ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 03:49 م]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأيضا فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادته من نفسه أن يلطف بعبده ويوفقه ويعينه ولا يخلى بينه وبين نفسه، وهذا محض فعله وفضله، وهو سبحانه أعلم بالمحل الذى يصلح لهذا الفضل ويليق به ويثمر فيه ويزكو به. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى بقوله: {وَكَذَلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّيَقُولوَاْ أَهَؤُلآءِ مَنّ اللّهُ عَلَيْهِم مّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ} [الأنعام: 53] ". اهـ
ص117.
فهو، تبارك وتعالى، ملك يملك القلوب والأبدان، متصرف في الأحوال الكونية الظاهرة والباطنة، مجرٍ لقدره الكوني بقدرته، منزل لقدره الشرعي بحكمته، له كمال الملك والتدبير، يدبر المؤمن فيمده بأسباب الصلاح فضلا، ويدبر الكافر فييسر له أسباب الفساد عدلا، له الفضل إذ عافى وأمد، وله الحمد إذ ابتلى وقطع، فهو أعلم بالمحال وأحوالها، فلا يمد من ليس أهلا لمدده، فإن البذرة الطيبة لا تزكو إلا في أرض طيبة، فلا تنبت شجرة الإيمان في محل خبيث قد فسدت تربته، فلا تقبل آثار وابل النبوات النافع، بل ليس لها من طله نصيب، فهي صفوان أملس لا ينبت ثمرا ولا يمسك ماء، فلا ينتفع بها في علم أو عمل، فلا هي تنقله لأرباب الإرادات الصالحة ليثمر في قلوبهم وألسنتهم وأبدانهم أجناس مراضي الرب، جل وعلا، من الطاعات، ولا هي تنتفع به في نفسها لتتوسل إلى الله، عز وجل، بآثاره النافعة زمن الشدة النازلة، فإذا أصاب الغيث محلا صالحا، وكانت البذرة طيبة، فذلك فضل الله، عز وجل، يؤتيه من يشاء، والسنة الكونية جارية بتولد المسبَّب من سببه، صالحا كان أو فاسدا، وقد اجتمعت في هذه الصورة أسباب الصلاح: من محل ومادة، فالمحل طيب والمادة الحالة فيه زكية في نفسها مزكية لغيرها، تنبت في الفؤاد شجرة شكر راسخة تمتد من ساقها فروع الاعتقادات والأقوال والأعمال الصالحة فـ: "اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا"، فالشكر عام لكل محال التكليف الباطنة والظاهرة، ولا يكون ذلك إلا عن علم تقديري سابق، علم به الرب، جل وعلا، محال مراضيه فأمدها بأسباب الطاعة، ومحال مساخطه فأمدها بأسباب المعصية، إظهارا لآثار حكمته بالتفريق بين المحال المتباينة، فلكل ما يناسبه من المواد العلمية والعملية، فالتصور الصحيح لا تقبله إلا آلة فهم وإدراك صحيحة، قد تأيدت بالتوفيق الإلهي، فليس صلاح الآلة بمفرده كافيا لحصول التوفيق إلى طريق الهداية امتثالا، فغايته أن يصلح لإقامة الحجة الرسالية على صاحبها بفهم خطاب التنزيل الموجب لاتباع ما جاءت به النبوات من الأخبار تصديقا والأحكام امتثالا، فالاستطاعة الشرعية لصاحبها ثابتة، وهي متعلق التكليف، بخلاف الاستطاعة الكونية فهي متعلق التوفيق، فهي القدر الزائد الذي امتن به الرب، جل وعلا، على الموفق، بخلاف المخذول الذي حجب عنه الرب، جل وعلا، سمع الانتفاع، وإن لم يحرمه سمع الإدراك والفهم لتقوم الحجة به عليه، فلم يظلمه الرب، تبارك وتعالى، وإنما عوقب لاشتغال المحل بضد الطاعة من المعصية، فصار أهلا لحجب مادة الخير عنه، وتيسير مادة الشر له، فذلك من شؤم المعصية التي تستجلب بنات جنسها، كما أن للطاعة بركة تستجلب بها بنات جنسها، وشتان!.
فالله، عز وجل، أعلم بالقلوب وما يقوم بها من التصورات والإرادات، وإن لم تكن الأبدان على حد الكمال، بل قد تكون الفتنة أشد بمنح الإيمان لمن لا حظ له في عرض هذه الدار، فتشتد به فتنة أهل الجاه والسلطان: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ففتن السادة الذين حجبوا عن معنى ربوبية الإنعام التي تظهر آثارها على من علم الله، عز وجل، فيه خيرا فأسمعه، ولو كان من غير أولي الجاه والرياسة، فاقتضت حكمته أن يضع الهدى في قلبه دون قلوب كثير من أصحاب الوجاهات، بل إن أولئك غالبا ما تنقضي أعمارهم وتفنى قواهم الذهنية والبدنية في تدبير ما فتنوا أو شغلوا به من المناصب والمكاسب، فليس أصحاب السلطان والمال، كما يظن كثير من البسطاء، بخلو من الهموم، بل إن قلوبهم بإعراضها غالبا عن الذكر، غير مطمئنة، إذ وكل صلاحها إلى أسباب الدنيا فهي بها معلقة، وتعلق القلب بالسبب، ولو كان شرعيا، دون التفات إلى مجريه ومسبِّبه، عز وجل، سبب رئيس في خذلان صاحبه، فمن وكل إلى نفسه في سبب دين أو دنيا فهو خاسر في كل حال، إن أصاب فمعجب مغرور ينسب الفضل إلى نفسه، وإن أخطأ فجزع يائس من رحمة ربه، ففتن أولئك فقالوا بلسان مقال التهكم: أهؤلاء: فالاستفهام قد أشرب معاني الإنكار والتعجب، والإشارة إلى البعيد قد جاءت على حد الاستهزاء، فإن معنى العلو فيها غير مراد، بل قد استعملت استعمال المشترك اللفظي في ضد ما وضع له اللفظ أو استعمل فيه استعمال الحقيقة، فهو موضوع أو مستعمل على جهة الحقيقة للبعد، وغالبا ما يكون في المعاني علويا، وإنما أراده أولئك سفليا، لما قام بقلوبهم من التصور الفاسد الذي جعل الحق باطلا، والعلي دنيا، فاختلال موازين الأحكام فرع عن اختلال موازين القيم والمثل الكلية التي تنشأ من التصورات العلمية الباطنة، فلا يزن الإنسان غير المسدد الأقوال والأحوال بميزان النبوات المحكم، وإنما يزنه بميزان الهوى الذي يتعلق غالبا بالصور الظاهرة، من جاه ورياسة، فسلطان المال مفسد، وسلطان الرياسة مطغ، بل هو أشد أثرا من سلطان المال، فكثير من التفوس، كما تقدم في مواضع سابقة، قد تحررت من أسر الشهوات الحسية، ولكنها ما زالت قيد الحبس في أغلال الشهوات النفسانية ولذات التعظيم الوهمية التي تبذلها بطانة السوء لمن يقرها على ولاياتها وإن لم تكن أهلا لها، فكل قد افتقر إلى صاحبه، فالرأس مفتقر إلى الجسد لينهض به، والجسد مفتقر إلى الرأس ليحيى به، فلا بقاء لأحدهما دون الآخر، فالسلطان لا يبقى إلا بسيف، فإن كان مؤيدا بالكتاب فهو سلطان عدل، يستعمل السيف لتأويل أحكام الكتاب في دولته، فيحفظ به للوحي هيبته، وحري بمن كان ذلك دأبه أن ينصره الله، عز وجل، ولو بعد حين، وإن لم يكن فهو سيف جور يستعمله صاحبه في تثبيت أركان عرشه، فيقبل من الشفاعات الباطلة ويرضى من الأحوال الفاسدة ما لا يقدر على رده لئلا ينفض عنه الأعوان، فهو يصطنعهم ولو بما يسخط الرب، جل وعلا، عليه وعليهم، فلا يعدو الأمر كونه منفعة متبادلة فكل يحصل من الآخر مآربه.
وإمعانا في السخرية وصفوا عطاء الرب، جل وعلا، لأولئك بالمنة، مع أنهم لا يعتقدون ذلك، إذ لو كان الأمر كذلك لبادروا بقبولها فإن قياس العقل الصريح قاض بوجوب المسارعة في تحصيل أسباب السعادة والنجاة، فلسان حالهم: (لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ)، ولكنه ليس بخير لأنهم سبقونا إليه، فالدليل: نهوض نفر إلى الحق وقعود آخرين عنه، على طريقة من يعرف الحق بالرجال، وهي الطريقة التي صدت أمما من المتأخرين والمعاصرين عن قبول الحق لما عدلوا عن النظر في الحق إلى النظر في رجاله، وليسوا كرجال الصدر الأول الذين سخر منهم أولئك وهم يعلمون أنهم أعظم منهم قدرا وأرفع منهم شأنا، فالساخر اليوم من رجال الحق، إن صح أنهم رجاله، يعتقد أنهم أدنى منه مرتبة، ولا يحمل العالي عن النازل، بل يعلو بإسناده إلى طبقة أرفع، ومعيار العلو في العصور المتأخرة: معيار مادي لا يصلح استعماله في سبر كلام النبوات، فهي أرفع شأنا من أن توزن به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء الرد من الرب، جل وعلا، وهو محل الشاهد: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ: فهو استفهام تقريري، إذ دخلت أداة الاستفهام على النفي فقلبت معناه، إذ نزلت منزلة النفي، فنفت النفي فآل المعنى إلى الإثبات تقريرا، فالرب، جل وعلا، أعلم بالشاكرين الذين يقدرون على كلفة هذا الوحي من امتثال ظاهر وباطن، فهم شاكرون له، على حد ما تقدم، من عموم معنى الشكر لأعمال القلب واللسان والجوارح، فلا يسوي الله، عز وجل، بينهم وبين الجاحد الذي علم الحق فأعرض عنه حسدا واستكبارا وأنفة ألا يختص هو به، فهو يقترح على ربه، عز وجل، ويستدرك عليه إذ وهب نعمته غيره، وذلك مسلك إبليسي قل أن تسلم منه نفس حال مطالعة النعمة: دينية كانت أو دنيوية، إذ النفس قد جبلت على الشح وحب الاستئثار بكل خير، فتغضب إن لم تنل منه حظا وإن لم تكن له أهلا.
فشيخهم إبليس قد نفس على آدم، عليه السلام، تكريمه عليه بأن أمر بالسجود له، فكذلك أولئك نفسوا على المؤمنين أن سبقوهم إلى الهدى وهم أرق منهم حالا، بل لا وجه للمقارنة بين دنيا أولئك وقد بلغت أوجها، ودنيا أولئك وهي دونها بكثير فصارت الفجوة الرقمية!، كما يقال في زماننا، سببا في حدوث فجوة دينية، إذ صير أولئك تكنولوجيا العصر معيارا يقاس به أمر الشرع قبولا أو ردا، فمن كان ذا تكنولوجيا أدق فهو أحق بالاتباع!.
فالإبليسية يقدحون في الشرع برأيهم فإذا ورد أمر الشرع عارضوه بقياس عقلهم، فإبليس يأبى السجود لقياس فاسد نتيجته أن مادته النارية أشرف من مادة آدم، عليه السلام، الطينية، والغرب النصراني يأبى الخضوع لمقررات النبوة التي خضع لها الشرق، لأن مادته التكنولوجية أرقى، فذلك معياره، فضلا عما ابتلي به مما يصفه بعض الفضلاء المعاصرين بأنه: "تمركز حول الذات"، فهو لا يرى في الوجود غيره، ولا فلك له يدور فيه إلا فلك حظوظه النفسانية ولو خالفت الشرائع السماوية، وتلك سيادته للكون، بزعمه، التي عارض بها سيادة الشرع المنزل، فتولد من فساد سيادته ما قد علم، وتولد من سيادة الشرع ما قد علم من صلاح الحال، فهو مادة: صلاح الدين والدنيا، والماضي والحاضر شاهد عدل على ذلك، فلا يكون ازدهار إنساني بكل مناحيه الروحية والمادية إلا في ظلال النبوة، بخلاف ازدهار الغرب المعاصر فهو ازدهار مدني شاركهم فيه من لا يقر بوجد الإله الحق، جل وعلا، أصلا، بل فاقهم، أو سيفوقهم وفق التوقعات المرئية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابن جامع]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 06:42 م]ـ
كلامٌ عالٍ.
لك التقدير، على الانتقاء.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 08:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن جامع وشكر لك المرور والتعليق.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فأخبر سبحانه أنه أعلم بمن يعرف قدر هذه النعمة ويشكره عليها. فإن أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة، فمن لم يعرف النعمة، بل كان جاهلاً بها لم يشكرها، ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها أيضاً، ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها، ومن عرف النعمة والمنعم وأقر بها ولم يجحدها ولكن لم يخضع له ويحبه ويرض به وعنه لم يشكرها أيضاً، ومن عرفها وعرف المنعم بها وأقربها وخضع للمنعم بها وأحبه ورضى به وعنه واستعملها فى محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها. فلا بد فى الشكر من علم القلب، وعمل يتبع العلم - وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له - كما فى صحيح البخارى عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيِّدُ الاسْتِغْفَار أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُم أَنْتَ رَبِّى لا إلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَي، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ مُوقِناً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ومن قالها إذا أمسى موقناً بها فمات من ليلته دخل الجنة، فقوله: "أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَي" يتضمن الإقرار والإنابة إلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
بعبوديته، فإن المباءَة هى التى يبوءُ إليها الشخص- أى يرجع إليها رجوع استقرار- والمباءَة هى المستقر". اهـ
ص117، 118.
فالشكر حكم عملي ينشأ من تصور علمي، فلا بد أن يعرف الشاكر أولا أن ما قد وهبه: نعمة، فكثير قد وهب نعما كثيرة من دين أو دنيا، وهو لا يؤدي شكرها لأنه لم يدركها أصلا، فقد صارت عنده بحكم المزاولة: عادة، كمن يأكل، فإن الأكل عنده قد صار غالبا أمرا رتيبا، فإذا جاع أكل، وإذا شبع أمسك استجابة لداعي الطبع وحاجة البدن دون نظر إلى وجوه النعمة المتكاثرة في هذا الفعل من تيسير للمأكول وصحة آلة تهضم النافع وتخرج الضار، وقوى تنتفع بخلاصة هذا الغذاء، ولذة تعقب تناوله، فتدرك قوى الإحساس من لذته ما يعقبه فذلك قدر زائد في النعم الحسية يغفل عن تأمله كثير من المتنعمين بها، فالنوع الإنساني مفتقر لها ليحفظ وجوده، فهو مباشر لها لا محالة، ولو كانت على غير مراده النفساني، فهو يباشر أسباب الدواء، بل قد يرضى بقطع عضو من أعضائه استبقاء للأصل، وهو مع ذلك لا يجد لذة في تناول دواء أو علاج بكي أو بتر ........ إلخ من المؤلمات، وإنما اضطر إليه حفظا لوجوده، فكيف بما يباشره على ذات الحد من الاضطرار، ولكنه مع ذلك يجد فيه من اللذة ما يوافق مراده النفساني من لذة مطعم أو منكح ..... إلخ، فيحصل كلا المنفعتين بفعل واحد قد توارد عليه كلا الأمرين، فاجتمع فيه من المصالح ما يستوجب الشكر المضاعف، ومع ذلك لا يشعر كثير ممن اعتادوا مباشرة الأسباب الكونية بتلك النعم المركبة، لصيرورتها على حد الرتابة، كما تقدم، وربما حرموا لذتها وإن باشروها لشؤم معاص ارتكبوها، فينزع الرب، جل وعلا، من شهواتهم اللذة، وغالبا ما يقع ذلك لمباشر اللذات المحرمة فإنه يعاقب بضد مراده فما باشرها إلا لتحصيل لذة ولو آنية فعوقب بنزع مادة الإحساس بها من بدنه ونفسه، ولذلك كانت الطاعة والاستقامة سببا رئيسا في كمال الاستمتاع بالنعم الكونية، وتأمل حال مجتمع قد غلبت عليه العفة، فإنك تجد أفراده قد بلغوا من الفحولة قدرا صيرهم أعظم الناس حظا في إدراك لذة الوقاع، بخلاف المجتمعات التي تفشت فيها الرذيلة، فأفرادها قد أصيبوا بالملل والفتور فسلبوا نعمة الإحساس بالملاذ الجبلية التي ركبها الرب، جل وعلا، في الأبدان، ومن تأمل حال القرن الأول من هذه الأمة وجد من الطبائع ما يغري على ارتكاب الفواحش، فالبلاد حارة تنضج فيها الغرائز سريعا، ولا وازع من دين قبل البعثة، والأنكحة قد تعددت كما في حديث عائشة، رضي الله عنها، فصار تحصيل اللذة المحرمة أمرا ميسورا بل مشروعا قد أقيمت له النوادي ونصبت له الرايات، حتى بعث محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، فأقر الطيب ونفى الخبيث بكير الوحي المزكي للقلوب والجوارح، وجاء بحكمات العفة الباطنة والظاهرة ليلجم الشهوات الثائرة، فاستقامت تلك النفوس على منهاج النبوة، وليس من طبعها الاستقامة فهي تميل إلى التحرر بما اقتضته الجبلة والمحلة، فصار أولئك بعزوفهم عن الشهوات المحرمة أعظم الناس طلبا لها برسم الإباحة بل رجاء تحصيل الثواب على مباشرتها!، فلا ينقضي عجبهم: "أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ"، فتقرر النبوة أصلا جليلا في مباشرة المباحات عموما والنكاح خصوصا: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا"، فالنية قد صيرت العادة ولو وافقت هوى صاحبها: عبادة يثاب عليها، والأمر جار على حد التناسب العكسي فمتى زاد الانحلال قلت الفحولة، ومتى قل الانحلال زادت الفحولة، أو على حد التناسب الطردي بين العفة والفحولة، فقياس الطرد فيه ظاهر، وحال المجتمعات الإسلامية على ما فيها من منكرات في هذا الباب بالمقارنة بحال المجتمعات الغربية على ما تقدم شاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يقع أيضا للمفرط في الشهوات، ولو كانت مباحة، فإنه يفقد لذة الاستمتاع بها فمن يأكل مرة يتلذذ بطعامه لذة أعظم من لذة من يأكل مرتين، ومن يأكل مرتين يجد من اللذة ما لا يجده من يأكل ثلاث مرات ........... إلخ، وهذا أمر مطرد في كل شهوة مباحة، فالإكثار مظنة قسوة القلب وسأم النفس وبرودة الحس.
ومن عرف النعمة وتصورها ولم يعرف المنعم بها فأنى له أن يشكرها بل لسان حاله: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)، وذلك حال أغلب من ينهمك في تحصيل الأسباب فليتفت عن مقدرها ومودع القوى المؤثرة فيها ومجريها بإذنه الكوني النافذ، فله كمال السلطان عليها أولا وآخرا، وليس لمباشرها إلا التلبس بأسبابها بما ركب الله، عز وجل، فيه من الإرادة والإحساس، ومع ذلك يغفل عن مطالعة مقام الربوبية، فيفنى بالنعمة عن المنعم، وذلك أمر يعم كل متعلق بالأسباب، ولو كانت شرعية، فمن غلا في السبب الشرعي فنظر إلى وجه الحكمة، وجفا في السبب الكوني فغفل عن وجه القدرة: كان قدريا بلسان المقال أو الحال، وفي أسباب الدنيا يظهر الأمر بجلاء، فمسلك قارون الماضى قد غلب على كثير قوارين الحاضر إن صح جمع التكسير فهم له مستحقون!.
ومن عرف النعمة وتصورها وعرف المنعم ولم يقر له بالفضل فهو جاحد من أهل: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)، فذنبه أعظم إذ قد انقطعت حجته بمعرفته لمن أجرى عليه النعمة، فمنكر الرسالة مع علمه بصحتها وقيام الدليل الجازم عنده على ذلك: جاحد مكابر قد استوجب العقوبة لفوات العذر.
ومن عرف النعمة وتصورها وعرف المنعم وأقر له بالفضل ولم يحبه ولم يستعمل النعمة فيما يرضيه فلم يشكرها، فالإيمان: قول وعمل، فمن فاته العمل فاته جزء من الإيمان المستلزم للنجاة، فالعمل شرط لكماله الواجب لدخوله في حده دخول الجزء في الكل، فالإيمان يدل عليه دلالة تضمن الكل لأجزائه.
ومن عرف النعمة وتصورها وعرف المنعم وأقر له بالفضل وأحبه واستعمل النعمة فيما يرضيه: فهو الشاكر حقا إذ استوفى الأركان الأربعة التي ذكرها الإمام، رحمه الله، مرتبة ذلك الترتيب التصاعدي البديع من قمة الكفران إلى قمة الشكران وبينهما من المنازل الرئيسة ما قد ذكر، وبينهما من المراتب الدقيقة ما لا يعلمه إلا الله، فالبشر يتفاوتون فيها تفاوتا ظاهرا، بل أصحاب المرتبة الواحدة يتفاوتون في منازلها تفاوتا لا يحصيه إلا الرب، جل وعلا، المطلع على دخائل الصدور وأسرار القلوب.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالعبد يبوءُ إلى الله عز وجل بنعمته عليه، ويبوءُ بذنبه، ويرجع إليه بالاعتراف بهذا وبهذا رجوع مطمئن إلى ربه منيب إليه، ليس رجوع من أقبل عليه ثم أعرض عنه، بل رجوع من لا يعرض عن ربه بل لا يزال مقبلاً عليه إذا كان لا بد له منه، فهو معبوده وهو مستغاثه، لا صلاح له إلا بعبادته، فإن لم يكن معبوده هلك وفسد، ولا يمكن أن يعبده إلا بإعانته". اهـ
ص118.
فهو رجوع المقر بآلاء الرب، جل وعلا، الشرعية وهي أشرفها لاختصاص المؤمن بها والكونية التي تشترك فيها كل الكائنات، فعنايته، تبارك وتعالى، بقلوب الموحدين قد بلغت الغاية، فهو يتعاهدها بمدد النبوات فيصطفي لهم خير الخلق ليبلغوهم رسالات الرب، فيبسطوا ما قد أجمل في القلوب من آثار مواثيق التوحيد الأولى، فهي مادة الصلاح، ومعدن الفلاح في الدارين، ويقوموا ما اعوج منها بترشيد العاطفة التي تجنح غالبا إلى غلو أو جفاء، فتأتي النبوات بميزان الاعتدال في الحكم على الأفعال والرجال، فهو ميزان دقيق، قد بلغ أعظم درجات الوسطية، فحكمه أعدل حكم لأن منزله أحكم الحاكمين فشرعه صلاح للدنيا والدين، وعنايته، جل وعلا، بالأبدان قد بلغت هي الأخرى الغاية، فخلق لهم ما في الأرض جميعا من الطيبات النافعة، وأباح لهم المآكل والمشارب إلا ما خبث صيانة للأنفس من التلف، وركز فيهم فطرة السكون إلى الزوج حفاظا على النوع، وشرع لهم من المناكح الطيبة ما تحصل به اللذة لأنفسهم والعفة لقلوبهم، فإذا عف الباطن عف الظاهر لزوما، فهو مرآته العاكسة، فتلك آلاؤه، جل وعلا، على عباده، قد عمت الأعيان والأحوال فله عليهم في كل
(يُتْبَعُ)
(/)
لحظة: نعمة كونية أو شرعية، وله عليهم في كل حال تكليف شرعي، به صلاح قلوبهم فإنها لا تصلح إلا بمباشرة التكليف على جهة التلذذ، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين في معرض نقده قيد "المشقة"، في تعريف التكليف عند الأصوليين بأنه: إلزام ما فيه مشقة. فإن الرب، جل وعلا، لم يرد أن يشق علينا فهو الغنى عنا وعن عبادتنا، فلو كفر أهل الأرض جميعا ما ضره ذلك شيئا، وما استلب من ملكه شيئا، وما انتقص من وصف كماله شيئا، بل غاية الكافر أن يصير محلا قابلا لآثار أوصاف جلاله، تبارك وتعالى، فكماله، عز وجل، ظاهر في كل حال، بوصف جماله إن أطاع المكلف، وبوصف جلاله إن عصاه، وإنما أراد الرب، جل وعلا، أن يلتذ عباده بطاعته في الأولى، وبرضوانه في الآخرة، فالتكليف، وإن لم نباشر ذلك بأذواقنا كما باشره السلف الذين كان الخروج من الصلاة هما يؤرقهم!، فصار أداؤها تكليفا يؤرقنا، فإن عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود، فما ضر الحقيقة أن لم يبصرها الغافل عنها المحروم من مباشرة قلبه لها، فهي حقيقة وإن لم يجد أثرها فذلك مئنة من فساد المحل أو نقصه لا من فساد المباشر أو نقصه، فهو مادة صلاح خالصة من الرب العلي نازلة، فأنى يكون فيها ما يشق على النفوس، وتضيق به الصدور، وإنما قد تعرض المشقة عرضا، فهي غير مرادة شرعا لنص الرب، جل وعلا، على ذلك: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ)، فلا يريد شرعا وإن وقع الحرج كونا، فالمشقة قد تعرض كونا عقوبة على فضول سؤال، كما في حديث سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، مرفوعا: "إن أعظم الناس في المسلمين جرما، من سأل عن مسألة لم تحرم، فحرم على المسلمين من أجل مسألته"، ولذلك سكت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يجب السائل عن تكرار فريضة الحج، بل قال: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ"، فالمشقة ليست أصلا في التكليف، وإنما الأصل فيه اللذة، وهو أمر قد يبدو غريبا علينا لأننا لم نتعلم فقه القلوب، بل غايتنا أن تعلمنا فقه الأبدان، فاهتمام المسلم في الأعصار المتأخرة التي قست فيها القلوب، وكثرت فيها الحدود والرسوم، قد انصب على معرفة الحدود والأركان .......... إلخ، على طريقة التقسيم والتشقيق العقلي حتى في ميادين البحث الشرعي فغلبت النزعة العقلية على النفوس، وقل أن يسلم من غلبت عليه من قسوة في القلب، وجفاء في الطبع، فيصير كل تكليف بالنسبة إليه شاقا، لأن معنى التكليف عنده في الشرعيات والعاديات قد استوى فلم يستشعر خصوصية التكليف الشرعي، بل قاسه قياسا مع الفارق على التكليف الدنيوي، وغالبا ما يكون شاقا ملزما بل مجحفا، يتسلط فيه الكبير على الصغير برسم الرياسة!، بخلاف التكليف الشرعي، فإنه، وإن كان ملزما، إلا أن المكلِّف به الشارع له، تبارك وتعالى، ليس كالسلطان أو الرئيس في أمور الدنيا، فالرب، جل وعلا، غني، يغفر ويتجاوز، شكور يعطي على القليل الكثير، فحقه قائم على المسامحة لا التفريط، فلا مشاحة فيه لكمال غناه عن عباده بل هم، كما تقدم مرارا، المفتقرون إليه افتقارا ذاتيا جبليا لا ينفك عنهم من لحظة الميلاد إلى لحظة الممات، بل في دار القرار لا يكون وجودهم وإن كان أزليا في الدارين إلا فرعا عن استبقائه لهم فهو باقون بإبقائه، فأين تكليف من هذا وصفه من تكليف سلطان الدنيا الفقير الشحيح الظلوم الجهول الذي يسعى في إرهاق من تحت ولايته لاستخلاص أكبر نفع بأقل تكلفة لا سيما في البلاد التي يغلب عليها نمط "السخرة" وإن لم يكن المسخر عبدا رقيقا فهو بمنزلته حالا لا مقالا، فضلا عن كثير من المؤسسات الرسمية، لا سيما العسكرية، من جيش وشرطة، التي تمارس استرقاق المنتسبين إليها برسم الطاعة لمن هو أعلى منك رتبة!، وإن أمرك بما يغضب من هو أعلى منك ومنه رتبة، وذلك، كما تقدم، مئنة من فقر العبد، فحقه قائم على المشاحة، بل الظلم والتعدي، فيتعدى في استيفاء حقه، وإن لم يؤد ما
(يُتْبَعُ)
(/)
وجب عليه، فلا عجب أن يكون تكليفه لغيره شاقا بل معجزا بما لا يطاق أحيانا، ولما تولى البشر أمر البشر بقانون الغاب الأرضي، وعطلوا قانون الوحي السماوي، ظهر من آثار ذلك التكليف المجحف ما صير البشرية في حاجة إلى النبوات، ولا نبوات بعد النبوة الخاتمة، فليس لأهل الأرض إلا الرجوع إلى مقرراتها، فمن فضل الرب، عز وجل، عليهم أن حفظ لهم مقرراتها، فلا يفتقرون إلا إلى من يجدد لهم أعلامها من الأئمة المحققين الذين أولوا العلم بالعمل، فلم تكن علومهم حبيسة الكتب والصدور، لا ينتفع بها إلا في تقرير المسائل النظرية، وإنما انتفع بها من طالعها ولو بعدهم بقرون، ولا يرفع الرب، عز وجل، في هذه الدار إلا ذكر من رفع ذكر النبوة وانتصر لها ونافح عنها فهي معقد ولاء وبراء المخلصين، فكان جزاؤهم من جنس أعمالهم، وكان إخلاصهم سببا رئيسا في بقاء أقوالهم وإن فنيت أبدانهم، وقد حفظ لنا التاريخ من سير أعلام نبلاء هذه الأمة من السلف المقدمين برسم الديانة ما قامت به الحجة على الخلف المقصرين، فلم تكن الوسائل في عصرهم كالوسائل في عصرنا، ولكن السلف حققوا أضعاف ما حقق الخلف، إن صح القول مجازا على قول من يثبت المجاز ومن ينكره!: بأن الخلف قد حققوا شيئا في عصور التقليد والجمود التي غلب عليها: ضعف الهمم وفساد النوايا والأعمال، فمعاني الوحي كانت في أذهان المتقدمين حاضرة، فولدت من أجناس الإرادات الباطنة والأعمال الظاهرة مع ندرة الوسائل ما صيرهم سادة الدنيا برسم الديانة.
والشاهد أنه لا صلاح للعبد قلبا وقالبا إلا بعبادة الرب، جل وعلا، فإن فيها تلبية لداعي الفطرة الملح فلا يسكن ولا يقر إلا بتوحيد الرب، جل وعلا، والتأله له على حد الإفراد، فتتوحد جنده الباطنة والظاهرة، فقواه قد اكتملت، فانتفع بها على أكمل الوجوه، بل ناله من أجناس اللذة المحسوسة، مهوى أفئدة المتعجلين إلى قطف ثمار السعادة، ما لم ينله أسرى شهوات البدن الذين لما تحرر قلوبهم من قيد أبدانهم بعد!.
فإن أعرض عن معبوده، جل وعلا، فسد حاله بفساد معقوله وتشتت جند قلبه، فالتصور فاسد، والإرادة باطلة، والجوارح عن الفضائل معطلة، ولا يكون خروج من هذا الضيق إلى سعة الدنيا والدين إلا بإعانة الرب، جل وعلا، للمكلف، فإن شاء أمده فضلا، وإن شاء حجبه عدلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 09:33 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وفي الحديث: "مثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْفَرَسِ فِى آخِيَتِهِ يَجُولُ ثُمَّ يَرْجَعُ إِلَى آخِيَتِهِ، كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يَجُولُ ثُمَّ يَرْجَعُ إِلَى الإِيْمَانِ".
فقوله: "أبوءُ" يتضمن أني وإن جلت كما يجول الفرس- إما بالذنب وإما بالتقصير فى الشكر- فإنى راجع منيب أوّاب إليك، رجوع من لا غنى له عنك". اهـ
ص118.
فهو مقصر لا محالة، إن لم يكن بالمعصية، فبالتقصير في شكر النعمة، على وزان ما تقدم من تأويل المحققين من أهل العلم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ"، ودعاء الصديق رضي الله عنه: "اللهمّ إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مَغْفِرةً من عندك وارحمني، إنَّك أنت الغفور الرحيم"، فإما أن يكون عاصيا فذلك تقصير ظاهر، وإما أن يكون مقصرا بالكف عن المعصية دون التلبس بضدها من شكر النعمة بالطاعة، فاشتغل بمباح لذاته بلا نية تصيره محلا قابلا للثواب بغيره، فإن للوسائل أحكام المقاصد فلو صيره مرقى إلى طاعة فهو طاعة، ولو صيره مرقى إلى معصية فهو معصية، فيبعد أن توجد نفس خلو من الإرادة إلا حال الموت أو النوم، بل إنها حال النوم متحركة مريدة لما بعده فلا ينام الإنسان إلا إرادة الصيانة لبدنه لينهض إلى مباشرة فعل وجودي ليس بكف عدمي، فالكف، وإن كان فعلا اصطلاحا فله وجود من هذا الوجه يتعلق به التكليف كمن يترك المعصية ديانة لا طبعا فإنه يصير أهلا الثواب بذلك، إلا أنه في حقيقته في عالم الشهادة: عدم، فهو قطع لمادة الشر، وذلك أمر مراد شرعا في حد ذاته، بل هو مقدم من
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه، إذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، إلا أنه ليس المراد الأول من وجه آخر، إذ ترك جنس الطاعات أعظم خطرا من فعل جنس المحرمات، كما قرر ذلك بعض المحققين كابن القيم رحمه الله، فالذي يطيع ويعصي، خير ممن لا يعصي ولا يطيع، أو هو مقصر في باب الطاعة، فالأول قد سبقه في الطاعة، وهو من وجه آخر قد رجح بتركه المعصية، فقد يرجح ميزان الأول عموما فتكون طاعته قد زادت على معصيته فأذهبت شؤمها وثقلت الميزان فرجح، فيكون ميزانه أثقل من ميزان من لم يتلبس بمعصية فذلك كف عدمي، لا يتعلق به الثواب تعلقه بالفعل الوجودي، وهو قد قصر في باب الطاعة، فخف ميزانه من هذا الوجه، بل ربما ناله الذم، إن قصر في طاعة واجبة فلا يكون الكف عن المعصية كفارة لها، بخلاف الطاعة فإنها تكفر المعصية، كما في حديث المكفرات: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ"، فتلك أفعال وجودية لا تروك عدمية، والكفارة لا تكون إلا بفعل وجودي، فذلك وجه تقدم الفعل على الكف، إذ الخير في الفعل نفسه من وجه، وفي إذهاب أثر معصية أخرى من وجه آخر، كالذي يصلي وقد تلبس بمعصية فإن صلاته تدافع المعصية، وقد أقيم هذا العالم المشهود على سنة التدافع بين الأسباب الكونية وأنزلت الكتب بسنة التدافع بين الأسباب الشرعية فقدر الطاعة يزيل أثر المعصية، فقد ترجح عليها فهي خير في نفسها يجبر الكسر، بل قد تزيد على ذلك فيتعدى أثرها إلى إزالة شؤم المعصية، فتكون سببا في الإقلاع والتوبة حياء من الرب، جل وعلا، أن يرى العبد ساجدا له، ثم هو بعد فراغه من الانطراح بين يديه قد بارزه بالمعصية، فمن بركة الطاعة أن تولد في نفس فاعلها حياء من الرب، جل وعلا، وشحا أن يضيع أثرها النافع الدافع إلى طاعة أخرى تزيد المحل زكاء، فمن يفرط في كسب يومه الدنيوي، فلا يصرفه في محاله، أو يدخره لمستقبل أيامه، أو يستعمله لاستدرار ربح أكبر، من يفرط في ذلك الربح إلا سفيه ناقص العقل مخذول بسوء تدبيره إذ وكله الرب، جل وعلا، إلى نفسه، فالتفريط في كسب يومه الديني أعظم، فهو علامة خذلان أكبر، إذ قد أصاب المحل عطب منعه من الانتفاع بأثر ذلك الغذاء النافع فلم يقو على هضمه لضعف قوى القلب:
العلمية فلم يستحضر مقام المراقبة في بقية شأنه.
والعملية فإرادته قد ضعفت فلم ترق به إلى مقام الصبر عن المعصية، وذلك نوع رفيع القدر من جنس الصبر تعجز عنه نفوس كثيرة لا سيما في لحظات الغفلة التي يحسن الشيطان استغلالها، فيوقع العبد في المعصية فذلك تأويل المقدور الكوني في عالم الشهادة، فإن باشر العبد السبب الشرعي الرافع زال الأثر والتئم الجرح على صلاح، وإن استرسل مع داعي النفس ووسواس الشيطان اتسعت الجراحة فصعب التئامها، وفي الأعصار التي ضعف فيها خلق العفة، وتكاثرت فيها الشهوات المحرمة، فتزينت وعرضت على القلوب عرض الحصير عودا عودا، بمقتضى سنة الابتلاء والتمحيص استخراجا لمواد القلوب ودخائل النفوس طيبها وخبيثها، في تلك الأعصار تصير المسألة أعوص والأجر أعظم، فمن صبر على مرارة الصبر ابتداء ناله من حلاوة الرضا ما يذهب أثر الدواء المر، ولا يكون ذلك إلا بتوفيق الرب، جل وعلا، وإعانته، وذلك قدر زائد على الاستطاعة الشرعية التي يتعلق بها التكليف، فهو داخل في حد الاستطاعة الكونية التي يكون بها التوفيق والتسديد إلى مباشرة مراضي الرب، جل وعلا، فعلا، ومساخطه تركا، فلا يمكن للعبد أن يستقل بإرادته في هذا الباب خصوصا، وفي كل أبواب الطاعة بل الحياة عموما، فإن شأنه قد أبرم وانتهى الأمر، فتعلق مصيره بكلمات كونيات نافذة لا محالة، وإنما يجري العبد على وفاقها بمباشرة ما يسر له من الأسباب، فلا غنى له عن ربه، جل وعلا، طرفة عين، ولا حول ولا قوة له على التحول من حال إلى حال إلا به، فإن أظهر الاستغناء، ولو في أمر الدين، فهو على خطر عظيم، إذ قد فارق الوصف الذي به صلاحه من تمام الافتقار إلى الغني، تبارك وتعالى، فنازعه وصف الغنى، من حيث لا يشعر، ومن نازع الرب، جل وعلا، وصفه فقد تعرض لغضبه، فلا يكون رب إلا غنيا بذاته، ولا يكون عبد إلا فقيرا بذاته إلى ربه، تبارك وتعالى، ليدبر أمره الديني والدنيوي، فتلك ثنائية لا يزيغ عنها إلا هالك. فالرب رب والعبد عبد فلا يصير العبد ربا بالاستغناء عن الأسباب، ولا يصير الرب عبدا بالافتقار إليها، فلكل وصفه الملائم لذاته، فللرب، جل وعلا، من أوصاف الكمال ما يلائم ذاته القدسية، وللعبد المخلوق ما يلائم ذاته الأرضية.
وعلى الجانب الآخر قد تصير الصلاة رسوما لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهي صلاة مجزئة على مقتضى فقه الأبدان مردودة على مقتضى فقه الأرواح، فيسقط التكليف بها ولا يحصل التشريف إلا بما تحدثه في نفس صاحبها من صحة تصور وإرادة تحمله على ملازمة الطاعة كما تقدم.
وأما النوع الثالث من التقصير فهو تقصير المقربين، إن صح التعبير، فهم الذين قاموا بالتكليف بل زادوا عليه، فقام بقلوبهم أثره فأورثهم في الأولى: فقرا هو مادة صلاحهم، وأورثهم في الآخرة دار المقامة فـ: (نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، فهي منتهى سؤلهم ومستقر أمانيهم.
وإذا كانت النفوس كبارا ******* تعبت في مرادها الأجسام
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 09:31 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وذكر النعمة والذنب لأن العبد دائماً يتقلب بينهما، فهو بين نعمة من ربه وذنب منه هو، كما فى الأثر الإلهي: (ابنَ آدم خيري إليك نازل، وشرك إلي صاعد، كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك، وكم تتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي ولا يزال الملك الكريم يعرج إلي منك بعمل قبيح) ". اهـ
ص118.
فالأثر الإلهي الذي ذكره ابن القيم، رحمه الله، على كلام في إسناده، فيه ما يدعو إلى التأمل لفظا ومعنى، فخير الرب نازل، فهو العلي، تبارك وتعالى، بذاته وأسمائه وصفاته، ينزل الخير منه عاما قد استغرق كل أجناسه فينزل الخير الديني من شرائع محكمات والخير الكوني، وتحت هذين الجنسين ما لا يحصى من الأنواع، فتحت جنس الخير الديني: نوعا: الواجب والمندوب، وتحت نوع الواجب أفراد من مكتوبات في الصلوات والزكوات ..... وتحت الواجب في كل أنواع من مكتوبات ونذر ..... إلخ، وتحت المكتوب أفراد من: فجر وظهر وعصر ....... إلخ، وتحت المندوب أنواع من رواتب ومطلقات ...... إلخ، وتحت الرواتب أفراد معروفات ........... إلخ، وهكذا يتعدد جنس الخير النازل من الرب الشارع، عز وجل، فكلها أصول للحسنات، يتفرع عنها من الأعمال ما تحصل به لذة الروح في الدار الأولى ونجاتها في الدار الاخرة، فهي نعمة عاجلة وآجلة، على وزان ما تقدم من كون التكليف لمن تأمله: لذة باعتبار ما يحصل بعده من سكينة وطمأنينة وفرح بالطاعة على حد الشكر لا البطر والأشر، فليس ذلك مما يلج به العبد على ربه، فإن الولوج على ملوك الدنيا يتطلب أدبا قد يصل بصاحبه إلى الذلة والتملق، فكيف بالدخول على رب البشر، جل وعلا؟!، كيف لا تكون أعظم صور الذلة والانكسار والتملق واجبة له؟!، وكيف يستكبر العبد عن السجود بين يديه وهو يسجد بقلبه وربما ببدنه لغيره عشرات المرات ياليوم والليلة فقلبه ساجد لصورة محرمة، أو مال مكتنز، أو ولد، أو قطيفة، أو أرض، أو زرع .......... إلخ، فقد عوقب بالإعراض عن ربه أن ترك الانطراح بين يديه، فإذا به ينطرح بين يدي خلق من خلقه، فإن قلبه حساس متحرك، لا بد له من مألوه محبوب، فإن لم يعرف الإله الحق الذي بالتأله له صلاح قلبه وزكاء بدنه، إن لم يعرفه تاه في أودية التأله الباطل الذي به تحصل لذة التعبد الآنية ثم تعقبها حسرة الإعراض عن طريق الهجرة إلى رب البرية، فإذا الشهوة العارضة قد تزخرفت، فمال إليها القلب وانجذب، فقطعته عن السير إلى المطلوب الأسمى بصرفه إلى مطلوب أدنى فيه نوع لذة خادعة سرعان ما ينجلي عنها الغبار ليدرك الراكب أفرس تحته أم حمار؟!، فهي طعم به يصطاد إبليس فرائسه فيلقي الشهوة أو الشبهة ليصطاد بها قلبا مريضا لم يستشف بأدوية النبوات الناجعة، أو عقلا تائها لم يستفد من علم النبوات ما يحصن به خواطره من الوساوس الردية، فذاك قد أتاه الشيطان من قبل عمله، وهذا قد أتاه الشيطان من قبل علمه، فالأول لا حظ له من أعمال النبوات، والثاني لا حظ له من علومها، والمسدد من جمع العمل إلى العمل فهو برهانه الصادق فصحح أول المنازل بعقد إيمان خالص ولا يكون ذلك إلا على ما جاءت به النبوات من محكم معاني الإلهيات، فلا يشغل ذهنه بكيف، وإنما هو قد تعلق بالمعاني الجامعات لأوصاف كمال رب الأرض والسماوات فاستحضر معاني الجلال فرهب وكف، فذلك من تخلية المحل من الآفات، فطهرت أرض القلب من دنس الشرك فصارت معدن شجر طيب وثمر نافع فإن لاحت في سمائها سحب النبوات أنزلت عليها ماء الحياة فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج فأنبتت تصورا سليما وإرادات خير لا تنقضي واحدة إلا ويعقبها غيرها، على حد التسلسل في مفعولات القلب الشريفة فصاحبها من أصحاب الهمم الرفيعة التي لا ترضى بالأحوال الدنية، فلا تنقطع إلى أن ينقطع التكليف، بل يبقى أثرها بعد رحيل الروح إلى لقاء الرب، جل وعلا، وانتهاء سفر الهجرة إليه فإذا مات ابن آدم: "انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ"، وإن الذي أحيى تلك القلوب بروح الوحي لمحيي الأبدان ابتداء بمباشرة مادة الحياة في النطف لأسباب الصلاح فتسلك ما قد قدر لها الرب،
(يُتْبَعُ)
(/)
جل وعلا، من الأطوار، مئنة من كمال ربوبية الإيجاد بقلب الأعيان وإفنائها، لتصير النطفة علقة فمضغة فعظاما تكسى باللحم والعصب، وإن الذي أحيى الأبدان لباعثها انتهاء، فذلك جار على حد قياس الأولى فيباشر ماء نشر الأجساد عجب الأذناب فيهيجه بإثارة مكامن الحياة التي أودع الرب، جل وعلا، قوى إنبات العظم واللحم فيها فينشر العباد للقاء ربهم وتوفيتهم أجور أعمالهم. وتلك معان جزئية من معنى اسمه "الحي"، فهو الحي في ذاته له كمال حياة الذات، وكمال أوصاف الأفعال، فحياته أصل كل حياة، فعنها صدرت بقية الحيوات صدور المخلوق من خالقه، فبث في الكون مادة الحياة بكلمته الكونية الخالقة، فخلق من النور والنار، وخلق من الطين ونفخ فيه من الروح اللطيف سر حياة كل حساس متحرك، فتلك من معاني فعل الإحياء المتعدي الذي دل عليه اسمه الحي لزوما فهو حي في ذاته بدلالة تضمن الاسم الكريم الدلالة العلمية على الذات القدسية والدلالة الوصفية على صفة الحياة الذاتية، محي لغيره بدلالة اللزوم فهو خالق الحيوات إيجادا وخالق أسباب صلاحها عناية بحيوات القلوب بأسباب الشرع، وحيوات الأبدان بأسباب الكون.
وعن أعمال المحبين لا تسأل فإنهم في شغل سيدهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا، فلا يملون ولا يكلون، وإن استراحوا فشحذا للهمم الشريفة لتنهض إلى مراضي رب الخليقة، رائدهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: "لقد انتهى عهد النوم يا خديجة"، على كلام في إسناده فلم يذكره إلا صاحب الظلال رحمه الله ورجح مخرج أحاديث وآثار كتابه أنه ليس بحديث أصلا، فلا نوم بعد ورود داعي اليقظة على القلب لينبهه من غفلته ويوقظه من غفوته، ولن يكون ذلك إلا إذا سدد الرب، جل وعلا، وأعان، فكم من مريد قد حجب، وكم من طارق قد رد إذ اطلع الرب، جل وعلا، على قلبه فعلم ما فيه من مادة فساد خفية فلا تصلح تلك القلوب للسجود بين يدي الرب الكريم الغني عن الشركاء فهو: "أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ"، وتلك أمور دقيقة ترد على القلب موارد شتى، فيلبس إبليس على فئام من السالكين ليفسد عليهم أمرهم ويقطع عليهم سيرهم في طريق الهجرتين، فإما فساد في العلم أو الإرادة يقطع طريق الهجرة إلى الله، عز وجل، وإما فساد في العمل بتلبس ببدعة على غير هدي الرسالة يقطع طريق هجرة فاعلها إلى صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله، عز وجل، رحيم يعلم ضعف القلوب بما يرد عليها من عوارض الفساد، كريم يصلح ما أفسده العجب والرياء، شكور يعطي على القليل الكثير، فلو اطلع على مادة صلاح في القلب لثمرها وزكاها بإلهام العبد مباشرة أصول الحسنات النافيات لخبث القلب فيطهر ويصير أهلا لقبول آثار الوحي القدسية.
وفي مقابل ذلك: وشرك إلي صاعد: فذلك جار على حد المقابلة بين السياقين أو الطباق بين ألفاظهما إمعانا في بيان جحود العبد لنعمة الرب، جل وعلا، النازلة بمبارزته بالكفر أو المعصية فـ: "شرك": عام لإضافته إلى الضمير، فيشمل سائر الشرور العظمى أو الصغرى، العلمية أو العملية، القولية أو الفعلية ........ إلخ، وجاءت نسبة الشر إليه على حد نسبة الفعل إلى فاعله فهو فاعله وإن لم يكن خالقه، كما قال بعض القدرية الذين نسبوا الشر إلى العبد خلقا وإيجادا إرادة تنزيه الرب، جل وعلا، فوصفوه بالعجز! كما تقدم مرارا، فالرب، جل وعلا، هو خالق هذا الشر بمشيئته العامة، ولكن صدوره من العبد لم يكن جبرا له ولم يكن رغما عن الرب، جل وعلا، بل فعله باختياره بمشيئة ربه، عز وجل، الذي خلق له إرادته ويسر له أسبابه، ففعله تأويلا للمقدور الأزلي لتظهر حكمة الرب، جل وعلا، في تقديره مع كونه شرا في نفسه استنباطا لخير أعظم باعتبار المآل، فتلك عين الحكمة التي توزن فيها الأمور بميزان العدل فترجح المصلحة العظمى المصلحة الصغرى.
ثم جاء الطباق الثاني: "كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك، وكم تتبغض إلي بالمعاصي".
(يُتْبَعُ)
(/)
فكم للتكثير فنعم الله، عز وجل، على عباده تترى، فلا زال، على حد الإخبار لا الدعاء، منهلا بجرعاء القلوب والأبدان قطر النعم الربانية، فنعم تتلذذ بها الأرواح من كلمات الوحي الشرعيات الهاديات، ونعم تتلذذ بها الأبدان من المقدورات الكونية من طيب المآكل والمشارب والمناكح ........ إلخ، فهي تأويل كلمات الرب الكونيات النافذات، فيتلقى الملك من الرب، جل وعلا، الأمر الكوني بإنزال مطر أو حبسه، بإنبات زرع أو حرقه ...... إلخ فمرد كل الأحداث الكونية إلى كلمات رب البرية، جل وعلا، فهي علة صدور هذا الكون بأرضه وسمائه، بزرعه ومائه، بحيه وجامده، فعقيبها صدر الكون صدور المسبَّب من سببه، كما تقدم ذلك مرارا، وهو مع ذلك الإنعام المتواتر: غني عن العبد، بل العبد هو المفتقر إليه، ولو أجري هذا القياس على المخلوق لظهر الفارق بين المخلوق والمخلوق، فكيف بمن قاس ذات الرب، جل وعلا، وصفاته على ذوات وصفات عباده، فلك أن تتخيل فقيرا يذهب إلى غني ليطلب منه عطاء ثم هو يعطيه، ثم هو يجحد وينكر بل يسب ويقدح، قماذا يكون رد فعل البشر عموما إلا الطرد وربما الضرب والركل؟!، مع أنهم ليسوا أصحاب العطاء حقيقة بل هم أسباب جرت على أيديها العطايا الربانية فليسوا ملاكها إلا على حد الاستخلاف الشرعي، ومع أن عطاءهم محدود لا يتعدى واحدا أو آحادا أو حتى عشرات أو ألوفا، فكيف بمن يرزق اليوم عالما نحو ثلاثة أرباعه لا يؤمنون به، وإن أثبت كثير منهم وجوده، فليس ذلك كافيا، فإن كل موجود لا بد له من صفات تحده عن غيره، ليتميز عنه، وبذلك التأويل صح قول من قال بإثبات الحد للرب، جل وعلا، فلذاته القدسية وصفاته العلية حدود تتميز بها عن ذوات وصفات البشر، فليس الأمر مجرد إيمان بوجود إلهي مطلق على حد إيمان الفلاسفة على ما اطرد من طريقتهم من إثبات المثل الكلية المجردة خارج الذهن، بل ذلك الوجود الإلهي: أكمل وجود، فهو وجود أولي أزلي كان ولم يكن معه شيء من خلقه الحادث قد اتصف بكمال الذات وكمال الصفات أزلا وأبدا، فلا يعتريه ما يعتري وجود المخلوقات من أعراض النقص، وذلك حد لا يتلقى إلا من وحي النبوات فلا يكون مؤمنا بالله: صفة وذاتا، ربوبية وألوهية في كل شأن خاص أو عام، علمي أو عملي، لا يكون مؤمنا به على ذلك الحد الذي تحصل به النجاة إلا من آمن برسالاته فلم يفرق بينها، بل قد سعى جاهدا في الاستدلال لصحتها، فإذا ثبتت عنده صحتها، وأدلتها من التواتر بمكان لئلا يهلك العباد في أودية الضلال رحمة وعدلا من الرب ذي الجلال والإكرام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فإنه قد أراح واستراح فصار سؤاله عن الحكم ليمتثله لا عن العلة ليتفلسف في تخريجها على أصوله العقلية المضطربة التي لا تقاس بها الشرائع لتفاوتها من عقل إلى آخر، فأي العقول أولى بالتحكيم، وأي الأذواق أولى بالتقديم إذ وقع النزاع في شيء من أمر الدنيا أو الدين؟!. فإن علم العلة ازداد يقينا وإن لم يعلمها لم يورثه ذلك شكا واضطرابا كحال من ينقر بحثا عن دقائق المسائل فيصيبه من تلبيس إبليس ما يصيبه فإن التجويزات العقلية التي يلبس بها أصحاب الشبهات لا تنتهي فيمكن، ويحتمل، وافرض ......... إلخ من التخرصات هي عمد القوم في الاستدلال فيبنون عليها صروحا من الدعاوى التي لا مستند لها إلا قياس عقل فاسد، أو وجد ذوق باطل، فتصير الدعاوى حقائق بل أدلة يستدل بها لغيرها فهي أصول براهين يستنتج منها ما بعدها مع أنها في نفسها تفتقر إلى البرهان الشرعي والعقلي، فالأمر لا يعدو كونه مصادرة على المطلوب، والعقل الجمعي الذي تلح عليه أبواق الباطل بشبهاتها قد يتأثر بتكرارها فتصير عنده بمرور الأيام حقائق ومسلمات مع كونها أوهاما لا حقيقة لها، ولذلك كان السلف، رحمهم الله، يتجنبون مجالسة أهل البدع، إلا في مقام المناظرة لمن أجادها فتحصن بالعلم النافع تزكية لعقله والعمل الصالح تزكية لقلبه لئلا يقسو بمباشر مقالات أهل الباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف بذلك الرب، تبارك وتعالى، الذي وصفه ما تقدم من الكمال والغنى المطلق، كيف وهو يرزق أولئك بل يزيدهم توفية لهم لما كتبه على نفسه من الرحمات الكونية بهم، بل والرحمات الشرعية ولو ببيان طريق الهداية لهم وليس لهم من ذلك شيء استحقاقا بل هو محض فضل الرب الكريم، جل وعلا، أو استدراجا بتوالي النعم وتكثيرها مع توالي المعاصي وزيادة البعد عنه، عز وجل، فله في الإعطاء حكمة وفي المنع حكمة، فكيف بوصف كماله، وهو يرزق بل ويغدق على من ليس أهلا لنعمه لولا أن قضى له بها بفضله، كيف يسوى بينه وبين المخلوق الضجر الذي يرضى فيعطي عطاء مجذوذا، ويسخط فيمنع إذ قد جبل على الشح وحب الذات وعدم التفريط في حظ النفس، فعطاؤه منقطع الزمان محدود الكم مصحوب بالمن والأذى تصريحا أو تلميحا فقل من سلم من تلك الآفة المبطلة للعمل المذهبة لأثره في القلب وثوابه عند الرب، جل وعلا، فلا يسوي بين العطاءين إلا من سوى بين أعظم متباينين فقياسه قد بلغ الغاية من الفساد والبطلان.
وكم تتبغض إلى بالمعاصي: فذلك جار على حد ما تقدم من المقابلة بين السياقين أو الطباق بين ألفاظهما فالعبد قد جمع السوأتين: المعصية والإساءة فإنها قبيحة لو صدرت من غني فكيف إذا صدرت من فقير يفترض فيه الأدب لئلا يتعرض إلى سخط المعطي، جل وعلا، فيمنعه.
ولا يزال الملك الكريم يعرج إلي منك بعمل قبيح:
فذلك من عروج الملك الكريم إلى الرب الجليل الحليم، تبارك وتعالى، وهو أمر قد ثبت في التنزيل المتواتر، في نحو قوله عز من قائل: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)، وفي السنة المطهرة في نحو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ". فالمؤمن ينزه نفسه عن أن يطلع الرب، جل وعلا، منه على أمر قبيح، وينزه الملك الموكل بحفظ الأعمال عن أن يكتب قبيح قول أو فعل، وينزهه، أيضا، عن أن يصعد بذلك القبيح إلى الرب الكامل تبارك وتعالى.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 09:00 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وكان فى زمن الحسن البصرى شاب لا يرى إلا وحده فسأله الحسن عن ذلك فقال: إنى أجدني بين نعمة من الله وذنب منى فأريد أن أُحدث للنعمة شكراً وللذنب استغفاراً، فذلك الذي شغلني عن الناس أو كما قال. فقال له: أنت أفقه من الحسن". اهـ
ص119.
فلا ينفك العبد عن هذين الحالين، بل لا ينفك، كما تقدم، عن عبودية في كل لحظة من لحظات تكليفه فمن وضع القلم العمري من حين البلوغ إلى حين الموت، ومن وضع القلم اليومي من حين اليقظة إلى حين النوم، من تلك إلى تلك: لا ينفك العبد عن عبودية شكر على نعمة، أو حمد على ابتلاء، هو في حقيقته لمن سدد فتدبر فصبر نعمة آجلة، أو استغفار لذنب، وما أكثر الذنوب التي حملت ذلك الفقيه المسدد على الاعتزال على رسم السنة، فلم تكن عزلته: على رسم البدعة، فإن المعتزل المسدد هو الذي يتفقه ثم يعتزل، قإن لم يكن من العزلة بد، فمن الخذلان أن تعتزل جاهلا، بل طلب العلم على المعتزل آكد ليعصمه من وساوس الشيطان الذي يجد في المعتزلين فرائس سهلة، فما خرجت الخوارج إلا برسم اعتزال الجماعة، لضيق أفق وعطن فكر، وذلك حد الغالي في دين الله، عز وجل، في كل عصر ومصر، فإنه لا يصبر على إنكار المنكر، ولو أدى ذلك إلى تولد منكر أعظم، فإن انتحل مقالة علمية أو طريقة عملية فإنه يوالي ويعادي عليها فلا يحتمل خلافا، ولو كان سائغا، فيقدم المصلحة الصغرى في تحرير مسألة خلافية على المصلحة العظمى في التئام شمل الجماعة المسلمة فيهدر الكلي تحصيلا للجزئي، ويعقد لواء الولاية والعدواة لغير المقالة الأولى، بل لمقالة حادثة، أو مسألة فرعية تحتمل الخلاف، فينتصر لما يهواه أو يعتقده حقا إن كان صادقا، وهذا رسم كل ذي بدعة، فإنه يستحل من المخالف ما قد
(يُتْبَعُ)
(/)
تواتر في مسالك أهل البدع قديما وحديثا، لا سيما البدع العلمية المغلظة، فإنه بعظم الافتراق بين المقالة الحادثة والمقالة القديمة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون عظم الولاء والبراء عليها، فتشتد العداوة كلما ابتعد صاحب المقالة عن الأصل الأول، فخلاف الفروع على ما وقع فيه من التعصب الأعمى بين المتأخرين من أتباع المذاهب الذين انتسبوا للأئمة الأعلام اسما بلا وصف، أهون من الخلاف في الأصول العلمية، والخلاف في الأصول العلمية دركات من التعصب، فليس الخلاف مع الذي لا تخرجه مقالته عن دائرة الإسلام كالمعتزلة والمتكلمين والزيدية وعوام الإمامية الذين لا يقولون بمنطوق كتب المذهب من غلو يصل إلى حد خلع أوصاف الربوبية على الأئمة، رضي الله عنهم، ليس الخلاف مع أولئك كالخلاف مع المنتسبين إلى الإسلام وقد مرقوا منه بالكلية كغلاة الجهمية والفلاسفة والإسماعيلية والدروز والنصيرية والبهائية فأولئك قد نقضوا بمقالتهم أصل الإسلام، فلم يبق لهم منه إلا النسبة التعريفية فيقال: فلاسفة الإسلام تمييزا لهم عن فلاسفة اليونان، والشاهد أن لكل مقام معلوم، فلا يستوي المخالفون لأهل السنة بل لكل حظه من الولاء بقدر قربه من الإسلام والسنة، وحظه من البراء بقدر بعده عنهما، بل ذلك جار حتى مع أصحاب الملل الأخرى فإن النصراني مع عظم محادته للمسلم والتي تصل غالبا إلى حد سفك الدم وانتهاك العرض إذا تمكن منه، والتاريخ الحديث في البلقان والقفقاز وبلاد الأفغان والعراق ونيجيريا أخيرا خير شاهد على ذلك، إلا أنه أقرب إلى الإسلام من اليهودي، وأهل الكتاب عموما أقرب من غيرهم، ومن أقر بوجود المعبود، جل وعلا، ولو لم يعرف من وصفه الذي جاءت به النبوات شيئا خير من الملحد، بل داخل الدائرة الصغرى: دائرة السنة: لا يستوي الطائع والعاصي فللأول وإن بعدت داره ما ليس للثاني وإن قربت داره، بل لو وجد طائعان متفاوتان في الطاعة لوجب لأعظمهما طاعة واستقامة من الولاء والمحبة ما ليس للثاني، وإن كانا جميعا على حد المحبة، فهي كالجنس الذي يتفاوت أفراده تبعا لتمكنهم من أوصافه القياسية، فللإيمان أوصاف قياسية يتفاضل فيها الناس على حد المشكك الذي يتفاوت أفرادة في شده الوصف، فبين المؤمنين من التفاضل في الإيمان مع اشتراكهم في مطلقه ما لا يحصيه إلا الرب، جل وعلا، فتفاوتهم فيه كتفاوت أعيانهم وإن اشتركوا في مطلق الإنسانية.
وفي المقابل، كما اطرد في أي خلق إنساني، يوجد على الطرف الآخر، من فرط في هذه المسألة، فسهل عليه قبول أي خلاف، ولو غير سائغ، بزعم توحيد الكلمة، والكلمة لا تتوحد إلا إذا كانت في نفسها واحدة، فإنك قد تستطيع جمع الأبدان في مجلس واحد، يغلب عليه الطابع الدبلوماسي البارد، كما في مؤتمرات التقريب بين الأديان والمذاهب، فكل قد حسم أمره قبل أن يأتي فلا يوجد حوار أصلا، وإنما ابتزاز للطرف الآخر ليقدم رسوم التطبيع الكامل مع الآخر!، على طريقة الساسة في مقابل اعتراف باهت بأن الطرف الآخر: جيد أو حسن أو مقبول!، ولكنه ليس على الحق بل ليس على حد الرسالة السماوية، إن كان الحوار بين الأديان، فغاية مقالته أن تكون كأي حركة إصلاحية أرضية قادها مصلح عظيم لا نبي يوحى إليه فالاعتراف بذلك إبطال لمقالتهم، لأن إثبات النبوة له صلى الله عليه وعلى آله وسلم إثبات لعصمته في التبليغ، وقد بلغ رسالته عالميةً، فلزم من صدق بنبوته أن يصدق بعالميتها فلزمه اتباعها من هذا الوجه واتباعها لا يكون إلا بهجر مقالة التابع إن كانت صحيحة فالرسالة الخاتمة قد نسختها ولا يجوز التعبد بالمنسوخ ولو في شرعة واحدة فكيف ومقالته باطلة قد دخلها التبديل والتحريف حتى خرجت عن حد التوحيد: دين الرسل الجامع، فلا تحصل بها نجاة ابتداء ولو بلا معارض، فكيف وقد وجد المعارض، بل كيف وهو معارض يرجع الأمر إلى أصله الأول: أصل التوحيد الجامع الذي بعثت به الرسل عليهم السلام تقويما لما اعوج وتفصيلا لما أجمل فضلا عن قيام الأدلة النقلية والعقلية التي تجعل الناظر فيها بعين الإنصاف يجزم بصحة الدعوى وصدق مدعيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!، فلا عجب أن يأبى القوم الاعتراف بذلك أشد الإباء لعلمهم بما يلزم من ذلك الاعتراف من
(يُتْبَعُ)
(/)
إبطال رسوم دينهم المبدل جملة وتفصيلا.
وهو ليس على الإيمان أصلا، إن كان الحوار بين المذاهب، فغايته أن يوصف بالإسلام، مع الجزم بهلاكه إذ لم يصل إلى مرتبة الإيمان التي وضع لها منظرو المذهب أركانا من عندهم لم يشهد لها نقل أو عقل بل يلزم منها نفي الإيمان عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ لم ينتحل في نفسه ما انتحلوا، ولم يدع غيره إلى ما دعوا.
فمسائل الخلاف، وحدوده وما يسوغ منه وما لا يسوغ، والإنكار على المخالف ومجاهدته باليد واللسان والقلب وهجرانه، ومراتب ذلك، ومتى يكون الإنكار واجبا ومتى يكون محرما ............. إلخ من أدق المسائل في هذه الشريعة المحكمة، وهو كما تقدم في أكثر من مناسبة، لب الرسالات وزبدتها.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في قاعدة جامعة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
"وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات او تزاحمت فانه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد فإن الأمر والنهي وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورا به بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها وإلا اجتهد رأيه لمعرفة الأشباه والنظائر وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيرا بها وبدلالتها على الأحكام". اهـ
"الاستقامة"، ص456.
فذلك أمر، كما تقدم في أكثر من موضع، لا يدركه إلا آحاد المسددين ممن امتن الباري، عز وجل، عليهم، بمعرفة طرائق النبيين فسلكوها برسم الاقتداء فهو أعلم الناس بموازينها وأقدر الناس على استعمالها.
فمن أراد الهجر فليهجر على رسم الديانة لا على رسم الهوى، ومن أراد الاعتزال ليكفي الموحدين أذاه ويكفي نفسه ما قد يناله منهم، فليتفقه أولا، ليأمن مكائد الشيطان، ثم ليعتزل ثانيا متأولا: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، وليس الدواء الواحد ملائما لكل داء، بل لكل نفس ما يلائمها، فالعزلة قد تكون مصلحة لزيد مفسدة لعمرو، فيؤمر بها الأول وينهى عنها الثاني، والرب، جل وعلا، قد نوع في الأخلاق النفسانية كما قد نوع في الهيئات الجسدية مئنة من عموم قدرته على خلق الأضداد لتتدافع الأبدان والأديان والأخلاق فتظهر آثار حكمته، جل وعلا، في خلقه.
فما كان من الحسن، رحمه الله، إلا أن قال له: أنت أفقه من الحسن!. وذلك مستبعد ولكنه من تقدير الحسن، رحمه الله، لإخوانه، وهضمه لنفسه، فهو سيد التابعين على اختيار أهل البصرة، وهي شهادة من أهل البلد لبلديهم، وليسوا بمتهمين لكمال حاله وعظم فضله، وإن لم يسلم بذلك من قدم سعيد بن المسيب، رحمه الله، كالإمام أحمد، رحمه الله، وهو عراقي يشهد لمدني بالتقدم، فشهادته لسعيد، رحمه الله، أقوى من شهادة أهل البصرة للحسن رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 08:44 ص]ـ
ولو كان الحسن أفقه من ذلك الشاب يقينا، فإنه لا يمتنع أن يرد على المفضول الأدنى ما يجعله في مسألة بعينها، أو حال بعينها، أفضل من الفاضل الأعلى، ولا يقدح ذلك في تقدم الفاضل فإنه مفضل باعتبار عموم الأحوال، فتفضيله من باب تفضيل الجنس على الجنس فلا يمنع ذلك من تقدم فرد من أفراد الجنس الأدنى على فرد من أفراد الجنس الأعلى، وإن كان الفاضل، كما تقدم، مقدما في عموم الحال، وذلك أمر لا يكون في حق الأنبياء عليهم السلام مع أتباعهم، فإن للأنبياء مقاما لا يبلغه الأتباع، فلا يتصور أن يكون حال تابع النبي أكمل من حاله، فلا يكون الصديق، رضي الله عنه، أفضل من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أي حال علمي أو عملي، مع كونه أفضل هذه المة، بل أفضل أتباع الأنبياء عليهم السلام، ولكن مرتبة الصديقية لا تقوى على مزاحمة مرتبة النبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك كان حال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكمل من حال الصديق، رضي الله عنه، يوم بدر، مع أن الناظر إلى حالهما قد يظهر له، بادي الرأي، لقلة في الفهم وفساد في القياس، قد يظهر له من تضرع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومناشدة الصديق، رضي الله عنه، له: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "، أن الصديق كان أكمل حالا أو أثبت جنانا منه!، فلم يتضرع تضرعه، والشائع عند الناس في هذا المقام الاستدلال على ثبات الباطن بسكون الظاهر، وهو استدلال صحيح في غير هذه الحال التي يلزم الأمير أو القائد فيها ما لا يلزم بقية الوزراء أو الجند من التضرع والخضوع، فإن ذلك من آكد الواجبات عليه، فليس تكليف الأمير كتكليف الوزير، وليس تكليف الوزير كتكليف الجندي، فلكل تكليفه فرعا عن ولايته، فمن كانت ولايته عامة لزمه ما لا يلزم أصحاب الولايات الخاصة، ومن كانت ولايته خاصة لزمه من التكليف ما لا يلزم من لا ولاية له، ومن ذاكرة التاريخ، وتاريخ الجزيرة الأندلسية المفقودة تحديدا ذكر الحافظ ابن كثير، رحمه الله، ما وقع للمسلمين من قحط فخرجوا يستسقون وكان قاضي الجماعة آنذاك الإمام صاحب السيرة الزكية والمراتب العلية: منذر بن سعيد البلوطي، رحمه الله، فسأل عن حال الأمير: عبد الرحمن الناصر، رحمه الله، واسطة عقد ملك بني أمية في دورهم الباهر في المغرب بعد زوال دورهم الأول في المشرق، فأخبر بأنه قد باشر من أسباب الخضوع والذل، في موضع يحسن فيه الخشوع والتبذل إظهارا للافتقار إلى الرب، جل وعلا، فذلك أليق بمقام الاستغاثة، فقال بنبرة العالم المدقق والفقيه المسدد: "رحمتم وسقيتم والله، إذا خشع جبار الأرض، رحم جبار السماء" وقد كان لا تخرصا وإنما فراسة مؤمن عالم بسنن الرب، جل وعلا، في خلقه، فمتى ذل المخلوق وانكسر، رحم الجبار وبسط.
والشاهد أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد باشر الواجب المفروض عليه على أتم ما يكون، فكان متضرعا مستغيثا بربه، جل وعلا، مع كمال الأهبة وبذل المقدور من أسباب الظاهر على حد قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فاحتمل قلبه الشجاع، وهو أشجع قلوب أهل الأرض، واتسع صدره المنشرح للمقامين معا: مقام الثبات ومقام التضرع، بينما اكتفى الصديق، رضي الله عنه، وهو من الشجاعة بمكان، بمقام الثبات فلم يحتمل المحل الواردين، مع الجزم بأن الصديق، رضي الله عنه، كان من سادات المتوكلين، ومباشرته لحروب الردة على ذلك النحو الباهر الذي نقلته إلينا صحف أهل العلم والأثر، خير شاهد على ذلك، ولكن توكله لا يقوى على مضاهاة توكل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لاختلاف المقامين: مقام النبوة، ومقام الصديقية، فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكمل عملا من الصديق، رضي الله عنه، في ذلك الظرف الحرج الذي تظهر فيه أقدار الرجال، ومقدمهم في ذلك أكملهم خُلُقا وخَلقا، المؤيد بالوحي الخاتم: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ولا ينفع في موضع كهذا إطناب فلن يحصل به تمام البيان!، فالسكوت فيه أبلغ من الاسترسال.
وإلى طرف من ذلك أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
"ولما قام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويستغيث ويقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذا العصابة لا تعبد اللهم اللهم" جعل أبو بكر يقول له: يا رسول الله هكذا مناشدتك ربك إنه سينجز لك ما وعدك. وهذا يدل على كمال يقين الصديق وثقته بوعد الله وثباته وشجاعته شجاعة إيمانه إيمانية زائدة على الشجاعة الطبيعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان حال رسول الله أكمل من حاله ومقامة أعلى من مقامه ولم يكن الأمر كما ظنه بعض الجهال أن حال أبي بكر أكمل نعوذ بالله من ذلك ولا نقص في استغاثة النبي صلى الله عليه وسلم ربه في هذا المقام كما توهمه بعض الناس وتكلم ابن عقيل وغيره في هذا الموضع بخطل من القول مردود على من قاله بل كان رسول الله صلى الله عليه جامعا كاملا له من كل مقام ذروة سنامه ووسيلته فيعلم أن الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابا قدح في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ويعلم أن عليه أن يجاهد المشركين ويقيم الدين بكل ما يقدر عليه من جهاده بنفسه وماله وتحريضه للمؤمنين ويعلم أن الاستنصار بالله والاستغاثة به والدعاء له فيه أعظم الجهاد وأعظم الأسباب في تحصيل المأمور ودفع المحذور ........... والقلب إذا غشيته الهيبة والمخافة والتضرع قد يغيب عنه شهود ما يعلمه ولا يمنعه ذلك أن يكون عالما به مصدقا له ولا أن يكون في اجتهاد وجهاد بمباشرة الأسباب ومن علم أنه إذا مات يدخل الجنة لم يمنع أن يجد بعض ألم الموت والمريض الذي إذا أخبر أن في دوائه العافية لا يمنعه أن يجد مرارة الدواء فقام مجتهدا في الدعاء المأمور به وكان هو رأس الأمر وقطب رحى الدين فعليه أن يقول بأفضل مما يقوم به غيره.
وذلك الدعاء والاستغاثة كان أعظم الأسباب التي نزل بها النصر ومقام أبي بكر دون هذا وهو معاونه الرسول والذب عنه وإخباره بأنا واثقون بنصر الله تعالى والنظر إلى جهة العدو وهل قاتلوا المسلمين أم لا والنظر إلى صفوف المسلمين لئلا تختل وتبليغ المسلمين ما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحال ولهذا قال تعالى: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} وأخبر تعالى أن الناس إذا لم ينصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار وهذه الحال كان الخوف فيها على النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره ........ والوزير مع الأمير له حال وللأمير حال". اهـ بتصرف
فالأمير يباشر من التكليف ما لا يباشره الوزير لعظم الأمانة، فليست الإمارة مغنما بل هي لمن تأملها مغرم فر منه الصالحون فرار الصحيح من المجذوم، ولم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوما ما قبل مبعثه متشوفا إلى هذا الأمر: (وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ)، وإنما كلف به على حد الإيجاب: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ)، فالأمر يفيد الوجوب ولا صارف له عنه بداهة!، إذ النبوة تكليف لا يقبل الرد واصطفاء لا يقبل النيابة، فقام به صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أكمل وجه، فما ترك من خير علمي أو عملي إلا وقد دل عليه، وما ترك من شر علمي أو عملي إلا وقد حذر منه.
وقل مثل ذلك في حاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم قبض إبراهيم فبكى مع تمام الرضا فاحتمل قلبه المقامين: الرضا والرحمة، وحال الفضيل، رحمه الله، يوم قبض ابنه فضحك نغريما للشيطان ولم ير ضاحكا قبلها أو بعدها!، فلم يحتمل قلبه إلا مقام الرضا، فحال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الموضع أكمل من حال الفضيل، وعمله أصوب من عمل الفضيل، فمرتبة النبوة كما تقدم: قد جاوزت قنطرة التفاضل، إلى ضفة الفضل المطلق في كل الأحوال العلمية والعملية.
ففي جانب العلم وهو قرين العمل بل المقدم عليه فكان حقه التقديم في هذا الموضع: لا يتصور تقدم غيره صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليه، فليس المؤيد بالإلهام، وإن كان محدثا عمريا، كالمؤيد بالوحي، فإن الأمة تستغني بالوحي ولا تستغني بالإلهام، فالإلهام درجة علمية رفيعة، ولكنها ليست على حد العلم اليقيني كعلوم النبوات فيلزم المحدث أن يعرض ما قد حدث به على الوحي، فهو ميزان الأقوال والأعمال الدقيق، فلا يقبل منها إلا ما رجح ميزانه فثقلت به كفة ميزان الوحي، فعصمة المحدث من غيره، فلا يكون حكمه صائبا إلا إذا وافق حكم الوحي، ولذلك كان من فضائل عمر، رضي الله عنه، موافقته للوحي في مسائل لا استقلاله بمعرفتها ابتداء فإن قوله لم يصر
(يُتْبَعُ)
(/)
معتبرا إلا بموافقة الوحي فحصلت له الفضيلة من هذا الوجه، كما حصلت لعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، لما وافق قضاؤه في بروع بنت واشق قضاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المفوضة، فإن فرح ابن مسعود، رضي الله عنه، لم يكن بصحة حكمه، وإنما كان بموافقته لحكم المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فاكتسب قوله كمالا من كمال قول متبوعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو بمنزلة الحسن لغيره الذي يرد عليه سبب الحسن من خارج، بخلاف قول المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه حسن لذاته، فحسنه من نفسه لا يفتقر إلى دليل خارجي، بل هو الدليل الذي يحتج به على بقية الأقوال، فكل يستدل لكلامه بغيره، إلا كلام المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه يستدل به لغيره.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وقد علمنا بالاضطرار من دينه أن من أطاعه دخل الجنة فلا يحتاج مع ذلك إلى طاعة غيره لا نبي ولا محدث فلم يكن المتبعون لنبوته محتاجين إلى اتباع نبي غيره فضلا عن محدث قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً} فقد أكمل الله الدين لأمته على لسانه فلا يحتاجون إلا إلى من يبلغ الدين الكامل لا يحتاجون إلى محدث ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "أنه قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر" فلم يجزم بأن في أمته محدثا كما جزم أنه قد كان في الأمم قبلنا مع أن أمتنا أفضل الأمم وأكمل ممن كان قبلهم وذلك لأن أمتنا مستغنية عن المحدثين كما استغنوا عن نبي يأخذون عنه سوى محمد وما علموه من أمور الأنبياء فبواسطة محمد هو الذي بلغهم ما بلغهم من أمور الأنبياء وما لم يبلغهم إياه من أمور الأنبياء فلا حاجة لأمته به". اهـ
"الصفدية"، (1/ 258_260).
ولا يرد على ذلك ترجيح الوحي لقول عمر، رضي الله عنه، في واقعة أسرى بدر، فإنه ما صار أولى إلا بتأييد الوحي الذي هو خصيصة النبوة الأولى، فالنبوة هي التي زكته، فصارت هي المقدمة من هذا الوجه، فلولاها ما صار لقوله هذا القدر، وقل مثل ذلك في كل قول أو فعل يقره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لا يكتسب المشروعية بمجرد وقوعه، بل سكوت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنه بوصفه المبلغ عن الشارع، عز وجل، مراده، مع قيام الحاجة إلى بيان حكمه لو كان محظورا أو مكروها، سكوته عنه صلى الله عليه وعل آله وسلم على هذا النحو هو الذي صيره مشروعا، ومن ثم ينظر فيه أشرع على حد الإباحة أم الندب أم الإيجاب، فالندب والإيجاب قدر زائد على مطلق الإذن المستفاد من التقرير، فيفتقران إلى مرجح آخر، وإلا بقي الأمر على حد الإباحة أدنى ما يستفاد من التقرير، على خلاف بين أهل العلم في هذا الباب يطول: فتقرير القول مقدم على تقرير السكوت، وتقرير القول مقدم على تقرير الفعل، فالقول آكد في الاستدلال من الفعل لاحتمال الفعل الاختصاص به صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون غيره، وما أقره بحضرته مقدم على ما أقره مما وقع في غيبته، وما أقره بظاهره، وإن أنكره بباطنه، زمن الضعف في مكة، ليس كما أقره زمن القوة في المدينة فلا مانع يمنع من الإنكار الظاهر وتغيير المنكر باليد لتمام ولايته صلى الله عليه وعلى آله وسلم في دولة المدينة الإسلامية، وإن كان له تمام الولاية من جهة وجوب الانقياد لحكمه في كلا الدارين: دار الحرب المكية ودار المدينة الإسلامية، ولكن المسألة الآن من باب: السياسة الشرعية.
فتحصل مما تقدم أن مقام النبوة الفاضل قد بلغ غاية الكمال العلمي والعملي فلا ينازعه فيهما مقام مفضول ولو كان شريفا كمقام الصديقية والولاية، فلا يكون الصديق المسدد أو الولي المحدث أفضل من النبي أبدا، ولا يقول بذلك إلا من فتح باب الزندقة على مصراعيه كما وقع لكثير من غلاة أهل الطريق والفلاسفة الذين قدحوا بلسان المقال أو الحال في مقام النبوة.
وذلك خلاف بقية المقامات فإنها تقبل التفاضل في أفرادها، وإن لم تقبله في أجناسها، فيكون الفاضل مفضولا في بعض أحواله، وإن كان في جملته مقدما على المفضول.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفقه في كلام الحسن، رحمه الله، محمول على الفقه بمعناه الواسع الذي يعم سائر شأن المكلف: علما أو عملا، فليس المراد منه الفقه الاصطلاحي المتأخر بداهة، فقد مر هذا المصطلح بمراحل دلالية اختزلت من معانيه الكلية الجامعة ما صيره علما على فن من الفنون بعينه، بل على جزء منه عند التحقيق:
فكان أولا يعم دقائق الأمور من زهد وحكمة وحسن سياسة للنفس، فضلا عن جملة الأحكام العلمية والعملية على حد سواء فكان حد الفقيه عند أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، كما روى الدارمي، رحمه الله، في سننه: "إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِى مَعَاصِى اللَّهِ، وَلَمْ يُؤَمِّنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَلَمْ يَدَعِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، إِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِى عِبَادَةٍ لاَ عِلْمَ فِيهَا، وَلاَ عِلْمَ لاَ فَهْمَ فِيهِ، وَلاَ قِرَاءَةَ لاَ تَدَبُّرَ فِيهَا". اهـ
فلا فقه مجرد عن العمل، بل العمل تأويل الفقه في عالم الشهادة، فيظهر من آثار العلم النافع سواء أكان أخبارا أم أحكاما، يظهر من آثاره على الجوارح ما تزكوا به، فيصير الباطن والظاهر على حد سواء، وذلك مئنة من صحة الإيمان فلا يتلبس صاحبه برسم ظاهر ليس له مستند من الباطن.
ومنه قول الحسن رحمه الله: "إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِى الدُّنْيَا، الرَّاغِبُ فِى الآخِرَةِ، الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ"
ولعله أراد ذلك الشاب بذلك المعنى فقد صدق ذلك الشاب قوله بالعمل فهو لا ينفك عن شكر واستغفار قد صيره في شغل عمن حوله، فاعتزل على رسم الفقهاء العالمين، فكان منه من صالح العمل ترجمانُ صدق لصحيح العلم.
فالفقيه قد طرق باب قلبه: خبر النبوة، فترك الدنيا لأهلها، وبادر بالرغبة عنها إلى الآخرة، فتوحدت النفس بعد أن كانت أشتاتا، واجتمعت قوى الإرادة بعد طول افتراق، فطلب صاحبها النجاة بتحصيل العلم تبصرا في أمر دينه لئلا يسير في طريق الهجرتين بلا دليل علمي يجنبه بنيات الطريق، ثم شد الرحال، فسار إلى الله، عز وجل، بعمل قد واطأ علمه، فكان شاهد عدل لصدقه.
وسئل سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ لِرَبِّهِ.
والتقوى اسم جامع لكل ما يتقي به العبد غضب الرب، جل وعلا، وذلك أمر يعم سائر العلوم والأعمال، تصديقا بالعلم النافع وفعلا للعمل الصالح: ندبا أو إيجابا، وتكذيبا بالباطل وتركا للعمل المكروه: تنزيها أو تحريما، فاستوفى الفقه سائر أحوال المكلف من العلوم الباطنة والأعمال الظاهرة.
وقال مجاهد رحمه الله: إِنَّمَا الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ.
وذلك من الحصر الحقيقي بالنظر إلى الخوف ولوازمه فلا خوف إلا ما حمل صاحبه على تصحيح أول المنازل الإيمانية: بعقد صحيح ونية خالصة، ثم ارتقى إلى منازل السائرين إلى الرب، جل وعلا، من علوم نافعة تولد في القلب إرادات وأعمالا صالحة، فيظهر أثر ذلك لزوما على اللسان الناطق والعضو الفاعل.
وقال أبو حنيفة رحمه الله يحد الفقه بمعناه العام: "هو معرفة النفس ما لها وما عليها". اهـ
فتعرف ما لها إن تابت وأصلحت، وتعرف ما لها من الحقوق الشرعية من نفقة وتركة ..... إلخ، وتعرف ما عليها إن أساءت وبغت، وتعرف ما عليها من التكليف: باطنا كان أو ظاهرا، فهو تعريف جامع لأمور الديانة: فالمعرفة قد عمت كل أحوال المكلف ولا تكون المعرفة: معرفة حتى يقيم صاحبها الدليل العملي على صحتها وإلا كانت كعلوم المتأخرين: صورا وهيئات ظاهرة بلا حقائق باطنة.
ومنه وصف ابن تيمية، رحمه الله، وإن كان متأخرا، لعمر، رضي الله عنه، إذ بعث إلى قدامة بن مظعون، رضي الله عنه، قائلا: "ما أدري أي ذنبيك أعظم استحلالك الرجس أم يأسك من رحمة الله"، وصفه إياه إذ فعل ذلك بقوله: "وهذا من علم أمير المؤمنين وعدله فإن الفقيه كل الفقيه لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرئهم على معاصي الله واستحلال المحرمات كفر واليأس من رحمة الله كفر". اهـ
"الاستقامة"، ص440.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفقيه يحسن سياسة نفسه وسياسة غيره: ترهيبا لتنزجر، وترغيبا لتنفعل، وانفعال النفس: باطن بأجناس العلوم النافعة، وظاهر بأجناس الأعمال الصالحة.
وعلى طريقة أبي حامد، رحمه الله، في البحث عن كوامن النفوس جاء قوله في "الإحياء":
"ولقد كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقاً على علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب؛ ويدلك عليه قوله عز وجل: "ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم" وما يحصل به الإنذار والتخويف هو هذا الفقه دون تفريعات الطلاق والعتاق واللعان والسلم والإجارة؛ فذلك لا يحصل به الإنذار والتخويف، بل التجرد له على الدوام يقسي القلب وينزع الخشية منه كما نشاهد الآن من المتجردين له". اهـ
فأشار، رحمه الله، إلى الفقه بمعناه القرآني الجامع، فلا يقتصر على الفروع، وإن كانت من جملته، بل ما أصاب المتأخرين من قسوة القلب ما أصابهم إلا بالانكباب عليه تأصيلا وتفريعا، وذلك من حفظ أحكام الديانة، فلا يلحقه الذم بداهة، ولا يلحق فاعله بل هو في الأصل محمود ممدوح، ولكنه إن فوت به الغاية مع كونه الوسيلة استحق الذم وإن كانت الوسيلة شريفة في نفسها، إذ قدم المفضول على الفاضل وذلك مئنة من قلة فقهه مع كونه مباشرا لعلم الفقه!.
فذلك فقه الأولين الذي ضاق عند المتأخرين فصار علما على فقه الفروع الأصغر، فعرفه أهل الأصول كما اطرد في كلامهم بأنه: "العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية".
ثم أصابت لوثة التقليد والجمود متأخري المذاهب من المقلدين الخلص الذي يحفظون الأقوال دون أن يعرفوا حتى دليل صاحب المذهب عليها، وهو ما ينفي عند التحقيق نسبتهم إلى صاحب المذهب، كما أثر عن أبي حنيفة، رحمه الله، فـ: "لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه". فصيروا الفقه: حفظ الفروع مطلقا!، فصار كل من يحفظ متنا لمذهب من المذاهب المعتمدة في الإفتاء: فقيها، وإن لم يتقن أصول الاستدلال، فلا ملكة عنده لاستنباط أحكام النوازل المستجدة، وهو الأمر الذي تذرع به المستغربون ومن تلاهم من العلمانيين المعاصرين إلى إبطال الشريعة ونسخها بأحكام المتشرعين من طغاة البشر الذين نازعوا الرب، جل وعلا، وصفا من أخص أوصافه، بأقيستهم وأذواقهم الفاسدة.
فذلك أمر قد سرى على هذا المصلح الجليل باختزاله إلى هذا القدر الضئيل من معناه العظيم.
وقبل ذلك اصطلح أهل اللغة على حده بالعلم مطلقا، وهو أمر غير مرضي عند جمع من المحققين، فليس كل علم فقها، فمن العلوم ما هو ضروري يشترك في إدراكه الذكي والبليد، بل الفقه قدر زائد على مطلق العلم الضروري، فهو من جملة العلم النظري الذي يستلزم دقة في الفهم، فحده عند هؤلاء: العلم بدقائق الأمور، أو الفهم الدقيق لها، ويصح إطلاق هذا الوصف بهذا المعنى على جليس الحسن، رحمه الله، فإنه ما اعتزل إلا بعد أن فقه تلك النكتة الدقيقة، فأدرك ما لم يدركه غيره ممن خالط أهل الدنيا ففسد حاله وتفرق جنده فليس دون سرير ملكه حجاب يذبون عنه الشبهات العلمية والشهوات العملية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 01 - 2010, 09:06 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالنعم كلها من نعم الله ومنه وفضله على عبده وهو سبحانه - وإن كان أجود الأجودين وأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين - فإنه أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، لا يضع الأشياء إلا فى مواضعها اللائقة بها ولا يناقض جوده ورحمته وفضله حكمته وعدله". اهـ
ص119.
فهو تبارك وتعالى، كما تقدم مرارا لا يضع الشيء حيث لا يصلح، وهو أمر اعتنى ابن القيم رحمه الله به تأسيسا وتوكيدا في مواضع عدة في كتابه هذا خصوصا وفي بقية كتبه عموما فإثبات حكمة الرب جل وعلا من أشرف ما يقرره المصنف في الإلهيات ويستدل له بالآيات الشرعيات الصادقة والآيات الكونيات الباهرة وضده من السفه بوضع الشيء في غير محله مما يأنف عقلاء البشر منه، لمخالفته سنن القياس الصريح، فليس الأمر قدرة بلا حكمة، بل ذلك مفض إلى إنكار تعليل أفعال الرب، جل وعلا، بالحكمة، وهذا أمر يندرج تحته من الجزئيات: إنكار التحسين والتقبيح العقلي، فتكون
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعيان كلها متماثلة، وإنما استقل بعضها عن بعض بحكم إباحة أو تحريم بتعلق خطاب الشارع، عز وجل، به تعلقا محضا لا أثر فيه للقياس العقلي الصريح الموجب للتفريق بين المتباينات فلا يستوي الحسن والقبيح، وإن كان مجرد التفريق بينهما غير كاف في تقرير الحكم حتى يرد خطاب الشارع فهو العمدة في الحكميات وإنما تظهر الحكمة الربانية في التلاؤم بين حكم الشرع وقياس العقل الصريح، فهي، أيضا، من الثنائيات التي ألح المحققون من أهل العلم عليها فبها تزول كثير من الإشكالات التي ولدت معضلات عورض فيها الوحي بقياس العقل لتوهم التعارض بينهما بادي الرأي.
فالقول بأن الأعيان متماثلة إبطال لحكمة الرب، جل وعلا، في تخصيص كل عين بما يناسب وظيفتها في الكون، فحكمة الرب، جل وعلا، قد اقتضت أن تكون العين أو الفعل على هيئة معينة بها يقع كمال الانتفاع، فلو خرجت عن هذا الوصف ما حصل كمال الانتفاع بها، فظهرت حكمة الرب، جل وعلا، في تخصيص الأعيان ووقوع الأفعال على هيئات وصفات مقدرة، وذلك مرده إلى العلم الأزلي الأول: علم التقدير المؤثر، ولا يكون ذلك إلا علما مفصلا فيعم الكليات والجزئيات بل أدق الدقائق وأخفى المسالك، فيقدر الرب، جل وعلا، هيئات الخلايا من جهة التكوين، وطرائقها الحيوية، مما يقع فيها من تفاعلات دقيقة للهدم والبناء وإنتاج الطاقة ......... إلخ، من جهة التسيير، فالرب، جل وعلا، قد أعطى كل شيء خلقه، ثم هداه إلى مباشرة وظائفه على نحو يحصل به انتظام هذا العالم المشهود، على هذا الكيف المتقن، فلم يخلقه ويتركه عبثا، كما زعم الفلاسفة، منكرو صفات الرب، جل وعلا، الذين ردوا هذا الكون على ما فيه من إبداع صنع وإتقان فعل إلى علة بسيطة لا صفة لها بل محض وجود مطلق عن الأوصاف هو إلى الوهم أقرب منه إلى الحقيقة، فلم يعرفوا لجهلهم بعلوم النبوات صفات الرب، جل وعلا، التي عن معانيها المحكمات قد صدر هذا الخلق المتقن، فلا حكمة يثبتونها بها يكون تقدير الأشياء، ولا كلام يثبتونه به يكون تأويل إرادات الرب، جل وعلا، الكونية، في عالم الشهادة، ولذلك كان أتباع الأنبياء عليهم السلام أعظم الناس حظا في هذا الباب بما أثبتوه من أوصاف العلم والحكمة والخلق والتدبير .......... إلخ، فردوا الأمر إلى علته الصحيحة: كلمات الرب، جل وعلا، الكونية النافذة، فبها، كما تقدم، تقع أفعاله في عالم الشهادة على حد الكمال المطلق فرعا عن كمال صفاته الثبوتية، فلا حظ لمن نفى الصفات في ذلك بداهة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولو رأى العقلاءُ واحداً منهم قد وضع المسك في الحشوس والأخلية ووضع النجاسات والقاذورات في مواضع الطيب والنظافة لاشتد نكيرهم عليه والقدح في عقله ونسبوه إلى السفه وخلاف الحكمة، وكذلك لو وضع العقوبة موضع الإحسان والإحسان موضع العقوبة لسفهوه وقدحوا فى عقله، كما قال القائل، (وهو شاعر الدنيا أبو الطيب المتنبي):
ووضع الندى موضع السيف بالعلا مضر ******* كوضع السيف فى موضع الندى". اهـ
ص119.
فتلك من صور عدم الحكمة التي ينكرها جمهمور العقلاء، وبإنكارها يرد بها على نفاة التعليل بالحكمة من الذين ردوا الأمر إلى محض المشيئة، فبطل، كما تقدم، اختصاص كل موضع بما يلائمه، ويرد بذلك، أيضا، على القدرية النفاة الذين زعموا أن الله، عز وجل، قد سوى بين المكلفين في عطاء الهداية، فآتى أبا جهل ما آتى أبا بكر، رضي الله عنه!، وذلك من الفساد بمكان، إذ قاسوا فعل الرب، جل وعلا، على فعل العبد الذي يعدل بالتسوية في العطاء، بل إن ذلك ليس جار حتى على قياس البشر، إذ يختلف العطاء باختلاف الأشخاص والأحوال، ففي الميراث: لا يسوى بين الورثة لمجرد اشتراكهم في العصبة بل لكل نصيبه، تبعا لدرجة قرابته، فالتسوية بينهم جميعا في الإرث بحجة أن ذلك من العدل: تسوية بين مختلفين يلزم منها نقيض ما فروا منه بهذه التسوية: من الظلم، فكذلك عطاء الأديان فإنه يتفاوت من مكلف إلى آخر، فبعض النفوس علوية تقبل آثار الوحي، وبعضها سفلية لا تقبلها، فلو أعطيت منها نصيبا ما انتفعت به، وذلك ضد الحكمة التي يلزم منها حصول النفع والمصلحة، فالحكيم لا يضع الشيء إلا حيث يكون الانتفاع به ولو آجلا، فبوضع مادة
(يُتْبَعُ)
(/)
الخير في الصديق، رضي الله عنه، حصل من النفع ما قد علم، وبوضع مادة الشر في أبي جهل استخرج من عبوديات الصبر على أذاه، والجهاد له حتى قتل في بدر، وظهور آثار أسماء وأوصاف الرب، جل وعلا، فيه من: الصبر والانتقام والمكر والاستدراج، وعليه يقاس كل جبار أو طاغوت يمكن له الرب، جل وعلا، ابتلاء لعباده بتمحيصهم وفتنة له في نفسه باستدراجه بكمال السلطان الظاهر، وكلها مصالح قد تغيب عن الأذهان لا سيما في أزمنة الابتلاء والشدائد، فلا يسوي الرب، جل وعلا، لكمال حكمته بين الصديق والزنديق، بل لكل عطاؤه الذي يلائمه فرعا عن حكمة المعطي جل وعلا.
ولو سلم بالتساوي في العطاء فهو عطاء: البيان والإرشاد، فالحجة الرسالية قد قامت على كليهما، لا عطاء: التوفيق والإلهام إلى التصديق والامتثال، فليس ذلك إلا للمؤمن المسدد، فييسر الرب، جل وعلا، كلاً إلى ما قد قدر له أزلا فرعا عن صلاح محله أو فساده.
وإلى تفاوت الأرواح والقلوب أشار ابن القيم، رحمه الله، بقوله:
"ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذى لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك، وكذلك القلوب منها القلب الشريف الزكي، والقلب الخسيس الخبيث، وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبرد والحر والداء والدواء والعلو والسفل وهو أعلم بالقلوب الزاكية والأرواح الطيبة التى تصلح لاستقرار هذه النعم فيها، وإيداعها عندها، ويزكو بذرها فيها، فيكون تخصيصه لها بهذه النعم كتخصيص الأرض الطيبة القابلة للبذر بالبذر، فليس من الحكمة أن يبذر البذر فى الصخور والرمال والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة ونور المعرفة والبصيرة في المحال التي هي أخبث المحال ". اهـ
ص120.
فالأرواح كالأرضين منها: الطيبة الخصبة، ومنها الخبيثة السبخة التي لا تنبت كلأ ولا تحفظ قطرا، فمن كانت روحه طيبة فالحكمة تقتضي بذر الإيمان في قلبه فضلا وامتنانا من الرب، جل وعلا، فالأرض قابلة لمادة الخير لخصوبتها بما أودع الرب فيها جل وعلا من المخصبات الإيمانية والعناصر الداخلة في تمثيل القلب لأغذية الإيمان فينتج عنه طاقة إيمانية يستعملها القلب في توليد الإرادات الشريفة التي تظهر آثارها على الألسنة ذكرا، والجوارح فعلا. ومن كانت روحه خبيثة، فالحكمة قاضية بحجب مادة الخير عنها إذ لا تنمو النبتة الإيمانية في أرض شديدة الملوحة بما تراكم فيها من العناصر الثقيلة التي أفسدت الأرض فلم تعد صالحة لزرع أو حتى لإمساك قطر لتلوثها في نفسها، فقد صار الخبث عرضا ملازما لها، فلا تطهر إلا إن كان الرب، جل وعلا، قد قضى لها بالتطهير بورود عناصر الإيمان المطهرة التي تنفي خبث القلوب، فإن لم يكن ذلك قد قدر لها، فإن إنبات شجرة الإيمان فيها أمر يخالف قياس العقل الصريح، فلا تنمو ابتداء، ولو فرض ذلك ما انتُفِع بها فهي شجرة فاسدة الأصل، وللفرع حكم أصله، فمادة الخير مقطوعة من هذه الأرض، لو سلم جدلا بإمكان قبولها آثار الوحي الشرعي، إذ الطبع الكوني قد حال بينها وبين الانتفاع بها، وكم من قلوب عرفت الحق بل وحفظته ووعته، ثم لم تنتفع به، ففتنت في نفسها وفتنت غيرها، ولا أدل على ذلك من صنفين من البشر:
صنف تعلم العلم ليقال هو عالم أو ليكتسب به وجاهة مادية أو معنوية فلم يحرر أول المنازل قبل سير في طريق الهجرة، فسلك بذلك الأصل الفاسد: أوعر المسالك، مع علمه بالطريق الصحيح، ولكنه قد حفظ معالمه ووعى مداخله ومخارجه، ولم يوقف مع ذلك إلى سلوكه، فالتوفيق قدر زائد يمتن به الرب، جل وعلا، على من شاء من عباده، فذلك جار على حد ما تقدم من هداية التوفيق الزائدة التي يؤتاها المسددون المخلصون الذي حرروا النوايا فجردوها من حظوظ النفس، وذلك أصعب شيء على النفوس وإن كان أسهل شيء على الألسنة فلا بد من: تحرير النية فذلك متعلق الباطن وتصحيح العمل فيكون موافقا لما قررته النبوة فذلك متعلق الظاهر، فصلاح الباطن وتجرده من الحظوظ والأهواء لازمه صلاح الظاهر بأجناس الأقوال النافعة والأعمال الصالحة.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وإذا كانت جميع الحسنات لا بد فيها من شيئين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يراد بها وجه الله وأن تكون موافقة للشريعة فهذا في الأقوال والأفعال، في الكلم الطيب والعمل الصالح، في الأمور العلمية والأمور العملية العبادية". اهـ
"الاستقامة"، ص505.
ويقول في موضع تال:
"إن دين الله الذي أنزل به كتبه وبعث به رسله هو: إرادة الله وحده بالعمل الصالح.
وهذا هو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من أحد غيره، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
وقال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام).
والإسلام يجمع معنيين:
أحدهما: الاستسلام والانقياد فلا يكون متكبرا.
والثاني: الإخلاص من قوله تعالى: (ورجلا سلما لرجل) فلا يكون مشتركا، وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين كما قال تعالى: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون)، وقال تعالى: (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) ". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص507، 508.
وصنف تعلمه ليضل الناس عنه بتتبع متشابهه والإعراض عن محكمه كحال أغلب أهل الأهواء من أهل البدع والمستشرقين والعلمانيين ........ إلخ ممن ابتلي بهم أهل الإسلام ليعلم من يصغى إليهم تأويلا لقوله تعالى: (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ)، ومن يعرض عنهم تأويلا لقوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلاً وميراثاً فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة وتعظيم المرسل والقيام بحقه والصبر على أوامره والشكر لنعمه والتقرب إليه، ومن لا يصلح لذلك. وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأُمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم وحمل ما بلغوه عن ربهم.
قال عبد الله بن مسعود: إن الله نظر فى قلوب العباد فرأى قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب أهل الأرض فاختصه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته.
وفي أثر بني إسرائيل أن الله تعالى قال لموسى: أتدري لم اخترتك لكلامي؟ قال: لا يا رب. قال: إني نظرت فى قلوب العباد فلم أر فيها أخضع من قلبك لي. أو نحو هذا". اهـ
ص120.
فيعلم حيث يجعل رسالته أنبياء وأتباعا، فلا يختار إلا صفوة البشر ليلقي إليهم الروح من كلماته الشرعيات، ولا يختار لهم إلا أتباعا هم خير طباق البشر بعد النبيين، فمرتبتهم مرتبة الصديقين، وإن تفاوتوا في الصديقية، فهم في جملتهم أشرف أجناس البرية بعد الأنبياء والمرسلين، وفي ذلك رد جامع لكل ذام أو قادح في أتباع الأنبياء عليهم السلام، فأتباع موسى عليه السلام أفضل طباق اليهود، وأتباع عيسى عليه السلام من الحواريين أفضل طباق النصارى، وأتباع النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفضل طباق المسلمين، بل أفضل طباق أهل الأرض أجمعين بعد الأنبياء والمرسلين فأفضليتهم على سائر الأتباع فرع عن أفضلية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على سائر الأنبياء.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالرب سبحانه إذا علم من محل أهلية لفضله ومحبته ومعرفته وتوحيده حبب إليك ذلك ووضعه فيه وكتبه فى قلبه ووفقه له وأعانه عليه ويسر له طرقه وأغلق دونه الأبواب التى تحول بينه وبين ذلك، ثم تولاه بلطفه وتدبيره وتيسيره وتربيته أعظم من تربية الوالد الشفيق الرحيم المحسن لولده الذى هو أحب شيء إليه، فلا يزال يعامله بلطفه ويختصه بفضله ويؤثره برحمته ويمده بمعونته ويؤيده بتوفيقه ويريه مواقع إحسانه إليه وبره به، فيزداد العبد به معرفة وله محبة وإليه إنابة وعليه توكلاً، ولا يتولى معه غيره ولا يعبد معه سواه". اهـ
ص120، 121.
فذلك من التيسير لكل مخلوق إلى ما له قد خلق، فإذا كان المحل ذا أهلية قبل آثار مادة الوحي الإيمانية، من الإرادات والأقوال والأعمال، فصار قلبا وقالبا، علما باطنا وعملا ظاهرا، خبرا وحكما، سياسة وخلقا، على منهاج النبوة، فله، كما تقدم في مواضع سابقة، من تركة: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ): نصيب بقدر التعصيب فليست عصبة الدرجة العليا من الصحب والآل، رضي الله عنهم، والأتباع وتابعيهم كعصبة الدرجة الدنيا ممن جاء بعدهم من الخلف المتأخرين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 08:33 ص]ـ
ومن علامات السداد: أن يصدق العمل العلم، والمقال الحال فذلك حد البلاغة في القول والعمل.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"واقتضت حكمة الرب تعالى وجودُه وكرمه وإحسانه أن بذر فى هذا القلب بذر الإيمان والمعرفة. وسقاه ماء العلم النافع والعمل الصالح، وأطلع عليه من نوره شمس الهداية، وصرف عنه الآفات المانعة من حصول الثمرة، فأنبتت أرضه الزاكية من كل زوج كريم، كما فى الصحيح من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ منها طَائِفَة طَيَّبَة قَبِلَت الْمَاء فَأنْبَتَتْ الْكلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ أَجَادِبُ أَمْسَكَت الماءِ فَسُقِي النَّاسُ وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِي قِيعَانٌ لا تَمْسِكَ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأَ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسَاً وَلَمْ يَقْبَل هُدَى اللهُ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ"
فمثّل القلوب بالأرض التي هي محل النبات والثمار ومثل الوحي الذي وصل إليها من بارئها وفاطرها بالماءِ الذى ينزله على الأرض، فمن الأَرض أرض طيبة قابلة للماءِ والنبات، فلما أصابها الماءُ أنبتت ما انتفع به الآدميون والبهائم وأَقوات المكلفين وغيرهم، وهذه بمنزلة القلب القابل لهدى الله ووحيه المستعد لزكائه فيه وثمرته ونمائه، وهذا خير قلوب العالمين". اهـ
ص121.
فتلك علامات السداد، فإن الأمر جد عسير، فزراعة شجرة الإيمان في القلب ليست بالأمر الهين، فتتطلب جهدا ووقتا فلا ينال هذا الأمر إلا بمداومة الفكر نظرا وتدبرا في الآيات الكونية والشرعية، فيتولد من ذلك من أجناس الصالحات ما يستغرق زمن المكلف فهو بين علم وعمل، وليست كل النفوس تقوى على ذلك، ومنها ما له الاستطاعة الشرعية عليه فآلاته مكتملة وفهمه ثاقب، ولكنه غير مسدد، فاستعمل تلك الآلات في ضد المراد الشرعي من المحرم فعادت وبالا عليه، أو أهدرها في مباحات كأغلب أحوال أهل الدنيا، فلم يكتب الرب، جل وعلا، له الاستطاعة الكونية التي بها يقع الفعل، وإنما منحه الاستطاعة الشرعية التي هي المحل القابل لآثار الوحي، وقطع عنه مادة السداد والتوفيق، فلم ينتفع بتلك القوى، وذلك محض فضله يؤتيه من يشاء ويمنعه من يشاء، بل قد امتن عليه بتصحيح الآلات، ففضل الرب، جل وعلا، عليه كائن في كل الأحوال، أعطى أو منع، فبفضله يكون العطاء وبعدله يكون المنع، ويبقى مدار الأمر على السداد ولوازمه من الإعانة الكونية من إخلاص وصرف للشواغل والآفات التي تعترض نمو تلك البذرة في أرض القلب الزكي وهمة تسمو بصاحبها إلى تحصيل المعالي وغض الطرف بل الترفع عن الدنايا برسم العفة والحشمة وصيانة للنفس أن ينال منها، ولا يكون ذلك إلا بمشيئة الرب، جل وعلا، فأصحاب الآلات العقلية والبدنية كثير، والمسددون الذين اصطفاهم الرب، جل وعلا، لتلك الوظائف الجليلة قليل، وتأمل حال من استعملهم الرب، جل وعلا، في طاعته، وتأمل ما يرد على قلوبهم من عارض الفرح بروح الله، عز وجل، على وزان: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، لا برسم البطر والأشر، وتأمل قلوب الذاكرين وقد شغلت بذكر المحبوب لذاته، جل وعلا، وتأمل شرح صدر من بذل نفسه لإخوانه برسم: "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" فهو ساع في قضاء حوائج المسلمين متصدق عليهم بماله ووقته وشفاعاته إن كان من أصحاب الوجاهات، وتأمل حال طلاب العلم إن ظفروا بمسألة تحريرا وتنقيحا بنية بذل العلم لأهله، من أصحاب المحال الزكية والعقول الذكية، تأمل أحوال أولئك تعلم عظم مصيبة أهل الدنيا الذين حجبوا عن تلك الملاذ النفسية التي هي أشرف أجناس اللذة، فلا تعدلها لذة بطن أو فرج، أو وجاهة زائفة أو سلطان زائل، فلا تصمد تلك لتلك، فأين الثريا من الثرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان حال المحجوبين في باب الإلهيات من أصحاب الذكاء الفطري: بقطع مادة الزكاء الشرعي عنهم، فهم، على ما تقدم بيانه، أذكياء فضلا من الرب جل وعلا، لا أزكياء عدلا منه، تبارك وتعالى، فنالوا عطاءه الكوني الأدنى، وحجبوا عن عطائه الشرعي الأعلى، يقول رحمه الله:
"ويعلم العليم البصير بهم أنهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي ـ رضي اللّه عنه ـ حيث قال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
ومن وجه آخر، إذا نظرت إليهم بعين القدر ـ والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم ـ رحمتهم وترفقت بهم، أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاءً وأعطوا فهومًا وما أعطوا علومًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الأحقاف: 26].
ومن كان عليما بهذه الأمور، تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم، حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه، وذموا أهله وعابوهم، وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من اللّه إلا بعدًا". اهـ
"الرسالة الحموية"، ص93، 94.
وذلك أمر مطرد في كل أبواب الديانة، فليس مقصورا على أبواب العلوم الخبرية من إلهيات وسمعيات ونبوات، بل يتعداه إلى الحكميات، فكم من فقيه بالقول قد استظهر الفروع بأدلتها، وفقه الأصول فسهل عليه إدراك مراد الرب، جل وعلا، ومراد رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكنه خلو من الفضائل العملية، بل ربما كان مفرطا في الواجبات، وهو مع ذلك متزي بزي العلماء والفقهاء!، وكم من مدع لنفسه الحنكة السياسية، وهو عادل عن سياسات أئمة العدل من الأنبياء عليهم السلام وخلفائهم على رسم النبوة إلى سياسات أئمة الجور من المتملكة والمتأمرة بحد سيف الظلم والقهر، وكم من مدع لنفسه طرائق زهدية قد أحدثها أو نقلها عن متزهدة الأمم من الخارجين عن سنن الأنبياء بل عن سنن الفطرة في أحيان كثيرة!، فيعرض عن أخلاق الأنبياء إلى أخلاق الرهبان. فكل يعارض النبوة بما يرد عليه من العلوم أو الأعمال أو الأحكام أو السياسات أو الأخلاق فيحقر من شأن النبوة تعظيما لهواه، فهو منتصر لعقله أو ذوقه من الوحي المنزل!. وذلك محل النزاع بين إبليس ورب العالمين، جل وعلا، فقد أوحى الرب إلى الملائكة بالسجود فعارض إبليس بهواه إذ ظن لنفسه فضيلة وقياسه إذ ظن نفسه خيرا من آدم فرعا عن كون مادته النارية خيرا من مادة آدم الطينية، والأصل فاسد والعلة التي علق عليها الحكم غير مؤثرة فالفرع باطل هو الآخر بداهة. وهو محل النزاع بين الرسل وأممهم، فالرسل قد جاءوا بالوحي، فعارضته أممهم بالعقل والذوق، وهو محل النزاع بين أهل الديانة والفساق في هذا العصر، والعلماء الربانيين وأبناء المدارس العلمانية والعقلية، وإن كان حال كثير من العقلانيين، مع فحش معارضتهم للوحي بمعقولهم، مع كون حالهم خيرا من العلمانيين، فالأولون أرادوا نصرة الملة بمعقولهم فالتزموا بالإفراط في جانب المعقول تفريطا في جانب المنقول، وغالبا ما تكون معارضاتهم في العلميات فهم في العمليات على سنن الشريعة، والآخرون راموا هدم الديانة بمعارضة أصولها وفروعها، فخاضوا في العلميات الخبرية وعطلوا الشرائع العملية، وصيروا الدين رسما ظاهرا بلا حقيقة باطنة تولد في نفس صاحبها أحوالا قلبية كاملة، فهي على رسم الشريعة، وإرادات عملية صالحة تظهر آثارها على الظاهر قولا وعملا، فهو، أيضا، على رسم الشريعة، فلا يكون دين إلا بالتزام أحكام الرسالة علوما باطنة وأعمالا ظاهرة، وذلك ما يجعل الدين على حد المشاقة للعلمانية، فهو في شق وهي في آخر لا يجتمعان ولا يرتفعان، وإن رام أحد المزج بينهما خرج المزيج غير متجانس فهو مسخ فكري غير متناسق، سرعان ما يموت، إذ لا يجتمع في عين واحدة متناقضان، فالواجب كما يقول ابن أبي العز رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"اتِّبَاعُ الْمُرْسَلِينَ، وَاتِّبَاعُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ خَتَمَهُمُ اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَهُ آخِرَ الْأَنْبِيَاءِ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ مُهَيْمِنًا عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ كُتُبِ السَّمَاءِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، وَجَعَلَ دَعْوَتَهُ عَامَّةً لِجَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ، الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، بَاقِيَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَانْقَطَعَتْ بِهِ حُجَّةُ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ.
وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكْمَلَ لَهُ وَلِأُمَّتِهِ الدِّينَ خَبَرًا وَأَمْرًا، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ طَاعَةً لَهُ، وَمَعْصِيَتَهُ مَعْصِيَةً لَهُ، وَأَقْسَمَ بِنَفْسِهِ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوهُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى غَيْرِهِ، وَأَنَّهُمْ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ - وَهُوَ الدُّعَاءُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صَدُّوا صُدُودًا، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَرَادُوا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا، كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَفَلْسِفَةِ وَغَيْرِهِمْ: إِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُحِسَّ الْأَشْيَاءَ بِحَقِيقَتِهَا، أَيْ: نُدْرِكَهَا وَنَعْرِفَهَا، وَنُرِيدُ التَّوْفِيقَ بَيْنَ الدَّلَائِلِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا "الْعَقْلِيَّاتِ"، وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ: جَهْلِيَّاتٌ! وَبَيْنَ الدَّلَائِلِ النَّقْلِيَّةِ الْمَنْقُولَةِ عَنِ الرَّسُولِ، أَوْ نُرِيدُ التَّوْفِيقَ بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْفَلْسَفَةِ. وَكَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ، مِنَ الْمُتَنَسِّكَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ: إِنَّمَا نُرِيدُ الْأَعْمَالَ بِالْعَمَلِ الْحَسَنِ، وَالتَّوْفِيقَ بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَبَيْنَ مَا يَدَّعُونَهُ مِنَ الْبَاطِلِ، الَّذِي يُسَمُّونَهُ "حَقَائِقَ" وَهِيَ جَهْلٌ وَضَلَالٌ. وَكَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَمَلِّكَةِ وَالْمُتَأَمِّرَةِ: إِنَّمَا نُرِيدُ الْإِحْسَانَ بِالسِّيَاسَةِ الْحَسَنَةِ، وَالتَّوْفِيقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشَّرِيعَةِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
فَكُلُّ مَنْ طَلَبَ أَنْ يُحَكِّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ غَيْرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، وَيَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ، وَأَنَّ ذَلِكَ جَمْعٌ بَيْنَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَبَيْنَ مَا يُخَالِفُهُ - فَلَهُ نَصِيبٌ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ كَافٍ كَامِلٌ، يَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ حَقٍّ وَإِنَّمَا وَقَعَ التَّقْصِيرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَعْلَمْ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأُمُورِ الْكَلَامِيَّةِ الِاعْتِقَادِيَّةِ، وَلَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْوَالِ الْعِبَادِيَّةِ، وَلَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْإِمَارَةِ السِّيَاسِيَّةِ، أَوْ نَسَبُوا إِلَى شَرِيعَةِ الرَّسُولِ، بِظَنِّهِمْ وَتَقْلِيدِهِمْ مَا لَيْسَ مِنْهَا، وَأَخْرَجُوا عَنْهَا كَثِيرًا مِمَّا هُوَ مِنْهَا". اهـ
"شرح العقيدة الطحاوية"، ص21، 22.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن الأرض أرض صلبة منخفضة غير مرتفعة ولا رابية، قابلة لحفظ الماءِ واستقراره فيها، ففيها قوة الحفظ وليس فيها قوة النبات فلما حصل فيها الماءُ أَمسكته وحفظته فورده الناس لشربهم وشرب مواشيهم وسقوا منه زروعهم، وهذا بمنزلة القلب الذي حفظ الوحي وضبطه وأَداه إلى من هو أفهم له منه وأَفقه منه وأَعرف بمراده، وهذا في الدرجة الثانية ". اهـ
ص122.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد العالم العامل يأتي العالم الذي لديه قوة الحفظ العلمية، دون قوة الفعل العملية، فهو ممدوح من وجه، إذ حفظ الله، عز وجل، في وعاء فؤاده جملة من علوم الشريعة فهو يبلغها لمن هو أفقه منه، على المعنى العام للفقه الذي يعم العلم والعمل، أصولا وفروعا، فتلك أعلى مرتبة، والعالم الذي يبلغ، مع قصوره في جانب العمل، خير من العالم الذي يكتم علمه، فلا ينتفع به أحد، مع كونه معدودا من أهل العلم، كسائر علماء السوء في كل عصر ومصر، لا سيما في عصرنا ومصرنا الذي ابتلينا فيه بثلة ممن يتبجحون بعلوم الآلات من أصول ونحو وبلاغة ومنطق، ففلان صاحب المنصب والوجاهة: أعلم أهل مصر بكذا وكذا من العلوم وله حلقات درس يظهر فيها تمكنه منها، ثم هو في أمر العامة الذين لا يهتمون كثيرا بما عنده من دقائق العلم إذ لا تدركها فهومهم ابتداء، فهمتهم قد تعلقت بمعرفة الأحكام الشرعية برسم المستفتي المقلد لمن يظن فيه أهلية الإفتاء: عدالة وضبطا،
ثم هو في هذا الشأن عديم النفع بل عظيم الضر بمداهنته للسلطان، فأين العلم إن لم يبذله لطالبه برسم النصح لله ورسوله وخاصة المؤمنين وعامتهم؟، وذلك من الفصام النكد الذي لم يسلم منه أحد في زماننا، فالأقوال في واد، والأفعال في واد آخر، وكثير قد حصل جملة نافعة من مسائل العلم دينا أو دنيا، ولكنه يبخل بها على طالبها، لما أصاب النفوس من الشح في الأعصار المتأخرة فهو شح عام قد حملنا على الظلم والحسد والبغي ومنع الحقوق أصحابَها، وذلك تأويل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا".
وأما أسوأ الأصناف فهو الأرض القيعان:
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن الأرض أرض قيعان- وهى المستوية التى لا تنبت إما لكونها سبخة أو رمالاً، ولا يستقر فيها الماء - فإذا وقع عليها الماءُ ذهب ضائعاً لم تمسكه لشرب الناس ولم تنبت به كلأَ لأنها غير قابلة لحفظ الماءِ ولا لنبات الكلإِ والعشب وهذا حال أَكثر الخلق وهم الأَشقياءُ الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأْساً، ومن كان بهذه المثابة فليس من المسلمين، بل لا بد لكل مسلم أن يزكو الوحي فى قلبه فينبت من العمل الصالح والكلم الطيب ونفع نفسه وغيره بحسب قدرته، فمن لم ينبت قلبه شيئاً من الخير ألبتة فهذا من أشقى الأشقياءِ. فصلوات الله وسلامه على من الهدى والبيان والشفاءُ والعصمة فى كلامه وفى أمثاله". اهـ
ص122.
فلا خير فيه لا لنفسه ولا لغيره، فاستوفت القسمة العقلية الأقسام الواقعة، وإن لم يذكر فيها قسم رابع: من ينفع نفسه ولا ينفع غيره، وذلك غير متصور في هذا الباب، إذ كيف يسلك مسلك الديانة وطلب العلم ولا تجود نفسه به لإخوانه، فلم تعلمه إذن؟!، وما ثمرة نصبه في طلبه إن كان سرا في صدره يموت بموته، فلم يكره على ترك البلاغ، ولم يضيق عليه، ليصح قبول عذره في ترك البلاغ فإن كثيرا من أهل العلم المعاصرين، من علماء طعنوا في السن، ورسخت أقدامهم في الديانة، وعندهم من العلم ما تسمو إلى تحصيله الهمم لدقة مسالكه ولطف مآخذه، ولكنهم قد حجبوا وضيق عليهم من أهل الجور فلا يقدرون على البلاغ وإن كانوا يتحرقون شوقا لذلك، فيبلغون مع أول بارقة سعة، فمتى وجدوا سبيلا للبلاغ سلكوه، مع أنهم قد يتعللون، لو كانوا أصحاب حظوظ نفسانية، بأنهم لم يعطوا أقدارهم من الوجاهة، ولم ينزلوا منازل التصدر والرياسة، فليس الناس أهلا لحمل علومهم!، فتراهم ينتهزون الفرص للبلاغ، في الفضائيات أو شبكة المعلومات أو حتى تسجيل المجالس العلمية وبثها في المنتديات أو على أقراص ليزرية ......... إلخ، بل بعض الفضلاء المعاصرين يدفع الأموال لإحدى الفضائيات ليقدم سلسلة علمية أعدها بنفسه، مع أن البدهي ألا يدفع شيئا بل لو دفعوا له ما كان في ذلك حرج فأخذ الأجر على تعليم العلم جائز على خلاف بين أهل العلم ليس هذا موضع بسطه، فلن يعدم المرء حيلة ليوصل النفع إلى إخوانه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، والرب، جل وعلا، رحيم فلم يكلفنا فوق طاقتنا بإيذاء أنفسنا أو أصحاب الحقوق علينا من الأهل والذرية، وإنما أمرنا ببذل الأسباب المشروعة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وهو شكور يقبل القليل فيثمره، وهو عزيز فأمره غالب ودينه ظاهر، فلا يحمل العبد هم ذلك، وإنما يحمل هم البلاغ ليكون ممن استعمل في نصرة هذا الدين فلا تجري عليه سنة الاستبدال إن بخل بنفسه أو ماله، فلا قيام لهذا الدين إلا بـ: الشجاعة والكرم، والشجاعة وسط بين التفريط على رسم الجبن، والإفراط على رسم التهور، والكرم وسط بين التفريط على رسم البخل، والإفراط على رسم التبذير.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فلهذا تجدهم يمدحون جنس الشجاعة وجنس السماحة إذ كان عدم هذين مذموما على الإطلاق وأما وجودهما ففيه تحصيل مقاصد النفوس على الإطلاق لكن العاقبة في ذلك للمتقين وأما غير المتقين فلهم عاجلة لا عاقبة والعاقبة وإن كانت في الآخرة فتكون في الدنيا أيضا .................... والله سبحانه حمد الشجاعة السماحة في سبيله كما في الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله: الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
وقال سبحانه: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، وذلك أن هذا هو المقصود الذي خلق الله الخلق له كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فكل ما كان لأجل الغاية التي خلق لها الخلق كان محمودا عند الله وهو الذي يبقى لصاحبه وينفعه الله به وهذه الأعمال هي الباقيات الصالحات". اهـ
"الاستقامة"، ص496_498.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 08:20 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والمقصود أن الله سبحانه أَعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه، ومن يصلح لها ومن لا يصلح، وأَن حكمته تأْبى أَن يضع ذلك عند غير أَهله، كما تأْبى أن يمنعه من يصلح له. وهو سبحانه الذى جعل المحل صالحاً وجعله أَهلاً وقابلاً، فمنه الإعداد والإمداد، ومنه السبب والمسبب". اهـ
ص122.
فذلك جار على حد ما تقدم، مرارا، من معنى الحكمة التي يضع صاحبها الشيء في موضعه، فقد أعد المحل وأمد بالسبب وخلق المسبَّب بالقوى الفعالة في السبب الذي يجري وفق ما قدر بعلمه وحكمته من السنن الكونية التي ينتظم بجريانها أمر هذا الكون على هذا الحد الذي نراه من الإتقان والإبداع.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن اعترض بقوله: فهلا جعل المحالّ كلها كذلك، وجعل القلوب على قلب واحد، فهو من أَجهل الناس وأضَلهم وأسفههم، وهو بمنزلة من يقول: لم خلق الأَضداد، وهلا جعلها كلها شيئاً واحداً، فلم خلق الليل والنهار والفوق والتحت والحر والبرد والدواءَ والداءَ والشياطين والملائكة والروائح الطيبة والكريهة والحلو والمر والحسن والقبيح؟ وهل يسمح خاطر من له أَدنى مسكة من عقل بمثل هذا السؤال الدَّالَّ على حمق سائله وفساد عقله؟ وهل ذلك إلا موجب ربوبيته وإلاهيته وملكه وقدرته ومشيئته وحكمته، ويستحيل أن يتخلف موجب صفات كماله عنها؟ ". اهـ
ص122.
فلو كان الأمر كذلك لتعطلت سنن كونية كثيرة، لا سيما سنة التدافع بين الأضداد، فحر يستدفع بالإبراد، وبرد يستدفع بالاستدفاء .......... إلخ، فيظهر أثر حكمة الرب، جل وعلا، في مباشرة السبب توسلا بقواه المؤثرة إلى تولد المسبَّب الذي ينتفع به باذل السبب، فهذا حد الشريعة التي اعتبرت الأسباب فلم تهملها، فذلك مما يقدح في العقول، ولم تجعلها مناط التأثير الأول فذلك مما يقدح في التوحيد بغض الطرف عن قدرة الرب، جل وعلا، الذي يجري ما شاء من الأسباب ويمنع ما شاء، وذلك أمر، كما تقدم في أكثر من موضع، يظهر جليا في الاستشفاء بتعاطي الدواء، فالسبب واحد والقوة المؤثرة فيه واحدة ومع ذلك يشفى به مريض دون آخر، لاستيفاء الشروط وانتفاء الموانع في حق الأول، وقيامها في حق الثاني، وذلك لا يكون إلا بمشيئة الرب، جل وعلا، فقدرته مؤثرة في كل أحداث الكون إيجادا وإعداما، فكل سبب لها خاضع ولا تخضع هي لأي سبب مشهودا كان أو مغيبا.
ولو كان الأمر على حد سواء، فلم يطرأ التغير بتوالي الأضداد، لاحتج بذلك الملحدون على صحة مقالتهم الردية في تأليه الطبيعة، فلا رب يعالج كونه بأنواع المقادير الكونية، فكان ذلك التباين في الأحوال، بل التضاد بين كثير منها مع انتظام أمر العالم بذلك مئنة من وجود الرب، جل وعلا، بل وعنايته بكونه، فهو الموجد له من العدم، المسير له بأقضيته الكونية على نحو تصلح به أمور البرية، فذلك من أعظم صور عنايته بخلقه.
والأشياء قد علق وقوعها على أسباب، وهي متباينة فلزم تباين الوسائل إليها، وذلك مؤد لا محالة إلى التصادم بين الإرادات، فتلك طبيعة الكائنات، ففريق يغلب عليه الجور فيتعدى، وفريق آخر يدفع عدوانه، فيقع التصادم لا محالة، فيظهر من ذلك من طبائع الأشياء الذاتية ما يدل على إتقان الصنعة الربانية، فالطبائع أمر ذاتي لازم للأشياء فالقول بنزعها منها مكابرة ينكرها العقل والحس، لخروجها عن مقتضى السنن الكوني المطرد، نعم قد تنزع من الأشياء أوصافها الذاتية كما نزع حر النار التي ألقي فيها الخليل عليه السلام، وكما برد لهيبها فمشى عليه أبو مسلم الخولاني، رحمه الله، لما ألقاه الأسود العنسي فيها، ولكن ذلك لا يكون إلا آية على حد الإعجاز للنبي أو الكرامة للولي، فهو خارج عن القياس وما خرج عن القياس عليه لا يقاس، فالبحث الآن في الطبائع الذاتية للأشياء فلا دواء إلا مر، ولا نار إلا حارة .... إلخ، فلو صح خروجها عن وصفها المعتاد خروجا مطردا يصح القياس عليه لا استثناء منقطعا لا اتصال له فلا يقاس عليه، لو صح ذلك لجاز للمخلوق الفقير أن يدعي الغنى المطلق دون أن ينكر عليه، لجواز اتفكاك وصف الفقر عنه مع أنه وصف ذاتي لازم له أبدا، ولجاز طروء عارض الفقر على الرب، جل وعلا، مع أن ذلك في حقه
(يُتْبَعُ)
(/)
، تبارك وتعالى، محال ذاتي، بل ضده من الغنى هو الوصف الذاتي اللازم له أبدا، فأوصاف الذوات لا تنفك عنها، وهي متباينة بل متضادة، فيستحيل شرعا وعقلا وجود الذات دون وجود الأوصاف الذاتية القائمة بها فهي التي تميزها عن غيرها من الذوات، فلو نزعت منها لنزع منها المعنى والاسم الدال عليها، فصارت ذاتا أخرى، فلو نزعت الحرارة من النار ما صارت نارا، ولذلك كانت بعد نزع قوة الإحراق منها لما ألقي الخليل عليه السلام فيها: بردا وسلاما، وذلك ليس وصف النار الذاتي الذي ميزها عن بقية الذوات. فاتصاف الذوات بصفاتها على هذا الحد من الإتقان فلا تتداخل صفات ذاتين في الخارج، وإن صح وقوع الشركة بينهما في المعاني الكلية المطلقة في الذهن فذلك من قبيل الاشتراك المعنوي الجائز بل الواجب عقلا لإدراك حقائق الأشياء بردها إلى أصول كلية يحصل بها الإفهام لحقيقة الشيء، فمهما وقع من التشابه خارج الذهن بين ذاتين أو أكثر، فلا بد من قدر فارق بينهما تختص به كل ذات عن الأخرى، فلو نزعت الطبائع الذاتية منها لانتفى القدر الفارق بينها فصارت كلها على وصف واحد، فتعطلت بذلك سنة التدافع التي تنشأ من هذا القدر الفارق، فضلا عن إفضاء ذلك إلى القول بوحدة مادة العالم فلا امتياز لمادة عن غيرها، ولو كانت شريفة القدر، وذلك ذريعة إلى القوب بوحدة الوجود التي انتحلها غلاة الاتحادية.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"قلت لشيخ الإسلام: فقد كان من الممكن خلق هذه الأمور مجردة عن المفاسد مشتملة على المصلحة الخالصة فقال: خلق هذه الطبيعة بدون لوازمها ممتنع، فإن وجود الملزوم بدون لازمه محال، ولو خلقت على غير هذا الوجه لكانت غير هذه، ولكان عالماً آخر غير هذا. قال: ومن الأشياء ما تكون ذاته مستلزمة لنوع من الأمور لا ينفك عنه - كالحركة مثلاً المستلزمة لكونها لا تبقى - فإذا قيل: لما لم تخلق الحركة المعينة باقية؟ قيل: لأن ذات الحركة تتضمن النقلة من مكان إلى مكان والتحول من حال إلى حال، فإذا قدر ما ليس كذلك لم يكن حركة". اهـ
ص123، 124.
ويقول في موضع تال:
"وهل حقيقة الملك إلا بإكرام الأولياءِ وإهانة الأَعداءِ؟ وهل تمام الحكمة وكمال القدرة إِلا بخلق المتضادات والمختلفات وترتيب آثارها عليها وإِيصال ما يليق بكل منها إِليه؟ وهل ظهور آثار أَسمائه وصفاته فى العالم إلا من لوازم ربوبيته وملكه؟ فهل يكون رزّاقاً وغفاراً وعفوّاً ورحيماً وحليماً ولم يوجد من يرزقه، ولا من يغفر له ويعفو عنه ويحلم عنه ويرحمه؟ وهل انتقامه إلا من لوازم ربوبيته وملكه؟ فممن ينتقم إن لم يكن له أعداء ينتقم منهم، ويرى أولياءه كمال نعمته عليهم واختصاصه إياهم دون غيرهم بكرامته وثوابه؟ وهل فى الحكمة الإلهية تعطيل الخير الكثير لأجل شر جزئى يكون من لوازمه؟ فهذا الغيث الذى يحيى به الله البلاد والعباد والشجر والدواب. كم يحبس من مسافر، ويمنع من قصاد، ويهدم من بناءٍ، ويعوق من مصلحة؟ ولكن أين هذا مما يحصل به من المصالح؟ وهل هذه المفاسد فى جنب مصالحه إلا كتفلة فى بحر؟ وهل تعطيله لئلا تحصل به هذه المفاسد إلا موجباً لأعظم المفاسد والهلاك؟ وهذه الشمس التى سخرها الله لمنافع عباده وإنضاج ثمارهم وأقواتهم وتربية أبدانهم وأبدان الحيوانات والطير، وفيها من المنافع والمصالح ما فيها كم تؤذى مسافراً وغيره بحرّها، وكم تجفف رطوبة وكم تعطش حيواناً، وكم تحبس عن مصلحة، وكم تنشف من مورد وتحرق من زرع؟ ولكن أين يقع هذا فى جنب ما فيها من المنافع والمصالح الضرورية المكملة؟ فتعطيل الخير الكثير لأجل الشر اليسير شر كثير، وهو خلاف موجب الحكمة الذى تنزه الله سبحانه عنه". اهـ
ص123.
(يُتْبَعُ)
(/)
فخلق المتضادات، كما تقرر مرارا، مئنة من كمال ربوبيته، عز وجل، فلن تظهر حكمته، جل وعلا، إلا بذلك، لما تقدم من تدافع الطبائع الذاتية للمتباينات بمقتضى ما جبلت عليه من القوى، فقوى البرودة في الماء تدافع قوى الحرارة في النار، فلا تتصور نار بلا حرارة إلا على حد الخارقة، كما تقدم، والبحث الآن في السنن المطردة التي أقام الله، عز وجل، عليها كونه، ولو احتوى السبب شرا جزئيا فهو ذريعة إلى تحصيل خير كلي فضلا عن كون الشر ذاتيا فيه فلا ينسب إلى الرب، جل وعلا، إلا على حد الخلق الذي يكون بالمشيئة فلا تستلزم محبته لذاته، وإنما تتعلق الحكمة بما يتولد عنه من المنافع الشرعية المرادة لذاتها فهي متعلق محبته، عز وجل، فلا تكون إلا شرعية، كما أن المشيئة لا تكون إلا كونية، فالتسوية بينهما: مظنة الخطأ في هذا الباب، فإما أن ينفي الناظر خلق الله، عز وجل، الشر فيقع في القدر، وإما أن يثبته للرب، جل وعلا، على حد المحبة، فيقع في الجبر، والتوسط في ذلك: إثبات الخلق متعلقا بالمشيئة لا المحبة، فالرب، جل وعلا، لا يحب الشر وإنما يوجده لحكمة تفوق مفسدة وقوعه فذلك معدن الحكمة التي يتصف بها الرب، جل وعلا، على حد الكمال المطلق.
فهل تظهر آثار صفات الجمال إلا بوجود من تتعلق بهم من أهل الطاعة، وهل تظهر آثار صفات الجلال إلا بوجود من تتعلق بهم من أهل المعصية، وهل يظهر كل منهما إلا بملاحظة الآخر؟!، فبضدها تتمايز الأشياء، فالمراد لغيره يتوصل به إلى المراد لذاته، ومناط الأمر: معرفة نوع الشيء: هل هو مراد لذاته فلا يكون إلا محبوبا، أو هو مراد لغيره فلا يمتنع أن يكون مكروها لشر ذاتي فيه، مع تنزه إضافته إلى الرب، جل وعلا، على حد الرضا، وإنما يضاف إليه على حد الخلق مع كونه وسيلة إلى مراد أسمى، فانفكاك الجهة فيه كائن: جهة الخلق وجهة المحبة، جهة الشر الذاتي فيه والخير الذي يتذرع به إليه، وفي علم الأصول: يجوز أن تكون الوسيلة إلى تحصيل المصلحة الأعلى متضمنة لمفسدة أدنى، فيكون الفعل محرما، ومع ذلك يرتكبه الفاعل، بل ويثاب عليه، لتوصله به إلى درء مفسدة أعظم، وذلك، كما تقدم مرارا، من الدقة بمكان فلا يجيد استعمال موازينه الشرعية إلا من تضلع من العلوم الرسالية.
يقول ابن ابي العز، رحمه الله، في معرض التفريق بين المراد لذاته من الخير الكلي، والمراد لغيره من الشر الجزئي:
"فإن قيل: كيف يريد الله أمرا ولا يرضاه ولا يحبه؟ وكيف يشاؤه ويكونه؟ وكيف تجتمع إرادته له وبغضه وكراهته؟ قيل: هذا السؤال هو الذي افترق الناس لأجله فرقا، وتباينت طرقهم وأقوالهم.
فاعلم أن المراد نوعان: مراد لنفسه، ومراد لغيره. فالمراد لنفسه، مطلوب محبوب لذاته وما فيه من الخير، فهو مراد إرادة الغايات والمقاصد. والمراد لغيره، قد لا يكون مقصودا لما يريد، ولا فيه مصلحة له بالنظر إلى ذاته، وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده، فهو مكروه له من حيث نفسه وذاته، مراد له من حيث قضاؤه وإيصاله إلى مراده، فيجتمع فيه الأمران: بغضه وإرادته، ولا يتنافيان، لاختلاف متعلقهما. وهذا كالدواء الكريه، إذا علم المتناول له أن فيه شفاءه، وقطع العضو المتآكل، إذا علم أن في قطعه بقاء جسده، وكقطع المسافة الشاقة، إذا علم أنها توصل إلى مراده ومحبوبه. بل العاقل يكتفي في إيثار هذا المكروه وإرادته بالظن الغالب، وإن خفيت عنه عاقبته، فكيف بمن لا يخفى عليه خافية، فهو سبحانه يكره الشيء، ولا ينافي ذلك إرادته لأجل غيره، وكونه سببا إلى أمر هو أحب إليه من فوته.
من ذلك: أنه خلق إبليس، الذي هو مادة لفساد الأديان والأعمال والاعتقادات والإرادات، وهو سبب لشقاوة كثير من العباد، وعملهم بما يغضب الرب سبحانه، تبارك وتعالى، وهو الساعي في وقوع خلاف ما يحبه الله ويرضاه. ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه، ووجودها أحب إليه من عدمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
منها: أنه تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات، فخلق هذه الذات، التي هي أخبث الذوات وشرها، وهي سبب كل شر، في مقابلة ذات جبرائيل، التي هي من أشرف الذوات وأطهرها وأزكاها، وهي مادة كل خير، فتبارك خالق هذا وهذا. كما ظهرت قدرته في خلق الليل والنهار، والدواء والداء، والحياة والموت، والحسن والقبيح، والخير والشر. وذلك من أدل دليل على كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه، فإنه خلق هذه المتضادات، وقابل بعضها ببعض، وجعلها مجال تصرفه وتدبيره، فخلو الوجود عن بعضها بالكلية تعطيل لحكمته وكمال تصرفه وتدبير مملكته.
ومنها: ظهور آثار أسمائه القهرية، مثل: القهار، والمنتقم، والعدل، والضار، والشديد العقاب، والسريع العقاب، وذي البطش الشديد، والخافض، والمذل، فإن هذه الأسماء والأفعال كمال، لا بد من وجود متعلقها، ولو كان الجن والإنس على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء.
ومنها: ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده، فلولا خلق ما يكرهه من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله: «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم».
ومنها: ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة، فإنه الحكيم الخبير، الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها، فلا يضع الشيء في غير موضعه، ولا ينزله في غير منزلته التي يقتضيها كمال علمه وحكمته وخبرته، فهو أعلم حيث يجعل رسالاته، وأعلم بمن يصلح لقبولها ويشكره على انتهائها إليه، وأعلم بمن لا يصلح لذلك. فلو قدر عدم الأسباب المكروهة له لتعطلت حكم كثيرة، ولفاتت مصالح عديدة.
ولو عطلت تلك الأسباب لما فيها من الشر، لتعطل الخير الذي هو أعظم من الشر الذي في تلك الأسباب، وهذا كالشمس والمطر والرياح، التي فيها من المصالح ما هو أضعاف أضعاف ما يحصل بها من الشر.
ومنها: حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت، فإن عبودية الجهاد من أحب أنواع العبودية إليه سبحانه. ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية وتوابعها من الموالاة لله سبحانه وتعالى والمعاداة فيه، وعبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعبودية الصبر ومخالفة الهوى، وإيثار محاب الله تعالى، وعبودية التوبة والاستغفار، وعبودية الاستعاذة بالله أن يجيره من عدوه ويعصمه من كيده وأذاه. إلى غير ذلك من الحكم التي تعجز العقول عن إدراكها". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص229_231.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 02 - 2010, 08:30 ص]ـ
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض الإشارة إلى طرف من هذه الحكمة:
"وهذا الشر الوجودي هو من خلقه تعالى إذ لا خالق سواه، وهو خالق كل شيء، لكن كل ما خلقه الله فلا بد أن يكون له فى خلقه حكمة لأجلها خلقه، لو لم يخلقه فاتت تلك الحكمة، وليس في الحكمة تفويت هذه الحكمة التي هي أحب إليه سبحانه من الخير الحاصل بعدمها، فإن في وجودها من الحكمة والغايات التي يحمد عليها سبحانه أضعاف ما في عدمها من ذلك، ووجود الملزوم بدون لازمه ممتنع، وليس في الحكمة تفويت هذه الحكمة العظيمة لأجل ما يحصل للنفس من الشر مع ما حصل من الخيرات التي لم تكن تحصل بدون هذا الشر، ووجود الشيء لا يكون إلا مع وجود لوازمه وانتفاء أضداده، فانتفاء لوازمه يكون ممتنعاً لغيره، وحينئذ فقد يكون هدى هذه النفوس الفاجرة وسعادتها مشروطاً بلوازم لم تحصل، أو بانتفاء أضداد لم تنتف". اهـ
ص125.
فالاقتران بين المتلازمين، كما تقدم مرارا، أمر وثيق الصلة من جهة العقل والمصلحة الخالصة في عالم الشهادة عزيزة بل ربما عديمة فلا بد من تضمنها لمفسدة ولو دقيقة، فاقتضت الحكمة الربانية تحصيل هذه المصلحة، وهي للعباد لا للرب، جل وعلا، فهو غني عنها، وإنما قدر وقوعها على هذا النحو من التلازم بين الأسباب ومسبَّباتها لتظهر آثار حكمته الباهرة التي بها تعلل سائر أحداث الكون، فمن رام لازما بلا ملزومه أو ملزوما بلا لازمه فقد رام ممتنعا لذاته لا وجود له في عالم الشهادة لمناقضته الحكمة التي يسير عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكون، فالعقل الصريح يحيل ذلك إلا على رسم الآية أو الكرامة، ومحل البحث الآن: ما اطرد من أمر الخلائق لا ما استثني، فهو خارج عن القياس فغيره عليه لا يقاس.
فالشر بنوعيه: العدمي والذاتي من خلق الله، عز وجل، وهو غير مراد لذاته، وإنما يتوصل به إلى مراد أسمى ومطلوب أعظم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فإن قيل: فهلا حصلت تلك اللوازم وانتفت تلك الأضداد، فهذا هو السؤال الأول، وقد بينا أن لوازم هذا الخلق وهذه النشأة وهذا العالم لا بد منها، فلو قدر عدمها لم يكن هذا العالم بل عالماً آخر ونشأة أخرى وخلقاً آخر، وبينا أن هذا السؤال بمنزلة أن يقال: هلا تجرد الغيث والأنهار عما يحصل به من تغريق وتعويق وتخريب وأذى؟ وهلا تجردت الشمس عما يحصل منها من حر وسموم وأذى؟ وهلا تجردت طبيعة الحيوان عما يحصل له من ألم وموت وغير ذلك؟ وهلا تجردت الولادة عن مشقة الحمل والطلق وألم الوضع، وهلا تجرد بدن الإنسان عن قبوله للآلام والأوجاع واختلاف الطبائع الموجبة لتغير أحواله؟ وهلا تجردت فصول العام عما يحدث فيها من البرد الشديد القاتل والحر الشديد المؤذى؟ فهل يقبل عاقل هذا السؤال أو يورده؟ وهل هذا إلا بمنزلة أن يقال: لم كان المخلوق فقيراً محتاجاً والفقر والحاجة صفة نقص، فهلا تجرد منها وخلعت عليه خلعة الغنى المطلق والكمال المطلق؟ فهل يكون مخلوقاً إذا كان غنياً غنى مطلقاً؟ ". اهـ
ص126.
فانفكاك تلك الأشياء عن العوارض الذاتية الملازمة لها بمنزلة تجريد الموصوف من صفاته، فيعدم خارج الذهن، فكيف يكون مرض بلا آلام وأوجاع يقتضيها خروج البدن عن حالة الاعتدال إلى حالة الاختلال، فالوجع والألم من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن المرض، فهي كالصفات الذاتية الملازمة للبدن من يد وعين وقدم ..... إلخ، فإذا جرد البدن من تلك الصفات بتلف أو بتر انتفى عنه اسم البدن، إذ هو اسم دال على مسمى هو مجموع الأوصاف الذاتية القائمة بالذات فيطلق على مجموعهما: بدن أو جسد أو إنسان، فإذا جرد البدن من تلك الأوصاف انتفى عنه الاسم بقدر انتفاء تلك الأوصاف عنه، فبدن ناقص بفقد وصف اليد أو القدم، وبدن أنقص بفقد أوصاف أكثر حتى يصل الأمر إلى انتفاء اسم البدن لتلف كل أوصافه التي تعلق بها الاسم، فمن رام انفكاك الملزوم عن لازمه فقد رام المحال بتبديل خصائص الأشياء الذاتية التي ركبها الله، عز وجل، فيها، إظهارا لحكمته في تعلق الأحكام بتلك الأوصاف، فيتعلق بوصف المرض وهو حكم كوني، أحكام شرعية، ويتعلق بضده من وصف الصحة وهو أيضا: حكم كوني، أحكام شرعية، فلكل حكم كوني بنعمة أو نقمة، بعافية أو ابتلاء: ما يتعلق به من الأحكام الشرعية، فلو نزعت من الأشياء خصائصها الذاتية كمالا أو نقصانا، لتعطلت الأحكام بانتفاء العلل التي هي الأوصاف التي علقت عليها، فأنى لحكمة أن تظهر، ولا أمارات تدل على تعلق الأحكام بالذوات، وإظهارا لقدرته إذ قهر الأشياء بما ركب فيها من أوصاف النقص إظهار لكماله، فبضدها تتميز الأشياء، فالفقر من الأوصاف الذاتية الملازمة لكل مخلوق مهما بلغ كمال ذاته وصفاته، بل أهل الجنة مع كمال ذواتهم وصفاتهم لا ينفكون عن افتقار إلى الله، عز وجل، في أحكامهم الشرعية فيلهمون التسبيح كما يلهم أهل الدنيا النفس، وفي أحكامهم الكونية فبقاؤهم، كما تقدم مرارا، إنما يكون بإبقاء الله، عز وجل، لهم، وجبريل، عليه السلام، مقدم الملائكة وأعظمهم ذاتا ووصفا، لا ينفك عن فقر ذاتي ملازم له، فالله، عز وجل، خالقه، فافتقر إليه في الإيجاد، ثم هو مميته إظهارا لتفرده، عز وجل، بوصف الحياة الكاملة أزلا وأبدا، فمن رام الخروج عن هذا الوصف الذاتي الذي لا ينفك عنه مخلوق فهو على رسم الطغيان في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى)، فذيل بالعلة عقيب المعلول على حد الفصل لشبه كمال الاتصال، فعلة حكم الطغيان، ظنه على حد الرؤية العلمية فذلك آبلغ في بيان فساد تصوره إذ جزم لدلالة مادة الرؤية القلبية على العلم الجازم، جزم بأنه غني، وهو على الضد من ذلك، فوصف الغنى الذي ادعاه منتف عنه، بل هو بنقيضه متصف، فلا ينفك عن وصف نقص ذاتي ملازم لذاته أبدا، فذلك مما جبل
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه، وجرت أحكام الكون والشرع على وفاقه، إظهارا للقدرة النافذة والحكمة البالغة كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومعلوم أن لوازم الخلق لا بد منها فيها، ولا بد للعلو من سفل، والسفل من مركز ولوازم العلو من السعة والإضاءة والبهجة والخيرات وما هناك من الأرواح العلوية النيرة المناسبة لمحلها وما يليق بها ويناسبها من الابتهاج والسرور والفرح والقوة والتجرد من علائق المواد العلية لا بد منها، ولوازم السفل والمركز من الضيق والحصر ولوازم ذلك من الظلمة والغلط والشر وما هنالك من الأرواح السفلية المظلمة الشريرة وأعمالها وآثارها لا بد منها، فهما عالمان علوي وسفلي ومحلان وساكنان تناسبهما مساكنهما وأعمالهما وطبائعهما، وقد خلق كلا من المحلين معموراً بأهليه وساكنيه حكمة بالغة وقدرة قاهرة، وكل من هذه الأرواح لا يليق بها غير ما خلقت له مما يناسبها ويشاكلها قال تعالى: {قُلْ كُلٌ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] أى على ما يشاكله ويناسبه ويليق به، كما يقول الناس: (كل إناءٍ بالذى فيه ينضح) ". اهـ
ص126.
فلا بد لكل محل من صفات تلائمه فذلك مقتضى القدرة النافذة بخلق المحال المتضادة ومقتضى الحكمة بإمداد كل محل بالأسباب الملائمة له. ولكل دار ما يلائمها من الأحكام، ولكل جنس ما يلائمه، بل لكل فرد ما يلائمه، بل لكل فرد أحكام تتباين بتباين أحواله، فللمريض، كما تقدم، أحكام كونية وشرعية تلائم حاله، وللصحيح أحكامه، فالأول قد خرج بدنه عن حد الاعتدال بطروء سبب المرض، فناسب ذلك الأخذ بالرخصة تيسيرا، فلكل قدر كوني قدر شرعي يلائمه، فذلك مما تظهر به حكمة الرب، جل وعلا، فخلق الشيء وضده، كما تقدم مرارا، مئنة من كمال قدرته، عز وجل، إذ لا يقدر على خلق المتضادات إلا الرب القادر على إحداث ما شاء من الأعيان والأحوال، وفيه من دليل حكمته الكونية بيان إتقان صنعته فبضدها تتميز الأشياء، ورحمته بمن طرأ عليه المرض أو العذر المسقط للتكليف من جنون أو قعود أو عمى ........ إلخ، فمع عظم ابتلائه باعتبار الحال إلا أن له من الثواب إذا صبر واحتسب فذلك واجب وقته، له منه باعتبار المآل ما يفوق أضعاف المفسدة الطارئة فبها تحصل مصلحة عظمى باقية، إذ ما عندكم ينفد وما عند الله من الثواب باق، فلا نفاد لنعيم أهل الجنة، والصابرون من أشرف سكان تلك الدار فـ: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فتلك متعلقات قدرته وحكمته الكونية، وأما حكمته الشرعية فتظهر آثارها في تفاوت التكليف فرعا عن تفاوت الأجناس والهيئات والقوى فليس الصحيح كالضعيف، فالأول لا يصلي جالسا إلا في النفل، وله مع ذلك نصف الأجر، والثاني يصلي الفريضة جالسا بل نائما بل مستلقيا يومئ بأركانه بل بعينه إن عجزت أطرافه، وله الأجر كاملا بل له من أجر ما كان يعمل صحيحا قبل طروء العذر المانع، وذلك من فضل الرب الحكيم الشارع، فحكمته في وضع كل شيء في موضعه اللائق شرعا أو كونا قد بلغت الغاية فظهر بها من كماله ما انفرد به عن سائر الموجودات، فهي، كما تقدم، من أخص أوصاف ربوبيته، وتأملها في سائر أحكامه الكونية والشرعية باعث حثيث على إفراده، عز وجل، بالألوهية، كما تقدم مرارا، من التلازم الوثيق بين الربوبية الخالقة والألوهية الشارعة الحاكمة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فمن أرادت من الأرواح الخبيثة السفلية أن تكون مجاورة للأرواح الطيبة العلوية في مقام الصدق بين الملأ الأعلى فقد أراد ما تأباه حكمة أحكم الحاكمين، ولو أن ملكاً من ملوك الدنيا جعل خاصته وحاشيته سفلة الناس وسقطهم وغرتهم الذين تتناسب أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم فى القبح والرداءة والدناءة لقدح الناس فى ملكه وقالوا: لا يصلح للملك". اهـ
ص126.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحكمة قاضية بأن لا يسوى بين الشريف الذي يليق بالملك مجالسته والوضيع الذي لا يصلح مثله لمجالسة الملوك، بل هو بمجالسة الصعاليك أجدر، فكل يقع على شكله، فلا بد من سمو نفوس مجالسي أصحاب الرتب العلية، ولله المثل الأعلى، ولذلك لا يسكن الجنان إلا أقوام قد طهرت بواطنهم وظواهرهم فمن طهر ابتداء دخل ابتداء، ومن لم يطهر بموانع نفاذ الوعيد دخل كير التطهير إن كان من أهل التوحيد المخلطين، فطهر بلهيب نار عصاة الموحدين، فإذا خلصت مادته من الخبث، ونصحت نفسه من شوائب التخليط، صار أهلا لمجاورة رب العزة والجلال، فلا يجاوره إلا من وصفه الذهب الخالص، فلما أدخل أحمد، رحمه الله، كير الابتلاء في المحنة، خرج ذهبا سبيكا أحمر، فهو القدوة لمن جاء بعده، ولا يكون إماما في هذا الشأن إلا من رفع الله، عز وجل، قدره، فزكى نفسه، واصطفاه بكلماته الكونية فـ: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)، فيخلق بقدرته ويختار بحكمته، فلا يختار لقربه السفهاء، فلا يليق بجواره إلا النبلاء، وسير أعلامهم شاهدة بتقدمهم في الدنيا برسم الولاية وفي الآخرة برسم: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)، فأمروا في معرض التكريم إذ كانوا في الدنيا على ثغور الطاعة مرابطين، وفي سماء الملة حرسا شديدا وشهبا يحرق بناره شبه المغرضين، فجمعوا العلم والعمل. و: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)، فقس عليها: الله أعلم حيث يجعل ولايته فلا يستوي أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي دؤاد، وإن اشتركا في الاسم، فقد حصل الفصل فخرج أحمد بن أبي دؤاد من حد الإمامة ودخل أحمد بن حنبل، رحمه الله، فهو الإمام حقا وشيخ الإسلام صدقا.
وتلمس أوجه الحكمة في قدره الشرعي بسن الأحكام التي تلائم عموم الأحوال، وقدره الكوني بإجراء المقادير على وجه يحصل به تمام الانتفاع للخلق، وتظهر به آثار حكمة الرب، جل وعلا، تلمس تلك الأوجه من خير الزاد الذي يتموله السالك في طريق الهجرتين إلى الله، عز وجل، تألها، وإلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طاعة، وهو زاد مريء لا تقوى على هضمه إلا النفوس الصحيحات. فغالب النفوس لا تقدر على هضمه لقصور آلاتها لا لفساد فيه أو نقص، فهو أصلح الأغذية للنفوس، وأكملها نفعا، وما ضر الحال النافع أن المحل فاسد لا يقبل آثاره الطيبات.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فما الظن بمجاوري الملك الأعظم مالك الملوك فى داره وتمتعهم برؤية وجهه وسماع كلامه ومرافقتهم للملأ الأعلى الذين هم أطيب خلقه وأزكاهم وأشرفهم، أفيليق بذلك الرفيق الأعلى والمحل الأسنى والدرجات العلى روح سفلية أرضية قد أخلدت إلى الأرض وعكفت على ما تقتضيه طبائعها مما تشاركها فيه بل قد تزيد على الحيوان البهيم وقصرت همتها عليه وأقبلت بكليتها عليه لا ترى نعيماً ولا لذة ولا سروراً إلا ما وافق طباعها من كل مأكل ومشرب ومنكح من أين كان وكيف اتفق، فالفرق بينها وبين الحمير والكلاب والبقر بانتصاب القامة ونطق اللسان والأكل باليد، وإلا فالقلب والطبع على شاكلة قلوب هذه الحيوانات وطباعها، وربما كانت طباع الحيوانات خيراً من طباع هؤلاء وأسلم وأقبل للخير ولهذا جعلهم الله سبحانه شر الدواب فقال تعالى: {إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ الْبُكْمُ الّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلّواْ وّهُمْ مّعْرِضُونَ} [الأنفال: 22 - 23] ". اهـ
ص127.
فذلك من قياس الأولى الجائز بل الواجب في حقه، عز وجل، فمقام ملك الملوك أعظم بداهة من مقام أعظم ملوك الدنيا، فإذا كان ملك الدنيا يصطفي جلساءه فهم عنوان مملكته، فكيف بملك الملوك أيصطفي أرواحا سفلية لجواره فيضع مادة صلاح الدنيا والآخرة من الوحي النازل في محال خسيسة، همم أصحابها لا تتعدى همم البهائم، بل البهائهم أصح طريقة، فهي خاضعة للأمر الكوني مسبحة بلسان أعجمي لا تدركه أسماع البشر ويدركه سمع رب البشر، جل وعلا، الذي أحاط بالمسموعات إدراكا وكنها، فيدرك المباني ويعلم المعاني، فلا يصطفي الرب، جل وعلا، لجواره في دار الرضوان إلا النبلاء، ولا يبعد عن جواره إلا السفهاء الذين ضل
(يُتْبَعُ)
(/)
سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فليس عندهم من التصور العلمي ما يصحح إراداتهم، فهم كبقية الخلق الحساس المتحرك أصحاب إرادات فاعلة تتحرك باستمرار طلبا للسعادة ودفعا للهم، فذلك جهاد الطلب للمحبوب، وجهاد الدفع للمكروه، ولكنهم لم يلجئوا إلى النبوات لجوء المفتقر، بل استغنوا يقياسهم وذوقهم فظنوا كمال الاهتداء في اتباع وساوسهما، فلم يزدهم ذلك إلا مرضا، فشفاء وساوس العقول والأذواق لا يكون إلا بسلوك طريق الأنبياء عليهم السلام.
ويواصل ابن القيم، رحمه الله، بيان ذلك الفرقان الذي اعتنى به التنزيل فصيره أصلا من أصول الاستدلال العقلي، فلا يسوي العقل الصريح بين متباينين دل الشرع والحس على التفريق بينهما، ولا يفرق بين متماثلين، فكذلك الحال هنا، فلا يسوي الرب، جل وعلا، بين الصادق والكاذب، والمقر والجاحد، فذلك نقض لقياس العقل الصريح الذي جاء الوحي بتقريره، فلم يعهد في شريعة من الشرائع ما عهد في الشريعة الخاتمة من موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، فيقول رحمه الله:
"فهل يليق بحكمة العزيز الحكيم أن يجمع بين خير البرية وأزكى الخلق وبين شر البرية وشر الدواب فى دار واحدة يكونون فيها على حال واحدة من النعيم أو العذاب؟ قال الله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35 - 36]، فأَنكر عليهم الحكم بهذا وأخرجه مخرج الإنكار لا مخرج الإخبار لينبه العقول على هذا مما تحيله الفطر وتأْباه العقول السليمة، وقال تعالى: {لاَ يَسْتَوِيَ أَصْحَابُ النّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنّةِ أَصْحَابُ الْجَنّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ} [الحشر: 20]، وقال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتّقِينَ كَالْفُجّارِ} [ص: 28]، وقال تعالى: {قَلْ هَلْ يَسْتَوَى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 9] ". اهـ
ص127.
