (الزبائن) عنده لم تنم جيداً ليلة المبارة لخوفها على المنتخب المصرى وآخرى أثناء مشاهدتها للمباراه أغشى عليها مرتين سبحان الله لماذا حينما قصفت إسرائيل أهلنا فى غزة كان الكثير منّا ينام جيداً ولا يبالى بل وهناك من سرق المعونات وحسبى الله ونعم الوكيل.
3/يوم المباراه المزعومة حدث أكثر من حادثة عندنا فى مصر ومنها فى بلدتى حيث نتج إثر إحداها عن موت ثلاثة منهم طالب جامعة وهذا قبل موعد المباراه بحوالى ساعتين سبحان الله هذه الخاتمة ويحشر العبد على ما مات عليه هو طبعاً أجلهم انتهى ولكن لما السرعة من أجل مباراه اللهم أحسن خواتيمنا جميعاً.
4/ما شاهدناه فى شاشات التلفاز من تجمعات حاشدة للجمهور المصرى بعد الفوز فى المباراه الأولى والفرحة التى غمرت الجمهور وظل الناس فى الشوارع يصيحون بشعارات الفرحة والفوز سبحان الله كأننا فزنا فى حرب أو ما شابه وحينما ُسب النبى (صلى الله عليه وسلم) لم نشاهد هذه الحشود الهائلة تتظاهر غاضبة مما حدث للنبى (صلى الله عليه وسلم) وهو أشرف خلق الله.
الموضوع أثار عداء بين شعبين أكرمهما الله بنعمة الإسلام وتجمعهم العروبة بعد الإسلام وللآسف أعدائنا يفرحون بهذه الفرقة التى نراها فنتمنى أن يتلاشى مثل هذه الاخلاق المذمومة ونسأل الله العظيم أن يوحدكلمة الإسلام والمسلمين وأن تعود الآخوة والمحبة بين جميع شعوب المسلمين وعذراً على الإطالة وأشكر الأستاذة نسرين على طرحها للموضوع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 10:16 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الله المستعان .... اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد ... وأصلح لنا شأننا كله .... اللهم آمين
ـ[نسرين.]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا لك أخي أبو دجانة على مشاركتنا الرأي
وشكرًا لك أختي الزهرة المتفائلة وأرجو الإكثار من دعائك العذب
ـ[نسرين.]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:37 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي طالب العلم هم فعلً المشجعون ولكن الأمر تفاقم حتى وصل للشعوب فهناك رعاية
لأحدى الدولتين حوصروا وهوجموا في مكان عملهم في الدولة الأخرى
وشكرًا لمشاركتك
وشكرًا لمشاركتك أختي الرحمة وعلىتأيدك لرأيي
ـ[الوائليه]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:39 ص]ـ
البلاد الإسلامية تستقي دينها من كتاب الله تعالى وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اليوم: كلا الدولتين منتصرة بتأهل إحداهما
رحم الله والديكم وجزاكم خيراً أختي الكريمة
ـ[نسرين.]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 02:04 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
معك حق أخي حسانين فالمنافسة في العلم أرقى وأولى ولن تؤدي الى عصبية تودي
بالأرواح وشكرًا لمشاركتك أخي
لا فض فوك أخي ناجي في كل ما قلت وعددت وأزيدعما قلت
أن سيدة أُصيبت بالجلطة في ما مضى نتيجة هزيمة فريقها المفضل وليعفوا الله عن المسلمين
شكرًا لك أخي لمشاركتك ...... وجزاكم الله جميعًا كل خير
ـ[نسرين.]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 02:15 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أختي الكريمة الوائلية معك كل الحق وشكرًا لمشاركتك عزيزتي
وفي نهاية كلامي أقول نحن قومٌ جمعنا الإسلام من قبل 14 قرن
فلا يجب أن يفرقنا شيء مهما عظم
ـ[*آمر كامل*]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 11:07 م]ـ
جميل!!
موضوع مذهل .. و المذهل اكثر>>انى رأيت ردود فعل العقلاء فى كل مكان , و هذا جد مبشر بالخير ..
شكرا لك يا استاذة نسرين على هذا الموضوع.و كأنه حربة رشقت فى صدر الحدث الحالى تماما .. اللهم اكثر من امثال كل مدافع عن دينك و عن الحق
و ارجو عدم التعديل يا أستاذ "ناجى أحمد إسكندر"
الى اللقاء
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:58 ص]ـ
وصل النداء يا أخت نسرين
وعذرا على الإغلاق لأن الموضوع خارج عن غايات شبكة الفصيح.(/)
قال خالد
ـ[إماراتية]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:29 م]ـ
http://dc05.arabsh.com/i/00748/snk2h0ujtxg3.jpg (http://arabsh.com)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:50 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
أختي الحبيبة ... إماراتية
خلق الانسان ليعيش في أمن وسلام على هذه الأرض، وذلك حقّه الأوّل في الحياة، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال، وشبح الخوف والرعب والارهاب والقلق يطارده، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفسه، وتتحول إلى شقاء وعذاب ... هذه حقيقة يشعر بها كل انسان، فهو عند ما يفقد الأمن يفقد معنى الحياة. .... لذلك من حق من تقلد منصب حماية وأمن ديار المسلمين أن يقول مثل هذا ... وأي ديار هذه!!!
لذا نجد الرسول الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم يثبت حق الأمن للانسان، وحماية دمه وماله وعرضه وكرامته في خطبته التأريخية الخالدة في حجة الوداع. . الرسول صلى الله عليه وسلم ... ابتدأ هذه الخطبة التأريخية الخالدة بقوله: «لعلكم لا تلقوني على مثل حالي هذه، وعامكم هذا، هل تدرون أي بلد هذا؟ وهل تدرون أي شهر هذا؟ وهل تدرون أي يوم هذا؟ فقال الناس: نعم، هذا البلد الحرام، والشهر الحرام، واليوم الحرام، قال: فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة يومكم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: أللّهمّ اشهد».
إن مأساة انعدام الأمن والسلام وجريمة الإخافة والرعب تطارد الانسان .... فالانسان خائف في كل أرجاء الأرض، خائف على نفسه وماله وعرضه وكرامته وعقيدته وحقّه في الحياة .... والله المستعان
مقتطفات منقولة ....