بل ذلك، كما تقدم مرارا، أمر ظاهر في عالم الشهادة فالمقادير الكونية تتفاوت بتفاوت الأعيان والأحوال، فكل ميسر لما خلق له، فلو وضع في غير محله لفسد وعدم الانتفاع به، فقدم الإنسان قد غلظ جلدها لتلائم وظيفة المشي، وعينه قد رق خلقها لتناسب وظيفة النظر، فلو وضع هذا مكان هذا لحصل التفاوت المذموم، فوقع من ذلك فساد عريض، تأباه حكمة آحاد البشر، فكيف بحكمة رب البشر، أحكم الحاكمين وخير الفاصلين.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"بل الواحد من الخلق لا تستوى أعاليه وأسافله، فلا يستوى عقبه وعينه، ولا رأسه ورجلاه، ولا يصلح أحدهما لما يصلح له الآخر فالله عز وجل قد خلق الخبيث والطيب والسهل والحزن والضار والنافع، وهذه أجزاء الأرض: منها ما يصلح جلاءً للعين ومنها ما يصلح للأتون والنار". اهـ
ص127.
فيشير، رحمه الله، إلى معنى لطيف سبق التنويه به، وهو كمال القدرة الإيجادية والحكمة التدبيرية، وذلك ما يظهر في خلقه للأضداد، فذلك مئنة من القدرة، على نحو ينتظم به أمر الكون، فذلك مئنة من الحكمة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وبهذا ونحوه يعرف كمال القدرة وكمال الحكمة: فكمال القدرة بخلق الأضداد. وكمال الحكمة تنزيلها منازلها ووضع كل منها فى موضعه والعالم من لا يلقي الحرب بين قدرة الله وحكمته - فإن آمن بالقدرة قدح فى الحكمة وعطلها وإن آمن بالحكمة قدح فى القدرة ونقصها - بل يربط القدرة بالحكمة، ويعلم شمولها لجميع ما خلقه الله ويخلقه، فكما أنه لا يكون إلا بقدرته ومشيئته فكذلك لا يكون إلا بحكمته. وإذا كان لا سبيل للعقول البشرية إلى الإحاطة بهذا تفصيلاً، فيكفيها الإيمان بما تعلم وتشاهد منه، ثم تستدل على الغائب بالشاهد وتعتبر ما علمت بما لم تعلم". اهـ
ص128.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 08:02 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن لم يدرك حكمة الرب، جل وعلا، تفصيلا، وليس ذلك لعموم الخلق، بل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعلم الخلق به، تبارك وتعالى، لا يعلم إلا ما علمه الله، عز وجل، من الكتاب والحكمة، فـ: (لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ)، و: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا)، من لم يعلمها فليتهم عقله، وليرد متشابه عقله إلى محكم التنزيل، فلن يعدم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، قادحا بل قوادح في قياس عقله، فهو أولى بالقدح من الوحي المنزل، فالوحي قد ضمن الشارع، عز وجل، بعلمه المحيط وحكمته البالغة عصمته، وقياس عقول البشر معزول عن العصمة فلا نصيب له منها إلا بقدر اتباع الوحي المنزل معدن العصمة للأقوال والصلاح للأعمال الظاهرة، والتزكية للأحوال الباطنة، فعصمته قد عمت سائر أمر المكلف: ظاهره وباطنه، سره وجهره، علمه وعمله، وهذا أصل سبقت الإشارة إليه مرارا، فلا صلاح للدنيا والدين إلا باتباع وحي النبيين، عليهم السلام، فهو السلك الذي تنتظم فيه حبات الخير الكوني والشرعي، فلولا الرسل عليهم السلام لخرب العالم، علويه وسفليه، فذلك فساد الكون الذي نفته الرسالات، ولولا الرسل عليهم السلام ما عبد الله، عز وجل، كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله في "الصارم المسلول"، فذلك فساد الشرع الذي نفته الرسالات، فالرسالات نافية لكل خبث كوني أو شرعي.
وضرب الأمثال بالشاهد على الغائب فيما يصح فيه ضرب المثال على المعاني دون الكيفيات، فإن الكيفيات الغيبية مما لا يعلمه إلا الرب، جل وعلا، بل حقائق الأعيان المشاهدة لا يعلم كنهها تحديدا إلا الرب، جل وعلا، ضرب الأمثال بذلك أمر اطرد في التنزيل، فذلك من: تمام بيان المعقولات بإيرادها في صور محسوسات تقريبا لها إلى الأذهان، فإن النفس تأنس بالصورة المحسوسة ما لا تأنس بالصورة المعقولة لمباشرتها الأولى بآلات الحس الظاهر فهي أقرب تناولا وأظهر في التصور بخلاف الصور العلمية الدقيقة التي لا يحتملها كل عقل.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وقد ضرب الله الأمثال لعباده في كتابه وبَيَّن لهم ما في لوازم ما خلقه لهم وأنزله عليهم من الغيث الذي به حياتهم وأقواتهم وحياة الأرض والدواب وما خلقه لهم من المعادن التي بها صلاح أبدانهم وأقواتهم وصنائعهم من الشر والخير وبين المغمور بالإضافة إلى الخير الحاصل بذلك فقال تعالى: {أَنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السّيْلُ زَبَداً رّابِياً وَمِمّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النّارِ ابْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقّ وَالْبَاطِلَ فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمّا مَا يَنفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَالَ} [الرعد: 17] فأخبر سبحانه أن الماء بمخالطته سبسب الأرض إذا سال فلا بد من أن يحمل السيل من الغثاءِ والوسخ وغيره زبداً عالياً على وجه السيل، فالذي لا يعرف ما تحت الزبد يقصر نظره عليه ولا يرى إلا غثاءً ووسخاً ونحو ذلك ولا يرى ما تحته من مادة الحياة، وكذلك ما يستخرج من المعادن من الذهب والفضة والحديد والنحاس وغيرها إذا أوقد عليها فى النار ليتهيأ الانتفاع بها خرج منها خبث ليس من جوهرها ولا ينتفع به، وهذا لا بد منه في هذا وهذا يجاوزه بصره". اهـ
ص128.
فلا ينفك استخلاص مادة الخير الكلية من شر جزئي فذلك من السنن الكوني المطرد فاستخلاص مادة الذهب النفيسة مما يخالطه من الشوائب الخسيسة يستلزم عرضه على كير ملتهب ينفي خبثه فيخرج أحمر خالصا، والفتنة بالنار نوع فساد اغتفر لما يتولد منه من المصلحة الكلية، وكذلك ورود مادة الحق على قلب قد ملئ شبهات وأباطيل فإنها تحدث في القلب ابتداء وجعا لمخالفته المألوف الذي نشأ عليه فانتقاله من حال العلة إلى حال الصحة بمباشرة الدواء لا ينفك عن آلام تغتفر هي الأخرى لما يتولد منها من العافية، فالنظر إلى الألم العاجل يصد النفس عن تعاطي الدواء الشافي، فيحجم القلب سكونا وركونا إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الموروث عن الآباء من المقالات وإن كان فيه هلاكه، فهي أغذية فاسدة إن حصل بها نوع اغتذاء للقلب يقيم أوده باعتبار الحال، فكل عابد يجد في معبوده وإن كان باطلا نوع تأله تسكن به نفسه ولذلك يوجد من عبيد الأوثان والصلبان والأشجار والأحجار من يخشع ويتأله فتسيل عينه وتخضع جوارحه فيظن أن ذلك الوارد القلبي: وارد شرعي لمجرد أنه أحدث في نفسه نشوة ولذة لا يكفي مجرد وجدانها في الحكم بصحتها، بل لا بد من عرضها على ميزان النبوات الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، فما وافقه قبل وإن وجدت النفس فيه ألما باعتبار الحال فإنها لا بد أن تجد من لذته النافعة الخالصة ما ينسيها ألم الابتداء، فاحتراق المبدأ ذريعة إلى إشراق المنتهى، فنار الحرق تولد في القلب حرارة إيمانية يحيى بها كما يحيى الجسد بحرارة الروح السارية في الأعضاء، وما خالفه رد وإن وجدت النفس فيه لذة وهمية باعتبار الحال فهي من تزيين النفس والشيطان، والنبوات منها براء، فلا بد أن يعقبها ألم شديد وغم عظيم ينسي مباشرها لذتها إن كان في قلبه بقية حياة وفي عقله بقية قياس، يدرك به الفرقان بين مقالة النبوات المطرد ة ومقالة المجامع والمعاهد المضطربة، فكل يتآمر على النبوات بإحداث مقالة تناقضها، إفراطا بالغلو أو تفريطا بالجفاء، فمن متخذ للأنبياء أربابا وآلهة، ومن قادح فيهم بل منكر لنبوتهم بل قد تعدى بعض الملاحدة فأنكر وجودهم ابتداء فهم نسج خيال الضعفاء للتسلية عما يصيبهم من قهر الأقوياء فتعدهم النبوات بجنات، وما ثم جنة إلا في هذه الحياة، فهي الغاية عند أولئك، يردون على شهواتها مورد البهائم الظمآى فلا يزيدهم الشرب إلا ظمأ، فيكثرون التنقل بين أجناس الشهوات طلبا لسعادة النفس وطمأنينة القلب المضطرب لرده مادة صلاحه المركوزة في الوحي الذي يباشر مركوز النفس من الفطرة التوحيدية الأولى فيثيره فتراه قد تحرك بعد سكون وظهر بعد كمون، فأنبت في القلب شجرة التوحيد، وأذهب عنه ما كان يتسلى عنه من الآلام بمباشرة الشهوات، إذ هو معدن السعادة الحقة، فـ: (مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) منطوقا، و: من أقبل علبه فإن له سعة في العيش وراحة في القلب وبصيرة يرد بها على الرب، جل وعلا، ورود المشتاق إلى لقاء معبوده، فقد أحب لقاءه بعد معاينة ثوابه فأحب الرب، جل وعلا، لقاءه وقربه بقبض روحه إليه وفتح أبواب سماواته لها لتعرج إلى الرفيق الأعلى برسم: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي).
والشاهد أنه لا بد من الألم قبل العافية، ومن النصب قبل الراحة، فلا ينفك الخير الكلي عن شر جزئي يسبقه، فبه يبتلى العباد ليظهر المحب الصادق من المدعي الكاذب، فذلك إظهار للمعلوم الغيبي في عالم الشهادة الوجودي، ولتظهر حكمة الرب، جل وعلا، في تدافع الأدوية والأدواء فدواء النبوات يدافع أمراض الشبهات والشهوات، فترتفع حرارة القلب إذ القتال قد اشتد بين جهازه المناعي الإيماني المؤيد بمضادات الوحي، وجراثيم الشبهات والشهوات التي أفسدت علمه وعمله، فلا بد أن يتولد من ذلك القتال أجناس من الآلام تغتفر طلبا لما يتولد منها من كمال عافية القلب، وهذا تدافع من جنس التدافع الكوني بين أسباب المرض الحسي وأدويته المعهودة، فالسنة الشرعية على وزان السنة الكونية إذ كل قد صدر من رب واحد فهو الحاكم بقدره الكوني النافذ، الحاكم بقدره الشرعي اللازم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهذا كالشمس: فإن الخير الحاصل بها أنفع للخلق وأكثر وأثبت وأصلح من تفويته بتفويت الشر المقابل له بها، وأين نفع الشمس وصلاح النبات والحيوان بها من نفع الرسل وصلاح الوجود بهم؟ بل أين ذلك من نفع سيد ولد آدم وصلاح الأبدان والدين والدنيا والآخرة به؟ ". اهـ
ص129.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يقول عاقل بأن حر الشمس العارض يكافئ ما يتولد من سطوعها من المصالح العظيمة فيكون احتجابها درءا لذلك الأذى العارض خيرا مما يتولد من سطوعها من نمو للنباتات بالتمثيل الضوئي واشتداد للأبدان بما تحفزه أشعتها من توليد مركبات كيميائية نافعة، بإذن الرب النافع الضار جل وعلا، الذي أودع فيها تلك القوى المؤثرة وقضى بحكمته ظهور آثارها النافعة بمباشرة أسباب مقدرة بها ينتظم أمر هذا العالم فهي الناموس الكوني الحافظ له.
والشاهد أنه لا بد من شر جزئي عارض طارئ، قبل ورود الخير الكلي الدائم الباقي، فذلك ما قضى به الرب الحكيم العادل الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هداه لما يلائمه شرعا وطبعا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 08:20 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وقد ضرب للنفس الإِنسانية وما فيها من الخير والشر مثل بدولاب أَو طاحون شديد الدوران، أَي شيء خطفه أَلقاه تحته وأَفسده، وعنده قيِّمه الذي يديره وقد أَحكم أَمره لينتفع به ولا يضر أَحداً، فربما جاءَ الغر الذي لا يعرف فيتقرب منه فيخرق ثوبه أوبدنه أَو يؤذيه، فإذا قيل لصاحبه: لم لم تجعله ساكناً لا يؤذي من اقترب منه؟ قال: هذه الصفة اللازمة التي كان بها دولاباً وطاحوناً، ولو جعل على غير هذه الصفة لم تحصل به الحكمة المطلوبة منه". اهـ
ص129.
فلا يمكن أن تنفك النفس في عالم الشهادة عن وصف الحركة والإحساس، فينال من يقترب منها من آثار تلك الحركة خيرا أو شرا ما يدل على حياتها، فإنها لا تسكن إلا ساعة الموت: سواء أكان أصغر أم أكبر، بل الموتة الصغرى فيها من حركة النفس في الرؤى والمنامات ما يفضح مكنون العقل الباطن، فإرادات اليقظة تؤثر في رؤى المنام، فيرى كل راء في النوم ما تعلقت به نفسه في اليقظة، أو يرى صورة علمية تشير إلى حاله، كمالا أو نقصانا، وعليه خرج أهل العلم، رؤية بعض المكلفين لصور علمية منامية للرب، جل وعلا، فتلك الصور ليست هي ذات الرب، جل وعلا، حقيقة، فقد يرى البعض صورة قبيحة، ووصف القبح منتف عن الله، عز وجل، بداهة، بل ذلك من آكد العلوم الضرورية عند أصحاب العقول السوية، وقد يرى البعض صورة حسنة، وتلك، أيضا، ليست حقيقة الذات الإلهية، فالله، عز وجل، لا يرى في عالم الشهادة، ولو مناما، لعموم حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، في وصف الدجال وفيه: "تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ"، فإذا ثبت أن كلا الصورتين ليستا حقيقة الرب، جل وعلا، الذي لا يرى إلا في دار النعيم رؤية تنعم بلا إحاطة لذاته القدسية وصفاته العلية، إذ ثبت ذلك فحمل هذه الصورة على صورة الإيمان العلمية متعين، فيرى المؤمن الطائع صورة حسنة، ليست، كما تقدم، حقيقة الذات الإلهية، بل هي مئنة من كمال إيمانه فحسنها من حسن إسلامه، ويرى الكافر العاصي أو ضعيف الإيمان صورة قبيحة تكون هي الأخرى مئنة من قبح طريقته، وتتفاوت الصور بتفاوت صورة الإيمان العلمية في القلوب، فذلك من الأدلة المشاهدة على تفاوت الناس في الإيمان زيادة أو نقصانا تفاوتا لا يحصيه إلا الرب، جل وعلا، الذي فطر هذه القلوب على طرائق قددا.
والشاهد أن النفس لا تنفك عن إرادة باطنة هي أصل حركتها الظاهرة، فلا يأتي الظاهر العملي إلا ترجمانا للباطن العلمي، بل لو احتال منافق فأظهر خلاف ما يبطن فمآله إلى افتضاح لا محالة بفلتة قول أو فعل تنبئ عن مكنون صدره ودخيلة نفسه.
فإذا أردت أن تنزع هذا الوصف من النفس، مع إثبات وصف الحياة لها، فقد رمت محالا، فالحياة لا تنفك عن الإحساس والحركة كما لا ينفك الدولاب أو الطاحون عن الدوران، فإذا نزع وصف الحياة الحساسة المتحركة من النفس فليست نفسا، بل هي جسد ميت سرعان ما يعتريه الفساد والتحلل، وإذا نزع الدوران من الطاحون فليس طاحونا وإنما هو جرم جامد لا يوصف بأنه طاحون، إذ قد زال عنه الوصف المؤثر فزال الاسم تبعا على ما اطرد في الأصول الشرعية والعقلية من تعليق الأحكام بأسماء تدل على أوصاف مؤثرة في وجود الحكم أو عدمه، فإذا وجد الوصف استحق المسمى الاسم فتعلق به الحكم، وإذا عدم عدم الاسم فالحكم تبعا، فالأحكام تدور مع عللها وجودا وعدما، وكذلك النفس تدور مع صفة الحركة
(يُتْبَعُ)
(/)
والإحساس وجودا وعدما، والطاحون يدور مع صفة الدوران وجودا وعدما، والنار تدور مع صفة الإحراق وجودا وعدما، فتلك أوصاف ذاتية ملازمة لمسمياتها بها استحقت أسماءها سواء أكانت شرعية أو عرفية أو لغوية، فلفظ النار دال على ما به يقع الإحراق من الوهج المشتعل فإذا أطفئ صار رمادا فتغير الاسم تبعا لتغير الوصف،، فاستحقت النار اسمها لقوة الإحراق فيها، واستحقت النفس اسمها لقوة الحركة والإحساس فيها، واستحق الطاحون اسمه لقوة الدوران فيه، وكل ميسر لما خلق له من الوظائف الكونية، والشرعية إن كان مكلفا، وتدبر أعضاء الإنسان وما فطر عليه كل عضو من خصائص وقوى تلائم ما خلق له من الوظائف الحيوية، يزيد هذا المعنى جلاء، فاقتضت حكمة الرب الخالق، تبارك وتعالى، أن يوجد كل عضو على هيئة بعينها يحصل بها تمام الانتفاع به، فللقدم هيئة تلائم وظيفة المشي، وللعين هيئة تلائم وظيفة البصر ..... إلخ، فتجريد تلك الأعيان من أوصافها قدح في حكمة الرب، جل وعلا، فلا تنفك عن قوى أودعها الرب، جل وعلا، فيها، فما كان من خير فهو منه فضلا ورحمة، وما كان من شر فهو منها وصفا ومنه خلقا فالشر ليس إليه، وإنما الشر كائن في الأعيان التي خلقها على طبائع متفاوتة لتظهر آثار حكمته البالغة في تدافع هذه الطبائع، فالخير والشر يتصارعان فيتولد من ذلك من المصالح الكلية ما يفوق مفاسد الشر الجزئية، وتلك من أعظم صور الحكمة الربانية، فكيف يصح في الأذهان تجريد الأشياء من خصائصها والتسوية بين المكلفين في مواهبه، جل وعلا، لهم، شرعية كانت أو كونية، لمجرد تصور القائل أن مقتضى العدل التسوية مطلقا بين الأعيان في الأحكام وإن تباينت الأوصاف؟!، وهل ذلك إلا من جنس من يطلب التسوية بين البول والماء في الحكم لاستوائهما في وصف السيلان؟!، فالعدل يظهر أثره إذا تباينت الأوصاف فأعطي كل وصف ما يستحقه كونا وشرعا، فذلك التقاوت، كما ثقدم، إنما كان ليظهر أثر الحكمة والعدالة الإلهية في التسوية بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات، فذلك ذريعة إلى حمد رب الأرض والسماوات جل وعلا، ولذلك: (تَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، إذ قد نال كل مكلف ما يستحقه، تنعيما أو تعذيبا فرعا عما قدم في دار الابتلاء، فلم يسو بينهم في العطاء أو الحرمان، بل تفاوتوا في درجات النعيم والعذاب في دار الجزاء فرعا عن تفاوتهم في درجات الطاعة أو العصيان في دار الابتلاء فظهر من ذلك ما ظهر من آثار حكمة ربك، ذي الجلال والجمال، ما استحق حمده آناء الليل وأطراف النهار، وما لأجله تسبح الملائكة الكرام أبدا فلا منتهى لكمال وصفه لينتهي لهج الألسنة بالتسبيح بحمده.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 08:54 ص]ـ
كثر الله نفعك
وجزيت خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 02 - 2010, 08:49 ص]ـ
وأكثر الله، عز وجل، لك الخير دينا ودنيا أخي عبد الله، وجزاك خيرا، ونفعك ونفع بك.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فأَما الأُمور العدمية فهي باقية على ما كانت عليه من العدم، والإِنسان جاهل ظالم بالضرورة كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب: 72]، فإِن الله أَخرجه من بطن أُمه لا يعلم شيئاً والظلم هو النقص، كما قال تعالى: {آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مّنْهُ شَيْئاً} [الكهف: 33] أي ما نقص منه شيئاً، وهي ظالمة نفسها فهي الظالمة والمظلومة، إِذ كانت منقوصة من كمالها بعدم بعض الكمالات أَو أَكثرها بها، وتلك أُخرى فصار عدمها مستلزماً لعدم تلك الكمالات فعظم النقص والتعب كسبه وفقدت من لذاتها وسرورها ونعيمها وبهجتها وروحها بحسب ما تركت من تلك الكمالات التى لا سعادة لها بدونها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإِن أَحد الموجودين قد يكون مشروطاً بالآخر فيستحيل وجوده بدونه، لأَن عدم الشرط يستلزم عدم المشروط، فإذا عدمت النفس هذا الكمال المستلزم لكمال آخر مثله أَو أَعلى منه وهى- موصوفة بالنقص الذى هو الظلم والجهل ولوازمها من أَصل الخلقة- صارت مستلزمة للشر، وقوة شرها وضعفه بحسب قوتها وضعفها فى ذاتها". اهـ
بتصرف من: ص30، 131.
فالإنسان أصله العدم، فلم يكن شيئا حتى امتن الله، عز وجل، عليه بالخلق إيجادا، بعد خلقه تقديرا في الأزل، فلم يزل عدما في علم الله، عز وجل، حتى قضى بإخراجه إلى عالم الشهادة الوجودي فطرأ عليه الحدوث بعد العدم، وكان أول أمره عدما من أسباب الخير، وإن كان مجبولا على التوحيد فتلك مادة خير امتن الله، عز وجل، عليه بركزها في فطرته الأولى فهي، كما تقدم، أثر الميثاق الأول، ولكنه في الجملة: عدمٌ خلوٌ من الكمالات حتى يشاء الرب، جل وعلا، إمداده بأسبابها فذلك من فضله، وإن شاء قطعها عنه فذلك من عدله، فلم يظلمه شيئا، وإنما هو معدوم إما أن يعطى، وإما أن يبقى على عدمه، فلم يسلبه الله، عز وجل، شيئا، ولم يمنعه شيئا كان له، بل أعطاه تفضلا من النعم الكونية ما قد علم، وأعطاه من الهداية الشرعية الدلالية ما حصل له بها كمال البيان لطرائق الهدى والضلال فتلك أيضا من العطايا العامة التي يشترك فيها عامة المكلفين بل هي عين الحجة الرسالية التي يمتنع التعذيب حتى ورودها، ثم شاء بحكمته أن يضع الهدى في المواضع القابلة لآثاره فهدى هداية الإلهام من شاء من عباده فضلا، فتلك زيادة طرأت على الأصل العدمي للنفس، فذلك فضل زيادة منه، جل وعلا، وأضل بحكمته وعدله من شاء من عباده، فهو باق على الأصل العدمي الأول بقطع أسباب الخير عنه، وليس ذلك، كما تقدم، ظلما، إذ لم يسلب صاحبه شيئا كان له عنده، بل هي محض عطية ربانية شاء الله، عز وجل، بحكمته أن توهب لفلان، وتحجب عن فلان، فالممنوح قد حاز فضلا، والمحروم لم يغصب شيئا كان في حوزته ليصح القول بأنه قد ظلم حقه، بل هو، كما تقدم، قد حاز من النعم الكونية والشرعية ما أقيمت به الحجة عليه، فالنعم الكونية ذريعة إلى إعمال الفكر فيها توصلا إلى غاية خلق المكلف من توحيد الرب، جل وعلا، بالعبادة والتأله، ونعمة الدلالة الشرعية ذريعة إلى سلوك سبيل الهدى والرشاد، فخلق وركب فيه العقل مناط التكليف ودل على طريق الهداية الشرعية وأعطي من أسباب الهداية الكونية ما انتظم به أمر معاشه، ثم هو بعد أن كذب وتولى، يحتج بالقدر على تكذيبه فقد ظُلم إذ لم يكتب له ربه، جل وعلا، الهداية!، وإن لم يكن لها أهلا بما سبق في علم الرب، جل وعلا، التقديري الأزلي من فساد محله فلا يقبل آثار الهدى لينتفع بها فلو وضعت فيه لكان ذلك من نقص الحكمة بوضع الشيء في غير محله، وذلك منتف عن الرب الحكيم، تبارك وتعالى، بداهة، بل ما خلق، عز وجل، الأضداد إلا لتظهر آثار قدرته النافذة في خلقها، وآثار حكمته البالغة في تدافعها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 10:47 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وتأَمل أَول نقص دخل على أَبي البشر وسرى إِلَى أَولاده كيف كان من عدم العلم والعزم. قال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىَ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه: 115] والنسيان سواءٌ كان عدم العلم أَو عدم الصبر كما فسر بهما ها هنا فهو أَمر عدمي، ولهذا قال آدم لما رأَى ما دخل عليه من ذلك: {رَبّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، فإِنه إذا اعترف خص نفسه - بما حصل لها من عدم العلم والصبر - بالنسيان الذي أَوجب فوات حظه من الجنة، ثم قال: {وَإِن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، فإِنه سبحانه لم يغفر السيئات الوجودية فيمنع أَثرها وعقابها ويق العبد من ذلك وإلا ضرته آثارها ولا بد، كآثار الطعام المسموم إِن لم يتداركه المداوى بشرب الترياق ونحوه وإلا ضره ولا بد، وإِن لم يرحمه سبحانه بإِيجاد ما به يصلح النفس وتصير عالمة بالحق عاملة به وإِلا خسر، والمغفرة تمنع الشر، والرحمة توجب
(يُتْبَعُ)
(/)
الخير". اهـ
ص130.
فالمعصية بالترك نسيانا لعدم العلم أو عدم الصبر الذي يذهل صاحبه فينسى التكليف الشرعي، أمر عدمي، فهو قطع لمادة الصلاح عن قلب المكلف في لحظة العصيان، فهو من هذا الوجه عدمي، إذ شاء الرب، جل وعلا، حجب مادة الهداية عن قلبه فذلك مقتضى عدله وحكمته فلم يضع أسباب الصلاح في محل فاسد وإنما أمد كلا بما يليق به، فأمد المحل الصالح بأسباب الصلاح وجودا، وقطع عنه أسباب الفساد عدما، وفي المقابل أمد المحل الفاسد بأسباب الفساد وجودا عقابا له على تلبسه بضد ما خلق له فقد خلق للعبادة شرعا فلما أعرض عنها بمقتضى ما كتب الله، عز وجل، كونا عوقب بإمداده بأسباب الفساد، وقطعت عنه أسباب الصلاح عدما.
يقول ابن أبي العز رحمه الله:
"لا منافاة بين كون العبد محدثا لفعله وكون هذا الإحداث وجب وجوده بمشيئة الله تعالى، كما قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. فقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} - إثبات للقدر بقوله: فألهمها، وإثبات لفعل العبد بإضافة الفجور والتقوى إلى نفسه، ليعلم أنها هي الفاجرة والمتقية. وقوله بعد ذلك: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} - إثبات أيضا لفعل العبد، ونظائر ذلك كثيرة.
وهذه شبهة أخرى من شبه القوم التي فرقتهم، بل مزقتهم كل ممزق، وهي: أنهم قالوا: كيف يستقيم الحكم على قولكم بأن الله يعذب المكلفين على ذنوبهم وهو خلقها فيهم؟ فأين العدل في تعذيبهم على ما هو خالقه وفاعله فيهم؟ وهذا السؤال لم يزل مطروقا في العالم على ألسنة الناس، وكل منهم يتكلم في جوابه بحسب علمه ومعرفته، وعنه تفرقت بهم الطرق: فطائفة أخرجت أفعالهم عن قدرة الله تعالى، وطائفة أنكرت الحكم والتعليل، وسدت باب السؤال. وطائفة أثبتت كسبا لا يعقل! جعلت الثواب والعقاب عليه. وطائفة التزمت لأجله وقوع مقدور بين قادرين، ومفعول بين فاعلين! وطائفة التزمت الجبر، وأن الله يعذبهم على ما لا يقدرون عليه! وهذا السؤال هو الذي أوجب هذا التفرق والاختلاف.
والجواب الصحيح عنه، أن يقال: إن ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية، وإن كانت خلقا لله تعالى، فهي عقوبة له على ذنوب قبلها، فالذنب يكسب الذنب، ومن عقاب السيئة السيئة بعدها. فالذنوب كالأمراض التي يورث بعضها بعضا يبقى أن يقال: فالكلام في الذنب الأول الجالب لما بعده من الذنوب؟ يقال: هو عقوبة أيضا على عدم فعل ما خلق له وفطر عليه، فإن الله سبحانه خلقه لعبادته وحده لا شريك له، وفطره على محبته، وتألهه والإنابة إليه، كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}. فلما لم يفعل ما خلق له وفطر عليه، من محبة الله وعبوديته، والإنابة إليه - عوقب على ذلك بأن زين له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي، فإنه صادف قلبا خاليا قابلا للخير والشر، ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر، كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. وقال إبليس: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. وقال الله عز وجل: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} والإخلاص: خلوص القلب من تأله ما سوى الله تعالى وإرادته ومحبته، فخلص لله، فلم يتمكن منه الشيطان. وأما إذا صادفه فارغا من ذلك، تمكن منه بحسب فراغه، فيكون جعله مذنبا مسيئا في هذه الحال عقوبة له على عدم هذا الإخلاص. وهي محض العدل.
فإن قلت: فذلك العدم من خلقه فيه؟ قيل: هذا سؤال فاسد، فإن العدم كاسمه، لا يفتقر إلى تعلق التكوين والإحداث به، فإن عدم الفعل ليس أمرا وجوديا حتى يضاف إلى الفاعل، بل هو شر محض، والشر ليس إلى الله سبحانه، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الاستفتاح: «لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك» ". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص432، 433.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا حجب الرب، جل وعلا، مادة الصلاح عن القلب فإنه لم يظلمه فذلك محض عطائه يهبه من شاء ويمنعه من شاء، فلم يمنع المحروم حقا كان له ليصح احتجاجه بظلم الرب جل وعلا له، بل اقتضت حكمته إظهارا لآثار أوصاف كماله جلالا وجمالا، وقوع التباين بين الخلق في قبول آثار الهدى فمنهم مؤمن ومنهم كافر.
يقول ابن أبي العز رحمه الله:
"فإن قيل: فإذا لم يخلق ذلك في قلوبهم ولم يوفقوا له، ولا سبيل لهم إليه بأنفسهم، عاد السؤال وكان منعهم منه ظلما، ولزمكم القول بأن العدل هو تصرف المالك في ملكه بما يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - قيل: لا يكون سبحانه بمنعهم من ذلك ظالما، وإنما يكون المانع ظالما إذا منع غيره حقا لذلك الغير عليه، وهذا هو الذي حرمه الرب على نفسه وأوجب على نفسه خلافه. وأما إذا منع غيره ما ليس بحق له، بل هو محض فضله ومنته عليه - لم يكن ظالما بمنعه، فمنع الحق ظلم، ومنع الفضل والإحسان عدل. وهو سبحانه العدل في منعه، كما هو المحسن المنان بعطائه.
فإن قيل: فإذا كان العطاء والتوفيق إحسانا ورحمة، فهلا كان العمل له والغلبة، كما أن رحمته تغلب غضبه؟
قيل: المقصود في هذا المقام بيان أن هذه العقوبة المترتبة على هذا المنع، والمنع المستلزم للعقوبة - ليس بظلم، بل هو محض العدل.
وهذا سؤال عن الحكمة التي أوجبت تقديم العدل على الفضل في بعض المحال، وهلا سوى بين العباد في الفضل؟ وهذا السؤال حاصله: لم يتفضل على هذا ولم يتفضل على الآخر؟ وقد تولى الله سبحانه الجواب عنه بقوله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. وقوله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. ولما سأله اليهود والنصارى عن تخصيص هذه الأمة بأجرين وإعطائهم هم أجرا أجرا، «قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء». وليس في الحكمة إطلاع كل فرد من أفراد الناس على كمال حكمته في عطائه ومنعه، بل إذا كشف الله عن بصيرة العبد، حتى أبصر جزءا يسيرا من حكمته في خلقه، وأمره وثوابه وعقابه، وتخصيصه وحرمانه، وتأمل أحوال محال ذلك - استدل بما علمه على ما لم يعلمه. ولما استشكل أعداؤه المشركون هذا التخصيص، قالوا: {أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}؟ قال تعالى مجيبا لهم: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}. فتأمل هذا الجواب، تر في ضمنه أنه سبحانه أعلم بالمحل الذي يصلح لغرس شجرة النعمة فتثمر بالشكر، من المحل الذي لا يصلح لغرسها، فلو غرست فيه لم تثمر، فكان غرسها هناك ضائعا لا يليق بالحكمة، كما قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} ". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص435، 436.
ويقول ابن القيم، رحمه الله، في "شفاء العليل":
"والقرآن من أوله إلى آخره إنما يدل على أن الطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الرب سبحانه بعبده من أول وهلة حين أمره بالإيمان أو بينه له وإنما فعله بعد تكرار الدعوة منه سبحانه والتأكيد في البيان والإرشاد وتكرار الإعراض منهم والمبالغة في الكفر والعناد فحينئذ يطبع على قلوبهم ويختم عليها فلا تقبل الهدى بعد ذلك والإعراض والكفر الأول لم يكن مع ختم وطبع بل كان اختيارا فلما تكرر منهم صار طبيعة وسجية فتأمل هذا المعنى في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ومعلوم أن هذا ليس حكما يعم جميع الكفار بل الذين آمنوا وصدقوا الرسل كان أكثرهم كفارا قبل ذلك ولم يختم على قلوبهم وعلى أسماعهم فهذه الآيات في حق أقوام مخصوصين من الكفار فعل الله بهم ذلك عقوبة منه لهم في الدنيا بهذا النوع من العقوبة العاجلة كما عاقب بعضهم بالمسخ قردة وخنازير وبعضهم بالطمس على أعينهم فهو سبحانه يعاقب بالطمس على القلوب كما يعاقب بالطمس على الأعين وهو سبحانه قد يعاقب
(يُتْبَعُ)
(/)
بالضلال عن الحق عقوبة دائمة مستمرة وقد يعاقب به إلى وقت ثم يعافي عبده ويهديه كما يعاقب بالعذاب كذلك". اهـ
"شفاء العليل"، ص159.
فله الشكر على معافاته فذلك من فضله وله الحمد على ابتلائه فذلك من عدله، فهو المستحق للثناء على كل حال، وإنما يتعلق الذم بالعبد إذا أعرض عن الطريقة الشرعية بزعم موافقة الإرادة الكونية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 08:28 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والرب سبحانه إن لم يغفر للإِنسان فيقيه السيئات ويرحمه فيؤتيه الحسنات وإِلا هلك ولا بد، إذ كان ظالماً لنفسه ظلوماً بنفسه، فإِن نفسه ليس عندها خير يحصل لها منها، وهي متحركة بالذات فإِن لم تتحرك إلى الخير تحركت إلى الشر فضرت صاحبها، وكونها متحركة بالذات من لوازم كونها نفساً لأَن ما ليس حساساً متحركاً بالإِرادة فليس نفساً، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أَصْدَقُ الأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّام"، فالحارث الكاسب العامل، والهمام الكثير الهم، والهم مبدأُ الإرادة فالنفس لا تكون إلا مريدة عاملة، فإن لم توفق للإرادة الصالحة وإلا وقعت فى الإِرادة الفاسدة والعمل الضار، وقد قال تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلا الْمُصَلِّينَ} [المعارج: 19 - 22]، فأَخبر تعالى أَن الإنسان خلق على هذه الصفة، وأن من كان على غيرها فلأَجل ما زكاه الله به من فضله وإِحسانه وقال تعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]، قال طاوس ومقاتل وغيرهما: لا يصبر عن النساءِ. وقال الحسن: هو خلقه من ماءٍ مهينٍ. وقال الزجاج: ضعف عزمه عن قهر الهوى. والصواب أَن ضعفه يعم هذا كله، وضعفه أَعظم من هذا وأَكثر: فَإنه ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم ضعيف الصبر، والآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل فى صيب الحدود". اهـ
ص131.
فإن قطع عنه الرب، جل وعلا، مدده الشرعي فإنه يرجع إلى أصله العدمي، فلا خير فيه إلا ما أمده الرب، جل وعلا، به من الإرادات الصالحة والحسنات الكاملة، فالخير بيديه،، ولا شر إلا ما ركز في النفوس بمقتضى الجبلة الأولى فهو في المقدور الكائن لا في المقدر المكوِّن، جل وعلا، فالشر ليس إليه، وإن كان من خلقه بقدره الكوني النافذ، فإنه، كما تقدم مرارا، جزئي بالنظر إلى ما يستجلب به من المصالح الكلية العظمى، فليس مرادا لذاته بل هو مراد لغيره فعليه تترتب منافع لولا وجوده ما وجدت فهو الذريعة إلى إيجادها بمقتضى ما سن الرب، جل وعلا، من السنن الكوني المحكم.
وهو لا بد عامل فإما أن يمده الرب، جل وعلا، بأسباب العمل الصالح فيجيء عمله على مراد الرب الشرعي والكوني من باب أولى، لخصوص الأول وعموم الثاني، وإما أن يقطع عنه مدد الخير، فينصرف قلبه إلى غيره، فتتوالى العقوبات بالمعاصي على هذا الانصراف إذ أعرض صاحبه عن الشرع ابتداء لانقطاع مادة الخير من قلبه، فلا يكون هدى أو ضلال إلا بإذن كوني نافذ فكل ميسر لما خلق له من العلوم والأعمال، فلا بد له من عمل شاء أو أبى فذلك مما جبلت عليه النفوس من الطبائع، فهي، أبدا، حساسة متحركة، لم تخلق لتترك وتسكن بل لا بد أن تعمل وتتحرك، فإن لم تعمل بمقتضى الرسالات عملت بمقتضى غيرها من الشرائع الوضعية أو الأهواء العقلية أو الأذواق القلبية ........... إلخ من مصادر التلقي التي تضطر إليها نفوس من حجبوا عن طرائق النبوات في إكمال القوى العلمية بأصدق الأخبار وإكمال القوى العملية بأعدل الأحكام، فبها يتزكى الباطن بأصح العلوم وأكمل الأحوال والإرادات، ويتزكى الظاهر بأعدل الأحكام والعبادات فلا غلو ولا جفاء، بل توسط في سائر الأحوال الباطنة والظاهرة، فمن مال إلى تزكية الباطن فأهمل الظاهر فهو إلى طريق النصارى مائل، ومن مال إلى تزكية الظاهر فأهمل الباطن فهو إلى طريق يهود حائد، ولا يجمع بين القوتين: الباطنة والظاهرة إلا أتباع الرسالة الخاتمة.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "اقتضاء الصراط المستقيم"، في معرض بيان حركة النفوس بإرادات الفعل الوجودي لا الترك العدمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"كثير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم مقصرين في فعل السنن من ذلك، أو الأمر به. ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العبادات المشتملة على نوع من الكراهة. بل الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه، فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه كما يؤمر بعبادة الله سبحانه، وينهى عن عبادة ما سواه، إذ رأس الأمر شهادة أن لا إله إلا الله، والنفوس خلقت لتعمل، لا لتترك، وإنما الترك مقصود لغيره، فإن لم يشتغل بعمل صالح، وإلا لم يترك العلم السيئ، أو الناقص، لكن لما كان من الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل الصالح، نهيت عنه حفظًا للعمل الصالح". اهـ
ويقول في معرض بيان ما يتولد عن تلك الحركات النفسانية بإرادة الفعل والترك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
"وكل بشر على وجه الأرض فلا بد له من أمر ونهي ولا بد أن يأمر وينهى حتى لو أنه وحده لكان يأمر نفسه وينهاها إما بمعروف وإما بمنكر كما قال الله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء). فإن الأمر هو طلب الفعل وإرادته والنهي طلب الترك وإرادته ولا بد لكل حي من إرادة وطلب في نفسه يقتضي بهما فعل نفسه ويقتضي بهما فعل غيره إذا أمكن ذلك فإن الإنسان حي يتحرك بإرادته وبنو آدم لا يعيشون إلا باجتماع بعضهم مع بعض وإذا اجتمع اثنان فصاعدا فلا بد أن يكون بينهما ائتمار بأمر وتناه عن أمر ولهذا كان أقل الجماعة في الصلاة اثنين كما قيل: "الاثنان فما فوقهما جماعة"، (وهو حديث متكلم في إسناده أورده البخاري رحمه الله في تراجمه معلقا)، لكن لما كان ذلك اشتراكا في مجرد الصلاة حصل باثنين أحدهما إمام والآخر مأموم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمالك ابن الحويرث وصاحبه رضي الله عنهما: "إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما" وكانا متقاربين في القراءة. وأما في الأمور العادية ففي السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لثلاثة يكونون في سفر إلا أمروا عليهم أحدهم"، وإذا كان الأمر والنهي من لوازم وجود بني آدم فمن لم يأمر بالمعروف الذي أمر الله به ورسوله وينه عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله ويؤمر بالمعروف الذي أمر الله به ورسوله وينه عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله وإلا فلا بد من أن يأمر وينهى ويؤمر وينهى إما بما يضاد ذلك وإما بما يشترك فيه الحق الذي أنزله الله بالباطل الذي لم ينزله الله وإذا اتخذ ذلك دينا كان دينا مبتدعا ضالا باطلا. وهذا كما أن كل بشر فإنه حي متحرك بإرادته همام حارث فمن لم تكن نيته صالحة وعمله عملا صالحا لوجه الله وإلا كان عملا فاسدا أو لغير وجه الله وهو الباطل كما قال تعالى: (إن سعيكم لشتى) ". اهـ
بتصرف من: "الاستقامة"، ص501_503.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الترجمة العملية لما يقوم بالقلب من إرادات الحب والبغض، فيكون الولاء للمحبوب والبراء من المبغوض،
وتفسير الضعف بالصور التي ذكرها ابن القيم، رحمه الله، جار مجرى تفسير العام بذكر بعض أفراده تمثيلا لا حصرا وتحديدا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع سابقة، فكل قد ذكر فردا من أفراد العام يتحقق فيه معناه الكلي ويزيد عليه معنى اختص به في نفسه فلا يشركه فيه غيره من بقية الأفراد، على ما قرر المحققون من أهل العلم في بيان القدر المشترك بين المدركات العقلية أو الحسية فلا ينفك أفراد النوع الواحد عن معنى كلي جامع يتحقق في جميعهم، فهو بمنزلة الوصف المؤثر في تعليل الحكم الجامع لهم، فوصف الضعف كلي يجمع الصور المذكورة فالإنسان: ضعيف الجسد، ضعيف العزم، قليل الصبر عن النساء فذلك من صور الضعف المعنوي والحسي لما ركز في طبائع الذكور من ميل فطري إلى الإناث ...... إلخ.
فإذا كان هذا حاله، فهو هالك إلا أن يتغمده الرب، جل وعلا، برحماته الحافظات لدينه وبدنه، وبكلأه بعنايته من الآفات التي تصيب قلبه وقالبه، فذلك من المواضع التي تظهر فيها دلالة العناية الكونية العامة والشرعية الخاصة بالنوع الإنساني، وبها يحمد الرب، جل وعلا، بوصف كماله الذي ظهر بعارض النقص الجبلي في سائر خلقه فهم مفتقرون إليه أبدا وهو غني عنهم أبدا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 02 - 2010, 08:03 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فبالاضطرار لا بد له من حافظ معين يقويه ويعينه وينصره ويساعده، فإن تخلى عنه هذا المساعد المعين فالهلاك أَقرب إليه من نفسه. وخلقه على هذه الصفة هو من الأُمور التى يحمد عليها الرب جل جلاله ويثنى عليه بها". اهـ
ص131.
فقد خلق فقيرا، فالفقر وصف لازم له، لازم لروحه التي تفتقر إلى النبوات فهي التي تصحح علومه وإراداته وأعماله الباطنة والظاهرة، لازم لبدنه الذي يفتقر إلى الغذاء ليحيى، وهذا الفقر، وإن كان نقصا من وجه إلا أن فيه من المصالح الكلية الدينية والدنيوية ما يربو على مفسدته، فبه:
يظهر كمال وصف الرب، جل وعلا، في مقابل نقصان وصف المربوب الفقير، وذلك مما يحمد به الرب، جل وعلا، فهو المستحق للثناء لوصف كماله، وإن لم يصل عباده أثر من ذلك، فكيف وهم بآلائه متنعمون في دار الابتلاء التي لا يخلو نعيمها من كدر به، يمتاز، أيضا، كمال نعيم دار الجزاء عن نقصان نعيم دار الفناء، وذلك أيضا من الحكم الجليلة لخلق الصور الناقصة، فبها يظهر فضل الكامل سواء أكان الكامل هو الخالق، عز وجل، فهو الكامل على جهة الإطلاق فكل ما عداه، وإن كان كاملا فيكفيه نقصا أنه كائن بعد عدم، فكل ما سواه، عز وجل، مخلوق حادث، فكان الله، عز وجل، ولم يكن معه شيء، ثم خلق الخلق على الترتيب المعروف، فأعظم الكائنات وهو العرش مخلوق من العدم، لم يكن شيئا في الأزل حتى شاء الرب، جل وعلا، كينونته فأوجده بكلمته التكوينية الخالقة: فكان فهو من العدم كائن. فما دونه مخلوق كائن من العدم من باب أولى، أم كان الكامل مخلوقا، فبمطالعة أحوال الكامل يتبين فضل الكمال ليمتثل إن كان خُلقا أو هيئة، ففضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن كان العابد كاملا، ولكن الكمال درجات تتفاضل فكيف إذا ورد الكمال العلمي في مقابل الجهل، أو الكمال العملي في مقابل الفسق والعصيان، ألا يظهر فضل الكامل على الناقص في هذا الحال من باب أولى؟، إذ المفاضلة بين الكامل والناقص أظهر من المفاضلة بين الكامل والأكمل، وذلك التفاضل بين الأحوال علوما وأعمالا وما يترتب عليها من أحكام التفضيل فيتفاوت الحكم تبعا لتفاوت الوصف، ويتفاوت المدح أو الذم تبعا لحسن أو قبح الحال، ذلك التفاضل في الأحوال والأحكام مما تظهر به آثار حكمة الرب، جل وعلا، إذ لم يسو بين مختلفين في الحكم بل لكل حكم يلائم وصفه، فيوضع المدح في الموضع الذي يلائمه، ويوضع الذم في الموضع الذي يلائمه، وتلك عين الحكمة الإلهية بوضع الشيء في موضعه الملائم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فذلك معنى يذهل عنه كثير منا لا سيما في المواضع التي يظهر فيها أثر وصف جلال الرب، جل وعلا، بعقوبة أو ابتلاء، فيطعن بلسان مقاله أو حاله في حكمة الرب، جل وعلا، أن قدر هذا المكروه الذي يكون ذريعة إلى وقوع أضعافه من محبوبات الرب، جل وعلا، التي يصلح بها شأن العبد المبتلى، لو صبر، في الأولى قبل الآخرة فهي خير عاجل بفرج آت ولو بعد حين، وخير آجل بما ادخر للصابرين في دار النعيم.
وبمطالعة أحوال الكامل إن كان مخلوقا تتطلع النفس إلى نيله على الوجه المشروع، فمن تطلع إلى أوصاف الجنان تطلع إلى سكناها ببذل الجهد والعمر في السير على طريق الهجرتين إلى الوحي بقسميه: الكتاب العزيز والسنة، فهما منهاج النبوة الذي استعصم به السابقون الأولون، فنالوا من ثناء الرب، جل وعلا، ما تتلوه الألسنة من الذكر المحفوظ، ونالوا من ثناء أصحاب العقول، ولو لم يكونوا من أهل الديانة، ما جعلهم مثلا عليا تفوق مثل الفلاسفة الخيالية فتلك مثل حقيقية صنعها الرب، جل وعلا، على عين الوحي، فظهر بها فرقان ما بين صنع الرب، جل وعلا، وصنع البشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد أنه لو لم يكن فيما يطرأ على الإنسان من أعراض النقص، مع كونها كما تقدم نعما من وجه فليست كلها آلاما، لو لم يكن فيها إلا استحضار مقام كمال الرب، جل وعلا، في مقابل حال العبد من النقص، لكفى بها نعمة، فهو نقص يعرج به العبد إلى درجات العبودية الكاملة، فيزداد تعبد ورقا بإمعان النظر في نقصه في مقابل كمال ربه، فيظهر من الذلة والانكسار لرب الأرباب، جل وعلا، ما يقترب به فهو من أهل: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، والسجود من أعظم صور الذل الظاهر الذي لا ينفك إن كان صاحبه من الصادقين عن ذل باطن، فينكسر القلب بين يدي ربه، جل وعلا، فينكسر البدن لزوما، فإذا صلح الملك صلحت الأجناد، وإذا خضع القلب خضعت الجوارح.
وتلك العوارض مع كونها نقصا لازما من وجه إلا أنها لا تنفك عن جهة كمال ملازم لها من وجه آخر بالنظر إلى الجبلة البشرية، فأفعال الأكل والشرب والنكاح والنوم ...... إلخ أعراض فقر ذاتي بالنظر إلى حاجة العبد إليها ليحيى ولكنها مع ذلك لا تنفك عن وصف كمال يمدح به صاحبها من جهة صحة آلاته وقواه البدنية فمن يأكل أكمل ممن لا يأكل لمرض أو نحوه، ومن ينكح أكمل ممن لا ينكح لعنة أو نحوها .......... إلخ، فمعنى الكمال فيها ظاهر، بالنظر إلى الطبيعة البشرية، لا على الإطلاق، فهي صفات كمال مقيد بأحوال البشر، فلا تجري على رب البشر، جل وعلا، لتقاس صفاته، عز وجل، عليها قياسا أولويا فيكون كل كمال في حق البشر واجبا في حق رب البشر، جل وعلا، فإن ذلك إطلاق يفتقر إلى التقييد، فكل كمال، (مطلق لا نقص فيه بحال فلا يتطرق إليه النقص بحاجة أو افتقار من أي وجه بل هو كمال مطلق مستغن عن الأسباب، ذاتي لا ينفك عن صاحبه، وهو مع ذلك مما جاءت الرسالات بإثباته)، فكل كمال بهذا القيد ثبت للعبد فهو ثابت للرب، جل وعلا، من باب أولى، والشاهد أنها، وإن كانت أعراض نقص من وجه إلا أنها أعراض كمال ولو مقيدا من وجه آخر، وذلك من كمال منته وعظيم عنايته بعباده، فلم يخلهم من نعمه، ولم يخلهم من النظر والتدبر في خلقهم ليستدلوا بالآيات النفسانية على عظم وطلاقة القدرة الإلهية، وليدركوا بذلك وجه النقص الذاتي فيهم في مقابل الكمال الذاتي اللازم لذات الرب، جل وعلا، فذلك ذريعة إلى الذل والخضوع له، فلا يتأمل عاقل حاله إلا ذل وانكسر، فلم ينازع الرب، جل وعلا، وصف جلاله، كما يقع من الطواغيت الذين غفلوا عن نقص أبدانهم وعقولهم فنازعوا الرب، عز وجل، أخص أوصاف ربوبيته، فمنهم من ادعى الملك على جهة الإطلاق، فـ: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، ومنهم من ادعى الألوهية فـ: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، ومنهم من جره سفهه فاعتقد في نفسه الربوبية تدبيرا فقال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)، ومنهم من اعتقد في غيره الربوبية تأثيرا فـ: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا)، ومنهم من عارض حكم الملك، جل وعلا، بقياس عقله، فوقع في تأويل أخباره أو تعطيل أحكامه، فاستبدل أحكام العباد من المتشرعين المدعين بلسان حالهم ربوبية تدبير الأحوال ولو على ضد ما جاءت به الرسالات، فاستبدل أحكام أولئك بحكم الملك العليم بالحال والمآل الحكيم فلا يشرع إلا ما تستقيم به الأحوال، فلكل نصيب من منازعة الرب، جل وعلا، أوصاف كماله، وإنما تظهر صور في أزمان وتختفي في أزمان، كما ظهرت صور الفساد العلمي بالتعطيل والتأويل زمن المأمون العباسي ومن لف لفه في محنة خلق القرآن وزمن من تلاه من أرباب المقالات، وكما ظهرت صور الفساد العملي التعبدي بإحداث بدع الذكر والسماع ......... إلخ، وكما ظهرت صور الفساد العملي الحكمي في زماننا بتنحية الشرع المنزل، فليس له سلطان إلا في فروع بعينها لم تسلم من كيد العلمانيين فراحوا يتحرشون بها برسم التجديد والمساواة ..... إلخ!، ولو سكت الحق وهادن ما سكت الباطل فإنه أبدا متسلط على الحق بمقتضى سنة التدافع ليتناجزا: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)، فيظهر الحق عليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو بعد حين، تبتلى فيه النفوس فـ: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، فالعاقبة للحق فـ: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، فمجيء الحق مظنة زهوق الباطل فلا يظهر الباطل إلا في غياب الحق واعتبر بالأعصار والأمصار التي تندرس فيها آثار النبوات أو تخفى كيف تظهر فيها البدع العلمية والعملية، ولذلك حسن في كل زمان التنبيه على صور المخالفة الظاهرة فيه، فليس زماننا كزمان أحمد، رحمه الله، ليفتش عن المحنة فتحيى آثارها وتدار المعارك حولها وقد أطفأ الله، عز وجل، جذوتها، بما صبه عليها من غيث الحق على لسان أحمد، رحمه الله، فذكرها إنما يكون من باب الدرس العلمي الخاص لا الطرح العام الذي يشغل الأمة عن الخطر الحاضر، فالسعي إلى إعادة سلطان الشرع على الأفراد والجماعات بالسبل المشروعة، والتصدي للبدع العلمية التي ظهرت في الآونة الأخيرة كبدع الغلو من أهل الطريق وأثرهم السلبي في بلاد المسلمين ظاهر، وممن يظهر الانتساب إلى آل البيت، رضي الله عنهم، والتصدي لغارة أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين تحالفوا مع عظم عداوتهم لضرب العدو المشترك في الصميم فغارتهم فكرية على ثوابت الملة عسكرية على أمصار المسلمين اقتصادية على مقدرات الأمة سياسية على توجهاتها، كل أولئك أولى بالإشادة والتنويه، فهي معارك مشتعلة بالفعل، فالتشاغل عنها بمعارك قد ولى زمانها فلم يبق من آثارها إلا رماد تشاغل بالمفضول عن الفاضل، وذلك مئنة من اضطراب التصور في تقدير المصالح والمفاسد المعتبرة، ولكل مقام مقال فليس مقام التعلم في الحلقات والمعاهد كمقام التكلم في الشأن العام الذي لا ينتفع به المسلمون إلا إن كان يمس واقعهم المعاصر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 09:23 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهو موجب حكمته وعزته، فكل ما يحدث من هذه الخلقة ويلزم عنها فهو بالنسبة إلى الخالق عز وجل خير وعدل وحكمة، إِذ مصدر هذه الخلقة عن صفات كماله من غناه وعلمه وعزته وحكمته ورحمته". اهـ
ص131، 132.
فالحكمة مئنة من وصف الجمال، والعزة مئنة من وصف الجلال، والكون، كما تقدم مرارا، قد صدر عن آثار أوصافه الفاعلة في كونه إيجادا وإعداما، فيوجد ما شاء كيف شاء، فيفني ذوات ويخرج منها ذوات، فتتابع الإيجاد والإعدام على الأعيان على نحو ينتظم به أمر النوع الواحد فتوالده يلائم حاله قوة وضعفا، ذلك التتابع لا يكون إلا عن قدرة بالغة يقضي بها الرب، جل وعلا، ما شاء من المقدورات الغيبية في عالم الشهادة، وتنوع الأحوال بالمعافاة والابتلاء، والإعطاء والمنع مئنة من حكمته، عز وجل، في تدبير أمر كونه، فالحكمة أصل التدبير كما أن العزة أصل الخلق والتقدير، ولذلك خصهما ابن القيم، رحمه الله، بالذكر، وجاء التذييل بهما في آي من محكم التنزيل من قبيل: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فالتصوير في الأرحام على هيئات وصور متباينة مئنة من وصف الجلال فمرد ذلك إلى القدرة النافذة على أصل الخلق والتنويع في صوره وهيئاته، فذلك من عزته، عز وجل، والعناية بالنطف في الأرحام بإمدادها بأسباب النمو والبقاء حتى تنقلب أعيانها علائق ...... إلخ من صور الخلق وفق سنن كوني محكم مئنة من حكمته البالغة، فذيلت الآية بما يدل عليه الخلق والتصوير لزوما فدلالة فعل الخلق والتصوير وهما من دلالات تضمن اسمي: الخالق والمصور، دلالتهما على صفات العزة والحكمة دلالة لزوم كما قرر أهل العلم الذين بحثوا دلالات أسماء الرب جل وعلا المعنوية، فلا يكون خلق وتصوير إلا فرعا عن قدرة على أصل الفعل وحكمة في إيقاعه على الوجه الذي ينتظم به أمر الكون. فضلا عما دلت عليه قرينة سبب النزول، وهي من جملة القرائن الحالية، في معرض جدال نصارى نجران الذين ادعوا ألوهية المسيح عليه السلام، عما دلت عليه من بطلان ذلك بداهة إذ هو كسائر المخلوقات أثر من آثار كلمات الرب، جل وعلا، التكوينية، وإن تفاضلت الكلمات، على الراجح من أقوال العلم، فالكلمات تتفاضل من جهة
(يُتْبَعُ)
(/)
معانيها لا من جهة المتكلم بها، فكلها قد بدت من الرب، جل وعلا، على كيف لا يعلمه إلا هو، فليست الكلمة التي خلق بها المسيح عليه السلام كسائر الكلمات التكوينية التي خلقت بها سائر الكائنات، بل احتف بها من دلائل الإيجاد المعجز بخلقه من أم بلا أب ما اقتضى إفرادها بالذكر ونسبتها إلى الرب، جل وعلا، نسبة السبب إلى مسببَِّه، فهي سبب تلك الآية الباهرة وذلك ما جوز بل حسن في معرض التنبيه على طلاقة القدرة الربانية إفرادها بالذكر ونسبتها على وجه الخصوص إلى المتكلم بها، جل وعلا، وإن اشتركت مع سائر الكلمات الكونية في النسبة العامة إلى الرب جل وعلا، فكل الكلمات التي خلقت بها الكائنات: كلماته عموما، وتلك الكلمة بعينها والتي كان بها هذا الإيجاد المعجز، تلك الكلمة هي: كلمته خصوصا، فلا تعارض بينهما، إذ خص فرد من أفراد العموم بالذكر في معرض التنويه بشأنه فلا يخص العموم به، فليس النص على الكلمة التي بها خلق المسيح عليه السلام بمخرج بقية الكائنات التي خلقت بكلمات كونية تخصها، فكل مخلوق بكلمة كونية تلائمه، فذكر بعض أفراد العام لا يخصصه، كما قرر أهل الأصول، بل تخصيص بعض الأفراد بالذكر لمعنى فيها اقتضى التخصيص كشرفه، مئنة من بلاغة المتكلم، ونص الكتاب العزيز أحق النصوص بوصف الفصاحة لفظا والبلاغة تركيبا.
فعلى هذا النحو، وبهذه النسبة إلى الرب الخالق الفاعل بصفاته الكاملة، تبارك وتعالى، لا يتطرق الشر إلى فعل الرب، جل وعلا، فالشر ليس إليه وصفا، وإن كان في خلقه كونا، فذلك كما تقدم، من صفات المخلوقات اللازمة فلا تنفك أوصاف النقص عنها: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، و: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)، فلا يهذب هذا النقص الكوني الجبلي إلا الوحي الشرعي، فالفعل الرباني موصوف بالكمال والحسن مطلقا وإن كان أثره في عالم الشهادة فيه من الشر الجبلي ما لا ينفك عنه، إذ خلق لحكمة أعظم، فهو من المراد لغيره، بخلاف فعل الرب، جل وعلا، فهو لكماله، لا يكون إلا مرادا لذاته، فانفكاك الجهة في النسبة إلى الخالق عز وجل فعلا، وإلى المخلوق وصفا جبليا بعارض النقص والفساد يحل الإشكال ويرفع الإجمال ببيان واف لكمال وصفه، جل وعلا، في مقابل النقص الكائن في خلقه والذي به يظهر كماله فالنقص في حد ذاته، بغض النظر عن كونه ذريعة إلى خير يفوق شره، دليل ينتفع به في إثبات كمال الرب، جل وعلا، وذلك من أجل ما سمت إليه نفوس الشرفاء من الأحرار برسم إخلاص العبودية له جل وعلا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وبالنسبة إِلى العبد تنقسم إِلى خير وشر وحسن وقبيح، كما تكون بالنسبة إليه طاعة ومعصية وبراً وفجوراً، بل أَخص من ذلك، مثل كونها صلاة وصياماً وحجاً وزكاة وسرقة وأْكلاً وشرباً، إِذ ذلك موجب حاجته وظلمه وجهله وفقره وضعفه". اهـ
ص132.
وأما بالنسبة للبشر فإن النسبة تختلف، فليست نسبة الأفعال كلها إليه على حد سواء، كما هو الحال بالنسبة إلى الرب، جل وعلا، الذي تنسب إليه أفعال الكمال مطلقا، وإن وجد من أثرها ما هو فساد لازم لأعيان المخلوقات كما تقدم، فليست كل أفعال العبد كمالا، وليست كلها مشروعة، فذلك قول الاتحادية وغلاة الجبرية الذين سووا بين أمر الشرع وأمر الكون، بل سوى غلاتهم بين فعل العبد وفعل الرب، فجعلوا كل ما يفعله العبد، وإن قبح، محبوبا للرب، جل وعلا، لمجرد أنه أراد وجوده!، وغلا الاتحادية فجعلوا كل ما يفعله العبد هو عين ما يفعله الرب، جل وعلا، فالعين الفاعلة واحدة وإن اختلفت صورها الظاهرة فما العباد إلا مظاهر يتجلى فيها الرب جل وعلا بصفات جلاله وجماله كما قرر إمام الاتحادية: ابن عربي الطائي!، وذلك قول يكفي لبيان بطلانه حكايته فليس إلا محض فرض عقلي لمحال ذاتي إذ وصف الرب، جل وعلا، بالحلول في الصور المخلوقة، وإن شرفت، محال لذاته، لما يلزم منه من وصف الرب، جل وعلا، بأعراض الصور المخلوقة التي لا تنفك عن
(يُتْبَعُ)
(/)
أوصاف النقص بمقتضى ما جبلت عليه.
ومؤدى القول بعدم انقسام أفعال العبد إلى حسن وقبيح: تعطيل الشرائع وإبطال النبوات التي جاءت بالتمييز بين الأفعال فتعلق المدح والثناء بالحسن، وتعلق الذم والقدح بالقبيح، فصار ذلك وصفا مؤثرا يناط به الثواب وعدا والعقاب وعيدا، فذلك جوهر شرائع المرسلين التي ينقضها لازم مقالة نفي الحسن والقبح الذاتي في الفعل، فإن ذلك هو العلة المؤثرة في الثواب والعقاب، وإن كان ذلك لا يثبت إلا بعد ورود نص الشارع به.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وموجب أَمر الله له ونهيه، ولله سبحانه الحكمة البالغة والنعمة السابغة والحمد المطلق على جميع ما خلقه وأَمر به، وعلى ما لم يخلقه مما لو شاءه لخلقه، وعلى توفيقه الموجب لطاعته وعلى خذلانه الموقع فى معصيته، وهو سبقت رحمته غضبه وكتب على نفسه الرحمة، وأحسن كل شيء خلقه وأتقن كل ما صنع". اهـ
ص132.
فهو، عز وجل، الحكيم إذ يسر أسباب الطاعة، فضلا، الحكيم إذ يسر أسباب المعصية عدلا، فله الحمد في السراء بالسعة الكونية والطاعة الشرعية، وله الحمد في الضراء بالشدة الكونية أو المعصية الشرعية، فإذا أكرم بأسباب فضله بنعم كونية سابغة، ونعم شرعية لا تتلقى إلا من وحي الرسالات المنزلة، فذلك من رحمته وحكمته، إذ وضع أسباب رحماته الكونية والشرعية في المحال الملائمة لها، وإن كانت الرحمات الكونية قد توهب لمن ليس على جادة الرسالات فيكون ذلك إما استدراجا، وإما إظهارا لعدله، عز وجل، فيهب الكافر مقابل إحسانه في الدنيا ثواب عمله معجلا فإنه، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، ما من عمل صالح إلا وله ثواب عاجل في الدنيا يعم المؤمن والكافر على وزان قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ)، وآجل في الآخرة لا يكون إلا للمؤمن، فـ: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، فذلك من التكريم لهم على ما بذلوه من أسباب نيل رضا الرب، جل وعلا، على جهة الديانة فلم يبذلوه لنيل رضا عاجل في الدنيا وإنما سمت نفوسهم إلى النعيم الباقي فزهدت لزوما في النعيم الفاني، وفي المقابل: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)، فأكد العموم بـ: "من" فصارت "ما" نصا في نفي الجنس بارتفاع احتمال إرادة نفي الوحدة بعملها عمل "ليس"، فكل أعمالهم قد صيرها الله، عز وجل، هباء منثورا لفساد الأصل، وذلك مما يستأنس به من قال بخطاب الكفار بفروع الشريعة، إذ قد خوطبوا بها، وخوطبوا بما لا تصح إلا به من شرط القبول الأعم: شرط الإيمان، وشرط القبول الأخص: شرط الإخلاص والمتابعة فذلك مما خوطب به كل عامل مؤمنا كان أو كافرا، وإذا أهان بالمعصية، فليس التضييق الكوني بتعسير أسباب المعاش أو نحوه مئنة من الإهانة بل قد يبتلى العبد لترتفع درجته عند الرب، جل وعلا، إذا أكرم أو أهان فكلاهما من آثار حكمته بوضع كل حال في المحل الملائم لها، فتتنوع أقداره في عباده تبعا لتفاوت محالهم صحة أو فسادا، فلا يسوي، عز وجل، كما تقدم مرارا، بين محلين متباينين، ولا يفرق بين محلين متماثلين.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وما يحصل للنفوس البشرية من الضرر والأذى فله فى ذلك سبحانه أعظم حكمة مطلوبة وتلك الحكمة إِنما تحصل على الوجه الواقع المقدر بما خلق لها من الأَسباب التى لا تنال غاياتها إِلا بها، فوجود هذه الأَسباب بالنسبة إلى الخالق الحكيم سبحانه هو من الحكمة ". اهـ
ص132.
فلا تنال الراحة إلا على جسر من التعب، ولا ينال المحبوب إلا بمباشرة المكروه، فالنعيم لا يدرك بالنعيم، فـ:
لولا المشقّة ساد الناس كلهم ******* الجود يفقر والإقدام قتال
(يُتْبَعُ)
(/)
فذلك، أيضا، من آثار حكمة الرب، جل وعلا، إذ يتوصل بالشيء إلى ضده، فالضيق معدن السعة، والشدة ذريعة إلى الرخاء بمقتضى السنة الكونية الجارية بارتفاع الابتلاء وإن طال فإنه متبوع بالعافية لا محالة، فمن صبر ابتداء ظفر انتهاء، ومن صابر أعداء الرسالات في دار القتال: دار الدنيا التي لا تضع الحرب فيها أوزارها بين الإنسان ونفسه ودنياه وشيطانه فتلك أعداؤه في خاصة نفسه وبين الجماعة المؤمنة ومن ناصبها العداء من أعداء الرسالات فأولئك أعداؤها على جهة العموم فللمسلم عدو خاص من نفسه، وعدو عام من غيره، بل قد ابتلي بعداء إخوانه فلا يسلم مؤمن إلا من رحم الرب، جل وعلا، من عداوة مؤمن مثله، فالأرواح جنود مجندة وتناجز الأقران من العلماء والعباد أشهر من أن يذكر، وإن أرجع ابن الجوزي، رحمه الله، ذلك في صيد الخاطر ذلك إلى التنافس على الدنيا فلا يخلو من معنى يذم به صاحبه وإن كان من أهل العلم والعمل، فالفاضل قد يناله الذم من وجه ولا يلزم من ذلك ذمه على جهة العموم بل يحمد بما فيه من فضل ويذم بما فيه من نقص وذلك جار على ما قرره المحققون من أهل العلم من انفكاك جهات المدح والذم، أو الولاء والبراء، فيحب العبد ويوالى بقدر ما فيه من إيمان وطاعة، ويذم بقدر ما يه من كفر ومعصية، فقد يتلبس بشعبة من الكفر الأصغر فيبغض عليها ويكون مع ذلك مؤمنا وإن نقص إيمانه إذ معه أصل الإيمان دون كماله فيحب لذلك الأصل فتحقق فيه الوصفان مع تناقضهما لانفكاك جهتيهما بل الكفر الأكبر دركات، وإن كان أصحابه جميعا هلكى، فلا يبغض الكافر المسالم بغض الكافر المحارب، وإن كان كلاهما مبغضا لكفره، وذلك عين العدل الذي اتصف به أهل الإسلام في إطلاق الأسماء والأحكام، فمن صبر على قتال أعداء الرسالات فلم يهادن أو يلاين نال ما تمنى، فالمبتدأ: مكروه تنفر منه النفوس بما جبلت عليه من إيثار الراحة والدعة، والخبر: محبوب تتشوف إليه النفوس فلسان حالها:
تهون علينا في المعالي نفوسنا ******* ومن خطب الحسناء لم يغله المهر
واقتران المكروه بالمحبوب على هذا النحو المحكم، فلا تنفك المشقة عن أي عمل، ولو شهوة خالصة، ذلك الاقتران مئنة من حكمة الرب، جل وعلا، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فاقتضت حكمته ألا يفارق وصف الشر أعيانا، فهو فيها ذاتي، فيتوصل بها إلى مرادات محبوبة، فيها الخير المراد لذاته، فهو: نقيض ما بتلك الأعيان من الشر الذي يريده الرب، جل وعلا، كونا لما يؤول إليه من عاقبة الخير، فيراد الشر لغيره توصلا إلى الخير المراد لذاته، وذلك، كما تقدم، من أبرز حكم خلق الشر، فليس شرا محضا من كل وجه، بل ينطوي على ذرائع إلى خير أعظم من مفسدة وقوعه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 09:07 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولهذا يقرن سبحانه فى كتابه بين اسمه الحكيم واسمه العليم تارة وبين اسمه العزيز تارة كقوله: {وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء: 26] [الأنفال: 71]، {وَالله عَزِيز حَكِيمٌ} [البقرة: 240] [المائدة: 38]، وقوله: {وَكَانَ اللهُ عزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 158، 165] [الفتح: 7، 19]، {وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 170] [الفتح: 4]، {وَإِنّكَ لَتُلَقّى الْقُرْآنَ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6] ". اهـ
ص132.
واقتران العلم بالحكمة: اقتران لزوم، فلا يكون علم محيط بدقائق الكائنات إلا بحكمة، ولا تكون حكمة إلا فرعا عن علم محيط سابق، فالحكمة علم وزيادة فهي تقدير للأمور على نحو دقيق محكم، ولا يكون ذلك، كما تقدم، إلا بعلم قد بلغ من السعة ما حسن معه إيراده بصيغة المبالغة، فأطلق في مواضع كقوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، فاقتران الوصفين على جهة المبالغة مئنة من وثيق الصلة بينهما فإن الخلق لا يكون إلا عن علم تقديري سابق، وقيد على جهة الوعد في نحو قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)، وعلى جهة الوعيد في نحو قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)، فاسم العليم أصل يتفرع عنه على جهة الالتزام اسما: الخبير بالدقائق فذلك معنى أخص من العلم، الحكيم الذي يجري الأمر على أكمل وجه فتلك ثمرة العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واقترانه باسم العزيز: مئنة من كمال وصفه، عز وجل، فالحكمة من وصف جماله، والعزة من وصف جلاله، والجمال والجلال فرعا الكمال.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فإن العزة تتضمن القوة، ولله القوة جميعاً، يقال: عز يعز - بفتح العين - إذا اشتد وقوي، ومنه الأرض العزاز: الصلبة الشديدة، وعز يعز بكسر العين إذا امتنع ممن يرومه وعز يعز بضم العين إذا غلب وقهر، فأعطوا أقوى الحركات وهي الضمة - لأقوى المعاني وهو الغلبة والقهر للغير وأضعفها وهي الفتحة لأَضعف هذه المعاني وهو كون الشيء فى نفسه صلباً، ولا يلزم من ذلك أَن يمتنع عمن يرومه والحركة المتوسطة وهي الكسرة للمعنى المتوسط وهو القوي الممتنع عن غيره، ولا يلزم منه أن يقهر غيره ويغلبه، فأعطوا الأقوى للأقوى والأضعف للأضعف والمتوسط للمتوسط". اهـ
ص132.
وذلك من حسن تصرف العرب في ألفاظهم بالإعراب والشكل فهو مما اختصت به لغة العرب، وإن وجد طرف من ذلك في اللغة اللاتينية وبعض اللغات التي تولدت منها إلا أنه لا يرتقي إلى إعراب وشكل العربية فالحركة تؤثر في بنية الكلمة الصرفية ودلالتها المعنوية على نحو يلائم جرس اللفظ وقوته، فالحروف شدة أو لينا، جهرا أو همسا، تؤدي من الدلالة المعنوية ما يعضد البيان بالإشارة إلى الفروق الدقيقة بين معاني الألفاظ لا سيما على قول من ينكر الترادف في لغة العرب مطلقا، فلا بد أن تستقل كل مادة لفظية بمعنى يلائم بنيتها الحرفية وما يرد عليها من الشكل ضما أو كسرا أو فتحا أو تسكينا، فالجزم، على سبيل المثال، مئنة من القطع فالجازم يقطع أواجر الكلمات عن الحركة، وضد الحركة السكون فناسب ذلك أن يكون السكون هو علامة الجزم، والحرف الشديد يفيد من قوة المعنى ما لا يفيده الحرف اللين، وإن اشترك اللفظان في المعنى الكلي المشترك، كالصاد في: "صب" فإنها تفيد من قوة الإراقة ما لا تفيده السين في: "سكب"، فالصاد شديدة فتدل على شدة فعل الصب، والسين لينة فتدل على لين فعل السكب، فضلا عن التشديد في باء: "صب" فهو مئنة من الزيادة في المعنى فرعا عن الزيادة في المبنى إذ الحرف المشدد: حرف مضعف، فيقوم مقام حرفين مدغمين أولهما ساكن، بينما باء: "سكب" غير مشددة فليس فيها من القوة ما في باء: "صب"، وكل ذلك مئنة من تأثير جرس الحرف في أذن السامع في أداء المعنى قوة أو ضعفا.
وقل مثل ذلك في الفعل المضعف فإنه يفيد من معنى المبالغة في ذات الفعل أو عدد مرات وقوعه ما لا يفيده الفعل غير المضعف، كما قرر الصرفيون في مبحث معاني حروف الزيادة، فـ: "فعَّل" بتشديد العين أبلغ في أداء المعنى كما وكيفا من: "فعل"، فـ: "نزل": مئنة من النزول مرة واحدة، بخلاف: "نزَّل" فهي مئنة من تكرار الفعل، و: "فطَّع" مئنة من شدة القطع، بخلاف: "قطَع" بتخفيف الطاء.
وعلماء اللغة يذكرون في مستويات بحوثهم:
علم الأصوات العام: Phonetics : وهو يعنى بدراسة أصوات اللغة وصفاتها ومخارجها ودراسة جهاز النطق، ولعلماء التجويد المسلمين الريادة في ذلك بل للمتقدمين من نحاة العربية كإمام النحاة: سيبويه، رحمه الله، مشاركة في هذا الشأن مع أن ذلك ليس من مهمات علم النحو الرئيسة، فبوب في كتابه:
باب الإدغام:
هذا باب عدد الحروف العربية، ومخارجها، ومهموسها ومجهورها، وأحوال مجهورها ومهموسها، واختلافها. اهـ
فذكر حروف العربية ثم أتبع ذلك بذكر مخارجها التي يذكرها أهل الأداء في مصنفاتهم ......... إلخ من المباحث الصوتية.
ودراسة العرب لذلك الفرع من علوم اللغة قد اكتسب بعدا دينيا بعد ورود التنزيل وتوفر الهمم لحفظ حروفه كتابة وتلاوة، فاهتم القراء بتحرير مخارج الحروف وخصائصها وطرق أدائها المروية بالإسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكروا أيضا: علم الأصوات الوظيفي ويختص بالوظائف اللغوية للصوت من نبر أو تنغيم ...... إلخ وهي تلعب دورا هاما في تحديد مراد المتكلم إذ هي من القرائن الحالية، فليس الضم كالكسر في دلالته على قوة المعنى، كما تقدم، وليس المد كالإمالة ...... إلخ بل الضغط على حروف اللفظ الواحد أثناء نطقه يعطي من الدلالة العرفية الخاصة ببساط المجلس الذي قيل فيه ما لا يعطيه نفس اللفظ في بساط آخر، ولذلك كانت اللغة المنطوقة أكثر مرونة من اللغة المكتوبة، فاللغة المكتوبة مجردة من العناصر التفاعلية إلا ما كان من علامات الترقيم التي تعطي دلالة معنوية تزيد المعنى بيانا، ولكنها لا ترتقي إلى بيان العناصر التفاعلية في اللغة المنطوقة من حدة وارتفاع صوت حال الغضب، ولين وانخفاض حال الرضا ............ إلخ من القرائن الحالية، وهذا المبحث من أجل مباحث علم اللغة إذ القرائن لفظية كانت أو حالية مما يفزع إليه في كثير من المسائل الدينية والدنيوية كمسائل الأيمان فإن مبناها على القرائن: حالية أو مقالية بالنظر في العرف الخاص للغة الحالف، ونيته، فهي القرينة الأولى المعتبرة في هذا الباب الذي يكتنف الغموض كثيرا من أحكامه لخفاء نية الفاعل.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولا ريب أن قهر المربوب عما يريده من أقوى أوصاف القادر، فإِن قهره عن إرادته وجعله مريداً كان أَقوى أنواع القهر، والعز ضد الذل، والذل أصله الضعف والعجز". اهـ
ص132، 133.
فمقابل ذل العبد المقهور، عز الرب القاهر، فالقاهر، عز وجل، قد قهر عباده بقدره الكوني النافذ، وألزمهم العمل بحكمه الشرعي، فذلك نوع قهر آخر، وإن كان للعبد فيه اختيار، فهذه الأمة، كما يقول بعض أهل العلم: مقهورة منزوعة الاختيار مع حكم الشارع، عز وجل، وإن لم يلزم من ذلك امتثال جميع أفرادها لحكمه تبارك وتعالى في كل قول وفعل، بل كثير، إن لم يكن الجميع، مفرط، فمن مقل ومن مكثر في المخالفة لأحكام الوحي النازل، فالنظر في جهة قهر الشرع للأمة بامتثالها حكمه: نظر عام، على وزان: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فيحكمون الشرع ولا يجدون مع ذلك في أنفسهم حرجا ويظهر ذلك من حالهم الباطن والظاهر رضا وتسليما.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 02 - 2010, 08:50 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالعز يقتضي كمال القدرة والعزة، ولهذا يوصف به المؤمن ولا يكون ذماً له بخلاف الكبر. قال رجل للحسن البصري: إنك متكبر. فقال: لست متكبراً، ولكني عزيز. وقال تعالى: {وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينِ} [المنافقون: 8]، وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة الإسلام منذ أسلم عمر. وقال النبى صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعز الإسلام بأحد هذيْنِ الرَّجُلَيْنِ: عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب، أَو أَبِى جَهْل بْن هِشَام) ". اهـ
ص133.
فذلك جار على ما تقرر مرارا من دلالة التزام أسماء الرب، جل وعلا، فاسمه العزيز يدل على صفة العزة تضمنا، وعلى لوازمها من صفات الجلال لزوما، فلا عزة بلا قدرة، ولا عزة بلا قهر، ولا عزة إلا بعلو ذاتي ووصفي، فله عز وجل، علو الذات، وعلو القهر، وعلو الشأن، والعالي بذاته، عزيز، إذ لا يناله غيره بأذى، ولله المثل الأعلى، فإنه، عز وجل، لكمال علوه وعزته، لا يناله أحد من خلقه بأذى، فلو كفر أهل الأرض جميعا ما نقص ذلك من ملكه شيئا، ولو آمن أهل الأرض جميعا ما زاد ذلك في ملكه شيئا، ولو سبه من سبه من الذين كفروا عدوا بغير علم ما لحقته غضاضة ولا معرة، ولذلك تقبل توبة من سب الرب، جل وعلا، ولا يقتل إن رجع، وأمره إلى الله، عز وجل، على الراجح من أقوال أهل العلم بخلاف ساب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه يقتل، ولو تاب، ولو كانت توبته صادقة فإنها تنفعه عند ربه، جل وعلا، فيقتل حدا لا ردة، وتجري عليه أحكام المسلمين بعد حده، وإنما يقتل لحق الآدمي الذي لا يمكنه العفو لكونه من غير أهل هذه الدار، فالعفو من أفعال المكلفين، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد زال تكليفه بانتقاله إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الرفيق الأعلى، فليس بد من القصاص من سابه، انتصارا له صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلا أدى ذلك إلى فساد عريض بالاستهانة بحقوق العباد، بل إن من تكررت ردته بسب الرب، جل وعلا، أو بأي صورة أخرى من صور الردة فإنه يقتل عند جمع من أهل العلم حسما لمادة الفساد فجرأته على الردة ثم إظهاره العودة مئنة من زندقته وغلظ كفره، وتحريض لغيره من الزنادقة على إظهار كفره فإذا أخذ بجريرته اعتذر وأظهر التوبة لعلمه بأنها تنفعه في الدنيا، وإن لم تنفعه في الآخرة فهو كافر عند الله، عز وجل، وإن كان مسلما عند الناس بإظهار شعار الإسلام الظاهر وليس لهم إلا قبول ما يظهره من شعار الدين، إذ لم يؤمر البشر بشق الصدور واستكناه ما في القلوب، فسدا لذريعة الاستهانة بالديانة يقتل من تكررت ردته فتحسم بقتله مادة الشر، وإلى طرف من ذلك أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
"وأما من استتاب الساب لله ولرسوله فمأخذه أن ذلك من أنواع الردة ومن فرق بين سب الله وسب الرسول قالوا: سب الله تعالى كفر محض وهو حق لله وتوبة من لم يصدر منه إلا مجرد الكفر الأصلي أو الطارئ مقبولة مسقطة للقتل بالإجماع ويدل على ذلك أن النصارى يسبون الله بقولهم: هو ثالث ثلاثة وبقولهم: إن له ولدا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال: "شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك فأما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدا وأنا الأحد الصمد" وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَة} إلى قوله: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} وهو سبحانه قد علم منه أنه يسقط حقه عن التائب فإن الرجل لو أتى من الكفر والمعاصي بملء الأرض ثم تاب تاب الله عليه وهو سبحانه لا تلحقه بالسب غضاضة ولا معرة وإنما يعود ضرر السب على قائله وحرمته في قلوب العباد أعظم من أن يهتكها جرأة الساب وبهذا يظهر الفرق بينه وبين الرسول فإن السب هناك قد تعلق به حق آدمي والعقوبة الواجبة لآدمي لا تسقط بالتوبة والرسول تلحقه المعرة والغضاضة بالسب فلا تقوم حرمته وتثبت في القلوب مكانته إلا باصطلام سابه لما أن هجوه وشتمه ينقص من حرمته عند كثير من الناس ويقدح في مكانه في قلوب كثيرة فإن لم يحفظ هذا الحمى بعقوبة المنتهك وإلا أفضى الأمر إلى فساد". اهـ
"الصارم المسلوم"، ص378، 379.
وتلك من مواضع الجلال التي فرط فيها المسلمون فنالهم من الذلة بالتفريط في حقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو بما يقدرون عليه من الغضب وإظهار الحمية والانتصار له صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ما نالهم، ولعل تخاذل شعوب وحكومات الدول الإسلامية إجمالا إلا فئاما في واقعة الرسوم المسيئة له صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نحو أربع سنوات صورة من صور ذلك التفريط الذي عمت به العقوبة فضربت الذلة على مجموع الأمة بمقتضى عموم العقوبات الربانية فتلك من السنن الكونية المطردة فلا تخص العقوبة العامة أفرادا دون أفراد، وإن كان فيهم المحسن، فذلك من التخصيص بلا مخصص فلا دليل عليه من شرع أو حس، بل الشرع شاهد بضد ذلك فـ: "إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا"، فعم الدمار القرية بأكملها لا أفرادا بخصوصهم، والحس شاهد بأن النوازل الكونية تجري في الغالب مجرى العموم فلا تخص بعضا دون بعض، وإن خص بعض الصالحين، فلم تنله العقوبة الكونية فبرسم الكرامة وهي خلاف الأصل، وما كان خلاف الأصل فلا يقاس عليه كما قرر أهل الأصول.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 07:47 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وفي بعض الآثار: إِن الناس بطلبون العزة في أبواب الملوك، ولا يجدونها إِلا في طاعة الله عز وجل. وفى الحديث: "اللَّهُمَّ أَعِزَّنَا بِطَاعَتِكَ وَلا تُذِلَّنَا بِمعْصِيتكَ" وقال بعضهم: من أَراد عزاً بلا سلطان، وكثرة بلا عشيرة، وغنى بلا مال، فلينتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة ". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فمهما ابتغى الإنسان العزة في غير محالها من طاعة الرب، جل وعلا، الذي يعز من أطاعه وإن ناله الخلق بمقتضى سنة الابتلاء بصنوف الأذى، فإن تسلطهم على بدنه لا يقتضي تسلطهم على روحه، بل قد يهان البدن والروح مكرمة عزيزة، وقد نيل منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما كان ذلك إهانة له، بل كان من رفعة الدرجة التي تحصل للمبتلى فلولاها ما بلغ ما كتب له عند الله، عز وجل، من الكرامة، فذلك جار على مقتضى السنة الكونية بتعليق وقوع المسببات على أسبابها، فإن الكرامة درجة لا تنال إلا بسبب، فإن لم يبلغها العبد بعلمه، فإن الرب، جل وعلا، يبتليه بما يصير به أهلا لها، فتكون عين منحته في عين محنته لمن سدد إلى الحمد والرضا، فليس من شرط العزة: سلامة البدن من الأذى، بل الواقع شاهد بضد ذلك فأعظم الناس ابتلاءا أعظمهم إيمانا، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ قُلْتُ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ نَعَمْ أَوْ أَجَلْ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا"، فتسلط أسباب الأذى على البدن من العوارض الكونية التي لا يسلم منها بشر، وإنما يصير كرامة أو إهانة بالنظر إلى حال صاحبها طاعة أو عصيانا، فالمرض قد يكون واحدا، والابتلاء بالضرب أو الحبس أو القتل ......... إلخ قد يكون واحدا في صورته، ومع ذلك يتفاوت أصحابه تفاوتا لا يعلم قدره إلى الرب، جل وعلا، العليم بمكنون الصدر وخبيئة النفس.
وعلى العكس قد يكون البدن مكرما في الظاهر، والروح ترسف في أغلال الذل فـ: "إن ذل البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين"، فأبدانهم قد بلغت ذروة التكريم، وأرواحهم لم تزل تعاني مرارة التوبيخ بما يرد عليها من عقوبات الإعراض عن الذكر فضنك وألم لا يصفه إلا أصحابه ممن حسنت ظواهرهم وقبحت سرائرهم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالعزة من جنس القدرة والقوة وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أَنه قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِى خَيْر وَأَحَبُّ إِلَى اللهُ مَنَ الْمُؤْمِنِ الضعيف، وفى كل خير". فالقدرة إن لم يكن معها حكمة بل كان القادر يفعل ما يريده بلا نظر فى العاقبة، ولا حكمة محمودة يطلبها بإرادته ويقصدها بفعله، كان فعله فساداً كصاحب شهوات الغي والظلم، الذي يفعله بقوته ما يريده من شهوات الغي في بطنه وفرجه ومن ظلم الناس، فإِن هذا وإن كان له قوة وعزة لكن لما لم يقترن بها حكمة كان ذلك معونة على شره وفساده". اهـ
ص133.
فصفة الجلال إن لم تشفع بصفة الجمال صارت وبالا على صاحبها، فإن القدرة بلا حكمة مظنة الطغيان، فعند صاحبها من أسباب الشهوة ما يمكنه من نيل مراده، وليس عنده من أسباب العفة ما يحول بينه وبين نيلها بطريق محرمة تجلب له من الفساد والشر الآجل ما يفوق أضعاف أضعاف ما تجلبه له من اللذة العاجلة، فهي آنية عارضة سرعان ما تذهب سكرتها فتأتي الفكرة في عواقبها فتنغص على صاحبها ما توهمه من صلاح الحال بمباشرتها، ففساد القوة العلمية لغياب الحكمة الشرعية قد قلب ميزان عقله فرآى القبيح حسنا لاغتراره بظاهره، فليس عنده من حكمة الشرع ما يلجم شهواته، فقوته العملية كبيرة، وذلك من الكمال في القوة والعزة، وقوته العلمية ضئيلة وذلك من النقص في الحكمة فلم تغن القوة شيئا مع غياب الحكمة، وهذا حال كثير من ملوك وأمراء الجور فعندهم من السلطان ما عندهم وليس عندهم من العلم شيء تقريبا، كما لا تؤتي الحكمة أكلها بلا قوة وعزة تدفع عنها عدوان الصائل، فتلك من سنة التدافع التي أقيم عليها هذا الكون فأسبابه الكونية والشرعية في تدافع مستمر، فلا بد من القدرة جلالا والحكمة جمالا لينتظم أمر المخلوق فاجتماعهما في حقه كمال يمدح به لعدم تطرق النقص إليه من أي وجه، فيكون ذلك ثابتا للرب، جل وعلا، من باب أولى، فقياس الأولى في هذا الموضع: قياس صحيح، لكمال الوصف مطلقا وورود النص به.
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وكذلك العلم كماله أن تقترن به الحكمة وإلا فالعالم الذى لا يريد ما تقتضيه الحكمة وتوجبه، بل يريد ما يهواه، سفيه غاوٍ، وعلمه عون له على الشر والفساد هذا إذا كان عالماً قادراً مريداً له إِرادة من غير حكمة، وإِن قدر أنه لا إرادة له فهذا أولاً ممتنع من الحي، فإن وجود الشعور بدون حب ولا بغض ولا إِرادة ممتنع كوجود إرادة بدون الشعور". اهـ
ص134.
فيمتنع أن يكون إنسان حي بلا إرادة، فلا بد أن تتحرك النفس في المعقولات فكرا فيتولد من ذلك تحرك البدن في المحسوسات أفعالا وجودية هي ترجمان التصور العلمي الباطن الذي يولد حركة عملية في القلب هي الإرادات الصالحة فتنتج لزوما أعمالا صالحة ظاهرة، فللفرع حكم الأصل، ولا يوجد جسد حساس متحرك بلا حب أو بغض، فإنه يلزمه أن يحب ويبغض ليبقى فلا يهلك فيحب ما به حياته، ويكره ما به فناؤه، وإنما يقع الفساد من جهة التصور بأن يظن المهلك منجيا فيحبه وهو أولى ما يبغضه العاقل، أو يظن المنجي مهلكا فيبغضه وهو أولى ما يحبه العاقل، فمن كره الجهاد بالنفس خشية تلف البدن، فقد استدفع المفسدة الصغرى بتلف بدن أو أبدان بارتكاب مفسدة أعظم بتلف الأديان وما ينتج منه لزوما من تلف الأبدان بتسلط الأعداء على الأبدان التي حرص أصحابها على صيانتها من عض السيوف، فسلموها لأعدائهم كاملة غير منقوصة، ليعضوها بسيوف الذلة والمهانة بعد أن كانت تنال بسيوف القتال في ميادين الوغى برسم العزة والكرامة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأما القدرة والقوة إذا قدر وجودها بدون إرادة فهي كقوة الجماد، فإن القوة الطبيعية التى هي مبدأُ الفعل والحركة لا إِرادة لها". اهـ
ص133، 134.
فالجماد فاعل بالطبع لا بالإرادة فإن الفاعل بالإرادة لا يكون إلا حيا تقوم بذاته صفة الإرادة فإنها لا تقوم إلا بحي، ولا تكون إرادة إلا بعلم سابق، فهو التصور العلمي الأول الذي تصدر عنه الأفعال الوجودية في عالم الشهادة، ولله المثل الأعلى، فإنه وصف نفسه بالخلق، وذيل بوصف العلم، مئنة من سبق العلم للإرادة، فقد علم مقادير الكائنات المخلوقة أزلا، فأراد وجودها، إذ الإرادة فرع العلم، كما أن العلم فرع الحياة، فكلها صفات كمال لا تقوم بالجماد أو العدم، بل لا بد من ذات حية تقوم بها قيام الموصوف بوصفه، فقامت به، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، ثم صدر عنها فعل خلقه لعباده بكلماته التكوينية النافذة، فنفذت إرادته الكونية العامة في خلقه، فجاء المخلوق وفق ما قد قدر أزلا، فالخلق متقن بحكمته، نافذ بقدرته وإرادته، مسبوق بعلمه المحيط لكل دقيق وجليل في كونه، فله أولية الذات وأولية صفات الكمال الثابت لها القائم بها على الوجه اللائق بجلاله تبارك وتعالى.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والمقصود أَن العلم والقدرة المجردين عن الحكمة لا يحصل بهما الكمال والصلاح وإِنما يحصل ذلك بالحكمة معها، واسمه سبحانه "الحكيم" يتضمن حكمته فى خلقه وأَمره فى إِرادته الدينية الكونية وهو حكيم فى كل ما خلقه وأَمر به". اهـ
ص134.
فله، عز وجل، كمال وصف الحكمة فيما أجرى من أسباب الكون وإن ظهر للإنسان خلاف ذلك بمقتضى ما جبل عليه من النظر إلى الظاهر دون تدبر لما وراءه من الحكم الجليلة التي تخفى على معظم المكلفين لا سيما في الأعصار والأمصار التي تسود فيها النظرة المادية المحجوبة بستار المادة الغليظ عن نور الحكمة الساطع، فحكمة الرب، جل وعلا، لا تدركها إلا نفوس لطيفة قد تخففت من الأسباب المادية، وإن لم تعطلها بالكلية، كما وقع من غلاة أهل الطريق لا سيما الجبرية منهم الذين أنكروا الأسباب فغلوا في الإرادة الكونية النافذة وأهملوا الإرادة الشرعية الحاكمة التي تقتضي بالأخذ بالأسباب على النحو المشروع، فتعطيلها قدح في العقول والشرائع. فليست القدرة بمفردها كافية، كما اطرد من القياس الأولوي على حال البشر، فقدرة مع نقص في العلم والحكمة مظنة الطيش والفساد، وقدرة وعلم بلا حكمة، لا تفي بالمراد فكم من قادر على فعل الصالح، مدرك لحدوده وأركانه، فقوته العملية والعلمية النظرية مكتملة، ولكنه ليس من الحكمة العملية في شيء فلا يقع معلومه في عالم الشهادة على ما سبق تصوره في عقله، فيعرف الصالح ولا يعرف كيف يوقعه
(يُتْبَعُ)
(/)
لنقص في حكمته التي بها يضع الشيء في موضعه.
وله، عز وجل، كمال الحكمة فيما أجرى من أسباب الشرع، فرسالاته، لا سيما الخاتمة، قد جاءت بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام، فلا شريعة تعدل شريعته، ولا حكم يضاهي حكمه، لنقص علم وحكمة غيره، فلا ينظر إلا إلى الحال دون المآل، على ما تقدم مرارا من قصور الشرائع الأرضية فهي لا تنظر إلا إلى علاقة الفرد المنتج بمجتمعه، فلا يعنيها إلا ما تنتفع به الجماعة من إنتاج الأفراد المادي، فنظرها إليه حتى فيما يصلح حاله من تعليم ونحوه، نظر نفعي، فلا يعنيها أن يتعلم لينفع نفسه بقدر ما يعنيها أن يتعلم ليكف عنها بأسه إذ التعليم النظامي يهذب صاحبه، أو هكذا يفترض أن يكون!، مع أنه، عند التحقيق، قليل الجدوى إن كان بمعزل عن الوحي، ولا يعنيها جلب المصالح له بقدر ما يعنيها درء مفاسده فهي شرائع سلبية احترازية ينظر فيها إلى جانب السلب بدرء المفاسد احتياطا دون جلب المنافع ابتداء، فما كان فيها من منفعة فبالتبع، بخلاف الشرائع السماوية فهي إيجابية، يعنيها في المقام الأول: جلب المصالح للفرد والجماعة فتعنى بأعمال الباطن والظاهر الإيجابية قبل عنايتها بالاحتراز بسلب ما يفسد الحال، ففعل جنس المنافع دينا أو دنيا أشرف من جنس درء المفاسد كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم.
والله أعلى وأعلم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وفي بعض الآثار: إِن الناس بطلبون العزة في أبواب الملوك، ولا يجدونها إِلا في طاعة الله عز وجل. وفى الحديث: "اللَّهُمَّ أَعِزَّنَا بِطَاعَتِكَ وَلا تُذِلَّنَا بِمعْصِيتكَ" وقال بعضهم: من أَراد عزاً بلا سلطان، وكثرة بلا عشيرة، وغنى بلا مال، فلينتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة ". اهـ
فمهما ابتغى الإنسان العزة في غير محالها من طاعة الرب، جل وعلا، الذي يعز من أطاعه وإن ناله الخلق بمقتضى سنة الابتلاء بصنوف الأذى، فإن تسلطهم على بدنه لا يقتضي تسلطهم على روحه، بل قد يهان البدن والروح مكرمة عزيزة، وقد نيل منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فما كان ذلك إهانة له، بل كان من رفعة الدرجة التي تحصل للمبتلى فلولاها ما بلغ ما كتب له عند الله، عز وجل، من الكرامة، فذلك جار على مقتضى السنة الكونية بتعليق وقوع المسببات على أسبابها، فإن الكرامة درجة لا تنال إلا بسبب، فإن لم يبلغها العبد بعلمه، فإن الرب، جل وعلا، يبتليه بما يصير به أهلا لها، فتكون عين منحته في عين محنته لمن سدد إلى الحمد والرضا، فليس من شرط العزة: سلامة البدن من الأذى، بل الواقع شاهد بضد ذلك فأعظم الناس ابتلاءا أعظمهم إيمانا، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ قُلْتُ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ نَعَمْ أَوْ أَجَلْ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا"، فتسلط أسباب الأذى على البدن من العوارض الكونية التي لا يسلم منها بشر، وإنما يصير كرامة أو إهانة بالنظر إلى حال صاحبها طاعة أو عصيانا، فالمرض قد يكون واحدا، والابتلاء بالضرب أو الحبس أو القتل ......... إلخ قد يكون واحدا في صورته، ومع ذلك يتفاوت أصحابه تفاوتا لا يعلم قدره إلى الرب، جل وعلا، العليم بمكنون الصدر وخبيئة النفس.
وعلى العكس قد يكون البدن مكرما في الظاهر، والروح ترسف في أغلال الذل فـ: "إن ذل البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين"، فأبدانهم قد بلغت ذروة التكريم، وأرواحهم لم تزل تعاني مرارة التوبيخ بما يرد عليها من عقوبات الإعراض عن الذكر فضنك وألم لا يصفه إلا أصحابه ممن حسنت ظواهرهم وقبحت سرائرهم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فالعزة من جنس القدرة والقوة وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أَنه قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِى خَيْر وَأَحَبُّ إِلَى اللهُ مَنَ الْمُؤْمِنِ الضعيف، وفى كل خير". فالقدرة إن لم يكن معها حكمة بل كان القادر يفعل ما يريده بلا نظر فى العاقبة، ولا حكمة محمودة يطلبها بإرادته ويقصدها بفعله، كان فعله فساداً كصاحب شهوات الغي والظلم، الذي يفعله بقوته ما يريده من شهوات الغي في بطنه وفرجه ومن ظلم الناس، فإِن هذا وإن كان له قوة وعزة لكن لما لم يقترن بها حكمة كان ذلك معونة على شره وفساده". اهـ
ص133.
فصفة الجلال إن لم تشفع بصفة الجمال صارت وبالا على صاحبها، فإن القدرة بلا حكمة مظنة الطغيان، فعند صاحبها من أسباب الشهوة ما يمكنه من نيل مراده، وليس عنده من أسباب العفة ما يحول بينه وبين نيلها بطريق محرمة تجلب له من الفساد والشر الآجل ما يفوق أضعاف أضعاف ما تجلبه له من اللذة العاجلة، فهي آنية عارضة سرعان ما تذهب سكرتها فتأتي الفكرة في عواقبها فتنغص على صاحبها ما توهمه من صلاح الحال بمباشرتها، ففساد القوة العلمية لغياب الحكمة الشرعية قد قلب ميزان عقله فرآى القبيح حسنا لاغتراره بظاهره، فليس عنده من حكمة الشرع ما يلجم شهواته، فقوته العملية كبيرة، وذلك من الكمال في القوة والعزة، وقوته العلمية ضئيلة وذلك من النقص في الحكمة فلم تغن القوة شيئا مع غياب الحكمة، وهذا حال كثير من ملوك وأمراء الجور فعندهم من السلطان ما عندهم وليس عندهم من العلم شيء تقريبا، كما لا تؤتي الحكمة أكلها بلا قوة وعزة تدفع عنها عدوان الصائل، فتلك من سنة التدافع التي أقيم عليها هذا الكون فأسبابه الكونية والشرعية في تدافع مستمر، فلا بد من القدرة جلالا والحكمة جمالا لينتظم أمر المخلوق فاجتماعهما في حقه كمال يمدح به لعدم تطرق النقص إليه من أي وجه، فيكون ذلك ثابتا للرب، جل وعلا، من باب أولى، فقياس الأولى في هذا الموضع: قياس صحيح، لكمال الوصف مطلقا وورود النص به.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وكذلك العلم كماله أن تقترن به الحكمة وإلا فالعالم الذى لا يريد ما تقتضيه الحكمة وتوجبه، بل يريد ما يهواه، سفيه غاوٍ، وعلمه عون له على الشر والفساد هذا إذا كان عالماً قادراً مريداً له إِرادة من غير حكمة، وإِن قدر أنه لا إرادة له فهذا أولاً ممتنع من الحي، فإن وجود الشعور بدون حب ولا بغض ولا إِرادة ممتنع كوجود إرادة بدون الشعور". اهـ
ص134.
فيمتنع أن يكون إنسان حي بلا إرادة، فلا بد أن تتحرك النفس في المعقولات فكرا فيتولد من ذلك تحرك البدن في المحسوسات أفعالا وجودية هي ترجمان التصور العلمي الباطن الذي يولد حركة عملية في القلب هي الإرادات الصالحة فتنتج لزوما أعمالا صالحة ظاهرة، فللفرع حكم الأصل، ولا يوجد جسد حساس متحرك بلا حب أو بغض، فإنه يلزمه أن يحب ويبغض ليبقى فلا يهلك فيحب ما به حياته، ويكره ما به فناؤه، وإنما يقع الفساد من جهة التصور بأن يظن المهلك منجيا فيحبه وهو أولى ما يبغضه العاقل، أو يظن المنجي مهلكا فيبغضه وهو أولى ما يحبه العاقل، فمن كره الجهاد بالنفس خشية تلف البدن، فقد استدفع المفسدة الصغرى بتلف بدن أو أبدان بارتكاب مفسدة أعظم بتلف الأديان وما ينتج منه لزوما من تلف الأبدان بتسلط الأعداء على الأبدان التي حرص أصحابها على صيانتها من عض السيوف، فسلموها لأعدائهم كاملة غير منقوصة، ليعضوها بسيوف الذلة والمهانة بعد أن كانت تنال بسيوف القتال في ميادين الوغى برسم العزة والكرامة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأما القدرة والقوة إذا قدر وجودها بدون إرادة فهي كقوة الجماد، فإن القوة الطبيعية التى هي مبدأُ الفعل والحركة لا إِرادة لها". اهـ
ص133، 134.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجماد فاعل بالطبع لا بالإرادة فإن الفاعل بالإرادة لا يكون إلا حيا تقوم بذاته صفة الإرادة فإنها لا تقوم إلا بحي، ولا تكون إرادة إلا بعلم سابق، فهو التصور العلمي الأول الذي تصدر عنه الأفعال الوجودية في عالم الشهادة، ولله المثل الأعلى، فإنه وصف نفسه بالخلق، وذيل بوصف العلم، مئنة من سبق العلم للإرادة، فقد علم مقادير الكائنات المخلوقة أزلا، فأراد وجودها، إذ الإرادة فرع العلم، كما أن العلم فرع الحياة، فكلها صفات كمال لا تقوم بالجماد أو العدم، بل لا بد من ذات حية تقوم بها قيام الموصوف بوصفه، فقامت به، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، ثم صدر عنها فعل خلقه لعباده بكلماته التكوينية النافذة، فنفذت إرادته الكونية العامة في خلقه، فجاء المخلوق وفق ما قد قدر أزلا، فالخلق متقن بحكمته، نافذ بقدرته وإرادته، مسبوق بعلمه المحيط لكل دقيق وجليل في كونه، فله أولية الذات وأولية صفات الكمال الثابت لها القائم بها على الوجه اللائق بجلاله تبارك وتعالى.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والمقصود أَن العلم والقدرة المجردين عن الحكمة لا يحصل بهما الكمال والصلاح وإِنما يحصل ذلك بالحكمة معها، واسمه سبحانه "الحكيم" يتضمن حكمته فى خلقه وأَمره فى إِرادته الدينية الكونية وهو حكيم فى كل ما خلقه وأَمر به". اهـ
ص134.
فله، عز وجل، كمال وصف الحكمة فيما أجرى من أسباب الكون وإن ظهر للإنسان خلاف ذلك بمقتضى ما جبل عليه من النظر إلى الظاهر دون تدبر لما وراءه من الحكم الجليلة التي تخفى على معظم المكلفين لا سيما في الأعصار والأمصار التي تسود فيها النظرة المادية المحجوبة بستار المادة الغليظ عن نور الحكمة الساطع، فحكمة الرب، جل وعلا، لا تدركها إلا نفوس لطيفة قد تخففت من الأسباب المادية، وإن لم تعطلها بالكلية، كما وقع من غلاة أهل الطريق لا سيما الجبرية منهم الذين أنكروا الأسباب فغلوا في الإرادة الكونية النافذة وأهملوا الإرادة الشرعية الحاكمة التي تقتضي بالأخذ بالأسباب على النحو المشروع، فتعطيلها قدح في العقول والشرائع. فليست القدرة بمفردها كافية، كما اطرد من القياس الأولوي على حال البشر، فقدرة مع نقص في العلم والحكمة مظنة الطيش والفساد، وقدرة وعلم بلا حكمة، لا تفي بالمراد فكم من قادر على فعل الصالح، مدرك لحدوده وأركانه، فقوته العملية والعلمية النظرية مكتملة، ولكنه ليس من الحكمة العملية في شيء فلا يقع معلومه في عالم الشهادة على ما سبق تصوره في عقله، فيعرف الصالح ولا يعرف كيف يوقعه لنقص في حكمته التي بها يضع الشيء في موضعه.
وله، عز وجل، كمال الحكمة فيما أجرى من أسباب الشرع، فرسالاته، لا سيما الخاتمة، قد جاءت بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام، فلا شريعة تعدل شريعته، ولا حكم يضاهي حكمه، لنقص علم وحكمة غيره، فلا ينظر إلا إلى الحال دون المآل، على ما تقدم مرارا من قصور الشرائع الأرضية فهي لا تنظر إلا إلى علاقة الفرد المنتج بمجتمعه، فلا يعنيها إلا ما تنتفع به الجماعة من إنتاج الأفراد المادي، فنظرها إليه حتى فيما يصلح حاله من تعليم ونحوه، نظر نفعي، فلا يعنيها أن يتعلم لينفع نفسه بقدر ما يعنيها أن يتعلم ليكف عنها بأسه إذ التعليم النظامي يهذب صاحبه، أو هكذا يفترض أن يكون!، مع أنه، عند التحقيق، قليل الجدوى إن كان بمعزل عن الوحي، ولا يعنيها جلب المصالح له بقدر ما يعنيها درء مفاسده فهي شرائع سلبية احترازية ينظر فيها إلى جانب السلب بدرء المفاسد احتياطا دون جلب المنافع ابتداء، فما كان فيها من منفعة فبالتبع، بخلاف الشرائع السماوية فهي إيجابية، يعنيها في المقام الأول: جلب المصالح للفرد والجماعة فتعنى بأعمال الباطن والظاهر الإيجابية قبل عنايتها بالاحتراز بسلب ما يفسد الحال، ففعل جنس المنافع دينا أو دنيا أشرف من جنس درء المفاسد كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 08:12 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والناس فى هذا المقام أَربع طوائف: الطائفة الأُولى الجاحدة لقدرته وحكمته فلا يثبتون له تعالى قدرة ولا حكمة، كما يقوله من ينفي كونه تعالى فاعلاً مختاراً وأَن صدور العالم عنه بالإِيجاب الذاتي لا بالقدرة والاختيار وهؤلاء يثبتون حكمة يسمونها عناية إلهية، وهم من أشد الناس تناقضاً، إِذ لا يعقل حكيم لا قدرة له ولا اختيار، وإِنما يسمون ما فى العالم من المصالح والمنافع عناية إلهية من غير أَن يرجع منها إِلى الرب تعالى إِرادة ولا حكمة وهؤلاءِ كما أَنهم مكذبون لجميع الرسل فإِنهم مخالفون لصريح العقل والفطرة، قد نسبوا الرب تعالى إِلى أَعظم النقص، وجعلوا كل قادر مريد مختار أَكمل منه وإِن كان من كان، بل سلبهم القدرة والاختيار والفعل عن رب العالمين شر من شرك عباد الأَصنام به بكثير، وشر من قول النصارى أَنه - تعالى عن قولهم - ثالث ثلاثة وأَن له صاحبة وولداً، فإِن هؤلاءِ أَثبتوا له قدرة وإِرادة واختياراً وحكمة، ووصفوه مع ذلك بما لا يليق به. وَأَما أُولئك فنفوا ربوبيته وقدرته بالكلية وأَثبتوا له أَسماءَ لا حقائق لها ولا معنى". اهـ
ص134.
فأولئك نفوا قدرة الرب، جل وعلا، على الإيجاد، وحكمته التي يكون بها تدبير أمر الكون، على ما تقدم في أكثر من موضع، من قول نفاة الصفات من الجهمية، والفلاسفة الذين سلبوا الرب، جل وعلا، أوصافه الفاعلة المؤثرة في الأحداث الكونية بإرادة اختيارية لا اضطرار فيها ولا إكراه، يمدح بها المخلوق، فكيف بالخالق، عز وجل، وقد أثبتها لنفسه بنص كتابه، فاجتمع لها من الأدلة: النص الصحيح الصريح، والقياس الأولوي وهو القياس الوحيد المعتبر في هذا الباب الخبري، فنفوا كمال الرب، جل وعلا، بنفي صفات جلاله كالقدرة وجماله كالحكمة، ولم يثبتوا إلا علما ناقصا، فردوا علة صدور هذا الكون إلى ذات الرب، جل وعلا، فتلك مقالة: "الإيجاب الذاتي"، وإلى طرف منها أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
"ومذهب الفلاسفة الملحدة دائرٌ بين التعطيل، وبين الشرك والولادة؛ كما يقولونه في الإيجاب الذاتي؛ فإنه أحد أنواع الولادة. وهم ينكرون معاد الأبدان .............. واتّخاذ الولد هو عِوَض عن الولادة لمن لم يحصل له، فهو أنقص في الولادة.
ولهذا من قال بالإيجاب الذاتي بغير مشيئته وقدرته، فقوله من جنس قول القائلين بالولادة الحاصلة بغير الاختيار، بل قولهم شرّ من قول النصارى ومشركي العرب من بعض الوجوه". اهـ
بتصرف من: "النبوات"، (1/ 139_141).
فهي تشبه إلى حد كبير، إن لم تكن أفحش معنى، مقالة النصارى في الولادة، إذ انفصلت الكلمة عن ذات الرب، جل وعلا، عند طائفة من النصارى هم الملكانيون أو الكاثوليك، فصارت أقنوما تجسد في المولود من رحم البتول عليها السلام، وذلك من الفساد بمكان، إذ لازمه، كما تقدم في أكثر من موضع، تجسد الصفة غير المخلوقة في مخلوق متحيز فتكتسب وصفه ويجوز عليها ما يجوز عليه من الفناء، وللذات المتصفة بها حكمها، فعلى التسليم ببقائها وصفا للرب، جل وعلا، إن جاز انفصالها عنه وتجسدها في مخلوق، فالمسألة أوهام بعضها فوق بعض!، إن سلم بذلك، فجواز الفناء عليها لازمه جواز الفناء على الذات المتصفة بها، فتكون الذات القدسية مما يجوز عليه ما يجوز على الذوات المخلوقة من الفناء، وذلك من المحال الذاتي، في حق الرب، جل وعلا، فإذا كان ذلك التولد من الرب، جل وعلا، محالا ولو كان المتولد ذاتا مخلوقة بعينها، وإن شرفت، فكيف بمن قال بأن هذا العالم بأكمله، وفيه من الأعيان السفلية الخبيثة ما فيه، قد صدر عن ذات الرب، جل وعلا، صدور المولود من والده، فانفصل منه، فالعالم عندهم معلول علته ذات الرب، جل وعلا، لكونهم كما تقدم، قد نفوا صفات كماله الفاعلة التي تصدر عنها الكلمات التكوينية النافذة، فهي العلة التي ليس وراءها علة، وليس لها ما لمعلولها الذي يصدر عنها من وصف الخلق، فالعالم الذي صدر عنها: مخلوق، وهي غير مخلوقة لكونها من وصف الرب، جل وعلا، فكلماته منه بدت، وللصفة حكم الموصوف بها بداهة، وهذا فرقان بين قول أهل الحق، ومن خالفهم في هذا الأصل من أهل الباطل كالنصارى القائلين بخلق الكلمة ناسوتا طينيا مولودا من فرج امرأة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعتزلة القائلين بخلقها في شجرة كلمت موسى عليه السلام، والفلاسفة النافين لها ولما صدرت عنه من أوصاف الفعل، فاضطروا إلى نسبة هذا الكون إلى الرب، جل وعلا، نسبة المولود إلى والده، على جهة الاضطرار، لنفيهم، كما تقدم، صفة الإرادة وما يسبقها من العلم والقدرة، فهم نفاة معطلة لأوصاف المعبود، جل وعلا، وإنما أثبتوا وجودا مطلقا بشرط الإطلاق هو العدم بعينه خارج الذهن، وإن جاز افتراضه فيه: افتراضا عقليا محضا لا حقيقة له!، ثم ثنوا بمقالة مقارنة المعلول لعلته، وذلك أمر يخالف بدائه العقول، إذ العلة سابقة لمعلولها في الوجود، فعلة الشبع، على سبيل المثال، الأكل، والأكل يتقدم الشبع فلا يقارنه أو يتأخر عنه، وإنما يباشر الآكل الفعل الذي هو العلة، فإذا انتهى منه وجد أثر المعلول وهو الشبع فهو تال له، فكذلك العالم يصدر عن علته وهو الكلمة التكوينية النافذة على جهة التعقيب فعقيب الكلمة يكون الخلق، على وزان قوله تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، فأدتهم تلك المخالفة لهذه المسلمة العقلية إلى القول بقدم العالم، فغاية تقدم العلة عندهم أنه: تقدم في الرتبة، لا في الزمان، فالله، عز وجل، مقدم، على الكون المخلوق في الرتبة، وذلك مما اتفق عليه سائر العقلاء فهو من البداهة بمكان فالخالق أعلى رتبة من المخلوق، ولكنه عندهم: مقارن له في الوجود!، وذلك نقص صريح لصفة أولية الرب، جل وعلا، الأولية المطلقة، بذاته القدسية وصفاته العلية، فهو الأول فليس قبله شيء، فضلا عن نقضه لنصوص صحيحة صريحة تدل على حدوث سائر المخلوقات من العرش إلى القلم إلى السماوات والأرض ....... إلخ، فكانت عدما حتى شاء الرب، جل وعلا، بكلماته الكونية النافذة: وجودها، فبـ: "كن" كانت، فليست قديمة قدم الذات الإلهية، بل هي صادرة عن أوصافها الفاعلة، كما تقدم، فهو تبارك وتعالى: الفعال لما يريد على جهة المبالغة والتجدد الذي تفيده صيغة المبالغة فهي فرع عن المضارع في المعنى، فاتصف، جل وعلا، بإيجاد الكائنات من الأزل إلى الأبد، فكل ما سواه مخلوق حادث بعد أن لم يكن، كما في حديث: "كان الله ولم يكن شيء قبله - وفي رواية: غيره - وفي رواية: معه - وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كلّ شيء، ثم خلق السموات والأرض"، فذلك نص صريح في المسألة يقطع بأولية الرب، جل وعلا، مطلقا، ويبطل قول الفلاسفة ومن زعم تعدد القدماء معه من النصارى الذين قالوا بقدم الأقنومين: الروح والكلمة، والمعتزلة الذين زعموا أن الصفات قائمة بذاتها فنفوها لئلا يلزم من إثباتها تعدد القدماء بعددها، وهو أمر يخالف بدائه العقول القاضية بأن الصفة لا تقوم إلا بالموصوف، والموصوف قد يتصف بجملة منها، بل كلما زادت أوصاف الكمال ثبوتا، كان ذلك آكد في مدح الموصوف، ولله المثل الأعلى، فإن له من أوصاف الكمال ما لا يعلمه إلا هو، فلسان مقال أعلم الخلق به صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
ولا يجد المرء بعد تقليب ناظريه في مقالات الأمم: مقالة أصح وأليق بالعقل الصريح فضلا عن موافقتها ابتداء للنقل الصحيح من مقالة أهل الإسلام عموما، ومقالة أهل السنة خصوصا، وذلك أمر يعم سائر أحكام الدين أصولا وفروعا، و: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
وقد جمع الرب، جل وعلا، في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، ما يبطل قول كلا الفريقين:
(يُتْبَعُ)
(/)
من قال بالولادة الاختيارية فنص على نفيها فرعا عن نفي اتخاذه، تبارك وتعالى، الصاحبة، فنفي السبب نفي للمسبَّب الصادر عنه بداهة، فاتخاذ الصاحبة لا ينفك عن وصف حاجة يتنزه عنه الرب، جل وعلا، الغني بذاته، واتخاذ الولد لا ينفك عنه، أيضا، وصف الافتقار إليه أنيسا وظهيرا حال الكبر والهرم، وكل ذلك مما يتنزه عنه الرب، جل وعلا، فهو كما تقدم، الغني بذاته عن الأسباب، فغناه وصف لازم له، بخلاف من سواه فغناه لا ينفك عن وصف الافتقار إلى الأسباب التي أجراها الرب، تبارك وتعالى، فهو المغني لغيره، فجمع له من الوصف: اللازم في نفسه والمتعدي إلى غيره.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فإنّ كون المخلوق مملوكاً لخالقه، وهو مفتقر إليه من كل وجه، والخالق غنيّ عنه يُناقض اتّخاذ الولد؛ لأنه إنما يكون لحاجته إليه في حياته، أو ليخلفه بعد موته. والربّ غنيّ عن كلّ ما سواه، وكلّ ما سواه فقيرٌ إليه، وهو الحي الذي لا يموت". اهـ
"النبوات"، (1/ 139_140).
ومن قال بالولادة الاضطرارية على جهة الإيجاب الذاتي، فأثبت، عز وجل، لنفسه صفة الخلق لكل شيء، وذيل بوصف العلم، إذ لا يكون خلق إلا بعلم سابق، ولا يقوم العلم إلا بحي له إرادة، فتلك من المتلازمات العقلية التي أشار إليها من تكلم في أنواع الدلالات لأسماء وصفات الرب، جل وعلا، فاسم الحي يدل على صفة الحياة تضمنا، ويدل على غيرها مما يقوم بالحي من علم وإرادة ...... إلخ لزوما، وذلك متصور في حق المخلوق الناقص، فكيف بالخالق الكامل، تبارك وتعالى، فذلك، ثابت له، كما تقدم، بقياس الأولى المشفوع بالنص، فثبت له بذلك من وصف الإرادة ما يكون به فاعلا مريدا مختارا، وكيف يصح في الأذهان أن يكون الإنسان، وإن سفلت همته فلا ينفك عن إرادة واختيار لما ينفعه أو يظنه كذلك وإن كان يضره في نفس الأمر لنقص علمه، كيف يصح أن يكون فاعلا مريدا مختارا مع نقص علمه ووصفه، ويكون الرب، جل وعلا، مع ما له من كمال العلم المحيط وكمال الوصف جلالا وجمالا، قدرة وحكمة، خلقا وتدبيرا، يكون مع ذلك الوصف الكامل فاعلا مضطرا مجبورا فلا إرادة له في إيجاد مخلوقاته بل توجد رغما عنه وتتولد منه على جهة الاضطرار الذي يتنزه عنه آحاد المختارين من البشر؟!، وتلك إحدى ثمار العقل إذا ضل الطريق فلم يسلك مسلك الوحي الذي جاءت به النبوات، فيصدق بالمحال الذاتي، ويبني عليه من الأقوال واللوازم ما قد علم اضطرارا بطلانه، فلا يصدقه إلا فاسد العقل أو عديمه.
ونظير الآية السابقة قوله تعالى: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)
فنفى الولادة الاختيارية في قوله: (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا)، وأثبت الخلق وما يستلزمه من كمال العلم الذي منه التقدير الأزلي للكائنات فلا يكون ذلك إلا بعلم أول محيط، ولا يقوم، ذلك العلم، كما تقدم، إلا بحي مريد.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 08:05 ص]ـ
وعن الطائفة الثانية يقول ابن القيم رحمه الله:
"أقرت بقدرته وعموم مشيئته للكائنات وجحدت حكمته وما له فى خلقه من الغايات المحمودة المطلوبة له سبحانه التى يفعل لأَجلها ويأْمر لأَجلها، فحافظت على القدر وجحدت الحكمة، وهؤلاءِ هم النفاة للتعليل والأَسباب والقوى والطبائع في المخلوقات، فعندهم لا يفعل لشيء ولا لأجل شيء، وليس في القرآن عندهم لام تعليل ولا باءُ تسبب، وكل لام توهم التعليل فهي عندهم لام العاقبة وكل باءٍ تشعر بالتسبب فهي عندهم باءُ المصاحبة وهؤلاء سلطوا نفاة القدر عليهم بما نفوه من الحكمه والتعليل والأسباب فاستطالوا عليهم بذلك، ووجدوا مقالاً واسعاً بالشناعة فقالوا وشنعوا، ولعمر والله إنهم لمحقون في أَكثر ما شنعوا عليهم به، إِذ نفي الحكمة والتعليل والأَسباب له لوازم فى غاية الشناعة، والتزامها بمكابرة ظاهرة لعامة العقلاءِ". اهـ
ص134_135.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأولئك الذين عظموا جانب القدرة، وجفوا في جانب الحكمة، كما تقدم في أكثر من موضع، فغلبوا وصف الجلال على وصف الجمال، وقد أوقعهم ذلك في جملة من المقالات الحادثة: كالقول بالجبر بالغلو في إثبات القدرة، فيبطل اختيار المكلف بإرادته التي هي من جملة أسباب وقوع الفعل وإن لم تكن السبب الوحيد فلا بد من تضافر جملة أسباب خاضعة للإرادة الربانية النافذة، بمجموعها يقع الفعل، فله وجه تعلق بإرادة العبد فهو فاعله، وله وجه تعلق بإرادة الرب، جل وعلا، فهو خالقه، وإلى ذلك أشار ابن القيم رحمه الله:
"ومعاذ الله والله أكبر وأجل وأعظم وأعز أن يكون في عبده شيء غير مخلوق له ولا هو داخل تحت قدرته ومشيئته فما قدر الله حق قدره من زعم ذلك ولا عرفه حق معرفته ولا عظمه حق تعظيمه بل العبد جسمه وروحه وصفاته وأفعاله ودواعيه وكل ذرة فيه مخلوق لله خلقا تصرف به في عبده وقد بينا أن قدرته وإرادته ودواعيه جزء من أجزاء سبب الفعل غير مستقل بإيجاده ومع ذلك فهذا الجزء مخلوق لله فيه فهو عبد مخلوق من كل وجه وبكل اعتبار وفقره إلى خالقه وبارئه من لوازم ذاته وقلبه بيد خالقه وبين أصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء فيجعله مريدا لما شاء وقوعه منه كارها لما لم يشأ وقوعه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن". اهـ
"شفاء العليل"، ص233.
ويقول في موضع تال:
"والصواب أن يقال تقع الحركة بقدرة العبد وإرادته التي جعلها الله فيه فالله سبحانه إذا أراد فعل العبد خلق له القدرة والداعي إلى فعله فيضاف الفعل إلى قدرة العبد إضافة السبب إلى مسببه ويضاف إلى قدرة الرب إضافة المخلوق إلى الخالق فلا يمتنع وقوع مقدور بين قادرين قدرة أحدهما أثر لقدرة الآخر وهي جزء سبب وقدرة القادر الآخر مستقلة بالتأثير". اهـ
"شفاء العليل"، ص236.
فلا بد من إثبات كلا الإرادتين، فمن غلا في إثبات إرادة الرب، جل وعلا، فقد غلب وصف الجلال، فأهمل الحكمة التي تتعلق بتكليف العبد بالفعل الاختياري الذي يفرق العقل بينه وبين الفعل الاضطراري بداهة، فالأول كائن بإرادة مؤثرة كالصلاة والزكاة فلا يوقعهما المكلف إلا اختيارا وذلك أمر يجده كل مكلف في نفسه فإنكاره ورد الأمر بجملته إلى الإرادة الكونية إنكار لأمر وجداني قد علمه كل فاعل من نفسه بالضرورة التي لا ينكرها إلا مسفسط فهو يعلم اضطرارا أنه غير مريد ولا مختار لحركة أحشائه، ويعلم على ذات الحد من الاضطرار أنه مريد مختار لما يوقعه من الأفعال الاختيارية سواء أكانت عبادات كالصلاة أم عادات كالأكل والشرب والنكاح ......... إلخ، والثاني قائم بالعبد اضطرارا كالمرض والموت، فيتصف بهما الإنسان، ولا إرادة له في وقوعهما لتعلقهما بالمشيئة الكونية العامة، ولو باشر سببهما كمن تعرض لأسباب المرض، فخفف ثيابه في الأجواء الباردة، أو أسباب الموت فاحتسى سما قاتلا، فإن وقوع المرض والموت لا يكون إلا بإذن الرب، جل وعلا، فقد يخفف الثياب ولا يمرض، وقد يحتسي السم فلا يموت، وإن جرت العادة بخلاف ذلك، والشاهد أن الفرقان بين النوعين: أمر مدرك بالشرع والعقل والحس والفطرة فلا يماري فيه إلا مسفسط، ولازم الغلو في إثبات القدرة الربانية: الإهمال في إثبات القدرة البشرية، وذلك ذريعة إلى القول بالجبر، كما تقدم، فيسوي بين الإرادة الكونية التي تقع حتما، والإرادة الشرعية التي تتعلق بمحبة الله، عز وجل، فتصير كلها كونية، ولازم ذلك الرضا بكل الأحداث الكونية ولو كانت معاص بل كفرا، بحجة أنها مرادة للرب، جل وعلا، كونا، وما أراده كونا، بلازم هذا القول فقد أراده شرعا، ولو كان قبيحا، وذلك مزلق وقع فيه من وقع من المتكلمين الذين نفوا صفة المحبة، فأولوها بالإرادة دون تفصيل، فإن من الإرادة ما يصح تعلقه بالمحبة وهو الإرادة الشرعية، ومنها ما لا يصح تعلقها به وهو الإرادة الكونية لشمولها المحبوب والمكروه للرب، جل وعلا، وإلى طرف من طريقة أصحاب هذا القول أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهم قد يقولون لا يُحبّه ديناً، (أي: الكفر أو المعصية)، ولا يرضاه ديناً، كما يقولون: لا يريده ديناً؛ أي لا يريد أن يكون فاعله مأجوراً، وأما هو نفسه فهو محبوب له كسائر المخلوقات؛ فإنّها عندهم محبوبة له؛ إذ كان ليس عندهم إلا إرادة واحدة شاملة لكل مخلوق؛ فكل مخلوق، فهو عندهم محبوب مرضيّ.
وجماهير المسلمين يعرفون أنّ هذا القول معلوم الفساد بالضرورة من دين أهل الملل، وأنّ المسلمين واليهود والنصارى متفقون على أنّ الله لا يُحبّ الشرك، ولا تكذيب الرسل، ولا يرضى ذلك، بل هو يُبغض ذلك ويمقته ويكرهه؛ كما ذكر الله في سورة بني إسرائيل ما ذكره من المحرّمات، ثمّ قال: {كُلُّ ذَلِكَ كَاْنَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوْهَاً} ". اهـ
"النبوات"، (1/ 191).
فهو قول غريب ينافي ما يجده الإنسان من نفسه اضطرار من حب للموافق وبغض للمخالف فمن التزمه فقد أبطل شعورا ضرويا في كل ذات متحركة حساسة تحب وتبغض، توالي وتعادي، وإن كانت على باطل، وذلك أمر جار في الشرعيات والعاديات فالإنسان يفرق فيهما بين المحبوب النافع والمكروه الضار، ولو من وجهة نظره، فقد يفسد عقله أو حسه فيحب المكروه من الكفر والمعصية شرعا، ويحب الضار الفاسد عادة، كمن اعتاد شرب المسكر أو أكل الخنزير حتى صار يتلذذ بهما مع كونهما معدن فساد للبدن، ولكن فساد حسه وجبلته قد جعله يتلذذ بعين ما فيه فساده.
ومؤدى هذا القول عدم إنكار المنكر، إذ هو مما يحب الله، عز وجل، وقوعه، وذلك ما التزمه الجبرية، وهو مسلك كثير من المتأخرين من أهل الطريق، فلا ينكرون على كافر أو عاص، إذ الكون بأسره: ذوات وأفعالا: محبوب للرب، جل وعلا، لأنه شاء إيجاده، وإن كان من ذواته النجس ومن أفعاله القبيح!، فأدى ذلك إلى إبطال كثير من العبادات التي مبناها المدافعة، لا سيما الجهاد الذي قعد عنه كثير منهم بحجة الرضا بالمقدور، وذلك ما صادف في الأعصار المتأخرة هوى عند المحتل الذي لم يجد وسيلة أنجع من هذه الوسيلة لتخدير همم المسلمين فلا تنهض لمناجزته بسيف الشريعة، وإنما يكون ذلك بعد بذل السبب المقدور واستفراغ الجهد، فيسلم العبد بعدها ويرضى، وإن لم يكن الأمر على ما أراده، إذ لا حيلة له في إجراء المقادير، وإنما غايته بذل السبب طلبا لوقوعها على مراد الرب، جل وعلا، الشرعي، فذلك مناط التكليف.
فالرب، جل وعلا، يخلق الشر بمشيئته العامة لكل الكائنات، وهو مع ذلك، يريده، لحكمة، لا لمجرد إظهار آثار القدرة، كما قال نفاة الحكمة والتعليل في أفعاله، عز وجل، فبه تستخرج من أجناس المصالح والعبوديات ما هو أضعاف أضعاف مفسدة وقوعه، فيريده لغيره لا لذاته، فمن هذا الوجه تظهر آثار حكمته وتثبت مع ذلك آثار قدرته، فهي ثابتة في كل الأحوال سواء أكان المراد خيرا محضا أريد لذاته أو شرا يتوصل به إلى خير أعظم، فكلاهما كائن بمشيئته، عز وجل، العامة النافذة في خلقه، فلا شيء من هذا الكون أعيانا أو أفعالا خارج عن سلطانه عز وجل.
ومن فروع هذه المقالة: إنكار التحسين والتقبيح برد الأمر إلى الشرع جملة وتفصيلا فلا يدل العقل على الحسن والقبح الذاتي الكائن في الأفعال بمقتضى ما ركب الله، عز وجل، فيه من قوى الإدراك والتمييز بين الأعيان: طيبها وخبيثها، والأفعال: حسنها وقبيحها، وإنما امتنعت دلالته على تعلق الثواب بالحسن، والعقاب بالقبيح، فذلك مما لا يستقل العقل بإدراكه فلا بد له من اتباع خبر الوحي: اتباع المقلد لمفتيه، فالفتوى في الشرعيات لا تتلقى إلا من مشكاة النبوات.
والغلو في إثبات القدرة، ذريعة إلى إبطال النبوات التي جاءت بالشرائع، فهي من آثار الحكمة، فإذا كان التكليف جبرا لا اختيار فيه فعلام بعثت الرسل عليهم السلام بـ: افعل ولا تفعل؟!.
وآخر درجات الغلو في هذا الأمر هي: الوقوع في مقالة الحلول والاتحاد، فإذا كانت كل حركة في الكون منه، جل وعلا، فعلا لا خلقا، فهو، بزعمهم، فاعل كل شيء في الكون، والصحيح أنه خالقه، فإن ذلك ذريعة إلى القول بأنه قد حل بذاته القدسية في هذا الكون فيكون الاتحاد في الفعل ذريعة إلى الاتحاد في الذات.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 03 - 2010, 08:16 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الطائفة الثالثة فهي على الضد من الطائفة الثانية على ما اطرد من التناقض بين الطرفين الحادثين لأي مقالة في الديانة فغلو يرد بجفاء أو العكس، وقد يجتمع كلاهما، كما في هذا الموضع، فالجبرية: غلاة في القدرة جفاة في الحكمة، والقدرية النفاة: غلاة في الحكمة جفاة في القدرة، وبينهما الطائفة الوسط التي أثبتت الحق في مقالة كليهما ونفت الباطل فمستندها في ذلك الوحي الذي جاء بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام، وعن الطائفة الثالثة يقول ابن القيم رحمه الله:
" والطائفة الثالثة أقرت بحكمته أثبتت الأَسباب والعلل والغايات في أَفعاله وأَحكامه، وجحدت كمال قدرته، فنفت قدرته على شطر العالم وهو أَشرف ما فيه من أَفعال الملائكة والجن والإِنس وطاعاتهم، بل عندهم هذه كلها لا تدخل تحت مقدوره تعالى، ولا يوصف بالقدرة عليها ولا هي داخلة تحت مشيئته ولا ملكه، وليس فى مقدوره عندهم أَن يجعل المؤمن مؤمناً والمصلي مصلياً والموفق موفقاً، بل هو الذي جعل نفسه كذلك!. وعندهم أَن أَفعال العباد من الملائكة والجن والإِنس كانت بغير مشيئته واختياره فتعالى الله عن قولهم، وهؤلاءِ سلطوا عليهم نفاة الحكمة والتعليل والأَسباب فمزقوهم كل ممزق ووجدوا طريقاً وسيعاً إلى الشناعة عليهم، وأَبدوا تناقضهم فقالوا وشنعوا، ورموهم بكل داهية. أو نفى قدرة الرب تعالى على شطر المملكة له لوازم فى غاية الشناعة والقبح والفساد، والتزامها مكابرة ظاهرة عند عامة العقلاءِ، ونفى التزامها تناقض بين، فصاروا بذلك بين التناقض - وهو أحسن حالهم - وبين التزام تلك العظائم التى تخرج عن الإِيمان، كما كان نفاة الحكمة والأَسباب والغايات كذلك". اهـ
ص135.
فالتزموا إثبات حكمة من جنس الحكمة الكائنة في أفعال البشر، فهم، كما تقدم مرارا، مشبهة في الأفعال، بقياس أفعال الرب، جل وعلا، على أفعال البشر، قياس تمثيل أو شمول فاسد، فما يحسن من البشر يحسن من الرب، وما لا فلا، فالرب، عز وجل، عندهم، من باب الإلزام فلم يقولوا ذلك صراحة: فرد من أفراد النوع الإنساني، مع ما بين الذاتين من التباين الذي لا يعلمه إلا الله، عز وجل، إذ لا يعلم كمال وصفه إلا هو، فالتسوية بين الوصفين لمجرد الاشتراك في الاسم والمعنى الكلي دون نظر إلى قدر الموصوف به، فلا يستوي قدر الرب، جل وعلا، وقدر العبد، فالأول له الكمال المطلق، والثاني إن ثبت له كمال فمشوب بالنقص الجبلي الذ لا ينفك عن أي مخلوق علوي أو سفلي فبه يظهر القدر الفارق بين مقام الربوبية ومقام العبودية، فالأول مستلزم بداهة لأوصاف الكمال إحاطة وعناية وتدبيرا وإيجادا وإعداما ....... إلخ من أوصاف ولوازم الربوبية، والثاني مستلزم بداهة لأوصاف النقص من الغفلة وعدم الإحاطة فعلم المخلوق كذاته محدود فمهما عظم فله حد ينتهي عنده هو أقصى ما تبلغه مدركاته العقلية الباطنة والحسية الظاهرة، فعقله لا يدرك من المعقولات إلا ما يطيق، فيدرك في باب الأسماء والصفات على سبيل المثال: المعاني الكلية لا الحقائق التي تؤول إليها الألفاظ، فلا يدرك كنه ذات ووصف الرب، جل وعلا، إلا هو، وإن أدرك أهل الجنة منه شيئا لمكان الكرامة برؤيته، عز وجل، فهو إدراك غير محيط، فلا منتهى لكمال الرب، جل وعلا، ذاتا وصفات، ليدركه العقل أو الحس الذي له: منتهى يقف عنده، مهما عظم إدراكه، فالمنتهي المحدود لا يدرك غير المنتهي وغير المحدود، بداهة، فلا يمكن أن تكون حكمة الرب، جل وعلا، في تدبير أمر كونه من جنس حكمة العبد في تدبير أمر معاشه، فالرب، جل وعلا، كل يوم هو في شأن، وشأنه كوني عام، فيدبر بأوامره الكونية النافذة أمور خلقه جميعا، فأمره: عام نافذ في كل خلقه لا راد له، وأمر العبد: خاص في شأنه وإن تعدى إلى غيره فعمومه مخصوص وإن عظم ملكه فإنه لا يضاهي ملك ربه، عز وجل، فملك العبد مقيد، وملك الرب، جل وعلا، مطلق، وتدبير العبد: خاص، وتدبير الرب، جل وعلا، عام، وتدبير العبد من جهة أخرى مقيد بالأمر الشرعي، وتدبير الرب مطلق فلا راد لأمره الكوني النافذ، فجعل حكمة الرب، جل وعلا، من جنس حكمة العبد، غلو في الإثبات خرج بصاحبه إلى حد التشبيه في الأفعال، كما خرج الغلو بآخرين في باب الصفات إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
حد التشبيه في الحقائق فرعا عن التشابه في المعاني الكلية المطلقة، فأثبتوا للرب، جل وعلا، أوصافا من جنس أوصاف البشر، كما أثبت الأولون له، جل وعلا، أفعالا من جنس أفعال البشر، فمكمن الداء واحد وهو عدم التمييز بقدر فارق بين مرتبة الربوبية الكاملة، ومرتبة العبودية الناقصة، ومنشأ الضلال في هذا الباب التشبيه فإما:
تشبيه للرب، جل وعلا، بالعباد فذلك الجفاء في حقه بالتسوية بينه وبين خلقه.
وإما تشبيه للعباد به، جل وعلا، بخلع أوصاف الربوبية عليهم وصرف أجناس من الألوهية لهم، فالثاني لازم الأول، إذ من اعتقد في مخلوق أنه يعلم الغيب المطلق، أو يستقل بالنفع والضر، أو يحل الرب، جل وعلا، فيه أو يتحد به، أو هو جزء من الإله، أو هو مخلوق من الإله، من نوره أو من أعلاه أو من أسفله، كما قال بعض الملاحدة، أو هو من جنس فوق جنس البشر فهو وسيط بينهم وبين الرب، جل وعلا، فيه من أوصافهم ما يصيره بشريا، وفيه من أوصاف الرب، جل وعلا، ما يصيره إلهيا!، فله صورة أرضية، وحقيقة إلهية، وذلك يشبه من وجه قول النصارى في اللاهوت العلوي والناسوت السفلي ........ إلخ، فكل من اعتقد شيئا من ذلك في بشر مخلوق فلا بد أن يغلو فيه فيتخذه إلها، ولو من وجه، من دون الله، يصرف إليه من أجناس التأله ما لا يجوز صرفه إلا للرب افله المعبود بحق جل وعلا.
وإلى هذين النوعين من التشبيه، أشار شارح الطحاوية، رحمه الله، بقوله:
"وَالشُّبْهَةُ الَّتِي فِي مَسْأَلَةِ الصِّفَاتِ نَفْيُهَا وَتَشْبِيهُهَا، وَشُبْهَةُ النَّفْيِ أَرْدَأُ مِنْ شُبْهَةِ التَّشْبِيهِ، فَإِنَّ شُبْهَةَ النَّفْيِ رَدٌّ وَتَكْذِيبٌ لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشُبْهَةَ التَّشْبِيهِ غُلُوٌّ وَمُجَاوَزَةٌ لِلْحَدِّ فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَتَشْبِيهُ اللَّهِ بِخَلْقِهِ كُفْرٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وَنَفْيُ الصِّفَاتِ كُفْرٌ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وَهَذَا أصل نَوْعَيِ التَّشْبِيهِ، فَإِنَّ التَّشْبِيهَ نَوْعَانِ: تَشْبِيهُ الْخَالِقِ بِالْمَخْلُوقِ، وَهَذَا الَّذِي يَتْعَبُ أَهْلُ الْكَلَامِ فِي رَدِّهِ وَإِبْطَالِهِ، وَأَهْلُهُ فِي النَّاسِ أَقَلُّ مِنَ النَّوْعِ الثَّانِي، الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ تَشْبِيهِ الْمَخْلُوقِ بِالْخَالِقِ، كَعُبَّادِ المسيح، وَعُزَيْرٍ، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَالْأَصْنَامِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّارِ، وَالْمَاءِ، وَالْعِجْلِ، وَالْقُبُورِ، وَالْجِنِّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ أُرْسِلَتْ لَهُمُ الرُّسُلُ يَدْعُونَهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص185.
فشركهم في الألوهية كائن لا محالة فرعا عن غلوهم في وصف المخلوق بنعته بنعوت الربوبية علما أو تدبيرا أو تصرفا في الكون: إيجادا أو إعداما، نفعا أو ضرا .... إلخ من الأوصاف والأفعال التي لا تثبت لغير الرب جل وعلا.
وأما الطائفة الرابعة فهي مسك ختام هذه القسمة الرباعية فقد سلمت مما وقعت فيه الثلاثة قبلها من النفي والغلو والجفاء، فحدها: التوسط والاقتصاد وفق ما جاء به الكتاب، فلا غلو ولا جفاء، فالله، عز وجل، عندهم، قدير ذو قدرة نافذة فلا راد لقضائه الكوني، حكيم ذو حكمة بالغة فلا يضاهي شرعَه شرعٌ، ولا يداني حكمَه حكمٌ، خالق لكل شيء، أراد كونا أن تقع المعصية فلا يعصى قهرا، وتنزه عن الرضا بالفحشاء فلم يردها شرعا، بل أبغضها وتوعد فاعلها، فله كمال القدرة في الملك، وله كمال الحكمة في التدبير.
وعن هذه الطائفة يقول ابن القيم في كلام لا يحتاج مزيد بيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فهدى الله الطائفة الرابعة لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاءُ إلى صراط مستقيم، فآمنوا بالكتاب كله، وأقروا بالحق جميعه، ووافقوا كل واحدة من الطائفتين على ما معها من الحق، وخالفوهم فيما قالوه من الباطل، فآمنوا بخلق الله وأَمره بقدرته وشرعه وأَنه سبحانه المحمود على خلقه وأَمره، وأَنه له الحكمة البالغة والنعمة السابغة، وأَنه على كل شيء قدير: فلا يخرج عن مقدوره شيء من الموجودات أَعيانها وأَفعالها وصفاتها، كما لا يخرج عن علمه، فكل ما تعلق به علمه من العالم تعلقت به قدرته ومشيئته. وآمنوا مع ذلك بأَن له الحجة على خلقه، وأنه لا حجة لأحد عليه بل لله الحجة البالغة وأَنه لو عذب أَهل سماواته وأَهل أَرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، بل كان تعذيبهم منه عدلاً منه وحكمة لا بمحض المشيئة المجردة عن السبب والحكمة كما يقوله الجبرية، ولا يجعلون القدر حجة لأَنفسهم ولا لغيرهم، بل يؤمنون به ولا يحتجون به ويعلمون أَن الله سبحانه أَنعم عليهم بالطاعات وأَنها من نعمته عليهم وفضله وإِحسانه، وأَن المعاصي من نفوسهم الظالمة الجاهلة، وأَنهم هم جناتها وهم الذين اجترحوها، ولا يحملونها على القضاء والقدر مع علمهم بشمول قضائه وقدره لما في العالم من خير وشر وطاعة وعصيان وكفر وإِيمان، وأَن مشيئة الله سبحانه محيطة بذلك كإحاطة علمه به، وأَنه لو شاءَ أَلا يعصى لما عصي وأَنه سبحانه أَعز وأَجل من أَن يعصى قسراً، والعباد أَقل من ذلك وأَهون، وأَنه ما شاءَ الله كان وكل كائن فهو بمشيئته، وما لم يشأْ لم يكن، وما لم يكن فلعدم مشيئته، فله الخلق والأَمر وله الملك والحمد وله القدرة التامة والحكمة الشاملة البالغة.
فهذه الطائفة هم أَهل البصر التام، والأولى لهم العمى المطلق، (وهم: النفاة مطلقا من الفلاسفة والجهمية ومن لف لفهم)، والثانية والثالثة كل طائفة منهما لهم عين عمياءُ، ومع هذا فسرى العمى من العين العمياءِ إلى العين الصحيحة فأَعماها ولا يستكثر تكرار هذا الكلمات من يعلم شدة الحاجة إليها وضرورة النفوس إِليها، فلو تكررت فالحاجة إليها فى محل الضرورة. والله المستعان". اهـ
بتصرف من: ص135، 136.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 03 - 2010, 07:48 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ويجمع هذين الأَصلين العظيمين أَصل ثالث هو: عقد نظامهما وجامع شملهما، وبتحقيقه وإِثباته على وجهه يتم بناءُ هذين الأَصلين وهو: إِثبات الحمد كله لله رب العالمين فإِنه المحمود على ما خلقه وأَمر به ونهى عنه، فهو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم وإِيمانهم وكفرهم، وهو المحمود على خلق الأَبرار والفجار والملائكة والشياطين وعلى خلق الرسل وأَعدائهم، وهو المحمود على عدله فى أَعدائه كما هو المحمود على فضله وإِنعامه على أَوليائه، فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده، ولهذا سبح بحمده السموات السبع والأَرض ومن فيهن: {وَإِن مِن شَيءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} ". اهـ
ص136.
فالرب، جل وعلا، هو المحمود، على كل حال، فلا يحمد على مكروه سواه، فهو المحمود على الطاعات فهي من فضله، وهو المحمود على المعاصي فهي من عدله، فقدرها على من شاء من عباده، بعلمه الأول، فلا راد لقضائه، ويسر لهم أسبابها لحكمة جليلة، فهي شر باعتبار الحال، ذريعة إلى خير أعظم فمآلها خير تعظم مصلحة وقوعه مفسدة وقوع الشر العارض، وتلك من صور الحكمة الجليلة التي تقتضي الحمد على كل حال، فله الحمد في السراء فذلك ظاهر لكل أحد، وليس سراء أعظم من طاعته فـ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، وله الحمد في الضراء، فذلك من الخفي الذي لا يظهر لكل أحد، وإنما يلمحه أصحاب القلوب الراسخة إذا نزل الابتلاء، فالسعة زمن يسهل فيه إطلاق الدعاوى من كل أحد، فإذا جاء الضيق تبين من بكى ممن تباكى، وليس أحسن للعبد من سؤال العافية فالتعرض إلى الابتلاء دون مصلحة شرعية راجحة وإنما محض طيش وتهور، والتصدر للشبهات والشهوات وثوقا بالنفس على ردها، مظنة الخذلان بانفساخ الهمة حال الابتلاء، والوقوع في أسر الشبهات والشهوات فلا فكاك، والقدر الفارق بين الشجاعة نصرة للديانة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والتهور حمية بلا علم يكبح جماح النفس، قدر دقيق، لا يوفق إلى تحريره إلا من امتن عليه الباري، عز وجل، بالنظر في المآلات دون وقوف على ظاهر الحال، والقدر الفارق بين التصدي لأهل البغي على الأديان من أصحاب الشبهات والشهوات، والتعدي بالخوض معهم في باطلهم بحجة بيانه والتحذير منه، قدر دقيق، أيضا، لا يحصل تحريره إلا بنية خالصة، وعلم نافع يعصم، وعمل صالح يزيل ما يعلق بالنفس من آثار تلك الأدران فلا ينفك مباشرها، ولو كان من أهل الإخلاص والعلم، عن درن يلحقه من مباشرة تلك القاذورات فيلزمه غسل قلبه ولسانه وجوارحه بماء الذكر والعمل الصالح، لتطهر المحال مما علق بها.
ولذلك كان الواجب على من كفاه غيره من أهل الفضل والإخلاص ممن نرى جهودهم في بيان الدين الصحيح ودحض شبه المفترين من المنصرين ومن على شاكلتهم من أهل البدع المغلظة وقد استطالوا وظهروا بباطلهم في الأعصار الأخيرة، كان الواجب عليه أن يحمد الرب، جل وعلا، على أن كفاه بتلك الفئة المرابطة على ثغور الديانة مؤنة هذا الأمر، فليدع لهم بالتوفيق وسداد الرمي، وليشاركهم الذب عن الديانة إن كان أهلا له، ولو بإتمام ما فاتهم، فالسيل اجتماع لحبات المطر، وقليل إلى قليل كثير، والأصل، كما تقدم، الفرار بالدين فرار الصحيح من المجذوم، إلا إن اضطر الإنسان إلى ما ليس منه بد، وتلك نصيحة أهدانيها أحد الفضلاء ممن له عناية بهذا الشأن، وهي جديرة بالامتثال ففيها صيانة للأديان، أغلى ما يملك الإنسان.
والشاهد أنه، عز وجل، محمود في الأولى والآخرة، فحمده أهل الدنيا على ما أجراه من الأرزاق الشرعية والكونية، وحمده أهل الآخرة مؤمنهم وكافرهم، فذلك تأويل قوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وإليه أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله: "ثم قال: {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: ونطق الكون أجمعه - ناطقه وبهيمه - لله رب العالمين، بالحمد في حكمه وعدله؛ ولهذا لم يسند القول إلى قائل بل أطلقه، فدل على أن جميع المخلوقات شَهِدَت له بالحمد". اهـ
ومن مأثور كلام الحسن رحمه الله: "لقد دخلوا النار وإن حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلاً". اهـ
فهو الحكم العدل، سبحانه، لم يظلمهم شيئا كان لهم وإنما هو محض عطائه فيهبه لمن شاء فضلا ويمنعه من شاء عدلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 03 - 2010, 07:59 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فالحمد: هو الإِخبار بمحاسن المحمود على وجه الحب له". اهـ
ص137.
فالحمد مئنة من المحبة، ولذلك صح في حق الرب، جل وعلا، حال المحبوب وحال المكروه، فالعبد يحب الرب، جل وعلا، لذاته، ومن ذلك حبه للأفعال القائمة بها، وقدره النافذ بما يحب العبد أو يكره من فعله، فلو تدبر العبد ذلك حال المصيبة لهانت عليه فهي جارية بتقدير الرب، جل وعلا، عليه، وقدره، كله خير، إذ هو من فعله، وليس في فعله شر، وإنما الشر في المفعول المقدور لا في الفعل المقدِّر أو من اتصف به جلا وعلا، فليس الشر إليه تبارك وتعالى، كما تقدم مرارا، وقليل من يلحظ هذه المعاني حال الذهول بما يقع للمكلف من المصائب، وإنما يسهل لحظها في أزمنة السلامة، أو بعد انقضاء الابتلاء بزمان فيندم من جزع ويتمنى أن لو صبر!، والصابر من صبره الله، عز وجل، فمنه، جل وعلا، وحده السداد والثبات فمن شاء ثبته فذلك من فضله تبارك وتعالى فلا تنال منه الشدائد، ومن شاء أزاغه فانفسخت همته مع أول بادرة شدة فذلك من عدله، عز وجل، وسؤال السلامة والعافية ابتداء فعل كل العقلاء بخلاف من وكل إلى نفسه فظن فيها قوة وجلدا فركن إليها برسم الغرور فإذا وقع الابتلاء انحل ما عقده فوكل إلى نفسه، وليس عندها إلا الجزع والسخط المستوجب لغضب الرب، جل وعلا، ولو دافع الابتلاء بالدعاء قبل وقوعه، وبمباشرة أسباب رفعه إذا وقع، أو الصبر عليه إن عجز لكان خيرا له وأحسن تأويلا، والعبد يحبه لما يصله إليه من نعمه، فيحمده عليها، فالأول حبه لذاته ولوصف الكمال اللازم لها، فهو المحمود لذاته،
(يُتْبَعُ)
(/)
المحبوب لذاته، فلا يحمد لذاته ولا يحب لذاته إلا هو، لكمال وصف ذاته اللازم، فعلمه وحكمته وقدرته ... إلخ قد بلغت الغاية من الكمال فلا يحيط بها عقل، وإن أدرك معناها، فالطمع في إدراك حقيقتها أو الإحاطة بها: مقطوع. فكما أن كلمته الكونية النافذة هي العلة التي لا علة وراءها، فهي الصادرة عن أوصاف جلاله وجماله، فكل مخلوق بها كائن، فإليها منتهى الأسباب، فكذلك الله، عز وجل، هو المحمود المحبوب لذاته، كما تقدم، فكل ما سواه، ولو كان من أنبيائه ورسله عليهم السلام، إنما يحب لغيره، ولما نال الإنسان من خيره، فيحب لفعله المتعدي، وإن أحبه غيره لوصف ذاته، فذلك إنما يرجع عند التحقيق، لما ناله من آثار هذا الوصف فيحب المسلمون، على سبيل المثال، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكمال وصفه الذاتي، فقد بلغ منتهى الكمال البشري، فلم يخرجه ذلك عن حد البشرية، ولكن ذلك الحب الذي يقع من المحبين ديانة، بل تخلفه نقض لأصل الديانة، فمحبته ونصرته والغضب والانتصار له ممن قدح في شخصه الكريم والذب عن عرضه الشريف كل أولئك من أصل الشهادتين اللتين يلج المكلف منهما إلى باحة الإسلام، ولكن ذلك الحب مع كل ذلك إتما يرجع في حقيقته لما نال المسلمين من وصف فعله المتعدي فقد نالهم من خيره ما صلح به أمر معاشهم فصلاح هذه الدنيا ببقاء أثر رسالته: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فالرسالة، كما تقدم مرارا، مادة صلاح هذا العالم، وصلح به أمر معادهم فصلاح الآخرة من صلاح الدين، ولا صلاح للأديان إلا بتصديق خبر الوحي الصادق وامتثال أمره المحكم، ولا يقتبس ذلك إلا من مشكاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيحبه المكلفون لما نالهم من هذه الكرامات الدينية والدنيوية، فبرسالته انتظمت أمورهم الدنيوية والأخروية، وهذا بخلاف حب الرب، جل وعلا، فهو أعظم وصفا وقدرا، فهو، جل وعلا، كما تقدم، المحبوب لذاته، فرعا عما اتصف به من الكمال المطلق أزلا وأبدا، فلو لم يصل العباد منه أي خير، وذلك محال وإنما يساق مساق الفرض العقلي المحض، إن لم يصله من آثار أوصافه الكاملات خير قط، لاستحق كمال الحمد والحب لما قام بذاته القدسية من أوصاف الكمال العلية، وهذا فرقان بين حب الرب، جل وعلا، وحب العبد، فالعاقل كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين من لا تزاحم محبة الله، عز وجل، في قلبه، محبة أخرى، فإن زاحمتها انقلبت حبا في الله، عز وجل، فصارت للأولى مؤيدة مقوية، لا ناقضة موهنة، وحبه، جل وعلا، هو الحب الوحيد الذي يقبل الشراكة بلا غيرة، بل تكون الغيرة بإعراض البشر عن محبته، فيغار حبيبه أن أعرض غيره عن محبته فيدعوهم إليها ويرغبهم فيها، وتقر عينه بكثرة المحبين له، جل وعلا، بخلاف حب غيره فهو قائم على الأثرة والشح، لما جبل عليه الإنسان من فطرة صحيحة في مواضع، كحب الزوجة فإن الأثرة والشح فيه مئنة من الغيرة الحميدة فلا يقبل من فيه بقية آدمية تخرجه عن حد الحيوانية بل ربما كان كثير من الحيوانات خيرا منه، لا يقبل أن يشاركه غيره من الأجانب حب امرأته!، وما جبل عليه من خلال الشخ والبخل المذموم في مواضع أخر، كحبه للجاه والسلطان فلا يقبل، أيضا، أن يشاركه غيره فيه، فيظلم ويبطش بمن ينازعه سلطانه الزائل الزائف، وذلك مئنة من فقره الذاتي اللازم، بخلاف الرب، جل وعلا، الذي انتفى وصف الظلم في حقه فرعا عن كمال غناه عن خلقه وتمام ملكه لما سواه من الأعيان إيجادا والأحوال تدبيرا فالكون كله بكلماته الكونيات قائم ولها خاضع وبها سائر، فلا يخرج عن سلطانها مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
فالأول: كما تقدم، حبه لذاته، والثاني حبه لوصفه، وقد اجتمع كلا النوعين في حق الرب، جل وعلا، فيحب، كما تقدم، لكمال الوصف اللازم من علم وحكمة وقدرة ..... إلخ، ويحب لكمال وصفه المتعدي إلى عباده من رحمة ورزق ..... إلخ.