بوركتِ أخية .... ودمتِ دائما متألقة في طرحك ...(/)
لاحظوا عقوبة الكذب عند النمل!!
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:23 م]ـ
قصة اعجبتني .. قرأتها وودَدتُ لو تشارِكوني قراءتها، يقول صاحِبُها:
في أحَد الأيّام كُنتُ جالِساً في البَريّة؛ أقلب بصَري هنا وهناك وأترقّب مخلوقات الله وأتعجّب مِن بديع صُنع الرحمن.
لفتَ نظري نملة كانت تجوبُ المَكانَ مِن حَولي تبحثُ عن شيءٍ؛ وأخذَت تبحث وتبحث .. لا تكَلُّ ولا تملّ.
وأثناء بحثها -والحديث للرّجُل- عثرْتُ على بقايا جَرادة؛ وتحديداً ساقَ جرادة.
ويستطرِد: وأخذت تسحبُها وتحاول أن تحمِِلُها إلى حيثُ مَطلوبٌ مِنها في عالَمِ
النمل وقوانينِه أن تضعها. هي مجتهدة في عملها وما كلفت به .. تحاول وتحاول.
يقول: وبعد أن عجزَت عن حملِها أو جرِّها ذهبَت إلى حيثُ لا أدري؛ ثمّ واختفت!
وسُرعان ما عادت ومعَها مجموعة مِنَ ِ كبيرة النمْل. وعندما رأيتهم علِمْتُ بأنها
استدعَتهم لمُساعدتِها على حمْل ما استصعَبَ عليها!
فأردْتُ أن أتسلّى قليلاً. وحمَلْتُ رجل الجرادة تلك؛ فأخفيْتها عنها!
فأخذت هي ومَن معها مِنَ النمل بالبحث عن هذه الساق هنا وهناك؛ حتى يئسوا مِن وجودها .. فذهبوا.
لحظات ثم عادت تلك النملة لوحدها فوضعْتُ تلك الجرادة أمامَها.
فأخذت تدورُ وتنظر حولَها، ثم حاوَلَت جرَّها مِن جديد حتى عجَزَت
ذهبت النملةُ مرة أخرى، وأخالني هذه المرة أعرف أنها ذهبت لتنادي على أبناء
قبيلتها من النمل ليساعدوها على حملِها بعد أن عثرت عليها.
جاءت مجموعة مِنَ النمل مع هذه النملة -بطلة قصتنا- وأظنها نفس تلك المجموعة!!
يقول الرّجُلُ: ها قد جاءوا؛ وعندما رأيتهم ضحِكْتُ كثيراً وحمَلتُ تلك الجرادة وأخفيتها عنهم!
بحَثوا هنا وهناك، بحَثوا بكلِّ إخلاص، وبحَثت تلك النملة بكل ما أتاها اللهُ مِن هِمّة!
أصبحَت تدور هنا وهناك، تنظر يُمنة ويُسرة؛ لعلها ترى شيئاً.
ولكن لا شيء فأنا أخفيتُ تلك الجرادة عن أنظارهم
ثم إجتمَعَت تلك المجموعة من النمل مع بعضِها بعد أن ملّت البحثَ؛ ومِن بينِهم هذه النملة.
فماذا فعَلوا بها يا تُرى
هجَموا عليها .. فقطّعوها إرَباً إرَباً أمامي! وأنا أنظر والله إليهم وأنا في دهشةٍ مِن أمري .. لا توصَف!!
وأرعبني ما حدَث .. قتلوها .. نعَم لقد قتلوا تلك النملة المسكينة .. قطعوها أمامي؛ قتِلَت بسبَبي ..
وأظنهم قتلوها لأنهم أجمَعوا على أنها قد كذبَت عليهم!!
واللهُ أعلَم بمدى صِحّة القصّة
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 04:41 م]ـ
حدَث غريب، لا يجرؤ أغلب الناس في التحلي بهذي الصفات الحميدة، ثم إني أُحمّل صاحب القصة ذنبهذه النملة المسكينة التي - وبعفوية رائعة - أرادت خدمة أهلها ..
أشكرك طالب علم - في هذه القصة من العبر الكثير جدا ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي طالب العلم وشكر لك هذا النقل الكريم.
بحثت عنها في بعض المنتديات الإسلامية وفي موقع المكتبة الشاملة، فهداني الباري، عز وجل، إلى موضعين لها فقد:
ذكرها ابن القيم، رحمه الله، عن بعض العارفين في كتابه: "شفاء العليل"، وعقب بقوله أو بقول ذلك العارف: "هذه النملة فطرها الله سبحانه على قبح الكذب وعقوبة الكذاب والنمل من أحرص الحيوان ويضرب بحرصه المثل"، وذكرها، أيضا، في "مفتاح دار السعادة" في فصل في: "تأمل النملة وما أعطيته من الفطنة والحيلة في جمع القوت وادخاره".
وهما على هذا الرابط:
الموسوعة الشاملة - أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية ( http://islamport.com/cgi-bin/3/search.cgi?zoom_query=%22%D4%DE+%CC%D1%C7%CF%C9%22&zoom_per_page=10&zoom_cat%5B%5D=6&zoom_and=1&zoom_sort=0)
وكلمة البحث هي: "شق جرادة"، وهو مجمل الغنيمة الذي بينه نقلك إذ حدده بالرجل!.:):)
والله أعلى وأعلم.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حدثنى بها أحد أصدقائى منذ أسبوع تقريباً، فسبحان الله العظيم هذا جزاء الكاذب عند النمل!
أشكرك أخى طالب العلم.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 08:03 م]ـ
قصة رائعة جدا جدا والأجمل إن طبقت أمامنا سأحاول أن أطبقها إذا تيسر لي ذلك
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 09:10 م]ـ
لا أنصحك بهذا أخي محمد إلا إن استطعت تبرئتها بعد حكم الاعدام فيها
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 10:08 م]ـ
قصة مفيدة فيها الكثير من العبر.