فقيد: "على وجه الحب له": فرقان بين الحمد بذكر أوصاف المحمود في معرض الثناء، وذكرها في معرض الإقرار، كما يقع من حمد الأعداء لخصال القوة والحكمة ....... إلخ، في أعدائهم، فليس ذلك بحب، وإنما هو من الفضل الذي شهدت به الأعداء فلم يخرجهم ذلك عن حد عدواته، وتأمل وصف العقلاء من أعداء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لشخصه الكريم، فهو الصادق الأمين، وهو القائد المحنك، وهو الزوج الحكيم، وهو رئيس الدولة العادل، وهو المعلم الرفيق ...... إلخ، فثناؤه على لسان أعدائه فضلا عن أوليائه في كل عصر ومصر كائن، فلا يملك منصف وإن كان من أعدى أعدائه إلا أن يثني عليه بأوصافه، وإن لم يؤمن بنبوته، فهي عنده جارية مجرى العبقرية، كأي عبقرية بشرية، وإن أقر مع ذلك أنه قد بلغ منها المرتبة العليا، ولكنه لم يؤمن بالقدر الفارق بين عظمته وعظمة من سواه: قدر النبوة، فليس محبا له، وإنما غايته أنه مقر بعظمته، على ما تقدم من كون الفضل ما شهدت به الأعداء. فالحمد هو الثناء على وجه الحب لا الإقرار المجرد الذي يقع من أي منصف لعدوه.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 03 - 2010, 08:17 ص]ـ
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض تفسير قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْد، مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيء بَعْد":
"وقد اختلف الناس فى معنى كون حمده يملأُ السموات والأَرض وما بينهما، فقالت طائفة على جهة التمثيل: أَي لو كان أَجساماً لملأَ السموات والأَرض وما بينهما قالوا: فإِن الحمد من قبيل المعاني والأَعراض التى لا تملأُ بها الأجسام، ولا تملأُ الأجسام إلا بالأجسام.
والصواب: أَنه لا يحتاج إِلى هذا التكلف البارد فإن من كل شيء يكون بحسب الماليء والمملوءِ، فإِذا قيل امتلأَ الإِناءُ ماءً وامتلأَت الجفنة طعاماً فهذا الامتلاءُ نوع، وإِذا قيل: امتلأَت الدار رجالاً وامتلأَت المدينة خيلاً ورجالاً فهذا نوع آخر. وإِذا قيل: امتلأَ الكتاب سطوراً فهذا نوع آخر، وإِذا قيل: امتلأَت مسامع الناسِ حمداً أَو ذماً لفلان فهذا نوع آخر في أثر معروف: أهل الجنة من امتلأت مسامعه من ثناءِ الناس عليه، وأَهل النار من امتلأَت مسامعه من ذم الناس له". وقال عمر بن الخطاب في عبد الله بن مسعود كنيف مليء علماً، ويقال: فلان علمه قد ملأَ الدنيا. وكان يقال: ملأ ابن أبى الدنيا الدنيا علماً. ويقال: صيت فلان قد ملأ الدنيا وضيق الآفاق وحبه قد ملأَ القلوب، وبغض فلان قد ملأَ القلوب، وامتلأَ قلبه رعباً، وهذا أَكثر من أَن تستوعب شواهده، وهو حقيقة فى بابه وجعل الملء والامتلاءِ حقيقة للأَجسام خاصة تحكم باطل ودعوى لا دليل عليها ألبتة، والأَصل الحقيقة الواحدة، والاشتراك المعنوى هو الغالب على اللغة والأَفهام والاستعمال، فالمصير إِليه أَولى من المجاز والاشتراك اللفظي وليس هذا موضع تقرير هذه المسأَلة". اهـ
ص138.
فالامتلاء لا يلزم منه الامتلاء الحسي كامتلاء الكوب بالماء، ليقال بأنه حقيقة في المحسوسات مجاز في المعقولات كالحمد، بل الامتلاء ثابت للمعاني ثبوته للمحسوسات، فيقال: امتلأ فلان علما، أي قام به وصف العلم على جهة الإحاطة بجملة وافرة من مسائله وإن لم يلزم منه الاستيعاب فذلك محال في حق البشر الذين قلت علومهم وإن كثرت بمقابلتها بعلم الرب جل وعلا المحيط بكل ذات ووصف، ويقال امتلأ فلان غضبا فهو غضبان، فالغضب وصف يقوم بالذات، وامتلأ فلان بالطعام فهو شبعان، فإن الامتلاء وإن كان بالطعام وهو محسوس، إلا أن لذة الشبع الواقعة عقيبه من المعاني التي تقوم بالذات. ومنه اسم الله، عز وجل، "الرحمن"، فهو مئنة من عظم رحمته العامة، تبارك وتعالى، فوسعت كل شيء، فتسع المؤمن والكافر، فهي من تيسيره الأسباب الكونية التي يصلح بها معاش عموم البرية، وذلك أمر تشترك فيه جميع الخلائق، فذلك وجه عمومها، والعموم مظنة الكثرة قدرا والعظم قدرا، وذلك مما تلائمه دلالة صيغة: "فعلان" على الامتلاء، كما ذكر ذلك سيبويه رحمه الله في "الكتاب"، وقد تعلقت الصيغة هنا، أيضا، بمعنى، فالرحمة وصف معنوي قائم بذات الله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، فلا يماثل رحمة المخلوق، وإن اشترك معها في الأصل الكلي الجامع، فلا حاجة كما تقدم من كلام ابن القيم، رحمه الله، إلى القول بأنها حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر، على الخلاف في ذلك، كما أشار إليه ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان وجه الاشتراك بين وصف الرب، جل وعلا، ووصف العبد، بقوله:
"وقد تنازع الناس فيما يسمى به سبحانه ويسمى به غيره كالحي والعليم والقدير.
فالجمهور على أنه حقيقة فيهما وقالت طائفة كأبي العباس الناشي: إنها حقيقة في الرب عز وجل مجاز في المخلوق وقالت طائفة عكس هؤلاء من الجهمية والملاحدة والمتفلسفة إنها مجاز في الرب عز وجل حقيقة في المخلوق والأولون هي عندهم متواطئة وقد يسمونها مشككة لما فيها من التفاضل وبعضهم يقول هي مشتركة اشتراكا لفظيا". اهـ
"الجواب الصحيح"، (2/ 175).
(يُتْبَعُ)
(/)
فرجح القول بكون المعنى حقيقة في كليهما على جهة التفاضل والتباين تبعا لتباين الذوات التي يقوم بها هذا المعنى، بنسبته إلى الجمهور، فذلك أولى من الصيرورة إلى المجاز، وقد وجدت المندوحة عنه، فهو خلاف الأصل، فلا يصار إليه إلا عند تعذر حمل الكلام على الحقيقة، إن سلم بوقوعه في نصوص الشريعة، على الخلاف الشهير في هذه المسألة الشائكة، وقد جاز حمل الكلام على الحقيقة في هذا الموضع بحمل القدر المثبت من الحقيقة على المعنى الكلي الجامع، فهو مطلق في الأذهان، فيقع الاشتراك فيه على جهة الاشتراك المعنوي، فذلك القدر من المعنى، والذي لا يلزم منه تماثل أو تشابه في الكيف أو الحقيقة الخارجية، ذلك القدر حقيقة في كليهما، فالمشترك المعنوي، كما تقدم مرارا، لا يلزم من إثباته، امتناع وقوع الشركة فيه، فإن الشركة إنما تنتفي في الحقائق الخارجية الجزئية لا في المعاني الذهنية الكلية، فيكون حقيقة في كليهما من جهة المعنى الكلي، فهو محكم من هذا الوجه، ويختلف الكيف خارج الذهن فمنه المحكم الذي تدركه الحواس كسائر أوصاف المدركات في عالم الشهادة، ومنه المتشابه كسائر أوصاف المغيبات، من صفات في باب الإلهيات أو أوصاف لدار الجزاء فذلك من باب السمعيات، التي تشترك مع المشاهدات في المعاني الكلية للأوصاف، والألفاظ الدالة عليها.
وكذلك الحال في وصف الامتلاء، فإنه يقال في معرض بيان مراد المتكلم منه:
الامتلاء مادة كلية تقبل الانقسام، فهي تدل على ما تحتها من الأفراد: دلالة المشترك المعنوي على أفراده، فهو، كما تقدم، حقيقة في كل أفراده، وإنما يتباين الكيف بتباين الذوات التي يقوم بها الوصف، فالامتلاء المطلق قدر معنوي مشترك بين:
الامتلاء الحسي: كامتلاء الكوب بالماء فيقيد به في موضعه إن أراده المتكلم.
والامتلاء المعنوي: كامتلاء النفس بسائر أنواع الأوصاف الذاتية: كالعلم، أو الفعلية: كالغضب، فيقيد به، أيضا، في موضعه، ومن جهة أخرى يرد التقييد على الامتلاء المعنوي فهو نوع بالنسبة إلى ما فوقه من مادة الامتلاء الكلية، جنس لما تحته باعتبار من يوصف به، فيرد التقييد عليه باعتبار الذات التي يتصف بها، فيكون تبعا لها في الكمال أو النقصان، وهذا أصل، كما تقدم في مناسبات كثيرة، في باب الصفات الإلهية، فإنها بعضها يشترك مع بعض صفات البشر في المعاني الكلية، ولا يلزم من ذلك تشابه في الكيف، فلكل كيف يليق به: الرب الخالق، جل وعلا، كمالا يليق بجلاله، والعبد المخلوق نقصانا يليق بحاله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 03 - 2010, 07:55 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والمقصود أن الرب أسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم سوء، وأوصافه كلها كمال ليس فيها صفة نقص وأفعاله كلها حكمة ليس فيها فعل خال عن الحكمة والمصلحة، وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، موصوف بصفة الكمال مذكور بنعوت الجلال منزه عن الشبيه والمثال ومنزه عما يضاد صفات كماله". اهـ
ص138.
فأسماؤه، عز وجل، حسنى، فليست حسنة، وإنما قد بلغت الغاية في الحسن، فدلالة: "أل" في اسم التفضيل: "الحسنى" عهدية، تشير إلى حسن معهود في الذهن، وإن يحط به دركا، فهو حسن قد بلغ الغاية فتعالى أن يحيط به عقل مخلوق.
وكذلك أوصافه، عز وجل، فهي قد بلغت الغاية في الكمال، فلا وجه لاحتمال نقص فيها، فتثبت على الوجه اللائق بجلاله بعيدا عن أوهام التجسيم والتشبيه والتمثيل، التي تؤدي بصاحبها حتما إلى التعطيل، فإما أن يعطل الرب، جل وعلا، بنفي وصفه فرارا من لوازم قياسه الفاسد على أوصاف البشر شمولا أو تمثيلا، كما تقدم مرارا، وإما أن يعطله بإثباته على كيف يماثل أو يشابه كيف صفات المخلوق فيكون قد عطل الرب، جل وعلا، عن كماله بتشبيهه بالمخلوق الناقص، فلا شبيه له، عز وجل، في كنه ذاته أو ما قام بها من أوصاف الكمال، ولا نظير ولا ند له من باب أولى، فانتفاء التشبيه الأدنى يلزم منه بقياس الأولى نفي التمثيل الأعلى، فالتمثيل أشد قبحا، فنفيه الأشد يلزم منه نفي الأخف بداهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك أفعاله، عز وجل، قد بلغت الغاية في الحكمة، وإن خفي وجهها على كثير من منكري تعليل الأحكام، فلا يثبتون لأفعال الله، عز وجل، حكمة، وإنما يردون الأمر إلى محض المشيئة، فيغلبون جانب العزة على جانب الحكمة، والرب، جل وعلا، عزيز بقدرته حكيم بعلمه، فلا بد من استيفاء أوصاف الجلال والجمال في حقه ليثبت له الكمال اللائق بجلاله، فمن أنكر الحكمة فقد غلا في وصف الجلال حتى نسبه، عز وجل، بلازم قوله إلى الظلم فإن العزة بلا حكمة مظنة الظلم، ومن أنكر القدرة فقد غلا في وصف الجمال، حتى نسبه، عز وجل، إلى العجز، فليس له من القدرة ما يقع به فعله في كونه إيجادا للأعيان والأفعال، فيكون في كونه ما لا يشاؤه، ويشاء ما لا يكون، فقد نظر إلى جهة العدل، وغفل عن جهة القوة، بخلاف الأول الذي نظر إلى جهة القوة وغفل عن جهة العدل، وكلاهما قد وقع في التشبيه، فالأول شبه حكمة الرب، جل وعلا، بحكمة البشر التي ينالون بها أغراضهم التي يفتقرون إليها فنفرت نفسه من وصفه، جل وعلا، بالافتقار إلى حاجة أو غرض، وهو نفور صحيح ولكنه لا يلزم مثبت الحكمة له، جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، فلما تقرر عنده هذا الإلزام الفاسد انتقل لزوما إلى نفيه ونفي الحق معه، إذ جعله لازما للحق، وليس بذلك، ومن نفى ما اعتقده لازما لشيء نفى ملزومه بداهة، فإذا كان وصف الحكمة عنده لا يعني إلا حكمة من جنس حكمة البشر الذين يفتقرون إلى الأغراض، فإنه إن نفى لازمها من الحاجة فسينفيها لزوما، فرارا، كما تقدم، مما ألزم به نفسه، وليس بلازم، فهذا وجه كونه مشبها لحكمة الرب، جل وعلا، بحكمة خلقه.
وأما الطرف الآخر فإنه مشبه صراحة إذ لم يثبت حكمة في فعل الرب، جل وعلا، إلا من جنس حكمة البشر، فوضع لأفعاله، عز وجل، قانونا في التحسين والتقبيح من جنس ما يسري على أفعال البشر، فكل ما حسن منهم حسن منه، وكل ما قبح منهم قبح منه!، فيستحيل عندهم أن يقدر على العبد فعله بعلمه الأزلي الأول ثم يؤاخذه عليه، لأن ذلك مستحيل في حق البشر، وكأن تقديره من جنس تقدير البشر، وقد علم باستقراء النصوص أن من الأفعال ما يجوز في حق الله، عز وجل، ولا يجوز في حق البشر، لكمال قدرته وحكمته، عز وجل، فـ: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، فله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس للمخلوق أن يقسم إلا بذاته القدسية أو أسمائه الحسنى فهي أعلام على ذاته، أو صفاته فهي قائمة بذاته، فصفاته منه، عز وجل، كما قرر المحققون في تعريف اسم الله عز وجل العلم: "الله" فهو الاسم الدال على الذات القدسية التي تقوم بها الصفات العلية على الوجه اللائق برب البرية جل وعلا.
ويجوز في حقه، عز وجل، أن يربي الصدقات، فيعطي على الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء، ولا يجوز ذلك في حق البشر، فالربا بينهم حرام، فيفتقرون إلى من يقرضهم إذا احتاجوا، فيلجئهم ذلك إلى الاقتراض بالربا، بخلاف الرب، جل وعلا، فإنه الغني على حد الإطلاق، بل هو، كما تقدم مرارا، المغني لمن سواه، فيعطي من شاء ما شاء كيف شاء، فله من أوصاف العزة والغنى والحكمة ما ليس للبشر الموسومين بالعجز والظلم وهو في حقيقته نوع من العجز والفقر فلا يظلم إلا فقير عاجز عن تحصيل مراده إلا بظلم غيره، والفقر، فذلك وصف لازم لذواتهم، والسفه، فليس لهم ما له، عز وجل، من الحكمة البالغة، فهم ما بين سفيه، وحكيم حكمته من جنس خلقته: حكمة مخلوقة لا تستقل بإدراك وجه المصلحة إن لم تلجأ إلى الوحي، فغايتها أن تدرك وجه المصلحة الحالي، فلا تدرك عواقب الأمور ومآلاتها لقصور علمها بما استأثر به الرب، جل وعلا، من الغيب، فعلمه بالغيب قرين حكمته، فيعلم من حال العباد ومستقبلهم ما لا يعلمون، وبذلك باين شرعه شرائع البشر التي لا يعلم واضعوها إلا وجه المصلحة في الحال وإن ترتب عليه من فساد المآل ما ترتب فتضطرب شرائعهم وتتبدل بما يجد لهم من العلم بالغيب الذي كان خافيا عنهم، بخلاف علمه، عز وجل، المحيط بالحال والمآل، فهو مظنة الحكمة البالغة فلا يقع في شرائعه المحكمات التي لا تتلقى إلا من مشكاة النبوات ما يقع في شرائع البشر المضطربات فما هي إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
مقالات أملتها عقول ناقصة الإدراك ألقاها إليها وسواس الهوى أو وجدان الذوق الذي يستحسن ويستقبح بمعزل عن النبوات، فما اعتبره قدمه وإن أهمله الشرع، وما أهمله أخره وإن اعتبره الشرع، فالشرع عنده تابع منقاد لهواه وذوقه لا قائد يسترشد بهديه، فنظر أهل الزيغ إنما يكون في المتشابهات فينظر من حكم بالهوى ابتداء ثم راح يتلمس له لفظا محتملا في متشابه النصوص ليتعسف في حمله على المعنى الذي يروق له، فليس نظره نظر المستبصر الذي يحمل متشابه التنزيل على محكمه. بل قد يكون النص في نفسه محكما ومع ذلك يحمله صاحب الشبهة على وجه استدلال باطل، فكيف إذا كان النص ابتداء متشابها حقيقيا أو إضافيا؟!.
وعلى ما اطرد من طريقة المحققين في باب الصفات الإلهية من كون النفي مرادا لغيره، فبه يتوصل إلى إثبات كمال ضده على الوجه اللائق بجلاله تبارك وتعالى، وكون الإثبات مستلزما لنفي ضده من النقص فلا يتطرق النقص إلى وصفه، جل وعلا، بأي حال من الأحوال.
على ما اطرد من ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
"فمنزه عن الموت المضاد للحياة، وعن السنة والنوم والسهو والغفلة المضاد للقيومية، وموصوف بالعلم منزه عن أضداده كلها من النسيان والذهول وعزوب شيء عن علمه، موصوف بالقدرة التامة منزه عن ضدها من العجز واللغوب والإعياء، موصوف بالعدل منزه عن الظلم، موصوف بالحكمة منزه عن العبث، موصوف بالسمع والبصر منزه عن أضدادهما من الصمم والبكم، موصوف بالعلو والفوقية منزه عن أضداد ذلك، موصوف بالغنى التام منزه عما يضاده بوجه من الوجوه، ومستحق للحمد كله فيستحيل أن يكون غير محمود كما يستحيل أن يكون غير قادر ولا خالق ولا حي، وله الحمد كله واجب لذاته فلا يكون إلا محمودا كما لا يكون إلا إلها وربا وقادرا". اهـ
ص138، 139.
فيلزم من وصف كماله أن يكون محمودا لذاته، لا لغيره، كما هو حال غيره، فلا يحمدون إلا بأثر فعلهم المتعدي في غيرهم، بخلاف الرب، جل وعلا، فإنه يحمد على جهة الوجوب الذاتي العقلي الذي يستحيل تخلفه فيحمد من الوجهين: من وجه كونه موصوفا بالكمال الذاتي اللازم، وكمال الفعل المتعدي إلى غيره، فلا تتعلق بمشيئته العامة النافذة إلا أفعال الكمال الصادرة عن وصف قدرته فلا يعجزه شيء، وعلمه وحكمته، فلا يفوته شيء، بخلاف ما تقدم من فعل البشر فإنه إما أن يفتقر إلى القدرة كحال كثير من الحكماء الذين لا قدرة لهم على إيقاع تصوراتهم، مع كونها تصورات ناقصة مهما بلغت حكمتهم، فهي بقدر علمهم الحادث المحدود، وكثير من أصحاب القدرة بلا حكمة، فيقع من الطيش والنزق في أفعالهم ما يقع مع كون قدراتهم محدودة فقواهم مهما بلغت محدودة فلا يقدرون على كل شيء، وإن ادعوا ذلك، فلسان حالهم شاهد بكذبهم، فإنه لا يقدرون حتى عن دفع ميكروب دقيق يتسلط على أبدانهم فيفنيها بإذن الرب، جل وعلا، فكيف بالقدرة على ما لا يقدر عليه إلا الله، جل وعلا، من خلق السماوات والأرض، وإيجاد الكائنات وإعدامها ....... إلخ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 03 - 2010, 08:39 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فإذا قيل: "الحمد كله لله" فهذا له معنيان:
أحدهما: أَنه محمود على كل شيء وبكل ما يحمد به المحمود التام وإن كان بعض خلقه يحمد أيضاً كما يحمد رسله وأنبياؤه وأَتباعهم - فذلك من حمده تبارك وتعالى بل هو المحمود بالقصد الأَول وبالذت وما نالوه من الحمد فإنما نالوه بحمده فهو المحمود أَولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وهذا كما أَنه بكل شيء عليم، وقد علم غيره من علمه ما لم يكن يعلمه بدون تعليمه، وفى الدعاء المأْثور: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُهُ، ولَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكِ الْخَيْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الأَمْرُ كُلُّهُ، أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كله وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ"، وهو سبحانه له الملك وقد آتى من الملك بعض خلقه، وله الحمد وقد آتى غيره من الحمد ما شاءَ. وكما أن ملك المخلوق داخل في ملكه، فحمده أَيضاً داخل فى حمده، فما من محمود يحمد على شيء مما دق أَو جل إِلا والله المحمود عليه بالذات والأَولوية أَيضاً، وإِذا قال الحامد: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْد"، فالمراد به أَنت المستحق لكل حمد،
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس المراد به الحمد الخارجى فقط.
المعنى الثاني أَن يقال: "لَكَ الْحَمْد كلُّه" أي الحمد التام الكامل فهذا مختص بالله عز وجل ليس لغيره فيه شركة. والتحقيق أَن له الحمد بالمعنيين جميعاً، فله عموم الحمد وكماله، وهذا من خصائصه سبحانه". اهـ
ص139.
فالحمد لله، كما قرر أهل العلم قد استغرقت أجناس المحامد قدرا فذلك عموم الحمد، ووصفا فهذا كمال الحمد فـ: "أل" فيها جنسية استغراقية، ودلالة الخبر فيها لا تخلو من دلالة الإنشاء، فإن من علم عموم وكمال اتصاف الباري، عز وجل، بأوصاف الكمال على جهة الإطلاق، وتنزهه عن أوصاف النقص على جهة الإطلاق، لزمه أن يحمده بما أنزل على رسله وورد في كتبه، فيكون الخبر: خبرا من جهة الدلالة على كمال الوصف، إنشاء من جهة الأمر بمداومة الحمد لمن هذا وصفه، فالحمد له إثباتا على جهة الاستحقاق والاختصاص، التي تدل عليها لام: "لله"، الحمد له بأشرف أجناس المحامد مما علمه البشر من جهة الوحي من أوصاف الثناء على الرب، جل وعلا، الحمد له بما علمنا وما لم نعلم من وصف كماله فلا يحصي أشرف خلقه ثناء عليه فكيف بمن دونه؟!، الحمد له على جهة الإطلاق فتكون دلالة: "أل" من هذا الوجه لا تخلو من معنى العهد فهو حمد معهود قد بلغ الغاية في الكمال، الحمد له على ما تقدم من الدلالات الخبرية لازمه: احمدوه بأوصاف كماله فالإنشاء لازم الإخبار فلا يخلو خبر، عند التدبر والنظر، من دلالة إنشائية، فإن كان عن الرب، جل وعلا، فهو أمر بالثناء عليه بما أخبر به عن نفسه، وإن كان وعدا فهو آمر: رجاءَ نيل الموعود به، وإن كان وعيدا فهو نهي: خشيةَ وقوع المتوعد به.
وبعض أهل العلم قدر المصدر الذي صدرت به الآية نائبا عن عامله، فتقدير الكلام عنده إنشاء ابتداء: فـ: احمدوا الرب، جل وعلا، حمدا، ثم حذف العامل لدلالة المصدر عليه، ثم رفع مئنة من الثبوت، فالحمد لله آكد في إثبات معاني الثناء للرب، جل وعلا، من: حمدا لله، لدلالة الأولى على الثبوت والاستمرار فذلك من دلالات الإخبار بالجملة الاسمية كما اطرد في كلام البلاغيين، بينما الثانية دالة على التجدد والحدوث، فذلك من دلالات الإخبار بالجملة الفعلية كما اطرد، أيضا، في كلام البلاغيين والرب، جل وعلا، متصف بالكمال المطلق دوما فلم يكتسب، كما تقدم مرارا، وصف كمال كان منه خليا، وإن أحدث من صفات أفعاله الكاملة المتعلقة بمشيئته العامة، فذلك من تجدد آحاد الفعل الذي يوقعه إذا شاء على الوجه اللائق بجلاله، فنوعه أزلي أولي على جهة الإطلاق بأولية الذات القدسية، فلم يكتسب أصل الوصف بعد أن لم يكن له، ليصح القول بأن إحداثه ما شاء من أفعال كماله يلزم منه اتصافه بكمال لم يكن متصفا به، فأصل الصفة أو نوعها، كما تقدم، أولي بأولية الذات القدسية، وآحادها متجددة بتجدد مشيئة الرب، جل وعلا، إيقاعها على الوجه اللائق بجلاله.
فما قيل من دلالة: الحمد لله، و: حمدا لله، من جنس ما قيل في قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)، فتحيتهم من قبيل الإخبار بالفعل الدال على الحدوث، وتحيته من قبيل الإخبار بالاسم الدال على الثبوت، والثبوت أقوى دلالة من الحدوث، فكانت تحية الخليل عليه السلام أبلغ من هذا الوجه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فهو المحمود على كل حال وعلى كل شيء أكمل حمد وأَعظمه، كما أَن له الملك التام العام فلا يملك كل شيء إِلا هو وليس الملك التام الكامل إِلا له وأَتباع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم يثبتون له كمال الملك وكمال الحمد فإِنهم يقولون: إِنه خالق كل شيء وربه ومليكه، لا يخرج عن خلقه وقدرته ومشيئته شيء ألبتة فله الملك كله". اهـ
ص139.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحمده يستلزم تمام ملكه، فالحمد يستغرق أوصاف الجلال والجمال، وتمام ملكه للأعيان والأفعال، فهو الخالق لها بقدرته المدبر لها بحكمته، فلا يخرج شيء منها عن سلطانه، كل ذلك مئنة من وصف جلاله فهو القدير على كل شيء، ووصف جماله فهو الحكيم المدبر لكل شيء على نحو ينتظم به أمر العالم المشهود، فمن أخرج شيئا من الكون من دائرة ملكه خلقا أو تدبيرا، فقد أشرك معه غيره في ربوبيته، وهذا حال القدرية المجوسية نفاة خلق الأفعال فإنهم وصفوا الرب، جل وعلا، بوصف الجمال فأثبتوا حكمته، وجعلوها من جنس حكمة البشر، فهم مشبهة الأفعال، كما تقدم مرارا، وفرطوا في وصفه، عز وجل، بوصف الجلال، فأثبتوا له بلازم قولهم: شركاء في خلق الأفعال بعدد فاعليها فكل فاعل خالق لفعله على جهة الاستقلال، وهذا، أيضا، حال من ادعى لغيره، عز وجل، تدبيرا في الكون بالتأثير بالنفع أو الضر، وذلك مؤد لا محالة إلى الوقوع في شرك الألوهية، فإن من اعتقد في غير الله، عز وجل، نفعا أو ضرا تعلق قلبه، به رغبة في نفعه أو رهبة من ضره، فصرف له من العبادات الباطنة والظاهرة، كما يرى حول القبور والأضرحة، من مسالك الغلاة في الرهبان أو الأئمة أو الشيوخ .... إلخ من المعظمين برسم الديانة، فالزائر قد علق قلبه بالميت الذي لا يملك لنفسه نفعا أو ضرا فحال الداعي أكمل من حاله بالنظر إلى كونه ميتا قد انقطع عمله فلا ينفع نفسه فضلا عن أن ينفع غيره، بل هو بحاجة إلى نفع غيره من دعاء أو صدقة ..... إلخ من أعمال البر التي يصل إلى الميت نفعها. ومثله في عالم الشهادة من اعتقدوا في الجناة على الشرع المنزل بالتحريف والتبديل، من اعتقدوا فيهم كمال عقل، وهم أنقص الناس عقولا وأفسدهم قياسا، فتابعوهم على ما ضاهوا به الشرع المنزل من الشرع المحدث سواء أكان ذلك في الإلهيات، كما هو حال من خاض فيها بعقله، أو الشرعيات، وهي الصورة الأظهر في زماننا، فقد عطلت الشرائع الحكمية، فاستبدل الناس الشرائع البشرية المضطربة، بالشرائع الرحمانية المنضبطة، فالرضا بذلك ومتابعة واضعه عليه، والاحتكام إليه اختيارا شرك في الربوبية لازمه إشراك محدث تلك الشرائع في الألوهية باتخاذه حكما في المنازعات والإعراض عن حكم رب البريات، جل وعلا، فلفاعله نصيب من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا).
يقول ابن القيم رحمه الله في معرض بيان طرف من حال القدرية المجوسية وقد صدر الكلام بذكرهم: "والقدرية المجوسية يخرجون من ملكه أَفعال العباد، فيخرجون طاعات الأنبياء والمرسلين والملائكة والمتقين من ملكه كما يخرجون سائر حركات الملائكة والجن والإِنس عن ملكه. وأَتباع الرسل يجعلون ذلك كله داخلاً تحت ملكه وقدرته، ويثبتون كمال الحمد أَيضاً، وأَنه المحمود على جميع ذلك وعلى كل ما خلقه ويخلقه، لما له فيه من الحكم والغايات المحمودة المقصودة بالفعل". اهـ
ص140.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 2010, 08:21 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَما نفاة الحكمة والأَسباب من مثبتي القدر فهم في الحقيقة لا يثبتون له حمداً كما لا يثبتون له الحكمة فإن الحمد من لوازم الحكمة والحكمة إِنما تكون في حق من يفعل شيئاً لشيء فيريد بما يفعله الحكمة الناشئة من فعله فأما من لا يفعل شيئاً لشيء ألبتة فلا يتصور في حقه الحكمة. وهؤلاءِ يقولون: ليس في أَفعاله وأَحكامه لام التعليل، وما اقترن بالمفعولات من قوى وطبائع ومصالح فإِنما اقترنت بها اقتراناً عادياً، لا أَن هذا كان لأَجل هذا، ولا نشأَ السبب لأَجل المسبب، بل لا سبب عندهم ولا مسبب ألبتة، إِن هو إِلا محض المشيئة وصرف الإِرادة التي ترجح مثلاً على مثل، بل لا مرجح أَصلاً، وليس عندهم في الأَجسام وطبائع وقوى تكون أَسباباً لحركاتها، ولا في العين قوة امتازت بها على الرِّجل يبصر بها، ولا في القلب قوة يعقل بها امتاز بها على الظهر، بل خص سبحانه أَحد الجسمين بالرؤية والعقل والذوق
(يُتْبَعُ)
(/)
تخصيصاً لمثل على مثل بلا سبب أَصلاً ولا حكمة، فهؤلاءِ لم يثبتوا له كمال الحمد، كما لم يثبت له أُولئك كمال الملك، وكلا القولين منكر عند السلف وجمهور الأُمة". اهـ
ص140.
فأشار ابن القيم، رحمه الله، إلى التلازم بين الحمد والحكمة، فإن القدرية النفاة عطلوا أوصاف الجلال الثابتة لله، عز وجل، فنفوا تقديره السابق وإيجاده اللاحق، فعطلوا جزءا من معنى الحمد بتعطيل معاني الجلال، وفي المقابل فإن نفاة الحكمة والتعليل في أفعاله، عز وجل، والغالب على حالهم الجبر، عطلوا معنى الحكمة، وهو من أوصاف الجمال الثابتة للرب، جل وعلا، فعطلوا جزءا آخر من معنى الحمد غير الجزء الذي عطله الأولون، فغلاة النفاة: حمدوه جل وعلا بوصف الجمال من الحكمة وعطلوه عن وصف الجلال بالقدرة على الخلق والتقدير. وغلاة الجبرية: حمدوه، تبارك وتعالى، بوصف الجلال من القدرة، حتى أثبتوا قدرة بلا حكمة، بلازم مقالتهم في نفي الأسباب، ونفي التعليل بها، فإن التعليل بها من آثار حكمته، جل وعلا، في كونه، إذ أقيم الشرع والكون، على جملة من الأسباب الشرعية والكونية يتوصل بها إلى مسبباتها، فيتوصل، كما تقدم في مواضع سابقة، بالسبب الشرعي إلى مسببه من الثواب، ويتوصل بالسبب الكوني إلى مسببه من الخير أو الشر، بمقتضى ما ركز الرب، جل وعلا، في الأسباب من القوى الفاعلة المؤثرة التي لا تنتج مسبباتها إلا بإذن خالق الأسباب ومجريها جل وعلا، فمرد الأمر إليه انتهاء، وهي أعم من أسباب الشرع من جهة شمولها: أسباب الخير والشر معا، بخلاف أسباب الشرع فإنها تقتصر على أسباب الخير فقط، إذ الأولى متعلق المشيئة، والمشيئة تكون لما أحب الرب، جل وعلا، ولما كره، فيشاء كليهما خلقا وإيجادا، والثانية متعلق المحبة، فلا تكون إلا لما يحبه الرب، جل وعلا، ويرضاه مما وافق شرعه، فلا يحب إلا المشروع من الطاعة، وإن لم يشأ وقوعه، ولا يبغض إلا المحظور من المعصية، وإن شاء وقوعه، فجهة المشيئة أعم من جهة المحبة، وأما أهل السنة فإنهم الذين انفردوا بحمده، جل وعلا، بكلا الوصفين: فأثبتوا القدرة والحكمة معا، فالله، عز وجل، قدير على كل الممكنات، حكيم في إجراء الأسباب فتؤدي إلى مسبباتها في عالم الشهادة على وفق ما قدر في عالم الغيب، فلا يكون كمال الحمد إلا بوصف الجلال مشيئة لكل الموجودات، فما شاء منها كان وإن اجتمع الخلق كلهم أجمعون لمنعه، وما لم يشأ لم يكن، وإن اجتمع الخلق كلهم أجمعون لإيجاده، ووصف الجمال حكمة في تسيير وتدبير الكائنات، فبالأسباب الشرعية والكونية، كما تقدم، ينتظم أمر المكلف في الدنيا: صلاح حال، وفي الآخرة: صلاح مآل، فيباشر جملة من الأسباب الكونية يصلح بها بدنه، وجملة من الأسباب الشرعية يصلح بها روحه.
وأشار إلى مذهب الكسب الذي جعل اقتران القوى والطبائع بالمفعولات الكائنة في عالم الشهادة: اقترانا عاديا، كما تقدم في مواضع سابقة من مثال النار الحارقة التي يقع الإحراق عندها لا بها فهي كالعلامة الوضعية فلا تأثير لها حقيقة في وقوع المفعول فالحريق لا ينتج من قوى الإحراق الفاعلة وإنما ينتج عند علامة الاشتعال التي تصادف وقوع الحريق وذلك أمر ينكره الحس الذي يدرك بداهة تأثير العلة في وقوع معلولها، فالنار تؤثر في وقوع الحريق بما أودع الرب، جل وعلا، فيها من قوى الإحراق، وإن كانت علة غير تامة من جهة افتقارها إلى علل أخرى تعضدها وانتفاء ما يبطلها كقوى الإطفاء في الماء، والعلل كلها، كما تقدم مرارا، تتسلسل حتى تصل إلى علة لا علة ورائها، إذ التسلسل في الفاعلين ممتنع، فبها توجد العلل المخلوقة إذ هي كلمة كونية غير مخلوقة، بها يكون المخلوق فيشاء الرب، جل وعلا، جريان الأسباب المؤدية إليه إما: عادة كخلق الابن من أب وأم، وإما إعجازا بخرق العادة كخلق المسيح عليه السلام من أم بلا أب، فكلا النوعين: العادي والخارق إنما يكون بالكلمة التكوينية النافذة، فلا راد لها ولا مبطل لأثرها في عالم الشهادة، فبها خلق آدم وحواء والمسيح عليهم السلام على جهة الإعجاز، فهم كلمات من الرب، جل وعلا، باعتبار صدورهم عنها لا باعتبار كونهم نفس الكلمات فإن المسبَّب ليس عين سببه بداهة، بل هو أثر
(يُتْبَعُ)
(/)
من آثاره، فالمخلوق المكوَّن هو أثر الكلمة المكوِّنة، فليس ذات الكلمة إذ هي غير مخلوقة فهي من وصف الرب، جل وعلا، وهو مخلوق بها، ولا يكون غير المخلوق مخلوقا أو حالا في مخلوق، كما تقدم في مواضع سابقة، فإنه إن حل في مخلوق تغير وصفه فاكتسب من المخلوق عوارض التغير والفناء، وتصور ذلك في وصف الرب، جل وعلا، لازمه الحكم بفناء الذات المتصفة بهذه الكلمة، فإذا كان الفناء جائزا بل واجبا في حق الكلمة إن سلم جدلا بصحة حلولها أو اتحادها بمخلوق، فهو جائز في حق الذات القدسية المتصفة بهذه الكلمة، وتصور ذلك من الفساد بمكان، فالرب، جل وعلا، الأول الآخر السلام من كل عيب القدوس من كل نقص.
فالجبرية أو من سار على طريقتهم في نفي العلل والأسباب برد الأمر إلى القدرة فقط، ولازم قولهم وصف الرب، جل وعلا، بالظلم لعباده، هؤلاء لم يثبتوا له كمال الحمد فمعناه في وصف الجمال وهو الحكمة التي نفوها أظهر، والقدرية النفاة لم يثبتوا له، جل وعلا، كمال الملك فمعناه في الفعل الرباني وهو مئنة من جلاله تبارك وتعالى بإنفاذ قدره كما شاء فتلك قدرته، معناه في ذلك أظهر، وأهل السنة، كما تقدم، أثبتوا كلا الأمرين فهو جل وعلا: الحكيم جمالا القدير جلالا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولهذا كان منكرو الأَسباب والقوى والطبائع يقولون: العقل نوع من العلوم الضرورية كما قال القاضيان أبو بكر بن الطيب، (وهو: القاضي الباقلاني رحمه الله)، وأبو يعلى بن الفراءِ وأَتباعهما. وقد نص أَحمد على أَنه غريزة، وكذلك الحارث المحاسبي وغيرهما، فأولئك لا يثبتون غريزة ولا قوة ولا طبيعة ولا سبباً، وأبطلوا مسميات هذه الأَسماءِ جملة وقالوا: إِن ما في الشريعة من المصالح والحكم لم يشرع الرب سبحانه ما شرع من الأَحكام لأَجلها بل اتفق اقترانها بها أَمراً اتفاقياً كما قالوا نظير ذلك في المخلوقات سواء، والعلل عندهم أَمارات محضة لمجرد الاقتران الاتفاقي". اهـ
ص140.
فأشار ابن القيم، رحمه الله، إلى خطأ من قال بأن العقل: نوع من العلوم الضرورية، فذلك مظنة نفي العلل والأسباب، كما تقدم من كلام أصحاب نظرية الكسب، والصحيح أن العقل غريزة، كما نص على ذلك أحمد والمحاسبي، رحمهما الله، فهو غريزة مركوزة في الإنسان بها يدرك الحكم التي نفاها منكرو التعليل، فجعلوا الأمر، كما تقدم، محض اقتران بين السبب ومسببه لا يظهر فيه أثر فاعل للسبب في إيجاد مسببه على وفق ما قدر الرب، جل وعلا، أزلا.
وقسمهم إلى قسمين بقوله:
"وهم فريقان:
أَحدهما: لا يعرجون على المناسبات ولا يثبتون العلل بها ألبتة، وإِنما يعتمدون على تأْثير العلة بنص أَو إِجماع، فإِن فقدوا فزعوا إِلى الأَقيسة الشبهية.
والفريق الثاني: أَصلحوا المذهب بعض الإِصلاح وقربوه بعض الشيء وأَزالوا تلك النفرة عنه، فأثبتوا الأَحكام بالعلل والعلل بالمناسبات والمصالح، ولم يمكنهم الكلام فى الفقه إلا بذلك، ولكم جعلوا اقتران أَحكام تلك العلل والمناسبات بها اقتراناً عادياً غير مقصود فى نفسه والعلل والمناسبات أَمارات ذلك الاقتران". اهـ
ص140، 141.
فالأولون لا يستعملون القياس إلا قياس الشبه وهو من أضعف الأقيسة كما تقرر في الأصول، وذلك مئنة من جفائهم في إثبات تأثير العلل في إيجاد معلولاتها فهو جار على ما تقدم من نفي التعليل في أفعال الرب، جل وعلا، احترازا مما ألزموا به أنفسهم من قياس فعل الرب، جل وعلا، على فعل العبد، فالعبد لا يفعل إلا لحاجة، فراموا تنزيهه، عز وجل، عن الحاجة، فنفوا الحكمة لظنهم أن فعل الرب، جل وعلا، من جنس فعل العبد، فذلك ناتج قياس التمثيل أو الشمول سواء في الصفات أو الأفعال، والصحيح أن لكل فعلا يليق بذاته كمالا في حق الرب، جل وعلا، ونقصانا في حق العبد، فقياس الكامل الغائب وهو فعل الرب، جل وعلا، الذي لا تدرك العقول كنهه وإن أدركت معناه على فعل العبد الناقص الشاهد: قياس مع الفارق، فهو فاسد الاعتبار من هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآخرون: تلطفوا كما يقول ابن القيم، رحمه الله، فأثبتوا العلل والمصالح في الأحكام الفقهية ليستقيم لهم باب القياس، فلو نفوا العلل جملة وتفصيلا لبطل أصل القياس في حقهم، وقد اطرد في كلامهم في الأحكام العملية: استعمال القياس في تخريج الفروع على الأصول، بينما جعلوه في باب الإلهيات: في كلامهم عن أفعال الرب، جل وعلا، من قبيل الاقتران فالسبب يقارن المسبب ولا يؤثر في إيجاده، سواء أكان قدرة بشرية فهي عندهم اقترانية لا تؤثر في إيجاد المفعول، أم كان قوة طبيعية مؤثرة كامنة في سبب مخلوق، كما تقدم في مثال النار، فجعلوا الاقتران بينها وبين أثرها من الإحراق من قبيل العادة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهؤلاءِ يستدلون على إثبات علم الرب تعالى بما فى مخلوقاته من الإحكام والإِتقان والمصالح، وهذا تناقض بين منهم، فإِن ذلك إِنما يدل إِذا كان الفاعل يقصد أَن يفعل الفعل على وجه مخصوص لأَجل الحكمة المطلوبة منه، وأَما من لم يفعل لأَجل ذلك الإحكام والإِتقان وإِنما اتفق اقترانه بمفعولاته عادة فإِن ذلك الفعل لا يدل على العلم، ففى أَفعال الحيوانات من الإِحكام والإِتقان والحكم ما هو معروف لمن تأمله، ولكن لما لم تكن تلك الحكم والمصالح مقصودة لها لم تدل على علمها. والمقصود أَن هؤلاءِ إِذا قالوا: إِنه تعالى لا يفعل لحكمة امتنع عندهم أَن يكون الإِحكام دليلاً على العلم وأَيضاً فعلى قولهم يمتنع أَن يحمد على ما فعله لأَمر ما حصل للعباد من نفع، فهو سبحانه لم يقصد بما خلقه نفعهم ولا خلقه لنفعهم ومصالحهم، بل إنما أَراد مجرد وجوده لا لأَجل كذا ولا لنفع أَحد ولا لضره، فكيف يتصور فى حق من يكون فعله ذلك حمد؟! ". اهـ
ص141.
فأشار ابن القيم، رحمه الله، إلى وجه تناقض في قولهم فإنهم يثبتون العلم بما اصطلح على تسميته بـ: دليل الإتقان، فهو مئنة من علم الرب، جل وعلا، إذ علم مقادير الخلق، فأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ولا يكون ذلك بداهة، بلا حكمة مؤثرة في إيقاع المقدور على نحو متقن، فيأتي كما قدر الرب جل وعلا بلا زيادة أو نقصان، فإثبات العلم ونفي الحكمة في آن واحد: تناقض بين متماثلين، بالتفريق بين متماثلين من جهة ورود النص بإثباتهما معا فالاقتصار على إثبات أحدهما دون الآخر: تفريق بين متماثلين، وهو تناقض من وجه آخر إذ هو: تفريق بين متلازمين، فإنه لا يتصور علم بلا حكمة، ولا حكمة بلا علم يسبقها، فمن علم أزلا على جهة الإحاطة، فإنه يجري قدره الكوني على وجه تظهر به آثار علمه فيأتي خلقه على أكمل الوجوه، ولا يكون ذلك الإتقان بداهة إلا بحكمة بالغة، فتظهر بهذا الخلق آثار أوصاف الرب جل وعلا: جلالا بالقدرة على الخلق وجمالا بالعلم والحكمة التي بهما يكون المخلوق على أكمل وجوه الإتقان والإحكام، فلا بد من إثبات الأمرين معا، كما تقدم مرارا، ليسلم العبد من التناقض في هذا الباب الجليل.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 08:02 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فلا يحمد على فعل عدل، ولا على ترك ظلم، لأَن الظلم - عندهم - والممتنع الذي لا يدخل فى المقدور، وذلك لا يمدح أَحد على تركه وكل ما أَمكن وجوده فهو عندهم عدل فالظلم مستحيل عندهم إِذ هو عبارة عن الممتنع المستحيل لذاته الذي لا يدخل تحت المقدور ولا يتصور فيه ترك اختياري فلا يتعلق به حمد، وإخباره تعالى عن نفسه بقيامه بالقسط حقيقة عندهم مجرد كونه فاعلاً لا أَن هناك شيئاً هو قسط في نفسه يمكن وجود ضده". اهـ
ص141.
فذلك جار على تعريف المتكلمين للظلم بأنه: الممتنع لذاته، والممتنع لذاته ليس بشيء، أصلا، لتتعلق به الإرادة فعلا أو تركا، بل هو عدم محض، والقدرة إنما تتعلق بالممكنات لا بالممتنعات فهي، كما تقدم، معدومات لا وجود لها إلا في الأذهان على سبيل الفرض فلا يتصورها عقل، بل يقترحها برسم الفرضية العقلية، فلا يمتنع فيها فرض المحال، فيتعلق بها العلم، باعتبار العلم بلازمها لو قدر، فرضا، وقوعها، كما في قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، مع أن ذلك محال لذاته، فتعلق به العلم باعتبار اللازم لو وجد كيف ستكون حال الكون، فإذا كان الظلم عدما لا تتعلق به
(يُتْبَعُ)
(/)
القدرة ابتداء، فما وجه الكمال في نفيه عن الرب، جل وعلا، إن لم يكن الرب، جل وعلا، قادرا عليه، ولكنه تنزه عنه لاتصافه بكمال ضده من العدل والحكمة، على ما اطرد من دلالة الصفات المنفية تنزيها على إثبات كمال ضدها ثناء، فمن يقدر على الشيء الممكن ولكنه يتنزه عنه أكمل حالا ممن لا يقدر على شيء غير مقدور عليه أصلا لكونه عدما!، فالصحيح أنه، عز وجل، قادر على الظلم فهو ممكن تتعلق به القدرة، ولكنه بمقتضى ما سمى به نفسه، واتصف به، من كمال مطلق، فهو الحكم العدل، فلا يظلم العباد أبدا فـ: (مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا)، و: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
يقول شارح الطحاوية رحمه الله:
"الذي دل عليه القرآن من تنزيه الله نفسه عن ظلم العباد، يقتضي قولا وسطا بين قولي القدرية والجبرية، فليس ما كان من بني آدم ظلما وقبيحا يكون منه ظلما وقبيحا، كما تقوله القدرية والمعتزلة ونحوهم! فإن ذلك تمثيل لله بخلقه! وقياس له عليهم! هو الرب الغني القادر، وهم العباد الفقراء المقهورون. وليس الظلم عبارة عن الممتنع الذي لا يدخل تحت القدرة، كما يقوله من يقوله من المتكلمين وغيرهم، يقولون: إنه يمتنع أن يكون في الممكن المقدور ظلم! بل كل ما كان ممكنا فهو منه - لو فعله - عدل، إذ الظلم لا يكون إلا من مأمور من غيره منهي، والله ليس كذلك. فإن قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}، وقوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} وقوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ}، وقوله تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وقوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وذلك يدل على نقيض هذا القول.
ومنه قوله الذي رواه عنه رسوله: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا». فهذا دل على شيئين:
أحدهما: أنه حرم على نفسه الظلم، والممتنع لا يوصف بذلك.
الثاني: أنه أخبر أنه حرمه على نفسه، كما أخبر أنه كتب على نفسه الرحمة، وهذا يبطل احتجاجهم بأن الظلم لا يكون إلا من مأمور منهي، والله ليس كذلك. فيقال لهم: هو سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وحرم على نفسه الظلم، وإنما كتب على نفسه وحرم على نفسه ما هو قادر عليه، لا ما هو ممتنع عليه. وأيضا: فإن قوله: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} - قد فسره السلف، بأن الظلم: أن توضع عليه سيئات غيره، والهضم: أن ينقص من حسناته، كما قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وأيضا فإن الإنسان لا يخاف الممتنع الذي لا يدخل تحت القدرة حتى يأمن من ذلك، وإنما يأمن مما يمكن، فلما آمنه من الظلم بقوله: {فَلَا يَخَافُ} - علم أنه ممكن مقدور عليه. وكذا قوله: {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} إلى قوله: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} - لم يعن بها نفي ما لا يقدر عليه ولا يمكن منه، وإنما نفي ما هو مقدور عليه ممكن، وهو أن يجزوا بغير أعمالهم. فعلى قول هؤلاء ليس الله منزها عن شيء من الأفعال أصلا، ولا مقدسا عن أن يفعله، بل كل ممكن فإنه لا ينزه عن فعله، بل فعله حسن، ولا حقيقة للفعل السوء، بل ذلك ممتنع، والممتنع لا حقيقة له!! ". اهـ
"شرح الطحاوية"، ص442، 443.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم، كما تقدم مرارا، قد وقعوا في التشبيه باستعمال قياس التمثيل على الخلق، فالأولون يجعلون فعله الرباني الكامل غير المخلوق فهو قائم بذاته القدسية وهي غير مخلوقة بداهة، يجعلونه من جنس فعل العبد الناقص المخلوق، فهو قائم بذاته الأرضية فنقصانه من نقصانها، كما أن كمال فعل الرب، جل وعلا، من كمال ذاته، فالأمر مطرد منعكس، فللذات الكاملة ما يليق بها من وصف الكمال، ولضدها من الذوات الناقصة ما يليق بها من الأفعال الناقصة، والآخرون يلتزمون بقياس التمثيل أيضا ما يشبهون به الرب، جل وعلا، بخلقه، فلا يتصور وقوع الظلم إلا من مأمور، والله، عز وجل، ليس بمأمور بداهة، وهذا صحيح، ولكنه لا يلزم من تنزهه عن الظلم أنه مأمور بذلك من غيره، بل هو، جل وعلا، الذي حرمه على نفسه، كما كتب على نفسه الرحمة، فذلك من فضله، عز وجل، على عباده، فلم يأمره غيره على جهة القهر ليصح لازمهم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وكذلك قوله: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] نفى عندهم لما هو مستحيل فى نفسه لا حقيقة له، كجعل الجسم في مكانين فى آن واحد، وجعله موجوداً معدوماً في آن واحد، فهذا ونحوه عندهم هو الظلم الذي تنزه عنه، وكذلك قوله: "يَا عِبَادِي، إِنِّى حَرَّمْتُ الْظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ مُحَرَّماً بَيْنَكُمْ، فَلا تَظَالَمُوا"، فالذي حرمه على نفسه هو المستحيل الممتنع لذاته كالجمع بين النقيضين وليس هناك ممكن يكون ظلماً فى نفسه وقد حرمه على نفسه، ومعلوم أَنه لا يمدح الممدوح بترك ما لو أَراده لم يقدر عليه. وأَيضاً فإِنه قال: "وَجَعَلْتُهُ مُحُرَّماً بَيْنَكُمْ" فالذي حرمه على نفسه هو الذي جعله محرماً بين عباده وهو الظلم المقدور الذي يستحق تاركه الحمد والثناءَ". اهـ
ص141، 142.
فأي مدح في نفي المعدوم، وهو منفي ابتداء إذ لا وجود له أصلا كما تقدم.
ثم أشار ابن القيم، رحمه الله، إلى سبب ظهور هذه المقالة، بقوله:
"والذي أوجب لهم هذا مناقضة القدرية المجوسية ورد أُصولهم وهدم قواعدهم، ولكن ردوا باطلاً بباطل وقابلوا بدعة ببدعة وسلطوا عليهم خصومهم بما التزموه من الباطل فصارت الغلبة بينهم وبين خصومهم سجالاً مرة يغلبون ومرة يغلبون لم يستقر لهم نصرة ". اهـ
ص142.
فهي نقيض مقالة القدرية النفاة، فإنهم على الضد منهم فغلو في النفي، رد عليه أهل الجبر بالغلو في الإثبات فردوا الغلو بالغلو، والباطل بالباطل، وإنما يرد الغلو بالتوسط والاقتصاد في القول والفعل، والباطل بالحق، وهذا ما رد به أهل السنة كل المقالات الحادثة، فهم دوما وسط في كل مقالة دينية، فلا غلو ولا جفاء في مقالتهم، إذ هي على رسم السنة المحضة، والوسطية الحقة، بخلاف الطرفين المتناقضين، فأحدهما يزيد غلوا، والآخر ينقص جفاء، والحق وسط بين طرفين كما تقدم في أكثر من موضع.
فأثبت أهل السنة ما عند الفريقين من الحق، فأثبتوا إرادة العبد التي أثبتها القدرية النفاة، ولكنهم لم يجعلوها خالقة أو مستقلة بالتأثير في إيجاد المقدور، فلا يوجد الفعل إلا بها، بل هي سبب من جملة أسباب خلقها الله، عز وجل، ويسرها لإيقاع المقدور على ما قد علم أزلا وكتب في اللوح جزما لا يقبل التعليق أو التبديل، وأثبتوا إرادة الرب، جل وعلا، فهي المهيمنة على كل حركة في هذا الكون، فالإرادات كلها لها تبع، فلا تستقل إرادات المخلوقين بالفعل، بل تباشره، كما تقدم، بإذن الرب، جل وعلا، فلا تخرج الإرادات المخلوقة عن الإرادة الربانية العامة.
ثم ختم ابن القيم، رحمه الله، هذا الفصل ببيان وصف أهل السنة فهم حزب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفئته الذين: "لم يتحيزوا إِلى فئة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يلتزموا غير ما جاءَ به، ولم يؤصلوا أَصلاً ببدعة يسلطون عليهم به خصومهم، بل أصلهم ما دل عليه كتاب الله وكلام رسوله وشهدت به الفطر والعقول".
ص142.
فمقالتهم صحيحة النقل توافق العقل الصريح والفطرة السوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يحدثوا مقالة، ويعقدوا ألوية الولاء والبراء لها، بل ألويتهم معقودة بالحب لمن وافق السنة، والبغض لمن خالفها، فهي مستندهم في الشرعيات: أخبارا وأحكاما، فإليها يفزعون وعنها يصدرون، فلا ينطقون في أمر الديانة إلا بما نطق به الوحي المعصوم، ولا يستدلون إلا على منهاج النبوة، فعقولهم تبع للوحي، منه تستمد أسباب الزكاء، وبالنظر في نصوصه تستنبط الأحكام.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في فقرة جامعة لهذا المعنى الجليل:
"فَعَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَلَا يَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ بَلْ يَنْظُرُ مَا قَالَ فَيَكُونُ قَوْلُهُ تَبَعًا لِقَوْلِهِ وَعَمَلُهُ تَبَعًا لِأَمْرِهِ فَهَكَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُعَارِضُ النُّصُوصَ بِمَعْقُولِهِ وَلَا يُؤَسِّسُ دِينًا غَيْرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَإِذَا أَرَادَ مَعْرِفَةَ شَيْءٍ مِنْ الدِّينِ وَالْكَلَامِ فِيهِ نَظَرَ فِيمَا قَالَهُ اللَّهُ وَالرَّسُولُ فَمِنْهُ يَتَعَلَّمُ وَبِهِ يَتَكَلَّمُ وَفِيهِ يَنْظُرُ وَيَتَفَكَّرُ وَبِهِ يَسْتَدِلُّ فَهَذَا أَصْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَأَهْلُ الْبِدَعِ لَا يَجْعَلُونَ اعْتِمَادَهُمْ فِي الْبَاطِنِ وَنَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى مَا تَلَقَّوْهُ عَنْ الرَّسُولِ؛ بَلْ عَلَى مَا رَأَوْهُ أَوْ ذَاقُوهُ ثُمَّ إنْ وَجَدُوا السُّنَّةَ تُوَافِقُهُ وَإِلَّا لَمْ يُبَالُوا بِذَلِكَ فَإِذَا وَجَدُوهَا تُخَالِفُهُ أَعْرَضُوا عَنْهَا تَفْوِيضًا أَوْ حَرَّفُوهَا تَأْوِيلًا. فَهَذَا هُوَ الْفُرْقَانُ بَيْنَ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالسُّنَّةِ وَأَهْلِ النِّفَاقِ وَالْبِدْعَةِ وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ لَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ اتِّبَاعِ السُّنَّةِ لَكِنَّ فِيهِمْ مِنْ النِّفَاقِ وَالْبِدْعَةِ بِحَسَبِ مَا تَقَدَّمُوا فِيهِ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَخَالَفُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ثُمَّ إنْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ ذَلِكَ يُخَالِفُ الرَّسُولَ وَلَوْ عَلِمُوا لَمَا قَالُوهُ لَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ بَلْ نَاقِصِي الْإِيمَانِ مُبْتَدِعِينَ وَخَطَؤُهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ لَا يُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ وَإِنْ نَقَصُوا بِهِ". اهـ
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 03 - 2010, 08:29 ص]ـ
ثم انتقل ابن القيم، رحمه الله، إلى بيان شمول حمد الرب، جل وعلا، فقال:
"والمقصود بيان شمول حمده تعالى وحكمته لكل ما يحدثه من إحسان ونعمة وامتحان وبلية، وما يقضيه من طاعة ومعصية، أنه سبحانه محمود على ذلك مشكور حمد المدح وحمد الشكر، أَما حمد المدح فإنه محمود على كل ما خلق إِذ هو رب العالمين والحمد لله رب العالمين وأَما حمد الشكر فلأن ذلك كله نعمة في حق المؤمن إِذا اقترن بواجبه من الإحسان، والنعمة إِذا اقترنت بالشكر صارت نعمة والامتحان والبلية إذا اقترنا بالصبر كانا نعمي، والطاعة من أَجلّ نعمه". اهـ
ص142.
فقسم ابن القيم، رحمه الله، الحمد إلى قسمين:
حمده، عز وجل، لذاته القدسية وصفاته العلية، فهو، تبارك وتعالى، كما تقدم في أكثر من موضع، المحمود لذاته، وإن لم يصلنا من أثر صفات جماله شيء، فإن النفوس لا تلتفت غالبا إلا إلى حظها، فيكون الثناء على الرب، جل وعلا، بما أنعم به وأولى، وذلك ضرب من الثناء عليه عظيم، فشكره على نعمه الجليلة، من أعظم صور العبادة، فشكره لا يستوفي نعمه، فمهما شكر العبد فإنه لن يوفي شكر نعمة واحدة من نعمه، عز وجل، بخلاف شكره، فإنه الشكور، على حد المبالغة، فيشكر قليل العبد بتكثيره وتثميره، فيقابل إحسان العبد على ضآلته بإحسان عظيم يضاعف فيه لمن شاء ما شاء من الحسنات، فـ: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، فذلك، كما تقدم، ضرب من ضروب الثناء عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
يكافئ دعاء المسألة فهو لازمها، فإن العبد يسأل افتقارا، والرب يعطي تفضلا وامتنانا، فيشكره العبد بقلبه ولسانه وجوارحه، إن كان من أهل الديانة، ولكنه ليس الضرب الوحيد، بل أعظم منه لو تأمل العبد، لا سيما إن نظر في معاني أسماء وأوصاف الرب، جل وعلا، أعظم منه دعاء الثناء عليه لذاته، عز وجل، فهو المحمود لذاته لكمال أسمائه وأوصافه وأفعاله، فله كمال الذات والصفات والأفعال أزلا وأبدا، فأوليته، كما تقدم مرارا، أولية كمال مطلق من كل وجه فهو الأول بكمال الذات، الأول بكمال الصفات، الأول بكمال الأفعال، فله الحمد لذاته، وإن لم يصل عباده شيء من آثار أوصافه، مع أن ذلك، لو تأمل الناظر، فرض عقلي محال فإن من لوازم أوصاف جماله، ظهور آثارها في عباده، فيصلهم من الرزق ما هو أثر اسمه الرزاق، فهو دال على صفة الرزق، بفتح الراء، كما نبه إلى ذلك بعض أهل العلم في معرض التفريق بين الفعل الرباني وأثره من المفعول المخلوق في عالم الشهادة، فهو دال عليها تضمنا، فالاسم والوصف غير مخلوقين، وهو دال مع ذلك على الرزق، بكسر الراء، وهو المفعول المرزوق، فالمفعول أثر الفعل الذي وجد به، فيدل عليه تضمنا، كما أشار إلى ذلك ابن القيم، رحمه الله، في "شفاء العليل"، ص249، فوجود الوصف الرباني دون وجود أثره الدال عليه تضمنا، كما تقدم، أمر محال عقلا، فهو ينافي دلالة العقل الضرورية، فالعقل يدرك ضرورة وجوب وجود الأثر بوجود المؤثِّر، فوصف الكمال عنه تصدر كلمات الرب، جل وعلا، الكونية التي بها يظهر أثره في عالم الشهادة فهي السبب أو العلة المتعلقة بمشيئته، عز وجل، إيجاد أثر وصفه في خلقه، فيشاء رزقا لمرزوق فيسوقه إليه بأمره الكوني، بتيسير أسبابه، فيصل إلى المرزوق كما قد سطر في اللوح المحفوظ، بلا زيادة أو نقصان، فلا راد لكلماته الكونيات النافذات، وذلك أمر مطرد في كل وصف رباني: جمالا كان بالنعمة، أو جلالا بالنقمة، فأثر الصفة لا يظهر في الخلق إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، ذلك، فأمر بمشيئته ظهور ذلك، فإن شاء أعز، وإن شاء أذل، وإن شاء أعطى، وإن شاء نزع، فـ: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فله في كل يوم شأن في عباده بالرزق والمنع، والخفض والرفع ...... إلخ، فـ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). وبالإضافة إلى ذلك يقال، أيضا، بأن افتراض صفة ربانية لا أثر لها في الكون يظهر به كمال وصف الرب، جل وعلا، مما ينافي حكمة الرب، جل وعلا، فالحكمة تقتضي وقوع المسبَّب إذا وجد سببه، فإذا وجد سبب انتظام أمر هذا الكون، وهو صفات الرب، جل وعلا، الفاعلة، التي رد المحققون علة صدور هذا الكون إليها، إذا وجد هذا السبب الذي نشأ العالم وانتظم شأنه بالأمر الكوني المظهر له، إذا وجد: وجد المسبب لزوما وهو ما يقع في هذا الكون من الأحداث الكونية على هذا النحو الدقيق الذي يوافق العلم الأول والكتابة الكونية النافذة، فلا زيادة ولا نقصان، فكل ذلك مما يجعل وجود الوصف الرباني بلا أثر له في عالم الشهادة: فرضا عقليا محضا، فإذا ثبت له، عز وجل، كمال الحمد لذاته، وإن لم يصلنا من أثره شيء، فكيف ونحن في آثار أوصاف كماله نتقلب، فمن نعمة هي أثر وصف جماله، أو نقمة هي أثر وصف جلاله، جزاء وفاقا لما كسبت أيدينا، أو محنة تستنبط بها منحة غفران الذنب، فيظهر أثر وصف المغفرة التي دل عليها اسمه: "الغفور"، وأثر وصف الفرح، على الوجه اللائق بجلال الرب، جل وعلا، فليس فرحه من جنس فرحنا الذي يصاحبه الذهول وعدم العلم بالأمر المفرح قبل وقوعه ...... إلخ من اللوازم المصاحبة للصفة البشرية والتي تنزه عنها رب البرية جل وعلا بداهة، وأثر وصف الرحمة التي أعقبت المغفرة في الذكر، في مواضع من التنزيل كقوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، على حد القصر بتعريف الجزأين، وهو قصر إضافي من جهة جواز اتصاف المخلوق بهما، وقصر حقيقي باعتبار انفراد الرب، جل وعلا،
(يُتْبَعُ)
(/)
بكمالهما فلا يماثله أو يشابهه أحد من خلقه فيهما، وذلك، كما تقدم مرارا، أصل مطرد في الصفات التي يشترك فيها الرب جل وعلا والعبد من جهة المعنى الكلي واللفظ الدال عليه، فالرحمة هي التالية للمغفرة، فتخلية بالمغفرة تذهب عين النجاسة وأثرها ثم تحلية بالرحمة فذلك مما يطيب به المحل.
فتكون المعصية من مراد الرب، جل وعلا، من هذا الوجه، فهي مراده الكوني وإن خالف مراده الشرعي، وبها يحصل من مراده الشرعي الذي يحبه ويرضاه ما يفوق مفسدتها الكونية العارضة، فذلك من عظيم حكمته، عز وجل، إذ جعل المكروه الكوني طريقا إلى المحبوب الشرعي، وإلى طرف من ذلك أشار ابن القيم، رحمه الله، بقوله:
"وأَما المعصية فإِذا اقترنت بواجبها من التوبة والاستغفار والإِنابة والذل والخضوع فقد ترتب عليها من الآثار المحمودة والغايات المطلوبة ما هو نعمة أيضاً وإِن كان سببها مسخوطاً مبغوضاً للرب تعالى، ولكنه يحب ما يترتب عليها من التوبة والاستغفار، وهو سبحانه أَفرح بتوبة عبده من الرجل إِذا أضل راحلته بأَرض دوِّية مهلكة عليها طعامه وشرابه فأَيس منها ومن الحياة فنام ثم استيقظ فإِذا بها قد تعلق خطامها فى أَصل شجرة فجاءَ حتى أخذها، فالله أَفرح بتوبة العبد حين يتوب إِليه من هذا براحلته، فهذا الفرح العظيم الذى لا يشبهه شيء أَحب إِليه سبحانه من عدمه، وله أَسباب ولوازم لابد منها، وما يحصل بتقدير عدمه من الطاعات وإِن كان محبوباً له فهذا الفرح أَحب إليه بكثير ووجوده بدون لازمه ممتنع، فله من الحكمة في تقدير أَسبابه وموجباته حكمة بالغة ونعمة سابغة.
هذا بالإضافة إلى الرب جل جلاله، وأَما بالإِضافة إلى العبد فإِنه قد يكون كمال عبوديته وخضوعه موقوفاً على أَسباب لا تحصل بدونها، فتقدير الذنب عليه إِذا اتصل به التوبة والإنابة والخضوع والذل والانكسار ودوام الافتقار كان من النعم باعتبار غايته وما يعقبه وإِن كان من الابتلاء والامتحان باعتبار صورته ونفسه والرب تعالى محمود على الأمرين، فإِن اتصل بالذنب الآثار المحبوبة للرب سبحانه من والتوبة والذل والإِنابة والانكسار فهو عين مصلحة العبد، والاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، وإِن لم يتصل به ذلك، فهذا لا يكون إِلا من خبث نفسه وشره وعدم استعداده لمجاورة ربه بين الأرواح الزكية الطاهرة فى الملأ الأعلى ومعلوم وأن هذه النفس فيها من الشر والخبث ما فيها، فلا بد من خروج ذلك منها من القوة إلى الفعل ليترتب على ذلك الآثار المناسبة لها ومساكنة من تليق مساكنته ومجاورة الأَرواح الخبيثة فى المحل الأَسفل، فإن هذه النفوس إِذا كانت مهيأَة لذلك فمن الحكمة أَن تستخرج منها الأسباب التي توصلها إلى ما هي مهيأَة له ولا يليق به سواه والرب تعالى محمود على إنعامه وإحسانه على أهل الإحسان والإنعام القابلين له فما كل أحد قابلاً لنعمته تعالى فحمده وحكمته تقتضي أن لا يودع نعمه وإِحسانه وكنوزه فى محل غير قابل لها". اهـ
ص142، 143.
فآلت المسألة إلى: رجحان المنفعة العظيمة التي تتولد من الذنب الطارئ على المفسدة العارضة منه، فإنه لا يخلو من وقوع أمر يكرهه الرب، جل وعلا، ويبغضه لمخالفته أمره الشرعي الحاكم، فذلك من لوازمه، ووجود الشيء دون وجود لوازمه أمر ممتنع، كما أشار إلى ذلك ابن القيم رحمه الله، فذلك مما يناقض بدائه العقول، فهو من جملة العلوم الضرورية التي يلزم من نفيها إبطال قياس العقل الصريح، وإبطال وصف الحكمة، بتعطيل الأسباب، فلا يتولد من السبب مسبَّبه، على ما سن الرب، جل وعلا، من سنن الكون المتقنة، الجارية على مقتضى حكمته الباهرة، فلا مغفرة بلا ذنب ابتداء، ولازم الذنب وقوع ما يكره الرب، جل وعلا، شرعا، فيقع بإرادته الكونية فيصير ذريعة إلى وقوع محبوب أعظم من ندم وتوبة واستغفار، فذلك فعل العبد، ومغفرة وستر ورضوان فذلك، فعل الرب، جل وعلا، فبالذنب، وإن كان منهيا عنه بمقتضى الشرع، للذنب الواقع لا محالة بمقتضى الأمر الكوني، فالجهة، كما تقدم مرارا منفكة فإنه مراد من وجه غير مراد من آخر فمراد كونا غير مراد شرعا، لهذا الذنب أثر ظاهر في خضوع العبد إلى ربه، عز وجل، إن تاب وأناب، فيكون ذريعة إلى ظهور آثار وصف جمال الرب، جل وعلا، من
(يُتْبَعُ)
(/)
مغفرة ورحمة ...... إلخ، كما تقدم، وله، أيضا، أثر ظاهر في تمرد العبد وطغيانه، فيكون ذريعة إلى ظهور آثار وصف جلال الرب، جل وعلا، من إهلاك وانتقام، فلا بد أن يستخرج مكنون الصدر فيصير فعلا بعد أن كان قوة كامنة ليتعلق به الثواب إن كان محمودا أو العقاب إن كان مذموما.
وقول ابن القيم رحمه الله: "والاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية" هو ما صاغه بعض أهل العلم في عبارة: "من كانت بدايته محرقة، كانت نهايته مشرقة"، فبداية مؤلمة ونهاية يلتذ بها العاقل حقا، فهو ينظر إلى المآل لا إلى الحال، فالحال شدة وكرب، والمآل: سعة وفرج، وذلك أمر مشاهد، فإن من عاش الأهوال في صباه وشبابه، إن ألهم الصبر والاحتساب، فلم يضجر ولم يجزع، فإن توالي الضربات عليه يشد ظهره، بخلاف الجازع الذي تنهد أركانه مع أول ضربة، والمثبت من ثبته الباري، عز وجل، فلا يستوي مع نقصان بدايته باعتبار الظاهر، لا يستوي ومن كانت بدايته منعمة مترفة فلم يباشر من الآلام ما يعمل عمل المصل الواقي من نوائب الزمان، فالشدائد تصنع، مع كره النفس لها وسؤال العاقل الرب جل وعلا النجاة منها ابتداء، تصنع الرجال، فلا يستوي مبتلى ومترف، فالغالب على أهل البلاء: الصلابة والصبر، والغالب على أهل الترف: الليونة بل الميوعة في أحايين كثيرة وسرعة الجزع و:
غير مأسوف على زمن ******* ينقضي بالهم والحزن
إنما يرجو الحياة فتى ******* عاش في أمن من المحن
وتأمل حال أهل البلاء في ديار كالبلقان وبيت المقدس وبلاد الأفغان والعراق، على وجه الخصوص، كيف صنعتهم المحن، وكيف استخرج الرب، جل وعلا، بنازلة كنازلة البلقان، جيلا من الشباب المجاهد الذي تحرر من أسر الشهوات التي تحكم أي مجتمع غربي، ولو كان مسلما، بل أي مجتمع يحيى على النمط الغربي، ولو كان شرقيا إسلاميا، فهو أسير الشهوات، فالعبرة بعموم المعنى لا بخصوص لفظ: شرقي أو غربي، وإنما الشأن: إسلامي أو غير إسلامي، فتحرر أولئك الأفاضل، كما شاهدنا في كثير من الأفلام الوثائقية عن تلك النازلة المفجعة، فقضى منهم من قضى نحبه برسم الشهادة، ولا نزكيهم على ربهم جل وعلا، وثبت الآخرون في ميادين القتال مع ضعف الإمكانيات والتدريب أمام جيش صربيا المدرب المدجج بالسلاح، وقبل ذلك بعقيدة صليبية مقيتة تربى عليها جنده في كنائس البغي الصربية الأرثوذكسية، فضلا عن السمات الإجرامية الأصيلة في الشخصية الصربية فقد صادف إفراز الكنيسة وقيحها الخبيث محلا خبيثا يلائمها فازداد خبثا على خبث، ومع ذلك صمد أولئك الأفاضل، والتاريخ شاهد، لا سيما أيام الحرب الأخيرة للتفوق الكاسح للمسلمين على النصارى الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك حتى لجأ الغرب كعادته إلى الحيل السياسية ليلتف على تقدم المسلمين فأنهى الحرب باتفاقية، وإن شئت الدقة فقل بهدنة: "دايتون" المؤقتة كما ذكر ذلك الدكتور علي عزت بيجوفيتش، رحمه الله، الزعيم والرئيس البوسنوي السابق.
وتأمل حال أهل الأرض المقدسة من لدن بدأ اليهود في الوفود عليها وما صاحب ذلك من ملاحم وانتفاضات واجه فيها أبناء الأرض المقدسة الاحتلال الإنجليزي واليهودي ببسالة منقطعة النظير شهد بها جنرالات الجيش الإنجليزي. فما نراه الآن من صمود أهل بيت المقدس وأهل غزة ليس وليد اللحظة فإن لله، عز وجل، سننا في كونه، فلا بد من تمحيص بالآلام ابتداء، ثم تربية يمتاز بها الشديد من اللين الذي نشأ في أحضان الترف، كما هو حال كثير من أبناء جيلنا في الدول المحيطة بالأرض المقدسة، والتي يعجب فيها المترفون من صمود أولئك، فأحدنا يجزع إذا انقطعت المياه أو التيار الكهربي لساعات لما نشأنا فيه من سعة وأمن، ولو نسبيا فهو على أقل الأحوال أفضل بكثير من الوضع الإنساني في الأرض المقدسة لا سيما مع التواطؤ والخيانة الجماعية، فلا يستوي مبتلى شدت الآلام ظهره، ومترف يسهل كسره وعصره.
وتأمل حال أبناء العراق من المقاومين، على ما وقع من بعض فصائل المقاومة من أخطاء شرعية جسيمة، إلا أنهم ظهروا مع ألم البداية الدامية لا سيما مع اشتداد وطأة فرق الموت الطائفية التي كانت رأس حربة احتلال آخر آت من الشرق الفارسي فضلا عن الاحتلال الغربي الرومي، فظهروا وكادوا يحققون النصر لولا ما وقع من الأخطاء التي أجلت النصر وإن كان آتيا إن شاء الله، ولا ينال ما عند الله، عز وجل، إلا بطاعته، فاقتضت حكمته أن يتأخر النصر لما خرج البعض عن ناموس الشريعة فوقع البغي والعدوان، ولو كان صاحبه مجتهدا، فلا ينصر الدين بنية صالحة إن فسد العمل، مع أن ذلك لا يخلو غالبا من نوع حظ نفس خفي لا يكاد يسلم منه أحد في زماننا مهما خلصت النوايا، فذلك خلاف السنة الشرعية والكونية، فإذا كان: لا تمكين إلا بابتلاء، فذلك الشق الكوني، فأيضا: لا تمكين إلا بمباشرة أسباب الشرع من توبة واستغفار وبذل للأسباب برسم التوكل ...... إلخ، فلا تمكين إلا بمباشرتها وحدها في رفع هذا البلاء، فذلك الشق الشرعي في هذه المعادلة التي أقام الرب، جل وعلا، عليها كونه، فلا تبديل لسنته، ولا مناص من السير عليها وإن طال السير، فإن الرب، جل وعلا، لا يعجل لعجلة أحد، ولا يخرج جيل قد تربى تربية شرعية سليمة يحقق الرب، جل وعلا، على يديه التمكين لدينه، لا يخرج جيل هذا وصفه في يوم وليلة، إلا إذا كان الأمر سحرا وشعوذة لا سننا ربانية محكمة.
وأما الأفغان فهم الأفغان!، وهم بمقتضى سنة الابتلاء الكونية في حالة حرب متواصلة من نحو ثلاثين سنة من بداية الاحتلال السوفييتي سنة 79 وإلى يوم الناس هذا، فعندهم من الشدة ما ولدتها تلك الابتلاءات المتواصلة فضلا عن طبيعة الأرض والمناخ والمعيشة القاسية التي تشكل عامل تربية طبيعي.
وكل ميسر لما خلق له، فهناك من يسر للقتل والحرب، وهناك من يسر للأكل والمنكح!، فلا تستوي النفوس في علومها وإراداتها وأعمالها.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 03 - 2010, 08:19 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولا يبقى إِلا أَن يقال: فما الحكمة فى خلق هذه الأرواح التى هى غير قابلة لنعمته؟. قد تقدم من الجواب عن ذلك ما فيه كفاية. وأَن خلق الأضداد والمقابلات وترتيب آثارها عليها موجب ربوبيته وحكمته وعلمه وعزته، وأَن تقدير عدم ذلك هضم من جانب الربوبية". اهـ
ص143.
وتلك حكمة خلق الأضداد، فبها يظهر عموم وصف الربوبية، فالرب، كما تقدم في أكثر من موضع، هو خالق الشيء وضده، وبها يظهر وصف الحكمة بوقوع التغاير في الأحكام تبعا للتغاير في الأعيان والأفعال فـ: (قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)، فالتسوية بينهما مع افتراقهما في الذات أو الوصف: تسوية بين مختلفين تناقض قياس العقل الصريح الذي جاء التنزيل بمعاضدته لا بمناقضته بتصور المحالات وإلزام العقول بالتسليم بها، وإن كانت على خلاف المعقول الصريح والحس السليم، كما يظهر ذلك جليا، في المقالات الحادثة في الملل أو النحل الباطلة، فاقتضت حكمته، جل وعلا، خلق الشيء وضده، واقتضت حكمته تخصيص كلٍ بحكم، فتعلق المدح بالمأمور، وتعلق الذم بالمحظور، فذلك ناموس الشرع الذي أقيم عليه الكون، فالشريعة قد باينت بين المتفرقات بإعطاء كل حكمه، كما تقدم، وساوت بين المتماثلات، فلا ينتظم أمر العالم إلا بها، بل لا يصح قياس عقل إلا بإجرائها.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فإن هذه الحوادث نعمة فى حق المؤمن ...... فهو مأمور أن يكرها بقلبه ويده ولسانه فقط أَو بقلبه فقط، ومأمور أَن يجاهد أَربابها بحسب الإِمكان، فيترتب له على الإنكار والجهاد من مصالح قلبه ونفسه وبدنه ومصالح دنياه، وآخرته ما لم يكن ينال بدون ذلك". اهـ
ص143، 144.
فلولا العدو، ما قامت سوق الجهاد، ولولا حزب أعداء الرسالات، ما امتاز حزبها، فعرف الولي من العدو، فتسليط أهل البغي على أهل العدل، كما هو مشاهد في زماننا، لا سيما في بيت المقدس، ميدان الصراع المحتدم بين أتباع الرسالة الخاتمة وشذاذ الآفاق المنتسبين إلى الشريعة الموسوية زورا وبهتانا، هذا التسليط مما يقع به من التمحيص والتمييز بين المؤمن والمنافق، فيستوي الصف ويجود بإسقاط التالف، ومن ثم تظهر آثار سنة المدافعة الكونية، لزوما، فيلتقي الصفان، ويظهر بهذا اللقاء صور من آثار حكمة الرب، جل وعلا، في تدبير أمر الفريقين، وآثار قدرته بنصر حزب الإيمان إن أخلص ونصح وبذل السبب وإلا استبدل كما استبدلت أجيال سابقة وهذا الجيل مرشح بقوة لجريان سنة الاستبدال عليه كما جرت على سابقيه!، ويقع من صور العبوديات الباطنة والظاهرة ما يحبه الرب، جل وعلا، ويرضاه لعباده، فذلك من تمام عنايته بهم أن يسر لهم أسباب مرضاته، ليظهر بهم دينه على الدين كله ولو كره الكافرون، فأعظم بها من وظيفة، وأكرم به من استعمال، أن يستعمل العبد في مراضي الرب، جل وعلا، فيكون حارسا على بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، كالحرس المرابط في بيت المقدس، ويكون ناصرا بما استطاع لحرم الله وقدسه، ودينه وشرعه، ولو بغضبة حر تأبى أن تنتهك محارم الرب، جل وعلا، وإن لم يقدر على دفع ذلك أو رفعه، فتلك العبوديات العظيمة تفوق مفسدة تسلط شرذمة حقيرة على البيت المقدس، فلولا تسلطها ما نفر الجند المرابط في البيت، ولولا بغيها ما استيقظت ضمائر قد نامت، واستنفرت نفوس قد خملت، وعقدت همم قد حلت، ولا نصر إلا بالسير على طريق النبوة، فبها صلاح الأولى بالنجاة من كيد الكافرين، وصلاح الآخرة بالنجاة من عذاب رب العالمين.
والمتأمل لهذه الحكم العظيمة يزول ما في نفسه من تعجب: لماذا اختارت تلك الشرذمة الأرض المقدسة دون غيرها لإقامة وطن يجمع أشتاتهم، فلم يقيموا ملكا برسم نبوة، أو حتى دين محرف، وإنما رداء اليهودية التي يستترون به، وديانة الكليم عليه السلام منها براء، إنما ذلك الرداء هو الرباط السياسي الجامع لأولئك الضائعين الذين وفدوا من كل صوب وحدب لَفَظَهُم لعظم إفسادهم في كل أرض نزلوها، فهم، كما تقدم مرارا، أحقر البرية، والحقير لا يهدأ له بال حتى يرى من فوقه، وقد صار بإفساده دونه، فذلك مئنة من نفسية
(يُتْبَعُ)
(/)
مريضة تعاني إحساسا بالدونية والنقص، فهي على رسم الزانية التي لا يهدأ لها بال حتى تصير كل العفائف زوان مثلها، ولذلك كان إفسادهم للأديان والأخلاق سمة رئيسة في مسلكهم، فحرصهم على التعريض بالنبوات وكشف العورات والتحقير من شأن الدين والعفة، والترويج للإلحاد والفجور، كل ذلك مما قد ورثوه عن أجدادهم كتاب التلمود زمن السبي، الذي نفثوا في صفحاته وأسطره بل وكلماته حقدهم الدفين على النوع الإنساني عموما، وعلى أتباع النبوات خصوصا، فهم أعداء الحق، ومعدن الحق: النبوات، فهم أعداء النبوات لزوما، فتسلطوا على النصرانية حتي صيروها وثنية على يد شاؤول المتنصر زورا والمعروف بـ: "بولس"، وكتموا وصف النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقدا على العرب أن اصطفاهم الرب، جل وعلا، بهذه الكرامة، ولكنهم، لعظم منة الرب، جل وعلا، على أمة الرسالة الخاتمة لم يسلطوا على دينها بتحريف أو تبديل كما وقع للنصرانية، وإن تسلطوا على أتباعها بالإذلال والإهانة، كما هو جار لنا في هذا العصر، بمقتضى العقاب الرباني العادل لمن فرط في أمر الديانة وزهد فيه فسلط عليه بجنايته: أذل الخلق وأحقرهم، وفي العصر الحاضر كان أقطاب الفساد من اليهود من أمثال ماركس وفرويد ودوركاييم، فأفسدوا بمقرراتهم الخبيثة: الأديان والأخلاق والمجتمعات، ونفسية وضيعة كهذه النفسية لا تستطيع أن تحيى في سلام، فلو خلت الأرض إلا منهم لكادوا لبعضهم، فلا بد من مكر بالغير، لتسكن النفس التي جبلت على حب الإفساد في الأرض، وهذا أمر واقع حتى في زماننا فالمجتمع اليهودي اللقيط في الأرض المقدسة قد تصدع بنيانه بشروخ اجتماعية غائرة، نظرا لكونه مزيجا غير متجانس من شذاذ الآفاق الذين لفظتهم سائر الأمصار، فاجتمعوا بعقد ديانة باطل، مع اختلاف أصولهم وعوائدهم، وإن جمعتهم خلفية نفسية مريضة فاسدة هي القاسم المشترك الأكبر بينهم، ولكنه لم يكن كافيا في إحداث التجانس بين مكونات هذا المزيج، فإن النفوس لا تجتمع على رسم الصلاح فيقع بينها من التجانس والتلاؤم ما يصلح به حال الجماعة، لا تجتمع على ذلك إلا برباط النبوة الصحيحة لا المبدلة، فلا يجمع أشتات الأمم إلا حبل الله المتين، ولا يمسك بطرف هذا الحبل إلا أتباع الوحي السالم من التحريف، ولذلك كان من أعظم منن الرب، جل وعلا، على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن جمع له هذه القلوب التنافرة فألف بينها فـ: (أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وكان من أعظم نعم الله، عز وجل، على أتباع الديانة الخاتمة أن ألف بين قلوبهم، فأمروا بالاعتصام بحبل الله فهو العاصم من الفرقة المنجي من التشرذم الذي نعاني منه الآن لما ارتخت اليد القابضة على الحبل المتين، فـ: (اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، والشاهد أنه لم يجد أولئك إلا حبل اليهودية المحرفة البالي ليجمعوا به شراذمهم، فليست يهودية الدولة التي يدندنون حولها الآن، مئنة من تدين، وإنما هي استبقاء لرباط، ولو بال، يحفظون به التماسك الظاهر لدولتهم الآيلة للسقوط قريبا إن شاء الله، عز وجل، على يد فئة يصنعها الله، عز وجل، على عينه، في بيت المقدس وفي أكنافه وفي داخل كل موحد غيور يأبى تدنيس القدس وهتك العرض، فسلب الأقصى، كما يقول بعض الفضلاء عندنا، هتك للعرض الإيماني لكل مسلم بقي فيه بقية غيرة إيمانية، إن كان ثَمَّ عرض لم يهتك!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيهوديتهم السياسية من جنس ما نراه في نصرانية جنوب السودان فهي أيضا سياسية يراد بها تقسيم البلاد فأقطابها لا يقيمون للديانة وزنا وإنما محض غطاء شرعي لكيان مستقل، وهو ما يحاوله نصارى مصر فهويتهم الدينية ما هي إلا هوية سياسية مغلفة بالدين تحقيقا لمآرب شخصية لرءوس تستحق القطع، وقل مثل ذلك فيما يجري في بعض مناطق المغرب العربي لا سيما شرق الجزائر الذي يسعى المنصرون لنشر النصرانية فيه لتكون مقوما آخر من مقومات التباين بين شرق الجزائر وبقيته ليكون ذريعة إلى التقسيم، فالأمر، كما تقدم، ازدراء للأديان باتخاذها غطاء لمآرب سياسية رخيصة.
ولذلك كانت وصية تيودور هرتزل لهم وقد كان خبيرا بأحوالهم كانت وصيته هي التمسك بيهودية الدولة أيا كان مكانها في بيت المقدس أو في غيرها من مستعمرات بريطانيا آنذاك، فتلك اليهودية المنتحلة هي، كما تقدم، الرباط الجامع لهذه الأشتات ولو ظاهرا. وقد أشار عليهم بالعدول عن الأرض المقدسة إلى أرض أخرى طرحت كبدائل آنذاك، ولكن مشيئة الرب الحكيم، جل وعلا، اقتضت أن يفدوا على الأرض المقدسة تحديدا، وأن يكون مرادهم إقامة هيكلهم على أنقاض الأقصى تحديدا، لا مكنهم الله منه، لتظهر بذلك آثار سنة المدافعة بين أهل الأرض المقدسة وبينهم، فيستخرج الرب، جل وعلا، بها من العبوديات ما يجدد شباب هذا الدين في قلوب أتباعه فتلك من أعظم المنح التي تواكب تلك المحن العظيمة فهي مظنة مراجعة الدين وتجديد التعظيم له في قلوب نسيته أو كادت.
فيهود، وإن كانوا في الظاهر يقاتلون لإقامة دين، إلا أنهم في الحقيقة إنما يقاتلون لإقامة وطن يحيون فيه، فالدنيا أكبر همهم: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)، فنكرت: "حياة" تحقيرا أو لبيان النوع المطلق دون التطرق إلى الوصف المقيد، فأي حياة عزيزة كانت أو ذليلة هي غايتهم العظمى، وذلك، كما تقدم، مئنة من خسة تلك النفوس الوضيعة، وذلك، كما تقدم، مما يزيد المرارة في نفوس الموحدين الذين ابتلوا بتسلط أذل الخلق عليهم برسم الإذلال والإهانة.
وشتان من يقاتل ليحيى ولو ذليلا ومن يقاتل لينال الشهادة أو النصر، فإن مات فحميدا وإن عاش فكريما. وذلك ما يحير يهود في صراعهم مع أبناء الأرض المقدسة مع الفارق الهائل في التسليح، فلا يدركون ذلك المعنى، وإن علموه فتصور لا يستطيعون التحلي بمثله للفارق الهائل، أيضا، في التركيبة النفسية بين أبناء الأرض المقدسة وبينهم.
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض بيان طرف من حكم تمكين أهل الكفر فيستخرج بذلك من صور العبودية ما يفوق تلك المفسدة العارضة:
"والمقصود بالقصد الأول إِتمام نعمته تعالى على أَوليائه ورسله وخاصته فاستعمال أعدائه فيما تكمل به النعمة على أُوليائه غاية الحكمة، وكان في تمكين أَهل الكفر والفسق والعصيان من ذلك إِيصال إِلى الكمال الذى يحصل لهم بمعاداة هؤلاء وجهادهم والإِنكار عليهم والموالاة فيه والمعاداة فيه وبذل نفوسهم وأَموالهم وقواهم له.
فإِن تمام العبودية لا يحصل إِلا بالمحبة الصادقة، وإِنما تكون المحبة صادقة إِذا بذل فيها المحب ما يملكه من مال ورياسة وقوة في مرضاة محبوبه والتقرب إِليه، فإِن بذل له روحه كان هذا أعلى درجات المحبة". اهـ
ص144.
فبذل الروح أقوى الأدلة والشواهد على صدق المحب، فإن ذلك من المواضع التي يمتاز البشر فيها فيظهر الصادق من الكاذب، وفي أوقات الشدة يظهر لكل منا من نفسه ما لم يكن يعلمه في زمن العافية، والمثبت من ثبته الرب جل وعلا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن المعلوم أَن من لوازم ذلك التي لا يحصل إِلا بها أَو يخلق ذواتاً وأَسباباً وأَعمالاً وأَخلاقاً وطبائع تقتضى معاداة من يحبه ويؤثر مرضاته لها وعند ذلك تتحقق المحبة الصادقة من غيرها فكل أَحد يحب الإِحسان والراحة والدعة واللذة، ويجب من يوصل إِليه ذلك ويحصله له، ولكن الشأْن فى أَمر وراءَ هذا وهو محبته سبحانه ومحبة ما يحبه مما هو أَكره شيء إِلى النفوس وأَشق شيء عليها مما لا يلائمها، فعند حصول أَسباب ذلك يتبين من يحب الله لذاته ويحب ما يحب ممن يحبه لأَجل مخلوقاته فقط من المأْكل والمشرب والمنكح والرياسة، فإِن أُعطي منها رضي وإِن منعها سخط وعتب على ربه وربما شكاه وربما ترك عبادته". اهـ
ص144.
فحصول الابتلاء مما يظهر حقيقة المحبة، وهل يحب العبد الرب، تبارك وتعالى، لذاته، أو يحبه لما يصله منه من النعم الكونية، وإن كان كلا الأمرين مرادا شرعيا، ولكن الأول أشرف، والاقتصار على الثاني علامة نقص، فإن الرب، جل وعلا، كما تقدم، يحب لأوصاف كماله الذاتية، ويحب لأوصافه الفعلية التي بها تظهر آثار رحماته في خلقه بما يجريه عليهم من النعم المتكاثرة فلا يحصيها عدد، ولا يقدر قدرها عقل.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 03 - 2010, 08:05 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فلولا خلق الأضداد وتسليط أَعدائه وامتحان أَوليائه بهم لم يستخرج خالص العبودية من عبيده الذين هم عبيده، ولم يحصل لهم عبودية الموالاة فيه والمعاداة فيه والحب فيه والبغض فيه والعطاء له والمنع له، ولا عبودية مفارقة الناس أحوج ما يكون إليهم عنده لأجله في مرضاته، ولا يتحيز إليهم، وهو يرى محاب نفسه وملاذها بأيديهم فيرضى بمفارقتهم، ومشاققتهم، وإيثار موالاة الحق عليهم، فلولا الأضداد والأسباب التي توجب ذلك لم تحصل هذه الآثار". اهـ
ص144.
فتحصل بخلق الأضداد من المكاره الشرعية، فخلقت بالإرادة الكونية وإن لم توافق الإرادة الشرعية، تحقق بخلقها: من المحاب والمراضي من أجناس العبوديات الباطنة والظاهرة، ما هو أعظم من مفسدتها، فلا يقعد أهل الحق عن نصرة الحق، فليسوا على رسم الجبر الباطل بإظهار الخضوع والخنوع لأعداء الرسالات، برسم التسليم للقضاء والقدر، فليس ذلك من الرضا في شيء، بل الرضا إنما يكون ببذل السبب المشروع، سواء أكان مشروعا على جهة التعبد كالدعاء لرفع النازلة الكونية، أم كان مشروعا على جهة بذل السبب المقدور من أمور الدنيا كإعداد عدة لقتال عدو أو لنصرة مظلوم مبتلى، لا لحصاره والتضييق عليه كما يقع في زماننا!، فالرضا إنما يكون بعد ذلك لا قبله قعودا وتكاسلا عن تغيير المنكر قدر الاستطاعة، فالرضا والتسليم بالكفر والعصيان بزعم الرضا بما رضيه الرب، جل وعلا، إذ شاء وقوعه، ولو لم يرضه ما شاءه، ذلك الرضا المذموم سبب رئيس في حل عرى الولاء والبراء في القلب، وإطفاء جذوة الغيرة على محارم الرب، جل وعلا، كما وقع لكثير من أهل زماننا، وإن لم يظهروا الجبر الصريح، فقد استجابوا لتخذيل المخذلين، وتخدير المخدرين من أصحاب الطرق والمسالك الباطلة بزعم الوصول إلى الرب، جل وعلا، من غير طريق النبوة، فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على طرائقهم الحادثة من الجبر والشطح والصرع في مجالس الذكر بزعم الوصول، وذلك وصول، إن صدقوا، إلى مراتب دنية لا تليق بآحاد السالكين إلى الله، عز وجل، فضلا عن مقدم المتقين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإن لم ينتسب كثير من أهل زماننا إلى تلك الطرق إلا أنها نجحت بامتياز طيلة القرون الماضية في إعادة تشكيل المزاج العام للجماعة المسلمة فأثرت فيه بالسلب أيما تأثير فنال كلا من ذلك ما ناله وإن لم يكن من أتباع طريقة بعينها، فضلا عن تخذيل المخذلين من المترسمين برسم العلم، فيخدع بظاهرهم كثير من المسلمين، ومنهم أهل علم وفضل ابتلى الله، عز وجل، الخلق بإجراء غير الحق على ألسنتهم، ليرى أيتبع الحق أم تتبع أقوال الرجال التي لا عصمة لقائليها، مهما بلغت ديانتهم وورعهم، وسبب هذا الزلل هو التسوية بين المحبة والمشيئة، فجعلوهما سواء، ولا يستويان، فليس كل ما شاء الرب، جل وعلا، يحبه، وليس كل ما يحبه يشاؤه، فـ: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ)، فلو شاء الانتصار منهم لانتصر، ولكنه لم يشأ، مع كون ذلك له مقدورا محبوبا، وإنما لم يشأ وقوعه، مع كون ظهور الكافرين على المؤمنين مبغضا له مذموما، لئلا تفوت المصلحة الأعظم بفوات وقوعه، فبه، تستخرج العبوديات الجليلة التي سبقت الإشارة إليها، فبضدها تتميز الأشياء، فيظهر كمال ربوبيته في خلق الأضداد، فتلك في حد ذاتها غاية عظيمة، ولو لم يكن ثم مصلحة في خلق الشر إلا هي لكفت، فكيف وقد انضاف إليها من الحكم والغايات العظيمة ما ظهر أثره ولا زال يظهر في عالم الشهادة من صور تخليص النوايا وتصحيح الأعمال لتكون على رسم الشريعة ظاهرا وباطنا، ولا يكون ذلك، كما تقدم مرارا، إلا باقتفاء أثر النبوة، وهل كان جهاد ورباط الصابرين في الأرض المقدسة من الرجال بل والنساء اللاتي يرابطن الآن في البيت المقدس لصد غارة قطعان يهود، مع قعود بقية رجال المسلمين برسم الاضطرار أحيانا ورسم الاختيار أحايين كثيرة، فلم يعد الأمر يعني كثيرا من ذكور المسلمين في زماننا! وإن كان فيهم رجال حيل بينهم وبين ما يشتهون من الانتصار من شذاذ الآفاق من يهود، هل كان ذلك سيقع لولا مشيئة الرب، جل وعلا، وجود خلق من أحقر
(يُتْبَعُ)
(/)
الخلق وأبغضهم إليه، تبارك وتعالى، وهل كان إظهار مادة النفاق في القلوب التي استعلن أصحابها بنفاقهم في هذه الأعصار بلسان الحال بل والمقال أحيانا، هل كان سيقع لولا النوازل التي تظهر المعادن؟!، وقد كشفت نوازل عظام من قبيل: نازلة العراق وعزة وبيت المقدس كثيرا من الزيف، فظهرت حقائق كثير من أبطال الورق وصناع الاستسلام برسم التنمية والرخاء!. فضلا عما يصاحب تلك النوازل من صور العودة الفردية إلى دين رب البرية، جل وعلا، وهي عودات، فيها من الخير ما فيها، وإن كانت لا تكفي لحصول الظهور العام للدين، فلا يكون ذلك إلا بعودة الجماعة المسلمة حكاما ومحكومين عودة عامة يقع قبلها من صور الابتلاء والتمحيص ما يقع، فتلك سنة الرب، جل وعلا، ولا تبديل لسنته الكونية، فلن يستيقظ المسلمون غدا ليروا الدين قد ظهر وهم قاعدون بل نائمون!، فكما استغرق هدمه في النفوس أجيالا فكذلك بناؤه فيها يتطلب، أيضا، أجيالا.
والنصر مع الصبر، فتلك سنة كونية مطردة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فلولا تسليط الشهوة والغضب ودواعيهما على العبد لم تحصل له فضيلة الصبر وجهاد النفس ومنعها من حظوظها وشهواتها محبة لله وإِيثاراً لمرضاته وطلباً للزلفى لديه والقرب منه". اهـ
ص144.
فقد عرض ابن القيم، رحمه الله، لصور أخرى من صور الجهاد الذي لا يكون إلا بوجود الضد المذموم للخَلق أو الخُلق المحمود، فإن الجهاد يكون للخَلق بسيف الشريعة، ويكون للخُلق بسيف التقويم للأخلاق الردية، وذلك من مراتب الجهاد، فليس كل الجهاد: جهاد النفس، كما زعم من غلا في باب المجاهدة، واستدل لذلك بأثر موقوف على تابعي، فليس من المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيه من الصحة شيء كثير، فجهاد النفس قد يكون أحيانا أشق من جهاد العدو، بل لا يكون جهاد للعدو إلا بعد المرور بمراحل من جهاد النفس بحملها على الطاعة حملا، وذلك ما تنفر منه، فقد جبلت على ضده من حب الشهوات وإيثار الراحة العاجلة ولو كان فيها الهلاك الآجل، فذلك من فساد التصور للعواقب، والشاهد أن أصحاب هذا الاتجاه قد غلوا في مرتبة المجاهدة الباطنة بتقويم السلوك والأخلاق، حتى أحدثوا لذلك طرقا ورسوما لم تأت بها النبوات من غلو في الزهد خرج عن حد الاعتدال إلى حد التنطع الذي ذمته الشرائع السماوية، لا سيما الشريعة السمحة الحنيفية التي بعث بها خير البرية صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومقابل هذا الغلو في مرتبة الجهاد الباطن وقع الجفاء في مرتبة: الجهاد للعدو الظاهر، فاعتزل كثير منهم برسم التربية بالتخلية ثم التحلية، مع غلو ظاهر في تلك المعاني الصحيحة، وقعدوا عن مجاهدة العدو الذي استباح محلة المسلمين، بل قد صاروا، كما تقدم، شوكة في جنب من حمل السلاح امتثالا لواجب الوقت من مدافعة العدو، فذلك عين الفقه، فلكل مقام مقال، ولكل حال ما يلائمه، فلجهاد النفس محله، ولجهاد الغير محله، فصاروا شوكة في جنبه بتخذيل الناس عنه والتنفير منه، بل وخيانته في أحايين كثيرة بالتواطؤ مع العدو الذي مكن لذلك الفكر المخذل المخدر، كما يحصل الآن من محاولة الغرب إحياء هذا الفكر مرة أخرى، بعد أن اندثر في الأعصار المتأخرة التي استنارت فيها العقول، ولو بعلوم الدنيا، فإن إعمال قياس العقل الصحيح يقتضي لزوما النفور من تلك الطرائق الزهدية التي لا تحفظ دينا ولا تقيم دنيا، وإن كان بعضهم قد خاض مع المحتل معارك كبيرة كبده فيها من الخسائر العظيمة ما كبد، ولكن الغالب عليهم الخذلان والتخذيل، وهم، كما تقدم، ليسوا الشوكة الوحيدة في جنب أهل الحق، ففي زمن الفتن واندثار العلم لا سيما مع توالي النوازل الكونية، كما في زماننا، يختلط الحق بالباطل فيصعب تحريره على جهة الكمال، والمسدد من سدده الباري، عز وجل، وسؤال الله، عز وجل، البصيرة بالحق والثبات عليه والنجاة من فتنة المنفرين عنه والمخذلين عن نصرته أصل جليل في مثل هذه المواضع.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 04 - 2010, 09:27 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأَيضاً فلولا تسليط الشهوة والغضب ودواعيهما على العبد لم تحصل له فضيلة الصبر وجهاد النفس ومنعها من حظوظها وشهواتها محبة لله وإِيثاراً لمرضاته وطلباً للزلفى لديه والقرب منه". اهـ
ص144.
فذلك من قبيل التمثيل للأضداد المخلوقة وما تولد من ذلك من المصالح بجريان سنة التدافع بينها، فتلك من أعظم وأعسر صور جهاد النفس، فالطباع الجبلية تستعصي في الغالب على التغيير، إلا أن يشاء الرب القدير، جل وعلا، وفي أحيان كثيرة يتغلب الطبع على التطبع، فإن نجح الإنسان في إلجام الشهوة والغضب، فإنه قل من يسلم من الزلل، فيجاهد، وينتصر حينا، فيظهر أثر وصف الرب الجليل، تبارك وتعالى، الذي أمده بأسباب الغلب، فأقدره بقدرته ومشيئته على صرع عدوه الباطن من نازع النفس الأمارة، وعدوه الظاهر من هاتف الشر، فألجأهم إلى الفرار، ويغلب تارة، ليعلم ذله وضعفه وافتقاره إلى عون الرب، جل وعلا، فيمتاز وصف الربوبية الكاملة من وصف العبودية الناقصة، فالأول غني لذاته على جهة الإطلاق، والثاني فقير لذاته على جهة الإطلاق فيفتقر إلى مدد الرب، جل وعلا، من الأسباب التي بها يصلح دينه ودنياه، فبأسباب الوحي يصلح أمر الدين، وبأسباب الكون يصلح أمر الدنيا، فتلك مصلحة عظمى تظهر فيها آثار حكمة الرب، جل وعلا، أن وكل العبد حينا إلى نفسه ليخوض النزال بقواه، فيظهر له ضعفه الجبلي، فلا يقوى على عدوه الداخلي أو الخارجي إلا أن يمده الرب، جل وعلا، بجند من عنده، فيمده بجند الصبر، وجند الكظم للغيظ، وجند العفة إن بدت له شهوة محرمة ...... إلخ، وما يعلم جنود ربك إلا هو، بل ويمده بروح منه على جهة التأييد، وبملك كريم ينفث في روعه هاتف الخير فتقوى في نفسه نوازع الإيمان، فتفر عساكر الشيطان والنفس الأمارة من لقاء عساكر الملك والنفس اللوامة، فكل قد ارتدى لأمته، وأعد العدة لخوض النزال، فخاضته النفس المطمئنة بلأمة الإيمان، وخاضته النفس الأمارة بلأمة الوعود الكاذبة والأماني الخادعة فـ: "يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا"، فلما التقت الفئتان سواء أكان اللقاء في الخارج في ساحات القتال الظاهر، أم في الداخل في ساحة القلب: (نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فيفر العدو في الخارج من تكبير جند الحق، وذلك أمر قد جربه أعداء الديانة ولا زالوا، إلى يوم الناس هذا، وقصصهم في ذلك معروف متداول، فلا تفزعهم إلا صيحات التكبير إذا انطلقت من حناجر الموحدين، ويفر الشيطان، وتنكسر عساكر النفس الأمارة بالتكبير والاستعاذة فإن ذلك يردها ويشفي وساوسها.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فلولا ذلك لم تكن هذه النشأَة الإِنسانية إِنسانية، بل كانت ملكية، فإِن آلله سبحانه خلق خلقه أَطواراً:
فخلق الملائكة عقولاً لا شهوات لها ولا طبيعة تتقاضى منها خلاف ما يراد من مادة نورية لا تقتضى شيئاً من الآثار والطبائع المذمومة، وخلق الحيوانات ذوات شهوات لا عقول لها، وخلق الثقلين- الجن والإنس وركب فيهم العقول والشهوات والطبائع المختلفة لآثار مختلفة بحسب موادها وصورها وتركيبها. وهؤلاءِ هم أَهل الامتحان والابتلاءِ، وهم المعرضون للثواب والعقاب ولو شاءَ سبحانه لجعل خلقه على طبيعة واحدة وخلق واحد ولم يفاوت بينهم، لكن ما فعله سبحانه هو محض الحكمة وموجب الربوبية ومقتضى الإلهية، ولو كان الخلق كله طبيعة واحدة ونمطاً واحداً لوجد الملحد مقالاً وقال: هذا مقتضى الطبيعة، ولو كان فاعلاً بالاختيار لتنوعت أَفعاله ومفعولاته ولفعل الشيء وضده والشيء وخلافه". اهـ
ص144، 145.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاقتضت سنة الابتلاء التي تتمايز بها النفوس: فنفوس تقية أبية، وأخرى فاجرة دنية، ولم يكن ذلك ليقع لو كانت خلقة الإنسان ملكية لا تعرف نزوعا إلى شهوة، فيلجمها صاحب الديانة بلجام الشرع، وينفلت زمامها من الفاجر، فيكدح في تحصيل شهواتها، وهي مع ذلك لا ترضى ولا تقنع، بل تزداد نهما وشرها إلى ما يمرضها بل يقتلها، فلو كان لها بقية عقل سالم من آفات الهوى المتبع، لنأت بنفسها عن أسباب هلاكها كما ينأى العاقل عن السم الذي يميت بدنه، فما باله يحترز لبدنه ما لا يحترز لروحه، وهي أشرف مادة منه، وأولى بالعناية منه، فيتعاطى ما يؤذيها من الشبهات الردية والشهوات الدنية التي تصيره في آخر أمره: بهيمة في مسالخ البشر، بل البهيمة، كما تقدم مرارا، أحسن حالا منه، فإنها قد عرفت ربها، عز وجل، فسبحت بحمده ثناء وتنزيها، وهو لم يعرفه بعد، فقد استولى جند الشيطان على قلبه وبدنه، فأسره في قيد التصورات والإرادات الفاسدة وما يتولد منها من المعاصي والمنكرات الظاهرة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وكذلك لولا شهود هذه الحوادث المشهودة لوجد الملحد أَيضاً مقالاً وقال: لو كان لهذا العالم خالقاً مختاراً لوجدت فيه الحوادث على حسب إرادته واختياره، كما روى الحسن أَو غيره قال: كان أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: جلَّ ربنا القديم، إنه لو لم يتغير هذا الخلق لقال الشاك فى الله إنه لو كان لهذا العالم خالق لحادثه بينا هو ليل إِذ جاءَ نهار وبينا هو نهار إِذ جاءَ ليل، بينا هو صحو إِذ جاءَ غيم وبينا هو غيم إِذ جاءَ صحو، ونحو هذا من الكلام، ولهذا يستدل سبحانه فى كتابه بالحوادث تارة وباختلافها تارة، إِذ هذا وهذا يستلزم ربوبيته وقدرته واختياره ووقوع الكائنات على وفق مشيئته، فتنوع أَفعاله ومفعولاته من أَعظم الأَدلة على ربوبيته وحكمته وعلمه". اهـ
ص145.
فإن حدوث الكائنات في عالم الشهادة باستمرار وتجدد مئنة من وجود قادر مريد مختار يحدث ما شاء من الأفعال، فهو: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)، فصيغة المبالغة مئنة من دوام الفعل، فهي محولة عن صيغة فاعل لقصد المبالغة والتكثير، كما ذكر ذلك ابن هشام، رحمه الله، في "شرح شذور الذهب"، وصيغة فاعل بدورها نائبة عن المضارع، والمضارع، كما قد علم من دلالته الوضعية في لسان العرب، يدل على وقوع الفعل في الحاضر والمستقبل، فهو، جل وعلا الفعال بمشيئته العامة النافذة، لما يريد، فجاءت الصلة: "يريد" على حد المضارعة على ما تقدم من دوام الحدوث، فإحداث الرب، جل وعلا، ما شاء في كونه، بكلماته الكونيات النافذة، فهي علة صدور الكائنات، كما تقدم مرارا، ذلك الإحداث بالعلم والحكمة والقدرة والإرادة الاختيارية، فهو، جل وعلا، فاعل باختيار، لا باضطرار، كما قال الفلاسفة، نفاة صفات الرب، جل وعلا، ذلك الإحداث: رد لمقال كل ملحد أو زنديق من شيوعيي الزمن الماضي من الدهريين الذين قالوا: (مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)، ودهريي هذا الزمان من الشيوعيين، الذين ردوا هذا الكون المحكم الجاري على ذلك السنن الرباني المتقن إلى محض الصدفة في الوجود والآلية في السير، فلا قوة عليا موجدة له، مدبرة لأمره، ولو كان كما ادعوا لسار رتيبا، فجاء تنوع الأفعال والمفعولات إبطالا لمقالتهم، فهي مئنة من وجود تلك القوة العليا: القوة الربانية التي أنكروها، ومن كان ذلك وصفه من كمال التصرف بالإيجاد والتسيير لخلقه بقدر سابق وقضاء حاضر يتجدد بتجدد مشيئته، جل وعلا، وقوع المقدور الأزلي، فيقع كما قد قدر بلا زيادة أو نقصان، على وجه يظهر به كمال علمه وحكمته، فلا ينازعه مخلوق في أوصاف كماله، فهو المنفرد بها، من كان ذلك وصفه فهو المستحق لكمال التأله بداهة، فتوحيد الربوبية علة توحيد الألوهية فمتى أقر العبد بانفراد الرب، جل وعلا، بأوصاف الربوبية لزمه إفراده بتوحيد الألوهية، وإلا وقع في التناقض العقلي بإثبات العلة ونفي معلولها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 08:16 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والمقصود أن تنويع المخلوقات واختلافها من لوازم الحكمة والربوبية والملك، وهو أيضاً من موجبات الحمد فله الحمد على ذلك كله أَكمل حمد وأَتمه أَيضاً، فإِن مخلوقاته هى موجبَات أَسمائه وصفاته، فلكل اسم وصفة أَثر لا بد من ظهوره فيه واقتضائه له، فيمتنع تعطيل آثار أَسمائه وصفاته كما يمتنع تعطيل ذاته عنها، وهذه الآثار لها متعلقات ولوازم يمتنع أَن لا توجد كما تقدم التنبيه عليه". اهـ
ص146.
فبتنوع المخلوقات: تظهر آثار صفات الرب، جل وعلا، جمالا وجلالا، فصفات الجمال تدل عليها الرحمات والعطايا، وصفات الجلال يدل عليها العذاب النازل وصور الحرمان من العطايا عقوبة على مخالفة مراده الشرعي، فأخذه شديد، سواء أكان أخذ الاستئصال كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، أو أخذ العذاب: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)، فمادة الأخذ: مادة جلال، فلا تكون آثارها في الكون إلا عقوبات ونقما، فالأثر دال على المؤثر، فالرب، جل وعلا، فاعل بصفاته بإرادة اختيارية، فلا مكره له، ولا موجب يوجب عليه فعلا، بل هو الذي يوجب على نفسه ما شاء، ويوجب على خلقه ما شاء من أحكامه الكونية فلا راد لها، وأحكامه الشرعية، فلا يسع أحدا الخروج عنها، فيؤثر الرب، جل وعلا، بوصفه، فيظهر أثر الوصف بكلمات كونية يكون بها العطاء أو المنع، الإحياء أو الإماتة، الإنجاء أو الإهلاك ..... إلخ من الأضداد التي تدل على عموم ربوبيته، فالحوادث الكونية هي أثر الصفات الربانية، فظهور أثر الصفة هو الصحيح في هذه المسألة، فالصفات الربانية الفاعلة هي علة صدور هذا الكون، فبفعل الإحياء تكون الحياة، وبفعل الإماتة يكون الموت ...... إلخ، بخلاف من خلط بين الرب والعبد فجعل الظهور هو ظهور ذات الرب، جل وعلا، بصفاته، في خلقه، ففرعون ظهور الرب، جل وعلا، بصفات الجلال!، والمسيح عليه السلام ظهور بصفات الجمال ...... إلخ، وذلك فرقان بين دين الإسلام وبقية الأديان، فإن سائر الأديان لم تسلم من لوثة التشبيه، بتشبيه الرب، جل وعلا، بالخلق، بل حلوله فيهم واتحاده بذواتهم، فعطلوا الرب، جل وعلا، عن وصف كماله الذي انفرد به، فليس كمثله شيء، ولم تسلم من لوثة التعطيل لزوما، فإن تعطيل الرب، جل وعلا، عن صفات كماله غلوا في التنزيه إنما هو لازم التشبيه ابتداء بجعل أوصافه العلية من جنس أوصاف سائر البرية، فيمعن النافي في نفيه حتى يسلب الرب، جل وعلا، وصف كماله، وهو عين ما وقع فيه المشبه، فكلاهما مشبه معطل في نفس الوقت، وما ذلك إلا سوء ظن بالرب، جل وعلا، وضعف إيمان بالغيب، من جنس طريقة يهود في تقديس المحسوس المشاهد، فقد عبدوا العجل لما رأوا غيرهم يعبده فلم تطق نفوسهم الكثيفة، وفطرهم البليدة، عبادة رب لا يرونه بأبصارهم في عالم الشهادة فقالوا للكليم عليه السلام: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)، فكذلك كل من جاء بعدهم من أصحاب الملل والنحل المحرفة، فالنصارى مع عظم عدائهم لليهود، أو هكذا يفترض!، جسدوا الرب، جل وعلا، أو وصفا من أوصافه بما أحدثوه من مقالة الأقنوم الذي تجسدت فيه الكلمة الكونية والصحيح أن الناسوت كان بها، فخلق بالكلمة التكوينية، لا أنها عين الناسوت المخلوق، فجسدوا الرب، جل وعلا، أو وصفا من صفاته في ذات المسيح عليه السلام، فتلك مادية يهودية ظاهرة، مع ادعائهم الروحانية التي تكذبها طرائقهم لا سيما في الأعصار المتأخرة وقد غلبت عليهم المادية بعد انتصار العلمانية على دين الكنيسة، فما كان لها أن تنتصر إلا وقد تهيأت العقول لقبولها، فغلبت عليهم المادية حتى فاقوا يهود في بعض صورها، وذلك مئنة من الأثر اليهودي الظاهر في دين النصرانية، فما التثليث إلا بدعة بولسية أدخلها شاؤول المتنصر زورا ليفسد دين المسيح عليه السلام، فحملوها عنه، وقد ظهر أثر هذه البدعة في سلوكهم، فمن جسد الإله في ناسوت بشري، فلم يقدر على الإيمان برب جليل يباين الخلق فليس فيه شيء منهم وليس فيهم شيء منه فقد تنزه عن أوصاف النقص التي طبعوا
(يُتْبَعُ)
(/)
عليها، فمن لم يقدر على الإيمان إلا برب يراه، ولو في صورة منتحلة أو حتى حقيقية للمسيح عليه السلام تعلق على جدران الكنائس، من كان ذلك حاله كيف لا يكون قبوله لأي فكر مادي قبولا يسيرا، لا سيما مع ضغط الكنيسة المرهق وإرهابها الفكري والبدني الذي بغض الدين إلى أتباعه.
فبإزاء الغلو في تقديس الكهنوت إلى حد التصديق بالخرافة، كان الغلو في تعظيم "الأنا" في أوروبا التي عبدت نفسها بعد أن كانت تعبد الكنيسة، فمنطلقها، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، من: "الأنا" فالفرد هو محور هذا الكون بخلاف دين المرسلين عليهم السلام، دين الإسلام، الذي ينطلق فيه الإنسان من قاعدة شرعية راسخة ترد الأمر إلى خالق الكون، جل وعلا، فتتلاشى: "الأنا" بتلاشي حظوظ النفس أمام حكم الرب جل وعلا.
والشاهد أن آثار صفات الرب، جل وعلا، هي ما نعاينه من الحوادث الكونية التي تتجدد بتجدد مشيئة الرب، جل وعلا، إيقاعها، فصفاته الفاعلة: حادثة الأفراد باعتبار تعلقها بالمشيئة، قديمة الأنواع باعتبار تعلقها بالذات القدسية، فأنواعها قديمة قد اتصف الرب، جل وعلا، بها أزلا، فلما شاء ظهور آثارها في عالم الشهادة أحدث من آحادها ما ظهرت به هذه الآثار، فشاء خلق فلان من الناس فتعلق ذلك بمشيئته، فكان فلان بكلمته التكوينية النافذة بعد أن لم يكن، وشاء هلاك فلان فتعلق ذلك، أيضا، بمشيئته، فهلك فلان بكلمة تكوينية أخرى، فلكل فعل كلمة تكوينية تخصه، كما أن لكل فعل آثارا في الكون تدل عليه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فإِن تنويع أَسباب الحمد أَمر مطلوب للرب تعالى محبوب له، فكما تنوعت أَسباب الحمد تنوَّع الحمد بتنوُّعها وكثر بكثرتها ومعلوم أَنه سبحانه محمود على انتقامه من أَهل الإِجرام والإِساءة، كما هو محمود على إِكرامه لأَهل العدل والإِحسان، فهو محمول على هذا وعلى هذا.
مع ما يتبع ذلك من حمده على حلمه وعفوه ومغفرته وترك حقوقه ومسامحة خلقه بها والعفو عن كثير من جنايات العبيد فنبههم باليسير من عقابه وانتقامه على الكثير الذى عفا عنه، وأَنه لو عاجلهم بعقوبته وأَخذهم بحقه لقضى إِليهم أَجلهم ولما ترك على ظهرها من دابة، ولكنه سبقت رحمته غضبه وعفوه انتقامه ومغفرته عقابه، فله الحمد على عفوه وانتقامه، وعلى عدله وإِحسانه، ولا سبيل إِلى تعطيل أَسباب حمده ولا بعضها. فليتدبر اللبيب هذا الموضع حق التدبر، وليعطه حقه يطلعه على أَبواب عظيمة من أَسرار القدر، ويهبط به على رياض منه معشبة وحدائق مونقة. والله الموفق الهادي للصواب". اهـ
ص146.
فالحمد، كما تقدم، يكون على كل أفعال الرب، جل وعلا، جمالا وجلالا، فتنوع صفاته إلى: صفات جلال وصفات جمال يلزم منه تنوع آثارها فآثار صفات الجمال هي سائر الرحمات الكونية والشرعية التي تستوجب الحمد والشكر له تبارك وتعالى، وآثار صفات الجلال هي صور انتقامه وبطشه بأعداء الرسل، عليهم السلام، فلما كان، تبارك وتعالى، أهلا لسائر أجناس المحامد، حال العافية وحال البلاء، حال النعمة وحال النقمة، لزم من ذلك تنوع وجوه القدر الكوني بوقوع المتضادات، ليظهر أثر أوصاف جلاله ومقابلها من أوصاف جماله، فإن لم يكن ثم أعداء للرسل عليهم السلام: كيف يظهر وصف جلاله بإهلاكهم؟!، وتلك من أجل حكم خلق الشر، فخلقه في حد ذاته مئنة من كمال قدرة الرب، جل وعلا، فهو خالق الشيء وضده، ومئنة من حكمته، بوقوع سنة التدافع بين الخير والشر فينتظم بذلك أمر الكون على هذا النحو المتقن، ومئنة من علمه المحيط، فشاء وقوع الشر بقدره الكوني النافذ لما علمه بعلمه الأزلي الأول من الخير الآجل الذي لا يقع إلا بوقوع الشر العارض، فذلك من جملة السنن الكونية، لما جبلت عليه الكائنات من خير أو شر ذاتي فيها، فلا يتصور خلوها من وصفها الذاتي الملازم لها فذلك مخرج لها عن طبيعتها التي خلقها الله، عز وجل، عليها، فلا يظهر كمال الخير إلا بظهور ضده من الشر، ولا يمكن أن يظهر إلا بذلك، وإلا بطلت السنة الكونية، بنزع القوى المؤثرة بالخير أو الشر من الكائنات، فتصير عديمة الوصف، فلا ينبني عليها حكم، فالحكم بالمدح أو الذم إنما يكون تبعا للوصف، فيدور معه وجودا وعدما، فيدور حكم المدح مع
(يُتْبَعُ)
(/)
وصف الخير والنفع، ويدور حكم الذم مع وصف الشر والضر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 07:59 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فإِن الله سبحانه نوَّع الأَدلة الدالة عليه والتى تعرّف عباده به غاية التنوع، وصرّف الآيات وضرب الأَمثال، ليقيم عليهم حجته البالغة ويتم عليهم بذلك نعمته السابغة، ولا يكون لأحد بعد ذلك حجة عليه سبحانه، بل الحجة كلها له والنعم كلها له والقدرة كلها له فأَقام عليهم حجته، ولو شاءَ لسوَّى بينهم فى الهداية كما قال تعالى: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149]: فأَخبر أَن له الحجة البالغة، وهي التي بلغت إِلى صميم القلب وخالطت العقل واتحدت به فلا يمكن العقل دفعها ولا جحدها". اهـ
ص146.
فتنوعت أدلة الرب، جل وعلا، الكونية والشرعية، الخبرية والعقلية، على وحدانيته، عز وجل، فهو المنفرد بأوصاف الكمال: جلالا وجمالا، المنفرد بالأفعال الكونية النافذة، فمرد التأثير في هذا العالم إيجادا وإعداما، إلى كلماته الكونيات النافذة، فله كمال الوصف الذاتي والفعلي، فتوحيد أسمائه وصفاته، وتوحيد ربوبيته: قد ثبتا بالدليل النقلي الصحيح والعقلي الصريح، فثبت لزوما توحيده ألوهية بأفعال عباده، فضربت الأمثال، وتنوعت الدلائل الخبرية والعقلية والفطرية والحسية على كمال انفراده بمنصب الربوبية، ووجوب إفراده بمنصب الألوهية، وبذلك بعث الرسل، عليهم السلام، فالرسالات قد تضمنت الهدى الخبري والبينات العقلية، فدلائل الخبر والعقل قد تعاضدت، وأيدتها من الخارج أدلة الحس بالنظر في الآيات الكونيات الباهرة: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، فرؤية الآيات الكونية ذريعة إلى تبين الحق والرشد، فذلك جار على ما اطرد من التلازم الوثيق بين نوعي التوحيد: الخبري والعملي، فحصل ببيان النبوات: قيام الحجة البالغة على النوع الإنساني، فالرسل عليهم السلام قد بعثوا: (مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل)، فبشروا بخبر الوعد ترغيبا في امتثال المأمور ونفروا بخبر الوعيد ترهيبا من ارتكاب المحظور، فاستوفت الرسالات شطري: العلم ولازمه من الانقياد بالطاعة، فذلك العمل الذي لا ينفك عن العلم، فهو الصورة الظاهرة لما قام بالقلب من التصورات الباطنة، فتخلفه مئنة من فساد التصور جزما، فمن المحال بمقتضى ما جبل عليه النوع الإنساني من الحركة الباطنة في المعقولات والحركة الظاهرة في المحسوسات، أن يوجد تصور علمي صحيح، يولد في القلب إرادات صحيحة، مع صحة في آلات الفعل، فأطراف الصحة الباطنة والظاهرة قد اجتمعت، ومع ذلك يتخلف العمل المصدق لذلك العلم الجازم فهو ترجمانه ولسان الصدق الشاهد له، فعلى أي شيء تشهد الجند إن لم تشهد لما يريده الملك فهي تحت رايته تقاتل وعن ملكه تنافح سواء أكان ملكا قد أسس بنيانه على التقوى أم ملكا قد أسس بنيانه على شفا جرف هار، فالنبوات هي التي قامت بها الحجة على البشر، ولذلك توجهت إليها سهام القدح من الملاحدة الذين يحطون من شأنها فقد صيروها من جنس السياسات الملوكية التي يحدثها المتملكة والمتأمرة لسياسة الخلق، فينتحل صاحبها النبوة ليسبل على ملكه إزار القداسة والعصمة والتأييد بالوحي، فيستر بذلك حقيقة أمره، فهو ملك كسائر ملوك الأرض يريد تعبيد الناس له وإن زعم تعبيدهم للرب، جل وعلا، وإخضاعهم لناموسه الذي زعم له القداسة والعصمة لمكان النبوة، وإن زعم أنه ناموس إلهي نازل، فليس في حقيقته إلا ناموسا أرضيا من عقل صاحبه قد صدر ليسوس البشر به سياسة أصحاب الكهنوت لأتباعهم، فقياسه قد بلغ الغاية من الفساد إذ جعل النبوة الهادية من جنس الكهنوت، معدن الضلال بالتقليد الأعمى لبشر قد صيروا أنفسهم أربابا من دون الله، عز وجل، فيحلون ما شاءوا ويحرمون ما شاءوا، فقد نازعوا الرب، جل وعلا، منصب ربوبيته، فادعوا لأنفسهم من التدبير الشرعي: بالتحليل والتحريم ما لا يكون لغير الرب، جل وعلا، فهو من أخص أوصافه، والواقع يكذب هذه الدعوى الجائرة فـ: (مَا كَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)، فالرسل عليهم السلام لم يكونوا على طريقة الطواغيت، فلم يبلغوا إلا الرسالات، بلا زيادة أو نقصان، ولم يروموا إلا سياسة الخلق بأحكام الوحي لا بأحكام الهوى كما كان أصحاب الكهنوت يرومون، وكما يروم العلمانيون في زماننا فيريدون إخراج الناس من عبودية رب العباد، جل وعلا، إلى عبودية العباد برد الأمر إلى العقول والأهواء المضطربة، فكل عقل بما لديه فرح، وبقياسه مطمئن وإن خالف الوحي المنزل، ولا يفصل النزاع بين تلك الأهواء المتلاطمة إلا كتاب منزل من السماء، فمنزله، جل وعلا، قد بلغ الغاية من العلم والحكمة، فهو العليم بحال عباده الحكيم فلا يشرع من الدين إلا ما بلائم أحوالهم، فـ: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، وإن بدا لهم خلاف ذلك لقصور نظرهم فلا يدرك المآل إدراكه للحال، فيروم تحصيل المصلحة العاجلة الصغرى ولو فوت على نفسه بذلك تحصيل المصلحة الآجلة العظمى فـ: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ)، فالنبوات شرط صحة في النجاة، فلا تكون نجاة إلا باقتفاء آثارها تصديقا وامتثالا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ثم أَخبر أَنه سبحانه قادر على هداية خلقه كلهم، ولو شاءَ ذلك لفعله لكمال قدرته ونفوذ مشيئته، ولكن حكمته تأْبى ذلك وعدله يأْبى تعذيب أَحد وأَخذه بلا حجة، فأَقام الحجة وصرّفَ الآيات وضرب الأمثال وَنوَّع الأدلة". اهـ
ص146، 147.
فصرف الرب، جل وعلا، الآيات ليقيم الحجج ويقطع الأعذار التي يتعلل بها منكرو الرسالات، فـ: (مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، فذلك عموم قد خصص عموم قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)، فمن لم يبلغه النذير على وجه تحصل به إقامة الحجة الرسالية، فتستوفى شروطها وتنتفي موانعها وترتفع الشبهات عنها، من لم يبلغه النذير على هذا الوجه فهو معذور بشرط أن يكون طالبا للهدى مسترشدا في سؤاله لا معاندا، فمن بلغه ذكر الرسالة الخاتمة، فأعرض عن النظر في حججها وبراهينها النقلية والعقلية، فليس بمعذور إذ قد بلغه ذكر من يزعم أنه نبي يوحى إليه، وجنس النبوات في البشر، لا سيما أهل الكتاب، قد ذاع وانتشر، فينظر في أدلة تلك الدعوى وحال صاحبها، فيبعد، كما تقدم في مواضع سابقة، أن يمكن الرب، جل وعلا، لكاذب مفتر، فالكذاب في أمر الدنيا مآله إلى افتضاح وإن راج كذبه حينا، فكيف بالكذاب في أمر الدين بادعاء أعظم المناصب البشرية: منصب البلاغ عن رب البرية، جل وعلا، كيف يظهر أمره ويرتفع ذكره، وينصر على عدوه، وتسلم رسالته من القوادح، فغاية أعدائها إثارة الشبهات الواهية بتتبع المتشابه والعدول عن المحكم، كيف يكون كل ذلك وهو في نفس الأمر كاذب مفتر؟!، فذلك، كما تقدم في مواضع سابقة سوء ظن عظيم بالرب الجليل الكريم تبارك وتعالى.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولو كان الخلق كلهم على طريقة واحدة من الهداية لما حصلت هذه الأُمور ولا تنوعت هذه الأَدلة والأَمثال، ولا ظهرت عزته سبحانه فى انتقامه من أَعدائه ونصر أَوليائه عليهم، ولا حججه التي أَقامها على صدق أَنبيائه ورسله ولا كان للناس آية في فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله، وأُخرى كافرة يرونهم مثليهم رأْي العين، ولا كان للخلق آية باقية ما بقيت الدنيا في شأْن موسى وقومه وفرعون وقومه وفلق البحر لهم ودخولهم جميعاً فيه ثم إِنجاءَ موسى وقومه ولم يغرق أَحد منهم وأَغرق فرعون وقومه لم ينج منهم أَحد، فهذا التعرف إِلى عباده وهذه الآيات وهذه العزة والحكمة لا سبيل إِلى تعطيلها ألبتة ولا توجد بدون لوازمها". اهـ
ص147.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتلك الأمور لا تحصل مع كون البشر على طريقة واحدة، فالتنوع مظنة التباين في الأخلاق والمسالك فيقع التدافع بينها لزوما، فتظهر الآيات الدالة على ربوبيته، عز وجل، لكونه: جمالا وجلالا، فيرضى عن المؤمنين وينصرهم ويسخط على الكافرين ويخذلهم، فتتنوع الأحكام تبعا لتنوع الأوصاف فلكل وصف ما يلائمه من الأحكام، فذلك مقتضى الحكمة الربانية التي توافق صريح الأقيسة العقلية.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَيضاً فإِن حقيقة الملك إِنما تتم بالعطاءِ والمنع والإِكرام والإِهانة والإِثابة والعقوبة والغضب والرضا والتولية والعزل وإِعزاز من يليق به العز وإِذلال من يليق به الذل، قال تعالى: {قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللّيْلَ فِي الْنّهَارِ وَتُولِجُ النّهَارَ فِي الْلّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 26 - 27]، وقال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ} ". اهـ
ص147.
فالملك لا يكون إلا بالتصرف التام في الكون، فالملك، بكسر الميم، قد يكون لمن لا تصرف له، وذلك أمر منتف في حق الرب، جل وعلا، بداهة، فهو المالك الملك، المليك الجامع للوصفين فالزيادة في مبنى الاسم مئنة من الزيادة في المعنى بالجمع بين الوصفين، فله مِلك العين فهو خالقها، وله المُلك فهو مدبر أمرها بكلماته الكونية التي تعمل بها الجند الملائكية فلا تصدر إلا عنها، فلا استقلال لها بتأثير في أحداث الكون بعطاء أو منع، بل ذلك للرب، جل وعلا، على جهة الانفراد بالمشيئة العامة فكل مشيئة لها تبع، فله في كل يوم شأن.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"يغفر ذنباً ويفرّج كَرْباً ويكشف غما، وينصر مظلوماً ويأْخذ ظالماً ويفك عانياً ويغني فقيراً ويجبر كسيراً ويشفي مريضاً ويقيل عثرة ويستر عورة ويعز ذليلاً ويذل عزيزاً ويعطى سائلاً ويذهب بدولة ويأْتي بأُخرى ويداول الأَيام بين الناس ويرفع أَقواماً ويضع آخرين يسوق المقادير التي قدرها قبل خلق السموات والأَرض بخمسين أَلف عام إلى مواقيتها فلا يتقدم شيء منها عن وقته ولا يتأَخر، بل كل منها قد أَحصاه كما أَحصاه كتابه وجرى به قلمه ونفذ فيه حكمه وسبق به علمه، فهو المتصرف في الممالك كلها وحده تصرف ملك قادر قاهر عادل رحيم تام الملك لا ينازعه فى ملكه منازع ولا يعارضه فيه معارض، فتصرفه فى المملكة دائر بين العدل والإِحسان والحكمة والمصلحة والرحمة فلا يخرج تصرفه عن ذلك". اهـ
ص147.
فيتصرف في كونه بصفات جلاله وجماله، فما نراه من انتظام أمر هذا العالم مع تدافع الخلق ووقوع الشر بالقضاء الكوني النافذ، ففيه مفسدة عارضة تعقبها مصالح عظيمة، تظهر بها آثار صفات الحكمة والعلم المحيط، ما نراه من هذا السنن العجيب والتدبير العام لكل حركة في الكون فلا يخرج عن مشيئته شيء في الأرض ولا في السماء، إنما هو مئنة من وجود الخالق بالقدرة المدبر بالحكمة، جل وعلا، فهو أول بذاته متصف بكمال الوصف والفعل، فالكون إنما خلق لتظهر آثار أسمائه وصفاته فيه ربوبية، فيوحده ويفرده المكلفون من الجن والإنس بالعبودية: ألوهية، فله كمال الانفراد بالألوهية فذلك فرع لازم عن كمال انفراده بالربوبية، على ما اطرد مرارا، من دلالة التمانع بين فعل الرب جل وعلا: ربوبية وإحسانا، وفعل العبد: ألوهية وإجلالا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 04 - 2010, 09:06 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والمقصود أَن الملك والحمد فى حقه متلازمان، فكل ما شمله ملكه وقدرته شمل حمده، فهو محمود فى ملكه وله الملك والقدرة مع حمده، فكما يستحيل خروج شيء من الموجودات عن ملكه وقدرته يستحيل خروجها عن حمده وحكمته، ولهذا يحمد سبحانه نفسه عند خلقه وأَمره، لينبه عباده على أَن مصدر خلقه وأَمره عن حمده، فهو محمود على كل ما خلقة وأَمر به حمد شكر وعبودية، وحمد ثناءٍ ومدح، ويجمعهما التبارك، فتبارك الله يشمل ذلك كله، ولهذا ذكر هذه الكلمة عقيب قوله: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ، تَبَاركَ اللهُ رَبُّ العالَمِينَ} ". اهـ
ص148.
فالملك والحمد متلازمان شرعا وعقلا، فالملك: السبب، والحمد: المسبَّب عنه، فالملك مئنة من القدرة والحكمة، فهو ملك للشيء وتدبير لشأنه، كونا وشرعا، كما تقدم مرارا، والتدبير لا يكون إلا بعلم بحال المدبَّر، وحكمة بإجراء ما يلائم حاله من الأسباب الكونية الملائمة لقوى بدنه المحسوسة، والأسباب الشرعية الملائمة لقوى روحه المعقولة، فمن له ذلك الوصف المحيط بخلقه، لا يكون إلا محمودا في ذاته وأسمائه وصفاته، فله كمال الذات القدسية، وله كمال الأسماء والصفات العلية، وحمده، عز وجل، حمد ثناء، فذلك من قبيل دعاء الثناء الذي يصدر به دعاء المسألة، توطئة للطلب، فذلك من كمال الأدب مع ملوك الدنيا، فملك الملوك، جل وعلا، أحق به وأولى، فله المثل الأعلى، وحمد شكر وعبودية، فهو لازم الثناء، فيثني العبد على ربه، جل وعلا، بما هو أهله من صفات الربوبية التي تقتضي لزوما: إفراده، جل وعلا، بأجناس العبودية، والحمد منها، فيحمد على عطائه شكرا، ويحمد على منعه صبرا ورضا، فيجمع النوعين: التبارك، ولعل ذلك وجه إفراده، جل وعلا، بهذا الوصف، كما قال بعض أهل العلم، فالتبارك لا يكون إلا للرب، جل وعلا، فـ: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فتبارك على جهة الألوهية ثناء لاتصافه بكمال وصف الربوبية ملكا وقدرة وخلقا، إذ لا يستحق الحمد على جهة العموم لكمال وصفه وكمال فعله بالعطاء والمنع، بالمعافاة والابتلاء .... إلخ إلا هو، فكل محمود سواه فإنما يحمد لغيره، فيحمد العبد على نفعه المتعدي إلى غيره، بينما الرب، جل وعلا، يحمد لذاته لكمال وصفه اللازم من علم وحكمة ..... إلخ، ويحمد لغيره لسبوغ نعمته على أوليائه فذلك من وصف فعله المتعدي إلى غيره، وعظيم نقمته على أعدائه فذلك، أيضا، من وصف فعله المتعدي، ولكن الأول: وصف جمال وفضل، ترجوه النفوس رغبة، والثاني: وصف جلال وعدل، تخشاه النفوس رهبة.
فـ: "أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ": فذلك مئنة من كمال ملكه، فخلق بقدرته، فالخلق المشهود أثر كلماته التكوينية النافذة، وأمر في ملكه بما يشاء: تكوينا فجاءت الكائنات كما قد قدر وكتب، فقضاؤها في عالم الشهادة تأويل المعلوم الأول، و: تشريعا على ألسنة رسله عليهم السلام فبعثهم بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام، ففيها الصلاح العاجل والآجل، وبها يقع الابتلاء، فالناس في الأخبار إما: مصدق وإما مكذب، وفي الأحكام إما: طائع وإما عاص، ولا ينفك الأمران عن بعضهما، فبينهما تلازم شرعي وعقلي وحسي وثيق، فإن التصديق الباطن على جهة الإقرار الجازم أصل كل حركة ظاهرة: نطقا أو فعلا، فلذلك شمل الإيمان: الاعتقاد والقول والعمل، فالأول منشأ الآخرين، فمن المحال عقلا أن يقع الانفكاك بين إرادة باطنة، وآلة نطق أو فعل صحيحة مختارة، فلا بد أن يكون الفرع دليلا على الأصل: صحة أو فسادا، إلا إذا كان صاحبه: منافقا، وهو مع ذلك لا بد أن يفتضح، فيجري على لسانه أو جوارحه ما يدل على حقيقته، ولا يقدح ذلك في الأصل، لأنه استثناء لا يعول عليه في تقرير القاعدة الجامعة التي يسلم بها كل عاقل يدرك طبيعة النفس البشرية المتحركة باطنا بالتصورات والإرادات، والمتحركة ظاهرا بتأويل ذلك بالأقوال والأفعال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء الثناء بالتبارك: "تَبَاركَ اللهُ رَبُّ العالَمِينَ" لعموم الحمد، كما تقدم، فله كمال الذات والصفات والأفعال، فذلك الملزوم، ولازمه: كمال الحمد ثناء وعبودية، فتبارك على جهة الانفراد بكمال الحمد الذاتي والفعلي، فذلك مما اختص به نفسه، جل وعلا، فلا يشركه فيه غيره من المحمودين وإن شرفت ذواتهم وعظمت أوصافهم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فالحمد أَوسع الصفات وأَعم المدائح والطرق إِلى العلم به فى غاية الكثرة، والسبيل إِلى اعتباره فى ذرّات العالم وجزئياته وتفاصيل الأَمر والنهى واسعة جداً، لأَن جميع أَسمائه تبارك وتعالى حمد، وصفاته حمد وأَفعاله حمد، وأَحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أَعدائه حمد، وفضله فى إحسانه إلى أَوليائه حمد والخلق والأَمر إِنما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده وكان الغاية هى حمده فحمده سبب ذلك وغايته ومظهره وحامله فحمده روح كل شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده فى الموجودات وظهور آثاره فيه أَمر مشهود بالأَبصار والبصائر: فمن الطرق الدالة على شمول معنى الْحمد وانبساطه على جميع المعلومات معرفة أَسمائه وصفاته، وإقرار العبد بأَن للعالم إِلهاً حياً جامعاً لكل صفة كمال واسم حسن وثناءٍ جميل وفعل كريم". اهـ
ص149.
فالحمد أوسع الصفات من جهة عمومه لكل أفعال الرب، جل وعلا، جمالا وجلالا، فيحمد في السراء على أثر صفات جماله، ويحمد في الضراء على أثر صفات جلاله، فله الحمد في كل الأحوال والأوقات، فهو المحمود بوصف ذاته وصفاته وافعاله، أزلا وأبدا، فلم يكن معطلا أبدا عن وصف الكمال، حتى اكتسبه، بل أفعاله المتعلقة بمشيئته النافذة، هي أثر صفاته الفاعلة التي اتصف بها أزلا، فلا يلزم، كما تقدم مرارا، من اتصافه بآحاد الأفعال الحادثة بمشيئته إيقاعَها على الوجه اللائق بجلاله، لا يلزم من ذلك طروء كمال لم يكن متصفا به، فيحمد على وجه الاستئناف بكمال لم يكن به متصفا، بل ذلك الفعل هو أثر كمال سابق له قد اتصف به، جل وعلا، أزلا، فهو محمود لاتصافه به أزلا، فذلك من الحمد الأزلي، محمود إذا شاء وقوعه أثره في عالم الشهادة من فعله الذي بلغ الغاية في القدرة والحكمة، فذلك من حمده المتجدد بتجدد آثار أوصاف كماله في كونه، فليس حمدا مستأنفا على شيء لم يكن متصفا به، كما تقدم، بل هو من الحمد المتجدد المؤكد للحمد الأزلي المتقرر، فله الحمد أزلا وأبدا، أولا وآخرا، أكرم أو أهان، أعطى أو منع، ابتلى أو عافى، فحمده قد عم، كما تقدم، كل الأحوال وكل الأوقات، فلا زال ولا يزال وسيزال الحميد بأوصاف الجمال، المجيد بأوصاف الجلال، فالكون بنفاذ سننه، ودقة نظامه، وإتقان بنيانه دال على وحدانية خالقه ومدبره، فلا ند له ولا نظير، وأحديته فهو الموصوف بوصف الكمال فآثار قدرته وحكمته ظاهرة في كل الأعيان والأحداث الكائنة في عالم الشهادة فـ: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ).
يقول ابن القيم، رحمه الله، في بيان واف لهذا المعنى الجليل:
"وأَنه سبحانه له القدرة التامة والمشيئة النافذة والعلم المحيط والسمع الذى وسع الأَصوات والبصر الذى أَحاط بجميع المبصرات والرحمة التى وسعت جميع المخلوقات والملك الأَعلى الذى لا يخرج عنه ذرة من الذرات والغنى التام المطلق من جميع الجهات والحكمة البالغة المشهود آثارها فى الكائنات والعزة الغالبة بجميع الوجوه والاعتبارات والكلمات التامات النافذات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من جميع البريات، واحد لا شريك له فى ربوبيته ولا فى إلهيته، ولا شبيه له فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أَفعاله، وليس له من يشركه فى ذرة من ذرات ملكه، أَو يخلفه فى تدبير خلقه، أَو يحجبه عن داعيه أَو مؤمليه أو سائليه، أَو يتوسط بينهم وبينه بتلبيس أَو فرية أَو كذب كما يكون بين الرعايا وبين الملوك، ولو كان كذلك لفسد نظام الوجود وفسد العالم بأَسره: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا الله لَفَسَدَتَا}. فلو كان معه آلهة أُخرى كما يقول أَعداؤه المبطلون لوقع من النقص فى التدبير وفساد الأَمر كله ما لا يثبت معه حالٍ، ولا يصلح عليه وجود". اهـ
ص149.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتمانع في الربوبية باطراد السنن الكونية فلا نقص في تدبير الكون فهو على وصف من الصلاح ظاهر لكل ذي بصر وبصيرة، ذلك التمانع مئنة من التمانع في الألوهية، فالآمر واحد، إذ لو تعددت الآلهة الآمرة لوقع التعارض بل والتناقض بين أوامرها لزوما، فحصل من ذلك من الفساد في الكون ما لا مندوحة عنه، وانتظام أمر العالم على هذا النحو البديع شاهد ببطلان ذلك، فبطل الملزوم لبطلان لازمه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن أَعظم نعمه علينا وما استوجب حمد عباده له أَن يجعلنا عبيداً له خاصة ولم يجعلنا ربنا منقسمين بين شركاءَ متشاكسين، ولم يجعلنا عبيداً لإِله نحتته الأَفكار، لا يسمع أَصواتنا ولا يبصر أَفعالنا ولا يعلم أَحوالنا ولا يملك لعابديه ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ولا تكلم قط ولا يتكلم ولا يأْمر ولا ينهى، ولا ترفع إِليه الأَيدي ولا تعرج الملائكة والروح إِليه، ولا يصعد إِليه الكلم الطيب، ولا يرفع إِليه العمل الصالح، وأَنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا خلفه ولا أَمامه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ولا محاذياً له ولا مبايناً، ولا هو مستو على عرشه ولا هو فوق عباده، وحظ العرش منه حظ الحشوش والأَخلية ولا تنزل الملائكة من عنده بل لا ينزل من عنده شيء ولا يصعد إِليه شيء ولا يقرب منه شيء، ولا يحِب ولا يحَب، ولا يلتذ المؤمنون بالنظر إِلى وجهه الكريم فى دار الثواب، بل ليس له وجه يرى ولا له يد يقبض بها السماوات وأُخرى يقبض بها الأَرض، ولا له فعل يقوم به ولا حكمة تقوم به، ولا كلم موسى تكليماً، ولا تجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً، ولا يجيء يوم القيامة لفصل القضاءِ". اهـ
ص149، 150.
فمن أعظم نعمه توحد وجهة الداعين، فوجهتم رب واحد له من الأسماء والصفات ما تعرف به إلينا، فله الأسماء الحسنى والصفات العلى بخلاف من نفى صفات كماله، كما هي طريقة المعطلة، أو أثبت له وصف سوء كحال النصارى الذين شبهوه بالبشر، فحل بذاته أو وصفه في ناسوت بشري مخلوق فجرى عليه ما يجري على البشر من أعراض النقص الجبلي التي يتصف بها المربوب ويتنزه عنها الرب، جل وعلا، وحال المجسمة الذين جعلوا أوصافه العلية من جنس الأوصاف البشرية، فأهل الإسلام عموما، وأهل السنة خصوصا أسعد الناس حظا في هذا الباب الجليل، كسائر أبواب الدين، فخبرهم صحيح وقياسهم صريح، فالمستند النقلي: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)، والمستند العقلي: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، فنزل الكتاب العزيز بلسان عربي مبين ليعقله أولوا الألباب، فهو: (هُدًى لِلنَّاسِ): فذلك النقل الصحيح، و: (وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ): فذلك القياس الصريح، ففيه الدعوى الخبرية الصحيحة وفيه الدليل السالم من المعارضة على صحتها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 04 - 2010, 08:28 ص]ـ
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض بيان طريقة نفاة الصفات بالإطناب في النفي وذلك مما يستقبح في مدح آحاد الملوك فكيف بملك الملوك، عز وجل، فمن مقالتهم أنه جل وعلا:
"لا ينزل كل ليلة إلى سماءِ الدنيا فيقول: لا أَسأَل عن عبادي غيري، ولا يفرح بتوبة عبده إِذا تاب إِليه ويجوز فى حكمته تعذيب أَنبيائه ورسله وملائكته وأَهل طاعته أَجمعين من أَهل السموات والأرضين، وتنعيم أَعدائه من الكفار به والمحاربين والمكذبين له ولرسله، والكل بالنسبة إِليه سواءٌ ولا فرق ألبتة إِلا أَنه أَخبر أَنه لا يفعل ذلك، فامتنع للخبر بأَنه لا يفعله، لا لأَنه فى نفسه مناف لحكمته، ومع ذلك فرضاه عين غضبه وغضبه عين رضاه ومحبته كراهته وكراهته محبته، إِن هي إِلا إِرادة محضة ومشيئة صرفة يشاءُ بها لا لحكمة ولا لغاية ولا لأَجل مصلحة، ومع ذلك يعذب عباده على ما لم يعملوه ولا قدرة لهم عليه، بل يعذبهم على نفس فعله الذي فعله هو ونسبه إِليهم، ويعذبهم إِذا لم يفعلوا فعله ويلومهم عليه، يجوز فى حكمته أن يعذب رجالاً إِذا لم يكونوا نساءَ ونساءً حيث لم يكونوا رجالاً وطوالاً حيث لم يكونوا قصاراً وبالعكس وسوداً إِذا لم يكونوا بيضاً وبالعكس،
(يُتْبَعُ)
(/)
(وذلك قول نفاة الحكمة الربانية من أهل الجبر الذين غلوا في إثبات القدر، فأثبتوا القدرة ونفوا الحكمة)، بل تعذيبه لهم على مخالفته هو من هذا الجنس إذ لا قدرة لهم ألبتة على فعل ما أُمروا به ولا ترك ما نهوا عنه.
فله الحمد والمنة والثناءُ الحسن الجميل إِذ لم يجعلنا عبيداً لمن هذا شأْنه فنكون مضيعين، ليس لنا رب نقصده، ولا صمد نتوجه إِليه ونعبده، ولا إِله نعوّل عليه، ولا رب نرجع إليه بل قلوبنا تنادي في طرق الحيرة: من دلنا وجمع علينا رباً ضائعاً لا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له ولا محاذ له، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا نزل من عنده شيء ولا يصعد إليه شيء، ولا كلَّم أَحداً ولا يكلمه أَحد". اهـ
بتصرف من: ص150، 151.
فذلك إطناب من ابن القيم، رحمه الله، في بيان مقالة نفاة الصفات، فقد فصلوا في النفي حتى صيروا الرب، جل وعلا، وهو المتصف بكل كمال مطلق، عدما لا حقيقة له، فهو محض فرض ممتنع، على طريقة نفاة الضدين، أو القائلين بالمطلق بشرط الإطلاق من كل وجه، كما هي مقالة الفلاسفة فهم من الغلاة في نفي الصفات الإلهية، فهذا لا يكون خارج الذهن، فالأعيان لا توجد خارجه إلا مقيدة بأوصاف يقع بها التمايز، فيمتاز المخلوق بأوصافه التي تلائم ذاته، ويمتاز الخالق، عز وجل، بأوصافه التي تقوم بذاته القدسية، فكمالها المطلق فرع عن كمال ذاته المطلق، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فمن أطنب في النفي على هذا الوجه فمآل أمره: إنكار وجود الرب، جل وعلا، أو إثبات وجود ناقص لم ينزل به وحي، ولم ينطق به نبي، فطريقة الأنبياء عليهم السلام: الإثبات المفصل لأوصاف الكمال، مع قطع الطمع في إدراك كنهها، فلا يعلم ذلك إلا الرب، جل وعلا، فـ: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)، فلا يحيطون بشيء من علم ذاته أو صفاته إلا بما شاء، على القول برجوع الضمير على ذات الرب، جل وعلا، الموصوفة بالكمال المطلق، وذلك من الخصوص، أو: لا يحيطون بشيء من علمه وذلك أعم من علم الأسماء والصفات فيشمل كل المغيبات والمشهودات، فلا يحيطون بشيء من علمها إلا بما شاء، وذلك العموم، وعلى كلا الوجهين فقد شاء، تبارك وتعالى، ألا نعلم إلا معاني ما قد بلغته الرسل وجاءت به الكتب من أسمائه وصفاته، فالكيف عن عقولنا محجوب فهو من الغيب الذي استأثر بعلمه الرب، جل وعلا، ليقع بذلك الابتلاء بتصديق الخبر، فضلا عن تعظيم الرب، جل وعلا، فهو أعظم الغيوب، وللغائب، وإن كان مخلوقا هيبة في القلوب، فكيف بالخالق، عز وجل، بل إن رؤية أهل دار السلام له، جل وعلا، رؤية تنعم لا إحاطة، فجل، تبارك وتعالى، أن يحيط به مخلوق، فالهيبة والإجلال كائنان في كل حال، سواء أكان ذلك في دار الابتلاء بالاحتجاب، أم في دار النعيم بالرؤية.
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض بيان طريقة النفاة خصوصا وأهل الإحداث في الملل والنحل عموما من من خالفهم:
"ولا ينبغي لأحد أن يذكر صفاته ولا يعرفه بها بل يذكرها بلسانه فلا يتكلم بها وبقلبه فلا يعقلها وينبغي له أَن يعاقب بالقتل أَو بالضرب والحبس من ذكرها أَو أَخبر عنه بها أَو أَثبتها له. أَو نسبها إلِيه أَوْ عرفه بها، بل التوحيد الصرف جحدها وتعطيله عنها ونفي قيامها به واتصافه وما لم تدركه عقولنا من ذلك فالواجب نفيه وجحده وتكفير من أثبته واستحلال دمه وماله أو تبديعه وتضليله وتفسيقه، وكلما كان النفي أَبلغ كان التوحيد أتم، فليس كذا وليس كذا أَبلغُ في التوحيد من قولنا هو كذا وهو كذا، (وهذا قول النفاة كما تقدم فإطنابهم في النفي بخلاف إطناب الرسل عليهم السلام فهو إطناب في إثبات وصف الكمال للرب، جل وعلا، كما نزل به الروح الأمين عليه السلام فمرد هذا الباب إلى الوحي) ". اهـ
بتصرف من: ص151.
(يُتْبَعُ)
(/)
فذلك مسلك النفاة الذين امتحنوا عقيدة السلف أصحاب الحديث في شخص الإمام المبجل: أحمد بن حنبل، رحمه الله، وذلك شأن صاحب كل مقالة حادثة في الملل أو النحل، فإنه يعتقد أمرا، ثم يتكلف له الدليل، ولو بتأويل باطل شرعا وعقلا ينقض ما جاءت به النبوات نقضا، ثم يمتحن غيره عليه، فإن أجاب وإلا أبطن تكفيره أو تفسيقه، فإن سلط عليه بالقدر الكوني، فسيفه سيف ظلم غشوم، يستأصل المخالف، ولو كان الحق معه، فسيف إرهاب معنوي بتكفير أو حرمان من الخلاص، على طريقة رءوس الضلالة في دين النصارى المثلثة، وسيف إرهاب بدني بالقتل والتنكيل، ومحاكم تفتيش النصارى المثلثة، أيضا، خير شاهد على ذلك، فهم سلف لكل ضال جاهل متعصب، يسد على أتباعه منافذ الهداية بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى، وبصرف الهمم عن طلب الحق والتنفير منه ومن أهله بإطلاق الشائعات واختلاق الأكاذيب، على طريقتهم في هذا العصر، لا سيما في الآونة الأخيرة التي استعلن فيها القوم بسفالاتهم، مع غياب سيف الشريعة الحاسم لأدواء الصدور، فهم، عند التأمل، سلف كل محدث في الملة الآخرة، فالجهل والتعصب والتشنيع على المخالف بالكذب المكشوف والإرهاب لطلاب الحق من الأتباع، وإلهاء الجموع عن المسائل العقلية الملحة التي يجدها كل ذي عقل ينتحل مقالة تنقض دلالة العقل نقضا، فمن أحدث في هذا الأمر فإنه حتما سيقع في التناقض الذي يفضح زيف طريقته، ومع تخاذل أهل الحق تارة، وعجزهم عن نصرة المستضعفين من طلاب الحق المسترشدين أخرى، يستطيل أهل الباطل أكثر وأكثر، وليس ثم سلطان للشرع يفزع إليه المستضعفون، فسلطان هذا الزمان: سلطان جور يحكم بما تمليه الأهواء والمصالح دون نظر إلى المصالح والمفاسد الشرعية المعتبرة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فللَّه العظيم أَعظم حمد وأَتمه وأَكمله على ما منَّ به من معرفته وتوحيده والإقرار بصفاته العلى وأَسمائه الحسنى، وإِقرار قلوبنا بأَنه الله الذى لا إِله إِلا هو عالم الغيب والشهادة رب العالمين قيوم السماوات والأرضين إِله الأَولين والآخرين، ولا يزال موصوفاً بصفات الجلال، منعوتاً بنعوت الكمال، منزهاً عن أضدادها من النقائص والتشبيه والمثال.
فهو الحي القيوم الذي لكمال حياته وقيوميته لا تأْخذه سنة ولا نوم، مالك السماوات والأرض الذي لكمال ملكه لا يشفع عنده أَحد إِلا بإِذنه، العالم بكل شيء الذي لكمال علمه يعلم ما بين أَيدي الخلائق وما خلفهم فلا تسقط ورقة إلا بعلمه ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه يعلم دبيب الخواطر في القلوب حيث لا يطلع عليها الملك ويعلم ما سيكون منها حيث لا يطلع عليه القلب، البصير الذي لكمال بصره يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة وأعضائها ولحمها ودمها ومخها وعروقها، ويرى دبيبها على الصخرة الصماءِ في الليلة الظلماءِ، ويرى ما تحت الأرضين السبع كما يرى ما فوق السموات السبع. السميع الذي قد استوى فى سمعه سر القول وجهره، وسع سمعه الأصوات، فلا تختلف عليه أصوات الخلق، ولا تشتبه عليه، ولا يشغله منها سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه كثرة السائلين". اهـ
ص151.
فتلك طريقة الأنبياء عليهم السلام، فقد فصلوا القول في إثبات وصف الرب جل وعلا فهو:
الحي القيوم فله كمال الذات والأسماء والصفات والأفعال: فحياته، جل وعلا، أصل صفات الذات، وقيوميته أصل صفات الأفعال، فله كمال الذات وما يقوم بها من الأفعال على الوجه اللائق بذاته القدسية، فهو الحي لزوما، المحيي تعديا، القائم بنفسه لزوما، المقيم لغيره تعديا، فله كمال وصف الذات اللازم، وكمال وصف الفعل المتعدي.
وهو العالم الذي أحاط علمه بكل الموجودات: فعلم الكلي والجزئي، الماضي والحاضر والمستقبل، فعلمه أول أزلي، به يكون التقدير، ثان، لما يقع في عالم الشهادة من التأويل للمقدور الأول، فقدر أولا وأحصى ثانيا، وعلمه قد بلغ الغاية فهو الخبير العليم بدقائق الأمور، الحكيم فذلك لازم إحاطته للكون بعلمه، فلا يقع شيء فيه إلا لحكمة ربانية جليلة علمها من علمها وجهلها من جهلها، فليست حكمته من جنس حكمة البشر ليجري عليها ما يجري على أفعال البشر من الأحكام تحسينا أو تقبيحا، مرده إلى الشرع، فالرب، جل وعلا، منزل الشرع، فكيف يحكم على فعله
(يُتْبَعُ)
(/)
بما شرعه لغيره؟!. وذلك سبب زلل القدرية النفاة، الذي قاسوا فعل الرب الكامل على فعل العبد الناقص، فهم مشبهة الأفعال كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا.