ـ[جميرا]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:21 ص]ـ
رايت برنامج عن النمل فى رمضان وكان المعد له الشيخ محمد العوضى مع ظيفه الدكتور صبرى دمرداش, وما قلته صحيح فى هذا القصه وعقوبه الكذب عند النمل
فسبحان الخالق(/)
سؤال مهم
ـ[المنتصر بالله]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 06:03 م]ـ
:::
أرجو من الإخوة المشرفين أن يرشدونا إلى موقع أو منتدى مثل منتدى الفصيح يكون ثقة في النقل في مادة التاريخ ,
ببساطة أريد أن أعرف فكرة بسيطة عن حضارة العالم ,والكتب في ذلك كثيرة , وأنا لا أريد الغرق فيها ,
ـ[المنتصر بالله]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 11:09 ص]ـ
نرجو من المشرفين الأفاضل الإفادة(/)
في هذه العشر ماذا عن والديك؟!
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه العشر المباركة استوقفني قصيدة رائعة لابن الجوزي بالفصحى عن بر الوالدين واتمنى الإطلاع على الملف المرفق:
زُر والِديكَ وقِف على قبريهما = فكأنني بك قد نُقلتَ إليهما
لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا =زاراكَ حبْوًا لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما = مَنَحاكَ نفْسَ الوِدّ من نفْسَيْهِما
كانا إذا سمِعا أنينَك أسبلا = دمعيهما أسفًا على خدّيهما
وتمنيّا لو صادفا بك راحةً = بجميعِ ما يَحويهِ مُلكُ يديهما
فنسيْتَ حقّهما عشيّةَ أُسكِنا = تحت الثرى وسكنتَ في داريهما
فلتلحقّنهما غدًا أو بعدَهُ = حتمًا كما لحِقا هما أبويهما
ولتندمّنَّ على فِعالِك مثلما = ندِما هما ندمًا على فعليهما
بُشراكَ لو قدّمتَ فِعلا صالحًا = وقضيتَ بعضَ الحقّ من حقّيهما
وقرأتَ من ءايِ الكِتاب بقدرِ ما = تسطيعُهُ وبعثتَ ذاكَ إليهما
فاحفظ حُفظتَ وصيّتي واعمل بها = فعسى تنال الفوزَ من بِرّيهما
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 11:38 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ...... على هذا الموضوع .... وجدت من الصعوبة بمكان التعليق على هذه القصيدة بما تحمله من أنّات .... في الحقيقة .... هذه القصيدة ... أبكتني وذرفت دموعي ... !!
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيراَ على المرور نعم قصيدة معبرة.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:20 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
دائما مبدعة في طرح مواضيعك .... ولي مشاركة ... في هذا الموضوع ...
قصة مؤثرة
كان هناك أب في ال 65 من عمره وابنه في ال 40 وكانا في غرفة المعيشة وإذ بغراب يطير .... من القرب من النافذة ويصيح فسأل الأب أبنه؟
الأب: ما هذا؟
الابن: غراب
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية
الأب: ما هذا؟
الابن باستغراب: إنه غراب!!
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة
الأب: ما هذا؟
الابن وقد ارتفع صوته: إنه غراب غراب يا أبي!!!
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الرابعة
الأب: ما هذا؟
فلم يحتمل الابن هذا و أشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: مالك تعيد علي نفس السؤال
فقد قلت لك انه غراب هل هذا صعب عليك فهمه؟
عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة
من مذكراته اليومية ثم أعطاه لإينه وقال له أقرأها ..
بدأ الابن يقرأ:
اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك وإذ بغراب يصيح في الحديقة
فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب وعاد وسألني نفس السؤال ل 23 مرة وأنا أجبته
لـ23 مرة فحضنته وقبلته وضحكنا معًا حتى تعب فحملته وذهبنا فجلسنا.
قصة أحسبها مشهورة ولكني أضعها في نافذتك للتذكرة واسترقاق القلوب.
البر يغفر الذنوب:
فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال:
"يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيرا فهل لي توبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألك والدان؟ قال لا. قال فلك خالة؟ قال نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرها
إذاً" (مسند أحمد).
قصة أخرى
هذه ممرضة أمريكية أرسلت هذا الخبر بعنوان: أذهلني بر الوالدين في الإسلام .. تقول .. أول مرة سمعت فيها الكلام عن الإسلام كان أثناء متابعتي لبرنامج في التلفزيون فضحكت من المعلومات التي سمعتها ..
بعد عام من سماعي لكلمة الإسلام سمعتها مرة أخرى و لكن أين!! .. في المستشفى الذي أعمل فيه .. حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة كبيرة في السن مريضة .. جلست الزوجة أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق وكانت تمسح دموعها .. من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها وبكائها فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي أتى بأمه باحثاً لها عن علاج لمرضها .. كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها .. تدعو لها بالشفاء والعافية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فتعجبت لأمرها كثيراً .. تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه .. تذكرت أمي _ تقول الأمريكية _ تذكرت أمي وقلت في نفسي .. أين أمي .. لم أرها منذ أربعة أشهر .. وإلى الآن لم أفكر بزيارتها .. هذه أمي .. كيف لو كانت أم زوجي!! ..
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين ولا سيما أن حالة الأم صعبة .. وهي أقرب إلى الموت إلى الحياة .. أدهشني أكثر أمر الزوجة وما شأنها وأم زوجها .. أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها!! .. لماذا هذا! .. لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع .. تخيلت نفسي لو أنني بدل هذه الأم .. يا للسعادة التي سأشعر بها .. ويا لحظ هذه العجوز .. أني أغبطها كثيراً .. كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليهما من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها .. دخلت يوماً غرفة الانتظار فإذا الزوجة تنتظر فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد .. حدثتني كثيراً عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه وكيفية التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز .. فبكى ابنها وزوجته بكاء حاراً وكأنهما طفلان صغيران .. بقيت أفكر في هذين الزوجين وما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام، وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية أطلب كتباً عن حقوق الوالدين .. ولما قرأته عشت حلماً لا يغادرني .. أتخيل خلالها أني أنا الأم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلى حتى آخر لحظات عمري ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي .. هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي .. دون أن أعرف الإسلام .. لم أعرف منه إلا حقوق الوالدين .. فالحمد لله تزوجت من رجل أسلم وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح .. أنا اليوم أم عبد الملك .. أنا اليوم أم عبد الملك فادعو لي ولأبنائي بالثبات .. هذا هو ديننا .. هذا هو ديننا .. وهذه هي أخلاقنا ..
? لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ? .. اسمعوا ماذا يصنع البر بأهله اسمعوا ماذا يصنع البر بأصحابه .. عن أسيد بن عمرو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه إمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ ..
حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ .. قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ .. قال: نعم .. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ .. قال: نعم .. قال: لك والدة؟ .. قال: نعم .. _ اسمع _ .. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن .. من مراد ثم من قرن .. كان به برص فبرأ منه إلا موضوع درهم .. له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره)) ..
اسمع ماذا يصنع البر بأهله .. ((له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره .. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) .. فاستغفر لي _ يقول له عمر _ فاستغفر لي .. فاستغفر له .. (رواه مسلم) .. يالله .. بره بوالدته بلغ به منزلة لو أنه أقسم على الله لأبره .. أي بر هذا وما أعظم بر الوالدين .. بروا آباءكم تبركم أبناؤكم .. بروا آباءكم تبركم أباؤكم ..
منقول .....
اللهم ارحم واغفر لنا ولوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا ..
ـ[رحمة]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:39 م]ـ
جزاكِ الله خيراً أختي ترانيم موضوع مميز
و قصيدة رائعة بارك الله فيكِ
بالرغم مما تحمله من ألام كثيرة
ـ[رحمة]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:42 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
أختي الحبيبة ... ترانيم الحصاد
دائما مبدعة في طرح مواضيعك .... ولي مشاركة ... في هذا الموضوع ...
قصة مؤثرة
كان هناك أب في ال 65 من عمره وابنه في ال 40 وكانا في غرفة المعيشة وإذ بغراب يطير .... من القرب من النافذة ويصيح فسأل الأب أبنه؟
الأب: ما هذا؟
الابن: غراب
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية
الأب: ما هذا؟
الابن باستغراب: إنه غراب!!
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة
الأب: ما هذا؟
الابن وقد ارتفع صوته: إنه غراب غراب يا أبي!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الرابعة
الأب: ما هذا؟
فلم يحتمل الابن هذا و أشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: مالك تعيد علي نفس السؤال
فقد قلت لك انه غراب هل هذا صعب عليك فهمه؟
عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة
من مذكراته اليومية ثم أعطاه لإينه وقال له أقرأها ..
بدأ الابن يقرأ:
اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك وإذ بغراب يصيح في الحديقة
فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب وعاد وسألني نفس السؤال ل 23 مرة وأنا أجبته
لـ23 مرة فحضنته وقبلته وضحكنا معًا حتى تعب فحملته وذهبنا فجلسنا.
قصة أحسبها مشهورة ولكني أضعها في نافذتك للتذكرة واسترقاق القلوب.
البر يغفر الذنوب:
فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال:
"يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيرا فهل لي توبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألك والدان؟ قال لا. قال فلك خالة؟ قال نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرها
إذاً" (مسند أحمد).
قصة أخرى
هذه ممرضة أمريكية أرسلت هذا الخبر بعنوان: أذهلني بر الوالدين في الإسلام .. تقول .. أول مرة سمعت فيها الكلام عن الإسلام كان أثناء متابعتي لبرنامج في التلفزيون فضحكت من المعلومات التي سمعتها ..
بعد عام من سماعي لكلمة الإسلام سمعتها مرة أخرى و لكن أين!! .. في المستشفى الذي أعمل فيه .. حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة كبيرة في السن مريضة .. جلست الزوجة أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق وكانت تمسح دموعها .. من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها وبكائها فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي أتى بأمه باحثاً لها عن علاج لمرضها .. كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها .. تدعو لها بالشفاء والعافية ..
فتعجبت لأمرها كثيراً .. تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه .. تذكرت أمي _ تقول الأمريكية _ تذكرت أمي وقلت في نفسي .. أين أمي .. لم أرها منذ أربعة أشهر .. وإلى الآن لم أفكر بزيارتها .. هذه أمي .. كيف لو كانت أم زوجي!! ..
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين ولا سيما أن حالة الأم صعبة .. وهي أقرب إلى الموت إلى الحياة .. أدهشني أكثر أمر الزوجة وما شأنها وأم زوجها .. أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها!! .. لماذا هذا! .. لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع .. تخيلت نفسي لو أنني بدل هذه الأم .. يا للسعادة التي سأشعر بها .. ويا لحظ هذه العجوز .. أني أغبطها كثيراً .. كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليهما من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها .. دخلت يوماً غرفة الانتظار فإذا الزوجة تنتظر فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد .. حدثتني كثيراً عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه وكيفية التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز .. فبكى ابنها وزوجته بكاء حاراً وكأنهما طفلان صغيران .. بقيت أفكر في هذين الزوجين وما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام، وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية أطلب كتباً عن حقوق الوالدين .. ولما قرأته عشت حلماً لا يغادرني .. أتخيل خلالها أني أنا الأم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلى حتى آخر لحظات عمري ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي .. هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي .. دون أن أعرف الإسلام .. لم أعرف منه إلا حقوق الوالدين .. فالحمد لله تزوجت من رجل أسلم وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح .. أنا اليوم أم عبد الملك .. أنا اليوم أم عبد الملك فادعو لي ولأبنائي بالثبات .. هذا هو ديننا .. هذا هو ديننا .. وهذه هي أخلاقنا ..
? لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ? .. اسمعوا ماذا يصنع البر بأهله اسمعوا ماذا يصنع البر بأصحابه .. عن أسيد بن عمرو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه إمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ ..
حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ .. قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ .. قال: نعم .. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ .. قال: نعم .. قال: لك والدة؟ .. قال: نعم .. _ اسمع _ .. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن .. من مراد ثم من قرن .. كان به برص فبرأ منه إلا موضوع درهم .. له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره)) ..
اسمع ماذا يصنع البر بأهله .. ((له والدة هو بار بها .. لو أقسم على الله لأبره .. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) .. فاستغفر لي _ يقول له عمر _ فاستغفر لي .. فاستغفر له .. (رواه مسلم) .. يالله .. بره بوالدته بلغ به منزلة لو أنه أقسم على الله لأبره .. أي بر هذا وما أعظم بر الوالدين .. بروا آباءكم تبركم أبناؤكم .. بروا آباءكم تبركم أباؤكم ..
منقول .....
اللهم ارحم واغفر لنا ولوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا ..