وهو البصير بالأعيان والأحوال، قد ثبت له وصف العينين، على الوجه اللائق بجلاله، فذلك مفهوم النفي في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وصف الدجال: "إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينه، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية"، فهو من الوصف الذاتي الخبري، يبصر بهما كيف شاء، فمن بصره: بصر الإحاطة بالأعيان، وبصر الإحاطة بالأعمال فـ: (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)، وبصر العناية بأوليائه، ففلك نوح عيسى عليه السلام: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ)، مئنة من كمال العناية بنوح ومن معه من المؤمنين فتلك من العناية الخاصة بجماعة، و: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)، فتلك من العناية الخاصة بفرد، و: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، فتلك من العناية بالتأييد للرسل عليهم السلام حال البلاغ.
وهو السميع: فذلك أيضا مئنة من كمال علمه ونفاذه في كل الكائنات، فله سمع الإحاطة العام الذي وسع كل الأصوات، وسمع الإحاطة الخاص على جهة التهديد لأعدائه: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)، وسمع الإحاطة الخاص على جهة التأييد لأوليائه كما تقدم في قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، فهو تأييد لهما من وجه، تهديد لعدوهما من وجه آخر.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"قالت عائشة: الحمد لله الذي وسع سمعه الأَصوات، لقد جاءَت المجادلة تشكو إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأني ليخفي علي بعض كلامها، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ سَمِع اللهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسمَعَ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] ". اهـ
ص151، 152.
فالآية قد تضمنت وصف الرب، جل وعلا، بالسمع، ماضيا قد دخلت عليه "قد" تحقيقا، فذلك من سمع الإحاطة العام، وهو يدل لزوما على إحاطته العلمية لسائر الكائنات، فسمع الله، عز وجل، قولها، وسمع تحاروها مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على حد المضارعة، استحضارا لتلك الصورة الدالة على كمال وصف الرب، جل وعلا، فضلا عما تدل عليه من تجدد تعلق وصفه بالمسموعات حال وقوعها، فذلك وصف متجدد بتجدد تعلق سمعه، تبارك وتعالى، بما شاء حدوثه من المسموعات، فصفة السمع صفة ذات باعتبار قيامها بالذات القدسية، صفة فعل باعتبار تعلقهابمشيئته، عز وجل، سماع ما يقع في كونه من المسموعات على جهة الإحاطة أو التهديد أو التأييد، كما تقدم من دلالات سمع الباري، عز وجل، في التنزيل، فله، تبارك وتعالى، كمال الذات والفعل، وذيلت الآية بإثبات وصف السمع بصيغة المبالغة مقرونا بالبصر، فهما لازما العلم المحيط، كما تقدم، فالآية قد استجمعت من أوصاف الرب، جل وعلا، صفات الإحاطة: سمعا وبصرا بدلالة المنطوق الصريح، وعلما بدلالة اللزوم، فعلمه قد أحاط بكل المعلومات، كما سمعه وبصره قد أحاط بكل المسموعات والمبصرات، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، لا يفوته سماع داع أو مناج، فيعطي فضلا، ويمنع إما فضلا بادخار ثواب الدعاء، أو برد مقدور شر به فما زالا يتعالجان، وإما عدلا لقيام مانع الإجابة من خبث مطعم، أو دعاء بإثم ..... إلخ من أسباب المنع، وأظهر اسم الرب تبارك وتعالى: "الله": الدال على الذات القدسية المتصفة بكل كمال، أظهر في المواضع الأربعة: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ"، و: "وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ"، و: "وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا"، و: "إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"، تربية للمهابة باستحضار صورة الإجلال للرب، جل وعلا، ذي الجلال، فسمع الإحاطة مئنة من إحصاء ما يلفظ به اللسان، فـ: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فجاءت النكرة في سياق النفي المقرون بالاستثناء حصرا، فدلت على العموم مئنة من كمال
(يُتْبَعُ)
(/)
الإحاطة، وزيد في التوكيد بورود: "من" فهي تفيد التنصيص على العموم، فذلك عموم بعد عموم، وهو آكد في تقرير معنى المراقبة للرب، جل وعلا، فلا يلفظ اللسان إلا بما يرضي الرب، جل وعلا، فالآيات، وإن كانت أخبار عن وصف كماله: سمعا وإحصاء، إلا أنها تفيد الإنشاء من وجه، فنص الوعيد، كما تقدم في مواضع سابقة، يحمل العبد على الترك، فمعنى الزجر والنهي فيه: إنشاء، فتجتمع له الدلالتان: الخبرية عن وصف الربوبية والإنشائية لأمر الألوهية، فإن الإله هو الذي يأمر وينهى، فإذا انتهى العبد عما يغضب الرب، جل وعلا، من الأقوال والأفعال، فقد حقق لازم الربوبية من إفراده، جل وعلا، بالألوهية، فآية تصديق الخبر: امتثال الأمر، على ما تقدم مرارا، من التلازم الوثيق بين وصف الربوبية ولازمه من تكليف الألوهية، وما يدل عليه ذلك من التلازم الوثيق بين الباطن العلمي الذي يتلقى الأخبار تصديقا أو تكذيبا، فيتولد من ذلك تصور معقول، ينتج في القلب إرادات خير أو شر، يظهر أثرها لزوما في الواقع المحسوس.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"القدير الذي لكمال قدرته يهدي من يشاءُ ويضل من يشاءُ ويجعل المؤمن مؤمناً والكافر كافراً والبر براً والفاجر فاجراً، وهو الذي جعل إِبراهيم وآله أَئمة يدعون إِليه ويهدون بأَمره، وجعل فرعون قومه أَئمة يدعون إِلى النار. ولكمال قدرته لا يحيط أَحد بشيء من علمه إِلا بما شاءَ سبحانه أَن يعلمه إِياه". اهـ
ص152.
وهو سبحانه: القدير، فله القدرة على إيجاد الأعيان، وله القدرة على تصريفها على سائر الأحوال، فمهتد إذا شاء فضلا، وضال إذا شاء عدلا، فليست القدرة على الإيجاد فقط، فذلك منطوق لسان المشركين: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، بل هو القدير على حد المبالغة، يصرف القلوب، على ما قد علم أزلا من حالها، فقدر لكل ما يلائمه من مادة هدى أو ضلال، وهو القدير الذي دانت له السماوات والأرض، وخضع لكلماته الكونيات: الأحياء والجمادات، العقلاء والعجماوات، فكل عن أمره الكوني يصدر، فليس ثم حركة في كونه لا يعلمها، فهو الذي قدرها بحكمته في عالم الغيب أولا، وأوجدها بقدرته في عالم الشهادة ثانيا، فله التقدير الكوني على جهة الإحاطة والنفاذ، فلزم من ذلك أن يكون له التقدير الشرعي على جهة الكمال، فالشرع فرع الكون، كما تقدم مرارا، فبلوغ وصفه الذاتي والفعلي الكمال المطلق يدل بداهة على بلوغ أمره الكوني، خلقا، وأمره الشرعي، حكما: الكمال المطلق، فالكامل لا يصدر عنه إلا كامل، فتقديره الكوني النافذ: أثر صفات جلاله فلا راد لقضائه، وتقديره الشرعي الحاكم: أثر صفات جماله، فلا معارض لحكمه الذي أنزله، وإن عدل عنه ضلال البشر إلى قياس أو ذوق، فحكمهم، وإن تحقق منه نوع مصلحة، فهي مصلحة جزئية آنية قاصرة، لقصور العلم والتصور، فيكون الحكم قاصرا لزوما، فالنقص يولد النقص، بل إن ما فيه من كمال، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، إنما يكون فيما وافق فيه الشرع المنزل، وإن لم يدر قائله بذلك، وكم أنطق الله، عز وجل، من لسان كافر أو جاحد بالرسالة الخاتمة بما يدل على كمالها وصلاحها، فواطأها بما أجرى الله، عز وجل، على لسانه من الحق، لتقوم عليه الحجة من لفظه، فشهد بكمال ما يجحده، ولا أدل على ذلك، كما ضرب بذلك المثل ذلك الفاضل، لا أدل على ذلك من الأزمة الاقتصادية التي عاشها العالم في الآونة الأخيرة، ولا زالت آثارها إلى اليوم قائمة، فقد حملت الغرب حملا على الإقرار بتفوق النظام المالي الإسلامي على النظام الرأسمالي الغربي، فأخذوا منه ما يصلح دنياهم، وجحدوا، لتعصبهم ومركزيتهم الفكرية العنصرية، جحدوا ما يصلح أمر أخراهم، فأنطقهم الله، عز وجل، بلسان المقال والحال، بكمال الشريعة الخاتمة، فالمصلحة الكلية باعتبار الحال والمآل، لمن تدبر ورزق فهما وسدادا، المصلحة الكلية في الشرع المنزل، وكماله مئنة من حكمة شارعه، عز وجل، كما أن نفاذ قدره الكوني مئنة من كمال قدرة مقدره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم عرض ابن القيم، رحمه الله، إلى صورة من صور كمال القدرة الربانية بقوله:
"ولكمال قدرته خلق السموات والأَرض وما بينهما في ستة أَيام وما مسه من لغوب ولا يعجزه أحد من خلقه، ولا يفوته، بل هو فى قبضته أَين كان، فإن فر منه فإِنما يطوى المراحل في يديه كما قيل:
وكيف يفر المرءُ عنك بذنبه ******* إِذا كان يطوي فى يديك المراحلا". اهـ
ص152.
فخلق فذلك وصف الإثبات المراد لذاته، وما مسه من لغوب أو نصب، فذلك وصف النفي المراد لغيره، فالنفي الدال على العموم المؤكد بـ: "من"، آكد، كما تقدم، في تقرير الوصف، ومع تضمنه التنزيه للرب، جل وعلا، عن وصف السوء، فإنه يدل لزوما على اتصافه، عز وجل، بكمال ضده من وصف القدرة، فهو القدير على الخلق إيجادا فلا يعجزه خلق الكائنات: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ): فذلك من الاستفهام الإنكاري الإبطالي في معرض تقرير الحجة العقلية الدامغة على منكري البعث، فإنه، عز وجل، لم يعجزه الخلق الأول، بل هو البديع الذي أوجد لا على مثال سابق، فإعادة الخلق الجديد جائزة بل واجبة شرعا وعقلا في حقه، جل وعلا، فذلك من قياس الأولى الذي تكرر وروده في التنزيل في معرض تقرير الأخبار من بعث ونشور، فضلا عن استعماله في تقرير أسماء وصفات الرب، جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، فهو خالق الكمال في كونه، فاتصافه به ثابت من باب أولى، وهو الأولى بكل كمال مطلق، فما كان منه في خلقه، فهو ثابت له من باب أولى، فالمخلوق قد يوصف بالعلم مع قصور علمه، فيوصف الرب، جل وعلا، وجوبا، لدلالة الشرع والعقل، بالعلم مع كماله وتنزهه عن عوارض النقص من جهل أو نسيان، فوصفه بالعلم الكلي الكامل قياسا على اتصاف المخلوق بالعلم الجزئي الناقص، من قياس الأولى، فله من كل وصف ثناء مطلق أرفع درجة وأعلى منزلة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 05 - 2010, 08:26 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولكمال غناه استحال إضافة الولد والصاحبة والشريك والشفيع بدون إِذنه إِليه". اهـ
ص152.
فإضافة الولد والصاحبة له: مئنة من نقص الذات، فيفتقر إلى زوج، كما يفتقر الأزواج إلى بعضهم في عالم الشهادة، وذلك مما يتنزه عنه الرب، جل وعلا، بداهة، فهو الغني بذاته عن الأسباب، فلا يستوحش ليفتقر إلى الأنس بزوج أو ولد، فذلك وصف نقص تنزه عنه من الأزل، فله كمال الذات والوصف أزلا وأبدا، وإنما يستوحش من نقصت ذاته أو صفاته فافتقر إلى ما يكمل نقصه ويجبر كسره: حسا أو معنى، فيفتقر إلى الزوج حسا ليقضي وطره، ويفتقر إليه معنى ليشبع نفسه بالأنس به والتودد إليه كما يقع بين الأزواج في هذه الدنيا، وتلك معان لا تليق بداهة بمن كملت ذاته وصفاته، فقياسه وهو الكامل كمالا ذاتيا أزليا أبديا مطلقا، على الناقص جبلة فلا ينفك عن افتقار إلى رب الأسباب، جل وعلا، لييسر له منها ما يقيم أمره ويصلح شأنه، ذلك القياس من الفساد بمكان، فالرب يطعم ولا يطعم، ويرزق ولا يرزق، فـ: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، وبذلك احتج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وفد نصارى نجران، فالمسيح عليه السلام بالإجماع: كان يأكل ويشرب وينام ويحدث ...... إلخ من عوارض الجبلة البشرية الناقصة، فـ: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، ولا يعيبه ذلك فـ: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)، ولازم العبودية العامة: الافتقار إلى الأسباب الكونية من مطعم ومشرب ..... إلخ، فمن نازع في ذلك بالإقلال من الطعام والشراب على وجه يقع به الإخلال والإضرار بالبدن، لزهد يدعيه، وإنما هو محص غلو قد أحدثه، فرام الخروج عن طور البشرية إلى طور الملائكية، وربما الإلهية!، إن كان الجوع
(يُتْبَعُ)
(/)
والعطش وكثرة السهر قد أفسدت عقله، كما يقع لكثير من الغلاة في هذا الباب، فكثير منهم جاهل يسير في طريق العمل بلا دليل من العلم يعصمه، فترد على عقله المختل وساوس الشيطان فيظنها فتحا من الرحمن بنبوة أو ولاية تسقط التكليف، أو ترفعه إلى منزلة فوق منزلة البشر، فهو شيخ طريقته ومحقق مقالته، فله من الفتوح ما ليس للأتباع، ولا سبيل لهم إلى بلوغ السلامة ونيل الكرامة إلا بالسير على خطاه، فتتعدد صور الهداية بتعدد صور الجائعين في الخلوات!، فلكل تجربة تباين تجارب بقية الشيوخ، فمن مقل ومن مستكثر من الرسوم والأوراد، فلكل رسوم طريقته من هيئات التعبد والتنسك، ولكل أذكاره التي لا مستند لها إلا نقل ضعيف، أو تأليف حادث لمأثور صحيح، فيركب منها هيئات ومقادير ليس عليها دليل فيقع في البدعة الإضافية، فأمره دائر بين البدعة المطلقة بإحداث ما لا أصل له من الديانة، والبدعة الإضافية بالتأليف والتركيب لما صح عن صاحب الشريعة صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وجه حادث لم يرد في كتاب أو سنة، ولم يؤثر عن سلف هذه الأمة.
والشاهد أنهم بذلك قد خرجوا عن قانون الأنبياء عليهم السلام فـ: (مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، و: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)، فهم بشر يفتقرون إلى ما يفتقر إليه البشر من أسباب الحياة، مع كونهم خير طباق الخلق، فكيف بمن دونهم؟!، فإن فقره ثابت من باب أولى، إذ لو كانت طريقته في طلب ما ليس للبشر من خصائص الغنى بهجر الأسباب على جهة الغلو بترك كلي أو إقلال خارج عن حد العادة، لو كانت طريقته تلك طريقة مثلى، فهي مما حض عليه الشارع وجوبا أو استحبابا، لكان الأنبياء بها أولى وعليها أحرص، لا سيما أفضلهم وخاتمهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو القائل في بيان حاله، وحاله أكمل الأحوال البشرية بداهة، لكونه أفضل الخلق على الإطلاق، فلا مطمع لملك أو إنسي أو جني في بلوغ منزلته، فلا يصل إليها ملك مقرب أو نبي مرسل، فهو القائل في بيان حاله: "أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"، فلم يخرجه وصف الرسالة عن طور البشرية، كما تقدم من قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)، فصدر الخبر بوصف البشرية قطعا لطريق الغلو، ثم ثنى بوصف الرسالة قطعا لطريق الجفاء، فهو بشر فيما يتناوله من أسباب حياة البدن الكثيف، فيشترك مع سائر البشر في ذلك، وإن فضل عليهم بقدر زائد من قبيل: "إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي"، وما روي عن طاووس وصفوان بن سليم مرسلا وروي نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلا في الجماع"، وقال سليمان عليه السلام: "لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، فذلك القدر وإن امتاز به الأنبياء عموما والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصوصا، إلا أنه لا يخرجهم ولا يخرجه عن طور البشرية بل غايته أن يثبت به لهم أشرف الهيئات والجبلات الآدمية، وهو: نبي بما يتناوله من أسباب الوحي: مادة حياة الروح اللطيف، فذلك قدر زائد قد اختص به الأنبياء عليهم السلام وأعظمهم قدرا وأوفرهم نصيبا منه النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا يعدل عن هذه الطريقة الكاملة إلى بنيات الطرق الحادثة بطرائق الزهد والنسك الغالية إلا محدث في الملة، كما وقع من رهبان النصارى، أو النحلة كما وقع من شيوخ الطرق أصحاب الكشوف والإلهامات الشيطانية، التي ظنوها لسوء قصد باطن وفساد
(يُتْبَعُ)
(/)
عمل ظاهر فتوحا رحمانية، ولا يميز بين النوعين: الرحماني والشيطاني، إلا من أوتي علما به يحصل الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فأمرهم قد يلتبس، بادي الرأي، بخارقة يجريها الرب، جل وعلا، على أيديهم، فتكون في حق الصالح: آية أو كرامة تدل على نبوة صادقة أو ولاية صحيحة، وتكون في حق الطالح: خارقة شيطانية تدل على فساد طريقة صاحبها، فيفتن بها أصلا، ويفتن بها أتباعه تبعا، فهي تكريم للأول، إهانة للثاني، وإن كان القدر الظاهر منها مشتركا، وإن كانت الآية أو الكرامة، عند التحقيق، أعظم قدرا، بل الآية لا تلتبس بالكرامة، فالآية معجزة من كل وجه فلا تجري إلا على يد نبي بخلاف الكرامة التي تجري على أيدي من دون النبي من الأولياء الصالحين، ومع ذلك فالاشتراك، ولو في الجنس الأعلى، مظنة الإجمال، فيشتبه الأمر على عموم المكلفين، إذ خرق العادة لكليهما حاصل، فلا يفصل هذا النزاع، ويرفع هذا الإجمال إلا بيان كبيان الإمام المطلبي رحمه الله: "إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة"، فمناط الأمر: تعظيم النبوة تصديقا واتباعا، ولا يكون ذلك إلا للولي الصالح، فلا بد أن يظهر من صلاح طريقته ما يمتاز به عن الكاهن أو الساحر، فهما أعظم الناس قدحا في النبوة، فليس لهم من التصديق والامتثال نصيب، فـ: (مَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)، فيستحيل بداهة أن تجتمع ولاية الرحمن وولاية الشيطان في إنسان واحد، فهما على حد التناقض، والمتناقضان لا يجتمعان ولا يرتفعان كما قرر أهل النظر.
فالمسيح عليه السلام وسائر من غلا فيهم أتباعهم أو المنتسبون إليهم، ولو دعوى باطلة لا مستند لها من شرع أو عقل، أولئك لم يكونوا إلا فقراء مربوبين، فلا غنى لهم عن أسباب الحياة، ولا غنى لهم عن امتثال أمر الرب، جل وعلا، فلم يطلب المسيح عليه السلام ما ليس له من أوصاف الربوبية، بل أرجع كل ما جرى على يديه من الخوارق إلى الإذن الكوني النافذ: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فثبت بذلك بطلان ربوبيتهم، وبطلان ألوهيتهم لزوما، فهم عباد كبقية العباد لهم من الهيئات البشرية ما يبطل بداهة دعوى من ادعى فيهم الألوهية، فخصائص الألوهية بالأمر والنهي، قد انفرد بها من له كمال الربوبية بالخلق والملك، وليس ذلك بداهة إلا للرب، جل وعلا، بل إن من أثبت له شريكا في ملكه أو أمره، مقر بتفرده بوصف زائد يجعله أعلى درجة، كالأب عند النصارى فإنه أشرف قدرا ووصفا من الابن، وإن أثبتوا لكليهما وصف القدم والأزلية، فالابن عندهم قد صدر عن الأب، فهو أقنوم تجسد فيه اللاهوت، أو وصف من أوصافه هو الكلمة، فالصورة اللاهوتية أو الإلهية أشرف بداهة من الصورة الناسوتية أو البشرية، وذلك قدر يكفي لإبطال هذه المقالة العجيبة، فإن الأمر، يؤول في النهاية، إلى واحد ليس له في وصفه مثيل، فبطل اشتراك غيره معه في منصبه، ولزم عقلا إبطال تجسد ذاته أو وصفه في مخلوق حادث، فذلك وصف نقص مطلق يلحقه بخلقه الحادث الذي تجري عليه أعراض النقص والفناء، فما من مخلوق حادث إلا وله أجل ينتهي ويفنى عنده، وذلك أمر لا يليق بذات أو وصف الرب الأول الآخر، جل وعلا، فالعقل الصريح شاهد عدل لما جاء به النقل الصحيح في هذا الباب الجليل وفي كل أبواب الديانة، وغنى الرب، جل وعلا، المطلق، مما يستدل له بنص الشرع وقياس العقل على نحو تزول معه كل شبهة، بل ويستدل به على لازمه من تمام تفرده بمنصب الربوبية تكوينا، فلا خالق إلا هو، وتشريعا فلا حاكم إلا هو، بحكمه الذي أنزله في كتابه أو أجراه على لسان أنبيائه، فهم أصحاب الشرائع المتبوعة، فحكمهم من حكمه فـ: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، و: "ألا وإن ما حرم رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم مثل ما حرم اللَّه"، فالغني لا أرب له في غيره ليظن في حكمه ميل أو جور، فإنما يقع الجور لافتقار الحاكم الجائر إلى ما يمكن به سلطانه ويقهر به أتباعه، ولو كان ظلما وهضما لحقوقهم، كما هو حال أئمة الجور في زماننا وفي كل زمان، فالفقر الذاتي اللازم لهم يحملهم على ظلم غيرهم بسن القوانين الجائرة فيها تستباح الأنفس والأموال، ولا فقر أعظم من ذلك، وهو مما تنزه عنه الرب، جل وعلا، بداهة: "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا"، فلا يظلم، جل وعلا، عباده، وإن كان قادرا على ذلك، لكمال غناه، فوصفه على الضد من وصف ملوك الدنيا: فالغنى وصف ذاتي لازم له، به يتنزه عن ظلم العباد بهضم حقوقهم فـ: (مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا)، و: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، بل إنه الشكور لعملهم، وإن قل، فيربيه لهم: (وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)، وينميه لهم فـ: "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ"، ويثمره لهم بالتكثير: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ)، والتضعيف فـ: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً)، فمن ذلك وصفه كيف لا تكون ذاته أكمل الذوات وأشرفها وصفاته أكمل الصفات وأعظمها وأفعاله أعدل الأفعال وأحكمها، وشرائعه المنزلة، لا سيما الشريعة الخاتمة، أكمل الشرائع وأوفاها بيانا لما يجب انتحاله من الأخبار وامتثاله من الأحكام، فمن آمن بغناه المطلق لزمه أن يرضى ويسلم لأمره الكوني النافذ وأمره الشرعي الحاكم، فذلك مناط التكليف والابتلاء.
وإثبات الشريك والشفيع بدون إذنه له: مئنة من نقص الفعل، فالعاجز عن فعل الشيء بنفسه هو الذي يفتقر إلى شريك يقاسمه التصرف أو يظاهره، وكلا الأمرين منتف في حق غير الله عز وجل: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ)، وذلك مما باين فيه أهل الحق أهل الباطل من الغلاة في الأكابر كالأنبياء والأئمة والأولياء، أو الأصاغر، كسائر من ادعي له الفضل، وليس له بأهل، فهم يثبتون للرب، جل وعلا، شريكا في الأمر الكوني، فليس منفردا بتدبير هذا الكون، بل من الأئمة والألياء من يقول للشيء كن فيكون، كما يزعم الغلاة من سدنة ورواد الأضرحة والمشاهد، وذلك ما لم يقع فيه حتى المشركون الأوائل، فلم يكن توحيد الربوبية: توحيد الملك والتدبير: محل نزاع بين الرسل عليهم السلام وأقوامهم، فـ: (لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)، وإنما كان النزاع، كما تقدم مرارا، في لازم هذا التوحيد الذي لا ينفك عنه: توحيد الألوهية: توحيد الطاعة والانقياد، وأما حال الغلاة في زماننا: الوقوع في نوعي الشرك: العلمي فيثبتون للمخلوق وصف الخالق، عز وجل، من سماع دعاء وإجابة وتصرف في الكون بالضر أو النفع ...... إلخ، والعملي: فيصرفون له من أجناس العبادة ما لا يجوز صرفه إلا لله، عز وجل، فهو وحده: الرب الفعال لما يريد، المعبود بحق بما يشرع. وعند النظر والتأمل، يظهر أن الفساد في نوعي التوحيد: فساد متلازم، فإنه ما دعا غير الله، عز وجل، فوقع في شرك العبادة إلا بعد أن اعتقد أن لهذا الغير من وصف الرب، جل وعلا، من التصرف والتأثير في الكون
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يسوغ دعاءه.
والشاهد أن إثبات أي وصف رباني للمخلوق هو شرك في الربوبية، ولا يقتصر الأمر، كما تقدم مرارا، على صور الشرك الصريح بصرف العبادة مباشرة لغير الله، عز وجل، بل يتعدى ذلك إلى صور من الشرك العصري، إن صح التعبير، كحال من بدل الشرع المنزل، فاتخذ أربابا من البشر يشرعون بما استحسنته عقولهم أو أذواقهم، سواء أكان ذلك في التشريعات التعبدية كما يقع من كثير من شيوخ الطرق، فكل يحدث من الأذكار والأوراد والهيئات التعبدية ..... إلخ ما يضاهي به المشروع منها، فهو محدث في الديانة من هذا الوجه، ثم يأمر أتباعه لزوما على جهة الإيجاب، بالسير على تلك الطرائق الحادثة، فلسان حاله: التشريع في العبادات، أم في التشريعات العامة كما يقع من صناع الدساتير الوضعية التي لا تمت في جملتها إلى الشرع المنزل بصلة، وإن وافقته في بعض المسائل، غالبا ما تقتصر على الشئون الخاصة كالأحوال الشخصية، فحال المحدث في التشريع العام كحال المحدث في التشريع الخاص، فهو يحدث ما شاء مما استحسنه عقله من الأحكام، ثم يدعو غيره إلى اتباعه اختيارا أو لزوما، فيضطر أصحاب الحقوق إلى الاحتكام إليه لاستخلاص حقوقهم، وذلك، أيضا، مما يقدح في ربوبيته، عز وجل، ولسان حال بل مقال فاعله في كثير من الأحيان: الطعن في حكمة الرب، جل وعلا، وعلمه، والطعن في الحكمة: طعن في الفعل الصادر عنها، فالفعل لا يكون كاملا إلا إذا صدر ممن له كمال الحكمة، فإذا انتقص من قدرها انتقص من قدره بداهة، فالفرع يتبع أصله في الحكم: كمالا أو نقصانا.
ومثل ذلك اتخاذ الشفيع عنده بلا إذنه، فإن ذلك قياس فاسد للرب، جل وعلا، على خلقه، فالملك من ملوك الدنيا يقبل شفاعة الشافعين عنده، ولو اضطرارا فلا يكون المشفوع فيه على مراده ولكنه يضطر إلى قبول الشفاعة اضطرارا خشية خروج الشافع عن أمره، فيداهن ويتملق الشافع ليستبقي وده، فهو من أعوانه، كما اطرد من حال أئمة الجور، فإنهم يقربون أعوانهم ويقبلون شفاعاتهم في ذويهم وأتباعهم، ليستبقوا قوتهم في حفظ ملكهم الجائر، فيخشى الملك الظالم ألا يلبي شفاعة تابع من أتباعه لئلا يكيد له، ويثير الرأي العام عليه!، أو يفضحه إن كان قد اطلع على أدلة تدينه، وتلك معان منتفية في حق الرب، جل وعلا، بداهة، فإنه جل وعلا، غني عن الشريك والظهير فلا يفتقر إلى اصطناع أتباع من خلقه، إذ كيف يفتقر إليهم وهو الذي أوجدهم وأمدهم بالأسباب، فكل ما لهم من القوى والأسباب إنما هو محض عطية منه، لا تنقص من ملكه، جل وعلا، شيئا، فكيف يفتقر إلى قبول شفاعة من هذا حالهم من النقص والفقر، وهو الكامل في ذاته الغني في صفاته.
وهي حيلة قديمة زينها الشيطان للغلاة في البشر فأغراهم باتخاذ الوسائط الأرضية في صورة من أفسد صور قياس العقل قيس فيها ملك الملوك، جل وعلا، على سائر ملوك الأرض الذين لا يمكن الدخول عليهم غالبا إلا باتخاذ الوسائط والشفاعات.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولكمال عظمته وعلوه وسع كرسيه السموات والأَرض، ولم تسعه أَرضه ولا سماواته ولم تحط به مخلوقاته، بل هو العالي على كل شيء وهو بكل شيء محيط، ولا تنفد كلماته ولا تبدل، ولو أَن البحر يمده من بعده سبعة أبحر مداداً وأَشجار الأَرض أَقلاماً، فكتب بذلك المداد وبتلك الأَقلام، لنفد المداد وفنيت الأَقلام، ولم تنفد كلماته إِذ هى غير مخلوقة، ويستحيل أَن يفنى غير المخلوق بالمخلوق. ولو كان كلامه مخلوقا - كما قاله من لم يقدره حق قدره، ولا أَثنى عليه بما هو أَهله - لكان أَحق بالفناءِ من هذا المداد وهذه الأَقلام، لأَنه إِذا كان مخلوقاً فهو نوع من أَنواع مخلوقاته، ولا يحتمل المخلوق إفناءَ هذا المداد وهذه الأَقلام وهو باق غير فان". اهـ
ص152
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن العلو من لوازم العظمة، كما تقدم مرارا، فمن مفرداته: علو الشأن، وذلك من مقتضيات العظمة، فالعظيم عظيم في ذاته، عظيم في وصفه، عظيم في قدره، عظيم في قهره ..... إلخ، وقل مثل ذلك في العلو فمنه الذاتي ومنه الوصفي، ومنه علو القدر والقهر ....... إلخ، فتعالى أن يشبه وصفه وصف، وتعالى أن يحيط به عقل، وإنما للعقل، كما تقدم مرارا، إدراك المعاني الذهنية دون الحقائق الخارجية، وتعالى أن يحيط بوصفه مخلوق، فلا تحده جهة مخلوقة، وإنما له العلو المطلق، وتعالى أن يحيط بكلماته قرطاس أو مداد، فإن المخلوق لا يحيط بغير المخلوق بداهة، وبذلك رد أهل الإسلام والسنة على من قال بحلول الوصف الإلهي في المخلوق الأرضي ناسوتا حيا كان كالنصارى، أو كائنا جامدا كالمعتزلة الذين قالوا بخلق الكلمات الإلهية في الشجرة التي نودي موسى الكليم، عليه السلام، من جهتها، وأضل منهم من قال من النصارى الأرثوذكس بحلول الرب، جل وعلا، نفسه في ناسوت المسيح عليه السلام فلزمهم أن يكون هو المخلوق في رحم البتول، عليها السلام، المولود لها، المغتذي بلبنها، المحدث للحدث كسائر البشر، المفتقر إلى الطعام والشراب والنوم ..... إلخ من عوارض البشر التي احتج بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جداله لأهل الكتاب من نصارى نجران، كما تقدم، وأضل منهم من قال بالحلول أو الاتحاد العام بسائر المخلوقات كما قد صرح بذلك غلاة أهل الطريق، فلا مقالة في الدنيا في الرب الإله المعبود أفسد من مقالتهم، وكل تلك المقالات إنما صدرت من قائليها لكون بضاعتهم من النبوات: مزجاة، فإما نقل مبدل، وإما قياس عقل فاسد، وإما ذوق فاسد غلا في الفناء في ذات المعبود، جل وعلا، محبة، بزعمه، فوقع في فناء الوجود، وما يلزم منه من الحلول أو الاتحاد، فلكل نصيبه من الضلال بقدر بعده عن مصدر التلقي المعصوم: وحي النبوات المحفوظ رواية فنقله متواتر، ودراية، فبلسان عربي مبين قد نزل، فلا يحمل إلا على لسان من قد نزل عليهم، ولم يكن ذلك إلا لأهل الإسلام عموما، وأهل السنة خصوصا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهو سبحانه يحب رسله وعباده المؤمنين ويحبونه، بل لا شيء أَحب إِليهم منه ولا أشوق إليهم من لقائه ولا أَقر لعيونهم من رؤيته ولا أحظى عندهم من قربه، وأَنه سبحانه له الحكمة البالغة فى خلقه وأمره وله النعمة السابغة على خلقه، وكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل، وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها". اهـ
ص152.
فذلك من وصفه، عز وجل، بصفة المحبة على الوجه اللائق بجلاله، فهي محبة حقيقية، لا يلزم منها ما يلزم من بعض آثار محبة البشر المخلوق، فبعضهم يظلم ويتعدى إرضاء لمحبوبه، فيميل إليه لمحبته، وإن كان ظالما جائرا، فيغمض عينه عن مساويه، لميله إليه ميلا جائرا يناقض معنى العدل الذي يعطى به الحق لأصحابه، ولو كانوا أعداء، وينزع به الحق ممن ليسوا بأصحابه، وإن كانوا أحبة، فذلك العدل المستوجب لوضع كل شيء في محله وإعطاء كل ذي حق حقه، فبه تقوم السماوات والأراضين، وبه تستقيم أمور الدنيا والدين، فالمحبة البشرية قد تنقض هذا المعنى من وجه إذا كانت ميلا واتباعا للهوى، ولذلك علقت المحبة الكاملة، وهي محبة العبد لربه، جل وعلا، على اتباع الرسالة تصديقا وامتثالا، فـ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وذلك أمر يقتضي العدل لزوما، فإن الرسالات لم تأمر بالجور، بل قد أمرت بالعدل في كل أبواب الديانة، ففي حق الرب، جل وعلا، أمرت بتوحيده فهو صاحب هذا الحق الذي لا شريك له فيه ولا منازع، فقياس العقل الصريح: إعطاء كل ذي حق حقه، ولا يوجد أحد سوى الله، عز وجل، يستحق صرف شيء من العبادة الباطنة أو الظاهرة له، بل الرسل عليهم السلام ما انقادت القلوب لرسالاتهم إلا فرعا عن كونها من الرب، جل وعلا، قد صدرت، فاتباعهم المطلق فرع عن الأمر الشرعي بذلك لمكان عصمتهم، كما تقدم من آية المحنة، فهم المبلغون عن الرب، جل وعلا، رسالاته أخبار وأحكاما، فاتباعهم عند التحقيق: اتباع لمرسِلهم، جل وعلا، فتوحيد المرسَل بتصديقه
(يُتْبَعُ)
(/)
وامتثال أمره، ذريعة إلى توحيد المرسِل، جل وعلا، وذلك معنى يغيب عن كل من غلا في أمر المحبة فجعل المحبة الشركية بالغلو في الأفاضل من جنس المحبة الشرعية، مع أنها تعارضها، بل تنقض عراها نقضا، فالمحبة الشرعية: محبة توحيدية لا تقبل الشراكة، والمحبة الغالية: محبة شركية تخلع فيها أوصاف الخالق، عز وجل، على المخلوق، فيصرف له من حقه تبارك وتعالى، ما يعادل قدر ذلك الصرف، فذلك جار، على ما تقدم مرارا، من التلازم الوثيق بين الربوبية والألوهية، فهذه محبة باطلة فيها من جنس الميل عن الحق وإعطاء من لا يستحق ما لا يستحق من أجناس التعظيم بالعبادة التي لا تكون إلا للرب جل وعلا بداهة، فيها من هذا الجنس الجائر ما ينقض معنى العدل نقضا، فهو على النقيض منه: ظلم بين، بل هو أعظم أجناس الظلم قدرا ووصفا.
والشاهد أن معنى المحبة معنى كلي يجمع أجناسا من المحبة الكاملة والمحبة الناقصة، فلا يثبت منها لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، إلا الأجناس التي تليق بكمال ذاته القدسية، لئلا يقع التناقض بين صفاته العلية، فلو شبه مشبه يقيس وصف الرب، جل وعلا، على وصف عباده، لو شبه محبته بمحبة البشر التي تدرك آثارها بالحس، ويقع فيها من صور النقص ما يقع، فالغالب على البشر الميل واتباع الهوى في الحب والبغض، فذلك مما جبلت عليه النفوس التي تتعصب للمحبوب فترفعه فوق المرتبة التي هو بها، بمقتضى الشرع، كما رفعت النصارى المسيح عليه السلام من مرتبة النبوة فتلك مرتبته الشرعية إلى مرتبة الإلهية فتلك مرتبة شركية لا يرضاها صاحب الشأن، عليه السلام، بل هو منها براء، فلسان مقاله يوم العرض: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فما حصلوا شيئا من الغلو فيه إلا ضد ما أرادوه فنسبوا إليه من أوجه النقص ما نسبوا فقد أهانه أعداؤه وهم أخبث أجناس البشر فأغروا به عدوه ثم تسلطوا عليه بالقتل والصلب الذي نزهه الرب جل وعلا، عنه فرفعه وطهره من رجسهم، فمقالتهم فيه، عليه السلام، من التعصب والميل في الحب بمكان، ونظيره في طرائق الإسلاميين من أصحاب المقالات والطرق ما وقع من بعض الفرق الغالية في تعظيم بعض أكابر الصحابة، رضي الله عنهم، على وجه وقع به جنس ما وقع في دين النصارى من رفع بشر فوق منزلته، على نحو لا يرضاه، هو نفسه، فذلك عند التحقيق انتقاص من قدره وقدح في كماله وفضله، وإنما يغلو الجاهل في محبوبه فيذمه من حيث أراد أن يمدحه، وذلك شأن كل غال، فالجهل والتعصب والغلو قرائن لا تنفك غالبا، وفي مقابل هذا الغلو في المدح، يقع لزوما غلو آخر في الذم، فتنسب كل فضيلة إلى المحبوب، ولو لم تكن فيه، بل قد تكون، كما تقدم، مما يذم به، ولكن الغالي فيه لنزقه وجهالته قد فسد قياس عقله فلا تمييز عنده بين المنقبة والمنقصة، وفي المقابل تنزع كل فضيله من غيره ممن يساويه في المنزلة، بل قد يفوقه، فالنصارى، قد غلوا في المسيح فنسبوا إليه الآيات والمعجزات وجعلوها مئنة من ألوهيته، وذلك أمر ينقضه قياس العقل الصريح فمعجزات موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام أكثر عددا وأعظم قدرا ولم يلزم من ذلك غلو فيهما بادعاء الألوهية لهما، ولكن القوم لعظم جهالتهم، قد غفلوا عن ذلك ثم عمدوا إلى القدح فيمن سواه ممن يشاركه وصف النبوة، لا سيما النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أبان عن عوار طريقتهم بما أوحى إليه الرب جل وعلا من التنزيل الذي جاء بتقرير التوحيد الناقض للتثليث، فتولد من غلوهم في المدح، غلو آخر في الذم، وفي كليهما قد أساءوا الأدب لجهل عظيم وهوى مستحكم، وذلك أمر ظاهر فيهم إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
يومنا هذا، بل قد زاد في الأعصار الأخيرة، فصار القدح في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نصارى الغرب والشرق أمرا ممنهجا، يكشف عن سوء طوية وضحالة علم وضعف عقل صاحبه، فلا نقل ولا عقل ولا إرادة صحيحة لطلب الحق بتجرد وإنصاف، وهو، أمر، يظهر، أيضا، بنفس القدر في مسالك الغلاة من الإسلاميين، فلا بد من سلب كل فضيلة من غير الممدوح، بل لا بد من نبزه بكل نقيصة، ولو كان أرفع شأنا من الممدوح، كما يظهر ذلك من طريقة من قدح في جمهور الصحابة، رضي الله عنهم، ففرق بينهم مع تماثلهم في وصف الصحبة العام وتفاضلهم بما قد اختص به بعضهم دون بعض من الخصائص أو الفضائل، فأشبه من وجه، من قد قال فيهم الرب جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)، فهؤلاء يريدون التفريق بين الرسل عليهم السلام فيؤمنون ببعض ويكفرون بعض، وأولئك يريدون التفريق بين الصحابة، رضي الله عنهم، فيوالون بعضا ويعادون بعضا، والمسلك، كما تقدم، واحد، وإن اختلفت أعيان الممدوحين، فالنفس البشرية واحدة في حركاتها، فتتشابه مسالك أهل العدل والاستقامة، كما تتشابه مسالك أهل الجور والضلالة.
والشاهد أن من شبه الرب، جل وعلا، بمحبة هذا وصفها فإنه بين أمرين لا ثالث لهما:
إما أن يثبت هذه المحبة الباطلة لله، عز وجل، فيكون قد وقع في قياس التمثيل، فسوى بين وصف الخالق، جل وعلا، ووصف المخلوق لمجرد الاشتراك في معنى المحبة العام.
وإما أن يفر من هذا اللازم، وليس بلازم إلا له بما ألزم به نفسه من القياس الباطل، فينفي وصف المحبة عن الله، عز وجل، بالكلية، كما فعل المعطلة، أو يؤوله بنحو إرادة الإحسان أو الإنعام ..... إلخ، كما فعل المتكلمون، فغايته أن ينفي ذلك المعنى الباطل، ونفيه حق، ولكنه قد نفى معه المعنى الصحيح الثابت للرب، جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله فلا يعتريه ما يعتري وصف البشر من النقص، وإن اشترك معه في المعنى الكلي الجامع، فذلك من قبيل الاشتراك المعنوي في الأصول الذهنية للمعاني دون حقائقها الخارجية، فلكل وصف يليق بذاته كمالا أو نقصانا كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فلا يستوي وصف الخالق، عز وجل، الكامل، ووصف المخلوق الناقص.
وأصل كل بلاء في هذا الباب: تشبيه الخالق، عز وجل، بالمخلوق، كما وقع من النصارى جفاء في حق الرب، جل وعلا، فجوزوا اتصافه بأوصاف النقص، وشاركهم في ذلك من وجه: نفاة صفات الكمال عنه، جل وعلا، فلازمه اتصافه بنقيضها من أوصاف النقص الذي يتنزه عنه شرعا وعقلا، وتشبيه المخلوق بالخالق، ولا يكاد ينفك عن النوع الأول، كما وقع من النصارى، أيضا، غلوا في حق المسيح، عليه السلام، فخلعوا عليه من أوصاف الربوبية ما انتفى بداهة في حق عموم البرية، وشاركهم في ذلك من وجه أيضا: كل من غلا في معبود أو متبوع أو مطاع، سواء أرضي بذلك كطواغيت البشر، كأمثال السحرة الذين يدعون علم الغيب والقدرة على التأثير بالضر والنفع فينازعون الرب، جل وعلا، وصفا من أخص أوصاف ربوبيته وهو التدبير الكوني، فأولئك من جملة الطواغيت، أو من جوز لنفسه أن يعارض شرع الرب، جل وعلا، بشرع مبدل وضعه بهواه أو ذوقه فينازع الرب، جل وعلا، أيضا، وصفا من أخص أوصاف ربوبيته وهو التدبير الشرعي، فهو، أيضا، من جملة الطواغيت، أم لم يرض، كالملائكة والمسيح، عليه السلام، وسائر الأئمة والصالحين الذين ابتلوا بالغلو فيهم وهم من ذلك براء فـ: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)، و: (يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ).
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأنه أفرح بتوبة عبده من واجد راحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأَرض المهلكة بعد فقدها واليأْس منها". اهـ
ص152.
(يُتْبَعُ)
(/)
فذلك من عظم فضله وكرمه، فمع غناه التام عن عبده العاصي، يمهله ويحلم عليه، حتى يراجعه فيفرح بتوبته، فرحا يليق بجلاله، فنسبة الفرح هنا، أيضا، ليست كنسبة الفرح إلى البشر الذين يفرحون بمسرات طارئة لم يكن لهم بها علم سابق، وذلك منتف في حق الرب، جل وعلا، بداهة، بل هو العليم أزلا، فيعلم متى يتوب العاصي الذي امتن عليه باصطفائه وتقريبه فقبل توبته مع عظم إساءته، وذلك أمر يجد أثره كل عاص قد أمهله الرب، جل وعلا، حتى تاب، فيقدر في عقله: ماذا لو لم يتب الرب، جل وعلا، عليه فمات على عصيانه ماذا سيكون حاله؟!، فذلك مما يستشعر به منة الرب، جل وعلا، عليه، فنعمته حاصلة حال العصيان بالإمهال، حاصلة حال التوبة بالإقلاع، حاصلة حال الطاعة بتيسير أسبابها فذلك من عظيم فضله، فهو المنعم في كل حال. ومن لم يقدر له التوبة فإنه يصبر عليه ويوفيه أجره في هذه الدار، فلا ينفك عن نعمة من الرب، جل وعلا، وإن كانت معجلة فـ: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ).
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأَنه سبحانه لم يكلف عباده إِلا وسعهم وهو دون طاقتهم، فقد يطيقون الشيء ويضيق عليهم، بخلاف وسعهم فإِنه ما يسعونه ويسهل عليهم ويفضل قدرهم عنه كما هو الواقع.
وأَنه سبحانه لا يعاقب أَحداً بغير فعله ولا يعاقبه على فعل غيره، ولا يعاقبه بترك ما لا يقدر على فعله ولا على فعل ما لا قدرة له على تركه". اهـ
ص153.
فذلك من كمال عدله وحكمته، جل وعلا، فقد علق الأحكام في الدارين على الأوصاف التي يكتسبها الفاعل بفعله، فالأسماء والأحكام الشرعية فرع عن تلك الأفعال، فيستحق اسم المدح ووصفه بفعل ما يستوجبه، ويستحق ضده من الذم بفعل ما يستوجبه، أيضا، ولا يكلف، جل وعلا، لنيل درجة الكرامة إلا بما يطاق، فلا يؤاخذ المكره، على تفصيل، أو المجنون ... إلخ ممن تعرض لهم عوارض التكليف فترفعه، فلا يلامون شرعا وإن توجه إليهم خطاب الضمان وضعا. فأرسل الرسل مبشرين ومنذرين لتقام بهم الحجة: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، فلا ثواب ولا عقاب إلا بعد ورود الشرع، وإن أدرك العقل طرفا من حسن أو قبح الأقوال والأفعال، فتلك آثار الفطرة المجملة التي تولى الرسل عليهم السلام بيانها، فببيانهم زال الإشكال، وأقيمت الحجة الرسالية على عموم البرية، إلا من استثنى الرب، جل وعلا، من أهل الفترات، كما في حديث الأسود بن سريع، رضي الله عنه، مرفوعا: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، قد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب، قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهَرَمُ فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليُطِعنّه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا"، ولم يؤاخذ مكلفا إلا بفعله أو آثاره المترتبة عليه اللازمة له، فيحاسب على فعل غيره من هذا الوجه، فذلك جار مجرى: "مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا"، فالأصل في هذا الباب: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وذلك عموم مخصوص بالوزر المتعدي الذي يقع فيه الإغواء للغير، فيناله من أوزارهم، فذلك، عند التحقيق، من كسبه الذي يؤاخذ عليه، فلولا أن قدر الرب، جل وعلا، عليه ذلك كونا، فجعله إمام ضلالة عقوبة لفئة نكصت عن الشريعة، لولا ذلك ما وقعوا في المحظور، فصار سببا مؤثرا يتوجه إليه الذم بمجموع أفعالهم: "ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده"، كما يتوجه إليهم بآحادها: "من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا"، وذلك أمر ظاهر في واقع الناس فكم من عالم سوء، لا سيما في زماننا، قد أفتى بالباطل، فانساق الناس وراءه متابعة لأهوائهم، فكانت فتواه
(يُتْبَعُ)
(/)
عقوبة لهم، فلو علم الله، عز وجل، فيهم خيرا لأسمعهم فتوى حق من لسان إمام هدى، ولكنه، بمقتضى علمه الأول المحيط، علم فيهم شرا فأسمعهم ضلالة، أشربها القلب، فهو محل قابل لها بما طبع عليه من فساد التصور والإرادة، فـ: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ).
ونظيره قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، فقد استدل بها من قال بعدم انتفاع العبد يما يوهب له من ثواب الأعمال بعد موته مما ورد الدليل به كالصدقة والحج، وأجيب بأن ذلك من كسب من وهب له، وهو بالخيار يهب ثواب عمله لمن أحب، وهو من سعي الميت من وجه آخر، إذ قد اكتسب محبة أولئك في دار الابتلاء بما بذله لهم من الإحسان، فذلك نوع كسب، يجعله أهلا لنيل ما يهبونه له من ثواب الأعمال.
يقول ابن القيم، رحمه الله، في معرض بيان جملة من أوصاف الرب جل وعلا:
"وأنه حكيم كريم":
فذلك جار على ما تقدم من تعليق الحكم على سببه، فتعلق أوصاف المدح والذم على أسبابها الشرعية مئنة من حكمة من سن الشرائع وأرسل الكتب وبعث الرسل عليهم السلام، وحكمته، تبارك وتعالى، ظاهرة في سننه الكونية، فعلقت الأفعال على القوى الكامنة في الأعيان، فهي الأسباب التي لا تعمل إلا بإذنه، جل وعلا، الكوني النافذ، وعلقت الأحكام الشرعية، كما تقدم، على الأعمال، صلاحا أو فسادا، فالعمل الصالح يلائمه وصف المدح والوعد بالثواب، والعمل الفاسد يلائمه وصف الذم والوعيد بالعقاب، فـ: (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)، و: (وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، لكمال عدله وحكمته وغناه عن ظلم عباده، فلا يظلم، كما تقدم مرارا، إلا فقير غير مستغن عن متاع من ظلمه، فيسلبه إياه ليستمتع به، وذلك معنى تنزه عنه الرب جل وعلا شرعا وعقلا.
وهو الكريم فيعطي بلا سؤال، فمنزلة الكرم أعلى من منزلة السخاء، فالسخي يعطي عند السؤال، فعطاؤه مقيد بخلاف عطاء الكريم المطلق، ولله من الأسماء: الحسنى، فالسخي: حسن، والكريم: أحسن، فيعم الحسن ويزيد عليه، وذلك الأليق بمقام الرب جل وعلا.
"جواد ماجد": فالجود من أوصاف الجمال، والمجد الذي صيغت منه الصفة المشبهة: "ماجد" فهي مئنة من ثبوت الوصف وملازمته لذاته القدسية، المجد اسم جامع لصفات الجلال في مقابل، الحمد فهو اسم جامع لأوصاف الجلال، ولذلك قرن بينهما في التشهد فهو، تبارك وتعالى، الحميد بأوصاف جماله، المجيد بأوصاف جلاله، وقد يراد بها المعنى الأعم، فالمجد مئنة من السعة، فله، جل وعلا، وصف السعة ذاتا وصفات، وذلك أمر يستغرق عموم صفاته، سواء أكانت صفات جمال أم صفات جلال.
"محسن": فذلك وصفه المتعدي إلى عباده فأحسن إليهم بأجناس النعم الشرعية والكونية، فأنزل الكتب والشرائع إحياء للنفوس، وأنزل الأرزاق والأقوات إحياء للأبدان.
"ودود": يقبل من تاب بعد إساءة، بل يصطفيه ويدنيه فيهبه من خالص محبته، ويسبغ عليه آلاءه الظاهرة والباطنة، فذلك من عظيم منته.
"صبور": يصبر على أذى خلقه، فـ: "لا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَى سَمْعِهِ مِنَ اللهِ، يَجْعَلُونَ لَهُ وَلَداً وَهُوَ يَرْزقُهُمْ وَيُعَافِيهِم"، ويصبر على الطغاة استدراجا فذلك من إملائه لمن سبق في علمه توليه وكفره، ويحلم عمن سبق في علمه رجوعه وتوبته فذلك من إمهاله.
"شكور يطاع فيشكر، ويعصى فيغفر، لا أحد أصبر على أذى سمعه منه، ولا أحد أحب إليه المدح منه، ولا أحد أحب إليه العذر منه، ولا أحد أحب إليه الإحسان منه": يعطي على القليل الكثير كما أشار إلى ذلك بعض المفسرين كابن كثير رحمه الله.
ولا أحد أحب إليه المدح منه: فذلك مما باين به الخالق، عز وجل، المخلوق، فيحب المدح إذ هو له أهل، لكمال وصف ذاته وفعله، بخلاف المخلوق فإن ذلك لا يليق به لنقصان ذاته وصفاته فحبه لما ليس له مئنة من الظلم والتعدي الذي يذم صاحبه، فافترق الخالق، عز وجل، والمخلوق من هذا الوجه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فهو محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين جميل يحب الجمال، طيب يحب كل طيب، نظيف يحب النظافة، عليم يحب العلماءَ من عباده، كريم يحب الكرماءَ، قوي والمؤمن القوي أَحب إِليه من المؤمن الضعيف، بر يحب الأَبرار، عدل يحب أَهل العدل حى ستير يحب أهل الحياءِ والستر عفو غفور يحب من يعفو من عباده ويغفر لهم، صادق يحب الصادقين، رفيق يحب الرفق، جواد يحب الجود وأهله، رحيم يحب الرحماءَ، وتر يحب الوتر، ويحب أَسماءه وصفاته ويحب المتعبدين له بها ويحب من يسأَله ويدعوه بها ويحب من يعرفها ويعقلها ويثني عليه بها ويحمده ويمدحه بها.
كما فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم: (لا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، ولا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)، وفي حديث آخر صحيح: (لا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذَى سَمْعِهِ مِنَ اللهِ، يَجْعَلُونَ لَهُ وَلَداً وَهُوَ يَرْزقُهُمْ وَيُعَافِيهِم) ". اهـ
ص153.
فيحب من عباده من اتصف بوصفه الذي يجوز للمخلوق أن يتصف به، فهو كمال في حقه، كما أنه كمال في حق الخالق، جل وعلا، من باب أولى فـ: "فهو محسن يحب المحسنين ......... "، فيحب أسماءه وصفاته، ويحب من اتصف بها، وذلك مخصوص بما لا يجوز للعباد الاتصاف به من أوصاف الجلال كالكبرياء والعظمة والجبروت، فهي كمال في حق الرب، جل وعلا، نقص في حق المخلوق، فلا تلائم حاله، فالفقر والنقص والضعف أوصاف لازمة لمحله، فلا يصلح لقبول آثار صفات الجلال، بخلاف ذات الرب، جل وعلا، فله من الغنى والكمال والقوة ما صح بل وجب معه شرعا وعقلا: وصفه بأوصاف الجلال فهي لازمة لذاته لا تنفك عنها، وهي متعلق الرهبة، كما أن أوصاف الجمال لازمة، أيضا، لذاته، فلا تنفك عنها، وهي متعلق الرغبة، وبينهما يتردد العباد فتارة يرهبون فيتركون، وأخرى يرغبون فيعملون.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ولمحبته لأَسمائه وصفاته أمر عباده بموجبها ومقتضاها، فأمرهم بالعدل والإِحسان والبر والعفو والجود والصبر والمغفرة والرحمة والصدق والعلم والشكر والحلم والأَناة والتثبت ولما كان سبحانه يحب أَسماءَه وصفاته كان أَحب الخلق إِليه من اتصف بالصفات التى يحبها، وأَبغضهم إِليه من اتصف بالصفات التى يكرهها، فإِنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت لأَن اتصافه بها ظلم، إِذ لا تليق به هذه الصفات ولا تحسن منه، لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية ومفارقته لمنصبه ومرتبته، وتعديه طوره وحدَّه، وهذا خلاف ما تقدم من الصفات كالعلم والعدل والرحمة والإِحسان والصبر والشكر فإِنها لا تنافى العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته، إِذ المتصف بها من العبيد لم يتعد طوره ولم يخرج بها من دائرة العبودية". اهـ
ص153، 154.
فذلك جار على ما تقرر من حسن اتصاف العبد بما يليق له الاتصاف به من صفات الرب، جل وعلا، وقبح اتصافه بما لا يليق له لمنافاته وصف العبودية، فصفات الجلال والعظمة، كما تقدم، مظنة الغنى المطلق، وذلك وصف: واجب للرب، جل وعلا، فصح اتصافه بها، محال في حق العبد بل الواجب الثابت في حقه: ضده من الفقر المطلق، فبطل اتصافه بها بداهة، فلكل ذات ما يليق بها من الأسماء والأوصاف والأفعال كمالا أو نقصانا، فللرب، جل وعلا، منها: الكمال المطلق، وللعبد منها: ما لا ينفك عن النقص، وإن مدح شرعا وعقلا لاتصافه به، فإن وصف بالعلم: فعلمه ناقص يعتريه الجهل السابق والنسيان الطارئ، وإن وصف بالحكمة: فحكمة قاصرة لا تدرك المآل فغايتها أن تدرك الحال ولذلك لم يكن للعقول حظ في تقرير الشرائع فذلك منصب قد تفرد به الرب جل وعلا وإن نازعه من نازعه من البشر فشرائعهم ناقصة فرعا عن نقصان عقولهم ومداركهم فليس لهم من الحكمة البالغة والعلم المحيط ما للرب جل وعلا، وإن وصف بالكرم: فكرم محدود فلا يسع الناس بعطائه، وإن عظم، وإن وصف بالحلم: فحلم لا ينفك عن عوارض النقص من جهل بحلم في غير موضعه، أو غضب يتعدى به على غيره فـ: "اتق شر الحليم إذا غضب" والغضب في حق البشر مظنة الظلم وذلك أمر قد تنزه عنه الرب، جل وعلا، وإن وصف بالعدل فبقدر ما بلغه علمه، فـ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ"، فيجتهد الحاكم في إقامة العدل قدر استطاعته، فإن استفرغ وسعه فلم يصب العدل لما حجب عنه مما انطوت عليه صدور المتخاصمين لديه، فلا إثم عليه، والقضية قد أجلت لمجلس قضاء آخر في الدنيا لمن أراد الرب، جل وعلا، القصاص منه في هذه الدار، أو في الآخرة فهي دار القصاص الكامل، ولذلك كانت الآخرة، كما يقول بعض الفضلاء، ضرورة شرعية وعقلية، فلو لم يأت الشرع بإثباتها وبيان أحوالها لدل عليها العقل إجمالا، فكثير من المظلومين قد ماتوا ولما يستوفوا حقهم، وكثير من الظالمين ماتوا ولما ينالوا جزاءهم، فلا بد شرعا وعقلا من دار أخرى تحال إليها هذه القضايا المؤجله فـ: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 08:41 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"والمقصود أَنه سبحانه لكمال أَسمائه وصفاته موصوف بكل صفة كمال، منزه عن كل نقص، له كل ثناءٍ حسن ولا يصدر عنه إِلا كل فعلٍ جميل، ولا يسمى إِلا بأَحسن الأَسماءِ ولا يثنى عليه إِلا بأَكمل الثناءِ وهو المحمود المحبوب المعظم ذو الجلال والإِكرام على كل ما قدره وخلقه، وعلى كل ما أَمر به وشرعه". اهـ
ص154.
فله الحمد على قضائه الكوني النافذ، وله الحمد على قضائه الشرعي الحاكم، فهو المحمود على أمره الكوني، وأمره الشرعي، فكل قد صدر عن وصف كماله جلالا كان أو جمالا، على ما اطرد مرارا، من صدور آحاد الفعل الرباني عن أوصاف الكمال اللازمة لذاته من علم وسمع وبصر ..... إلخ، وأوصاف الأفعال المتعدية خلقا ورزقا ..... إلخ، فله كمال وصف الذات، وكمال وصف الفعل، نوعا لازما لذاته القدسية، وآحادا تتعلق بإرادته الكونية، فأفعاله في كونه آثار كمال ذاته وصفاته، فخلق الكون لتظهر آثار جلاله وجماله، فيحمد عليها حمد السراء المقرون بالشكران بالقلب والقول والفعل، وحمد الضراء فلا يحمد على مكروه سواه، فالمكروه، باعتبار ذاته، لا باعتبار صدوره من الأمر الكوني النافذ، فليس في أمره، جل وعلا، شر، بل قد تنزه عن الشر فعلا، وإن قدره في المأمور المقدور خلقا، فكماله في كل آن، وعلى كل حال، قد وجبت له معاني الحمد المطلق لكمال ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله المطلق، فالحمد المطلق لازم الكمال المطلق، بخلاف حمد غيره، فمهما بلغ كماله، فهو مقيد، فحمده على ذات الوصف من التقييد جار، فالمطلق للمطلق، والمقيد للمقيد، فذلك قياس العقل الصريح بالتفريق بين المتباينات، فلا يستوي حمد الخالق، عز وجل، على آلائه فهو المجري لها بكلماته الكونية النافذة، وحمد المخلوق، فحمده جار على وزان قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، فشكرانه لكونه سببا في ورود النعمة، فليس مسبِّبا لها، ليشكر لذاته، بل كل ما خلا الله، عز وجل، فإنما يحمد لغيره، فغايته أن يكون من جملة الأسباب التي يجريها الله، عز وجل، بمقتضى سنته الكونية المحكمة في تعليق المسببات على أسبابها، فلا يشتغل بالسبب عن مسبِّبه، إلا من قصر نظره وغلظ حجاب قلبه، ولا يغفل شكر السبب المخلوق، فيجحد فضله، إلا من لؤم طبعه وفسد خلقه، فلا مناص من الجمع بين النوعين: حمد الخالق لذاته بما اتصف به من صفات كماله اللازم، وما أجراه من صور فضله المتعدي، وحمد المخلوق لغيره إذ يسره الله، عز وجل، لقضاء الحاجة وبذل المنفعة لطالبها، فصار أهلا للشكر، فذلك من تمام شكر خالقه عز وجل.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن كان له نصيب من معرفة أَسمائه الحسنى واستقراء آثارها فى الخلق والأَمر، رأَى الخلق والأَمر منتظمين بها أَكمل انتظام، ورأَى سريان آثارها فيهما وعلم بحسب معرفته بها ما يليق بكماله وجلاله أَن يفعله وما لا يليق، فاستدل بأَسمائه على ما يفعله وما لا يفعله فإِنه لا يفعل خلاف موجب حمده وحكمته، وكذلك يعلم ما يليق به أَن يأْمر به ويشرعه مما لا يليق به، فيعلم أَنه لا يأْمر بخلاف موجب حمده وحكمته. فإِذا رأَى بعض الأَحكام جوراً وظلما أَو سفهاً وعبثاً ومفسدة أَو ما لا يوجب حمداً وثناءً فليعلم أَنه ليس من أَحكامه ولا دينه، وأَنه بريء منه ورسوله، فإِنه إِنما أَمر بالعدل لا بالظلم وبالمصلحة لا بالمفسدة وبالحكمة لا بالعبث والسفه". اهـ
ص154.
فله، جل وعلا، الخلق بالأمر، فالخلق فعله، والأمر كلماته التي بها يكون الفعل، فبالأمر الكوني يكون الخلق الأرضي، حيا كان أو جامدا، فبالأمر الكوني، خلق آدم عليه السلام من تراب، وبالكلمة الكونية كان المسيح عليه السلام من أم بلا أب، وبها تقام ممالك وتزول أخر، وإن جرى ذلك على مقتضى السنة الكونية في بناء الأمم وزوالها فلا يكون ذلك بين عشية وضحاها، بل يستغرق قرونا وأجيالا، والتاريخ بتعاقب أيامه وتبدل أحواله تأويل تلك السنة المحكمة التي تظهر فيها آثار قدرة الرب، جل وعلا، وحكمته، فـ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فلا يتغير الحكم صحة أو
(يُتْبَعُ)
(/)
فسادا إلا بتغير الوصف صحة أو فسادا، فبأمره كان هذا الخلق، وبعطفهما ظهر التغاير بينهما، فالأول: مسبَّب، والثاني سببه، والسبب خارج عن المسبب في الماهية، وبه احتج أهل السنة على من أحدث مقالة خلق الكلمات الشرعية، فهي من جملة الأمر الذي ينقسم إلى: شرعي حاكم، وكوني نافذ، وكلاهما من وصف الخالق، عز وجل، فلا يكونان مخلوقان بداهة، فالمخلوق عن أحدهما، وهو الأمر الكوني، قد صدر، فهو علته الأولى فلا علة وراءها، فلزم التباين بينها وبين سائر العلل، فكل العلل التالية له: مخلوقة، وهو: غير مخلوق لقيامه وصفا بالخالق، عز وجل، وهو غير مخلوق بداهة.
ومن نظر في آثار أمره، جل وعلا، في كونه، فتأمل انتظام العالم، فهو على سنن الحكمة والإتقان جار، علم صدق رسالاته التي جاءت بوصفه بأكمل الصفات ونعته بأكمل النعوت، فوصف ذاته أكمل وصف، ووصف فعله أعدل وصف، فله الحمد لذاته ولغيره مما قد أراده في كونه، فـ: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ)، وله الحمد على ما تفضل به من النعم، وله الحمد على ما ابتلى به من المحن، وذلك الحمد الذي يعسر على كثير من النفوس وإن جرت به الألسنة في أزمنة السعة فلا ابتلاء، وأزمنة الضيق والحال يكذب المقال، وله الحمد على أن ستر جزع النفوس حال الشدائد بما ألهم من الصبر، فذلك من فضله، وله الحمد بما فضح به وهن النفوس حال المصائب، فذلك من عدله، فالنظر في ذلك يجعل الإنسان يعلم ما يجب لربه، جل وعلا، وجوبا ذاتيا من أوصاف الكمال المطلق، وما يستحيل عليه من أوصاف النقص المطلق، وما يمكن في حقه فإن ورد الدليل بإثباته صار كمالا لاتصافه، جل وعلا، به، فلا يتصف إلا بكل كمال، ولا يتنزه إلا عن كل نقص، فتلك ضورة شرعية وعقلية غفل عنها من غفل ممن فسد قياس عقله وتردت فطرته في أودية الشرك والغلو، فجوز اتصاف الرب، جل وعلا، بما يتنزه عنه، من صفات النقص الذاتي، من اتخاذ صاحبة وولد، وجوع وعطش، وغفلة ونوم وموت، وجهل بالمآلات فلا يعلم ما هو آت، وذلك لسان مقال القدرية النفاة، ولسان حال العلمانيين ومن يروج لتبديل الشرائع برسم التجديد فلسان حاله، بل ومقاله إن أظهر زندقته صريحة، ورود ما كان خافيا عن الرب، جل وعلا، فلا يصلح حكمه الشرعي له، فوجب استحداث أو استيراد شرائع جديدة من عقول مضطربة قد صدرت فلا تسلم من أهواء وأذواق تنقض ناموس الشرع نقضا، فيكون تجديد الديانة بهدمها وبنائها من جديد على قواعد أرضية حادثة!، وذلك عين الطعن في النبوات، فإن من وصف الرب، جل وعلا، بالنقص في ذاته، كما وقع من النصارى ومن سار على طريقتهم في القدح في ذات الرب، جل وعلا، وصفاته بتجويز اتصافه بما لا يليق به من أوصاف النقص المطلق الذي تنزه عنه، أو نفي صفات الكمال عنه، أو تأويل صفاته فرارا من لوازم عقلية فاسدة ...... إلخ، من صنع ذلك فقد طعن في أخبار النبوة العلمية الصادقة، ومن عطل الشرائع وبدلها فقد طعن في أحكام النبوة العملية العادلة، فالنبوات قد جاءت بأصدق الأخبار العلمية وأعدل الأحكام العملية، وإنما يؤتى المرء من قبل جهله، فإنه ما قدح من قدح في النبوات إلا لقصور علمه بها، لهوى في نفسه مستحكم، قد صده عن طلب الحق وقبوله، فإن ظهر له، فما يزيده إلا نفورا واستكبارا، لفوات حظ نفسه بظهوره كحال سائر رءوس الضلالة في الدين أو الدنيا، فظهور الحق يؤذن بزوال رياساتهم، فليس لهم من التجرد في طلب الحق الباقي، والزهد في المتاع الفاني، ليس لهم من ذلك ما يجعلهم أهلا لقبول الحق واتباعه، فإن الحق عزيز لا تطيقه إلا النفوس العظيمة، بخلاف النفوس الحقيرة التي يثقل عليها حملانه، والصبر على الأذى في سبيل إعزازه، و:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ******* وتأتي على قدر الكرام المكارم.
يقول ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وإِنما بعث رسوله بالحنيفية السمحة لا بالغلظة والشدة، وبعثه بالرحمة لا بالقسوة، فإِنه أَرحم الراحمين، ورسوله رحمة مهداة إِلى العالمين، ودينه كله رحمة، وهو نبى الرحمة وأُمته الأُمة المرحومة وذلك كله موجب أَسمائه الحسنى وصفاته العليا وأًَفعاله الحميدة، فلا يخبر عنه إِلا بحمده ولا يثنى عليه إِلا بأَحسن الثناءِ كما لا يسمى إِلا بأحسن الأسماءِ". اهـ
ص154.
فبعث الرب، جل وعلا، رسله، عليهم السلام، عموما، ورسوله الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصوصا، بتقرير آثار صفات كماله، جمالا وجلالا، فغلبت على بعض الرسالات آثار صفات الجلال كالرسالة الموسوية، وغلبت على بعضها الآخر آثار صفات الجمال كالرسالة العيسوية، وجاءت الرسالة الخاتمة بآثار الكمال: جلالا وجمالا، فهي الحنيفية السمحة، فلا إفراط ولا تفريط، فيسر مع إتقان، وذلك مئنة من علم وحكمة منزلها، جل وعلا، فنزلت الشريعة الخاتمة ببيان ما أجمل في الرسالات السابقة من أخبار الصدق وأحكام العدل، ولا يكون ذلك بداهة إلا ممن قد أحاط بعلمه سائر المعلومات وبلغت حكمته الغاية فلا تجري أحكامه إلا على سنن العدل والإتقان.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وقد نبه سبحانه على شمول حمده لخلقه وأَمره، بأن حمد نفسه فى أَول الخلق وآخره وعند الأَمر والشرع وحمد نفسه على ربوبيته للعالَمين، وحمد نفسه على تفرده بالإلوهية وعلى حياته، وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لا يليق بكماله من اتخاذ الولد والشريك وموالاة أَحد من خلقه لحاجته إِليه، وحمد نفسه على علوه وكبريائه، وحمد نفسه فى الأُولى والآخرة، وأخبر عن سريان حمده فى العالم العلوي والسفلي". اهـ
ص154، 155.
فهو المحمود لكمال غناه عن غيره فلم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وهو المحمود لكمال ربوبيته، فصفاته أكمل الصفات، وأفعاله أحكم الأفعال، وهو المحمود لكمال ألوهيته، فـ: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، فله كمال الذات وكمال الصفات فهذه مقدمة أولى، ومن له ذلك الوصف من الكمال فهو المستحق وحده لوصف الربوبية الكاملة، فهذه مقدمة ثانية، ومن له ذلك الوصف من كمال الربوبية فهو المستحق وحده لوصف الألوهية الكاملة، فهذه مقدمة ثالثة، وليس ذلك إلا لله، عز وجل، فهذه نتيجة، فهو الرب الكامل، الإله الحق، فلا معبود بحق سواه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ونبه على هذا كله فى كتابه وحمد نفسه عليه، فتنوع حمده وأسباب حمده، وجمعها تارة وفرقها أُخرى ليتعرف إِلى عباده ويعرفهم كيف يحمدونه وكيف يثنون عليه، وليتحبب إليهم بذلك ويحبهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه. قال تعالى: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2 - 4]، وقال تعالى: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، وقال تعالى: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِين} [الكهف: 1 - 2]، وقال: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرِ} [سبأ: 1]، وقال تعالى: {الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنَحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} [فاطر: 1]، وقال: {وَهُوَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 70]، وقال: {هُوَ الْحَي لا إلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65]، وقال: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السّمَوَاتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17 - 18] ". اهـ
ص155.
فمادة الحمد من المواد التي تكرر ذكرها في الكتاب العزيز، بل ذلك من غايات التنزيل الرئيسة، فما بعث الرسل، عليهم السلام، إلا بتقرير ما فطر الناس عليه من وجوب وجود خالق، رازق، مدبر، علي الذات والشأن، قادر قاهر، لا يغلبه غيره بل هو الغالب لكل ما سواه من الكائنات ...... إلخ، فذلك من الوجوب العقلي الذي يجده كل منا في نفسه، ضرورة علمية لا يمكن دفعها، فهي من جملة العلوم الضرورية التي يستدل بها، ولا يستدل لها، فيستدل بالضرورة التي يجدها كل مكلف في نفسه، فهو يعلم بداهة أولى: وجوب وجود رب مدبر لكل الكائنات، ولا يكون من هذا شأنه، إلا كامل الذات والصفات، بداهة ثانية، فيحيط بخلقه علما ومشيئة ورحمة، فيستدل بهذه البدهيات الضرورية على وجوب إفراده، جل وعلا، بالألوهية والعبودية: نية باطنة، وعملا ظاهرا، تصورا خاصا على مستوى الأفراد بإفراده، جل وعلا، بأوصاف الثناء المطلق، فليس كمثله شيء في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فهو حجر الزاوية في بنيان الإيمان، فمبدؤه تصور علمي صحيح للرب، جل وعلا، ليثبت في العقل الصريح وجوب إفراده، جل وعلا، بالألوهية، فلن يقوم البناء الإيماني في نفس المكلف إلا بالتصور العلمي الأول، فإذا أحسن الظن بربه، جل وعلا، بوصفه بأوصاف الكمال وتنزيهه عن أوصاف النقصان ولا يكون ذلك على جهة البيان، إلا من مشكاة النبوات، التي جاءت بما يواطئ قياس العقول الصريحة وطرائق الفطر المستقيمة التي تدرك، كما تقدم، بداهة، وجوب اتصافه، جل وعلا، فلا ينقض ناموس النبوة ناموس العقل الصريح، إلا إن كانت النبوة محرفة فجوزت اتصاف الرب، جل وعلا، بالنقص المطلق، كما قد وقع في نبوة موسى وعيسى عليهما السلام، فهما مما قد وقع في كتابيهما من التحريف والتبديل براء، فما بعثا إلا بتقرير ما قد تواطأت النبوة على تقريره من وجوب اتصافه، جل وعلا، بالكمال المطلق، ووجوب إفراده بالألوهية، كما تقدم في مواضع سابقة من قوله تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، فما كانوا إلا ربانيين، وما أمروا غيرهم إلا بهذا، فذلك من تمام نصحهم لأممهم، فالأنبياء، عليهم السلام، أعلم وأفصح وأنصح الخلق للخلق، فإذا أحسن الظن بربه، جل وعلا، أحسن القول والعمل لزوما فاكتمل البناء الإيماني بعلم الجنان الباطن، وما يواطئه لزوما لا انفكاك فيه، من قول اللسان وعمل الأركان، فالإيمان مركب ثلاثي العناصر: علمي باطن، وقولي ناطق، وعملي ظاهر، فلا انفكاك بينها إلا في الأذهان، فالذهن قد يجرد أحدها عن الآخرين، فيجرد علما بلا عمل، أو عملا بلا علم .... إلخ، ولكن الواقع في الخارج يباين ذلك، فلا انفكاك، كما تقدم مرارا، بين الظاهر والباطن، فتلك من المسلمات الإيمانية، بل والشعورية الضرورية التي يجدها كل مكلف في نفسه، فلا تصدر منه حركة ظاهرة من: قول أو عمل إلا تأويلا لحركة قلبية باطنة، فأول العمل: علم، فهم، فإرادة جازمة يكون بها القول أو الفعل لزوما إن صحت آلات النطق والعمل، فإذا صح هذا التصور لمعنى الإيمان في نفوس الأفراد، انضم إلى التصور العام على مستوى الجماعات، فإن الجماعة التي تحسن الثناء على ربها، جل وعلا، بما هو له أهل، فتعظمه بأوصاف الكمال، وتقدسه عن كل نقصان، فهي قد بلغت مرتبة المراقبة لأمره ونهيه، فأقامت في نفسها حكمه الذي أرسل به رسله عليهم السلام، فلم تجد في نفسها حرجا من قضائه، كما يجده كثير من الزنادقة في كل عصر ومصر، فليس الدين عندها: وجدانيا لا أثر له في الحياة، بل له من السلطان على الأحوال والأقوال والأفعال ما يدل يقينا على كمال المعرفة بمحامده، جل وعلا، فيكون
(يُتْبَعُ)
(/)
تأويل تلك المعرفة: الرضا بما رضيه لنا من العلوم النافعة والأقوال والأعمال الصالحة، فله الحمد على أن بعث الرسل عليهم السلام بذلك، فأقاموا أعدل ملك، فلا ملك أعدل منه، ولا حال أكمل من حاله وحال ما كان على شاكلته من خلافات الرشد وممالك وإمارات العدل، فتأويل حمده العلمي في الواقع العملي في دار الابتلاء: التعبد له بمقتضى تلك المحامد أفرادا وجماعات، فلا يرضى الفرد إلا بما رضيه الرب، جل وعلا، له، ولا ترضى الجماعة إلا بما رضيه الرب، جل وعلا، لها، فتلك حقيقة الإيمان الذي تحصل به النجاة فـ: (لَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
ومع حمده في دار الابتلاء بتأويل ما جاء به الأنبياء، عليهم السلام، من محامده، تصديقا بخبره وامتثالا لحكمه، فذلك دليل صدق الحامد، فـ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فلن يكون له الحمد كما أراد، إلا من طريق النبوات، فلا طريق يوصل إلى مراده الشرعي، جل وعلا، إلا هي، ولا نجاة إلا بسلوك سبيلها فـ: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، فتلك سبيل المؤمنين، وأما سبيل المجرمين فسبيل: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)، مع هذا الحمد، يكون حمده في دار الجزاء، فيحمده المؤمن على فضله بالثواب، ويحمده الكافر على عدله بالعقاب، فكل قد حمد، فحذف الفاعل في قوله تعالى: (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): مئنة من العموم فيحمده كل خلقه، وتحمده ملائكتة على كمال وصفه، وعظيم فضله، وتمام عدله: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).
فـ: "أخبر عن حمد خلقه له بعد فصله بينهم والحكم لأهل طاعته بثوابه وكرامته والحكم لأهل معصيته بعقابه وإهانته: {وَقُضِى بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيْلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75].
وأخبر عن حمد أهل الجنة له وأنهم لم يدخلوها إلا بحمده، كما أن أهل النار لم يدخلوها ًإلا بحمده، فقال أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله} [الأعراف: 43]، و: {دَعْواهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سلامٌ، وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَن الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: 10] ". اهـ
ص155.
واعترف أهل النار بعدله، فـ: "قال عن أهل النار: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ وَنَزَعْنَا مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوَاْ أَنّ الْحَقّ لِلّهِ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [القصص: 74 - 75]، وقال: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 11].
وشهدوا على أنفسهم بالكفر والظلم وعلموا أنهم كانوا كاذبين فى الدنيا مكذبين بآيات ربهم مشركين به جاحدين لإلهيته مفترين عليه، وهذا اعتراف منهم بعدله فيهم وأخذهم ببعض حقه عليهم وأنه غير ظالم لهم وأنهم إنما دخلوا النار بعدله وحمده وإنما عوقبوا بأفعالهم وبما كانوا قادرين على فعله وتركه، لا كما تقول الجبرية". اهـ
ص156.
فلم يكلفهم جبرا، ولم يرسل الرسل عليهم السلام عبثا، ولم يظلمهم بأن كلفهم بما لا يطيقون فعله، بل فعلوا ما فعلوا مختارين، بإرادة خلقها الله، عز وجل، فيهم، فليسوا بمجبورين، ولم تخرج تلك الإرادة المخلوقة، كما تقدم مرارا، عن إرادته الكونية العامة، فتلك مشيئته النافذة في كل خلقه، فذكر لـ: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ)، ولن يحصل المراد: (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 08:02 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وتفصيل هذه الحكمة مما لا سبيل للعقول البشرية إلى الإحاطة به ولا إلى التعبير عنه، ولكن بالجملة فكل صفة عليا واسم حسن وثناءٍ جميل وكل حمد ومدح وتسبيح وتنزيه وتقديس وجلال وإكرام فهو لله عز وجل على أكمل الوجوه وأتمها وأدومها، وجميع ما يوصف به ويذكر به ويخبر عنه فهو محامد له وثناءٌ وتسبيح وتقديس، فسبحانه وبحمده لا يحصى أحد من خلقه ثناءً عليه بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثنى عليه خلقه، فله الحمد أولاً وآخراً حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله ورفيع مجده وعلو جده". اهـ
ص156.
فلا سبيل للعقل المحدود إلى إدراك حكمة الرب، جل وعلا، على جهة الإحاطة، فحسبه، إن كان مسددا مستضيئا بنور الوحي الهادي، أن يدرك طرفا منها، فكثير من الأقدار الكونية لا يظهر الخير الكامن فيها لحظة انبعاث الشر الطارئ عليها، فيكون الشر وصفها لا وصف مقدرها في الغيب ومجريها في الشهادة، عز وجل، وإجمال القول في ذلك: أن له، عز وجل، ما علمنا وما لم نعلم من أوصاف الكمال الذاتي والفعلي، فذاته أقدس الذوات، وأسماؤه أحسن الأسماء، وصفاته أكمل الصفات، وأفعاله أحكم الأفعال، فله الحمد الذاتي اللازم للزوم أوصاف الكمال الذاتية لذاته، وله كمال الحمد المتعدي إلى غيره بما يظهر من آثار أوصاف جماله من نعم وآلاء، بها يظهر فضله، جل وعلا، وآثار أوصاف جلاله من نقم وعقوبات كونية مقدرة بها يظهر عدله، جل وعلا، فحمده كما يقول ابن القيم رحمه الله:
"حمد الصفات والأسماء. والنوع الثانى: حمد النعم والآلاءِ، وهذا مشهود للخليقة برها وفاجرها مؤمنها وكافرها، من جزيل مواهبه وسعة عطاياه وكريم أياديه وجميل صنائعه وحسن معاملته لعباده وسعة رحمته لهم وبره ولطفه وحنانه وإجابته لدعوات المضطرين وكشف كربات المكروبين وإغاثة الملهوفين ورحمته للعالمين وابتدائه بالنعم قبل السؤال ومن غير استحقاق بل ابتداءً منه بمجرد فضله وكرمه وإحسانه ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها وصرفها بعد وقوعها". اهـ
ص156.
فحمد النعم والآلاء: حمد عام، من جهة الكون، فآلاؤه الكونية: عامة قد ظهرت آثارها في كل الخلائق، فلكل منها نصيب، حتى الجامد الأصم، فالرب، جل وعلا، قد أوجده، والإيجاد، في حد ذاته، منة أي منة!، فلا يستوي المعدوم والموجود، فالثاني أشرف، وإن لم تكن ثم فيه حياة ظاهرة، فكيف وفيه حياة لا ندرك آثارها، وله من الوظائف الشريفة ما قصر فيه كثير من البشر المكلفين على جهة الاختيار، فـ: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).
وأما حمد الهداية الخاصة في الأولى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، وفي الآخرة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)، فهو أشرف أنواع الحمد فصاحبه قد وفق إلى حمد الرب، جل وعلا، بمقتضى أسمائه وصفاته، فلم ينته إلى آثار صفات جماله في الكون المشهود من النعم الدنيوية، فتلك، كما تقدم، مرتبة يشترك فيها عموم الخلق، وإنما اختص بقدر زائد من الحمد هو حمده، جل وعلا، على نعمه الدينية، ولازم ذلك تعظيمه بأحسن الأسماء وأكمل الأوصاف، فذلك: حمد الصفات والأسماء، ولا يكون ذلك، بداهة، إلا بتوقيف من الشارع الحكيم، عز وجل، فذلك من الخبر الذي لا يستقل العقل بإدراك بيانه، وإن أحاط به على جهة الإجمال، فلا يتلقى بيانه إلا بخبر الوحي، ولا يكون ذلك بداهة إلا من طريق النبوة، فهي، كما تقدم مرارا، أعظم النعم الدينية فبها ينتظم المعاش برسم: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)، و: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، فتلك السعادة المعجلة في دار
(يُتْبَعُ)
(/)
الكدر، التي تعقبها السعادة الآجلة برسم التأبيد في دار الفرح، دار: (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)، فأتباع النبوات الصحيحة أكمل الناس عقولا إذ جمعوا بين الحسنيين، فلم يصرفوا نهمتهم إلى متاع الدنيا فأورثهم ذلك غفلة عن متاع الآخرة، ولم ينسوا نصيبهم منها، فاستعانوا به على تحصيل المراد الأعظم من جنس النعيم الأشرف، فحالهم حال مبتغي الولد الصالح بوطء يلتذ به، فتلك نعمة معجلة برسم التأقيت فسرعان ما تنقضي ويزول أثرها، لتعقبها نعمة مؤجلة برسم التأبيد فلا انقضاء لها، إن حمد صنعه رب العبيد تبارك وتعالى.
وإلى طرف من هذه الهداية الشرعية الخاصة أشار ابن القيم، رحمه الله، بقوله:
"ولطفه تعالى فى ذلك بإيصاله إلى من أراده بأحسن الألطاف، وتبليغه من ذلك إلى ما لا تبلغه الآمال، وهدايته خاصته وعباده إلى سبل دار السلام، ومدافعته عنهم أحسن الدفاع وحمايتهم عن مراتع الآثام، وحبب إليهم الإيمان وزينه فى قلوبهم وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين وكتب فى قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه وسماهم المسلمين قبل أن يخلقهم، وذكرهم قبل أن يذكروه وأعطاهم قبل أن يسألوه وتحبب إليهم بنعمة مع غناه عنهم وتبغضهم إليه بالمعاصي وفقرهم إليه، ومع هذا كله فاتخذ لهم داراً وأعد لهم فيها من كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وملأها من جميع الخيرات وأودعها من النعيم والحبرة والسرور والبهجة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم أرسل إليهم الرسل يدعونهم إليها، ثم يسر لهم الأسباب التى توصلهم إليها وأعانهم عليها، ورضي منهم باليسير في هذه المدة القصيرة جداً بالإضافة إلى بقاءِ دار النعيم، وضمن لهم إن أحسنوا أن يثيبهم بالحسنة عشراً وإن أساءوا واستغفروه أن يغفر لهم، ووعدهم أن يمحو ما جنوه من السيئات بما يفعلونه بعدها من الحسنات". اهـ
ص156، 157.
فحبب إليهم الإيمان فضلا، ولو شاء لبغضهم فيه عدلا، فصرفهم عن آياته كما صرف الذين يستكبرون في الأرض بغير الحق، فللإيمان اصطفاهم فهداهم: هداية الدلالة وهداية الإلهام، وعن الكفر صرفهم، فالقلوب بيده، جل وعلا، يصرفها كيف يشاء، فييسر لكل أسباب ما قدره عليه أزلا، فقد علم، تبارك وتعالى، المحال صلاحا وفسادا، فأمد كلا بما يلائمه، فـ: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)، فكتب في قلوبهم الإيمان أزلا قبل خلقهم، فلما خلقوا، أيدهم بروح منه شرعي وكوني، فذلك من جملة الأسباب التي يسروا بها إلى ما خلقوا له من الإيمان والطاعة، فمن روحه الشرعي: الآيات التي نزل بها روح القدس على قلب النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فبثها صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نفوس أصحابه، فأحيى بها القلوب وأنار بها العقول، فدينه دين الفطرة الإيمانية والطريقة البرهانية، فزاده أنفع زاد للقلب، وحجته أقوى حجة للعقل، ومن روحه الكوني: ما اطرد من نصره لرسله وأتباعهم، فالسنة المطردة: نصر المؤمنين فـ: (كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، فعلق الحكم على وصف الإيمان، ولا يكتب في القلب إلا بمداد النبوات، فليس ثم علم نافع أو عمل صالح في باب الشرعيات: إلهيات علمية أو حكميات عملية إلا من طريق النبوات الهادية، فالروح منه، جل، نصر وتأييد بالشرع والكون، فابتداء غايته منه، فمنه روح هو من وصفه ككلماته الشرعيات الحاكمات، فليست بمخلوقة، ومنه روح هو من خلقه، كنصر المؤمنين، فهو من قدره فبكلماته الكونيات كان، وهو من فعلهم بمباشرة الأسباب، برسم: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)، فهي أسباب مخلوقة، وبذلهم إياها من فعلهم القائم بذواتهم، على جهة الاختيار، فهو تكليف يتعلق به الثواب فعلا والعقاب تركا، فالفاعل وفعله كلاهما: مخلوق للرب، جل وعلا، فهو الذي خلق الذوات، وهو الذي خلق فيها الإرادات الاختيارية ليقع بها ما قد شاءه أزلا، فلا تخرج عن حد مشيئته العامة، وهو الذي خلق فيها الأفعال، فقامت بها قيام الفعل بفاعله، على جهة الاكتساب بقدرة مؤثرة لا تخرج، كما تقدم، عن قدرة الرب، جل وعلا، العامة، فكل ذلك من روحه، فمبتدى كل ذلك: كلماته الكونيات التي أنشأ بها الخلق، وأجراه على سنن الكون المحكم، ثم بعث إليه الرسل بسنن الشرع الملزم، فمن آمن بالتصديق والامتثال، فقد نال حظه من عطاء الشرع وعطاء الكون فهو أسعد الناس حظا، وأقومهم طريقة: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)، فلو استقاموا على طريقة الشرع لنالهم حظهم من عطاء الكون، فـ: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)، و: (لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
ومع تحببه إليهم بالنعم الكونية في دار الابتلاء، وتبغضهم إليه بالذنوب والمعاصي، حلم وصبر، فحلم على التائب ليراجع، وصبر على المارق فوفاه أعماله في هذه الدار، ثم امتن بعظيم فضله وكرمه، تبارك وتعالى، على من لا حاجة لهم فيه أو في عمله، فـ: (مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فأعد لهم جنات ذات روضات، فيها ما يلتذ به البدن من لذات الحس، وما تلتذ به الروح من لذات العلم، وأشرف أجناس النعيم في دار السلام، النظر إلى وجه السلام، جل وعلا، فالدار داره، والنعيم نعيمه، فامتن بالحسنى وزيادة، فالجنة دار النعم الناصحة من الأكدار، فلا نصب فيها ولا وصب، ولا هم فيها ولا حزن، ولا تكليف إلا بالتسبيح والتحميد، فـ: "فَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ"، كما في حديث جابر، رضي الله عنه، مرفوعا عند أحمد، رحمه الله، في مسنده.
فخلق الجنة وأعدها، فهي تتزين لأهلها شوقا إلى مجيئهم، ثم بعث الرسل هداة إليها، فأرشدوا إلى سلوك الجادة وبينوا معالمها بيانا لا إجمال فيه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، فما تركوا خيرا إلا بشروا به، ولا شرا إلا نفروا عنه، ثم يسر لهم أسباب الهداية بما ركز فيهم من فطر سوية، فلا تجد حرجا مما جاءت به النبوات، فما بعثت إلا لإكمالها ببيان ما أجمل منها وتقويم ما اعوج، ثم أعان من اصطفى منهم بمقتضى علمه وحكمته، إعانة كونية خاصة، فخلق فيه معرفة الحق بدليله، وحبه واتباعه، وقوة الثبات عليه، والتجرد من حظ النفس فذلك مما يصد عنه، فكثير يعرف الحق ولكنه يكرهه ويكره أهله لفوات حظ نفسه من جاه أو رياسة بظهور أعلامه، فذلك ممن أقيمت عليه الحجة الرسالية بتيسير أسباب الهداية البيانية، فتلك من جملة العطايا العامة، فليس له نصيب من العطايا الإيمانية الخاصة فـ: (مَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)، ورضي منهم صبر ساعة، ليفوزوا بعدها بالسعادة الأبدية، فمن صبر على قيد التكليف في دار الابتلاء، فقد أعتق رقبته من قيد العذاب في دار الجزاء.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وذكرهم بآلائه وتعرف إليهم بأسمائه، وأمرهم بما أمرهم به رحمة منه بهم وإحساناً لا حاجة منه إليهم، ونهاهم عما نهاهم عنه حماية وصيانة لهم لا بخلاً منه عليهم وخاطبهم بألطف الخطاب وأحلاه ونصحهم بأحسن النصائح ووصاهم بأكمل الوصايا وأمرهم بأشرف الخصال ونهاهم عن أقبح الأقوال والأعمال.
وصرف لهم الآيات وضرب لهم الأمثال ووسع لهم طرق العلم به ومعرفته وفتح لهم أبواب الهداية وعرفهم الأسباب التى تدنيهم من رضاه وتبعدهم عن غضبه". اهـ
ص157.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنعم عليهم بالعلم النافع فلا أنفع للمكلف في دينه ودنياه من التعرف على ربه، جل وعلا، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأنعم عليهم بالعمل الصالح فأمرهم رحمة ونهاهم شفقة، فما أمر إلا بما فيه صلاح الدين والدنيا، وما نهى إلا صيانة للقلوب والأبدان، فما من معصية إلا ولها أثر في القلب فـ: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} "، وشؤم في البدن، فإن: "إن للحسنة نورا في القلب وزينا في الوجه وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة ظلمة في القلب وشينا في الوجه ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق"، وهو عند أبي نعيم، رحمه الله، من حديث أنس، رضي الله عنه، موقوفا: "وجدت الحسنة نورا في القلب، وزينا في الوجه، وقوة في العمل، ووجدت الخطيئة سوادا في القلب، ووهنا في العمل، وشينا في الوجه"، فالمعصية مظنة الفساد العاجل والآجل، فشؤم في الدنيا بحرمان التوفيق، وشؤم أعظم في الآخرة بحرمان النعيم، ولو على سبيل التأقيت، فأي مصيبة تلك التي يحرم فيها العبد دخول دار النعيم ابتداء، فكيف إن كان له حظ من العذاب، ولو مؤقتا، وكيف لو كان كافرا أو منافقا مخلدا في نار السموم؟!.
وأمره ونهيه جار على مقتضى قياس العقل الصريح، فلا يأمر إلا بالحسن، ولا ينهى إلا عن القبيح، فالحسن والقبح الشرعي قد جاء مواطئا للحسن والقبح العقلي الذي يستند إلى قياس العقل الصريح الذي لا يعارض خبر النبوة الصحيح على ما اطرد مرارا من التوافق التام بين النقل الصحيح والعقل الصريح، ففي العقل قوة التحسين والتقبيح إدراكا، وليس له التحسين والتقبيح شرعا، فذلك منصب النبوة التي يخضع لها العقل، فهو التابع المقلد لخبر الوحي، فلا نجاة إلا بالاعتصام بالتنزيل، فهو: (حبل الله)، فـ: (اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، فذلك من خطاب المواجهة لمن نزل عليه الوحي، وخطاب المتابعة لمن آمن به واقتفى آثار رسالته، فهي معدن الخير والفلاح فقولوا: "لا إله إلا الله فأشهد بها لكم عند ربكم وتدين لكم العرب وتذل لكم بها العجم"، فملك الدنيا، وجنة الآخرة، فـ: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
وليس له، جل وعلا، حاجة إليهم، فما خلق ليُطْعَم أو يُرْزَق، وإنما خلق ليُطْعِم ويَرْزُق، فأمره ونهيه من إحسانه إلى خلقه، فهو العليم بأحوالهم، فالخالق أعلم بخلقه، والصانع خبير بدقائق صنعته، فـ: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وهو الحكيم، جل وعلا، فشرع لهم ما يصلح أحوالهم ظاهرا وباطنا، فلا يحكم شرع في قلب أو بدن إلا أصلحه، فآثار الوحي عليه بادية، فما: "ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، فلسان مقال ابن سلام، رضي الله عنه، لما رأى صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ"، ولسان دعاء المؤمن: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَمِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا وَمِنْ خَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِي نُورًا"، ولسان حاله في يوم الفصل: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)، فالوحي يورث القلب رسوخا ويقينا، فيخشع الظاهر فـ: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)، فليس ذلك من جنس ما يصيب أصحاب السماع من طرب تستخف به النفوس، فتتمايل الأبدان ميوعة، فالأمر مطرد منعكس، فبالوحي الرحماني يصلح الباطن والظاهر طردا، وبالوحي الشيطاني يفسد كلاهما عكسا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ويخاطبهم بألطف الخطاب ويسميهم بأحسن أسمائهم كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [النور: 31]، {يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53]، {قَل لِعِبَادِى} [إبراهيم: 31]، {وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} [البقرة: 186]، فيخاطبهم بخطاب الوداد والمحبة والتلطف كقوله: {يَأيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ * الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشاً وَالسّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَرَاتِ رِزْقاً لّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 21 _ 22] .............. ". اهـ
ص157، 158.
فذلك من كمال عنايته، عز وجل، بعباده، فإكرام بالفعل وإكرام بالقول، فخطاب الإيمان أشرف خطاب، ومرتبة العبودية على جهة النسبة إلى الرب، جل وعلا، أشرف مرتبة، وخطابه، عز وجل، في كتابه:
خطاب عام لا أعم منه، كما مثل لذلك ابن القيم، رحمه الله، بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فـ: "أل" في "الناس" جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه.
وخطاب عام باعتبار الوصف فهو من قبيل العام الوارد على سبب، فعموم الأول مخصوص بالوصف، وعموم الثاني مخصوص بالسبب، فيرد العموم باعتبار الوصف:
إما: مدحا كخطاب المؤمنين في آي التنزيل فـ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
وإما: ذما كعموم السارق في قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، فـ: "أل" موصولة، والموصول من صيغ العموم، وعمومه يفتقر إلى صلته فتخصص عمومه بالمعنى الذي اشتقت منه، وهو السرقة، فيعم كل من قام به هذا الوصف من ذكر أو أنثى، فالنص على الأنثى يرفع احتمال التخصيص، ولو مرجوحا، فذلك أليق بسياق التشريع، فالأصل فيه العموم لكل أفراده ذكورا كانوا أو إناثا.
وخطاب خاص أريد به العموم، كخطاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ)، فالخطاب خاص أريد به عموم المكلفين بقرينة: (طلقتم)، فالخطاب خاص باعتبار المواجهة، عام باعتبار المتابعة، فالحكم عام في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي أتباع رسالته، وإنما خص بخطاب المواجهة لورود العموم على سبب النزول، فهو خاص بواقعة جرت له، فنزل الشرع العام عليها.
وخطاب عام أريد الخصوص، كعموم "الناس" في نحو قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، فـ: "أل" في "الناس" الأولى عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه هو أبو سفيان، رضي الله عنه، وكان إذ ذاك مشركا، فجاء الفعل منسوبا إلى واو الجماعة بالنظر إلى معنى الجمع للجند، و "أل" الثانية عهدية ذهنية، أيضا، تشير إلى معهود ثان هو نعيم بن مسعود، رضي الله عنه، وكان إذ ذاك أيضا على الشرك.
وخطاب خصوص لا أخص منه، كقوله تعالى: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)، فأريد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مواجهة وحكما، فذلك من خصائصه فلا يشركه فيها غيره، فحسن النص على ذلك فهو خلاف الأصل في التشريع العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن القيم رحمه الله:
" ........ {وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوَاْ إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ أَفَتَتّخِذُونَهُ وَذُرّيّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: 50].
فتحت هذا الخطاب: إنى عاديت إبليس وطردته من سمائي وباعدته من قربي إذ لم يسجد لأبيكم آدم، ثم أنتم يا بنيه توالونه وذريته من دوني وهم أعداءٌ لكم.
فليتأمل اللبيب مواقع هذا الخطاب وشدة لصوقه بالقلوب والتباسه بالأرواح وأكثر القرآن جاء على هذا النمط من خطابه لعباده بالتودد والتحنن واللطف والنصيحة البالغة، وأعلم سبحانه عباده أنه لا يرضى لهم إلا أكرم الوسائل وأفضل المنازل وأجل العلوم والمعارف.
قال تعالى: {إِن تَكْفُرُواْ فَإِنّ اللّهَ غَنِي عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]، وقال تعالى: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة: 3]، وقال: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 26 - 28] ". اهـ
ص158.
فذلك من عظم تودده، عز وجل، إلى عباده، فالودود كما يقول البقاعي رحمه الله: "الذي يفعل بمن أراد فعل المحب الكثير المحبة فيجيبه إلى ما شاء ويلقي على صاحب الذنب الذي محاه عنه وداً أي محبة كبيرة واسعة ويجعل له في قلوب الخلق رحمة، ومادة «ود» تدور على الاتساع"، فيتودد إليهم مع ما تقدم مرارا، من عظم استغنائه عنهم، فالقياس البشري: ألا يعيرهم اهتماما، فلا حاجة له عندهم، ولكن قياس فعل الله، عز وجل، الكامل على فعل العبد الناقص: قياس فاسد الاعتبار لوجود الفارق، وأي فارق!، بين الغني على جهة اللزوم، والفقير على جهة اللزوم، فإن صح تبادل المنافع بين البشر، فذلك لما ركز في نفوسهم من الحاجة والنقص الذاتي، فلا يستغني من هذا حاله عمن يكمل نقصه، وهذا أمر ظاهر في سنة الزوجية، التي تنزه عنها رب البرية، جل وعلا، من هذا الوجه، فالزوج يفتقر إلى زوجه ليكتمل بناؤه النفسي، وذلك معنى منتف في حق الله، عز وجل، بداهة، فإذا جاز هذا التبادل بين العباد، فهو بين رب العباد، جل وعلا، وبينهم: محال، فليس كل ما صح في حق الرب، جل وعلا، يصح في حق العبد، وليس كل ما صح في حق العبد يصح في حق الرب، جل وعلا، والشاهد، أنه، جل وعلا، قد انتصر لآدم وقبيله من إبليس وذريته، فطرد إبليس ولعنه لما أبى تكريم آدم بالسجود له، فغار الرب، جل وعلا، لخلق يديه، وقضى كونا بإرسال إبليس وجنده الجني والإنسي على عباده فتنة وابتلاء، ليتمحض معدن آدم، فكير الابتلاء بالوساوس الشيطانية ينصح الجبلة البشرية، فينتفي خبثها بالتوبة والاستغفار، وتزداد مع ذلك رفعة درجة عند الرب، جل وعلا، فما كانت لتبلغها لولا أن عصت فمن عليها تبارك وتعالى بتوبة نصوح، فعملت لها من الأعمال الصالحة ما لم تكن لتعمله لولا أن أذنبت، فإن الذنب يورث صاحبه إنكسارا أحب إلى الرب، جل وعلا، من عجب وصولة الطائع.
والرب، جل وعلا، لا يرضى لخلقه إلا المنزلة العالية والدرجة الرفيعة، فلا يرضى لهم الكفر، و: "إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا وَرَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَأَنْ تَنْصَحُوا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ"، فلا يصلح لجواره إلا أصحاب الإرادات الشريفة والهمم السامية، وإن عظمت المشقة والنفقة فـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لولا المشقة ساد الناس كلهم ******* الجود يفقر والإقدام قتال.
فلولا المشقة ما ساد أبو بكر وعمر، ولو الجود، ما ساد عثمان وابن عوف، ولولا الطعان ما ساد علي وخالد والزبير، ولولا الصبر ما ساد عمار وخباب وبلال، ولولا الصبر على طلب العلم ما ساد ابن عباس وزيد، ولولا الصبر على عداوة الآباء والإخوان ما ساد أبو عبيدة ومصعب، ولولا أن صبر أبو حنيفة على سجن المنصور وتضييقه ما ساد، ولولا أن صبر مالك على الضرب حتى خلعت كتفه ما ساد، ولولا أن صبر أحمد في المحنة ما صار إمام أهل السنة، ولولا أن صبر الشافعي على سكنى البوادي ما صار لسانه حجة، ولولا أن صبر الخليل في كوخه عن الدنيا وزينتها وقد أكلها غيره بكتبه ما صار آية للمخلصين، ولولا أن صبر صلاح الدين على رباط الثغور ما أصلح الرب جل وعلا به الدين والدنيا، ولولا مشقة فتح القسطنطينية ما صار السلطان محمد: محمدا الفاتح، ولولا مشقة الصبر على كيد يهود وأعوانهم ما جرت الألسنة بالثناء على السلطان عبد الحميد آخر رجال آل عثمان العظام، ولولا المشقة ما دخل عبد الرحمن الأندلس فشيد ملكا من العدم، ولولا المشقة ما اجتمع الناس لعد خصال ابن المبارك، ولولا المشقة ما صار الفضيل عابد الحرمين، ولولا مشقة البحث عن الحق ما نجا أبو حامد فصار علما على الإخلاص، ولولا المشقة ما صار ابن تيمية شيخ الإسلام، ولولا المشقة ما انطلقت الحناجر بالتكبير من على جماجم أعداء الدين في الزلاقة، ولولا المشقة ما ساد صاحب البيت نفسه، فصار شاعر الدنيا وشاغل الناس بأبياته.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ويتنصل سبحانه إلى عباده من مواضع الظنة والتهمة التي نسبها إليه من يعرفه حق معرفته ولا قدره حق قدره: من تكليف عباده ما لا يقدرون عليه ولا طاقة لهم بفعله ألبتة، وتعذيبهم إن شكروه وآمنوا به، وخلق السموات والأرض وما بينهما لا لحكمة ولا لغاية، وأنه لم يخلق خلقه لحاجة منه إليهم، ولا ليتكثر بهم من قلة ولا ليتعزز بهم كما قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: 56 - 57]، فأخبر أنه لم يخلق الجن والإنس لحاجة منه إليهم، ولا ليربح عليهم، لكن خلقهم جوداً وإحساناً ليعبدوه فيربحوا هم عليه كل الأرباح كقوله: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7]، {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: 44]، ولما أمرهم بالوضوءِ وبالغسل من الجنابة الذى يحط عنهم أَوزارهم ويدخلون به عليه ويرفع به درجاتهم، قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]، وقال في الأضاحي والهدايا: {لَنْ يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37]، وقال عقيب أمرهم بالصدقة ونهيهم عن إخراج الرديء من المال: {وَلاَ تَيَمّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267].
يقول سبحانه: إني غني عما تنفقون أن ينالنى منه شيء، حميد مستحق المحامد كلها، فإنفاقكم لا يسد منه حاجة ولا يوجب له حمداً، بل هو الغني بنفسه الحميد بنفسه وأسمائه وصفاته وإنفاقكم إنما نفعه لكم وعائدته عليكم". اهـ
ص159.
فتنزه، تبارك وتعالى، عن أن يكلف عباده بما لا يطيقون، فلا حاجة له في عملهم ليشق عليهم ببذل ما لا تقدر عليه نفوسهم من جهد، فالملك الجائر هو الذي يشق على رعيته ليستأثر بثمرتها، وذلك، كما تقدم في أكثر من موضع، مئنة من الفقر الذاتي اللازم، فيفتقر ملوك الدنيا إلى ممالك بعضهم، فيقهر القوي الضعيف على أرضه، ويفتقرون إلى ممتلكات رعيتهم، فيقهرونهم عليها بمكوس الجور، كما هي الحال في زماننا، وتلك صور يظهر بها الفارق بين ملك الملوك، جل وعلا، وسائر الملوك، فهو حكيم لا يفعل إلا ما يصلح به أمر خلقه، وإن بدا لهم خلاف ذلك، لقصور مداركهم عن الإحاطة بحكمة بارئهم، جل وعلا، وغيره من ملوك البشر، في أغلب أحوالهم، سفهاء لا ينظرون إلا إلى المنافع العاجلة، وإن كانت عاقبتها مفاسد آجلة، كما هي حال أغلب ساسة زماننا ممن ساروا على طريقة البراجماتية الانتهازية، فلا عاصم من دين أو حتى خلق، وإنما رقة ديانة وفساد خلق يستبيح صاحبه الكذب والغش للرعية، فهو من أهل الوعيد في حديث معقل بن يسار، رضي الله عنه، مرفوعا: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"، و: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر"، وهو سبحانه وتعالى، رحيم بعباده، لا يريد بمجموعهم الحرج شرعا، وإن قضى بوقوعه لأفراد منهم كونا، فالحرج مرفوع شرعا، والضرورة تبيح المحظور بقدرها، والمشقة تجلب التيسير، فتلك كليات جامعة في الشريعة الخاتمة، بها تظهر عناية الرب، جل وعلا، بالمكلفين، وهو سبحانه: غني حميد، له وصف الغنى الذاتي، وله الحمد فذلك لازم غناه، فيحمد لذاته وأسمائه وصفاته، بخلاف ملوك الدنيا الذين يطلبون الحمد بأعطياتهم، فيتألفون القلوب الساخطة لترضى، فبقاء عروشهم ببقاء حشودهم التي ترضى إذا منحت وتسخط إذا حرمت، فلا تغضب إلا لدنياها، وتلك حال بطانة السوء في أي ملك جائر، فنفاق وانتهازية، ودنو نفس وخسة همة ترضى بالدون من فتات الدنيا وإن بذلت دينها ثمنا له، كما هي حال علماء السوء في الأعصار المتأخرة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 07:40 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن [المتعين] على من لم يباشر قلبه حلاوة هذا الخطاب وجلالته ولطف موقعه، وجذبه للقلوب والأرواح ومخالطته لها أن يعالج قلبه بالتقوى، وأن يستفرغ منه المواد الفاسدة التى حالت بينه وبين حظه من ذلك، ويتعرض إلى الأسباب التى يناله بها، من صدق الرغبة واللجإِ إلى الله أن يحيى قلبه ويزكيه ويجعل فيه الإيمان والحكمة، فالقلب الميت لا يذوق طعم الإيمان ولا يجد حلاوته ولا يتمتع بالحياة الطيبة لا فى الدنيا ولا فى الآخرة ومن أَراد مطالعة أُصول النعم فليسم سرح الذكر فى رياض القرآن، وليتأمل ما عدد الله فيه من نعمه وتعرف بها إلى عباده من أول القرآن إلى آخره حين خلق أهل النار وابتلاهم بإبليس وحزبه وتسليط أعدائهم عليهم وامتحانهم بالشهوات والإرادات والهوى لتعظم النعمة عليهم بمخالفتها ومحاربتها". اهـ
ص160.
فلا يبلغ أحد هذه المرتبة العلية بإدراك واستحضار محامد الرب، جل وعلا، إلا المسددون، لا سيما في أزمنة المحن فلا تخلو لمن سدد نظره من منح فيحمد جل وعلا على قدره الكوني فذلك حمد المكروه الذي لا يكون إلا للرب جل وعلا، ويحمد على عطائه فلم يخل محنة من منحة، ولم يخل بلية من عطية، قد يدق وجهها فلا تدركه إلا عقول المسددين، فقلوب أهل الإيمان التي استغنت بجمال وجلال وصف الرب، جل وعلا، فهي بها غانية، في سعة من العيش، فزادها آي الكتاب العزيز، وفيه من وصف الرب ذي الجلال والإكرام ما يسد كل فاقة، ويفرج كل كربة أو ضائقة، وأما قلوب غيرهم فهي فقيرة تحيى الضنك، فلا حظ لها من سعة الدنيا أو الآخرة، وإن كان لأبدان أصحابها حظ من النعيم الظاهر، فذلك قدر ضئيل لا تمتنع فيه الشراكة، فالمؤمن والكافر فيه سواء، بل المؤمن، عند التدبر والنظر، أسعد حالا من الكافر، فإن أي لذة ظاهرة إن لم تكن النفس مطمئنة هانئة، لا تغني عن صاحبها شيئا، فعيشه نكد، وإن ظهرت عليه أمارات اللذة العارضة، فسعادة مشوبة بالكدر، ولذة يعقبها الألم والندم، فجملة المنغصات تكدر صفو المنعمين والمتنعمات إن لم يكونوا على طريقة النبوات، فمن وجد في قلبه فاقة فليسدها بالتنزيل، فإنه خير زاد في سفرالهجرة إلى الله، عز وجل، عبادة، وإلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متابعة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فلله على أوليائه وعباده أتم نعمة وأكملها فى كل ما خلقه من محبوب ومكروه، ونعمة ومحنة وفى كل ما أحدثه فى الأرض من وقائعه بأعدائه وإكرامه لأوليائه، وفى كل ما قضاه وقدره، وتفصيل ذلك لا تفي به أقلام الدنيا وأوراقها ولا قوى العباد، وإنما هو التنبيه والإشارة". اهـ
ص160.
فله، جل وعلا، النعم الظاهرة والباطنة، فهي من السبوغ وصفا والكثرة قدرا بمكان، فلا يطيق عقل إحصاءها، ولا حساب عدها، فنعم كونيات عامة، ونعم شرعيات خاصة، ونعم في نقم، ظاهرها العذاب والألم، وباطنها الرحمة واللذة، وتلك لا تكون إلا لأصحاب النفوس الكبيرة، التي ألفت الصبر فهو غذاؤها المريء في أزمنة الشدة، وليس ذلك مما يناله المغتذي بالكلام، وإنما الأصل فيه: سؤال الرب، جل وعلا، العافية، فلا يعدل بعطائها عطاء، فهي مظنة فراغ النفس مما يشغلها بل يذهلها من العوارض والصوارف الكونية، وما أكثرها في الأعصار المتأخرة، فإذا فرغ العاقل فلينصب، فذلك تأويل الأمر في قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)، فذلك حال المسددين في أزمنة الرخاء والهدنة، فإن جاءت الشدة ونقضت الهدنة، فلا مناص من اللجوء إلى الرب، جل وعلا، برسم: "اللهم مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"، ليصرف قلبه على طريقة الثبات في أحوال تذهل فيها العقول وتزلزل فيها النفوس وتسوء فيها الظنون فلا يصمد لها إلا المسددون، فتكون الشدة في حقهم رخاء سخاء بما يحصل لهم من الثواب، فعبادات الشدة مئنة من الإخلاص، والإخلاص مادة صلاح أي عمل، وهو كالصبر، عزيز، لا تناله إلا النفوس الكبيرة، فقد جبلت على طلب المعالي، ويسرت لها أسباب تحصيل الفضائل، فتأنف من الدنايا ولا ترضى بالنقائص، وكل ميسر لما خلق له، فـ
(يُتْبَعُ)
(/)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ******* وتأتي على قدر الكرام المكارم
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومن استقرئ الأسماء الحسنى وجدها مدائح وثناءً تقصر بلاغات الواصفين عن بلوغ كنهها، وتعجز الأوهام عن الإحاطة بالواحد منها ومع ذلك فلله سبحانه محامد ومدائح وأنواع من الثناء لم تتحرك بها الخواطر ولا هجست فى الضمائر ولا لاحت لمتوسم ولا سنحت فى فكر.
ففى دعاء أعرف الخلق بربه تعالى وأعلمهم بأسمائه وصفاته ومحامده: "أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِى كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أوْ اسْتأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَن تَجْعَلَ الْقُرْآن رَبِيع قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي".
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة لما يسجد بين يدي ربه قال: "فَيَفْتَحُ علي مَنْ مَحَامِدهِ بِشَيءٍ لا أُحْسِنُهُ الآن"، وكان يقول فى سجوده: أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِكِ"، فلا يحصي أَحد من خلقه ثناءً عليه ألبتة، وله أسماءٌ وأوصاف وحمد وثناءٌ لا يعلمه ملك مقرب ولا نبى مرسل، ونسبة ما يعلم العباد من ذلك إلى ما لا يعلمونه كنقرة عصفور في بحر". اهـ
ص160، 161.
فتعرف إلينا الرب، جل وعلا، بما تطيقه عقولنا من كمالاته الذاتية والوصفية والفعلية، وحجب عنا ما لا تطيقه، فمن ذا الذي يطيق إحاطة بوصف الرب جل وعلا.
فلا نعلم إلا ما علمنا، وإذا كان لسان مقاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ"، فكيف بحال من جاء بعده، وإن كان أوسع الناس علما وأعظمهم تقى؟!.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فإن قيل: فكيف تصنعون بما يشاهد من أَنواع الابتلاءِ والامتحان والآلام للأَطفال والحيوانات ومن هو خارج عن التكليف ومن لا ثواب ولا عقاب عليه؟ وما تقولون في الأَسماءِ الدالة على ذلك من المنتقم والقابض والخافض ونحوها؟ قيل: قد تقدم من الكلام في ذلك ما يكفي بعضه لذي الفطرة السليمة والعقل المستقيم وأَما من فسدت فطرته وانتكس قلبه وضعفت بصيرة عقله فلو ضرب له من الأَمثال ما ضرب فإِنه لا يزيده إِلا عمى وتحيراً ونحن نزيد ما تقدم إيضاحاً وبياناً إِذ بسط هذا المقام أَولى من اختصاره فنقول: قد علمت أن جميع أسماء الرب سبحانه حسنى وصفاته كمال وأفعاله حكمة ومصلحة، وله كل ثناءٍ وكل حمد ومدحه وكل خير فمنه وله وبيده، والشر ليس إليه بوجه من الوجوه. لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه، وإن كان في مفعولاته فهو خير بإضافته إليه وشر بإضافته إلى من صدر عنه ووقع به. فتمسك بهذا الأصل ولا تفارقه فى كل دقيق وجليل، وحكمه على كل ما يرد عليك، وحاكم إليه واجعله آخرتك التى ترجع إليها وتعتمد عليها". اهـ
ص161.
فذلك من شؤم قياس فعل الرب، جل وعلا، على فعل العبد، فيرى صاحب هذا القياس الفاسد، فعل الرب، جل وعلا، في عباده بصفات الجلال، يراه من جنس فعل العبد بالظلم لغيره، فابتلاء الرب، جل وعلا، بصنوف الآلام، وظهور آثار صفات جلاله، ليس من جنس إفساد العباد بالظلم، فإن الرب، جل وعلا، الغني على جهة الإطلاق، فانتفاء الظلم في حقه واجب، فيأمن العبد ظلمه، وإن لم يأمن مكره، وأما العبد فهو على الضد: فقير فقرا ملازما لذاته، فالظلم فيه سجية: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، فيظلم غيره بإيصال الضر إليه على جهة الإفساد، لافتقاره إلى ما عنده من مال أو متاع، فالرب، جل وعلا، يبتلي بالألم ليذكر ويمحص ويرفع درجة المبتلى إن كان صالحا، ويهلك الظالم فيشغله بنفسه ويري من ظلمه فيه آية واعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وكم توجع طغاة بعد أن زأروا متوعدين!، فكان توجعهم عاجل البشرى بالعذاب الأليم!، فكيف صح في الأذهان قياس خلق الرب، جل وعلا، للشر بإرادته الكونية النافذة، لما يتولد منه من الخير الآجل، فذلك تأويل حكمته، جل وعلا، كيف يقاس ذلك على فعل العبد للشر مخالفة للإرادة الشرعية الحاكمة، فذلك من الفساد بمكان، بل هو عين الإفساد بمخالفة ناموس
(يُتْبَعُ)
(/)
شريعة العدل والإصلاح.
فالشر ليس لله، عز وجل، فعلا، وإن كان له خلقا، فهو في المقدور لا في القدر، فيراد لغيره، فليس مرادا لذاته، فبه يتولد خير يفوق مفسدة وقوعه، وذلك، كما تقدم، مئنة من حكمة الرب جل وعلا.
والأمر كما يقول ابن القيم، رحمه الله، دائر بين الفضل بإظهار آثار أوصاف جماله في أوليائه، والعدل بإظهار أوصاف جلاله في أعدائه.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"واعلم أن لله خصائص فى خلقه ورحمة وفضلاً يختص به من يشاءُ، وذلك موجب ربوبيته وإلهيته وحمده وحكمته، فإياك ثم إياك أَن تصغي إلى وسوسة شياطين الإنس والجن والنفس الجاهلة الظالمة أنه: هلا سوَّى بين عباده فى تلك الخصائص وقسمها بينهم على السواءِ، فإن هذا عين الجهل والسفه من المعترض به، وقد بينا فيما تقدم أن حكمته تأْبى ذلك وتمنع منه. ولكن اعلم أن الأمر قسمة بين فضله وعدله، فيختص برحمته من يشاء ُ ويقصد بعذابه من يشاءُ وهو المحمود على هذا، فالطيبون من خلقه مخصوصون بفضله ورحمته، والخبيثون مقصودون بعذابه، ولكل واحد قسطه من الحكمة والابتلاءِ والامتحان، وكل مستعمل فيما هو له مهيأَ وله مخلوق، وكل ذلك خير ونفع ورحمة للمؤمنين فإنه تعالى خلقهم للخيرات فهم لها عاملون، واستعملهم فيها فلم يدركوا ذلك إلا به ولا استحقوه إلا بما سبق لهم من مشيئته وقسمته". اهـ
ص161، 162.
فالأمر ليس على طريقة أهل العدل في زماننا، الذين ضلوا في معنى العدل فقالوا بالتسوية المطلقة من كل وجه برسم المساواة، وإن اختلفت الأوصاف والخصائص، على طريقة دعاة التسوية بين الجنسين، بمنح كل خصائص الآخر، فلا تعرف ذكرا من أنثى، فكلهم سواء!، وذلك تسوية بين ما فرق الرب، جل وعلا، كونا، فليست خلقة الذكر وخصائصه الجسدية والنفسانية، كخلقة الأنثى وخصائصها الجسدية والنفسانية، وشرعا، فالأصل في التكليف التسوية إلا ما اختص به كل جنس من الأحكام، فالتباين كائن في أحكام انفرد بها كل جنس، كالجهاد والنفقة للرجال، وأحكام الحيض والولادة والنفاس والرضاع ... إلخ للنساء، وفي أحكام اشتركا فيها مع وقوع التباين في حظ كل منها كأحكام المواريث، فالتباين في التشريع فرع عن التباين في التكوين، فمن آمن بالرب، جل وعلا، ربا خالقا، قد خلق كل جنس على نحو يلائم ما اختص به من الوظائف الكونية والشرعية، آمن به ربا مشرعا يشرع لكل جنس ما يلائمه من الأحكام، فهو العليم الخبير بأحوال عباده وما يصلح به حالهم من الأحكام، فتكوينه وتشريعه فرع عن علمه الأول بالكائنات، فالتسليم لحكم الشرع في هذا الباب: مئنة من كمال علم العبد بوصف الرب الخالق الحكيم، فخلق الجنسين بقدرته، وصور كلا على هيئة تخصه، وشرع له من الأحكام ما يلائمه، فذلك مئنة من حكمته البالغة جل وعلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 05 - 2010, 12:07 م]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فكذلك لا تضرهم الأدواءُ ولا السموم، بل متى وسوس لهم العدو واغتالهم بشيء من كيده أو مسهم بشيء من طيفه تذكروا فإذا هم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون وإذا وقعوا في معصية صغيرة أو كبيرة عاد ذلك عليهم رحمة وانقلب فى حقهم دواء وبدل حسنة بالتوبة النصوح والحسنات الماحية، لأنه سبحانه عرفهم بنفسه وبفضله وبأن قلوبهم بيده وعصمتهم إليه حيث نقض عزماتهم وقد عزموا أن لا يعصوه، وأراهم عزته فى قضائه، وبره وإحسانه فى عفوه ومغفرته، وأشهدهم نفوسهم وما فيها من النقص والظلم والجهل، وأشدهم حاجتهم إليه وافتقارهم وذلهم، وأنه إن لم يعف عنهم ويغفر لهم فليس لهم سبيل إلى النجاة أبداً". اهـ
ص162.
فذلك من تمام عنايته، عز وجل، بعباده المؤمنين، فيحفظهم من نوازع الشر وخواطر السوء، فإذا وقعوا في المعصية بمقتضى ما قدر من الأزل، فذلك مئنة من كمال قدرته، انقلبت المحنة بالمعصية في حقهم منحة، فاستغفروا وأحدثوا من الطاعات ما يفوق جرم المعصية، فصارت الحكمة باعتبار المآل: وقوع المعصية، وإن لم تكن مرادة شرعا، فذلك من كمال حكمته، عز وجل، أن أخرج من الشر خيرا، فجعل مساخطه معدن مراضيه بالتوبة منها والندم على اقترافها، وانكسار القلب بين يديه، فذلك كما تقدم في أكثر من موضع، أحب إلى الرب، جل وعلا،
(يُتْبَعُ)
(/)
من صولة الطائع، فقدره، عز وجل، كله خير، وإن كان ثم شر ففي المقدور الكائن، لا في القدر المكوِّن، فالمقتول ظلما، إن كان من أهل الإيمان، فوزره على من قتله، فحصل له بالخوف العاجل: أمن آجل في دار الجزاء، وحصل لأهله إن صبروا من عظيم العطاء ما لم يكن ليحصل لولا أن ابتلوا بقتله، فذلك من القدر الكوني النافذ، فامتثلوا أمر القدر الشرعي الحاكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فاصبروا ولازموا الصبر على جهة المفاعلة للنفس، فهي العدو الملازم وللعدو المباين من أجناس الكفارة والطغاة، وكم صبر مظلومون على الابتلاء فصاروا من أهل: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وقل مثل ذلك في كل ابتلاء ينزل بأهل الإيمان، فذكر القتل تحديدا لكونه من أعظم المصائب الكونية التي تنزل بابن آدم، فليس بعد زهوق النفس مصاب، فإن الميت أو المقتول لا يهتم بما خلف وراء ظهره، فإذا أدخل قبره، انقطعت صلته بدار الابتلاء فصار من أهل دار أخرى، فلا يعنيه أمور كانت قبل موته بلحظات: شغله الشاغل، فقد مات وانتهى الأمر جملة وتفصيلا!، فالتأسي يكون في بقية المصائب من باب أولى، وسؤال العافية، كما تقدم مرارا خيرا من تمني الابتلاء، فلا يطلبه إلا غافل متعد، ولا يخشاه أو يخشى الجزع حال وقوعه إلا عاقل، ولا يصبر حال وقوعه إلا مسدد، فذلك من تنويع الرب، جل وعلا، في أوصاف العباد، ليظهر بتفاوت صورهم الظاهرة والباطنة: كمال قدرته أن خلق الشيء وضده، فخلق المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والصابر والجازع، والعالم والجاهل ..... إلخ، وأرى العباد قدرته بعقد هممهم وفسخها، فكم من ناو توبة قد فسخت همته فعاود المعصية، ليعلم ضعف نفسه إن وكل إليها، فلا عاصم من أمر الله، عز وجل، إلا هو، فإن شاء ثبت فضلا وإن شاء أزاغ عدلا، فوجب اللجوء إليه على جهة الافتقار، والتوجه إليه بالدعاء على جهة الذلة والصغار، فالذل له كمال العز، والافتقار إليه تمام الغنى، فلا يملك العبد من أمر نفسه شيئا، وإن كان مكلفا مختارا، فإن إرادته، مهما عظمت، لا تخرج عن إرادة خالقه، جل وعلا، فهو الخالق للذوات وما يقوم بها من إرادات وأفعال، فلا يتحرك بإرادته المقيدة إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، له الحركة بإرادته المطلقة.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فإِنهم لما أعطوا من أنفسهم العزم أن لا يعصوه وعقدوا عليه قلوبهم ثم عصوه بمشيئته وقدرته، عرفوا بذلك عظيم اقتداره وجميل ستره إياهم وكريم حلمه عنهم وسعة مغفرته لهم برد عفوه وحنانه وعطفه ورأْفته، وأنه حليم ذو أناة لا يعجل ورحيم سبقت رحمته غضبه، وأنهم متى رجعوا إليه بالتوبة وجدوه غفوراً رحيماً، حليماً كريماً، يغفر لهم السيئات ويقيلهم العثرات ويودهم بعد التوبة ويحبهم". اهـ
ص162.
فعرفوا بذلك عظيم وصف جلاله، أن قدر عليهم بعدله الوقوع في المعصية وقد عزموا يقينا ألا يقعوا فيها، ولو شاء لعافاهم بفضله، ثم عرفوا بعد الندم والتوبة عظيم وصف جماله، فوجدوه غفورا يستر الذنب، رحيما بعباده المؤمنين لا سيما التائبين فمحبتهم مقدمة على محبة المتطهرين فـ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، فالتواب قد وقع له من الذل والانكسار ما صيره أقرب إلى الرب، جل وعلا، فالخضوع والذل مظنة الاقتراب، فـ: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، فالسجود مظنة الذلة، والذلة طريق الاقتراب الواسع من الرب، جل وعلا، على جهة الرضا فهو من جنس التقرب في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا"، وقد لا يجد الطائع، بل غالبا ما لا يجد، أثر هذا الذل النافع، فهو معدن العزة، بتوحيد الرب، جل وعلا، بعبادة الاستغفار والتوبة فـ: "عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ"، فليس ذلك بمسوغ للوقوع في الذنب وإنما هو أمان لمن تاب وأناب بصدق فليس بلاعب بتوبة قد بيت النية على نقضها!، فلم يشرك معه غيره في هذا الوصف الذي اختص به الرب، جل وعلا، فلا يغفر الذنوب إلا هو، فليس ثم وسيط أرضي يغفر إذا اعترف المذنب أمامه، فتلك فضيحة لا يرضاها الرب، جل وعلا، لعباده فـ: "مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ"، وفي إسناده انقطاع، وهو عند الحاكم، رحمه الله، في مستدركه من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، مرفوعا: "اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل"، فلا يكون بوح بالذنب إلا لمن يقدر على غفرانه، كما لا يكون بوح بالحزن الذي تضيق به النفوس إلا لمن يؤمن جانبه فليس بشامت أو متشف، فالأصل: التجلد لمن أقدره الرب، جل وعلا، عليه، فلسان حال صاحبه:
و تجلدي للشامتين أريهم ******* أني لريب الدهر لا أتضعضع
فمن لم يستطع، فهو لا بد بائح، فليكن بوحه لقريب أو خليل لا تخشى غوائله، وما أقل هذا الصنف في زماننا، فلا يسع العباد بعلمه، وسمعه، فهو المجيب لمن دعاه بشرح الصدور وتفريج الكروب، ورحمته، فهو أرحم بالعبد من نفسه، لا يسعهم إلا من خلقهم تبارك وتعالى، فـ: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، فله سعة الذات عظمة فلا تماثلها ذات، وسعة الصفات كمالا فلا تماثلها صفات، فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، و: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا)، فذلك من سعة وصفه، جل وعلا، فوسع العباد برحماته الكونيات العامة فبها قيام المخلوقات فهو القيوم المقيم لها بأسباب الإيجاد والإبقاء، ورحماته الشرعيات الخاصة، والنبوة، كما تقدم مرارا، أعظمها وصفا وقدرا، فلا يحظى بها، والضمير راجع على الرحمات الشرعيات لا النبوات فهي منصب لا كسب فيه بل لا ينال إلا بالاصطفاء، لا يحظى بها إلا الصابرون الموقنون، فتلك هي الذرائع إلى الإمامة في الدين: إمامة نبوة فتلك لا تنال بكسب أو فتوة، وإمامة علم، فتلك إمامة: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، فيرون ما لا يرى غيرهم من أصحاب الجهالات البسيطة والمركبة، لا سيما إن اقترنت بالجحود والتعصب، فلا عذر لأصحابها، وإمامة عمل، فـ: (قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فتضرعوا إليه حينئذ بالدعاء وتوسلوا إليه بذل العبيد وعز الربوبية فتعرف سبحانه إليهم بحسن إجابته وجميل عطفه وحسن امتنانه فى أن ألهمهم دعاءه ويسرهم للتوبة والإنابة وأقبلوا بقلوبهم إليه بعد إعراضها عنه، ولم تمنعه معاصيهم وجناياتهم من عطفه عليهم وبره لهم وإحسانه إليهم فتاب عليهم قبل أن يتوبوا إليه، وأعطاهم قبل أن يسألوه فلما تابوا إليه واستغفروه وأنابوا إليه تعرف إليهم تعرفاً آخر: فعرفهم رحمته وحسن عائدته وسعة مغفرته وكريم عفوه وجميل صفحه وبره وامتنانه وكرمه وشرعه، ومبادرته قبولهم بعد أن كان منهم ما كان من طول الشرور وشدة النفور والإيضاع فى طرق معاصيه، وأشهدهم مع ذلك حمده العظيم وبره العميم، وكرمه فى أن خلى بينهم وبين المعصية فنالوها بنعمته وإعانته، ثم لم يخل بينهم وبين ما توجبه من الإهلاك والفساد الذى لا يرجى معه صلاح، بل تداركهم بالدواء الشافي فاستخرج منهم داء لو استمر معهم لأفضى إلى الهلاك، ثم تداركهم بروح الرجاء فقذفه فى قلوبهم وأخبر أنه عند ظنونهم به". اهـ
ص162.
(يُتْبَعُ)
(/)
فدعاؤهم في حد ذاته طاعة يجوز بل يحسن التوسل بها إلى استجابته وقبول توبته عليهم، فتوسلوا إليه بصفات جماله، فذلك مما يحسن في مقام الطلب، فهم طلاب المغفرة التي لا تكون إلا من الغفور الرحيم، جل وعلا، وتوسلوا بإظهار الذل في مقام يحسن فيه الإمعان في الخضوع والخشوع، فوصف الخضوع الكوني ثابت على الدوام لسائر الخلائق، ووصف الخضوع الشرعي ثابت على الدوام لخاصة الخلق من المؤمنين، وإنما يزيد الوصف شدة في مواضع التوبة والاستغفار فهي من المواضع التي يظهر فيها عجز العبد فلم يملك إلا أن وقع في المعصية لنفاذ الأمر الكوني فيه، فذلك من قهر الرب، جل وعلا، لعباده، فقد قهرهم بالقدر الكوني الذي لا يلامون على وقوعه مما يعرض للبشر من النوازل من قبيل الموت والنوم والجوع والعطش ..... إلخ من عوارض النقص، وقهرهم بمخالفة القدر الشرعي باختيارهم وإن لم يخرج ذلك عن إرادته الكونية العامة، فلا يطيع طائع، ولا يعصي عاص، كما تقدم مرارا، إلا بمشيئة الرب، جل وعلا، فظهر لهم ما يعتريهم من الضعف، فالأبدان قد ظهر نقصانها بورود الأدواء عليها، فامتاز وصف الكمال الثابت للذات الإلهية القدسية من وصف النقصان الثابت للذات الأرضية الناقصة، وذلك مما يبطل قول من زعم مخالطة الكامل للناقص، باتحاد كاتحاد النصارى، أو حلول، فذلك من وصف النقص المطلق الذي تنزه عنه الرب، جل وعلا، شرعا وعقلا وحسا وفطرية، وامتازت الأوصاف الإلهية لا سيما القدرة النافذة، فهو المقتدر إثباتا، فـ: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) نفيا، من الأوصاف البشرية التي ظهر عجزها فلم تصبر عن المعصية فوقعت فيها فحصل لها من ذل العبودية ما يقابل عز الربوبية، كما أشار إلى ذلك ابن القيم رحمه الله، بقوله:
"فأشهدهم بالجناية عزة الربوبية وذل العبودية، ورقاهم بآثارها إلى منازل قربه ونيل كرامته، فهم على كل حال يربحون عليه، يتقلبون في كرمه وإحسانه، وكل قضاءٍ يقضيه للمؤمن فهو خير به يسوقه إلى كرامته وثوابه، وكذلك عطاياه الدنيوية نعم منه عليهم، فإذا استرجعها أيضاً منهم وسلبهم إياها انقلبت من عطايا الآخرة ما قيل: إن الله ينعم على عباده بالعطايا الفاخرة، فإذا استرجعها كانت عطايا الآخرة". اهـ
ص163.
فلو شهد العباد مقام الجلال، فالله، عز وجل، شديد العقاب، ما التذوا ابتداء، ولو كانوا أهل طاعة، فكيف بأهل المعصية، فمن رحمة الرب، جل وعلا، بنا، أن تعرف إلينا بما تطيقه عقولنا من أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وإلى ذلك المعنى أشار ابن القيم، رحمه الله، بقوله:
"والرب سبحانه قد تجلى لقلوب المؤمنين العارفين وظهر لها بقدرته وجلاله وكبريائه ومضي مشيئته وعظيم سلطانه وعلو شأْنه وكرمه وبره وإحسانه وسعة مغفرته ورحمته وما ألقاه فى قلوبهم من الإيمان بأسمائه وصفاته إلى حيث احتملته القوى البشرية ووراءه مما لا تحتمله قواهم ولا يخطر ببال ولا يدخل فى خلد مما لا نسبة لما عرفوه إليه". اهـ
فتجلى صورة علمية باطنة في قلوب العارفين، فرؤيتهم له بعين البصيرة معنى، لا بالعين الباصرة ذاتا، فلا يرى، عز وجل، على جهة الحقيقة، بذاته القدسية وصفاته العلية، إلا في دار النعيم، رؤية التنعم لا الإحاطة، فجاءت الرسالات ببيان تلك الصورة، فهي من آكد الصور العلمية، بل هي آكدها، وعنها تتفرع آكد الصور العملية: صورة توحيد الألوهية، صورة: لا إله إلا الله، ففيها التوحيد الاعتقادي بإفراده جل وعلا، بمعاني وحدانية الذات وأحدية الصفات والأفعال، فلا شريك له في وصفه، ولا شريك له في ملكه، فهو المدبر لسمائه وأرضه، بكلماته الكونيات النافذة، وهو المشرع لخلقه ما به صلاح معاشهم ومعادهم، فتلك كلماته الشرعيات الحاكمة، فذلك الوجه الثاني من توحيد الألوهية: توحيده، جل وعلا، بالأعمال باطنة كانت كالتوكل والخشية فـ: (تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)، و: (لَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)، أو ظاهرة كالصلاة والزكاة، فـ: (أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، واجبة كانت كالصلوات المكتوبات، أومندوبة
(يُتْبَعُ)
(/)
كسائر نوافل العبادات، فعلا كانت كالصلاة، أو تركا كالصيام، بدنية كانت كالصلاة، أو مالية كالزكاة أو مركبة منهما كالحج والجهاد ....... إلخ من تقسيمات العبادات الاصطلاحية.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فاعلم أن الذين كان قسمهم أنواع المعاصي والفجور، وفنون الكفر والشرك والتقلب في غضبه وسخطه وقلوبهم وأرواحهم شاهدة عليهم بالمعاصي والكفر مقرة بأن له الحجة عليهم وأن حقه قبلهم، ولا يذكر أحد منهم النار إلا وهو شاهد بذلك مقر به معترف اعتراف طائع لا مكره مضطهد، فهذه شهادتهم على أنفسهم وشهادة أوليائه عليهم والمؤمنون يشهدون فيهم بشهادة أخرى لا يشهد بها أعداؤه، ولو شهدوا بها وباؤا بها لكانت رحمته أقرب إليهم من عقوبته، فيشهدون أنهم عبيده وملكه وأنه أوجدهم ليظهر بهم مجده وينفذ فيهم حكمه ويمضى فيهم عدله، ويحق عليهم كلمته ويصدق فيهم وعيده ويبين فيهم سابق علمه، ويعمر بهم ديارهم ومساكنهم التي هى محل عدله وحكمته.
وشهد أولياؤه، (في مقابل شهادة أعدائه)، عظيم ملكه وعز سلطانه وصدق رسله وكمال حكمته وتمام نعمته عليهم وقدر ما اختصهم به ومن أي شيء حماهم وصانهم، وأي شيء صرف عنهم". اهـ
بتصرف من: ص163، 164.
فشهدوا على أنفسهم بالجناية، فذلك من كمال عدله، عز وجل، فيهم، فـ: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ)، فتسلط الاستفهام على النفي مئنة من الإثبات، فقد جاءكم رسل منكم باعتبار المجموع لا الجميع، فمن البشر رسل قد عمت رسالاتهم، فبعث النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الثقلين، فلسان مقال الجان: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، فقامت عليهم الحجة الرسالية في دار الابتلاء، وأنطق منهم، جل وعلا، الشاهد عليهم، في دار الجزاء فذلك، أيضا، مئنة من كمال عدله، فـ: (قَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، فذلك من قياس الأولى، فمن خلق ابتداء قادر على الإنطاق انتهاء، فأولئك شهود وصف الجلال، وفي مقابلهم شهود وصف الجمال، من عباده المؤمنين فشهدوا على كمال حكمته وتمام نعمته، فلسان مقالهم: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)، فأقروا له بالفضل فلولا ما سبق في علمه بنجاتهم ما نجوا، وإنما فعلوا ما فعلوا من خير، بما يسره الله، عز وجل، لهم من الأسباب الشرعية والكونية فـ: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)، فحبب إليهم طرائق الخير، بما آتاهم من قوى العلم النافع، ويسر لهم سلوكها بما آتاهم من قوى العمل الصالح، وبغض إليهم في المقابل: أسباب الشر فصرفهم عنها، وثبطهم عن مباشرتها، فذلك من فضله ولو شاء لابتلاهم بها عدلا، فالعافية منه في الدين والدنيا: فضلا لا عن سابق حق، والابتلاء منه: عدل فلا يظلم ربك أحدا.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وأنه لم يكن لهم إليه وسيلة قبل وجوده يتوسلون بها إليه أن لا يجعلهم من أصحاب الشمال وأن يجعلهم من أصحاب اليمين، وشهدوا له سبحانه بأن ما كان منه إليهم وفيهم مما يقتضيه إتمام كلماته الصدق والعدل قوله وتحقق مقتضى أسمائه فهو محض حقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل ذلك منه حسن جميل له عليه أتم حمد وأكمله وأفضله، وهو حكم عدل وقضاءٌ فصل، وأنه المحمود على ذلك كله فلا يلحقه منه ظلم ولا جور ولا عبث، بل ذلك عين الحكمة ومحض الحمد وكمال أظهره فى حقه وعز أبداه وملك أعلنه ومراد له أنفذه كما فعل بالبدن وضروب الأنعام أتم بها مناسك أوليائه وقرابين عباده، وإن كان ذلك بالنسبة إلى الأنعام هلاكاً وإتلافاً، فأعداؤه الكفار المشركون به الجاحدون أولى أن تكون دماؤهم قرابين أوليائه وضحايا المجاهدين فى سبيله، كما قال حسان بن ثابت:
يتطهرون يرونه قربانهم ******* بدماءِ من علقوا من الكفار". اهـ
ص164.
فتحقق في المؤمنين معاني أسماء الجمال فهو: الغفور الذي ستر الذنب، الرحيم الذي اختص المؤمنين برحماته الخاصة في دار الجزاء، وأعظمها دار النعيم فـ: "أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي"، وتحقق في الكافرين معاني أسماء الجلال، فهو العزيز القهار، شديد العقاب لمن عصاه، فعذب أعداءه بيد أوليائه، فـ: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)، فلو شاء لأهلكهم بكلمة كونية واحدة، فـ: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، ولكنه شاء أن تظهر في مدافعة عباده بعضهم: آثار حكمته الباهرة، فأعز جنده، وجعل أعداءه قرابين تذبح وضحايا تهدى فـ: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فأوليائه عقوبته العاجلة لأعدائه، إن أمضوا السنة الشرعية، بشهر سيوف الحق دفعا وطلبا، والمسلمون، على الجانب الآخر، فتنة لأعدائه إن سلطهم عليهم بذنوبهم، كما هي الحال في زماننا، فهي الحال التي استعاذ منها المؤمنون، فـ: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فقد صار الموحدون هم القرابين، فذلك، أيضا، من كمال عدله وحكمته، فلا ملاطفة في السنة الكونية، ولا مجاملة لمن فرط في السنة الشرعية، وإنما الشأن: مباشرة السبب توصلا إلى مسبَّبِه، فجهاد أولياء الشيطان مظنة العزة، والقعود برسم التثاقل إلى الأرض أو الخيار الاستراتيجي الوحيد: سلام الجبناء!، مظنة الذلة وتسلط الأراذل، وتعطيل سيف الشريعة فلا ينال من الزنادقة، ذريعة إلى التطاول على أصول الديانة، فالطاعن في مأمن، فلا ينفذ فيه هذا السيف إلا بأمر سلطان عام، له من ولاية الحسبة ما ليس للأفراد، وسلاطين زماننا إما فاجر لا يقيم للدين وزنا فلا يغضب إلا لملكه، وإما عاجز يخشى تبعة ذلك، فمنظمات حقوق الإنسان في الكفر والعصيان لا يسلم من تحرشها إلا من سار على سننها!، فقلت غيرته على المحارم الشرعية بل والفطرية التي تغار عليها البهائم، وإنما الشأن في الزمان الأول:
"لما ضحى خالد بن عبد الله القسري بشيخ المعطلة الفرعونية جعد بن درهم، (حامل لواء مقالة نفي الأسماء والصفات الإلهية)، فإن خطبهم فى يوم أضحى، فلما أكمل خطبته قال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى عما يقول الجعد علواً كبيراً، ثم نزل فذبحه، فكان ضحيته. وذكر ذلك البخاري في كتاب خلق الأفعال". اهـ
ص164.
وذلك مما حمد به ولاة بني أمية على ما كان عليهم من مآخذ شرعية، لا سيما في مسائل كتأخير الصلاة وتقديم العرب برسم العصبية ..... إلخ، فقد عرفوا بالحرص على حماية جناب الشريعة فأعملوا سيف الشريعة في كثير من رءوس البدع التي أطلت بعد ذهاب القرن الأول، فهم الأمان لهذه الأمة فـ: "أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ".
يقول ابن القيم رحمه الله:
"فهذا شهود أوليائه من شأن أعدائه، ولكن أعداؤه فى غفلة عن هذا لا يشهدونه ولا يقرون به، ولو شهدوه وأقروا به لأدركهم حنانه ورحمته، ولكن لما حجبوا عن معرفته ومحبته وتوحيده وإثبات أسمائه الحسنى وصفاته العليا ووصفه بما يليق به وتنزيهه عما لا يليق به صاروا أسوأ حالاً من الأنعام وضربوا بالحجاب، وأبعدوا عنه بأقصى البعد وأخرجوا من نوره إلى الظلمات، وغيبت قلوبهم فى الجهل به وبكماله وجلاله وعظمته فى غابات، ليتم عليهم أمده، وينفذ فيهم حكمه، والله عليم حكيم، والله أعلم". اهـ
ص164.
فإنما أتي من أتي منهم لجهله بكمال أوصاف الرب، جل وعلا، فله صفات الكمال: جلالا وجمال: ثبوتا، وله التنزيه بسلب أوصاف النقصان، فلا يعتريه نقص في ذاته أو وصفه أو فعله، فهو الأول على جهة الإطلاق، بكمال الذات والوصف، وهو الآخر على جهة الإطلاق، فمن غيب عن هذا المقام الشريف بسبق قضاء الرب، جل وعلا، فيه، فحكمه، جل وعلا، بالعدل فيه ماض، كما أن من أحضرت نفسه هذا المقام، ففضله، جل وعلا، فيه كائن، فالعباد، كما تقدم مرارا، في مأمن من ظلم الغني، تبارك وتعالى، فبين فضله وعدله يتقلبون، فلا حجة لأحد من الخلق عليه، بل عطائه محض إحسان، ومنعه عدل لا جور فيه، فقد تنزه عن الفقر إلى ما منح عباده، فلا يظلم ربك أحدا.
والله أعلى وأعلم.(/)
من صور الفوضى الدينية والفكرية والاجتماعية!
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 08:12 ص]ـ
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/08/22/86876.html
والتعليقات على الخبر، أسفل الصفحة، تستحق القراءة لما فيها من الفائدة.
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/08/23/86931.html
وهي حلقة من سلسلة التواطؤ بين أهل البدع المغلظة والكفار الأصليين، فالطيور على أشكالها تقع.
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/08/22/86842.html
وهي حلقة اخرى من حلقات التخاذل المستمر طمعا في رياسة زائلة أو مكسب سياسي رخيص ولو أعطى صاحبه الدنية في دينه.
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ******* ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أذلوه فهان ودنسوا ******* محياه بالأطماع حتى تجهما
وإلى الله المشتكى.(/)
للشهر حرمته يا فنانون!!
ـ[رقية القلب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشهر حرمته يا فنانون!!
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
لا نعرف سباقاً محموماً لأساطين الفن من مخرجين ومنتجين وفنانين نحو إنتاج العفن الفني كمسمياتهم في إنتاج أفلام ومسلسلات رمضان.
فشهر الصيام والقيام وليلة القدر أصبح شهر الأفلام والمسلسلات، والكازينوهات والمسارح التي تتنافس في انتهاك قدسية الشهر، وتقديم الرذيلة مصورة للجمهور النائم على أذنيه كما يقال.
وبفضل الرعاية العظيمة، والجهود المتواصلة نجح الفنانون والمخرجون في جذب جمهور عريض -من (الصائمين!)، وربما: (القائمين!) - إلى حلقاتهم اليومية عقب الإفطار مباشرة، أو بعد الفراغ من صلاة التراويح وإلى ساعات السحر، وظل المشاهدون لمسلسلات الرذيلة عاجزين عن إقناع أنفسهم بحرمة المشاهدة بدعوى أنها ترفيهية ومسلية، أو درامية ذات هدف مثالي، يتمثل أحياناً في خيانة الزوج وإقدامه على الزواج بأخرى!!.
إن ثمة سوءاً منهم لحقيقة الصيام وأهدافه هي التي آلت بكثير من الناس إلى الامتناع عن الطعام والشراب، لكنها لم تمنعهم من الكذب والشتم واللعان، أو النظر بملء عيونهم إلى المسلسلات الماجنة، حيث تختلط النساء بالرجال، ويلعب الجميع أدواراً ذات مضامين خبيثة، فضلاً عن نوم بعضهن مع الرجل تحت لحاف واحد، بدعوى أنه زوجها على طريقة أفلام هو ليود حذو القذة بالقذة.
إن من المحزن حقاً أن تظل هذه (الإنجازات!) الفنية تُقدَّم إلى الجمهور حتى الآن، بالرغم من هذه الأحداث والتقلبات السياسية الدولية التي تجري على الساحة.
فها هي الصليبية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تعلنها حرباً لا تبقي ولا تذر فتدمر أفغانستان، وتحتل العراق، وتهدد سوريا وغيرها، والإعلاميون والفنانون وجمهور المشاهدين منغمرون في سباب عميق، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، لا يدرون ما يجري حولهم، ولا يعلمون أن طوفان الصليب لن يستثنيهم من أمواجه العاتية مهما انغمسوا في الإباحية، وأوغلوا في محاكاته وتقليده، ما لم يعلقوا الصلبان في أعناقهم "
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: من الآية 12).
إن على دهاقنة الفن مطربين وممثلين ومنتجين أن يدركوا جيداً أنهم يقومون بنحر أخلاق الأمة، وذبح الفضائل في نفوس أبنائها، ويؤدون دوراً فاعلاً في تكريس حياة الذل والخزي والتبعية لأعدائها.
إلى متى أيها الفنانون تمارسون وصاية مهينة على أخلاق الأمة، وتتسببون في إذلالها تحت مطارق الشهوات، والمشاهد الإباحية والمضامين الانهزامية؟!.
إن (هوليود) العربية فاقت (هوليود) الأمريكية في تقديم كلّ أسباب الانتكاسة الأخلاقية في أوساط المشاهدين والمخدوعين بأوضار الفن ومناظر الرذيلة.
إننا لا نلوم الأمريكان وغيرهم من الكفار مهما قدموا للبشرية من الإسفاف الأخلاقي، وأسلحة الدمار الشامل من سينما وأفلام، فليس بعد الكفر ذنب، وهذه أخلاق القوم ومنتهى ما عندهم من العلم.
بيد أن اللوم يفرض نفسه صوب أناس يدّعون الإسلام، ولو بطريقة الوراثة ثم هم يكرسون كل جهودهم في هدمه وهدم قيمه ومثله العليا؛ ركضاً وراء الشهرة والنجومية والزعامة الفنية الهابطة!!.
إن على عقلاء المسلمين من أمراء وعلماء ومسئولين أن يعوا الدور الخطير الذي يقوم به الفنانون تجاه مجتمعاتهم الإسلامية، والذي نتج عنه كلُّ ما نرى من التهتك والإسفاف، وانتشار الرذيلة، فضلاً عن نشأة تلك الأجيال الهزيلة الراكضة خلف شهواتها وملذاتها العاجلة، بفعل الإثارة التي أحدثها الفنانون في معروضاتهم وأطروحاتهم السافلة.
لا بد من التصدي لكل هذه الفنون الخليعة واجتثاثها من جذورها، وتطهير المجتمعات منها، وإلا ظللنا الدهر كله صرعى الشهوات من جهة، وقتلى التبعية لأعدائنا من جهة ثانية. والله المستعان.
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 05:32 م]ـ
لم يصل الأمر عند العرض فقط, بل وصل الأمر بالمسلمين إلى التسابق والتنافس في عرض الرذائل والعفن الفني, كل واحد منهم يريد أن يكون السباق في عرض عفنه ودنسه
وإن كان التناس موجودًا عند أصحاب العروض فالتنافس كذلك موجود عند المشاهدين الذي يصرون على جرح صومهم برؤية هذه المناظر التي لا تليق بالصائم مشاهدتها, ولا بمن صام نهاره إن يدنس ليله برؤية هذه العروض المخلة
نسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا
ونسأل الله العافية
سلمكِ الله وعافاكِ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 09:55 م]ـ
نسأل الله السلامه وأصلح شباب المسلمين ..
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 05:23 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:17 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
مشكورة أختنا رقية القلب، ونسال الله حسن القبول وحسن الختام.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 11:29 م]ـ
صدق المولى عز وجل بقوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)) صدق الله العظيم
فهي ايات بلغت ما يمكن أن نكتب فيه ... لا بل ما يمكن أن نؤلف فيه كتبا حول مصير هذه الفئة السائرة نحو سبيل التيه والعتمة.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 01:20 م]ـ
وبفضل الرعاية العظيمة، والجهود المتواصلة نجح الفنانون والمخرجون في جذب جمهور عريض -من (الصائمين!)، وربما: (القائمين!) - إلى حلقاتهم اليومية عقب الإفطار مباشرة، أو بعد الفراغ من صلاة التراويح وإلى ساعات السحر، وظل المشاهدون لمسلسلات الرذيلة عاجزين عن إقناع أنفسهم بحرمة المشاهدة بدعوى أنها ترفيهية ومسلية، أو درامية ذات هدف مثالي، يتمثل أحياناً في خيانة الزوج وإقدامه على الزواج بأخرى!!.
أحسنت وبارك الله فيك(/)
صورة نادرة لمدينة دبي
ـ[إماراتية]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:08 م]ـ
http://www.up-00.com/oqfiles/Buf29944.jpg (http://www.up-00.com/)
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 08:37 م]ـ
الطائرات المرافقة فريق الألعاب الهوائية في القوات الجوية الملكية (بريطانيا) المسمى "الأسهم الحمراء" ( Red Arrows (http://en.wikipedia.org/wiki/Red_Arrows)).
الصورة تبدو من أيام معرض دبي للطيران سنة 2007.
أظن البرج أصبح مكتملا الآن.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 09:53 م]ـ
نادرة فهي نادرة
بارك الله فيك
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 01:26 م]ـ
الطائرات المرافقة فريق الألعاب الهوائية في القوات الجوية الملكية (بريطانيا) المسمى "الأسهم الحمراء" ( red arrows (http://en.wikipedia.org/wiki/red_arrows)).
الصورة تبدو من أيام معرض دبي للطيران سنة 2007.
ماشاء معلوماتك قوية
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 11:55 م]ـ
الطائرات المرافقة فريق الألعاب الهوائية في القوات الجوية الملكية (بريطانيا) المسمى "الأسهم الحمراء" ( red arrows (http://en.wikipedia.org/wiki/red_arrows)).
الصورة تبدو من أيام معرض دبي للطيران سنة 2007.
أظن البرج أصبح مكتملا الآن.
وقد تلذذت بأكثر من منظر جمالي للأسبوع المنصرم في تلك المدينة وعن كثب
هذا هو برج دبي وقيل سوف يتم افتتاحه في العاشر من شهر سبتمبر المقبل
ويتمتع السائح بالنظر الى شموخ ذلك البرج من خلال وقوفه أمام النوافير في ساحته.
وفي الطريق برج أكثر شموخاً يدعى (نور دبي) وشبكة قطارات بديعة وكل ذلك في حقبة زمنية وجيزة.
فبعزيمة أهلها سنرى نوادر أكثر(/)
علمتني الحياة .. !!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 05:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
علمتني الحياة
بعنوان
((حنين في القلوب سرى يخالط نغمة الحادي ..
فيا سامعا قلمي ترنم بأحزاني))
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وحبب إلينا الإيمان، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، المبعوث رحمةً للأنام، حثنا على الإحسان، وأرشدنا إلى الإتقان في الأعمال، وبعد:
ابدأ بقول الشاعر:
من أنت تسألني،فقلت لها أنا جسد وروح
أنا شاعر يشدو، ويقتل يأسه أمل فسيح
ويرى الجمال فينتشي لكنه لا يستبيح
أنا ذلك الإنسان يسري في تواضعه الطموح
عندما يفشل المرء ولا يجد من يعينه , فيبحث عن خرم إبرة للولوج إلى الأمل فلا يجد
فهل معنى ذلك أنه فاشل؟
لا .. !!
لا أعتقد ذلك, فطرق النجاح متعددة ومتعددة فإذا فشل في طريق فأمامه طريق آخر قد يحقق من خلاله النجاح,
ولكن عليه الإصرار والعزيمة والتمسك بالأمل ولو بصيص أمل
وقبل ذلك كله التمسك بالله سبحانه وتعالى فهو نعم المعين ونعم المولى ونعم النصير
والابتعاد عن قول بحثت طويلا فلم أجد غير الإحباط
ولم أجد غير السدود والسدود و ..... و ....
فهل من معين؟!!
ولنتذكر قولة تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً". الكهف/ 30
أتمنى من الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يُكلل هذا العمل بالنجاح وتحقيق الثمار المرجوة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 05:24 ص]ـ
لنجعل الصفحات مليئة بالدروس المفيدة من واقع حياتنا ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 05:28 ص]ـ
*تعلمت أنه هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة وهناك أناس يضيعون وقتهم في انتظارها
لذلك اذكر مقوله كانت من لسان معلمتي ولازالت في مخيلتي:
((اعلم أن الإنسان إذا رام العلم للعلم سهل الله له كل عسير))
*تعلمت أنه لا تحقيق للطموحات دون معاناة.
فدونت عبارة جعلتها وساما على صدري يوما ودوما:
((إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله، فإن أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله))
ـ[حسان. تبسة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 02:36 م]ـ
http://www10.0zz0.com/2009/09/01/11/125757607.jpg لقد ظلمني زماني وابكتني الخيانة ودمرتني الأيام .. فلماذا يانزار قد دافعت عن المرأة وهي من قتلت وطعنت في قلوب الرجال(/)
وأخيراً!
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأخيراً
ها أنا أعود إليكم يا فصحاء .. بعد غياب طويل.
والله لقد اشتقت إليكم جميعاً واشتقت إلى صفحات المنتدى وموضوعاته ..
ستة أسابيع قضيتها بدونكم كأنها ست سنوات:) لظروف السفر وإلا لما تجرأْتُ: p
وأبارك لكم ولجميع المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك - جعلنا الله ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:29 م]ـ
حيهلا وسهلا ومرحبا بك أخي النابغة
شهر مبارك وأعاده الله علينا ونحن في عافية وخير.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:39 م]ـ
عوداً حميداً أخى الفاضل النابغة نتمنى أن تستعيد نشاطك من جديد ومبارك علينا الشهر الكريم.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:45 م]ـ
حيهلا وسهلا ومرحبا بك أخي النابغة
شهر مبارك وأعاده الله علينا ونحن في عافية وخير.
حيّاك الله أخي الأديب .. شرفني مرورك الكريم
بارك الله فيك.
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:46 م]ـ
عوداً حميداً أستاذنا الكريم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:50 م]ـ
عوداً حميداً أخى الفاضل النابغة نتمنى أن تستعيد نشاطك من جديد ومبارك علينا الشهر الكريم.
مرحباً بأخي ناجي .. أهلاً وسهلاً
أما النشاط فقد عاد مع تشريفك العَطِر .. شكراً لك.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:52 م]ـ
عوداً حميداً أستاذنا الكريم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
مرحباً بالأستاذة الفاضلة أنوار,,
وكل عام وأنت بصحة وسلامة ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 09:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالنابغة الحرمي
عودًا كريمًا
وكل عام وأنت وجميع من تحب بخير
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 09:30 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا أخي النابغة
وكل عام وأنت بخير.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 10:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالنابغة الحرمي
عودًا كريمًا
وكل عام وأنت وجميع من تحب بخير
حياك الله أبا طارق,,
آنَسْتنا بمرورك الجميل,, جزاك الله خيراً.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 10:26 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا أخي النابغة
وكل عام وأنت بخير.