قصص رائعة و مميزة كعادت من وضعتهم:)
بارك الله فيكِ أختي و جزاكِ الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 06:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكما الله خيراً على المرور ونفع بكما
كل منا يعرف فضل والديه عليه، وكيف أن الشرع قد أمرنا ببرهما، وتقديمها في كل صغيرة وكبيرة، فهل يا ترى نعطيهما حقهما أم قد هجرناهما .. وعصينا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم قبلهما؟
لا زال السلف خير مثال وقدوة لنا، حيث عرفوا فضل الوالدين فتجنبوا العصيان، وعاملوهم برفق وإحسان، قطعوا مسافات البر، فنالوا من الله درجات الرضوان ..(/)
ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق .........
ـ[جميرا]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه
فقال إني أجد في رزقي ضيقا.؟!
فقال له: لعلك تكتب بقلم معقود , فقال: لا.
قال لعلك تمشط بمشط مكسور , فقال: لا.
قال لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سناً , فقال: لا.
قال لعلك تنام بعد الفجر , فقال: لا.
قال لعلك تركت الدعاء للوالدين.؟؟
قال نعم يا أمير المؤمنين .. قال:
(فاذكرهما , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق
لا تبخل على والداك بدقيقتين من وقتك بالدعاء لهما.
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
اللهم/ يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت , أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك ورزقك
اللهم / ألبسهما العافية حتى يهنئا بالمعيشة , واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب
اللهم/ اكفيهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم/ لا تجعل لهما ذنبا إلا غفرته , ولا هما إلافرجته , ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها ,
اللهم/ ولا تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك
اللهم / و أقر أعينهما بما يتمنياه لنا في الدنيا
اللهم/ إجعل أوقاتهما بذكرك معمورة
اللهم / أسعدهما بتقواك
اللهم / اجعلهما في ضمانك وأمانك وإحسانك
اللهم / ارزقهما عيشا قارا , ورزقا دارا , وعملا بارا
اللهم / ارزقهما الجنة وما يقربهما إليها من قول اوعمل , وباعد بينهما وبين النار وبين ما يقربهما إليها من قول أوعمل
اللهم / اجعلهما من الذاكرين لك , الشاكرين لك ,الطائعين لك , المنيبين لك
اللهم / واجعل أوسع رزقهما عند كبر سنهما وإنقطاع عمرهما
اللهم / واغفر لهما جميع ما مضى من ذنوبهما , واعصمهما فيما بقي من عمرهما , و ارزقهما عملا زاكيا ترضى به عنهما
اللهم / تقبل توبتهما , وأجب دعوتهما
اللهم / إنا نعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر
اللهم / واختم بالحسنات اعمالهما
اللهم/ وأعنا على برهما حتى يرضيا عنا فترضى
اللهم / اعنا على الإحسان إليهما في كبرهما
اللهم / ورضهم علينا
اللهم / ولا تتوافهما إلا وهما راضيان عنا تمام الرضى
اللهم / و اعنا على خدمتهما كما يبغي لهما علينا
اللهم / اجعلنا بارين طائعين لهما
اللهم / ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم / ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم / ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم / اني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وآله وسلم واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم / ارزق قارىء الموضوع مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب
اللهم / ارزق قارئ الموضوع زهو جنانك
وشربة من حوض نبيك وأسكنه دار تضيء بنور وجهك
اللهم / اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان ..
اللهم / حرم وجه قارئ هذا الموضوع عن النار وأسكنه الفردوس الاعلى بغير حساب
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد
وارزقنا شفاعته يوم الحساب
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 09:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه
فقال إني أجد في رزقي ضيقا.؟!
فقال له: لعلك تكتب بقلم معقود , فقال: لا.
قال لعلك تمشط بمشط مكسور , فقال: لا.
قال لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سناً , فقال: لا.
قال لعلك تنام بعد الفجر , فقال: لا.
قال لعلك تركت الدعاء للوالدين.؟؟
قال نعم يا أمير المؤمنين .. قال:
(فاذكرهما , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... جميرا
جزاك الله خيرا .... على ما تقدمين من خير .... جعله الله في موزاين حسناتك ... اللهم آمين
ولكن بارك الله فيك .... هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ... إليك ِ ما قرأت بخصوص هذا الأمر ...
قال ابن الجوزي في (الموضوعات) (3/ 284):
باب انقطاع الرزق بقطع الدعاء للوالدين أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو جعفر محمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن خالد الشيباني حدثنا الحسن بن محمد البرى حدثنا يزيد بن عتبة بن المغيرة النوفلي حدثنا الحسن البصري سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع على الوالد الرزق في الدنيا ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمتهم به الجويبارى وهو أحمد بن خالد، نسبوه إلى جده لانه أحمد بن عبدالله بن خالد، وإنما قصدوا التدليس وهو محرم.
أسأل الله أن يرحم ويغفر لوالدينا ووالد والدينا ومن لهم حق علينا .... اللهم آمين ... اللهم آمين .... اللهم آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جميرا]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:09 ص]ـ
اشكرك اختى زهره متفائله على توضيح الخطاء
اذا كان هذا الموضوع يخل بالدين ارجو ان نحذفه فما رايك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:15 ص]ـ
اشكرك اختى زهره متفائله على توضيح الخطاء
اذا كان هذا الموضوع يخل بالدين ارجو ان نحذفه فما رايك
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... جميرا
لمَ نحذفه أختي الغالية ... ربما يستفيد منه الآخرون .... لقد بينا الخطأ فيه ... وهذا يكفي.(/)
اليابان والعلاج بالماء
ـ[جميرا]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 02:01 ص]ـ
إشرب الماء على معدة خالية
أصبح من المعتاد اليوم في اليابان شرب الماء مباشرة بعد الاستيقاظ صباحا. وفوق ذلك فقد أثبتت الاختبارات العلمية قيمتها. وننشر أدناه وصفة استخدام الماء لقرائنا الأعزاء. وقد اكتشفت جمعية طبية يابانية نجاح العلاج بالماء لأمراض مزمنة وخطيرة وكذلك للأمراض المتوسطة كعلاج ناجح 100% للأمراض التالية:
الصداع، آلام الجسم، أمراض القلب، التهاب المفاصل، ضربات القلب السريعة، الصرع، السمنة أو البدانة المفرطة، التهاب القصبات، الربو، السل، التهاب السحايا (السحائي)، أمراض الكلية والجهاز البولي، التقيؤ، التهاب المعدة، الاسهال، الخوازيق (البواسير)، مرض السكري، الإمساك، جميع أمراض العيون، الرحم، السرطان، الإضطرابات الحيضية، أمراض الأذن والأنف والحنجرة
أسلوب المعالجة:
1. فور استيقاظك في الصباح وقبل تفريش أسنانك، إشرب 4 أقداح من الماء (سعة 160 مللتر)
2. فرش أسنانك ونظف فمك ولكن لا تأكل أو تشرب أي شيء قبل مرور 45 دقيقة.