أهلاً وسهلاً بك أستاذنا عامر,,
سُرِرنا بمرورك الكريم. شكراً لك.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 02:36 م]ـ
مرحبا أيها النابغة الحضرمي
لكم اشتقنا إليك
وافتقدنا مشاركاتك
وحضورك
سعدنا بعودتك
رمضان كريم
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 07:24 م]ـ
مرحبا أيها النابغة الحضرمي
لكم اشتقنا إليك
وافتقدنا مشاركاتك
وحضورك
سعدنا بعودتك
رمضان كريم
مرحباً بأخي وأستاذي وحبيبي الأستاذ طارق ..
والله إني اشتقت إليكم جميعا وافتقدتكم ..
ولكم أسعدَتني كلماتك أيها الغالي,,
بارك الله فيك ,, وشكراً لك.(/)
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر .. حينما ترخص الفتاة!!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حينما تُرخصُ الفتاة ((حَيَائَهَا)) مِنْ أجلِ [مَوضتَهَا]!!
الفتاة بلا حياء ... كالوردة بلا رائحة
الفتاة بلا حياء ... كالليل بلا قمر
الفتاة بلا حياء ... كالأرض الجدباء
الفتاة بلا حياء ... كالشمس بلا ضياء
لكم يؤلمني حقاً .. حينما أرى من الفتاة استرجالها .. وكم هو في قمة الإنحطاط أن تتحلى الفتاة بصفات الرجال ..
فالمؤلم هو أن ترى الفتاة تسير وتُسمعكـ قعقعت نعالها!! ولا كأن الله سبحانه وتعالى قال:
{ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}
أو تسير وتفوح منها رائحة عطرها!! ولا كأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية)
وأخرى تسير وقد كشفت عن ذراعها!!
لِمَ كل هذا أختي الفتاة!! أهو لتقليد أعمى وموضة تتبعينها؟!!
أيرضيكِ أن تغضبي الله على حساب فتاة كافرة أو ساقطة تتبعين لبسها ومشيتها؟!!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 10:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في غيرتكِ أخية
وليت أخواتنا يتمثلن هذا الخلق الرفيع لما شممنا عطرهن, ولا سمعنا قرع نعالهن, ولما أزعجن آذاننا بضحكاتهن في الشوارع والأسواق
نسأل الله أن يرد فتيات المسلمين إليه ردًا جميلاً
ـ[شويعرة]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة بورك فيك وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات الصادقة وأحيي فيك غيرتك على أخواتك.بصراحة هيجت كلماتك في شجنا فكانت هذه الكلمات
نظرت إليه نظرات واجلة
وأسرعت الخطى كأنما نزلت نازلة
وودعت طيفه قائلة
إني امرأة عفيفة عاجلة
********
قال بل إني أراك مكابرة
ولحب فيك كاتمة
كوني بذاك مجاهرة
ودعي الخجل جنبا
فالحب ليس عيبا
بل هو فطرة من عصور غابرة
************
قالت بل إن أفكارك
المجاوزة لعرف الهوى والعفاف
جعلت الحب كامرأة سافرة
استباحت تقى الكلمات
محارم الرجال الطاهرة
إن أفكارك تلك جعلت
من الحب خبا
في زمن امرأة غادرة
ارحل فإني لست معجبة
بمتع موسمية زائلة
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 08:46 م]ـ
جزيتِ خيراً أختنا الكريمة مبحرة أقصد (وليدة لحظة وأديبة ساعة) كلماتكِ جميلة ومعبرة عن واقع نتمنى أن يتغير فى كل بلاد الإسلام وأهله فليت كل فتاه مسلمة تعى رسالتك هذه وتعلم جيداً أنها ما خلقت لهذا التبرج والسفور الذى للآسف نراه فى مجتماعتنا اليوم.
ماذا نقول؟
أحياناً أقول فى نفسى حسبى الله ونعم الوكيل! فيمن أساء تربيتها، والله يكاد الواحد منّا يتأسى على أمة الإسلام وهو يراها هكذا ....
نسأل الله أن يهدى جميع شباب وبنات المسلمين وأن يردهم إلى دينه مرداً يرضاه.
وكنت قد وضعت موضوعاً مكملاً لما طرحيته أختنا بعنوان:
أختاه هل أنتِ زهرة أم لؤلؤة؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48691).
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 09:06 م]ـ
تعلمين أخيتى الأفضل من ذلك والله أن تنقى الداخل والخارج وسبحان الله إذا صلح الداخل صلح الخارج
دوما أرى الحجاب بهذا الشكل
إذا رايت فاكهة طيبة وفى قمة الروعة وتحبينها كثيرا ولكن رأيتيها بين التراب وبدون قشرها الخارجى
هل ستفكرين بها لا بالطبع ستشعرين تجاهها بالإشمئزاز: mad:
ولن تقتربى منها وكذا الحجاب والمرأة العفيفة الطاهرة تتحلى بكل ما يرضى الله فى فعلها وشكلها وقولها.
لا أعلم أشعر بعزة لا توصف حين أرى فتيات يلتزمن بالنقاب:) على إختلاف الأراء فيه ما بين فريضة وفضيلة
وأيضا أعلم الكثير من الأخوات يلتزمن بالحجاب العادى بل أحيانا بالضيق أو الملفت ولكن حين اقترب منهن أرى جواهر بداخلهن والله , ولا أبتعد عنهن بل أجد فيهن ملازى لكى أبث فيهن روح التغيير فسبحان الله المفاهيم قد تبدلت ومقاييس كثيرة بدأت تحرك الفتيات منها فتنة حسن المظهر, فتنة الأهل أحيانا ,وفتنة الزواج وفتن عديدة
ولذا فتيقنى من أن كثير من الفتيات المتبرجات تسكن بداخلهن الكثير من الجواهر ولكن فى حاجة إلى من يعينهن لإخراج الطيب الذى بداخلهن
لا تتركي أخت متبرجة بدون أن تنصحينها ولا نبدأ الحوار بالنصح بل نقرب منهن ونتعايش معهن وبخاصة من يجمعك بهن عمل دراسة ..... أو أى شئ
ربنا يبارك فيكِ أختى الغالية بجد موضوع طيب جدا
ربنا يبارك فيكِ
ويجازيكِ كل خير
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 01:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في غيرتكِ أخية
وليت أخواتنا يتمثلن هذا الخلق الرفيع لما شممنا عطرهن, ولا سمعنا قرع نعالهن, ولما أزعجن آذاننا بضحكاتهن في الشوارع والأسواق
نسأل الله أن يرد فتيات المسلمين إليه ردًا جميلاً
اللهم آمين اللهم آمين
نحن نقول ونسعى لنصرة الدين لكن من يسمع ومن يجيب
أقول قول الشاعر:
تذر وربك تذ وخطى على درب الهوى تتعثر
فتن كليل يندى لها منّا الجبين فنارها تتسعر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة بورك فيك وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات الصادقة وأحيي فيك غيرتك على أخواتك.بصراحة هيجت كلماتك في شجنا فكانت هذه الكلمات
نظرت إليه نظرات واجلة
وأسرعت الخطى كأنما نزلت نازلة
وودعت طيفه قائلة
إني امرأة عفيفة عاجلة
********
قال بل إني أراك مكابرة
ولحب فيك كاتمة
كوني بذاك مجاهرة
ودعي الخجل جنبا
فالحب ليس عيبا
بل هو فطرة من عصور غابرة
************
قالت بل إن أفكارك
المجاوزة لعرف الهوى والعفاف
جعلت الحب كامرأة سافرة
استباحت تقى الكلمات
محارم الرجال الطاهرة
إن أفكارك تلك جعلت
من الحب خبا
في زمن امرأة غادرة
ارحل فإني لست معجبة
بمتع موسمية زائلة
مرحبا بك أختي شويعرة
أنظري ماذا قال د. عبدالرحمن العشماوي
إن التزامك بالحجاب تماسك= والسعي في نزع الحجاب تدهور
إن التزامك بالحجاب تقدم =والسعي في نزع الحجاب تأخر
إني لأسأل عن رجال عشيرتي =أين الثبات وأين أين الجوهر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 01:19 ص]ـ
جزيتِ خيراً أختنا الكريمة مبحرة أقصد (وليدة لحظة وأديبة ساعة) كلماتكِ جميلة ومعبرة عن واقع نتمنى أن يتغير فى كل بلاد الإسلام وأهله فليت كل فتاه مسلمة تعى رسالتك هذه وتعلم جيداً أنها ما خلقت لهذا التبرج والسفور الذى للآسف نراه فى مجتماعتنا اليوم.
ماذا نقول؟
أحياناً أقول فى نفسى حسبى الله ونعم الوكيل! فيمن أساء تربيتها، والله يكاد الواحد منّا يتأسى على أمة الإسلام وهو يراها هكذا ....
نسأل الله أن يهدى جميع شباب وبنات المسلمين وأن يردهم إلى دينه مرداً يرضاه.
وكنت قد وضعت موضوعاً مكملاً لما طرحيته أختنا بعنوان:
أختاه هل أنتِ زهرة أم لؤلؤة؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48691).
بارك الله فيك أخي ناجي
أنظر ماذا قال د. عبدالرحمن العشماوي:
أين الأب الراعي وأين الزوج=فيبيت بهِ تنهى النساء وتأمر
أين القوامة يا رجال أما لكم=شرف أليس لكم أياء يذكر
أين الحياء أضيعته ثقافة=غربية تئد الحياء وتقبر
أين العقول أما لديكم حكمة=أين القلوب أما تحس وتشعر
إن عُدّت الفتن العظام فإنما=فتن النساء أشد وأخطر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 01:30 ص]ـ
تعلمين أخيتى الأفضل من ذلك والله أن تنقى الداخل والخارج وسبحان الله إذا صلح الداخل صلح الخارج
دوما أرى الحجاب بهذا الشكل
إذا رايت فاكهة طيبة وفى قمة الروعة وتحبينها كثيرا ولكن رأيتيها بين التراب وبدون قشرها الخارجى
هل ستفكرين بها لا بالطبع ستشعرين تجاهها بالإشمئزاز: mad:
ولن تقتربى منها وكذا الحجاب والمرأة العفيفة الطاهرة تتحلى بكل ما يرضى الله فى فعلها وشكلها وقولها.
لا أعلم أشعر بعزة لا توصف حين أرى فتيات يلتزمن بالنقاب:) على إختلاف الأراء فيه ما بين فريضة وفضيلة
وأيضا أعلم الكثير من الأخوات يلتزمن بالحجاب العادى بل أحيانا بالضيق أو الملفت ولكن حين اقترب منهن أرى جواهر بداخلهن والله , ولا أبتعد عنهن بل أجد فيهن ملازى لكى أبث فيهن روح التغيير فسبحان الله المفاهيم قد تبدلت ومقاييس كثيرة بدأت تحرك الفتيات منها فتنة حسن المظهر, فتنة الأهل أحيانا ,وفتنة الزواج وفتن عديدة
ولذا فتيقنى من أن كثير من الفتيات المتبرجات تسكن بداخلهن الكثير من الجواهر ولكن فى حاجة إلى من يعينهن لإخراج الطيب الذى بداخلهن
لا تتركي أخت متبرجة بدون أن تنصحينها ولا نبدأ الحوار بالنصح بل نقرب منهن ونتعايش معهن وبخاصة من يجمعك بهن عمل دراسة ..... أو أى شئ
ربنا يبارك فيكِ أختى الغالية بجد موضوع طيب جدا
ربنا يبارك فيكِ
ويجازيكِ كل خير
ماذا سأقول أمتنا تحترق ونحن في ....
أقول قول الشاعر المنافح عن الأمة الإسلامية:
قدمي يا أمتي كشف الحساب
فلقد بان لنا دربُ الصواب
ما لها أمتنا لم تتخذ
عن مآسيها من الدين حجاب؟
مالها أمتنا قد رحلت
وأطالت عن معاليها الغياب؟
ومتى تخرج من أوهامها
ومتى نفرح منها بالإياب؟
يعرض التلفازُ من حالتها
مايُذيبُ القلبَ حزناً واكتئاب
إنها أمتنا تنسى إذا
كثرت نَعماؤُها معنى العقاب
إنها أمتُنا تلهو ولا
تسمع النصحَ ولا تنوي المتاب
إنها أمتنا أعرفها
أعرف الأخطاءَ فيها والصواب
إنها أمتنا أعشقها
وإذا عاتبتُ أقسو في العتابُ
ليس عيباً أن نرى أخطاءنا
عيبُنا الأكبر أن نبقى نُعاب
أمتي أنتِ على مفتَرقٍ
بين بحر وصحاري وهضاب
فخذي موقعَكِ الحر الذي
يجعل الأرض لرجليكِ رحاب
ما رأينا أمةً، يرفعها
مطرب يشدو، ولا كأسُ شراب
إنما ترفعها وقفتها
بيقينٍ وثباتٍ واحتساب
إنه الإسلام ميزان لنا
فبه يظهر للناس الصواب
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:20 ص]ـ
ووالله لا يزين المرأة شيء كاحتشامها وحيائها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 07:43 م]ـ
ووالله لا يزين المرأة شيء كاحتشامها وحيائها
صدقت وأين السامع أو القارئ؟؟
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 08:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي ناجي
أنظر ماذا قال د. عبدالرحمن العشماوي:
أين الأب الراعي وأين الزوج=فيبيت بهِ تنهى النساء وتأمر
أين القوامة يا رجال أما لكم=شرف أليس لكم أياء يذكر
أين الحياء أضيعته ثقافة=غربية تئد الحياء وتقبر
أين العقول أما لديكم حكمة=أين القلوب أما تحس وتشعر
إن عُدّت الفتن العظام فإنما=فتن النساء أشد وأخطر
بوركتِ أختنا الكريمة وصدق شاعرنا الحبيب وأشكركِ على النقل الجيد.
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 09:55 م]ـ
مميز طرحك ..
وعذب حديثك ..
حريٌّ بفتاة الإسلام أن مميزة متميزة ..
بلباسها .. وحجابها .. وهيئتها ..
جميل أن تكون لها هوية تعتز بها ..
والأجمل أن تكون كاتبة هذه الكلمات هو أنتِ ..
جزاك الله خير الجزاء ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 03:39 ص]ـ
مميز طرحك ..
وعذب حديثك ..
حريٌّ بفتاة الإسلام أن مميزة متميزة ..
بلباسها .. وحجابها .. وهيئتها ..
جميل أن تكون لها هوية تعتز بها ..
والأجمل أن تكون كاتبة هذه الكلمات هو أنتِ ..
جزاك الله خير الجزاء ..
لحن القوافي أعجبني اسمك كثيرا ..
تحية معطرة لك ولمرورك العذب
زادت صفحتي إشراقا بك ..(/)
أنت أفضل انسان .. أنت في نعمة؟؟ صور معبرة
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:29 ص]ـ
http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.1&disp=emb&zw
إذا كان لك بيت يأويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك، فأنت أغنى من 75% من سكان العالم
http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.2&disp=emb&zw
إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيء منه لوقت الشدة فأنت واحد ممن يشكلون 8% من أغنياء العالم http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.6&disp=emb&zw
إذا كنت قد اصبحت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.5&disp=emb&zw
إذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض لروعة التعذيب فأنت أفضل من 500 مليون إنسان على سطح الأرض http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.3&disp=emb&zw
إذا كنت تصلي في المسجد دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت، فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=0d7533f38f&view=att&th=12344d78ed12966e&attid=0.4&disp=emb&zw
إذا كان أبواك على قيد الحياة ويعيشان معاً غير مطلقين فأنت نادر في هذا الوجود
فعلا فالمتمعن يجد أنه في نعمة
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 10:25 ص]ـ
أين الصور؟؟
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 01:17 م]ـ
الصور لاتظهر يا أختي سهى
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 02:28 م]ـ
فعلا هي نعم عظيمة لا ندركها {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
جزاك الله خيرا أختي على التذكير
لكن،الصور لا تظهر، أرجو إعادة نشرها(/)
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:35 ص]ـ
http://img136.imageshack.us/img136/1558/bismellah46kast7rv9.gif
http://img136.imageshack.us/img136/1283/113860wwnx7.gif
سأحاول أن أضع بين أيديكم
مجموعة من مصاحف القران الكريم
للعديد من القراء بروابط مباشرة او تورنت
تسهيلا على الأخوة والاخوات التحميل
سأحاول أن أجمعهم في موضوع واحد
http://img219.imageshack.us/img219/5149/150383834.jpg
http://img169.imageshack.us/img169/5511/card042.gif
http://img38.imageshack.us/img38/521/2h5pp9k.jpg
http://img401.imageshack.us/img401/8880/143nzh4.jpg
http://img190.imageshack.us/img190/4052/314737519.jpg
http://img514.imageshack.us/img514/1370/dohaup1159977885.png
http://img513.imageshack.us/img513/9072/islamgif1py9.gif
http://img262.imageshack.us/img262/1179/images7ly9.gif
http://img513.imageshack.us/img513/3536/quran2ki0.jpg
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/31647/1225273486.jpg
http://www.sunna.info/souwar/data/media/19/Quran.jpg
http://img37.imageshack.us/img37/3130/d982d8b1d8a7d986.jpg
http://img86.imageshack.us/img86/2770/28816577or8.jpg
http://img81.imageshack.us/img81/9083/picture3mv9.jpg
http://img156.imageshack.us/img156/8800/picture1qh6.jpg
أولا أحب أن أضع بين ايديكم مواقع تحوي العديد
من المصاحف للكثير من قراء القران الكريم
موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran)
mp3quran
http://www.mp3quran.net/ (http://www.mp3quran.net/)
رياض القرآن
http://www.ryadh-quran.net/ (http://www.ryadh-quran.net/)
شبكة الذكر الحكيم
http://www.4quran.com/
وهذا موقع يحوي مصاحف للقران الكريم بجودات ممتازة
http://quranicaudio.com/ (http://quranicaudio.com/)
موقع رائع لعرض القران على هيئة فلاش
http://www.quranflash.com/ (http://www.quranflash.com/)
موقع رائع تسطيع من خلال اختيار السورة التي تريد
للقاريء الذي تريد وتقوم بالاستماع اليه مباشرة
http://www.tvquran.com/ (http://www.tvquran.com/)
وهناك الكثير من مواقع القران الكريم
بفضل الله ولكن هذا يكفي
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
أبدأ بسم الله توكلت على الله
هذا رابط يحوي 51 مصحف للقران الكريم
للعديد من قراء القران بروابط تورنت
لقد قمت بتجميع ال51 مصحف برابط واحد
ومعه برنامج التورنت
ما عليك الا تنزيل الملف وتنصيب البرنامج
فهو بداخل الملف "برنامج التورنت معرب"
وتبدا بالتحميل وتنطلق بفضل الله
اختر أحد الروابط وقم بالتحميل
mediafire
http://www.mediafire.com/?vinndumiydz (http://www.mediafire.com/?vinndumiydz)
archive
http://www.archive.org/details/quran.Torrent (http://www.archive.org/details/quran.Torrent)
http://ia301520.us.archive.org/1/items/quran.Torrent/Quran.Torrent.zip (http://ia301520.us.archive.org/1/items/quran.Torrent/Quran.Torrent.zip)
fileflyer
http://www.fileflyer.com/view/cQck0A6 (http://www.fileflyer.com/view/cQck0A6)
2shared
http://www.2shared.com/file/7312765/dccdd7b0/QuranTorrent.html (http://www.2shared.com/file/7312765/dccdd7b0/QuranTorrent.html)
megaupload
http://www.megaupload.com/?d=UT360GWF (http://www.megaupload.com/?d=UT360GWF)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:37 ص]ـ
مجموعة من البرامج التي تخص القران الكريم
المصحف النبوي الشريف للنشر الحاسوبي
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1786 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1786)
برنامج القران الكريم مع الترجمة
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_006.php (http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_006.php)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamspirit.net/islamspirit/downloads_cl/quran_tarjmah_exe_01.zip (http://www.islamspirit.net/islamspirit/downloads_cl/quran_tarjmah_exe_01.zip)
القرآن الكريم برواية الدوري عن الكسائي
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1335 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1335)
القران الكريم مع التفسير - الإصدار الخامس
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php (http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_001.php)
http://www.islamspirit.net/islamspirit/downloads_cl/quran_tafseer_exe_05.zip (http://www.islamspirit.net/islamspirit/downloads_cl/quran_tafseer_exe_05.zip)
الإصدار الثالث من البرنامج
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=308 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=308)
القرآن الكريم برواية شعبة عن عاصم
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1352 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1352)
القرآن الكريم بالرسم العثماني
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1398 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1398)
مصحف المدينة النبوية [نسخة مصورة]
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1452 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1452)
مصحف الشمرلي
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1628 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1628)
برنامج القرآن الكريم
** المصحف المرتل والمصحف المجود بصوت شيخ عموم المقارئ المصرية ...
الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله}
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1626 (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1626)
موسوعة علوم القران
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_031.php (http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_031.php)
القران الكريم مع التلاوة
http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_046.php (http://www.islamspirit.com/islamspirit_program_046.php)
وهذه مجموعة من البرامج للقران الكريم
منقولة من احد المواقع
جزاه الله خيرا من قام برفعها ونشرها
1) برنامج القرآن الكريم الرائع والخيالي 39 KB فقط
http://rapidshare.com/files/174762636/Quran.zip (http://rapidshare.com/files/174762636/Quran.zip)
http://copy77.com/brg/Quran.zip (http://copy77.com/brg/Quran.zip)
http://copy77.com/brg/Quran.rar (http://copy77.com/brg/Quran.rar)
2) برنامج القرآن الكريم بالرسم العثماني
http://rapidshare.com/files/174767098/QuranPDF.zip (http://rapidshare.com/files/174767098/QuranPDF.zip)
http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/Quran.zip (http://ep1.bilal-prayer.com/Downloads/Quran.zip)
3) برنامج القرآن الكريم المصور كأنه أمامك بين يديك
http://rapidshare.com/files/174771266/quraan.zip (http://rapidshare.com/files/174771266/quraan.zip)
4) برنامج القرآن الكريم ثلاثي الأبعاد 3 D رائع
http://rapidshare.com/files/174776207/Quran3D.zip (http://rapidshare.com/files/174776207/Quran3D.zip)
http://www.mobin-group.com/download/...re/Quran3D.zip (http://www.mobin-group.com/download/software/Quran3D.zip)
5) مصحف التجويد بالفلاش رائع
http://rapidshare.com/files/17489731...h_tajweedA.zip (http://rapidshare.com/files/174897310/quranflash_tajweedA.zip)
http://www.quranflash.com/download/index.html (http://www.quranflash.com/download/index.html)
6) مصحف المدينة للنشر الحاسوبي
http://rapidshare.com/files/18877037..._al_madina.zip (http://rapidshare.com/files/188770377/quran_al_madina.zip)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.qurancomplex.org/Downloads/Fonts/AllApp.zip (http://www.qurancomplex.org/Downloads/Fonts/AllApp.zip)
7) مصحف خديجة الإلكتروني بالعربية
http://rapidshare.com/files/188784336/khadejah_EQ.exe (http://rapidshare.com/files/188784336/khadejah_EQ.exe)
http://www.khadejah.net/software/arabic/khadejah_EQ.exe (http://www.khadejah.net/software/arabic/khadejah_EQ.exe)
8) مصحف خديجة الإلكتروني بالإنجليزية
http://rapidshare.com/files/188781605/khadejah_E.exe (http://rapidshare.com/files/188781605/khadejah_E.exe)
http://www.khadejah.net/software/english/khadejah_E.exe (http://www.khadejah.net/software/english/khadejah_E.exe)
9) الشريط الإسلامي الإلكتروني
http://rapidshare.com/files/18878823...c_cassette.zip (http://rapidshare.com/files/188788235/islamic_cassette.zip)
http://members.abunawaf.com/nawaf81/...c.cassette.zip (http://members.abunawaf.com/nawaf81/1/pics/Islamic.cassette.zip)
10) المصحف الإلكتروني مع تفسير الجلالين والتفسير الميسر
http://rapidshare.com/files/188795189/Quran_zu1.exe (http://rapidshare.com/files/188795189/Quran_zu1.exe)
http://www.zulfiedu.gov.sa/zu/Programs/Quran_zu1.exe (http://www.zulfiedu.gov.sa/zu/Programs/Quran_zu1.exe)
11) برنامج أذكاري من أجمل وأروع البرامج الدينية المفيدة على الإنترنت
http://rapidshare.com/files/188816047/Azkary.exe (http://rapidshare.com/files/188816047/Azkary.exe)
http://www.islamware.com/download/Azkary.exe (http://www.islamware.com/download/Azkary.exe)
12) برنامج يذكرك بالصلاة أثناء عملك على الإنترنت
http://www.ela-salaty.com/index.php (http://www.ela-salaty.com/index.php)
http://rapidshare.com/files/18901028...etup_1.0.3.exe (http://rapidshare.com/files/189010280/ela_salaty_setup_1.0.3.exe)
13) برنامج طريق السلام للقرآن الكريم جميل جدا
http://rapidshare.com/files/18975467...n-salamway.rar (http://rapidshare.com/files/189754673/quran-salamway.rar)
http://www.salamway.com/quran-salamway.rar (http://www.salamway.com/quran-salamway.rar)
14) رابط المصحف المرتل بالصوت والصورة جميل جدا
http://www.quran-recitation.info/preloada.swf (http://www.quran-recitation.info/preloada.swf)
15) رابط تلاوة وتفسير القرآن الكريم مميز وجميل جدا
http://quran.muslim- ... .com/sura.htm?aya=002& (http://quran.muslim- ... .com/sura.htm?aya=002&)
16) إذاعة القرآن الكريم - islam2day
http://www.islam2day.tv/radio-station/ch1.asx (http://www.islam2day.tv/radio-station/ch1.asx)
17) إذاعة طريق السلام للقرآن الكريم
http://www.salamway.net/radio/Play.php (http://www.salamway.net/radio/Play.php)
18) إذاعة القرآن الكريم - نابلس
http://www.barakastreaming.com:8088/QuranRadio (http://www.barakastreaming.com:8088/QuranRadio)
ملاحظة
إذا لم يعمل الرابط رقم (15) أرجوا وضع بدل النجوم كلمة (ويب) بالإنجليزي ليعمل الرابط
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:41 ص]ـ
2 - الشيخ عبد الباسط عبد الصمد " رحمه الله "
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Ab...AbdulSamad.zip (http://download.islamup.com/quran/Abdul****t_AbdulSamad.zip)
او
http://files.el-moslem.com/7-Complet...AbdulSamad.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abdul****t_AbdulSamad/Abdul****t_AbdulSamad.zip)
المصحف كامل مجود برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Ab...dulSamad_m.zip (http://download.islamup.com/quran/Abdul****t_AbdulSamad_m.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complet...dulSamad_m.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abdul****t_AbdulSamad_m/Abdul****t_AbdulSamad_m.zip)
وهذه روابط لمصاحف الشيخ
المصحف المرتل بجوده عاليه
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=313 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=313)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=74 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=74)
المصحف المجود بجوده عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=502 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=502)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=203 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=203)
المصحف برواية ورش عن نافع
جودة عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=323 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=323)
جودة متوسطه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=179 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=179)
والمفاجأة الرائعه
http://img23.imageshack.us/img23/4849/413summersurprise.jpg
مشروع جمع تسجيلات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
الحجم الكلى للتلاوات اكثر من 4 جيجا وعدد التلاوات اكثر من 650 تلاوة
http://www.archive.org/details/AbdolBassett-Over-4-Giga (http://www.archive.org/details/AbdolBassett-Over-4-Giga)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
3- الشيخ محمد صديق المنشاوي " رحمه الله "
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/al-Minshawi.zip
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Al_Minshawi/al-Minshawi.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Al_Minshawi/al-Minshawi.zip)
وهذه روابط لمصاحف الشيخ
المصحف المرتل بجوده عاليه وصوت نقي جدا
http://www.islaam.net/main/display.php?category=59 (http://www.islaam.net/main/display.php?category=59)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=133 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=133)
المصحف المجود
http://www.mp3quran.net/minsh_mjwd.html (http://www.mp3quran.net/minsh_mjwd.html)
ومفاجأة اخري
نوادر التلاوات للشيخ المنشاوي
مقسمه على اربع روابط
http://www.archive.org/details/Menshawy-1 (http://www.archive.org/details/Menshawy-1)
http://www.archive.org/details/Menshawy-2 (http://www.archive.org/details/Menshawy-2)
http://www.archive.org/details/NawaderGroup-1 (http://www.archive.org/details/NawaderGroup-1)
http://www.archive.org/details/NawaderGroup-2 (http://www.archive.org/details/NawaderGroup-2)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
4- الشيخ محمد محمود الطبلاوي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://files.el-moslem.com/7-Complet...bdul_Mobdi.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abdul_Munem_Abdul_Mobdi/Abdul_Munem_Abdul_Mobdi.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Muhammad_Al-Tablawy/Muhammad_Al-Tablawy.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Muhammad_Al-Tablawy/Muhammad_Al-Tablawy.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=528 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=528)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=141 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=141)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
5- الشيخ محمود على البنا
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Mahmod_Ali_albanna-mortal/albanna-mortal.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Mahmod_Ali_albanna-mortal/albanna-mortal.zip)
أو
http://download.islamup.com/quran/albanna-mortal.zip (http://download.islamup.com/quran/albanna-mortal.zip)
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
جودة ممتازة وصوت نقي جدا انصحكم بتحميله فهو يشبهه
مصحف اذاعة القران الكريم كنت ابحث عنه كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=518 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=518)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=145 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=145)
المصحف كامل مجود برواية حفص عن عاصم
جودة عاليه
http://www.mp3quran.net/bna_mjwd.html (http://www.mp3quran.net/bna_mjwd.html)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=292 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=292)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
5- الشيخين عبد الرحمن السديس وسعود الشريم
إمامي الحرم المكي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://files.el-moslem.com/7-Complet...nd_Shuraim.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Sodais_and_Shuraim/Sodais_and_Shuraim.zip)
أو
http://download.islamup.com/quran/Sodais_and_Shuraim.zip (http://download.islamup.com/quran/Sodais_and_Shuraim.zip)
وهذا رابط لمصحف الشيخ سعود الشريم فقط
http://files.el-moslem.com/7-Complet...Al-Shuraim.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Saud_AlShuraim/Saud_Al-Shuraim.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا " للشيخين "
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=509 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=509)
المصحف المرتل للشيخ عبد الرحمن السديس
جودة عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=411 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=411)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=82 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=82)
المصحف المرتل للشيخ سعود الشريم
جودة عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=401 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=401)
جودة متوسطه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=47 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=47)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
6- الشيخ عبد الرحمن الحذيفي
إمام وخطيب المسجد النبوي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://files.el-moslem.com/7-Complet...l-Huthaify.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Ali_Abdur-Rahman_al-Huthaify/Ali_Abdur-Rahman_al-Huthaify.zip)
أو
http://download.islamup.com/quran/Ali_Abdur-Rahman_al-Huthaify.zip (http://download.islamup.com/quran/Ali_Abdur-Rahman_al-Huthaify.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=317 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=317)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=99 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=99)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
7- الشيخ ماهر المعيقلي
إمام الحرم المكي
http://pic.myegy.com/pic_big/874154861.jpg
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=1 (http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=1)
أو
http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=2 (http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=2)
أو
http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=3 (http://www.el-moslem.com/quraanDown.php?id=22&vc=1250976900&tol=3)
أو
http://download.islamup.com/quran/Maher_Al-Muaiqly.zip (http://download.islamup.com/quran/Maher_Al-Muaiqly.zip)
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
جودة عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=351 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=351)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=115 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=115)
المصحف المعلم للشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.almuaiqly.com/arabic/index.php?action=audio&id=62&album_id=22 (http://www.almuaiqly.com/arabic/index.php?action=audio&id=62&album_id=22)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:42 ص]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:43 ص]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
11- الشيخ سعد الغامدي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Saad_al-Ghaamidi.zip (http://download.islamup.com/quran/Saad_al-Ghaamidi.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/saad_alGhaamidi/Saad_al-Ghaamidi.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/saad_alGhaamidi/Saad_al-Ghaamidi.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=312 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=312)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=45 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=45)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
12- الشيخ اليمني فارس عبّاد
http://img195.imageshack.us/img195/1883/fullbo5.jpg
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://rapidshare.com/files/124399004/Farees-3bad1.zip.html (http://rapidshare.com/files/124399004/Farees-3bad1.zip.html)
http://rapidshare.com/files/124600424/Farees-3bad2.zip.html (http://rapidshare.com/files/124600424/Farees-3bad2.zip.html)
سأحاول إحضار روابط أخري إن شاء الله
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=321 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=321)
جودة متوسطه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=104 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=104)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
13- الشيخ محمد جبريل
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Muhammad_Jibreel.zip (http://download.islamup.com/quran/Muhammad_Jibreel.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complet...ad_Jibreel.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Muhammad_Jibreel/Muhammad_Jibreel.zip)
المصحف المعلم للأطفال "جزء عم"
جودة عاليه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=556 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=556)
جودة متوسطه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=304 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=304)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
14- الشيخ أحمد بن علي العجمي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Ahmed_al-Ajmy.zip (http://download.islamup.com/quran/Ahmed_al-Ajmy.zip)
او
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/a_alajmy/Ahmed_al-Ajmy.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/a_alajmy/Ahmed_al-Ajmy.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=514 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=514)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=21 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=21)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
15- الشيخ مشاري راشد
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Mishaari_Raashid.zip (http://download.islamup.com/quran/Mishaari_Raashid.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complet...ri_Raashid.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/al-afaasee/Mishaari_Raashid.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=314 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=314)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=147 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=147)
وهذا المصحف كامل للشيخ ولكن عام 1424هـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=213 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=213)
وهذه بعض السور من قراءه عام 1427 هـ
رمضان السابق
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=307 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=307)
المصحف المعلم للاطفال
جزء عم
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=272 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=272)
القران برواية شعبة عن عاصم "سورة مريم"
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=176 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=176)
القران برواية ورش عن نافع "سورة يوسف"
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=177 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=177)
القران برواية البزي عن ابن كثير
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=190 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=190)
القران برواية الدوري عن الكسائي
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=303
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:44 ص]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
16- الشيخ أبو بكر الشاطري
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Ab..._Al_Shatri.zip (http://download.islamup.com/quran/Abu_Bakr_Al_Shatri.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complet..._Al_Shatri.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abu_Bakr_Al_Shatri/Abu_Bakr_Al_Shatri.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.mp3quran.net/shatri.html
أو
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=341 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=341)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=57
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
17- الشيخ عبد الله بصفر
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Abdullah_Basfar.zip (http://download.islamup.com/quran/Abdullah_Basfar.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abdullah_Basfar/Abdullah_Basfar.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Abdullah_Basfar/Abdullah_Basfar.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=319 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=319)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=89 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=89)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
18- الشيخ والمنشد المتألق يحي حوي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Yahya_Hawwa.zip (http://download.islamup.com/quran/Yahya_Hawwa.zip)
او
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Yahya_Hawwa/Yahya_Hawwa.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Yahya_Hawwa/Yahya_Hawwa.zip)
المصحف المرتل كامل بجوده عاليه
http://www.mp3quran.net/yahya.html (http://www.mp3quran.net/yahya.html)
بعض من سور القاريء
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=171 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=171)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
19- الشيخ توفيق الصائغ
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Tawfeeq_As-Sayegh.zip (http://download.islamup.com/quran/Tawfeeq_As-Sayegh.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Tawfeeq_As-Sayegh/Tawfeeq_As-Sayegh.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Tawfeeq_As-Sayegh/Tawfeeq_As-Sayegh.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=421 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=421)
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=29 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=29)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
20- الشيخ مصطفي اللاهوني
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Moustafa_Al-Lahoni.zip (http://download.islamup.com/quran/Moustafa_Al-Lahoni.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Moustafa_Al-Lahoni/Moustafa_Al-Lahoni.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Moustafa_Al-Lahoni/Moustafa_Al-Lahoni.zip)
المصحف المرتل بجودة عاليه جدا
http://www.mp3quran.net/lahoni.html
جوده متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=495 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=495)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
21- الشيخ إبراهيم الأخضر
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Ibrahim_Al-Akhdar.zip (http://download.islamup.com/quran/Ibrahim_Al-Akhdar.zip)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Ibrahim_Al-Akhdar/Ibrahim_Al-Akhdar.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Ibrahim_Al-Akhdar/Ibrahim_Al-Akhdar.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه
http://www.mp3quran.net/akdr.html
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=1 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=1)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
22- الشيخ ياسر القرشي
http://www.salamway.com/albumimage/8d970507c4a077eccb463966c9044403.gif
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Yasser_Alqorashi.zip (http://download.islamup.com/quran/Yasser_Alqorashi.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Yasser_Alqorashi/Yasser_Alqorashi.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Yasser_Alqorashi/Yasser_Alqorashi.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=520 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=520)
جودة متوسطه
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=232 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=232)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
23- الشيخ هاني الرفاعي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Hani_Ar-Rifai.zip (http://download.islamup.com/quran/Hani_Ar-Rifai.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complet...i_Ar-Rifai.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Hani_Ar-Rifai/Hani_Ar-Rifai.zip)
المصحف المرتل بجوده عاليه جدا
http://www.mp3quran.net/hani.html
جودة متوسطة
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=157 (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=157)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
24- الشيخ العيون الكوشي
المصحف كامل مرتل ورش عن نافع http://download.islamup.com/quran/Layoun_Alkouchi.zip (http://download.islamup.com/quran/Layoun_Alkouchi.zip)
أو
http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Layoun_Alkouchi/Layoun_Alkouchi.zip (http://files.el-moslem.com/7-Complete_Quraan/Layoun_Alkouchi/Layoun_Alkouchi.zip)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
25- الشيخ نبيل الرفاعي
المصحف كامل مرتل برواية حفص عن عاصم
http://download.islamup.com/quran/Nabil-Ar-Rifai.zip (http://download.islamup.com/quran/Nabil-Ar-Rifai.zip)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
26- الشيخ عادل بن سالم الكلباني
رابط المصحف
http://download.islamup.com/quran/Adel_alkalbani.zip (http://download.islamup.com/quran/Adel_alkalbani.zip)
http://img182.imageshack.us/img182/1029/859sm1.gif
ـ[أنوار]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 07:12 ص]ـ
جهد مشكور أختي " يا حامل القرأن " ..
جعله الله في موازين حسناتك ونفع بك ..
دعواتي لكِ ..
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 06:54 ص]ـ
http://1eman.com/vb/images/1.gif
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_21231678223.gif
جمع تسجيلات الشيخ محمد رفعت
رحمه الله تعالى
من الشرائط الأصلية لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات
شريط مصفاة ومنقى بجودة عالية MP3
الاستماع والتحميل مباشر
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01236979464.gif
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01236979532.gifhttp://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01231288459.gifhttp://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01236979532.gif
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01230990056.gif
القاري الشيخ محمد رفعت - ج 1 ( http://www.archive.org/details/M.Refat_01)
القارئ الشيخ محمد رفعت - ج 2 ( http://www.archive.org/details/M.Refat_02-)
القارئ الشيخ محمد رفعت - ج 3 ( http://www.archive.org/details/M.Refat_03)
القاري الشيخ محمد رفعت - ج 4 ( http://www.archive.org/details/M.Refat_04)
(يُتْبَعُ)
(/)
القاري الشيخ محمد رفعت - ج 5 ( http://www.archive.org/details/M.Refat_05)
وهنا مجموعة كبيرة ومتميزة من نوادر التلاوات
للشيخ الجليل محمد رفعت تشمل بقدر المستطاع اغلب تلاواتة وحفلاتة
القاري الشيخ محمد رفعت - ج 6 ( http://www.archive.org/details/Refaat)
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_21242366733.gif
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 06:55 ص]ـ
المصحف المجود تسجيلات الإذاعة المصرية
للشيخ محمود خليل الحصرى
http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif
لحفظ المقطع: إضغط right click
بالماوس على ايقونة تنزيل الملف الصوتى ثم اختر
save target as
http://www.1eman.com/vb/uploaded/1_01230990056.gif
(¯`·._( , , الفاتحة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/001_vbr.mp3)(¯`·._( , , البقرة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/002.mp3)
(¯`·._( , , ال عمران , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/003.mp3)(¯`·._( , , النساء , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/004.mp3)
(¯`·._( , , المائدة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/005.mp3)(¯`·._( , , الانعام , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/006.mp3)
(¯`·._( , , الاعراف , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/007.mp3)(¯`·._( , , الانفال , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/008.mp3)
(¯`·._( , , التوبة , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/009.mp3)(¯`·._( , , يونس , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/010.mp3)
(¯`·._( , , هود , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/011.mp3)(¯`·._( , , يوسف , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/012.mp3)
(¯`·._( , , الرعد , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/013.mp3)(¯`·._( , , ابراهيم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/014.mp3)
(¯`·._( , , الحجر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/015.mp3)(¯`·._( , , النحل , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/016.mp3)
(¯`·._( , , الاسراء , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/017.mp3)(¯`·._( , , الكهف , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/018.mp3)
(¯`·._( , , مريم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/019.mp3)(¯`·._( , , طه , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/020.mp3)
(¯`·._( , , الانبياء , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/021.mp3)(¯`·._( , , الحج , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/022.mp3)
(¯`·._( , , المؤمنون , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/023.mp3)(¯`·._( , , النور , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/024.mp3)
(¯`·._( , , الفرقان , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/025.mp3)(¯`·._( , , الشعراء , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/026.mp3)
(¯`·._( , , النمل , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/027.mp3)(¯`·._( , , القصص , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/028.mp3)
(¯`·._( , , العنكبوت , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/029.mp3)(¯`·._( , , الروم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/030.mp3)
(¯`·._( , , لقمان , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/031.mp3)(¯`·._( , , السجدة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/032.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
(¯`·._ (, , الاحزاب , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/033.mp3)(¯`·._( , , سبأ , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/034.mp3)
(¯`·._( , , فاطر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/035.mp3)(¯`·._( , , يس , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/036.mp3)
(¯`·._( , , الصافات , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/037.mp3)(¯`·._( , , ص , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/038.mp3)
(¯`·._( , , الزمر , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/039.mp3)(¯`·._( , , غافر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/040.mp3)
(¯`·._( , , فصلت , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/041.mp3)(¯`·._( , , الشورى , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/042.mp3)
(¯`·._( , , الزخرف , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/043.mp3)(¯`·._( , , الدخان , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/044.mp3)
(¯`·._( , , الجاثية , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/045.mp3)(¯`·._( , , الاحقاف , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/046.mp3)
(¯`·._( , , محمد , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/047.mp3)(¯`·._( , , الفتح , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/048.mp3)
(¯`·._( , , الحجرات , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/049.mp3)(¯`·._( , , ق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/050.mp3)
(¯`·._( , , الذاريات , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/051.mp3)(¯`·._( , , الطور , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/052.mp3)
(¯`·._( , , النجم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/053.mp3)(¯`·._( , , القمر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/054.mp3)
(¯`·._( , , الرحمن , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/055.mp3)(¯`·._( , , الواقعة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/056.mp3)
(¯`·._( , , الحديد , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/057.mp3)(¯`·._( , , المجادلة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/058.mp3)
(¯`·._( , , الحشر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/059.mp3)(¯`·._( , , الممتحنة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/060.mp3)
(¯`·._( , , الصف , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/061.mp3)(¯`·._( , , الجمعة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/062.mp3)
(¯`·._( , , المنافقون , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/063.mp3)(¯`·._( , , التغابن , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/064.mp3)
(¯`·._( , , الطلاق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/065.mp3)(¯`·._( , , التحريم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/066.mp3)
(¯`·._( , , الملك , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/067.mp3)(¯`·._( , , القلم , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/068.mp3)
(¯`·._( , , الحاقة , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/069.mp3)(¯`·._( , , المعارج , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/070.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
(¯`·._ (, , نوح , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/071.mp3)(¯`·._( , , الجن , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/072.mp3)
(¯`·._( , , المزمل , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/073.mp3)(¯`·._( , , المدثر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/074.mp3)
(¯`·._( , , القيامة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/075.mp3)(¯`·._( , , الانسان , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/076.mp3)
(¯`·._( , , المرسلات , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/077.mp3)(¯`·._( , , النبأ , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/078.mp3)
(¯`·._( , , النازعات , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/079.mp3)(¯`·._( , , عبس , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/080.mp3)
(¯`·._( , , التكوير , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/081.mp3)(¯`·._( , , الانفطار , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/082.mp3)
(¯`·._( , , المطففين , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/083.mp3)(¯`·._( , , الانشقاق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/084.mp3)
(¯`·._( , , البروج , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/085.mp3)(¯`·._( , , الطارق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/086.mp3)
(¯`·._( , , الاعلى , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/087.mp3)(¯`·._( , , الغاشية , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/088.mp3)
(¯`·._( , , الفجر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/089.mp3)(¯`·._( , , البلد , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/090.mp3)
(¯`·._( , , الشمس , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/091.mp3)(¯`·._( , , الليل , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/092.mp3)
(¯`·._( , , الضحى , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/093.mp3)(¯`·._( , , الشرح , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/094.mp3)
(¯`·._( , , التين , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/095.mp3)(¯`·._( , , العلق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/096.mp3)
(¯`·._( , , القدر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/097.mp3)(¯`·._( , , البينة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/098.mp3)
(¯`·._( , , الزلزلة , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/099.mp3)(¯`·._( , , العاديات , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/100.mp3)
(¯`·._( , , القارعة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/101.mp3)(¯`·._( , , التكاثر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/102.mp3)
(¯`·._( , , العصر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/103.mp3)(¯`·._( , , الهمزة , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/104.mp3)
(¯`·._( , , الفيل , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/105.mp3)(¯`·._( , , قريش , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/106.mp3)
(¯`·._( , , الماعون , ,) _.·´¯) ( http://download.quran.islamway.com/quran3/144/107.mp3)(¯`·._( , , الكوثر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/108.mp3)
(¯`·._( , , الكافرون , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/109.mp3)(¯`·._( , , النصر , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/110.mp3)
(¯`·._( , , المسد , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/111.mp3)(¯`·._( , , الاخلاص , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/112.mp3)
(¯`·._( , , الفلق , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/113.mp3)(¯`·._( , , الناس , ,) _.·´¯) ( http://www.archive.org/download/hosarymoratal1428/114.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 07:00 ص]ـ
بارك الله فيك، وكتب لك الأجر.(/)
رَمَضَان .. ضَيْفٌ يَكْلُمُ جُرْحًا
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 06:23 ص]ـ
رَمَضَان .. ضَيْفٌ يَكْلُمُ جُرْحًا
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتاد أبناء المساجد ارتيادها في كل وقت وحين
وحفظ كتاب الله فيها وتدارسه بينهم
واعتادوا أن يعتكفوا في رمضان
ويكثروا من تلاوة القرآن ومدارسته وفهمه
واعتاد كل مسجد أن يقوم عليه إمام عظيم
يحيي ليله بالقيام ونهاره بتلاوة القرآن
ومن خلف الإمام المصلون .. وأهل القرآن
فكلما مررت على مسجدك الذي تربيت فيه
تزداد بهجة على بهجتك وفرحا على فرحك وينشرح صدرك
وتنتظر الصلاة بفارغ الصبر حتى تذهب إلى المسجد
فتكون أول من دخله وتتمنى لو تبقى فيه طيلة وقتك
ثم تكون آخر من خرج .. على أمل لقاء في الصلاة القادمة
ويال لذة الصلاة حين تصلي صلاة مودع
ويال لذة القيام مع شيخ فاضل ذي صوت حسن وموعظة حسنة
ودروس تبث فيك روح الإيمان وتذكرك بربك في شهر القرآن
فيألف المسجد ويألفه المسجد .. ويألف المصلون إمامهم وشيخهم
فيحبونه ويتحرون دروسه ومجالسه
يخرج منهم طلبة علم يحبون الله ورسوله
مع تعزيز لروح الجهاد في قلوب أهل المساجد
فيخرج من المسجد المجاهدون وحفظة كتاب الله وطلبة العلم
وحين يذهب رمضان نحزن على أيام الاعتكاف التي كنا نقضيها بقلب خاشع مؤمن
ونرجو الله أن يبلغنا رمضان القادم لتعود أيام الخير التي كنا نقضيها
وحين يأتي رمضان القادم ..
يعود ليجد في ذات المسجد فراغا كبيرا تضيق له نفوس أهل المسجد
وتضيق نفوس المسلمين يوما بعد يوم بذلك الفراغ
لا يستطيعون نسيان إمامهم وشيخهم الذي كان يحيي ليل رمضان ويقوم بهم فيه
لا يدخلون المسجد إلا وذكروه بخير ويتمنون لو يعود صوته ليصدح في المسجد مرة أخرى
ويتذكرون دروسه ومجالسه ومواعظه
لسان حالهم يقول: " أحببناك يا شيخنا فلم تركتنا ورحلت عنا "
ولكن عزاءهم فيه أنه كان يتمنى الشهادة فنالها بإذن الله
ويسألون الله أن يتقبله في الشهداء والصالحين
وإن لم يقتل شهيدا سألوا الله له أجر الشهداء لأنه ما مضى يوم إلا وحدث نفسه بالغزو والشهادة ورباهم عليها
حتى أخرج الجيل المؤمن ..
وبقي تلاميذه وأهل مسجده يكتبون من حياته ما يكتب بماء الذهب
فقال أحدهم: "ما إن مررت اليوم من جوار مسجدنا حتى غمرتني مشاعر الألم على رحيل من كانيجعل رمضان رائعًا بكل ساعاته ودقائقه، لقد بكيت رجل هذا الشهر ولا أدري كيف سنحتمل فراقه؟! "
فنسأل الله أن يغفر لنا ولأئمتنا ومشايخنا في هذا الشهر المبارك
ويفرغ علينا صبرا لتحمل فراقهم
ويجعلنا على ذات الطريق لا نحيد عنه
وفي القلب نشيد يتردد:
لكنه حي يقود جموعنا ..
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 04:04 م]ـ
هذه نفحات الشهر الكريم، تلين فيها القلوب، وترق الأفئدة، ويؤوب العاصي، ويزداد المطيع، إنه شهر ولا كأي شهر.
اللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة، وأزمنة مديدة.(/)
أنا مطمئن بالإسلام ولكن أفكر في الديانة النصرانية
ـ[الأخطبوط]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
إخواني الكرام قررت أن أضع أول مشاركاتي في المنتدى عن السؤال عن الدواء الشافي لأكبر مشاكل حياتي ..
المشكل الذي يعترضني هو أنني أفكر في الديانات الأخرى مثل: النصرانية وغيرها ... وللأسف أنا أحاول أن لا أفكر في الكفرة الفجرة .. ولكن بدون جدوى ..
وأنا الآن أحاول الحصول مع الأساتذة الكرام في المنتدى على الدواء لهذا الوسواس حتى لا أفكر بالنصرانية ولا باليهودية مجددا ..
ورغم كوني مسلما وأحفظ القرآن وأصلي وملتزم بديني إلا هذه العقدة لم تذهب عني بعد ..
وفي الأخير لا تنسوا أن قلبي مطمئن بالإسلام وسيبقى مطمئن بالإسلام بإذن الواحد الديان وأرجو منكم أن تفهموا مشكلتي
مشكلتي ليست أنني مرتاب أو غير ذلك وإنما دائما أرى دائما في نصب عيني الرهبان - لعنهم الله - وأفكر فيهم وأرى أيضا الصليب وأنا لا أريد ذلك لأنني أكره النصارى ..
أرجو منكم توضيح السبب والعلاج الشافي بإذن الله ولكم الجزاء في الدنيا والآخرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[السلفي1]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 04:52 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم ,وبارك فيك ,ونفع بك ,وثبتك على طريق الهدى ,
والله أسأل أن يشفي صدرك.
أخي الكريم.
أمرك لم يتضح بعد , فمه نوع التفكير في النصرانية أو اليهودية الذي يعتريك؟
صفْ هذا التفكير بدقة؟ هل تريد مثلاً الاعتناق - أعاذنا الله تعالى -؟ هل تستحسنها؟
هل يعتريك صدقها ,وأنهم على صواب؟ هل لفت نظرك احترامُ الحكومات لهم؟
هل تفكر في نظرة الإسلام لما هم عليه؟
ما تفكيرك بالضبط فيهم وفي ديانتهم؟ ما يتردد في نفسك ,ويكرره عقلك؟ وتنام وتقوم
وهو عالق في ذهنك؟
والله أسأل العون والسداد. أخوك في الانتظار , والحول والقوة لا يكونا إلا بالله.
فاصبر وصابر ورابط , فالدنيا أكدار.
أخوك: الداعية بأنصار السنة وخادم السنة والمشرف على التحفيظ وعضو التوعية
والمغسل المتعاون بمغاسل الرياض للموتى.
والله الموفق.
ـ[الأخطبوط]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم معاذ الله أن أفكر باعتناق هذه الأديان وأنا مقتنع بالإسلام وأرفض ما يقومون به وأعرف أن اعتقاداتهم خاطئة وأعرف أن نبوة محمد صادقة ولكن ...
إذا أردت أن أصلي أرى نصب عيني وأتخيل رهبانا وكلما جئت على آية تتحدث عن المؤمنين أتخيل رهبانا في صدره صليب والعياذ بالله وأحاول أن أتخيل مؤمنا أو داعية لأنهم من فصل هذه الآية التي تتحدث عن المؤمنين لكن للأسف أنا أتخيل دائما رهبانا أمامي وعندما أرى أحدهم في التلفزيون أو غيرها أقول في نفسي - لعنكم الله - أي على ذلك الراهب وأتباعه والسبب الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع هو الخوف من أن يقلب الله قلبي ويبعدني عن الإسلام - معاذ الله -
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
لذلك فعقدتي هي الخوف من أن يعمى قلبي فأهوى مع الكفرة في النار - والعياذ بالله
أرجو أن أكون قد وضحت لك العلة
وشكرا على اهتمامك
اللهم يا مقلب القلوب ثبث قلوبنا على دينك
اللهم توفني مسلما وألحقني بالصالحين
ـ[السلفي1]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:24 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم.
إذن ما عندك لا علاقة له بالنصرانية أو اليهودية ,وإنما ما عندك هو انشغال عن الصلاة ,
ولا يلفت نظرك , ولا يقلقك أن يكون الانشغال بصورة الرهبان , فهو انشغال كالانشعال
بالدنيا من بيع وشراء وأولاد وعمل حال الصلاة , وهذا الأمر يطلب في باب قطع الشواغل
في الصلاة , ولا يطلب في باب الوسوسة بالديانات الباطلة , ولعلك أخي الكريم تتواصل
معي على هذا البريد: alslafy*************
لنستفيض حول المسألة ,وهي هينة لا إشكال فيها.
والله الموفق.
ـ[الأخطبوط]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 09:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يشرح صدرك, ويزيل همك وغمك
(يُتْبَعُ)
(/)
عليك أخي باللجوء إلى الله أولاً, والدعاء والتضرع إليه
ولا تنسى أن تستعين بعد الله بقراءة السيرة النبوية والتعرف على مواقف الرسول وصحابته, والتفكر والتدبر في مواقف صحابة الرسول
وعليك بكتاب الرجال حول الرسول للتعرف على مواقف صحابة رسول الله, فهذا الكتاب له أثر عظيم على النفس
أسأل الله يسلِّمك من كل بلية
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 11:14 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...... وبعد: ـ
ذات مرة سمعتُ الشيخ والدكتور خالد جبير ـ حفظه الله ـ في إحدى القنوات الإسلامية .... يقول لعلاج مثل ذلك ..... إن شاء الله ....
1 ـ إنّه عليك أن تتوضأ وتصلي ركعتين توبة من هذا الوسواس ولن يأتي إليك هذا الوسواس أبداً ..... لأن السيطان إذا وسوس إليك من جديد ... ثم رآك تصلي توبة من الله من هذا الوسواس فسوف يتأدب أقصد الشيطان ـ هذا كلام الشيخ ـ.
2 ـ وعليك بقراءة آيات السكينة .... وهي
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).248 سورة البقرة
(ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) 26 سورة التوبة
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (40) سورة التوبة
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) 28 سورة الرعد
(هو الذى أنزل السكينه فى قلوب المؤ منين ليزدادو إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما) سورة الفتح - آية 4
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره فعلم مافى قلوبهم فأنزل السكينه عليهم وأثابهم فتحا قريبا) سورة الفتح - آية 18
(إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهليه فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شىء عليما) سورة الفتح - آية 26
أحببتُ أن أنقل لكم ما سمعته .... أتمنى أن أكون قد أفدتك ..... هذا والله أعلم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 07:14 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...... وبعد: ـ
ذات مرة سمعتُ الشيخ والدكتور خالد جبير ـ حفظه الله ـ في إحدى القنوات الإسلامية .... يقول لعلاج مثل ذلك ..... إن شاء الله ....
1 ـ إنّه عليك أن تتوضأ وتصلي ركعتين توبة من هذا الوسواس ولن يأتي إليك هذا الوسواس أبداً ..... لأن السيطان إذا وسوس إليك من جديد ... ثم رآك تصلي توبة من الله من هذا الوسواس فسوف يتأدب أقصد الشيطان ـ هذا كلام الشيخ ـ.
2 ـ وعليك بقراءة آيات السكينة .... وهي
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).248 سورة البقرة
(ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) 26 سورة التوبة
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (40) سورة التوبة
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) 28 سورة الرعد
(هو الذى أنزل السكينه فى قلوب المؤ منين ليزدادو إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما) سورة الفتح - آية 4
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره فعلم مافى قلوبهم فأنزل السكينه عليهم وأثابهم فتحا قريبا) سورة الفتح - آية 18
(إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهليه فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شىء عليما) سورة الفتح - آية 26
أحببتُ أن أنقل لكم ما سمعته .... أتمنى أن أكون قد أفدتك ..... هذا والله أعلم.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخيتي الكريمة.
كلامك ليس صحيحًا لا من جهة الأصل (الدليل والتقعيد) ولا من جهة الإفتاء.
والبيان عند الحاجة.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 07:16 م]ـ
إن شئت شاهدت محاضرات الشيخ ديدات رحمه الله أو قرأت كتبه ففيها ما يصرفك عن التفكير في النصرانية أصلا ويقززك منها ومن رهبانها.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم إليك هذا الرابط الذي جاء فيه ما يلي:
http://alkhabeer2.jeeran.com/archive/2006/10/109499.html
علاج النوع الأول من الأفكار التسلطية
((ما يتعلق بالعقيدة))
فأقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
لقد بينت في ما سبق ((ثلاثين بالمائة)) من العلاج وتبقى ((سبعون بالمائة)) منه حيث إن الثلاثين بالمائة منه هو ما يلي باختصار:
إن هذا الأمر وهو ((الوسواس في العقيدة)) وما يلحق به من الأفكار المزعجة كالأفكار في ذات الله عز وجل والأفكار في الدين والعقيدة والخوف من الكفر والردة وغيرها ليست جديدة على المسلمين بل هي بادئة منذ فجر الإسلام وقد وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ونستفيد من هذا أن يعلم الإنسان أنه ليس وحيدا في ذلك بل وقع هذا الأمر لمن هم خير منه بل ممن هم خير هذه الأمة بعد نبيها، ولهذا يتبين لنا أن حدوث هذا الأمر ليس دليلا على ضلال الإنسان وكفره وفسقه وخبثه بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الانزعاج منه وضيق الصدر بسببه إنما هو صريح الإيمان وهذه شهادة كبرى من النبي صلى الله عليه وسلم لكل من ضاق صدره بهذه الأفكار بأن ذلك هو ((صريح الإيمان)).
وبعد أن زال ثلاثون بالمائة من هذا الوسواس بمعرفة ما سبق نبدأ الآن بمشيئة الله تعالى بذكر ما يزيله نهائيا.
فيجب على الإنسان الموسوس إذا جاءته هذه الأفكار المزعجة أن يتوقف عنها مباشرة ثم يفعل ما يلي:
الأول: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
الثاني: أن يهدئ نفسه ولا يزعجها بتفسيق نفسه وتكفيرها.
بل يريحها بتذكر أن غضبه وحزنه ومدافعته لهذه الأفكار إنما هو صريح الإيمان، وأن هذه الوساوس غير مقصودة بل هي من الشيطان.
الثالث: أن يعلم علما يقينا أنه غير آثم وغير مؤاخذ بهذه الأفكار لما يلي:
أ- لقوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقرة 286
ب - ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل) البخاري ومسلم.
ج - ولقوله عليه السلام: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) سنن ابن ماجة.
ولا يخفى على أحد من الموسوسين أن هذه الأفكار تأتي رغما عنه ولا يستطيع دفعها.
والله تعالى عفا عن ذلك، كما أن هذه هي أحاديث نفس وأفكار تتوارد في الذهن وهذا أيضا مما عفي عنه بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السابق.
د - أجمع العلماء كلهم على أن الإنسان غير مؤاخذ وغير آثم بما يأتيه من أفكار في ذات الله عز وجل أو في الدين أو في العقيدة.
ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى حيث سأله سائل فقال:
إني أجد شيئا يدخل علي في ديني، دون أن أعرف كيف قلته ونطقت به مما يجعل الهموم تشتد علي عندما أقول هذه الأقوال. فما هو الحل لمواجهة هذه المشكلة؟
فأجاب الشيخ:هذه المشكلة التي ذكرت يا أخي السائل ما هي إلا وساوس يلقيها الشيطان في قلبك، وربما ينطق بها لسانك بدون قصد ولذالك تحس أنك مرغم على النطق بها مع كراهيتك الشديدة لها، وحينئذ فان الدواء من ذلك الإعراض عن تلك الوساوس والتقديرات، وأن تستعين بالله عز و جل على تركها، وأن تستعيذ به من شرها، وأن تداوم على ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، فانك إذا وفقت لهذا زال عنك ما تجد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه أصحابه رضوان الله عليهم ما يجدون طلب منهم أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وأن ينتهوا عما يجدون في صدورهم من هذه الوساوس، فإذا فعلت ذلك فإنها لا تضرك، ونسأل الله لنا ولك العافية. والله الموفق.
وسئل مرة أخرى:
فضيلة الشيخ: هل الإنسان محاسب على وساوس النفس، وما يدور في الصدر أحيانا من الوساوس؟
فأجاب:الوساوس التي في صدر الإنسان لا يحاسب عليها لأن ذلك من الشيطان، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك صريح الإيمان ن وإذا حصل شيء من ذلك فانه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يركن إليه، ولا ينبغي للإنسان أن ينساب خلف هذه الوساوس لأنها قد تضره، والإنسان مأمور بأن يكون قويا ثابتا، لا تزعزعه مثل هذه الوسائل، والله أعلم. أ. هـ
وبعد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويهدئ نفسه ويطمئنها بكونه غير آثم بل بغضه لها ومدافعته إياها دليل الإيمان يبدأ بالخطوات التالية:
الأول: يقول: ((آمنت بالله ورسله)) ثلاث مرات.
الثاني: يقرأ بعدها قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) الحديد 3.
الثالث: يقرأ سورة الإخلاص.
الرابع: عدم مناقشة الفكرة نهائيا أو محاولة إثبات عكس الفكرة فهذا مما يزيد الوسواس بل يكتفي بقول: (آمنت بالله ورسله) ثلاث مرات مع ما ذكر سابقا.
ثم يبدأ بالمرحلة المهمة من العلاج وهي:
تجاهل هذا الوسواس نهائيا وإشغال النفس بالذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار ويحاول أن يغير في صيغ التسبيح والتهليل ثم يبدأ بالانشغال بما يفيده من أعماله الدنيوية.
وهذا هو العلاج الوحيد لهذه الأفكار ولقد شفي منها كل من طبقها بفضل الله تعالى.
فيجب عليك كلما أتتك هذه الأفكار أن تفعل هذه الخطوات الثمان وهي باختصار:
1 - تتوقف عنها -
2 - تستعيذ بالله -
3 - تهدئ من نفسك -
4 - تعلم علما يقينيا أنك غير آثم -
5 - تقول:آمنت بالله ورسله ثلاث مرات -
6 - تقرأ الآية السابقة (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)
7 - وسورة الإخلاص -
8 - تنشغل عنه بذكر الله تعالى وتكمل ما كنت تعمله من أعمالك الدنيوية، عدم مناقشة الفكرة الوسواسية نهائيا)).
انتهي علاج النوع الأول من الأفكار التسلطية
وسيكون موضوعنا القادم علاج النوع الثاني منها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 12:11 ص]ـ
قرأت مشاركتك
ولا أرد بغير كتاب الله سبحانه للناس كافة
قال تعالى في (البقرة) ( o 99 o)( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ)
وقال تعالى أيضا في (البقرة) ( o 26 o)( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ( o 27 o) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
فتأمل بارك الله فيك في أحوال من رأيت
ثم سؤال إن أجبت عليه بدليل وجدت فيه غناك
ما الدليل على أن الله أنزل دينا من السماء اسمه اليهودية أو النصرانية.
لاحظ أني قلت دينا وليس كتابا
بوركتم
ـ[الباز]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 12:59 ص]ـ
كما أسلف الإخوة الكرام و الأخوات الكريمات فإن أنفع علاج في دفع الوسوسة هو الإقبال على ذكر الله تعالى والإكثار منه و قراءة المعوذات والأذكار عموما ..
غير أن هناك فائدة عظيمة قد تكون غريبة لكنها فعالة ونافعة بإذن الله:
قال أحمد بن أبي الحواري: شكوتُ إلى أبي سليمان الداراني الوسواسَ،
فقال: إذا أردت أنْ ينقطع عنك، فأيَّ وقتٍ أحسستَ به فافرحْ،
فإنك إذا فرحْتَ به انقطع عنك، لأنه ليس شيءٌ أبغضَ إلى الشيطان
من سرور المؤمن، وإن اغتممتَ به زادك.
وهذا مما يؤيد ما قاله بعض الأئمة: إن الوسواس إنما يُبتلى به منْ كمُل إيمانه، فإنَّ اللص لا يقصد بيتا خربا.
أبشر أخي الكريم فأنت إن شاء الله ممَّن كمُل إيمانه
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 11:21 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخيتي الكريمة.
كلامك ليس صحيحًا لا من جهة الأصل (الدليل والتقعيد) ولا من جهة الإفتاء.
والبيان عند الحاجة.
والله الموفق.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
جزاك الله خير هذا الذي سمعته .. من الشيخ ...
ـ[فتون]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:29 ص]ـ
أخي الأخطبوط لا يضيق صدرك
بل ثق أنك مؤمن بالله تبارك وتعالى
ولايمكن أن يزعزع إيمانك شيء أبدا
وأكبر دليل هو هذه الوسوسة، فالشيطان
يستقصد المؤمنين.
وأعرف من أصابه وسواس في العقيدة
وذهب إلى طبيب نفسي وزالت عنه جميع
هذه الوساوس.
فكر واستخر الله تبارك وتعالى واسعى للعلاج
ولن يخيبك أرحم الراحمين.
ـ[بنت عبد الله]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:40 م]ـ
أسأل الله لكم الثبات على دينه
يقول الشيخ إبراهيم الرحيلي:
وهذه المسألة أشكلت على كثير من أهل العلم وكانوا يجدون لهذا أثرا عظيما في نفوسهم كما حصل من قبلهم لسادات الأمّة أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ولكن الذي يتأمّل في النّصوص ويعلم قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم - فإنّه يرفع عنه هذا الأمر الخطير،ويحصل له بذلك اليقين أنّه لن يؤاخذ بهذا،ولكن عليه ألّا يتحدّث، لأنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: ((عَفَا اللهُ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ أَوْ تَعْمَلْ)) فعليه ألّا يتكلّم به ولا يعمل،وحتّى عند السّؤال لا يسأل ولا يقول حصل لي كذا وكذا،وهذا السّؤال من الفقه أن يقول يحصل لي من الوساوس ما أكره كما قال أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ما قالوا: حصل لنا،قالوا: (حصل لنا لو أن نخرّ من السّماء أحبّ إلينا من أن تكلّم به) فلا يذكره حتّى عند السّؤال .. انتهى الشاهد من كلامه
****
مشاركة متواضعة بدت لي مهمة في هذا الباب والله أعلم(/)
هل سمحتم لي؟؟؟
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 01:57 ص]ـ
أخواني المشرفين عرفت بنفسي في الخارج وكتبت هوايتي وهي كتابة خواطر
ولكن بقيت هواية واحدة لا تظهر هذه الهواية سوى لمواد اللغة العربية
ألا وهي الإبداع في دفاتر اللغة العربية.
أنا لدي صور لدفاتر اللغة العربية التي ابدعت بها السنة التي مضت
وأريد أن أنزلها على المنتدى ((هل سمحتم لي))؟؟؟
أريدكم أن تعرفوا حبي لهذه المواد .. !!:)؟؟؟؟؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:02 ص]ـ
سلام عليكم ...
أختاه أهلا بك ....
نحن لا نمانع أبدًا، ولكن نخشى عليك من العين:).
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:16 ص]ـ
شكرا لك استاذي الفاضل على ردك الأكثر من رائع .. !!
أنا ملازمة الأذكار بشكل يومي والحمدالله .. !!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:22 ص]ـ
شكرا لك أستاذي الفاضل على ردك الأكثر من رائع .. !!
أنا ملازمة الأذكار بشكل يومي والحمدالله .. !!
وأهلا بك، وأنا أشكرك لأدبك أختاه، ولكن لماذا قطعت رأس أستاذي، فلم تكتبي الهمزة، وهي همزة قطع؟:).
لا تنسي ذلك لاحقا.سدد الله خطوك.
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:36 ص]ـ
العجلة العجلة آسفة (أ) ستاذي ... !!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:45 ص]ـ
لا بأس.
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:46 ص]ـ
أستاذي هل لديكم رابط لتنزيل الصور؟؟
**إذا كان لديكم اكتبه لكي انزل الصور ..
أنا لدي رابط لكن لا يتوافق مع شبكة الفصيح .. !!
انتظر ردك أستاذي .. !!
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:58 ص]ـ
هناك مواقع أخرى كثيرة أكتب فقط في السيد google تحميل صور وسيأتيك
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 09:03 ص]ـ
العملاق لتحميل الصورلا بأس به http://www.0zz0.com/index.php
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:04 م]ـ
شكرا لك أستاذي الفاضل أبو دجانة المصري ... !!!
وهذا هو المطلوب ... !!!
جزاك الله ألف خيرا ... !!!
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:45 م]ـ
أهلا بكِ أختي في الفصيح
هيا أشتاق لأي ما لديك علنا نستفاد منه ان شاء الله
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 05:57 م]ـ
جزاك الله ألف خيرا ... !!! و جزاك الله خيرا:)
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41542
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 06:39 م]ـ
و جزاك الله خيرا:)
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41542
لقد قرأت ما في الرابط أخي الكريم
و كنت اريد ان أسأل ما رأيكم بجزاكم الله كل الخير: d
جزاكم الله خيراً و كل الخير اخي الكريم:)
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 07:57 م]ـ
لا بأس بجزاك الله كل خير:)(/)
طلب صغير .. !!
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لي أن أنزل صور في المنتدى؟؟
وهل أحتاج إلى رابط؟؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 03:24 ص]ـ
لا بد من رفع الصور على موقع للرفع ثم نسخ الرابط ووضعه في المنتدى
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 03:57 ص]ـ
اضغط هنا ( http://www.moq3.com/up/index.php)(/)
مِن الأدب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 05:16 ص]ـ
من آداب الكفاح في الحياة
عندما تخسر جولة في رحلة الحياة ..
لا تخسر التجربة!
وانهض فوراً مستبشراً ...
فتلك هي أولى درجات النجاح!
من آداب الحديث في الهاتف
عندما يرن الهاتف ابتسم و أنت تتلقى السماعة ..
فإن محدثك على الطرف الآخر سيرى ابتسامتك من خلال نبرات صوتك!
من آداب الصداقة
لا تدع الأشياء الصغيرة تدمر صداقتك الغالية مع الآخرين ...
فالصداقة الحقيقية تاج على رؤوس البشر ..
لا يدركه إلا سكان الجدران الخالية والقلوب!
من آداب الحوار
فكر كثيراً ..
واستنتج طويلا ..
وتحدث قليلا ..
ولا تهمل كل ما تسمعه!!
فمن المؤكد أنك ستحتاجه في المستقبل .. ! [/ COLOR
[COLOR="Magenta"] من آداب الاعتذار
لا تترد في أن تتأسف لمن أخطأت في حقه ..
و انظر لعينيه وأنت تنطق بكلمات الاعتذار ..
ليقرأها في عينيك وهو يسمعها بأذنيه!
من آداب المعاملة
لا تحكم على شخص من أقربائه فقط ..
فالإنسان لم يختر والديه ...
فما بالك بأقربائه؟!
من آداب الحديث
عندما لا تريد الإجابة على سؤال
فابتسم للسائل قائلا:
هل تعتقد أنه فعلا من المهم إن تعرف ذلك؟
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 08:36 م]ـ
موضوع جميل يا أستاذ محمد بوركت أستاذنا الفاضل.
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 09:36 م]ـ
موضوع مميز أخي الكريم
جزاك الله خيراً(/)
إبداعي بدفتر اللغة العربية .. !!
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظروا إلى ابداعي للغة العربية:
هذا دفتر اللغة العربية الفصل الدراسي الثاني من الخارج:
http://www2.0zz0.com/thumbs/2009/08/27/18/167401289.jpg
لدي المزيد من الدفاتر لكن لا أستطيع تنزيلها بالمنتدى ((لا أعرف الطريقة))
أتمنى أن ينال إعجابكم ... :)؟؟؟؟
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 10:24 م]ـ
جميل جداااااااااااااا يظهر منه انك تحبين اللغه العربيه كثيراً
لقد ظهرت الصورة اذا نسخت الرابط و وضعتيه علي الشريط فوق سوف تفتح لك
هيا أكملي تنزيل ابداعك
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 11:24 م]ـ
الطريقة سهلة ..
انظري الصورة:)
http://www6.0zz0.com/2009/08/27/20/223707069.gif
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 11:27 م]ـ
جزاكم الله كل الخير أخي الكريم
هيا اختي ننتظر لنري ما بداخل الدفتر
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:08 ص]ـ
هل أستطيع أن أنزل أكثر من صورة في نفس الموضوع؟؟
لأن جميع محاولاتي فشلت ولا أستطيع أن أنزل سوى صورة واحدة .. !!
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:29 ص]ـ
ارفعي صورة ثم اسخي رابطها ثم ارفعي الأخرى وهكذا
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:42 ص]ـ
موقع يرفع أكثر من صورة في نفس الوقت
تفضلي هنا ( http://www.moq3.com/up/index.php)
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:50 ص]ـ
أنا أضفت الرابط إلى المفضلة ثم أذهب إلى إضافة موضوع ثم تظهر لدي صفحة فارغة لكي أكتب الموضوع وبنفس الصفحة أذهب إلى المفضلة لكي أنسخ الرابط ثم أعود إلى الصفحة التي تكتب بها الموضوع وألصقها ((وهنا أصبحت صورة واحدة فقط))
ثم أذهب مرة أخرى إلى المفضلة وأنسخ رابط آخر وعندما أعود للصفحة مرة أخرى لا أجد الربط الأول .. !!
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 04:29 ص]ـ
أنا أضفت الرابط إلى المفضلة ثم أذهب إلى إضافة موضوع ثم تظهر لدي صفحة فارغة لكي أكتب الموضوع وبنفس الصفحة أذهب إلى المفضلة لكي أنسخ الرابط ثم أعود إلى الصفحة التي تكتب بها الموضوع وألصقها ((وهنا أصبحت صورة واحدة فقط))
ثم أذهب مرة أخرى إلى المفضلة وأنسخ رابط آخر وعندما أعود للصفحة مرة أخرى لا أجد الربط الأول .. !!
افتحي صفحة للتحميل منفصلة عن صفحة الموضوع: p :p(/)
دمعات لم تذرفها منذ زمن
ـ[رقية القلب]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المادة منقولة من موقع
.. : مداد: ..
http://www.midad.me/
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
دمعات لم تذرفها منذ زمن
قد آن أوانها ............
http://www.midad.me/indexImages/Damaaat_Ramadania.jpg
اعلم ان ما من يوم ينشق عليك فجره إلا و ينادي عليك مناد بلسان الحال ويقول لك: يا ابن ادم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فاني لا أعود. فكل يوم يمر عليك يا عبد الله فانه يطوي في سجل أعمالك ذاهبا بما استودعته من أقوالك وأفعالك فان يكن خيرا فخير وان يكن شرا فشر (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره) (سوره الزلزلة:7,8)
استمع لهذه المحاضرة القيمة و النافعة لفضيلة الشيخ
طارق بن محمد الطواري
من خلال زيارة الرابط التالي:
http://www.midad.me/sounds/view/13069
..: مداد: ..
أكبر موقع إسلامي يحتوي على تلاوات القرآن الكريم الخطب و المحاضرات الصوتية، كما يحتوي على موسوعة الفتاوى متكاملة التي تجيب على كافة أسئلتكم و استفساراتكم ويضم مكتبة للكتب التراثية
www.midad.me(/)
(حتى لا تكون من الغافلين) دورة بمناسبة شهر الصيام
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 05:27 ص]ـ
نقلا عن // علي سليم
بسم الله الرحمن الرحيم ...
مع بدوّ شهر الله رمضان يتنافس العباد إلى مرضاة ربّ العباد كلٌ بوسعه ....
و لذا رأينا أن نعلن عن دورة خلال ذا الشهر تحت عنوان (حتى لا تكون من الغافلين) يتخلل ذه الدورة أعمال تبعد الصائم القائم عن مقام الغفلة والغافلين وأصل ذه الأعمال تستند على أصول شرعية صحيحة يغفل عنها عامة الناس بله خاصتهم نسأل الله السّلامة ....
و نضع في أول أيام شهر رمضان مقدمة ويليها عمل صحيح ليكون نافذة إلى مقام القنوت وتحقيق السعادة بإذن الله تعالى ...
على أمل أن يجعلني الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر .. والله وليّ ذلك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 05:29 ص]ـ
الدرس الأول:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين أمّا بعد:
منّا الله تعالى علينا ببلوغنا شهره الكريم شهر الطاعات والخيرات لا غفلة فيه إذ منْ غفل عنه فليس له من الصيام غير الجوع والعطش ...
و لذا كان لازما علينا أن نضع السّبل التي تقي المسلم القائم الصائم عن مواطن الغفلة إذ الغفلة لا خير فيها إلاّ إنْ كانت عن محرّمٍ وذلك قوله تعالى في شأن المؤمنة (إنّ الذين يرمون المحصنات الغافلات ... )
و بالمقابل حثّ المولى سبحانه و تعالى شقّ عصا الطاعة عن الغافل فقال (ولا تطع منْ أغفلنا قلبه .. )
فلا طاعة له إذ الغفلة وخاصة غفلة القلب هو الرانّ ....
كما أنّ الغفلة تمنع نزول غضب منْ هو ليس بغافل عما تعملون فقال تعالى (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ... )
و منْ غفل عن رمضان فسيغفل عن شوّال وغيره وعندما يغفل الناس تأتي السّاعة فقال تعالى (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ... )
وغيرها من الآيات وهي كثيرة تصف الغافل بالنّدم وما آل إليه مآله والعاقل تكفيه آية ليكون أبعد النّاس عن مواطن الغفلة وأهلها.
وانطلاقا من ذه الآيات الكريمات رأينا بعون الله تعالى وتأييده أن نمسك بكلا يدي الصائم عن مواطن الغفلة علّه ينال أجر الصيام كاملاً إذ أجره عظيم ولذا قال تعالى في حديث قدسيّ ( ... إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... )
فعن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ... ) الحديث أخرجه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان و صححه الألباني في الصحيحة.
فالحديث قسّم القائم على ثلاثة مراحل وسنفصلها لاحقا إن شاء الله تعالى ...
فأولى تلك المراحل العزوف عن موطن الغفلة فمن قام والقيام هنا قيام الليل بعشر آيات فقط يُكتب عند الله أنّه ليس بغافل ...
والقائم بين حالتين إمّا أن يقوم ليلة واحدة , وإمّا أن يجعل ديدنه القيام
فأمّا الأولى فيُقال عنه أنّه في تلك الليلة لم يكنْ من الغافلين
وأمّا الثانية يُكتب أنّه ليس بغافل على وجه العموم والفرق بين الأول والثاني كالفرق بين الهلال و ليالي البدر.
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الكافرون)) و ((الإخلاص)) لم يكتب من الغافلين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((تبت يدا أبي لهب)) و ((الفلق)) لم يكتب من الغافلين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((لإيلاف قريش)) و ((الناس)) لم يكتب من الغافلين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الماعون)) و ((إذا جاء نصر الله)) لم يكتب من الغافلين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) و ((الفيل)) لم يكتب من الغافلين ...
فهذا القيام يستطيعه الرجل والمرأة بله الشيخ والشيخة الكبيران في السنّ كما يستطيعه الطفل الصغير ...
فأسأل الله تعالى أن لا يكتبنا من الغافلين وأنْ يعيننا على القيام وتلاوة القرآن وسنكمل إن شاء الله تعالى غدا,,,
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 09:17 ص]ـ
جزيت خيرا بنت خير الأديان
متابع معك إن شاء الله
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 04:08 م]ـ
جزاكِ الله خيراً اختي الكريمه تابعي
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:51 ص]ـ
الدرس الثاني
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين أمّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
كم هي المواطن التي إن حافظ عليها المسلم تقيه عن مواطن الغفلة الكثيرة ومنها قوله تعالى من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
(من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات؛ لم يكتب من الغافلين .... ) صححه الألبانيّ تحت رقم 657 في السلسلة الصحيحة.
ويشير صلى الله عليه وسلم إلى الصلوات الخمس التي كتب الله على المسلم أداءها في وقتها ...
فمنْ حافظ عليها كما كان صلى الله عليه وسلم يُحافظ عليها لم يُكتب من الغافلين, وبالمقابل منْ ترك واحدة منها لم يكنْ محافظا عليها وسيُكتب من الغافلين ...
وأصل المحافظة على الصلوات هو تحري وقتها الصحيح فقال تعالى (إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
فكما أنّ الصائم في شهر رمضان لو أخّر صيامه إلى شوّال أو قدّمه فكان في شعبان فلنْ يُكتب من الصائمين للفريضة ولنْ يقبل منه صيامه للفريضة وهكذا الصلاة حدّدها صلى الله عليه وسلم بوقتين أوّل الوقت وآخره فحال منْ يصلي العصر في وقت الظهر كمنْ يصلي العصر في وقت المغرب فقال صلى الله عليه وسلم: (الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله) النسائي
و بعد ذا العرض الموجز وكنّا بينّا في رسائل عديدة تنصّ على توخّي الحذر من مواقيت سُطرت على وريقات تحت مسمّى (إمساكية) وغيرها من المسمّيات بعدما تبيّن لنا ما يعتيرها الخطأ ومجانبتها للصواب من حيث التوقيت أولا
وحثّ المؤذن للتخلي عن وظيفته التي يترتب عليها من الأجر ما هو مدوّن في كتب السنّة ومنها قوله صلى الله عليه و سلم (أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون)
لطول مكثهم في مراقبة طلوع الفجر الصادق من الكاذب عند الفجر وغياب الشفق الأحمر من الأبيض عند صلاة العشاء ثانيا ...
و تبيّن لنا البين الشاسع بين صلاة منْ يراقب الفجر بأمّ عينه ومنْ يراقبه بواسطة توقيتٍ مسطّر أمامه ...
فكانت عامّة المساجد تؤذن للفجر قبل بزوغ الفجر الصادق وكذلك يصلّون ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
و فصّلنا حول ذه المسألة تفصيلا دقيقا تحت رسالتنا (توقيت الصلوات غير دقيق في الإمساكيات).
فالصلاة في وقتها هو عين المحافظة عليها وبالتالي لنْ يُكتب أهل المحافظة من الغافلين ... نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّنْ يحافظون على الصلوات في مواقيتها وأنْ لا يكتبنا من الغافلين.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 06:13 م]ـ
الدرس الثالث:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين أمّا بعد:
فلو اقتصر القائم على فاتحة الكتاب لن يكتب من الغافلين ودون ذلك تتحقق الغفلة, و هذه من رحمة أرحم الراحمين إذ يجزي على العمل القليل الأجر العظيم و لو عجز الإنسان عن القيام لمرض ما فيُكتب ما كان يفعله وهو صحيح شرط أن يكون من أهل القيام بمعنى أنه يقوم كلّ ليلة أو نوى القيام تلك الليلة فمرض ومن ذلك المرأة الحائض والنفساء ...
و حتى يقترب القائم من الله تعالى يلزمه بداية ترك مقام الغفلة ثم التدرج إلى مقام القنوت ...
فعن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين .... )
و قال تعالى (وقوموا لله قانتين) البقرة 238
والقنوت طول القيام ويتحقق ذا الطول بمائة آية للحديث المذكور آنفا ...
و مدح الله القائمين القانتين بقوله:
(أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ... ) الزمر 9
و من بات قانتا كُتب من القانتين ومن باب أولى لا يُكتب من الغافلين إذ مقام القنوت أعلى وأرفع من مقام عدم الغفلة وبين عدم الغفلة والقنوت عموم وخصوص إذ كل قانتٍ ليس بغافل وعدم الغفلة لا تعني القنوت ومن انتفت عنه صفة الغفلة ليس من الضروري أن يكون من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المرسلات)) و ((الفجر)) و ((البلد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((النبأ)) و ((النازعات)) و ((العاديات)) و ((النصر)). كُتبَ من القانتين ..
فمنْ قرأ في القيام بسور ((المدثر)) و ((القيامة)) و ((قريش)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسور ((الواقعة)) و ((قل هو الله أحد)) كُتبَ من القانتين ...
فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الزخرف)) و ((القارعة)) كُتبَ من القانتين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فأيضا ذا المقام يستطيعه الكبير والصغير فأسأل الله تعالى أن يكتبنا من القانتين ...
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 10:32 م]ـ
حياك الله أختنا، بارك الله فيك وزادك من فضله ..
من المتابعين إن شاء الله، فجزاك المولى خير الجزاء،،
ـ[بل الصدى]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا و أحسن إليك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:07 ص]ـ
ننتظر الدرس الرابع ..
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:45 ص]ـ
الدرس الرابع:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين أمّا بعد:
ما أنعم العبد عندما يمتلك الكمّ من الحسنات و أحلاها إن كانت لا تعدّ ولا تُحصى ...
كم يتعب ذاك العبد لغرس نخلة والاعتكاف حتى تثمر ويعدل ذا (سبحان الله) ذا غراس الجنة وذا المتاجرة مع أرحم الراحمين.
فقال صلى الله عليه و سلم:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين , و من قام بألف آية كُتب من المقنطرين)
و المقنطر صاحب القناطير و ذا الأخير مفرده قنطار
(كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ)
: بِكَسْرِ الطَّاءِ مِنْ الْمَالِكِينَ مَالًا كَثِيرًا، وَالْمُرَاد كَثْرَةُ الْأَجْرِ وَقِيلَ أَيْ مِمَّنْ أُعْطِيَ مِنْ الْأَجْرِ أَيْ أَجْرًا عَظِيمًا قَالَهُ السِّنْدِيُّ.
قال تعالى في سورة آل عمران (زين للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ... ) الآية
و القنطار يعادل كما قال ابن عطية: اختلف الناس في تحديده، فروي أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "القنطار ألف ومائتا أوقية".
وقال بذلك معاذ بن جبل، وعبد الله بن عمر، وأبو هريرة، وعاصم ابن أبي النجود، وجماعة من العلماء، وهو أصح الأقوال.
وعلى هذا القول جرى كثير من الباحثين.
و هل هذا إلّا سمة للغنيّ وهل يعدل غنيّ الجنة بشيئ!!!
فالذي ملك الذهب و الفضة والخيل والأنعام والحرث بقناطير مقنطرة هو غنيّ دون منازع وأغنى منه منْ ملك القناطير المقنطرة من الحسنات ...
و كلّ ذا الأجر العظيم يتأكد بتلاوة الجزأين الأخيرين من المصحف (جزء عم يتساءلون وجزء تبارك) إذ الأول يتكون من 564 آية والثاني من 431 آية و ضمّ إليهما فاتحة الكتاب إذ لا تصح الصلاة بدونها.
فمنْ قرأ في القيام بجزء ((عم يتساءلون)) وجزء ((تبارك)) كُتبَ من المقنطرين ...
والحديث خيّر العبد والخيرة في المقنطر ودونه القانت وأقلّها إزالة مسمّى الغفلة عن القائم للتهجد ...
فاحذر أن تختار مقام الغفلة وما دونها فلا خير فيمنْ لا يعمل كما لا خير فيمن لا يؤمن والعمل والإيمان توأمان فلا عمل دون إيمانٍ ولا إيمانَ دون عملٍ ....
وأسأل الله من فضله أن يجعلنا من المقنطرين إنّه الجواد الكريم ....(/)
أتمنى أن ينال إعجابكم ... !!!
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 05:48 ص]ـ
:::
http://www11.0zz0.com/2009/08/28/02/612862950.jpg
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثرا جميلا
وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم , وكمستغن يحسن إليهم , وكمسؤول يدافع عنهم , وكطبيب يشفق عليهم.
ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم , وكثعلب يمكر بعقولهم , وكلص ينتظر غفلتهم. فإن حياتك من حياتهم , وبقائك ببقائهم , ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم.
فلا تجمع عليك ميتتين, ولا تؤلب عليك عالمين, ولا تقدم نفسك لمحكمتين,
ولا تعرض نفسك لحسابين ولحساب الآخرة أشد وأنكى .... !!
((قاعدتي في هذه الحياة))
أريد رأيكم ... :)
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 06:21 ص]ـ
:::
http://www11.0zz0.com/2009/08/28/02/612862950.jpg
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثرا جميلا
وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم , وكمستغن يحسن إليهم , وكمسؤول يدافع عنهم , وكطبيب يشفق عليهم.
ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم , وكثعلب يمكر بعقولهم , وكلص ينتظر غفلتهم. فإن حياتك من حياتهم , وبقائك ببقائهم , ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم.
فلا تجمع عليك ميتتين, ولا تؤلب عليك عالمين, ولا تقدم نفسك لمحكمتين,
ولا تعرض نفسك لحسابين ولحساب الآخرة أشد وأنكى .... !!
مبدعة يا أختي الكريمة .. :)
((قاعدتي في هذه الحياة))
نِعْم القاعدة.:)
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 07:24 ص]ـ
شكرا نجوى .. رائعة هذه القصاصة ..
قاعدة نبيلة أسسها الإسلام وأوجبها بين أفراد المجتمع؛ لأنها أساس من أسس السعادة والألفة. وما قيمة الحياة إن كانت ضيقة بالحقد.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 07:55 ص]ـ
صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام: " اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "
ويقول الشاعر:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ... ولا ينال العلا من طبعه الغضب.
وآخر:
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:17 م]ـ
مبدع أختي فعلا قاعده جميله لتضعيها في حياتك
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 04:11 م]ـ
شكرا لكم أساتذتي: ((النابغة الحضرمي , السراج , الرحمة , الأديب اللبيب)) ..
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 11:11 م]ـ
كلام جميل مفيد، ولو أنه كان بلون آخر لكان أجمل وأجمل.
شكرا جزيلا أختي المبدعة.(/)
لقاء فضائي!
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 07:44 ص]ـ
برنامج فضائي مستفز، يعرض الثوابت للنقاش بحجة العولمة والانفتاح على الرأي الآخر، ولو كانت مقالته تعود بالإبطال على ثابت من ثوابت الدين، بل ربما على أصل الدين.
سمعت منه طرفا لمتابعة الأسرة له، وكنت جالسا في غرفة مجاورة، فطالني منه ما طالني!.
وكان موضوع الحوار: تدريس التربية الجنسية في مدارس المسلمين!، فهو من باب تمرير الفاحشة إلى الجيل الجديد بصورة رسمية لا يخجل منها أحد!
وتولى كبر مقالة التيار العلماني أحد حملة درجة الدكتوراه، وهو صاحب مصنفات في هذا الفن!، إن صحت تسميته فنا من باب التجوز، ومن كبار المتحمسين لتدريس الجنس باسمه الصريح دون تلميح رفعا للعقد النفسية المتراكمة في العقلية الشرقية المتخلفة التي تأنف من ذكر ذلك الأمر، وتعتبر مجرد الإشارة إليه: قلة أدب!، وخير وسيلة للدفاع الهجوم الكاسح على الفضيلة بتسفيه أهلها وازدراء طريقتها ولو كانت شرعية صادرة من مشكاة النبوات، ولا يخلو الأمر من تشدق ببعض النصوص الدينية في معرض التوظيف الخبيث لتقرير المقالة الباطلة، على طريقة كل محدث في الدين في العلميات أو العمليات، فالنص عنده: خادم للعقل، فيقرر عقله المسألة بمعزل عن الوحي، ثم يصدر عن اعتقاد مسبق لينظر في نصوص الشرع عما يشهد لمقالته ولو من طرف خفي، ولو تكلف لذلك من التأويل ما تكلف، بل قد يكون دليله غالبا، كما ذكر بعض المحققين من أهل العلم، ناقضا لأصله، فيستدل بما يهدم بنيانه إن دقق النظر.
وتولى الرد عليه أحد الفضلاء عندنا في مصر، فأحسن وأجاد، وإن لم يعط الفرصة إذ المخطط معد سلفا لا سيما ومقدم ذلك البرنامج ممن لا يقيم للدين وزنا، فهمه إشعال الصراع بين أطراف النقاش على طريقة مناقرة الديوك ترويجا لبرنامجه، فليس له منه إلا حظ النفس في الشهرة وذيوع الصيت.
ومن أبرز معالم ذلك التيار العلماني:
ادعاء العقلانية وانتحال العلم وهو من أبعد الناس عنه، ولو بما تصدوا للمنافحة عنه، فإن من يدعو إلى تدريس الجنس في مراحل التعليم الأساسي، على حد قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، يغض الطرف عن حال أوروبا، فاستشراء الفساد الأخلاقي فيها خير شاهد على فشل ذلك التيار التهذيبي للغرائز بإباحة كل صور الفحش والتعري تحت شعار: مكافحة الكبت الذي يولد الانفجار والسعار الجنسي، كما هو حال البلاد الإسلامية المحافظة، وخاصة أرض الحرمين، كما يلمح ويصرح كثير منهم، إذ لتلك البلاد من الخصوصية الدينية ما يجعلها هدفا لسهام كل الحاقدين على الإسلام وأهله من الكفار الأصليين أو العلمانيين أو اللبيراليين أو أهل البدع من أهل القبلة .......... إلخ.
فلم يزدهم ذلك إلا سعارا تحقيقا للسنة الكونية الجارية بفساد البلدان إذا فسدت الأديان، فكل من أعرض عن الوحي إلى قياس عقله فله من الفساد في دينه ودنياه نصيب فمن مقل ومن مستكثر، وقد استكثرت أوروبا من ذلك، حتى عزلت الدين، ولو كان آثارا دارسة عن ولاية السياسة والمجتمع بل الأفراد أحيانا كما في كثير من العلمانيات المتطرفة، إن صح تخصيص بعضها بوصف التطرف دون بعض من باب التجوز، فكلها عند التحقيق منحرفة متطرفة إذ جفت في حق الشرع الإلهي المطرد وغلت في حق العقل البشري المضطرب.
وفي إنجلترا، راعية الكنيسة الإنجليكانية، وهي من الدول الأصولية، إن صح التعبير، يقدم التلفزيون البريطاني، كما يحكي صاحب كتاب "مذاهب فكرية معاصرة"، حفظه الله، لقاء مفتوحا مع مجموعة من الفتيات ليسألهن عن الأوضاع الملائمة لهن عند ممارسة الجنس!، وذلك قبل: 30 عاما من وقتنا هذا، فكيف بالأوضاع الاجتماعية الآن في مجتمع صارت العفة فيه هي الاستثناء وصار غلمانه: آباء، فاستثير الرأي العام البريطاني من نحو ثلاثة أشهر أو يزيد، إذ صار أحد أطفاله: 13 عاما، أبا، من مراهقة تبلغ 15 عاما، ولم يكن الإشكال عنده وقوع جريمة الزنى التي أدت إلى ذلك المولود، وإنما الإشكال أن ذلك قد وقع قبل أوانه، إذ لم يعش ذلك الأب الطفل حياته بصورة
(يُتْبَعُ)
(/)
طبيعية بعد، فالزنى مستقبح من القاصرين مستحسن من البالغين الذين يدركون معنى الأبوة ولو خارج نطاق الأسرة الشرعية!.
فإذا كان هذا حال مجتمع محافظ، بما عرف عن الإنجليز، أو هكذا روجوا، من الصرامة والجدية .......... إلخ، وهي صفات قد توجد آثارها في الحياة العملية لا الحياة الاجتماعية التي يغلب عليها الانفلات الأخلاقي الذي يباركه المجتمع طالما تراضت أطرافه فلم يقع اعتداء من أحد على أحد، فهو انحراف مسالم لا عدوان فيه!، وذلك بطبيعة الحال مخالف لكل الشرائع الإلهية بل والأقيسة العقلية، إذ لا يتصور شيوع الإنحراف الأخلاقي في ظل غياب النبوات بأحكامها التي تحفظ كيان الجماعات، لا يتصور ذلك دون ارتفاع في نسب الجرائم الأخلاقية التي يزعم أولئك أنهم ما انتصروا للحرية بمفهومها المنحرف إلا حدا منها على طريقة المزدكية في إشاعة الأعراض والأموال نزعا لأسباب الشقاق بين البشر، فإذا كان هذا حال مجتمع محافظ كالمجتمع البريطاني فكيف بالمجتمعات الأخرى كالمجتمع الفرنسي أو الهولندي أو المجتمعات الإسكندنافية وتلك من أبعد المجتمعات عن النبوة، فبعدها المعنوي عنها كبعدها المكاني عن أرض الشرق التي خرجت منها النبوات، ولذلك يوجد فيها من الأمراض الاجتماعية ما لا يوجد في غيرها، مع كونها من أرقى الدول مدنية.
وقد صار الجنس في العرف الأوروبي بمنزلة الأكل والشرب، فهو غريزة مجردة عن أي آداب، بل إن للطعام والشراب آدابا فلا يخلو أي سلوك إنساني عن آداب تهذبه، وأكملها آداب النبوة، فإذا نزل الجنس منزلتهما لم يعد للإنكار داع، إذ لا يُنْكَر على الإنسان إذا أكل أو شرب!. وتلك غاية العلمانيين من الترويج للأفكار الغربية، الأخلاقية والاجتماعية تحديدا، فيصبح الحياء أثرا بعد عين، إذا تم تداول كل شيء على المكشوف بحجة أن ذلك علم له قواعده وأصوله ومصطلحاته وأساتذته المتخصصون.
ولا يدري الناظر: كيف يمكن إغفال النتيجة العملية لهذا الفكر المنحرف، وهي ماثلة لكل ذي حس سليم، فيبني المُنَظِّر لهذا المنهج في بلاد الإسلام بنيانه على مقدمات قد ظهرت نتائجها في عالم الشهادة، فالبحث منته قبل أن يبدأ، ومع ذلك يحاول تأصيله، فهو منهج صحيح، فالعيب في أوروبا التي ابتكرته لا فيه، فهو يصلح لأمة الإسلام بديلا عن الوحي، وإن لم يصلح لأوروبا التي اضطرت إليه تحت ضغط الكنيسة الرهيب على العقول، برسم الخلاص الذي لا يكون إلا بالتذلل والانكسار لباباواتها وقساوستها الذين نصبوا أنفسهم آلهة أرضية تحكم نيابة عن المسيح عليه السلام.
والتشدق بالعلم في مقابل الوحي، إنما يكون في مناهج قامت على تجهيل البشر والاستخفاف بعقولهم ومحاربة أي عقل نابه منها، بخلاف المنهج الإسلامي الذي قام على تحرير العقول من إلف الآباء والأجداد على حد قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)، فقد أتى الوحي بأصح البراهين النقلية والعقلية في مسألة التوحيد وما يتعلق بها من الإلهيات: قطب رحى النجاة في الدارين، ومطلوب كل العقلاء، فموافقته لأقيسة العقل الصريح في أبواب العلم التجريبي الذي يتشدق به العلمانيون ثابتة من باب أولى، إذ قد كفى وشفى في أعظم مسألة حيرت العقول وتعلقت بها النفوس حتى تاهت في أودية التأله للشجر والحجر، وإن بلغت الغاية في صناعة المدنية التي صارت وبالا على أهلها لما خرجت عن حد الطريقة الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الوحي قد أتى بأصح خبر وأصرح قياس في العلم الإلهي، أفلا تكون موافقته للعلم التجريبي، أو بعبارة أصح: موافقة العلم التجريبي له، إذ هو المهيمن على ما سواه، أفلا يكون ذلك ثابتا من باب أولى؟!، ودلائل الإعجاز العلمي في الكتاب العزيز، وإن لم تكن هي المطلوب الأول، فالقرآن إنما نزل ابتداء لتقرير مسائل الإلهيات: أخبارا وأحكاما، أو وجه الإعجاز الرئيس، إذ إعجازه الأول لمن نزل عليهم، وهم أهل فصاحة وبلاغة، لا أهل طب وزراعة، فإعجازه الأول في لفظه ونظمه، دلائل الإعجاز العلمي في الكتاب العزيز: خير شاهد على موافقة صحيح المنقول وحيا لصريح المعقول بحثا، سواء أكان البحث عقليا محضا، فأساليب الجدال القرآني أشرف أنواع جنس الجدال، فعبارتها موجزة وحجتها مفحمة على حد قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ)، أم كان تجريبيا، فأصول العلوم التجريبية، بل كثير من فروعها قد شهد له الوحي بنوعيه: الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وأبحاث الفضلاء من أمثال الدكتور زغلول النجار، حفظه الله وسدده، خير شاهد على ذلك.
وأما تشدق أولئك بأن القرآن لم يحو كل شيء على طريقة: هات دليلا من القرآن على أن المضاد الحيوي سبب في علاج الالتهابات، وإن كان عند التحقيق سببا في تدمير الجهاز المناعي!، فهو عبث، إذ لم ينزل الكتاب العزيز ابتداء لتقرير تلك المسائل على حد التفصيل الممل، وإلا صار موسوعة طبية هندسية زراعية ............. إلخ، ففقد بذلك خصائص الإعجاز، بل فقد بذلك خصائص الدلالة على المطلوب في باب الإلهيات التي ما أنزلت الكتب إلا لبيانها فهي الفرض وغيرها النافلة، فالإطناب في تقريرها مراد لذاته، والإشارة إلى غيرها: إشارات كلية مجملة تدل على نوع المطلوب دون عينه مسألة مسألة: مراد لغيره، فهو من باب الدليل المعضد الذي يستشهد به في معرض الاحتجاج على أهل كل زمان بما عندهم من العلم التجريبي الذي تفرح به النفوس، وكأن غاية مراد الرب جل وعلا من عباده: صناعة الصواريخ الباليستية ومنظومات الردع النووية والجرثومية!. فتفصيل مثل تلك المسائل: خروج عن السياق الذي جاء التنزيل بتقريره وإقامة البرهان العقلي على صحته وبطلان مقالة مخالفه، وإغفالها بالكلية مظنة التهجم على الوحي واتهامه بالقصور في باب التجريبيات، التي اغتر بها من اغتر من بني آدم من لدن فلاسفة اليونان وإلى يومنا هذا، فجاء التنزيل بخير الأمور إذ أطنب في بيان العلم الأول: علم التوحيد، وأشار إلى بقية العلوم إشارات مجملة كلية.
يقول السيوطي، رحمه الله، في "الإتقان" في النوع الخامس والستين: "في العلوم المستنبطة من القرآن":
"قال الشافعي أيضاً: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. فإن قيل: من الأحكام ما يثبت ابتداء بالسنة. قلنا: ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة، لأن كتاب الله أوجب علينا إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وفرض علينا الأخذ بقوله. وقال الشافعي مرة بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله، فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور، فقال بسم الله الرحمن الرحيم: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). وحدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر. وحدثنا سفيان عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور. (وتلك من استدلالات الشافعي، رحمه الله، البديعة على ما عهد منه من استدلال بديع وعبارة رشيقة)، وأخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: (لعن الله الواشمات والمتوشمات والممتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى)، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد فقالت له: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه كما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: (وما أتاكم الرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه.
وحكى ابن سراقة في كتاب الإعجاز عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال يوماً: ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله، فقيل له: فأين ذكر الخيانات فيه؟ فقال: في قوله: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم) فهي الخيانات.
وقال ابن برهان: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد، ففهمه من فهمه وعمه عنه من عمه، وكذا كل ما حكم به أو قضى به، وإنما يدرك الطالب من ذلك بقدر اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه.
وقال غيره: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله، حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وستين سنة من قوله في سورة المنافقون: (ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها) فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها التغابن ليظهر التغابن في فقده.
وقال ابن أبي الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علماً حقيقة إلا المتكلم بها، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا ما استأثر به سبحانه وتعالى، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى، ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوعوا علومه وقامت كل طائفة بفن من فنونه:
فاعتنى قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات، إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة والآيات المتماثلة من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه، فسموا القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به، حتى أن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظاً يدل على معنى واحد ولفظاً يدل على معنيين ولفظاً يدل على أكثر، فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، (وهو المشترك اللفظي الذي يعرف المراد منه بدلالة السياق الذي يرد فيه)، وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: (لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به، وسموا هذا العلم بأصول الدين. وتأملت طائفة منهم معاني خطابه فرأت منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك، فاستنبطوا منه أحكام اللغة من الحقيقة والمجاز، وتكلموا في التخصيص والإخبار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء، وسموا هذا الفن أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق النظر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام، فأسسوا أصوله وفرعوا فروعه، وبسطوا القول في ذلك بسطاً حسناً، وسموه بعلم الفروع وبالفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة والأمم الخالية ونقلوا أخبرهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا وأول الأشياء، وسمعوا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتكاد تدكدك الجبال، فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولاً من المواعظ وأصولاً من الزواجر، فسموا بذلك الخطباء والوعاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة، وسموه تعبير الرؤيا، واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب، فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب، فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطباتهم وعرف عادتهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: (وأمر بالمعروف).
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك علم الفرائض، واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول، واستخرجوا منه أحكام الوصايا.
ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالات على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج وغير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادي والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك واستنبطوا منه المعاني والبيان والبدي.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاماً اصطلحوا عليها مثل الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه، (مع التحفظ على ما في تلك الكلمات من إجمال يفتقر إلى البيان الشرعي إذ توصل بها من توصل إلى الخروج عن ناموس الشريعة الظاهرة بحجة بلوغ الحقيقة الباطنة).
وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله تعالى: (وكان بين ذلك قواماً) وعرفنا فيه بما يفيد نظام الصحة بعد اختلاله وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله تعالى: (شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) ثم زاد على طب الأجسام بطب القلوب وشفاء الصدور.
وأما الهيئة ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات. وأما الهندسة ففي قوله: (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) الآية.
وأما الجدل فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئاً كثيراً، ومناظرة إبراهيم نمروذ ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة فقد قيل إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة وأن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة أيام الدنيا وما مضى وما بقى مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة ففي قوله: (أو أثارة من علم) فقد فسره بذلك ابن عباس.
وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعوالضرورة إليها كالخياطة في قوله: (وطفقاً يخصفان) و: الحدادة: (آتوني زبر الحديد) و: (وألنا له الحديد) الآية. و: البناء في آيات. و: النجارة: (واصنع الفلك بأعيننا)، و: الغزل: (نقضت غزلها)، و: النسج: (كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً)، و: الفلاحة: (أفرأيتم ما تحرثون) الآيات، و: الصيد في آيات. و: الغوص: (كل بناء وغواص)، و: (وتستخرجوا منه حلية)، و: الصياغة: (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسدا)، و: والزجاجة: (صرح ممرد من قوارير)، و: (المصباح في زجاجة).
و: الفخار: (فأوقد لي يا هامان على الطين)، و: الملاحة: (أما السفينة) الآية. و: الكتابة: (علم بالقلم)، و: الخبز: (أحمل فوق رأسي خبزاً)، و: الطبخ: (بعجل حنيذ)، و: الغسل والقصارة: (وثيابك فطهر)، و: (قال الحواريون): وهم القصارون، (أي من يغسل الثياب). و: الجزارة: (إلا ما ذكيتم)، و: البيع والشراء في آيات. و: الصبغ: (صبغة الله)، و: (جدد بيض وحمر)، و: الحجارة: (وتنحتون من الجبال بيوتاً)، و: الكيالة والوزن في آيات، و: الرمي: (وما رميت إذ رميت)، و: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: (ما فرطنا في الكتاب من
(يُتْبَعُ)
(/)
شيء) اهـ كلام المرسي ملخصاً". اهـ بتصرف.
ومن طريف ما ذكر في هذا الشأن ما وقع لعبد العزيز الكناني، رحمه الله، صاحب "الحيدة" في مجلس المأمون العباسي، ونصه:
"فجثا محمد بن الجهم على ركبتيه وقال: يا عبد العزيز زعمت أن كل شيء يتكلم به الناس ويحتاجون إلى معرفته موجود في كتاب الله بنص التنزيل بلا تأويل ولا تفسير فأوجدنا أن هذا الحصير مخلوق أو غير مخلوق في كتاب الله تعالى بنص التنزيل ووضع يده على حصير مرمي كان تحتنا مبسوطاً في الإيوان فقلت له: نعم علي أن أوجد ذلك.
قال عبد العزيز فأقبلت عليه فقلت له: أخبرني عن هذا الحصير أليس هو من سعف النخل وجلود الأنعام؟ قال: بلى. قلت: فهل فيه شيء غير هذا؟ قال: لا. فقلت: هل ها هنا شيء غير هذا؟ قال: لا. فقلت له: بل ها هنا شيء صار به حصيرا يجلس عليه. قال: وما هو؟. قلت: الإنسان الذي صنعه وألفه وأحكمه قال: نعم.
قال عبد العزيز: فقلت له: قال الله عز وجل وقد ذكر الأنعام فقال: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ}. وأما السعف فإن الله ذكره فقال: {أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ} وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} فقد كمل خلق الحصير بنص القرآن بلا تأويل ولا تفسير". اهـ
ولسان حال الناظر في الكتاب العزيز لسان مقال ابن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا، ولا تبتدعوا فقد كفيتم".
وهذا أمر جار على الأحكام الشرعية الجزئية لا الأحكام العقلية والعادية فقط.
فمبنى التنزيل على الإيجاز البليغ فلا إخلال فيه ولا تقصير.
فالشرع قد جاء بالأصول الكلية التي ترد إليها الفروع الجزئية، فكلياته الجامعة تحوي أجناس النوازل وإن لم تحو أعيانها نازلة نازلة إذ ذلك غير متصور، فإن الحوادث والنوازل لا تنتهي، فكان من إحكام هذه الشريعة أن احتوت عبارتها ذلك على حد القواعد العامة: أصولية كانت أو فقهية، التي تندرج تحتها الأفراد اندراج الخاص تحت العام.
يقول قوام السنة رحمه الله:
"إن الحوادث للناس، والفتاوى في المعاملات ليس لها حصر ونهاية، وبالناس إليه حاجة عامة، فلو لم يجز الاجتهاد في الفروع وطلب الأشبه بالنظر والاعتبار، ورد المسكوت عنه إلى المنصوص عليه بالأقيسة، لتعطلت الأحكام، وفسدت على الناس أمورهم، والتبس أمر المعاملات على الناس، ولا بد للعامي من مفتٍ، وإذا لم يجد حكم الحادثة في الكتاب والسنة فلا بد من الرجوع إلى المستنبطات منهما، فوسع الله من هذا الأمر على الأمة، وجوز الاجتهاد ورد الفروع إلى الأصول لهذا النوع من الضرورة، ومثل هذا لا يوجد في المعتقدات، لأنها محصورة معدودة، قد وردت النصوص فيها من الكتاب والسنة". اهـ بتصرف يسير
"الحجة في بيان المحجة"، (1/ 397).
فالإلهيات لا يتصور الاجتهاد فيها بقياس العقل إذ هي من المغيبات التي لا يدرك العقل حقائقها على جهة التفصيل وإن أدرك معانيها على سبيل الإجمال، فالأصل فيها التوقيف، فلا دور للعقل فيها إلا التسليم والاتباع، وإعمال الفكر في المعاني تدبرا، لا في الحقائق تصورا، إذ ذلك مما حجب عنه فلا مطمع في دركه.
ويقول ابن تيمية، رحمه الله، في "الاستقامة":
"وكذلك الأمور العملية التي يتكلم فيها الفقهاء فإن من الناس من يقول: إن القياس يحتاج إليه في معظم الشريعة لقلة النصوص الدالة على الأحكام الشرعية كما يقول ذلك أبو المعالي، (أي: إمام الحرمين الجويني رحمه الله)، وأمثاله من الفقهاء مع انتسابهم إلى مذهب الشافعي ونحوه من فقهاء الحديث فكيف بمن كان من أهل رأي الكوفة ونحوهم؟
فإنه عندهم لا يثبت من الفقه بالنصوص إلا أقل من ذلك وإنما العمدة على الرأي والقياس حتى أن الخراسانيين من أصحاب الشافعي بسبب مخالطتهم لهم غلب عليهم استعمال الرأي وقلة المعرفة بالنصوص.
وبإزاء هؤلاء أهل الظاهر كابن حزم ونحوه ممن يدعي أن النصوص تستوعب جميع الحوادث بالأسماء اللغوية التي لا تحتاج إلى استنباط واستخراج أكثر من جمع النصوص حتى تنفي دلالة فحوى الخطاب وتثبته في معنى الأصل ونحو ذلك من المواضع التي يدل فيها اللفظ الخاص على المعنى العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتوسط في ذلك طريقة فقهاء الحديث وهى إثبات النصوص والآثار الصحابية على جمهور الحوادث وما خرج عن ذلك كان في معنى الأصل فيستعملون قياس العلة والقياس في معنى الأصل وفحوى الخطاب إذ ذلك من جملة دلالات اللفظ وأيضا فالرأي كثيرا ما يكون في تحقيق المناط الذي لا خلاف بين الناس في استعمال الرأي والقياس فيه فإن الله أمر بالعدل في الحكم والعدل قد يعرف بالرأي وقد يعرف بالنص.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر)، إذ الحاكم مقصوده الحكم بالعدل بحسب الإمكان فحيث تعذر العدل الحقيقي للتعذر أو التعسر في علمه أو عمله كان الواجب ما كان به أشبه وأمثل وهو العدل المقدور.
وهذا باب واسع في الحكم في الدماء والأموال وغير ذلك من أنواع القضاء وفيها يجتهد القضاة". اهـ بتصرف يسير.
والشاهد أن القرآن ليس كمدونات القانون الوضعي التي ترد فيعا المواد مرقمة: مادة مادة، وإنما هو كليات جامعة لجزئيات متفرقة متكاثرة.
والإشكالية عند أصحاب ذلك التيار العلماني: أنهم نقلوا التجربة الأوروبية بحذافيرها، دون نظر إلى القدر الفارق بين المجتمعات الشرقية عموما، والإسلامية خصوصا، والمجتمعات الأوروبية، فالمجتمع المسلم إجمالا: مجتمع يعظم من شأن النبوات، فللإلهيات في قلوب أفراده منزلة الرياسة
ومنهج الإسلام في أمور النكاح على وجه الخصوص: منهج علمي عملي، يعالج شئون الحياة الزوجية من عشرة ومعاملة وأحكام نفقة ............. إلخ، بأرقى عبارة، عبارة ابن عباس رضي الله عنهما: "إن الله حيى كريم يكني عما شاء"، وأوفى بيان، فليس فيه: ورع الرهبنة البارد الذي يحرم ما أحله الله، عز وجل، من الطيبات، وليس فيها نقيضه من الخلاعة والبذاءة التي قررتها العلمانية الحديثة تحت شعار الثورة المطاط: "الحرية" التي صارت معول الهدم لما تبقى من أخلاق المجتمع الزراعي الريفي الأوروبي الذي كان كغيره من المجتمعات المتماسكة، يحتفظ بمنظومة أخلاق تحفظ كيانه، فكان التدين، ولو بدين الكنيسة الفاسد، حجر عثرة أمام منظري الثورة، والأخلاق جزء لا يتجزأ من الدين، فلما فقدت الأمة النصرانية الثقة في الكنيسة التي استخفت بعقول أتباعها لحد بيع صكوك الغفران، وتقرير حقائق علمية تجريبية أثبت العلم الحديث بطلانها، فضلا عن فساد المقالة الأولى، أو استحالتها، إن صح التعبير، إلا على حد التقليد الأعمى والاستسلام الكامل إذ ذلك من أسرار الديانة التي صيرها رجال الكنيسة سحرا وكهانة تتوارث أسرارها الأجيال كما يتوارث السحرة علومهم الدقيقة دون بقية الناس ......... إلخ من أوجه الفساد، لما فقدت الثقة في هذه الكنيسة كانت الثورة عامة فمن مطلق الغلو في الكنيسة ورجالاتها، إلى مطلق الجفاء بنبذ كل تعاليمها، وإن كان فيها حق يتبع، فالحكمة ضالة العاقل، ولكن رياح الثورة كانت عاتية كرد فعل لضغط الكنيسة الرهيب، فذهبت بكل عقل، ولم تُبْقِ إلا على عاطفة الجماهير الثائرة على الدين المحرف، فانتقل أتباعها من الإيمان المطلق ولو بالمحالات إلى الكفران المطلق، ولو بجنس النبوات، وذلك جار على ما تقدم من الفروق الجوهرية بين أمم الشرق المسلم التي عرفت جنس النبوة الصحيحة، فعندها من العلم الإلهي الصحيح ما حفظ للأنبياء مقامهم، بخلاف أهل الكتاب الأول الذين أحدثوا في دينهم ما عاد على أصله بالإبطال، وذلك ما كانت أوروبا عاملا فاعلا فيه، فكان قسطنطين أول من اعتنق النصرانية على حد التقريب بين ديانته الوثنية وديانة المسيح عليه السلام التوحيدية، فانتحل مسخا مشوها جمع فيه مقالة أهل الإيمان إلى مقالة عباد الأوثان من الرومان، فلما كان الأصل الأول فاسدا، ولما كان الدين مفروضا بالسيف قاهرا، فطورد أتباع المقالة الأولى، بل وأصحاب المقالات الحادثة من بقية طوائف النصارى، على طريقة: توحيد الصف خلف مقالة واحدة أو إمبراطور واحد، إن أردنا الدقة، فهي بدعة سياسية اكتست بلحاء الطريقة الدينية، لما كان كل ذلك، صارت أوروبا إلى فساد عريض، إذ فساد العلم أصل فساد العمل، وتاريخ الإقطاع وتاريخ الحروب الصليبية خير شاهد على ذلك، إذ كانت تلك الحروب وما صاحبها من إفساد في كل أرض حلت فيها،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كانت أرضا نصرانية، حتى سارع النصارى الشرقيون إلى إجلاء تلك الحملات من أراضيهم إلى أراضي المسلمين!، فليرحلوا بعيدا عن أرضنا!، كان تلك الحروب خير شاهد على تخلف المجتمعات الأوروبية إنسانيا وحضاريا، فرعا عن تخلفها دينيا بانتحال مقالة الكنيسة الديكتاتورية التي تقضي بإعدام المخالف على طريقة سجناء الرأي المعاصرين!، وفي مقابل هذا التخلف كان الشرق المسلم، بالمقارنة مع الغرب، في أزهى عصوره العلمية وإن أصابه آنذاك من الضعف السياسي والعسكري، بل والعقدي ما أصابه، فكان له من علوم النبوات ما حفظ استقراره الاجتماعي، فلم يحتج إلى مقالات العلمانيين آنذاك كحاجته لها الآن!، بل افتقرت أوروبا إلى نقل طرف من أنظمته وتراتيبه الإدارية المحكمة، وعلومه التجريبية المتقدمة لتصحو من سباتها العميق، ولكنها كانت من التعصب الأعمى بحيث لم تنقل عنه الأصل الأول لكل تلك الفروع الصالحة، أصل الوحي الشارع الذي جاء بما يكفي هذه الأمة أمر دينها ودنياها، فكان صلاح أوروبا، ولو في ظاهر الحياة الدنيا شعبة اقتبستها من الشرق المسلم، وجرت السنة الكونية بضعف أمة الإسلام بعد قوة، وتنامي قوة أوروبا العلمية دون أن يصاحب ذلك نمو في قوتها الفكرية، إذ كان الصراع بين الطرف الغالي من الحرس القديم: حرس الدين الكنسي الكهنوتي المظلم، والجيل الجديد من طلائع العلمانية التي تبنت خيار العلم التجريبي المشاهد وكفرت بالعلوم الإلهية المغيبة في رد فعل جاف، سبقت الإشارة إلى طرف منه، كان الصراع بينهما محتدما، وذلك التناقض هو سر اضطراب أوروبا المعاصرة التي افترضت الإشكالية التي يطرحها العلمانيون الآن في المجتمعات الإسلامية: إشكالية: تعارض العلم الإلهي والعلم التجريبي، وهي إشكالية صح طرحها في أوروبا فرعا عن تناقض الكنيسة والعلم، إذ ليس المصدر واحدا، فدين الكنيسة محرف صدر من عقول المتآمرين في مجمع نيقية، وعقول البشر من خلق الرب، جل وعلا، الذي أنزل الوحي الصحيح ليزكيها، فإن أعرضت عنه أو ضلت سبيله فانتحلت غير مقالته وقع لها من الاضطراب والتناقض بقدر ذلك الإعراض. فليس لهذه الإشكالية محل في أمة الإسلام، إذ أصول هذا الدين قد جاءت موافقة للعقل الصريح فلم تخض معه معركة الحياة أو الموت التي خاضتها الكنيسة، وانتهت بإقصائها عن القيادة وتولية العقل المعزول عن نور الوحي القيادة فانتقلت من فساد تقليد الآباء إلى فساد ابتداع الأبناء، فالوحي في الإسلام قد جاء بما يوافق قياس العقل الصريح في الإلهيات أو التجريبيات، فهو المتبوع الذي يخضع له العقل خضوع المسترشد المستنير لا المقهور الأسير، فلا تناقض بينهما يستلزم إقصاء أحدهما، ولا حاجة إلى ما تلقفه العلمانيون من التجربة الأوروبية التي صيرت الدين قصصا في الكنائس، وصيرت العقل إلها يعبد في المعامل والمصانع، فمنتهى أملها تحصيل التكنولوجيا المدنية، وإن فسدت المسالك الشرعية والأخلاقية، وهو الواقع الذي تعيشه مجتمعات أوروبا المعاصرة التي بلغت من العلم بظاهر الحياة الدنيا ما بلغت، وهي مع ذلك قد انحدرت إلى الحضيض في باب الإلهيات وما يتفرع عنها من عبادات وأخلاق وسياسات ....... إلخ.
وإنما شجعهم على ذلك: الجمود الفكري الذي ابتليت به أمة الإسلام في عصورها المتأخرة، لا لجمود الدين وعدم ملاءمته لتطورات الحياة، وإنما لفساد تصور أتباعه له، بانتشار البدع والخرافات والمقالات المحدثة، فساووا بجهل أو سوء نية بين دين الملة الحنيفية ودين الملة التثليثية، فلنجهز إذن على الدين كما أجهزت عليه أوروبا لنصل إلى ما وصلت إليه من مدنية وتكنولوجيا، وقد نجحوا في ذلك، عقوبة وابتلاء من الله، عز وجل، ومع ذلك لم يقدموا للأمة إلى الآن من مدنية أوروبا إلا الأطباق الفضائية التي تروج للفحش، وتدريس الجنس في المدارس، والسخرية من الفضائل التي أجمع العقلاء فضلا عن الحنفاء على تعظيمها!. ومع ظهور نتائج العلمانية ماثلة أمام الأعيان في المجتمعات الأوروبية المتماسكة ظاهرا المتهافتة باطنا، التي يقبل نجباؤها على الدين الحق، مع خمول ذكر أتباعه، وتذيلهم الأمم فرعا عن مخالفتهم السنن، مع كل ذلك: لا زال العلمانيون يروجون لطرحهم الرديء الذي يدل على مدى جهلهم بالشرع
(يُتْبَعُ)
(/)
الحنيف، فإن في هذا الدين كفاية لأتباعه، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله، وإنما يشعر المكلف بالافتقار إلى غيره فرعا عن عدم التشبع بأغذيته النافعة، والتضلع من أدويته الناجعة، فليس العيب في الغذاء أو الدواء، وإنما العيب في المغتذي أو المتداوي.
ومن فروع قياس مجتمعات الإسلام على المجتمعات الأوروبية في معرض الاستدلال لوجوب سلوك طريقتهم لبلوغ ما بلغته مدنيتهم:
مقالة: عدم احتكار الفضيلة، في لمز مبطن لعلماء الملة الربانيين، وربما كان الآن صريحا لعدم الرادع أو ضعفه، فليس الدين حكرا على أحد، وذلك صحيح، وإنما أرادوا به قياس علماء الإسلام على قساوسة وباباوات روما بجامع التسلط على الأتباع باسم الدين، وذلك قياس فاسد الاعتبار، أيضا، لوجود الفارق، فإن مكانة العالم في الإسلام إنما تكون فرعا عن التزامه بالدين الصحيح الذي ما جاء إلا لتخليص البشر من رق وتسلط الجبابرة برسم السياسة الطاغوتية أو الديانة الكهنوتية .......... إلخ من صور الرق، فالعالم في الإسلام ليس محتكرا للفضيلة بل هو هادٍ إليها هداية الدلالة والإرشاد، فهو الوارث لعلوم النبوة، وبقدر نصيبه من هذه التركة المباركة يكون تعظيمه والاقتداء به بوصفه الدليل المرشد إلى الطريق لا بوصفه ذات الطريق الذي يلزم السير عليه، فيكون هو الواسطة بين العبد والرب، جل وعلا، فلا يعبد الله، عز وجل، إلا به، كما هو حال المعظمين في بقية الملل، والكنيسة خير شاهد على ذلك، لا سيما في عصور نفوذها الطاغي في القرون الوسطى، بل قد سرى ذلك إلى فئام من هذه الأمة فصار نائب المعصوم هو الولي المتبوع على حد العصمة، وإن لم تنطق بها الألسنة، فإليه يرجع الأمر كله بوصفه الطاغوتي المهيمن الذي لا يرد الأمر إلى الوحي، فهو من أزهد الناس فيه، إذ قد نالته أيدي التحريف والتبديل، بزعمه، فلا بد من طريق آخر يتأله الأتباع به، ولو كان حادثا مرده إلى أفراد يجب تقليدهم على حد: الإيجاب الشرعي فهم المرجعية التي لا نجاة إلا بالصدور عن أمرها، وقل مثل ذلك في طرائق الغلاة من مشايخ أهل الطريق الذين نزلوا أنفسهم منزلة الوسيلة لأتباعهم، فإذا عرضت للتابع حاجة فليشد الرحال إلى قبر الشيخ أو الولي ليسأله إياها إذ جاهه عند الله، عز وجل، عظيم، فشفاعته عنده من جنس شفاعات ملوك الدنيا الاضطرارية، تعالى الملك، عز وجل، عن تلك المقالة الردية، أو ليسأل الله، عز وجل، عند قبره، فهو حرم مبارك وإن لم يرد بذلك نص من الوحي الشارع، فتخترع الفضائل للبقع والأماكن، وتدون المناقب التي هي عين المثالب، وتراجمهم بذلك حافلة، وقد صارت الخارقة هي الدليل على وجوب اتباعهم المطلق، ولو كانت شيطانية على حد الفتنة للتابع والإهانة للمتبوع لا رحمانية على حد الكرامة التي لا تنال إلا بالتزام المشروع.
فقياس العالِم في دين الإسلام الحق على أولئك الذين لا يخلو حالهم من فساد فرعا عن طغيانهم مع تمسكهم برسوم الفضيلة الظاهرة رياء يشهد له بروز فضائحهم من آن لآخر، لا سيما الفضائح الأخلاقية، وأنباء الشواذ من الرهبان والقساوسة التي تواترت في الآونة الأخيرة حتى اضطر الفاتيكان إلى دفع تعويضات عن تلك المسالك الشائنة فضلا عن قصص الأديرة التي صارت مادة لأدب الفضائح المكشوف قديما وحديثا، ذلك القياس: قياس مع الفارق.
وإنما تجرأ أولئك أيضا على إجراء ذلك القياس الظالم بتسليط الضوء على النماذج المنحرفة من علماء السوء الذين قال فيهم ابن القيم رحمه الله:
"علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم , فكلما قالت أقوالهم للناس: هلمّوا: قالت أفعالهم:لا تسمعوا منهم. فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له , فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطّاع طرق". اهـ
وحكى الغزالي، رحمه الله، طرفا من حالهم بقوله:
"فقائل يقول: هذا أمر لو وجبت المحافظة عليه لكان العلماء أجدر بذلك وفلان من المشهورين من الفضلاء لا يصلي وفلان يشرب الخمر وفلان يأكل الأموال من الأوقاف وأموال اليتامى وفلان يأكل أدرار السلطان ولا يحترز من الحرام وفلان يأخذ الرشوة على القضاء والشهادة وهلم جرا إلى أمثاله". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم مع ذلك باالنسبة إلى جملة المنتسبين إلى العلم: قلة، وإنما كثرهم في العيون ظهورهم وتصدرهم في مقابل حجب أهل الحق أو تواريهم في زمن الفتن التي تصير فيها العزلة الإيجابية خيرا من الخلطة السلبية التي تشتت قوى القلب العلمية والعملية على تفصيل في مشروعية ذلك ليس هذا موضعه، فكلٌ طبيب نفسه، فهو أدرى بما يصلح قلبه من العزلة أو الخلطة.
فالواقع شاهد بأن كل خير في علماء الأمم الأخرى فهو في علماء المسلمين أظهر وأعظم، وكل شر في أولئك، فهو في علماء المسلمين أخفى وأصغر، فهم مع عظم تقصيرهم، لم يتواتر من أنباء شذوذهم ما تواتر من أنباء شذوذ أولئك!، ولم تفح من مساجدهم رائحة الفضائح التي زكمت أنوف مرتادي الكنائس والأديرة!.
ومع تخاذل أولئك المنتسيبن إلى العلم وإعطائهم الدنية في الدين، وإظهار السماحة على حد البله!، لم يقنع العلمانيون منهم بذلك، بل أغراهم ذلك بمتابعة الحملة الشرسة على الدين وأهله، فمن نطق بالحق فسيف الأصولية والرجعية في وجهه مشرع، ولن ينفعه رصيده السابق عندهم من المداهنة الباردة، فليسوا أهل فضل ومروءة ليحفظوا الجميل!. وتخاذل أهل الحق هو الذي أغرى أهل الباطل فاستطالوا وأظهروا المنابذة للملة، ولو وجدوا من يردعهم لفروا إلى جحورهم كحالهم في عصور القوة والعزة.
ومن أبرز معالم هذا التيار العلماني:
إظهار تعظيم الإسلام والانتصار له وإبطان عداوته: فلا يخلو كلام العلماني من إشارات دينية يستميل بها القلوب، فهو ينتصر للملة، ولو بإبطالها!، فيريد لهذه الأمة العزة والتمكين على حد قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)، وهو يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن يكلفه ذلك إلا تحريك لسانه بقول ينقضه فعله، فهو من أشد الناس عداوة لسنته وطريقته، وإن لهج لسانه بالصلاة والسلام عليه. وهو الذي يريد تخليص نصوص الوحي من قيود فقهاء الظاهر الذين جمدوا على النصوص، فلديه رؤى معاصرة لفهم النص القرآني، هي، كما تقدم، إبطال له بإخضاعه لأقيسة العقل المضطربة، وتنحية السنة عن مقام الشارح، إذ هي فهم راكبي الجمال، وقد دونت في عصور القهر والاستبداد، فالسلاطين قد حملوا العلماء على التزييف والتلفيق، كما حمل قسطنطين المتآمرين في نيقية على مقالة راقت له، والقياس الفاسد على أحوال بقية الأمم، كما تقدم، ملمح أصيل في طرائق العلمانيين، فليس لهذه الأمة أي فضيلة على بقية الأمم بل تستوي مع غيرها وإن اختصت بالرسالة الخاتمة!.
ومع ذلك التعظيم المفتعل للدين: لا بد أن يظهر الله، عز وجل، من فساد حالهم ما لا يدع مجالا للشك في فساد مقالتهم إلا في نفوس المرضى الذين يميلون إليهم. وتلك عادة الله، عز وجل، في فضح أعدائه، رحمة بعباده أن يضلوا بأمثال تلك المقالات الردية.
ومن أبرز معالمهم ذلك المنهج أيضا:
الاستقواء بالمرأة في زمن صارت الدولة لها فيه!، طبقا لمقررات مؤتمرات القاهرة وبكين، فلها من الحقوق ما جاوز قنطرة الشرع، ولا حد لطموحاتها الذكورية التي صيرتها ذكرا يصارع الرجال في شتى مناحي الحياة، ولو في قيادة الحافلات العامة والتنقيب عن الفحم في المناجم.
وذلك فرع عن قياس فاسد آخر: إذ كان للمرأة في مجتمعات أوروبا المتخلفة، مكانة متدنية، ونصوص الكنيسة حافلة بتحقير المرأة والحط من شأنها باعتبارها سببا في الخطيئة الأولى التي لطخت أدرانها البشرية كلها، فجاءت الثورة العلمانية باسم الحرية الآنفة الذكر، على ما اطرد من طريقتها في محادة الكنيسة لتعطي المرأة الحرية المطلقة، ولو في مباشرة الرذائل بمنأى عن حكم الشرائع والأعراف، فمن غلو في التحقير إلى غلو في التعظيم، فقاس العلمانيون أوضاع المرأة المسلمة، وقد أصابها من التدني ما أصابها في عصور الجمود الأخيرة لما ضعف سلطان الشرع على النفوس، فاستباح الرجال من حقوق النساء ما استباحوا، قاسوا تلك الأعراض التي ما ظهرت إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
لمخالفة الشرع المنزل، على أوضاع المرأة الأوروبية قبل وبعد: حرب التحرير! التي شنتها أوروبا على الكنيسة التي اضطهدت بنصوصها المرأة، فلا بد من شن حرب مماثلة على الإسلام الذي أعطى المرأة حقوقها الشرعية، لا بد من شن تلك الحرب لتلحق المرأة المسلمة بركاب نظيرتها الأوروبية ولو في الخروج عن حدود الشرع والأخلاق، وتكلف ما لا يليق بها من طبائع الذكور، فصار الأصل الظهور والاشتهار، لا الكمون والاستتار الذي يناسب فطرة النساء قبل تلطخها بمقررات الحرية المعاصرة، ونساء أوروبا يتمنين الآن، ولات حين مندم، الرجوع إلى البيت في الوقت الذي تصر فيه المرأة المسلمة على خوض التجربة كاملة ولو كانت نتائجها معروفة سلفا، فقد كفتها المرأة الأوروبية مؤنة ذلك.
فلا بد من إظهار الانتصار لها، برسم الشرع، أيضا، إذ كيف يتصور أن يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو صاحب المقام الإنساني الرفيع، وذلك مما اطرد من طريقتهم في الاستدراج، كيف يتصور أن يرد عنه حديث من قبيل: (لا يحل لامرأة أن تمنع زوجها ولو على ظهر قتب)
والحديث، وإن كان متكلما في إسناده، وقد ورد موقوفا على ابن عمر، رضي الله عنهما، بلفظ: (حق الزوج على الزوجة أن لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، وأن لا تصوم يوما واحدا إلا بإذنه إلا الفريضة، فإن فعلت أثمت ولا يتقبل منها شيء إلا بإذنه، فإن فعلت كان له الأجر وكان عليها الوزر، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنها الله وملائكة الغضب حتى تتوب أو تراجع، قيل: وإن كان ظالما؟ قال: وإن كان ظالما)، إلا أن معناه صحيح، إذ تحمل "لو" فيه على المبالغة، وهي التي اصطلح البلاغيون على تسميتها بـ: "لو" الوصلية التي تفيد المبالغة على حد قوله تعالى: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به)، وحديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ)، وفي رواية للبخاري رحمه الله: (وَلَوْ لِحَبَشِي كَأَنَّ رَأْسَه زَبِيبَة)، على أحد أقوال أهل العلم في تفسير هذا الحديث فهو محمول على المبالغة في الطاعة في غير المعصية درءا لمفسدة الخروج على أئمة الجور.
فكذلك "لو" في الحديث محل البحث: فقد وردت في سياق التوكيد على حق الزوج، ولا يلزم من ذلك تحقق الصورة المذكورة بعينها، على أنه لا إشكال في ذلك، أيضا، إذ حق الزوج على زوجته، إن انتفى المانع الشرعي من حيض ونحوه، والمانع العادي من وجود أجنبي ونحوه، من آكد الحقوق، فلو دعاها إلى فراشه في سفر أو حضر وجب عليها إجابته، إذ ذلك من تمام ديانتها، لا من نقصان مروءته كما يروج أولئك.
وطرحهم، كما تقدم، طرح رديء، وإن استتر ببعض النصوص لئلا يفتضح عواره.
ولسان مقالهم: "نزهوا القرآن عن أمور الدنيا يا جماعة! "، وهي دعوى فحواها: نزهوا القرآن عن القيادة فاجعلوه في علب القطيفة الفاخرة التي تقبل في المناسبات على طريقة الرؤساء في تلقيهم الهدايا التذكارية، إذ يسارعون بتقبيله وإن كانوا ينقضون أحكامه نقضا بسياساتهم وشرائعهم الجائرة.
والله أعلى وأعلم.(/)
موقع اليوتيوب النقي
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 08:02 ص]ـ
http://www.naqatube.com/
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 08:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مهاجر
ولا ننس أيضا
موقع اليوتيوب الإسلامي
http://www.isyoutube.com/
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 09:08 ص]ـ
بوركتما
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 04:46 م]ـ
ماشاء الله مواقع رائعه
جزاكم الله كل الخير
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 08:36 م]ـ
بوركتم أيها الأحباب وجزاكم الله كل خير ...
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 04:34 ص]ـ
كيف نحمل المقاطع؟
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:09 ص]ـ
بارك الله فيك ورزقك الخير أينما كنت(/)
في رمضان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 02:19 م]ـ
::: في رمضان:::
أكتب رسالة أعتذار مختصرة لأولئك الذين ينامون في ضميرك
ويقلقون نومك ويغرسون خناجرهم في أحشاء ذاكرتك
لإحساسك بأنك ذات يوم سببت لهم بعض الألم
::: في رمضان:::
أفتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح
وأطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم
وضع باقات زهورك على عتباتهم
وأحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي
::: في رمضان:::
تذكر أولئك الذين كانوا ذات رمضان يملؤون عالمك
ثم غيبتهم الأيام عنك ورحلوا كالأحلام
تاركين خلفهم البقايا الحزينة
تملؤك بالحزن كلما مررت بها
أو مرت ذات ذكرى بك
::: في رمضان:::
حاور نفسك طويلاً
وسافر في أعماقك
أبحث عن ذاتك
أعتذر لها أو ساعدها على الأعتذار لهم
::: في رمضان:::
مارس معهم أضعف الإيمان
تذكرهم في سجودك
أدع لهم بالخير
تضرع إلى الله أن ينكشف ضرهم
ويفرج همهم ويتقبل صيامهم وقيامهم
::: في رمضان:::
أفتح أجندة ذاكرتك
تصفح كتاب أيامك
تذكر وجوهاً تحبها وأصواتاً تفتقدها
وأحبة مازالوا أحبة برغم أمواج البعد
هاتفهم بحب وأذهب إليهم
ولا تنتظر أن تأتي بهم الصدفة إليك
أو تلقي بهم أمواج الحنين فوق شاطئك
ـ[نبيل جميل]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 10:44 م]ـ
كم هي رائعةهذه الكلمات التي تختزن افكارا طيبة وفعاليات وجدانية حميمة
جزاك الله كل الخير والى المزيد من تلك الكتابات الجميلة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك أبا فادي.(/)
شيء غريب
ـ[رحمة]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 05:33 م]ـ
شيء غريب
كيف أننا نرى الـ 10 ريالات كبيرة عندما نعطيها الفقراء
وصغيرة جداً عندما نأخذها إلى السوق
شيء غريب
كيف أننا نرى ساعة في طاعة الله طويلة
ولكن ما أقصر الساعات الطويلة في لعب كرة القدم أو مع الأصحاب أو على النت!!.
شيء غريب
كيف أنه من المتعب قراءة جزء من القرآن الكريم في نصف ساعة
وكيف أنه من السهل قراءة قصة طويلة من 200 إلى 300 صفحة؟!!.
شيء غريب
كيف أننا نتقبل ونصدق ماتقوله الجرائد وما يتناقله الناس من اشاعات
ولكن نتساءل عن ما يقوله الله في القرآن الكريم؟!! ..
شيء غريب
كيف أننا نتقبل ونتتبع أحدث أساليب الحياة للمشاهير من المطربين واللاعبين والممثلين التافهين السخفاء
ولكننا ندير ظهورنا لسنة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا ندرس حياته ونتأمل فيها ونستقيد منها
شيء غريب
أننا لا نستطيع التفكير في قول أي شئ عند الدعاء
ولكننا لا نواجه صعوبة في التفكير في قول أي شئ عند التحدث إلى صديق؟!!.
شيء غريب
كيف تبدو طويلة قضاء ساعة في المسجد للعبادة أو لسماع محاضرة
ولكن كم هي قصيرة الساعات عند مشاهدة فيلم سينمائي؟!!.
شيء غريب
رغبة الناس في الحصول على المقعد الأمامي في أية لعبة أو حفلة
ولكنهم يتزاحمون للجلوس في مؤخرة المسجد؟!!.
شيء غريب والله
كيف أننا نحتاج إلى مدة طويلة ونواجه صعوبة في حفظ آية أو آيتين من القرآن الكريم وقد ننساها بسرعة
ولكن في مدة قصيرة وبسهولة نحفظ الأغاني؟ ونستمر في ترديدها ولا ننساها!!.
اليوم عمل بلا حساب
وغدا حساب بلا عمل
فاغتنم يوم عملك ليوم حسابك
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 12:28 م]ـ
أشياء غريبة والأغرب أن فاعلي هذه الأشياء في شهادة الميلاد مسلمون، وفي الإحصاء السكاني مسلمون.
ضعف الإيمان وازدحام مفاتن العصيان
اللهم نسألك أن تعين القابضين على دينهم جمرا واغترابا
ـ[رحمة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 02:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم علي مروركم الكريم
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 08:59 م]ـ
وفقتِ أخيتي الرحمة ..
هذا هو الواقع .. وللأسف نحن نحسب الوقت للطاعات ولا يحسب فيما سواها ..
جزيتِ خيراً ..
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذه الكلمات الطيبة ,
دمت بخير وعافية.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 11:18 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: ـ
أي والله ... أشياء غريبة .... تعرفين لماذا كثرت ... ؟؟
ابتعدنا عن ديننا ...... نسينا الآخرة ... بما فيها من جنة ونار ... نسمع مات فلان ... ولا نعتبر ... أصبح الإنسان لاه ٍ في هذه الدنيا ..... قد تمر بجانبه جنازة ... دقائق يتأثر ... ثم يعود للحياة ولا كأنّ شيئاً قد حصل ... وهذا حالنا ... فكيف لا تنتشر هذه الأشياء الغريبة .. وهذا هو حالنا ... !
ـ[فتون]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:41 ص]ـ
جميل جدا ماكتبت.
لكن السؤال هل يمر علينا هذا الكلام مرورا عابرا، أم نتذكر ونستفيد ونعظ أحبابنا؟
كل الشكر لك.
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً اخوتي (أنوار_ ابن القاضي_زهرة _فتون) علي مروركم الكريم
و لكنا لن نجعله يمر علينا دون ان نستفيد و نأخذ العبره منها باذن الله
أسعدني وجودكم كثيراً
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:41 م]ـ
جزانا و اياكم اخي الكريم
نورتم الموضوع
ـ[بنت عبد الله]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
طور نفسك ولا تظن بربك ظن السوء
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 02:01 ص]ـ
وقفة مع أمر عظيم وخطير يقع فيه أكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: إخواني وأخواتي جعلني الله وإياكم ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإنها عنوان السعادة، وإني أدعوكم لقراءة هذا الكلام الذي أنقله بنصه عن ابن القيم رحمه الله، وهو بيان لداء عظيم، يقع فيه أكثر الخلق، ولنفتش أنفسنا هل هي سالمة منه، فنحمد الله على ذلك، أم مصابة به، فنداويها.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" أكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء. فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله.
ولسان حاله يقول: ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه، ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به.
ومن فتش نفسه، وتغلغل في معرفة دفائنها، وطواياها، رأى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد.
فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده، ولو فتشت من فتشته، لرأيت عنده تعتبا على القدر، وملامة له، واقتراحا عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا.
فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك؟!
فإن تنجُ منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع، وليتب إلى الله تعالى، وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء.
وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء، ومنبع كل شر. المركبة على الجهل، والظلم. فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، وأرحم الراحمين. الغني الحميد الذي له الغنى التام، والحمد التام، والحكمة التامة.
المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه. فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه، وصفاته كذلك، وأفعاله كذلك كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل، وأسماؤه كلها حسنى.
فلا تظنن بربك ظن سوء ... فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قط خيرا ... وكيف بظالم جان جهول
وقل يا نفس مأوى كل سوء ... أيرجى الخير من ميت بخيل
وظن بنفسك السوآى تجدها ... كذاك وخيرها كالمستحيل
وما بك من تقى فيها وخير ... فتلك مواهب الرب الجليل
وليس بها ولا منها ولكن ... من الرحمن فاشكر للدليل "
إخواني وأخواتي:
بعد هذه المقدمة من ابن القيم رحمه الله ننتقل إلى تلك الظنون السيئة التي تظن بالله سبحانه وتعالى؛ لننظر ونفتش عنها في داخل نفوسنا، فنحذرها ونحذر غيرنا منها.
قال رحمه الله:
" ... فأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله، وعرف أسمائه وصفاته، وعرف موجب حمده، وحكمته.
فمن قنط من رحمته، وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء.
ومن جوز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويسوي بينهم وبين أعدائه، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أن يترك خلقه سدى معطلين عن الأمر والنهي، ولا يرسل إليهم رسله، ولا ينزل عليهم كتبه. بل يتركهم هملا كالأنعام، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن أنه لن يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب فى دار يجازي المحسن فيها بإحسانه، والمسيء بإساءته، ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه، ويظهر للعالمين كلهم صدقه، وصدق رسله، وأن أعداءه كانوا هم الكاذبين، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن أنه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله خالصا لوجهه الكريم، على امتثال أمره، ويبطله عليه بلا سبب من العبد. أو أنه يعاقبه بما لا صنع فيه، ولا اختيار له، ولا قدرة، ولا إرادة في حصوله. بل يعاقبه على فعله هو سبحانه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو ظن به أنه يجوز عليه أن يؤيد أعداءه الكاذبين عليه بالمعجزات التي يؤيد بها أنبياءه ورسله، ويجريها على أيديهم يضلون بها عباده، وأنه يحسُن منه كل شيء حتى تعذيب من أفنى عمره في طاعته، فيخلده في الجحيم، أسفل السافلين، وينعم من استنفد عمره في عداوته، وعداوة رسله، ودينه، فيرفعه إلى أعلى عليين، وكلا الأمرين عنده في الحسن سواء، ولا يعرف امتناع أحدهما، ووقوع الآخر إلا بخبر صادق، وإلا فالعقل لا يقضي بقبح أحدهما، وحسن الآخر، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله، بما ظاهره باطل، وتشبيه، وتمثيل، وترك الحق لم يخبر به، وإنما رمز إليه رموزا بعيدة، وأشار إليه إشارات ملغزة، لم يصرح به، وصرح دائما بالتشبيه، والتمثيل، والباطل، وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانهم، وقواهم، وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه، وتأويله على غير تأويله، ويتطلبوا له وجوه الاحتمالات المستكرهة، والتأويلات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالكشف والبيان، وأحالهم في معرفة أسمائه وصفاته على عقولهم، وآرائهم، لا على كتابه. بل أراد منهم أن لا يحملوا كلامه على ما يعرفون من خطابهم، ولغتهم مع قدرته على أن يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به، ويريحهم من الألفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل، فلم يفعل بل سلك بهم خلاف طريق الهدى والبيان، فقد ظن به ظن السوء.
فإنه إن قال: إنه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي عبر به هو وسلفه، فقد ظن بقدرته العجز،
وإن قال: إنه قادر ولم يبين، وعدل عن البيان، وعن التصريح بالحق إلى ما يوهم. بل يوقع في الباطل المحال، والاعتقاد الفاسد، فقد ظن بحكمته، ورحمته ظن السوء.
وظن أنه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه دون الله ورسوله، وأن الهدى والحق في كلامهم، وعباراتهم، وأما كلام الله، فإنما يؤخذ من ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال، وظاهر كلام المتهوكين الحيارى هو الهدى والحق، وهذا من أسوأ الظن بالله، فكل هؤلاء من الظانين بالله ظن السوء، ومن الظانين به غير الحق ظن الجاهلية.
ومن ظن به أن يكون في ملكه ما لا يشاء، ولا يقدر على إيجاده، وتكوينه فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه كان معطلا من الأزل إلى الأبد، عن أن يفعل، ولا يوصف حينئذ بالقدرة على الفعل، ثم صار قادرا عليه بعد أن لم يكن قادرا، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه لا يسمع، ولا يبصر، ولا يعلم الموجودات، ولا عدد السموات والأرض، ولا النجوم، ولا بني آدم، وحركاتهم، وأفعالهم، ولا يعلم شيئا من الموجودات في الأعيان، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن أنه لا سمع له، ولا بصر، ولا علم له، ولا إرادة، ولا كلام يقول به، وأنه لم يكلم أحدا من الخلق، ولا يتكلم أبدا، ولا قال، ولا يقول، ولا له أمر، ولا نهي يقوم به، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه فوق سماواته على عرشه، بائنا من خلقه، وأن نسبة ذاته تعالى إلى عرشه، كنسبتها إلى أسفل السافلين، وإلى الأمكنة التي يرغب عن ذكرها، وأنه أسفل كما أنه أعلى، فقد ظن به أقبح الظن وأسوأه.
ومن ظن به أنه يحب الكفر والفسوق والعصيان، ويحب الفساد كما يحب الإيمان والبر والطاعة والإصلاح، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه لا يحب، ولا يرضى، ولا يغضب، ولا يسخط، ولا يوالي، ولا يعادي، ولا يقرُب من أحد من خلقه، ولا يقرب منه أحدٌ، وأن ذوات الشياطين في القرب من ذاته، كذوات الملائكة المقربين، وأوليائه المفلحين، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن أنه يسوِّي بين المتضادين، أو يفرق بين المتساويين من كل وجه، أو يحبط طاعات العمر المديد الخالصة الصواب بكبيرة واحدة تكون بعدها، فيخلد فاعل تلك الطاعات في النار أبد الآبدين بتلك الكبيرة، ويحبط بها جميع طاعاته، ويخلده في العذاب، كما يخلد من لا يؤمن به طرفة عين، وقد استنفد ساعات عمره في مساخطه، ومعاداة رسله ودينه، فقد ظن به ظن السوء.
وبالجملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه، ووصفه به رسله، أو عطل حقائق ما وصف به نفسه، ووصفته به رسله، فقد ظن به ظن السوء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ظن أن له ولدا، أو شريكا، أو أن أحدا يشفع عنده بدون إذنه، أو أن بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم إليه، أو أنه نصب لعباده أولياء من دونه يتقربون بهم إليه، ويتوسلون بهم إليه، ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه، فيدعونهم، ويحبونهم كحبه، ويخافونهم ويرجونهم، فقد ظن بالله أقبح الظن وأسوأه.
ومن ظن به أنه يُنَال ما عنده بمعصيته ومخالفته، كما يناله بطاعته، والتقرب إليه، فقد ظن به خلاف حكمته، وخلاف موجب أسمائه وصفاته، وهو من ظن السوء.
ومن ظن به أنه إذا ترك لأجله شيئا لم يعوضه خيرا منه، أو من فعل لأجله شيئا لم يعطه أفضل منه، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه يغضب على عبده، ويعاقبه، ويحرمه بغير جرم، ولا سبب من العبد إلا بمجرد المشيئة، ومحض الإرادة، فقد ظن به ظن السوء.
ومن ظن به أنه إذا صَدَقه في الرغبة والرهبة، وتضرع إليه، وسأله، واستعان به، وتوكل عليه أنه يخيبه ولا يعطيه ما سأله، فقد ظن به ظن السوء، وظن به خلاف ما هو أهله.
ومن ظن به أنه يثيبه إذا عصاه، بما يثيبه به إذا أطاعه، وسأله ذلك فى دعائه، فقد ظن به خلاف ما تقتضيه حكمته وحمده، وخلاف ما هو أهله، وما لا يفعله.
ومن ظن به أنه إذا أغضبه، وأسخطه، وأوضع في معاصيه،ثم اتخذ من دونه وليا، ودعا من دونه ملكا، أو بشرا حيا، أو ميتا يرجو بذلك أن ينفعه عند ربه، ويخلصه من عذابه، فقد ظن به ظن السوء وذلك زيادة فى بعده من الله وفي عذابه.
ومن ظن به أنه يسلط على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أعداءه تسليطا مستقرا دائما في حياته، وفي مماته، وابتلاه بهم لا يفارقونه، فلما مات استبدوا بالأمر دون وصية، وظلموا أهل بيته، وسلبوهم حقهم، وأذلوهم، وكانت العزة والغلبة والقهر لأعدائه وأعدائهم دائما من غير جرم ولا ذنب لأوليائه وأهل الحق، وهو يرى قهرهم لهم، وغصبهم إياهم حقهم، وتبديلهم دين نبيهم، وهو يقدر على نصرة أوليائه وحزبه وجنده، ولا ينصرهم ولا يديلهم.
بل يديل أعداءهم عليهم أبدا، أو أنه لا يقدر على ذلك. بل حصل هذا بغير قدرته، ولا مشيئته، ثم جعل المبدلين لدينه مضاجعيه في حفرته تسلم أمته عليه، وعليهم كل وقت، كما تظنه الرافضة، فقد ظن به أقبح الظن وأسوأه.
سواء قالوا: إنه قادر على أن ينصرهم، ويجعل لهم الدولة والظفر، أو أنه غير قادر على ذلك. فهم قادحون في قدرته، أو في حكمته وحمده، وذلك من ظن السوء به، ولا ريب أن الرب الذي فعل هذا بغيض إلى من ظن به ذلك، غير محمود عندهم، وكان الواجب أن يفعل خلاف ذلك لكن رَفَوْا هذا الظن الفاسد بخرقٍ أعظم منه، واستجاروا من الرمضاء بالنار، فقالوا: لم يكن هذا بمشيئة الله، ولا له قدرة على دفعه، ونصر أوليائه، فإنه لا يقدر على أفعال عباده، ولا هي داخلة تحت قدرته، فظنوا به ظن إخوانهم المجوس، والثنوية بربهم.
وكل مبطل، وكافر، ومبتدع مقهور مستذل، فهو يظن بربه هذا الظن، وأنه أولى بالنصر، والظفر، والعلو من خصومه ".
انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
انظر كتابه زاد المعاد ج3 ص 229 _ ص 236.
سدد الله خطا الجميع وألزمنا وإياكم صراطه المستقيم، وتوفانا طيبين، وألحقنا بالصالحين.(/)
من المعينات على حفظ القرآن الكريم
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وهنا كلمة أحب أن قولها قبل البدء بهذه المعينات، وهي أنّ الحديث عن صعوبة حفظ سورة أو آية ماهو إلا موقف تعثر به أحد مريدي الحفظ ثم نقل هذا وحدّث به غيره، ومن ثم تناقله الناس من بعده حتى أصبحت صعوبة هذه السورة أو هذه الآية أمرًا محققًا عند بعض الناس
ومن ثم فإني أرى أن لايُحدث الأنسان عن صعوبة مر بها أثناء حفظه، خصوصا أنّه لم ينقل إلينا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن الصحابة عليهم رضوان الله من أشار إلى صعوبة الحفظ.
ولكن الوارد هو الحث على الترداد للمحفوظ خشية التفلت أوالنسيان. كما أنّ من الخطأ الكبير الموهن للعزائم أن تتحدث عن صعوبة حفظ شيء من القرآن الكريم لمسلم في بداية عزمه على الحفظ؛ فهذا يلقي في روعه تهيبًا آية أو سورة معينة.
وقد حدثني أحد الحفاظ بأنّه في بداية حفظه قال له أحدهم إنّك ستلاقي صعوبة عند وصولك إلى سورة كذا.
يقول: فوصلتها وتجاوزتها فلم أجد ـ ولله الحمد والمنةـ ما وجده هذا الرجل من صعوبة.
وهذا يؤكد أنّ ما يجده أحدنا من تعثر ما هو إلا تجربة شخصية وليست بسسبب إخلاله بقواعد عامة قد تمرعلى غيره هو و يمكن الأخذ بها؛ لهذا أرى أنّه من النصيحة للمسلمين أن لا يحدث أحد عن صعوبة مربها.
ومن هذه المعينات.
*التقليل من الجزء المراد حفظه؛ ليكون حسب المقدور عليه؛ وُيعينَ على الاستمرار.
لا نتظر إلى قلة الجزء الذي قررت حفظه في يومك هذا بل انظر إلى كثرته بعد حين , وتصور أنك قد حفظت قدرا كبيرا؛ ولاتقلل من شأن مقدار ماحفظت فإنك قبله لم تكن تحفظ هذا المقدار.
*ترداد ما تحفظه في يومك هذا و في النوافل والصلاة السرية.
*إذا دخلت على مقدارجديد فمن النافع أن تتلو آخر آية حفظتها من المقدارالسابق ثم تربطها بالمحفوظ الجديد, وافعل هذا مرارا حتى يتم ترسيخ القديم مع الجديد.على أن يكون الربط بالجديد بلآية الأولى منه فقط.
*القدر الذي تنوي حفظه حضر لقراءته قبل يوم الحفظ. وإذاتيسر لك التعرف على تفسيره وسبب نزوله وشيء من أحكامه فهذا لك أعون.
*أن تقوم بتقسيم القرآن أقسامًا عدة.فتجعل هدفك قريبًا مناله. فالنفس تتشوق وتتطلع إلى بلوغ الهدف القريب.فتجعل هدف حفظك الأول أن تتوقف مثلا عند منتصف الجزء الأول.
*أن تتوقف عن الحفظ عندما تصل إلى هدفك المحدد. فإن هذا إجمام للنفس؛ وفرصة لمراجعة محفوظك.
*عندما تجد في نفسك ـ يوما ما ـ نشاطًا فلا تأخذك الحماسة والاندفاع فتواصل الحفظ فوق ما أعددت وخططت له؛ فإنك إن لم تصل إلى هدفك الجديد أصبت بالخيبة وقد تستقل ما حفظت سابقًا. واستغل حماستك ونشاط بمراجعة محفوظك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها المستعين بربه
ما أشد فائدة هذه المعينات التي ذكرتها!
ترغيب نفسي وترتيب عقلي
بارك الله فيكم وأعاننا الله على حفظ القرآن الكريم، فمن خير الصفات في المسلم:أنه يحفظ كتاب الله.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 11:26 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: ـ
جزاك الله خير .... على هذه المعلومات القيمة .... نودُّ كذلك ... أن تبين لنا كيفية مراجعة القران لمن قد تم حفظه ... المعروف إن أي شيء تحفظه ... يتفلت منك ... ما لم ترويه كل يوم ....
لكي نستفيد أكثر ... بارك الله فيك ... على هذا الموضوع القيّم
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:26 م]ـ
الأخت زهرة متفائلة/جعلكِ الله من أهل القرآن.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
لابدمن تعاهدالمحفوظ بمداومة تلاوته باختيار وقت يعزم الإنسان فيه على تخصيصه
للتلاوة ,والله مع العبدإن صحت نيته, كماأن من أعظم المعينات مدوامة الذكرمن تسبيح
وتحميد ... إلخ. ومما يذكرحول نفع الذكروإعانته على التلاوة ماحدث به أحدهم عن نفسه
حيث قال: في يوم مابدأت أراجع محفوظي من القرآن الكريم مبتدأ من قوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (12) سورة النساء.
فقرأت قليلا ثم استغلق علي الإتمام فتوقفت قليلاثم عاودت ولكني لم أستطع المواصلة.
ففتح علي الكريم المنان بأن أبدأ وأتقدم هذا الذكر العظيم وهو كلام الله بذكر آخر لعله يكون
كالتمهيد والفاتح له. فأخذت أردد بعضًا من الأذكار الواردة في سنة عبدالله ورسوله محمد
صلى الله عليه وسلم. مثل سبحان الله والحمدلله ولاإله إلاالله والله أكبر لاحول ولا قوة إلا بالله
اللهم صلِ وسلّم على عبدك ورسولك محمد. ثم توقفت. وعاودت تلاوة مااستغلق من الكتاب العظيم. ففتح علي ربي مااستغلق قبل قليل.فله الحمد والمنة.
عندها زادت قناعتي مماكان وقع في نفسي: من أنّ كل أمر يستحسن أن يفتتح بشيء من
جنسه وإن كان المطلوب اسمى منزلة مما يفتتح به. ألا ترى أنّ صلاة الليل كان ـ صلى الله
عليه وسلمّ ـ يفتتحها بركعتين خفيفتين, وكذلك كان يكثر الصوم في شعبان تعويدا للنفس على صيام رمضان.
ومن هذاما نسمعه من أنّ الأطباء الذين ينصحون بأن يبدأ الأكل بأنواع خفية على المعدة
لإعدادها للأكلة الرئيسية؛ فإذا كان هذا التقديم يكون في طعام البدن فهو في غذاء الروح والعقل آكد.
هذاماقصه عن نفسه وللقصة شواهدمن الواقع تؤيدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 11:26 م]ـ
الأخت زهرة متفائلة/جعلكِ الله من أهل القرآن.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
لابدمن تعاهدالمحفوظ بمداومة تلاوته باختيار وقت يعزم الإنسان فيه على تخصيصه
للتلاوة ,والله مع العبدإن صحت نيته, كماأن من أعظم المعينات مدوامة الذكرمن تسبيح
وتحميد ... إلخ. ومما يذكرحول نفع الذكروإعانته على التلاوة ماحدث به أحدهم عن نفسه
حيث قال: في يوم مابدأت أراجع محفوظي من القرآن الكريم مبتدأ من قوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (12) سورة النساء.
فقرأت قليلا ثم استغلق علي الإتمام فتوقفت قليلاثم عاودت ولكني لم أستطع المواصلة.
ففتح علي الكريم المنان بأن أبدأ وأتقدم هذا الذكر العظيم وهو كلام الله بذكر آخر لعله يكون
كالتمهيد والفاتح له. فأخذت أردد بعضًا من الأذكار الواردة في سنة عبدالله ورسوله محمد
صلى الله عليه وسلم. مثل سبحان الله والحمدلله ولاإله إلاالله والله أكبر لاحول ولا قوة إلا بالله
اللهم صلِ وسلّم على عبدك ورسولك محمد. ثم توقفت. وعاودت تلاوة مااستغلق من الكتاب العظيم. ففتح علي ربي مااستغلق قبل قليل.فله الحمد والمنة.
عندها زادت قناعتي مماكان وقع في نفسي: من أنّ كل أمر يستحسن أن يفتتح بشيء من
جنسه وإن كان المطلوب اسمى منزلة مما يفتتح به. ألا ترى أنّ صلاة الليل كان ـ صلى الله
عليه وسلمّ ـ يفتتحها بركعتين خفيفتين, وكذلك كان يكثر الصوم في شعبان تعويدا للنفس على صيام رمضان.
ومن هذاما نسمعه من أنّ الأطباء الذين ينصحون بأن يبدأ الأكل بأنواع خفية على المعدة
لإعدادها للأكلة الرئيسية؛ فإذا كان هذا التقديم يكون في طعام البدن فهو في غذاء الروح والعقل آكد.
هذاماقصه عن نفسه وللقصة شواهدمن الواقع تؤيدها.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
الأستاذ الفاضل:المستعين بربه
أولاً: جزاك الله خير على الدعاء ... بارك الله فيك
ثانياً: لديّ سؤال .... يعني كم صفحة من الأفضل أن نراجع باليوم؟؟
أسأل الله أن يجزيكَ الجنة
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 11:56 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النصائح الطيبة وفي اعتقادي أن أهمها:
*ترداد ما تحفظه في يومك هذا، وفي النوافل والصلاة السرية. وفي قيام الليل {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 12:56 م]ـ
إلى الزهرة المتفائلة/السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أقول ــ وفقك الله ـ:
تثبيت الحفظ ومراجعته للقرآن الكريم لا تحد بصفحات معينة يقصدهاالمسلم في يومه
؛إذهومتعلق بوسع المسلم وطاقته وبما قدره هومن وقت للمراجعة. ومن أفضل ماأرى أن
يمكث المسلم في مصلاه قبل أوبعدصلاة معينة يرىمن نفسه أنّها في هذاالوقت المخصص
تزول عنها أوتقل الصوارف والشواغل الدنيوية.
وفق الله الجميع لمايحب ويرضى.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 11:05 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ
الأستاذ الفاضل: المستعين بربه
جزاك الله خيرا .... جعل الله ذلك في موازين حسناتك ... يوم تلقاه ... اللهم آمين
اللهم اجعل أهل الفصيح خاصة والمسلمين عامة ... من حفظة كتابك الكريم والعاملين بمنزله وأحكامه ....
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء ... اللهم لا تجعلنا ممن يحفظون كتابك ثم يقال لهم ـ كما في الحديث ـ
أخرج الإمام مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل أستشهد، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت. قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ، فقد قيل. ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران. فقال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال: هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ماعملت فيها؟ فقال: ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
وفي لفظ: فهؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.
إذن السبب الأساسي في عدم قبول اعمالهم هو الرياء، فأعمالهم لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، فينبغي عليك اخي وأختي إذا قمت بالعمل ان يكون خالصا لله تعالى لا شريك له، حتى تنجو من النار وتفوز بالجنة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله(/)
في المشكاة!!! تجد ما تشتهي نفسك
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 05:09 م]ـ
من باب تعميم الفائدة، وتثبيت الأجر، يسعدني أن أهدي لإخواني هذه الباقة من المصنفات والكتب والمؤلفات، والتي منها ما يعتد كمصدر ومرجع بحكم موافقته للأصل
http://www.almeshkat.net/books/index.php
أرجو أن تقبل الهدية
ـ[رحمة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً اخي الكريم علي الهديه الطيبة
جعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 03:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخي الكريم(/)
طلب عاجل لو سمحتم من أهل الفضل
ـ[محمدعبدالجليل]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 02:51 ص]ـ
اريد مقدمه وفواصل وخاتمه لمحفل اقيم لحفاظ كتاب الله والمحفل يضم بعض الفقرات مثل كلمه دينيه وتلاوه قرانيه ومدائح نبويه ارجو المساعده من اهل الخبره فى اخراج هذا الاحتفال باهل الله بأكمل صوره والكمال لله وشكرااااااا
ـ[محمدعبدالجليل]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:29 ص]ـ
معقوله الموضوع صعب للدرجادى
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:35 ص]ـ
الفصيح ليس لحل الواجبات
لا تنسى أيضا أن من شروط الفصيح الكتابة بالفصحى
.
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:35 م]ـ
أخي الكريم لتكتب ما لديك و الأساتذه سوف يعطونك رأيهم
و تستفاد باذن الله
ـ[محمدعبدالجليل]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:48 ص]ـ
شكرا يا استاذه (الرحمه)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:53 ص]ـ
مرحبا بك أخي الكريم
الفصيح ليس لحل الواجبات
لا تنس أيضا أن من شروط الفصيح الكتابة بالفصحى.
صدقتِ فيما قلت. فبارك الله فيك.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:58 ص]ـ
وليدة لحظه واديبة ساعه يا ريت ما ترديش على حد موضوع تانى لان اسلوب حضرتك مش كويس وبالطبع ناس كتير هتزعل منك واعرفى ان الانسان لما يحب يتكلم اما ان يقول خيراا واما ان يصمت شوفى الاخت رحمه ربنا يجزيها خير.
شكرا يا استاذه (الرحمه)
*من شروط الفصيح
1/ أن الفصيح ليس لحل الواجبات.
2/الكتابة بالفصحى
وأنت عاهدتهم على ذلك ومن قطع على نفسه عهداً فلايمكث العهد
يا أخي نحن هنا للعلم نحن هنا نقتبس نوراً من الأدب
سامحك الله في هذا الشهر الفضيل
وجزاك الله خيراً
في حفظ الله.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:58 ص]ـ
مرحبا بك أخي الكريم
صدقتِ فيما قلت. فبارك الله فيك.
وبارك الله فيك.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 04:58 ص]ـ
الأستاذ محمدعبدالجليل
يجب عليك احترام نظام المنتدى لأن طلبك هذا يخالف النظام ومن نبهك على ذلك فقد قال خيرا فنحن هنا لا نؤدي واجبات عن أحد ونكتب بالفصحى تاركين العامية للشارع فالمرجو مراعاة ذلك وبوركتم(/)
صلاة التراويح من المسجد الأقصى للعام 1430 هـ *
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 06:57 م]ـ
صلاة التراويح من المسجد الأقصى المبارك للعام 1430 هجري
تسجيل منتدى المسجد الأقصى المبارك
WWW.AL-MSJD-ALAQSA.COM
تسجيل الشيخ خالد حسن المغربي
الشيخ يوسف ابو سنينة
الشيخ عدنان أبو رموز
الشيخ صلاح العكرماوي
الشيخ عادل عوض
الشيخ محمد العباسي
الشيخ ياسر القواسمي
الشيخ وليد صيام
الشيخ خضر الدميري
الشيخ سعيد ملحم
الوتر
القراءة الثانية 12 ركعة
العشاء + 8 ركعات
ليلة
يوسف أبو سنينة: (البقرة285) - (البقرة286).
يوسف أبو سنينة: (يونس9) - (يونس 10)
يوسف أبو سنينة: الصمد
يوسف أبو سنينة: دعاء الوتر
عدنان أبو رموز - 4 ركعات: (البقرة 75) - (البقرة 105)
صلاح عكرماوي - 4 ركعات: (البقرة106) - (البقرة 141)
عادل عوض - 4 ركعات: (البقرة142) - (البقرة 177)
يوسف أبو سنينة: الفاتحة
يوسف أبو سنينة: (البقرة 1) - (البقرة 74)
1
وليد صيام: الأعلى
وليد صيام: الكافرون
وليد صيام: الصمد
وليد صيام: دعاء الوتر
محمد العباسي - 6 ركعات: (البقرة 219) - (البقرة 242)
ياسر القواسمي - 4 ركعات: (البقرة 243) - (البقرة 262)
عادل عوض - ركعتين: (البقرة263) - (البقرة272)
يوسف أبو سنينة: (البقرة 178) - (البقرة218)
2
وليد صيام: الأعلى
وليد صيام: الكافرون
وليد صيام: الصمد
وليد صيام: دعاء الوتر
خضر الدميري ركعتين: (آل عمران10) - (آل عمران32)
محمد العباسي 6 ركعات: (آل عمران33) - (أل عمران 74)
صلاح عكرماوي 4 ركعات: (آل عمران75) - (آل عمران92)
يوسف أبو سنينة 4 عشاء+6 تراويح
- (البقرة267) - (البقرة286)
- (آل عمران1) - (أل عمران9)
خضر الدميري - ركعتين: (آل عمران10) - (آل عمران32)
3
يوسف: (التوبة128) - (التوبة129)
يوسف: الفتح 29
يوسف: الكوثر
يوسف: الصمد
يوسف: دعاء الوتر
عادل عوض 4 ركعات: (آل عمران153) - (آل عمران185)
محمد العباسي 4 ركعات:
- (آل عمران185) - (آل عمران200)
- (النساء1) - (النساء11)
صلاح عكرماوي 4 ركعات: (النساء12) - (النساء35)
يوسف أبو سنينة 4 عشاء+8 تراويح: (آل عمران92) - (آل عمران152)
4
عكرماوي: الأعلى
عكرماوي: الكافرون
عكرماوي: الصمد
عكرماوي: دعاء الوتر
ياسر القواسمي 4 ركعات:
- الفاتحة (بكى الإمام في هذه القراءة)
- (النساء87) - (النساء113)
محمد العباسي 4 ركعات: (النساء114) - (النساء147)
صلاح عكرماوي 4 ركعات: (النساء148) - (النساء176)
يوسف أبو سنينة 4 عشاء+8 تراويح: (النساء36) - (النساء87)
5
يوسف: الركعة الثالثة من الوتر (الصمد)
يوسف: دعاء الوتر
محمد العباسي 6 ركعات: (المائدة51) - (المائدة81)
يوسف أبو سنينة 6 ركعات+2 وتر: (المائدة82) - (المائدة120)
يوسف أبو سنينة 4 عشاء+8تراويح: (المائدة1) - (المائدة50)
6
يوسف: الركعة الثالثة من الوتر (الصمد)
يوسف: دعاء الوتر
محمد العباسي 4 ركعات: (الأنعام74) - (الأنعام110)
ياسر القواسمي 4 ركعات: (الأنعام111) - (الأنعام140)
يوسف أبو سنينة 4 ركعات + ركعتين من الوتر: (الأنعام141) - (الأنعام165)
صلاح عكرماوي (الأنعام1) - (الأنعام73)
7
سعيد ملحم: دعاء الوتر
محمد العباسي 4 ركعات: (الأعراف59) - (الأعراف87)
يوسف أبو سنينة 6 ركعات: (الأعراف88) - (الأعراف195)
سعيد ملحم: ركعتين + 3 وتر: - (الأعراف195) - (الأعراف206)
يوسف أبو سنينة 4 عشاء+8 تراويح: (الأعراف1) - (الأعراف58)
8
سعيد ملحم: دعاء الوتر
الشيخ يوسف 6 ركعات: (التوبة1) - (التوبة45)
صلاح عكرماوي 4 ركعات: (التوبة46) - (التوبة74)
سعيد ملحم: ركعتين + 3 وتر
سعيد ملحم: 4 عشاء + 2 تراويح: (الأنفال1) - (الأنفال40)
محمد عباسي: 4 ركعات: (الأنفال41) - (الأنفال61)
ياسر قواسمي ركعتين: (الأنفال62) - (الأنفال75)
9
ـــــــــــــــ
* منقول بتصرف خاص عن منتدى المسجد الأقصى المبارك
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=2437
ـ[السلفي1]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 07:05 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أخي الكريم ,وبارك الله تعالى فيك ,
وشكر الله تعالى لك صنيعك.
والله الموفق.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 12:21 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أخي الكريم ,وبارك الله تعالى فيك ,
وشكر الله تعالى لك صنيعك.
والله الموفق.
أخي السلفي 1 الكريم ..
أشكرك على المرور وأعلن من هنا
أن المتابعة لبرنامج صلاة التراويح أو للإستفسار حول أي مسألة
سيكون عبر الرابط التالي: http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=367038&posted=1#post367038(/)
الوسائل العشر للحب الدئم بين الزوجين
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 05:39 ص]ـ
الوسائل العشر للحب الدائم:
إذا كان الحب الزوجي عرضة للمرض أو للموت فعليك أن تحاول تجديده والمحافظة عليه.
أولاً: تعود على استخدام العبارات الإيجابية، كالدعوات الصالحة، أو كلمات الثناء. قل لزوجتك: لو عادت الأيام؛ ما اخترت زوجة غيرك! وقولي أنت لزوجك مثل هذا.
إن الكلام العاطفي يثير المرأة، وهو السلاح الذي استطاع به اللصوص اقتحام الحصون والقلاع الشريفة، وسرقة محتوياتها الثمينة.
إن الكلمة الطيبة تنعش قلب المرأة؛ فقلها أنت قبل أن تسمعها من غيرك.
ثانياً: التصرفات الصغيرة المعبرة.
مثل: إن وجدتها نائمة؛ فضع عليها الغطاء.
اتصل بها من العمل لتسلم عليها فقط وأشعرها بذلك.
أو أن تجد المرأة الرجل نائماً؛ فتقبله على رأسه حتى لو ظنت أنه لا يشعر؛ فإن له حاسة تعمل، حتى خلال النوم! لا تظني أنه لا يدري!
أرأيت كيف قال النبي - صلى الله عليه وسلم-:"حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ" صحيح البخاري (5354)، وصحيح مسلم (1628).
قد يعني هذا: الإنفاق على المرأة، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يعبر بالإنفاق، وإنما عبر باللقمة يضعها أحدنا في فيِّ امرأته.
وهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصنع مع أهله.
إن ذلك جزء من الذوق، إذا تعود المرء عليه؛ فإنه لا يحتاج إلى كبير جهد لممارسته.
ومن لم يتعود ذلك، ربما إذا سمع هذا الكلام يشعر بالخجل وبالإحراج ويفضل بقاء الأمور كما هي عليه، بدلاً من هذه المحاولة، التي ربما يعتبرها مغامرة.
أنت بحاجة إلى أن تدخل عادات جديدة في حياتك، و سلوكك، وإلا سوف تظل تواجه المشكلات.
ثالثاً: تخصيص وقت للحوار بين الزوجين.
الحوار عن الماضي، وذكرياته الجميلة؛ فإن الحديث عنها يجددها كما لو كانت وقعت بالأمس.
الحوار عن المستقبل، وعن وعوده، و خططه، وحظوظه الجيدة.
الحوار عن الحاضر وإيجابياته وسلبياته وكيف نستطيع التغلب على مشكلاته.
رابعاً: التقارب الجسدي.
ليس فقط من خلال الوصال والمعاشرة، بل الاعتياد على التقارب في المجالس و في المسير.
وإن كان هناك من لا يزال يستحي أن يرى الناس امرأته تمشي بجانبه، أو حتى تمشي وراءه.
خامساً: تأمين المساعدة العاطفية عند الحاجة إليها.
فقد تكون المرأة حاملاً، أو في فترة الدورة الشهرية؛ و تحتاج إلى الوقوف معها معنويًّا؛ وذلك بتقدير حالتها النفسية؛ فقد قال أهل الطب: إن معظم النساء في حالة الحمل أو الحيض أو النفاس يعانين من توتر نفسي تضطرب معه بعض تصرفاتها.
ومن هنا تحتاج المرأة إلى مؤازرة عاطفية تشعرها بحاجة الزوج لها وعدم استغنائه عنها خاصة في مثل هذه الحالة.
وقد يكون الزوج أيضاً مريضاً، أو مجهداً فينبغي للزوجة أن تراعي ذلك، وأي علاقة بشرية - إذا أراد طرفاها أن تدوم – فلا بد فيها من أن تشعر الآخر بقربك منه وبوقوفك معه.
سادساً: التعبير المادي عن الحب.
من خلال الهدية سواء كان ذلك بمناسبة أو بغير مناسبة، والمفاجأة لها وقع جميل.
اختر هدية معبرة، وليس المهم في الهدية قيمتها المادية عند المرأة؛ بل بمناسبتها وملاءمتها لذوقها وما تحبه، وتعبيرك عن شعورك بها، واستذكارك لها.
سابعاً: إشاعة روح التسامح والتغافل عن السلبيات. كرر الصفح ونسيان الأخطاء خاصة في الأمور الحياتية البسيطة التي ينبغي لكريم النفس ألا يتعاهدها بالسؤال.
وفي حديث أم زرع:" قَالَتِ الْخَامِسَة: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ" صحيح البخاري (5189)، وصحيح مسلم (2448).
يقول ابن حجر في الفتح: يحتمل المدح بمعنى: أنه شديد الكرم كثير التغاضي لا يتفقد ما ذهب من ماله وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب بل يسامح ويغضي.
ولا تنتظر أن يرد عليك من تصاحبه الحسنة بمثلها دائماً، فلا بد من العدل والإنصاف.
ومن الخطأ، أن نضع إبهامنا على طرف الكفة عند حسابنا أخطاء الآخرين؛ وأن نطيل ونفصل عند حساب صوابنا!!
وفي الأثر: " يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ" انظر السلسلة الصحيحة (33).
قال ابْنُ مُفْلِحٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَجِبْت لِمَنْ يَبْكِي عَلَى مَوْتِ غَيْرِهِ
دُمُوعًا وَلَا يَبْكِي عَلَى مَوْتِهِ دَمَا
وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا أَنْ يَرَى عَيْبَ غَيْرِهِ
عَظِيمًا وَفِي عَيْنَيْهِ عَنْ عَيْبِهِ عَمَى
ثامناً: التفاهم حول القضايا المشتركة:
كالأولاد، المنزل، العمل، السفر، المصروف، بعض المشكلات التي قد تهدد الحياة الزوجية.
تاسعاً: التجديد وإذابة الجليد. بإمكان الإنسان - رجلاً, أو امرأة - أن يقرأ كتاباً, أو يسمع شريطاً؛ حتى يستطيع أن يجدد الحياة الزوجية! وأن يضيف عليها من المعاني، والتنويع في: الملبس، والمأكل، والمشرب، والأثاث، والمنزل، وطرق المعاملة، والمعاشرة. ما يجعل الحياة تستمر، وتجدّ، ولا يتسرب إليها الملل, أو السأم.
عاشراً: حماية العلاقة من المؤثرات السلبية مثل: المقارنة مع الأخريات.
فإن الكثير من الرجال يقارنون زوجاتهم مع زوجة فلان، أو حتى مع فتاة رآها في مجلة، أو في الشاشة، أو غيرها.
والمرأة قد تقارن نفسها مع صديقاتها!!
فهذه زوجها غني، وتلك زوجها وسيم، وهذه زوجها كثير السفر معها، وهكذا ...
فتقارن نفسها بهؤلاء، وبالتالي تشعر بالغبن, أو النقص.
إن هذه المقارنات تدمر الحياة الزوجية، وتزهد كلاًّ منهما في الآخر.
والمفترض أن تكون النظرة المقارنة مع من هو أقل منك!
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:"انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ" صحيح البخاري (6490)، وصحيح مسلم (2963).
علينا أن نتعود أن نعيش واقعنا، وأن نقنع بما كتب الله - سبحانه وتعالى- لنا، وألا نمد أبصارنا وأعيننا إلى ما عند الآخرين، فالشيء القليل الذي عندك إذا أحسنت استخدامه سيكون كثيراً.
وقد يكون كثير ممن يتحدثون عن السعادة ويثنون على أزواجهم غير صادقين في ذلك، ولكنهم يتشبعون بمثل هذه الأمور، أو يقولونها من باب المجاملة عند الآخرين.
وعادة ما تبدو الزهور التي في بساتين غيرنا أجمل! بسبب أن أيدينا لا تقترب منها.
منقول
ـ[أبو سارة]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 06:02 ص]ـ
شكرا يا أستاذ أحمد على ما نقلت
أعجبتني هذه الوسيلة
أو أن تجد المرأة الرجل نائماً؛ فتقبله على رأسه حتى لو ظنت أنه لا يشعر؛ فإن له حاسة تعمل، حتى خلال النوم! لا تظني أنه لا يدري!
دمت موفقا
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 12:55 م]ـ
شكرا يا أستاذ أحمد على ما نقلت
أعجبتني هذه الوسيلة
دمت موفقا
بما أنها أعجبتك هاك رابط المقال كاملا
http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-3540.htm(/)
صلاة التراويح من المسجد الأقصى المبارك
ـ[الشيخ خالد]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
إخواني الأعزاء في منتدى الفصيح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكنكم الإستماع لتسجيلات صلاة التراويح من المسجد الأقصى المبارك للعام 1430 هجري، من خلال هذا الرابط
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/
ملاحظة: لقد وضعت هذه المشاركة بالأمس، ولكني لم أجدها اليوم، ولا أعلم السبب، ربما حذفت بالخطأ أو ربما كانت هذه المشاركة غير مناسبة في هذا المكان، إذا كانت هذه المشاركة غير مناسبة في هذا المكان، ارجو من أحد المشرفين أن يرسل لي رسالة سواءاً على الخاص أو العام أو حتى على البريد الإلكتروني، فإن لم أكن موضع ترحيب بينكم، فلن يسعني ألا أن أنسحب بهدوء راجيا المولى أن يوفقكم لما يحب ويرضى، وكل عام وأنتم بخير، وجعل عملكم خالصاً لوجه، وجعل أجره في موازين حسناتكم، أخوكم الشيخ خالد المغربي - مدرس في المسجد الأقصى المبارك.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 12:15 م]ـ
اهلاً وسهلاً
بالأخ الكريم الشيخ خالد حسن المغربي
ونرحب بك وبجهودك ..
وعندما دخلت لمنتدى المسجد الأقصى وقرأت خبر
صلاة التراويح من خلال شبكة الفصيح شعرت بسرور كبير وفرحة خاصة
ولعلى سبب عدم عمل الرابط هو عدم مرور وقت كافي على التسجيل مما أدى
للوصول الى خروج الرابط من نجاح ثبات المشاركة الى رابط الرسالة الإدارية ...
أخي أبو حسن سنتابع معاً إن شاء الله تسجيلاتك من هنا مع الشكر للأخ القاسم وطاقم الإشراف الكامل.
الرابط الأول لا يعمل
وهذا الرابط الذي يعمل
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=49197
ـ[الشيخ خالد]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 03:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (السلفي1)، جزاك الله خيراً، صدقاً أنا لا أسعى لإعتذار، ولا أتهم أحد، فربما حذفت بالخطأ لسبب ما، همي كان الإستفسار ليس أكثر، فقد علمنا عليه الصلاة والسلام أن نلتمس لإخوتنا العذر، وعندما قلت أنني إن لم أكن موضع ترحيب سأنسحب بهدوء، فذلك لقوله عز وجل (وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُم ( http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay033013.htm)) ( الأحزاب33: 13). والله من وراء القصد.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (السلفي1)، جزاك الله خيراً، صدقاً أنا لا أسعى لإعتذار، ولا أتهم أحد، فربما حذفت بالخطأ لسبب ما، همي كان الإستفسار ليس أكثر، فقد علمنا عليه الصلاة والسلام أن نلتمس لإخوتنا العذر، وعندما قلت أنني إن لم أكن موضع ترحيب سأنسحب بهدوء، فذلك لقوله عز وجل (وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُم ( http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay033013.htm)) ( الأحزاب33: 13). والله من وراء القصد.
أحسنت بارك الله فيك
ومرحبا بك
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم
مرحبا بك أخي خالد في شبكة الفصيح
وبوركت جهودك
ومشاركتك موضع تقدير , ولن تجد إلاّ ما يسرّك بإذن الله من مشرفينا , ومن جميع الأعضاء
ننتظر منك المزيد
دمت بخير
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 01:11 م]ـ
أهلا ومرحبا بك يا شيخ خالد، أعجبني أدبك الجم، وأسلوبك الراقي في الرد، نسعد بك أخا مشاركا وعضوا فاعلا.
دمت بخير وعافية.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 01:31 م]ـ
الشيخ خالد
شهر مبارك، وبارك الله فيك على ما قدمتَ
ندعو الله أن يحرر المسجد الأقصى، ويجمع المسلمين على كلمة سواء
الأخ السلفي
ما هذا التسرع في الاتهامات، والتهديدات
المشرفون لا يسعون لظلم أحد ولا التهوين من شأن أحد، والناس هنا يتعاملون مع تقنية قد يخطئ البعض وقد تفعل النقرة من الفارة غير ما يريد فعله
يقول تعالى {وقولوا للناس حسنا}
ـ[الشيخ خالد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء، أشكر لكم ترحيبكم، وآمل أن أقدم ما يفيدني ويفيدكم، سائلا المولى الرشاد، وبودي أن أصحح خطأ جاء في المشاركة ((وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُم ( http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay024028.htm)) فهذه الآية هي من سورة النور24، ورقمها 28، وليس كما ذكرت في مشاركتي
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 02:59 م]ـ
مرحبا بك الشيخ خالد
وفي انتظار مشاركاتك ومداخلاتك
ورمضان كريم
ودمت نافعا منتفعا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:43 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ خالد
حياك الله وبياك وأهلا وسهلا ومرحبا بك
نعم الأخلاق أخلاقك.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 05:24 م]ـ
قد حُذف ما خرج عن الموضوع
وأي تكرار سيتسبب في إيقاف العضوية
رجاء لا نريد أن نلجأ إلى هذه الأمور
وإن كان لأحد شكوى فعليه بالإدارة
أما الاعتراض العلني فهو مرفوض مرفوض
ونرجو من المشرفين حذف ماليس له لزوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 09:31 م]ـ
قد حُذف ما خرج عن الموضوع
وأي تكرار سيتسبب في إيقاف العضوية
رجاء لا نريد أن نلجأ إلى هذه الأمور
وإن كان لأحد شكوى فعليه بالإدارة
أما الاعتراض العلني فهو مرفوض مرفوض
ونرجو من المشرفين حذف ماليس له لزوم
أبشر
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:06 ص]ـ
بعنوان هدية من بيت المقدس
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12113(/)
اهدم بيتك بنفسك!
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:51 ص]ـ
اضطر بعض المقدسيين إلى هدم بيته بنفسه، حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة القانونية من قبل يهود، فيغرم آلاف الدولارات، فضلا عن كونه آنذاك المتكفل بنفقة هدم بيته لمصلحة يهود!، فعليه حتى تكاليف تقديم العلف لمن يهدم بيته من البهائم الآدمية التي تتولى هذه المهمة، بل عليه تكاليف تركيب وفك المراحيض المتنقلة التي يستخدمها أولئك لقضاء حوائجهم!. على طريقة "كولن باول" وزير الخارجية الأمريكي إبان غزو أمريكا للعراق إذ صرح بأن العراق هو الذي سيتحمل نفقات تحريره! من عائدات بتروله، فيتم احتلال الأرض، وقتل الأنفس وانتهاك المحارم بأموال أهل البلد فهم الذين يمولون الحملة على بلادهم، على وزان قول أحد أقربائي متندرا آنذاك: "حنضربكم بفلوسكم"!.
ولا يتخيل عظم تلك المصاب إلا من كان بلا مأوى ثم أحدث الله، عز وجل، له نعمة السكنى بدار تستر عوراته، أو من بذل من عمره وجهده ما بذل لتحصيل نفقة بناء دار يسكنها ثم هو الذي يقوم بهدمها بنفسه!. بل أمثالي ممن لا يعرفون حتى مجرد النوم أو تناول الطعام في غير منازلهم، وإن لم يشاركوا بقرش واحد في بنائها أو استئجارها لهم من إدراك تلك المرارة نصيب، فنعمة البيت الذي لا يشاركك سكناه غريب: من النعم التي ألفناها فلم نعد ندرك خطرها، وإنما يدركها أمثال أولئك المقدسيين الذين ألجأهم يهود إلى تخريب بيوتهم بأيديهم.
وإلى الله المشتكى.
المصدر: تقرير إخباري من فضائية الجزيرة من حصاد الأمس.
ـ[أنوار]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 09:08 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وجزاكم الله خيراً على الوقوف على قضايا الأمة ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 05:35 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وجزاكم الله خيراً على الوقوف على قضايا الأمة ..
اللهم آمين.
ـ[سامح]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:12 م]ـ
رباه
يتكفل بنفقة هدم بيته , لمصلحة يهود .. !!
أسألُ الله فرجاً قريباً لإخوتنا
ونصراً عظيماً ..
.
.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 01:55 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
والله إنه خبر محزن جدا.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 03:44 ص]ـ
وإسلاماه!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 01:06 م]ـ
هذا من الجبرت والطغيان الواقع على إخواننا المرابطين في فلسطين.
نسأل الله لهم نصرا عاجلا، وفرجا قريبا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:05 ص]ـ
ومما ينبغي أن يلاحظ في هذا الشأن:
من أحد برامج قناة الجزيرة عن المدينة المقدسة:
التواطؤ بين النصرانية واليهودية:
فالعقيدتان تختلفان اختلافا جوهريا فطرف قد جفا في حق المسيح عليه السلام، وطرف قد غلا، فالعداء بين الفريقين مستحكم متأصل، وأهل الحق من المسلمين الذين توسطوا فأنزلوا المسيح عليه السلام منزله اللائق وفق ما قررته النبوات، أهل الحق ممن هذا وصفهم يفترض أنهم أقرب إلى النصارى من اليهود، ومع ذلك ارتضى النصارى، لا سيما البروتستانت، ومن على شاكلتهم ممن يؤمن بعقيدة الملك الألفي، وقد كان ذلك الشاب الذي أحرق المسجد الأقصى سنة 1969 م ممن قرأ بحثا أصدرته جهة دينية متطرفة تنتمي إلى الجناح الصهيوني في المجتمع الأمريكي ذي الغالبية البروتستانتية، موضوعه: تمكين اليهود من أرض الميعاد لإقامة هيكلهم المزعوم تمهيدا للمعركة القادمة مع الوثنيين، وهم: المسلمون!، إذ بذبحهم وإراقة دمائهم تصير الأرض مهيئة لنزول المسيح عليه السلام ليحكم الأرض ألف عام، ولذلك أطلق على هذه الخرافة التي لا تستند إلى نقل أو عقل كبقية الخرافات النصرانية، أطلق عليها: عقيدة الملك الألفي، وهي عقيدة رائجة في أوساط كثير من النصارى بما فيهم نصارى الشرق الذين يتوهم كثير من المسلمين أنهم مع المسلمين في خندق واحد هو: خندق العروبة ضد العدو المشترك: العدو الصهيوني، وذلك إلى مسلك العلمانيين أقرب إذ فيه تسطيح للقضية ونزع للعامل الديني من الصراع المحتدم بين المعسكرين، فضلا عن كون نصارى الشرق ممن يكنون الولاء لنصارى الغرب وإن اختلفت النحل، فعداء المسلمين: قاسم مشترك أكبر بين سائر طوائف النصارى على عظم التباين العقدي بينها والذي يصل إلى حد التكفير
(يُتْبَعُ)
(/)
واستباحة الدماء وانتهاك الحرمات، وقد قدموا الدعم للنصارى الكاثوليك إبان الحملات الصليبية، وقدموا الدعم لهم في أثناء حملة لويس على مصر، وفي أثناء حملة نابليون، وخيانة المدعو: الجنرال يعقوب، وتلك خلعة فرنسية!، خيانته أشهر من أن تذكر، بل قدموا الدعم للمغول الوثنيين إبان غزوهم بلاد الشام بعد سقوط الخلافة في بغداد. وحديثا كان لهم علاقات وثيقة بالمستعمر الأجنبي الذي نجح في توظيفهم في ضرب الحركات الإسلامية، فلا ينكر أحد الخلاف بين الملتين، ولكنهما اتحدتا في مسألة: وجوب تمكين يهود من بيت المقدس، وبعدها: يحلها حلاَّل!، كما يقال عندنا في مصر، فلننس خلافاتنا قليلا إلى أن نقضي على العدو المشترك الذي يقف حجر عثرة في طريق قيام دولة إسرائيل الكبرى، فذلك تصور يهود، وفي طريق نزول المسيح عيسى عليه السلام ليحكم الأرض ألف عام، برسم الصليب، فذلك تصور النصارى، وكلاهما تصور ديني لا يتصور بداهة أن يقابل بتصور موائد المفاوضات المستديرة!، فلا يقابله إلا تصور ديني إسلامي فبيت المقدس عاصمة من عواصم التوحيد على مر الأعصار، فقد حكمها داود وسليمان، عليهما السلام، مع أنهما من بني إسرائيل، لكونهما من أئمة حزب التوحيد، وفتحها الفاروق، رضي الله عنه، لأنه من رجالات الحزب نفسه، واستردها صلاح الدين، رحمه الله، برسم التوحيد، وأبى السلطان عبد الحميد، رحمه الله، ذلكم الرجل العظيم في حقبة ندر فيها الرجال، أبى بيعها لأنه سلطان المسلمين، فهو ناظر في شأنهم، والناظر يتصرف بالأحظ كما قرر الفقهاء!، فكيف بنظار فرطوا في أماناتهم فباعوا الوقف الذي وكلوا بإدارته واستخلفوا في نظارته!.
ومما جاء في ذلك البرنامج:
خطط تخفيض عدد السكان المسلمين من 35 % حاليا إلى: 12 % فقط.
وسرقة الأحجار التاريخية التي بنيت بها الأحياء القديمة كحي المغاربة، واستعمالها في إقامة الهياكل والكنس لإضفاء صبغة تاريخية مزيفة على الوجود اليهودي في المدينة المقدسة. فضلا عن نزع النقوش الإسلامية، ووضع نقوش يهودية زائفة إمعانا في التضليل.
وتلك سنة التدافع التي حملت شذاذ الآفاق على شد الرحال إلى أرض الميعاد فهل يتصور عاقل أن يرفعوا أيديهم عنها بمقررات أوسلو وكامب ديفيد؟!.
وإلى الله المشتكى.(/)
مقال للأستاذ محمد رشاد الحمزاوي؟
ـ[الرياحين]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 02:26 م]ـ
مقال قرأته للأستاذ محمد رشاد الحمزاوي بعنوان
البنية النحتية العربية
ودورها في التوليد اللغوي:
مقاربة قديمة حديثة لأصولها النظرية
هل هذا المقال مأخوذ من أحد كتبه أم أنه مقال له في أحد المجلات العلمية أرجو أن تفيدوني يا أخوة بالمرجع.(/)
بارك الله فيكم
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 02:29 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ
ما هي الأدعية المأثورة ... لمن ضاع عنه شيء ... ولا يعرف مكانه ... ؟؟ والله إنها أمانة وينبغي أن أعطيها لأصحابها ... ولا أعرف أين وضعتها .. ؟؟
لا تبخلوا علينا عند إفطاركم من صالح دعائكم ...
أرجو منكم الدعاء .... ؟؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:24 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
الحمدلله أن الله أفرحني الآن برؤية ضالتي .... وجزاكم الله خيرًا .... على التجاهل .... وجزى الله خيرا ... من دعا لي
سبحان الله ... للاستغفار شأن عظيم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 08:45 م]ـ
الحمد لله أنك وجدت ضالتك
ليس في الأمر تجاهل سلمك الله، لكنني لا أعرف فآثرت الصمت.
حسنا ... ماهو الدعاء؟
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 09:42 م]ـ
مرحباً زهرة ..
أحمد الله أن وجدت ما فقدتِ ..
المهم .. ساعطيكِ تجارب شخصية عند النسيان أو فقدان شيء مهم
أكثري من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكرري الآية: 16 من سورة لقمان .. " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل ..... "
والله أعلم ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 10:12 م]ـ
حمدا لله أنك وجدت ما أردت ..
---------------------
ماذا يقول من نسي شيئا ويريد تذكره؟
عندما ينسى المرء شيئا ويريد تذكره: هل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم - كما هو شائع - أم أن هناك دعاء معينا لتذكر ما نسيه المرء؟
الحمد لله
من نسي شيئا وأراد أن يستعين على تذكره واستحضاره، فعليه أن يستعين بدعاء الله تعالى وسؤاله، ولم يثبت في الكتاب أو في السنة ـ فيما نعلم ـ ذكر معين يمكن للمسلم أن يستعين به عند النسيان، وقد ذكر بعض أهل العلم أمرين اثنين نافعين عند النسيان:
الأمر الأول: ذكر الله تعالى، بالتهليل أو التسبيح أو التكبير أو أي نوع من أنواع الذكر،
قالوا: لأن النسيان من الشيطان، وذكر الله طارد له.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف/23 - 24.
قالوا: ومعنى قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) أي: إذا نسيت شيئا فاذكر الله يذكرْك إياه.
ذكر هذا القول: الماوردي في "النكت والعيون" (2/ 471) والقرطبي في تفسيره (10/ 386) وابن الجوزي في "زاد المسير" (5/ 128) وغيرهم.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (4/ 61 - 62):
" في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير:
الأول: أن هذه الآية الكريمة متعلقة بما قبلها، والمعنى: أنك إن قلت سأفعل غداً كذا ونسيت أن تقول: إن شاء الله، ثم تذكرت فقل: إن شاء الله.
وهذا القول هو الظاهر؛ لأنه يدل عليه قوله تعالى: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله) الكهف/23.
وهو قول الجمهور: وممن قال به ابن عباس والحسن البصري أبو العالية وغيرهم.
القول الثاني: أن الآية لا تعلق لها بما قبلها، وأن المعنى: إذا وقع منك النسيان لشيء فاذكر الله؛ لأن النسيان من الشيطان، كما قال تعالى عن فتى موسى: (وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ) الكهف/63، وكقوله: (استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الله) المجادلة/19، وقال تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين) الأنعام/68 وذكر الله تعالى يطرد الشيطان، كما يدل لذلك قوله تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف/36 وقوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس مَلِكِ الناس إله الناس مِن شَرِّ الوسواس الخناس) الناس/1 - 4.
أي الوسواس عند الغفلة عن ذكر الله. الخَنَّاس الذي يخنس ويتأخر صاغراً عند ذكر الله، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هناك بأس في أن يكثر الإنسان إذا نسي شيئا أو ضاع منه شيء مِن ذكر الله على وجه غير مخصوص، كأن يقول لا إله إلا الله، أستغفر الله، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول بعد ذلك عسى ربي أن يهديني لأقرب من هذا رشدا وذلك اتباعا لما ورد في سورة الكهف في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) أم أن هذا الأمر خاص بالآية السابقة؟
فأجاب:
"إذا نسي الإنسان حاجة فإنه يسأل الله تعالى أن يذكره بها فيقول: اللهم ذكرني ما نسيت، وعلمني ما جهلت، أو ما أشبه ذلك من الأشياء.
وأما كون الذكر عند النسيان يوجب التذكر فهذا لا أدري عنه، والآية يحتمل معناها: اذكر ربك إذا نسيت؛ لأن الله قال له: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً. إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يعني استثن بقولك إلا أن يشاء الله إذا نسيت أن تقولها عند قولك إني فاعل ذلك غدا " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين.
الأمر الثاني: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في ذلك حديث، ولكنه ضعيف جدا، فلا يجوز العمل به، رواه أبو موسى المديني وذكره الحافظ ابن القيم في كتابه "جلاء الأفهام" في الموطن الثاني والثلاثين من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: إذا نسي الشيء وأراد ذكره.
قال:
" ذكره أبو موسى المديني، وروى فيه من طريق محمد بن عتّاب المروزي، ثنا سعدان بن عبدة أبو سعيد المروزي، ثنا عبد الله بن عبد الله العتكي، أنبأنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نسيتم شيئا فصلوا عليّ تذكروه إن شاء الله) انتهى.
وهذا سند ضعيف، فيه علتان:
1 - عبيد الله بن عبد الله العتكي: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (7/ 27): " قال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال البيهقي: لا يحتج به " انتهى باختصار. وانظر بعض مناكيره في "الكامل" لابن عدي (4/ 332).
2 - سعدان بن عبدة القداحي: قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 332): " غير معروف " انتهى.
ولذلك ضعف الحديث الحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص/326)
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه على مقدمة كتاب "الروض المربع" (الشريط رقم 1/الدقيقة 18.35) عما يقوله بعض الناس إذا نسي شئيا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ رحمه الله:
" لا أعرف له أصلا يعتمد، المستحب الذكر المطلق؛ لأن الله تعالى قال: (واذكر ربك اذا نسيت)، فمن نسي يذكر الله، يقول: لا إله إلا الله، سبحان الله " انتهى بتصرف.
والحاصل: أن الاستعانة على التذكر تكون بدعاء الله تعالى وذكره مطلقا، ولم يثبت في ذلك ذكر معين أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://islamqa.com/ar/ref/103700)
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 10:13 م]ـ
يُفضّل أختى أن يكون عنوان الموضوع دالا على فحواه.
ـ[رحمة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 11:22 م]ـ
لم يكن تجاهلاً أختي و لكني لم أري الموضوع
لكن من خلال تجاربي الشخصيه عندما أفقد شيء
أقول دعاء (اللهم يا جامع الناس في يوم لاريب فيه أجمع بيني و بين ضالتي)
و الحمد لله اجدها الحمد لله أنك وجدتي ضالتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 11:58 م]ـ
الحمد لله أنك وجدت ضالتك
ليس في الأمر تجاهل سلمك الله، لكنني لا أعرف فآثرت الصمت.
حسنا ... ماهو الدعاء؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ
جزاك الله خير .... دائماً الفصيح .... يتأخر في الرد ... عليّ
ما فعلته هو الاستغفار ....
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:12 ص]ـ
مرحباً زهرة ..
أحمد الله أن وجدت ما فقدتِ ..
المهم .. ساعطيكِ تجارب شخصية عند النسيان أو فقدان شيء مهم
أكثري من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكرري الآية: 16 من سورة لقمان .. " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل ..... "
والله أعلم ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاااك الله خير ... أختي الحبيبة ... أنوار ... على مرورك الطيب ... جعلها الله في موازين حسناتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:14 ص]ـ
حمدا لله أنك وجدت ما أردت ..
---------------------
ماذا يقول من نسي شيئا ويريد تذكره؟
عندما ينسى المرء شيئا ويريد تذكره: هل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم - كما هو شائع - أم أن هناك دعاء معينا لتذكر ما نسيه المرء؟
الحمد لله
من نسي شيئا وأراد أن يستعين على تذكره واستحضاره، فعليه أن يستعين بدعاء الله تعالى وسؤاله، ولم يثبت في الكتاب أو في السنة ـ فيما نعلم ـ ذكر معين يمكن للمسلم أن يستعين به عند النسيان، وقد ذكر بعض أهل العلم أمرين اثنين نافعين عند النسيان:
الأمر الأول: ذكر الله تعالى، بالتهليل أو التسبيح أو التكبير أو أي نوع من أنواع الذكر،
قالوا: لأن النسيان من الشيطان، وذكر الله طارد له.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف/23 - 24.
قالوا: ومعنى قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) أي: إذا نسيت شيئا فاذكر الله يذكرْك إياه.
ذكر هذا القول: الماوردي في "النكت والعيون" (2/ 471) والقرطبي في تفسيره (10/ 386) وابن الجوزي في "زاد المسير" (5/ 128) وغيرهم.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (4/ 61 - 62):
" في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير:
الأول: أن هذه الآية الكريمة متعلقة بما قبلها، والمعنى: أنك إن قلت سأفعل غداً كذا ونسيت أن تقول: إن شاء الله، ثم تذكرت فقل: إن شاء الله.
وهذا القول هو الظاهر؛ لأنه يدل عليه قوله تعالى: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله) الكهف/23.
وهو قول الجمهور: وممن قال به ابن عباس والحسن البصري أبو العالية وغيرهم.
القول الثاني: أن الآية لا تعلق لها بما قبلها، وأن المعنى: إذا وقع منك النسيان لشيء فاذكر الله؛ لأن النسيان من الشيطان، كما قال تعالى عن فتى موسى: (وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشيطان أَنْ أَذْكُرَهُ) الكهف/63، وكقوله: (استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الله) المجادلة/19، وقال تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين) الأنعام/68 وذكر الله تعالى يطرد الشيطان، كما يدل لذلك قوله تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف/36 وقوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس مَلِكِ الناس إله الناس مِن شَرِّ الوسواس الخناس) الناس/1 - 4.
أي الوسواس عند الغفلة عن ذكر الله. الخَنَّاس الذي يخنس ويتأخر صاغراً عند ذكر الله، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل هناك بأس في أن يكثر الإنسان إذا نسي شيئا أو ضاع منه شيء مِن ذكر الله على وجه غير مخصوص، كأن يقول لا إله إلا الله، أستغفر الله، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول بعد ذلك عسى ربي أن يهديني لأقرب من هذا رشدا وذلك اتباعا لما ورد في سورة الكهف في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) أم أن هذا الأمر خاص بالآية السابقة؟
فأجاب:
"إذا نسي الإنسان حاجة فإنه يسأل الله تعالى أن يذكره بها فيقول: اللهم ذكرني ما نسيت، وعلمني ما جهلت، أو ما أشبه ذلك من الأشياء.
وأما كون الذكر عند النسيان يوجب التذكر فهذا لا أدري عنه، والآية يحتمل معناها: اذكر ربك إذا نسيت؛ لأن الله قال له: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً. إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يعني استثن بقولك إلا أن يشاء الله إذا نسيت أن تقولها عند قولك إني فاعل ذلك غدا " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في ذلك حديث، ولكنه ضعيف جدا، فلا يجوز العمل به، رواه أبو موسى المديني وذكره الحافظ ابن القيم في كتابه "جلاء الأفهام" في الموطن الثاني والثلاثين من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: إذا نسي الشيء وأراد ذكره.
قال:
" ذكره أبو موسى المديني، وروى فيه من طريق محمد بن عتّاب المروزي، ثنا سعدان بن عبدة أبو سعيد المروزي، ثنا عبد الله بن عبد الله العتكي، أنبأنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نسيتم شيئا فصلوا عليّ تذكروه إن شاء الله) انتهى.
وهذا سند ضعيف، فيه علتان:
1 - عبيد الله بن عبد الله العتكي: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (7/ 27): " قال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال البيهقي: لا يحتج به " انتهى باختصار. وانظر بعض مناكيره في "الكامل" لابن عدي (4/ 332).
2 - سعدان بن عبدة القداحي: قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 332): " غير معروف " انتهى.
ولذلك ضعف الحديث الحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص/326)
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه على مقدمة كتاب "الروض المربع" (الشريط رقم 1/الدقيقة 18.35) عما يقوله بعض الناس إذا نسي شئيا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ رحمه الله:
" لا أعرف له أصلا يعتمد، المستحب الذكر المطلق؛ لأن الله تعالى قال: (واذكر ربك اذا نسيت)، فمن نسي يذكر الله، يقول: لا إله إلا الله، سبحان الله " انتهى بتصرف.
والحاصل: أن الاستعانة على التذكر تكون بدعاء الله تعالى وذكره مطلقا، ولم يثبت في ذلك ذكر معين أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://islamqa.com/ar/ref/103700)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
الأستاذ الفاضل:الأديب اللبيب
جزاك الله خيرا .... على هذه الإضافة القيمة .... جعلها الله في موازين حسناتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:21 ص]ـ
يُفضّل أختى أن يكون عنوان الموضوع دالا على فحواه.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
الأستاذ الفاضل: أبا دجانة المصري
جزاك الله خير .... ربما لم أضع العنوان المناسب .... الذاكرة لم تسعفني بالتفكير ...
بارك الله فيك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:22 ص]ـ
لم يكن تجاهلاً أختي و لكني لم أري الموضوع
لكن من خلال تجاربي الشخصيه عندما أفقد شيء
أقول دعاء (اللهم يا جامع الناس في يوم لاريب فيه أجمع بيني و بين ضالتي)
و الحمد لله اجدها الحمد لله أنك وجدتي ضالتك
جزاك الله خيرا .... أختي الحبيبة ... الرحمة .... جعلها الله في موازين حسناتك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:25 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
لكن ما أروع .... الجواب ... أو بالأحرى ... الرد ... إذا كان بوقته
ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 01:56 ص]ـ
طبعاً حبيبتي الرد في وقته أفضل كثيراً و لكن ألتمسي لأخوتك سبعين عذراً
أرجو ألا تكوني غضبانه من هذا الموضوع
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:09 م]ـ
طبعاً حبيبتي الرد في وقته أفضل كثيراً و لكن ألتمسي لأخوتك سبعين عذراً
أرجو ألا تكوني غضبانه من هذا الموضوع
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
أختي الحبيبة ... الرحمة .... لستُ غاضبة .... لكنه قد أصابني الحزن ... إذ لم أجد .... ردا من أي أحد ....
نلتمس العذر .... أسأل الله أن يجزي الجميع الخير ... وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:39 م]ـ
هل وجدت ضالتك؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:49 م]ـ
هل وجدت ضالتك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: ـ
جزاك الله خيرا ...(/)
من ثورة الفاتح!
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 08:52 ص]ـ
في إطار احتفال الجماهيرية الليبية بثورة الفاتح، وبغض النظر عن مقدار تلك الاحتفالات في ميزان الشرع بل عن مقدار الثورة نفسها في ميزان الشرع، برزت إيطاليا ممثلة في: "بيرلسكوني" الملياردير الإيطالي العابث، كضيف شرف من الدرجة الأولى في تلك الاحتفالات في إطار مشروع التطبيع الأوروبي مع ليبيا طمعا في ثرواتها لا سيما البترولية، وهو المشروع الذي تولت إيطاليا كبره بوصفها المحتل السابق لليبيا، وقد صادف ذلك الذكرى الأولى لاعتذار إيطاليا ممثلة في شخص رئيس وزرائها عن جرائم جيوشها المروعة في حق الشعب الليبي المسلم، مع التعهد بتقديم 5 مليار دولار من التعويضات على مراحل تستغرق عشرين عاما، إن لم تخني الذاكرة، وشهد بيرلسكوني افتتاح أحد الطرق السريعة التي تربط شرق الجماهيرية بغربها، وفي هذا الزخم العاطفي، ظهرت كالعادة أصوات التطبيع، وتناسى بعض المحللين السياسيين الذين ينظرون إلى المسألة نظرة براجماتية عمدتها المصالح الآنية، تناسى أولئك جرائم المحتل في حق الشعب الليبي المسلم، وتناسوا، وهو الأهم، البعد الديني في تلك الحملة، فلم تجد أوروبا، مع كونها علمانية لا تقيم للنصرانية وزنا، لم تجد إلا رسم الحرب الدينية لتجيش بها الجيوش في الغارة التي شنتها على العالم الإسلامي لما ضعف سلطان الخلافة العثمانية واقتسمت الدول الأوروبية ولاياتها، فكان جنود روما: مهد الكاثوليكية، فهي أول بقعة أوروبية عرفت نصرانية بولس المحرفة بعد أن كانت وثنية صرفة، كان جنود روما مع ما لها من رمزية إلى الآن في قلوب النصارى الكاثوليك، كان أولئك يلقون الموحدين من الطائرات صارخين فيهم: فليأت نبيكم محمد ذلك البدوي الذي أغراكم بجهادنا وغزو بلادنا لينقذكم من أيدينا، أو كلمة نحوها، فللقوم ذاكرة حديدية بخلاف ذاكرتنا التي علاها الصدأ، فنسيت كل ذلك مقابل: 5 مليار دولار، وهو ثمن مغر بلا شك!، فلا ذنب لهذا الجيل فيما ارتكبه أسلافه، فقد تغيرت نظرة إيطاليا فصارت أكثر رقيا!، فعلام تعكير الصفو باستحضار الذكريات المؤلمة، وما فات قد مات، كما يقال عندنا في مصر، مع أن بيرلسكوني نفسه معروف بعدائه الشديد للإسلام، فهو أحد بقايا حلف بوش الأوروبي بعد سقوط بلير وخوسيه ماريا أزنار رئيس الوزراء الأسباني السابق ذي اللسان السليط الصريح في قدحه في الإسلام، فهو كبيرلسكوني الذي خانه لسانه هو الآخر فقدح في الحضارة الإسلامية صراحة في معرض الانتصار للحضارة الغربية، بعد أحداث 2001 فأوروبا كما عهدناها: نرجسية تظن نفسها محور الكون، فكل حضارة منها صدرت، مع أنها عند التحقيق: مصدر كثير من البلايا التي لم تسلم هي نفسها منها، ففساد تصورها الديني ولد من فساد أحكامها العملية والأخلاقية ما صير حضارتها حضارة الدمار الذي شهدته أرضها في الحروب العالمية في النصف الأول من القرن الماضي، وبانتهاء تلك الحروب انهارت المنظومة الاجتماعية والأخلاقية الأوروبية، وأودع الدين في متاحف الكنائس فلا يستدعي إلا في النوازل وآكدها غزو العالم الإسلامي، فيخوف الأوروبي بفزاعة الأصولية الإسلامية الزاحفة على قارتنا المتحضرة، ليدفع ذلك الوافد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وخير وسيلة للدفاع الهجوم على أرض الشرق المسلم بتطويقها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، فمحاور الغزو الأوروبي للعالم الإسلامي متعددة، ولكل غزوة رجالها.
وبيرلسكوني في نفس الوقت: رجل أعمال ناجح جدا، فليس من السذاجة بحيث يدفع 5 مليار دولار في صفقة تعويضات دون أن يجني في مقابلها استثمارات وامتيازات يستعيد بها المليارات الخمسة وزيادة.
والله أعلى وأعلم.
رابط ذو صلة:
http://almoslim.net/node/117053(/)
ألفاظ تخالف العقيدة من واقع الحياة ــ فلنحذرها
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:18 ص]ـ
إياك أن تقول هذا الكلام ... ألفاظ تخالف العقيدة من واقع الحياة الاجتماعية اليومية
بمناسبة حلول الشهر الكريم ..
من شريط الشيخ مسعد أنور
إياك
أن تقول هذا الكلام ... فإنه يخالف العقيدة
ــ (سب الدين)
ـ (كل النكت عن الملائكة أو الجنة أو النار أو يوم القيامة أو القبر)
ـ (ومن الكفر أن تقول:
(لو السما انطبقت على الأرض ما أنا هاعمل كذا وكذا)
ـ (والله لو نزل ربنا من السما ما أنا سايبه .......... )
ـ (ليه كده يا رب)
ـ (أنا عملت أيه بس يا رب ... )
ـ (زرع شيطاني)
ـ (زرع ألاوي)
ـ (لعن الزمن)
ـ (لعن اليوم)
وأخطر جملة تدل والعياذ بالله على معنى خطير:
(يدي الحلق للي بلا ودان) من الذي يعطي حلقا للمن ليس له أذن؟ ... فكر أنت ..
ـ (لا بيرحم ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل)
ـ (أيامنا مش معدية)
ـ (أيام سودا) ـ
(زمن أغبر)
ـ (ساعة نحس)
ـ (نهارك أسود أو خبرك إسود)
ـ (ليلة سودا)
ـ (اسم النبي حارسه وصاينه)
ـ (صلب على رجلك المنملة تفك)
ـ (بنلبس حظاظة تجيب الحظ)
ـ (البقية في حياتك) ـ (حياتك الباقية) ـ (ربنا افتكره)
ـ (حرما وجمعا بعد الصلاة)
ـ (افتكار ربنا رحمة)
ـ (إطلاق كلمة شهيد على كل من مات حتى ولو مات في المعارك)
ـ (المرحوم فلان)
ـ (تَوفى، والصواب أن نقول: تُوفِّي)
ـ (إلي يعتقد في حجر ينفعه)
ـ (هوه إنت هتصلح الكون) ـ
(لو نزلت في أرض بتعبد العجل حش واديله)
ـ (احنا بنقرا في سورة عبس)
ـ (خير اللهم ما اجعله خير) ـ
(عيني بترف ووداني بتصفر ربنا يستر)
ـ (قولنا عن الكروان: الملك لك لك يا صاحب الملك)
ـ
(يوم الجمعة فيه ساعة نحس)
ـ (أنا معتمد على الله وعليك) والصواب: أنا معتمد على الله ثم عليك
ـ (أنا سايب الموضوع دا عليك)
ـ (خدت الشر وراحت)
(دستور يا اسيادنا)
ـ (بخر المحل عشان الرزء يجي)
ـ (ربنا يرزؤك .. معناها ربنا يبتليك بمصيبة لأن الرزء هو المصيبة، والصواب: اللهم ارزقه رزقا حلالا طيبا مباركا فيه)
ـ (أنا حليت في الامتحان كويس وواثق من نفسي)
ـ (كتر السلام بيقل المعرفة)
ـ (عبد الرازئ، والصواب عبد الرزاق)
ـ (عبد الموجود) ـ (عبد الستار)
ـ (أعمل ايه ... أنا عبد المأمور) ـ (عبد العال) ـ (عبد العاطي) ـ (عبد اللاه) ـ (عبد المسيح) ـ (عبد الخالئ، والصواب قل: عبد الخالق) ـ (عب عزيز)
ـ (أنا ماشي على كف الرحمن) ـ
(إطلاق اسم زنوبه وخدوجة على النعل لأنك تسيءلزوجات وبنات النبي صلى الله عليه وسلم)
ـ (لا حول الله، والصواب: لا حول ولا قوة إلا بالله)
ـ (حيث مثواه الأخير)
ـ (دا إحنا انهارده زارنا النبي)
ـ (قولهم عن الزلازل والبراكين والكوارث: ثورة الطبيعة)
ـ (لا حياء في الدين، والصواب: الدين كله حياء أو لا حياء في العلم)
ـ (أنا مش مقتنعة بالحجاب أو النقاب ـ أنا هلبس الحجاب لما أقتنع أو لما أتجوز .... كيف لا تقتنعين بالقرآن الكريم والسنة الشريفة)
ـ (إطلاق آية: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. في أوقات الجهاد)
ـ (اللي يعوزوا البيت يحرم على الجامع)
ـ (إطلاق آية: لا إكراه في الدين. على من يدعى إلى الالتزام والتدين)
ـ (لو شفت الاعمى كل عشاه هوه انت أحن من اللي عماه)
ـ (ربنا عرفوه بالعقل)
ـ (ربنا موجود في كل مكان) ـ
(الأقارب عقارب) ـ (العمه سامه) ـ (عمك عمى الدبب) ـ (ما تجيش المصايب إلا من الأقارب)
ـ
(الشقة دي مسكونة بالعفاريت عشان مات فيها قتيل .. فإن الأموات لا يعودون أبدا)
ـ (ابني شاطر .. الشاطر والشطار هم قطاع الطرق واللصوص)
ـ (راس بلا كيف تستاهل ضرب السيف)
ـ (كل شيخ وله طريقه)
ـ
(أنا لبسته العِمة)
ـ (نايم بياكل رز مع الملايكة)
ـ (إن لك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي)
ـ (كسبنا صلاة النبي)
ـ (أنا نجحت لأن ربنا وقف معايا، والصواب: لأن الله وفقني)
ـ (الكمال لرسوله الله، والصواب: الكمال لله، والعصمة لرسل الله)
ـ (العمل عبادة)
ـ (ساعة لقلبك وساعة لربك)
ـ (عايزين نقرا في القوران،والصواب:في القرآن)
ـ (ربك رب قلوب)
ـ (إحنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا، والصواب: لله الأمر من قبل ومن بعد) ـ
(اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه، والصواب: أعوذ بك من سوء القضاء)
ـ (كل من له نبي يصلي عليه)
ـ (ربنا فوق وانت تحت)
ـ (يا شمس يا شموسة خدي سنة الجموسة بن الجموسة ــ اللي هو صاحب السنة ههههههههههه وهاتي سنة العروسة)
(الإنسان خليفة الله في الأرض،لابد أن تفهم أن معناها أن الإنسان خلف الجن في الأرض)
ـ (عليا الحرام من ديني)
(كتر خير الدنيا)
ـ (قولهم عند الحلف: والنبي، والنعمة، والكعبة، ورحمة أمي، والعيش والملح، وحياة النبي، وحياتك، وحياة ولادك والصواب: إن كنت حالفا لا محالة فاحلف بالله فقط) ـ
فيا أيها المسلم .... يجب أن تفكر قليلا لله قبل أن تتكلم حتى لا تقع في مثل هذه المخالفات وغيرها.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله.
(حديث حسن) في صحيح الجامع رقم 165
أمانة على من يقرأها أن يساعد في نشرها ـــــ جزاكم الله خيرا ونسألكم الدعاء
الدال على الخير كفاعله
كما أرجو منكم أن تختاروا عبارة معينة كنتم تقعون فيها بغير قصد ومن الآن ــ إن شاء الله ــ لن تقعوا فيها أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد
و مرحبا بك في المنتدى:)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد
و مرحبا بك في المنتدى:)
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينماا كنت
وشكرا لترحيبك الجميل
ــــــ
وإن شاء الله مستعدون للعمل التطوعي في الغرف الصوتية
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا بن بلدي:):)
إن شاء الله نسعد بجهودك معنا في الغرفة حينما تستأنف نشاطها بعد رمضان بحول الله
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 11:16 م]ـ
الله يعطيك العافية
ـ (ابني شاطر .. الشاطر والشطار هم قطاع الطرق واللصوص)
لم أفهم هذا القول , هل تقصد بأن كلمة شاطر تعني قطاع الطرق؟؟
وهل تقصد بأننا يجب علينا استبدال كلمة شاطر بممتاز؟؟
*************
وماحكم قول ورب الكعبة؟؟
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذ محمدا ,
كلمة " الله يقرف فلانا أو الله يخرب بيت فلان أو الله يرج فلانا "
الأفعال المسندة إلى لفظ الجلالة يجب أن تتحلى بتقدير الله حق قدره.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 08:17 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ليتك تذكر مصدرا تؤيد به موضوعك
وأن تذكر سبب مخالفة كل جملة للعقيدة الإسلامية
ليصبح موضوعك متكاملا وقابلا للنشر
أما في قولك عبد الرزاق وعبد الخالق (بلهجة أهل مصر) فهذا تطور صوتي لحرف القاف وليس تحويلا لمعنى الكلمة
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 08:24 م]ـ
أليس كلمة الرزّاء تختلف عن الرزّاق في المعنى؟؟
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 09:17 م]ـ
العال والستار من أسماء الله الحسنى ..
فما المانع من التسمي بـ (عبد العال) و (عبد الستار)؟
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 09:43 م]ـ
أليس كلمة الرزّاء تختلف عن الرزّاق في المعنى؟؟
الرزاء المصرية هي نفسها الرزاق الفصيحة.
حرف القاف عند المصريين تطور صوتيا إلى الهمزة.
العال والستار من أسماء الله الحسنى ..
فما المانع من التسمي بـ (عبد العال) و (عبد الستار)؟
أود أن تؤيد أخي الكريم بدليل على أن العال والستار من الأسماء الحسنى لله تعالى
أقول ذلك لأني أجهل الدليل فلم أجدهما في القرآن فلعلهما في السنة
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:19 ص]ـ
أود أن تؤيد أخي الكريم بدليل على أن العال والستار من الأسماء الحسنى لله تعالى
أقول ذلك لأني أجهل الدليل فلم أجدهما في القرآن فلعلهما في السنة
أنا آسف جدّا جدّا,, فالإسمان ليسا من أسماء الله الحسنى كما تبين لي.
التبس علَيّ الأمر بين العال و المتعال. أما الستار, فسبب شكّي هو كثرة المتسمين ليس إلاّ.
أخي الكريم, أكرّر اعتذاري عن هذا الخطأ غير المقصود ..
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:27 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إلى الجمع المشارك ,وبارك الله تعالى فيهم.
ما ذكره أخونا الكريم صاحب الموضوع لا يستقيم إلا ببيان وجه الخلل في العبارة ,
ومن ثم فموضوعه خلا من الماء اللازم لحياة السمك ,
وعمومًا أقول:
العبارات المذكورة أقسام ثلاثة:
الأول: ما لا يصح أصلاً قوله , وهو قسمان: كفر ,والثاني: دونه ,وليس كما قال
الأخ بكفر كلها.
الثاني: ما يصح أصلاً , ولا شيء فيه.
الثالث: ما يتوقف على المقصود منه.
والقاعدة عند الأئمة:
اللفظ الصريح لا يُرجع فيه إلى النية , بل نحكم عليه بدونها بما يستحقه.
واللفظ غير الصريح (الكناية) لا بد للرجوع فيه إلى النية للحكم عليه.
وأرجو من الأخ الكريم أن يبين وجه الخلل في كل عبارة , وكيف حينئذ صارت كفرًا؟
وإلا علقتُ على هذه الجمل لعدم استقامتها لفقد شرط عدم جوازها.
والله الموفق.
ـ[المستعار]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:32 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إلى الجمع المشارك ,وبارك الله تعالى فيهم.
ما ذكره أخونا الكريم صاحب الموضوع لا يستقيم إلا ببيان وجه الخلل في العبارة ,
ومن ثم فموضوعه خلا من الماء اللازم لحياة السمك ,
وعمومًا أقول:
العبارات المذكورة أقسام ثلاثة:
الأول: ما لا يصح أصلاً قوله , وهو قسمان: كفر ,والثاني: دونه ,وليس كما قال
الأخ بكفر كلها.
الثاني: ما يصح أصلاً , ولا شيء فيه.
الثالث: ما يتوقف على المقصود منه.
والقاعدة عند الأئمة:
اللفظ الصريح لا يُرجع فيه إلى النية , بل نحكم عليه بدونها بما يستحقه.
واللفظ غيرالصريح (الكناية) لا بد للرجوع فيه إلى النية للحكم عليه.
وأرجو من الأخ الكريم أن يبين وجه الخلل في كل عبارة , وكيف حينئذ صارت كفرًا؟
وإلا علقتُ على هذه الجمل لعدم استقامتها لفقد شرط عدم جوازها.
والله الموفق.
ملاحظة خارج الموضوع
أخي الكريم غير أدخلت عليها أل ثم أضفتها وهذان معرفان لشيء واحد ولا يجوز اجتماع معرفين على معرَّف واحد ناهيك عن القول بعدم جواز دخول أل على غير مطلقا.
بوركت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:59 ص]ـ
[ quote= محمد التويجري;368185]
الرزاء المصرية هي نفسها الرزاق الفصيحة.
حرف القاف عند المصريين تطور صوتيا إلى الهمزة.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم ,وبارك ربنا عز وجل فيك.
الرّزاء و الرّزاق كلمتان في اللغة منفصلتان لا علاقة لبعضهما ببعض من جهة
المعنى , وإن كانتا قريبتين من جهة الرسم ,والتصحيف بينهما سهل ,
فلما كانتا بمعنيين مختلفين فلا يجوز إقامة الرزاء مكان الرزاق ,
ومن المعلوم عند العلماء في باب اللحن أنه يتم باستبدال حرفًا بأخر, وهنا قد
حصل , وترتب على هذا اللحن تغيير المعنى ,وهذا اللحن لم يجزه أحد من
العلماء ,
فهل لو قرأ واحدٌ قوله تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ".
كالأتي:
" إن الله هو الرزاء ذو الئوة المتين " ,
قبلنا منه ذلك , وقولنا أنه قرآن , لم يقل واحد من العلماء بذلك ,بل هذا من
تحريف الكلم عن مواضعه , ومن التغيير في كلام الله تعالى , ومن استحله
كفر.
ولذلك فإن هذا اللحن إذا وقع في أداء حديث النبي صلى الله عليه وسلم عده
العلماء من الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام ودخل في قوله:
" من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " ,
فإن قلتَ - أيها الحبيب - المتكلم بـ " الرزاء " يقصد " الرزاق " فلا إشكال
إذن.
قلنا: النية الصالحة لا تصحح القول الفاسد , فلا بد أن يكون القول صالحًا من
صلاح النية ,ولا يغني أحدهما عن الأخر ,
ودليله:
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
أَلِيمٌ"
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقول خبثت نفسي ولكن قل نقصت نفسي "
وقوله:
" قل ما شاء الله وحده " للصحابي القائل له: " ما شاء الله وشئت يا محمد" ,
فهذا القول من الصحابي خرج بنية صالحة لصلاحهم و ولا يمكن أن يُظن
بالصحابي أنه نوى بكلامه أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم لله تعالى ندًا ,
ولكن هذا الصلاح لم يصحح فساد القول , ولم يعتير صلاح النية مع فساد
اللفظ. فلا بد من صلاحهما معًا.
والله الموفق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:06 ص]ـ
أود أن تؤيد أخي الكريم بدليل على أن العال والستار من الأسماء الحسنى لله تعالى
أقول ذلك لأني أجهل الدليل فلم أجدهما في القرآن فلعلهما في السنة
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أخي الكريم.
لم يصح حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذين الاسمين
من أسماء الله تعالى.
والصحيح أن الله تعالى ستير , ولا يصح أن نشتق منها اسم الساتر وإن كان
معناه قائمًا بالله تعالى.
والله الموفق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:13 ص]ـ
[ quote= نجوى فهد الحربي;367941]
وماحكم قول ورب الكعبة؟؟
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أختي الكريمة.
هذا قسم صحيح , وتنعقد به اليمين , وهي يمين شرعية , لأن رب الكعبة
هو الله تبارك وتعالى لا غير ,
وكذا ورب السماء , ورب العزة.
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:
والذي نفسي (نفس محمد) بيده.
والله الموفق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:17 ص]ـ
ملاحظة خارج الموضوع
أخي الكريم غير أدخلت عليها أل ثم أضفتها وهذان معرفان لشيء واحد ولا يجوز اجتماع معرفين على معرَّف واحد ناهيك عن القول بعدم جواز دخول أل على غير مطلقا.
بوركت
بسم الله ,
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أخي الكريم.
معذرة أكتب بلا نور , فالأولاد نائمون , وقد أطفأوا المصباح ,
فلك أن تنقل " أل " إلى " صريح " , وينتهي الأمر.
والله الموفق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذ محمدا ,
كلمة " الله يقرف فلانا أو الله يخرب بيت فلان أو الله يرج فلانا "
الأفعال المسندة إلى لفظ الجلالة يجب أن تتحلى بتقدير الله حق قدره.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أختي الكريمة.
إذا كان المسلم مظلومًا وأراد الدعاء بها , فهل يصح؟ وإن لم يكن وأراد هذا
المعنى , فماذا يصنع؟
والله الموفق.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:53 م]ـ
الله يعطيك العافية
ـ (ابني شاطر .. الشاطر والشطار هم قطاع الطرق واللصوص)
لم أفهم هذا القول , هل تقصد بأن كلمة شاطر تعني قطاع الطرق؟؟
وهل تقصد بأننا يجب علينا استبدال كلمة شاطر بممتاز؟؟
*************
وماحكم قول ورب الكعبة؟؟
أهلا بك أخي العزيز
بخصوص (الشاطر)
الشاطر والشطار هم قطاع الطرق واللصوص قديما
وسمي الشاطر بهذا الاسم لأنه يجب أن يكون ماهرا في القتال ويجب أن يتميز بالجرأة والمهارة والقوة.
وظل هذا المعنى يتدرج إلى وصل إلينا
وأصبحنا نقول لأبنائنا:
يا شاطر
يا شطور
ايه الشطاره دي يا واد
عايزينك تتشطر اكتر من كده
يا خساره الواد دا مش شاطر ابدا
عايزين شويه شطاره.
ـــــــ
ولكن الآن عرفنا أصلها فيجب أن نستبدلها بقولنا:
ممتاز
بارك الله فيك
وغير ذلك من عبارات التشجيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:57 م]ـ
وماحكم قول ورب الكعبة؟؟
بخصوص رب الكعبة
قال رسولنا الكريم:
من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله.
حديث صحيح في صحيح الجامع
ـــــــــ
فالحلف برب الكعبة ...
الله هو رب الكعبة ورب كل شيء
فالأولى أن نحلف بالله مباشرة إن كنا سنحلف
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذ محمدا ,
كلمة " الله يقرف فلانا أو الله يخرب بيت فلان أو الله يرج فلانا "
الأفعال المسندة إلى لفظ الجلالة يجب أن تتحلى بتقدير الله حق قدره.
شكرا لك أختي الكريمة على لفتتك الطيبة.
وبارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:04 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ليتك تذكر مصدرا تؤيد به موضوعك
وأن تذكر سبب مخالفة كل جملة للعقيدة الإسلامية
ليصبح موضوعك متكاملا وقابلا للنشر
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للمصدر يا أخي العزيز
فهو شريط الشيخ مسعد أنور بارك الله فيه
وأرجو من سيادتكم أن تضيفوا هذا المصدر في أصل الموضوع لأني لا أملك الآن خاصية تعديل الموضوع
بارك الله فيك
وشكرا على تعليقك القيم.
أما في قولك عبد الرزاق وعبد الخالق (بلهجة أهل مصر) فهذا تطور صوتي لحرف القاف وليس تحويلا لمعنى الكلمة
المشكلة أخي الكريم
في ان لهجتن المصرية تنطق الرازق بالهمزة
ويجب أن يعلموا أن (الرزء) في اللغة أي (المصيبة)
من هنا يجب أن ينتبه الجميع وخاصة إخواننا المصريين بهذا الخطأ الكبير.
شكرا لك وبارك الله فيك
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:06 م]ـ
أليس كلمة الرزّاء تختلف عن الرزّاق في المعنى؟؟
نعم أخي الجليل
الرزء هو المصيبة في اللغة
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 07:40 م]ـ
بخصوص رب الكعبة
قال رسولنا الكريم:
من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله.
حديث صحيح في صحيح الجامع
ـــــــــ
فالحلف برب الكعبة ...
الله هو رب الكعبة ورب كل شيء
فالأولى أن نحلف بالله مباشرة إن كنا سنحلف
والله تعالى أعلى وأعلم
تنبيه:
الأدلة على جوازالقول ورب الكعبة لاتعد ولاتحصى
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول ورب محمد في ساعة الرضا للحبيب عليه الصلاة والسلام وتقول ورب إبراهيم إذا لم تكن كذلك وهذا من حديث في صحيح البخاري
.........
أشكرك أخي الفاضل على هذا الموضوع وهو مثارجدل لأن فيه بعض المغالطات
وبعض ماذكرفيه مجرد آراء فلسفية ليست على أساس وقاعدة شرعية
وكل جملة فيه تحتاج فتوى
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:44 م]ـ
المشكلة أخي الكريم
في ان لهجتن المصرية تنطق الرازق بالهمزة
ويجب أن يعلموا أن (الرزء) في اللغة أي (المصيبة)
من هنا يجب أن ينتبه الجميع وخاصة إخواننا المصريين بهذا الخطأ الكبير.
شكرا لك وبارك الله فيك
الرزء الفصيحة هي المصيبة (نطقا وكتابة)
الرزء (نطقا) بالمصرية هي الرزق (كتابة)
نعم أخي الجليل
الرزء هو المصيبة في اللغة
[ quote= محمد التويجري;368185]
الرزاء المصرية هي نفسها الرزاق الفصيحة.
حرف القاف عند المصريين تطور صوتيا إلى الهمزة.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم ,وبارك ربنا عز وجل فيك.
الرّزاء و الرّزاق كلمتان في اللغة منفصلتان لا علاقة لبعضهما ببعض من جهة
المعنى , وإن كانتا قريبتين من جهة الرسم ,والتصحيف بينهما سهل ,
فلما كانتا بمعنيين مختلفين فلا يجوز إقامة الرزاء مكان الرزاق ,
أخي الكريم هنا خلط بين كلمتين في لغتين إن صح اعتبار لهجة أهل مصر لغة فأنا لا أتكلم عن الرزاء العربية الفصيحة التي تعني من ينزل المصائب.
أتكلم عن كلمة الرزاق المنطوقة هكذا (الرزاء) بالمصرية فهذه مختلفة عن الأولى وليست مثلها
ومن المعلوم عند العلماء في باب اللحن أنه يتم باستبدال حرفًا بأخر, وهنا قد
حصل , وترتب على هذا اللحن تغيير المعنى ,وهذا اللحن لم يجزه أحد من
العلماء ,
هذا ليس لحنا أخي الفاضل هذا تطور صوتي لأحد أصوات اللغة وهو قانون معروف في باب علم اللغة ومثلها تطور الظاء والجيم
(يُتْبَعُ)
(/)
اللحن لا يقع إلا في العربية نفسها أما في اللهجة المصرية فهذا يعد أحد خصائصها
فهل لو قرأ واحدٌ قوله تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ".
كالأتي:
" إن الله هو الرزاء ذو الئوة المتين " ,
القرآن لا يقرأ إلا بالعربية وهذا الذي ذكرت خطأ بيّن وهذا السؤال ناشئ على اعتبار أن اللهجة المصرية هي لغة عربية وهذا غير صحيح فهي لهجة خرجت من رحم العربية الأم وانفصلت عنها وصار لها خصائصها التي تتميز بها
قبلنا منه ذلك , وقولنا أنه قرآن , لم يقل واحد من العلماء بذلك ,بل هذا من
تحريف الكلم عن مواضعه , ومن التغيير في كلام الله تعالى , ومن استحله
كفر.
ولذلك فإن هذا اللحن إذا وقع في أداء حديث النبي صلى الله عليه وسلم عده
العلماء من الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام ودخل في قوله:
" من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " ,
فإن قلتَ - أيها الحبيب - المتكلم بـ " الرزاء " يقصد " الرزاق " فلا إشكال
إذن.
قلنا: النية الصالحة لا تصحح القول الفاسد , فلا بد أن يكون القول صالحًا من
صلاح النية ,ولا يغني أحدهما عن الأخر ,
ودليله:
قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
أَلِيمٌ"
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقول خبثت نفسي ولكن قل نقصت نفسي "
وقوله:
" قل ما شاء الله وحده " للصحابي القائل له: " ما شاء الله وشئت يا محمد" ,
فهذا القول من الصحابي خرج بنية صالحة لصلاحهم و ولا يمكن أن يُظن
بالصحابي أنه نوى بكلامه أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم لله تعالى ندًا ,
ولكن هذا الصلاح لم يصحح فساد القول , ولم يعتير صلاح النية مع فساد
اللفظ. فلا بد من صلاحهما معًا.
والله الموفق.
كل ما ذكرته يعد لحنا في نفس اللغة الفصيحة أما أن تقول أن المصري إذا نطق بالقاف في كلامه العادي اليومي بلهجته التي اكتسبها من أبويه كما ينطقها المصريون في لهجتهم يعتبر لاحنا فهذا غير صحيح وإنما يلحن إذا تكلم بالفصحى فنطق القاف بلهجته.
أنا أتكلم عن الكلام العادي لست أتكلم عن نصوص القرآن والسنة فمن المعلوم أن هذين المصدرين لا يمكن العمل بما فيهما إلا حسب أصول اللغة العربية.
وقبل أن نستفيض في هذا النقاش أرجو من المحاورين قراءة كتب علم اللغة
للأستاذين
د. رمضان عبد التواب
د. علي عبد الواحد وافي
وهي متوفرة بالأسواق وبأسعار مقبولة
حتى ننطلق من نقطة واحدة ولتعلموا ماذا أقصد بقولي التطور الصوتي ولتعرفوا عن قوانين علم اللغة.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:20 م]ـ
إياك أن تقول هذا الكلام ... ألفاظ تخالف العقيدة من واقع الحياة الاجتماعية اليومية
بمناسبة حلول الشهر الكريم ..
إياك
أن تقول هذا الكلام ... فإنه يخالف العقيدة
ـ (ومن الكفر أن تقول:
(لو السما انطبقت على الأرض ما أنا هاعمل كذا وكذا)
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ما أسهل إطلاق كلمة الكفر!!!
هذا الأسلوب أسلوب عربي معروف لا ينكره إلا من ليس لديه أدنى معرفة بأساليب العرب في كلامهم، ويراد به امتناع عمل شيء ما واستبعاد وقوعه.
ف لو في اللغة حرف امتناع لامتناع، أي امتناع وقوع الثاني لامتناع الأول، فالمعنى في المثال المعطى: أنّ وقوع عمل ما ممتنع علي ـ أي على وجه الاستبعاد ـ كامتناع وقوع السماء على الأرض.
فأي كفر في هذا الكلام؟؟
لكنه التقليد، ونقل الكلام بلا تحقيق.
وبالله التوفيق.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:27 ص]ـ
إياك أن تقول هذا الكلام ... ألفاظ تخالف العقيدة من واقع الحياة الاجتماعية اليومية
بمناسبة حلول الشهر الكريم ..
من شريط الشيخ مسعد أنور
إياكأن تقول هذا الكلام ... فإنه يخالف العقيدة
ـ (ومن الكفر أن تقول:
ـ (ليه كده يا رب)
ـ (أنا عملت أيه بس يا رب ... )
[
أغلب الذين يقولون هذه الكلمة إن لم يكن كلهم، إنما يقولونها من باب الاستعطاف واستجلاب رحمة الله وبركاته، وهذا بلا شك ليس بكفر.
وغالبا ما يصدر هذا الكلام من أناس ضُيق عليهم رزقهم، أو ابتلوا بالنفس أو بالولد، فهم يقولون ذلك من باب الدعاء واستدرار خير الله تعالى، لا من باب التسخط على أفعال الله تعالى.
ومع ذلك نقول: لا ينبغي للمسلم أن يقول مثل ذلك، بل عليه أن يحسن الأدب مع الله في مخاطبته، وأن يتجنب الألفاظ الموهمة.
وعلى الدعاة إلى الله ـ قبل ان يتسرعوا في إرسال ألفاظ التكفيرـ أن يعلموا الناس آداب الدعاء، وأن الوجب عليهم الرضى بما كتب الله تعالى والتسليم التام بذلك فهو سبحانه {لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون}.
هذا هو الغالب على الناس في إطلاقهم مثل هذه الألفاظ، فالواجب أن يعلموا بالتي هي أحسن.
وما أخطر أن يستسهل الناسُ إطلاقَ كلمة الكفر، وتجري على ألسنتهم من غير معرفة لضوابط التكفير، وموانعه.
أرجو أن أكون قد أوصلتُ رسالة للقارئ الكريم بأهمية التثبت من مثل هذه المواضيع الخطرة المنتشرة في المنتديات وأشرطة الكاسيت، ولا يُعرف لها مصدر موثوق، ولا جهة رسمية ولا شخصية معتبرة معروفة بالعلم.
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفي1]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:27 ص]ـ
بخصوص رب الكعبة
قال رسولنا الكريم:
من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله.
حديث صحيح في صحيح الجامع
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم , وبارك ربنا عز وجل فيك.
الحديث المذكور صحيح , وهو في:
مسلم 1646 والنسائي 3764 وفي الكبرى 4705 وابن حبان 4362
وأحمد 5462 وأبي عوانة 4753 وغيرهم.
هكذا يكون عزو الحديث , أما عزوه للصحيح الجامع فليس تخريجًا له , ويخالف
منهجية المحدثين في التخريج.
وإذا كان الحديث في صحيح مسلم فلا يحتاج أن تعزوه إلى كتاب عُنى بالصحيح
والتضعيف ككتاب الصحيح الجامع , لأن الحديث بمجرد وجوده في صحيح مسلم
فهو صحيح لا يحتاج لتصحيح أحد , ولا سيما إذا كان من المعاصرين.
وعليه: فصنيعك مع الحديث لا يتمشى مع منهجية المحدثين.
ـــــــــ
فالحلف برب الكعبة ...
الله هو رب الكعبة ورب كل شيء
فالأولى أن نحلف بالله مباشرة إن كنا سنحلف
والله تعالى أعلى وأعلم
قلتُ: لا أعلم أحدًا من أئمة العلم قال بقولك , ولا أظنه , وذلك لمخالفته
الصريحة للسنة القولية والعملية للنبي صلى الله عليه وسلم , ونهج السلف
الصالح,
فقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام الحالف ألا يحلف بالكعبة بل برب الكعبة ,
وقد حلف هو عليه الصلاة والسلام برب الكعبة , وحلف السلف كذلك ,
والنصوص كما قال الأخ الكريم الفاضل:
[ quote= نعيم الحداوي;368501] تنبيه:
الأدلة على جوازالقول ورب الكعبة لاتعد ولاتحصى
.........
وإليك بعضها:
في صحيح البخاري:
2647 - حدثنا حفص بن عمر الحوضي: حدثنا همام، عن إسحاق، عن أنس رضي الله عنه قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين، فلما قدموا: قال لهم خالي: أتقدمكم، فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا كنتم مني قريبا، فتقدم فأمنوه، فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومؤوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل - قال همام: فأراه آخر معه - فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم قد لقوا ربهم، فرضي عنهم وأرضاهم، فكنا نقرأ: أن بلغوا قومنا، أن لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا. ثم نسخ بعد، فدعا عليهم أربعين صباحا، على رعل، وذكوان،
وبني لحيان، وبني عصية، الذين عصوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
[2659، 2899، 3860 - 3865، 3868 - 3870، وانظر: 957]
وعند مسلم 677 وأحمد 14106 وأبي عوانة 5916 و 59137 والمنتخب من مسند عبد بن حميد 1276والسراج1
6262 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن المعرور، عن أبي ذر قال:
انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون وربِّ الكعبة، هم الأخسرون وربِّ الكعبة). قلت: ما شأني أيُرى فيَّ شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت، وتغشَّاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً، إلا من قال: هكذا، وهكذا، وهكذا).
عند مسلم بزيادة رقم 90 والترمذي 617 والنسائي 2440 وفي الكبرى 2220 وأحمد 21389و21450 وغيرهما والحميدي 147
عند مسلم:
1066) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا ابن علية وحماد بن زيد. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب (واللفظ لهما) قالا: حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة، عن علي. قال:
ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدون اليد، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. قال قلت: آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي. ورب الكعبة! إي. ورب الكعبة! إي. ورب الكعبة!
عند الطيالسي166وأبي داود 4763 والنسائي في الكبرى 8572وبعده و ابن ماجه 167 وابن حبان 6938 وأحمد 626و735و904 وغيرها وفي الفضائل 1046.
عند الترمذي:
(يُتْبَعُ)
(/)
[3703] حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن وعباس بن محمد الدوري وغير واحد المعنى واحد قالوا حدثنا سعيد بن عامر قال عبد الله أخبرنا سعيد بن عامر عن يحيى بن أبي الحجاج المنقري عن أبي مسعود الجريري عن ثمامة بن حزن القشيري قال شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان فقال ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم علي قال فجيء بهما فكأنهما جملان أو كأنهما حماران قال فأشرف عليهم عثمان فقال أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر قالوا اللهم نعم قال أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين قالوا اللهم نعم قال أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي قالوا اللهم نعم ثم قال أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض قال فركضه برجله وقال أسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان قالوا اللهم نعم قال الله أكبر شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد ثلاثا
النسائي 3608 وفي الكبرى 6435عند الدارقطني 2
وعند أبى داود
4495ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا عبيد اللّه يعني ابن إياد حدثنا إياد، عن أبي رِمْثَةَ قال:
انطلقت مع أبي نحو النبي صلى اللّه عليه وسلم، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي "ابنك هذا؟ " قال: إي وربِّ الكعبة، قال: "حقّاً؟ " قال: أشهد به، قال: فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ضاحكاً من ثبت شبهي في أبي، ومن حلف أبي عليَّ، ثم قال: "أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه وقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
عند ابن حبان 5995 وأحمد 7116و7118 والدارمي 2388وبعده والحاكم 3590
مسند الحميدي:
485 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْمُؤَدِّبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِىٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِىٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِى كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَغْلَتِهِ الَّتِى أَهْدَاهَا لَهُ الْجُذَامِىُّ فَلَمَّا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «يَا عَبَّاسُ نَادِ». قُلْتُ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَكُنْتُ رَجُلاً صَيِّتًا فَقُلْتُ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَرَجَعُوا عَطْفَةً كَعَطْفَةِ الْبَقَرَةِ عَلَى أَوْلاَدِهَا وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَهُمْ يَقُولُونَ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ثُمَّ قَصَرْتُ الدَّعْوَةَ عَلَى بَنِى الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ يَا بَنِى الْحَارِثِ قَالَ وَتَطَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ فَقَالَ هَذَا حِينَ حَمِىَ الْوَطِيسُ. وَهُوَ يَقُولُ: قُدُماً يَا عَبَّاسُ. . ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ ثُمَّ قَالَ «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ». وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ «وَرَبِّ مُحَمَّدٍ». قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِىُّ
النسائي:
(يُتْبَعُ)
(/)
3773 أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ قُتَيْلَةَ امْرَأَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ {أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ إِنَّكُمْ تُنَدِّدُونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ} (الصغرى)
وفي الكبرى 4174 و10822 والحاكم 7815
[2747] أنبأ عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا بن جريج قال أخبرني محمد بن عباد بن جعفر قال قلت لجابر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم قال أي ورب الكعبة (الكبرى)
وعند أحمد 9086
ابن حبان
980 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا النضر بن شميل قال: حدثنا ابن عون عن مسلم بن بديل عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر دوسا فقال: إنهم فذكر رجالهم ونساءهم فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون هلكت دوس ورب الكعبة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: (اللهم اهد دوسا)
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد
2181 - أخبرنا ابن خزيمة قال: حدثنا محمد بن علي بن عطاء بن مقدم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجذبني رجل من خلفي جذبة فنحاني وقام [مقامي] فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب قال: يا ابن أخي لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة وقال: هلك أهل العهد ورب الكعبة - ثلاثا - ثم قال: والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال: قلت: من يعني بهذا؟ قال: الأمراء
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
عند النسائي 808 وأحمد 21301 وغيرهما.
3609 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: أخبرني عبد الله بن عمرو القاري قال:
سمعت أبا هريرة يقول: ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة نهى عنه
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
مسند الإمام أحمد:
909 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن عون ثنا مبارك بن سعيد أخو سفيان عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خير الهمداني قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها قال فذكر أبا بكر ثم قال ألا أخبركم بالثاني قال فذكر عمر رضي الله عنه ثم قال لو شئت لأنبأتكم بالثالث قال وسكت فرأينا انه يعنى نفسه فقلت أنت سمعته يقول هذا قال نعم ورب الكعبة وإلا صمتا
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي
والله الموفق.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:47 ص]ـ
إياك أن تقول هذا الكلام ... ألفاظ تخالف العقيدة من واقع الحياة الاجتماعية اليومية
بمناسبة حلول الشهر الكريم ..
من شريط الشيخ مسعد أنور
إياك
أن تقول هذا الكلام ... فإنه يخالف العقيدة
ـ (ومن الكفر أن تقول:
ــ (لعن الزمن)
ـ (لعن اليوم)
وأخطر جملة تدل والعياذ بالله على معنى خطير:
ـ (أيامنا مش معدية)
ـ (أيام سودا) ـ
(زمن أغبر)
ـ (ساعة نحس)
ـ (نهارك أسود أو خبرك إسود)
ـ (ليلة سودا)
[
نعود فنقول: مثل هذه المسائل إنما تؤخذ من أهل العلم المحققين، ولا يجوز تداولها أو إطلاقها من غير تحقيق وتدقيق.
فمسألة سب الدهر أو الزمن ونحو ذلك ليست هي وليدة اليوم، بل قد تكلم فيها أئمة الإسلام سابقا ولاحقا ولا أعلم أحدا منهم قال بكفر ساب الدهر من غير تفصيل، ولهذا لا يجوز إطلاق أحكام التكفير من غير تفصيلٍ وتبيينٍ لمراد القائل، وحاله.
وإليك أخي القارئ الكريم تفصيل هذه المسألة من فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي أن يُعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير، أي: أنه خالق الدهر، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى: " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء.
انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين (1/ 163).
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر:
فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر.
القسم الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.
القسم الثالث: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر؛ لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً.
" فتاوى العقيدة " (1/ 197).
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني (مما يكرهه) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب،
وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر. والله المستعان.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
وبالله التوفيق.
ـ[السلفي1]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:52 ص]ـ
تنبيه:
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول ورب محمد في ساعة الرضا للحبيب عليه الصلاة والسلام وتقول ورب إبراهيم إذا لم تكن كذلك وهذاحديث في صحيح البخاري
.........
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أخي الكريم ,وبارك الله تعالى فيك.
ما ذكره أخي صحيح لا غبار عليه ,
فالحديث صحيح , وهو في:
البخاري 18650 و 18651 ومسلم 2439 و النسائي في الكبرى 9156
وابن حبان 7112 و4331 و أحمد 24363 و 25820 و الطيالسي 4893
وغيرهم ,
وفيه دليل واضح على جواز الحلف برب محمد وإبراهيم , وكذا برب جبريل
وميكائيل ...... ,
وورد سيل من النصوص فيها حلف الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله:
" والذي نفسي بيده " , و " والذي نفس محمد بيده " ,
والقاعدة عند أهل السنة:
إن الحلف لا يكون إلاّ بالله تعالى أو بأسمائه وصفاته ,
فكيف مع هذه التقريرات العلمية الشرعية يستقيم قول القائل:
[ quote= محمد عبد العظيم وسية;368486]
بخصوص رب الكعبة
قال رسولنا الكريم:
من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله.
حديث صحيح في صحيح الجامع
ـــــــــ
فالحلف برب الكعبة ...
الله هو رب الكعبة ورب كل شيء
فالأولى أن نحلف بالله مباشرة إن كنا سنحلف
والله تعالى أعلى وأعلم
قلتُ: هذا تقرير ليس بصحيح.
والله تعالى الموفق.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:27 ص]ـ
أنا آسف جدّا جدّا,, فالإسمان ليسا من أسماء الله الحسنى كما تبين لي.
التبس علَيّ الأمر بين العال و المتعال. أما الستار, فسبب شكّي هو كثرة المتسمين ليس إلاّ.
أخي الكريم, أكرّر اعتذاري عن هذا الخطأ غير المقصود ..
بارك الله فيك أخي الكريم
ولا اعتذار بين الأحبة
شكرا يا نابغة
وزادك الله علما وبنوغا
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:44 ص]ـ
نعود فنقول: مثل هذه المسائل إنما تؤخذ من أهل العلم المحققين، ولا يجوز تداولها أو إطلاقها من غير تحقيق وتدقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمسألة سب الدهر أو الزمن ونحو ذلك ليست هي وليدة اليوم، بل قد تكلم فيها أئمة الإسلام سابقا ولاحقا ولا أعلم أحدا منهم قال بكفر ساب الدهر من غير تفصيل، ولهذا لا يجوز إطلاق أحكام التكفير من غير تفصيلٍ وتبيينٍ لمراد القائل، وحاله.
وإليك أخي القارئ الكريم تفصيل هذه المسألة من فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
وينبغي أن يُعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير، أي: أنه خالق الدهر، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى: " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء.
انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين (1/ 163).
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر:
فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر.
القسم الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.
القسم الثالث: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر؛ لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً.
" فتاوى العقيدة " (1/ 197).
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني (مما يكرهه) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب،
وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر. والله المستعان.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
وبالله التوفيق.
أخي الكريم
كيف لا نعتبر من يسب الدهر ويقولك والعياذ بالله (زمن أغبر ــــ زمن أسود ـــ أيام سوداء ..... إلخ)
كيف لا نعتبره يدخل في دائرة الكفر وخاصة إن كان متعمدا
لأنه سيناسب قول رسولنا الكريم عن أبي هريرة:
لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.
وهذا نهي صريح بعدم سب الدهر .. فإن ساب الدهر كمن يسب الله.
فإن كان عن قصد ومعرفة فهو كفر لا محالة.
وإن كان عن جهل .. فقد دخل في دائرة الكفر ..
والله تعالى أعلى وأعلم
ـــــ
وأشكرك على اهتمامك لأن هذه الألفاظ تحتاج نقاشا واسع المدى،
وأنا لم أنقل هذا الموضوع من منتدى آخر بنصه كما هو
وإلا كنت كتبت للأمانة منقول
ولكني جمعته من أماكن كثيرة واستعنت بالله أولا ثم بشريط ألفاظ تخالف العقيدة للشيخ مسعد أنور.
فإن أصبت فمن توفيق الله
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:21 ص]ـ
أخي الكريم
كيف لا نعتبر من يسب الدهر ويقولك والعياذ بالله (زمن أغبر ــــ زمن أسود ـــ أيام سوداء ..... إلخ)
كيف لا نعتبره يدخل في دائرة الكفر وخاصة إن كان متعمدا
لأنه سيناسب قول رسولنا الكريم عن أبي هريرة:
لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.
وهذا نهي صريح بعدم سب الدهر .. فإن ساب الدهر كمن يسب الله.
فإن كان عن قصد ومعرفة فهو كفر لا محالة.
وإن كان عن جهل .. فقد دخل في دائرة الكفر ..
والله تعالى أعلى وأعلم
ـــــ
وأشكرك على اهتمامك لأن هذه الألفاظ تحتاج نقاشا واسع المدى،
وأنا لم أنقل هذا الموضوع من منتدى آخر بنصه كما هو
وإلا كنت كتبت للأمانة منقول
ولكني جمعته من أماكن كثيرة واستعنت بالله أولا ثم بشريط ألفاظ تخالف العقيدة للشيخ مسعد أنور.
فإن أصبت فمن توفيق الله
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
أنا أوردت عليك تفصيل العلماء في هذه المسألة.
وأنت الآن أدخلت نفسك في دائرة العلماء، وأخذت ترد على تقسيم العلامة ابن عثيمين.
وتصر أن العالم والجاهل في سب الدهر سواء، فأتيت بحكم جديد.
فهل تعرف أحدا ممن يوثق بعلمه من السابقين أو اللاحقين يقول بقولك، ويساوي بين العالم والجاهل؟؟؟
أرجو التأني وعدم التسرع في الرد، فأنت الآن تتكلم عن أخطر المسائل التي عصفت بعقول كثير من شبابنا، فأودت بهم إلى أتون الانحراف والتكفير.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:32 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي ابن القاضي على هذا التفصيل
..............
وسؤالي للأخ محمد وسيه:
مارأيك في قوله الله تعالى: (ومايهلكنا إلا الدهر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:35 ص]ـ
أنا أوردت عليك تفصيل العلماء في هذه المسألة.
وأنت الآن أدخلت نفسك في دائرة العلماء، وأخذت ترد على تقسيم العلامة ابن عثيمين.
وتصر أن العالم والجاهل في سب الدهر سواء، فأتيت بحكم جديد.
فهل تعرف أحدا ممن يوثق بعلمه من السابقين أو اللاحقين يقول بقولك، ويساوي بين العالم والجاهل؟؟؟
أرجو التأني وعدم التسرع في الرد، فأنت الآن تتكلم عن أخطر المسائل التي عصفت بعقول كثير من شبابنا، فأودت بهم إلى أتون الانحراف والتكفير.
بارك الله فيك أخي ابن القاضي
وأنا أعترف بخطئ
شكرا لك
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:15 ص]ـ
طالما تراجعت عن قولك فلاترد على سؤالي لأني أردت فقط أن تقتنع فقط بما قاله أستاذنا ابن القاضي وفقكم الله
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:01 م]ـ
طالما تراجعت عن قولك فلاترد على سؤالي لأني أردت فقط أن تقتنع فقط بما قاله أستاذنا ابن القاضي وفقكم الله
بارك الله فيك استاذ نعيم
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:33 م]ـ
أشكركم جميعا علي هذا الطرح الرائع 0
زادكم الله من فضله 0
اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلًا(/)
ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى
ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 03:47 م]ـ
:::
من رواد الطب الإسلامي ..
ابن النفيس .. مكتشف الدورة الدموية
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد .. فإن مسيرة الحضارة في تاريخنا الإسلامي قد بلغت شأوا عظيماً وحققت إنجازات باهرة وسطع في سمائها نجوم لا زالت قوافل العلماء تهتدي بمعارفهم ومختلف الشعوب تنتفع بخبراتهم.
ومن تلك الشخصيات الفذة ابن النفيس الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة للأسباب التالية:
1. تقديم صورة عملية لالتزام المسلمين بالمنهجية العلمية القائمة على التحقيق والضبط والجدية والإنصاف.
2. تقديم برهان من واقع تاريخنا المجيد على خطأ ما يتوهمه البعض من أنه بعد صدر الخلافة العباسية (لا يوجد عالم واحد من المسلمين قد تميز بالتمكن في مجال من مجالات العلوم الكونية)، وفارس برهاننا هنا طبيب عظيم من أعيان القرن السابع الهجري.
3. تنبيه المسلمين للحذر من تصديق أكاذيب وافتراءات الأعداء الذين يتنكرون للواقع ويعملون على طمس الحقائق والوقائع ومن ذلك أنهم ينسبون اكتشاف الدورة الدموية للانكليزي هارفي أو للإسباني سافيتوس مع أن مكتشفها هو طبيبنا المسلم ابن النفيس.
4. البرهنة الواقعية على أن العلماء المسلمين لم يتوقفوا عند حد قراءة علوم غيرهم وتمثل معارفهم بل إنهم أبدعوا أشياء جديدة وابتكروا أموراً عديدة في كل تخصص فأثروا بذلك مسيرة المعرفة الإنسانية ودفعوها في اتجاه سعادة البشرية جمعاء.
5. وسنرى في شخصية ابن النفيس البرهان على إمكانية محافظة الإنسان على تنفيذ مستلزمات التدين في أداء عملي متسق بدون إفراط ولا تفريط.
فمن هو ابن النفيس الذي نترجم له في هذه الصفحات؟ وما هي ميزاته؟ وما أبرز نشاطاته؟ وهل كان له منهج متميز. وهل خلف لنا آثاراً علمية رفد بها مسيرة تراثنا الخالد؟ هذا ما نجد الإجابة عليه في هذه الأسطر، وبالله التوفيق.
أولاً: نشأته ومعالم شخصيته
هو أبو الحسن علاء الدين ابن أبي الحزم المعروف بابن النفيس القرشي، طبيب عربي مسلم وفيلسوف وفقيه ولغوي، ولد عام 607هـ في دمشق وتوفي بالقاهرة 687هـ، ولقد نشأت في دمشق ودرس الطب على يد مهذب الدين الدخوار أشهر أطباء عصره وكذلك تتلمذ على عمران الإسرائيلي ومارس الطب ببراعة ونجاح ثم حضر إلى القاهرة زمن الملك الكامل الأيوبي والقاهرة آنئذ مركز العلوم والفنون وبلد إشعاع فكري، فمارس الطب هناك، ثم إن السلطان بيبرس اختاره طبيباً خاصاً له فأصبح عميداً للمستشفى المنصوري، بل عميداً للأطباء في مصر، مع مزاولته مداواة المرضى في داره الفارهة والتي كان يقال عنها: لا مثيل لها، بل إن هذه الدار بما فيها وقفها على البيمارستان المنصوري.
كان ابن النفيس رجلاً طويل القامة نحيل الجسم جم الذكاء واسع المعرفة متضلعاً في مختلف العلوم مستقيماً في كل الشؤون عاش قرابة ثمانين سنة قضاها في طاعة الله مؤدياً أمانة دينه حكيماً في مزاولة مهنة الطب، ثم إنه عرف بطول البال ولين الجانب وعزف عن الزواج لكي يتفرغ للعلم وأهله، ولقد كان باحثاً من الطراز الممتاز ألف في الطب كما ألف في علوم أخرى مثل المنطق والفلسفة واللغة والبيان والحديث وأصول الفقه، وكان واثقاً من نفسه متمكناً في ما يقول، واضح العبارة سهل الأسلوب، وكان يتمتع بشجاعة أدبية، مع حسن سيرة وطيب عشرة، حاضر البديهة يغلب عليه الهدوء مع الاتزان، والتنزه عما لا يليق والحكمة في التصرفات، يروى أنه مرض في آخر عمره فوصف له النبيذ فرفض أن يأخذه قائلاً: (لا ألقى الله وفي بطني شيء من الخمر).
ثانياً: منهجه العلمي والمسلكي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد تميز ابن النفس بأصالة الرأس واستقلال الفكر واعتماد المنهج التجريبي في إثبات الحقائق العلمية: من رصد، ومشاهدة، ومقارنة، وملاحظة، وإجراء تجارب، كما أنه كان يؤمن بحرية القول وضرورة الاجتهاد، وكان لا يتردد في نقد أخطاء كبار الأطباء السابقين كجالينوس وابن سينا وغيرهم، كما كانت طريقته في العلاج تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من استخدام الأدوية، ثم إنه كان يفضل الأدوية المفردة على المركبة ولذلك يقول الدكتور محمد أمين فرشوخ: (وابن النفيس كان يخضع أبحاثه لمنهج علمي واضح، فقد درس أعمال من سبقه من العلماء والأطباء قبل أن يحكم على غير السليم منها ويعتمد الجيد لبناء نظريات جديدة، وقد اهتم بالظواهر والعوامل المؤثرة في جسم الإنسان أكثر من اهتمامه بالطب العلاجي، لذلك يمكننا اعتباره عالماً محققاً، بل كان رائداً في علم وظائف الأعضاء، مع تسجيلنا إنجازاته التي سبق بها عصره، كما أنه كان الأول فيمن كتب في أصول الفقه وعلم الطب.
ثالثاً: بعض صفات ومآثر ابن النفيس في الطب
- كانت طريقته في معالجة المرضى تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من الاعتماد على الأدوية والعقاقير.
- كان ذا أفق رحيب علمياً، وتفكير شامل ونشاط مستمر في التجارب.
- ويذكر الدكتور عامر النجار عنه ما يؤكد أنه: (كان عالماً بالتشريح حاذقاً بهذا الفن على الرغم من أنهم زعم أنه لم يمارس التشريح بوازع الشريعة والرحمة – فكتاباته العلمية الدقيقة عن التشريح تؤكد دقته به).
- وأما عن غزارة علمه فتحدثنا الدكتورة زيغريد هونكة فتقول: (ويروي الرواة أنه كان كتب كتبه دون الرجوع إلى أي مرجع وكأنه سيل عرم متدفق، وبينما كان مرة في أحد حمامات القاهرة التي بلغت عدداً جاوز 1200 وهو منهمك في دلك جسمه بصابون زيت الزيتون النقي إذ به يخرج فجأة من حوض الحمام إلى القاعة الخارجية ويطلب ورقاً وريشة وحبراً ويبدأ في كتابة رسالته عن النبض حتى إذا ما انتهى منها رجع ثانية إلى الحمام وكأن شيئاً لم يحدث.
- كان يحفظ كتاب القانون لابن سينا عن ظهر قلب، ولذلك كان يلقي المحاضرات عن جالينوس وعن ابن سينا دون أي سابق تحضير، ولقد قال بخصوص كتبه التي ألفها: (لو لم أكن واثقاً من أن كتبي ستعيش بعدي مدة عشرة آلاف سنة لما كتبتها).
- نبوغه في فن المداواة من خلال جدارة ومهارة مسلكية منقطعة النظير حتى قيل عنه بأنه كان موسوعة في المعرفة تمشي على قدمين.
- أصالة تفكيره حيث كان يخضع ما يقرؤه للنظرة النقدية الممحصة.
- بل إنه كسر طوق التقيد بالطرق الموروثة عن السابقين ودعا إلى التحرر من هيمنة الأفكار التي ظهر فسادها في الوقت الذي كان غيره يرهب من انتقادها أو مخالفتها.
- أمانته العلمية وإنصافه وعدم تنكره لفضل العلماء الآخرين وقد كان يقول بصدد مخالفته لابن سينا: (خالفناه في أشياء يسيرة ظننا أنها من أغاليط النساخ).
- جمعه بين مختلف العلوم بشكل منسجم لا تفاوت فيه.
رابعاً: اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية
لقد تتبع ابن النفيس مسار الدم في العروق ولاحظ سريانه في الجسد لذلك فإنه قد استطاع – ولأول مرة في التاريخ – وصف الدورة الدموية فكان بذلك هو المكتشف الأول لها قبل سيرفيتوس الأسباني وهارفي الانكليزي، ولقد أثبت ابن النفيس أن الدم ينقى في الرئتين، فقد اهتدى إلى أن تجاه الدم ثابت وأنه يمر من التجويف القلبي الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – إلى التجويف الأيسر، فالدم يأتي غليظاً من الكبد إلى التجويف الأيمن حيث يلطف ثم يمر من الشريان الوريدي إلى الرئة حيث ينقسم إلى قسمين: قسم رقيق يصفى في مسام الشريان الرئوي. وقسم غليظ يتبقى في الرئة عن طريق القصبة الهوائية ويدخل الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – عبر جدارها النحيف ثم يصل الدم الرقيق المخلوط بالهواء إلى التجويف الأيسر حيث تتكون الروح التي ترج منه إلى الأورطة فالشرايين فالأنسجة، وأما غذاء القلب فيكون عن طريق أوعية خاصة تمر في صميم عضلة القلب.
خامساً: قصة فضح الفرية التي تنسب اكتشاف الدورة الدموية لهارفي وغيره
(يُتْبَعُ)
(/)
من المؤسف أن يردد بعض كتاب المسلمين والمنتسبين للعربة كذب أعدائنا حيث يذكرون أن هارفي الانجليزي أو سيرفيتوس الإسباني قد اكتشفا الدورة الدموية حيث إن هذا الكذب قد استمر قروناً ثلاثة إلى أن قبض الله من يفضح الكذب ويصحح الخطأ.
ها هو الطالب المصري محي الدين التطاوي قد جاء إلى مدينة فرايبورغ في ألمانيا ليدرس الطب هناك وأثناء متابعته مسيرة أبحاثه اكتشف مخطوطة لابن النفيس تثبت بدون شك أن سيرفيتوس وهارفي قد استقوا المعلومات التي نحلوها لأنفسهم وظهر للعالم على أنهم قد اكتشفوا الدورة الدموية، لذلك فقد اطلع الطبيب أساتذته على اكتشافه هذا مظهراً لهم النصوص من واقع مخطوطة ابن النفيس وهم بدورهم أرسلوا تلك النصوص العربية المقتبسة من كتاب ابن النفس – بعد أن أخرجوا من مكتبة الدولة كل المخطوطات القديمة وأشبعوها بحثاً وتنقيحاً ومقارنة – إلى زميلهم المستشرق الألماني مايرهوف نزيل القاهرة يسألونه عن رأيه في ادعاء الطبيب المصري، وأذهل الاكتشاف مايرهوف فأبلغ زملاءه بصحة ما ذهب إليه تلميذهم التطاوي وأرسل بالخبر إلى المؤرخ الكبير، سار ثم على جناح السرعة فأدرجه في نهاية كتابه الذي كان يعده وهو مقدمة في تاريخ العلم ثم أثبته في الطبعة الثانية من كتاب دائرة المعارف الإسلامية فتأكد الحق، وهو أن ابن النفيس هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى. ثم إنه قد أثبت مؤرخ الطب الفرنسي بي ني وتلميذه الدكتور عبد الكريم شحادة أن سيرفيتوس قد اطلع على ترجمة كلام ابن النفيس فأفاد منها وتكلم عنها دون أن يذكر أنه استقاها من كلام ابن النفيس. وكذلك فعل هارفي عندما نقل عنه هذا الاكتشاف، ولكن لم يشر إلى مصدره الذي هو ابن النفيس.
فكم من فارق بين أمانة المسلمين عندما نقلوا علوم غيرهم فلم ينتحلوا لأنفسهم المعلومات التي استقوها وبين خيانة الذين كانوا يعبون الحقائق العلمية التي خلفها أجدادنا ثم ينسبونها إلى أنفسهم وكفى بها خيانة).
إن مستشرقة أوربية قامت بتكذيب ذلك حيث قالت عن ابن النفيس إنه: (أول من نفذ ببصره إلى أخطاء جالينوس ونقدها ثم جاء بنظرية الدورة الدموية. لم يكن مارفيتوس الأسباني ولا هارفي الانكليزي بل كان رجلاً عربياً أصيلاً من القرن الثالث عشر الميلادي، وهو ابن النفيس الذي وصل إلى هذا الاكتشاف العظيم في تاريخ الإنسانية وتاريخ الطب قبل هارفي بأربعمائة عام، وقبل سارفيتوس بثلاثمائة عام).
ومن المدهش جداً أن مجلة عربية تصدر في بلد عربي مسلم ويدعي القائمون عليها أنهم يلتزمون الموضوعية وينشدون التقدم يم ينشرون في مجلتهم صدى أكاذيب أعدائنا فيساهمون بذلك في طمس معالم الحق وترويج الهراء والإفك ويا للأسف.
سادساً: أهم أعمال ومنجزات ابن النفيس
1 - معرفة تركيب الرئة والأعوية الشعرية وشرح حقيقة الحويصلات الرئوية على الوجه الصحيح.
2 - فهم وظائف الرئتين والأوعية الدموية التي بين القلب والرئتين وبذلك خالف فهم ابن سينا، ومن قبله أرسطو، كما يؤكد ذلك د. عبد الله الدفاع.
3 - اكتشاف الدورة الدموية الصغرى وباكتشافها قضى على خطأ جالينوس السابق في هذه القضية.
4 - فهم وظائف الشرايين الإكليلية وتصحيح الخطأ الذي مفاده أن تغذية القلب من البطين الأيمن وبالتالي فهو أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية وبذلك صحح خطأ آخر كان سائداً من (أن أوردة الرئة فيها هباب وهو رأي جالينوس).
5 - شرح حقيقة تجدد الدم بالهواء من الرئتين خلافا لما كان سائداً من رأس جالينوس في هذه القضية.
6 - كشفه الاتصال بين أوردة الرئتين وشرايينها حيث إن ذلك يكمل رسم صورة الدورة الدموية ضمن الرئة.
7 - وكما أشرنا في الفقرة (5) فإنه قد سبق إلى تصحيح خطأ جالينوس فقرر أن الشرايين في الرئة تحتوي الدم وليس فيها هباب.
8 - اكتشف غلظ جدران أوردة الرئتين بشكل اكثر من شرايينهما.
9 - جزمه بعدم وجود فتحة بين البطينين في اقلب خلافاً لرأي جالينوس.
وملاحظة التدرج بالمداواة من المفرد إلى المركب عند الاقتضاء.
11 - فهم علاقة العين بالدماغ وأنها (ألة للبصر وليست باصرة).
سابعاً: أهم مؤلفات ابن النفيس
(علماً بأن الدكاترة فروخ وحلاق في كتابهم: تاريخ العلوم عند العرب أوصلوها لـ24 مؤلفا). إلا أننا نكتفي بالقول:
لعل أهم مؤلفات ابن النفيس تلك الموسوعة التي بدأ بتأليفها في علوم الطب وكان من المتوقع أن تبلغ ثلاثمائة جزء. ولكن المنية عاجلته ولم يتم منها إلا كتابة ثمانين جزءاً فقط، وكما ذكر د. عبد الحليم المنتصر فإن اسم هذا الكتاب – الموسوعة – هو: (الشامل)، والجزء الذي أنجزه منه وبيضه ثمانون سفراً، هو الأن وقف بالبيمارستان المنصوري في القاهرة).
ونشير هنا إلى أن أهم مؤلفات ابن النفيس هي:
1 - الشامل في الطب والموجود منه ثمانون جزءاً.
2 - شرح القانون وهو عدة أسفار، والمقصود بالقانون كتاب ابن سينا.
3 - موجز القانون وهو اختصار لكتاب ابن سينا (القانون).
4 - كتاب شرح تقدمة المعارف، وكتاب التقدمة هو لأبقراط.
5 - كتاب تشريح القانون، وفيه وصف للرئة.
هذا وعلى الله القصد، والحمد لله رب العالمين.
اخوكم ابو ميسرة من غزة المحاصرة (فلسطين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا ميسرة
وأعجبني جدا طريقته في تنظيم الغذاء أفضل من الأدوية والعقاقير
شكرا لك
وبارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت(/)
رواية البشارة والثورة
ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:06 م]ـ
:::
العشاق: رواية البشارة والثورة
بقلم الكاتبة: رابعة حمّو*
تطل علينا رواية "العشاق" للأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور في طبعتها السادسة (2004)، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت، في زيها الفلكلوري الفلسطيني. ويحمل هؤلاء العشاق وردة حمراء تعتلي سطح الرواية كعربون محبة وإخلاص لمعشوقتهم. صورة مفتاح تشكل خلفية بصرية للعنوان لتُرسخ من فكرة الحب والتفاني الذي ينصهر في معمار الرواية مكوناً ملمحها العام وعنوانها الرئيسي.
لكن أي عشاق هؤلاء؟ وأي معشوقة تلك؟ سرعان ما نكتشف من أولى اسطر الرواية أنهم عشاق الأرض الفلسطينية الذين تماهوا وتشبثوا بهذه الحبيبة الغالية. وتكبدوا لهيب هذا العشق في أقدم مدن التاريخ "أريحا".
تنفرش الرواية على ثلاثة أقسام منفصلة شكليا ومتداخلة فنياً لتشكل في مجموعها 281 صفحة، هي مجموع صفحاتها من الحجم المتوسط الكبير. ويحتل عنوان "مدينة القمر"، اسم القسم الأول منها الذي يتفرع عنه سبعة عشر جزءا مرقما من 1 إلى 17. يبدأ في الصفحة 33، وينتهي عند الصفحة 142، مكونا بذلك أكبر أقسامها. ويتقدم هذا القسم سبع عشرة صفحة تعد بمثابة مقدمة وتمهيد لديناميكية السرد في للرواية.
" في الألف الأول بنيت أريحا". عبارة استهلالية تفتح بها الرواية أبوابها على أقدم مدينة في التاريخ. ويأخذنا أبو شاور من يدنا لنجول معه وكأنه دليل سياحي ليطلعنا على هذه المدينة العريقة. بل نكاد نسمع صوته وهو يقص على مسامعنا معلومات تاريخية وطريفة.
"أعاد الكنعانيون العرب تشييد أسوارها وأبراجها، لحمايتها من الغزاة"."ارتفعت أسوار أريحا وحدا وعشرين قدما، وعند زوايا السور جثمت الأبراج حيث يطل الحراس من الشقوق المائلة لمراقبة السهول الفسيحة، وسفوح جبال مؤاب شرقي الأردن" ص5.
"أريحا مدينة القمر، تنبت أشجارا استوائية وجبلية وساحلية، مدينة جهنمية، غريبة، خصبة، أريحا ليست مدينة، إنها تاريخ، في تربتها تمتزج الأساطير بالواقع التاريخي. إنها مدهشة، البحيرة الوحيدة الميتة في العالم". ص 8
" لقد وجد علماء الآثار بقايا عظام أطفال في جرار فخارية تحت جدران البيوت في أريحا، فظنوا أن أهالي أريحا كانوا يذبحون أطفالهم أضحيات للآلهة كي تحفظ بيوتهم من الانهيار ... أما موتاهم الكبار فكانوا يوارونهم في مقابر جماعية كي يدرأوا عنهم الوحشة". ص9.
ويتدرج أبو شاور في تعريفه بأريحا منذ عهد أجدادنا الكنعانيين الذين عمروا الأرض، وغرسوا الأشجار، وحصّنوا المدينة بالأسوار والأبراج. فرحلوا وخلّفوا وراءهم هذه المدينة، وحكمتهم الخالدة: الحجارة لا تحصن المدن، الأسوار لا ترد الغزاة". ثم ينتقل إلى العصر الحديث، فيروي لنا عن سجن أريحا الذي شيده الانتداب البريطاني. وخلَّفه لقائد المقاطعة الأردني الذي تركه بأوراقه وأضابيره وملفاته ليصبح مقراً للحاكم العسكري الإسرائيلي بعد حرب 1967. ولا ينسى أبو شاور أن يعرج بنا على مخيمات اللاجئين الذين تدفقوا على أريحا بعد نكبة عام 48 وهي: عين السلطان، مخيم النويعمة، ومخيم عقبة جبر أكبرها وأكثرها كثافة سكانية.
أما القسم الثاني من الرواية فيحمل اسم "الحرب: القسم الأول". وقد قُسَّم هذا القسم إلى ثمانية أجزاء. يبدأ من الصفحة 144 وينتهي عند الصفحة 182. وفيه نتعرف على استعدادات حرب 1967. فتطل علينا أم كلثوم بأغنيتها الوطنية:
" جيش العروبة يا بطل الله معك
يا ويل ... يا ويل من يمنعك
ودي فلسطين الحزينة بتنتظر
جايين نحرر البلاد ...
جايين نطهر الحمى
طالعين كما طلع الصباح
من بعد ليلة ظلمة" ص144
وفي هذا القسم نستجلي ضعف الجيوش العربية المشاركة في هذه الحرب. فالجيش المصري لا يعرف جغرافية البلاد. والجيش الأردني انقطع عن جنوده الطعام في أولى أيام الحرب. فينتهي هذا القسم بالهزيمة، واحتلال الضفة، ومرتفعات الجولان، وقطاع غزة. ويصبح أهل فلسطين في زنزانة واحدة تضمهم بعد أن تقطّعت أوصالهم تسعة عشر عاما من الاحتلال الأول لأراضيهم عام 1948. وتستمر وقع أحداث النكسة إلى القسم الثاني من الرواية الذي يبدأ من الصفحة 148 إلى الصفحة 281. وفيه تتبلور حركة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال برفض الذل والاستكانة. فيبدأ العمل
(يُتْبَعُ)
(/)
الفدائي والسعي من أجل خلاص فلسطين وإعادة أبناءها إليها.
وعند تتبعنا للحدث السردي في الرواية، نلاحظ أنه يبدأ من نقطة مغلقة، يتسع شيئاً فشيئاً، حتى يصل إلا ما لا نهاية. فالرواية تبدأ من أريحا، تتسع مروراً بحرب الأيام الستة، وتنتهي إلى ما لا نهاية ممثلة بالأمل، وفعل المقاومة الذي وُلد بعد هذه الهزيمة.
أريحا حرب 67 ميلاد المقاومة (الأمل)
تحمل اللوحة النهائية في الرواية دلالات عدة. فارتباط محمود وندى بالزواج ورغبة الأب بإنجابهما الكثير من الأطفال، تشبه الارتباط والزواج الروحي الذي تم بين شطري فلسطين المحتل احتلت عام 48، والتي احتلت بعد حرب 67. وما خلَّف هذا الارتباط المقدس من ولادة الطفل الذي يمثل حركة المقاومة الفلسطينية التي أخذت زمام المبادرة وقادت آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بالتحرر من رقبة الدول العربية أولا وإسرائيل ثانياً. فصوت الطفل الذي يملأ الآفاق، هو البشرى بميلاد المقاومة الفلسطينية عام 67، التي كانت ضرباتها الموجعة في العمق الإسرائيلي، ولعللعة رصاصها الحل الوحيد للتحرر.
محمود و ندى = أهل فلسطين 48 وأهل 67
الارتباط/ الزواج (بعد خروج محمود من السجن) = الارتباط / الزواج الروحي (بعد انشطار دام 19 سنة)
صوت الطفل/ ميلاد الطفل = صوت الرصاص هو حركة المقاومة
البشارة / أمل المستقبل = البشارة / الأمل في التحرير
الأبعاد السياسية في رواية العشاق:
تشغل الأبعاد السياسية في رواية "العشاق" جانباً مهماً. بل نجزم القول أنها تؤرخ لهزيمة 1967. وتبين الظروف السياسية التي فُرضت على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع قبل هذه الهزيمة. إذ تفضح الشخصيات الروائية من خلال أحداث الرواية أسباب النكسة. ولا تقف عند هذا فحسب، بل وتفندها إلى 3 أقسام رئيسة. وهنا يترك أبو شاور لشخصياته العنان لتكشف عن هذه الأسباب. فنسمع صوت الأستاذ محمود وهو يميط اللثام عن تواطؤ الدول العربية مع إسرائيل، وتسهيل مهمتها في التهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. وذلك بزرعها بالعملاء والجواسيس والمارقين واللصوص الذين تسلَّطوا على رقبة الشعب الفلسطيني، وساهموا في طحنه، وتعطيل قواه الوطنية، وملاحقة الفدائيين والمثقفين أينما كانوا. كشخصية أبي صالح/ رئيس بلدية أريحا. وأحمد خطّاب / الضابط في السجن الأصفر. والمختار / خال الأستاذ محمود. وإدريس/ ضابط الشرطة في المقاطعة. فكل واحد من هذه الشخصيات كانت معولاً في ظهر الشعب الفلسطيني وأذاقه الأمرين. فأبو صالح لا يهتم بالسياسة. لكنه يجب أن يمثل الشعب في البرلمان. فالسياسة عنده مجرد وجاهة وليست مسؤولية وطنية، ومشروع مقاومة لطرد العدو. بل هي وسيلة:
"لاستدراج كبار المسئولين في النظام من أمراء وضباط مخابرات ووزراء، وبعد الاحتلال استقبل في المحفل كبار اليهود إخوته في الماسونية"ص17.
أما شخصية احمد خطّاب، الضابط الفلسطيني في سجن عقبة جبر كان سوطاً يُجلد به أبناء المخيم. ويفضح محمود أفكاره المتواطئة مع السلطة بالمونولوج الذي دار بينه وبين أحمد خطاب وقت خروجه من السجن.
"نحن جميعا نحب فلسطين. ولكن لكل أمر أوانه. ثم نحن لا نعرف من هم هؤلاء الذين يتسللون عبر الحدود. يدعون أنهم يقاتلون إسرائيل، حسناً، ولكن فليسفروا هؤلاء عن وجوههم. لماذا يتحركون في الظلام. يريدون جرنا إلى حرب لم نقرر خوضها بعد" ص37.
ولم يقف موقف العملاء على الوشاية والجاسوسية. لكن تعداه إلى اللصوصية والسرقة من قوت الشعب الفلسطيني، الذي يقبع في المخيمات ويلحقونه على "لحسة الحليب". فها هو الشيخ أبو نعمان ناطور المخيم، ومؤذن الجامع يتلقى الضرب المبِّرح على رأسه من الجواسيس واللصوص. لأنه كان يراقب تحركات كبار المسئولين والموظفين في مخازن الاونروا، ويعرف سرقاتهم ودسائسهم.
"هذا شقيقي، الشيخ أبو نعمان، لقد هاجمه مجهولون ليلة أول أمس وانهالوا بالعصي على رأسه، وظهره، كادوا يقتلونه ... ولكنه لم يخبر الشرطة ... الشرطة ورئيس المخفر ومدير المخيم، ومساعد مدير المخيم يشكلون عصابة، أما المخاتير فواحد منهم شريك في العصابة، لأنه قوي ويعرف قائد المقاطعة" ص 61.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مهام هؤلاء الجواسيس أيضاً خنق الشعب الفلسطيني، وبعثرة آماله في الحياة، وقتل كل شيء جميل في حياته. فمحمد الفنان الذي يتأبط عوده وكأنهما عاشقان، يتلقى الضرب والاهانه لأنه يغني في الحفلات الأغاني والأهازيج الفلسطينية ولا يغني لملك البلاد.
"هي أنت، يا ولد تعال. ارتجف قلب محمد، توجساً وغضباً، فهذا الشرطي إدريس، اشتهر بالاعتداء على شباب المخيم، وإهانتهم أمام الفتيات.
ها ماذا تريد يا سيد إدريس. قال إدريس: نريدك أن تنظف لنا المرحاض ... أدار محمد ظهره، خطا خطوة واحدة، وإذا إدريس يمسك به من ظهره ويثبته ... يا ابن الكلب، ستنظف المرحاض ... قال إدريس: هاتوا المقص ... احضر احد الشرطة المقص وناوله إدريس، الذي اخذ يجذب شعر محمد وهو يضحك ... تغني في الأعراس، ها سيدنا لا يعجبك" ص 98.
أما السبب الثاني الذي تُفصح عنه الشخصيات في الرواية، فهو قلة الاستعدادات العربية لخوض معركة كبيرة وحاسمة كهذه. فالإذاعات العربية خاضت حربا إعلامية هزّت الوطن العربي بطوله وعرضه، ووعدت الشعوب العربية بنصر مظفر على إسرائيل، والادهى من هذا النصر استعادة فلسطين من قبضة إسرائيل. بينما الواقع على أرض المعركة شيئاً آخر. فقد هُزمت الجيوش العربية الثلاث في ستة أيام، واحتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وسيناء والجولان.
" إذا كانت الاستعدادات العسكرية بقوة الأغاني، وجودة الألحان، فالنصر حليفنا، أما إذا كانت الأغاني أفضل من الاستعدادات فالويل لنا" ص 146.
" ارتفعت أصوات في الخارج: سلاح، سلاح، نريد سلاح" ص 153.
"والله العصا أفضل من بنادقكم التي خاضت الحرب العالمية الثانية.
هذه بنادق أكلها الصدأ. إنها لا تنفع لصيد العصافير ص 161
ولم تقف قلة الاستعدادات على قلة الأسلحة وعدمها في مناطق أخرى. كذلك قلة التموين. فأنّى لجيش يتقدم في المعركة وينتصر ولم يصل له الطعام منذ أول يوم في الحرب؟! وبدل أن يدافع عن الشعب، أصبح عبئاً عليهم ينتظر امدادات الطعام منهم. صورة مقلوبة، تؤدي إلى نهاية معكوسة!
" يا شاويش المغفر هل ستعيدون فلسطين بجيش انقطع عنه التموين في اليوم الأول للحرب؟ يا شاويش المخفر، أمس سألني احد ضباط الأمن عن الطريق المؤدي إلى "عين الديوك"، أنه ضابط استطلاع ولكنه لا يعرف أين تقع عين الديوك، وهل توجد طريق ترابية عريضة توصل إليها أم لا. ومع ذلك تقول أنها حرب" ص158.
أما ثالث هذه الأسباب فهو عدم وجود قيادة فلسطينية سياسية وعسكرية تقود الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات. فمنذ الثورات الأولى في فلسطين، وقيام الاضرابات الكبرى فيها. افتقدت الحركة الثورية الفلسطينية لقيادة تقود الشعب الفلسطيني نحو التحرير. فاحتلت الدول العربية القضية الفلسطينية. وأصبح حال الفلسطينيين "كالأيتام على مائدة اللئام". وبقيت أمورهم كذلك حتى بزغت شمس المقاومة بعد نكسة 67. وأثمر صبرهم عن ميلاد حركة المقاومة التي ولدت من رحم المخيمات، وعزائم شبابه ونسائه. وولَّدت تحركات الفدائيين المتسللين أملا في الخلاص من الاحتلال. وتشير آخر فقرة في الرواية على ميلاد هذه الحركة الثورية التي مثلت الأمل في التحرير وعودة الحقوق المغتصبة.
"أخذ المساء يهبط ناعماً، رطباً بالنسمات المنعشة، تمتم أبو خليل وهو يسير بمحاذاة الجدول، مصغياَ للخرير: (تزوجا يا محمود أنت وندى، وأنجبا كثيرا من الأطفال)، أنا اعرف انه موافقة. سمع ضحكة طفل، ضحكة طفل جذلى، مرحة، ولكن الرصاص كان يقطع تلك الضحكة، التي كانت تعود لتنطلق من جديد، حلوة ومرحة" ص281.
الأستاذ محمود وفعل المقاومة:
تعج رواية "العشاق" بالشخصيات، وتتحرك بين دفتي الرواية بطقوس كرنفالية مهرجانية تضبط إيقاعها شخصية الأستاذ محمود، الذي يمثل مركز الرواية وثقلها، وترتبط به وكأنها فتات الحديد في حقل جاذبيته. لكن من هو الأستاذ محمود الذي يقود دفة الشخصيات في الرواية؟
يشي اسم الأستاذ محمود بمهنته. فهو أستاذ للغة العربية في مدرسة الوكالة في المخيم. سجن لأنه كان يحرض الطلاب ضد الحكومة.
"ما كنا نستطيع فعل شيء العين بصيرة واليد قصيرة، لنفرض أنك حرضت الطلبة على الاضطراب. لماذا حرضتهم؟ لأن وطنهم امتهن. والمواطن أذل على يد الغاصبين، ماذا في ذلك؟ ص80
(يُتْبَعُ)
(/)
اغتيل والده عباس عام1955 على أيدي حرس الحدود الأردني عندما كان طفلاً صغيراً. " والدنا الذي اغتاله حرس الحدود الأردني، وهو يعود من الأرض بعد أن قاتل مع رفاق له ضد الاحتلال" ص82.
ويعتبر عضواً فعّالاً في الجبهة الشعبية ـ نستدل على ذلك من أحداث الروايةـ المحظورة من السلطات الأردنية في الضفة آنذاك. أحب ندى المعلمة أيضا في مدرسة الوكالة. فخططا للزواج، وبعد حلول النكسة عام 67 قررا البقاء في أريحا والصمود فيها.
ونلاحظ أن الأستاذ محمود هو بؤرة العمل الوطني/ الايجابي في الرواية الذي تلتقي عنده جميع الشخصيات الايجابية والوطنية. فهو يؤسس مع أخيه مقهى ليتخذه غطاءاً لتحركاتهم الفدائية. ويشكل مع صديقيه (حسن و زياد) خلية للعمل الفدائي في أريحا. كما يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع الأب الياس الذي يساعد الفدائيين ويعمل على تغطية تحركاتهم ويبارك عملهم. كذلك يحب أبو خليل والد ندى (حبيبته) المتشبث بأرضه وزيتونته، الرافض التعاون والتجسس لصالح داوود الإسرائيلي. فالأستاذ محمود هو عصب الرواية وعمودها الفقري الذي ترتبط به بقية الشخصيات الأخرى:
الأستاذ زياد / حسن
محمود ندى /أبو خليل المقاومة
الأب الياس/ محمد
كذلك نلاحظ أن الرواية تنفتح به وتنغلق به. إذ تنفتح اللوحة الأولى في القسم الأول على خروجه من السجن بتهمة التحريض ضد الحكومة، ومساعدة الفدائيين في التسلل من أغوار الأردن إلى الضفة الغربية. فخروجه من السجن يمثل تحرره من رقبة العساكر الذين كسروا أضلاعه وضربوه في السجن. أما اللوحة الأخيرة فتغلق المشهد السردي برغبة والد ندى أن يتزوج محمود من ابنته، وان ينجب الكثير من الأطفال. وبهذا يصبح الأستاذ محمود حاملاً لدلالات عدة:
1. الأستاذ محمود = فلسطين
تحرر من السجن = تحررت من رقبة الدول العربية
2. محمود وندى = فلسطين 48/ فلسطين 67
3. ارتبطا بالزواج = ارتبطا بعد انفصال دام 19 عاما
محمود وندى = فلسطين
رغبة الأب بإنجاب الأطفال = أنجبت المقاومة
الشخصيات الدينية في الرواية:
تتوزع الشخصيات الدينية في الرواية على أربعة شخصيات محورية هي: الشخصيات الإسلامية. ممثلةً بالشيخ أبو نعمان. والشخصيات المسيحية ممثلةً بالأب حنا والأب الياس. والشخصيات اليهودية ممثلةً بداوود. وتضفي هذه الشخصيات المِسحة الدينية على الرواية. ونلاحظ أن دخول هذه الشخصيات ليس من قبيل المصادفة، بل هي تأكيد على دورها الذي لعبته أثناء نكبة الفلسطينيين. فالشيخ أبو نعمان فقد زوجته وأولاده في حرب 48، يعمل مؤذناً لجامع مخيم النويعمة وناطورا لمخازن أغذية الاونروا التي كانت تصرف المؤن للاجئين الفلسطينيين. فكان لحسِّه الوطني وخوفه على لقمة الطعام للأطفال الفلسطينيين، انه اكتشف العملاء والجواسيس الذين طالت أيديهم مؤن الاونروا. فكان نصيبه تهشيم رأسه وضربه وفي النهاية قتله.
"الشيخ أبو نعمان، لقد هاجمه مجهولون ليلة أول أمس وانهالو العصي على رأسه ... ضربوه لأنه يحرس مخازن توزيع مؤن الوكالة، إنه يراقبهم بحزم، لقد رفض أكثر من مرة أن يسمح لهم بإخراج المسروقات" ص 60
" اليوم الجمعة، قلت أروح واصلي مع خالك ابو نعمان ... رحنا إلى المسجد. كنت أنا داخل المسجد أصغي لآذانه حين دوى الرصاص، تمددت على الأرض، وبعد قليل انقطع الرصاص، فنهضت وركضت بلا وعي ... فرأيت خالك وقد سقط عن المئذنة والدم يبلله، وجسده ساكن بلا حراك" ص 264.
أما الأب حنا فقد ساعد الفلسطينيين اللاجئين عام 48. ودلّك أقدام أطفالهم عندما هجم الثلج في تلك السنة، وبحث عن الحطب في بيوت أهالي بيت لحم.
" جسده الصغير ووجهه الطيب السمح، وعينيه الحزينتين، أتذكر كيف عمل بدأب وشجاعة لمواساة اللاجئين عام 1948" ص123.
" مسكين الأب حنا، ظل يعمل ليل نهار، يدَّلك أقدام أطفال بالماء الساخن، يحضر الطعام، يتفقد الأسر المكدسة لصق بعضها ... والله انه مات شهيدا لقد أحب المسيح فيكم وأحبكم في المسيح" ص 88.
أما الأب الياس " فهو حزين جداً وشارد الذهن لا يأكل ولا ينام، يدور في شوارع المخيم وأزقته، كأنما يبحث عن الناس" ص 199. لكنه يستعيد قوته وهمته بعد أن بدأت هجمات الفدائيين، كأنما أحييت الأمل في صدره من جديد بعودة الوطن." أنا مع حمل السلاح في سبيل تحرير الوطن" ص127.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما رابع هذه الشخصيات فهو شخصية داوود اليهودي. القادم من عصير الأساطير والخرافات ليثبت حقه في ارض فلسطين. فهو ينقب عن الآثار، ويبحث في الأرض، ويروي الخرافات ليثبت وجوده في فلسطين. وتمثل هذه الشخصية دور الشخصيات الدينية التي تستند على التوراة والأساطير لتثبت حقها في فلسطين. لكنه يتلقى ضربة على رأسه بعظمة كبيرة أخرجها والد ندى" أبو خليل" من جوف الأرض، وكأن أبو شاور أراد لهذه الشخصية أن تموت بعظمة مستخرجة من باطن الأرض كرد منها أن هذه الأرض ليست له، وأنها "تتكلم عربي".
المفارقة في رواية العشاق:
يحمل مصطلح المفارقة في طياته معانٍ عدة. كالسخرية، الغمز، الهزء، اللذع، والقبض على التناقض، الهجوم على المستقر الراكد، خرق السنن، قلب الدلالات، وأخيرا تجريد الخصم من المميزات بطريقة هزلية. وحين نعيد النظر في "العشاق" نجد أن مظاهر المفارقة بادية في كل شيء. في الشخصيات، في الموقف، وفي وصف الأحداث. وهذا ما يشيع روح السخرية في عروقها، وما يفتح من فكاهة سوداء ترفع من نبض النص الروائي، فتترك وراءها أسئلة وأسئلة قائمة في النفس بحثاً عن المعنى المقصود. ويقلب السرد عند أبو شاور ذلك النفس الفكاهي في الجمع بين النقائض حيناً، والانتقال المفاجئ بين حالتين لا تنتميان إلى حالة مزاجية واحدة أو وضع روحي واحد، أو من خلال الجمع بين الجدِّ والهزل، أو غير ذلك مما يصعب حصره إلا بمواجهة الرواية. وسأبدأ بأولى لوحات السخرية عند أبو شاور وهي:
1. السخرية في الشخصيات:
نلاحظ أن أبو شاور سلَّط السخرية على الشخصيات العميلة والجاسوسة في الرواية. وهذا ما يطمح إليه المبدع. الانتقام من شخصية الطاغية والمستبد بالضحكة السوداء التي توجه كالسهام إليه وتنتقص من قوته، بل وتذله أحياناً. وتثير الهزل والسخرية منه أمام الضعيف صاحب الحق. حتى يحقق التوازن السردي في الرواية. إنها مفارقة خفية تجعل الابتسامة تتسلل بخفةٍ إلى الأعماق لتخرج من بين الشفتين في لحظة، وتتركنا تنفجر بالضحك في لحظة أخرى. أمام موقف مبني على الحقد والكره لهذه الشخصية المنهزمة أمام نفسها وأمام محتلها، الذي جعل منها ألعوبة بين يديه. فتتبدد الضحكة السوداء وتنطلق كالسهم آخذة بثأر الضعيف الذي لا حول له ولا قوة.
نتوقف عند أولى هذه الشخصيات. وهي شخصية "أبو صالح". فأبو صالح الذي فتح كراج بيته مرتعاً للماسونية، وكبار الموظفين، ووكالة الغوث ودوائر الدولة في أريحا. وقدم نفسه رخيصة للمحتل ضد أبناء شعبه. لا يفهم بالسياسة، لكنه يجب أن يمثل الناس في البرلمان. علاوة على ذلك أنه ألثغ اللسان ينطق الكلام بطريقة مضحكة. وهنا نلاحظ أن أبو شاور جمع بين النقائض. فأبو صالح لا يفهم بالسياسة لكنه ماسوني (وهو حزب سياسي يرتكز على أسس دينية). ويجب أن يمثل الناس في البرلمان (وما يمثل البرلمان من عرض لمطالب الناس والدفاع عن حقوقهم) إلا أنه ألثغ اللسان ينطق الكلام بطريقة مضحكة. إذا، كيف سيمثل شعباً تحت قبة البرلمان وهو يحتاج إلى من يفسر له كلامه؟!
لكن وفر لنا أبو شاور هذا الجهد فهو الذي يقوم بهذه المهمة ففسر لنا كلامه بين قوسين بدل أن نقع في "حيص بيص"!
ـ يا ثمير (سمير)، اذهب واثرخ (اصرخ)، قل لهم: غداً إضراب، بأمر رئيث (رئيس) البلدية. ص14
ـ أطرق أبو صالح ثم رفع رأسه ببطء وقال ... آ، ثحيح (صحيح)، لا تذهب. ص15
ـ لقد أحرقتم الاقثى (الاقصى) ... انتثرتم (انتصرتم) في الحرب معلش، استوليتم على البلاد، ماشي الحال. لكن أن تحرقوا مثاجدنا (مساجدنا)
ـ قال أبو صالح: أنا اثكر (أسكر) وأيضاً أحب النثوان (النسوان) واقترف كل الموبقات، لكن لا اقبل الاعتداء على الدين.
قال أبو صالح: غدا إضراب يا حالكم عسكري ... ستحبس إذا حدث إضراب يا رئيس البلدية.
ـ الحبث (الحبس) للرجال يا حاكم عسكري.
ولا تقف السخرية من شخصيته المضحكة. كانت حملته الانتخابية كذلك:
"ففي كل يوم ومنذ الصباح، يدور سمير منادي البلدية والطلبة على جنبه والأولاد خلفه وهو يتأوه ويتحشرج ويلهث، والعرق يتصبب من كل جسده:
يا بو صالح عزك دام
يلبق لك البرلمان
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النسوة الريحاويات المستأجرات، فكنَّ يغنين داخل ساحة البلدية تتوسطهن (فتحية) ذات السمعة السيئة، وهات يا خلع وغناء، ونقر درابك وتفقيش ولوي قدود. لكن أكثر أطراف الحملة انبساطاً هم شلة السواقين والزعران والحشاشين، لقد كانوا يدورون بالباصات وفي سيارات تزينها، أو تغطيها صور المرشح المسقل أبو صالح ...
كانت الباصات تمخر شوارع المخيم الترابية بسرعة جنونية مخلفة الغبار والضجيج، بينما الأبواق تمرق في الفضاء، فيتقافز الناس مبتعدين ويطلقون اللعنات على المرشح المستقل وشلته. بعدئذٍ كانت قافلة الباصات وسيارات الشحن والتاكسي تتجه نحو البحر الميت، وهناك تأخذ الشلة في السكر والتحشيش، والعربدة، ويعودون بعد هبوط المساء مترنيحين فيسألهم أبو صالح أين كنتم يا أولاد؟
فيجيبون وقد تعتعهم السكر:
كنا نعمل دعاية في مخيمات اللاجئين.
فينبسط الرجل، ويهتز جسده الضخم، وترتعش شراشيب طربوشه" ص13.
فهذه الحملة الانتخابية التي تتقدمها الدرابك، والراقصة فتحية، ويروج لها السكيّرين والحشاشين أجدى بحملة دعائية لافتتاح مرقص أو ملهى ليلي وليس حملة انتخابية للترشيح في البرلمان. هنا تنطلق الضحكة من هذه الحملة المشبوهة.
أما الشخصية الثانية التي سأتناولها فهي شخصية بكر بيك الشركسي المثيرة للضحك، القريبة من الرسم الكاريكاتيري. فهو "متوسط القامة، له رأس كبيرة، تستقر على منكبين ضيقتين، متحفز النظرات، بذيء، كرشه كبيرة، قبضتاه كبيرتان، في الخمسين، خداه مكتنزان، شعرأسه قصير أشيب، يضع (قلبقاً) على رأسه في الشتاء. ويتدثر بفروة دائما" ص20
ورغم غلظة شكله وجلافته التي توحي بالجِدْ والصلابة والقسوة، إلا أنه " أكل قتلة من زوجته أمام العسكر، في الدور الثاني من سجن أريحا، حيث كان يسكن، فتحطمت هيبته. لقد وشى أحدهم. للمرأة، بأن بكر بيك كان يخونها مع امرأة ريحاوية، وأعطاها العنوان، فداهمت زوجها في بيت الريحاوية ولكنه لاذ منها بالفرار، وفي الليل عاد مؤملاً العفو، لكنها تناولته حذائها، فسال دمه" ص 21.
نلاحظ الانتقال المفاجىء بين حالتين لا تنتميان إلى مزاج واحد. فبعد أن عرفنا غلاظة بكر بك وجلافته وشكله القاسي، ننتقل مباشرة إلى وضع مضحك. لقد أكل قتله من زوجته. فنحس أن أبو شاور أراد الانتقام من هذه الشخصية بالسخرية منها أمام الجميع فهو قد أكل هذه القتلة أمام عسكره، لذا انكسرت هيبته ورحل من المنطقة كلها.
وقد استطرق أبو شاور في هذه اللوحة. ففي إحدى المرات جلس بكر على مقهى الدحمس الملاصق للمخفر مباشرة. فسأله احد الوجهاء عن سبب كرهه للشيوعين! فاحمر وجهه وقال: " اكرههم فقط ... لقد كانوا يلاحقوننا من مكان لآخر، كنت طفلا ولكني أتذكر ... لقد كان أبي يدافع مع ألوف الرجال عن القيصر والدين الإسلامي.
فسأله الوجيه مرة أخرى: وما علاقة القيصر بالدين الحنيف. فقال: " القيصر ما كان يريد الاستيلاء على الأرض التي تخص والدي، ولكن الحمر كانوا يريدون الاستيلاء على كل شيء من أجل الرعاع"
وضحك الوجيه، فما كان من بكر إلا أن نادى حرسه، والشرطة من المخفر، وهو ملاصق للمقهى، وطلب إليهم اعتقال الوجيه لأنه احمر. لكن المخاتير ترجوا بكر بيك، وباسوا لحيته، بل إن أحدهم عمد إلى تقبيل (قلبقه) بأسلوب تبجيلي، ثم انتهت بتغريم الوجيه بدعوة بكر بيك والمخاتير على خاروف" ص 21.
وبهذه النهاية تنفجر الضحكة فمن ملاحقة على مدار ايام، وخوف، وغضب، واحمرار وجهه، وحرب ضد قيصر روسيا، ينتهي الموقف إلى دعوة على خاروف. فالانتقال من الجاد إلى الهزل هو ما يبعث على الضحك المتشفي من بكر بيك "عدو الحمر".
2. السخرية في الموقف:
تظهر مفارقة الموقف الهادفة حين يكون هناك قلب في المواقف. فالكوميدي يصبح تراجيدي، والجد يتحول إلى الهزل. وأمثلة ذلك في الرواية كثيرة، ولكن سأكتفي بذكر حادثة واحدة. إذ يذكرنا أبو شاور بالمظاهرات التي قامت ضد حلف بغداد عم 1955، ويصف لنا حال الشعب الفلسطيني في تلك الفترة:
(يُتْبَعُ)
(/)
" في تلك المظاهرات حمل الناس الشهداء، والجرحى واندفعوا يهتفون والدم الساخن ينزف أمامهم، ويحني ملابسهم وأجسادهم لكن الجنود أطلّوا برؤوسهم الصغيرة من وراء الصخور البركانية السوداء، وقد طلّوا وجوههم بالهباب الأسود وسددوا فوهات بنادقهم، ثم حيث تقدم الناس أطلقوا عشرات العيارات النارية فسقط المزيد من الجرحى ولاذ الناس بالفرار ... وفي اليوم التالي تدفقت الجموع الغاضبة من المخيمات الثلاث، وهدرت ألوف الحناجر، وتمكن الناس من بلوغ الساحة الرئيسة في المدينة ... وفيما كان احد الحزبين يلقى خطاباً يدعو فيه إلى الوحدة العربية، ويمتدح جمال عبد الناصر، ويكيل اللعنات للجنرال (تمبلر) ونوري السعيد، وحلف بغداد ارتفع صوت مجهول:
ـ إلى مشروع العلمي يا شباب. لندمر العملاء يا شباب ... بلغ الناس البوابة الخارجية، تدفقوا إلى الداخل، واقتلعوا الأشجار، حطموا سيارات الأمريكية الأنيقة، لكنهم لم يسيئوا للعمال المقيمين.
فتحوا أبوب المداجن، وتدفقوا ليمسكوا كل واحد منهم دجاجة سمينة بيضاء أو اثنتين" ص19.
وتنطلق الضحكة من المفاجئة والمباغتة في انقلاب الموقف. فمن أجواء متوترة ومشحونة بالغضب، ورائحة البارود التي تزكم الأنوف، وصورة الجنود طليي الوجوه بالهباب الأسود، وأصوات الهتافات، وسقوط الجرحى والشهداء ننتقل من هذا التوتر والوضع المتأزم. فتنقلب الصورة رأساً على عقب. حين نرى هذا "الانقلاب الأبيض" في خبر جريدة اليوم التالي للمظاهرة: ذهبوا يهتفون، وعادوا يكاكون" ص 19.
3. السخرية بالحدث
تستعرض رواية العشاق أوضاع الشعب الفلسطيني في المخيمات قبل حرب 67، وتعود قبل هذا التاريخ الذي ينبني على أسلوب التداعي واسترسال الذكريات ثم العودة إلى زمن القص عند سرد الأحداث لنكسة 67. التي يغوص بها إلى أدق أسبابها. ومن هنا تتجلى السخرية في حدث الرواية. إذ تجسد الأغاني الوطنية، والمهرجانات الغنائية، وابتهالات الدروايش، والاجتماعات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. استعدادات الدول العربية للحرب. فصوت أم كلثوم يقابله صوت أزيز الطائرات الإسرائيلية بطل النكستين. وابتهالات الدراويش يقابله قصف المعسكرات والطيارات العربية الرابضة في المطارات. والاجتماعات الكوميدية للزعماء العرب يقابله انتصار إسرائيل في حربها واحتلالها الشطر الثاني من فلسطين. وبدل استرجاع ما اغتصب من فلسطين، تحتل إسرائيل أراضٍ عربية أخرى.
وبعد هذه الوقفة القصيرة مع رواية "العشاق"، حريٌ بنا أن نسلط الضوء على ما رسخت له هذه الرواية التي تعدُّ احد علامات الطريق في الرواية الفلسطينية، وهو: أن الشعب الفلسطيني ليس عابر سبيل، ولم يولد من الحائط، بل هو وريث حضارة قديمة تركت آثارها في باطن الأرض كما على وجهها، وما السبيل لاستعادة الحقوق المغتصبة إلا بالمقاومة والسلاح، وبذل النفس، وليس بالخطب الحماسية، والأغاني الوطنية، كما رأينا في ثنايا الرواية.
*الكاتبة: رابعة حمّو باحثة في الأدب العربي
اخوكم ابو ميسرة من غزة (فلسطين)(/)
عائد إلى حيفا
ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:12 م]ـ
سامي ميخائيل روائي صهيوني يسرق رواية
"عائد إلى حيفا" في طريقه إلى نوبل
بقلم الكاتب: عدنان كنفاني
ليس غريباً أن نسمع بين وقت ووقت عن عملية سطو جديدة على قيمنا وتراثنا الوطني الفلسطيني والقومي العربي من قبل الصهاينة، المشبعين بعنصرية لم ير التاريخ أبشع منها، إذ إنها تقوم وتتأسس على تذويب كل من هو غير يهودي صهيوني لبقاء الصهاينة فقط قادة للعالم وما عداهم ليس أكثر من خدم وعبيد وحجارة.
كان أول ما سطوا على الأرض مستخدمين دعم القوى العالمية والحجج الواهية الكاذبة بأنهم يملكون هذه المنطقة ولهم فيها التاريخ والجذور الشيء الذي نفته إطلاقاً كل الوقائع على الأرض من بحوث وتنقيب وذاكرة، فكان أن تمدد السطو ليسرقوا تاريخنا وحضارتنا وتراثنا حتى ملابسنا التقليدية وعاداتنا وأغانينا ومواويلنا بعد إجراء بعض التزييف ليتماشى مع تطلعاتهم العنصرية.
اليوم تأتينا معلومات وإن لم تكن على هذه الدرجة من الجدّة إلا أنها تشير بوضوح أكثر على مفهوم السرقة بتفسيراتها المتعددة لتطال في هذه المرة أدبياتنا وإبداعات مبدعينا ورموزنا ..
فجأة تكتشف دار النشر اليهودية (عام عوفيد) علاقة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الأدبية الإسرائيلية بين الرواية الأخيرة (حمائم في ترافلجار) للكاتب اليهودي الشهير سامي ميخائيل، وبين رواية الأديب الفلسطيني الشهيرة أيضاً (عائد إلى حيفا) التي كتبها غسان كنفاني وصدرت في العام 1969 .. أي قبل رواية ميخائيل بعشرات السنين، وقد حذف عنوان رواية كنفاني من الإعلام الصهيوني بناء على طلب من سامي ميخائيل كما ورد على لسان مجرية الحوار مع الكاتب.
من الواضح أن رواية سامي ميخائيل حمائم في ترافلجار تقوم في أساسها على رواية غسان كنفاني عائد إلى حيفا. حتى في بعض التفاصيل الصغيرة كما أوردتها دار النشر التي أعلنت عن عملية السرقة بالصورة والتوثيق، ولكن رواية الـ"حمائم" وتماشياً مع التوجّه العنصري الإسرائيلي أهملت المعنى والهدف الأساسي الذي رمز إليه غسان. ونحتت صوراً أخرى غريبة كما يقول سامي ميخائيل في حوار أجرته معه الصحفية داليا كاربل ونشر في صحيفة هآرتس اليهودية بعد فضيحة سرقته أفكار غسّان فيقول:
(أحياناً تبدأ في كتابة رواية لمجرد سماعك لحناً بالصدفة أو جملة يقولها شخص لا تعرفه، فتكون هذه هي الطلقة الأولى، واختياري لكنفاني لم أكن أدركه .. !).
وفي متابعة لمقتطفات من ذلك الحوار أورد بعض ما يفيد موضوعنا:
سؤال: وما الذي غيّرته في رواية غسان كنفاني الأصلية .. ؟
جواب: -روايتي تبدأ من نظرة الأم الفلسطينية، الصراع عند كنفاني صراع رجولي لا يعرف الجانب الأمومي، فهناك رجلان يدخلان في مواجهة في حين أن الأمهات يتصرفن بنوع من البلاهة، ولا توجد في روايته ولو بقية من الحب من جانب الأم تجاه الابن، في حين أنني كتبت روايتي عن الأمومة، والأم في الرواية هي التي تبادر بالاتصال بالابن وترعاه وأمومتها تتفجر لحظة المواجهة بين زوجها والابن الإسرائيلي، هو أراد أن يمحوه من حياته في حين أنها لم تتنازل عنه. لقد انحزت إلى الأم في الرواية لأكثر من أي شخصية أخرى .. انتهى).