3. بعد مرور ال_45 دقيقة بإمكانك أن تأكل وتشرب كالمعتاد.
4. بعد 15 دقيقة من الإفطار، وكذلك الغداء، والعشاء (لا تأكل أو تشرب أي شيء لمدة ساعتين).
5. بالنسبة لكبار السن أو المرضى والذين لا يستطيعون شرب 4 أقداح من الماء في البداية يمكنهم شرب القليل من الماء وتدريجيا يزيدون الكمية إلى أن تصل إلى 4 أقداح كل يوم.
6. إن أسلوب العلاج المبين أعلاه يشفي أمراض أولئك الذين يعانون منها بإذن الله أما الناس الاعتياديين فسيتمتعون بحياة صحية سليمة وجيدة إن شاء الله
وتبين القائمة أدناه عدد الأيام اللازمة للعلاج المطلوب للتداوي أو السيطرة على الأمراض أو تقليل أثرها:
1. ضغط الدم العالي (30 يوما)
2. أمراض المعدة والحموضة (10 أيام)
3. مرض السكري (30 يوما)
4. الإمساك (10 أيام)
5. السرطان (180 يوما)
6. السل (90 يوما)
7. المرضى المصابين بالتهاب المفاصل يجب أن يتبعوا العلاج أعلاه فقط لمدة 3 أيام في الأسبوع الأول، ثم يومياً من الأسبوع الثاني فصاعداً.
إن أسلوب العلاج أعلاه لا يشكل أي أضرار جانبية، ومع ذلك ففي بداية العلاج قد تضطر إلى التبول عدة مرات ..
من الأفضل الاستمرار بهذا الأسلوب في العلاج وجعل هذا الإجراء واجب روتيني في حياتنا.تعود على شرب الماء بانتظام وتمتع بصحة ولياقة ونشاط ..
هذا الأمر يبدو معقولا تماما ... إن الصينيين واليابانيين يشربون الشاي الساخن مع تناول وجباتهم الغذائية. ربما أصبح اليوم الوقت المناسب إتباع طريقة أسلوبهم وعادتهم في تناول الطعام!!! لن تخسروا شيئا، فقط الكسب
بالنسبة لأولئك الذين يحبون شرب الماء البارد، ينطبق عليكم هذا الموضوع فانتبهوا لطفاً. قد يكون لذيذاً أن تتناول قدحاً من المشروب البارد بعد الوجبة الغذائية. وعلى أية حال، فالماء البارد سوف يصلِّب المادة الزيتية التي استهلكتها تواً، وسوف تبطئ عملية الهضم
وحالما يتفاعل هذا الراسب مع الحامض، فسوف يتكسر وتمتصه الأمعاء أسرع من الطعام الصلب. وسوف يبطِّن الأمعاء وبعد مدة وجيزة سوف يتحول إلى دهون وتقود إلى السرطان. من الأفضل شرب شوربة ساخنة أو ماء دافئ بعد وجبة الطعام
ملاحظة مهمة وجدية حول الهجمة القلبية أوالأزمة القلبية:
· على النساء أن يعلموا أنه ليس كل أعراض الأزمة القلبية تكون ألم الذراع الأيسر
· انتبهوا إلى الألم الشديد في خط الفك السفلي
· قد لا تشعر بألم الصدر أولا خلال فترة الهجمة القلبية
· الغثيان والتعرق الشديد أيضاً من الأعراض الاعتيادية.
· 60% من الأشخاص الذين يصابون بالأزمة القلبية بينما هم نائمون لا يستيقظون
· قد يوقظك الألم في الفك من نومٍ عميق ... يجب أن نكون حريصين ومدركين. كلما تعلمنا وعرفنا أكثر، كلما كانت فرصة النجاة أفضل بإذن الله.
يقول الطبيب الأخصائي بأمراض القلب لو أن كل من استلم هذه الرسالة وأعاد إرسالها إلى كل شخص يعرفه، من المؤكد بإذن الله أننا قد نستطيع إنقاذ حياة إنسان واحد على الأقل.
نتمنى أن تكون صديقا وفيا وتخبر جميع أصدقائك ومعارفك بمحتوى هذه الرسالة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 09:16 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... جميرا
جزاك الله خيرا .... معلومات قيمة وثمينة ... وتحتاج من يقرأها ويطبقها ... جعلها الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 10:46 م]ـ
لا أعلم على وجه التحديد ما سبب أننا نبعث بأي ما يصل إلينا من رسائل برغم عدم وجود أي مصدر صحيح لها وبرغم أنها ربما تؤثر بالسلب على الصحة؟
لماذا لا نحاول أن نحصل أو نتأكد من المصدر الصحيح للمعلومة؟ أرجوكم تأكدوا من مصدر المعلومة ووضع ذلك المصدر في الرسالة، لا أقصد بالمصدر في موضوع طبي مثلا أن يكون موقع آخر، فالكل مصدره نفس النبع الآسن، المصدر يجب أن يكون جامعة علمية أو طبيب يمكن الرجوع إليه لتأكيد المعلومة، وهكذا. أرجوكم يكفينا تسطيح وتبسيط مُخل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جميرا]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:11 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... جميرا
جزاك الله خيرا .... معلومات قيمة وثمينة ... وتحتاج من يقرأها ويطبقها ... جعلها الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين
شكرا على مرورك الكريم
ويعطيك العافيه ........
ـ[جميرا]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:14 ص]ـ
لا أعلم على وجه التحديد ما سبب أننا نبعث بأي ما يصل إلينا من رسائل برغم عدم وجود أي مصدر صحيح لها وبرغم أنها ربما تؤثر بالسلب على الصحة؟
لماذا لا نحاول أن نحصل أو نتأكد من المصدر الصحيح للمعلومة؟ أرجوكم تأكدوا من مصدر المعلومة ووضع ذلك المصدر في الرسالة، لا أقصد بالمصدر في موضوع طبي مثلا أن يكون موقع آخر، فالكل مصدره نفس النبع الآسن، المصدر يجب أن يكون جامعة علمية أو طبيب يمكن الرجوع إليه لتأكيد المعلومة، وهكذا. أرجوكم يكفينا تسطيح وتبسيط مُخل!