وقد تفتق ذهن الكاتب سامي ميخائيل في تعريف التضحية التي قامت بها الأم اليهودية التي تبنّت الطفل الفلسطيني في رواية غسّان من خلال هذا الشرح الإشكالي الذي ربما يعطينا الصورة الأوضح لتوجّه الأدب الصهيوني برمته فيقول بعد أن تسأله الصحفية:
سؤال: لماذا أقحم موضوع الكارثة النازية في روايته؟:
جواب- (كنفاني أملى عليّ ذلك، لقد جئت إلى "إسرائيل" عام 1949، وشاهدت كيف استقبلت الدولة الناجين من الكارثة النازيّة بتعال، فلقد رأوا فيهم مثالاً لما يلزم الصهيونية، وأنا لن أسمح أبداً أن تسيطر الصهيونية على الكارثة النازيّة التي كانت حدثاً مروّعاً للشعب اليهودي، إن الاتجار الرخيص بالكارثة وهو ما يغذي الكثيرين من الأدباء هو شيء بغيض في نظري، وكما سبق أن قلت أخذت هذا المعطى كحقيقة مسلم بها من كنفاني، والأم التي تقوم بالتبني في روايتي كانت جميلة للغاية وتناوب الجميع على مضاجعتها رغماً عنها في معسكر الاعتقال، وألمحت شقيقتها إلى أنهم جعلوا منها عاقراً حتى لا تحمل، والطفل المُتبنى أعطى حياتها مذاقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
بعدما لم تستطع العيش بصورة طبيعية .. ).
سؤال-أي نوع من الحوار أجريته مع كنفاني في روايتك.؟؟
جواب- (لم أقم حواراً معه، وأنا لم أدخل في الكتاب إلى المشكلة الكبرى والمؤلمة لكلا الشعبين، لم أتبن مواقف كنفاني الذي يرى في نفسه المتضرر الوحيد في النزاع .. !).
سؤال-كيف أثّرت الانتفاضة على قرارك الخاص بكتابة حمائم في ترافلجار ... ؟.
جواب-الانتفاضة كان لها بالطبع أثرها على قراري، إن الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحوا متشابهين للغاية، لدرجة أن موجة العداء للساميّة تطولهم معاً .. والفلسطينيون مثل اليهود فلديهم الحيوية والوعي والتطلّع إلى الأمام، في حين أن العرب في معظمهم نائمون وغير منفتحين للمستجدات، أعتقد في النهاية إذا ما رجحت كفّة العقل من الجانبين فسوف ينشأ هنا اتحاد فيدرالي بين الشعبين وهو نفس المشروع القبرصي اليوتيبي الذي يتبناه زئيف بطل روايتي ..
سؤال-وهل هذه رؤيتك أيضاً؟ ..
جواب-إنني أحلم باتحاد فيدرالي بين الشعبين، المستشفيات تكون مشتركة والفلسطينيون مؤهلون لذلك، فالمسيحيون منهم فاقوا اليهود الشرقيين في إنجازاتهم، ومن الممكن تركيز العمل المصرفي هنا بدلاً من نقله إلى أوربا، وفيما يتعلق بالعلم لا يهمني في شيء، أي خرقة قماش يعلقونها فليكن هناك علمان وعملة واحدة .. انتهى).
ومن الغريب أن يتجاهل كاتب وأديب مشهور كسامي ميخائيل الذي يوحي بأنه ينادي بالفدرالية المعتدلة والإنسانية والأحقية لتكريس واقع مستجد وغريب وهو يضع السم في الدسم ويطلق لنفسه العنان بتعميق الفجوة بسرد أحداث الكارثة النازية (الهولوكوست المسوّرة بسؤالات وغرائب أكثر من أن تُحصى)، ليس لنا فيها ناقة ولا بعير لندفع نحن الثمن بفعل المُحدث على الأرض من خلال العنف والسطو والكراهية .. ! أن يتجاهل ذلك الأديب الألمعي مجرد الإشارة إلى تلك العلاقة بين الروايتين لتخرج علينا دار "عام عوفيد" للنشر بهذه المعلومة لتؤكد نظرية السطو التي تطال كل ما في حيواتنا من أشياء جميلة.
وسامي ميخائيل أديب يهودي، من مواليد 1926، ولد بإحدى ضواحي العاصمة العراقية بغداد، شيوعي هاجر إلى "إسرائيل" عام 1949، وأقام في ضاحية وادي النسناس في مدينة حيفا وتخرّج من جامعتها قسم علم النفس والأدب العربي، أصدر العديد من الروايات نشرت أولها في عام 1974 وحصد الكثير من الجوائز العالمية، والمرشح حالياً إلى جائزة نوبل.
وكل ما جاء تبريراً وحفظاً لماء الوجه هو ذلك الإعلان في صحيفة "هآرتس" عندما قال سامي ميخائيل: (إنه خلال المقابلة التي أجرتها معه الصحفية داليا كاربل بادر بالإشارة إلى العلاقة بين روايته الجديدة حمائم في ترافلجار وبين رواية غسان كنفاني عائد إلى حيفا لكن الصحفية "الإسرائيلية" جعلت من المعلومة التي أبلغها بها بخصوص العلاقة بين الروايتين على ما يبدو اكتشافاً لها، وأضاف ميخائيل أنه في كل المنابر الأدبية التي ظهر بها كان يشير إلى هذه العلاقة، وعندما أبلغت الصحفية دار النشر بهذه العلاقة عثر "وياللمصادفة الغريبة" على نص حديث كان قد أجراه مع الملحق الأدبي لصحيفة يدعوت أحرونوت في شهر إبريل قبل عامين جاء فيه على لسانه: "أنا الآن في المراحل النهائية من كتابة رواية جديدة ستكون بمثابة تكملة لرواية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، وأنا أقفز في هذه الرواية عشرين عاماً إلى الأمام". لذلك فإن أي ادعاء من جانب السيدة كاربل بخصوص إخفاء العلاقة يضرّ باسمي ولا يوجد له أي أساس من الصحة".).
ولو عدنا إلى ذلك الحوار الذي أجرته معه الصحفية داليا كاربل عندما سألته لماذا لا يرجع الفضل لأصحابه أجاب:
(إن كنفاني لم يكتب روايته بصورة جيدة .. ! .. وأنا لا أحكي قصة كنفاني، ولم يطرأ في ذهني أنه من الواجب الإشارة إليه في كتابي واكتفيت بذكر ذلك في مقابلاتي الصحفية .. ! ).
أليس من الغريب أن رجلاً معجوناً بالسياسة مثل ميخائيل لم يشر في كتابه لا من قريب ولا من بعيد إلى رواية الشهيد الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني التي استند إليها وكانت مصدر إلهامه ولا يحمل مخطوط روايته أي إشارة إلى ذلك .. !؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابد لي من باب الأمانة أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى الأستاذ حسين سراج نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر المصرية والباحث في الشؤون الإسرائيلية الذي أفرد صفحات لهذا الموضوع في مجلة أكتوبر العدد 1493 تاريخ 4/ 6/2005 تحت عنوان (عندما يقع الأديب "الإسرائيلي" تحت تأثير كاتب فلسطيني)، وليعذرني صديقي الأستاذ حسين فقد كنت أتمنى منه أن يتوخى الدقة عندما عرج بالقليل بالتعريف عن سيرة الشهيد غسان كنفاني وأجد من واجبي أن أصحح بعض ما ورد في مقالته من معلومات فقد جاء بأن غسان دفع حياته ثمناً لعضويته في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.؟ دون التنويه بأن غسان دفع حياته ثمناً لأنه لامس العمق الإنساني الذي شرد وتسبب في معاناة الشعب الفلسطيني والذي فرض بالتالي الفعل المقاوم المشروع للهجمة الصهيونية العنصرية الماحقة! .. وكان فلسطينياً وإنساناً وممثلاً عالمياً لضمير ووجع الفلسطينيين وقلماً عرّى فأوجع ..
وقال: "بأن غسان ظهر في الصور التي نشرتها الصحافة اللبنانية مع المشاركين في العملية الفدائية التي نفذها الجيش الأحمر بمطار اللد في شهر مايو 1972"، وهذا أيضاً ليس حقيقياً وإنما مستقى مما ادعته في حينه ماكينة الإعلام الصهيوني (وليس الإعلام اللبناني) لتبرير عملية الاغتيال لأن غسّان كان أديباً وكاتباً وصحفياً ولم يكن مقاتلاً بالبندقية ولا مشاركاً في أي عملية فدائية اللهم إذا كان العمل الصحفي الصادق والأدبي الإبداعي المقاوم عملاً قتالياً موجعاً جاء بسببه قرار تصفيته جسدياً.
كما أن الصبية التي استشهدت معه كانت لميس نجم ذات الـ17 ربيعاً وهي ابنة أخت الشهيد غسان وليست ابنة أخت د. جورج حبش .. ؟
ولم يحدث أبداً أن اقترحت السيدة آني أرملة الشهيد غسان كنفاني بأن يقوم أديب إسرائيلي وأديب فلسطيني بكتابة سيناريو يستكملان به رواية عائد إلى حيفا، بل هو ادّعاء باطل ليس له أي أساس من الصحّة ..
إن هذه الأخبار التي تصلنا تباعاً، وغالباً عن طريق الصدفة أو من أصل خلافات تجري هناك بين الصهاينة أنفسهم عن سرقة أدبية كانت أو تاريخية أو تراثية أو فنيّة تخصّنا لتصبّ في مصلحة العدو بكل الأبعاد والمفاهيم تفرض على مؤسساتنا الثقافية والإعلامية الرسمية والخاصّة، وعلى الأدباء والباحثين والمترجمين الحذر الدائم والعمل على ترجمة أي نتاج أدبي لنكون على مستوى الحدث والقدرة على التصدي وتبيان الحقائق.
إن هذا السطو البّين على الفكر الفلسطيني هو في الحقيقة تأصيل للتوّجه الصهيوني في السعي لتبرير وجود وتحقيق هوية وإعلان انتماء لا يحمل أي مشروعية لابد يضر بمصالحنا الوطنية والقومية العربية التي تعاني الآن ما تعاني من تغييب وإلغاء.
اخوكم ابو ميسرة من غزة (فلسطين)(/)
قصة "الأرض"
ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:20 م]ـ
من القصة القصيرة والانتفاضة
بقلم الكاتب: السيد نجم
من القصة القصيرة والانتفاضة
بقلم الكاتب: السيد نجم
قصة "الأرض" .. تأليف "طلعت سقيرق"
"الأرض" ليست الحيز المكاني, هي "الإنسان" بعد أن تصبح وطنا. وتبقى من مرتكزات جوهر "الهوية" إذا أصبحت محل الصراع. وعندما صادرت إسرائيل 20 ألف دونم في الجليل (في تشرين الأول 1975م) , أعلن في 30 - 3 - 1976م ليصبح يوم الأرض.
وان أعلن "حاييم هرتزوج" في مؤتمر مدريد مقولته السلبية التي سار وراءه الأوروبيين بعدها, حين قال: "إرهاب الإسلام" .. لم يتنازل الفلسطيني عن مطالبته بأرضه. يكفى أن نصف القضية الفلسطينية بأنها قضية شعب سلبت منه أرضه.
كان من الطبيعي أن تصبح "الأرض" موضوعا ورمزا في الإبداع الأدبي في الانتفاضة, منها قصة "الأرض" للقاص "طلعت سقيرق".
نص القصة
"أطلق الجندي الاسرائيلى الرصاص .. وأطلق هو الرصاص .. تطلعت "أريحا" بقلق .. سقطا معا .. قال الجندي هذه الأرض لي .. قال هو: كان جدي يحب السنديان .. أصر الجندي, إنها لي .. وحكى هو عن جدته التي كانت تتجول كل يوم في شوارع "أريحا" .. شعر الجندي ببرودة الأرض .. وكان هو يحس بدفء لا مثيل له .. قال الجندي الأرض باردة .. وضحك هو ضحكة طويلة, طويلة .. وما أن همدت حركة كل واحد منهما .. حتى سحبته الأرض إليها, شدته بعمق .. وبقى الجندي معلقا على أطراف بندقيته الباردة! "
انتهت القصة القصيرة جدا, الدالة جدا!!
قراءة
ولد القاص في حيفا, نشأ في دمشق, عمل بالصحافة منذ عام 1976. يبدو تأثره بتقنيات الكتابة الصحفية الموجزة الدالة, فكانت القصة على عمق الفكرة, وسعة التناول لموضوع معقد ومتشعب .. أشبه بقيرورة زجاجية تحمل رماد لكائن كان سوف يعود إلى الحياة حتما, بحسب المعتقدات البوذية.
إن اختيار "الأرض" موضوعا للقصة, وهى هنا ليست موضع صراع ورمز موظف في العمل الأدبي .. إنها أحد أطراف وعناصر تشكيل القصة, عضو عامل, مثل "الجندي الاسرائيلى" و"هو العربي الفلسطيني". وهذا التناول لفكرة الأرض يعد في ذاته تناولا جديدا وطرحا ايجابيا لتوظيف الأرض في أدب المقاومة. هذا فضلا عن كون "الأرض" في ذاتها, من أهم عناصر تشكيل "أدب المقاومة", شعرا أو نثرا.
لقد بدأ الجندي الاسرائيلى بإطلاق النار من بندقيته (البداية عدوانية) .. فبادله الفلسطيني ورد عليه بالرصاص أيضا (العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم) .. بينما كانت "أريحا"/ المدينة/ الأرض (المتابعة عن بعد) تتطلع وربما تنظر .. فلما سقطا معا من جزاء إطلاق النار, دار الحوار التالي:
"الجندي: هذه الأرض لي ..
هو: كان جدي يحب السنديان ..
الجندي بإصرار ومكابرة وعناد: إنها لي ..
فاضطر هو لأن يحكى حكاية أجداده (جذوره وأصوله): كانت جدتي تتجول في شوارع أريحا.
الجندي بعد سقوطه شعر ببرودة الأرض (الأمر ليس هينا) , يبدو أنها غير متعاطفة معه, ولا تريده في جوفها.
والا لماذا شعر "هو" بدفء لا مثيل له .. ؟!! أليس الحضن الدافىء هو حضن الأم أو الحبية, الأصل والوصل معا. وأن الدفء هنا يحمل دلالات الحياة النابضة الحية.
عاد الجندي يصرخ: الأرض باردة!! سؤال استنكاري أم اعتراض ودهشة؟؟
كان رد هو ضحكة طويلة .. طويلة/ واثقة وتعبر عن الطمأنينة والسعادة.
ما حدث أن همدت الجثتان, الجندي والفلسطيني وهذا أمر طبيعي ومنطقي .. لكن ما حدث بالضبط أن لعبت الأرض دورها الذي قررته هي بنفسها .. أن شدت "هو" إليها, شدته بعمق إلى باطنها واحتوته. بينما بقى الجندي الاسرائيلى معلقا بطرف بندقيته الباردة, لفظته الأرض ورفضته."
وهكذا فهمنا تلك القصة القصيرة جدا, الجميلة لدلالاتها, بلا صوت زاعق وبلا رفع شعار ايديولوجى مباشر.
اخوكم ابو ميسرة من غزة (فلسطين)
ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:53 م]ـ
هلا بأهل بلدي الحبيبه و الله عندما أري فلسطينياً عابراً أشعر بالحنين الى بلدي نورتم النتدى
قصه جميله أخي الكريم
اللهم يارب حرر الأقصى من أيدي الغصبه اليهود يارب(/)
أتمنى المساعدة العاجلة فى حل اللغز التراثى
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 09:50 م]ـ
:::
يعتقد الكثير أن مفردات اللغة التي نتكلم بها في منطقة جيزان عامية ولكن الصحيح أن معظم هذه المفردات عربية فصيحة وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف وقواميس اللغة
السؤال: فعل يستخدمه الآباء حين يرعون أبقارهم في آخر الليل استعدادا للعمل في النهار ورد هذا الفعل في آيات القرآن الكريم بنفس المعنى .. اذكر الفعل والآية التي ورد فيها
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:00 م]ـ
((ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون))
لكن ليس آخر الليل إنما فجرا
الفعل تسرحون وهو شائع ليس في جازان فقط
سؤال ضعه لمن وجه إليك هذا السؤال
اسم يسمى به فناء الدار (في جازان) الممدور (بالطين قديما والاسمنت حديثا)) ورد في الشعر الجاهلي اذكر الاسم وبيت الشعر
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:07 م]ـ
"أهش بها على غنمي "
واختلفوا بالمقصود بالهش
قيل: إخافة الغنم وزجره، وجمعه إذا تفرق،عند التلويح بالعصا
وذهب إلى ذلك عكرمة
وخالفه المفسرون الكبار:
قال الطبري:
وَأَهُشّ بهَا عَلَى غَنَمي ****** يَقُول: أَضْرب بهَا الشَّجَر الْيَابس فَيَسْقُط وَرَقهَا وَتَرْعَاهُ غَنَمي , يُقَال منْهُ: هَشَّ فُلَان الشَّجَر يَهُشّ هَشًّا: إذَا اخْتَبَطَ وَرَق أَغْصَانهَا فَسَقَطَ وَرَقهَا ; كَمَا قَالَ الرَّاجز: أَهُشّ بالْعَصَا عَلَى أَغْنَامي منْ نَاعم الْأَرَاك وَالْبَشَام وَبنَحْو الَّذي قُلْنَا في ذَلكَ , قَالَ أَهْل التَّأْويل. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18142 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , في قَوْله: {وَأَهُشّ بهَا عَلَى غَنَمي ****** قَالَ: أَخْبط بهَا الشَّجَر
وقال القرطبي:
" وَأَهِشّ " أَيْضًا ; ذَكَرَهُ النَّحَّاس. وَهِيَ قِرَاءَة النَّخَعِيّ , أَيْ أَخْبِط بِهَا الْوَرَق , أَيْ أَضْرِب أَغْصَان الشَّجَر لِيَسْقُط وَرَقهَا , فَيَسْهُل عَلَى غَنَمِي تَنَاوُله فَتَأْكُلهُ.
وفي تفسير الجلالين:
قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأ" أَعْتَمِد "عَلَيْهَا" عِنْد الْوُثُوب وَالْمَشْي "وَأَهُشّ" أَخْبِط وَرَق الشَّجَر "بِهَا" لِيَسْقُط "عَلَى غَنَمِي" فَتَأْكُلهُ "وَلِيَ فِيهَا مَآرِب" جَمْع مَأْرُبَة مُثَلَّث الرَّاء أَيْ حَوَائِج "أُخْرَى" كَحَمْلِ الزَّاد وَالسِّقَاء وَطَرْد الْهَوَامّ زَادَ فِي الْجَوَاب بَيَان حَاجَاته بِهَا
وعند ابن كثير:
وَأَهُشّ بِهَا عَلَى غَنَمِي أَيْ أَهُزّ بِهَا الشَّجَرَة لِيَتَسَاقَط وَرَقهَا لِتَرْعَاهُ غَنَمِي قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم عَنْ الْإِمَام مَالِك: الْهَشّ أَنْ يَضَع الرَّجُل الْمِحْجَن فِي الْغُصْن ثُمَّ يُحَرِّكهُ حَتَّى يَسْقُط وَرَقه وَثَمَره وَلَا يَكْسِر الْعُود فَهَذَا الْهَشّ وَلَا يَخْبِط وَكَذَا قَالَ مَيْمُون بْن مِهْرَان أَيْضًا
والغنم ربما يشمل البقر والله أعلم
وقال السعدي في تفسيره:
ذكر فيها هاتين المنفعتين، منفعة لجنس الآدمي، وهو أنه يعتمد عليها في قيامه ومشيه، فيحصل فيها معونة. ومنفعة للبهائم، وهو أنه كان يرعى الغنم، فإذا رعاها في شجر الخبط ونحوه، هش بها، أي: ضرب الشجر، ليتساقط ورقه، فيرعاه الغنم. هذا الخلق الحسن من موسى عليه السلام، الذي من آثاره، حسن رعاية الحيوان البهيم، والإحسان إليه دل على عناية من الله له واصطفاء، وتخصيص تقتضيه رحمة الله وحكمته.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:54 ص]ـ
شكرا لك أخي سامر
فعلا موضوع غاية في الأهمية
وعندنا أيضا في مصر
اقتراب شديد بين ألفاظ من العامية واللغة العربية
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت(/)
رحبوا بفارس الخطابة والإلقاء (أيمن سالم)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انضم اليوم إلى ركب الفصحاء شاب ذو موهبة عالية في الإلقاء والخطابة
وهو أيمن سالم فمرحبا به
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخي أيمن وأهلا وسهلا
نزلت أهلا ووطئت سهلا
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:10 م]ـ
أهلاً وسهلاً به ومرحباً
حياك الله يا أخ أيمن
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:15 م]ـ
حيّاك الله وبيّاك أخي أيمن
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ومرحبا بأخينا الخطيب أيمن بين إخوانه الفصحاء.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:41 م]ـ
حياك الله أخي أيمن
أهلا وسهلا ومرحبا.
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:45 م]ـ
مرحبا بك في الفصيح أخي أيمن ..
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 10:46 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالأخ أيمن سالم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 04:10 ص]ـ
حياه الله وبياه
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 04:53 ص]ـ
حياك الله ..
ـ[نجوى فهد الحربي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 11:03 م]ـ
حياك الله .. !!
ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 11:11 م]ـ
مرحباً بك أخي الكريم
ـ[أيمن سالم2]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:36 م]ـ
أحبتي
أشكركم على الترحيب الرائع
أتمنى أن أفيد وإستفيد من هذا المنتدى الرائع
شكراً شكراً لا تفي ولا تكفي لكنها تعبير خجل واقولها ايضا شكراً
وتحياتي للأستاذ محمد الجبلي على الدعوة(/)
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
ـ[سميّة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 03:17 ص]ـ
:::
يقول رب العزة جل جلاله سبحانه وتعالى:
(إِنَّ هَ?ذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم من المعتقدات والأقوال والأفعال والأحوال والأخلاق والآداب والسير، فهو يدل على الأكمل والأحسن دائماً، فكلما اشتبهت الأمور واختلطت الآراء وماجت القلوب، جاء القرآن بهداه وسناه، فهدى إلى الأرشد، ودل على الأتقى والأسمى.
لماذا القرآن وحده يهدي للتي هي أقوم؛ لأنه من فوق، وكتب البشر من تحت، ولأنه من السماء، ومذكرات العبيد من الأرض، ولأنه من رب العالمين، أما هي فمن الطين، ولأنه من عند الله، وآراؤهم من أفكارهم المضطربة وقلوبهم الزائغة، فالذي أنزل القرآن هو الخالق، والذي صنف ما يعارضه مخلوق.
وعظمة القرآن في أن من تكلم به أحكم الحاكمين، وأحسن الخالقين، وخالق الناس أجمعين، فكيف لا يكون كلامه فوق كل كلام، وهداه أعظم من كل هدى؛ لأنه عليم خبير بصير، ومن سواه جاهل غبي إلا من اهتدى بهداه، فبقدر اهتداء العبد بهذا النور يحصل له من سداد الرأي ونور البصيرة على قدر ما بذل وطلب واستفاد.
فالقرآن يهدي للتي هي أقوم في المعتقدات، فهو يدعو للتوحيد الصحيح، والدين الخالص، والعبادة المعتدلة، وهو يهدي للتي هي أقوم في الحكم، من حيث العدل والإنصاف، ومراعاة الحقوق، والبعد عن الظلم والهضم والقهر والاستبداد (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) وهو يهدي للتي هي أقوم في الأخلاق؛ فهو يدعو إلى طهر الضمير، وزكاء النفس، وسلامة الصدر، ونقاء اللسان، وعفاف الخلق، ومكارم الصفات، وأشرف الآداب: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
وهو يهدي للتي هي أقوم في البيع والشراء، وسائر العقود، وكافة المنافع، فلا غش ولا غرر ولا نجش ولا ربا ولا حيلة ولا خديعة ولا غبن ولا تدليس (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
وهو يهدي للتي هي أقوم في المعيشة والكسب والإنفاق والبذل، فلا إسراف ولا تقتير، ولا بذخ ولا شح ولا إمساك ولا تضييع (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَ?لِكَ قَوَامًا).
وهو يهدي للتي هي أقوم في الدعوة والإصلاح والتربية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا غلظة ولا فظاظة ولا مداهنة ولا تمييع، بل حكمة ولين ورفق ورشد وهدى: (ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
وهو يهدي للتي هي أقوم في الآداب والفنون، فلا تعد على الحدود، ولا استخفاف بالقيم، ولا تلاعب بالمبادئ ولا جفاف وجمود وجحود ورهبانية، وإنما جمال باحتشام، ومتعة بأدب وذوق بعفاف، وحسن بالتزام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
الدكتور عائض القرني في كتابه إشراقات
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخت سمية
نقل موفق في هذا الشهر الكريم
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً اختي الكريمه
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك(/)
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ)
ـ[سميّة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 03:50 ص]ـ
يقول ملك الملوك جل جلاله
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ)
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ) فلا تشرك معه في عبوديته أحداً، ولا تدعو من دونه إلهاً آخر، بل تصرف له عبادتك، وتخلص له طاعتك، وتوحد قصدك له ومسألتك ودعائك، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فلا يستحق العبادة إلا هو، ولا يكشف الضر غيره، ولا يجيب دعوة المضطر سواه.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ) فهو أحق من شكر، وأعظم من ذكر، وأرأف من ملك، وأجود من أعطى، وأحلم من قدر، وأقوى من أخذ، وأجل من قصد، وأكرم من ابتغى، فلا إله يدعى سواه، ولا رب يطاع غيره، فالواجب أن يعبد وأن يوحد وأن يخاف وأن يطاع وأن يرهب وأن يخشى وأن يحب.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ) المتفرد بالجمال والكمال والجلال خلق الخلق ليعبدوه، وأوجد الإنس والجن ليوحدوه، وأنشأ البرية ليطيعوه، فمن أطاعه فاز برضوانه، ومن أحبه نال قربه، ومن خافه أمن عذابه، ومن عظمه أكرمه، ومن عصاه أدبه، ومن حاربه خذله، يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويذل من كفره، له الحكم وإليه ترجعون.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَ?هَ إِلاَّ اللَّهُ) فأخلص له العبادة؛ لأنه لا يقبل الشريك، وفوّض إليه الأمر؛ لأنه الكافي القوي، واسأله فهو الغني، وخف عذابه لأنه شديد، واحذر أخذه لأنه أليم، ولا تتعدى حدوده لأنه يغار، ولا تحارب أولياءه لأنه ينتقم، واستغفره فهو واسع المغفرة، واطمع في فضله لأنه كريم، ولذ بجنابه فهناك الأمن، وأدم ذكره لتنل محبته، والزم شكره لتحظى بالمزيد، وعظم شعائره لتفوز بولايته، وحارب أعدائه ليخصك بنصره.
بقلم الدكتور: عائض القرني
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 07:37 ص]ـ
شكرا سمية
كعادته الدكتور عائض يصفّ الكلمات والتأملات طابورا من الحروف الخاشعات ..
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:05 ص]ـ
شكرا سمية
فعلا (لا إله إلا الله)
هي كلمة الإخلاص
وفيها شيء عجيب ....... أننا عندما ننطقها لا تتحرك شفاهنا أبدا
ينطقها المسلم ولا أحد ينتبه له أنه ينطقها
سبحان الله
ولنجربها الآن كلنا سنلاحظ أن اللسان فقط هو الذي يتحرك فقط أما الشفاه فلا تتحرك.
بارك الله فيك يا سمية
ورزقك الخير أينما كنت(/)
ثقافة نشر الفضائل
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 10:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعريف بهذا المصطلح: أقصد بهذالمصطلح أن يعمد الأنسان إلى تعداد المحاسن التي يراها في حياته. ولا أعني مايخص مايراه الإنسان من نعم عليه هوفقط, ولاشك أنّ هذه فضيلة من الفضائل تأتي تحت قوله تعالى {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (11) سورة الضحى بل ينظر إلى مافي مجتمعه القريب أوفي المجتمع الإنساني عامة من فضائل. فيقوم بذكرها.
وهذاله تأثيرملموس ومجرب على حياة الإنسان. فإنّ مداومته على تتبع المحاسن ومن ثم نشرها يصبغ حياته بالجمال ويملأقلبه سروراوصدره انشراحا.
وقد رأيت أنّ التعامي والتغافل عن نشرالمعايب يقيك شر وقوعها عليك أووقوعك بها.
ولولم يكن في ترك المعايب والمساوئء إلاأنّ الله لايحب الجهربها لكفى هذا مغرياومانعًا. فقد قال الله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (148) سورة النساء. فإذااجتنبت مايكره الله من القول ـ مبتغياوجهه ـ هداك وشرح صدرك لمايحب وحببه إليك.
كماأنّ من فوائد نشر هذه الثقافة بين الناس. المساعدة في بقاء تماسك المجتمع؛ فالمجتمع الإنساني يشبه جسم الإنسان والعيوب التي تشاع عن هذاالمجتمع تؤثرفي لحمته, وتدعوإلى تفككه. كما أنّ الأمراض تؤثر على جسم الإنسان. وإنّ تتابعت عليه أهلكته.
كذلك من فوائد التعامل مع هذه الثقافة أن تؤدي إلى سلامةصدور الناس بعضهم على بعض؛ فعندما يتحدث أناس عن مثالب ومساوئء شخص معين ـ خاصة إن كان صاحب سلطة ـ فستجدأنّ من تتعارض مصالحهم مع توجهات هذا الشخص سيجدون في أنفسهم حرجًا عليه وقديجدالمغتاب في نفوس بعض من يسمعه فرحافي نشرهذه العيوب. حتى وإنّ كان هذاالمسؤل محقًافي تصرفاته.
ومن الفوائد حفظ أعراض المسلمين, وطهارة اللسان من دنس الغيبة. كماأنّ كثرة سماع المعايب والسعي بإشاعتها يصيب القلب بالبلادة فلايتألم لوقوعها على إخوانه. ويبلغ الإنسان دركة مهلكة من السوء إن نقل العيب على سبيل الشماتة أوالتنقص. متوهمًاأنّه في منأى عن الابتلاءأوعن ألسنة الناس.!!
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:16 م]ـ
أحسنت وأحسن الله إليك، كلامك حق وصدق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ} َخْرَجَهُ مُسْلِمٌ(/)
أتمنى المساعدة العاجلة
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 12:31 م]ـ
يعتقد الكثير أن مفردات اللغة التي نتكلم بها في منطقة جيزان عامية ولكن الصحيح أن معظم هذه المفردات عربية فصيحة وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف وقواميس اللغة.
السؤال: اسم يطلق بمعنى الأخ أو الشقيق ورد هذا الاسم في آيات القرآن الكريم بنفس المعنى .. اذكر الاسم والآية التي ورد فيها
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 12:38 م]ـ
أخي أغلب مفردات لهجاتنا أصلها فصيح وإن حرّفت معانيها وصحّفت حروفها وطريقة نطقها.
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 08:24 م]ـ
بأنتظار المساعدة
ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 09:33 م]ـ
أريد أ ن أعلم أنا أيضاً لقد بحثت و لكني لم اجدها لننتظر رأي الأساتذه
أهلاً بك أستاذي الكريم(/)
ابن عاقول عضو جديد
ـ[ابن عاقول]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 06:03 م]ـ
أرجو أن أكون عضوا نافعا في مركب اللغة العربيه وكل عام وأنتم بخير
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 06:08 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بابن عاقول
نرجو لك طيب الإقامة، وكل عام وأنت بخير.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 06:10 م]ـ
حيّاك الله وبيّاك
حللت أهلا و نزلت سهلا
ـ[رحمة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 09:29 م]ـ
أهلاً و سهلاً اخي الكريم
أتمنى لك اقامة طيبه في الفصيح
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:25 ص]ـ
طبت وطاب مجيئك ومقامك
فأهلا بك
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
مرحبا وسهلا أخي ابن عاقول
حللت أهلا ووطئت سهلا
ـ[ابن عاقول]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:07 م]ـ
شكرا من الأعماق تطير في الآفاق لتصل لأحاسيسكم الرقيقة عامر وأبودجانه والرحمه وحمادي والأديب أسعدتموني بترحيبكموالشكر موصول لبقية الأعضاء
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:09 م]ـ
مرحبا بك أخي ابن عاقول
سررنا بانضمامك، ونرجوا أن ينفع الله بك.
ـ[ابن عاقول]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:47 م]ـ
مرحبا بك أخي ابن عاقول
سررنا بانضمامك، ونرجوا أن ينفع الله بك.
أسعدتني ابن القاضي وبارك الله فيك(/)
متى يستطيع الأعمى أن يرى؟
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 02:25 ص]ـ
متى يستطيع الأعمى أن يرى؟
لغز محير؟ ّ!
نتمنى ممن يعرف الأجابة أن يضعها هنا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 02:30 ص]ـ
إذا عاد بصره.
ـ[ساري في نهاري]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 02:44 ص]ـ
قد يكون الفعل دالا على البصيرة لا على البصر فيكون ذا رأي صائب العقل و قد يكون الفعل بصري فيكون في المنام
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 03:24 ص]ـ
متى يستطيع الأعمى أن يرى؟
لغز محير؟ ّ!
نتمنى ممن يعرف الأجابة أن يضعها هنا
السلام عليكم ..
يا أخي الكريم .. لو تكن لكم صفحة واحدة لهذه الألغاز ..
الجواب:
الأعمى يستطيع أن يرى في الحلم ..
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 03:26 ص]ـ
قد يكون الفعل بصري فيكون في المنام
نعم هذا هو الجواب ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:50 م]ـ
{إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:55 م]ـ
قد يقال للأعمى:إنه رأى فلانا إذا فسر الفعل رأى بمعنى أصاب الرئة، قال الغلاييني في جامع الدروس العربية:
(فان كانت "رأى" بصرية، أي بمعنى "أبصر ورأى بعينه"، فهي متعدية الى مفعول واحد. وان كانت بمعنى "إصابة الرئة" مثل "ضربه فرآه"، أي أصاب رئته، تعدّتْ الى مفعول واحد أيضا).
وفي القاموس المحيط للفيروز آبادي:
ورَآهُ: أصابَ رِئَتَه.
قال الزعبلاوي في:دراسات في النحو:
جرى العرب على اشتقاق الأفعال من أسماء الأعيان. فإذا كان اسم العين ثلاثياً مجرداً نزع منه فعل ثلاثي يشاكله في الأحرف وترتيبها، كقولهم: رأسه إذا ضرب رأسه، وكبده ودمغه وأذنه وأنفه ونابه ومعده، إذا أصاب ما سمي بهذه الأحرف من الأعضاء، ومن ذلك رآه إذا أصاب رئته.
والله العالم.(/)
أتعلمين أي حزن يبعث المطر .. وقفات!!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 05:56 ص]ـ
أعضاء الفصيح سأقف بكم عبر وقفات مع أنشودة المطر لبدر بن شاكر السياب
لنكتشف خفايا النص عبر تحليل دقيق يلج إلى أعماق النفس البشرية
وينساب إليها بهدؤ مع مواعظ وعبر
لذا أخترت هذه المقطوعة.
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع
كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم و المحار
كأنها تهم بالبروق
.فيسحب الليل عليها من دم دثار
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:01 ص]ـ
أعضاء الفصيح منطلقي في تحليل تلك الأبيات هو مايلي:
((لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس
سأكون أمامهُ كالكِتاب المفتوح وعليهِ أن يُحسِن الإستيعاب
إذا طال بي الغياب فَاذكروا كلماتي واصفحوا لي زلاتي))
لذا يجب علينا أن لا ننسى هذا المنطلق.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:22 ص]ـ
أعضاء الفصيح منطلقي في تحليل تلك الأبيات لا داعي لضمير الفصل هاهنا ما يلي:
((لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس
سأكون أمامهُ كالكِتاب المفتوح وعليهِ أن يُحسِن الاستيعاب
إذا طال بي الغياب فَاذكروا كلماتي واصفحواعن زلاتي))
لذا يجب علينا أن لا ننسى هذا المنطلق
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:37 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء لدي ضعف نظر لذا لا أرى الهمزات جيدا
من يجد خطأ فليرشدني
بل الصدى: لك التحية والأشواق مرسلة
دمت ذخرا للعربية وزاد شرفي بمرورك العذب
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 08:05 ص]ـ
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
مزج الذكريات الجميلة بمظاهر حزينة، بذكر النواحي التي تبعث السرور، والنواحي المحزنة
المطر يبعث فينا الفرح والسرور لكن سؤالي الآن لماذا شاعرنا نظر للمطر نظرة حزينة؟؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 08:59 ص]ـ
كأن شاعرنا في هذه اللحظات يقول:
ما زلت أعرف أن الحياة ومهما تمادت سراب هزيل
وأعرف أني وإن طال عمري سأنشد يوما حكايا الرحيل
لله دره ..
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 09:06 ص]ـ
وليدة لحظة وأديبة ساعة
اختيار موفق، لنص مميز ..
أشارككم ..
أقرأ سؤالك مرة أخرى ..
للمطر - في هذا النص له دلالات متغيرة ومختلفة بحسب تحريك الشاعر لمعانيه وملائمتها لواقعه، والشعراء حين يوردون هذه اللفظة يعبرون بها عن الخير والنماء والحياة ...
في هذا المقطع، وهو المقطع الأكثر حزنا في النص، يظهر كما رأيتي أنه باعث للحزن في نفس الشاعر وقد يكون هذا الربط (المطر= الحزن) لسابقة عند الشاعر فالقصيدة عبارة عن رثاء الوطن، فمثلا بدء الاستعمار والمحتل وصوله للبلد بكثره حينما كانت السماء تمطر وهذا ربط بالواقع.
أو قد يكون أن ما يأتي به المطر من رزق وخير بعدما ينزل لا يذوقه أبناء الوطن الفقراء، إنما يذهب للمحتل ...
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
ثم هو يفسر ويترك لنا مساحة لتحليل نصه بعدما أورد بعض الآلام التي تُجنى من المطر وربطها بنماذج واقعية - الوحيد في المطر. وكذلك أتى بلفظة - الدم المراق - وربطها بحزنه الطاغي وألصقها عند رائحة المطر دلالة لتذكره تلك الدماء التي نزفت وراقت، وحين يسيل الماء بعد المطر تذكرها ..
لكن رغم ذلك كله ففي النص دلالات للفرح بالمطر- وإن كانت قليلة - فهو يمد كل من في الوطن بما يحتاج إليه ورمز للوطن - العراق بما هو عمادها حينئذ - النخيل:
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
والمطر يمد كل من بالوطن بالحياة والرزق، ويبعث فيه الأمل والتفاؤل والسرور. فالنشيد - في الواقع - تعبير عن أمل الإنسان وسروره، والشاعر نظم لفظة النشيد (مطر) في أكثر من مقطع بالقصيدة، وفي نهاية المقطع ليدلنا على أن المطر - النشيد سيأتي يوما ..
وهو هذا النشيد حمل في أكثر مقاطع النص صورة الحزن والخوف ليوازي حالة الفرح، ومثالا على ذلك: هذا المقطع: فالمهاجرون عبر البحر يعتليهم الفزع من المطر، وهم يصارعون عواصف الخليج، فنشيدهم كان تنبيها وحزنا ولم يكن فرحا ..
وأسمع القرى تَئِنُّ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع،
عَوَاصِفَ الخليج، والرُّعُودَ، منشدين:
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
شكرا لك - وليدة لحظة -
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:52 م]ـ
أخي السراح تحية طيبة وبعد:
لقد وجدت في أبجدية الأحرف لديك حرفا يكاد الأسى يعتصره
فلفت انتباهي. وشدني إليه بحبال الحزن ليل طويل ..
تحليل ممتع يجعل القارئ يشعر بأنك تقول:
((وطن تهفو إليه نبضات قلبك دائما لن تضيع ..
هو تراب بلدي الحبيب .. غالي الثمن لن أبيع .. ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:53 ص]ـ
أتعلمين أي حزن يبعث المطر ..
إن التوجه بخطاب المرأة، يوحي بالخطاب العربي التقليدي، الذي يتم فيه افتتاح القصائد منذ العصر الجاهلي إلى عهد قريب بالتوجه دائماً إلى المرأة، سواء بندائها مباشرة أو بذكرها.
ومن النداء المباشر للمرأة قول عمرِو بنِ كُلْثُوم:
أَلا هُبِّي بصحنِكِ فاصبَحينا ولا تُبْقي خمورَ الأندرِينا
والأمثلة بعد ذلك كثيرة،
وفي الحالات كلها تكون المرأة فاعلة مؤثرة، فهي بصدّها تصنع الحزن والأرق والاكتئاب وتترك الديار خاوية، وهي بوصلها تمنح البِشْرْ والسعادة والهناءة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:10 ص]ـ
أرى بأن الشاعر بدر بن شاكر السياب رحمة الله
حين أنشد أنشودة المطر كأنه يقول لنا:
تصارعني الأحزان في كل ليلةٍ=فقلبي يدق وليس هنالك سامع
وحيدٌ أمسي أرى الظلام دامساً=ودموعي تضج النجوم اللوامع
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:22 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ...
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:04 ص]ـ
نافذة رائعة لكسب الكلمات وسحب الأحرف على ثِقَلها ..
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
هي الأنثى - دائما - روح الشعر وأجنحة الحروف، هي شراع المراكب ونجوم الشعر .. وها هي عند السياب - والخطاب عن المُقَل - تبرقُ عيناها محبة وشوقاً وفرحة مع واهب المحبة والفرحة والحزن: المطر ..
ألم أقل لك أن هذا السياب يتلاعب دلالا بمعاني المطر فمرّة يحزن وأخرى يفرح وأخرى يوهب الحياة ...
وشدني هذا الخطاب، خطابه للأنثى بمقلتين يتجه نظرهما تأملا وتدفقا لمشاعر الفرح لشيء بعيد يحمله المطر.وصورهما كأسراب طيور بل كطائرين يطوفان مع المطر أينما حل، إنه لا يخاطب إلا مقلتين، مقلتي محبوبته ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:19 ص]ـ
بارك الله فيك أخي السراج
أخي أنت أديب فذ وكلماتك تعبر بصدق عن جمال تلك القصيدة
لا أقول لك سوى ما يقول الشاعر:
وجهي قراءةُ حزنٍ غالبتْ عطشي
يحكي لنزفِ يدي قانون إصراري
أنا دفعتُ دمي مهراً لحرف فمي
وصادروا من شفاهي لونَ أسفاري
تحية لك ولحرفك الندي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:52 ص]ـ
يلاحظ تتابع تشبيهات عدة في القصيدة، عمادها جميعاً أداة التشبيه الكاف، وذلك في قول الشاعر:
بلا انتهاء، كالدم المراق، كالجياع
كالحب كالأطفال، كالموتى، هو المطر
وتتابع هذه التشبيهات مع اعتمادها على أداة تشبيه واحدة هي الكاف،
يستدعي على الفور بيتين للشاعر أبي القاسم الشابي في قصيدة له عنوانها: «صلوات في هيكل الحب «، وفيهما يقول:
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:14 ص]ـ
كأن شاعرنا في أنشودة المطر يوحي لنا بالتالي:
آهِ يا شَوقي كَم أنا مُتعبُ الأمَل،
مُثقل بالتساؤلات وعاجز عن تحريرِ لغزِ عبثية الدنيا مِن مكنوناتِه،
أتقلَبُ مِثل النعشِ الراقصِ فوق الأكتاف،
يا عينُ فلتدمعي ولتذرفي مطراً وأحزاناً.
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:29 ص]ـ
وليدة لحظة ..
شكرا على إطراء لستُ من يستحقه.
لا أقول لك سوى ما يقول الشاعر:
وجهي قراءةُ حزنٍ غالبتْ عطشي
يحكي لنزفِ يدي قانون إصراري
أنا دفعتُ دمي مهراً لحرف فمي
وصادروا من شفاهي لونَ أسفاري
هذه الأبيات التي ادرجتيها هنا،
هي فعلا تحكي لي حياتي اختصارا ..
أما عن التشبيهات في هذا النص - أنشودة المطر - فهي كثيفة بكثافة نخيل العراق وصافية بصفاء دجلة والفرات.
بدأ بها قصيدته:
عيناك غابتا نخيل ساعة الشحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
وتوالت، فتكثفت فأضحت سمةً تبينُ عن فقدٍ وحزنٍ لشيء كبير.
وبها يحاول هذا الشاعر أن يبني له خيالاً لوطن سعيد بنزول مطر يوما ما ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولا حرمنا الله من مداد قلمك الجميل ..
وننتظر المزيد والمزيد ..
في قول شاعرنا:
عيناك غابتا نخيل ساعة الشحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
العينان في مستهل القصيدة تبسمان، فتدب الحياة في الكون كله، فإذا الكروم تورق، وإذا الأضواء ترقص، فعيناها تبعثان الحياة. وهي بذلك توحي بعينين أخريين، تختلفان عنها الاختلاف كله، هما عينا ميدوزا، وكانت تحيل إلى حجر كل من تقع عليه نظرتهما، ومثل هذا الفرق يزيد من قوة الإحساس بالعينين اللتين بنظرتهما تدب الحياة في الكون.
والعينان اللتان تبعثان الحياة في الكون، فتخضر الكروم بعد يباس، تستدعي عشتار ربة الخصب والحب في الأساطير البابلية
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:22 م]ـ
هما عينا العراق بلا شك ..
وله سبب العشقِ هذا وللنخيل دلائلُ وللعراق إشارت، وهو يتثنى كما المرأة التي صوّر أجمل ما يعبر عنها: عيناها ..
بل وأذاب الألوان وأشعلَ الأضواء وأخفى الظلال وتخيّر أكثر الأجواء وأكثر الأوقات هدوءاً، إنه السحَر .. حتى تبدو اللوحة أكثر شاعرية وتغيب عنها متاعب البحث عن رموز وعن إيحاءات، هو أسبغ - فقط - الحس على معناه.
وماذا بعد، فالرموش تظهر إليه وكأنها غابتا نخيل .. (لم النخيل يا سيّاب)!
أو كأنها، شرفتان دخلهما الضوء ويبدو أنه غادرهما ونأى بعيدا ..
كنتُ أتوقع، أن البدء بمعزوفة غزلية في مطلع كل قصيدة أصبح من القديم، لكن السياب أكثر حذقا، فقد أجاد المزج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:29 ص]ـ
مرحباً بأخي السراج:
لقد امتعتنا بالتحليل الندي والعذب الذي ينساب إلى النفس انسيابا
بورك مدادك الشجي.
كأن شاعرنا بدر بن شاكر السياب يريد أن يقول:
فدرب النضال ... طويلٌ .. طويل .. طويلْ
وخلف جدار الظلام الكئيبْ
سنلقى شعاع الصباح الجميلْ.
ثقيلٌ .... ثقيل .... ثقيل ضباب المدى
ولكن سنمضي برغم الضباب الثقيلْ.
سنمضي .. برغم الرمالِ
تغوص بأقدامنا،،
سنمضي ....
فخلف جبال الرمال سنلقى ظلال النخيلْ
القصيدة تصور المطر، وتجعل الغيوم تذوب في المطر، وذلك في قول الشاعر:
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وهو تصوير يوحي بتصوير أبي تمام للمطر والصحو في قوله:
مطر يذوب الصحو منه وبعده صحو يكاد من الغَضَارة يمطر
مطر
مطر
مطر ..
أنشودة المطر.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:45 ص]ـ
المطر يحضر بدلالات عدة في هذه القصيدة , دلالات قائمة على ثنائية الأمل والألم أو الجدب والخصب ورغم قلة الصور الإيجابية للمطر في هذه القصيدة إلا أني ألمح تفاؤلا عندنا يختمها حسبما أذكر بقوله (ويهطل المطر)
في هذا المقطع يحضر المطر بوصفه باعثا للحزن
يبقى السؤال لماذا؟ أو متى يكون باعثا للحزن؟
القصيدة وطنية وتحمل بعدا إنسانيا إذا تناولناها بأكملها
أظنه يرمي في هذا المقطع لخيرات العراق الذاهبة سدى وغير المستفادة منها
فالعراق أرض الخيرات لكن لا يرى أثرا لهذا الخير فالجوع هو المسيطر
وتدلل الأسطر التي تلي هذا السطر على ذلك ....
أما الخطاب للمرأة فأظنه خطاب للعراق , فلو عدنا للسطر الأول لوجدنا يقول (عيناك غابتا نخيل ساعة السحر) كنت أتساءل لماذا اختار النخيل دون سائر الأشجار أتراه يريد الإيحاء بالعراق أرض النخيل؟
أيضا عندما يتحدث عن الأم (قالوا له لابد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك ... ) فكرة الأم وحضورها في القصيدة يبدو أنها من باب توظيف أسطورة عشتار (وجدلية الخصب والجدب التي قامت بها القصيدة)
وبابل أرض عشتار
وبابل العراق
كان بإمكانه أن يقول أفروديت مثلا أو ايزيس اووو إذ تحملان فكرة الخصب والجدب ولكن انتقاءه لعشتار بالذات كأنها محاولة لتوجيه القاريء بشكل غير مباشر للعراق
كل هذه الأمور تجعلني أقول قد تكون العراق هي المخاطب
وقد تكون من باب احتذاء القديم (كانوا يتوجهون بالخطاب للمرأة) والسياب رائد الحداثة ومن مفاهيمها استيعاب القديم وتوظيفه فنيا عبر وسائل كالتناص ونحوه
مسألة تكرر التشبيهات بشكل متلاحق وعن طريق حرف الكاف يحاكي الانفعال الذي يشعر به الشاعر فالقصيدة تبدأ بهدوء عجيب موظفا بذلك الجمل الإسمية وأصواتا تحاكي هذا لهدوء تتسلل الحركة شيئا فشيئا للنص (للأسف لاأحفظ القصيدة لكن أتذكر أني قمت ببحث تتبعت فيه هذه الأمور من خلال الأصوات والأفعال) ذروة الانفعال تعلو والحركة تأخذ بالزيادة إلى مايشبه الرقص أو لنقل الركض خاصة في هذا المقطع حتى أن توظيف الأصوات يختلف مقارنة بالمقطع الأول ويظهر ذلك بشكل جلي في تلاحق التشبيهات
يشعرني أنه شخصا لايجد وقتا ليلهث حتى في هذا المقطع والنغمة ترتفع لدرجة مخيفة
شكرا على هذا الموضوع
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:02 ص]ـ
مرحبا بأختي: نون النسوة
زادت الصفحة اشراقاً ونوراً بوجود قلمك الندي
لا أقول لك سوى ما يقول الشاعر:
أحنُّ الى اللقاء به كأني=غريبٌ سائر نحو الديارِ
إذا كنا معاً ينساب شِعري=كماء الورد مع حلوِّ الثمارِ
كأنك مبحرٌ والبحر منِّي=إليك ومنك قد صار اختياري
شاكرة لك طيب المرور.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:29 ص]ـ
ثم يأتي الشاعر بصورة للبحر وقد غطاه المساء، ليثير في النفس الشعور بالضيق والاختناق
والإحساس بالعتمة، ويجعل المساء مثل كائن عملاق يغطي البحر بكلتا يديه. وهي صورة
كونية شاملة، وهو يأتي بها ليشبه بها حالة الحزن الذي يعتري العينين الساحرتين، فيقول:
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرّح اليدين فوقه المساء
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:37 ص]ـ
وهذه الصورة تستدعي صورة مشابهة، عبر فيها امرؤ القيس عن أرقه في الليل وتراكم الهموم عليه، فشبه الليل في تطاول ساعاته وامتدادها وعدم انتهائها بموج البحر بما في الموج من امتداد وتتابع وتكرار لاينتهي يثير في النفس الشعور بالملل والسأم والضجر. كما استعار لليل خيمة كبيرة تملأ الكون، وقد أسدلت ستائرها، فإذا هي تثير الشعور بالوحدة والضيق والاختناق والإحساس بالعتمة.
يقول امرُؤُ القيس:
وليلٍ كموجِ البحر أرخى سدولَه عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:03 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ..
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:27 ص]ـ
المشاركة لنون
في هذا المقطع يحضر المطر بوصفه باعثا للحزن
يبقى السؤال لماذا؟ أو متى يكون باعثا للحزن؟
أيضا عندما يتحدث عن الأم (قالوا له لابد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك ... ) فكرة الأم وحضورها في القصيدة يبدو أنها من باب توظيف أسطورة عشتار (وجدلية الخصب والجدب التي قامت بها القصيدة)
وبابل أرض عشتار
ليس هذا السبب ..
ارتبط المطر لديه بالحزن لأن وفاة والدته كان في يومٍ ماطر .. انظري ماذا يقول:
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
وعندها تولت جدته لأبيه تربيته صغيراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:31 ص]ـ
شاعر الشعب العراقي في أنشودة المطر كأنه يريد أن يقول قول الشاعر:
ولمّا رأيت دموع الضياع
تحزّ عيون يتامى بلادي
كرهتُ أنايَ .. كرهت وجودي،
وقلت: سأمضي برغم الظلامِ
وقصف الرعودِ ...
لأني أحب بلادي ...
أحب بلادي ... أحب بلادي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:43 ص]ـ
أختي الحبيبة أنوار:
لك المحبة في اسمى معانيها.
لك ولحرفك الرقيق أقول:
أخيتي هذي حروفي فيك تزهو=وشعري فيك قد زاد افتخاري
أختيي بين الجفون ونور عيني=وفي اليمنى مقامك واليسارِ
لا تحرمينا من مدادك وننتظر المزيد ....
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
سلمكِ الله من كل سوء ..
نسيت أن أشكرك أخيتي أديبة ..
موضوع مميز ..
دمتِ بخير
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:50 ص]ـ
سلمكِ الله من كل سوء ..
نسيت أن أشكرك أخيتي أديبة ..
موضوع مميز ..
دمتِ بخير
أرى النور قد أنار صفحتي بوجودك هنا:
أخوتنا كشمس الكون لمَّا=أضاءت بات نورك في جِواري
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:03 ص]ـ
ليس هذا السبب ..
ارتبط المطر لديه بالحزن لأن وفاة والدته كان في يومٍ ماطر .. انظري ماذا يقول:
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
وعندها تولت جدته لأبيه تربيته صغيراً ..
مرحبا
نعم منهم من عللها بالأم الحقيقية وأظنه إحسان عباس
ومنهم من ذكر أنها عشتار من باب التوظيف الأسطوري دون ذكر أسماء الأسطورة إذا أن السياب من الشعراء التموزيين الذي يلازمون في أكثر قصائدهم جدلية الخصب والجدب موظفين بذلك أسطورة عشتار
خاصة وأن القصيدة تحمل بعدا إنسانيا عاما لا ذاتيا بحتا في نظري
ثمة تعليلات مختلفة لهذا المقطع ولكن لست متأكدة من نسبتها لأصحابها
وصباحك سعيد
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:18 ص]ـ
أرى النور قد أنار صفحتي بوجودك هنا:
أخوتنا كشمس الكون لمَّا ..... أضاءت بات نورك في جِواري
ما كل هذا الثناء .. اللهم اغفر لنا وارحمنا ..
أشكرك لطيب كلماتك .. أخيتي مبحرة ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:32 ص]ـ
وأنت أهل لثناء.
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:32 ص]ـ
مرحبا
نعم منهم من عللها بالأم الحقيقية وأظنه إحسان عباس
ومنهم من ذكر أنها عشتار من باب التوظيف الأسطوري دون ذكر أسماء الأسطورة إذا أن السياب من الشعراء التموزيين الذي يلازمون في أكثر قصائدهم جدلية الخصب والجدب موظفين بذلك أسطورة عشتار
خاصة وأن القصيدة تحمل بعدا إنسانيا عاما لا ذاتيا بحتا في نظري
ثمة تعليلات مختلفة لهذا المقطع ولكن لست متأكدة من نسبتها لأصحابها
وصباحك سعيد
صباحك خير نون ..
وأهلاً ومرحبا بكِ أخية
أنا مع الرأي الأول .. - ليس من باب التمسك برأيي - ولكن أجد أنه متفق كثيراً مع حياته والأحداث التي جرت له صغيراً ..
أما من ناحية البعد الإنساني .. نعم .. اهتمامه كان بوطنه وأمته وليس اهتماماً ذاتياً
ويتجلى ذلك واضحاً من خلال قراءة النص كاملاً .. انظري هذا المقطع الذي يقول فيه:
..
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر .. مطر .. مطر
وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:34 ص]ـ
قصيدة جميلة أليس كذلك؟؟
ألا تستحق منا الوقوف كثيرا؟؟
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:39 ص]ـ
مرحبا مرة أخرى
لقدد تعددت قراءات هذه القصيدة تبعا للمنطلق الذي ينطلق منه صاحبها
هناك من انطلق من منطلق نفسي وهناك من فسرها أسطوريا وهناك سياسيا وهكذا
هناك من يربطون حياة المبدع بنصه وهناك من يقتصرون على ماهو داخل النص فقط عند قراءته وهناك من قرأها نفسيا أو ماركسيا او دينيا اووو وهناك .. الخ
أنطونيوس بطرس ويوسف سامي فسرا القصيدة أنها حنين للأم وأن سؤال الطفل كان حقيقيا كما ذكرتِ
ومن اعتمد المنهج الأسطوري رأي أن السؤال ليس عن أمه الحقيقة
عزيزتي أنوار
للصورة أكثر من بعد واحد
وفي الفن لايوجد 1+1= 2 وعند تفسيرنا أو قراءتنا لنص ما , مادمنا قد لجأنا لقرائن في داخل النص فلا يمكن القطع جزما أن الإجابة خاطئة وأراك تجزمين بقولك (ليس هذا السبب) هل نحن أمام علوم دينية أو علمية؟
ومع هذا لم أقل عن إجابتك ليست سببا ولا يمكنني ان أقول بذلك
فقد دعمت إجابتك بأدلة من حياة السياب
وأنا ذكرت مبرراتي
قبل أيام كنت في دورة لأحد النقاد عن تحليل النصوص ووقفنا أمام هذا النص وأتذكر والله كيف أنه يرحب بإجابة من يعلل سببا لإجابته بدليل ولا يجزم أن قراءته هي الصحيحة وهذا ماتعلمته في الجامعة , إذ يحدث كثيرا أن تقرأ أستاذتي القصيدة بطريقة ما وأقرؤها بطريقة مغايرة ومع ذلك تنظر إلى مبرراتي ولا تخطئني مادمت قد ذكرت المبررات وأستاذي بروفيسورة ولها باع طويل في النقد
الخطأ متى يكون؟ عندنا نرمي بإجابة معلقة دون أي ذكر أي قرينة أو دليل
الشعر ياعزيزتي لايقاس بالمسطرة
لك الشكر ياصاحبة الموضوع ويا أنوار
فما أجمله من صباح نشحن عقولنا فيه ونتساءل ونفكر!
في كل مرة يتراءى لنا شيء لنطرحه هنا ياأصدقاء
لكم الود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:44 ص]ـ
ليت الماسح الضوئي يعمل عندي , للتو عثر على ملحق في أحد كتبي يختصر أهم أراء النقاد حول هذه القصيدة , أراء كل ناقد وضعت في نقاط موجزة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:45 ص]ـ
وقرأتي أنا كذلك للقصيدة تختلف
كل قارئ ينظر لنص من زاوية وتعددها يثري النص أليس كذلك؟
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:59 ص]ـ
عذراً إليكِ نون .. إن أسأت دون قصد ..
أخيتي أعلم جيداً أن الفن لا يقاس بمسطرة .. ولا يمكن لرأي واحد أن يأخذ به الجميع .. أو يعتقده الجميع .. فأنا أحترم رأيكِ جداً وكل رأي يقال .. واطلعت على تفسيرات عدة ومتنوعه لهذه القصيدة ..
لكن أقول لكِ أخية ..
إن أحد عيوبي الشخصية .. أني ما استطعت الخروج عن ذاتي في أي نص .. وإن قال الجميع علماءً ونقاداً .. أقرأ لهذ ولذاك .. ثم أقول ما أريد وما أعتقد .. وأنا هكذا في جامعة أو ندوة أو مع أي شخص مهما كان كبيراً في العلم ..
قد يكون هذا جانب نقدي وغير جيد .. لكن أفضل أن آخذ العلم بأريحية ..
سلمكِ الله من كل سوء .. ويبقى رأيك محل تقدير واحترام ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:34 ص]ـ
نحن هنا أخوة وليس هناك مايغضب.
سعدت كثيرا بمروركما العبق ..
وخير الناس أصدقهم بحبٍ=وأسبقهم إلى فعل الكبارِ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:43 ص]ـ
ثم يشبه الشاعر الحالة التي تعتري المرء لدى حلول المساء بما فيه من كرب وحزن بحالة طفل يهذي قبل النوم، فيذكر أمه التي فقدها، وهو لايفقه معنى الموت.
يقول الشاعر:
كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام
بأن أمه التي أفاق منذ عام
فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال
قالوا له: " بعد غد تعود .. "
لابد أن تعود
وإن تهامس الرفاق أنها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر
وهذا البناء لصورة شعرية ممتدة، تقوم على أسلوب القص، والتشبيه، والاستدارة، والامتداد، يستدعي كثيراً من الصور الشعرية الشبيهة، والممتدة على بضعة أبيات، تستغرق تفاصيل الصورة، بأسلوب قصصي، مدور.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:45 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ..
أنشودة المطر ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:51 ص]ـ
في المقطع السابق عن حديثة عن الطفل والأم
نجد تشبيه النابغة الذبياني لناقته في المعلقة بثور وحشي في الفلاة، وهو يمضي
بعد ذلك في تصوير الثور، ووصفه، ووصف صياد يرسل على الثور كلابه،
فيصرع بقرنه أحد الكلاب، وتفر الكلاب الأخرى، وينجو الثور، ومن ذلك قول
النابغة الذبياني:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا =بذي الجليلِ على مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ
من وحش وَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أكارِعُهُ =طاوي المصيرِ كسيفِ الصَّيْقَلِ الفَرِدِ
سَرَتْ عليه من الجوزاء سارِيَةٌ =تُزجي الشمال عليه جامدَ البَرَدِ
فارتاع من صوتِ كلاّب فباتَ له= طوعَ الشوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:02 ص]ـ
تجزمين بقولك (ليس هذا السبب) هل نحن أمام علوم دينية أو علمية؟
المعذرة .. قد تكون هذه الكلمة قوية ..
ولكن ما قصدتكِ .. كان حديثي موجهاً للمنهج الأسطوري .. إذ لا أعتد به ولا آخذ به .. وإن قرأت عنه ما قرأت
لا يمكن أن أضعه تفسيراً لنص ..
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:13 ص]ـ
المعذرة .. قد تكون هذه الكلمة قوية ..
ولكن ما قصدتكِ .. كان حديثي موجهاً للمنهج الأسطوري .. إذ لا أعتد به ولا آخذ به .. وإن قرأت عنه ما قرأت
لا يمكن أن أضعه تفسيراً لنص ..
أهلا بك أنوار نعم حتى وإن كانت حول المنهج الأسطوري ( ops اعتقد لا يمكن الجزم عند قراءة النص وإنما تأويل القاريء لما يراه الأفضل دون أن يخطيء القراءات الاخرى أو المناهج الأخرى وإن كان لايعتد بها لكن لأصحابها مبررات
عموما لست من أنصار المذهب الاسطوري ولست من معارضيه أيضا , إنما بعض النصوص أو الشعراء - بالنسبة إلي - يجلعوني أنطلق من منهج معين أراه يتناسب مع نتاجهم
وقد فصلت الإجابة في ملفك الشخصي لمن أراد أن يطلع عليها
شكرا لكِ
..................
بالنسبة للملحق الذي ذكرته في أحد الردود , يوجد في نهاية كتاب تلقي النقد العري الحديث للأسطورة في شعر السياب , بالمناسبة اشتريته من معرض الكتاب ولم أقرأه حتى الآن إذ لم يصله الدور بعد: D
غير أن هذا الموضوع جعلني أقلب صفحاته
فشكرا لكما
وصباحكم مغفرة
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:37 ص]ـ
اعتقد لا يمكن الجزم عند قراءة النص وإنما تأويل القاريء لما يراه الأفضل دون أن يخطيء القراءات الاخرى أو المناهج الأخرى وإن كان لايعتد بها لكن لأصحابها مبررات
أخيتي نون .. أنا لا أستطيع أن أقبل هذا المنهج .. وإن اعتد به العالم أجمع ..
وسأكمل الحديث الذي وضعته لكِ في ملفك الشخصي مع بعض التصرف ..
أخيتي .. أعلم أنكِ لستِ من أنصار هذا المذهب .. وإني لأتمنى لهذا المذهب أن يموت ويندثر وينسى ..
تقولين لي فناً وعلماً .. أقول لكِ لا .. هذا المنهج يغرس الآلهه اليونانية غرساً .. ويقول لكِ فناً ومذهب ..
انظري إليه في كل قراءة .. لا يتواني أن يجعل لكِ الآلهه ماثله أمامك في كل صورة بل في كل مشهد وكل سطر ..
أخيتي نون .. تعبنا ركضاً خلف الغرب حتى كدنا أن نكون تمثالاً له .. يجب أن يكون لنا استقلاليتنا على الأقل في النصوص .. يمكن أن آخذ منهم ما يفيد .. ولكن لست مضطرة لقبول هذا المنهج ..
انظري علم المناسبة .. علم رائع جداً .. درسه العلماء القدماء على القرآن الكريم .. وقلة من الدراسات تناولته على الشعر
علم عقلي يذهب بك للتحليل والتعليل وجمع روابط الكلمات والدلالات .. ومع ذلك لا تجدينه يذكر على أنه منهج ..
ترى ما هي الأسباب .. ؟
ألأن الإعلام لا يخدم اللغة لدينا .. ويخدمون هم مذاهبهم مهما كانت حتى يعلو صيتها ..
سعدت بحوارك أخية .. لكِ كل التقدير .. http://www.alfaseeh.com/vb/images/misc/progress.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:40 ص]ـ
يقول الشاعر:
كأن صياداً حزيناً يجمع الشباك
ويلعن المياه والقدر
وينثر الغناء حيث يأفل القمر
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:41 ص]ـ
بعض النصوص أو الشعراء - بالنسبة إلي - يجلعوني أنطلق من منهج معين أراه يتناسب مع نتاجهم
لماذا .. ؟؟
المعذرة ثم المعذرة منكِ أخيتي مبحرة .. وهذا الخروج ..
إن رأيتِ إزعاجاً .. فلكِ حرية التصرف ..
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:41 ص]ـ
وأنا أيضا وبدون مجاملة
الحوار معك يثري
مواضيع كهذه تثري الأعضاء وتمرن على الحوار:) ليتها تكثر هنا
أعتذر لصاحبة الموضوع حلقنا بعيدا عن النص وأخشى أن ينحرف عن مساره الأصلي
فعودي للشعر يا أخية فنحن لك أذن صاغية
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:45 ص]ـ
لا صفحتي صفحتكم ومروربكم بها شرف لي
حواركم هادف وبناء ليس هناك ما يغضب
بل العكس أنا مستمتعة جداً لأني في النهاية سأقول لكم ما يفيدكم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:47 ص]ـ
هناك رأي من د. دوش الدوسري أستاذ النقد المساعد رأيها جدا خلاب في قضية المذاهب
سأضعه حين انتهي من أنشودة المطر ..
أكملن أنا معكن ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:53 م]ـ
ثم يأتي الشاعر بصورة أخرى يشبه بها حالة المكروب في الليلة الماطرة،
وهي صورة صياد فقير، يلقي الشباك ثم يجمعها فإذا هي فارغة،
فيمضي يلعن حظه النكد، وهو لا يعرف سبب فقره وبؤسه،
وكأنه كان يحلم بالغنى من خلال صيده. يقول الشاعر:
كأن صياداً حزيناً يجمع الشباك
ويلعن المياه والقدر
وينثر الغناء حيث يأفل القمر
وهي صورة تستدعي حكايات شعبية كثيرة عن صياد اصطاد سمكة كبيرة أهداها إلى الملك فأجزل له العطاء،
أو صياد اصطاد سمكة فعثر في جوفها على خاتم،
أو صياد اصطاد سمكة رجته أن يعيدها إلى البحر، ففعل، فأنعمت عليه بخير وفير.
وهي جميعاً حكايات تدل على حلم الفقير بالخلاص من فقره مصادفة وبأساليب عمادها الحظ والسحر والخيال والوهم،
ويشترك معها في ذلك الصياد في القصيدة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:54 م]ـ
مطر
مطر
مطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:23 م]ـ
لذلك أنا أقول لكل من عبر صفحتي قول الشاعر:
كنْ يا أخي كالنخلةِ الشمّاءِ في وجهِ الرياحْ=وتجاوزِالألآمَ داوي بالرضى كلَ الجراحْ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:35 م]ـ
كأن شاعرنا بدر بن شاكر السياب يريد أن يقول لنا:
ولما رأيتُ بلادي
يُبيح حماها قطيعُ الذئابِ
يثير الدمارَ
ويسقي بنيها كؤوس العذابِ
كرهتُ قعودي،
وقلت: سأمضي برغم الضبابِ ..
برغم الأسى ...
برغم نباح الكلابِ.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:54 م]ـ
والقصيدة تؤكد التفاؤل بخلاص الفلاحين من واقع الظلم،
وهي تستدل على ذلك بالطبيعة، إذ تدور الفصول، ولا يدوم حال،
يقول الشاعر:
في كلِّ قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنة الزهَرْ
والسطران يعبران عن رؤية ريفية تشير إلى انبعاث الحياة بعد الموت، من خلال انبعاث الربيع بعد الشتاء، وهي رؤية مكثفة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:55 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ..
أنشودة المطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:39 ص]ـ
وأنا أقول لشاعرنا بدر بن شاكر السياب:
سأظلُّ في حَزَنٍ على حَزَن=ما عشتَ حتّى يقضيَ العُمْرا!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 03:36 ص]ـ
كأني أعيش الآن لحظات الأمة العربية ..
طفل يذبح أين الرحمة
أم تذرف مُرَّ العبرةْ
شيخ يقتل دون حياء
بيت يهدم فوق الأسرةْ ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:20 ص]ـ
هذه أنشودة الكفاح ..
مطر
مطر
مطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:00 ص]ـ
تصور القصيدة البهجة بعد انقطاع المطر، فإذا الأطفال يتراكضون ويضحكون في عرائش الكروم، وإذا العصافير تزقزق، يقول الشاعر:
وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغتُ صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
وهو تصوير يستدعي تصوير امرئ القيس في معلقته للطيور في الوادي وهي تغرد عقب انقطاع المطر، فيقول:
كأن مَكَاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً=صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رحيقٍ مُفَلْفَلِ.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:28 ص]ـ
وأقول:
"واحسرة القلب من أبناء جلدتنا "=ممن يعيشون بين الناس كالبهم ِ
لم ينزووا خجلاً، أو يرعووا ندماً= ما حركوا ساكناً فالأمر كالعدم ِ
أبكي عليهم وقد ولت كرامتهم =وقد مزجتُ دموعي حرقةً بدمي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 06:01 ص]ـ
أنشودة المطر ..
مطر
مطر
مطر ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 06:12 ص]ـ
أتعلمين أي حزن يبعث المطر .. !!
نلاحظ عبر تحليل عميق ينساب إلى النفس البشرية ..
الهمزة نداء للقريب
ثم بعد ذلك أتى بفعل مضارع تعلمين فيه دلالة على الحالية والأستمرار
ثم قال أي حزن كأن لدى الشاعر أحزان كثيرة لكن يريد أن يحدد لنا حزن يبعثه المطر ...
لله دره ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 07:48 ص]ـ
حبّي بلادي في الضلوعِ وفي الدمِ=سيظلّ يصدحُ بالنشيدِ لها فمي
صدق قائل هذا البيت فقد أنشد السياب أنشودة تفوق كل خيال ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:01 ص]ـ
القصيدة تصور المطر، وتجعل الغيوم تذوب في المطر،
وذلك في قول الشاعر:
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وهو تصوير يوحي بتصوير أبي تمام للمطر والصحو في قوله:
مطر يذوب الصحو منه وبعده =صحو يكاد من الغَضَارة يمطر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:29 ص]ـ
تذكير بالمنطلق ..
حتى لا ننسى ..
أعضاء الفصيح منطلقي في تحليل تلك الأبيات:
((لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس
سأكون أمامهُ كالكِتاب المفتوح وعليهِ أن يُحسِن الاستيعاب
إذا طال بي الغياب فَاذكروا كلماتي واصفحواعن زلاتي))
لذا يجب علينا أن لا ننسى هذا المنطلق
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:53 ص]ـ
وبعد أن تقدم القصيدة التفاؤل بتحقيق المظلومين خلاصهم مؤكدة ذلك بصورة من الطبيعة،
تقدم صورة أخرى من خلال المجتمع، تؤكد فيها أنه كلما تفاقم الظلم والاستبداد أوشكت ساعة الخلاص على الاقتراب،
وفيها يقول بدر:
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
ومجيء هذه الصورة الاجتماعية المؤكدة للخلاص بعد تلك الصورة الريفية المؤكدة للخلاص أيضاً من خلال دورة الفصول.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:58 ص]ـ
كأن شاعرنا بدر بن شكر السياب يوصل لنا رسالة من خلال أنشودة المطر ..
عشقي لأوطاني تفوقُ حدودّه
كلّ الحدودِ وللعروبة أنتمي
حبُّ البلادِ فريضةٌ وعبادةٌ
مثل الصلاةِ عبادةٌ للمسلمِ
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 09:03 ص]ـ
الاخت وليدة لحظه انشودة المطر حوت في طياتها معاني كبيره جدا عن الحالة التي
يعاني منها العراق ولو ان الشاعر كان بيننا اليوم لقلنا ان قصيدة المطر هي وليدة لحظه0
موفقة في الاختيار وموفقة في جميع الردود والى الامام
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 09:15 ص]ـ
الاخت وليدة لحظه انشودة المطر حوت في طياتها معاني كبيره جدا عن الحالة التي
يعاني منها العراق ولو ان الشاعر كان بيننا اليوم لقلنا ان قصيدة المطر هي وليدة لحظه0
موفقة في الاختيار وموفقة في جميع الردود والى الامام
مرحبا بأخي أحمد السنيد تحية نقول لك فيها:
نهدي لشاعرنا الكبير قلادة=ومن الجميع تحية ودعاء
جعلت من موج المحيط نسائماً=رقت فأمتعت النفوس هناء
شاكرة لك جميل حرفك ..
وننتظر المزيد والمزيد ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 10:01 ص]ـ
مطر
مطر
ويهطل المطر ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله جهد رائع تشكرون عليه
وجدت هنا شيئا عن نص " أنشودة المطر"
http://www.alfaseeh.com/vb/archive/index.php/t-4364.html
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 12:47 م]ـ
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
كان هذا المقطع محيرا لي،
لتشكل لوحة تجمع بين صنفين متشابهين أدركتُ بعدها - في ظني- مقصد الشاعر من تشكيل ذلك ..
لديه هوس بالمطر، وتعلق شديد بمكونات طبيعته ولديه حسّ عجيب في بناء المفردات وصفّها كلآلئ من مطر ...
وكأن الغيوم - في استدارتها - هنا، بالونات ضخمه تحمل ماء، تذهب ريّا لسحاب تشكل بأشكال الأقواس ليشرب تلك البالونات - الغيوم، وهي إن كان السياب تلاعب بألفاظها لها نظير علمي بتكون البروق والرعود من اتحاد أواصطدام سحابتين مختلفتين إحداهما تحمل ماء وإلأخرى جهام - (كما أبدى المتنبي) ..
وإن كان السحاب لا يحمل ماء فهو - كأي مخلوق - يتلهف للماء فيجده هنا في الغيوم فيسرع - وهو الجهام - ليشرب الغيوم، الماء. إن السياب هنا يلتفت لأدق التفاصيل في مراحل المطر ويصيغها لوحة فنية ليست مرسومة بل بأعلى جودة من الوسائط المتحركة بقى الصوت .. كَتَمه ..
ثم يصف انتهاء الغيوم، التي تذوب في بطء، قطرة قطرة تذوب في المطر وكأنها تهب نفسها للأرض التي في لهف لاستقبالها ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله جهد رائع تشكرون عليه
وجدت هنا شيئا عن نص " أنشودة المطر"
http://www.alfaseeh.com/vb/archive/index.php/t-4364.html
أهلا ومرحبا بأستاذنا الأديب صاحب القلم الرفيع والخلق الجميل: محمد سعد
يا صاحِبَ القلبِ الجسورِ تحيةً
لا أقول سوى:
ستظلُ نِبراساً لكلِّ كاتبٍ
وأقول لك قول الشاعر:
أخلاقُهُ كالشمسِ في وسطِ السما=مَنْ ذا لضوءِ الشمسِ يوماً يُنكرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 03:03 ص]ـ
لو أستطيع لصغت شعري من ورود الياسمين
ونثرتهُ ورداً زهتْ أنوارهُ للحاضرين
أخي السراج:
ماذا عسى قلمي يقول؟!!
تحليل دقيق ينم عن شاعرية الكاتب ..
َأخي السراج:
سَتَبْقَى ...
قِبْةَ العِلْمِ وَيَنْبُوعَ المَكَارِمْ ...
في تحليلك السابق لتلاعب السياب بالألفاظ كقول الشاعر:
في ليلةٍ بتْنَ النجومُ كدمعِها=مرِضتْ سمائي و اقشعَرَّ ظلامي
حيث تلاعب بالألفاظ بشكل بديع ..
كأن شاعرنا بدر بن شاكر السياب يقول لنا: أنا أحمل من منفى لمنفى جرحي
من يقراء حزن الأموات
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 03:22 ص]ـ
مطر
.
.
مطر
.
.
مطر
..
ساعة حزن ...
أريدُ الغناءَ وصوتي عليلُ=وأبغي الوصولَ ودربي طويلُ
وماذا عساني وعمري انكسارٌ=وغربة ُ قلب ٍ بموتي أقولُ؟
أريد ونفسي احتراقُ الزمان ِ=على أيّ درب ٍ يكون الدخولُ؟
لأبكي على لوحةِ الذكريات=فكيف يكونُ لبيتي الوصولُ؟
أريد البكاءَ فجرحي عميقٌ=وشلّت يداي وروحي الفُصولُ
أنا جرحُ هذا الشقاءِ البغيض =متى للشجا سيكون الأفولُ؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:12 ص]ـ
أنشودة المطر ..
مطر
مطر
مطر ......
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:23 ص]ـ
ـ دلالة لفظة (مطر):
ـ المعنى للفظة (مطر): دلالاته على ظاهرة طبيعية كونية، وهو معنى أصلي كقول الشاعر:
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر ...
فظاهرة المطر، إذن، تسبقها مراحل: تكوين الغيوم، وتكثيفها، فظهور السحب، ثم سقوط المطر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:47 ص]ـ
قرأت سجل الزمان،
رأيتُ مدى عِزّنا.
نظرتُ لأفْق الحياة،
رسمتُ سَنا صُبحنا.
سألتُ نجوم السّماءِ،
تأكّدتُ أنا لسنا وحْدنا.
ذكرتُ جنان الخلودِ،
تخيلتُ أعراسنا ....
وقلتُ: سأمضي برغم الزمان الكئيبِ ..
الكئيب ..... الكئيبْ.
ومضى بدر بن شاكر السياب بأنشودة المطر والكفاح ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:50 م]ـ
أنشودة المطر ..
مطر
مطر
مطر ......
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:03 م]ـ
يصور الشاعر فجر الخلاص قادماً مع الفجر الفتي، فيقول:
في عالم الغد الفتي واهب الحياة.
وهذا الغد الفتي الذي يهب الحياة، ما هو إلا الربيع الذي يمنح الوجود كله حركة وحياة، ويعيد إلى عشتار بسمتها وفرحتها بعد أن غشاها الحزن.
وفي هذا استدعاء لصورة الربيع الذي يأتي شاباً ضاحكاً كما صوره البحتري فقال:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً =من الحسن حتى كاد أن يتكلما
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 06:15 ص]ـ
أنشودة المطر ..
مطر
مطر
مطر ......
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 06:23 ص]ـ
صدق القائل:
لاراحة فى الدنيا ...
صغير يشتهى الكبرا .... وشيخ ود لو صغرا
ورب المال فى تعب .... وفى تعب من افتقرا
وخال يبتغى عملا .... وذو عمل به ضجرا
ويشقى المرء منهزما.ولايرتاح منتصراإنما الراحة فى الجنه
سبحان الله وبجمده سبحان الله العظيم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:38 ص]ـ
هناك استدعاءات أخرى، مباشرة، تحفز عليها كلمة أو جملة أو بناء صريح، ولعلها أكثر إقناعاً لمن يبحثون عن قرينة أو رابطة أو دليل.
ومن ذلك قول الشاعر:
تثاءب المساء، والغيوم ماتزال
تسح ماتسح من دموعها الثقال
فالمساء يمتد، ويتطاول، حتى ينعس، فيتثاءب، وفي هذا التشخيص استدعاء لغوي لقوله تعالى في محكم آياته:} والصبح إذا تنفّس {
وثمة تشابه كبير، بين نعاس الليل وتثاؤبه، وصحوة الفجر وتنفسه، وهو استدعاء واضح ومباشر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:03 ص]ـ
مطر
مطر
مطر
....
ـ[السراج]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 10:19 ص]ـ
شكرا وليدة لحظة، مرة أخرى وأكثر ..
تثاءب المساء، والغيوم ماتزال
تسح ماتسح من دموعها الثقال
معاني مستحدثة، ومعجم شعري زاخر بحروف وبكلمات حالمة أشبهه بالشعراء الكبار، العباس بن الأحنف والبحتري وأبي القاسم الشابي الذين برعوا في ليّ الكلمات وتشكيلها مادة غضّة تسيل عذوبة ..
ما أطول هذا المطر الذي استمر إلى أن تثاءب المساء وأذن بالرحيل، ولعل ولعه بمطر الحزن هذا رسم الغيوم امرأة تذرف الدموع الكثيرة الكبيرة الحجم بل واستبدل (تذرف) ب (تسحّ) دلالة على الكثرة الغالبة وموائمةً مع حزنه الطاغي هنا ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 03:27 ص]ـ
لله در قلم السراج
لله در قلم السراج
لله در قلم السراج
اليوم أنا قارئةٌ لقلم السراج
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 03:39 ص]ـ
ويصور الشاعر البلاد وهي تستعد للثورة، وتتهيأ لها، فيقول:
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
حتى إذا مافضَّ عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الواد من أثر
فالثورة، كما يصورها الشاعر، تجتاح الطغاة المستبدين، وقد استعار لهم قوم ثمود،
وفي هذا استدعاء مباشر لما ذكره المولى عز وجل في محكم آياته عن قوم ثمود،
الذين طغوا وأفسدوا في البلاد، فزلزل ديارهم ودمّرها، ومنه قوله تعالى: {وثمودَ الذين جابوا الصخرَ بالواد، وفرعونَ ذي الأوتاد، الذين طَغَوْا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربُّكَ سَوْطَ عذاب}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 04:18 ص]ـ
يصور الشاعر الفلاحين يهاجرون من قراهم بعد أن دهمهم الطوفان، فيقول:
وأسمع القرى تئن، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع
عواصف الخليج، والرعود، منشدين
..
.
.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 04:23 ص]ـ
أنشودة المطر ..
مطر
مطر
مطر ......
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 04:34 ص]ـ
*وقفه ..
.
.
.
لماذا قال الشاعر: أنشودة (المطر)
لأن الشاعر يقرر حقيقة تاريخية هي أن إرادة الشعوب لا تقهر، مهما طال
الزمن، أو قصر، فإن النصر حليفها. صاغ الشاعر هذه الحقيقة في قوالب لغوية
مختلفة، تحوي دلالات متباينة، وهي نوع من التجاوز الذي يعمد إليه السياب
ليعبر عن مضمون فكره، وعما يؤمن به.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:40 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:07 ص]ـ
ويلاحظ ما تحمله كلمة «كل «من شعور، بالجزم والحتمية والتأكيد، وذلك في قول الشاعر:
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
ومثل ذلك الشعور بالحتمية والتأكيد والجزم من خلال استخدام «كل"،
ولا سيما في حالة تقديم الخبر على المبتدأ أو كونها مجرورة بفي،
مايستدعي آيات قرآنية كثيرة، منها قوله تعالى: {ولِكُلٍّ وُجْهَةٌ هو مُوَلِّيْها} (21)،
وقوله عز وجل: {كَمَثَلِ حبةٍ أنبتتْ سبعَ سنابلَ، في كلِّ سنبلةٍ مئةُ حبةٍ} (22)،
وقوله تعالى: {كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت}
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:29 ص]ـ
وقفت تحت هطول المطر حتى انتعشت بانهماره
تحليل موفق واختيار أكثر من رائع
لقد أوصلتما غاليتي المبدعة وأخي السراج معاني كالدر المكنون
من بين ثنايا تلك المقطوعة المتناغمة المعاني والألفاظ
لله دركما من مبحريين ومتذوقين
حقا استمتعت وأنا في شوق للمتابعة
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 10:12 م]ـ
ضياء الأمل: شكرا لوجودك هنا ..
وليدة لحظة: شكرا كثيرا ..
هذا المقطع حيّرني:
أصيحُ بالخليج: "يا خليج ..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
فرأيته هكذا:
لماذا حذف كلمة (اللؤلؤ) من - النشيج - الثاني؟!
وكان صياحا وإذا الصدى يعود نشيجاً باكيا محيراً لشاعرنا، وفاتحاً له ولنا تساؤلات حول الثروات الغائبة ..
أين ذهب اللؤلؤ يا شاعرنا - أفصح؟
كانت محاولاتي لفك هذا المغلق من المعاني والتي احتفظ بها السياب في بطنه .. كانت محاولتي الأولى في نهب - الغزاة - لهذه الكلمة (اللؤلؤ) وسرقتها من بين سطور الشاعر ..
أما محاولتي الأخرى ..
فأدركت بها حقيقة البحر وما يخفي من - محار - وردى (موت) يحوطان بلؤلؤة كريمة وهذا ما تصوره لنا روايات الخليج وما يكتنف أحاديث كبار السن والغواصين. ومكملاً لحديثهم: ما بقي من البحر غير ردى ومحار بلا دُرر ..
لكن ما يبقى من كلماته - شاعرنا - إنه نشيج باكي ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:18 ص]ـ
غاليتي ضياء الأمل:
لا أقول لك سوى ما يقول الشاعر:
بِفَيض فَضلِكَ يَحيى العلمُ وَالأَدَبُ
وَبِإِسمكَ اليَوم أَضحتَ تَفخرُ الكُتُبُ
فَمِن سَنى فَكرِكَ التَهذيبُ مُنتَشِرٌ
وَمِن ضَيا فَهمِكَ الإِرشادُ مُنسَكِبُ.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:22 ص]ـ
أخي السراج كل يوم يزداد الموضوع إشراقاً
بوجود مداد قلمك الكريم
لذلك أقول لك قول الشاعر:
شكرت جميل صنعكم بدمعي
ودمع العين مقياس الشعور
لأول مرة قد ذاق جفني
على ما ذاقه - دمع السرور
حافظ إبراهيم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:30 ص]ـ
أنشودة المطر
مطر
مطر
مطر ....
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:04 ص]ـ
في قصيدة أخرى للشاعر عزيز العرباوي يقول فيها:
غابَ المطرُ ...
غابَ عنا المطرُ
وابتعدَ الربيعُ الموشومُ بالخضرهْ.
كنا من قبلُ نؤلفُ الشعرَ
واليومَ نباركُ الظلمهْ.
ونبتكرُ القنابلَ
لقتلِ الثورهْ.
لماذا غابَ عنا المطرُ في عز البردِ؟
وانتهى زمنُ النسيم الصباحيِ
ولمْ تبقَ لنا دورهْ.
دورةُ العامِ التي تميزنا
عن وحوشِ الغربهْ ....
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:13 ص]ـ
هذا المقطع حيّرني:
أصيحُ بالخليج: "يا خليج ..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
فرأيته هكذا:
لماذا حذف كلمة (اللؤلؤ) من - النشيج - الثاني؟!
وكان صياحا وإذا الصدى يعود نشيجاً باكيا محيراً لشاعرنا، وفاتحاً له ولنا تساؤلات حول الثروات الغائبة ..
أين ذهب اللؤلؤ يا شاعرنا - أفصح؟
كانت محاولاتي لفك هذا المغلق من المعاني والتي احتفظ بها السياب في بطنه .. كانت محاولتي الأولى في نهب - الغزاة - لهذه الكلمة (اللؤلؤ) وسرقتها من بين سطور الشاعر ..
أما محاولتي الأخرى ..
فأدركت بها حقيقة البحر وما يخفي من - محار - وردى (موت) يحوطان بلؤلؤة كريمة وهذا ما تصوره لنا روايات الخليج وما يكتنف أحاديث كبار السن والغواصين. ومكملاً لحديثهم: ما بقي من البحر غير ردى ومحار بلا دُرر ..
لكن ما يبقى من كلماته - شاعرنا - إنه نشيج باكي ..
تحليل موفق أستاذنا السراج ..
ولكم الشكر على تلك الرؤية العميقة الصائبة في الموطنين ..
جميل ما توصلتم إليه ..
كنت أتساءل دوماً ما الرابط بين " اللؤلؤ والمحار والردى "
أيمكن أن يعتبر الردى من الهبات .. ؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:35 ص]ـ
أصيحُ بالخليج: "يا خليج ..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
يا خليج، يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى: أسلوب نداء يدل على بعد الشاعر والغربه عن الوطن
• اللؤلؤ والمحار والردى: اللؤلؤ والمحار كناية عن مهنة الغوص والتي ارتبطت بالموت للدلالة على صعوبة العيش في العراق
• كأنه النشيج: كناية عن الألم الذي يعتصر العراق من المستعمر.
• حذف كلمة اللؤلؤ له دلالة لأن اللؤلؤ غالي وباهض الثمن لكن حين يبقى المحار والردي فهو دلالة على نهب خيرات العراق
انظروا معي في قولة:
عودة الصدى " يا واهب المحار والردى "
تحمل دلالة ضياع خيرات العراق وثرواته.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:39 ص]ـ
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود،
منشدين
مطر ..
.
مطر ..
.
مطر
.
.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:56 ص]ـ
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر.
وقفت أمام هذا البيت وقفة طويلة ..
تصوير بديع والتلاعب بالألفاظ واضح لكل قارئ
فقط تأمل معي قال أكاد بمعنى أنه أوشك أن يسمع ذلك الصوت؟؟
هل النخيل له صوت حين يشرب المطر؟؟
صورة تثير لدى القارئ تصورات عديدة ..
فالسياب يريد أن يبين لنا الهم الذي سبب له الأرق ((فهو المستعمر الذي غزا بلاده))
فهذا المطر الذي يبعث الفرح والسرور لدى الناس
وينتظرون نزول المطر بفارغ الصبر
كأن النخيل يشارك البشر ويشرب معهم المطر ..
مطر
مطر
مطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 06:32 ص]ـ
مواطن الجمال:
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر: استعارة مكنية شبه النخيل بالإنسان الذي يشرب.
• أسمع القرى تئن: استعارة مكنية شبه القرى بالإنسان الذي يئن.
• المهاجرين يصارعون عواصف الخليج: شبه أهل العراق بالعواصف في ثورتهم.
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 07:25 ص]ـ
وليدة لحظة .. شكرا متواصلاً ..
أنوار:
أيمكن أن يعتبر الردى من الهبات .. ؟؟
حين قرن المحار - أجوفا بلا درّ - والردى أيقنت أنه يقصد الموت والمشاق والمتاعب في رحلات الغوص، وحينها يعودون خالين الوفاض ومنهم من يقضي تحت الأعماق فلا عودة .. إنها أثمن الرحلات وأخطرها، وهو الرابط التي تتساءلين عنه (لا وجود لدرّه أو دانة إلا بوجود مخاطر كثيرة وما كل المحار يحوي درّا ثم الردى بالمرصاد .. )
شكرا لك على مرورك الكريم وسؤالك الحافز ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 07:29 ص]ـ
بل الشكر لك أنت
لوجودك المتواصل هنا في أنشودة المطر ..
وكذلك الشكر لأختنا أنوار ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 07:32 ص]ـ
تذكير بالمنطلق ..
حتى لا ننسى ..
أعضاء الفصيح منطلقي في تحليل تلك الأبيات:
((لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس
سأكون أمامهُ كالكِتاب المفتوح وعليهِ أن يُحسِن الاستيعاب
إذا طال بي الغياب فَاذكروا كلماتي واصفحواعن زلاتي))
لذا يجب علينا أن لا ننسى هذا المنطلق
مطر
مطر
مطر ....
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 07:36 ص]ـ
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر.
وقفت أمام هذا البيت وقفة طويلة ..
تصوير بديع والتلاعب بالألفاظ واضح لكل قارئ
فقط تأمل معي قال أكاد بمعنى أنه أوشك أن يسمع ذلك الصوت؟؟
هل النخيل له صوت حين يشرب المطر؟؟
صورة تثير لدى القارئ تصورات عديدة ..
فالسياب يريد أن يبين لنا الهم الذي سبب له الأرق ((فهو المستعمر الذي غزا بلاده))
فهذا المطر الذي يبعث الفرح والسرور لدى الناس
وينتظرون نزول المطر بفارغ الصبر
كأن النخيل يشارك البشر ويشرب معهم المطر ..
رائعة وليدة لحظة ..
ويكمل ذلك ..
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ،
فالنخيل يشرب المطر وهو - يكاد - أن يسمعه، ووقتها يسمع القرى تئنّ من وطئة المحتلّ أو من عطشها ...
وثمّة قراءة أخرى:
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
في ظني إنها كناية عن كثرة المطر ووفرته بكميات هائلة تجعل النخيل - على كثرتها - تغرق في المياه وحين تكثر ويتخلل بين النخيل يصدر صوتاً ..
ولا تعارض بين ذلك، فرغم كثرته ووفرته فظلت القرى تئنّ من سبب المحتلّ ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 07:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي السراج وأقول لك قول شاعري:
معلمي لست بالناسي جميلك
ماعرفت في لغتي معنى لعرفان
شكراً لك ..
ولقد استخدم السياب في قصيدته الأصوات المنقولة، وهي صوته، وصوت الطبيعة، وصوت الفلاحين المهاجرين وصوت الثورة، ويظهر ذلك في ما يلي:
أصيح بالخليج: «يا خليج،
يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى»
فيرجع الصدى
كأنه النشيج:
«يا خليج
يا واهب المحار والردى»
وفي قوله أيضاً:
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع
عواصف الخليج والرعود منشدين:
مطر
مطر
مطر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نرفانا]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:25 ص]ـ
مطر ..
مطر ..
مطر ..
سحابة تحمل في‘ أحشائها ..
زخات من جميل آلَآحرُف ..
امطرتنا بها .. اناملك الذهبية ..
دمتي عطاءً .. يا أديبة ..
أتعطش ..
كوني‘ قريبة ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:23 ص]ـ
دعوة للتفكر ..
ما دلالة، وما القصد من تكرار لفظة (مطر) ثلاث مرات؟
لِمَ لمْ تكون مرة واحدة فقط .. ؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 11:05 ص]ـ
مطر ..
مطر ..
مطر ..
سحابة تحمل في‘ أحشائها ..
زخات من جميل آلَآحرُف ..
امطرتنا بها .. اناملك الذهبية ..
دمتي عطاءً .. يا أديبة ..
أتعطش ..
كوني‘ قريبة ..
نرفانا المطر بوجودك المثمر بيننا ..
لك تحية محبة وباقة وفاء ..
كشمس الصباح أرنو إليكم
بريح تفوح كالياسمين
وتسعد نفسي في أنسكم
ها قد شدوت إليكم نشيدا
كسرب الحمام و قلبي سجين
كنجم المساء في ليل حزين
و أنسى المآسي حين أرى نرفانا
لا تحرمينا من مداد قلمك الجميل هنا
مودتي.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:33 ص]ـ
دعوة للتفكر ..
ما دلالة، وما القصد من تكرار لفظة (مطر) ثلاث مرات؟
لِمَ لمْ تكون مرة واحدة فقط .. ؟
بارك الله فيك أخي السراج ..
سؤال دقيق وجميل ..
لدلاله على أن العراق يفتقر للخيرات
الكل ينهب خيرات العراق
لذلك ينشدون المطر ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:12 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ..
قالها شاعر الشعب العراقي بدر بن شاكر السياب ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:46 ص]ـ
نعم لماذا تكرر المطر ثلاث مرات؟؟!! ..
سؤال أثار التفكير كثيراً
في نظري تكرار الشاعر للمطر ثلاث مرات في هذا المقطع ..
لأن المطر بمثابة الواهب والدافع للعمل: يتضح لنا من خلال حاجة الكائن إليه. يقول:
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع،
عواصف الخليج، والرعود، منشدين:
مطر ...
مطر ...
مطر ...
المطر يمد الكائن الحي بالحياة والرزق، ويبعث فيه الأمل والتفاؤل. فالنشيد، في الواقع، تعبير عن أمل الإنسان الذي لا يتحقق إلا بالعمل. والنشيد أيضاً هو التغني بالمبادئ التي يؤمن بها الفرد، ويريد أن يلتزم بها، وهو مصدر الراحة النفسية؛ لأن فيه تنفيساً عما علق بالقلب من جراحات، ومتاعب.
ـ[أنوار]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:51 ص]ـ
دعوة للتفكر ..
ما دلالة، وما القصد من تكرار لفظة (مطر) ثلاث مرات؟
لِمَ لمْ تكون مرة واحدة فقط .. ؟
سؤال له قيمته ..
بصراحة .. أشعر بالملل من التكرار الذي يكون على هذه الشاكلة كلمة واحدة تتكرر ..
بخلاف قصائد أخرى يكون التكرار فى أولها فيضفي على النص رونقاً بديعاً ..
المهم ..
- قد يكون أراد رسم لوحة فنية تمثل انهمار المطر واستمراريته ..
- وقد يلمح من خلالها للتفاؤل والأمل ..
- وقد يكون لكل لفظ منها رمز معين يناسب المقطع السابق ..
.................................
ملاحظة ..
كتبت نصاً ليس بالقصير تعليقاً على الأبيات سرداً .. وللأسف ذهب أدراج الرياح عند اعتماده ..
لذلك أرجو أن أتذكر لأعيده ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 06:45 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخيه
سعيده بتواصلك هنا معنا في أنشودة المطر ...
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 07:22 ص]ـ
وليدة لحظة: على التواصل شكرٌ ..
أخت أنوار: شكرا لحضورك المميز ..
ملاحظة ..
كتبت نصاً ليس بالقصير تعليقاً على الأبيات سرداً .. وللأسف ذهب أدراج الرياح عند اعتماده ..
لذلك أرجو أن أتذكر لأعيده ..
في انتظاره ..
------
تكرار هذه اللفظة - والتي في نظر شاعرنا شيء ثمين - نظراً لرمزية المطر ومحاولة الشاعر في وضعه كريشة لرسم اللوحة، القصيدة ..
و (قد) توحي هذه الرمزية التي أرادها الشاعر أن تطغى هنا في نشيد العراقيين نشوة بالمطر أو حزنا بوجوده، هي القطرات .. فكل لفظة (مطر) هي قطرة أرادها الشاعر .. وتوالي القطرات تزد في كثرة المطر وزخّه ..
ولذا في موضع واحد كررها مرتين فقط ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 10:35 ص]ـ
أخي السراج:
ها أنتَ ذا تنسجُ الأشعار ملحمةً
تزكو مطالعُها في خاطرِ الوترِ
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 01:47 م]ـ
تحليل رائع
يعيبه معاملة اللغة الإبداعية للقصيدة، معاملة اللغة المجازية.
بوركتم.
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:10 م]ـ
مرحبا بالغائب عن منتدانا .. أبي ذكرى ..
شكرا على حضورك المبارك ..
يعيبه معاملة اللغة الإبداعية للقصيدة، معاملة اللغة المجازية.
لم نهمل ذلك، وما قصدناه هو القراءة المبدئية لسطور القصيدة بصورة عفوية حرة؛ ثم إن الكثير من القراءات هنا كانت ميالةً لإبداعية القصيدة ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 10:03 م]ـ
تحليل رائع
يعيبه معاملة اللغة الإبداعية للقصيدة، معاملة اللغة المجازية.
بوركتم.
حياك الله أبو ذكرى ..
وكما قال أخي السراج ...
لو نظرت بعمق لوجدت هناك معاملة للغة الإبداعية للقصيدة ..
ولا نزال في بداية الطريق بقي لنا الكثير والكثير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 10:26 م]ـ
أخي محمد الجبلي
أختي أنوار ..
أهلاً ومرحبا ً بكم سررت بتواجدكم معنا ..
رأيكم يبقى له الأحترام والتقدير ..
نجد في هذه القصيدة ملجأً يأويها من خذلانها .. ، وهي في نفس الوقت نجدها متنفساً لما يعتصرها من ألم، وحرقة وحسرة .. فماذا يمكن القول سوى:
بغداد .. لست أعتذر!!
ماذا أقول سوى
قلبي هناك ..
ورأسي ليس يرتفع ..
وأقول لكم:
((هو يتعامل مع لفظة المطر خاصة تعاملاً مختلفاً؛ إذ أوضحت بعض قصائده أنه كان يرى فيه الفكرة السائدة قديماً من أنه أصل الحياة، بينما نجده في قصائد أخرى يحمّله معنى الثورة على القهر الاجتماعي والسياسي، وربط بين المطر وجوع العراق الدائم، في حين نجده مرة ثالثة يعدّه صنواً للدم، كذلك لانعدم أن نجده في قصائد أخرى رمزاً للبعث والحياة، وقد يكون حاملاً للنقيضين: الموت والحياة, لكن ترانيم العراق والمطر بالإضافة إلى أهميتهما في حياته وارتباطه بهما كانتا كالقناع الذي يتوارى خلفه ..
لقد ارتفع عن معناهما السطحي الظاهر إلى ألفاظ سحرية دالة .. دافقة في شعره، حيّة، تجسّم لنا الإنسان، والحياة، والصراع، والحبّ، والفشل، ومشاعر أخرى مختلطة .. )) عطاف سالم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 03:02 ص]ـ
أنشودة المطر
مطر
مطر
مطر
ويهطل المطر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 03:20 ص]ـ
أنشودة المطر
تحمل الأمل بالخلاص من الاستعمار والاستغلال والظلم ..
(أنشودة المطر) هكذا أسماها ..
هي ذات إيحاءات ناطقة ..
ومعانٍ متقاطرة لا تنقطع .. كتقاطر حبات المطر ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 03:37 ص]ـ
وكما أن تاريخ المطر في العراق طويل، كذلك كان تاريخ الجوع فيه طويلاً!!.
وكلّ عام .. حين يعشب الثرى .. نجوعْ ..
ما مرّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ ..
ويتذكر المطر يردد:
مطر ..
مطر ..
مطر ..
وكلّ كلمة تحيي فيه التاريخ العريق في الجوع والمطر ..
في كلّ قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنة الزهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتي واهب الحياة!!
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيعشب العراق بالمطر ... "
ـ[السراج]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 10:22 ص]ـ
في كلّ قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنة الزهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتي واهب الحياة!!
حين أرسل عباراته عن قطرة المطر ربطها - مباشرة - بالزهر المونق مختلف الألوان رغم أنّ منبته واحد ومطره واحد، بل فصّل بأجنة الزهر دلالة على نشوئها وصغرها وأنها بلا شك وليدة .. ومع الولادة تبدأ الحياة ..
وهو الربط الرائع مع:
في عالم الغد الفتي واهب الحياة!!
نجد هنا في هذا المقطع كثافة القافية المتعددة وتناسقها بنسق منتظم في ظاهرة حديثة حينها.
الرابط في المعاني الثلاثة هو الحياة التي ينتظرها المستقبل كما يراها الشاعر فالمطر ودم المخلصين المدافعين وطفل وليد يمثلون الحياة ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 01:02 ص]ـ
بوركت أخي السراج ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 08:36 ص]ـ
المطر أمل الإنسان وابتسامة له:
في كل قطرة من المطر
...
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
يعود الشاعر إلى الفائدة المرجوة من المطر، بعد أن ذكر آثاره السلبية:
فالمطر= أجنة الزهر
المطر = ابتسام
فهو، إذن، تفاؤل لبعث الاطمئنان، ولتحقيق الآمال.
رأينا أن لفظة (مطر) تنتمي إلى حقلها الدلالي دلالات كثيرة، وهذا يدل على قدرة التصرف عند الشاعر، وتجاوز الدلالات الجاهزة في اللغة. وقد كان السياب موفقاً في توظيفها، وهنا يحضرني ما أورده ابن منظور (45) في لسان العرب من أن المطر يكثر وروده في الشعر، وأن استعماله فيه يحقق رونقاً وجمالاً. وكان في القصيدة ذكراً حسناً، يلفت انتباه المخاطب، لما يرمز إليه من دلالات، لا تدرك إلا بالولوج في عمق النص.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 09:16 ص]ـ
المطر مصدر الاعتلال:
اعتللنا ـ خوف أن نلام ـ بالمطر ...
يدل على أن المطر يستفيد منه أشخاص غرباء عن البلاد، ودليل على ذلك أن بلاده كلها خصب وثراء، ومع ذلك فهم جياع. إن الشاعر، لا محالة، يشير إلى ظلم المعتدين واستبدادهم؛ لأن في البلاد خيراً ولا يستفيد منه أبناؤه. فالمستفيد، إذن، هو الأجنبي، يقول:
وكل عام ـ حين يعشب الثري ـ نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
فالجوع حالة مستمرة في البلاد، والخير حالة دائمة في أرض العراق، فكيف يحصل الجوع مع دوام الخير؟ وهذا دليل على أن الأيادي الغاشمة تمتص كل خير ينمو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 09:23 ص]ـ
المطر هو مصدر الحزن، قوله:
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
إن الشاعر يقر بالأثر الذي يتركه المطر في الإنسان والطبيعية، فشبهه بعدة تشبيهات:
ـ المطر كالدم المراق
ـ المطر كالجياع وكالأطفال وكالموتى ...
من هذه التشبيهات نستنتج أن الشاعر أحس بالوضعية المتردية التي يعيشها مجتمعة. فالمطر بالنسبة إليه قد سبب آلاماً كثيرة؛ ترك ضحايا (كالدم المراق)، وفقراء (كالجياع)، ويتامى (كالأطفال).
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 12:11 م]ـ
دلالات الألفاظ المقاربة لكلمة (مطر) التي استخدمها الشاعر منها:
الضباب:
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
وظف الشاعر (الضباب) في معنى الحزن والأسى، ويبدو أنه انعكاس لحالته النفسية لأنه بدأ يشعر بالقلق والضيق. ويظهر تجوزه لمعنى الضباب في تشبيهه بالبحر، يقول:
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
الضباب: أسى شفيف
البحر: دفء وبرد
وجه الشبه: هو الحزن في كل منهما.
ـ البكاء: وله دلالتان
ـ الأولى: حقيقية
ـ والثانية: مجازية؛ أي أن البكاء بمثابة التنفيس عن النفس لإزالة ما علق بها من آلام، وأوهام، ذلك ما نجده في قوله:
فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 03:07 ص]ـ
السحاب، الغيوم، القطرات:
يمكن أن ترد هذه العناصر اللغوية في سياقات تدل فيها على المعنى الأصلي، ويمكن أن تخرج عنه، كتوظيفها في النص. فالغيوم تدل على بداية الشعور بالقلق، والضيم؛ والسحاب يشير إلى الأسى، والقطرات تعبر عن رجوع الأمل الضائع، والتفاؤل بحياة سعيدة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 07:09 ص]ـ
النهر: كقوله:
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهر
دلت الكلمة على قيمة تعبيرية، تتضح لنا من خلال صورة التشبيه التي عقدها السياب بين رقص الأضواء في العينين، ورقص الأقمار في النهر، ويعرف هذا التشبيه عند علمائنا العرب القدامى بـ (التشبيه التمثيلي)، كما تدل المفردة من منظار دلالي آخر على اللمعان، والصفاء لإمكان رؤية الأشياء فيها.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 03:16 ص]ـ
الدموع:
تثاءب المساء، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال
غالباً ما ينجم عن الدمع راحة نفسية؛ والسياب يريد، من حين إلى آخر، أن يخرج من عالم الحزن إلى عالم الاستقرار، فيجنح حينئذ إلى استعمال مفردات تعبر عن نوازع نفسية، وطموحة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 03:22 ص]ـ
الأمواج:
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم والمحار
يبدو أن الشاعر وظف هذا اللفظ في معنى الغضب؛ لأن الأمواج تدل، في الغالب، على غضب البحر. فانتقل هذا المعنى المحسوس من مستوى إخباري ظاهر إلى مستوى دلالي تعبيري، يترجم فيه السياب أحاسيسه، وعواطفه بكلمات مستوحاة من عالمه المليء بالمتناقضات.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 06:01 ص]ـ
ـ الواد والفرات:
لم تترك الرياح من ثمود
في الواد من أثر
......
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى
كثيراً ما تعبر الكلمات (الواد، الفرات) عن معنى الحياة والخصب، فهما من مصادر الرزق، والعيش، وإليهما يأوي كل الناس للانتفاع بخيراته
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 06:02 ص]ـ
المراجع سأضعها بإذن الله ..
حين انتهي من التحليل كاملاً ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 06:35 ص]ـ
يستعمل الشاعر مواد لغوية متنوعة، ويمكن تقسيمها أقساماً عدة:
1 ـ المواد اللغوية الكونية، منها:
(القمر، النجوم، الضباب، الظلام، الضياء، السماء، السحاب، الغيوم، المطر، الرعود، البروق، الرياح، العواصف)، وغيرها. هذه المواد اللغوية يكثر فيها المجاز، ويصف فيها تارة عالمه النفسي، وطوراً حال مجتمعه الذي سلبت خيراته، وفي مواضيع كثيرة يعود إلى بعث الأمل، والتفاؤل
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 01:31 م]ـ
2 ـ المواد اللغوية الطبيعية، منها:
(النخيل، الكروم، الزهر، الشجر، الحقول، التراب، الرمال، الجبال، البحر، المياه، الفرات، الواد، التل، السهول)، وغيرها. واستعماله لهذه المواد ينبئ عن اتصال الشاعر ببيئته القروية التي نشأ فيها، فظل حنينه إلى الوطن ماثلاً في أغلب شعره.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 07:03 م]ـ
3 ـ المواد اللغوية المتصلة بالكائنات:
أ ـ الإنسان: (البكاء، الدموع، الطفل، الوليد، الرجال، الصياد، البشر، الرفاق، الأم).
ب ـ الحيوان: (العصافير، الغربان، الجراد، الأفعى).
توحي هذه العناصر، أيضاً، بالنزعة إلى البيئة التي ملكت قلب السياب، وبالقلق النفسي الناجم عن شعوره بالغربة.
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 07:51 م]ـ
ما شاء الله ..
نشاط وبراعة ..
هذين السطرين في هذه القصيدة يذوب شاعريةً، وقد أخذ مساحة كثيفة من كلمات الشعر ..
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
(اختصرتِ الاسم السابق:))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 02:56 م]ـ
أخي الكريم السراج ..
إبحارك بقصيدة المطر لبدر بن شاكر السياب ..
يُبدع من الحرف حِكايات
نرتعش ونحن نقرأها،
فنشعر أننا خُلقنا من جديد مع قصيدة المطر
رقَّ القلب وهدأ بين بَوح السياب وهمساته ..
جزاك الله خيراً
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 08:02 م]ـ
4 ـ المواد اللغوية المقتبسة من التاريخ:
ككلمة (ثمود)، وهي تدل على اتصال الشاعر بالثقافات القديمة، والأساطير.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 07:04 ص]ـ
5 ـ المواد اللغوية الدالة على الأمكنة، منها:
(الخليج، والعراق)، واستخدمهما لوصف حالة مجتمعه
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 08:09 ص]ـ
1 ـ التشبيه: وجاء أغلبه بالأداة، وكان بالكاف، وهو أكثر تواتراً، وكأن، وقد شحن بدلالات توحي بقوة التصوير لدى الشاعر، كقوله:
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
ونشوة وحشية تعانق المساء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر!
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:
تنبئ ظاهرة التشبيه عن عقد حوار فني بين عالمي الشاعر: الداخلي والخارجي، يعمل هذا الازدواج على تحقيق متعة أدبية، نستشفها من خلال القدرة على التعبير، والتصرف في المعاني.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 01:38 م]ـ
المجاز: لم يكن شائعاً في القصيدة فحسب، بل غلب على شعره، وهو مظهر من مظاهر التجديد في شعر السياب، من مثل قوله:
عيناك حين تبتسمان تورق الكروم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 12:34 ص]ـ
3 ـ الاستفهام: كان بالهمزة، وهو أكثر استعمالاً، و (كيف)، وقد استفهم السياب عن الواقع الذي أحس فيه بالوحدة، والضياع، يقول:
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 11:47 م]ـ
4 ـ التكرار: وهو ثلاثة أنواع:
الأول ـ تكرار مفردات، كالألفاظ: (السحر، القمر، الكروم، المطر).
الثاني ـ تكرار بنية تركيبية:
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
الثالث ـ تكرار جملة بكاملها، كقوله:
كل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
وقد ورد هذا التركيب مكرراً في آخر القصيدة.
لم يكن هذا التكرار سلبياً، بل كان يخدم النص، ويزوده بدلالات كثيرة ومتنوعة، كما رأينا ذلك في دراسة لفظة (مطر).
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 07:56 م]ـ
تحليل ممتع وجميل متابعون بشغف.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 05:38 ص]ـ
نكمل ..
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 06:45 ص]ـ
ونحنُ في انتظارك ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 09:04 ص]ـ
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ.
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام:
بِأنَّ أمَّهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ: " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِهَا وَتَشْرَبُ المَطَر؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ.
مَطَر ...
مَطَر ...
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 02:45 م]ـ
العزيزة مبحرة ..
أتعلمين أيُّ ذكرى تبعث هذه الزاوية؟؟
كان بدؤها في رمضان المنصرم
والآن تعود قبيل رمضان
أعاده الله علينا أعواما مديدة
ـ[رحمة]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 06:39 م]ـ
جميل , متابعون متابعون.
اللهم بارك أختي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 08 - 2010, 04:56 ص]ـ
أنوار اشكرك على الثناء الجميل والوقول الذي يبعث في النفس شجون ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 08 - 2010, 04:56 ص]ـ
رحمة اشكرك على المرور
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 08 - 2010, 05:15 ص]ـ
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تبدأ القصيدة بالسكون (وقت السحر) .. حيث تختفي ملامح الحياة ..
ثم يعود مرة أخرى للسكون حيث يجد الراحة والهدوء
تثاءب المساء
صور المساء صورة تحمل الحزن والأسى المتشبث بنفس الشاعر لوطنه العراق
الآن يمسك الشاعر بخيط الدموع المنهمرة كل مساء في أرض العراق
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ ..
تبكي الغيوم وهي تنزل قطرات المطر
لأنها تعلم بأن الخيرات التي يأتي بها الطر تذهب لمن لا يستحقها.
مَطَر ...
مَطَر ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[09 - 08 - 2010, 05:39 ص]ـ
نواصل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 08 - 2010, 05:10 ص]ـ
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام:
بِأنَّ أمَّهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ: " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِهَا وَتَشْرَبُ المَطَر؛
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 08 - 2010, 07:32 م]ـ
كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام: يربط الشاعر صورة الغيوم التي تذرف الدمع بصورة الطفل الذي فقد أمه ويبكي سألا عنها
يستخدم الشاعر الطفل رمزا للمستقبل الذي يحمل الأمل في الحرية
ويستخدم الشاعر الأم رمزا للوطن المستعمر.
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 08 - 2010, 09:41 م]ـ
أمازالتْ نافذة الأدب هذه مُشرعة!!
مُبحرة .. شكراً لكِ ..
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام:
بِأنَّ أمَّهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ: " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
هو نفسُه، الوطن، والمستقبل، والضياع لكنه - وكما يؤكد السّياب - لابد أن تعود.
فمن نظرة تاريخية: تعوّد على السقوط والقيام عدّة مرات، وتعوّد المستقبل على الإبهام والغموض والإنزواء خلف الأستار، لكن بشغفه وحُبّه أكّد (لابد أن تعود)!
أما أدبياً فهو صاغه (كما الشُعراء) في رهافة الحسّ وجمال الكلمة بحوار وسؤال شقي حزين من طفل فقد أمّه مازجاً ذلك ببكاء مرير حُزنأً وكمَدا ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[24 - 08 - 2010, 04:33 ص]ـ
لو سكبت الكلمات والحروف في وصف تحليلك لعطرت الزمان والمكان
جزيت خيرا على التحليل المبدع ..
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 05:00 م]ـ
نافذة جميلة جدا ..(/)
شهر أتقى و صيام أنقى
ـ[رقية القلب]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 04:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
www.midad.me
شهر أتقى و صيام أنقى
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
رسالة .....
http://www.midad.me/images/anti_smoke_rama.jpg
من البلايا العظمى عمت ببلاد المسلمين " شرب الدخان " ويتناسى هؤلاء المدخنون أن بثمن سيجارة واحدة يمكن شراء كسرة خبز لفقير أو يتيم، بل ويتناسوا أن الله سائلهم عن هذا المال من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه، ليس هذا فحسب وإنما تناسوا أن التدخين من الخبائث التي قال الله فيها بوجه عام: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) (الأعراف)، فهل قال أحد أن التدخين من الطيبات؟ بل إن المبصر يقرأ على علبة التدخين ضار بالصحة؟؟!! ومما أمرنا الله به عدم إلقاء النفس في التهلكة، فقال سبحانه (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة)
أخي الحبيب: هناك من يترك التدخين خوفا من المرض ولتحذير الأطباء له، وهناك من يترك التدخين لسئمه سؤال الناس سيجارة فمنهم من يعطيه ومنهم من يمنعه وهناك من ترك التدخين لأن أطفاله في حاجه إلى المال.
أخي ... أما أنت فاعزم على ترك التدخين لهذا كله وقبله وبعده حبا لله وطاعة له.
استمع لبعض الخطب التي تتحدث عن التدخين و آثاره عسى الله أن ينفعك بها
كيف نترك التدخين؟ كيف تقلع عن التدخين عشرة أسباب لترك التدخين
حكم التدخين وثلاثة عشر دليلا علي تحريمه حكم التدخين حرب التدخين
برنامج عملي للإقلاع عن التدخين القول المبين في تحريم التدخين الشباب وحرب التدخين
التدخين قضية ونقاش التدخين آفة التدخين
.. || خطب هامة || ..
الرد على من أفتى أن التدخين لا يفطر في نهار رمضان و نداء للمسؤلين عن الفضائيات
نصيحة للمدخنين في استغلال شهر رمضان بترك التدخين
www.midad.me
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 04:13 م]ـ
شكرا لك
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:51 ص]ـ
شكرا لك أختنا الكريمة رقية
وفعلا موضوع التدخين خطر يهدد الإسلام كله
ووجب علينا مواجهته.
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت(/)
ضروري سؤال في التأليف
ـ[إيماءة]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 09:56 م]ـ
أقوم بتأليف كتاب وضمن هذا الكتاب جزء تاريخي هذا الجزء هو توثيقي وحصلت عليه من موقع الهيئة العامة للسياحة والآثارولو كنت قد بحثت في كل المراجع لن أجد أقوى وأوثق من المعروض لديهم فهل يصح أن أقتبس في كتابي ما يقارب ثلاثين ورقة مع الإشارة للمصدر؟!!
ـ[إيماءة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:41 ص]ـ
بالله عليكم لا تتجاهلوا الرد.
من لديه علم لا يشح به علينا.
ما زلت أنتظر
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:52 ص]ـ
ستجد من يرد عليك إن شاء الله
ومن وجهة نظري أرى أنه يصح خصوصا أنك ستشير إلى المصدر
ولا أدري هل يصح من وجهة أخرى أم لا
ـ[إيماءة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:02 ص]ـ
أستاذ عامر
شكراً لك
اختلفت وصديق لي حول جواز الأمر.
من وجهة نظري يصح خصوصاً أن المصدر سيشار له في كل صفحة من صفحات الاقتباس.قلت معلومات قيمة وموثقة وصادرة من هيئة عامة فلماذا لا أستعين بها خصوصاً أنني حين بحثت في المراجع المتوفرة لم أجد الكثيرمما يشفي الغليل كمثل ما عرض في موقعهم.
لكنني بكل صدق أرغب في تثبيت ذلك حتى لا أقع في منطقة الزلل.
أخبرت صديقي أنه بإمكاني أن أعيد صياغة ما كتب بطريقة مختلفة وأستند على الموجود لكن في هذه الحالة أكون قد سرقت جهد غيري واختلفنا كثيراً هو يقول لم أقرأ في حياتي كتاباً يقتبس عشرين أو ثلاثين صفحة وأنا أقول بأنه يجوز وذلك لأنني أشير إلى المصدر ولأنه ليس من كتاب بل من هيئة عامة وجدت لتوثق أعمالها ولأننا اختلفنا أردت أن أقع على الحقيقة.
من يتولى توضيح الأمر؟
ونكون له من الشاكرين
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:08 ص]ـ
لا علم لي لكن أرى بأنه يجوز مثلاً تضعه ملحق من ملاحق الكتاب
ويشار للمصدر
وأرى كذلك مثل ما يرى عامر مشيش لكن ننتظر من الأخوة الأفاضل هنا ..
ـ[روضة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:48 ص]ـ
أستاذ عامر
شكراً لك
اختلفت وصديق لي حول جواز الأمر.
من وجهة نظري يصح خصوصاً أن المصدر سيشار له في كل صفحة من صفحات الاقتباس.قلت معلومات قيمة وموثقة وصادرة من هيئة عامة فلماذا لا أستعين بها خصوصاً أنني حين بحثت في المراجع المتوفرة لم أجد الكثيرمما يشفي الغليل كمثل ما عرض في موقعهم.
لكنني بكل صدق أرغب في تثبيت ذلك حتى لا أقع في منطقة الزلل.
أخبرت صديقي أنه بإمكاني أن أعيد صياغة ما كتب بطريقة مختلفة وأستند على الموجود لكن في هذه الحالة أكون قد سرقت جهد غيري واختلفنا كثيراً هو يقول لم أقرأ في حياتي كتاباً يقتبس عشرين أو ثلاثين صفحة وأنا أقول بأنه يجوز وذلك لأنني أشير إلى المصدر ولأنه ليس من كتاب بل من هيئة عامة وجدت لتوثق أعمالها ولأننا اختلفنا أردت أن أقع على الحقيقة.
من يتولى توضيح الأمر؟
ونكون له من الشاكرين
كلام صديقك معقول؛ فاقتباس عشرين صفحة يثير الـ!!! , وإعادة صياغة الفكر لا يعد سرقة ما دمت ستشير إلى ذلك في الهوامش وفي المراجع.
أرجح أن الأصوب أن تضع الصفحات المرادة في ملاحق الكتاب, وتعيد صياغة الفِكَرِ في عبارات موجزة في المواضع التي تحتاج إلى إيرادها فيها, وتحيل إلى الصفحات في الملاحق وفي مصادرها الأصيلة في الهوامش والمراجع والمصادر.
بورك سعيك, وحرصك.
ـ[إيماءة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:40 م]ـ
بارك الله فيكم وفتح عليكم
أردت على أساس علمي دقيق ومنطقي
لقد ملت إلى عمل الملحق ولكنني للحق أريد أن أشبع هذه النقطة فهماً
أرجو من الذين سبق لهم التأليف أن يلقوا بما في جعبتهم من علم.
أرجوكم.
ـ[إيماءة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 11:45 ص]ـ
حتى هذه اللحظة لم أجد إجابة تستند لقانون البحث العلمي وتوثيقه.
ألا يوجد هنا من سبق إلى التأليف؟! أو لديه علم يطرحه بأرضنا؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 12:23 م]ـ
بارك الله فيكم وفتح عليكم
أردت على أساس علمي دقيق ومنطقي
.
" الاقتباس إن تجاوز صفحة " واحدة " فإنه لا يجوز حينئذ الاقتباس الحرفي،
بل يصوغ الكاتب المعنى في أسلوبه الخاص، ويشير في الحاشية إلى ما يفيد أن هذا المعنى - لا الألفاظ -
قد اقتبس من مرجع كذا،كأن يقول: انظر كتاب معجم البلدان لياقوت جـ 2 ص 225 وما بعدها " *
* كيف تكتب بحثا أو رسالة.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:18 م]ـ
بوركت أستاذنا الأديب اللبيب
ـ[إيماءة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 08:36 م]ـ
بكثير من تقدير
الأديب اللبيب
على أي أساس منحت حكماً بعدم جواز الاقتباس؟
ثم إنني قرأت موسوعة كاملة مكونة من 13 مجلد كتبت منها كثيراً وأشرت إلى المصدر ولكن ظل لدي ما يقارب 3لا3ين صفحة تم نسخها حرفياً وألحقتها بالكتاب لأنني وجدت أنها من الضروري أن تلحق به إذ هي بمثابة تاريخ هام.
الأستاذ عامر
شكراً لاهتمامك
وما أوده حقاً هو أن نقرع بالأدلة كل حكم نصرفه.
وإن اعتبرنا أن تعقيب الأديب صحيح فهل يصح إلحاقه المعلومات التي لدي بالكتاب مع الإشارة للمصدر؟
شكراً لسعة صدوركم.
هات العلم كاملاً يا صاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 04:13 ص]ـ
عادة المؤلفين هو الاستشهاد بجملة أو فقرة تنسب لمصدرها، أما وضع ثلاثين صفحة فلا يعهد هذا عند من قرأنا له من المؤلفين، قد يصلح أن توجز المحتوى بصفحة من صياغتك ثم تحيل إلى المصدر.
وماتنوي بعمله لا يعد من الاقتباس، ويحق لصاحب النص ملاحقتك قانونيا وفق حقوق الملكية الفكرية الدولية ولا اعتبار لإحالتك لأن فعلك نقل محض لا اقتباس، إلا بإذن خطي من صاحب الموضوع الأصل، وحتى لو سمح لك بذلك، فإن هذا الفعل يعد دليلا على ضعفك كمؤلف لأنك عاجز عن الإتيان بمقتضب عن الأصل يوصل للقارئ الفكرة التي تريد نقلها.
دمت موفقا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:16 ص]ـ
بوركت أخي الأديب اللبيب
وبارك الله فيك أخي عامر
-----------------
الاقتباس
" يعد الاقتباس من أهم المشكلات التي يجب على الباحث أن يدرسها بكامل العناية والاهتمام، ويدرس كل ما يحيط بها من ظروف على ما يلي:
...
...
...
4 - ويجب ألا تختفي شخصية الباحث بين ثنايا كثرة الاقتباسات، وألا تكون الرسالة سلسلة اقتباسات متتالية ...
5 - أما عن طول الاقتباس في الرسالة فقد وضع الباحثون له نظاما يلخص فيما يلي:
إذا لم يتجاوز طول الاقتباس ستة أسطر فإنه يوضع كجزء من الرسالة ولكن بين شولات " ... " فإذا تجاوز ستة أسطر إلى صفحة فإنه حينئذ لا يحتاج إلى شولات، ولكنه يوضع وضعا مميزا بأن يترك فراغ أوسع بين الاقتباس وبين آخر سطر قبله وأول سطر بعده، وبحيث يكون الهامش عن يمين الاقتباس وعن شماله أوسع من الهامش الأبيض المتبع في بقية الرسالة، وأن يكون الفراغ بين سطوره أضيق من الفراغ بين السطور العادية ... فإذا تجاوز ما يراد اقتباسه صفحة فإنه لا يجوز حينئذ الاقتباس الحرفي،
بل يصوغ الكاتب المعنى في أسلوبه الخاص، ويشير في الحاشية إلى ما يفيد أن هذا المعنى - لا الألفاظ - قد اقتبس من مرجع كذا،كأن يقول: انظر كتاب معجم البلدان لياقوت جـ 2 ص 225 وما بعدها " *
--------------
* كيف تكتب بحثا أو رسالة. دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه. تأليف الدكتور: أحمد شلبي. دكتوراه في الفلسفة من جامعة كمبردج. أستاذ ورئيس قسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة. الطبعة الثالثة عشرة 1981 مع زيادات وتنقيحات مهمة. مكتبة النهضة المصرية. صـ103ــــ104 ـــ 105ــــ
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:01 م]ـ
أبو سارة
الأديب الأريب.
فتح الله عليكما وجزاكما خيراً.
وعذراً هذه الفكرة اضطررت لها حين بحثت عن مراجع تخص آثار المملكة العربية السعودية وقد قضيت ساعات طوال في المكتبات أبحث فيها عن شيء يخص بحثي وهوأمر يتعلق بالرسوم والنقوش فلم أجد إلا تاريخاً بحتاً يحكي عن الموقع والعمارةوالحياة الإنسانية .. الخ وحين هُديتُ إلى الموسوعة التي تشمل كل ما أريده قمت باستخدامها كمرجع وكتبت -مشتركة معناً مختلفة لفظاً -ما يقارب ثلاثين صفحة ولكن المصدر فيها جميعاً مصدر واحد هو هذه الموسوعة.
فهل يؤخذ عليّ أنني استخدمت مرجع واحد فقط في هذا القسم من الكتاب وذلك لندرة التخصص؟
أجوبتكم باب علم مشرع.
تقديري لكم
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:08 م]ـ
الأديب
أين أجد هذا البحث (كيف تكتب بحثاً أو رسالة)؟
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:23 م]ـ
السائل الفاضل:
قرأت مؤلفًا قبل بضعة أشهر، فوجدتُ فيه أكثر من عشر صفحات متفرقة إن لم تزد، تتحدث عن جانب تأريخي، بعض منها اقتبسها المؤلف بالنص، وبعضها أوجزها بأسلوبه هو، ويشير في النهاية إلى مصدرها، وهو موقع إلكتروني على الشبكة العنكبية، وهو كتاب حديث ومؤلفه له في التأليف باع طويل ..
وفقك الله ...
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:32 م]ـ
هههه
والله ماعدت أعرف هل يصح أو لا؟
خلال رحلتي في تأليف الكتاب وجدت دكاترة وبرفيسورات يسرق بعضهم العبض بالنص ودون الإشارة إلى المرجع وكم شعرت ببغض شديد بل إنني نحيتُ مصادرهم إذ ليست أهلاً للثقة.
الحقيقة أنني ناقشت صديقاً لي في الأمر واختلفنا لذلك قصدتكم وأريد أن أقتني بحث الدكتور الذي أشار له الأديب.
ترى هل أجد له نسخة على الشبكة؟
أبو زيد.
شكراً
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:37 م]ـ
الأديب
أين أجد هذا البحث (كيف تكتب بحثاً أو رسالة)؟
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006174.pdf
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:43 م]ـ
وجدته وهذا رابط لأصحاب الخطوة الأولى.
من باب التيسير
www.Saaid.net/book/8/1927.zip
والشكر موصول للشخص الذي نشره جزاه الله خيراً.
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:55 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يفتح عليك من أبواب معرفته.
بحثت عنه ووجدته وتركت رابطاً للقراء
ورأيت أن أحذف الجزء الذي ألحقته بالكتاب فقد كتبت عنه ما يغذي بإيجاز والسؤال الثاني ينتظر الإجابة.
هل يؤخذ علي أن عدت لمصدر واحد في هذا القسم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:55 م]ـ
فهل يؤخذ عليّ أنني استخدمت مرجع واحد فقط في هذا القسم من الكتاب وذلك لندرة التخصص؟
لا أدري.
والله ماعدت أعرف هل يصح أو لا؟
من يكتب ووراءه لجنة ليس كمن يكتب وليس خلفه أحد
ثم إنه علم وهو مقنن ولو لم يكن لما خرجت الرسائل العلمية متفقة في الشكل
أما عدم الإيمان به وعدم رؤيته فإني لا أجد إلا أن أنقل ما ذكره ابن سلام:
" وقال قائل لخلف: إذا سمعت أنا بالشعر أستحسنه فما أبالي ما قلت أنت فيه وأصحابك.
قال: إذا أخذت درهما فاستحسنته، فقال لك الصراف: إنه رديء! فهل ينفعك
استحسانك إياه؟ ".فيجب إذن التقيد بما ذكر أهل الصنعة.
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:45 م]ـ
أصبت بالحيرة يا صديق.
بين مؤيد ومعارض ومحايد
المُؤَلف عمره 41 عاماً.
1968 << تاريخ تأليفه
ألا ترى أن هذه المدة كافية لأن تحدث تغييراً في الفكر العربي وأن تقلب كل القواعد والقوانين؟
أزعجتك أيها الأديب لا شك.
أشكر لك كل جهدك وبارك الله فيك حصلتُ على مادة جميلة وجيدة وأظن أن القراء تحصّلوا على بعض.
ـ[إيماءة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:46 م]ـ
بالمناسبة أنا لا أكتب وورائي لجنة.
أكتب لأن ثمة علم بحاجة له أرضي.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 01:47 م]ـ
أصبت بالحيرة يا صديق.
بين مؤيد ومعارض ومحايد
المُؤَلف عمره 41 عاماً.
1968 << تاريخ تأليفه
بل 1952
ألا ترى أن هذه المدة كافية لأن تحدث تغييراً في الفكر العربي وأن تقلب كل القواعد والقوانين؟
ربما
ولكن انظر إلى عدد الطبعات - هذا إلى وقت رفع الكتاب فقط -
ألا يوحي عدد الطبعات إلى انتشاره والالتزام به من قبل " بعض " الجامعات فالباحثين؟ ربما ...
أزعجتك أيها الأديب لا شك.
لا إزعاج أخي
أشكر لك كل جهدك وبارك الله فيك حصلتُ على مادة جميلة وجيدة وأظن أن القراء تحصّلوا على بعض.
وشكرا لك.
بالمناسبة أنا لا أكتب وورائي لجنة.
أكتب لأن ثمة علم بحاجة له أرضي.
قصدتُ بقولي ذلك أن هناك من سيقف خلفك وسيطالبك بالتعديل مرة بعد أخرى
في حين أنّ من يؤلف وليس خلفه أحد انظر لكتبه في المكتبات وكيف تكون فأمر ذا في سعة ...(/)
اختبر معلوماتك الطبية
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 10:21 م]ـ
للمعدة فتحتان .. ماذا تسميان؟
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 10:33 م]ـ
cardiac opening
Pyloric opening
:p
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 10:48 م]ـ
:) أتى بها ابن بجدتها
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 11:35 م]ـ
cardiac opening
pyloric opening
:p
لو سمحت أخى ممكن الترجمة بالعربى
ـ[وليد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 04:28 ص]ـ
فتحة الفؤاد وتصل بين المريء والمعدة.
فتحة البواب وتصل بين المعدة والإثنى عشر.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:20 ص]ـ
هذه هي الترجمة الحرفية لهما:
فتح القلب
البواب فتح(/)
هنا سأنقش حروفي ... من تأليفي ..
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:38 ص]ـ
سأنقش الحروف في مقلتي الزمن، وأجعل الأطيار تغني للأمل لحنا سكبه العمر في ذاكرة النسيان، لتذكر أن هناك عمرا يمضي إلى هناك حيث نراه بعيدا وهو أقرب ما يكون إلى نفوسنا.
لا تبتاس قد بقي من الريق بقية، لا تجففها بغفلة أو معصية، فقط اذكر أن لك إله رحيم، أحيا فؤادك كما يحيي الأرض الجرداء، قف هنا وابتسم، ولمم صور تبعثرت في أزقة الحياة، فأنت الآن مسلم تائب إلى ربه.
وسر بخطوات ثابتة إلى هناك حيث تراه قريبا كما هو، فأنت الآن تفهم حقيقة وجودك في هذه الحياة.
أتمنى أن تعجبكم
أختكم عربية وأفتخر
ـ[بل الصدى]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:00 ص]ـ
سأنقش الحروف في مقلتي الزمن، وأجعل الأطيار تغني للأمل لحنا سكبه العمر في ذاكرة النسيان، لتذكر أن هناك عمرا يمضي إلى هناك حيث نراه بعيدا وهو أقرب ما يكون إلى نفوسنا.
لا تبتاس قد بقي من الريق بقية، لا تجففها بغفلة أو معصية، فقط اذكر أن لك إله رحيم، أحيا فؤادك كما يحيي الأرض الجرداء، قف هنا وابتسم، ولمم صور تبعثرت في أزقة الحياة، فأنت الآن مسلم تائب إلى ربه.
وسر بخطوات ثابتة إلى هناك حيث تراه قريبا كما هو، فأنت الآن تفهم حقيقة وجودك في هذه الحياة.
أتمنى أن تعجبكم
أختكم عربية وأفتخر
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:18 م]ـ
اهلا اختي
شكرا لتصحيح ولكني لا ادري لماذا لا استطيع تعديل الموضوع
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:44 م]ـ
عدّلته لك أختنا عربية و أفتخر
و جزى الله خيرا أستاذتنا بل الصدى:)
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:50 م]ـ
أهلاً بكِ أختي عربية
كلمات جميله و نصائح غاليه
جزاكم الله خيراً
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:00 م]ـ
عدّلته لك أختنا عربية و أفتخر
و جزى الله خيرا أستاذتنا بل الصدى:)
جزاك الله خيرا
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:00 م]ـ
أهلاً بكِ أختي عربية
كلمات جميله و نصائح غاليه
جزاكم الله خيراً
بارك الله فيك
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 06:47 ص]ـ
أين النقد والتعليق؟(/)
تأملات ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:24 ص]ـ
تأملات ....
يقول عليّ بن أبي طالب: لو أٌحلت نساء العالم لرجل إلا امرأة واحدة، لاشتهى تلك الواحدة!!
تلك سمة الرجال.
*******
عندما تتهم المرأة زوجها بأن " ذوقه رديء " تنسى أن اختياره لها وليد هذا "الذوق الرديء"!!
تلك هي سمة النساء
*******
هي .. لا تنسي أبداً ذلك الرجل الذي تقدم ليتزوجها يوماً ما.
أما هو ... فلا ينسى أبداً تلك المرأة التي رفضته.
هذا هو التقدير.
*******
عندما يتصل بك أحدهم "لأمر هام جداً" فالأرجح أن الأمر هام بالنسبة له.
تلك هي الأنا
*******
عندما ينبطح أحدهم على الرصيف مجاهراً بساقه المبتورة ويطلب الصدقة، فإنه في الحقيقة يشتكى خالقه لعبادة، ويطلب منهم تعويضه، بينما الخالق قد ابتلاه وعوضه برفع منزلته في الآخرة، فيجاهر بالبلاء ويحجب الجائزة.
ذلك هو الجحود.
************ *
تصر زوجتي على شراء الأسماك الطازجة، ولا تقبل أبداً شراء الأسماك المجمدة، وتنظفها وتحفظها بالفريزر، وتقدمها لنا بعد أسابيع، وتدعوني في كل مرة للاستمتاع "بالسمك الطازج".
تلك هي الحكمة.
*******
سأل أحدهم شيخاً وقوراً: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
قال: كنت أبحث عن المرأة المناسبة طوال أربعين عاماً. وأخيراً وجدتها.
سأله: ولما لم تتزوجها؟
قال: اكتشفت أنها لا تزال هي الأخرى تبحث عن الرجل المناسب.
تلك هي النسبية.
*******
طلبت ممثلة شابة جميلة من عالم حفريات أفريقي أن يتزوجها لينجبا طفلاً في جمال أمه وذكاء أبيه فيكون أعجوبة الدهر، فرفض خوفاً من أن يرزقا بطفل في ذكاء أمه وجمال أبيه فيصير أضحوكة الدهر.
هذا هو الإدراك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:23 ص]ـ
هل هذه حقيقة أم بها مبالغة؟؟
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 07:26 ص]ـ
سأل أحدهم شيخاً وقوراً: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
قال: كنت أبحث عن المرأة المناسبة طوال أربعين عاماً. وأخيراً وجدتها.
سأله: ولما لم تتزوجها؟
قال: اكتشفت أنها لا تزال هي الأخرى تبحث عن الرجل المناسب.
ولن تجد
وتلك هي العدالة:)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:22 ص]ـ
ولن تجد
وتلك هي العدالة:)
مرحبا بالأستاذ نعيم الحداوي
عودا حميدا
نعم صدقت ولن تجد:)
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:13 ص]ـ
كلمات من الواقع.
وبالأحمر خط عريض تحت هذه الكلمات ..
شكرا للمتميزة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:31 ص]ـ
لأن هذا الواقع أليس كذلك ..
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:56 ص]ـ
هو كذلك ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:59 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:59 م]ـ
تلك هي الحياة
فعلاً كلمات جميله جزاكم الله خيراً أختي
ـ[لخالد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:10 م]ـ
جميل.
ألا يوجد بديل لهذه الكلمة (الفريزر)؟
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:36 م]ـ
سبحان الله!
ما أعجبك يا دنيا!!
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:38 م]ـ
جميل.
ألا يوجد بديل لهذه الكلمة (الفريزر)؟
اقتراح يمكنن أن نقول (البراد) بدلاً من الفريزر
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:47 م]ـ
يقول عليّ بن أبي طالب: لو أٌحلت نساء العالم لرجل إلا امرأة واحدة، لاشتهى تلك الواحدة!!
أين أجد هذه الكلمة منسوبة لعلي بن أبي طالب؟ لقد بحثت في المصادر حتى عييت فلم أجد من ينسبها إليه من العلماء،وإنما هي منسوبة إليه في مثل هذه المقالة في المنتديات،ولست أدعي خطأها لكنني أشك في نسبتها إلى علي بن أبي طالب!!!
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:44 م]ـ
يقول عليّ بن أبي طالب: لو أٌحلت نساء العالم لرجل إلا امرأة واحدة، لاشتهى تلك الواحدة!!
أين أجد هذه الكلمة منسوبة لعلي بن أبي طالب؟ لقد بحثت في المصادر حتى عييت فلم أجد من ينسبها إليه من العلماء،وإنما هي منسوبة إليه في مثل هذه المقالة في المنتديات،ولست أدعي خطأها لكنني أشك في نسبتها إلى علي بن أبي طالب!!!
بارك الله فيك أبا علي الفارسي
ليست هذه من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بل هي من كلام أحد الغربيين ولعلي أبحث وأجد ذلك إن شاء الله.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا لمثل هذا التنبية وننتظر الصواب.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:53 م]ـ
تلك هي الحياة
فعلاً كلمات جميله جزاكم الله خيراً أختي
وجزاك أنت خير الجزاء على مرورك العذب
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:57 م]ـ
جميل.
ألا يوجد بديل لهذه الكلمة (الفريزر)؟
جزاك الله خير الجزاء
لا علم لي لكن أعتقد كما قالت أختي (البراد)
وشكرا لك.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:58 م]ـ
سبحان الله!
ما أعجبك يا دنيا!!
سبحان الله هذا هو طبع البشرية.
شكرا لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:59 م]ـ
اقتراح يمكنن أن نقول (البراد) بدلاً من الفريزر
شاكرة لك وللاقتراح الجميل
ـ[فتون]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:04 ص]ـ
جميل ولكن لي تحفض على بعضه
عندما تتهم المرأة زوجها بأن " ذوقه رديء " تنسى أن اختياره لها وليد هذا "الذوق الرديء"!!
تلك هي سمة النساء
من قال اختياره؟ اختيار أمه:):)
سأل أحدهم شيخاً وقوراً: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
بسبب قلة الحكمة!!:)
قال: كنت أبحث عن المرأة المناسبة طوال أربعين عاماً. وأخيراً وجدتها.
سأله: ولما لم تتزوجها؟
قال: اكتشفت أنها لا تزال هي الأخرى تبحث عن الرجل المناسب.
تلك هي النسبية.
طلبت ممثلة شابة جميلة من عالم حفريات أفريقي أن يتزوجها لينجبا طفلاً في جمال أمه وذكاء أبيه فيكون أعجوبة الدهر، فرفض خوفاً من أن يرزقا بطفل في ذكاء أمه وجمال أبيه فيصير أضحوكة الدهر.
فعلا كانت غبية لأنه لو كان ذكيا لما أصبح عامل حفريات!!:):)
هذا هو الإدراك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:45 ص]ـ
أضحك الله سنك
شاكرة لك طيب المرور ...(/)
صدقة جارية لي ولكم - بإذن الله -
ـ[خالد نايف]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني هذا موقع ..
يحتاج أن تضعون كتب مماتضعونها هنا من الكتب
حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن
كل الذي نريده صدقة جارية , لا أطلب منكم الكثير بل
عندما تضعون موضوع هنا عن الكتب أرجوا منكم أن تضعونه أيضاً في هذا الموقع
ولكم جزيل الشكر , واعلموا أننا نقوم بهذا نريد صدقة جارية و ايضاً نريد أن نستفيض من علمكم ومعارفكم
و لا أخفي عليكم أنني أريد أن أجمع في هذا الموقع مجموعة كبيرة من الكتب حتى كما قلت وكررت
تكون لي ولكم صدقة جارية بإذن الله تعالى , و اجعلوا كل ماتقومون به في هذا الموقع خالص لوجه الله و هذا ماتقومون به فعلاً
أحببت أن لا أطيل عليكم ..
وها أنا انهي كلامي راجياً من المولى ومن ثم منكم
أن تضعون كتب تكون لكم ولي صدقة جارية
وجزاكم الله خيراً
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:50 ص]ـ
أخي العنوان يوجد به خطأ صادقة يبدو سقط سهوا
والصواب: صدقة.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:54 ص]ـ
تم تعديل الموضوع وحذف الرابط:)
مؤقتا: p
ـ[خالد نايف]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:54 ص]ـ
أختي الفاضلة
يبدو أنه سقط سهواً
و إن شاء الله أنك وافقتي على فكرة الموضوع الرئيسية
وجزاكِ الله ألف خير
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني هذا موقع ..
يحتاج أن تضعون كتب مماتضعونها هنا من الكتب
حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن
كل الذي نريده صدقة جارية , لا أطلب منكم الكثير بل
عندما تضعون موضوع هنا عن الكتب أرجوا منكم أن تضعونه أيضاً في هذا الموقع
ولكم جزيل الشكر , واعلموا أننا نقوم بهذا نريد صدقة جارية و أيضاً نريد أن نستفيض من علمكم ومعارفكم
و لا أخفي عليكم أنني أريد أن أجمع في هذا الموقع مجموعة كبيرة من الكتب حتى كما قلت وكررت
تكون لي ولكم صدقة جارية بإذن الله تعالى , و اجعلوا كل ماتقومون به في هذا الموقع خالص لوجه الله و هذا ماتقومون به فعلاً
أحببت أن لا أطيل عليكم ..
وها أنا أنهي كلامي راجياً من المولى ومن ثم منكم
أن تضعون كتب تكون لكم ولي صدقة جارية
وجزاكم الله خيراً
بإذن الله ستجد مايسرك ومرحباً بك بين أخوتك في الفصيح
ـ[خالد نايف]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:55 ص]ـ
جزاكِ الله ألف خير أختي الفاضلة
ـ[خالد نايف]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:57 ص]ـ
وهذا الرابط
الرابط في انتظار موافقة الإدارة وعفواً إن اخطأت في وضعه
وها أنا أجد
الخير الكثير عندكم وبإذن الله سأجد أكثر مما رأيت
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 07:10 ص]ـ
أخي الفاضل خالد ..
أفضّلُ أن تضع هذا الموضوع في خزانة الكتب والبحوث.
وهي على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/forumdisplay.php?f=26
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 07:11 ص]ـ
أولا أرحب بك أخي بيننا
أما الرابط فحذفه مؤقت(/)
وقفات مع مالك بن أنس رحمه الله
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:52 ص]ـ
الإمام مالكًا يقف اليوم بين أيدينا أُنموذجًا لرجل متخصص رأى أن مواهبه وإمكاناته وملكاته تمكنه من أن يخدم الإسلام في مجال حفظ العلم ونشره، وتعليمه والعمل به.
التقى مالك رحمه الله بأصناف من أهل الدنيا فأغروه بترك العلم فأشاح عنهم بوجهه وأعرض، ورأى أن ما عند الله خير وأبقى.
والتقى بآخرين دعوه إلى أن يشتغل بالجهاد ويترك العلم؛ فرأى أن ما اشتغل به خير، وأن ما اشتغلوا به -أيضًا- خير، وأن فروض الكفايات لا يغني بعضها عن بعض، وكلٌ على ثغرة من ثغور الإسلام.
والتقى بالزهاد من أمثال عبد الله بن عبد العزيز العمريّ، وكان إمامًا في الزهد والتقوى والورع والعزلة، فكان إذا خلا بالإمام مالك حثه على الزهد والانقطاع والعزلة عن الناس، فكان الإمام مالك يصغي إليه ويدعو له، لكن لا يأخذ برأيه في اعتزال الناس، بل اختلط بهم وصبر عليهم.
واليوم أين عبد الله بن عبد العزيز العمريّ؟!
وقد كتب إليه مالك رحمه الله برسالة قال فيها:
(إن الله عز وجل قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فُربَّ رجل فُتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصلاة، ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر، وقد رضيتُ بما فُتح لي فيه من ذلك، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير، ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم له، والسلام) (5).
هيئته وحِلْيته رحمه الله:
كان مالك رحمه الله طويلًا جسيمًا، شديد البياض، حسن الصورة، واسع العينين، وإذا أراد أن يَخْرج إلى الناس خرج مُزَيَّنًا مطيَّبًا، وكان يتطيب بالمسك وأجود الطيب، ويعتني بلباسه أشد عناية، فلا تراه العيون إلا بكامل زينته.
قال بشر بن الحارث رحمه الله: (دخلت على مالك فرأيت عليه طيلسانًا يساوي خمسمائة، وقد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك) (6).
وكان إذا لبس العمامة جعل منها تحت ذقنه، ويسدل طرفيها بين كتفيه (7).
ولما سُئل رحمه الله عن لبس الصوف، قال: (لا خير في لبسه إلا في سفر؛ لأنه شهرة) (8)، يعني أن لابسه يتظاهر بالزهد والتواضع.
وكان إذا أراد أن يخرج لدرس الحديث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة، ومَشَّط لحيته، وربما عاتبه أحد في ذلك فقال: (أوقِّرُ به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) (9).
هذا المظهر الحسن ليس منافيًا للتدين الصحيح، ولا للعلم والإمامة، ولا للعقل والرزانة، بل كان هو الخليق برجل كمالك في مدينة كمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك العصر، وقد فُتِحت على الناس الدنيا، فكانوا محتاجين إلى من يبيِّن لهم جواز الزينة على هذا النحو، فضلًا عن أن هذا كان مناسبًا لطبعه وجبلَّته، فإنه من أحفاد الملوك، وكان ذا هيبة وعظمة، تأتي الملوك إلى بساطه، وتجلس بين يديه كما فعل الرشيد، ويرى الناس فيه جلال العالم بغير أبَّهة ولا كبرياء.
منقول
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 07:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أحمد على هذا النقل المتميز,,
بارك الله بك.
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:39 ص]ـ
جزاك الله خير ..(/)
الزرعات او الغرسات ثورة جديدة في عالم زراعة الأسنا
ـ[بنتصحراء]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:30 م]ـ
الزرعات الفورية هل هي حقيقة أم خيال
مقدمة
زراعة الأسنان علم حديث ولكن يتطور بسرعة هائلة، ولو نظرنا إلى أخر الأبحاث والدراسات الحديثة في مجال زراعة الأسنان فسنشاهد أن الكثير منها ينصب في مجال تقصير المدة الزمنية اللاذمة لتحميل الأسنان على الزرعات السنية و على الزرعات السنية الفورية.
الأن السؤال الأهم الذي يشغل بال وعقل الكثير من مراجعي عيادتي لماذا لا يتم تركيب الأسنان بشكل مباشر على الزرعات ما دام الزرع ثابت في العظم والجواب هنا معقد قليلاً ولكن سأحاول تبسيط الموضوع قدر المستطاع.
كيف يتم التحام زرعات الأسنان مع العظم:
http://www.asnanaka.com/images/d1d2d3d4.jpg
لمحة عن تكوين ونوعيات العظم:
تنقسم نوعية عظم الأنسان أو كثافة عظم الأنسان إلى أربع درجات وهي D1 D2 D3 D4 وهذه التقسيمات يدل عن خلالها على كثافة المادة العظمية في الفكين، تتوقف الكثافة العظمية على عدة عوامل أهم عامل هو العمر ومن ثم مرض ترقق العظام و الوراثة والجنس (ذكر أم أنثى) .... ألخ
يجب أولاً أن نعرف هنا أن عظام الفكين بشكل عام ليست متساوية الكثافة العظمية فمثلاً تعتبر منطقة القواطع الأمامية السفلية عالية الكثافة العظمية ( D1 ) بينما منطقة الأرحاء العلوية الخلفية الأقل كثافة عظمية لذلك يمكننا أن نقول أن منطقة القواطع الأمامية السفلية قابلة لزراعة الأسنان الفورية في 50% من الحالات تقريباً.
http://www.asnanaka.com/images/porizam.jpg
مرض ترقق العظام لاحظ إختلاف كثافة العظم بين الصورتين
في حال كان عظم المراجع من الدرجة الأولى يعني D1 ( عظم فائق الكثافة) الكثير من المراجع والباحثين يؤيدوا تحميل الأسنان على الزرعات العادية بشكل فوري
الواقع أن زرعات الأسنان تمر بمرحلتين هامتين قبل أن تصبح جزء من جسم الأنسان:
1 - المرحلة الأولى وهي مرحلة إدخال الزرعة في العظم: في هذه المرحلة يتم تثبت الزرعة فقط من خلال التثبيت الميكانيكي، بمعنى أخر أن الذي يجعل الزرعة ثابته في مكانها هو أنها محشورة أو مضغوطة بين الأجزاء العظمية المنضغطة والمتفككة ولا دور هنا لأي ثبات عضوي أو كيميائي بين الزرعة والعظم.
2 - في المرحلة الثانية والتي تستمر من الدقائق الأولى إلى الشهور الأولى أو أكثر من تاريخ زراعة الأسنان: يتم بدأ الإلتحام العضوي بين سطح الزرعة وبين العظم المحيط بالزرعة من كل جانب وتبدأ خلايا العظم في بناء قواعد وخلايا لها على سطح الزرعة.
الزرعات الفورية وحل لمشكلة التعويض الفوري ولمشاكل زراعة العظم
http://www.asnanaka.com/images/boiimplant2.jpg
ولكن هل أنتهى العلم إذا كان المراجع سيئ الحظ ولديه عظم هش من الدرجة الثالثة أو الرابعة أي D3 أو D4 ... بالتأكيد لا
هنا يمكن أن نستخدم الزرعات المبتكرة والتي تصنعة شركة وحيدة في العالموالفرق بين الزرعات العادية والزرعات الفورية هو أن الزرعات العادية (التي تنتجها كل الشركات العالمية) على شكل برغي بينما زرعاتالفورية فهي على شكل صفيحة أو مجموعة صفائح يتعامد عليها محور، هذه الصفائح تدخل داخل العظم كما هو موضح في الصور المرافقة أما المحور فهو القطعة التي ستبرز من العظم والتي ستشكل دعامة للجسور أو لتلبيسات
http://www.implant.com/aio/themes/multiflex3/img/SubButtons/BOI/bbs_ho.jpghttp://www.implant.com/aio/themes/multiflex3/img/SubButtons/BOI/bbbs_ho.jpghttp://www.asnanaka.com/images/boiimlant1.jpg
مجموعة من الزرعات الفورية
http://www.asnanaka.com/images/asnan-632.jpg
هذه الزرعة زرعة عادية وهي للمقارنة بين الزرعات الفورية لاحظو الفرق بين هذه الزرعة العادية والتي على شكل برغي والزرعة الفورية في الأعلى
كما يجب أن نذكر هنا فائدة عظيمة لتلك الزرعات وهي أنها ممكن أن تحل مشكلة رفع الجيب الفكي بسبب قلة الأرتفاع العظمي فالزرعات أفقية ولا تحتاج لسماكة عظمية كبيرة وبالتالي لا تحتاج إلى رفع الجيب الفكي أو في الفك السفلي إذاحة العصب الفكي السفلي وهي حل ممتاز لكل تلك المشاكل،وبهذا النظام أيضاً يمكن تجنب في الكثير من الحالات عمليات زراعة العظم في الفكين
يجب أن نعرف أن هذه النوعية من الزرعات غالية الثمن حيث أن ثمنها ضعف سعر الزرعات العادية
يجب أن لا نفهم من ذلك أن هذه النوعية من الزرعات هي حل أفضل من الزرعات التقليدية من الناحية الطبية وإنما حل سريع لناس يعانون من فقد أسنان ولا يستطيعون بحكم عملهم الأنتظار طويلاً أو أن نفسيتهم لا تتقبل أن يبقوا وقت طويل بدون أسنان ثابته أو أن هناك مشاكل في الفكين تحول دون زراعة الأزرعات العادية مثل فقد كبير للعظم و قرب العصب الفكي السفلي من السطح أو إنخفاض الجيوب الأنفية
للأمانة هذا الموضوع مأخوذ عن موقع مركز أسنانكا لطب الأسنان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:25 م]ـ
ما شاء الله(/)
إذا كنت لا تعلم جمال البحار فادخل هنا .. صور رائعة
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم يا اعضاء منتدانا صور التقطت من اعماق البحار
اتمنى ان تعجبكم
http://www11.0zz0.com/2009/09/05/12/961310204.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/09/05/12/271466548.jpg (http://www.0zz0.com)
لاحظوا الحيوان الصغير الملون
http://www11.0zz0.com/2009/09/05/12/670465705.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/09/05/12/608731085.jpg (http://www.0zz0.com)
هذه الصور لا تنسوا ان تقيموا الموضوع اذا نال على اعجابكم
ولكم جزيل الشكر
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 04:10 م]ـ
صور جميلة كجمال روحك أختي عربية وأفتخر
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 04:24 م]ـ
صور رائعة وسبحان الخالق
شكرا لك
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:55 م]ـ
صور جميلة كجمال روحك أختي عربية وأفتخر
ردك الاجمل
بارك الله فيك
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:56 م]ـ
صور رائعة وسبحان الخالق
شكرا لك
العفو
سبحان الله دائما وابدا
ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:04 م]ـ
سبحان الله الخالق
صور غايه في الروعة
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:45 ص]ـ
شاكرة مرورك اختي رحمة
ـ[جود السعودية]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 11:27 ص]ـ
مشكور على الصور(/)
سؤال عن عزير عليه السلام
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:11 م]ـ
:::
قال تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله)
وعزير عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل بعثه الله ليعلمهم التوراة ويجدد لهم الدين
وقد كانت له قصة قبل مبعثه أوردها لنا القرآن الكريم.
السؤال: أذكر رقم الآية والسورة التي وردت فيها.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 10:48 م]ـ
:::
قال تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله)
وعزير عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل بعثه الله ليعلمهم التوراة ويجدد لهم الدين
وقد كانت له قصة قبل مبعثه أوردها لنا القرآن الكريم.
السؤال: أذكر رقم الآية والسورة التي وردت فيها.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
سورة التوبة. الآية 30 (وقالت اليهود عزير ابن الله)
وإليك تفسير الآية .... قد نقلته لك ...
اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْقَائِل: {عُزَيْر اِبْن اللَّه} فَقَالَ بَعْضهمْ: كَانَ ذَلِكَ رَجُلًا وَاحِدًا , هُوَ فنحاص
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ ذَلِكَ قَوْل جَمَاعَة مِنْهُمْ. عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّام بْن مِشْكَم , وَنُعْمَان بْن أَوْفَى , وَشَاس بْن قَيْس , وَمَالِك بْن الصَّيْف , فَقَالُوا: كَيْف نَتَّبِعك وَقَدْ تَرَكْت قِبْلَتنَا , وَأَنْتَ لَا تَزْعُم أَنَّ عُزَيْرًا اِبْن اللَّه؟ فَأَنْزَلَ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلهمْ: {وَقَالَتْ الْيَهُود عُزَيْر اِبْن اللَّه وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيح اِبْن اللَّه} إِلَى: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: {وَقَالَتْ الْيَهُود عُزَيْر اِبْن اللَّه} وَإِنَّمَا قَالُوا: هُوَ اِبْن اللَّه مِنْ أَجْل أَنَّ عُزَيْرًا كَانَ فِي أَهْل الْكِتَاب وَكَانَتْ التَّوْرَاة عِنْدهمْ يَعْمَلُونَ بِهَا مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَعْمَلُوا , ثُمَّ أَضَاعُوهَا وَعَمِلُوا بِغَيْرِ الْحَقّ. وَكَانَ التَّابُوت فِيهِمْ ; فَلَمَّا رَأَى اللَّه أَنَّهُمْ قَدْ أَضَاعُوا التَّوْرَاة وَعَمِلُوا بِالْأَهْوَاءِ , رَفَعَ اللَّه عَنْهُمْ التَّابُوت , وَأَنْسَاهُمْ التَّوْرَاة وَنَسَخَهَا مِنْ صُدُورهمْ , وَأَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَرَضًا , فَاسْتَطْلَقَتْ بُطُونهمْ , حَتَّى جَعَلَ الرَّجُل يَمْشِي كَبِده , حَتَّى نَسُوا التَّوْرَاة , وَنُسِخَتْ مِنْ صُدُورهمْ , وَفِيهِمْ عُزَيْر. فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَمْكُثُوا بَعْد مَا نُسِخَتْ التَّوْرَاة مِنْ صُدُورهمْ , وَكَانَ عُزَيْر قَبْل مِنْ عُلَمَائِهِمْ , فَدَعَا عُزَيْر اللَّه وَابْتَهَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّ إِلَيْهِ الَّذِي نُسِخَ مِنْ صَدْره مِنْ التَّوْرَاة. فَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي مُبْتَهِلًا إِلَى اللَّه , نَزَلَ نُور مِنْ اللَّه فَدَخَلَ جَوْفه , فَعَادَ إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ ذَهَبَ مِنْ جَوْفه مِنْ التَّوْرَاة , فَأَذَّنَ فِي قَوْمه فَقَالَ: يَا قَوْم قَدْ آتَانِي اللَّه التَّوْرَاة , وَرَدَّهَا إِلَيَّ! فَعَلَّقَ يُعَلِّمهُمْ , فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّه وَهُوَ يُعَلِّمهُمْ. ثُمَّ إِنَّ التَّابُوت نَزَلَ بَعْد ذَلِكَ , وَبَعْد ذَهَابه مِنْهُمْ ; فَلَمَّا رَأَوْا التَّابُوت عَرَضُوا مَا كَانَ فِيهِ عَلَى الَّذِي كَانَ عُزَيْر يُعَلِّمهُمْ , فَوَجَدُوهُ مِثْله , فَقَالُوا: وَاَللَّه مَا أُوتِيَ عُزَيْر هَذَا إِلَّا أَنَّهُ اِبْن اللَّه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {وَقَالَتْ الْيَهُود عُزَيْر اِبْن اللَّه} إِنَّمَا قَالَتْ ذَلِكَ , لِأَنَّهُمْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِمْ الْعَمَالِقَة فَقَتَلُوهُمْ , وَأَخَذُوا التَّوْرَاة , وَذَهَبَ عُلَمَاؤُهُمْ الَّذِينَ بَقُوا فَدَفَنُوا كُتُب التَّوْرَاة فِي الْجِبَال. وَكَانَ عُزَيْر غُلَامًا يَتَعَبَّد فِي رُءُوس الْجِبَال لَا يَنْزِل إِلَّا يَوْم عِيد , فَجَعَلَ الْغُلَام يَبْكِي وَيَقُول: رَبّ تَرَكْت
(يُتْبَعُ)
(/)
بَنِي إِسْرَائِيل بِغَيْرِ عَالِم! فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى سَقَطَتْ أَشْفَار عَيْنَيْهِ. فَنَزَلَ مَرَّة إِلَى الْعِيد ; فَلَمَّا رَجَعَ إِذَا هُوَ بِامْرَأَةِ قَدْ مَثُلَتْ لَهُ عِنْد قَبْر مِنْ تِلْكَ الْقُبُور تَبْكِي وَتَقُول: يَا مُطْعِمَاهُ , وَيَا كَاسِيَاهُ! فَقَالَ لَهَا: وَيْحك , مَنْ كَانَ يُطْعِمك وَيَكْسُوك وَيَسْقِيك وَيَنْفَعك قَبْل هَذَا الرَّجُل؟ قَالَتْ: اللَّه. قَالَ: فَإِنَّ اللَّه حَيّ لَمْ يَمُتْ. قَالَتْ: يَا عُزَيْر , فَمَنْ كَانَ يُعَلِّم الْعُلَمَاء قَبْل بَنِي إِسْرَائِيل؟ قَالَ: اللَّه. قَالَتْ: فَلَمْ تَبْكِي عَلَيْهِمْ؟ فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ خَصَمَ وَلَّى مُدْبِرًا , فَدَعَتْهُ فَقَالَتْ: يَا عُزَيْر إِذَا أَصْبَحْت غَدًا فَأْتِ نَهَر كَذَا وَكَذَا فَاغْتَسِلْ فِيهِ , ثُمَّ اُخْرُجْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ , فَإِنَّهُ يَأْتِيك شَيْخ فَمَا أَعْطَاك فَخُذْهُ! فَلَمَّا أَصْبَحَ , اِنْطَلَقَ عُزَيْر إِلَى ذَلِكَ النَّهَر , فَاغْتَسَلَ فِيهِ , ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَجَاءَهُ الشَّيْخ فَقَالَ: اِفْتَحْ فَمك! فَفَتَحَ فَمه , فَأَلْقَى فِيهِ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الْجَمْرَة الْعَظِيمَة مُجْتَمِعًا كَهَيْئَةِ الْقَوَارِير ثَلَاث مِرَار. فَرَجَعَ عُزَيْر وَهُوَ مِنْ أَعْلَم النَّاس بِالتَّوْرَاةِ , فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيل , إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِالتَّوْرَاةِ. فَقَالُوا يَا عُزَيْر مَا كُنْت كَذَّابًا. فَعَمَدَ فَرَبَطَ عَلَى كُلّ أُصْبُع لَهُ قَلَمًا , وَكَتَبَ بِأَصَابِعِهِ كُلّهَا , فَكَتَبَ التَّوْرَاة كُلّهَا. فَلَمَّا رَجَعَ الْعُلَمَاء أَخْبَرُوا بِشَأْنِ عُزَيْر , فَاسْتَخْرَجَ أُولَئِكَ الْعُلَمَاء كُتُبهمْ الَّتِي كَانُوا دَفَنُوهَا مِنْ التَّوْرَاة فِي الْجِبَال , وَكَانَتْ فِي خَوَابّ مَدْفُونَة , فَعَارَضُوهَا بِتَوْرَاةِ عُزَيْر فَوَجَدُوهَا مِثْلهَا , فَقَالُوا: مَا أَعْطَاك اللَّه هَذَا إِلَّا أَنَّك اِبْنه. (تفسير الطبري) ...(/)
باب الريان ...
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
http://www9.0zz0.com/2009/09/05/17/948667490.jpg (http://www.0zz0.com)
نسأل الله العظيم أن نكون ممن سيقال لهم أين الصائمون؟
إخوتاه رمضان قارب وأوشك على الإنتهاء فهل من توبة صدوقة .. هل ُكتبنا مع من غفر الله لهم ما تأخر من ذنوبهم ..
يقول النبى (صلى الله عليه وسلم) "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "
إخوتاه أبواب الجنة مفتوحة وأوشكت على الإغلاق فهلموا وجاهدوا أنفسكم فى تلاوة القرآن والقيام والتهجد والتقرب من الله فى رمضان على وجه الخصوص أوفى غير رمضان.
وها نحن على مقربة من العشر الأواخر حيث فى الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري ومسلم زاد مسلم" وجَدَّ وشد مئزره ".
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 09:06 م]ـ
عدد أبواب الجنة ثمانية، ففي صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {في الجنة ثمانية أبواب}، والمراد ـ والله أعلم ـ الأبواب الأصول الكبار، ولكل باب عملٌ يختص به، وبين هذه الأبواب أبواب دونها، كالفروع عنها، كما يكون في الباب الصغير المسمى (الخَوخَة) ويكون دونها في السعة والعظمة.
وسمي باب الصيام (الريان) من الرِّيِّ الذي هو ضد العطش، وهذا مما وقعت المناسبة بين لفظه ومعناه، لأنه مشتق من الري، وهو مناسب لحال الصائمين.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة(/)
من هو حكيم الفصيح؟!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:13 ص]ـ
كنت ذاهبة للمستشفى مع زوجي حين جلست باستراحة النساء
ألتقيت بامرأة كبيرة في السن وقالت لي: من منا لا يعشق؟؟!!
تفاجئت من السؤال وخرجت من الغرفة
في أثناء خروجي قالت لي كلمة والله لو وزنت بماء الذهب لن توزن
سؤالي: ما غرضها من ذلك؟؟
من يجيب فهو حكيم الفصيح!!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:10 ص]ـ
ألا يوجد لدينا رجل حكيم؟؟
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:20 ص]ـ
يبدو أن وجودها في المشفى كان بسبب العشق
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:23 ص]ـ
أأنت مجد في ذلك؟؟
فكر جيداً
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:23 ص]ـ
وهل يستقيم إيمان عبد بدون حب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:25 ص]ـ
يبدو أنها لم تعشق " تتزوج " أو تزوجت وانفصلت فهي وحيدة الآن .. وأتت إلى المشفى بعد تعب ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:26 ص]ـ
سبحانه وتعالى لن يستقيم لنا الإيمان بدون حب الله ونبيه
فكر ملياً
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:27 ص]ـ
يبدو أنها لم تعشق " تتزوج " أو تزوجت وانفصلت فهي وحيدة الآن .. وأتت إلى المشفى بعد تعب ..
لا تجعلني أغير وجهة نظري بك:)
فكر!
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:29 ص]ـ
لا تجعلني أغير وجهة نظري بك:)
فكر!
إذن لن أفكر ثانية .. وليكن ما هو كائن:)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:32 ص]ـ
إذن لن أفكر ثانية .. وليكن ما هو كائن:)
لا لا إذا الأديب لم يكن معنا ماذا سيحل بنا!!
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:34 ص]ـ
لا لا إذا الأديب لم يكن معنا ماذا سيحل بنا!!
سيحل بكم الخير إن شاء الله
بارك الله فيك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:43 ص]ـ
سيحل بكم الخير إن شاء الله
بارك الله فيك
إن رحلت سأرحل وأدع الموضوع: mad:
من دخل الصفحة لا يخرج منها يبقى حتى حين الجواب ;)
عاهدني هنا على أن تبقى.:)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:46 ص]ـ
حسنا سأبقى
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:46 ص]ـ
فكروا امرأة كبيرة بالسن ماذا تريد؟؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:47 ص]ـ
حسنا سأبقى
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:12 ص]ـ
سأخرجكم:)
تلك العجوز وجهت السؤال للتعجب فقط لأنها كانت تجيب على سأئل سألها ذلك السؤال
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:14 ص]ـ
سأخرجكم:)
تلك العجوز وجهت السؤال للتعجب فقط لأنها كانت تجيب على سأئل سألها ذلك السؤال
أضحك الله سنك
نعيم أبقى لنا نعيم ولا تدخل في متاهات ليس لها نهاية
ركز فقط.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:30 ص]ـ
عجيب ما أجده هنا
حديث عن عشق
و سؤال عن رجل حكيم
و طلب عهد للمكث
ما المرجو من كل هذا؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:35 ص]ـ
فكري وستجدين الجواب؟؟
كل هذا لهدف.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:50 ص]ـ
حسناً ..
هل ترغبون أن أقول لكم ماقالت لي حين خرجت
وعليكم الاستنتاج ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:03 ص]ـ
حسناً ..
هل ترغبون أن أقول لكم ماقالت لي حين خرجت
وعليكم الاستنتاج ..
نعم نرغب لنرَ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:11 ص]ـ
أخي في القلب مسكنه وداري=بقلب أُخيَّ مرسومٌ مداري
إذا ألمٌ ألمّ به تراني=أنا المهموم لا يصفو نهاري
أعاتبه وأرجو الصفح منه=يعاتبني فيسبقه اعتذاري
المسألة تحتاج لعمق ثقافي.:)
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:11 ص]ـ
ما هذا؟؟
هل قالت هذه الأبيات؟
يبدو أن الشيخوخة قد بلغت مبلغها من تلك العجوز .. : p
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:14 ص]ـ
المسألة تحتاج لعمق ثقافي.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:20 ص]ـ
لا هذه الابيات لمحمد درويش لكنها عجوز حكيمة ولها مغزى خفي.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:24 ص]ـ
أتعنين أنها قالت لك أبيات محمد درويش هذه؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:26 ص]ـ
تنبيه:
لا تنظروا لمعنى الأبيات وتركزوا عليه فقط بل ركزوا كذلك على الموقف فالعجوز كانت تريد إيصال رسالة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:27 ص]ـ
نعم فقط قالت الثلاثة الأبيات هذه ركزوا.
ـ[فتون]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 12:28 ص]ـ
ربما تريد أن تقول لك
لا أحد يستحق العشق هذه الأيام.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:14 ص]ـ
لقد قصدت العجوز: من لا يعشق اللغة العربية والأدب والشعر العربي.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:32 ص]ـ
وأنا هنا أقول لله درك.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:34 ص]ـ
ربما تريد أن تقول لك
لا أحد يستحق العشق هذه الأيام.
خسرت حاولي مرة أخرى ( ops
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:42 ص]ـ
لقد قصدت العجوز: من لا يعشق اللغة العربية والأدب والشعر العربي.
والله أعلم
عز الدين القسام رجل حكيم
نعم بارك الله فيك
أنشدتني من الشعر مالا يعد ويحصى
وأصبحت هي معلمة لغة عربية ولها باع طويل في التدريس وتقاعدت من العمل
أهدت إليّ نصائح جداً مفيدة
وسأضعها هنا لكم ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:32 ص]ـ
سلمت أخية
ربما قصدت: ما يعد ولا يحصى، لأن العد ممكن والإحصاء غير ممكن في الغالب
دمت موفقة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:39 ص]ـ
صحيح لكن من العجلة ...
جزاك الله خيرا على التنبيه لذلك
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 07:28 ص]ـ
هكذا إذن: rolleyes:
أنا أعتذر عن اتِّهامي لها بالشيخوخة ( ops
:D
عز الدين القسام رجل حكيم
وأنا أشهد:)
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:58 م]ـ
أنتظر لسماع ما قلته لكِ أختي لقد تشوقت كثيراً
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 04:30 ص]ـ
ما علاقة الحكمة بمعرفة الجواب عن سؤالك، أختي الكريمة؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 04:45 ص]ـ
مرحباً بأختي الحبيبة معالي حفظها الله
لأنها حكيمة ..
قالت لي نهتم بالمظهر والجوف خالي ..
أنشدتني من الشعر في الحكمة والأدب ..
علمتني دروساً في الحياة ..
ولك أقول قول الشاعر:
توهّجت في حروفِ الشعر أفكاري
وكنتِ أنتِ الصدى والصوتُ في كتبي
هل أتضح؟؟(/)
خالة الأستاذ محمد الجبلي في رحمة الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون
انتقلت إلى رحمة الله تعالى خالة الأستاذ محمد الجبلي.
جبر الله مصاب أهلها وأعظم أجرهم ورزقهم الصبر والسلوان
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:59 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
اللهم آنس وحشتها في قبرها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة
ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسلها بالماء و الثلج والبرد
وارزق أهلها وأولادها الصبر والسلوان
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:06 ص]ـ
أسأل الله يغفر لها ذنوبها، ويدخلها في مستقر رحمته.
وجبر الله مصابكم أستاذنا محمدا.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:08 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم اغفرلها وارحمها، وأسكنها فسيح جناتك.
وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:08 ص]ـ
رحمها بواسع رحمته.
ـ[الأحمر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:38 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
اللهم آنس وحشتها في قبرها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة
ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسلها بالماء و الثلج والبرد
وارزق أهلها وأولادها الصبر والسلوان
تحيتي للجميع
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:11 ص]ـ
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
عظم الله أجركم أخي محمد وأجزل ثوابكم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون
انتقلت إلى رحمة الله تعالى (فيما نرجو- إن شاء الله) خالة الأستاذ محمد الجبلي.
جبر الله مصاب أهلها وأعظم أجرهم ورزقهم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون.
إن لله ما أخذ , وله ما أعطى ,وكل شيء عنده بأجل مسمًى ,
فلتصبر (محمد) , ولتحتسب ,
إن العين لتدمع , وإن القلب ليحزن , وإنا لفراقها لمحزونون , ولانقول إلاّ ما
يرضي ربنا.
اللهم اغفر لها ولنا.
اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب , واغسلها من
خطاياها بالماء والثلج والبرد.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:19 ص]ـ
رحمها الله وأسكنها ومن تحب الفردوس
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:03 ص]ـ
اللهم اغفر لها وارحمها وتب عليها إنك أنت التواب الرحيم ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:58 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الفقيدة وألهم أهلها الصبر والسلوان ولا حرمهم أجر الصبر والاحتساب.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:21 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
اللهم آنس وحشتها في قبرها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة
ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسلها بالماء و الثلج والبرد
وارزق أهلها وأولادها الصبر والسلوان
اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين ..
عظم الله أجرك أستاذ محمد
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:37 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون ..
رحمها الله و أسكنها فسيح جنّاته ..
لله ما أخذ وله ما أعطى و كل شيء لأجل مسمّى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:38 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
ـ[ضمائر مستترة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:16 م]ـ
رحمها الله وغفر لها وألزم أهلها الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:28 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ
(إنا لله وإنا إليه راجعون) ... لاحول ولا قوة إلا بالله .... اللهم أرحمها واغفر لها وجنة
الفردوس الأعلى أدخلها ... اللهم آمين
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:22 م]ـ
رحمها الله وغفر لها
ـ[عربي356]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:58 م]ـ
غفر الله لها،وأدخلها جنته.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:16 م]ـ
إنّا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.
رزقها الله جنته وباعد بينها وبين سيئاتها وغفر ذنبها.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:14 م]ـ
رحمها الله وأسكنها فسيح جّاته
وألهم ذويها الصبر والسلوان
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها وتجاوز عن سيئاتها وبارك في حسناتها وأسكنها فسيح جناته.
أعظم الله أجركم أخي محمداً
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:49 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
اللهم آنس وحشتها في قبرها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة
ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسلها بالماء و الثلج والبرد
وارزق أهلها وأولادها الصبر والسلوان
آمين
عظم الله أجرك أستاذ محمد
وتقبلها ربها بقبول حسن في هذا الشهر الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عكور]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:10 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أستاذنا القدير محمد: عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم.
اللهم اغفر لها وارحمها ..
ـ[رحمة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:20 ص]ـ
اللهم أعفر لها و أرحمها و أجعل مثواها الجنة
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:13 ص]ـ
اللهم ارحمها رحمة واسعة
واجعل قبرها روحضة من رياض الجنة
وتجاوز عن سيئاتها
واشملها برحمتك وغفرانك في هذا الشهر الكريم هي وكافة المسلمين والمسلمات
آمين يا رب العالمين
ـ[أبو لين]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:23 ص]ـ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون , أعظم الله أجركم أخي الكريم محمد وألهمكم الصبر والسلوان , وأسكن الله خالتك فسيح جنّاته.
ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:26 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون!
عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم!
اللهم اغفر لها وارحمها!
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:11 ص]ـ
نسأل الله لها الرحمة والمغفرة ولذويها الصبر والسلوان.
أحسن الله عزاءك أخي محمد
ـ[روضة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 06:18 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمها الله , وألهم آلها الصبر والسلوان.
ـ[الباز]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 01:34 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ..
عظم الله أجركم أخانا محمدا و رزقكم وجميع أهلها الصبر والسلوان ..
ـ[المؤدب]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 03:07 ص]ـ
رحمها الله، وأحسن نزلها.
وألهمكم الصبر والسلوان.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:40 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم في خالتكم
تقبلها الله من عباده الصالحين
ورزقكم الصبر والسلوان
ـ[عربي مسلم]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:02 م]ـ
أحسن الله عزاءك أخي محمد وجبر مصابكم
وغفر الله لها ورحمها وأسكنها فسيح جناته.
ـ[ضاد]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:27 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمها ويغفر لها ويدخلها في عباده الصالحين ويرزق أهلها وذويها الصبر والاحتساب.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:49 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لموتى المسلمين وارحمهم وعافهم واعف عنهم.
ـ[حسن باشا]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:56 ص]ـ
http://www.geocities.com/hereko59/moondead.jpg
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 05:21 ص]ـ
لله ماأعطى ولله ماأخذ
رحمها الله وجعل مأواها الجنة
وعظم الله أجركم أخي الحبيب محمد الجبلي.
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:58 ص]ـ
إنّا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.
أحسن الله عزاءكم، أستاذنا، وغفر لميتتكم، وألهمكم الصبر والسلوان.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:59 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 05:13 م]ـ
أعظم الله أجركم, وأحسن عزاءكم, وغفر لميتتكم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 05:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 01:35 م]ـ
وإياكم جزى الرحمن أستاذنا الجبلي
ولي كلمة حول ما وضعه أخونا حسن باشا
أكرمك الله أخانا لما وضعت
مع التنبيه للنقاط التالية:
أولا: الدعاء بابه مفتوح ولا يقتصر على صيغة معين وهذه للتذكير والتنبيه فقط
ثانيا: كتب في آخر الكلام "الفاتحة لروحه الطاهرة"
وهذا لا يجوز .. فقراءة القرآن على الميت لا تجوز بل هي من البدع
وتخصيص الفاتحة دون غيرها بدعة على بدعة
لذلك هدي رسولنا وصحابته خير لنا من غيره
فلندعو للميت بالرحمن والمغفرة وتخفيف سؤال الملكين عليه وفي ذلك خير كثير
أما قراءة القرآن وإيصال ثوابها للميت
فهذا على الأرجح بدعة والثواب لا يصل للميت
بارك الله فيكم وغفر لنا ولكم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 01:56 م]ـ
وإياكم جزى الرحمن أستاذنا الجبلي
ولي كلمة حول ما وضعه أخونا حسن باشا
أكرمك الله أخانا لما وضعت
مع التنبيه للنقاط التالية:
أولا: الدعاء بابه مفتوح ولا يقتصر على صيغة معين وهذه للتذكير والتنبيه فقط
ثانيا: كتب في آخر الكلام "الفاتحة لروحه الطاهرة"
وهذا لا يجوز .. فقراءة القرآن على الميت لا تجوز بل هي من البدع
وتخصيص الفاتحة دون غيرها بدعة على بدعة
لذلك هدي رسولنا وصحابته خير لنا من غيره
فلندعو للميت بالرحمن والمغفرة وتخفيف سؤال الملكين عليه وفي ذلك خير كثير
أما قراءة القرآن وإيصال ثوابها للميت
فهذا على الأرجح بدعة والثواب لا يصل للميت
بارك الله فيكم وغفر لنا ولكم
بارك الله فيك
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 10:12 م]ـ
بسم الله.
قلتُ: كانت ليّ مشاركة هنا , فأين هي؟
والله الموفق.
ـ[أحمد بن علي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 11:39 م]ـ
رحمها الله وعفا عنها وأدخلها فسيح جناته ..
أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 12:12 ص]ـ
رحمها الله وأسكنها جناته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نرفانا]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 06:55 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أسأل الحنان المنان أن يجعل الفردوس الَاعلىآ مُستقرها ..
والمسلمين أجمعين ..
عظم الله أجركـ .. اُستاذ محمد ..
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 07:19 ص]ـ
غفر الله لها ..
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 05:58 م]ـ
عظم الله اجركم وغفر لها.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 02:00 ص]ـ
جزاكم الله جميعا من الخير كله
لا تنسوها من دعائكم هذه الإيام
ـ[وليد]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 04:19 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله رحمة واسعة.
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 10:09 ص]ـ
أحسنَ اللهُ عزاءكم أستاذنا الكريم
و غفر لخالتكَم
للهِ ما أعطى و له ما أخذ و كلّ شيء عنده بقدر ..
أسأل الله أن يؤنس وحشتها, و يوسع مدخلها.
،
و لا أراكم الله مكروها
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 10:22 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون،،
عظم الله أجرهم وجبر مصابهم،،
وغفر لميتهم وأموات المسلمين،،(/)
استفسار حول كتب وأبحاث عن السيرة العطرة
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:40 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
استسمحكم آل الفضل أن تساعدوننى فى البحث عن كتب وأبحاث لمدارسة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وبالأحرى كتب تمس حياته بعيدا عن الغزوات
بالأحرى سننه
أخلاقه
وتعاملاته
يكون التركيز فيها بالأكثر على ما ذكرته لكم
لدى كتاب الرحيق المختوم ولكن وجدت التركيز فيه أكثر على الغزوات وأريد كتب أو أبحاث تركز على تعاملات الحبيب عليه الصلاه والسلام وتركز فى أخلاقه
نعم فى الغزوات تتجلى أخلاقه وتعاملاته ولكن أريد كتاب يكون التركيز فيه على ما ذكرت وبخاصة أن القراءة لدى أمر عسير أحيانا
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:42 ص]ـ
كتاب زاد المعاد لابن القيم.
كتاب هذا الحبيب يا محب لأبي بكر الجزائري.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:56 ص]ـ
هذا الرابط لتحميل كتاب (زاد المعاد):
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=26&book=255
وهذا الرابط لتصفح كتاب (هذا الحبيب يا محب):
http://www.mohdy.name/pdfs/pm_001.pdf
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[فهد أبو درّة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:52 م]ـ
السيرة النبوية الصحيحة ل أ. د / أكرم ضياء العمري(/)
من شيَمِ أسلافنا
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:30 ص]ـ
قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلَّمت الحلم؟، فقال: من قيس بن قيس بن عاصم، كنَّا نختلف إليه في الحلم، كما يُخْتَلف إلى الفقهاء في الفقه، ولقد حضرت عنده يوماً، وقد أتوه بأخٍ له قد قتل ابنه، فجاءوا به مكتوفاً، فقال: ذعرتم أخي أطلقوه، واحملوا إلى أم ولدي ديته، فأنها ليست من قومنا، ثم أنشأ يقول:
أقول للنفس تصبيراً وتعزيةً=إحدى يديّ أصابتني ولم تردِ
كلاهما خلَفٌ عن فقد صاحبهِ=هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:32 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه)
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:34 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه)
شكراً لمرورك الكريم ..
بُورِكْتَ.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:43 م]ـ
موضوع قيم ومفيد ..
هذه أبيات في الحكمة:
وإنما المرء حديث بعده=فكن حديثا حسنا لمن وعى
إن ربا كفاك ما كان بالأمس=سيكفيك في غد ما يكون
كذا قضت الأيام ما بين أهلها=مصائب قوم عند قوم فوائد
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:50 م]ـ
موضوع قيم ومفيد ..
هذه أبيات في الحكمة:
وإنما المرء حديث بعده=فكن حديثا حسنا لمن وعى
إن ربا كفاك ما كان بالأمس=سيكفيك في غد ما يكون
كذا قضت الأيام ما بين أهلها=مصائب قوم عند قوم فوائد
مرحبا بأستاذتنا الأديبة ..
شرّفني مروركِ العذب,, شكراً لكِ
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 07:14 ص]ـ
روِيَ أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم، فأجراه على أثَر عَيْر، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه، وانفرد عن أصحابه، وأخذته السماء، فطلب مَلْجأ يلجأ إليه، فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له، فقال لهما: هل من مَأوًى، فقال حنظلة: نعم، فخرج إليه فأنزله، ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة؟ قالت: عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين مَلَّة، قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه مَلَّة، وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يُحَدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه، ثم قال: يا أخا طيء اطلب ثَوَابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعلُ إن شاء الله، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبة وجَهْد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيتَ الملك لأحسن إليك، فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بؤس النعمان، فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه، وساءه مكانه، فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان، فقال له: أنت الطائيّ المنزول به؟ قال: نعم، قال: أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم؟ قال: أبَيْتَ اللعن! وما كان علمي بهذا اليوم؟ قال: والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول، قال: أبَيْتَ اللعنَ! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها، قال: فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك، قال النعمان: فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الحَوْفَزَان وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان، فقال له:
يا شريكا يا ابن عمروٍ = هل من الموت مَحَالة
يا أخا كل مُضَافٍ = يا أخا مَنْ لا أخا له
يا أخا النعمان فُكَّ الـ = ـــيوم ضَيْفاً قد أتى له
طالما عالج كرب الـ = ـــموت لا ينعم باله
(يُتْبَعُ)
(/)
فأبى شريكٌ أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع، فقال للنعمان: أبيت اللَّعْن! هو عليّ، قال النعمان: أفعلت؟ قال: نعم، فضمّنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائيّ إلى أهله، وجَعَلَ الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقُرَاد:
ما أراك إلا هالكاً غَداً، فقال قُرَاد:
فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ = فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ
فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما، وأخرج معه قُرَادا، وأمر بقتله، فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرَاداً ليُفْلَتَ الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقُرَاد قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول:
أيا عَيْنُ بكى لي قُرَاد بن أجْدَعَا = رَهينا لقَتْلٍ لا رهينا مُوَدّعا
أتته المنايا بَغْتةً دون قومه = فأمسى أسيراً حاضر البَيْتِ أضْرَعَا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئُه، فقال له: ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء، قال: وما دَعَاك إلى الوفاء؟ قال: دِينِي، قال النعمان: فاعْرِضْهُ عليّ، فعرضه عليه، فتنصّر النعمان وأهلُ الحِيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم، وأبطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن، وعفا عن قُرَاد والطائي، وقال: والله ما أدري أيها أوفى وأكرم، أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه؟ والله لا أكون ألأمَ الثلاثة، فأنشد الطائيّ يقول:
ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنه بعد الذي = أسْدَى إلىّ من الفَعَال الخالي
ولقد دَعَتْنِي للخلاف ضَلاَلتي = فأبَيْتُ غيرَ تمجُّدِي وفعالي
إني امرؤ منِّي الوفاءُ سَجِية = وجزاء كل مكارم بَذَّالِ
وقال أيضاً يمدح قُرَادا:
ألا إنما يسمو إلى المجد والعُلا = مَخارِيقُ أمثال القُرَاد بْنِ أجْدَعَا
مخاريقُ أمثال القراد وأهله = فإنهمُ الأخيار من رَهْطِ تبّعا
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:44 ص]ـ
جلس الحَجّاجُ بن يوسف الثقفي يقتل أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث, فقام إليه رجل منهم فقال: إنّ لي عليك حقّاً. فقال الحجّاج: وما حقك علَيّ؟ فقال الرجل: لقد سبّك عبد الرحمن يوماً فأنكرْتُ عليه.
فقال الحجاج: ومن يعلم ذاك؟ فقال الرجل: أنشد الله رجلاً سمع ذاك إلاّ شهد به.
فقام رجلٌ من الأسرى فقال: قد كان ذاك أيها الأمير.
فقال الحجّاج: إذن خلّوا عنه. ثم قال للشاهد: وما منعك أن تنكر كما أنكر؟
فقال: لقديم بغضي إياك. فقال الحجاج: ويُخلّى هذا لصدقه.(/)
الموسوعة الشاملة لـ (قل ولا تقل)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي في الله ... من منطلق أن هذا المكان هو القلعة التي تحمي اللغة الجميلة عبر (الإنترنت)
فكرت أن نضع موسوعة شاملة لتصحيح أخطائنا الشائعة في التحدث بالفصحى.
ويجب علينا كمعلمين أن نتعلمها أولا ثم نعلمها غيرنا.
وقد وفقني الله بجمع عدد كبير من الأخطاء الشائعة في التحدث باللغة العربية، وأهيب بكم أن تكملوا هذه الموسوعة بما من الله عليكم .. لكي تكون المرجع الأول عبر الإنترنت لتعم الإفادة بإذن الله.
ولنبدأ على بركة الله ..
قل: (لُغوي) بضم اللام ــــــ ولا تقل (لَغوي) بفتح اللام.
قل: (نحْوي) ـــــــــ ولا تقل (نحَوي).
قل: (تجرِبة) بكسر الراء ــــــــ ولا تقل (تجرُبة) بضم الراء.
قل: (وَزارة) بفتح الواو ـــــــ ولا تقل (وِزارة) بكسرها.
قل: (بُيوت) بضم الباء ــــــــ ولا تقل (بِيوت) بكسرها.
قل: (دُخَان) بفتح الخاء دون تشديد ــــ ولا تقل: (دُخَّان) بالتشديد
قل: (سبعينيات) ـــــــ ولا تقل: (سبعينات).
قل: (قُمامة) بضم القاف ــــــ ولا تقل: (قِمامة) بكسرها.
قل: ما فعلته قط أو لن أفعله أبداً؛ لأن أبداً ظرف زمان لاستغراق المستقبل.
قل: أثر فيه أو به ـــــــ ولاتقل: أثر عليه؛لأن الفعل أثر لا يتعدى ب (على).
قل: بكى من شدة التأثر؛ لأن التأثير مصدر الفعل أثّر لا تأثّر ـــــــ ولاتقل: بكى من شدة التأثير
قل: كُسرت إحدى أسنانه؛ لأن السن مؤنثة. ــــ ولاتقل: كُسرت أحد أسنانه
قل: سهوت عن الشيء؛ لأن الإنسان هو الذي يسهو وليس الشيء. ــــ لاتقل: سها الشيء عن بالي
قل: ابني ذكي أو حاذق أو بارع ــــــ لاتقل: ابني شاطر لأن الابن الشاطر هو الابن العاصي أباه والذي يعيش في الخلاعة والمجون بعيدا عنه، وأصل كلمة الشاطر هو اللص قاطع الطريق.
قل: هذا مستشفى حديث؛ لأن مستشفى مذكر. ــــــــ ولاتقل: هذه مستشفى حديثة.
قل: ضرب به الأرض ــــــــــ ولاتقل: ضربه بالأرض؛ لأن الأرض ليست شيئاً يُحمل ويُضرب.
قل: جازت عليه الحيلة ــــــــــ لاتقل:انطلت عليه الحيلة، لأنه لم يرد في العربية الفعل (انطلى)
قل: سأزورك مادمت مريضاً ـــــــ لاتقل: سأزورك طالما أنت مريض؛ لأن (طالما) تعني كثيراً ما.
قل: السجادة صوف منسوج ـــــــــ لاتقل: السجادة عبارة عن صوف منسوج؛ لان العبارة هي الكلام الذي يبين ما في النفس من معاني.
قل: تعرّفت إليه ـــــــ لاتقل: تعرّفت عليه
قل: دعاه إلى العشاء ـــــــ لاتقل: عزمه على العشاء؛ فليس من معاني (عزم) الدعوة.
قل: هذا رجل مُعَمَّر ــــــ لاتقل: هذا رجل معمر؛لأن المعمِّر هو الله،والمعمَّر هوالإنسان.
قل: حديقة فواحة ـــــــــ لاتقل: حديقة فيحاء أي بمعنى تفوح رائحتها من بعيد.
قل 'ترجمة معاني' القران الكريم ـــــــ ولا تقل 'ترجمة' القران الكريم_ فالقرآن الكريم يستعصي علي الترجمة لأن الله أنزله بلسان عربي مبين اما ترجمة معانيه فلا بأس بها.
قل 'المرسل' ـــــــ لا تقل 'الراسل' لأن الفعل 'أرسل' وليس 'رسل'.،،، وهذا خطأ يقع فيه الكثير منا في تعليم الطلاب كتابة البرقية.
قل 'اقتناعي بهذا الرأي ــــــــ ' لاتقل 'قناعتي بهذا الرأي'.
قل: استفسرته المسألة و استفسرت عن المسألة ــــ ولا تقل استفسرت منه أوسألت منه ذلك وإنما سألته.
قُل: بائسون ــــــ ولا تقل بؤساء لأن بؤساء تعني الشجعان ذو العزم
قُل: بلغت النسبة عشراً من المائة ــــ ولا تقل عشرة في المائة، لأن النسبة مأخوذة من الفئة وليست جزءاً منها
قُل: ينبغي لك أن تفعل ــــ ولا تقل: ينبغي عليك أن تفعل
قُل: تعرّفت الشيء ــــــ ولا تقل: تعرّفت على الشيء
قُل: نظر إليه من كثب ـــــ ولا تقل نظر إليه عن كثب
قُل: الأمر منوط بي ـــــــ ولاتقل مناط بي.
قُل: أمّات الكتب ـــــــ ولا تقل أمهات الكتب لأن أمّات تستعمل لما لا يعقل أما أمهات فتستعمل لمن عقل.
قل: يوم مبارك ــــــ ولا تقل يوم مبروك لأن فعل البركة بارك وليس برك يقال برك الجمل على الأرض فهو مبروك
قُل: أخي من الرضاعة ـــــــ ولا تقل أخي في الرضاعة.
قُل: صدّق على الأمر، أي أقرّه ـــــ ولا تقل صادق عليه لأن صادق تعني اتّخذ صديقاً.
قل: إن شاء الله ــــــ ولا تقل: إنشاء الله
والتقدير: إن شاء الله كان وإن لم يشأ لم يكن.
ـــــــــــــــــــ
تابعونا ....
وننتظر إضافات إخواننا المبدعين
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:11 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل ننتظر منك المزيد
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 06:49 م]ـ
رائع موضوع رائع
جزاكم الله خيراً أستاذي الكريم
ـ[ابنة الاسلام]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 05:18 م]ـ
جميل.
جزاكم الله خيرا.
معظم هذه الأخطاء عند العرب. ولا توجد عندنا أي الأعاجم. لأنا نتعلم الفصحى فقط!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 06:56 م]ـ
في انتظار مزيدك أخي الكريم
وشكراً
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ..
وجعل عملكم في موازين حسناتكم ..
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل ننتظر منك المزيد
شكرا مروة المغربي المصرية
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:27 م]ـ
رائع موضوع رائع
جزاكم الله خيراً أستاذي الكريم
بارك الله فيك يا (الرحمة)
ورزقك الله رحمة في الدنيا والآخرة.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:28 م]ـ
جميل.
جزاكم الله خيرا.
معظم هذه الأخطاء عند العرب. ولا توجد عندنا أي الأعاجم. لأنا نتعلم الفصحى فقط!
كم هو جميل أن نشرف بمعرقة أخواتنا المسلمات في كل بقاع الأرض
شرفت جدا بمعرفتك
وبارك الله فيك
وزادك علما وخلقا ودينا.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:29 م]ـ
في انتظار مزيدك أخي الكريم
وشكراً
بارك الله فيك أخي كرم
ومبارك عليّ مرورك العطر.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ..
وجعل عملكم في موازين حسناتكم ..
شكرا أختنا أنوار
جعلك الله أنوارا تهدي القلوب إلى الإيمان وحب اللغة الجميلة
ـ[ابنة الاسلام]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 02:42 م]ـ
كم هو جميل أن نشرف بمعرقة أخواتنا المسلمات في كل بقاع الأرض
شرفت جدا بمعرفتك
وبارك الله فيك
وزادك علما وخلقا ودينا.
شكرا لكم جزيلا، وبارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.
ـ[الحوت الأزرق]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 05:25 م]ـ
السلام عليكم
معلومات مهمة وثمينة وبعضها أعرفه لأول مرة مثل أنه
لا يوجد فعل انطلى. ومنها ما لم أنتبه له من قبل مثل أن
المستشفى مذكر!
جزاك الله خيراً.(/)
طفل مسلم عمره 12 عاما يدمر مسجدا ـــــ حدث بالفعل
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع يختلف اختلافا كبيرا عن كل الموضوعات التي كتبتها سابقا ..
موضوع استوقفني وجذبني بشدة لدرجة أنني أحسست أنني أختنق
وإليكم القصة التي حدثت بالفعل على لسان أب غافل ..
حين سألت ابني عن سبب قيامه بتدمير المسجد؟
أجاب ابني بأنه لا يستطيع الوصول إلى المرحلة التالية وتحقيق الفوز إلا بفعل ذلك!!
http://www.moq3.com/up/upfiles/YFd45423.png (http://moq3.com/up/)
الان فى الأسواق:لعبة تباع لأطفالنا تدعو الى تمزيق المصاحف وهدم المساجد
لعبة «بلاي ستيشن» مسيئة للإسلام تعاود تعاود الظهور في الأسواق إذا أردت أن تسجل نقاطاً عليك بتدمير مساجد، وقتل الملتحين!!
أما إن أردت الفوز فلا مفر من إطلاق النار على عدد من المصاحف الشريفة لتتطاير تحت أصوات وهتافات النصر .. كما يجب ألا يمنعك صوت الأذان أو دخول خصمك إلى المسجد من ملاحقته وقتله داخل المسجد!!
هذا ما يحدث في لعبة «بلاي ستيشن» وتسمى هذه اللعبة ( first tofight ) حيث تجبر لاعبيها على فعل ذلك للإستمرار في التقدم من مرحلة إلى أخرى وتحقيق الفوز
وعبّر عدد من المواطنين عن حزنهم العميق من إنتشار هذه اللعبة خصوصاً أولئك الذين إشتروها لأبنائهم من دون أن يتنبهوا لخطرها.
http://www.moq3.com/up/upfiles/PPn45423.jpg (http://moq3.com/up/)
وحمّل أحد المواطنين وزارة الإعلام مسؤولية تداول مثل هذه الألعاب في الأسواق، وقال «سمعت أثناء لعب أبنائي صوت الأذان ممزوجاً بأصوات قنابل وطلقات نارية وصعقت حين رأيت أبني الذي لم يتجاوز 12 عاماً منسجماً مع اللعبة، إذ يصعب على طفل بعمره الانتباه إلى أن إحرازه النقاط يكون على حساب تدميره للمساجد ومحتوياتها»
وقال: حين سألت إبني عن سبب قيامه بتدمير المسجد؟
أجاب ابني بأنه لا يستطيع الوصول إلى المرحلة التالية وتحقيق الفوز إلا بفعل ذلك!!
.. وقال مواطن آخر «إشتريت مجموعة من الألعاب لأطفالي .. إكتشفت في ما بعد أن عدداً منها مخل بالأخلاق ومنها اللعبة المذكورة.
وقال: «كنت في أحد المحال في سوق البطحاء، ولفت إنتباهي مجموعة من شرائط (البلاي ستيشن) بسعر زهيد، فاشتريتها جميعاً .. وبعد نحو شهر إكتشفت الخطأ الفادح الذي إقترفته، إذ أدمن أحد أبنائي على اللعبة المسيئة للإسلام، وهو ما جعلني أتفقد جميع تلك الأشرطة فوجدت الكثير منها يميل إلى الإباحية!!
أيها الآباء، إنتبهوا لأطفالكم وراقبوا ألعابهم. فالأمر جدٌ خطير
والله المستعان،،
والآن ............
لنا وقفة مع أبنائنا وبراعمنا الصغار
لنا وقفة ... نتساءل جميعا
هل ينتبه أحدنا إلى أبنائه ... عندما يجدهم مشدودين ومبهورين ومسحورين أمام لعبة من الألعاب؟
هل نهتم بذلك؟
هل سألت نفسك ........ ما هدف هذه اللعبة التي يلعبها ابنك؟
ألعاب كثيرة انتشرت الآن
وأنا بنفسي شاهدتها ... عندما تفتح هذه اللعبة الحربية تختار بين نوعين من المقاتلين (إما أمريكي أو إنجليزي)
وتقتحم أرض العراق ــ وتسمع أصوات العراقيين يستغيثون وهدفك هو تدمير أرضهم وسلب خيراتهم وتمزيقهم .. وكل مرحلة تؤدي إلى الأخرى ..
لماذا لا ننتبه إلى أولادنا ..
بالمناسبة أيها الإخوة .. ابني شمس الدين وابنتي سما .. لقد خصصت لهما جهاز كمبيوتر خاص بهما غير الجهاز الذي أكلمهم من خلاله الآن
وجهازهما به عدد كبير من الكارتون الهادف معظمه إسلامي شيق .. وقد تجنبت الكارتون الذي فيه مناظر خليعة وقبلات بين البطل والبطلة ........ (حد منكم هيقولي .. ايه مستر محمد .. انت زوتها أوي .. دا كارتون .. كده العيال هتبقى مقفوله على نفسها)
أرد عليك بمنتهى القوة وأقول: لا أبدا .. أولا أنا أزرع شجرتي الآن بيدي وأهتم بها صغيرة وأقومها وأهذبها وأبعد عنها كل ما يضرها حتى تبدأ في نشر جزورها القوية في الأرض ثم تنشر فروعها المستقيمة المنتظمة في السماء .. وقتها سأطمئن .. لأنها لن تهتز ولن تقتلعها رياح الفتنة والخلاعة والمجون .. وستكون أقوى.
يا إخواني .. انتبهوا لأبنائكم
فقلبي ينخلع رعبا .. عندما أتصور أنني لن أُسأل يوم القيامة عن ذنوبي التي ارتكتبها فقط ....... بل سأسأل عن ذنبوب أبنائي أيضا ... فعلا شيء مرعب.
ــ
وإليكم هذه اللعبة الجميلة للتحميل
فالطفل يلعب على أنه فلسطيني مناضل يدافع عن فلسطين وعن مقدساتها بكل كيانه ويفديها بدمه
Underash.2
تحت الحصار
صور من داخل اللعبة
http://www.moq3.com/up/upfiles/YNI45423.jpg (http://moq3.com/up/)
اللعبة تسرد احداث ما بين عامى 1993 - 2002
المكان: أرض فلسطين الطاهرة
توطئة (تمهيد):
تجري اتفاقيات أوسلو وتدخل السلطة الوطنية الفلسطينية ميدان الساحة السياسية في فلسطين،يتم إعلان عفو عام عن المشاركين في حرب التحرير، ويسود الأمل بتحقيق السلام واسترجاع ما سلبته إسرائيل بالقوة بعد أن ضغط المحبون للسلام في كل العالم من اجل ذلك. يتزوج خالد من مريم أخيراً ويفكر احمد بالعودة للدراسة ويتفاءل الجميع بانتظار غد أفضل .. تمر الأيام ... لم تختلف الأحداث .. لا تزال قطعان المستوطنين تجوس في الأرض الطاهرة خراباً .. ولا تزال الديمقراطية بعيدة عن أكثر دولة تتشدق بها .. تفاجئ القوات الإسرائيلية خالد وهو في منزله وتقتاده نحو السجن .. أبو الهمم ما يزال في القدس .. أما أحمد و عائلته (مريم وأخوها معن ابن الاثني عشر ربيعاً) فقد لجؤوا إلى الخليل بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منزلهم في القدس بالديناميت أثناء بحثها عن احمد.
حمل اللعبة من هنا
باسم الله
http://1tool.biz/4139
وأخيرا
قولوا معي:
اللهم احم ابناءنا من كل شر
اللهم اجعلهم نبتا صالحا
اللهم ابعد عنهم كل شيطان الإنس وكل شيطان الجن .. واحمهم من أنفسهم
آمين يا رب العالمين.
للأمانة ......... فكرة الموضوع والجزء الأول منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:24 م]ـ
بورك الله فيك أستاذ محمد
لاشك أن هذه الألعاب تغرس في لاعبها من الأطفال الهدف الذي صممت من أجله وهي حتما صممت لهدف.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم /
حقا إنه غزو فكري منظم، ومثل هذه الألعاب لها تاثير سيئ على الأطفال والمراهقين.
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 03:33 ص]ـ
لاحرمك الله الأجر أخي
الغزو الفكري ليس بالألعاب فقط بل حتى القنوات الفضائية
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:27 ص]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
المسلمون مستهدفون في دينهم لاشك، ومثل هذه الألعاب تبرهن على ذلك، لكن الأمل بالله أولا ثم بوعي ولاة الأمور في تربية وتنشئة أولادهم وبناتهم.
سلمت أخي وجزيت خيرا
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:39 م]ـ
بورك الله فيك أستاذ محمد
لاشك أن هذه الألعاب تغرس في لاعبها من الأطفال الهدف الذي صممت من أجله وهي حتما صممت لهدف.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شكرا لمرورك العطر أخي عامر
وجعل الله قلبك عامرا دائما بالإيمان
وكنت أود أن تنصحني بخصوص موضوعي (طلب عاجل)
بارك الله فيك
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد.
وبارك الله فيك أنت أيضا
أيها النابغة الحضرمي الخلوق
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم /
حقا إنه غزو فكري منظم، ومثل هذه الألعاب لها تاثير سيئ على الأطفال والمراهقين.
بارك الله فيك أخي الفاضل ابن القاضي
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:42 م]ـ
لاحرمك الله الأجر أخي
الغزو الفكري ليس بالألعاب فقط بل حتى القنوات الفضائية
شكرا للفتتك الطيبة أختي عائشة
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:43 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
المسلمون مستهدفون في دينهم لاشك، ومثل هذه الألعاب تبرهن على ذلك، لكن الأمل بالله أولا ثم بوعي ولاة الأمور في تربية وتنشئة أولادهم وبناتهم.
سلمت أخي وجزيت خيرا
بارك الله فيك أبا سارة
وجعلك مسرورا دائما في دينك وأهلك وآخرتك.(/)
نبيان (نبي ابن نبي): من هما؟
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 09:02 م]ـ
نبيان (نبي ابن نبي) أتاهما الله الملك والنبوة وسخر لهما مالم يكن لغيرهما من الأنبياء ,
خاطب الله تعالى الأب بأنه جعله خليفة في الأرض, وأمره فيها بالحكم بالحق بين الناس والا يتبع الهوى فيضل عن سبيل الله.
وذكر الله في اية أخرى أن الابن ورث الأب في الملك والنبوة.
من هما النبيان (عليهما السلام)؟
1 - إذكر الآية التي ذكر الله فيها استخلاف نبيه في الأرض والسورة التي وردت فيها.
2 - اذكر الآية التي ذكر الله فيها ما كان من ورث الابن للأب والسورة التي وردت فيها
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 10:31 م]ـ
أخي سامر ..
أرجو أن تضع ألغازك في صفحة الألغاز على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=40248
بارك الله فيك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 12:49 ص]ـ
نبيان (نبي ابن نبي) أتاهما الله الملك والنبوة وسخر لهما مالم يكن لغيرهما من الأنبياء ,
خاطب الله تعالى الأب بأنه جعله خليفة في الأرض, وأمره فيها بالحكم بالحق بين الناس والا يتبع الهوى فيضل عن سبيل الله.
وذكر الله في اية أخرى أن الابن ورث الأب في الملك والنبوة.
من هما النبيان (عليهما السلام)؟
1 - إذكر الآية التي ذكر الله فيها استخلاف نبيه في الأرض والسورة التي وردت فيها.
2 - اذكر الآية التي ذكر الله فيها ما كان من ورث الابن للأب والسورة التي وردت فيها
1 - قال تعالى:
* يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ * آية 26 سورة ص
2 - قال تعالى: * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * آية 16 سورة النمل
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:04 ص]ـ
عز الدين قسّام كيف حالك يارجل:)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:14 م]ـ
عز الدين قسّام كيف حالك يارجل:)
بخير والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيك أخي أبا دجانة
وكيف حالك أنت أخي الحبيب(/)
قالوا عن اللغة ....
ـ[حسام الليبي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 03:32 ص]ـ
قال الصنعاني|| علم اللغة بأنواعه هو عمدة علوم الاجتهاد،
وبالتبحر فيه وعدمه تتفاوت النقاد ||
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 07:35 ص]ـ
وقد صدق الصنعاني:)
بارك الله فيك أخي حسام.
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 10:37 ص]ـ
قال السيوطي في المزهر:
.... ولا شك أن علم اللغة من الدّين لأنه من فروض الكفايات وبه تعرف معاني ألفاظ القرآن والسنة.
وقال ابن فارس في الصاحبي:
... فلذلك قلنا: إنّ علم اللغة كالواجب عَلَى أهل العلم، لئلاَّ يحيدوا فِي تأليفهم أَوْ فتياهم عن سَنن الاستواء.(/)
سأرحل وربي .. فاسمعوا هذه الكلمات قبل رحيلي
ـ[سميّة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأرحل وربي .. فاسمعوا هذه الكلمات قبل رحيلي
سأرحل وربي .. فاسمعوا هذه الكلمات قبل رحيلي ..
نعم سأرحل فهكذا قدر المولى ...
ولكن .. لتسمعوا كلماتي .. ولتصغوا لها
********************************
قدمت إليكم وضوئي قد أشرق ..
والقلوب تهفو وتطرق ..
فالعين منكم قد أسبلتموها دمعاً تدفق
********************************
يامجمع المؤمنين بشراكم
والسعد حاديكم والشوق وافاكم
فالمبارك بين الشهور قد لفاكم
فلتحمدوا يا مسلمون مولاكم
ولترتجوه رباً هداكم
بالرحمة والغفران، والعتق يغشاكم
فهو الكريم بمنه إن سألتموه أجاب مناكم
********************************
يامسلمون أدركوني فقد يمر العام فلا تجدوني
فلتجعلوني رحمةً لكم ومأنسا وفرصةً للغفران فلا تضيعوني
********************************
سألتكم بربي .. لاتجعلوني شهراً للمعازف
واللهو والفن .. ونشر البلاء وكل زائف
ولتفتحوا بإهلالتي الجديد من الصحائف
من التوبة والصدق والدعوة للتآلف
ونبذ الحقد والحسد وكل مايدعو للتخالف
********************************
ولتغسلوا قلوبكم بذكر مولاكم
في ليلكم ونهاركم وضحاكم
ولتقرأوا الذكر المنزل فهو هداكم
ولترفعوا أيدي الضراعة لله، أن يحقق مبتغاكم
فقد أرحل وأعود أخرى فهل أجدكم وألقاكم؟؟
فكم من عبد مستبشر بالأمس بمقدمي، واليوم لا وجود له معكم
قد حواه المنون فأرداه فهل من عبرة بمن قبلكم
من أهلكم وصحبكم وخلانكم، فأدركوني قبل رحيلي أو رحيلكم
فليوشكن أمري على القضاء .. فهل إذا عدت بعد رحيلي سألتقي بكم
ذاك كل ما استحضرته وبقية مما يجول في خاطري لم أمله عليكم
شهركم المبارك
بوركتم
منقول
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 03:04 م]ـ
بورك نفلكِ أختي الكريمة
شهر مبارك
واليوم ذكرى بدر
يوم الفرقان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:37 م]ـ
ولتغسلوا قلوبكم بذكر مولاكم
في ليلكم ونهاركم وضحاكم
شكرا لك على النقل الجميل
وهذه دعوة لأهل القرآن
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 09:14 م]ـ
بارك الله فيك
وهي فعلاً أيام قلائل ويرحل الشهر الفضيل، وما به من مكافآت ترحل معه
فهلّا اغتنمنا الفرصة ..
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 09:32 م]ـ
جعلني الله ووالدي وأعضاء الفصيح والمسلمين من المقبولين المباركين في هذا الشهر المعظَّم ..
آمين .. آمين ...(/)
دعوة لجميع الأعضاء
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:06 ص]ـ
دعوة لجميع الأعضاء
قفوا أمام قوله تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ".
قفوا مع: " لقد كان لكم ". ليس لغيركم أيها المحبون للرسول صلى الله عليه وسلم المتبعون لسنته.
ومع قوله: " في رسول الله ". يعني الذي أرسلناه، وجعلناه على خلق عظيم. ليس في غيره.
ومع: " أسوة حسنة ". أي مثالا يؤتسى به ويقتدى به في كل الأمور.
ومع: " لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ". يعني: لا كافرا ولا منافقا أي مسلما مؤمنا بالله واليوم الآخر.
ومع: " وذكر الله " ناهيك بفوائد ذكر الله.
وأخيرا مع: " كثيرا ".
إخوتي الأعزاء:
نبينا صلى الله عليه وسلم مرت به أحوال كثيرة وهي ما تمر بالناس اليوم.
من صحة ومرض، وموت عزيز، ووفاة حبيب، وفقد عم، أو قريب، وجوع، وظمأ و و و و.
وأي حالة تمر بك أيها القارئ والقارئة لهذه الكلمات، فاعلم أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم مثلها، أو قريب منها.
فإن كان الذي مر بك شدة طباع زوجة فقد عانى نبينا من ذلك كما في الأحاديث الصحيحة.
وإن كان الذي مر بك ظلم ذوي القربى، فأين أنت من قصة محاصرته في شعب أبي طالب تلك القصة المبكية.
وإن كان الذي مر بك الجوع، فقد ربط على بطنه الحجر من الجوع كما في الصحيح.
وإن كان الذي مر بك موت زوجة فقد ماتت زوجته خديجة.
وإن كان، وإن كان ... .
فأدعوكم إخواني وأخواتي، أن يبحث الجميع عن حالة واحدة فقط من الأحوال التي يمر بها الناس اليوم، وقد مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتابتها هنا لتكون دعوة لنا ولغيرنا بالتأسي والاقتداء.
ملحوظة: لك الحق بمشاركة واحدة فقط من أحواله عليه السلام.
ونجعلها تحت عنوان:
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 06:34 ص]ـ
ما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي
و كان بيده سواك، فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضبُ في وجهه، كلَّفها بعمل
فأطالت الغياب كثيرا، و خرجت أمُّ سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة تلعب ببهمة
- بغنمة صغيرة - فقالت أم سلمة: ألا أراكِ تلعبين بهذه البهمة و رسول الله يدعوكِ
فقالت: و الذي بعثك بالحق ما سمعتُك، فقال عليه الصلاة و السلام:
و اللهِ لولا خشية القَوَد - والقود هو القصاص، أي لولا خشية القصاص - لأوجعتكِ بهذا
السواك.(/)
فوانيس
ـ[إماراتية]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:55 ص]ـ
كنوز رمضانية
لا تنسَ هذه الفضائل
• خصص جلسة عائلية مختصرة للدعاء واذكر الله بعد السحور وعند الإفطار.
• اسعى لكي يكون لك دور فاعل وبارز بين أقاربك وجيرانك وزملائك في الوظيفة خلال هذا الشهر الكريم من خلال الاتصال بهم وتذكيرهم بأمور الخير.
• اصنع لك مفكرة للأعمال الخيرية في هذا الشهر: زيارة مريض – اتباع جنازة – صلة رحم – زيارة صديق- خدمة عامة – إدخال السرور .. الخ.
• التزم بالانتظام والتبكير في الدوام الوظيفي طوال الشهر مستعيناً بالله على ذلك ثم بالأسباب المعينة.
• داوم على التوبة وأجعلها سلوكاً دائماً قبل وأثناء وبعد رمضان.
• اسعَ لكي يكون هناك دراية لأهل الحي تستعين بها على الهداية وزرع حب الخير في نفوسهم.(/)
موقع عظيم عن كتب الـ pdf و المكتبة الشاملة لكم
ـ[خالد نايف]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 07:55 ص]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
طلبت منكم طلب في موضوع ماضي ولكن لم أجد منكم للأسف أدنى تفاعل , لا عليكم
الآن تم بحمدلله وضع مجموعة كبيرة و كبيرة جداً من كتب جديدة وقديمة ونادرة جدًا و كل مايخص المكتبة الشاملة
و الأهم من ذلك أنا لم أقم بذلك إلا لوجه الله تعالى
فلكم الموقع
http://mody2.com/f17.html
و جزاكم الله خيرًا
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 01:01 م]ـ
بارك الله فيك
جاري التصفح باذن الله .. جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[عبد الرحيم12]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
شكرا اخي تالكريم وجزاك الله خيرا
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وثقل به موازينكم ..(/)
عن النقود فى الإسلام
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 12:04 م]ـ
سؤال عن النقود فى الاسلام؟
من أول من نقش اسمه على النقود في الإسلام؟
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ
أخي سامر، هل تجمع أسئلتك في موضوع واحد؟!!
أرى هذا أفضل
جزاك الله خيرا(/)
أسئلة ثقافية؟
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 10:34 م]ـ
1 - من أول من فرّق بين الخصوم في الاسلام؟
2 - ما الشهر الميلادي الذي به 28 يوم؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 10:49 م]ـ
1 - ما الشهر الميلادي الذي به 28 يوم؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
الإجابة:
1 ـ أول من فرق بين الخصوم في الإسلام: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه
2 ـ كل الشهور الميلادية
ـ[حديث الروح]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:24 ص]ـ
اشكرك اخي على هذا الموضوع:
السؤال الاول كما جاوبت الاخت
اما الثاني فهو شهر شباط فبراير(/)
الاعتكاف .. عقد احتراف
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 04:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
http://www9.0zz0.com/2009/09/08/01/446505053.jpg (http://www.0zz0.com)
إن الحمدَ لله، أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران_آية:102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء_آية:1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} الأحزاب_آية: (70_71).
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، و خيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
إخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله،،،
هذا العام بالذات كان مليئا بما يحْدُو السائرين، ويسرّع بالسالكين، ويشبع المتوسمين، ويؤنس المتدبرين ..
أوبئة ومخوفات
فقر .. وأزمات
آمال .. ومعوقات
طموحات .. ومخذلات
ومع هذا .. فلم يحرمنا ربنا الكريم من نعمة بلوغ رمضان.
فيكون حق اجتماع هذا وذاك -بلايا مرت حولنا دون أن تشقينا، ونعمٌ غمرتنا لا نحصيها- التبتلُ. قال الله جل وعلا: {وَاذكُر اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إليْهِ تَبْتِيلاً} المزمل_آية:8.
وأقصد بالأخص هنا تبتل القلب
إن كل ما حاز شيئا من قلبك .. فقد أخذ من حق ربك ..
وكل ما فرغت مكانه في قلبك .. فقد وسّعت فيه حظ ربك ..
ومن أهنأ ممن لم يجعل لله في قلبه جيرانا؟ وهذا هو اعتكاف القلب:
قال ابن القيم: "ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة كما قال إمام الحنفاء لقومه: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}؟ فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف؛ فكان حظ قومه العكوف على التماثيل، وكان حظه العكوف على الرب الجليل".
اعتكف .. اعتكف .. قد اعتكفت نساء النبي .. يا رجل
والشافعي وغيره جوّزوا الاعتكاف لحظة ..
اعتكف .. فالاعتكاف مما أخفى الشرع أجره .. والشرع إن أخفى أجرا أو عقوبة، فإنما قصد تعظيم قدره. قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرّة أَعْيُنٍ} السجدة_17.
وقال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} المائدة_ 92. احذروا ماذا؟ سكت لعظيم التخويف.
فإن كان أجرُ جزءٍ من الاعتكاف: "فذلكم الرباط"،و: "يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات" رواه مسلم: المسند الصحيح_251. فما بالك بيوم (من الفجر للمغرب)؟ أوليلة (من المغرب للفجر)؟ أو يوم بليلة؟
وإن فاتك الاعتكاف في المسجد طوال الشهر .. فعوّضهُ عبر تنفيذ وصية حبيبك صلى الله عليه وسلّم: " .. وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك"صحيح الجامع_1392.
ثمرات اعتكاف القلب وتحقيق التبتل
(بجمع القلب سواء في المسجد أو في بيتك)
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ستجد الاستقرار: إن صمّمت على الإتيان بالبرنامج اليومي للصائمين الذي اقترحته عليك .. ستجد استقرارا عجيبا .. وكيف لا إن كان في سجلّ يومك مائة ركعة؟ وكيف لا والله ينصب وجهه لوجهك؟: "إن الله لينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة" صحيح الترغيب_552.
لكن ..
كيف تحرز مائة ركعة في اليوم الواحد؟
تعال واحسب معي، واعتبر هذا اقتراحا وليس إلزاما .. وحتى المائة اعتبرها كحد أدنى، ولا تحدد العدد الذي فوقها.
17 ركعة في الفريضة ..
12 ركعة رواتب مؤكدة (ركعتان قبل الفجر، أربع ركعات قبل الظهر، ركعتان بعد الظهر، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء)
10 رواتب غير مؤكدة (ركعتان بعد الظهر، أربع ركعات قبل العصر، ركعتان قبل المغرب، ركعتان قبل العشاء)
8 ركعات ضحى (ركعتان عند الإشراق، وهما تساويان أجر حجة وعمرة، ركعتان قبل الظهر بساعة، وأربع ركعات بين الوقتين).
33 ركعة قيام ليل (إحدى عشرة ركعة مع الإمام وعشرون في تهجد آخر الليل) أو (عشرون مع الإمام، وإحدى عشرة ركعة في التهجد)
10 ركعات بعد المغرب .. قيل إن آية: {كَانُوا قلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ} الذاريات_17، نزلت في أقوام يصلّون بين المغرب والعشاء ..
10 ركعات بعد الظهر (تنفل مطلق مثنى مثنى).
2 - احتراف العبادة .. ((الاعتكاف: عقد احتراف))
اعتكف وتفنن في العبادة: «المسألة: أن ترفع يديك حذو منكبيك، والاستغفار: أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال: أن تمد يديك جميعا»
فإن كنت تدعو باستغفار واعتذار .. فمد أصبعك كما يعتذر التلميذ .. وإن كنت تدعو بأدعية تحفظها، فاجعل يديك حذو منكبيك، وإن كنت تُلْهَم الدعاء إلهاما، ولا تدري ماذا ستقول قبل أن ترفع يديك، فمدّهما مدا .. هز أبواب السماء هزا، واذكرني معك ..
وهكذا في كل العبادات .. ستجعل التسبيح في أوقات كراهة التنفل .. ستجعل الأرحام بالهاتف: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} .. ستجعل الصدقات في أوقات قبول الدعاء: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} (الصدقة) {يَرْفعُهُ} (يرفع الدعاء).
فاعتكف .. وتفنن، واحترف العبادة.
3 - الأمان من الخلق .. ادخل ذلك الكنف، واستشعر دفء المعاملة .. فالله وحده هو الذي يعاملك لأجلك، وكل ما عداه يعاملك لأجل نفسه ..
كل الذين يعيقونك عن الوصول .. كل الكائدين .. كل المثبّطين .. سيقر الله عينيك بتضليل كيدهم .. أبشر .. بل تيقن: {ألَمْ ترَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصْحَابِ الْفِيلِ (*) ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ .. } الفيل
أما وجدوا أكبر من الأفيال ليركبوها؟!
وما النتيجة؟؟
{ .. فجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ .. }!
{ .. مَأكُولٍ}!!
إذا اعتكفت فإنك لا تدخل جدران المسجد .. فليست التي حولك أحجارًا و"خرسانة" .. أنت في كنف الله .. قد أحاطك بملائكة .. أظلّك بأجنحتهم .. قد لقنهم ما يدعونه لأجلك مما لا تبلغه مسألتك.
{وَاذكُر اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إليْهِ تَبْتِيلاً (*) رَبُّ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل_آيتان:8 - 9].
4 - نعيم المعتكف. التذوق: يقول ابن القيم رحمه الله في تهذيب مدارج السالكين: "الاعتكاف هو عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه ..
فلله همة نفس قطعت جميع الأكوان وسارت، فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة حتى قيل لها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]، فسبحان من فاوت بين الخلق في هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد مما بين المشرقين والمغربين، بل أبعد مما بين أسفل سافلين وأعلى عليين، وتلك مواهب العزيز الحكيم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21] ".
5 - شعار المعتكف: الخشوع .. اعتكف وأصرّ على طلب الخشوع إصرارا، ومن داوم الطرق فتِح له.
6 - مهنة المعتكف: اعتكف .. وانضم إلى معسكر تجريد النية.
اعتكف .. وأصلح عيوب قلبك، واسْعَ إلى لمّ شعثه بالإقبال على الله تبارك وتعالى بكليته، وحينها سيصبح انبعاث هذا القلب إلى جهة المقصود التماسا له أمرا ميسورا بإذن الله.
أهداف الاعتكاف:
1 - اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. فهو القائل: "إني اعتكفت العشر الأول؛ ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" [متفق عليه]
2 - تحري ليلة القدر لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "إني اعتكفت .. ألتمس هذه الليلة"
3 - التوبة النصوح.
4 - الخلوة بالله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنس العبد بالله، وتفكّره في آلائه عز وجل.
5 - تعوّد العبادة بصورتها الكلية؛ من صلاة ودعاء وذكر وقرآن وقيام .. بالانقطاع التام لها.
6 - تزكية النفس، وإصلاح القلب، و تحقيق الاطمئنان النفسي.
7 - الإقلاع عن كثير من العادات الضارة، وحفظ اللسان والجوارح عما لا ينفع.
8 - حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها.
9 - تكوين أكبر رصيد من الحسنات.
10 - الصبر على مجانبة الترف، والتقلل من الدنيا، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها.
11 - ...
فاعتكف .. ووقّع عقد احتراف في العبادة. واجعل لسان حالك يردد: "ما أريد بالخلوة بدلا، ولن يسبقني إليك يا ربي أحد".
اعتكف .. ونلْ أجر من أحيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الغفلة عنها. قال الإمام الزهري: "عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل".
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول عن موقع الشيخ محمد حسين يعقوب. ( http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=366&cat_id=20)
حاولوا طبع المادة وتوزيعها إلى الأقارب والأحباب والجيران .. وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:05 ص]ـ
[ B] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة حلول العشر الأواخر ...
فهذا برنامج تفضل به أستاذنا الشيخ/ محمد حسين يعقوب فى كتابه (أسرار المحبين فى رمضان) ..
جزاه الله كل خير وأثابه وجعل ذلك فى ميزان حسناته وكذا من نشره ابتغاء مرضاة الله
أسأل الله النفع والفائدة للجميع
=============
والآن مع البرنامج
==============
(1) الدخول إلى المعتكف مغربَ يوم 20 رمضان؛ فليلة الحادي والعشرين هي أول ليلة من ليالي العشر.
(2) لا تنس نية الاعتكاف، والأجر على قدر النية «إِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، والنية تجري مجرى الفتوح من الله تعالى، فعلى قدر إخلاصك يفتح الله عليك بالنيات، مثلاً:
* اتّباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم طلبًا لمحبة الله ورسوله.
* التماس ليلة القدر.
* جمع شمل القلب.
* التخلي عن هموم الدنيا ومشاغلها.
* مصاحبة الصالحين والتأسي بهم.
* عمارة المسجد.
* التبتل.
* التخلُّص من العادات وتحقيق معنى العبودية.
هذه أمثلة والفتح يأتي من الله.
(3) أول اعتكافك الإفطار، وتعوَّد منذ يومك الأول تركَ العادات الملازِمة والطقوس التي تصاحب الإفطار، تعوَّد البساطة واجتنب التكلف، تمرات وماء وقد أفطرت.
(4) تعلم في هذا المعتكف ألا تضيع وقتك، فتمرات وكوب من الماء لا تستغرق لحظات، كن يقظًا.
(5) ثم اجلس مكانك في الصف الأول خلف الإمام؛ استعدادًا لصلاة المغرب مع استحضار النيات في المسارعة والمسابقة إلى الصف الأول.
(6) ابدأ المسابقة والمسارعة في المسجد لكل أعمال الخير، وإن استطعت ألا يسبقك أحدٌ إلى الله فافعل.
(7) أحضِرْ قلبك وكلَّ جوارحك ومشاعرك، واحتفظ بكل حضورك العقلي والذهني في صلاة المغرب، هذه أول صلاة في الاعتكاف، وسلِ الله بصدق: التوفيق والإعانة وألا تخرج من هذا المكان إلا وقد رضي ربك عنك رضًا لا سخط بعده، وأن يتوب عليك توبة صدق لا معصية بعدها، وأن يقبل عملك ويوفقك فيه ويرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يصرف عنك القواطع والصوارف، وأن يرزقك إتمام هذا العمل ولا يحرمك خيره .. ركز في هذه الأدعية وأمثالها، وابتهل إلى ربك وتضرع؛ فإنه لا يرد صادقًا سبحانه.
(8) لا تتعجل وتعلَّم وتعوَّد ذلك، ألا تتعجل الانصراف بعد الصلاة؛ فإنك لن تخرج من المسجد، احتفظ بحرارة الخشوع بعد الصلاة أطولَ فترة ممكنة، أذكار الصلاة ثم الدعاء .. ثم انشغل بذكر الله حتى يأتي وقت الطعام وتُدعَى إليه.
(9) اضبط بطنك في هذا الاعتكاف؛ فإن أخسرَ وقتٍ تفقده هو الذي تقضيه في الحمَّام، فكُلْ ما تيسَّر ببساطة مما تم إعدادُه في المسجد، ولا تأمر ولا توصِ أن يأتيك الطعام من البيت أو من الخارج، «ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ».
تواضع وكل مما تيسر، وتعلم أن ما يسُدُّ الرَّمَق ويقيم الأَوَد يكفي، فلا تأنف أن تأكل كِسرةً من خبز، ولا تتأفف من تصرفات مَنْ حولك أثناء الطعام، أَلْزِم نفسَك الذلَّ لله، وترك التنعم في هذه الرحلة مع الله في الاعتكاف في بيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عباد الله ليسوا بالمتنعمين، وكان يكره كثيرًا من الإرفاه" (1).
(10) فترة الأكل لا تتجاوز خمس دقائق أو عشر دقائق على الأكثر، وقم فورًا، ادخل الحمَّام قبل الزحام، جدِّد نشاطك، توضأ، غيِّر ملابسك إن أمكن، خذ مكانك في الصف الأول، صل 6 ركعات بخشوع "صلاة الأوابين" إلى أذان العشاء.
(11) اعلم أن القادمين لصلاة العشاء يختلفون عن المعتكفين، فقلوبٌ مقيمةٌ في المسجد تختلف عن قلوبٍ أتت من الدنيا وهمومها؛ فاحذر المخالطة "اختبئ".
(12) صلاة العشاء والتراويح يجب أن تختلف عند المعتكف عما ذي قبل: حضور القلب .. استشعار اللذة .. حلاوة المناجاة .. لذة الأنس بالله .. صدق الدعاء .. أنت رجلٌ مقيمٌ في بيت الله، لا خروج .. لا اختلاط .. لا معاصي .. كن أفضل.
(13) احرص على كل الخيرات: ترديد الأذان، أو اجعل لك نصيبًا من الأذان، ثم ركعتي السنة فبين كل أذانين صلاةٌ، ثم الدعاء بين الأذان والإقامة والانشغال بالذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(14) إذا انقضت صلاة التراويح أسرع إلى خِبَائك في المعتكف، ودَعْك من السلام على الناس، وكثرة الكلام؛ فإن ذلك يقسي القلب، لابد أيها الحبيب من العزلة الشعورية الحقيقة وأن تجاهد نفسك لكي تَقبل ذلك وتحب ذلك وترضى بذلك.
أسرع إلى خِبائك، ارقد وانشغل بالذكر، وسرعان ما ستنام هذه الساعة، وهي مهمة طبعًا لجسدك في أول الليل، ففيها إعانة على النشاط في التهجد.
(15) هي ساعة، ستون دقيقة تحديدًا إن بارك الله فيها ستكون كافيةً جدًا، استعن بالله، واسأل الله البركة في أوقاتك وأعمالك.
(16) استيقظ وانطلق بسرعة وبنشاط، جدِّد وضوءك، تطيَّب، جمِّل ملابسَك، استعدَّ ببعض الأذكار والأدعية للدخول في الصلاة: صلاة التهجد.
(17) تستمر صلاة التهجد إلى ما قبل الفجر بنصف ساعة، واجتهد في هذه الصلاة أكثر من غيرها، فإنه الثلث الأخير من الليل ساعة التنزل الإلهي، أكثر الدعاء واصدق في اللجوء إلى الله، وجدِّد التوبة، سلِ الله القبول.
(18) السّحور بمنتهى البساطة والسرعة لا يتجاوز 10 دقائق، ثم تجديد الوضوء حتى ولو كنت على وضوء، ثم التفرغ للاستغفار بالأسحار.
(19) سابق إلى مكانك في الصف الأول خلف الإمام، وانشغل بالاستغفار فقط: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات: 18)، حاذر: لا يتسامرون .. لا ينامون .. لا يغفلون ..
(20) صلاة الفجر مشهودة، {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: 78)، كن في أشد حالات الانتباه، وتدبر الآيات وركز في الدعاء.
(21) اجلس في مُصَلاك بعد الصلاة، ولا تلتفت بعد أذكار الصلاة .. أذكار الصباح المأثورة كلها لا تترك منها شيئًا.
(22) اقرأ الآن بعد الانتهاء من أذكار الصباح ثلاثة أجزاء، وهذه القراءة بنية تحصيل الأجر، أما تلاوة التدبر فلها وقتٌ آخر.
(23) صلاة الضحى ثمان ركعات بالتمام والكمال، احرص عليها وقد أديت شكر مفاصلك.
(24) آنَ أوان النوم والراحة، لك أربع ساعات بالتمام والكمال نوم، نَمْ نومًا هنيئًا، ورؤى سعيدة. لا تنس قول معاذ: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، فاحْتسب تلك الساعات، وأشهِد الله من قلبك أنك لو استطعت ما نمت؛ ولكن هذه النومة لا للغفلة ولكن للتقوِّي على الاستمرار.
(25) استيقظ قبل الظهر بفترة كافية لاستعادة النشاط وتجديد الوضوء، وربع ساعة قبل الأذان في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبتركيز شديد.
(26) ردد الأذان، وصلِّ قبل الفريضة أربعًا واستغل باقي الوقت في الدعاء.
(27) صلِّ الفريضة بحضور قلب؛ فللصلاة السرية أسرار في الأنس بالله أكثر من الجهرية.
(28) صلِّ بعد الفريضة أربع ركعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى قبل الظهر أربعًا وبعد الظهر أربعًا حرَّم الله لحمه على النار" (2).
(29) تلاوة قرآن، أربعة أجزاء إلى ما قبل أذان العصر بربع ساعة.
(30) ربع ساعة قبل الأذان في قول: الكلمتان الحبيبتان "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" تحببًا وطلبًا لمحبة الله.
(31) صلِّ قبل الفريضة أربعًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا» (3).
(32) اقرأ بعد صلاة العصر ثلاثة أجزاء، وقد تمت لك الآن عشرة أجزاء قراءةً.
(33) قبل المغرب بنصف ساعة أذكار المساء بتركيز ودعاء.
(34) الوقت قبل أذان المغرب في غاية الأهمية، استحضر الدعوة المستجابة للصائم، وأنت في نهاية اليوم وفي غاية التعب من كثرة العمل لله، انكسر وذِلَّ واطلب الأجر، واحتسب التعب، واسأل الله بتضرع أن يقبل منك عملك، ولا تنس الدعاء بظهر الغيب لأهلك وللمسلمين، ولن أعدِمَ منك دعوةً لي بظهر الغيب.
((وكذا يرجو من اعتنى بكتابة هذا البرنامج، نسأل الله أن يتقبله وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به سائر المسلمين))
----------------------------------------
(1) أخرجه أحمد (5/ 243)، وحسَّنه الألباني في "السلسة الصحيحة" (353).
(2) أخرجه أحمد (2/ 117)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع" (3493).
(3) قلتُ (من اعتنى بكتابة هذا البرنامج): الحديث حسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (588)، وقال: رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
ومن أراد أن يحمل هذ االبرنامج على هيئة ملف Word فليحمله من هنا ( http://saaid.net/mktarat/ramadan/293.doc)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:11 ص]ـ
جزيت خيرا.
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:51 م]ـ
بوركتم أخواتى الكريمات وبارك الله فيكما.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم
وإليكم البرنامج الذى ذكرتموه على شكل مطوية (هدية من الشيخ يعقوب):-
http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=361&cat_id=24
والمرجو ممن استطاع إلى النشر والتوزيع سبيلا ألا يبخل على إخوانه، والدال على الخير له مثل أجر فاعله.
ولى إليكم إقتراح لعلكم تأخذونه بجدية كما عهدنا منكم دوما أهل الفصيح:_
ما رأيكم تقوموا بعمل تنافس فى هذه العشر الآواخر فى ختمات القرآن وتكون مستويات للمجتهدين مثلا ثلاث ختمات فى هذه العشر وختمتين وكذا وتكون الجوائز مثلا كتب قيمة ترفعونها للفائزين ودعوة بظهر الغيب موحدة مننا للفائزين.
وبارك الله فيكم(/)
زكاة الفطر
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 06:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فهذه نبذة في زكاة الفطر، أسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بها، وأن يتقبل منهم زكاتهم، وسائر أعمالهم.
معنى زكاة الفطر
أي: الزكاة التي سببها الفطر من رمضان. وتسمى أيضاً: صدقة الفطر، وبكلا الإسمين وردت النصوص.
وسميت صدقة الفطر بذلك لأنها عطية عند الفطر يراد بها المثوبة من الله، فإعطاؤها لمستحقها في وقتها عن طيب نفس، يظهر صدق الرغبة في تلك المثوبة، وسميت زكاة لما في بذلها - خالصة لله - من تزكية النفس، وتطهيرها من أدرانها وتنميتها للعمل وجبرها لنقصه.
وإضافتها إلى الفطر من إضافة الشيء إلى سببه، فإن سبب وجوبها الفطر من رمضان - بعد إكمال
عدة الشهر برؤية هلاله - فأضيفت له لوجوبها به.
تاريخ تشريعها والدليل عليه:
وكانت فرضيتها في السنة الثانية من الهجرة - أي مع رمضان - وقد دلّ على مشروعيتها عموم
القرآن، وصريح السنة الصحيحة، وإجماع المسلمين، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} [الأعلى:14] أي: فاز كل الفوز، وظفر كل الظفر من زكى نفسه بالصدقة، فنماها وطهرها.
وقد كان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - يأمر بزكاة الفطر ويتلو هذه الآية.
وقال عكرمة - رحمه الله - في الآية: "هو الرجل يقدم زكاته بين يدي" يعني قبل صلاته: "أي: العيد".
وهكذا قال غير واحد من السلف - رحمهم الله تعالى - في الآية هي زكاة الفطر.
وروي ذلك مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن خزيمة وغيره.
وقال مالك - رحمه الله - هي يعني: زكاة الفطر داخلة في عموم قوله تعالى: {وَآتُواْ الزَّكَاةَ} وثبت في الصحيحين وغيرهما من غير وجه: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر».وأجمع عليها المسلمون قديماً وحديثاً، وكان أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها.
حكمها:
حكى ابن المنذر - رحمه الله - وغيره بالإجماع على وجوبها. وقال إسحاق رحمه الله: "هو كالإجماع".
قلت: تكفي في الدلالة على وجوبها - مع القدرة في وقتها - تعبير الصحابة رضي الله عنهم بالفرض، كما صرح بذلك ابن عمر وابن عباس.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر". الحديث، وبنحوه عبر غيره رضي الله عنهم.
حكمة تشريعها
شرعت زكاة الفطر تطهيراً للنفس من أدرانها، من الشح وغيره من الأخلاق الرديئة، وتطهيراً للصيام ما
قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، وتكميلاً للأجر وتنمية للعمل الصالح، ومواساة
للفقراء والمساكين، وإغناء لهم من ذل الحاجة والسؤال يوم العيد.
فعن ابن عباس مرفوعاً: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو واللعب، وطُعمة للمساكين» [رواه أبو داود والحاكم وغيرهما].
وفيها: إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وما يسر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه.
وفيها: إشاعة المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم.
على من تجب الفطرة
زكاة الفطر زكاة بدن تجب على كل مسلم ذكراً كان أو أنثى، حراً كان أو عبداً، وسواء كان من أهل
المدن أو القرى، أو البوادي، بإجماع من يعتد بقوله من المسلمين ولذا كان بعض السلف يخرجها عن
الحمل.
قلت: وليست واجبة عن الحمل لكن لعل هذا من شكر نعمة الله بخلقه والرغبة إلى من وهبه أن يصلحه.
ومن أدلة وجوبها:
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة» [متفق عليه].
ونحو هذا الحديث، مما فيه التصريح بالفرض والأمر، وإنما تجب على الغني - وليس المقصود بالغني في هذا الباب الغني في باب زكاة الأموال - بل المقصود به زكاة الفطر من فضل عنده صاع أو أكثر يوم العيد وليلته من قوته وقوت عياله، ومن تجب عليه نفقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير المكلفين كالأيتام، والمجانين، ونحوهم، يخرجها راعيهم من مالهم من له عليه ولاية شرعية. فإن لم يكن لهم مال فإنه يخرجها عنهم من ماله من تجب عليه نفقتهم، لعموم ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أدوا الفطر عمن تمونون».
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 06:09 ص]ـ
أنواع الأطعمة التي تخرج منها زكاة الفطر
ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " كنا نعطيها - يعني صدقة الفطر - في زمان النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من الزبيب ". [متفق عليه].
وفي رواية عنه في الصحيح، قال: " وكان طعامنا الشعير والزبيب والإقط والتمر ".
فالأفضل الاقتصار على هذه الأصناف المذكورة في الحديث ما دامت موجوده، ويوجد من يقبلها ليقتات بها فيخرج أطيبها وأنفعها للفقراء، لما في البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يعطي التمر، وفي الموطأ عن نافع: "كان ابن عمر لا يخرج إلا التمر في زكاة الفطر إلا مرة واحد فإنه أخرج شعيراً أعوز أهل المدينة من التمر - يعني: لم يوجد في المدينة - فأعطى شعيراً ".
وفي هذا تنبيه على أنه ينبغي أن يخرج لهم أطيب هذه الأصناف وأنفعها لهم، ومذهب مالك والشافعي وأحمد والجمهور أن البر أفضل ثم التمر. قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]. فإخراجها من أحد هذه الأصناف إذا أوجد من يقبله ليقتات به أفضل لأن فيه موافقة للسنة، واحتياطاً للدين. فإن لم توجد فبقية أقوات البلد سواها.
وذهب بعض أهل العلم - وهو قول مالك والشافعي وأحمد وغيرهم - إلى أنه يجزئ كل حب وثمر يقتات ولو لم تعدم الخمسة المذكورة في الحديث، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية واحتج له بقوله تعالى: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} [المائدة:89].
وبقوله صلى الله عليه وسلم: «صاعاً من طعام» والطعام قد يكون براً أو شعيراً وقال: هو قول أكثر العلماء، وأصح الأقوال. فإن الأصل في الصدقات أنها تجب على وجه المواساة للفقراء.
قال ابن القيّم رحمه الله: "وهو الصواب الذي لا يقال بغيره، إذ المقصود سد خلة المساكين يوم العيد، ومواساتهم من جنس ما يقتات أهل بلدهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اغنوهم في هذا اليوم عن الطواف».
قلت: وهذا اجتهاد من هؤلاء الأئمة الأعلام - رحمهم الله تعالى - وإلا فلا شك أنه إذا وجد أحد الأصناف التي نص عليها صلى الله عليه سلم ووجد من يقبله رغبة فيه لأنه من قوته المعتاد أما إذا كان غير هذه الأصناف أحب الى الناس وأيسر لهم فهو أولى لما يتحقق به من المواساة والإغناء فإن أخراج الفطرة منه هو المتعين، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
«البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك» [رواه الإمام أحمد والدارمي بإسناد حسن].
وقد قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: " أما أنا فلا أزال أخرجه كما أكنت أخرجه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: صاعاً من طعام لا نصف صاع ".
المقدار الواجب في الفطرة
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «فرض زكاة الفطر صاعاً» والمراد به:
صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أربعة أمداد. والمد: ملء كفيّ الرجل المتوسط اليدين من البرّ الجيد ونحوه من الحب وهو كيلوان ونصف على وجه التقريب، وما زاد على القدر ينويه من الصدقة العامة، وقد قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [الزلزلة:7]
وقت إخراج الزكاة
لإخراج زكاة الفطر وقتان:
الأول: وقت فضيلة ويبدأ من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد وأفضله ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، لما ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر» الحديث. وفيه قال: «وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة». وتقدم تفسير بعض السلف لقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:14] أنّه الرجل يقدم زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: وقت أجزاء: وهو قبل يوم العيد بيوم أو يومين لما في صحيح البخاري - رحمه الله - قال: "وكانوا - يعني الصحابة - يعطون - أي المساكين - قبل الفطر بيوم أو يومين". فكان إجماعاً منهم. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات» [رواه أبو داود وغيره].
قال ابن القيم - رحمه الله: "مقتضاه أنه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد".
قلت: يعني من غير عذر وأنّها تفوت بالفراغ من الصلاة.
وقال شيخ الإسلام: "إن أخرها بعد صلاة العيد فهي قضاء، ولا تسقط بخروج الوقت".
وقال غيره: "اتفق الفقهاء على أنها لا تسقط عمن وجبت عليه بتأخيرها، وهي دين عليه حتى يؤديها، وأن تأخيرها عن يوم العيد حرام ويقضيها آثماً إجماعاً إذا أخرها عمداً".
لمن تعطى صدقة الفطر
في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين» ففي هذا الحديث أنها تصرف للمساكين دون غيرهم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يجوز دفعها إلا لمن يستحق الكفارة، وهم الآخذون لحاجة أنفسهم".
ويجوز أن يعطي الجماعة أو أهل البيت زكاتهم لمسكين واحد وأن تقسم صدقة الواحد على أكثر من مسكين للحاجة الشديدة، ولكن ينبغي أن تسلم لنفس المسكين أو لوكيله المفوض في استلامها من قبله.
إخراج قيمة زكاة الفطر
لا يجوز إخراج قيمة زكاة الفطر "بدلاً عنها" لنص النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع الأطعمة مع وجود قيمتها، فلو كانت القيمة مجزئة لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. وكذلك فإنه لا يعلم أن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخرج زكاة الفطر نقوداً - مع إمكان ذلك في زمانهم - وهم أعرف بسنته وأحرص على اتباع طريقته، وأيضاً فإن إخراج القيمة يفضي إلى خفاء هذه الشعيرة العظيمة، وجهل الناس بأحكامها، واستهانتهم بها.
قال الإمام أحمد: " لا يعطي القيمة. قيل له: قوم يقولون: عمر بن عبدالعزيز كان يأخذ القيمة؟ قال: يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: قال فلان ". وقد قال ابن عمر: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر».
قلت: فإخراج القيمة بدلاً من الطعام لا يجوز لأنه مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وعمل أصحابه من بعده - وإن قال به بعض أهل العلم - فالعبرة بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بما يخالف هديه من آراء الرجال. قال ابن عباس رضي الله عنهما: " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر!! ".
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 06:12 ص]ـ
نقل زكاة الفطر من بلد الشخص إلى بلد آخر
الأصل أن الشخص يدفع زكاة فطره لفقراء البلد الذي وجبت عليه الزكاة وهو فيه - وهي إنما تجب بغروب الشمس ليلة العيد - ونقلها إلى بلد آخر يفضي إلى تأخير تسليمها في وقتها المشروع. وربما أفضى إلى إخراج القيمة وإلى إخفاء تلك الشعيرة، وجهل الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه الراشدين ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم فيما أعلم أنهم نقلوها من المدينة إلى غيرها. وبناء عليه فنقلها في هذا الزمان من مجتمع إلى آخر والذي يدعو إليه بعض الناس ويغرب فيه معدود من الأعمال المحدثة التي يجب الحذر منها وتنبيه الناس على ما فيه من المخالفة والله المستعان.
أما كون الإنسان يوكل أهله أن يخرجوا الزكاة في بلدهم وهو في بلد آخر فليس من هذا الباب، فإن الكلام في نقل زكوات بعض أهل البلد إلى بلد آخر، فإنه هو الذي قد يترتب عليه المحاذير السابقة، ولهذا نبهت عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عبدالله بن صالح القصير
دار ابن خزيمة
(موقع كلمات)
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:24 ص]ـ
بارك الله فيك أم حذيفة
على اللفتة القيمة
آن وقتها ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أم حذيفة
وبارك الله فيك على التذكير
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والصدقات
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:58 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكِ أم حذيفة وجزيتِ خيراً على التذكرة "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 03:43 ص]ـ
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً لحاجة الفقير لها أكثر من الطعام؟
السلام عليكم
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً لحاجة الفقير لها أكثر من الطعام
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا يجوز العدول عما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم مع كمال رأفته عليه الصلاة والسلام بأمته وشدّة حرصه عليهم ومُدافعته لما يشق عليهم.
قال سبحانه وتعالى في وصفه عليه الصلاة والسلام: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
ومعلوم أن الدنانير والدراهم كانت موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يتعامل بها عليه الصلاة والسلام، ولو كان إخراجها في صدقة الفطر من رمضان جائز لأمر بها أو لأذن بها أن تُخرج من المال.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على الحكمة من مشروعية زكاة الفطر من رمضان فقال عنها: طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين. رواه أبو داود.
وليست مثل زكاة المال من حيث من تُدفع لهم، ومن حيث قيمتها وكميتها. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه. كما قالت عائشة رضي الله عنها. والحديث مُخرّج في الصحيحين.
وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام النص على فرضية زكاة الفطر صاعا من الطعام. قال ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. رواه البخاري ومسلم.
فلا يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً. وهذا هو رأي جمهور العلماء.
والله تعالى أعلى وأعلم.
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد(/)
أوضاع المسلمين في رمضان
ـ[رقية القلب]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
www.midad.me
أوضاع المسلمين في رمضان
http://www.midad.me/indexImages/ra_world_wehebi.jpg
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
مع الشيخ صالح بن سليمان الوهيبي
الإسلام دين عالمي لا بعرف الحدود الجغرافية، و لكن هناك بعض المشكلات التي تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها عدم رفع الآذان من المساجد، كما أن هناك مشكلة اللغة والتي تعوق تعلم المسلمين الجدد و غيرها من المشاكل كالفقر و الجهل و غيرها.
استمع لهذه المحاضرة القيمة من خلال زيارة العنوان التالي:
http://www.midad.me/sounds/view/sub/48399
www.midad.me
ـ[فتون]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 02:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:40 ص]ـ
بارك الله فيك(/)
عضو جديد
ـ[خالد محمد دردس]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 08:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام على من أحب العربية أنا عضو جديد كيف حال الجميع
ـ[رحمة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:50 م]ـ
أهلاً و مرحباً بك أخي الكريم
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 09:57 م]ـ
حياك الله يا خالد و مرحبا بك
حللت أهلا و نزلت سهلا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:59 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا ومرحبا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 09:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
حيّاك الله وبيّاك، وجُعلت الجنة مثوانا ومثواك
أهلا بك وسهلا
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 09:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً وسهلاً بك أخي خالد في رحاب الفصيح ,, مرحباً بك بيننا.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 12:55 ص]ـ
سعداء بك، نرجو لك إقامة طيبة.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:55 ص]ـ
حللت أهلا ونزلت سهلا يا أستاذ خالد
الفصيح يزدان بأمثالكم.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 02:15 م]ـ
خالد محمد دردس أهلا بك، ونرجو لك طيب الإقامة والفائدة.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:46 م]ـ
أهلا بك أخانا خالد
وأهلا بكل أهل الأردن الأحبة
بارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت(/)
أداة تراثية يحتار لها العقل؟!
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:06 م]ـ
من الأدوات التراثية أداة كروية تصنع من الحديد الصلب تربط بسلسة طويلة وتوضع على رف على أبواب القصور والقلاع, حتى إذا ما أراد أحدهم اقتحام القصر أو القلعة واقترب من الباب أُُسقِطت عليه هذه الأداة الثقيلة جدا فتسوي به الأرض .....
السؤال:هذه الاداة تسمى 1ـ شلفة
2 ـ ميضفة
3 ـ مرجام
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 11:18 م]ـ
بأنتظار الردود
ـ[اشواك ناعمه]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 11:27 م]ـ
....
الجواب الصحيح هو (المرجام)
لان (الميضفه) عباره عن اداة مصنوعه من الحبال يوضع بها حجر ويقذف بواسطتها وتصدر صوتا قويا والهدف منها حماية عذقة الحب من الطيور
وال (الشلفه) رمح تقريبا ولكن الرمح برأس واحده والشلفه بخمسة رؤوس وكل رأس يتفرع الى شفرتين او ثلاث شفرات
وهناك شلفا اخرى هي عباره عن سيف ولكن بحجم اصغر وهي تكون اكبر من الخنجر فتكون بالحجم بين الخنجر والسيف ..
تحياتي للجميع ....(/)
ألغاز في العربية
ـ[أمل الحياة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:10 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الغاز للأذكياء فقط
الفكرة انا نزل لغز
ولي يجاوب على اللغز ينزل لغز ثاني وهكذا
ماهي اكثر الكلمات العربيه مرونه ... ؟
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 08:35 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ماهي أكثر الكلمات العربيه مرونه ... ؟
وعليكم السلام والرحمات ..
لم أفهم السؤال .. ؟؟(/)
من عقبات تحقيق النجاح
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:36 م]ـ
إنّ من عقبات تحقيق النجاح أن تربطه بهدف واحد. كالشهادة
الدراسية, أوالنسب، أوالمال، أوالزواج ... الخ؛ وتزداد تلك العقبة صلابة ومنعًا لك
من الوصول إلى الهدف عندما تكثر من تحديث نفسك عن هذه العقبة؛ فإنّ الأمر
يتحول في النهاية من احتمال إلى أصا لة؛فتتأصل في النفس فتكون كالقيد
المبرم على القدمين.بل يصبح قيدًا مبرمًا على التفكير والإرادة. فكلما هم الإنسان
بأمر سابقته نفسه الأمّارة بالسوء إلى التخذيل والتثبيط. من هنا يجب على من
يسعى إلى النجاح ألايجعله منوطًا بسبب واحد.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 11:31 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
موضوع بالفعل قيم ... جزاك الله خيرا ....(/)
هناك من يدس السم في العسل ..
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا بينكم أحببت بل عشقت (أبجدهوز) عشقت كل حرف منها
وكل كلمة يمكن أن تركب منها عشقت ترانيم جرسها
كيف لا وهي رُفعت بالقرآن وارتقت لتكون بمنأى عن الضياع
وعن تفرع اللغات الأم إلى فروع صغيرة لهجات تركب ظهر أمها
تنهشها حتى تأتي عليها كلها وتخفي رفاتها في توابيت التاريخ
المقفلة بإحكام.
قد تجدون في ما سطرته أناملي أخطاء إملائية ونحوية ما يدفعكم إلى البكاء
فأنا طالبة لغة عربية مازلت في المهد ومنكم أستفيد
وآمل أن أصل إلى ما وصلتم إليه من العلم بتفاصيل ودقائق العربية
هنا يبيت عقلي وفؤادي المغرق بحب العربية بأمان
هنا بيتي الذي تصبو إليه نفسي في أي مكان أو زمان
وقد لاحظت مؤخراً غراباً أسودً يتوسد نافذتي ها هنا وينعق ليل نهار
أقض مضجعي و ربما مضجع الفصيح أيضاً
لغتنا هدف كل حاقد وحاسد فبضياع اللغة تضعف الأمة وتنهار
وهؤلاء الحساد الحاقدين يتحينون بها الفرص ويفتشون عن الثغرات
وقد يدسون السم في العسل فيقدمونه لنا على طبق من ذهب
لذلك دعونا نشن حملة تبدأ من الفصيح وتبدأ به
حملة التوثيق توثيق المعلومات قدر المستطاع
فلابد من توثيق معلوماتنا التي ندلي بها هنا قدر المستطاع فنشير
للكتاب والصفحة والمؤلف ونحو ذلك
وفي التوثيق رد شافي كافي لمن يشكك في ما لدينا من علم
وكذلك لتطمئن قلوبنا إلى ما يقدمه الفصيح من علم وفير في جميع
فروع علوم اللغة العربية
ـ[رحمة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 12:48 ص]ـ
أحببت فيكِ عشقك للغه القرآن كيف لا و هي جديده بهذا الحب
مرحباً بكِ أختي معنا في منتدانا الغالي
و لنرى رأي الأساتذه في حمله التوثيق و أنا معكِ ان شاء الله
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:06 ص]ـ
أحببت فيكِ عشقك للغه القرآن كيف لا و هي جديده بهذا الحب
مرحباً بكِ أختي معنا في منتدانا الغالي
و لنرى رأي الأساتذه في حمله التوثيق و أنا معكِ ان شاء الله
بارك الله فيك وجمعني بك في الفردوس الأعلى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 01:32 ص]ـ
أشكرك أختي عائشة الغامدية
على هذا الطرح
وهو مرض تعاني منه المنتديات كافة
ودعوتك هذه سبقتها دعوات من الفصيح
أرجو من الإخوة توثيق معلوماتهم
ما استطاعوا
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 09:34 م]ـ
يبدو أنني حلقت خارج السرب
عموما حملة التوثيق أنا أؤيدها
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخية
مطلب جميل
أحسنت
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 11:38 م]ـ
لم يبق لنا شيء يشعرنا بعروبتنا إلا اللغة ... مزقتنا اليهود , وقسمتنا الحدود , فإن هي ذهبت ذهبنا إلى غير رجعة.
ثم لا تبتئسي - أختاه - بالمهد الذي تنتمين إليه , فيا له من مهدٍ على ما يبدو معلقٌ بحبال مفتولة مشدودة متينة كأنها نجوم ليلِ امرئ القيس!
ولا تبتئسي بالسم المدسوس فإن العسل الحقيقي سيلفظه إلى الهاوية.
بوركت , وزادك الله حبًا.
ـ[نرفانا]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 12:01 ص]ـ
المُصيبة أُخيتي ..
أنا بدأنا بالتفاخر بتعلُمنا للغة قوم في بعض كلماتنا ..
فا أصبحت كلماتهم بيننا بدون جواز للمرور ..
وأعظم من ذلك ..
أن بدأت دولنا بالتفاخر بإنشاء جامعات لغتها الرسمية ..
ليست اللغة العربية ..
نعم نريد العلم ونعم (من تعلم لغة قوم امن شرهم)
لكن هذا لا يعني أن ننسى لغتنا ..
أضيفي لذلك منذ متى والعلم متواجد على سطحنا ..
لما لا يتم تعربيه .. ؟؟
تعلمين أختى أن لي ثلاثة أعوام في الجامعة لم أدرس حرفا عربياً واحداً .. (إلا في مادة واحدة فقط).
وأجني الثمار بإخطاء نحوية وإملائية .. : (
لله نشكو ..
دمتِ يا غيروه ..(/)
مشروع العمر ..... ساعة طاعة
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 06:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشروع العمر .. ساعة طاعة
الدنيا ساعة .... فاجعلها طاعة .... والنفس طامعة .... فالزمها القناعة ....
أهداف المشروع وفوائده
هذا المشروع يعتبر مقترحاً للعبادة والعمل كحد أدنى لكل مسلم وهو على
شكل فقرات محددة الوقت والثواب مثبوتة بالدليل الشرعى لعل النظر الى
الأجر يحفز على تحمل المشقة
ومن ذاق عرف ومن أدلج بلغ المنزل واعلموا أن سلعة الله غالية .. فهل من مشتري؟
فوائد المشروع
مغفرة الذنوب وقضاء الحوائج.
الأمان من الفقر فى الدنيا لك ولأولادك ولأسرتك.
الأمان من فتنة القبر وعذابه.
يجعل الله لك بيتاً في الجنة.
ينزل الله إليك ويستجيب لدعائك.
تغرس 100 نخلة لك فى الجنة.
تفريج الهم وزيادة فى الرزق ..
تتصدق على كل مفصل من مفاصل جسمك كل هذا فى
60 دقيقة.
هذا هو طريق الجنة فهل من مشمر؟؟
تفاصيل المشروع
قراءة سورة الواقعة كل يوم في 8 دقائق فقط ..
الفائدة: تؤمن تفسك ضد الفقر أنت وأولادك وأسرتك.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه
فاقة أبداً)
قراءة سورة الملك كل يوم في 5 دقائق ..
الفائدة: تنجى من عذاب القبر وتشفع للانسان حتى تدخله الجنة.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل
حتى غفر له وهى سورة الملك) ..
أداء 12 ركعة نافلة فى اليوم في 18 دقيقة.
الفائدة: اذا داومت على ذلك بنى الله لك بيتاً فى الجنة.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (من صلى فى اليوم والليلة اثنى عشر
ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً فى الجنة)
ويفضل أن تكون السنن المؤكدة
وهى
اثنان قبل الصبح أو الفجر وأربع قبل الظهر واثنان بعده واثنان بعد المغرب
واثنان
بعد العشاء ..
صلاة ركعتين فى جوف اليل في 10 دقائق ..
الفائدة: يستجاب دعاؤك ويغفر ذنبك وتقضى حاجتك.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا عز وجل كل ليلة الى
سماء الدنيا حين يبقى ثلث اليل الآخر فيقول من يدعونى فأستجب له من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له).
تقول: سبحان الله وبحمده 100 مرة في 3 دقائق ..
الفائدة: تغرس لنفسك فى الجنة 100 نخلة كل يوم أى 36500 نخلة
فى السنة
وحوالى مليون نخلة فى 25 سنة.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة فى الجنة)
تقول: أستغفر الله 100 مرة في 3 دقائق فقط ..
الفائدة: يفرج الله همك ويوسع رزقك
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)
تصلى الضحى ركعتين في 5 دقائق ..
الفائدة: تؤدى صدقة على كل عظمة من عظامك وهو ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم.
الدليل: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل
تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرةصدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى
عن المنكر صدقة ويجزىء عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رواه مسلم.
إنها بالفعل ساعة مليئة بالحسنات والخيرات والأجر العظيم في الدنيا
والآخرة
فيجب المواظبة عليها واليوم 24 ساعة منها ساعة واحدة فقط لله
سبحانه
وتعالى فيا إخواني الشباب لا تهملوا هذة الساعة فهي كنز بالنسبة لنا
قبل الانتقال للدار الآخرة ..(/)
منسك العمرة
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:48 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:
هذا تلخيص يسير لمنسك العمرة وفقني الله، عز وجل، إلى إعداده، لعل الله، ييسر لي ولإخواني العمرة قريبا، ولعل من يريد العمرة في هذه الأيام الطيبيات ينتفع به إن شاء الله:
أعمال العمرة:
أولا: من المنزل:
الاغتسال لحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: (أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجَرَّدَ لِإِهْلَالِهِ وَاغْتَسَلَ)، ويأخذ المحرم من فضول الشعر: العانة والإبطين والشارب .......... إلخ حتى لا يضطر إلى الأخذ منها إذا تأذى منها حال الإحرام.
ومن المنزل أو من المطار: يرتدي المعتمر: ملابس الإحرام، إن كان سيتوجه مباشرة إلى مكة وليس مجرد لبسها عقدا للإحرام لأن الإحرام ينعقد بالنية، وهو إلى الآن لم يعقد النية وإنما يلبس الإحرام، ويؤخر عقد النية إلى حين الوصول إلى الميقات، إذ في الطائرة يشير المختصون إلى محاذاة الميقات، وعندئذ يعقد المحرم النية ويجهر بالتلبية.
وإذا كان سيتوجه إلى المدينة أولا، فإنه لا يحرم من بلده، وإنما ميقاته ميقات أهل المدينة: "ذي الحليفة" أو: "أبيار علي".
ولا يضطبع، أي: لا يكشف كتفه اليمنى، إذ ذلك لا يكون إلا عند الطواف، كما يأتي إن شاء الله، فيكفيه هنا أن يلف أسفل بدنه بالإزار، وأعلاه بالرداء.
وحكم التلبية: واجبة على الراجح من أقوال أهل العلم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ وَالتَّلْبِيَةِ)، والأصل في الأمر الوجوب، ويستحب للرجال الجهر بها، أما النساء فتجهر بقدر إسماع من يجاورها فلا ترفع صوتها بها كالرجال.
وصيغ التلبية:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
وزاد ابن عمر رضي الله عنهما: "لبيك وسعديك، والخير بيديك والرغباء إليك والعمل".
وزاد أنس رضي الله عنه: "لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا".
وتنتهي التلبية عند رؤية البيت واستلام الحجر.
ويتجنب محظورات الإحرام من: حلق الرأس وقيس عليه بقية شعر الجسم على خلاف في ذلك والأولى اجتنابه، وتقليم الأظفار، وتغطية الرأس بملاصق كالطاقية، ولبس المخيط، ومس الطيب، وعقد النكاح أو الخطبة، والجماع، والمباشرة بشهوة، وصيد البر.
ويباح له إذا انكسر ظفره أن يزيله فهو مضطر، والضرر يزال، كما قرر أهل العلم، ولا فدية عليه، فهو ممنوع من أخذه ابتداء، فإذا تضرر بكسره فله إزالته بلا فدية، ويباح له تغطية وجهه، والأولى اجتناب ذلك لوقوع الخلاف فيه، واستعمال المظلة، إذ هي تغطية للرأس بغير ملاصق، وكذلك الشأن هنا، أيضا، فيستحب ألا يستظل ولو بغير ملاصق خروجا من الخلاف إن لم يتأذ بحر أو نحوه، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: اضح لمن أحرمت له أي: ابرز للشمس. (وهو عند البيهقي، رحمه الله، بإسناد صحيح موقوفا) , وقد حمله أهل العلم على الاستحباب إذ قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الاستتار بالثوب حال أداء النسك كما في حديث أم الحصين رضي الله عنها: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حجة الوداع، فرأيت أسامة وبلالاً، وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة. رواه مسلم
ويباح له، أيضا، قلع الضرس، ولبس الساعة، والنظارة الطبية أو الشمسية، والحزام الذي يحفظ فيه متعلقاته الشخصية، ويباح للمرأة لبس الحلي .............. إلخ.
فإذا وصل إلى البيت الحرام، قدم رجله اليمنى ودعا بدعاء دخول المسجد: (بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك). لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ فَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدأ بالطواف، إذ هو تحية المسجد للقادم أول مرة، وبعد ذلك يصلي ركعتين عند دخول المسجد كأي مسجد آخر.
ولا يؤخره إلا إذا صادف دخوله صلاة مكتوبة فتقدم على الطواف أو خشي خروج وقتها إن طاف أولا.
وكان ابن عباس، رضي الله عنهما، يرفع يديه إذا رأى البيت، وكان عمر، رضي الله عنه، يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام).
ويبدأ بالطواف متوضئا:
بأن يجعل البيت عن يساره، ويبدأ الطواف محاذيا الحجر الأسود، مستقبلا إياه بوجهه وجميع بدنه، مكبرا: (الله أكبر)، وأثر عن ابن عمر، رضي الله عنهما، التسمية مع التكبير فيقول: (بسم الله، الله أكبر)، ويكرر ذلك في كل شوط.
وينبغي أن يتنبه حامل الطفل الحاج أو المعتمر، فلا يحمله ووجهه إلى الكعبة بل يجعلها عن يساره أو يجعلها مما يلي ظهره، فيكون ظهره مقابلا لها كأن يحمله وهو نائم على كتفه، فينحرف به قليلا ليجعل الكعبة مقابلة لظهره على التفصيل السابق.
ويضطبع، بأن يكشف كتفه الأيمن، في طوافه كله.
ويرمل الرجال في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، (والرمل: هو الإسراع في المشي)، ويمشي بقية الأشواط مشيا عاديا بلا إسراع.
والركن التالي من البيت لركن الحجر الأسود هو: الركن اليماني، والدعاء المشروع بينهما: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
ويسن له استلام الحجر الأسود بيده وتقبيله بفمه بلا صوت، والسجود عليه بوجهه، فإن لم يستطع تقبيله لزحام استلمه بيده أو بشيء فيها وقبل يده أو ذلك الشيء، فإن لم يتيسر له: أشار إليه بيده ولا يقبلها، فإذا وصل إلى الركن اليماني استلمه فإن لم يتيسر له ذلك فلا يشير إليه بل يمضي في طوافه فليس له من الفضل ما للحجر الأسود.
ولا يضره التفريق اليسير لعذر كأن يحدث فيذهب ليتوضأ، فإنه يبني على الأشواط التي طافها كاملة فلو أحدث في الشوط الثالث مثلا، قطع وذهب إلى الوضوء، ثم بنى على الشوطين السابقين فلا يعتد بما قطعه من الشوط الثالث، فتلزمه خمسة أشواط.
وكذلك لو أقيمت الصلاة وهو يطوف فيبني على ما قطع على التفصيل المتقدم.
ولا يضره أيضا: التفريق الكثير لعذر كأن يصاب بإعياء شديد فيجلس ليستريح فيطول زمن استراحته حتى يسترد قوته مرة أخرى فإنه يبني، أيضا، على ما قطعه من أشواط كاملة.
فإذا انتهى من الطواف: صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له ذلك، ويقرأ أثناء توجهه إليه: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى"، فإن لم يتيسر ذلك فليصلهما في أي مكان ولو خارج المسجد، ويصليهما بعد أي طواف لو طاف مرة أخرى، وتسن قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الصمد في الركعة الثانية.
فإذا انتهى من ذلك سن له أن يذهب إلى زمزم فيشرب منها ثم يصب منها على رأسه.
ثم يرجع مرة أخرى إلى الحجر الأسود فيكبر ويستلمه على التفصيل السابق.
ثم يتوجه إلى الصفا وهو يقرأ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
ثم يسعى بين الصفا والمروة، ويجوز له تأخير السعي إذا احتاج إلى راحة، ويبدأ بالصفا مستوعبا المسعى، ولا يلزمه رقي الصفا والمروة في كل شوط بل يكفيه استيعاب المسعى بأن يلصق قدمه بالصفا إذا وافاها، وكذلك المروة، ويسعى بين الميلين سعيا شديدا، والسعي الشديد في هذا الموضع هو: الركض، تأسيا بهاجر، عليها السلام، وذلك إنما يكون للرجال فقط.
ولو نسيه في سعيه أو في بعضه فلا شيء عليه إذ هو سنة مستحبة.
فالسعي والمشي كلاهما جائز فيختار المكلف منهما ما يلائم حاله، فقد يكون قادرا على السعي ولكن يكون المشي أنسب له كأن يكون الزحام شديدا، أو يكون برفقة أم أو زوجة أو طفل صغير يشق عليه السعي فلا يقدر على مفارقتهم رعاية لضعفهم، فالأولى أن يمشي معهم ولا يسعى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يحل من إحرامه بالحلق أو التقصير، والحلق أفضل للرجال ويستوعب شعره كله بالحلق أو التقصير خروجا من الخلاف، وأما المرأة فتأخذ من ضفائرها قدر أنملة، ولذلك قد يقال بأن الأنسب للمرأة أن لا تكتفي بأخذ بضع شعرات من رأسها، كما هو مشاهد الآن بعد الانتهاء من السعي، فتنتظر إلى أن توافي محل إقامتها وتجمع شعرها كله وتأخذ منه قدر الأنملة ليصدق عليها بأنها عمت شعرها كله بالتقصير خروجا من الخلاف، كما تقدم، فتحل بذلك.
فإن تيسر لها ذلك بعد السعي مباشرة فلا إشكال وتكون قد حلت مباشرة دون أن تنتظر إلى حين رجوعها إلى محل إقامتها.
وفي نهاية الرحلة يطوف طواف الوداع ولا يجب عليه الإحرام بل يطوف بملابسه العادية.
ثم يتوجه إلى المدينة بنية شد الرحال إلى المسجد النبوي امتثالا لقوله صلى الله عليه وعلى آله سلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، فلا ينوي شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما يدخل نية الزيارة على النية الأولى إذا وصل إلى المسجد، فيصلي تحية المسجد، ثم يتوجه إلى قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيستقبل القبر، ويسلم ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم يسلم على أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ثم يسلم على عمر، رضي الله عنه، فإذا أراد الدعاء فليستقبل القبلة.
ويصلي في الروضة من السنن ما استطاع لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ". وأما الفرائض فيتحرى فيها الصفوف الأولى كبقية المساجد.
وتشرع الصلاة في مسجد قباء، فيتطهر في بيته، ثم يأتي مسجد قباء للصلاة فيه.
لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "صلاة في مسجد قباء كعمرة". رواه ابن ماجه والترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة". رواه أحمد وابن ماجه والنسائي.
قال ابن تيمية رحمه الله:
"وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْتِيَ مَسْجِدَ قباء وَيُصَلِّيَ فِيهِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ وَأَحْسَنَ الطُّهُورَ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قباء لَا يُرِيدُ إلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ}. رَوَاهُ أَحْمَد والنسائي وَابْنُ مَاجَهُ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ قباء كَعُمْرَةِ} قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ". اهـ
وقوله عليه الصلاة والسلام: "ومن توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل رقبة".
أي: كان ثوابه كثواب من أعتق رقبة. رواه الطبراني.
وورد أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يزور قباء يوم السبت ويركب له، وصارت تلك عادة أهل المدينة حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه، حتى يومنا هذا. وقد أثنى الله تعالى على أهل قباء بقوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
والله أعلى وأعلم.(/)
ما هو .. الألم .. ؟
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
الآلم ..
جرفت الأحزان والآلام حينما بدأت .. بكيت الفراق وارتشفت حرارة الآلام .. وكما تعلمون كنت في سن حساس جداً .. بدأت أطمح لقراءة كل شيء مما لا يهم الغير .. أحببت قراءة الروايات ولكن لم أحبها بقدر ما أحببت قراءة مايلم الغير .. قرأت الأحزان والآهات .. تأوهت الغبار وتجرعت مرارة الهموم .. عذراً ولكن لازلت صغيرة مالذي يروم ..
جسدت أمامي جميع الألواح .. رتبت الصغير عله يكبر مع الأزمان .. وجدت نفسي في زنزانة .. لماذا هذا يحدث؟؟ .. ماذا أرتكبت؟؟ .. .. ركبت سلم ملطخ بآثار بدت لي كئيبة .. ولكنني لم أعرها اهتمامي فكل شيء قد زال الآن .. ماذا بقى لي من العمر سوى أن تثقلني الأحزان .. تراكمت في نبضات قلبي شلالات ذكريات .. لماذا نلتقي بأناس رائعين ثم تغدو أمامنا الأسراب .. ترى ماذا ينتظرني على مر الأيام؟؟ .. حزن - ألم - فراق - مآساة تصارع أشلاء حروفي وتجبرها على النسيان .. .. لا لن أنسى .. سأوفي بوعودي حتماً
وفجأة قطرات وقطرات تحرق أشلاء الآلام .. لاحت نجمة .. نجمة!! في وسط السماء المتكبدة بالغيوم .. تساقطت بل هطلت الأمطار .. فتذكرت ديار طفلة تعيش حبيسة قلبي الدامي بالجراح .. نزفتُ المر .. وتذوقت كأس الألم فجأة .. وقتئذ أدركت أنني توشحت غبار الكئابة .. وغدوت أسيرة الآلام .. ..
بقلم: أسيرة الألم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 05:55 ص]ـ
فما هو الألم لديك؟؟
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:01 ص]ـ
فما هو الألم لديك؟؟
الألم أن تخيب ظن محسن الظن بك أو يخيب ظنك.
الألم أن تعرف الطريق ولا تستطيع أن تمشي عليها.
بوركت وليدة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:07 ص]ـ
الألم أن تخيب ظن محسن الظن بك أو يخيب ظنك.
الألم أن تعرف الطريق ولا تستطيع أن تمشي عليها.
بوركت وليدة.
بوركت أخي عامر:
وخذ هذه النصيحة
فالحياة لا تمشي على وتيرة واحدة
ولا تتوقع المثالية لكل من حولك
إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل .. فلديك الغد ..
لا تحزن على الأمس فهو لن يعود
ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل
واحلم بشمس مضيئه في غد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:20 ص]ـ
يبدو أن النجمة المذكورة ما هي إلا ضوء طائرة مروحية، لأن السماء كانت ملبدة بالغيوم الماطرة.:)
جواب السؤال: الألم شكوى وقتية لسبب زائل
دمت موفقة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:31 ص]ـ
يبدو أن النجمة المذكورة ما هي إلا ضوء طائرة مروحية، لأن السماء كانت ملبدة بالغيوم الماطرة.:)
جواب السؤال: الألم شكوى وقتية لسبب زائل
دمت موفقة
صدقت ..
لكن إن كان هذا السبب ملازم لك!!
لذلك أقول لك خذ هذه النصيحة:
كل إنسان يحمل في داخله كل متناقضات العالم من أمل ويأس وفرح وحزن وسعادة وشقاء
وأنا شاكرة لك بتواجدك هنا في صفحتي تحية لك.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:41 ص]ـ
فما هو الألم لديك؟؟
الألم هو ... (القلم) باللهجة المصرية
: p:D:D:D:D:p
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:43 ص]ـ
الألم هو ... (القلم) باللهجة المصرية
: p:d:d:d:d:p
شكرا لك.
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:09 ص]ـ
نعم أخيتي الحبيبة قد تحيط بنا الأحزان والآلام من كل جانب فهي حياتنا الدنيا التي جبلت على الكدر من منا يخلوا من معاناة وألم لامس نياط فؤاده؟
ولكن لماذا تلك النبرة اليائسة؟!
لماذا نلقي بأيدينا لنصبح رهائن للأسى وأسرى لأحزان؟!
أديبتنا الغالية تلك اللحظة التي أمسكتي فيها بالقلم وجعلتيه يسطر الألم هي لحظة ضعف قد تعتري أي انسان وأيقن يقين تام أنك سارعتي بتحطيم القيود الآسرة لقلبك النابض بالحياة
دامت حياتك مشرقة بلأمل والفأل الحسن فلتتعبدي الله به لأنه سر سعادة القلوب
تقبلي مروي وودي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:32 ص]ـ
سأوفي بوعودي حتماً
سأفي
أبو سارة:جواب السؤال: الألم شكوى وقتية لسبب زائل
صدقت
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
ومن أخلاق المؤمن الوفاء بالوعد والعهد
كما عهدنا نحن محمد الجبلي بالعلم والخلق الرفيع
شاكرة لك طيب المرور.
ـ[رحمة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 04:15 م]ـ
الألم
هو أن تحب أحدهم كثيراً و ينساك مع أول فراق
الألم
أن تحتاج لصديق في وقت ضيقك و نظر حولك تبحث و تبحث حتى تتعب و دون جدوى لا تجد الصديق
الألم
بالنسبه لي أن الصداقة قد عُدِمَت من الوجود
جزاكم الله خيراً أختي وليدة
موضوع أكثر من رائع كعادتك دائماً
دائماً ما تحركِ المشاعر الدفينه فينا
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:53 ص]ـ
نعم أخيتي الحبيبة قد تحيط بنا الأحزان والآلام من كل جانب فهي حياتنا الدنيا التي جبلت على الكدر من منا يخلوا من معاناة وألم لامس نياط فؤاده؟
ولكن لماذا تلك النبرة اليائسة؟!
لماذا نلقي بأيدينا لنصبح رهائن للأسى وأسرى لأحزان؟!
أديبتنا الغالية تلك اللحظة التي أمسكتي فيها بالقلم وجعلتيه يسطر الألم هي لحظة ضعف قد تعتري أي انسان وأيقن يقين تام أنك سارعتي بتحطيم القيود الآسرة لقلبك النابض بالحياة
دامت حياتك مشرقة بلأمل والفأل الحسن فلتتعبدي الله به لأنه سر سعادة القلوب
تقبلي مروي وودي
غاليتي: ضياء الأمل ..
الأمل موجود والألم كذلك ..
وها أنا أقول لك:
تذكرت كلمة لها نفس الحروف .. وطيات معانيها طباق أجوف .. كلمة مضادة للألم .. أرتسمت على ملامحي بهجة لم أدركها مسبقاً ..
إنها ......... الأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:00 ص]ـ
الألم
هو أن تحب أحدهم كثيراً و ينساك مع أول فراق
الألم
أن تحتاج لصديق في وقت ضيقك و نظر حولك تبحث و تبحث حتى تتعب و دون جدوى لا تجد الصديق
الألم
بالنسبه لي أن الصداقة قد عُدِمَت من الوجود
جزاكم الله خيراً أختي وليدة
موضوع أكثر من رائع كعادتك دائماً
دائماً ما تحركِ المشاعر الدفينه فينا
غاليتي الرحمه تحية طيبة لك ..
ولا أقولك سوى ما يقول الشاعر:
أيها البحر أجبني
أين مرسى الأمنيات
فالأماني في طريقي
سابحات ضائعات
وأنا الحزن رفيقي
ودروبي عقبات
هذه بعض شجوني
نبرات ثائرات
هاج منها دمع عيني
وجروحي هائجات
لا تتوقعي المثالية من البشر ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:00 ص]ـ
الألم:
صورة ثورة إثر تمرّد في الجسم والنفس (سياسي)
دليل وعلامة حمراء للتوقف عندها من سبب خفي أ و ظاهر ..
ـ[نرفانا]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:39 ص]ـ
الالم .. هو أن لا يكون هناك أمل .. !
بالعبيد .. وليس بربهم .. !!
دمتِ عطرة ..
ودام قلمك .. نقية غاليتي‘ ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:41 ص]ـ
الألم:
صورة ثورة إثر تمرّد في الجسم والنفس (سياسي)
دليل وعلامة حمراء للتوقف عندها من سبب خفي أ و ظاهر ..
تحليل دقيق يحمل في طياته الكثير ..
لذلك أقول لك قول شاعري:
ومع الأمواج احلم
والأماني عاصفات
ولطيم الموج يعلو
كصهيل العاديات
ومعي الحزن شراعاً
ورياحي العابرات
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:03 ص]ـ
لم أجد أروع من تعريف نازك الملائكة للألم:
1
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ
ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
ينبِضُ في قلبنا
**
فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
عن دَرْبنا مَرّهْ
يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ
2
مِن أينَ يأتينا الأَلمْ?
من أَينَ يأتينا?
آخَى رؤانا من قِدَمْ
ورَعى قوافينا
**
أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا
**
ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها? غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ
**
من أينَ يأتينا الألم?
من أين يأتينا?
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا
3
أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ?
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ? أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ? نُقْنعهُ بلعبةٍ? بأغنيهْ?
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ?
**
ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ?
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
**
يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ?
ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ?
**
هذا الصغيرُ ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ
**
يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ
تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ
وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ
إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ
4
كيف ننسىَ الألَمْ
كيف ننساهُ?
من يُضيءُ لنا
ليلَ ذكراهُ?
سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ
وسنقفو شُرودَ خُطَاه
وإذا نِمنا كان هيكلُهُ
هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ
**
وملامحُهُ هي أوّلَ ما
سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ
وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما
حملتنا المُنى والجراحْ
**
سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ
بين أشواقنا والقَمَرْ
بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ
بين أعيننا والنَّظَرْ
**
وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى
والأسَى في مآقينا
وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى
من ضلوع أغانينا
**
وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ
ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر
وسيهبِطُ واديَنَا النسيان
يا أسانا, مساءَ الخَيْرْ!
**
سوف ننسى الألم
سوف ننساهُ
إنّنا بالرضا
قد سقيناهُ
5
نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلهَا
وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاهَا
يا هَوانا يا ألَمْ
ومن الكَتّانِ والسِّمْسِمِ أحرقنا بخورَا
ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلْنَا سُطورَا
بابليَّاتِ النَّغَمْ
**
نحنُ شَيّدنا لكَ المعبَدَ جُدرانًا شَذيّهْ
ورَششنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النَّقيَّهْ
والدموع المُحرِقهْ
نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ
وأسانا وَهشيم القمح في ليلٍ طويلِ
بشفاهٍ مُطْبَقَهْ
**
نحنُ رتّلْنَا ونادَيْنا وقدّمْنا النذورْ:
بَلَحٌ من بابلِ السَّكْرَى وخُبْزٌ وخمورْ
وورودٌ فَرِحَهْ
ثمّ صلّينا لعينيك وقرّبنا ضحيّهْ
وجَمَعْنا قطَراتِ الأدمُعِ الحرّى السخيّهْ
وَصنَعْنا مَسْبَحَهْ
**
أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني
يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ, يا نبْعَ معانِ
يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ
يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه
نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ
من أغانينا الكئيبهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:08 ص]ـ
الالم .. هو أن لا يكون هناك أمل .. !
بالعبيد .. وليس بربهم .. !!
دمتِ عطرة ..
ودام قلمك .. نقية غاليتي‘ ..
نرفانا .... اسمك له معنى جميل كجمال روحك ..
زادت الصفحة إشراقا بوجودك المثمر بيننا ..
ولك أقول:
يا زهرةً .. تسرقُ من عبيرِها الأزهارْ
.. ..
تشعُّ في فضائِها ..
تغارُ من بهائِها الأشعارْ
ماذا أقولُ بعدُ ..
لستُ أدري ما أقولُ ..
رغمَ أنّي شاعرٌ .. أحارْ
أحارُ في سرِّكِ .. يا كنزاً من الأسرارْ
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:37 ص]ـ
أخي بحر الرمل ... بل مبحر العربية ..
أتيت بقصيدة لامست شغاف القلب بحروفها
فقد كتبتها نازك الملائكة
ونقشتها بيديها"
أملتها روحها
فسكبها قلبها
واحتوتها الرمال
لكن تلك القصيدة لم تمح من الروح .. ما دامت الروح
شاكرة لك جميل حرفك ولك أقول:
إنَّ الحياة َ مع الآلام مزهرةٌ
والنور فيها برغم الضيق والعتم(/)
هل نستطيع أن نحب بعضنا بالرغم من ...... قصة حزينة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:18 ص]ـ
إبان الحرب الأمريكية في فيتنام، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة، كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي، كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد، يصليان لأجله باستمرار، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق.
الأب: هالو ... من المتحدث؟
الطرف الثاني: أبي، إنه أنا كلارك، كيف حالك يا والدي العزيز؟
الأب: كيف حالك يا بني، متى ستعود؟
الأم: هل أنت بخير؟
كلارك: نعم أنا بخير، وقد عدت منذ يومين فقط.
الأب: حقا، ومتى ستعود للبيت؟ أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا.
كلارك: لا أستطيع الآن يا أبي، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى في الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبي؟
الأب: تحضره معك!؟
كلارك: نعم، أنا لا أستطيع أن أتركه، وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة، ولا يقدر على مواجهتهم، إنه يتساءل: هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبئا وعالة عليهم؟
الأب: يا بني، مالك وماله اتركه لحاله، دع الأمر للمستشفى ليتولاه، ولكن أن تحضره معك، فهذا مستحيل، من سيخدمه? أنت تقول إنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى، سيكون عاله علينا، من سيستطيع أن يعيش معه? كلارك ... هل مازلت تسمعني يا بني? لماذا لا ترد؟
كلارك: أنا أسمعك يا أبي هل هذا هو قرارك الأخير؟
الأب: نعم يا بني، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم.
كلارك: ولكن هل تظن يا أبي أن أحداً من عائلته سيقبله عنده هكذا؟
الأب: لا أظن يا ولدي، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء!
كلارك: لا بد أن أذهب الآن وداعا.
وبعد يومين من المحادثة، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية وانتحر من فوق إحدى الجسور!.
دعي الأب لاستلام جثة ولده ... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين ولا قدم يمنى، فأخبره الطبيب أنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب! عندها فقط فهم! لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته (كلارك) الذي أراد أن يعرف موقف الأبوين من إعاقته قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.
إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا، ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل، ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا "غير الكاملين" سواء أكان عدم الكمال في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات.
ليتنا نقبل كل واحد على نقصه متذكرين دائما إننا نحن، أيضا، لنا نقصنا، وإنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك!
من إيميلي.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:33 ص]ـ
............................................
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:36 ص]ـ
بارك الله فيك .. قصة معبرة
فعلا علينا ان نحب لانه مستحق للحب لا من اجل سلطان او جاه او مال او جمال
فان كان ناقص في جماله الخارجي .. فربما كان جميل من الداخل
وكل انسان معرض للحادث الذي مر به الجندي في الحرب
لذلك علينا ان نحترم الاخرين ونحبهم كما هم حتى نكسب احترامهم وحبهم لنا كما نحن
ودمت بود اختي العزيزة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:38 ص]ـ
لك التحية بأجمل منها
شاكرة لك
نعم ليتنا نعتبر ونتعظ.
ـ[أنوار]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:42 ص]ـ
صباحك خير أديبة ..
قصة حزينة مؤثرة ..
بورك النقل أخية ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:46 ص]ـ
بل صباح تغرد به الطيور وتعشقه الزهور وتزهو به البساتين ..
بورك مدادك أخيتي أنوار
نعم فهذا طبع البشر ..
سبحان الله ...
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:40 ص]ـ
قصة مؤلمة يحيكها واقعنا المخادع
لأننا نعيش عالم لا تجذبه إلا الجماليات
وإن كابرنا وتلفظنا بعكس ذلك إذا وضعنا في حقيقة الإختبار
ستتضح الخفايا وسيظهر المكنون
بورك النقل علنا نتعظ ونعلم أن الدنيا دوارة
سلمنا الله واياكم من كل سوء
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 11:26 ص]ـ
سبحان الله
قصّة جميلة و مؤلمة: (
لكنّي على يقين أن والدا كلارك كانا سيقبلانه إن كان هو من أصيب:)
ـ[رحمة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 03:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي
قصه معبرة جداااااااااااااااا
كم أتمنى أن يسود الحب في الله فقط و حينها سيكون الناس سعداء فالحب في الله من أسمى و أرقى و أحلى مراتب الحب و لايهتم بشكل انما الأهم ما بداخل الانسان
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:29 ص]ـ
ضياء الأمل
أبو دجانة المصري
الرحمة ..
مساء يغشاه الرحمة والعتق من النار في هذا الشهر الفضيل.
جزاكم الله خيرا
هذا حال الدنيا اللهم أجعلنا من عبادك المقربين ..
أعود وأقول لكم جزاكم الله خيرا ..(/)
استفسار: كم عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[سامر وحيد]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 08:33 م]ـ
كم عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم؟
مع العلم ان هناك مصادر تذكر
تسعة اخرى وسبع وعشرون وأخرى تسع وعشرون
نريد الاجابة السليمة منكم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 10:48 م]ـ
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم 28 غزوة وهي بالترتيب كالتالي:
غزوة الأبواء (ودان)
غزوة بواط
غزوة العشيرة
غزوة بدر الأولى
غزوة بدر الكبرى
غزوة بني سليم
غزوة بني قينقاع
غزوة السويق
غزوة ذي أمر
غزوة بحران
غزوة أحد
غزوة حمراء الأسد
غزوة بني النضير
غزوة ذات الرقاع
غزوة بدر الآخرة
غزوة دومة الجندل
غزوة بني المصطلق
غزوة الخندق
غزوة بني قريظة
غزوة بني لحيان
غزوة ذي قرد
غزوة الحديبية صلح الحديبية
غزوة خيبر
غزوة عمرة القضاء
فتح مكة
غزوة حنين
غزوة الطائف
غزوة تبوك
بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 28 غزوة،
كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال و الباقي حقق أهدافه دون قتال.
من ضمن هذه الغزوات خرج الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 7 غزوات على علم مسبقاً بأن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين.
استمرت الغزوات 8 سنوات (من 2 هجري إلى 9 هجري).
في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات.
بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة و سرية.(/)
مبارك الإشراف لأختنا أنوار ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:26 ص]ـ
مبارك لك يا أخيه ..
وأعانك الله على حمل الرسالة ..
دعواتي لك بالتوفيق ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:29 ص]ـ
مبارك للأستاة أنوار
وفقها الله وسددها.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
مبارك أختي أنوار
وأسأل الله لك التوفيق والإعانة والسداد
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:58 ص]ـ
نهنّيء أختنا أنوار , ونسأل الله لها السداد والتوفيق في مهامّها الإشرافيّة
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:03 ص]ـ
ألف ألف مبارك لأختنا الأستاذة أنوار - زادها الله شرفاً ورفعةً - ..
وهنيئاً للجنة الإشراف أن تكون أستاذتنا الفاضلة أنوار بينهم ..
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:04 ص]ـ
سلمكِ الله من كل سوء أخيتي أديبة ..
ولكِ الشكر جزيلاً موصولا ..
وفقكِ الله ..
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:11 ص]ـ
أساتذتي الكرام ..
- الأستاذ عامر
- الأستاذ الأديب
- الأستاذ أبو العباس
كل الشكر لكم ..
وجزيتم خيراً كثيراً ..
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:19 ص]ـ
ألف ألف مبارك لأختنا الأستاذة أنوار - زادها الله شرفاً ورفعةً - ..
وهنيئاً للجنة الإشراف أن تكون أستاذتنا الفاضلة أنوار بينهم ..
أشكرك أستاذنا الكريم .. وزادكم الله شرفاً ورفعة في الدارين ..
أكثرتم أستاذنا .. غفر الله لنا ..
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:24 ص]ـ
أشكرك أستاذنا الكريم .. وزادكم الله شرفاً ورفعة في الدارين ..
أكثرتم أستاذنا .. غفر الله لنا ..
والله لم أفعل إلاّ القليل من القليل ( ops
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:53 ص]ـ
مبارك عليك أختي أنوار وأنت لها
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:54 ص]ـ
أهلا بك في ركب المشرفين
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:47 ص]ـ
مبارك أختي الكريمة أنوار
أسأل المولى سبحانه أن يوفقك إلى كل خير، وأن يعينك ويسدد خطاك.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 11:03 ص]ـ
مبارك أختنا الكريمة
و أعانك الله و سدّدك
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
مبارك لك أختي الكريمة الأستاذة أنوار
لقد أثريت المنتدى بآرائك السديدة , وسيتضاعف عطاؤك بإذن الله.
اختيار موفَّق من الإدارة.
دمتم في عناية الله ورعايته.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 01:16 م]ـ
مبارك لكم سيدتي الكريمة.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 01:58 م]ـ
نبارك لك أخت أنوار على الزي الأخضر:)، وأنت أهل له.
فأنت أضافة حقيقية لركب المشرفين على هذه الشبكة المباركة
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:00 م]ـ
مبارك عليك الإشراف أختنا أنوار، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشاد
ـ[رحمة]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:13 م]ـ
مبارك لكِ أختي أعانكِ الله على هذه المسؤليه
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 04:19 م]ـ
أبارك لك الإشراف، وأسأل الله أن يعينك، وييسر عليك.
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:04 م]ـ
الأساتذة الكرام ..
أ / كرم
أ / الجبلي
أ / ابن القاضي
أ / أبا دجانة
د / حسانين
أ / بحر الرمل
أ / طارق
أ / حمادي
أ / الرحمة
أ / عبد العزيز
لكم جزيل شكرٍ وامتنان ..
كتب الله لنا ولكم صلاح الدارين ووفقتم لكل خير
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:45 م]ـ
مبارك عليك الإشراف أختنا أنوار ..
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:49 م]ـ
مبارك أختنا أنوار
وأعانك الله على مسئولية الإشراف
لأن الإشراف في ظاهره تشريف ولكن في باطنه تكليف
فمبارك لك
وبارك الله فيك
وجعلك أنوارا في الدنيا والآخرة
ـ[أنوار]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 07:01 ص]ـ
أستاذنا السراج .. جزاكم الله خيراً
أستاذنا محمد .. يعين الله الجميع .. ولكم جزيل الشكر على هذه الدعوات ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 08:26 م]ـ
مبارك لك الإشراف أختي الكريمة أنوار ..
فعلاً تستحقنه بجدارة ولو أنه جاء متأخراً , لكنه جاء .. أعانك الله على هذا الحمل الثقيل وأتمنى لك الإشراف المتميز عما قريب.
"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 05:25 ص]ـ
ألف مبارك أختي الغالية أنوار
كم فرحت لتشريفنا وتكليفك بهذا العمل
بارك الله فيك تستحقين الإشراف وعن جدارة أعانك الله وسدد خطاك
ـ[نرفانا]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 06:49 ص]ـ
كنور القمر ..
في ليلة الست بعد ثمان ..
ساطعة بقلمك ..
تهانينا القلبية ..
وسدد الله خُطآك ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 07:40 ص]ـ
مبارك الإشراف: أعان الله الأخت الكريمة أنوار ونفعها ونفع بها وسددها إلى خير هذا العمل وجعله خالصا صوابا تثقل به موازينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 08:23 ص]ـ
مبارك لك الإشراف أختي الكريمة أنوار ..
فعلاً تستحقينه بجدارة ولو أنه جاء متأخراً , لكنه جاء .. أعانك الله على هذا الحمل الثقيل وأتمنى لك الإشراف المتميز عما قريب.
"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"
أشكرك أستاذنا عز الدين ..
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 08:27 ص]ـ
ألف مبارك أختي الغالية أنوار
كم فرحت لتشريفنا وتكليفك بهذا العمل
بارك الله فيك تستحقين الإشراف وعن جدارة أعانك الله وسدد خطاك
سلمكِ الله من كل سوء .. غاليتي باحثة ..
وكم فرحتُ بمرورك أخية
يباركك الله أينما كنتِ ..
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 08:32 ص]ـ
كنور القمر ..
في ليلة الست بعد ثمان ..
ساطعة بقلمك ..
تهانينا القلبية ..
وسدد الله خُطآك ..
أهلاً أخيتي نرفانا .. ومرحباً بكِ في الفصيح
وفقك الله أخية ..
وأشكر لكِ طيب كلماتك ..
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 08:34 ص]ـ
مبارك الإشراف: أعان الله الأخت الكريمة أنوار ونفعها ونفع بها وسددها إلى خير هذا العمل وجعله خالصا صوابا تثقل به موازينها.
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ..
وسدد الله على الخير خطاكم ..
ـ[الوافية]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 10:52 ص]ـ
ألف ألف مبارك أخيتي العزيزة.
أعانك الله وسدد خطاك وجعل ما تقدمينه للفصيح من جهد ووقت في ميزان حسناتك.
ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 09:10 ص]ـ
ألف ألف مبارك أخيتي العزيزة.
أعانك الله وسدد خطاك وجعل ما تقدمينه للفصيح من جهد ووقت في ميزان حسناتك.
سعيدة بكريم مرورك أستاذتي الوافية ..
لكِ كل الشكر والتقدير لطيب الدعوات ..
و رزقنا الله وإياك في هذه الأيام القلائل الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 09:07 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
أختي الحبيبة ... أنوار ..... مبارك لكِ الإشراف .... فأنتِ في الحقيقة .... الشخص المناسب في المكان المناسب
تهانينا الحارة لكِ ....(/)
يشرفني وجودي بينكم أحبائي
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير ..
كم راق لي هذا المنتدى بكل مافيه
.
.
كنت دائمة التصفح له ولكن نظرا لانشغالي لم أتمكن من التسجيل الا الآن
أتمنى أن أفيد وأستفيد:)
بارك الله فيكم (أعضاء) مميزون حقا
.
.
دمتم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:44 م]ـ
حياك الله وبياك
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أختنا الفاضلة
نتشرّف بانتسابك لأسرة شبكة الفصيح
نسأل الله لك طيب المقام
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك وسهلا ومرحبا
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:57 م]ـ
أخواني (محمد الجبلي، أبو العباس، الأديب اللبيب)
شكرا لكم
على الترحيب
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:05 م]ـ
مرحبا بك أختي الكريمة، سررنا بانضمامك إلى ركب الفصحاء، أرجو لك أوقاتا سعيدة في حنايا الفصيح.
ـ[رحمة]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 03:09 م]ـ
أهلاً بكِ أختي أتمنى لكِ اقامة طيبه في منتدانا الغالى
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 04:22 م]ـ
بنت الحجاز، أهلا بك وسهلا.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:26 م]ـ
حياك الله وبياك
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:45 م]ـ
أهلا بك أختنا العزيزة وبارك الله فيك
وزقك الخير أينما كنت
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:48 م]ـ
مرحبا بك أختي الكريمة، سررنا بانضمامك إلى ركب الفصحاء، أرجو لك أوقاتا سعيدة في حنايا الفصيح.
وانا أكثر سرورا بهذا الترحيب
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:49 م]ـ
أهلاً بكِ أختي أتمنى لكِ اقامة طيبه في منتدانا الغالى
سلمتي أختي على الترحيب
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:50 م]ـ
بنت الحجاز، أهلا بك وسهلا.
تسلم أخوي عبد العزيز
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:50 م]ـ
حياك الله وبياك
وحيااااك أخي
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:52 م]ـ
أهلا بك أختنا العزيزة وبارك الله فيك
ورزقك الخير أينما كنت
واياااك أخوي محمد
بارك الله فيك
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 03:54 م]ـ
حياكِ الله أخية و أهلاً ومرحباً بكِ ..
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 01:44 ص]ـ
شكرا أنوار
ـ[فتون]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 04:52 ص]ـ
أهلا وسهلا
ومرحبا ببنت الحجاز
ـ[بنت الحجاز]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 05:00 ص]ـ
تسلمين أختي فنوون
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 11:51 ص]ـ
كم راق لي هذا المنتدى بكل ما فيه
مرحبا بأختنا الكريمة بنت الحجاز
يسعدنا أن يروق الفصيح لكل متذوق للعربية، وكل متحمل للحق يسعى إليه.
ننتظر تفاعلكم المفيد(/)
رسائل إلى من يهمه الأمر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 04:48 م]ـ
رسالة إلى كل عاق لوالديه:
- حيوة بن شريح من كبار العلماء، كان يقعد في حلقة الدرس يعلم الناس، وعند مضي بعض الوقت تأتي أمه وتقول: يا حيوة! قم ألقِِ الشعير للدجاج، فيقوم ويقطع الدرس ليضع الشعير للدجاج، ثم يرجع يكمل الدرس.
رسالة إلى المنبهرين بالحضارة الغربية:
- تقع في أمريكا جريمة قتل كل (23) دقيقة، ويتعرض كل دقيقتين شخصان للسرقة، وآخران لإطلاق النار، أو الطعن، أو الضرب الشديد.
رسالة إلى المتخصصين في التنغيص على المسلمين:
- قال يحي بن معاذ:ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة:
إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:22 م]ـ
الثالثة يا أبا فادي يحتاج لها كثير من الناس
وكذلك ما قبلها
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:44 م]ـ
العالمان الجليلان
سعادة الأستاذ محمد سعد
وسعادة الأستاذ محمد التويجري
حفظكما الله وسدَّد على طريق الخير خطاكما.
حقا
ما أحوجنا إلى هذه التنبيهات السديدة و تلكم التوجيهات الرائدة.
هناك أناس ليس لهم هم ٌّ إلا تعكير دروس العلم نسأل الله لنا ولهم الهداية.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:06 م]ـ
كلام جميل ومؤثر
سلمت يا استاذ محمد سعد
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:18 ص]ـ
العالمان الجليلان
سعادة الأستاذ محمد سعد
وسعادة الأستاذ محمد التويجري
;) جعلتني عالما جليلا يا أستاذي ولست بذاك
حفظكما الله وسدَّد على طريق الخير خطاكما.
حقا
ما أحوجنا إلى هذه التنبيهات السديدة و تلكم التوجيهات الرائدة.
هناك أناس ليس لهم هم ٌّ إلا تعكير دروس العلم نسأل الله لنا ولهم الهداية.
لعل حسن ظنك بي يا أستاذي دفعك لهذا القول
أنا أقل مما قلت بكثير
أشكرك جزيل الشكر
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:35 ص]ـ
أستاذنا الجليل
ألا يكفي استضافتكم لهؤلاء العلماء الأجلاء؟
ولا يضيف العلماء إلا العلماء الذين يعرفون قدر العلم وأهله.
فلقد أنشأتم أعظم بيت في هذا العصر بيت مدارسة العلم مدارسة لغة القرآن الكريم.
أسأل الله جلت قدرته أن يُعلي شأنكم , وأن يرفع درجاتكم , وأن يجعل ما يقدَّم في هذا المنتدى المبارك في ميزان حسناتك.
فكم من كربة لطلاب العلم ذللها هذا المنتدى , وكم من ضيق فرّجه.(/)
طلب عاجل جدا من إخوتي المعلمين السعوديين والمصريين
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى لا أطيلَ عليكم
جاءتني فرصة عمل في الدمام بالسعودية
لأعمل معلما للغة العربية هناك في إحدى المدارس.
ـــــــ
فأرجو ممن لديهم الخبرة في هذه المدارس أو هذه الأماكن أو التدريس عامة في مدارس الدمام
أن ينصحني لوجه الله ــ تعالى.
وجزاه الله خير الجزاء
حيث أنني لم أرحل إلى مكان خارج مصر منذ ولادتي
ويهمني رأيكم
وما خاب من استشار
ــــــــ
أرجو سرعة الرد من أصحاب الخبرة
بارك الله فيكم
لأن قراري سيكون خلال أيام قلائل
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:20 ص]ـ
أخي الكريم محمد
إذا كانت المدرسة أهلية فإنك لابد أن تسأل عن مُلاك المدرسة وعن الراتب ما قيمته وهل يصرف بلا تأخير أو انقطاع والغالب أن المدارس المشهورة خاصة في مدينة كالدمام تكون ملتزمة بهذا الشيء وهذا أهم ما تسأل عنه ولعل أحدا أن يفيدك بأكثر من هذا.
أسأل الله لك التوفيق أينما كنت.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:37 ص]ـ
واعلم أن المصروفات في السعودية ليست كما هي في مصر فأنصحك أن تسأل من تعرف في السعودية من المصريين عن كفاية الراتب للعيش هناك والادخار
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:45 ص]ـ
هنيئا لك أخي الكريم
ظللت سنة في الدوحة ولم أجد فرصة عمل
نصيحتي لا تضيعها.
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:22 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أخي الكريم.
هذا إيميلي alslafy على الهوت ميل.
والله الموفق.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 07:12 ص]ـ
بارك الله فيكم
ولكن لي سؤال ..
هل لي أن أصرح هنا باسم المدارس التي رشحت إليها أم لا؟
ورجاء من إخوتي السعوديين أن يكلموني على (الإيميل) وإرساله لي في رسائل خاصة،
وكم أشكرك أخي السلفي بارك الله لك وفيك.(/)
(الجندي المصري خير أجناد الأرض) ما أصل هذا الحديث؟
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الذي نشأنا عليه صغارا في مصر
((((
إذا فتح الله عليكم مصرا فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فإن ذلك الجند خير أجناد الأرض)))
موجود في كتب المدارس في مصر
محفور على أسوار المدارس.
ولكنني عندما كبرت وحاولت أن أبحث عن أصل هذا الحديث
فلم أجده
ــــــ
فرجاء من إخوتي وأحبتي أهل الخبرة
أن ينصحونا بصحة هذا الحديث، وهل هو موضوع أم مكذوب.
أم هو ليس من كلام سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصلا.
أم هو من أقوال الصحابة؟
ــــــــ
والدافع وراء معرفتي لأصل هذا الحديث أن أصحح لأبنائي الطلاب بعض الأخطاء التي توارثناها عن جهل السابقين.
بارك الله فيكم
ورزقكم الخير أينما كنتم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو حديث ضعيف أو شديد الضعف
وجاء في خطبة لعمرو بن العاص رضي الله عنه
لكنه حديث ضعيف
إليك المزيد هنا:
http://www.islamqa.com/ar/ref/134287
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 04:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجاء في خطبة لعمرو بن العاص رضي الله عنه
لكنه حديث ضعيف
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أختي الكريمة , وبارك الله تعالى.
ما معنى كلامك أعلاه؟
فما معنى " جاء في خطبة ... "؟
وما معنى " لكنه حديث ضعيف "؟
والله الموفق.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:11 ص]ـ
لو اطلعت على الرابط المرفق أعلاه لوجدت إجابة أسئلتك أخي السلفي
الحديث المقصود في السؤال جزء من خطبة طويلة لعمرو بن العاص رضي الله عنهما، خطبها في أهل مصر، فكان مما قال لهم: حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض. فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة) أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189)، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/ 1003)، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/ 162)، وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83)، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/ 185) لابن يونس.
جميعهم من طريق ابن لهيعة، عن الأسود بن مالك الحميري، عن بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وهذا إسناد ضعيف، فيه علل ثلاثة:
عبد الله بن لهيعة: قال الذهبي رحمه الله في " الكاشف " (ص/590): " العمل على تضعيف حديثه " انتهى.
الأسود بن مالك: لم أقف له على ترجمة.
بحير بن ذاخر المعافري: ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 138)، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/ 411)، والذهبي في " تاريخ الإسلام " (7/ 326) ولم يذكر فيه أحد جرحا ولا تعديلا، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " (4/ 81).
وبهذا يتبين أن الحديث ضعيف جدا، فلا يستشكل المعنى بعد ضعف السند.
وعلى كل حال: فأجناد المسلمين فيهم الخير الكثير، وكل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله، وفي وصاية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز إطلاق الأحكام العامة على أجناد بلاد معينة بغير دليل صحيح، وخسارة بعض المعارك ليس دليلا على فساد جميع الجند، كما أن النصر في المعركة ليس دليلا على صلاح جميع الجند.
والله أعلم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:18 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أخي الكريم أبا دجانة.
حتى لا يطول الكلام , ونحن في زمن لا يتحمله , لا تتدخل فيما لا علم لك فيه ,
أنت تتدخلت فأخطأت خطئين:
الأول: أنك غيرت اقتباسي , وهذا فيه إفساد سؤالي , وفيه أنه لا علم لك بما أسأل عنه.
الثاني: أنك آتيت بما لا دليل فيه على سؤالي ولا جواب.
أخي الكريم أنا أعلم جيدًا ماذا أقول , وما أكتب.
رجائي تحذف مشاركتك , وتعيد اقتباسي مرة ثانية ,
وتحذف مشاركتي هذه.
والله الموفق.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:22 ص]ـ
ما هذا الكلام أيها السلفي
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:27 ص]ـ
بسم الله.
أخي الكريم.
دعنا من كثرة الكلام التي لا تقدم ولا تؤخر شيئًا.
هذه نصيحة أولاً.
ثانيًا: الأخ الكريم أفسدت الاقتباس , وما عدله لم يكن عملي.
ثالثًا: لكل فن أهله أخي الكريم , فطالما الأخ لا علم له بفنون الحديث
والتضعيف والتصحيح لا يتكلم حتى لا يفسد ,
ومن المعلوم أن العلم شرط الصحة ,
وإن كان الأخ من ذوي العلم في التصحيح والتضعيف فليجب على السؤال.
ونحن أخي نتكلم في دين الله تعالى , وهذا لا بد من النظر إليه قبل كل شيء.
وإن كان الكلام لا خير فيه فالصمت ألزم له المرء من غيره.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:30 ص]ـ
عليك بالرفق أخي الكريم فما نزع من شيء إلا شانه
ولرب كلمة قالت لصاحبها دعني
هنا اعتراضي وكان في قدرتك صياغة كلام خير مما قلت
وهذا نهج نبوي لا يجهله مثلك
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:36 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ:
كلامك صحيح أخي الكريم , ولكن كونه يغير اقتباسي , فهذا لا مبرر له أبدًا ,
ولو كان الأمر وقف على أنه جاء بمشاركته فقط لخف الوطء ,
وعلى كل أخي الكريم أنا طلبتُ منه حذف تلك المشاركة , وليتك تقرأ آخرها ,
فرجائي أن يعيد اقتباسي كما كان , ويترك الجواب للمعني , فأنا - والحمد لله تعالى -
بمعرفة كإسمى بما نقل هو في خصوص التضعيف , فلا حاجة إليه ,
إنما الحاجة إلى إعادة الاقتباس وبقاء السؤال ليستفيد من أراد أن يتعلم
دين الله تعالى تعلمًا صحيحًا.
والله الموفق.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:40 ص]ـ
بوركت وبورك قبول الحق
كيف كان الاقتباس لأعيده لك
ـ[السلفي1]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
[ QUOTE= بنت خير الأديان;370158] [ CENTER][SIZE="4"][COLOR="DarkGreen"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجاء في خطبة لعمرو بن العاص رضي الله عنه
لكنه حديث ضعيف
قلتُ: هكذا كان أخي الكريم , وبارك الله فيك ,
وليتك تحذف المشاركات السابقة , فلا حاجة لها , وهذا طلبي أولاً.
والله الموفق.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:50 ص]ـ
لا داعي لحذف شيء
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 05:53 ص]ـ
فرقت فعلا:)
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 07:03 ص]ـ
أحبتي في الله
رفقا رفقا ..
لا داعي لكل هذا
ولا نريد أن نسلك طريقا آخر عن الموضوع ذاته.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 08:42 ص]ـ
أرجو من الإخوة الفضلاء والأساتذة الأجلاء الحفاظ على مشاعر إخوانهم , فلا تخلو قرية في مصر من عشرة شهداء على الأقل , ولذا أقول للأخت الفاضلة عليك بحذف الرابط أعلاه لأنه يسئ لإخوانك في الإسلام وفي القربى وفي الجوار.
ليس الهدف من المنتدى هو بث الفرقة والشقاق.
قال تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب َ ريحكم ".
وإنما الهدف منه هو مدارسة لغة القرآن.
وما أجمل هذا الهدف َ وأنبله لو كان سببا في تقارب الإخوة وتعاونهم وتآلفهم.
قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
وليعلم الجميع أن إساءة المسلم لأخيه لن تمحى إلا باسترضائه وطلب المسامحة منه.
فلماذا نهدر حسناتنا؟
والحديث في غاية الوضوح وكلكم يحفظه:
أتدرون من المفلس ................. ؟
فليحافظ كل منا على نفسه أولا وعلى غيره ثانيا , ولنحافظ على هذا المنتدى العلمي المبارك الذي يعود بالنفع على البشرية جمعاء. هداني الله وإياكم صراطه المستقيم.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 09:56 ص]ـ
أعضاء الفصيح الأفاضل ..
نحن هنا للعلم
نحن هنا نهدي البعض باقات من النور والأدب
نحن هنا نؤدي رسالة ..
كم أتألم حين أجد الأعضاء يتراقشون بالكلام
لنتذكر قول القائل:
هي الأيام تمضي كالسهام بنا=وإن طالت بنا الأعمار أو قصرت.
مما لا شك فيه أن الأخلاق هي تاج العقول وسوار النفوس وميزان الأمم,
ونحن في شهر فضيل آخره العتق من النيران ونحن في العشر الآواخر،
كما قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت =فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مكارم الأخلاق عديدة لا يمكن أن نحصرها في حديثنا هذا ..
ولكني سأتكلم عن الحلم والصبر وهي ما يتحلى بها المرء
ويضع له مقدارا عند غيره،
أتسأل كيف يفكر هؤلاء؟!
أين هم من صفات المسلم: الحلم، العفو،الصبر،الابتسامة والتسامح ..... الخ
وأين هم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"؟!
أخذت أفكر أيضاً بقصة فتح مكة حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن آذوه وعذبوه وطردوه ونهبوا أمواله: "اذهبوا فانتم الطلقاء" ... شتان بينهما ..
لم لا نجعل قدوتنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في جميع تعاملاتنا؟
تذكروا الحلم عند الغضب والرحمة والعفو عند المقدرة،
تذكروا قول الخالق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 10:23 ص]ـ
أرجو من الإخوة الفضلاء والأساتذة الأجلاء الحفاظ على مشاعر إخوانهم , فلا تخلو قرية في مصر من عشرة شهداء على الأقل , ولذا أقول للأخت الفاضلة عليك بحذف الرابط أعلاه لأنه يسئ لإخوانك في الإسلام وفي القربى وفي الجوار.
ليس الهدف من المنتدى هو بث الفرقة والشقاق.
قال تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب َ ريحكم ".
وإنما الهدف منه هو مدارسة لغة القرآن.
وما أجمل هذا الهدف َ وأنبله لو كان سببا في تقارب الإخوة وتعاونهم وتآلفهم.
قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
وليعلم الجميع أن إساءة المسلم لأخيه لن تمحى إلا باسترضائه وطلب المسامحة منه.
فلماذا نهدر حسناتنا؟
والحديث في غاية الوضوح وكلكم يحفظه:
أتدرون من المفلس ................. ؟
فليحافظ كل منا على نفسه أولا وعلى غيره ثانيا , ولنحافظ على هذا المنتدى العلمي المبارك الذي يعود بالنفع على البشرية جمعاء. هداني الله وإياكم صراطه المستقيم.
أخي الحبيب
نحن بصدد حديث خطير .. إن كان مكذوبا أو ضعيفا أو موضوعا .. فنحن نتبوأ مقعدنا من النار إن نقلناه لأبنائنا
وعرض رابط الأخت الفاضلة ليس فيه إهانة للمصريين، ولا تنس أنني مصري وأفتخر بأنني مسلم مصري بفضل الله
ولكننا بصدد قضية أقوى من المصري وغيره.
ــــــ
بارك الله فيك ورزقك الخير أينما كنت
(يُتْبَعُ)
(/)