اولاً. اشكرك اخى على المرور
ثانياً. (وجعلنا من الماء كل شى حي) فلماذا لايكون الماء سببا للعلاج
واذا كان هناك اى خطاء ارجو منك توضيحه
وانا سوف اتقبله .........
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:36 ص]ـ
اولاً. اشكرك اخى على المرور
ثانياً. (وجعلنا من الماء كل شى حي) فلماذا لايكون الماء سببا للعلاج
واذا كان هناك اى خطاء ارجو منك توضيحه
وانا سوف اتقبله .........
أخيتي الفاضلة، بارك الله فيك وفي أدبك.
أنتِ أرسلت معلومة طبية (وحتى لو كانت معلومة تاريخية أو في أي مجال آخر) وأرى أنه من واجبك أنت (أو أي مرسل كريم آخر) أن يعطينا مصدر موثوق موثّق لما يقول ويرسل، ليس من واجبي أن أقوم بأبحاث طبية حتى أعلم إذا كان ما أرسلتيه صحيحا أم لا.
أرجو من الجميع أن يستشعر كمية المعلومات المغلوطة والمضللة الكثيرة التي نرسلها بلا تمحيص ولا تأكد، للأسف لا أشعر بأي مصداقية لما يصلني من رسائل بلا أصل من كثرة ما وصلني من رسائل ملفقة بلا أصل علمي وبلا مصدر.
لك الشكر وأرجو أن تتفهمي مقصدي.
ـ[جميرا]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 11:24 م]ـ
انا متقبله رايك بصدر رحب
وشكراً(/)
موقعة المريخ!!
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 06:39 ص]ـ
سألني زميلي المصري: من ستشجع في معركة أم درمان هذه الليلة؟
بصراحة احترت في الإجابة، فكلا الفريقين المصري والجزائري شقيقان بالنسبة لي
وفوق هذا وذاك فأنا ليس لي في الكورة لا ناقة ولا بعير، لا أتابع المباريات ولا أهتم بها
مع إني في مرحلة ما كنت من مجانينها .. !
أدرك زميلي حيرتي فغير سؤاله هذه المرة من التشجيع إلى التمني
فقال: أكيد تتمنى فوز المنتخب المصري أليس كذلك؟
فكرت قليلاً ثم أجبته: نعم بكل تأكيد أتمنى فوز المنتخب المصري.
ليس لأني أفضله على المنتخب الجزائري فكلاهما عندي منتخب شقيق ولكن من باب المصلحة!!
فرد مندهشاً: مصلحة؟!!
قلت نعم، فلا يوجد جزائري واحد في مدرستنا وأغلب الزملاء من مصر فإن فاز المنتخب الجزائري حرمنا نحن من الحلاوة والعيش واللحم.
ازداد تعجبه، فأكملت ..
أليست الدنيا مصالح يا عزيزي؟ وما الضير أن أفكر في مصالحي الشخصية!
ألم تسمع الشاعر الذي كان يشجع في زمانه منتخب ديار ليلى بالرغم إنه من ديار أخرى فلما أنكروا عليه ذلك
قال: وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
المهم إن المنتخب المصري خذلنا وخرج خاسراً من ملعب المريخ وضاعت معه الحلاوة والحلوان.
وكفى الله المؤمنين في مصر وغيرها من البلدان التي توجد فيها كثافة مصرية شر المسيرات والإزعاج والصياح حتى الصباح.
لقد أصبحت المباريات التي تجري في الآونة الأخيرة بين الأشقاء كأنها مواقع حربية، تدق فيها طبول الحرب وتحشد فيها جميع أشكال السب والشتم وأدوات الضرب والكر والفر والأسلحة البيضاء والسوداء!!
والاستعدادات تجري قبلها وكأنهم مقبلون على موقعة حطين أوعين جالوت مع الفارق بين العدو والشهداء هنا وهناك.!
إن خلف هذه المصائب إعلام خفي مدسوس يسعى إلى إثارة الفتنة بين الأشقاء ويزرع بينهم الحقد والبغضاء.
وهناك بين الجماهير أناس مدسوسون يثيرون الجماهير ويبدأون الشغب والاعتداء فتقع بعدها الكوارث.
الغرب الذي صنع هذه الألعاب تزيدهم هذه المباريات قرباً ومحبة ومودة وتقوي الأواصر بينهم والمباراة عندهم فوز أو خسارة
أما نحن فالمباراة لدينا قضية موت أو حياة، قاتل أو مقتول، جنة أو نار!!
المهم إن الجزائر هي التي تأهلت ووقع بعد المبارة الشغب والكر والفر المتوقع من الجماهير العربية، حتى أن البعض لجأ إلى بيوت أم درمان الطينية للاختباء والاحتماء
وهددت الحكومية المصرية الحكومية السودانية بالتدخل بالقوات إن لم تقم بالحماية المناسبة لبعثتها وجماهيرها!
وستأتيك الأخبار بتعكر أو قطع العلاقات الدبلوماسية بين دوليتين عربيتين جارتين وشقيقتين
ساعتها سيتمنى الجميع لو تأهلت الموزمبيق بدلاً من الجزائر!
بقلم كرم مبارك
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 07:52 ص]ـ
لا أدري ما أقول لك أخي كرم، لم أسمع بخبر التهديد بتدخل القوات، وأنت عندي عدل ضابط، فخبرك مصدق، وعموما لك أن تسترجع على عقول كثير من المسلمين بعد ما جرى من شد وجذب بينهم في الأشهر الحرم طوال ثلاثة أسابيع تقريبا، ولم أر عسكرة لمجتمعات بأكملها مثلما رأيت خلال هذه الفترة، حتى تمنى بعض الأصدقاء الهزيمة ليهدأ المجتمع وتنتهي هذه الفورة، ولم يحدث عشر هذا تقريبا أيام حرب غزة من نحو عام تقريبا، وليس ثم إلا فضائيات، كما قلت مغرضة، تسعى للتربح على حساب مشاعر المشاهدين، أو تسعى لإثارة فتنة خفية، والغريب أن تكون نقطة الضعف التي تتسلل منها هي: الكرة!.
وهو دليل كما قال أحد المعارضين الجزائريين على فشل الدولتين فشلا ذريعا في حل أزمات الشباب المسلم حتى اضطرتا لشغله بهذه الموقعة التي كادت أن تكون موقعة فعلا!.
ولعل الله، عز وجل، أن ينسي المسلمين في كلا البلدين هذه النازلة فيفيقوا ولا يضيعوا هذه الأيام المباركة.
وإلى الله المشتكى.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 08:31 ص]ـ
مرور قوي من أخي المهاجر كعادة تعليقاتك القوية
أشكرك
و هنا الخبر والله المستعان
حصار 130 فنانا .. والفقي يعلن السيطرة على الوضع
مصر تحمل السودان مسؤولية حماية مواطنيها وتهدد بارسال قوات
(يُتْبَعُ)
(/)
http://media.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://media.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://media.alarabiya.net/img/spc.gif
http://images.alarabiya.net/large_21032_91726.jpg
http://media.alarabiya.net/img/spc.gif بعض المشجعين الجزائريين في الخرطوم http://media.alarabiya.net/img/dot_blue.gif
دبي، القاهرة - فراج إسماعيل وابراهيم هباني، ورشا محمد
أعلن وزير الاعلام المصري أنس الفقي فجر اليوم الخميس 19 - 11 - 2009 أن اتصالات على أعلى مستوى سياسي جرت بين القاهرة والخرطوم للتدخل وانقاذ البعثة المصرية التي تعرضت لاعتداءات الجماهير الجزائرية عقب نهاية مباراة أم درمان الفاصلة التي انتهت بصعود الجزائر لنهائيات كأس العالم.
وقال الفقي في اتصال مع قناة النيل للرياضة إن الرئيس حسني مبارك يتابع شخصيا أحوال البعثة، وتم ابلاغ السلطات السودانية أنها إذا لم تستطع حماية الجماهير المصرية والقيام بواجبها نحو ذلك، "فإننا قادرون على التدخل لحمايتهم" في إشارة إلى إمكانية إرسال قوات مصرية.
وأضاف الفقي أن مصر حملت الخرطوم المسؤولية كاملة عن أمن البعثة، موضحا أنه بعد هذا الاتصال تم ارسال قوات أمن سودانية لانقاذ المصريين الذين كانوا قد بوغتوا باعتداءات من الجماهير الجزائرية، مما أدى لتفرقهم في الشوارع وانقطاعهم عن باقي أفراد البعثة ولجوء بعضهم إلى بيوت السودانيين، واخفائهم في مواقع سرية وعدم قدرة الكثيرين على الوصول إلى فنادقهم.
وأكد الفقي وصول أفراد المنتخب سالمين إلى المطار، فيما تواصل قوات الأمن السودانية تسهيل وصول الآخرين، مشيرا إلى أن الاعتداء حدث على الحافلات التي أقلت الجماهير المصرية بمجرد خروجها من استاد أم درمان الذي جرت عليه المباراة.
وناشد الجماهير المصرية التي اختبأت في أماكن سرية بأن يظلوا في أماكنهم لحين الوصول إليهم. وفي اتصال جديد في الساعة الرابعة والنصف صباح اليوم بتوقيت السعودية قال إنه تم السطرة على الوضع بعد الرسالة الحاسمة التي أبلغتها مصر للسلطات السودانية، مشيرا إلى أن الجماهير الجزائرية اشترت عددا كبيرا من الأسلحة البيضاء من متاجر الخرطوم.
واحتمى 130 فنانا مصريا مع آخرين من المشجعين المصريين في أحد المنازل السودانية بعد تعرضهم لهجمات شرسة بالأسلحة البيضاء والعصي من الجمهور الجزائري.
وحسب تصريحات المطرب هيثم شاكر أنه تعرض مع المطرب محمد فؤاد وابنه لاصابات في هذه الهجمات وأنهم ظلوا لفترة محاصرين داخل أحد المنازل وغير قادرين على مغادرته إلى الفندق.
واتصل المطرب فؤاد بالفنان تام عبدالمنعم وأبلغه باصابته وحصاره في تلك الهجمات التي تعرضوا. وأكدت بعض المصادر أن الفنانة هالة صدقي والفنانين أحمد بدير وطارق الدسوقي ظلوا محجوزين في أحد مطاعم أم درمان وكانت غير قادرة على الخروج حتى الساعات الأولى من الصباح خشية تعرضها لأي سوء وم
وقال محمد عبدالوهاب عضو مجلس إدارة الأهلي المصري السابق إن العديد من الجماهير التي نجت من رشق الحافلات انتقلت للمطار بسيارات خاصة أو سيرا على الأقدام.
وأضاف في تصريح لقناة "أوربت" إنه لا يوجد ضباط في مطار الخرطوم، البوابة 17 فقط مفتوحة، وهي أشبه بالجراج، ولا تؤمن أي معاملة آدمية.
وحاصرت الجماهير الجزائرية حافلات البعثة المصرية وحطمتها تماما حسب شهود عيان، ووقعت إصابات في الجانب المصري.
فيما اتصل الصحفي عصام شلتوت من أحد الفنادق في أم درمان مستغيثا ومؤكدا أن أفراد البعثة في خطر، وأن الكثيرين ضلوا في الشوارع بعد مطاردتهم من الجماهير الجزائرية، مؤكدا عدم قدرتهم على الوصول إلى إدارة البعثة.
من جهة ثانية قال المرافق السوداني للبعثة المصرية إن أعداد الجماهير الجزائرية كانت كبيرة مما صعب السيطرة عليهم، مؤكدا القاء القبض على بعضهم، فيما اعتبر الصحفي ابراهيم حجازي الوضع كأن الجزائريين احتلوا العاصمة السودانية، مشيرا إلى حصار 45 مصريا في فندق "دوحة الخرطوم" في السوق العربي.
وقال مزمل أبو القاسم رئيس تحرير جريدة الصدى السودانية إنه اتصل بادارة الأمن السوداني الذين أخبروه بسلامه أفراد البعثة المصرية، معبرا عن دهشته من أخبار تعرضهم لاعتداءات.
(يُتْبَعُ)
(/)